المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august13.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا13/من10حتى17/أَيُّها المُرَاؤُون، أَلا يَحِلُّ كُلٌّ مِنْكُم يَوْمَ السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَو حِمَارَهُ مِنَ المَعْلَف، وَيَأْخُذُه لِيَسْقِيَهُ

سفر أعمال الرسل28/من11حتى15/ومِنْ هُنَاكَ سَمِعَ الإِخْوَةُ بِخَبَرِ وصُولِنَا، فَجَاؤُوا إِلى لِقائِنَا حَتَّى سَاحَةِ أَبْيُوس وٱلحَوَانِيتِ ٱلثَّلاثَة، ورآهُم بُولُس، فشَكَرَ ٱلله، وتَشَجَّع

 

تفصيل تعليق الياس بجاني وخلفاته/مقابلات مميزة

حفلة جنون عون والأغبياءAoun's madness Tantrum/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة وجدانية في مكونات شخصية ميشال عون وفي جرائم سرقاته للمسيحيين

من يسرق حقوق المسيحيين هو الشارد عون ومعه كل من هم من خامته الطروادية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بري ارجأ جلسة انتخاب الرئيس الى 2 ايلول

حزب الله نعى أربع ضحايا في الزبداني

 ظريف التقى بري ومقبـــل وباسيل والفصائل وغادر: على اللبنانيين معالجة قضاياهم ولن نتدخل في شؤونهم ونرحب بالحـوار الداخلـي ومسـتعدون لتحقيـق التقدم

خطـاب ظريف فـي لبـنان يعكـس منطــق "الاعتــدال" الايرانـــي: نعم للاستقرار والحكومة والحوار و"التنافس للإعمار".. والعبرة في الرئاسة !

لقاءات ظريف في بيــروت "زيارة الدولة الايرانية لا الثورة الخمينية"

دعم واشادة برموز الجمهورية في غياب رئيسها واشادة بـــالحوار

بروفا التيار في الشارع تستبق التحرك الكبير تزامنا مع مجلس الوزراء

سليمان: هل ثقافتنا تمنع الشمبانيا؟

سوريون يشاركون "التيار الوطني الحرّ " تحركهم

ألان عون أعلن انتهاء تحرك الوطني الحر ليوم على أن تحدد لاحقا طبيعة التحرك غدا

رفول خلال تجمع ناشطي التيار الوطني في ساحة الشهداء: لا لحذف عون من المعادلة والحوار هو الحل الوحيد

أنصار عون يعتصمون في ساحة الشهداء

فارس سعيد لـ”السياسة”: تحرك عون ضربة سيف في الماء

أهالي العسكريين المخطوفين يتوجهون إلى جرود عرسال

صلاح حنين: أي اقتراح بديل عن أصيل مرفوض ورفع سن التقاعد يحمّل المواطن أعباء مالية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء في 12/6/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 12 آب 2015

سلام في مؤتمر صحافي مشترك مع النسور: مطالبون بلم شتاتنا وبنشر السلم والاستقرار في مجتمعاتنا

سلام التقى أبناء الجالية في الاردن: مؤتمنون على لبنان وعاهدت نفسي واللبنانيين عدم التخلي عن هذه المهمة مهما كلف الامر

بري: الاتفاق النووي نقطة تحول تاريخي ودولي

مقبل زار ظريف : تطرقنا إلى ما يخص التصرف الايجابي لمصلحة لبنان

أمانة 14 آذار استغربت اتهام عون الجيش بالتقاعس والتهجم على قائده وتعهدت الدفاع عن المؤسسات الدستورية والعسكرية

باسيل استقبل نظيره الايراني: نقف وايران في خندق واحد ضد الارهاب ظريف: نرحب بالحوار في لبنان ولا نتدخل في شؤونه

مقبل من الديمان: لا خوف من انفراط عقد الحكومة

حسين الموسوي: عون حريص على الجيش كحرص قهوجي عليه

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

درباس: بعد تحرك اليوم على عون إعادة حساباته مع حلفائه وشركائه في الحكومةجعجع في احتفال تكريمي للمطرانين عطالله ورحمة: نستنكر التعرض للمطارنة ووضع منطقة البقاع لم يعد مقبولا

النائب روبير فاضل : تعطيل المؤسسات أكبر مبرر لمواصلة المساعدات الدولية للبنان منعا لانهيار تجربته الفريدة

فوز لائحة "الوحدة النقابية" في انتخابات نقابة محرري الصحافة عون: ابواب النقابة مفتوحة امام الجميع لنسمع الانتقادات قبل المديح

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل خمسة من “الباسيج”

حمل كل منهما الآخر مسؤولية ظهور "داعش" وجدل حاد بين بوش وكلينتون بشأن العراق

“داعش” يفرج عن 22 مسيحياً آشورياً من الحسكة

الائتلاف يقصف مستودع أسلحة لـ "جيش السنة" وهدنة في الزبداني والفوعة وكفريا

37 قتيلاً مدنياً في مجزرة ارتكبها طيران النظام بالغوطة الشرقية

والدة سليمان الأسد تهدد بـ”فضح الجميع” في حال أقدم بشار على إعدام ابنها القاتل وكشفت أن جهات منعتها من معالجة ابنها من الإدمان

تواصل تدريب المعارضين المعتدلين وواشنطن تنفي الاتفاق مع أنقرة على إقامة “منطقة آمنة” بسورية

العراق القضاء يحقق في 66 ملفاً مرتبطاً بوزراء وبرلمانيين وعسكريين رفيعي المستوى

العراق: ملفات الفساد تشمل صفقات مع النظامين السوري والإيراني

السيستاني أبلغ العبادي أن المرجعية الدينية تسانده ومستعدة لمواقف أكثر وضوحاً وصراحة

استقالة ملتبسة لرئيس الحكومة الليبية مع انطلاق جولة حاسمة من الحوار

الاسد بحث وظريف في سبل إيجاد حل سلمي للحرب في سوريا

العربي الجديد : مطالبات للحوثيين بمغادرة إب.. وانسحاب موالين لصالح من البيضاء

 داعش يقول انه اعدم الرهينة الكرواتي في مصر بقطع رأسه

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» وعون.. «حشد شعبي» لترهيب اللبنانيين/علي رباح/المستقبل

عون «يغرق» في الخسائر والتهجّم على الجيش.. يزيد «الحفرة»/ربى كبّارة/المستقبل

عون لا يقدم ولا يؤخر/علي حماده/النهار

التطورات في المنطقة وانتخاب رئيس للبنان: خلط للأوراق وتغيير للتحالفات الداخلية/اميل خوري/النهار

كلامٌ ظريف... إنّما الحَذَر واجب/الياس الديري/النهار

بداية نهاية الأسد؟/هشام ملحم/النهار

إيران لا تريد التدخل في الاستحقاق وتتجنّب التورّط قبل تفاهمها مع السعودية/خليل فليحان/النهار

بيروت بوابة العبور الديبلوماسي الى دمشق زيارة ظريف أكثر من عصفور بحجر واحد/روزانا بومنصف/النهار

كل مواطن "تِنِحْ"/عماد موسى/لبنان الآن

زيارة محمد جواد ظريف/خليل حلو

ظريف للحلفاء: وقف العسكرة وبناء الاقتصاد/كمال ريشا

ظريف تجاهل عون ودعم سلام/خاصّ جنوبية

عون يلعب آخر أوراقه: تجييش المسيحيين ضد الحريري والسنة/سهى جفّال

نحو إلحاق لبنان بـ «دويلة العلويين»/حسان حيدر/الحياة

المهمّشون في معارك الدولة العربية/شفيق ناظم الغبرا/الحياة

اقتراح إيران لـ «الحوار» مع الخليج مشروع لمأسسة نفوذها/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

الأسد ورقة مساومة لإيران في سورية/لينا الخطيب/الحياة

هل يسعى أوباما لتطهير نفسه من كيماوي الأسد؟/عبدالناصر العايد/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا13/من10حتى17/أَيُّها المُرَاؤُون، أَلا يَحِلُّ كُلٌّ مِنْكُم يَوْمَ السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَو حِمَارَهُ مِنَ المَعْلَف، وَيَأْخُذُه لِيَسْقِيَهُ؟

كانَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ في أَحَدِ المَجَامِعِ يَوْمَ السَّبْت. وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ فيها رُوحُ مَرَضٍ مُنْذُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَة، قَدْ جَعَلَهَا حَدْبَاءَ لا تَقْدِرُ أَبَدًا أَنْ تَنْتَصِب. وَرَآها يَسُوعُ فَدَعَاهَا وَقالَ لَهَا: «يا ٱمْرَأَة، إِنَّكِ طَلِيقَةٌ مِنْ مَرَضِكِ!». ثُمَّ وَضَعَ يَدَيهِ عَلَيْها، فٱنْتَصَبَتْ فَجْأَةً، وَأَخَذَتْ تُمِجِّدُ الله. فَأَجَابَ رَئِيسُ المَجْمَعِ وَهوَ غَاضِب، لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَها يَوْمَ السَّبْت، وقَالَ لِلْجَمْع: هُنَاكَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَجِبُ فِيهَا العَمَل، فَتَعَالَوا وٱسْتَشْفُوا فِيهَا، لا في يَوْمِ السَّبْت!». فَأَجابَهُ الرَّبُّ وَقَال: «أَيُّها المُرَاؤُون، أَلا يَحِلُّ كُلٌّ مِنْكُم يَوْمَ السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَو حِمَارَهُ مِنَ المَعْلَف، وَيَأْخُذُه لِيَسْقِيَهُ؟ وَهذِهِ ٱبْنَةُ إِبْرَاهِيم، الَّتِي رَبَطَها الشَّيْطَانُ مُنْذُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَة، أَمَا كَانَ يَنْبَغي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذا الرِّبَاطِ في يَوْمِ السَّبْت؟». وَلَمَّا قَالَ هذَا، خَزِيَ جَمِيعُ مُعَارِضِيه، وَفَرِحَ الجَمْعُ كُلُّهُ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ المَجِيدَةِ الَّتي كانَتْ تَجْري عَلَى يَدِهِ."

 

سفر أعمال الرسل28/من11حتى15/ومِنْ هُنَاكَ سَمِعَ الإِخْوَةُ بِخَبَرِ وصُولِنَا، فَجَاؤُوا إِلى لِقائِنَا حَتَّى سَاحَةِ أَبْيُوس وٱلحَوَانِيتِ ٱلثَّلاثَة، ورآهُم بُولُس، فشَكَرَ ٱلله، وتَشَجَّع

"يا إِخوَتِي : بَعْدَ ثلاثَةِ أَشْهُر، أَقْلَعْنَا في سَفينَةٍ آتِيَةٍ مِنَ ٱلإِسْكَنْدَرِيَّةِ مَوْسُومَةٍ بِعَلامَةِ ٱلجَوْزَاء، قَضَتْ فَصْلَ ٱلشِّتَاءَ في ٱلجَزِيرَة. فَنَزَلْنَا في مَدِينَةِ سِيرَاكُوزَا وأَقَمْنَا فيهَا ثَلاثَةَ أَيَّام. ومِنْ هُنَاكَ سِرْنَا عِلى مَقْرُبَةٍ مِنَ ٱلشَّاطِئِ حَتَّى بَلَغْنَا مَدينَةَ راجِيُون. وبَعْدَ يَوْمٍ وَاحِد، هَبَّتْ عَلَيْنَا رِيحُ جَنُوب، ووَصَلْنَا بَعْدَ يَومَيْنِ إِلى مَدينَةِ بُوطيُول. ووَجَدْنَا فيهَا بَعْضَ ٱلإِخْوَة، فسَأَلُونَا أَنْ نُقِيمَ عِنْدَهُم سَبْعَةَ أَيَّام، وهكَذَا ٱنْطَلَقْنَا إِلى رُومَا. ومِنْ هُنَاكَ سَمِعَ الإِخْوَةُ بِخَبَرِ وصُولِنَا، فَجَاؤُوا إِلى لِقائِنَا حَتَّى سَاحَةِ أَبْيُوس وٱلحَوَانِيتِ ٱلثَّلاثَة، ورآهُم بُولُس، فشَكَرَ ٱلله، وتَشَجَّع."

 

تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

حفلة جنون عون والأغبياءAoun's madness Tantrum

الياس بجاني/12 آب/15/إن كل من يلبي دعوة المهووس عون للتظاهر اليوم سيكون من خامته العفنة بالأنانية والتابعة للمحتل واللا لبنانية والتي لا بصر ولا بصيرة عندها.

Aoun's madness Tantrum: All Those Lebanese who might respond to Aoun's crazy call for demonstration today will be definitely from his cut of madness, stupidity & irresponsibility

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة وجدانية في مكونات شخصية ميشال عون وفي جرائم سرقاته للمسيحيين

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/12/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-2/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة وجدانية في مكونات شخصية ميشال عون وفي جرائم سرقاته للمسيحيين

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20aoun%20hypocricy12.08.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة وجدانية في مكونات شخصية ميشال عون وفي جرائم سرقاته للمسيحيين

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20aoun%20hypocricy12.08.15.wma

 

من يسرق حقوق المسيحيين هو الشارد عون ومعه كل من هم من خامته الطروادية

الياس بجاني/12 آب/15

إن السارق الحقيقي لحقوق المسيحيين هم تجار الهيكل من الكتبة والفريسيين والعشارين وجامعي الضرائب المسيحيين من رجال دين وسياسيين ومتمولين ويتصدر صفوفهم الأولى المهووس ميشال عون نفسه.

نعم عون هذا الشارد عن كل ما هو لبناني وماروني وأخلاقي هو الحرامي رقم واحد،

وبالطبع في معيته ومعه جوقة المرتزقة من الأصهر والانتهازيين والعصي والودائع والوصوليين من الأثرياء. نعم هو الحرامي وليس أي فريق آخر .

عون يسرق حقوقنا نحن المسيحيين ويهمشنا ويلغي دورنا ووجودنا ويحولنا إلى أتباع وأغنام.

عون هذا الإنسان المجرد من كل ما هو إنساني يأتي في مقدمة من يسرقون حقوقنا نحن المسيحيين ولنا في نوعية غباء وقلة عقل وصبيانية وسطحية من وقعوا من أهلنا في شباكه المذهبية والإسخريوتية والشعبوية خير مثال.

لقد سرق عون من أغنامه والودائع والعصي بكافة تلاوينهم المسخ، سرق منهم الوطنية وكل مقومات احترام الذات، وكل ما هو بصر وبصيرة وحاسة نقد ورؤية وشفافية وجعل منهم ناس مفرغين وفارغين إلا من الهووس بأخطر أشكاله.

عون حرامي محترف وهو من يجهد لسرقة قضيتنا وحقوقنا وقيمنا وقد نجح في استغباء واستعباد شرائح من شعبنا وحولها إلى قطعان من الأغنام.

نعم وألف نعم عون هو الحرامي رقم واحد لحقوق المسيحيين وليس تيار المستقبل أو أي فريق آخر. حرامي ومنافق ومدعي وجاحد، لا بل مسيح دجال ونقطة على السطر.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بري ارجأ جلسة انتخاب الرئيس الى 2 ايلول

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة ظهر اليوم الى ظهر الاربعاء في الثاني من ايلول المقبل، وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني. فللمرة 27، كان الحضور لنواب 14 اذار وكتلة "التحرير والتنمية" و"اللقاء الديموقراطي" والغياب ل"تكتل التغيير والاصلاح" وكتلة "الوفاء للمقاومة". وبلغ عدد النواب الحاضرين اليوم 34 نائبا، فيما كان في الجلسة الاخيرة 45 نائبا، علما ان النصاب القانوني هو 86 نائبا.  وبعد دخول النواب الى القاعة العامة وانتظار اكثر من نصف ساعة، دخل امين عام المجلس عدنان ضاهر وتلا بيانا صادرا عن رئاسة المجلس جاء فيه: "بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية ارجأ رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الجلسة التي كانت مقررة ظهر اليوم الى الاربعاء الواقع في 2/9/2015".

 

حزب الله نعى أربع ضحايا في الزبداني

الأربعاء، 12 أغسطس 2015/ نعى حزب الله اليوم الأربعاء 3 عناصر جدد من مقاتليه سقطوا في المعارك الدائرة في مدينة الزبداني السورية المحاذية للحدود اللبنانية وهم: محمد الموسوي، من بلدة النبي شيت سكان برج البراجنة. وحسن حسين عواضه من بلدة عيترون الجنوب، وحسين عدنان الزيز من بلدة تمنين الفوقا البقاعية سكان حي زين العابدين سوريا. علي ديب زعيتر من بلدة حاويك (قرية من القرى اللبنانية الحدودية الواقعة داخل الأراضي السورية). وترجّح المصادر أن هؤلاء المقاتلين سقطوا في الزبداني قبيل اعلان هدنة الـ48 ساعة بين حزب الله ومقاتلي المدينة والتي بدأت بالسريان منذ صباح اليوم.

 

 ظريف التقى بري ومقبـــل وباسيل والفصائل وغادر: على اللبنانيين معالجة قضاياهم ولن نتدخل في شؤونهم ونرحب بالحـوار الداخلـي ومسـتعدون لتحقيـق التقدم

المركزية- أكد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف وقوف طهران الدائم إلى جانب الشعب اللبناني وسعيها لتحقيق الأمان والاستقرار والسلام في لبنان"، وشدد على الحوار في المنطقة وفي الداخل اللبناني، مؤكدا عدم تدخل بلاده في شؤون لبنان الداخلية وموضحا انه "بمعالجة القضية النووية تتوفرالأرضية الصالحة للتعاون بين الدول التي لا بد من أن تتبنى الحوار لتحقيق الأهداف المشتركة والقضاء على التحديات ومكافحة التطرف وتطوير السلام والاستقرار والتقدم في المنطقة.

في عين التينة: جال الوزير الإيراني على كبار المسؤولين اللبنانيين، فزار والوفد المرافق، الذي ضم السفير الإيراني محمد فتحعلي، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم البحث في الاوضاع في لبنان والمنطقة والاتفاق النووي والمرحلة المقبلة. وبعد اللقاء الذي استغرق ساعة كاملة تخللته خلوة قصيرة بين بري وظريف قال الأخير: "كانت فرصة جيدة للقاء الرئيس بري، وتباحثنا في الشأن الاقليمي والتعاون في ما بيننا في خصوص تحقيق السلام والاستقرار والتقدم في لبنان. ونظرا للحكمة والحنكة والدور البارز لبري في دعم المقاومة ودعم الاستقرار نتمنى ان شاءالله ان نستفيد من هذا الدور الكبير حتى تتجه الاوضاع في لبنان والمنطقة الى المزيد من الهدوء والامن والاستقرار".

أضاف: "الجمهورية الاسلامية الايرانية وقفت وتقف دوما الى جانب الشعب اللبناني وشعوب المنطقة حيث انها قوة توجد وتساهم وتساعد في تحقيق السلام والاستقرار في هذه المنطقة، وستبقى على هذا النهج. ونحن نعتقد انه بمعالجة الملف النووي تتوفر الارضية الصالحة للمزيد من التعاون بين الدول الاسلامية في هذه المنطقة، حيث ان الخلافات الطائفية الداخلية والتطرف تعتبر التحدي الكبير ومن التحديات الكبيرة في هذه المنطقة، ولا يمكن القضاء على هذه التحديات إلا بمزيد من التعاون بين الدول فيها. وجميع الشعوب في المنطقة تتوقع منا هذا الامر، ونحن نعتقد انه لا بد لكل الجيران ولكل الدول الجارة من ان تتبنى الحوار والتعاون، ويكونان مدار اهتمام هذه الدول لتحقيق المصالح المشتركة".

مقبل: والتقى ظريف في مقر اقامته في فندق "فينيسيا"، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل الذي أعلن بعد اللقاء إن الحديث تناول "ما يخص التصرف الايجابي لمصلحة لبنان".

وردا على سؤال عن الهبة الايرانية لتسليح الجيش، قال مقبل:" لم نتحدث عن تسليح الجيش ولكن الجيش اليوم بجهوزية وقوة وتماسك كامل. وتأتي عملية التسلح في المرحلة التالية وتعالج في حينها موضوع الهبة الايرانية".

قصر بسترس: كذلك زار ظريف، قصر بسترس في ظل اجراءات امنية مشددة في محيط وزارة الخارجية، وفي داخلها، حيث التقى نظيره اللبناني جبران باسيل وأجريا محادثات ثنائية عقدا بعدها مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله باسيل بالقول:" نرحب اليوم بزيارة الوزير ظريف الى لبنان، انه المفاوض الواثق من خياراته والذي قاد على رأس الديبلوماسية الايرانية جولات من الحوارات السياسية والتقنية التي توجت بإتفاق تاريخي أكد حق ايران في تطوير التقنيات النووية السلمية، وثبت دور الجمهورية الاسلامية الايرانية الدولي والاقليمي. ونرحب بصديق لبنان الذي يحمل معه ثلاثة انتصارات لمنطق لبنان ولإيران، انه انتصار النموذج اللبناني اولاً المقاوم على الغطرسة الاسرائيلية حيث كانت ايران شريكة في انتصار المقاومة ولبنان على اسرائيل، وحيث اسرائيل لا تزال القوة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك الرؤوس النووية المهددة للامن والاستقرار في لبنان، والتي لا تزال غير منضوية في معاهدة منع الانتشار، كما انها لا تزال متشبثة بنظامها العنصري الذي هو نقيض النموذج اللبناني في التآخي والتعددية والتعايش".

وتابع:" لقد استشعرنا نحن وإيران منذ البداية خطر الارهاب اللاإنساني ونبهنا كثيرا من استبعاد ايران عن هذه المواجهة والأحلاف التي ستدفعها نتيجة هذا الاستبعاد. وها نحن اليوم نقف سويا في خندق واحد في معركتنا ضد الارهاب الذي يصدر من الارض السورية في إتجاه دول كثيرة، ولبنان يعاني من ذلك على حدوده الشرقية في مواجهته "داعش" و"النصرة"، كذلك يعاني لبنان اضافة الى الارهاب من ازمة النزوح السوري حيث نرى ان عودتهم الى ارضهم يمكن ان تكون المقدمة السياسية لاي حل سياسي في سوريا والدافع لوقف حمام الدم وخلق مناطق آمنة يعود اليها النازحون السوريون. ان النزوح في المنطقة اصبح مرادفا لالغاء التعددية لان الأقليات من النازحين ترحل ولا تعود. وهناك فان ايران تقوم بالجهود المشكورة في الدفاع عن حقوق الأقليات. ونحن نشعر بالاستهداف الدائم لهذه الاقليات ولوجودها، وهذا ما يصيب لبنان في كيانه وصيغته وسبب علة وجوده. وهذا الارهاب لا يواجه فقط في القوة انما بمنطق الفكر بمواجهة منطق الالغاء، وهذا المنطق الفكري يتجسد في ان تُمارس هذه الاقليات دورها في الكامل في المنطقة. وفي لبنان معروف دورها ومشاركتها المتناصفة في صياغة المستقبل والشراكة السياسية الكاملة، وهذا الارهاب السياسي في المنطقة وفي لبنان، هو اسوأ من الارهاب التكفيري انه تكفير سياسي اخطر من التكفير الايديولوجي. لذا فان لبنان يطمح الى لعب دور ريادي وحمل الرسالة التعددية، ويعول على مساندة ايران في حفظ ثروته التعددية وهو على أتم الاستعداد للمساهمة الإيجابية في دفع النمو الاقتصادي والدخول الى الاسواق الايرانية والاستثمار فيها. وكذلك الإتيان بالصناعات والطاقات والامكانات الايرانية للاستفادة منها في لبنان في مجالات الطاقة والصناعة والنفط والمياه والكهرباء، وهو ما حرمنا منه سابقاً وعملنا جاهدين للاستفادة منه ولم نتمكن حتى. اما الان فقد سقطت الحواجز المادية وبقيت بعض الحواجز النفسية والسياسية التي نعمل على ازالتها وإمامنا مسار طويل من النجاحات والتكامل بين لبنان وإيران ونعول عليه لنبني الانتصارات المشتركة للبنان وكل اللبنانيين وإيران وكل أهل المنطقة".

ظريف: من جهته قال الوزير ظريف:" نشكر الوزير باسيل على حفاوة الاستقبال والضيافة الكريمة سواء منه او من الشعب اللبناني العزيز، نحن نعتبر لبنان مثالاً في الواقع وحاولنا خلال هذه المحادثات ان ننفذ ما نراه في لبنان الذي نعتبره خير مثال للمقاومة، ونحن في هذه الايام على اعتاب يوم الانتصار الذي حققه الشعب اللبناني على العدوان الصهيوني والشعب الايراني حاول ان يبقى صارماً ويوفر الارضيّة للانتصار، فلبنان رمز للحوار والتفاعل اللبناني بمختلف القوميات والطوائف والاعراق، وحاولنا عن طريق تعاملنا البناء وتبنينا للحوار ان نبرز للعالم انه لا يمكن تسوية ومعالجة المشكلات العالمية بممارسة الضغط والعقوبات والاساءة الى الدول والشعوب وإنما باعتماد الحوار البناء".

واضاف:" بالوصول الى الاتفاق النووي استطعنا ان نخرج حجة من يد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والكيان الصهيوني للاستمرار في الاجرام والعمليات الاجرامية، وعلى هذا الاساس نرى قلق نتنياهو ويأسه لان العالم تمكن من تسوية مشكلة عن طريق الديبلوماسية والحوار. واليوم هناك فرصة جديدة امام دول المنطقة، ولجيراننا، برؤيا جديدة قائمة على الحوار، لا بد لها ان تتعاون من اجل تطوير السلام والاستقرار والتقدم في هذه المنطقة، والوقوف امام عدوين الاول الكيان الصهيوني والثاني التطرف والارهاب والطائفية.

وتابع:" ونحن نمد يد التعاون الى جميع الجيران في هذه المنطقة ونحن على استعداد للتعاون ولتبادل الأفكار والقيام بعمل مشترك بين هذه الدول لمكافحة التطرف والارهاب والطائفية، لذا فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمد يد التعاون لجميع جيرانها ونتمنى ان تجني شعوب هذه المنطقة والشعب اللبناني، ثمار التعاون. كنا بجانب المقاومة، مقاومة الشعب اللبناني، ومستعدون لاي شكل من اشكال التعاون مع الإخوة في لبنان لتحقيق التنمية والتطور في هذا البلد، وكذلك التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والتي أشار اليها الوزير باسيل".

أسئلة وأجوبة: هل تنصح اللبنانيين بالتحاور لانتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل ايران مستعدة للعب دور بين القوتين المتصارعتين لإنتاج رئيس للجمهورية؟

ـ نحن مسرورون، اننا سمعنا انه قد بدأ الحوار منذ فترة بين المجموعات اللبنانية وهناك ساحة لتبادل الأفكار بخصوص القضايا العامة ونتمنى ان يستمر هذا الحوار، ونحن في ايران لا نتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان ولا نعتقد ان الساحة اللبنانية يجب ان تكون ساحة للتلاعب من قبل الدول الاخرى، ونعتبر انها قضايا داخلية ولا بد من معالجتها من قبل الشعب اللبناني. ونتوقع من اللاعبين السعوديين الآخرين الا يعرقلوا الوصول الى النتيجة بل ان يسهلوا هذا الامر.

* تحدثت عن استعداد ايران للتحاور مع الاطراف كافة، هل يمكن ان نرى حوارا سعوديا ايرانيا لحل قضايا المنطقة؟

- انا مسرور جدا لأنني قمت بزيارة لدولة قطر، وكان هناك اهتمام إيراني لاقتراح تقدم في الحوار بينها وبين دول مجلس التعاون، وإن شاء الله فان هذا الحوار سيستمر، وان هذا الاقتراح سيسير الى الامام ونحن مستعدون دائماً للحوار والتفاوض مع جيراننا، ولا نشعر ان هناك اي مانع في هذا المجال.

* ما هي الرؤية الايرانية لحل الازمة السياسية في البحرين؟

- نتمنى على الحكومات في المنطقة ان تحترم مطالب شعوبها وان تقوم الحوارات بين الحكومات والشعوب.

الفصائل: والتقى الوزير الإيراني ايضا في فندق "فينيسيا"، ممثلي الفصائل الفلسطينية في لبنان، وأكد بعد اللقاء"الالتزام بالنصر التي حققته المقاومة في لبنان في مثل هذه الايام وايران تقف بفخر مع المقاومة ضد الاجرام الصهيوني وأننا باقون على هذا النهج".

وقال: "ان حل القضية النووية السلمية هو نصر للجميع في المنطقة وكان هناك لعبة خطيرة، من قبل الكيان الصهيوني ولكنها خاسرة ولن يجد نتنياهو اي حجة للاستمرار بالاجرام والقتل وخصوصا جريمة احراق طفل وعائلته في فلسطين واليوم تتوضح صورة الاحتلال الارهابية وستضح اكثر مع الايام".

واعتبر ان "الاتفاق النووي السلمي هو نصر للمنطقة وشعوبها ودولها، ويوم عزاء للكيان الصهيوني، الذي هو المستفيد من الخلافات والنزاعات، وقال: ايران تمد يدها للتعاون مع الجميع لاننا اليوم نواجه خطرا داخليا يتمثل بالتطرف والطائفية، ولا بد لنا من الوحدة لمواجهتها".

وظهرا، غادر ظريف بيروت متوجها الى دمشق التي وصلها قرابة الثالثة والنصف من بعد الظهر وكان في استقباله في المطار نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

               

خطـاب ظريف فـي لبـنان يعكـس منطــق "الاعتــدال" الايرانـــي: نعم للاستقرار والحكومة والحوار و"التنافس للإعمار".. والعبرة في الرئاسة !

المركزية- متحدثا بلهجة الاعتدال الايراني الذي يجسّده الرئيس حسن روحاني، حطّ الدبلوماسي المبتسم دائما محمد جواد ظريف في بيروت أمس، في أول زيارة له الى لبنان بعيد توقيع الاتفاق النووي في فيينا، والذي كانت له اليد الطولى في ابرامه، محققا "انتصارا" للجمهورية الاسلامية، وفق منظار الحركة الاصلاحية في ايران... فمن استمع الى مواقف الزائر الايراني في الساعات الماضية، لمس ميل طهران الواضح الى صون الاستقرار اللبناني والابتعاد عن كل ما من شأنه توتير الساحة المحلية. واذا كان ظريف كرر المسلمات الايرانية بدعم المقاومة وقتالها في وجه اسرائيل والتكفيريين على حد سواء، الا انه عبّر في المقابل عن "تمسكه بالحوارات الداخلية القائمة حاليا"، وأبرزها بين "المستقبل" و"حزب الله" والتي تحصن لبنان ضد رياح الصراع السني – الشيعي المستعر في المنطقة.

بيد ان الموقف الابرز لظريف في جولته اللبنانية، يكاد يكون ذاك الذي أطلقه بعيد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام في السراي أمس حيث عبّر عن دعمه للحكومة، مثمناً دور رئيسها "الذي أدى الى مزيد من الهدوء والاستقرار والامن في هذا البلد"، مضيفا "نثمّن الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الامن ومكافحة التطرف والارهاب ولخلق وايجاد التعاون بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين. ونقول ليس اليوم للمنافسة والتنافس في لبنان، وإن كان لا بد من التنافس فلا بد أن يكون التنافس لإعمار لبنان".

وعليه، رأت أوساط وزارية لـ"المركزية" ان الدبلوماسي الايراني قطع الشك باليقين، وحسم موقف فريقه من الجدل القائم حاليا حول الحكومة في ضوء استعدادات "التيار الوطني الحر" للنزول الى الشارع في الساعات المقبلة احتجاجا على أدائها، فوجه رسالة واضحة الى "حزب الله" والى العماد ميشال عون على حد سواء، رسم فيها سقفا للاعتراض، حيث ان بقاء الحكومة مطلوب ايرانيا، كما المطلوب ان يبقى الخلاف مضبوطا في الاطر السياسية فقط والا يتعداها الى تحريك الشارع، وهو تماما ما يفعله "حزب الله" اليوم.

لكن الاوساط تعتبر ان كلام ظريف "الجميل" في بيروت، والذي كان مهد له بمقالة صحافية أكد فيها ان ايران تسعى لعلاقات طيبة مع الجوار، وان الاتفاق النووي يشكل مكسبا لا ضررا للمنطقة، داعيا الى حوار أقليمي ينطلق من مبادئ احترام سيادة ووحدة الدول واستقلالها السياسي وعدم انتهاك حدودها، اضافة الى الامتناع عن التدخل في شؤون الدول الداخلية والدعوة الى تسوية الخلافات القائمة سلميا... ينتظر ترجمة على الارض كي لا يبقى في اطار "اقرأ تفرح، جرب تحزن"، مشيرة الى ان بادرة حسن النية الايرانية الاولى في هذا السياق، تكون في تسهيل طهران انجاز الانتخابات الرئاسية اللبنانية، عبر فك ارتباط "حزب الله" بالعماد عون رئاسيا، وفتح الباب أمام البحث عن شخصية توافقية، قبل نزول نواب الحزب الى ساحة النجمة لانتخاب رئيس ووضع حد للشغور المتمادي في قصر بعبدا منذ أشهر... غير ان ظريف كرر من عين التينة وقصر بسترس حيث كان الطبق الرئاسي حاضرا، ان بلاده لا تتدخل في الشأن اللبناني وتترك حل معضلة الاستحقاق للداخل، ما يدل الى ان أوان الافراج عن الرئاسة لم يحن بعد، وان ايران لا تزال تمسك بورقة الاستحقاق لتستخدمها في المفاوضات الجارية في المنطقة حاليا حول سوريا والعراق واليمن، وهو ما كان لمسه وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس في ايران خلال لقائه الرئيس روحاني الشهر الماضي.

 

لقاءات ظريف في بيــروت "زيارة الدولة الايرانية لا الثورة الخمينية"

دعم واشادة برموز الجمهورية في غياب رئيسها واشادة بـــالحوار

بروفا التيار في الشارع تستبق التحرك الكبير تزامنا مع مجلس الوزراء

المركزية- توزعت الاهتمامات السياسية بين زيارتي وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف لبيروت ورئيس الحكومة تمام سلام للاردن والاستعدادات العونية للتحرك المبدئي في الشارع اعتبارا من بعد الظهر. وحدها الجلسة السابعة والعشرون لرئاسة الجمهورية التي ارجئت الى 2 ايلول، بدت من دون رصد ولا اهتمام. حتى ان المتابعة الاعلامية بدت باهتة واقل من خجولة وتحولت الى الاونيسكو رصدا لمسار انتخابات نقابة المحررين أو في اتجاه اهالي العسكريين المخطوفين الذين قرروا "وضع حياتهم على شفير الهاوية والتوجه الى جرود عرسال السبت ورمي انفسهم امام الخاطفين وعدم العودة إلا بعد معرفة اي شيء عن مصير ابنائهم".

زيارة الدولة: والآمال التي علقت على زيارة ظريف المتزامنة مع الجلسة الرئاسية التي لم تنعقد لمقاطعتها من قبل حلفائه في لبنان، يبدو انها تحتاج مزيدا من الوقت لتنطبق على واقع بدء حل الازمات وعلى وجه الخصوص الانتخابات الرئاسية، فالوزير الايراني كرر من "الخارجية" موقف بلاده المعهود ازاء الملف، والذي كان سمعه خمس مرات متتالية الموفد الفرنسي للمبادرة الرئاسية اللبنانية الى طهران مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا سابقا جان فرنسوا جيرو ثم وزير الخارجية لوران فابيوس في زيارته لطهران الشهر الماضي: "نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان، هناك قضايا داخلية على الشعب اللبناني معالجتها، وعلى اللاعبين الدوليين عدم التدخل في لبنان". بيد ان موقف ظريف الذي اعقب زيارته لوزير الخارجية جبران باسيل لم يحجب الانفتاح الواسع والكبير للسياسة الايرانية المتجددة بعد النووي والتي رجحت كفة جبهة الاعتدال المتمثلة بالرئيس حسن روحاني على جبهة التشدد التي يمثلها الحرس الثوري. ذلك ان قراءة متأنية اجراها مراقبون لزيارة ظريف لبيروت وما تخللها من مواقف ومعلومات انتهت الى استنتاج عام، مفاده ان "زيارته للبنان هي زيارة الدولة الايرانية وليس الثورة الخمينية"، فهو حرص على الاشادة بدور المسؤولين الرسميين لا سيما الرئيس سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري اللذين يشكلان اليوم "سيبة" الجمهورية في غياب رئيسها.

