المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august23.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا10/من38حتى42/مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا.

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي02/من01حتى13/هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

القوى الأمنية هم أولادنا، فلماذا هذه المواجهاتLالياس بجاني

عذراً بشير، لم نكن على قدر المسؤولية/جوزف توتونجي

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 22 آب 2015

سلام دعا إلى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل

جنبلاط: أرفض إسقاط البلاد في فوضى العبثيين

الاحتجاج على النفايات يتحوّل مواجهات في بيروت

المشنوق: التظاهر تحت سقف القانون حق مشروع لكل اللبنانيين

قوى الأمن: لسنا في موقع الخصم أو المواجهة ونمارس صلاحياتنا ونطلب من المتظاهرين التعبير عن رأيهم بهدوء

المستقبل يتفهم مطالب المتظاهرين: ليبق القانون ناظماً للعلاقة بين القوى الأمنية والمواطنين

تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة وحركة نزوح باتجاه صيدا

سكايز: لاستقالة المسؤولين ومحاسبة من أعطى الأمر بالتعاطي البربري مع المتظاهرين

عون يخوض معركته تحت عنوان إسقاط حكومة سلام

لبنان: تظاهرة جديدة لـ”طلعت ريحتكم” احتجاجاً على أزمة النفاياتو اشتباكات مع قوى الأمن

مجلس الأمن يمدّد تقنياً 12 شهراً لـ"اليونيفيل" ويطالب بمزيد من الدعم الدولي للجيش اللبناني

خبير الاتصالات البريطاني لبداية المحكمة: الشبكة الخضراء تراخت في الإجراءات الأمنية

بري لـ"النهار": الأمن 10 على 10 والحمدلله تعطيل المجلسين هل يؤدي إلى انتخاب رئيس؟

فتفت: طاولة الحوار ليست غطاء لحزب الله بل محاكمة له

سلام يرأس وفد لبنان الى الامم المتحدة منتصف ايلول وباسيل يجول على ولايات اميركية قبل انتخابات "التيار"

المراسيم تستبق مجلس الوزراء الخميس والعين على وزراء "التيار والحزب"

الاجازات الدبلوماسية تعكس تاخر الرئاسة وسلام الى نيويورك منتصف ايلول

تدهور امنـي في عين الحلوة و"طلعت ريحتكم" تتحرك نحو ساحة النجمــة

اتجاه لإعادة فتح مطمر الناعمـة 6 أشـهر بانتظار فض عروض مناقصات النفـايـات

الراي": اســـــــرائيل تتحضر لعمـــل ما و"حزب الله" رفع الجهوزية لمواجهة شبيهة بحرب تموز

بـون الى باريس للمشـاركة في مؤتمر سـفراء فرنسـا فـي العالـم ولقاءات مع مسؤولين في "الكي دورسيه" لاضاءة أشمل على ملفات لبنان

جنجانيان: لمحاسـبة مـن اوصلنا الى ازمـة النفايـات والمحاصصة تؤخّر فضّ العروض ومطمر عكار حلّ مؤقت

ابو فاعور يطالب سلام باعلان انتفاضة في وجه التعطيل والدعوة الـى جلســة تقر فيها القضـايا الاسـاسـية

حبيش: التعطيل قد يؤدي إلى رئيس تسووي و حوار المستقبل - حزب الله لزوم ما لا يلـزم

قزي: "تبلغنا الدعوة إلى جلسـة الحكومـة والتشاوري" سيدرس موقفه خلال 48 ساعة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الجسر: حريصون على أن لا ينكسر أحد ومحكومون بالتسوية

حرب من غابة طيران الشرق الاوسط: سأحضر الجلسة الحكومية ان هدفت لبت الأزمات العالقة

الحاج حسن: أمن بعلبك مسؤولية الدولة ولا غطاء على أحد

صفي الدين: المقاومة تدافع عن الوطن بكل ما فيه

دي فريج: الناس تنتظر حلا لأزمة النفايات قبل الأمور السياسية

الحوت: للعودة للممارسة الدستورية في أعمال مجلس الوزراء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"فاينانشال تايمز": الكنائس تضع معايير للاجئين السوريين الى أوروبا

العربي الجديد : السيسي في موسكو: استثمارات وتسليح.. وسورية

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عذراً بشير، لم نكن على قدر المسؤولية/جوزف توتونجي/الجمهورية

وراثة ربع قرن/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

ما الرسائل وراء تحريك جبهة الجولان مجدداً/خالد موسى/موقع 14 آذار

الأسير أسيرا وازدواجية المعايير/منى فياض/العربي

لبنان.. هل من اتعاظ؟!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

الطائفية والإرهاب ... «داعش» و «حزب الله»/خالد الدخيل/الحياة

عن معارضة «النظام» اللبناني من أطرافه و... قبل انهياره/سامر فرنجيّة/الحياة

إيران بين صداقة الغرب واستعداء العرب/الياس حرفوش/الحياة

وجوه الحكومة الإيرانية المبتسمة!/عبد الرحمن الراشد//الشرق الأوسط

درس «سلام القوة» مفيد في ذكرى مجزرة الغوطة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

أسخن بقاع العالم/توماس فريدمان/الشرق الأوسط

قصة «الممر الإلزامي».. من ألفها إلى يائها/محمد مشموشي/المستقبل

مؤامرة «الوطن المسيحي»/ميرفت سيوفي/الشرق

الجنرال في عزّ معاركه... هل احتسبها جيّداً في محرابه/نبيل بومنصف/النهار

نعم لإحياء "حوار" الحريري – عون/علي حماده/النهار

حزب الله" يغرق وإيران تبتعد/احمد عياش/النهار

التجربة العونية تُسلّط الأضواء على الأحزاب الإنهاك يضرب الجميع مع تداعيات الفراغ/روزانا بومنصف/النهار

خريف السلطان/سميح صعب/النهار

تعا تْفَرَّج... تَعا شُوف"/هنري زغيب/النهار

تفاءلوا.../الياس الديري/النهار

النهار" تنشر مشروع بروتوكول القوة العربية هل تقرّه جلسة رؤساء الأركان الخميس؟/خليل فليحان/النهار

مهنة الترويض/عقل العويط/النهار

جواد بولس عن جواد بولس/بقلم/جواد بولس

«حزب الله» الساكت عن المجازر من الغوطة إلى دوما/علي الحسيني/المستقبل

خلاصات مشتركة!/علي نون/المستقبل

موقف إيران من إسرائيل في قلب مفاوضات فيينا!/أسعد حيدر/المستقبل

انتصاران مُظفّران/بول شاوول/المستقبل

اسرائيل ترسم خريطة حربها بالجليل والجولان وتعد مفاجآت غير سارة لـ”حزب الله” وإيران/حميد غريافي/السياسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا10/من38حتى42/مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا.

فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا. وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ. أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!». فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي02/من01حتى13/هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد

"يا إخوَتِي، أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً. ولكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تَأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير. ولَمْ يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَة، ولا بِمَكْر، بَلْ كَمَا ٱخْتَبَرَنَا اللهُ فَأَمَّنَنَا على الإِنْجِيل، هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد، ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم، معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا. وهكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيَكُم لا إِنْجِيلَ اللهِ وحَسْب، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء. وإِنَّكُم تَتَذكَّرُون، أَيُّهَا الإِخْوَة، تَعَبَنَا وكَدَّنَا: فَلَقَد بَشَّرْنَاكُم بِإِنْجيلِ الله، ونَحْنُ نَعْمَلُ لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحَدٍ مِنْكُم. أَنْتُم شُهُود، واللهُ شَاهِد، كَيْفَ كُنَّا مَعَكُم، أَنْتُمُ ٱلمُؤْمِنِين، في نَقَاوَةٍ وبِرٍّ وبِغَيرِ لَوم، نُعامِلُ كُلاًّ مِنْكُم، كَمَا تَعْلَمُون، مُعَامَلَةَ ٱلأَبِ لأَوْلادِهِ. وكُنَّا نُنَاشِدُكُم، ونُشَجِّعُكُم، ونَحُثُّكُم على أَنْ تَسْلُكُوا مَسْلَكًا يَلِيقُ بالله، الَّذي يَدْعُوكُم إِلى مَلَكُوتِهِ ومَجْدِهِ. لِذَلِكَ نَحْنُ أَيضًا نَشكُرُ اللهَ بغيرِ ٱنْقِطَاع، لأَنَّكُم لَمَّا تَلَقَّيْتُم كَلِمَةَ الله الَّتي سَمِعْتُمُوهَا مِنَّا، قَبِلْتُمُوهَا لا بِأَنَّهَا كَلِمَةُ بَشَر، بَلْ بِأَنَّهَا حَقًّا كَلِمَةُ الله. وإِنَّهَا لَفَاعِلَةٌ فيكُم، أَيُّهَا المُؤْمِنُون".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

القوى الأمنية هم أولادنا، فلماذا هذه المواجهات

الياس بجاني/22 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/22/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%85-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%86%D8%A7%D8%8C/

إن ما يجري حالياً في بيروت أمر مستنكر وغير حضاري من قبل الذين يتظاهرون وأيضاً من قبل من يمسك بقرار القوى الأمنية من المسؤولين والحكام.

إن المشكلة هي في مكان آخر وليس عند القوى الأمنية، بل عند قوى الاحتلال الإيرانية والإرهابية وطاقم السياسيين الفجار.

من الحزن أن ابليسية الحكام والسياسيين وتجار دمنا ولقمة عيشنا قد نجحوا في تحويل الأنظار عن كفرهم وأجرامهم وسرقاتهم وخياناتهم وفجعهم ووضعوا ابناء الشعب المقهور بوجه بعضهم البعض.

مرة أخرى القوى الأمنية هم أولادنا وكذلك الذين يتظاهرون وهم من كل الشرائح اللبنانية.

المشكلة الأساس هي في تغييب الدولة من قبل قوى الإحتلال الإيرانية والمحلية وطاقم السياسيين التجار والإسخريوتيين.

لا وألف لا لكل هذه المجزة التي تقع الآن في ساحات بيروت.

 

عذراً بشير، لم نكن على قدر المسؤولية

جوزف توتونجي/الجمهورية 22 اب 2015

23  آب 1982 - 23 آب 2015، ثلاث وثلاثون سنة لم تكفِ حتى الآن لإعادة وصل ما تهدّم بعد الغياب. غابت السلطة، واندحرت الادارة، وإنحلّت الارادة، وفقد اللبنانيون الأمل بدولة القانون، وتقطّعت من جديد أوصال الوطن، وتشلّعت الطوائف وهي على شفير التصادم، وانعدم الأمن في كلّ المناطق حتى أصبحت الجمهورية بشعبها وأرضها سائبة، أبوابها مشلّعة ومشرّعة، وأبناؤها تائهون في ضياع مخيف. عند انتخابك، وفيما الحرب العَبَثية مستعرة والمؤامرة الخبيثة في أوجها، هدأ البركان، وعاد اللبنانيون كلّ اللبنانيين يتنفسون الصعداء مطمئنّين الى غدٍ أفضل لثـقتهم برؤياك وصدقك وشفافيتك، وغادر البلاد مَن كان يفّكر أنّ طريق فلسطين تمّر بلبنان وتحديداً بمدينة جونية.

واحد وعشرون يوماً عاشها اللبنانيون وكأنها حلم. عاد الأمل بقيام الدولة العادلة والآمنة والمستقرّة، حيث كرامة الانسان تفوق كلّ اعتبار، وعاد اللبنانيون الذين هاجروا قسراً، خوفاً على مستقبل أولادهم الى ربوع الوطن، وعاد اللبنانيون المقيمون الى أصالتهم في احترام القانون.

فانتظمت الادارة، وأُقفلت جوارير السمسرة والصفقات، واندحر الفاسدون والمُفسدون، وساد الأمن الإجتماعي والاستقرار الإقتصادي، وأرتفع سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه العملات الأجنبية، والأهم، أنّ البسمة عادت الى وجوه اللبنانيين كما عادت ثقة العالم الخارجي الى وضع لبنان.

فزارته وفود رسمية من كلّ الدول والاتجاهات، وارتاحت الدول العربية الى مسار سياستك الحكيمة والهادئة التي أبلغتَ بها وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا بك في مدينة الطائف.

فتحّول لبنان من بؤرة للمؤامرات والحروب الى أرضٍ آمنة يحلم فيها كلّ شخص «بمرقد عنزة في جبل لبنان». هذا كله جرى، وأنت لم تتسلّم السلطة الفعلية بعد.

أطلقتَ مواقف، حدّدتَ فيها مسيرة الحكم الجديد بجدّية ورصانة وأفهمتَ العابثين بأمن المواطن وأمن الوطن أنّ الجيش وحده هو حامي الحدود وحامي السيادة الوطنية.

وأطلقتَ صرخةً مدوية لمحاربة الفساد في الادارة وحذّرتَ المتطاولين على كرامة المواطن أنّ القانون فوق الجميع، وعلى المخالف أو أن يرتدع أم عليه أن يغادر موقعه فوراً لأنْ «لا شمسية فوق رأس أحد»، وسيكون الرجل النظيف والمناسب في الموقع المناسب. من بيروت الى الشمال والجنوب والبقاع والجبل، هدأت العاصفة وبدأ لبنان يتّجه نحو الاستقرار.

لم تُنتخب رئيساً لجمهورية المسيحيين من قبل المسيحيين فقط، بل شارك في انتخابك وتأييدك مجمل الطوائف رغم امتعاض البعض الذي كان يجهل حقيقة مواقفك الوطنية.

فالجبهة اللبنانية أطلقت ترشيحك، وعمل رئيس المجلس النيابي كامل الأسعد الى تسويق هذا الترشيح وكان تأييد كتلته عارماً. قاطع بعض زعماء السنّة، ولكنّ المجلس يومَ انتخابك لم يخلُ من حضور ومشاركة شخصيات سنّية كسليمان العلي الزعيم العكاري وعثمان الدنا البيروتي وناظم القادري الزعيم البقاعي وغيرهم، رغم مقاطعة الرئيس صائب سلام وكتلته النيابية.

فأضفوا على الانتخاب صفة الانتخابات الوطنية. ولم تمضِ أيام حتى اجتمعتَ بالرئيس صائب سلام، فصارحته بهواجسك وصارحك بمواقفه وخرج من الاجتماع مبارِكاً للبنان العهد الجديد.

جمعتَ لبنان تحت لواء قيام الدولة القوية والعادلة، من أجل مواجهة قوى الشر والاحتلال أيّاً كانت. ووافقك اللبنانيون وأيّدوك في مسعاك الى أقصى الحدود.

أما الآن، فإننا «نبكي كالنساء وطناً لم نعرف كيف نحافظ عليه كالرجال». عذراً بشير، لم نكن على قدر المسؤولية التي إئتُمنّا عليها. عذراً لبنان وطني لأنّ بعضهم باعك بثلاثين من الفضّة.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 22 آب 2015

السبت 22 آب 2015

النهار

يتحدث مصدر ديبلوماسي عن أن لبنان محط اهتمام دولي لكنه لا يتصدّر لائحة الأولويات في المنطقة.

تردّد أن مرجعاً سياسياً وضع شروطاً حول هوية أصحاب الشركات في مناقصة النفايات.

