المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august17.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا13/من31حتى35/أُورَشَلِيم، أُورَشَلِيم، يا قَاتِلَةَ الأَنْبِياء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْها، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى01/من01حتى10/ شَرِكَتُنا إِنَّمَا هِيَ معَ الآبِ ومَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيح

 

عناوين تعليق الياس بجاني وخلفاته/مقابلات مميزة

حمى الله لبنانGod Bless & safeguard our beloved Lebanon

عملية اعتقال الأسير أهلية بأهلية، وبالتالي لا بطولة ولا أبطال ولا من يحزنون/الياس بجاني

ميشال عون انتهى ممراً، وأحمد الأسير سجيناً/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

صيدا أدارت ظهرها للأسير بعد 800 يوم على حوادث عبرا تحرك نسائي خجول... ووصية تستنصر "المجاهدين"

الأمن العام قبض على الأسير بعد أكثر من عامين على فراره وإبرهيم يؤكّد لـ"النهار" عدم التعاون مع أي جهاز لتوقيفه

الشوف آخر محطة للأسير قبل توقيفه في المطار

أحمد الأسير «نسخة منقّحة» يقع في قبضة الأمن العام/اكتُشِفت محاولة فراره متخفياً بجواز سفر مزور وأوقف داخل قاعة المسافرين في المطار

جعجع: كيف اعتقلت الأجهزة الأسير ولم تستطع توقيف غيره؟

مداهمات في منطقة سيروب شرق صيدا على خلفية اعترافات الاسير

صقر ادعى على 5 لبنانيين وفلسطيني بجرم الانتماء الى تنظيم ارهابي

إطلاق المخطوف محمد رفعت يحيى مقابل فدية مالية

سلام لم يوجّه للوزراء دعوة إلى جلسة: المراسيم العادية لا تحتاج إلى 24 توقيعاً

قرار مقبل لا يمكن الطعن به في مجلس الوزراء دعوة الى لبننة الاستحقاق وتفعيل الحكومة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/8/2015

أول كلام للسفير الفرنسي الجديد في أبرشية بيروت بون: لفرنسا مسؤولية تاريخية حيال لبنان

الراعي للقيّمين على السلطة والعمل السياسي: أي مستقبل وأنتم تُحجمون عن انتخاب رئيس؟

سامي الجميل: معركة عون ليست لتحسين حقوق المسيحيين.. ولا للتعطيل تحت شعار “أنا أو لا أحد”

ريفي ينفي صدور بيان عنه يربط بين محاكمة الأسير ورفعت عيد

النائب زياد القادري: حزب الله والتيار الوطني يشاركان في إنتاج الأزمة من خلال التعطيل

 آلان عون خلال جولة في الشوف: لن نتساهل في معاركنا السياسية وفي ملف الرئاسة والحكومة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قاووق: 14 آذار تسهم في هز الإستقرار وتهديد الوحدة الوطنية

ممثل بري في مؤتمر أهل البيت في طهران: المنطقة ترزح تحت وطأة المؤامرة وأملنا بنهوض قوى التقريب وتكامل الأديان

السفير السوري خلال احتفال بانتصار تموز في بعلبك: سوريا أقرب إلى تحقيق النصر على الارهاب والصهاينة

شهيب خلال حفل غرين يورسكرين في عاليه: مللنا من سياسة المصالح واشتقنا الى عالم الفن والثقافة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مداهمة جديدة.. وضبط خرائط وأسلحة لخلية “حزب الله” في الكويت

خامنئي يهدد بتدمير العراق إذا حوكم المالكي

مجزرة سورية جديدة.. أكثر من 70 قتيلاً اثر غارات للطيران السوري على ريف دمشق

المعلم بحث مع اوبراين في المساعدات الإنسانية

 

عناوين المقالات والتعليقات والخطابات والتحاليل السياسية الشاملة

الخطأ السياسي أكثر من جريمة/علي سالم/الشرق الأوسط

يشال عون، شي فاشل/دلال البزري/المدن

المستقبل": شكراً عون!/محمد شبارو/المدن

خطاب السيد ومفارقته/ساطع نور الدين/المدن

الأسير وغياب العدالة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

في «وظائف» المجازر/علي نون/المستقبل

حزب الله» بين الانتصار الإلهي و «انتصار» الزبداني/علي رباح/المستقبل

إيران تتدخّل في حرب تموز وحرب سوريا ولا تتدخّل في الانتخابات لأنّها "شأن لبناني"/اميل خوري/النهار

حين يُستباح الناس/نبيل بومنصف /النهار

هل سيكون لبيروت "جبل زبالة" خاص بها/سلام حرب/موقع 14 آذار

الحوار مع إيران على وقع «آر بي جي»/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

«ربيع» العراقيين يهزم نظام المحاصصة و... التقسيم؟/جورج سمعان/الحياة

قصة إيران والثوب والخيّاط/داود الشريان/الحياة

النمل الأبيض/غسان شربل/الحياة

في انتظار حل «عقدة» الأسد وبدء «ورشة» الإعمار/محمد برهومة/الحياة

الاتفاق النووي.. سلبياته وإيجابياته/هيرالد براون/وزير الدفاع الأميركي (1977 – 1981)/الشرق الأوسط

آراء قد تضيء الطريق لأوباما في شأن الاتفاق الإيراني/نيكولاس كريستوف//الشرق الأوسط

حل سياسيّ.. من دون طيران آل الأسد/وسام سعادة/المستقبل

مشروع العبادي .. ترقيع لمشروع المالكي/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا13/من31حتى35/أُورَشَلِيم، أُورَشَلِيم، يا قَاتِلَةَ الأَنْبِياء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْها، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا

"دَنَا بَعْضُ الفَرِّيسِيَّينَ وَقَالُوا لِيَسُوع: «أُخْرُجْ وٱمْضِ مِنْ هُنَا، لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ!». فَقَالَ لَهُم: «إِمْضُوا وَقُولُوا لِهذَا ٱلثَّعْلَب: هَا إنِّي أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، وَأُتِمُّ الشِّفَاءَاتِ اليَومَ وَغَدًا، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَتِمُّ بِي كُلُّ شَيء! وَلكِنْ لا بُدَّ أَنْ أُوَاصِلَ مَسِيرَتِي، اليَومَ وَغَدًا وَبَعْدَ غَد، لأَنَّهُ لا يَنْبَغي أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ في خَارِجِ أُورَشَلِيم! أُورَشَلِيم، أُورَشَلِيم، يا قَاتِلَةَ الأَنْبِياء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْها، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُم يُتْرَكُ لَكُم! وَأَقُولُ لَكُم: لَنْ تَرَوْنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيه: مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ!».

 

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى01/من01حتى10/ شَرِكَتُنا إِنَّمَا هِيَ معَ الآبِ ومَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيح

"يا إِخوَتِي : ذاكَ الَّذي كَانَ مُنْذُ البَدْء، أَلَّذي سَمِعْنَاه، أَلَّذي رَأَيْنَاهُ بعُيُونِنَا، أَلَّذي أَبْصَرْنَاهُ ولَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، ذَاكَ الَّذي هُوَ كُلِمَةُ الحَيَاة، بِهِ نُبَشِّرُكُم؛ لأَنَّ الحَياةَ قَدْ ظَهَرَتْ، فَرَأَيْنَا ونَشْهَد، ونُبَشِّرُكُم بِالحَياةِ الأَبَدِيَّة، الَّتي كانَتْ عِنْدَ الآبِ وظَهَرَتْ لَنَا. فالَّذي رأَيْنَاهُ وسَمِعْنَاهُ، بِهِ نُبَشِّرُكُم أَنتُم أَيضًا، لِتَكُونَ لَكُم أَنْتُم أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنا، وشَرِكَتُنا إِنَّمَا هِيَ معَ الآبِ ومَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيح. ونَحْنُ نَكْتُبُ إِلَيْكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحُنَا كامِلاً. وهذِهِ هِيَ البُشْرَى الَّتي سَمِعْنَاهَا مِنْهُ، وبِهَا نُبَشِّرُكُم: إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ. أَمَّا إِنْ كُنَّا نَسِيرُ في النُّور، كَمَا هُوَ نَفْسُهُ في النُّور، فتَكُونُ لنَا شَرِكَةٌ بَعضُنَا معَ بَعْض، ودَمُ يَسُوعَ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِن كُلِّ خَطِيئَة. إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا بلا خَطِيئَة، فإِنَّنَا نُضَلِّلُ أَنْفُسَنَا، ولا يَكُونُ الحَقُّ فينَا.أَمَّا إِذَا ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايانَا فإِنَّهُ أَمِينٌ وبَارٌّ يَغْفِرُ لنَا خَطايَانَا، ويُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ شَرّ. وإِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نَخْطَأْ، فَإِنَّنَا نَجْعَلُهُ كَاذِبًا ولا تَكُونُ كَلِمَتُهُ فينَا."

 

تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

حمى الله لبنانGod Bless & safeguard our beloved Lebanon

حمى الله لبنان وأهله من فريسيين كما هو الراعي ومن مرتزقة ومهووسين من امثال عون ومن ارهابيين وملجميين لا يخفون الله كما هي حقيقة المحتل حزب الله ومن مواطنين اغنام وزلم وزقيفة من مثل اتباع عون ومعظم الشركات الأحزاب

God Bless & safeguard our beloved Lebanon From Hypocrites like Micheal Aoun and Terrorist like Hezbollah and Pharisees like Al Raei

 

عملية اعتقال الأسير أهلية بأهلية، وبالتالي لا بطولة ولا أبطال ولا من يحزنون.

الياس بجاني/16 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/16/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%8A%D9%81%D8%B6%D8%AD-%D8%AA%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D8%A7/

بداية إن أحمد الأسير هو اصلا من صناعة وإنتاج مطابخ استخباراتية ليست ببعيدة عن حزب الله وأسياده في كل من طهران ودمشق وبعض دول الخليج العربي، وبالطبع أمثال الأسير لا يجب أن يكونوا في غير السجون، فالأسير الأداة مجرم كبير ومن الواجب الاقتصاص منه عن طريق القضاء العادل وفقط العادل في ظل دولة حرة ومستقلة.

ولكن نسأل لماذا الدولة التي من طاقمها اللواء عباس ابراهيم الذي تم تظهره اعلامياً بشكل أكثر من لافت في عملية اعتقال الأسير بالبطل، وقد يكون هكذا، وهو المحسوب حتى العظم على مرجعيات الدويلة، لماذا لم تعتقل الدولة هذه المتهمين في اغتيال الرئيس الحريري والمطلوبين رسمياً من المحكمة الدولية علماً أنهم معروفون بالاسم ومعروفة أماكن تواجدهم داخل الدويلة ومنهم من يحارب في مواقع قيادية في سوريا؟

كما أنه محق طرح السؤال عينه بما يخص كل المجرمين الفارين من وجه العدالة الذين يتلحفون غطاء ومظلة وحماية حزب الله وتحديداُ في البقاع وكلهم صادرة بحقهم مئات مذكرات التوقيف؟

الجواب بسيط جداً وهو أن الدولة هي بأمرة الدويلة وكل ما تقوم به الدولة يأتي غب فرمانات قادة الدويلة وبالتالي المشكلة الأساس تبقى الاحتلال الإيراني للبنان عن طريق حزب الله، وكل ما عدا ذلك هو من أعراض الاحتلال لا أكثر ولا أقل. العلة هي الاحتلال الإيراني وطالما هذا الاحتلال قائم فلا خلاص ولا عدل ولا سلم ولا أمن ولا سيادة ولا استقلال ونقطة على السطر.

يبقى أن مسرحية اعتقال الأسير هي استخبارتية خالصة من تأليف وإنتاج واخراج قوى محور الشر السورية والإيرانية والخليجية والمحلية الإستخبارتية. وهي عملية حقيقة تدين الدولة وتظهّر هيمنة الدويلة عليها وليس العكس.

الأسير هو أداة صغيرة وقزمية وقد انتهت فترة مفعولية استعماله، وبالتالي تم اعتقله وقد كان بامكان من اعتقله الآن أن يعتقله في أي وقت يشاء.

في الخلاصة إن عملية الاعتقال أهلية بأهلية، وبالتالي لا بطولة ولا أبطال ولا من يحزنون.

يا سادة احترموا عقولنا وكفى استغباءً للبنانيين.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي الجديدة المنشورة اليوم في جريدة السياسة

ميشال عون انتهى ممراً، وأحمد الأسير سجيناً

اضغط هنا لقراءة المقالة في جريدة السياسة

http://al-seyassah.com/%D9%85%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D9%89-%D9%85%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D9%88%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%B3%D8%AC/

إن نهاية كل رخيص ومأجور وأداة وغبي في السياسة وموهوم ومهووس ديني هي نهاية معروفة وحتمية، ولنا اليوم في نهاية دور أحمد الأسير الإستخبارتية بامتياز خير مثال يحتذى به.

أحمد الأسير، هذا الرجل السيكوباثي والأداة الذي تمت صناعته على عجل لخدمة أغراض وأهداف صانعيه ومنهم حزب الله تحديداً كان مجرد أداة، وأداة بشعة في خطابه وطروحاتها والشعبوية المسرحية والغباء.

دوره كان باختصار إيجاد عصبية مذهبية سنية فاقعة تبرر استمرارية حزب الله وبقاء سلاحه وخطابه المذهبي ودويلاته ونفاق شعارات التحرير والمقاومة والممانعة التي رفعها زوراً ولا يزال.

فإن بعقل منفتح عدنا إلى كل تفاصيل وأسرار العملية العسكرية في عبرا التي قضت على دور الأسير "المعسكر" بعد أن أدى ما كان مطلوباً منه، وعلمنا كيف سُمِّح له بالهرب السهل، وراجعنا الأشرطة التلفزيونية التي صورت المعارك الدموية ومن هم المنفذون، ودققنا في هوية ومرجعية من بارك وغطى العملية، تكتمل الصورة وتنكشف كل الحقائق.

والآن على ما يبدو تقرر إنهاء دوره كلياً وطريقة الاعتقال المسرحية أيضاً تبين تماماً أن هناك من أوقع به وسلمه.

المسرحية الجديدة هذه تأتي مع بداية تغير وتبدل الوضع والأدوار في سوريا، وقد رافق عملية اعتقال الأسير اغتيال ضابط سوري كبير أمس من قادة الجيش السوري الحر في عرسال، وبالطبع التزامن بين العمليتين له مداليل كثيرة خصوصاً وأنها ترافقت مع نشر تقارير في مواقع استخبارتية إسرائيلية منها موقع دبيكة الألكتروني عن بدأ حزب الله سحب مقاتليه من سوريا.

إن أمثال الأسير، هذا المهووس والغبي من المتاجرين بالدين وبالقيم الإنسانية وبكل ما هو احترام للذات والأوطان هم كثر، ودائماً تكون نهايتهم مع نهاية أدوارهم من قبل من اخترهم وأوجدهم وسوّق لهم.

إن من واجد الأسير معروف، ومن سوق له معروف، ومن موله معروف، ومن استفاد من جنونه معروف، ومن أنهى دوره عسكرياً معروف وموثق أيضاً.

وبالتأكيد إن للمتابعين عن قرب لهكذا مسرحيات وأدوار وأدوات يد طولى وقادرة ونافذة في تحديد مصير ونهايات الأدوات. من هؤلاء المتابعين تحديداً نذكر اللواء ابراهيم عباس الذي يتولى التحقيق مع الأسير شخصياً.

في الخلاصة إن الأداة تبقى أداة مهما كبرت ومهما تم اصطناعياً تكبير دورها وعُظِّم حجمها ونُفخ البخار في جماجمها التي هي أصلاً فارغة من غير الغباء والفجع ومركبات العظمة والأوهام.

فيا ليت بعض المنفوخين نفخاً بمنافخ المال النظيف الملالوي، والمحشوين حشواً بدجل ونفاق شعارات المقاومة والمطالبين كذباً بحقوق المسيحيين وتحدياً من السياسيين الموارنة وفي مقدمهم الشارد ميشال عون، يا ليتهم قبل فوات الأوان يعون هذه الحقائق ويدركون أنهم في الحسابات الكبيرة هم صفر كبير.

وفي هذا السياق ها هو السيد حسن نصرالله يُحول البطل الوهمي والدونكيشوتي ميشال عون إلى ممر، نعم مجرد ممر كما جاء في خطابه أمس. ممر، يعني مداس لأن دور عون الأداة شارف على نهاياته ولم يعد عنده ما يقدمه لمحور الشر الذي استعمله واستعمله تماماً كما استعمل أحمد الأسير وقبلهما كثر.

أما الصهر جبران هذا المخلوق الانتهازي والفجعان والمعقد والفاقد لكل مقومات الإيمان والوطنية، ونحن نعتقد أنه هو شخصياً من أوقع عمه عون بكل ما هو فيه منذ العام 2005، جبران هذا هو أيضاً أداة أقل من صغيرة وأقل من ممر وعندما ينتهي دوره، وكما انتهى دور الأسير، سوف يُقرر المخرج ومشغله نوعية وشكل ومشهدية إسدال الستار على دوره الكومبارسي.

يبقى أن عملية وتوقيت ومشهدية ونوعية التخلص من الأدوات يقررها دائما المُشغل.

ترى هل يتعظ ويتوب ويعود إلى الوطن اللبناني المقدس قادتنا الموارنة تحديداً وفي مقدمهم الإسخريوتي ميشال عون ويخافون الله ويوم حسابه بما تقترفه أيديهم الملوثة بدمنا وبكل قاذورات العفن والجبن والخيانة؟

نتمنى هذا الأمر ونصلي من أجل حدوثه.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

صيدا أدارت ظهرها للأسير بعد 800 يوم على حوادث عبرا تحرك نسائي خجول... ووصية تستنصر "المجاهدين"

صيدا - احمد منتش/النهار/17 آب 2015

بعد نحو 800 يوم على الحوادث الدامية التي وقعت بين الجيش واتباع الشيخ احمد الاسير في محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا الجديدة، وبعد طول انتظار ومحاولات تعقب وبحث وتحر، وقع الاسير في قبضة العدالة. الشارع الصيداوي استقبل بلامبالاة نبأ توقيف الأسير، في غياب أتباعه الذين باتوا بعد سقوط المربع الامني في عبرا، إما متوارين كما الاسير وابرز مساعديه، واما موقوفين او تائبين وخائفين. وحدها زوجته الثانية أمل شمس الدين، تحركت بعد وقت قليل على خبر توقيفه، وتوجهت مع مجموعة صغيرة من النساء والفتيات الى مستديرة مكسر العبد، قبالة مسجد بهاء الدين الحريري، ونجحت لبعض الوقت في افتراش الطريق، واقفلتها لجهة المسرب الشرقي. ولكن سرعان ما حضرت دوريات مؤللة للجيش عملت على تطويق المكان، كذلك حضر العديد من ضباط القوى الأمنية وعناصرها. وبعد فشل محاولات إقناع المعتصمات بإخلاء الطريق ، أخلين بالقوة ولاسيما منهن اللواتي كن مصرّات على البقاء، وصرخن في وجه الأمنيين، ورددن هتافات "شيخ الاسير الله يحميك". وأغمي على زوجة الاسير بعد خروجها من وسط الطريق الى الرصيف، فيما طاردت العناصر الامنية شخصاً كان يردد هتافات مؤيدة للأسير وأوقفته. وتوجهت المعتصمات بعد ذلك الى مسجد بلال بن رباح في عبرا، الا ان القوى الامنية منعتهن من دخوله او البقاء في محيطه، وعززت مع الجيش الدوريات والحواجز الثابتة والمتحركة في صيدا وضواحيها، تزامناً مع حملة بحث وتفتيش عن مطلوبين ومشتبه فيهم، في عبرا وسيروب والمدينة الصناعية، أسفرت عن توقيف عدد من الأشخاص.

زوجة الاسير

منزل الاسير في عبرا قبالة المسجد كان مقفلا، رغم اعادة بناء ما تهدم في حوادث عبرا. وقالت زوجته أمل لـ"النهار" من خلف بوابة منزل والد زوجها هلال الاسير، في الهلالية، ببحة، انها "لم تسكن في البيت منذ تلك الحوادث، احيانا تمر لبعض الوقت وتلقي نظرة، لكنها بعد توقيف الشيخ الأسير باتت تفكر جديا في العودة اليه والسكن فيه". وحاولت تجنب الإجابة عن كل ما يتعلق بزوجها، اين كان ومتى التقته آخر مرة، ولكن عند سؤالها كيف تنظر الى وصفه إرهابياً وهو شيخ وكان اماما لمسجد، أجابت: "زوجي اختار طريق الانبياء، ومن يسلك هذا الطريق يخرج من دياره ويحارب، والحمد لله رب العالمين احمد الاسير بطل، رفع صوت المظلومين وحاول بكل الطرق نصرة المظلومين، وياللأسف الشديد خذلوه". وعن توقيفه، قالت: "عندما سمعت أنه أوقف فجأة، نزلت الى الشارع مع عدد من النسوة، وهذا أمر طبيعي، لكن لم يجرؤ أحد على الوقوف معنا، وحتى الإعلام حاولوا إبعاده عنا بالقوة". واعتبرت "أن الانسان الملتزم الدين صار متطرفا". وما امنيتها او مطلبها بعد توقيف زوجها، اجابت: "الأمنية من الشيطان وقدر الله ما شاء، نحن نرفع رأسنا بالشيخ الاسير ونعتبره بطلا، وما يصيبنا الا ما كتب الله لنا. والمهم ان يكون رب العالمين راضياً عنا والحياة دار ممر والآخرة دار مقر". وماذا تقول لذوي شهداء الجيش؟ اجابت: "أقول عليهم ان يشاهدوا اشرطة الفيديو، وهي موجودة، ليعرفوا كم عسكريا قتل من الخلف، ولماذا لا يجري التحقيق مع الطرف الثاني في سرايا المقاومة، علما ان النائبة بهية الحريري لديها حديث كيف اطلقوا النار على منزلها في مجدليون، والجيش كان متفرجا، عليهم فعلا ان يعرفوا من قتل ابناءهم ومن بدأ المعركة في عبرا".

الوصية

واعترفت بأنها استمعت مليا الى وصيته التي وضعها في تسجيل صوتي، في حال توقيفه أو قتله، والتي جاء فيها: "(...) إذا صارلي شي، هذه هي وصيتي وخصوصاً إلى إخواني المجاهدين في العالم كلّه لا سيما (منهم) في العراق والشام: أناشدكم الله وأستنصركم بالله، أنا العبد الفقير أحمد الأسير الحسيني الذي ناصر إخوانه المظلومين في سوريا، وليس لي منّة ولا فضل، وناصر أمته بما يستطيع، أناشدكم الله واستنصركم بالله أن تنصرونا في لبنان، وأن تنصروا أهل الدين أهل السنة في لبنان، لأن المجرمين قد أجمعوا علينا، ولأن الوهن قد ضرب معظم قلوب أهل السنة للأسف الشديد، حب الدنيا تمكن منهم، حب المال والسلطة والدنيا والزوجة والولد والعمل تمكن منهم للأسف الشديد".

 

الأمن العام قبض على الأسير بعد أكثر من عامين على فراره وإبرهيم يؤكّد لـ"النهار" عدم التعاون مع أي جهاز لتوقيفه

عباس الصباغ/النهار/17 آب 2015

بعد اكثر من عامين على انهاء الجيش اللبناني جماعة احمد الاسير المسلحة في عبرا نجح الامن العام في توقيفه اول امس في المطار قبل سفره الى نيجيريا عبر القاهرة. بالقبض على الاسير تنطوي صفحة لطالما شكلت قلقاً للبنانيين ووصلت الى ذروتها في حزيران عام 2013 عندما سقط عدد من ضباط الجيش وجنوده شهداء في اعتداءات لجماعته في عبرا ثم فراره الى جهة مجهولة. وفي تفاصيل توقيف الاسير ان الامن العام في مطار رفيق الحريري الدولي ولدى تقدم احد الاشخاص لوضع ختم المغادرة ومعه شخص اخر تم القبض عليهما وهما يحملان جوازين مزورين، الاول باسم رامي عبد الرحمن طالب، استخدمه الاسير الذي غيّر معالم وجهه ووضع شعرا مستعارا على راسه، والآخر باسم خالد صيداني. وتبين ان السيارة التي نقلت الاسير الى المطار، هي مرسيدس بيضاء، وجرى توقيف سائقها لاحقاً. ويترقب المحققون الحصول على معلومات من الاسير عن بعض المتعاونين معه خلال العامين الماضيين سواء في صيدا او طرابلس، كما ينتظر الكشف عن بعض الاحداث الامنية وعلاقته بها.

لم ينفعه التنكر

إمام مسجد بلال بن رباح كان متنكراً وغيَّر شكله وارتدى ثياب السبور والجينز للتمويه لكن ذلك لم يسعفه لان عيون الامن في لبنان كانت ترصده، ولا يزال قيد التوقيف في المديرية العامة للامن العام، ويشرف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم شخصياً على التحقيق وسط تكتم لافت، وقد اكد ابرهيم لـ"النهار" ان "عملية توقيف الاسير قام بها جهاز الأمن العام بمفرده، ولا علاقة لأي جهاز أمني خارجي بعملية التوقيف"، مضيفاً: "لو تعاونا مع اي جهاز اجنبي لما كنا لنخجل بالموضوع من ضمن التعاون على غرار توقيف شادي المولوي سابقاً (المولوي كان اوقف في ايار عام 2012 ثم اطلق سراحه بعد تدخلات سياسية)، لكن هذه العملية هي لجهاز الأمن العام بمفرده من ألفها الى يائها". ونفى ابرهيم اي علاقة للفصائل الفلسطينية، قائلاً "لا علاقة للاخوة الفلسطينيين بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد".

علمت "النهار" ان الامن العام اوقف شخصا على خلفية الاعترافات التي ادلى بها الاسير في التحقيقات الاولية الجارية معه منذ السبت، وتبين ان في حوزته معلومات على جانب من الاهمية والخطورة، وان هذه المعلومات قد تتضح بعض خيوطها تباعا. وفي سياق متصل خضع والد الاسير لفحص الحمض النووي للتأكد اكثر من هوية الموقوف الذي القي القبض عليه بحسب بيان للامن العام "أثناء محاولته مغادرة البلاد عبر مطار الشهيد رفيق الحريري إلى نيجيريا عبر القاهرة، مستخدما وثيقة سفر فلسطينية مزورة وتأشيرة صحيحة للبلد المذكور، وقد أحيل على مكتب شؤون المعلومات في مديرية الأمن العام وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص". وبناء على اعترافات الاسير دهمت مجموعة من عناصر الامن العام شقة في حي الزاهرة الواقعة ضمن مشروع المعتز السكني في جدرا (ساحل الشوف - "النهار") يملكها المدعو. ع.ش التابع للاسير، وقبضت على نجله م. ش.

 

الشوف آخر محطة للأسير قبل توقيفه في المطار

بيروت - «الحياة» /17 آب/15/كشف مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لـ «الحياة» أن بلدة جدرا في ساحل الشوف كانت آخر محطة أقام فيها الإمام السابق لمسجد بلال بن رباح في بلدة عبرا (شرق صيدا) الشيخ أحمد الأسير، وقال أنه توجه منها مباشرة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت للسفر إلى نيجيريا عبر مطار القاهرة، نافياً ما أشيع عن توقيف شخص آخر في المطار يحمل جواز سفر لبنانياً باسم خالد صيداني، مؤكداً أنه لم يتم توقيف أي شخص أثناء توقيف الأسير. ولفت المصدر الأمني نفسه إلى أن الأسير أقام في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة بصيدا قبل أن ينتقل منه إلى جدرا ومنها إلى المطار. وأكد أن قوة تابعة لفرع المعلومات في الأمن العام داهمت المنزل الذي أقام فيه الأسير في جدرا ولم تعثر على صاحبه الذي توارى عن الأنظار، لكنها أوقفت ابنه رهن التحقيق للاستماع إلى إفادته حول إخفاء والده الأسير. وقال أن صاحب هذا المنزل هو من مناصري الأسير. ودعا المصدر الأمني عينه وسائل الإعلام إلى عدم الاجتهاد والابتعاد عن المبالغة في التعامل مع توقيف الأسير الذي اعترف فور إلقاء القبض عليه في قاعة الانتظار المخصصة للمسافرين إلى القاهرة بأنه هو أحمد الأسير. وقال أن فرع التحقيق بإشراف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم يواصل تحقيقه مع الأسير، مشيراً إلى أن التحقيق معه سينتهي خلال أيام ليصار بعده إلى إحالته على النيابة العامة العسكرية تمهيداً لاستجوابه من جانب قاضي التحقيق بعد أن ادعى عليه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، خصوصاً أن القرار الاتهامي كان صدر غيابياً في حق الأسير خلال محاكمة عدد من أنصاره بتهمة الاعتداء على الجيش في عبرا في 23 حزيران (يونيو) 2013، وهذا ما يسرع البدء في محاكمته. واستغرب المصدر الأمني ما أشيع عن قيام فرع المعلومات في الأمن العام بحملات دهم أدت إلى توقيف أحد أنصار الأسير في إحدى ضواحي بيروت اعترف بأنه كان يخطط لتنفيذ اغتيالات تشمل بعض الأشخاص. وعلمت «الحياة» أن التوسع مع الأسير سيشمل الأمكنة التي لجأ إليها بعد اعتدائه على رأس مجموعة من أنصاره على الجيش، ومن تولّى تأمينها وتوفير الحماية لها خصوصاً في منطقة الشمال... وبالنسبة إلى ما أشيع عن توقيف الشيخ يوسف حنينة في المطار قبل توقيف الأسير، علمت «الحياة» أن لا صحة لهذا الخبر مع أنه مطلوب للقضاء بموجب مذكرات توقيف صادرة في حقه، لا سيما أنه يعتبر كاتم أسرار الأسير وبمثابة يده اليمنى، إضافة إلى شقيقه أمجد الأسير المتواري عن الأنظار. على صعيد آخر، علمت «الحياة» أن رئيس الحكومة تمام سلام لن يدعو هذا الأسبوع إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، ونقل عنه زواره أمس أنه يواصل اتصالاته ومشاوراته، وأن ما توافر له من معطيات لا يشجع على عقدها لأنها لن تكون منتجة. وحمّل سلام - كما نقل عنه زواره - الأطراف السياسيين مسؤولية عدم انعقاد الجلسة، خصوصاً الذين يقفون وراء عدم تمكين الحكومة من اتخاذ قرارات تتعلق بمصالح المواطنين في وقت ستكون بعض الإدارات والمؤسسات الرسمية عاجزة، وفق ما أكده وزير المال علي حسن خليل، عن دفع الرواتب للموظفين الشهر المقبل. لذلك، سيمضي مجلس الوزراء في «إجازة قسرية» يمكن أن تمتد لأكثر من جلسة إلا إذا طرأت متغيرات تسمح بانعقادها، وتضع حداً لاستمرار تعطيل الحكومة وشلل مجلس الوزراء.

