المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august03.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المتفرقات

 

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا12/من13حتى21/يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

 

عنوان تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

تعليقاً على خبر قتل والد في الشمال اللبناني ابنه البالغ من العمر 28 سنة على خلفية خلاف عقاري/ابتعاد الإنسان عن الله يحوله إلى وحش ومصاص دماء/الياس بجاني

سفر أعمال الرسل23/من12حتى22/التآمر على قتل بولس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

«حزب الله» يشيع اثنين من مقاتليه

حزب الله يعطّل احتفالا دينيّا مسيحيّا في قرية «مليخ»/مدوّنة كمال ريشا/جنوبية

مقتل 405 عناصر لقوات الأسد و"حزب الله" في حلب خلال شهر تموز

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 2/8/2015

شمعون خلال افتتاح مركز لحزب الأحرار في جونية: من غير الجائز التفكير بإقامة دويلات

النفايات "تفوح" في الوسط الديبلوماسي و"دور مسهّل" لألمانيا فابيوس بعد جيرو: الرئاسة اللبنانية...مكانك راوح!

السفير البابوي غبريالي كاتشا يمنح السفير الالماني كريستيان كلاجس درعاً تقديرية.

سيناريو الرابية مرسوم للجلسة المقبلة للحكومة الخيارات متعدّدة... وإسقاط الحكومة ليس أولويّة

أهالي العسكريين عاتبون على الحكومة... في عيد الجيش

عون: يطالبون برئيس توافقي لأنهم يرون لبنان قطعة من الجبن

 حسن خليل: مثلث الجيش والشعب والمقاومة ما زال يمثل اكثر من ضرورة لحماية لبنان وارضه

رعد: جيشنا قوي وكل ما يحتاجه من سلطتنا حرية التحرك

شارل ازنافور أذهل جمهور مهرجان البترون: عندما ازور لبنان اشعر بالطمأنينة وما أطيب التبولة عندكم

آلان عون جال في دبل ورميش: لن نخرج من أي أزمة الا بمكسب إضافي في معركة استرجاع حقوق المسيحيين

قاووق: لعدم المراهنة على العصابات التكفيرية في سوريا

فياض: للذهاب باتجاه التعيينات في 7 آب لأن لا شيء يمنع حصولها

 فضل الله: الحوار المدخل الطبيعي لمعالجة كل الازمات والمشاكل

الأمين العام لحزب 'الوطنيين الأحرار” إلياس أبو عاصي: هنالك حرب خنادق ضد رئيس الحكومة

وائل أبو فاعور دفاعا عن جنبلاط: نديم قطيش مرتزق مأجور لقيط رذيل…

ديم قطيش: أبو فاعور… "أوسكار"

لهذه الأسباب قتل حسن ابنه ناجي عبد الرحمن في عكار

عون يغامر بتفكيك تياره عبر إصراره على “توريث” الرئاسة لصهره “المدلل”

انتخابات عونية شكلية في 20 سبتمبر وسط انقسام مؤيديه إلى ثلاث مجموعات

نائب عوني لـ”السياسة”: لن نسكت إذا مددت الحكومة لرئيس الأركان

حوري: حلم عون بالرئاسة سقط نهائياً

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بوغدانوف: خادم الحرمين يزور موسكو قبل نهاية السنة

إسرائيل ترضخ للضغوط الدولية وتشدد إجراءاتها ضد المتطرفين اليهود

طهران تحذر “الوكالة الذرية من كشف أي معلومات لواشنطن

عراقجي دعا البرلمان إلى سرعة إقرار الاتفاق

تعزيز التعاون العسكري الأميركي – المصري

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عين «حزب الله».. على القنيطرة لإبعاد شبح الداخل/علي الحسيني/المستقبل

علي بركات «منشد» حزب الله.. يُرشد نصرالله/جانا حويس/المستقبل

في الازدواجية وبؤسها/علي نون/المستقبل

فسادُ الفساد كمقولة: أحد عشر سبباً/وسام سعادة/المستقبل

لماذا الدولة العلوية ليست خياراً/خيرالله خيرالله/المستقبل

لو تقتدي الطبقة السياسية بالجيش فتضحّي مثله من أجل لبنان ولا تضحي به/اميل خوري/النهار

التسوية الدولية والإقليمية مدخل لانتخاب الرئيس/خليل فليحان/النهار

التلويح بالتصعيد في الشارع هذا الأسبوع يمرّر التمديد للمواقع العسكرية دفعة واحدة/روزانا بومنصف/النهار

مجلس وزراء الأربعاء من دون قرارات أساسية والأزمات تراوح في النفايات والتعيينات وآلية العمل/سابين عويس/النهار

لجان التحقيق... أتذكرون/نبيل بومنصف/النهار

طويلة في سوريا/علي بردى/النهار

خلّصوا الإسلام بإخراجه من السياسة/علي الأمين/جنوبية

سورية إلى «محاصصة» والأسد على خطى صالح/جورج سمعان/الحياة

ويلات حرب وخيبات سلام/غسان شربل/الحياة

وسط الارتباك العربي.. أما حان وقت النقد الذاتي/اياد ابوشقرا/د/الشرق الأوسط

ماذا تعني عودة الروس/طارق الحميد/الشرق الأوسط

الاتفاق النووي والحرب على الإرهاب/باسم الجسر/الشرق الأوسط

القيمة الاستراتيجية لقناة السويس الجديدة/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

إردوغان: منتهى البراغماتية المُقنعة/آمال موسى/الشرق الأوسط

 

عناوين المتفرقات

باسيل جال في الكورة: نقف في وجه المخالفات ولا نعطل ونطالب بالشراكة ضمن الأصول

الراعي من بتدعي: اقول للذين يغطون سياسيا المجرمين عندما ترتد الجريمة عليهم من سيغطيهم ومن يلعب بالنار يحترق؟

الراعي في مولد المكرم الدويهي: لوقفة ضمير أمام مكونات هويتنا ووجداننا التاريخي

مطر في قداس لراحة نفس داني حرب: لنتحاور بصدق من أجل لبنان

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا12/من13حتى21/يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

"قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع لِيَسُوع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث». فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ». وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

سفر أعمال الرسل23/من12حتى22/التآمر على قتل بولس

يا إِخْوَتِي: تآمَرَ بَعْضُ ٱليَهُودِ فوَضَعُوا حِرْمًا عَلى أَنْفُسِهِم أَلاَّ يَأْكُلُوا ولا يَشْرَبُوا حتَّى يَقْتُلُوا بُولُس. وكَانَ ٱلَّذِينَ دَبَّرُوا هذِهِ ٱلمُؤامَرَةَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعينَ رَجُلاً. هؤُلاءِ جَاؤُوا إِلى ٱلأَحْبَارِ وٱلشُّيُوخِ وقَالُوا: «لَقَدْ حَرَمْنَا أَنْفُسَنَا حِرْمًا أَلاَّ نَذُوقَ شَيْئًا حَتَّى نَقْتُلَ بُولُس! فَٱلآنَ أَشِيرُوا أَنْتُم وٱلمَجْلِسُ عَلى قَائِدِ ٱلأَلْفِ أَنْ يُحْضِرَ بُولُسَ إِلَيْكُم، كَأَنَّكُم تُرِيدُونَ أَنْ تَفْحَصُوا عَنْ أَمْرِهِ فَحْصًا أَدَقّ، ونَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ لِقَتْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنَ ٱلمَجْلِس». وسَمِعَ ٱبْنُ أُخْتِ بُولُسَ بِٱلكَمِين، فَذَهَبَ إِلى ٱلقَلْعَة، ودَخَلَ فأَطْلَعَ بُولُسَ عَلى ٱلأَمْر. فدَعَا بُولُسُ أَحَدَ قَادَةِ ٱلمِئَةِ وقَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ بِهذَا ٱلفَتَى إِلى قَائِدِ ٱلأَلْف، فإِنَّ عِنْدَهُ مَا يُطْلِعُهُ عَلَيْه».فأَخَذَهُ قَائِدُ ٱلمِئَةِ وذَهَبَ بِهِ إِلى قَائِدِ ٱلأَلْف، وقَال: «لَقَدْ دَعَاني ٱلسَّجينُ بُولُس، وسَأَلَنِي أَنْ أُحْضِرَ إِلَيْكَ هذَا ٱلفَتَى، لأَنَّ عِنْدَهُ مَا يَقُولُهُ لَكَ». فأَخَذَهُ قَائِدُ ٱلأَلْفِ بِيَدِهِ، وٱنْفَرَدَ بِهِ عَلى حِدَة، وسَأَلَهُ: «مَا عِنْدَكَ مِنْ خَبَرٍ تُطْلِعُنِي عَلَيْه؟».

فقَال: «إِنَّ ٱليَهُودَ قَدِ ٱتَّفَقُوا عَلى أَنْ يَسْأَلُوكَ أَنْ تُحْضِرَ بُولُسَ غَدًا إِلى ٱلمَجْلِس، كَأَنَّهُم يُريدُونَ أَنْ يَسْتَعْلِمُوا عَنْ أَمْرِهِ بِوَجْهٍ أَدَقّ. فأَنْتَ لا تُصَدِّقْهُم، لأَنَّ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعينَ رَجُلاً قَدْ كَمَنُوا لَهُ، ووَضَعُوا حِرْمًا عَلى أَنْفُسِهِم أَلاَّ يأْكُلُوا ولا يَشْرَبُوا حتَّى يَقْتُلُوه. وهُمُ ٱلآنَ مُسْتَعِدُّونَ يَنْتَظِرُونَ مِنْكَ ٱلمُوافَقَة». فصَرَفَ قَائِدُ ٱلأَلْفِ ٱلفَتَى، وأَوْصَاهُ قَال: «لا تُخْبِرْ أَحَدًا أَنَّكَ أَطْلَعْتَنِي عَلى ذلِكَ».

 

تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

ثقافة شرعة الغاب وهيمنة الدويلة على الدولة وراء كل الجرائم في لبنان

الياس بجاني

02 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/02/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84/

وكالات انباء/02 آب/15/"أطلق المدعو حسن توفيق عبد الرحمن النار على نجله ناجي من مسدس حربي بعد وصول ناجي الى بلدة حرار - عكار من السعودية حيث يعمل، وذلك على خلفية ارث عقاري، ما ادى الى وفاته على الفور)

لم يعد مستغرباً وقوع أي حدث أو حادث وحشي وبربري في أي منطقة من مناطق لبنان مهما كان كارثياً ومأساوياً واجرامياً ودموياً، وذلك بنتيجة تفلت وانتشار السلاح والمسلحين والفوضى وهيمنة دويلة إيران وجيشها الإرهابي والغزواتي الذي هو حزب الله على الدولة وتعهير كل ما هو معايير دينية ووطنية وقضائية، وقيم إنسانية وأخلاق، إضافة إلى التفكيك والتفتيت والتفريغ لمؤسسات الدولة كافة وتسيب الحدود وانكشافها.

إن ثقافة حزب الله البربرية المهيمنة على وطن الأرز بالقوة والإرهاب والمال الإيراني وعاهات التمذهب والتعصب ورفض الأخر والهمجية هي وراء الجريمة الوحشية التي شهدها الشمال اللبناني اليوم حيث قام  هذا الأب المجرد من الأبوة ومن كل ما هو مشاعر وأحاسيس إنسانية بقتل ابنه البالغ من العمر 28 سنة بدم بارد دون أن يرمش له جفن ودون أي رحمة أو مخافة من الله ومن يوم حسابه الأخير.

بالتأكيد إن دويلة حزب الله الإيرانية وجيشها الإرهابي لم يرتكبا بشكل مباشر هذه الجريمة البغيضة التي لا تقترفها حتى الحيوانات المتوحشة، ولكن حالة ثقافة الفوضى والتفلت ومفاهيم مد اليد الموروبة واسترخاص حياة الإنسان وغياب المحاسبة التي فرضها هذا الحزب المذهبي والسرطاني على المجتمع اللبناني هي المسؤولة غير المباشرة، وذلك بعد أن عهر الدولة وفكك مؤسساتها وغيب عنها القانون. نعم الدويلة هي المسؤولة الأساسية عن هذا الحدث غير المسبوق بوحشيته والبربرية وعن كل الحالات المشابهة كائن من كان المرتكب.

من هنا فإن العلة المرّضية القاتلة والأساس التي تنهش في قيم وأخلاق ومعايير المجتمع اللبناني بكافة شرائحه تكمن في هرطقة وكفر تغييب الدولة ومؤسساتها لمصلحة الدويلة وخدمة لمشروع اسيادها ورعاتها الملالي التوسعي والإمبراطوري، وذلك عن طريق نشر وتعميم وفرض حالات التفلت والفوضى والتسويق عملياً وفكراً وممارسات لثقافة شرعة الغاب الحامل ألويتها وراياتها الصفر حزب الله.

هذا وفي سياق تحديد المسؤولية عن حالات الفوضى التي تهيمن بالقوة والإرهاب على لبنان لا بد من تذكير من يهمهم الأمر بأن كل حزب وكل سياسي وكل مسؤول وكل مواطن وكل رجل دين يؤيد حزب الله مباشرة أو مواربة أو يتغاضى عن احتلاله للبلد لأي سبب كان هو 100% شريك له في كل جرائمه المباشرة وغير المباشرة التي تطاول أسس وركائز الوطن وثقافة المواطنين والقانون وهيبة وسلطة الدولة وانتظام وعمل كل مؤسساتها.

إن العلاج الناجح والمجدي الوحيد للعاهة المجتمعية والأخلاقية والحياتية التي يعممها ويفرضها بالقوة وبالبلطجة جيش إيران في لبنان يأتي فقط وفقط من خلال إنهاء حالة الدويلة الإيرانية الهجينة بكل إفرازاتها السرطانية واللاانسانية واللالبنانية واللاعربية واللادينية وقيام الدولة مع كل مؤسساتها وخصوصاً جسمها القضائي العادل، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني phoenicia@hotmail.com

     

تفاصيل الأخبار اللبنانية

«حزب الله» يشيع اثنين من مقاتليه

 النبطية ـ «المستقبل/03 آب/15»/شيَّع «حزب الله« أحد مقاتليه الذي قضى في سوريا «طارق علي موسى (نور حيدر) في بلدته عربصاليم في اقليم التفاح. انطلق موكب التشييع من امام مستشفى راغب حرب في تول الى مدخل البلدة الشمالي تقدمه حملة الرايات وفرقة من كشافة المهدي وصولاً الى ساحة البلدة، حيث ام الصلاة عليه امام البلدة الشيخ مصطفى مغنية، في حضور وفود من القرى المجاورة وشخصيات وفعاليات وعلماء دين . وادت ثلة من مقاتلي «حزب الله« التحية وقسم الحزب، ثم حملوا الجثمان الى مثواه الأخير حيث ووري في الثرى في جبانة البلدة. وفي الدوير (النبطية) شيَّع حزب الله احد مقاتليه محمد صادق مصطفى قانصو «حيدر الكرار» (الذي قضى في سوريا). إنطلق موكب التشييع الحاشد من أمام مدخل البلدة، بمشاركة معاون رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله« الشيخ عبد الكريم عبيد ومسؤول المنطقة الثانية علي ضعون وشخصيات وفعاليات وعلماء دين وحشد من ابناء البلدة والجوار. وأَم الشيخ عبيد الصلاة على الجثمان قبل أن يُوارى في ثرى جبانة البلدة.

 

حزب الله يعطّل احتفالا دينيّا مسيحيّا في قرية «مليخ»…

مدوّنة كمال ريشا/جنوبية/الأحد، 2 أغسطس 2015

كتب الاستاذ كما ريشا مدير الأخبار في راديو الشرق على صفحة مدونته الالكتروية خبرا مفاده أن مجموعة من شباب حزب الله دخلت كنيسة في قرية مليخ في جنوب لبنان وعطلت الاحتفال الديني الذي كان يقيمه الأهالي وأمروهم بالعودة الى منازلهم، هذا مع العلم ان حزب الله يدّعي ان مهمته الجديدة بعد تحرير الجنوب هي مقاتلة التكفيريين وحماية الأقليات من الإضطهاد وخصوصا مسيحيي سوريا ولبنان منهم على وجه الخصوص.

وهذا ما كتبه الزميل كمال ريشا في مدوّنته:

“يحتفل المسيحيون بعيد “مار الياس” في العشرين من تموز من كل عام، إلا أن العيد هذا العام في مليخ الجنوبية كان مختلفا، حيث دخل عناصر من حزب الله على جماعة المحتفلين بالعيد في ساحة الكنيسة، وزجروهم وأمروهم بوقف الاحتفال فورا، ووقف شرب الخمر وسماع الموسيقى لان الخمر والموسيقى يخالفان تعليمات الحزب، ولان الموسيقى تتسبب بالازعاج للاهالي من غير المسيحيين في البلدة، فما كان من جماعة المسيحيين إلا أن اوقفت الاحتفال بالعيد، وغادروا الى منازلهم خائبين.

قبل الحرب كان اهالي مليخ يقيمون الاحتفالات بمناسبة عيد مار الياس كما احتفلوا به هذا العام، ولم يغيروا في عاداتهم شيئا، وكان اهالي القرية من الشيعة يشاطرونهم الاحتفال، ويسهرون معا حتى ساعات الصباح على إيقاع الموسيقى وحلقات الرقص الشعبي.

ومع دخول ثقافة حزب الله وما ينتسب اليها الى جنوب لبنان تغيرت الاحوال وأصبح سكان مليخ من الشيعة اكثر تشددا، وبفائض القوة أصبحوا يأمرون وينهون ويقيمون قواعد السلوك وطرائق العيش داخل بيئتهم وعلى جيرانهم ومواطنيهم.

وما شهدته مليخ مؤخرا ليس المثال الوحيد على استعمال فائض القوة في فرض نمط العيش، إلا أن اهالي مليخ “همسوا” بما حصل معهم، دون ان تلجأ السطات المعنية الى التحرك لضمان حريتهم في ممارسة طقوسهم وشعائرهم.

ويقول الاهالي ايضا ان اراضيهم الزراعية ممنوعة عليهم لانها “اماكن عسكرية” لاستخدام “المقاومة”، حتى تلك التي ليست اماكن عسكرية، تم تسييج بعضها بحجة ان “الامام المهدي” ظهر فيها، تمهيدا لشرائها لاحقا من اصحابها وفق شروط يفرضها الذين صادروا الاراضي.

أسئلة للمتباكين على حقوق المسيحيين.

– هل حرية ممارسة الطقوس تدخل ضمن هذه الحقوق؟.

– هل الدستور اللبناني يكفل حرية التعبير وممارسة الطقوس والشعائر ام انه وجهة نظر للمتباكين على الحقوق؟.

– هل تلحظ ورقة التفاهم بين “حزب الله والتيار العوني فرض إرادة المواطنين الشيعة على المواطنين المسيحيين في القرى المختلطة؟.

– هل حقوق المسيحيين تنحصر في تولي الجنرال عون وأصهرته مواقع المسؤولية في البلاد، وما خلا ذلك مضمون؟.

وللعلم مليخ قرية جبليّة تنتمي إلى جبل الريحان في قضاء جزين وتقع في وادٍ بين جَبَلي صافي من الغرب وجبل الريحان من الشرق، وينقسم سكانها تقريبا مناصفة بين المسيحيين والمسلمين الشيعة.

وأثبتت الدراسات الأثرية الأولى في البلدة أنها كانت مأهولة خلال الحقبتين الرومانية والبيزنطية. وقد سمحت الأبحاث بالكشف عن سمكتين محفورتين في صخور مليخ: الأولى موجودة على الطريق الداخلية للبلدة على بعد 50 متراً غربي كنيسة مار الياس. فيما وجدت الثانية في موقع “طنس” الأثري على مدخل الوادي. ويرجح أن حفر هاتين السمكتين يعود الى بداية عصر المسيحية. ففي أثناء اضطهادهم كانت السمكة شعاراً للمسيحيين يحفرونه ليدلوا بعضهم البعض الى أماكن اجتماعاتهم”.

 

مقتل 405 عناصر لقوات الأسد و"حزب الله" في حلب خلال شهر تموز

وكالات/02 آب/15/قتل أكثر من 405 عناصر من قوات الأسد وشبيحته في جبهات مختلفة من مدينة حلب وريفها خلال الشهر السابع من العام الجاري، بينهم مرتزقة من 'حزب الله” وإيران وأفغانستان، وانشق عن جيش الأسد نحو 40 عنصراً من المجندين الذين اعتقلتهم قواته واقتادتهم إلى الجبهات القتالية ضد الثوار. وذلك في إحصائية نشرتها شبكة حلب نيوز. أما بالنسبة إلى خسائر النظام المادية فقد دمر الثوار مدرج طائرات، و7 دبابات، و12 مدفعاً ثقيلاً، و5 رشاشات ثقيلة، وقاعدة صواريخ وأكثر من 10 مباني وعدة دشم عسكرية تتمركز فيها عناصر النظام، وآليات عسكرية عديدة. ميدانياً، واصل الجيش الحر تقدمه في جبهة حلب الجديدة ليسيطر على البحوث العلمية وبيوت مهنا مطلع الشهر، ونفذت جبهة النصرة عملية تفجيرية في منطقة جمعية الزهراء أوقعت نحو 40 قتيلاً، كما نفذت كتائب أبو عمارة عملية مشابهة أطاحت بنحو 30 قتيلاً من عناصر 'حزب الله”، واغتالت ملازماً أولاً مع عناصره ونقيباً في المخابرات الجوية. وفي أبرز التطورات العسكرية أيضاً أعلنت غرفة عمليات فتح حلب قصف قريتي نبل والزهراء رداً على هجوم النظام على الزبداني في العشرين من الشهر وأمطرت شبيحة الأسد بعشرات الصواريخ والقذائف، كما انضمت كلٌ من 'الفرقة 60 مشاة” وحركة 'الظاهر بيبرس” إلى غرفة فتح حلب لتعزيز التوحد بين الفصائل.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 2/8/2015

الأحد 02 آب 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ما زالت موجة الحر الشديد تضرب لبنان وتلامس الأربعين درجة، واللبنانيون توزعوا ما بين البحر والجبل، ومن بقي منهم في المنزل تحين فرص عودة الكهرباء ليحظى ببرودة أجهزة التكييف، في وقت استمر القطع العشوائي ولفترات طويلة متنقلا بين العاصمة والمناطق.

وفي شأن آخر، عيد الجيش ما زال يرخي بظلاله على الوضع المحلي، وسط تمسك اللبنانيين بالمؤسسة العسكرية التي هي خشبة الخلاص في تحصين الإستقرار الأمني.

سياسيا، مجلس الوزراء يستأنف جلساته يوم الأربعاء، وثمة أولوية لبحث أزمة النفايات رغم اعتراض البعض ومطالبته بحسم موضوع آلية العمل في ظل الشغور الرئاسي. وقد أكد الرئيس سلام مجددا أمام زواره، السعي إلى أن تكون جلسات مجلس الوزراء منتجة لصالح البلد والناس، ومشيرا إلى أن التوافق على القرارات ممكن بالغالبية ومستحيل بالإجماع.

وفي الخارج، محادثات بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي في العاصمة القطرية الدوحة تستمر اليوم وغدا، وتتناول قضايا المنطقة في ضوء الإتفاق النووي الموقع مع إيران. وهذا الإتفاق يدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع من الآن، عقب انتهاء فترة السماح التي اتفق على أن تكون 24 يوما من لحظة التوقيع.

وفي المنطقة استمرار للحروب في اليمن وسوريا والعراق، فيما تبقى الغارات الجوية التركية على "داعش" و"حزب العمال الكردستاني" محور الإهتمام الدولي. وتركيا تقول إنها لم توفر "داعش" في غاراتها، بينما الأكراد يقولون إنها حصرت أهدافها بهم، وأوقعت ما يزيد عن 260 قتيلا ليس في معسكرات "حزب العمال" فقط، وإنما في العديد من المناطق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حرارة مرتفعة أشعلت أكثر من 100 حريق في لبنان في الساعات الماضية، كان لها عناصر الدفاع المدني بالمرصاد.

الحرارة مستمرة بدرجات عالية حتى منتصف الأسبوع المقبل. وفي أربعائه حرارة حكومية تعود إلى السرايا دون ايجاد حل نهائي لملف النفايات رغم الترويج لخيار ترحيلها إلى الخارج. وبحسب معلومات الـNBN، فإن الشروط الدولية تعيق تصدير النفايات من طريقة الفرز الى التوضيب، وخصوصا ان لبنان لم يوقع سابقا على الاتفاقية الدولية بهذا الشأن.

وزير المال علي حسن خليل الذي يؤيد تصدير النفايات، كان فند خلال جلسة مجلس الوزراء هذه المعوقات التي يجب ان تزال قبل اتخاذ قرار الترحيل، كي لا يواجه لبنان عقوبات جزائية أو رد الحمولات.

السياسة الداخلية تفتقد إلى حرارة الاتصالات التي تراوح عند حدود الصفر، رغم اشارات أولية لاحت حول تقدم خيار التمديد للقيادات الأمنية كواقع لا بديل عنه حاليا.

لبنان يعيش صيفه بأمان يفرضه الجيش والقوى الأمنية، كما يتبين من نجاح المهرجانات الصيفية من بعلبك إلى بشري واهدن وجبل لبنان. لكن الجرائم الفردية تزداد وتفرض علامات استفهام حول فظاعتها، كما في قتل رجل لابنه في عكار رميا بالرصاص مرات ومرات نتيجة خلافات حول الارث والعقارات.

خارجيا، المسارات أكثر وضوحا إن كان في سوريا وحولها في الميدان والسياسة، أو في مشهد التحالفات الدولية التي تتظهر في زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة.

من القاهرة اليوم رسائل واضحة تقوم على أساس محاربة الارهاب أولا وأخيرا. فهل بدأت تتظهر عمليا مرحلة ما بعد الاتفاق النووي؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تقلصت المساحات أمام ارهابيي الزبداني حتى كادت أن تتلاشى. فخطة القضم التدريجي للجيش السوري والمجاهدين أوشكت أن تنجز. ثلاثة كليومترات مجمل المساحة التي تتحرك فيها المجموعات التكفيرية بعد أن كانت تزيد عن خمسة وعشرين كيلومترا في بداية المعركة.

الجيش السوري ومجاهدو المقاومة يحكمون السيطرة بالكامل على حي الحكمة المتصل بشارع الجرجانية، مكبدين الجماعات الارهابية أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى.

خسر الارهابيون معاقلهم تحت أقدام المجاهدين، فضاقت خياراتهم: فإما الاستسلام أو القتل.

تحرير الزبداني من الجماعات الارهابية بات أقرب من أي وقت مضى، فمن يحرر أكثر من مئة وخمسين كيلومترا مربعا من أرض رأس بعلبك اللبنانية؟ صرخة أطلقها اهالي البلدة الصامدة إلى الدولة، ليذكروا الجميع قادة ومؤسسات بأنهم جزء لا يتجزأ من الوطن. لكن، من يمنع الجيش سياج الوطن من القيام بمسؤولياته باستعادة أرض لبنانية؟

رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، يؤكد أن جيشنا قوي وشجاع، لكن كل ما يحتاجه من سلطتنا أن تبني قرارها الوطني بيدها، وأن تمنحه حرية التحرك من أجل الدفاع عن الشعب والوطن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه أسبوع كل الاستحقاقات الساخنة، من تلك التي تفوح منها رائحة قاتلة كملف النفايات، إلى تلك التي تفوح منها رائحة الفحش السياسي كملف تعيين المراكز القيادية العليا في الجيش. وبين الاستحقاقين، ملف الملفات وباب كل الإشكالات: آلية إدارة مجلس الوزراء.

القضايا المذكورة، على خطورتها، لن ترى حلا عقلانيا على البارد، رغم تلويح رئيس الحكومة باحتمال اعتكافه، فتهديده بالتخلي يستخدمه معطلو عمل الحكومة كورقة رابحة، معتمدين على ان الاعتكاف وإن سمي استقالة لن يطير الحكومة بل سينقلها إلى حال تصريف أعمال معلنة، إضافة إلى أن المعارك تخاض تحت راية الدفاع عن حقوق المسيحيين.

في الانتظار، اجتياح النفايات العاصمة دخل أسبوعه الثاني، ولا نية لدى كل المكونات الحكومية في اعتبار هذا الخطر اجتياحا مدمرا بكل المقاييس. وإذا كان لعدم توصل مجلس الوزراء إلى توافق على تعيين قائد للجيش ورئيس للأركان ضمن المهل، تقابله قرارات إدارية بديلة يملكها وزير الدفاع، فإن الحلول لملف النفايات طمرا أو توزيعا أو حرقا، تحتاج إلى توافق وزاري غير متوفر، بل بالعكس فإن جلسة مجلس الوزراء الأربعاء تنعقد وسط تلويح "التيار الوطني الحر" بالشارع مجددا، مستندا إلى دعم أكثر وضوحا من "حزب الله".

في بورصة الجريمة العبثية، والد يقتل ابنه بسبب خلاف عقاري في حرار عكار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كل الأزمات اللبنانية لا تزال عالقة في تعقيداتها. وكل مساعي الحلول لا تزال تراوح مكانها. آخر أسرار عطلة نهاية الأسبوع، أن محاولة أولية كانت قد انطلقت بشكل خجول، لبلورة مقايضة ما، بين تسهيل حل قضية النفايات، مقابل تسهيل ما في موضوع التعيينات العسكرية. لكن المحاولة وئدت في مهدها ولم تر النور. لكن في مكان آخر، وأيضا بعيدا عن الإعلام، هناك حديث عن مسعى جديد، يتسم بالسرية المطلقة، لمبادرة حل آخر متعدد الأهداف والأطراف، لم تعرف بعد حيثياته.

في كل حال، لا بد للأسبوع الطالع من أن يحمل أجوبة حول رزمتي الأسرار المشار إليهما. فيوم الأربعاء المقبل هناك جلسة جديدة لمجلس الوزراء، فيها نقاش حول آلية العمل، وجدال حول التعيينات، ومحطة إلزامية في معمعة النفايات. ثم قبل نهاية الأسبوع المقبل، يطل استحقاق شغور موقع رئاسة الأركان في الجيش. وهو ما سيطرح السؤال عما إذا كان مقبل ومن يملي عليه، سيذهبون إلى ضرب المؤسسة الوطنية بكاملها، كعيدية لها من قبلهم، في عيدها السبعين.

لكن قبل جلسة الأربعاء وقبل نهاية الأسبوع، يظل ثمة هاجس حاضرا كل يوم: من أين يأتي كل هذا الحقد والعنف والعدوانية بين الناس عندنا؟ هل السبب انهيار الدولة وزوال هيبتها؟ أم انهيار الإنسان واندثار إنسانيته؟ أم هو السبب خليط متفاعل من الاثنين معا؟ وإلا، من أين أتى طارق يتيم بوحشية أن يطعن إنسانا بريئا لا يعرفه بـ 54 طعنة؟ ومن أين استقى والد ناجي همجية أن يستقبل ابنه العائد لتوه من السفر، برصاصتين في رأسه؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

عام على معركة الجيش ضد الارهاب والمجموعات الارهابية في عرسال.

عام مر استذكرت خلاله عائلات الشهداء، وعائلات العسكريين المختطفين، وقيادة الجيش، أبناءها، بالتأكيد على أولوية الدفاع عن لبنان، بوجه المخاطر، أيا كانت طبيعتها أو مصادرها.

أزمات متلاحقة عاشها اللبنانيون خلال هذا العام. شغور رئاسي. وشلل مؤسساتي. وأمن اجتماعي مفقود وهموم اقتصادية معيشية. وآخر الغيث، أزمة نفايات.

وكأن لبنان لا يكفيه ما يعانيه، حتى كشر شهر آب عن أنيابه. حر ورطوبة عاليتان، حيث تجاوزت درجات الحرارة الأربعين في المناطق الداخلية، ولامست الثمانية والثلاثين ساحلا، مترافقة مع حرائق متنقلة بين المناطق أخطرها في بلدة بينو العكارية.

حرارة الطقس ورطوبته، ترافقا مع استمرار البحث عن الطفل المفقود مهدي سلامة عند شاطىء بحر صيدا، فيما هزت بلدة حرار في عكار، جريمة مروعة، سببها خلاف على قطعة أرض، دفع بالمدعو حسن توفيق عبد الرحمن إلى قتل ابنه راجي برصاصتين. ما يطرح مجددا مسألة السلاح المتفلت واستسهال استعماله، في ظل الفراغ المتربع على عرش الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وضعت دمشق دمغة تأكيد غير رسمية، على لقاء جمع لواءها علي مملوك بولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في الرياض، بوسيلة نقل روسية وبوساطة قادها فلاديمير بوتن شخصيا، بعد اجتماع حزيران الشهير مع أركان النظام في موسكو.

ويبدو أن للحديث صلة على مستوى ملكي، إذ أعلن عن زيارة سيقوم بها العاهل السعودي الملك سلمان الى روسيا في الخريف المقبل، فيما أركان استخبارت البلدين ينسقان المرحلة في لقاءات دورية يدخل على نقاشها مدير الادارة العامة للإستخبارات السورية.

قد لا تنضج صورة الشبكة الثلاثية السعودية- السورية- الروسية، في الآتي من الأيام، لكنها تؤشر لقناعة دولية أقليمية بأن إسقاط النظام لم يعد يعول عليه بتسليح الارهاب وتدريبه ورفده بالمسلحين من الخارج، ولا بحركات بهلوانية تقوم بها الادارة الأميركية عندما تقرر ان تسلح وتدرب أربعة وخمسين عنصرا من المعارضة المعتدلة، فتسارع "النصرة" الى إستضافتهم وخطفهم من اعزاز، قبل أن يدخلوا معسكرات التدريب في تركيا. البنتاغون الذي نفى أنباء الخطف، واجهته "النصرة" بشريط فيديو يؤكد ان الجماعة أصبحوا يتدربون خير تدريب على أصول القتال وعلى الطريقة الشرعية المزعومة.

الأميركيون كذبوا، والاتراك يتسابقون في مباريات عالمية للتضليل، فالمعسكرات التي كانت ستأوي هؤلاء العناصر، تبين انها موجودة على الأراضي التركية بحسب شريط "النصرة"، فيما يمسي أردوغان ويبيت أوغلو على نفي دعم الارهاب واعتباره سببا وليس نتيجة. لكن تاريخ السنوات الخمس من عمر الأزمة السورية يقول خلاف ذلك، ويؤكد ان الباب العالي كان على علو منخفض جدا مع الارهاب، وسمح له بالتسلل والعبور إلى سوريا، بعد تأهيله في المعسكرات التركية. وان أنقرة سحبت واشنطن اليوم إلى تغطية حربها ضد "الدولة الاسلامية"، لكن هذه الحرب جاءت بصفر خسائر في صفوف "داعش"، ومن يتلقى الضربات هم الأكراد أعداء أردوغان الأوائل.

 

 شمعون خلال افتتاح مركز لحزب الأحرار في جونية: من غير الجائز التفكير بإقامة دويلات

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - افتتحت مفوضية كسروان - الفتوح لحزب "الوطنيين الاحرار"، مركزها الجديد في جونيه برعاية رئيس الحزب النائب دوري شمعون، وحضور النائب السابق فريد هيكل الخازن، رئيس اقليم "كسروان الكتائبي" سامي خويري، رئيس منسقية "القوات اللبنانية" في كسروان شوقي الدكاش، رؤساء بلديات ومخاتير، رئيس منظمة الطلاب في الحزب سيمون درغام، مفوض كسروان زياد خليفة، هيئات مجتمع دولي، مناصرين ومحازبين.