نقل عن أحد الوزراء المعنيين بملف الحوادث المتكررة في البقاع انه "يسمع كلاماً جيداً من الأحزاب لكن الفعل يخالف القول".

قال وزير الصناعة إن عدد قوارير الغاز الفعلي 4 ملايين وليس 7 كما يدعي البعض لإتمام صفقة على حساب المواطن.

السفير

تردد أن التسوية الانتخابية العونية تتضمن في أحد بنودها تعيين رئيس لـ "كتلة نواب التيار الوطني الحر"!

قال أحد النواب في "المستقبل" انه تلقى مراجعات بشأن عملية صرف بعيدة عن الأضواء شملت موظفين في قصر قريطم.

لوحظ أن المصارف اللبنانية وضعت نفسها على سكة التنافس للتشبيك مع مؤسسات مصرفية وشركات إيرانية.

المستقبل

يقال

إن تزكية الوزير جبران باسيل لرئاسة التيار "الوطني الحرّ" جاءت بعد خلوة طويلة جمعته مع النائب ميشال عون في اللقلوق نهاية الأسبوع الفائت، تخلّلتها لقاءات واتصالات أسفرت عن هذه النتيجة.

اللواء

أثنى سفراء عرب بحرارة على مسؤول أمني كبير على الإنجاز الذي تحقّق في الأسبوع الماضي.

بات بحكم المؤكَّد أن نائباً متنياً سيكون نائب رئيس حزب التيار الوطني الحر قبل أواخر أيلول!

يستعد رئيس هيئة إقتصادية لإصدار موقف إيجابي من كلام قطب وسطي عن ضرورة إتخاذ خطوات لتفادي الإنهيار الإقتصادي.

الأخبار

من الجيش إلى أمن الدولة: "الخدمة أريَح"

أصدر وزير الدفاع سمير مقبل، قراراً قضى بانتداب ملازم (تطوّع لصالح الجيش) متخرّج حديثاً، إلى المديرية العامة لأمن الدولة. في الشكل، قد يحاجج مقبل بأن قراره الذي وقعه في 11 آب الجاري، لا يخالف القانون، لكن شرعيته القانونية لا تلغي نياته الخاصة، إذ تبيّن أن الملازم المنتدب يُدعى فراس عويدات، وهو ابن مستشار رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان سمير عويدات. وعويدات هو الوحيد من ضباط دورته الذي لحقه الانتداب إلى "أمن الدولة" حيث "الخدمة أريح من الخدمة في الجيش".

توحيد الجامعة الثقافية

تجري مساعٍ حثيثة لتوحيد الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم بضوء أخضر من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتجري تحضيرات لعقد مؤتمر للتوحيد الخريف المقبل، على أن تتولى هيئة موسّعة وضع الإجراءات الناظمة لهذه العملية.

معاقبة شاتم "داعش"

عاقب جهاز أمني ضابطاً يخدم في أحد مراكز التوقيف، لأنه استخدم كلمات نابية لشتم تنظيم "داعش" أمام موقوفين إسلاميين.

من السجن إلى الإمارة؟

رصد جهازٌ أمني تواصلاً بين أحد أبرز السجناء الإسلاميين الذي أُخلي سبيله أخيراً وقياديين في "جبهة النصرة". وعرض الطرف الثاني على السجين السابق تسلّم قيادة الجبهة في الساحة اللبنانية وفق شروط معينة للتنسيق ضمن إطار تنظيمي واضح بشأن متطلبات المرحلة المقبلة.

الجمهورية

رأت مصادر أن أي قضية سياسية اليوم هي ثانوية أمام قضية النفايات والرواتب والدواء وغيرها من القضايا الحياتية.

رأت مصادر أن من أسباب ترجيح التوافق والتزكية في تيار سياسي الخشية الجدّية من أن تؤدي الإنتخابات إلى كسر إرادة رئيس التيار ورغبته.

إستغربت أوساط حزبية مسيحية رفيعة الإصرار على رفض إدراج بندَي الإنتخاب والجنسيّة في الجلسة التشريعية، فيما بالإمكان المزاوجة بينهما وبين حاجات الدولة والمواطنين.

 

سلام دعا إلى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل

السبت 22 آب 2015 /وطنية - دعا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، إلى جلسة للحكومة، عند العاشرة من قبل ظهر الخميس المقبل في السرايا الحكومية.

 

جنبلاط: أرفض إسقاط البلاد في فوضى العبثيين

وكالات/أكد رئيس 'اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط إستعمال خراطيم المياه والرصاص المطاط غير مقبول ضد مواطنين يعترضون على موضوع النفايات. ولكن دخول قوى سياسية على الخط تطالب بإسقاط الحكومة وإعتبار المجلس النيابي غير شرعي وغير دستوري، فهذا أمر آخر. وأضاف، في إتصال هاتفي مع تلفزيون الـLBCI: لقد غُرر ببعض الشباب المشاركين في التظاهرة، وبناء على ذلك أعطيت الأوامر لشباب الحزب التقدمي الإشتراكي بالإنسحاب من التظاهرة. وقال جنبلاط : كنا نتحدث عن موضوع النفايات ولكن الآن نتحدث عن أمر آخر. وسأل: هل يريدون الفوضى؟ إذا كانوا يريدون الفوضى فأنا أرفضها، وتمام سلام يقوم بدوره اليوم، وعلى الوزير نهاد المشنوق أن يتحمل مسؤولية ماذا يفعل إذا كان هو المسؤول والإستقالة. وتابع: لا بد من المحاسبة ولكن ليس الدخول في الفوضى، وهناك أحزاب سياسية دخلت إلى ساحة البرج وتطالب بشيء آخر وهي تريد الفوضى. وأنا أحترم كل الإحترام شعار 'طلعت ريحتكم”، ولكن أن تدخل أحزاب سياسية بقصد الفوضى وإسقاط البلاد في الفوضى فهذا أمر مرفوض. وسأل جنبلاط: ما هو البديل عن الحكومة والمجلس النيابي الذي هو شرعي ودستوري، الفوضى؟ هل المطلوب تحقيق مطالب بعض العبثيين في القوى السياسية؟ أنا أرفض هذا الشيء. وتمنى جنبلاط على 'التيار العوني” أن يكون حريصا على الدولة، إلا إذا كان يريد دعم من يريد دخول البلاد في الفوضى فليتحمل هذا الدور، ولكن أعتقد أن العماد ميشال عون حريص على الدولة. وشدد على الشباب بأن يعي خطورة الفراغ، وعندما مددنا للمجلس النيابي كنا نخاف من الفراغ، مؤكدا أن هذا المجلس شرعي ودستوري وهذه الحكومة شرعية وضرورية.

 

الاحتجاج على النفايات يتحوّل مواجهات في بيروت

 بيروت - «الحياة» 23 آب/15

حسم رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الأمر ودعا مجلس الوزراء إلى الانعقاد الخميس المقبل لبحث جدول أعمال (من 39 بنداً) معلق نتيجة الخلافات منذ ما يقارب 3 أشهر، أضيفت إليه 4 بنود ملحة، على وقع توسع التحرك الشبابي ضد الحكومة المسمى «طلعت ريحتكم» احتجاجاً على استمرار أزمة النفايات بلا حلول، والذي انضمت إليه منظمة «الشباب التقدمي» التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط عصر أمس في وسط بيروت. وتحوّل الاحتجاج على أزمة النفايات مواجهات في قلب بيروت استمرت ساعات ليل أمس وأسفرت عن إصابات في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية التي اطلقت النار في الهواء لتفريقهم. وفيما يسبق الجلسة الحكومية اتصالات من أجل ضمان عدم تعطيلها أو إخضاعها للخلاف مع «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون، بسبب إصراره على عدم قانونية تأخير وزير الدفاع (نائب رئيس الحكومة) سمير مقبل، تسريح عدد من القادة العسكريين، ولاسيما قائد الجيش العماد جان قهوجي، وحول اتخاذ القرارات بالإجماع أو الأكثرية، فإن دعوة سلام إلى جلسة الخميس تهدف إلى إقرار البنود الضرورية التي أضافها إلى جدول الأعمال، وتتعلق بتعيين لبنان من يمثله في دعوى التحكيم الدولي مع شركة طيران بريطانية تبلغ قيمة أحكامها ملايين الدولارات، إضافة إلى تأمين اعتمادات لرواتب موظفي القطاع العام، والبتّ في تلزيم جمع ومعالجة النفايات المنزلية وإيجاد مكبات ومطامر لها، وقبول هبات وقروض تنتظر موافقة السلطات اللبنانية.

وتخيم أزمة النفايات على المسرحين السياسي والشعبي، مهددة بعودة معضلة تراكمها في العاصمة وضواحيها بعدما أُتخمت المكبات الموقتة التي جرى اعتمادها قبل أكثر من شهر. ويُنتظر فض عروض ملف النفايات لاختيار الشركة التي سيلزَّم إليها هذا القطاع في المناطق اللبنانية بعد غد الثلثاء. وبرر الرئيس سلام دعوته مجلس الوزراء للانعقاد، وفق قول زواره لـ «الحياة»، بأن «التعثر والتأخير والتعطيل الذي سيطر على عمل الحكومة وأعاق الإنتاجية، يؤدي إلى انهيار البلد... وليس واجبي أن أشارك في الشلل والعجز وانهيار الدولة، ومن هذا المنطلق كانت الدعوة». وأبلغ سلام زواره في ما يخص طريقة اتخاذ القرارات خلال الجلسة المقبلة، أن «التوافق هو خياري الأبرز والأقوى لكن من دون التعطيل... وإذا كان هناك اعتراض أو عدم موافقة على بند ما يستندان إلى رأي مقنع يستأهل إعادة النظر في هذا البند، فهذا شيء، أما إذا كانت عدم الموافقة على البند لمجرد الرفض، فهذا شيء آخر»، مشيراً بذلك إلى إمكان اتخاذ القرارات في شأن البنود الملحة المطروحة بالأكثرية. وأوضح سلام أمام زواره أن الموضوع «ليس موضوع أقلية أو أكثرية، بل البت في حاجات البلاد والعباد، فكيف نحرم لبنان من الهبات لمشاريع إنمائية مثلا؟». واعتبر أن العجز عن إنقاذ البلد أخطر من الاستقالة التي كان لوح بها قبل أكثر من شهر واعتبرها كثر خطيرة لأنها تزيد الفراغ. وكان وزراء «التيار الحر» رفضوا اعتماد التصويت الذي يمكن أن يلجأ إليه سلام، ملوحين بخطوات اعتراضية. ونظمت حملة «طلعت ريحتكم» اعتصاماً السادسة عصراً في وسط بيروت التجاري احتجاجاً على أزمة النفايات، بمشاركة بعض شباب الحزب التقدمي بعد ترك منظمة الشباب فيه الحريةَ لمن يريد الانضمام إلى الحملة. وبدا الجمع مختلفاً عن التحرك السابق، إذ كان حاشداً وشارك فيه نقابيون ويساريون وناشطون من المجتمع المدني وحتى مشاركون في مناقصة معالجة النفايات. ورفعوا الأعلام اللبنانية وهتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام». وتحولت التظاهرة بفعل الإجراءات الأمنية المشددة للجيش وحرس المجلس النيابي إلى عملية كر وفر بين ساحة رياض الصلح وشارع المصارف وقبالة دار «الأوبرا». وردد الجموع من شباب وفتيات ومثقفين وسياح من أصول لبنانية، هتافات مجهزة مسبقاً ومنها «فليسقط حكم الأزعر»، «14 و8 (آذار) عملوا البلد دكّانة»، «دقّت دّقت ساعتكم»، «برا برا برا مشنوق اطلع برا»، ورفعوا لافتات خرج بعضها عن أصول اللياقة، منها: «ساحة العامية مشانق للحرامية»، «شكلو رأسكم لا بيفرز ولا بينفرز ولا بيزيح عن درب الفرّيزة» و «افرزونا بريحة طيبة». ولاحقاً تحوَّلت التظاهرة السلمية فوضى، وتدافع مع قوات مكافحة الشغب بعدما حاول بعضهم إزالة الأسلاك الشائكة ورشق العناصر الأمنية بقناني المياه. واستخدمت القوى الأمنية خراطيم المياه لتفريقهم، ولاحقاً استخدمت قنابل مسيلة للدموع تجاوز عددها العشر.

اشتباكات عين الحلوة

واهتز الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين أمس، بعدما تعرض مكتب قائد الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم أبو أشرف العرموشي لإطلاق نار من مجهولين. وتطور الأمر إلى اشتباك بين «فتح» و «جند الشام» أدى الى مقتل شخصين هما مصطفى صالح وربيع مشعور، وهما من «فتح»، وإصابة 15 بجروح، معظمهم من «فتح»، وبين الجرحى قائد «كتيبة شهداء شاتيلا» العقيد أحمد النصر. وتوسعت الاشتباكات في عين الحلوة، من جنوبه إلى شماله وإلى غربه. وشهد المخيم حركة نزوح أهلية إلى خارجه، ونشطت الاتصالات على صعيد اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا لوقف إطلاق النار. وتدخلت سفارة فلسطين لكن لم يتجاوب معها أحد.

 

المشنوق: التظاهر تحت سقف القانون حق مشروع لكل اللبنانيين

وكالات/قطع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارته الى الخارج ويعود غدا الى بيروت وقد صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق البيان التالي:

اولا:ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الموجود خارج لبنان، فور علمه بما يجري في وسط بيروت، قد اعطى اوامره فورا بوقف اطلاق النار في الهواء وعلى المتظاهرين، وحتى بالرصاص المطاطي، وابلغ تعليماته لقوى الامن الداخلي ولكن هناك قوى عسكرية اخرى استمرت باطلاق النار ويتوقع الوزير المشنوق منها ان تعلن مسؤوليتها عن ذلك ولا تحمل قوى الامن وحدها مسؤولية ما حدث كما اعطى وزير الداخلية التعليمات بالسماح للمتظاهرين بمواصلة تحركهم ضمن القانون ما دام هذا التحرك سلميا، واينما كان، في اي مكان من لبنان، دون استعمال العنف.

ثانيا: تمنى وزير الداخلية على القضاء اطلاق سراح كل من تم توقيفه بتهمة التظاهر وقد تجاوب القضاء مع طلب وزير الادخلية

ثالثا: يتعهد وزير الداخلية بمحاسبة كل من اطلق النار الحي او المطاط على اي من المتظاهرين

رابعا: ان التظاهر تحت سقف القانون حق مشروع لكل اللبنانيين على كل الاراضي اللبنانية

خامسا: ان وزير الداخلية يوافق الاستاذ وليد جنبلاط على ما قاله بشأن حرمة استعمال العنف في وجه المتظاهرين، لكنه لا يوافق على مغالاة الاستاذ جنبلاط باتهام الوزير المشنوق بالكذب ويطلب اليه مراجعة نفسه قبل اطلاق عناوين عشوائية دون مسؤولية او تدقيق. خاصة ان وزير الداخلية ليس معروفا عنه انه لا يكذب او يتهرب من تحمل اي مسؤولية على عكس غيره من السياسيين او المسؤولين

سادسا: ان وزير الداخلية يسعى منذ اسابيع، دون استعراضات اعلامية وبمباركة الرئيس سعد الحريري معرفة وموافقته لم الرئيس تمام سلام، الى حل مشكلة النفايات التي فشلت في حلها جميع القوى السياسية داخل مجلس الوزراء، واولها التيار الوطني الحر الذي لا يملك الا المزايدات دون تقديمه اي اقتراح او اي حل عملي لهذه المشكلة او غيرها من المشكلات الا اعتبار مناطق نفوذه خارج نطاق الحل الوطني الملزم لجميع اللبنانيين بالمشاركة في حل هذه الازمة الوطنية

سابعا: اما بشأن رحيل وزير الداخلية فمن حق الاستاذ جنبلاط ان يطالب بذلك، لكن والحمد لله، فإنه ليس هو الذي يقرر رحيل وزير او بقائه في موقعه، الا اذا كان يعتبر ان المزايدات هي وسيلة مناسبة للعمل السياسي، ويبدو ان الاستاذ جنبلاط انضم الى حليفه في الحكومة السابقة الرئيس نجيب ميقاتي في حملته العشوائية التي لا تستند الى اي منطق سياسي عاقل او موزون كما فعل حين اندفع في تسمية ميقاتي رئيسا للحكومة متضامنا مع قوى الثامن من اذار قبل ان يستفيق مؤخرا الى خطايا القوى التي حالفها في الكحومة السابقة.