 

أحمد الأسير «نسخة منقّحة» يقع في قبضة الأمن العام/اكتُشِفت محاولة فراره متخفياً بجواز سفر مزور وأوقف داخل قاعة المسافرين في المطار

المستقبل/17 آب/15/رأفت نعيم/شكل توقيف المطلوب رقم واحد في احداث عبرا في حزيران من العام 2013، إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير في مطار رفيق الحريري الدولي مفاجأة من العيار الثقيل في الأوساط السياسية والأمنية واعتبر انجازا وصيدا امنيا ثمينا نظرا لما سيمثله توقيف الأسير من تحول هام في مسار هذه القضية ونظرا لدقة عملية التوقيف وحرفيتها رغم محاولات الأسير التخفي بشخصية واسم آخرين. تعددت المعطيات والروايات حول عملية التوقيف الا ان الثابت المؤكد حتى الآن ان الأسير اصبح في عهدة الأمن العام اللبناني وان الأنظار الآن ستتجه الى ما ستؤول اليها التحقيقات التي بوشرت معه من قبل الأمن العام اللبناني وباشراف من مديره العام اللواء عباس ابراهيم وبمواكبة ومتابعة من مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، ولاحقا عند احالته الى القضاء العسكري الذي طلب له في العام 2014 الإعدام مع ثلاثة وخمسين شخصاً آخرين من مناصريه على خلفية احداث عبرا. مصادر مطلعة روت للمستقبل بعضا من وقائع توقيف الأسير فأشارت الى انه عند العاشرة والنصف قبل ظهر السبت، حضر شخصان الى مطار رفيق الحريري الدولي ووجهتهما الأولى مصر، فقصدا بداية مكتب الخطوط الجوية المصرية وطلبا تأشيرتي مرور بمطار القاهرة « ترانزيت» وقالا انهما سيستقلان من هناك طائرة أخرى متوجهة الى نيجيريا.

وبحسب هذه المصادر فان احد الشخصين كان يحمل جواز سفر فلسطينيا مزورا بإسم رامي عبد الرحمن طالب والآخر يحمل جواز سفر لبنانياً بإسم خالد صيداني. وبعد الحصول على تأشيرتي « الترانزيت» من الخطوط المصرية، توجها الى مركز الجمارك اللبنانية في المطار حيث اخضعت حقيبتاهما للتفتيش.. ومن هناك تابعا اجراءات السفر وصولا الى مركز الأمن العام اللبناني لختم جوازي سفرهما فختم الأول (رامي طالب) جواز سفره وتوجه الى القاعة المخصصة للركاب المتوجهين الى القاهرة، فيما اوقف الأمن العام الآخر «خالد صيداني» للإشتباه به أثناء ختم جوازه.. وقبيل وقت قصير من اقلاع الطائرة توجهت قوة من الأمن العام الى القاعة المخصصة للمسافرين الى القاهرة وعملت على توقيف الأول حيث تم التأكد من أنه المطلوب احمد الأسير.

وعلمت المستقبل في هذا السياق ان الأسير وعندما ايقن بانكشاف امره بمجرد اطباق عناصر الأمن العام عليه بادرهم بالقول «انا احمد الأسير.. ما حدا يمد ايدو «!. وهو كان قد غير مظهره فارتدى زياً مدنياً وكان حليق الذقن واطلق شعره وشاربه.. فيما تردد ان الشخص الآخر الذي اوقف معه هو يوسف ح. احد كوادر الأسير المقربين منه والذي توارى بعد اشهر قليلة من احداث عبرا. واقتيد الأسير وسط حراسة أمنية مشددة الى خارج حرم المطار حيث أوقف بناء على إشارة من النيابة العامة التمييزية وبوشر التحقيق معه من قبل الأمن العام وسط تكتم وسرية تامين. وعلم في هذا الاطار ان توقيف الأسير سبقه على مدى ايام قبلها عملية رصد ومتابعة من قبل شعبة معلومات الأمن العام اللبناني لشخص يعتقد انه كان يساعد الأسير بعد توافر معطيات حول تهيؤ الأخير للفرار خارج لبنان. وافيد في هذا السياق ان الأمن العام تمكن من تحديد نوع السيارة التي اقلت الأسير الى المطار وتوقيف سائقها وهي من نوع مرسيدس بيضاء اللون رقمها 254635 /ط.

ولاحقا طرحت صورة للأسير موقوفا تناقلتها بعض وسائل التواصل الاجتماعي احتمال ان يكون قد اوقف في وقت سابق من التاريخ المعلن لتوقيفه كونه بدا فيها وقد نبت شعر ذقنه بينما ظهر في صورة التقطتها كاميرا مراقبة في المطار حليق الذقن تماما. الأمر الذي فسر على انه لإعتبارات امنية لرصد اي حركة او ردة فعل لأي من مناصري الأسير وللتأكد من عدم وجود اخرين منهم في المطار او محيطه، وليتسنى للجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى اتخاذ اجراءات امنية احترازية تحسبا لأي طارئ على خلفية التوقيف.

وذكر بيان المديرية العامة للأمن العام اللبناني أنه أثناء محاولة الأسير مغادرة البلاد عبر مطار رفيق الحريري إلى نيجيريا عبر القاهرة، مستخدما وثيقة سفر فلسطينية مزورة وتأشيرة صحيحة لنيجيريا، أوقف من قبل عناصر الأمن العام وأحيل الى مكتب شؤون المعلومات في مديرية الأمن العام حيث بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص. من جهته اعلن النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود أنه تبلّغ رسميًا من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بتوقيف احمد الأسير، وتنفيذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه عن القضاء العسكري، وانه اي القاضي حمود طلب من مفوض الحكومة إجراء فحوص الحمض النووي (DNA) بشكل سريع للموقوف للتثبت علميًا وجينيًا من أنه الأسير فعلاً».

وذكر حمود بأن هناك قرارًا اتهاميًا سبق وصدر بحق الأسير عن قاضي التحقيق العسكري، ما يعني أن ملفه القضائي متكامل ولا يحتاج إلى وقت طويل لمثوله أمام المحكمة، لكن لا بد من إجراء تحقيق أولي وتأسيس محضر يكون مستندًا أساسيًا للاستجواب الذي سيخضع إليه الأسير أمام المحكمة العسكرية في محاكمة علنية، وقال ان المحكمة العسكرية هي التي تقرر ما إذا كانت ستفصل ملفه عن ملف الموقوفين في أحداث عبرا أم ستلحقه به، ما دامت محاكمتهم باتت في مراحلها النهائية.

ولم تمض ساعات قليلة على توقيف الأسير حتى بدأت قوة من شعبة معلومات الأمن العام حضرت من بيروت الى صيدا بتنفيذ سلسلة مداهمات في عدد من ضواحي المدينة افيد انها جاءت على خلفية التحقيقات مع الأسير، وتواصلت ايضا في اليوم التالي فاوقفت احد مناصري الأسير ( مساء السبت) الفلسطيني «احمد ع.» في احد الأندية الرياضية في عبرا ودهمت صباح الأحد محلا لتصليح «الاشبمانات» يعود للمدعو «عبد ش. «احد مناصري الأسير في المدينة الصناعية في سينيق جنوب صيدا حيث قام عناصر القوة المداهمة بخلع المحل المذكور الذي كان مقفلا وتفتيشه واخراج صندوق كان بداخله لم يعرف على ماذا يحتوي. وافاد أحد اصحاب المحال المجاورة للمحل المذكور ان صاحبه « عبد ش.» اقفل محله وتوارى عن الأنظار منذ لحظة شيوع خبر توقيف احمد الأسير.

ولاحقا دهمت قوة من معلومات الأمن العام بيتا في منطقة سيروب يعود للشخص نفسه. كما افيد عن مداهمة منزل له في منطقة جدرا. وذكرت بعض المصادر ان الأمن العام نفذ مداهمات قرب بيروت واعتقلت شخصاً بحوزته مستندات في غاية الخطورة.

نتج عن احداث عبرا ملف قضائي ومحاكمات استمرت طيلة اكثر من عام ولا تزال وهي الآن في مراحلها النهائية. وجاء توقيف الأسير اليوم ليطرح تساؤلا جديا حول مدى تأثير هذا التوقيف سلبا او ايجابا على هذه المحاكمات، وابرز هذه التساؤلات : هل سيتم فصل محاكمة الأسير عن محاكمة بقية الموقوفين، ام ستربط بها، واذا ربطت هل يؤدي ذلك الى تأخير صدور الأحكام لبقية الموقوفين ؟.

والتساؤل الأبرز، ما سيكون انعكاس توقيف الأسير على وضع المطلوب رقم اثنين في احداث عبرا الفنان المعتزل فضل شاكر والذي سبق وابدى رغبته في طي هذه الصفحة والعودة الى فنه!.

وفيما يلي ابرز المحطات التي مر بها ملف الموقوفين منذ صدور القرار الظني في احداث عبرا.

[ في اواخر شباط من العام 2014 اصدر قاضي التحقيق العسكري الأوّل رياض أبو غيدا قراره الاتهامي في احداث عبرا، وشمل القرار 78 مدّعياً عليهم، 54 شخصاً بإطلاق النار على الجيش وقتل عناصره طالباً لهم عقوبة الإعدام، فيما راوحت عقوبات 14 آخرين بالسجن من 3 إلى 15 عاماً كحد أقصى. وقرّر أبو غيدا ترك ستة عشر موقوفاً بينهم ثمانية مُنعت عنهم المحاكمة لعدم الدليل. وأسقط دعوى الحق العام عن 3 آخرين لعلّة الوفاة.

[ وفي منتصف تموز 2014 وفي خطوة تهدف إلى تسريع المحاكمات، قرر رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم في الجلسة الأولى من محاكمة «موقوفي أحداث عبرا» تجزئة الملف إلى 4 أو 5 ملفات فرعية وفقاً للجرائم المدعى بها على المتهمين من الموقوفين والفارين، وذلك تسهيلاً للسير بالمحاكمات التي تقرر ان تبدأ فعليا في اواخر اب.

[ في 27 اب من العام 2014 انطلقت محاكمة الموقوفين في «حوادث عبرا» أمام المحكمة العسكرية الدائمة فيما تطوع اكثر من ثلاثين محامياً للدفاع عن المتهمين. وقسم الموقوفون بناء للقرار الاتهامي الى 5 مجموعات : الاولى وهي الابرز وهي تضم 53 متهماً بقتل عناصر الجيش. الثانية تضم 7 موقوفين لم يعترفوا في التحقيقات الأولية بإطلاق النار، وانتموا الى مجموعات مسلحة وحملوا السلاح خلال الاشتباكات. الثالثة وتضم موقوفين لم يحملوا السلاح يوم الاشتباكات انما انتموا الى مجموعات مسلحة. الرابعة وتضم 3 موقوفين انحصر دورهم بأمور لوجستية وادارية. اما المجموعة الخامسة فقد منعت المحاكمة عن افرادها.

[ وسجلت في فترات متفاوتة خلال العامين 2014 و2015 اخلاءات سبيل ومنع محاكمة عن عدد من موقوفي احداث عبرا، ونقل معظم الموقوفين تباعا الى سجني جزين وعاليه.

قرابة الثانية الا عشر دقائق من بعد ظهر الثالث والعشرين من حزيران2013، تعرضت نقطة للجيش قبالة مدخل المربع الأمني للشيخ الأسير في عبرا لاطلاق رصاص غزير من قبل عناصر مسلحة تابعة للأسير، أسفر عن استشهاد ثلاثة عسكريين من بينهم ضابط برتبة ملازم أول واصابة عدد آخر بجروح. ورد الجيش بقوة على هذا الاعتداء بعملية عسكرية واسعة في عبرا. وشملت الاشتباكات ايضاً منطقة تعمير عين الحلوة بعد تعرض مراكز الجيش فيها لقذائف صاروخية واطلاق نار من قبل مجموعات «جند الشام» و«فتح الاسلام» داخل مخيم عين الحلوة، ما استدعى تدخل القوى الفلسطينية في المخيم لضبط هذه المجموعات ومنعها من جر المخيم الى مواجهة مع الجيش.

وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة على بدء العملية تمكن الجيش من احكام السيطرة على مربع الأسير الأمني والقضاء على عدد من المسلحين وتوقيف المئات من مناصري الأسير، الذي توارى عن الأنظار قبل ان يتأكد خروجه من عبرا مع بعض المقربين منه، ما أثار جدلاً حول ظروف خروجه والوجهة التي توجه اليها. اما حصيلة أحداث عبرا فكانت أكثر من عشرين شهيدا ونحو مئة جريح للجيش، ونحو 20 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف مناصري الأسير، وقتيلان وعدد من الجرحى في صفوف «جند الشام» و«فتح الاسلام»، اضافة الى عدد كبير من الجرحى المدنيين فاق الخمسين جريحاً برصاص الاشتباكات والقنص، فضلاً عن أضرار هائلة لحقت بالمنازل والسيارات والممتلكات. وبعد انتهاء احداث عبرا مباشرة تحدثت معلومات ومصادر عدة وشهود عيان عن أن مسلحين من «حزب الله» و«سرايا المقاومة» شاركوا في المعركة وتمركزوا في العديد من الأبنية ومحيطها وانتشروا على طول التلال المشرفة على عبرا والمواجهة لها في تلة مار الياس. وشوهد عناصر الحزب يرتدون البدلات العسكرية ويضعون شارات صفراء على سواعدهم وهم ينتشرون ليلاً في شوارع عبرا ويطاردون فلول الأسير. كما أفيد حينها عن نقل نحو ستة قتلى من الحزب وعدد من عناصره جرحى من معركة عبرا الى مستشفيين في صيدا والنبطية. وسجل بعد انتهاء أحداث عبرا عودة بعض المظاهر المسلحة تحت تسميات وعناوين كانت ممارساتها في السابق سبباً في بروز ظاهرة الأسير ولا سيما «سرايا المقاومة»، وعودة عناصر «حزب الله» بعدد أكبر الى عبرا كلها وليس فقط الى الشقق التي سبق وكانت عنواناً للمواجهة بين الحزب والأسير.

..ويمثل أمام المحكمة غداً

يتوقع ان يمثل غدا الثلاثاء الشيخ احمد الاسير امام المحكمة العسكرية الدائمة لاستجوابه حول التهم المسندة اليه في ملف «حوادث عبرا» وذلك بعد القاء القبض عليه في مطار رفيق الحريري الدولي اول من امس اثناء توجهه الى نيجيريا عبر مصر.

واضاف الاسير الى التهم المسندة اليه المتعلقة بتأليفه مجموعة مسلحة والقيام باعمال ارهابية وقتل ومحاولة قتل عسكريين التي تنص على عقوبة الاعدام تهمة تزوير جواز سفر الذي ضبط معه اثناء محاولة الفرار. وفي المقابل فان الاسير سيلاحق ايضا في «احداث بحنين» التي وقعت في اواخر تشرين الاول الماضي بين مجموعة خالد حبلص والجيش اللبناني التي اسفرت عن سقوط شهداء من العسكريين حيث ذكر حبلص في افادته الاولية والاستنطاقية عن مشاركة الاسير في تلك الاحداث ومن ثم قام بتأمين فراره بعد ايوائه قرب مدرسة السلام في البلدة. واوضحت مصادر قضائية ان استجواب الاسير غدا الثلاثاء امام المحكمة في حال تم تعيين محام للدفاع عنه سيرجئ المرافعات في ملف»حوادث عبرا» التي انطلقت في 30 تموز الماضي بعد تقسيمها الى اربع مراحل قبل النطق بالحكم بحق المتهمين من الموقوفين والفارين والمخلى سبيلهم، وذلك الى حين الانتهاء من استجواب الاسير. وفي هذا الاطار توقعت المصادر ان يمتد استجواب الاسير الى اكثر من جلسة بالنظر الى كونه المتهم الرئيسي في الملف فضلا ان الاستجواب قد يؤدي الى معاودة استجواب متهمين سبق للمحكمة ان استجوبتهم وخصوصا الذين ذكروا الاسير في استجواباتهم ومن ابرزهم علاء المغربي الذي سبق الاسير الى قفص الاتهام قبل نحو ثلاثة اسابيع فقط والذي كشف في افادته امام المحكمة عن تأمينه تنقلات الاسير بين طرابلس وصيدا وعين الحلوة ومحاولته مع مجموعة من الفارين المتورطين في الملف تأليف مجموعة مسلحة على صلة بالأسير اتخذت من منزل المغربي مقراً لها . وكان قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، قد قسّم المتهمين في القرار الاتهامي الذي اصدره في القضية إلى خمس مجموعات، تبعاً للأفعال الجرمية المرتكبة، بحيث أظهرت الوقائع «أن أفعال المدّعى عليهم ليست واحدة، بل تختلف بماهيتها عن بعضها البعض، وبالتالي لا تحتمل وصفا قانونيا واحدا». وقد تنوّعت الجرائم بين الاعتداء على أمن الدولة وتعمد قتل عناصر الجيش اللبناني وإثارة النعرات الطائفية، وصولا إلى أدوار إدارية ولوجستية لبعض المدّعى عليهم ليخلص إلى طلب عقوبة الاعدام للمجموعة الأولى، والتي يبلغ عددها 54 متهماً، بينهم الشيخ أحمد الأسير.

وكشفت الإفادات الواردة في القرار معلومات عن قرار مسبق لدى مجموعة الأسير «بنقل معركة سوريا إلى لبنان واستهداف حزب الله بناء على أمر صادر عن قائد فتح الإسلام أبو أحمد حمية». بالمقابل، كشفت إفادات أخرى أن مجموعة الأسير بدأت بالتسلح قبل نحو سنة من الأحداث، وأن الخطة كانت تقضي بالسيطرة على الطرق الرئيسة لمدينة صيدا خلال الاشتباكات. وانفاذا لذلك قام الاسير بتوزيع عناصر مجموعاته على شقق تطلّ على الشوارع الرئيسية في صيدا، ويتابع من مكتبه وإلى جانبه فضل شاكر سير العمليات الحربية.

ويتحدث أحد المتهمين عن قيامه بنقل الأسير إلى سوريا ولقائه بقادة الجيش السوري الحر. فيما يروي آخر واقعة مشاركته في القتال في القصير، ويقول إنّه بعد سقوطها بيد النظام عاد إلى لبنان بعد أن قرّر قائد فتح الإسلام المدعو أبو أحمد حمية نقل المعركة إلى الداخل اللبناني رداً على مشاركته بالحرب في القصير. وانطلاقا من تفريق المدعى عليهم الى مجموعات في القرار الاتهامي بحسب طبيعة الأفعال التي ثبت ارتكابهم لها، فان المجموعة الاولى التي تضم الاسير قد اطلق افرادها النار على الجيش وقتلوا عناصره. ويكون فعلهم منطبقاً على المادة 549 عقوبات، التي تعاقب بالاعدام فضلا عن فعلهم لجهة تأليف مجموعات عسكرية تعرضت لمؤسسة الدولة المتمثلة بالجيش اللبناني.

 

جعجع: كيف اعتقلت الأجهزة الأسير ولم تستطع توقيف غيره؟

موقع المستقبل/أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «اعتقال أحمد الأسير إنجاز أمني كبير»، متسائلا «كيف تمكنت هذه الأجهزة من اعتقال الأسير، ولم تتمكن هذه الأجهزة بالذات، من اعتقال قتلة هاشم السلمان، وقتلة صبحي ونديم الفخري».

أشار جعجع عبر تويتر أمس، الى «أننا نهنئ أنفسنا بالأجهزة الأمنية على اعتقالها الأسير»، مستغربا «كيف تمكنت الأجهزة من اعتقال الأسير، على الرغم من تنكره الكامل، واعتماده جواز سفر آخر، وكل الاحتياطات التي اتخذها، ولم تتمكن هذه الأجهزة بالذات، من اعتقال قتلة هاشم السلمان، وقتلة صبحي ونديم الفخري، على الرغم من أنهم معروفون تماما ولم يتنكروا يوما؟ وكيف أن هذه الأجهزة الأمنية بالذات لم تستطع توقيف قطاع الطرق، وعصابات المخدرات، والتشليح والخطف والتعدي في منطقة البقاع، وهم معروفون جدا، وواضحون كعين الشمس، ويتحركون كل يوم؟».

 

مداهمات في منطقة سيروب شرق صيدا على خلفية اعترافات الاسير

الأحد 16 آب 2015 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا شربل نجم ان قوة من شعبة المعلومات في الامن العام نفذت مداهمات في منطقة سيروب شرق مدينة صيدا على خلفية اعترافات احمد الاسير الاخيرة. ويحاول عناصر الامن العام والاجهزة الامنية التحرك سريعا لتوقيف عدد من الاشخاص المرتبطين بالاسير قبل هروبهم بعد اعتقاله بالامس.

 

صقر ادعى على 5 لبنانيين وفلسطيني بجرم الانتماء الى تنظيم ارهابي

الخميس 13 آب 2015 /وطنية - ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 5 لبنانيين (بينهم 4 موقوفين) وفلسطيني فار من وجه العدالة، في جرم الانتماء الى جبهة النصرة بهدف القيام بأعمال ارهابية والتحضير لمهاجمة مراكز الجيش وقوى الامن الداخلي في الشمال بعد مقتل اسامة منصور، بتحريض من شادي المولوي وبلال بدر. واحالهم الى قاضي التحقيق العسكري المناوب.

 

إطلاق المخطوف محمد رفعت يحيى مقابل فدية مالية

الأحد 16 آب 2015 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش، عن اطلاق محمد رفعت يحيى من بلدة معربون، الذي خطف منذ يومين على يد مسلحين في بلدة رنكوس السورية، مقابل فدية مالية قدرها 50 الف دولار.

 

سلام لم يوجّه للوزراء دعوة إلى جلسة: المراسيم العادية لا تحتاج إلى 24 توقيعاً

سابين عويس/النهار/17 آب 2015/لا يعكس زوار رئيس الحكومة تمام سلام هذه الايام أجواء متفائلة حيال إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل. وينقل عنه هؤلاء أن أي قرار بعقد جلسة سيكون رهن التوافق على تسيير جدول الاعمال والبحث في الملفات الشائكة والمتراكمة بفعل التعطيل المتعمد لـ"التيار الوطني الحر" للجلسات. بدت الخيبة واضحة على محيّا رئيس الحكومة وهو يجري لـ"النهار" تقويماً لنتائج زيارته عمان وخلاصات المحادثات التي أجراها مع نظيره الاردني عبد الله النسور ولا سيما في شأن تجربة الاردن في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين. وعندما يُسأل عن أسباب نجاح عمان في مقاربة هذه الازمة على نحو مكّنها من إحتواء اللاجئين، يعزو ذلك إلى ان لدى المملكة الهاشمية "قراراً واحداً وتنفيذاً واحداً ونجاحاً واحداً، أما في لبنان فلا قرار واحداً، وبالتالي لا يمكن ان يكون التنفيذ واحداً، وهو ما يستدرج الفشل". قد يكون القرار الوحيد الذي تجاوز فيه سلام الاجماع في مجلس الوزراء على ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، هو ذلك المتعلق بدعم التصدير الزراعي. فهذا القرار شكّل سابقة إذ وقّعه 18 وزيرا بإستثناء وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" و"حزب الله" و"المردة" والطاشناق. لكن سلام حسم أمره ومضى بتنفيذ القرار لأنه يتعلق بمصالح فئات كبيرة من المزارعين والمصدرين وبمصير كميات هائلة من الصادرات اللبنانية المعرضة للاتلاف. وعندما يُسأل هل هو على استعداد لتكرار هذه السابقة في ظل التعطيل المبرمج الذي تتعرض له حكومته، يجيب بالايجاب، لافتا إلى ان الشرط الاساسي للسير بتوقيع 18 وزيراً هو أن تكون القرارات المطلوب توقيعها ملحة وضرورية. ويضيف: "فليطعنوا بها إذا كانوا معترضين"، مشيرا إلى ان رفض التوقيع على قرار دعم التصدير لم يتم طعنه، وهو ليس مخالفا للقانون، مستندا في ذلك إلى الدستور، إذ ينص على ان المراسيم الصادرة عن مجلس الوزراء وتتطلب توقيع رئيس الجمهورية، تتيح لرئيس الجمهورية ان يردها الى المجلس إذا وجد فيها شائبة، ليعود المجلس الى درسها. وله أن يوقع المراسيم، وإذا لم يفعل خلال 15 يوما، تصبح نافذة.

يرفض سلام الجدل في تفسير الدستور لجهة صلاحية مجلس الوزراء مجتمعا في تولي صلاحيات رئيس الجمهورية، وهل الوكالة كاملة أو تُجزّأ. فهو مقتنع بأن المراسيم العادية لا تحتاج الى توقيع 24 وزيرا، ومقتنع أكثر بأهمية التعالي عن الحسابات الضيقة عندما يتعلق الامر بمصالح المواطنين وشؤونهم وسلامتهم. ويكرّر دائما فكرة ان حكومته، على مسمّاها يجب ان تكون حكومة المصلحة الوطنية، اما النزاعات السياسية فلتحلّ خارجا. ويعي في المقابل أن التعطيل الذي يمارس على حكومته لا يهدف إلى إسقاطها، كاشفاً أنه لم يلمس من جميع الموفدين الدوليين إلا كل الدعم والرغبة في حماية الاستقرار الداخلي وصونه ودعم المؤسسات العسكرية والامنية. ويضع ما سمعه من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في هذا الاطار، لكنه يُفاجأ بأن الممارسات المحلية لا تعكس هذا الجو، علما أن الجميع يدرك ان هناك الكثير ليخسروه إذا سقطت الحكومة، ويستغرب بالتالي لماذا محاولات زعزعتها وزعزعة الاستقرار تاليا؟ ليس الرجل في وارد الاستقالة، رغم محاولات إستنزاف صبره، كما انه ليس في وارد الاعتكاف. لم يوجه حتى الآن الدعوة الى جلسة مقبلة لمجلس الوزراء وليس في وارد القيام بذلك اليوم كما تشير المعلومات. ولرئيس الحكومة أسبابه. فما الهدف من عقد جلسات تكون فيها طاولة المجلس منبرا للصدامات والإتهامات التي تزيد الاوضاع تشنجاً وتأزماً؟ لكن في المقابل، هو ليس في وارد التراجع أو التنازل عن تفعيل حكومته، ولن يقبل بالرضوخ للاستفزاز. لكن حركته تبقى متوقفة على مدى تجاوب رئيس المجلس نبيه بري معه، خصوصا ان الاخير يخضع لضغوط ترتبط بالمواجهة القائمة بينه وبين العماد ميشال عون.

 

قرار مقبل لا يمكن الطعن به في مجلس الوزراء دعوة الى لبننة الاستحقاق وتفعيل الحكومة

خليل فليحان/النهار/17 آب 2015/توقع مسؤول بارز تحديد موعد جديد لانتخاب رئيس للجمهورية خلال 2016 موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، وان لا يتم في ايلول المقبل. ودعا الى رفض التوقعات ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي التي تطلق من حين الى آخر، بدليل سقوط الرهان على اجراء الانتخاب لدى التوصل الى "التفاهمات النووية" بين الدول الكبرى وايران. وشدّد على اهمية لبننة هذا الاستحقاق في أسرع وقت بعد التخلي الدولي والاقليمي عن المساعدة لإنجازه. وسأل من يضمن موعد تحقيق التفاهم السعودي - الايراني لانتخاب رئيس للجمهورية في ظل سقوط كل المحاولات التي تبذلها روسيا مع كل من السعودية وايران وسوريا في الأسابيع الاخيرة، وقد أدت فقط الى اتفاقات على مقاتلة الارهاب أينما وجد في دولة عربية، وعلى الاخص في كل من سوريا والعراق المتمثل بالدرجة الاولى بـ"داعش؟".

ولفت الى ان لبننة الاستحقاق لا يمكن ان تتم بتعطيل اعمال الحكومة والاكتفاء بامتداح الرئيس تمام سلام على صموده وتحمله الصراعات العنيفة بين القوى السياسية المتخاصمة وانعكاس آثارها السلبية في الشارع. ودعا الى خطوات تضمن ما يستحقه سلام بفعل ثباته وفرملة المساس بالمؤسسات التي تزعزعت وتعطل إنتاجها. ورأى ان الحفاظ على حكومة سلام لن يتحقق الا بجعلها تعمل وتدبر أمور الناس والدولة. وأوضح وزير بارز، وهو محام لامع، انه لا يمكن وزيري "التيار الوطني الحر" مدعومين بوزيري "حزب الله" الطعن بقرار وزير الدفاع الوطني سمير مقبل تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان مدة سنة لكل منهما في مجلس الوزراء، لان القرار اداري والمرجع الصالح للطعن به هو قضاء الإلغاء في مجلس شورى الدولة، وفي حال أبقى عليه، يستمر قرار تأجيل التسريح حتى اكتمال المدة الزمنية ولا يسقط الا بإعادة طرح مقبل مشروع قرار بالمرشحين لقرار قائد. ويروي الوزير عينه ان المطالبين بطرح اسماء للقيادة رفضوا مناقشة مشروع وزير الدفاع لانه تضمن اسماء عدة، فيما هم يريدون حصره بروكز".

وأفاد أنه لا يمكنه ان يتكهن بما ستكون عليه الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، مقترحاً خطوات عدة تكفل لبننة الاستحقاق وعودة الحكومة لتعمل في شكل طبيعي وهي:

اولا - وقف التأجيج الإعلامي الذي تمارسه القوى السياسية لإبطال أي قرار اتخذ او هو في طريقه للإقرار.

ثانيا - تتولى الهيئة فتح حوار بإشرافها بين "الوطني الحر" و"المستقبل" وتزخيمه، وكذلك ترسيخ الثقة أكثر بالحوار بين الحزب و"المستقبل" من جهة أخرى.

ثالثاً - إنشاء هيئة حوار كان يديرها رئيس الجمهورية عندما كان يمارس صلاحياته من قصر بعبدا، مهمتها تفكيك المشاكل وإيجاد المخارج بعد تخلي الرئيس نبيه بري عن دور كان يمارسه بعد ما حاول اكثر من مرة ولم يتجاوبوا معه.

وبرّر ضرورة انشاء مثل هذه الهيئة من عقلاء القوى المتصارعة او على الأقل من القوى المنقسمة سياسيا الموزعة بين مؤيد للسعودية واخرى لإيران، بتساو في عضويتها. ويرى ان الدافع لإنشاء هذه الهيئة هو عدم الرهان على اي تطور في الخارج، سواء كان دوليا او اقليميا، من أجل تسهيل انتاج انتخاب رئيس جمهورية من صنع لبناني وبقرار من القوى السياسية الفاعلة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/8/2015

الأحد 16 آب 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الإنجاز الأمني للمديرية العامة للأمن العام المتمثل بتوقيف المطلوب أحمد الأسير لدى محاولته السفر إلى الخارج بجواز سفر مزور، ما زال محط الأنظار.

ووفق معلومات خاصة ل"تلفزيون لبنان" فإن المديرية العامة للأمن العام أضافت بتوقيف الأسير، إنجازا للائحة وصلت في العامين الأخيرين إلى الرقم 77 موقوفا من المجموعات الإرهابية ومن جنسيات مختلفة، بفعل الدور الذي اضطلعت به في ملاحقة الإرهابيين.

