المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august20.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا14/من12حتى15/إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ كل المساكين الذين لا قدرة لهم على أن يُكَافِئُونَكَ وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى02/من21حتى29/الكَذَّابُ هو الَّذي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيح؟ هذَا هُوَ المَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذي يُنْكِرُ الآبَ والٱبْن

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

رابط موقع المفكر والمؤرخ اللبناني الكبير جواد بولس/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رد الإعلامية اللبنانية السيادية اللاجئة في إسرائيل قسراً، جولي أبرعراج حول ما أثير مؤخرًا عن مقال يحمل توقيعها ويتضمن اعجاب وتهنئة شخصيات عسكرية إسرائيلية باللواء عباس إبراهيم

الياس بجاني/في موضوع الرد/في أسفل تقرير خيالي ووهمي هو نموذج لسفلة وسافلين في الكذب والنفاق والفبركات الفارغة/الرد يتناول كل التقارير التي جائت في هذا السياق

ما قبل توقيف الأسير ليس كما بعده... واللواء ابراهيم تحت المجهر

ابراهيم درويش/موقع لبانون فايلز

مقتل 4 اشخاص في كترمايا بسبب خلافات على ارث عائلي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 19/8/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 19 آب 2015

نصرالله: عون مرشح طبيعي وقوي وعبارة الممر الالزامي لا تؤخر ولا تغير ولا تمس من قوة هذا التبني وهذا الالتزام

مكتب وزير الداخلية : معظم ما نشر عن ملابسات ما بعد توقيف الاسير مغالطات غير دقيقة

صقر أحال الاسير وموقوفين الى مديرية المخابرات

14 اذار: الدستور هو من يؤمن الضمانات للطوائف أما الحقوق فتعود حصرا للمواطن

بري: لا يجوز استمرار سياسة ادارة الظهر ويجب الالتفات الى مصالح الناس

قهوجي استقبل السفير المصري والقادري وستريدا جعجع

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/الغياب العربي خيانة للإنسانية تجاه مأساة الشعب السوري التي لم نشهد مثيلاَ لها

نصر الله مستدركاً: عون مرشح قوي وسنبقى ندعمه والأزمات تحاصر اللبنانيين والحكومة أمام حائط مسدود

المخابرات تتسلم ملف الأسير ومداهمات تستهدف مناصريه

اشتباكات بين القوى الأمنية و"طُلعت ريحتكم" هتافات ضد الحكومة ودعوة إلى التظاهر الثلثاء

قضية التشيكيين ومرافقهم اللبناني تدخل شهرها الثاني معلومات عن مقايضة بعد اطمئنان وفد براغ إلى مصيرهم

جعجع: المرشح الفعلي لـ"حزب الله" هو غير عون وهو يترك ورقته الفعلية لحين التسوية

مصطفى علوش: ليس لدى المستقبل قدرة خارقة ليُشكّل مظلومية للمسيحيين

وهبي قاطيشا: نبحث و"التيار" في التشريع ولا تراجع عن الإنتخاب والجنسية

ميشال  معوض: المطلوب مركزية في القرار السيادي وليس خصخصته

النائب معين المرعبي  لـ”السياسة”: “حزب الله” يحتل البلد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

انطوان زهرا: قانونا الانتخاب واسترداد الجنسية يجب ان يكونا أولوية تشريع الضرورة ونطالب بتسوية تحفظ الحكومة

معلولي: لا خلاص للبنان الا بالعودة الى النظام الديموقراطي البرلماني

أمانة 14 آذار: الاعتداء على سفارة الامارات في صنعاء غير مبرر

جنبلاط : احتلال سفارة الامارات في صنعاء مخالف للاعراف والمواثيق المعمول بها

سليمان: كل يد امتدت على الجيش ستنال عقابها عاجلا أم اجلا

كاتشا وبارود وافرام في لقاء "لبنان الرسالة": خوف مشترك من شلل قاتل وانهيار مخيف

النجادة: تمسك حزب الله بعون مرشحا وحيدا يفشل كل الحلول المطروحة

الحجار: لا يمكن اخضاع البلد الى مزاج شخص واحد

دوفريج استبعد انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب

كيروز وجه سؤالا الى الحكومة عن أسباب عدم تنفيذ النصوص القانونية في قانون المخدرات والمؤثرات العقلية

فادي كرم: لماذا العرقلة في ملفي قانون الانتخاب واستعادة الجنسية؟.

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السناتور الديموقراطي روبرت ميننديز يرفض اتفاق إيران لكن الكفة لا تزال لصالح أوباما

لجنة خاصة لدرسه في مجلس الشورى بطهران

العربي الجديد: النفي الإسرائيلي لاتصالات التهدئة : ابتزاز "حماس" وتهدئة غضب عباس

وفاة 9 اشخاص في غرق زورق لتهريب فلسطينيين سوريين في المياه الاقليمية التركية

واشنطن نددت بتشديد قانون مكافحة الارهاب في مصر

اردوغان: تركيا تتقدم بسرعة في اتجاه انتخابات مبكرة

مقتل 8 جنود اتراك في هجوم لحزب العمال الكردستاني

فابيوس: اغتيال داعش للمدير العام السابق للآثار في تدمر عمل بربري

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجنرال عون وكيل الفتنة الطائفية من جديد/مهى عون/السياسة

التبسيط العوني واستغلال الشارع/إيلـي فــواز/لبنان الآن

لبنان في غرفة الانتظار/علي حماده /النهار

نصر الله شغَل حلفاءه قبل خصومه انتظار مُكلف لتسوية رئاسية واضحة المعالم/روزانا بومنصف/النهار

تنبيه إلى مخطَّط وراء عرقلة الانتخاب لافروف ناقش ظريف ولا نتيجة/خليل فليحان/النهار

الوقت لا يعمل لمصلحة استقرار لبنان والحل السليم لأزمة الرئاسة في احترام الدستور/اميل خوري/النهار

الممانعة المعذورة!/علي نون/المستقبل

مستقلو 14 آذار يرسمون خطة «انتفاضة السلام»/فاطمة حوحو/المستقبل

من هو «الداعشي» يا جنرال؟/علي رباح/المستقبل

مخاطر تمدّد الشلل تتهدّد الدستور/ربى كبّارة/المستقبل

أزمة النفايات انعكاس للاهتراء السياسي سلام لن يُطيل فترة التريّث/سابين عويس/النهار

لقاء جمع باسيل وآلان عون وكنعان وكرّس التوافق "الجنرال" مرتاح للتضامن ومرحلة جديدة في "التيار"/ألين فرح/النهار

ظاهرة ترامب/هشام ملحم/النهار

هل دونالد ترامب هو بوتين الأميركي؟/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

مفاوضات تركيا أكدت احتلال إيران لسوريا!/صالح القلاب/الشرق الأوسط

الإستحقاق الرئاسي بانتظار الفرج النووي/منير الربيع/المدن

توافق ثلاثي على مخرج التعيينات.. والكرة في ملعب عون/صبحي أمهز/المدن

"النهار" تتقشف بصرف 24 موظفاً.. فماذا عن التعويضات؟ والنقابة؟/نذير رضا/المدن

كيف سقطت ادعاءات الممانعة وكذبها بعد اعتقال «الأسير»/فايزة دياب/جنوبية

غضب عون من الـ«ممرّ الإلزامي».. فتراجع نصر الله مكرها/خاصّ جنوبية

لماذا تعتبر موافقة خامنئي الرسمية على الاتفاق النووي مهمة؟/مهدي خلجي/معهد واشنطن

سلاح الجو السوري خردة للفتك بالمدنيين فقط/مدونة كمال ريشا

نوري المالكي تحت مظلة الحماية الإيرانية المباشرة؟/داود البصري/السياسة

جامعة دول الشرق الأوسط/داود الشريان/الحياة

عراق وسورية ولبنان على طريق الزوال/حسان حيدر/الحياة

 لافروف - ظريف» نسخة محدثة بديلة من «سايكس - بيكو»؟/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

القوة العربية المشتركة والحاجة إلى نظام خدمة العلم/رغيد الصلح/الحياة

أبو سورية و أخوها/زهير قصيباتي/الحياة

أينما علا صوت الكرد علت حراب تركيا/عبدالباقي اليوسف/الحياة

إيران بعد اتفاقها النووي بعين «ربيع دمشق»/منير الخطيب/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا14/من12حتى15/إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ كل المساكين الذين لا قدرة لهم على أن يُكَافِئُونَكَ وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة. بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار». وَسَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله!».

 

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى02/من21حتى29/الكَذَّابُ هو الَّذي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيح؟ هذَا هُوَ المَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذي يُنْكِرُ الآبَ والٱبْن

"يا إِخوَتِي: أَكْتُبُ إِلَيْكُم، لا لأَنَّكُم تَجْهَلُونَ الحَقّ، بَلْ لأَنَّكُم تَعْرِفُونَهُ، ولأَنَّ كُلَّ كَذِبٍ لا يَكُونُ مِنَ الحَقّ. مَنْ هُوَ الكَذَّابُ إِلاَّ الَّذي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيح؟ هذَا هُوَ المَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذي يُنْكِرُ الآبَ والٱبْن. كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الٱبْنَ فَلَيْسَ لَهُ الآب، ومَنْ يَعْتَرِفُ بِٱلٱبْنِ فَلَهُ الآب. أَمَّا أَنْتُم، فَلْيَثْبُتْ فِيكُم مَا سَمِعْتُمُوهُ مُنْذُ البَدْء. فإِنْ يَثْبُتْ فِيكُم مَا سَمِعْتُمُوهُ مُنْذُ البَدْء، تَثْبُتُوا أَنْتُم أَيْضًا في الٱبْنِ وفي الآب. هذَا هُوَ الوَعْدُ الَّذي وَعَدَنَا بِهِ هُوَ نَفْسُهُ: أَي بِالحَيَاةِ الأَبَدِيَّة. كَتَبْتُ إِلَيْكُم بهذَا عنْ أُولئِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يُضَلِّلُوكُم. أَمَّا أَنْتُم، فَالْمَسْحَةُ الَّتي قَبِلْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فيكُم، ولا حَاجَةَ بِكُم إِلى مَنْ يُعَلِّمُكُم، لأَنَّ مَسْحَتَهُ تُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، وهِيَ حَقٌّ لا كَذِب، فَٱثْبُتُوا في المَسِيحِ كَمَا عَلَّمَتْكُم. والآن، أَيُّهَا الأَبْنَاء، فٱثْبُتُوا فِيه، لِكَي تَكُونَ لنا ثِقَةٌ أَمامَهُ، عِنْدَمَا يَظْهَر، ولا نُخْزَى مَفْصُولِينَ عَنْهُ عِنْدَ مَجِيئِهِ. فَإِنْ كُنْتُم تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَارّ، فَٱعْرِفُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ البِرَّ يَكُونُ مَوْلُودًا مِنَ الله."

 

رابط موقع المفكر والمؤرخ اللبناني الكبير جواد بولس
الياس بجاني/19 آب/15www.jawadboulos.org

من يرغب ويسعى لمعرفة لبنان التاريخ والهوية والنضال والقيم والإيمان والإنسان الحق ننصحه بمحبة وصدق زيارة موقع المفكر والمؤرخ والوطني اللبناني بامتياز، العظيم جواد بولس. الموقع يحوي كل كتب المفكر وانتاجه الفكري الذي نحن اليوم نحتاج إليها في زمننا هذا أكثر بالواقع مما نحتاج للخبز والماء. نحتاج إلى ما في انتاج الكبير جواد بولس من علم وفكر عميق في زمن المحل والبؤس، حيث أشباه الرجال من المرتزقة والملجميين والطرواديين والإسخريوتيين باتوا سياسيين ورجال دين وحكام يزورن تمثيلنا ويتاجرون بنا وبالوطن وبهويته ودم الشهداء. العودة إلى الجذور الأصيلة، العودة إلى هويتنا وتاريخنا امور أكثر من ضرورية. ننصح الجميع دخول الموقع وهو باللغات الثلاث والغرف من عتيقة الجديد لأن الإنسان لا يحيي بالخبز فقط، بل بكل ما هو تاريخ ومعرفة.
عنوان الموقع www.jawadboulos.org

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رد الإعلامية اللبنانية السيادية اللاجئة في إسرائيل قسراً، جولي أبرعراج حول ما أثير مؤخرًا عن مقال يحمل توقيعها ويتضمن اعجاب وتهنئة شخصيات عسكرية إسرائيلية باللواء عباس إبراهيم

 إسرائيل في 19 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/19/%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7/

"لا تجادل الجاهل لأنه لن يفهم  ولا العنيد لأنه لن يقتنع ولا المتحيز لأنه لن يسمع ولا الانتهازي لأنه سيستغل ما تقوله لصالحه"

للأسف هذا هو الحال في لبنان، وهذا هو واقع الاعلام اللبناني. لن نجزم ونعمم، ولكن لا يخفي على أحد أن هناك وسائل إعلامية باتت تبتدع الأنباء "لحاجة في نفس يعقوب"، ليتلقفها الآخرون جهلًا وضعفًا، ويبقى المواطن اللبناني وحده ضحية السطور الكاذبة، تحرك عواطفه ومشاعره وفق أجندات إعلامية مسيسة.  للمرة الثانية على التوالي، يتداول الإعلام في لبنان اسمي، متحدثًا عن مقال، يقال أنه يحمل توقيعي، يطال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم وإسرائيل. فبعد وثيقة الموساد الافتراضية التي تحدثت عن مخطط للنيل من ابراهيم من قبل جماعات إرهابية، فوجئت بعناوين إخبارية تتحدث عن مقال قيل أني نشرته على صفحتي في الفيسبوك، ينقل تحيات وإعجاب شخصيات عسكرية وأمنية إسرائيلية باللواء ابراهيم، بعد إلقاء القبض على أحمد الأسير. مقال لا وجود له،  لأني لم أتطرق إلى الموضوع جملة وتفصيلًا،  وما تم تداوله من صورة يظهر المقال على صفحتي مفبركة، كما أن التصريحات الإسرائيلية لا صحة لهاعلى الإطلاق...ما يثير التساؤل حول الأسباب التي تدفع إلى زج اسمي، بصورة متكررة، في إطار عناوين تتحدث عن عباس وإسرائيل ومحاولة الأخيرة الانفتاح على الأول. إن كان هناك من رسائل مشفرة بين الفريقين،  فلست معنية البتة أن يكون اسمي عامل تلاقي بينهما، فلست من الإعلاميين المنساقين وراء أطراف وفرقاء.إيماني بحرية الكلمة والموقف يجعلني فوق أوساخ الرسائل السياسية غير المقروءة. إن  كان أمراء الحرب في لبنان يحاولون تصفية بعضهم البعض سياسيًا، ويعتمدون على لعب الاسماء كوني إعلامية لبنانية في إسرائيل، فلن أسمح بذلك أبدًا، لقد كنت وشعب قضيتي كبش محرقة مرة واحدة ولن أقبل بتكرارها. فمهنيتي لهي أكبر وأنقى من السياسة القذرة والتصفيات الفئوية المعتمدة في لبنان. من الواضح أن هناك من يحاول إثارة الفتن والقلاقل واستثمار الأحداث لنقل إشارات. وقد تتخطى الأسباب ما ورد أعلاه، وتتعدد، الا أن الأكيد أن الرأي العام اللبناني أسير الكثير من الأنباء المضللة، وباتت الحقيقة في وطن الأرز على شفير الاندثار، تجند لخدمة أجندات ومصالح سياسية تستثمر بعض الوسائل الإعلامية.  ولا أجد أفضل من أن أختم سطوري هذه باقتباس لعظيم لبنان جبران خليل جبران، يعبر عن واقع الحال في وطني؛ ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين. ويل لأمة تحسب المستبد بطلاً، وترى الفاتح المدل رحيماً. ويل لأمة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، وفنها فن الترقيع والتقليد. ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة.”

 

الياس بجاني/في موضوع الرد/في أسفل تقرير خيالي ووهمي هو نموذج لسفلة وسافلين في الكذب والنفاق والفبركات الفارغة/الرد يتناول كل التقارير التي جائت في هذا السياق

ما قبل توقيف الأسير ليس كما بعده... واللواء ابراهيم تحت المجهر

الأربعاء 19 آب 2015 - 05:45

ابراهيم درويش/موقع لبانون فايلز

http://www.lebanonfiles.com/news/925082

لا شك أن الشق الانساني والحقوقي ونقطتي العقاب وعدم ذهاب الدماء هدراً أهداف رئيسية ومفصلية في توقيف أي مرتكب أو مخل في الأمن، الا أن في موضوع توقيف أحمد الاسير نقطة رئيسية لا بد من التوقف عندها.

جاء توقيف الأسير بعد جملة من النجاحات الأمنية المتتالية في تفكيك عدد من الشبكات الارهابية، وتوقيف عدد من المطلوبين الخطيرين، ما انعكس حداً معقولاً جداً من الهدوء على الساحة اللبنانية الداخلية على الرغم من زنار النار الذي يلف المنطقة العربية بأسرها، طبعاً بالتوازي مع القرار الاقليمي-الدولي بالحفاظ على استقرار الساحة اللبنانية أقله في المرحلة الراهنة. التوقيف في شقه الاساس جاء ليشكل منطلقاً رئيسياً لاعادة ثقة الناس ولو جزئياً بهيبة الدولة اللبنانية المنهارة والاجهزة الامنية في ظل التفلت الامني الذي نشهده، لا سيما انه وفي مرات سابقة كان يرد الخبر عن توقيف مطلوبين ما لبثوا أن فارقوا الحياة. هذه الصورة بأن المطلوبين الخطيرين يموتون واسرارهم معهم، زرعت نمطياً في عقول اللبنانيين الذين وعلى فرحتهم الكبيرة بتوقيف الاسير عبّروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل واسع عن تخوفهم من صفقة او تسوية سياسية ما تهدر حقوق جنود الجيش الذين سقطوا برصاص الاسير وعناصره المسلحة. نقطة ثانية يمكن أن يعوّل عليها في عملية التوقيف، فمن شأن المتابعة الأمنية وصولاً الى مرحلة التوقيف أن تشكل رادعاً جدياً ومحطة تبصّر لدى من تتفتح أريحته للعبث بأمن لبنان، لا سيما أن هذا التوقيف جاء بجهد محلي داخلي وبعملية نظيفة جداً كما اسماها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي أعاد التأكيد ان الامن لا يتحقق بالبطش والقوة المفرطة فقط بل بالتكتيك والجهد الاستخباراتي السري بعيداً عن الاعلام، حتى تحقيق الهدف المنشود وتثبيت الامن، حتى لو استغرق الامر وقتاً أطول، الا انه في النهاية تم تحقيق الهدف المنشود بأقل خسائر، لا بل انعكس هذه المرة نجاحاً متكاملاً ومميزاً. وهنا لا بد من التوقف أيضاً عند ما نشرته محللة الشؤون الشرق أوسطية في تلفزيون العدو الإسرائيلي i24، اللبنانية الاسرائيلية جولي ابو عراج على صفحتها ما مفاده بأن "رئيس الاركان في جيش الاحتلال الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت ورئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية " الموساد " رفعا التحية لمدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم على العمل الأمني بتوقيف الارهابي احمد الاسير، واعتباره من رجال الامن الأوائل في لبنان، وهو بات يتحكم بكل التفاصيل الامنية داخل المخيمات الفلسطينية لاسيما عين الحلوة، وهو المخيم الذي يُعتبر من أخطر المخيمات الفلسطينية لما يضم من جماعات تكفيرية وارهابية".

 ظاهر الكلام قد يبدو استثناء على القاعدة في اعتراف العدو بقدرات اللواء ابراهيم، انما التجربة اللبنانية مع العدو الاسرائيلي تؤشر الى ان اللواء بات اكثر فأكثر تحت المجهر الامني الداخلي والخارجي، والعدو الاسرائيلي متابع وبدقة لقدرة الرجل الامنية، الامر الذي يمكن وضعه في خانة تعويم الرجل امنياً وتسليط الضوء عليه لوضعه في دائرة العقبات الامنية للمشاريع التخريبية وكشفه أمنياً، ما يزيد عدد المستفيدين من عدم وجوده ويوسع دائرة الخطر الأمني حوله، اللأمر الذي وبطبيعة الحال هو في حسابات اللواء وفي دائرة معلوماته.

 

مقتل 4 اشخاص في كترمايا بسبب خلافات على ارث عائلي

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - افاد مندوب " الوكالة الوطنية للاعلام " في اقليم الخروب ان شخصا من آل ياسين في بلدة كترمايا - اقليم الخروب اقدم على اطلاق النار على شقيقين من العائلة نفسها وزوجة احدهما من آل سيف الدين فارداهم جميعا، ثم اطلق النار على نفسه وقضى، وذلك بسبب خلافات على ارث عائلي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 19/8/2015

الأربعاء 19 آب 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إنتهى إجتماع اللجنة الوزارية لمعالجة قضية النفايات الى نتيجتين:

- الاولى: تأجيل فض العروض المالية الى الثلاثاء المقبل.

- الثانية: تطويق القوى الامنية أعمال احتجاج في ساحة رياض الصلح القريبة من السرايا الحكومية ومن مجلس الانماء والاعمار الذي جرت فيه عملية فض العروض التي لم تكتمل رغم حضور اللجنة الوزارية المختصة وممثلي شركات أجنبية.

ويعقد في هذه الاثناء لقاء في السراي الحكومي بين الرئيس تمام سلام ووزراء الكتائب وذلك بعد اجتماعٍ لهم في البيت المركزي في الصيفي.

وتترافق أزمة النفايات مع اشتداد أزمة الكهرباء في عز الصيف ولوحظ ان ساعات قطع التيار أمست أكثر بكثير من ساعات التغذية اضافة الى ازمة المياه وفضيحة الصهاريج.

وفيما يراوح الوضع السياسي على حدته السجالية بدا ان هذا الوضع يستنزف الاقتصاد والوطن واستندت الوكالة الوطنية للاعلام الى رجال أعمال وإقتصاد في الاشارة الى تراجع الصادرات وركود الحركة الاقتصادية.

وفي التقرير الذي أوردته الوكالة ان نسبة النمو 1,5 بالمئة رغم حوافز مصرف لبنان.

وفي السياسة دعا الرئيس نبيه بري الى التوقف عن سياسة إدارة الظهر والإلتفات الى مصالح الناس.

وعلى صعيد جلسات مجلس الوزراء فإن أي موعد لم يضرب بعد لاستئناف تلك الجلسات وسط اتصالات تركز على الانتاجية وفق تأكيد الرئيس سلام. وانفتاح تكتل التغيير والاصلاح على أفكار لعقد جلسة تشريعية مع التمسك بالشروط لعقد جلسة لمجلس الوزراء تبدأ بمعالجة قرار تأجيل تسريح القيادات الامنية واعتماد آلية عمل للقرارات الحكومية.

وفي المقابل تقول أوساط الرئيس سلام إنه مع الفصل بين السياسة وتأمين الخدمات للناس.

بداية من ساحة رياض الصلح وتأجيل فض العروض المالية لمعالجة النفايات وحركة الاحتجاج قوبلت بتدابير أمنية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ازمة النفايات قفزت الى واجهة الاهتمام من جديد مع الانباء التي تتنقل من منطقة الى اخرى عن نقل النفايات ورميها لقاء بدل مالي في وقت كان منتظرا اليوم فض عروض الشركات غير ان اسبابا تقنية وفق الوزير محمد المشنوق دفعت الى ارجاء العملية الى الاسبوع المقبل.

سياسيا وفي عز الشلل الذي تعيشه المؤسسات الدستورية نيابيا وحكوميا فان رئيس مجلس النواب نبيه بري اعرب عن تفاؤله لافتا الى ان لبنان هو الافضل في المنطقة على صعيد الوضع الامني. وقال اذا كان اللبنانيون قد نجحوا في هذا المجال فلماذا لا يستكملون نجاحاتهم على مستوى تسيير عجلة الدولة.

امنيا وفي سياق التحقيقات مع الشيخ الموقوف احمد الاسير فقد نفذ الأمن العام سلسلة مداهمات في صيدا وضبط احزمة ناسفة اعترف بها الموقوف احمد الأسير الذي أحيل الى مخابرات الجيش مع موقوفين (2) اخرين بعد ان احالهم اليها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر للتوسع في التحقيق معهم في الجرائم المسندة اليهم.

وفي المعلومات ان التحقيقات مع الاسير في وزارة الدفاع لن تقتصر على حوادث عبرا بل ستتوسع لتشمل حوادث بحنين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لم يسجل اليوم اي جديد على مستوى الاتصالات المتعلقة بالخروج من دائرة التعطيل المستمر في ما رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم جواز استمرار سياسة ادارة الظهر في ظل هذا الوضع والازمات التي تصيب الاقتصاد واحوال الناس الرئيس بري دعى الى رؤية النصف الملآن من الكوب اللبناني لبنان هو الافضل بين دول المنطقة امنيا فلماذا لا يستكمل اللبنانيون نجاحاتهم على مستوى تأمين مصالح الناس ومعيشتهم وتسيير عجلة الدولة سأل رئيس المجلس.

في جديد قضية توقيف احمد الاسير احالته مع موقوفين اثنين الى استخبارات الجيش للتوسع في التحقيق معه وفي شأن متصل ضبطت قوة من شعبة المعلومات في الامن العام عدد من الاحزمة الناسفة خلال مداهمات في الحي الوسطاني في صيدا نتيجة تحقيقات مع الاسير. في جديد ازمة النفايات ارجاء فض العروض لمناقصات معالجة النفايات حتى الثلاثاء المقبل بعد اجتماع اللجنة المكلفة درس العروض الارجاء جاء بفعل الحاجة الى اكثر من تقرير يقدم للجنة بعد ما تبين وجود تقييم مزدوج لبعض المناطق من قبل الاستشاريين الدوليين وزير البيئة محمد المشنوق شدد على عدم جواز ان يتحدث غبي على حد وصفه عن مساواة بين المطامر والمكبات.

امام السرايا الحكومية كان عدد من الناشطين يتحركون ضد سياسة الحكومة في ازمة النفايات ويشتبكون مع الحرس الحكومي.

اقليميا يبدو ان تركيا تتجه نحو ازمة سياسية بعد اخفاق حزب العدالة والتنمية في تشكيل حكومة جديدة. الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان كان يسوق لسيناريو معاكس يقوم على توجه سريع نحو اجراء انتخابات جديدة ربما يسعى في ضوئها الى اعادة طرح حلمه المتمثل باعتماد النظام الرئاسي معتمدا في معركته الانتخابية على شد العصب القومي بفعل الاشتباك الامني والعسكري مع حزب العمال الكردستاني الذي نفذ اليوم عملية على ثكنة في ديار بكر قتل خلالها 12 جنديا تركيا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

التعايش مع النفايات مقبول. التعايش مع تعطيل مؤسسة رئاسة الجمهورية صار تقليدا. التعايش مع تعطيل مجلسي النواب والوزراء صار خبزا يوميا. العيش تحت نير الأطماع السياسية صار دستورا. الرئيس نبيه بري الباحث عن نقطة ضوء لم ير في النصف الملآن من دولة التفليسة غير المؤسسات الأمنية التي تحمي لبنان وتجعله في حال أفضل من كل دول الجوار. ولكي لا يضرب رئيس المجلس تشاؤله لم يضئ على المحاولات الحثيثة لضرب مؤسسة الجيش مرة من خلال التهجم على قائدها ومرة من خلال تعريض عناصره وضباطه لعدم قبض رواتبهم.

الجو ازداد عبوقا بتأجيل فض العروض المقدمة من الشركات لمعالجة النفايات الى الثلاثاء المقبل تحت صيحات ناشطي حركة "طلعت ريحتكن" الذين قمعوا وأوقفوا باسم كل الشعب الصامت.

في الأثناء أكوام الزبالة صارت تلالا تغص بها المكبات العشوائية اضافة الى تحولها مادة التراشق الأهلي، فكل منطقة تسعى الى التخلص من زبالتها بارسالها الى المناطق الأخرى.

توازيا وبعد انتهاء الأمن العام من التحقيق مع أحمد الأسير تمت احالته مع موقوفين آخرين على مخابرات الجيش لاستكمال التحقيق في جوانب محددة لها علاقة بالاعتداء على عناصر وضباطه وصلته بالحركات الارهابية المحلية والاقليمية وببعض التفجيرات.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لو انتهجت الحكومة سياسة فض عروضها وأدارت للشعب "عرض أكتافها" ورحلت لكان ذلك أكثر رحمة باللبنانيين من بقائها عاجزة فارغة هاربة من اجتماعاتها مترنحة أمام الفشل تحاصرها التظاهرات تأكلها الرائحة تدميها الخلافات تطمرها النفايات تهددها رواتب القطاع العام تقف على شفير السقوط ولا تسقط.. فلا قامت قيامتها إلا بأمصال وغرف إنعاش إقليمية ودولية. اليوم تحركت صوب سراياها مجموعة "طلعت ريحتكم" فكانت حرب المياه التي لن تغسل روائح الفساد العابقة والمرتفعة على دعم سياسي لا يجرؤ أحد على تسميته وبدا أن الحراك الشبابي المدني اليوم هو الطريقة الأفعل للمواجهة وإذا ما أقنع الناس بأن حكامهم سبب بلواهم وفعلوا مشاركتهم على الأرض فسيبقون يحصدون في براميل الزبالة ما زرعوه يوما في صناديق الانتخاب. حكومة اليوم لم تتمكن من فض عروض شركات المناقصة وراح وزيرها إلى تلقين اللبنانيين علم الصرف والنحو في أصول النفايات موضحا أنه لا يحوز على أي غبي أن يقول إننا نساوي بين المطمر والمكب وأغلب الاعتقاد أن الغبي المقصود هو الذي ما زال جالسا في بيته ولم يتحرك لطمر هذه الطبقة السياسية برمتها في أقرب مكب ومن دون تدوير أو فرز وربما مع حرق والغبي هو الجالس الذي يستمع إلى تصريحات سياسية أسبوعيا تتهم من دون تسمية وتعلن العجز بلا تحديد المسؤوليات فتمام سلام أصبح مؤهلا لإصدار كتاب عن الخيبة ووليد جنبلاط يوزع وزراءه لإعلان الفشل ونبيه بري تخرج من لقاء أربعائه بإقفال أبواب الحلول على الأقل سنة ونصفا كما ينقل النائب علي فياض لكن كل الواردة أسماؤهم مسؤولون بالتكافل والتضامن عن أزمة من عمر حكمهم وعندما يتحدث رئيس الحكومة بالمواربة عن سياسيين تدخلوا وعرقلوا حل النفايات فقد كان عليه أن يستكمل تصريحاته ليخرج بجملة مفيدة يسمي فيها الجهات المعرقلة فأرباب السياسة هم أنفسهم أرباب الزبالة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

عبوات ناسفة، وشخصيات محددة للاغتيال، حصيلة اليوم الاخير من تحقيق الامن العام مع الارهابي احمد الاسير.. لائحة طويلة كشفت عنها اعترافاته، فكشفت عن سيل اسئلة وتساؤلات احاطت بحركة الاسير واهدافها وابعادها..

أبعد من الامن كانت الاعترافات، رجال دين واقتصاد وسياسة تقاطعت اهدافهم عند افعال الاسير وأقواله، فدعموه ومولوه وآووه، قبل ان يبوح بأسرارهم..

وإن كان هدف التحقيقات إبطال مفاعيل ما يخطط من اعمال ارهابية، فان مخططات بعض السياسيين اليوم هي ابعاد شبح التحقيقات عن محيطهم، فهل يستطيعون ايقاف اندفاعة التحقيق بعراقيل السياسة؟ فيصبح المتهم بفضل السياسة شريفا؟

وبفعل السياسيين عادت البلاد لتغرق بالنفايات.. امتلأت مطامر الامر الواقع سريعا، فيما واقع امر الحكومة العجز عن اي حلول ممكنة، بل انها ارجأت البت بالمناقصات الى الثلاثاء المقبل .. اما المقبل من الايام فينذر بمزيد من الكوارث البيئية والصحية، ربما بفعل عوامل تعطيل اضافية..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

الفضائح تتوالى وتتراكم ولا من يستوعبها او يعالجها او يفرزها او يطمرها. فضيحة النفايات قطعت اليوم محطة جديدة من محطات روائحها الذكية والعطرة. اذ صار للبنان رسميا ست مزابل ولكل مزبلة ديكها. وديوك المزابل الست معروفون بالاسماء والانتماءات السياسية والمذهبية والمناطقية.

لكن فجأة "ما زبطت معهم" تركيبة مزبلة بيروت اذ جاءت حسابات المناقصة مخالفة لحساب المحاصصة. قيل ان المطلوب لبيروت ديك سني لكن برز فجأة عرض منافس خلفه شيعي فقامت القيامة. وقيل ايضا ان حصة مسؤول حكومي كبير سابق تطير اذا اعلنت النتيجة كما هي. وقيل ان مزبلة الشمال مرتبطة بمزبلة بيروت لان الديك المختبئ خلف الاسم الفرنسي البراق هو نفسه.

لكل هذه الاسباب جاء أصحاب المعالي والسعادة واختلوا بمحمد المشنوق بحضور أحد المتعهدين دون سواه وتشاوروا وتذاكروا وقرروا تأجيل النتيجة اسبوعا كاملا لتحسين جودة الزبالة والمزابل.

فضيحة أحمد الاسير بدورها قطعت اليوم مرحلة جديدة من وساخاتها المستورة والمنشورة وفي نتيجتها قد يعلن ان الرجل كان يتصرف بمفرده وحيدا يتيما قبل ان يصير اسيرا يريدون اقناع الناس بأن احمد الاسير كان مثل "رامبو" لا اصوليين معه ولا ممولين ولا متعاونين ولا متورطين كل ذلك حماية للحلوى الصيداوية الاولى في لبنان اي حماية لـ"زنود الست" بالاذن من طرابلس المسكينة وشعبها الهارب من جحيمها الى المجهول والموت.

كل الفضائح تتراكم لم يكن ينقص الا الاعتقال لتعود اجواء زمن الوصاية عل جهوزية المقاومة تعود ايضا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 19 آب 2015

الأربعاء 19 آب 2015

النهار

انتقد وزير زميلاً له قائلاً: "اعترض على وجود نفايات قليلة قرب الإهراءات، ولم يأبَه لرمي نفايات المدينة قُرب المطاحن".

لن يجرؤ نواب زحلة على تسمية الأشياء بأسمائها في موضوع الخلافات مع بلدية المدينة.

تستمر مفوضية شؤون اللاجئين في حجب أرقام اللاجئين السوريين خوفاً من الاصطدام بالحكومة اللبنانية في حال ظهرت زيادة في الأعداد.

نُقل عن مسؤول أمني أنه لم يكن يأمل شيئاً من زيارة أهالي العسكريين لمشاهدة أولادهم لدى "داعش".

قال وزير إن مرجعاً سياسياً أوعز إلى وزيرين لعقد مؤتمرين صحافيين من دون أن يكون لديهما جديد يعلنانه.

السفير

عُقد أمس اجتماع، بعيداً عن الأضواء، بين مسؤول أمني لبناني كبير ومسؤول الأمن في دولة الفاتيكان الذي يزور لبنان في هذه الأيام.

حرص الرئيس تمام سلام على حمل طابع بريدي أصدرته مصر لمناسبة توسيع قناة السويس الى شفيق طالب مالك أكبر مجموعة طوابع في لبنان.

لمّح مرجع رسمي لبناني الى بروز عقبات بوجه هبة المليار دولار.

المسقبل

يقال

ان مراقبين لاحظوا ان خبر تسليم موسكو طائرات ميغ 31 للنظام السوري عبر مطار المزة غير واقعي لأن مدارج هذا المطار لا تتحمل هذا النوع من الطائرات.

اللواء

لم يستبعد قطب عاد من الخارج مؤخراً من حصول انفراجات، في ضوء اللقاء بين ممثلين لدولتين إقليميتين فاعلتين.

استبعد نائب جنوبي أن يركب وزير سيادي رأسه في ما خصّ رواتب موظفي الدولة، بحجة التغطية القانونية للإنفاق، والرواتب؟!

يشتد التيار الإعتراضي في تيّار يستعد لإجراء الانتخابات لوصول وزير إلى قمّة القرار فيه، ويستبعد قيادي ناشط وصوله إذا التزم المؤسس الحيّاد!

الجمهورية

إعتبرت أوساط أن غياب أي ردّ فعل يُذكر في الشارع على توقيف أحد المطلوبين أبلغ دليل أن لا بيئة حاضنة للتيارات المتطرفة.

قالت أوساط حزبية مسيحية إن أيّ محاولة لوضع الكرة في ملعب المسيحيّين من باب التشريع مردودة، ودعت إلى التصويت على قانون الإنتخاب لفتح الباب التشريعي.

تخوّفت أوساط ديبلوماسية من أن تُلزِّم دولة كبرى ملفاً إقليمياً لدولة إقليمية وأخرى دولية على غرار ما حصل مع لبنان في مطلع تسعينات القرن الماضي.

البناء

لاحظ مسؤول سابق أنّ وسائل الإعلام التابعة لفريق 14 آذار عموماً ولتيار المستقبل خصوصاً، تتقصّد أن تنسب الإنجاز الكبير باعتقال أحمد الأسير إلى القوى الأمنية عموماً، وتتجنّب قدر ما تستطيع الإشارة إلى أنّ هذا الإنجاز حققه الأمن العام. كما لاحظ أنها لا تصف الأسير بالإرهابي. داعياً المشرفين سياسياً وإعلامياً على تلك الوسائل إلى الخروج من هذه الذهنية الضيّقة، التي لا يجوز الاستمرار بها، لأنّ هذه الإنجازات تحفظ أمن اللبنانيين جميعاً ولأنّ مخاطر الإرهاب تستهدفهم جميعاً من دون استثناء…

 

نصرالله: عون مرشح طبيعي وقوي وعبارة الممر الالزامي لا تؤخر ولا تغير ولا تمس من قوة هذا التبني وهذا الالتزام

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "أن لا تغيير ولا تعديل في موقفنا. العماد(ميشال) عون هو مرشح طبيعي ومرشح قوي وله قاعدة تمثيل عريضة، ونحن كنا وما زلنا وسنبقى ندعم هذا الترشيح. وعبارة الممر الإلزامي للانتخابات لا تقدم ولا تؤخر ولا تغير ولا تمس ولا تضعف من قوة هذا التبني وهذا الالتزام". لمناسبة انطلاق عمل "جامعة المعارف"، استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، وبحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، مجلس أمناء الجامعة ورئيسها والعمداء فيها. وتحدث سماحة الأمين العام عن "أهمية ودور الجامعة، وأنها ضرورة للمعرفة والعلم، وتأمين القدرات العلمية والكادر الذي يحتاجه الوطن ومستقبله". وأكد سماحته على "أن هذه الجامعة ليست بديلاً عن أي من الجامعات الأخرى، وإنما هي جامعة حقيقية جدية، تهتم بالمستوى الأكاديمي والتعليمي، مترافقا مع القيم والأخلاق الإنسانية والوطنية". وشدد على أن "الآمال الكبيرة معقودة على انطلاقة هذه الجامعة، والمأمول منها أن تقدّم أنموذجا رائعا وراقيا؛ ولو أن الأمر قد يحتاج إلى مراحل لتنمو وتتطور وتكبر بشكل تدريجي، كما هو حال المقاومة، التي قدمت أنموذجا وتطورت يوما بعد يوم". وخاطب سماحته الوفد قائلا :"رهاننا عليكم كبير، ونحن إلى جانبكم ونساندكم وندعمكم ولكن العبء عليكم. الآن أنتم مقدم الجبهة في الجامعة ، أما نحن فخلف الجبهة، ودورنا إسنادي. أنتم تحملون، إن شاء الله، هذه المسؤولية، وهي كبيرة جدا. ونأمل أن تتمكن جامعة المعارف من أن تقدم نموذجا راقيا على المستوى العلمي، وعلى المستوى الأكاديمي، وعلى مستوى تربية الطلاب، والاختصاصات، وأن تجمع القيم الأخلاقية والإنسانية والمستوى الروحي إلى جانب المستوى العلمي، فتكون جامعة تنتج العلم، وتشكل قاعدة للبناء على كل صعيد إن شاء الله". وتناول سماحته الشأن السياسي، مشيرا إلى "تعامل الفريق الآخر في لبنان مع موقف سماحته الذي أطلقه خلال خطاب احتفال النصر في وادي الحجير قبل أيام، فيما يتعلق بكون العماد ميشال عون ممرا إلزاميا لاستحقاق رئاسة الجمهورية، فقال :"هم من أجل أن يستوعبوا الموقف القوي الذي عرض بهذه المعادلة الداخلية إلى جانب التيار الوطني الحر وتكتل الإصلاح والتغيير والعماد عون، ذهبوا إلى المكان الذي فسروا فيه ما يفيد التوهين، مع العلم أن العبارة لا تفيد ذلك، وهذه واحدة من مشاكلنا معهم، أنه عندما تقول إن العماد عون ممر إلزامي لانتخابات الرئاسة ، فهذا لا يعني أنه لم يعد مرشحا، فهو ممر إلزامي سواء كان مرشحا أو لم يكن مرشحا، يعني هي أعم، وبالتالي أنا أثبته كممر إلزامي، وهذا ليس لازمه أنه لم يعد مرشحا، يعني (لا يمكن تفسير الأمر بهذا الشكل) في المنطق ولا في الفهم، ولكن هم يريدون أن يفسروا الأمور هكذا". وختم نصر الله :"يهمنا اليوم أن نؤكد ان لا تغيير ولا تعديل في موقفنا. العماد عون هو مرشح طبيعي ومرشح قوي وله قاعدة تمثيل عريضة، ونحن كنا وما زلنا وسنبقى ندعم هذا الترشيح. وعبارة الممر الإلزامي للانتخابات لا تقدم ولا تؤخر ولا تغير ولا تمس ولا تضعف من قوة هذا التبني وهذا الالتزام".