ثامنا: ان وجود وزير الداخلية والبلديات يعتمد على ثقة الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وعلى ثقة اللبنانيين الذين سبق وعبروا بغالبيتهم العظمى عن دعمهم للوزير المشنوق في كل ما قام به منذ تسلمه الوزارة حتى الان ولا ينتظر موقف الاستاذ جنبلاط ليقرر اذا كان عليه ان يرحل او يبقى في الحكومة.

اخيرا، على الوزير جنبلاط ان يتذكر انه اول الفاشلين مع باقي الكتل السياسية في حل ازمة النفايات، وهي أزمة وطنية. ولم يسبق ان حمله احد من هذه القوى السياسية المسؤولية، منفردا. لذا عليه ان يتذكر ذلك ولا يحمل وزيرا دون غيره هذه المسؤولية.

وكان حصل إشتباك بين القوى الأمنية ومعتصمي "طلعت ريحتكم" الذين كانوا يعتصمون في ساحة رياض الصلح عندما توجهوا إلى مجلس النواب في ساحة النجمة حيث بدأوا بقطع الشريك الشائك مستخدمين القطاعات فتصدّت لهم العناصر الامنية مستخدمة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، ما سبّب حالات إغماء وإصابات في صفوف المتظاهرين.

وأفاد أمين عام الصليب الأحمر جورج كتانة: "عدد الجرحى الذين نقلوا الى المستشفيات هو 8 فضلا عن معالجة 14 حالة على الأرض".

وكان قد اعتصم ناشطو حملة 'طلعت ريحتكم” احتجاجاً على موضوع النفايات وتجمعوا في ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط بيروت. وحضر عدد من المواطنين والناشطين في المجتمع المدني وفنانين، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وأطلق المشاركون شعارات منددة بكيفية التعاطي مع ملف النفايات، مطالبين باستقالة وزيري البيئة والداخلية محمد المشنوق ونهاد المشنوق ورئيسي الحكومة والنواب تمام سلام ونبيه بري، ومنددين بكافة الطبقة السياسية.

ثم توجهوا إلى مجلس النواب في ساحة النجمة حيث بدأوا بقطع الشريك الشائك مستخدمين القطاعات فتصدّت لهم العناصر الامنية مستخدمة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، ما سبّب حالات إغماء وإصابات في صفوف المتظاهرين.

وأفاد أمين عام الصليب الأحمر جورج كتانة بأن "عدد الجرحى الذين نقلوا الى المستشفيات هو 8 فضلا عن معالجة 14 حالة على الأرض".

من جهتها أفادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن إصابة أكثر من 35 عنصر من قوى الأمن الداخلي وعدد المتظاهرين خلال تفريق تظاهرة.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بان عمليات الكر والفر بين القوى الامنية والمتظاهرين، لا تزال مستمرة، وان رقعة المواجهات اتسعت، وعناصر الصليب الاحمر والدفاع المدني يقومون بنقل المصابين الى المستشفيات، ناقلة عن عدد من المتظاهرين أنهم باقون في الساحة.

 

قوى الأمن: لسنا في موقع الخصم أو المواجهة ونمارس صلاحياتنا ونطلب من المتظاهرين التعبير عن رأيهم بهدوء

السبت 22 آب 2015 /وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي- شعبة العلاقات العامة، ما يلي: "إلحاقا لبيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حول حرية التعبير والتظاهر الحضاري وتكفل قوى الأمن الداخلي بحمايتهم وإحترام اي تحرك سلمي وديموقراطي، وأنها أبدا لم ولن تكون في موقع الخصم، إلا أنهاتقوم بممارسة واجباتها وفقا للقانون في حفظ الأمن والنظام. حوالي الساعة 19,00 من تاريخ اليوم 22/08/2015 بدأ بعض المتظاهرين المتواجدين في ساحة رياض الصلح بالإعتداء على عناصر قوى الأمن الداخلي المكلفين حمايتهم وحماية المنطقة الأمنية في محيط السراي الحكومي ومجلس النواب من خلال دفع هذه العناصر ورمي الحجارة والنفايات والمفرقعات عليهم، ومحاولتهم إزالة الشريط الشائك لهذه المنطقة. ازاء هذا الواقع ولمنع الإحتكاك والتصادم مع المتظاهرين وخرق السياج الأمني للدخول إلى المقرات الرسمية وإستباقا لما قد ينتج عن ذلك من سقوط ضحايا، قامت عناصر مكافحة الشغب بإستعمال المياه لإبعادهم عن المنطقة الأمنية. وبعد تطور الوضع قامت بإستخدام القنابل المسيلة للدموع وإستعمال عتاد حفظ الأمن والنظام المزودة بها لتفريقهم.

تؤكد المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنها ليست في موقع الخصم أو المواجهة، وهي تمارس دورها وصلاحياتها، وتطلب من المتظاهرين التعبير عن رأيهم بهدوء وبالطرق السلمية وعدم دخولهم إلى المنطقة الأمنية المفروضة في محيط السراي الحكومي ومجلس النواب وعدم التعرض لعناصرها، وهي جاهزة دائما لحمايتهم. وقد نتج عن هذه المواجهات سقوط حوالي 35 جريحا من قوى الأمن الداخلي إصابة بعضهم خطرة وتضرر عدد كبير من آليات قوى الأمن الداخلي كما تأسف لإصابة عدد من المتظاهرين.

تجدر الإشارة إلى ان بعض المتظاهرين يقومون بمحاولة السيطرة على عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي. وقد أعطيت الأوامر المشددة بعدم إطلاق النار بأي شكل من الاشكال".

 

المستقبل يتفهم مطالب المتظاهرين: ليبق القانون ناظماً للعلاقة بين القوى الأمنية والمواطنين

وكالات/أعلن "تيار المستقبل" تفهمه للمطالب المحقة التي يطرحها المتظاهرون في ساحة رياض الصلح، ولحقهم في التعبير عن رأيهم. وشدد في بيان، مساء اليوم، على وجوب أن تبقى الديموقراطية وثوابت القانون ناظمةً للعلاقة بين القوى الأمنية والمواطنين، مجدداً التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل جذري في ملف النفايات حفاظاً على السلم الصحي والبيئي.

 

تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة وحركة نزوح باتجاه صيدا

السبت 22 آب 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا عفيف محمدي عن تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، والتي كانت قد أدت في جولتها الأولى اليوم، إلى إصابة عدد من المنازل وسقوط قتيلين وأكثر من 10 جرحى، وكذلك سقوط قذيفة على المعهد الفني "الشيخ زايد بن سلطان" بالقرب من حسبة الخضار على الأوتوستراد الجنوبي لمدينة صيدا، وعمل عناصر الأمن الداخلي على توجيه المارة الى سلوك الطريق القديم الذي يربط الجنوب بمدينة صيدا، في حين شهد المخيم حركة نزوح كثيفة باتجاه صيدا.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت بعد محاولة اغتيال قائد الأمن الوطني في صيدا ومسؤول كتيبة أبو حسن سلامة المسؤول الفتحاوي العرموشي، الذي كان يشارك في تشييع عنصر "فتح" الذي قتل في إشكال فردي أمس في المخيم، ويدعى يوسف جابر. وقد أكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب أن "العميد العرموشي تعرض الى كمين مسلح، وأن هناك مجموعات داخل المخيم لا تريد الأمن والإستقرار، وتسعى دائما الى توتير الأجواء عبر إستهداف قيادات من حركة فتح". يشار الى أن الإتصالات المكثفة بمساع من سفارة فلسطين أثمرت عن اتفاق وقف إطلاق نار في المخيم ابتداء من الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ.

 

سكايز: لاستقالة المسؤولين ومحاسبة من أعطى الأمر بالتعاطي البربري مع المتظاهرين

السبت 22 آب 2015 /وطنية - أصدر مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية في مؤسسة سمير قصير "سكايز"، بيانا حول التطورات في وسط بيروت، جاء فيه: "ردت القوى الأمنية على متظاهري حملة "طلعت ريحتكم" يوم السبت 22 آب/أغسطس 2015 بعنف همجي، مستخدمة الهراوات وأعقاب البنادق وخراطيم المياه، وللمرة الأولى منذ سنوات، قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وفي التفاصيل، وبعد حوالي الساعة على انطلاق المظاهرة السلمية في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، بدأت القوى الأمنية برمي القنابل المسيلة للدموع مباشرة على رؤوس وأقدام المتظاهرين، وبينهم عدد كبيرة من العائلات التي انضمت إلى المسيرة مع أطفالها، فسجل العديد من الإصابات وحالات الإغماء والاختناق في صفوف الحاضرين من نشطاء وإعلاميين. تلا ذلك إطلاق كثيف للرصاص الحي في الهواء، بشكل عشوائي، استمر لأكثر من ساعتين، اشتد ابتداء من الساعة التاسعة مساء. كما قامت القوى الأمنية بضرب الصحافيين والإعلاميين واستهدافهم المباشر بالقنابل المسيلة للدموع والهراوات وخراطيم المياه، محاولة منع الإعلام من نقل وقائع اعتدائها السافر على التظاهرة". واستنكر المركز "أشد الاستنكار القمع الهمجي غير المبرر الذي أظهرته القوى الأمنية بمواجهة متظاهرين عزل"، محملا "رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات البوليسية المقيتة التي تذكرنا بأبشع مظاهر العنف من أزمنة اعتقد اللبنانيون أنها ولت إلى غير رجعة". وختم: "أضافت الطبقة السياسية اللبنانية إلى فسادها المعهود وقصر نظرها وفشلها الذريع في معالجة أي من المشاكل التي يواجهها اللبنانيون، نقطة سوداء جديدة في سجلها، من خلال تعاملها الجبان مع المتظاهرين السلميين. إن الأولوية الوحيدة منذ هذه اللحظة هي المحاسبة الكاملة لمن أعطى الأمر بالتعاطي البربري مع النشطاء، واستقالة المسؤولين الذي أكدوا مساء اليوم عدم كفاءتهم لتولي أي منصب".

 

عون يخوض معركته تحت عنوان إسقاط حكومة سلام

بيروت – “السياسة”: في وقت تمر حكومة المصلحة الوطنية بأدق وأصعب مراحلها, نتيجة عرقلة وزراء تكتل “التغيير والإصلاح” و”حزب الله”, لعملها وثنيها عن اتخاذ القرارات المصيرية المطلوبة, نجح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون بدفع الأمور إلى أقصى حالات التأزم السياسي في البلد, نتيجة عدم الأخذ بتعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش واستعيض عنه بالتمديد للقائد الحالي العماد جان قهوجي لمدة سنة. في هذا السياق يقود العماد عون معركته السياسية تحت عنوان عرقلة عمل الحكومة ودفع رئيسها تمام سلام للاستقالة, ولولا التدخلات الدولية والعربية لثني الرئيس سلام عن تقديم استقالته, لكان تحقق لعون ول¯”حزب الله” ما يريدان, وعلى هذا الأساس, انبرى الأمين العام ل¯”حزب الله” السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير, للدفاع عن حليفه واعتباره ممراً إلزامياً لرئاسة الجمهورية ومرشح “حزب الله” لهذا المنصب. وإمعاناً في العرقلة ومنع الحكومة من العمل, دفع العماد عون بوزراء ونواب التكتل لصب جام غضبهم على رئيس الحكومة وعلى “تيار المستقبل” باعتبارهما المعرقلين الرئيسيين لوصول العميد روكز إلى قيادة الجيش, كما أن كتلة “المستقبل” كانت وراء إفشال عملية ترشحه لرئاسة الجمهورية, وفي عملية توزيع أدوار مبرمجة شرع وزراء ونواب تكتل “التغيير” باستهداف الحكومة في أكثر من مقتل لها, بدءاً من عملية التعيينات, إلى الاعتراض على الآلية, وصولاً إلى ملف النفايات, بحيث أنهم تنصلوا منه كلياً.

 

لبنان: تظاهرة جديدة لـ”طلعت ريحتكم” احتجاجاً على أزمة النفاياتو اشتباكات مع قوى الأمن

بيروت – “السياسة” والوكالات: واصل منظمو ومؤيدو حملة “طلعت ريحتكم” تحركاتهم الاحتجاجية, فنظموا اعتصاماً انطلق من ساحة رياض الصلح إلى ساحة النجمة, احتجاجاً على أزمة النفايات المستمرة منذ نحو شهر في لبنان و”للمطالبة بانتخابات نيابية تأتي بمجلس شرعي منتخب من الشعب يحاسب السلطة التشريعية التي لم تقم بمحاسبة السلطة التنفيذية وغطت الفساد”. وذكرت موقع إلكترونية, أن التظاهرة نظمت وسط إجراءات أمنية مشددة, حيث أغلقت قوات الأمن الشوارع المؤدية إلى مجلس النواب ببوابات حديدية, وقطعت جميع الطرقات المؤدية الى شارع رياض الصلح في بيروت للحؤول دون وصول المتظاهرين إلى مبنى المجلس. وكان منظمو الحملة ناشدوا قوات الأمن عدم التعرض للمتظاهرين “ولو أُمرتم بالعكس, ولا تكونوا حماة للطبقة الفاسدة”, كما حدث في تحرك الحملة السابق وأثار اعتراض بعض السياسيين. وشددوا على أن “زمن السكوت قد ولى, ولا حكم من دون شرعية مستمدة من الشعب”. وكان عدد الذين تعهدوا المشاركة في التظاهرة على موقع “فيسبوك” بلغ 10 آلاف شخص. وذكرت الحملة أنها ستعود إلى ساحة أخرى من ساحات السياسيين “كي لا تقتلنا نفاياتهم ومصالحهم الطائفية, ولا نكون وقوداً لسمسراتهم”. وقال المسؤول في الحملة عماد بزي “ليس من ضمن خطط الحملة في تحرك اليوم قطع طرقات, محذرا من أنه “في حال الاعتداء علينا كما جرى في الاعتصام الأخير يمكن أن يلجأ الشباب إلى ذلك”, حيث يعود شباب الحملة لا لينتقموا من قوى أمنية, بل لاستعادة حق أساسي من حقوقهم كلبنانيين, حقهم في بيئة خالية من النفايات بجميع أشكالها, عضوية وصلبة وسياسية. وتصاعدت الأزمة هذا الأسبوع, فالإنذار بعودة النفايات أنزل شباب الحملة إلى السرايا الحكومية لرميها بأكياس قمامة ولكن الأمن منعتهم.

