المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august06.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

جيل القدّيس مرقس09/من01حتى07/وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ الغَمَامَةِ يَقُول: «هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس03/من07حتى17/فإِنَّ الرَّبَّ هُوَ الرُّوح، وحَيْثُ يَكُونُ رُوحُ الرَّبِّ تَكُونُ الحُرِّيَّة."

 

تفصيل تعليق الياس بجاني وخلفاته

فالج لا تعالج، طاقم سياسي عفن ومرت/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 5/8/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 5 آب 2015

مجلس الوزراء عجز عن بتّ التعيينات وسلام يكشف عن حلّ للنفايات خلال أيام

سلام في مجلس الوزراء: حلول مرحلية لملف النفايات خلال يومين أو ثلاثة

تأجيل المواجهة في مجلس الوزراء ومساعٍ لرزمة متكاملة ظريف في بيروت الثلثاء المقبل فهل نضجت التسوية؟

سابين عويس/النهار

بري: لا أستغرب تراكم المشاكل ما دام التعطيل سيد الموقف

قتيل جديد لـ «حزب الله»

الحكومة اللبنانية تجاوزت «قطوعاً» وعون مُني بـ «انتكاسة»

لبنان: مشروع حل لإرضاء عون يقضي برفع سن التقاعد للضباط

المطارنة الموارنة قلقون لاستمرار الفراغ في سدّة الرئاسة: الشلل السياسي يستدعي عدم التفريط بالوحدة الوطنية

دوريات اسرائيلية على الطريق الحدودية بين كفركلا وعديسة

جلسة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ناقشت مقترحات للخروج من الأزمة السياسية والملفات الحياتية

الاحرار حذر من محاولة تشويه صورة الشهيد داني شمعون

النائب محمد رعد: ارادة الشهادة صنعت لنا النصر

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المطران الجديد على أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية زار دير مار شربل بقاعكفرا

اللواء عباس إبراهيم لمجلة "الأمن العام": بإمكان اللبنانيين إنتخاب رئيس في أي لحظة ونحتاج الآن الى قانون انتخاب عصري

الحوت: على حزب الله العودة الى الحوار السياسي اللبناني الشامل

سامي الجميل التقى عائلة جورج الريف: لنترك القضاء يأخذ مجراه ولتكن ذكرى الأربعين وقفة تضامنية ضد التفلت الأخلاقي

قانون البلديات واضح في الحفاظ على النظافة والصحة العامة أزمة النفايات فضحَت الجميع والحلّ بفرض الفرز من المصدر

ميقاتي من الديمان: الفرصة لا تزال متاحة لوحدة وطنية تنقذ لبنان

الرئيس حسين الحسيني استقبل الاحدب ورئيس مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة

المفتي دريان التقى قباني وابراهيم وبرغوت: قضية العسكريين في طريقها إلى الحل

النائب نبيل نقولا: لم نقل يوما إن المجلس النيابي غير قانوني

الراعي قلد أمل أبو زيد الوسام البابوي: نقدر انجازاته في حقول الثقافة والصحة والبيئة والتنمية

جعجع سلم بطاقات انتساب للمغتربين: ألا يستحق ملف النفايات أن تجتمع الحكومة ليلا نهارا لإيجاد الحلول؟

جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

“أحرار الشام”: إصرار إيران على تفريغ الزبداني أوقف المفاوضات معها

الأردن والسعودية ترفضان محاولات تدخل إيران في الشؤون العربية

أوباما: رفض الكونغرس الاتفاق النووي مع إيران يعني حرباً جديدة وذلك رغم تأكيده أن نظام طهران قمعي وخطير وسيواصل دعم حلفائه وتمويل أنشطة إرهابية

العربي الجديد: ايران تتحرك سورياً: مبادرة معدّلة لـ"حلّ سياسي"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الزبداني تختصر أزمات «حزب الله».. حتى الاحتضار/علي الحسيني/المستقبل

عندما يروّج «حزب الله» لـ«الشرق الأوسط الجديد»/علي رباح/المستقبل

الزبداني: آخر معارك حزب الله على الحدود اللبنانية/نقطة أمن دمشق ومائها.. والملاذ شبه الأخير للمعارضة المتحدرة من المنطقة/الشرق الأوسط

مبادرات أم مناورات/علي نون/المستقبل

نشاط ديبلوماسي لافت في المنطقة يعقب الاتفاق النووي/ربى كبّارة/المستقبل

كيس الزبالة عرّى السياسيّين/غسان حجار /النهار

إلى 14 آذار: هل ننتظر زوال حزب الله كي نبدأ الإصلاح/زكريا حمودان/جنوبية

ربط انتخاب الرئيس بالتسوية في سوريا يرجئ الاستحقاق إلى أجل غير مسمّى/خليل فليحان/النهار

رهابيون من صنع أميركي/هشام ملحم/النهار

نحو إغراق الأزمة السوريّة في محاربة الإرهاب/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

الشرق الأوسط الجديد كما يراه جواد ظريف/رغيد الصلح/الحياة

موعظة محمد جواد ظريف/داود الشريان/الحياة

ليس بالمحاصصة تبنى الأوطان/مصطفى زين/الحياة

الاتفاق النووي نقطة انطلاق نحو الاستقرار أم بداية خلاف على تقاسم النفوذ؟/اميل خوري/االنهار

إيران تُغري العرب لدعم الفريق المعتدل "البداية الجديدة" تواجه الشكوك بأساليب قديمة/روزانا بومنصف/النهار

لا.. لانفصال جنوب اليمن/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس مرقس09/من01حتى07/وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ الغَمَامَةِ يَقُول: «هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا

 "قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا المَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة».وبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ ويَعْقُوبَ ويُوحَنَّا، وصَعِدَ بِهِم وَحْدَهُم إِلى جَبَلٍ عالٍ عَلى ٱنْفِرَاد، وتَجَلَّى أَمَامَهُم. وصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ نَاصِعَة، حَتَّى لَيَعْجُزُ أَيُّ قَصَّارٍ عَلى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَها. وتَرَاءَى لَهُم إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوع. فقَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوع: «رَابِّي، حَسَنٌ لَنَا أَنْ نَكُونَ هُنَا! فَلْنَنْصِبْ ثلاثَ مَظَالّ، لَكَ واحِدَة، وَلِمُوسَى واحِدَة، ولإِيلِيَّا واحِدَة». ولَمْ يَكُنْ يَدْري مَا يَقُول، لأَنَّ الخَوْفَ ٱعْتَرَاهُم. وظَهَرَتْ غمَامَةٌ تُظَلِّلُهُم، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ الغَمَامَةِ يَقُول: «هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا!."

 

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس03/من07حتى17/فإِنَّ الرَّبَّ هُوَ الرُّوح، وحَيْثُ يَكُونُ رُوحُ الرَّبِّ تَكُونُ الحُرِّيَّة."

"يا إِخوَتِي، إِذَا كَانَتْ خِدْمَةُ المَوْت، الَّتي نُقِشَتْ حُرُوفُهَا في أَلْوَاحٍ مِنْ حَجَر، قَدْ ظَهَرَتْ في المَجْد، حَتَّى إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَنْظُرُوا إِلى وَجْهِ مُوسَى، بِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ، معَ أَنَّهُ مَجْدٌ زَائِل، فَكَيْفَ لا تَكُونُ خِدْمَةُ الرُّوحِ أَكْثَرَ مَجْدًا؟ فإِذَا كَانَ لِخِدْمَةِ الدَّيْنُونَةِ مَجْدٌ، فَكَمْ بِالأَحْرَى تَفُوقُهَا خِدْمَةُ البِرِّ مَجْدًا؟ لأَنَّ مَا كَانَ ذَا مَجْدٍ في المَاضِي، زَالَ مَجْدُهُ، بِالقِيَاسِ إِلى هذَا المَجْدِ الفَائِق! فإِذَا كَانَ مِنْ مَجْدٍ لِمَا يَزُول، فأَيُّ مَجْدٍ يَكُونُ بِالأَحْرَى لِمَا يَدُوم؟ إِذًا، بِمَا أَنَّ لَنَا مِثْلَ هذَا الرَّجَاء، فَنَحْنُ نَتَصَرَّفُ بِكَثِيرٍ مِنَ الجُرْأَة، ولَسْنَا كَمُوسَى الَّذي كَانَ يَضَعُ بُرْقُعًا عَلى وَجْهِهِ، لِئَلاَّ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلى نِهَايَةِ مَجْدٍ يَزُول. ولكِنْ أُعْمِيَتْ بَصَائِرُهُم؛ فإِنَّ ذَلِكَ البُرْقُعَ نَفْسَهُ بَاقٍ إِلى هذَا اليَوْم، عِنْدَمَا يَقْرَأُونَ العَهْدَ القَدِيم؛ ولا يُكْشَفُ عَنْ بَصَائِرِهِم، لأَنَّهُ لا يَزُولُ إِلاَّ بِالمَسِيح! أَجَلْ، إِنَّ ذلِكَ البُرْقُعَ لا يَزَالُ حَتَّى اليَوْمِ مَوْضُوعًا عَلى قُلُوبِهِم، عِنْدَمَا يَقْرَأُونَ كِتَابَ مُوسَى. وَلكِنْ عِنْدَمَا يَرْجِعُونَ إِلى الرَّبّ، يُنْزَعُ البُرْقُعُ عَنْ قُلُوبِهِم. فإِنَّ الرَّبَّ هُوَ الرُّوح، وحَيْثُ يَكُونُ رُوحُ الرَّبِّ تَكُونُ الحُرِّيَّة."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

فالج لا تعالج، طاقم سياسي عفن ومرت

الياس بجاني/05 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/05/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AC-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%8C-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%B9/

كلما سمعنا عون وجنونه ومفرداته “الزقاقية” وسخافاته وكذب نفاقه المفضوح الدفاع عن المسيحيين، ونعيق جبرانه المجرد من مقومات الصدق والوفاء والوطنية كافة، وعلي حسن خليل ورتابة منطقه المهين للعقل والذوق، ونبيه بري أبو القبعات وكل فصائل وأنواع الأرانب والأداة الإيرانية الطيعة ينتقد دون خجل أو وجل من يعطل المجلس النيابي ويستفيض في الدفاع عن الدستور والدولة، وكلما شاهدنا وسمعنا الكارثة المتنية النائب نبيل نقولا الغبي بامتياز يدعي الفهم، وعباس الهاشم يلوك المفردات بأسلوب كهنوتي مقزز، وسليم جريصاتي الأسدي والملالوي يتقيأ الكلام الوطني من رابية عون، وكلما سمعنا وقرأنا نصوص بيانات مجلس المطارنة الموارنة منذ أن تبوأ الراعي الشارد سدة البطريركية، وكلما تابعنا استكبار ومنطق الراعي وعشقه لثقافة المؤامرة وأسلوبه الغير مسيحي في مساواة الحق مع الشر والوطنيين مع العملاء، وكلما سمعنا وشاهدنا من هو من طينتهم وخامتهم يبشرون بالعفة والوطنية والصدق والشفافية وهم نقيضهم، نصاب بحالة من الغضب والقرف والخيبة.

الغضب من غباء شرائح كبيرة من شعبنا “الغفور” السائر كالقطعان وراء سياسيين ورجال دين وأحزاب شركات ومرتزقة،

وقرف من وضع الفوضى وانتهاك الحقوق والإجرام والسرقات والخوات وهرطقات شعارات التحرير والمقاومة الدجل وزجل العداء لإسرائيل الممل والببغائي.

وخيبة من أي أمل أقله في الوقت الراهن من أن يعود أكثرية السياسيين ورجال الدين الكبار الشاردين واللاهثين وراء الأبواب الواسعة والعابدين لتراب الأرض، من ان يعودوا إلى مخافة الله ويوم حسابه الأخير.

بالتأكيد الخمائر الطوباوية موجودة بكثرة كبيرة في كل المواقع وداخل كل الشرائح، ولكنها للأسف حتى الآن لم تتمكن من تخمير عجين وطننا، إلا أنها ستفعل طال الزمن أو قصر.

باختصار إن وسائل الإعلام اللبنانية تهين وتستغبي المواطن اللبناني على مدار الساعة، أما المواطنين في أكثريتهم فهم في غيبوبة إيمانية ووطنية وغارقين في معالف التبن داخل الزرائب، ومتلهين بغباء وتفاهة الهوبرة لزعماء وسياسيين ورجال دين أين منهم الإسخريوتي والملجمي وكل فصائل الطرواديين والكتبة والفريسيين. هؤلاء حتى الزبالة لم تنجح في إزالة غشاوة “التزلم والتبعية” من عقولهم وعيونهم.

يبقى إن هذه الحالة الشيطانية هي إلى نهاية ومعها كل رموزها، ولبنان القداسة والرسالة عائد بإذن الله.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 5/8/2015

الأربعاء 05 آب 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

موجة الحر الى أفول ودرجات الحرارة الى تراجع اعتبارا من الليلة إذ أن المرتفع الجوي على شرق المتوسط آيل الى انخفاض بعدما تلاحم مع المنخفض الهندي الموسمي مع بداية كل صيف. وهذا المنخفض بدوره يرحل عن الجزيرة العربية بما يساعد على انخفاض الحرارة في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين والعراق.

وإذا كان الطقس سيتحسن فإن أزمة النفايات تتبلور حلولها في غضون يومين أو ثلاثة وفق ما أوضح الرئيس تمام سلام في مجلس الوزراء الذي لم يتوصل الى نتيجة في التعيينات العسكرية ومن المرجح أن يصدر عن وزير الدفاع قرار بالتمديد لعمل رئيس الأركان في الجيش والذي يفترض أن ينتهي بعد غد.

وفي موضوع الكهرباء ينتظر أن يتحسن وضع التيار بعد زوال موجة الحر لكن المواطن يسأل هل التيار ينقطع في الصيف بفعل الحر وفي الشتاء بفعل العواصف؟ ويسأل أيضا عن ثلث الدين العام الذي أهدر على الكهرباء.

وفي مجلس الوزراء نتيجة أيضا لكن في السياسة وهي أن وزيرين عن التيار الوطني الحر وحزب الله طلبا التريث والإفساح في المجال أمام حوارات وتفاهمات سياسية. ولعل ذلك على صلة بحركة الإتصالات والمحادثات المكثفة على خطوط أميركية وروسية وإيرانية وسعودية وسورية، ويمكن القول أيضا تركية وقطرية.

وفي موازاة الطروحات المتداولة كلام على لقاء مرتقب في سلطنة عمان بين أطراف إقليمية ودولية فاعلة حول سبل حل الأزمات في المنطقة. وقد برز الإعلان التركي عن عملية عسكرية كبيرة ضد داعش في سوريا تقريبا، وقد حصلت أولى الضربات الجوية الأميركية على شمال سوريا.

وإذا ما تم ضرب داعش عسكريا على أساس تفاهمات تستند الى المحورين السعودي والإيراني فإن أجواء جديدة ستفد الى لبنان اعتبارا من آخر هذا الشهر. والسؤال هو هل يكون هناك رئيس للجمهورية في أيلول؟

نبدأ من جلسة مجلس الوزراء والمعطيات السياسية وكلام الرئيس تمام سلام الذي يستقطب تعاطفا شعبيا مع جهوده.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

اجتمعت الحكومة لكن كميات النفايات لم تتوقف عن الارتفاع في المدن والقرى وقد ملأت كل قطعة شاغرة أو تكاد. لماذا؟ لأن مجلس الوزراء المنقسم لم يصل بعد الى كلمة سواء أو الى مشروع جراحي طارئ يوقف هذه المهزلة القاتلة. والأقسى في الأمر أن جلسة المجلس المقبلة حددت الخميس المقبل وليس كما طالب الدكتور سمير جعجع وهو نطق باسم كل اللبنانيين حزبيين ومستقلين اذ سأل: أفلا يستحق هذا الملف أن يجتمع مجلس الوزراء ليلا ونهارا لايجاد الحلول ولإزاحة خطر الموت عن صدور اللبنانيين؟

واذا كان ملف النفايات صعب التدوير لكونه باب رزق أسود لطبقة سياسية تشبهه فان ملف التعيينات العسكرية بدا قابلا للتدوير، فقد ارتسمت معالم صفقة للمقايضة بين الرابية وعين التينة من طباخيها الكبار السفيران الأميركي والروسي يقبل بموجبها العماد عون برفع سن تقاعد عمداء الجيش بما يفيد العميد شامل روكز ويبقيه مشروع قائد للجيش اذا توافرت الظروف.

ولأن الأمر يتطلب فتح أبواب مجلس النواب يوافق عون على فتح الدورة الاستثنائية العزيزة على الرئيس بري تزامنا بما يشرعن بقاء قائد الجيش ورئيس الأركان في مركزيهما. واذا لم تتم الصفقة وزير الدفاع جاهز لتأجيل التسريح.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في لبنان ثروة اسمها نفط وغاز تحت الأرض والبحر. وكارثة اسمها نفايات وأوساخ فوق الأرض وعند الشاطئ... وفي العلم والمنطق والحد الأدنى من العقل والدراية، أن المطلوب سلطة سياسية، تستخرج الثروة من باطن الأرض، وتطمر القمامة تحتها... لكن انقلاب العقل بلغ بالمسؤولين اللبنانيين حدا فظيعا... إذ يبدو أنه التبس عليهم الأمران. فقرروا إبقاء الثروة مطمورة. وإبقاء الزبالة منشورة. ولم يفهموا الظاهر، أن الغاز هو للاستخراج، والوسخ هو للاستبطان... لم يفهموا أن الغاز إذا صار فوق الأرض يتحول ثروة. فيما النفايات إذا لم تعالج لتطمر، فقد تتحول ثورة... إلى هذا الحد بلغ انقلاب المنطق في لبنان. لا بل أسوأ. بحيث تشكلت حكومة كاملة، منذ 18 شهرا كاملة، ولم تخصص اجتماعا واحدا للبحث في كيفية استخراج ثروة وطنية، ولم تنجح عبر سلسلة جلسات ماراتونية، في كيفية دفن كارثة بيئية... لماذا؟ ربما لأن فيها وزيرا مثل سمير مقبل. يفرض عليه قانون الدفاع الوطني أن يقترح اسما لتعيينه رئيسا للأركان، فيأتي إلى مجلس الوزراء بنصف دزينة... ويطلب منه القانون نفسه اسما لقيادة الجيش، فيأتي بدزينتين من الأسماء... حتى أنه نسي المراكز الأخرى الشاغرة في وزارته. لم يحفظ منها إلا ثلاثة. ربما لأن في جاروره قرارا بالتمديد غير القانوني وغير الصحي، للثلاثة معا. تمديد أزمة، وتمديد لأزمة قد يصدره مقبل فرمانا همايونيا غدا... مسرحية مقبل في جلسة مجلس الوزراء اليوم لم تكن الوحيدة. إذ واكبتها مسرحيات أخرى.…

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

إجماع وطني برز هذا النهار على رفض التعطيل وتحميل المعطلين المعروفين بالاسم حزب الله والتيار الوطني الحر مسؤولية الفوضى.

فالرئيس نبيه بري حمل المعطلين مسؤولية الخراب الذي يعم البلاد، من دونِ أن يسميهم، بعدما كرر سابقا أكثر من مرة أن ميشال عون يعطل انتخاب الرئيس.

والرئيس تمام سلام أكد، بعد جلسة هادئة لكن غير منتجة للحكومة، أن وقف التعطيل هو الذي يسمح لمجلس الوزراء باتخاذ القرارات لمعالجة الملفات الضاغطة.

أيضا مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه الشهري تلاقى مع بري وسلام على اعتبارِ فراغ الرئاسة ينذر بسقوط الجمهورية كلها.

في هذه الأثناء انفضحت أزمة الكهرباء بعد موجة الحر الشديد، وبدأت تكبر بوصولِ عدد ساعات التقنين إلى عشر في بيروت وعشرين في بعض المناطق. فراح اللبنانيون يتذكرون وعود جبران باسيل بالكهرباء اربعا وعشرين ساعة في صيف 2015، بعدما حصل على مليارات وعلى باخرتي (فاطمة غول واورهان بيه) قبل عامين.

خلاصة النهار أن الكهرباء أزمة جديدة تضاف إلى أزمات الزبالة والفراغ الرئاسي والتعطيل الحكومي، ولم يعد خافيا على احد أن من يعطل هو الذي يغرق اللبنانيين بالأزمات ويربط مصيرهم بآتون المنطقة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

انه زمن اللاءات في لبنان، لا بوادر ايجابية لاحت والبلد بقي اسير تعطيل المؤسسات، لا مقررات صدرت عن جلسة مجلس الوزراء، لا بت لملف التعيينات واجهاض طروحات وزير الدفاع ما يفرض خيار التمديد حكما للقادة العسكريين والامنيين لتفادي فراغ كارثي في ظروف صعبة داخليا وخارجيا.

لا حلول لمشكلة النفايات رغم جهود رئيس الحكومة وحديثه عن يومين او ثلاثة لتبلور المخارج، لا كهرباء ولا ماء، لا سلسلة رتب ورواتب، لا قوننة لصرف المعاشات والتعويضات، لا اقرار بقبول القروض او الهبات، لا استعداد للمعالجة، لا اكتراث بمصالح الناس، لا تجاوب مع المناشدات لانتخاب رئيس للجمهورية، فماذا بعد؟ لولا الطائفية السائدة في هذا البلد لاندلعت ثورات اجتماعية اطاحت بالجميع. الرئيس نبيه بري مستاء مما وصلت اليه الاوضاع، ونواب الاربعاء لمسوا انزعاج رئيس المجلس من استمرار التعطيل وشل العمل التشريعي ما يفرض الاسراع في تحريك العجلة النيابية.

جمود مؤسساتي ومغالطات شوشت الرأي العام رد عليها وزير المال علي حسن خليل كي لا تختلط الامور السياسية بالتقنية كما حصل مع النائب ابراهيم كنعان، فهل اوقع رئيس لجنة المال والموازنة النيابية تكتل التغيير والاصلاح بحساباته غير المدققة؟

بدقته فند الوزير علي حسن خليل كل رقم وتفصيل بكل وضوح وشفافية، فمشروع قانون الموازنة العامة احيل الى المجلس النيابي قبل خمسة اشهر ولا يتعلق بالازمة الحالية ولا علاقة له بالانفاق، خليل بدا واضحا جازما لا مخالفة في الانفاق من دون تشريعات او قرارات، وضع خليل النقاط المالية على حروف الازمة وقدم للرأي العام شرحا يبين ان المسؤولية تقع على المعطلين، لبنان يخسر القروض التي بلغت قيمتها مليار و162 مليون دولار وهبة اولى بـ 38 مليون دولار والثانية بـ 15 مليون دولار كانت ستذهب جميعها الى المشاريع التنموية في كل المناطق اللبنانية. من هنا يظهر ان المواطن هو الضحية.

كنعان رد على خليل، لكنه ابدى الاستعداد لمناقشة المسائل التقنية كما طرح وزير المالية بعيدا عن الخلفية السياسية.

خارجيا، ما بين اجتماعات طهران الروسية السورية الايرانية واللقاءات الاميركية الروسية بحث حول سبل محاربة داعش وضرب الارهاب، دمشق التي تحدثت عن اتصال واشنطن بها اشترطت التنسيق معها لمحاربة داعش، بينما اوحت تصريحات وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بعد لقائه نظيره الاميركي جون كيري ان لا موقف مشتركا حول كيفية التصدي لداعش في الوقت الراهن.

اما مصر فكانت تواجه الارهاب ايضا بالتنمية وتنتصر الجمهورية العربية لشعبها في توسيع قناة السويس التي ستشهد احتفالا عالميا في الساعات المقبلة كتحد صارخ في وجه الارهاب وغاياته.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

مشهد التأزم الذي يطبق على البلاد، محكوم بالتوافق والانفراج وان طغا عليه التسابق. تسابق بين الطروحات والافكار للخروج من عنق زجاجة الازمة، مع تنشيط الاتصالات والاقتراحات لحل ازمة التعيينات، التي يبدو انها وضعت في ميدان سباق، والانتظار عند خط الوصول لمعرفة المقترح الذي سيتوج برتبة مخرج للحل..

مخرج التعيينات بطبيعة الحال لن يكون على صورة جلسة مجلس الوزراء اليوم ومقترح وزير الدفاع لتعيين رئيس جديد للاركان من باب رفع الحجة، قبل ان ترفع الجلسة، بل مسار سياسي ضمن سلة ملفات قد تشمل قيادة الجيش والاركان وكبار الضباط وتفتح مجلس النواب..

كبريات الازمات اللبنانية اليوم اي النفايات، لم تخرجها جلسة الحكومة من سوق عكاظ.. بقيت المناداة بالحلول الارتجالية، من دون الركون الى خطط منطقية تراعي عامل الوقت الضاغط على الدولة والمواطنين.. وآخر الكلام لتمام سلام ان الحلول قد تبدأ بالتبلور خلال يومين او ثلاثة..

ايام طهران ولياليها ما زالت دبلوماسية بامتياز، لقاءات مكوكية جمعت الدبلوماسية الايرانية والسورية والروسية على ثوابت الموقف من شتى الملفات محملة بمشاريع مبادرات قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم انها جميعها تتم بالتنسيق مع الرئيس الاسد..

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بالمقادير العلمية.. إذا امتزجت العتمة مع رائحة النفايات تعطيك حكومة زبالة.. وإذا ما أضيف اليها فشل التعيينات الامنية والخلافات الوزارية فإنك تنتج جمهورية بلا موز.. عصابة بالكثير من الزعماء.. عضلاتها ترتفع فقط على المناكفات السياسية وتفعيل الازمات والتفنن في صنعها من دون ان يكون لديها القدرة على رسم نهاية لها. وجلسة مجلس الوزراء اليوم سارت وفق هذه الاجواء.. انعقدت اختلفت.. وانتهت كما بدأت مجرياتها في السرايا.. وكلام الهمس عليها من عين التينة ولما كانت الحرب الصامتة بين بري وعون قد طعنت في السن.. وفي سن المجلس للقوانين.. فإن الصمت انكسر في مؤتمر وزير المال علي حسن خليل وإنتقاده العلني لتكتل عريق لديه هذا التمثيل الكبير واتهام وزرائه بأنهم لا يعرفون ماذا يناقشون داخل مجلس الوزراء او خلال اجتماع التكتل.. وفي كلتا الحالتين هناك مشكلة. وبمؤتمره فتح خليل إعتمادا أضافيا للخلاف مع الرابية عبر رميه نواب وزارء التكتل بتهمة العجز عن الاستيعاب.. ما أستدعى ردا من النائب المفوض ابراهيم كنعان الذي أصدر بيانا يتضمن تغطية للعجز مرفقا بصور عن مشروع قانون الرواتب والاجور.. والذي لم يتضمن جداول او تفصيلات او تنسيبا للمبلغ المطلوب. الامر الأكثر لطافة في مؤتمر وزير المال ورد النائب ابراهيم كنعان ان الطرفين يختتما الحديث بالصلاة على روح العلاقات الطيبة.. والابتعاد عن أي مغزى سياسي او خلفيات بين الجانبين او من يمثلا من مرجعيات عليا.. لكن الجميع يدرك ان الخلاف هو سياسي في الاصل وتتفرع عنه جداول مالية.. وعليه فإن الرواتب ازمة جديدة تضاف الى العتمة والنفايات والتعيينات والتي رحلت اليوم الى تفاهمات سياسية بعد سقوطها في مجلس الوزراء. وخلال الجلسة اعلن الرئيس تمام سلام ان حلول النفايات ليست كلها نهائية.. وجبالها تتراكم في مختلف المناطق في انتظار المعالجات.. وأحد الخيارات هو تصديرها الى الخارج، لكن هذا النعي لا يحل المشكلة التي وصفها وزير الصناعة حسين الحاج حسن بأحسن توصيف.. عندما اعتبرها محاصصة سياسية في ظل الاصرار على عدم اجراء مناقصات واذا ما اضيف رأي وزير حزب الله على موقف نائب الكتائب سامي الجميل بكون الوزراء قد خرجوا اليوم من الجلسة برائحة نفايات تفوح منهم لأنهم رضخوا لتسويات وتنفيعات يبحث عنها زعماؤهم وكما تقاسموا الجبنة السياسية في السابق فإنهم يتشاركون اليوم على اكل جبنة جديدة بطعم النفايات.. ومن الفم الى الانف المذاق واحد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 5 آب 2015

الأربعاء 05 آب 2015

النهار

اعترض رجل دين لدى مرجع أمني على عدم اتخاذ أي اجراءات جازمة بحق معتدين على الناس في السبتية والفنار.