لقاءات ظريف: وكان ظريف الذي انتقل بعد الظهر الى دمشق واجتمع مع الرئيس السوري بشار الاسد، بدأ لقاءاته في اليوم الثاني في بيروت بزيارة الى عين التينة واجتمع الى الرئيس بري على مدى ساعة تخللها خلوة قصيرة قال اثرها :تباحثنا في الشأن الاقليمي والتعاون في ما بيننا في خصوص تحقيق السلام والاستقرار والتقدم في لبنان. ونظرا للحكمة والحنكة والدور البارز لبري في دعم المقاومة ودعم الاستقرار نتمنى ان شاءالله ان نستفيد من هذا الدور الكبير حتى تتجه الاوضاع في لبنان وفي هذه المنطقة الى المزيد من الهدوء والامن والاستقرار." والتقى ظريف في مقر اقامته في فندق "فينيسيا"، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل الذي أعلن بعد اللقاء إن الحديث تناول "ما يخص التصرف الايجابي لمصلحة لبنان".

ثم انتقل الى وزارة الخارجية والمغتربين والتقى الوزير باسيل الذي لم يكن في استقبال ووداع ظريف في المطار، وقال "نمد يد التعاون الى جميع الجيران في هذه المنطقة ونحن على استعداد للتعاون ولتبادل الأفكار والقيام بعمل مشترك بين هذه الدول لمكافحة التطرف والارهاب والطائفية، لذا فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمد يد التعاون لجميع جيرانها ونتمنى ان تجني شعوب هذه المنطقة والشعب اللبناني، ثمار التعاون."

مجلس الوزراء: في الاثناء، تتجه الانظار الى السراي الحكومي حيث تنعقد غدا جلسة مجلس الوزراء الاولى بعد قرار تأجيل تسريح المسؤولين الامنيين، ترقبا لما قد تتمخض عنه من نتائج في ضوء اعتراض وزراء التيار الوطني الحر. وعشية الجلسة، تكثفت الاتصالات بين القوى الحكومية لتنسيق المواقف. وقالت مصادر وزارية لـ"المركزية" ان الرئيس سلام الذي تلقى جرعة دعم ايرانية لحكومته متمسك برفض تعطيل المجلس، وهو عازم على تفعيل الحكومة ولن يخضع لاي ابتزاز من اي جهة كان حتى ولو اقدم وزيرا "التيار" على الانسحاب غدا، فهو لن يرفع الجلسة. وكشفت عن جهود تبذل لتوقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، في خطوة تدل الى رغبته والرئيس نبيه بري المشتركة في تفعيل عمل المؤسسات الدستورية، في وجه مساعي البعض لشلها.

شبطيني: وفي سياق متصل، توقعت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني "خيرا من جلسة مجلس الوزراء لأن زيارة وزير الخارجية الايراني، وهي لمصلحة لبنان، هدّأت الأجواء. فهناك إرادة لترطيب الأجواء"، مبدية تفاؤلها "دائما بلبنان لأننا مررنا بظروف أصعب بكثير من التي نعيشها اليوم وتجاوزناها. وقالت لـ "المركزية" أن "قضية التعيينات الأمنية ستطرح من باب "رفع العتب" لكن لا قرارات في هذا الشأن ما دامت طرحت في الجلسة السابقة وهم لم يتخذوا قرارا"، منبهة في هذا السياق إلى أن الحل الذي يتم تداوله والمتعلق برفع سن التقاعد للعسكريين "يحتاج إلى قانون يقر في مجلس النواب لا إلى مجلس وزراء".

غياب عوني: وفي السياق وفي خطوة لافتة، غاب نواب تكتل "التغيير والاصلاح" عن لقاء الاربعاء النيابي ولم يحضر منهم الى عين التينة اليوم سوى النائب اميل رحمة، في اشارة الى عمق الهوة بين الجانبين في اعقاب المواقف التي اطلقها عون واستتبعها بري بالاعلان عن عدم انتخاب عون رئيسا.ووضع بري النواب في اجواء لقائه مع ظريف، مشيدا بمواقفه تجاه لبنان وبحرص الجمهورية الاسلامية الايرانية على الوضع الداخلي اللبناني

واستقراره، وعلى كل ما يتفق عليه اللبنانيون في كل الاستحقاقات. ونقل النواب عنه ايضاً ان ظريف ابلغه ان ايران ملتزمة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وحريصة على كل ما يساهم في دعم ومساعدة لبنان في هذه الظروف الدقيقة. واضاف النواب ان جانباً مهماً من اللقاء بين الرئيس بري وظريف تناول الاتفاق النووي والمرحلة ما بعده، ونقلوا عن رئيس المجلس قوله ان 14 تموز، يوم توقيع الاتفاق يشكل نقطة تحول تاريخي ودولي سينعكس على المنطقة.

بروفا" التيار: على خط آخر، وبعد اعلان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أمس ان مرحلة استرجاع الحقوق "المسلوبة" بـ"الاقدام"، انطلقت، يستعد مناصرو "التيار الوطني الحر" للنزول الى الشارع ابتداء من عصر اليوم. وفي السياق، علمت "المركزية" ان أنصار "التيار" سيخرجون بمواكب سيارة في أكثر من منطقة في تحرك تمهيدي يهدف الى عرض قوة "التيار" في الحشد الشعبي كما الى استنهاض همم "العونيين" وشحذها، في "بروفا" تحضيرية للتظاهرة الكبيرة التي ينوي تنفيذها غدا بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء، وتردد انها ستتوجه الى محيط السراي الحكومي، حيث يلتئم المجلس في اول جلسة بعد توقيع وزير الدفاع سمير مقبل قرار تأجيل تسريح القادة العسكريين.

سلام في الاردن: في غضون ذلك، شكل ملفا "مكافحة الارهاب" و"النازحين السوريين" محور المحادثات الرسمية التي أجراها رئيس الحكومة تمام سلام في الاردن اليوم، ويتوّجها بلقاء العاهل الإردني الملك عبدالله الثاني. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره عبدالله النسور، دعا سلام "الأسرة الدولية الى الخروج من موقف المتفرج على المأساة السورية، والسعي الجدي لوضع حد لها عبر حل سياسي يضمن وحدة أراضي سوريا، بما يتيح عودة فورية لملايين اللاجئين السوريين المنتشرين في لبنان والأردن وتركيا واصقاع الأرض المختلفة". وكان سلام شارك في إفتتاح أعمال اللجنة العليا اللبنانية - الأردنية المشتركة.

 

 سليمان: هل ثقافتنا تمنع الشمبانيا؟

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - غرد الرئيس العماد ميشال سليمان عبر حسابه على تويتر وسأل: هل ثقافتنا تمنع الشمبانيا؟ يذكر ان التغريدة جاءت ردا على الحملة التي تتناول قائد الجيش العماد جان قهوجي نتيجة ظهور صورة له في فقرا يفتح زجاجة شامبانيا.

 

سوريون يشاركون "التيار الوطني الحرّ " تحركهم

موقع 14 آذار/12 آب/15/نفذ مناصرو 'التّيار الوطني الحرّ” ما طلبه منهم الجنرال، فقد قاموا بالتجمع في مختلف المناطق اللبنانية ليجولوا بمسيرات سيّارة عند النقاط التي كانوا قد حددوها سابقا، متوجهين أخيرا الى ساحة الشهداء لحشد أكبر عدد ممكن من المتظاهرين.

التحركات والمواكب السيّارة جابت مختلف المناطق حيث لم يخلُ الأمر من قطع بعض الطرق ولو لبعض الوقت، والأبرز هو ما حصل عند أوتوستراد جل الدّيب حيث قاموا باستقدام جرافة لإزالة الفواصل الاسمنتية ووضعوها في وسط الطريق السريع قاطعين السير بالاتجاهين.

وعند نقطة الأشرفية قام عدد من العونيين بالتجمع أمام الكاميرات حمالين 'الشامبانيا” و”السيجار” ليوجهوا رسالة قاسية لقائد الجيش جان قهوجي، متهمينه بالاحتفال بالتمديد غير الشرعي الذي قام به وزير الدفاع سمير مقبل، حسب تعبيرهم.

مما استدعى رد من الرئيس سليمان عبر 'تويتر” قائلا: هل ثقافتنا تمنع الشمبانيا؟ واللافت أيضا، رفعهم لشعارات تهاجم 'تيار المستقبل” وتصفه بـ”الدولة الاسلامية” – إمارة لبنان”. نواب ووزراء وقياديو 'التيّار” لم يغيبوا عن هذا الحدث، لينزلوا بأقدامهم مثلما طلب منهم النائب ميشال عون في كلمته الأخيرة والتي ألقاها من الرابية عقب اجتماع 'التكتل”. وعند نقطة الالتقاء الأخيرة في ساحة الشهداء كان المتظاهرون على موعد مع كلمة خطابية للقيادي في 'التيّار” بيار رفّول الذي أكّد أن 'لبنان لا يقوم الا بوحدة أبنائه، وأن لبنان المسيحي أو المسلم لا حياة له”، مشددا على أن 'العماد عون أيقونة وجدانية لكل الوطن ولا يمكن سحقه، وهو حالة اسمها (شعب لبنان العظيم)”. وقام نواب ووزراء 'التيّار” بإلقاء الكلمات أمام الشعب، مشددين فيها على أن 'تأجيل تسريح القادة الأمنيين غير قانوني، وأن ما قام به وزير الدفاع سمير مقبل مسرحية فاشلة”، فضلا عن تأكيدهم أن 'نزولهم الى الشارع هو للمطالبة بحقوق المسيحيين، وأن رئاسة الجمهورية هي حق للمسيحيين”.

 

ألان عون أعلن انتهاء تحرك الوطني الحر ليوم على أن تحدد لاحقا طبيعة التحرك غدا

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - أعلن عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ألان عون في تصريح عن "انتهاء تحرك التيار الوطني الحر لهذا اليوم، على أن تحدد لاحقا طبيعة التحرك غدا".

 

رفول خلال تجمع ناشطي التيار الوطني في ساحة الشهداء: لا لحذف عون من المعادلة والحوار هو الحل الوحيد

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - نظم "التيار الوطني الحر" تجمعا حاشدا في ساحة الشهداء بناء على دعوة العماد ميشال عون، وألقى المنسق العام للتيار بيار رفول كلمة جاء فيها:" نلتقي اليوم في لبنان وطن الرسالة والحياة، نحن الذين تعلمنا في مدرسة العماد ميشال عون.انا المسلم بديني واعتقاد بالله الواحد، وانا المسيحي بعلاقتي بالله العمودية، أنا اليوم بنصفي المسيحي والمسلم اقول اننا على الصعيد الوطني كلنا متساوون.انا ابن "التيار الوطني الحر"، واي خلل يحدث على صعيد هذا النهج، سيشوه صورتي كاملة. يجتمع المسلم والمسيحي في شخصيتي الوجدانية لأقدم صورة وطن، وهذه الرسالة التي ارادها العماد عون من منطلق الحفاظ على قوة لبنان واستمراريته". وتابع رفول: "لبنان هو وطن التلاقي الاسلامي المسيحي، وطن التناغم بين الحضارات والتفاعل بين الثقافات، وعدا ذلك لا معنى للبنان. نريد ان نحافظ على بعضنا بالاحترام المتبادل، بالتشارك في الحكم، والعيش معا بالسراء والضراء. وفي حال تعرض اي منا للاذى، سنكون مجتمعين للوقوف الى جانبه. نحن اليوم محذوفون من المعادلة وعلى جميع اللبنانيين ان يكونوا معنا والى جانبنا. قد تناولونا في الاعلام منذ فترة، ان هناك قرارا دوليا واقليميا بحذف العماد عون من المعادلة وارضائه بأي ثمن بسيط، وهذه المؤامرة ليست بجديدة علينا. ففي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، قام احد الوزراء في حكومة شرق اوسطية بإعلان أنه تم الاتفاق مع الرئيس السابق ميشال سليمان بإعطاء "تكتل التغيير والاصلاح" اي منصب في الحكومة وعدم السماح له بتحقيق اي انجاز حكومي، والغريب كان السكوت عن الموضوع" وأضاف: "من هنا اقول ان السكوت عن تورطهم مع الخارج وطوينا الصفحة لانقاذ البلد كانت السبب في استمرارهم بارتكاب ما هو معيب. لن ننسى ما حصل في حرب تموز، ويمكننا كشف الحقيقة التي تورطهم جميعا. أقول لكم أن العماد عون رحمكم عندما اسماكم اشباه الرجال، فتاريخكم غير مشرف، ولا وجود لصفحة بيضاء بعد اليوم".

وتابع رفول: "للعماد عون في الرابية تحية من ساحة الشهداء، ونقول له ان نضالنا معه لنحرر شرف لبنان هو الثروة التي سنقدمها الى اولادنا. وأقول للبنانيين ان العماد عون لا يحتاج الى مراكز بل هو ملك توجه شعبه على لبنان. عون هو أيقونة وجدانية وطنية لكل اللبنانيين ونحنا وإياكم أولاد ذلك البطل الذي وإن لم يتوجوه في بعبدا فلن يأخذوا توقيعه بتسليم لبنان إلى الغرباء". وختم:"ان هؤلاء الشباب اليوم، في هذا اللقاء، هم جيل لم يتلوث بالعمالة الممولة ولم يلطخ ضميره بالدم، بل هم جيل الفارس الغني بفقره الشامخ بتواضعه، والمتفاني بانسانيته، هم جيل ميشال عون. والأمانة اليوم يا جيل عون، بين أيديكم، أنتم رجال قضية ولستم رجال أحد، أنتم وهج الحلم، وستحققونه لأنكم لا تباعوا ولا تركعوا إلا للصلاة، ورسالتكم ورسالتنا من هذه الساحة القول هيهات لمن يريد حذف ميشال عون من المعادلة، لأنه تحول من شخص الى حالة إسمها شعب لبنان العظيم. فلا تكابروا ولا تتعجرفوا بل اعتذروا وعودا الى الحوار. اعتذروا قبل فوات الأوان فلا ينفع الندم. وختاما نتوجه لرجال الدين، نحن الشعب المهدور حقوقنا، رسالتنا أن تدافعوا عن الحقوق، والسعي لتوقيف الخطأ، وتحقيق ما تتكلمون عنه من شراكة حقيقية وليس حبرا على ورق. تحركنا الليلة هو تجربة بعد نداء العماد عون، ونقسم بحياة الشهداء والذين لا زالوا في الذاكرة وبرحمة صغار المجد الآتي، سنعانق لبنان برجاله ونعمره بسواعدنا وهذا الوعد هو عهد أمام الله العظيم، وكونوا جاهزين إلى تسونامي آخر قريبا"

 

أنصار عون يعتصمون في ساحة الشهداء

 بيروت - «الحياة» 13 آب/15

استبق «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون عقد جلسة مجلس الوزراء اللبناني اليوم برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، بتنظيم أنصاره سلسلة من المسيرات «السيارة» انطلقت من أمام مراكزه في عدد من المناطق اللبنانية، أبرزها تلك التي انطلقت من أمام مقره الرئيسي في سنتر ميرنا الشالوحي في سن الفيل (المتن الشمالي) إلى ساحة الشهداء في قلب بيروت، احتجاجاً على «تأجيل تسريح» ثلاثة من كبار الضباط في الجيش، على رأسهم قائد الجيش العماد جان قهوجي وما يعتبرونه حذف المسيحيين من المعادلة وعدم تنفيذ مطالب يعتبرونها حقوقاً لهم. ويُنتظر أن يستمر أنصار عون بالتحرك اليوم بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء وسط إجراءات أمنية مشددة تولتها وحدات الجيش المنتشرة في وسط بيروت وفي محيط الأمكنة التي انطلقت منها المسيرات مساء أمس، فيما تولت وحدات من قوى الأمن الداخلي التمركز أمام مقر رئاسة الحكومة وتسيير دوريات، مع تعليمات مشددة من وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص بالتعاطي بمرونة مع المتظاهرين والحفاظ على الأمن والعمل ما أمكن لاستيعاب رد فعلهم وقطع الطريق على أي محاولة لاستدراجهم الى الصدام. وأنهى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد ظهر أمس، محادثاته في بيروت وغادر الى دمشق، وهي شملت أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وتجمع الفصائل الفلسطينية في لبنان ووزير الخارجية جبران باسيل، الذي عقد معه مؤتمراً صحافياً مشتركاً ركزا فيه على ضرورة التصدي للإرهاب والتطرف وعلى أهمية التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى. وعلمت «الحياة» أن موضوع انتخاب رئيس جديد للبنان أثير بين ظريف والمسؤولين اللبنانيين، الذين طلبوا مساعدة إيران في إنجاز هذا الاستحقاق، لما لحق ويلحق لبنان من أضرار كبيرة بسبب استمرار الشغور في سدة الرئاسة الأولى الذي يمنع المؤسسات الدستورية من الانتظام، إضافة الى أن انتخاب الرئيس يبقى مفتاح الحل للتغلب على مشكلات لبنان، سياسية كانت أو اقتصادية. ومع أن ظريف اكتفى بالاستماع الى وجهة نظر سلام في خصوص الاستحقاق الرئاسي، فإن بري أثاره معه في الاجتماع الموسع وفي الخلوة التي عقدت بينهما، وهذا ما أكدته مصادر نيابية بارزة بقولها لـ «الحياة» إنه احتل حيزاً أساسياً في محادثاتهما. وأبدى ظريف أمام رئيس المجلس حرص إيران على الوضع الداخلي اللبناني واستقراره وعلى كل ما يتفق عليه اللبنانيون في كل الاستحقاقات. فيما قالت مصادر نيابية إن طرح الموضوع الرئاسي فتح الباب أمام البحث فيه وفي دور طهران على المساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي، لكن لا نتائج محددة. ونقلت مصادر سياسية مواكبة لمحادثات ظريف في بيروت، عن الأخير قوله إن «ما يهمنا استقرار لبنان ونحن ليس لدينا مرشح معين لرئاسة الجمهورية ولا نتمسك بمرشح ضد آخر وندعم تفاهم اللبنانيين على الرئيس لأنه شأن داخلي ولا نتدخل فيه، لكن يمكننا تقديم مساعدة إذا طلب منا لإنهاء هذا الشغور». وكان سلام عاد الى بيروت مساء أمس بعد زيارة قصيرة للأردن على رأس وفد وزاري موسع خصصت لترؤسه مع نظيره الأردني عبدالله النسور اجتماع اللجنة العليا اللبنانية- الأردنية، الذي تخلله التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجال تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وقال سلام في مؤتمر صحافي مع النسور، إن المنطقة «تشهد تطورات بالغة الخطورة تعصف بالدول وتهدد وحدتها وتماسكها، وإن هذه التطورات وضعت بلدينا أمام معضلتين أساسيتين: الأولى النزوح السوري الهائل الذي يعاني لبنان والأردن من تبعاته وأعبائه، والثانية المواجهة المباشرة مع الجماعات الإرهابية التي تمارس القتل مدفوعة بأفكار تكفيرية غريبة عن قيمنا الدينية والأخلاقية». وأكد النسور خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع سلام، «أننا لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في شؤون الآخرين»، مشيراً الى أن وقع الأزمة السورية على الأردن كبير جداً، وموقف الأردن أن لا حل للأزمة السورية إلا سياسياً». وتمنى سلام «أن تكف التدخلات من هنا وهناك، الإقليمية والدولية، لمصلحة تأجيج هذه الأحداث، ويتم استبدال تدخل إيجابي بالتدخل السلبي».

 

فارس سعيد لـ”السياسة”: تحرك عون ضربة سيف في الماء

بيروت “السياسة”: رأى منسق الأمانة العامة في “14 آذار” فارس سعيد في اتصال مع “السياسة” أنه “أياً تكن الدوافع, يبقى تحرك النائب ميشال عون في الشارع ضربة سيف في الماء, لأنه تحرك بلا أفق وحدوده أن “القوات اللبنانية” على يمينه لن تسانده في النزول إلى الشارع, و”حزب الله” على يساره غير مستعد للاشتباك مع الفريق السني كرمى لعيونه, وبالتالي سيبقى هو لوحده, محاولاً تحويل التدبير الإداري الذي اتخذته الحكومة أزمة مفتوحة. والخطر في أن يفيد “حزب الله” من تعنت العماد عون لإعادة طرح مشروعه القديم الجديد المتمثل بالمؤتمر التأسيسي, ليقول للعالم إن النظام الذي انبثق من اتفاق الطائف لم يعد صالحاً للمرحلة المقبلة, وللمطالبة بتعديله”. وأطلق سعيد نداء إلى جميع المعنيين بمعالجة الأزمة اللبنانية, وعلى رأسهم فريق “14 آذار”, أن يجعلوا من اتفاق الطائف عنوان خيارهم السياسي وليس “اتفاق الضرورة” كما يحلو للبعض تسميته, لكي يعرف اللبنانيون من هم مع الدستور ومن يريدون إطاحته, سيما أن “14 آذار” مكون سياسي كبير عابر للطوائف ومدافع عن الدستور. واعتبر أن الرد الوحيد على تحرك العماد عون هو تمسك “14 آذار” باتفاق الطائف ودستوره “ووضع حد للتمادي العوني و”الحزب اللاهي”, بعد أن باتا يعتبران إيران إثر توقيعها الاتفاق النووي مع الغرب قوة عظمى في المنطقة, وبالتالي فإن الوضع اليوم أصبح في منتهى الخطورة, فلو أتت طائفة أخرى بعد عشر سنوات وقالت إن اتفاق الطائف لم يعد بالنسبة إليها اتفاق الضرورة, فماذا نفعل? وماذا سيكون موقفنا?

 

أهالي العسكريين المخطوفين يتوجهون إلى جرود عرسال

بيروت – وكالات: أمام العجز الرسمي عن حل ملف العسكريين المحتجزين لدى “داعش” و”جبهة النصرة”, وبعد اصطدام الوساطات والمفاوضات التي تدخلت فيها قطر وتركيا بحائط سميك من الشروط والمطالب بدا تحقيقها صعباً, حسم أهالي العسكريين لدى “داعش” أمرهم وقرروا أخذ زمام المبادرة والتحرك شخصياً لتحرير أبنائهم. وفي هذا الاطار, قال حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف “بعد كل المعاناة والعذاب والسجالات وغياب اي تطمينات, قررنا نحن جميع اهالي العسكريين المخطوفين لدى “داعش” وضع حياتنا على شفير الهاوية والخطر والتوجه الى جرود عرسال ورمي أنفسنا أمام الخاطفين, ولن نعود إلا بعد معرفة اي شيء عن مصير ابنائنا وربط مصيرنا بمصيرهم”. وأضاف “إننا وصلنا الى مرحلة صعبة جداً ولا نستطيع ان نتحمل أكثر… صبرنا أشهرا ونحن ننتظر فعلاً من الحكومة عبثا, لذلك اتخذنا قرارنا وسنتوجه الى عرسال حتى إننا مستعدون للذهاب الى الموت لانقاذ ابنائنا”, مشيراً إلى أنه في “يوم السبت المقبل سنتوجه الى جرود عرسال حيث من المرجح مكان احتجاز العسكريين”. من جهته, رأى نظام مغيط شقيق المخطوف المعاون اول ابراهيم مغيط, في بيان, ان “ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية من مسرحيات سياسية تستحق الوقوف والتصفيق, معارك دائرة حول مناصب وكراسي”, سائلا “من يهتم بموضوع العسكريين المخطوفين”? وأضاف “كل وعودكم ذهبت ادراج الرياح, أصبح الفشل واضحاً في هذا الملف وهذا ليس بجديد, لكن ليعلم الجميع ان هذه القضية لن تنتهي ولن تنسى, والسؤال الى رئيس الحكومة أين العسكريون المخطوفون يا دولة الرئيس?”

 

صلاح حنين: أي اقتراح بديل عن أصيل مرفوض ورفع سن التقاعد يحمّل المواطن أعباء مالية

المركزية- يعود اقتراح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم رفع سن تقاعد الضباط في الجيش والأجهزة الأمنية ثلاث سنوات بمبادرة عرابها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، الى الواجهة من جديد، حيث تتوجه الانظار الى فحوى اتصالات تجرى في الخفاء لمعاودة بحث الموضوع في الاروقة السياسية خصوصا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فهل يمكن لهذه التسوية ان تبصر النور بعد ان وقع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل قرارا قضى بالتمديد سنة كاملة لكل من قائد الجيش العماد جان قهوجي، رئيس الاركان اللواء وليد سلمان والأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمد خير؟ وما هي مفاعيله على الصعيد الداخلي؟  النائب السابق صلاح حنين قال لـ"المركزية" ان فشل السياسيين في معالجة المواضيع الاساسية يقابله اقتراح حلول فاشلة تكلّف المواطن اعباء هو بغنى عنها، وما يحصل اعتراف واضح بهذا الامر وغير مقبول". اضاف "اي اقتراح يطرح كبديل عن أصيل مرفوض، فقد امتنع المعنيون عن اجراء الانتخابات النيابية وكان الحل التمديد، وعجزوا عن انتخاب رئيس للجمهورية فطرحت حلول من هنا ومن هناك، وتغاضوا عن موضوع تعيين القادة الامنيين فلجأوا الى المادة 55 من قانون التشريع التي أتت في غير محلها، وسبقها حديث عن رفع سن التقاعد كحل مبدئي"، موضحا ان هذه الحلول منافية للاصول القانونية المفروض ان يعتمدها المعنيون حسب الدستور، وتنفيذا لمهام أوكلت اليهم، انطلاقا من مسؤولياتهم". واشار الى "ان رفع سن التقاعد له مخاطر على المواطن اللبناني، واقتراح يحتاج الى دراسة معمّقة، وبالتالي يحق للمواطن ان يطلع على نتائج وكلفة هذا الحل من الناحية القانونية والمادية، فلماذا يتحمّل المواطن هموم واعباء اقتراحات وتكون غير قانونية وغير دستورية؟". ولفت الى "ان اي حل ناتج عن فشل ليس حلا ولا يمكن القبول به، ولا نريد كمواطنين ان نتحمل عبء فشل السياسيين وتحمّل نتائج عدم قدرتهم على معالجة المواضيع في أوانها".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء في 12/6/2015

الأربعاء 12 آب 2015 الساعة 21:08

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

ما إن غادر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبنان، حتى انطلقت تظاهرات سيارة للتيار الوطني الحر في بعض المناطق، بدءا من سنتر ميرنا الشالوحي، مرورا ببيروت حتى ساحة الشهداء، وأيضا من الكورة بإتجاه البترون وجبيل بعد قطع أوتستراد شكا لبعض الوقت.

وتأتي هذه التظاهرات عشية جلسة مجلس الوزراء، التي يريدها التيار، لبت آلية العمل، فيما يحرص الرئيس تمام سلام، على الإنتاجية لصالح الناس.

ويريد التيار أن تكون الآلية، بإتخاذ القرارات في مجلس الوزراء بالإجماع، فيما يحرص الرئيس سلام، على التوافق بالغالبية، لضمان الإنتاجية في الجلسات.

إذن وزير الخارجية الإيراني انتقل من بيروت الى دمشق، وأجرى محادثات مع الرئيس بشار الأسد، وشدد على دعوة الجيران الى مكافحة الإرهاب.

وهذه الدعوة ركز عليها ظريف في بيروت في محادثاته التي أجراها مع الرئيس بري الذي أوضح أن وزير الخارجية الإيراني أكد أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، مشيرا الى لبنانية الإستحقاق الرئاسي.

وتجدر الإشارة الى أن جلسة الإنتخاب الرئاسي تأجلت الى الثاني من أيلول.

محادثات ظريف شملت أيضا مقبل وباسيل بعد الرئيس بري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ما كاد وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف ينهي زيارته لبيروت متوجها الى دمشق، حتى انطلقت تظاهرات التيار الوطني الحر احتجاجا على تسريح القادة العسكريين، وذلك قبل ساعات من الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء غدا، وسط شعارات تطالب بحقوق المسيحيين، وبالهجوم على تيار المستقبل ورموزه، والتهكم على قائد الجيش ودوره.

وبين متابعة الزيارة، وما رافق التظاهرات من ازدحام لحركة السير ومن قطع للطرق على الاتوستراد الدولي وعند ساحل المتن الشمالي وصولا الى ساحة الشهداء، غاب الاهتمام بالجلسة السابعة والعشرين لرئيس الجمهورية التي ارجئت الى 2 ايلول.

وزير الخارجية الايرانية كان التقى في اليوم الثاني من زيارته للبنان، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. كما التقى في مقر اقامته، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، ثم انتقل الى وزارة الخارجية، حيث اجتمع الى وزير الخارجية جبران باسيل. ومن هناك أعلن ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمد يد التعاون لجميع جيرانها؛ مجدداً القول: إن هناك قضايا داخلية، على الشعب اللبناني معالجتها.

وفي الاردن، شارك رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في اجتماعات اللجنة اللبنانية الاردنية المشتركة، واجرى محادثات تركزت على ملفي مكافحة الارهاب والنازحين السوريين، مع كبار المسؤوليين الاردنيين وتوّجها بلقاء العاهل الإردني الملك عبدالله الثاني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ"OTV"

الزمان: الثاني عشر من آب 2015. المناسبة: الانذار البرتقالي الثاني بعد التاسع من تموز. المكان: كل المناطق اللبنانية. السبب: غياب الشراكة والخروج عن الميثاق والدستور. ملاحظة اولى: كما أن حركة الشارع تكبر، كذلك فإن عنوان الانتفاضة يكبر ويتسع، من قضية تعيينات الى قضية سلطة كاملة. ملاحظة ثانية: اليوم، صوت المناضلون في الشارع، طالما أن هناك من يقفل امامهم صناديق الاقتراع، ويقفل آذانه عن صوت المناصفة والشراكة والميثاق و"الانماء حتى" على غرار ساحل المتن الذي لا يزال ينتظر وعد الجسر الذي لم يصدق بعد. ماذا بعد؟ الاجابة بسيطة. سيستمر النضال من داخل المؤسسات، حكوميا ونيابيا وحيث تدعو الحاجة...فإما الاستماع الى صوت الشراكة، او أن غدا لناظره قريب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ"NBN"

رسائل ايرانية ايجابية اطلقها من بيروت الوزير محمد ظريف بكل اتجاه اقليمي على قاعدة وجوب التعاون المشترك ضد الارهاب، ظريف الديبلوماسي الماهر سياسي واقعي انطلق من ارضية صالحة أوجدها الاتفاق الايراني مع الغرب لمد يد التعاون مع العواصم العربية ومن هنا كانت رسائل ايران الى جميع الجيران واستعداد لعمل موحد ضد التطرف والطائفة والارهاب.

في الرسائل الايرانية من بيروت حرص على الحكومة اللبنانية نابع من الحرص على الاستقرار في لبنان وفي الرسائل تأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومنها لبنان لكن ايران مستعدة للمساعدة والمؤازرة لمواجهة التحديات المشتركة التي يتصدرها هم الارهاب، هم محاربة الارهاب.

بدت في زيارة ظريف العناوين الاستراتيجية هي الأساس، الهموم أكبر من تفاصيل داخلية لا تتعدى حدود لبنان فأظهر رأس الديبلوماسية الايرانية اطمأنانه الى الاوضاع هنا طالما الحوار قائم ومن هنا جاءت الاشارة اليه كعنوان تحتاجه المنطقة فأشاد ظريف بالحكمة والحنكة والدور البارز والمهم للرئيس نبيه بري.

وهنا تمنى وزير الخارجية الايرانية الاستفادة من دور رئيس المجلس النيابي اللبناني لتعميم الهدوء والامن والاستقرار على مساحة المنطقة خصوصا ان سياسة الحوار بات ضرورة اقليمية وسبيلا وحيدا للخروج من أزمات المنطقة.

ظريف انتقل من بيروت الى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الاسد لتكريس الالتزام الايراني بالثوابت السورية وقال "ان الاوان آن للاعبين والجيران ان يهتموا بالحقائق ويرضخوا للمطالب السورية".

في وقت كان الميدان يسجل اشارة لافتة من خلال هدنة بين الزبداني والفوعى وكفريا جرى تمديدها حتى نهار السبت، الـnbn علمت ان المفاوضات التي تتولاها الجهات السورية مع المجموعة التي يطلق عليها اسم أحرار الشام تشمل اخراج الجرحى فيما لم ينضج بعد طرح اخراج المسلحين ولذلك حصل تمديد الهدنة لأيام اضافية.

مسلحو زهران علوش اعترضوا على الهدنة بقصف دمشق اليوم بعدد من القذائف طالت احياءا سكنية وادت لوقوع شهداء وجرحى فهل هي رسالة للاطراف التي شاركت في صياغة الهدنة وهل الصراعات بين المجموعات المسلحة على الارض بدأت تتظهر على امتداد المناطق الساخنة؟ يبدو الامر كذلك فهل تتكرر وتتوسع الهدنة لتطال مناطق أخرى؟

من العناوين الاستراتيجية التي فرضتها زيارة ظريف في الساعات الماضية الى التفاصيل الداخلية ينتقل المشهد اللبناني بفعل التحرك الاعتراضي الذي ينفذه التيار الوطني الحر في الشارع الان، لم يرصد اي انتقاد ضد التحرك لا بل ان الرئيس سعد الحريري سحب سريعا اي عنوان للاشتباك السياسي مع العماد عون لكن ناشطي التيار البرتقالي رفعوا لافتات زرقاء كتب عليها "الدولة الاسلامية امارة لبنان" في الاشارة الى تيار المستقبل لافتعال أزمة شارع لا يريدها كما بدا التيار الازرق فهل يبقى الجو مضبوطا؟ يبدو ان قرار التهدأة أقوى فماذا عن جلسة مجلس الوزراء غدا هل ستمر كمثيلاتها السابقة؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـMTV":

ايران بعد النووي لن تكون كما كانت قبله. هذا المعتقد يصح في كل مكان الا في لبنان. فبلغة ديبلوماسية خشبية كرر وزير خارجيتها من بيروت موقف طهران المكرر بأن بلاده لا تتدخل في الشأن اللبناني مسقطا سذاجة الرهان والمراهنين على أن ظريف سيحمل ما يساعد على حلحلة الانسداد الرئاسي. في المقابل وجد وزير الخارجية جبران باسيل في طهران الحضن الدافيء والساعد الحامي للأقليات الذي يعول عليه لبنان لحفظ ثروته التعددية. وذهب باسيل ابعد من ذلك اذ وعد ظريف بسياسة تكاملية تبني الانتصارات المشتركة.

واذا كان كلام باسيل الذي لا يحظى باجماع حكومي هو بمثابة أوراق اعتماد رئاسية مجانية للعماد عون فصدى هذا الموقف سمع كجرس حزن في مجلس النواب حيث أجهض التيار وحزب الله الجلسة ال 27 لانتخاب رئيس. توازيا لبنان المختنق بالنفايات مهدد بتعايش طويل مع هذه الآفة وسط انسداد أفق الحلول، مرة لعدم توفير الحكومة شروط إنجاح العروض ومرة لمحاولة عرقلة العمل الحكومي من قبل التيار الوطني الحر الذي لم يكتف بخنق مجلس الوزراء من الداخل بل انزل محازبيه الى الشارع لتضييق الخناق عليه من الخارج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد":

وعالساحة لاقونا.. هذه المبارزة العونية في الشارع جعلت التيار الوطني حرا في قيادة المسار السياسي وأعطته لونا أرجوانيا جديدا في وطن الألوان الصارخة والمقررة

العونيون مناصرين وقيادات وزراء ونوابا نزلوا باندفاعة كبيرة وتمكنوا من إحكام الطوق على المفارق والساحات وصولا الى وسط البلد . . وفي لحظة قرار صارت المدينة .. برتقالية تعلوها قبعات وأعلام التيار في تحرك تفوق على ما سبقه من تظاهرات أمام السرايا مواقف القيادات العونية في تظاهرة اليوم رفضت أن تحصر المطالب بالاعتراض على التمديد لقائد الجيش .. فوسعت الأهداف والتقطت رنين الشارع لتحول ماضي العراك السياسي إلى مضارع .. وزمن الشارع اليوم لم يعد كما قبله وعلى الحشود يجري التفاوض .. ويثبت ميشال عون أنه رمز قادر على فرض الشروط وتبديل قواعد اللعبة التي ستختبر اولى تجاربها في جلسة مجلس الوزراء المفترضة غدا.