 

مجلس الأمن يمدّد تقنياً 12 شهراً لـ"اليونيفيل" ويطالب بمزيد من الدعم الدولي للجيش اللبناني

نيويورك - علي بردى/انهار/22 آب 2015/مدد مجلس الأمن أمس الولاية الحالية للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" 12 شهراً تنتهي في 31 آب 2016، من دون أي تعديلات في مهماتها وقواعد الإشتباك الخاصة بها، داعياً الى تقديم المزيد من الدعم للجيش اللبناني، ومجدداً مطالبة اسرائيل بـ"التعجيل" في سحب قواتها من الشطر الشمالي لقرية الغجر. وصوّت أعضاء مجلس الأمن بالإجماع على القرار الذي أعدته فرنسا وساهمت في رعايته كل من ايطاليا والأردن وماليزيا واسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والذي أعطي الرقم 2236، من أجل هذا التمديد التقني لمدة سنة واحدة مع تحديث بعض المعلومات المتعلقة بتطورات الأشهر الـ12 الأخيرة، وأبرزها التي حصلت خلال السنة الماضية. وعبّر أعضاء المجلس في الديباجة عن "القلق البالغ من كل الإنتهاكات المتعلقة بالقرار 1701، ولا سيما الإنتهاك الخطير لوقف الأعمال العدائية الذي وقع في 28 كانون الثاني 2015"، محذراً من "احتمال أن تؤدي هذه الأحداث الى نشوب نزاع جديد لا يمكن أي طرف من الأطراف ولا للمنطقة أن تتحمل تبعاته". وإذ اعتبر أن "الحالة في لبنان لا تزال تشكل خطراً يهدد السلام والأمن الدوليين"، مدد لـ"اليونيفيل" حتى 31 آب 2016، وأشاد بـ"الدور الايجابي للقوة الموقتة، التي ساعد انتشارها الى جانب الجيش اللبناني على تهيئة بيئة استراتيجية جديدة في جنوب لبنان"، مرحباً باستمرار مشاركة القوة الموقتة والجيش اللبناني في الحوار الإستراتيجي الذي يرمي الى اجراء تحليل لعتاد القوات البرية والبحرية ووضع مجموعة من النقاط المرجعية التي تعكس الترابط بين قدرات القوة الموقتة ومسؤولياتها وقدرات الجيش اللبناني ومسؤولياته، بغية تحديد ما يحتاج اليه الجيش اللبناني لتنفيذ المهمات التي نيطت به في القرار 1701". ولذلك حض أيضاً على "مواصلة تقديم الدعم الدولي للجيش اللبناني، تمشياً مع خطة تنمية قدرات الجيش اللبناني وأيضاً في اطار مجموعة الدعم الدولية للبنان، عن طريق تقديم مساعدة اضافية وعاجلة في المجالات التي يكون فيها الجيش اللبناني في أمس الحاجة الى الدعم، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وحماية الحدود". وطالب جميع الأطراف المعنيين بأن "يحترموا وقف الأعمال العدائية، وأن يمنعوا أي انتهاك للخط الأزرق واحترامه بكامله، وأن يتعاونوا بصوة كاملة مع الأمم المتحدة والقوة الموقتة". ورحب بـ"الدور البناء الذي تؤديه الآلية الثلاثية الطرف في تيسير التنسيق وتخفيف حدة التوترات"، معبراً عن "دعمه القوي للجهود التي تبذلها القوة الموقتة بغرض التحاور مع الطرفين من أجل مواصلة تطوير ترتيبات الاتصال والتنسيق والترتيبات العملية في الميدان". وحض كل الأطراف على "التقيد الصارم بالتزامهم احترام سلامة أفراد القوة الموقتة وسائر أفراد الأمم المتحدة وكفالة الاحترام ‏التام لحرية القوة في التنقل وعدم إعاقتها، وفقا لولايتها ولقواعد الاشتباك الخاصة بها، وذلك بسبل منها تفادي أي عمل من شأنه تعريض أفراد الأمم المتحدة للخطر"، داعياً الى "تعزيز التعاون بين القوة الموقتة والجيش اللبناني ولا سيما في ما يتعلق بتنفيذ دوريات منسقة ومتجاورة". وطالب بـ"الإسراع بإنجاز التحقيق الذي شَرع فيه لبنان في الهجمات التي نفذت في 27 أيار و26 تموز و9 كانون الأول 2011 بهدف محاكمة مرتكبي هذه الهجمات". وحض الحكومة الإسرائيلية على "التعجيل بسحب جيشها من شمال قرية الغجر ‏دون مزيد من التأخير بالتنسيق مع القوة الموقتة، التي تعمل جادة مع إسرائيل ولبنان ‏لتيسير ذلك الانسحاب". وطالب كل الدول ايضاً بأن "تدعم وتحترم على نحو تام إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر ‏الليطاني تخلو من أي أفراد مسلحين أو عتاد أو أسلحة ما عدا عتاد وأسلحة الحكومة اللبنانية ‏والقوة الموقتة".

 

خبير الاتصالات البريطاني لبداية المحكمة: الشبكة الخضراء تراخت في الإجراءات الأمنية

كلوديت سركيس/النهار/22 آب 2015/استرسل الادعاء في طرح أسئلته على شاهده خبير الاتصالات البريطاني جون ادوارد فيليبس على مدى اربعة ايام امام غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي، ليوجه خلاصة اسئلته في نهاية الاستجواب عن شبكات الهواتف الخليوية الحمراء والزرقاء والخضراء. واعتبرها الشاهد انها عملت بسرية الا ان احداها الخضراء تراخت بالاجراءات الامنية. وبيًن الشاهد امكان ضبط الترابط الزماني والمكاني لمستخدم الهاتف متطرقا الى خلية خليوية في غزير حيث هناك منزل في نطاقها للمتهم مصطفى بدر الدين وفق مساعد المدعي العام بوفواس الذي حدد مكانه التقريبي على رسم بياني عرضته شاشة الغرفة، مضيفا ان الغرفة ستستمع الى افادات في هذا الخصوص. وأوضح الشاهد ان ثمة مقاربات تسمح بتحديد هوية المشتبه فيه من خلال هاتفه، فيما رأى بوفواس "ان المتآمرين غيروا هواتفهم في شكل منتظم. وكان شخص واحد يستخدم اكثر من جهاز خليوي ورقم". واعتبر الشاهد ان "ذروة الاتصالات قد تكون ذات سلوك اجرامي". وبعدما أشار الادعاء الى ان الغرفة قرأت تقرير الشاهد المقدم اليها عن وجود مستخدم واحد لهواتف عدة، قال الشاهد ان "الربط بين هاتفين يمكن ان يربط الفرد بالجريمة". واضاف عن الهواتف الخاصة بـ"المهمة" ان ثمة هواتف تستخدم لارتكاب الجريمة فحسب، وتكون سرية بقدر الامكان، إذ يكون عدد من الاشخاص ضمن مجموعة مغلقة من المستخدمين تتصل في ما بينها ولا تتصل خارج اعضاء المجموعة". وأوضح راي "ان عبارة الهواتف الخاصة بالمهمات "مأخوذة من الجيش وتكون ذات درجات عالية من الامن والسرية وقانونية تقضي بانتفاء العلنية للموضوع". فأيده الشاهد. وقال"ان هاتف المهمة يرتكب الجريمة ويُستخدم لها. واشتُري لغرض محدد ولم يعد يستخدم لاحقا". وسأل راي الشاهد: "هل الهواتف استخدمت لمهمات محددة في قضية الادعاء". أجاب: "هناك شبكة الهواتف الحمراء المرتبطة في شكل كبير باعتداء 14 شباط، ومن البديهي القول انها متورطة في الجريمة. وبسبب تعقيد هذه العملية فقد استخدمت في شكل مركز، ولم تستخدم في مواقع قريبة من الجريمة، بينما شبكتا الهواتف الزرقاء والخضراء استعملوهما في منطقة منازلهم، وهي هواتف مهمات". وبسؤال آخر لراي للشاهد عن وصفه "الهواتف الخضراء والزرقاء بهواتف خاصة بالمهمات"، أيد ذلك وقال: "لم أجد هذه الدرجة العالية من الانضباط التي لمستها في هذه القضية في خبراتي السابقة. طلب مني اجراء تحليل لهواتف المهمات فلاحظت ان الهواتف الحمراء الستة تتعلق بالمهمات. والجريمة فريدة من نوعها، ولم أر قط هذه الدرجة العالية من التطور مع نية الحفاظ على سرية هوية المستخدم ". واضاف: "كل هاتف كان خاصا بالمهمة. وثمة طابع خاص بسرية المستخدمين وهذا يرتبط بالشبكة الزرقاء اكثر من الحمراء المحدود استعمالها. لا تواصل في ما بينها، ولكن درجة استخداماتها والمنطقة الجغرافية والمهمة كانت مختلفة نوعا ما عنها وتتمتع بمستوى عال من الامن". وعن خصائص الشبكة الحمراء قال "ان كل ما يرتبط بهذه الهواتف لا يمكن اكتشافه، إذ كانت تحاط بسرية عالية. أما الشبكة الخضراء فلا علاقة لها بمسرح الجريمة، ويصعب اكتشافها. ويبدو ان ثمة نوعا من التراخي في ما يتعلق بها لانها بعيدة عن مسرح الجريمة، ولا طبقة عازلة لها. وهي أقل ارتباطا بمسرح الجريمة وأبعد عن الموقع، وهناك طبقة عازلة من مجموعة هواتف المهمة. ثمة نوع من التراخي في الاجراءات الامنية". وسئل عن تفاعل هواتف المهمة فقال: "الشبكة الحمراء هي مجموعة داخلية مرتبطة بالجريمة لارتباطها بمحيطها. والشبكة الزرقاء كما يبدو من تحاليل المواقع لا صلة لها بالجريمة، ولا يمكن ربطها بالشبكتين الخضراء والحمراء. وبانتهاء استجواب الادعاء للشاهد رفعت الجلسة الى الاثنين للاستجواب المضاد.

 

بري لـ"النهار": الأمن 10 على 10 والحمدلله تعطيل المجلسين هل يؤدي إلى انتخاب رئيس؟

رضوان عقيل/النهار/22 آب 2015

كل من يدخل مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري في الايام الاخيرة، يسأله اطلاق مبادرة ما في هذا التوقيت، وفي وقت لم تستطع فيه الحكومة الاتفاق على رؤية موحدة لمعالجة أزمة النفايات. واكثر ما يقلقه هو الاستمرار في تعطيل المؤسسات الدستورية وفي مقدمها مجلس الوزراء الذي لم يقدر على توفير حلول ولو للحد الادنى من الملفات التي تتعلق بحياة المواطنين. ويتطرق الى اولى الازمات التي تهدد يوميات اللبنانيين وتنغص عليهم عيشهم، ويقول "منذ البداية لم أتدخل في ملف النفايات"، لكنه طلب من وزيريه في الحكومة حسم هذا الملف بـ"قرد وحارس" من اجل "التوصل الى موافقة نهائية بعد فض عروض الشركات والانتهاء من هذه المرحلة التي تحتاج الى التصديق عليها في جلسة للحكومة للخروج من الازمة". ويوجه رسالة عبر "النهار" الى الجهات التي تعطل جلسات مجلس الوزراء وتمنعه من الانتاجية" لا تستمروا في هذه الطريق الى حدود تعطيل حياة المواطنين والتلاعب بمستقبلهم". ويدعو الحكومة ورئيسها تمام سلام الى القيام بالدورالمطلوب. ويقول: "ارفع الصوت واصرخ، لا يصح ولا يعقل التضييق على الحكومة بهذا الشكل، لأن الجميع سيتضرر".

ورداً على جلجلة الحكومة التي تجتازها بصعوبة، يرى بري ان الحلول تتمثل في الكتاب، اي في العودة الى الدستور، "لأنها في هذه الحال لا يمكنها ان تعيّن حاجباً. والمطلوب ان تطبق الدستور من أصغر مسألة الى اكبرها، بدل الذهاب الى شاطىء الفشل، وهذا ما قلته اكثر من مرة للرئيس تمام سلام. وأكرر المطلوب، في اختصار ان نساهم معاً لنسيّر أمور العباد وشؤونهم". ولا تقتصر رسالته على هذا القدر، بل يتبعها بالقول: "المطلوب الابتعاد عن سياسة المصالح الخاصة والتنازل عن الانانيات والتطلع الى كل ما يصب في مصلحة اللبنانيين". ويخاطب السياسيين من دون قفازات: "انظروا جيداً الى الشعب، ولا اقول هذا الكلام من باب الاستهلاك، وهو لم يعد قادراً على التحمل، ولولا الطائفية، لاندلعت ثورات في البلد رفضاً للواقع المرير الذي يعيشه، وما يحصل هو جرس انذار لجميع المسؤولين والنواب والقوى السياسية". ولا يقف بري عند حدود هذه الصرخة، بل يسأل: "اذا عطلنا البلد فهل ننتخب رئيساً للجمهورية؟". ويوجه هذا السؤال الى الاطراف التي لا ترغب في التوجه الى ساحة النجمة قبل انتخاب رئيس للجمهورية. وعندما يتناول حال الأمن في البلد، ولا سيما بعد توقيف الأمن العام الشيخ احمد الاسير، يطرق بيده على خشب طاولة مكتبه ويعطيه علامة 10 على 10، ويحمد الله "على هذه النعمة التي أمل ان تطول وتدوم ويتسع شعاعها". يكمن الحل وفق مختبر عين التينة في العودة الى المؤسسات. ويؤسفه سماع مقولة ان مجلس النواب غير شرعي - على لسان العماد ميشال عون - اي انه ليس "ابن حلال". ويقول: "هذا المنطق لا يساهم في اطلاق عجلة المؤسسة التشريعية". ولا يحبذ بري هنا العودة الى الاسباب التي دفعته الى الموافقة على التمديد للمجلس، ولا سيما بعد الكلام الذي سمعه من الرئيس سعد الحريري. ويملك جرأة القول ان "التمديد انقذ البلد من الفتنة". ويشدد على ان قوى عدة مع عودة التشريع في المؤسسة"والاخ السيد حسن نصرالله مع عمل المؤسسات، وهذا ما ركز عليه في خطابه الاخير، وكان واضحاً جداً في دعوته الى التشريع، وهو يتألم من جراء هذا التعطيل وسيواصل مساعيه لعودة مجلس النواب الى القيام بواجبه التشريعي". وحتى لا يقال ان بري يركّز على دوري مجلسي الوزراء والنواب ويتناسى استحقاق الرئاسة الاولى، يؤكد أن "الحل الجذري يتمثل في انتخاب رئيس للجمهورية وهذا مفروغ منه". ويضيف: "من قال اني اقف متفرجاً على هذا الاستحقاق في الداخل والخارج"؟ وكان آخر اتصالاته مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف مؤداه ان "طهران تدعم عملية الانتخاب وتشتغل بقوة ، وهذا ما يؤكده المسؤولون عنها، مع تشديدهم الدائم على فتح قنوات حوار بينهم وبين السعودية، والافق مفتوح للتوصل الى توليفة تنهي ازمة اليمن وحربها. وفي سوريا الامور سائرة ايضاً". ويعود الى مخاطبة كل من يهمه الامر: "أمام داء عدم انتخاب رئيس حتى الان، هل المطلوب الاستسلام بدل تفعيل الحكومة ومجلس النواب للقيام بالدور التشريعي المطلوب منه؟".