مصادر المديرية أشارت إلى ان التدقيق بهوية الموقوف الأسير، يستكمل حتى الساعة بطلب من القضاء الذي أوعز بإجراء فحوص ال"دي .ان . اي" للموقوف للتثبت من انه الشيخ المطلوب أحمد الأسير.

المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أكد اليوم ان كل ما قيل عن علاقة لأجهزة خارجية بتوقيف الشيخ الاسير غير صحيح، وأن العملية قام بها الأمن العام وحده.

في هذا الوقت الوزير ريفي ينفي ما نسب اليه، ويؤكد انه على مسافة واحدة من جميع الملفات. والوزير المشنوق يثني على نجاح الأمن العام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على قدر المعلومات الدسمة التي أقر بها الارهابي أحمد الأسير، حصلت المداهمات والتوقيفات بخطى سريعة لمديرية الأمن العام. ما بين بيروت وجدرا وصيدا، مداهمات وملاحقات نتيجة اعترافات خطيرة أدلى بها الأسير، ومعلومات للـnbn عن القبض على شخص في بيروت لديه مستندات في غاية الأهمية والخطورة.

جهود الأمن العام وحدها هي التي أثمرت صيدا ثمينا، فلا علاقة لجهات خارجية ولا سياسية ولا فلسطينية بعملية القاء القبض. العملية اعتمدت على الجهد البشري للأمن العام نتيجة رصد وتعقب أوقف بعدها الأسير على نقطة الأمن العام في مطار بيروت، ولا صحة لما أشيع عن كشف هويته من خلال جهاز بصمة العين فالجهاز، كما قال المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم، لم تتسلمه المديرية بعد.

فحوص الحمض النووي أجريت لعائلة الأسير، كتدبير قانوني مطلوب بانتظار النتائج لاحالة الموقوف إلى القضاء العسكري. وسيمثل الأسير لاحقا أمام المحكمة العسكرية، كما قال المدعي العام التميزي القاضي سمير حمود للـnbn.

انجاز الأمن العام سرق الأضواء في لبنان، بانتظار ان تتضح الاشارات السياسية المفقودة حول جلسات مجلس الوزراء.

أبعد من لبنان، انتهت هدنة الزبداني وتقدم الجيش السوري والمقاومة، رغم ضغوط المسلحين الذين قطعوا الماء التي تصل من نبع الفيجي إلى العاصمة دمشق. ولا خيار الآن إلا الحسم العسكري في الزبداني، بعد تراجع المسلحين عن مشروع اتفاق كان يمتد إلى كفريا والفوعة، ويقضي بانسحاب المسلحين إلى ادلب مقابل سحب المدنيين من البلدتين المذكورتين.

المعلومات تحدثت عن مناورات في التفاوض لجأ إليها المسلحون تحت تأثير خارجي، تارة بطلب الانسحاب إلى درعا بدلا من ادلب، وتارة بمحاولة فرض شروط أخرى لها علاقة بارهابيين مسجونين.

في دمشق، سلم الروس طائرات ميغ 31 وصواريخ حديثة فاعلة إلى الجيش السوري، في الوقت الذي كانت فيه موسكو تحاول دفع عملية التسوية السياسية بين دمشق ومعارضين يزورون روسيا.

وإلى موسكو غدا يصل وزير خارجية ايران محمد ظريف، في زيارة مهمة ترتكز على التطورات السورية أولا. وفي الدلالات الاستراتيجية، أبلغت واشنطن انقرة انها لن تمدد نشر صواريخ باتريوت في تركيا التي تنتهي مهمتها في شهر تشرين الأول المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

باجماع وطني، وصف توقيف الأمن العام الارهابي أحمد الأسير بالانجاز الكبير. وانجازات أمنية أخرى مرتقبة خلال الساعات والأيام المقبلة، كلما تعمق التحقيق، واعترف الأسير، وكشف عن المتورطين معه في دائرة مشروعه الارهابي.

وتشير معلومات خاصة إلى ان التحريات تتركز الآن حول المجموعة اللوجستية التي أدارت حركة الأسير بين مخيم عين الحلوة والمطار، وأمنت له الأوراق الثبوتية المزورة.

على المقلب السوري، انجاز يتقدم ساعة تلو أخرى، وملامح الحسم فيه تتبلور مع سيطرة الجيش والمقاومة على أحياء أكثر عمقا في الزبداني. المعلومات تشير إلى انهيار غير مسبوق في صفوف الارهابيين، وتخبط يزداد بينهم وسط انعدام امكانية الفرار أمام ضربات الجيش والمقاومة وضيق الخيارات. ومن بعض البيانات المتداولة بين الارهابيين، تفوح لغة الاستنجاد والانكسار والإقرار بعدم القدرة على تحمل البقاء والاستمرار في القتال.

في اليمن، انتقل الجيش واللجان الثورية إلى مربع تكثيف العمليات ضد المواقع العسكرية السعودية على الحدود. العمليات تصبح أكثر توسعا، واصاباتها أكثر دقة، ونتائجها مؤلمة: هي لغة أثبتت نجاحها في ميادين مختلفة ويواجه بها اليمنيون العدوان المستمر، فينقلون المعركة والوجع إلى مواقع المعتدين وهناك يفرضون معادلاتهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لليوم الثاني على التوالي، أحمد الأسير هو الحدث. والجديد اليوم المعلومات التي كشفتها الـmtv، وفيها أن الأسير وبعكس ما أشيع أمس، لم يصعد إلى الطائرة بل قبض عليه في مبنى المطار عند نقطة تفتيش الأمن العام.

لكن بمعزل عن التفاصيل، فإن ثمة أسئلة كثيرة تطرح وتتعلق بمرحلة ما بعد القبض على الأسير، إذ ما تأثير اعتقاله على سير المحاكمات، وهل تعود الأمور إلى نقطة الصفر؟ والأهم ما المعلومات التي سيكشفها الأسير خلال التحقيق معه؟ وألا يعني ان القبض عليه انه سيتم كشف من دعم حركته معنويا ومن دعم حركته ماديا لتصل إلى ما وصلت إليه؟

في السياسة، لا جديد لكن الجميع في انتظار قرار الرئيس تمام سلام، فهل يدعو رئيس الحكومة إلى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع الطالع، ام انه لن يوجه أي دعوة تجنبا لجلسة فاشلة ثانية، افساحا في المجال أمام الاتصالات والوساطات لتحقق أهدافها. حتى الآن المعلومات تشير إلى ان الرئيس سلام يفضل التريث، وعدم الدعوة إلى عقد جلسة حتى لا تلقى مصير سابقاتها.

وفي الانتظار، الأزمات المفتوحة لا تزال مفتوحة، بدءا من أزمة النفايات المعلقة، وصولا إلى تهديد الموظفين في لقمة عيشهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لا تضيعوا وقتكم على أحمد الأسير. فالإرهابي المذكور انتهى قبل سنتين بضربة الجيش القاضية، قبل أن ينتهي به الأمر اليوم متنكرا هاربا ذليلا، تنكر له أتباعه، وبيئته التي افترضها حاضنة، قبل الآخرين.

لكن، فيما يقبع بهلواني عبرا خلف القضبان، ثمة سيرك كامل لا يزال حرا طليق اليد في تدمير حياة اللبنانيين، وتهديدهم في أمنهم ورزقهم والغد، وعلى هؤلاء بالتحديد يجب أن تصرفوا الوقت. إصرفوا وقتكم على من مول الأسير وغطاه وسايره وزاره ناقلا إليه تحيات زعماء، وقدم له الورود البيض.

إصرفوا وقتكم على من سمح لظاهرة الإرهاب هذه وأخواتها أن تعم لبنان من عبرا إلى عرسال، مرورا بزواريب طرابلس، من دون أن يتحرك إلا بعد فوات الأوان.

إصرفوا وقتكم على قوى سياسية شجعت نمو حالات التطرف يوم أخرجت من السلطة، وعادت فارتدت ثوب الاعتدال، يوم عادت إلى حكم خرجت منه من الباب لتعود من الشباك.

إصرفوا وقتكم ووقت اللبنانيين، لا على تفاصيل التحقيقات مع الأسير، بل على حقائق الجرائم المشهودة، التي ترتكب يوميا في حق الميثاق والدستور والقوانين والبيئة والصحة والاقتصاد والكهرباء والسدود. ففي النهاية، مهما تكن جرائم الأسير، فهو يبقى مجرد أداة صغير في مشروع تكفيري كبير، شغلته داعشية سياسية ما في زمن ما، ثم لفظته في لحظة تبدل ظرف إقليمي- محلي، قبل ان تبدأ بتشغيل آخرين.

أحمد الأسير، ظاهرة لفظتها صيدا والمحيط، وتنكرت لها طرابلس، وسخر منها جميع اللبنانيين، كما سيسخرون يوما من كل هارب من تحقيق العدالة، وهذا ما نعود إليه بعد عشر ثوان فقط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على الرغم من مضي أكثر من أربع وعشرين ساعة على خبر توقيف الشيخ الفار أحمد الأسير في مطار رفيق الحريري، فإنه بقي في صدارة الاهتمام، بعد الصورة الجديدة التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تظهر حلته بعد العمليات التي أجريت له، وكذلك ما أعقب التحقيقات مع الأسير من عمليات تفتيش ودهم في عبرا.

وإلى استمرار المتابعة لخبر الأسير، فإن البارز اليوم تجديد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، دعوته السياسيين إلى وقفة ضمير للبحث في سبل إعادة التوازن والشراكة الحقيقية بين جناحي لبنان المسيحي والمسلم، إنطلاقا من الميثاق الوطني والدستور، سائلا اي مستقبل لأجيالنا المقبلة، وأنتم تتخاصمون وتتراشقون التهم، وتحجمون بالتالي عن إنتخاب رئيس للبلاد سواء بالمقاطعة أم بعدم إتخاذ أي مبادرة فعلية تسهل إجراء الانتخابات؟ وسأل: من يحمي المواطنين من شر المجرمين؟

ولكن قبل الدخول في حيثيات الوضع الداخلي، نتوقف عند المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد في الغوطة الشرقية وأدت إلى مقتل أكثر من مئة مدني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الخبر أسير وموقوف على ذمة التحقيق. يومان من الاحتجاز الصحافي في دائرة واحدة، مع ترقب أي صورة مسربة عن أحمد الأسير الذي انشق عن شكله الخارجي وخلع عنه كل مظهر ديني، ليدخل العصر الحديث بلباس يقطع الصلة مع الماضي.

ثلاث صور حتى الآن أكدت هويته، مع بطاقة مزورة لغوث اللاجئين الفلسطينيين تحمل إسم خالد العباسي. غير أن المدعي العام سمير حمود، طلب إجراء فحص الحمض النووي باستدعاء والدي الأسير، وهو إجراء تأكيد المؤكد، لأن أحدا لم يراوده الظن في هوية الموقوف الذي اعترف على نفسه وعلى غيره.

اعترافاته استدعت مفرزة سباقة من الأمن العام الذي دهم في صيدا وجدرا، وبحث في زميل الضيافة المدعو عبد الرحمن الشامي الذي كان قد توارى عن الانظار. ولما كان الأسير يتردد بين مناطق لا تبتعد عن صيدا والإقليم، فإن المعلومات الأمنية تؤكد ل"الجديد" أنه توجه إلى مطار بيروت، بعد خروجه مباشرة من مخيم عين الحلوة، ما يعكس متانة التنسيق بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم واللجنة الأمنية داخل المخيم، التي يمسك بخيوطها، حرصا على أمن يبقي عين الحلوة في عين الدولة.

هي البصمة الوطنية التي أعلنها عباس ابراهيم، وقد أدت إلى إنجاز وطني رفعت فيه التحية من الصديق والعدو معا. والسلام على اسم لواء يكتنز عينا حلوة الاصطياد.

والأسير موقوفا، نبأ حاز تهنئة سعد الحريري وتثمين وزير الداخلية نهاد المشنوق. ومنع التصريح من وزير العدل أشرف ريفي الذي نفى إدلاءه بأي حديث يناصر الأسير. وحده الدكتور سمير جعجع وجه تحية مشروطة بسيل من الأسئلة عن عدم اعتقال أشخاص خارجين على القانون.

وإذا ما تحررنا من أنباء الأسير، فإن نار الزبداني تعود إلى أولوية المتابعة الميدانية، مع أنهيار هدنتها وتقدم الجيش السوري و"حزب الله" في الأحياء الغربية. لكن الهدنة بحد ذاتها، وإن لم تطل مدتها، فإنها تعكس القدرة الاقليمة على فرضها بمعية دول مشرفة على الحرب السورية سلاما أو حربا.

 

أول كلام للسفير الفرنسي الجديد في أبرشية بيروت بون: لفرنسا مسؤولية تاريخية حيال لبنان

النهار/17 آب 2015/ألقى السفير الفرنسي الجديد إيمانويل بون كلمة في القداس الذي أقامته أبرشية بيروت المارونية على نية فرنسا في مقر المطرانية في عين سعادة يوم السبت، تحدث فيها عن علاقته بلبنان الذي زاره مرات عديدة ودرس فيه، وعن العلاقات الفرنسية اللبنانية وعلاقات فرنسا مع الكنيسة المارونية واللبنانيين المقيمين في فرنسا. وقال: "اسمحوا لي ان أعبر عن فخري وتأثري لخدمة فرنسا في لبنان، هذا البلد الذي لي ذكريات كثيرة فيه من أيام الطفولة. لقد أحببت لبنان دوما وأقدر حجم التحديات التي تواجهه، كما أقدر حجم ما تنتظرونه من فرنسا. فرنسا واعية لضرورة استمرار علاقاتها مع الكنيسة المارونية، فهي لا تنسى التاريخ وتريد الاستمرار بكتابته معكم، على أعلى المستويات، لهذا السبب، استقبل الرئيس فرنسوا هولاند، غبطة البطريرك لمرتين".

وأضاف: "في الشرق الاوسط، الأزمات تسبب مأساة كبيرة لا سابق لها، منها الارهاب المنتشر، والعنف غير المحتمل ضد المدنيين، وتهجير الشعوب وجرائم ضد الانسانية. فلا فرق بين معاناة الناس، الرجال أو النساء والاطفال، في سوريا او العراق او غيرها. الكل يعاني، بغض النظر عن انتمائهم الديني، المذهبي او العرقي. من هنا التزام فرنسا اليوم الحرب ضد "داعش"، ضد الارهاب، والتوصل الى حلول سياسية في سوريا والعراق. وفي هذا الإطار، فإن فرنسا، الوفية لتاريخها، تأخذ المبادرة من أجل مسيحيي الشرق وكل الاقليات لكي يحافظوا على مكانتهم ويكونوا محميين من العنف الذي يمارسه الارهاب ضدهم. ان المسألة هي حتى أبعد من مصير الأقليات، يجب الحفاظ على التنوع والتعدد الديني والتعدد الفكري، وعلى التعايش بين الطوائف وكذلك على الحياة المشتركة التي هي مصدر غنى لبلدان المنطقة. ان فرنسا لديها مسؤولية تاريخية حيال لبنان، هي تريد الوحدة والاستقرار والازدهار للبنانيين، من دون أي أفكار مسبقة، ولا تبادل مسائل في لبنان مع مسائل في أماكن اخرى. ان فرنسا ملتزمة لبنان السيادة، لبنان الحريات، لبنان التعدد لمصلحة جميع اللبنانيين، فنحن نذهب الى طهران والرياض والى كل مكان في المنطقة لنقول انه تجب حماية أصدقائنا اللبنانيين من الحروب الجارية قرب حدودهم ومساعدتهم على حل خلافاتهم". وأكد أن "لفرنسا ثلاث أولويات هي العمل على الساحة الدولية لإيجاد الظروف التي تساعد اللبنانيين على التحكم بمصيرهم وحل أزمتهم السياسية التي تهدد اليوم مؤسسات الدولة، والمساهمة في حفظ سلامة وأمن لبنان واللبنانيين ومساعدة لبنان قدر المستطاع على احتضان اللاجئين السوريين". وترأس هذا القداس التقليدي السنوي رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، وحضره إلى السفير الفرنسي الجديد وعقيلته وأركان السفارة، عدد من النواب والشخصيات. وألقى مطر عظة رحب فيها بالسفير الفرنسي الجديد، ونوه بالعلاقات بين فرنسا ولبنان وبينها وبين الموارنة تحديداً. بعد القداس، أقام مطر غداء تكريما للسفير الفرنسي وأركان السفارة، وألقى كلمة قال فيها: "ها هو لبنان اليوم، نقدمه إلى المنطقة المجاورة مثالا للتعايش، يحتذي الجيران في صعوباتهم، حيث يعانون والمنطقة أزمة حضارية حقيقية. إن الإسلام هو دين متسامح في أصوله، كما أن المسيحية هي دين التعايش بين الشعوب، لذا فإننا نرفض كلنا هنا، مسيحيين ومسلمين، ما حدث في العراق حيث المتعصبون يطردون المسيحيين من جذورهم، لا لسبب إلا لأنهم مسيحيون. كما أن هناك مسلمين يعتدون على مسلمين بسبب انتمائهم المذهبي. أما نحن، مسيحيي لبنان والشرق، فليست عندنا البتة إرادة انفصال عن شركائنا المسلمين. بل علينا أن نصنع معا مصيرا مشتركا، وعلينا أن نجاهد من أجل حياة فضلى، ومن أجل حقوق الجميع وحرياتهم".

 

الراعي للقيّمين على السلطة والعمل السياسي: أي مستقبل وأنتم تُحجمون عن انتخاب رئيس؟

المصدر: الديمان - "النهار"/17 آب 2015/سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "القيّمين على السلطة والعمل السياسي: أي خير عام تؤمِّنون للشعب اللبناني، وأي مستقبل لأجيالنا المقبلة، وأنتم تتخاصمون وتتراشقون التّهم، وتُحجمون بالتالي عن انتخاب رئيس للبلاد منذ سنة وخمسة أشهر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، سواء بالمقاطعة أم بعدم اتّخاذ أي مبادرة فعلية تسهّل إجراء الانتخابات؟ وقد عطّلتم المجلس النيابي، واليوم تنذرون بشلّ الحكومة، وتسهِّلون انتشار الفساد والرشوة في الإدارات العامة، وتكبّلون القضاء، وتستبيحون حرمة القوانين، وتلوِّثون لبنان الجميل بالنفايات؟". وحيا في قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان "عائلة الشهيدَين صبحي ونديمة فخري من بتدعي، والعائلات المرافقة من قضاءي بشري ودير الأحمر وسواها، مع الكهنة ورؤساء البلديات والمخاتير، الذين أتوا اليوم إلى هذا الكرسي البطريركي للصلاة عن نفس الشهيدَين، ولتجديد البيان الذي أطلقته من بتدعي في 4 تموز الماضي عشائر منطقة دير الأحمر وبشري وفاعلياتها، فهم يطالبون ونحن معهم السلطات السياسيّة والعسكرية والقضائيّة بالقبض على قتلة المرحومين صبحي ونديمة أمام باب دارتهما، وعلى الجناة الذين يسرحون ويمرحون ويستبيحون القتل والخطف والسرقة وابتزاز المال. وكان من أواخرها خطف الشاب مارك الحاج موسى على طريق بكفيا وابتزاز مئات ألوف الدولارات من والده للافراج عنه، واعتراض سير نائبنا البطريركي المطران حنا علوان ورفيقه الكاهن، وهما متوجّهان إلى المطرانية في دير الأحمر، في مهمّة كنسيّة بتكليف منّا. هؤلاء الجناة معروفون بأسمائهم وينتمون إلى عائلة وعشيرة معروفة لا يهمّها، على ما يبدو، المحافظة على كرامتها، بل تغطّي مع نافذين سياسيّين معروفين هؤلاء المجرمين. فنقول لهؤلاء جميعًا إنّهم بتغطيتهم المجرمين إنما يشاركونهم في الجريمة (...)". وقال: "تتجه افكارنا الى الاسرى العسكريين الذين بلغت مدة احتجازهم سنة، وهم يواجهون المصير المجهول، واننا نجدد تضامننا معهم في هذه المأساة العائلية، ونكرّر مطالبتنا بتخلية سبيلهم".

وبعد القداس، التقى الراعي عائلة صبحي ونديمة الفخري يرافقهما وفد من نحو 200 شخص من عائلات دير الاحمر وبشري وفاعلياتهما. وقدم باتريك فخري اليه مفتاح منزل ذويه.

فتفت

وكان استقبل السبت عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت الذي قال بعد اللقاء: "مؤسف الأسلوب الذي وصل إليه الجنرال عون، ونحن نعتبره مرجعية وطنية ونعتبر التيار الوطني الحر مكوناً سياسياً أساسياً، ويجب أن يكونوا موافقين مع السيد حسن نصر الله على أنه ممر لموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، وممكن ان يكون أوتوستراداً وليس ممراً فقط(...).

قنات

وترأس البطريرك الماروني قداس عيد انتقال السيدة العذراء في بلدة قنات - قضاء بشري يعاونه النائب البطريركي العام على الجبة المطران مارون العمار، في حضور عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب إيلي كيروز وفاعليات.

وبعد القداس، أزاح وكيروز الستارة عن اللوحة التذكارية للشارع الذي يربط كنيسة مار جرجس بدير مار ميخائيل، والذي أطلقت عليه البلدية إسم شارع المطران البيسري.

 

سامي الجميل: معركة عون ليست لتحسين حقوق المسيحيين.. ولا للتعطيل تحت شعار “أنا أو لا أحد”

رأى رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل أن “المشكلة الأساسية اليوم أنني كمسؤول غير قادر على التغيير والتحقيق، لأننا في ظل حكومة تناقضات فلا أحد متفق مع أحد على شيء”، مشيراً إلى أن هذه الحكومة تضطر إلى إدارة البلد بشكل معطل فمع غياب رئيس الجمهورية آلية اتخاذ القرار غير طبيعية فكمية التناقضات والتعطيل الحاصل بحقها جعلها حكومة غير منتجة ولكن لا بديل عنها. ولفت الجميل عبر قناة “الجديد” إلى أن هناك طرفان يرفضان الدخول في جدول أعمال مجلس الوزراء بسبب التعيينات الأمنية وهما يعطلان الانتخابات الرئاسية، آسفاً لـ”رفض الدخول في باقي البنود ويضطر رئيس الحكومة لرفع الجلسة ولا تستطيع الادارة القيام بما يلزم، وليس العماد عون وحده من يتحمل المسؤولية”. واعتبر الجميل أن رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون محق بالمبدأ لكن بالموضوعات التي يطرحها تجسيدا للمشكلة ليس على حق بها، فتصحيح الوضع السياسي يمر أولا بقانون الانتخابات، داعياً إلى تصحيح الخلل بانتخاب رئيس للجمهورية أولا، وثانيا عبر الذهاب إلى قانون إنتخابي جديد لتصحيح الشراكة ولتطمين المسيحيين من خلال االلامركزية الإدارية وإنشاء مجلس الشيوخ الموجود في إتفاق الطائف ولم يطبق إلى اليوم. وعن 5دم مشاركة “الكتائب” تحرك “التيار”، لفت الجميل إلى أن “لسنا مقتنعين بأن معركة عون هي لتحسين حقوق المسيحيين ولا الشراكة وإلا لكنا وقفنا بجانبه كما وقفنا بجانبه في عدد من الملفات سابقاً”.

وعن شفافية الأحزاب اللبنانية، قال الجميل: “أكبر فخر لحزب “الكتائب” أنه لا يتلقى أوامر من احد وليس مرتهنا لأحد ولا يتقاضى الأموال من أحد وأنا فخور بإشادة هيل انما احد لا يمكنه أن يجبرني على قرار لست مقتنعا بانه من مصلحة اللبنانيين متمنياً فتح الحسابات المصرفية لكافة الأحزاب حفاظاً على الشفافية. كنا أكد أن الرئيس أمين الجميّل هو مرشح “الكتائب” وبرهن على قدرته على التواصل مع الجميع ولكن لا نقول الرئيس الجميّل أو لا أحد فنحن مستعدون في البحث بكل الأسماء التي تجمع اللبنانيين، وشدد على أنه أول من سيضع نفسه بتصرف الجنرال عون في حال فوزه هو، لأننا في حزب “الكتائب اللبنانية” ديمقراطيون، لافتاً إلى أنه من حق أي شخصية الترشح على الإنتخابات الرئاسية لكن لترك الحياة الديمقراطية تأخذ مجراها، فلا يمكن التعطيل تحت شعار “أنا أو لا أحد”.

وسأل الجميل: “إذا داهمتنا الاستحقاقات المالية ولم ننتخب رئيسا للجمهورية فمن سيتحمل انهيار الليرة اللبنانية؟”. وتابع: “هناك مشكلة ديمغرافية للمسيحيين في لبنان وهي مشكلة لكل لبنان من هذا المنطلق يجب إعادة النظر في النظام اللبناني وإجراء إصلاحات لهذا النظام”، لافتاً إلى أن اللامركزية الإدارية ومجلس الشيوخ يعطيان الأمل بلبنان ومن مسؤولية كل اللبنانيين المتمسكين بلبنان ان يعملوا معنا على تطوير النظام”. أضاف: “نحن نتحدّث عن مؤتمر وطني تطويري وليس تأسيسيا لمعالجة الكثير من الثغرات”، داعياً اللبنانيين إلى اعتماد الصيغة الموجودة في سويسرا وإسبانيا وكندا فهي بنت دولا موحّدة متطورة وخلقت مواطنا لديه حقوق. وإعتبر الجميل، أن البلد مقسم من خلال النظام المركزي ولا أنظمة وحدت شعوبها الا تلك التي تحدثت عنها والمطلوب هو التوحيد، مشيرا إلى أنه عند الغاء الأحزاب الدينية وعلى رأسها “حزب الله”- الذي لا يجب الغاؤه- والمدارس الدينية عندها نتحدث عن العلمانية، لافتا إلى أن هذا النظام يضع اللبنانيين على حافة الحرب الاهلية فما من نظام قسّم اللبنانيين بقدر هذا النظام من هنا لا بد من اعادة التقييم له وان نكون علميين بمقاربة الحلول، ومؤكدا أنه لا يمكن في هذا البلد فرض أمر بالقوة بل من خلال الجلوس على الطاولة. وإذ قال إننا “سنفاجئ اللبنانيين بمجموعة كبيرة من المسلمين بدأت بالانتساب الى “الكتائب”، وهذا تأسيس لأفكار وطنية وليس طائفية، اشار الجميّل إلى أن لا حلول تفرض من مجموعة على حساب اخرى، ونحا على تواصل مع “حزب الله” ونؤمن ان الحزب هو شريك اساسي ولا يمكن بناء لبنان من دون جمهور “حزب الله”، مؤكدا أننا ضد ان يتوقّف التواصل مع “حزب الله” فالتواصل والنقاش سيتواصلان، إلا أننا في الوقت الحالي لا نشعر ان “حزب الله” مستعد للتفكير بوضع لبنان الداخلي فهو منهمك في معركته في سوريا، وأضاف: هناك تواصل ونحن على جهوزية للتفكير في وضع لبنان وقد لفتني كلام كبير للسيد حسن نصراللهفي خطابه الأخير بما يتعلق بالشراكة الوطنية وبالغبن.

وأكد الجميل أن العلاقة مع “تيار المستقبل” ممتازة والكيمياء موجودة، لافتا إلى أن المشكلة هي في ان هناك نفيا قسريا لقيادي يمثل مجموعة كبيرة من اللبنانيين ولا بد من عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان. وعن اعلان النوايا بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” قال الجميل”: كنا اول المرحبين به انما للأسف كنت أتوقع ان تنتج عنه امور ايجابية. أما عن العلاقة مع النائب سليمان فرنجية، فأشار الجميل إلى أن “علاقتنا مع النائب فرنجية ممتازة على الصعيد الشخصي وعلى صعيد الملفات التي نتابعها معا”.

وعن الفساد وفتح حسابات “سوكلين” قال: فُتح تحقيق من قبل النائب العام المالي وهو يقوم بعمله، والقضاء تحرّك مشكورا ولكن الى أين سيصل؟ فهنا عمل الإعلام وانا أنوّه بمواكبة تلفزيون الجديد لهذا الملف. وأوضح الجميل أن “الكتائب” لم تنزل إلى الشارع لأننا نهيئ ماكينتنا الحزبية، لتكون “الكتائب” كما كانت دوما تتعاطى بالامور الاجتماعية من دون مساومة، لافتا إلى أن الفساد هو عائق امام تطوير لبنان واعدا اللبنانيين بالعمل يوميا من اجل تقديم كل ما هو جيد لهم.

 

ريفي ينفي صدور بيان عنه يربط بين محاكمة الأسير ورفعت عيد

 وكالات/١٦ اب ٢٠١٥/ صدر عن مكتب وزير العدل اللواء أشرف ريفي البيان الآتي: تتناقل بعض شبكات التواصل الإجتماعي خبراً مفاده أن وزير العدل اللواء أشرف ريفي قد أصدر بياناً بأن لا محاكمة لأحمد الأسير قبل توقيف رفعت عيد . يهمنا أن نؤكد أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة وهو يصبّ في خانة الكلام التحريضي الفتنوي ، وأن وزير العدل هو على مسافة واحدة من جميع الملفات ، وهو يسعى إلى إحقاق العدالة وتوقيف الجناة والمجرمين مهما كانت إنتماءاتهم وتوجهاتهم.

 

النائب زياد القادري: حزب الله والتيار الوطني يشاركان في إنتاج الأزمة من خلال التعطيل

وكالات/١٦ اب ٢٠١٥/رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري أن "هناك حملة تزييف وقائع وافتئات على خط الاعتدال والشراكة الحقيقية الذي يمثله تيار المستقبل، فالشراكة لا تستوي مع خروج "حزب الله" عن الاجماع الوطني والاصرار على زج لبنان في الحروب الاهلية المحيطة وصب الزيت على نار التحريض ضد فريق أساسي في المعادلة الوطنية، والذين يريدون إلباسنا أثوابهم لن ينجحوا في هذه المهمة". وقال خلال رعايته احتفالا لتخريج طلاب بلدة البيرة في قضاء راشيا بدعوة من بلديتها والكشاف المسلم: "اننا كمواطنين لبنانيين على اختلاف انتماءاتنا الحزبية والمناطقية والطائفية، همومنا واحدة، ولكن اهتماماتنا ليست واحدة، فالاختلاف السياسي هو امر صحي ومشروع، ولكن لا يجوز أن يتحول هذا الاختلاف الى خلاف يطيح بهموم العباد ومصالح البلاد، هموم الناس كل الناس، في الاستقرار والمياه والانماء والكهرباء والبيئة الطبيعية، والنفايات، واهتمامات بعض القوى السياسية في 8 آذار في واد آخر، فالبعض اهتماماته وحساباته وأنانيته كيدية، شخصية، عائلية، والبعض الآخر حساباته اقليمية وهو يعرض لبنان لشتى أنواع المخاطر من خلال مشاركته في قتل الشعب السوري دفاعا عن نظام مجرم ساقط لا محالة". وهنأ لبنان واللبنانيين "بانتصار لبنان على العدو الاسرائيلي في حرب تموز 2006"، وأكد أن "هذا الانتصار لم يكن ليتحقق لولا تضحيات الشهداء، الاجماع الوطني وتكاتف اللبنانيين وصمودهم، ولولا حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، حكومة المقاومة الديبلوماسية كما سماها الرئيس نبيه بري". وقال: "سمعنا خطاب أمين عام حزب الله وكلام النائب ميشال عون، "هناك حملة تزييف وقائع وافتئات على خط الاعتدال والشراكة الحقيقية الذي يمثله تيار المستقبل، هذه الشراكة تكون صادقة أو لا تكون، وهي لا تستوي مع خروج حزب الله عن الاجماع الوطني والاصرار على زج لبنان في الحروب الاهلية المحيطة، والشراكة لا تستوي مع صب الزيت على نار التحريض ضد فريق أساسي في المعادلة الوطنية. ان الاعتدال هو في المجتمع اللبناني قوة متينة، والذين يريدون إلباسنا أثوابهم لن ينجحوا في هذه المهمة. فمن جهة قال أمين عام حزب الله ان الحكومة ولكي تعود منتجة وفاعلة، ممرها الإلزامي العماد ميشال عون، كما أن عون هو الممر الإلزامي لانتخابات الرئاسة، وكأنه يقول بكلام آخر، ان على اللبنانيين أن يختاروا إما ميشال عون أو لا دولة".