 

مكتب وزير الداخلية : معظم ما نشر عن ملابسات ما بعد توقيف الاسير مغالطات غير دقيقة

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - صدر عن مكتب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق البيان التالي: "ضجت في الأيام الأخيرة وسائل الإعلام بسلسلة من الأخبار والشائعات على خلفية توقيف الشيخ أحمد الأسير ومعظمها غير صحيح وغير دقيق. وآخر هذه الأخبار مداهمة أحد الأجهزة الأمنية مستودع أسلحة في مدينة صيدا وتوقيف مالكه. يهم المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق التوضيح أن ما تم ضبطه في صيدا مستوعب خردة وإلى جانبه حزام ناسف فارغ، يحتاج إلى مواد متفجرة إضافية ليتحول إلى حزام ناسف جاهز للتفجير. والتحقيق الآن أصبح في عهدة استخبارات الجيش اللبناني. ويهم مكتب الوزير التشديد على أن معظم ما نشر عن ملابسات ما بعد توقيف الشيخ الأسير هو عبارة عن مغالطات غير دقيقة ولا تمت إلى الواقع والحقيقة بصلة. يتمنى وزير الداخلية على وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل أخبار حساسة من هذا النوع خلال الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، حفاظا على الاستقرار الأمني.

والسياسي والسلم الأهلي.

 

صقر أحال الاسير وموقوفين الى مديرية المخابرات

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في قصر العدل هدى منعم، ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أحال الموقوف أحمد الاسير مع موقوفين اثنين، الى مديرية المخابرات في الجيش، للتوسع بالتحقيق معهم في الجرائم المسندة اليهم. ولاحقا، أفاد مندوب الوكالة جورج غرة، ان مخابرات الجيش تسلمت الموقوف الاسير من الامن العام بناء لاشارة القضاء.

 

14 اذار: الدستور هو من يؤمن الضمانات للطوائف أما الحقوق فتعود حصرا للمواطن

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الأسبوعي الدوري في مقرها الدائم في الأشرفية، برئاسة الأمين العام الدكتور فارس سعيد وحضور: نوفل ضو، يوسف الدويهي، سيمون درغام، ربى كبارة، ايلي محفوض، الياس الزغبي، آدي ابي اللمع، نادي غصن، راشد فايد، أسعد بشارة، أحمد خوجه، هرار هوفيفيان، محمد شريتح، شاكر سلامة وساسين ساسين، وناقشت الأوضاع العامة على الصعيدين المحلي والإقليمي. ودانت الأمانة العامة في بيان تلاه ضو بعد الإجتماع، "بأشد العبارات الخطاب الطائفي والتحريضي الذي يستخدمه بعض القوى السياسية، ويخلط بين المكاسب الخاصة وحقوق الطوائف. إن حقوق الطوائف لا مكان لها في اسلوب عيشنا فالدستور هو من يؤمن "الضمانات" للطوائف أما "الحقوق" فتعود حصرا للمواطن الفرد بصرف النظر عن طائفته. فلا نفايات مسلمة وأخرى مسيحية، ولا كهرباء مسيحية وأخرى مسلمة كما لا بطالة سنية وأخرى شيعية، الكل يتساوى بالحرمان والكل يعاني من حكومة مسلوبة القرار بسبب تعطيلها من جانب التيار الوطني الحر و"حزب الله"". ودعا البيان الى "وقفة ضمير قبل فوات الأوان"، محذرا من "انتقال مسألة النفايات إلى أزمة صحية عامة ومسألة تعطيل المؤسسات إلى أزمة وطنية عامة واستنفار المشاعر الدينية في التظاهرات إلى أزمة طائفية ومذهبية عامة".وأكد أن "انهيار الدولة هو إنهيار كلي لا يستثني أحدا ويعيد إدخال لبنان في أتون الحرب الأهلية"، مطالبا "رئيس الحكومة أن يدفع في اتجاه تفعيل عمل الحكومة وعدم التوقف أمام "الدلال السياسي" الذي يمارسه بعض الوزراء الذين لا يرون في المصلحة الوطنية إلا مصالح تياراتهم الخاصة". أضاف البيان: "ربطت الأمانة العامة بين إدعاء "حزب الله"، من خلال إطلالات أمينه العام، وبين أحداث المنطقة، فرأت أن الواقع لا يتناسب مع النبرة الإنتصارية للحزب لأن الأحداث الميدانية في سوريا تؤكد يوما بعد يوم أن الحزب وحليفه السوري قد أصبحا أمام الحائط الأخير، وأن انتفاضة العراقيين المدنية والمفاجئة تعلن التباشير الأولى لمواجهة الوصاية الإيرانية والهمجية الإرهابية وقاذورات الفساد، وأن الاتفاق النووي ليس انتصارا للنظام الايراني بمقدار ما هو امتحان عسير لقدرة هذا النظام على الاستجابة لمصلحة شعبه التواق إلى الحرية والرخاء بدلا من الأسر في شعارات تصدير الثورة والهيمنة الامبراطورية". وتابع: "أكدت الدماء التي سالت بالأمس في دوما، على يد النظام السوري، أن لا مكان لبشار الأسد في أية تسوية مستقبلية، لا في مرحلة الانتقال ولا في مرحلة ما بعد الانتقال. وتأمل الأمانة العامة أن تكون "دوما" المحطة الفاصلة، من أجل إيقاظ ضمائر العالم في سبيل إنقاذ الشعب السوري الذي يستحق السلام، كما وتتمنى أن تكون هذه الدماء أيضا رادعا أخلاقيا وسياسيا لكل من يحاول إطالة عمر الأزمة لمصالحه". وتمنى أن "تكون عملية توقيف الشيخ احمد الأسير فاتحة لتوقيف كل من يشابهه في كل المناطق اللبنانية، بدءا بالذين يتعرضون للمواطنين بدوافع جرمية وصولا إلى المتهمين باغتيالات قامات وطنية، ومصنفين ابطالا لدى حماتهم. إن الإستنساب والإنتقائية في تطبيق القوانين يولد شعورا بالظلم لدى فريق من اللبنانيين، وهذا مما يعيق مسيرة الإستقرار التي نحرص عليها جميعا مسلمين ومسيحيين، مواطنين من كل حدب وصوب".

 

بري: لا يجوز استمرار سياسة ادارة الظهر ويجب الالتفات الى مصالح الناس

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي اليوم الى "رؤية النصف الملآن من الكوب اللبناني". وقال: "على الرغم من استمرار عدم الاستقرار السياسي والشلل الحاصل في المؤسسات، فإن لبنان هو الافضل في المنطقة على صعيد الوضع الامني. واذا كان اللبنانيون قد نجحوا في هذا المجال، فلماذا لا يستكملون نجاحاتهم على مستوى تأمين مصالح الناس وأمور معشيتهم وتسيير عجلة الدولة؟" ونقل النواب عنه ان لا جديد على مستوى الاتصالات المتعلقة بالخروج من دائرة التعطيل المستمر، وانه "لا يجوز استمرار سياسة ادارة الظهر في ظل هذا الوضع والازمات التي تصيب الاقتصاد واحوال الناس". وأضاف: "إذا لم ننجح حتى الآن في معالجة الازمة السياسية، فعلينا على الاقل الالتفات الى ما يصيب لبنان من أضرار على المستوى الاقتصادي والمالي، وما يفاقم الازمات المتعلقة بالملفات الحياتية والاجتماعية والبيئية". وتطرق الحديث في اللقاء الى ملف النفايات وتداعياته، ونقل النواب عن بري انه يأمل ان تكون الامور اليوم قد وضعت على سكة الحلول، داعيا الى معالجة هذا الملف بصورة جذرية. وحول الوضع والحراك في المنطقة، قال ان "مدخل او بداية حل ازمات المنطقة قد تكون اشارته من اليمن، وهو ما سيؤدي الى انفراجات على مستوى الملفات الاقليمية العالقة". وكان بري استقبل في اطار لقاء الاربعاء، الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر، والنواب: فريد الخازن، وليد خوري، علي عمار، علي بزي، اسطفان الدويهي، قاسم هاشم، ميشال موسى، اميل رحمة، علي فياض، ياسين جابر، علي بزي، هاني قبيسي، علي خريس، الوليد سكرية، مروان فارس، بلال فرحات وعبد المجيد صالح. واستقبل بعد الظهر سفير الدانمارك رولف هاي بيريرا هولمبو في زيارة وداعية، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان.

 

قهوجي استقبل السفير المصري والقادري وستريدا جعجع

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة ظهر اليوم، النائب زياد القادري والأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري، ثم النائبة ستريدا جعجع، وتناول البحث التطورات الراهنة.

ووزعت النائبة جعجع بيانا بعد اللقاء جاء فيه: "لقد تشرفت بلقاء قائد الجيش العماد جان قهوجي لتهنئته بالعيد السبعين لتأسيس المؤسسة العسكرية، ويهمني أن أؤكد دور الجيش اللبناني الأساسي والفعلي في الحفاظ على الحدود وحماية السلم الأهلي في الداخل، وبخاصة في هذه الأيام الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط". وأضافت: "لقد كان اللقاء مناسبة لأشكر العماد قهوجي على الجهود التي بذلها الجيش اللبناني، قيادة وضباطا وعناصر، لضمان أمن مهرجانات الأرز الدولية التي أعيد إطلاقها بعد خمسين عاما على توقفها".

كذلك استقبل قهوجي السفير المصري محمد بدر الدين مصطفى زايد يرافقه الملحق العسكري العقيد محمد جلال صلاح، وجرى البحث في الأوضاع العامة، وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين.

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/الغياب العربي خيانة للإنسانية تجاه مأساة الشعب السوري التي لم نشهد مثيلاَ لها

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون رأى في حديث لإذاعة الشرق أنّ الدول العربية يجب أن يكون صوتها موحداَ في مجلس الأمن من اجل إتخاذ قرار يمنع بشار الأسد من الإستمرار في إرتكاب المجازر في سوريا وذلك في معرض تعليقة على مجزرة دوما , لا سيما بعد أن أدار الرئيس أوباما ظهره للشعب السوري وتخلّي بوتين عن ضميره لصالح تجارة الأسلحة وفي ظل تمادي إيران في سياستها , مضيفاَ أنه لا مبرّر لأن يظل العرب غائبين عن مجلس الأمن بل يجب أن يكونوا حاضرين من اجل إستعمال حق مجلس المن لحماية الأبرياء ومن حق البرياء أن يكونوا تحت حماية الدول الكبرى وإعتبر د بيضون أنّ هذا الغياب العربي خيانة للإنسانية تجاه مأساة الشعب السوري التي لم نشهد مثيلاَ لها وحول موقف حزب الله من ترشيح الجنرال ميشال عون رأى أنّ فريق 8 آذار بحالة إرباك بسبب الورطة الكبيرة في سوريا لافتاَ إلى أنّ اللبنانيين يدفعون الثمن هم ومؤسسات الدولة محملا مسؤولية أيضاَ لفريق 14آذار الذي يتعامل مع الوضع بطريقة إنتظارية وفي موضوع توقيف الشيخ أحمد الأسير رأى أنّ الأسير هو ظاهرة معزولة وموقفه ضعيفاَ , مشيراَ إلى وجود دور أساسي لحزب الله ومليشياته في أحداث عبرا , كما تساءل هل سيتركون التحقيق مع احمد السير دون توضيح لدور حزب الله بتوريط الجيش اللبناني , لذا أتوقع أن تكون التحقيقات مشوبة بعلامات إستفهام وهناك خوف على مصير الأسير

سئل : هل تخاف من إرتدادات بتوقيفه ؟ قال : لا فالأسير ظاهرة معزولة ولا أعتقد أنّ لتوقيفه أهمية أمنية بل الأهم هو توقيف قطّاع الطرق والخاطفين والذين إغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري , لافتاَ إلى عملية خطف خمسة تشيكيين , وإذ رأى أنّ هذا الوضع يسيء إلى لبنان وسمعته وإقتصاده أكد أنّ الأيدي المليشيوية تتحكّم بمفاصل البلد , كما رأى إزدواجية معايير في الأمن لأنّ هناك أشخاص يتم توقيفهم فيما لا يمكن الوصول إلى آخرين من أجل توقيفهم

وعن التظاهرة العونية أسف لعدم تحرّك القضاء تجاه تحقير بعض المتظاهرين رئيس الحكومة قائلاَ كان من المفروض أن يتم إلقاء القبض عليهم , دائماَ هناك إزدواجية بالمعايير في الأمن وفي القضاء

ولدى سؤاله عن إمكانية مشاركة حزب الله في تظاهرة للعونيين قال : هم تظاهروا مع العونيين وهناك صور تُظهر ذلك , المهم أنه ظهر إلى أي مدى ميشال عون يصغّر الدور المسيحي حيث إنتهت القصة بترقية 12 عميداَ إلى رتبة لواء وكل هذا رافقه كم هائل من الشعارات عن حقوق المسيحيين , ورأى انه كان من المفترض على صهر الجنرال أن يحمي المؤسسة العسكرية ويقدم إستقالته ويترشح لرئاسة التيار العوني , مضيفاَ أن ما حصل إهانة للبلد وللمسيحيين ويعبر عن سخافة المجلس النيابي رغم وجود العديد من المشاكل في البلد يتلهون بترقية العمداء إلى رتبة لواء وحول كلام النائب أحمد فتفت أنّ حزب الله قال في حواره مع تيار المستقبل إنّ البحث في موضوع رئاسة الجمهورية مرتبط بالمحادثات السعودية – الإيرانية قال الوزير السابق بيضون : هذا الكلام قلناه وتحدثنا به منذ سنتين بأنّ الرئاسة عطّلها حزب الله والورقة اللبنانية ستكون اساسية بالتفاوض حول الرئاسة في سوريا , مشيراَ إلى أنّ الرئيس يعد الحريري أعلن جهوزية فريق 14 آذار من أجل البحث في رئيس توافقي , مؤكداَ عدم إمكانية فرض رئيس في هذا البلد لأن الرئيس يجب أن يكون مقبولاَ من جميع الطراف وحزب الله غير جاهز للنقاش الآن في رئيس توافقي , مشيراَ أيضا إلى أنّ ميشال عون يغطي سلاح حزب الله وإذ رأى أنّ الحكومة تتبع سياسة إنتظارية ندفع ثمنها غالياَ طالبها من أجل القيام بمبادرة نظراَ لتفاقم الأوضاع المعيشية والحياتية من أجل إيجاد حلول للعديد من الملفات

 

نصر الله مستدركاً: عون مرشح قوي وسنبقى ندعمه والأزمات تحاصر اللبنانيين والحكومة أمام حائط مسدود

بيروت – “السياسة”:بعد دق المسؤولين اللبنانيين, من القمة إلى القاعدة, ناقوس الخطر, جراء تفاقم الأزمات على مختلف الصعد وتناسلها, من النفايات إلى الغذاء فرواتب العسكريين وموظفي الدولة, وخطورة المؤشرات الاقتصادية التي تنذر بإفلاس اقتصادي بعد الإفلاس السياسي, المتمثل في محاولة تعطيل المؤسسة الدستورية الوحيدة العاملة في البلاد, مجلس الوزراء, حيث كانت آخر ثمار هذه المحاولة إيثار رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عدم عقد جلسة للحكومة هذا الأسبوع. على صعيد متصل, استمرت وساطة يتولاها وزير الصحة وائل أبو فاعور لبلورة حل للمشكلات العالقة على جدول الأعمال, وعلى رأسها مشكلة النفايات التي فُضت أول من أمس, عروض مناقصتها, وكذلك فتح اعتمادات لرواتب الموظفين والعسكريين, وثالثاً بلورة آلية مرسوم لفتح دورة استثنائية في مجلس النواب وعدم انتظار العقد العادي حتى 15 أكتوبر المقبل, وهي النقطة التي يبدو أنها ستشهد بعض الليونة من جانب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون نتيجة حدثين, الأول تبادل رسائل مع بري أخيراً بهدف غسل القلوب بعد الجفاء الزائد بين الرجلين, والثاني المواقف التي أعلنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله بخصوص أن “لا تغيير ولا تعديل في موقفنا أن عون هو مرشح طبيعي وقوي وله قاعدة تمثيل عريضة, ونحن كنا وما زلنا وسنبقى ندعم هذا الترشيح”, وتعقيبه على وصف عون في الخطاب السابق ب¯”الممر الإلزامي” بالقول, إنه “لا يقدم ولا يؤخر ولا يغير ولا يمس ولا يضعف قوة التبني والإلتزام”, مع تشديد سلام على أن التريث ليس قراراً بل هو ضرورة, وأنه لن يستمر, متسلحاً بدعم واضح من رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري ورئيس “اللقاء الديمقراطي” وليد جنبلاط. وعقد كل من الحريري وجنبلاط أخيراً لقاء في باريس, بهدف إعادة الإنتاجية إلى مجلس الوزراء, بدعم لا يظهر أنه يسمن أو يغني من جوع, من رئيس مجلس الوزراء نبيه بري الذي لم يستطع بدوره نفخ الروح في العمل التشريعي وإعادة جلسات مجلس النواب إلى الانعقاد, ونقل عنه نواب في لقاء الأربعاء النيابي كلاماً تشاؤمياً, يفيد بأن “لا جديد على مستوى الاتصالات للخروج من دائرة التعطيل المستمر”, وأنه “دعا إلى رؤية النصف الملآن من الكوب اللبناني”, واعتبر أنه “رغم استمرار عدم الاستقرار السياسي والشلل الحاصل في المؤسسات, فإن لبنان هو الأفضل أمنياً على مستوى المنطقة”.

 

المخابرات تتسلم ملف الأسير ومداهمات تستهدف مناصريه

بيروت – “السياسة”:أحال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر, الشيخ الموقوف أحمد الأسير مع موقوفين اثنين إلى مديرية الاستخبارات في الجيش للتوسع معهم في التحقيق, وتم اقتيادهم إلى وزارة الدفاع. كما أحيل ملف الأسير إلى النيابة العامة التمييزية للادعاء عليه بتهمة التزوير واستعمال مزور, ليصبح في رقبته ملفان قضائيان, أحدهما عدلي والآخر عسكري. وكانت الجولة الثانية من مرافعات موقوفي عبرا أرجئت إلى 15 سبتمبر المقبل, بعدما طلبت النيابة العامة ذلك إلى حين مثول الأسير مخفوراً أمامها, ما قد يؤثر في سير المحاكمات تبرئة لبعض الموقوفين أو تجريماً لآخرين, مع إجماع الوسط القضائي على أن أمد الجلسات سيطول بالقبض على الأسير. وعلى خلفية التحقيقات مع الأسير, داهمت قوة من الأمن العام في أحد أحياء صيدا القديمة منزل الفلسطيني “فؤاد. أ” وهو من أنصار الأسير ومتوار عن الأنظار منذ فترة, وقامت بعمليات دهم واسعة في منطقة شرحبيل شمال شرق صيدا, كما شملت المداهمات في صيدا منزل خالد أُزعر من مناصري الأسير. وذكرت معلومات أن المداهمات استهدفت مصادرة عبوات ناسفة.

 

اشتباكات بين القوى الأمنية و"طُلعت ريحتكم" هتافات ضد الحكومة ودعوة إلى التظاهر الثلثاء

عباس الصباغ/النهار/20 آب 2015/لم يمرّ اعتصام "طلعت ريحتكم" امام السرايا الحكومية على خير امس، فتخلّلته صدامات مع القوى الامنية وسقوط 3 جرحى على الاقل من المعتصمين، اضافة الى عنصر أمني، بعدما حاول عدد من الناشطين في الحملة سحب الاسلاك الشائكة التي وضعتها القوى الامنية امام السرايا، وبعد هرج ومرج واضطرار قوى الامن الداخلي الى استعمال خراطيم المياه لتفريق المعتصمين، الامر الذي ادى الى تدافع بين الطرفين. وحاول أحد عناصر الأمن اعادة الاسلاك الى مكانها، الا انه سقط فوقها وجرح في يده اليمنى كذلك أصيب أحد المعتصمين جراء التدافع ونقلته عناصر قوى الامن الداخلي الى قبالة السرايا، وعمل أحد المسعفين على معالجته بعدما جرح برأسه. ومساء قررت القوى الأمنية فضّ الاعتصام بالقوة، فحصل تدافع وصدام مع المعتصمين ما أدى إلى جرح بلال علّو ونقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية للعلاج، وبعد أن استخدمت عناصر الفهود الهراوات ضد المعتصمين فتراجعوا إلى قبالة مبنى اللعازارية ومكثوا لفترة على وقع الهتافات المنددة بالقوى الأمنية، مطالبين بإطلاق عدد من رفاقهم الذين أوقفوا. ثم عادوا والتفّوا إلى قبالة مبنى الإسكوا مقابل السرايا الحكومية، مستمرين بالهتافات. وكان الاعتصام بدأ بالتزامن مع اجتماع الوزراء الذي عقد لفض المناقصات في مجلس الانماء والإعمار، وكان سلمياً الى أن قرر المعتصمون إزالة الاسلاك الشائكة بعدما رموا أكياس النفايات في اتجاه عناصر مكافحة الشغب الموجودة خلف الأسلاك، واستعان المعتصمون بالحواجز المعدنية لسحب الاسلاك، فما كان من القوى الامنية الا الاستعانة بسيارات الاطفاء التي ضخت المياه في اتجاه المعتصمين لتفريقهم. وبعد كرّ وفرّ استطاعت القوى الامنية إعادة الأسلاك الى مكانها، وأخذ الطرفان فترة استراحة لدقائق ليتكرر المشهد مجدداً ولمرات عدة، وتمكن أحد الشبان من اجتياز الاسلاك الشائكة فأوقفته القوى الامنية لفترة قصيرة ثم أطلقته. وبعد نحو ساعة على الاعتصام هدأت الامور وتقدم بعض الشبان الى الحاجز الذي يفصل بين السرايا وساحة رياض الصلح، وتوجهوا الى عناصر قوى الامن الداخلي: "انتم مواطنون مثلنا، فاخلعوا بزاتكم العسكرية وانضموا إلينا لأننا نطالب بحل أزمة تطال جميع المواطنين". لحظات تمرّ ويعود الهرج والمرج ويكرر المعتصمون محاولاتهم على وقع الهتافات المنددة بالحكومة ومنها: "يا للعار ويا للعار، دولتنا دولة تجار"، و"ليسقط حكم الازعر"، و"14 و8 عملوا البلد دكانة"، وكذلك هتف المعتصمون ضد وزير البيئة محمد المشنوق ودعوه الى الاستقالة متوعدين بنقل النفايات الى منزله. ثم استقدمت القوى الامنية تعزيزات من فوج التدخل السريع - القوى السيارة في قوى الأمن الداخلي إلى ساحة رياض الصلح لفض اعتصام "طلعت ريحتكم"، لكن المعتصمين رفضوا فض الاعتصام قبل اطلاق رفاقهم الثلاثة، فيما نقلت إحدى المعتصمات ان إطلاق الشبان الثلاثة رهن بتفرق المعتصمين الذين قطعوا شارع المصارف. ومساء تجددت الصدامات بين المعتصمين وعناصر مكافحة الشغب التي عملت على توقيف عدد منهم. وفي ساعة متأخرة من الليل أطلق سراح الموقوفين. وأعلن المعتصمون عودتهم إلى التظاهر الثلثاء المقبل.

 

قضية التشيكيين ومرافقهم اللبناني تدخل شهرها الثاني معلومات عن مقايضة بعد اطمئنان وفد براغ إلى مصيرهم

عباس الصباغ/النهار/20 آب 2015/لم يسبق ان خطفت جهة 6 اشخاص في بلد مثل لبنان ولم تعلن بعد مرور شهر عن مطالبها لمبادلتهم. فقضية التشيكيين الخمسة ومرافقهم اللبناني صائب فياض شقيق الموقوف في تشيكيا علي فياض، تدخل اليوم شهرها الثاني من دون توصل الاجهزة الامنية الى اي معلومة عن مكانهم او على الاقل لم تكشف عن سير التحقيق، واكتفت بتسريب خبر مقتضب عن زيارة وفد امني تشيكي لبلدة انصار واحتمال وجود المختفين الستة في البلدة او بلدة مجاورة مع تراجعها عن معلومات سابقة افادت بوجودهم في البقاع، في تلميح الى سيناريو خطف الطيارين التركيين عام 2013 ونقلهما الى جرود بلدة يونين البقاعية. بعد الاعلان عن خطف التشيكيين الخمسة ومرافقهم اللبناني في البقاع الغربي، زار السفير التشيكي سلفاتوبلاك تشومبا بلدة انصار والتقى عائلة الموقوف فياض، وبحسب المعلومات انه خرج مرتاحاً بعد اشارات مطمئنة عن مواطنيه الخمسة، على الرغم من تكرار عائلة مستشار وزير الدفاع الاوكراني الموقوف في براغ علي فياض ان لا علاقة لها بعملية الخطف، عدا عن استيائها من الصاق تهم بإبنها علي، ومنها تجارة السلاح والمخدرات على الرغم من كونه مستشاراً في وزارة الدفاع الاوكرانية، ومن ضمن عمله التواصل مع الراغبين في شراء السلاح الاوكراني وسبق ان عمل على ابرام صفقات سلاح اوكرانية للعراق والسودان وغيرهما. ويكشف مقربون من فياض لـ"النهار" ان المفاوضات لمبادلة التشيكيين الخمسة تسير وفق ما يرام وان المسألة تحتاج الى بعض الوقت لاعتبارات داخلية تشيكية، وثمة اصرار اميركي على ترحيل فياض الى واشنطن لمحاكمته بتهم محاولة بيع سلاح لجماعة كولومبية تصفها الولايات المتحدة بالارهابية، وهؤلاء يستغربون وصف فياض بالكادر في "حزب الله"، وهو اصلاً لم ينتسب الى اي حزب لبناني، عدا عن انه من بيئة يسارية بعيدة فكرياً من الحزب. اما مكان وجود التشيكيين الخمسة فيؤكدون عدم معرفتهم به "لان الاساس هو اطلاق الموقوف في براغ وعودة التشيكيين الخمسة الى بلادهم". وفي سياق متصل يشير المقربون من فياض الى ان مسألة اخرى في انتظار الحسم هي ايجاد مخرج للخاطفين المفترضين على غرار تجربة عشيرة المقداد و"اصدقاء زوار اعزاز" الذين خطفوا اتراكاً عامي 2012 و2013، وتم ايجاد مخرج عادل للخاطفين ضمن صفقة التبادل.

 

جعجع: المرشح الفعلي لـ"حزب الله" هو غير عون وهو يترك ورقته الفعلية لحين التسوية

وطنية/19 آب/15/موقع القوات/ كشف رئيس حزب 'القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ان 'مرشح رئاسة الجمهورية الفعلي لـ”حزب الله” هو شخصٌ آخر غير العماد ميشال عون، وهو يترك ورقته الفعلية لحين التسوية”، مؤكداً أنه مستمر في ترشحه 'وقد اعلنت استعدادي للبحث مع العماد عون بأي مخرج رئاسي خارجنا نحن الاثنين.” وجدد التأكيد ان 'العامل الاستراتيجي في تعطيل الرئاسة هو إيران وحزب الله رغم وجود عوامل تكتية تتعلق بكتل أخرى ترفض وجود رئيس يملك وزناً”، مشيراً الى أن ايران وحزب الله يريدان رئيساً لهما 100% ونحن نرفض قطعاً رئيساً محسوباً عليهما.” وذكّر جعجع 'ان حزب الله فعل المستحيل ليأتي الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة في حين انهم لم يبذلوا اي جهد لمجيء العماد عون رئيساً للجمهورية”، لافتاً الى أنه 'ان فك العماد عون تحالفه مع 'حزب الله” يتحوّل اقلية بسيطة في المجلس النيابي لذلك يصر 'حزب الله” على تحالفه مع الجنرال”. وأضاف:” لقد قام حزب الله” بـ”ثورة” في 7 أيار 2008 لأجل العميد وفيق شقير في حين انه لم يحاول حتى إقناع اي كتلة نيابية بانتخاب العماد عون، وبالتالي فإن 'حزب الله” سعيد بإصرار العماد عون لأنه المستفيد الأول منه”. وعن قراءته لخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الأخير، قال جعجع:”أؤيد ما قاله السيد نصرالله عن عدم وجود طائفة قائدة، ولكن كيف يكون قرارنا مشتركاً في حين اننا لا نقرر في قرارات الحرب والسلم؟ فعلى الأقل ثلاثة أرباع الشعب اللبناني يرفض قتال 'حزب الله” في سوريا.”

كلام جعجع جاء خلال مقابلة مع تلفزيون 'المستقبل” ضمن برنامج Inter-views مع الاعلامية بولا يعقوبيان، حيث قال:” في ظل الشلل الحكومي، نحن لا ننتظر من دون رأي ولكن تأكدنا بأنفسنا ان حساباتنا بشأن الحكومة أصابت رغم أسفنا لما يحصل”، مشيراً الى 'أننا تحركنا كقوات لبنانية بملف النفايات وأجرينا العديد من الاتصالات بالمسؤولين والأخصائيين لمعرفة ما يمكن فعله بهذا الشأن، ولكن في النهاية لا يمكن تطوير وتفعيل اي شيء في البلد من دون وجود رئيس جديد للجمهورية.”

وأكّد جعجع أنه 'فعلنا المستحيل للخروج من الفراغ الرئاسي وأتمنى ان يكون هناك تطور إيجابي في الشهرين المقبلين وسنظل نحاول، فلن تُحل الإشكالات بعد الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى بل قد تتعقد أكثر لأن إيران لا تتحمل تسويتين كبيرتين في هذه الفترة، فموضوع الرئاسة لا اراه حاصلاً في إطار سلة كاملة في المنطقة وهذه هي التسوية الثانية التي تحدثت عنها، ولكن أعتقد ان إيران ستتشدد أكثر في موضوع الرئاسة وهذا ما سيحصل في الفترة المقبلة.”

وذكّر جعجع أنه 'في العام 2008 لم يرد العماد ميشال عون انتخاب العماد ميشال سليمان وحصلنا على قانون الانتخاب قبل بحث موضوع الرئاسة في حينه، فالعماد عون رفض التمديد النيابي وقدم طعناً امام المجلس الدستوري وغاب الأعضاء المحسوبون على 'حزب الله” عن الجلسة وثُبّت التمديد.”

وشدد على ان 'العامل الاستراتيجي في تعطيل الرئاسة هو إيران وحزب الله رغم وجود عوامل تكتية تتعلق بكتل أخرى ترفض وجود رئيس يملك وزناً”، مشيراً الى أنه 'حتى وجود رئيس كان محسوباً عليهم وأسلوبه سلس كالرئيس ميشال سليمان رفضوه وحاربوه، هم يريدون رئيساً لهم 100% ونحن نرفض قطعاً رئيساً محسوباً عليهم.”

وقال :” لقد فعل حزب الله المستحيل ليأتي الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة في حين انهم لم يبذلوا اي جهد لمجيء العماد عون رئيساً للجمهورية”، لافتاً الى أنه ” ان فك العماد عون تحالفه مع 'حزب الله” يتحوّل اقلية بسيطة في المجلس النيابي لذلك يصر 'حزب الله” على تحالفه مع الجنرال”.

وأضاف:” لقد قام حزب الله” بـ”ثورة” في 7 أيار 2008 لأجل العميد وفيق شقير في حين انه لم يحاول حتى إقناع اي كتلة نيابية بانتخاب العماد عون، وبالتالي فإن 'حزب الله” سعيد بإصرار العماد عون لأنه المستفيد الأول منه”.

وكشف جعجع ان ” المرشح الفعلي لـ”حزب الله” هو غير العماد عون وهو يترك ورقته الفعلية لحين التسوية”، مؤكداً أنه مستمر في ترشحه 'وقد اعلنت استعدادي للبحث مع العماد عون بأي مخرج رئاسي خارجنا نحن الاثنين.”

واعتبر جعجع ان 'إعلان النوايا لم يكن المقصود منه مكاسب مباشرة وإنما في خطوة أولى وقف الحقد الذي استمر لـ30 سنة والآن يبدأ العمل الفعلي، وحتى الآن توافقنا بشكل مباشر على إدراج القانون الانتخابي الجديد وقانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني وهذا إنجاز بيننا.”

وتابع:” نحن في وقت ضائع رئاسياً وحتى لو انسحبت من المعركة الرئاسية لن يتغير شيء، وفي الوقت عينه لا نستطيع إيصال مرشح لا يمثل خطنا السياسي، وقلنا مع العماد عون بقدر ما نتقارب في السياسة نقترب من حل الموضوع الرئاسي.”

وقال جعجع ممازحاً:”قد نتفق مع العماد عون على انتخاب ملحم الرياشي رئيساً للجمهورية ولكن ذلك يتطلب تعديلاً دستورياً.

واستبعد رئيس القوات 'وجود سلة إقليمية في الوقت الراهن تحل العقدة الرئاسية وأعتقد ان هناك قوى لن تسير في أي تسوية إقليمية لا تناسبها، فالعامل الحاسم في الوقت الراهن بتعليق رئاسة الجمهورية ينتظر نضوج سلة في المنطقة او رئيس محسوب على 'حزب الله” وإيران بالكامل.”

ورأى ان ” تصعيد العماد عون على تيار 'المستقبل” هو مرحلي وآني، وقد أوضح العماد عون انه لم يتهم 'المستقبل” بـ”الداعشية”، بينما ما ما تسرّب عن التحقيقات مع أحمد الأسير أظهر انه هاجم 'المستقبل” بشكل أساسي، وبالتالي طالما تيار 'المستقبل” ثابت في توجهه السياسي فأي تحالف مع اي فريق آخر مرحب به لأنه يكون انتصار لفريقنا السياسي.”

وأردف جعجع:” ان 'إعلان النوايا” أقوى من 'إعلان بعبدا” وخصوصاً في الموضوع السيادي، فإعلان النوايا هو باب فتحناه بشكل أساسي للماضي ولكن نتطلع للمستقبل”، متسائلاً:” ألا تستقيم الحياة السياسية إلا بمهاجمة العماد عون؟ نحن لم نصبح حزباً واحداً ولكن فتحنا الباب امام حل الكثير من الأمور، على الأطراف السياسية العمل على مشروعها من دون الهجومات المتبادلة، صحيح اننا ارتحنا جراء 'إعلان النوايا” وفعلنا ذلك من دون اي تغيير في موقفنا السياسي…”

وأشار الى أنه ” لا بحث في 'وراثة” العماد عون سياسياً انما كافة الأحزاب تعمل على استقطاب مؤيدين لدى أحزاب أخرى وهذا في صلب العمل السياسي.”

ووصف جعجع طريقة تشكيل الحكومة في لبنان بـ 'المعيبة والأطراف التي شكلت الحكومة لا تعرف كيف تديرها، وإذا لم يتفق الأطراف في الحكومة على إدارة الفترة الانتقالية في ظل الفراغ هنا تقع المشكلة، نحن لا نملك شيئاً في الحكومة لدينا أصدقاء وفي الوقت نفسه نحن ضد الفراغ، ولكن لن تستقيم الأمور إلا إذا بدّل المواطن طريقة انتخابه لمن يمثله في السلطة، يجب طرح الأمور كما هي اذ لا يجوز ان يستمر ما يحصل في الحكومة، نحن طرحنا حكومة تكنوقراط وما زلت عند موقفي بعدم المشاركة في هكذا حكومة، فهي الحكومة الأكثر عمراً ولكن الأقل باعاً.”

وعن قراءته لخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الأخير، قال جعجع:”أؤيد ما قاله السيد نصرالله عن عدم وجود طائفة قائدة، ولكن كيف يكون قرارنا مشتركاً في حين اننا لا نقرر في قرارات الحرب والسلم؟ فعلى الأقل ثلاثة أرباع الشعب اللبناني يرفض قتال 'حزب الله” في سوريا.”

وأضاف:” نحن نبارك للأمن العام توقيف أحمد الأسير ولكن ملاحظة تقنية يجب إعطاؤها وهو تسريب الخبر بشكل سريع، الأمر الذي مكّن الكثيرون من الهروب، ولكن مثلاً محمد جعفر أوقف المطران خليل علوان في وضح النهار وما زال حراً طليقاً، ونوح زعيتر عليه مذكرات توقيف عدة، وغيرهما معروفو الهوية والمسكن ولا احد يحرك ساكناً. لماذا؟، ففي عام 2009 ايضاً وقع كمين في رياق ذهب ضحيته 4 عسكريين وأصيب ضابط بجروح بالغة، فلماذا الكيل بمكيالين؟ كيف تستقيم الدولة عندما نقيم الدنيا ونقعدها من أجل تغيير ضابط ونقفل المجلس النيابي لسنة ونصف بالقوة… فالشهيد هاشم السلمان قُتل امام السفارة الإيرانية ووجوه من قتله معروفة لكل الناس وكل الأجهزة فماذا نقول لأهله؟ لقد هنأنا الأمن العام بتوقيف الأسير والقوى الأمنية على ما تقوم به ولكن سألنا لماذا التوقف هنا؟”

وعمّا اذا كان الدعم الذي يلقاه العماد عون من حزب الله هو دعم للمسيحيين، أجاب جعجع:” ان اكبر داعم للمسيحيين هو من يساهم في بناء الدولة”.

ولفت الى أن 'الحشد الشعبي لن يستطيع القضاء على 'داعش” بل السُّنة هم من يستطيعون القضاء على 'داعش” ورأينا ما فعلته الصحوات، فالوزير نهاد المشنوق أكثر من يحارب الإرهابيين ولنقل الأمور كما هي ما من وزير مسيحي قام بما فعله المشنوق في رومية مثلاً.”

وقال جعجع:” ان العلاقة مع تيار 'المستقبل” جيدة وهي قائمة على مشروع سياسي مشترك واحياناً يكون هناك تنافس انتخابي بيننا، ففي انتخابات نقابة الصيادلة مثلاً هناك تنافس مع 'المستقبل” ولكن هذا لا يفسد في الود قضية، فعلى سبيل المثال في عرس نجل النائب السابق مصطفى علوش شعرت أنني في بشري أو دير الأحمر أو زحلة أو الأشرفية لدرجة أنني قضيت ساعة معهم واقفاً، لذا لا يستغرب أحد ان يكون هناك نائبان او ثلاثة سُنّة في كتلة 'القوات” في وقت لاحق…”

أما عن العلاقة مع النائب وليد جنبلاط، قال جعجع:” ان العلاقة الشخصية جيدة مع جنبلاط وهناك كيمياء بيننا ولكن المصالح والمواقف السياسية تختلف أحياناً وهذا أمر طبيعي.”

وأكّد أن ” أقل فريق سياسي كان هناك عداء سياسي معه في الماضي هو 'حزب الله” وهو يشبههنا في الكثير من الأماكن، لكن المشروعين السياسيين لفريقينا مختلفين تماماً وحاولنا التقارب اكثر من مرة ولكن جوبنها برفض قاطع من حزب الله، ونتمنى ان تأتي لحظة نستطيع من خلالها التفاهم مع 'حزب الله” على شيء ما…”

وحول زيارته الى المملكة العربية السعودية، قال جعجع 'ان زيارتي للسعودية والاستقبال اظهرا ان المملكة حريصة على لعب المسيحيين لدورهم في المنطقة، فالسعوديون يدعمون مشروع الدولة في لبنان، ومشروع المسيحيين في لبنان دولة ديمقراطية والحفاظ على الحدود والسيادة، لقد شعرت بأنني بين أقرباء لأن طموح المملكة ان يكون هناك استقرار في لبنان وهي منفتحة مثل دول الغرب في موضوع السياسة الخارجية”، مشيراً الى ان ” القيادة السعودية تشجع التقارب مع العماد عون وهذا ما قلته له من خلال الموفدين بيننا”.

وأردف:” أنا انا لا أساوم في السياسة، فحتى خلال عهد الوصاية السورية وأميركا وأيران معها لم أنخرط في اللعبة.”