 

فتفت: طاولة الحوار ليست غطاء لحزب الله بل محاكمة له

السبت 22 آب 2015 /وطنية - اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت الى "ان لحزب الله تطلعات واولويات استراتيجية في المنطقة تتجاوز لبنان"، موضحا ان "شلل لبنان ومؤسساته لا يعنيه كثيرا، وحزب الله هو لصاحبه الحرس الثوري الايراني وليس للبنان". وقال في حديث الى اذاعة "الشرق": "للأمن اجزاء كثيرة، فاذا نظرنا الى ما يحصل حولنا على الصعيد الامني نحن بألف خير، بخاصة اننا لا نعيش في جزيرة وكان من الممكن لولا وعي وحكمة عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين وهو ما كلفهم كثيرا على الصعيد الشعبي، لننجر الى ما يحدث في سوريا والعراق، اضافة الى وجود قوى امنية ناشطة وجيش لبناني اثبت فاعليته. هناك مناطق في لبنان نجح وزير الداخلية نهاد المشنوق بارساء خطة امنية فيها، ففي طرابلس مثلا تم تطبيق خطة امنية وتم اخراجها من حالة الحرب وجولات القتال، ولكن الخطة الامنية في البقاع للأسف فشلت وتبين ان هناك غطاءات امنية وسياسية على مجرمين". وردا على سؤال، قال: "منذ عام ونصف العام، حصلت جريمة امام السفارة الايرانية، استشهد فيها هاشم سلمان، وصور القاتل معروفة واسمه ومكان اقامته ولكن لا احد يقترب منه، كل هذه الامور تحصل في المناطق التي لحزب الله هيمنة سياسية وامنية فيها"، لافتا الى ان "حزب الله" لا يتعاطى بشكل فعلي وجدي بالموضوع الامني وتطبيق الخطط الامنية". واعتبر ان "اولويات حزب الله ايرانية واضحة واقليمية تتدحرج احيانا ضد المصلحة اللبنانية ولا مشكلة لديه في تعطيل رئاسة الجمهورية او مجلس الوزراء، ويمكن ان يكملوا على هذا المنوال الى حد قدرة الطائفة الشيعية الكريمة على التحمل"، مذكرا "أن حزب الله ابلغنا ان لا رئاسة قبل الحوار السعودي - الايراني، ولكن السعودي قال انه غير معني بهذا الكلام فهذا الموضوع لبناني يجب حله داخليا". وأوضح "ان هناك اطرافا سياسية في لبنان لها مصلحة في اعادة تفعيل عمل المؤسسات، كالجهد الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة تمام سلام، والرئيس سعد الحريري، والنائب وليد جنبلاط والرئيس فؤاد السنيورة". وعن استمرار الحوار مع "حزب الله"، قال فتفت: "السلاح والتدخل في سوريا والمحكمة الدولية والعلاقة مع ايران ليست على طاولة الحوار، لذلك مواقفنا واضحة جدا، لقد حاول "حزب الله" اسكاتنا والضغط تجاه ان الحوار يجب ان يكون مرتبطا بهدنة اعلامية، الا اننا قلنا ان الهدنة الاعلامية تطال الامور التي نتناقش حولها وليس الامور التي لا نتناقش حولها، لذلك فشلت الهدنة الاعلامية على عكس الوضع بين القوات والتيار الوطني الحر". اضاف: "ان حزب الله يستفيد من واقع امر واقع فرضه بقوة سلاحه وبالوضع الايراني في المنطقة، نحن في الوقت الضائع لان القرار الاقليمي بانقاذ لبنان لم يتخذ بعد، هناك قرار اقليمي ودولي بحماية الاستقرار في لبنان. طاولة الحوار ليست غطاء لحزب الله بل محاكمة له. في الماضي كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يتكلم مرة او مرتين في السنة واليوم اصبح يتكلم اسبوعيا وهذا دليل ازمة كبيرة واضطراره لتصحيح ما يقوله نتيجة توازنات تحصل في المنطقة. السيد نصر الله صار سياسيا مثله مثل كل الناس، وصار مضطرا للاستدراك والتصحيح لانه يتكلم ويخطئ كثيرا وهذا كله نتيجة انه ليس صاحب قرار".

 

سلام يرأس وفد لبنان الى الامم المتحدة منتصف ايلول وباسيل يجول على ولايات اميركية قبل انتخابات "التيار"

المركزية- يتوجه رئيس الحكومة تمام سلام منتصف ايلول المقبل على رأس وفد وزاري الى نيويورك للمشاركة في اعمال الدورة العادية السبعين للجمعية العامة للامم المتحدة التي تفتتح في 15 ايلول المقبل والقاء كلمة لبنان التي يحرص سلام وفق معلومات "المركزية" على شموليتها ودقة المواضيع التي ستتضمنها في ضوء الازمات التي يتعرض لها لبنان والمفترض ان يمد المجتمع الدولي له يد العون ليتمكن من معالجتها لاسيما ازمة النازحين السوريين التي تشكل العبء الاكبر عليه،اضافة الى تفعيل عمل المجموعة الدولية لدعم لبنان التي شكلت في ايلول من العام 2013. وتؤكد المعلومات لـ"المركزية" ان الزيارة ستشكل مناسبة مزدوجة للرئيس سلام لاطلالة لبنانية دولية ان لجهة الاضاءة على القضايا الاساسية من النافذة العالمية او اللقاءات التي سيعقدها على هامش اعمال الجمعية الاممية مع عدد من المسؤولين الدوليين الغربيين والعرب المشاركين فيها. وفي حين اشارت المعلومات الى ان الوفد المرافق لسلام لم يشكل بعد، اشارت اوساط وزارة الخارجية الى مشاركة الوزير جبران باسيل استنادا الى منصبه كوزير للخارجية، كاشفة انه سيرفع الى الجمعية العامة ورقة تتضمن الثوابت اللبنانية لجهة بسط السيادة على كامل الارض وضرورة مساعدة الاجهزة الامنية والعسكرية في مواجهتها للمنظمات الارهابية لا سيما عند الحدود الشرقية حيث تتصدى المؤسسة العسكرية لمحاولات التسلل الى لبنان اضافة الى تقديم المساعدات للبنان لمواجهة ايواء النازحين السوريين. وعلى هامش المشاركة في اعمال الجمعية العمومية سيجول الوزير باسيل،- الذي ضمن رئاسة التيار الوطني الحر في ضوء التسوية التي تم التوصل اليها برعاية وضمانة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، والتي قضت بسحب النائب آلان عون ترشحه لرئاسة الحزب، على رغم استمرار ترشح الامين العام السابق لـ"التيار" في فرنسا فارس يوسف لويس، في خطوة تدل الى عدم موافقته على التسوية،- على عدد من الولايات الاميركية حيث يعقد لقاءات شعبية، قبل عودته الى بيروت المفترضة عشية الانتخابات لدعم موقعه في رئاسة التيار الذي سيكرس مبدئيا في 20 ايلول اذا لم يسحب لويس ترشحه قبل 27 الجاري موعد اقفال باب الترشيحات،بحيث تتوضح الصورة لناحية ما اذا كان باسيل سيفوز بالتزكية ويشق انذاك الاتفاق – التسوية طريقه نحو التنفيذ لناحية التعديلات التي سيتم ادخالها الى نظام التيار الداخلي، لتأمين اشراك الجميع في القرارات، ام يضطر لخوض المعركة الانتخابية ولئن كان نجاحه فيها مضمونا باعتبار ان ترشح لويس معروفة اهدافه وابعاده المتصلة برفع الصوت في وجه التوريث السياسي داخل الحزب الديموقراطي الذي يرفع لواء التغيير شعارا له وهو ما عبرت عنه اصوات عدد لا بأس به من المنضوين الى التيار الوطني الحر المعترضين على التسوية والمطالبين بانتخابات ديموقراطية وقد كانوا حتى الامس القريب ينتقدون سائر الاحزاب على هذه النقطة بالذات فوجدوا انفسهم اليوم في الشرك نفسه، وعبروا عن اعتراضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي عجّت بالمواقف الرافضة والمنتقدة والمتحفظة على تسوية ارادها العماد عون تلافيا لانشقاق التيار بفعل انتخابات كادت تصيب وحدته في الصميم.

 

 المراسيم تستبق مجلس الوزراء الخميس والعين على وزراء "التيار والحزب"

الاجازات الدبلوماسية تعكس تاخر الرئاسة وسلام الى نيويورك منتصف ايلول

تدهور امنـي في عين الحلوة و"طلعت ريحتكم" تتحرك نحو ساحة النجمــة

المركزية- لم يحل الاهتمام بمجموعة الملفات الساخنة التي تحركت على الساحة الداخلية اليوم من تظاهرة حملة

"طلعت ريحتكم" التي تتحرك مساء في وجه السياسيين رفضا لملف النفايات "العابق بالصفقات السياسية" الى التطور الامني في مخيم عين الحلوة اثر محاولة اغتيال قائد الأمن الوطني في صيدا ابو اشرف العرموشي بما ينذر بمضاعفات خطيرة، دون تصدر الملف الحكومي واجهة المتابعات لناحية توجيه الرئيس تمام سلام الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد صباح الخميس المقبل وعلى جدول اعمالها 39 بنداً وفق ما ورد في نص الدعوة التي تسلمها الوزراء في الخامسة عصراً.

قزي :وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ"المركزية" أن الحكومة ستجتمع هذا الاسبوع"، كاشفا "أننا بلّغنا بالدعوة ظهر اليوم على ان نتسلمها رسميا مع جدول الأعمال عصرا. ونبّه إلى أن " أعمال الحكومة لا يمكن أن تسير من دون وزراء اللقاء التشاوري ولا يكفي أن يقال أن مجلس الوزراء سيعود إلى الاجتماع تحت غطاء ثلاثي (المستقبل، حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي)، فنحن 8 وزراء، ونؤمن التغطية لهذه الحكومة، شأننا في ذلك شأن غيرنا، إن لم يكن أكثر في بعض الظروف. سندرس خلال 48 ساعة الموقف الذي نتخذه حيال كيفية إقرار المشاريع".

شبطيني: من جهتها، رجحت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني عبر "المركزية" "انعقاد جلسة مجلس الوزراء، الا انها قالت انها لم تتبلغ حتى ساعات ما بعد الظهرالدعوة، معربة عن اعتقادها "أن الرئيس تمام سلام ينتظر حتى فض العروض المتعلقة بالنفايات يوم الثلثاء."

واشارت إلى أن "جدول أعمال الجلسة الحكومية سيتضمن القضايا الضرورية كالرواتب والنفايات والاعتمادات والقضايا الحياتية الضرورية، لافتة إلى "اننا لم نجتمع ككتلة اللقاء التشاوري المؤلقة من 8 وزراء. لكن نحن كوزراء الرئيس سليمان، أعلنا سابقا أن كل ما يتعلق بالقضايا الحياتية يجب أن يمر قبل غيره من المواضيع وضروري البت في هذه القضايا ولو لجأنا إلى التصويت.

صدور المراسيم: والى ان يحسم توجيه الدعوة الى مجلس الوزراء، قالت مصادر وزارية لـ"المركزية" ان المراسيم احيلت الى النشر في الجريدة الرسمية في عددها الذي سيصدر تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء. واكدت ان معظم المراسيم التي ستنشر موقعة من 18 وزيرا على الاقل وعددها يزيد عن 60 مرسوما. واكدت ان اهم هذه المراسيم يتصل بترقيات الضباط في المؤسسة العسكرية والمؤسسات الامنية الاخرى بتأخير شهرين على حقهم بالترقية في كل الرتب ابتداء من 1/7/ 2015.

وفي السياق، توقعت مصادر مقربة من وزراء 8 آذار ان يثير موضوع المراسيم مشكلة حقيقية في بداية جلسة الخميس المقبل اذا ما نشرت، لأنها ستشكل برأيهم خللا فاضحاً في ما يسمونه خروجا على آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء والتي لم تحسم منذ ان شلت اعمال مجلس الوزراء في اعقاب جلسة 4 حزيران الماضي، وهي الاخيرة التي نوقشت فيها قضايا مدرجة على جدول الاعمال المجمد منذ ذلك الحين، باصرار من وزيري التيار الوطني الحر وحلفائهما على بت آلية العمل الحكومي قبل البحث بأي من بنود جدول الاعمال.

الى نيويورك: الى ذلك، يتوجه رئيس الحكومة تمام سلام منتصف ايلول المقبل على رأس وفد وزاري الى نيويورك للمشاركة في اعمال الدورة العادية السبعين للجمعية العامة للامم المتحدة التي تفتتح في 15 ايلول المقبل، والقاء كلمة لبنان التي تؤكد الثوابت المعهودة اضافة الى الازمات التي يتعرض لها والمفترض ان يمد المجتمع الدولي له يد المساعدة ليتمكن من معالجتها لاسيما ازمة النازحين السوريين التي تشكل العبء الاكبر عليه كما سيعقد لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين الذين يشاركون في اعمال الدورة.

جولة باسيل الاميركية: وفي وقت، اكدت المعلومات لـ" المركزية" ان الوفد الرسمي لم يشكل بعد، اوضحت ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سيكون في عداده على ان يجول بعد المشاركة في اعمال الجمعية على عدد من الولايات الاميركية عشية انتخابات رئاسة التيار الوطني الحر في 20 ايلول إذا أجريت، حيث يعقد لقاءات شعبية تصب في خانة دعمه، علما ان رئاسته للتيار باتت مضمونة، وهو سيوجه في 27 الجاري، وفق معلومات " المركزية" موعد اقفال باب الترشيحات، كلمة يعرض خلالها برنامجه السياسي ورؤيته لقيادة التيار الوطني الحر. اما ترشح

الامين العام السابق لـ"التيار" في فرنسا فارس يوسف لويس الذي عرقل فوز باسيل بالتزكية بعد انسحاب النائب الان عون، فاوضحت مصادر متابعة ان اتصالات ومساع تدور بعيدا من الاضواء من اجل سحب ترشحه، علما ان باسيل كشف اليوم انه زار الان عون في منزله "وقلنا اننا سنعمل سوياً ببناء الثقة لخير التيار الوطني الحر ونضحي لنكون الضمانة في بنائه".

عين الحلوة: على خط آخر وفي تطور أمني لافت، اندلعت اشتباكات في مخيم عين الحلوة بعد ظهر اليوم على اثر محاولة اغتيال قائد الأمن الوطني في صيدا ابو اشرف العرموشي أثناء مشاركته في جنازة داخل المخيم ما ادى الى اصابته بجروح خطيرة نقل على اثرها الى المستشفى في حين ادت الاشتباكات الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح.