سار عون بعون الله .. فيما شكوى رئيس الحكومة لغير الاردن مذلة .. حمل تمام سلام هموم بلاده الى عمان ونقل الى الجالية اللبنانية هناك ما قاله انها اوجاعنا والامنا ومصائبنا .. من الشغور الرئاسي الى تعطيل السلطة التشريعية والشلل الذي يضني الحكومة .. وأفرغ ما في قلبه من غضب عن ما اسماه النفايات السياسية والعضوية والاقتصادية والاجتماعية.

لكن رئيس الحكومة لم يضم الشكوى الصحافية الى خطابه ..حيث ما زال وطن القلم والحرف وعاصمة الاعلام يبيع ويجيير انتخابات مهنة الحبر .. من نقابة الصحافة الممسوخة مع نقيب غير ذي صفة الى نقابة المحررين التي حكمها السلطان ملحم كرم أكثر من أربعين عاما .. ثم أورثها القرار السياسي الى النقيب الياس عون الذي سقط سهوا ..

ولأننا شعب يتوق الى الانتخابات مع حرماننا من صناديق الاقتراع .. فقد أعتقدنا ان في نقابة المحررين انتخابات نزيهه يتنافس عليها أرباب المهنة الأصليون

لكن العملية الديمقراطية انتهت الى نتيجة هي بنت عم التمديد. هي نهاية يوم بدأه ميشال عون .. ونهاية مهنة يتمدد فيها الياس عون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

مفعما بسلمية الاتفاق النووي وبخيارات بلاده لمعالجة أزمات المنطقة جال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في ربوعنا السياسية مؤكدا مواقف ايران الاسلامية الحريصة على لبنان المقاوم الذي هزم المحتل ويقف سداً بوجه الارهاب التكفيري.

لكم ايها اللبنانيون ما تطلبون وما تحتاجون وايران متمسكة باستقراركم وامنكم دون منة ولا "تربيح جميلة" هذا لسان حال الدولة الاقليمية الكبرى في تواضعها مع لبنان الصغير فهل من استخلاص عبر لدى أهل القرار في لبنان؟ ولم اشاحة النظر عن اليد الممدودة دعماً غير مشروط ام هو التخفف من اعباء سؤال قد يأتي ممن تعوكر نهاره بزيارة ظريف.

كفى تلطيا خلف العبارات والثكنات فهي لا تجلب الا الخيبة بفعل تفويت الفرص الواحدة تلو الاخرى فجيشنا يحتاج الدعم الحقيقي ووطننا يحتاج قرارات مترفعة عن الكيديات وضيق الحسابات لعلها تجر لنا الكهرباء وتبني سدودا تروي اللبنانيين وتقيم جسورا بين مناطقهم طالما هدمتها السياسة ومشاريع التفتيت.

وكي لا يفتت لبنان ويقسم اهله على معايير سياسية تقيس بعنجهية الشركة بعيداً عن شعارات الشراكة اطلت طلائع التيار الوطني الحر الى الساحات تدق جرس الانذار وتبعث برسالة ديمقراطية على ابواب جلسة حكومية.

فهل يرعوي البعض ويرضخ لمفهوم الشراكة فتنقذ البلاد من ضيق المهل والخيارات؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 12 آب 2015

الأربعاء 12 آب 2015

النهار

ما زال التكتّم يلفّ ملفّ التشيكيّين المخطوفين رغم الكـلام عن أن الجهة الخاطفة معروفة ومطالبها معروفة.

لوحظ أن ناشطي "التيار الوطني الحر" في قرى في البقاع الغربي قاطعوا زيارة البطريرك الماروني لمنطقتهم.

أعرب نائب حالي عن تخوّفه من تغطية أمنيين لحوادث الخطف والإطلاق مقابل فدية في البقاع.

تحدّث مصدر مصرفي عن مصارف لبنانية عاملة في كردستان تعمـل على إقراض السلطة هناك ولا تتمكن من استيفاء ديونها.

السفير

طلبت جهات دولية من الحكومة اللبنانية التشدد في موضوع إقفال المسارب غير الشرعية للهجرة غير الشرعية عبر "المتوسط".

تردد أن ضباطا أميركيين التقوا نظراءهم الأتراك وأبلغوهم بوجوب اتخاذ إجراءات حدودية جدية لمواجهة المجموعات الارهابية.

تم إرجاء عقد مؤتمر علمي كبير حول شخصية دينية راحلة من آخر الشهر الحالي الى تشرين الاول المقبل نظرا لتضارب موعد انعقاده مع مؤتمرات إسلامية أخرى.

المستقبل

يقال

إنّ الشركات الست التي تقدّمت للمشاركة في مناقصة الهاتف الخلوي في لبنان هي من أكبر الشركات المعنية بهذا القطاع في العالم.

اللواء

ما تزال قيادة حزبية يمينية تأمل بفرصة لها في الرئاسة الأولى، مع سقوط مرشحين خصمين من لائحة التداول الجدّي..

تتحدث أوساط طبية من أن أحد الوزراء يمتلك مصنعاً للأدوية مع طرف سياسي فاعل!.

يواجه تيّار معروف صعوبات جدّية تتمثل بعجز مكشوف عن تجييش أنصاره في النزول إلى الشارع..

الأخبار

السعودية "تتغزّل" ببري

بعدما نقل الرئيس تمام سلام إلى مقربين منه أنّ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز سأله عن الرئيس نبيه بري وأشاد به وبمواقفه، عُلم أنّ السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري، راسل وزارة الخارجية في الرياض، ناصحاً بتوجيه دعوة إلى رئيس المجلس لزيارة السعودية، والعمل على تحسين العلاقة معه في إطار تشجيع المواقف المتمايزة عن حزب الله في سوريا واليمن وفي ملفات لبنانية داخلية.

هيل ينفي "روايات" سليمان

في سياق معركته ضد وصول العميد شامل روكز إلى قيادة الجيش، يردّد الرئيس السابق ميشال سليمان، أنّ واشنطن تعارض وصول قائد فوج المغاوير "المتحالف مع حزب الله" إلى رأس المؤسسة العسكرية، لما قد يسبب ذلك من مشكلات تعرقل صفقات الأسلحة الأميركية للجيش. لكن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل، نفى "الرواية السليمانية" أمام سياسيين، وقال إنه لا مشكلة لبلاده مع وصول روكز، وإنها مهتمة بالجيش لا بهوية قائده، وموقفها ينطلق فقط من الخشية من الفراغ في مركز القيادة.

لبنان وتظاهرات العراق

نُقل عن مسؤولين عراقيين أن من الأسباب التي دفعت أهالي محافظة البصرة إلى رفع مستوى احتجاجاتهم المطلبية، وجود عقود وصفقات لها علاقة بملفات إنماء وإعمار في المحافظة لم يجر الالتزام بتنفيذها في الوقت المناسب، وأن عمولات كبيرة دُفعت وتقاسمها سياسيون عراقيون ورجال أعمال لبنانيون، بعضهم مقرب من شخصيات نافذة في لبنان.

أمل تعود إلى الشارع في ذكرى الصدر

تُعدّ حركة أمل للاحتفال بالذكرى السابعة والثلاثين لتغييب الإمام موسى الصدر في مدينة النبطية في 31 آب الجاري. ويأتي الاحتفال الجماهيري بعد غياب قسري في العامين الماضيين بسبب التهديدات الأمنية، وبعد تحذيرات الأجهزة الأمنية من إمكان استهداف الرئيس نبيه بري. رئيس المجلس لم يحسم بعد حضوره الاحتفال الذي جاء بناءً على مطالب حركية بضرورة العودة إلى الساحات واستنهاض الحركيين.

الجمهورية

قالت أوساط إن العلاقة السعودية-الروسية تتجه إلى مزيد من التطوير بما يجعل موسكو تطمئنّ إلى دورها في المنطقة من باب الرياض لا من باب دمشق وطهران.

لاحظت أوساط سياسية أن حزباً أعدّ خطوات عدة في سياق التعويض المعنوي والسياسي لحليفه.

وضعت أوساط الإشادة الإستثنائية لكتلة نيابية بكلام مرجع روحي في سياق الرسالة إلى مرشح رئاسي بأن الشراكة الوطنية تتحقّق من خلال المرجع الروحي.

البناء

تقاطعت لدى وزير سابق معلومات من أكثر من مصدر مفادها أنّ مسؤولين في فريق 8 آذار أبلغوا من يعنيهم الأمر بأن لا مجال على الإطلاق للبحث في مرشح وسطي لرئاسة الجمهورية، لأنّ الإصرار على هذا الأمر سوف يؤدّي في المقابل إلى المطالبة بمرشح وسطي لرئاسة الحكومة، حتى أنّ البعض طرح في هذا السياق أسماء الوزراء السابقين عدنان القصّار ووليد الدّاعوق وحسّان دياب.

 

سلام في مؤتمر صحافي مشترك مع النسور: مطالبون بلم شتاتنا وبنشر السلم والاستقرار في مجتمعاتنا

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - عقد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام مؤتمر صحافيا مشتركا مع رئيس الوزراء الاردني الدكتور عبد الله النسور في عمان. وألقى سلام كلمة جاء فيها: "تشرفنا اليوم بزيارة المملكة الاردنية الهاشمية، بمناسبة انعقاد اللجنة العليا الاردنية-اللبنانية المشتركة، الذي يعبر عن إرادة بلدينا في تعزيز علاقات الاخوة والتعاون بما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والأردني. كانت هذه الزيارة الى الاردن العزيز، مناسبة للتوقيع على عدد من بروتوكولات التعاون في مجالات مختلفة، وفرصة للتباحث مع اخي دولة الرئيس الدكتور عبد الله النسور في مروحة من القضايا، خصوصا تلك المتعلقة بالأوضاع الصعبة التي تمر بها بلدان عربية عدة. نحن في لبنان والاردن نواجه، من جراء الاحداث الجارية في جوارنا تحديين بالغي الصعوبة. الأول يتعلق بالنزوح السوري وما يلقيه من اعباء هائلة على بلدينا في ظل شح المساعدات الدولية، والثاني يتعلق بالارهاب الذي يتطلب جهودا استثنائية للتصدي له حفظا للأمن الوطني". أضاف: "لقد اكتوينا معا، أردنيين ولبنانيين، بنار الإرهاب. إن دماء الشهيد الطيار معاذ الكساسبة ما زالت شاهدا على وحشية هذا السلوك الارهابي الذي لا يقبله عقل ولا منطق ولا يقره دين. ونحن في لبنان لم ولن ننسى مواطنينا المدنيين الذين سقطوا في التفجيرات الارهابية، ولا جنودنا الذين استشهدوا في المواجهات مع الارهاب، ولم ولن ننسى عسكريينا الأبطال الذين ما زالوا محتجزين منذ عام لدى الجماعات الارهابية. إننا في هذه المناسبة نود أن نجدد شكرنا للأردن على وقوفه الدائم الى جانب اخوانه اللبنانيين، وعلى المساعدة التي قدمها ويقدمها الى جيشنا وقواتنا الأمنية في مجالات عدة، لتعزيزها وتحسين قدرتها على مجابهة التحدي الارهابي. وأود أن اؤكد اننا بدورنا حريصون جدا على استقرار الأردن الشقيق، الذي كان وسيبقى بإذن الله واحة أمن وأمان. إن الارهاب الذي نشهده في منطقتنا اليوم، يلحق إساءة كبيرة بالإسلام والمسلمين، ويعبث بالنسيج الوطني للمجتمعات العربية مهددا الطابع التعددي والمتنوع الذي طالما عرفت به بلادنا".

وتابع سلام: "إننا ندين هذا الارهاب بشدة، ونؤكد تصميمنا على التصدي له. وندعو المجتمع الدولي الى مزيد من التنسيق والتعاون من أجل محاصرته وتجفيف منابعه والقضاء عليه.

نحن في لبنان، وبسبب التداخل المتعدد الأوجه بيننا وبين سوريا الشقيقة، قد نكون البلد الأكثر تأثرا بتداعيات المأساة الجارية هناك، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي. وآخر نموذج للتداعيات الاقتصادية، هو توقف الصادرات البرية الزراعية والصناعية اللبنانية، الى الاردن ومنه الى الخليج العربي، بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا. وهنا لا بد لي من أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى الحكومة الاردنية، وعلى وجه الخصوص الى رئيسها الدكتور عبد الله النسور، الذي لقينا منه كل تجاوب وتعاون لحل مشكلة سائقي الشاحنات اللبنانيين، الذين احتجزوا عند الحدود السورية- الاردنية منذ أشهر، والذين تمت استضافتهم في الأردن ومساعدتهم على العودة الى لبنان سالمين. إننا نجدد الدعوة الى الأسرة الدولية للخروج من موقف المتفرج على المأساة السورية، والسعي الجدي لوضع حد لها عبر حل سياسي يضمن وحدة أراضي سوريا ويعيد اليها الأمن والاستقرار، بما يتيح عودة فورية لملايين اللاجئين السوريين المنتشرين في لبنان والأردن وتركيا واصقاع الأرض المختلفة". وقال: "في سياق الحديث عن اللاجئين السوريين، لا بد من التوقف عند اللاجئين الفلسطينيين الذين تشهد أوضاعهم اليوم مزيدا من التدهور بسبب تقليص ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الاونروا). إن خفض موازنة الاونروا سيؤدي الى تراجع مستوى الخدمات التي تقدمها، الأمر الذي سيترك آثارا وخيمة على مجتمعات اللاجئين. وسأعطي مثالا على ذلك هو أن احتمال تأجيل العام الدراسي في مدارس الاونروا في لبنان نتيجة العجز المالي، سيضع 37 الف طالب فلسطيني في الشارع وسيؤدي الى تجميد عمل اكثر من ألفي مدرس. لذلك، فإننا ندعو الجهات العربية والدولية المانحة، الى المسارعة الى سد الثغرة المالية في ميزانية هذه الوكالة، والتي تبلغ مئة مليون دولار للعام الحالي، وايجاد حلول مستدامة تضمن استمرارية تمويلها. أخيرا، أغتنم فرصة وجودي في المملكة الأردنية الهاشمية وبين أهلها الطيبين، لأدعو الى لحظة تأمل في ما آلت اليه أوضاع بلادنا العربية التي تعيش اليوم تهديدات ومخاطر على جميع المستويات". وختم سلام: "إننا مطالبون بإعادة النظر في كثير من أمورنا. مطالبون بلم شتاتنا وتوحيد صفوفنا وإعلاء مصالح شعوبنا. مطالبون بنشر السلم والاستقرار في مجتمعاتنا وبزرع قيم الاعتدال والوسطية في صفوف ابنائنا لأننا مؤتمنون على غدهم. وغدهم هو غد هذه الأمة".

 

سلام التقى أبناء الجالية في الاردن: مؤتمنون على لبنان وعاهدت نفسي واللبنانيين عدم التخلي عن هذه المهمة مهما كلف الامر

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - التقى رئيس الحكومة تمام سلام ابناء الجالية اللبنانية في الاردن، وألقى كلمة أمامهم قال فيها: "أهلا وسهلا بأبناء بلدي. بداية لا بد من التوجه بالشكر لسعادة السفيرة على ما بذلته من جهد لاحتضان ورعاية وجودنا من خلال فريق العمل الذي امضى عدة ايام في التحضير لهذا اللقاء ومن ثم ايضا فيما نحن اليوم فيه من زيارة رسمية لهذا البلد العزيز على قلبنا الى المملكة الاردنية الهاشمية". أضاف: "ماذا أحدثكم؟ ماذا أقول لكم؟ هل أنقل اليكم اوجاعنا وآلامنا ومصائبنا في لبنان؟ هل انقل اليكم المعاناة الكبيرة والازمة الكبيرة المتمثلة بالشغور الرئاسي المستمر والمتمادي؟ هل انقل اليكم شلل السلطة التشريعية وعدم تمكننا من اقرار القوانين التي فيها مصلحة لبلدنا وشعبنا؟ هل احدثكم عن التسلل الذي يمضي ايضا باتجاه الحكومة في محاولة لشلها ومنعها من العمل والقيام بواجبها؟ أم انقل اليكم الاستحقاقات الحياتية والمعيشية والاقتصادية والامنية؟ أو أحدثكم عما نحن غارقون فيه من نفايات سياسية وعضوية واقتصادية واجتماعية؟". وتابع: "نعم أحبائي، نحن اليوم في عمان في المملكة الاردنية الهاشمية مع نخبة من اللبنانيين جئنا نستمد من هذه النخبة ما نحتاجه للاستمرار في تحمل مسؤولياتنا. هذا بصراحة لاننا بحاجة الى ان نتكامل مع من ينجح من اللبنانيين، مع من يشكل للبنان منبر نجاح وسمعة طيبة. نعم هؤلاء هم اللبنانيون المنتشرون في انحاء العالم وانتم اليوم في عمان نخبة منهم. والكل يعلم ان العالم الخارجي اليوم في شتى الدول والعالم لا يمكن لاحد ان يستمر ويبقى فيه اذا لم يكن عنده القدرة التنافسية في العمل، لا يمكن للبنانيين الموجودين اينما كانوا ولولا تميزهم بقدراتهم وامكاناتهم وبجرأة وكفاءة، لما امكن لهم ان يتميزوا وينجحوا. وانتم بحد ذاتكم قصة نجاح، ونحن نعتز ونفتخر بهذه القصة ونستمد منها ما نحتاج لنزود انفسنا بما نحتاجه من وقود للاستمرار بمهماتنا، هذا بكل بساطة وتواضع". واردف: "مع كل ذلك اقول اننا عندما نأتي الى المملكة الاردنية الهاشمية بضيافة هذا الشعب الطيب، بقيادة جلالة الملك عبد الله بن الحسين، وبقيادة الحكومة ورئيسها الدكتور عبد الله نسور، نأتي وكلنا ثقة بأن الاردن الذي يشبه لبنان كثيرا في العديد من الامور، يتحسس ايضا مع لبنان ما نعانيه وما نمر به فهو مستهدف مثلنا من الخارج، من قوى اقليمية ودولية بأشكال مختلفة والتشكيك والاستهداف قائم على قدم وساق ولكن الاردن يتميز عن لبنان بأن الوحدة الداخلية فيه والقرار الداخلي نقي وصاف، بهذا النقاء وهذه الصفاوة على مستوى المسؤولية والقيادة والشعب الاردني. نعم نأتي لنتزود ايضا بما يساعدنا على مواجهة هذه المرحلة الصعبة. ومع كل ذلك اقول لكم وباسمكم تحية كبيرة الى جلالة الملك عبد الله، وتحية الى كل المسؤولين والشعب الاردني". وختم: "رغم كل ما ذكرت ورغم كل الصعوبات التي تحيط بنا، أملي كبير جدا بالارادة اللبنانية، هذه الارادة التي تمكنت عبر العصور ان تصمد في وجه اعتى الرياح والعواصف، واللبناني تميز بمرونته وسعة صدره وجرأته واقدامه في مواجهة كل الاستحقاقات. رغم كل ما نحن فيه ما زلنا نعول على هذه الخصال والطباع عند اللبنانيين، وثقتنا ببعضنا البعض يجب ان تستمر وتقوى ولا يفرقنا لا طائفة ولا حزب سياسي ولا فكر سياسي. يجب ان نكون كلنا يدا واحدة في سبيل وحدتنا الوطنية، لبنان نموذج التعايش والعيش الواحد والفريد من نوعه في المنطقة والعالم، نحن مؤتمنون على الحفاظ عليه وانا من جهتي عاهدت نفسي واللبنانيين عدم التخلي عن هذه المهمة مهما كلف الامر. لذلك انا بحاجة ماسة الى كل لبناني مخلص ومنتج وناجح، نحن حاجة اليكم لا تتركوا لبنان ولا تنسوه".

 

بري: الاتفاق النووي نقطة تحول تاريخي ودولي

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - أشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء اليوم، بزيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للبنان، منوها ب"المواقف التي ادلى بها تجاه لبنان وبحرص الجمهورية الاسلامية الايرانية على الوضع الداخلي اللبناني واستقراره، وعلى كل ما يتفق عليه اللبنانيون في كل الاستحقاقات". ونقل النواب عنه ايضا ان ظريف أبلغه ان ايران ملتزمة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وانها حريصة على كل ما يساهم في دعم ومساعدة لبنان في هذه الظروف الدقيقة". واشار النواب الى ان "جانبا مهما من اللقاء بين الرئيس بري وظريف تناول الاتفاق النووي والمرحلة ما بعده، ونقلوا عن رئيس المجلس قوله ان 14 تموز يوم توقيع الاتفاق يشكل نقطة تحول تاريخي ودولي سينعكس على المنطقة". وكان الرئيس بري التقى في اطار لقاء الاربعاء النواب السادة: علي عمار، مروان فارس، الوليد سكرية، ايوب حميد، ميشال موسى، اميل رحمة، نوار الساحلي، قاسم هاشم، حسن فضل الله، علي خريس، بلال فرحات، علي بزي، هاني قبيسي وعلي فياض . ثم استقبل الرئيس بري سفير سلوفاكيا ايفان سيركوس في زيارة وداعية.

 

مقبل زار ظريف : تطرقنا إلى ما يخص التصرف الايجابي لمصلحة لبنان

الأربعاء 12 آب /2015 /وطنية - التقى وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في مقر اقامته في فندق "فينيسيا" نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل. وأوضح الوزير مقبل بعد اللقاء أن الحديث تناول "ما يخص التصرف الايجابي لمصلحة لبنان".

وردا على سؤال عن الهبة الايرانية لتسليح الجيش، قال مقبل:" لم نتحدث عن تسليح الجيش ولكن الجيش اليوم بجهوزية وقوة وتماسك كامل. وتأتي عملية التسلح في المرحلة التالية وتعالج في حينها موضوع الهبة الايرانية".

 

أمانة 14 آذار استغربت اتهام عون الجيش بالتقاعس والتهجم على قائده وتعهدت الدفاع عن المؤسسات الدستورية والعسكرية

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الأسبوعي في مقرها في الأشرفية، برئاسة الأمين العام الدكتور فارس سعيد في حضور: محمد حرفوش، يوسف الدويهي، الياس الزغبي، ربى كبارة، نادي غصن، آدي ابي اللمع، ايلي محفوض، شاكر سلامة، سيمون درغام، الياس ابو عاصي، علي حماده، راشد فايد، جوزف كرم، نوفل ضو، وساسين ساسين. وبحثت في الأوضاع العامة المحلية والإقليمية، وصدر عن المجتمعين بيان جاء فيه:

"أولا - تتابع الأمانة العامة يوميات اللبنانيين، بدءا بأزمة النفايات وصولا إلى اعتراض العماد عون على تأجيل تسريح القيادات العسكرية. وتؤكد أن الإعتراض السياسي حق يحفظه الدستور وترعاه القوانين وفقا للأصول.

وتستغرب الأمانة العامة أن يتهجم قائد سابق للجيش على قائد حالي. ليس هذا وحسب، بل ذهب العماد عون إلى حد اتهام الجيش بالتقاعس عن مهماته الوطنية التي - على حد قوله - "أخذها "حزب الله" على عاتقه مشكورا"، مما يضرب هيبة مؤسسة عريقة تضحي بأغلى ما لديها من أجل الحفاظ على لبنان، ويفتح الباب عريضا على التطاول عليها من أعدائها.

وتحذر الأمانة العامة من أن يتحول اعتراض على تدبير إداري إلى أزمة وطنية مفتوحة، وتتعهّد قوى 14 آذار الدفاع عن المؤسسات الدستورية والعسكرية والتمسك بالدستور اللبناني نصا وروحا منعا لانزلاق لبنان نحو المجهول.

ثانيا - توقفت الأمانة العامة أمام زيارة وزير الخارجية الايراني للبنان في سياق ما اعتبر رسائل تطمين إلى المنطقة بعد الاتفاق في شأن الملف النووي الايراني. واستهجنت لقاءه بعض المنظمات الفلسطينية، التي مقرها في دمشق، ويستخدمها النظام ضد الشعب السوري. وتساءلت: هل قررت دولة ايران استخدام الوجود الفلسطيني في لبنان ورقة من بين أوراقها المستخدمة في نصرة النظام السوري؟!

ثالثا - تستنكر الأمانة العامة ما تعرض له المطران خليل علوان والأب إيلي نصر في الجرود التي تفصل جبل لبنان عن منطقة البقاع على أيدي مجموعة مسلحة من الفارين من العدالة وتطالب الدولة بإنزال أشد العقوبات بمن قام بهذا العمل الجبان.

وفي السياق نفسه، تؤكد أن ما حصل لرجال الدين البارحة هو حادث يضاف إلى سلسلة من الأحداث التي تتكرر في منطقة البقاع، وكان أبرزها جرائم خطف مواطنين لبنانيين وكذلك مواطنين من الجنسية التشيكية، رغم الكلام الرسمي على "خطة أمنية"، وتجدد تأكيدها أن هذه الأحداث تحظى بغطاء من "حزب الله" وإلا لما كانت لتحصل!".

 

باسيل استقبل نظيره الايراني: نقف وايران في خندق واحد ضد الارهاب ظريف: نرحب بالحوار في لبنان ولا نتدخل في شؤونه

الأربعاء 12 آب /2015 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيره الايراني محمد جواد ظريف يرافقه سفير بلاده محمد فتحعلي والوفد المرافق. بعد اللقاء عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا استهلته الوزير باسيل بالقول: "نرحب اليوم بزيارة الوزير ظريف للبنان، انه المفاوض الواثق من خياراته والذي قاد على رأس الديبلوماسية الايرانية جولات من الحوارات السياسية والتقنية التي توجت بإتفاق تاريخي أكد حق ايران تطوير التقنيات النووية السلمية، وثبت دور الجمهورية الاسلامية الايرانية الدولي والاقليمي. ونرحب بصديق لبنان الذي يحمل معه ثلاث انتصارات لمنطق لبنان ولإيران، انه انتصار النموذج اللبناني اولا المقاوم على الغطرسة الاسرائيلية حيث كانت ايران شريكة في انتصار المقاومة ولبنان على اسرائيل، وحيث اسرائيل لا تزال القوة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك الرؤوس النووية المهددة للامن والاستقرار في لبنان، والتي التي تزال غير منضوية في معاهدة منع الانتشار، كما انها لا تزال متشبثة بنظامها العنصري الذي هو نقيض النموذج اللبناني في التآخي والتعددية والتعايش". اضاف:" يحمل الوزير ظريف معه ايضا انتصار لغة الحوار والديبلوماسية، فقد كرس الاتفاق النووي المنطق الديبلوماسي وطوى مرحلة سياسة العزل الدولية. ومنا قد عرضنا منذ اقل في سنة في محاضرة لي في دولة تشيلي، أضرار هذه السياسة وتكلمنا على منافع وإيجابيات إنهائها لمصلحة الانفتاح، وقد اثبت سنين العزل السابقة انها لم تأت بنتيجة، وها هو الحوار ومنطق الديبلوماسية المنفتحة يأتيان بنتائج نأمل ان تنعكس ايجابا على مشاكل منطقتنا وعلى والحوار والانفتاح بين الدول، كذلك يحمل الانتصار لنموذج التعددية اللبنانية في مواجهة الفكر التكفيري الإلغائي". وتابع:" لقد استشعرنا نحن وإيران منذ البداية خطر الارهاب الاإنساني ونبهنا كثيرا من استبعاد ايران عن هذه المواجهة والأحلاف التي ستدفعها نتيجة هذا الاستبعاد. وها نحن اليوم نقف سويا في خندق واحد في معركتنا ضد الارهاب، انه خندق يتسع للجميع، والجميع مدعوون اليه. وقد استقطبت سوريا للأسف العناصر الإرهابية من خارجها وكانت لديها قدرة استقطاب مغناطيسية. ويتصدر اليوم الارهاب ويصدر من الارض السورية في إتجاه دول كثيرة، ولبنان يعاني ذلك على حدوده الشرقية في مواجهته "داعش" و"النصرة". ويرتد هذا الارهاب على ما حوله وحضنه ومن غذاه. كذلك يعاني لبنان اضافة الى الارهاب ازمة النزوح السوري حيث نرى ان عودتهم الى ارضهم يمكن ان تكون المقدمة السياسية لاي حل سياسي في سوريا والدافع لوقف حمام الدم وايجاد مناطق آمنة يعود اليها النازحون السوريون، وبالتالي تكون مقدمة لأي حل سياسي كالحل القائم على البنود الأربعة التي قدمتها ايران لوقف حمام الدم". واردف: "ان النزوح في المنطقة اصبح مرادفا لالغاء التعددية لان الأقليات من النازحين ترحل ولا تعود. وايران تقوم بالجهود المشكورة في الدفاع عن حقوق الأقليات. ونحن نشعر بالاستهداف الدائم لهذه الاقليات ولوجودها، وهذا ما يصيب لبنان في كيانه وصيغته وعلة وجوده. وهذا الارهاب لا يواجه فقط في القوة انما بمنطق الفكر في مواجهة منطق الالغاء، وهذا المنطق الفكري يتجسد في ان تمارس هذه الاقليات دورها في الكامل في المنطقة. وفي لبنان معروف دورها ومشاركتها المتناصفة في صياغة المستقبل والشراكة السياسية الكاملة، وهذا الارهاب السياسي في المنطقة وفي لبنان، هو اسوء من الارهاب التكفيري انه تكفير سياسي اخطر من التكفير الايديولوجي". وختم: "لذا فان لبنان يطمح الى أداء دور ريادي وحمل الرسالة التعددية، ويعول على مساندة ايران في حفظ ثروته التعددية وهو على أتم الاستعداد للمساهمة الإيجابية في دفع النمو الاقتصادي والدخول الى الاسواق الايرانية والاستثمار فيها. وكذلك الإتيان بالصناعات والطاقات والامكانات الايرانية للاستفادة منها في لبنان في مجالات الطاقة والصناعة والنفط والمياه والكهرباء، وهو ما حرمنا منه سابقاً وعملنا جاهدين للاستفادة منه ولم نتمكن حتى. اما الان فقد سقطت الحواجز المادية وبقيت بعض الحواجز النفسية والسياسية التي نعمل على ازالتها وإمامنا مسار طويل من النجاحات والتكامل بين لبنان وإيران ونعول عليه لنبني الانتصارات المشتركة للبنان وكل اللبنانيين وإيران وكل أهل المنطقة".

ظريف

من جهته، قال الوزير ظريف:" نشكر الوزير باسيل على حفاوة الاستقبال والضيافة الكريمة سواء منه او من الشعب اللبناني العزيز، وأشكر الوزير باسيل على هذا الكلام المحبب تجاه المحادثات التي كانت تجري وتجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية والوفد المرافق. ونحن نعتبر لبنان مثالا في الواقع وحاولنا خلال هذه المحادثات ان ننفذ ما نراه في لبنان الذي نعتبره خير مثال للمقاومة، ونحن في هذه الايام على اعتاب يوم الانتصار الذي حققه الشعب اللبناني على العدوان الصهيوني، والشعب الايراني حاول ان يبقى صارما ويوفر الارض للانتصار، فلبنان رمز للحوار والتفاعل اللبناني بمختلف القوميات والطوائف والاعراق، وحاولنا من طريق تعاملنا البناء وتبنينا للحوار ان نبرز للعالم انه لا يمكن تسوية المشاكل العالمية ومعالجتها بممارسة الضغط والعقوبات والاساءة الى الدول والشعوب واستطعنا ان نبرز للعامل انه يمكن تسوية المشاكل ومعالجتها اعتمادا على الاحترام والحوار البناء".

اضاف: "بالوصول الى الاتفاق النووي استطعنا ان نخرج حجة من يد نتنياهو والكيان الصهيوني للاستمرار في الاجرام والعمليات الاجرامية، وعلى هذا الاساس نرى رئيس الوزراء الاسرائيلي قلقا ويائسا لان العالم تمكن من تسوية مشكلة من طريق الديبلوماسية والحوار. واليوم هناك فرصة جديدة امام دول المنطقة، ولجيراننا، برؤية جديدة قائمة على الحوار، لا بد لها ان تتعاون من اجل تطوير السلام والاستقرار والتقدم في هذه المنطقة، والوقوف امام عدوين: الاول الكيان الصهيوني والثاني التطرف والارهاب والطائفية".

وتابع: "نمد يد التعاون الى جميع الجيران في هذه المنطقة ونحن على استعداد للتعاون ولتبادل الأفكار والقيام بعمل مشترك بين هذه الدول لمكافحة التطرف والارهاب والطائفية، لذا فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمد يد التعاون الى جميع جيرانها ونتمنى ان تجني شعوب هذه المنطقة والشعب اللبناني، ثمار التعاون. كنا بجانب المقاومة، مقاومة الشعب اللبناني، ومستعدون لأي شكل من اشكال التعاون مع الإخوة في لبنان لتحقيق التنمية والتطور في هذا البلد، وكذلك التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والتي أشار اليها الوزير باسيل في حديثه".

أسئلة واجوبة

سئل ظريف: هل تنصح اللبنانيين بالتحاور لانتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل ايران مستعدة لأداء دورا بين القوتين المتصارعتين لإنتاج رئيس للجمهورية؟

اجاب: "اننا مسرورون، اننا سمعنا انه قد بدأ الحوار منذ فترة بين المجموعات اللبنانية وهناك ساحة لتبادل الأفكار بخصوص القضايا العامة ونتمنى ان يستمر هذا الحوار، ونحن في ايران لا نتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان ولا نعتقد ان لبنان يجب ان تكون ساحة لتلاعب الدول الاخرى، ونعتبر انها قضايا داخلية ولا بد من معالجتها من الشعب اللبناني. ونتوقع من اللاعبين السعوديين الآخرين الا يعرقلوا الوصول الى النتيجة بل ان يسهلوا هذا الامر".

قيل له: تحدثت عن استعداد ايران للتحاور مع كل الاطراف، هل يمكن ان نرى حوارا سعودية - ايرانيا لحل قضايا المنطقة؟

اجاب: "انا مسرور جدا لأنني زرت دولة قطر، وكان هناك اهتمام إيراني لاقتراح تقدم في الحوار بينها وبين دول مجلس التعاون، وإن شاء الله فان هذا الحوار سيستمر، وان هذا الاقتراح سيسير الى الامام ونحن مستعدون دائما للحوار والتفاوض مع جيراننا، ولا نشعر بان هناك اي مانع في هذا المجال".

سئل: ما هي الرؤية الايرانية لحل الازمة السياسية في البحرين؟

اجاب: "نتمنى على الحكومات في المنطقة ان تحترم مطالب شعوبها وان تقوم الحوارات بين الحكومات والشعوب".

 

مقبل من الديمان: لا خوف من انفراط عقد الحكومة

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل الذي قال بعد الزيارة: "جئنا لزيارة صاحب الغبطة للتزود بتوجيهاته وتداولنا في الأوضاع السياسية العامة في البلاد".