وتابع:” ان السعودية تنظر الى المنطقة بشكل شامل، والحديث هو ذاته منذ ايام الرئيس كميل شمعون مروراً بالرؤساء سليمان فرنجية وبشير الجميل ورفيق الحريري وصولاً إلى الرئيس تمام سلام، فالسعودية تعتبر ان الرئاسة شأن مسيحي وطبعاً مع الأخذ بمشاعر الآخرين وهذا ما هو حاصل، هم يعتبرون ان المسيحيين حدود مشروعهم هو قيام دولة فعلية في لبنان…”

وقال جعجع: ” كنت اتمنى قيام تفاهم في موضوع التعيينات الأمنية ولكن لم يحصل بل أسأل السيد حسن نصرالله هل كان ليُمدَّد للعماد جان قهوجي لو لم توافقوا؟”

واذ أشار الى ان ” علاقتنا مع تيار 'المستقبل” وحزب 'الكتائب” ثابتة رغم ما يحصل من بعض التباينات لكنها علاقة استراتيجية على مشروع سياسي”، أكّد جعجع انه ” لا شك ان غياب الرئيس سعد الحريري أثر على الأمور التكتية ولكن العلاقة ثابتة على مستوى القاعدة والقيادة.”

ولفت جعجع الى ان 'هناك بعض العراقيل الخارجة عن إرادة المملكة العربية السعودية في موضوع الهبات ولو كانت هناك حكومة لبنانية حقيقية لكان الموضوع أسهل بكثير.”

وشدد جعجع على ان ” القرار بالحفاظ على الاستقرار في لبنان هو قرار لبناني 100%، لو تصرف اي من الفرقاء الداخليين بتهور لكان الوضع مختلفاً تماماً، هناك حد ادنى من الحكمة والتروي عند الجميع والحكومة خير دليل على ذلك فهي اهتزت ولم تسقط.”

ونوّه جعجع 'بالقرارات السريعة التي اتخذتها القيادة السعودية الجديدة سواء في اليمن او في سوريا لأن الأمور كانت تتجه لمنحى مختلف تماماً”، مبدياً قلقه من ان 'المداخيل الإضافية لإيران ستسمح لها بزيادة الأزمات في العراق وسوريا ولبنان وفي مناطق أخرى وستجعلها أكثر تعقيداً.” ورداً على سؤال، قال جعجع:” ان الخيار بتسليم لبنان لإيران غير موجود لأن اميركا اصلاً لا تطلق يدها في المنطقة والتوازن الحالي ارسته القوى الإقليمية وعلى رأسها السعودية.”

واذ توقع ان 'تنتهي الأزمة اليمنية خلال شهر او اثنين لمصلحة المحور العربي وقد تنتقل بعدها إلى سوريا ولكن ربما بأساليب مختلفة”، اعتبر جعجع ان ” ضربات التحالف الدولي في العراق وسوريا ضد 'داعش” غير جدية بل عبارة عن عمليات تجميل.”

وأكّد أنه ” من رابع المستحيلات ان يكون بشار الأسد حلاً لسوريا بعد كل ما قام به.”

ورداً على أسئلة المشاهدين عبر 'تويتر”، أكّد ان 'الحظوظ الرئاسية تصبح جيدة إذا دعمني العماد عون”، مشيراً الى انه ” لم نقل اننا وضعنا خطة كاملة مع العماد عون بل للخروج من الماضي والتطلع للمستقبل.”

وقال:” لا نتدخل في شأن التيار الوطني الحر الداخلي كما لا نريد ان يتدخل اي كان في شؤوننا الداخلية ومن يفوز برئاسة التيار نهنئه كما فعلنا مع انتخاب النائب سامي الجميل رئيساً لحزب الكتائب.”

وأوضح أنه ” ما زلنا بصدد تحضير اقتراح قانون الحكومة الالكترونية وهو بحاجة لعمل لنكون مستعدين عند معاودة العمل التشريعي لمجلس النواب”.

وأضاف:” ان البلد بأمس الحاجة لقانون انتخابات جديد وقانون استعادة الجنسية لربط المغتربين اكثر واكثر ببلدهم ومن بعد هذين البندين نناقش كافة البنود.”

ورداً على سؤال حول ان السياسة في لبنان هي تقاسم للكراسي والمناصب، أجاب جعجع:” لقد عُينت وزيراً في حكومة بعد الطائف مرتين ورفضت ودخلت إلى السجن فلا يجوز مساواة الجميع، ان التعميم قاتل، المنافع شيء والحياة السياسية شيء آخر.”

وأعلن جعجع 'ان العلاقة مع 'المردة” تطورت في السنتين الأخيرتين ونتمنى ان تتطور بشكل أكبر والماضي أصبح وراءنا والآن نتطلع للحاضر والمستقبل.”

وفي الختام، ذكّر جعجع بموعد قداس شهداء المقاومة اللبنانية الذي يُقام هذا العام في معراب في الخامس من أيلول المقبل تحت شعار 'ما بينعسوا الحراس”، مشيراً الى 'أننا جميعنا حراس هذا الوطن والساهرون على أمنه واستقراره كما كان شهداؤنا…”

 

مصطفى علوش: ليس لدى المستقبل قدرة خارقة ليُشكّل مظلومية للمسيحيين

صحف ومواقع الكترونية لبناني/19 آب/15/أكَّد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش أنَّ "الشيخ أحمد الأسير خالف القانون على عدة مستويات؛ إن لناحية تأليف مجموعة مسلحة او لناحية المواجهة مع القوى الامنية، وبغض النظر عن التفاصيل التي عليها علامات استفهام والشوائب التي رافقت معركة عبرا ودخول عناصر مسلحة غير شرعية على الارض اُثبتت بكل الوسائل، يجب ان يفتح الملف بالكامل لكن كالعادة سيكون هناك انتقائية".

وقال في حديث إلى محطة "MTV": "لا شك أنّ ظاهرة الاسير انتهت ليس فقط في معركة عبرا بل أيضاً في معركة بحنّين التي فشلت، القاعدة السنية الموجودة في كل المناطق اللبنانية والتي حاول الاسير الانطلاق منها هي غير قابلة للمواجهة ولا ترغب بذلك على الرغم من الاحساس بمظلومية معينة في كثير من الامور التي تحدث عنها الاسير آنذاك، وفي مكان ما كان هناك موضوعية في كلامه لكنه في التصرف جنح لامكنة ادت الى المواجهة التي حصلت".

أضاف: "اذا كان علي توصيف الارهابيين، فهناك قادة عظماء في البلد اعتبرهم ارهابيين فهم يدافعون عن ارهابيين ويقتلون شعب في بلد آخر واتحدث عن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، وبالنسبة لي حزب الله ارهابي وقائده ارهابي".

ورداً على سؤال عن علاقة مدير المشتريات في فيلا مجدليون بالأسير، أجاب: "نحن نريد معرفة الحقيقة في موضوع الموظف في قصر الحريري الذي القي القبض عليه وهذه القضية في يد من حققوا معه، فليتحدث الامن العام عن ذلك واذا كان هناك تدخلات سياسية فليقل، إنَّ قيادة الامن العام لا تتبع لتيار المستقبل او غيرها من القيادات نحن يهمنا معرفة من مول الاسير، فاكبر اذى حصل لنا كتيار هو من هذه الحركة فالطرف المعادي لنا كان يقول اننا نموله والحالة الاسيرية كانت تواجه تيار المستقبل".

وإذ أشار إلى أنَّ "حزب الله إتُهم 5 من اعضائه باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكنه يعتبرهم قديسيين، وأرسل كذلك خلية ارهابية الى الكويت"، قال: "الفرق بين الاسير ونصر الله هو ان الاخير لديه طائفة باكملها معه وهناك من يموله والاسير لا يوجد احد وراءه".

أضاف: "إنَّ اذى احمد الاسير كان اولا على البيئة السنية وعلى مدى الاشهر الماضية هناك من يحاول ان يستفز هذه البيئة من الناس واتحدث هنا عن التيار الوطني الحر ورئيسه النائب ميشال عون الذين يتوجهون للطائفة السنية ويقولون ان حقوقهم عند هذه الطائفة، ما هذه الحقوق التي يأخذها التيار المستقبل؟". وقال "من كان يحمي الاسير في مخيم عين الحلوة تخلى عنه، أو تم استدراجه أو تمرير اسمه ولكنني مرتاح لالقاء القبض على الاسير ولان الحقيقة ستظهر ولأنه سيحاكم على ما فعله وسيتأكد ان لا علاقة لتيار المستقبل به ولا اعتقد اي احد من تيار المستقبل قد يكون متورط بهذا الموضوع". وتابع: "اذا كان الاسير يعتقد ان بالقوة التي بين يديه كان سيربح هكذا معركة اذا هو كان يعتقد ان القاعدة اي الضنية وصيدا وغيرهم سيقومون معه وبهذا يعتبر تخطيطه خاطئ وربما تم استدراجه لتربيته. حصل اجتماع بين القوى الامني ولجنة الدفاع النيابية وسئلوا عن ما حصل وعن مشاركة عناصر غير شرعية في الاشتباك ولم يُكمل الاجتماع". وعن التعرض للجيش اللبناني، قال: "اتذكر والدة الضابط الطيار سامر حنا الذي خرج قاتله بكفالة مالية، وأسأل ما موقفها وشعورها بعد ذلك؟. المواطن اللبناني الذي يشاهد يقول اذا اردت قتل ضابط افضل لي ان اكون في حزب الله واذا اردت ان اكون عميل افضل ان اكون مدعوم من فريق سياسي لاخرج بـ3 سنوات واذا اردت ان اكون ارهابي افضل لي ان اكون في فريق الممانعة لاخرج بـ4 سنوات".

وأكَّد انه "مرتاح للحالة الامنية الموجودة في طرابلس"، وقال "هناك حرب اهلية جاهزة في لبنان منذ الـ2005 حتى اليوم، وما يمنع هذه الحرب من الاشتعال هو عدم وجود السلاح والمال الكافيين، ولحسن الحظ لم يتم تأمين هذا السلاح والمال".

وعن "المظلومية المسيحية"، سأل: "هل النائب عاطف مجدلاني أقل مسيحيةً من الاستاذ سليم عون؟ المبدأ الاساسي هو اختيار على اساس موقف سياسي أكثر من الاساس الطائفي. ما يقوله سليم عون هو أن نعود الى فدرالية تامة. قصة "المظلومية" تضيق الخلق بسبب ما نسمعه يومياً من مظلومية عند أهل منطقتي، وكل شخص يسمع الكثير من المظلومية عند أهل منطقته ومن كل الطوائف. المظلومية ليست بسبب تيار المستقبل. نحن كتيار المستقبل نشكل ثلث مجلس النواب وخمس مجلس الوزراء، وليس لدينا هذه القدرة الخارقة لنشكّل مظلومية للمسيحيين". ورداً على كلام سليم عون عن أن تكتل التغيير والاصلاح هو أكبر تكتل مسيحي، أجاب: "نحن أكبر كتلة ايضاً في مجلس النواب، ولكن على المستوى الشعبي بالتأكيد لا نمثلّ الأكثرية، فنحن بدأنا في الـ2005 بمجموعة من الأقوياء من كل الاتجاهات، كان هناك نزلة مليون ونصف، ونزلة 300 أو 400 الف مواطن، تسونامي من هنا ودم رفيق الحريري من هنا والمقاومة من هناك. الآن بعد 10 سنوات أصبحنا مجموعة من الضعفاء نتناتش على ما تبقّى. لم يبقى شيء. لن يتم انتخاب رئيس جمهورية لأسباب على الأقل شخصية عند أحد القادة، ولكن في الوقت نفسه حزب الله مرتاح ويتفرّج". وقال: "عندما يعلن أحد أنه بمحور ضدي ويؤيد كل ما يؤذيني ثم يطلب مني أن انتخبه لرئاسة الجمهورية، بالتأكيد لن أنتخبه. اذا لم نصل الى نتيجة في انتخاب عون كرئيس جمهورية لا يعني أننا نأكل حقوق المسيحيين، بل يعني اننا لم نتوصل الى اتفاق حول انتخاب عون رئيساً للجمهورية".

 

وهبي قاطيشا: نبحث و"التيار" في التشريع ولا تراجع عن الإنتخاب والجنسية

صحف ومواقع الكترونية لبناني/19 آب/15/اوضح مستشار رئيس حزب 'القوات اللبنانية” وهبة قاطيشا اننا 'نبحث مع 'الوطني الحر” كل المواضيع المتعلّقة بجلسة التشريع الاستثنائية للخروج بموقف موحّد، وسبق واتّفقنا على اننا لا نذهب الى جلسة لا يكون على جدول اعمالها قانون الانتخابات وقانون استعادة الجنسية”، لافتاً الى ان 'التشاور بين الفريقين يتم على مستوى نيابي”. واعلن قاطيشا لـ”المركزية” اننا 'ضد اقتراح ترقية 12 ضابطاً الى رتبة لواء”، معتبراً ان 'اكثر عمل 'مُسيء” للجيش تبنّي اقتراح كهذا، لانه يُصبح Cylindrique اي اسطواني بدلاً من ان يكون هرمياً وفعّالاً”، واوضح ان 'هذا الاقتراح اذا وُضع على جدول اعمال الجلسة التشريعية نُسجّل تحفظنا عليه، لكن هذا لا يعني اننا لا نحضر الجلسة”. واثنى رداً على سؤال على 'اعلان النيّات” لانه اعطى نتائج ايجابية في الساحة المسيحية”، واشار الى اننا 'لا يُمكن 'اجبار” رئيس تكتل 'التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون على الذهاب الى انتخابات رئاسة الجمهورية او عدم تغطية سلاح 'حزب الله”، فهو حرّ في خياراته رغم 'اعلان النيّات”، ونحن من جهتنا نُطبّقها ونلتزم بها وعلى الناس ان تُحاسب على هذا الاساس”.

من جهة اخرى، ذكّر قاطيشا باننا 'نبّهنا الى ازمة النفايات، ورئيس الحزب سمير جعجع طرح حلولاً مؤقتة منها الترحيل”، ولفت الى ان 'النزول الى الشارع للمطالبة بحلّ لأزمة النفايات لا يُحرّك شيئاً، لان الحكومة لا تجتمع وهي عاجزة عن ايجاد الحل”.

واوضح رداً على سؤال ان 'عكار غنية بالمياه واي طمر للنفايات في تربتها سيؤدي الى تلوّث مياهها الجوفية”، ولفت الى ان 'لا مشكلة في مطمر النفايات في عكار اذا كان حلاً مؤقتاً لبضعة اشهر الى حين انشاء معامل، يكفي عكار انها كانت وما زالت مكباً للفقر والاهمال وغياب الدولة”.

 

ميشال  معوض: المطلوب مركزية في القرار السيادي وليس خصخصته

 أكّد رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض أن "ما هو مطلوب اليوم هو مركزية في القرار السيادي، وليس خصخصة في القرار السيادي، ومطلوب لامركزية في الامور الحياتية، التي لسوء الحظ تظهر الطبقة السياسية والسلطة التنفيذية عاجزة عن معالجة ولو ابسط امر من امور المواطنين، ليس كذلك يركب البلد، الحل بالعودة الى مناقشة الامور الاساسية لايجاد الحلول وعلى رأسها انتخاب الرئيس وحماية الحدود، والحل ان نطبّق اللامركزية في الشؤون الحياتية للناس، لان وضعها في اطار مركزي يؤدي الى فساد ولا رقابة وبالنتيجة النفايات على الطرقات ولا نقول اكثر من ذلك".

واضاف معوض عقب لقائه رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان: "الزيارة لفخامة الرئيس هي لمناقشة الاوضاع والامور المتفاقمة على كل المستويات، وما يحصل ان هناك مخاطر كيانية تهدد البلد بحدوده وكيانه ونظامه، وبالوقت نفسه الطبقة السياسية والسلطة التنفيذية المتمثلة بمجلس الوزراء يهتم بأمور ليس من شأنه الاهتمام بها، اي في وقت يجب ان نكون في وضع نقاش كيفية حماية حدودنا وحماية نظامنا وانتخاب رئيس جمهورية واعادة احياء مؤسساتنا، عمليا لا نستطيع جمع النفايات".

وشدد على أن "الامور التي يجب مناقشتها على طاولة مجلس الوزراء لا يتم مناقشتها وعلى رأسها انتخاب رئيس لكي نستطيع اعادة احياء المؤسسات، والامور التي لا يجب مناقشتها على طاولة مجلس الوزراء مثل النفايات التي يجب ان تناقش على مستوى اتحادات بلديات ومناطق التي هي اساس لتطبيق اللامركزية الادارية تناقش على طاولة مجلس الوزراء من دون التوصل الى حلول".

 

النائب معين المرعبي  لـ”السياسة”: “حزب الله” يحتل البلد

بيروت – “السياسة”: أشار عضو “كتلة المستقبل” النائب معين المرعبي إلى “أننا نعيش في زمن النفايات, فكل شيء من حولنا تحول نفايات, حتى السياسة أصبحت جزءاً من هذه النفايات”. وأوضح المرعبي في اتصال مع “السياسة” أنه لم يحضر اجتماعات “كتلة المستقبل” منذ أسبوعين, احتجاجاً على ما وصفه ب¯”لامبالاة بعض نواب الكتلة بحياة الناس, حيث لا همَّ لديهم سوى تصدير (الزبالة) إلى عكار بواسطة السماسرة والمرتزقة”. وقال “كانت عكار تنتظر منهم افتتاح فروع للجامعة وبعض المستشفيات, لكنهم ارتأوا أن يرسلوا إلينا نفاياتهم, فهل نستحق ذلك برأيهم?”, كاشفاً عن أنه “ضد السياسة التي تنتهجها الحكومة بالحوار وتبويس اللحى”, كما أنه ضد الحوار مع “حزب الله” لأنه لم يأتِ بشيء سوى إلهاء الناس بقضايا لا تهمهم. وأكد أن “حزب الله” يحتل البلد على طريقته, و”14 آذار” لم تعد قادرة على مواجهته, فهو يحاور “تيار المستقبل” لإسكاته, وفي خصومة مجمدة مع “القوات اللبنانية” من خلال إعلان ورقة النوايا مع “التيار الوطني الحر”, كما أنه نجح في السابق بسلخ النائب وليد جنبلاط عن “14 آذار” متسائلاً ماذا بقي? فيما وصف سياسة الحكومة بأنها “ترقيع بترقيع”.

وقال “بالأمس اعتقلوا الشيخ أحمد الأسير, فهل كلفوا خاطرهم وسألوا من المسؤول عن تنامي ظاهرة الأسير وإقحامه في قتال مع الجيش? وهل الأسير وجماعته هم من أطلق النار على الجيش أم هناك طابور خامس فعلها?”, مذكراً بالتجربة المُرة مع مخابرات الجيش في أحداث طرابلس, ومذكراً بأنه في اجتماع اللجان النيابية طالب بتفعيل الرقابة ومحاسبة كل من تسول له نفسه بتوتير الوضع الأمني في البلد, “فماذا كانت النتيجة? كانت أنه لا الجيش يهمه رأي السلطة السياسية, ولا هو يرد على لجنة الدفاع النيابية”. وبشأن إمكان عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان لإعادة تحريك العجلة السياسية, اعتبر أن الأمور لن تتبدل لا بعودة الحريري ولا بغيابه. وتساءل “ماذا يمكن أن يفعل حلفاء الحريري الموجودون على الساحة?”

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

انطوان زهرا: قانونا الانتخاب واسترداد الجنسية يجب ان يكونا أولوية تشريع الضرورة ونطالب بتسوية تحفظ الحكومة

الأربعاء 19 آب 2015 وطنية - قال عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث الى محطة "ان.بي.ان"، "اننا نفتخر بانجاز الامن العام ونعرف انهم قادرون على توقيف آخرين لم يغيروا شكلهم ولم يزوروا اوراقهم ومعروفو مكان الاقامة، ونعتبر الاجهزة الرسمية اللبنانية وحدها من يجب ان تقوم بالتوقيفات ونحن نثق بها وندعم عملها ولا احد عنده اي تردد في هذا الموضوع الذي يؤكد الثقة والصدقية بجهاز الامن العام و(رئيس حزب "القوات اللبنانية") الدكتور (سمير) جعجع هنأه وتمنى على كل الاجهزة توقيف جميع المطلوبين في أي مكان والامن العام موضع احترام وتقدير عندنا". وأكد ان "القوات اللبنانية واضحة جدا وهي تهنئ على ما هو صحيح وتؤشر الى الخطأ، ومن لا يطيق ان يرى جعجع في الموقع الذي هو فيه لا يستطيع الا التطاولـ وهناك وسائل اعلام مجندة للتضليل ولكن هذا زمن ولى ولن يعود". وعن الكلام على التمديد لبعض الضباط، قال: "عندما تصير المبادرة مشروع قانون وتحال امام مجلس النواب يكون لكل حادث حديث، وفي هذا الوقت الدقيق ليس مزحة العبث بهيكلية المؤسسة العسكرية".

وشدد على "اننا حلفاء الرئيس بري في الانتساب الى الوطن وتكريس ثقافة الاعتراف بالآخر وقد اتفقنا مع "التيار الوطني الحر" على مبادئ و"اعلان نيات" وهناك نقاط خلاف ندرسها ونبحث فيها معا، وفي لبنان لم نتنكر لشهداء "حزب الله" ونحترم كل الشهداء وكل من سقط على الارض اللبنانية وما دام الهدف هو الدفاع عن لبنان فلا نستطيع الا ان نحترم الشهادة". وأضاف: "اذا تجاوز عسكري من الجيش الذي نقدسه ونقدس دوره وتضحياته الحدود اللبنانية يكون معتديا ولو كان عندنا مشكلة مع النظام السوري وهذا يأتي من مفهوم السيادة الوطنية ونحن نقول ما يقوله القانون الدولي واذا كان موقفي من الجيش الوطني هكذا فلماذا اتساهل مع فريق آخر يتدخل خارج الحدود، وفي النهاية فان "داعش" او "النصرة" ليسا اسطورة وها هو الجيش يمنعهم من خرق الحدود". قال ردا على سؤال: "ان بعض الموتورين يطلقون على الدكتور جعجع (شائعات واتهامات) وهذا عملهم الدائم، وأنا لا اريد ان اعلق ولا ان اعير انتباها لما يقولونه، وهناك فريق سياسي يمتلك منظومة اعلامية وكما من الحقد وعدم الاعتراف بالآخر يجعله لا يرى الا السلبيات. عندما يصل خطر "داعش> الينا نصلي على الموضوع، ونحن نواجه الخطر الارهابي بواسطة الجيش والمؤسسات الامنية ونحن نقف وراءهم في الدفاع عن الحدود والسيادة، والبعض كان يعتبر ان الحدود السائبة تخدم مصالحه وعندما تولى الجيش ضبطها تغير الوضع ونحن ندعم المؤسسة الى اقصى الحدود". وعن العسكريين المخطوفين ذكر بأن "القوات والدكتور جعجع هم الوحيدون الذين قالوا بعملية عسكرية لتحريرهم اذا أمكن والا ترك الامر للمؤسسة العسكرية لمعالجته على قاعدة "اعطاء الخبز للخباز".

وناشد جميع الافرقاء ان "يجدوا تسوية تحفظ الحكومة وتقوم على ضمان مصالح الناس. ونحن امام العجز عن الانتاج ونتمنى على كل افرقائها العمل على تغيير هذا الوضع". وأوضح ان "5 أيلول هو يوم ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية الذين نفتخر بهم ونعتبر انهم استشهدوا كي يبقى لبنان". وعن العلاقة مع "التيار الوطني"، رأى ان "التناقض والمواجهة صارا من الماضي و"اعلان النيات" غير في كل ما سبق وعندما طبعنا مع التيار تحدثنا عن مبادئ وعن اعلان ما يتفق عليه وابقاء نقاط الخلاف في الاطار السياسي. وقد اتفقنا على موضوع تشريع الضرورة وما يجب ان نبدأ به وهو اعادة انتاج السلطة في اقرار قانون انتخابات جديد وقانون استرداد الجنسية".

ولفت الى انه عندما "بدأ الشغور الرئاسي اتخذنا قرارا (قدمته "القوات") في 14 اذار يدعو الى التزام الدستور والمادة 74 التي تقول ان مجلس النواب هيئة انتخابية فقط ثم طورنا الموقف وقبلنا بتشريع الضرورة على اساس المصلحة الوطنية العليا".

وتوقف عند ما جرى سابقا في موضوع قانون الانتخابات من "الارثوذكسي الى المختلط الذي يجمع النسبي والاكثري والرئيس بري قال انه سيعطي اللجنة التي تدرس الموضوع مهلة شهر للحسم فيه، والا تطرح كل قوانين الاقتراحات الواردة ويجب وضع قانون الانتخاب أولوية في التشريع مع تأكيدنا ان الاولوية القصوى هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وخلافا لرأي عون فنحن نعتبر مجلس النواب شرعيا ودستوريا وقانونيا والتمديد جاء لعدم فقدان آخر حصن دستوري في لبنان".

وعن زيارة جعجع للسعودية، قال: "ان القوات تفتخر بعلاقاتها بالمملكة ودول الخليج وهي علاقات ثقة وعلاقات ممتازة ونحن نراهن على دول الاعتدال العربي لمستقبل مشرق على امتداد المنطقة، ومنذ اعلان لبنان الكبير ومسيحيو لبنان حرصاء على التنوع والتعايش، والطائف حسم امورا كثيرة بحيث تصالح السنة مع لبنانيتهم والمسيحيون مع عروبتهم، وكل هذا يتعزز في العلاقات مع الدول العربية وازمات المنطقة لا حل لها الا على طريقة الطائف وحفظه خصوصيات التنوع، وتفاهمنا مع العالم العربي قائم على احترام لموقفنا من بناء الدولة، وعلى هذا الاساس جرى استقبال جعجع الملتزم مشروع الدولة ودعم الاعتدال". وأكد ان جعجع "لا يتلقى توجيهات من احد ولا يغير في مبادئه، وفي اللقاءات مع المسؤولين السعوديين كان هناك ترحيب ب"اعلان النيات" والسعودية ترحب وتشجع اي تقارب لبناني - لبناني وهم يقولون ان ما نتفاهم عليه فهم معه وما نراه مناسبا يدعمونه". وأكد اننا "غير مقتنعين بتموضع عون السياسي ودعمه ل"حزب الله" وقد نتفاهم معه على الانتخابات الرئاسية وكلام السيد حسن لم يتغير ونحن ناشدنا الجنرال التفاهم قبل سنة ولا احد يريد تجاوزه في هذا الموضوع ولكن لا مقاربة موحدة حول الاستحقاق مع "التيار" وهي لو وجدت لكنا اعلناها". وكرر ان "لا مانع لدى القوات في فتح عقد استثنائي ولكن وفق تحديد موعد بدئه ومواضيعه وختامه على ان يكون قانون الانتخابات اولا فيه ومع احترامنا للرئيس بري ودوره وموقعه الا انه يعرف رأينا في هذا الموضوع، وقانون استرداد الجنسية حيوي وضروري بالنسبة الينا وبقية المواضيع مكان حلها مجلس الوزراء". وعن المؤتمر التأسيسي، قال: "ان عملية قيادة احدى الطوائف الكبرى للبنان انتهت وأي اعادة نظر في النظام لا يمكن ان تنتج الا السعي الى التوازن في ميزان القوى".

ورأى انه "عندما تقبل ايران بموقع متواضع على مستوى المنطقة تحل الكثير من المشاكل".

 

معلولي: لا خلاص للبنان الا بالعودة الى النظام الديموقراطي البرلماني

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - تساءل نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي، في بيان، "الى ان الفراغ الرئاسي، منذ ما يزيد عن سنة وشهرين، والتمديد لمجلس النواب دون اي مسوغ شرعي تم تعطيله، وبعده شلل الحكومة: الا يهدد هذا الواقع الاستقرار وبالتالي الكيان؟!" واشار الى ان ما يزيد من تداعيات غياب السلطتين الاشتراعية والتنفيذية النازحون السوريون الذين تجاوزوا المائة وخمسين الف، اضافة الى هذا الواقع المتفجر "خطر الحروب التي تدور رحاها في سوريا والعراق واليمن وليبيا والاحداث الارهابية في بعض الدول العربية".

واكد معلولي انه وفي ظل هذه الاوضاع المتفجرة ليس امام لبنان من خلاص الا العودة الى النظام الديموقراطي البرلماني وهذا لا يكون الا باجراء انتخابات حرة تأتي بمجلس نواب يمثل الشعب يعمد فورا الى انتخاب رئيس للجمهورية يليه تأليف حكومة وفاق وطني يكون اولى مهماتها احياء المؤسسات الدستورية.

 

أمانة 14 آذار: الاعتداء على سفارة الامارات في صنعاء غير مبرر

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - استنكرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيان "الإعتداء على حرمة سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء من المتمردين على الشرعية اليمنية". وإذ نددت "بهذا الإعتداء غير المبرر"، أكدت تمسكها "بضرورة الحرص على الشرعية الديبلوماسية ولا سيما بين الدول الشقيقة".

 

جنبلاط : احتلال سفارة الامارات في صنعاء مخالف للاعراف والمواثيق المعمول بها

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - استنكر رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في تصريح "إحتلال مقر سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء"، وقال :" هي خطوة مخالفة لكل الأعراف والمواثيق والقوانين المعمول بها".

اضاف :"إننا نطالب بإخلاء مقر السفارة في صنعاء من قبل محتليه فورا وإعادته الى المسؤولين الديبلوماسيين عنه كي لا تتحول الى سابقة يتم تكرارها على جميع المستويات".

 

سليمان: كل يد امتدت على الجيش ستنال عقابها عاجلا أم اجلا

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - شدد الرئيس العماد ميشال سليمان خلال اجتماعه بكتلته الوزارية، على "ضرورة مساعدة الحكومة والمؤسسات لتأمين الحد الأدنى من الحاجات اليومية للمواطن، في ظل التخاذل المشبوه وغير المقبول على كافة المستويات فيما يتعلق بموضوع التطبيع مع الفراغ الرئاسي وعدم بذل أي جهد يذكر لانتخاب الرئيس". وهنأ الأمن العام على "الانجاز النوعي بإلقاء القبض على الارهابي أحمد الأسير"، مؤكدا ان "كل يد ارهابية امتدت على لبنان والجيش اللبناني والقوى الأمنية ستنال عقابها عاجلا أم اجلا، وهذه عبرة لمن لا يريد ان يعتبر".

حناوي

وعلى الاثر، قال الوزير عبد المطلب حناوي: "اللقاء مع فخامة الرئيس دوري للاطلاع منه على الاوضاع الداخلية وعلى صعيد المنطقة، وتداولنا ككتلة بموضوع القاء القبض على الارهابي احمد الاسير ونحن نثني على جهود الامن العام اللبناني ونهنئه على هذه العملية التي تطلبت وقتا طويلا من البحث والمراقبة وبجهود المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم تم القاء القبض على هذا الارهابي. كما ان هناك عملا تنسيقيا ايجابيا بين كافة الاجهزة الامنية التي تؤدي الى القاء القبض على الشبكات الارهابية ومنها أحمد الاسير".

وردا على سؤال عن مستقبل الوضع الحكومي، قال: "رئيس الحكومة تمام سلام يجري الاتصالات لاستمرارية العمل الحكومي، ونحن ككتلة وزارية مع تسهيل عمل الحكومة ومع طرح اي بند ومناقشته على طاولة مجلس الوزراء، اما اذا كان الهدف التعطيل، فقد نلجأ الى النص الدستوري الذي يقول بالثلثين للبنود التي تحتاج الى ثلثين والنصف زائدا واحدا للبنود التي تحتاج ذلك".

كاغ

وتمنى سليمان خلال استقباله ممثلة الامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ ان "تبذل كل الجهود الدولية لاستئصال الارهاب من جذوره، كونه يهدد الجميع دون استثناء ولا تحد طموحاته الارهابية حدود"، مثنيا على "الدعم الدولي للبنان ومؤسساته الأمنية لا سيما الجيش اللبناني الذي يتفوق على سائر الجيوش فيما يختص ببسط الأمن وإحباط الكثير من المخططات الاجرامية". وحول اتفاق فيينا، طالب سليمان ب"ضرورة الأخذ بالاعتبار مسألة تحييد لبنان عن الصراعات وعن سياسة تقاسم النفوذ، وهذا ما يتطابق مع اعلان بعبدا، كونه بات حجر الزاوية للحفاظ على الدستور في ظل التهديد بنظام جديد يأخذ لبنان إلى المجهول المخيف"، مشددا على "ضرورة إعادة تأكيد الالتزام بتحييد لبنان ودعمه في مقررات مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان ISG التي ستنعقد في نيويورك في 30 أيلول".

من جهتها، قالت كاغ: "ناقشت مع الرئيس ميشال سليمان التطورات المحلية والخارجية ونحن نجتمع مع فخامته بشكل دوري، أنا كلي أمل في أن يفتح الاتفاق النووي الايراني أفقا جديدا من الحوار بين مختلف الاطراف الاقليميين والدوليين".

أضافت: "على جميع المسؤولين السياسيين في لبنان تحمل مسؤولياتهم عبر انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، وإقرار القوانين لأننا نعتبر ان احترام الدستور هو من حق الشعوب، بالاضافة إلى ضرورة تحييده عن الصراعات".

وشددت على "أهمية الدعم الدولي للنازحين السوريين وللمجتمعات اللبنانية المضيفة لهم"، مشيرة الى أنها تتابع "مساعي الأمم المتحدة لعقد اجتماع على أعلى المستويات لمجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان على هامش اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة في نهاية أيلول المقبل".

معوض

كذلك بحث سليمان في الاوضاع المحلية مع رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض.

وبعد اللقاء، قال معوض: "الزيارة لفخامة الرئيس هي لمناقشة الاوضاع والامور المتفاقمة على كل المستويات، وما يحصل ان هناك مخاطر كيانية تهدد البلد بحدوده وكيانه ونظامه، وبذات الوقت الطبقة السياسية والسلطة التنفيذية المتمثلة بمجلس الوزراء يهتمون بأمور ليس من شأنهم الاهتمام بها، في وقت يجب ان نناقش كيفية حماية حدودنا ونظامنا وانتخاب رئيس جمهورية واعادة احياء مؤسساتنا. عمليا لا نستطيع جمع النفايات، والامور التي يجب مناقشتها على طاولة مجلس الوزراء لا يتم مناقشتها وعلى رأسها انتخاب رئيس كي نستطيع اعادة احياء المؤسسات، والامور التي لا يجب مناقشتها على طاولة مجلس الوزراء مثل النفايات التي يجب ان تناقش على مستوى اتحادات بلديات ومناطق التي هي اساس لتطبيق اللامركزية الادارية تناقش على طاولة مجلس الوزراء من دون التوصل الى حلول".

أضاف: "المطلوب مركزية في القرار السيادي وليس خصخصة في القرار السيادي، ومطلوب لامركزية في الامور الحياتية التي لسوء الحظ تظهر الطبقة السياسية والسلطة التنفيذية عاجزة عن معالجة ولو ابسط امر من امور المواطنين. البلد لا يسير كذلك والحل هو بالعودة الى مناقشة الامور الاساسية لايجاد الحلول وعلى رأسها انتخاب الرئيس وحماية الحدود. كما ان الحل بأن نطبق اللامركزية في الشؤون الحياتية للناس، لان وضعها في اطار مركزي يؤدي الى فساد ولا رقابة وبالنتيجة النفايات على الطرقات ولا نقول اكثر من ذلك".

برقية

وأبرق سليمان إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معزيا بوفاة والدته.

 

كاتشا وبارود وافرام في لقاء "لبنان الرسالة": خوف مشترك من شلل قاتل وانهيار مخيف

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - أقامت "حركة لبنان الرسالة" لقاء حواريا، عن الأزمات في لبنان والمنطقة، بعنوان "رؤية لبنانية للأزمة الإقليمية"، في مطعم "LE COCKNEY" في ريفون، في حضور السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا، النائب باسم الشاب، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، وزير الداخلية والبلديات السابق زياد بارود، نائب رئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" الرئيس السابق لجمعية الصناعيين اللبنانيين نعمت فرام، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، راعي ابرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا، الأباتي أنطوان صفير، مديرة المفوضية العليا للاجئين السوريين والأقليات في الأمم المتحدة ميراي جيرار، وشخصيات سياسية وعسكرية واجتماعية ورؤساء بلديات منطقة كسروان.

بارود

افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية للديبلوماسي انطوان شريف صفير، ثم تحدث الوزير السابق زياد بارود، فاعتبر أن "السياسة الحالية لديها خطيئة أساسية، لأنها لا تملك أي رؤية ومهمتها ضيقة ومحصورة في الزبائنية السياسية والدوائر الانتخابية وغير مبنية على أسس وأفكار تطويرية"، مشيرا الى ان "هذه الملاحظات لا تنحصر فقط بالاستحقاق الرئاسي في العام 2014، إنما تعود الى العام 1953 الى أحد أهم آباء دستور 1929 ميشال شيحا، الذي لم يكن يعلم أن هذه الملاحظات ستستمر الى أكثر من نصف قرن". ورأى ان "سياستنا رجعية، دون رؤية، مرحلية، موقتة، محدودة، ولا تستطيع أن تحقق الاستقرار والازدهار والنمو"، متسائلا: "كيف يمكن الحديث عن رؤية لبنانية للأزمة الاقليمية في ظل التعددية اللبنانية؟". وتطرق الى نقاط عدة في الملف الأمني، فاعتبر انه "يرتبط بانعكاس الأزمة السورية على لبنان، مما يتطلب حماية دولية"، مشددا على "دور الجيش في المعارك التي حصلت في طرابلس وعرسال وحاجته الى المزيد من الدعم غير المشروط ومده بالسلاح النوعي". وعن الملف السياسي، أبدى بارود خشيته "من أن يؤدي استمرار غياب رئيس الجمهورية الى الانهيار التام للدولة، حيث أن مجلس الوزراء غير قادر على القيام بأعماله ومهامه وحده". وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، لفت الى أن "صمود لبنان في هذه الأزمة هو بفضل القطاع الخاص"، مشددا على "ضرورة حل أزمة اللاجئين السوريين".

افرام

وتحدث نعمت افرام، فرأى انه "كتب على لبنان ألا يقبل على البحث في إعادة تجميع أوضاعه، إلا على الساخن وبعد حروب وويلات ووفق مصالح الآخرين، أو وسط شلل قاتل وانهيار مخيف. لقد تحول كل استحقاق الى ازمة وكل قرار الى شلل. تعطلت آليات العمل، فانهارت المؤشرات الاقتصادية ووصلت إلى القعر، ومنذ العام 2006 لم تقر موازنة في مجلس النواب. الحماية الاجتماعية تضمحل حتى الحضيض. وها هي أوجاع اللبنانيين تتعاظم صحيا وتعليميا وسكنيا ويصيب بنانا التحتية تآكل مخيف والتلوث في أوجه والنفايات تأكلنا وثروتنا المائية تهدر. وفي الوقت الذي نحتاج فيه إلى خلق 25 ألف فرصة عمل سنويا أمام شبابنا، هيهات أن نتمكن من تأمين 5 آلاف منها". اضاف: "مواطنونا يستجدون جوازات سفر أجنبية وبدل استقطاب اللبنانيين من الانتشار، نستبدلهم بلاجئين ونازحين دون آليات تنظيمية. أما الأولويات فتكمن في خدمة أجندات المحاور. مدد مجلس النواب ولايته مرتين وإلى اليوم وبعد أكثر من سنة نفشل في انتخاب رئيس للجمهورية". واوضح ان "الوطن ما عاد يحتمل إستمرار هذا الخلل البنيوي المتمادي في نظامه التشغيلي والإقتصادي والإجتماعي، حيث إدارات الدولة معطلة والمواعيد الدستورية مستباحة والأبعاد الإقتصادية افتراضية والمسائل الإجتماعية زبائنية ريعية. كما أننا لم نعد نستطيع تحمل أن نبقى أسرى مسائل إقليمية ودولية، لا علاقة لمصلحتنا الوطنية العليا بها". واشار الى ان "الأزمة الوجودية التي تعصف بلبنان إضافة إلى مصيرية إنتظام عمل مؤسساتنا الدستورية والوطنية، تستدعي الشروع الفوري في عملية انتخاب رئيس للجمهورية يكون عنوانا لهذا التطور الجوهري في صلب عقدنا الوطني". وتطرق الى 4 نقاط قد تشكل حلا للمعضلات اللبنانية، الأولى تتعلق "بوضع قانون انتخابات عصري يكرس المناصفة ويحمي الشراكة وميثاقيةالدستور ويؤمن في الوقت عينه صحةالتمثيل وعدالته، والثانية، تتعلق بقانون اللامركزية الإدارية الموسعة وفي إقراره فرصة جدية لتمتين الوحدة الوطنية وتأمين الإستقرار عبر تخفيف حدة الصراع على السلطة المركزية، اما الثالثة، فتتعلق بقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والرابعة، اقرار قانون إستعادة الجنسية".

كاتشا

وختاما، تحدث كاتشا، فتمنى "للبنان الرسالة، الاستمرار في جهوده في تحقيق المصالحة والسلام بين المسيحيين وكل اللبنانيين".