وسأل: "هل الاشخاص أهم من الدولة والدستور والمؤسسات والناس؟ هل المسؤول أو النائب الذي يحكم بإسم الشعب وبإرادة هذا الشعب، يجب أن يكون بخدمة الناس ومؤتمن على مصالحهم وعلى دولتهم وعلى استمرارية عمل مؤسساتهم أم أن الشعب اللبناني يجب أن يكون تحت رحمة أطماع وأنانيات المسؤول وأن تبقى الدولة والمؤسسات الدستورية معطلة كرمى لعيون الزعيم؟ أما النائب ميشال عون فهو يواصل تحميل تيار المستقبل وحده مسؤولية التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، متجاهلا مواقف حلفائه وفي مقدمهم حزب الله الذي لم يصدر عنه أي اعتراض علني او غير علني ازاء التمديد". وأوضح أن "أحدا في تيار المستقبل لم يدع الى عزل النائب ميشال عون او اي فريق سياسي آخر مشارك في الحكومة، وأن الازمة المتصاعدة في البلاد يشارك حزب الله والتيار الوطني الحر في انتاجها، من خلال التعطيل المتمادي للمؤسسات الدستورية ومنع اللبنانيين من انتخاب رئيس للجمهورية". وختم القادري مخاطبا المتخرجين: "العلم نور ومن وجوهكم يشع النور الذي نريده أن يضيء لبنان، في زمن الظلام، كما أضاء الرئيس الشهيد رفيق الحريري لبنان بالعلم في عز الظلام، واستطاع أن ينفض عنه غبار الحرب الاهلية وأن يعيد له الأمل بالمتعلمين لا بالمحاربين. أنتم الأمل للبنان، فلا مستقبل للبنان من دونكم، ولا مستقبل لكم من دون العلم مهما كانت التحديات والصعاب، فلا تيأسوا، سلاحكم للمستقبل هو العلم، ونحن في البيرة نفتخر بكم ونريد ان نفرح سويا بشهادات العلم، ونتبادل التهاني، لا أن نحزن بخسارتكم في ساحات القتال العبثي هنا وهناك". وكانت كلمات للمهندس أحمد الباشا والشيخ عبدالناصر العسيلي وأحمد عواضة باسم مدراء المدارس ورئيس بلدية البيرة فوزي سالم والدكتور علي عمر باسم المتخرجين.

 

 آلان عون خلال جولة في الشوف: لن نتساهل في معاركنا السياسية وفي ملف الرئاسة والحكومة

الأحد 16 آب 2015 /وطنية - شدد النائب آلان عون خلال جولة في منطقة الشوف، على ان "المسيحيين لن يرضوا إلا أن يكونوا شركاء حقيقيين على الصعيد السياسي في هذا البلد". وقال: "ذهبوا إلى فرنسا لاختيار رئيس فأرسلتهم إلى إيران، وذهبوا إلى إيران فأرسلتهم إلى حارة حريك، وذهبوا إلى حارة حريك فأرسلتهم إلى الرابية، لذا فليعلم الجميع أن اختيار رئيس الجمهورية، يمر بالرابية وببكركي وبممثلي المسيحيين". أضاف "غيبوا المسيحيين لمدة 15 سنة، اعتادوا أن يفكروا بدلا عنا، وأن يقرروا بدلا عنا، أخذوا مواقعنا. نحاول منذ 10 سنوات الجلوس على الطاولة، لكن ذلك لا يكفي، نريد ان يكون لنا كلمة، وأن يسمع صوتنا على هذه الطاولة"، مؤكدا "نحن لا ندعو إلى التقسيم بل إلى العيش المشترك". ورأى أن "معظم مسيحيي المشرق أصبحوا في الهجرة أو في القبور، لأنهم مهمشون ولا كلمة لهم، لا نريد أن نصبح مثلهم، بل نريد المشاركة في القرار السياسي، لذا لن نتساهل في معاركنا السياسية وفي ملف الرئاسة والحكومة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قاووق: 14 آذار تسهم في هز الإستقرار وتهديد الوحدة الوطنية

الأحد 16 آب 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "لبنان يواجه اليوم خطرا حقيقيا، وعندما نواجه الخطر فإن من الواجبات الوطنية أن نحصن الوحدة الوطنية والإستقرار ولكن قوى 14 آذار التي سهلت وتركت التكفيريين يتخذون من جرود عرسال مقرا وممرا بدل من أن يسهموا في تحصين هذه الوحدة وجدناها تسهم بافتعالها للأزمات وبسعيها لتغيير المعادلات في هز الإستقرار وتهديد الوحدة الوطنية وكفى بذلك إضعافا للبنان في لحظة المواجهة ضد العصابات التكفيرية". وأكد خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في حسينية الصرفند في حضور مسؤول المنطقة الثانية في الحزب علي ضعون، "البقاء، من موقع المسؤولية الوطنية والأخلاقية والتاريخية، في الموقع المتقدم لحماية السيادة والكرامة والشراكة الوطنية، ولبنان فيه توازنات سياسية حساسة لا تحتمل أن يأتي فريق ليحقق مكاسب على حساب الشراكة". وتخلل الإحتفال كلمة لآل الشهيد ألقاها شقيق الشهيد ومجلس عزاء للقارىء الشيخ حسن بحمد ثم عرض فيديو لوصية الشهيد.

 

ممثل بري في مؤتمر أهل البيت في طهران: المنطقة ترزح تحت وطأة المؤامرة وأملنا بنهوض قوى التقريب وتكامل الأديان

الأحد 16 آب 2015 /وطنية/ شارك عضو هيئة الرئاسة في "حركة أمل" الدكتور خليل حمدان في المؤتمر السادس للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت، الذي انعقد في طهران، يرافقه وفد من الحركة، وألقى حمدان في المؤتمر كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

واستهل ممثل بري كلمته بالقول: "يشرفني أن أقف في مؤتمركم الكريم، لألقي كلمة دولة رئيس مجلس النواب، رئيس حركة أمل الأخ الأستاذ نبيه بري، إذ يقدر ونقدر عاليا الدور الوحدوي والتوحيدي، الذي هو من صميم اهداف هذا المؤتمر وتطلعاته الفكرية والثقافية والاجتماعية، لمناسبة المؤتمر السادس للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت، وهي مناسبة لتوجيه تحية اعتزاز واكبار لمرشد الثورة الاسلامية الايرانية الامام القائد السيد علي الخامنئي، على رعايته الكريمة، حيث يحرص أن تشمل الأمة الاسلامية والأحرار في العالم، استمرارا للمسار الذي أكد عليه قائد الثورة الاسلامية الايرانية الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني، وإذ نقدر عاليا الدور، الذي يقوم به المجمع العالمي لأهل البيت، وشخص أمينه العام آية الله سماحة الشيخ محمد حسن أختري، في المتابعة الحثيثة لهموم الأمة الاسلامية ومشاكلها بعيدا عن العصبية والمذهبية والطائفية".

وقال: "قد جئناكم من بلد الجهاد والمقاومة والعيش المشترك على مستوى المذاهب والطوائف. جئناكم من بلد عاش فيه الامام المغيب السيد موسى الصدر ومصطفى شمران، اللذان عملا على تجسير الموقف بين المجاهدين والمحرومين في لبنان ورسالة الأحرار في العالم، في إطار مسيرة أفواج المقاومة اللبنانية - أمل، حيث تشهد مؤسسة جبل عامل المهنية وتلال شلعبون وقلعة الشقيف والطيبة والشياح وبعلبك ومواقع الجهاد والنضال، حيث يحب الله أن يرى عبده في أمكنة، تشهد على حضور التواصل، الذي عمد بالدم والعطاء، تشهد على بطولات شمران واخوته في أمل، والراحل المرحوم السيد أحمد الخميني، عندما امتشق بندقية أمل، وأرض الطهر والجهاد في ايران تشهد لعلي عباس وطه حسين وعبد الرضا الموسوي، الذين تراصفوا وتراصوا مع الشهيد مصطفى شمران وبقوا جنبا الى جنب في بهجة الزهراء. اليوم نأتي لكي نؤكد على أن هذه المسيرة مستمرة، وان العدو واحد. وهو الذي يستهدفنا جميعا، في إطار حملة تكفيرية ارهابية صهيونية ظالمة ومجرمة وحاقدة".

أضاف "ينعقد هذا المؤتمر في ظل ظروف بالغة التعقيد، في إطار حملة تستهدف القضاء على الفكر التحرري التوحيدي والوحدوي، وكل ما يشعل المنطقة مباح سواء أكان بالتحريض المذهبي أو الطائفي أو العرقي، في إطار عملية ممنهجة لاستلاب العقول بعد قصفها ضمن مخطط قصف العقول، باستحضار الغرائز المعززة بالجهل المطبق، حيث يسهل القتل باسم الدين وتسبى النساء باسم الدين وتشق الصدور باسم الدين وتدمر المنشآت باسم الدين ويتم اجتثاث الآثار بإسم الدين ويذبح الأطفال باسم الدين ويفخخ الأطفال ويرسلونهم ليقتلوا باسم الدين، دون أن يدري الأطفال ماذا يفعلون"، مؤكدا "إننا على يقين أيها السادة، أن الذي يجري ليس بصدفة على الإطلاق، والسلاح الذي يصل الى الارهابيين التكفيريين ليس مجرد من عمل بعض الأفراد تحت جنح الظلام، انما برعاية دولية واقليمية عبر ناقلات ضخمة تجوب البحار وعلى مسمع ومرأى. والمال الذي يغذي هذا الحراك التكفيري، لا يمكن أن يتداوله بعض الأشخاص، انما يعبر من بنوك مركزية وبنوك تجارية، حتى الفكر الذي يدفع بهم لنحر الأمة وانتحارهم هو مصنع يخرج من أبواق تعمل على تشويه الاسلام والمسلمين".

وتابع "لقد قالوا منذ انتصار المقاومة في وجه جيش العدو الصهيوني، سنصنع لهم اسلاما يناسبنا. أجل لقد استطاعوا أن يخرقوا حرمات النص والمصطلح والعرف، حتى بات العالم لا يميز بين الجهاد والارهاب، حتى كادت أن تذهب قدسية النص في سوق الارهاب، وهذا من نتاج مؤتمرات هرتسليا، التي وضعت بدائل لانتصار المقاومة وقدسيتها، بتشويه حقيقة الجهاد".

وذكر أن "الامام المغيب السيد موسى الصدر، قال: إن أخطر ما في الارهاب أن يتحول الارهاب نفسه الى قضية لها من يدافع عنها، باسم الانسانية وعبر حرف الأمور عن نصابها الفعلي. فتسخر فضائيات وتشترى ذمم وصحف وأقلام سوداء لقلب المشهد، وهذا ليس بجديد. ان أول من سار في هذا المخطط الفاجر هو العدو الصهوني، الذي استطاع أن يحول نفسه الى ضحية والشعب الفلسطيني الى جلاد. العدو الصهيوني الذي قام بمجازر دير ياسين وكفرقاسم وصلحا وتربيخا وحولا وقانا وصبرا وغزة وشاتيلا واحتل فلسطين إضافة الى الجولان وسيناء، وما زال على جزء من جنوب لبنان في مزارع شبعا، هذا العدو الذي كتب تاريخه بدم الأطفال الأبرياء والشيوخ من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، هذا العدو استطاع أن يصور نفسه أنه ضحية، وأن الطفل الفلسطيني والمقاوم الفلسطيني هو ارهابي".

وسأل "أليست هي عملية ممنهجة لقصف العقول واستلاب الأمة، حتى حقها في التعبير عن معتقداتها عندما لا يميز العالم بين الضحية والجلاد وبين الجهاد والارهاب؟ وهل على سبيل الصدفة ان كل المنتديات ومكاتب الدراسات والمعاهد البحثية الحقوقية والقانونية، لم يكتب لها أن تحدد مفهوم الارهاب؟ هل سمع العالم عن الطفل علي دوابشه الذي أحرقه قطعان المستوطنين؟ هل يسمع العالم عن الطفل أبو خضير ونور العابد وسواهم"، لافتا إلى أن "العالم الذي لا ينتفض لحرق طفل هو عالم منحاز للجريمة، ويشجع عليها، ولذلك فإن الارهاب الصهيوني والتكفيري له الاصول نفسها ولديه الاهداف نفسها".

وأكد أن "ممارسات المستوطنين ليست إلا تعبيرا واضحا عن الدولة اليهودية، وليست مجرد استثناء. أجل ان القيم مستهدفة والجيوش مستهدفة الثروات مستهدفة. كل من يقول ويؤمن بالمقاومة وتحرير المقدسات مستهدف. ونسأل لماذا هذا الحصار الظالم، الذي جرى على الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ أليس لأنها رفعت علم فلسطين مكان العلم الاسرائيلي، ولو أنها لم تتخذ موقفا مساندا وداعما للقضية الفلسطينية وللأحرار في العالم. هل احتشد الأعداء في حملة مغرضة وحاقدة ضدها؟ لقد حاولوا معاقبة ايران على دورها وانسجامها مع تطلعات الثورة وأهداف الثورة، ولكن بحمد الله استطاعت ايران الثورة، أن تثبت نفسها وتدافع عن القيم الانسانية، ضمن ضوابط الجهاد الفعلي والتقدم بدعم المسار العلمي. وكذلك قدمت انموذجا في عملية التفاوض الأخيرة، التي تعتبر مدرسة حقيقية، والمفاوض الايراني يواجه معظم دول العالم، وكان هذا النجاح المدعوم من القائد الى المسؤولين كافة الى الشعب الايراني العزيز"، مهنئا "الأخوة في ايران الاسلام قيادة ومسؤولين ومفاوضين، على هذا النجاح الكبير، الذي يؤسس لمرحلة اعادة الأمور الى نصابها، لتكون مثلا يحرر الوعي لدى أنظمة متهالكة اعتراها اليأس، وفقدوا الثقة حتى بأنفسهم. أجل كل من يقول بالمقاومة ويؤمن بتحرير المقدسات بات مستهدفا".

وإذ سأل "لماذا هذه الحرب العالمية المجنونة على سوريا؟، قال: "الجواب بسيط وليس بعسير. لو كانت سوريا تنازلت في إطار الصفقات الثنائية، التي مررتها معظم دول الطوق لما كان هذا الاستهداف. نعم لأن سوريا لديها رؤية مركزية، بدءا من القيادة الى ثقافة الشعب، بأن تحرير الأرض المقدسة أولوية، ولأن جيشها العربي عنده عقيدة قتالية وثقافة تعبوية، بأن المهمة تحرير المقدسات والأرض العربية المحتلة، ولأن الأداء السياسي يصب في هذا الاطار كان هذا الاستهداف".

وتابع سائلا "لماذا العراق ايضا، أليس لأنه يمتلك تاريخا وتراثا في العيش المشترك الواحد. ولأنه يعيش في اطار رؤية تاريخية بوحدة الأرض والشعب؟ هذا العراق، الذي يجمع الملسمين على مختلف مذاهبهم والمسيحيين والايزيديين والأكراد والتركمان وسواهم، كل ذلك يعبر عن الدور الحضاري، الذي يؤديه العراق. ولذلك جردوا عليهم جام حقدهم بإثارة الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية مستهدفين الأقليات، التي لم تشعر يوما أنها أقلية في اطار المواطنة، ويهمنا أن نحيي الذين وقفوا في وجه الحملة التكفيرية الارهابية الصهيونية، من حشد شعبي الى جيش نظامي وقوى أمنية. ولا يسعنا إلا أن ننحني أمام مواقف المرجع الامام السيد علي السيستاني، الذي أغنى التجربة العراقية بمزيد من المواقف الجامعة والموحدة، جنبت العراق الكثير من الويلات، ولولا مواقف سماحة الامام السيد علي السيستاني، لكانت النتائج كارثية على العراق وشعب العراق باعتراف الجميع".

وأكد ان "التحديات كبيرة للغاية، والمنطقة ترزح تحت وطأة المؤامرة من سوريا الى اليمن ومن طنجة الى جاكرتا، ونعيش ضمن منظومة عولمة اللامبالاة كما يقول الحبر الأعظم فرنسيس بابا روما. والأمة مستهدفة بالتقسيم والتفتيت، كل ذلك في اطار الحرب الناعمة التي حصدت ضحايا وشهداء يفوق تعدادا الحروب المعلنة حتى العالمية منها. ويبقى الأمل بأن نعقد الآمال على وحدة الكلمة، وعلى قاعدة كلمة التوحيد لإعادة بناء ما تهدم من بنيان وفكر وقيم ولتبعث الحياة من جديد، بإحياء قاعدة النهوض"، مشددا على أن "الأديان ينبغي أن تتكامل، لا أن تتصارع، كما يريد البعض، وأن المذاهب فيها ما يجمع أكثر مما يفرق، وان الوعي على عاتق جميع الشرائح والنخب وعامة الناس، لأن النار التي تغذيها بعض الأنظمة لتسعير الفتنة الداخلية، ستحرق أصابع الجميع: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".

وختم "كلنا أمل بنهوض دور قوى التقريب والتوحيد في مواجهة العصر الاسرائيلي، الذي يعمل على إشاعة تهويد الأفكار، وصولا الى سلوك يعمل على تصديع بنيان الأمة، وان الخلاص مع المنتظرين الصادقين على من يملأ الأرض قسطا وعدلا، بعدما ملئت ظلما وجورا. إننا نشد على أيدي العاملين في المجمع العالمي لأهل البيت، ليستمروا في أدائهم الرائع، المتمثل بإقامة المؤتمرات، لإغناء النقاش من أجل حل رموز هذه الأزمات المتلاحقة".

 

السفير السوري خلال احتفال بانتصار تموز في بعلبك: سوريا أقرب إلى تحقيق النصر على الارهاب والصهاينة

الأحد 16 آب 2015 /وطنية - أحيت قيادة منطقة البقاع في "حزب الله"، ذكرى الانتصار في حرب تموز 2006، خلال حفل أقامته في مطعم النورس في بعلبك، بحضور مسؤول منطقة البقاع في الحزب محمد ياغي، وكل من السفير السوري علي عبد الكريم علي، رئيس "تكتل نواب بعلبك الهرمل" حسين الموسوي، النائب كامل الرفاعي، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، وقادة وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية، والإسلامية، والقومية، مخاتير وفاعليات اجتماعية. استهل الحفل الشيخ سهيل عودة، مؤكدا أن "محور المقاومة هو عز وافتخار، ومحور خير للانسان ولكل الأمة". وقال: "سوريا الأسد شريك كامل في الانتصار بالدم والسلاح والمال، والموقف الثابت الشجاع، لذلك تستهدف اليوم، لكنها كانت ولا تزال عصية على كل غاز ومحتل وغدار".

ياغي

بدوره، قال ياغي: "نجدد العهد أمام الله وأمام أمتنا وشعبنا وعوائل جرحانا ومجاهدينا، أننا باقون في الساح لأن الصراع لم ينته فصولا. فنحن خضنا في صيف 2006 معركة مشرفة عظيمة، كانت من أهم المعارك التي تصدينا فيها للعدوان الصهيوني، وقد نصرنا الله فيها كما نصرنا خلال سنوات المقاومة والمواجهات، فكان الانتصار العظيم في 14 آب ثمرة الإيمان الحقيقي والإرادة والعزائم المخلصة والطيبة والمؤمنة، التي غيرت وتغير وجه المنطقة، والتي تقودنا نحو العدو الأساس الصهيوني لإخراجه من أرضنا، ومن كل مقدساتنا في فلسطين والقدس الشريف". وأضاف: "المقاومة هزمت جيش الكيان الصهيوني الذي كان يقال عنه أنه الأقوى في الشرق الأوسط، وداس المقاومون بنعالهم رؤوس جنود العدو في وادي الحجير ومارون الراس وعيتا الشعب وبنت جبيل، وانسحب رغما عن أنفه لأنه لا يقوى على الصمود، وموقعة مجزرة الدبابات ما زال الإعلام يتحدث عنها، فخلال يومين دمرت المقاومة للعدو حوالي 80 دبابة ميركافا". ورأى أن "التحرير والانتصار الذي تم في لبنان في أيار 2000، هو ثمرة جهد متراكم شاركت فيه الأحزاب الوطنية وحركة أمل والمقاومة الإسلامية، وهذا الانتصار أعاد ثقة أبناء الأمة بأنفسهم، وفيه عز وحياة هذه الأمة". وتناول الأوضاع في سوريا، فقال: "ما يحصل هو مؤامرة كبرى تستهدف المحور المقاوم والممانع، لكنهم لن ينالوا من سوريا رغم كل الآلام والمجازر والتدمير، فسوريا باقية بقيادة الرئيس بشار الأسد ثابتة في مواقفها، وستنتصر في مواجهتها لهؤلاء الأشرار المتوحشين القتلة والمجرمين، هؤلاء الإرهابيين التكفيريين سيسقطون وسيسقط معهم الذين يقفون خلفهم، الذين زودوهم بالمال والسلاح وبالفكر الخبيثن وأطلقوهم ذئابا لنهش هذه الأمة ودمارها وخرابها". واعتبر ياغي أن "مفاعيل الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة الدول الست، سيكون له تداعياته على المنطقة، وأول مسألة ستطرح على الطاولة هي المسألة السورية، وستشهد الأيام القادمة تراجعا للمشروع الإرهابي التكفيري الذي يهدد الأمة"

السفير السوري

بدوره، قال عبد الكريم علي: "تشرفت في أن أكون بينكم، إنها دعوة غالية وعزيزة علي، خصوصا ونحن في رحاب الاحتفال بعيد النصر في الذكرى التاسعة لانتصار المقاومة على العدو الإسرائيلي، الانتصار الذي أورث الأمة وأجيالها الكرامة والعزة، وعلمها درسا تفيد منه على مدى السنوات، فأكد للأمة ولأجيالها وللأحفاد أن المقاومة قادرة على صناعة النصر". وقال: "هذه الأرض التي نقف عليها اليوم هي إحدى المقالع التي أنجبت الرجال، الذين صنعوا نصر تموز وقبلها أيار، وأسسوا لمجد يجب أن يستمر وأن يكبر لنصنع الانتصار الكبير باستعادة كل فلسطين وعاصمتها القدس لما ترمز من مقدسات للمسيحية والإسلام". وأضاف: "سوريا التي أشرف بتمثيلها وبالانتماء إليها تخوض بالتحالف معكم، بشراكة الدم والموقف، حربا تنوب فيها عن كل الأمة في مواجهة إرهاب، الذي هو مكمل للصهيونية التي نحتفل بالانتصار عليها عام 2006". وتابع: "سوريا اليوم استبقى مقاومة وظهيرا لكل المقاومات الشريفة في المنطقة، فقد كانت هدفا للصهيونية وللامبريالية العالمية والرجعية العربية، لأنها لم تفرط بدعمها للمقاومة، ولا بأي شبر من ترابها الوطني، ولم تساوم على سياستها أو على أي من حقوقها السياسية وكرامتها الوطنية، ولا على المقاومة في فلسطين أو في لبنان أو في العراق، ولم تساوم أبدا على سوريا، لأن كل حبة تراب هي عرض وسيادة سوريا رئيسا وشعبا وقوى حية". ورأى أنه "بعد أن تحقق النصر في تموز وآب 2006، كان هذا النصر إثباتا للعالم كله بأن القوة التي لا تقهر قد قهرت، وأن الجيش الذي لا يهزم قد دحر وهزم، وأن الدبابات والطائرات وكل الأسلحة الفتاكة لم تنفع، فاستطاعت المقاومة بالتكامل مع سوريا وإيران ومع كل حلفائها أن تدحر هذا العدوان. وبعدها جاء استهداف سوريا كواسطة عقد وكشريك بالدم والموقف، ولكن خاب فألهم". وختم عبد الكريم علي: "سقطت رهاناتهم في سوريا التي تخوض حربا منذ أكثر من 4 سنوات ونصف السنة في مواجهة إرهاب استحضر من كل بقاع العالم، واستخدمت فيه كل الأسلحة من المال الذي هدر بشكل كبير، من أجل أن يستحضر الإرهاب وتسليحه، ولتزوير الحقائق، واستخدم الإعلام والاستخبارات والأسلحة الفتاكة، ولكن كانت سوريا جيشا وشعبا ورئيسا وحلفاء وأصدقاء على مستوى التحدي في مواجهة هذا العدوان الشرس"، مضيفا: "نحن الآن أقوى وأقرب إلى تحقيق النصر على الصهيونية كما على الإرهاب، لأن كليهما وجهان لعملة واحدة".

 

شهيب خلال حفل غرين يورسكرين في عاليه: مللنا من سياسة المصالح واشتقنا الى عالم الفن والثقافة

الأحد 16 آب 2015 /وطنية - أقامت شركة جرير للطباعة الرقمية، بالتعاون مع بلدية عاليه ومحمية أرز الشوف، حفل توزيع جوائز التصوير الفوتوغرافي للسنة الرابعة على التوالي "غرين يورسكرين"، شارك فيه 600 متبار من جميع محافظات لبنان وألف صورة.

أقيم الحفل على بلاكين عاليه برعاية وزير البيئة محمد المشنوق ممثلا برئيس جمعية محمية أرز الشوف المهندس نزار هاني، وحضور وزير الزراعة اكرم شهيب، ممثل النائب طلال ارسلان مدير الداخلية في الحزب الديموقراطي اللبناني لواء جابر، ممثل تيمور وليد جنبلاط وكيل داخلية عاليه خضر الغضبان، رئيس جهاز الامن القومي العميد الركن أمين العرم، محافظ الجنوب منصور ضو، ممثل رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين اليخ عماد فرج وعدد كبير من الفاعليات الاجتماعية والبيئية والروحية وحشد كبير من المواطنين.

بعد النشيد الوطني، قدمت الحفل الاعلامية يمنى شري، وألقى رامي مراد رضوان كلمة باسم اللجنة المنظمة، فشكر كل من ساهم في إنجاح هذا العمل. ثم ألقت السيدة سعدى حليمة كلمة المجلس البلدي فقالت: "عاليه التي أبت ان تفوح من أرضها غير الروائح الزكية والعطرة، انتفضت ولملمت ما لم تقدر دولتنا على لملمته واضعة خطة ورؤية لحل مستقبلي، ومن تجربة عاليه دعونا نطالب باللامركزية الادارية، هذا المطلب الحيوي والاساسي في تطوير لبنان ومناطقه وإقامة منطق استقلالية المناطق في ادارة أوضاعها الادارية والإنمائية بنفسها".

والقى المهندس أمجد وجدي مراد كلمة شركة جرير، قال فيها: "في لبنان ليس من السهل تبني العمل والنجاح به، ولكن بوجود عزيمة صلبة وفريق عمل مميز استطعنا ان نحقق أهدافنا، وبعد تعب وعمل متواصل نفتخر بالخدمات التي تقدمها شركتنا جرير واصبحت جزءا من أضخم المشاريع التي تنفذ على صعيد لبنان هو بيروت ماراتون. اما على الصعيد الاجتماعي والبيئي للشركة دور كبير تلعبه من خلال المسابقة (غرين يور سكرين) التي تهدف الى تشجيع الشباب على اكتشاف الطبيعة وجمال لبنان وان يجعلوا الصورة تتحدث عنه من خلال عدسة الكاميرا. هذا العام استطاعت هذه المسابقة ان تجمع كل محافظات لبنان حول أجمل صورة طبيعية".

ثم جرى عرض فيلم بعد ذلك بعنوان "عاليه شعلة أمل". بعدها ألقى الفنان برنار رنو كلمة لجنة التحكيم قال فيها: "انا أفتخر انني للسنة الثالثة أشارك في لجنة التحكيم، وانا أتمنى من الشيخ كميل الريس ومن شركة جرير ان تطلبني السنة المقبلة لانني شاهدت عملا كبيرا ومميزا، شكرا لعاليه، شكرا للاستاذ وجدي مراد الذي أعاد عاليه عروس المصايف، شكرا لهذا البلد الذي يحتضن تماثيل ومنحوتات أكثر مما هي موجودة في كل لبنان". وأضاف: "عملنا بشفافية كبيرة في اختيار الصورة الاجمل على الرغم من ان هناك مئات الصور، ولكن الشكر الكبير لهذا العمل هو للجندي المجهول على الجهود الكبيرة التي قام بها الشيخ كميل الريس". والقى مدير محمية أرز الشوف نزار هاني كلمة راعي الاحتفال، وقال: "يرسل معالي الوزير محمد المشنوق تحياته لمنظمي هذه المسابقة، وان الوزير ووزارة البيئة داعمين لمسابقة غرين يور سكرين منذ بداية انطلاقتها منذ 4 سنوات عندما طرح الشيخ كميل الريس الفكرة، بدأ التعاون مع الوزارة، وكذلك التعاون مع محمية أرز الشوف". أضاف: "هذه الالف صورة التي أخذت في لبنان، وهؤلاء المشاركون الثمانية، ولكن هناك أشياء جميلة اخرى، لدينا ألفا هكتار من غابات الارز موزعين على 12 غابة من الجنوب الى الشمال ولدينا 15 محمية طبيعية كل واحدة منها تحمي نظاما ايكولوجيا مهما جدا، أكان نباتيا او بيئيا او شواطىء او تنوعا بيولوجيا يتميز به بلدنا الصغير الذي يبدأ ارتفاعه من صفر الى 3000 متر أعطاه كل التنوع الايكولوجي، واذا تكلمنا على مستوى النباتات ففي بلدنا الصغير هناك 3671 نوعا من النباتات وفيه 2800 زهرة واذا عملنا مقاربة صغيرة بريطانيا وهي أكبر من لبنان ب 22 مرة لديهم 2210 من الازهار، فتخيلوا هذه البيئة الجميلة الموجودة في لبنان. وعلى مستوى الطيور يمر فوق لبنان 390 نوعا من الطيور وخمسماية الف بجعة كل عام، وهذا البلد هو ممر للطيور بين اوروبا وافريقيا وخبراء الطيور يأتون الى لبنان لدراسة الطيور العابرة. يأتون الى هذه المنطقة المصنفة ثاني أهم ممر للطيور المهاجرة في العالم بعد كوبا وفي لبنان 18 موقعا طبيعيا وثلاث محميات". وختم: "نهنىء منظمي هذه المسابقة وجميع الشباب. سنواكبها سنويا وندعم الشباب الذين يصورون تراث لبنان".