وعن زيارته كل الأطراف السياسية وقادة الأحزاب قال: "وضعتهم في أجواء البلد والتعيينات، وأوضحت لهم بأنني مع التعيينات ولكن إذا لم يحصل توافق هل نشل عمل المؤسسة العسكرية التي لا تزال المؤسسة الوحيدة المتماسكة في البلد ومجهزة وتعتبر خشبة الخلاص له؟"، مؤكدا "تأمين إستمرار عمل المؤسسة العسكرية لكي نحافظ على الاستقرار والأمن ويظل الجيش يقوم بواجباته أمام الاخطار الكبيرة المحدقة بنا". وتابع: "لا خوف من إنفراط عقد الحكومة فكل الفرقاء والأفرقاء واعون لهذا الخطر وهم حرصاء على إستمرار العمل الحكومي لأنه في حال إنفراط العقد الحكومي، وهي آخر مؤسسة رسمية قائمة في ظل عدم وجود رئيس جمهورية وإنعدام إنعقاد مجلس النواب، فماذا سيحصل في البلد؟". وعن لقائه وزير خارجية إيران قال مقبل: "تحدثنا عن أوضاع الجيش اللبناني وقدرته العسكرية وأكدت له أنه جيش متماسك قوي ومجهز وحاضر، ولم نبحث أبدا في موضوع الهبة الإيرانية للجيش"، طالبا منه "المساعدة في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين ويفهمهم انه لا يمكن الوصول الى أي حل إلا عبر الحوار بينهم، وان من يتوصل الى حل مع أميركا حول النووي الإيراني بإمكانه أن يساعدنا في لبنان"، مشيرا الى انه "لمس منه كل تجاوب وإيجابية".

 

حسين الموسوي: عون حريص على الجيش كحرص قهوجي عليه

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - لفت النائب حسين الموسوي الى "أن ايران معنية بدعم لبنان حكومة وشعبا وتأييدها للرئيس تمام سلام لا يمكن تصوره على أنه موجه ضد العماد ميشال عون". واكد الموسوي في حديث لاذاعة " صوت لبنان -93,3" "حق العماد عون في التظاهر كونه يمثل أكبر كتلة مسيحية وهو حريص على الجيش كحرص العماد جان قهوجي عليه". ورأى "أن الشريحة التي يمثلها عون مظلومة ويجب اعادة النظر في ذلك"، مشددا على "أن الاستفزاز لا يكون لصالح الوطن". وردا على سؤال حول دور حزب الله لايجاد المخارج وصولا الى تسوية الخلاف قال الموسوي :"إن المساعي لم تتوقف وهي مستمرة وفي معظمها غير معلنة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

درباس: بعد تحرك اليوم على عون إعادة حساباته مع حلفائه وشركائه في الحكومة

 وكالات/12 آب/15/عبَّر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن احترامه للتحرك الذي نفذه عدد من مُناصري التيار الوطني الحرّ بعد ظهر اليوم. وفي حديثٍ إلى محطة "MTV"، قال: "أنا احترم هذا التحرك ولكن حتى لو كانت الاعداد مضروبة بمئة أو الف مرة لما خفت. بل خفت من نوع الشعارات التي رُفعت ونوع الكلام الذي قيل. رُفع في ساحة الشهداء التي تبعد أمتاراً قليلة عن ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري شعار "الدولة الاسلامية فرع المستقبل". وفي هذا الاطار، سأل: "بعد كُل ما عُرف عن الرئيس سعد الحريري من تربية واستكمال لارث والده المُتميز بالاعتدال، هل يصبح اليوم يُمثل "الدولة الاسلامية"؟ ويصبح رئيس الحكومة تمام سلام "داعشي" والحليف الرئيس نجيب ميقاتي قوبل بصيحات الاستهجان؟"، مُردفاً "اذاً هناك من يقول ان كل هذه الطائفة الحليف وغير الحليف المشكلة بها". وتابع درباس: "كلام عون البارحة عندما قال "صودف قتل رفيق الحريري عندما كان يحرر لبنان بالتفاهم مع الدول"، يعني ان هناك اتجاه ذاهب الى وجود كتلة طائفية في لبنان تحاول افتعال مشكلة غير عادية". ولفت إلى أنَّ "هذا الكلام اتى بالتزامن مع مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية جبران باسيل ونظيره الايراني محمد جواد ظريف، وقد تعاطفت مع وزير الخارجية الايراني لأنَّ باسيل اخجله وقال له "انت حامي حمى الاقليات"، لكن الايراني لم يطرح نفسه يوما حامي حمى الاقليات فكيف تقول بصفتك وزير خارجية لبنان انها معركة الاقليات وانت تمثل الجميع؟".

وقال: "حرب الاقليات هو نوع من العبث السياسي الذي لا يفضي الى شيء، ولولا هذا التنوع الطائفي لانجرف لبنان كي يصبح دولة استبداد كما حصل للدول العربية "، مُضيفاً: "الوزير جبران باسيل قال انه يتحدث باسم كل لبنان وهو وزير الخارجية وعنوان الديبلوماسية اللبنانية على اقل وكحد ادنى هو بحاحة الى تنسيق مع رئيس الحكومة. وتأكدت انه لم ينسق مع الرئيس تمام سلام".

ورداً على سؤال، أجاب: "ليس لدينا مشاكل مع كل الوزراء ووزير الثقافة ريمون عريجي، قال كلاماً منطقياً انه مع تعيين قائد الجيش والكلام نفسه قاله الرئيس نبيه بري الذي قال بدوره "لو طرح لنجح" ولحاز العميد شامل روكز على الاصوات اللازمة".

وشدد على أنَّ "قائد الجيش يتعين دائماً بتوافق معين من قبل رئيس الجمهورية بأرجحية رأيه بالتوافق مع القوى السياسية الاخرى لكن هناك فئات مسيحية في الحكومة تقول "لن نفرط بهذا التعيين ونسحبه سلفا من رئيس الجمهورية" ما يعني ان المشكلة مسيحية - مسيحية "، مُشيراً إلى أنَّ "قيادة الجيش لا يقاس عليها شيء لان قائد الجيش هو صاحب القرار، ولا يجوز قياس المناصب بهذا المقياس الطائفي الذي صار مضراً ومؤذياً" . ورداً على سؤال بشأن الوعود التي قطعها الرئيس الحريري لعون، أجاب درباس "في الشكل كل الصفات التي وصف بها سعد الحريري وتيار المستقبل والطائفة التي يعتبر انه يمثلها على مرارتها وفظاعتها، هل كانت ستشطب لو كان سعد الحريري نفذ ما وعد به؟ هذا بالشكل. ولكن هذا التيار هو "دولة اسلامية داعشية" واكل البلد والفساد يعني هناك صفات لا تجعل اي عمل يقوم به يكون غافراً، هل يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لمجرد ان يوافق عليه كرئيس للجمهورية أو على فلان قائدا للجيش؟". وقال: "اما في المضمون فأنا أشهد، التقيت بالرئيس سعد الحريري منذ مدة في الرياض خلال جلسة ضمت اربع او خمسة اشخاص وكنت اتحاور معه ولمست شدة ميله لتأييد عون رئيساً للجمهورية وهذا اللقاء منذ حوالي سنة من اليوم. وكان الرجل ميال الا انه كان هناك حواراً. هو ظن اذا اتى الجنرال عون رئيساً للجمهورية عليه ان يكون على مسافة واحدة وان يعيد تصحيح الامور واذا ذهبنا للتفاوض قد نوقع بالاحرف الاولى ثم بعد ذلك نمتنع عن التوقيع النهائي لانه يكون هناك شروط بالاتفاق لم تتم". أضاف: "اما موضوع تعيين الجنرال شامل روكز قائداً للجيش، باسيل اخبرني قصة والشيخ نادر الحريري اخبرني قصة أخرى، وليستا بعيدتان عن بعضهما البعض الا ان القصتين لا تتضمان اي اتفاق ثابت. الرئيس الحريري قال للعماد عون "ابعتلي ياه" لشامل روكز واذا فرضنا هذا الكلام صحيح. ولكن هذا الرجل اي الحريري يعني انه ليس رأس العائلة المالكة هو حليف ضمن حلفاء ولديه في تيار المستقبل من يخالفوه الرأي ولديه حلفاء قد يكون ميال لهذا الموضوع ولكنه لم يستطع ان يحصل له على الموافقة". وتابع: "لنقل انه وعد وأخلف. والمسألة التي حصلت مسألة اخلاقية هل تقاس السياسي هكذا؟ بل تقاس بالمصالح وتبادل مصالح والحاسابات فيما بعد، وماذا يعني انا اقبل بتعيين قائد الجيش قبل فك عقدة رئاسة الجمهورية فأنا سمعت من احد وزراء تيار المستقبل كلام انه لا يبادل مدير عام قوى الامن الداخلي بقائد الجيش. قيادة الجيش تحل عقدتها وفقاً لما يريده عون اذا حلت عقدة رئاسة الجمهورية وهناك المفتاح الاصلي. اذاَ الكلام عن حقوق المسيحيين والاحتجاج على اجراء الوزير مقبل بتأجيل التسريح بالقول لماذا نؤخر تسريحه وفقاً لقانون الجيش الاقدم رتبة يتولى، فالاقدم رتبة هو مسلم من سيخلصنا من المناحة حينها؟".

وسأل: "الا يلاحظ احد مليون ونصف لاجىء سوري في لبنان وان هذا العدد هو شديد الالتهاب وان شرارة واحدة قد تحرق البلد؟ والا يلاحظ احد رياح التسوية التي تحصل؟ وان تركيا فعلا الآن ستقيم منطقة آمنة في حلب وان 43 % من السوريين في لبنان هم من تلك المناطق وان على لبنان ان يستنفر ليضع برنامج تشجيع اعادة هؤلاء للعودة؟ بدل ان نلتفت الى هذا الامر نتلهى اين المسلمين اكلوا حقوق المسيحيين؟". وأكَّد أنَّ "مطالب عون غير محقة، لست ضده ولا مانع لدي بان ينصفوا ولكن ليس محقاً في مطالبه لاول مرة يتم تعيين قائداً للجيش من قبل فئة لم تحصل في تاريخ لبنان .الكلام ذهب باتجاه العميد شامل روكز ليس لانه صهر عون او لانه ينتمي للتيار الوطني الحر بل كانت القلوب والعقول معه وانا كنت ساصوت له لما فيه من ميزات اما عندما تؤخذ الامور بهذا الشكل يصبح الاستمرار فيها نوع من الطعن في فكرة الدولة". وعن امكانية ترفيع سن التقاعد بالنسبة الى العمداء، أجاب: "هذا الاقتراح غير منطقي وغير قانوني ولا اوافق عليه وعلمت ان اكثرية الوزارات سترفضه. ولن يمر لا في مجلس الوزراء ولا في مجلس النواب. هناك حاجة وضرورة لتأجيل تسريح روكز لان البلد يمر في حالة صعبة وهذا الرجل هو قائد فوج مهم ويبلي بلاء حسناً وذو سمعة عطرة. الا ان الامر الذي حصل ان روكز وضع في اطار ظلمه جداً". وقال: "التسوية هي عقل وقابلة للتطبيق وفيها مصلحة عامة لكن ليس لدى أحد مصلحة لمجابهة العماد عون لأنه ما من غنى عنه ولا عن فريقه ولا عن حلفائه ولا يمكن ان نتخطاهم بدليل انهم عندما لم يكونوا موافقين على تشكيل الحكومة بقي الرئيس تمام سلام من دون تشكيل حكومة وعندما وافقوا تشكلت. نحن اليوم في حالة ما قبل تشكيل الحكومة والأزمة السياسية قد عادت، ولكن بعد تظاهرة اليوم، والآن قبل دخولي الى الاستديو طلبت من الشباب في "ام تي في" أن يروني ماذا حصل. سمعت الخطابات وشاهدت العدد واستنتجت أن لا بد أن التيار الوطني الحر ذو القاعدة الشعبية العريضة والقدرة التمثيلية البرلمانية أن يعيد حساباته مع حلفائه وشركائه في الحكومة".

في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، قال درباس: "وزير الخارجية الايراني قال للرئيس سلام انهم زاروا الكويت والامارات وانهم يرغبون بزيارة السعودية وان رقص "التانغو" بحاجة الى اثنان. هذا الكلام قاله ظريف. هو ايضا أشاد بالدور الحكيم والمعتدل للرئيس سلام. الرئيس سلام أجابه بأن هذا الأمر يجب أن ينصرف الى ايجاد مواصفات اخرى لشخص رئيس الجمهورية لأن الرئيس هو عنوان البلد. كان كلام الوزير ظريف في هذا الموضوع متحفظ جدا وهو أتى الى لبنان كنجم الانتصار النووي السلمي وليس بعنوان حرب كما أراد أن يفسر البعض. قد يكون ظريف قد تحاشى الكلام حول هذا الموضوع لأن طبخة حل الأزمة السورية يجري بصورة محمومة وهذا يترافق مع حركة عسكرية سريعة على الأرض وهذه الحركة العسكرية المقصود منها تقوية النار تحت الطبخة. ظريف لن يتورط بالدخول في التفاصيل. ليس هناك جديدا لدى الوزير ظريف لكن لديه مناخ تهدئة رأينا بعض تجلياته ".

وعن موضوع النفايات قال درباس: "نحن في مأزق وانا اعترفت كوزير انني أخطأت انني وافقت على دفتر الشروط الذي ينص على ان المتعهد هو من يؤمن المطمر ومن ثم اكتشفت أن هذا كلام خيالي لأنه لا يكفي أن يأتي المتعهد بعقد أو أن يكون يملك عقارا لأن هذا الأمر بحاجة الى موافقة كبيرة . الوزير اكرم شهيب قال انه سيحل 80% من الموضوع من خلال الطمر في ظهر البيدر ورد على ما قيل ان العماد عون قال لوفد من عين دارة زاره ان هذا ما أتى به لهم اكرم شهيب والنائب وليد جنبلاط. شهيب قال انه سيغلق المنطقة حتى لا يكون هناك تسرب ويتم طمر 80% من النفايات مقابل ضرورة ايجاد مطامر في كسروان والمتن ليتم طمر ال 20% الباقية لأن هذه المخلفات ليست لبيروت بل لبيروت والمتن وكسروان، طلب ايجاد التوازن".

وأضاف: "يجب ان يكون هناك مطمر أو مطمرين في كل قضاء، اذا ارادوا التصدير فلنصدر واذا ارادوا الطمر فيجب ايجاد الحوافز. اما اذا اصبحت النفايات عبارة عن اللسان السياسي فان هذا البلد على الرغم من كل ما اعطي من صيانات ومن حرص عليه فانه يتم التفريط بها كلها "، مُردفاً: "غدا في مجلس الوزراء سيتم طرح موضوع النفايات اولا ومن ثم ضرورة موافقة المجلس على ثلاثة ارباع مليار دولار من الهبات ومن ثم ضرورة الموافقة على مبلغ الـ2 مليار دولار قروض وبالأمس ابلغني البنك الدولي انهم ارسلوا لنا 30 مليار لشؤون الانماء فاذا لم يتم تحريك هذا الأمر غدا ذهب كل شيء. النقطة الأخرى ان الحكومة لن تستطيع دفع رواتب القطاع العام في شهر ايلول وهذا الأمر ليس تهويلا. نحن نصرف على اساس القاعدة الاثني عشرية دون الأخذ بعين الاعتبار غلاء المعيشة وزيادة الرواتب والدرجات. نحن نستطيع صرف 75% وفقا لهذه القاعدة. كل مبلغ اضافي يصرف نحتاج نقل اعتماد من الاحتياطي العام لحساب الوزارات من اجل دفع الرواتب. لا ينقل الاعتمادات من الاحتياطي العام الا قرار من مجلس الوزراء ".

 

جعجع في احتفال تكريمي للمطرانين عطالله ورحمة: نستنكر التعرض للمطارنة ووضع منطقة البقاع لم يعد مقبولا

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - استنكر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، "حادثة التعدي على موكب المطران حنا علوان والأب ايلي نصر أثناء توجههما من بكركي الى دير الأحمر على طريق عيون السيمان"، معتبرا أن "هذا الحادث بكل المقاييس غير مقبول، وبالنسبة لي كمواطن لبناني أجد من غير المقبول أيضا ألا تتمكن أجهزة الأمن اللبنانية من معرفة مكان المعتدي وإيقافه". واستغرب "كيف أن الأجهزة الأمنية تتمكن من ملاحقة التكفيريين والإرهابيين بسرعة كبيرة في خضم كل ما يجري في المنطقة، وهذا واقع تشكر عليه، بينما ما لا أفهمه أن نفس هذه الأجهزة الأمنية الفاعلة في هذا المجال نجدها في مجالات أخرى ولا سيما مع بعض قطاع الطرق والزعران عاجزة ولا حول لها ولا قوة".

وناشد جعجع "قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وكل الأجهزة الأمنية التحرك بسرعة وأقول ان الوضع في منطقة البقاع لم يعد مقبولا ولا سيما في الفترة الأخيرة بعد تجدد عمليات الخطف من خطف المواطنين التشيكيين، وخطف الشاب مارك الحاج موسى الذي لم يفرج عنه إلا بدفع فدية، والآن حصلت حادثة تعد على مطران، فماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون أن يخطف شيخ أو أن تحصل حادثة مع راهبة أو خطف أجانب ولبنانيين آخرين؟ هذا أمر لا يجوز، على وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق إصدار الأوامر للأجهزة الأمنية التي أثبتت فاعليتها ليعيش اهالي منطقة البقاع بهدوء وأمن واستقرار مثل كل سكان المناطق اللبنانية".

وذكر جعجع بجريمة بتدعي، فقال: "لن نقبل أنه بعد عام وأكثر على وقوع هذه الجريمة لم يتم توقيف مرتكبيها، مع العلم أن أماكنهم معروفة، وهذا أمر ليس بمستحيل لذا نجدد مطالبتنا الأجهزة الأمنية والقضائية توقيف كل مرتكبي جريمة بتدعي وسنستمر بالمطالبة حتى يساقوا الى العدالة". ورد جعجع على التصريح الذي يقول: "لولا المقاومة لسقطت زحلة ولأصبح التكفيريين في جونيه"، فقال: "يا أخي، زحلة منذ أكثر من 30 عاما وتحديدا في العامين 1980 و1981 كان يوجد جيش كامل من التكفيريين يحاصرها ولم تسقط، فمن سيسقطها اليوم؟ البعض يتكلمون قفزا فوق الواقع اللبناني، وقد شهدنا بأنفسنا مدى مقاومة الجيش اللبناني لهؤلاء التكفيريين على الحدود وبالتالي كل هذا الكلام لا يرتكز الى أي واقع بل هو فقط للاستغلال السياسي على حساب الآخرين".

كلام جعجع جاء خلال حفل عشاء تكريمي للقوات اللبنانية في منطقة البقاع الشمالي أقيم مساء أمس في معراب على شرف مطراني أبرشية بعلبك - دير الأحمر السابق والجديد سمعان عطالله وحنا رحمه، حضره النواب: جمال الجراح، ايلي كيروز، عاصم عراجي، زياد القادري، انطوان سعد، امين وهبه وشانت جنجنيان، والمطارنة: سمعان عطالله، حنا رحمه، والياس رحال، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأباتي داود رعيدي، مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد صلح ممثلاً بأمين سر دار الفتوى في بعلبك الشيخ يوسف صلح، رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها، وحشد من رجال الدين والراهبات والاعلاميين والمحازبين وفاعليات المنطقة.

بداية استهل جعجع كلمته بالترحيب بجميع الحاضرين، وخص بالشكر نواب تيار المستقبل المشاركين في العشاء "لأن كثرا يتكلمون عن التعايش والعيش المشترك على المنابر بينما نحن نعيش هذا التعايش كما يجب أن يكون بيننا وبين تيار المستقبل، هم متواجدون دائما بيننا ونحن متواجدون دوما معهم". وقال جعجع: "لا يمكنني التكلم عن المطران حنا رحمه نظرا للعلاقة الخاصة التي تربطني به، ولكن سأتكلم عن المطران سمعان عطالله، ليس عن أعماله أو خطواته وانجازاته، اذ يمكنني أن أقول بكل ضمير حي أنك يا سيدنا كنت طوال الوقت مع رعيتك بالسراء والضراء، وقدمت كل ما تملك لهذه المنطقة".

واستنكر "حادثة التعدي على موكب المطران حنا علوان والأب ايلي نصر من قبل عصابة مسلحة برئاسة محمد دورة جعفر أثناء توجههما من بكركي الى دير الأحمر على طريق عيون السيمان"، معتبرا أن "هذا الحادث بكل المقاييس غير مقبول، وبالنسبة لي كمواطن لبناني أجد من غير المقبول أيضا ألا تتمكن أجهزة الأمن اللبنانية من معرفة مكان المعتدي وإيقافه".

واستغرب جعجع "كيف أن الأجهزة الأمنية تتمكن من ملاحقة التكفيريين والإرهابيين بسرعة كبيرة في خضم كل ما يجري في المنطقة، وهذا واقع تشكر عليه، بينما ما لا أفهمه أن نفس هذه الأجهزة الأمنية الفاعلة في هذا المجال نجدها في مجالات أخرى ولا سيما مع بعض قطاع الطرق والزعران عاجزة ولا حول لها ولا قوة". أضاف: "لا يقول لنا أحد إنه لا يمكنه القبض على فار من وجه العدالة في البقاع، فإذا إراد إيجاده يمكنه ذلك، واذا لم يجده يكون لأنه لا يريد أن يجده، وبالتالي أناشد قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وكل الأجهزة الأمنية الى التحرك بسرعة وأقول لهم أن الوضع في منطقة البقاع لم يعد مقبولا ولا سيما في الفترة الأخيرة بعد تجدد عمليات الخطف من خطف المواطنين التشيكيين، وخطف الشاب مارك الحاج موسى الذي لم يفرج عنه إلا بدفع فدية، والآن حصلت حادثة تعد على مطران، فماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون أن يخطف شيخ أو أن تحصل حادثة مع راهبة أو خطف أجانب ولبنانيين آخرين؟ هذا أمر لا يجوز، على وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق إصدار الأوامر للأجهزة الأمنية التي أثبتت فاعليتها ليعيش اهالي منطقة البقاع بهدوء وأمن واستقرار مثل كل سكان المناطق اللبنانية".

وذكر جعجع بجريمة بتدعي، فقال: "لن نقبل أنه بعد عام وأكثر على وقوع هذه الجريمة لم يتم توقيف مرتكبيها، مع العلم أن أماكنهم معروفة، لا يوجد دولة عليها مستحيل، وهذا أمر ليس بمستحيل لذا نجدد مطالبتنا الأجهزة الأمنية والقضائية توقيف كل مرتكبي جريمة بتدعي وسنستمر بالمطالبة حتى يساقوا الى العدالة لأنه بعكس ذلك لن تقوم المجتمعات ولن تسود العدالة".

وتناول موضوع المخدرات، فقال: "ان هذا الموضوع بعيد كل البعد عن أهالي البقاع، فهو كناية عن تجارة يقوم بها بعض الأفراد في البقاع، وكثر من الأهالي قاموا بواجباتهم وتخلوا عن هذه الزراعة نهائيا، ولكن يبقى أن تثبت الدولة اللبنانية مرة من جديد وجودها في البقاع وتمنع كليا الزراعة والإتجار بالمخدرات عبر خطوات عملية، والمنطق الذي يقول فلنؤمن زراعات بديلة وبعدها نوقف زراعة الحشيش هو خاطئ، المنطق يقول فلنتوقف عن زراعة المخدرات أولا لأنه يجب الانتهاء من هذا الشر".

ووصف جعجع أزمة النفايات في البلد ب"الأمر غير المقبول، لأنها مشكلة غير طارئة وبالتحديد هذه الحكومة اجتمعت منذ حوالي خمسة أشهر ووضعت خريطة طريق لمعالجة هذه الأزمة ولكن وجدنا أنفسنا في 17 تموز الماضي في مواجهة كاملة مع هذه الأزمة، فما هو مبرر هكذا أزمة؟ المبرر أنه لم يتقدم أحد على المناقصات، هل عرفتم الآن أنه لم يتقدم أحد؟ فالموضوع كان مطروحا منذ ستة أشهر، ماذا فعلتم؟ المسؤول هو من يكون في سدة الحكم وكان يجب عليه منذ اللحظة الأولى حل هذه المشكلة، فهذه ليست مشكلة مستعصية، فجل ما في الأمر أن هناك من يحاول الاستفادة من هذا الموضوع، ولكن هذا عيب بحق لبنان وكل شخص منا، لذا يجب على كل لبناني أن يعيد النظر بكل خياراته الانتخابية والسياسية جراء هذه الأزمة وإلا ستمر علينا الأزمة تلو الأخرى ولن نجد لها الحلول".

وتابع: "نصل الى مشكلة الكهرباء حيث تصرف مليارات الدولارات على هذا القطاع لنجد أنفسنا بدون تغذية بالتيار الكهربائي، ولا يحاول أحد إقناعنا أن هذه الأزمات لا حلول لها، هذا غير صحيح، كل هذه الأزمات تحتاج الى عزم ونظافة وإدارة، ولكن للأسف لم تلتق هذه العوامل سويا حتى الآن، ونحن عملنا يجب أن يكون الدفع نحو التقاء هذه العوامل من خلال تصرفنا بالطريقة المناسبة خلال الانتخابات".

ورد جعجع على التصريح الذي يقول: "لولا المقاومة لسقطت زحلة ولأصبح التكفيريين في جونيه"، فقال:" يا أخي، زحلة منذ أكثر من 30 عاما وتحديدا في العامين 1980 و1981 كان يوجد جيش كامل من التكفيريين يحاصرها ولم تسقط، من سيسقطها اليوم؟ البعض يتكلمون قفزا فوق الواقع اللبناني، وقد شهدنا بأنفسنا مدى مقاومة الجيش اللبناني لهؤلاء التكفيريين على الحدود وبالتالي كل هذا الكلام لا يرتكز الى أي واقع بل هو فقط للاستغلال السياسي على حساب الآخرين".

وقال: "نعم يوجد داعش ويوجد الكثير من التكفيريين ولكن لا يجب أن ننسى أنه الى جانب هؤلاء يوجد جيش نظامي ضرب أسلحة كيميائية على شعبه، ومن يريد طرح الأمور صح يجب أن يطرحها بكل جوانبها، وبالتالي كل هذه الأقاويل لا صحة لها، جيشنا قام بمعمودية النار اكثر من مرة في السنوات العشرة الأخيرة منذ معركة نهر البارد الى عرسال وجرودها، نحن لسنا بحاجة الى أحد أن يدافع عنا، جيشنا يدافع عنا وعند اللزوم نحن نسانده في الدفاع عن أنفسنا".

وختم جعجع بالتشديد على وجوب "المحافظة على الأمن والاستقرار اللذين ينعم بهما لبنان في خضم كل ما يجري في المنطقة من حولنا لأن لبنان جذوره ضاربة في الأرض وأسسه متينة بغض النظر عن كل ما يحصل، ولا خوف من أي شيء في الوقت الحاضر لأن اللبنانيين متفقون على ألا يتم تهديد الاستقرار في لبنان، ولكن يبقى أن الأمور لن تستقيم قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فلينزل كل النواب الى المجلس النيابي ولينتخب رئيس، فتتشكل حكومة جديدة وتعود حياتنا السياسية الى طبيعتها لنبدأ بحل مشاكلنا تدريجيا".

وكان حفل العشاء، الذي قدمه الاعلامي بسام براك، قد استهل بكلمة لمنسق القوات اللبنانية في البقاع الشمالي المهندس مسعود رحمه قال فيها: "كيف ننسى الأم العذراء التي كانت الساهر الأكبر والحامي والطبيب الشافي والمنقذ والمنارة المتوهَّجة في الليالي العجاف القاحلة لمنطقتنا، وكيف ننسى قرار انشاء هذه الأبرشية سنة 1990 يوم انتخب سينودوس الأساقفة سيادة المثلث الرحمة المطران فيليب شبيعة، الذي تمَّت سيامته في الديمان نهار الأحد في 5/8/1990 واستلم الأبرشية يوم الجمعة الواقع في العاشر من شهر آب 1990 واستقال سنة 1995 بموجب السن القانوني وتوفاه الله في 8/ت1/ 2002، لينتخب سينودوس الأساقفة، ما بين 5 و10 حزيران 1995، المطران بولس منجد الهاشم خلفا له وتمت سيامته نهار الأحد في 1391995 واستلم ادارة الأبرشية في 1691995، هذا المطران الصلب بنى مقر المطرانية، واسترجع اراض كثيرة عائدة للكنيسة كانت قوى الظلام قد وضعت اليد عليها، استرجعها بقوة إيمانه، وخبطة عصاه الراعوية على الأرض، فتم له ما أراد".

أضاف: "خلفه سيادة المطران سمعان عطاالله الذي انتخبه مجلس الأساقفة المنعقد بين 19 و24 أيلول 2005 والذي تمت سيامته في 11 شباط واستلم الأبرشية في اليوم التالي 1222005. سيدنا سمعان، الآتي من أرض محبة مفعمة بالإيمان والقداسة، من رهبنة، أعطت الكثير وما زالت، لنشر رسالة المسيح، وإعلاء شأن الوطن، فكنت الراعي الصالح، والأب المحب، صليت معنا، وفرحت وحزنت معنا، وسهرت وواكبت كل النشاطات والمشاريع، وتركت كل شيء، لتكون مع كنيستك، مع أبنائك، كل أبنائك، من كل الطوائف والمذاهب، فكنت المعلم والمدبر الحكيم، فأعدت مما أعدت، دير مار مارون العاصي... إلى كنف الكنيسة، وحولته من زريبة للمواشي، إلى بيت صلاة، لتعيد بذلك جزءا كان مهملا إلى الذاكرة الجماعية المارونية، وتحفظ محطات مجيدة من المقاومة الحقيقية والنضال في لبنان، في سبيل الحق والحقيقة والحريَّة، فأضفت، بإسلوبك السلمي، الحواري العميق، نكهة راقية، في جزء من مجتمع لا يعرف سوى العنف وقطاع الطرق وشريعة الغاب، دوما همك كان هم منطقة البقاع الشمالي كل البقاع الشمالي".

عطالله

أما المطران سمعان عطالله فقال في كلمته: "ما حلمت أن أقف في معراب يوما محدثا تحت خانة بروتوكولية، طبقا لمقدمة يعرف بها عني ابن شليفا البقاعية الأستاذ الأديب والإعلامي اللامع، بسام براك، على مائدة ابن بشري الجبة، زينتها بأناقته سيدة الدار الكريمة، سعادة النائب ستريدا المحترمة. كلماتك يا بسام، تعطي لتعابيري قيمة مضافة، فلك شكري مع المحبة والتقدير. وإني يا معالي د. سمير جعجع، يا من قدست مقامتك اللبنانية عزلة السجون القهارة الظالمة، أثمن دعوتك الكريمة هذه، المكرمة لما فعلته في خدمتي الراعوية في البقاع الشمالي، حيث لك مواقع كثيرة ومناصرون عديدون جعلوا منك زعيما وطنيا. ارفع لمبادرتك الطيبة هذه كل الشكر والإمتنان. قومتم عملي ايجابا، فلكم شكري. فالمسيح لم يرسلني الى البقاع الا لأعلن اهمية الحضور المسيحي هناك وضرورته لتحقيق رسالة لبنان، رسالة العيش الواحد. لم أذهب الى البقاع الشمالي إلا لأبشر بسر الله، لا ببليغ الكلام أو الحكمة البشرية، بل بيسوع المسيح المصلوب والمتروك. لم اعتمد في خدمتي على أساليب الحكمة البشرية في الإقناع، بل على ما يظهره لي روح الله وقوته، حتى يستند قرار أبناء تلك المنطقة وخيارهم الى قدرة الله لا الى حكمة البشر (1 كور 1، 17 و2،1-5). هذا المنطق يؤكد أننا عبيد بطالون نطيع الله الموجه والمدبر. طاعتنا تقودنا إلى العمل بإرادة الله: جئت لأعمل بارادتك".

وتابع: "نظرا لتاريخ الحزب الذي ترأسون، نظرا لطبيعته وواقعه والهوية، نظرا لأهدافه، أسمح لنفسي وأتمنى على الحزب أن يأخذ على ذاته تحقيق الميزة التي يعرف بها لبنان وهي أنه رسالة، قبل كل شيء. أتمنى ثانيا، أن يتبنى مشروع القوات اللبنانية مسألة الحضور المسيحي فيعززها بحيث يعود المسيحيون إلى كل المناطق التي هجروا منها أو تركوها لسبب أو لآخر بخاصة إلى منطقة البقاع الشمالي، كأن يعمل على تسهيل التواصل بواسطة شبكات الطرق ووسائل الإتصالات بين منطقة البقاع الشمالي وسائر المناطق اللبنانية".

وأردف عطالله: "أعتذر عن الدخول في هكذا مواضيع، ربما في غير محلها، خاصة ونحن في لقاء تكريمي، تفضلتم ودعوتمونا إليه ولو كنت شخصيا غير مستحق. غير أن واقع المنطقة، التي خدمت فيها، ولو لمدة قصيرة (10 سنوات)، تفرض علي التعبير عن حاجاتها، ومعاليكم قيادي له مكانته ومسؤوليته في حياة الناس، المكونين دولة ووطننا، عيون العالم عليه، ليبقى علامة ساطعة في وسط عالم ضائع ينشد الحضارة والقيم. أقول ذلك لأننا بين قوم ينتمون إلى الكنيسة، حاملة الخلاص إلى الناس أجمعين، وبالتالي عليها مسؤولية الحضور، الشاهد والمغير في كل زمان ومكان، وهذا هو إلتزام صعب، يخلق لها صعوبات ومشاكل، غير أن الله يتدبر كل شي، وكمعمدين لا يحق لنا أن نترك الإنسان يواجه، وحيدا الإضطهاد والمضايقات، ومن يريد أن يكون مسيحيا، بخاصة في عالم اليوم، عليه أن يتحمل مسؤولية معموديته ومواثيقها". وختم عطالله: "إن هذه التربية على مسؤولية العماد لا تنتهي أبدا. فعمل التوبة يدوم مدى الحياة. وإذا ما آمنا بكلام الله المحيي، الذي علينا تجسيده، علينا نحن، تلاميذ الرب يسوع، أن نعيش بحسب منطق القيامة. أكرر شكري على مبادرتكم الكريمة وأؤكد لكم صلاتي ليحفظكم الرب على كل خير".