 

النجادة: تمسك حزب الله بعون مرشحا وحيدا يفشل كل الحلول المطروحة

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - أكد رئيس حزب النجادة مصطفى الحكيم في تصريح اليوم "ان تمسك حزب الله برئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون مرشحا وحيدا لانتخابات الرئاسية يفشل كل المبادرات المطروحة لحل اللازمة ويضع البلد في مهب الرياح الاقليمية العاتية التي تدمر كل من يقف في طريقها ولن تكون لمصلحة وحدتنا الوطنية". وقال الحكيم: "اذا كان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال ان عون ممر الزامي للرئاسة فعليه ان ينصح العماد عون ونواب الحزب بالنزول الى مجلس النواب للمشاركة في الجلسة المقبلة، وليس الاستمرار في المناورة والمراوغة حتى يرغم الفريق الاخر على الخضوع لشروطه التعجيزية التي تزيد في صعوبة اقفال هذا الملف الشائك"، مشددا على انه "لا يمكن لفريق ان يرهن الوطن لمزاجيته المتقلبة". ودعا الى "اطلاق عملية سياسية وطنية متكاملة وواسعة او تشكيل خلية أزمة لحل الأزمات المتراكمة انطلاقا من المسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتق الجميع وليس التجمد في موقف واحد، مما يؤدي الى انزلاق لبنان في أتون الحروب المشتعلة في المنطقة او رهن البلد وعدم انتظار المبادرات الخارجية، ريثما يتم الاتفاق بين القوى الاقليمية المتصارعة على رقعة النفوذ في الشرق الاوسط على مخارج للازمات فيها". وشدد الحكيم "على ان استمرار الوضع على ما هو قد يدفع القوى الكبرى الى التفكير بصيغة او ابتكار حلول جديدة قد تؤدي الى تقسيم البلد او فدرلته، الامر الذي سيؤدي الى أفدح الخسائر التي لا يمكن تصورها على المستوى الوطني والسلم الاهلي وصيغة العيش المشترك".

 

الحجار: لا يمكن اخضاع البلد الى مزاج شخص واحد

الأربعاء 19 آب/وطنية - أكد النائب محمد الحجار في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5"، انه "لا يمكن اخضاع البلد كله الى مزاج شخص واحد فهناك ناس تصرخ وتعاني ومصلحتهم ابدى من كل المصالح"، مشيرا الى ان "هناك فريقا يقول صراحة انه يمارس تعطيل التعطيل ويلبس تعطيله ثوب حقوق المسيحيين الا ان الهدف من ادائه هو مصلحته الشخصية". وأوضح ان "المساعي ناشطة نتيجة اللقاءات الحاصلة وآخرها اللقاء الذي حصل في باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والهدف منها هو العمل بكل الوسائل لإزالة العوائق من أمام المؤسسات الدستورية وعودة العمل اليها لأن هذا هو المخرج من أزمتنا".

 

دوفريج استبعد انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - اشار وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج الى أنه "عندما رأى التيار الوطني الحر ان العماد عون لن يكون رئيسا للجمهورية حمل تبعات هذا الأمر الى تيار المستقبل"، نافيا أي "وعد من قبل الرئيس سعد الحريري لعون بأنه سيصوت له في الانتخابات الرئاسية". وقال في حديث الى اذاعة "لبنان الحر": "إذا كان هدف التيار الوطني الحر، بالحوار مع "المستقبل" الوصول إلى رئاسة الجمهورية فقط، فإن هدفنا كان أبعد منذ لك، ألا وهو تأمين الاستقرار للبنان في ظل النار الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل الكوارث التي جلبها حزب الله نتيجة تدخله في سوريا". واعتبر أنه "بحسب الاحصاءات فإن الدكتور سمير جعجع يتقدم بنحو 10% على العماد عون لجهة تأييد المسيحيين له، لأن جعجع بخلاف العماد عون ليس لديه مساندات من الخارج، بل لديه فقط تحالفات في الداخل مع "تيار المستقبل". وإذ اعتبر أن "هناك من يحاول توريط "تيار المستقبل" بانه كان وراء دعم أحمد الأسير"، رفض دوفريج أن "يكون توقيف الأسير زاد الإحباط السني"، مؤكدا ان "اكثر من 95% من السنة في لبنان مرتاحون لهذا التوقيف، خصوصا انهم يؤكدون في كل مرة أن المسيحي في لبنان حاجة ضرورية، وضمانة للاعتدال في لبنان". وقال: "يجب أن يخضع الأسير لمحاكمة عادلة، ويجب أن يعرف الرأي العام خفايا قصة الأسير بعد انتهاء التحقيقات". ولفت دوفريج الى ما وصفه "بالمستوى السياسي المتدني لدى "التيار الوطني الحر الذي اتهم عبر إعلامه ومنابره "تيار المستقبل" بأنه وراء تغطية وظهور أحمد الأسير"، مشددا على أنه "يجب على الأجهزة الأمنية توقيف كل المعتدين، وخصوصا من اعتدوا على الجيش اللبناني". اضاف: "أكبر بهدلة" ما يجري بالنسبة للتيار العوني ولحليفه، انه باسم الشراكة وباسم حقوق المسيحيين، ممنوع اخذ قرارات مهمة في الحكومة، بالنفايات والرواتب والهبات وغيرها، وبرأيي انهم يحفرون قبرهم بكلامهم، وعلى جبران باسيل أن يعرف حدوده هو وتياره". وإذ استبعد دو فريج "انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب". اعتبر أن "الحل يكون عبر صفقة تبدأ أولا بانتخاب رئيس جمهورية وقانون انتخاب ومن ثم حكومة جديدة بما فيها القيادات العسكرية"، سائلا: "هل العماد عون ينتظر اتفاقا سعوديا - إيرانيا لكي يأتي كرئيس للجمهورية". وقال: "الوزير جبران باسيل فشل بكل ما قام به"، لافتا إلى أن "تسمية خطة باسيل للكهرباء هي كذبة لأنها كانت بالأصل خطة الرئيس رفيق الحريري". عن مشكلة النفايات، أكد أن "مسألة التصدير مستبعدة لأنها تحتاج إلى الكثير من الوقت"، آملا "التعامل من كل المناطق لوقت قصير إلى أن تأتي الشركة الجديدة وتبني معاملها".

 

كيروز وجه سؤالا الى الحكومة عن أسباب عدم تنفيذ النصوص القانونية في قانون المخدرات والمؤثرات العقلية

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - وجه عضو كتلة حزب "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز سؤالا الى الحكومة اللبنانية عبر رئاسة مجلس النواب، حول أسباب عدم تنفيذ النصوص القانونية الواردة في قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 673 تاريخ 26/3/1998. وجاء في السؤال: "دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، نتشرف بأن نوجه من خلال رئاستكم سؤالا الى الحكومة الممثلة بشخص دولة رئيس الحكومة الأستاذ تمام سلام ومعالي وزير العدل اللواء أشرف ريفي ومعالي وزير الصحة العامة الأستاذ وائل ابو فاعور ومعالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق ومعالي وزير الشؤون الإجتماعية النقيب الأستاذ رشيد درباس، حول أسباب عدم تنفيذ النصوص القانونية الواردة في قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 673 تاريخ 26/3/1998، آملين من دولتكم إجراء المقتضى القانوني لكي تعمد الحكومة عبر الوزراء المعنيين الى الإجابة على سؤالنا في المدة الزمنية المحددة في المادة 124 من النظام الداخلي لمجلس النواب، وإلا اضطررنا الى تحويل سؤالنا استجوابا، وذلك على الوجه الآتي أدناه:

1 - إن المخدرات آفة من أشد أخطار العصر، تؤدي الى انقراض الشخص البشري في حد ذاته وفرديته الخاصة وحصانته المطلقة وتلاشي حرية الإختيار لديه. إن الإنسان الذي يفقد حرية الإختيار يفقد كرامته وهي أعز ما لديه. إن المخدرات تفقد من يتعاطاها أو يدمنها هذه الحرية وهذه الكرامة. كما تصيب المخدرات المتعاطي أو المدمن بضرر جسيم في كيانه الروحي.

2 - لقد أدرك المشرع اللبناني عدم كفاية استراتيجية القمع العقابي وضرورة وضع استراتيجية لمعالجة التعاطي والإدمان ومواكبة حركة التشريع الدولية على هذا الصعيد. كما أدرك ضرورة التحول من النظرة العقابية كما هي في المرسوم رقم 4030 الصادر في 4/5/1960، وفي القانون رقم 44/1988 الى المقاربة العلاجية والتعامل مع المدمن كمريض تستوجب معالجته ورعايته وليس كمجرم تقتضي معاقبته. من هنا جاء قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 673 تاريخ 26/3/1998 يتضمن مقاربة تشريعية موضوعية يغلب عليها الطابع العلمي الشامل ويقدم معالجة واسعة.

3 - غير أن الواقع التطبيقي للنصوص القانونية على أرض الواقع بقي دون المرتجى بكثير، وقد انقضت سبعة عشر سنة من دون أن تبادر الحكومة الى تفعيل بعض النصوص القانونية الموجودة والى إصدار بعض المراسيم التطبيقية واتخاذ بعض القرارات الوزارية الآيلة الى وضع النصوص القانونية موضع التنفيذ الفعلي.

من هنا كانت الضرورة لتوجيه السؤال الحاضر الى الحكومة اللبنانية ممثلة برئيسها وبالوزراء المذكورين أعلاه، على الوجه الآتي:

1 - نص قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 673/1998 في المواد 193 الى 199 منه على تأليف "لجنة الإدمان على المخدرات" بقرار من وزير العدل وحدد مهمتها باستلام المدمنين المحالين أمام القضاء بجرم تعاطي المخدرات، ليتم إيداعهم تحت إشرافها أحد المصحات أو العيادات للسير في تدابير العلاج المذكورة في المواد 184 حتى 190 ضمنا من هذا القانون. فأين هي هذه اللجنة وأين هو دورها في تدابير العلاج والتخلص من الإرتهان للمخدرات؟

2 - ونص قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 673/1998 في المادة 200 منه على إنشاء وزارة الصحة العامة "مصحا أو أكثر لمعالجة المدمنين على المخدرات من التسمم الإدماني". كما نص قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 673/1998 في المادة 201 منه على أن " تنشئ وزارة الصحة العامة أو تعتمد عددا من العيادات النفسية الإجتماعية لمعالجة المدمنين من الإرتهان النفسي للتعاطي". فلماذا لم تنشئ وزارة الصحة العامة منذ 1998 وحتى تاريخه المصحات المتخصصة؟ ولماذا لم تنشئ العيادات النفسية والإجتماعية للمساعدة في العلاج وفي التخلص من الإرتهان النفسي لعادة التعاطي؟

3 - ونص قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 673/1998 في المادة 202 منه على أن "تنشئ أو تعتمد وزارة الشؤون الإجتماعية مؤسسة أو أكثر وأشخاص طبيعيين تتوافر لديهم الكفاءات لرعاية الأشخاص المدمنين بعد شفائهم من الإرتهان للمخدرات". وفي المادة 204 على أنه "إذا تبين للجنة الإدمان أن وجود المدمن في المصح يترك أسرته بغير موارد مالية، تقترح على وزير الشؤون الإجتماعية منح هذه الأسرة بقرار منه إعانة شهرية مناسبة ضمن الإعتمادات المرصدة لهذه الغاية ". فأين هي هذه المؤسسات الراعية للمدمنين بعد شفائهم؟ وكيف تستطيع أسر المدمنين التي لا موارد مالية لديها أن تستفيد من نص المادة 204؟

4 - ونص قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 673/1998 في المادة 205 منه على إنشاء مجلس وطني لشؤون المخدرات يتولى من بين ما أعطي من صلاحيات، وضع وتحديد وتطوير الخطة الوطنية في مجال مكافحة المخدرات وعلاج آثارها. فأين هو هذا المجلس الوطني ولماذا يتخلف عن القيام بواجباته؟

5 - ونص قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 673/1998 في الباب الثاني منه في المواد 211 وحتى المادة 219 على إنشاء "المديرية المركزية لمكافحة المخدرات" في وزارة الداخلية التي تتولى ملاحقة الجرائم المنصوص عنها في قانون المخدرات وقمعها وتعقب مرتكبيها. وتعتبر المرجع الأساسي والصالح لمكافحتها. فلماذا لم تبادر وزارة الداخلية حتى تاريخه الى إنشاء هذه المديرية المتخصصة والتي يجب أن تحل قانونا محل مكتب مكافحة المخدرات المركزي الذي يشكل جزءا من قيادة الشرطة القضائية في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي؟

6 - لماذا لم يلجأ المجلس الوطني لشؤون المخدرات الى تنظيم حملات توعية ضد المخدرات والى إدخالها ضمن المناهج التربوية الرسمية المدرسية والجامعية، وتشجيع الرأي العام ضد مخاطر التعاطي والإدمان وأهمية الوقاية والرعاية الطبية والإجتماعية وإعادة التأهيل؟

7 - لماذا لا يقوم المجلس الوطني برصد موازنة خاصة لتأمين التمويل اللازم للوزارات المعنية ومساعدة المنظمات غير الحكومية المتخصصة التي تساهم في الوقاية والعلاج ودعمها ماليا ومعنويا؟ والى متى تترك هذه المسؤوليات الجسيمة التي يفترض بالدولة أن تتحمل وزرها، عبئا ثقيلا على عاتق الجمعيات الخاصة والمتخصصة؟

8 - ولماذا لا تفرض الحكومة انتهاج سياسة إدارية جديدة في الضابطة العدلية المتخصصة بمكافحة المخدرات بحيث تأتي إجراءات الضابطة العدلية بصورة تضمن حقوق المواطن في إطار الدعوى العامة والملاحقة الجزائية بعيدا عن ممارسة التعذيب في حق الموقوفين؟

لذلك، جئنا بموجب كتابنا الحاضر، نطلب من دولتكم إحالة سؤالنا المفصل أعلاه الى الحكومة، وتحديدا الى الوزراء المعنيين، طالبين منهم الإجابة عليه خطيا ضمن مهلة خمسة عشر يوما على الأكثر من تاريخ تسلمهم السؤال، وإلا اضطررنا الى ممارسة حقنا في تحويل السؤال موضوع هذا الكتاب الى استجواب عملا بأحكام المادة 126 من النظام الداخلي لمجلس النواب".

 

فادي كرم: لماذا العرقلة في ملفي قانون الانتخاب واستعادة الجنسية؟.

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - أشار النائب فادي كرم الى "ان القوات اللبنانية لم تمانع يوما في التشريع وتسيير امور الدولة، لكن من الطبيعي ان يكون البند الاول من التشريع ما وعد به الافرقاء جميعا وهو ملف قانون انتخاب جديد واستعادة الجنسية للمغتربين"، متسائلا:" لماذا العرقلة في هذين الملفين بالذات؟". واكد كرم في حديث لاذاعة " صوت لبنان -93,3" انه "على كل الافرقاء أن يشعروا بالمسؤولية التاريخية"، ودعاهم الى "مراعاة مطالب كل فريق لبناني"، موضحا ان "هناك حلا سريعا وبيئيا لازمة النفايات وهو الترحيل، لأنه يكلف اقل من طمره على الاراضي اللبنانية". ورأى "ان الاهم هو ترحيل الفساد عن ملف النفايات". وشدد كرم على "وجوب تسريع محاكمة كل الموقوفين"، لافتا الى "ان الانتهاء من موضوع الارهاب يتطلب تنفيذ شروط كثيرة كعودة حزب الله من سوريا وتسليم الجيش اللبناني وحده مسؤولية الحدود".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السناتور الديموقراطي روبرت ميننديز يرفض اتفاق إيران لكن الكفة لا تزال لصالح أوباما

لجنة خاصة لدرسه في مجلس الشورى بطهران

واشنطن, طهران – أ ف ب/20 آب/15/عارض سيناتور ديمقراطي ثان الاتفاق النووي مع إيران الذي يثير انقساماً داخل الطبقة السياسية, لكن الحزب الديمقراطي لا يزال يميل بغالبيته لصالح تأييد الاتفاق مع اقتراب موعد تصويت الكونغرس عليه في سبتمبر المقبل.

وقال السيناتور الديمقراطي روبرت ميننديز في خطاب في جامعة سيتون هول في نيوجيرزي مساء أول من أمس, “كرست حياتي لبعض المبادىء التي تدفعني مجدداً إلى تبني نهج لا يحظى بشعبية, ولكن إذا امتلكت إيران السلاح النووي فلن اكون من الموقعين على ذلك”.

وأضاف “علينا أن نكون واضحين جداً في أننا نريد اتفاقاً ولكن الاتفاق الصحيح, أما مجرد اتفاق لا ينص سوى على تأخير محتوم (امتلاك إيران للقنبلة الذرية) فهذا ليس ما نريده”, موضحاً “أعلم أن تأييد الاتفاق كان سيكون أكثر بساطة, تماماً كما كان التصويت مع حرب العراق في الماضي أكثر بساطة, لكني لم أختر الطريق الأسهل وقتها ولن أفعل ذلك في الوقت الراهن”. وينضم ميننديز بذلك إلى زميله السيناتور تشاك شامر عن نيويورك, الذي عارض بدوره اتفاق 14 يوليو الماضي بين إيران والقوى الست الكبرى.وعلى الرغم من انضمام ميننديز إلى معارضي الاتفاق في الكونغرس, اعترف زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بأنه من المرجح أن يحصل الرئيس باراك أوباما على الأصوات اللازمة لإقراره. ووصل عدد مؤيدي الاتفاق بين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى 21 عضواً من أصل 46 .

على صعيد متصل, أنشأ مجلس الشورى الإيراني, أمس, لجنة خاصة لدرس الاتفاق النووي. وضمت اللجنة التي تعكس تشكيلة مجلس الشوري الذي يهيمن عليه النواب المحافظون 15 عضواً, هم 13 من المحافظين واثنان من الإصلاحيين.

وستبحث اللجنة بنود الاتفاق النووي بين إيران وقوى مجموعة “5+1 لإبداء الرأي فيه. من جهة أخرى, أعربت الولايات المتحدة عن “معارضتها” للصفقة العسكرية الجاري إبرامها بين روسيا وإيران وتعطي الأخيرة منظومة (اس 300) الدفاعية المضادة للطائرات.

 

العربي الجديد: النفي الإسرائيلي لاتصالات التهدئة : ابتزاز "حماس" وتهدئة غضب عباس

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : اهتمت الصحف الإسرائيلية بالحديث عن أن المفاوضات والاتصالات بشأن التهدئة في قطاع غزة، أكثر تعقيداً مما أظهره بيان ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والذي نفى وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع حركة "حماس" بشأن التهدئة، ولا عبر دولة ثالثة. فبحسب صحيفة "هآرتس"، اهتم نتنياهو عند لقائه الأخير برئيس الحكومة البريطاني الأسبق، توني بلير، بأن يوضح له أن بمقدوره مواصلة مساعيه واتصالاته، لكنه ليس مخوّلاً بأي صلاحية أو تفويض من الحكومة الإسرائيلية، للتوصل إلى اتفاق مع "حماس". وإضافة إلى ذلك، حرص نتنياهو على أن يبلغ بلير، في الوقت ذاته، أنه (أي نتنياهو) ينظر إلى نشاط بلير فقط باعتباره محاولة اختبار إمكانية التوصل إلى اتفاق، وفي حال تمخّضت اتصالاته مع قادة "حماس" عن نتائج فإن إسرائيل ستكون مستعدة لسماع التفاصيل. ويبدو أن المصدر الذي تحدثت إليه "هآرتس" ليس مجرد "طرف مطلع على موضوع الاتصالات الجارية للتهدئة" فحسب، بل هو مقرب من نتنياهو. إذ أقر المصدر أن "إسرائيل لا تُجري مفاوضات حول وقف إطلاق النار مع حماس، لكنها تجري بالتأكيد اختباراً لإمكانية إنجاز ذلك"، وهي في الواقع صيغة أخرى للموقف نفسه الذي أعلنه نتنياهو أمام بلير، بحسب "هآرتس".

ويأتي هذا التطور في الوقت الذي سكتت فيه إسرائيل، ورفضت على مدار الأسابيع الماضية، التطرّق لسيل التقارير المختلفة التي تحدّثت عن قرب التوصّل إلى اتفاق تهدئة بين "حماس" وإسرائيل بوساطات مختلفة، بينها تركية وقطرية وأوروبية، ما أثار حفيظة وتخوّف السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، على الرغم من أن "حماس" أعلنت أنها لن تبرم أي اتفاق قبل عرضه على الفصائل الفلسطينية. ومع ذلك كان عباس وجّه سهام غضبه لإسرائيل متهماً الحكومة الإسرائيلية بالتفاوض مع "حماس"، بدلاً من أن يسعى لاستفسار طبيعة الاتصالات وجوهرها بشكل مباشر مع قادة "حماس"، ما أثار انطباعاً في حينه أن السلطة الفلسطينية بقيادة عباس، وخوفاً من أن تسجل "حماس" إنجازاً ملموساً بعيداً عنها، فإنها قد تسعى لعرقلة المفاوضات أو حتى الطعن فيها، حتى لا تبقى خارج الصورة.

ومن اللافت للانتباه التوقيت الذي اختاره نتنياهو لإصدار بيان النفي، مع الاهتمام بالإشارة إلى "عملية اختبار إمكانية التوصل لنتائج" والعوامل المرافقة لهذا النفي. فقد جاء النفي، رداً على تصريح شخصية رسمية رفيعة المستوى، هي مستشار رئيس الحكومة التركية ياسين أقطاي، الذي كان قد صرح قبل يومين باقتراب التوصل لاتفاق تهدئة.

ومن الواضح أن هوية أقطاي الرسمية وجزمه بشأن المفاوضات والاتصالات، وضعت نتنياهو في موقف حرج إزاء شركائه الحكوميين، وتجاه علاقته مع السلطة الفلسطينية وعباس، ومع النظام المصري، لأن تصريحاً بهذا القدر من الحزم، كما أنه صادر عن هيئة تركية رسمية، يؤكد اتهامات عباس لنتنياهو بالتفاوض مع "حماس" في وقت يتواصل فيه نضال الأسير المضرب عن الطعام، محمد علان، مع ما يرافق ذلك من توتر هائل في الضفة الغربية، تحتاج فيه إسرائيل أكثر من أي وقت مضى "لفضائل وحسنات التنسيق الأمني".

وبالتالي، فإن مرور التصريح التركي من دون نفي إسرائيلي رسمي ومن أعلى المستويات، قد ينعكس سلباً على سلاسة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، فيما تصارع إسرائيل لمواجهة ظاهرة المقاومة والعمليات الفردية.

وينسحب ذلك على العلاقة مع النظام المصري، وإظهاره بمظهر الطرف الذي لا يدري شيئاً عما يقوم به حليفه الأكبر، أي إسرائيل، وخصوصاً مع ما يبدو من تقاطع وتماثل في مواقف الحليفين من حركة "حماس" من جهة، ومن التوتر في علاقات الحليفين مع الطرف الثالث في المعادلة، وهو تركيا. فمعنى مرور تصريح أقطاي من دون نفي إسرائيلي هو عملياً، نكران إسرائيلي للجهد المصري في إحكام الحصار على غزة وفي تقييد حرية حركة "حماس"، وتفضيل دور تركي بارز على دور لنظام يسعى إلى محاولة التأصيل لشرعية له في مصر.

وبالعودة إلى الطرف التركي، فإن النفي الرسمي يمنح عملياً نتنياهو ورقة ضغط على تركيا، وتحديداً ضد الرئيس، رجب طيب أردوغان، من خلال ضرب مصداقية التصريحات التركية، عبر استغلال الأزمة السياسية الداخلية في تركيا. ويساعد ضرب المصداقية، وفق الحسابات الإسرائيلية، في "تليين" موقف أردوغان من إسرائيل، وذلك على الرغم ممّا يبدو أنه تحسّن في العلاقات بين تركيا والسعودية، وما لفتت إليه الصحف الإسرائيلية في اليومين الماضيين من احتمال رضوخ النظام المصري للضغوط السعودية لجهة تحسين العلاقات المصرية مع "حماس"، في سياق مسعى سعودي لجذب الحركة نحو دول "المحور السنّي المعتدل"، وإبعادها عن المحور الإيراني. ويبقى أخيراً، دافع ومحرك إضافي لهذا النفي، وهو سعي إسرائيل العلني، إلى التنصّل مسبقاً من أي التزامات أو نصوص في المبادرة، عبر التستر وراء مقولة انتظار ما سيجلبه بلير لدراسته، من دون إعطاء رد ملزم. إلى ذلك فإن النفي يتيح لإسرائيل حيزاً إضافياً من المناورة لابتزاز "حماس"، أو على الأقل في حال فشلت في ذلك بتعطيل الاتفاق من خلال التعويل على "الضجة" التي يثيرها نشر الاتفاق، داخل البيت الفلسطيني، عبر الحديث عن فضائل الاتفاق إسرائيلياً. وقد أسهبت الصحف الإسرائيلية في شرح إيجابيات مثل هذا الاتفاق لحكومة نتنياهو بالذات (عبر تغييب كامل ومتعمد لإعلان حماس أنها ترفض دولة في غزة)، مثل أنه يريح الحكومة الإسرائيلية من الضغط الدولي لوقف الحصار، كما أنه لا يلزم بالضرورة إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني، ولا الخوض في مفاوضات للحل الدائم، وهي ظروف يُشكّل توفرها طوق نجاة لحكومة نتنياهو مما هو آتٍ بفعل تركيز الأضواء مجدداً على ملف غزة من دون الضفة الغربية. وبالتالي قد يتكفل الانقسام الفلسطيني الداخلي، بوأد أي اتفاق تهدئة، مما سيعفي إسرائيل نهائياً من أي مسؤولية، على الأقل وفق وجهة النظر الإسرائيلية.

 

وفاة 9 اشخاص في غرق زورق لتهريب فلسطينيين سوريين في المياه الاقليمية التركية

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - طرابلس - غرق زورق تهريب استخدم لنقل 40 فلسطينيا من لاجئي مخيمات سوريا وتحديدا من مخيم اليرموك، كانوا لجأوا الى مخيمات الشمال وطرابلس. وانطلق المركب من قبالة مرفأ طرابلس باتجاه تركيا قبل نحو 48 ساعة، ولدى وصوله الى المياه الإقليمية لجهة تركيا غرق بمن فيه نظرا لثقل حمولته،ما ادى، بحسب احد الناجين الذي كان اتصل بأقربائه في طرابلس، الى وفاة 9 اشخاص بينهم نساء واطفال وشباب، موضحا " أن فرق الانقاذ وخفر السواحل التركية عملت على انتشال الناجين ونقلهم الى المستشفيات التركية للمعالجة".

 

واشنطن نددت بتشديد قانون مكافحة الارهاب في مصر

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - نددت الولايات المتحدة الأميركية ب"تشديد قانون مكافحة الارهاب في مصر"، مبدية قلقها على "حماية حقوق الانسان في هذا البلد". وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي "نحن قلقون من تأثير ضار محتمل لبعض اجراءات قانون مكافحة الارهاب الجديد على حقوق الانسان والحريات الاساسية". وأضاف:"ان واشنطن تقف الى جانب القاهرة في معركتها ضد الارهاب والتغلب على الارهاب يتطلب استراتيجية كاملة على المدى البعيد تشيع مناخا من الثقة بين السلطات والراي العام، وخصوصا عبر السماح لمن يختلفون مع سياسات الحكومة بالتعبير عن رأيهم في شكل سلمي".

 

اردوغان: تركيا تتقدم بسرعة في اتجاه انتخابات مبكرة

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ان تركيا "تتقدم بسرعة" في اتجاه انتخابات مبكرة على اثر فشل المشاورات السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التشريعية في حزيران. وقال في لقاء في قصره اليوم مع نواب محليين نقل التلفزيون وقائعه: "اننا نتقدم بسرعة نحو اجراء انتخابات". واكد ان تركيا ستدعى للتعبير عن "ارادة الشعب" للخروج من المأزق السياسي. وتأتي تصريحات اردوغان غداة لقائه رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الذي ابلغه رسميا أنه لا يستطيع تأليف ائتلاف حكومي.

 

مقتل 8 جنود اتراك في هجوم لحزب العمال الكردستاني

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - اعلنت وكالة انباء "الاناضول" التركية الرسمية ان ثمانية جنود من الجيش التركي قتلوا اليوم في تفجير استهدف آليتهم في جنوب شرق البلاد، محملة حزب العمال الكردستاني المسؤولية. وبعد اعتداء انتحاري في سوروتش جنوب تركيا اوقع 33 قتيلا ونسب الى تنظيم "داعش"، اعلنت تركيا في 24 تموز الماضي "الحرب على الارهاب".

 

فابيوس: اغتيال داعش للمدير العام السابق للآثار في تدمر عمل بربري

الأربعاء 19 آب 2015 /وطنية - باريس - ندد الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس في تصريح اليوم ب"اغتيال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش للمدير السابق لهيئة الآثار في تدمر خالد الأسعد". ووصف فابيوس الاغتيال ب"البربري، لأنه يطاول رجل معرفة، يناهز عمره 82 عاما، وكان مديرا لهذا الموقع الأثري القديم طوال 50 عاما، وعمل مع العديد من البعثات الفرنسية للتنقيب عن الآثار خلال مهنته". ووجه تعازيه إلى لذوي الأسعد، وقال: "إن هذا العمل البربري يضاف إلى لائحة الجرائم الطويلة التي ارتكبت خلال السنوات الأربع في سوريا. ويجب سوق المسؤولين عن كل هذه الأعمال أمام العدالة". وأكد "أن الحل السياسي القائم على مبادىء بيان جنيف وحده سيسمح بوضع حد نهائي للنزاع في سوريا".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجنرال عون وكيل الفتنة الطائفية من جديد

مهى عون/السياسة/20 آب/15

مازالت قوى غير منظورة تسعى إلى نشر روح التفرقة المذهبية في لبنان, بهدف إعادة إحياء نار الحروب الطائفية والمذهبية المقيتة التي أجمع مختلف شرائح الشعب اللبناني, في “اتفاق الطائف” وجميع المؤتمرات التي عقدت بنهاية الحرب اللبنانية من بعده, على وأدها إلى غير رجعة. إلا أن هذه الأيدي العبثية الآثمة, ما زالت تسعى إلى احياء نار هذه الفتنة بشكلها الطائفي المسموم, المسيحي-الإسلامي أو الشيعي-السني. والملفت أنه بعد أن نرى أبشع مظاهر عودة هذه الفتنة الطائفية التي يتم إشعالها على يد التيار العوني, يخرج الأمين العام ل¯”حزب الله” حسن نصر الله في خطاب متلفز ويدعو بشكل يتناقض مع موقف حليفه التيار العوني, إلى تأسيس أطر للمشاركة الحقيقية والصحيحة والدائمة بين مختلف طوائف البلاد ومكوناتها.

تناقض أقل ما يُقال فيه إنه مقصود ومتعمد, من ناحية توكيل الدور الوسخ إلى التيار العوني على أن يظهر بالمقابل “حزب الله”, رافعاً راية الحوار والتقارب والشفافية, عون وجماعته يحملان العصي الغليظة الداعية للتفرقة على أن يكون “حزب الله” من فوق هذا المشهد المزري, فيخرج للمناداة بالتآخي والتقارب والسلام.

لا مندوحة من القول إن سذاجة القيمين على التيار العوني وقلة إدراكهم فاقتا كل الحدود, حيث إنهم ليسوا جاهلين أبعاد هذه اللعبة فقط, ولكنهم تخطوها, وكأنهم هضموا على مضض كلام السيد حسن في توصيفه الجنرال عون بال¯”ممر” الذي لا بد منه في عملية انتخاب رئيس الجمهورية, في الحقيقة أن يكون الجنرال عون ممراً أو أداة قد لا يغير في المضمون, أي المضمون الحقيقي لنوايا الحزب ونظرته تجاه الجنرال عون وتياره, بدليل أن عملية التمديد للعماد قهوجي وافق عليها “حزب الله”, متخطياً احتمال انفجار عون وتياره غيظاً وحنقاً وغضباً, من تخطي صهره الميمون شامل روكز وإبعاده من مركز قيادة الجيش نتيجة قرار كهذا في مجلس الوزراء, إلا أن تحرك الجنرال عون في الشارع لم يكن صراحة وعلناً مجسداً هذا الغضب, بمقدار ما كان منطلقاً من الحقد الدفين الذي يضمره التيار العوني تجاه أهل السنة. فالتظاهرة التي نزل فيها مناصرو التيار إلى الشارع لم تكن تهدف سوى إلى التهجم على “تيار المستقبل” وعلى أهل السنة عموماً, من طريق توصيفهم ب¯ “الداعشيين”, فهل عناوين التيار العوني هذه كانت من عمل منظمي التظاهرة, أم جاءت لتجسد أوامر مرجعيته الشيعية في “حزب الله”? في كل الأحوال, يبقى الأكيد أن الحزب مصمم على المضي في اضطهاد أهل السنة, وإنْ من وراء الكواليس, من طريق تحريك أدواته, أو ممراته على الساحة. وفيما يصر عون على عملية استفزاز أهل السنة مواكبة مع تحامل النظام اللبناني عليهم بشكل ممنهج ومتواصل, تارة من طريق غض النظر عن عملية اغتيال الشيخين السنيين في منطقة البقاع, مروراً بتغييب التحقيق في ملابسات تفجير المساجد السنية في منطقة طرابلس, يحاول “حزب الله” جرياً على عادته, إظهار الدولة اللبنانية بأبشع صورها, كدولة عاجزة وغير قادرة عن تأمين الأمن وسلامة المواطنين في وجه التيارات التكفيرية المعشعشة في عقر الدار. ولقد ظهر ذلك الأمر بشكل جلي, عن طريق تعمد التيار العوني دوس علم “تيار المستقبل” في الشارع, على خلفية اتهامه بالتكفير والتطرف “الداعشي”. على أن يأتي هذا التصرف استكمالاً لنداءات عون, بأن “حزب الله” هو الذي يحمي الوطن في المقابل من أخطار “داعش” وممثليهم في الداخل اللبناني. والغريب هو أنه حتى الساعة لم يأت الرد المناسب من تيار المستقبل على هذا التحدي, ما ينبئ بالمزيد من استباحة كرامته والتعدي عليه.

كل هذه المساعي المبذولة بالتكافل والتضامن بين “حزب الله” والتيار العوني, تصب في هدف واحد ألا وهو استكمال مخطط ضرب أهل السنة في لبنان, بهدف إسكاتهم تمهيداً لحلول النظام الإيراني في لبنان بشكله الرسمي. ويأتي في سياق عملية إحلال الفراغ على صعيد مختلف مؤسسات الدولة تمهيداً لنسفها ولإحلال نظام ولاية الفقيه مكانها وهذه المرة بشكل رسمي. والجدير بالذكر أن تعمد اتهام طائفة سنية كاملة ب¯ “الداعشية” وهي في غالبيتها من مناصري “تيار المستقبل”, وبهذه الطريقة الفجة والوقحة, ليس بريئاً, وليس حتماً وليد منظري التيار العوني وفلاسفته بالتأكيد. فالمخطط يتم تلقينه للعماد عون على أن يعمد إلى تنفيذه, وهو إن فهم مراميه وأكمل في دور “الممر” فتلك مصيبة, وإن لم يفهم ويدرك أهداف الحزب من وراء استعمال تياره كمطية فتلك مصيبة أعظم.

في كل الأحوال, إن استعمال الحزب في لبنان أدوات تخدم مخططاته, ليس غريباً عن تكتيكه السياسي الذي يمارسه النظام الإيراني في مختلف الأقطار العربية, حيث لم يعد يخفي أطماعه, سيما وأنه أعلن مقاطعات تابعة له في أكثر من بلد وعلى لسان أكثر من مسؤول. وعلى ما يبدو لم يتعلم عون شيئاً من تلك الحنكة الفارسية خلال سنوات تحالفه مع الحزب, بل على العكس, بلغت به الرعونة مبلغاً دفعته إلى إطلاق مواقف متطرفة وطائفية مقيتة بإمكانها تهديد مصير مناصريه ومن يدعي حمايتهم من المسيحيين, ووضعهم في فوهة المدفع وتعريضهم لعمليات انتقامية من المجموعات السنية المتضررة من هذا التجريح المركز عليهم.

قد لا تكون عملية اعتقال الشيخ أحمد الأسير بعيدة من مخطط “حزب الله” استهداف أهل السنة, ولكن كانت أداته أو ممره هذه المرة أجهزة الدولة اللبنانية. ولو لم يأت اعتقاله اليوم في ظل استمرار تغييب كل الملاحقات للتجاوزات السابقة, كإهمال ملاحقة علي عيد المتهم بتفجير مساجد طرابلس وغيرها, لكان الأمر جديراً بالتقدير والاحترام, لكن أن يأتي ضمن موجة تصعيدية وتحرك عوني استفزازي في الشارع هو أمر لا يطمئن, بل يدعو للحيطة والحذر من مخططات مقبلة.

 

التبسيط العوني واستغلال الشارع

إيلـي فــواز/لبنان الآن/19 آب/15

يستطيع المرء أن يرى الأمور بأشكال مختلفة ومن زوايا مختلفة، ويأخذ منها موقفاً تبعاً لنظرته لها، لكن كلما اقترب من التسطيح او التبسيط، وكلما فشل في إحاطة الامور من مختلف زواياها، كلما فقدت رؤيته لشيء من اكتمال الصورة او شموليتها. وهذا ما ينعكس سلباً على اي قرار يتخذه. وكلما احاط المرء بالأمور من كل جوانبها، كلما كانت قراراته أقرب إلى الصواب. هذا يصلح في الأمور الشخصية جداً كما الأمور العامة. وهنا الفرق بين الفشل والنجاح. في السياسة فلنأخذ حالة ميشال عون مثالاً. الرجل يقول لمناصريه وللرأي العام بشكل تبسيطي أنه هو الأكثر تمثيلاً لدى الطائفة المسيحية، وأنه على هذا الاساس يجب ان ينتخب رئيساً، وأن يفرض رأيه في التعيينات المارونية في الدولة اللبنانية، كقيادة الجيش، أو حتى في اختياره لنواب الأمة، وإلى ما هنالك من امور تقضي باسترداد "حقوق المسيحيين".

طبعاً ما يقوله عون قد يكون مقنعاً لشريحة من الناس، ولجزء من الرأي العام، وقد يجعل رجلاً بمكانة الوزير السابق نقولا الصحناوي يتصرف بشيء من المراهقة لا تليق بمركزه في يوم المظاهرة العونية. هذا طبعاً إذا اعتمدنا مبدأ التبسيط وتجاهلنا الصورة الأكبر. لأننا إذا نظرنا للأمور بشكل أوسع ومن منظار أكبر لاقتنعنا ان الرجل على خطأ في ما يقول ويطالب، وهو بعيد كل البعد عن المنطق.

فمنذ العام 2005 ومع اغتيال الرئيس رفيق الحريري دخل لبنان المجهول، عبر مواجهة سنّية شيعية مقنّعة طالت معظم الجسم العربي لاحقًا. تطورت هذه المواجهة لتصبح علنية مع انطلاق الثورة السورية وتدخّل حزب الله فيها، ثم حرب اليمن والفوضى العراقية، وتعقّدت المواجهة أكثر بفعل الانفتاح الاميركي على إيران واعتراف الرئيس باراك أوباما ضمنياً بمناطق نفوذ للحرس الثوري على حساب العرب. كل ما يجري في المنطقة خاصة في مناطق المواجهة، مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن، لا يمكن فصله عن الصراع السنّي الشيعي او المنازلة السعودية الإيرانية. لبنان إذاً أحد مسارح هذا الصراع وإنْ لم يكن أكثرها دموية، وهو ليس بمنأى، وكل من يحاول ان يوحي غير ذلك، أو يقول كلاماً عن ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة يكون واهماً او مخادعاً، لسبب أساسي، وهو انخراط حزب الله عسكرياً في هذا الصراع القائم، تحديداً في سوريا.