شهيب

ثم ألقى الوزير شهيب كلمة قال فيها: "اهلا بكم في عاليه في البلاكين التي تطل على المدينة والعاصمة، وها انتم للسنة الرابعة تعرضون وتصورون لبنان بكل جمالاته وتضيفون في روحكم جمالا على ما تصورون، فاذا بنا أمام عالم من الإبداع، نحتفل الليلة برواده الذين يطلون بجمال ما صوروا من عتمة الصورة التي هو عليها بلدنا الآن .. صوركم إبداع وصور الواقع تراجع وانهيار، صوركم جامعة وصور الواقع انقسامات وصراعات وانانيات، صوركم نظافة وصور الواقع نفايات وروائح وأمراض، صوركم حركة حياة، وصور الواقع تعطيل وعرقلة وجمود، نلتقي مع صوركم الجميلة ونتفرق بسبب سياسة الزبالة وزبالة السياسة، لقد مللنا من سياسة المصالح والمكاسب الآنية والحسابات الانتخابية واشتقنا الى عالمكم الجميل، عالم الفن والثقافة والإبداع والصدق .. تابعوا عملكم واستمروا في تجسيد الجمال والحق والخير عل الذين أعمتهم مذهبيتهم وأنانيتهم وحساباتهم الضيقة ان يقتدوا بكم، ويعود لبنان كما كان وكما نحب يوم كانت الاخلاق سيدة السياسة وسيدة الاحكام". ثم ختم شهيب بشكر المنظمين "شركة جرير، محمية أرز الشوف وبلدية عاليه وعلى رأسها اخي وجدي ومبروك للفائزين ولتبقى عاليه منارة علم وثقافة ومحبة".بعد ذلك تم توزيع الجوائز على الفائزين الثلاثة الاول في المسابقة في الفئات الثلاث وهي كاميرات حديثة ودروع:

1- فئة طبيعة لبنان: الفائز اريج خداج - الصورة من سهل البقاع.

2- فئة بيوت من لبنان تاريخ وتراث: الفائز بيان الباشا - الشوف بعذران.

3- فئة وجوه تختصر الزمن - الفائزة فرح حمزة.

وكذلك جائزة الجمهور والتي حازت على أكبر نسبة تصويت على الفايسبوك للفائز عدنان خالد طالب من منطقة عكار الشمال، ثم تم تقديم درع تقديرية لكل من المخرج مكرم الريس وللفنان القدير جهاد الاطرش ودرع لكل من الوزير شهيب وممثل وزير البيئة، ثم اختتم الاحتفال بإطلاق المفرقعات.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مداهمة جديدة.. وضبط خرائط وأسلحة لخلية “حزب الله” في الكويت

 جابر الحمود, منيف نايف/الجريدة الكويتية, السياسة الكويتية, القبس

توصلت التحقيقات المستمرة مع المتهمين في خلية “حزب الله” الى معلومات جديدة قادت الى اتساع دائرة المشتبه بهم والمتورطين في القضية, حيث كشفت مصادر امنية مطلعة عن توقيف دكتور في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ورد اسمه في اعترافات المتهمين.

وقالت المصادر لـ “السياسة” انه جرى ضبط الدكتور (ج.غ) بعد مداهمة منزله بمنطقة الجابرية وتبين انه له صلة قرابة ونسب مع المتهمين بالتفجيرات التي شهدتها الكويت في الثمانينات من القرن الماضي, مشيرة الى وجود ارتباط تنظيمي بين خلايا الثمانينات والخلية الحالية”. وبينت ان التحريات والتحقيقات قادت الى كشف هوية نحو 25 مشتبهاً به من الكويتيين واللبنانيين والإيرانيين معظمهم يعمل في الصرافة وجمع الأموال وتحويلها الى لبنان, لافتة الى ان “عمليات المداهمة” مستمرة في مناطق الرميثية والجابرية والعدان والعبدلي للبحث عن أشخاص قاموا بجمع “تبرعات من الحسينيات لصالح “حزب الله” ويشتبه بعلاقتهم بالخلية, اضافة الى رصد تحويلات مالية مشبوهة عبر محلات للصرافة. وفي تطور أمني, تمكنت الأجهزة الأمنية من العثور على مخبأ جديد للأسلحة بمنطقة العبدلي يحتوي على كمية من الذخائر والمتفجرات شبيهة بالتي ضبطت مع الخلية. وعثر على الأسلحة والذخائر والمتفجرات داخل بايبات برتقالية اللون على مقربة من منطقة ام قصر العراقية وذلك بعدما تلقت الاجهزة الامنية بلاغاً من مواطن يرعى الابل في المنطقة.

وقال مصدر امني انه جرى توقيف مواطن بمنطقة العدان بعد مداهمة منزله تبين ان له علاقة بالضبطية الجديدة. وتوقع المصدر ان تشهد الساعات المقبلة كشف مزيد من المعلومات المهمة في القضية و”بنك الأهداف”, مؤكداً وجود “تواصل امني واستخباراتي مع لبنان لمعرفة علاقة لبنانيين موجودين هناك بتسليم وايصال الاسلحة إلى الكويت”.

وكشف ان السلطات الأمنية الكويتية زودت نظيرتها اللبنانية بأسماء أعضاء في “حزب الله” على صلة بالخلية المضبوطة. قضائيا, قرر النائب العام المستشار ضرار العسعوسي استمرار حجز اربعة متهمين في خلية “حزب الله” لعرضهم مجدداً على النيابة للاستماع الى اقوالهم. ووسط تردد معلومات عن نية النيابة العامة اصدار قرار بحظر الخوض في القضية, قال مصدر قضائي ان “النيابة تحفظت سرياً على اجراءات التحقيق والمعلومات التي وردت في اعترافات المتهمين”.

الى ذلك علمت “السياسة” ان أوامر صدرت لتكثيف نقاط التفتيش والحواجز الأمنية في مناطق عدة وعلى مدار الساعة تحسباً لهروب اي من المطلوبين ولضبط اي عمليات نقل سلاح”. سياسياً, تواصلت الاشادات النيابية والشعبية بجهود وزارة الداخلية في القبض على الخلية الارهابية, مؤكدة على ضرورة كشف الحقائق كاملة وانزال اقصى العقوبات بالمتورطين.

وقال مصدر مطلع رفيع المستوى لـ”القبس“: غير صحيح أن هناك نائباً متورطاً في القضية أو شخصيات دينية وسياسية حتى هذه اللحظة، وكل ما يتم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر غير صحيح.

واضاف المصدر: إن المتهمين اعترفوا بخفايا ما يخططون له والأهداف من وراء تخزين هذه الأسلحة، لافتا إلى أنه حتى الآن لا يوجد محامون تقدموا للدفاع عن المتهمين أو الحضور معهم في تحقيقات النيابة.

مفاجآت

وحسب المصادر، فجّر المتهمون مفاجآت جديدة أثناء استجوابهم، حيث كشفوا خبايا المخطط الإرهابي، مؤكدين وجود دوافع شتى وراء عملية تخزين الأسلحة والمتفجرات، من بينها التحسب للخطر – حسب اعترافاتهم- كما قادت التحقيقات الأمنية إلى متهم خامس انضم حديثاً إلى الجناح العسكري لحزب الله وجرى ضبطه، فضلاً عن ضبط متهمين اخرين قبل اغلاق ملف الاحالة للنيابة بدقائق مساء أمس وبذلك يبلغ عدد المحالين اليها 7 متهمين حتى الان، فيما يبلغ اجمالي المتورطين في القضية حتى الان 13 متهم.

وحسب مصادر القبس، فإن المتهم اعترف أمام أمن الدولة تفصيلياً بطريقة جلب الأسلحة والمتفجرات، مؤكداً أن المواطن الذي يعمل غواصاً في الموانئ سهل دخولها، حيث كانت ترد قطع الأسلحة من إيران بحراً ويقوم الغواص بتحديد موقع تسلمها، ومن ثم يغوص في الأعماق بواسطة آليات متطورة، ثم ينسق مع آخرين لنقلها إلى المخزن الكائن في مزرعة العبدلي.

وقادت هذه الاعترافات إلى 3 مواطنين جدد يشتبه في ضلوعهم بمعاونة الغواص وبقية عناصر الخلية الرئيسيين.

وعلى صعيد دائرة الاتهمات التي اتسعت وطالت لبنانيين متورطين في خلية حزب الله التي استهدفت الكويت، فقد خاطب الانتربول الكويتي نظيره في بيروت لضبطهم والتحقيق معهم، وحسب المصادر فإن بعض هؤلاء الإرهابيين كانوا يقيمون في الكويت، ثم غادروها منذ فترة.

ونفت المصادر أن تكون الأسلحة المضبوطة مخزنة منذ أيام الغزو العراقي، مؤكداً أن «أغلبها حديث ومتطور ومن طراز جرى تصنيعه مؤخراً.

وفتحت الأجهزة الأمنية تحقيقات على أعلى المستويات للكشف عن متورطين آخرين في الحدود.

وبدوره، أشار مصدر قانوني إلى أن هناك عشرات من القضايا التي ستقدم إلى مكتب النائب العام اليوم ضد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بتهم الإساءة للمذهب الشيعي على خلفية ردود أفعالهم تجاه الخلية التي تم إلقاء القبض عليها، وتنتمي إلى “حزب الله”.

وأكدت المصادر ما نشرته صحيفة “الجريدة” الكويتية، من أن ضبط الخلية تم بناء على إخبارية من إحدى الدول الإقليمية للولايات المتحدة، لتقوم الأخيرة بإبلاغ الكويت، وذلك بعد ضبط هذه الدولة الإقليمية لديها عنصرا مهما في «حزب الله» اللبناني، مبينة أن ذلك العنصر هو الذي أبلغ تلك الدولة عن وجود خلية تابعة لحزبه في الكويت، ولديها مخزن بالعبدلي، وأن جميع أعضائها يقطنون منطقة واحدة، كما أبلغ عن خلية أخرى لـ”حزب الله” في البحرين. وأضافت، أن الأجهزة الأمنية الكويتية استطاعت خلال الأشهر الماضية اختراق البريد الإلكتروني لبعض أعضاء الخلية، مع مراقبة حساباتهم على “تويتر” و”فيسبوك”، موضحة أنها تمكنت من كشف مراسلات إلكترونية بين هذه الخلية وأعضاء من “حزب الله”، لتجد فيها عبارات على شكل شفرات كعبارة (حب الرمان وصل)، والتي فُسِّرت أمنياً بدخول الطلقات والذخائر إلى البلاد. وعلمت “الجريدة”، من مصادر مطلعة، أن النيابة بدأت التحقيق مع ثلاثة متهمين أحالتهم وزارة الداخلية إليها مساء الخميس الماضي، فضلاً عن أربعة جدد أحالتهم أمس الأول، بينهم نائب رئيس الخلية ويعمل أستاذاً في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، حسب اعترافات رئيس الخلية، لافتة إلى أن المتهمين السبعة الذين يتم التحقيق معهم كويتيون، وليس بينهم أي أجنبي حتى الآن. وقالت المصادر إن النيابة عاينت المواد المتفجرة وقررت ندب إدارة المتفجرات والأدلة الجنائية لمعاينة تلك المواد والأسلحة والذخائر المضبوطة لبيان نوعها وكمياتها وعددها لإدراجها في ملف القضية. ومن مصدر أمني مطلع، علمت “الجريدة” أن أحد أعضاء الخلية اعترف بأنه ومجموعة من المواطنين وآخرين من البحرين والسعودية تلقوا تدريبات ميدانية على استخدام الأسلحة والمتفجرات في جزيرة بالبحر الأحمر قرب إحدى الدول الإفريقية، كانوا توجهوا إليها من ميناء يدعى “ميري” بمدينة صعدة اليمنية، مبيناً أن مستقبليهم على تلك الجزيرة كانوا ضباطاً في الحرس الثوري فضلاً عن ضباط آخرين تابعين لـ “حزب الله”.

 

خامنئي يهدد بتدمير العراق إذا حوكم المالكي

وكالات/١٦ اب ٢٠١٥ /كثفت إيران من ضغوطها على رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والأحزاب والتنظيمات الشيعية العراقية، لحماية رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، الذي بات مطلوباً للقضاء، من أي مساءلة قانونية، ومنحه منصب رئيس كتلة التحالف الوطني.

ووفقاً لصحيفة الوطن السعودية، أكدت مصادر برلمانية من كتلة التحالف الوطني التي تضم جميع الأحزاب والحركات الشيعية أن "مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، أجرى اتصالات مع العبادي، ومع زعيم كتلة الأحرار مقتدى الصدر، ورئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم، ورئيس المؤتمر الوطني أحمد الجلبي"، مبينةً أن "خامنئي أبلغهم بشكل واضح رفضه لأي مساس بالمالكي". كما اتصل مكتب المرشد بقيادات حزب الدعوة، لإبلاغهم رفض أي محاولة لإقصاء المالكي من زعامة الحزب، وأوضحت المصادر أن "الاتصال تم مع ثلاثة قياديين، هم وليد الحلي، وعلي الأديب، وعبدالحليم الزهيري".وكشفت المصادر أن "طهران هددت صراحة بوقف دعمها للحرب على داعش، وتحويل جهود الميليشيات التابعة لها، مثل عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، إلى حمل السلاح ضد الحكومة، وتحويل المحافظات الوسطى والجنوبية إلى ساحات حرب، كما يحصل حالياً في الأنبار". وبحسب المصادر، تزايدت مطالبات إيران، لتصل حد الإبقاء على حصانة المالكي، لضمان عدم محاكمته أو مساءلته بشأن ما حصل خلال فترتي حكمه كرئيس وزراء، لا سيما مسألة سقوط الموصل، وجريمة سبايكر التي راح ضحيتها أكثر من 1700 مجند في الجيش العراقي. وكذلك طالبت إيران بالإبقاء على امتيازات المالكي المالية، وعناصر حمايته التي يصل تعدادها إلى نحو 3 آلاف عنصر، وعلى القصر الذي يسكنه حالياً، إضافةً إلى مطالبة الأحزاب الشيعية بتعيينه رئيساً لكتلة التحالف الوطني، خلافاً للاتفاق السياسي داخل الكتلة الذي يقضي بأن يكون رئيس الوزراء من ائتلاف دولة القانون. وقالت المصادر إن "كلمات خامنئي تعني صراحة تهديده بتدمير كل العراق، إذا تعرض المالكي للمحاسبة أو المساءلة".

 

مجزرة سورية جديدة.. أكثر من 70 قتيلاً اثر غارات للطيران السوري على ريف دمشق

 وكالات/١٦ اب ٢٠١٥ /قتل سبعون شخصا على الاقل اثر الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي السوري على سوق شعبية في مدينة دوما، معقل المعارضة قرب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "ان النظام نفذ اربع ضربات على سوق شعبية وسط مدينة دوما ما اسفر عن مقتل سبعين شخصا --اغلبهم من المدنيين -- واصابة اكثر من 200 بجروح" مشيرا الى "ان عدد القتلى مرشح للارتفاع نظرا لان اعداد كبيرة من المصابين في حال حرجة". واضاف ان "المعلومات الاولية تفيد بان غالبية القتلى من المدنيين". واوضح عبد الرحمن ان "الناس تجمعت بعد الضربة الاولى من اجل اخلاء الجرحى ثم توالت الضربات". وبث ناشطون شريط فيديو على الانترنت اظهرت الموقع عقب الهجمات وبدت فيه اثار الركام متناثرا بالاضافة الى شظايا ومخلفات معدنية. كما اظهرت الصور تهدم بعض الواجهات من شدة الانفجار، وسيارات انقلبت راسا على عقب وسط الانقاض. وتقع دوما في الغوطة الشرقية، ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، وتخضع منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام.

 

المعلم بحث مع اوبراين في المساعدات الإنسانية

الأحد 16 آب 2015 /وطنية - دمشق - التقى وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم اليوم وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ستيفن اوبراين والوفد المرافق له. خلال اللقاء أشار المعلم إلى أن "بعض الولاءات للعاملين في المجال الانساني اثرت على التعاون بين الحكومة السورية والامم المتحدة في المرحلة السابقة والتي يجب الكف عنها لانه اتضح بالمعطيات والوقائع ان الكثير من المساعدات التي قدمت لسوريا كانت تهدف الى تقديم خدمات لبرامج تلك الدول والقوى وادواتها اكثر مما قدمته للشعب السوري حقيقة".

أما اوبراين فأوضح من جهته ان زيارته تهدف الى "تكوين تصور واقعي لاحتياجات الحكومة السورية والوضع على الارض وجهودها للاستجابة لاحتياجات الشعب السوري وتقديم المساعدات الانسانية له".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخطأ السياسي أكثر من جريمة

علي سالم/الشرق الأوسط/16 آب/15

العنوان ليس من إنشائي، هو من كلمات تاليران الشهيرة. رجل دولة ورجل سياسة ودبلوماسي وقائد عسكري فرنسي (1754 - 1838) والمدهش في سيرته الذاتية أنه عمل مع عدة حكومات متعاقبة ومضاد بعضها لبعض، وكأن الجميع من كافة الاتجاهات كانوا في حاجة إليه لموهبته الكبيرة وخبرته الطويلة وآرائه التي ثبت دائمًا صحتها. لقد عمل مع لويس السادس عشر، ثم مع الثورة التي اقتلعته، ثم في فترة حكم نابليون الأول، ولويس الثامن عشر، وشارل العاشر، ولويس فيليب. معنى ذلك أن أحدًا لم يتهمه بأنه من الفلول أو من رجال العهد البائد، علما بأنه عمل مع حكومات كلها بادت. أذكر لك هذه الملامح من حياته لأشرح لك جملته الشهيرة «أكثر من جريمة.. إنه خطأ سياسي». هكذا أنظر أنا ويجب أن تنظر أنت للخطأ السياسي، أي باعتباره أكثر من جريمة. انظر معي إلى الوراء وتوقف عند بريمر أول حاكم أميركي للعراق بعد الغزو. أهم جرائمه، أقصد أهم أخطائه السياسية، هو قراره إلغاء الجيش العراقي وحزب البعث العراقي، وكانا يمثلان العمود الفقري للدولة العراقية. لقد استمعت إليه بالصدفة في حديث إذاعي. وسأله المذيع: إلى أين سيذهب ضباطه؟ فأجاب: المستشفيات العراقية في حاجة ماسة إلى ممرضين. بهذه الإجابة أدركت على الفور أن الرجل لا يفهم أي شيء عن المنطقة، ولا عن البشر الذين أرسلوه ليحكمهم. لو أن أساتذته في قسم العلوم السياسية التي تخصص فيها، طلبوا منه أن يقرأ كتاب «الأمير» لميكيافيللي وليس ملخصًا له، لفكر هو وحكومته ألف مرة قبل الإقدام على هذه الجريمة، التي امتدت آثارها حتى اليوم وغدًا. قال ميكيافيللي للأمير: لا تستعن بمعارضي الأمير السابق، فمهما أعطيتهم وأغدقت عليهم فسيشعرون أنك أعطيتهم أقل مما يستحقون، ومن ثم يكونون مصدرًا للمتاعب.. اعتمد على أعوان النظام السابق وموظفيه ومسؤوليه. هؤلاء يتوقعون أن تبطش بهم أو على الأقل تقصيهم بعيدًا عن أماكنهم. ولكنك عندما تتركهم في أماكنهم فسيشعرون بالامتنان الكبير لك، ويخلصون في خدمتك، ويدافعون بشدة عن نظامك.

خطة الحكومة الأميركية في غزو العراق ترتبت عليها متاعب للشعب الأميركي والحكومات الأميركية، على الأقل للألف عام المقبلة. هل تذكر المشاهد الأولى في غزو العراق؟ هل تذكر جيش معارضي صدام حسين من المغامرين السياسيين الذين كانوا يقيمون في أوروبا وأميركا ونزلوا العراق بعد الغزو الأميركي؟ ترى أين هم الآن؟ اختفوا جميعًا.إذا كنت ترى في حماستي لمفكر من بداية عصر الاستنارة في أوروبا واستشهادي بآرائه في السياسة، إذا رأيت في ذلك نوعًا من التجاهل لأفكار العصر الذي نعيشه الآن، فأنا أقول لك: وهل نحن نعيش الآن؟ هل تملك الدليل على أننا نعيش الآن؟ نحن «أمسيون» نعيش الأمس، وليس الجزء المشرق فيه، بل الجانب المظلم منه. لا تخدعنك الطائرات التي نركبها ولا أجهزة الكومبيوتر التي نستخدمها، فكل ما نمارسه من مظاهر العصر الهدف منه هو أن نستمتع بفرض أفكار العصور الوسطى على أنفسنا وعلى الناس.

 

ميشال عون، شي فاشل

دلال البزري/المدن/الأحد 16/08

السيناريو العوني بات محفوظاً: تتوتر أعصاب الزعيم، يطلع الغضب من دماغه، يحشد "جمهوره"، ترتفع حدّة كلماته، ومعها سقف "مطالبه"، شبه التعجيزية، وتكون النتيجة واحدة من اثنتين: إما "ينتصر"، أو يخيب سعيه. ولكن في المرات النادرة التي ينتصر فيها، يكبر رأسه، معتقداً بأن الفضل يعود لقوته، فتعلو قريحته ومطالبه، ويكون الفشل، الجزئي أو التام، في تحقيقها. وعندما يفشل، يتحول ميشال عون، وبقدرة قادر، إلى رجل "شريف وصادق"، فوجىء بالألاعيب اللبنانية...

لم يخسر، إلا لأنه "آدمي"، ولولا ذلك، لكان الآن في سدة كل الرئاسات الخ.

مثله مثل أولئك المستوزرين "النظفاء، أصحاب الكفاءة، المستقلين"، الذين يشغلون الدنيا كلها ليحصلوا على رتبة وزير، وعندما تصطدم طموحاتهم، التي يسمونها "مشاريعهم"، بجدار الحسابات والموازين، كأنهم كانوا غافلين عنها يوم هيامهم بالكرسي... فيستقيلون، أو يقالون، أو ينكفئون، وهم يصدحون برفعة أخلاقهم ونظافة أياديهم. ولكن، مما تتكوَّن صفات "النزاهة" العونية هذه؟

انها تتكون من الأكاذيب، وهذه واحدة من المفارقات العونية الخاصة، التي لا تجد لها مثيلا بين سياسيين لبنانيين آخرين: أن يكرّس الزعيم نفسه بصفته "نزيها"، أن يتدثر بثياب العفة والطهارة، أن يصدق نفسه، ويصدقه جمهوره... ويكون في الآن عينه ناسجا حول هذا "الصدق" أكاذيب ساذجة رديئة. فهو يقدم نفسه بصفته "علمانياً"، "مترفعا" عن مصالحه الشخصية والعائلية، فاصلاً بينها وبين عمله السياسي، صاحب اليد التي لم تنلْ قرشاً من المال العام من دون وجه حق، قوياً بنفسه، شعبياً وسط جمهوره المفترض... فيما هو في الواقع وفي اللسان يسعى لـ"حقوق المسيحيين" ولتمثيلهم حصرياً، يوقف البلاد كلها، بنفاياتها العارمة، من أجل ترئيس نفسه وترفيع صهره الأول، ومن أجل المزيد من التسويق لصهره الثاني، المتورط، حتى الآن، بالعمولات والتمريرات والسمسرات المعهودة.

وهو يستمد قوته من حليفه، "حزب الله"، الذي أحاله، بعد موقعته الأخيرة إلى رتبة "الممر الإلزامي"؛ أما "شعبيته"، التي أهلكَنا وهو يرطن بأنها ساحقة بين المسيحيين، فقد شاهدنا كلنا، وعلى شاشته البرتقالية نفسها، مدى تهافتها: الحشود الأخيرة التي نفخ من أجلها في النفير، لم تتجاوز البضع مئات. وهي أكبر حجما من الحشود قبل الأخيرة، التي تبين لخبثاء رصدوها ان عدد المشتركين فيها كانوا 127 عونيا... وهذه نقطة إيجابية بالتأكيد، تدل على أن "غالبية" المسيحيين الذين يدّعي عون تمثيلهم لم تتجاوب مع شعارات من نوع "الله، لبنان، وعون وبسّ!" (على غرار "بشار وبسّ!...") لماذا يكون الفشل هو مصير ميشال عون والعونية؟

وفي بلد مثل لبنان؟ أولاً، لأن ميشال عون يريد أن يربح كل شيء. ومن أجل ذلك، وبصفته "ممثلاً عن المسيحيين"، هو لا يحلم بأقل من أستعادة حقوق المسيحيين كما نصّت عليه مقولات بشير الجميل في سبعينات القرن الماضي، أي قبل إتفاق الطائف الذي نزع منهم حقوقاً ليوزِّعها على المسلمين، من شيعة وسنة. ومن أجل "حقوق المسيحيين"، يقتفي أيضاً خطى بشير الجميل، بأن يكون الرجل الأول والاوحد بين المسيحيين؛ فتكون حروب الإلغاء التي خاضها، وما زال، ضد خصومه المسيحيين، على غرار حروب الإلغاء التي خاضها بشير الجميل ضد حزبي "المردة" و"الأحرار" المسيحيَين، في مجزرتّي اهدن (1978) والصفرا (1980).

عون إذن هو النتاج الصافي لمرحلة ما بعد الطائف، التحاصصية بامتياز، فيما عقله ما زال عند نقطة بشير الجميل. وقد يعود هذا التفويت في الزمن إلى خشونة عقل عون ويباسه وانعدام مرونته: السياسة علم الممكن، بحسب كل من مارسها، فيما هي عند عون علم المستحيل. أما إذا كان ميدان هذه السياسة هو لبنان، فتكون السياسة علم الأقنعة المقنِعة، والكذب الذكي، والتحايل المرِن، علم تقاسم المغانم بحسب الموازين، الإقليمية منها والمحلية.

رقصة تكاذب لا تنتهي، ليس عون من صلبها، بسبب صخرية عقله السياسي، وليس بسبب بـ"صدقه" المزعوم. كان يمكن لميشال عون أن يضحكنا، كما أضحكنا محمد سعيد الصحاف، وزير الإعلام العراقي أيام الغزو الأميركي للعراق، والذي كان محطّ سخريتنا طوال ليالي الكَرَب التي دام بها هذا الغزو؛ كنا نتسقّط ظهوره على الفضائيات فنضحك عليه، هو الوحيد المصدِّق لكذبته من ان الأميركيين "العُلوج" لن يتمكنوا من العراق؛ قمة السخرية كانت ظهوره الأخير، يكرر فيه نكرانه لوقائع الغزو، فيما الجنود الأميركيين يركضون خلفه بعدما دخلوا بغداد. الصحاف لم يدم طويلاً؛ لذلك ما زال يُلْهم إبتسامتنا. أما ميشال عون، فكان يمكن ان يضحكنا لو لم تبالغ مسرحيته في تكرار مشاهدها؛ تكرار، يعود فضله إلى شيء ما في النظام السياسي اللبناني الرحب، الكريم، الذي لا يخرج منه أحد، لا الفاشلين ولا الكاذبين والا المجرمين ولا الفاسدين ولا الورثة، الأصليين أو المحدَثين.

 

المستقبل": شكراً عون!

محمد شبارو/المدن/الأحد 16/08/2015 

بغض النظر عن العلاقة بين تيار "المستقبل" والشارع المسيحي والنظرة اليه، حاول "التيار الوطني الحر" التصويب على "المستقبل" لإستفزاز الشارع المسيحي. وبدا أنه من الصعوبة بمكان ترويج "داعشية" تيار "المستقبل"، حتى لدى من هم في الجانب المعادي تاريخياً للحريرية السياسية، مقابل نجاح كبير لـ"الإبراء المستحيل" سابقاً. ضمن تيار "المستقبل" بدا التعاطي مع مثل هذه الإتهامات وكأنها "نكتة" أراد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الصاقها، وهو الذي احتفل بعيد ميلاده الأخير في بيت الوسط، وتحويلها الى تهمة يشد عبرها العصب المسيحي، بعد أن أصبحت أبواب شد هذا العصب عبر الصراع التاريخي مع "القوات اللبنانية" مغلقة نتيجة "إعلان النوايا".

سحب شعار "حقوق المسيحيين" من رصيد "التيار"، الذي عمل على مدى سنوات نتيجة صراعه مع بكركي و"القوات" على بنائه مدعوماً بشعارات علمانية لتبرير الصراع مع المسيحيين والتباعد، لكن المعركة مع "المستقبل" حتمت التخلي عن كل هذا الماضي أو ما تبقى منه منذ العودة من فرنسا في العام 2005. على عكس ملف النفايات والتخبط الواضح الذي طبع طريقة تعاطي "المستقبل" معه، كان التعاطي مع المعركة العونية المفترضة. وقبل البيان الشهير الذي طلب فيه الرئيس سعد الحريري من قيادات المستقبل" عدم زج اسم الرئيس السابق رفيق الحريري، وضمناً عدم الرد على عون، وهجومه، كان قد وصلت وفق مصادر مطلعة لـ"المدن" رسائل قصيرة من الحريري الى نواب "المستقبل" والقياديين، وخصوصاً الصقور منهم، أكد فيها أن المعركة يراد منها جر "المستقبل" الى صراع مسيحي – سني، وهو الأمر الذي يجب عدم الإنجرار اليه. رضخ قياديو "المستقبل" لطلب الحريري، والتزموا بضرورة عدم الرد، وتفويت الفرصة، لكن في المقابل وبعد ساعات من تظاهرة "التيار الوطني الحر" التي رفع خلالها علم "المستقبل" مذيلاً بعبارة: "الدولة الإسلامية – إمارة لبنان"، بدا أن عون خدم "المستقبل" من حيث لا يدري وسلفه طوق نجاة شعبي.

على الأرض، وبعد سلسلة من الإنكسارات لـ"المستقبل" مع القواعد الشعبية، بدا أن التعرض لرفيق الحريري، و"المستقبل"، واتهامه بـ"الداعشية"، كان له أثر واضح في شد العصب المضاد، وخصوصاً في بيروت، بما أن سهام الهجوم طالت رئيس الحكومة تمام سلام، الى جانب "المستقبل"، بما يمثل عائلياً وسياسياً في الشارع البيروتي، الذي وإن كان سلام على طرف نقيض سابقاً مع خياراته قبل التحالف مع "المستقبل"، إلا أن شعرة الإحترام بقيت حاضرة.