رحمة

بدوره المطران حنا رحمه ألقى كلمة قال فيها: "عندما نعرف الحق نعرف حقنا ونناضل من أجل الحصول عليه. وعندما نحيد عن هذا الحق أو نتوسل الباطل من أجل بلوغ مصالحنا على حساب الصالح العام نكون عبيدا، القوات اللبنانية، كلنا مدعووين الى ملازمة الحق ومناصرته، لنكون أحرارا على الدوام. حقنا هو حرية ايماننا بربنا وبوطننا في هذا الشرق، نحن وأخوتنا اللبنانيين، من أجله ناضلنا على مدى قرون من الزمن، وفيه مارسنا حريتنا، حرية أبناء الله، فكنا مواطنين جديرين بالحياة، وحافظنا على كرامتنا والوجود. من يستضيف في بيته، يعتبر من أهل البيت. لذلك اعتبر نفسي والمطران سمعان عطالله من أبناء البيت. وهذا شرف منير لنا يا حضرة العزيز الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية المحبوب. باستضافتكم لنا، تستضيفون الكنيسة التي في البقاع الشمالي في بعلبك وديرالأحمر في بيتكم، بيت القوات اللبنانية. من أضاف احباء الله في بيته، أقام الله في بيته. والله وحده هو الحق الذي يحفظ بيتكم بيت حق، وبيت حرية، كما كان دائما، وكما سيبقى بعناية الرب وحمايته وحبه". وأضاف:"تكرمون المطران سمعان عطالله سلفي المحبوب، ومعلمي في الرعاية، وفي التعليم والحكمة، وفي التقديس وقداسة السيرة واستقامتها، وفي تدبير الكنيسة التي في بعلبك - ديرالأحمر وفي البقاع الشمالي، تدبيرا يليق بالرب، ويرقى الى كرامة الانسان وفرحه واطمئنانه وخلاصه بالرب يسوع المسيح. المطران سمعان هو أيقونة الأبرشية، ترتسم في كلماته الحكيمة خطوط الرجاء الإلهي، وعندما يتكلم يزرع في قلوب سامعيه الراحة والرحمة، ويبثهم نفسا من أنفاس الله، تعلو محياة مسحة من هدوء الروح، وصفاء القلب، حضوره محبب، يشعر جليسه بالطمأنينة والأمان، قلبه حنون، طافح بالحب، يفيض رحمة ورفقا، عقله راجح يجمع بين الوداعة والحكمة، إنه شجاع ومقدام، يأخذ القرار المناسب في الظرف المناسب، ويتابع بدقة وانتباه مجريات الأمور، ولا يتردد في فعل الخير ونبذ الشر. أحب أبناء الأبرشية هذه الأيقونة، ورفعوها على مذابح قلوبهم وضمائرهم وعقولهم وحياتهم، وسيظلون يكرمون من تمثل إكرام رجال الله ورجال الكنيسة". وتابع "كما تكرمون المطران سمعان، تستقبلوني أنا. أنا ابن المطران سمعان في الأسقفية وهو أبي. أطلب إلى الرب دائما أن يمنحني ولو اليسير مما منحه من نعم. أنا حنا وابن رحمة، ابن عيناتا الأرز. تأصلت في الخلود، ومنحت من الرب حبا يدفعني أن أحب، وحنانا يحول الضعف الى قوة، ورحمة تجعلني أضع كل شيء في خدمة الإنسان. سأعمل على أن أكون حارس روحية الأرض التي ذرف فيها الأجداد دمعا ودما، وأكون راعي الناس الذين أعرفهم ويعرفوني، وأكون أسقف الكنيسة، أحمل الحق، وأعرف أن الحق وحده يحررني، وأن أبناء الله التي تسكن في وجداني تفيض حرية على أبناء الكنيسة التي أرعاها والناس الذين أعيش معهم".

 

النائب روبير فاضل : تعطيل المؤسسات أكبر مبرر لمواصلة المساعدات الدولية للبنان منعا لانهيار تجربته الفريدة

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - دعا النائب روبير فاضل، اليوم، المجتمع الدولي إلى "مواصلة مساعداته للبنان"، معتبرا أن "تعطيل المؤسسات وشللها هما تحديدا أكبر مبرر لمواصلة هذه المساعدات وزيادتها"، وناشد المجتمع الدولي "عدم ربط لبنان بالصراعات القائمة" لأنه وشعبه "غير قادرين على أن ينتظروا حل كل مشاكل المنطقة"، محملا الأسرة الدولية مسؤولية إمكان "إنهيار تجربة لبنان الفريدة"، في حال لم يكف عن "تحميل لبنان أكثر من طاقته". وأعلن عن لقاء بمبادرة منه يستضيفه البنك الدولي في مركزه في بيروت الأسبوع المقبل". وذكر، في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب على إثر الإعلان عن رفع الجلسة السابعة والعشرين لانتخاب رئيس للجمهورية، بأنه "قبل ثلاثة أشهر في 13 أيار"، صرح من مجلس النواب بالذات "أن الأطراف السياسيين غير قادرين على انتاج حلول بسبب خلافاتهم وارتباطاتهم ومصالحهم وحساباتهم وأجنداتهم". وقال: "كنا وقتها نطوي أول سنة من الفراغ الرئاسي من دون أي بوادر حل في الأفق. وتوجهت في هذه المناسبة إلى المجتمع المنتج والمجتمع المدني لأطلب منهما التحرك لأنهما الضحية الكبرى لهذا المسلسل الأسود. وهذا التحرك أنتج أوسع لقاء في تاريخ لبنان تحت عنوان "نداء 25 حزيران". وكان هذا اللقاء عابرا للطوائف والقطاعات وطبقات المجتمع وعبر عن خوف العمال وأصحاب العمل والمهن الحرة والمجتمع المدني من انهيار شامل بعد فترة طويلة من الموت البطيء".

وأسف لأن "الأطراف السياسيين ردوا على نداء 25 حزيران باللامبالاة والإنكار والاحتقار". وأضاف: "طلبنا منهم أن يعيدوا الحياة الى المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية، فردوا علينا بمزيد من تعطيل جلسات الانتخاب، من جهة، وبجولة جديدة من التمديد وسوء المشاركة، من جهة ثانية. وطلبنا منهم إصلاح قطاع الكهرباء الذي كلف المواطن أكثر من 20 مليار دولار، فردوا بزيادة التقنين. وطلبنا منهم أن يعطوا الأولوية للمشاكل اليومية كتلوث المياه والهواء في وقت لم نعد نعرف ما يشرب أولادنا وما يأكلون وما يتنفسون، فردوا بجبال من النفايات أمام بيوتنا وروائح الفساد والصفقات. وطلبنا منهم ألا يربطوا المساعدات الدولية بالصراع السياسي لأن الضغط السياسي المتبادل يحصل عبر وجع الناس، فردوا علينا بمزيد من التعطيل والشلل".

ورأى أن "جواب الأطراف السياسيين واداءهم بعد النداء يؤكد أن شعار المرحلة الهروب إلى الأمام في سباق الانتحار بدل إيجاد حلول واقعية وعقلانية تحافظ على الكيان، وحتما على لبنان"، معتبرا أنه "دليل إضافي على أن القيادات عاجزة عن حل الأزمة، لا بل عاجزة عن إدارة البلاد، وأن مفهومها للخدمة العامة هو ان السياسة لخدمة مصالح السياسيين لا لخدمة المواطن والخير العام".

وتابع: " في ظل هذا الوضع، ثمة حلان:إما أن نستسلم، وهو طبعا أهون الحلول وأخطرها، لأن الإستسلام يعني الانتحار، أو أن نستمر في مواجهة هذه النزعة الانتحارية والعبثية وقلة المسؤولية".

وقال: "يمكننا بكل بساطة أن نستسلم ونقول إن المشكلة أكبر من لبنان ولا نستطيع أن نؤثر عليها، وإن الطبقة السياسية أقوى من أن نضغط عليها وخصوصا انها أفسدت كل مقومات المعارضة البناءة والإصلاح الفعلي، وبالتالي فلنراهن ولنسلم مصيرنا ومصير أولادنا إلى المجهول، على أمل ألا تؤدي لعبة الدول وسوء أداء طبقتنا السياسية إلى إطاحة كل شي بقي من شعب ومجتمع وطاقات ومؤسسات، ولكن الاستسلام عندما يكون المرء في موقع المسؤولية، سواء في مجلس النواب أو في الحكومة أو في النقابات أو في المجتمع المدني، يصبح تواطؤا نظرا إلى الدرجة التي وصلنا إليها من التدني والانحلال في العمل السياسي والاستخفاف بعقول الناس وتحويل لبنان مجتمعا قبائليا". وأكد أنه قرر أن يقاوم هذا التواطؤ "مهما أزعج ذلك" حلفاءه وخصومه.

وأضاف: "هذا يعني متابعة ما أطلقته في 13 أيار، ويعني أنني بعدما توجهت إلى الطبقة السياسية والمجتمع اللبناني، سأتوجه إلى المجتمع الدولي والدول المانحة والصديقة، لأقول لهم بكل وضوح: إذا لم تكن الدولة تريد مساعدات، فالمواطن يطالب بها، لا بل هو بأمس الحاجة إليها، وإذا كان المجتمع الدولي يوقف مساعداته بحجة تعطيل المؤسسات اللبنانية، فنحن نقول بالعكس إن تعطيل مؤسساتنا وشللها هما تحديدا أكبر مبرر لمواصلة وزيادة المساعدات الدولية". وتابع: "لا أفهم المنطق القائل إن المجتمع الدولي يجب أن يوقف مساعداته لأن مؤسسات لبنان على وشك الانهيار وكأن الطبيب يوقف معالجة المريض لأن وضعه خطير وميئوس منه. هذا لا يجوز". وشدد على أن "على المجتمع الدولي مواصلة المساعدة وزيادتها بأعلى معايير الشفافية، ومحاربة الفساد ومكافحة الفقر وتوفير مساعدات اجتماعية، حتى لا تتحول المساعدات مصدرا جديد لتمويل الفساد وتساهم في دوامة الدين العام. والأهم من ذلك أن على المجتمع الدولي الذي حيد لبنان أمنيا عن الصراع الإقليمي، أن يحيده سياسيا بعدم ربطه بالصراعات القائمة لأننا بكل صراحة لم نعد قادرين على الإنتظار".

وأكد أن "لبنان وشعبه غير قادرين على أن ينتظرا حل كل مشاكل المنطقة، وكفى تحميل لبنان أكثر من طاقته - علما أن لبنان حامل أعلى نسبة بالعالم من النازحين واللاجئين - وإلا فإن المجتمع الدولي تحمل مسؤولية عملية وفعلية ومعنوية في إنهيار تجربة لبنان الفريدة، وهي مثال للعيش الواحد رغم كل التحديات، يحتاجه المجتمع العربي والدولي للمنطقة". وقال: "بناء على مبادرة مني، سيستضيف البنك الدولي في مركزه في بيروت الأسبوع المقبل لقاء بين الدول المانحة والدول الصديقة والمنظمات الدولية، من جهة، والمجتمع المنتج والمدني، من جهة ثانية". وأوضح أن "هذا التحرك سيكون له طابع إجتماعي واقتصادي محض، وليس بالطبع لمصلحة فريق ضد آخر، وليس ركضا خلف السفارات والدول وتهديدا للسيادة، على العكس هو مئة في المئة دفاع ومناعة للنسيج الاجتماعي والانساني والاقتصادي وبالتالي للسيادة الوطنية". وأضاف: "واجب علينا تحصيل وتحصين مليار دولار مساعدات في وضعنا الاجتماعي المتردي". وأشار إلى أنه سيتابع نشاطه بعد هذا اللقاء "بجولة على عواصم القرار الدولي" تهدف إلى "كسر هذه الحلقة المدمرة".

وأوضح أنه "خلال هذه الجولة سيكرر الكلام نفسه ويؤكد "أن لبنان الحقيقي، لبنان الإبداع والحضارة، لبنان الانفتاح والثقافة، لبنان المحبة والعيش المشترك، موجود مهما شوه صورته الأداء السياسي والفساد والتبعية للخارج، وضروري إعادته كلبنان المثال والنموذج، لأن لبنان الرسالة حاجة للعالم في وجه نهضة الأقليات الدينية في العالم الغربي، ويقظة جنون التطرف في الشرق".

 

فوز لائحة "الوحدة النقابية" في انتخابات نقابة محرري الصحافة عون: ابواب النقابة مفتوحة امام الجميع لنسمع الانتقادات قبل المديح

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - فازت لائحة "الوحدة النقابية" في انتخابات نقابة محرري الصحافة. وقال النقيب الياس عون بعد انتهاء اعمال الفرز واعلان النتيجة: "أولا، نشكر قاضية الأمور المستعجلة زلفا الحسن على قرارها القاضي برد الطعن، واشكر الخبير المنتدب بيتر شبلي. ثانيا، أشكر الجمعية اللبنانية لمراقبة الانتخابات. وسنعقد خلوة في مجلس النقابة لمعالجة الشؤون الداخلية بعيدا عن التشهير". اضاف: "ان نقابة المحررين دعت إلى تطوير آلية عمل الإعلام في لبنان، ونحترم جميع من شارك ومن لم يشارك، وابواب النقابة مفتوحة امام الجميع، لتسمع الانتقادات قبل المديح". ثم عرض عون نتائج الانتخابات التي جاءت كالاتي: الياس عون 272 صوتا، واصف عواصة 258 صوتا، نافذ قواص 253 صوتا، علي يوسف 244 صوتا، يوسف دياب 241 صوتا، جورج القصيفي 258 صوتا، جورج بكاسيني 229 صوتا، مي سرباه شهاب 241 صوتا، سعيد ناصر الدين 254 صوتا، سكارليت حداد 256 صوتا، جورج شاهين 264 صوتا ومي عبود أبي عقيل 264 صوتا. أما من لم يحالفهم الحظ فهم: يونس السيد 16 صوتا، انطوان الشدياق 13 صوتا، بالاضافة الى 11 ورقة بيضاء و6 اوارق ملغاة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل خمسة من “الباسيج”

طهران – أ ف ب: قتل خمسة عناصر في ميليشيا “الباسيج” التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني في اشتباكات مع “مناهضين للثورة” في شمال غرب إيران قرب الحدود مع إقليم كردستان العراق. وقال القيادي في “الحرس الثوري” الإيراني العقيد إبراهيم في تصريح صحافي “وقعت اشتباكات عنيفة (مساء أول من أمس) بين مناهضين للثورة وعناصر من الباسيج وقتل خمسة من هؤلاء” في منطقة كمياران على بعد نحو 70 كيلومتراً من الحدود مع إقليم كردستان في شمال العراق

 

حمل كل منهما الآخر مسؤولية ظهور "داعش" وجدل حاد بين بوش وكلينتون بشأن العراق

واشنطن – أ ف ب: تبادل المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في العام 2016, جيب بوش وهيلاري كلينتون الاتهامات بشأن العراق, وحمل كل منهما الآخر مسؤولية استمرار الاضطراب في هذا البلد وظهور تنظيم “داعش” الإرهابي. وبعد 12 عاماً على جر الرئيس جورج بوش الإبن الولايات المتحدة إلى حرب مثيرة للجدل في العراق, اتهم شقيقه جيب بوش أحد المرشحين لانتخابات الحزب الجمهوري للرئاسة, الديمقراطيين بالتخلي عن العراق قبل انتهاء المهمة. وقال جيب بوش إن ادارة الرئيس باراك أوباما التي كانت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون تشغل منصب وزيرة الخارجية فيها, سمحت بقيام تنظيم “داعش” من خلال سحب القوات الأميركية مبكراً من العراق. واعتبر في كلمة له في مكتب ريغان في ولاية كاليفورنيا “كان خطأ مميتاً وتسرعاً أعمى”. وقال إن “الانسحاب المبكر كان خطأ مميتاً أنشأ فراغاً تقدم (داعش) لملئه”, مضيفاً إن “التسرع في الابتعاد عن الخطر وفي التوجه نحوه قد يتوازيان في قلة الحكمة”. وأشار في تصريح يشكل مجازفة سياسية إلى أن الوضع قد يتطلب إعادة قوات قتالية إلى العراق, موضحاً أن “هناك 3500 من الجنود والمارينز في العراق حالياً وقد يتطلب الأمر إرسال المزيد”. وأضاف “ليست هناك حاجة إلى التزام أميركي كبير بتوفير قوات مقاتلة ولم يطلب أصدقاؤنا ذلك, لكن ينبغي أن نبرهن على جديتنا وتصميمنا على مساعدة القوات المحلية في استعادة بلادها”. واقترح إرسال أميركيين للعمل مع القوات العراقية. وتساءل جيب بوش “أين كانت السيدة كلينتون كل هذا الوقت”, مشيراً إلى أنها لم تتوجه إلا مرة واحدة إلى العراق عندما كانت وزيرة للخارجية. وأحيت تصريحات بوش جدلاً مريراً أثير تكراراً في واشنطن وأساء إلى إرث شقيقه جورج دبليو بوش.

من جهته, اتهم المستشار السياسي لهيلاري كلينتون للشؤون الخارجية جيك ساليفان جيب بوش بالقيام ب¯”محاولة فجة لإعادة كتابة التاريخ وإعادة تحميل المسؤوليات”. وقال ساليفان “لا يمكن السماح للجمهوريين بأن يتهربوا من المسؤولية عن الخطأ الفعلي هنا”, مضيفاً إن تنظيم “داعش” انبثق من “القاعدة” في العراق وتوسع خلال الاحتلال الأميركي. وأوضح أن التنظيم المتطرف “لم يكن موجوداً قبل الاجتياح وظهر إلى حد كبير بسبب الستراتيجية الفاشلة للرئيس بوش, كما تعزز عبر ضم ضباط سنة سابقين وهم ضباط من الجيش الذي حلته إدارة بوش”. وكانت هيلاري كلينتون قالت خلال الحملة الانتخابية أثناء زيارة إلى أيوا “قلت بوضوح إنني أخطأت”, في إشارة إلى تصويتها في العام 2002, عندما كانت سيناتورة مع الاجتياح.

 

“داعش” يفرج عن 22 مسيحياً آشورياً من الحسكة

دمشق – أ ف ب, أ ش أ: أفرج تنظيم “داعش” عن 22 مسيحياً آشورياً بينهم 14 امرأة كان اختطفهم قبل نحو خمسة أشهر من محافظة الحسكة في شمال شرق سورية. وقال مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان أسامة إدوارد الذي يتخذ من ستوكهولم مقراً مساء أول من أمس إن “داعش أفرج عن 22 شخصاً بينهم 14 امرأة وصلوا إلى كنيسة العذراء في مدينة الحسكة”, موضحاً أن “14 شخصاً من الذين أطلق سراحهم يتحدرون من بلدة تل شاميرام, فيما يتحدر ثمانية آخرون من بلدة تل جزيرة” في منطقة الخابور. من جهته, ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الإفراج تم بوساطة من شيوخ عشائر سوريين وغير سوريين بين المطرانية في الحسكة و”داعش”, مضيفاً أنه سيتم الإفراج عن عدد من مختطفين آخرين. ونشر المرصد صوراً أظهرت رجل دين مسيحياً محاطاً بأربع سيدات مسنات بعد إطلاق سراحهن وقد بدت علامات التأثر واضحة على وجوههن, مشيراً إلى أن “المخطوفين المحررين بصحة جيدة”.

 

الائتلاف يقصف مستودع أسلحة لـ "جيش السنة" وهدنة في الزبداني والفوعة وكفريا

37 قتيلاً مدنياً في مجزرة ارتكبها طيران النظام بالغوطة الشرقية

دمشق – وكالات: قتل نحو 37 مدنياً وأصيب العشرات بجروح في مجزرة جديدة ارتكبها طيران النظام الذي شن سلسلة غارات دوية على مناطق في الغوطة الشرقية, رداً على مقتل 13 شخصاً في قذائف أطلقتها المعارضة واستهدفت أحياء في دمشق, قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العاصمة السورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات النظام الحربية نفت غارات استهدفت مدن وبلدات دوما وسقبا وحمورية وكفربطنا في الغوطة الشرقية بريف دمشق, مؤكداً أنها تسببت بمقتل 37 مدنياً بينهم أربعة أطفال وإصابة أكثر من 120 آخرين بجروح. وأظهرت صور من مدينة دوما نحو 17 جثة موضوعة داخل أكياس بلاستيكية على الأرض داخل مستشفى ميداني, فيما تبدو في صورة أخرى جثة طفلين قتلا جراء القصف الجوي. وفي صور اخرى, تظهر مجموعة من الجرحى مستلقين على الارض التي تغطيها بقع الدماء, من بينهم أطفال يبكون والدماء تسيل منهم جراء إصاباتهم. وجاءت الغارات الجوية على ريف دمشق بعد ساعات على قصف مقاتلي الفصائل المعارضة أحياء عدة في دمشق “بأكثر من 50 قذيفة صاروخية” صباح أمس, بحسب المرصد, ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً على الأقل, عشرة منهم مدنيون, وإصابة ستين شخصاً آخرين بجروح خطرة. من جهتها, ذكرت وكالة أبناء النظام “سانا” أن القذائف أطلقت من الغوطة الشرقية, وطاولت أحياء عدة في دمشق أبرزها المزة وساحة الأمويين وشارع بغداد والقزاز ومحيط السفارة الروسية ومناطق في دمشق القديمة والمهاجرين. وغالباً ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنون في محيط العاصمة أحياء سكنية بالقذائف, في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة بالمدفعية والطيران لا سيما منطقتي الغوطة الشرقية والغربية المحاصرتين من قوات النظام. وفي هذا السياق, اتهمت منظمة العفو الدولية, أمس, قوات النظام السوري بارتكاب “جرائم حرب” ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية, محذرة من أن استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان.

كما حملت المنظمة فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية مسؤولية ارتكاب عدد من التجاوزات, داعية مجلس الامن الى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في سورية. من جهة أخرى, بدأ تنفيذ اتفاق هدنة أبرمته مجموعات اسلامية مع قوات موالية للنظام, عند الساعة السادسة من صباح أمس لمدة 48 ساعة في الزبداني بريف دمشق والفوعة وكفريا بريف ادلب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “انه تم تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في الزبداني (ريف دمشق), والفوعة وكفريا (ريف ادلب) في شمال غرب البلاد” عند الساعة السادسة صباح امس. وتم الاتفاق على الهدنة بين مقاتلين من تنظيم “أحرار الشام” ومقاتلين محليين من جهة, وإيران و”حزب الله” الشيعي اللبناني من جهة أخرى, حيث تهاجم الفصائل بلدتي الفوعة وكفريا, حيث الأكثرية من الشيعة, فيما يهاجم النظام وميليشيات الحزب بلدة الزبداني. وأشار عبد الرحمن إلى عدم التوصل بعد لاتفاق نهائي يتعلق بخروج آمن للمقاتلين من الزبداني وإدخال المواد الطبية والغذائية الى كفريا والفوعة. في سياق آخر, استهدفت ضربات جوية شنها الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “داعش” مستودع ذخيرة تابعا لفصيل اسلامي متحالف مع “جبهة النصرة” في شمال غرب سورية. وذكر المرصد أن طائرات حربية تابعة للائتلاف الدولي نفذت ضربات عدة استهدفت ليلا (ليل اول من امس) مستودع ذخيرة تابع ل¯”جيش السنة” في منطقة أطمة بريف إدلب, ما تسبب بمقتل عشرة مقاتلين من الفصيل الاسلامي من جنسيات غير سورية, بالاضافة الى مقتل طفل. وينضوي “جيش السنة” في إطار “جيش الفتح” الذي يضم مجموعة من الفصائل الاسلامية المقاتلة و”جبهة النصرة” (ذراع تنظيم “القاعدة” في سورية). واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “منطقة اطمة التي طالتها ضربات الائتلاف الدولي تضم مخيما كبيرا للنازحين السوريين لكنه لم يصب بأي أذى”, مضيفا ان طائرات الائتلاف “استهدفت مستودعاً للذخيرة لكن مدنيين يسكنون على مقربة منه”. من جهتها, أكدت تركيا, في بيان صادر عن وزارة خارجيتها, أن كائرات التحالف التي قصفت أطمة لم تنطلق من قاعدة انجرليك في مدينة أضنة أو أي قاعدة تركية أخرى.

 

والدة سليمان الأسد تهدد بـ”فضح الجميع” في حال أقدم بشار على إعدام ابنها القاتل وكشفت أن جهات منعتها من معالجة ابنها من الإدمان

السياسة/13 آب/15/أكدت الأخبار من منطقة القرداحة في اللاذقية, أن هناك غياباً تاماً لكل أفراد عائلة الأسد من الشوارع, ومن جميع المراكز والمؤسسات التي عادة ما يكون لآل الأسد نصيب فيها, عملاً أو وساطات أو صفقات. وأكد بعض أبناء المنطقة, بحسب تقرير لموقع “العربية” الالكتروني, أمس, أن السيدة فاطمة مسعود الأسد, أم سليمان الذي قتل عقيداً في جيش النظام واعتقل مساء الاثنين الماضي, لجأت إلى عدد من الفاعليات من عائلة زوجها, وبعض مسؤولي النظام, إلا أنها لم تجد ما يلبي طلبها, بحل “قصة سليمان”, وأنه لا يمكن لها كأم أن تكون “أرملة بطل وأم مجرم في الوقت نفسه”, نظراً لكونها زوجة هلال الأسد, ابن عم بشار الأسد, القائد السابق لما يسمى “الدفاع الوطني”, الذي قتلته المعارضة السورية في وقت سابق. وتسربت أنباء أن السيدة فاطمة تعيش حالة من “التوتر والعصبية والانهيار” بسبب شائعات عن أن ابنها سليمان, قاتل العقيد حسان الشيخ, قد يعدم في “محاكمة سريعة” إنقاذاً لآل الأسد من “أكبر ورطة في تاريخهم”, وأن فاطمة هددت بفضح “الجميع” ما إذا تأكد إعدام ابنها, خصوصاً أن في “العائلة من قتل أكثر من ابني, فلماذا سيذهب سليمان كبش فداء?”

وفي ما يبدو بداية تنفيذ تهديدها, نشرت على صفحتها على “فيسبوك” الاثنين الماضي, رسالة ذكرت فيها أنها حاولت معالجة ابنها سليمان من “إدمانه” إلا أن ثمة من منعها. ويظهر في الرسالة أنها تحمل المسؤولية الكاملة إلى عائلة الأسد, في المصير الذي وصل إليه ابنها, وذلك في قولها: “كفاكم اختباء وراء أصابعكم الخاطئة”, وإن عجلة الأيام ستدور “لتقف عندكم وتحاسبكم”. وقبل هذه الرسالة كان آخر تحديث لصفحتها على “فيسبوك” يعود إلى الجمعة الماضي في 7 أغسطس الجاري, أي بعد يوم من ارتكاب ابنها جريمته, ووضعت فيه صورة لزوجها هلال وسط مجموعة من العناصر والدبابات, حيث برز القصد من صورة هلال, القائد السابق لما يعرف بـ”الدفاع الوطني”, بأنه تذكير “أهل المنطقة بدور الهمام” وهو لقبه لدى النظام وبعض الموالين في منطقة الساحل.

وعلم في هذا السياق, أن السيدة فاطمة مسعود, احتجبت عن الأنظار وأقفلت هاتفها الخاص واختفت عن المنطقة, إلا أن بعض المصادر ألمحت إلى أنها تتواصل مع البعض, ولم يتم التأكد من فحوى هذه الاتصالات وغايتها. وتسربت أنباء من القرداحة, مسقط رأس النظام, بأن آل الأسد تداعوا إلى اجتماع عاجل في مدينتهم, للتباحث والوصول إلى أفضل “موقف” وترجيح حسابات “الربح والخسارة” وفي أي اتجاه ستكون. وأفادت المعلومات أن تياراً عريضاً في العائلة يرفض فكرة “الإعدام”, ويفضل اللجوء إلى الحل العرفي المتمثل ب¯”الدية”, إلا أن لا معلومات موثقة بشأن الاتجاه النهائي الذي ستقرره العائلة في هذا الموضوع. وتتجه الأنظار إلى أهل الضابط القتيل الذين تفيد معلومات أنهم “بصدد التنازل” عن حقهم في ما لو ثبت اتهام سليمان الأسد بقتل العقيد, أو التنازل مبدئياً عن حقهم الخاص, ليتبقى حق الدولة أو ما يعرف بالحق العام. وفي هذه الحالة لا يتم إنزال عقوبة الإعدام بالجاني, خصوصاً إذا ما تم الأمر عبر مبدأ “الدية”. وتشير الترجيحات إلى أن موقف بشار الأسد هو بين نار القانون الذي لو طبقه ف¯”سيتآكل وهج العائلة في الساحل وعموم سورية”, وبين نار “العائلة” التي لو جاملها ودافع عن صورتها فسيكون آخر مسمار في نعشه كرئيس وكشخص, عندما يتهاون “بحق ضابط قتل غدراً على يد قريبه”, فيما الجيش يقدم القتلى تلو القتلى دفاعاً عنه وعن نظامه.

 

تواصل تدريب المعارضين المعتدلين وواشنطن تنفي الاتفاق مع أنقرة على إقامة “منطقة آمنة” بسورية

واشنطن, أنقرة – رويترز, الأناضول: نفت واشنطن ما أعلنته أنقرة بشأن اتفاقها مع الولايات المتحدة على بنود إقامة “منطقة آمنة” في شمال سورية ضمن حملتها لمواجهة تنظيم “داعش”. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في تصريحات صحافية من واشنطن أول من أمس, “كنا واضحين من على هذا المنبر وفي مناسبات عدة أخرى, ليست هناك منطقة عازلة أو ملاذ آمن وما نتحدث عنه هو جهد متواصل لطرد داعش من المنطقة”. وبشأن المفاوضات بين الولايات المتحدة وتركيا المتعلقة بالتعاون العسكري في الحرب ضد “داعش”, قال تونر “لدينا اتفاق باستخدام المنشآت التركية لتعزيز عملياتنا الجوية ضد داعش على الأرض, ولدينا محادثات مستمرة عن تدابير أو جهود نستطيع اتخاذها للمساعدة في دعم الحرب ضد التنظيم وإخلاء هذه المنطقة على الحدود بين سورية وتركيا”. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت بلاده ستسمح للأنقرة بضرب فصائل حزب الاتحاد الديمقراطي في سورية أسوة بما تفعله مع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق, قال تونر “كلا حسب علمنا فإن تركيا لن تفعل ذلك ونحن لن نوافق عليه”. وجاء موقف واشنطن على خلفية إعلان وكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرليو أوغلو أن البلدين اتفقا على إنشاء منطقة طولها 98 كيلومتراً وعرضها 45 كيلومتراً تحرسها دوريات لمقاتلين من “الجيش السوري الحر”. وقال أوغلو في بيان إن “السيطرة على هذه المنطقة وحمايتها من “داعش” ستتولاها قوات المعارضة السورية, فيما ستتولى الولايات المتحدة وتركيا توفير الدفاع الجوي الضروري لتحقيق هذه السيطرة”. إلى ذلك, أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تنوي التخلي عن جهودها لتدريب مسلحي المعارضة السورية على التصدي ل¯”داعش” رغم البداية المتعثرة التي تؤثر في مصداقية الولايات المتحدة. وقالت المتحدثة باسم “البنتاغون” اليسا سميث إنه “لا توجد نية لوقف أو تقليص البرنامج وسنواصل التدريب”, مشيرة إلى أنه “رغم الصعوبات الأولية, تبقى (وزارة الدفاع الأميركية) ملتزمة بحزم بناء قدرات المعارضة السورية المعتدلة”.

وأعلنت الولايات المتحدة في مايو الماضي أنها بدأت تدريب معارضين معتدلين على مقاتلة الجماعة المتطرفة التي سيطرت على مناطق في العراق وسورية أعلنت فيها “خلافة”, حيث تنوي واشنطن تدريب نحو 5400 مقاتل كل سنة لثلاثة أعوام. لكن عدداً من أفراد وحدة أولى من هؤلاء المقاتلين كانت تضم 54 رجلا مدربين ومسلحين من قبل واشنطن دخلوا سورية في يوليو الماضي أفشلوا وقتلوا أو خطفوا من قبل “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة”. ويشارك مئات العسكريين الأميركيين في مهمة التدريب إذ أن “البنتاغون” حددت أكثر من سبعة آلاف مقاتل سوري يمكن أن يتم تأهيلهم, لكن لم يرسل إلى سورية حتى الوقت الراهن سوى نحو 60 منهم لأن العسكريين الأميركيين يصطدمون بصعوبات في عملية الانتقاء والتدقيق الأمني للمرشحين. وقال مراقبون على الرغم من هذه البدايات المتعثرة, تنوي الولايات المتحدة تخصيص نحو 600 مليون دولار لبرنامج التدريب والتأهيل, معتبرين أن ذلك قد يلعب دوراً حاسماً في محاربة “داعش .

 

العراق القضاء يحقق في 66 ملفاً مرتبطاً بوزراء وبرلمانيين وعسكريين رفيعي المستوى

العراق: ملفات الفساد تشمل صفقات مع النظامين السوري والإيراني

السيستاني أبلغ العبادي أن المرجعية الدينية تسانده ومستعدة لمواقف أكثر وضوحاً وصراحة

السياسة 13 آب/15/بغداد – باسل محمد: كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لـ”السياسة” أن أبرز ملفات الفساد التي ستواجه رئيس الوزراء حيدر العبادي هما ملفا عقود التسليح في وزارتي الدفاع والداخلية, وصفقات التجارة الضخمة بين العراق من جهة وإيران وسورية من جهة ثانية. وقال القيادي الصدري ان عقود التسليح وصفقات التجارة تتميزان بقضيتين خطيرتين: الأولى تتعلق بالمبالغ المالية الهائلة التي تصل الى عشرات المليارات من الدولارات وهو ما يجعل شبهة الفساد مطروحة بقوة, أما القضية الثانية فتتمثل بأن معظم هذه العقود والصفقات تخضع لسرية كبيرة وأشخاصها ربما يكونوا غير معروفين للدولة بشكل واضح, وهم على الأرجح لا علاقة مباشرة لهم بالعملية السياسية أو أنهم ليسوا مسؤولين بارزين في الحكومة ولذلك يجب التحقيق في هذه العقود والصفقات بجدية.

واعتبر أن العبادي سيواجه تهديداً حقيقياً على حياته إذا قرر بالفعل الشروع في تحقيقات فساد بشأن عقود التسليح في وزارتي الدفاع والداخلية وصفقات التجارة مع النظامين السوري والإيراني, مشيراً إلى أن البنك المركزي العراقي قام بتحويلات مالية كبيرة بالعملة الصعبة الى طهران ودمشق في فترات سابقة مختلفة, وهذه التحويلات ربما تكون ضمن ملفات الفساد الخطيرة في العراق وهي لا تتعلق بشق الفساد فحسب بل بقضايا سياسية وأمنية خطيرة لا يعلم أحد عنها شيئاً ويديرها أشخاص نافذون في هيئات حكومية رفيعة.

وبحسب معلومات القيادي, فإن عقود التسليح التي أبرمتها وزارتا الدفاع والداخلية مع دول مثل صربيا وأوكرانيا وبلغاريا وروسيا تثير شبهات قوية بالفساد, كما أن عقود تصدير الكهرباء من إيران الى العراق تتضمن فساداً وفق الكثير من المؤشرات والمعطيات, إضافة الى صفقات وزارة التجارة العراقية مع دمشق وطهران. ولم يستبعد القيادي الشيعي أن تكون هيئة قوات “الحشد” الشيعية تعاني من فساد كبير, لأن هناك دلائل برزت بشان التلاعب بقوائم المنتسبين فعلياً إلى “الحشد” والرواتب والمخصصات الممنوحة لهم. وكشف القيادي أن المرجع الديني الأعلى علي السيستاني أبلغ العبادي بأن المرجعية في مدينة النجف ستسانده في خوض كل معارك الفساد حتى وإن تطلب ذلك مواقف أكثر وضوحاً وصراحة من المراجع الدينية الشيعية المختلفة. وأشار الى أن أكثر ما يثير غضب السيستاني هو أن الفساد في العراق ارتبط بصورة مباشرة بحكم الشيعة, وبالتالي بات المجتمع الدولي يرى أن التحالف الشيعي الذي يقود حكومة العبادي ربما يكون متورطاً أو متواطئاً أو ساكتاً عن الفساد والفاسدين, وهذا أمر غير مقبول من الناحية الشرعية. وتحدث القيادي عن سيناريوهين يمكن أن يتعرض لهما العبادي في حملته القوية ضد الفساد: الأول يتمثل بالضغط عليه لتقديم استقالته إذا اقتربت التحقيقات القضائية من رؤوس كبيرة, والثاني هو أن يتعرض لعملية اغتيال مدبرة ويُتهم تنظيم “داعش” بها. وشدد على أن كل السيناريوهات مهما كانت خطورتها ستواجه بتظاهرات مليونية في الشارع العراقي, سيما في الجنوب الذي تقطنه غالبية من الشيعة, لأن اغتيال أو استقالة العبادي ستقود البلاد الى غليان شعبي رهيب “وعلى الفاسدين أن يعوا نتائج ما يمكن أن يقدموا عليه”. وخلص القيادي إلى أن الحرب على الفساد تصب في صالح الحرب على “داعش”, لأن الجمهور العراقي الواسع لم يعد يحتمل كل الفساد القائم ثم يطلب منه تقديم التضحيات في جبهات القتال ضد المجموعات الإرهابية, كما أن العبادي تلقى تحذيرات غربية من حدوث انهيارات واسعة لقطاعات في الجيش العراقي وحتى في قوات “الحشد” بسبب تأثير الفساد والفاسدين. في سياق متصل, أعلنت محكمة التحقيق المتخصصة بدعاوى النزاهة, أمس, التحقيق ب¯66 تهمة تتعلق بالفساد بحق وزراء ووكلاء وزراء وبرلمانيين سابقين وحاليين وعسكريين رفيعين. وقال قاضي محكمة التحقيق في بغداد محسن فاضل, في بيان, إن “قسماً من المتهمين أحيلوا إلى محكمة الجنايات, والآخر يجري التحقيق في ملفاتهم”, مشيراً إلى أن “بعض النواب المطلوبين لا يمكن إحالتهم لتمتعهم بالحصانة النيابية, والمعني برفعها مجلس النواب”. وأشار إلى أن “بعض المطلوبين حضروا ودونت أقوالهم, فيما هرب الآخرون, وصدرت بحقهم مذكرات قبض, ومنع من السفر, وحجز الأموال لإجبارهم على تسليم أنفسهم”.