يتردد أن الرئيس ميشال سليمان تلقى دعوة الى زيارة المملكة العربية السعودية.

اتصل مسؤول اعلام حزبي بمرصد حقوقي معاتباً على بيان أصدره الثاني.

ردد أكثر من وزير أن مشكلة النفايات سياسية وأن حلها سياسي مما يعني ان تقاسم المغانم يؤخر الحلول.

تمتنع مفوضية شؤون اللاجئين عن رفد الإعلام بأرقام جديدة عن أعداد الوافدين من سوريا.

السفير

تردد أن الاتحاد الأوروبي قرر اخضاع عقود مع وزارات خدماتية لبنانية للتدقيق في ضوء معلومات وردته عن تعديل وجهة انفاقها.

وضع مرجع رسمي الصراع على ملف النفايات في خانة الصراع داخل البيت الواحد على النفوذ والمال!

لوحظ أن مرجعا أمنيا خليجيا سابقا لم يقدم التعازي بوفاة الأمير سعود الفيصل برغم علاقة قرابة تجمعهما.

المستقبل

يقال

إن الوزير رشيد درباس سأل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة زميله الوزير

حسين الحاج حسن "ممكن في 7 أيار جديدة؟" فأجابه "أبداً ما في 7 أيار"، ثم سأله "ولا 7 آب؟" فردّ الحاج حسن "ولا 7 آب أيضاً".

اللواء

تلقّت أطراف لبنانية تهدِّد الإستقرار نصائح بالتزام هدنة جديدة، ريثما ينجلي مسار التحرّك الدبلوماسي الخاص بالأزمة السورية!

مساهمة مالية خليجية ساعدت سيّدة جنوبية باستكمال بناء جامعة في منطقة في دائرة مؤسساتها السابقة..

تساءل مصدر نقابي: هل يطبِّق وزير سيادي الكتاب باللعب في مصير رواتب موظفي الدولة؟!

الأخبار

السعودية لا تدفع

لم تدفع المملكة العربية السعودية لفرنسا، حتى اليوم، سوى 20% من قيمة هبة الـ3 مليارات التي أعلنت عنها لشراء أسلحة فرنسية للجيش اللبناني. ومن غير المعروف سبب امتناع الرياض عن استكمال دفع مستحقات الصفقة الفرنسية. رغم ذلك، وصلت الى قيادة الجيش رسالة رسمية من باريس تؤكد أن الصفقة لا تزال سارية المفعول.

بلال البدر عريسا؟

انتشرت دعوات عبر الرسائل الهاتفية الى المشاركة في حفل زفاف الاسلامي بلال البدر، مساء اليوم، في مقره في حي الطيرة في عين الحلوة. وكان البدر قد عاد الى الطيرة بعد تواريه لايام في حي حطين اثر مشاركته في اغتيال العقيد طلال الأردني وتوعد العميد محمود عيسى (اللينو) بالانتقام منه. مصادر من داخل المخيم وجدت في الترويج لعرس البدر رسالة تحد لحركة فتح مفادها ان "العريس" لا يخشى ردة فعلها الى درجة انه متفرغ للاحتفال بزفافه!

وفادي الصالح مطلوب رسمياً

فشلت المساعي لتسوية قضية المدير المقال في وكالة "أونروا" فادي الصالح، وبات مطلوباً للقضاء بعد رفع دعاوى ضده من بعض المتضررين في إشكال وقع في حي طيطبا في عين الحلوة أواخر حزيران الفائت. فشل التسوية استكمل بنقل العنصرين في كشافة المقدسي التي شكلها، محمد شناعة وصلاح ميعاري، من ثكنة زغيب إلى وزارة الدفاع حيث سيحوّلان إلى القضاء العسكري بعد إنهاء التحقيق معهما. ويبدو أن الصالح نظّم حياته بما يوحي أنه لن يسلّم نفسه. فبعد أن كان يقيم مع أسرته في صيدا، استأجر منزلاً في حي الصفصاف داخل المخيم. وكانت "أونروا" أقالت الصالح من منصبه بعد تورطه في الإشكال مع عناصر من حركة فتح، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخرين وتضرر عدد من الممتلكات. الوكالة نقلته إلى قسم المشتريات في مركزها الرئيسي في بئر حسن، لكنه وضعه القانوني بات يعرقل التحاقه بالوظيفة.

الجمهورية

كشفت أوساط قريبة من مرشح رئاسي أنه يقرأ ويستطلع أبعاد موقف مرجع نيابي من إنتخابه.

قال وزير إن الإنتخابات التي ستحصل داخل تياره ستشكل إستفتاءً حزبياً وشعبياً فعلياً.

دعت أوساط ديبلوماسية إلى ترقّب الحراك الدولي-الإقليمي الإستثنائي، وقالت إن هذا الحراك يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة لا نهاية مرحلة.

البناء

رأى نائب بارز أنّ تأجيل تعيين رئيس جديد للأركان في الجيش اللبناني والتمديد لرئيس الأركان الحالي اللواء وليد سلمان، لا يضير النائب وليد جنبلاط، لأنه يعرف تماماً أنه حين تنضج ظروف التعيين ستكون له الكلمة الفصل في تحديد اسم رئيس الأركان الجديد، بينما الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى العماد ميشال عون لأنه يعرف أنّ خصومه يريدون التمديد بانتظار ظروف أخرى قد تسمح لهم بتعيين مَن يشاؤون...

 

مجلس الوزراء عجز عن بتّ التعيينات وسلام يكشف عن حلّ للنفايات خلال أيام

6 آب 2015/النهار/لم تخرج قرارات مجلس الوزراء عن التوقعات حيال عدم بت أي ملف مطروح على طاولة البحث، ولا سيما في ما يتعلق ببت موقع رئاسة الاركان في الجيش. وتم تأجيل البحث في المواضيع العالقة الى جلسة تعقد الخميس المقبل. لكن رئيس الحكومة تمام سلام كشف عن إمكان حل مسألة النفايات خلال ايام. وكان سلام إستهل الجلسة بتجديد الدعوة الى إنتخاب رئيس للجمهورية، موضحاً أن الآثار السلبية للشغور الرئاسي تُلحق أضراراً بالغة على جميع المستويات وفي العديد من الملفات.

وتطرق الى ملف النفايات، فقال: "لقد تمكنا من اتخاذ بعض الإجراءات التي خففت موقتاً حدة المشكلة في بيروت والضاحية. كما ان بعض البلديات في المناطق الأخرى لجأ الى حلول لمواجهة الوضع. لكن هذه الحلول كلها ليست نهائية، وجبال النفايات تتراكم في كل المناطق، في انتظار المعالجات". وقال ان جهودا حثيثة تُبذل لمعالجة هذه المشكلة الملحة، موضحاً ان "أحد الخيارات التي تجري دراستها بعناية هو خيار تصدير النفايات الى الخارج الذي نأمل ان نكون توصلنا الى قرار فيه خلال أيام قليلة".

وأوضح تفهمه لغضب اللبنانيين من جراء مشكلة النفايات، وقال" نحن في السلطة الإجرائية نتحمل المسؤولية الأولى في هذا الموضوع، الذي يعود مع غيره من المواضيع، الى المناخ السلبي في البلاد من جراء الشغور في رئاسة الجمهورية والأزمة السياسية المستفحلة، وهو ما يمنع إيجاد حلول لكثير من القضايا". وانتقل سلام للحديث عن الوضع المالي الضاغط، مذكراً بما عرضه في الجلسة السابقة لجهة الطابع الملح الذي يرتديه موضوع إصدار سندات خزينة موضوع الرواتب، ووجوب عدم خسارة هبات وقروض بقيمة 743 مليون دولار أميركي باتت مهددة بسبب عدم إتخاذ المراسيم والقرارات الخاصة بها.وبعدما أشار الى تلقيه كتاباً أمس من وزير الدفاع يطلب فيه اتخاذ الإجراء اللازم في شأن شغور منصب رئيس أركان الجيش، تحدث سلام عن مقاربة العمل داخل مجلس الوزراء آملاً في التوصل الى "مخرج عملي يُبعدنا عن التعطيل وينقلنا الى الإنتاج، بحيث يستطيع مجلس الوزراء معالجة الملفات الضاغطة واتخاذ القرارات اللازمة في شأنها". بعد هذا العرض، انتقل المجلس الى مناقشة المواضيع المطروحة، فأبدى الوزراء آراءهم في صددها، وخصوصاً ملف النفايات وملف التعيينات العسكرية وسائر المواضيع الملحة. وكشف سلام أنه "في غضون يومين أو ثلاثة ستتبلور حلول مرحلية لملف النفايات تُعرض على اللجنة الوزارية، بحيث تنتهي معها المشاكل الآنية المتأتية من هذا الملف. ثم رفعت الجلسة.

وحددت جلسة يوم الخميس المقبل.

وسئل جريج هل طرح وزير الدفاع اسماء معينة للمراكز الأمنية؟

فأجاب: "وزير الدفاع قال إن موضوع التعيينات في المراكز الأمنية الشاغرة او التي ستشغر يتسبب ببلبلة في الجيش، وأرغب في عرض كل موضوع التعيينات في سلة واحدة. أما في موضوع رئيس الأركان الذي سيشغر في السابع من هذا الشهر فقد عرضت عدداً من الأسماء بحسب أهلية كل منهم لهذا المركز". وقال "ان وزراء من "تكتل التغيير والإصلاح" و"حزب الله" طلبوا مهلة من الوقت في مسعى لإيجاد حل سياسي شامل، وان هناك مساعي لبلورة حل في موضوع التعيينات العسكرية، وقد يؤدي ذلك الى توافق حول اعتماد الحل المناسب".

 

سلام في مجلس الوزراء: حلول مرحلية لملف النفايات خلال يومين أو ثلاثة

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية، العاشرة قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم وزير الإقتصاد آلان حكيم.

على أثر الجلسة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية:

"بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء عقد المجلس جلسة عند الساعة العاشرة والنصف من يوم الأربعاء الواقع فيه الخامس من شهر آب 2015 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم الوزير آلان حكيم بداعي السفر.

إستهل دولة الرئيس الجلسة بتجديد الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية، موضحا أن الآثار السلبية للشغور الرئاسي تلحق أضرارا بالغة على جميع المستويات وفي العديد من الملفات.

وتطرق دولة الرئيس الى ملف النفايات فقال: لقد تمكنا من اتخاذ بعض الإجراءات التي خففت موقتا حدة المشكلة في بيروت والضاحية. كما أن بعض البلديات في المناطق الأخرى لجأ الى حلول لمواجهة الوضع. لكن هذه الحلول كلها ليست نهائية، وجبال النفايات تتراكم في مختلف المناطق في انتظار المعالجات.

وقال دولة الرئيس إن جهودا حثيثة تبذل على قدم وساق لمعالجة هذه المشكلة الملحة، موضحا أن أحد الخيارات التي تجري دراستها بعناية هو خيار تصدير النفايات الى الخارج، الذي نأمل ان نكون قد توصلنا الى قرار فيه خلال أيام قليلة.

وأوضح دولة الرئيس تفهمه لغضب اللبنانيين من جراء مشكلة النفايات، وقال: نحن في السلطة الإجرائية نتحمل المسؤولية الأولى في هذا الموضوع، الذي يعود مع غيره من المواضيع الى المناخ السلبي في البلاد من جراء الشغور في رئاسة الجمهورية والأزمة السياسية المستفحلة، مما يمنع إيجاد حلول لكثير من القضايا.

وانتقل دولة الرئيس الى الحديث عن الوضع المالي الضاغط، مذكرا بما عرضه في الجلسة السابقة لجهة الطابع الملح الذي يرتديه موضوع إصدار سندات خزينة موضوع الرواتب، ووجوب عدم خسارة هبات وقروض بقيمة 743 مليون دولار أميركي باتت مهددة بسبب عدم اتخاذ المراسيم والقرارات الخاصة بها.

وبعدما أشار الى تلقيه كتابا بالأمس من وزير الدفاع يطلب فيه اتخاذ الإجراء اللازم في شأن شغور منصب رئيس أركان الجيش، تحدث دولة الرئيس عن مقاربة العمل داخل مجلس الوزراء، آملا في التوصل الى مخرج عملي يبعدنا عن التعطيل وينقلنا الى الإنتاج، بحيث يستطيع مجلس الوزراء معالجة الملفات الضاغطة واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.

وبعد عرض دولة الرئيس إنتقل المجلس الى مناقشة المواضيع، التي تناولها العرض المذكور، فأبدى الوزراء آراءهم في صددها، وبالأخص في صدد ملف النفايات الداهم وملف التعيينات العسكرية وسائر المواضيع الملحة.

وفي ختام المناقشة أكد دولة الرئيس أنه في غضون يومين أو ثلاثة ستتبلور حلول مرحلية لملف النفايات، وإن هذه الحلول ستعرض على اللجنة الوزارية بحيث تنتهي معها المشاكل الآنية المتأتية من هذا الملف. ثم رفعت الجلسة".

سئل: متى حددت الجلسة المقبلة؟

أجاب: "يوم الخميس المقبل".

سئل: هل طرح وزير الدفاع اسماء معينة للمراكز الأمنية؟

أجاب: "وزير الدفاع قال ان موضوع التعيينات في المراكز الأمنية الشاغرة او التي ستشغر يخلق بلبلة في الجيش، وانه يرغب في عرض كل موضوع التعيينات في سلة واحدة. أما موضوع رئيس الأركان الذي سيشغر في السابع من هذا الشهر فقد عرض عددا من الأسماء بحسب أهلية كل منهم لهذا المركز".

سئل: هل صحيح أن وزراء "تكتل التغيير والإصلاح" و"حزب الله" طلبوا مهلة من الوقت في مسعى لإيجاد حل سياسي شامل؟

أجاب: "صحيح، في مداخلته، قال الوزير باسيل وأحد وزيري حزب الله إن هناك مساعي لبلورة حل في موضوع التعيينات العسكرية، ويمكن ان يؤدي الى توافق حول اعتماد الحل المناسب".

 

تأجيل المواجهة في مجلس الوزراء ومساعٍ لرزمة متكاملة ظريف في بيروت الثلثاء المقبل فهل نضجت التسوية؟

سابين عويس/النهار/6 آب 2015/للأسبوع الثاني تنجو الحكومة من الانفجار، ليس بقرار داخلي أو بحس مسؤولية لدى أعضائها حيال التحديات الكبيرة التي تتهدد البلاد، بل نتيجة استمرار مظلة عربية ودولية تدفع في اتجاه إنضاج تسوية محلية تواكب مفاعيل التهدئة المطلوبة إقليميا كنتيجة حتمية لتداعيات الاتفاق النووي على المنطقة. لم تخرج جلسة مجلس الوزراء أمس عن التوقعات. فهي لامست كل الملفات المتفجرة وخاضت في نقاش حولها لكنها لم تخرج بأي قرارات جدية ومسؤولة في شأنها. وبإستثناء إعلان رئيس الحكومة تمام سلام عن إمكان حل لمشكلة النفايات خلال يومين أو ثلاثة، فإن الجلسة لم تتوصل إلى بت التعيينات العسكرية أو آلية العمل الحكومي أو الاستحقاق المالي المتمثل بالاجازة الحكومية لإصدار أوروبوند، علماً أن الحل الذي تحدث عنه سلام لا يزال دونه عقبات، وقد لا يعالج المشكلة بالسرعة التي يتوقعها رئيس الحكومة، باعتبار أن اعتماد خيار التصدير لن يكون بالسرعة المتوقعة بما أنه مضى على وجود النفايات في الشراع أكثر من 48 ساعة، وهي الحد الاقصى الممكن من أجل فرزها وتوضيبها. لكن ما بدا واضحاً أن أجواء التهدئة الاقليمية ظللت الجلسة، وحكمت نقاشاتها وحالت دون تفجيرها، ورعت إخراج السيناريو المتعلق باستحقاق التعيينات العسكرية ولا سيما موقع رئاسة الاركان. فوزير الدفاع سمير مقبل اقترح رزمة التعيينات المتعلقة بالمراكز الاربعة الشاغرة: قيادة الجيش والمجلس العسكري ومديرية المخابرات ورئاسة الاركان والامانة العامة للهيئة العليا للإغاثة. لكن مقبل لم يقترح كل الاسماء التي يرشحها. وكان لافتاً أنه قدّم مرشحين لقيادة الجيش وفق التراتبية العسكرية، حَل العميد شامل روكز في المرتبة الرابعة فيها. في حين قدم ثلاثة أسماء للمجلس العسكري من أصل ستة ( الماروني والدرزي والسني) وأهمل المراكز الثلاثة الاخرى (الشيعي والكاثوليكي والارثوذكسي) مما أثار إعتراض ممثلي هذه المذاهب. ولأن ولاية رئيس الاركان تنتهي غداً الجمعة، أي قبل ايام من الجلسة المقبلة، فإن مقبل، قبل توجهه إلى مصر أو بعده، للمشاركة إلى جانب رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة تمام سلام في تدشين قناة السويس، سيوقع قراراً بتأجيل تسريح اللواء الركن وليد سلمان. وعلم أن التأجيل سينسحب أيضاً على المراكز الاخرى، بحيث يوقع مقبل قرار تأجيل تسريح قائد الجيش كذلك وربما يكون وقع ليل أمس. ورغم أجواء التهدئة، تشير المعلومات المستقاة من مصادر وزارية عدة إلى أن "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" سيكون لهما ردة فعل تصعيدية حيال مثل هذا القرار، ولكن لأسباب مرتبطة بحسابات إنتخابية داخل التيار، يقف الحزب فيها إلى جانب حليفه. وفُهم أن التسوية لا تتعلق بمسألة التعيينات وإنما بسلة متكاملة ترمي إلى تفعيل الحكومة والمجلس النيابي (عبر إحياء التشريع) وقيادة الجيش. ولكن المعلومات تتضارب حول ما إذا كانت ستشمل رئاسة الجمهورية أو لا. وفي حين تؤكد مصادر سياسية مطلعة أن التسوية ستلحظ رزمة متكاملة من ضمنها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، استبعدت مصادر أخرى لا تقل إطلاعاً هذا الامر ورأت أن التسوية ستتوقف عند تفعيل العمل الحكومي والنيابي، أما الرئاسة فتحتاج إلى نضج المشهد الاقليمي وحصة لبنان من مفاعيل الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن الاستحقاق الرئاسي لا يزال دونه عقبات سعودية – إيرانية من الخارج وعونية من الداخل. وعلقت المصادر أهمية كبرى على الجولة التي سيقوم بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال الايام المقبلة في عدد من الدول العربية والخليجية المعنية بالوضع الاقليمي المتفجر لشرح حيثيات الاتفاق النووي. وعلم أن لبنان سيكون ضمن الجولة الثلثاء المقبل.

 

بري: لا أستغرب تراكم المشاكل ما دام التعطيل سيد الموقف

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء أنه مستاء مما وصلت اليه الاوضاع، وقال: "لا أستغرب هذا الكم من المشاكل التي تتراكم على كاهل المواطنين، ما دام تعطيل المؤسسات سيد الموقف حتى الآن". وأبدى انزعاجه الشديد من استمرار تعطيل العمل التشريعي وشله، مؤكدا انه "لا يجوز التساهل حيال هذا المنحى، ويجب الاسراع في فتح ابواب المجلس النيابي للقيام بواجبه التشريعي والرقابي واعادة تحريك عجلة الدولة". واستقبل بري في اطار لقاء الاربعاء النواب: علي خريس، بلال فرحات، ميشال موسى، هاني قبيسي، مروان فارس، الوليد سكرية، قاسم هاشم، عبد المجيد صالح، علي بزي، علي عمار، عباس هاشم، نبيل نقولا، علي المقداد، ناجي غاريوس، نوار الساحلي، علي فياض وعبد اللطيف الزين.

وكان التقى النائب روبير فاضل.

واستقبل بعد الظهر سفير لبنان في الامم المتحدة نواف سلام.

من جهة أخرى، تلقى بري رسالة من رئيس مجلس المستشارين في المغرب محمد الشيخ بيد الله. واستقبل بري بعد الظهر، السفير السعودي علي عواض عسيري، وعرضا التطورات في لبنان والمنطقة.

 

قتيل جديد لـ «حزب الله»

المستقبل/06 آب/15/أعلنت مصادر أمنية في بلدة بنت جبيل أمس، مقتل أحد عناصر «حزب الله« ويدعى حسين علي عزات باجوق، في الزبداني، مشيرة الى أن باجوق المقيم في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، سيتم تشييعه في بلدة عيتا الشعب الحدودية بعد إبلاغ ذويه بمصرعه.

 

الحكومة اللبنانية تجاوزت «قطوعاً» وعون مُني بـ «انتكاسة»

بيروت – الراي/06 آب/15

وفّرت مساعي «ربع الساعة الأخير» مخرجاً تجاوزتْ معه حكومة الرئيس تمام سلام «قطوعاً» كان من شأنه نقْل لبنان الى مرحلة أكثر تعقيداً في مساره السياسي المأزوم، وتَمثّل في مشروع تسوية يرتبط بملف التعيينات الأمنيّة ويؤمّن منْفذاً لزعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون للانسحاب من الزاوية التي حشر نفسه فيها بفائض الاعتراض الذي أبداه على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، وذلك بهدف تعيين صهره العميد شامل روكز على رأس المؤسسة العسكرية. وأسقطت وقائع جلسة مجلس الوزراء أمس، كل المخاوف التي سبقتها من مرحلة ساخنة سيدخلها الواقع السياسي اللبناني من بوابة التمديد لرئيس أركان الجيش اللواء وليد سلمان الذي تنتهي خدمته غداً، في ضوء ما كان لوّح به عون من ردّ موجع على مثل هذه الخطوة التي تُعتبر إشارة مرور الى تمديد مماثل لقائد الجيش الذي تنتهي خدمته في سبتمبر المقبل، وتالياً انتهاء حظوظ روكز بخلافته. فالجلسة التي كان يفترض ان تبحث في شكل أساسي مسألتيْ التعيينات ومقاربة آلية عمل الحكومة، غرقت في ملف النفايات والحلول الممكنة له، وذلك على مدى نحو ساعتين ونصف الساعة، من دون الخروج بأي مقترحات عملية ومع التعويل على ما أسماه سلام «حلولاً مرحلية ستتبلور في غضون يومين أو ثلاثة وستُعرض على اللجنة الوزارية بحيث تنتهي معها المشاكل الآنية المتأتية من هذا الملف»، ما يوحي بطغيان الاتجاه الى تصدير نفايات بيروت الى الخارج بالتوازي مع وضع الحل الجذري المتمثّل بإقامة محارق على سكة التطبيق.

وبعدما تطرق سلام الى الوضع المالي الضاغط، مذكّراً بما عرضه في الجلسة السابقة لجهة الطابع الملحّ الذي يرتديه موضوع إصدار سندات خزينة وموضوع الرواتب، ووجوب عدم خسارة هبات وقروض بقيمة 743 مليون دولار باتت مهدَّدة بسبب عدم اتخاذ المراسيم والقرارات الخاصة بها، انتقل مجلس الوزراء الى الملف - اللغم المتمثل بالتعيينات العسكرية، حيث اشارت معلومات الى ان وزير الدفاع سمير مقبل عرض بت هذه القضية مرة واحدة، طارحاً 10 أسماء لكل من مناصب قائد الجيش ورئيس الاركان والامين العام لمجلس الدفاع الاعلى. وقابل صهر عون وزير الخارجية جبران باسيل خطوة مقبل باعتراض على طريقة عرض الملف، معتبراً وكأن المقصود بها عدم الوصول الى التعيين وتبرير التمديد لرئيس الاركان.

وتَرافق رفْض باسيل مقاربة وزير الدفاع لملف التعيينات مع كلامه ووزيريْ «حزب الله» عن مساع تُبذل لتسوية تشمل التعيينات وعمل البرلمان والحكومة، طالبين إعطاء هذه المساعي الوقت الكافي لتنضج.

وعلمت «الراي» ان المحور الرئيس لهذه التسوية التي يبدو «التيار الحر» موافقاً عليها «يقوم على رفْع سنّ التقاعد للعسكريين بما يُبقي القديم على قِدمه، اي يبقى قهوجي في منصبه ويحافظ عون على حظوظ صهره روكز بتولي قيادة الجيش بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وهي التسوية التي تستدعي الإفراج عن العمل التشريعي للبرلمان وفتح دورة استثنائية، يكون رفع سن التقاعد على جدول أعمالها الى جانب بنود تندرج ضمن إطار تشريع الضرورة الذي كان غالبية الأفرقاء المسيحيين اشترطوا اعتماده في ظل الفراغ الرئاسي.

وبُعيْد انفضاض جلسة مجلس الوزراء، بدا ترقّب ما ستحمله الساعات المقبلة وسط سيناريويْن تم تداولهما:

* الاول ان يكتفي وزير الدفاع، الذي يتوجه مع رئيس الحكومة والرئيس نبيه بري الى مصر للمشاركة في احتفال توسيع قناة السويس اليوم، بإصدار قرار بالتمديد لرئيس الاركان في الجيش الذي تنتهي خدمته منتصف ليل الخميس - الجمعة، وتعليق اي قرار في خصوص قيادة الجيش والمجلس الأعلى للدفاع إفساحاً للمجال امام التسوية التي يجري العمل عليها.

* والثاني، ان يبادر مقبل الى بتّ التمديد بهذه المواقع الثلاثة في سلّة واحدة، في إطار فرض أمر واقع على عون، يجعله مضطراً إلى تلقّف مخرج رفْع سن التقاعد، الذي يملي في الوقت نفسه إطلاق عجلة التشريع في البرلمان، من دون ان يتّضح اذا كان من شأن اعتماد هذا السيناريو ان يلحق الضرر بالمحاولات الجارية للتفاهم حول رفع سنّ التقاعد. وفي أي حال، قرأت اوساط سياسية مطلعة في بيروت مسار الاحداث في بيروت في الساعات الماضية على انه»هزيمة بالنقاط يتجرّعها عون الذي يسلك منحى تراجعياً سواء في ملف التعيينات او في خصوص تلويحه بالشارع رداً على اي تمديد، وصولاً الى تدارُكه «الاضطراري لما سبّبه كلامه عن عدم شرعية البرلمان من ردّ فعل قاس قام به رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي ذهب الى حدّ إعلان انه لن يصوّت لعون رئيساً ما لم يتراجع عن هذا الموقف، وهو ما قام به زعيم (التيار الحر) من خلال التوضيح بأن البرلمان (قانوني ولكنه غير شرعي)». وبحسب هذه الاوساط، فإن «عون وإنْ كان سيسجّل اعتراضاً صوتياً على التمديد، إلا انه سيسلّم بلا أفق معركته لقطع الطريق على التمديد لقهوجي، وتالياً لإسقاط ورقته كمرشّح تسوية رئاسي، بعدما قرأ جيداً في اندفاعة بري ضدّه، عدم ممانعة من (حزب الله) الذي ما زال يعتبر الحكومة خطاً أحمر، ولا سيما في ظل الحِراك الاقليمي الذي أعقب توقيع الاتفاق النووي بين ايران والمجتمع الدولي». وحضر مجمل المناخ السياسي في الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والذي خلص الى «إبداء القلق الشديد من استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية والذي بلغ مرحلة تنذر بسقوط الجمهورية، كما تشير أزمة الحكم والتشنج السياسي»، داعياً «الكتل السياسية والنيابية لتقديم مرشحيهم النهائيين لرئاسة الجمهورية، والحضور إلى المجلس النيابي، وإجراء العملية الانتخابية بالطريقة الديموقراطية والدستورية»، ومثنياً على «المساعي التي يقوم بها مسؤولون إقليميون ودوليون للخروج من الشغور في رئاسة الدولة».