من هنا فإن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، أو تعيين قائد للجيش، او اختيار رئيس للحكومة اللبنانية يمر حتماً عبر بوابة هذا الصراع، وحتماً عبر قطبيه، اي إيران والمملكة العربية السعودية، وينعكس على حلفائهما في لبنان. للعودة إلى عون، فهو كان بعد انتخابات 2005 اختار تحالفاته بوعي، ووقف صراحة وعلانية مع حزب الله وإيران  والرئيس السوري بشار الأسد حتى بعد انطلاق الثورة السورية. وتلك التحالفات أعطت عون ثماراً كثيرة، ولكنها بالمقابل أبقت طموحاته ضمن سقف معين لا يمكن ان يتخطاه، خاصةً مع انخراط حزب الله في الحرب السورية، لأن طرفي الصراع الاساسيين في لبنان، اي حزب الله وتيار المستقبل، انتهجا التهدئة بدعم دولي ورضى إقليمي، والابتعاد عن الاستفزاز الواحد للآخر. وعون يُعتَبر استفزازياً للفريق الآخر، ووقوفه مع الشيعة ضد السنّة كان حاسماً لجهة استحالة وصوله لقصر بعبدا. فترشحه للرئاسة او تسميته العميد شامل روكز لقيادة الجيش فيه شيء من كسر لهذا التوازن السنّي الشيعي الهش والذي يتمسك به كل من حزب الله وتيار المستقبل. من هنا إذا ما رأينا الأمور من كل الزوايا المعقدة، لاستنتجنا أنّ مطالب عون هي تعجيزية وغير منطقية، ولاستنتجنا ان رفض أخصام عون لانتخابه رئيساً للجمهورية السعيدة ليس مرتبطاً بهدر "حقوقٍ مسيحية" بقدر ما هو مرتبط بالصراع السنيّ الشيعي و موقفه منه. اذا كان عون يجهل ان عليه ان يدفع ثمناً لتحالفاته مع ايران وحزب الله، فهذه طامة. ولكن كل شيء يشي بمعرفة الرجل ان مطالبه تعجيزية، لذا كل تحركاته ومواقفه السياسية وتصعيده ضد الرئيس الحريري وتيار المستقبل والطائفة السنَية، هي عن سابق تصور وتصميم، إما انتقامية، او من اجل نيل مكاسب شخصية أكبر عند عدوله عن تحصيل "حقوق المسيحيين"، حتى لو أخذ البلد نحو احتقان مذهبي غير محمود النتائج. وهذه طامة كبرى

 

لبنان في غرفة الانتظار

علي حماده /النهار/20 آب 2015

كل شيء مؤجل ولبنان لا يزال في غرفة الانتظار ريثما تتبلور صورة المشهد الاقليمي المتحرك راهنا على النحو الآتي:

أولاً - يتوازى التصعيد العسكري في سوريا مع حركة نشطة على الصعيد الديبلوماسي، فمحركات المبعوث الدولي ستيفان دو مستورا عادت تدور بعد صدور "خطة سياسية" عن مجلس الامن، وتتحدث عن "اطلاق عملية سياسية تقود الى انتقال سياسي، على ان تتمتع هيئة حكم انتقالي بكل الصلاحيات التنفيذية". وتستند الى مرجعية "جنيف - ١" انما من دون تحديد مصير بشار الاسد. لكن الواضح ان موسكو تتحرك على خط حل سياسي تحت انظار واشنطن، وتعمل على تنظيم "جنيف - ٣". اما الارض فتتحرك على وقع الحركة السياسية اي أنها راهنا تشبه حرب المواقع في انتظار تطور المسار السياسي. ولذلك تغيب التطورات الحاسمة عسكرياً.

ثانياً - في العراق تطور كبير مع "انتفاضة" رئيس الحكومة حيدر العبادي على تركيبة حكم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي التي ورثها قبل عام، خصوصا بعد تقدم تنظيم "داعش" قبل اشهر في منطقة الانبار، ويحظى العبادي بدعم المرجع الاعلى السيد علي السيستاني في مواجهة المالكي الذي تحتضنه طهران.

ثالثاً - التطور الأبرز هو الحاصل في اليمن مع تحرير عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، وضغط حملة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الشرعية عسكرياً في اتجاه العاصمة صنعاء، بينما تتراجع قوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، مما اعاد في مرحلة اولى التوازن على الارض. والتقديرات تشير الى ان القوات الشرعية مدعومة بالتحالف العربي - الدولي اصبحت في طريقها الى حسم معركة صنعاء، وهذا التطور بالتحديد يعتبر ضربة موجعة للايرانيين الذين يراقبون إخفاق محاولة الاستيلاء على اليمن.

هذه العوامل مضاف اليها قرب تصويت الكونغرس على الاتفاق النووي بأكثرية مؤيدة متواضعة، يحيل الملف اللبناني الى مرتبة متأخرة في الاهتمامات. لذلك يبدو التغيير مستبعدا على صعيد الاستحقاق الرئاسي الذي اصبح خارجيا بامتياز. ولن يخرجه من عنق الزجاجة سوى اتفاق اقليمي كبير برعاية اميركية توصل مرشحا مقبولا من جميع الفئات ولا يشكل تحديا لأي جهة داخلية مرتبطة بنزاع اقليمي. وهذا ينطبق على بقية الملفات اللبنانية مثل تعيين قائد جديد للجيش بعد انتهاء مدة الولاية الممددة للقائد الحالي، اذ تنتهي مهماته في شكل شبه اوتوماتيكي مع انتخاب رئيس جديد. فإما يصير جان قهوجي الرئيس ويخلي موقعه في القيادة، او يضع استقالته بتصرف الرئيس الجديد والحكومة المقبلة. اما العماد ميشال عون فلا رئاسة ولا قيادة جيش يمكن ان يحصل عليهما، بل مكاسب وزارية مصلحية على جاري العادة منذ سنوات. في الانتظار مسموح أن تمر صفقات النفايات على قاعدة إعادة توزيع "الكعكة" لإدخال من لم يدخل بعد الى "جنة" النفايات. ومسموح أن تمر صفقات أخرى لا تؤثّر في المعطى الاقليمي. ويبقى الشعب اللبناني كما كان... مخدّراً!

 

نصر الله شغَل حلفاءه قبل خصومه انتظار مُكلف لتسوية رئاسية واضحة المعالم

روزانا بومنصف/النهار/20 آب 2015

اضطر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى توضيح ما فهمه الرأي العام اللبناني من كلامه عن اعتبار العماد ميشال عون ممراً الزامياً للانتخابات الرئاسية على انه خطوة متقدمة على طريق التراجع عن اعتباره المرشح الأوحد لدى الحزب. أثار هذا الاستدراك باعتباره خطوة نادرة يمكن ان يقدم عليها الأمين العام للحزب تفسيرات متناقضة ورسم علامات استفهام حول مغزاها ومقصدها، خصوصاً انها أتت في أعقاب زيارة قام بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لبيروت ووجه منها رسائل انفتاح. لكن هذا الانطباع او التفسير لكلام السيد نصرالله لم يقتصر على وسائل الاعلام أو على الفريق السياسي الخصم، بل شمل سياسيين من قوى 8 آذار كان لهم ردّ الفعل نفسه في تفسير هذا الموقف لدى اعلانه، وهو الأمر الذي دفعهم الى استيضاحه من مصادره من أجل محاولة تبين حقيقته وخلفيته. وينقل هؤلاء أن كلام الامين العام للحزب تمّ فهمه خطأ وتم تحميله أكثر مما يحتمل لجهة تراجع الحزب خطوة الى الوراء في موضوع دعم العماد عون للرئاسة دون سائر الخيارات الأخرى. ويعزز هؤلاء السياسيون رأيهم بأن الحزب لن يبلغ حليفه المسيحي الأساسي موقفاً مماثلاً بهذه الأهمية عبر شاشة التلفزيون بل أنه حين سيتم التوصل الى تفاهم أو حلّ على الموضوع الرئاسي فانه سيتم طبخ المخرج الذي يحفظ ماء الوجه للجميع. ويعود ذلك الى اقتناع بأن الحزب كما سواه من القوى السياسية يدرك جيداً بأن حظوظ العماد عون في الرئاسة الاولى ليست كبيرة على الاطلاق لكن قد يكون مبكراً في المرحلة الراهنة اظهار أي تراجع ولو على سبيل حسن النية أو ابداء ايران الرغبة في الحوار مع الدول العربية الخليجية لأن التخلي عن أي ورقة راهناً انما هو بمثابة التخلي عنها في الوقت الضائع في ظل عدم وجود من يمكن ان يتلقفها. فاذا كانت المملكة السعودية وفق ما هو مفترض ومتوقع الطرف الذي سيتلقف المبادرة في حال وجدت في هذ الاطار، فانه ليس أكيداً أو واضحاً ان المملكة جاهزة في الوقت الحالي لذلك في ظل انشغالات قوية لها في اليمن وسوريا كما في انشغالات داخلية موازية. وتالياً فان رمي ورقة احتمال التخلي عن التمسك بالعماد عون لن يكون مربحاً في هذا التوقيت لأنها ستكون من دون ثمن، في حين أن واقع الأمور يدفع نحو توقع ان لهذه الورقة أثماناً استناداً الى تعطيل الرئاسة لما يزيد على سنة وثلاثة أشهر حتى الآن من أجل بيعها في الوقت المناسب. ومن هذه الزاوية فان الورقة المتصلة بعدم التخلي عن اعتبار العماد عون مرشحاً وحيداً يرتبط به استمرار تعطيل انتخاب رئيس جديد للرئاسة قائماً حتى اشعار آخر في غياب أي مؤشرات على معطيات مختلفة عملاً بالمعادلة التي تقول أن لا تغيير في الستاتيكو الراهن ما لم تفرض معطيات خارجة عن المألوف هذا التغيير وفق ما تؤكد مصادر سياسية. فكل فريق سيبقى محافظاً على اوراقه من دون تعديل في انتظار ما تحمله التطورات الاقليمية على أكثر من صعيد وفق ما يشير رئيس مجلس النواب نبيه بري مشدداً على أن اليمن يمكن ان تشكل الاختبار الاول في هذا الاطار.

وتبعاً لذلك، فان أي جديد غير متوافر على خط هذا الملف كما سائر الملفات. اذ ليس لدى اي فريق ما يمكن ان يعطيه للعماد ميشال عون من أجل ان يفك اسر مجلس الوزراء، ولا احد يعرف ما الذي يمكن ان يقدمه في ضوء اعتقاد واسع حتى لدى حلفاء التيار من انه يصل دوماً متأخراً الى المفاصلة حيث لن يرغب أحد في شراء الطروحات التي يسوقها بعدما يكون جرت "عمليات الشراء والبيع". فالاقتراحات التي يتم تداولها من أجل محاولة ارضاء العماد ميشال عون من أجل وقف تعطيل وزرائه أعمال مجلس الوزراء وتالياً شؤون المواطنين لا تبدو قابلة لان تعتمد. اذ ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كان ولا يزال واضحاً في مسألة عدم الخضوع لفرض شروط عليه من أجل فتح دورة استثنائية لمجلس النواب من أجل اقرار الاقتراحات الموجودة في التداول. وثمة مشكلة في الاقتراحات نفسها المتعلقة بايجاد مخرج يسمح بترفيع عمداء في الجيش الى رتبة لواء وقصر الاختيار على بعض العمداء دون سواهم ما يترك علامات استفهام كبيرة يتردد ان العميد روكز ليس في وارد القبول بها أصلاً مراعاة منه للحساسية التي يمكن ان يثيرها ذلك في الجيش. وهو الأمر الذي يمكن ان يعني استمرار عرقلة أعمال مجلس الوزراء التي يطلق الرئيس تمام سلام ووزراء كثر الصرخة تلو الصرخة من أجل انقاذ قروض تزيد على الملياري دولار موضوعة على جدول أعمال مجلس الوزراء ومجلس النواب على حدّ سواء اضافة الى مشكلة رواتب القطاع العام.

وفيما يسود اعتقاد ان الحزب والتيار لن يتركا وصول الأمور الى هذا الحدّ نظراً الى انه يرتب مسؤولية لن يكون في قدرتهما تحملها أمام جمهورهما وأمام اللبنانيين أقلّه، فان مصادر ديبلوماسية غربية تأسف أن يعيش لبنان انتظاراً مضنياً ومكلفاً جداً لتسوية داخلية يفترض أنها واضحة المعالم في عناوينها في ضوء التطورات التي لا يمكن ان تفضي سوى الى رئيس يوافق عليه الجميع ويكون محل اجماع على الأقل.

 

تنبيه إلى مخطَّط وراء عرقلة الانتخاب لافروف ناقش ظريف ولا نتيجة

خليل فليحان/النهار/20 آب 2015

لفت سفير بارز معتمد لدى لبنان في حديث له مع نائب ينتمي الى تكتل نيابي يتمتع بثقل نوعي في المعادلة السياسية الداخلية الى "ان الاوضاع المتردية في لبنان تبدو غير قابلة للمعالجة، وتعترضها دوما عوائق من وزراء في الحكومة للايحاء ان اتفاق الطائف شارف نهايته". واستعمل تعبيرا أوضح في مجال رده على استيضاح النائب "ان بعض القوى السياسية الفاعلة لم تعد تقبل باتفاق الطائف لان حجمها تبدل في السنوات الاخيرة على المستويات الشعبية وفي التمثيل البرلماني والحكومي، وهي تطالب بحقائب أكثر. ونصح السفير محدثه بأن يتنبه تكتله لما يخطط له من تغيير قيد التحضير، وبالابقاء على الحد الادنى من استمرار المؤسسات التي أصيبت بالشلل ويمكن القول انها مهددة بالانهيار التام. ورفع صوته منبها الى المساس بالاجهزة الامنية، وعلى الاخص الجيش وشعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي وجهاز التقصي في الامن العام الذين برهنوا عن مهنية عالية في تعقب الارهابيين وتوقيفهم. وتجدر الاشارة الى ان السفير الذي يملك هذه المعلومات معروف بسعة اطلاعه، وان الدولة التي يمثل تشارك من دون ضوضاء في الاتصالات بأقطاب لبنانيين من أجل الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وقد شاركت فرنسا في بعض الاتصالات التي سعت بدورها لتسهيل الاستحقاق الدستوري عن طريق اجتماعات مشتركة. كما ان اتصالات تلك الدولة بلغت واشنطن وموسكو ولندن. وتتميز الدولة عينها بأن لديها بنك معلومات ديبلوماسياً، مما يعني ان ما يملكه السفير من معلومات هو جدي، بدليل فشل جميع المساعي لاعادة بث الروح في الحكومة السلامية التي تنازع، وممنوع عليها أن تموت. ويؤكد الرئيس نبيه بري ان الاتصالات الجارية منذ ما بعد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء لم تنجح، واليوم الخميس ليس هناك جلسة، وبعض المقرّبين من السرايا يستبعد انعقاد جلسة الاسبوع المقبل اذا لم تتأمن الاجواء الهادئة ومخرج للتعيينات الامنية يكرس ما يطالب به وزيرا "التيار الوطني" ومن يؤيدهما من حلفاء.

وأعرب السفير عن خشيته ان يتحول انتخاب رئيس الجمهورية من اقتراع الى تعيين، لأن شل المؤسسات مستمر ويتجه نحو الاسوأ بشكل متعمد وبوعي، وهناك مخطط سيدفع بالقوى السياسية الاخرى الى ذروة التصعيد وفقدان المناعة في معظم المؤسسات للقبول بمؤتمر تأسيسي يأتي الرئيس الجديد ليطبقه. وأفاد مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت "النهار"، ان استحالة انتخاب رئيس للبلاد كانت محور مناقشة في لقاء ديبلوماسي رفيع في منزل السفير الاميركي ديفيد هيل، شارك فيه عميد السلك الديبلوماسي في لبنان السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا. وتطرق السفراء الى ما يشهده لبنان من تدهور سريع وشلل في المؤسسات الدستورية والانعكاسات السلبية الناجمة عنه اقتصاديا وسياحيا. وذكر تقرير ديبلوماسي ورد الى بيروت من موسكو اطلعت عليه "النهار" ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثار موضوع الفراغ الرئاسي مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف مطلع الاسبوع الجاري اثناء زيارته لروسيا، وفهم ان الاخير "كرّر موقف بلاده ان الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني داخلي، وعلى أي دولة عربية أو غربية الا تتدخل".

 

الوقت لا يعمل لمصلحة استقرار لبنان والحل السليم لأزمة الرئاسة في احترام الدستور

اميل خوري/النهار/20 آب 2015

بعدما كثرت "الممرات الالزامية" التي توصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، فإن مجلس النواب يبقى المكان الوحيد الذي تصب فيه كل الممرات سواء كان العماد ميشال عون هو المرشح الوحيد للرئاسة أو ممراً اليها، أو أصبح التوصل الى اتفاق سعودي – إيراني هو الممر الالزامي، وهو اتفاق لن يتحقق إلا إذا توقفت الحرب في اليمن وسوريا بحل أو تسوية ليصير في الامكان الاتفاق على رئيس تسوية للبنان كما تمّ التوصل الى حكومة تسوية برئاسة تمام سلام. والسؤال المطروح هو: هل سيكون لمقاطعي جلسات انتخاب الرئيس موقف جديد اذا كانوا يريدون فعلاً رئيساً من صنع لبنان وليس من صنع أي خارج يفرضه على جميع اللبنانيين؟ فيتحمل المقاطعون عندئذ اذا استمروا في مقاطعتهم جلسات الانتخاب مسؤولية صنع الرئيس في الخارج كحل لا بدّ منه وعندها لا يعود مسموحاً القول إن الطائفة الشيعية تأتي بشخص قوي الى رئاسة المجلس، والطائفة السنية تأتي بشخص قوي أيضاً الى رئاسة الحكومة، في حين ان الطائفة المارونية لا تستطيع ذلك، والسبب معروف وهو أنها غير متفقة على اختيار هذا الشخص ولا تدع الأكثرية النيابية المطلوبة تختاره باعتمادها سياسة تعطيل النصاب والتهديد بالشارع، وهي سياسة لم تلجأ اليها لا الطائفة السنية ولا الطائفة الشيعية، إنما لجأتا الى الأصول الديموقراطية والى أحكام الدستور في جعل الأكثرية النيابية تنتخب رئيس المجلس وتسمية رئيس الحكومة بموجب استشارات يجريها رئيس الجمهورية. فليس إذاً من حق النواب المسيحيين، ولاسيما منهم الموارنة، ان يشتكوا من عدم وصول رئيس قوي للجمهورية اسوة بالسنّة والشيعة، ما داموا أنهم لم يفعلوا مثلهم باتفاقهم على مرشح لرئاسة المجلس ومرشح لرئاسة الحكومة، أو بحضور جلسات مجلس النواب وليس مقاطعتها ليصيب الخلل الفادح "الميثاق الوطني" ولتدخل البلاد في الفراغ الشامل الذي يقودها الى المجهول.

لذلك فان القيادات في لبنان تتحمل مسؤولية ترك الخارج يصنع رئيساً للجمهورية قد لا يكون يعبّر عن ارادتها تعبيراً صحيحاً، وقد يقدم مصلحة هذا الخارج على مصلحة الوطن، وربما يأتي نتيجة مقايضات وفرض شروط غير دستورية كما حصل في "مؤتمر الدوحة".

إن الحل السليم لأزمة الانتخابات الرئاسية هو في احترام الدستور وعدم مخالفته وذلك بالنزول الى مجلس النواب والاعتراف بنتائج انتخاب الرئيس، وليس مطلوباً من الدول الشقيقة والصديقة إذا كانت فعلاً كذلك، سوى أن تساعد على ذلك، لاسيما إيران، لان من يعطل جلسات الانتخاب هم حلفاؤها في لبنان، وما عليها، إذا كانت فعلاً صديقة له وتريد له الاستقرار الدائم والثابت، سوى دعوة هؤلاء الى حضور جلسة الانتخاب والعمل داخل الجلسة على جعل الأكثرية النيابية تنتخب هذا المرشح أو ذاك لا أن تربط انتخاب الرئيس بتحقيق تقارب مع السعودية أو بحل كل الازمات في المنطقة لتبقى مدة الشغور الرئاسي في لبنان طويلة، الأمر الذي يهدّد مصيره وكيانه. يقول ديبلوماسي عربي عندما سئل عن موعد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، إن القادة في لبنان إذا لم يتفقوا على انتخاب هذا الرئيس ولا على حضور جلسة الانتخاب فانهم قد ينتظرون طويلاً اتفاق الخارج المعني بهذا الانتخاب. وهو اتفاق يبدأ أولاً بصنع صورة رئيس تكون على قياس "برواز" يعمل الخارج على صنعه، والأخطر من كل ذلك أن يطول اتفاق الخارج المعني على صنع "براويز" على قياس رئيس لأكثر من دولة في المنطقة بعد الاتفاق على صيغة الحكم فيها بحيث تكون صورة الرئيس على شكل هذه الصيغة. فاذا تقرر أن يكون لبنان على صيغة الحكم السويسري أو النمسوي، فينبغي أن يكون الرئيس ملائماً لهذه الصيغة. واذا تقرر أن يكون جرماً يدور في فلك هذا المحور أو ذاك، فان الرئيس المنشود ينبغي أن يكون له وجه يلائم ذلك ويصلح له. فعلى القيادات في لبنان من مختلف الاتجاهات والمذاهب أن تقرر هل تريد رئيساً يكون من صنعها وعليها عندئذ النزول الى مجلس النواب كونه الممر الوحيد لانتخابه بارادة حرّة، أم انها تريده أن يكون من صنع الخارج بممراته المتعددة وتنتظر الوقت للاتفاق على صنعه، وهو وقت قد لا يكون يعمل لمصلحة استقرار لبنان سياسياً وأمنياً واقتصادياً.

 

الممانعة المعذورة!

علي نون/المستقبل/20 آب/15

معذورة منظومة الممانعة في التعامي عن الحادث العرضي البسيط الذي وقع في دوما! فهي منشغلة بحدث جلل، أكبر وأهم وأخطر بما لا يُقاس من «إضافة» بضع عشرات من الأطفال والنساء الى المقبرة التي فتحها بشار الأسد في سوريا. .. هذه الممانعة منشغلة في تعقّب خبريات أحمد الأسير. في التنقيب في كل حرف قاله! وفي كل جملة رماها! وفي كل مكان نام فيه! وفي كل سيارة استخدمها في تنقلاته! وفي كل نظّارات طبّية استخدمها! وفي كل نفَس تنفّسه! وفي كل عطسة عطسها! وفي كل حلم رآه في نومه!.. وماذا كان يقول عندما يستيقظ صباحاً! وماذا كان يأكل على «الترويقة»! وبعدها على الغداء! وهل كان هو الذي يطبخ طعامه أم يطلب «ديليفيري»! وماذا كان يتعشى وأين كان يتمشى! وبماذا كان يتمتم قبل النوم! وكم هو قياس حذائه! وهل يعرف شيئاً أكيداً عن ربطة العنق! وهل سبق واستخدم ذلك اللباس الفرنجي غير الشرعي أصلاً! وهل كان يشاهد نشرات الأخبار المتلفزة! وأي محطة كان يتابع تحديداً! وماذا قال حرفيًّا عن قصة حمل كيم كارداشيان! وما هو تماماً بتاتاً الذي قاله عن سمير جعجع! وماذا عن احتمالات إعجابه بنشيد «موطني» الذي غنّته «أليسا! وماذا كان رأيه بمهرجانات بيت الدين وبعلبك وبعورتا وتلال جزين! وهل أصدر فتوى محددة في شأن أكل اللحم بعجين في الغربة! وماذا كان رأيه في أزمة النفايات؟ وكيف وصل الى الشمال! وهل عانى من عجقة السير في الذوق وضبية؟ وكيف تحمّل كل ذلك العذاب في صندوق السيارة على مدى ساعات في عزّ دين الحر؟! منشغلة ماكينة هذه الممانعة، حتى مناخيرها وبكل تلابيبها وتفاصيلها وكامل جاهزيتها وعدّتها وضميرها الحي، ومن أصغرها الى أكبرها ومن «منارها« الى «أخبارها« الى «سفيرها« بالإنجاز المتمثل بالقبض على الأسير الخطير، والذي لا يضاهيه إنجاز سوى «اتفاق فيينا» وصيرورة إيران دولة نووية عظمى غصباً عن كل العالم! وصمود بشّار الأسد في وجه المؤامرة الكونية، واطلاق طهران النفير الأخير استعداداً للزحف المقدّس على القدس لتحريرها!

بل تراها، ممانعة آخر زمن هذه، ترى في اعتقال الأسير تحقيقاً لوعد إلهي، ونصراً جديداً أخاذاً خلاّباً لا سابق له ولا مثيل! وكيف لا؟ وهو هو تحديداً وشخصياً، من كان العقبة الوحيدة، الكأداء أمام وصول مسيرات مجاهديها الى أسوار عكا! والحاجز الحائل أمام دكّها قلاع أسلحة الدمار الشامل الصهيونية في النقب! وأمام إعادة آخر فلسطيني الى بيته في الجليل. وآخر فلسطينية الى ديارها في حيفا. وآخر مشرّد الى بيّارته في يافا! عدا عن انه، هذا الأسير الخطير تحديداً وشخصياً، هو المسؤول الحصري عن الاحتلال الأميركي للعراق وتفجير الفتنة المذهبية والعرقية فيه! وهو المسؤول الأول عن تحويل «القطر السوري الشقيق» الى شيء من محارق «الرايخ الثالث»! وهو المسؤول المركزي عن تشليع البنى الوطنية والأهلية اللبنانية ورميها بأسيد الفتن والبلايا السوداء! وهو المسؤول الحصري عن وصول اليمن السعيد الى ما وصل إليه من بلاء متراكم ودمار مستحيل! هذا الأسير الخطير يستحق أن يُحتفى باعتقاله، على مدار ساعات الليل والنهار. وأن تُسيّر تظاهرات الابتهاج في كل ركن ممانع مكين. وأن تُقدّم سلسلة اقتراحات في شأن سلسلة نشاطات تربوية وثقافية ولطمية وجهادية، وأن يُعتبر يوم اعتقاله عطلة رسمية في كل الديار الممانعة من إيران الى العراق الى سوريا الى اليمن الى الضاحية والجنوب اللبناني الى التخوم الغربية لأفغانستان وبعض نواحي باكستان.. ولا بأس من ضم الجبال الشم لطاجيكستان، وأخذ رأي موسكو في فكرة تنظيم عرض خاص بالمناسبة في الساحة الحمراء ذاتها! .. كيف بعد ذلك، تُسأل هذه الممانعة عن عماها المخزي إزاء مجزرة دوما؟ وعن هذا النفاق المجلجل المعيب والأسطوري في أدائها وبيانها وضميرها الحيّ؟.. يا عاركم!

 

مستقلو 14 آذار يرسمون خطة «انتفاضة السلام»

  فاطمة حوحو/المستقبل/20 آب/15

لا تزال الورقة السياسية التي يعدها المجلس الوطني لمستقلي 14 آذار قيد الانجاز، لكي تأتي متكاملة ومعبرة وقادرة على اغناء المناخ السياسي بأفكار جديدة وان تحت عنوان «السلام» والعمل من أجل جعله محركا للبنانيين على الانتفاضة الضرورية لحمايتهم وحماية وطنهم من عواصف المحيط ومخططات الآخرين.وفي وقت قريب جدا ستكون هذه الورقة محور المؤتمر الصحافي الذي سيعقده رئيس المجلس سمير فرنجية، حيث سيتم عرضها بعد انتهاء التشاور والنقاش حولها، وهي تشكل مشروع المجلس السياسي لسلام لبنان واعتداله، على امل ان تحظى باهتمام الشباب والجيل الجديد عله يأخذ عبر ماضي التجارب اللبنانية ويطوي صفحة الحرب والخلاف وينطلق نحو بناء المستقبل في الدولة الواحدة الموحدة. داخل اروقة الامانة العامة لـ 14 اذار تجري حوارات ايضا، حول ضرورة تبني مشروع اقتصادي ـ اجتماعي الى جانب المشروع السياسي يحاكي الطبقة الوسطى والشباب، الا ان الاولوية كما يبدو حتى الان، هي لانجاز ورقة تحدد هوية المجلس السياسية. وهناك اجماع على كون المجلس ليس حزبا ولن يكون، بل هو مجلس عابر للطوائف يهدف الى طرح افكار جديدة على اللبنانيين في وقت وصلت فيه الهيمنة الحزبية الطائفية على الدولة الى درجة أدت الى شلل المؤسسات وتعطيل الدستور. وبعيداً من الاعلام تستمر اللجان الـ 16 بعقد اجتماعاتها وانجاز برامج عملها وتحديد مهماتها بمشاركة واسعة من أعضاء المجلس الموزعين على هذه اللجان ووسط انفتاح على النقاش حتى بالتفاصيل الصغيرة، وتم تعيين منسقين لهذه اللجان تتابع الاتصالات وتعمل على اعداد التقارير اللازمة، ويبدو من خلالها ان الهيئة الادارية المفترض انتخابها لاحقاً بدأت بالتشكل مما يوحي بأن لا مفاجأة ستحصل في العملية الانتخابية وان كان الناشطون مصرون على ان تأخذ العملية الديموقراطية مجراها، الا ان الصورة بدأت ترتسم ولن تحمل الانتخابات المقرر حصولها مفاجآت تذكر.

تتضح رؤية المجلس الوطني لانتفاضة السلام من خلال طرح فرنجية الذي يرى «ان الأمر يتطلب دعم الاعتدال في لبنان والمنطقة والتجمع حول بناء حقوق اساسية توحد بين جميع المواطنين اللبنانيين»، مشيراً الى ان لبنان واللبنانيين فوتوا في السابق فرصة اتفاق الطائف 1989 والانسحاب الاسرائيلي عام 2000 والانسحاب السوري عام 2005 وفرحة طي صفحة الخلاف اللبناني ـ اللبناني عام 2009 وفرصة الانتفاضة في سوريا عام 2011 وهذا يعني انه لا بد من بدء البحث عن فرص جديدة لتوحيد رؤية اللبنانيين حول مواضيع رئيسية.

وان كان عنوان انتفاضة السلام اساسي فإن ورقة المجلس الوطني لا تتجاهل أهمية «اقامة مشرق» العيش المشترك» ومتوسط العيش معاً «والسعي نحو نهضة عربية حديثة يكون للبنان دور اساسي فيها«. ويجد فرنجية ان «فرصة بناء مستقبل أفضل للبنان مرتبطة بتحقيق انتفاضة السلام والالتفاف حول الدستور الذي يحلم السوري والعراقي بدستور مثله اليوم»، ومن هنا يعتبر ان «المجلس الوطني هو مرجعية انتفاضة السلام وترتكز على الدستور ولتحقيقها لا بد من تجاوز العراقيل والسلبيات والخصوصات مع من لا يريدون الانتماء للدولة أو الموافقة على طروحاتنا، ونحن سنعمل على تحقيقها وانجازها وتعميمها من دون الحاجة الى الخارج، ونترك للآخرين المجال في ان يفكروا ويعودوا معنا الى لبنان، نحن لن ننتظر أحدا بعد اليوم، سنعمل وليأتوا حين يأتون او يبقوا حيث هم في سوريا أو غيرها لكن نحن لن نترك لبنان»، موضحاً «نحن خط اعتدال وكتلة اعتدال وعندما نعلن عن انتفاضة سلام فان الفريق الآخر سيذوب فينا تدريجياً«.

في الجانب الحقوقي، يسعى المجلس لاقامة مرصد يهدف الى تحديد وتوحيد الحقوق بين جميع المواطنين اللبنانيين وتعزيز ثقافة الحقوق التي تجمع بينهم، لا تبدو مهمة المجلس الوطني سهلة حتى داخل قوى 14 آذار، اذ يحاول القول للبنانيين انه تجمع لا طائفي ولا حزبي الأول من نوعه في لبنان، الا ان السؤال هل تستطيع احزاب 14 آذار ان تنحو هذا المنحى في ظل مشاركتها في السلطة وهل ينجح اتفاق الطائف في ان يشكل دولة مدنية محررة من الاكراهات الطائفية وان يكون نموذجا لبناء السلام كونه يجمع فكرة المواطنة والتعددية الطائفية والاثنية، كل هذه الافكار ستكون قيد البحث والدراسة والنقاش وهي في طور الاعداد لها مع غيرها من القضايا من قبل لجان المجلس المختصة.

وفي مجال اخر، تتواصل الجهود لاطلاق هيئات المناطق : هيئة الجبل - هيئة الشمال - هيئة البقاع وزحلة ، وسيتم دعوة كل ناشطي 14 اذار وحتى من هم ضد 14 اذار حتى ينشطوا في هيئات المناطق ليطرحوا افكارهم حول آلية الخروج من الازمات ومواجهة التحديات وبناء مشروع السلام والاعتدال بين الشباب اللبناني كي يبقى لبنان نموذجا لوأد الفتن وللعيش المشترك والتنوع. وبموازاة ذلك، يتم التحضير لعقد ندوات ومؤتمرات للتواصل مع الاهالي والتفاعل معهم وحمل المشروع الجديد في وقت وصل فيه البلد الى حافة الانهيار ووصل مشهد الهيمنة الطائفية على الدولة درجة اوصلت اللبنانيين الى انعدام الثقة بالمستقبل وفقدان الامل.

العمل جار ايضا في مشروع لتنقية الذاكرة اللبنانية، ووضع خطة عمل لملف اللاجئين السوريين في لبنان ومستقبل العلاقات اللبنانية ـ السورية ويجري الاعداد لاطلاق منصة اعلامية الكترونية ستكون منبرا يحمل المضمون السياسي والهوية والرؤية للمجلس وستضم مدونات لكل من يرغب في الكتابة فيها من الشباب اللبناني في لبنان ودول الانتشار باللغات الثلاث. وتحضر لجنة الانتشار لمؤتمر كبير سيتم دعوة المهاجرين اللبنانيين في الخليج العربي اليه وسيعقد في دبي وهدفه اطلاق المجلس مع المنتشرين في الخارج واشراكهم بالعمل وبالدعم الفكري والسياسي والعملي. اما لجنة الشباب فتستعد مع بدء مع العام الجامعي وبالتنسيق مع الاحزاب في الجامعات لمشروع من اجل تصحيح صورة 14 آذار لدى الشباب اللبناني وشرح فكرة المجلس بمفهوم السلام والاعتدال امام شباب الجامعات.

مجلس مستقلي 14 اذار في حالة انعقاد دائم والعصف الذهني لا يتوقف لاستنباط افكار جديدة ، وهو يتابع تحضيراته منذ اطلاقه في البيال لانتخاب هيئة المكتب السياسي ومنسقي اللجان وسط اصرار اعضائه على النجاح في التحدي الكبير الذي رسموا طريقه بانفسهم.

 

من هو «الداعشي» يا جنرال؟

علي رباح/المستقبل/20 آب/15

لا يجد الإعلام البرتقالي حرجاً في ممارسة «تكفيره السياسي« وفي مواصلة حملته على من يصفهم بـ«دواعش الحريري«. لماذا؟ لأن رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون يستسهل رمي هذه الشتيمة على كلّ من يغلب على ظنّه انه من الطائفة او الفريق الذي ساق في حقّهما الكلام البذيء المنشور في موقع «ويكيليكس«! هكذا يتكلم عون وجماعته في السياسة. الآخر بالنسبة إليه «فريق داعشي«، لأنه، بحسب الجنرال، يأكل «حقوق المسيحيين« كما يأكل «داعش« الأكباد. فمن هو هذا «الداعشي« الذي يهدّد الوجود المسيحي في لبنان؟

عون، الذي وصل إلى حد غير مسبوق في إثارة النعرات والتحريض الطائفي باسم «حقوق المسيحيين«، لا يرى على الاطلاق مشكلة في التنازل عن الأسس والثوابت التي تحفظ الوجود المسيحي في التركيبة اللبنانية منذ أكثر من نصف قرن. تنازل الجنرال عمّا لم يجرؤ مسيحي من قبله على التنازل عنه. نادى بانتخاب الرئيس الماروني من الشعب، أي بصريح العبارة، من الأكثرية العددية المسلمة. لماذا؟ لأنه يُهيّأ له أن بإمكانه الاستقواء بأعداد جمهور حزب الله. أعطى الجنرال للطوائف المسلمة حق «الفيتو« على انتخاب أي ماروني لا يعجبها لرئاسة الجمهورية، من خلال بدعة تعطيل نصاب الانتخاب من قبل أي طائفة تجد أنها لا تستطيع إيصال رئيس ماروني على هواها. هكذا فضّل الزعيم المسيحي «الأعظم في تاريخ المسيحيين(!)» شغور الرئاسة المسيحية مرتين على انتخاب غيره. لماذا؟ لأنه يُهيّأ له أنه قوي بعضلات حزب الله. جملة مقولات ساقها عون منذ عودته من المنفى عام 2005، وخاض تحت ستارها حربه وحرب حلفائه على «الطائف«. ألم يقل الجنرال إن تيار المستقبل يأتي بنوابٍ مسيحيين، الأمر الذي اعتبره منافياً لأصول «المناصفة«؟ ألم يعتبر الجنرال أن الأغلبية الشيعية تأتي برئيس للبرلمان وبأن الأغلبية السنية تأتي برئيس للحكومة، وبالتالي يحق للمسيحيين أن يأتوا برئيسهم كما تفعل الطوائف الأخرى؟ الجنرال الذي تحدّث عن كلّ ذلك، هو نفسه الذي يطالب اليوم بانتخابه من الشعب ليأتي بصوت حليفه الشيعي. كيف يرضى، مَن يطالب بحق المسيحيين في انتخاب رئيسهم ونوابهم، أن يأتي بالصوت المسلم؟ في آخر تصريح له، لم يجد «الجنرال« غضاضة بالقول «إنه مع الطرف المنتصر«. ما يعني أنه ليس منتصراً، بل هو بذمة المنتصر! الذميّة السياسية تجوز مع نوع آخر من أصحاب اللحى طالما أنهم يعدونه بمنصب متصرف جبل لبنان وسائر المشرق، فيما هو يقسم بشرفه السياسي أن الداعشي يمكن أن يكون حليق الذقن ومرتدياً ربطة عنق ويحب اللون الأزرق! صحيح أن تنظيم داعش الإرهابي هجّر مسيحيي الموصل، كما قال الجنرال سابقاً، لكن هناك «دواعش« لبنانيون يقامرون بـ«حقوق المسيحيين«، ويضحّون بثوابت الموارنة الاساسية حفاظاً على «حقوق العائلة«. هي نفسها الجهة التي تعطّل انتخاب الرئيس وتوقف اصدار قرارات في الحكومة وتُجمّد التشريع، تقوم بإيهام شارعها بأن التاريخ المسيحي والماروني في لبنان مرهون بحقوق الجنرال وأصهرته! الجنرال يحلم بوطن فيه قانون، كما يدّعي، أم أنه يحلم بدولة تستوعب أصهرته وعائلته على حساب الوجود المسيحي؟

 

مخاطر تمدّد الشلل تتهدّد الدستور

ربى كبّارة/المستقبل/20 آب/15

يصبّ تمدّد التعطيل زمنياً ومؤسساتياً في خانة واحدة، خانة إعادة توزيع السلطة على الطوائف عبر مؤتمر تأسيسي يقوم على أنقاض «اتفاق الطائف». وسبق للبنانيين أن دفعوا أثماناً باهظة بالأرواح والممتلكات والاقتصاد للوصول الى هذا الاتفاق الذي شكل مدماكاً لدستور الجمهورية الثانية. فبغض النظر عن موازين القوى، الفعلية أو الخيالية، التي بات الاعتماد عليها يهدد الدستور، وبرغم اعتبار فريق سياسي، يمثله أساساً «حزب الله»، بأنه سيكون الرابح الأكبر في هذه الحالة، فإن لبنان سيكون حينها «الخاسر الأول». وهذا يعني عملياً خسارة لجميع الأطراف وفق سياسي سيادي متابع عن كثب لمجمل التطورات المحلية الإقليمية والدولية. ومما يسهل عمل الساعين للتخلص من «اتفاق الطائف» هذا الكم غير المسبوق من استنفار المشاعر الدينية. وقد تجلى ذلك، وهو ما يؤثر سلباً على متانة الوحدة الداخلية، خصوصاً في تظاهرة أنصار «التيار الوطني الحر» الأخيرة التي رفعت أعلاماً لـ«تيار المستقبل» تحمل شعارات «داعش» أو روجت صوراً لمريم العذراء وهي تحمل صورة ميشال عون في قلبها.

وقد طاول التجييش الطائفي ملفات المواطن الحياتية من أزمة النفايات، الى مشاكل الكهرباء، الى خشية العجز عن دفع الرواتب... وكان مسلسل التعطيل قد انطلق مع الفراغ الرئاسي المتواصل منذ أكثر من عام. وقد بات هذا المنصب، وفق المصدر نفسه، عالقاً بين إيران والولايات المتحدة رغم نجاحهما في إنجاز الاتفاق على الملف النووي. فالإدارة الأميركية، رغم شبه انسحاب من ملفات المنطقة، ستحول دون نجاح إيران باستخدام هذه الورقة التي تحتجزها لتقايض فيها مع المملكة العربية السعودية عندما يحين الوقت.