 

استقالة ملتبسة لرئيس الحكومة الليبية مع انطلاق جولة حاسمة من الحوار

طرابلس – أ ف ب: تواجه الحكومة الليبية المعترف بها دولياً مستقبلاً غير واضح بعد إعلان رئيسها عبد الله الثني أنه سيستقيل, في حين بدأت محادثات السلام في أجواء مشحونة لليوم الثاني على التوالي. ومن غير الواضح ما إذا كان الثني سيؤكد الاستقالة التي قدمها على الهواء بانفعال خلال مقابلة تلفزيونية ليل أول من أمس. ومن شأن هذه الخطوة أن تضيف مزيداً من الفوضى السياسية في ليبيا في الوقت الذي لم يصل فيه الفرقاء الليبيون إلى اتفاق نهائي لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني أعلن استقالته بصورة مفاجئة على الهواء خلال برنامج تلفزيوني ليل أول من أمس, قائلاً “إذا كان خروجنا هو الحل فأعلنها على الهواء, أنا أتقدم باستقالتي”. وأضاف عبر برنامج “سجال” الذي تبثه قناة “ليبيا روحها الوطن” الفضائية الموالية للحكومة “يوم الأحد المقبل, استقالتي مقدمة لمجلس النواب”. وتعرض الثني خلال البرنامج لسيل من الانتقادات من المشاهدين بشأن الفساد وسوء إدارة حكومته وعجزها عن تأمين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء, وعن وضع حد لانعدام الأمن في المناطقة الواقعة تحت سيطرتها. لكن المتحدث باسم رئيس الوزراء الليبي حاتم العريبي نفى نبأ الاستقالة مشيراً إلى أن الثني باق في منصبه. وقال العريبي “رئيس الوزراء لم يستقل رسمياً, إنما قال خلال المقابلة التلفزيونية في حال طلب الشارع ذلك سأستقيل”. وأضاف إن الاستقالة يجب أن تقدم كتابة لمجلس النواب وهو صاحب حق قبولها أو رفضها. من جهة ثانية, قال المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون “إننا نهدف إلى التوصل لنتائج في المحادثات الجارية بين الأطراف السياسية الليبية, وتشكيل حكومة وفاق وطني في غضون ثلاثة أسابيع”. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده ليون مساء أول من أمس, في جنيف, التي انطلقت فيها جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف السياسية الليبية. وأشار ليون إلى أن “ملاحق الاتفاق هي أولاً حكومة الوحدة الوطنية, وثانياً أولويات هذه الحكومة, وثالثاً تشكيلتها وطريقة عملها وموازنة مؤسسات الدولة الليبية, وهناك أيضاً بالطبع الإجراءات الأمنية والأولويات بالنسبة إلى المؤسسات الاقتصادية المستقلة”. وذكر أن الاجتماع بدأ متأخراً يوماً “لأنه كان من الضروري مشاركة الجميع”, في إشارة إلى الوصول المتأخر لوفد “المؤتمر الوطني”, وهو برلمان طرابلس غير المعترف به دولياً الذي رفض توقيع اتفاق الصخيرات في المغرب. وجرت الاجتماعات بين الموفد الدولي وكل فصيل على حدة على أمل التمكن من جمع الجميع على طاولة واحدة في وقت لاحق. ودعا ليون جميع الأطراف السياسية إلى بذل مزيد من الجهود للعمل على ملحقات الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة وفاق وطني, من أجل التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية أغسطس الجاري. وأشار إلى إمكانية توقيع اتفاق نهائي والمصادقة عليه خلال الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل, “وذلك إذا ما تحركت الأطراف بطريقة برغماتية”, معرباً عن أمله إلى بإمكانية نجاح هذه العملية قبل بدء الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة

 

الاسد بحث وظريف في سبل إيجاد حل سلمي للحرب في سوريا

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - التقى الرئيس السوري بشار الاسد اليوم، وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وجرى خلال اللقاء تبادل للاراء حول أفضل السبل لايجاد حل سلمي للحرب التي تتعرض لها سوريا. وأكد الجانبان "أهمية أن تدرك جميع الدول في المنطقة وخارجها أن مصيرها ومستقبل شعوبها ليس فى مأمن فى ظل الانتشار السرطاني للارهاب، وأنه يتوجب على الجميع العمل بشكل جدي وصادق من أجل مكافحة هذا الخطر الداهم عبر تنسيق الجهود وتبني سياسات مبنية على الحقائق وأوسع أفقا، والتوقف عن دعم المجموعات الارهابية او توفير الغطاء السياسي لها". وهنأ الاسد "الشعب الايراني على الانجاز الذى حققه من خلال التوصل للاتفاق النووي مع الدول الكبرى"، معربا عن "تقديره للدعم الايراني الثابت لسورية، وعن ترحيبه بالجهود الصادقة التى تبذلها إيران والدول الصديقة لوقف الحرب على سوريا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها".

ظريف

من جهته أكد ظريف ان "ارادة الشعب السوري يجب ان تكون بوصلة اي افكار تطرح بهذا الصدد وبعيدا عن اي تدخل خارجي وبما يحافظ على وحدة اراضي سوريا واستقلالية قرارها". كما اكد "تصميم إيران على المضي فى دعم وتقديم كل ما من شانه تمكين صمود الشعب السوري والتخفيف من معاناته فى مواجهة الحرب المسعورة التي تشنها التنظيمات الارهابية عليه". وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم التقى في وقت لاحق ظريف والوفد المرافق وتم بحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

 

العربي الجديد : مطالبات للحوثيين بمغادرة إب.. وانسحاب موالين لصالح من البيضاء

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : طالبت أحزاب "اللقاء المشترك" في محافظة إب جنوبي غرب اليمن بخروج مليشيات الحوثيينوالرئيس المخلوع علي عبد الله صالح القادمة من خارج المحافظة، بـ"أمن وسلام"، في الوقت الذي تتسع فيه دائرة الانتفاضة المحلية في المديريات واقتربت من مركز المحافظة، فيما شهدت محافظة البيضاء تطوراً لافتاً بإخلاء قوات محسوبة على صالح مواقعها في مدينة البيضاء. ودعا "اللقاء المشترك" الذي يضم ستة أحزاب أهمها "الإصلاح" و"الاشتراكي" و"الناصري"، في بيان، إلى إطلاق سراح كافة المختطفين، وخروج مليشيات الحوثيين وصالح القادمة من خارج المحافظة بأمن وسلام كما دخلوها، وتسليم إدارة المحافظة ومكاتبها التنفيذية للشرعية والانصياع الكامل لها، وفي حال تم ذلك، تجتمع القوى السياسية بما فيها الحوثيون، لتدارس وضع المحافظة. وأمل "اللقاء المشترك" سرعة الاستجابة للمطالب وتحكيم العقل والمنطق وتقديم مصلحة المحافظة على أية مصلحة أخرى، وفي حال لم يتم ذلك فإن "المشترك" يحمّل مليشيات الحوثيين وصالح والمتواطئين معها من السلطة المحلية المسؤولية الكاملة في حال انزلاق المدينة إلى أتون الصراع المسلح. وجاء البيان فيما تتواصل الانتفاضة المحلية لـ"المقاومة الشعبية"، في العديد من المديريات والمدن الريفية بمحافظة إب، حيث سيطر المقاومون على العديد من المديريات وعلى المدخل الشرقي والغربي لمدينة إب خلال الـ48 ساعة الماضية، مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم. وتشير الأنباء إلى أن مسلحي "المقاومة" انتشروا حول معسكر "الحمزة" التابع للحرس الجمهوري، والذي كان تحت سيطرة الحوثيين، وطالبوا الأفراد المتواجدين فيه بالمغادرة، فيما حاول الحوثيون تحريك تعزيزات في بعض المناطق لمحاولة تدارك الانهيار المتسارع. وفي محافظة البيضاء، وسط البلاد، انسحب أفراد من الجيش والأمن من الموالين للرئيس المخلوع، من مقرات أمنية وعسكرية بمدينة البيضاء، مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم، ومن مقر اللواء 117 مشاة (لواء المجد) المرابط في منطقة "مكيراس". وبحسب مصادر محلية، فإن القوات أخلت مواقعها بالتزامن مع مواجهات مستمرة في بعض مناطق مديريتي "مكيراس" و"الزاهر". وتشهد البيضاء هي الأخرى انتفاضة في عدد من المديريات تتزامن مع الانهيارات المتسارعة للحوثيين في العديد من المحافظات. وتحتل البيضاء موقعاً استراتيجياً، إذ تعد بوابة إلى محافظة أبين الجنوبية، شرق عدن، كذلك تحد محافظات الضالع ولحج وذمار ومأرب وشبوة، وكانت المحافظة ساحة مواجهات عنيفة في فترات متقطعة، على إثر محاولة الحوثيين السيطرة عليها، وهو الأمر الذي واجه مقاومة من القبائل منذ أواخر العام الماضي.

 

 داعش يقول انه اعدم الرهينة الكرواتي في مصر بقطع رأسه

الأربعاء 12 آب 2015 /وطنية - بث متطرفون تابعون للفرع المصري لتنظيم "داعش" في مصر، اليوم، صورا على الانترنت تظهر اعدام الرهينة الكرواتي المخطوف في مصر بقطع رأسه. وخطف توميسلاف سالوبيك البالغ من العمر 31 عاما ويعمل في شركة فرنسية لاستكشاف طبقات الارض، في 22 تموز في ضاحية 6 اكتوبر في القاهرة. وانتهت الجمعة الماضي مهلة مدتها 48 ساعة حددها التنظيم المتطرف لاعدامه اذا لم يتم اطلاق "نساء مسلمات" معتقلات في مصر.   باسيل استقبل نظيره الايراني: نقف وايران في خندق واحد ضد الارهاب ظريف: نرحب بالحوار في لبنان ولا نتدخل في شؤونه.

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» وعون.. «حشد شعبي» لترهيب اللبنانيين

علي رباح/المستقبل/13 آب/15

فليتخيّل اللبنانيون المشهد التالي: مجموعة مسلّحة تعترض موكباً للمطارنة في دولة مجاورة.. كيف كان ليتعامل إعلام «الممانعة» مع هذا المشهد؟ ستُعيد قناة «المنار» بثّ شريط يظهر أحد «رجال الله» وهو يلقي التحيّة لتمثال السيّدة العذراء في معلولا أو يبرود. وستتحدّث القناة البرتقالية عن «حقوق المسيحيين» في منطقة تعجّ بـ»الإرهاب والتكفير». ليس غريباً أن يشهد لبنان، في ظلّ محاولات إضعاف صورة الجيش وقائده لحسابات ضيّقة، حالات من الفوضى الأمنية واعتراض مجموعة مسلّحة لموكب تابع لبكركي في البقاع الشمالي. لكن الغريب، هو في استنكار مسؤولي هذا المحور ما تعرّض له موكب المطارنة، الذي كان متّجهاً من بكركي الى دير الأحمر لتهنئة المطران حنا رحمه بانتخابه مطراناً على أبرشية دير الأحمر. الانطباع الأوّلي الذي خرج به مسؤولون ممانعون هو: «يا للهول، كيف حدث هذا، يجب محاسبة الفاعلين»! لكن لما هذا التعجّب؟ ألم يصفّق هؤلاء لكلام الأمين العام لـ»حزب الله« السيّد حسن نصرالله، عندما دعا الى تعميم تجربة الحشد الشعبي في العالم العربي؟ تعميم تجربة ونموذج هذه الميليشيا يعني تشريعها. حتى أن القناة البرتقالية خرجت يومها لتبثّ تقريراً يُظهر مجموعة من المسلّحين الخارجين عن القانون، فقط للقول إن أهالي البقاع الشمالي يؤيّدون دعوة السيّد للتسلّح ولمواجهة «التكفيريين». فلماذا يستنكر هؤلاء اليوم ما تعرّض له المطارنة؟ يتزامن التعجّب والاستغراب، مع حملة ممنهجة يقودها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح« النائب ميشال عون ضد قائد الجيش، ملوّحاً بالشارع وبالعصيان المدني وبالمواجهة. لماذا؟ فقط لأنه يرى أن لا وجود لأي مرشّح في الشارع الماروني لمنصب قيادة الجيش إلّا «الصهر». اعتاد «محور الممانعة» خلط التحذير بالتهديد، خلال حديثه عن ضرورة الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وابتزاز اللبنانيين بأمنهم. لكن لطالما أثبت هذا المحور فعلاً أنه هو من يمسك بخيوط الاستقرار، الذي يمكن أن يصبح هشاً حينما يريد أن يبعث برسائل داخلية وخارجية.هكذا، أوصلت المجموعة المسلّحة الرسالة الى البطريرك بشارة الراعي، الذي تحدّث خلال جولته في البقاع الغربي وراشيا منذ أيام قليلة صراحة عن رفضه لمنطق الجنرال عون القائل بأن «حزب الله يحمي المسيحيين ولبنان من التكفيريين»، مشدّداً على دور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في حماية لبنان واللبنانيين. من يتخيّل أن تقوم مجموعة مسلّحة مطلوبة للعدالة بعشرات مذكّرات التوقيف بالوصول الى طريق سير موكب المطارنة الواقع في قلب منطقة نفوذ «حزب الله«، من دون رعاية أو حماية أو غض نظر؟

هذا من جانب «حزب الله«. أما من الجانب العوني، فإن ما حصل للمطارنة ما هو إلّا نتيجة حتمية لموقف عون الداعي الى طلب الحماية من «حزب الله« وحشده الشعبي. وكلامه هذا لا يصبّ إلا في إضعاف الدولة وضرب هيبة المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، متلطياً خلف شعار «حقوق المسيحيين». وتأتي دعوته اليوم للنزول الى الشارع، في هذا الوقت الدقيق الذي تمرّ به المنطقة، تأكيداً على إمعانه في ضرب الاستقرار وتحدّي المؤسسة العسكرية وقائدها. يأتي تحذير عون لقائد الجيش من التصدي لتظاهرته بمثابة استدراج للمؤسسة العسكرية لافتعال مشكل. وهو لم يكتفِ بهذا الحدّ، إنما ذهب إعلامه في التحريض المذهبي والطائفي الى حد وصف تيار «المستقبل« والفريق السياسي الذي ينتمي اليه الرئيس تمام سلام بـ»الدواعش»، الذين صادروا حقوق المسيحيين منذ العام 1990. ما مبرّر وصف سلام بـ»الداعشي» سوى أنه من البيئة المناهضة لحلفائه في المنطقة؟ الداعشي صارت شتيمة طائفية عنصرية يوجهها العوني لكل من يعارضه، شأنه في ذلك شأن «حزب الله« وإعلامه. استقرار لبنان أصبح اليوم بين فكّيْ كماشة. فكّ عوني، يسعى حثيثاً للوصول الى السلطة قبل إحراز أي تسوية في المنطقة، ستأتي حكماً على حسابه. وفكّ «حزب الله«، الذي يُسهّل أعمال المجموعات الخارجة عن القانون خدمة لأهدافه. وفي الكماشة ذاتها، خروج عن منطق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قال من بيروت «إن اليوم ليس يوم المنافسة والتنافس، وإن كان لا بدّ من ذلك، فلتكن المنافسة على إعادة إعمار لبنان».. والإعمار يعني الدولة والاستقرار.

 

عون «يغرق» في الخسائر والتهجّم على الجيش.. يزيد «الحفرة»

 ربى كبّارة/المستقبل/13 آب/15

يراكم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون الخسائر. وأبرز خسائره مرده الى تهجمه اللفظي والجسدي على قائد الجيش وعلى المؤسسة العسكرية التي يعود جزء كبير من شرعيته الشعبية الى كونه خرج من رحمها. فقد اتهم العماد جان قهوجي بـ«تسييس الجيش» ورأى أن الجيش «مقصر وحدودنا مهددة بالإرهاب وبإسرائيل». ويرجّح سياسي مسيحي سيادي مخضرم أن يؤدي ذلك الى إضعاف حجم الحشد الذي سيلبي الدعوات إلى التظاهر. فإضافة إلى كون التطاول على المؤسسة العسكرية من قبل قائد سابق لها يسهّل على الآخرين اتباع السبيل نفسه، فهو يمس الضمير المسيحي الذي كان تاريخياً وما زال يرى المؤسسة العسكرية مصدراً للطمأنينة. فـ«القوات اللبنانية» لم تتخط نهائياً حتى الآن السلبيات التي تولدت لدى الرأي العام المسيحي من جراء المواجهات مع الجيش خلال حرب الإلغاء، وذلك رغم ان هذه المعارك فرضت عليها ولم تخترها. ويعرب المصدر عن خشيته من أن يتخطى تصعيد عون الهجوم على موقع قائد الجيش الماروني ليطاول، وفق الحاجة ودرجة الغضب، الكنيسة والبطريرك نفسه الذي أكد مؤخراً ان «اتفاق الطائف»، ركيزة الدستور والذي يعارضه عون، هو «الصيغة الأجمل للبنان». ويلفت المصدر الى أن القلق الرئيس ينبع من استغلال «حزب الله» «الثغرة« العونية للإطاحة بـ«اتفاق الطائف« لمصلحة «مؤتمر تأسيسي« يرغب به. فبنظره أقر الاتفاق عام 1989 «عندما كانت الزعامة الاحادية في المنطقة معقودة للمملكة العربية السعودية. أما الآن، وخصوصاً بعد الاتفاق النووي، فثمة زعامة إقليمية أخرى مقرها طهران معترف بها دولياً وتتمتع بامتدادات داخل عدد من الدول العربية«. كما يعتبر «حزب الله« «أن الدستور لم يعد يوفر له ما يستحقه« بسبب حجم التضحيات التي قدمها لحماية لبنان سواء من اسرائيل سابقاً أو من التكفيريين لاحقاً، بما بات يحتم إعادة توزيع للسلطة من مناصفة الى مثالثة تأتي، إن أتت، على حساب المسيحيين. ويشير المصدر الى أهمية تشدّد «قوى 14 آذار« حالياً أكثر فأكثر بهذا الاتفاق لترقى به من «اتفاق الضرورة الى اتفاق الخيار» حتى لا يضيع البلد في المجهول، خصوصاً وأنه لا يستبعد موافقة المجتمع الدولي على تعديلات دستورية لمصلحة «حزب الله» عندما يلتزم بخطوات تحفظ أمن اسرائيل ومنها تسليم سلاحه للدولة. ومن خسائر عون أيضاً، فشله في فرض أولوياته على طاولة مجلس الوزراء، سواء بالنسبة للتعيينات الأمنية أو لآلية العمل الحكومي في ظل الفراغ الرئاسي. وما كلامه عن اندراجه في الخط الإقليمي الرابح إلا «أضغاث أحلام» فالاتفاق النووي انتصار لفريق إيراني على آخر في أحسن الأحوال وليس انتصاراً على الولايات المتحدة لأنه فعلياً هزيمة للموقف الإيراني الذي درج لعقود على مناهضة الهيمنة الأميركية وحلفائها على المنطقة. ويشبّه المصدر هذا الموقف بـ«حقائق» سبق لعون أن أعلنها، ومنها قبل ثلاث سنوات «الثلاثاء« الشهير الذي سيعلن فيه الأسد انتصاره، وقبله قوله «صححنا الميزان» عن «اتفاق الدوحة» الذي أعقب سيطرة «حزب الله على بيروت عسكرياً في 7 أيار 2008. ويبدو عون وحيداً في مساره. فحليفه المسيحي الاول النائب سليمان فرنجية لا يتعدى نفوذه حدود جسر المدفون. أما حليفه الرئيسي «حزب لله» والذي سمح، رغم شراسة عون في المعارضة، بمرور تأجيل تسريح رؤساء ثلاثة مناصب أمنية منها قيادة الجيش، لمدة عام، فلن يصل حد السماح له بزعزعة الاستقرار. والاستقرار ضمانته الحكومة من جهة واستمرار القيادة العسكرية من جهة أخرى خصوصاً مع تراكم الملفات الضاغطة من النفايات مثلاً إلى ما سيستجد الشهر المقبل بالنسبة لرواتب القطاع العام، إضافة الى خسارة هبات وقروض ميسّرة، لبنان في أمسّ الحاجة إليها.

 

عون لا يقدم ولا يؤخر...

علي حماده/النهار/13 آب 2015

تحرّك ميشال عون بالأمس لم يقدّم ولم يؤخّر. تحركات عون المقبلة إذا تمّت وفق الشروط والظروف عينها، هي الأخرى لن تقدّم ولن تؤخّر. الساحة اللبنانية مضبوطة في ايقاعها داخلياً واقليمياً. ولا يمكن لطرف لا يحمل سوى حزمة مطالب شخصية أن يفرض تغييراً حقيقياً على المعادلة التي يرسمها اللاعبون الكبار في الاقليم، ويضبط ايقاعها أطراف محليون يمثلون الامتداد الحقيقي لمحاور متقابلة تمتد من باكستان شرقاً، وحتى مصر وليبيا غرباً، وتمر بالعراق وسوريا واليمن والاردن وغزة، ولبنان. في لعبة المحاور، ومهما حاول التلطّي خلف شعارات من نوع الدفاع عن حقوق المسيحيين، فإن عون لا يشذّ في العمق. هو محسوب ضمن محوَر تقوده ايران ويضم بشار الاسد و"حزب الله"، وايقاعه مضبوط من قبل اللاعب الكبير اقليمياً، ووكيله اللاعب المحلي الكبير ("حزب الله"). بناءً عليه، يمكنه النزول الى الشارع، لكن ممنوع عليه أن يهدد بقاء الحكومة، أو أن يهزّ الاستقرار المتفق عليه من طهران الى الرياض فواشنطن. ويمكنه أن يتظاهر ضد نفسه، أي ضد الحكومة التي يشارك فيها بثلاثة وزراء، يمارسون أعمالهم بشكل عادي قبل الظهر، ويتظاهرون عصراً ضد الحكومة في ساحة رياض الصلح! هذا النوع من التمثيليات مسموح به، لكن من غير المسموح به الذهاب بعيداً في مهاجمة الجيش أو قيادته، لأن الجيش بقيادته الحالية في مكان ما تتعاون مع "حزب الله" في تورطه الدموي في سوريا، وتؤمن له خطوطه الخلفية في مرحلة يعاني فيها الحزب خسائر فادحة على أرض المعركة. صحيح أن "حزب الله" يفضّل أن يصل مرشّح عون لقيادة الجيش، لكنه لا يريد أن يقلب الطاولة على الجميع وعلى نفسه عبر اللحاق بميشال عون، مما يعني أن "حزب الله" يؤيّد عون لفظياً، ويستغل حركته المضبوطة لكن العدائية ضد السُنّة في البلد، انما لا تغيير للمشهد الراهن كرمى لعيون عون أو أي فرد من أفراد عائلته. نستنتج مما تقدّم أن حراك عون لا يقدّم ولا يؤخّر. فهو لن يصل الى رئاسة الجمهورية في ظل التوازنات المحلية والاقليمية الراهنة، فضلاً عن ذلك لن يصل مرشّحه الى قيادة الجيش، ولن يقلب أحد الطاولة على الجميع من أجله. لذلك سيظل يزاول قبل الظهر أعماله في الحكومة، ويتظاهر ضدها عصراً. أكثر من ذلك ممنوع، وهو يعرف أن الطرف المقرر هنا يمتلك "وسائل " إقناع متنوّعة ستبقيه لاعباً تحت سقف لا يتعدّى الصراخ على الشاشات، والمسيرات السيارة المزعجة لناسه قبل خصومه. نذكّر بالقواعد التي تُدار وفقها الأزمة اللبنانية في الوقت الراهن: منوع الاطاحة بـ"التهدئة "، وتالياً ممنوع إسقاط الحكومة على علاّتها. لكن هل القواعد المشار اليها راسخة؟ بالطبع لا. فالمنطقة في طور مخاض كبير، ومن السابق لأوانه التكهّن بما سيفضي اليه. في الوقت الضائع مسموح للأولاد اللعب في الحديقة القريبة بعيداً من قوافل "الفيلة" العابرة طرقات المنطقة!

 

التطورات في المنطقة وانتخاب رئيس للبنان: خلط للأوراق وتغيير للتحالفات الداخلية

اميل خوري/النهار/13 آب 2015

أي حزب سيسلمه العماد عون لمن سيخلفه في رئاسته؟ هل يسلمه حزباً زاد عدد خصومه السياسيين وخاض معارك صعبة فخسرها؟ هل يسلمه حزباً متحالفاً مع "حزب الله" أم مع مشروع تحالف مع "القوات اللبنانية" انطلاقاً من "إعلان النيات"؟" ولمن سيسلم الحزب وإن بالانتخاب هل لصهره الوزير جبران باسيل لأن الضهر سندة الضهر" كما يقال أم للنائب آلان عون ابن الأخت "عدو الخال" كما يقال أيضاً وهل يسلمه لصهره الآخر العميد شامل روكز ليكون رئيساً عسكرياً على حزب مدني بديلاً من قيادة الجيش، أم يبقى العماد عون رئيساً حسماً للخلافات وحرصاً على وحدة الحزب وخوفاً من انقسامه، وهو ما تنتظره أحزاب أخرى لتتقاسمه. الواقع ان معظم الاحزاب تصبح أحزاب عدة بانقسامها الداخلي بعد غياب مؤسيسها لأن شخصية المؤسس تبقى هي الطاغية في الحزب خصوصاً عندما تبلغ أحياناً حد العبادة وهذا ما جعل احزاباً تنقسم على نفسها ثم تتلاشى وتزول بما فيها أحزاب عقائدية. والسؤال المطروح هو: هل يبقى حزب "التيار الوطني الحر" في ظل رئاسة لغير العماد عون كما كان قبله، أم أنه سيعيد النظر في تموضعه وفي تحالفاته في ضوء التطورات المتسارعة في المنطقة والتحولات فيها التي قد تفرض على كثير من الاحزاب التكيف مع هذه التطورات والتحولات؟ هل يبقى "حزب الله" نفسه على تحالفاته أم يعيد النظر فيها أيضاً عندما لا يعود في حاجة الى غطاء مسيحي يوفره له "حزب التيار" ولا حزب التيار يبقى في حاجة الى دعم الحزب انتخابياً خصوصاً بعد انتخاب رئيس للجمهورية ووضع قانون جديد للانتخابات النيابية يلغي نواب البوسطات، بحيث يعتمد كل حزب على نفسه وكل مرشح على نفسه أيضاً في اختيار شعبيته. ان قيام حكم جديد في سوريا من جهة أخرى قد يغيّر الاصطفافات السياسية في لبنان فلا تبقى 8 و14 آذار بل اصطفافات جديدة تستدعي قيامها معطيات جديدة. لكن من الآن الى أن يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود في لبنان وفي المنطقة. فان أوساطاً سياسية تخشى ان يصبح العماد عون أكثر شراسة وعدائية في سياساته عندما لا يعود لديه ما يخسره ليخاف عليه وليضطر للمسايرة والمجاملة والانفتاح على الجميع تحقيقاً لرغبة في الوصول الى سدة الرئاسة الأولى. وقد انفتح لهذه الغاية، حتى على خصومه السياسيين اللدودين عله يكسب تأييدهم، وها هو يعود الآن وينقلب عليهم مجدداً ويعاود حملته ضدهم، ويحول الوزراء الذين يمثلونه في الحكومة الى مشاكسين لا الى مشاركين، لان المشاركة في نظره لم تعد متساوية ومنصفة فقرر العودة الى الشارع عله يعوض ما خسره في السلطة. فهل يربح في الشارع فيستعيد حقوقه وحقوق المسيحيين في الشراكة الوطنية الفعلية واحتراماً للميثاق الوطني؟ يتساءل نائب في "تيار المستقبل، كيف لحزب أن يكون في وقت واحد في السلطة وفي الشارع ولا يختار إما السلطة وإما الشارع ليكون منسجماً مع نفسه، فالشارع لم يكن يوماً مصدراً للشرعية لأنه لا يمثل سوى رغبات من يشاركون فيه من سائر الطبقات الاجتماعية، والدولة لا يمكن استبدالها بالجماهير الصاخبة بدليل ان شعارات اسقاط الأنظمة العربية في الشارع لا تزال عاجزة حتى الآن عن إقامة دولة متصالحة مع نفسها ومع شعبها ومع العالم الخارجي: فهناك فرق كبير بين اصلاح الدولة واللجوء الى الشارع. فالثوار لا يصنعون حكماً بل يبحثون عمن يصنع لهم الحكم. فعلى العماد عون الذي يرفع شعار "التغيير والاصلاح" منذ سنوات ان يغير اولاً ما في نفسه ليصبح صالحاً للاصلاح، وليس بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وبجعل الميثاق الوطني سيبة بركيزتين وليس بثلاث ركائز لئلا تهوي بمن عليها، وليعلم الجميع أن لا مستقبل لأحد أن لم يبن الجميع مستقبل لبنان. لقد ثمّن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الدور الكبير اذي يلعبه الرئيس سلام لتوفير الامن ومكافحة التطرف، كما ثمن هذا الدور الذي ادى الى مزيد من الهدوء والاستقرار والامن في لبنان، فهل ينعكس هذا الموقف الايجابي على تصرف حلفاء ايران في لبنان ام ان الكلام شيء والفعل شيء آخر؟

 

كلامٌ ظريف... إنّما الحَذَر واجب

الياس الديري/النهار/13 آب 2015

كثيرة هي المؤشرات الايجابيّة، والايحاءات والوعود التي حملتها زيارة الوزير محمد جواد ظريف من طهران الى بيروت. ومن كبار المسؤولين الإيرانيين الى كبار المسؤولين في لبنان. والى جميع اللبنانيين. وانطلاقاً من التشديد على الاستقرار والأمن بلوغاً لقضية القضايا المتمثّلة بالاستحقاق الرئاسي. وبوضوح، وكلام مباشر لا يعني فئة لبنانية واحدة بل الجميع. من هنا قول القائلين إن الزيارة بحدّ ذاتها حدثٌ كبير، يحمل رموزاً يمكن حلّ ألغازها لاحقاً. يكفي أنها تمّت بمعظم دورتها وأبعادها في اليوم الذي بدأت فيه "قوّات" الجنرال ميشال عون الانتشار و"التمركز" في بعض المراكز الاستراتيجيّة. طبعاً، هذا ليس كل الزيارة، وكل ما حملته من بشائر الى الشعب اللبناني الشديد التوق الى مَن يبشّره بأن الحرب العالمية الثالثة المقتصرة على العالم العربي باتت في نهاياتها. والى هذه البشرى "تلويحة" فضفاضة من فم الوزير الظريف، يُفهم منها أن الفراغ الرئاسي في لبنان لم يعد نذراً أبدياً. فالكلام الدقيق جداً الذي صدر عن ظريف في السرايا وعين التينة وعَبْر القريبين من "القريبين" يفيض بالتفاؤل. والوعود. بل يكاد يقول نيابة عن الوزير الإيراني، الذي أدهش كبار أميركا وأوروبا، أن "الحلول اللبنانية" لم تعد حلماً أو حصرماً رأيته في حلب. وتعمُّد الزائر حامل البشائر الاعلان عن دعم الحكومة والاستقرار والأمن والحوار، بفقرة لا لبس فيها ولا غموض: "نحن نثمّن الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان تمام سلام لتوفير الأمن، ومكافحة التطرّف والإرهاب، ولخلق وإيجاد التعاون بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين". وليس هذا فحسب، بل إنه كان حريصاً بدقة متناهية على تأكيد تشجيع طهران "الحوارات القائمة بهدف الوصول الى اتفاق على رئاسة الجمهورية. إن أصدقاء لبنان مستعدّون للمساعدة ولن يتأخروا". هنا بالذات، بالتحديد، بيت القصيد وبيت الداء، وبيت الفراغ الذي يأكل كالهمّ من صحون اللبنانيين في الوقعات الثلاث. واذا كانت التصريحات العلنية لظريف قد تضمَّنت هذا القدر من المصارحات و"المطارحات"، فمن البديهي أن تكون المحادثات خلف الأَبواب المغلقة، وتلك التي جرت ليلاً وخلف "الأسوار"، قد حملت قدراً كبيراً من البشائر والتفاهمات والوعود التي لا ينطبق عليها مَثَل عَ الوعد يا كمّون. أو هذا ما يتمناه اللبنانيون. عندما يتطرَّق وزير خارجية إيران في محادثاته الى الاستقرار، والأمن، والحوار والتطرّف، والاستحقاق الرئاسي، يترتَّب على بعضهم أن يسمع جيّداً، ويتفهّم جيّداً. لكن المَثَل يقول سوء الظن من حسن الفطن، والحذر واجب الى أن يزمِّر بُنَيِّنا...

 

بداية نهاية الأسد؟

هشام ملحم/النهار/13 آب 2015

يتحدث المسؤولون الاميركيون بثقة متزايدة ولكن حذرة عن احتمالات بدء عملية سياسية انتقالية في سوريا تستمر ما بين سنة وسنتين تنتهي برحيل بشار الاسد والمقربين منه من مدنيين وعسكريين، "أي تغيير في القيادة وليس تغيير النظام" على حد قول مسؤول أميركي بارز معني مباشرة بالحرب السورية، يبقي مؤسسة الجيش وما سلم من بيروقراطية الدولة السورية. ويضيف هؤلاء ان واشنطن تقبل ببقاء الاسد خلال المرحلة الانتقالية إذا ادرك الجميع انه يجب ان يتنحى ويغادر البلاد في نهاية هذه المرحلة. ويحذر المسؤولون الاميركيون، ومنهم وزيرالخارجية جون كيري، من ان النجاح ليس مضمونا للاسباب التي قوضت المساعي الديبلوماسية السابقة، بما فيها موقف ايران. ونسب المسؤول البارز المطلع على المساعي التي يبذلها الوزير كيري، الى مسؤولين روس قولهم إنهم "تعبوا" من الاسد، وباتوا أكثر استعداداً للبحث عن بديل منه. تأتي هذه المواقف على خلفية التراجع الميداني والنكسات التي تعرض لها الجيش السوري وحلفاؤه في شمال البلاد وجنوبها وفي محيط العاصمة دمشق. وشهدت الاسابيع الاخيرة نشاطات واتصالات ديبلوماسية عدة وفي اكثر من عاصمة، اظهرت ان ثمة زخماً جديداً لايجاد حل سياسي للحرب التي اقتلعت نصف الشعب السوري وقتلت أكثر من 250 ألفاً، من بينها اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية في الدوحة في 3 آب، وزيارة مسؤول المخابرات السوري علي المملوك للسعودية، ومحادثات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وزيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لطهران حيث اجتمع بوزيري خارجية سوريا وايران، وزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لعمان. ويوم الثلثاء قال الوزير كيري إنه يشعر بعد اجتماع الدوحة بأن هناك "فرصة أكبر" للتحرك على خط التسوية في سوريا، مشيرا الى ان ايران "قالت لنا بالتحديد وانه في حال اقرار الاتفاق النووي، نحن مستعدون لنناقش معكم القضايا الاقليمية". وكرر كيري انه على رغم كل هذه التحركات، لا ضمانات للنجاح. ويعول الاميركيون على ان يؤدي "التعب" الروسي من الاسد، الى زيادة الضغط على طهران لكي تبدأ جديا التفكير في مرحلة ما بعد الاسد، خصوصا ان ثمن ابقائه في السلطة سيزداد فداحة، اضافة الى "التزامات" ايران المكلفة في العراق واليمن. وتتزامن هذه التحركات مع بروز مؤشرات لاستعداد البيت الابيض للاضطلاع بدور أكبر في سوريا وخصوصا لمعالجة الازمة الانسانية المتفاقمة، وان يكن الرئيس أوباما لا يزال مترددا في قبول الاقتراحات الداعية الى اقامة منطقة آمنة على الحدود السورية - التركية.