 

لبنان: مشروع حل لإرضاء عون يقضي برفع سن التقاعد للضباط

بيروت – “السياسة”: خالفت جلسة مجلس الوزراء اللبناني, التي انعقدت استثنائياً أمس بسبب سفر رئيس الحكومة تمام سلام في موعد الجلسة الدورية العادية اليوم الخميس على رأس وفد وزاري إلى القاهرة للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة, كل التوقعات, بالخروج بحلول -ولو مجتزأة- لبعض المشكلات المستعصية الكثيرة وبأجواء حامية, حيث جاءت هادئة وسريعة بساعتين ونيف, وعقيمة من أي قرار في أي من الملفات الخلافية الشائكة على جدول الأعمال, وهي النفايات, وآلية عمل مجلس الوزراء, والتعيينات الأمنية التي تشمل ثلاثة شخصيات عسكرية من المفترض أن تتم إحالتها على التقاعد هي قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي تنتهي مدة ولايته ليل 23-24 سبتمبر المقبل, ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان الذي تنتهي خدمته العسكرية غداً في السابع من أغسطس الجاري, والأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمد خير الذي سيسرح في 20 أغسطس الجاري. ودعا الرئيس تمام سلام إلى جلسة أخرى الخميس المقبل في 13 أغسطس, ونقل عنه وزير الإعلام رمزي جريج, أنه استهل الجلسة بتجديد الدعوة لانتخاب رئيس, وإبلاغه الوزراء بأن هناك جهوداً حثيثة تبذل على قدم وساق لحل أزمة النفايات, وأنه لم يتم التوصل إلى حلول نهائية بعد, وأن خيار تصدير النفايات يُدرس بعناية, ووعد بحل للمشكلة في غضون يومين أو ثلاثة. وفي ما يخص بند التعيينات الأمنية, قال جريج إن سلام تسلم من وزير الدفاع سمير مقبل كتاباً بش¯أن انتهاء ولاية رئيس الأركان “وأمل في التوصل إلى مخرج عملي يبعدنا من التعطيل”. وفي هذا الخصوص, قال الوزير مقبل لدى خروجه للصحافيين “طرحنا عدداً من الأسماء لمراكز قيادة الجيش ورئيس الأركان والهيئة العليا للإغاثة من دون أن يتم الاتفاق على الأسماء التي طرحت”, وهو ما أثار علامات استفهام بشأن إغفال البت داخل الجلسة, في استحقاق داهم يخص رئيس أركان الجيش الذي تنتهي ولايته غداً, ولو بمجرد ذكر إحالة المسألة إلى وزير الدفاع لاتخاذ قرار التمديد في حقه, حيث تدخل المسألة ضمن صلاحياته, ما دفع إلى الاعتقاد بأن وراء الأكمة ما وراءها, وأن هناك تسوية ما يجري الإعداد لها, وهو ما ألمح إليه وزير تكتل “التغيير والإصلاح” الياس بوصعب لدى خروجه من الجلسة بقوله إن ما حصل في الجلسة “مسرحية بإخراج عاطل”, مضيفاً “سواء نجحت التسوية أو لا, إذا لجأ مقبل إلى تأجيل التسريح فيكون القرار مخالفاً للقانون وموقفنا من الحكومة ثابت ولن يتغير”. واستطلاعاً للمسألة, سألت “السياسة” مصدراً وزارياً عما بين سطور الحل, فأجاب أن مشروع الحل المقترح يتضمن رفع سن التقاعد في الجيش, وهو ما تعترض عليه قيادة الجيش, لأنه سيسبب ارتفاعاً في عدد الضباط إلى درجة التخمة. وعلق المصدر الوزاري قائلاً “عندها سيصبح عدد جنرالات الجيش اللبناني, أكبر من عدد جنرالات حلف وارسو”. وأوضحت مصادر سياسية أن مشروع الحل يؤمن من جهة التمديد لقائد الجيش لولاية جديدة, ومن جهة ثانية يرضي عون على اعتبار أنه يبقي صهره العميد شامل روكز في الجيش لمدة سنتين أخريين على اعتبار أنه يتقاعد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة, وبذلك يحتفظ بحظوظه بالوصول إلى قيادة الجيش لاحقاً. وسط هذه الأجواء, دعا مجلس المطارنة الموارنة في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة البطريرك بشارة الراعي, أمس, “الكتل السياسية والنيابة لتقديم مرشحيهم لرئاسة الجمهورية والحضور إلى المجلس النيابي وإجراء الانتخابات بطريقة ديمقراطية”, محذراً من “استمرار الفراغ ينذر بسقوط الجمهورية”, ومؤكداً أن “الشلل السياسي وما يتسبب به من أزمة خانقة, يستدعي من الجميع أكبر قدر من الحس الوطني”. وفيما اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع, أن “الأوضاع التي وصل إليها البلد لم يعد مسموحاً السكوت عنها”, قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي “لا أستغرب هذا الكم من المشكلات التي تتراكم على كاهل المواطنين, طالما أن تعطيل المؤسسات سيد الموقف حتى الآن”

 

المطارنة الموارنة قلقون لاستمرار الفراغ في سدّة الرئاسة: الشلل السياسي يستدعي عدم التفريط بالوحدة الوطنية

6 آب 2015/النهار/عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في الديمان، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وأصدروا بياناً جاء فيه:

1 - رحب صاحب الغبطة والآباء بالمطرانين الجديدين: حنا رحمه، راعي أبرشية بعلبك - دير الأحمر، وبولس عبد الساتر المنتخب نائباً بطريركياً، متمنين لهما رسالة أسقفية مباركة في خدمة الكنيسة التي دعيا اليها.

2 - أعرب الآباء عن قلقهم الشديد من استمرار الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، الذي بلغ مرحلة تنذر بسقوط الجمهورية. وفي هذا الإطار يدعو الآباء الكتل السياسية والنيابية إلى تقديم مرشحيهم النهائيين لرئاسة الجمهورية، والحضور إلى المجلس النيابي، وإجراء العملية الانتخابية بالطريقة الديموقراطية والدستورية. وهم يحذرون من استمرار الفراغ. ويثمنون المساعي التي يقوم بها مسؤولون إقليميون ودوليون من أجل الخروج من الشغور في رئاسة الدولة.

3 - يعتبر الآباء أن الشلل السياسي وما يتسبب به من أزمة إقتصادية خانقة، يستدعي من الجميع أكبر قدر من الحس الوطني، وعدم التفريط بالوحدة الوطنية. لذلك إن الاحتكام الى الميثاق والدستور هو المدخل الأساس والصريح إلى تجاوز الصراعات، والبحث في أي أبعاد أخرى للأزمة.

4 - لعل أزمة النفايات التي شوهت صورة لبنان، وهددت سلامة بيئته وصحة بنيه، تساعد، إذا تعمق اللبنانيون في أبعادها ومعانيها، على اكتشاف مساوئ الخلط القائم عندنا بين الصراع على السلطة، ومستلزمات المسؤولية السياسية. فرهن الخير العام للصراعات أو المحسوبيات أو الصفقات، أو إدارة الظهر له، سيؤدي حكما الى نتائج مضرة بالمجتمع ككل. والمسؤولية السياسية تقضي بعدم التذرع بمبررات، لا صلة لها بطبيعة المسؤولية الملقاة على عاتق القيمين على المرافق الحيوية في المجتمع. وفي المناسبة يناشد الآباء كل المسؤولين أن يميزوا بين المصالح السياسية الضيقة ومتطلبات الخير العام.

5 - يفرح الآباء بالتوافد اللافت للمنتشرين من أصل لبناني الى بلدهم الأم، وخصوصا ما شهدوه على مستوى لقاء الشبيبة المارونية، والوفود الشبابية الأخرى التي زارت لبنان.

6 - يرى الآباء أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس زائدا واحدا، أثبت ضرورة الحوار الذي لا يني البابا فرنسيس يدعو العالم إليه. وهم ينتظرون ما سيسفر عنه هذا الإتفاق من خير، بعد التزام الأفرقاء المعنيين مضمونه، حتى تقتدي به منطقتنا الملتهبة بالصراعات والحروب، وتعود الى لغة الحوار التي فيها خير أكيد للجميع، وضمان لسلام فاعل وحقيقي.

7 - يسأل الآباء بشفاعة العذراء سيدة لبنان، أن ينير الله عقول المسؤولين عندنا، كي يعملوا على معالجة الأزمات المتراكمة بالحكمة والتجرد، والحوار والمحبة، ويسعوا الى نشر الإلفة والسلام في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، والعالم كله".

 

دوريات اسرائيلية على الطريق الحدودية بين كفركلا وعديسة

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في مرجعيون رونيت ضاهر أن دوريات اسرائيلة جابت الطريق الحدودية بين كفركلا وعديسة.

 

جلسة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ناقشت مقترحات للخروج من الأزمة السياسية والملفات الحياتية

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - انعقدت جلسة الحوار السادسة عشر بين "حزب الله" و "تيار المستقبل" مساء اليوم في مقر الرئاسة الثانية، بحضور المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" الحاج حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن "تيار السمتقبل"، كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل. وبعد الجلسة صدر البيان التالي: "ناقش المجتمعون مقترحات للمخارج المتداولة للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد وعدد من الملفات الحياتية التي تهم المواطنين".

 

الاحرار حذر من محاولة تشويه صورة الشهيد داني شمعون

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - رأت امانة الاعلام في حزب الوطنيين الاحرار ان "البعض يحاول مرة جديدة عن قصد أو عن غير قصد تشويه صورة الشهيد القائد داني شمعون، عبر إدعاء تمثيل خطه وتبني مواقف لا تمت بصلة إلى ثوابته والمبادئ الوطنية التي عمل طيلة مسيرته لتحقيقها وإستشهد من أجلها في أبشع جريمة عرفها العمل السياسي في لبنان". وأكدت انه "اذا كان من الطبيعي جدا ان نذكر داني شمعون مع قافلة الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن لبنان السيد الحر المستقل، لبنان كميل شمعون، لا بل على رأس هذه القافلة، فمن غير الطبيعي ما يعمد اليه البعض من إدعاء متابعة خطه والعمل نقيض مبادئه الذهبية غير الملونة". وذكرت ان "القرب من داني شمعون وغيره من الكبار لا تحدده صلة قرابة انما يحدده القرب من خطه وأفكاره ومبادئه التي عاش من أجلها وإستشهد مع عائلته في سبيلها".

 

النائب محمد رعد: ارادة الشهادة صنعت لنا النصر

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد: "ان لقاء الشهادة يشعرنا بالاعتزاز لان ارادة الشهادة لا تزال ماضية في اجيالنا الحاضرة والمقبلة ان شاء الله، هذه الارادة هي التي صنعت لنا النصر في عام 2000 والنصرالمؤزر في عام 2006 وهي التي تفتح لنا آفاق النصر في المرحلة المقبلة". كلام رعد جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي أقامه "حزب الله" لطارق علي موسى الذي أقيم في مجمع "سيد الشهداء" في بلدة عربصاليم، بحضور مسؤول المنطقة الثانية في الحزب علي ضعون وشخصيات وفاعليات ومواطنين. وقال رعد: "ان هذه الشهادة هي التي تكتب لنا تاريخا جديدا تنقل صفحات الماضي الى اشراقات المستقبل تحولنا من العيش في ظلمة التبعية والذلة والمهانة الى عز الارادة والسيادة والاستقامة والاستقلالية، الشهادة هي التي تصنع لنا مستقبل اجيالنا المقبلة فلا يعود في امتنا امي ولا جاهل ولا كسول ولا عاطل عن العمل ولا تائه ولا ضائع ولا مضلل وانما الوجهة نحو المقدس وجهة ينظر اليها الجميع ويستعد لها الجميع، أمة جادة نشيطة عقائدية ملتزمة مثابرة مواظبة مخلصة لاهدافها تعرف من اين تبدأ والى اين تنتهي والاهداف التي تريد ان تحققها". وتخلل الحفل تقديم فرقة من كشافة المهدي وكلمة العائلة عباس موسى ومجلس عزاء للمقرىء الشيخ محمد مغنية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 المطران الجديد على أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية زار دير مار شربل بقاعكفرا

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - زار المطران الجديد على أبرشية بعلبك - دير الأحمر المارونية حنا رحمة، بعد انتهاء اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الشهري في الديمان، والذي حضره كل أساقفة الأبرشيات، دير وبيت مار شربل في بقاعكفرا. وأدى الصلاة طالبا من القديس شربل أن "يلهمه الخير والبركة في توليه مسؤولياته الجديدة". بعدها، استقبله رئيس الدير الأب جوني سابا وإخوته الرهبان، في حضور مدير عام الشمال والرسالات في دول الإنتشار في الرهبانية اللبنانية المارونية الأب طوني فخري ومنسق العلاقات العامة في الدير الزميل جوزيف محفوض. ووضعه سابا ب"ما يقوم به حاليا من أعمال وما سيقوم به مستقبلا"، متمنيا له "التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة". من جهته، شكر رحمة الرهبان على إستقباله، طالبا منهم "الصلوات الدائمة التي تعطيه الذخر والقوة لتثبيت رسالته الداعية الى الخير والرحمة والمحبة". ويشار إلى أن رحمة سيترأس قداس شكر للقديس شربل، الذي هو أساس دعوته الرهبانية والكهنوتية في دير القديس شربل في بقاعكفرا في 16 آب الجاري، عند السادسة.

 

اللواء عباس إبراهيم لمجلة "الأمن العام": بإمكان اللبنانيين إنتخاب رئيس في أي لحظة ونحتاج الآن الى قانون انتخاب عصري

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - صدر العدد 23 من مجلة "الامن العام" عن المديرية العامة للامن العام. ويصدف صدور العدد الجديد مع العيد السبعين للمديرية في 27 آب من الجاري. والى الابواب الدائمة، اجرت المجلة حوارا شاملا مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، تناول انجازات المديرية في السنوات الاربع المنصرمة من وجوده على رأسها. وأكد ان "في وسع اللبنانيين في اي لحظة انتخاب رئيس للجمهورية"، معربا عن اسفه لأن "الطبقة السياسية اخفقت نتيجة عوامل خارجية". واذ لاحظ ان "ارادة الانتخاب معطلة نتيجة اجندات خارجية"، أكد ان "الدولة اللبنانية ليست في خطر"، شدد على "ضرورة وضع قانون انتخاب يكون كلمة السر لإعادة تقويم كل الوضع القائم واعادة انتاج المؤسسات الوطنية والدستورية بما يمثل من احلام اللبنانيين ومصالحهم". وقال ابراهيم ان لبنان "ليس الحلقة الاضعف فحسب، بل الاكثر تأثرا بالازمة السورية بدليل وجود مليون ونصف مليون وافد سوري من التوجهات السياسية المختلفة، جزء منهم مع المعارضة وجزء مع الموالاة، ما يجعل لبنان يتأثر بالازمة السورية ويهتز امنه نتيجة لذلك".

وتطرق الى ملف العسكريين المخطوفين، فأكد التوصل مع "جبهة النصرة" الى "مرحلة متقدمة حددت آلية التبادل وزمنه ومكانه ومسائل تقنية". وقال: "ان الملف بشقه التفاوضي انتهى بالنسبة الينا والاخوة في قطر، وما نحتاج اليه هو بعض التوضيحات لمباشرة التبادل".

 

الحوت: على حزب الله العودة الى الحوار السياسي اللبناني الشامل

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - اعتبر نائب الجماعة الاسلامية الدكتور عماد الحوت، في مداخلة تلفزيونية، أن محور النظام السوري - الايراني - "حزب الله" مرشح للمزيد من الهزائم في سوريا إذا اعتمدنا معايير "حزب الله" التي اعتمدها في عدوان تموز 2006، حين اعتبر أنه انتصر على العدو الصهيوني لمجرد الصمود ل33 يوما، وبالتالي فإن ثوار الشعب السوري انتصروا على المحور المذكور في الزبداني والقلمون وغيرها من المناطق بتجاوزهم في صمودهم هذه المدة، وهي نتيجة طبيعية يحصدها كل من يواجه الشعوب على أرضها".

ودعا "حزب الله" الى الخروج سريعا من الرمال المتحركة السورية، فعبء مواجهة الشعب السوري ودعم النظام سيزداد يوما بعد يوم، وأن يعود الى الحوار السياسي اللبناني الشامل، علنا بذلك نستنقذ الشباب اللبناني الذين يرمي بهم الحزب في أتون مواجهة الثورة السورية المحقة ليقتلوا هناك بدل أن يساهموا في بناء بلدهم وازدهاره، فضلا عن استنقاذ ما تبقى من هيكلية الدولة ومؤسساتها بعيدا عن التعطيل والرهانات مما يستجيب لطموحات المواطن اللبناني لا لمصالح المحاور الخارجية".

 

سامي الجميل التقى عائلة جورج الريف: لنترك القضاء يأخذ مجراه ولتكن ذكرى الأربعين وقفة تضامنية ضد التفلت الأخلاقي

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، عائلة جورج الريف وضمت زوجته واولاده ووالدته ووالده، ومحامي العائلة السفير زياد بيطار ورئيس المجلس الأرثوذكسي اللبناني روبير الأبيض وعدد من المحامين. وأكد رئيس الكتائب بعد اللقاء تضامنه مع العائلة في مصابها، مشددا على "ضرورة ترك القضاء يقوم بعمله من دون تسييس او تدخلات من أي نوع كانت"، داعيا إلى "ان تكون ذكرى الأربعين لجورج بمثابة وقفة تضامنية في وجه التفلت الأخلاقي".

وشدد على "ضرورة منع اقحام السياسة في هذه القضية"، وقال: "يجب أن نمتنع كسياسيين ومرجعيات عن التدخل في سير العدالة، وأن نترك القضاء يأخذ مجراه الطبيعي وان تطبق اقصى العقوبات المنصوص عليها في هذه الحال وان نترك هذه العائلة تعيش بسلام وبمصالحة مع الذات من دون ادخال القضية في مهاترات من أي نوع كان". وعبر الجميل عن تعاطفه مع "معاناة العائلة وألمها لهذه الجريمة التي اثرت بكل اللبنانيين وتركت وجعا خاصا وخلقت حالا من التضامن مع عائلة الريف"، مؤكدا "وقوف الحزب الى جانب العائلة"، وقال: "والد جورج يحمل البطاقة الكتائبية منذ العام 52 وهذا شرف لنا". وقال: "ندعو كل اللبنانيين إلى المشاركة في ذكرى الأربعين التي ستقام في الثلاثين من الشهر الجاري لتكون وقفة تضامنية في وجه الاجرام في البلد الذي لم يعد يقف امام حدود، بعدما بدأ الفساد والانحطاط الأخلاقي يطاول المجتمع، ويؤدي الى بروز هذا النوع من الجرائم التي لم نكن نشهدها في لبنان".

بيطار

ثم تحدث محامي العائلة فاعتبر ان "البلد يعيش حياة تفلت"، شاكرا للجميل والكتائب الوقوف "الى جانب العائلة والحق للمساعدة في الاقتصاص من المجرمين".

الزوجة

من جهتها، قالت زوجة الضحية: "نزور بيت الكتائب والنائب سامي الجميل الأخ للمطالبة بحق جورج، فقضيته هي قضية كل انسان في لبنان له الحق في أن يعيش بهذا البلد براحة بال، والا يضطر الى المغادرة بسبب السلاح المتفلت".

 

قانون البلديات واضح في الحفاظ على النظافة والصحة العامة أزمة النفايات فضحَت الجميع والحلّ بفرض الفرز من المصدر

منال شعيا/النهار/6 آب 2015/مضى اكثر من اسبوع، ولا تزال النفايات تتراكم في الشوارع والروائح النتنة تزكم أنوف المواطنين. "هستيريا" من المواقف شهدتها البلاد وسط ضياع في حلّ أزمة عمرها أعوام، او بالأحرى هو الضياع المقصود للهرب من المسؤوليات بهدف الحفاظ على مصادر الصفقات والسمسرات. ولعلّ "الايجابية" الوحيدة للأزمة انها فضحت كثيرين وكشفت هزال السلطة، وعرّت "زعماء" ووزراء وبلديات. المفارقة ان جولة بسيطة على مواقف المعنيين تكشف هذا "الضياع المقصود": وزير يريد ردم البحر بالنفايات، وآخر لا يعرف ماذا يفعل، وثالث ينقلها من مكان الى آخر وصولاً الى المريخ. الكل يهرب من الفرز ومن وضع الاصبع على الجرح، عبر ايجاد معامل اعادة التصنيع لاستقبال النفايات المفروزة، فيما تطغى معضلة بيروت على المشكلة برمتها. في البدء احتار الوزراء والمسؤولون من اين يبدأون، وانخلطت المواقف. على سبيل المثال، اقترح الوزير اكرم شهيب استحداث سنسولين في خلدة وطمر البحر بالنفايات. حزب الكتائب قدّم خطة الى مجلس الوزراء عبر الوزير الان حكيم، واقترح نقل النفايات الى السلسلة الشرقية. الوزير وائل أبو فاعور اقترح طمر النفايات بالكسارات، فيما مجلس الوزراء مجتمعا أكد ان هناك خطة، وعلى وزير البيئة تنفيذها. والاخير لم يتوان عن طلب مساعدة وزارة الداخلية والقوى الأمنية لإيجاد مطامر، في حين رأى رئيس بلدية بيروت بلال حمد ان نقل النفايات الى عكار هو الحل. خريطة مواقف والحل بعيد. اتفق المسؤولون، وفي مقدّمهم الرئيس تمام سلام ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط و"تيار المستقبل"، على نقل النفايات الى مطمر سبلين، "فانفجرت" في اقليم الخروب! كل تلك الحلول تظهر ان المعنيين لا يزالون يعالجون النفايات كقطعة جبنة يتم اقتسامها. يجتمعون، يتفقون، فيرمون الازمة على المواطن، غير آبهين بمدى تحمّل بعض المناطق مزيدا من "النفايات". والأغرب محاولة البعض مجدداً اقناع الرأي العام، وخصوصاً في الشحار الغربي، باعادة فتح مطمر الناعمة، ولو موقتاً، علماً ان كل موقت يدوم في لبنان.

انها باختصار أزمة ثقة. والحل يمكن ان يبدأ عبر ايجاد مراكز فرز وتسبيخ، باعتماد الفرز من المصدر، وهنا يأتي دور المواطن، ومن ثم جمع النفايات، وهنا مسؤولية البلديات، ومن ثم نقلها الى المصانع والمؤسسات التي تقوم باعادة التصنيع والتدوير، وقد كشفت الايام الماضية وجود مؤسسات تقوم بهذا الدور، علما ان الكثير من البلديات بدأت تتخذ هذا الخيار. وسط كل ذلك، على وزارة الداخلية المراقبة لكونها المشرفة على البلديات. عبر هذا النمط يمكن تخفيف من 60 الى 70 في المئة من كمية النفايات.

 

ميقاتي من الديمان: الفرصة لا تزال متاحة لوحدة وطنية تنقذ لبنان

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - جدد الرئيس نجيب ميقاتي الدعوة الى انتخاب رئيس جديد للبنان "من أجل اكتمال عقد المؤسسات الدستورية"، معتبرا أن "الفرصة لا تزال متاحة لوحدة وطنية حقيقية لإنقاذ لبنان". وكان ميقاتي زار ظهر اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وشارك في اللقاء الوزيران السابقان نقولا نحاس ووليد الداعوق.

ميقاتي

بعد الزيارة صرح ميقاتي: "زيارة هذا الصرح باتت تقليدا سنويا في مثل هذا الوقت من كل عام، وقد تناولنا خلال اللقاء مع صاحب الغبطة الوضع العام في لبنان، وكان الموضوع الاساسي هو انتخابات رئاسة الجمهورية وضرورة الاسراع في انتخاب رئيس جديد من أجل اكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعملها. وخلال اللقاء تطرقنا الى الوضع المتردي في المؤسسات ومحاولات النيل منها، وأعطينا مثلا على ذلك ما تتعرض له المؤسسات من تفكك عند كل أزمة، وخير مثال موضوع معالجة أزمة النفايات وما كشفه من ضعف السلطة المركزية في لبنان والتصارع على المصالح عند البحث في كل ملف". أضاف: "تطرقنا خصوصا الى الواقع المسيحي في المنطقة بشكل عام، وأبديت رأيي في أن الموضوع لا يتعلق بحقوق المسيحيين فقط بل بحقوق الانسان بشكل عام من أجل تأمين العيش الكريم لهذا المواطن. وعندما نتحدث عن حقوق الانسان بشكل عام نكون نعني حقوق المواطنين بالمساواة في ما بينهم. وفي الازمة التي نشهدها حاليا بسبب ازمة النفايات اقول انه كان حريا بنا ان تكون المعالجة بطريقة مختلفة، وإلا لما كان الطرح بتصدير النفايات الى الخارج بدل معالجة هذا الملف بطريقة علمية وبالمساواة بين حقوق المواطنين كافة. حتى النفايات "هجت" من البلد ويجري العمل على ترحيلها الى الخارج". وختم: "في كل الاحوال، في هذا الظرف الصعب أتمنى أن تتضافر جهود الجميع بوحدة وطنية حقيقية لإنقاذ البلد، والفرصة لا تزال متاحة وعلينا ان نستفيد منها جميعا".

 

الرئيس حسين الحسيني استقبل الاحدب ورئيس مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - استقبل الرئيس حسين الحسيني في مكتبه في عين التينة رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية الدكتور خير الدين حسيب، الذي سلمه دعوة لحضور ندوة بعنوان "مستقبل التغيير في الوطن العربي: من الأنفاق إلى الآفاق"، التي ستعقد في بيروت من 9 تشرين الثاني المقبل الى 11 منه. كذلك استقبل النائب السابق مصباح الأحدب، وكانت مناسبة لعرض التطورات في لبنان والمنطقة.

 

المفتي دريان التقى قباني وابراهيم وبرغوت: قضية العسكريين في طريقها إلى الحل

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وأشاد دريان بالجهود التي يقوم بها اللواء إبراهيم في معالجة قضية المخطوفين العسكريين، مبديا "تفاؤله بان موضوع المخطوفين العسكريين في طريقه إلى الحل، وطمأن أهالي العسكريين بأن قضية أبنائهم في أيد أمينة، وسيعودون إلى أهلهم وذويهم سالمين بإذن الله". واستقبل المدير العام المؤسسات الاجتماعية دار الأيتام الإسلامية الوزير السابق خالد قباني وبحث معه في الشؤون الإسلامية والوطنية.

والتقى دريان رئيس اللجنة الإدارية والمالية في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بسام برغوت وعضو المجلس فيصل سنو وتم التداول في الشؤون الإدارية والمالية للدوائر الوقفية.