النفايات: من جهة ثانية، يتحرك في السادسة مساء شباب حملة "طلعت ريحتكم" من ساحة الشهداء في اتجاه ساحة النجمة رفعا للصوت في وجه الاهمال الرسمي لملف النفايات بعد أسبوع على اعتصامه الذي شهد مواجهات مع القوى الأمنية، وقد حشد القائمون بالحملة للتحرك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودعوا في مؤتمر صحافي الى اوسع حشد من اجل ايصال الصوت إلى الطبقة السياسية وللمطالبة بإجراء انتخابات نيابية تأتي بمجلس نواب شرعي منتخب من الشعب ومحاسبة السلطة التشريعية التي لم تقم بدورها بمحاسبة السلطة التنفيذية.وشددوا على أن "زمن السكوت ولى، ولا حكم دون شرعية مستمدة من الشعب"، متوجهين الى الضباط وعناصر القوى الامنية بالقول "نحن أصدقاؤكم ومن اقسمتم على الدفاع عنهم، الازمة تصيبكم كما تصيبنا".

اجازات دبلوماسية: في المقلب الرئاسي، وفي ظل استمرار الشلل في الجهود الداخلية والاستسلام الى الامر الواقع الذي يفرضه ربط بعض القوى السياسية الاستحقاق بمصير ازمات بعض الدول لاسيما سوريا، يبدو ان المرحلة القريبة لن تشهد اي تطور في هذا الاتجاه، في ضوء مغادرة عدد كبير من السفراء الغربيين الى بلادهم في اجازات على ان يعودوا الى بيروت منتصف ايلول المقبل، ومن بين هؤلاء سفير فرنسا المعيّن ايمانويل بون الذي توجه الى باريس للمشاركة في مؤتمر سفراء فرنسا في العالم برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند الذي يزودهم بالتوجيهات المناسبة استنادا الى التطورات الدولية.

 

اتجاه لإعادة فتح مطمر الناعمـة 6 أشـهر بانتظار فض عروض مناقصات النفـايـات

المركزية- عشية البت بفضّ عروض المناقصات بشأن تلزيم النفايات جمعاً وطمراً الثلاثاء المقبل، أفادت مصادر سياسية "المركزية" ان من المتوقع إجراء تسوية مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط تقضي بإعادة فتح مطمر الناعمة لمدة 6 أشهر إضافية ما ان يتم الإعلان عن الشركات الفائزة، ريثما تتمكن الأخيرة من تجهيز الآلية والوسائل التي تمكنها من بدء العمل الجدي وذلك بعد تحديد المطامر البديلة. وفي ضوء معلومات ترددت عن إتفاق لاستقبال النفايات في عكار، على اثر زيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق للمنطقة أخيراً، كشفت المصادر عن تخصيص 80 مليون دولار أميركي بعد ان كانت 8 ملايين دولار، لمنطقة عكار التي ستستضيف احدى بلداتها "سرار" على ملكية خاصة، نفايات بيروت. المناطق: وفي ظل إستمرار الأزمة، لا تزال النفايات تزنر مناطق كثيرة أبرزها بعبدا التي بحسب مصادر متابعة لشؤون سير الملف، ان ما يحصل فيها يشكّل نموذجا لما يحصل أو يمكن أن يحصل في كل المناطق، وهو يدخل في سياق شد حبال بين السلطات الرسمية والمجتمع المدني الذي فقد الثقة بدولته نتيجة هذا الملف، وبات لا يصدق الوعود، حتى تلك الصادرة من الجمعيات البيئية المتخصصة. الى ذلك حطت النفيات اليوم في الفنار بشكل عشوائي وعلى عشرات الأمتار، أكد أهالي المنطقة ان هذا الوضع لم يعد مقبولاً ولوّحوا بالتصعيد. والمشهد ذاته في بعبدات المتنية التي اعتصم عدد من سكانها احتجاجا على إقامة مكب للنفايات في نطاق البلدة ولاسيما على مقربة من أبنية المشروع الماروني السكني وفي منطقة حرجية بيئية. وطالبوا بالتراجع عن القرار ووقف الأعمال وعدم إيجاد الحلول العشوائية على حساب سلامة المواطنين. شكوى المقدم: وفي سياق متصل، أحال المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود الشكوى المقدمة من نقيب محامي طرابلس والشمال فهد المقدم حول موضوع النفايات التي ترمى في طرابلس والشمال بطريقة غير شرعية، الى النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي وائل الحسن، وفقا للصلحية كون الجرم حصل في منطقة الشمال، طالبا منه اجراء التحقيقات واتخاذ الاجراءات اللازمة، كما طلب من الضابطة العدلية مراقبة مداخل الشمال لمنع دخول الشاحنات المحملة بالنفايات اليها. بدوره، اتصل المقدم بالنائب العام الحسن وعلم منه بأنه سيقوم باستدعاء المتهمين الواردة اسماؤهم في الشكوى، وسيستمع الى افاداتهم والى افادة رئيس بلدية جونية حول هذا الموضوع، كما انه اعطى امرا قضائيا للضابطة العدلية لمنع دخول الشاحنات المحملة بالنفايات الى الشمال وتوقيف المخالفين.

 

الراي": اســـــــرائيل تتحضر لعمـــل ما و"حزب الله" رفع الجهوزية لمواجهة شبيهة بحرب تموز

المركزية- اشارت مصادر مطلعة لـ"الراي" الكويتية الى ان "التقويم الحاصل اليوم يدلّ على ان اسرائيل تتحضّر لعمل ما، اذ تعتبر القيادة الاسرائيلية ان وضعها أصبح مصيرياً وعلى المحك بعدما اتّجهت الأمور الدولية لانهاء الاتفاق النووي مع ايران، وانه خلال 35 عاماً من الحصار استطاعت ايران دعم حركات المقاومة اهمها "حزب الله" وحركات "الجهاد" الفلسطينية في غزة، فكيف عندما تصبح ايران دولة نووية ذات قدرات مالية وعسكرية أقوى خصوصاً ان روسيا فتحت مخازنها الاستراتيجية لها وتالياً سيستفيد "حزب الله" والمنظمات الفلسطينية أكثر من أيّ وقت".واوضحت المصادر ان "اسرائيل قامت بغارة اولية ليل الخميس بعدما سقطت 4 صواريح في اراض فارغة في خان ارنبة قبل ان تغير مرة ثانية وتضرب اكثر من عشرة مواقع للجيش السوري في القنيطرة في خان الشيخ وهي مواقع تواجه وعلى تماس مباشر مع المعارضة السورية المسلحة من دون ان تكون اي جهة موالية للنظام السوري او لـ"حزب الله" مسؤولة عن اطلاق اي صاروخ"، موضحة ان "التصعيد الاسرائيلي تناغَم مع ارتفاع الصوت داخل اسرائيل من وزير الدفاع موشي يعالون متهماً ايران بالوقوف وراء هذا التصعيد ومحذراً الغرب من ان اسرائيل لن تتحلى بضبط النفس وستردّ بقوة". ولفتت المصادر الى انه "بعد تصريح يعالون، صدرت مواقف مماثلة من قادة الأذرع العسكرية المختلفة وعلى رأسهم رئيس الاركان الاسرائيلي، لتتناغم القيادة العسكرية مع القيادة السياسية بشكل لافت مهددين بضرب سوريا و"الجهاد الاسلامي"، الا ان الاعتقاد ان اسرائيل تعمل على تجييش عاطفة اليهود الاميركيين داخل الكونغرس لعدم إعطاء الموافقة على الاتفاق النووي الايراني، وكذلك تعتقد اسرائيل انها تستطيع فرض سيناريو عسكري محدد لا سيما ان "حزب الله" باعتقاد اسرائيل منغمس بالوحول السورية، الا ان الحقيقة ان "حزب الله" يعتبر الجبهة من سوريا الى لبنان جبهة موحدة لا انفصال بينهما، ولهذا فان "حزب الله" رفع مستوى الجهوزية للحد الاقصى لمواجهة حرب او سيناريو شبيه بحرب تموز 2006 مع الاخذ بالاعتبار ان الامور من المحتمل ان تفلت من يد الجميع وتشتعل الجبهات لتحرق كل الاحتمالات".

 

بـون الى باريس للمشـاركة في مؤتمر سـفراء فرنسـا فـي العالـم ولقاءات مع مسؤولين في "الكي دورسيه" لاضاءة أشمل على ملفات لبنان

المركزية- غادر بيروت وفق معلومات "المركزية" سفير فرنسا المعيّن في لبنان ايمانويل بون، متوجها الى باريس للمشاركة في المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا في العالم الذي يعقد على مدى اسبوع بمشاركة نحو مئتي سفير وبرئاسة الرئيس فرنسوا هولاند الذي يزود رؤساء البعثات الدبلوماسية الفرنسية في مختلف دول العالم بالتوجيهات في ضوء التطورات التي يفرزها المشهد الدولي سنويا وكيفية التعاطي مع التحديات السسياسية والامنية وعلى وجه الخصوص الارهاب المتمدد من الشرق الاوسط الى دول اوروبا، ولا سيما فرنسا التي شهدت اكثر من حادثة ارهابية في العام الماضي، بما يجعلها مدركة اكثر من غيرها لمدى خطورة التهديدات، التي لا يمكنها البقاء غير مكترثة إزاءها والبقاء في موقع المتفرج. وستشكل عودة بون مناسبة للدبلوماسي العريق صاحب الخبرة الواسعة في قضايا لبنان والمنطقة انطلاقا من موقعه السابق كمستشار رئاسي لشؤون الشرق الاوسط، للاجتماع مع عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية والاطلاع منهم على حيثيات وتفاصيل عدد من الملفات التي من شأنها الاضاءة على جوانب مهمة من الواقع اللبناني قبل ان يعود الى لبنان في النصف الاول من شهر ايلول المقبل لاستئناف مهامه الدبلوماسية، بعدما اجرى جولة لقاءات على المسؤولين في بيروت اثر وصوله اليها كان ابرزها في عين التينة حيث حدد اولويات بلاده في لبنان في هذه المرحلة واوجزها بالاتي : تقديم الدعم للمؤسسات اللبنانية أنتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن، دعم أمن كل اللبنانيين وفرنسا ملتزمة داخل "اليونيفيل"، كما ترغب بتطبيق برنامج تجهيز الجيش اللبناني بشكل كامل، ودعم معالجة مسألة اللاجئين السوريين في لبنان. وليس بعيدا، نقل بعض من تسنى لهم لقاء السفير بون اخيرا عنه تأكيده التزام فرنسا المطلق دعم لبنان وسيادته من خلال استمرار برامج المساعدات على الصعد كافة لا سيما العسكرية والصحية والتربوية استنادا الى الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وفي شكل خاص الاتفاق الثلاثي بين باريس والرياض وبيروت،استنادا الى الهبة السعودية البالغة قيمتها ثلاثة مليارات دولار وقد سلكت الدفعة الاولى منها طريقها الى لبنان على ان تستكمل سائر الدفعات على مراحل فور انتهاء تصنيع بعض المعدات والاليات العسكرية المطلوبة من جانب قيادة الجيش وفق اللائحة التي طلبتها وفي شكل خاص بعض الطائرات والمراكب البحرية التي يتطلب تصنيعها مدة غير قصيرة. اما في ما يتصل بالملف الرئاسي، فتشير المعلومات المستقاة من اكثر من مصدر فرنسي لـ"المركزية" الى ان باريس وعلى رغم تعثر معظم الخطوات والدروب التي سلكتها في اتجاه تذليل العقد الحائلة دون انجاز الاستحقاق منذ عام ونيف فان عزيمتها لم تثبط، ولن تتراجع جهودها في هذا الاتجاه موضحة ان الاتصالات لم تتوقف في سبيل حل الازمة الرئاسية وتنشط على اكثر من خط ومحور دولي واقليمي. وتعتبر ان الانظار معلقة اليوم على الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الايراني حسن روحاني الى باريس في شهر تشرين الثاني المقبل علّها تقدم ما لم تتمكن زيارات الدبلوماسيين الفرنسيين والاممين المتتالية الى طهران من تقديمه ازاء ايعاز طهران لحلفائها في لبنان بتأمين ظروف انجاز الملف الرئاسي.

 

جنجانيان: لمحاسـبة مـن اوصلنا الى ازمـة النفايـات والمحاصصة تؤخّر فضّ العروض ومطمر عكار حلّ مؤقت

المركزية- انطلاقاً من واقع شوارع العاصمة وبعض مناطق جبل لبنان حيث جبال النفايات ترتفع تدريجياً وترتفع معها المخاطر الصحية والبيئية من خلال روائحها الكريهة، فان الثلثاء 25 الجاري حيث سيُعقد اجتماع في مجلس الانماء والاعمار لفضّ العروض في شأن الازمة لا بد وان يكون "الاخير" ليخرج بعده الدخان الابيض ايذاناً بوضع الحلّ على السكّة الصحيحة. عضو كتلة "القوات اللبنانية" ولجنة البيئة النيابية النائب شانت جنجانيان اوضح لـ "المركزية" ان "الامور ذاهبة في اتجاه ايجاد مطمر او مكب مؤقت قد يكون في عكار"، اسفاً "لان "المحاصصة" هي التي تؤخّر فضّ العروض"، ومشدداً على ضرورة "اعتماد سياسة الفرز من المصدر مروراً بعملية الكنس والجمع ووصولاً الى اعادة التدوير في المعمل، وتلزيم هذه الامور الى شركات "محترمة" لا وهمية". ولفت الى اننا "طلبنا من رئيس لجنة الصحة ابقاء اجتماعاتها مفتوحة على رغم ان دورها محدود في مسألة فضّ العروض"، وقال "كنا نتمنى ان نزف بشرى الى اللبنانيين بان ازمة النفايات ستنتهي قريباً، لكن المعالجة تمر بمراحل عدة بدءاً من الفرز من المصدر اي المنزل وصولاً الى مرحلة اعادة التدوير في المعمل، وللاسف حتى الان لا كلام عن حلّ بهذه الطريقة اي الفرز واعادة التدوير، وحتى الحكومة تُركّز على مسألة ايجاد محارق او ما يُعرف بالمطامر ما يوحي وكأن هناك خطة او اتّفاقاً لايجاد محارق "بالتراضي" في مناطق لبنانية عدة". واشار رداً على سؤال الى انه "حتى لو حصل فضّ للعروض الثلثاء المقبل، الا ان الشركات التي تفوز تحتاج اقله الى 3 سنوات لبناء محارق"، وايّد "تحرّك المجتمع المدني في هذا المجال شرط ان يكون سلمياً"، مشدداً على اهمية "ان يلعب دوره في معالجة الازمة لانه يملك حلولاً، كما شدد على ضرورة "اللجوء الى القضاء لمُحاسبة المسؤولين عن هذا الملف ومن اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم"، واسف لان "الحكومة موجودة لكنها مشلولة". من جهة اخرى، هنّأ جنجانيان "التيار الوطني الحر" برئيسه الجديد الوزير جبران باسيل"، لافتاً الى انه "معروف بديناميكيته، لذلك فان اي قيادة جديدة لحزب او تيار لا بد وان تحمل معها تغييراً وتطويراً". واشار الى "مشاورات بين "التيار" و"القوات" وكتل مسيحية اخرى للخروج بموقف موحّد من الجلسة التشريعية"، مجدداً موقف "القوات" المتمسّك بادراج قانوني استعادة الجنسية والانتخابات على جدول اعمال الجلسة". الى ذلك، قال جنجانيان "ساعد الله الرئيس تمام سلام"، لكننا نشدّ على يده للخروج من حالة الشلل التي اصابت حكومته، وهو قادر على ذلك من خلال الصفات التي يتمتع بها ومسيرته النظيفة"، ودعاه الى "الحزم في بعض الامور". وعن الوضع الامني في البقاع، تمنى على القيادات الامنية والعسكرية تطبيق "الامن المتوازن" بين المناطق اللبنانية كافة، اذ لا يجوز الاهتمام ببيروت ومناطق اخرى واهمال البقاع امنياً، فهو ثلث مساحة لبنان ومن حقنا العيش بسلام".