في أروقة "المستقبل" ثمة من يردد اليوم: "شكراً عون"، بعد الهجوم الأخير على تيار "المستقبل". يقولون إن عون إلى جانب فشله في التجييش الطائفي مسيحياً، قدم خدمة مجانية لـ"المستقبل"، بعد أزمة النفايات التي طالت قيادات "المستقبل"، وقواعده الشعبية، معطوفة على أزمة الرواتب التي تضرب مجدداً التيار ومؤسساته، خصوصاً أن عون ينتقل من هزيمة الى أخرى، نتيجة تحالفه مع "حزب الله" وطهران، وطالما أن أي صفقة مقبلة تحديداً في الملف الرئاسي، وإن طالت، لن تكون الا على حساب عون، بعد أن ماطل وسمح لبعض الدول الخارجية في وضع يدها على الموقع المسيحي الأول لأكثر من عام.

وعليه وعلى الرغم من "السعادة" لدى "المستقبل" بمردود الحملة العونية، إلا أن ذلك لا يخفي تكرار الإنتقاد للحلفاء المسيحيين، الذين تخلوا مرة جديدة عن "المستقبل"، في معركته المستترة مع عون، بإستثناء رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية ملحم رياشي، الذي لقي موقفه، في مقابلة تلفزيونية، الرافض لإتهام "المستقبل" بـ"الداعشية"، وقوله: "إن كان المستقبل داعشي، فأنا أبو بكر الرياشي"، ترحيباً وثناءاُ في أوساط "المستقبل".

في المحصلة، نظر "المستقبل" الى المعركة الأخيرة على أنها صبت في مصلحته شعبياً وسياسياً، خصوصاً بعد أن إنضم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اليها مهدداً بالشارع، معيداً شارع "المستقبل" الى مخاوفه من تكرار أحداث 7 أيار، لكنه في المقابل ونتيجة استخدام شعار "عون ممر الزامي للرئاسة"، لم يصدق أحد أن نصرالله المشغول في تطورات المعركة السورية، وإعادة خلطها، جاهز للنزول الى الشارع، بل وضعت في سياق تسليف المواقف لا أكثر، معطوفاً على الموقف السلبي من الحوار الذي ادلى به أحد وزراء الحزب خلال الجلسة الحكومية الأخيرة. ويستند "المستقبل" في هذه القراءة الى الموقف الإيراني بعد زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي كان واضحاً لجهة الهدوء والإستقرار، واستمرار الحكومة، وعليه يكرر البعض في "المستقبل": "شكراً عون".

 

خطاب السيد ومفارقته

ساطع نور الدين/المدن/الأحد 16/08/2015 

الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطيب مفوه بلا شك، لكنه خطيب مموّه أيضا، بدليل خطابه الاخير عصر يوم الجمعة في الذكرى التاسعة لحرب تموز العام 2006، الذي إحتوى على قدر من المفارقات، لا يمكن ان ينسب فقط الى اختلاط النوايا، ولا يمكن ان يقرأ حسب اختلاف المسافات او المواقف المسبقة.

لم يكن ما ورد في الخطاب عن “الدولة” التي وضعها السيد حسن فوق كل اعتبار، غريباً. ففي لحظات الضعف او الحرج كانت الدولة هي الملاذ الاخير لجميع زعماء الطوائف التي عصت او تمردت على ذلك المشروع يوما ثم عادت للتسليم به. وهو ما باح به السيد عندما استخدم وللمرة الاولى ربما، عبارة “الطائفة القائدة “، التي كان يقصد بها تحذير السنة من ادعاء قيادة الدولة، لكنه كان ينفي عن الشيعة القيام بمثل هذا الدور، الذي كان ولا يزال ينسب إليهم وحدهم منذ ان اصبحوا طائفة مجهزة بجيش فعلي رديف.

الدولة هي الضامنة حسب تعبير السيد الذي يحتاج الى برهان يومي أكيد، اكثر من البراهين التي تدعى بقية الطوائف والمذاهب الى تقديمها، خصوصا وان الشيعة ما زالوا هم العصاة، وما زال خطابهم الداخلي متمردا الى حد مناداة الحزب بين الحين والاخر للاستفراد بالحكم والاقتصاص من الاخرين المتهمين بالخيانة او التكفير او الفساد، واقامة سلطة العدل وحكومة المقاومة وحكم الممانعة على النمط السوري او حتى الايراني.

في الخوف والغبن الذي يشعر به جميع اللبنانيين من دون استثناء، حسب السيد، كان المسيحيون هم المعنيين أولا. وهو كلام حق لان ما يرونه من صور مرسلة من داعش، لا يفسح المجال لأي نقاش هادىء في ان هذا التنظيم الوحشي لا يخاطبهم وحدهم ولا يهددهم دون سواهم.. ولا يتطلب منهم الهجرة، ولا يستدعي اللجوء الى رئيس قوي يدق أجراس الكنائس، التي يمكن ان تنتظر قليلا حتى ينتهي المسلمون السنة أولا ومعهم العالم بأسره من القضاء على هذه المخلوق الخطر.

يعلن السيد تعاطفه وتحالفه مع اولئك المسيحيين المساكين، الخائفين المغبونين، لكنه يعود في موضع آخر من الخطاب ليتهم اميركا واسرائيل بالسعي الى اقامة حلف الاقليات والذود عنها، والشروع في مخطط التقسيم الذي يُكتب ويُرسم عنه الكثير في اميركا واوروبا من باب الانذار..لانه لو صح وجود مثل هذا “المخطط” لما تردد الاميركيون والغربيون في انتهاز الفرصة الذهبية السانحة الان لتنفيذه، ولما وجدوا قوة وطنية سورية او عراقية او لبنانية قادرة على الوقوف في وجههم.. ولما اخطأوا في تفسير نداء الرئيس بشار الاسد الاخير عندما جاهر في عزمه على الانكفاء الى المناطق التي يستطيع جيشه الدفاع عنها، وهي مناطق باتت مرسومة ومحددة ولم يبق منها سوى بعض التفاصيل.

لكن السيد ، وفي موضع آخر من الخطاب، يدع مجالا للشك في ذلك الحلف، عندما ينادي المسيحيين بالتسامي على الخوف والغبن والتسليم بضرورة العودة الملحة الى مجلس النواب الذي أقفلته خلافاتهم وصراعاتهم، مقابل الحصول على إعتراف بان جنرالهم ميشال عون هو “الممر الالزامي لانتخابات الرئاسة”.. مع العلم ان موفدين من جميع القوى اللبنانية والعربية والعالمية سلكوا هذا الممر مراراً وتكراراً ولم يفلحوا في إقناع الجنرال بانه ليس لائقاً لا في السياسة ولا في السن، للمنصب الرئاسي، ولم يوفقوا في إنتزاع إسم مرشح بديل منه.

 غير ان الشك الاهم الذي يثيره الخطاب هو في ذلك الفصل الموجه الى العدو الاسرائيلي والذي يبدو انه لا يقيم وزناً لخطورة المرحلة المقبلة، حيث يمكن ان تتراجع معركة الاسرائيليين ضد الاتفاق النووي الايراني من حدود الكونغرس الاميركي الذي يخترقونه الان، الى حدود لبنان وصواريخ حزب الله التي قد تصبح حجتهم الرئيسية ضد ذلك الاتفاق وذريعتهم الوحيدة للانقضاض على موقعيه الايرانيين والاميركيين على حد سواء.  

 

الأسير وغياب العدالة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 آب/15

من المفارقة أن يتم الاحتفاء بالقبض على الداعية المتطرف الهارب أحمد الأسير، في وقت هناك على الأقل ثلاثة من المطلوبين دوليًا يحتسون القهوة في الضاحية، جنوب بيروت، دون أن تتجرأ الأجهزة الأمنية على اعتقالهم. تعتقل الأسير بتهم مثل التحريض، وعرقلة سير العدالة، ولا تعتقل المطلوبين الأحياء الثلاثة، المتهمين بقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. الأسير يستحق اعتقاله على تطرفه وتحريضه ومحاولته تحدي الدولة، لكن العدالة اللبنانية صارت محل سخرية العالم، عندما تتجاهل السلطات متهمين بجريمة أعظم، مثل قتلة الحريري، تفاديًا لإغضاب حزب الله. وغالبية السنة لا يهمهم كثيرًا اعتقال الأسير، إنما يغضبون من ازدواجية المعايير، والظلم الصريح ضدهم. بروز أحمد الأسير هدد التركيبة الاجتماعية السياسية القديمة لطائفته السنية. بإعلانه أنه يمثلها، ويدافع عنها، في مواجهة تنظيمات حزب الله، أحرج القيادات التقليدية. وهو في الحقيقة كان ظاهرة صوتية، ولم يكن قادرًا على بناء تنظيم ميليشيا سنية، وعندما حاول فشل. الزعامات السنية في لبنان مدنية دائمًا. وهذه التركيبة المدنية الرافضة للتسلح، عزز موقفها، بخلاف ما يظنه البعض، وجنب الطائفة، ولبنان عمومًا، حالة حرب أهلية ثانية. نجاح شعبية الأسير القصيرة سببه أنه عزف على وتر المظالم السنية، وحاول التكسب دعائيًا ضد حزب الله في القضية السورية، التي كانت تمثل أكبر جرح للسنة بشكل عام. وعندما وجد الأسير نفسه فجأة وسط الاهتمام اللبناني، والإقليمي أيضًا، كشف عن غوغائيته ضد قيادات طائفته السنة. حاول اللعب على المتناقضات المحلية. فهاجم، وحرض، على سعد الحريري، بحجة أنه لم يدافع عن طائفته في وجه حزب الله. ثم اصطف مع المتطرفين ضد السعودية ربما لينسجم موقفه مع مموليه، رغم أن السعودية كانت الداعم الأكبر للثورة السورية. مواقفه المتعددة والمتناقضة كشفت عن شخصية زعيم انتهازي. والأسير يرى في زعيم الشيعة حسن نصر الله نموذجًا يريد أن يصبح مثله، زعيمًا دينيًا سياسيًا للسنّة، لكن ما كان ذلك ممكنًا في لبنان دون دعم خارجي كبير. نصر الله وحزبه ما كان لهم وجود لولا إيران، التي التزمت طوال ثلاثة عقود بتمويل وتدريب وإدارة الحزب لمصالحها العليا في المنطقة. وجاء ذلك على حساب المجتمع الشيعي اللبناني الذي همشت قياداته المدنية المعتدلة، وطغى المتدينون المتطرفون على حياة الإنسان الشيعي، واختطف الحزب أبناء الطائفة فكريًا وعسكريًا، ليكونوا ميليشيا في خدمة الممول الإيراني السوري، فحاربوا وحدهم إسرائيل لعقود، وهم الآن يحاربون للدفاع عن نظام الأسد في سوريا. هذا الوضع ليس مقبولاً عند السنّة، ولا توجد حكومات إقليمية سنية مستعدة لبناء ميليشيات تتبعها، لأنها لا تملك مشاريع توسعية أو صدامية. وحتى الحكومات التي استغلت الأسير ودعمته سرعان ما تخلت عنه وباعته سريعًا. ومع أن الأسير يستحق الإيقاف والمحاسبة، لكن العدالة في لبنان تبدو في أسوأ أيامها، فهي تعتقل داعية دينيًا فقط لغوغائيته وتحريضه، وتترك مجرمين قتلة طليقي السراح لأنهم في حماية حزب الله! كل من يشاهد هذا الموقف المحرج، والمخجل، للدولة اللبنانية، يرى دولة تعامل مواطنيها درجات.. قانون لمواطني حزب الله وقانون للآخرين!

 

في «وظائف» المجازر

علي نون/المستقبل/17 آب/15

إذا كانت وظيفة الإعلان الروسي عن إرسال ست طائرات حربية من طراز «ميغ-31» إلى بقايا سلطة بشار الاسد «تنفيذاً لعقود موقعة سابقاً»! هي تدعيم الموقف التفاوضي لمحور الممانعة وإشاعة فرضية الاستمرار في وجه فرضية الاندثار، وممارسة المزيد من الضغوط على المعارضة والقوى الداعمة لها لدفعها إلى ليونة صارت عصية، عصيان إنتاج عصير بندورة من خردة حديد.. فما هي وظيفة المجازر التي ترتكبها طائرات الأسد في حق الناس الباقين في المناطق المحررة؟ مجزرة دوما بالأمس التي أودت بالعشرات، وقعت في سوق شعبية. مثلها، مثل المجازر التي حصلت في الأيام الماضية، في مناطق شمالية عدة. أي أنها استهدفت المدنيين والأحياء السكنية والأسواق التجارية وتقصّدت رفع وتيرة استباحة دماء عموم السوريين، التي «ألِفها» العالم منذ البدايات الأولى للثورة في درعا في 2011.

وطبيعي القول في ذلك، إن التركيبة السلطوية الأسدية مجرمة بنت إجرام، ولا تعرف ولم تعرف في تاريخها سوى تقديم الحد الأقصى من العنف للرد على أي تهديد أو تحدّ لها. وأنها في الخلاصة، جذرية ومتمحورة حول ذاتها، وتقدم عيّنة أدائية شبيهة بتلك التي قدّمها نظام الجنرال فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية.. لكن ما ليس طبيعياً، هو افتراض أرباب تلك السلطة، أن الإمعان في التعرض للمناطق المدنية يمكن أن يعوّض عن الانكسار المتتالي والمتدحرج في خطوط القتال العسكرية، أو يمكن أن يعدّل في سيرورة الحرب أو في مآلاتها الأخيرة.

الجنرال فرانكو كان يقصف عمق المناطق غير الخاضعة لسلطته في سياق تغطية تقدم قواته على الأرض عبر خطوط التماس مع أعدائه، لكن بشار الأسد يفعل ذلك لتغطية تراجع قواته على الأرض في مواجهة القوى المقاتلة والمعادية له.. أي، حتى في سلّم الفظاعات التي تنتجها عادة الحروب الداخلية (الأهلية) يجلس ذلك الطاغية على أول درجة من فوق! ويقدم أداء لم يبزّه في وحشيته وعدميته، حتى أعتى طغاة العصر الحديث. ذلك في الإجمال، لا يلغي وظيفة هامشية لتلك المجازر: كأن الاسد يريد أن يقول، إن أي تعويل على أي تغيير في موقف موسكو منه ومن النكبة السورية عموماً، هو غير ذي جدوى. و»الدليل» على ذلك هو أنه يربط مباشرة بين حصوله على»الميغ-31» وتصعيده الإجرامي الفاجر في وتيرة استهداف الناس في بيوتهم وأسواقهم بطائرات روسية الصنع!

يمكن (ببراءة) سؤال موسكو عن ذلك الترابط وتوقيته؟ وعن رأيها في «تكتيكات» حليفها؟

 

حزب الله» بين الانتصار الإلهي و «انتصار» الزبداني

علي رباح/المستقبل/17 آب/15

بعد عدوان تموز 2006، حوّل حزب الله تلك المعركة الى «سرد اسطوري». منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، يخرج الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله في كلّ عام ليستعيد «المشهد المدهش». صحيحٌ ان العدو الاسرائيلي فشل «بسلاح جوّه وبقوة الدمار وبهَول المجازر»، في ان يحسم المعركة بوجه شعبٍ آمَنَ وصبر وصمد وواجه، إلّا ان الحرب السورية افقدت الجماهير العربية وحتى جمهور حزب الله رونق تلك «الدهشة». إذا كان صمود حزب الله في حرب 2006 ، «معجزة»، كما يصفها «سيّد المقاومة»، فماذا يقول عن صمود الزبداني مثلاً؟

أسطورة «حزب الله« صارت من يوميات الشعب السوري، وصمود الحزب بوجه العدو الاسرائيلي اصبح في الجانب الآخر من الأسطورة. بات هو من يملك سلاح الجو والدبابات، في مواجهة اهالي القرى والمدن السورية، الذين يلعبون، بصمودهم وبصبرهم، دور «رجال الله». تحدّث نصرالله في خطابه الأخير عن «وادي الحجير المبارك»، وقبل أعوام قليلة، وفي اطار تكريسه لـ»الدهشة» في نفوس جمهوره، ذكّر بـ»مارون الراس المعجزة». يومها قال، «إن جيشاً يقاتل بقوات النخبة وبالدبابات، يسانده سلاح الجو، يعجز عن دخول مارون الراس إلّا بعد 5 أيام من القتال وخسائره الكبيرة، فهو جيشٌ مهزوم وفاشل». فماذا يقول «سيّد المقاومة» عن الزبداني، التي فشل في اقتحامها بعد حوالى الشهرين من القتال واكثر من عامين من الحصار، على الرغم من امتلاكه لسلاح الجو وللبراميل المتفجّرة وللدبابات ولقوات النخبة»؟ هل هذا يعني ان حزب الله هو حزب مهزوم وفاشل؟ ينتقل نصرالله الى الملف السوري، ليقلب كافة الحقائق، بقوله «إنّ جون كيري أعلن في الدوحة ان داعش تشكّل خطراً على سوريا، وكي نمنع داعش من الوصول الى دمشق يجب ان يرحل النظام الحالي». من أين أتى نصرالله بهذا التصريح؟ أولاً، لا وجود في الادبيات السياسية الاميركية اي اشارة الى «رحيل النظام»، بل هي تعتمد صيغة ان «لا مكان للاسد في مستقبل سوريا». حتى في الصيغة الاميركية الكثير من الإلتباس. قد يكون من الفائدة انعاش ذاكرة السيّد في بعض التصريحات الأخيرة للادارة الاميركية. قال مسؤول اميركي منذ ايام، «إن واشنطن ضغطت على الأردن لقطع الامدادات عن «الجيش الأول» في درعا، الأمر الذي ادى الى وقف تقدّم «عاصفة الجنوب» والثوار، التي تصفهم ادارات غربية بـ»المعتدلين». أهكذا يتآمر «الشيطان الأكبر» على الأسد؟ ومن ثمّ يخرج مسؤول اميركي آخر قبل ساعات على خطاب السيّد، لينفي علم واشنطن بكلّ ما قيل عن منطقة عازلة على الحدود التركية- السورية»! فكيف يقول السيّد ان واشنطن تريد «اسقاط النظام السوري»؟

يُكمل السيّد قلب الحقائق، فيؤكّد، ان «واشنطن توظّف داعش سياسياً للتخلّص من النظام الحالي». ويتساءل، «هل هذه المعارضة المعتدلة، خارج داعش وجبهة النصرة، هي قادرة على مواجهة داعش»؟ ويضيف قائلاً، «أصلاً كيري يقول إن تجربة تدريب المعارضة المعتدلة فشلت، ومن بين 2000 شخص درّبتهم المخابرات الاميركية في تركيا يوجد 60 شخصا فقط وافقوا ان يقاتلوا داعش». هنا، يزوّر نصرالله، تصريحات حلفائه قبل الخصوم. يعرف نصرالله جيّداً ان 60 مقاتلاً من أصل 2000 تدرّبهم أميركا، وافقوا على توقيع تعهد يقضي بقتال داعش فقط وليس النظام. اي عاقل يتوقّع بأن يوافق ثوار، يطالبون بإسقاط الاسد، ان يواجهوا داعش حصرا؟ اي معارض عاقل يرضى بأن يدفع فاتورة محاربة داعش دون تقديم ضمانات له بإسقاط الأسد؟ حتى ان نصرالله تابع، بالطبع، تصريح «رفيق السلاح» وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته لسلطنة عمان قبل أيام، حيث أكد ان «الولايات المتّحدة أبلغت دمشق بأن المعارضة المعتدلة ستواجه داعش حصراً، ولن تمسّ الجيش السوري»! هكذا بالحرف. هل يعقل بعد هذا كلّه أن يتّهم السيّد الاميركيين بمحاولة اسقاط الاسد؟ أم أنه يريد ان يُبقي على مشروعية العداء لـ»الشيطان الأكبر» حتى بعد ان اصبح في خندق واحد معه في سوريا!

«كلّه كوم» واتّهامه للسعودية وللاميركيين بمحاولة تقسيم سوريا «كوم تاني». اذا كانت اتّهاماته صحيحة، فلماذا يستميت الايرانيون، في مفاوضاتهم مع «احرار الشام» في اسطنبول، لارساء اتفاق يفضي بانسحاب اهالي الزبداني والقرى المجاورة، مقابل إخراج 40 الف شيعي من الفوعة وكفريا؟ حتى ان المرصد قال امس الاول، «إنّ أهالي الفوعة يجمعون سندات الاراضي والبيوت ليفاوضوا عليها»! هذه الطروح بحد ذاتها تكشف نيات ايران وحزب الله لمستقبل سوريا. من يطرح هذا «الترانسفير» لا يمكن ان يقنع الناس بأنه يخوض حرب الضرورة، وبأن لديه نيات مصالحة بين السوريين. الايرانيون وحزب الله يخطّطان لعقود مقبلة من إعادة رسم الديموغرافيا السورية، وتعزيز الوجود الشيعي في المركز عبر الاستيطان، وتهجير ما أمكن من السنة مما يسمّونها «سورية المفيدة» الى الاطراف. حتى ان هذه الممارسات لم تحدث بين الفلسطينيين والمستوطنين الصهاينة.

أمّا في الموضوع اللبناني، فقد تناوله السيّد وفقاً لمقولة «دقّة على الحافر ودقّة على المسمار». القول بأن رئيس تكتّل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون هو «ممرّ إلزامي» للرئاسة، بدل التأكيد على ما دأب عليه قادة الحزب من أن «عون رئيساً أو لا انتخابات»، بمثابة تراجع خطوة الى الوراء. ولكيلا ينصدم «الجنرال» بهذا التراجع، جاءت دقّة السيّد على مسمار الشراكة. تماهي السيّد مع نظرية عون حول الشراكة، باعتبار أن هناك من يحاول كسره، على الرغم من ان احداً من قوى 14 آذار لم يتحدّث بمنطق الإلغاء هذا، ما هي إلّا محاولة لصرف النظر عن تورّط الحزب في حروبه المتنقلة، عبر تحميل تيار المستقبل تبعات الازمات، وهذا ما أكّد عليه الرئيس سعد الحريري. وما تهديده بالشارع الا محاولة لانقاذ عون معنوياً بعد ان تحوّل من مرشّح دائم الى «ممرّ إلزامي».

فشل نصرالله، في احياء ذكرى «الانتصار الالهي» على العدو الاسرائيلي، باستعادة «المشهد المدهش». سوريا أعادت «الرؤوس الحامية» الى أرض الواقع. وما كان يشتكي منه السيّد من همجية العدو، بات يشتكي منه الشعب السوري. وبعد سنوات من صمود حزب الله وبيئته بوجه ترسانة اسرائيل العسكرية، بات السيّد يواجه صمود الشعب السوري الأعزل. فشل نصرالله أيضاً في قلب حقيقة الجهة المُتّهمة بقيادة مشروع التقسيم، وما استماتة ايران لتكريس طرح «الترانسفير» المذهبي، إلّا دليل واضح على الجهة التي تعمل على التقسيم. انهى السيّد خطابه، دون ان يتطرق الى اعتقال خلية حزب الله الارهابية في الكويت! ألم يقل في أحد خطاباته إن سحر داعش سينقلب على الساحر الخليجي؟ بات واضحاً من يعمل على نسف أمن الخليج ونسيجه، تزامناً مع خطاب «الجار» قبل «الدار»..»الظريف»!

 

إيران تتدخّل في حرب تموز وحرب سوريا ولا تتدخّل في الانتخابات لأنّها "شأن لبناني"

اميل خوري/النهار/17 آب 2015

لا تزال نتائج زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للبنان تثير كثيراً من التساؤلات والقراءات المختلفة الايجابية منها والسلبية. فثمة من يتساءل كيف يمكن التوفيق بين تقديره الدور الكبير الذي يلعبه الرئيس تمام سلام لتوفير الأمن ومكافحة التطرف وتنمية أيضاً هذا الدور الذي أدى الى مزيد من الهدوء والاستقرار والامن في لبنان فيما حليف حليفه "التيار الوطني الحر" يتحرك في الشارع ويرفع بعض المتظاهرين شعارات تحرض على الفتنة وتهدد الأمن والاستقرار ويكون "حزب الله" هو الحاضن والداعم علناً له وينعكس كل ذلك سلباً على جلسات مجلس الوزراء ويشله؟ وكيف يمكن ان تساعد إيران على تسهيل إجراء انتخاب رئيس للجمهورية عندما تكرر بلسان أكثر من مسؤول فيها ان هذا الانتخاب هو شأن لبناني ولا تتدخل فيه؟ فمن يصدق هذا الكلام والكل يعلم ان ايران هي التي تدخلت في اذكاء حرب تموز ضد اسرائيل التي كبّدت لبنان خسائر بشرية ومادية جسيمة لا يزال يعاني الى الآن من نتائجها. والكل يعلم أيضاً ان ايران هي التي جعلت "حزب الله" يتدخل في الحرب السورية دعماً للنظام السوري ويخالف سياسة "النأي بالنفس"، التي اعتمدتها حكومة الرئيس ميقاتي ونالت ثقة مجلس النواب على اساسها فضلاً عن مخالفة "إعلان بعبدا" الذي وافق عليه اقطاب الحوار بالإجماع وبينهم "حزب الله".

لذلك فإن ايران عندما تقول انها لا تتدخل في موضوع الانتخابات الرئاسية مع انه تدخل مقبول عندما يكون ايجابياً، ومرفوض عندما يكون سلبياً. معنى ذلك انها لا تريد انتخابات رئاسية في لبنان وهي القادرة على تسهيل ذلك لأن من يعطِّل اجراءها هو حليفها "حزب الله" وحليف حليفها "التيار الوطني الحر" ولا يجوز ان يكون تدخُّل ايران في لبنان انتقائياً ساعة يكون سلبياً ومضراً بمصلحة لبنان وساعة يكون هذا التدخل ايجابياً ومطلوباً ايضاً. وهو ما فعلته دول كانت تتدخل في شؤون لبنان لاخراجه من أزماته. فمصر عبد الناصر تدخلت بالتنسيق مع اميركا لانتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية، وطلبت من مناصريها في لبنان الوقوف مع الرئيس شهاب وتسهيل مهمته، وسوريا كانت تتدخل علناً في انتخاب رئيس للجمهورية ولا تفعل ما تفعله ايران التي تنكر أي تدخل لها في الانتخابات الرئاسية وتكتفي بدعوة اللبنانيين للاتفاق وهي تعلم ان لا اتفاق في ما بينهم لتبقى رئاسة الجمهورية شاغرة الى أجل غير معروف واعمال الحكومة معرضة للتعطيل وعمل مجلس النواب معطل ايضاً فيواجه لبنان عندئذ خطر الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي بحيث يصبح مستعداً للقبول بأي حل وان سيئاً.

وثمة من يرى خلاف ذلك ويقول ان ترجمة الكلام الايجابي الذي صدر عن وزير الخارجية الايراني يتطلب بعض الوقت لأن هذه الترجمة مرتبطة بتطورات الوضع في اليمن التي تدفع نحو تحقيق تقارب سعودي - ايراني يكون له دور اساسي ومهم في تسهيل اجراء انتخابات رئاسية في لبنان وان ايران لا تستطيع وحدها تقرير ذلك ولا بد من التفاهم مع السعودية التي لها هي ايضاً دورها وتأثيرها في لبنان. كما ان ترجمة كلام الوزير الايراني مرتبطة بتطورات الوضع في سوريا. فتخلي ايران عن الرئيس الأسد قد يكون له ثمن في لبنان أو في غير لبنان، وما كلمة السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله" في ذكرى انتصار حرب تموز سوى الدليل على ان ايران لم تقل كلمتها بعد. لذلك فإن على القيادات في لبنان ان تنتظر الخارج المعني بوضعه الى حين يتم الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية او ان يستيقظ ضمير هذه القيادات فتتفق على انتخاب الرئيس باحدى الوسائل الثلاث الآتية:

أولاً: أن يتفق الاقطاب الموارنة الاربعة على مرشح واحد منهم. ثانياً: أن يتفقوا على ترشيح اثنين منهم يتنافسان ويكون الفوز لمن ينال أكثرية الاصوات المطلوبة أو أن يكون الاقطاب الاربعة هم المرشحين الحصريين وتنتخب الأكثرية النيابية واحداً منهم.

ثالثاً: أن يترك للأكثرية النيابية انتخاب من تشاء من بين مرشحين معلنين وغير معلنين وهو ما يقضي به الدستور والنظام الديموقراطي، والا تحملت القيادات ولا سيما المارونية منها مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي الى ما شاء الخارج...

 

حين يُستباح الناس!

نبيل بومنصف /النهار/17 آب 2015

يشبه الكلام على تحييد أزمات الناس عن الاحتقانات الحكومية والسياسية الآخذة في التصاعد تلك الأسطورة الفارغة التي ترددها ألسن الساسة منذ انفجار البركان السوري عن تحييد لبنان عن حممه. واذ يجد الرئيس تمام سلام نفسه وحكومته الآن أمام مسلك أخير ووحيد باجتراح تفاهم الحد الادنى الممكن لتحييد الازمات الاجتماعية والخدماتية والمالية الضاغطة والشديدة الخطورة على الاستقرار الاجتماعي عن المقلب الطالع للصراع السياسي يبدو هذا المسلك ايضا مهددا بالسقوط. والحال ان شهرين واكثر من التحجير القسري على أعمال مجلس الوزراء وشله يكشفان الأهداف المضمرة لاسترهان أزمات الناس وجعلها الوسيلة الأخرى نحو زعزعة النظام عن آخر حلقاته العاملة واشعال توترات اجتماعية بات يتعين الالتفات اليها بقوة كهدف بذاته وليست مجرد أضرار جانبية للتصعيد السياسي. فليس من قبيل القصور وتقاسم كعكة الفساد فقط ان تتمادى أسوأ ازمة نفايات عرفها لبنان ويمنع مجلس الوزراء من احتواء كل ما جنت أيادي بعضه وبعض سواه في حكومات سابقة في انفجار هذه الفضيحة. وليس من باب المصادفة ان تترك أزمة الكهرباء تستفحل وتشتد وتعيد البلاد الى عصور الجاهلية في الطاقة فيما كان القاصي والداني في الحكومة وخارجها يعرف سلفاً ان ارتفاع منسوب الخزان البشري المقيم في لبنان مليوناً ونصف مليون لاجئ سوري سيفضي هذا الصيف الى الكارثة الحتمية. وما ينطبق على الأزمتين السالفتين ينسحب على الامعان المتعمد في التسبب بأزمات تمويلية قد تكون الاخطر في حال تركت الإنذارات المتكررة التي يطلقها وزير المال في شأن التحسب لازمة رواتب الموظفين والعاملين في القطاع العام تردد صداها بلا استجابة، علما أن هذه الازمة تنذر بتفرعات منها ما يمسّ الأسلاك العسكرية والأمنية ومترتباتها المالية التي لا تحتمل ترف التريث واللهو السياسيين. وما دامت صفحات هذا الجانب التسلسلي من الاستحقاقات قد فتحت على الغارب يكفي الاكتفاء بواحدة اخيرة منها هي التسبب (عمداً او عفواً لا فرق) بإحدى اكبر خسائر لبنان من الهبات ومشاريع القروض الميسرة التي يقال انها تناهز المليار دولار ما لم تسلك اصول اقرارها في مجلسي الوزراء والنواب، علما ان ما فقد منها حتى الان بات رقما موجعا بذاته. قد نجافي الحقائق والوقائع ان قلنا ان تجارب الازمات الحكومية والسياسية السابقة لم تشهد استرهان الصراع السياسي لواقع الناس بدليل جرجرة ذيول صراعات صار عمرها عقداً واكثر حول الموازنات والملفات المتراكمة المفتوحة التي لم تقفل ابدا. مع ذلك لن نتحمّل ازمة ضمير اطلاقا ان قلنا ان إمعان الجهات المسترهنة حالياً لازمات الناس في أخطر ما يواجهه اللبنانيون من تداعياتها بات الوجه التقويضي الأخطر من كل هدف سياسي. فما لم يؤخذ بالسياسة يبدو انه استبدل باستباحة الناس.