كما بات التعطيل شبه صفة لازمة للحكومة بعد الخلاف المستشري على آلية عملها في ظل الفراغ الرئاسي. فالتوافق الذي طالما نادى به رئيسها تمام سلام منذ قيامها صبّ في التعطيل من جراء الشروط العونية التي ساوت ما بين التوافق والإجماع. أما التصويت وفق الآلية الدستورية المعروفة فلا يبدو أنه سيتحقق لعدم حصوله على عدد الأصوات اللازمة. وفي ظل موافقة «قوى 14 آذار« ومعها قوى «اللقاء الديموقراطي« تبدو ورقة العبور بآلية التصويت بيد رئيس مجلس النواب نبيه بري طالما أن سلام يرفض اعتماد التصويت الدستوري في ظل غياب تام للتمثيل الشيعي. ومجلس النواب مشلول عملياً، إما لاعتبار البعض أن عمله التشريعي مجمّد حكماً باعتباره تحول منذ الفراغ الرئاسي الى مجرد هيئة ناخبة، أو بسبب اشتراط البعض، ممن وافقوا على تشريع الضرورة، الانطلاق من إقرار بندين: قانون الانتخاب واستعادة الجنسية. ويلفت المصدر الى أن الجهود الخيّرة كانت منصبّة على تأمين استعادة الحكومة حداً أدنى من الفعالية مقابل فتح دورة استثنائية لإقرار أمور مهمة للمواطن، لكن حتى هذه الصفقة سقطت. ويبدو أن اقتراب موعد العقد العادي أفسح في المجال أمام بري لعدم دفع الأثمان مقابل فتح دورة استثنائية. فحينها يسهل تأمين الأصوات الضرورية لإقرار المشاريع المدرجة أصلاً على جدول الأعمال، فيما تكون الميثاقية، التي يتمسك بها بري، مؤمنة عبر حضور مسيحي ولو بدون الأحزاب الوازنة. وكاد التعطيل يطاول مؤسسة الجيش لولا النجاح في الحؤول دون تعديل قانون الدفاع إرضاء لفريق سياسي. بالمقابل يلفت المصدر الى أهمية التنبه لحديث الأمين العام لـ»حزب الله« حسن نصر الله عن الدولة في خطابه الأخير، ويقول إن نصر الله يستنسخ مطالبة «قوى 14 آذار» منذ سبع سنوات بالعبور الى الدولة، لافتاً الى أهمية التمييز بين الاثنين: فقوى 14 آذار لطالما كانت دعوتها العبور الى الدولة من داخل مؤسساتها في حين دعوة نصر الله، وفق المعطيات الفعلية، هي دعوة لها من خارجها بما يشبه الانقلاب. ويذكّر المصدر بأن «الطائفة القائدة» التي نفى نصر الله وجودها كلامياً كانت تتجسد في الجمهورية الأولى بالموارنة لكن اتفاق الطائف «ألغى التمييز بين الطوائف وأدخل الشيعة في المعادلة التي كانت تقتصر على ثنائية سنية - مسيحية». ويضيف «هم الآن الطائفة القائدة لأنهم بفعل فائض القوة وبدون سند دستوري يمارسون هذه المهمة».

 

أزمة النفايات انعكاس للاهتراء السياسي سلام لن يُطيل فترة التريّث

سابين عويس/النهار/20 آب 2015

كلما رفع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جرعة دعمه لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، تضاءلت فرص انجاز الاستحقاق الرئاسي، وتراجعت حظوظ تفعيل العمل الحكومي المعطل على خلفية المطالب العونية. لا تغير التفسيرات التي أعطيت لوصف نصر الله لعون بأنه "الممر الالزامي للرئاسة" الجمود المسيطر على الواقع الرئاسي، ولا تحدث خرقاً في المشهد الحكومي المأزوم، بل ربما تزيده تأزما، بما ان هذا الكلام لا يلاقي مناخ التهدئة الذي يجري العمل عليه تمهيدا لانضاج تسوية تنقذ الحكومة والمجلس النيابي من التعطيل، وتبعد بالتالي شبح الفراغ عن سائر المؤسسات الدستورية العاملة. وترى مصادر سياسية متابعة أنه على الرغم من المشهد المتشنج الذي لا يترك بارقة أمل في امكان وقف انزلاق البلاد نحو الفراغ التام، فان المعطيات الخارجية التي يجري تداولها مع دوائر القرار المحلية تشي بأن المساعي لا تزال قائمة من اجل كسر حلقة الجمود، وخصوصا وأن دخول التعطيل الحكومي اسبوعه الثاني ينذر بتداعيات خطرة على البلاد ليس فقط على مستوى تعطيل اتخاذ القرارات الحكومية - وهو أمر حاصل من أسابيع - وانما على مستوى تعطيل الحوار السياسي بين كل القوى السياسية، بحيث تسيطر ثنائية الحوار الاسلامي من جهة على ضفتي "المستقبل"- "حزب الله"، والمسيحي من جهة أخرى على ضفة "القوات اللبنانية"- "التيار الوطني الحر"، بما يعزز اصطفافا طائفياً يزيد حدة الاصطفافات السياسية القائمة ويعقد البحث عن مخارج للملفات المطروحة. قد يكون ملف النفايات الدليل الصارخ على مستوى الانهيار الذي بلغته البلاد. فارجاء فض عروض المناقصة حتى الثلثاء المقبل، يعني عمليا ان النفايات ستعود مجددا الى الشارع، في غياب التصور الواضح للحلول المطلوب اعتمادها، فضلا عن غياب الثقة في القرارات المتعلقة بالخيارات الصحيحة الكفيلة بمعالجة الازمة. واذا كانت معالجة هذا الملف ترتبط بخلفيات مالية لأصحاب المصالح المعنيين، فان الحديث عن مخارج لأزمتي الحكومة والمجلس النيابي لا تزال تدور في حلقة مفرغة. فاشتراط عون القبول بجلسة تشريعية لاقرار ترقية 12 ضابطاً الى رتبة لواء يصطدم برفض "تيار المستقبل" في المقام الاول، فيما يتعذر فتح الدورة الاستثنائية اذا لم تحظ بتوقيع الوزراء المسيحيين. وهذا ما يجعل رئيس المجلس نبيه بري يتريث في الدعوة الى جلسة على رغم حصول المرسوم على عدد كبير من التواقيع، بما فيها توقيع وزيري "حزب الله". وعليه، فان مصير الجلسة التشريعية لا يزال عالقاً في شرك الشروط والشروط المضادة. اما حكوميا، فالوضع لا يبدو أفضل حالا. لكن الجديد أن رئيس الحكومة لن يطيل فترة التريث التي قررها لحكومته أكثر من اسبوع. وعلى رغم ان لا معلومات اكيدة عن عزم سلام على توجيه الدعوة الى جلسة الاسبوع المقبل، تشير كل المعطيات الى ان رئيس الحكومة لن يطيل فترة الانتظار، وأن عودة الحكومة الى الاجتماع سيكون تحت وطأة الملفات الضاغطة التي بدأت تتفاقم وتهدد بتداعيات مالية واقتصادية واجتماعية خطيرة، سيتعذر على القوى السياسية المعطلة تجاهلها أو تجاوزها. وفي الانتظار، يجري العمل على إيجاد المخرج لمسألة ترقية الضباط والجلسة التشريعية من باب "تشريع الضرورة"، تمهيدا لتهيئة المناخ لجلسة حكومية قريبة.

 

لقاء جمع باسيل وآلان عون وكنعان وكرّس التوافق "الجنرال" مرتاح للتضامن ومرحلة جديدة في "التيار"

ألين فرح/النهار/20 آب 2015

اجتماع "تكتل التغيير والإصلاح" أول من أمس كان مختلفاً. وصل إليه في سيارة واحدة الوزير جبران باسيل والنائبان آلان عون وابرهيم كنعان في سيارة الأخير، ودخلوا معاً، مما أحدث صدمة إيجابية، خصوصاً لدى العماد ميشال عون. كان سبق الاجتماع غداء الى مائدة كنعان جمع للمرة الأولى منذ مدة باسيل وعون، لتأكيد التفاهمات وتكريسها بين فريقين متنافسين داخل "التيار الوطني الحر" وعلى رئاسته. هكذا، نجح كنعان في مسعاه التوافقي ومبادرته التي بدأها بالتنسيق مع العماد عون ودعمه وتشجيعه، ولولاه ولولا رعايته لما كان ذلك ممكناً، مبادرة كانت "النهار" أشارت اليها في مقابلة مع كنعان قبل اسبوعين. في مقابلته الأخيرة مع "النهار" جزم العماد عون أنه سيسلم رئاسة "التيار" الى رئيس جديد، وان الشرخ غير وارد ما دام موجوداً. ارتاح عون الى المبادرة، خصوصاً ان التوافق في المرحلة الحالية ينقذ "التيار" من استغلال لتعزيز انقسامات معينة في حين ان "التيار" في أمسّ الحاجة الى فاعليته ووحدته وتضامنه في المعارك السياسية التي يخوضها. بعد تقدّم المفاوضات بين الطرفين، حصل لقاءان أساسيان نهاية الأسبوع الفائت والأسبوع الذي سبقه بعيداً من الأضواء جمعا العماد عون بالنواب كنعان وعون وزياد اسود وسيمون ابي رميا خلصا الى وضع سلة من التفاهمات الداخلية عبر مسودة اتفاق جاهزة للتطوير والإقرار، وبالتالي حصل النواب على ضمان العماد عون ورعايته للاتفاق الذي تكرّس وانبثق منه اللقاء الثنائي بين باسيل وعون في منزل كنعان. واشاع خبر اللقاء جواً جديداً من التعاون، وسقطت تاليا تراكمات المعركة الانتخابية على كل المستويات، فوصفت الجلسة بانها مهمة وأعادت بناء ثقة وحددت مسارات وركّزتها في اطار واحد. وكانت سبقت الاجتماعين اجتماعات تمهيدية مع قياديين في "التيار"، منهم نعيم عون من أجل جوجلة التوافق، ثم استكملت هذه المساعي بلقاءات لعون وباسيل مع ماكينتيهما لاطلاعهما على الأجواء الجديدة. الطرفان يؤكدان أن صفحة التنافس طويت وبالتالي اعتبار المرشحَين يتمتعان بصفات تؤهلهما لقيادة "التيار"، وقع الخيار على باسيل لرئاسة "التيار" لعوامل عدة أبرزها اعتبار العماد عون ان من سيتسلم رئاسة "التيار" يجب أن يتمتع بخبرات محلية واقليمية ودولية وفي الإدارة، ولا علاقة لها بحسابات الربح والخسارة، مما يدل على ان التوافق كان له دور في تزكية باسيل في المرحلة الحالية مع كل ما يملك آلان عون من رصيد ومؤهلات لا لبس فيها، خصوصاً أن باسيل استطاع في مدة قصيرة تغيير الانطباعات السائدة انه غير قادر على الاقتراب من القواعد وإقناعها بقدرته على القيادة، وهذا ما أظهره التفاعل الايجابي معه في جولاته.

ونصّ الاتفاق على سلة تفاهمات داخلية تعزز الديموقراطية على قاعدة التضامن والشراكة داخل "التيار" وبضمان العماد عون، منها: تعديل النظام الداخلي لناحية آلية عمل الهيئة التأسيسية، تعيين نائبي الرئيس من العماد عون شخصياً بما يراه مناسباً لتعزيز التوافق الحاصل والدور الذي يطلع فيه نائبا الرئيس وتجسيد التوافق واقعاً، معالجة مسائل طارئة كبعض العيوب في الانتسابات والسعي الى "تطعيم" الإدارة الحزبية و"تنويعها" من الماكينتين المتنافستين، بما يضمن لاحقاً الغاء المحاور أو الاجنحة في المؤسسة الحزبية فيشارك الجميع في صنع القرار، تعزيز عمل الكتلة النيابية تشريعاً وانماءً عبر مأسسة الكتلة وأمانة سرّها وتفعيل عملها ودورها، التحضير المشترك للانتخابات الحزبية في الهيئات المحلية للمناطق. وستجري متابعة بنود الاتفاق لترجمته واقعاً وتنفيذه وتحقيقه بإشراف العماد عون وضمانه.

اليوم يفتح باب تقديم الترشيحات الى رئاسة "التيار"، وأصبح مؤكد أن النائب آلان عون لن يترشح في ظل هذا التوافق، وليس متوقعاً كذلك أن يترشح أحد من جميع الذين كانوا معنيين بالمعركة وبتفاوض بحكم التزامهم التوافق كما هو ظاهر. وتشير مصادر مواكبة الى "متضررين من الاتفاق في الفريقين، يراهنون على الخلافات الداخلية لأسباب منها شخصية ومنها غير واقعية، لكن هذا الرهان سقط، والنواب الذين كانوا معنيين مباشرة بالمعركة الانتخابية والاجتماعات الممهدة للاتفاق بتفاصيله أثبتوا أنهم يملكون الوعي الكامل والحرص على وحدة "التيار" خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة لبنانياً، اضافة الى التفاعل مع إرادة العماد عون وتمنياته ونظرته ورؤيته الى مستقبل "التيار" واحترامها، من دون أن يؤدي ذلك الى إلغاء مطالبهم التي كانوا على أساسها يخوضون المعركة، بل على النقيض كان الاتفاق ضامناً لتحقيق مطالبهم والأفكار البنّاءة لتطوير الحزب، وبمشاركة الجميع.

 

ظاهرة ترامب

هشام ملحم/النهار/20 آب 2015

قيل فيه كل شيء سلبي يمكن ان يقال في رجل يريد ان يصل الى البيت الابيض، ومع ذلك لم يعلق به أي شيء. يطلق عليه منافسوه والمحلّلون النصال، وفي الحالات النادرة التي تصيبه، تتكسر النصال على النصال. دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لمنصب الرئاسة، نرجسي بامتياز، يعشق الاضواء، ويصر دائماً على ان يكون موضع جدل. شخصيته معجونة بالتعجرف والغرور، ومواقفه تتسم بالتهور والشوفينية التي تتقاطع مع العنصرية، ومفهومه للعلاقات الدولية بسيط وخطير: على العالم ان يقبل املاءات الولايات المتحدة، وإلاّ... ترامب يكرر دائما انه ذكي للغاية، لكنه سطحي الى ابعد الحدود، واذا تحدث بضع دقائق يقترف الاخطاء، واذا تجرأ احدهم على مساءلته، يتعرض للاهانات. كلماته المفضلة لمن يختلف معه هي: انت غبي. ولكن منذ ان أعلن ترشحه في حزيران الماضي وهو لا يزال متقدما في كل استطلاعات الرأي واخرها لشبكة "سي أن أن" حيث تفصله عن منافسه الاقرب اليه وهو جيب بوش 11 نقطة. ترامب يقول انه يريد استعادة عظمة أميركا. كيف؟ من خلال منع الصين واليابان من اغراق الاسواق الاميركية ببضائعهما، لكنه لا يشرح كيف يمكن تحقيق ذلك. هو يريد ان يطرد 11 مليون مهاجر غير شرعي، معظمهم من أميركا اللاتينية، وهو أمر غير قابل للتنفيذ، ومكلف للغاية. الاسوأ ترامب يريد منع اعطاء الجنسية الاميركية لاي طفل يولد في اميركا، وأمر يضمنه الدستور الاميركي. وهو يريد بناء جدار بطول الفي ميل مع المكسيك ويدعي انه سيرغم المكسيك على دفع كلفته، وهو امر غير قابل للتحقيق. في مقابلة أجريت معه يوم الاحد، سئل: كيف ستواجه داعش؟ ترامب: يجب حرمانهم النفط. علينا ان نعود الى العراق واحتلال آبار النفط واستغلالها. من اين تحصل على المشورة العسكرية؟ ترامب: اراقب البرامج التلفزيونية (التي يتحدث فيها العسكريون). العلاقة مع السعودية؟ ترامب: عائدات السعودية هي مليار دولار يومياً، عليهم ان يدفعوا لنا لاننا نحميهم.ترامب يستفيد من نقمة العديد من الناخبين من عجز الحزبين الجمهوري والديموقراطي عن حل المشاكل الاقتصادية للبلاد، وقلقهم من التحولات الاستراتيجية والاقتصادية التي تغير موازين القوى في العالم. لكن ظاهرة ترامب تؤكد من جديد ان الديماغوجية السياسية في الازمنة القلقة تنجح في اللعب على مخاوف الناس وقلقهم وتفلح في تضليلهم من خلال استغلال غرائزهم وهواجسهم (مثل قلق الاميركيين من الهجرة غير الشرعية). كل دورة انتخابية تجلب مرشحين نرجسيين وغريبي الأطوار ثم تلفظهم. هذه المرة النرجسي المتهور ثري جداً، وسوف يبقى معنا وقتاً أطول.

 

هل دونالد ترامب هو بوتين الأميركي؟

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/20 آب/15

وعد باستعادة عظمة بلاده، من دون أن يقدم خطة محددة لتنفيذ ذلك. وهو يستخدم تعبيرات وألفاظ دارجة ومبتذلة تجعله يبدو وكأنه رجل شارع عادي، على الرغم من أنه ملياردير. وهو نرجسي النزعة ومتعطش لجذب انتباه وسائل الإعلام. وعلى الرغم من كافة عيوبه الواضحة فإنه يحظى بشعبية كبيرة. إلى من أشير بكلماتي السابقة؟ إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل تأكيد. ولكن أوجه الشبه بينه وبين أحد السياسيين الأميركيين والمعروف باسم «دونالد» باتت واضحة. يعتبر دونالد ترامب من بعض النواحي هو النسخة الأميركية من فلاديمير بوتين. فهو على غرار الزعيم الروسي، يسعى إلى تعويض خسائر بلاده السابقة ويعود بها إلى مجدها التليد. كما أنه يعد باستعادة زمام القوة والهيبة من دون العبث بالكثير من التفاصيل. شكا دونالد ترامب إلى تشاك تود مذيع شبكة «إن بي سي» في برنامج «واجه الصحافة» يوم الأحد قائلا «إننا كدولة ليست لدينا انتصارات حقيقية. وإنه لأمر يبعث على الحزن». إن الشعار الرسمي لترامب يقول «فلنجعل أميركا دولة عظمى مجددا!»، وهي عبارة مقتبسة من خطاب قبول التنصيب للرئيس الراحل رونالد ريغان في المؤتمر الجمهوري لعام 1980، عندما تعهد ريغان بـ«حملة لجعل أميركا أمة عظيمة مرة أخرى». ولكن في حقيقة الأمر، ذلك النوع من الخطاب هو الدعامة الأساسية لكل السياسيين في جميع أرجاء العالم، الذين يخرجون في حملاتهم الانتخابية على أساس استعادة الهيبة الوطنية. وتأتي خطاباتهم في نزعتها النفسية لا تختلف كثيرا عن توجهها السياسي. قال ترامب لتود في حماسة «تشاك، لسوف أعمل بشكل جيد للغاية. ولسوف تكون سعيدا بذلك. خلال أربع سنوات، سوف تعقد معي مقابلة أخرى وسوف تقول: يا له من عمل عظيم ذلك الذي قمت به أيها الرئيس ترامب». سوف تقول «لقد حققت إحدى أعظم الإنجازات»، سوف يحدث ذلك.

إن دعوات أولئك السياسيين تنبع، في جزء منها، من ثقة هوجاء بالنفس. لكنهم لا يعملون على تفسير التفاصيل الدنيوية للنهضة الوطنية، إنهم يؤكدون عليها فحسب. تذكروا شخصية «هارولد هيل» في فيلم «رجل الموسيقى»، لقد وعد بإنشاء فرقة موسيقية في ريفر سيتي، على الرغم من أنه لا يعرف كيف يعزف الموسيقى. وبوتين على شاكلة ترامب، يبدو أنه يدرك أن السلطة والظهور الشخصي توأمان غير قابلين للتجزئة، وخصوصا بالنسبة لأمة مصابة بخسائر جمة على الصعيد العسكري والاقتصادي. إنها لعبة ثقة.

أعلن بوتين في ديسمبر (كانون الأول) 1999 عن رؤيته للنهضة الروسية والتي صارت تعرف باسم «رسالة الألفية». حيث شدد فيها على أهمية بناء الدولة القوية التي يمكنها استعادة الثقة الوطنية الذاتية: «مرت روسيا مؤخرا بواحدة من أكثر الفترات صعوبة خلال قرون تاريخها الطويل. حيث واجهت الخطر الحقيقي لأن تكون دولة من الدرجة الثالثة، وليس حتى من الدرجة الثانية. وللحيلولة دون حدوث ذلك، علينا بذل الجهود الجبارة من جميع القوى الفكرية والمادية والمعنوية في البلاد».

يعاني ترامب من نزعة تعزيز الذات بشكل سافر أكثر من بوتين ذاته، حتى أن تعليقاته الحادة موجهة نحو أمة سئمت من الخطاب السياسي ذي الوجهين. التقريع المستمر من جانب ترامب حيال الهجرة غير الشرعية، وهي أعلى ثيمة تتميز بها حملته الانتخابية، ليس إلا جزءا من قصة طويلة وسخيفة في الولايات المتحدة الأميركية. خلال 70 عاما من تأسيس الجمهورية، كان هناك حزب معروف باسم «الذين لا يعرفون شيئا» يعمل دائما على تقريع المهاجرين، وخصوصا الكاثوليك. وعبر العقود التالية، كان القوميون يهاجمون كل تيار جديد من الطوائف الأميركية - الأيرلنديين، والإيطاليين، والألمان، والسلاف، واليهود، والصينيين، والأفارقة، كما فسر جون هيغام الأمر في كتابه التاريخي الشهير «غرباء في الأرض». ومما يثير الدهشة حول ترامب أنه نجح في جذب تلك القاعدة الشعبية الواسعة. إنه أشبه بريغان من دون المؤيدين لريغان، حيث يدير حملة انتخابية لا تكاد تحمل أي أفكار تستحق النظر. كثيرا ما تغازل الأميركيين مع الديماغوغية، منذ الأب تشارلز كوفلين في الثلاثينات حتى السيناتور جوزيف مكارثي في الخمسينات. ولكن الشخصية السلطوية البلطجية - أسلوب بوتين - لا مجال لها هنا في المعتاد. كان ذلك الصيف استثناء خاصا، ولكن التاريخ يشير إلى أنه مجرد استثناء مؤقت.* خدمة: (واشنطن بوست)

 

مفاوضات تركيا أكدت احتلال إيران لسوريا!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/20 آب/15

لو لم تُصدِرْ «حركة أحرار الشام الإسلامية» بيانها الذي أصدرته في الخامس من أغسطس (آب) الحالي، وقالت فيه إنها أجرت مفاوضات فاشلة في تركيا مع مندوبين إيرانيين ومندوبين من حزب الله اللبناني للتوصل إلى تسوية في بلدة الزبداني وقريتي كُفْريا والفوعة، لما صدَّق أتباع بشار الأسد وأنصاره والمنحازون إليه طائفيًا ومصلحيًا أنَّ هذا قد جرى بالفعل، وأنَّ نظامًا يدَّعي أنه «الشرعي» الوحيد في «القطر العربي السوري»!! من الممكن أن يقبل بأن تفاوض الاستخبارات الإيرانية تنظيمًا سوريًا وإنْ كان معارضًا ولا يعترف به نيابة عنه في شأنٍ يعتبر مسألة سورية داخلية لا يحق لأي جهة خارجية التدخل فيها. ثم ولقد كان من المفترض أنْ ترفض هذه الحركة (حركة أحرار الشام الإسلامية) التفاوض مع جهة خارجية هي إيران وهي حزب الله اللبناني، ليس على وقف لإطلاق النار في منطقة الزبداني وفقط، وإنما على قضايا سورية داخلية لا يجوز لغير السوريين التدخل فيها، كقضية التغييرات «الديموغرافية» المقترحة والتفريغ السكاني المتبادل على أسس مذهبية، هذه التغييرات التي يسود اعتقاد بأنها لو تمت، وإنها إن تتم سواءً في المستقبل القريب أو المستقبل البعيد، فإنها ستكون بداية «التقسيم».. بداية تقسيم سوريا، بالتأكيد. ثم وإن المفترض أنه لا جدال في أن هذه الخطوة لو أنها تمت سابقًا أو أنها ستتم لاحقًا فإنها ستكون أم الكبائر، وإنها ستكون أكبر خيانة وطنية وقومية عرفها التاريخ العربي القديم والمعاصر وأيضًا المستقبلي.

ويقينًا، فإنه لا يمكن تبرير هذا الذي جرى رغم أن مفاوضات تركيا المشار إليها الآنفة الذكر كان مصيرها الفشل، والتي هي وفي كل الحالات لا يمكن إلا أنْ تعني وتُفهم وتدلُّ على أن هذا النظام، نظام بشار الأسد، لم يعد موجودًا، وأنه خرج نهائيًا من دائرة القرارات المصيرية الحاسمة، وأن سوريا، الجمهورية العربية السورية، أصبحت دولة محتلة فعلا وبلا أي سيادة، وأن إيران غدت هي الوصي على هذا النظام العاجز الذي أخلى مكانه للآخرين المتدخلين من الخارج، تشاركها في هذه الوصاية روسيا، ويشاركها حتى حزب الله اللبناني الذي كان رئيسه قال في «تبجح» مقرف، ما كان على من يجلس على كرسي الرئاسة في القصر الجمهوري في دمشق أن يقبل به، إنه لولا تدخل حزبه في اللحظات الحاسمة لما استطاع «هذا النظام» الصمود ولو لثلاث ساعات فقط.

فماذا يعني هذا؟ إنه يعني أن هذا النظام ما دام الإيرانيون أصبحوا وكلاء له وأوصياء عليه فيجب أن يخرج نهائيًا من دائرة الحلول المتداولة المقترحة للأزمة السورية، وسواءً كانت هذه الحلول في إطار حل «جنيف 1» المعروف أو غيره، وهنا فإن ما يجب التذكير به أنَّ أعضاء الوفد السوري إلى «جنيف 2»، وليد المعلم وفيصل المقداد وبشار الجعفري وبثينة شعبان ومن كانوا معهم كمخبرين وخبراء، كانوا يوجدون في الاجتماعات التي عقدت بأجسادهم وبألسنتهم وحناجرهم فقط، وأنهم كانوا يلتزمون التزامًا صارمًا ولا ينطقون إلا بما كان تم تلقينهم به وما كان يقال لهم في «الاستراحات» الطارئة المتعددة والكثيرة.

لقد كان معروفًا منذ البدايات، أي منذ بداية هذه الأزمة المدمرة التي فرضها نظام بشار الأسد على سوريا والشعب السوري فرضًا، أنَّ القرارات الفعلية، السياسية والعسكرية، المتعلقة بهذه الأزمة لم تكن في القصر الجمهوري في دمشق، وإنما في حوزة الولي الفقيه وهيئة أركان الحرس الثوري في طهران. وحقيقة فإن هذه كانت مشكلة المشاكل، ولا تزال، فكل «الوسطاء»، وسطاء الشر والخير، كان عليهم أن يبحثوا عن الموقف والقرار الصحيح والخبر اليقين في إيران وفي موسكو، وكان مرورهم بالعاصمة السورية مجرد «مرور كرامٍ» ومن قبيل رفع العتب، وفي أفضل الأحوال من أجل «العلم والخبر».. وإلا ما معنى أن يقبل الرئيس السوري، الذي يعتبر نفسه منتخبًا ومفوضًا من غالبية الشعب السوري، بأن يتفاوض نيابة عنه في محادثات تركيا الآنفة ضباط الاستخبارات الإيرانية بمشاركة رمزية من قبل حزب الله اللبناني وعلى أساس مقولة: «إن سوريا هي لكل من يشارك في الدفاع عنها»؟!

وبالطبع وترجمة لهذا كله فإن موسكو المنخرطة في مفاوضات ومشاورات «ماراثونية» جدية لحل الأزمة السورية، والتي كانت استقبلت في إطار هذه المفاوضات والمشاورات كل الأطراف المعارضة ومن بينها وفد من الائتلاف الوطني السوري، قد اكتفت، كما يبدو، باستدعاء محمد جواد ظريف الذي وصل إلى موسكو يوم الاثنين الماضي، بعد زيارة «بروتوكولية» إلى بيروت ودمشق، لتُبْلغه بكل أو ببعض ما لديها من وجهات نظر، وبخاصة وجهات نظر الدول العربية المؤثرة والفاعلة، ولتطَّلع على ما عنده من معلومات ومن أفكار مستجدة وجديدة حول الموضوع السوري. وهنا فإن ما تجب الإشارة إليه هو أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان قد أدلى بتصريح، بعد لقاء وزير الخارجية الإيراني، لافت للنظر، أكد فيه على أن موقف روسيا تجاه ما يطرح من حلول لهذه الأزمة «لا يزال على ما هو عليه»، وهذا يؤشر على أنه قد يكون هناك خلاف بين الإيرانيين والروس بالنسبة لهذه المسألة التي يبدو أنها قد خرجت من يد نظام بشار وبصورة نهائية.

والمشكلة هنا هي أنه عندما يتخلى هذا النظام عن مسؤوليته وعن صلاحياته المفترضة التي ينص عليها «دستوره» للإيرانيين، الذين أصبحوا هُمْ منْ يفاوض المعارضة السورية ومنْ يقاتلها في الوقت نفسه، فكيف بالإمكان القبول بوجهة النظر الروسية والقائلة بالإبقاء عليه ولو بمثابة «شاهد ما شافش حاجة» في المرحلة الانتقالية المنصوص عليها في «جنيف 1»، وحيث أكد سيرغي لافروف في أحد تصريحاته الأخيرة على أنه، أي «جنيف 1»، سيكون مرجعية أي حل للأزمة السورية التي باتت هناك قناعة إقليمية ودولية بأنها استطالت أكثر من اللزوم وأنه لا بد من حلها وإيجاد نهاية عاجلة لها في أقرب فرصة ممكنة؟!

إنه لا يمكن أن تقبل المعارضة السورية، والمقصود هو المعارضة الواقعية والمعتدلة، الممثلة بـ«الائتلاف» وبمن حضروا مؤتمر القاهرة الأخير، وبالطبع بالجيش الحر والفصائل المماثلة الأخرى، بالإبقاء على بشار الأسد ولو كـ«شاهد ما شافش حاجة» في المرحلة الانتقالية المنصوص عليها في «جنيف 1»، ما دام تخلى عن مسؤولياته التي من المفترض أنها «دستورية»!! للإيرانيين ولغير الإيرانيين، وما دام لم يعد يسيطر فعليًا إلا على «رُقعٍ» صغيرة متباعدة وغير مترابطة من سوريا، وما دام تحول بالعنف الدموي، الذي بقي يمارسه وبأبشع أشكاله على مدى الأعوام الأربعة الماضية، إلى مرحلة الانتقام من أجل الانتقام والدليل هو ما حصل في دوما في غوطة دمشق الشرقية في الأيام الأخيرة.

والمثير للاستغراب والمضحك حقًا وفعلاً هو أن هناك، رغم كل هذه الحقائق الآنفة الذكر، منْ يضغط على الإدارة الأميركية، التي هي ليست بحاجة إلى أي ضغط، لتطلب من الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تعد هذه هي أوضاعه وهذه هي معنوياته وهذه هي حالته، مساعدتها في مواجهة «داعش»، فهؤلاء إمَّا إنهم لا يدركون حقيقة ما يجري في سوريا، وهذا مستبعد جدًا، أو أنهم لا يريدون لهذا الصراع النهاية التي تحافظ على وحدة هذا البلد وتجنبه الانقسام الذي يبدو أنه بات مطلبًا إيرانيًا وأيضًا ربما دوليًا في ضوء الحلول التي يجري الحديث عنها، وبخاصة بالنسبة لبلدة الزبداني وقريتي كفريا والفوعة، وحيث لم يعد الإيرانيون يخجلون من التمسك بضرورة أن يكون هناك تفريغ «ديموغرافي» متبادل وعلى أسس مذهبية وطائفية.

 

الإستحقاق الرئاسي بانتظار الفرج النووي

منير الربيع/المدن/الأربعاء 19/08/2015 

تتكثّف الإتصالات والمشاورات المحلية والإقليمية من أجل إحداث خرق على صعيد الشغور الرئاسي، على الرغم من انسداد الأفق، والرفض الإيراني للإفراج عن موقع بعبدا. على هذا الصعيد، علمت "المدن" أن ثمة لقاءات محلية عقدت في الأسبوع الفائت بين مكونات مختلفة، بعيداً من الإعلام، للبحث في هذا الموضوع، وهي تأتي متناغمة مع رياح الإتصالات الدولية والإقليمية بهذا الشأن. من هذه المؤشرات التي بدأت تتسرّب، ترشح أجواء إيجابية قد تلفح لبنان خلال الشهور الستة المقبلة، إذ أن خلال هذه الفترة سيكون الباب مفتوحاً امام حلّ لبعض الأزمات العالقة في المنطقة، والتي ليس حولها إختلاف كبير بين القوى المتخاصمة وعلى رأسها السعودية وإيران، ويعتبر لبنان إحدى ساحات هذه الخلافات القابلة لإحداث الخرق.  عليه، يبرز حديث متصاعد عن إمكانية إنتخاب رئيس للجمهورية ما بين التشرينين، أي تشرين الأول وتشرين الثاني، أو في فترة أقصاها مطلع السنة الجديدة، ولا شك ان ذلك مرتبط بمرحلة ما بعد الإتفاق النووي.  وتشير مصادر ديبلوماسية أميركية مطلعة لـ"المدن" إلى أن هذه الفترة سيجري خلالها إقرار الملف النووي في الكونغرس، وفي البرلمان الإيراني، أي ستكون مرحلة الإبرام النهائي للملف، ومن بعدها سيبدأ فتح الملفات العالقة، ولذلك تقرأ المصادر إمكانية تسهيل الإستحقاق الرئاسي من باب تقديم إيران حسن نوايا في المرحلة الجديدة مع اقتراب توقيت رفع العقوبات عن طهران، وبما أن القدرة على اختبار النوايا في سوريا والعراق واليمن مسدود، يرجح أن يكون لبنان أولوية.  وتشير المصادر الأميركية لـ"المدن" إلى أن بعض التفاهمات في الملف اللبناني قد أنجزت على صعيد المرحلة المقبلة، لا سيما في ضوء تحديد الأولويات. وتعتبر أن طهران تبدي إستعداداً لتقديم المساعدة في تسهيل إنجاز الإستحقاق الرئاسي.

وعلى الرغم من زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، وما تخللها من مواقف، إلا أن المصادر تلفت الى أن الموقف من لبنان كان إيجابياً لجهة الإستقرار والهدوء، وحتى لجهة الملف الرئاسي الذي كان خارج سياق البحث بوصفه ملفاً لبنانياً، وتعطف على ذلك كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حين نصرالله لجهة اعتباره رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، ممراً للرئاسة وليس مرشحاً أوحد، ما يفتح الباب أمام البحث في الأسماء التوافقية المرشحة والتي قد تشكل نقطة التقاء بين الأفرقاء المحليين والدوليين والإقليميين.

وسط هذه الأجواء، ثمة من يشكك في النية الإيرانية، لكن المصادر تشير إلى أن الإيراني يربط هذا التقدم المرتقب بفتح حوار مع المملكة العربية السعودية، وهو يريد منح خصمه في المنطقة نقطة بداية لإنطلاق الحوار بينهما. وفي هذا السياق أيضاً تتحدث مصادر سياسية مطلعة، لـ"المدن"، عن إبلاغ حزب الله لتيار "المستقبل" خلال جلسة الحوار الأخيرة أن الإستحقاق الرئاسي هو رهن الحوار الإيراني - السعودي. لكن النقاش بدا أنه انتقل أبعد بكثير من التسهيل، وصولاً الى البحث في الأسماء. وتقول المصادر الدبلوماسية إن "المرحلة إقتصادية بإمتياز، بل هي مرحلة مكافحة تمويل الإرهاب، وعليه فإن الإهتمام انتقل من الشق الأمني أو العسكري إلى الشق المالي والإقتصادي"، وإنطلاقاً من ذلك تتحدث المصادر عن حظوظ عليا لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا سيما بعد إنجاز التمديد لقائد الجيش جان قهوجي، لأن "الإهتمام الدولي في لبنان ينحصر في تأمين الإستقرار الأمني والإستقرار النقدي والمالي". وتعتبر المصادر أن "بقاء قهوجي في موقعه يؤمن حماية المؤسسة العسكرية والإستقرار الأمني، فيما وصول سلامة إلى بعبدا يتماشى مع المرحلة الإقتصادية ويضمن إستمرار الإستقرار النقدي".

 

توافق ثلاثي على مخرج التعيينات.. والكرة في ملعب عون

صبحي أمهز/المدن/الأربعاء 19/08/2015 

بعد أزمة التعطيل الحكومي، التي تفجرت بعيد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، كثرت المبادرات واللقاءات الهادفة إلى إيجاد مخرج يساهم في إرضاء "التيار الوطني الحر"، ولا يلقى رفضا لدى باقي الأفرقاء، كالذي حصل مع مبادرة مدير علم الأمن العام اللواء عباس ابراهيم لناحية تعديل قانون الدفاع الوطني ورفع سن العمداء. المخرج الوحيد حالياً، والذي بدأ التسويق له، يكمن في تعديل الاقتراح والبحث في إمكانية ترقية قادة الأفواج إلى رتبة لواء، اي نحو 12 ضابطاً فقط من بينهم قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز، عله يحدث خرقا في الجدار، من دون إحداث أزمة داخل المؤسسة العسكرية.  وعلمت "المدن" أنه عقد مساء الإثنين الماضي لقاء في عين التينة ضم، إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، كلاً من رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد حنبلاط، كما تم التواصل هاتفيا مع الرئيس سعد الحريري خلال اللقاء، وجرى التداول في السبل الآيلة إلى الخروج من الأزمة، حيث تم التوافق على تفعيل دور كل من مجلس النواب ومجلس الوزراء، مروراً بتسوية الترقيات.  وتؤكد مصادر عين التينة لـ"المدن" أن ترقية 12 عميداً إلى رتبة لواء هي المخرج الوحيد، وأن "هذا الحل هو الأقل ضرراً والأقرب إلى المنطق، بما أن رفع سن التقاعد هو مخرج صعب التحقيق بعد معارضة كل من تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي له، اضافة الى المعوقات داخل المؤسسة". وتلفت مصادر سياسية مطلعة إلى أن الصفقة أتت لأنه "لا يجوز أن تبقى المؤسسات مشلولة ولا بد من إيجاد حل يرضي جميع الأطراف، خصوصاً ان تعديل قانون الدفاع الوطني ورفع سن التقاعد للضباط يزيد الأعباء على الموازنة وعلى الجيش اللبناني"، علماً أن الصفقة تتضمن تأجيل تسريح روكز سنة إضافية، "ما يعني أننا نكون قد قمنا يتأجيل الإشتباك السياسي سنة، ربما خلالها نكون قد توافقنا على انتخاب رئيس للجمهورية، ومن المؤكد أن التيار الوطني الحر لا يمانع السير بهكذا مخرج يحفظ له ماء الوجه".وعلى ضفة "حزب الله"، يلفت مصدر سياسي مطلع لـ"المدن"، إلى أن "التسوية الجديدة التي تشكل تعديلا لمبادرة اللواء ابراهيم هي أبغض الحلال، ترضي كل المعترضين على المبادرة السابقة، ولا تفرض وجود ما يشبه الهرم المقلوب على مستوى الضباط القادة داخل المؤسسة العسكرية، ومن الواضح أنها أصبحت آخر الحلول المُرضية الجميع بمن فيهم التيار، لأن الجميع متوافق على أنه لا يمكن فرط العقد الحكومي في المرحلة الراهنة". لكن تفاؤل الحزب بقبول عون بالمبادرة المعدلة تعتريه معوقات، فلا زال تيار "المستقبل" يبحث الموضوع على الرغم من انه سيسير به إذا كان لا يوجد تسوية اخرى، إلا أن أوساط "المستقبل"، ترى انه من الممكن أن يعارض عون هذا المخرج لأن التسوية المرجوة تشمل سلة حلول متكاملة تبدأ من تفعيل العمل الحكومي وتمر حكماً بفتح الدورة الاستثنائية التي قد تشكل إحراجا مسيحيا لعون مع "القوات اللبنانية". ومن الواضح أن هناك محاولة لاجتراح حلول سهلة كي لا يتم التمديد لكل العسكريين، وذلك تفادياً لإقرار قانون يلزم الدولة اللبنانية على المدى الطويل، وأشارت معلومات "المدن" إلى أن هذه التسوية قيد النضوج لا سيما أن عون لم يعد يمانع ذلك فيما يبقى الأمر رهن موافقة روكز شخصياً، ويبقى مفتوحاً حتى شهر تشرين الأول المقبل.

 

"النهار" تتقشف بصرف 24 موظفاً.. فماذا عن التعويضات؟ والنقابة؟

نذير رضا/المدن/الأربعاء 19/08/2015 

بينما يتحضر المجلس الجديد لنقابة المحررين لاستقبال التهاني بفوزه في انتخابات النقابة، تبلّغت دفعة ثانية من موظفي صحيفة "النهار" العريقة في لبنان، وقوامها 24 موظفاً، بالاستغناء عن خدماتهم، في ما بدا أنه اجراء لتقليص النفقات، بعد تدهور سوق الاعلانات، وانحسار "التمويل السياسي" (الذي تقتات عليه الصحف كافة) واتجاه الصحف للاعتماد على النشر في مواقعها الالكترونية. والمفارقة، أن تبليغ الموظفين، شفهياً، عن صرفهم من الجريدة، يأتي بعد ايام قليلة على إنتخابات مجلس نقابة المحررين، التي ضمّت أسماء جديدة وعدت بالبدء في اجراءات لحماية زملاء المهنة، وبينهم الزميلة في "النهار" مي أبي عقل التي حاولنا، عبثاً، الاتصال بها عقب الاعلان عن اجراءات صحيفة "النهار"، من غير أن نتمكن من الحصول على اجابة هاتفية. وأعلن خبر الاستغناء عن خدمات موظفي "النهار" الـ24، عشية استعدادات النقابة لاستقبال التهاني، يوم غد الخميس، بفوزها في الانتخابات. وفي المعلومات المتاحة أن قائمة المستغنى عن خدماتهم من الصحيفة تضم 24 اسماً، يتصدرهم الزميل محمد ابي سمرا الذي يعمل في الصحيفة منذ عشر سنوات متواصلة، سبقتها عشر سنوات أخرى، لتصل سنوات الخدمة الى عشرين عاماً غير متتالية. ويعد ابي سمرا، من أبرز الصحافيين في الصحيفة، لا سيما في مجال التحقيقات المعمقة، والثقافة، وقد صدرت له كتب وروايات، بينها "موت الأبد السوري"، و"طرابلس ساحة وميناء الحداثة" ورواية "الرجل السابق".