 

إيران لا تريد التدخل في الاستحقاق وتتجنّب التورّط قبل تفاهمها مع السعودية

خليل فليحان/النهار/13 آب 2015

لم يتجاوب وزير خارجية إيران مع رغبة أكثر من مسؤول رفيع في أن تسعى بلاده مع الأفرقاء المعنيين الى انتخاب رئيس جديد للبنان، أولا لأن القيادة الإيرانية لا تريد أن تتورط في المستنقع اللبناني كما سبق لسوريا أن فعلت. ثانيا، تعلم إيران ان فريقا كبيرا يناهض سياستها ما دامت على خلاف مع السعودية التي تطالبها بعدم التدخل في الشأن اللبناني، إضافة إلى الدعم العسكري لحزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام الذي تطالب الرياض بترحيل رئيسه بشار الأسد في أي حل. وجدد موقف المملكة وزير خارجيتها عادل الجبير من موسكو وفي شكل علني، وهذا ما يجعل ظريف يتمسك برفض اي تدخل في الموضوع الرئاسي قبل عودة العلاقات الطبيعية مع السعودية. وثالثا، إن حزب الله له موقعه ومكانته في طهران التي تعتبره قوة استراتيجية لأنها تمكنت من تحرير أجزاء من الجنوب بعد قتال ضد الجيش الاسرائيلي، وهو القوة العربية الوحيدة التي تمكنت من الانتصار على اسرائيل وتمنع اي عدوان تحاول شنه على لبنان، نظرا الى الترسانة الصاروخية. وبالتالي لن تطلب من نصرالله التخلي عن ترشيح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي هو ايضا صديق ايران. وهذا تماما ما يفسر جواب ظريف لدى تطرق الرئيس سلام الى موضوع الفراغ الرئاسي، إذ جاراه المسؤول الإيراني الرأي في ضرورة ملئه بالحوار، دون أن يبدي اي استعداد للسعي، مؤكدا ان انتخاب رئيس الجمهورية هو "شأن داخلي بالدرجة الأولى". وأضاف ظريف أن أصدقاء لبنان مستعدون ولن يتأخروا عن بذل المساعي الحميدة. وعادفلمّح إلى أن الموضوع يستوجب "توافقا داخليا". ولخّص أكثر من مصدر شارك في اللقاءات التي عقدها ظريف مع المسؤولين لـ"النهار" أهداف الزيارة بأنها "لإطلاع المسؤولين على تلك التفاهمات" حول برنامج الاتفاق النووي لبلاده. وشرح لهم كيف يمكن لبنان ان يستفيد من مفاعيله تجاريا واقتصاديا ومن خلال المشاكل التي يعانيها، كالطاقة الكهربائية والنفايات. وطمأن خلال لقاءاته الى ان العقوبات المفروضة على بلاده ستزول، وكانت الولايات المتحدة الاميركية قد وضعتها بسبب التقدم النووي وتوقع زوالها بعد إقرار الاتفاق، مما سيؤدي إلى عدم بقاء أي عائق أو مانع أمام هذا الانفتاح على لبنان. ولفت مصدر وزاري الى مدى تأثر المسؤولين بما عرضه ظريف عليهم من استعدادات، فأوضح ان اتفاقات كثيرة موقعة بين البلدين مذ كان الرئيس رفيق الحريري رئيسا للحكومة، لكن المشكلة تبقى في التنفيذ وفي انحياز السياسيين والمصالح التي يتبنونها ويدافعون عنها، اضافة الى التدخل الاميركي تجاريا، من أجل تسويق شركاتها، وسياسيا لإبعاد النفوذ الإيراني في لبنان. وما من سياسي يمكنه ان ينسى المساعدات العسكرية التي طرحتها إيران على الجيش، ولاسيما قبل معركة عرسال وبعدها، وقد رفضت بضغط اميركي وتحت عنوان ان لبنان لا يمكنه قبول أي هبة ايرانية، وخصوصا اذا كانت سلاحا، في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها. أما الهدف الثاني فهو الاستفسار من المسؤولين عن المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية وموقفهم من الأفكار التي تجري بلورتها. وسمع أن أزمة اللاجئين يمكن إضافتها إلى صلب المبادرة.أما الهدف الثالث للزيارة فهو تأكيد الاستقرار والاستعداد لمساعدة لبنان في التصدي للارهاب وحض الافرقاء اللبنانيين على التوافق والحوار مدخلاً لحل الأزمات في لبنان.

 

بيروت بوابة العبور الديبلوماسي الى دمشق زيارة ظريف أكثر من عصفور بحجر واحد

روزانا بومنصف/النهار/13 آب 2015

عبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من بيروت التي زارها إلى دمشق من اجل لقاء الرئيس السوري بشار الاسد. كانت دمشق بوابة العبور الى بيروت زمن امساك النظام السوري بالقرار اللبناني وكان النظام ينزعج جدا من زيارة اي ديبلوماسي او سياسي لبيروت قبل توجهه الى دمشق اولا فيما اضحت بيروت المعبر شبه الوحيد الذي يؤدي الى العاصمة السورية. وهذا الانزعاج حاول ترجمته في الامس القريب مع عبور الموفد الدولي للازمة السورية ستيفان دو ميستورا من بيروت الى دمشق ولقائه مسؤولين لبنانيين الى درجة دفعت بالديبلوماسي الدولي الى تقليل فرص لقائه هؤلاء في حلّه وترحاله من بيروت لئلا يؤثر ذلك على طبيعة مهمته وعدم اغضاب النظام السوري. لكن سيكون صعبا على الرئيس السوري الاعتراض على زيارة ظريف بيروت ولقائه المسؤولين اللبنانيين قبل زيارته دمشق لعدم خشيته مما قد تتركه لقاءاته معهم ولان ايران هي من تؤمن استمرار الاسد. وتزامن ذلك فيما كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يبحث في موسكو في الازمة السورية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي اقر بوجود نقاط خلافية ومن بينها مصير الاسد، في اعلان نادر من المسؤولين الروس بان مصير الاسد بات على طاولة البحث الجدي علما ان عقدة الاسد نشأت بعد بيان جنيف 1 في حزيران 2012 وبدأ الاختلاف الروسي الاميركي في تفسير ترجمة المرحلة الانتقالية. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن قبل خمسة ايام من اللقاء الديبلوماسي السعودي الروسي انه يرى "بارقة امل للحل السياسي في سوريا لان حليفي النظام في دمشق روسيا وايران باتا يعتقدان ان ايام النظام باتت معدودة وان الرياح لا تميل لمصلحة الاسد". لافروف نقض بعد مباحثاته مع نظيره السعودي ما ذهب اليه اوباما من حيث تأكيده تناقض المواقف في شأن مصير الاسد الذي لا ترى المملكة السعودية مكانا له في مستقبل سوريا. والامر يذكر بانه مسؤولين غربيين كثر كانوا يضعون كلاما خلال العامين الماضيين على ألسنة المسؤولين الروس سرعان ما ينقضها هؤلاء من خلال تأكيد ثبات مواقفهم من الازمة السورية ومن دعم الاسد ودعم المنطق الذي يرفعه بمواجهة الارهاب. لكن مصادر ديبلوماسية تنقل عن جهات دولية ان الجميع بات يدرك انه سيكون صعبا جدا ان يستمر الاسد في موقعه اذا كان البحث جديا وحاسما لايجاد حل للازمة السورية، وهذا سيحصل في وقت ما، لكن المحاولات الروسية والايرانية ستستمر من اجل الاحتفاظ له بموقع اذا كان ذلك ممكنا، ولن يكون ذلك متاحا قبل نضوج التسويات في المنطقة.

زيارة ظريف ادرجتها مصادر في بيروت من ضمن جملة عوامل خصوصا انها ليست مقصودة في ذاتها مقدار ما تندرج من ضمن جولات لرئيس الديبلوماسية الايرانية على بعض الدول في المنطقة. لكنها يمكن ان تصيب اكثر من عصفور بحجر: جس نبض وعلاقات عامة تستفيد من الدينامية التي اطلقها الاتفاق النووي لمصلحة المعتدلين في ايران وترويجه المتشدد للاستقرار في لبنان وتثبيت ما هو قائم بالتوافق وتثمين جهود رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام على نحو يمكن ان يفتح له ابوابا لا تزال مغلقة امامه في المنطقة باعتبار ان لبنان هو منبر يمكن ان توجه عبره رسائل الى بعض دول المنطقة كما الى الغرب. لا صلاحية لديه لحلول على غرار ما يمكن ان يفك رهن استحقاق انتخابات الرئاسة اللبنانية وفق ما تبين سابقا اقله في لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اذ احال الكلام في هذا الموضوع الى الرئيس حسن روحاني. اذ ان لبنان قد لا يكون الاولوية قبل ملفات ملحة اخرى يتعين على ايران ان تثبت حسن نواياها ازاء المنطقة كما هي الحال بالنسبة الى اليمن مثلا. ثانياً رصد ردود الفعل على مشروع الحل للازمة السورية التي قالت ايران انها ستقدمه الى الامم المتحدة في موازاة التسويق لما بعد الاتفاق النووي ومواجهة الارهاب في المنطقة خصوصا ان الشق المتعلق بلبنان وعلاقة ايران بـ"حزب الله" وبالنظام السوري اكثر ما يرتبطان بالحرس الثوري والمتشددين الايرانيين منه بالديبلوماسية الايرانية.

في الانتظار تسعى روسيا وايران كل من جهتها الى محاولة النفاذ الى حلول تحفظ لهما مصالحهما وتاليا امكان ابقاء موقع للرئيس السوري بشار الاسد من باب مواجهة الارهاب. فروسيا تدفع في اتجاه تعاون اقليمي في هذا الاطار نفى لافروف ان يكون على غرار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من اجل محاربة تنظيم الدولة الاسلامية وحدده على انه تعاون وتنسيق اقليميين مع الاسد اي مع كل من الجيش السوري والجيش العراقي والمعارضة المعتدلة كما قال. في الوقت الذي يتعذر عمليا البناء على هذا المنطق وفقا للمصادر المعنية استنادا الى ان الجيش العراقي قد انهار وتفكك الى درجة اضطرت الولايات المتحدة ومجموعة دول الى التدخل فضلا عن انشاء ميليشيات مذهبية من اجل محاربة داعش. ولم يلبث الرئيس السوري ان اضطر أخيراً الى الاعلان عن تضاؤل حجم قواته واضطرارها الى التراجع والتخلي عن مناطق لم تعد تستطيع الاحتفاظ بها والدفاع عنها في الوقت الذي يسانده ميدانيا ميليشيات شيعية لم يكن ليستمر من دونها. وتوقفت جميع المحاولات في العراق نتيجة الفشل في المصالحة السياسية الشعبية التي تؤمن وحدها الغطاء لمواجهة داعش.

 

كل مواطن "تِنِحْ"

عماد موسى/لبنان الآن/12 آب/15

أسس الكاتب سعيد تقي الدين، سنة ترؤسه جمعية خريجي الجامعة الأميركية، أي في العام 1954، لجنة "كل مواطن خفير" لكشف جواسيس "إسرائيل" وفضح المتعاملين معها من رجال سياسة وأعمال ومهن حرة وغيرها. وحققت اللجنة الكثير في هذا المجال على تواضع إمكاناتها، وكانت تزوّد الأجهزة الأمنية في لبنان والشام بالتقارير والوثائق المتعلّقة بالجواسيس والمتعاملين. طلع تقي الدين بلجنته في السنة التي كانت فيها الولايات المتحدة تقضي على "المكارثية" وتعيد الإعتبار لضحاياها. لم يعِش تقي الدين تجربة المكتب الثاني، كما إخوته في الحزب القومي السوري الإجتماعي، حيث تحوّل كل مختار ورئيس بلدية وصحافي وزعيم حي وصاحب مصنع  ومدير بنك إلى خفير ومخبر. لا ليسوا جميعهم. فقد توفي تقي الدين في المهجر في شباط 1960، أي قبل أشهر من محاولة الإنقلاب الفاشلة. كذلك لم يرَ كيف أصبح المواطنون اللبنانيون، في أعوام الحرب الأولى خفراء يحرسون شوارعهم ومناطقهم وقراهم ويترصدون الجواسيس. من الحراسة إلى الأمن الذاتي إلى الإنخراط في حملات التطهير الطائفي والحزبي وحروب التحرير والمقاومة... إلخ مع الوقت بات شعار "كل مواطن خفير" صالح لكل زمان ومكان. في بيئة حزب الله كل مواطن خفير... وإنضباط. في  القرى الحدودية (مع سوريا) كل مواطن خفير لحماية العرض والأرض من تهديدات  داعش. وفي المناطق التي تزدهر فيها أعمال السرقة كل مواطن مدعو ليكون خفيراً متمرناً إلى جانب البوليس البلدي والدرك. وبرأيي يُساء إلى قيمة اللبناني المضافة على البشرية عندما تحدّ طاقاته بالتجسس لمصلحة الوطن أو بحمل السلاح متى نادى الواجب. فكل مواطن لبناني هو اليوم زبّال وخبير بيئة وقوة إصلاح وطاقة تغيير. ويمكنني أن أضيف لا بل أن أدعو المخلصين، إلى المساهمة في تأسيس لجنة "كل مواطن تِنِحْ" بهدف التشهير بأخوتي في الوطن. لم أعثر على كلمة "تِنٍح" في أي من القواميس العربية، لكن إستناداً إلى المرحوم جدي فالـ"تِنح" هو تيس يتميز بضخامته وفحولته وقرنيه. تيس ماعز أو كرّاز؟ لم أعد أذكر تماماً. والرجل "الِتِنح" باعتقادي تيس ناطق، أما أنثى التنح فلم أتوصل بعد إلى تحديد هويتها السيكولوجية. درجت كلمة "تِنِح"على لسان الإعلامي الراحل رياض شرارة، وأطلقها بشكل خاص على مجانين القيادة في طيرانهم بسياراتهم على علو مخفوض فوق سطح الزفت أو في تجاوزهم من جهة اليسار، متسببين بزوابع غبار تعمي بصر إخوتهم المنقوعين في سياراتهم تحت شمس آب، وتسد أنوفهم. وإن سُدّت الطرق في وجه تنح يجتاح الأرصفة وتلال النفايات ويقطع الأوتستراد من ميل إلى ميل كأنه يقطع قالب جبنة قشقوان غنم. والتِنِح هو من يعتبر أن عليك أن تحيد بسيارتك من طريقه ولو كنت تقود بالسرعة القصوى التي يجيزها قانون السير أي 100 كلم بالساعة. وإن لم تفعل أطلق بوق سيارته  وأشعل كل مصابيح سيارته وهدد بصدمك من الخلف، ومتى تجاوزك شتمك بكل ما تعلمه من بذاءة.مولود من بطن أمه دمه فائر وأخلاقة "شغل إيدو".

في الأمس سطّرت قوى الأمن محاضر ضبط (سرعة زائدة) بحق 1036 تنحاً، ونحن في لجنة "كل مواطن تِنح" يهمنا أن نمنح كلاً منهم بطاقة عضوية!

 

زيارة محمد جواد ظريف

خليل حلو/12 آب/15

زيارة وزير الخارجية الإيراني لبيروت السيد محمد جود ظريف التي بدأت في السراي الحكومي تشير بوضوح أن إالسياسة الإيرانية في المنطقة ولبنان هي التهدئة، وما مروره أولاً بالرئيس سلام في السراي سوى دعم لحكومة المصلحة الوطنية، مما يفرض علينا الإستفادة من هذا الموقف الإيراني لتمرير هذه المرحلة بأقل ضرر ممكن، وربما للضغط بإتجاه إجراء إنتخابات رئاسية وفاقية وإنهاء هذه الأزمة التي تفوق أضرارها أضرار التنازلات من هذا الفريق أو ذاك. ولكن التجربة تقول أن رئيس لبنان المقبل لن يتم إنتخابه قبل نضوج الطبخة المتعلقة بمستقبل سوريا (وليس الحل في سوريا، لأنه يبدو بعيداً) وهذا المستقبل هو اليوم موضوع مفاوضات دولية إقليمية حامية، وما يعيقه هو تمسك الأسد بالسلطة بالرغم من تراجع قوته الكبير، وانقسامات قوى الثورة السورية التي تعاني من قلـّة التنظيم وعدم وضوح في رؤياها لسوريا المستقبل.

وبالعودة إلى زيارة السيد محمد جواد ظريف الذي أنجز إتفاقاً تاريخياً مع واشنطن، حيث إيران قدمت تنازلات غير مسبوقة منذ 35 عاماً، إن المراقبين يفهمون أن إيران اليوم ليست في صدد المواجهة لا مع العالم الغربي ولا مع العالم العربي، وهي تحاول إيجاد المخارج والتسويات لأزمات المنطقة، وهي أدركت تماماً أن تنظيمي القاعدة وداعش، اللذين استفادت منهما في مراحل كثيرة في سوريا والعراق، هما أقوى بكثير من أن تواجههما منفردة، خاصة وأنها لم تستطع منذ أكثر من عام حتى اليوم من إنجاز الكثير على الأرض ضدهما بالرغم من نشر الحرس الثوري الإيراني وحلفائها الآخرين في العراق وسوريا. وبالتالي إن المنطقة قادمة على تسويات مع استمرار الحرب على التنظيمات المتطرفة طويلاً وطويلاً جداً، ولن تكون هذه التسويات على حساب أي قوة إقليمية ولا سيما المملكة العربية السعودية، التي تربح الحرب في اليمن، وتركيا التي تنزلق أكثر فأكثر إلى الداخل السوري، وهذا سينعكس حتماً على لبنان الذي يجب أن يستفيد من هذا المناخ التوافقي الإقليمي. ولكن في غياب تقديم مصلحة لبنان على المصالح الضيقة من قبل البعض وخاصة الذين يرفضون الحلول الوفاقية أكان على صعيد الرئاسة أو على صعيد التعيينات الأمنية، أقله لتمرير هذه المرحلة بالحد الأدنى من الأضرار، تبقى الحلول الآتية من الخارج هي المرجـّحة، وزيارة محمد جواد ظريف الذي يقول بضرورة التفاهم مع العالمين العربي والغربي تتناقض مع مواقف حلفائه في بيروت، ولكن مصداقية ظريف ومن يتفاهم معهم في المنطقة تظل المرجـّـحة.

 

ظريف للحلفاء: وقف العسكرة وبناء الاقتصاد

كمال ريشا/12 آب/15

حمل وزير الخارجية الايرانية مجمد جواد ظريف رسائل الى اللبنانين تراوحت بين التطمينات للمسؤولين من جهة والوعود بعدم التخلي عن الحلفاء من جهة ثانية، وسط ترقب لما ستسفر عنه الزيارة، في ظل مؤشرات إقليمية بدأت في اليمن وعبرت العراق بعد زيارة ظريف الى بغداد. المعلومات تشير الى ان الحوثيين يتراجعون في اليمن بطريقة درامية، وتضيف انهم تلقوا نصيحة إيرانية بضرورة الدخول في العملية السياسية وإيجاد تسوية للإنقلاب الذي تورطوا فيه بدعم إيراني واضح، ما يعكس تخلي السلطات الايرانية عن الحوثيين وتركهم ليواجهوا مصيرهم والامر الواقع الجديد الذي يفرضه التقدم الميداني لقوات الشرعية اليمنية، ما يعيد الحوثيين الى رشدهم والى طاولة المفاوضات بشروط الشرعية. هذا في اليمن اما في العراق فقد أحدثت زيارة ظريف تحولا جذريا في بناء السلطة في العراق بعد ان اسفرت عن إنهاء “المالكية السياسية”، على يد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي الغى جميع مناصب نواب الرئيس، من جهة، وبدأ حملة لمكافحة الفساد وانصار المالكي من جهة ثانية. في لبنان، كانت لظريف لقاءات عدة، حملت عناوين عدة، ابرزها، ما اشارت اليه معلومات عن لقاءاته مع حلفاء طهران، وعزوفه عن زيارة ضريح عماد مغنيه، حيث نقل عنه القول للحلفاء، إن إيران لن تتخلى عنهم، ولكن في المقابل، إن إيران الحالية بعد توقيع الاتفاق النووي، ليست إيران قبل التوقيع، وان طهران تتطلع الى توظيف خبراتها التقنية في مجال الطاقة النووية السلمية في محيطها، ومع دول الجوار، وان المرحلة المقبلة مخصصة لتعافي الاقتصاد الايراني، والتحضير لافادة طهران من رفع العقوبات والانفتاح الاقتصادي، بعد عقود من الحصار، لتدخل الى نادي دول العشرين، وهذا يتطلب إيلاء الاولولية للتهدئة والاستقرار في دول المنطقة والجوار، ووقف عسكرة الجماعات الشيعية، وإقفال دفاتر تاريخ الصراعات السنية الشيعية الى غير رجعة. المعلومات تشير الى ان ظريف قال إن بلاده تتعرض لضغوط من المجتمع الدولي عموما ومن فرنسا خصوصا من اجل تسهيل إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وهذا الامر، يجب ان يشكل أيضا علامة حسن نية من إيران، تجاه المجتمع الدولي، وهذا ما يجب العمل له والتحضير لتسوية سريعة يتم في نهايتها إنتخاب رئيس. فهل يكون انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، مواز لانهاء “المالكية السياسية” في العراق، كنتائج لزيارات الوزير ظريف؟

الايام المقبلة كفيلة بتظهير الصور.

 

ظريف تجاهل عون ودعم سلام

 خاصّ جنوبية/ الأربعاء، 12 أغسطس 2015  

يرهان “التيار الوطني الحر” على تسوية ما تقودها ايران، خاصة مع زيارة الظريف إلى لبنان، كما على الدعم الذي يلقاه من “حزب الله”، ويتوقع عونيون ان يتضمن خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الجمعة المقبل اشادة بالنائب ميشال عون ودعما له في رسائل متعددة الاتجاه لمن يعنيهم الامر. وامس قال عون إنهم “ينتظرون ليربحوا الحرب حتي يتخلصوا منا. لن يربحوا الحرب ومن ربحها معروفون ونحن في الخط الرابح في المنطقة”. وما بين عبارات عون ومقدمة محطته “أو تي في” مساء امس، يتكشف رهان “التيار” على الدور الايراني في المرحلة المقبلة، لكن وزير خارجية الجمهورية الاسلامية محمد جواد ظريف الذي بدأ جولته أمس  لم يعزف على الوتر نفسه، فأحبط كلّ الرهانات بل سجل دعما للحكومة، مثمناً دور رئيسها تمّام سلام “الذي أدى الى مزيد من الهدوء والاستقرار والامن في هذا البلد”. قال: “نحن نثمّن الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الامن ومكافحة التطرف والارهاب ولخلق وايجاد التعاون بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين”. أضاف: “نقول ليس اليوم للمنافسة والتنافس في لبنان، وإن كان لا بد من التنافس فلا بد أن يكون التنافس لإعمار لبنان”. الكلام الذي أعلنه الوزير الإيراني، انطوى على ان إيران ليست في وارد فتح جبهة أو دعم أي اشكال يؤثر على استقرار لبنان في هذه المرحلة التي تعطي فيها الأولوية لتسويق دورها في البحث عن حل للأزمة السورية. كما أن سجل الظريف  في السرايا اعجابه بالوضع الامني المستقر في لبنان، وقارن بالاجراءات المشددة التي كانت تحاط بها زياراته السابقة. وأكد تشجيع ايران الحوارات القائمة “بهدف الوصول الى اتفاق على رئاسة الجمهورية”، واشار الى ان هذا الموضوع “يعالج من قبل الشعب اللبناني وينبغي على الحكومات الأجنبية ألا تعرقل ما يريده الشعب اللبناني”. واضاف ظريف في اللقاء أن “أصدقاء لبنان مستعدون للمساعدة ولن يتأخروا”.

إلغاء زياة ضريح مغنية

يذكر أن ظريف ألغى زيارة كانت مقرّرة إلى ضريح الشهيد عماد مغنية في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية بعد ظهر أمس، وذلك “نظراً إلى كثافة مواعيده وبرنامجه الحافل باللقاءات خلال زيارته للبنان، وتأخر وصول الطائرة عن موعدها، على أن تؤجل الزيارة الى فرصة لاحقة”، بحسب بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في “حزب الله”.

ظريف حضر بلا مبادرة رئاسية وواشنطن ترسل موفداً

وصفت” محادثات رئيس الحكومة تمام سلام مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بأنها كانت جيدة، وتناولت ثلاثة ملفات من ضمنها الاتفاق النووي، وضرورة الافادة منه لدعم ملفات الاستقرار في المنطقة. ودعم المؤسسات الرسمية في لبنان، وأبرزها إنهاء الشغور الرئاسي، لكنه شدّد بأن المسؤول الإيراني لم يحمل أية مبادرة في هذا الخصوص. ومعيار نجاح زيارة ظريف سيكون مدى تسهيل إيران عملية إنتخاب رئيس جديد  باعتبار أن طهران طرف في تعطيل إنجاز هذا الاستحقاق من خلال حلفائها في لبنان.

وعلمت “النهار” أن موضوع زيارة موفد أميركي للبنان قيد البحث منذ نحو عشرة أيام ولم يبت به بسبب فقدان المعطيات المطلوبة عن الاستحقاق الرئاسي. لكن المعلومات تفيد أن الزيارة انتظرت زيارة ظريف لبيروت.

 

عون يلعب آخر أوراقه: تجييش المسيحيين ضد الحريري والسنة

 سهى جفّال/الأربعاء، 12 أغسطس 2015  

 في إطار العلاقة المتأرجحة بين التيار الوطني الحرّ وبين تيار المستقبل رفع العماد ميشال عون أمس سقف خطابه السياسي مع "المستقبل" من دون سابق إنذار قائلاً: "ساقبت اغتالوا الحريري، والحريري ليس هو من حرّر لبنان بل أنا من حرّرها". فهل ينجح الجنرال باستفزاز الشارع المسيحي بوجه الشارع السني؟   مع تواصل حملة التيار البرتقالي على التيار الأزرق، رفع العماد ميشال عون سقف خطابه السياسي بوجه “المستقبل” وصولا إلى القول: “ساقبت اغتالوا رفيق الحريري (2005)، وليس الحريري من حرر لبنان بل أنا من حرّر الأرض، وتحديداً بتعاوني مع قوى دولية، قمنا بتحرير لبنان وإعادة استقلاله”. وجاء كلامه هذا بعد إجتماع تكتل التغيير والإصلاح أمس.

وسرعان ما صدر عن الرئيس سعد الحريري ليلا بيان من ثلاثة جمل مقتضبة فتمنّى “تجنب زجّ اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في أي سجال، من النوع الذي ورد على لسان أحد القيادات واعتبار انتفاضة الاستقلال قضية تعلو فوق أي اعتبار”.

سعد الحريريفي وقت نرى إصرارا من قبل التيار الوطني الحر على زجّ “المستقبل” في المواجهة مع عون لتجييش الشارع المسيحي ضد تيار المستقبل باعتباره يعيق استعادة المسيحيين حقوقهم المهدورة، والإيحاء بأن النزول إلى الشارع ضد الحكومة بعد قرارات التمديد للمناصب العسكرية أصبح واجبا لاستعادة حقوق المسيحيين المهدورة حسب المنطق العوني. بات من الواضح، والحال هذه، أن عون يبحث عن مشاكل وإشكالات مع تيار الحريري من أجل شدّ عصب جمهوره، خصوصا بعد بتّ ورقة التعاون مع القوات اللبنانية، فلا سبيل إلّا بالعودة إلى معزوفته القديمة وفتح النار على المستقبل، يقابلها مساع حريرية لتبريد الوضع وعدم الدخول بمواجهة مع عون.

ورغم موافقة “حزب الله” على تأجيل تسريح العسكريين بتعديل قانون الدفاع إلّا أن عون  مصر على حصر خلافه بتيار المستقبل فقط.

ميشال عون  وفي هذا السياق، رأى  عضو تجمع لبنان المدني الدكتور محمد علي مقلد أن    “عون شخص مريض بكل ما للكلمة من معنى وليس له علاقة بالسياسة لا من    قريب ولا من بعيد”. وتابع: “يريد أن يبني مجدا لنفسه على حساب الآخرين”.

ولفت مقلّد إلى أن “الحركات والأحزاب الغير ديمقراطية تخلق عصبيات للإلتفاف  الطائفي حولها ضد الطرف الآخر، فخصم عون يجب أن يكون “سني” أو “شيعي”  وبما أن حزب الله حليف له، فتيار المستقبل هو الأنسب لفتح النار عليه وتحقين الشارع المسيحي ضدّه، أما المسيحيون المعارضون له فهم عملاء”. مضيفًا: “الحركات القومية أو الإسلامية تستخدم دائمًا العدوّ الخارجي”. كما أشار مقلّد إلى أن “عون منذ بداية التفاهم مع حزب الله صوّر للمسيحيين أن الرئيس رفيق الحريري أقصى بأمواله أموال المسيحيين. وفي وقت كان رأس المال المهيمن في لبنان مسيحيا أصبح سنيا. كما صوّر لهم أن الحريري أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وأعطاها لرئيس الحكومة بوقت أن هذه الصورة لا تمت للرئيس الحريري بصلة”.أما عن دور حزب الله أيضًا بتصوير ان الخلاف في لبنان هو بين التيار العوني وتيار المستقبل حصرا، قال مقلّد: “إن حزب الله يسعى لتبرئة نفسه من أي إشكال على أن يظهر نفسه لاحقا بموقف الحكم وانه فوق الخلافات والصراعات”.

 

نحو إلحاق لبنان بـ «دويلة العلويين»

حسان حيدر/الحياة 13 آب/15

ترتسم في سورية مع اشتداد حربها الأهلية، وعلى رغم النشاط الديبلوماسي الدولي المستجد على هامشها، ملامح دويلات أقربُها إلى لبنان «دويلة العلويين» المفترضة التي ترث عن سورية الأم حدودها معه في شرقه وشماله، في حال نجح الجيش النظامي و»حزب الله» في فرض سيطرتهما على ما تبقى من الجبهة السورية الغربية، أي الزبداني والقلمون. لكن إجماع الآراء على هشاشة هذا «الكيان» وضعف تكوينه الجغرافي والبشري والاقتصادي يطرح أسئلة عن المخارج التي قد يلجأ إليها بشار الأسد وراعيه الإيراني لضمان حماية حدوده وتأمين بقائه، وسط مؤشرات إلى أن خطوات تعجيز وتيئيس تصاعدية يتخذها «حزب الله» وحلفاؤه في لبنان بمباركة طهران، هدفها البعيد إلحاق لبنان بـ «الكيان» المزمع. وجاء تشديد وزير الخارجية الإيراني ظريف في بيروت على اعتبار لبنان ضلعاً أساسياً في «محور المقاومة» دليلاً جديداً على تصور طهران لمستقبل هذا البلد ودوره في تكريس امتدادها الإقليمي الذي يقوم أساساً على ادعاء إيران حرصها على قضايا العرب أكثر من العرب أنفسهم. ويبدو أن الإيرانيين الذين تسلموا زمام الشأن السوري، بمشاركة روسية هدفها إبقاء التغطية السياسية الدولية، ورثوا أيضاً الأسلوب السوري في التعامل مع لبنان. إذ لجأت دمشق عندما أرادت إرسال جيشها إلى أراضيه في 1976 أو إعادة نشره في بيروت بعد انكفائه في 1982، إلى نشر الفوضى الأمنية والسياسية ليكون هو «ورقة الإنقاذ» الوحيدة المتاحة بعد تعطيل الحلول السيادية. وكررت الأمر نفسه في كل مرة واجهت صعوبة ما في فرض رغبتها السياسية فيه. وعملياً، انقلبت المعادلة الإيرانية في سورية ولبنان بعد أربع سنوات من الثورة السورية والإنهاك الذي أصاب جيش بشار الأسد. وبعدما كانت طهران ترى في سورية سنداً استراتيجياً لحليفها اللبناني «حزب الله» وطريقاً لمده بالسلاح، باتت تطلب من الحزب إسناد النظام السوري ومدّه بعناصر البقاء. ويفترض هذا التغيير أن يتمكن «حزب الله» من فرض إرادته السياسية والأمنية على كامل لبنان، مع الإبقاء الشكلي والموقت على شعارات «التعددية» و «التوافق» و «المشاركة». وهو ما يتكرس حالياً على الأرض في شكل تدريجي: فلبنان من دون رئيس منذ أكثر من سنتين، وهذا يعني أن المشاركة المسيحية ملغاة، بغض النظر عن محاولات التنفيس التي يقودها حليف الحزب ميشال عون الذي يحصر «المشاركة المسيحية» بشخصه وعائلته. ويرفض الحزب اختيار أي رئيس قد يفكر مجرد التفكير، بأنه ليس من مصلحة لبنان أن يكون عضواً في «محور الممانعة»، ويشترط إن يكون «الماروني الأول» من المؤمنين بالتحول في دور طائفته وبلده. أما الحكومة اللبنانية بقيادة السنّة، فمعطلة بقرار من الحزب وتعيش تهديداً دائماً بإسقاطها، منتقلة بين الأزمات على رؤوس الأصابع، حتى أنها تعجز عن إيجاد حلول لمشكلات تضغط بقسوة على الحياة اليومية لمواطنيها مثل النفايات والكهرباء والفلتان الأمني. ويمعن «حزب الله» وتابعوه اللبنانيون من تشكيلات سياسية واهية في إظهار عجز الدولة الشامل عبر محاولات مد التعطيل إلى المؤسسات النادرة التي لا تزال تتمتع بحد أدنى من التسيير الذاتي، بهدف رهن أدائها بتوافق شبه مستحيل، وإلغاء ما تبقى من استقلالية قرارها. ويتولى قياديون في «حزب الله» من وقت لآخر مواكبة هذا الواقع المنهار بمواقف سياسية تقضم من كيان لبنان السياسي، وتدعو إلى إعادة النظر في اتفاق الطائف «الذي لم يفعل سوى توليد أزمات متلاحقة»، وإلى عقد «مجلس تأسيسي» يعيد تقسيم النفوذ بين الطوائف وإلغاء المناصفة الحالية بين المسلمين والمسيحيين. ويضغط الحزب تدريجاً لفرض إلحاق الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية باستراتيجيته الدفاعية عن نظام الأسد، ملوحاً بفزاعة «الإرهاب التكفيري»، وهي الفكرة نفسها التي تجهد دمشق وموسكو في تسويقها دولياً، والتي يبدو أنها تلقى قبولاً لدى واشنطن التي ترفع شعار محاربة التطرف في العراق وسورية أولاً. وعندما يحين الوقت، ويعلن بشار الأسد أن جيشه «مضطر» إلى الانسحاب للدفاع عن «المناطق الأكثر أهمية» في نظر نظامه، أي إلى حدود «الدويلة العلوية»، يكون «حزب الله» قد أتم تحضير لبنان واللبنانيين للالتحاق بالواقع الإقليمي الجديد.