 

هل سيكون لبيروت "جبل زبالة" خاص بها

 سلام حرب/موقع 14 آذار/16 آب/15

بين منطقة الاوزاعي ومثلث خلدة، وبالتحديد بين الكوستا برافا والنفق، ينتصب جبلان من الرمال والحجارة تكونا بفعل ردميات المباني المهدمة في الضاحية الجنوبية نتيجة العدوان الإسرائيلي في تموز 2006. طوال الأسبوعين الماضيين، بدأت شاحنات من المناطق المحيطة برمي نفاياتها وبشكل محدود على اطراف وجوانب الجبلين وخصوصاً لجهة البحر. حركة شاحنات النفايات تبدو محدودة ظاهرياً وتقتصر في أغلب الأحيان على نفايات للورش وأحجار وبلاستيكيات من دون نفايات عضوية من جهة الطريق العام. ولكن هناك تخوف لدى بعض المراقبين من أن تتحول حركة نقل نفايات المناطق المحيطة بالمكان أي خلدة وعرمون وبشامون والشويفات وسواهم إلى حركة نشطة تحول الجبلين الى جبل زبالة خاص ببيروت على غرار جبل الزبالة الذي لوّث مدينة صيدا قبل ابتكار حلّ معمل الفرز والمعالجة.

حتى هذه اللحظة، يبدو المانع الأكبر من توسع لحجم الزبالة التي ترمى هناك هي ارتباط المنطقة بمطار رفيق الحريري الدولي وما يفرضه ذلك من رقابة "مطاطية" على محيطه، ولكن ذلك لن يحول دون "تهريب" بين الفينة والأخرى لبعض الشاحنات التي قد لا تزيد الجبل ارتفاعاً ولكن ستملأ جانبيه بالمخلفات العضوية وغير العضوية، حيث يتم رمي النفايات العضوية منها وتعود فتغطيها بالحجارة وما شابه.

وبما أنّ الشيء بالشيء يُذكر، فإننا في معرض حديثنا عن النفايات نستذكر كلام النائب محمد رعد الذي استغرب أنّ هناك قوى "تطالب الشعب اللبناني بأن يمنحها تفويضا لتقرير الحرب والسلم مع العدو الاسرائيلي وهذه القوى غير قادرة على حلّ مشكلة النفايات" مع العلم أنّ النائب رعد ليس في وسعه أن يحل مشكلة أكبر مكب نفايات في الجنوب والذي يقع قرب الصور، ولا يستطيع أن يمنع أو يمون على نفايات الضاحية الجنوبية من أن ترمى على شاطىء الكوستابرافا، وبطبيعة الحال ليس بمقدور نائب حزب الله أن يسهل آلية العمل الحكومي للبت بملف النفايات لأنّه من أبرز المعطلين!

وبالمناسبة فإنّ ما بات يعرف بمكب الكوستابرافا تحوّل إلى ساحة صراع بين بلدية الشويفات من جهة وبين بلديات الضاحية الجنوبية من جهة أخرى التي قررت نقل نفايات حارة حريك، الغبيري المريجة تحويطة الغدير والليلكي الى هناك في وقت رفضت بلدية الشويفات هذا القرار رسمياً لأن المكب الحالي ضمن نطاقها البلدي وهذا ما تعتبره تعدياً. وكان سبق لبلدية الشويفات أن طلبت من شركة سوكلين بنقل النفايات من كافة النطاق البلدي للمدينة، لحين إيجاد حلّ جذري من الجهات الوزارية والإدارية المختصّة.

حتى الآن، ابلغت ست شركات طيران عالمية الجهات اللبنانية أنها قد توقف رحلاتها الى مطار بيروت اذا استمر جمع النفايات قرب المطار. ونعيد هنا ما سبق أن حذر منه خبراء في مجال الملاحة الجوية من أنّ عملية تحويل محيط المطار الى مكب نفايات سيؤدي الى نتائج وخيمة على حركة الطائرات وبالتحديد على المدرج الغربي: ارتفاع مستوى المنطقة المحيطة الى سطح المدرجات وربما أكثر، تغيير في معدلات الحرارة والضغط العام حول المطار، احتمال شفط الطائرات للانبعاثات الغازية والنفايات المتطايرة، الدخان الذي ينبعث من الحرائق في حال اندلاعها المحتمل، بالإضافة إلى تواجد أسراب من الطيور التي تقتات على النفايات الموجودة. لبنان الذي أسس على أنّه بلد المبادرة الفردية بامتياز أثبتت التجربة أن هذه المبادرة قد تكون على حساب الصالح العام حيث دخل حديثاً على قاموس الاقتصاد اللبناني عبارة جديدة هي "سماسرة الزبالة" الذين باتوا يتنقلون بين بلدية واخرى، عارضين خدماتهم على المناطق لتخليصها من نفايات ابنائها. من غير المستبعد أن تكون النهاية سوريالية إلى اقصى الحدود حيث يتم "تبادل" محتمل للنفايات بين المناطق على قاعدة رمي البلدة لنفاياتها في خراج البلدات الأخرى وبالعكس! فهل تتسلل نفايات الجوار الجنوبي وغير الجنوبي لبيروت الى اطرافها، وتحوّل جبلي الركام الى مزبلة "ارتجالية" تخنق مطارها الدولي

 

الحوار مع إيران على وقع «آر بي جي»

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/17 آب/15

قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن حوار خليجي إيراني، كشفت الكويت عن خلية إرهابية متهمة بالارتباط بحزب الله، ونقلت ترسانة الأسلحة التي بحوزتها عن طريق إيران. وأثناء تصريحات وزير الخارجية الإيراني بشأن رؤيته للعلاقات مع جيرانه الخليجيين، أعلنت البحرين عن نتائج التحقيقات فيما يعرف بحادث «سترة» الذي تسبب في مقتل رجلي شرطة وإصابة ستة، وارتباط التفجير بالحرس الثوري الإيراني. هاتان الحادثتان الإرهابيتان ليستا أول حادثتين موجهتين من إيران ووكلائها بالمنطقة ضد دول الخليج، لكنهما تزامنتا مع الدعوة الحميمية الإيرانية للحوار، كما أنهما تعطيان مؤشرًا واضحًا على الفرق بين الحقائق والوقائع والأفعال من جهة والأقوال من جهة ثانية. وكما يردد الساسة دائمًا: في السياسة لا مصالح دائمة كما لا صداقة دائمة. عدوي قد يتحول إلى صديقي إذا جمعتنا المصالح، و«شقيقي» قد يصبح خصمي إذا استمر في ترصد العداء لي. وفي الشأن الإيراني لا ضير من الحوار الخليجي مع إيران، إذا كان ذلك سينتج استقرارًا للمنطقة وينزع أدوات التوتر في الخليج العربي. المشكلة الكبرى أن أي حوار في العالم ليس غاية بحد ذاته بقدر ما هو وسيلة. من يرصد سياسة طهران يعي أنها بإصرارها على مثل هذا الحوار تريد أن تستخدمه كأداة ضغط وغطاء أمام العالم، بالمقابل تتوقع دول الخليج من هذا الحوار أن يفضي إلى تخفيف الاحتقان. ويقلل، ولا أقول ينهي، تدخل إيران في الشؤون الداخلية.

في النهاية، ستستمر إيران في تسويف هذا الحوار بيد، وتفاوض على تدخلاتها وشغبها وسياستها العدوانية باليد الأخرى. ستستغل إيران أيضًا حوارها مع دول الخليج لتقول للعالم: لا تصدقوا ما تسمعونه عن تدخلاتنا في شؤون جيراننا، علاقتنا على ما يرام وها نحن جيران ونتحاور.

أكرر مجددًا.. مخطئ من يظن أن مبدأ الحوار مرفوض مع إيران، بالعكس لا أحَب للدول الخليجية وشعوبها من أن تتحسن علاقتهم مع جارتهم على الضفة الشرقية من الخليج العربي، الكارثة الكبرى أن من يفترض أنها جارة لم تترك مناسبة لم تستغلها لتؤكد، بالدلائل والبراهين، مرة تلو أخرى، أنها أخطر على المنطقة من أي أعداء آخرين، حتى عندما زعمت الحرب على إرهاب «داعش»، شاركت في تأسيس ميليشيا الحشد الشعبي، نمنا على ميليشيا طائفية «داعش» الإرهابية، لنصحو على ميليشيا طائفية إرهابية أخرى موازية لها، كل ذلك في سبيل سعي إيران للوصول لأحد أهم أهدافها الاستراتيجية، وهو ربط بري بينها وبين البحر المتوسط، عبر العراق وسوريا ولبنان، وسعيًا لهذه الغاية ستقاتل إيران لتحقيقها ولا يمنع أن يكون الحوار مع دول الخليج مظلة لتنفيذها.

التسويف والمماطلة سياسة أثبت الإيرانيون براعتهم بتفاصيلها، فهم لا يفاوضون على المبادئ بل على الأمر الواقع وما تحقق على الأرض. في عام 2003 اكتشف الغرب أن إيران تخصب اليورانيوم ورفض ذلك بشكل مطلق، واستمرت إيران في التفاوض حتى أقنعت دول 5+1 بأن تخفض نسبة التخصيب من 20 % إلى 5 % أي أنها حققت مرادها في مبدأ التخصيب. في حوارها القادم مع دول الخليج لن تتوانى طهران عن فعل المستحيل لتمرير مشروعها بكافة تفاصيله، وستتحاور لا على مبادئ السياسة الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإنما على سياسة الأمر الواقع ومكاسبها في العراق وسوريا ولبنان، وبالتالي التفاوض يبدأ من هنا، لينتهي الحوار وأدوات ووكلاء إيران تضخمًا، وبلغت حدًا أكبر مما هي عليه، وفي أسوأ الأحوال كما هي عليه الآن. تخيلوا، إيران تحاور وتزعم حسن نواياها، بينما حزب الله والحرس الثوري يقاتلان في سوريا، ووكيلها الحوثي يقاتل في اليمن، والحشد الشعبي الطائفي يواصل انتهاكاته في العراق، وأخيرًا الكويت تلقي القبض على خلية وتصادر ترسانة ضخمة من الأسلحة كانت بحوزتها قادمة من إيران. من يدري ربما أرضية الحوار مع إيران تتطلب أن لا يجري إلا على وقع 56 قذيفة «آر بي جي» ضبطت على أراضي الكويت!

 

«ربيع» العراقيين يهزم نظام المحاصصة و... التقسيم؟

 جورج سمعان/الحياة/17 آب/15

 إنها الفرصة الأخيرة أمام العراقيين. التظاهرات الشعبية فتحت باب التغيير الجدي. زخم الشارع وضغوطه وفّرت لرئيس الوزراء سلاحاً لم توفره له المؤسسات، لا السياسية ولا العسكرية ولا الإدارية. ووقوف المرجعية في النجف وراء موجة الاحتجاج قدم سلاحاً إضافياً وحاسماً. المهم عدم التراخي أو التلكؤ في تنفيذ الإصلاحات. مراكز القوى متجذرة في مواقع كثيرة. تكاد تكون وحدها عماد النظام القائم. والأهم والأخطر أن لها شارعها وميليشياتها المسلحة أيضاً. ولها مرجعيتها في الداخل والخارج. ولا يمكنها أن ترضخ أو تقدم رأسها بلا مقاومة. وقد أطل بعضها قبل يومين في ساحة التحرير بسلاحه وشعاراته الدينية ومحاولة التشويش الأمني على المتظاهرين. والذين لم يجرأوا على مقاومة إجراءات الحكومة وقرارات مجلس النواب بدأ بعضهم يطل برأسه للحديث عن دستورية هذه الإجراءات. ذلك أن إلغاء مناصب نواب الرئيس يستدعي تعديلاً دستورياً، وأن هذا الأمر يتطلب استفتاء شعبياً، ومثل هذا الأمر لا يبدو متعذراً بل مستحيلاً في هذه الظروف. يكفي أن «الدولة الإسلامية» تسيطر على محافظات سنية بأكملها، فضلاً عن أعداد اللاجئين إلى كردستان أو مناطق أخرى داخل البلاد وخارجها.

لكن بقاء نواب الرؤساء في مواقعهم أو خروجهم منها ليس هو العنوان. الجوهري في الإصلاحات هو مضمون الشعارات التي رفعها الشارع: توفير الخدمات ومحاربة الفساد ومحاكمة بعض كبار المسؤولين من الطبقة السياسية التي حكمت البلاد منذ عام 2003 إلى اليوم. وإقامة دولة المواطنة والدولة المدنية بعدما فشلت الدولة الدينية بأحزابها وقواها المختلفة. وإصلاح القضاء والمؤسسات الأمنية وأجهزة الاستخبارات لوقف التفجيرات، على حد ما نادى الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الأعلى السيد علي السيستاني. التعجيل في تطبيق هذه الإصلاحات كفيل بنقل النظام القائم على المحاصصة إلى نظام ديموقراطي يحل الكفاءة مكان الطائفة والمذهب والعرق والقوة الحزبية والمحسوبية والارتهان لقوى خارجية تناصر فئة على أخرى.

التفاؤل بتغيير جذري في العراق يظل مقروناً بموجة واسعة من الحذر، والخوف من الفشل. القوى السياسية التي ماشت حزمة الإصلاحات وعيونها على غضب الشارع، هي نفسها موجودة في مواقع مؤثرة. كفتها راجحة في البرلمان. ولها شارعها أيضاً وميليشياتها وسلاحها ومراكز هيمنتها في المؤسسات والإدارات عموماً. ولها مرجعيتها. معظم الميليشيات التي تؤلف «الحشد الشعبي» وجهتها الدينية ولاية الفقيه في إيران وليس في النجف. وهذه لن تستسلم أو تقف على الحياد أمام دعوات تنادي بتجريدها من السلاح وحلها. صحيح أن السيستاني هو من نادى بفتوى «جهاد الكفاية» لمواجهة «داعش»، لكنه طالب بأن ينخرط المتطوعون في المنظومة العسكرية الرسمية وتحت عباءتها لئلا ينفردوا ببناء قوة رديفة كما هو حاصل اليوم. لذلك، يناديهم النجف بعدم التدخل في السياسة وعدم التدخل في التظاهرات والانصراف إلى قتال «الدولة الإسلامية». كما أن السيد مقتدى الصدر دعا إلى ضربهم، وهدد بتظاهرات مليونية لمواجهتهم، بعد مشاركة بعضهم في ساحة التحرير بسلاحه!

لا يخفى أن هذا الحراك الشعبي الذي تهيمن على واجهته القوى الشيعية يخفي صراعاً بين هذه القوى المؤتلفة في التحالف الوطني. ثمة حسابات ستصفى في الطريق إلى الإصلاحات. لكن المحرك الأساس الذي دفع الناس إلى الشارع هو القضايا المطلبية الخاصة بالخدمات. وهي نفسها التي حركت الشارع مطلع عام 2011، لكن سطوة رئيس الوزراء نوري المالكي يومذاك قمعت الحراك في مهده. ولم تعوزه الذرائع، كان كافياً اتهام المتظاهرين بأنهم من فلول البعث والنظام السابق. مثلما فعل بحراك المحافظات السنّية وساحات الأنبار حيث ضرب الناس بالحديد والنار تحت شعار مواجهة الإرهاب و «القاعدة». ما يخشاه المتفائلون بالتغيير أن يأتلف المتضررون من الإصلاحات، وهم لا يقتصرون على المكون الشيعي. موجودون في كل المكونات، حتى داخل المؤسستين الدينيتين الرسميتين. رئيس الوزراء نفسه حذر من أن «هناك أحزاباً عرقلت الإصلاحات وأخرى أيدتها». لكن الاعتماد اليوم يظل على الجمهور الشيعي. فأهل السنّة يرزحون تحت نير «داعش» وليست هناك قيادة أو زعامة راجحة يمكنها أن تختصر كل أصواتهم وقواهم المختلفة. علماً أن رئيس البرلمان كان أول المرحبين بقرارات الحكومة. كما أن الكرد منهمكون بتصفية خلافاتهم السياسية التي أنعشها قرب نهاية ولاية رئيس الإقليم مسعود بارزاني، فضلاً عن انشغالهم أيضاً بالحرب على «دولة البغدادي»، والوضع المتفجر بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وما يواجهه الأكراد السوريون...

إذا تحقق الإصلاح الحقيقي ينفي الكثير من تظلم أهل السنّة. فإلغاء المحاصصة - وهو منطلق الإصلاح كما قال العبادي - واعتماد الكفاءة في إشغال المناصب من الحكومة إلى باقي الإدارات الرسمية والعسكرية والأمنية، يطويان صفحة التشكي من الإبعاد والتهميش والتفرد بالقرارات. وإصلاح القضاء الذي اتهم بمحاباة الحكومة السابقة ورئيسها وبتنفيذ رغباتهما، يعيد إلى هذه السلطة استقلالها، ويبعدها عن سيل الاتهامات بشراكتها في اضطهاد مكونات لحساب أخرى. لعل العقبة الكبرى هي في سوق المفسدين أمام العدالة. لن يكون سهلاً رفع الحصانة النيابية عن نواب ووزراء ورؤوس كبيرة أعضاء في البرلمان الذي يتشكل من كتل هؤلاء المتهمين بالفساد. ولا يحتاج بعضهم إلى حماية خارجية لرفع سيف العدالة عنهم. يتمتعون بهامش كبير للمقاومة وحتى تهديد التوجه الحكومي وعرقلة الإصلاحات... إلا إذا لعبت التسويات دورها ودُفع برؤوس وموظفين ليكونوا ضحايا بديلة من كبار المتهمين.

المتفائلون بإمكان سقوط صيغة النظام السابق وتقاسم البلاد والعباد، يستندون إلى تجربة العام الماضي عندما أُزيح المالكي عن سدة رئاسة الحكومة. فعلى رغم كتلته الكبيرة في البرلمان والدعم الذي تلقاه من طهران، لم يستطع مقاومة رغبة القوى الشيعية الأخرى وعلى رأسها المرجعية في النجف، فضلاً عن رغبة الأميركيين الذين اشترطوا لمواجهة «داعش» تغيير السلطة في بغداد. والأميركيون اليوم يرحبون بخطوات العبادي، ولكن عليهم ألا يغالوا في التفاؤل وفي قدرته على تمرير كل إصلاحاته. يجب ألا تسقط من الحساب قوة الآخرين والتأثيرات الإقليمية والدولية. إيران المعنية الأولى بما يجري قد لا تكون راغبة أو هي ليست قادرة علناً على الأقل، على مواجهة هذه الموجة. لا ترغب بالتأكيد في ضرب مراكز القوى التي تعتمد عليها في إدارة العراق. لكنها من جهة أخرى لا يمكنها الوقوف في وجه ما تراه غالبية الشيعة ومرجعيتهم في النجف مصلحة وطنية في إعادة تصويب النظام وإسقاط صيغته السابقة، فضلاً عن أن ثمة صراعاً سياسياً داخل الجمهورية الإسلامية على وقع تداعيات الاتفاق النووي وكثير من القضايا الإقليمية. ولا شك في أن أطرافاً في طهران ترغب في رؤية عراق مستقر ما دام أن كلمتها تظل مسموعة لدى مختلف القوى الشيعية ولا خوف تالياً على مصالحها في هذا البلد. كما أن ظروف مواجهة «داعش» والحركات الجهادية تعزز هذه الرغبة. وسبق لها أن تخلت عن المالكي اقتناعاً أو استجابة للضغوط. ولا مصلحة لها في بقاء جارها كرة ملتهبة بين يديها. هل ينجح «ربيع» العراق في تفادي المنزلقات التي انتهى إليها الربيع في ربوع عربية أخرى؟ العراقيون أمام مفترق مصيري. أثبت نظام المحاصصة أنه الوجه الآخر لتسلط فئة أو مكون على شركائه في الوطن استقواءً بغلبة الديموغرافيا أو بغلبة السلاح. هذه حال لبنان وحال العراق اليوم، وحتى اليمن إلى ما قبل «عاصفة الحزم». إسقاط المحاصصة إسقاط لحروب أهلية لا نهاية لها إلا بالتقسيم. أن يرى رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال رايموند أوديرنو تقسيم العراق حلاً لإنهاء الصراع بين الشيعة والسنّة ليس دعوة جديدة. هذا المشروع تداولته وما زالت دوائر أميركية وغربية كثيرة. نادى به من زمن وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسينجر. وقد لا يكفي العراقيين إسقاط النظام القائم منذ 2003. يجب رفع الأيدي الخارجية التي تتصارع في الإقليم ويسعى بعضها إلى حشد القوى لمحاربة «دولة الخلافة». فلا يكفي هؤلاء أن يلقوا المسؤولية على أهل العراق وأهل سورية بدعوتهم إلى توحيد صفوفهم لمواجهة الإرهاب. مواجهة هذا الوحش تبدأ برفع أيديهم مثلما تبدأ بالسعي إلى الدولة المدنية وترسيخ مبدأ المواطنة بدل المذهب والعرق. أليس لأهل السنّة مصلحة في دفن المحاصصة وإزاحة «داعش» وضرب «دويلات الإرهاب»؟ أليس للكرد مثلما لشركائهم في الوطن مصلحة مماثلة، ومصلحة إضافية في الخروج من وطأة الصراعات الإقليمية على إقليمهم؟ هل يفرض العراقيون إرادتهم وينجح «ربيعهم» في السباق مع المتضررين في الداخل والخارج من أصحاب مشاريع التقسيم والحروب الأهلية؟

 

قصة إيران والثوب والخيّاط

 داود الشريان/الحياة/17 آب/15

إيران تريد حواراً مع دول الخليج. كان هذا عنوان الخبر الذي نشرته «الحياة» أول من أمس، وتضمّن تصريحات منسوبة إلى معاون وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان. وهو قال إن طهران «اقترحت إجراء محادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي في شأن كل القضايا المطروحة» لوضع «أسس جديدة للعلاقات العربية - الإيرانية بما يضمن إعادة الأمن والهدوء إلى المنطقة». وطالب السعودية بأن تتخذ «خطوات ديبلوماسية لاستغلال الأجواء المتوافرة من أجل خدمة مصالح البلدين». عبداللهيان لم يحدّد هل الحوار مع منظمة «مجلس التعاون» أم مع دوله. وأشك في أن تقيم إيران حواراً مع المجلس لأنها لا تعترف به، فضلاً عن أنها رفضت الحوار حول الجزر الإماراتية المحتلة مع وفد يمثل المجلس، وطلبت ان يكون مع دول فيه، وعلى رغم ذلك وافق بعضهم على الطلب، وتلك أزمة «مجلس التعاون». إيران تتعامل مع دول الخليج استناداً الى الآية الكريمة «تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى». في حوار مع جريدة «الشرق الأوسط»، قال وزير خارجية قطر، خالد العطية: «وفق علمي، السعودية حاولت أكثر من مرة الدعوة إلى الحوار، لكن الطرف الإيراني سعى إلى تجنُّب أن يوضع على الأجندة الملف الأمني. هذا ما فهمته. ولكن إذا صفت النيات، يمكن أن نصل إلى نتيجة». في الحديث النبوي «إنما الأعمال بالنيات»، والمثل الشعبي يقول «النية مطية»، والمطلوب من إيران أن تحدد وجهة مطيتها، وإن فعلت فالسعودية ستكون مستعدة للذهاب الى ما هو أبعد من الحوار، وتطوير علاقات حسن الجوار، وهي فعلت سابقاً. طهران تريد الحَور وتسميه الحوار، والحَور هو الرجوع، والنقصان بعد الزيادة، بتقرير من آيات القرآن الكريم، وفي الحديث «نعوذ بالله من الحَور بَعد الكَور»، بمعنى فساد الأمر بعد صلاحه. إيران تريد من الحوار التسليم لسياستها، وهذه ليست غاية الحوار الذي يُفترض أن يقوم على أساس الندّية ونزع الخلاف. دعوات إيران إلى الحوار تذكّرنا بقصة أحد السلاطين مع خيّاط. تقول القصة إن أحد السلاطين احتال عليه خيّاط، وأقنعه بأنه سيصنع له ثوباً عظيماً، لا يراه سوى الحكماء من الناس. اقتنع السلطان بفكرة الخيّاط المحتال ومهارته، وخرج على وزرائه عارياً تماماً، وقال لهم: «انظروا، ما رأيكم في هذا الثوب السحري الذي لا يراه سوى الحكماء»؟ بعض الوزراء خاف من غضبه، فقال: «هذا ثوب مدهش يا مولاي». كان هناك شاب في القاعة، قال: «أين الثوب الذي تتحدثون عنه. إنني أرى السلطان عارياً». حاول الوزراء إسكات الشاب الصادق بأي طريقة، وهدّدوه، لكنه استمر يردّد: «إنني أرى السلطان عارياً»، فأخرجوه من المكان. سياسة إيران تلبس ثوب الخياط الذي لا يراه إلا «الحكماء». والسعودية لم تصدّق قصة الثوب والخياط. وهي تتعامل مع دعوات طهران إلى الحوار على أنها كلام لا يستره أساس ولا مضمون.

 

النمل الأبيض

غسان شربل/الحياة/17 آب/15

أنا العربي الجديد. أقسم أنني تغيرت. تنازلت وتعلمت. لا أشبه أبداً ذلك العربي السابق. المغرور والمتطلب والمتعجرف. العربي الذي كان يصدّق الأكاذيب ويتعاطى الأوهام. لم أعد أتحدث مطلقاً عن حق هذه الأمة في مكان لائق تحت الشمس. لم أعد أحلم لا من قريب ولا من بعيد بالوحدة العربية. لم أعد أطالب بأن يكون للعرب دور رائد في الإقليم. علمتني التجارب أن كل هذا الكلام كان كلاماً ومكلفاً. أنا العربي الجديد. لا أتحدث مطلقاً عن حقوق المواطن. وحقه في الشراكة. والرقابة. ولا عن حقوق الإنسان. واحترام الدستور. والمواثيق الدولية. والحريات الأساسية. ومعاملة السجناء. والقضاء المستقل. والفصل بين السلطات. ومكافحة الفاسدين. أنا لا أطالب أبداً أن يقوم الجيش الوطني بشطب العدو من الخريطة كما وعدنا. ولا أن يهدر كل يوم ليذكرنا بأنه يذود عن الحياض. وأن يصمّ آذاننا بالأناشيد الوطنية التي تمتدح القوات المسلحة والقائد الملهم. أنا مواطن قنوع وخنوع لا أريد من الجيش أكثر من أن ينساني. أي أن لا يسكب حممه على أجساد مواطنيه وأن لا يحول أحياءهم مستودعات لعظام أبنائهم. أنا العربي الجديد. لا أطالب بتعليم يستحق التسمية. ولا بجامعة عصرية. ولا بخطة تنمية. ولا بفرص عمل. أطالب فقط بقطرة ماء كي لا أموت من العطش. وقطرة كهرباء كي لا أموت من الظلم والظلام. وكسرة خبز كي لا أتوارى من الجوع. أطالب فقط بهدنة. كي أحصي كم بقي من أطفالي. كي أرفع ركام ما كنت أسميه بيتي. كي أعثر على قبر في ما كنت أزعم أنه وطني. ما هذا الانحدار. ما هذا الانتحار. كان على رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي أن يخاطب مواطنيه في ذكرى الاستقلال. بدا الرجل محرجاً. صحيح أن بلاده لا تتعرض لتهديد وجودي. وخريطتها ليست مهددة بالتآكل. وجيشها ليس غارقاً في زحمة المليشيات. و»داعش» لا يتمدد على جزء من أراضيها. والحرب الأهلية لا تلتهم مدنها وقراها. لكن الصحيح أيضاً هو أن مواطنيه يريدون نتائج ملموسة. يريدون منه أن ينفذ ما وعد به قبل عام لجهة مكافحة الفساد. لم توجّه إلى حكومة مودي اتهامات باختلاس المال العام. لكن اتهامات طاولت بعض مساعديه وتحدثت عن فوائد غير شرعية حققوها بفعل مناصبهم. جدد مودي تأكيده أن «الأمة ستتخلص من الفساد... وعلينا أن نبدأ من القمة». وزاد أن «الفساد يشبه النمل الأبيض ينتشر ببطء ويصل إلى أي مكان ولكن يمكن القضاء عليه بواسطة حقنة تعطى في الوقت المناسب». حدّد مودي مهلة ألف يوم لمد شبكة الكهرباء إلى كل القرى وقال: «بعد سنوات من الاستقلال لا تزال 18500 قرية بلا كهرباء». وجدد رئيس الوزراء عزمه على مكافحة الفقر بلا هوادة محذراً في الوقت نفسه من النتائج الكارثية لـ «سم التعصب». أنا العربي الجديد. أشعر بحسد فظيع وقاتل. أعرف أن أمواج النمل الأبيض كانت أشد فتكاً في بلداننا من أمواج الجراد. يكفي الاستماع إلى ما يقوله العراقيون أنفسهم. يتحدثون عن هدر تريليون دولار. يتحدثون عن البلايين التي ضاعت في مرحلة ما بعد صدام حسين. يكفي النظر إلى ما يجري في ليبيا. وفي سورية. وفي لبنان حيث يخطئ من يسيء تقدير دور النمل الأبيض. أنا العربي الجديد أحسد الهندي على أوضاعه. أحسده على رئيس وزرائه وإن كان متهماً بالتعصب. أنا العربي الجديد وقعت ضحية النمل الأبيض والأسود معاً. النمل الأسود الحامل سمّ التعصب وكهوف الماضي. أكل النمل الخريطة والمؤسسات. أكل الخبز وسرق الكهرباء. أكل الأطفال والزرع. ما هذا الانحدار. ما هذا الانتحار.