 

النائب نبيل نقولا: لم نقل يوما إن المجلس النيابي غير قانوني

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - لفت عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا في تصريح من عين التينة وزعه مكتبه الى "أننا لم نقل يوما ان المجلس النيابي غير قانوني، فالقانونية تختلف عن الشرعية، والمجلس الدستوري أعطى المجلس النيابي قانونيته، وبالتالي يستطيع ان يقوم بكل الاعمال التي يقوم بها، اما الشرعية فهي صفة يعطيها الشعب لأي مسؤول". وردا على سؤال عن علاقة رئيس التكتل العماد ميشال عون برئيس المجلس نبيه بري، قال نقولا انه "لو ان العلاقة غير سوية لما كنت موجودا هنا". وفي ملف النفايات والكهرباء، أكد أن "المشكلة تكمن في أننا نبحث دائما عن النتيجة ولا نبحث عن السبب، فمنذ عشرين عاما حتى اليوم تراكمت كل هذه المشاكل وبالتالي يجب محاسبة من كان في الحكم كل هذا الزمن".

 

الراعي قلد أمل أبو زيد الوسام البابوي: نقدر انجازاته في حقول الثقافة والصحة والبيئة والتنمية

الأربعاء 05 آب 2015/وطنية - قلد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي عضو مجلس ادارة الصندوق الاجتماعي الماروني أمل أبو زيد، وسام القديس غريغوريوس الكبير البابوي من رتبة فارس، الذي منحه اياه البابا فرنسيس، في حفل أقيم في الديمان، وحضره السفير البابوي المونسنيور غبريللي كاتشا، والمطارنة رولان أبو جودة ومطانيوس خوري ومارون العمار اضافة الى عدد من الكهنة وعائلة أبو زيد. وقد تلا السفير البابوي، خلال الحفل، البراءة البابوية التي تشير الى ان الوسام يأتي "تقديرا لالتزاماته الروحية ومشاركته الفاعلة في مبادرات الكنيسة الراعوية الاجتماعية من خلال أجهزتها ومؤسساتها العديدة التي انتسب اليها، مسهما اسهاما مؤثرا في تنمية وترقي المجتمع اللبناني ونشر ثقافة المصالحة والسلام".

الراعي

وبعد تقليده اشارات الوسام الرسمية، ألقى البطريرك الراعي كلمة هنأ فيها أبو زيد وأفراد عائلته وعارفيه، معتبرا "هذا الوسام تقديرا للجماعة التي ينتمي اليها أبو زيد ولجميع الذين عمل معهم بروح المحبة والخدمة المجردة والتعاون الاخوي النابع من الايمان بالله".

وعدد البطريرك الراعي أبرز أدوار الخدمة التي يضطلع بها أبو زيد في الصندوق الاجتماعي الماروني والمؤسسة المارونية للانتشار ورابطة قنوبين للرسالة والتراث وسواها، وقد قادته روح الخدمة الرسولية الى انشاء مؤسسة الارض البيضاء محققا انجازات مقدرة في حقول الثقافة والصحة والبيئة والتنمية. ولفت الراعي الى "الاسهام الفاعل لابو زيد في تطوير وتعميق العلاقات اللبنانية الروسية، وقد كرمته اكاديمية العلوم الروسية بمنحه الدكتوراه الفخرية كأول لبناني يحظى بهذا التكريم. وفي هذا الاطار، عمل أبو زيد على اصدار كتاب الموارنة باللغة الروسية ونشره في تلك البلاد، متضمنا أبحاثا تاريخية قيمة، وتجري الآن ترجمته الى سائر اللغات". وقال: "هؤلاء هم الموارنة ومسيحيو هذا الشرق رسل الثقافة والانفتاح وحوار الحضارات والاديان من أجل خير الانسانية جمعاء".

أبو زيد

ثم كانت كلمة شكر لابو زيد قال فيها: "ان سبيل خلاصنا يكمن في مدى التفافنا حول أبينا ورئيسنا غبطة البطريرك، كالموارنة الاوائل الذين حصلوا في ظلال بطاركتهم تجربة حياة فريدة تميزت بالخدمة والمحبة والوحدة. وان مجد حاضرنا مع بطريركنا هو امتداد لألق ماضينا في الوادي المقدس". اضاف: "من قنوبين الينابيع والجذور الى مليخ قريتي الوديعة في جزين الجنوب، التي أهدي اليها هذا الوسام، مسيرة متواصلة مطبوعة بطابع الايمان والشهادة والرسالة، هذه الاقانيم الثلاثة التي تبقينا راسخين في أرض لبنان وأرض الشرق كله".

وأكد "مضاعفة جهود الخدمة في مختلف حقول المبادرات الراعوية الاجتماعية التي تضطلع بها الكنيسة". بعد ذلك أقيمت صلاة المساء على نية أبو زيد وعائلته.

 

جعجع سلم بطاقات انتساب للمغتربين: ألا يستحق ملف النفايات أن تجتمع الحكومة ليلا نهارا لإيجاد الحلول؟

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - أسف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، "أن تكون أزمة النفايات قد لطخت صورة لبنان في الخارج، بينما نحن نسعى جاهدين لإعلاء شأن بلدنا، عدا عن ضررها الصحي والمعنوي على اللبنانيين، أفلا يستحق هذا الملف أن تجتمع الحكومة ليلا نهارا لإيجاد الحلول؟". حاول البعض طمر النفايات في كسروان أم المتن أو غيرها"، مؤيدا مطالب "أهالي عين دارة، وجرود كسروان، المتن، عاليه والشوف، وأهالي اقليم الخروب وحرار وعكار وطرابلس ورفضهم انشاء مطامر فيها، اذ لم يعد لديهم ثقة بالدولة اللبنانية جراء تصرف هذه الحكومة وكل الحكومات المتعاقبة". وأعلن أن "حل مشكلة النفايات هو بتصديرها الى الخارج، مع العلم أن كلفة جمعها وتوضيبها ونقلها الى الخارج بالكاد تساوي الكلفة التي كانت تستوفيها الشركات التي كانت تطمر في لبنان". وكشف "ان كتلة القوات اللبنانية ستطالب بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية حين يعود مجلس النواب الى مزاولة عمله، للتحقيق مع الوزراء والادارات المعنية التي تركت موضوع النفايات حتى انتهاء المهلة المحددة لإقفال مطمر الناعمة دون ايجاد الحل البديل، وكذلك التحقيق بهذا الملف منذ عشرين عاما الى الآن، ولا سيما أن اللبنانيين دفعوا حوالي ملياري دولار في ملف النفايات لنجد أنفسنا اليوم دون أي بنى تحتية في هذا الشأن". ودعا رئيس الحكومة تمام سلام مع مجموعة الوزراء المختصين "الى اتخاذ القرار السريع والملائم لاستدراج عروض واختيار الشركة الأرخص لتصدير النفايات الى الخارج خلال الأشهر المقبلة الى حين النظر في استدراج العروض الذي كان قد طرح سابقا لمعالجة هذه الأزمة جذريا".

تسليم بطاقات انتساب لمغتربين

تحدث جعجع في خلال حفل توزيع بطاقات الانتساب الحزبية الى 250 مغتربا لبنانيا من كل أنحاء العالم في معراب، في حضور النائب أنطوان زهرا، أمين عام حزب القوات فادي سعد، ورئيس جهاز الاغتراب في الحزب انطوان البارد، وقال: "ان الأوضاع التي وصل اليها البلد لم تعد مقبولة ولم يعد مسموحا السكوت عنها، وانطلاقا من الظرف الذي تمر به البلاد لم نمارس دورنا كمعارضة كما يجب، بل كنا كل الوقت بانتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية واعتبرنا أن الحكومة الحالية تمرر الأمور بالحد المقبول، ولكن للأسف وصلت الأمور الى حد أصبح السكوت جريمة". وأشار جعجع الى أنه "تبين أن كل أسس لبنان ثابتة وسليمة بعد كل الأحداث التي شهدناها وكل المعطيات متوافرة لذلك، وخصوصا أن المنطقة المحيطة بنا تعيش حالة غليان منذ اربع سنوات ونصف، بينما لبنان صامد بدون رئيس للجمهورية ومع حكومة مشلولة". وتطرق الى أزمة النفايات، فقال:" كيف تكون حكومة ومؤسسات ودولة بأكملها عاجزة عن معالجة موضوع ليس بكارثة طبيعية أو غير متوقع؟، فعدم تمكن هذه الحكومة من حل مثل هذه الأزمة يعني أن لدينا خللا جوهريا في تكوين السلطة"، مذكرا ان "القوات اللبنانية رفضت المشاركة في هذه الحكومة لأنها صادقة مع نفسها ومع أهدافها ولا تقبل غش الناس التي تمثلها، فالحكومة ليست طاولة حوار أو للنقاش الفكري أو حلبة مصارعة بل هي أداة تنفيذية يجب أن تكون منسجمة ومترابطة وقادرة على اتخاذ القرارات التي تهم مصلحة المواطنين". وانتقد مشكلة انقطاع الكهرباء "ولا سيما في هذا الطقس الحار الذي نعيشه، فبدل زيادة ساعات التزويد بالطاقة تم اللجوء الى مزيد من التقنين، وكل مسؤول يرمي المسؤولية على غيره ويقول إنها مشكلة متوارثة، علما أن التقنيين والخبراء يؤكدون أنها ليست مشكلة مستعصية ولا تفوق طاقة الشعب اللبناني وقدراته لا المادية ولا التقنية ولا الفنية وسواها، وأضف الى ذلك ان لبنان بلد المياه وشعبه يعاني العطش". وسأل جعجع: "أين أصبحت خارطة الطريق التي وضعتها الحكومة في مسألة النفايات؟، فمنذ خمسة أشهر اتفق على خطة معينة وذكر ان تاريخ 17 تموز هو موعد إقفال مطمر الناعمة والبدء بمرحلة جديدة، ليكون أمام الوزراء المختصين الفترة اللازمة لإيجاد الحل المناسب، ولكن للأسف بين ليلة وضحاها استيقظنا على النفايات متراكمة في الشوارع، فمن هو المسؤول عن عدم تنفيذ خطة الحكومة؟".

وأكد أن "تشكيل الحكومة كما يحصل لا يوصلنا الى سلطة تنفيذية فاعلة، فالخلافات يمكن أن نجدها في مجلس النواب ولكن ليس في الحكومة التي من واجبها اتخاذ قرارات عملية يوميا، لذا شهدنا أزمة النفايات وعشرات ومئات المشاكل الشبيهة التي لا نجد لها حلا بسبب جمع الأضداد داخل حكومة واحدة". واذ اعتبر أنه "لا يجب البحث عن مطامر في لبنان كما طرح البعض طمر النفايات في كسروان أم المتن أو غيرها"، أيد "مطالب أهالي عين دارة، وجرود كسروان، المتن، عاليه والشوف، وأهالي اقليم الخروب وحرار وعكار وطرابلس ورفضهم انشاء مطامر فيها، اذ لم يعد لديهم ثقة بالدولة اللبنانية جراء تصرف هذه الحكومة وكل الحكومات المتعاقبة".

وأعلن جعجع أن "حل مشكلة النفايات هو بتصديرها الى الخارج، مع العلم أن كلفة جمعها وتوضيبها ونقلها الى الخارج بالكاد تساوي الكلفة التي كانت تستوفيها الشركات التي كانت تطمر في لبنان".

وأسف "أن تكون أزمة النفايات قد لطخت صورة لبنان في الخارج بينما نحن نسعى جاهدين لإعلاء شأن بلدنا، عدا عن ضررها الصحي والمعنوي على اللبنانيين، أفلا يستحق هذا الملف أن تجتمع الحكومة ليلا نهارا لإيجاد الحلول؟"، داعيا رئيس الحكومة تمام سلام مع مجموعة الوزراء المختصين "الى اتخاذ القرار السريع والملائم لاستدراج عروض واختيار الشركة الأرخص لتصدير النفايات الى الخارج خلال الأشهر المقبلة الى حين النظر في استدراج العروض الذي كان قد طرح سابقا لمعالجة هذه الأزمة جذريا".

وتحدث جعجع عن الوضع الداخلي لحزب القوات اللبنانية، فاعتبر أن "أهمية البطاقة التي تتسلمونها ليست مجرد تدبير إداري بل هي عصارة أجيال وأجيال من المقاومة وتضحيات الآف الشهداء ليبقى لبنان".

عرض وثائقي وكلمات

وتخلل الحفل عرض لفيلم وثائقي عن المقاومة اللبنانية، وكلمة لرئيس جهاز الاغتراب في الحزب انطوان البارد قال فيها: "إن البطاقة التي تتسلمون اليوم ليست مجرد اعتراف منكم بالانتماء الى القوات أو اعتراف من القوات بانتمائكم اليها، فقبل البطاقة انتم قواتيون، مقاومون، مناضلون، انتميتم الى مسار تاريخ مجيد ولو تبدلت بكم الجغرافيا من الوطن الى اوطانكم الثانية". أضاف: "تتسلمون البطاقات رمزا للوفاء وللتمسك بالقضية المتمثلة اليوم بحزب رائد في تجربته وإرثه الفريد وفي رصيد شهدائه وفي ديمقراطيته وحداثته وروحه الشابة".

وختم البارد متوجها الى المغتربين بالقول: "أنتم الجناح الآخر للوطن وللقضية ولحزب القوات الللبنانية، ونحن على يقين ان انتسابكم الى القوات اللبنانية له معنى اضافي نظرا لبعدكم عن ارض الوطن، فتوفرون لحزبكم الامتداد العالمي، فإلى مزيد من اللقاءات والانتسابات والبطاقات، والوصية الدائمة اجعلوا من كل مكان لبنان، اجعلوا من القضية لانتمائكم العنوان، ومن بطاقة الانتساب خارطة لنضال مستمر".

 

جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية

إعلان بيروت للحريات الدينية

تضربُ لبنانَ والبلادّ العربية، وبقاعَ العالَم الإسلامي، حالةٌ من الغّلّيان والثَوَران باسم الدين والمذهب والطائفة، تقتل الإنسان، وتُشرِّدُهُ من دياره، وتُنكر عليه كرامةَ إنسانيته، وأصول مواطنته وعَيشِه وحرياته.

إن هذه الحالة الشاذة التي تضعُ الدين في مواضع الاستغلال لأهدافٍ سياسية واستراتيجية وعبثية مدمّرة للإنسان والبلدان والعمران، و التي تتسبب في تصاعد موجات الإسلاموفوبيا في سائر أنحاء العالم، فضلاً عن تهديد عيشنا المشترك، ومواريث حضارتِنا، ومستقبلِ أجيالِنا الشابة، استدعت مبادراتٍ عربية وإسلامية كثيرة للمواجهة والتصدي والتحرير والتصحيح ونبذ العنف باسم الدين، في لبنان والبلدان العربية الأُخرى، ومن الجهات الدينية والمدنية، والثقافية ، والعامة.

إن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، التزاماً منها برسالتها التربوية والاسلامية والوطنية في نشر ثقافة الإسلام الوسطي المعتدل والمتنوِّر والمتسامح؛

وحرصاً منها على بناء صرح العيش الوطني المشترك الحُرّ والمدني والمتطوِّر؛ ومواجهة الأخطار التي تتهدد الوطنَ والمُواطن والأمة والدينَ والأخلاق؛

وجدت أنه من واجبها ومسؤوليتها الإسلامية والعربية والوطنية التصدّي لظاهرة التطرف والعنف بإصدار «إعلان بيروت للحريات الدينية» تثبيتاً للميراث الذي ائتُمنت عليه وقامت على أساسه، ورعايةً لعهود بيروت ولبنان الإنسانية المستنيرة، والتزاماً بكرامة المُواطن والإنسان، واستنقاذاً للدين ممن يحاولون اختطافه تحت شعارات مزيفة.

أولاً : حرية العقيدة والعبادة والتعليم. إن الإيمان الديني اختيار حر ، وقرار حر للإنسان نفسه، وهو بما يترتب عليه من حريات في العبادة والتعليم والتربية حق من حقوق الإنسان والمواطن، تكفله النصوص القرآنية القطعية الدلالة: {لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي} (البقرة: 256)، و {فذكر إنما أنت مذكر. لست عليهم بمصيطر} (الغاشية: 21-22). وعلى مدى أكثر من ألف وثلاثمائة عام، ظلت ديارنا عامرةً بالمساجد والكنائس والمعابد جنباً إلى جنب، شأن الحياة الاجتماعية الواحدة. ونحن نريد أن يبقى ميراث الحرية والتضامن والعيش المشترك هذا زاهراً ومزدهراً على أرضنا وفي مدننا وبين شبابنا، كما يقتضيه الدين، وتقتضيه تقاليد الوطن والأمة وحقوق المواطنة ومواثيقها وعهودها.

إن انتهاك حقوق الجماعات المسيحية في ممارسة حرياتها الدينية وفي إعلاء رعاية شؤون كنائسها وأديرتها ومؤسساتها التعليمية والاجتماعية، هو انتهاك لحقوق الانسان، وانتهاك لحقوق المواطنة . وفوق ذلك هو انتهاك لتعاليم الاسلام الذي تُرتكب هذه الانتهاكات باسمه.

ولذلك ؛ فإننا نرفع الصوت عالياً من منطلقات إسلامية وانسانية ووطنية ضد هذه الممارسات التخريبية، داعين أهلنا وأحبتنا ، مسيحيي الشرق، إلى عدم الإذعان إلى الإرهاب التهجيري، والتمسك بأوطانهم والتجذر فيها، مواطنين كراماً لهم ما للمسلمين من حقوق، وعليهم ما على المسلمين من واجبات، للمحافظة على قيم العيش الواحد والمتساوي  والمتساند في مجتمعاتنا التعددية .

إن ثقافتنا الإيمانية تدعونا إلى نبذ الإكراه والى احترام حرية الضمير والى تقبل الاختلافات بين الناس على أنها تعبير عن الإرادة الإلهية.. فللّه وحده سبحانه وتعالى، سلطة الحكم على ما في قلوب الناس وعلى ما كانوا فيه يختلفون.

ثانياً : الحقُّ في الحُرمة والكرامة: وهو حق تُثبتُهُ النصوص الدينيةُ القطعية الدلالة أيضاً { ولقد كرَّمْنا بني أدَم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا} (الإسراء: 70). إن الانسان مكرّم لذاته الانسانية. وأساس هذه الكرامة عقلُهُ وحريتُه في اختيار الاعتقاد والرأي والتعبير، ومسؤوليته أمام الله وحده عن هذا الاختيار. وللانسان الحقُ في صَون هذه الحرية من جانب السلطات، ومن جانب الآخرين. فلا حقَّ لأحدٍ في الحكم على اعتقاد الناس، ولا في الاضطهاد أو التمييز على أساسٍ ديني أو إثني، يقول الله تعالى:{ ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلامَ لستً مؤمنا، تبتغون عَرَضَ الحياة الدنيا} (النساء: 94)، فكلكم لآدم، وآدم من تُراب، كما قال رسول الله صلوات الله وسلامُهُ عليه في خطبته في حجة الوداع. وقال: "الناسُ سواسيةٌ كأسنان المِشْط فلا تفضيل ولا تمييز ولا إرهاقَ ولا إكراه". وقد حدَّد القرآن الكريمُ سببين وحيدين للحرب الدفاعية، هما: الاضطهادُ في الدين، والإخراجُ من الديار: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم. إن الله يحبُّ المقسطين} (الممتحنة: 8). فليس من حق أحدٍ في نظر القرآن أن يشنَّ حرباً على إنسان أو جماعة من الناس بسبب الدين ، لإخراجهم من ديارهم، استعماراً أو إحتلالاً أو إلغاءً. إنّ علينا النضال معاً من أجل صون الحريات الدينية والحريات الوطنية، واحترام الكرامة الإنسانية وحماية العيش المشترك بالبر والقسط.

ثالثاً : الحقُّ في الاختلاف، والحقُّ في التعدَّد: يقول الله سبحانه وتعالى: { يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتَعارْفوا. إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات: 13) فالاختلافُ والتعدد طبيعةٌ إنسانيةٌ واجتماعيةُ من جهة، واختياراتٌ فرديةٌ و جَماعيةٌ أو مجتمعيةٌ من جهة ثانية. والتعارُف والاعتراف هو أمر الله سبحانه وتعالى، وهو الاستجابةُ الملائمةُ لإنسانية الإنسان، وعيشه في المجتمعات، ومع العالم. وما كانت مجتمعاتُ المسلمين في أي زمن من الأزمنة مجتمعاتٍ أوحديةً في الرأي أو في طرائق العيش، وهي لم تكن أوحدية في الدين أيضاً.

رابعاً: الحقُّ في المشاركة السياسية والمجتمعية: وهي مشاركة تقوم على أساس المساواة والحرية والاختيار الحر والمسؤولية الفردية. فان الاسلام كما ذكرت وثيقة الأزهر الشريف لا يفرضُ نظاماً معيناً للحكم، ولا يعرف الدولة الدينية الكهنوتية . إن النظام السياسي هو نظامٌ للحكم المَدَني، يُنشئُهُ المواطنون أنفسهم بأنفسهم مسلمين وغير مسلمين، التزاماً بحقوق المواطنة وواجباتها، وهم يطوّرونه بحسب إراداتهم الحرة، واستجابة لمصالحهم المشتركة. ولذا فإن اعتبار هذا النظام السياسي أو ذاك مقدساً أو معصوماً أو ركناً من أركان الدين، فيه سوء فهم للدين وتشويه له، وفرضٌ له على الناس بدون حق سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين. فهم جميعاً في عقد وذمة الدولة الوطنية التي يصنعونها معاً، ويخضعون لدستورها وقوانينها التي تساوي بينهم في الحقوق والواجبات.

خامساً: التزامنا بالمواثيق العربية والعالمية: لقد أقامت أمّتنا حضارةً زاهرةً وتعدديةً منفتحة، وقعت في أساس تقدم العالم، وشاركت شعوبُنا في حضارة العصر،  وأنشأت أنظمةً ودولاً وطنيةً ومؤسَّسات لم يَحُلْ دون إنشائها الدينُ أو الموروث. والارتدادُ عليها بحجة استعادة الشرعية المفقودة، فيه تنكُّرٌ لثوابت الدين، ولنضالات شعوبنا من أجل الكرامة والحرية والمشاركة في تقدّمنا وفي تقدّم العالم وحضارته وأمنه. ونحن ملتزمون بميثاق الأمم المتحدة، وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبالمواثيق والإعلانات الأخرى. وهناك إعلانٌ عربيٌّ لحقوق الإنسان، وإعلاناتٌ إسلاميةٌ كثيرةٌ بنفس المعنى والتوجُّه، وآخرها إعلان الأزهر الشريف للحريات الأساسية الأربع. نحن جزءٌ من العالم، ونطمح لمشاركة أقوى فيه. لا نريد أن نخاف العالم، ولا أن نخيفهُ، لا نريد أن نفصله عنا، ولا أن ننفصِلَ عنه. المسلمون خُمسُ سكّان العالم، وثلثهم يعيش في دول ومجتمعات غير إسلامية.

سادساً: الالتزام بلبنان الوطن والدولة، موحداً وديموقراطياً: على أساس هذه القيم في الحرية والاختيار والتعاقد والعيش المشترك، تطورت الصيغة اللبنانية إلى نظامٍ توافقي تتوافرُ فيه الحريات الأساسية، ويزدهرُ فيه الفرد. ورغم أن الصيغة تشكو من نواقص كثيرةٍ، لكنها رغم كل شيءٍ تظلُ مفتوحة الأُفق على التحسين والتطوير. إنّ الحريات الدينية والسياسية في لبنان هما أساس هذا العيش المشترك الذي يعكس إرادة اللبنانيين وقرارهم. وقد أسهم مفكرو المسلمين اللبنانيين وأكثرهم من متخرجي المقاصد، في الثقافة الحرة، وفي الفكر الإسلامي والإنساني المتنور. وشاركوا إلى جانب اللبنانيين الآخرين في الميثاق الوطني، وفي اتفاق الطائف، وسطّروا وثيقة الثوابت العشر الصادرة عن دار الفتوى في العام 1983،وهي وثيقةٌ تقدّم اعتبارات المواطنة والحكم المدني والعيش المشترك، والالتزام بالحريات الأساسية، وباستقلال لبنان وسيادته، وطناً  نهائياً لسائر بنيه. إننا نطمح ونريد للبنان الوطن والدولة أن يبقى وأن يعود قوياً بوحدته وديمقراطياً بنظامه، صائناً للحريات والحقوق لسائر مواطنيه، وناشراً لثقافة الحرية واحترام التعدد في سائر أنحاء العالم العربي الذي يعاني اليوم من التعصب والتطرف والقتل باسم الدين، ومن التهجير من الديار، وتجاهل قواعد العيش المشترك وإنسانية الإنسان.

سابعاً: التزام المقاصد بثوابتها وبدورها: إن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت باقيةٌ على تقاليدها التي أرسى قواعدها الآباء المؤسسون قبل 137 عاماً والمتمثلة في حرية التعليم وتقدمه، وفي استنارة الدرْس الديني، والتربية الدينية. لقد تلقت أجيالنا التربية الإسلامية على أيدي كبار العلماء من لبنان والعالم العربي. وستعمل الجمعية على استعادة هذا التقليد، وعلى تجديد البرامج  بالتعاون مع دار الفتوى، وعلى الإفادة من التجارب الوطنية والحديثة في التربية الوطنية والمدنية. كانت المقاصد مدرسة للإسلام السمح وللوطنية الجامعة، وستبقى كذلك إن شاء الله. إن بيروتَ أمُّ القوانين. وبيروت بيئةُ الحرية والإبداع. وكما أسهمت إسهاماً رئيسياً في صُنْع الدولة الحديثة والتقدم والحريات، تحرص على أن تظلَّ بمسيحييها ومسلميها، وجمعية المقاصد معها وفيها، وفي هذا الزمن الصعب على العرب وعلى اللبنانيين، منارةً من منارات الإشعاع الإسلامي والنهوض العربي، والسلام الإنساني. عاشت بيروت. عاشت المقاصد. عاش لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

“أحرار الشام”: إصرار إيران على تفريغ الزبداني أوقف المفاوضات معها

إسطنبول – الأناضول: أعلنت حركة “أحرار الشام” المعارضة, توقف المفاوضات التي كانت تجريها مع وفد إيراني, بشأن إيقاف حملة النظام السوري و”حزب الله” اللبناني على مدينة الزبداني, بسبب إصرار الوفد على تفريغ المدينة من المقاتلين والمدنيين, وتهجيرهم إلى مناطق أخرى. وأشارت الحركة في بيان, أمس, إلى أن “إصرار إيران على تفريغ الزبداني من المقاتلين والمدنيين, ما هو إلا خطة لتفريغ دمشق وما حولها والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان من الوجود السني”. من جانبه, قال المسؤول الإعلامي في الحركة أحمد قره علي إن مطالب الإيرانيين تتمثل بنقل سكان كل من الزبداني وكفريا والفوعة “ذات غالبية شيعية شمال سورية” إلى مناطق أخرى لم يتم تحديدها, وهو ما اعتبرته الحركة “تهجيراً طائفياً” لسكان هذه المدن. وأشار إلى أن “مطالب الحركة كانت تتمثل بإيقاف الحملة العسكرية علي الزبداني, مقابل إيقاف الحملة على الفوعة و كفريا”. وطالبت الفصائل المفاوضة جميع أقطاب المعارضة السورية من دون استثناء, بـ “إشعال الجبهات, ولا سيما في دمشق وما حولها”.

 

الأردن والسعودية ترفضان محاولات تدخل إيران في الشؤون العربية

عمان – وكالات: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رفضهما القاطع لمحاولات تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار. جاء ذلك في بيان مشترك, بعد لقاء جرى بين الملك عبدالله الثاني والأمير محمد بن سلمان في عمان مساء أول من أمس, حيث شدد الطرفان على أن “مبادئ حسن الجوار تقتضي الابتعاد عن التدخل في شؤون الدول العربية, ومحاولات بسط الهيمنة”.