 

ابو فاعور يطالب سلام باعلان انتفاضة في وجه التعطيل والدعوة الـى جلســة تقر فيها القضـايا الاسـاسـية

المركزية- دعا وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور رئيس الحكومة تمام سلام الى إعلان انتفاضة بوجه التعطيل، عبر دعوة مجلس الوزراء الى جلسة تقر فيها كل القضايا الاساسية التي تعني المواطن اللبناني في حياته". رعى الوزير أبو فاعور حفل تخريج طلاب "مدرسة حارة الشرفة المتوسطة" و"ثانوية الوادي الأزهر" في راشيا، في حضور مدراء ثانويات ومدارس ومعاهد رسمية وخاصة ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

ابو فاعور: وتحدث ابو فاعور، فقال "لقد تمادى الامر وبات يحتاج إلى قرارات شجاعة، ونحن تجاوزنا الخطوط الحمر وحدود السياسة إلى حدود العبث بما تبقى من الوطن، ورأينا في أزمة النفايات التي حصلت كيف ان المواطنية تحللت بين اللبنانيين، فالمواطن بات عدوا للمواطن الآخر، وليس من منطقة تقبل النقاش العقلاني في التعامل مع ازمة النفايات"، مشيرا إلى أننا "وصلنا إلى مرحلة انحلال الدولة". أضاف "إننا في اللقاء الديموقراطي ورئيسه وليد جنبلاط لن يقبل بأن يكون شاهدا على انحلال الدولة دون أن يكون لنا مبادرات"، متمنيا لو ان "مختلف الافرقاء السياسيين يمتلكون شجاعة النائب جنبلاط، الذي أعلن قصور أهل السياسة عن القيام بواجباتهم"، داعيا الرئيس سلام "لإعلان انتفاضة بوجه التعطيل، عبر دعوة مجلس الوزراء الى جلسة تقر فيها كل القضايا الاساسية التي تعني المواطن اللبناني في حياته"، لافتا إلى أن "رئاسة الجمهورية هي في علم الغيب، والمجلس النيابي أسير الحسابات والابتزاز، أما الحكومة فهي رهينة التعطيل المتمادي". وتابع "يخجل اي سياسي ان يقف اليوم فوق منبر، فليس لدى اهل السياسة الكثير ليفخرون به في هذه الايام، وقد طمرنا هذا الوطن بالنفايات، ويبدو اننا على كبير موهبة في طمر مستقبل، ولسنا على قدرة في طمر النفايات، نختلف في كل شيء حتى على ادق التفاصيل". اضاف "اذا كان ليس لدى اهل السياسة ما يقصونه على الاذهان من عظيم تجربة او نجاح تجربة، فاقول اننا للاسف نواكب الخريجات والخريجين في هذا العمل والجهد ولكن الى اي وطن نحن ندعوهم؟. الى وطن تجاوز اهل السياسة فيه كل الحدود، حدود السياسة لا بل حدود الاخلاق والوطنية، حتى بتنا نعمل معاولنا في هدم هذا البنيان الوطني، وثمة من لا يرف له جفن في دوامة لا تنتهي"، واعتبر أن "العلم دون اخلاق مركب دون شراع والعلم والاخلاق دون العمل مركب بشراع دون ريح"، لافتا الى ان "العلم هو الربيع الحقيقي للعرب وللبنانيين". ثم سلم أبو فاعور الشهادات للخريجات والخريجين.

 

حبيش: التعطيل قد يؤدي إلى رئيس تسووي و حوار المستقبل - حزب الله لزوم ما لا يلـزم

المركزية- اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش ان "اقفال مطمر الناعمة ادى الى انتشار النفايات، لافتا إلى أنه، الى حين ايجاد حل جذري يجب ان يوضع الموضوع على نار حامية جدا وعلى المعنيين به سحبه من التداول"، مشيرا الى ان "الجهد كبير ولكن الحلول لا تصل الى نتيجة". واكد حبيش، في حديث إذاعي "ان الحل الموقت هو توزيع النفايات على المناطق ومعالجتها بشكل بيئي والحل على المدى الطويل هو المحارق، مشددا على ان "ملف النفايات، على عكس ما يشاع، غير مرتبط بملف رئاسة الجمهورية، وعلى الفريق المعطل للحكومة السماح لها بالعمل لتتمكن من معالجة هذا الملف وابعاده عن السياسة". ودعا الى "عدم الخلط بين موضوع فض العروض المتعلقة بإدارة النفايات وبين معالجة النفايات المنتشرة بين الناس"، معتبرا ان من غير المقبول " تحويل أي منطقة الى مكب نفايات لباقي المناطق، بل يجب توزيعها بالتساوي بين المناطق في إطار بيئي مضمون. على صعيد آخر، لفت حبيش إلى ان "التيار الوطني الحر اختلق ازمة سياسية من لا شيء بحجة حقوق المسيحيين لغايات ومطالب شخصية، فالازمة التي خلفها تخصه ولا تعنيني"، مشددا على أن " تعطيل انتخاب الرئيس غير مقبول لأنه قد يوصلنا في المستقبل القريب الى فرض تسوية دولية تجبر النواب على التوجه الى مجلس النواب لانتخاب رئيس تسووي". وأعلن "اأنني كنائب لن اقبل بفرض اسماء علي لانتخابها، فلينزل كل الفرقاء ويتم الاتفاق في المجلس"، مشددا على "ضرورة فتح دورة استثنائية في مجلس النواب والتوافق على تشريع الضرورة من منطلق الحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية. أما حصر فتح الدورة بطرح قوانين معينة فأمر غير مقبول اذ ان هناك امورا ملحة تهم الناس ولا تحتمل كموضوع الدين العام مثلا".

وفي ملف الكهرباء، اعتبر ان "مشكلة عمرها أكثر من 25 عاما ولا نزال في الأزمة نفسها والأمور تتفاقم وليس هناك أي تقدم"، متسائلا "أين وعود الوزير جبران باسيل من الكهرباء وماذا حصل في ملف النفط؟" وعن المؤتمر التاسيسي، قال: "يعطلون المؤسسات لكي يعيدوا تكوين كل التركيبة السياسية في البلد وهذا ما يسمى بالمؤتمر التأسيسي ولكني لست خائفا من هذا الموضوع". وفي ما يتعلق بحوار حزب الله - المستقبل، اعتبر انه "في مرحلة من المراحل لعب دورا في تخفيف التشنج ولكنه اصبح اليوم لزوم ما لا يلزم فالامور الخلافية ممنوع بحثها وجمهور الطرفين لا ينتظر شيئا من هذا الحوار فـ "حزب الله" قد لا يكون لديه صلاحية باتخاذ بعض القرارات". وعن اعلان النيات بين التيار والقوات، اشار حبيش إلى انه "شكلي بعيد من التفاهمات الاستراتيجية". وردا على سؤال عن توقيف احمد الاسير، قال: "ان تيار المستقبل ضد تحرك الاسير الذي لديه حساب معه والتيار من غطى دخول الجيش الى عبرا".

 

قزي: "تبلغنا الدعوة إلى جلسـة الحكومـة والتشاوري" سيدرس موقفه خلال 48 ساعة

المركزية- تعود حكومة المصلحة الوطنية إلى الانعقاد هذا الاسبوع على وقع سلسلة ملفات ساخنة تنتظر بتها بما يؤمن تسيير شؤون المواطنين ومعالجة قضاياهم الحياتية، وفي مقدمها أزمة النفايات ورواتب موظفي القطاع العام. في هذا الاطار، أكد وزير العمل سجعان قزي لـ"المركزية" أن الحكومة ستجتمع هذا الاسبوع"، "كاشفا اننا تبلغنا الدعوة ظهر اليوم على أن نتسلم جدول الأعمال بعد الظهر". وعن موقف اللقاء التشاوري من الجلسة، نبّه قزي إلى أن "لا يمكن أن تسير أعمال الحكومة من دوننا. ولا يكفي أن يقال أن مجلس الوزراء سيعود إلى الاجتماع تحت غطاء ثلاثي (المستقبل، حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي)، فنحن 8 وزراء، ونؤمن التغطية لهذه الحكومة، شأننا في ذلك شأن غيرنا، إن لم يكن أكثر في بعض الظروف. وتاليا، سندرس خلال 48 ساعة الموقف الذي سنتخذه حيال كيفية إقرار المشاريع".

وفي ما يتعلق بالدورة الاستثنائية، أكد قزي أن "موقفنا من الدورة الاستثنائية ثابت حتى إشعار آخر ولكننا لن نعارضها إذا حصلت، ولن نشارك فيها. وختم قزي مشددا على أن "لا حل لأي أزمة كبيرة قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية والحلول الصغيرة تتناول تسيير شؤون الدولة وقضايا الناس"، لافتا إلى أن "المشكلة تكمن في مجلس النواب الذي لا ينتخب رئيسا، لا في الحكومة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الجسر: حريصون على أن لا ينكسر أحد ومحكومون بالتسوية

السبت 22 آب 2015 /وطنية - اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر، في حديث الى ال"MTV"، أن "العنوانين الاساسيين للحوار القائم بين تيار المستقبل وحزب الله معروفان وهما الحوار بمسألة تخفيف الاحتقان المذهبي وملف رئاسة الجمهورية، وهناك الكثير من الامور بين الجولة والجولة تتعلق بهذين العنوانين، وهناك امور تستجد وتثار بهذه الاجواء، وجو الاحتقان المذهبي يمكن ان نكون قد قطعنا بعض الخطوات فيه، وهذا من ضمن طموحنا جميعا، والحوار بحد ذاته هو نوع من التنفيسة".

وعن ملف رئاسة الجمهورية في الحوار القائم بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، قال: "هذا الملف بكل صراحة لم يجر التعاطي معه بشكل فعلي وجدي، ولكن بالجلسة الاولى اتفقنا على ان نضع اطارا، بمعنى ان لا ندخل بملف الاسماء وان نضع مبادئ عامة او معايير تتوفر بالمرشح، وخصوصا ان لا قوى الرابع عشر من اذار عندها القدرة على ان تجمع عددا يؤمن النصاب الذي وضع من خلال مكتب هيئة المجلس، ولا قوى الثامن من اذار قادرة على تأمين نصاب الحضور ونصاب التصويت بالنصف زائدا واحدا اذا اعتبرنا ان هذه هي الجلسة الثانية". أضاف: "نحن محكومون بتسوية ما، وعلينا ان نضع المعايير، ومتى وصلنا الى المعايير يقرب هذا الملف. ولكن هذا الموضوع لم يتابع بشكل صحيح الا على اثر خطاب الرئيس الحريري في 14 شباط عندما تضمن خطابه عنوانين: الاول هو رئاسة الجمهورية والثاني هو الاستراتيجية الوطنية لمقاومة الارهاب. والسيد حسن نصر الله بعد يومين او ثلاثة تلقف هذا الامر وقال نحن مستعدون بان نسير بالاستراتيجية الوطنية، والامر الاخر لم يطرحه احد بشكل جدي وهذا مضمون خطابه وانا لا اذيع سرا في هذا الامر".

وعن ضرورة تفعيل عمل المؤسسات في البلاد، أكد الجسر "اننا دائما ندعو الى تفعيل عمل مجلس الوزراء، والحقيقة ان الشلل الذي وصلت اليه البلاد مرده الى عدم تطبيق الدستور وقراءة خاطئة للأسف من قبل الفريق المعارض، وما يهمني بالنهاية هو تفعيل عمل المؤسسات وقيام الدولة بكامل مؤسساتها". وعن ملف التعيينات، قال: "هناك سؤال يطرح نفسه، هل صدرت التعيينات للمسلمين فقط ام لكل الطوائف؟ وما كانت حصة الفريق الذي يقول انه الاقل تمثيلا في مجلس الوزراء؟ والاقل تمثيلا في الحقيقة هو من حصد اكثر التعيينات وعلينا ان نكون دقيقين في هذا الملف. اضف الى ذلك انه اذا كان الموضوع يرتبط بالتعيينات الاخيرة بموضوع القادة الامنيين، نسأل من يطرح هذا الامر؟ وزير الدفاع دخل بسلة من الاسماء وماذا حصل عندها؟ رفض البحث بعملية السلة بكل بساطة. ما حصل انه عندما طرحت اسماء في مجلس الوزراء كان يفترض على الفريق الاخر المعارض ان يطلب تأجيلا حتى يطلع على الاسماء، وفي الجلسة التي تلي يعطي موقفه، ولكن هذا ما لم يحصل من قبل الفريق المعارض للتعيينات التي حصلت، وقرار وزير الدفاع بطرح الاسماء والتمديد للقادة الثلاثة مرده ان هذا الطرح من قبله قوبل بالرفض. اضف الى ذلك ان قرارا صدر بتاخير التسريح، وتاخير التسريح هو عادة من صلاحيات وزير الدفاع الذي يحق له القيام بهذا الامر، والجميع كانوا امام خيارين، اما الذهاب بتاخير التسريح او تطبيق قانون الدفاع بحرفيته والذي ينص على مجيء الاعلى رتبة، وهذا يعني الاقدمية في المؤسسة العسكرية، وهذا ما سيدخلنا في امور اخرى نحن بغنى عنها".وعن كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله بانه "ممنوع على القوى السياسية الاخرى كسر او عزل الجنرال ميشال عون بالسياسة"، شدد الجسر على "اننا حريصون ان لا ينكسر لا الجنرال عون ولا غيره، ونحن لا نقبل بالقهر والكسر لاي مخلوق على هذه الارض اللبنانية وبالذات على القيادات السياسية والتي لها تمثيل مناطقيا او طائفيا. لكن هذا الكلام الذي يجري الحديث به يعوزه الكثير من الدقة، وانا افهم كلام السيد بانه يريد ان يسترضي، وقلبها ووضعها عندنا كما لو أنه ليس في قلب مجلس الوزراء أو مجلس النواب حيث للرئيس نبيه بري رأيه ولوليد بك أيضا وكذلك المستقلون المسيحيون الذين لهم رأي وقوى الرابع عشر من آذار التي لها رأي، وهذا الكلام الذي قاله السيد ليس دقيقا. كما ان الكلام الذي قاله في موضوع الشراكة فهو لاستنهاض شارع لا اكثر ولا اقل، ونحن لم نأخذ من درب اي شخص واذا اخذنا فليتفضلوا ويذكروا هذا الامر".