بعد النشيد الوطني، قدمت الزميلة أرزة الحاج الحفل، ثم ألقى رئيس خلية الطلاب في جامعة سيدة اللويزة انطوني خليل كلمة، أشار فيها الى ان "الدرب طويل وصعب، الا ان إيماننا العميق والمتجذر بالقضية التي استشهد من أجلها الآلاف، يبقينا المشاعل التي تنير وطن الاحرار لنحقق العديد من اهدافها".

نحاس

بدوره، قال رئيس خلية "الجامعة اللبنانية - الاميركية" بيار نحاس: "يصادف 1 آب عيد الجيش، ونوجه تحية الى الابطال الذين استشهدوا دفاعا عن لبنان في كسروان ليبقى سلاح الجيش السلاح الشرعي الوحيد على أرض الوطن"، مؤكدا "وقوفنا الدائم الى جانب الجيش وسائر القوى الامنية، وأهالي العسكريين المخطوفين الذين سيبقون أمانة في أعناقنا، والفراغ الموجود اليوم في رئاسة الجمهورية، يعتبر أكبر دليل على الفراغ في بعض العقول"، معلنا رفضه "لهذا الوضع القائم".

خير الله

من جهته، تناول مندوب "أمانة الداخلية" في مفوضية كسروان دوري ميشال خير الله، "أهمية تسمية موعد هذا اللقاء الاول من آب عيد رمز الشهادة، عيد الوطن، عيد مقلع الشهداء، عيد الجيش الذي طعنته سهام أحقاد الداخل والمصالح الشخصية قبل ان يطعن من أعداء الخارج"، وقال: "يوم كانت ولادة لبنان كان الجيش، ويوم أرادوا إنهاء الوطن كان الجيش، ويوم كانت طريق فلسطين تمر من جونيه كانت أحزاب الجبهة اللبنانية، وكان الجيش فاختلطت دماء شهداءنا، لتصبح نهرا جارفا قلب المعادلات، وكان الصمود والتجذر في هذه الارض".

وأضاف: "حزب الوطنيين الاحرار لا ينسى شهداءه ولا محازبيه، ولا ترهقه محطات الزمن، فلنضع اليد على المحراث ولنبذر بيادر الخير".

العلية

وأكد أمين الاعلام في الحزب اميل العلية، أن "الحزب مبني على قناعات وطنية صلبة"، وقال: "لن ننسى شهداءنا الابرارالذين ارتفعوا على مذبح الوطن ليبقى لبنان لجميع ابناءه دون تمييز"، لافتا إلى أن "الحزب اختار ان يكون الضحية على ان يكون الجلاد الذي يبني مجده الزائف من رؤوس أخوة له".

شمعون

ختاما، ألقى شمعون كلمة رحب فيها بالمشاركين في افتتاح مركز الحزب في كسروان والفتوح، وقال: "لبنان اليوم يمر بأزمة كبيرة رغم ما يتمتع به من صفات جمالية وإمكانيات شعبه الهائلة". وأضاف: "نحتفل اليوم بعيد الجيش، هذه المؤسسة الوطنية، التي سعى البعض في الماضي الى تعطيلها وتسييسها بالانحياز الى فئة دون أخرى، ورغم ذلك استطاعت التأكيد بانها المؤسسة التي لا تمس، فهي ملك الشعب والوطن وليس لفئة"، مذكرا "بيوم أسقطت الشعبةالثانية في الجيش الرئيس كميل شمعون من الانتخابات في الشوف، وفرضت سلطتها ورأيها على فئة معينة، اما اليوم فالجيش أصبح مؤسسة وطنية قوامها 70,000 عنصر، وقد خضع ضباطها لدورات تدريبية في الخارج". وتابع: "رمزية هذا العيد تعود لتضحيات الجيش، حيث لم يعد لجيوش الآخرين وجود على أرضنا، ولم يعد لبنان مزرعة للخارج، ومن الاهمية ان نذكر بان الرئيس كميل شمعون كان من مؤسسي الجيش، وفي كل المراحل التي مر بها منذ العام 1958 وسنوات الحرب بدءا من العام 1970، كان يبذل كل جهد لإعادة بنائه، ومعظم ضباط القيادة في الجيش نشأوا على المناقبية التي اكتسبوها من الرئيس شمعون لإنشاء جيش وطني لكل لبنان، وليس لفئة واحدة". ولفت شمعون الى ان "رئيس الوزراء تمام سلام سياسي كبير ومثقف كالوزراء، إلا ان البعض يهمهم مصالحهم الشخصية، وليس المصلحة العليا للبنان". وقال: "في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا مع ظهور داعش، والحروب الطائفية وما يتعرض له مسيحييو العراق وسوريا، علينا ان نعي خطورة الحالة وان نكون جاهزين للمواجهة في حال حصولها في لبنان، رغم انها مستبعدة، متضامنين يدا واحدة كعائلة واحدة وليس كحزب، ورغم توفر المساعدات الخارجية فاننا لم نحتاج على مد يدنا لاحد، وقضيتنا هي قضية لبنان اولا وليس قضية حزب. لبنان للجميع مسيحيين ومسلمين، ومن غير الجائز التفكير في إقامة دويلات في لبنان". وأضاف: "نحن مررنا في منطقة الشوف التي فيها من كل الطوائف بظروف صعبة، لكن الجروح شفيت، وعندما تشرذم لبنان أصبح وضعه سيئا جدا"، مشيرا إلى أن "عقيدة حزب الوطنيين الاحرار تكمن بجمع الشمل لكل اللبنانيين"، مشددا على انه "لبنان لا يصلح جزيرة صغيرة، وان المركز الجديد في كسروان هو خدمة لكل الشعب وليس للمحازبين".

بعدها، تم افتتاح المركز الجديد الكائن في جونيه الشارع الجديد.

 

النفايات "تفوح" في الوسط الديبلوماسي و"دور مسهّل" لألمانيا فابيوس بعد جيرو: الرئاسة اللبنانية...مكانك راوح!

السفير البابوي غبريالي كاتشا يمنح السفير الالماني كريستيان كلاجس درعاً تقديرية.

ريتا صفير/النهار/3 آب 2015

لم تغب ازمة النفايات عن اللقاء الوداعي الذي اعده السفير الالماني كريستيان كلاجس لمجموعة من اصدقائه اللبنانيين وغير اللبنانيين نهاية الاسبوع . ففي المعهد الالماني للابحاث الشرقية التابع للسفارة الالمانية في محلة الظريف، اجتمع اهل السياسة والديبلوماسية حول السفير وعقيلته مارغريت جاكوب لسماع "انطباعاته" الاخيرة عن الشؤون اللبنانية وشجونها. شؤون بدأت مع كلام كلاجس عن اتصال اجراه معه احد الوزراء (وزير الاقتصاد آلان حكيم) لبحث اقتراح شحن النفايات الى المانيا كي يصار الى معالجتها في المحارق والمعامل هناك، ولم تنته باثارة اطراف اصداء زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى ايران و"حمله لواء" الملف اللبناني.

وبين الملفين، حضرت زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى المملكة العربية السعودية وانعكاساتها على الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو، وفقا للمتابعين، انه لا يزال مؤجلا حتى اشعار آخر.

ففي جوجلة للمواقف، بدا بحسب مصادر ديبلوماسية متابعة للملف اللبناني، ان الاستحقاق الرئاسي لا يزال قابعاً على "رف" الانتظار في العواصم الاقليمية. هذا الانطباع عززته زيارة الوزير فابيوس الى طهران والتي شكلت في شقها الاقليمي "جس نبض" للموقف الايراني حيال ملفات المنطقة ولا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب. الا ان متابعين للحركة الفرنسية نقلوا عن رئيس ديبلوماسيتها انطباعا مماثلا للانطباع الذي كان تكوّن لدى الموفد الرئاسي الفرنسي سابقا جان -فرنسوا جيرو خلال زياراته المتكررة الى العواصم الاقليمية. في حصيلتها، ان المسؤولين الايرانيين منشغلون في "امرار" الاتفاق النووي على المستوى الداخلي وهم غير مستعدين لمقاربة اي موضوع آخر، لا سيما على المستوى الاقليمي. وقد طبعت الموقف الايراني "لازمة" كررها السفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي في الآونة الاخيرة، جوهرها ان طهران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، فكيف بالاحرى الدول الصديقة كلبنان؟

وفي الاطار عينه، نقلت المصادر الديبلوماسية المناخات نفسها عن اللقاء الذي جمع رئيس حزب "القوات اللبنانية" بالمسؤولين السعوديين في المملكة الاسبوع الماضي. لعل ابرزها، ان العلاقات بين دول الخليج وايران ما زالت في المربع نفسه، مربع التشنج، رغم المحاولات الايرانية الاخيرة والمتمثلة في جولة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على عدد من دول الخليج لطمأنتها حيال تداعيات الاتفاق النووي، علما ان الدول العربية تترقب ما يمكن ان ينجم عن جولة وزير الخارجية الاميركي جون كيري على عدد من عواصم المنطقة، في اليومين المقبلين، فضلا عن لقاء كيري ورئيس الديبلوماسية الروسية سيرغي لافروف في الدوحة.

في اي حال، كان لافتا ما اعلنه كلاجس الذي يستعد لتسلم ادارة الدائرة الافريقية في الخارجية الالمانية في الايام المقبلة، عن اهتمام بلاده بأزمة النفايات. اهتمام ينحصر في اطار "الدور المسهل" الذي اداه السفير عبر توفير اتصالات بين ممثلين عن الحكومة اللبنانية وممثلين عن القطاع الخاص الالماني معنيين بالملف ليس اكثر. وازاء الاخذ والرد اللذين احاطا بالقضية، علقت مصادر في السفارة الالمانية

على "الادعاءات بأن المانيا تستعد لدرس المساهمة في حل ازمة النفايات"، مفيدة انه "في النصف الثاني من الاسبوع الفائت اتصلت بالسفارة شخصيتان رسميتان لبنانيتان، احداهما الوزير الان حكيم. وقد طلبت الشخصيتان معلومات عن احتمال معالجة النفايات اللبنانية وحرقها في المانيا. اثر ذلك، منحت السفارة عبر اتصال هاتفي، هاتين الشخصيتين معلومات مبسطة عن قطاع معالجة النفايات في المانيا، كما تولت، عبر البريد، ارسال معلومات اتصال عن ممثل لجمعية المانية تتولى حرق النفايات في المانيا". وبحسب المصادر فان "دور السفارة هو مسهل"، مذكرة بأن "قطاع معالجة النفايات مخصخص بالكامل في المانيا. ويعود الى السلطات اللبنانية مناقشة القطاع الخاص الالماني في ما اذا كان بامكانه معالجة النفايات من لبنان". وختمت: "اذا كان لانخراط السفارة جدوى، يعود تاليا الى الحكومة اللبنانية اتخاذ الخطوات اللازمة. ان السفارة الالمانية تبقى جاهزة لمواصلة العمل كمسهل".

 

سيناريو الرابية مرسوم للجلسة المقبلة للحكومة الخيارات متعدّدة... وإسقاط الحكومة ليس أولويّة

ألين فرح/النهار/3 آب 2015

رفعت جلسة مجلس الوزراء الخميس الفائت من دون بت آلية اتخاذ القرارات في غياب رئيس الجمهورية، كما يطالب "تكتل التغيير والاصلاح"، ومن دون ايجاد حلّ فعلي لقضية النفايات، علماً أن استحقاقاً مهماً موعده الأسبوع المقبل هو انتهاء ولاية رئيس الأركان في الجيش.

ما هو السيناريو المرسوم للجلسة المقبلة للحكومة التي دعا اليها الرئيس تمام سلام الأربعاء المقبل؟ وما سيكون رد فعل الرابية في حال التمديد لرئيس الأركان؟ تتكتّم الرابية على السيناريو الذي ستتحرك على أساسه، وتتركه عنصر مفاجأة للفريق الآخر، وخصوصا في حال التمديد لرئيس الأركان. "علماً ان كل شيء متاح ضمن حدود الدستور والميثاق لإنقاذ الصيغة التشاركية، ولن نسمح بأن يكمل مسلسل الانقلاب على الدستور والقانون، وخصوصاً أن الآلية لم تبتّ، وأزمة النفايات تتفاقم، والغضب الشعبي يتزايد وكذلك الغضب المعيشي"، وفق مصدر قريب من الرابية. بالنسبة الى الرابية كل شيء متاح، وهي تملك خيارات عدة ومبرمجة "سننفذها الواحد تلو الآخر"، مع التشديد على عدم السماح بالاستمرار في الانقلاب". يشدد أحد النواب العونيين على انه يمكن أن تكون بداية التحرّكات إعلان لبنان دولة فاشلة، مع كل ما يقتضي ذلك من ممارسات، مؤكداً "ان قرار التمديد لن يمرّ لأنه مقدمة لقرار آخر، أي التمديد لقائد الجيش، ومعناه تمديد الأزمة". يرفض "تكتل التغيير والاصلاح" اسقاط الحكومة، "لن نسمح بذلك، وهذا الأمر ليس ضمن أولوية تحركنا على الاطلاق، بل الأولوية هي لوضع حد للانقلاب بطرق كثيرة وواضحة ومتفق عليها ومنسقة". وفي قراءة التكتل انه عندما يقول الرئيس نبيه بري "اننا لن نسمح بإسقاط الحكومة"، فهذا الكلام غير موجّه الى حلفائه بل الى الفريق الآخر."إذاً، كل ما نريده حلّ الأزمة وليس تمديداً لإدارتها، وبالتالي تكون خطوة متقدمة وآخر مسمار في نعش هذا النظام". ويرى المصدر العوني أن أزمة الحكومة هي تعبير جدي وحقيقي عن أزمة النظام. ويضيف أن ثمة اتصالات تحصل لتقويم هذا النهج من الفريق الأكثري في الحكومة، مؤكداً ان الرئيس تمام سلام "يضرب من بيت أبيه وليس منا، اذ ان مشكلته مع فريقه السياسي وليست معنا. فمن أوقع وزيره، وزير البيئة في مأزق النفايات؟". في اعتقاده ان الرئيس سلام يجري قراءة أخرى للحوادث، وهو يعرف تحديداً أن لا "التكتل" ولا "حزب الله" يعطّلان حكومته، "بدليل أننا نطالب باتباع الآلية التي أرساها هو في الأساس". ويختم المصدر بأن العنوان الأساسي للتحرّك هو المشاركة الفعلية، "اذ علينا أن نكون محصّنين في الداخل أمام تطورات المنطقة وخصوصاً بعد توقيع الاتفاق النووي.

 

أهالي العسكريين عاتبون على الحكومة... في عيد الجيش

النهار/3 آب 2015/اختار أهالي العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية المسلحة في جرود عرسال، يوم عيد الجيش، لاحياء ذكرى مرور عام على خطف أبنائهم ، بلقاء عقدوه السبت الفائت في مخيم اعتصامهم المفتوح في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، بمشاركة النائب خالد زهرمان. أضاء الأهالي وعدد من المتضامنين الشموع على نية أبنائهم المخطوفين، وطالبوا المسؤولين بـ"الإسراع في إيصال هذا الملف إلى خواتيمه السعيدة". والقى حسين يوسف، والد الجندي محمد يوسف كلمة أكد فيها أن مرور الوقت والزمن لم يفقدهم الأمل بعودة أبنائهم، مشيرا الى أن "ساحة رياض الصلح وحدها تشهد على الدموع التي يذرفها أهالي المخطوفين يوميا". وأعلن عن "مبادرة سيقوم بها الأهالي، اذ سيقدمون المساعدات للنازحين السوريين في بلدة عرسال". بدورها انتقدت ماري خوري، شقيقة العسكري جورج خوري "تعامل الحكومة مع ملف العسكريين"، متمنية لو أن "هؤلاء الجنود قد استشهدوا في الميدان، بدل أن يموتوا كل يوم". وكانت كلمات لعدد من أقرباء العسكريين المخطوفين شددت على ضرورة "ختم الملف فورا". وألقت الطفلة فاطمة مشيك، كلمة طالبت فيها وزير العدل أشرف ريفي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم بـ"ألا ينسوا أبناء المؤسسة العسكرية".".

 

عون: يطالبون برئيس توافقي لأنهم يرون لبنان قطعة من الجبن

النهار/3 آب 2015/اعتبر رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون انه "لا يزال هناك قاعدة للشرّ في عرسال"، مشيرا الى ان "التيار الوطني الحر يعيش حاليا تجربة ديموقراطية فريدة، ووحدته كالحديد". وقال خلال عشاء هيئة قضاء جبيل في "التيار" إن "السياسة الحكيمة التي انتهجها ولدت اطمئناناً مطلقاً للمسيحيين على كل الاراضي، حتّى للموجودين منهم في عكّار المحاذية لسوريا حيث كثرت الهجمات التكفيرية". واذ حيّا الجيش بعيده مستذكرا تضحيات الشهداء، رأى انه "لا يزال هناك قاعدة للشرّ في عرسال"، وقد تمّ ترك تلك القاعدة قائمة عبر معادلات سياسية لفرض نوع من التكافؤ بين الخير والشر". وعن انتخاب رئيس للجمهورية، قال: "السلوك الدّائم بالدعوة إلى رئيس محايد، أي رئيس لا يشهد بالزور بدلاً من أن يشهد بالحقّ، يعني أنهم يريدون رئيساً يخذل الحق في مواقفه ويتهرّب من تحمّل المسؤولية. يطالبون برئيس توافقي، لأنّهم يرون في لبنان قطعة من الجبن يريدون تقسيمها بين بعضهم البعض، فيما يقف الرئيس متفرّجاً ويحصل على حصّته من قطعة الجبن بعد تقسيمها. نحن لا نستطيع أن نتوافق على الشرّ، ولا يمكن أن نقبل الشر إرضاءً لمن يريدون التوافق علينا، لذلك نفضّل أن نحاربه بدلاً من أن نصل بواسطته إلى الحكم. هم يريدون رئيساً من دون أيّ حيثية شعبيّة لئلا يتمكّن من لعب دور الحكم حتّى لو أراد أن يلعب هذا الدور، ويريدون رجلاً يصنعون منه رئيس "بروتوكول" ويجلسونه في بعبدا. نحن اليوم نشكّل حاجزا في وجه الجميع، ولا يعتقدنّ أحدٌ أنّنا مستضعفون".وختم: "التيار يعيش حاليا تجربة ديموقراطية فريدة، وبدلاً من أن تلقى استحساناً عند الآخرين، تعمّد البعض مهاجمتها بطرق غير مبررة، فالإعلام التضليلي يحوّل أيّ نقاش بين اثنين من التيار، انشطاراً عمودياً أو صراعا أو خلافا. هم يطالبون بالديموقراطية ويرفضون التنافس، وان وحدة التيار هي كالحديد ولن يتمكّن أحد من زرع الشوك في داخله.

 

 حسن خليل: مثلث الجيش والشعب والمقاومة ما زال يمثل اكثر من ضرورة لحماية لبنان وارضه

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - رعى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ممثلا بمفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله، وفي حضور وزير المالية علي حسن خليل افتتاح مسجد الامام علي، الذي شيده رجل الاعمال يحيى صبراوي، في بلدة كوثرية السياد. حضر الافتتاح النائبان هاني قبيسي وعبد المجيد صالح، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، ممثل مكتب آية الله السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف ووفود حزبية ولفيف من العلماء وفعاليات بلدية واختيارية وقيادات امنية وعسكرية. استهل الاحتفال بآي من الذكر الحكيم، ثم القى امام بلدة كوثرية السياد حسن ابراهيم كلمة من وحي المناسبة، اكد فيها ما جاء في القرآن الكريم بأن "المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا"، مشددا على "ضرورة ان يكون الجميع في خدمة المساجد التي يعبد فيها الله وحده"، معتبرا ان "المساجد هي دعوة دينية ودعوة للاخلاق الحميدة"، مذكرا بموقف الامام الصدر عندما اتخذ من المسجد منطلقا لمسيرته الانسانية. بعدها، القى المفتي عبد الله كلمة الشيخ قبلان، اكد فيها ان "المسجد الذي يحمل اسم علي عليه السلام هو مسجد يحمل الفكر الاسلامي المحمدي الاصيل، وسوف يجسد الفهم الحقيقي للايمان بالله". واكد الشيخ عبدالله "اهمية الاخوة في الاسلام وفي التساوي في الحقوق والواجبات". داعيا الجميع الى "العودة الى خطاب الايمان وترسيخ قيم التنوع لان التنوع هو مصدر غنى للبشرية". واكد ان "الاسلام ليس دينا للقتل والاجرام، فدم المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه". وختم عبدالله كلمته ناقلا تحيات الشيخ قبلان لباني المسجد وللحضور.

خليل

والقى الوزير خليل كلمة، اعتبر فيها ان "كل عز نعيشه هو من المسجد الذي انطلق منه الامام الصدر رافعا شعارات ارساء قواعد العدل والانسانية، هذا الامام اعتصم من اجل الله ومن اجل الانسان ومن اجل الوطن" . ودعا الى "ضرورة ابقاء المسجد مكانا للدعوة الدائمة للوحدة والتلاقي والتسامح والانفتاح ومنطلقا لوحدة موقفنا ووحدة الوطن". وقال: "المسجد يجب ان يعكس صورة ديننا وقيمه، وعلينا ان نستحضر هذه القيم في مواجهة العدو الصهيوني ومواجهة الفكر التكفيري، علينا ان نجسد في كل مواقعنا قيم التسامح والقبول بالآخر، وان نبعد الخطاب الطائفي عن المنابر واحترام الاخر مهما اختلفنا مع الاخر". وتابع: "اليوم نعيش عيد الانتصار وعيد الجيش، وهذان العيدان هما نتيجة التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة، ونقول اليوم ان هذا المثلث ما زال يمثل اكثر من ضرورة لحماية لبنان وارضه".

ثم، اقيمت صلاة الجماعة افتتاحا للمسجد.

 

رعد: جيشنا قوي وكل ما يحتاجه من سلطتنا حرية التحرك

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - اكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان "جيشنا قوي وشجاع لا تنقصه قيادة ولا ينقصه ضباط ولا جنود، يتميز بالوعي والجرأة والشهامة والشرف والتضحية والوفاء، وكل ما يحتاج من سلطتنا ألا تكون تابعة لأعداء أمتنا وأن تبني قرارها الوطني بيدها، وأن تمنحه حرية التحرك من أجل الدفاع عن شعبنا والتعاضد والتفاهم والتنسيق مع مقاومة هذا الشعب، حتى يجلو كل خطر عن أرضنا وعن ديارنا وعن وطننا". كلام رعد جاء في احتفال تأبيني في بلدة قليا في البقاع الغربي، بحضور لفيف من العلماء وفاعليات المنطقة السياسية والحزبية والإجتماعية والبلدية والإختيارية وحشد من الأهالي وعوائل الشهداء. وقال: "نحن الذين نفهم جيشنا لأننا ننسق معه ونتفاهم، ولولا هذا التنسيق والتناغم والاحتضان لكلينا من شعبنا الوفي والمقدام لما حققنا ما حققناه لا ضد العدو الإسرائيلي ولا ضد جماعات التكفيريين وعصاباتهم، والذي يعيق حتى الآن حركة الجيش باتجاه إنهاء الوجود التكفيري في بعض الجرود في لبناننا هم الذين لا يريدون سيادة للبنان، ويتواطأون مع أعداء لبنان من أجل أن يبقى التهديد قائما ضد شعبنا وضد مصالحه، وهؤلاء لا يراهن عليهم ونحن لا نخدع شعبنا". اضاف: "لم نراهن على هذه السلطة ولا مثيلاتها في السابق، لا في مواجهة عدو ولا في تصد لتكفيريين، بل نكاد اليوم لا نراهن عليها من أجل إيجاد حل يعالج مشكلة النفايات، فسلطة لا تستطيع أن تعالج مشكلة نفايات في البلد لا تستطيع أن تملك قرار حرب وسلم ضد عدو يتهددنا في هذا البلد". وقال: "كفى عهرا وكفى طيشا، نحن لا نفم أن يصل المسؤول في لبنان إلى موقع من المواقع فيحتشد حوله الأزلام والمتعهدون ولا تعود تصلح الأمور لإجراء مناقصة واحدة حول أي مشروع بنزاهة وبإنصاف، ولذلك ترون كل المشاريع تتعرض بسرعة للاهتراء وللتعفن وللتردي ولإعادة النظر من أصغر مشروع لأكبر مشروع، لأن السمسرات أخذت حدها والمتعهد يريد أن يرضي زعيمه ويريد أن يوزع على الزبائن لديه، أما المواطن فعليه أن يصبر على الطرقات الوعرة وعلى الكهرباء المقطوعة وعلى الماء التي لا تصل إلى البيوت وعلى النفايات التي تملأ الشوارع في العاصمة، ومع ذلك يطلب من المواطن أن يصبر على تلك السياسات لأن المطلوب أن يحصل تفاهم". وختم رعد: "نحن أصحاب شعار التوافق في هذا البلد، لكن التوافق الوطني يحصل في كل فترة على مرحلة، لا نفهم أن يحصل توافق على كل قرار في مجلس الوزراء، فالبعض يريد توافقات خارج سقف القانون ويتذرعون بالتوافق والتوافق المطلوب في الأمور الجارية وفي القرارات التي تسير حياة الناس يوميا هي توافقات تحت سقف القانون وليس فوق سقف القانون، والذي يمنع الكثير من القرارات هو أن البعض يريد أن يلبي أطماعه ومصالحه على حساب مصالح كل الآخرين خارج القانون ولا يقيم وزنا لا لهذا الإتجاه ولا لهذا الخيار لأنه مستفيد".

 

شارل ازنافور أذهل جمهور مهرجان البترون: عندما ازور لبنان اشعر بالطمأنينة وما أطيب التبولة عندكم

الأحد 02 آب 2015/وطنية - لم يكن أحد ينتظر أو يدرك أن هذا المغني العالمي، الذي جال وصال في كل دول العالم سيعود مرة ثانية، وبعد 60 عاما الى لبنان، ليعلن فور اعتلائه المسرح ليلة افتتاح مهرجانات البترون السبت الماضي أن عمره 91 عاما.

شارل ازنافور، الذي دعت له القلوب بطول العمر وبقاء الحنجرة تنقل للاذن صوتا نقيا يدغدغ الاحاسيس، هو الذي غنى الحب والعاطفة والانسانية والخيال على مدى ساعة ونصف الساعة، مضيفا مرحه ومزاحه مع الجمهور، الذي ضاقت به المدرجات ليتجاوز 5 الاف شخص، رغم ارتفاع درجات الحرارة، فعكسها ازنافور برودة لمحبيه، ومن كل الاعمار والاطياف. اختصر أزنافور نصف قرن من العطاء، وأذهل أصعب جمهور عربي وهو اللبناني، وغنى أمامه كأنه يغني للمرة الأولى، واختار لهم الاغنيات التي يحبونها ويحفظونها له عن ظهر قلب، وكم هو ذكي هذا الازنافور، عكس كثيرين من الفنانين العالميين، الذين يحيون حفلات في لبنان فيختارون ما يعجبهم هم من اغنيات، وليس ما يحبه اللبنانييون. لبنان يعني له الكثير، حسب ما صرح "للوكالة الوطنية للاعلام" في حديث سريع خلف الكواليس، وهو لا ينسى زيارته الاولى له، وكيف تعرف الى احد الاشخاص، الذي عرفه على اشخاص عديدين في المجال الفني في لبنان. وقال: "انا اعرف طبيعة اللبنانيين، وكل عادات هذا البلد. وعندما ازور لبنان اشعر بالطمأنينة، لاني اعرف جيدا هذا الجمهور الكبير المتعدد الطوائف والمذاهب والعادات والتراث"، مضيفا "وما اطيب التبولة عندكم". لا تستطيع الا احترام شارل ازنافور الذي قال للجمهور: "انا متقدم في العمر، وسمعي اصبح خفيفا، وكذلك نظري، وحتى ان بعض كلمات الاغنيات تغيب عن ذاكرتي، فاستعين ببرومتور، مكتوبة عليه الاغنيات". خبرته في الحياة واسعة على مدى سنوات عمره. صحيح انه فرنسي الجنسية، لكنه يحن الى ارمينيا، ولا ينفك يدافع عن بلده الأم، مذكرا الاتراك بانه "عليهم الاعتراف بالمجزرة، التي نفذوها عام 1915"، ويقول: "سيأتي يوم وتعترف تركيا بالمجازر التي اقترفتها". أزنافور لا يفكر في الاعتزال، وسيظل يغني حتى الرمق الاخير. اللبنانييون في مهرجان البترون، صفقوا له طويلا مع فرقته المؤلفة من 7 اشخاص، اختارهم ليرافقوه في جولاته العالمية.

 

آلان عون جال في دبل ورميش: لن نخرج من أي أزمة الا بمكسب إضافي في معركة استرجاع حقوق المسيحيين

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - جال عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون على قريتي دبل ورميش الحدوديتين في الجنوب، حيث إلتقى أهالي المنطقة وفاعلياتها. وقد استهل عون زيارته بلقاء في بلدية دبل مع رئيس البلدية واعضائها. وكانت له كلمة أشار فيها إلى "أن الإنماء المتوازن لا يتحقق الا من خلال تطبيق اللامركزية وإعادة الإمكانيات والأولويات الى المناطق"، مؤكدا أن "التكتل معني بلبنان بأسره واهتمام التكتل بالمناطق البعيدة وضرورة بقاء اَهلها في ارضها يوازي اهتمامه ببيروت والجبل". ثم توجه إلى قرية رميش حيث وضع إكاليل على ضريح اللواء الشهيد فرنسوا الحاج وضريح النقيب الشهيد سامر طانيوس برفقة عائلتي الشهيدين. كما وشارك عون في قداس مع الأهالي في كنيسة التجلي، ليلتقي بعدها مع فاعليات رميش في صالون الكنيسة حيث "أكد أن سياسة التيار الوطني الحر قائمة على تثبيت المسيحيين في ارضهم وإعادة وصلهم من الجنوب الى الشمال ومن بيروت والجبل الى البقاع". وأضاف: "لن نخرج من كل أزمة أكانت رئاسية أو حكومية أو نيابية الا بمكسب إضافي في معركة استرجاع حقوق المسيحيين، ومن يستسلم باكرا في أزمة الرئاسة لن يكون له مكان على الطاولة عند نضوج الحلول". والتقى النائب عون رئيس وأعضاء بلدية رميش في مقر البلدية وجرى البحث في مشاكل ومطالب البلدة على المستوى الانمائي والاجتماعي. وزار بعدها عون منزل اللواء الشهيد فرنسوا الحاج وعائلته، كما زار كاهن الرعية في رميش الأب حنا العميل. وتفقد بعدها المواقع الحدودية للجيش اللبناني واليونيفيل في المنطقة، وإختتم جولته بغداء مع المجموعة الناشطة للتيار الوطني الحر في رميش.

 

قاووق: لعدم المراهنة على العصابات التكفيرية في سوريا

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - نصح نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" نبيل قاووق، "قوى 14 آذار بأن لا يراهنوا على العصابات التكفيرية في سوريا، وأن لا يحتفلوا باعتداءات جبهة النصرة على الشعب السوري حتى لا يسقطوا معها". واعتبر أن ما "أنجزته المقاومة في لبنان ضد المشروع التكفيري قد عجزت عنه أميركا والدول الكبرى في سوريا والعراق، ففي هذه المعركة الممتدة من أفغانستان إلى نيجيريا، نجد أن أكبر إنجاز في مواجهة المشروع التكفيري قد أنجزته المقاومة الإسلامية التي ستكمل ما بدأته في القلمون وجرود عرسال من باب المسؤولية الوطنية، لأنه لا زال هناك رايات تكفير سوداء ترتفع فوق الجبال المشرفة على بلدة عرسال، ولا زال لديهم قواعد عسكرية وأسرى عسكريون في جرود عرسال، التي اتخذوها مقرا وممرا لإرهابهم". كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي، الذي أقامه الحزب بمناسبة مرور 3 أيام على استشهاد المجاهد محمد علي ديب مسلم نعمة في حسينية بلدة عيناثا الجنوبية، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسن فضل الله، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين، وعدد من الفعاليات والشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. وشدد قاووق على أن "استمرار معركة جرود عرسال، هو واجب وطني واستراتيجي وتاريخي لحماية لبنان"، مؤكدا أن "المقاومة ستكمل ما بدأته في الزبداني مع الجيش السوري، لأن المعركة هناك هي حماية للبنان ولأهلنا في البقاع من العصابات التكفيرية التي اتخذت منطقة الزبداني مقرا وممرا لشن غزوات كانوا يستعدون لها في وسط الصيف الحالي باتجاه معربون وبريتال وحام، ولذلك فإننا سنكمل معركتنا هناك حتى ننجز النصر الحاسم، الذي يبعد الخطر التكفيري عن أهلنا، ويحمي ويعزز السيادة والكرامة في لبنان".

 واعتبر أن "الإنجازات التي تحققها المقاومة في معاركها مع العصابات التكفيرية هي ربح صاف لكل لبناني ولكل القوى السياسية، سواء أيدوا المقاومة أو خالفوها، إلا أننا في الوقت نفسه، لا نتفاجأ بمن يعترض على معركة المقاومة في جرود عرسال والقلمون والزبداني، لأن الذين تآمروا من القوى السياسية اللبنانية على المقاومة في عز عدوان تموز 2006، وراهنوا على إسرائيل وطالبوا باحتلال بنت جبيل وتدمير الضاحية، هم أنفسهم الذين يراهنون اليوم على العصابات التكفيرية ويتآمرون على المقاومة، وهي تخوض معركة الواجب دفاعا عن الوطن وكل اللبنانيين". ولفت إلى أن "الذين يصفقون لعصابة النصرة من بعض القوى السياسية في لبنان، ويحتفلون بمعاركها واعتداءاتها على كفريا والفوعة ونبل والزهراء وسهل الغاب وإدلب وحلب لا يفعلون العيب فحسب، بل يرتكبون الخطيئة وما هو أكبر من ذلك، وعليهم أن يخجلوا ويستحوا، لأن جبهة النصرة هي نفسها التي خطفت وذبحت وفجرت في الضاحية، وقتلت أهلنا ولا تزال تحتجز العسكريين اللبنانيين". ونصح قاووق "قوى 14 آذار بأن لا يراهنوا على العصابات التكفيرية في سوريا، وأن لا يحتفلوا باعتداءات جبهة النصرة على الشعب السوري حتى لا يسقطوا معها"، مشيرا إلى أن "اللبنانيين باتوا يطالبون إلى أقصى حد بكشف الحقيقة عن طبيعة العلاقة بين قوى 14 آذار والعصابات المسلحة في سوريا المتعاملة مع إسرائيل، كما أنهم باتوا يطالبون بما هو من حقهم أن يطالبوا به، ألا وهو كشف الحقيقة ومعرفتها في أزمة النفايات والصفقات والسمسرات، وفي المسؤولية عن الإهمال والاستهتار بمصالح العباد والبلاد، ونحن بدورنا نطالب بكشف الحقيقة التي طالما رفعوا شعارها".