وطاول قرار الجريدة، الذي بُلّغ شفهياً للموظفين، عدداً من المراسلين في المناطق، بينهم سعيد معلاوي وعامر نور الدين ورولا خالد، اضافة الى سائقين وعاملين إداريين في المكاتب، من غير أن يطاول القرار، حتى الآن، صحافيين آخرين ضمن أسرة التحرير في الصحيفة أو الموقع الالكتروني. ويعد هذا القرار، الثاني خلال أشهر، بعد الاستغناء عن 18 موظفاً في السابق، تطبيقاً لسياسة التقشف التي تعتمدها الصحيفة، كما صحف وتلفزيونات لبنانية أخرى. ويمهد القرار، بحسب المعلومات المتاحة لـ"المدن"، لخطة تقليص عدد صفحات النسخة الورقية في وقت قريب، وتعزيز العمل في الموقع الالكتروني الذي باتت الصحيفة تعتمد عليه بشكل اساسي لنشر الاخبار لحظة بلحظة، بينما يُخصص القسم الأكبر من صفحات الجريدة الورقية لمقالات الرأي والتحليل والمتابعات السياسية والثقافية والفنية، فضلاً عن الملاحق.

وتتحدث مصادر مطلعة لـ"المدن" عن خطة لاعتماد المراسلين في المناطق، وفق آلية "المراسلة الحرة"، أي تقاضي بدل الاتعاب على القطعة، على غرار صحف ووسائل اعلام أخرى، بينها قنوات تلفزيونية محلية. ولم يُكشف، حتى الآن، ما اذا كانت هناك خطة لدفع تعويضات للموظفين ضمن اللائحة المعلن عن الاستغناء عن خدماتها، كما لن يتخذ الموظفون بعد قراراً حول الاستغناء عن خدماتهم، قبل تبليغهم رسمياً، ليبنوا على الشيء مقتضاه. وكانت "النهار" استهلت مرحلتها الجديدة، في العام 2009، بالاستغناء عن عدد كبير من الموظفين، بينهم كتاب بارزون، إثر التحول الاداري الذي اختبرته، وإطلاق مرحلة جديدة من العمل في العام 2010، تضمنت إصدار ملاحق أسبوعية، بعد الاعتماد على موظفين جدد. وعمدت في وقت لاحق، الى تقليص عدد صفحات النسخة الورقية، وصولاً الى الاعتماد بشكل كبير على النشر في الموقع الالكتروني. القرار الجديد، يتبع قرارات أخرى اتخذتها وسائل اعلام لبنانية، متعلقة بصرف الموظفين، كما في حالة قناة "الجديد"، أو الاستغناء عن المراسلين كموظفين، واعتمادهم مراسلين بالقطعة. وتعاني وسائل الاعلام اللبنانية، وخصوصاً المكتوبة، من أزمات مالية دفعتها لاتخاذ قرارات من هذا النوع، في وقت يؤكد القيمون عليها أن تلك القرارات "تهدف لحماية الصحيفة من الاقفال وتأمين استمراريتها". وأثار قرار "النهار" موجة استياء عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي، أعادت فتح ملف نقابة المحررين التي دعا صحافيون الى مقاطعة انتخاباتها، واليوم يتساءلون عن المجلس النقابي وموقفه من صرف موظفي "النهار" وغيرها من المؤسسات، وما إذا كانت ستمثلهم بالفعل أم أن الخطاب الانتخابي لا يتجاوز الكلام. ويستعد صحافيون وناشطون داعون إلى إصلاح نقابة المحررين من داخلها، الى التقدم بطعن في انتخابات النقابة، يوم الجمعة المقبل، أمام القضاء اللبناني.

 

كيف سقطت ادعاءات الممانعة وكذبها بعد اعتقال «الأسير»

فايزة دياب/جنوبية/الأربعاء، 19 أغسطس 2015  

لا تزال المفاجأت تتوالى بعد توقيف أحمد الأسير من قبل الأمن العام اللبناني في مطار رفيق الحريري الدولي. فبعدما توّلّى فريق الثامن من آذار طوال سنوات ظهور الأسيرعلى الساحة، اتهام دولا عربية وسياسيين لبنانيين بتمويله ودعمه. جاءت اعترافات الأسير الاخيرة بعد اعتقاله لتدحض كل تلك الاتهامات.  منذ اللحظات الأولى لتوقيف الشيخ الأسير بدأت تنتشر الإشاعات حول ذكر الأسير اسماء لشخصيات سياسية محليّة ودولاً اقليمية، قيل انها ساعدته ومولته خلال الفترة السابقة، لكن مصادر قضائية أكدت لـ”اللواء” أن هنالك الكثير من المبالغات في التعاطي مع هذا الملف لجهة نشر أمور غير دقيقة، لافتة الى ان الأسير قد أدلى بالفعل باعترافات مهمة، انما هنالك أقوال أخرى قد نسبت اليه وهي من نسج الخيال. وتستكمل التحقيقات مع الموقوف أحمد الأسير في مكتب شؤون المعلومات في الأمن العام بإشراف مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، بانتظار الانتهاء منه ليقول الأخير كلمته في ما ستكون عليه المرحلة المقبلة وعمّا إذا كان سيُنقل ليكون في عهدة المحقّقين لدى مديرية المخابرات في قيادة الجيش أو إيداعه المحكمة العسكرية الدائمة مباشرة.وأيضا سيعرّج التحقيق على ملف الأحداث الامنية التي وقعت في بحنّين الشمالية، لمعرفة ما اذا كان هنالك من ارتباط للاسير بالمسألة وبالشيخ خالد حبلص. فمن ناحية التمويل والذي كان اعلام الممانعة ينسبه لقطر، وتارة ينسبه للسعودية، فإن هذه الادعاءات تهافتت امس مع نشر صحيفة الاخبار المقرّبة من حزب الله جزءا من التحقيقات التي أجراها الامن العام اللبناني مع الأسير قال فيه إنه كان يحصل على التمويل “من أشخاص مغتربين، كاشفاً أن أحدهم مغترب في البرازيل يعطيه المال تحت مسمى تبرعات والثاني لبناني يعمل في قطر”. وبحسب صحيفة “الجريدة” الكويتية، وعند سؤال الأسير عن علاقته بتيار “المستقبل”، قال: “هم كانوا رأس الحربة في محاربتي سياسياً وشعبياً، ولولاهم لكنت انا الزعيم السني الأول في لبنان”، مضيفاً: “حتى انهم طوقوني مالياً عبر قطع علاقاتهم التجارية مع كل من دعمني بقرش وكل من كان يحضر إلى مسجد بلال بن رباح”. وفي نفس اليوم الذي اعتقل فيه الأسير السبت الماضي قبل ثلاثة أيام، كشفت زوجة الاسير أمل شمس الدين في حديث تلفزيوني ان «النائب بهية الحريري أبلغت اهالي موقوفي عبرا انها ستساعد على حل مشكلتهم والافراج عنهم لكنها ستسعى الى تعليق مشنقة الاسير». هذه التصريحات المسرّبة المتوالية وقعت كالصاعقة على جمهور 8 آذار الذي كان قد عبّىء وضلّل وصدّق لسنوات أن الشيخ المتطرّف أحمد الأسير هو صنيعة تيار المستقبل، وأنه مدعوم سرّا من النائب بهيّة الحريري شخصيا، وأن ما كان يحصل في صيدا في ذلك الوقت هو توزيع أدوار وبتحريض من تيار المستقبل وما الى ذلك. اليوم، وبعد تسريب تلك الاعترافات تسقط بروباغاندا الممانعة التي كان يتبناها معسكر 8 آذار ويصدّقها جمهوره حول تمويل الأسير الذي تبيّن أنه من قطاع خاص لا من دول خليجية، كما تسقط مقولة الدعم السرّي الحريري له التي طالما صدّعنا الاعلام الممانع بها، وذلك على أمل سقوط المزيد من تلك الشائعات الواهية  يتبناها الاعلامهم الموجّه من أجل محاولة تضليل شريحة واسعة من الشعب اللبناني وابعاده عن مرجعيّة الدولة.

 

غضب عون من الـ«ممرّ الإلزامي».. فتراجع نصر الله مكرها

 خاصّ جنوبية /الأربعاء، 19 أغسطس 2015  

كلام السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير حين قال إنّ العماد عون هو ممرّ إلزامي لرئاسة الجمهورية، اعتبره كثيرون تخلٍّ عن ترشيح عون لكرسي بعبدا. كلام نصرالله استدعى ردًا من عون وتراجعًا من قبل نصر الله في سابقة لم نرها من قبل.

 قبل خمسة أيام، وتحديداً في إحياء الذكرى التاسعة لحرب تموز 2006 في وادي الحجير، ألقى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بهذه المناسبة خطابا اعتبر فيه أنّ «عون ممرّ إلزامي لانتخابات الرئاسة لا يمكن تجاوزه، وأيضا عون ممر إلزامي حتى تعود الحكومة إلى إنتاجيتها». وقد فسر المراقبون كلام نصر الله بانّه مؤشّر على تراجع واضح عن مواقفه السابقة التي طالما جاهر فيها هو وحزبه  بأنّ عون هو “مرشح حزب الله الأول لرئاسة الجمهورية”. وهذا يعني بأنّ كلام نصر الله فيه تخلّ عن دعم عون في الوصول إلى كرسي بعبدا، وبالتالي لم يعد الجنرال هو المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية مما يتيح المجال للتفاوض من أجل الوصول إلى مرشح توافقي مقبول عند جميع الأطراف. ولمزيد من الشرح فإن نصرالله كمن يقول إن ميشال عون هو «ممرّ إلزامي» مثله مثل باقي الكتل النيابية الوازنة في المجلس النيابي. أي أن  الرابية هي ممرّ إلزامي لقصر بعبدا كما هو حال معراب وبكفيا وزغرتا وبكركي. ويبدو أنّ كلام أمين عام حزب الله سرعان ما أغضب الجنرال وتكتّله، ما استدعى ردًا جاء على لسان الوزير السابق سليم جريصاتي بعد الإجتماع الأسبوعي لتكتل «التغيير والإصلاح» برئاسة رئيسه النائب ميشال عون الذي قال: «كلمة ممرّ في قاموسنا واضحة، الممر الرئاسي مُقفل وحرّاسه الميثاق والدستور والقانون، الممرّ الحكومي حرّاسه هم هم، والفرصة متاحة إذا صفت النيات، الممرّ النيابي حراسه هم هم، والسعي قائم بجد إذا صفت النيات أيضاً لتفعيل المجلس النيابي». إذًا وبحسب جريصاتي ممر الرابية مقفل حاليًا، وهنا رسالة واضحة بأنّ عون غير مستعد لتقديم أيّ تنازل أو توافق يتعلق بموضوع الرئاسة الأولى. لكن يبدو أنّ استياء عون من هذا التصريح وصل إلى نصرالله، ما دفعه إلى التوضيح والتراجع عن كلاموزير العمله في سابقة لم نشهدها من قبل. فلأوّل مرّة ينقل كلام عن نصرالله خارج خطاباته المحددة. فقد جاء كلام نصر الله  لمناسبة انطلاق عمل «جامعة المعارف»، بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين، ومجلس أمناء الجامعة ورئيسها والعمداء فيها. فقد أكدّ نصر الله اليوم أن «لا تغيير ولا تعديل في موقفنا بشأن الانتخابات الرئاسية»، وقال: «رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون هو مرشّح طبيعي ومرشح قوي وله قاعدة تمثيل عريضة، ونحن كنّا وما زلنا وسنبقى ندعم هذا الترشيح. وعبارة الممرّ الإلزامي للانتخابات لا تقدم ولا تؤخّر ولا تغيّر ولا تمسّ ولا تضعف من قوة هذا التبنّي وهذا الالتزام». وذلك في حديث أمام وفد، بطريقة مفتعلة لم نشهدها من قبل. على طريقة سمير جعجع وميشال عون ووليد جنبلاط، الذين يتحدثون أمام وفود.

 

لماذا تعتبر موافقة خامنئي الرسمية على الاتفاق النووي مهمة؟

مهدي خلجي/معهد واشنطن/17 آب/أغسطس 2015

في خطاب متلفز ألقاه المرشد الأعلى الإيراني آيه الله علي خامنئي في 17 آب/أغسطس، علق على الاتفاق النووي مع دول «مجموعة الخمسة زائد واحد» بتعابير مشككة، مشيراً إلى أن قرار الموافقة على الاتفاق ما زال غير واضح في كل من واشنطن وطهران. فكما فعل منذ تموز/يوليو، تجنب المرشد الأعلى بشكل متعمد الموافقة على الاتفاق، بعد أسبوع من النقاشات الحادة في إيران حول آرائه بشأن الوثيقة.

ما هو رأي خامنئي الفعلي بشأن الاتفاق؟

في عدد صحيفة "كيهان" الصادر في 15 آب/أغسطس، كتبت الشخصية النافذة حسين شريعتمداري، افتتاحية بعنوان "الخيار الوحيد"، اعتبر فيها أن كل من يراجع تصريحات خامنئي سيستنتج حتماً أن المرشد الأعلى "مدرك تمام الإدراك لعيوب الاتفاق وتداعياته الكارثية". وتابع:

"يمكن الجزم أن ]خامنئي] غير راضٍ عن الصيغة الحالية للاتفاق على الإطلاق، وإلا ما السبب لترديده مراراً وتكراراً عبارة 'لن نتخلى عن مبادئ الثورة سواء تمت الموافقة على النص المُصاغ أم لا'، نظراً لأن لديه معرفة وافية باتفاق فيينا؟ لذلك هذا هو الواجب غير القابل للنقاش، المفروض على المسؤولين الذين يقومون بمراجعة نص اتفاق فيينا: إن عدم الموافقة على أي 'مادة'،أو 'فصل' أو 'محتوى' يتعارض مع مبادئ الإسلام وركائزه، ومع الثورة، ومع وجود النظام، لكي لا يشعر هؤلاء بتأنيب الضمير اليوم تجاه الشعب وغداً أمام الله سبحانه وتعالى".

وادعى شريعتمداري أن "جميع المسؤولين والخبراء، من دون استثناء، يعترفون بأن هناك أجزاء من اتفاق فيينا وقرار [مجلس الأمن الدولي] رقم 2231 التي هي ليست فقط غير متوافقة مع مبادئ الثورة والنظام وركائزهما، بل أيضاً تشكل خطراً عليهما، وإذا ما طُبقت فقد تكون كارثية". واعتبر أن بعض المسؤولين قد ينادون بوجوب تبنّي الاتفاق بالرغم من هذا "الاعتراف" لأنهم يعتقدون أن "حق 'التحفظ' سيشكل حلاً". ولتفسير هذه النقطة، دخل في مناقشة تقنية حول اتفاقية فيينا لعام 1969 بشأن "قانون المعاهدات"، التي تمنح الدول حق التعبير رسمياً عن تحفظاتها بشأن اتفاق هي في صدد الموافقة عليه. ولكنه أوضح أن هذا البند لا ينطبق على الاتفاق النووي لأنه يمكن فقط التعبير عن التحفظات في الاتفاقيات متعددة الأطراف، بينما تشكل «خطة العمل المشتركة الشاملة» اتفاقية ثنائية بين إيران وطرف واحد آخر هو دول «مجموعة الخمسة زائد واحد». وبغض النظر إن كان محقاً أم لا، فقد استخدم هذه الحجة لكي يخلص إلى أن: "هناك طريقتان فقط للتعامل مع اتفاق فيينا: إما تبنيه بالكامل أو رفضه بالكامل. وليس هناك طريقة أخرى يمكن تصورها". وفي رأيه، يكمن الحل الأمثل بـ "الاعتراض على «خطة العمل المشتركة الشاملة» كلها ورفضها بالكامل. هل هناك أي خيار آخر؟"

إن شريعتمداري ليس أحد المتشددين العاديين فحسب، بل اعتُبر على مدى عقدين تقريباً الناطق باسم خامنئي، والشخص الذي يكشف عن الانطباعات الحقيقية للمرشد الأعلى عندما لا يرغب خامنئي نفسه بالتحدث علناً عن رأيه لأسباب سياسية أو غيرها. ففي عدة حالات واجه فيها المتشددون صعوبة في معرفة رأي المرشد الأعلى حول مسألة معينة، كانوا يقرأون بدقة تصريحات شريعتمداري، وخاصة افتتاحياته في صحيفة "كيهان"، التي يديرها خامنئي. وبالتالي، أصبح شريعتمداري الناطق غير الرسمي باسم المرشد الأعلى، وتعتبر كتاباته بمثابة دليل عملي للمتشددين في عدة مؤسسات، بما فيها "مجلس الشورى" ("المجلس").

ويقيناً، اعترض بعض المتشددين على هذا الرأي. ففي مقالة صدرت في 16 آب/أغسطس على الموقع الإلكتروني لوكالة "تسنيم"، انتقد المسؤول حميد رضا مقدم فر تصريحات شريعتمداري وسمعته كناطق باسم خامنئي، متسائلاً: "كيف يمكن لأخ لنا في الثورة، مثلك، أن يصر على الإيحاء لقرائه بأن '[خامنئي] يعتقد مثلي، ويحلل مثلي، ويفهم مثلي'؟... يجب أن تعبر عن آرائك الشخصية على الأكثر وأن لا تتحدث نيابة عن المرشد الأعلى". ونظراً إلى مصدر الاقتباس - وكالة "تسنيم" تابعة لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» ومقدم فر هو نائب الشؤون الثقافية لهذه المنظمة العسكرية - نستنتج أن هناك على الأقل بعض العناصر في «الحرس الثوري الإسلامي» التي تدعم الاتفاق النووي، وأن الرئيس حسن روحاني سيعوّل عليها على الأرجح لمقاومة ضغوط المتشددين.

ولكن بالرغم من الانتقادات الموجهة إلى مقدم فر، لم ينفِ خامنئي أو شركاؤه ادعاءات شريعتمداري التي نشرها في 15 آب/أغسطس. بالإضافة إلى ذلك، إن الخطاب الذي ألقاه خامنئي بعد يومين عزز بشدة الانطباع بأن كتابات شريعتمداري لا تعبر فقط عن الآراء الشخصية للمحرر. فعلى غرار التصريحات السابقة، سلط الخطاب الضوء على فتور المرشد الأعلى تجاه اتفاق "من غير الواضح لا في إيران ولا في الولايات المتحدة" ما إذا كان سيتم تبنيه أو رفضه، من خلال قوله:

"لم تعد أمريكا تتمتع بالمصداقية ذاتها في المنطقة، [فالأمريكيون] يريدون استعادة هذه المصداقية. هذا ما ينوون فعله في بلادنا أيضاً. كان لديهم مثل هذا الوهم بأنه خلال المفاوضات النووية... كانوا ينوون إيجاد وسيلة للتغلغل إلى البلاد. لكننا قطعنا هذا الطريق أمامهم... لن نسمح بتغلغلهم الاقتصادي في إيران، ولا بنفوذهم السياسي، ولا بوجودهم السياسي ولا بتأثيرهم الثقافي. سنتصدى لهم بكل الوسائل ولن نسمح بذلك، والحمد الله وسائلنا قوية اليوم".

ومضى قائلاً: "تتناقض سياساتنا في المنطقة مع السياسات الأمريكية... فنحن ندافع عن المقاومة في المنطقة، ندافع عن المقاومة الفلسطينية... ندعم كل من يحارب إسرائيل ويقضي على النظام الصهيوني ويدافع عن المقاومة... ندعم كل من يواجه النظام الصهيوني بكل ما أوتينا من قوة ودعم". كما كرر أن إيران ستقدم أي نوع من المساعدة الممكنة لـ "الشعب المضطهد" في البحرين واليمن. وأخيراً، كرر ما يقصده بـ "العدو": "في ثقافتنا السياسية، نتداول عبارة "نظام الهيمنة"، التي تعني أن العالم منقسم بين ]القوى] المهيمِنة و]الكيانات] الخاضعة... من يقود ]القوى] المهيمِنة هو العدو. وإذا ما أردنا معرفة ]من هو هذا العدو]، فهو نظام الولايات المتحدة الأمريكية، ]الذي] يجسد نظام الهيمنة بامتياز".

المحصلة

ما زالت الإجراءات القانونية الإيرانية للموافقة على الاتفاق النووي غير واضحة. فالمرشد الأعلى يرفض الإعلان بصراحة - ليس فقط عن رأيه الشخصي تجاه الاتفاق، بل أيضاً عن المؤسسة التي يجدر بها اتخاذ القرار الرسمي بالموافقة على الاتفاق أو رفضه. إن هذا الغموض المتعمد يسمح للمتشددين بالضغط على روحاني لإحالة الاتفاق كمشروع قانون إلى "المجلس". وفي حين وقّع 201 نائباً من أصل 290 على كتاب يطالب الحكومة بإحالة الاتفاق إلى "المجلس" للموافقة عليه، تُظهر تصريحات الأمين العام لـ "مجلس صيانة الدستور" أحمد جنتي في 15 آب/أغسطس، أن حتى هذه الهيئة تنتظر توجيهات خامنئي في هذا الإطار، علماً أن تفسيراتها للقانون تمثل كلمة الفصل الأخيرة بين "المجلس" وحكومة روحاني.

وكما ذُكر في مراصد سياسية سابقة (انظر "مخاوف إيران الأمنية والجدل القانوني حول الاتفاق النووي")، يفضل الرئيس روحاني بأن يكون "المجلس الأعلى للأمن القومي" هو الذي يصوت على القرار. ولا تنبع هذه الرغبة من خوفه من رفض "المجلس" للاتفاق فحسب، بل من علمه أيضاً أن قرار "المجلس الأعلى للأمن القومي" لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد موافقة المرشد الأعلى رسمياً عليه، وهذا يعني أنه سيتوجب على خامنئي اتخاذ موقف واضح من الاتفاق. وفي المقابل، لن يتعين على خامنئي اتخاذ موقف تجاه مشروع قرار يُعرض على "المجلس"، فهو غالباً ما يملي قراراته على البرلمان من وراء الكواليس ومن دون الكشف عن دوره علناً. وإذا استطاع المرشد الأعلى الحفاظ على موقفه غامضاً على المدى الطويل، فسيفتح المجال لانتقاد الاتفاق وحتى الانسحاب منه، وهذا ما حدث تماماً للاتفاقين النوويين عامي 2003 و 2004. إن روحاني على وعي تام بتلك التجربة لأنه كان كبير المفاوضين النوويين في ذلك الوقت.

وللمساعدة على تجنب هذا السيناريو، يمكن لـ «مجموعة الخمسة زائد واحد» أن تشير لروحاني بصراحة أن «خطة العمل المشتركة الشاملة» قد لا تكون مستدامة دون موافقة صريحة من خامنئي، مرتكزةً على تجربة العامين 2003 و2004. وقد روى روحاني بنفسه هذه التجربة في كتابه بعنوان "الأمن القومي والدبلوماسية النووية"، الذي نشره قبل 4 سنوات للنأي بنفسه عن الانتقادات المتزايدة من قبل خامنئي والمتشددين بشأن المفاوضات التي قادها بصفته رئيس "المجلس الأعلى للأمن القومي". كما يمكن لمسؤولي «مجموعة الخمسة زائد واحد» أن يشيروا إلى التناقض بين تبنيهم الناشط لـ «خطة العمل المشتركة الشاملة» وبين صمت خامنئي. أما بالنسبة إلى واشنطن، فسيسهل بالطبع على الرئيس الأمريكي باراك أوباما إقناع الكونغرس بالموافقة على الاتفاق إذا بادر خامنئي بنفسه إلى ذلك.

*مهدي خلجي هو زميل "ليبيتزكي فاميلي" في معهد واشنطن.

 

سلاح الجو السوري خردة للفتك بالمدنيين فقط

مدونة كمال ريشا/طوال عقود ونحن نسمع عن توازن استراتيجي، وتوازن الرعب بين نظام الممانعة السوري، والكيان الاسرائيلي المحتل، وطوال عقود ونحن في لبنان وسوريا تمنع عنا الخطط التنموية، وتحجب عنا الديمقراطية، وفرض علينا تأليه نظام الممانعة، وتقديس رجالاته لان النظام يعمل على تحقيق التوازن الاستراتيجي بما يتطلبه من شحذ الهمم واستنفار جميع الطاقات لمواجهة العدو الاسرائيلي. ولكن الثورة السورية كشفت ان ما بني على باطل هو باطل، وكشفت زيف الادعاء بتحقيق التوازن الاستراتيجي، وان نظام الممانعة يتقن استخدام “الخردة” في سلاحه الجوي لقصف المدنيين السوريين العزل، وان اسطوله الجوي عفا عليه الزمن فلا توازن استراتيجي ولا من يحزنون. هذا ما قاله العميد الطيار السوي المنشق اسعد الزعبي في حديث له اليوم شارحا وضع سلاح الجو الذي لا ينفع سوى للفتك بالمدنيين السوريين فقط لا غير. قال الزعبي :” لا شك بان النظام يمتلك ورقة ضاغطة تتمثل بسلاح الجو الذي هو سلاح نوعي، لا يمكن ان يتوفر للثوار لاسباب عدة، وهو اعطى للنظام تفوقا وامكان البقاء والاستمرار، لان سلاح الجو، وكما هو معروف، يستجيب لمقولة، : من يملك الجو يملك الارض”.سلاح الجو للنظام السوري كان واسعا، ويضم اسطولا كبيرا من الطائرات، وهو في اسوأ حالاته اليوم، ورغم ذلك الثوار لا يستطيعون امتلاك هذا السلاح، لعدم امتلاكهم المطارات، والاموال التي تمكنهم من شراء الطائرات، او تأمين المستلزمات اللوجستية، من وقود وانظمة هيدروليكية وقطع غيار، لهذه الطائرات، من اجل استخدامها. مع بداية الثورة السورية، كان لدى سلاح الجو السوري، 425 طائرة، وهي من نوع ميغ 29 وميغ 25، و وميغ 23 وميغ 21، وطائرات سوخوي 20، وسوخوي 22، وسوخوي 24، و230 مروحية، من نوع غازيل، و “108”، و “117”، و”مي “25 ، ومروحيات “كانو”  من نوع 128، و114، وطائرات الاستطلاع”. أضاف : “هذا كان حال الاسطول الجوي السوري، قبل بداية الثورة اما اليوم، فمن أصل 425 طائرة ذات جناح، يتوفر لدى النظام 70 طائرة فقط، غالبيتها من نوع ميغ 29، حوالي 18 طائرة، وحوالي 11 طائرة من نوع سوخوي 24، والباقي من نوع سوخوي 22، وميغ 23،   ومن أصل 230 مروحية، يتوفر فقط 63 مروحية، من بينها المروحيات البحرية من نوع “كانو”، و 6 مروحيات من نوع “117”، و 24 مروحية من نوع “مي 25،  و و12 مروحية من نوع “غازيل”. وهنا لا بد من الاشارة الى ان احدث طائرة دخلت الى الخدمة في سلاح الجو السوري، عام 1987، وهي من نوع ميغ 29، خلال شهر ايلول سبتمبر، وتلاها في نهاية الشهر نفسه طائرة من نوع سوخوي 24.

إذا سلاح الجو السوري قديم، ولكن تمت إعادة تأهيل طائرات الميغ 29 وسوخوي 24، خلال فترة الثورة، من خلال إرسال بعثات الى روسيا، وإرسال قطع غيار من إيران، وهناك ايضا قطع غيار وصلت من الجزائر، مع مساعدين فنيين، كذلك من دول منظومة الاتحاد السوفياتي السابق، حيث تم إستقدام حوالي 60 طائرة لم يجهز منها إلا 7 طائرات، لانها كانت معطلة وهي من نوع ميغ 23. أضاف الزعبي :” خلال الثورة وصل للنظام، اربع اسراب من طائرات الاستطلاع من دون طيار، من إيران وكان يعتمد عليها في رصد حركة الثوار، واستخدام بعض القذائف الموجهة، لتنفيذ عمليات إغتيال او ملاحقة سيارات. من هنا يمكننا القول إن هذا السلاح هو سلاح مريض، لان غالبية الطائرات استهلكت عمرها الزمني، وعدد ساعات الطيران التي يسمح بها، ومع ذلك يتم استخدامها في تنفيذ هجمات، وهذا ما يفسر سقوط هذه الطائرات، حيث اول من امس سقطت طائرة في اللاذقية بسبب عطل فني، واليوم ايضا سقطت مروحية في حلب بسبب عطل فني. هذا في الجانب التقني، اما في الجانب البشري، فمعظم الطيارين، يفتقدون الجاهزية للطيران بسبب تقادم العمر من جهة،  وعدم توفر الاجازات لهم من جهة ثانية”.

براميل/وعن استخدام الطائرات في قصف المدنيين والقاء البراميل المتفجرة، قال العميد المنشق الزعبي:” إن النظام يحسن الافادة من هذا السلاح، ولكنه لا يستطيع قصف مواقع الثوار، لان طياريه لا يملكون تلك الخبرة التي تؤهلهم للبحث عن الاهداف، خصوصا ان الثوار يتحصنون في مواقع قد تكون قريبة من مواقع النظام، لذلك من اسهل المهمات على الطيار إلقاء القنبلة بشكل طبيعي من دون عناء التسديد او البحث عن الهدف او حتى المناورة، وتاليا، يستطيع الطيار ان ينفذ مهمته تجاه المدنيين بشكل كامل، إضافة الى ان الطيار يتمتع بهدوء نفسي، لعلمه انه لا يوجد اي وسائط دفاع جوي تهدده، كمان ان هناك عامل آخر يساعد الطيار، كونه ابن سوريا، فهو يعرف تماما اين يلقي متفجراته”. وعن قصف المدنيين قال :”إن النظام يخسر في جميع المعارك على الارض، ومن بينها تلك التي يساند فيها الطيران قواته والقوات الايرانية ومسلحي ميليشيا حزب الله، كما حصل بالامس في الزبداني، حيث قتل 42 عسكريا سوريا ومن جماعة الميليشيات، وتم أسر عشرة،  لذلك هو يقوم بمحاولة للتعويض عن الخسائر، بالضغط على الحاضنة الشعبية للثوار، باستهداف ذويهم واقاربهم وابنائهم”.

 

نوري المالكي تحت مظلة الحماية الإيرانية المباشرة؟

داود البصري/السياسة/20 آب/15

حرب الارادات المتضاربة بين الشعوب و الانظمة في الشرق القديم تشهد اليوم اشد فصولها سخونة, فمع اصرار جموع العراقيين الشعبية على تغيير خريطة الوضع العراقي البائس, والمباشرة بتصحيح الاوضاع المعوجة التي اوردت العراق مورد الهلاك, وهشمت ركائز وحدته الوطنية, وقذقت شعبه امام احتمالات رياح تدميرية عاصفة من شانها الاطاحة بوجوده الاقليمي, وتدمير وحدته الوطنية, فان مقاومة رغبات الشعب قد تجلت بابشع معانيها عبر بوابة المصالح الايرانية الاقليمية, وتحديدا عند ملف المطالبة الشعبية العراقية بمحاسبة ومحاكمة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الذي يتحمل مسؤولية فشل كبير تسبب بمآسى عراقية لم تزل شاخصة ومتفاعلة, خصوصا ان التقرير البرلماني حول قضية سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة في يونيو 2014 قد اظهر المسؤولية المباشرة للمالكي في تلك الهزيمة المروعة, ورغم العديد من الملاحظات على ذلك التقرير, الا ان جوهره يصب في مجرى التوجه الشعبي العام!, الا ان حسابات الحقل العراقي لا تتطابق ابدا مع حسابات البيدر الايراني, وماهو صالح للعراقيين لايكون كذلك للايرانيين, خصوصا ان لعبة المصالح الاقليمية والتاثيرات الطائفية, وطبيعة القوى الحاكمة والمهيمنة في العراق قد جعلت من ايران محورا ومركزا قويا وفاعلا من مراكز القوى المؤثرة جذريا في القرار العراقي الداخلي, ولاعبا مؤثرا في صياغة وصناعة القرار العراقي الداخلي, ففي خضم الحديث عن اجراءات سيقوم بها حيدر العبادي للاستجابة للمطالبات الشعبية, فوجئ العراقيون بسفر نوري المالكي على راس وفد حزبي من الحزب الحاكم (الدعوة الاسلامية) لطهران للمشاركة في مؤتمر طائفي خاص, فلا شيء يمنع سفره, ولا احد يتمكن من ايقافه او حجزه.

العبادي اضعف كثيرا من ان يمارس صلاحياته الرسمية باتجاه تفعيل ايقاف المالكي عن ممارسة نشاطات ليس لها علاقة ابدا بمنصبه الذي لم يعد موجودا بعد الغاء منصب نائب رئيس الجمهورية, وهو القرار الذي لم يعبا به احد من الذين شملهم, فالمالكي تجاهله بالكامل, بينما اعلن اياد علاوي النائب الاخر بان القرار تحت اقدامه وهو لا يعبأ به. اذن عن اي متغيرات يتحدثون? وكيف ستتم الاستجابة الحقيقية لمطالب الشارع العراقي فيما نوري المالكي يظهر لسانه للعراقيين ويمارس دورا قياديا غير موجود اصلا في الدولة بل يمارس عملية تخريب منهجية لعلاقات العراق الدولية من خلال شتم المملكة العربية السعودية من على المنابر الايرانية؟

الحقائق الميدانية لثمانية اعوام عجاف من حكم المالكي تؤكد جملة حقائق اولها و اهمها ان القيادة الايرانية وهي تخوض اليوم اشد صفحات ادارة الصراع الاقليمي حسما لن تسمح ابدا المساس بالمالكي تحت اي ظرف, وهو ما اعلنه بوضوح علي اكبر ولايتي مستشار الولي الفقيه للشؤون الستراتيجية حينما اشار صراحة وجهارا الى ان المالكي يعتبره الايرانيون من زعماء وقادة ما يسمونه »المقاومة والممانعة«, وبالتالي فان اي حديث عن مساءلته او اعتقاله او ايقاع الاذى به هو ضرب من ضروب الخيال! ولا يستقيم ابدا مع المصالح الايرانية التي عمل المالكي طويلا لخدمتها وتحقيق اجنداتها, ولعل ذلك يشكل قمة التحدي الميداني لتعهدات العبادي الاصلاحية التي اضحت تدور في حلقة مفرغة بين الحيرة مما يريده الشعب العراقي, وبين الارادة الايرانية الطاغية التي هي في النهاية ليست مجرد موقف سياسي عابر, انما هناك مخالب وانياب سامة ايرانية داخل العراق تضفي الحماية على المالكي وتفجر الوضع العراقي ساعة تشاء, وتحول العراق لجحيم حقيقي من الحروب الداخلية ضمن اطار صراعات الضد النوعي.

فجماعات “بدر” و”العصائب” وكتائب “حزب الله” و”سرايا الخراساني” جميعها جنود مجندة في خدمة الرغبات الايرانية التي هي بمثابة اوامر مقدسة بالنسبة لها, بل ان قائد “العصائب” قيس الخزعلي اعلن صراحة عن حمل السلاح في مقاومة اي مشروع لمحاسبة نوري المالكي. للاسف الوضع العراقي يدور في حلقة مفرغة من التيه والحيرة وانعدام الارادة بسبب تضارب مصالح القوى الاقليمية, والنظام الايراني بات يتحدى علنا ارادة الشعب العراقي مؤسسا وفاتحا المجال لصراعات داخلية عراقية ستلقي بالبلد لعوالم المجهول, اما القوى السياسية والطائفية العراقية فقد تجاوزها الشارع بسقف مطالبه المتصادمة بالرؤى والقناعات الايرانية. فمن سيكسب في نهاية المطاف ويحوز قصب السبق ويحقق الاهداف? كل الرؤى ضبابية في بلد ضيعته قواه السياسية الفاشلة, وفي مرحلة من اشد مراحل التاريخ انفجارية ومصيرية ومتوحشة. لقد فتحت علبة العفاريت العراقية بكل تأكيد.

 

جامعة دول الشرق الأوسط

داود الشريان/الحياة 20 آب/15

مع بداية الغارات التركية على مناطق شمال العراق، أصدر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بياناً عبّر فيه عن إدانة الجامعة للغارات وطالب تركيا باحترام سيادة الأراضي العراقية. قطر تحفّظت عن البيان، وإن شئت رفَضَت مضمونه. وقال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إن «قطر استاءت من عدم التشاور معها حول البيان. قطر دولة عضو في جامعة الدول العربية، والقرارات تؤخذ بالتوافق، لم يتصل بنا أحد، وسمعنا بيان السيد نبيل العربي في نشرات الأخبار كما سمع به الآخرون». قراءة هذا الخبر بطريقة تقليدية تستدعي التنديد بالموقف القطري الذي أيد الموقف التركي، على حساب سيادة دولة عربية، وشكّك بدور الجامعة، وأضعفَ موقفها، على رغم ان الجامعة ليست في حاجة الى موقف قطر حتى نكتشف ان دورها تآكل، ولم يعد مؤثّراً في الأحداث الجارية في المنطقة العربية. لكن النظر الى موقف الدوحة برؤية واقعية، يفرض علينا تفسيراً مختلفاً، ليس لأن الجامعة أصدرت بياناً من دون توافق أعضائها، والتشاور معهم، وتجاهل دولة قطر، وربما سمع آخرون بيانها من وسائل الإعلام، بل لأن الموقف القطري عبّر عن ظاهرة صحيّة، هي أن الدولة التي ترى ان موقف الجامعة يتعارض مع مصالحها، تعلن تحفّظها او رفضها. هذا السلوك تمارسه دول الاتحاد الأوروبي، ولم يؤثّر في مسيرة الاتحاد، أو يخلق حساسية بين هذه الدول، وخلال السنوات الماضية رفضت بريطانيا تنفيذ قرارات مهمة اتخذها الاتحاد، لكنها ما زالت أهم دولة فيه. نظام الجامعة العربية تجاوزه الزمن، وهي أُسِّست في ظل ظروف سياسية توارت حتى ملامحها، فضلاً عن أن نظام الجامعة كُتِب بلغة عاطفية وشعاراتية لا تلبّي منطق السياسة الراهن. بقاء جامعة الدول العربية حتى اليوم ليس دليلاً على تمسُّك العرب بها، وإنما مجاملة لتاريخها، على رغم أنه تاريخ لا يُسرّ. العلاقات بين الدول العربية تبدَّلت، ولم تعد شعارات الأخوّة المحرك الأساس لها وإنما المصالح، وربما وجد بعض هذه الدول أن علاقاته مع دولة إقليمية أهم من علاقاته مع دولة أو دول عربية. فالعراق الذي غضبت الجامعة من أجله، يقدّم علاقاته مع إيران على كثير من الدول «الشقيقة». ومن حق قطر أن تدافع عن مصالحها مع تركيا، من دون ان يُعتبر ذلك خرقاً للتضامن العربي. هذا النوع من الخلاف مع الجامعة سيستمر، إلا إذا استدرك العرب تدهور وضع جامعتهم العجوز، وسعوا الى نقلها من حال التضامن المغشوش، الى أسلوب التعاون القائم على المصالح. لا شك في أن العلاقات العربية - التركية، والعلاقات العربية - الإيرانية، ستستمر في تقليب مواجع جامعة الدول العربية، وربما وجد العرب انفسهم أمام حقيقة لا مفر منها، هي تغيير اسم الجامعة ليصبح «جامعة دول الشرق الأوسط»، وإدخال تركيا وإيران في عضويتها، فضلاً عن أن هذا الاسم سيفرض جلوس إسرائيل تحت قبة الجامعة الجديدة. الأكيد أن شيئاً من هذا سيحدث، ولكن متى وكيف؟ وتيرة التغيُّرات والتحالفات في المنطقة ستحدد لنا شكل نشأة الجامعة الجديدة وموعدها.

 

العراق وسورية ولبنان على طريق الزوال

حسان حيدر/الحياة 20 آب/15

ما قاله الجنرال الأميركي أديرنو عن ان تقسيم العراق، رسمياً، قد يكون الحل الوحيد لوقف العنف الطائفي الفالت من عقاله، ينطبق ايضاً على سورية الغارقة في دمائها، وعلى لبنان الذي يعيش حالاً من الاهتراء السياسي والاجتماعي والأمني لن تلبث ان تتفجر عنفاً، علماً ان التقسيم لن يؤدي سوى الى مفاقمة الاشتباكات الأهلية بدلاً من وقفها. فعندما تنحدر السياسة الى ادنى مستوياتها او تضمحل، وتتراجع الولاءات الى ما قبل الدولة والاجتماع، ويعمّ الفساد والإفساد، تنهار تدريجاً فكرة العيش المشترك، وتسقط الأطر التوافقية للعلاقات بين الأطراف الأهلية المصوغة في دساتير وقوانين، وتتحول كل جماعة الى «كيان مستقل»، ويسود العنف وسيلة للذود عن حياض «الشعوب الجديدة» وحدودها، بما هي انقسامات ايديولوجية ومصلحية وجغرافية، مدعومة بذرائع وحجج بدائية تؤسس لحروب متناسلة.