ورفض الجانبان بشكل قاطع جميع “محاولات التدخل الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها والمنافية لجميع المواثيق والأعراف الدولية”, كما أكدا أن “سلامة وأمن المملكتين الأردنية الهاشمية, والعربية السعودية هو كلٌ لا يتجزأ”.وتطرقت المحادثات بين الجانبين إلى “الأوضاع المؤلمة” في سورية, وسبل إيجاد حل يضمن الأمن والأمان للشعب السوري وحقوقه, كما تم بحث تطورات الأوضاع في اليمن, وما يبذله التحالف العربي بقيادة السعودية من جهود كبيرة, استجابة لمناشدة الحكومة الشرعية للدفاع عن الشعب اليمني وحماية أمنه واستقراره والدعم الإنساني الذي يقدم لمساعدة الشعب اليمني في تجاوز أزمته. وفي الشأن العراقي, أشار الجانبان إلى “أهمية وحدة العراق وأمنه, وضرورة إشراك جميع مكونات شعبه في العملية السياسية, ليكونوا يداً واحدة في الدفاع عن ترابه وبناء مؤسساته والحفاظ على استقلاله”. وفيما يخص الوضع الفلسطيني, شدد الملك عبدالله الثاني والأمير محمد بن سلمان على “أهمية التقدم في العملية السلمية على أساس المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني”. واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الستراتيجي السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني بينهما وأهمية العمل المشترك في مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية, “حماية لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف, ودفاعاً عن أمن المنطقة وشعوبها”.

وأشاد الملك عبدالله الثاني بدعم السعودية على مدى السنوات والعقود الماضية للاقتصاد الأردني وما ساهمت به في العملية التنموية لبلاده. من جهته, أكد الأمير محمد بن سلمان حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والارتقاء بالعمل المشترك في جميع المجالات وتوفير فرص الاستثمار المشتركة بينهما التي من شأنها أن تعود بالنفع على البلدين والشعبين. ووصل ولي ولي العهد السعودي إلى عمان أول من أمس, وغادرها مساء اليوم ذاته. وكان في استقبال الأمير محمد بن سلمان بعد وصوله إلى عمان الأمير فيصل بن الحسين ورئيس الديوان الملكي الأردني فايز الطراونة ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة ومستشار العاهل الأردني للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن ومستشار الملك عبدالله الثاني لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة الفريق أول فيصل الشوبكي ومدير مكتب العاهل الأردني جعفر حسان وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأركان السفارة السعودية في عمان. إلى ذلك, أعلن السفير السعودي في القاهرة أحمد قطان عن ترؤس الأمير محمد بن سلمان وفد المملكة لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة اليوم. وكانت معلومات أفادت أن ولي ولي العهد السعودي سينتقل من الأردن إلى القاهرة للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعدد من الزعماء والرؤساء العرب والأوروبيين.

 

أوباما: رفض الكونغرس الاتفاق النووي مع إيران يعني حرباً جديدة وذلك رغم تأكيده أن نظام طهران قمعي وخطير وسيواصل دعم حلفائه وتمويل أنشطة إرهابية

واشنطن – وكالات: أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن النظام الإيراني “خطير وقمعي” وأنه سيستخدم قسماً الأموال المفرج عنها بعد رفع العقوبات في تمويل “أنشطة إرهابية”, بيد أنه شدد في الوقت نفسه على أن رفض الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والدول الست الكبرى يعني اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط. وفي خطاب مطول ألقاه مساء أمس أمام الجامعة الأميركية في واشنطن, دافع أوباما بقوة عن الاتفاق النووي, رغم تأكيده أن نجاحه ليس مضموناً وأن الخيار العسكري سيبقى موجوداً ولن يتردد باستخدام القوة إذا لزم الأمر. وأقر بأن الاتفاق لن يحل كل الخلافات الموجودة مع إيران لكنه يوجد حلاً لأكثر النقاط خطورة وهو امتلاكها سلاحاً نووياً, مشيراً إلى أن طهران لم يعد بإمكانها امتلاك سلاح نووي ولن تستطيع بناء أي مفاعل سري لأنها ستكون مراقبة على مدار الساعة, إذ يمكن للمفتشين الدوليين تفتيش أي موقف مشبوه خلال 24 ساعة من الاشتباه به. ورغم تأكيده أن الاتفاق هو أحد القرارات الصعبة التي اتخذها, إلا أنه شدد على أنه ليس ضعيفاً ويفرض رقابة شاملة على إيران لمدة عشر سنوات, واصفاً إياه بأنه “أقوى اتفاق لمنع الانتشار النووي” وبأنه جيد للأمن الاميركي وللأمن العالمي. وبعد أن سخر من بعض أعضاء الكونغرس الذين اعتبر أنهم “تحولوا إلى علماء ذرة”, حذر أوباما من أن رفض الكونغرس الاتفاق مع ايران سيقود إلى خيار واحد هو حرب أخرى في الشرق الاوسط, قائلاً إن “رفضاً للاتفاق من جانب الكونغرس سيجعل أي إدارة أميركية مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي تواجه خياراً وحيداً: حرب اخرى في الشرق الاوسط. لا أقول ذلك لأكون تحريضياً. إنه واقع”. وإذ اعتبر أن من يقولون إنه يمكن التوصل لاتفاق أفضل إما أنهم يفتقدون للعقلانية وإما أنهم يجهلون الحقائق, سمى الرئيس الأميركي إسرائيل بصفتها الدولة الوحيدة التي عبرت عن معارضتها علناً الاتفاق, معلناً أنه يختلف بالرأي مع رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو ويعتبر أن الاتفاق يعزز أمنها وأمن المنطقة وأمن الولايات المتحدة, لأن “وجود إيران نووية سيكون أشد فتكاً وخطورة”. وأكد أن اسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها بغض النظر عن الاتفاق النووي, بيد أنه حذر من أن اندلاع حرب في المنطقة سيؤدي إلى “سقوط صواريخ على تل أبيب” من قبل “حزب الله” اللبناني.

وإذ شدد على أن الولايات المتحدة لديها خيارات كثيرة وستتعامل بحزم مع ايران إذا انتهكت التزاماتها, أعلن أن الولايات المتحدة تدرك أن النظام الإيراني خطير وقمعي وأنه سيستخدم الأموال التي سيحصل عليها في تمويل أنشطة إرهابية وزعزعة الاستقرار في المنطقة, بيد أنه شدد على أن واشنطن ستراقب سلوكيات إيران المثيرة للشبهة ووجهة الأموال, وستواصل التصدي لأي أنشطة إرهابية وفرض عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان. لكن الرئيس الأميركي اعتبر في الوقت نفسه أن القسم الأكبر من هذا المال ينبغي ان يخصصه الايرانيون لتحسين وضع شعبهم وعدم “تجاهل آمال” هذا الشعب. ورأى أن إيران لن تستطيع متابعة السياسات نفسها التي كانت تتبعها قبل الاتفاق, مذكراً بأنها كانت تدعم وكلاءها في المنطقة منذ عقود وقبل فرض العقوبات عليها, وبأنها دفعت مليارات الدولارات لدعم حليفها بشار الأسد. وكان لافتاً تركيز أوباما في خطابه على الحديث عن حرب العراق وتبعاتها الخطيرة على الولايات المتحدة والمنطقة, مؤكداً أن من يعارضون الاتفاق مع ايران هم أنفسهم الذين أيدوا الحرب على العراق, وثبت أنهم كانوا على خطأ. كما كرر تمسكه بالديبلوماسية بدلاً من الحروب, مذكراً بجهود الرئيس الراحل جون كيندي لمنع الحرب النووية في خضم المواجهة مع الإتحاد السوفياتي. وجاء خطاب أوباما غداة لقائه مجموعة من 22 شخصاً من زعماء اليهود في الولايات المتحدة, محاولاً إقناعهم بدعم الاتفاق النووي مع إيران. وقال غريغ روزينباوم, أحد زعماء اليهود الذين التقاهم أوباما في البيت الأبيض, أن الأخير حذر من أن الصواريخ ستسقط على تل أبيب لو أن الاتفاق النووي مع ايران تعثر وأعقب ذلك عمل عسكري.

 

العربي الجديد: ايران تتحرك سورياً: مبادرة معدّلة لـ"حلّ سياسي"

الأربعاء 05 آب 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول: بدت طهران، أمس الثلاثاء، كأنها تشهد حراكاً روسياً - إيرانياً - سورياً حاسماً، بعد يوم واحد منالاجتماعات التي استضافتها الدوحةوالتي بحثت تطورات أبرز الملفات الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع في سورية. وكأن الارتياح الذي أعربت عنه مصادر خليجية مطلعة على أجواء اللقاء الثلاثي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير، على صعيد الملف السوري، انعكس في حركة مكوكية في إيران. فبعد ساعات من انتهاء لقاءات الدوحة مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، توجّه المبعوث الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف إلى العاصمة الإيرانية أمس الثلاثاء ليلتقي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان. كما وصل إلى طهران مساء أمس الثلاثاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم حيث التقى بوغدانوف. وتبدو طهران، منذ التوصّل إلى الاتفاق النووي مع الدول الست، ساعية للتركيز على ضرورة تقوية العلاقات مع دول المنطقة عموماً، ومع الدول المجاورة لها على وجه الخصوص، وطرح كل من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومساعده عبد اللهيان في مناسبات مختلفة رغبة طهران في التعاون مع "الجار قبل الدار" بحسب مصطلحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل أيام.

هذه الرغبة الإيرانية قابلتها دعوة من وزير الخارجية القطري خالد العطية، إلى "حوار جاد" لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة. وقال العطية في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، أمس الثلاثاء: "يجب أن يكون لدينا حوار جاد مع جيراننا الإيرانيين، وأن نطرح مخاوف الطرفين، ونحلها معاً، فإيران جارتنا في المنطقة ويتعيّن علينا العيش معاً". وأشار العطية إلى أنه لا تزال هناك بعض أوجه الاختلاف مع إيران، وهو ما يعزز الحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لبناء الثقة بين الطرفين، بما في ذلك "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".

وتمنّى وزير الخارجية القطري "أن تنظر إيران إلى سورية من خلال الشعب السوري لا عبر نظام وحشي"، مؤكداً أن "كل هذه الشائعات التي تروّج بأن قطر تدافع عن المتشددين أو تدعم المتطرفين في سورية لا أساس لها من الصحة". وفي إطار تلميح إلى احتمال حصول تغييرات جذرية قد تطاول سورية مثلاً، قال العطية إن "هناك فرصة حالياً للعمل مع إيران بشأن قضايا أخرى" غير الاتفاق النووي.

أما عن التحركات التي تشهدها إيران، فإن وصول بوغدانوف إلى طهران في اليوم التالي لاجتماعات الدوحة، أعطى لقاءاته التي جرت خلف أبواب مغلقة، أهمية كبيرة. وكان عبد اللهيان قد أعلن بعد اجتماعه مع بوغدانوف، لوكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية، أنه بحث والمسؤول الروسي موضوع المبادرة إزاء ما يجري في سورية، وهي المبادرة التي قدّمتها طهران للأمم المتحدة في وقت سابق وتتضمّن أربعة بنود، إذ تنصّ على وقف إطلاق النار في سورية من قِبل كل الأطراف، وفرض سيطرة ورقابة على الحدود لمنع مرور ودخول أي مسلحين أو أي دعم للتنظيمات في الداخل، فضلاً عن فتح الممرات لعبور المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية للمدنيين في المناطق المنكوبة، أما بندها الأخير فينصّ على تشكيل طاولة حوار سوري ــ سوري تُشكّل بعدها مباشرة حكومة وحدة وطنية.

كذلك تحدث عبد اللهيان في لقاء مع قناة "العالم" الإيرانية عن إجراء تعديلات جديدة في المبادرة الإيرانية لتصبح أكثر انسجاماً مع التطورات في سورية، ولم يقدّم آنذاك تفاصيل هذه المستجدات، لكن محللين يتوقّعون تغييراً في البند الرابع من هذه المبادرة، ولا سيما أن الاجتماع الإيراني الروسي بحث ما حمله بوغدانوف من وزير خارجية بلاده سيرغي لافروف، والذي اجتمع بأهم المسؤولين الإقليميين، القادرين على التأثير بشكل أو بآخر في صورة الوضع في سورية مستقبلاً.

ويقول الديبلوماسي السابق في الخارجية الإيرانية هادي أفقهي، إن في المبادرة الإيرانية تحوّلاً استراتيجياً جديداً سيشهد عليه الكل قريباً، معتبراً أن مرونة بعض الأطراف العربية والغربية إزاء ما يجري في سورية، والتصريحات الصادرة من الدوحة والتي أكدت على ضرورة اختيار طريق الحل السياسي لإيجاد مخرج للأزمة السورية، تستدعي هذا التحوّل.

ويؤكد أفقهي، في حديث لـ"العربي الجديد"، تبادل الرسائل مع إيران عبر روسيا، متوقّعاً ألا تشمل المبادرة في الوقت الحالي خيار رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لكن قد تطرح طهران، حسب رأيه، إجراء عملية استفتاء على دستور سوري جديد، تُجرى على أساسه انتخابات برلمانية جديدة، ومن بعدها انتخابات رئاسية يشارك فيها عدد من المرشحين. ويرى أن التحوّل في بعض المواقف الإقليمية إزاء سورية، فضلاً عن توصّل طهران للاتفاق النووي مع الغرب، قد يسمحان بتطبيق هذه المبادرة أو على الأقل إعطائها منحى أكثر جدية.

اللقاءات التي تُعقد في طهران خلال هذه المرحلة تصب في السياق نفسه، فالمعلم الذي وصل إلى طهران أمس الثلاثاء، التقى بوغدانوف في أحد الفنادق الإيرانية الواقعة غربي العاصمة لتبادل وجهات النظر حول هذه المبادرة وحول تعديلاتها.

إلا أن تطبيق المبادرة ونجاح هذا الهدف يتطلبان تعاوناً إقليمياً بالضرورة، وإيران تدرك هذا الأمر وتعمل على تحقيقه، ومن هذا المنطلق عرضت طهران إجراء حوار إيراني خليجي الشهر الماضي خلال جولة ظريف الإقليمية في العراق، الكويت وقطر، وهو ما سبق لـ"العربي الجديد" أن كشفته ولمّح إليه ظريف في مقال نشره قبل أيام.

وتحاول طهران طرق أبواب أخرى، وهذا ما بدا واضحاً في رسالة ظريف الموجّهة لجيران البلاد العرب والتي نُشرت في صحف عربية تحت عنوان "الجار ثم الدار"، وطرح ظريف خلالها فكرة تأسيس مجمع أعلى للتعاون الإسلامي يفتح حواراً إقليمياً، أي أن إيران تبحث عن خيار وجود مجلس رسمي يشملها ويشمل الدول الخليجية على وجه الخصوص لتحويل طرح المبادرات إلى برنامج عمل مشترك ستكون سورية على رأس عناوينه.

ولكن مع تكثيف الاهتمام الإقليمي والدولي أخيراً بضرورة طرح الحلول السياسية لما يجري في سورية، ستركّز طهران على تعديل مبادرتها لتتقارب ووجهات النظر الأخرى، ولتكون جزءاً من الحل لا من المشكلة حسب ما يرى مراقبو الساحة الإيرانية.

 

تفاصيل المقابلات والمقالات والتحاليل المتفرقة

الزبداني تختصر أزمات «حزب الله».. حتى الاحتضار

علي الحسيني/المستقبل/06 آب/15

لا جديد حتّى الساعة في موضوع الزبداني يُمكن أن يُضيفه «حزب الله» إلى سجلّه في الحرب السورية، سوى المزيد من الخسائر في صفوف عناصره، إضافة الى تدمير المدينة وإحراقها وتهجير أهلها، بعد أكثر من شهرين على الحصار شيّع خلالهما الحزب أكثر من مئتي عنصر، نصفهم من قوّات النخبة لديه والنصف الآخر من «التعبئة» و»سرايا المقاومة». هلّل إعلام «الممانعة» خلال اليومين المنصرمين لإنجاز قال إنه تحقق على أيدي جيش النظام و»حزب الله» في الزبداني، تمثّل بتقدم من الجهة الغربية للمدينة وبصد هجوم لفصائل سورية مسلحة من المُفترض أنها مُحاصرة وبالكاد تستطيع الدفاع عن وجودها في مواجهة أكثر من ثلاثة آلاف عنصر تؤازرهم طائرات حربية ودبابات وبراميل متفجرة، ما يكشف أنه منذ إعلان الحزب بدء معركة الزبداني حتى اليوم، لم يحقق أي «إنجاز« يُذكر، على عكس ما ادعاه طيلة هذه الفترة من انتصارات كانت جميعها تؤشر إلى قرب الانتهاء من هذا المأزق بعدما تحوّل إلى كابوس يفوق حجمه ما سبق أن واجهه في القلمون. إشارات عدّة تبرز حجم المعاناة التي يواجهها «حزب الله» في معركته في الزبداني، منها اضطراره إلى تحريك جبهة القصير في ريف حمص التي ظلت منذ احتلاله لها بعيدة عن الصراع المسلح والمناوشات لدرجة أن الحزب نفسه كان اعتبرها بمثابة حزام آمن له وجزء أساسي من حدوده الديموغرافية، لكن وبفعل الضغط العسكري الذي يمارسه الثوار من داخل الزبداني وعند أطراف جوسية والقصير حيث دارت منذ أيام اشتباكات بين الجهتين، أعاد الحزب «تزييت» مدافعه ورفع «الشوادر» عن راجماته تحسباً لمعركة قريبة، وقد ترافقت هذه التحركات مع معلومات تحدثت عن استعدادات تقوم بها الفصائل المسلحة لخلق جبهة موحدة في ريفي دمشق وحمص لاسترجاع قرى وبلدات كان النظام والحزب قد سيطرا عليها في السابق. من عادة «حزب الله» أنه يُعطي لكل مرحلة أهميتها الخاصة أو عنوانها الخاص، لكن هذا المبدأ في التعاطي ما عاد يستحوذ على أولويات الحزب في سوريا في الوقت الراهن، إذ إن كل الجبهات تحوّلت إلى عامل استنزاف له وفي طليعتها جبهة الزبداني التي جعلته يتبع مؤخراً سياسة الأرض المحروقة على غرار ما قام به سابقاً في القصير حيث يعمد إلى حرق المحاصيل الزراعية، إن من خلال قصفها بقذائف مُحرمة دولياً أو من خلال تلفها بمواد سامة ترميها طائرات النظام إلى جانب البرميل المتفجرة لمنع الأهالي والثوار من الصمود بعدما أصبحوا يعتاشون على ما تيسّر لهم من زرع من جرّاء الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

أزمة الحزب تتفاعل على جميع المستويات، وفي ظل هذا التأزم هناك من يترقب إعلان الحزب في القريب العاجل التعبئة العامة في صفوفه، وسط معلومات تؤكد طلب القيادة العسكرية ضرورة إنهاء كافة دورات التدريب داخل المعسكرات في البقاع والجنوب في أسرع وقت تحسباً للأسوأ، خصوصاً في ظل التقارير التي تتحدث عن مواجهة مُحتملة مع إسرائيل، والتي على أساسها أجرى الحزب الشهر الماضي مناورتين ضخمتين لعناصره في البقاعين الأوسط والشمالي وفي الجنوب، حاكى من خلالهما فرضية إنزالات إسرائيلية من جهة وتقدم للفصائل السورية المسلحة من جهة أخرى، وهو ما فسره بعض الخبراء العسكريين بأنه يندرج ضمن التشتت العسكري الذي يُعانيه الحزب خلال الفترة الحالية. «حزب الله» على يقين اليوم بأن مشاركته في الحرب السورية تُشبه إلى حد بعيد الوقوع في «الرمال المتحركة« إذ لم يعد الانتصار مطلبه الأساسي بمقدار سعيه الى الحفاظ على وجوده العسكري وعلى صورته وهيبته أمام جمهوره وبيئته. فالحزب الذي سبق أن ادرك استحالة إنتصاره في الداخل اللبناني على الرغم من استمراره في اتباع سياسة التعطيل والهيمنة والتعالي، أصبح متأكداً من صعوبة انتصاره في سوريا ولهذا لجأ في العديد من المرّات إلى إجراء مفاوضات جانبية مع الثوار في العديد من البلدات آخرها إعلان حركة «أحرار الشام« المفاوض عن أهالي الزبداني أمس، «توقف المفاوضات مع إيران بسبب إصرارها على تفريغ المدينة من أهلها«.

أمام الاستنزاف اليومي الذي يُصيبه، يقف «حزب الله» حائراً وعاجزاً عن تأمين أو حماية ما يدّعي بأنها حدوده أو حتى الاحتفاظ ببقعة آمنة خاضعة لسيطرته. العجز هذا يُفسره أحد كوادر الحزب العسكريين بكلام يقول فيه «إن المسلحين اكتسبوا خبرات قتالية عالية، يتفنّون بزرع العبوات وبعمليات قنص من داخل مدينة هم في الأصل أهلها وسكانها ويحفظون شوارعها وزواريبها. إنها فعلاً حرب».

 

عندما يروّج «حزب الله» لـ«الشرق الأوسط الجديد»!

علي رباح/المستقبل/06 آب/15

أصبح كلام «حزب الله« على المكشوف. «تقسيم سوريا هو الحل اذا تخلّى العالم عن محاربة الارهاب»، تقول المنظومة الاعلامية للحزب بصراحة مطلقة. وتستخدم لهذه الغاية مصطلحات تشجيعية ،على وزن «إنها تسوية فريدة تناسب كافة أطراف النزاع».عجيب، ألم يقل الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطابات سابقة، «إن مشروع التقسيم هو مشروع اميركي يُدخل المنطقة في حروب عرقية تستمر مئات السنين»؟ ماذا جرى حتى عدّل «حزب الله« من ثوابته التاريخية؟ ألم يكن» شرق اوسط» كوندليزا رايس الجديد، «مشروعاً صهيونياً بنظره متهماً بأنه يلقى دعماً من عملاء اسرائيل في قوى الرابع عشر من آذار»؟ ماذا حدث حتى بات الحزب يروّج لمشروع «السيدة كوندي«؟ نقلت المنظومة الاعلامية للحزب عن «غرفة العمليات المشتركه للجيش السوري وللحزب»، معلومات تفيد أن « صفقه متعددة الاطراف تُطبخ على نار هادئة، تقضي بخروج 40 الف مدني وعسكري من داخل مدينتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين في ريف ادلب، مقابل السماح لمئات من مقاتلي «النصرة» و»أحرار الشام» بالخروج من الزبداني. الصفقة لا تقتصر على هذه «الطبخة»، بل تَنسُب المنظومة الى فصائل المعارضة، موافقتها على ضم بلدتي مضايا وبردى المجاورتين للزبداني لعملية التفاوض، قائلة:« لقد استطاعت الفصائل ضم هاتين البلدتين الى المفاوضات» . وكأن المنظومة تمنح هذه الفصائل نصراً لقدرتها على توسيع بيكار جغرافيا المفاوضات، على قاعدة « أحسنتم .. لقد أنجزتم .. استمروا». وتكمل كلامها عن امكانية تقديم اقتراحات تفاوضية لإجلاء حي الوعر في حمص (وهو الحي الوحيد الذي لا يزال يؤوي آلاف السنة من اهالي حمص).

هكذا وضعت « الممانعة « خارطة التقسيم على طاولة النقاش. تُفرغ الزبداني ومضايا وبردى ولاحقاً« حي الوعر من اهلها ، فيصبح طريق دمشق الساحل مؤمّناً بالكامل، مقابل إفراغ ريف ادلب من الشيعة، بعد ان فقدت ايران الامل باسترجاع الشمال السوري.

لكن ما هي حقيقة المفاوضات التي تجري بين محور الممانعة من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى؟ مصادر سورية مطلعة على حراك المفاوضات الداخلية والخارجية، تحدّثت الى «المستقبل» عن فشل المفاوضات التي كانت تجري بين ايرانيين وممثلين عن حركة «أحرار الشام» في اسطنبول لإيجاد حل لمدينة الزبداني ومدينتي الفوعة وكفريا. الا ان الطرفين، وبحسب المصادر، قررا امس تمديد المفاوضات لحين ايجاد حل. وعن اسباب فشلها، تقول المصادر ان ايران اقترحت فتح ممرات آمنة للمقاتلين والمدنيين للخروج والانسحاب من الزبداني باتجاه القلمون، لكن «أحرار الشام» عارضت الطرح، ورفضت أي حل من شأنه أن يغيّر ديموغرافيا المنطقة. وأكدت أن مفاوضي الحركة طرحوا انسحاب المقاتلين من الزبداني، شرط ان يتولى مجلس محلي من ابنائها ادارة شؤون المدينة، اضافة الى شرط رئيسي، يقضي بمنع «حزب الله« والايرانيين من الدخول اليها تحت اي ظرف او ذريعة. وختمت المصادر حديثها بالقول أنه «كما فشل النظام وميليشياته في اخماد الثورة، وفي استرجاع المساحات المحررة، سيفشلون في مشروع تقسيم سوريا».

منذ ان جرى تسريب كلام على لسان نصر الله في احد لقاءاته برئيس التيار «الوطني الحر« النائب ميشال عون عن استحالة السيطرة على كامل الاراضي السورية، وأن سقوط نظام الاسد يعني سقوط «حزب الله«، بدأت تراجعات الجيش السوري والحزب من مناطق الاشتباك في العمق السوري باتجاه الشريط الممتد من دمشق الى الساحل مروراً بالقلمون وحمص. قرّر يومها «حزب الله« ان يوقف استنزاف قواته في جغرافيا فقد الامل في استرجاعها، على ان يقدم هذه الدماء في مناطق حدودية تشكل امتداداً حيوياً لبيئته في لبنان. لكن الظروف الاقليمية والدولية التي جعلت نصرالله يومها يسير بهذا المخطط قد اختلفت اليوم. فإيران انجزت اتفاقها النووي مع المجتمع الدولي، وبدأ وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بالكشف عن الاجندة الاصلاحية في المنطقة. فبعد كلام ظريف عن ضرورة احترام سيادة ووحدة وتراب جميع دول المنطقة، خرج مساعده حسين أمير عبد اللهيان ليتحدث عن مبادرة جديدة لحل الازمة السورية. ووفق ما تم تسريبه عن هذه المبادرة، وما لم تنفه طهران حتى الآن، فإن مرحلة انتقالية ستشهدها سوريا يليها انتخابات جديدة بوجود مراقبين دوليين. ما يعني ان طهران ليست بوارد السير بمشاريع التقسيم. المنظومة الاعلامية لـ»حزب الله« تسوّق لتقسيم سوريا؟ يبدو أن للجنرال قاسم سليمان رأياً آخر يتطابق مع رأي كوندليزا رايس.

 

الزبداني: آخر معارك حزب الله على الحدود اللبنانية/نقطة أمن دمشق ومائها.. والملاذ شبه الأخير للمعارضة المتحدرة من المنطقة

الشرق الأوسط/04 آب/15/بيروت: نذير رضا

لم تحسم القوات الحكومية السورية، مدعومة بقوات حزب الله اللبناني، معركة الزبداني بعد شهر على انطلاقتها. فالمدينة التي اختبرت خمس محاولات فاشلة لعقد هدنة على مدى السنوات الثلاث الماضية، لا تزال قوات المعارضة فيها تواجه الهجمات، رغم الحصار العسكري، فيما تحشد القوات الحكومية طاقة نارية كبيرة لإنهاء وجود المعارضة في آخر المدن الحدودية مع لبنان.