 

فياض: للذهاب باتجاه التعيينات في 7 آب لأن لا شيء يمنع حصولها

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض "أن البلد يمر في مرحلة لا يحسد عليها، فكأنه لا يكفيه حالة الترهل في المؤسسات والتعقيدات السياسية والأمنية، ليضاف إلى ذلك حالة فساد تنهش المؤسسات ومصالح الناس"، مشيرا إلى "أن الوضع القائم في البلد يضع الجميع أمام الأسئلة الكبرى، لأن هذه الوضعية التي تضع الناس أمام حالة يأس من الدولة وغضب من الأوضاع القائمة، لا يمكن الاستمرار بها، فهي تؤدي إلى زيادة المخاطر الأمنية والاجتماعية وتدفع الأمور إلى الإنفلات من يد الجميع".

واعتبر فياض خلال احتفال تأبيني في بلدة بليدا الجنوبية "أن أزمة النفايات هي أزمة فساد وسوء إدارة وصراع صفقات، ولذلك فإن الحل يجب أن يكون شفافا، لأن من حق الناس أن يطلعوا على الحلول المطروحة، ومسؤولية الدولة أن تحدد المطامر على أسس علمية وبيئية لا طائفية ولا مناطقية". وعلى الصعيد السياسي طالب فياض "بعقد جلسة تشريعية تطال الأمور الأساسية في التشريع سواء كانت مالية أو غير مالية"، مشددا على "ضرورة التمسك بالآلية القائمة في إدارة المجلس والذهاب باتجاه التعيينات في 7 آب لأن لا شيء يمنع من حصولها"، مضيفا أنه "ثمة حاجة ماسة للحفاظ على الحد الأدنى في إدارة الدولة، وإلا فإن المسار الإنحداري الذي تسير فيه المؤسسات سيدفع البلاد إلى واقع جديد خارج الحسبان".

 

 فضل الله: الحوار المدخل الطبيعي لمعالجة كل الازمات والمشاكل

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله على "أننا معنيون جميعا كلبنانيين أن نعي خطورة هذه المرحلة التي تشكل تحديا وتهديدا لوجود وبقاء لبنان، فإذا كانت المقاومة تتولى شأن المواجهة الميدانية بقدراتها وإمكانياتها، وإذا كان الجيش يحاول أن يقوم بما عليه ضمن الإمكانيات المتوفرة لديه لأنه محاصر على صعيد الدعم والتسليح، فإن بقية القوى اللبنانية معنية بالاستقرار والأمن وبسلامة لبنان، سواء على مستوى السلطة السياسية أو على مستوى مكونات القوى السياسية الداخلية". كلام فضل الله جاء في احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة عيتا الجبل، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من اهالي البلدة والقرى المجاورة. وأكد "أننا دعونا دائما إلى حوار بين المكونات اللبنانية من داخل حوارنا مع تيار المستقبل ومن خارجه، وقلنا إن هناك مجموعة من المشكلات تواجه السلطة في لبنان سواء على مستوى الحكومة أو على مستوى ملفات كثيرة، من التعيينات إلى رئاسة الجمهورية أو إلى ما شابه، وقلنا إن المدخل الطبيعي للمعالجة تكمن في أن يجلس الأفرقاء في ما بينهم ليتحاوروا ويعالجوا هذه المشكلات، لأن بقاء الأزمة على مستوى السلطة، والشغور على مستوى رئاسة الجمهورية إضافة إلى تعقيدات الوضع الداخلي، باتت تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلدنا". وشدد النائب فضل الله على "أننا نعمل على حماية استقرارنا الأمني في مواجهة التهديد التكفيري، وأن دعوتنا للآخرين أن يسهموا على الأقل في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي والإقتصادي والمالي في لبنان من خلال إعتماد طريق الحوار للتوصل إلى تفاهمات في ما بين المختلفين، وهذا هو الطريق والمسلك الطبيعي الذي يمكن أن نعالج فيه قضايانا الداخلية، لأن الإستعلاء وإدارة الظهر والإستكبار ومحاولة تعمية الحقائق لن تؤدي إلى أية نتيجة". ولفت إلى "أن خصومنا الذين ينتقدون تدخل "حزب الله" في سوريا يتحدثون في دوائرهم الضيقة وفي مجالسهم ونقاشاتهم حتى معنا، أن المقاومة هي التي حمت لبنان من الخطر التكفيري، ويقولون لنا بالفم الملآن لولاكم لاستبيح لبنان، ونحن معكم في قتالكم لهؤلاء التكفيريين، ولكن لا نستطيع أن نعبر عن آرائنا في العلن، وذلك لأن لديهم حسابات خارجية وداخلية، والبعض منهم لديه حسابات مالية عبر الدعم من هذه الجهة أو تلك، وهذا يؤكد ما قلناه منذ اليوم الأول لمواجهتنا لهذا الخطر، بأن الذين ينتقدون ويتهجمون علينا سيأتي اليوم الذي يشكرون فيه هذه المقاومة لأنها حمت لبنان وشعبه". ورأى "أن قرانا وبلداتنا ومدننا اللبنانية ما كانت لتنجو من الخطر التكفيري لو أن سوريا كانت قد سقطت في يد التكفيريين، أو أن القصير وحمص كانت لا تزال بأيديهم، أو أنهم احتلوا دمشق وسيطروا عليها كما كانوا يسيطرون على جرود عرسال، فهؤلاء شعارهم الذبح وسبي النساء وقتل الأطفال وتدمير البيوت وتدنيس المقدسات ونبش القبور، وحيث حلوا يرتكبون ما يرتكبون، ولو سمح لهم بالسيطرة على سوريا وعلى مناطقنا الحدودية لكان حل بلبنان ما يحدث في بعض المدن السورية". وأشار فضل الله إلى "أن لبنان اليوم محمي من خطر التكفيريين نتيجة تضحيات مجاهدينا، ونتيجة دماء شهداء المقاومة الذين يقاتلون في هذه المعركة التي نحن سنستمر بها، لأنها معركة مصيرنا ووجودنا، فمواقع الرجال ليست إلا في جبهات القتال، وهؤلاء كتب عليهم الجهاد، وكتب عليهم إما أن ينتصروا وإما أن يستشهدوا، ولذلك فإن بلدنا اليوم محمي من هؤلاء التكفيريين لأن فيه هذه المقاومة التي تقدم التضحيات، وفيه معادلة الحماية التي أرسيناها في مواجهة العدو الإسرائيلي والعدو التكفيري ألا وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي لا تزال توفر مظلة الحماية لبلدنا ولشعبنا ولمقدساتنا"، مؤكدا "أننا متمسكون بهذه المعادلة لأنه لا يوجد خيار آخر أمام اللبنانيين إلا أن يحموا بلدهم من خلال المقاومة، بمعزل عن أي سجال أو نقاش أو انتقادات لم تؤد في الماضي ولا اليوم ولا في المستقبل إلى تأمين الحماية والاستقرار".

 

الأمين العام لحزب 'الوطنيين الأحرار” إلياس أبو عاصي: هنالك حرب خنادق ضد رئيس الحكومة

اليوم” السعودية/02 آب/15

أشار الأمين العام لحزب 'الوطنيين الأحرار” إلياس أبو عاصي إلى أن 'هناك نيات سيئة وسوداء عند محور 'حزب الله” والتيار 'الوطني الحر”، موضحاً أنهم 'يضربون بعرض الحائط الدستور وباتفاق الطائف عبر الذهاب إلى ما يسمى 'المؤتمر التأسيسي”. واعتبر أن 'البعض في الحكومة أنشأ 'حرب خنادق” ضد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وضد الحكومة ككل”.

وتمنى في حديث لـ”اليوم” السعودية، 'ألا يصل رئيس الحكومة تمام سلام إلى مرحلة يقدم فيها استقالته، لأن هذا ما هو مطلوب اليوم، أي أن نزج الوطن في أتون الفراغ”. وقال: 'إذا قررت إيران أن تكون مصلحتها بالمقايضة على شيعة لبنان فلن تتوانى لحظة عن ممارسة الضغوط عليهم”.

ماذا تقرأ في الأزمة الحكومية الحالية؟

ـ اقرأ نيات سيئة وسوداء عند محور 'حزب الله” والتيار 'الوطني الحر”، فهم يأخذون من كل ذريعة مشكلة كي يكبروا حجم المأساة في لبنان، غير عابئين بما يعانيه المواطنون في البلد. كما أقرأ نية سوداء بالنسبة لمن يسمونه 'مؤتمر تأسيسي” أي الضرب بعرض الحائط الدستور وباتفاق الطائف عبر الذهاب الى ما يسمى 'المؤتمر التأسيسي” هذا الذي أقرؤه في الأزمة الحالية.

ألا تعتقد أن الخلافات داخل مجلس الوزراء خرجت عن إطارها الطبيعي؟

ـ خرجت منذ زمن عن إطارها الطبيعي، لأن القاعدة في مجلس الوزراء 'التضامن الوزاري” بينما ما نشهده هو أن البعض أنشأ 'حرب خنادق” ضد رئيس مجلس الوزراء وضد الحكومة ككل.

ماذا يعني المطالبة بحقوق المسيحيين وتغييب رئاسة الجمهورية وتكبيلها، هل هكذا تحصل الحقوق؟

ـ هذا هو التناقض بحد ذاته، نعطل مؤسسات الدولة ونمنع قيام حكومة فاعلة في ظل غياب رئيس الجمهورية وفي ظل شلل مجلس النواب وفي الوقت ذاته ندعي أننا ندافع عن حقوق المسيحيين، فالجميع يعلم أنه لا يوجد حقوق مسيحية وحقوق إسلامية بل هنالك حقوق وطنية، والحقوق الوطنية لا تطبق إلا إذا طبق الدستور بحذافيره وإذا كان هنالك تنفيذ لقوانين المرعية الإجراء بكل ما للكلمة من معنى من هنا التناقض فاضح ويدل عن موقف 'شعبوي” هي مقولات 'شعبوية” بعيدة كل البعد عن حقيقة الموضوع.

ما المكتسبات التي سيجنيها العماد ميشال عون من خلال تعيين قائد جديد للجيش، أم ما يهمه تعيين صهره؟

ـ العماد عون يعتقد أنه المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية وصهره المرشح الوحيد لقيادة الجيش، فإذا تحقق هذان المطلبان معنى ذلك أن حقوق المسيحيين واللبنانيين جميعهم تحققت وإن لم تتحقق فهنالك الكلام عن الإجحاف وقميص 'عثمان” ـ أي لا عدالة.

برأيك، إلى أين ستصل الأمور إن استمرت سياسة الضغط على رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام؟

ـ أتمنى ألا يصل الرئيس سلام إلى مرحلة يقدم فيها استقالته لأن هذا ما هو مطلوب اليوم، أي أن نزج الوطن في أتون الفراغ. من هنا أنا أراهن على قناعة وصبر الرئيس سلام ونتمنى عليه المزيد من الحكمة والمرونة والروية.

ما الذي ينجز الملفات العالقة ويخرج لبنان من أزماته التي تتراكم يوماً بعد يوم؟

ـ التفاهم والعودة إلى أصول الحكم، فنحن أمام حكومة مصلحة وطنية فلتكن على مسماها فحكومة المصلحة الوطنية تعني أن يكون هنالك تضامن وطني وهيكلية خاصة، والأهم من ذلك أن نذهب من دون إبطاء إلى انتخاب رئيس للجمهورية.

أطل الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله مؤخراً ليطمئن جمهوره أنهم لن يكونوا على مائدة المقايضة بشأن الاتفاق النووي، ما رأيك في هذا الصدد؟

ـ من خلال متابعة قراءة الأحداث بإمكاني القول: إن لا الأمين العام لـ”حزب الله” أو غيره في الحزب له الكلمة الفصل، فإنها ليست بأيديهم، فإذا قررت إيران أن تكون مصلحتها عكس ذلك فلن تتوانى لحظة عن ممارسة الضغوط عليهم.

كيف تقرأ الاتفاق النووي؟ وماذا تتوقع أن تكون ارتداداته في لبنان والمنطقة؟

ـ بحسب ما تسرب في الإعلام يتبين أنه اتفاق متوازن من حيث عدم تمكين إيران من حيازة القنبلة الذرية إلا أن العبرة تبقى في التنفيذ هذا من جهة، أما من جهة أخرى فهو يطلق يد إيران بما يمكنها استعادة رساميلها وودائعها في المصارف الأجنبية، من هنا الكرة في ملعب إيران، فعليها أن تقرر: هل هي تريد العودة إلى الشرعية الدولية وإلى المجتمع الدولي؟ فإذا كان الجواب نعم، فعليها صرف النظر عن السياسة المعتمدة حتى هذا الوقت، وإذا ظلت على المضي قدماً في سياستها اعتقد ان الدول الكبرى لن تسايرها في هذا الاطار.

ماذا يعني قبول تركيا الدخول في التحالف الدولي الذي يضرب 'داعش”، وما هي دلالاته على الواقع القائم؟

ـ اعتقد انه شعار اكثر مما هو واقع واتمنى ان يصبح واقعاً وان تكون هنالك خطة لمحاربة داعش على ان محاربتها ليست فقط بالحرب انما ايضاً بقيام سياسات متوازنة في المنطقة خصوصاً على مستوى القضية الفلسطينية وجنوح إسرائيل الى التطرف أكثر فأكثر، لذا فإن هنالك مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي ككل.

 

وائل أبو فاعور دفاعا عن جنبلاط: نديم قطيش مرتزق مأجور لقيط رذيل…

خاص جنوبية/الأحد، 2 أغسطس 2015  

 لم يتأخّر ردّ رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على الاعلامي نديم قطيش الذي هاجمه قبل 3 أيام عبر تلفزيون المستقبل، غير أن ردّه جاء عن طريق وزيره وائل أبو فاعور الذي هاجم قطيش بقوّة ونعته بأوصاف شنيعة ودافع عن "البيك" زعيم الجبل مهدّدا أن للحديث صلة.   رد وزير الصحة وائل أبو فاعور على الكلام الذي صدر من الاعلامي نديم قطيش بحق النائب وليد جنبلاط قائلا:

“في أرذل الأزمان بات يتطاول على وليد جنبلاط مرتزق مأجور متلون مسعور، نديم رذالة ورذيل ندامة، لقيط سياسة سقيط نخاسة، يستغل منبراً نحترم ويستظل موقعاً نقدر ليتطاول على قامة لن يدرك أخمص الأخمص فيها عله يلفت نظرا أو ينال حظوة أو يكسب رضى أو يتسول بعضا من فضة التي طالما كانت هي الدافع في التجوال بين العقائد والانتماءات الكاذبة والارتزاق المتحول والمتجول، وبكل الاحوال فللحديث صلة، وقد فتح البيان على مصراعيه”.

وكان نديم قطيش معدّ ومقدّم برنامج DNA الذي يعرض على تلفزيون المستقبل،قد قال قبل ثلاثة أيام في إحدى حلقات برنامجه هذا، واستنادا لتصريحات جنبلاط التي شدد فيها على سحب يده كليا من الاستثمار في ملف النفايات بعدما لمس “خطرها السياسي عليه” كما عبّر قطيش، فعلّق على ذلك قائلا: “لولا هذا الخطر السياسي ورائحة الفساد المنبعثة من ملف النفايات لكان دخل جنبلاط في هذه المحاصصة واخذ حصته و”للقرد”. مضيفا: “عوض ان تكون الشركات المساهمة في خدمة المواطن، تصبح محاصصة بيد السياسيين”.

كما تابع قطيش تعليقه على تصريحات جنبلاط التي قال فيها انه “لا علاقة لي حاليا بشركة الاسعد وليس لي شريكا بأي صفقات يحكى عنها”، ليرد عليه قطيش بالقول: “طمنتني”، لا علاقة لي “حاليا”، “يعني بكرا بس تنطفي القصة منرجع مندبرها”.

كما ذكّر قطيش بكلام النائب وليد جنبلاط عام 1995 حين قال انه يمتلك كتابان واحد يبرزه امام الدولة والآخر خاص به.. وقال له: “أتذكر حين قلت إنك تفضل أن تكون زبالا في نيويورك على أن تكون زعيما في لبنان؟ اللبنانيون يوافقون معك”.

وكان قطيش قد أكّد في نهاية حلقته ان هذا الكلام يتحمل مسؤوليته وحده ولا علاقة لتلفزيون المستقبل او تيار المستقبل به، قائلا: “لا اعرف ان كانت هذه الحلقة ستبث”.

 

ديم قطيش: أبو فاعور… "أوسكار"

الأحد 02 آب 2015 /علّق الاعلامي نديم قطيش على بيان وزير الصحة وائل أبو فاعور قائلا: "أود أن أشكر كل من إتصل مستنكراً بيان وزير الصحة وائل أبو فاعور، تعليقاً ع حلقة “دي إن إيه” حول ملف النفايات، ومتضامناً ضد إسفاف غير مسبوق في تاريخ اللغة السياسية والاعلامية في لبنان. وأعتذر من كل من طالب برد عبر البرنامج يوم الإثنين، إذ أنني لن أنزل الى مستوى ما قرأتم وسمعتم عبر برنامج يصل الى كل البيوت. فالبيان غير مطابق لأي مواصفات أخلاقية وسياسية وتلفزيونية، كما أنه غير مطابق لمواصفات بني معروف وعلى رأسها الحكمة. مع ذلك لفتني أن الوزير المحترم بذل جهداً يستحق التنويه. فقلة قليلة سبقته الى هذه القدرة على قول أكبر كم من الشتائم بأقل عدد من الكلمات، وهو يستحق من مرجعيته رتبة "أوسكار" في السياسة، و"أوسكار" في الاخلاق و"أوسكار" في القيمة والمقام".

 

لهذه الأسباب قتل حسن ابنه ناجي عبد الرحمن في عكار

خاص جنوبية الأحد، 2 أغسطس 2015/مقتطف: صباح اليوم قتل حسن عبد الرحمن (53 عاما) ولده ناجي (27 عاما) بعد وصوله مباشرة الى دارته في بلدته حرار في عكار، عائدا من السعودية حيث يعمل. رفض المعنيون من الاهالي والاقارب الادلاء بأي تصريح حول الاسباب التي أدّت الى هذه الجريمة الفاجعة والمستغربة. إذ أنه من النادر أن يقوم أب بقتل ابنه وذلك بسبب وشائج العاطفة الأبوية القويّة التي تدفع الأب في بعض المواقف ان يضحي بحياته في سبيل أبنائه لا أن يقتلهم مهما كانت الظروف. فما هي الأسباب إذن التي دفعت هذا الأب أن يتوحّش ويقتل أبنه بهذه البساطة؟ بعض اﻻهالي في حرار أشاروا الى ان هناك خلافا بين الأب وإبنه على الإرث وبعض الأملاك العقارية من دون الدخول في التفاصيل. كما تشير المعلومات الى ان القاتل له سوابق اجرامية حيث اوقف مدة تزيد على العشر سنوات بتهمة القتل العمد ايضا وهو مشهود له بالعصبية وسرعة الغضب. غير أنّ معلومات وردت لموقع “جنوبية” أفادت أن السبب المباشر الذي أدّى الى الجريمة هو أن المجني عليه “ناجي” كان يرسل الى والده مالا من السعودية حيث كان يعمل، على شاكلة حوالات مالية، لمساعدة عائلته المعوزة من جهة، ولكي يوفّر مبلغا يكون عونا له على معيشته في المستقبل بعد عودته من غربته من أجل تدبير أموره . لكن المفاجأة كانت صاعقة على المغدور الإبن ناجي، عندما علم أنّ أباه حسن عبد الرحمن تزوّج من امرأة ثانية، واستقرّ في بيت آخر، مستغلا المال الذي يرسله له ليصرفه على هواه وبما يسرّه مع زوجته الجديدة مهملا أمّه وعائلته القديمة. وبناء عليه فإن تتمة أحداث الجريمة أصبحت معروفة. الوالد حسن، السريع الغضب والعصبي والقاتل السابق، تحرّكت فيه غريزة القتل عندما وصل ابنه ناجي من سفره وقصده وبدأ بتقريعه ولومه واتهامه بسرقة جنى عمره وصرفه على أهوائه وزوجته الجديدة. فما كان من الوالد، القاتل السابق الذي أعماه الغضب، الا ان استلّ سلاحه الحربي. فهرب ابنه… لكنه تبعه ليطلق عليه النار من الخلف فأصاب ظهره. وبعدما سقط أمام المنزل، بدا ان الوالد تحوّل الى وحش كاسر، فلم يرحم ولده وهو صريع مضرّج بدمه، فأجهز عليه بطلقة ثانية اصابت الرأس هذه المرّة وأنهت حياة ابنه الذي فارق الحياة على الفور. اﻻجهزة اﻻمنية حضرت بسرعة، وباشرت تحقيقاتها، وبدأت تعقباتها في محاولة العثور على الوالد القاتل الذي تمكن من الهرب في اتجاه وادي جهنم الفاصلة بين عكار والضنية حيث الغابات الكثيفة.

 

عون يغامر بتفكيك تياره عبر إصراره على “توريث” الرئاسة لصهره “المدلل”

انتخابات عونية شكلية في 20 سبتمبر وسط انقسام مؤيديه إلى ثلاث مجموعات

بيروت – “السياسة”: رغم انتقاداته المتكررة لـ”التوريث السياسي” في لبنان, يبدو أن رئيس “التيار الوطني الحر” ميشال عون يسير على خطى غالبية الزعماء السياسيين عبر “توريث” رئاسة تياره إلى صهره “المدلل” وزير الخارجية جبران باسيل, في الانتخابات المقررة في 20 سبتمبر المقبل, مع تحول التيار إلى حزب سياسي. وأكدت مصادر مسيحية لـ”السياسة” أن المعركة على رئاسة “حزب التيار الوطني الحر” محصورة بين باسيل المدعوم من بعض رجال الأعمال والراغبين في الترشح للنيابة و”المستوزرين”, وبين النائب آلان عون ابن شقيقة ميشال عون المدعوم من شقيق الأخير نعيم عون ومجموعة قوية من النواب الحاليين ومسؤولي المناطق والكوادر والشباب. ورغم أن بعض الاستطلاعات المدعومة بمؤشرات داخلية تؤكد أنه أكثر شعبية من باسيل, لم تستبعد المصادر أن يقدم آلان عون على الانسحاب من المعركة نتيجة إصرار عون على فوز باسيل بالرئاسة في أول انتخابات “ديمقراطية” للتيار, بحيث يصبح الأخير مرشحاً وحيداً أو يتم تقديم مرشح “صوري” في مقابله, منعاً للتزكية التي تنزع صفة الديمقراطية, ولو كانت شكلية, عن الانتخابات.

وتؤكد جميع المعطيات أن ميشال عون في مأزق حقيقي, فهو يريد إيصال باسيل للرئاسة, لكنه يأمل في الوقت عينه المحافظة على تماسك تياره والحؤول دون تفككه, وهو ما حذرت منه المصادر المسيحية المطلعة, موضحة أن “التيار العوني” نشأ وتطور تحت زعامة عون بما يمثله من رمزية لمؤيديه, لكنه الآن بات على مفترق طرق, فإما أن يتحول مع رئيسه الجديد إلى حزب سياسي فعلي وإما أن يصبح حزباً ضعيفاً تتنازعه المصالح والصفقات. واعتبرت أن عون يغامر بمستقبل تياره من خلال إصراره على فوز باسيل بالرئاسة, رغم أن الأخير لا يحظى بشعبية داخلية واسعة (كما أنه لا يحظى بشعبية وطنية وهو ما أدى إلى خسارته في الانتخابات النيابية مرتين في البترون شمال لبنان) ويؤخذ عليه ابتعاده عن القاعدة العونية وتخليه عن رفاقه الذين ناضلوا معه لسنوات طويلة, إبان الاحتلال السوري, كما أنه يحيط نفسه بمجموعة من رجال الأعمال الذين يسعون إلى السلطة عبر الدخول إلى مجلس النواب على أن يتحولون لاحقاً إلى “مشاريع وزراء”. في المقابل, يتمتع النائب آلان عون بشعبية كبيرة داخل التيار, ويحظى بدعم مجموعة تتكون من نواب حاليين وكوادر شبابية, معروفة بعملها الميداني الدؤوب وقربها من القاعدة الشعبية. وبحسب المصادر, فإن إدراك ميشال عون أن ابن شقيقته أقوى من صهره هو الذي دفعه إلى المجاهرة بدعم الثاني وتدخله المباشر في الانتخابات, مع ما لذلك من تبعات ستترك تداعيات خطيرة على التيار على المديين القصير والمتوسط. ورغم أن عون يزكي باسيل ما يجعل المعركة محسومة, إلا أن المصادر أوضحت أنه يمكن تقسيم التيار حالياً إلى ثلاث مجموعات: الأولى مؤيدة لباسيل وهي الأضعف, والثاني مؤيدة لمنافسه آلان عون وهي أقوى من الأولى نظرياً, والثالثة وهي الأهم تتكون من المترددين. وعن الفئة الثالثة, قالت المصادر انها تتكون من العونيين الذين يعارضون باسيل باعتباره بات بدعم عمه “وزيراً دائماً” ومهيمناً على ملفات أساسية, سيما المتعلقة منها بالسلطة وشؤونها, لكن قسماً كبيراً منهم, خاصة النواب, يخشى على مستقبله السياسي في حال المجاهرة بمعارضة باسيل والمغامرة بتأييد خصمه. ويحاول بعض هؤلاء تدوير الزوايا مع باسيل والتقرب منه, في حين أن بعض النواب ما زال يدرس موقفه بدقة على اعتبار أن معارضة باسيل قد تؤدي إلى تحويلهم لنواب سابقين بعد أي انتخابات نيابية. وأوضحت المصادر أن هذه الخلافات تعرقل الوصول إلى هدف عون بتحويل تياره إلى حزب سياسي مستقر, على غرار حزب “القوات اللبنانية” المنافس الأول على الساحة المسيحية, مشيرة إلى أن “التيار العوني” يمر بمرحلة مصيرية على اعتبار أن أي اضطرابات في صفوفه ستؤدي بالتأكيد إلى تراجع شعبيته وانقسامه على نفسه, وتالياً تراجع عدد نوابه في الانتخابات النيابية المقبلة بدلاً من زيادتهم, كما يسعى عون من خلال الإصرار على إقرار قانون للانتخابات يؤمن التمثيل الفعلي والمناصفة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين. وخلصت المصادر إلى أن الأمر محسوم برئاسة التيار لباسيل, وهو قرار أبلغه عون للمقربين منه, لكن “الصهر المدلل” يريد تحقيق فوز “كاسح” وتسجيل نسبة مرتفعة من الأصوات في الانتخابات المقررة في 20 سبتمبر المقبل, ليدخل بذلك نادي “التوريث السياسي” من بابه الواسع, على غرار غالبية أبناء وأقارب الزعماء اللبنانيين.

 

نائب عوني لـ”السياسة”: لن نسكت إذا مددت الحكومة لرئيس الأركان

حوري: حلم عون بالرئاسة سقط نهائياً

بيروت – “السياسة”: أكدت مصادر وزارية لـ”السياسة” أن تحديد رئيس الحكومة تمام سلام جلسة للحكومة الأربعاء المقبل يعكس حرصه على عدم تعطيل عمل مجلس الوزراء كي لا يتهم بهذا الأمر, مشيرة إلى أنه يحظى بدعم الغالبية من المكونات الوزارية التي تؤيد الخطوات التي يقوم بها لتفعيل دور الحكومة وتنشيط أدائها وجعلها قادرة على مواجهة الأعباء والتحديات الكثيرة التي تنتظرها. وتوقعت المصادر أن يمدد مجلس الوزراء في جلسته بعد غد لرئيس أركان الجيش اللواء وليد سليمان لمدة سنتين, بعد تعذر التوافق على تعيين بديل مع انتهاء ولايته في 6 أغسطس الجاري وفي ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد, تمهيداً للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي في سبتمبر المقبل للأسباب نفسها. وتوازياً, تترقب الأوساط السياسية ردة فعل رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون على التمديد للواء سليمان, وتأثيرات هذا القرار على الوضع الحكومي, في ظل تزايد المخاوف من إقدام عون على تحريك الشارع مجدداً في مواجهة الحكومة التي رفضت الرضوخ لمطالبه المتمثلة خصوصاً بتعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش. ورداً على سؤال ل¯”السياسة” بشأن ردة فعل عون في حال التمديد لرئيس الأركان, قال نائب في تكتل “التغيير والإصلاح” إن الأمور مرهونة بأوقاتها وسيبنى على الشيئ مقتضاه في حال اتخذت الحكومة قراراً في هذا الاتجاه, “لكننا نحذرها من السير في التمديد لأنه مخالف للدستور وسيخلق أجواء توتر في البلد ولن نسكت عن ذلك”. في المقابل, أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار الحوري تأييد خطوات سلام لإعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء, معتبراً أن حلم عون بالرئاسة سقط نهائياً, وداعياً إياه إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية وتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وأكد أن عون يتحمل مسؤولية الكثير من الدمار الحاصل في لبنان وتغطية السلاح غير الشرعي. من جهتها, اعتبرت أوساط قيادية في “المستقبل” أن دعوات قوى “8 آذار”, وخاصة “حزب الله”, للتحاور مع عون والتوافق معه على التعيينات والقضايا الخلافية, محاولة للتعمية على الحقائق وذر الرماد في العيون من خلال تحميل “المستقبل” مسؤولية الأزمة القائمة, فيما الحقيقة الساطعة هي أن عون وحليفه “حزب الله” يتحملان المسؤولية كاملة عما يحصل, من خلال إصرارهما على انتهاج سياسة التعطيل وشل عمل المؤسسات وإفراغها من دورها

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بوغدانوف: خادم الحرمين يزور موسكو قبل نهاية السنة

موسكو – الأناضول: أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف, أمس, أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز سيزور موسكو قبيل نهاية العام الجاري. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى الخارجية الروسية انه “في منتصف شهر أغسطس الجاري, ستستقبل موسكو وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الذي سيلتقي مع وزير الخارجية سيرغي لافروف, ويبحث معه في العلاقات الثنائية السعودية – الروسية, والقضايا الاقليمية والدولية الساخنة”. وأضاف “سيناقش الوزيران التحضيرات الجارية للزيارة, التي سيقوم بها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا قبيل نهاية العام الجاري”. وأشار إلى أن الجبير, الذي يزور روسيا للمرة الأولى منذ تعيينه وزيراً للخارجية, سيبحث مع لافروف في آفاق التسوية السلمية بكل من سورية واليمن وليبيا, كما سيبحث الجانبان المقترح الروسي المتعلق بإقامة تحالف رباعي ضد الإرهاب, يضم السعودية وتركيا والأردن بالإضافة إلى نظام الأسد. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, طرح خلال زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم, إلى موسكو في يونيو الماضي, إقامة تحالف رباعي, يضم كلاً من السعودية وتركيا والأردن وسورية لمواجهة الإرهاب.

 

إسرائيل ترضخ للضغوط الدولية وتشدد إجراءاتها ضد المتطرفين اليهود

القدس – أ ف ب: أعلنت الحكومة الإسرائيلية الخاضعة لضغوط شديدة عزمها على التحرك بحق المتطرفين اليهود, بعد مقتل رضيع فلسطيني احترق حياً الجمعة الماضي, إثر إضرام مستوطنين متطرفين النار في منزله في الضفة الغربية المحتلة. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “عدم التساهل”, فيما سمح وزير الدفاع موشيه يعالون باستخدام الإعتقال الإداري الذي يطبق عادة على المعتقلين الفلسطينيين ضد المتطرفين اليهود بعد عملية إحراق المنزل الفلسطيني. ولم يتم اعتقال أي مشتبه به حتى أمس, في الهجوم الذي وقع شمال الضفة الغربية المحتلة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية إن يعالون أمر باللجوء إلى الاعتقال الإداري, مشيراً إلى أن ذلك سيمنح المحققين وقتاً إضافياً لجمع الأدلة الكافية لتقديم المنفذين إلى العدالة. وأوضح أنه “يجب التعامل مع الإرهاب اليهودي بالوسائل ذاتها التي يتم التعامل فيها مع الإرهاب العربي على حد زعمه, بما في ذلك أساليب الاستجواب المناسبة والاعتقال الإداري”. وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية تعرف باسم “دفع الثمن”, وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية. وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية واتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون, ونادرا ما يتم توقيف الجناة. من جهته, اعتبر خبير القضايا الإستخباراتية يوسي ميلمان في مقال نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” أنه لا يوجد أي تفسير لعدم قدرة السلطات الإسرائيلية حتى الآن على اعتقال أي مشتبه به بعد مقتل الرضيع. على صعيد متصل, ذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أنه من الصعب التسلل إلى الجماعات الصغيرة التي تعمل في إطار “دفع الثمن”, كونهم لا يستخدمون الهواتف النقالة, ولا يتحدثون أثناء التحقيق معهم.

وتطرقت الإذاعة إلى العثور على وثيقة في منزل أحد اليهود الثلاثة المشتبه بهم في عملية إحراق كنيسة “الطابغة” الأثرية المعروفة بكنيسة “الخبز والسمك” قرب بحيرة طبرية شمال إسرائيل في الثامن عشر من يونيو الماضي, حيث تشرح الوثيقة كيفية إشعال النيران في المساجد أو الكنائس أو بيوت الفلسطينيين من دون ترك أي أثر. ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحق هرتزوغ في حديث للاذاعة اليمين في إسرائيل إلى “مراجعة الضمير لأن العنف يأتي من معسكره”, موضحاً أنه “عندما تريد الدولة فإنه يمكن محاربة الإرهاب”. في سياق آخر, اندلعت اشتباكات في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة أمس, بعد يومين على خلفية احتراق الرضيع الفلسطيني. وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان, أن “عدداً من الشبان المثلمين تحصنوا داخل المسجد الأقصى بعد أن رشقوا الحجارة باتجاه قوات الشرطة”. وتجمع عشرات الفلسطينيين صباح أمس, وهم يحملون صور الطفل علي دوابشة أمام بوابات المسجد الأقصى, وأمام حواجز الشرطة الإسرائيلية التي منعتهم من الدخول.