وكلام الجنرال الذي خبر الوضع العراقي سنوات يعني ان فكرة التقسيم باتت تراود أذهان المسؤولين الأميركيين اكثر فأكثر، مع فشل الحلول المرتجلة والجزئية التي يخرجون بها من وقت لآخر، او يفرضونها على الحكام في بغداد، او يروّجون لها عند الإيرانيين المهيمنين على قرار بلاد الرافدين، ومع العجز او اللارغبة في ايجاد حل لسورية المقسّمة بحكم الواقع، ومع اللامبالاة الشاملة ازاء ما يعيشه لبنان من انهيار على كل الصعد. وهي فكرة سبق لصحيفة «نيويورك تايمز» ان نشرت مقالاً عنها لباحث اميركي، وخريطة مفصلة لتصوره عن تقسيم دول عربية في مقدمها العراق وسورية، في ايلول (سبتمبر) 2013، اي قبل بروز «داعش» في العام التالي وإعلان «دولته». لكن من الواضح ان شعوب الدول الثلاث المعنية وأنظمتها لم تكن في حاجة الى الأفكار الأميركية ولا الى اي دفع خارجي للوصول الى حال التشرذم الحالية، كونها توفر بنفسها شروط الانقسام بأشكاله المتنوعة، وتمتلك ادواته الفاعلة، ولا تعوز مكوناتها الرغبة في الانتقام من بعضها بعضاً، بعدما تساكنت قسراً منذ ترسيم خرائط سايكس - بيكو، وكان بعض نخبها يظن انه سيتمكن يوماً من إسقاط تفاهم فرنسا وبريطانيا على توزيع المكاسب في المشرق الموروث من العثمانيين، ومن إزالة الحدود بين دوله المستحدثة على طريق اقامة «وحدة» متخيلة، فإذا بهذا السقوط يفسح المجال امام المزيد من الكيانات الأصغر التي تحركها فكرة «النقاء» الديني والمذهبي والعرقي. أما عمليات التجميل التي تقودها حكومة عراقية ناقصة التمثيل ومرتهنة القرار، فلن تقوى على التشوهات المتراكمة والمتأصلة في النفوس والعقول، ولن تستطيع إعادة عقارب الساعة الى الوراء بعدما باتت تباعد بين طوائف العراق وإتنياته جبال من الجثث وأنهار من الدماء، ولن تنجح في جعل تهديد «داعش» يلغي استحكامات المرجعيات والزواريب ولصوص بغداد. ذلك ان فاقد الشيء لا يعطيه، ومن يحكم العراق باسم «الأكثرية» يخاف ان يفقد كرسيه اذا لم يمتثل لقرار إعادة كتابة تاريخه بقلم أعجمي.

وفي سورية النازفة ألف «دولة» و «دويلة» تتنازع شعباً ممزق الأوصال، يحفر القتل اليومي خدوداً عميقة في جسده وروحه منذ اربع سنوات، فيما اصحاب المبادرات يتلهون بإبراز دهائهم وحنكتهم في الصياغات المحكومة سلفاً بالفشل والإجهاض حالما تقترب من قصر الطاغية وأيدي جنرالات طائفته المدججة. اما لبنان الذي يديره «حزب الله» بالوكالة عن الولي النووي، فيتمدد الترهل الى سائر مفاصله مبشراً بسقوطه التام في الفوضى والتسيب، بعدما تحوّل رهينة لنزوات الطوائف والمذاهب والعصابات التي خطّت حدوداً بين «شعوبه»، بحيث لم يعد يمكنها، مجتمعة او منفردة، السيطرة حتى على نفاياتها، ولم تعد تثير قلق احد ولا اهتمامه. دول ثلاث على طريق الزوال وتناثر خرائطها، بينما العالم يتفرج متواطئاً او شامتاً او باحثاً عن فرص.

 

 لافروف - ظريف» نسخة محدثة بديلة من «سايكس - بيكو»؟

عبدالوهاب بدرخان/الحياة 20 آب/15

ما إن استُعيد مناخ البحث عن حل للأزمة السورية حتى أعادت واشنطن «تلزيم» الورشة لموسكو. هذا ما حصل في فترات سابقة، وكانت الأعذار كثيرة، منها: أن الولايات المتحدة لا مصالح لها في سورية، لذلك لا نفوذ لها على النظام، أو أن الأولوية للشأن النووي، وأميركا لا تريد إتاحة أي مجال أمام ايران لإقحام ملفات اخرى في المفاوضات، أو أن واشنطن لم تجد فريقاً معارضاً واحداً مقنِعاً يمكنها الاعتماد عليه لتأهيله كبديل من النظام... لكنها أعذارٌ واهية دُفع بها للتغطية على عدم وجود سياسة اميركية حيال هذه الأزمة. نعم كانت ولا تزال هناك مواقف اميركية لكن المعلن منها لا يعني بالضرورة حقيقتها، والأسوأ في نهج واشنطن أنها عندما لا تكون لديها سياسة ولا ارادة فإنها تنكبّ على محاربة وتعطيل أي سياسة أو ارادة لدى الحلفاء والأصدقاء. أي أنها لا تعمل ولا تسمح لأحد بأن يعمل. وما على الشعوب المنكوبة، بالأحرى الشعب السوري في هذه الحال، سوى أن ينتظر... الرئيس الاميركي التالي. ما الذي يعنيه تكرار واشنطن القول إن النظام السوري «فقد شرعيته» وأن رئيسه «متهمٌ بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية» وأن «لا دور لبشار الاسد في مستقبل سورية»؟ هل هذه مجرد آراء، مبادئ أخلاقية، عناوين سياسة، أم شعارات تُرفع بحسب الظروف؟ لو كانت لدولة عادية غير فاعلة ولا مؤثرة لما أثارت أي جدل، أما وأن الأمر يتعلّق بالدولة العظمى فإن المعنيين به سيبحثون حتماً عن ترجمته في مسار الأحداث. لكن إيلاء المهمة لموسكو وطهران يعني تركها لطرفين يواصلان الاعتماد على بشار الأسد، ولا يزالان يرعيان جرائم ومجازر كالتي ارتكبها أخيراً في دوما، فضلاً عن كونهما يفصّلان «الحل» المرتقب على مقاس مصالحهما، وكأن سيرغي لافروف ومحمد جواد ظريف مُنحا الدور الذي لعبه قبل مئة عام الفرنسي فرنسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايك بين تشرين الثاني (نوفمبر) 1915 وأيار (مايو) 1916 عندما تقاسم بلداهما إرث الدول العثمانية المتهاوية في المشرق العربي. واذا لم تكن لدى روسيا نيات تقسيمية معروفة أو أجندة مذهبية فإن ما يتبدّى أكثر فأكثر من أطماع إيران أنها لا تثق بإمكان الحفاظ على «مصالحها» إلا في سورية مقسّمة، وتريد تمرير هذا التقسيم في إطار الحرب على «داعش».

اذا كان صحيحاً القول إن «لا مصالح لأميركا في سورية» فإن أحداً لا يصدّقه، خصوصاً أنها تستغلّ إطالة الأزمة لنسج شبكة مصالح، وبديهي أنها تخلّت عن «الأعمال القذرة» لروسيا وإيران لكنها تراقبهما ولن يحسما شيئاً يمكن أن يُطاح بـ «فيتو» منها. ثم أن اميركا معنيّة بـ «مصالح اسرائيل» التي تريد أن تكون لها كلمة و»منطقة نفوذ» في صيغة سورية ما بعد الأزمة. وطالما أن «لا مصالح لاميركا» فمن أين هذا اليقين الثابت لدى رأس النظام بأن اميركا لا تريد سقوطه لو لم تمنحه الدليل تلو الآخر على أن حدسه ليس خاطئاً، ومن ذلك أن سيناريو الإيهام بالتأهب لمعاقبته على جرائم السلاح الكيماوي ثم المناورة مع روسيا للتغطية على هذه الجرائم لا يزالان حاضرين في الاذهان. كما أن السكوت عن دور ايران و»حزب الله» كان ولا يزال مدوّياً على رغم مفاعيله السيئة في لبنان، وكذلك في العراق واليمن وصولاً الى البحرين فالكويت. ولو لم يكن بقاء النظام (ورئيسه) «مصلحة» لأميركا لما تدخلت أكثر من مرّة لفرملة هجمات المعارضة، مجازفة بل غير آبهة بأن سياستها هذه زرعت الاحباطات التي ساهمت بفاعلية في اجتذاب تنظيمي «القاعدة» و«داعش».

وقد يكون صحيحاً أن منهج التفاوض فرض عزل البرنامج النووي الايراني عن الأزمات الإقليمية، لكن هذا لم يمنع طهران من استغلال المفاوضات بأبشع الممارسات وكان أكثرها خطراً استدراج «داعش» الى سورية لاستخدامه في مدّ عمر نظام الأسد، وفي تمرير كل التدخلات التي سمحت لبعض مهووسي طهران بالقول أن ثمة «امبراطورية فارسية» ولدت وعاصمتها بغداد. والآن، بعد التوصّل الى الاتفاق النووي، وما يفترضه من انفراجات إقليمية، اذا بالدفاع عن الاتفاق وتسويقه يصبحان الأولوية الجديدة، وإذا بالحل في سورية يراوح بين مساهمات روسية تجريبية كان «منتدى موسكو 1 و2» نموذجاً تعيساً لها وبين «مبادرة» ايرانية لا تشبه إلا المفاوضات التي تجريها لـ «هدنات» مذلّة هنا وهناك أو الحروب التي خططتها لإخراج أبناء حمص والزبداني من بيوتهم، أي للمساهمة في التغيير الديموغرافي الذي أراده النظام منذ أوائل الأزمة، وفقاً للنموذج الاسرائيلي في فلسطين.

ومن المؤكد أن المعارضة السورية لم تتمكّن من بلورة فصيل قيادي ليكون بديلاً أو «جزءاً من بديل»، رغم أنها حاولت. لكن أجندات «القوى الداعمة»، وتضارب المواصفات والمعايير في دواخلها، كانت في معظم الأحيان أكثر تشويشاً وتضليلاً للمعارضة من ممارسات النظام، ولا تزال تجربة صعود «الجيش الحرّ» وأفوله شاهداً على مناحرات «الداعمين» ومماحكاتهم. غير أن البحث الاميركي، البليد والعقيم، عن الفصيل المعارض الأمثل لم يؤدِّ فقط الى اغتيال بطيء لآمال السوريين وطموحاتهم بل أجلس الاميركيين لمراقبة المنافذ المشرّعة لدخول كل أنواع التطرّف واستشرائها تحت أنظارهم. ولعل عثور الاميركيين في النهاية، بعد خراب سورية والمنطقة، على ستين رجلاً لتدريبهم وليكونوا «المعارضة المعتدلة» المنشودة، كان الأبلغ تعبيراً عن سياسة بائسة.

في أي حال، أصبح مؤكداً أن أساس «الحل» سيعتمد على «تفاهمات» لافروف - ظريف، لكن مقاربتهما لا تزال في بدايتها، ويصعب الوثوق بانفرادهما مع الخريطة السورية، خصوصاً أن تصريحاتهما الأخيرة لم تتضمن أي اشارة الى «سورية موحّدة»، وإذ لم تتعامل حكومتاهما مع الأزمة إلا بمنظار مصالحهما فليس مؤكداً أنهما تأهلتا الآن للبحث عن حل يأخذ حقائق البلد والشعب في الاعتبار. المؤكد أيضاً أن روسيا وايران تستغلان هذه الورشة، ومعهما أميركا في شكل غير مباشر، للشروع في بناء قاعدة للحل تأخذ بمنهج المساومات على تقاسم النفوذ. والمؤكد كذلك أن ايران لن تضيّع الوقت بل ستبدأ المساومة على حدود «الدويلة الأسدية» كي تكيّف خططها العسكرية المقبلة للحفاظ عليها. هذا هو جوهر «المساهمة الإيرانية» في حل الأزمة السورية، كما يروّج لها منذ الاتفاق النووي، وليس النقاط الأربع (وقف النار، حكومة، دستور انتخابات، وإعادة إعمار) التي أفصحت عنها طهران لـ «مبادرتها». لعل هذا تصوّر أولي لمنهجية البحث عن حل في سورية، وسط ما يقال عن «مرونة» طارئة على الموقف الروسي، وربما الايراني أيضاً. فالجميع يقصد موسكو حالياً لأن لديها تكليفاً اميركياً. ومن المبكر الحديث عن «صفقة» أو أكثر، لأن هذه تستلزم وقتاً لتذويب التعقيدات وإخراجاً تتولاه الدولتان الكبريان في حال توافقهما، ولم تخفِ أميركا رغبتها القوية في تلبية مطامع ايران في سورية لتستطيع مقايضتها في مناطق ومجالات اخرى. ويصح التساؤل لماذا السعي الى مؤتمر في موسكو يبدو بديلاً من صيغة جنيف نصاً وروحاً، وإلا فلماذا الحديث عن حكومة ودستور وانتخابات كبديل من «هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة»، فهل المقصود إغراق أطراف المعارضة وأشباه المعارضة في التفاصيل لتمرير بقاء النظام ورئيسه وفقاً لاقتراحات ستيفان دي ميستورا... لكن، اذا كانت الدول المعنية تنطلق من مبدأ أن «سورية الموحدة» لم تعد ممكنة ولا واقعية، فهل تكون الورشة الحالية (الحرب على «داعش» واستكشاف عناصر الحل السياسي) مجرد تغطية للقوى الدولية في انهماكها بصفقة إعادة رسم الخريطة السورية.

 

القوة العربية المشتركة والحاجة إلى نظام خدمة العلم

رغيد الصلح/الحياة 20 آب/15

يعقد وزراء الخارجية والدفاع العرب اجتماعاً الأسبوع المقبل لبحث أوضاع الأمن والسلم في المنطقة ومن بينها مسألة إنشاء القوة العربية المشتركة. ومن شأن هذا الاجتماع أن يضفي على مشروع القوة المشتركة المزيد من الجدية، خاصة أنه يأتي بعد «إعلان القاهرة» الذي صدر عن مصر والسعودية وأشار بوضوح إلى اتفاق البلدين على تأسيس القوة العربية المشتركة. إن استمرار الجهود الرسمية على هذا الصعيد لا يغني عن اهتمام الرأي العام العربي بالمشروع، ولكنه يمثل خطوة تستحق التنويه وتشجع على توقع المزيد من المشاريع والمقترحات الرامية إلى النهوض بالقدرات العسكرية العربية. في هذا السياق، تمكن الإشارة إلى ظاهرة الاهتمام المتصاعد في الأوساط العربية الرسمية والشعبية بموضوع خدمة العلم. ولا يقتصر الاهتمام بهذا الموضوع على دولة عربية معينة بل هو موضع مناقشات في عدد منها (السعودية، العراق، الجزائر، لبنان، الكويت، الأردن). فهناك من يؤيد تطبيق الخدمة في إطار تعزيز القدرات العسكرية العربية وضمان حماية التراب الوطني من التحديات المتصاعدة في المنطقة. وهناك من يعارضها لأسباب متنوعة وأحياناً متعارضة. فالبعض يعارضها تخوفاً من «عسكرة» المجتمعات العربية وما يترتب عليها من نتائج تتعارض مع التطلعات الديموقراطية المشروعة. وهناك من يعارضها، خاصة بين قوى الهيمنة الأطلسية، انطلاقاً من نظرته إلى الصراع العربي-الاسرائيلي ومن حرص صارم على ضمان تفوق اسرائيل على مجموع الدول العربية.

إن مخاوف الفريق الأول هي في محلها، ومن المستطاع مراعاتها ولكن مع استمرار السعي إلى اعتماد سياسة دفاعية فاعلة لحماية الدول العربية من التحديات الأمنية. أما موقف الفريق الثاني، فإنه يفتقر إلى المسوغات الأخلاقية فضلاً عن تعارضه مع المقاربة الواقعية والعقلانية لمسألة الأمن الاقليمي والعالمي. فأصحاب هذا الموقف يتوقعون من الدول العربية ان تطور قدراتها الامنية إلى أبعد حد مستطاع للتغلب على الارهاب الدولي، ولكنهم يمارسون عليها الضغوط، من أجل تخفيض طاقاتها العسكرية إلى ادنى حد حتى يطمئن الاسرائيليون اطمئناناً كاملاً إلى أمنهم. هذا ما أكده بصورة غير مباشرة اشتون كارتر، وزير الدفاع الاميركي، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في واشنطن خلال الشهر الماضي، إذ جزم بأن التغلب على تنظيم «داعش» يتحقق عندما تتوفر «قوات محلية فعالة على الأرض... تتسنى لها السيطرة على الأرض والاحتفاظ بها». والسؤال هنا هو من أين تأتي هذه القوات؟ هل تأتي من دول الأطلسي التي تعارض شعوبها إرسال قوات برية إلى منطقة الشرق الأوسط؟ هل تأتي من اسرائيل التي لم تتمكن قواتها المسلحة من الحفاظ على الأراضي المحتلة في جنوب لبنان واضطرت إلى الانسحاب تحت وطأة مقاومة لبنانية اتسمت بالجرأة والجدارة العسكرية، فضلاً عن تمتعها بمساندة شعبية واسعة؟ هل تأتي هذه القوات من قوى اقليمية أخرى لم تكتم طموحاتها في التمدد داخل الأراضي العربية؟

إن هذه القوى سوف تأتي، بالضرورة وبالدرجة الأولى، من الدول العربية لأنها هي الأكثر تعرضاً للأخطار والتهديدات في المنطقة. وحتى تتمكن هذه الدول من خوض حرب ناجحة ضد الارهاب الدولي، ومن تحييد ورد التحديات المتراكمة التي تهدد الدولة الوطنية العربية، فإنها في حاجة إلى تطبيق خدمة العلم، فضلاً عن تأسيس القوة العربية المشتركة وتحقيق أعلى درجة من درجات التنسيق بين القوات المسلحة العربية. وإذ تتبع الدول العربية هذا النهج فإنها تستطيع الاتكال على خبرات أثبتت جدواها. وتمثل خبرة الجزائر في هذا المضمار تجربة مهمة من المستطاع الاستفادة منها وتطويرها. ولا ريب هنا أن تطوير القدرات العربية العسكرية يتطلب، في الوقت نفسه، إصلاحات مهمة على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إن هذا النهج يوفر أفضل الضمانات للانتصار على التحديات التي تواجه الدول العربية، واذ تتجه هذه الدول إلى تطبيقه فانها سوف تصطدم بعقبة مهمة هي، كما أشرنا اعلاه، موقف قوى الهيمنة الدولية السلبي من نمو القدرات العربية العسكرية. إن الدول العربية لا تملك التراجع عن تطوير إمكاناتها العسكرية لانها تتعرض إلى تحديات خطيرة. ولكن النخب السياسية العربية تستطيع مواجهة ضغوط قوى الهيمنة عبر تجريدها من مسوغاتها الاخلاقية. في هذا السياق، فإن من المستطاع مخاطبة الرأي العام الدولي وتأكيد أهمية الدور الذي تضطلع به الدول العربية في مكافحة الارهاب وفي ضمان الامن الدولي. كذلك فإن من المستطاع تذكير شعوب الدول الكبرى والرأي العام الدولي بموقف الديموقراطيات القديمة نفسها تجاه الدفاع الوطني ونظام خدمة العلم.

فعندما بوشر في تطبيق هذه الخدمة في الديموقراطيات القديمة خلال نهاية القرن الثامن عشر، وقف البعض ضدها على أساس انها تتعارض مع المبادئ السائدة في اوروبا آنذاك. وفي فرنسا التي كانت اول من طبق الخدمة بين الدول الاوروبية، كان على الفرنسيين ان يواجهوا ستة من أقوى الجيوش الاوروبية لحماية بلدهم من الاحتلال، وثورتهم الديموقراطية من الانهيار. وكان العامل الحاسم الذي أنقذ فرنسا من الغزو والاحتلال هو خدمة العلم. وخلال الحرب العالمية الاولى، وقف الرئيس الاميركي ودرو ويلسون بادئ الأمر ضد الخدمة لاعتقاده انها تتنافى مع المبادئ الديموقراطية. وتمسك ويلسون بقاعدة التطوع متوقعاً أن يصل عدد المتطوعين إلى المليون بحيث تدخل الولايات المتحدة الحرب ضد دول اوروبا الوسطى وهي تملك مقومات التفوق الساحق على الأعداء. غير ان نهج التطوع لم يحقق الآمال المبنية عليه اذ ان عدد الاميركيين الذين تطوعوا للخدمة العسكرية لم يتجاوز 73 ألف جندي! وهكذا اضطر ويلسون إلى الموافقة على خدمة العلم.

وفي الحرب العالمية الثانية، ظنت الديموقراطيات القديمة انها لا تحتاج إلى إقرار الخدمة. ومن الاسباب التي وقفت وراء هذا الظن، ان تلك الحكومات كانت تستطيع الاعتماد على المتطوعين من الداخل، وعلى قوات المستعمرات كرديف للجيوش الوطنية. كانت هذه القوات الأخيرة توفر للدول المعنية ما وفرته خدمة العلم من جنود يمكن الاعتماد عليهم للدفاع عن الوطن. فإذا ثبت ان هذه الجيوش لم تكن كافية للاضطلاع بالمهام العسكرية الموكلة اليها، تراجع المعارضون للخدمة في الدول المعنية عن معارضتهم لها.

وسواء في الحرب الأولى او الثانية، فقد توصل الذين تراجعوا عن نظرتهم السلبية إلى خدمة العلم إلى أنها لا تتعارض بالضرورة مع متطلبات الديموقراطية، واستندوا إلى كتابات ونظرات العديد من المفكرين مثل الفيلسوف فاتيل، الذي قال في كتابه «قوانين الامم» أن من حق الدولة العادلة ان تتوقع ان يبادلها المواطن الولاء عبر استجابته إلى خدمة العلم اذا اقتضت الظروف الوطنية. ولم تكن من قبيل الصدف ان يكون فاتيل سويسرياً وان يكون هذا رأيه في خدمة العلم. ذلك ان سويسرا حاولت ان تحمي نظامها الديموقراطي المباشر واستقلالها وسيادتها اعتماداً على جيش المتطوعين، فأصيبت بالهزائم المتكررة. ولم تتمكن سويسرا من حماية حقوقها الديموقراطية والوطنية الا عندما طبقت نظام خدمة العلم، او ما دعاه السويسريون «الحياد المسلح». ان خدمة العلم قد تبقى خارج مداولات وزراء الدفاع والخارجية العرب. وفي مطلق الحالات، فإن الصراع في الدول العربية ليس حول النظام الديموقراطي بمقدار ما هو حول الارض والاستقلال والهوية الوطنية. وفي كافة الحالات فان من المهم ان لا يربح الذين يرغبون في سلب العرب حقوقهم الحروب والمعارك. كذلك من المهم أيضاً العمل على إقناع الرأي العام العالمي أن تعزيز القدرات العربية مع تحقيق الإصلاح في المنطقة، هما من أهم شروط القضاء على الإرهاب الدولي.

 

أبو سورية و أخوها

زهير قصيباتي/الحياة 20 آب/15

موسكو وطهران: مصير الحل في سورية يقرره السوريون. النظام السوري: نقرره بالبراميل المتفجّرة والغازات السامة والتعذيب والتنكيل، والتهجير... فالهدف استئصال الإرهاب والتكفيريين. ولنا أن نستنتج أن جميع الذين أبادتهم البراميل السود في دوما قبل أيام قليلة، هم تكفيريون، رجالاً ونساء وأطفالاً. أما المثال الروسي- الإيراني عن رؤية لم تتبدّل- للصراع والحرب في سورية، رغم توقيع الاتفاق النووي- فهو جزء من حملة دشّنها حليفا النظام السوري لتبديد أي وهم زرعه الرئيس الأميركي باراك أوباما بإمكان تبديل سياسة الحروب بالوكالة التي تديرها طهران خصوصاً، وتشجّعها موسكو... من دون اعتبار لأي مصلحة مشتركة في تعاون الكرملين مع الدول العربية المعنية بإنهاء مأساة السوريين ونكباتهم. الآن، لم يعد ممكناً الشك في أن الاتفاق النووي الذي وصفته إيران بأنه انتصار لها في مواجهة الدول الكبرى، شجّعها على مزيد من التمادي في تسهيل ما يرتكبه النظام السوري، رغم «العقاب» القاسي له في عبارات التنديد المملّة التي يكررها مجلس الأمن. حتى واشنطن تتعمّد سياسة الغباء في ترك حبل المجازر على غارب النظام السوري الذي يتنافس مع «داعش» على دماء شعب تخلى عنه العالم «المتحضّر»... ومن دون أدبيات بكائية، رغم فظاعة مشاهد أكياس الجثث المكدّسة في دوما، يجدر السؤال عن صدقية «نظرية» التحوُّل في موقف روسيا من نظام الرئيس بشار الأسد، بل حتى طهران التي نفت مرات أن مصير الأسد كان تحت الطاولة في مفاوضات فيينا النووية، لتوجّه أخيراً رسالة إلى الجميع مفادها أنها لن تتخلى عن دعمها النظام السوري. بل إن تقهقُر حلفائها الحوثيين في اليمن، يرجّح مزيداً من التشبُّث الإيراني بسورية، أرضاً ونظاماً، وكل ما روّجته طهران عن انفتاحها على حوار مع جيرانها الخليجيين من أجل استقرار المنطقة، هدفه ينحصر في إظهار دول مجلس التعاون بمظهر المتردّد السلبي الذي لا يريد إنهاء سفك الدم.

ما حصل بعد الاتفاق النووي مع إيران التي ما زالت تمارس سياسة التعمية، واستغباء الآخر، والتعالي على المصالح العربية، وترويج صورة عدوانية لكل من يخالفها في نهج الهيمنة على المنطقة، هو إعلان روسي- إيراني عن تجديد رعاية النظام السوري بوصفه «ضحية» الإرهاب والتطرف والتكفير! والأنكى أن يصدّق الكرملين وطهران ان العالم يصدّق ما يدّعيانه في شأن نيات الأسد، واختزال كل الصراع في سورية وكل المآسي بمواجهة مع الإرهاب، اقترحت لها موسكو حلفاً مستحيلاً مع نظام يرتكب المجازر في حق السوريين، ويدّعي أبوّته لهم!

صيغة شبيهة لما قيل قبل اتفاق فيينا، حول القنبلة النووية الإيرانية: طهران استماتت دفاعاً عن حليفها الأسد، وجرّت «حزب الله» إلى خسائر جسيمة تكبّدها في سورية، فكيف بعد حصولها قريباً على صواريخ «أس 300»... وكيف بعد ورطة تركيا في قتال الأكراد (حزب العمال الكردستاني)، وفتح أبواب المواجهة مع «داعش»، والصراع المرير مع المعارضة في الداخل؟ «فليقرر السوريون من دون تدخُّل خارجي»! الوجود الإيراني في سورية «جمعية خيرية» لتضميد جروح السوريين، ومواساة أيتامهم وأراملهم، وأما البراميل المتفجّرة، فحال طهران معها كحال النظام في دمشق، وهو يكاد ان يعتبرها وروداً، خاسر كل من يضيّعها، ويلعق أشواكها. ولكن، هل هناك ما يبرر كل تلك السوداوية في تقويم مآل ديبلوماسية التفجيرات «النظامية» والسكاكين الإيرانية التي لا تريد الطعن إلا في «النيات السيئة»، ولا تطمع بأكثر من كشف خبث التكفير، ولا تسمع بالبراميل... ولا ترى مصيبة للسوريين إلا في «تدخُّل خارجي»، فيما تدخّلها محلي، «أبوي»، جلّ مسعاه أن يقرروا وحدهم؟ للوزير سيرغي لافروف أن يبتهج بأن الحليف الإيراني بات على عتبة الخلاص من سيف العقوبات، بات موعوداً بخزينة تسمح بصفقات وعقود تسلُّح، تُنعش سوق الأسلحة الروسية. حافز آخر لتجديد دماء الشراكة التي ترعى نظام البراميل، وفصول النكبات السورية... حتى الأمل بتغيير جِلد هذا النظام، بدّده لافروف، لأن إزاحة الأسد حتى في نهاية المرحلة الانتقالية ليست مضمونة، فهو «الرئيس الشرعي لسورية». بين الأميركي والروسي ما الذي تبدّل إذاً، بعد الاتفاق النووي، في الملفات الإقليمية؟ أي تقارُب بين واشنطن وموسكو يشجّع على أمل بحلحلة في تفكيك عُقد الصراع في سورية وعليها؟ يمكن الكرملين أن ينام على حرير منحه أوباما مكافأة نزع الأسنان الكيماوية السورية، وأن ينام مطمئناً إلى تغاضي الرئيس الأميركي عن المجازر في دوما وغيرها، ما دام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الذي عبّد لأوباما طريق اتفاق فيينا، ليدخل التاريخ من أبواب خامنئي.  وعبّد للسوريين مزيداً من الطرق إلى الكوارث.

 

أينما علا صوت الكرد علت حراب تركيا

عبدالباقي اليوسف /الحياة 20 آب/15

هذا ما شهدناه بعيد فوز حزب الشعوب الديموقراطية (هـ د ب) الكردي في الإنتخابات التشريعية الماضية في تركيا. فلقد كان المتتبعون يتفاءلون بأن تفضي نتائج الإنتخابات التشريعية ودخول حزب الشعوب الديموقراطية البرلمان الى فتح الطريق نحو حل القضية الكردية في تركيا بالطرق السلمية وتحت قبة البرلمان، طالما ان الحكومة أعربت عن نيتها، وبادرت بالحوار مع زعيم حزب العمال الكردستاني الذي يقبع في السجن. إلا ان الرئيس التركي رجب طيب آردوغان الذي اعتبر صاحب مبادرة السلام مع الكرد، أظهر مواقف معاكسة خلال الحملات الانتخابية (على رغم ان القانون في تركيا يفرض على الرئيس أن يكون محايداً)، وذلك بإلقاء الخطابات النارية في التجمعات الجماهيرية. وقد صبّ جلّ غضبه على حزب الشعوب الديموقراطية فيما كانت الإستقراءات الإنتخابية ترجح إجتيازه حاجز الـ10 في المئة لدخول البرلمان.

كان المأمول من حزب العدالة والتنمية ومنذ وصوله الى سدة الحكم عبر صناديق الإنتخاب أن يصبح نموذجاً للأحزاب الإسلامية في المنطقة ولتقبل اللعبة الديموقراطية في إدارة بلدانها. وتفاءل الكثيرون وبشكل خاص الكرد بأن تنتهج تركيا سياسات جديدة أكثر واقعية واعتدالاً تجاه المسألة الكردية في المنطقة في ظل حكم هذا الحزب، بخاصة وأن أحمد داود أوغلو صاحب نظرية «صفر مشكلات» والذي كان وزيرالخارجية سابقاً، استلم رئاسة الحزب أخيراً. كذلك تفاءل الكثير من المحللين الكرد بحكم حزب العدالة والتنمية بخاصة لانفتاحه الإقتصادي ثم السياسي على إقليم كردستان العراق، آملين أن تفتح تركيا صفحة جديدة في تعاملها مع المسألة الكردية عموما، وفي تركيا خصوصاً، طالما أن حكوماتها منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك لم تستطع تصفية تلك المسألة، على رغم استخدامها أحياناً الإبادة الجماعية والتهجير القسري. لا بل تفاقمت المسألة الكردية لتصبح اليوم من أهم قضايا الشرق الأوسط. لكن الانتخابات التشريعية الأخيرة وما نتج عنها من تراجع في شعبية العدالة والتنمية أسفرا عن حقائق عدة أهمها أن هذا الحزب الإسلامي غير ملتزم جوهرياً باللعبة الديموقراطية، لكنه ملزم بها بسبب نظام الحكم في الدولة التركية، والعضوية في حلف الناتو، والعقيدة العلمانية للجيش لا تسمح له بالإنقلاب على الدستور. هذا السلوك تجلى في الحورات الاخيرة مع حزب الشعب الجمهوري لتشكيل الحكومة، عندما كشف كلشدار أوغلو في نهايتها بأن حزب «العدالة والتنمية» لا ينوي تشكيل حكومة إئتلافية دائمة، بل فقط حكومة لمدة ثلاثة أشهر تحضّر لانتخابات مبكرة. لهذا، ومنذ صدور نتائج الإنتخابات الأخيرة يختلق «العدالة والتنمية» المشكلات مع حزب الشعوب الديموقراطية، خصوصاً في المناطق الكردية، وكان آخرها اعلان آردوغان إنهاء العملية السلمية مع العمال الكردستاني، والبدء بقصف مواقعه. وكل ذلك لإثارة المشاعر القومية لدى بسطاء الترك كي يكسب الأصوات اللازمة في الإنتخابات، أملاً في الحصول على ما يتيح له التفرد بالحكم من جديد، وتأمين النسبة المطلوبة لتغيير نظام الحكم إلى نظام رئاسي. من جهة ثانية هناك أحداث عدة تكشف أن حكّام تركيا اليوم ولغاية اللحظة لم يتحرروا من عقدة الأنظمة السابقة حيال المسألة الكردية والانفتاح لبناء استقرار في تركيا والمنطقة، وأنهم فقط يراوغون حتى تتسنى لهم الفرصة المناسبة لضربها. وأول هذه الاحداث أنه على رغم تطميناتهم السابقة لحكومة إقليم كردستان لجهة مساندتها إذا ما تعرضت لأي مكروه، فعند هجوم «داعش» على الإقليم كان الموقف التركي هو التفرج، ولم يقدم أي عون لحكومة الإقليم بحجة أسر «داعش» لطاقم قنصليتهم في الموصل. لكنْ كشف في ما بعد عن سيناريو خطة قديمة بين حكومة «العدالة والتنمية» وحكومة الإخوان المسلمين في مصر في عهد الرئيس مرسي حول الوضع في العراق وإقليم كردستان. وما يرجح هذا السيناريو كان الموقف المعارض الذي أبداه الرئيس التركي آردوغان أثناء قيام القوى الدولية بقيادة الولايات المتحدة بقصف قوات «داعش» أثناء هجومها المباغت على الاقليم. فقد برر اردوغان اعتراضه بـ»ضرورة إعادة التوازن الى المنطقة».

وثانياً، هناك تصريحات آردوغان المتكررة ضد التحالف الدولي اثناء تحرير كوباني، وأثناء تحرير كري سبي (تل أبيض) من «داعش»، واتهامه قوات الحماية الشعبية بتغيير ديموغرافية المنطقة، وبتهجير العرب من المدينة. وهذا بينما لم نسمع من آردوغان أي تصريح مماثل عند دخول «داعش» البلدة نفسها وإنذاره للكرد بضرورة إخلائها وإلا فسيواجهون الموت. وثالثاً، هناك المحاولات التركية القديمة والجديدة منذ اندلاع الثورة السورية لإنشاء منطقة آمنة في الأراضي السورية، وعدم مشاركة أنقرة في الحرب ضد «داعش» على رغم الدلائل الكثيرة على علاقة الاستخبارات التركية بهذا التنظيم، وهو ما لم يتغير إلا في الآونة الأخيرة عندما سمحت للطائرات الأميركية بإستخدام قاعدة انجرليك في الحرب ضد «داعش». وأنقرة تستهدف بالأساس من وراء ذلك السماح لها بإنشاء منطقة عازلة ابتداء من جرابلس حتى حدود منطقة عفرين، وبعمق 45 كيلومتراً من الحدود التركية - السورية، وذلك لتجميع وإسكان التركمان السوريين تحت غطاء إسكان اللاجئين السوريين وقوات المعارضة السورية، كما لاستخدام التركمان أداة ضد المكونات السورية إذا ما تطلب الأمر ذلك يوماً ما. و إلا متى كانت تركيا تدافع عن التركمان من خارج منظار مصالحها. فما جرى لهم في كركوك في عهد صدام حسين والموقف التركي المتفرج السلبي حيالهم لا يزال ماثلاً أمام أعين الجميع.

 

إيران بعد اتفاقها النووي بعين «ربيع دمشق»

منير الخطيب /الحياة 20 آب/15

ارتفع منسوب التحليلات المتفائلة، من أطراف عدة، بتحوّل إيران إلى «دولة طبيعية» في العالم والإقليم، بعد توصّلها إلى اتفاق مع مجموعة دول 5 + 1 في شأن برنامجها النووي. تُذكّر هذه التحليلات برهانات السوريين على أوهام «الإصلاح السياسي» عقب وراثة بشار الأسد للسلطة عام 2000، حيث اختلطت تلك الأوهام مع رغبات الناشطين والمثقفين والمعارضين السياسيين السوريين وآمالهم، فأنتجت رؤى وتصورات عوّلت على عملية طويلة وبطيئة ومتدرجة وسلمية، تنقل سورية في نهاية المطاف إلى وضع ديموقراطي، ينهي مفاعيل الاستبداد المديد، ويعيد إطلاق مساري الاندماج المجتمعي وبناء الدولة الوطنية اللذين تهتّكا في عهد البعث. كان ذاك مضمون حراك «الربيع الدمشقي» المؤود. وأيضاً، كان رهان كثر من زعماء العالم، من جاك شيراك الذي استقبل بشار الأسد في قصر الإليزية قبل استلامه السلطة، إلى الإدارة الأميركية التي أرسلت وزيرة الخارجية حينها مادلين أولبرايت إلى دمشق لمباركة عملية التوريث، وما بينهما كُثر. وقد أظهر السوريون، حينذاك، روحاً عالية من التسامح والصفح عن جرائم السلطة البعثية، مقابل البدء الجدّي في مسار إصلاح سياسي. لكن بنية النظام غير القابلة للإصلاح صفعت أوهام السوريين ورغباتهم ومصالحهم الوطنية، وقادت سورية، بعد مضي عقد ونصف العقد على «ربيع دمشق»، إلى الخراب السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي. بعد اتفاق إيران النووي، يراهن قسم من زعماء العالم وفي مقدّمهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، إضافة الى عدد كبير من المراقبين والمحلّلين ورجال الفكر والسياسة والإعلام، على تغيير سلوك إيران في الداخل الإيراني وفي الإقليم، ما يترك مجالاً للمقارنة بتلك الرهانات الرغبوية على تغيير سلوك النظام السوري عام 2000، وذلك بسبب تماثل بنية كلا النظامين في قضايا ماهوية: فكلاهما يعتمد على الترابط الوثيق بين المؤسسات الأيديولوجية والإعلامية والعسكرية والأمنية، وفي كليهما نوى مذهبية ما دون وطنية، تتحكم بتلك المؤسسات الظاهرة. ويتشابه اعتماد النظامين على التعبئة والشحن للظواهر الجماهيرية الرعاعية، إضافة الى تماثل النظامين في قمع الداخل وإسكاته وخنق إمكانات تشكيل فضاء وطني عام فيه، مقابل التركيز على الأدوار الإقليمية وخلق الأزمات في مناطق النفوذ، ومن ثم، تقديم نفسيهما كشريك للمجتمع الدولي في معالجة تلك الأزمات. فكان هذان النظامان، على الدوام، نظامين مولِّدين لمعظم أزمات الإقليم. ومثلما سوّق الإعلام مقولة «الحرس القديم والحرس الجديد» في 2000 في توصيف النظام السوري، بهدف تبرير الالتفاف على الوعود الإصلاحية، يتم الآن تسويق مقولة «الجناح المعتدل والجناح المتشدد» داخل النظام الإيراني، بهدف الالتفاف على الأدوار التخريبية لإيران في الإقليم. ومثلما كانت بنية النظام السوري عصية على أي مظهر من مظاهر الإصلاح، كذلك ستكون بنية النظام الإيراني، فهما متشابهان في البنية، بصرف النظر عن الفارق الكبير بين حجمي البلدين، وهناك تحول سورية، النظام والبلد، إلى ورقة في يد السياسات الإمبراطورية الإيرانية. إن فاعلية اتفاق إيران النووي في تغيير بنية النظام الإيراني وأدواره الإقليمية، أصغر بكثير من رغبات المراهنين على ذلك، فتغيّر تلك البنية وممارساتها في الإقليم سيرورة طويلة ومعقّدة، يتداخل في تركيبها الكثير من القوى والعوامل: تبدأ بالرهان على إعادة إزهار «ربيع طهران»، الذي خنقه تحالف الباسيج والحرس الثوري مع المؤسسة الدينية عام 2009، ولا تنتهي بقطع الطريق أمام استثمار إيران في الانقسام المذهبي في البلدان العربية المشرقية. فالدور الإمبراطوري العنصري والتخريبي للنظام الإيراني، أصبح أكبر من طاقات الشعب الإيراني وشعوب المنطقة على الاحتمال.