 

المهمّشون في معارك الدولة العربية

شفيق ناظم الغبرا/الحياة 13 آب/15

ظاهرة «المهمشين العرب» هي الظاهرة الأكثر تأثيراً في المشهد العربي الراهن. هذه المشكلة تتفاعل في أعماق الدول العربية سواء تلك التي تتمتع بالرخاء أو تلك الأكثر فقراً. وتشكل المشكلة هاجساً للدول غير العربية حيث يزداد «المهمشون العرب» إنتشاراً وهرباً من نار بلادهم. ولم تعد مصادر التهميش تتلخص في صراع الطبقات بمعناه الإقتصادي، فهناك أنماط أخرى من التهميش أكثر خطورة، فالفقر والغنى لا يصنعان ثورة وحركات احتجاج كتلك التي وقعت في ٢٠١١، لكن التهميش يصنع ثورات وانتفاضات كما يصنع مشهد العنف والإرهاب الذي يبرز أمامنا اليوم. إن التاريخ لا يستجيب للنظرة الأمنية إلا في المدى المحدود والقريب، بل نجده يستجيب للنظرة الإجتماعية والسياسية الإقتصادية الشاملة التي تتفاعل مع عوامل أكثر عمقاً تقع تحت سطح المجتمع. ويقع التهميش عندما تشعر فئات من المجتمع بأنها تعاني من التمييز بسبب الخلفية الإجتماعية والعائلية أو القبلية أو الدينية والطائفية أو الجنسية (المرأة) أو الإقتصادية والجهوية والمناطقية والعمرية. إن الشعور بـ «التمييز» بخاصة عندما يتداخل مع عوامل إجتماعية ودينية وعمرية ومناطقية يتحول الى قنابل موقوتة لا يمكن إلا أن تنفجر في وجه النظام السياسي. التهميش يعني عملياً أن هذه الفئات لا تشارك في العمل السياسي ولا تتقدم كما تتقدم الفئات الأخرى ولا تستأثر بما يستأثر به الآخرون، كما أنها تقطن في مناطق محددة وتفرض عليها حدود في الحياة العامة. وتجد هذه الفئات أنها مستثناة من العمل في أجهزة أمنية كثيرة وأن رتبها قلما ترتقي الى رتب الآخرين، وانها أيضاً تحرم من مواقع مهمة في الدولة، كما أن مصالحها لا تراعى كما تراعى مصالح فئات أخرى. ويرتبط التهميش في الوقت نفسه بالعنصرية المكتوبة وغير المكتوبة والتي تمارس في العلن كما تمارس من وراء الأقنعة من قبل سلطات وفئات متنفذة. التهميش يرتبط بالسياسة وبالجهات التي تهيمن على الدولة وتقرر مع من تتحالف ومن تستثني وتبعد وتعتقل وتنفي. قد تتجمع أربعة عناصر سلبية في عملية التهميش كالعائلة والمنطقة والفقر واللون أو الدين لتصنع المشكلة. لهذا تعم في السنوات الأخيرة الدراسات الاجتماعية التي تركز على التمايز بين الفئات.

وتنتج عن التهميش مشكلة أعمق للنظام السياسي الذي يمارسه من دون وعي بآثاره، فكل من يرتبط بالقوى المهيمنة على النظام السياسي سيشعر بالنتيجة أن الدولة هي ملكه وله فيها أحقية تتفوق على غيره حتى لو تجاوز القانون ودمر الإدارة وسرق المال العام وتصرف بما هو ليس له. من جهة أخرى فكل من لا يرتبط بالنظام وينتمي الى أجنحة عائلية وقبلية وفئوية تعاني درجات من التهميش سيشعر بالغربة والإنزواء عن الدولة ومؤسساتها. في المشهد العربي تفرز الدولة المهمشين الذين يتحولون الى غاضبين ومعارضين وناقدين في الجانب السلمي، وهي نفسها التي تفرز مع الوقت، من دون وعي ومعرفة، الإنتحاريين والمفجرين في الجانب العنفي. وبامكان رجل أعمال ينتمي الى أسرة مرموقة ويملك ما لا يملكه غيره أن يشعر بالتهميش بسبب إنتمائه لطائفة أو فئة او قبيلة وعائلة تمنع عنها المواقع الحساسة ويتم التشكيك في ولائها ووطنيتها في وسائل إعلامية توجهها الفئة المهيمنة على الدولة. في الحالة العربية يتعايش هذا الفرد مع تهديد وربما إذلال، ولا يشعر بنعمة الأمن التي يشعر بها الآخرون، كما لا تشعر بها الفئة التي ينتمي اليها إلا في حدود دنيا. ويحتاج هذا الفرد لينجح الى ضمانات وشراكات غير عادلة من بعض أعضاء الفئة المهيمنة ليضمن حقوقه وتجارته. ويصبح الأمر أكثر خطورة والتهميش أكثر إساءة عندما يتعرض الى التحدي ويكتشف أن اعتبارات حقوق الانسان والضمانات الدستورية والقانونية ليست متوافرة له كما هي لغيره من المنتمين لمجتمع المهيمنين. وهذا يعني ان مفهوم الأمن مختلف بين الفئات والجماعات والطوائف والأقاليم.

ويؤسس التهميش للنظام السياسي القادم. لقد جاء كل جديد من رحم التهميش عبر تاريخ الانسان. وهذا يعني أن سياسة التهميش من قبل الفئات المسيطرة تصنع الأرضية التي تؤدي الى نشوء دور المهمشين. لو عدنا الى التاريخ العربي الحديث، برز العلويون من المهمشين في الجبال كما الناصريون والتكارتة من الريف اما الشيعة في العراق فبرزوا من صفوف المهمشين في زمن البعث، وسنّة العراق يثورون اليوم من جراء تهميش ما بعد ٢٠٠٣، وبرز «حزب الله» من قاعدة تهميش الشيعة في لبنان، وكذلك الحوثيون في اليمن والجنوبيون في عدن وغيرهم. كانت تلك فئات قد همشتها أنظمة سابقة لم تعد قائمة اليوم. الأخطر في قضية التهميش هو انتشار روح الإنتقام، فمجيء المهمشين على أنقاض من سبقهم يخلق الفرصة لظلم فئات ارتبطت معنوياً وسياسياً بالنظام القديم كما حصل في إيران بعد الثورة وفي دول عربية كثيرة بعد إنقلابات. هذه الدورة التي يعاني منها النظام العربي لا حل لها إلا بالإصلاح من خلال استباق غضب المهمشين. المشهد العربي يتعطش لقوانين جديدة تفتح الباب والمجال للفضاء السياسي والحقوقي والتنموي والديموقراطي حيث التداول على السلطة بوسائل سلمية. هذه اللعنة لن تزول عنا من دون حريات وحقوق ودول قوية. الدول العربية لم تقدم حتى الآن نموذجاً للعدالة لا بالمفهوم الإسلامي القديم ولا هي قدمت نموذجاً حديثاً لتطوير المجتمع سياسياً وإجتماعياً وثقافياً وإنسانياً وحزبياً ومؤسساتياً وفي مجال ممارسة الحريات والحقوق. فالشعب بالمفهوم العربي الرسمي قاصر كالطفل. والدولة العربية أقصت بالكامل روح المقاومة لدى الشعوب العربية والتي أتت أساساً بالاستقلال وعرفت عنها البطولة في زمن الإحتلال الأجنبي. يجب أن لا نقلل من سعي الدول العربية للتنمية وفق مفهوم محدد، وسعيها الى نشر التعليم وبناء الجديد منذ الإستقلال، لكن يجب ان لا نقلل من الثمن الذي تم دفعه من جراء سعيها لإضعاف الروح السياسية وممارستها لاشكال من الديكتاتورية تحولت الى مرض مزمن في الحالة العربية. الفئة المهيمنة في الساحة العربية قضت على روح المنافسة وحددت الحريات خوفاً، وأفسدت المؤسسات عبر سياسة توزيع المناصب لفئات وعزل فئات أخرى.

مدرسة العنف السائدة في العالم العربي هي نتاج مؤلم لفشل الدولة، فـ «الدولة الإسلامية» (داعش) و «القاعدة» من قبلها أكثر من مجرد صراع حول الازمة السورية والعراقية أو اليمنية، بل هي كيانات سياسية هدفها تسريع الأزمات في الدولة العربية ونقلها الى أماكن جديدة. إن ضربات «داعش» خارج «حدوده» كما في الكويت والسعودية هدفها إضعاف الدولة وخلق اهتزازات في قدرتها على القيام بواجباتها وضرب اسفين بين جماعات مختلفة. هذا اتجاه لن يخبو في المدى المنظور بخاصة في ظل الموانع امام العمل السياسي السلمي والحريات والضمانات الدستورية.  السؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكن لمجتمع فيه نسب عالية من المهمشين وتنقصه الحريات والقيم الحرة والضمانات الحقوقية أن يقف صفاً واحداً في معركة ضد العنف والإرهاب في المجتمع؟ فرغم الإدانات الكبيرة للعنف، إلا أن قطاعاً كبيراً من المجتمع لا يعتبر المعركة معركته حتى لو لم يعلن ذلك، وهنا مكمن الخطورة، وكأن الصراع بين مدرسة العنف والإرهاب بفاشيتها وبين الدولة ونخبتها الحاكمة محصور بين طرفين بينما المجتمع يقف في الوسط منقسماً على نفسه ومستقبله. المهمشون والمحبطون من العرب خرجوا من الصراع، والكثير منهم إنضم الى صف التغيير السلمي وبعضهم الى صف العنف والتدمير، بينما كتل كبيرة تنتظر فرصتها عندما تتآكل الدولة كما حصل في دول عربية عدة. في المجتمعات العربية تبدو فئات مهمة كارهة لوضعها ودولتها ومتطرفيها ولكل شيء. هذا الوضع هو الأخطر، وهو يمهد لما قد يأتي ان لم تتدارك الدولة العربية نفسها عبر اتباع سياسة مختلفة. إن الإنذار الأولي في ٢٠١١ مجرد إشارة إلى أن طريقة عربية في السياسة والحياة وأسلوب العمل والإدارة بدأت تموت وأن طريقة أخرى لم تبرز بعد، وأننا نمر في مرحلة هي بين الإثنين. وقد يكون عدم التشابه بين مكان وآخر في البلدان العربية وفي منطقة الخليج او المغرب مرتبطاً بالتوقيت والظروف والحالة المالية وعدد السكان، لكن يجب ألا ننسى أن التغيير يعصف بالعرب جميعاً وإن بدرجات مختلفة وبطرق متنوعة. وما يقع اليوم من عنف في الحالة العربية يؤكد مدى محدودية ما عرف باسم الثورة المضادة في استعادة القديم. فالثورة المضادة أعطت الوضع العربي الرسمي بعض الوقت لترتيب أوراقه، لكنها عقّدت مشكلاته وعمقت عنفه. إن البحث من طريق جديد ما زال جوهر المرحلة التي يمر بها العالم العربي، فالحاجة الى العدل أولاً وللحريات والحقوق والكرامة والتنمية. والدولة المحايدة ما زالت في مقدم الحلم العربي الصاعد.

* استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت

 

اقتراح إيران لـ «الحوار» مع الخليج مشروع لمأسسة نفوذها

عبدالوهاب بدرخان/الحياة 13 آب/15

أعلنت إيران مراراً، بلسان رئيسها ووزير خارجيتها، وليس بلسان المرشد، عن رغبتها في «تطبيع» علاقاتها مع جيرانها الخليجيين، وبالتالي مع العرب، لمَ لا؟ على العكس، لا بدّ من الترحيب بهذا المسعى، فالتطبيع يعني أولاً وأخيراً علاقة طبيعية بين دول طبيعية، ما يعني بداهةً أن يُنزع منها كل ما هو غير طبيعي، وما يعني استطراداً أن العلاقة الآن ليست طبيعية. ولا يكفي أن يتبرع أيٌ من الجانبين بالقول أنها/ أو بالتصرف كأنها طبيعية لتكون كذلك. البداية تكون بالاعتراف بالحقائق، لا تلك التي افتعلت، ولا التي فُرضت أو تُفرض، ولا التي في التمنيات أو الطموحات والمطامع، وإنما الحقائق التي ترسّخت عبر التاريخ وصارت واقعاً ولا يمكن أي أحداث عابرة أن تطمسها. قد تغيّر في ملامحها بعض الشيء، لكنها لا تلغيها ولا تخضعها للأمر الواقع. نبقى في البديهيات. وإلى الأسئلة: لماذا العلاقة متوترة أصلاً بين العرب وإيران؟ وبأي جانب من البعد التاريخي تجب مقاربتها: بما حصل منذ ظهور الإسلام أم بما قبله، بما حصل منذ الفتنة الكبرى أم بما بعدها، بما حصل منذ الثورة الخمينية أم بما نشهده الآن؟ أم أن كل هذا الجدل المغمّس بالشيء الديني ليس ذا مغزى واقعي؟ ولماذا كانت المبادرة الى «تصدير الثورة» ولم تكن -كما نسمع حالياً- الى طرح مشاريع «للتعاون»؟ وهل كان هذا «التصدير» عملاً خيرياً أم عدوانياً؟ وهل أن العقدة لا تزال عالقة عند تصفية حسابات الحرب العراقية – الإيرانية على رغم ما حصل للعراق وفيه، ولماذا إنكار أو نفي أي طابع عربي للعراق؟ وإذا كان اللوم والإدانة للولايات المتحدة في العراق فلمن اللوم والإدانة في ما حصل لسورية وفيها؟ أو لليمن وفيه؟ وهنا أيضاً لماذا المساهمة في الخطيئة التاريخية والقبول بتخريب سورية وتجاهل غالبية شعبها؟ وكذلك المساهمة في تخريب اليمن؟ ولماذا اللعب بالحقائق والعمل على تغيير «النظام» في لبنان؟ ولماذا هذا الإصرار على زعزعة استقرار البحرين طالما أن هناك متسعاً رحباً لحلول حوارية؟ وما المصلحة أساساً في ضرب التعايش بين مكوّنات كل هذه الشعوب؟ ولمصلحة مَن تغذية الانقسام الفلسطيني والاستثمار فيه رغم آثاره المدمّرة على قضية الشعب في مواجهة احتلال استعماري؟

وهذه ليست سوى عيّنة من لائحة تطول، وعلى رأسها: لماذا تشكو دول الخليج وغيرها من تدخلات في شؤونها ولم يحصل أبداً أن شكت إيران من تدخل عربي في شؤونها؟ ولماذا هذا الحرص الإيراني على «ثقافة» الاستعلاء على العرب؟ وبالتالي كيف يمكن/ أو يُتصوَّر «تطبيع» من دون مراجعة تتناول كل هذه المسائل؟ وكيف يمكن/ أو يُتصوَّر «تعاونٌ» من دون أن يكون الطرف الإيراني مستعدّاً للكفّ عن التدخلات، بل يريد أن يحصد ثمار ما زرعه من أحقاد مذهبية وحروب أهلية و «أنشطة مؤذية» (وفقاً للتوصيف الأميركي الناعم)؟ وأخيراً: كيف تزيّن الحنكة والبراغماتية والواقعية لإيران أن جيرانها متلهّفون ومهرولون للتشارك معها في محاربة إرهابٍ لدى العرب وسواهم أدلة وشواهد على أنها (إيران) تديره منذ بداية العقد الماضي بالتعاون مع النظام السوري واستفادا منه في تشويه الصراع الداخلي في سورية وجعله مواجهة بين «الدولة» والإرهابيين التكفيريين؟

في أي حال لم يجد الوزير محمد جواد ظريف منطلقاً آخر ليبدأ منه مقاله الأخير «الجار ثم الدار» (02/08/2015)، ولولا وجود اسم الكاتب لخيّل للقارئ أن الكلام لشخص منفصل من الواقع ولا يعرف شيئاً مما فعلته بلاده في محيطها العربي. وإذا كان من شأنه أن يبشّر بما سمّاه «أولى أولويات إيران منذ البداية»، وهي أنها «تنشد علاقات طيبة ووطيدة مع جيرانها» فإنه يسارع الى شرح استراتيجيته بالإشارة الى أن بلاده التي «تعيش بفضل الله في استقرار وأمن» لا يمكنها «اللامبالاة أمام الدمار الهائل في أطرافها». من المؤكّد أن إيران كانت مبالية جداً، بل لا تزال فاعلة ومستفيدة من ذلك الدمار، لكن ظريف بدا كأنه «وزير خارجية السويد»، كما وصفه البعض، فانطلق من الاتفاق النووي ليقول إنه أنهى التوتر و«حان الوقت للتفرغ الى أعمال أهمّ» بحثاً عن «آليات» تساعد بلدان المنطقة على «اجتثاث جذور التوتر وعوامل غياب الثقة فيها». أي أن طهران أصبحت متعجّلة لبلوغ الوضع الطبيعي (تعاون اقتصادي مع العرب، بالأحرى الخليجيين، وشراكة ضد التطرّف والإرهاب)، وبالتالي للقفز الى «أعمال أهمّ»، فيما تواصل أنشطتها السوداء في خمسة بلدان عربية على الأقل. وفي هذا التعجّل دعوة «أخلاقية» إلى الجار، لكن في دوافع «لاأخلاقية» أيضاً تحضّ في أسوأ الأحوال على تجاوز الحاصل في سورية والعراق ولبنان وفلسطين لقاء مصالح اقتصادية مرتقبة، أو تطرح في أفضل الأحوال تقاسماً للنفوذ في البلدان المنكوبة بهيمنة إيران والميليشيات التابعة لها. لا شك في أن أهم ما تسعى إيران الى تجاوزه هو أعمال التخريب العميق التي ساهمت فيها على نحو مباشر أو غير مباشر، وكان أخطرها ولا يزال إحلال ميليشياتها محل الجيوش الوطنية، وقد ظهر ذلك في استتباع جيوش العراق وسورية واليمن تلك الميليشيات كما في استضعاف «حزب الله» للجيش اللبناني. وكان أتباع إيران العراقيون هم الذين أصرّوا غداة الغزو الأميركي على ضرورة حل الدولة وإلغاء الجيش ليتمكّنوا من إقامة «نظامهم الديموقراطي» الجديد، وقد وجدوا في واشنطن من استحسن الفكرة واشتراها وضغط لتنفيذها. وفي الحالات الأربع هذه ضعفت الدولة أو عطّلت بذرائع شتّى ورُبطت إراداتها وقراراتها بمشيئة طهران وممثليها، بل إن أزمات هذه الدول وضعتها في مهب التسويات الإقليمية والدولية حتى أصبح تفككها أو تقسيمها الثمن المحتل والمرجّح لوقف الاقتتال بين أبنائها.

بديهي أن جيران إيران مهتمون بإخماد التوتر وبالمصالح التي بدأت تلوح في المنطقة بعد الاتفاق النووي، لكن يصعب الاعتقاد بأنهم معنيّون بتقاسم النفوذ مع إيران أو بتجاوز كل ما فعلته كأنه لم يكن، أو حتى بتجاوز الواقع الذي صنعته وفاقت كوارثه كوارث الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والحروب العربية- الإسرائيلية. ففي التصوّر الإيراني، كما قدّمه الوزير ظريف، تبدو طهران باحثة عن منظومة عربية جديدة من صنعها، بل منظومة تدور في فلك استراتيجيتها. وإذا كانت العناوين تعكس حقيقة التفكير، فإن اقتراح «مجمع للحوار الإقليمي» يعني شيئاً باللغة العربية و «المنتدى الجماعي لمنطقة الخليج الفارسي الموسع» يعني شيئاً أكثر دقةً ووضوحاً باللغة الإنكليزية (مقال ظريف في «نيويورك تايمز» 20/04/2015). ولعل حرص الوزير الإيراني على تسجيل اهتمام خاص باليمن يمكن أن يُعزى الى أمرين: أن إيران لم تُخرج هذا البلد من استراتيجيتها رغم ضرب مشروعها فيه، وأن كل يوم يمرّ من دون حل سياسي يراكم خسائر للحوثيين حلفاء إيران. عدا أن هذا «المجمع» أو «المنتدى» يستعيد فكرة طُرحت منذ أوائل العقد الماضي وازدادت الإشارة إليها بعدما مسّت الحاجة الى تقارب عربي- إيراني بدلاً من الصراع على العراق، وقد استوحى الباحثون الذين طرحوا الفكرة تجارب أوروبية (منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والشراكة من أجل السلام...) سواء لمعالجة أزمات ما بعد الحرب العالمية الثانية وتداعيات الحرب الباردة أو مشاكل ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. غير أن الإطار والشكل ليسا المعضلة بل المقدّمات اللازمة والضرورية لأي «حوار». فمن الواضح أن إيران تريد هذا «المنتدى» للشروع في مأسسة نفوذها إقليمياً، على قاعدة «مكاسبها» الحالية على جثث شعوب سورية والعراق واليمن، وعلى هذا الأساس تعتقد أنه يمكن «إجراء تقييم ذكي للتعقيدات القائمة في المنطقة بهدف انتهاج سياسات مستديمة لمعالجتها»، كما كتب ظريف، الذي لم يجرِ تقييماً ذكياً لانشغالات الجيران الذي يريد تطبيع العلاقات معهم، ولعل الاستعلاء صوّر أنه يمكن شراء عقول العرب بشيء من الكلام الجميل.

 

الأسد ورقة مساومة لإيران في سورية

 لينا الخطيب/الحياة 13 آب/15

بعد الاتفاق على صفقة نووية أولية مع إيران، سيكون الملف السوري هو الملف الدولي التالي الذي تفاوض عليه طهران. ليس مردّ ذلك أن إيران تمضي على طريق تحقيق النصر في سورية، بل لأن التطوّرات الأخيرة في سورية أجبرت إيران على تغيير حساباتها في شأن دورها في الصراع. فبدلاً من الدعم غير المحدود للنظام السوري، أصبح هدف تدخّل إيران في سورية اليوم هو التمسك بالرئيس السوري بشار الأسد فقط لاستخدامه كورقة مساومة في المفاوضات الدولية لإيجاد تسوية للصراع. جاء تغيير إيران لاستراتيجيتها في سورية كنتيجة مؤلمة لحساباتها الخاطئة في التعاطي مع الصراع الذي بدأ قبل وقت طويل من تحوّل الانتفاضة السورية إلى حرب أهلية. فإيران اعتقدت أن في وسعها توجيه الانتفاضة في سورية لمصلحتها الخاصة، وأن مساعدة النظام في سحق ما كانت آنذاك انتفاضة سلمية، ستكون مهمة سريعة وسهلة من شأنها الإبقاء على الوضع القائم. ولكن الانتفاضة السورية تطورت إلى صراع مرير تلقّى الجيش السوري فيه ضربات كبيرة من المعارضة السورية المسلّحة المعتدلة، وكذلك من مجموعات جهادية لا تُعدّ ولا تُحصى. وبالتالي، أصبحت إيران تشعر بالقلق في شأن بقاء نظام الأسد، ليس لأن دمشق كانت حليفاً سياسياً لطهران في «محور المقاومة» ضدّ إسرائيل وحسب، بل أيضاً بسبب علاقتها مع «حزب الله»، الذي ينقل الأسلحة التي تزوّده بها إيران إلى لبنان عبر سورية. وبما أن الحزب يبني قوته السياسية في لبنان على أساس امتلاك الأسلحة التي يخيف بها معارضيه السياسيين اللبنانيين، فقد استدعته طهران للقتال في سورية لدعم نظام الأسد. جرى ذلك في البداية عبر إرسال مستشارين عسكريين مخضرمين من الحزب إلى سورية. ولكن مع تنامي الصراع من حيث طوله وشدّته، تغيّر التكتيك ليتحوّل إلى إرسال قادة وقوات في «حزب الله». كما أرسلت إيران مستشارين من «الحرس الثوري» وأنشأت ميليشيات سورية محليّة (قوات الدفاع الوطني) لمساعدة الجيش السوري.

ولكن في حين نجح هذا الدعم لفترة من الوقت، قابلته زيادة الدعم للمجموعات الجهادية من مختلف الجهات المانحة. بدأت الانتصارات المتتالية لـ «حزب الله» وإيران بالتلاشي عندما ضخّ الطرفان المزيد من الموارد البشرية والمادية في الصراع السوري. فما كان قد بدأ كتدخّل قصير الأمد تحوّل إلى معركة وجودية لـ «حزب الله»، وبالتالي لنفوذ إيران في بلاد الشام.

أدّى صعود تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، والتقدم الذي أحرزه لاحقاً في العراق، إلى خلق مشكلة أخرى لإيران. في البداية، كانت المجموعات الجهادية السنّية الصغيرة في سورية مفيدة لاستراتيجية إيران لأنها «أثبتت» أن الأسد لم يكن يقمع انتفاضةً سلمية، بل يحمي سورية في مواجهة تهديد التطرّف العنيف. ولكن عندما تحوّلت الساحة الجهادية إلى ساحة تهيمن عليها أغنى منظمة إرهابية في العالم، مع تقدّم تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، وجدت إيران نفسها في مواجهة تهديد وجودي محتمل يزحف نحو حدودها.

كانت العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم قد أضعفت اقتصادها بالفعل، كما تسبّب دعمها لأنشطة «حزب الله» في كلٍّ من لبنان وسورية بضغوط مالية كبيرة على طهران، غير أن الجبهات الجديدة في العراق كانت تتطلّب تكريس المزيد من الموارد لحماية المصالح الإيرانية. ونتيجةً لذلك، تعرّضت إيران إلى مزيدٍ من الضغط عندما بدأت برعاية الميليشيات الشيعية في العراق لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وبدعوة «حزب الله» وقوات النخبة في «الحرس الثوري» إلى وقف تيار «الجهادية التكفيرية» في البلاد. وجدت إيران نفسها تخوض معركتين ضخمتين دفعة واحدة، وكانت بحاجة إلى اتّخاذ قرار في شأن المحافظة على مواردها. ولأن إيران محاصرة في العراق أكثر مما هي عليه في سورية، اختارت إعطاء الأولوية إلى العراق. على سبيل المثال، تم استدعاء اللواء العراقي «لواء أبو الفضل العباس» من دمشق إلى العراق فور استيلاء تنظيم «داعش» على الموصل. في الوقت نفسه، بدأت المملكة العربية السعودية تضيق ذرعاً بتصرّفات إيران في العالم العربي وكذلك بافتقار الغرب إلى استراتيجية لإنهاء الصراع السوري. راهنت الرياض على وجود إحباط مماثل لدى قطر وتركيا، وعمدت إلى زيادة الضغط على النظام السوري بعد التنسيق مع حلفائها، فبدأ النظام السوري و»حزب الله» يتكبّدان المزيد من الخسائر. وتفيد معلومات أن «حزب الله» خسر ربع قوات النخبة الخاصة لديه في الحرب السورية، في حين تقلّص عديد الجيش السوري إلى مجرّد نصف ما كان عليه قبل العام 2011. وبدأ النظام السوري والحزب في الاعتماد بشكلٍ متزايد على مقاتلين ومرتزقة عديمي الخبرة، يتم استقطابهم من بلدان خارجية مثل أفغانستان.

وبالتالي، تحوّلت استراتيجية الأسد في سورية، بيد أن هذا التحوّل ليس في مصلحة إيران. فبدل محاولة الحفاظ على وجودٍ للجيش السوري في جميع المحافظات السورية تقريباً، يتراجع النظام الآن في العديد من المناطق التي يسيطر عليها المعارضون أو تنظيم «داعش»، ويركّز على إحكام سيطرته على معاقله في الساحل الغربي ودمشق. وتتمثّل حسابات الأسد في أنه إذا ما نجح «داعش»، في نهاية المطاف، في التغلّب على سائر المجموعات في سورية، يستطيع أن يُظهر للمجتمع الدولي أن سورية أمام خيارَين: إما نظامه أو تنظيم «داعش». ولكن كلّما قويت شوكة التنظيم في سورية، استمر في تهديد المصالح الإيرانية في العراق. نتيجةً لكل تلك التطوّرات، أدركت إيران أن الرهان على الأسد لكسب الحرب يعني الرهان على حصان خاسر. لذلك، غيّرت استراتيجيتها من الاستمرار في ضخّ الموارد في سورية لدعم الأسد، إلى استراتيجية تتمثّل في مجرّد الحفاظ على النظام عبر استخدام الحد الأدنى من الموارد. وتصرّ طهران على عدم إرسال قوات إلى سورية، كما أعادت توجيه رسائل للغرب والدول الإقليمية مفادها أنها مهتمة بعقد صفقة كبرى في شأن دور كلٍّ من هذه الدول في منطقة الشرق الأوسط، وأن الصفقة لن تشمل سورية وحسب، بل أيضاً ملفات أخرى مثل اليمن. على رغم أن شكل هذه الصفقة الكبرى غير معروف حتى الآن، من المرجّح أن تشمل قبول إيران تشكيلَ حكومة انتقالية في سورية تحتفظ بعناصر من النظام الحالي، وتضمن امتيازات «حزب الله» الحالية. ولا تزال إيران تصرّ على ضرورة أن يؤدّي بشار الأسد دوراً في هذه الصفقة، بحجّة أن الانتخابات ستُجرى في نهاية المطاف، وبالتالي ستنتهي رئاسته بصورة طبيعية. مع ذلك، المقصود من ذلك هو استرضاء الأسد فقط بحيث تضمن إيران أن يحتفظ ببعض الأهمية، لأن إسقاطه الآن يعني خسارة فادحة لإيران. بدلاً من ذلك، يعني التمسّك بالأسد بينما تُجرى المفاوضات في شأن تسوية الصراع السوري أن إيران يمكنها استخدامه كتضحية صغيرة مقابل تحقيق مكاسب أكبر تتمثّل في تشكيل حكومة تحظى بمباركة الغرب، وكذلك الجهات الفاعلة الإقليمية مثل السعودية، طالما أن هذه الحكومة تحافظ على مصالح إيران في بلاد الشام. ولذا، فقد الأسد مكانته كحليف لطهران وأصبح مجرد ورقة مساومة لإيران في سورية.

 * كاتبة لبنانية ومديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت

 

هل يسعى أوباما لتطهير نفسه من كيماوي الأسد؟

عبدالناصر العايد/الحياة 13 آب/15

فيما يبدو فيها جلياً أن دور الأسد السياسي اقترب من نهايته، وفي زحمة المبادرات والمفاوضات التي تتمحور فعلياً حول إزاحته بهذا الثمن أو ذاك، تعاود البروز مجزرة الكيماوي التي ارتكبها في 21 آب (أغسطس) 2013 لتكون السيف المسلط على رقبته حتى لو حظي بقرار يحصنه من المساءلة عن جرائمه الأخرى التي لا تحصى، فهي جريمة حرب لا تسقط بالتقادم أو بصفقات سياسية أو بأي وسيلة أخرى، وحق الضحايا بالحصول على العدالة مضمون تحت أي ظرف. فمن يضمن له أن لا تتحرك ضده دعوى بأدلة دامغة لا يمكن دحضها؟ ومن سينقذه في ما لو تمكنت السلطة التي ستخلفه من توفير أدلة اتهام أو معترفين بين عناصره السابقين؟ وما الذي يضمن له إخلاص داعميه الإقليميين والدوليين بعد بضع سنوات من خروجه من الحكم؟ بل من يضمن بقاء هذه السلطات التي ترعاه اليوم حفاظاً على مصالحها في سورية؟ إن الحل الوحيد لتسكين هواجسه يكمن في تبرئته بصك دولي، وربما كان ذلك على رأس شروطه للرحيل من ضمن شروط أخرى تتكفل بها مفاوضاته مع المعارضة السورية ذاتها للحصول على حصانة كالتي حصل عليها علي عبدالله صالح مقابل تنازله عن السلطة في اليمن. وقد تكفلت روسيا على ما يبدو بإنجاز هذه المهمة في مجلس الأمن الدولي الذي تتمتع فيه بميزة الفيتو. لكن ماذا عن أوباما الذي حرص طويلاً على عدم انتصار المعارضة السورية عسكرياً خشية ارتكابها مجزرة انتقامية بحق الطائفة العلوية تلتصق مسؤوليتها التاريخية به. إن أي مراقب يستطيع أن يكتشف مدى حساسية هذا الرجل، المعززة بثقافة حقوقية وتاريخية، لنقاء صورته فيما سيكتب عنه لاحقاً باعتباره رمزاً عالمياً استطاع دخول البيت الأبيض كأول رئيس أسود. والتي لا بد من أن تدفعه للتفكير بعلاقته بالقضية السورية، التي تفجرت وتفاقمت في سنوات حكمه، بخاصة أنه سيورثها لمن سيخلفه على شكل كتلة نارية متدحرجة اسمها «داعش».

لكن أثقل تلك العناصر وطأة عليه هو المجزرة الكيماوية آنفة الذكر، فهي في حالته كما في حالة بشار الأسد، العنصر الملموس الأكثر صلابة وقابلية لإدانته وإلحاق العار بعهده، إذ استبقها بتصريح شهير جعل من اقتراف ذلك الفعل خطاً أحمر سيجبره على التدخل ووضع نهاية لنظام الأسد، لكن الأخير تحداه ولم يقوَ أوباما سوى على إرغامه على تسليم أسلحته الكيماوية، في مهزلة سياسية وحقوقية تتمثل بإعفاء المجرم من فعلته في مقابل تسليم سلاحه. ومثل بشار الأسد لا يدري أوباما من سيتهمه عندما يغادر البيت الأبيض، ولا يدري أيضاً كم سيتوفر من الأدلة والوثائق التي تثبت تخاذله وربما جبنه عن الإقدام على فعل ما يمليه عليه واجبه كرئيس للدولة العظمى في العالم. ولا ندري نحن في الحقيقة ماذا لدى الاستخبارات الأميركية من الحقائق حول هذا الموضوع، ولا كيف استخدمها أوباما لغايات سياسية في مفاوضاته مع إيران حول ملفها النووي أو غير ذلك، وهي عناصر أخرى لا بد للزمن أن يكشفها مهما طال أمد سريتها. إن مقاربة الموضوع من هذه الناحية تقود إلى تصور ثلاثة احتمالات ممكنة لما ستسفر عنه تحقيقات اللجنة التي اقرّها مجلس الأمن بالإجماع لتحديد المسؤولية عن الهجمات الكيماوية في سورية يوم الجمعة الفائت. أولها أنها ستبرئ نظام الأسد من المسؤولية، ومعه أوباما بالطبع الذي سيجد مستنداً يبرر تخاذله للقول بأنه لم يكن متأكداً أيضاً. الاحتمال الثاني هو أن اتفاقاً جرى بين روسيا والولايات المتحدة على إبقاء الجريمة ضد مجهول، ولا تبرئ اللجنة النظام السوري لكنها لا تدينه أيضاً، وهذا اللبس أيضاً مفيد لأوباما والأسد معاً أيضاً وإن بدرجة أقل. أما الاحتمال الثالث، فهي أن أوباما، وبعد أن أنجز اتفاقه العتيد مع إيران خاتماً به عهده، يريد أن يعود أدراجه ليزيل ي هذه البقعة السوداء التي تلطخ تاريخيه، وليتخلص من عقدة الذنب اتجاه السوريين الذين أغرقهم بالوعود منذ انطلاقة ثورتهم وأرسل سفيره في دمشق ليواكب الأعمال الاحتجاجية السلمية ويعبر عن تأييد الإدارة الأميركية ودعمها لها. لكن الموافقة الروسية على تشكيل اللجنة المذكورة في هذه الظروف بالذات وفي ظل مخاوف النظام السوري الذي تتبنى مصالحه على الساحة الدولية تجعل هذا الاحتمال الأقل إمكانية، إلا إذا كان بوتين بدوره يريد أن يقول لبشار الأسد أنه يمسك بخناقه حتى النهاية في إطار مساومة ما بينهما. ومهما يكن من أمر تلك اللجنة وما سينتج عنها، ومهما تكن هواجس أوباما وبشار الأسد، فإن أهالي الضحايا، والنشطاء السوريين، ودعاة العدالة وحقوق الإنسان حول العالم، لن يرضخوا وليس لهم أي مصلحة، في أي صفقة سياسية تقايض على أرواح مئات الأبرياء، الذين خنقوا بدم بارد، في ليلة صافية من ليالي آب، تحت سمع ونظر العالم أجمع، ولا بد للعدالة أن تلحق الجناة جميعاً، مهما كانت عرجاء وعمياء، ومهما فعلوا للإفلات من العقاب.