 

طهران تحذر “الوكالة الذرية من كشف أي معلومات لواشنطن

عراقجي دعا البرلمان إلى سرعة إقرار الاتفاق

فيينا, طهران – الأناضول, أ ف ب: حذر مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا رضا نجفي, الهيئة الأممية من الكشف عن أي اتفاقات بينها وبين طهران للولايات المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء النمساوية عن نجفي قوله, أمس, “لا يجب إرسال أي معلومات بخصوص الاتفاقات بين إيران والوكالة إلى الكونغرس الأميركي”, منتقداً طلب مجلس الشيوخ الأميركي الاطلاع على خريطة الطريق التي توصلت إليها طهران والوكالة بفيينا في 14 يوليو الماضي وتتعلق بكيفية التعاون بين الجانبين. وجاء الموقف الإيراني على خلفية الزيارة المتوقعة لمدير عام الوكالة الدولية يوكيا آمانو الأربعاء المقبل لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي, ليناقش معهم دور الوكالة في مراقبة البرنامج النووي الإيراني. يشار إلى أن الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأميركي لديهم شكوك بشأن الاتفاق الذي تم في فيينا بين إيران ومجموعة “5+1 (الولايات المتحدة, وروسيا, وبريطانيا, وفرنسا, وألمانيا, إضافة إلى الصين). ويقضي الاتفاق بحق مفتشي الوكالة الدولية في مراقبة وتفتيش بعض المنشآت العسكرية الإيرانية, وفرض حظر على توريد الأسلحة لطهران لمدة خمس سنوات, مقابل رفع عقوبات مفروضة على الجمهورية الإسلامية. وبمقتضى اتفاق فيينا يمكن للوكالة الكشف عن أي أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني, حيث يقدم المدير العام تقريرا بشأن وفاء إيران بالتزاماتها تمهيداً لرفع العقوبات. إلى ذلك, دعا نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي البرلمان في بلاده إلى أن يقر بسرعة الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الست الكبرى في جنيف لكي يتحمل الكونغرس الأميركي لوحده مسؤولية إفشال الاتفاق إذا لم يقره. وقال عراقجي في تصريح متلفز مساء أول من أمس, يجب “علينا أن نعلن موقفنا بسرعة حتى في حال رفض الكونغرس الاتفاق حتى يكون هو من يتحمل عبء فشل المفاوضات وعندها نكون أنقذنا ماء وجهنا ويمكننا العودة إلى برنامجنا العادي”. وأضاف “عندها سيتحدث العالم عن أن إيران التزمت بعقدها ولكن الكونغرس حطم كل شيء”.وعلى الرغم من دعوة عراقجي فإن النواب الإيرانيين يريدون انتظار الموقف النهائي للكونغرس الأميركي بشأن الاتفاق قبل أن يقولوا كلمتهم فيه. يشار إلى أن الكونغرس استمع قبل أيام إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن الاتفاق المفترض أن يصوت عليه في سبتمبر المقبل, وسط معارضة العديد من الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ للاتفاق, فيما يعكف البرلمان الإيراني حالياً على دراسة الاتفاق الذي لم يقتنع به المحافظون

 

تعزيز التعاون العسكري الأميركي - المصري

القاهرة - محمد صلاح { الدوحة - محمد المكي احمد/الحياة

أثمر الحوار الإستراتيجي الأميركي - المصري، الذي عُقد أمس في مقر وزارة الخارجية المصرية، عن اتفاق لمراجعة أسس العلاقة بين البلدين، في ظل استمرار الخلافات بينهما على قضايا أساسية أبرزها، كما بدا من تصريحات وزير الخارجية سامح شكري وجون كيري، التعامل مع جماعة «الإخوان المسلمين» المصنفة إرهابية في مصر. والتقى كيري لاحقاً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وغادر بعدها الى قطر حيث سيلتقي اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزراء خارجية دول مجلس التعاون لتهدئة القلق الناتج من الاتفاق النووي الذي ابرمته الدول الكبرى مع ايران في 14 تموز (يوليو) في فيينا. واتفق شكري وكيري على مضاعفة جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، في ختام جولة الحوار، الذي توقف لأكثر من عقد. وقال شكري في افتتاح جلسات الحوار أن هذه الجولة «تؤسس لعلاقات جديدة بين البلدين»، وتمثل «فرصة جادة للطرفين لمراجعة الجوانب المختلفة للعلاقات، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً». وأضاف أن «الحوار ساهم في طرح أفكار جديدة تحدد مسار العلاقات مستقبلاً، خصوصاً في المجالات العسكرية والأمنية». واتفق معه كيري على ضرورة «البدء في إعادة بناء عناصر العلاقات المصرية الأميركية». لكن كيري ألح مراراً على ضرورة «شمولية العملية السياسية»، ملمحاً إلى جماعة «الإخوان» فيما أكد شكري ضرورة التعامل مع الجماعة كمصدر لـ «الذخيرة الفكرية» للجماعات المتطرفة. وظهر الخلاف جلياً في المؤتمر الصحافي الختامي للوزيرين، إذ قال كيري ان «المحادثات تناولت بمنتهى الصراحة التحديات الخاصة بمواجهة العنف والتطرف. فعند محاولة بناء عملية سياسية يجب أن تكون شاملة، وأن نمنح المواطنين الفرصة لبناء دولتهم وأمتهم»، مضيفاً ان «الإرهابيين الذين يقتلون المدنيين ويهاجمون العسكريين المصريين يجب مناهضتهم ووقفهم. ولكن هناك تمييز بين أولئك الذين يستخدمون العنف من أجل تحقيق غاياتهم وبين أولئك الذين يحاولون المشاركة سلمياً في الحوار السياسي حتى وإن كانوا في بعض الأحيان يقولون أشياء قد لا تريح بعضهم». وفي الدوحة عقد وزراء خارجية دول الخليج اجتماعاً تشاورياً مساء أمس «لتنسيق المواقف والرؤى» التي سيطرحونها في الاجتماع المشترك مع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. وسيشدد الوزراء على أن «تتخذ واشنطن المزيد من الخطوات لضمان أمن المنطقة واستقرارها وتنفيذ الاتفاق النووي بما يحول دون بروز أي تهديد لدول المنطقة» وستحظى الأزمة اليمنية باهتمام خليجي أميركي روسي».

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عين «حزب الله».. على القنيطرة لإبعاد شبح الداخل

علي الحسيني/المستقبل/03 آب/15

منذ أن استهدفت إسرائيل موكبا تابعا لـ«حزب الله» والحرس «الثوري الإيراني» في ريف القنيطرة منذ نحو ستة أشهر والذي قضى فيه العضو في الحزب جهاد مغنية مع عنصرين آخرين بالإضافة إلى ضابط إيراني، دخلت هذه المنطقة ضمن بقعة ضوء الأحداث السورية بحيث بدأت تتكشّف أكثر فأكثر أهميّتها بالنسبة إلى طرفي النزاع، النظام السوري والحرس «الثوري الإيراني» و«حزب الله» من جهة، والفصائل السورية المسلحة من جهة أخرى. مع تمدد «حزب الله» ضمن المناطق السورية، تحوّلت القنيطرة إلى نقطة بالغة الأهميّة بالنسبة إلى الحزب كونها تقع على تماس مع المناطق التي تحتلها إسرائيل في الجولان إضافة إلى التصاقها بالجنوب السوري كـ«درعا» حيث معقل الفصائل السورية المسلحة وبالجنوب اللبناني لجهة سفوح جبل الشيخ. لكن أهميّتها الكبرى تكمن في وجود أكثر من عشرين فصيلاً سوريّاً فيها تجمعهم غرفة عمليات واحدة لا تُلهيهم المعارك الجانبية عن معركتهم الأساس مع جيش النظام السوري والحزب إضافة إلى أنها تتصل جغرافيّاً بالعاصمة دمشق وتحديدا الغوطة الغربية وهو ما استدعى ايران منذ فترة تكليف قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني وقائد عمليات الحزب مصطفى بدر الدين قيادة المعركة هناك لصد الزحف الذي كانت بدأت الفصائل تنفيذه لإحتلال دمشق قبل أن توقف عملياتها لأسباب قيل أنها تتعلق باللعبة الدولية.

منتصف الاسبوع الماضي، استهدف الطيران الإسرائيلي سيارة في بلدة حضر الواقعة بمحاذاة الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان، كان يتواجد بداخلها عناصر تنتمي إلى «الدفاع الوطني» التابعة للنظام، وسط معلومات تحدثت أيضاً عن سقوط عنصرين من «حزب الله» في العملية نفسها من دون ان يؤكد الحزب الخبر لكي لا يضطر إلى فتح جبهة مع إسرائيل في الوقت الحالي، ليعود وينعاهما لاحقاً على أنهما سقطا في الزبداني.تحركات «حزب الله» عند أطراف القنيطرة وبالقرب من الحدود مع الجولان، تشي بنوايا قد تكون مرتبطة بفتح جبهة جديدة في المستقبل، خصوصاً في ظل المعلومات التي تتسرب بين الحين والآخر عن نيّة الحزب بفتح جبهة شبعا لإبعاد الضغط العسكري الذي تمارسه الفصائل السورية المسلحة على العاصمة دمشق وتحسباً من سقوط بلدة حضر السورية والقرى الملاصقة لها بيد المعارضة مما سُيسهل عليها فتح طريق باتجاه الحدود اللبنانية -السورية ودائماً بحسب تسريبات مُنظرين عسكريين وإستراتيجيين مؤيدين لـ«حزب الله».

في علم العسكر عند «حزب الله»، فان أي ضربة تستهدفه خارج حدود أرضه، يعتبرها مصدر قوّة لا ضعفاً، فحصول أمر كهذا في القنيطرة يُحرّره من الضوابط الدولية المفروضة عليه في الداخل اللبناني بموجب القرار 1701. هذا التصور يؤيده المُحلّل العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر، لا بل يزيد عليه بقوله «القنيطرة إلى جانب رمزيتها، فإن إعادة إحتلالها من قبل النظام السوري أو «حزب الله» من شأنها أن توجد جبهة جديدة بين إسرائيل والحزب، جبهة لا تخضع لإعتبارات كتلك التي تخضع لها الحدود اللبنانية- الاسرائيلية وتحديدا مزارع شبعا، وهي جبهة ستكون متحررة من كل الضوابط بشكل يُمكن ان يجعل منها لاحقاً نقطة إحتكاك مباشر بين إسرائيل والممانعة». أهمية القنيطرة بنظر عبد القادر أنها «موقع إستراتيجي بالغ الأهمية وإسم تاريخي في الصراع بين إسرائيل وسوريا، إضافة إلى أنها عاصمة الجولان كما أنها تطل على بداية طريق رئيسي باتجاه دمشق». وعن اهميّتها بالنسبة إلى «حزب الله» يوضح « أهميّتها في هذه النقطة أنها تقع عند كعب الجنوب الشرقي لجبل الشيخ وتحديدا من المقلب الشرقي السوري. هي ليست متاخمة مباشرة لمزارع شبعا اذ تفصل بينهما سفوح وجبال، ولكن في ظل التطورات الأخيرة في الجولان ودخول الحرس الثوري الايراني إلى بعض أطرافها وبعد سيطرة الفصائل السورية على أجزاء واسعة منها، وخصوصاً جبهة النصرة وبعد الغارة الاسرائيلية التي كان سقط فيها ضابط إيراني وجهاد مغنية، كل هذا يؤشر الى أهمية جبهة الجولان في الفترة القادمة والتي يُمكن أن تختصر بحيثياتها واهميتها مجمل الحرب في سوريا».

لا يُعطي عبد القادر أهمية زائدة لمكانة سمير القنطار العسكرية أو الأمنية في ما يحصل في الجولان والقنيطرة رغم احترامه لتاريخه المقاوم وكونه اسيرا سابقا لدى إسرائيل التي افرجت عنه «بصفقة مع حزب الله». ويقول: «وجود القنطار أو عدم وجوده هو أمر عادي خصوصا وأنه لا يمتلك كفاءات أو صفات قيادية لا في الحزب ولا في الحرب بحد ذاتها، وقد يكون دوره مقتصراً على إيجاد فئة تؤيّد العمل المسلح تحت عنوان محاربة إسرائيل ضمن مناطق وبيئة محددة هو ينتمي اليها وإن بأسماء مختلفة كالدفاع الوطني او المقاومة السورية لتحرير الجولان». لكن ماذا عن مستقبل جبهة القنيطرة؟ يُجيب: «هي جزء من الحرب القائمة ومصيرها مرتبط بمسارها، لكن أوّلاً وأخيراً علينا أن ننظر إلى مدى تقبل إسرائيل على المدى البعيد بوجود قوة متعاظمة على حدودها هي حزب الله والحرس الثوري الايراني».

الجميع متفق على أن «حزب الله» بغنىً عن فتح أي معركة مع إسرائيل في ظل الحرب التي يخوضها في سوريا، وقد تُرجم ذلك أكثر من مرّة عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تستهدف مواكبه وقافلاته العسكرية والأمنية في الداخل السوري. أمّا في ما يتعلق برد الحزب على إغتيال إسرائيل مغنية الإبن في مزرعة الأمل بالقرب من الجولان، فجميع المؤشرات تؤكد أن الرد جاء من منطلق حفظ مياه الوجه أمام جمهور الحزب الذي لم يقتنع بحجم الرد على إغتيال مغنية لما يمثله على الصعيد المعنوي والوجداني بالنسبة اليهم.

 

علي بركات «منشد» حزب الله.. يُرشد نصرالله

جانا حويس/المستقبل/03 آب/15

لم تعد صرخات الحزن والعتب الخفية لأمهات قتلى «حزب الله« في سوريا وحدها التي تقف في وجه ممارساته. وليس فقط خبر هروب عدد لا بأس به من عناصر الحزب تفاديا لاستجرارهم الى المشاركة في القتال الدائر في سوريا مما اضطر الحزب الى تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الموضوع، هو الدليل الوحيد على التململ الجدي الحاصل داخل أروقته. فما كان يحصل في السر خرج اليوم الى العلن. علي بركات، «المنشد السياسي الاول في لبنان والعالم العربي« كما يعرف عن نفسه على صفحته الخاصة على موقع «فايسبوك«، هو نفسه الذي اشتهر بمناصرته للحزب وافعاله، متغنياً بتدخل الحزب في سوريا من خلال اطلاقه اناشيد لم تخلُ من النفحة «الحزبية« ومن اشهرها «احسم نصرك في يبرود«. بركات اليوم ينتقد تصرفات «حزب الله«، والاعمال الشاذة لبعض عناصره.

فما كان منه الا ان استغل هاشتاغ «#رسالتي_للسيد« الذي اطلقه جواد نصرالله نجل الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم 28 تموز، ليشكو فيها الحال المزرية التي وصل اليها انصار الحزب ومقاتلوه، واصفا القياديين فيه بالاستغلاليين الذين يستخدمون سلطاتهم للهجوم على المختلفين عنهم فيخونونهم ويكفرونهم. وكتب حرفيا« اشرف الناس يا سيد عم يتوجعوا عالسكت عم يقدمو ولادن واحباؤن بس مذلولين بهالبلد كان بعد ناقص الزبالة تطمرن، ايمتا يا سيد بدنا نصير نستفيد من انتصاراتنا العسكرية بالسياسة يلي هي جزء من المعركة..الارهاب والصهيونية اعدائنا يا سيد بس كمان الجهل والفقر والمرض والرشوة والفساد والظلم والمحسوبية والمذهبية والطائفية والغلا والجوع... كمان اعدائنا واعداء الانسانية.. بال 2000 انتصرنا وما عملنا شي وبال 2006 انتصرنا وما عملنا شي وب 7 ايار انتصرنا وما عملنا شي وبسوريا عم ننتصر وما عم نعمل شي«.

وتابع بركات قائلا «ايمتا يا سيد بدنا نحس انو النواب لبينتخبهم جمهور المقاومة حاملين همو وبيديرو بالن عا تفاصيلو المعيشية بدل منن تلاميذ صف وقاف بيوقف اعود بيقعد، ايمتا يا سيد بدنا نستفيد من سلاحنا وقوتنا تا نطهر البلد من مجرمي الحرب الاهلية لبعدن عم يمارسوا اجرامن السياسي والاقتصادي بقتل الناس عالبطيء بلباسهم السياسي والزعامي، ايمتا يا سيد بدنا نبطل نخاف من الفتنة الطائفية والمذهبية يلي من ورا هيدا الخوف لكبير والزغير راكب عا ضهرنا بهالبلد، زهقنا يا سيد وملينا، شعبنا تعود على عبادة الاشخاص وعنا افكار داعشيي صرنا اكتر من الدواعش، ابن حزب الله يا سيد اذا بتختلف معو برأي بسيط بيكفرك وبيعملك عميل وقابض وبيحط فيك الف عله، ما عنا القدرة نتقبل الرأي والنقد والتصحيح كرمال هيك اغلاطنا عم تزيد وعم نغرق بالغلط، في اشيا كتيرة يا سيد لو بتعرف فيها عم تصير لذهلت بس ما بتنحكا خليها بالقلب تجرح ولا تطلع وتفضح«. بركات صوب على التجاوزات المالية الفاضحة لبعض قياديي الحزب قائلا ان دينهم بات رانجات وشقق واراضي ومراكز ومكاتب، مناشدا نصرالله بالمبادرة لمعالجة الوضع. «صاروا كتار يا سيد لبيعبدوا السيد بدون ما يعرفوا خط ونهج السيد ويمشوا عليه، كتار يا سيد صارت الاشخاص بتعنيلن اكتر من المبادئ والمسؤوليات والمراكز والاموال والمظاهر من اولى اهتماماتن، الرنجات والشقق والاراضي والمراكز والمكاتب نست كتير ناس القضية وكتير علما يا سيد صار الدين بالنسبة الهن سيارة وعباية وشقة فخمين، صرنا قوايا عا بعض يا سيد اكتر من قويتنا عا اعدائنا، الله يصبرك يا سيد، بس انت القوي والقادر وبئيدك تغير انت صاحب السلطه الداخلية والخارجية ومسؤوليتك كبيرة، كل مشكلة مهما كبرت لا تحتاج لاكثر من قرار منك«.

هذه المطالب التي اطلقها بركات احدثت صدمة ايجابية لدى الجمهور المتابع لصفحته، فحازت في وقت لا يتعدى الساعة على 316 اعجابا، كما نقلها حرفيا 15 شخصا من «جمهور المقاومة« معتبرا انها تعبر عن رأيه، وعلق عليها اكثر من 44 متابعا ايضا، فوصفها فارس صالح بـ«الجميل جدا«، وكذلك اثنت هلا هلا على كلامه الذي يشير الى الفساد المستشري في صفوف قياديي الحزب بالقول «انا معك 100% يا ريت السيد بيعرف شو عم بيصير«، اما مظلوم حسين فعلق بدوره «صح وفي حكي كتير ما انحكى«، اليس علقت باحباط «هيدا بس بالاحلام«، وسألت حولا الصمود «شو السيد مش شايف ومش عارف هيدا كلو بس آخر همو الشعب الفقير والمذلول وكل همو سلاحو وحزبو خط احمر والباقي يلحق جهنم«، وفي تعليق يعكس سوء الاحوال الذي يعيشه جمهور الحزب قال مهدي مسلم «صبرو شوي حتفرج ما حنضل هيك«. وعلى اثر تناول بعض المواقع لتعليقاته وكل ما حازت عليه من ردود عاد علي بركات ليؤكد ان انتقاده «جاء من باب «النصح وليس الهجوم والانتقاد البناء للتصحيح والارتقاء«، كاتبا « كلامي هذا من باب النصح وليس الهجوم، كلامي هذا يمثل رأي اغلبية جمهور المقاومة بالنسبة للتعامل مع الفئة الباغية والظالمة في هذا البلد اما الانتقاد الداخلي لخط ومسيرة حزب الله فهو من باب الانتقاد البناء للتصحيح والارتقاء«. المشهد الشعبي المرتبط بـ«حزب الله« لا يبدو صحيا. وليست كل الاحتجاجات والاستنكارات من المجتمع الضيق الذي يحيط بالحزب سوى دليل حسي على الهاوية التي يمشي نحوها الحزب وبخطى ثابتة. فـ«حزب الله« بات اليوم امام مشهد مأساوي يكاد يكون الاخطر على كيانه منذ التأسيس. وبات ذلك اكيدا وواضحا بعد ان اتيح للمنتقدين والمعارضين من داخله التعبير عن هواجسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، واضعين صرخاتهم في وجه المطبلين والمهرجين الذين يحتلون الشاشات ليلا ونهارا مستفحلين في الدفاع عن الحرب التي يخوضها الحزب، وغافلين عما يعانيه جمهورهم.

 

في الازدواجية وبؤسها

علي نون/المستقبل/03 آب/15

تتكرّر المفارقة القائلة إن إيران تربح في معارك متفرقة، لكنها تخسر الحروب التي تتورّط فيها.. و«حربها» في سوريا أحدث وأبلغ وأشنع مثال على ذلك. والقراءة في هذا المثال، لا تثير إلا الحيرة والاستغراب باعتبار أن حائك السجّاد الممتاز يبني كل سياسته على افتراض أن العالم هو «سجّادة»، وأن إبر الحياكة حكرٌ على اليد الإيرانية، وأن تبسيط المُعقّد والمركّب يكفي عند صاحبه، لإشاعة قدرته الادعائية على جعل الشمس تشرق من الغرب! والمعضلة المتحكمة بأصل الموضوع وفصله، هي أن ايران تدّعي القدرة وتثبت العجز. وتدّعي الشطارة وتقدّم أدلة على قصر النظر. وتدّعي الخبرة الطويلة والنفس الأطول وتقدّم ما يدل على لعب هواة وقصّر. وتحكي كلاماً كبيراً عن الجغرافيا السياسية لكنها لا تعرف كيف تقرأ البوصلة. تحكي عن فلسطين وتذهب إلى كل الجهات ما عداها. وتحكي عن «أمّة» إسلامية ولا تعرف إلاّ الفرع المذهبي.. وتحكي عن المستضعفين وتقلّد المستكبرين المستبدين والطغاة. وتحكي عن التحرّر وجلّ طموحها أن تستعبد. وتحكي عن الشياطين ولا تفعل سوى طرد الملائكة.. تشتم بإسرائيل وتتوعّدها بالإفناء والإمحاء ولا تطلق رصاصها إلاّ باتجاه أعداء إسرائيل. تستنكر جريمة حرق طفل فلسطيني وتتجاهل أنها وحليفها في دمشق أحرقا سوريا بما فيها من بشر وحجر وشجر.. ازدواجية خطابها متفرعة من جذر ازدواجية تركيبة نظامها: بين الوضعي والمنزّل، والمدني والديني والدولة و«الثورة»، والواقع والوهم. وأغرب ما في ذلك الوضع الغريب، هو أنها ترتكب وتتجاهل، وتسبق الضحية على الأنين والشكوى. كأنها، وهي الدولة الخطيرة، تتصرف مثل طفل في منزل، رمى التلفزيون على الأرض وطبّشه ثم أخذ يضحك! سوى أنها ترمي استقرار دول وشعوب وثروات أسطورية في نار جموحها، ثم تستمر في اتهام الغير بما فعلته وادعاء البراءة من الارتكاب. .. في الآونة الأخيرة، عدّل مذيعو بياناتها وسياساتها ومواقفها من شكل الخطاب الموجّه إلى الخليج العربي، والسعودية تحديداً.. وهطلت فجأة تصريحات وتسريبات وخبريات تتحدث عن أهمية «التقارب» الإيراني السعودي. والمصلحة المشتركة التي تفرض ذلك التقارب.. وتوقفت، أو بالأحرى تراجعت إلى حد بعيد، الحملات المسفّة على الرياض وسياستها. كان يمكن النظر بشيء من التقدير أو الجدية إلى تلك «المستجدات» الإيرانية، لو أنها سبقت مثلاً تحرير عدن من أتباع إيران. أو «اندلاع» الحملة التركية في الداخل السوري. أو تأكد كل من عليها أن محاولة إنقاذ الأسد من السقوط الحتمي لم تصل إلى أي شيء يُعتدّ به.. أو لو أنها ترافقت وتترافق مع إجراءات ميدانية ملموسة تعكس تغييراً في الأداء كما في الكلام. لكنها الازدواجية ذاتها، والأداء المراهق ذاته، والذي يفترض صاحبه أنه يستطيع أن يناور كلما أراد ذلك، وأن يبلف متى شاء، وأن «ذاكرة» الآخرين قصيرة! قبل الآن بقليل، تبيّن أن إيران تهجم في المكان الضعيف وتتراجع أمام القوي. لم يقنعها أي شيء بوقف الحرب مع العراق، إلاّ تراجعها في ساحات المعارك وتعاظم خسائرها. ولم يقنعها أي شيء باستحالة مشروعها النووي إلا التأثيرات الخطيرة للعقوبات عليها.. ولم يقنعها أي شيء بلجم الانقلابيين في اليمن إلا بدء اندحار هؤلاء مع انطلاقة «عاصفة الحزم» وتوابعها.. ولن يقنعها أي شيء بتغيير موقفها من النكبة السورية إلا التحركات الميدانية الضاغطة على بقايا قوات الأسد على كل الجبهات. أي أنها لا تستكين إلا تحت الضغط، ولا تتعقّل إلاّ تحت تأثير القوة. .. لن يطول الوقت، قبل أن نبدأ في الاستماع إلى خطاب آخر لها عن سوريا.. يلوم الأسد على «أخطائه» ويشيد بـ«نضال» الشعب السوري ضد إسرائيل!

 

فسادُ الفساد كمقولة: أحد عشر سبباً

وسام سعادة/المستقبل/03 آب/15

الفساد كلمة فَسُدَت لبنانياً لكذا سبب. أوّل الأسباب طبعاً تخمة الفساد نفسه بحيث ما عاد المصطلح كافياً لاستيعاب شتى أنماطه وأنواعه.

وثاني الأسباب انشطار الحالات النفسية للناس بازاء ملفات الفساد وقضاياه بين تسليم قدري باستشرائه، وباستحالة مواجهته، وبين نوبات ارادوية تعتبر أنه يمكن تطهير قطاع ما، الأدوية الفاسدة أو الأغذية غير المطابقة مثلاً، أو مراعاة تطبيق قانون ما، كمنع التدخين في الأماكن العامة المغلقة مثلاً، ومن بعدها يصير بالمقدور توسيع تجربة الاستقامة والنزاهة والشفافية وتحكيم القوانين وضابطتها. قسم كبير من الناس يتنقل ليلاً ونهارا بين التسليم القدري بالفساد وبين الحماسة التطهيرية له في قطاع بعينه، وهناك من يزيد على ذلك رغبات متوترة بقطع رأس الفساد بضربة واحدة، وهذه في العادة النغمة التي تعتاش عليها البيئات الحالمة باقامة حالات سلطوية أمنية من أي شكل كان، ويفترض ان تكون التجارب اللبنانية في هذا المضمار كافية لاقناع الناس بعدم تكرارها.

وهذا هو ثالث الأسباب، فالتحريض على فساد الطبقة السياسية في هذا البلد لم تحمله بعد الحرب قوى مهمومة بحماية مرادها من ألاعيب الأجهزة السورية واللبنانية، بل حملته الأجهزة نفسها، وبالاشتراك مع شبكات مافيوية بها الفساد يفترض أن يُعرّف. فبدل أن تكون هناك قوى شعبية، تواليها بعض الأجهزة، وتتقاطع معها بعض المافيات، وهذا بحدّه أمر اشكالي، فقد جاء الهرم مقلوباً: مافيات تتخذ من أجهزة بعينها سلاحها الضارب، وتواليها بعض القوى السياسية وبعض الشرائح الشعبية.

ويقابل ذلك السبب الرابع. وهو ان كل نقاش في هذا البلد يغرق في لغة لا تعني كلماتها شيئاً محدداً وواضحاً وله دلالة سياسية. خذ مثلاً شعار «قانون انتخابي عصري يضمن صحة التمثيل«. هل هذا معيار لاختيار القانون؟ هل هناك قانون سيقدّم نفسه مثلاً أنه باطل وغير تمثيلي؟ الأمر نفسه بالنسبة الى الفساد ومكافحته. هناك اجماع وطني وسياسي ضد الفساد بالشكل الذي يجعل من الفساد نفسه شراكة وطنية. الجميع ضد الفساد الى ان يعود القانون يحكم الجميع. هذا ما يردّده الجميع وهذا ما يضمن لكل من يريد تهميش مساحة الاحتكام الى القوانين فرصة سانحة لفعل ما يشاء.

السبب الخامس. الفساد، وخصوصاً في اللغة العربية وبالشكل المتداول كلمة يطغى فيها الأخلاقي على القانوني، وبخلفية «أحكام الطهارة والنجاسة« أكثر منها الواجب الأخلاقي كما نحت شروطه عصر التنوير وايمانويل كانط. ولأجل ذلك الفساد هو بالنسبة الى جمهور الناس ثنائية بركة ولعنة. بركة حين تكون استفادة منه ولعنة حين تبطل هذه الاستفادة. بركة حين يستفيد منه القريب ولعنة حين يستفيد منه المختلف. بركة حين يعرف الفاسدون كيف يسيّرون أمورهم من دون الاصطدام بالحائط أو التسبب بفضائح نافرة، ولعنة حين يفشل الفاسدون في تجديد دورتهم بطمأنينة وسلام.

السبب السادس متّصل بكون الفساد في آن واحد شكل من أشكال الاثراء والتملك غير المشروعين قانونياً لقلّة، وانطلاقاً من تطويعهم او استباحتهم للقوانين والمرافق والوظائف العامة، وبين كونه شكل من أشكال السلّم الاجتماعي واعادة توزيع الثروة، في بلد لا تعرف قوانينه وسياسات حكامه أي هامش لاعادة توزيع الثروة أو لتطبيق «العدالة الاجتماعية« المنصوص عنها في مقدمة الدستور، غير توسيع القاعدة الاجتماعية للمستفيدين الثانويين من عمليات الفساد الجارية على قدم وساق.

السبب السابع الذي يجعل الفساد كلمة فسدت هو انّ المستخدمين اليوميين بشكل محموم لها، سواء في النخب أو بين القطاعات الأوسع، يهرعون اليها كما لو لم يكن هناك سياسة في هذا البلد، كما لو ان السياسة هي فقط للتستر على عمليات الفساد، كما لو انّ العلاقات بين الطوائف هي أمور واهية، يراد منها فقط الهاء الناس، كما لو ان سلاح «حزب الله« هو قضية مفتعلة، بل ان بعض «اللا - فساديين« يأخذ على هذا السلاح أنه لم يستخدم لمحاربة الفساد كما يجب! كل هذا تهريج.

السبب الثامن هو الغرق في تهويمات مرضية. هذا يقول لذاك «الكل فاسد«. وذاك يقول لهذا «نعم ولكن لا تجوز النسبية«. هناك كبار الفاسدين وهناك صغارهم. صاحبنا هنا يحسب انه يسدّد ضربة قاضية. في حين انها الحيلة التي يعتمدها كل طرف للقول بأن فساده رحيم، و«مهضوم«، وانّ العتب على شراهة «الشريك في الوطن«، وهكذا.

السبب التاسع انّ ليس كل ما نسميه الفساد فساداً. المحاصصة مثلاً ليست فساداً بالضرورة. يمكن ان تقونن المحاصصة بين الطوائف بشكل يجعلها أكثر مناعة بوجه عمليات الفساد. محاصصة في بلد يتوسع في لامركزيته بشكل واسع النطاق، يفترض ان تكون اقل «فسادية« من محاصصة في بلد يصرّ على مركز متضخم لتوزيع واعادة توزيع كل الحصص.

السبب التاسع ان «الطبقة السياسية« المشهر بفسادها ليس بمصطلح له حيثية سوسيولوجية ما مثل الطبقة الاجتماعية، وليس له أي حيثية قائمة بذاتها، وهو مصطلح يستخدمه فريق سياسي ضد فريق آخر، وقسم من الطبقة السياسية ضد القسم الآخر، كما ان كل حديث عن الاوضاع الاقتصادية والمالية، على قاعدة تفضيل المافيات التي لا تخوض رأساً في السياسة، أو لا تتمحور فيها، افضل الذين يزاوجون الاعمال والسياسة، هو تفضيل فاسد. الطبقة السياسية يجوز استخدامها كمصطلح تقريبي، سياقي، اما استخدامها بشكل مطلق وكما لو كانت تعني رهطاً من الناس مفصولين عن مجتمعهم، كما لو كانوا يشكلون ادارة كولونيالية فوق هذا المجتمع، فكل هذا لا يخدم تحسين زاوية النظر.

السبب العاشر هو مفاهيم سحرية عن «الرأي العام« و«المجتمع المدني«. مثلاً: المجتمع المدني يفترض فيه ان يكون فضاء للطاقات الشعبية المراقبة عمل السلطة القضائية، كما باقي السلطات، لكنه لا يمكن أن يحل محلها. عندما يسمح ناشطون مدنيون مفترضون لانفسهم بتوجيه التهم ليس فقط بلا دليل ولكن قبل كل شيء من خارج او من فوق الآليات القانونية، فهذا قد يسوّغ لنفسه بعدم فعالية المؤسسات القضائية، لكنه تسويغ جزئي ويرتد سلباً عندما يستخدم بشكل اطلاقي، فيصير التشهير صنو التخوين في مجتمع كل شيء فيه حدس وغيب وتخمين بلا دليل، ولا آليات، ولا مؤسسات. اذا كان القضاء عاجزاً عن التصدي لقضايا الفساد، فان «القضاء البديل« المزعوم، سواء اتخذ لنفسه حلة برامج تلفزيونية او تحركات ميدانية، هو افساد محض لأي طريق ممكن لمعالجة قضايا الفساد.

السبب الحادي عشر، «السبب الكافي« المتضمن في كل هذه الاسباب ويجوز افراده لوحده، يبقى طبعاً، انه عبثاً تعالج أي كبيرة وصغيرة في هذا البلد، وعبثاً يأخذ على خاطرك من هذا السياسي أو ذاك الرأسمالي، وهناك في البلد شيء اسمه «حزب الله« في مقاسه الحالي.

 

 لماذا الدولة العلوية ليست خياراً

خيرالله خيرالله/المستقبل/03 آب/15

خلاصة الخطاب الأخير لرئيس النظام السوري أنّه لا يزال لديه خيار الإنكفاء إلى الشاطئ السوري وأن يقيم دولة ذات امتداد في لبنان عاصمتها دمشق. هذا يفسّر إلى حدّ كبير التركيز المستمرّ منذ اندلاع الثورة السورية على حمص التي تقف عائقا دون ربط دمشق بالساحل السوري. كذلك، يفسّر التركيز على عرسال وضرورة إزالتها من الوجود نظرا إلى أنّها عقبة بين ربط دويلة «حزب الله» في البقاع اللبناني والمناطق المحيطة بدمشق، مثل القلمون، وصولا إلى حمص...ومنها إلى منطقة الساحل.

هذا الكلام عن الدولة العلوية، ذات الإمتداد اللبناني، تجاوزه الزمن، كما تجاوزته الأحداث، لا لشيء، سوى لأنّ الشرخ الطائفي والمذهبي في سوريا صار واقعا أليما بعدما عجز النظام عن فهم أنّه إنتهى منذ فترة طويلة. لم يستوعب النظام أنّ ايران لن تكون قادرة على إنقاذه، لا عبر خبرائها، ولا عبر ميلشياتها المذهبية العراقية واللبنانية والإفغانية، ولا حتّى عبر صفقات السلاح مع روسيا...ولا عبر الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

معروف أنّ خيار الدولة العلوية كان دائما مطروحا لدى الأسد الأب والأسد الإبن. الباحث الأميركي جواشوا لانديس، المتزوّج من علوية، والذي عاش طويلا في سوريا يقول أنّ الجيش الذي أنشأه حافظ الأسد، والذي يسيطر عليه الضبّاط العلويون، إنّما أنشئ استعدادا للوصول إلى اللحظة الراهنة. الجيش تحت السيطرة العلويّة لا اكثر ولا أقلّ. كلّ الشعارات المستخدمة عن العروبة والبعث، بشعاراته الفارغة، وتحرير فلسطين ليست سوى غطاء لهذا الواقع.

ليس سرّا ما تحدّث عنه الملك عبدالله الثاني في إحدى مقابلته الصحافية عن الإنكفاء العسكري للعلويين في إتجاه الساحل عندما اقترب الجيش الإسرائيلي من دمشق في حرب العام 1973. كانت هناك دائما خطة بديلة لدى النظام الذي أقامه حافظ الأسد الذي سعى دائما إلى اكتساب شرعية على الصعيد السوري والعمل، في الوقت ذاته، على أن يكون الخيار العلوي، خيار حلف الأقلّيات، مطروحا وفي متناول اليد. كان مطلوبا في كلّ وقت المتاجرة بالفلسطينيين وقضيتهم بغية تغطية المشروع الأصلي للنظام، أي المشروع العلوي.