غير أن التطورات العسكرية، التي ينظر مراقبون إلى أنها لن تكون لصالح 800 مقاتل معارض لا يزالون يتحصنون فيها، فاجأت قياديين معارضين، تحدثوا عن وجوه تشابه بين معركة القصير التي بدأ حزب الله عملياته العسكرية في سوريا منها، نظرًا إلى طول أمد المعركة التي تخطت الشهرين، في وقت تغيب فيه المؤشرات على أن تكون الزبداني، آخر معارك حزب الله في سوريا، رغم أنها آخر الجبهات الاستراتيجية التي تمسّ أمنه على الحدود اللبنانية.

يشكك مصدر معارض بارز أن تكون معركة حزب الله في الزبداني، هي الأخيرة، مستندًا إلى خطاب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قال فيه «أينما يجب أن نكون، سنكون». ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن دخول حزب الله في المعركة «لم يكن بسبب حماية المقامات الدينية كما زعم في البداية، ولا الحفاظ على أمن الحدود اللبنانية كما قال قياديون فيه»، معتبرًا أن الحزب «أخذ على عاتقه حماية نظام (الرئيس السوري بشار) الذي اعترف صراحة بعجزه عن حشد الطاقات البشرية في المعارك، فنشر قواته في دمشق وريفها وجنوب سوريا وحمص وحلب وأخيرًا إدلب».

وتعتري حزب الله في الزبداني مشكلة ديموغرافية تحول دون تحقيق حسم في المدينة، كما تحول دون التوصل إلى اتفاقات لا تصب لمصلحة المعارضة. ويقول الباحث السياسي والخبير العسكري السوري عبد الناصر العايد: «حين بدأت معركة القصير، انسحب مقاتلو المعارضة إلى القلمون وحمص، قبل انسحابهم أخيرًا بفعل الهجوم على القلمون الغربي إلى الزبداني»، لافتًا إلى أن المدينة «باتت الملاذ شبه الأخير لقوات المعارضة التي تتحدر من المنطقة، ما يزيد حجم الاعتماد على المواجهة». ويضيف: «انسحب مقاتلو المعارضة في السابق من القصير، باتجاه جبهات أخرى لأن موازين القوى لا تسمح بذلك، أما اليوم، فإن عائلاتهم لم يبقَ أمامها خيار آخر، وهم يدركون أن جميع المقاتلين المعارضين الذين قاتلوا في القصير، لم تعد عائلاتهم إليها، وبالتالي، لن يغادروا اليوم مناطقهم».

والزبداني، هي آخر المدن السورية على الحدود اللبنانية التي تحكم قوات المعارضة فيها السيطرة على أجزاء من المدينة، رغم انتشار قوات المعارضة في تلال حدودية، أهمها في جرود عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا. وتمتاز بميزتين استراتيجيتين بالنسبة للمعارضة، من جهة، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه حزب الله من جهة ثانية، ويتمثلان في موقعها الجغرافي وبأنها تتضمن محطات ضخ مياه الري للعاصمة السورية.

بالنسبة لقوات المعارضة، تتمتع الزبداني بأهمية رمزية، كونها أول مدينة سورية سيطرت عليها بعد اندلاع الأزمة السورية في مارس (آذار) 2011، وقليلاً ما استقطبت مقاتلين أجانب، كون القسم الأكبر من المقاتلين يتبعون فصيل «أحرار الشام»، وهم من أهالي الزبداني وريفها، وأهالي القلمون والقصير الذين استقطبتهم المدينة بعد استعادة النظام السيطرة عليهما.

ومن الناحية الاستراتيجية، تعتبر الزبداني نقطة انطلاق لقطع طريق دمشق - بيروت الدولي، نظرًا لبعد قواتها في جرود الزبداني عن الطريق الدولية، مسافة 8 كيلومترات فقط، فضلاً عن أنها نقطة انطلاق باتجاه العاصمة السورية عبر بلدات ريف دمشق الغربي، ونقطة اتصال بالغوطة الشرقية لدمشق، وبالتالي يمكن تهديد العاصمة السورية التي تسعى قوات النظام لإبعاد الخطر عنها. إضافة إلى ذلك، تعتبر المدينة خط اتصال خلفيا، ولو أنه ضعيف، بمقاتلي المعارضة في الغوطة الغربية لدمشق، وبالتالي باتجاه جنوب سوريا.

وفي المقابل، تسعى القوات النظامية لإنهاء ظاهرة المعارضة على حدود دمشق، وبالتالي استكمال سيطرتها على الحدود اللبنانية، وريف دمشق، وتأمين طريق العاصمة، ومياه الشفة إليها. وقد بدأ الهجوم على الزبداني بعد أسبوع على قطع المعارضة مياه الشفة عن العاصمة السورية، مقابل إطلاق سراح معتقلات، بحسب ما أعلنت فصائل المعارضة أواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي.

ويوضح الخبير الاستراتيجي عبد الناصر العايد لـ«الشرق الأوسط»، أن تأمين العاصمة السورية واحتفاظ النظام بها، هو هدف النظام وحزب الله وحلفائهما في روسيا وإيران، وذلك «لتعزيز مكانة النظام، والإبقاء عليه كممثل وحيد للبلاد أمام المجتمع الدولي»، مشيرًا إلى أن النظام اليوم «يتمسك بتمثيله للدولة، وبرموزها السيادية التي تعد أهم نقاط قوته الدولية»، لافتًا إلى أن سيطرته على العاصمة دمشق «توفر له تلك الميزة».

ويشرح العايد أن سيطرته على الرموز السيادية للدولة «تتمثل في الوزارات والحكومة ومؤسسات الدولة، وبالتالي يحتكر التمثيل ويبقى الطرف المعترف به في الأمم المتحدة». ويضيف: «وعي النظام لأهمية الحفاظ على الورقة يمنحه قوة في المحافل الدولية، لذلك أولى معركة دمشق أهمية بالغة».

أما الميزة الاستراتيجية الثانية للنظام التي تمنحه قدرة على الصمود، فتتمثل في الدفاع عن حاضنته الشعبية العلوية في الساحل السوري، والإبقاء على اتصالها بمركز الدولة في العاصمة، كما يقول العايد، معتبرًا أن «حماية العاصمة والمنطقة العلوية، والإبقاء على الاتصال بينهما، يشعره بأمان نسبي، ومن هنا تأتي أهمية العملية في الزبداني بالنسبة إليه التي تعد جزءًا من العاصمة، بينما إبعادها عن الخطر يحظى بأولوية بالنسبة للنظام».

ويتشارك حزب الله، مع حليفه النظام السوري، بتلك الدوافع للانخراط في معركة الزبداني، فيما يهم حزب الله سبب آخر يمثل أولوية بالنسبة إليه، وهو إبعاد قوات المعارضة السورية عن مناطق نفوذه في المناطق اللبنانية أيضًا. فعلى المقلب اللبناني من الحدود، تنتشر بلدات وقرى يغلب عليها الطابع الشيعي، تعتبر الخزان البشري لقاعدة حزب الله الشعبية، وقد تعرضت في وقت سابق في شرق بعلبك، لإطلاق صواريخ مصدرها السلسلة الشرقية لجبال القلمون، فضلاً عن أن قوات المعارضة نفذت كمائن على نقاط تمركز حزب الله في المنطقة الحدودية، وهو ما دفع الحزب، خلال الأشهر الماضية، لإطلاق معركة واسعة للسيطرة على التلال الحدودية مع سوريا في القلمون الغربي والتي كانت تتحصن فيها قوات المعارضة.

ومنذ انطلاق الهجوم على الزبداني، سرى اعتقاد بأن المعركة ستكون آخر المعارك الحدودية لحزب الله التي أطلقها في مدينة القصير (ريف حمص الجنوبي) في ربيع 2013 وامتدت إلى القلمون. وعقدت المقارنة بين القصير والزبداني، على قاعدة «التحصين» لقوات المعارضة، و«الاستنزاف» لحزب الله، فضلاً عن أن المنطقتين تتشابهان لناحية الهجوم على مدينة مأهولة بالسكان المدنيين.

غير أن توقعات مشابهة بأنها ستكون آخر معارك حزب الله الحدودية، ينفيها العايد، قائلا إن المعركة «هي حرب واسعة بكل ما تعنيه الكلمة، وتتطلب القضاء على وجود المعارضة ماديا، عبر القضاء على البيئة البنائية في المدينة، إضافة إلى انتشار المقاتلين المعارضين في بيئتهم الجغرافية وامتدادهم الديموغرافي»، مضيفًا: «هنا نتحدث عن بؤر متعددة، يصعب السيطرة عليها بالنهاية، فالمعارضة في ريف دمشق، ليسوا جيشًا له قيادة تتحطم ويُعلن الانتصار عليها»، معربًا عن اعتقاده أن «القيادة في المدينة، لن تسلم، فقد تختفي في مكان وتظهر في مكان آخر، مثلما حصل إبان معركة القصير، وستخوض حرب العصابات التي لا يمكن إنهاءها ولا يمكن تسجيل نصر إثرها».

ويقول إن «الطبيعة الديموغرافية والجغرافية تقود إلى أن حزب الله والنظام سيوجدون في بيئة مناوئة لهم من الناحية الديموغرافية، ما يعني أن نهاية المعركة لن تتحقق، وستفتح التضاريس حرب استنزاف»، لافتًا إلى أن الحرب «ستكون بلا أفق كونها لا تخضع لمعايير الحروب النظامية»، مشيرًا إلى أن «الحزب والنظام يدركان ذلك، وقد اختبرا الهدن في مناطق أخرى مثل المعضمية والحجر الأسود واليرموك وغيرها حول العاصمة، لكنها لم تمنحهما السيطرة بثقة على المكان، وبقيت سيطرة غير مضمونة النتائج».

وكانت القوات النظامية توصلت إلى هدن واتفاقات مع قوات المعارضة، قضت بسحب السلاح الثقيل، وتخفيف الحصار عنها، لكنها لم تحقق نجاحًا كاملاً نظرًا إلى اختراقها بين الحين والآخر.. وقد اختبرت الزبداني، خمس محاولات للتوصل إلى اتفاق بين قوى المعارضة والنظام، لكنها كانت تسقط، ولم تنجح في عقد اتفاقات كما في مناطق أخرى، رغم أن أولى المحاولات في ريف دمشق بدأت في المدينة.

وفشلت جولة المفاوضات الأخيرة بين النظام والمعارضة في الزبداني، التي بدأت المحاولات فيها بعد 15 يومًا على انطلاق الهجوم، بتحقيق أي نتائج. وفيما تحدث معارضون عن انخراط إيرانيين بالمفاوضات بشكل مباشر، نفت مصادر بارزة في المعارضة السورية ذلك، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن أطرافًا لبنانيين وسوريين «انخرطوا بالمفاوضات عن النظام بالوساطة عبر أعضاء في فريق المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذين التقوا بدورهم بممثلين عن لواء أحرار الشام الذي يتمتع بالنفوذ العسكري الأوسع في المدينة». وقال إن المفاوضات التي سهلتها أيضًا فعاليات مدنية من المدينة «وصلت إلى حائط مسدود».

ميدانيًا، وبعد شهر على انطلاق المعركة، لم تستطع القوات الحكومية السورية، مدعومة بقوات حزب الله اللبناني، حسم معركة الزبداني (ريف دمشق الغربي)، رغم التوقعات بالسيطرة عليها في فترة قياسية، وحشد الطاقات لإنهاء وجود المعارضة في آخر معاقل المعارضة السورية على الحدود اللبنانية.

وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، يشارك حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني والفرقة الرابعة وجيش التحرير الفلسطيني في المعارك ضد فصائل إسلامية أهمها «أحرار الشام» ومسلحين محليين، وسط توثيق سقوط أكثر من 900 برميل متفجر في المدينة، إضافة إلى عشرات الصواريخ ومئات القذائف المدفعية.

وتحولت المعركة إلى مواجهات مباشرة تتركز في الأحياء الواقعة جنوب شرقي الزبداني، بعد انحسارها في مساحة من الأبنية، إثر انسحاب قوات المعارضة من المزارع المحيطة بالمدينة، كان آخرها حي الحكمة المتصل بشارع الجرجانية شرق الزبداني. وبفعل الاشتباكات والالتحام المباشر، تضاءل عدد الغارات الجوية اليومية التي تنفذ ضد قوات المعارضة، فيما يقول ناشطون إن مقاتلي المعارضة يستخدمون «تكتيك الأنفاق لمباغتة قوات حزب الله».

ويقول عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط»، إن وتيرة المعارك خفت عن السابق، مشيرًا إلى أنه «بفعل المواجهات المستمرة، تحولت المعركة إلى استنزاف للطرفين، ولم يستطع حزب الله السيطرة على مناطق استراتيجية». واعتبر أن «المعارك ستعيد تجربة داريا التي لم تستطع قوات النظام السيطرة عليها رغم الدمار الكبير فيها». ويضيف: «تمكنت القوات النظامية من تدمير أبنية بفعل القصف العنيف، لكن تلك الأبنية باتت كتلة إسمنتية بمثابة دشمة، يختبئ فيها القناصون ويتحصنون فيها، ما يمنحهم أهلية لصد الهجمات». وإذ أشار إلى أن مقاتلي المعارضة في الداخل «يتخطى عددهم الـ800 مقاتل»، قال الداراني إن الحصار المطبق عليها «منع وصول مقاتلين معارضين من الخارج، رغم أن الحصار لا ينطبق بعد على الأسلحة، لأن تهريبها، حتى لو أنه تضاءل، فلا يزال ممكنًا». وأدت وتيرة العمليات إلى مقتل 37 مقاتلاً من عناصر حزب الله اللبناني في الزبداني خلال شهر يوليو (تموز) الفائت. ورغم الحصار والقصف، يعرب معارضون عن تفاجئهم من القدرة على الاستمرار بالقتال. ويقول العايد، وهو محلل عسكري سوري معارض: «في الحرب السورية شهدنا عمليات كر وفر واستعادة، مئات المرات، والأمور خاضعة لهذا المنطق، فلا يمكن الحكم على مدينة بالسقوط»، معربًا عن توقعاته «أن نشهد انقلابًا في خريطة الموازين العسكرية لصالح المعارضة، لأنها الطرف المبادر دومًا للمفاجآت، ويستطيعون تحقيق إنجازات رغم أنهم لا يمتلكون خطط واضحة معلن عنها، كما النظام والجيوش النظامية، وقد ظهر ذلك في مفاجأة السيطرة على إدلب وغيرها في الجنوب».

 

مبادرات أم مناورات؟

علي نون/المستقبل/06 آب/15

جيد مبدئياً، حديث المبادرات السلمية في زمن الحروب والفتن.. وجيد أكثر ومبدئياً ايضاً، ان تستفيق إيران من غفوة أوهامها على وعي أهمية العودة الى اعتماد منطق مضاد لمنطق مدّ النفوذ القومي والمذهبي بالقوة الى خارج حدودها (والتشاوف بذلك!) والانتباه الى الكوارث التي سببتها وتسببها لنفسها وللدول والمجتمعات العربية التي أرادت ان تجعل منها منصّات لذلك النفوذ! كثيرون راهنوا على استحالة استمرار إيران في اعتماد خط مزدوج بعد «اتفاق فيينا»، اي خط الوصل والانفتاح والانخراط في عالم مفتوح ديبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً، وخط الاستمرار في «مساعي» تصدير الثورة وبناء النفوذ والتدخل في شؤون الغير، واعتماد القياس المذهبي كأساس للسطوة السياسية.. لكن هؤلاء المراهنين (أو الآملين او المتوقعين او البراغماتيين أو المنطقيين.. الخ) افترضوا ولا يزالون، ان رحلة العودة الايرانية من تيه الطروح الجموحة والمستحيلة، لا تزال افتراضية ولن تنضج بسرعة وبسهولة، طالما ان سلطة «الولي الفقيه» لا تزال على ما هي عليه. واكثر من ذلك، فان احداً لا يمكنه تبسيط امور الاستدارة الايرانية الى حد تحوّلها جذرياً، من حال الى حال نقيض في غضون أيام واسابيع معدودة. المنطق الصحيح والسليم كان ولا يزال، يفرض أحكامه، وهذه تقول، ان 35 عاماً لا تُمحى بـ30 يوماً! إلا بمعطى انقلابي كامل الأوصاف، وهذا ما لم يحصل حتى اليوم. ولا يتوقع احد حصوله، على الأقل، قبل البدء الفعلي في تطبيق «اتفاق فيينا» ورفع العقوبات. ولذلك، فان «الهجوم الديبلوماسي» الايراني الراهن الذي يشتمل على إعادة «مد اليد» من قبل الحوثيين في اليمن، وطرح «مبادرة للحل» في سوريا، والتلويح بقرب حصول انفراج في أزمة الفراغ الرئاسي اللبناني، ذلك كله يثير اسئلة وشكوكاً واستطرادات اكثر بكثير من اثارته اي تلميح او تصريح او إشارة فعلية الى تغيير جدّي في أداء القيادة الايرانية ازاء الفتن التي اشعلتها في الجوار العربي. الا يثير الاستغراب مثلاً، ان ذلك «الهجوم الديبلوماسي» الايراني جاء بعد تقدم الهجوم العربي المضاد في اليمن؟ وفي ظل انتاج موقف واحد سعودي تركي قطري إزاء الوضع السوري؟ وتسجيل تطورات ايجابية اضافية على صعيد العلاقات السعودية المصرية؟ ووصول سياسة التعطيل في لبنان الى ازمة موازية للازمات التي انتجها وينتجها ذلك التعطيل؟ ثم ماذا تعني «المبادرة« المطروحة إزاء سوريا، اذا كانت المفاوضات (مثلاً) التي جرت بين وفد ايراني وآخر من حركة «احرار الشام» في تركيا في شأن الزبداني من جهة وبعض قرى ريف ادلب من جهة اخرى، تمحورت حول الطلب الايراني بإفراغ المدينة من المقاتلين وتهجير من بقي من اهلها الى مناطق اخرى. اي إكمال ما قالت الحركة، عملية تفريغ المناطق السورية المحاذية للحدود اللبنانية من كل وجود اسلامي اكثري والاستمرار في العمل على انضاج وقائع تقسيمية ذات ابعاد مذهبية واضحة، على الارض؟ وماذا تعني الاشارات الايجابية ازاء الوضع اليمني، اذا كان الحوثي (الناطق المحلي باسم ايران) لا يزال يرفض الاقرار بالشرعية الدستورية ولا يتراجع سياسياً بقدر تراجعه ميدانياً؟ وماذا تعني تلك الاشارات «الديبلوماسية» الايرانية، في العراق طالما ان شيئاً جدّياً وملموساً لم يتغير في سياسة وأداء المحسوبين على طهران في الحكومة و»الحشد الشعبي» على حد سواء؟ وماذا تعني بعد ذلك تلك الاشارات الخاصة بلبنان طالما ان حمى التعطيل لا تزال في ذروة انتاجها؟! بين المناورات والمبادرات فوارق ابعد من حدود اللغة. لكن أياً منها، لم تقدمه ايران حتى الآن، كي يبدأ من يريد ويشاء، في تصديق توجهاتها السلمية التقاربية المستجدة!

 

نشاط ديبلوماسي لافت في المنطقة يعقب الاتفاق النووي

 ربى كبّارة/المستقبل/06 آب/15

تشهد منطقة الشرق الاوسط حراكا ديبلوماسيا لافتا، دوليا طرفاه الولايات المتحدة - روسيا، واقليميا مسرحه يمتد من الرياض الى طهران فأنقرة، وهو انطلق في اعقاب انجاز الاتفاق على الملف النووي بين إيران والغرب. لكن غموض مضمون اللقاءات شرّع الباب واسعا امام التكهنات عن مآل التوازنات الاقليمية، خصوصا مع الانفتاح الإيراني المستجد الذي لن يكتسب دلالة فعلية قبل ان ينتقل من حيّز التصريحات الى حيّز الميدان العملي، وأوله في سوريا واليمن. فمن لقاءات الدوحة مطلع الاسبوع بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية جون كيري وسيرغي لافروف وعادل الجبير، الى لقاءات طهران بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونظيره الإيراني حسين امير عبد اللهيان ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، الى زيارة ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الاردن، الى جولات كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف على بعض دول المنطقة. تضاف الى كل ذلك جملة مستجدات: تركية تمثلت بفتح قاعدة انجرليك امام المقاتلات الأميركية التي تلاحق عناصر «داعش» والتوافق مع الأميركيين على منطقة حدودية آمنة، الى جانب تعهد أميركي بغطاء جوي لحماية مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة. فرغم ان الاتفاق النووي، اذا لم ينجح الكونغرس في عرقلته، لن يدخل حيز التنفيذ قبل تشرين الاول، بادر المسؤولون الإيرانيون الى شن حملة انفتاح على دول الجوار. فقد اعلن اللهيان عن «فرصة مناسبة لتعزيز العلاقات مع دول الجوار وتعميق التعاون في مختلف الملفات للخروج من الازمات»، وكان ظريف قد سبقه بقوله «الجار قبل الدار». ويلفت ديبلوماسي عربي عامل في بيروت الى ان «الاتفاق النووي سمح بتقدم الديبلوماسية الإيرانية. فخلال الانشغال بالمفاوضات مع الدول الست احتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني واجهة الاحداث خصوصا في العراق وسوريا، ثم تقدم عليه محمد جواد ظريف«. لكنه سرعان ما يستدرك مشددا على ان «التغيير الحقيقي في الاولويات الإيرانية لا تجسده فعليا التصريحات وانما السلوك الميداني في ساحات الحروب، خصوصاً في سوريا واليمن. فبعد لقاء نظيره الإيراني اعلن وزير الخارجية القطري خالد العطية ان «الحوار البنّاء» يبدأ بعد وقف التدخل«. ويلفت المصدر الى تزامن الهجمة الديبلوماسية مع الترويج للقاء وليد المعلم مع الامير محمد بن سلمان. ويقول «هذا اللقاء، ان صح حدوثه، فهو بالتأكيد لقاء فاشل لم يؤد الى اية نتيجة بدليل تسريب وسائل الاعلام المقربة من النظام السوري لمحضر اللقاء المزعوم في الرياض والذي اتى بنتيجة جهد روسي«. ويضيف «لو كان ثمة احتمال لأي نتائج ايجابية لما تم التسريب، خصوصا في ظل غياب اي تعليق سعودي حتى الآن».

وكان لافروف قد شدد من الدوحة، وبحضور أميركي، على ان الحل السياسي لسوريا «يحتاج الى مشاركة جميع الاطراف» بما فيها طهران، وهو ما ترفضه دول الخليج وما كانت ترفضه علناً الولايات المتحدة في زمن مفاوضاتها الطويلة مع إيران.

كل ذلك والاولويات لا تزال مختلفة. فمن اولوية مكافحة الارهاب متمثلاً بـ«داعش« واخواته بنظر روسيا وإيران وسوريا، الى اعتبار ان القضاء على هذه التنظيمات يقتضي اولوية التخلص ممن ساهم عملياً في انتاجها مثل بشار الاسد والتدخلات الإيرانية لزعزعة المجتمعات العربية. فالأميركي ورغم الاتفاق النووي وتقاربه مع إيران وروسيا، الداعمين الرئيسيين للأسد، لا يفوت فرصة إلا ويجدد التأكيد على ان الحل لا يستوي مع الاسد. وهذا موقف مماثل لموقف دول الخليج وتركيا التي وصل الامر برئيسها رجب طيب اردوغان للقول بان نظيره الروسي فلاديمير بوتين «لم يعد يشاطر الرأي القائل ان بلاده ستقف الى جانب سوريا حتى النهاية»، ليضيف «اعتقد انه يتجه للتخلي عن الاسد».

 

كيس الزبالة عرّى السياسيّين

غسان حجار /النهار/6 آب 2015

من يستمع الى وزراء في الحكومة يؤكدون أن حلّ مشكلة النفايات لا يكون إلا في السياسة، يتأكد له أن ثمة خلافاً ما بين المتقاسمين تلك الجبنة، سياسية كانت أم مالية مصلحية. وهذه الحصص المتنازع عليها حاليا، كانت شركة قبل ذلك، لذا لم يعترض أحد. أما وقد تفرق العشاق، فتبذل الجهود لاستيلاد "سوكلينات" جديدة ترث الرجل المريض. وكما يتحدث الشيعة عن مؤتمر تأسيسي لزيادة حصتهم في السلطة، بما يشبه المثالثة، من دون التجرّؤ على تسميتها، في محاولة منهم، ومن بعض "أهل السنّة"، لتقاسم الحصة المارونية التي كانت مضخمة بالشكل في زمن مضى، من دون صلاحيات ومكاسب فعلية، يطمح كثيرون اليوم الى تقاسم ورثة الرئيس رفيق الحريري في السياسة، كما يعملون على تقاسم الحصص التي أشرف الحريري الأب على توزيعها في مشاريع اقتصادية ومالية، هدفت أصلاً الى توفير خدمة أو خدمات سريعة ومتقدمة من دون الدخول في متاهات الروتين الاداري القاتل، فإذ ببعضها يتحول مع الوقت ممالك وإمارات مالية ينظر اليها بعين الحاسد. ولا يقتصر الصراع على خصوم التيار الأزرق، بل يطمح كثيرون من داخله أيضاً الى وراثة "سوكلين" ومؤسسات أخرى، صمدت بسبب الخدمات التي قدمتها، وآثارها جلية، رغم كل التكاليف، أو بسبب الرشى التي وزعتها إرضاء لهذا أو ذاك. أما وقد وقعت واقعة الزبالة، فقد انكشفت حقائق كثيرة، وتعرى سياسيون كثر، دافعوا عن "سوكلين" ام تهجموا عليها، ويكفي أن يقول وزير إن فريقه أقصي عن إدارة ملف النفايات منذ التسعينات، للدلالة على الحسرة التي يشعر بها ذاك الفريق الذي أبقي خارج جنة "سوكلين" وأخواتها. أكياس الزبالة التي عرّت السياسيين، وكشفت عجزهم عن توفير الحلول، وأكدت أن كل شيء في لبنان يحل بتوافق السياسيين، فاذا ما اختلفوا تعرقلت الأمور في التعيينات وفي التشريع وفي القرارات الوزارية وصولاً الى تأليف الحكومات وانتخاب الرئيس. واذا ما اتفقوا، ولاتفاقهم معنى آخر وأحياناً روائح كريهة، مضت الأمور في أحسن حال. قال لي والدي يوماً عن المقاولين في لبنان انهم ضحية فضحكت. وشرح لي: "المقاول يأخذ مشروع بألف ليرة مثلاً، وفيه هامش ربح يبلغ 250 ليرة، لكن توقيع المعنيين عليه لمباشرة العمل يستنزف منه نحو 400 ليرة. فكيف يمكن ان ينفذ المقاول مشروعاً بـ750 ليرة ولم يتبق له إلا 600 ليرة؟ عندها ينفذ المشروع دون المواصفات المطلوبة. وهكذا يكون ضحية النظام القائم". وعمل المقاول نموذج مصغر لعمل الدولة، التي تُسرق أموالها من مجموعة حاكمة تجدد لنفسها بقانون انتخاب يضمن التوارث السياسي، واستمرار المصالح المالية.