 

في انتظار حل «عقدة» الأسد وبدء «ورشة» الإعمار

 محمد برهومة/الحياة/17 آب/15

يدلّ الحراك الإقليمي والدولي حول سورية في الأشهر الأخيرة على توجه واستعداد الأطراف المنخرطة في هذا الحراك نحو القبول بمقاربات سياسية طرأ عليها تطور نوعي، يعكس، في الواقع، الاختلاف والتغير الذي أصاب البيئة الجيو ـ سياسية في الإقليم، خصوصاً بعد المعطى الاستراتيجي المهم المتمثل في تسوية الملف النووي الإيراني. طهران، مهما كابرت، لن تستفيد اقتصادياً من تسوية ملفها النووي ببقاء الصراع محتدماً في سورية واليمن والعراق. كانت إدارة أوباما تخشى قبل هذه التسوية من أي مقاربات سياسية في الإقليم وملفاته المتشابكة قد تفسد تلك التسوية أو تؤثر فيها سلباً. اليوم تكاد واشنطن تتحرر نسبياً من هذه العقدة، من دون أن يعني ذلك أنّ ثمة مواقف انقلابية أو دراماتيكية، بخاصة في الملف السوري. يساعد واشنطن على الظهور بهذه الصــــورة أنّ روسيا وإيران أصبحتا اليوم، أكثر قناعة، بأنه من الصعب الإبقاء علــــى الدرجــة نفسها من الدعم اللامحدود للنظــــام السوري، فالتغيرات على الأرض، وفـــــي المزاج الإقليمي والدولــــي، والاستنزاف المالي دفعهما لأنْ يكون الهدف اليوم التمـــسك بالرئيس بشار الأسد، والرياض وأنقرة والدوحة، لديهم اليوم المزيد مــن المسوغات والأسباب للتحدي وعـــدم التراجـــع عن دعم المعارضة السورية والسعي لإسقاط الأسد. وحتى بعد زيارة عادل الجبير لموسكو، ومن قبلها لقاء المسؤولين السعوديين بعلي مملوك في جــدة، قيل إنه رسالة موجهة الى موسكو عن أنّ المرونة والبراغماتية متوافرتان لدى السعودية، فإن الرياض مصرّة على عدم التـــنازل عن مسألة «لا مكان للأســـد في مستقـــبل سورية وأنه جزء مـــن المشكلة وليس الحل». الرياض ماضية بالتفاهم مع أنقرة والدوحة في استكمال التغييـــر في سورية، والجديد اليوم، الذي تتقارب فيه الرياض مع موسكو، هو الاعتـــراف بأهمية المحافظة على مؤسسات الدولة السورية بما فيها الجيش، إلى جانب الاعتراف بأولوية محاربة «داعش»، وهما أولويتان تقربان أيضاً بين موسكو وواشنطـن، وقد تؤسسان لتسويات جزئية وهدنة إنسانية هنا وهناك، وما حدث في الزبداني مثال قد يتكرر مع بعض التعديل.

قبل شهور كانت توصف العلاقات السعودية ـ الروسية (ومنذ أحداث «الربيع العربي») بالجمود والفتور. هذا الوصف لم يعد صالحاً اليوم، وكلا الطرفين لا يريدانه. هذا انزياح مهم، تكشف عنه أهمية المقارنة بين ردّ الأمير الراحل سعود الفيصل على المبادرة الروسية في القمة العربية الأخيرة في القاهرة، وتمني الجبير لدى لقائه الأخير بلافروف أن تحدث موسكو مزيداً من التحول في مواقفها من الأسد، ورغبة موسكو، في المقابل، في أن تغيّر الرياض موقفها من موضوع بقاء الأسد، وتسعى الى أنْ يكون هناك حوار بينه وبين المعارضة يفضي إلى مرحلة انتقالية قد تصل إلى خمس سنوات كما يريد الكرملين. السعودية وروسيا تتفقان على مرجعية «جنيف 1» وتختلفان حول بقاء الأسد ضمن النظام الانتقالي المقبل، وحتى الأطراف الأوروبية والأميركية ـ التي تؤيد الفترة الانتقالية ولا تصرّ على إبعاد الأسد ـ تختلف مع موسكو على المدة ولا تريدها أن تطول لخمس سنوات. الدخول في التفاصيل يعني الرغبة في التسويات والحلول والتهدئة، والسؤال عما إذا كانت جزئية أم شاملة. العقدة في بقاء الأسد، لكنّ ذلك لن يمنع من احتمال قيام خطوات تهدئة وهدنة وتسويات جزئية هنا وهناك، وسيصيب البعض التناقض والارتباك حين يرون هذه التهدئة الجزئية تتزامن مع تصعيد في الميدان، لأن جميع الأطراف تعي أن التسوية الشاملة مربوطة بمصير الأسد، وأن اي حراك ديبلوماسي سيبقى قاصراً ما دام يتجنب هذه المسألة ويؤجلها. الحراك الإقليمي والدولي حول سورية يهدف أيضاً إلى تقوية المعارضة الوطنية المعتدلة، وهي ما زالت ضعيفة. غالبية الأطراف، وليس جميعها، لا تريد أن يخلف الأسدَ «داعش» و «النصرة» و «أحرار الشام»؛ حتى لو استمر الصراع لفترة أطول، على رغم إشكالية أن إطالة الصراع هي في الواقع تغذية لكل نزعات التطرف والعنف والفوضى. لذلك ينبغي التفكير بآليات أكثر ذكاء ونجاعة لحل هذا التناقض. الإقدام على هذا التفكير يعني توجهاً نحو التسوية الشاملة والحلول التوافقية، والتحدي الأكبر الذي يواجه جميع الأطراف هو: كيف تكون السنوات العشر المقبلة في المنطقة «ورشة» لإعادة إعمار البلدان التي دمرتها الصراعات بدلاً من أن تكون هذه السنوات العشر امتداداً للحروب الأهلية والفوضى والضياع الشامل؟

 

الاتفاق النووي.. سلبياته وإيجابياته

هيرالد براون/وزير الدفاع الأميركي (1977 – 1981)

الشرق الأوسط/17 آب/15

من واقع خبرتي السابقة وزيرًا للدفاع أثناء أزمة الرهائن الأميركيين في إيران، أستطيع أن أقول إن إيران قد تحاول الالتفاف على الاتفاق النووي. ومما يعزز من موقفي الاحترازي تجاه إيران مشاركتي في مفاوضات التسليح النووي مع الاتحاد السوفياتي، بدءا من عام 1958 حتى الجولة الثانية من مفاوضات الحد من التسلح التي جرت على صفيح ساخن أثناء الحرب الباردة. بيد أن الولايات المتحدة بوسعها فقط قبول أو رفض الاتفاق، ولذلك اسمحوا لي أن أناقش الحد الأدنى من سلبيات الاتفاق وإيجابياته، رغم أن التقدم في البرنامج النووي قد عُلق خلال فترة المفاوضات، إلا أنه لم يتبقَّ لإيران سوى عامين كي تكون قادرة على إنتاج السلاح النووي، وهذا الأمر في حد ذاته يعد مشكلة تتطلب الانتباه الفوري، إذ إن امتلاك إيران للسلاح النووي سوف يغري باقي القوى الإقليمية على السير على نفس النهج، وسوف تشتعل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط والخليج. وبكل تأكيد، فقد شجع هذا الأمر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين على تبني موقف موحد، ويعتبر هذا من المرات النادرة التي تتفق فيها تلك الدول على موقف موحد. ويشير المؤيدون للاتفاق إلى أن هناك بنودًا تضمن التزام إيران بالاتفاق، في حين يشير معارضو الاتفاق إلى مخاوف أخرى، منها برنامج إيران للصواريخ الباليستية، ناهيك بدعمها للإرهاب، وتهديداتها وتصريحاتها ضد وجود إسرائيل. رغم صحة تلك الملاحظات، فإنه ليست هناك صلة بينها وبين المهمة العاجلة التي تتمثل في محاولة منع إيران من امتلاك سلاح نووي بحلول عام 2017. الوضع الآن هو كالتالي: إما أن تلتزم الولايات المتحدة بالاتفاق الذي اعتمدته كل الأطراف المشاركة أو يرفض الكونغرس التزام الولايات المتحدة بالاتفاق. وفي حال وافقت الولايات المتحدة وإيران على الاتفاق، فسوف يتوجب على إيران تخفيف أو تصدير مخزونها من اليورانيوم المخصب بالفعل حتى لا يكون بحوزتها مخزون كافٍ لإنتاج سلاح نووي. سوف يعمل ذلك على إعادة قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي نحو 10 – 15 عامًا إلى الخلف. حتى في حال قررت إيران التنصل من الاتفاق، فسوف تتأخر إيران عامًا كاملاً عن إنتاج سلاح نووي، مع الوضع في الاعتبار أن إيران الآن لم يتبقَّ لها سوى شهور معدودة حتى تتمكن من الحصول على يورانيوم عالي التخصيب يكفي لإنتاج سلاح نووي.

كيف لنا أن نتحقق من تلك الحدود؟ بالمقارنة مع اتفاقات سابقة مع الخصم الذي شكل تهديدًا أكبر، الاتحاد السوفياتي السابق، فإن بنود المراقبة تضمن تدخلاً وقوة أكبر. وتعتبر فرص التحقق من خروقات إيران التي تقلص من فرص إنتاج سلاح نووي لأقل من عام واحد جيدة جدًا. الأكثر من هذا أن الاتفاق يشتمل على بنود تتيح العودة لفرض العقوبات الاقتصادية مجددًا في حال أخلّت إيران بالاتفاق. سوف يكون التفتيش الصارم والتعاون مع هيئة الطاقة الذرية أمرًا حيويًا.

هل يخفف الاتفاق الضغط على إيران بعد السماح لها بالتصرف في أصولها البنكية التي تقدر بالمليارات؟ نعم، إذ إن تلك هي طبيعة الاتفاق التي تجعل الخصوم يتخلون عن بعض الأهداف. كان بمقدورنا أن نصوغ اتفاقا أفضل، لكن إيران كانت سوف ترفض التوقيع على الوثيقة. في حال منع الكونغرس الولايات المتحدة من الالتزام بالاتفاق، فسوف تسير إيران بكامل قوتها في برنامجها النووي. غير أن معارضي الاتفاق يحذرون من أن الاتفاقية تسمح لإيران بإنتاج سلاح نووي في غضون عامين، وذلك بعد 10 – 15 عاما من الآن. وبناء عليه، لماذا يبدو قبول ذلك الخطر المحدق الآن أمرًا أكثر إزعاجًا من قبول خطر يتهددنا بعد عشر سنوات؟ هل هناك طريقة أخرى لتأخير إنتاج إيران لسلاح نووي؟ حتى من يتوقون للحرب لا يقترحون الغزو، وحتى هجوم بواسطة القوات الخاصة، حسب يقيني التام، سوف يرتهن بالحظ بسبب تشتت مواقع التخصيب الإيرانية، وتظل الضربة الجوية الوقائية ضد المواقع النووية خيارًا وكارثيًا. سوف تهلل بعض الحكومات العربية للضربة على استحياء، لكنها لن تنضم إلينا، وسوف تصب شعوبها غضبها على الولايات المتحدة رغم بغضهم الشديد لإيران. في أحسن الأحوال، سوف تتسبب الضربة في تراجع البرنامج النووي الإيراني عامين إلى الخلف فقط، وسوف تعمل إيران على إعادة بناء موقع يصعب تحطيمه بالقوة العسكرية التقليدية، وسوف نترك إيران بسلاح نووي ورغبة أكبر في الانتقام. لن تتحمل روسيا والصين العقوبات الاقتصادية، وسوف تضعف كذلك العقوبات المفروضة من قبل دول أخرى. مع وضع كل تلك الأمور في الاعتبار فإن الحاجة إلى اعتماد الاتفاقية أمر لا يحتاج إلى ذكاء.

وزير الدفاع الأميركي (1977 – 1981)* خدمة «واشنطن بوست»

 

آراء قد تضيء الطريق لأوباما في شأن الاتفاق الإيراني

نيكولاس كريستوف//الشرق الأوسط/17 آب/15

سوف يكون الأمر كارثيًا لنفوذ الولايات المتحدة في العالم لو أجهز الكونغرس على الاتفاق النووي مع إيران. ربما لأن المخاطر عالية، فقد أصبح الجدل مؤذيًا إلى حد بعيد، حيث يوجه النقاد اتهامات سخيفة للرئيس باراك أوباما بالتقرب من الجماعات المعادية للسامية، في حين يرى أوباما أن بعض الخصوم كانوا «مثيرين للمخاوف»، و«جهلاء»، «يشاطرون» الإيرانيين هتافهم «الموت لأميركا». يأتي حديث أوباما بمردود عكسي، حيث أبلغني السيناتور الجمهوري السابق عن ولاية تكساس، كاي بيلي هتشسون، أنه «فيما يخص هذه النقطة، فقد جعل الرئيس من المستحيل للجمهوريين التصويت في صالح الاتفاق». يطالب الغالبية العظمى من الناخبين الكونغرس بالتصويت ضد الاتفاق، ومع تحدي السيناتور تشانك شومر للبيت الأبيض بمعارضته للاتفاق، تبدو معارضة الاتفاق وقد شملت كلا الحزبين، على عكس حجم المؤيدين. يبدو الأمر تراجيديًا، حيث إن الإجهاز على الاتفاق سوف يغضب الكثير من المؤيدين، ويعزل الولايات المتحدة أكثر مما يعزل إيران، وفى النهاية سوف يزيد من خطر استحواذ آيات الله على السلاح النووي. لن يتسبب إجهاز الكونغرس على الاتفاق النووي الإيراني في تراجع قيادة الولايات المتحدة للعالم فحسب، بل سيزيد كذلك من خطر إنتاج إيران للقنبلة النووية.

شرحت بالفعل أسباب مساندتي القوية للاتفاق، وأدعو الرئيس أوباما للشروع في تسويق الاتفاق بالتركيز على ثلاث نقاط:

أولاً: بالتأكيد على أن الاتفاق ليس كاملاً، إلا أنه أفضل السبل لتحقيق هدف نسعى جميعًا بحماس لتحقيقه؛ والهدف هو منع إيران من إنتاج سلاح نووي.

تأييد الغالبية العظمى من الخبراء العسكريين الاتفاق قد يقبله البعض بحماس وقد يقبله آخرون على مضض. هم يدركون ما شاب الاتفاق من نواقص، لكن إجمالاً وفي ضوء الخطاب المفتوح الذي أرسله 29 من كبار العلماء النوويين وخبراء السلاح الأميركيين للرئيس أوباما الأسبوع الماضي جاءت آراؤهم كالتالي: «تضمنت الاتفاقية قيودًا أكثر صرامة من أي اتفاق حظر انتشار نووي تفاوضنا بشأنه في السابق». وبنفس المعني، أفاد نحو 30 من كبار جنرالات الجيش الأميركي المتقاعدين في خطاب مشترك بأن «الاتفاق يعد الأداة الأكثر تأثيرًا الآن لمنع إيران من حيازة سلاح نووي». قد تحتاج إيران لفترة تتراوح ما بين عدة شهور وسنة كي تنتج قنبلة نووية، ورغم أن الاتفاق لم يحل المشكلة القائمة فإنه قد يمد الأجل لخمسة عشر عامًا قادمة. نعم بالتأكيد سوف يكون من الأفضل لو أن إيران تخلت تمامًا عن تخصيب اليورانيوم، لكن أليس من الأفضل أن تتخلى إيران عن 98 في المائة من مخزونها من اليورانيوم من ألا تتخلى عن أي شيء؟

الجميع يعرف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض الاتفاق، لكن ليس الجميع يعرف أن غيره من الإسرائيليين من ذوي الخبرة العسكرية الأكبر يؤيدون الاتفاق. ويصف عامي عايلون، الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك)، الاتفاق بأنه «أفضل بديل ممكن»، في حين يتساءل أفرام هيفلي، الرئيس السابق للموساد: «ما الغرض من إلغاء اتفاق يبعد إيران عن إنتاج القنبلة؟».

ثانيًا: صحيح أن إيران قد تحاول الخداع، إلا أنه من السهل الإيقاع بها وإيقاف الخداع عن طريق الاتفاقية، وذلك أفضل من عدم وجود اتفاق من الأساس.

يشير النقاد أحيانًا إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون توصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية حول الأسلحة النووية عام 1994 فقط كي يرى كوريا الشمالية تحاول الخداع. الدرس الذي خرجوا به هو أنه لا فائدة من التفاوض مع الأنظمة المارقة غير الجديرة بالثقة. قمت بتغطية أخبار كوريا الشمالية منذ كنت مراسلاً صغيرًا في آسيا في ثمانينات القرن الماضي، والدرس الذي خرجت به كان أقرب للعكس، فقد خُرقت اتفاقية 1994 بالفعل بعدما أخلت كوريا الشمالية ببنودها. لكن رغم ذلك، في خلال السنوات الثمانية التي وضعت فيها الاتفاقية موضع التنفيذ، كان إنتاج كوريا الشمالية من السلاح النووي صفرًا، حسب تقديرات استخباراتية أميركية.

وبعد انهيار الاتفاق عام 2002، عادت إدارة الرئيس بوش إلى سياسة المواجهة، ووقتها ربما قامت كوريا الشمالية بإنتاج تسعة أنواع من السلاح النووي.

ثالثًا: إذا اتجهت كل الأمور جنوبًا، وإذا تحايلت إيران علينا ودخلت بعد 15 عامًا في سباق لإنتاج السلاح، سنحتفظ وقتها بحقنا في توجيه ضربة عسكرية.

وعند توجيه سؤال في هذا الخصوص لديفيد باتريوس، الجنرال المتقاعد والرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه»، أجاب: «أعتقد بقوة أن الخيار العسكري سوف يظل مطروحًا لو سعت إيران إلى خرق الاتفاق وبناء منشأة نووية بعد انتهاء أمد التفتيش عند نهاية سريان الاتفاقية بعد 15 عامًا».

بالنسبة لي، تبدو الاتفاقية أمرًا سيئًا ومليئًا بالتصدعات، إلا أنها أفضل بديل. يصدمني انتقاد الاتفاق الذي يبدو منطقيًا، غير أن البديل الذي يقترحه النقاد يبدو غير منطقي ومشوشًا، وبناء عليه يجب على الرئيس أوباما أن يضغط على زر إعادة البدء (ريستارت). عليه أن يدرك أن الصفقة يشوبها عيوب، لكن عليه أيضًا أن يشدد على أهمية ألا يتم فقط التصديق على بنودها في استفتاء شعبي، لكن أيضًا كخيار إما بنعم أو لا.

بمقدور أوباما كذلك أن يخطو في سبيل تهدئة مخاوف المشككين. يمكننا كذلك تمويل هيئة الطاقة الذرية كي تفعّل من عمليات المراقبة، وبمقدورنا التحدث بصوت أعلى لحماية حقوق الإنسان في إيران ولمواجهة التطفل الإيراني في المنطقة، خاصة في سوريا.

وأبلغني الجنرال برينت سكوكروفت، الذي يعد بمثابة الأب الروحي للخبراء الأمنيين بالحزب الجمهوري، أنه يدعم الاتفاق الإيراني جزئيًا لأنه يعكس قيادة الولايات المتحدة لأمر حيوي يهم العالم كله. أوافق على الاتفاقية، وإذا أجهز الكونغرس عليها فلن يساهم في تراجع قيادة الولايات المتحدة فحسب، بل أيضًا سوف يزيد من مخاطر إنتاج إيران للقنبلة النووية.

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

حل سياسيّ.. من دون طيران آل الأسد

وسام سعادة/المستقبل/17 آب/15

تأتي مجزرة نظام آل الأسد الجديدة ضد أبناء دوما لتذكّرنا بما هو «ممر الزامي» لكل حل سياسيّ ولكل انفراج في الشرق الأوسط: وجوب نزع أو تعطيل امكانية استخدام سلاح الجو من يد بشّار الأسد بأي شكل كان، وليس فقط ترسيم مناطق حظر جوي هنا أو هناك.

وقد يقول قائل ان هذا لم يعد مطروحاً في أروقة التباطؤ في صنع القرار في عالم اليوم. ان يكون مطروحاً فيها او غير مطروح فهذا لا يبدّل قيد أنملة، وبمحاكاة لنظرية السيد حسن نصر الله، عن «ميشال عون كممرّ الزامي» يمكننا، فيما يعني سوريا، الادعاء بأن أي مدخل لحل سياسي فيها وطيران آل الأسد لا يزال يحصد الناس هكذا هو مدخل مسدود، موصود، مستحيل عملياً، هذا قبل الغوص في استحالته الاخلاقية او ما شاكل. بالتالي، كل من يخبرك عن حل سياسي لا يكون نزع سلاح الطيران فيه بالتحديد، من يد نظام ال الأسد، مدخلاً أساسياً، هو بمثابة ثرثرة ورياء. اكثر من ذلك: مقولة من قبيل «حل سياسي من دون طيران بشار الاسد» اهم عسكرياً وسياسياً واهلياً وانسانياً من مقولة «حل سياسي من دون بشار الاسد». وقد لا يكون مناسباً تحميل وزر كل تناقضات الكارثة السورية لادارة باراك اوباما وحدها، لكن ما لا شك فيه ان هذه الادارة ارتكبت خطأ فظيعاً عندما سمحت لسلاح الطيران السوري بالمشاركة في قمع الثورة السورية ثم في مجالات الحرب الأهلية السورية، ويوم استظلت بالقصف الكيماوي البشاري على الغوطة لاقتراف القسمة البائسة بين سلاح كيماوي تفكك ترسانته وبين سلاح طيران براميلي يحلّل أمره ويباح، ليؤمّن به النظام الأسدي باحتكاره هذا الجانب، وتفوقه في سلاح المدفعية، سببين اساسيين لاستمراره كنظام احتضار دموي مزمن، بالاضافة طبعاً الى معادلات القاعدة الاجتماعية، الطائفية وغير الطائفية، للنظام، وفشل الثورة السورية في تحويل اللون الاكثري العربي السني الى محور تأطيري توليدي توحيدي لحركة تحرر وطني سوري تعددية جامعة، وشطط الايديولوجيا القتالية الاسلاموية عندما تخوض ما يفترض انه حرب غوار. فالخيار لم يكن سلمية او عنفية بعد تمادي العنف النظامي، وانما بين حرب غوار بايديولوجيا قتالية تتحصن في المدن فتكون النتيجة ما هي عليه في حلب مثلاً، من تدمير وتقسيم ومن ترهّل للجسم الثوري استفادت منه الحيويات الجهادية، وبين حرب غوار تعتمد الذاكرة الكفاحية الناجحة للقرن السابق، وفي مقدمتها مبدأ تقطيع اوصال العدو، وقطع طرق امداداته، وحصار المدن التي يسيطر عليها، وتركه يواجه ازمة تموين هذه المدن مع سكانها، بدل ان تكون الحال بالمقلوب: اي نظام اختزل الى حد كبير الى خطوط امداده ومواصلاته لكنه لا يزال يستند الى شبكة عريضة منها رغم انحسار رقعة سيطرته الجغرافية بشكل عام.

لا يمكن ابعاد السياسة عن التداول في امر اي نزاع اهلي ودموي في العالم، خصوصا اذا ما طال كثيرا، كحال الحرب السورية. والمكابرة على السياسة التي يفتعلها بعض المزايدين هنا وهناك لا تخدم قضية تحرر سوريا من هذا النظام واعادة التقاطها عناصر القوة وتجديد الحياة. في الوقت نفسه، فان كل حديث عن حل سياسي لا يربط ربطاً عضوياً، مباشراً، لازماً، تاماً، بنزع سلاح الطيران من يد بشار الاسد، يقوّض هامش السياسة، مثلما ان بقاء طيران ال الاسد في واجهة الاحداث التدميرية يدخل الزغل الى مشهد الطائرات المهاجمات ضد مواقع «الدولة الاسلامية»، ويعطل فاعلية الحرب اللابرية ضدها.

 

مشروع العبادي .. ترقيع لمشروع المالكي

خيرالله خيرالله/المستقبل/17 آب/15

تبدو مجموعة الإجراءات التي اتخذها مجلس الوزراء العراقي برئاسة الدكتور حيدر العبادي أقرب إلى اعتراف بالعجز عن إمكان الغوص في عمق الأزمة التي يعاني منها البلد والمتمثّلة في المذهبية من جهة والسقوط تحت هيمنة إيران والميليشيات التابعة لها من جهة أخرى. ففي العراق، حلّت المذهبية بديلاً من الشعور بالانتماء إلى وطن يكون لجميع العراقيين. كلّ معالجة تبتعد عن هذا الواقع أقرب إلى معالجة مريض مصاب بداء السرطان بواسطة الأسبيرين.

شملت الإجراءات التي اتخذتها حكومة العبادي إلغاء منصب نائب رئيس الجمهورية الذي يشغله رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كذلك الدكتور أياد العلّاوي واسامة النجيفي. وقد تظاهر المالكي بقبول إلغاء منصبه في مناورة ذكيّة من جانبه تستهدف تنفيس الاحتقان الشعبي تجاه ممارساته كرئيس للوزراء طوال ثماني سنوات، لكنّه ما لبث أن اتخذ موقفاً معارضاً لما قرّرته الحكومة. يعرف المالكي أنّه مستهدف وأنّه يبدو مطلوباً تقديمه كبش فداء في ضوء التظاهرات التي تشهدها المدن العراقية، بما في ذلك بغداد والبصرة. هذه التظاهرات ليست سوى ردّ شعبي صادق على الحال التي وصل إليها العراق. تعبّر هذه الحال بوضوح عن إفلاس الدولة العراقية التي لم تستطع التعاطي مع التطورات التي توالت منذ سقوط النظام العائلي - البعثي لصدّام حسين في نيسان/ابريل 2003، يوم دخول القوات العراقية بغداد وحملها رؤوس الميليشيات الشيعية، التابعة لأحزاب مدعومة من إيران، إلى السلطة. ليس دفاعاً عن نوري المالكي. الرجل لا يمثّل سوى مرحلة كان لا بدّ من العراق أن يمرّ بها بعد الانسحاب العسكري الأميركي وتسليم البلد، مجدّداً، على صحن من فضّة الى إيران. كانت إيران منذ اللحظة الأولى شريكاً في الحرب الأميركية على العراق. انتظرت اللحظة المناسبة للانقضاض على البلد بعدما قرّر الأميركيون الانسحاب عسكرياً من البلد تنفيذاً للوعود التي قطعها باراك أوباما خلال حملته الانتخابية التي سبقت وصوله إلى البيت الأبيض في العام 2008.

لا يمكن توجيه أي لوم إلى نوري المالكي، على الرغم من أنّه متعصب مذهبياً ولا يؤمن سوى بالعراق الشيعي. حاول المالكي السير في نهج مستقلّ نسبياً، لكنّه ما لبث أن سقط كلّيا تحت التأثير الإيراني ونفوذ ايران ابتداء من العام 2010، تاريخ حصول انتخابات نيابية حلّت فيها لائحته في الموقع الثاني، خلف لائحة أيّاد علاوي المدعوم عربياً. من أجل أن يبقى رئيساً للوزراء استسلم المالكي لإيران في ظلّ تفاهم بين واشنطن وطهران مهّد لاحقاً للاتفاق النووي الذي أمكن التوصّل إليه حديثاً.

استطاعت إيران إخضاع المالكي الذي كان يريد البقاء في موقع رئيس الوزراء بأيّ ثمن كان. أصبح المالكي ابتداء من أواخر 2010، مجرّد رهينة لدى إيران. لم يعد يشبه سوى «حزب الله» في لبنان... أو بشّار الأسد في سوريا، أو عبدالملك الحوثي في اليمن.

صارت حكومته مجرّد تابع لإيران وأداة من أدواتها في المنطقة. هل في استطاعة حيدر العبادي، الذي يعلن رغبته في محاكمة الفساد، محاكمة ما كان في الواقع حكومة إيران في العراق؟

ليست المسألة مسألة فساد يعترض عليها العراقيون الذين نزلوا إلى الشارع ويريدون معرفة مصير عشرات مليارات الدولارات التي تبخّرت في السنوات القليلة الماضية والتي لم تستطع أن تأتي لهم بالكهرباء التي كانت متوافرة في عهد صدّام حسين. كانت الكهرباء متوافرة، إلى حدّ ما طبعاً، حتّى في ظل الحصار الدولي الذي تسبّب به صدّام نفسه الذي لم يدرك يوماً معنى التعاطي مع موازين القوى في المنطقة والعالم. تجاوز الوضع العراقي حيدر العبادي والإصلاحات التي أقدم عليها. لم تعد المسألة مسألة مرتبطة بما ارتكبه نوري المالكي الذي أغرق العراق في الفساد والطائفية والمذهبية ووفّر كلّ المطلوب منه إيرانياً لدعم النظام في سوريا. كان هذا الدعم من منطلق مذهبي ليس إلّا. لماذا لا يمكن الرهان على العبادي وعلى حملته على الفساد؟ الجواب أنّه لا يمكن في أي شكل الاتكال على رئيس للوزراء في العراق يعتبر أن مرجعيته الدينية فوق كلّ مرجعيّة أخرى. المنطق يقول إن مرجعية الحكومة العراقية هي مواد الدستور ومجلس النوّاب أوّلاً. منهما تستمد شرعيتها وليس من أي مكان آخر. من يلجأ إلى المرجعية الدينية ولا يستحي في ذلك، إنّما يريد تحويل العراق إلى جمهورية إسلامية أخرى تدار من النجف على غرار الجمهورية الإسلامية في إيران. يريد جعل العراقيين يترحّمون على عهد صدّام حسين. اليوم، هناك المرجع الأعلى آية الله السيستاني الذي تقدّم في العمر. غداً، سيكون المرجع نائب الولى الفقيه الذي عيّنه حديثاً «المرشد» الخامنئي ممثلاً له في النجف. هذا يعني في طبيعة الحال أن الجمهورية الإسلامية في العراق ستدار من خامنئي، أو من خليفته، لا أكثر ولا أقلّ. لا حاجة إلى إضاعة كثير من الوقت في جدل يتعلّق بما يستطيع أن يفعله حيدر العبادي المنتمي إلى حزب «الدعوة»، وهو حزب مذهبي، يشكّل نسخة شيعية عن الإخوان المسلمين لدى السنّة. في نهاية المطاف، هناك انهيار للدولة العراقية. أفضل تعبير عن هذا الانهيار أن يعتبر العبادي المرجعية الدينية مرجعيته. أين الدستور العراقي؟ أين مجلس النوّاب؟ الأخطر من ذلك كلّه أن الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي لا تتناول من قريب أو بعيد «الحشد الشعبي»، وهو مجموعة ميليشيات مذهبية تشكّل ألوية في «الحرس الثوري» الإيراني، حلّت مكان الجيش العراقي بحجة أنّها تشكّل دعماً له. ما موقف العبادي من «الحشد الشعبي» الذي يخدم «داعش» ولا دور له سوى تنفيذ عمليات تطهير عرقي في العراق؟ لا تزال تكريت شاهداً على ممارسات «الحشد الشعبي» التي تتلخّص بالانتقام من السنّة بحجة أن صدّام حسين كان سنّياً وأنّه من العوجة القريبة من تكريت. تجاوزت الأحداث حيدر العبادي وحكومته وإجراءاته. ليس لدى الرجل مشروع وطني للعراق. كلّ ما لديه مشروع لترقيع مشروع نوري المالكي. هذا المشروع الإيراني لا ينطلي على العراقيين الذين لا يبحثون عن الكهرباء ولا عن مصير عشرات مليارات الدولارات فحسب، بل يبحثون أيضاً عن مشروع وطني ينصف كلّ مواطن بغض النظر عن طائفته ومذهبه وقوميته، مشروع يعيد العراق إلى العراقيين لا أكثر ولا أقلّ...ولكن هل من أمل في انقاذ العراق في نهاية المطاف... أم فات أوان ذلك؟