كلّ ما يستطيع أن يفعله بشّار الأسد الآن، هو المساهمة في تفتيت سوريا. في النهاية، ما الذي يمكن أن يفعله بشّار في الساحل السوري حيث لا توجد مدينة كبيرة واحدة ذات أكثرية علويّة؟

لعلّ أخطر ما في الأمر أن الأسد الإبن يُستخدم حاليا، من حيث يدري أو لا يدري، في الإنتهاء من سوريا. سيحاول الإيرانيون إنقاذه. الكلفة بالنسبة إليهم كبيرة ماديا، علما أنّ هذه القدرة المالية لإيران ستزداد في حال رفع العقوبات عنها نتيجة توقيع الإتفاق النووي. لكنّ هذه القدرة تبقى محدودة من الناحية البشرية. عدد الإيرانيين الذين يُقتلون في سوريا قليل جدا. أين مشكلة ايران عندما يُقتل مئات الشبان اللبنانيين أو العراقيين أو الأفغان من أجل تحقيق ما تصبو إليه، أي دولة علوية تدور في فلكها؟ إنّه رهان يستأهل ما تدفعه ايران من مليارات من أجل بقاء سوريا جسرا إلى الداخل اللبناني...

لا يعكس الخطاب الأخير لبشّار الأسد سوى الحال النفسية لرجل معزول عن العالم وعن سوريا نفسها، يرفض الإعتراف بالواقع. يتجاهل إنّه على رأس نظام لا يمتلك أيّ شرعية من أي نوع كان. النظام مرفوض من شعبه أوّلا. هناك أكثرية سنّية في سوريا. امتلك حافظ الأسد ما يكفي من الدهاء للتعاطي مع الموضوع المذهبي بطريقة ذكّية. راهن أوّلا على شقّ السنّة بتفريقه بين سنّة الأرياف وسنّة المدن.

قبل كلّ شيء، لم يتسلّم الأسد الأب رئاسة الجمهورية مباشرة بعد الإنقلاب الذي نفّذه في السادس عشر من تشرين الثاني ـ نوفمبر 1970، عيّن رئيسا موقتا يدعى أحمد الخطيب، كان مجرّد إستاذ مدرسة في الريف السوري. انصرف بعد ذلك إلى الصلاة في كلّ يوم جمعة في أحد المساجد السنّية في مناطق سورية مختلفة. أراد بكلّ بساطة توجيه رسالة فحواها أنّه مسلم وأنّ لا فارق بين السنّة والعلويين. انتظر ثلاثة أشهر كاملة كي يصبح رئيسا للجمهورية. عمل بعد ذلك، على الإستعانة بواجهات من سنّة الأرياف، هو الذي يكره أهل السنّة في المدن وقد اشرف شخصيا على استبعاد كلّ الضباط الكبار الذين ينتمون إلى مدن مثل دمشق وحمص وحماة وحلب. استخدم حكمت الشهابي وعيد الحليم خدام ومصطفى طلاس وشخصيات مثل محمود الزعبي وفاروق الشرع وغير هؤلاء، بصفة كونهم من سنّة الريف أو من مدن صغيرة. فدرعا هي من أكبر الحواضن الريفية السنّية للبعث القديم الذي استعان به حافظ الأسد في مشروعه السلطوي.

حقّق حافظ الأسد نجاحا كبيرا في المحافظة على نظامه بعدما عرف كيف يؤسس لحلف الأقليات المدعوم من سنّة الأرياف. هذا ما لم يحسنه بشّار الأسد الذي اعتقد أن العائلة أهمّ من الطائفة وأنّ شبكة العلاقات التي اقامتها العائلة، وهي شبكة قائمة على المصالح الإقتصادية التي بات الأقارب يحتكرونها، كافية لحماية النظام بطبعته الجديدة. كان التصرّف الأحمق في درعا في آذار ـ مارس 2011، الدليل الأوّل على أن بشار أخل بالتوازن الدقيق الذي أقامه والده وعمل على حمايته. هذا التوازن شمل أيضا اللعب على ايران. صحيح أن حافظ الأسد عمل على إقامة علاقة في العمق مع ايران، وهي علاقة ذات طابع مذهبي في العمق، إلّا أنّه عرف كيف يستخدم الورقة الإيرانية لإبتزاز العرب الآخرين، على رأسهم قادة الدول الخليجية.

كان هناك توازن يقوم عليه النظام السوري. في اساسه الحلف مع سنّة الريف. لم يكتف بشّار الأسد بضرب هذا التوازن، بل ذهب بعيدا في الإتكال على ايران وعلى ميليشيا «حزب الله» التي صارت جزءا من أمن النظام، خصوصا بعدما ملأت الفراغ الذي خلّفه الإنسحاب السوري من لبنان في نيسان ـ ابريل 2005. عاش النظام السوري أطول بكثير مما يجب. لم يكن نظاما طبيعيا في أيّ شكل أو مقياس. استفاد حافظ الأسد طويلا من البعثي الآخر صدّام حسين وحماقاته وغياب قدرته على التعاطي مع المعادلات الإقليمية والدولية. كان بين المستفيدين الأساسيين من مغامرة إحتلال الكويت قبل ربع قرن. الآن، لم تبق لدى النظام السوري سوى الورقة الإيرانية التي تراهن حاليا على خيار الدولة العلوية. مثل هذا الخيار يمكن أن يؤسس لحروب جديدة تستمر سنوات طويلة. كذلك يمكن أن يؤسس لتفتيت سوريا أكثر مما هي مفتّتة. لكنّه ليس خيارا قابلا للحياة، لا لشيء، سوى لأن ليس في الإمكان جعل السنّة أقلّية في أي بقعة من بقاع سوريا أو أي منطقة من مناطقها، حتّى لو كان هناك امتداد لبناني لهذه البقعة أو المنطقة...

 

لو تقتدي الطبقة السياسية بالجيش فتضحّي مثله من أجل لبنان ولا تضحي به!

 اميل خوري/النهار/3 آب 2015

معطلو الانتخابات الرئاسية منذ سنة وأربعة أشهر حرموا اللبنانيين اقامة احتفالات بالاعياد الرسمية الوطنية. فعيد الاستقلال لم يتم الاحتفال به لأن لا رئيس للبنان وهم ينتظرون بفارغ الصبر انتخابه ليكون يوم عيدهم الكبير ويقرعون فيه الاجراس، وقد طال انتظارهم ولا أحد يعرف الى متى! وعيد تحرير اراض لبنانية من الاحتلال الاسرائيلي لا يزال منقوصاً لأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر لا تزال محتلة. ولم يتمكن اللبنانيون من الاحتفال بعيد الجيش للمرة الثانية لأن لبنان بلا رئيس للجمهورية كي يسلم الضباط الجدد سيوف الشرف والتضحية والوفاء ذوداً عن حياض الوطن، ويكون الاحتفال بهذا العيد بداية الاحتفال بكل الاعياد الوطنية. لقد مرت سبعون عاما من عمر الجيش اللبناني وهو قصير بالنسبة الى عمر الجيوش. لكن رسالة الجيوش ودورها وانجازاتها لا تقاس بأعمارها. فالجيش اللبناني حقق خلال مسيرته المليئة بالتضحية والوفاء ما لم تحققه جيوش خلال مسيرتها الطويلة، وقد تأكدت وحدته وتماسكه في الأزمات والملمات فكان الجامع المشترك بين اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم، وكان، على عدد المذاهب والمناطق فيه، له مذهب واحد هو لبنان، وحزبه واحد هو لبنان، وتنشئته الوطنية الصحيحة والسليمة جعلت منه مواطناً صالحاً ووطنياً مخلصاً في مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية بحيث لم تتأثر وحدته بالانقسامات السياسية والتوترات المذهبية، خلافاً لما اصابه في الماضي عندما انعكس كل ذلك على وحدة الجيش فأصبح جيوشاً، والحكومة حكومات. اما اليوم فقد بقي الجيش واحداً موحداً وقيادته واحدة، في حين اصبح لبنان محكوماً في غياب رأس الدولة برؤوس وبحكومة كل وزير فيها رئيس، وبعضهم مسؤول بمواقفه غير المسؤولة عن هذا الوضع.

ان لبنان يعيش اليوم في ظل دولة بلا رأس وحكومة تفرض الضرورة بقاءها واستمرارها، وفي ظل مجلس نواب فرضت الضرورة التمديد له مرتين، والله يستر من تمديد ثالث ورابع اذا ظل الحكم يقوم على النكايات وعلى تبادل الاتهامات، وفي ظل عدم الشعور بالمسؤولية الوطنية وبمصير الوطن، وبتقديم مصلحة الخارج على مصالح وطن معرض للانهيار ودولة فاشلة. لكن لبنان يعيش اليوم في ظل جيش يحافظ على الاستقرار الامني وفي ظل مصرف مركزي يحافظ على الاستقرار النقدي، ولكن الى متى يستطيعان ذلك في ظل دولة لا رأس لها الى أجل غير معروف، وفي ظل حكومة هي شبه حكومة، وفي ظل مجلس نواب هو شبه مجلس، وسط عاصفة هوجاء تضرب عدداً من دول المنطقة، وقد لا يبقى لبنان في منأى منها اذا ظل الزعماء فيه على تناحرهم وكيديتهم بحيث جعلوه يغرق في النفايات عوض ان يغرق بالسياح، لأن بعضهم غرق في سياسة الحقد والانانية والاستقواء بخارج على شريكه في الداخل. لذلك يعيّد اللبنانيون عيد الجيش على وحدته الوطنية وتضحياته ووفائه للوطن علّ بعض السياسيين يتعلمون منه ويقتدون به. ولكي يبقى الجيش جيش كل اللبنانيين ويبقى كل اللبنانيين للجيش، ينبغي أن يكون وحده مسؤولاً عن الأمن والاستقرار في البلاد، ووحده مسؤولاً عن الدفاع عن الوطن في وجه أي معتدٍ ولا شريك له في ذلك إلا بالدعم المعنوي والمادي، وأن لا يبقى سلاح غير سلاحه ولا إمرة إلاّ له تنفيذاً للقرار السياسي، ويكون أمر اليوم الذي يصدر عن القائد أمر كل يوم.لقد نجح الجيش في حماية حدود لبنان مع اسرائيل بالتعاون والتنسيق مع "القوات الدولية"، ونجح في حماية حدود لبنان مع سوريا من الارهابيين و"الداعشيين" لأن الشعب كله وقف معه ولم يكن في أي بيئة فيه من يحتضن سواه، بل كان معه العين الساهرة لمراقبة نشاط كل متآمر عليه وعلى لبنان. لذلك يمكن القول مع ما قاله القائد العماد جان قهوجي: "إن تاريخاً سطّره رجال الجيش بالدماء والتضحيات لهو أقوى من أن تعبث به رياح التغيير، وان جيشاً مدركاً لمسؤولياته وواجباته الوطنية ويستمر في اداء رسالته بايمان وارادة صلبة، لهو جدير بحفظ ارث الاجيال وصون امانة الشهداء"، ومع ما قاله في "أمر اليوم" لمناسبة العيد السبعين للجيش: "ان قوة مؤسستكم تكمن في وحدتها وتماسكها وفي بقائها على مسافة واحدة من الجميع بعيداً من أي سجالات داخلية ومصالح ضيقة، كما في التفاف الشعب حولها".

 

التسوية الدولية والإقليمية مدخل لانتخاب الرئيس

خليل فليحان/النهار/3 آب 2015

لم يفاجأ سفير دولة وازنة معتمد لدى لبنان بأن ترفض ايران طلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يدعو الى ان تساعد طهران عبر "اصدقائها"في لبنان تسهيل انتخاب رئيس جديد، وهو ما نقله الاسبوع الماضي وزير الخارجية لوران فابيوس الى المسؤولين الإيرانيين في طهران.

وعزا السبب الى ان أي تسوية بين الولايات المتحدة وروسيا حول القضايا المطروحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن لم تحصل بعد للتفاهم على دور ايران فيها. كما ان هذه التسوية ما زالت غير واردة، وليس هناك اي توقع زمني لها نظرا الى الاقتتال المستمر وعدم نجاح اي فريق على آخر كما هي الحال في سوريا. فأميركا تجاهر بأنها تسلّح جماعات جنّدتها لقتال النظام ومقاتلي التنظيمات التكفيرية، من "داعش" الى "جبهة النصرة" الى سواها، والنتائج حتى الآن عجز الجماعة التي تسلحها اميركا عن التصدي لأكثر من عدو لها في ميادين الاقتتال في سوريا. والوضع عينه ينطبق على ما يجري في العراق وفي اليمن، وقوات التحالف الجوي التي تضم دولا غربية وعربية من بينها الولايات المتحدة تقصف في العراق وأحيانا في سوريا تجمعات لـ"داعش" و"النصرة". وفي اليمن، يقصف التحالف الجوي العربي مواقع الحوثيين. وكان المرشد الاعلى علي خامنئي وهو ضد تلك الجبهات، ابلغ هولاند ان لا بحث بأي ملف سياسي في سوريا والعراق واليمن ولبنان لبلاده علاقة به، ما دام ان لا تسوية بين الولايات المتحدة وروسيا، وان السعودية تقود تحالفا عربيا لقصف جوي في اليمن. واكد ان هولاند يعلم ذلك قبل التفاهمات على برنامج النووي الايراني، وهو مدرك ايضا انه قبل توقيع تلك التفاهمات واقرارها في المجلس 'تبقي ايران على حذرها وهي التي فصلت المحادثات عن الملفات السياسية الاخرى في المنطقة. وأشار الى ان ذلك يعني ان انتخاب رئيس للجمهورية دخل دائرة التدويل، وليس فقط مرتبطاً بالقوتين الإقليميتين ونفوذها في لبنان وهما السعودية وايران. وأعرب عن أسفه لأن التقارب بين "التيار الوطني الحر" من جهة، وحزب "القوات اللبنانية" من جهة اخرى، لم يؤد الى التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية، بل أوقف الانتقادات والهجمات الاعلامية بين الطرفين، وان زعيمي التيار والحزب كلاهما مرشح للرئاسة وان سمير جعجع رفض طلب عون الانسحاب له، لكنه يقبل بالافساح في المجال امام مرشح تسوية شرط ان يتطابق مع مواصفات يراها هو ضرورية. ولفت السفير الى ان الاكتفاء فقط باستعمال ما سماه "النيات الحسنة" بين "التيار" من جهة و"القوات" من جهة اخرى لم يخدم الاستحقاق الرئاسي، بل أبقى على حالة التعطيل وعدم الافساح في المجال امام مرشح تسوية بالتفاهم معهما. ورأى ان الهجوم الذي شنه عون من جبيل في مناسبة لتياره على "تيار المستقبل"من دون ان يسميه، تدل على ان المستهدف هو الذي حنث بالوعود التي كان قطعها للجنرال حول ملف التعيينات الامنية وقضايا اخرى والمقصود الرئيس سعد الحريري، وان عون استعمل في هجومه كلمات لا تبشر باحتمال استئناف الحوار، وهو ما فسّره السفير بأنه حقد دفين من عون على السياسة الحريرية

 

التلويح بالتصعيد في الشارع هذا الأسبوع يمرّر التمديد للمواقع العسكرية دفعة واحدة

 روزانا بومنصف/النهار/3 آب 2015

تخشى مصادر سياسية ان تكون مسألة التعيينات العسكرية ولا سيما منها المتصلة بتعيين قائد جديد للجيش قد دخلت نفقاً لا أفق له في المرحلة الراهنة. اذ اكسب التصعيد المنهجي الذي اسبغه رئيس التيار العوني العماد ميشال عون على المطالبة بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش بعداً يتخطى المطالبة العائلية والشخصية الى ادراجه في البعد المحوري الداخلي والاقليمي بحيث غدا صعباً جداً تعيين روكز قائداً للجيش حتى لو كان ثمة توافق على اجراء تعيينات جديدة، وهو الأمر غير المتوافر حتى الآن. فكما ان ترشح عون للرئاسة وصعوبة انتخابه بات مقترناً بواقع ان انتخابه سيعتبر انتصاراً او فوزاً لمحور اقليمي على محور آخر، فإن تعيين روكز غدا على المستوى نفسه بحيث بات تعيينه في حال رضي الافرقاء الآخرون بمنح العماد عون هذه الخطوة انتصاراً لفريق او محور ما من شأنه ان يبعده مرحلياً ان لم يكن كليا عن موقع قيادة الجيش. هذه المعطيات تتردد على السنة سياسيين من مختلف الاتجاهات بحيث غدت مطالبة التيار العوني بتعيين روكز قائداً للجيش في مأزق في ضوء معرفته مسبقاً بهذه النتيجة التي كانت ابلغت الى العماد عون على السنة ديبلوماسيين وسياسيين على حد سواء. والدفع بالوضع الداخلي الى الاحتجاجات في الشارع قد لا يكون مأموناً خصوصاً ان التعبير في الشارع الذي رافق المطالبات الشعبية حول النفايات قاربت حداً خطراً جداً مع بوادر تسعير طائفي ومذهبي كانت ذهبت اليه تظاهرة التيار العوني يوم الخميس الشهير قبل بضعة اسابيع من دون ان يعني ذلك قدرة هذا التيار على التراجع.

وثمة خشية اخرى ترافق التهديدات او التلويح بالشارع تزامناً مع انعقاد مجلس الوزراء يوم الاربعاء المقبل باعتبارها الجلسة الأخيرة المحتملة التي قد يطرح فيها وزير الدفاع اسماء لرئاسة الاركان في الجيش نظرا لانتهاء ولاية رئيس الاركان الحالي في 7 آب الجاري. فاذا كانت الامور ستذهب الى الشارع تصعيداً على غرار ما حصل قبل اسابيع فمن غير المستبعد وفق ما تفيد بعض المعطيات ان تطرح كل التعيينات العسكرية دفعة واحدة بما فيها طبعاً اقتراح اسماء من اجل تعيين قائد جديد للجيش انطلاقاً من انه اذا كان عون سيفتح مشكلة في الشارع منذ الآن مهدداً مجلس الوزراء اسبوعا بعد اسبوع من اجل ممارسة مزيد من الضغط على الحكومة علما ان لا شيء سيتغير منذ الان وحتى ايلول في موضوع التعيينات العسكرية ما دامت المعطيات السياسية هي نفسها، فانه قد يدفع في اتجاه عرض موضوع تعيين قائد جديد للجيش الآن وليس في ايلول المقبل. وبما انه من المستبعد ان يحصل اتفاق على تعيين روكز فإن الاتجاه هو نحو حسم التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي مرة ثانية ولسنتين في الجلسة التي سيمدد فيها لرئيس الاركان ايضاً. وثمة سبب آخر قد يدفع ايضاً الى اقتراح التمديد للمراكز العسكرية دفعة واحدة وهو ان اقتراح وزير الدفاع اسماء من اجل تعيين رئيس جديد للاركان يمكن ان يحرج افرقاء في الحكومة وفي مقدمهم النائب وليد جنبلاط خصوصا لدى طائفته نظراً الى ان لا سبب لديه يحول دون تعيين رئيس جديد للاركان ورفض الاسماء المقترحة في الوقت الذي من شأنه ان يعطي العماد عون ورقة في موضوع تعيين قائد جديد للجيش في الوقت الذي لم يعد في الامكان تلبية مطلبه تعيين روكز قائدا للجيش بعدما دخل ذلك خصوصا من ضمن صفقة متكاملة تتصل برئاسة الجمهورية سبق هو ان رفضها. في حين ان اقتراح سلة تعيينات امنية ستفرض حتماً الذهاب الى التمديد عملاً بمبدأ ان ذلك يسري على الجميع في انتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية. الافق السياسي القريب الذي يرتسم تبعاً لذلك هو ان البلد سيكون في مأزق اضافي يثقل على المأزق الذي هو فيه علماً ان الافرقاء السياسيين جميعهم في مأزق ليس تبعاً للتصعيد في موضوع التعيينات الامنية فحسب بل لما برز ايضاً من خلافات وصفقات في موضوع النفايات. فتيار المستقبل مع اخرين ناله الكثير من ملف النفايات سياسيا وشعبيا فيما ينال مطلب عون تعيين صهره قائداً للجيش منه ايضا على المستويين السياسي والشعبي. لكن مع سير الموضوعين معاً في مجلس الوزراء اي مأزق النفايات ومأزق التعيينات الامنية، فإن الاخير قد يزيد وطأة ما حصل حتى الآن في ظل عدم وجود مخرج محتمل له في مقابل سعي فريق 8 آذار الى توظيف ما حصل في ملف النفايات لمصلحته وضد خصومه. وما لم تحصل اتصالات جدية بحيث يعمل الجميع بمبدأ تبادل التنازلات او تنفيس الاحتقانات الحاصلة من خلال تعويض في ملفات اخرى غير تلك التي باتت مقفلة على سلة متكاملة من المسائل تتصل بالتفاهم الاقليمي وفق ما بات يدرك الجميع، فان ضمان بقاء الحكومة واستمرارها من جهة وفق ما حذر الجميع من استقالة رئيسها في هذه المرحلة وضمان بقاء الاستقرار في حده الادنى من جهة اخرى، قد لا يكفيان من اجل الابقاء على الستاتيكو الحالي من دون خضات كبيرة مع اهتراء سياسي يخشى كثر من السياسيين ان يكون بات مطلوباً من اجل الذهاب بالبلد الى طلب اعادة النظر في النظام السياسي ككل وفق ما تدفع جهات بالوضع قسرا في هذا الاتجاه.

 

مجلس وزراء الأربعاء من دون قرارات أساسية والأزمات تراوح في النفايات والتعيينات وآلية العمل

 سابين عويس/النهار/3 آب 2015

كل التهويل الذي سبق الجلسة الماضية لمجلس الوزراء بإمكان أن تكون الاخيرة، سقط مع الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة تمام سلام أمس الى الوزراء لعقد جلسة بعد غد الاربعاء بجدول اعمال عادي. لكن الجو المشحون والمتأزم لم يسقط، ولا يزال على حاله، منذرا بجولة جديدة من التصعيد والتشنج. "كل الامور لا تزال على حالها". بهذه الجملة تختصر مصادر سياسية مطلعة الوضع العام في البلاد، مضيفة أن أيّاً من الامور الشائكة التي كانت مصدر التشنج والتصعيد لم يحل. فأزمة النفايات تراوح مكانها من دون أي إقتراحات عملية او جدية لمعالجتها، وأزمة آلية العمل الحكومي لا تزال في مربعها الاول من دون أي أفق لخرق يمكن أن يحصل على هذا الصعيد. أما ملف التعيينات العسكرية، ورغم حركة المشاورات التي قام بها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل على القوى السياسية مستطلعاً آراءها، فلا يزال عالقا عند عقدة تمسك رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون بتعيين قائد جديد للجيش ورئيس جديد للأركان، رافضاً الاقتراح المتداول في السر كما في العلن حول تمديد ولاية كل من قهوجي وسلمان من خلال تأجيل تسريحهما.

ليس في الافق ما يشي بأن جلسة الاربعاء ستكون مختلفة عن سابقتها، لا شكلا ولا مضموناً. لكن أهم ما فيها أن رئيس الحكومة لم يتراجع عن صلاحياته ولم يخضع للإبتزاز السياسي، فلم يرضخ للضغوط السياسية، ولم يستقل او يعتكف رغم تلويحه بالاستقالة.

لكن في المقابل، لا يزال سلام عاجزا عن كسر حلقة التعطيل المفرغة التي تدور فيها حكومته. ففي ملف النفايات، لم تحرز الحكومة أي تقدم في معالجة الازمة الناشئة والتي بدأ تفاقمها يهدد البلاد صحيا وبيئيا. وليس إقتراح التصدير الذي يجري درسه حالياً الا دوراناً في الحلقة المفرغة البعيدة كل البعد عن ملامسة الواقع او مقاربته بطريقة علمية وتقنية. علما أن إنعدام الثقة السائدة راهنا يجعل الشكوك حول روائح صفقات مالية تكون وراء الدفع المستجد ربما نحو إعتماد هذا الخيار نظرا الى كلفته العالية.

وبدا من مآل إدارة ملف النفايات ان هذه الازمة لا تعكس أحد أسوأ مظاهر تراجع الدولة، وإنما مدى قصور الطبقة السياسية الحاكمة في تحمل مسؤولياتها تجاه ناخبيها. فالشعب اللبناني المُطالب بتطبيق واجباته حيال الدولة لناحية دفع الضرائب، ممنوع من الحصول على الحد الادنى من حقوقه في حياة طبيعية وفي بيئة سليمة وصحية وآمنة. والمؤسف أن كل التضحيات التي قدمها اللبنانيون لم تقابل بأي أفق مفتوح لمستقبل آمن وزاهر. فأزمة النفايات التي تدخل اليوم اسبوعها الثالث، لم توضع بعد على سكة الحلّ، إذ إن جمعها ولمّها من بيروت والضاحيتين لا يعنيان انه تم إيجاد اماكن لطمرها، بل يا للأسف يجري تجميعها في أماكن أخرى، وستفوح رائحتها بعد فترة قصيرة ولا سيما في الكرنتينا وعلى جدار المطار. والمفارقة انه حتى اليوم لا يدرك اللبنانيون سبب هذه الازمة والخلفيات الحقيقية التي تقف وراءها ومسؤولية القوى السياسية فيها، والعوامل التي حالت دون عرض المشكلة للناس ومشاركتهم في مسؤولية معالجتها. على مقلب التعيينات العسكرية، تستبعد المصادر السياسية ان يتوصل مجلس الوزراء الى قرار في شأن تأجيل تسريح رئيس الاركان. وستكون الجلسة محطة اختبار لما سيكون عليه المناخ السياسي تمهيدا لطرح موضوع تأجيل تسريح قائد الجيش، أو مقدمة له. اما في شأن آلية العمل الحكومي، فتستبعد المصادر ان يحقق مجلس الوزراء اي تقدم أو أن يتمكن من مقاربة الموضوع، نظرا إلى ضغط الملفات المطروحة، وفي مقدمها مسألة النفايات ورئاسة الاركان في الجيش.

 

لجان التحقيق... أتذكرون؟

نبيل بومنصف/النهار/3 آب 2015

لا ندري ونحن في مطالع أسبوع آخر من حلقات الافلاس السياسي اللبناني العارم والانكشاف غير المسبوق اطلاقا ولا حتى في أزمان الحروب ما اذا كان اللبنانيون، لا القادة والزعماء والسياسيون حتما، لا يزالون يقيمون اعتبارا لذكرى الأصول الدستورية والرقابية التي تحاسب الساسة وتقيم الحد الفاصل للمحاسبة بإزاء كوارث او فضائح من النوع الوطني العام . نقول "ذكرى" لان الأصول الرقابية صارت، مع المصير البائس التعيس والدراماتيكي الذي مني به لبنان جراء افتضاح طبقته السياسية وانهيارها، من "بالات" النفايات قبل كارثة فيضان القمامة على لبنان. ولو ظل للأصول والمحاسبة والمراقبة الحاسمة المتجردة مكان ما في ثنايا هذا البؤس الاخلاقي والسياسي لما كنا نعيش ما استحال تخيله على اخصب المخيّلات الهوليودية حيال مأساة بلد. مضت أسابيع وقد تمضي أخرى على انفجار كارثة النفايات ونحن "نبصم بالعشرة" على ان  اي لبناني لا يعرف ولن يعرف ويستحيل ان يعرف او ان يحدد مسؤولية بعينها عن الكارثة سوى ذاك المهرجان الهزلي الجاري اسماعه او عرضه او توزيعه بتعميم لا يطاول مسؤولا. بل الأسوأ انه حين يجري تعميم المسؤولية على الحكومة الحالية والحكومات السابقة ومعها وزراء او شركات او مقاولين بالجملة فان ابسط الخلاصات التي تؤدي اليها عملية تجهيل الفاعل هي ان يحمي الجميع الجميع. وهي قاعدة ذهبية "تاريخية" تعرفها البلدان التي عاشت انهيارات اقتصادية ومالية جراء اكتساحات الفساد العارمة مثل لبنان سابقا وربما في المدى "الموعود" الآتي وكذلك اليونان. ولا نغالي ان قلنا ان الانتهاك المنهجي للأصول الرقابية الصارمة تحت عصف الصراع السياسي الطويل أدى الى الإطاحة تماما بهيكليات الرقابة الى حدود اسقاط ضمان المواطن اللبناني في المحاسبة من داخل الحكم والمؤسسات. تتصاعد الآن نغمة لوم اللبنانيين لأنهم لا يحاسبون ساستهم وزعاماتهم بل يطوبون عروشهم الابدية. وحتى لو اصابت هذه النغمة قلب الحقيقة تغدو بدورها تغطية خبيثة للمسؤوليات الجرمية الكاملة المواصفات في شل أصول المحاسبة عن كارثة بهذا الحجم. يجري الآن "غسل" ممارسات العدوان المتمادي على النظام كما تجري التعمية عن المستور الفادح وراء الكارثة. كل الهيكل السياسي اذن هو في قفص الاتهام بلا استثناء حتى الذين لم يتورطوا حتى ثبوت العكس. وإلا فما معنى الصمت الهائل المخيف وابتلاع الألسن عن تحريك أصول قاطعة لوضع هذه الكارثة على مشرحة المحاسبة؟ هل نسيتم ان في الأنظمة الديموقراطية الحقيقية وفي النظام اللبناني وتجاربه القديمة والحديثة لجان تحقيق برلمانية ذات صلاحيات قضائية؟ لماذا لم يصدر صوت يتيم ينادي في وحشة النظام والاصول بتشكيل لجنة تحقيق؟ لاننا نعرف وتعرفون البئر وغطاءه!

 

طويلة في سوريا

علي بردى/النهار/3 آب 2015

يحاول المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا وضع تصور لتلافي تجربتي العراق وليبيا. يرى الترياق - ككثيرين آخرين - في بيان جنيف على رغم الخلافات على تفسير بنوده. يعتقد أنه يشكل إطار العمل الوحيد المتوافق عليه دولياً لتسوية الأزمة على رغم ما فيه من غموض. يقتنع الآن بضرورة اطلاق عملية انتقالية تدريجية تحت السيطرة وتدار على مراحل. باختصار، يستنتج البعض أن "اختبارات الإجهاد" والمشاورات التي أجراها دو ميستورا مع ٢١٦ شخصية سورية وغير سورية خلال الأشهر الاخيرة لم تؤد الى أي جديد. المطلوب "تفعيل" هذا البيان وتنفيذ بنده الأحجية المتعلق بتشكيل هيئة حكومية انتقالية تحظى بكامل الصلاحيات التنفيذية بموافقة جميع الأطراف المعنيين. بلى، ثمة جديد يتعلق بالشكل على الأقل. صارت ايران جزءاً من المشاورات الجارية والمساعي من أجل ايجاد حلّ للأزمة الطاحنة المتواصلة منذ أكثر من أربع سنوات. استبعدت في المرات السابقة لأنها كانت "جزءاً من المشكلة". ماذا تغيّر؟ تزامن هذا التطور مع المفاوضات التي أفضت الى اتفاق فيينا في شأن البرنامج النووي الايراني. غير أن طهران لم تعترف قط، على الأقل حتى الآن، بأن بيان جنيف، الذي توصل اليه المفاوضون الأميركيون بقيادة هيلاري رودهام كلينتون والروس بقيادة سيرغي لافروف في ٣٠ حزيران ٢٠١٢، هو أساس الحل في سوريا. لا بد أن هذا الأمر يبعث على التشاؤم. ثمة توافق عام على ضرورة التعامل مع جذر الأزمة السورية: الإستبداد. بيد أن صعود "الدولة الإسلامية - داعش" وغيرها من الجماعات التي تعتنق مذهب "القاعدة" في الإرهاب يثير الخوف. يخشى كثيرون أن ترفرف الرايات السود فوق دمشق. يعتقد دو ميستورا أن أولويات المواجهة مع هذا الخطر تفترض تشكيل حكومة جديدة ذات صدقية يرى فيها السوريون وغير السوريين شريكة في الحرب الدولية على الإرهاب. غير أنه لم يعثر بعد على مفتاح الشروع في عملية انتقالية "ذات مغزى ولا رجعة عنها". يدعو أطراف الأزمة الى الانخراط في مجموعات عمل وشكل آخر من النقاشات. يأمل في التوصل الى تفاهمات مشتركة على اقتراحات قدمت خلال الجولة الأولى من المشاورات. يضرب في الرمل والحصى برهانه على قدرة السوريين على ايجاد صيغة مكتوبة لإطار عمل يؤسس للهيئة الحكومية الإنتقالية وفقاً لبيان جنيف. هناك الكثير من الانتظار كي تظهر تأثيرات مجموعة الاتصال الدولية التي يسعى اليها دعماً لمساعيه الحميدة. كل شيء يحتاج الى وقت. الولايات المتحدة تقترب من موسم انتخاباتها الرئاسية. السعودية تبلور قيادتها الجديدة. تركيا ترتب أولوياتها. ايران تجري قريباً انتخاباتها النيابية. كل هؤلاء سيساهمون في رسم مستقبل سوريا. لا بد من عملية انتقالية على مراحل.

 

خلّصوا الإسلام بإخراجه من السياسة

علي الأمين/جنوبية/الأحد، 2 أغسطس 2015

أزمة التراث الاسلامي هذه تجعل كل مسلم، تحديدا من هو طامح لتطبيق الشريعة، يبحث في خزائن هذا التراث فيجد ما يحتاجه كي يبرر افعاله، ايّاً كانت... والى هذه القراءة القاصرة للنص الديني وتجلياته في التاريخ ومراحله المتنوعة، تصبح النزعة الانتقائية من خزائن القرآن والسنة ومن التراث اللاحق بهما، طاغية ومغرية لكل من يشاء. بحيث ان ايّ سلطة، مهما كانت مسيئة، تظل قادرة على اضفاء شرعية دينية على سلوكها.

لايمكن الانكار ان الاسلام تعرض لتشوهات من رافعي لوائه اكثر من خصومه. واكثر هذه التشوهات التي نعانيها اليوم في عالمنا العربي، والاسلامي عموما، جاءت من دعاة الاسلام السياسي. اولئك الذين مارسوا السياسة باعتبارها فعلا الهيا مقدسا يضفي على قراراتهم قداسة دينية. وهذا ما يجعل المعترض عليها معترضا على ارادة الله وضاربا بعرض الحائط ما هو مقدس. لا يعني ذلك بطبيعة الحال ان الذين تصدوا لتيارات الاسلام السياسي هم على صواب في ما يتبنون من خيارات سياسية او فكرية. سواء كانوا من دول استعمارية أم من الأنظمة الحاكمة أم من مؤسسات سياسية واجتماعية او عسكرية ضمن المكونات الوطنية في مختلف الدول المعنية.

ولعل انفجار الاسلام السياسي وانتشاره العسكري والشعبي، في مشهده الحالي المستمر منذ اربع سنوات وأكثر في المنطقة العربية، كشفا عن مأزق لطالما كان قائما في اساس نظرة تيارات الاسلام السياسي. اذ لم يكن هناك فصل بين السلطة السياسية باعتبارها تعبيرا عن ارادة المواطنين المتساوين في الحقوق والواجبات على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية، كما خلصت اليها الدولة الحديثة في عالمنا المعاصر، وبين الدين الذي ينطوي على جملة تشريعات يتفق المسلمون على جزء منها ويختلفون على تفسير اجزاء كثيرة منها.