 

إلى 14 آذار: هل ننتظر زوال حزب الله كي نبدأ الإصلاح؟

 زكريا حمودان/جنوبية/الأربعاء، 5 أغسطس 2015  

 يعيش الساسة في لبنان على شماعة مقولة "عدم الإستقرار"، ما يبرّر لهم عدم مبالاتهم بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.. هذه الشماعة ترمى على حزب الله كونه تابعاً لمشروع إقليمي خارج حدود الوطن. فماذا ينتظر المسؤولون في لبنان من أجل العمل على الإنماء: هل تنتظرون زوال حزب الله؟  لم تهدأ منطقة الشرق الأوسط منذ عشرات السنين. فالصّراعات العالمية تصبّ حيث المكاسب الدولية ومصالح الدُوَل الكُبرى ومنبع الرساميل، كما تتّجه أيضًا إلى حيث يوجد سياسيّون من نوع آخر. فما يشغل هؤلاء هو كم زادت ثروتهم وأين هم في التصنيف العربي والعالمي لأغنى أغنياء الكَون، بالإضافة إلى بعض التفاصيل من بذخ وترف وتبذير للثروات في مآرب سياسية ومشاريع باتت تسبح في الفضائيات ويراها الجميع بوضوح.هذه ليست رسالة إلى حكام الوطن العربي فقط، كما هي لا تستهدف ساسة لبنان بشكلٍ خاص، وهي لا تتحدث عن مشاريع إيران العابرة للأوطان في البيئات الشيعية أينما وُجِدَت. لكنّها إظهار لهذا الواقع الأليم المُرتد على بيئة عريضة ومُعرّضة للإتساع أكثر فأكثر، إن لم يتعظ البعض قليلاً ويملّون من الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. إيران موجودة ومشروعها مكتوب ومُعلن، وسياستها أوضح من نور الشمس فماذا ننتظر في لبنان؟ هل ننتظر زوال حزب الله؟

إيران موجودة ومشروعها مكتوب ومُعلن، وسياستها أوضح من نور الشمس فماذا ننتظر في لبنان؟

يربط البعض كلّ ما يحصل في لبنان بحزب الله، فهو شمّاعة تُعَلَّق عليها الحجج التي لا تملك براهين أو أدنى مستويات الإقناع. لكن حقيقة الأمور مختلفة والذهنية اللبنانية عند البعض ممن يدَّعون المسؤولية، ما زالت تقبع في أدنى بحر من اللامبالاة بمستقبل المواطنين وتحصيلهم لحقوقهم.

اقرأ أيضاً: عن الأوهام حول حزب الله

http://janoubia.com/2015/07/20/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%85-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/

هنا تُرمى الحجج جميعها على مقولة “عدم الإستقرار”، ثُمَّ يتم تصويب فقدان الإستقرار باتجاه حزب الله الغائب كُليًا عن الساحة اللبنانية، وغير المبالي بدوره في الصالون الداخلي مقارنة مع إنشغالاته الأخرى الأكثر أهمية بالنسبة لسياسته ومشروعه الاقليمي.

هل يُعَطِّل الإستقرار المُطالبة بحقوق المواطنين الأساسية لإنتشالهم من المجهول

فهل يُعَطِّل الإستقرار المُطالبة بحقوق المواطنين الأساسية لانتشالهم من المجهول، خصوصاً في طرابلس وبعض مناطق الشمال؟ هل تزفيت الطرقات وتسكير الخنادق التي تُهلك السيارات سببها الإستقرار؟ وتشغيل معرض طرابلس وتفعيل دوره مرتبط أيضًا بالإستقرار؟ إستغلال أراضي عكار الزراعية وجلب استثمارات لتصنيع المنتجات الزراعية يحتاج لرضى ساسة من خارج الشمال؟إنَّ أبشع ما قد تقدّمه حجة “عدم الإستقرار” هو خلق الفوضى وعدم الإستقرار الحقيقي ضمن هذه البيئات التي ما زالت تبحث عن شيء واحد ليس أكثر وهو الإنماء. هذا البحث عن الإنماء خلق تجربة من عدم الإستقرار ما زالت محدودة بسبب غياب الوعي والحرص على مصلحة البلد، قبل فقدان التماسك الجزئي للمجتمع الداخلي الذي ينتظر الحلول الطارئة للخروج من أزماته الحياتيّة المستعصية جدًا.

فما تنتظرون أيها الساسة؟ هل تنتظرون زوال حزب الله؟

 

ربط انتخاب الرئيس بالتسوية في سوريا يرجئ الاستحقاق إلى أجل غير مسمّى

خليل فليحان/النهار/6 آب 2015

كرّر مسؤول عربي التقى رئيس كتلة نيابية وازنة ومعنية أن "لا انتخاب لرئيس الجمهورية قبل انتها الأزمة السورية". واوضح أن المعلومات الديبلوماسية المتوافرة عن اجتماع الدوحة تفيد أن تسوية قريبة "وكل ما عدا ذلك مبالغ فيه". ويذكر أن الاجتماع ضم وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير، وبحث في خريطة طريق لحل الأزمة، من دون التوصل الى رسم معالمها، نظراً الى الخلافات الكثيرة بين واشنطن وموسكو حول ما اذا كانت التسوية تشمل بقاء الرئيس بشار الاسد أم لا. وأول الخلافات تأكيد أميركي لمجلس التعاون الخليجي عبر كيري أن أي حل للأزمة السورية لن يشمل الأسد، فيما موسكو وطهران تدعمان ان يكون طرفاً في أي حل. ثانيها أن دمشق لا تقبل بطرح أي مبادرة حلّ إلا بالتنسيق معها، وقد وافقت طهران على هذا الموقف. كما أنها مع تشكيل جبهة دولية لمحاربة التنظيمات الارهابية، وفي مقدمها "داعش"، شرط التنسيق المسبق معها في العمليات العسكرية التي ستشن ضد مواقع التنظيمات الارهابية، وتعتبر أي عملية دون التنسيق معها هو خرق لسيادتها. لم يأخذ سلاح الجو الأميركي بهذا الشرط، فوجه ضربات جوية لمواقع تنظيم الدولة الاسلامية. وتجدر الاشارة الى أن موسكو معترضة على التصرف العسكري الاميركي المنفرد، لأن هدفها هو الافساح أمام مقاتلي المعارضة التي تسلحها وتدربها لتقاتل نظام الاسد.

واللافت انه رغم الخلافات بين أطراف الازمة، عقد اجتماع روسي – سوري – ايراني لصياغة موقف يطرح بين كيري ولافروف في محاولة للتوصل الى تسوية تكون مقبولة في الحد الأدنى من أجل وقف الاقتتال الذي يقوّي داعش وسواها من التنظيمات ويضعف النظام ويظهر عجزه العسكري المتزايد عن مقاتلي "داعش" و"النصرة". ورأى رئيس كتلة نيابية معنية يسعى الى انجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت نظراً الى الشلل في مؤسسات الدولة، أن كل يوم تأخير لانتخاب رئيس للبلاد يراكم الازمات ويضاعف العجز عن حل اي مسألة. وأعطى مثالاً أن اي سياسي لم يكن يصدق ان مجلس الوزراء لن ينهي أزمة التعيينات الامنية أو جزءاً منها، على الأقل تعيين رئيس للأركان، على الرغم من المخرج – التسوية الذي جعل "التيار الوطني الحر" يهادن ويجعل جلسة مجلس الوزراء أمس تنعقد بهدوء، ومع ذلك لم تنتج من الأمر أي معالجة. وانتقل الى موضوع النفايات الذي وصفه بأنه من اخطر ما طرح على حكومة سلام، وانه كارثة الكوارث ويمسّ صحة المواطن ويبعد السائح عن لبنان، ولم يتقرر خلال الجلسة اي حل مطلوب. واعتبر أنه اذا نجحت المساعي لتحقيق التسوية المطروحة فستؤدي الى اعادة مجلس الوزراء الى العمل فقط في شكل طبيعي والى فتح دورة استثنائية لمجلس النواب دون ان تسمح بانتخاب رئيس للبلاد، بسبب تمسك رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بموقفه وبأنه هو المرشح الأوحد للرئاسة لأنه الأكثر تمثيلاً.

 

إرهابيون من صنع أميركي

هشام ملحم/النهار/6 آب 2015

قبل يومين نشرت صحيفة "النيويوك تايمز" مقالا تطرقت فيه الى الانقسام في أوساط المسؤولين حول من يمثل الخطر الارهابي الاكبر على اميركا الان: تنظيم القاعدة، ام "داعش"؟ في اليوم ذاته أصدر تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" شريط فيديو حض فيه المسلمين على شن هجمات "جهادية" فردية على الاميركيين. العنف المرتبط بتنظيمات اسلامية ارهابية مثل "القاعدة" و"داعش" مستمر ويتزايد مع مرور السنين، وبات الحديث عن الارهاب في الولايات المتحدة كأنه حكر على اتباع دين واحد هو الاسلام.

ومنذ هجمات أيلول2001 الارهابية، والحرب على الارهاب التي اعلنها الرئيس السابق جورج بوش ، طغى الخوف من الارهاب "الاسلامي" على الاخطار الارهابية الاخرى. لكن الواقع – المبني على الاحصاءات والابحاث – مختلف كليا، اذ ان الارهاب الذي تمارسه جماعات يمينية متطرفة، أو افراد عنصريون ومتزمتون ويرفضون الانصياع للسلطات المركزية، هو الذي يشكل الخطر الاكبر على البلاد، وليس الارهاب الجهادي. ومنذ احداث ايلول 2001 بلغ عدد ضحايا الارهاب الجهادي 26 أميركياً، في مقابل 48 مواطناً قتلوا في هجمات قام بها يمينيون متعصبون، وفقا لاحصاءات أجراها مركزابحاث اسمه "نيو أميركا" (New America). ويتحدث الخبراء الاميركيون في شؤون الارهاب عن ظاهرة "الذئب الوحيد" في اشارة الى الفرد الذي يقوم بارهاب مستوحى من تنظيمات اسلامية متطرفة، كما يتحدثون الان عن ظاهرة اميركية حديثة العهد، لكنها مماثلة الى حد كبير، والتي يطلق عليها "المواطن ذو السيادة"، في اشارة الى افراد يغالون في تطرفهم الى درجة انهم يرفضون كل القوانين التي تشرعن السلطة، وهو موقف مشابه الى حد كبير للظاهرة الفوضوية في أوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين. ووفقاً لدراسة أخرى أجريت مع 382 مركزاً للشرطة، قال 74 في المئة من الذين شملتهم ان التطرف اليميني المعادي للحكومة هو مصدر الخطر الاول، يليه 39 في المئة رأوا ان خطر تنظيم "القاعدة" و"التنظيمات المشابهة له هو الخطر الاول. وجاء في دراسة اخرى لجامعة ميريلاند، ان اليمينيين المتعصبين شنوا 65 هجوماً، في مقابل24 هجوماً شنها متطرفون اسلاميون منذ 2011. هذه الدراسات والاحصاءات تعزز التحول في مواقف عدد متزايد من المحللين الذين يقولون الان ان المخاوف من الخطر الارهابي لـ"القاعدة" و"داعش"، على خطورته، مبالغ فيها، في مقابل محاولات للحدّ من خطر المتطرفين اليمينيين. ولا يزال هناك تردد في اوساط السلطات الامنية المحلية في وصف العنف الذي يرتكبه اليمينيون المعادون للحكومة (من البيض) بانه ارهاب، بينما يسارعون ومعهم جانب كبير من الاعلام الى وصف أي عنف سياسي يقوم به مسلم، بأنه ارهاب اسلامي.

 

نحو إغراق الأزمة السوريّة في محاربة الإرهاب

 عبدالوهاب بدرخان/الحياة/06 آب/15

 إذا لم يكن ستيفان دي ميستورا جزءاً من المشكلة في سورية، فقد يكون في صدد أن يصبح كذلك، على غرار ما فعل جمال بن عمر في اليمن، وما كاد يفعل برناردينو ليون في ليبيا لولا استدراكه الخطأ جزئياً، علماً أنه لا يزال مؤهّلاً للسقوط. لم تعد ديبلوماسية الأمم المتحدة ترتكز على قرارات مجلس الأمن، وضرورة تنفيذها، بل صار المبعوثون يباشرون فوراً التعامل مع قوى الأمر الواقع لا لاجتذابها الى القانون الدولي، أو حتى لاحترام ما يكون متوَافَقاً على أنها «دساتير» بلدانهم، وإنما لتكييف القانون الدولي مع تفلّت تلك القوى من أي قانون على الإطلاق. فالحل الأمثل في اليمن هو ما ظنّ بن عمر أن في إمكانه بناءه مع الحوثيين في سعيهم الى اختراق الدولة ثم إلغائها، وهو ما اعتقده ليون حين أراد تركيب كيمياء التقاسم بين مَن الشرعي وغير الشرعي، ساعياً الى تذويب سموم برلمان منتهية صلاحيته في ترياق برلمان منتخب، وهو ما يحاوله أيضاً دي ميستورا بالتوجّه الى إلغاء صيغة جنيف (هيئة حكم انتقالي) مع تأكيده تكراراً العمل من خلالها، وعذره أن الولايات المتحدة وروسيا متوافقتان على أمر واحد: بقاء نظام بشار الأسد.

ويبدو أن تجربتَي كوفي أنان والأخضر الابراهيمي في سورية علّمتا جميع المبعوثين، لا سيما دي ميستورا، أنه عندما تكون المعالجة متعذّرة وفقاً للمعايير المعروفة فلا بدّ من الاستنباط، لا لإيجاد حلول بل لإدامة دور الأمم المتحدة، ولو مع بعض أو كثير من التجاوز لميثاقها وقراراتها. وفي الحال السورية، هناك نظام لا يزال يدّعي أنه «الدولة» ويعامله المبعوثون على هذا الأساس، على رغم علمهم بأنه زمرة يمثّلها شخص، وهي لا تقبل بأي حلّ تشاركي ما لم يكن تحت هيمنتها وإلا فهي ستعطّله. وإذ تعتقد الدول الكبرى المعنيّة أنه لا يستقيم حلٌّ من دون الرجل/ الزمرة لأن انهيارهما يعني السقوط في الفوضى/ الصوملة الكاملة، فإنها تعير كل الأهمية الى كون الزمرة ورجلها متماسكَين حيث يسيطران، آملة في أن تبني حلاً سياسياً منصفاً من هذا التماسك، لكنها لا تقيم أي اعتبار لكونهما لا يتصرفان كـ «دولة»، ولو فعلا لما تمادت الأوضاع الى هذا المنزلق الكارثي.

بعد أيام على توقيع الاتفاق النووي، خرج رجلا إيران في سورية ولبنان، في خطابَين موجّهين لتهنئتها بـ «النصر النووي»، ومخصَّصَين لإطلاق رسائل إيرانية منسّقة الى الولايات المتحدة وكل مَن يسأل عن ملامح التغيير السياسي الممكن توقّعه من طهران بعد الاتفاق. كالعادة، لم يتحدّث بشار الأسد عن شعب سورية بل عن الإرهاب، ولعله لا يزال يعني أن الإرهابيين هم نحو مليون ونصف مليون قتلهم أو أصابهم وعوّقهم وأخفاهم، وهم أكثر من عشرة ملايين إنسان عمل على اقتلاعهم وتهجيرهم. ولم يتحدّث الأسد عن سورية بل عن «المواقع الأكثر أهمية» التي تحاول قواته الاحتفاظ بها، مدشّناً بذلك إفصاحه العلني عن خيار «دولة الساحل». وهذا ما تستعدّ إيران لطرحه ما أن تُدعى الى المشاركة في المساومات. أما حسن نصرالله الذي حرص على إبلاغ أميركا أنها - بعد الاتفاق النووي كما قبله - باقية «الشيطان الأكبر»، وأن إسرائيل الى زوال، فكان ينقل عن المرشد علي خامنئي أن شيئاً لن يتغيّر في الاستراتيجية طالما أنها لم تأتِ بعد بـ «الجائزة» المتوخّاة.

ما قدّمه دي ميستورا كان اقتراحات لإغراق الأزمة في التفاصيل، وإغراق «صيغة جنيف» في «مجموعات عمل» من دون تحديد الهدف (الانتقال السياسي). وبالنظر الى الأسلوب الذي اتّبعه دي ميستورا في اختيار من تشاور معهم طوال شهرين، يمكن توقّع تشكيل تلك المجموعات بإشراف النظام والإيرانيين كما جرى في انتقاء مَن دُعوا الى «التحاور» في موسكو، أي بشرط عدم التطرّق الى تنحّي الأسد. وقد حرص في تقريره على مخاطبة كل طرف بما يودّ أن يسمعه. لكن هذا لم يمنعه من تعزيز فكرتين: بقاء النظام (أي الأسد) ومحاربة الإرهاب (استجابةً لرواية الأسد)، إلا أن منهجية الشيء ونقيضه جعلته يقول أن محاربة «داعش» تتطلّب تغييراً سياسياً في سورية. فعن أي تغيير يتحدث؟ الأرجح أنه لا يعرف، بل الأرجح أن لا معنى أو مغزى لاقتراحاته، إلا إذا كان يعتقد أن الأزمة تحتاج بعد خمسة أعوام الى مقاربة «أكاديمية».

في أي حال، وعلى رغم ما تقدّم، أنسوا دي ميستورا، الذي يُحسب له تحذيره من أن كل شهر يمضي «يقلّل فرص إعادة سورية دولة موحّدة». ذاك أن الأزمة صارت في مكان آخر، وهي كسواها تمرّ الآن بمرحلة ضبط السياسات الإقليمية بعد الاتفاق النووي. فحتى لو لم يكن في نيّة طهران أن تغيّر سياساتها، فإنها لا تتجاهل الحركة المتسارعة في محيطها: تركيا تدخل «الحرب على داعش»، «عاصفة الحزم» السعودية باشرت مع «التحالف العربي» تغيير المعادلة في اليمن، الولايات المتحدة استأنفت «الشراكة الاستراتيجية» مع مصر، وروسيا تجد نفسها (مع أميركا) في سياق البحث عن معالجات مشتركة للأزمات العربية، من خلال التشاور مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي... تلك خطوات استوجبتها التداعيات السياسية للاتفاق النووي بحثاً عن توازنات يمكن الارتكاز عليها في المنطقة، وقد لا تعزز نتائجها موقف العرب استراتيجياً أو مصلحة الشعوب وانتفاضاتها مستقبلياً، لكنها ستحاول وضع حدٍّ للتخريب الإيراني من جهة، ومن جهة أخرى بلورة الممكن سياسياً بالتوازي مع تصعيد جهود الحرب على الإرهاب، الذي بات فعلاً أولوية كما هندسه النظامان الإيراني والسوري.

ربما كان اللقاء الخليجي - الأميركي والخليجي - الروسي، وبخاصة الاجتماع الثلاثي، السعودي - الأميركي - الروسي، من إرهاصات بناء تفاهمات دولية - إقليمية. إذ لا يكفي الاتفاق النووي لاستدراج تغيير مرغوب في سياسات إيران، سواء في سورية واليمن أو حتى في العراق، وبالطبع لا تكفي تصريحات محمد جواد ظريف في العواصم التي انتقتها طهران لمعاودة إطلاق دعواتها الى تعاون اقتصادي ومحاربة مشتركة للإرهاب، بل يستلزم ذلك جهوداً روسية وأميركية لمعالجة قلق دول الخليج من التدخلات الإيرانية في شؤونها ومن تغوّل إيران وأتباعها في عدد من الدول العربية. فالمعروف أن ليست هناك تدخلات عربية مقابلة في شؤون إيران، وإذا كانت إيران ساعية الى نفوذ فلا بد أن تدرك أن لا مستقبل لأي نفوذ ما دام يرتكز على تفكيك الدول، واستبدال الميليشيات بالجيوش، وإزكاء الصراعات الطائفية، وإشعال الحروب الأهلية، على غرار ما فعلته إيران في سورية والعراق واليمن ولبنان وما تحاوله في البحرين. والأهم أنه إذا كان «الاستقرار» هو المتوخّى من محاربة الإرهاب، فالأولَى إحباط الأهداف التي رسمها صانعو الإرهاب ووظّفوه في العمل لتحقيقها.

صدرت إشارتان من طهران يوم لقاءات الدوحة، لكنهما لا تحملان أي مغزى تغييري. الأولى، إعلان عن مبادرة «معدّلة» لحل الأزمة السورية، ولا أحد يتذكّر المبادرة الأصلية لأنها لم تحمل أي نواة لأي «حلّ»، ولا يتوقّع من «المعدّلة» سوى التذاكي في تزكية فكرة الأسد عن «المناطق الأهمّ» أو «دولة الساحل» كصيغة وحيدة ضامنة لـ «مصالح» إيران في سورية. أما الإشارة الأخرى فهي مقال للوزير ظريف نشرته صحف عربية، وفيه يقترح إقامة «مجمّع للحوار الإقليمي» بهدف «تسوية الخلافات سلمياً»، لكنه يختار نموذجاً يعطيه أولوية، وهو اليمن حيث أُجهض المشروع الإيراني، ولم يشر الى سورية والعراق إلا في معرض حديثه عن محاربة الإرهاب. فبهذه الأفكار يمهّد، كما قيل، لجولة عربية. وليس واضحاً ما إذا كان يعبّر عن قيادته أو يخاطبها عندما يُحاضر في وجوب «الامتناع عن التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى». ثمة كذبة يجري ترويجها حالياً، وهي إشراك إيران في ضرب الإرهاب وحلّ أزمات المنطقة، فهل ألغى الاتفاق النووي حقيقة أنها صانعة هذا الإرهاب وتلك الأزمات؟

 

الشرق الأوسط الجديد كما يراه جواد ظريف

رغيد الصلح/الحياة/06 آب/15

بعد نجاح محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، في التوصل إلى الاتفاق النووي مع زملائه في الولايات المتحدة والدول الست، جاء دوره في تسويق الاتفاق إقليمياً وتهدئة مخاوف دول الجوار وغيرها من الدول والقوى الدولية والإقليمية، من انعكاسات الاتفاق على أمنها واستقلالها ومصالحها الاستراتيجية. وفي هذا السياق، كتب ظريف ثلاثة مقالات مهمة، نشر أحدها في عدد من الصحف العربية والأجنبية. أبرز ما جاء في هذه المقالات دعوة أطلقها الوزير الإيراني إلى تشكيل «مجمع للحوار الإقليمي». تأتي هذه الدعوة، كما جاء في المقال الذي نشرته صحيفتا «السفير» اللبنانية و «الشروق» المصرية، بمثابة رد على الفوضى والاضطرابات التي لا تعرف الحدود، ومن «الفراغ» المنتشر في الدول المجاورة لإيران، كما جاء في المقال الذي نشرته «النيويورك تايمز». جاء المشروع الذي اقترحه ظريف مختصراً ولكنه تضمن بضعة عناوين تكفي لمناقشته بصورة أولية خاصة من زاوية الأهداف المتوخاة منه، أي تبديد الانطباعات الخاطئة والسلبية حول سياسة طهران تجاه الجيران، وإزالة المخاوف المتوقعة التي أثارها الاتفاق الأميركي-الإيراني في الدول المجاورة. ولكن هل يحقق ما أطلق عليه أحد الكتاب وصف «قانون ظريف» الغايات المطلوبة منه؟ هل تضمنت الإيضاحات التي قدمها المسؤول الإيراني تطمينات كافية إلى المعنيين بالعلاقات العربية-الإيرانية؟ لقد أكد ظريف في مقالاته على ضرورة فتح صفحة جديدة من العلاقات بين دول المنطقة تقوم على احترام سيادتها واستقلالها السياسي وعلى الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. ولكن مشروع ظريف تضمن عدداً من العناوين والمقترحات التي تراكم مخاوف الجيران وتناقض تماماً العنوان الذي اختاره لمقاله باللغة العربية.

الفكرة المحورية في مشروع ظريف هي إنشاء مجمع للحوار الإقليمي. وهذا المجمع يتأسس على مرحلتين: الأولى ينشأ فيها المجمع «في منطقتنا» والثانية، تشمل الفكرة جميع الدول الإسلامية في الشرق الأوسط. في الحالتين يتحاشى ظريف، في مقاله باللغة العربية، التحديدات، ويترك الباب مفتوحاً أمام أسئلة عديدة.

ففي مقال «نيويورك تايمز»، يتحدث الوزير الإيراني عن المجمع في مرحلته الأولى باعتباره «منتدى جماعياً لمنطقة الخليج الفارسي الموسع». أما في مقاله بالعربية فإنه يكتفي بالإشارة إلى «منطقتنا». هل سقط هذا التحديد من المقال العربي سهواً؟ الأرجح أنه كان مقصوداً. ذلك أن هذا التحديد سوف يفتح الباب أمام تجدد الجدل حول هوية الخليج. لقد كان استخدام مصطلح «الخليج الفارسي» موضع انتقادات كثيرة في دول الخليج الأخرى. ومع تفاقم هذه الانتقادات والمخاوف التي عكستها، تم التوصل إلى اتفاق على استخدام تسمية الخليج كوصف للمنطقة فحسب. وشاعت هذه التسمية في الأوساط الدولية السياسية وغير السياسية بحيث إنها لم تعد تثير الالتباس. لماذا لم يطلق ظريف تسمية «مجمع الحوار الخليجي» على مشروعه إذاً، سواء عرضه بالعربية أم بالإنكليزية؟ هل تكمن دلالات سياسية وعامة وراء الإصرار على هذه التسمية؟ هل يريد وزير الخارجية الإيراني تكريس هذه التسمية دولياً مقدمة لتكريسها إقليمياً؟

إن بعض فقهاء الدراسات الشرقية قد يرى خطأ في الاهتمام بمسألة الهوية لأنها تركز على قضايا ثانوية في الوقت الذي ينبغي التركيز على القضايا الجوهرية. ولكن من قال إن الصراع حول الهوية بعيد من مصالح الشعوب وحقوقها، أي من القضايا الكبرى؟ إن اكثر الذين اعترضوا على استخدام مصطلح «الخليج الفارسي» لم يعترضوا على حق الإيرانيين في التاريخ ولا في الجغرافيا. وأكثر هؤلاء من الذين يحترمون الحضارة الفارسية ويرغبون في مصادقة إيران والتعاون معها، فارسية كانت أم إيرانية. ولكنهم أعربوا عن خشيتهم من أن يمهد إطلاق الصفة الفارسية على الخليج إلى قيام نظام إقليمي غير عادل وغير منصف، وإلى تحول الصفة الفارسية إلى مسوّغ للمطالبة بالامتيازات لإيران على حساب غيرها من الدول الخليجية الأصغر حجماً من حيث عدد السكان والمساحة والإمكانات العسكرية. فهل هناك مسوغ لهذه المخاوف؟

قد تكون هذه المخاوف في غير محلها لو أن مجمع الحوار الإقليمي سوف يبدأ بالحوار ويستمر به كإطار خليجي لتبادل الآراء وللتعاون المحدد والمحدود بين دول الخليج. هذا ما يوحي به المقال المنشور باللغة العربية. أما مقال «نيويورك تايمز» فإنه يذهب إلى أبعد من ذلك، إذ يتضمن تحضيراً للأذهان لتحول منبر الحوار إلى تكتل إقليمي خليجي يضم في حلقته المصغرة دول «الخليج الفارسي الموسع» وفي حلقته الأوسع جميع الدول الإسلامية في الشرق الأوسط. فإلى أين يذهب بنا وزير الخارجية الإيراني البارع بعد إنجاز الاتفاق مع الولايات المتحدة؟

ما يقترحه ظريف هو في حقيقته دعوة إلى قيام «شرق أوسط جديد» يضم دولاً تجمع بينها «قواسم مشتركة في الدين والثقافة والسياسة والجغرافيا». تنطبق هذه السمات على ثلاثة تكتلات إقليمية موجودة في المنطقة، هي جامعة الدول العربية، منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة التعاون الاقتصادي. ومن البديهي أن تسعى إيران وزعماؤها إلى قيام نظام إقليمي يضمها تحقيقاً للمنافع المحققة التي تأتي بها مثل هذه التكتلات للدول المشاركة فيها. ولقد بحث مسؤولون عرب مسألة انضمام إيران إلى جامعة الدول العربية كعضو مراقب، لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة على هذا الصعيد. ولكن حتى لو وافقوا على الفكرة، فإن إيران تتوق إلى أن تكون أكثر من عضو مراقب في التكتل الإقليمي. أما منظمة المؤتمر الإسلامي، فهي أقرب إلى أن تكون شبيهة بالكومنولث منها بالاتحاد الأوروبي، بسبب كثرة عدد أعضائها. استطراداً، فان إيران تستطيع أن تبقى عضواً نشطاً في هذه المنظمة، ولكن هذا لن يقودها بعيداً على طريق الأقلمة.