اذا كان الاسلام السياسي السني والشيعي، الذي لا يمثل الاكثرية الشيعية ولا الاكثرية السنية، يقرّ بوجوب قيام الدولة الدينية، فإن فرعيه السني والشيعي يختلفان على شكل هذه الدول وسلطتها ومرجعيتها. وفي كلا المذهبين ثمة اتجاهات متعارضة حول دور الحاكم والسلطة وطبيعتهما وحول الشريعة وتطبيقاتها. هذا ما هو قائم لدى بعض الشيعة، وما هو اكثر تنوعا وانقساما بين التيارات السنية من الاخوان المسلمين الى السلفية وحزب التحرير وغيرهم. مصدر الخلاف يمكن ادراجه في سياق الاجتهاد. لكنه في جوهره يعود الى اضفاء القداسة على التراث الديني، في ظل خلاف حول هذا التراث، إذ يجمع الفقهاء على انه تراث مختلف عليه بين الفقهاء أنفسهم وبين المذاهب الاسلامية في ما بينها، يصل الى حد التكفير. من هنا فإن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وقبله تنظيم القاعدة، حين يقومان بأعمال القتل والتدمير والاستباحة والسبي وتكفير الآخر، يقومان بذلك او بعضه من خارج الاستناد الى نصّ ديني، او الى قراءة لهذا النص مستندة الى التراث الاسلامي. بعدما اكتسب خلال العقود والقرون الماضية صفة المقدس بسبب الجمود القاتل في عملية الاجتهاد وقراءة النص الديني في بعد انساني وعلى اساس مقاصد الشريعة.

الاسلام السياسي فجّر المأزق لدى تيارات الاسلام السياسي، من خلال ازمة تقديس المجال السياسي وقراراته بفعل اضفاء القداسة الدينية على ما هو متحرك ومحل اختلاف وتنوع وصراع طبيعي. فلكل اسلامه السياسي وقواعده الفقهية التي لم تستطع ان تساوي بين المسلم والمسلم. فلا الاسلام السياسي الشيعي يعطي شرعية السلطة لغير الشيعي، ولا الاسلام السياسي السني يقرّ بشرعية كاملة للحاكم المنتمي الى المذهب الشيعي. والحال هذه فإن المذاهب، بما هي تنوع واجتهاد في قراءة النص الديني ضمن القرآن والسنة، خضعت لادلجة في القراءة المذهبية ضمن مشروع سياسي سلطوي ديني. وهو لم يفصل بين السلطة وبنيتها الدستورية من جهة وبين المذهب من جهة اخرى. وبالتالي صار من الصعب او المستحيل في حاضرنا ايجاد نموذج لاسلام سياسي يمكن ان يتوافق عليه اصحاب نظرية الدولة الدينية في الاسلام، ولا نقول جميع المسلمين، لأن أكثرية المسلمين لا يتبنون هذا المفهوم ولا يحبذونه. أزمة التراث الاسلامي هذه تجعل كل مسلم، تحديدا من هو طامح لتطبيق الشريعة، يبحث في خزائن هذا التراث فيجد ما يحتاجه كي يبرر افعاله، ايّاً كانت… والى هذه القراءة القاصرة للنص الديني وتجلياته في التاريخ ومراحله المتنوعة، تصبح النزعة الانتقائية من خزائن القرآن والسنة ومن التراث اللاحق بهما، طاغية ومغرية لكل من يشاء. بحيث ان ايّ سلطة، مهما كانت مسيئة، تظل قادرة على اضفاء شرعية دينية على سلوكها. والنماذج في عالمنا العربي لا تعد ولا تحصى. كما هي حال جماعات الاسلام السياسي على اختلافها. فهي لم تعجز، امام ايّ موقف تتخذه، عن اضفاء البعد المقدس عليه. هكذا يصير الاسلام السياسي، او مشروع الدولة الدينية الاسلامية، مشروع استبداد في احسن الاحوال او مشروع قسمة للمسلمين اقله، قبل ان يكون مشروعا لحروب اهلية بين المسلمين وغير المسلمين. واذا كان من فضيلة يمكن ان تخرج من هذا الدمار السياسي والاجتماعي وحتى الديني، في عالمنا العربي، فهو ان الاسلام تشوه حين صار مشروع دولة. ويمكن نزع التشوهات عنه حين تسقط مقولة ان الاسلام دين ودولة… وحين نقتنع بأن الاسلام دين فقط.

 

سورية إلى «محاصصة» والأسد على خطى صالح ؟

 جورج سمعان/الحياة/03 آب/15

الأزمة السورية أمام مزيد من التطورات هذا الأسبوع. وزير الخارجية الأميركي سيلتقي في الدوحة نظيره الروسي سيرغي لافروف. ويجري الوزيران محادثات مع نظرائهم الخليجيين في شأن تحريك التسوية السياسية والرؤية التي اقترحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. إلى جانب وسائل تفعيل الحرب على «الدولة الإسلامية». ويتوقع أن تطرأ معطيات جديدة على التحرك العسكري التركي شمال سورية وفي الحملة على حزب العمال الكردستاني. حتى الرئيس بشار الأسد لم يبق خارج المرحلة الجديدة في هذه الأزمة. اعترافه بالمتاعب والعقبات التي تعترض مشروعه للحسم العسكري يستدعي منه بالمبدأ والمنطق إعادة النظر في خياراته. فما يواجهه جيشه ليس جديداً. الجميع يعرف أن قواته التي تخوض القتال في أكثر من ستين جبهة باتت منهكة. وأعداد المتخلفين عن خدمة العلم في الساحل لا تقل عنها في باقي المناطق. بينما يقود العمليات في الميدان قادة لا رابط بينهم سوى المزيد من الغرق في الفساد واقتسام مناطق النفوذ. تحللت المؤسسة ولا قيادة أركان عامة لإدارة القتال. وينشط «حزب الله» في تجنيد مزيد من الشباب السوري الذي يتلقى رواتب أفضل وتدريباً جيداً... على طريق إنشاء جيش بديل على غرار ما في العراق واليمن ولبنان. وهذا ما يجعل الجمهورية الإسلامية تشعر بالعبء الكبير الذي يرتبه عليها استمرار الحرب في بلاد الشام.

إلى هذا الوضع العسكري المزري، هناك موقف تركيا التي دخلت مبدئياً الحرب على «داعش» بعد تفاهمها مع الولايات المتحدة. وستتقدم قريباً نحو ترجمة هذا الاتفاق بإقامة المنطقة الآمنة التي يفترض أنها ستكون بطول 140 كيلومتراً وعمق نحو أربعين كيلومتراً. وهناك أيضاً المكاسب التي لا تزال فصائل المعارضة تحققها في شمال البلاد وجنوبها. هذه التطورات الميدانية يجب أن تكون كافية لإقناع النظام في دمشق بوجوب الاستعداد للقبول بشروط التسوية السياسية على قاعدة لا أولوية فيها لملف على آخر. المبعوث الدولي الذي يدرك أهمية التركيز الدولي على محاربة الإرهاب. لذلك ربط هذه الأولوية ونجاحها بوجوب التغيير السياسي في سورية. أي أن الخطة ستسير في الملفين العسكري والسياسي معاً. وإذا لم يقتنع، فإن القوى التي تستعجل التسوية من أجل التعجيل في احتواء «الدولة الإسلامية»، وهي كثيرة ولا تقتصر على أميركا وشركائها الغربيين، قد تمارس ما يكفي من ضغوط على الأرض لإرغام دمشق على القبول والرضوخ. يكفي أن تقوم منطقتان آمنتان من دون إعلان رسمي في الشمال والجنوب ليدرك النظام وحلفاؤه أن خصومهم قادرون على إلحاق هزيمة أوسع بهم... على غرار ما يجري في اليمن.

القاعدة التي رفعها دي ميستورا واضحة: الحرب على الإرهاب تتطلب تغييراً سياسياً في سورية. هذا الإجماع على مواجهة الإرهاب، لا يعني أن النظام السوري نجح في صرف خصومه نحو التركيز على قتال «الدولة الإسلامية» و «النصرة». أو أنه لا بد من التعامل معه لضمان نجاح هذه الحرب. هناك نموذج العراق. لم يتحرك التحالف إلا بعد تغيير رأس الحكومة نوري المالكي الذي عُدت سياسته وسياسة حكومته سبباً من أسباب قيام «دولة أبي بكر البغدادي». وتوكأ التحالف الدولي على الجيش العراقي وعلى قوات البيشمركة للإمساك بالأرض التي يخليها «داعش». وبالطبع ما أخر ويؤخر الحرب على هذا التنظيم في سورية هو غياب القوة التي يمكن أن تمسك بالمناطق «المحررة». رمى التحالف بثقله لكسر الهجوم على كوباني. عدّ وحدات «حماية الشعب» في المدينة الكردية قادرة على صون المدينة من الإرهابيين. وتحول هذا نموذجاً، يريد المسؤولون الأميركيون تعميمه. يريدون قوة على الأرض شبيهة بالقوى الكردية سواء في العراق أو في سورية. والتعويل في هذا المجال على التحول التركي. التدخل العسكري لأنقرة لن يقتصر على ضرب حزب العمال الكردستاني. أولوية الرئيس رجب طيب أردوغان تختلف عن أولويات باقي أعضاء التحالف الدولي. هم يستعجلون التركيز على «داعش»، وهو يرى الأولوية لضرب حزب العمال، نظراً إلى انعكاسات ذلك على الأوضاع السياسية في الداخل التركي، سواء على صعيد المساعي لتشكيل حكومة ائتلافية أو التمهيد لانتخابات برلمانية جديدة يأمل حزب العدالة والتنمية أن يستعيد فيها أكثرية تؤهله لقيادة البلاد منفرداً. لكن أنقرة التي تلقت دعماً من واشنطن ومن حلف شمال الأطلسي، عليها عاجلاً مواجهة «داعش» إذا كانت جادة في توفير منطقة آمنة تخفف عنها عبء استقبال مزيد من اللاجئين، وتستجيب الحراك الدولي لتسوية سياسية. بالطبع لن تعول على العناصر التي تلقت تدريباً أميركياً. هؤلاء عددهم يكاد لا يذكر مقارنة بأعداد التنظيمين الإرهابيين وباقي الفصائل الإسلامية. وبات واضحاً أن حكومة أحمد داود أوغو اختارت تنظيم «أحرار الشام» قوة يعتد بها لإدارة المنطقة الآمنة. وروجت هذه لنفسها في الدوائر الإعلامية والسياسية الغربية قوة اعتدال يمكن الاعتماد عليها بديلاً يمسك بالمناطق الآمنة. وما الحرب التي تخوضها «جبهة النصرة» على باقي الفصائل في الشمال السوري سوى تعبير عن مخاوفها من نتائج الاتفاق التركي - الأميركي ومفاعيله على الأرض. لقد حاولت الجبهة طويلاً النأي بنفسها عن ممارسات «الدولة الإسلامية». وشهدت صراعاً داخلياً حقيقياً من أجل التوكيد على «سوريتها»، وبعدها حتى عن «القاعدة»، التنظيم الأم. وساعدتها في ذلك مواقف الدكتور أيمن الظواهري زعيم التنظيم. لكن قائدها أبو محمد الجولاني بدد تفاؤل المتفائلين بإمكان تلميع صورة الجبهة وتوكيد اعتدالها، في حديثه التلفزيوني الشهير إلى «الجزيرة» قبل مدة. لم يغادر خط «القاعدة». وهاجمت الجبهة أخيراً الفرقة 30 مشاة التي دربها الأميركيون كأنها تتحوط أو تستبق الحرب التي ستعلن عليها قريباً.

قيام المنطقة الآمنة قد يستغرق نحو ثلاثة أشهر. لن يستدعي الأمر تدخلاً عسكرياً تركياً على الأرض. سيكون الاعتماد على سلاح الجو، ويترك أمر الميدان للفصائل القريبة من أنقرة والرياض، وعلى رأسها «أحرار الشام». ويفترض أن تكون هذه الخطوة مقدمة لخطوة مماثلة في جنوب سورية بعد هدوء الصراع الخارجي على هذه الجبهة. ويفترض أن يواكبها أولاً وأخيراً تحرك سياسي جدي... وإلا تحول التدخل استنزافاً لتركيا، كما هي حال روسيا وإيران. لذا لم يكتف أردوغان بالتفــاهم مع الرئيس باراك أوباما. حظي في زيارته الأخيرة لبكين بدعم الصين. مثلما قرأ كثيرون صمت موسكو موافقة ضمنية على ما تقوم به حكومة داود أوغلو، ما دام الهدف ضرب «داعش» وليس قوات النظام السوري. ومعروف أن الكرملين، منذ تمريره القرار الدولي الذي شرعن حرب التحالف العربي في اليمن، يعطي فرصة واسعة للتفــاهم مع كل المعنيين من تركيا إلى دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. وهو بات مقتنعاً بأن لا حل في ســــورية مع بقاء الرئيس الأسد. لكنه بالطبع سيحتفظ بهذه الورقة حتى اللحظة الأخيرة من التفاوض مع البيت الأبيض وشركائه الأوروبيـــين والعرب. القيادة الروسية تعي جيداً أن مصلحتها التي تعتمد على الحفاظ على المؤسسة العسكرية أصيبت بنكسة في هـــذا المجال. لم يبق إلا القليل من هذه المؤسسة يعتد به. إيران هي التي تتولى قيادة العمليات. وأنشأت، كما فعلت في لبنان والعراق واليمن، ميليشيا رديفة تقوم مقام الجيش، وتتمتع بتسليح وتدريب وتمـــويل تفتقر إليها القوى النظامية. فضلاً عن أن روسيا لا تريد أن تحتفظ وحيدة أو مع إيران ببلد أو بجزء منه تحتاج إعادة بنائه وإعماره إلى مليارات الدولارات. وهو ما لا طاقة لها على تحمله. وحتى إيران لن تقوى على المساهمة في هذا المجال. لذا ترى موسكو مصلحة ضرورية في التفاهم على تسوية سياسية مع أميركا وأوروبا ودول الخليج. فهذه وحدها قادرة على تمويل إعادة البناء والإعمار. روسيا إذاً معنية بالتسوية. وحتى إيران لن تكون بعيدة عن هذا التوجه، خصوصاً أنها ستكون مدعوة إلى «جنيف 3»، فضلاً عن الأعباء الجمة التي تتحملها في الساحة السورية. كما أنها لن تكون قادرة على مواجهة التدخل التركي مهما علت تحذيراتها. بل ربما طمحت إلى تقاسم بلاد الشام مع أنقرة. وهناك من يتوقع أن تطرح الديبلوماسية الروسية انتخابات برلمانية مبكرة يشارك فيها جميع السوريين بمن فيهم اللاجئون بعد حصولهم على الوثائق اللازمة. ثم تنبثق من هذه الانتخابات حكومة انتقالية تتولى إعادة النظر في الدستور والإشراف على هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية، بمشاركة فاعلين في هذه المؤسسات من دون استبعاد أحد حتى... أولئك «الملطخة أيديهم»، باعتبار أن كثيرين من هنا وهناك باتت أيديهم ملطخة. فضلاً عن أن الإصرار على هذا الشرط سيبقي الآلة العسكرية التي تشكل الدائرة الصغيرة المستفيدة من استمرار الحرب على سلاحها عقبة دون التوجه نحو تسوية. كما أن البحث عن ضمانات جدية للرئيس الأسد والحلقة الضيقة المحيطة به يشكل جزءاً من النقاش الدائر بين الروس والغربيين. وهناك توجه لمنحه ما حصل عليه الرئيس علي عبدالله صالح بعد تخليه عن صلاحياته لنائبه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، من دون أن يخسر حزبه حصته الوازنة في الحكومة الانتقالية التي رأسها محمد سالم باسندوه. توزيع سورية «محاصصة» بين مكوناتها والمتصارعين الخارجيين عليها، وحده يشكل ضماناً لتسوية بدلاً من تقسيم لبلاد الشام. هل هناك بديل من «محاصصة» في اليمن وسورية بعد العراق ولبنان؟ وهل يكون حظ الأسد أفضل من حظ علي عبدالله صالح؟

 

ويلات حرب وخيبات سلام

غسان شربل/الحياة/03 آب/15

يستحق النزاع المدمر في سورية موقع الصدارة في لائحة المآسي التي ارتكبت بعد الحرب العالمية الثانية. الحصيلة حتى اليوم مخيفة بل راعبة. المتابعون لمجريات المقتلة الواسعة يتحدثون عن سقوط 350 ألف قتيل وأكثر من مليون جريح ومعوق. وعن خمسة ملايين لاجئ وسبعة ملايين نازح. وعن الحاجة إلى 350 بليون دولار لاعادة إعمار ما دمرته الحرب. وعن عقود من الجهد لإعادة سورية إلى ما كانت عليه عشية انطلاق الأحداث في 2011. الأرقام مؤلمة لأنها تكشف هول المأساة الإنسانية والكارثة الاقتصادية. ثمة وجه آخر لا يقل مرارة. حتى الساعة لا يستطيع أحد ادعاء الانتصار في هذه الحرب الباهظة. أقصى ما يمكن لأي طرف الحديث عنه هو نصف انتصار ونصف هزيمة. الأشد قسوة أن أي حل في سورية لا يمكن أن يوفر لأي طرف مكاسب أو ضمانات توازي ما تكبده. لن يحصل أي طرف بالمفاوضات على الحد الأقصى الذي تعذر عليه تحقيقه في ميدان الحرب. ربما لهذا السبب هناك من يفضل ويلات استمرار الحرب على الخيبات التي سيحملها الحل السياسي علماً انه المخرج الوحيد من الهاوية الحالية.

لا تستطيع المعارضة السورية التحدث عن انتصار. واضح أنها نجحت في خلخلة النظام الذي حكم البلاد بالقبضة الأمنية الصارمة ما يزيد على خمسة عقود. أرغمته على الانكفاء إلى جزء من الأرض السورية. لكنها لم تنجح في اقتلاعه. ثم أن المعارضة التي طالبت في بداية الاحتجاجات بسورية موحدة وديموقراطية تجد ما يفترض أن يكون مناطقها يخضع حالياً لقوى معادية للديموقراطية والتعددية ومرفوضة من قبل طيف واسع من السوريين فضلاً عن الرفض الإقليمي والدولي. تخلصت مناطق واسعة من نير النظام ثم وقعت تحت وطأة التكفيريين. يُضاف إلى ذلك أن أقصى ما تسمعه المعارضة من القوى الكبرى الفاعلة هو أن الحل يجب أن يحفظ مؤسسات الدولة السورية العسكرية والإدارية. وأن يحترم سلامة كل المكونات وحقوقها. الانتصار الساحق ممنوع. الحل بالتسوية والتفاوض والتوافق.

لا يستطيع النظام الحديث عن الحسم. لوح به مرات ومرات ثم انكفأ إلى الإقامة على نحو 20 في المئة من الأرض. ثم أن سورية التي كانت قبل اندلاع النزاع لاعباً في الشرق الأوسط وملفاته الساخنة تحولت ملعباً للمقاتلين الأجانب واللاعبين الإقليميين والدوليين. لم يعد القرار في يد المعارضة الأصلية في مناطقها. ولم يعد القرار حكراً على النظام في مناطقه. من ينقذك من السقوط ويدفع دماً ومالاً يحصل بالضرورة على حق الشراكة في القرار. يستطيع النظام اعتبار بقائه نصف انتصار لكنه لا يستطيع إنكار أن انحساره يشكل نصف هزيمة.

لا تستطيع الدول التي دعمت النظام الحديث عن انتصار لأنها منعت إسقاطه. تستطيع الحديث عن نصف انتصار يضمن لممثليه مقعداً حول طاولة الحل ويضمن لها موقعاً في جهود الحل. لكن هذه الدول لا تستطيع إنكار نصف الهزيمة المتمثل بأنها تحارب الأكثرية وأن حليفها يقيم على جزء من الخريطة. ولا تستطيع الجهات التي دعمت المعارضة الحديث عن انتصار كامل لأن النظام الذي حلمت بإسقاطه لا يزال قائماً وإن متصدعاً ومنكفئاً. لا يمكنها إنكار ان «داعش» و «النصرة» وما يشبههما أخطر عليها من نظام الأسد وتحالفه مع إيران.

حرص الدول الفاعلة على عدم انهيار هياكل الدولة السورية لا يعني تعويم النظام الذي كان قائما قبل اندلاع الاحداث والاكتفاء بجراحة تجميلية. لا المكون السني يقبل ذلك ولا المكون الكردي. الافكار المتداولة توحي بتغيير في حصص المكونات في القرار لتحقيق تطلعات غالبية السوريين. أي حل سياسي في سورية سيتضمن قدراً غير قليل من تجرع السم من جانب أطراف الداخل والخارج معاً. ليس هناك في سورية حل يعطي الأطراف ما يوازي ما تكبدته من دم وخسائر أخرى. هذا يصدق على السنة والعلويين معاً. النسب السكانية تجعل أي رهان على تغييرات ديموغرافية محدود النتائج وخطيراً على المدى الطويل. ليس هناك من حل يوفر لإيران وضعاً شبيهاً بالذي كانت تحظى به قبل اندلاع القتال. استنساخ التجربة العراقية متعذر. الأمر نفسه بالنسبة إلى «حزب الله». ما يصلح في لبنان لا يجوز في سورية.

أعرف أن عبارة نصف انتصار ونصف هزيمة شديدة الإيلام لمن فقدوا أحباءهم بالبراميل أو بغيرها. ولمن يتوزعون اليوم في مخيمات الذل والانتظار الطويل في مخيمات لبنان والأردن وتركيا. ولمن يكابدون الأهوال في قوارب الموت التائهة. لكن هذه هي الصورة. لم ينتصر أحد بالضربة القاضية. الشيء الأكيد هو أن سورية نفسها قتلت في الحرب. إنها القتيل الكبير.

 

وسط الارتباك العربي.. أما حان وقت النقد الذاتي؟

اياد ابوشقرا/د/الشرق الأوسط/03 آب/15

دعونا ننحّي المكابرة جانبًا ونصارح أنفسنا، ولو مرة واحدة، حول أسباب إدماننا ردّات الفعل وطمأنة الذات، بينما يسجّل غيرنا منجزات سياسية حقيقية، حتى باعتراف خصومهم. أزعم أنه لو طُرح سؤالٌ صريحٌ بهذا الاتجاه، فلن يكون الجواب مريحًا ألبتة. الاتفاق النووي الأميركي الإيراني، بلا شك، كان مفصلاً مهمًا كشف جوانب تقصيرنا.. ولا أقول عجزنا. أيضًا كان تطوّرًا مهمًا، ولو تأخر بعض الشيء، «التفهم» الأميركي للحساسيات التركية إزاء الأحلام القومية الكردية. وطبعًا، هناك الإخفاق المزمن مع الموضوع الفلسطيني الذي ظل لعقود دليلاً قاطعًا على فشلنا بوعي حقيقة العلاقة بين الغرب وإسرائيل كمفهوم وككيان وكثقافة سياسية. ولنختتم حالات التقصير بالإقرار بسوء إدارتنا التعايش داخل الكيانات التي نعيش فيها. إذ إننا نتصرّف وكأننا إما نجهل تعدّد مكوّناتها، أو نتوهّم أن الطمس القهري للتعدّد هو الوسيلة الوحيدة للدفاع عن «الوحدة الوطنية» في وجه «مؤامرات أعداء الأمة». الحقيقة، أننا أخطأنا طويلاً وما زلنا نخطئ، لكن الفارق هذه المرة أن التحدّيات الوجودية ما عادت تسمح لنا بالاطمئنان لوجود «حيّز راحة» قاتل. باعتقادي، نحن الآن نعيش ظروفًا لا تماثلها إلا «مرحلة كامب ديفيد» عندما كسر الرئيس المصري الأسبق أنور السادات علنًا كل ما كان يُعد محظورات سياسية للشرعية السياسية العربية، وذهب إلى حد الاعتراف بإسرائيل والخطابة في برلمانها. بل ربما نحن اليوم في مرحلة أكثر حسمًا وأخطر تحديات من تلك المرحلة.

ولنبدأ بالملف الإسرائيلي - الفلسطيني، حيث تحاول الإدارة الأميركية استرضاء بنيامين نتنياهو بعدما قاد حملة الاعتراض على الاتفاق النووي مع إيران. ومن واقع تجربتنا الطويلة كعرب مع مثل هذه المحاولات فإن الطرف الأضعف الذي يدفع الثمن دائمًا هو الطرف العربي، وبالتحديد، الفلسطيني. وإذا ما تذكّرنا أن القاعدة الراسخة التي يستند إليها نتنياهو شعبيًا، ومن ثم برلمانيًا، هي اليمين الاستيطاني والتوراتي المتطرف، فإن جريمة فظيعة كجريمة إحراق بيت آل الدوابشة ستذهب كما ذهبت مثيلاتها أدراج الرياح، ويستمر الاستيطان ويتوسع، وتضمحل تدريجيًا إمكانيات قيام أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية، ومعها أي اعتدال فلسطيني يتيح الكلام عن تسوية سلمية.

ومن الملف الفلسطيني - الإسرائيلي إلى الملف الإيراني.. نحن هنا أمام احتلالات فعلية ومحاولات احتلال لعدة كيانات عربية وليس احتلال كيان واحد هو فلسطين، وأمام افتعال «حرب أهلية مذهبية» إسلامية - إسلامية بدل التقوقع اليهودي الخائف من السلام والذوبان الديموغرافي. وللأسف، مثلما أخفقنا في فهم طبيعة علاقات الغرب بالحركة الصهيونية حتى قبل ولادة إسرائيل، نبدو اليوم مصدومين من نجاح «اللوبي» الإيراني في بناء شبكات مصالح فعّالة مع مختلف كتل اليمين واليسار في معظم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. وهذا مع أن بعضنا يتذكر دور شاه إيران في نشوء «حلف بغداد» (السنتو لاحقًا).. ولندع الكلام جانبًا، وندخل الموضوع من بابه. جون كيري اليوم يزور الشرق الأوسط بهدف تسويق رؤية أميركية استراتيجية للشرق الأوسط، وليس لتوضيح «سوء فهم» طارئ بين واشنطن والدول العربية. ثم إن أولويات هذه الاستراتيجية في عهد باراك أوباما غدت واضحة تمامًا على الأقل للراصدين العرب في أروقة واشنطن ودهاليزها. هؤلاء على بينة من «وشوشات» الكونغرس وتسريبات الإعلام و«نصائح» الخبراء في مراكز الأبحاث.. والصورة المتكوّنة - عمومًا - غير مريحة. إن «الحرب على داعش» ومن لفّ لفّها هي العنوان، أو قُلْ الذريعة، لتجاهل كل ما عداها، بما فيه توسّع الهيمنة الإيرانية وتصاعد الطموحات الانفصالية الكردية على امتداد الشرق العربي. ولذا لم يعد رفض إنشاء «مناطق آمنة» في شمال سوريا وجنوبها مقتصرًا على فريق أوباما، بل يشمل أصواتًا وأقلامًا في بريطانيا ودول أوروبية أخرى لا ترى في رحيل نظام بشار الأسد بداية الحل في سوريا والتسوية في المنطقة، بل تقول إن «المناطق الآمنة» ستكون مناطق تحمي التطرف الداعشي!

وهنا، لا بد من التوقف طويلاً عند دور تركيا. كثيرون متحمّسون لاتهام أنقرة بدعم «داعش» وإلصاق كل أنواع التهم التخريبية والتآمرية بحكامها، وفي طليعة المتحمّسين بعض العرب الذين اعتادوا - عن حسن نية على الأرجح - ألا يفهموا السياسة إلا باللونين الأسود والأبيض. ومن ثم، فهم لا يميّزون بين التعاون التكتيكي والتحالف الاستراتيجي. إنهم لفرط غضبتهم على «إسلامية» الحكومة التركية مستعدون للتقليل من شأن الهجمة الإيرانية، مع ملاحظة أن نفرًا منهم يدعو صراحة للوقوف مع طهران ضد أنقرة. إنه يتجاوز تمامًا ما ارتكبته طهران عبر نظام الأسد بشعب سوريا، وما فعله الحوثيون باسمها بشعب اليمن، وما تعدّه لدول الخليج وعلى رأسها البحرين. هؤلاء لا يدركون أن المسألة أكبر بكثير من نكاية ومزاج، فنحن أمام أخطار وجودية لا تحتمل إساءة التقدير وأخطاء الحسابات.

لقد دفعت عدة كيانات عربية ثمن إساءة التقدير وأخطاء الحسابات منذ احتلال صدام حسين الكويت. وتأخر التنبه لمغبة قيام نظام مذهبي على أنقاض حكم صدام حسين، وخسر عرب المنطقة كلهم من معالجة الخطأ بخطأ أكبر، وضرب حالة مذهبية بحالة مذهبية مضادة.

ما شهده العراق، وما زال يشهده، لا يحتاج إلى دليل. وما يعيشه لبنان منذ عام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري وتسليم نظام الأسد البلد لهيمنة حزب الله ليس إلا فصلاً آخر من المأساة. ومنذ 2011 انتقل التنفيذ الدامي لمشروع الهيمنة الإيرانية إلى سوريا نفسها متجاهلاً عواقب التلاعب بالتوازنات الدينية والمذهبية والإثنية في فسيفساء بلاد الشام. وهكذا، بسبب التآمر من جهة، والجهل من جهة مقابلة، عادت حجة «حماية الأقليات» سيفًا مصلتًا على المنطقة. إن المنطقة تخسر كثيرًا باعتماد «الشيعية السياسية المتطرفة» التشفي والقهر بعيدًا عن مثاليات الإمام علي بن أبي طالب (ك) وعدالته الإنسانية. وتخسر «السنيّة السياسية المتطرفة» أكثر بهروبها إلى الانتحار الجماعي ومعاداة العالم كله بعيدًا عن براغماتية الحكم السنّي التقليدي ووسطيته.

 

ماذا تعني عودة الروس؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/03 آب/15

يعقد وزير الخارجية الروسي اجتماعًا ثلاثيًا مع نظيريه السعودي والأميركي في قطر، أمس واليوم، وبحسب الخارجية الروسية، فإن الاجتماع سيناقش جهود السلام في سوريا واليمن وليبيا والتحالف ضد «داعش»، واستقرار الخليج. واللافت في البيان الروسي هو عدم الإشارة لاتفاق إيران النووي، فما الذي يمكن أن يقدمه الروس للمنطقة عبر البوابة الخليجية؟ بالنسبة لليبيا، فهي تعاني إهمالاً دوليًا، وعدم جدية عربيًا، مثلا، تعالج السعودية أمنها القومي، بل والخليجي والإقليمي، في اليمن، وبتحالف خليجي - عربي، وبدعم دولي، كما تباشر تركيا حماية محيطها الأمني بالحدود السورية الآن، بينما لا تحرك مصريًا فاعلا تجاه الأزمة الليبية للحظة، وربما لأسباب مختلفة داخليًا وخارجيًا في مصر، وذلك لتأمين عمقها الأمني من ناحية ليبيا، وهو الأمر الذي يتطلب تحالفًا مصريًا عربيًا، وغطاءً دوليًا، وكما حدث في اليمن، والآن في سوريا بالنسبة للأتراك، ومن غير المعلوم ما الذي يمكن أن تقدمه روسيا فعليًا بهذا الملف! يمنيًا، هناك تطورات حقيقية على الأرض، أهمها عودة نائب الرئيس اليمني ورئيس وزراء الحكومة الشرعية خالد بحاح إلى عدن، ولهذه العودة دلالات، وتمثل ضربة للحوثيين وعلي عبد الله صالح، وحليفهم الإيراني. صحيح أن الطريق طويل باليمن، لكن المعادلة باتت تتحول ضد الانقلابيين الحوثيين، ولا يظهر للآن ما هو الدور الروسي هناك، وما هي أدوات نفوذه، ومهما حاول صالح والإيرانيون منح موسكو دورًا باليمن، فالواضح أن الجهد الروسي سيكون مجرد وساطة. وعندما نقول إن هناك محاولات لمنح روسيا دورًا باليمن، فمن اللافت، مثلا، وجود شخصيتين يمنيتين محسوبتين على صالح بالطائرة نفسها التي أقلت رموز نظام بشار الأسد؛ وليد المعلم، وبثينة شعبان، وفيصل المقداد، إلى روسيا أخيرًا، واليمنيان هما عارف الزوكا، وياسر العوضي! ولذا فمن الواضح أن هناك دفعا من صالح، والحوثيين، وربما من الإيرانيين، لمنح دور لروسيا باليمن، إلا أن الأوضاع على الأرض هناك تسير عكس ما يتمناه الانقلابيون الحوثيون، وحلفاؤهم، ولذا فمن المتوقع أن يكون الدور الروسي باليمن لحفظ ماء الوجه لإيران، وحلفائها، وكذلك محاولة ربط المسار اليمني بالسوري! وعليه، تبقى القضية الشائكة وأهم قضايا منطقتنا حاليا، وهي الأزمة السورية، تمثل مفتاح الحل بالمعركة ضد «داعش»، وكسر النفوذ الإيراني بالمنطقة، وقبل هذا وذاك وضع حد لجرائم الأسد، وما لم تُعالج الأزمة السورية، فإن قضية «داعش»، ومحاربة الإرهاب، لن تنجح، بل إنها مضيعة للوقت، والجهد والأرواح، وسيظهر بعد «داعش» دواعش آخرون أكثر سوءًا. وإذا أرادت روسيا فتح صفحة جديدة مع الخليج، ولعب دور أكثر فعالية، فيجب أن تكون سوريا نقطة الانطلاق، والمحك الفعلي لاختبار جدية الروس. فالحل الحقيقي لمحاربة الإرهاب، وقطع التمدد الإيراني، وإعادة التوازن بالعراق، في سوريا، وليس أي مكان آخر.

 

الاتفاق النووي والحرب على الإرهاب

باسم الجسر/الشرق الأوسط/03 آب/15

كل اتفاق يخضع للموازنة بين مكاسبه وتنازلات أطرافه. وهذا ما اتفق معظم المراقبين والمعلقين عليه بشأن الاتفاق النووي الأخير بين إيران والدول الكبرى في مقدمتها الولايات المتحدة. فإيران كسبت رفع العقوبات الاقتصادية عنها والسماح لها بمواصلة مشاريعها النووية السلمية، أما الولايات المتحدة فقد أرجأت التسابق الحربي النووي في الشرق الأوسط عشر سنوات. غير أن المآخذ على هذا الاتفاق كثيرة، وتستحق التوقف عندها والتفكير الجدي في عواقبها. فالدول العربية والخليجية التي تعتبر حليفة للغرب وللولايات المتحدة بالذات، اعتبرت أن رفع العقوبات عن إيران سوف يزيد من قدراتها على تنفيذ مشروعها الإمبراطوري في الشرق الأوسط، من العراق إلى سوريا إلى اليمن، مرورًا بحزب الله في لبنان. فالاتفاق يكرس اعتراف الولايات المتحدة والدول الكبرى بدور إيراني كبير في الشرق الأوسط. ولذلك سارعت واشنطن إلى طمأنة أصدقائها العرب على استمرار وقوفها بجانبهم في حال تعرضهم لأي خطر. وقد تكون جادة في وعدها ومخلصة، ولكن ذلك لا يكفي لإقناع إيران بوقف تدخلها في شؤون جيرانها العرب وتحريك أقلياتها.

الرد الأميركي والدولي على هذه المخاوف والتحفظات كان واضحا؛ أن الاتفاق النووي ورفع العقوبات يخضعان لحسن تطبيق الاتفاق من قبل إيران، وأن أي انحراف أو خلل من قبلها سيقابل بردة فعل من قبل واشنطن والدول الغربية. إن إيران تدرك ذلك، ولكن في جعبة حكامها - كما تبين حتى الآن - أكثر من حيلة للالتفاف على العقبات التي تعترض تنفيذها لمشاريعها. كما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق تنازلاً دوليًا أمام إيران (شبهه بتنازل فرنسا وبريطانيا أمام هتلر في اتفاق ميونيخ عام 1937)، وحجته أن واشنطن ما كانت «لتعوض عنه بزيادة مساعداتها المالية والعسكرية لإسرائيل لو لم تعترف بينها وبين نفسها بأنها أرجأت خطر إيران النووي عليها، بدلاً من إزالته». وهذا الاحتجاج الإسرائيلي لقي تجاوبًا من الكونغرس الأميركي ولكن يبدو أنه (أي الكونغرس) ليس له إمكانية عرقلة تنفيذه. ففي مطلق الأحوال لن يتمكن الكونغرس الأميركي من نقض الاتفاق، ولن تتراجع الدول الموقعة عليه. ولكن تنفيذه لن يكون سهلاً أو خاليًا من المطبات والأزمات. وعلى الرغم من أهمية هذا الاتفاق على لعبة الأمم وتنافسها في الشرق الأوسط أو كمؤشر على مضي الولايات المتحدة والرئيس أوباما في تنفيذ استراتيجيته الجديدة. إن الهم الأكبر أو الكرة الساخنة حاليًا هو تحجيم وضرب «داعش» في سوريا والعراق، وامتداد العنف الإرهابي المتطرف إلى أكثر من دولة عربية. وهي معركة عجيبة غريبة، إذ يلتقي في جانب واحد منها حلفاء وخصوم ما زالوا يرفعون رايات تحالفهم وخصوماتهم، وليس في الأفق أي مؤشر إيجابي أو تصور لمآل هذه المعركة. إن الحرب على الإرهاب وخصوصًا على «داعش» في سوريا والعراق باتت تشكل أولوية دولية وإقليمية، كما أن قضية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والعرب تراجعت على سلم الأولويات، ولا سيما بعد تصلب موقف تركيا من «داعش» ومن الأكراد في الوقت الذي فعلت أنقرة الكثير ولا تزال لإسقاط النظام السوري الذي يقاتله «داعش» و«الأكراد السوريون»، بينما «الأكراد العراقيون» يتعاونون مع حلفاء النظام السوري في مقاتلة «داعش»!

هل سيؤثر الاتفاق النووي الإيراني - الدولي على مجرى الحرب الدولية - العربية المشتركة على الإرهاب؟ أم أن هذه الحرب سوف تؤثر على تنفيذ هذا الاتفاق؟ كلاهما له تأثيره. إلا أن إيران سوف تتمكن جراءه من تحسين أوضاعها الاقتصادية. إن الاتفاق النووي – كما كتب دومينيك دوفيلبان - رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق - حلّ مؤقتًا إحدى العقد في أزمة الشرق الأوسط المصيرية، ولكن العقد كثيرة، وأهمها في نظره مشكلة السلام بين العرب وإسرائيل والنزاع بين السنة والشيعة، وأن الدول الكبرى عليها أن تساعد قدر طاقتها ومصالحها على حلحلة العقد، إنما الحل الحقيقي يبقى في أيدي دول وشعوب المنطقة وبنوع خاص في اتفاق الدول الوازنة في المنطقة وعلى رأسها السعودية ومصر وتركيا.

 

القيمة الاستراتيجية لقناة السويس الجديدة

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/03 آب/15

كل قيمة مضافة لأي من البلدان العربية هي إضافة للقوة الشاملة للعرب جميعًا، وعندما يتحقق ذلك في أوقات المحنة من الحروب الأهلية والإرهاب والموت والخراب والفشل، فإن قيمة ما يُضاف تصبح مضاعفة. ويوم الخميس 6 أغسطس (آب) 2015 سوف يجري افتتاح الممر الإضافي أو التفريعة الجديدة لقناة السويس في مصر مشكّلاً نوعًا من الاستجابة لتحديات الإرهاب، وما سببه عصر الثورات من تراجع، وقد يشكل بارقة أمل إضافية لما هو أكثر. ومن الناحية الاستراتيجية البحتة، فإن قيمة العالم العربي الاستراتيجية قامت على عدد من العناصر يعد منها النفط عادة، ويضاف لها الممرات البحرية مثل قناة السويس ومضيق باب المندب ومضيق هرمز وجبل طارق. وعندما يتم تعزيز طاقة المرور في قناة السويس بحيث ترتفع من 49 سفينة يوميا الآن إلى 98 سفينة أو أكثر حسب درجة النمو في الاقتصاد العالمي في نهاية هذا العقد، فإننا نصبح أمام قفزة في قدرات المرور، سواء بالنسبة للنفط العربي أو بالنسبة للتجارة العربية من وإلى أوروبا وشمال أميركا.

وبالنسبة لمصر، وكذلك بالنسبة للعالم العربي، فإن هذا التطور مضافًا لخط السوميد العربي لنقل النفط من ميناء عين السخنة على خليج السويس إلى سيدي كرير على البحر الأبيض المتوسط، يجعل القيمة الجيو - اقتصادية لمصر وحلفائها العرب منافسة بقوة لكل مشروعات المرور والترانزيت للسلع والبضائع في العالم، ويقطع الطريق على المشروعات الروسية لخلق ممر بحري عبر القطب الشمالي، والأحلام الإسرائيلية لخلق بديل لقناة السويس بين إيلات وأشدود. هنا فإنه يجب عدم تجاهل ثلاثة أمور، أولها أن الإضافة الجديدة لقناة السويس ساهمت فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بشركاتها المتخصصة بعمليات الحفر و«التكريك» في المناطق المائية. وثانيها أن شركة «سوميد» أو شركة أنابيب البترول العربية الممتدة لمسافة 320 كيلومترًا تمثل واحدًا من أنجح مشروعات «الوحدة العربية» التي لم تهتز أو تتراجع نتيجة حروب أو أزمات في المنطقة. وهذه الشركة تملكها مصر (50 في المائة) والسعودية والإمارات والكويت (15 في المائة لكل منها) وقطر (5 في المائة). وثالثها أن الإضافة المصرية الجديدة للطاقة الكلية لقناة السويس هي في حقيقتها بداية لمشروع أكبر يتعلق بتنمية محور قناة السويس الذي هو مشروع يزيد من الطاقة البحرية للمنطقة (ستة موانئ جديدة)، كما يخلق قاعدة صناعية للاستخدامات البحرية والتجارية تمثل نافذة متقدمة على ممر مهم للتجارة الدولية بين الشرق والغرب.

وبالتأكيد فإن القضاء على الإرهاب، واستعادة الدولة العربية إلى حالة صحية بعد العواصف التي ألمت بها، وحماية الممرات البحرية في باب المندب من التدخل الإيراني، كلها أولويات أمنية واستراتيجية يُعتد بها. ولكن الحرب الحالية سواء كانت في سوريا والعراق أو اليمن أو مصر أو ليبيا، تحتاج إلى التصميم نفسه في عملية بناء ودعم القاعدة الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم عليها. باختصار، فإن التحالف العربي الحالي بين دول الخليج ومصر والأردن عليه أن يستمر في التنمية وبناء قواعده الاقتصادية كما لو كان لا يوجد إرهاب، وأن يقاوم الإرهاب، ويعمل على هزيمته كما لو أن التنمية لا تحدث. كلتاهما معركة وجب الانتصار فيها، وربما كانت معركة التنمية وتطوير القاعدة الاقتصادية هي التي سوف تبقى آثارها على المدى البعيد.

من هذا المفهوم فإن مشروع قناة السويس - كمجرى للمرور أو كمحور للتنمية - يفتح الباب لفهم أوسع للطبيعة الاستراتيجية للمنطقة الممتدة من مضيق باب المندب إلى قناة السويس، ومن عدن حتى بورسعيد. هنا يصبح البحر الأحمر كله نطاقًا استراتيجيًا واحدًا، سواء بالمعنى العسكري أو التنموي. وما علينا إلا أن ننظر إلى الخريطة لكي نجد البحر يشكل نقطة اتصال كبيرة وواسعة وعميقة بين الجزيرة العربية ووادي النيل ولا يحول بينهما إلا الماء والصحراء. مشروع قناة السويس الجديدة، ممرًا ومحورًا، يقدم لنا مثالاً لعبور الماء والصحراء وخلق مساحة كبيرة من التفاعل السكاني والإنتاجي التي تملأ الفراغات التي كانت تاريخيًا مسارًا للغزاة، وحاضرًا لتجوال الإرهاب. المشروع المصري هو نقل المصريين من النهر إلى البحر، فهو من الناحية العملية يملأ بالحياة مساحة لا تقل عن مساحة سنغافورة، قاعدتها طريق القاهرة - السويس الصحراوي، وفي يمينها قناة السويس مع عمق داخل سيناء عبر مدن القناة: السويس، والإسماعيلية، والقنطرة، وبورسعيد، وفي يسارها فرع نيل دمياط ومن ورائها الدلتا، ويعلوها على البحر الأبيض طريق دمياط - بورسعيد. هذه المساحة التنموية الكبرى لها عمق ممتد لمسافة 100 كيلومتر مربع على ساحل خليج السويس شرقًا وغربًا، حيث العين السخنة والزعفرانة ورأس سدر والطور، أما خليج العقبة من شرم الشيخ إلى طابا فقد زارته الحياة من قبل، وصار واحدًا من أفضل المناطق السياحية في العالم.

كل ذلك من الممكن أن يكون متكاملا مع الشاطئ السعودي وعمقه الممتد حتى الخليج العربي، إذا ما شرعنا في ربط سواحل الشرق والغرب. وربما آن الأوان للمشروع السعودي التاريخي لربط السعودية ومصر عند مضيق تيران بجسر كان أو نفق يصير شريانًا يكمل الدورة الدموية لحركة البشر والسلع والبضائع بين أفريقيا والجزيرة العربية، ومن يعلم في المستقبل أيضًا بر الشام كله. البحر الأحمر هو الآخر ليس «نداهة» لغرق العبارات، وإنما هو معبر مهم يمكن أن يكون بحرًا عربيًا ليس بحكم الادعاء أو الاحتلال أو السيطرة، وإنما بحقيقة الوجود. الخطط المصرية الحالية تقول بربط محافظات جنوب مصر بساحل البحر الأحمر من خلال شبكة طرق كبيرة، مضافًا لها سلسلة من مشروعات التنمية الكبرى، مثل المثلث الذهبي، مما يمثل انتقالا آخر لمصريين آخرين من النهر إلى البحر. عرب شبه الجزيرة العربية الذين تميزوا وتفوقوا في عمليات «تحلية المياه» يمكنهم تقديم استثمارات واسعة في هذه المنطقة الممتدة لألف كيلومتر من الزعفرانة إلى حلايب وشلاتين، فيكون العمق الاستراتيجي المصري على مرمى حجر. التجارب الأولية للنجاح قائمة بالفعل في الغردقة ومرسى علم، وهناك 81 جزيرة تنتظر من ينميها على طول الساحل المصري للبحر الأحمر.

مشروع قناة السويس الجديدة يستحق الاحتفال قائما بذاته، ولكنه سيصير ذكرى بعد ذلك، أما إذا كان نقطة بداية لتغييرات استراتيجية في البنية السكانية والاقتصادية في المنطقة تجعلها أكثر رخاء ومنعة، فإن ذكراه سوف تمتد على مدى التاريخ. لم ينسَ العالم الأهرامات يوما، لأنها قدمت لفكرة «الخلود»، وربما لن ينسى أحد أيامنا هذه، لأنها قدمت أن جيلاً جديدًا من العرب يستطيع أن يجعل المستقبل ممتلئًا بالقوة والمنعة. وطوبى لكل البنائين العظام شعوبًا وقادة.

 

إردوغان: منتهى البراغماتية المُقنعة

آمال موسى/الشرق الأوسط/03 آب/15

أجمع مراقبو منطقة الشرق الأوسط على أن الاتفاق الأميركي التركي الأخير، إنما يشكل تحولاً نوعيًا مهمًا بالنسبة إلى الأزمة السورية والمنطقة ككل. ولكن اللافت للانتباه والجدير بالتفكير فيه مليًا هو أن مثل هذا الإقرار بالتطور النوعي، لم يُعبر عنه أصحابه من دول وأطراف مختلفة بنبرة تعكس فرحًا سياسيًا أو رفضًا؛ فالغالب على المواقف الحياد والإيجابية الباردة. قد يكون ذلك بفعل الصدمة من الانقلاب النوعي في الموقف التركي، وأيضًا في حصول هذا الانقلاب النوعي بسرعة شديدة، أي أنه دون مقدمات تمهدُ له أو تلوح به. دون أن ننسى أن هذا الاتفاق قد أُبرم وسط تعقيدات وسينفذ على وقع خلافات صريحة. وهو من ثم، يكون مفتوح النتائج؛ وذلك باعتبار أنه انقلاب كبير في الموقف التركي العام من التنظيمات الإرهابية يضم في جوفه - أي الموقف العام - مجموعة من الانقلابات الأخرى الاضطرارية، التي غير معلوم ردود فعل المنقلب ضدهم، وعلى رأسهم جبهة «النصرة» مثلاً. بصراحة إنه تحول نوعي سريع ومفاجئ. ورغم كل أهميته فإنه من الصعب تحديد تأثيراته على الأزمة السورية والمنطقة. وهو صعب على الجميع دون استثناء، بمعنى آخر ليس واضحًا من سيكون الرابح والخاسر من مثل هذه الخطوة النوعية، التي بالضرورة ستتضارب وتتقاطع في الوقت نفسه مع مصالح الأطراف المحركة والفاعلة في الأزمة الرّاهنة.

إذن نحن أمام منعرج كبير في المنطقة، يُنظرُ إليه بعين المجهول.

طبعًا لا شك في أن ما وُصف بالتحول النوعي في الموقف التركي من تنظيم داعش، له ما يُبرره وما يُشرعه؛ ذلك أن تركيا لم تشارك في التحالف الدولي ضد «داعش» وظلت تراقب وكأنها غير معنية بمجازره. وإذا ما أردنا الصراحة فإن تركيا لعبت دورًا خطيرًا في تقوية تنظيم داعش، حيث لا يخفى على أي دولة أنها كانت بمثابة المعبر لمرور المنتدبين الدواعش، أي أنها راهنت بشكل أو بآخر على ما يمكن أن يحدثه هذا السرطان الإرهابي من تغييرات فوق أرض المعركة، يتمُ استثمارها سياسيًا؛ لذلك كان الصمت يلف الموقف التركي والحياد السلبي إزاء الأصوات المتعالية المندّدة والمحذرة من تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى. والظاهر أن الحادث الإرهابي الذي عاشته مدينة سورج التركية وسقوط 30 مواطنًا تركيًا قتلى قد أيقظ تركيا أخيرًا من حيادها الظاهر لتنضم إلى مجموعة الدول المحاربة لـ«داعش». وبذلك يكون الحادث الإرهابي المشار إليه بمثابة السبب المباشر للتحول النوعي في الموقف التركي من تنظيم داعش ومن التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وتكمن المشكلة في هذه الجزئية في أن الحوادث الإرهابية كانت كثيرة ومتوحشة ومتواترة وقد عاشتها تونس والمملكة العربية السعودية ومصر واليمن والكويت وفرنسا... وكلها أحداث من الوزن الثقيل ولكنها لم تؤثر في الموقف التركي السابق، ولم تجعله يعيد حساباته، بل إن موقف الحياد الظاهر وعلم غالبية الدول بوجود أصابع تركية وراء توسيع قاعدة أنصار «داعش»، قد جعلاها شبه معزولة في خصوص الحرب على التنظيم الإرهابي. ولم يكتف التحول النوعي بمستوى الإجراءات المتخذة فقط، بل شمل أيضًا الخطاب التركي الرسمي، حيث صرح إردوغان على أثر الحادثة الإرهابية الأخيرة بأن تنظيم داعش يمثل تهديدًا لتركيا وللمنطقة. وفي السياق ذاته ذكر داود أوغلو أن الخطر الذي يُشكله «داعش» يأتي في صدارة الأجندة! إن المؤكد اليوم هو أن مسألة انضمام تركيا للحرب على التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، خطوة إيجابية جدًا، حيث إن تركيا قادرة إذا ما أخلصت النية على تقديم مساهمة مهمة جدًا، خصوصًا أنها تمتلك استخبارات قوية وملمة بالكثير من تفاصيل تنظيم داعش وأسراره، إضافة إلى أن مجرد الانضمام يعني بالنسبة إلى «داعش» إحكام الحصار ضده. إننا نسلك هذا المنحى في الفهم ولا تفوتنا الإشارة إلى أن الحادث الإرهابي الذي عرفته تركيا أخيرًا ليس أكثر من سبب مباشر لحدوث تحول في الموقف التركي، أي أن هناك أسبابًا أكثر أهمية وقوة، تتمثل في الضغط الأميركي المتواصل على تركيا، وأيضًا الاتفاق الذي أبرمته إيران ومجموعة «5+1» الذي قرأته تركيا قراءة خاصة جدًا، رغم أنه أقل بكثير من السقف الأدنى لطموحات إيران.

إن سماح تركيا لقوات التحالف باستخدام قاعدة إنجرليك لضرب «داعش» إنما يمثل نتاج مجموعة من الأسباب القوية، التي حتمت على تركيا تغيير الاستراتيجية والتغاضي عما حصل للإخوان في مصر ومسألة دعم الدول العربية والإسلامية سقوط الإخوان.

الآن هناك أسئلة كثيرة مفتوحة على مصراعيها: هل النجاح في القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا يشكل حلقة تمهيدية للقضاء على نظام الأسد، أم أنه خطوة تصب في صالح الأسد ويمكن أن تجعله أكثر سيطرة؟ وأيضًا نتساءل عن دور إيران فيما سيحدث في صورة نجاح قوات التحالف في تقليم أظافر «داعش».

أغلب الظن أن تركيا حاليًا في منتهى البراغماتية المقنعة، وأنه تحركها حسابات جديدة.

 

تفاصيل المتفرقات

باسيل جال في الكورة: نقف في وجه المخالفات ولا نعطل ونطالب بالشراكة ضمن الأصول

الأحد 02 آب 2015 وطنية - زار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل قضاء الكورة حيث كانت محطته الاولى في دار بعشتار جمعته بلقاء مع الاهالي فرفعت اللافتات المرحبة والاعلام اللبنانية وكان استقبال شعبي في حضور رندى النمر ممثلة وزير الطاقة والمياه ارتور نظريان ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ومحازبين ومناصرين وحشد من ابناء البلدة. بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب من جورج بو شاهين موجها "تحية إكبار وإجلال للجيش وشهدائه بمناسبة عيد الجيش"، وكان لمحافظ الشمال رمزي نهرا لفتة عبر فيها عن "أهمية اللقاءات التي تقرب بين المواطن والمسؤولين". وعبر باسيل عن فرحه بلقائه الثاني مع أهالي دار بعشتار، وقال: "نحن نناضل ونطالب وندعو الى الالتقاء والنقاش وقضيتنا هي قضية كرامة لاننا مواطنون صالحون ولدينا شعور وطني ولكن هناك من يستغرب. نعم، نحن مع الشراكة ونحن مشاركون ولكننا من المؤسسين وقد تشاركنا بهذا التأسيس مع غيرنا. نحن نطالب بالشراكة ضمن الاصول التي ينص عليها الدستور وتقوم على الاحجام وضرورة تمثيل هذه الاحجام في الاستحقاقات الدستورية". ولفت الى أهمية المشاريع التي طرحوها "وقوبلت بالرفض والعرقلة مثل مشروع الكهرباء وكذلك مشروع النفط الذي يحل لنا كل مشاكلنا، قوبل من فريق بالرفض ايضا والتعطيل. نحن مكتوب علينا ان نتصدى، تكلمنا عن النزوح السوري ونبهنا من معنا وضدنا، كذلك في موضوع الاعتداء على السيادة طالبنا بقانون يؤمن المناصفة وبوجوب تشكيل حكومات بحسب الأصول الدستورية وكذلك في موضوع رئاسة الجمهورية وايضا قوبلنا بالرفض. من واجبنا عند مخالفة القانون ان ننتقد، نحن لا نعطل بل نقف في وجه المخالفات. نحن لا نسكت ولا نتفرج نحن نهجم لنعمل ولنصل الى نتيجة".

وقال: "الفرصة لا تزال سانحة للعودة عن الخطأ وبيدهم ان يعطلوا عمل الحكومة وايضا بيدهم ان يصححوا بالعودة الى الحكومة والى إنتاجيتها". ودعا في الختام الى "الاجتماع على محاربة الارهاب والوقوف في وجهه ومساندة من يواجهونه".

أميون

المحطة الثانية كانت في بلدة أميون بدعوة من اتحاد بلديات الكورة وبلدية اميون وبلديات القضاء، واستقبل بترحيب شعبي ورسمي يرافقه نهرا والنمر، ونثرت الزهور في حضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب الذي صودف مروره من هناك، فشارك باللقاء الذي جمع الى رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم رئيس البلدية غسان كرم ورئيس دير سيدة البلمند الارشمندريت يعقوب خليل وقائد سرية درك اميون العميد طوني بيطار وفاعليات حزبية وسياسية وتربوية وثقافية ودينية وحشد من أبناء أميون. ورحب كرم بالوزيرين وتوجه لباسيل: "انتم من بين القلائل من المسؤولين التي كانت لكم أياد بيضاء في تطوير وإنماء أميون وايضا في دعم البلديات لتحصيل أموالها، وكل هذا يصب في تطوير وإنماء بلدات لبنان". وعدد "المشاريع الإنمائية التي تحققت بفضل الوزير وفي مختلف الوزارات التي تولاها مع الشكر الكبير للعاملين مع الوزير". أما بو كريم فلفت الى "الحرمان الذي كانت تعاني منه منطقة الكورة وخاصة موضوع المياه"، شاكرا لباسيل "اهتمامه بالكورة وإقامة مجموعة من المشاريع الإنمائية فيها والتي تعود بالخير على المواطنين وتخفف من معاناتهم". أما باسيل فتمنى ان "يطاول الشكر وزير الطاقة نظريان الذي تابع هذه المشاريع مع مساعديه". وقال: "في أرض الكورة نستوحي فكرة الصلاح بكل عملنا في الشأن العام لانه في النهاية لا يبقى إلا الصلاح، هذا هو خيارنا ولكن بماذا سنتواجه؟ نحن لبنانيون صالحون لاننا نريد السيادة والحرية والاستقلال، نريد لبنان الكيان الوطني الذي له رسالته في العيش المشترك بين جميع أبنائه والدولة العلمانية هي مشروعنا السياسي الاساسي ونحن في مفهومنا شركاء صالحون لان الشراكة عندنا هي مناصفة 50 ب50 وهذا ما ينص عليه الدستور، والآخرون يريدون لهم ال 70 فيبقى لنا 30 وهذه ليست بشراكة ومن يخل معنا لا نريده شريكا. قادرون ان نفعل شراكتنا ونحن نبحث عن الحرية وليس عن الظلم ولاننا مواطنون صالحون نلتزم القانون وندفع ما يتوجب علينا للدولة ونريد ان تدفع لنا الدولة حقوقنا". ولفت الى ان "الكورة والبترون تدفعان مستحقاتهما جميعها للدولة وعلى الدولة ان تدفع لهما مستحقاتهم من خلال مؤسساتها". ودعا المواطنين الى "المطالبة بحقوقهم والا يقبلوا بالظلم لان المواطن الصالح في هذا البلد مظلوم".

 

الراعي من بتدعي: اقول للذين يغطون سياسيا المجرمين عندما ترتد الجريمة عليهم من سيغطيهم ومن يلعب بالنار يحترق؟

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى بلدة دير الاحمر وسيدة بشوات، والتي استمرت حتى منتصف الليل، بزيارة منزل المغدورين صبحي ونديمة الفخري في بلدة بتدعي، حيث كان في استقباله فاعليات منطقة بتدعي ودير الاحمر والبقاع الشمالي ورؤساء بلديات ومخاتير. ورافق الراعي في الزيارة، المطرانان حنا رحمة وسمعان عطالله ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر. وحيا الراعي اهالي بتدعي وآل الفخري والمطرانين سمعان عطالله وحنا رحمة "الذين وقفوا بجانب هذه العائلة منذ اللحظة الاولى، ودعوا الى العمل بالروح المسيحية بعدم اللجوء للثأر او ردات الفعل، وكنا قد تعرفنا عليهم يوم اتينا اليهم في جناز الاربعين، وسجلنا ملاحظات بأنهم ابناء بلدة وحضاريون ومؤمنون بالدولة والعدالة، وقد التزموا نداء المطران ونائبه يومها وقالوا نحن ملتزمون ولم يتحدثوا ولو لمرة واحدة بحمل السلاح او بالثأر، وهذه لغتنا. وفي الانجيل المقدس لا يوجد لدينا كلمة ثأر، انما كلمة عدالة والعدالة من اجل ماذا؟ لا يستطيع الناس العيش بدون عدالة، فالعدالة تحافظ على حقوق كل انسان وتساعد كل انسان، من اجل ذلك يقال القول الاساسي "العدل هو اساس الملك" والمجتمع بدون عدالة لا استطيع تسميته شريعة غاب، لاننا في البرامج التيليفيزيونية نرى الحيوانات تنظم أنفسها ولديهم شريعة حتى في شريعة الغاب، اما ما نراه نحن بدءا بمقتل صبحي ونديمة اللذين قتلا امام دارهما "هيك " ولولا " شوي " لكان ذهب ولداهما، وعندما نرى كيف قتل بالامس المقدم ربيع كحيل والمواطن جورج الريف، نتطلع اين كنا واين اصبحنا، لم يعد باستطاعتي ان اسمي شريعه الغاب، لدى الحيوان يوجد شريعة معينة، لكن هل نحن هكذا في لبنان بلد النور والثقافة والعلم، هكذا سنصبح؟ نحن من بنينا لبنان الذي كانوا يقولون عنه "نيال من له مرقد عنزة في جبل لبنان "، هكذا سيصبح لبنان؟". اضاف: "نحن مصرون ان نطالب بعدالة الدولة، ونوجه نداءنا لال جعفر الكرام، ليس من اجل الثأر، وانما من اجل العدالة من اجل ان نردع الشر، لان الدولة تعرف كيف تمارس عدالتها وتعرف ايضا ان تعطي ما يلزم من عقوبات من اجل حماية المواطنين، ولكي يتوب القتلة الى ربهم. انا بالحقيقة يؤسفني ان اقول ان الانسان في لبنان يقوم بجريمة قتل، بعدها يلزم ذلك قرار سياسي للقبض عليه بسبب تغطية رجال السياسة، ما هذا العمل واين نحن من ذلك ؟ انا احببت ان آتي الى هذه الدار بملء ارادتي، وهذا ما اردت قوله للسادة المطارنة سمعان عطالله وحنا رحمة". وتابع: "سنبقى نوجه النداء كي نقول نحن عشنا سويا على تنوعنا وبنينا دولة سويا، لكن لا يمكننا ان نعيش بالفلتان مهما كانت الظروف، وليس لاحد الحق ان يقتل مهما كانت الظروف او ان يعتدي على كرامات الناس او ان يقفل احدهم منزله ليعود ويراه مسروقا،، فاين اصبحنا؟ نحن هنا لنقول وانا كبطريرك اتيت الى هدا المنزل لاقول ان هذه الجماعة ليست متروكة وهذه عائلة ليست مقطوعة من شجرة او حرج، هذه العائلة تصرفت باخلاقية، لم تفكر يوميا بحمل مسدس او سلاح لانها لا تريد الثأر، لكن على الدولة ان تسعى من اجل القتلة في ان يعودوا إلى ربهم ويتوبوا ويرجعوا الى نفوسهم وانسانيتهم ومن اجل ان يعرف المجتمع ايضا كيف يرتدع، لكن جريمة وبعدها جريمة وتغطى هذه الجرائم سياسيا، اقول للذين يغطون سياسيا هؤلاء المجرمين لا أعرف عندما ترتد الجريمة عليهم من سيغطيهم؟ ومن يلعب بالنار يحترق". واردف: "ظنوا ان باستطاعتهم ان يقيموا حروبهم ويصنعوا ما يريدون في سوريا واليمن والعراق، ها هي ترتد عليهم، واقول للسياسيين اذا كان ذلك من اجل حفنة من الاصوات تريدون تأمينها في منطقتكم هنا او هناك في تغطية مجرمين، اقول لكم ان الاجرام سيصل إلى منزلكم ومن يغطي المجرم مجرم. واخاطب ال جعفر اهلنا واحباءنا، نحن مواطنون وجيران معهم، المطلوب ان نعيش باحترام متبادل بحب وليس بخوف من بعضنا البعض، هذا معنى الزيارة التي اتينا بها إلى هذا البيت الكريم، أهنئكم على هذا المزار الذي بنيتموه وعلى هذا التفكير البعيد عن السلاح، وبهذه الروح نريد ان نعيش مع بعضنا البعض كلبنانيين، هذا العيش هو الذي ننشده مع بعضنا البعض من خلال قيمنا الدينية والانسانية والاخلاقية، وإلا نكون كمن يهدم بلده بيده وبكل محبة نأتي الى هذا البيت وقد اصبح فعلا محجة ومزار، لان الاب والام قتلا بدم بارد وبدون اي سبب وامام منزلهما ورويا الارض بدمهما، نعم لقد اصبحت هذه الارض مقدسة، لذلك نحن هنا في مكان مقدس لنقول نحن مع العدالة مع المصالحة مع الحب و الغفران، ولا عدالة بدون مصالحة ولا مصالحة بدون عدالة، ولا غفران بدون عدالة. المطلوب حماية مجتمعنا وشعبنا لانه لا يجوز ان يصبح لبنان ارضا سائبة، رحم الله الشهيدين وبارك الله اولادهم وبارك الجميع، ولنحمل معا ثقافة المحبة والعيش معا لنتبادل وباحترام متبادل لنحمي هذا الوطن الذي نقر به جميعا بانه ارض اللقاء، ولنساعد ايضا الدولة بكل الطرق كي تحترم المواطنين وتحافظ عليهم" .

رحمة

بدوره قال المطران رحمة: "ان شاء الله يكون خير هذه السيامة اليوم، ان نسمع صوتنا للجميع، وان نبعد الحقد، لان الامور عندما تصل احيانا الى القتل والعنف، هذا مرفوض وغير مقبول، ونقول لاخواننا من ال جعفر انكم لم تقوموا بواجباتكم بعد بالطريقة الصحيحة، وندعوكم للقيام بها، فنحن لا نريد الشر، كل ما نريده هو الخير، وبمجيء البطريرك الراعي نعتبر ان حقنا قد وصلنا، ومحبتك لنا اشعرتنا ان الشهيدين لم يموتا، لكن في الوقت نفسه، هناك حق عام ورأي عام، وآن الآوان لان تقول المنطقة ان هذا الفلتان لا يجوز، واذا بقي الفلتان والضياع فعاقبتهما بشعة، وجيد ان يعرف كل منا واجباته، وهم يعرفون اين هي واجباتهم، ونتمنى على كل المرجعيات الامنية والحكومية والسياسية والمعنيين القيام بواجباتهم، من اجل نشر السلام والحب والغفران والمسامحة (عدالة ثم مصالحة)، نحن ننتظر العدالة، لكن المؤسف في هذا البلد ان العدالة دائما تتأخر لتأخذ وقتها، وهذا ليس بعلامة سلام او صحة. واتعبناك يا سيادة البطريرك بقضية بتدعي، لكننا نعتبرها مفتاح وعي للناس، لان الشر الذي ارتكب ويرتكب ليس باسم الرب او الانسانية فهو باسم الشر والشر يدمر بعضه في النهاية، ونحن أبناء بتدعي نعتبر ان مجيء البطريرك غال علينا كثيرا، ومن اجل ذلك علينا الا نتصرف الا بالروح المسيحية الصحيحة".

عطالله

ورأى المطران عطالله ان "زيارة البطريرك الراعي للمرة الثالثة الى المنطقة، وهو يحمل هذه القضية، تأتي لتقول بان لديك شعبا لن تتركه، وهذا يجعلنا نتعلق بك اكثر وأكثر، في ان تكون المرجعية وضمير الشعب، واصرارك يزيدنا ثقة، ولا بد لان يستجيب الرب لهذا الاصرار، وسبق وقلنا قبل الجريمة شيء وبعد الجريمة شيء آخر، ولم نعد نرضى بلفلفة الاحداث او التصالح على مبدأ العاطفة، فالعاطفة لا تدوم، سنتمسك بمبدأ سليم وبدولة القانون، ونحن معها، فكلنا نعاني من الفلتان والخطف والفساد والاجرام، ولم يعد باستطاعتنا مواجهة الموضوع بحلول ماضية لنعود ونتدبر الامور عشائريا. قد قتلا باعتداء ظالم ولنواجه بالمنطق والقانون ونطالب المؤثرين ان يكون لهم دور ويفعلوا فعلهم ولتسمع الدولة الصوت الصافي ضمير هذه الامة".

خضر

بدوره، شكر المحافظ خضر للبطريرك الراعي زيارته "إلى هذه المنطقة العزيزة على قلبه وزيارتك الى المنطقة تعبر عن كرم وحب كبيرين لهذه المنطقة. وبالمناسبة نهنئ المطران الجديد، فالكنيسة قد انعمت على بعلبك بالمطران سمعان عطا الله، هي تنعم علينا اليوم بالمطران حنا رحمة، اما في ما يتعلق باجتماعنا بجريمة بتدعي، فانا من الاشخاص الذين تابعوا هذا الملف، وكنت على تواصل دائم وشبه يومي بهذا الموضوع، وحملني ال الفخري مسؤولية كبيرة، وكان شرف كبير لي ان اقوم بذلك، وقد اعتبرت نفسي احد ابناء العائلة واجتمعت مع الاشخاص الذي كان يمكنني ان اصل معهم إلى نتيجة، وبكل المفاوضات التي قمت بها لم ار حلا رغم اني سمعت بعض وجهات النظر والحلول التي لا تساوي شيئا بالنسبة الي، لم يكن من حل ولا حل في المستقبل الا في تسليم الفاعلين للمحاكمة، واليوم اسمح لنفسي بان اقول لانني اعرف ال الفخري جيدا، فلو اتى آل جعفر بالمجرمين الاثنين الى هذا المنزل وقالوا لال الفخري نحن نسلم انفسنا لكم، ونحن بامركم وقدموا الاعتذار وما حصل منا هو خطأ لكانت عائلة الفخري قد سامحت. فأنا ادعوهم وعبر الاعلام ان يكونوا رجالا، وكما نعرف ان اولاد بعلبك الهرمل هم رجال، فليكونا رجالا ويأتيا الى هذا المنزل ويسلما نفسيهما لآل الفخري، وانا متأكد ان آل الفخري هم اصحاب مسامحة". ورفع الراعي الصلاة امام المزار، ورش عليه المياه المقدسة، طالبا من الله أن يحمي العائلة كما الرحمة لنديمة وصبحي. وقدم أولاد المرحومين صبحي ونديمة الفخري لوحة تذكارية منحوته من التراث المسيحي.