تبقى منظمة التعاون الاقتصادي (إيكو)، فإذا أرادت إيران التعاون الإقليمي فان المنظمة تشكل الإطار النموذجي لإشباع طموحات الإيرانيين في هذا المضمار. إنها تضم إيران مع دول الجوار في تركيا وأفغانستان وباكستان ودول آسيا الوسطى. ومقر هذه المنظمة هو طهران، ومن ثم فإن أكثر العاملين في هياكلها وإداراتها التنفيذية هم من الإيرانيين أو من سكان طهران. وبحكم هذه الاعتبارات واعتبارات أخرى تتعلق بعلاقة إيران التاريخية ببعض مكونات مجتمعات الدول المنتمية إلى المنظمة، فقد اكتسبت إيران مكانة مرموقة فيها.

إذا كان هذا حال إيران في منظمة التعاون الاقتصادي، فلماذا لا تركز على تطويرها وتعميقها بحيث تحقق من خلالها فوائد التعاون الإقليمي؟ من الصعب أن يجد المرء جواباً على هذا السؤال وعلى الأسئلة التي أشرنا إليها أعلاه إلا أن الذين يمسكون بمقاليد الحكم في طهران لا يريدون حقاً التعاون الإقليمي، بل يريدون الهيمنة الإقليمية. والفرق بين الاثنين كبير. ويدرك الزعماء الإيرانيون هذا الفرق، لذلك فإنهم لا يعلقون الآمال الكبيرة على «إيكو»، لأن إيران لا تستطيع، لأسباب بديهية، الهيمنة على منظمة تضم تركيا وباكستان. أقصى ما تستطيعه طهران في منظمة مثل «إيكو» هو الاضطلاع بدور نافذ ولكن غير مهيمن. وهذا حالها أيضا في منظمة المؤتمر الإسلامي. تبقى المنطقة العربية، حيث يجد صقور النخبة السياسية الإيرانية في انهيارها والتحديات التي تواجه دولها الرئيسية، فرصةً مناسبة لبسط هيمنة إيران على دول الجوار ولتأسيس تكتل إقليمي تتزعمه طهران ويشمل دول الخليج «الموسع» وعدداً من دول المشرق العربي. وسوف يكون هذا المشروع هو الأقرب إلى الإمبراطورية الفارسية التي يكثر الحديث عنها في طهران. لقد بدأ الوزير الإيراني مقاله بعنوان «الجار ثم الدار»، أما الشروح التي قدمها، فتوحي بأن ما يسعى إلى تسويقه هو مشروع يقوم على أساس أن «الجار للدار»، أي أن المنطقة العربية هي المدى الحيوي للنخبة الإيرانية الحاكمة. لذلك، من المرجح أن يعود ظريف من جولته العربية من دون أن يحقق نجاحاً كبيراً يوازي نجاحه في فيينا.

 

موعظة محمد جواد ظريف

داود الشريان/الحياة/06 آب/15

نشرت جريدة «السفير» اللبنانية الإثنين الماضي مقالاً بقلم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، بعنوان «الجار ثم الدار»، وتبرعت الجريدة في تفسير رسالة المقال، قائلة إن كلام ظريف موجه للسعودية. المقال قائم على فكرة حوار إقليمي، وهو حدد لهذا الحوار مبادئ أهمها: «احترام سيادة ووحدة تراب جميع الدول واستقلالها السياسي وعدم انتهاك حدودها، الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، تسوية الخلافات سلمياً، منع التهديد أو استخدام القوة، والسعي لإحلال السلام والاستقرار وتحقيق التقدم والسعادة في المنطقة».

لا خلاف مع وزير الخارجية الإيراني على مبدأ الحوار وحقوق الجيرة. وإن كان العرب، أو معظمهم يقول، «الجار قبل الدار»، ولعل الذي ترجم النص، اجتهد في معاودة صوغ الوصية القديمة في تراث العرب والمسلمين. لكن هذه الوصية التي وصفها ظريف بأنها «أخلاقية وضرورة لا يمكن إنكارها في عالمنا المعاصر»، لم تعد تحمل قيمتها القديمة، فالجيرة أصبحت تخضع للقوانين، واختيار الجار لم يعد يشكل أهمية تذكر، في ظل الأنظمة التي تحكم علاقة الناس ببعضهم البعض، فضلاً عن أن الدول لا تختار جيرانها. وقبل سنوات، كتبت هنا مقالاً حاولت فيه قراءة مستقبل العلاقات بين الدول من خلال مقارنة موقعها في «حي السفارات» في مدينة الرياض، بموقعها على الكرة الأرضية. فوجدت أن دولة البحرين تجاور الكاميرون، وليست بعيدة عن كندا، وتشاركها الكويت في هذا الفأل الحسن، حيث أصبحت الكويت بالقرب من باكستان، تاركة العراق وإيران، وذكريات الحروب والغزو. والأردن الذي يعاني من حدوده مع إسرائيل والأراضي الفلسطينية، جاور الفيليبين، ونأى بنفسه عن أزمة الشرق الأوسط. وليبيا أصبحت تجاور إيران. أما العراق، الذي أصبحت حكومته متيمة بإيران فأصبح جاراً لكينيا. ولبنان صار جاراً للسنغال، مبتعداً عن سورية، التي بدورها صارت تقع بين كوريا الشمالية وفرنسا. تخيل أن يكون للدول الحق في اختيار جيرانها، ستجد أن العالم انقلب رأساً على عقب. لكنني أعتقد أن لبنان لن يرضى بمجاورة السنغال، وهو ربما طلب جيرة السعودية.

ومثلما أن تغيير مواقع الدول محض خيال، فإن وزير الخارجية الإيراني كتب مقالاً أقرب إلى الخيال، وجمع في مقاله بين الوعظ والأمنيات، وانطلق من فكرة أن جيرانه في حاجة للعودة إلى رشدهم، وترك التدخل والعنف، حتى يخيل إليك أن الذي كتب المقال هو وزير خارجية سويسرا. لا نتمنى أن ترحل إيران عن جيرتنا، فضلاً عن أننا لا نستطيع تغيير موقعها، أو مواقعنا، خلقنا نحن وإيران «جيراناً» وسنبقى. وإيران ليست جارة في الجغرافيا فحسب، بل بيننا وبينها قيم مشتركة وتاريخ، وروابط نسب وقربى. لكننا نتمنى على الوزير المبتسم دائماً، محمد جواد ظريف، أن يبدأ بتطبيق ربع الأفكار التي وردت في موعظته، وأضمن له أن أهل الخليج والعرب الآخرين، سوف يتكفلون بالباقي.

 

ليس بالمحاصصة تبنى الأوطان

مصطفى زين/الحياة/06 آب/15

مستغلين الموقف الأميركي من «داعش»، ودعوة أوباما و»حرص» نائبه جو بايدن على العراق، ذهب زعماء عراقيون، بينهم نواب وشيوخ عشائر، إلى واشنطن قبل ما يقرب الشهرين، والتقوا مسؤولين في البيت الأبيض، طالبين تسليح أبنائهم وتدريبهم لتحرير مدنهم التي احتلها التنظيم، في استعادة لتجربة «الصحوات» التي طردت «القاعدة»، وشكوا إلى مضيفيهم سوء معاملة الحكومة لهم، وتفضيلها الميليشيات الشيعية عليهم، لكنهم تلقوا جواباً قاطعاً: سلاحكم سيكون عن طريق الحكومة، وتدريب أبنائكم سيكون بالتعاون مع جيشكم، ووعدوهم بالضغط على حيدر العبادي كي يساويهم بـ «الحشد الشعبي» الذي لا تكن له الإدارة الأميركية أي ود، وتتهمه بالولاء لإيران. عاد الوفد من واشنطن خائباً، منتظراً أن تثمر الضغوط على الحكومة سلاحاً، خصوصاً أن أميركا تحتاج إليهم في الحملة العسكرية على «داعش» في الأنبار وصلاح الدين، ولاحقاً في الموصل، وهي المحافظات الخاضعة للتنظيم. وفضلاً عن المراهنة على هذه الضغوط، عاد زعماء الوفد وبينهم مسؤولون كبار، مثل نائب الرئيس أسامة النجيفي، إلى المطالبة بتطبيق الاتفاق السياسي الذي شكلت الحكومة على أساسه، وينص على إقرار قانون الحرس الوطني، على أن يكون عماده من هذه المحافظات تحديداً، في مقابل «الحشد الشعبي» المكون من أبناء المحافظات الجنوبية، أي تشكيل ميليشيات سنية مقابل الميليشيات الشيعية، فما كان من العبادي إلا أن ارسل مشروع القانون إلى مجلس النواب لإقراره، مراهناً على أن الخلافات بين الكتل السياسية ستعطله. وكان رهانه في مكانه، إذ أن القانون لم يقر، وأضيف إلى الخلافات الكثيرة التي تعصف بـ «المكونات» وممثليها. وطرح العبادي مشروعاً آخر يقضي بضم المسلحين السنّة الذين يجري تدريبهم في الأنبار، إلى «الحشد الشعبي» باسم «الحرس الوطني»، في خطوة قال إنها لتوحيد الجهود في محاربة الإرهاب، وبدأ تطبيق هذا المشروع في حدود ضيقة جداً، خوفاً من اختراق «داعش» صفوف هذه القوات. فهل ينجح؟ واقع الأمر أن العراق «الجديد» المبني على أساس المحاصصة الطائفية، لا يسمح لأي رئيس وزراء باتخاذ خطوات توحيدية من هذا النوع. ولا يتيح له، مهما حسنت نواياه، أن يخرق «التوافق» الذي أصبح فوق أي قانون، ويعطل أي قرار وطني جامع. ولربما كان لبنان خير مثال على هذا النوع من الجمهوريات، ففي هذا البلد تعطل المحاصصة الطائفية حتى الاتفاق على جمع القمامة، فما بالك بمشاريع من حجم محاربة الإرهاب والفساد، وتشكيل جيش وطني غير خاضع لهذه الطائفة أو تلك. واقع الأمر أن العراق، بعد الاحتلال الأميركي، أصبح مقسماً على مستوى المؤسسات الاتحادية، كما يسمونها، بدءاً من رئاسة الجمهورية المكرسة لحزب كردي، وانتهاء بالإدارات العامة والجيش، من دون أن ننسى رئاسة الحكومة المكرسة للشيعة، فضلاً عن الوزارات والبرلمان والجيش، و»الحرس الوطني» الذي سيكون ميليشيا سنية مقابل «الحشد الشعبي» وهو ميليشيا الطائفة المقابلة. ليس بالمحاصصة تبنى الأوطان.

 

الاتفاق النووي نقطة انطلاق نحو الاستقرار أم بداية خلاف على تقاسم النفوذ؟

 اميل خوري/االنهار/6 آب 2015

التقى وزيرا الخارجية الأميركي والايراني على القول إن الاتفاق النووي سيجعل الاستقرار يحلّ في المنطقة، ولكن من دون أن يحددا موعد ذلك وكيف. إلا أن اللافت هو وعد أميركا دول الخليج بتزويدها أسلحة متطورة تبديداً لمخاوفها من ايران ولتمكينها من الدفاع عن نفسها. فاذا كان الاستقرار سيحل في المنطقة فلماذا هذا السلاح، ولماذا تخلّت ايران عن السلاح النووي إذا كانت المنطقة مقبلة على حروب ولا بدّ تالياً من إقامة توازن رعب أقله مع اسرائيل؟

الواقع ان ملامح إحلال الاستقرار في المنطقة تظهر عندما تساعد ايران فعلاً لا قولاً على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ولا تستمر في ممارسة سياسة تعطيل عمل المؤسسات وفتح أبواب الفراغ الشامل عليها ما يزيد حدّة الانقسامات السياسية والحزبية والمذهبية فتسقط الوحدة الوطنية التي تشكل أمضى سلاح لمكافحة الارهاب. فهل تقدم ايران على خطوة إيجابية في لبنان ترجمة للكلام على أن الاتفاق النووي سيحل الاستقرار في المنطقة؟ وهل هي مستعدة لأن تساعد على حلّ الأزمة في سوريا وفي اليمن والعراق بالتوصل الى تشكيل حكومات وحدة وطنية تتمثل فيها كل القوى السياسية الأساسية لتكون قادرة على مكافحة الارهاب الذي لا نجاح في مكافحته ولا انتصار عليه إلا بتحقيق وحدة داخلية قويّة في كل دولة. ومن دون هذه الوحدة ستبقى بيئات حاضنة لخلايا الارهاب، ليس حباً بها بل نكاية بمن يشعرون بالظلم والقهر والفقر. وشرط قيام دولة قويّة في لبنان يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، وبالدعوة الى اجراء انتخابات نيابية على أساس قانون عادل ومتوازن، ينبثق منها مجلس نيابي يمثل شتى فئات الشعب واجياله تمثيلاً صحيحاً، وتشكيل حكومة تتمثل فيها كل القوى السياسية الأساسية في البلاد لتكون قادرة على اتخاذ القرارات المهمة وإعادة تكوين السلطة، وإكمال تنفيذ ما تبقى من اتفاق الطائف واعادة النظر في بعض بنوده الملتبسة فلا يظل الخلاف قائماً على تفسيرها فيحول ذلك دون تطبيقها، وتكون سبباً لنشوء أزمات يستعصي حلها، لا بل تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية ودون تشكيل حكومات إلا بعد أشهر عدة، ودون إجراء انتخابات نيابية أيضاً لخلاف على قانون جديد يوضع لكل انتخاب، ولا يكون في البلاد قانون واحد يعتمد في كل انتخاب ويكون قياسه على قياس مصالح الوطن وليس على قياس أفراد.

إن مثل هذه الحكومة تستطيع ان تضع استراتيجية دفاعية تفيد من قدرات المقاومة التي يقودها "حزب الله" وذلك إما بوضع سلاحها في كنف الدولة، أو تكون الأمرة للدولة، أو أن تستعين الدولة بهذا السلاح عندما ترى ذلك ضرورياً في الزمان والمكان. وأن حكومة وطنية جامعة كهذه تستطيع أن تنفذ كل القرارات التي صدرت عن اجتماعات هيئة الحوار الوطني وكل القرارات الدولية، ولاسيما القرار 1701، كي تقوم الدولة القويّة القادرة على سط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، فلا تكون دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها. كما أن مثل هذه الحكومة تستطيع ان يكون لها موقف نهائي من تحييد لبنان عن صراعات المحاور، القريبة منها والبعيدة، لأن جعل لبنان دولة منحازة من شأنه ان يزعزع الوحدة الوطنية ويهدد العيش المشترك والسلم الأهلي. فأي طرف في لبنان ينحاز الى محور سيجعل طرفاً آخر ينحاز الى محور فيقع عندئذ الانقسام الحاد بين اللبنانيين، وهو ما عانوا منه كثيراً في الماضي وفي الحاضر. لذلك يمكن القول إن الكلمة في وضع لبنان هي أولاً لايران كما كانت من قبل لسوريا، وعليها تقع مسؤولية إقامة دولة قويّة في لبنان برئيس مقبول من جميع أو من غالبية القوى السياسية الأساسية في البلاد لتكون قادرة على ضرب الارهاب ومنع تعديات اسرائيل عليه، وإقامة أفضل العلاقات مع جميع الدول، ولا سيما مع دول الجوار وتحديداً سوريا عندما يقوم فيها حكم جديد يحظى بموافقة عربية ودولية. أما إذا كانت ايران تريد ربط حل أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان بحل أزمات المنطقة، ولا سيما في سوريا، وهو انتظار قد يطول ولا يقوى لبنان على تحمل ذلك لا سياسياً ولا أمنياً ولا اقتصادياً، فان ايران لا تكون عندئذ حريصة على أمنه واستقراره كما تقول، ولا على تمكينه من مواجهة التنظيمات الارهابية، بل تريد أن تدخل الفوضى اليه كما في دول عربية، وتضعه في سلّة واحدة ليكون جزءاً من عملية تقاسم النفوذ في المنطقة، وان يكون ذلك بداية خلاف بين الدول المعنية تفيد منه اسرائيل والتنظيمات الارهابية.

 

إيران تُغري العرب لدعم الفريق المعتدل "البداية الجديدة" تواجه الشكوك بأساليب قديمة

روزانا بومنصف/النهار/6 آب 2015

استعان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مطلع الاسبوع بأسلوب عدّه مفيداً في مخاطبته الراي العام الاميركي أبان المفاوضات التي كانت جارية بين ايران والدول الغربية الخمس زائد المانيا حول الملف النووي الايراني من خلال مقالات كان ينشرها في احدى كبريات الصحف الاميركية من اجل محاولة اقناع الراي العام الغربي بصدق النيات الايرانية في السعي الى الوصول الى نتائج، فنشر مقالا في اربع صحف عربية حاول فيها الطمأنة الى نيات ايرانية سليمة في التعاون مع دول المنطقة. وللمفارقة فان التشكيك في صدق النيات الايرانية شكله رد غير مباشر وغير مقصود على لسان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في حديث لصحيفة الشرق الاوسط قال فيه "ان النظام الايراني ليس موحدا وحتى اذا حمل شخص منصب وزير الخارجية فانه لا يعني ضرورة ان لديه السلطة الوحيدة في اتخاذ القرارات حول السياسة الخارجية. وصوت ظريف سيكون صوتاً واحداً في هذا النقاش. وشعوري انه رجل عملي يرى ان مصلحة ايران ستكون في درجة اكبر من التواصل مع المجتمع الدولي وعلاقة أفضل مع المنطقة". وكان ظريف الذي استبق نشره هذا المقال بجولة قادته الى الكويت وقطر فالعراق ظهر كشخصية محببة من خلال الصور التي انتشرت له اثر التوصل الى الاتفاق النووي مع الدول الغربية في فيينا. الا ان عامل عدم الثقة بين ايران ومسؤوليها ودول الجوار يثير اسئلة بالنسبة الى مراقبين ديبلوماسيين من نوع اذا كان ظريف يعبر عن قرار ايراني داعم للتوجه الذي قال به ام انه يستهدف اغراء دول الجوار العربي بابتسامته كما رئيسه حسن روحاني وذلك من اجل دفع هذه الدول الى الرهان على ضرورة انجاح خيار المعتدلين في ايران الذي يعبر عنه الثنائي روحاني - ظريف واعطائه فرصة كما فعلت الدول الغربية من اجل ان تكون له الغلبة في الداخل الايراني فيتزايد رصيده في مقابل رصيد المتشددين ويدفع بهؤلاء الى الوراء بدلاً من ان يستمروا في الواجهة. إلا انه ليس مستبعدا ان تكون ايران ساعية الى تسجيل مكسب من خلال حركة ديبلوماسية تقوم بها في اتجاه دول المنطقة من دون ان تقدم اي دليل فعلي على صدق نياتها ورمي كرة الرفض في ملعب الدول العربية على انها هي من ترفض معالجة الامور وقبول ايران على طاولة التفاوض من أجل حل أزمات المنطقة.

ومع ان منطق التمايز بين جناح متشدد وجناح معتدل في ايران وفق اقتناعات كثيرة يسقطه وجود مرشد الجمهورية الايرانية كمرجعية نهائية لها الكلمة الاولى والاخيرة، فان الدول العربية لن تستطيع في نهاية الامر ان تهمل محاولة الانفتاح الايرانية ولو انها تحتاج الى مؤشرات اكبر من ايران على حسن النيات وصدقها من دون العنجهية التي اظهرتها وتستمر في اظهارها في ملفات المنطقة. فثمة مواقف للدول الغربية اظهرتها وتستمر في اظهارها بقوة في محاولة طمأنة الدول الخليجية من جهة ومن اجل تسويق الاتفاق النووي في الداخل الاميركي في شكل خاص. وهذه المواقف ربطت احتمالات التعاطي والانفتاح الايجابي على طهران ليس فقط بتنفيذها مضمون الاتفاق حول النووي بل ان هذه الدول اظهرت عزمها على عدم اخراج ايران من تصنيف الدول الداعمة او الراعية للارهاب الا من خلال سلوكها وادائها في المنطقة. وهذا الكلام قالته ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما كما قاله الغربيون الذين تربطهم مصالح حيوية مع الدول الخليجية بحيث لا يودون ان تنهار علاقاتهم او تتراجع لقاء الانفتاح على ايران. فهذه الدول قالت صراحة باستمرار وقوفها الى جانب شركائها في المنطقة ما دامت ايران تعتمد سياسة عدائية تشكل خطرا من خلالها على استقرار بعض الدول العربية بحيث تشكل هذه المواقف ضغطا مستمرا على طهران يحول في ابرز وجوهه دون امكان التعاون معها من اجل مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية التي تقول بانه يشكل خطرا عليها وعلى دول المنطقة خصوصا متى كانت ترعى هي بنفسها ارهاب الدولة وتدعم وتمول تنظيمات تصنف على انها تقوم بهذا العمل. ويكاد لا يمر يوم من دون ان تصدر مواقف مماثلة خصوصا من الولايات المتحدة التي اكدت ان "ملاحقة نشاطات ايران المشبوهة ستستمر بعد الاتفاق النووي". وفي سعي من الرئيس باراك اوباما الى تخفيف معارضة اسرائيل للاتفاق واحتمال تأثير موقفها على الكونغرس الاميركي الذي سيصوت على الاتفاق في ايلول المقبل، لفت المراقبين قوله ان "اسقاط الاتفاق يؤدي الى حرب تتورط فيها الولايات المتحدة ضد ايران وستؤدي الى رد فعل ضد اسرائيل اكثر منه ضد الولايات المتحدة حيث سنرى مزيدا من دعم الارهاب وحيث تتساقط صواريخ "حزب الله" على تل ابيب". وهذا الموقف الاخير دفع البعض الى التساؤل اذا كان الاتفاق يعني انه منع صواريخ الحزب على اسرائيل على نحو نهائي او انه سيترجم كذلك مع ما يعنيه ذلك عمليا على اكثر من مستوى. وثمة ميادين كثيرة يمكن ان تشكل مؤشرات على صدق الارادة الايرانية، كما تقول المصادر وان ليس اعادة التركيز على الحل الذي كانت طرحته ايران للازمة اليمنية على ان تشكل بداية هذه المؤشرات الباب لها باعتبار ان هذا الحل سبق ان رفضته المملكة السعودية وان ايران تسعى الى بداية جديدة باساليب قديمة.

 

لا.. لانفصال جنوب اليمن

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/06 آب/15

بعد تحرير عدن والعند، وزحف قوات الحكومة اليمنية مدعومة من قوات التحالف شمالاً، ارتفعت أصوات تطالب بإقامة جمهورية للجنوب اليمني. هذه الأصوات كانت دائمًا موجودة، وهي نتيجة خيبات اليمن الموحد الذي تشكل في ظروف تاريخية ملتبسة عام 1990. فقد كانت حكومة الجنوب تمر بحالة صراع على الحكم في داخلها، والنظام الماركسي كان يترنح. عندها لجأ علي سالم البيض إلى صنعاء طالبًا الوحدة مع الشمال، في حالة هروب إلى الأمام من السقوط الحتمي المتزامن مع انهيار الاتحاد السوفياتي.

وبعد توحيد اليمن دون ترتيبات سياسية تكررت تجربة الوحدة المصرية السورية، حيث لم يمر زمن طويل حتى صار فريق يحاول الهيمنة والاستيلاء على كل الحكم. هذا ما فعله الرئيس حينها علي عبد الله صالح الذي أضاف الجنوب إلى مزرعته الخاصة، كما فعل بدولة الشمال.

وبعدها لم تتحقق وحدة حقيقية إلا على ورق المراسلات الحكومية والعملة والعلم، وغيرها من شكليات الحكومة الوطنية. أما على الأرض فقد كانت قوات صالح وأجهزته الأمنية تدير الجنوب، الذي تم اغتيال كثير من قياداته وفرت البقية للخارج. وجرت محاولات تمرد ضد حكم صالح وفشلت. بناء على هذه الخلفية التاريخية المحزنة طبيعي أن تكون الوحدة رمزًا سلبيًا، وتجد كلمة انفصال شعبية في الجنوب، لكن غالب دعاتها إما وطنيون حالمون أو انتهازيون. دعاة الانفصال يبررون رغبتهم، بأن فيه عودة للوضع التاريخي الطبيعي، عندما كان اليمن يمنين معظم القرون الماضية، وأن الشمال يعاني من أزمات يصعب حلها والأفضل عدم تصدير مشاكله للجنوب، والثالث أن الانفصال رغبة شعبية عارمة في الجنوب. وأخيرا، يقولون: إن الانفصال صار أكثر من مجرد فكرة، اليوم هو حركة منظمة سياسيا وعسكريًا، وأمر واقع يجب عدم التصدي له وإلا ستكبر الأزمة اليمنية. وقد يجد البعض في المرافعة أعلاه أسبابًا مقنعة لتأييد الانفصال، كحل أسهل لأزمة اليوم التي تطلبت حربًا ضخمة لوقف انهيار اليمن. وقد يجد البعض أنها الحل الوحيد إذا استعصى مشروع تحرير اليمن من المتمردين، حوثيين وصالحيين، خلال زمن معقول. ووجهة نظري، أنه حتى بوجود سبب قاهر مثل العجز عن بسط الشرعية على كل اليمن، وهو بلد وعر تضاريسيًا، ومشتبك قبليًا، وفقير في موارده، مثل أفغانستان، رغم هذا يجب أن نقف ضد تقسيمه. المنطق، الإصرار على تبني نموذج الدولة اليمنية الواحدة، واعتبار الانفصال الحاصل حاليًا حالة مؤقتة، وأن نظام الجنوب الذي يتكون الآن ناقص، ونظام الشمال غير شرعي. والأسباب لذلك كثيرة؛ أولاً أن الانفصال قسرًا برغبة فئة واحدة دون قبول البقية، لا يوجد له مسوغ في القانون الدولي، وفيه تخريب لكيان شرعي معترف به دوليًا من أجل إرضاء فئات ضد أخرى. وفي المنطق السياسي، انفصال الجنوب لن يعني أبدا استقراره، بل سيقص شريط أزمات جديدة، بسبب الصراعات المؤكدة بين القوى والزعامات الجنوبية المتنافسة، وبينها تاريخي دموي إلى زمن قريب، والتي كانت السبب في اللجوء للوحدة مع الشمال. والسبب الثالث أن تفكيك اليمن إلى دولتين، وربما إلى أكثر لاحقًا، يعني دخول قوى إقليمية وأجنبية في النزاع اليمني اليمني الذي سينشأ ويستمر لعقود، كما حدث في الستينات، وهذا سيهدد أمن دول مثل السعودية وسلطنة عمان ومجلس التعاون، وسيزيد من توتر المنطقة وحروبها لسنين. علاوة على نتائج الفوضى التي ستجعل خمسة وعشرين مليون يمني في حالة احتراب طويلة الأمد، وبؤس، وفقر مؤلمين. الانفصال فكرة حمقاء مدمرة بذاتها في عالم يفضل التقارب. ورفض دعمها لا ينفي حق الانفصال لاحقًا، إذا كانت بالفعل رغبة كل اليمنيين وليس بضعة أشخاص. ويمكن الحديث عن تحقيق مثل هذه الرغبة في وقت استقرار، حيث يستطيع الجميع أن يفكروا ويقرروا فيه مصيرهم بعقلانية، لما فيه مصلحتهم على المدى الطويل، وربما يختارون بدائل للعيش المشترك عبر نظام فيدرالي يحافظ على كيان الدولة. الانفصال فكرة من إفراز فورة عاطفية أو بسبب ثارات لحظية.