 

الراعي في مولد المكرم الدويهي: لوقفة ضمير أمام مكونات هويتنا ووجداننا التاريخي

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - زغرتا - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لمناسبة ذكرى مولد المكرم البطريرك اسطفان الدويهي الإهدني (2آب 1630) وبدعوة من رعية اهدن - زغرتا ومؤسسة المكرم البطريرك اسطفان الدويهي، القداس الالهي الذي أقيم في كنيسة مارجرجس - اهدن بمشاركة المطارنة مارون العمار، سمير مظلوم، أميل سعادة، وعدد من كهنة رعية زغرتا - اهدن، خدمته جوقة قاديشا في حضور حشد من المؤمنين. وقد حضرالقداس كل من وزير الثقافة ريمون عريجي، الوزيرة السابقة نايلة معوض، الوزير السابق يوسف سعادة، النائب السابق جواد بولس، قائمقام زغرتا ايمان الرافعي، عقيلة النائب اسطفان الدويهي ماري الدويهي، وحشد من كهنة رعية زغرتا - اهدن، المونسينيور انطوان مخايل ممثلا راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بوجودة، رئيس اتحاد بلديات زغرتا الزاوية زعني الخير، رئيس بلدية زغرتا - اهدن شهوان الغزال معوض، منسق القوات اللبنانية سركيس بهاء الدويهي، منسق حزب الكتائب اللبنانية ميشال الدويهي، رئيس الجامعة الثقافية العالمية السابق ميشال الدويهي، النقيب جوزاف رعيدي، رئيس البيت الزغرتاوي أنطونيو يمين، رئيس حركة الأرض طلال الدويهي وشخصيات ثقافية، اجتماعية، تربوية واقتصادية من أبناء زغرتا والمنطقة.

اسطفان فرنجية

في بداية القداس كانت كلمة للخوري اسطفان فرنجية جاء فيها:"استقبلنا معا صاحب الغبطة في زغرتا وفي 2 آب 2015 نستقبله مجددا في اهدن وفي مناسبة غالية على قلبه وعلى قلوبنا، مناسبة مولد المكرم اسطفان الدويهي الإهدني، اهدن هذه قبلة نظر كل إهدني أينما كان، وكان يعتبرها المكرم البطريرك الدويهي "جنة عدن"، إهدن تزداد رونقا وجمالا بحضوركم يا صاحب الغبطة في وسط أبنائها وبناتها". وتابع: "اهدن التي وصفها المثلث الرحمة المطران بطرس شبلي في مقدمة كتابه عن البطريرك الدويهي قائلا: "من قرى لبنان أشهرها موقع وأحسنها منظرا وأطيبها هواء وأشدها شعبا، قرية من عليها الباري بنعم الأرض والسماء وأجرى فيها المياه الغزيرة حتى أنه خيل لكثيرين أنها عدن أو الفردوس الأرضي وفيها قوم بواسل يهابهم القريب والغريب، فطرا على التقى ونبغوا بالذكاء والعلم وخرج منهم بطاركة ورؤساء ورجال سياسة وقادة وأبطال وحسبهم شرفا ألا يذكر أحد قريتهم الا وبادر الى ذهنه اسم البطريرك اسطفان الدويهي ويوسف كرم، كلاهما فخر لبنان والطائفة المارونية"، إن رعية اهدن - زغرتا اذ تجدد شكرها لله على نعمه عليها وعلى أبنائها وبناتها في لبنان ودنيا الاغتراب، تستقبل غبطتكم وصحبكم الكرام بالفرح والابتهاج ولا يسعها الا أن تعبر عن شكرها لغبطتكم أنتم الذين تعبرون وبشكل دائم عن تقديركم العميق لإهدن ولدورها الكنسي والوطني وتعتبرونها "من أهم المدن المارونية في الشمال"، و"محطة أساسية في حياة الكنيسة المارونية في لبنان" وتعتبرون أن "اهدن - زغرتا مغبونة في موضوع الغاء أبرشيتها ودورها" وأنتم يا صاحب الغبطة تعلمون دور أبناء وبنات اهدن في حياة الكنيسة المارونية المنتشرة في بلاد العالم الواسع وقد زرتموهم ولمستم دورهم الفعال أينما كانوا".

وأكمل: "اهدن هذه تنتظر من غبطتكم:اولا: رفع الغبن عن كاهلها وضمها ومحيطها الاداري والجغرافي والتاريخي والطبيعي واعلانها أبرشية كما كانت قبل المجمع الماروني الذي انعقد سنة 1736 والذي ألغى بقرار جائر أبرشية أعطت البطاركة عميرة ومخلوف والدويهي وبطاركة آل الرزي وظلت حتى سنة 1844 أبرشية قائمة بحد ذاتها بالرغم من القرار المذكور، وهذا ما كان يطالب به شعبنا منذ مئتي وخمسين سنة الى الآنوما نطلبه يهدف الى عيش حياة كنسية طبيعية لا أكثر ولا أقل، نتفاعل بحب مع محيطنا الطبيعي كما تعيش كافة الأبرشيات في لبنان والعالم وكما ينص عليه المجمع الفاتيكاني الثاني وسائر الأنظمة الكنسية المرعية الإجراء. ثانيا: لقد قامت رعية اهدن - زغرتا بتقديم دعوى تطويب البطريرك اسطفان الدويهي وأخذت على عاتقها تقديم كل دعم مادي ومعنوي وقد قامت وستقوم بكل ما عليها من خلال مؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي وبدعم أبناء شعبنا في لبنان وفي بلاد الاغتراب ونعرف يا صاحب الغبطة كل الجهود التي قمتم بها على الصعيد الشخصي كأسقف وكبطريرك ولكن نسألكم يا صاحب الغبطة أن تسمحوا للرعية وللمؤسسة من خلال مجلس أساقفتكم الموقر أن يخصص اسبوعا واحدا أو أقله يوما واحدا للصلاة على نية تطويب المكرم البطريرك الدويهي في كل الأبرشيات المارونية فيتعرف عليه أبناء وبنات الكنيسة فيطلبوا شفاعته ويكون لهم ولنا مثال يحتذى في العلم والتقوى والقداسة".

أضاف:" فإهدن بكل أبنائها وبناتها، بشيبها وشبابها، تؤمن بقداسة البطريرك الدويهي وتعيش مع ذكراه منذ عشرات السنين وستبقى ولكن هم اهدن أن تحمل أفضل ما عندها الى الكنيسة الجامعة والى العالم.

ثالثا: ستحتفلون بعد لحظات يا صاحب الغبطة بالذبيحة الالهية في هذه الكنيسة ، كنيسة مار جرجس اهدن، هذه الكنيسة التي تضم ومنذ عشرات السنين جثمان من قال يوما: "فلأمت أنا، وليعش لبنان"، من عاش حياته زاهدا مؤمنا، مصليا، عابدا لله ومكرما أمه مريم مدافعا عن الضعيف، مضطهدا ومجاهدا من أجل استقلال لبنان وسيادته، أعني به بطل لبنان بطل القداسة "يوسف بك كرم"الحاضر في تاريخنا وحاضرنا وكأنه لم يمت ونعتبره صورةالقائد الخادم، صورة السياسي الذي يضحي من أجل شعبه ووطنه ولا يضحي بهم".

وختم:" فنسأل صلاتكم يا صاحب الغبطة وصلاة الكنيسة المارونية من أجل اكتشاف مشيئة الله في موضوع تقديم دعوى تطويبه ليكون "يوسف كرم" مثالا للسياسيين ومدرسة لهم وشفيعا لنا ولهم فخر اهدن وفخر كل الرعايا والجماعات المسيحية، ينمو ويكبر بقدر نمو محبة المسيح والكنيسة وبقدر نمو كلمة الله في قلوب أبنائها وبناتها، وبهذه المناسبة الجامعة، مناسبة مولد المكرم البطريرك الدويهي ومناسبة زيارة صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى اهدن، نعلن باسم صاحب السيادة مارون العمار وباسم اخوتي كهنة رعية زغرتا - اهدن وباسم أوقاف اهدن - زغرتا ميلاد كنيسة جديدة على مدخل اهدن - المطل على اسم القديس شربل قام بتقديم أرضها 4000 متر مربع وتكفل ببنائها مع قاعاتها ابن اهدن المغترب السيد طوني حميد فرنجية وزوجته فافي منصور يمين وعائلتهما مشكورين وسيقوم صاحب الغبطة في تمام الثالثة والنصف بمباركة حجر الأساس في مكان الكنيسة، فنأمل بمشاركة الجميع".

الراعي

بعد الإنجيل كانت عظة للبطريرك الراعي ومما جاء فيها: "إن ابن الإنسان جاء ليبحث عن الضائع ويخلصه" (لو19: 10)، ومما جاء فيها:"لقاء المسيح بزكا العشار، وتوبة هذا الأخير وخلاصه مع أهل بيته، نموذج عن كيفية بحث المسيح، بواسطة خدمة الكنيسة، عن كل إنسان، كي يخلصه. وكما وضع زكا نفسه على طريق يسوع، فتسلق جميزة ليراه، كذلك كل واحد وواحدة منا بحاجة لأن يخرج من دائرة نفسه وتفكيره ونظرته إلى الحياة، ومن عاداته وتصرفاته المألوفة، وينظر إلى المسيح من أعماق القلب، لكي يلتقي نظره بنظر المسيح، ويتم التحول في حياته الشخصية. فالمسيح "ابن الإنسان جاء ليبحث عن الضائع ويخلصه" (لو19: 10). أضاف: "المكرم البطريرك الكبير اسطفان الدويهي التقى المسيح ورحمته ونعمته، وهو بعمر ثلاث سنوات،عندما أصبح يتيما بوفاة والده المبكرة. وازداد لقاؤه بالمسيح، عن وعي وإيمان في قلبه الطاهر، عندما أرسله نسيبه المطران الياس الإهدني، في عهد البطريرك جرجس عميره الإهدني، إلى المدرسة المارونية في روما، وكان بعمر إحدى عشرة سنة. في روما راح يزداد تعلقا بالمسيح، من خلال العلوم والحياة الروحية العميقة وتأليف الكتب الليتورجية والأسرارية، ومن خلال التعمق في الروحانية المارونية والإرث الإهدني الغني، والتقاليد الرسولية والكنسية في عاصمة الكثلكة، حيث قضى أربع عشرة سنة". وتابع: "كم ارتفع في سلم الفضائل ووثق اتحاده بالله بالصلاة والعمل الرسولي، بعد عودته إلى لبنان، حيث راح يكرز بالإنجيل، ويعلم ويعظ ويرشد، وينشئ المدارس في كل مراحل حياته: ككاهن أولا، في إهدن وأرده وجعيتا، وبلاد الشوف وصيدا والبقاع، وفي حلب؛ ثم كأسقففي أبرشية جزيرة قبرس بعمر ثماني وثلاثين سنة؛ وأخيرا كبطريرك على كرسي انطاكية بعمر أربعين سنة. فساس الكنيسة المارونية بروح القداسة والحكمة والصبر على الصعوبات والمحن والتعديات مدة أربع وثلاثين سنة. وتوفي برائحة القداسة وهو في الرابعة والسبعين من العمر، تاركا أثرا طيبا في النفوس يتناقله أبناء إهدن - زغرتا، جيلا بعد جيل؛ ونتاجا فكريا وتعليميا كبيرا في مؤلفاته ومخطوطاته ورسائله". وقال: "يسعدنا أن نحتفل معا بذكرى مولد هذا البطريرك الكبير المكرم اسطفان الدويهي، فقد أبصر النور في إهدن في 2 آب 1630، أي منذ ثلاثماية وخمس وثمانين سنة. ولكن بالرغم من هذه السنوات الطويلة التي تفصلنا عنه، فإنه حاضر في الخاطر والذاكرة والصلاة كأنه معاصر لنا وللذين سبقونا، بل سيظل أيضا معاصرا للذين يأتون من بعدنا. فهذا شأن الأبرار والقديسين، الذين يقول عنهم الرب يسوع: "ويتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43). ملكوت الآب هو الكنيسة الممجدة في السماء، والكنيسة المجاهدة على الأرض. إننا في إحياء ذكرى مولده على الأرض، نحيي أيضا مولده في السماء بوفاته البارة في 3 أيار 1704. فالتاريخ يشهد أن قداسته كانت تشع من وجهه ومن أقواله وأفعاله وتصرفاته، وعكستها آيات ومعجزات بصلاته". أضاف: "نصلي اليوم، لكي يظهر الله قداسته، فتكرمه الكنيسة على المذابح، وتكتب اسمه بين القديسين في السماء. على هذه النية استعديتم بأسبوع الصلاة الذي بدأتموه في هذه الرعية مساء الأربعاء الماضي بزيارة ضريحه في قنوبين، ثم تباعا يوما بعد يوم بساعة سجود احتفالية في هذه الكنيسة، وبقداس احتفالي مع الأخويات ومسيرة تكريم، فصلاة المساء في كنيسة مار بطرس وبولس وإضاءة الشموع على شرفات منازلكم. ونصلي أيضا إلى الله كي ينال المؤمنون والمؤمنات، الذين يلتمسون شفاعته، النعم التي يحتاجون إليها".

وتابع: "نحن في كل ذلك، لا نقوم بأفعال عبادة تكريمية له، إذ لا يحق لنا ذلك قبل أن تعلنه الكنيسة طوباويا. بل نصلي إلى الله لكي يتم ذلك، إذا كانت هذه مشيئته. فبعد أن أعلنته مكرما بإصدار قرار إعلان بطولة فضائله، فإنها تنتظر تأييدا إلهيا لحكمها البشري بأعجوبة تجري على يده وتقبلها السلطة العليا في الكنيسة".

وقال: "ابن الإنسان جاء ليبحث عن الضائع ويخلصه" (لو19: 10). لا أحد يستطيع أن يعيش، من دون المسيح، حياة سعيدة وذات معنى. فبتجسده إنسانا، وهو الله، اتحد نوعا ما بكل إنسان، لكي يقطع الطريق معه بشكل آمن وبناء. فقد قال عن نفسه: "أنا الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6). هو طريق الإنسان إلى ذاته وإلى الإنسان الآخر، لأنه فكر بعقل إنسان، وأحب بقلب إنسان، وصنع الخير بإرادة إنسان، وبارك وأعطى بيد إنسان؛ وهو الحق الذي ينير درب الإنسان ويحرره من الانحراف؛ وهو الحياة التي ينالها كل من يسير على هذا الطريق، ويسلك بنور الحقيقة. والحياة هنا تعني الخلاص الذي ناله زكا، بتوبته عن أخطائه، وبقراره في تصحيح مسار حياته، فامتلأ هو وبيته فرحا وسعادة إلهيين". أضاف: "المكرم البطريرك اسطفان الدويهي سار حياته كلها على خطى المسيح في "طريق الحق والحياة". ولذا امتلأ غيرة كبيرة في مساعدة جميع الناس، حيثما وجد، ليسلكوا هذا الطريق المستنير بالحقيقة، والمؤدي إلى سعادة الحياة وخلاصها. بنتيجة التحقيق في دعوى تطويبه، أصدرت السلطة العليا في الكنيسة، الممتلئة بمجمع دعاوى القديسين، قرار الإعلان بأن "خادم الله البطريرك اسطفان الدويهي مارس ببطولة الفضائل الإلهية: الإيمان بالله والرجاء بعنايته والمحبة له وللقريب، وفضائل الفطنة والعدالة والاعتدال والقوة، وما يتفرع عنها من فضائل روحية وإنسانية وأخلاقية". وتابع: "إن العلوم الواسعة التي حصلها ونتاجه الكبير التاريخي والليتورجي والأسراري ومراسلاته، كانت عنده بهدف النمو في الفضائل. يشهد معرفه أنه لم يكن يجد مادة لمنحه الحل من الخطايا. والمسلمون والمسيحيون كانوا يصدقون من يحلف بصلوات البطريرك الدويهي. ورفاقه في روما كانوا يشهدون لسعة معرفته وسمو فضائله.

ويجمع الكل على أن المكرم البطريرك اسطفان الدويهي، ابن إهدن، هو أعظم بطريرك على كنيستنا المارونية، والمرجعية الأفضل والأكثر موضوعية بين الذين كتبوا تاريخها، والمنظم الأول لطقوس العبادة فيها، وهو بين أهم المؤرخين العرب في العهد العثماني، وأبو تاريخ لبنان الحديث، والرائد المميز للنهضة الفكرية في الشرق. كل ذلك على أساس من القداسة وغنى الفضائل والصفات الروحية والأخلاقية والإنسانية".

واردف: "هذا البطريرك العظيم حدد في كتاباته العديدة الهوية المارونية والوجدان التاريخي. وهما حاجتنا الماسة اليوم كموارنة ولبنانيين، في زمن الضياع هذا. وينبعان من مصادر ستة .

أ -الدين: يشكل ثقافة جماعة وشعب. فالإيمان ليس فقط مجموعة عقائد يلتزم بها المؤمن والجماعة، بل مدعو ليصبح قرار شعب يربط أفراده وأجياله برباط الفاعلية التاريخية. فيأخذ الشعب موقعه الثقافي والاجتماعي والوطني، ويحدد اتجاهه، من أجل المحافظة على ذاته، في أوساط غريبة عنه، ويسهم في بناء الوحدة والتنوع.

ب -الأرض: هي المكان الحافظ للهوية، وتشكل المجال الحيوي للجماعة فلا تشعر فيه بالغربة. ليست الأرض فقط ترابا وشجرا وصخورا وينابيع، بل تتحول إلى تعبير عن روح الاستقلالية عند الجماعة، وتصير مجالا ذاتيا أساسيا في سلوكها الحضاري. إن المحافظة على الأرض محافظة على الهوية، ولذلك لا يستطيع أحد اقتلاعها أو إلغاءها، طالما نحن محافظون على أرضنا.

ج -التاريخ: منه يولد الوجدان التاريخي لدى الجماعة، إذ يحفظ ماضيها ويبني حاضرها ويستشرف مستقبلها. الوجدان التاريخي لا يولد من الجنسية التي تعطى من دون أي مجهود شخصي، بل من الهوية التي هي مسار تاريخي نولد منه، ونتربى عليه، وننمي ذاتنا في معطياته.

د -الاضطهاد: يشكل بحد ذاته مهمازا فاعلا ليقظة الشعب والتشبث بهويته ووجدانه التاريخي، وبخاصة إذا أصاب دينه أو أرضه أو كرامته. الاضطهاد يخلق روح العنفوان، ويوقظ الحرية والنخوة على إثبات الوجود.

ه -التنظيم الاجتماعي: يحصن كل مكونات الهوية والوجدان التاريخي. يجزم البطريرك الدويهي أن التنظيم الاجتماعي الأبقى هو القائم على المعتقد الإيماني وبنية المؤسسات الروحية، بينما التنظيم القائم فقط على نتاج العقل البشري وحده، بمعزل عن الثوابت الدينية، غالبا ما يفشل، وينتهي بانتهاء مطلقيه.

ز -المصير المشترك: هو الشعور بأن كل فرد من الجماعة أو الشعب مرتبط كيانيا بجميع الأفراد الآخرين، فيؤلفون معا جماعة غنية بتنوع أعضائها، كقطعة فسيفساء. فلا تكون الجماعة مجموعة أفراد. إن للمصير المشترك دورا بارزا في بناء الهوية المجتمعية، وتكوين الوجدان التاريخي. فما يهدد الفرد يهدد الجماعة كلها، وما يهدد الجماعة يهدد الهوية، وما يهدد الهوية يهدد الوجدان التاريخي والمصير المشترك".

وختم الراعي: "في ذكرى مولد المكرم البطريرك اسطفان الدويهي، نحن مدعوون لوقفة ضمير أمام مكونات هويتنا ووجداننا التاريخي. فلا يمكن القبول بما نحن عليه اليوم: في واقعنا كشعب ماروني من جهة، ولبناني من جهة أخرى، وفي واقع مؤسساتنا الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية المحكوم عليها بالفراغ منذ سنة وشهرين، وبالتالي واقع المجلس النيابي المعطل، ومجلس الوزراء المتعثر والمهدد بالتعطيل، وفي واقع المؤسسات العامة، وواقع الفلتان والفوضى على كل صعيد.

إننا نصلي إلى الله لكي يوقظ فينا وجدان البطريرك الدويهي وغيرته على الوطن والكنيسة، لكي نحافظ مثله على الهوية والوجدان التاريخي. فنستحق أن نمجد الله بأعمالنا وإنجازاتنا وسيرة حياتنا الصالحة. ونرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

الرعيدي

وبعد القداس ألقى كلمة مؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي النقيب جوزاف الرعيدي ومما جاء فيها: "مرحبا بك أيها السابع والسبعون في فردوس البطريرك السابع والخمسين على كرسي أنطاكية وسائر المشرق، عشرون بطريركا هي المسافة بين الدويهي والراعي، وما من بطريرك أعطي مجد لبنان، إلا واستحق مجد السماء، بطاركة القلوب الذهب، والعصي الخشب، كلما رسموا شارة الصليب، قام دير ودق جرس، وانتصر شعب بقوة الايمان، فليس "الصليب حديدا كان بل خشبا". وقال: "البطريركية حمل ثقيل لا يعرفه غير الذي جرب، فيا أيها الراعي، رعيتك تعرفك وأنت تعرف رعيتك، فبارك المخلصين، وأرشد الخراف اضالة، وسامح الإبن الشاطر، واضرب بعصاك الأرض، وقل لكل من عصى ما قاله سلفك في قنوبين: " لن أحيد عن موقفي ولو مللأوا هذا الوادي ذهبا"، لقد تخلى بطاركتنا عن الذهب ونذروا العفة والفقر واستوطنوا الأودية والمغاور، فدخلوا السماء والتاريخ من الباب العريض، واذا كان البطريرك الدويهي هو "أبو التاريخ اللبناني"، فالبطريرك الراعي، بكلمة يغير التاريخ". وتابع: "أيها الراعي المتنقل في أرجاء رعيته والعالم لكأنك على خطى الدويهي الذي تنقل بين حلب وقبرص وروما والقدس ومجدل المعوش وغوسطا وفي تنقله كان يأتي بالمعجزات، ألم يوقف زخات البرد في ساحل علما؟ ألم يشفي المرضى في بلوزا؟ ألم يحمي المزروعات في بلاد جبيل؟ ألم ينقذ الولد المشرف على الموت في بكفيا؟ هو القديس السائر، في سائر رعيته وهو الثائر على من اعتدى على صفاء العقيدة المارونية، من مارون الى يوحنا مارون الى الدويهي الى صفير الى بشارة الراعي، سلسلة بطاركة لفحتهم القداسة وحركتهم الكرامة وما ركعوا الا تحت الصليب".وأكمل: "أيها السابع والسبعون، إغفر لنا سبعين سبع مرات إذ قلنا أن لدينا نحن الموارنة سبعا وسبعون بطريركا قديسا أعطوا مجد لبنان والموارنة. أيها السابع والسبعون، أن مؤسسة البطريرك الدويهي نشأت في مطلع سبعينيات القرن الماضي وثبتت على يد سيدنا البطريرك صفير سنة 2002، وهي تتطلع وتتفاعل، بأنه في عهد غبطتكم، وحبرة قداسة البابا فرنسيس ستعلن قداسة ابن اهدن الأبية القديس البطريرك الدويهي، وان هذه المؤسسة البطريركية المارونية اللبنانية لم تكن لتملك هذا العزم في حفظ تراث الدويهي ومتابعة ملف قداسته لولا شفاعة قديسنا الغالي ولولا مثابرة المكلف بهذا الملف الراهب المتفاني الأب بولس قزي، ولولا مباركة سلفكم البطريرك صفير ومباركتكم أنتم شخصيا وخصوصا أنكم ومنذ كنتم مطرانا كان لكم العديد من الجهود والعظات والمقالات التي تشرح فضائل هذا البطريرك الملفان،ان مؤسسة البطريرك الدويهي تدين بالشكر والامتنان لغبطتكم ولكل اكليريكي ولكل علماني ولكل من ساهم ماديا ومعنويا بالعمل أو بالصلاة ليصبح الملف على قاب قوسين من اعلان القداسة". وختم الرعيدي:"أيها الأب الذي شرفنا، في الثاني من آب، ذكرى 385 سنة على ميلاد البطريرك القديس، ان مدينة القديس، اهدن ، بكل عائلاتها تشعر بأن لزيارتكم معنى العيد وفرحته، ففي شهر آب يقع عيد الرب وكلنا فداء أرز الرب، وفي شهر آب، عيد انتقال السيدة العذراء وبشفاعة سيدة زغرتا التي أعادت البصر للدويهي ابن الحادية عشر سنة في روما، كلنا نصلي لنراك مجددا معنا وقريبا وهنا رافعين صورة البطريرك الدويهي طوباويا مرنمين: الرب آت، أبدا آت، في كل آن ومكان". بعد كلمة النقيب الرعيدي قدمت جائزة البطريرك الدويهي الى كل من المغترب ادمون أبشي على دعمه قضية تطويب المكرم البطريرك اسطفان الدويهي وعائلة المرحوم البروفسور جدعون محاسب عضو مؤسس لمؤسسة المكرم البطريرك اسطفان الدويهي الإهدني وناشط في قضية التطويب منذ انطلاقتها. وبعد القداس أقيم حفل غداء على شرف البطريرك الراعي دعت اليه رعية اهدن - زغرتا شارك فيه جميع الفاعليات التي حضرت القداس. ومن ثم توجه البطريرك الراعي الى حيث تمثال البطريرك العلامة اسطفانوس الدويهي وأقيمت صلاة قصيرة هناك، من ثم الى كنيسة مار ماما الأثرية، ثم زيارة الى كنيسة سيدةالحصن قبل أن تختتم زيارته بوضع حجر الأساس لكنيسة جديدة على اسم القديس شربل قام بتقديم أرضها وتكفل ببنائها مع قاعاتها ابن اهدن المغترب طوني حميد فرنجية.

 

 مطر في قداس لراحة نفس داني حرب: لنتحاور بصدق من أجل لبنان

الأحد 02 آب 2015 /وطنية - ترأس مطران بيروت للموارنة بولس مطر، قبل ظهر اليوم، في كاتدرائية مار جرجس في بيروت، قداسا إلهيا لراحة نفس العقيد داني جوزف حرب، بمناسبة مرور سنة على استشهاده، وعاونه المطران طانيوس الخوري، ولفيف من الكهنة.

حضر القداس: ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون النائب حكمت ديب، النائبان ايلي عون وزياد القادري، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزير الداخلية السابق مروان شربل، نقيب محرري الصحافة الياس عون، وممثلو القيادات الامنية والعسكرية والهيئات الاجتماعية، والدة الشهيد وأرملته وولداه ريان ورواد وشقيقته وأفراد العائلة، ورفاقه من الضباط والرتباء والعسكريين. بعد الانجيل، تلا المطران مطر بركة رسولية من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قال فيها: "رغبتم، كما اطلعتني زوجة الشهيد السيدة اليونور، إحياء ذكرى استشهاده السنوية الأولى (3 أب 2014-3 آب 2015)، بإصدار هذاالكتيب وتوزيعه على المشاركين في القداس السنوي لراحة نفسه، وعلى الأصدقاء والمعارف"، معربا عن مواساته لزوجة الشهيد وطفليه ووالدته وأشقائه وسائر ذويهم، ولقيادة الجيش. وأضاف: "العقيد الشهيد داني، منذ انخراطه في سلك الجيش، آمن بقيم هذه المدرسة، فخدم بشرف وضحى من دون حساب، واستشهد وفاء للقسم، هكذا فهم الرتب العسكرية التي كان يرفع اليها عن جدارة واستحقاق، بحسب الأجوبة المعطاة على أسئلة زوجته القلقة دائما عليه في ظروفنا الصعبة، فالرائد بمفهومه قائد يقود العسكر ويكون بالطليعة، والمقدم هو الذي يتقدم العسكر ويكون بالواجهة، ولما سألته عما سيفعل عندما يصبح عقيدا، أجاب بابتسامة، وكأنه يستبطن البلوغ الى ذروة شهادة الدم، وهذا ما حصل في آب 2014".

وتابع: "عرفت الشهيد الحبيب داني، عندما كان يعد ضابطا برتبة رائد، ويخدم في اللواء السادس، بمناسبة زيارتي الراعوية الى أبرشية بعلبك الهرمل، فكان رفيق زياراتنا من رعية الى رعية ما بين شليفا ونيحا، في محطتنا الأولى في 14 و15 آب 2011، فاكتشفنا فيه وجه العسكري المخلص والمتفاني في الخدمة، وكم أسفنا لخسارته، وكم شعرنا بالألم العميق الذي أصاب عائلته وبالصدمة البليغة لطفليه، اللذين لا شك عندنا من ان والدتهما تربيهما على الإعتزام بأن والدهما بطل، من أبطال مؤسسة الجيش، افتدى الوطن وشعبه بدمه، وهو من سمائه يعضدكم جميعا ويستمطر من جودة الله كل خير وعزاء، فليكن ذكره مؤبدا في الصلاة والقلوب".

العظة

ثم ألقى مطر عظة، جاء فيها: "يا اخوتي بعد كلام البطريرك لا كلام سوى التعزية باسمه للعائلة العزيزة الوالدة والزوجة الوفية والولدين والاشقاء والاصدقاء، والاهل ولجيشنا الابي الباسل الذي احتفل أمس بعيده السبعين، وهناك علاقة وثيقة بين العيد والشهادة"، مشيرا إلى ان "عيد الجيش هو شهادته القصوى واستعداده للزود عن كرامة الوطن وسيادته، فننحني إجلالا لجيشنا الوطني، خصوصا لشهدائه الابرار الذين حصنوا ويحصنون كرامة لبنان وشرفه". وقال: "لا كرامة وشخصية لنا دون سيادة الوطن، والجيش يحمي هذه السيادة ويصونها ويؤمن كرامة كل إنسان منا أمام نفسه وأمام التاريخ، لذلك جيشنا عزيز علينا مثل الوطن، هذه أمثولة نحفظها في قلبنا. أما الفداء، فقد علمنا الرب يسوع قيمته عندما قال ما من حب أعظم من هذا. ان يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه".

وأضاف: "الوطن يفتدى لأنه مقدس، فهو ذاتنا الكلية وشرفنا، هو نحن الجماعية ماضيا وحاضرا ومستقبلا، كما تفتدى العائلة، كما يفتدي الاولاد والأحبة، هذا الوطن يفتدى، ونحن نحيي كل إنسان يدخل في الجيش والقوى العسكرية، لأنه يعلن بمجرد دخوله انه يقبل الموت فداء عن وطنه. وعندما يصل الى قمة الفداء، يصل الى قمة الحب". وتابع: "المرحوم الشهيد داني دخل هذه المدرسة العزيزة، مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، لا حبا بالقتال أو بالسلاح، بل حبا بوطنه وكرامة وطنه، ليعيش فيه أولادنا وأجيالنا بسلام. فقد دخل الجيش من اجل سلام لبنان وسلامة أبنائه، قبل أن يموت ليحيا الآخرون، وهذه قمة العطاء، فالفداء قمة الحياة، ونحن تعلمنا من ربنا يسوع المسيح ان الذين يموتون فداء عن احبائهم او هم لقيامة وطنهم لحياة جديدة، يتمتع بها لاحقا الصليب، الطريق الى القيامة والمجد، الصليب والموت الطريق الى الحياة، لذلك مثلما قام يسوع بعد الصلب من القبر، العقيد داني مع المسيح قام الى الحياة الأبدية، ومع المسيح يفتدي الأرض كلها من أجل سلام يأتيها من الله نتمتع به جميعا ونصلي من أجله". وقال: "هو اراد الحياة ولم يرد الموت قبل الموت من اجل الحياة، روحه الطيبة تدل على ذلك انطلاقا من ايمانه الراسخ بالرب، هذا الإنسان الذي حمل السلاح اعتاد أن يحمل سبحة العذراء، ويصليها كل يوم تعبدا للعذراء مريم، وإكراما للقديسين، يحب القديسين والصلاة، يحب ربهم الكلي من كل قلبه، تعبد لمريم العذراء. هذا الإنسان غني بكل ما فيه وبكل ما عمل، روح العطاء اخذها من ربه الذي أعطانا كل شيء، وقد تجلى ذلك عندما سقط أرضا وحاول رغم ذلك أن ينقذ رفيقا له العقيد البطل الجمل، وأبى إلا أن يعرض نفسه فداء عن رفاقه حتى الرمق الأخير". وأضاف: "يصعب على الإنسان عندما يفقد حياته أن يفكر بحياة الآخرين، هذا الأمر الصعب عاشه المرحوم داني عندما كان يفقد حياته فكر بحياة رفاقه. فهو أمثولة لا تنسى من إنسان بطل وقديس في الوقت نفسه، يحب حتى الموت من أجل إنقاذ رفاقه من محنة ومن موت محتم، لذلك نفخر به ضابطا بطلا، وابنا وأبا حنونا وزوجا وفيا، نفخر به انسانا مؤمنا، لبنانيا صميما، نفخر به رجل العطاء تعلمه من ربه الذي أعطاه كل شيء". وتابع: "سيبقى ذكره مؤبدا كما قال غبطته، عند ربه وفي وطنه وعند الذين أحبوه، وأنتم كلكم ممن أحبوه، هذاالرجل والضابط الكبير والبطل والقديس صلاة الله عليه، نطلب له أن يتمتع بالسعادة الأبدية، حيث هو بالقرب من الرب، وان يبقى مصليا لأجل عائلته ولولديه ليكبرا وتكون الزوجة حامية لهما، ليعبرا فخورين بوالدهما وبكل ما قام به وأعطى ذاته، نصلي على نية وطننا الحبيب لكي نصل الى السلام، الذي من أجله استشهد عزيزنا داني، ونقول لا، وقبل أن يقتل شهدائنا مرتين، مرة بالسلاح وبالشرف، ومرة ثانية عندما نتخلى نحن عن وحدة وطننا وعن محبتنا لهذا الوطن العزيز الغالي، تعالوا نتحد ونتعاون ونتحاور بصدق وإخلاص من اجل لبنان الذي استشهد من اجله داني ورفاقه الأبرار الاحبة، ونكون رسل المنطقة بأسرها من اجل الحياة". وختم مطر عظته قائلا: "نطلب له الرحمة ولأهله الصبر والعزاء والسلوان، ولوطننا القيامة، ولأجيالنا الجديدة الفرح الذي دعانا الله اليه ليكون فرحنا كاملا بفضل شهدائنا الأبرار، لهم الخلود والعزة، ولكم أيها الاحباء السلام من الأب والإبن والروح القدس".

وألقى ولدا الفقيد ريان ورواد نوايا القداس، تضرع فيها الى الله ليكون والدهم اللذان يفخران به بين الأبرار والقديسين. والقت أرملة الفقيد اليانور كلمة شكر، جاء فيها: "من رحيف الروح أعزي كل أم شهيد وأخص بالذكر السيدة سامية حرب فهي الأم التي تجرعت هذه الكأس المرة في سبيل وطننا لبنان. كما أعزي كل زوجة شهيد، فهي الزوجة التي ضحت بأساس وركن عائلتها حفاظا على مستقبل أولادنا وأولادكم ليبقى لهم الأمل بالغد، وتأخذ كرامة داني وكرامة كل شهيد حقها". وأضافت: "أسمى التحيات للمؤسسة العسكرية قيادة وضباطا وأفرادا، والتي ما زال كل جندي فيها يحمل في نفسه إرادةالبذل والعطاء وروح الشهادة التي حملها داني بشهادته، ونخص بالذكر قائد هذه المؤسسة العماد جان قهوجي". وشكرت عائلة الشهيد "البطريرك الراعي، وممثله المطران طانيوس خوري، والمطران مطر لترؤسه قداس الرحمة عن روح الشهيد العقيد داني حرب وسيادة المطران ايلي بشارةالحداد".