 

حرب من غابة طيران الشرق الاوسط: سأحضر الجلسة الحكومية ان هدفت لبت الأزمات العالقة

السبت 22 آب 2015 /وطنية - تواصل شركة طيران الشرق الاوسط لمناسبة عيدها السبعين، حملات التشجير في كافة محميات لبنان. وفي هذا الاطار، أطلقت الشركة بالتعاون مع وزارة الزراعة ولجنة محمية غابة أرز تنورين "غابة طيران الشرق الاوسط" في محيط غابة ارز تنورين عبر غرس 70 شجرة كمرحلة أولى، في حضور وزير الزراعة أكرم شهيب، وزير الإتصالات بطرس حرب، النائب أنطوان زهرا، النائب هنري الحلو، ممثل وزارة البيئة نزار هاني، ممثل شركة طيران الشرق الأوسط مروان صالحة، منسق عام تيار المستقبل في البترون وجبيل جورج بكاسيني، رئيس بلدية تنورين منير طربيه، رئيس لجنة محمية أرز غابة تنورين المحامي نعمة حرب ورؤساء بلديات ومخاتير، رؤساء وأعضاء لجان المحميات، وفعاليات سياسية وروحية ومدنية، وحشد من أبناء تنورين والجوار.

وبعد غرس شجرات الأرز في محيط الغابة، قال رئيس لجنة محمية غابة أرز تنورين المحامي نعمة حرب: "ان دعمكم يا معالي الوزير الأستاذ أكرم شهيب لحملة تشجير آلاف غرسات الأرز في محيط غابات الأرز في لبنان، التي أطلقتها شركة طيران الشرق الأوسط بشخص مديرها العام الأستاذ محمد الحوت بمناسبة مرور سبعين سنة على تأسيسها، هو فعل إيمان بلبنان وبخلوده، ونهوضه من أزماته مهما إشتدت عليه الأزمات وإستفحلت. أكانت بفعل العدو أو الصديق أو الغريب أو القريب من أبنائه وهي الأشد وجعا وإيلاما".

وتوجه بالشكر الى الوزير حرب "الذي كان الداعم الأساسي في إنشاء محمية غابة أرز تنورين الطبيعية ولا يزال السند المساعد لها كلما إحتاجت إليه، وكذلك الذين دعموا هذه المحمية من أبناء تنورين وغيرهم"، كما توجه الى مدير عام الشركة محمد الحوت قائلا: "طالما أخذتم شعاركم الأرزة الخضراء وحافظتم على الرمز في مجيئكم وترحالكم عبر البحار والأقطار وإجتزتم المخاطر، وكنتم خير سفير جامع لشمل اللبنانيين المنتشرين في العالم، ومثالا يقتدى ويحتذى به في النجاح، وعسى أن تعم العدوى مؤسسات الدولة اللبنانية".

شهيب

اما الوزير شهيب فقال: "بعيدا عن حرائق الغابات وحرائق السياسة وسياسة التعطيل وإفراغ المؤسسات والوضع المعيشي الذي نمر به والوضع السياسي الأصعب في هذا البلد، تأتي هذه المبادرة اليوم بريق أمل للمواطن اللبناني ولكل مهتم بالغابة ولكل مهتم بشجر لبنان وأخضر لبنان"، وأضاف "انها المرحلة الثانية، لقد بدأنا بمحمية أرز الشوف وهذه المرحلة الثانية في تنورين، وسيلي هذا الإحتفال اليوم 3 إحتفالات على ما اعتقد، في غابة جاج وغابة بشري وغابة إهدن. وبالتالي نحن نشكر شركة طيران الشرق الأوسط بعيدها السبعين لما قدمته وسيكون لدينا 7 آلاف غرسة أرز بدايتها اليوم في غابة الميدل إيست في أرز تنورين، هذه المحمية الطبيعية التي هي جزء من هذا التراث التاريخي، جزء من تاريخ لبنان وعظمته عبر القرون. وبرأيي الشعب اللبناني سيبقى ولبنان سيبقى رغم كل الصعاب التي نمر بها"، وختم شاكرا الوزير حرب "الذي إستضافنا اليوم. ونحن نعتبر إدارة الميدل إيست سفير هذا الوطن في معظم أقطار هذا العالم التي ترفع إسم لبنان، وبالتالي اليوم الذي نزرعه لتبقى الأرزة خضراء وليبقى هذا البلد بتألقه، وإن شاء الله هذه المرحلة الصعبة سوف تمر رغم الصعاب رغم حرائق الغابات، رغم حرائق السياسة، ورغم مع الأسف الزبالة بمعناها السياسي وبمعناها الحقيقي الموجودة بمعظم المناطق، وإن شاء الله ننتهي من زبالة السياسة وسياسة الزبالة".

بدوره قال الوزير حرب: "من المؤسف بالمقارنة مع ما أعطانا إياه الرب ونقاوة هذه الأجواء والنفايات التي تأكل البلد لإعتبارات جميعنا يعرفها، منها سياسي ومنها إعتبارات الفساد لحين إكتشافنا أن ربنا أعطانا نعمة وعلينا أن نقوم بجهد كبير للمحافظة عليها".

وأضاف: "أعتقد مجيئنا اليوم هو التأكيد على التمسك بهذه النقاوة، النقاوة بالنفس، النقاوة بالطبيعة، النقاوة بالتعاطي الوطني والنقاوة بحل مشاكل الناس. فأهلا وسهلا بكم أنتم حللتم في داركم، حللتم في غابة الأرز التي تختزن تاريخ لبنان تاريخ العنفوان والشموخ، هذه الأرزة رأسها مرفوع والدهر والزمن والعواصف والزلازل لم يمنعوها من الصمود والوقوف في وجهها كلها، ونحن هكذا نرى لبنان ونريده دائما أن يبقى هكذا وسيبقى بفضل جهودكم أنتم الموجودون هنا".

وتابع: "أريد توجيه التحية لمجلس إدارة الشرق الأوسط وعلى رأسها الدكتور محمد الحوت للمبادرة التي أخذوها بمناسبة مرور 70 سنة على تأسيسها، التي نأسسها بسبعين أرزة وسوف نضربها ب100 لتصبح 7000 شجرة. وهذا المشروع المتكامل يزيد على الطبيعة جمالها ويزيد إيماننا بهذه الطبيعة وبهذه الأرض.. حللتم بين أهلكم وأنتم تستقبلوننا هنا وإن شاء الله في الأسبوع المقبل سنضع هذه الغابة في الواجهة أكثر ونعلن إيماننا بلبنان عبرها. سوف نحتفل بمهرجان ليالي تنورين. ونتمنى تشريفكم لنحتفل جميعا هنا".

وأعلن من غابة ارز تنورين انه سيحضر جلسة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل وقال : "كلمة أخيرة أريد قولها في السياسة، يبدو ان هناك توجها لدى الرئيس تمام سلام للدعوة الى إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء نهار الخميس المقبل ويبدو انه إتخذ قرارا بوضع جدول أعمال، وسوف نخرج من أجواء السفسطة السياسية وتضييع الوقت والمناكفات السياسية والكيدية، وسوف ندخل لحل مشاكل الناس ومشاكل البلد. سوف نحل مشكلة النفايات ومشكلة الرواتب ومشاكل البلد وديون لبنان، وسوف نقدم حلولا لمشاكل اللبنانيين ونأمل بعد التعطيل أن يكون باكورة القرارات لحل مشاكل لبنان. هذه بادرة جيدة. لقد كنت قد أعلنت عن إعتكافي عن حضور جلسات مجلس الوزراء الذي تحول الى ناد للسفسطة السياسية.. إذا وجهت الدعوة ويوجد جدول أعمال للبت، سأكون أول الحاضرين وسأنضم الى زملائي الذين يعانون مثلي من التعطيل الذي يحصل وسوف نعمل جميعا لمصلحة لبنان". وبعد ذلك كانت جولة في المحمية إطلع خلالها الوزير شهيب والنواب على التحضيرات القائمة لإطلاق مهرجانات ليالي أرز تنورين التي ستقام في 28 و29 الجاري.

 

الحاج حسن: أمن بعلبك مسؤولية الدولة ولا غطاء على أحد

السبت 22 آب 2015 /وطنية - نظم المجتمع البعلبكي، في اجواء عيد السيدة مريم العذراء، لقاء بعنوان وحدة ودعاء ورجاء في دارة الدكتور احمد صبري الططري في بعلبك، في حضور وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن، النائب كامل الرفاعي، الوزير السابق عبد الرحيم مراد، راعي ابرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة، مسؤول قطاع بعلبك في "حزب الله" حسين نصرالله، مسؤول حركة "امل" في بعلبك علي كركبا، المفتي بكر الرفاعي وفاعليات سياسية دينية وحزبية.

واكد الوزير حسن ان "الامن في مدينة بعلبك والمنطقة هو مسؤولية الدولة والاجهزة الامنية فيها وليس امامها اي عائق ولن نراجعها في اي خطة تنفيذية يريدونهااو اي اجراء وليس على اي مجرم او اي عصابة حماية". وتساءل: لماذا لا يبقى الانتشار الامني، كما خلال المهرجانات، لضبط وحفظ الامن في بعلبك؟" كاشفا "ان نواب حزب الله واحزابا اخرى اجتمعوا اكثر من مرة وتم اصدار بيانات اشادة بجهود القوى الامنية حتى حينما كانت تحصل اعتداءات على مدنيين ابرياء ولم نعاتب حرصا على الخطة الامنية والاجراءات".

واضاف: "اجزم بان اهل هذه المنطقة جميعا يتوقون للامن والدولة والاغلبية الساحقة تعاني من هذا الفلتان واهالي هذه المنطقة شرفاء"، مطالبا بان "تعالج المشاكل الامنية من قبل الدولة كي لا تنعكس السلبيات على الجميع"، مكدا ان المنطقة واهلها قدمت "شهداء من الجيش اللبناني والاجهزة الامنية ودافعت عن الاستقلال. هذه المنطقة مثال للعيش المشترك والحرمان ونكران الدولة لحقوقها ومحاولات البعض لتوظيفها باذكاء النعرات".

المطران رحال

واكد المطران رحال "اهمية المناسبة التي تجسد ابهى معاني العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في منطقة بعلبك - الهرمل، وكلنا ابناء الله متعاونين متضامنين من اجل ان نحافظ على هذا النسيج البعلبكي المتماسك والمقاوم جنبا الى جنب في القاع وراس بعلبك وهم يموتون من اجل ان نحيا بكرامة"

الرفاعي

واعتبر المفتي الرفاعي "الاحتفال بهذه المناسبة المباركة للتأكيد على التنوع والتواصل في لوحة جمالية من المحبة، فالمسيحية سبقت الاسلام وتعايشت معه على مر التاريخ والوجود المسيحي حاجة وضرورة وخلاف ذلك انتحار".

 

صفي الدين: المقاومة تدافع عن الوطن بكل ما فيه

السبت 22 آب 2015 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفال التخرج الخامس لتكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في صور في الكلية الجعفرية، في حضور مسؤول الحزب في منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين والمسؤول التربوي موسى عبد علي وعدد من الشخصيات التربوية وحشد من أهالي الطلاب المكرمين. بعد دخول موكب الخريجين، كانت وقفة مع النشيدين الوطني ونشيد "حزب الله"، وألقى صفي الدين كلمة رأى فيها أن "أي أمة ومجتمع وشعب يحلم في أن يكون في أي يوم من الأيام على شاكلة ما، فإن طريقه الوحيد إلى ذلك هو هؤلاء الشباب الذين يعتلون اليوم منصات التتويج لما حققوه من نجاحات على المستوى العلمي، والذين سيكتبون غدنا وسيرسمون مستقبلنا وسيتحملون المسؤولية الغد"، لافتا إلى أن "قدر هؤلاء الشباب هو أنهم عاشوا في وطن أريد أن يكون تابعا ومهمشا وممزقا وعلى هامش الأوطان وقارعة التاريخ، وقدرهم أنهم في هذا الوطن ينتمون لهذا المجتمع الذي لم يستسلم رغم صعوبة ووعورة الطريق". وشدد على أن "كل أمة لا يمكن أن تخضع وتستعبد إذا قررت أن تقاوم الاستعمار والاستكبار والإذلال، فهكذا تصنع الحرية والكرامة"، مشيرا إلى أن "هؤلاء الطلاب وذويهم هم من المجتمع الذي عرف في اللحظة المناسبة ماذا يفعل، فأقدم بكل جرأة وشجاعة وإقدام وضحى وأعطى وقاوم بكل أشكال المقاومة منها التعليم والتنمية والمقاومة المسلحة والتظاهر والاعتصام والصبر على الفقر والعوز والحاجة، ومنها الجهد في العمل والكدح في تحصيل لقمة العيش الكريم"، لافتا إلى أن "هذا المجتمع لم يقبل أن يذل أو يهان، فصنع انتصارا سمي انتصار المعجزة عام 2000، وصنع انتصارا إلهيا عام 2006 بفضل الله وجهاد أبناء وأهل هذا المجتمع". وشدد على أن "المقاومة التي انبرت للدفاع عن أهلها وشعبها، إنما تدافع عن هذا الوطن بكل ما فيه، وهي في ما تقوم به من تضحيات على الحدود تحفظ لهذا الوطن وحدته ومنعته ووجوده، وتحقق للشعب اللبناني منعته وكرامته وعزته في هذه المواجهة، ولذلك ما يستحقه منا هؤلاء المجاهدون هو التقدير والشكر والثناء والعرفان بالجميل على ما يقومون به".في الختام وزع صفي الدين الشهادات التقديرية على الخريجين.

 

دي فريج: الناس تنتظر حلا لأزمة النفايات قبل الأمور السياسية

السبت 22 آب 2015 /وطنية - جزم وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دي فريج، "أن سبب كل الأزمات في لبنان يكمن في غياب رئيس للجمهورية"، لافتا إلى أن "كل الأمور التي يقومون بها عبارة عن ترقيع"، مؤكدا أن "الحل الوحيد يقضي بانتخاب رئيس للجمهورية".

وأشار في حديث لبرنامج "اليوم السابع" الذي يبث عبر أثير إذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5"، إلى أن "وزير الخارجية جبران باسيل يجب أن يأخذ بعض الدروس لتحسين أسلوب تعاطيه مع الناس، وبالتالي، لا يمكنه أن يصل إلى رئاسة الجمهورية". وقال: "نحن في بلد العجائب، ويمكن أن يتم الاتفاق حول رئيس معين في أي وقت، لكن الناس تنتظر حلا لأزمة النفايات ولأمورها الحياتية قبل الأمور السياسية". وتناول ملف انتخابات "التيار الوطني الحر"، فقال دي فريج: "لا أفضل شخص على آخر، لكن أسلوب جبران باسيل صدامي وطبعه صدامي كطبع الجنرال ميشال عون". واعتبر أن "هذه الحكومة هي لمرحلة انتقالية، إنما حزب الله والتيار الوطني الحر يعتبرونها حكومة لمرحلة تأسيسية"، آملا في أن "يقوم رئيس الحكومة تمام سلام بتوزيع جدول أعمال يتضمن الأمور الضرورية كموضوع النفايات".

وردا على سؤال حول ترفيع 12 ضابطا، أكد أنه قبل أن يصوت على قرار في مجلس الوزراء والنواب حول مؤسسة ما، يجب أن يعرف رأي المؤسسة والقائمين عليها، مضيفا: "من غير الطبيعي أن نضرب مؤسسة من أجل إرضاء شخص أيا كانت أهميته". وتطرق إلى ملف النفايات، فقال: "هناك شركة واحدة دانماركية أشرفت على العمل، ووضعت دفتر شروط"، مضيفا: "كنت مع فتح كل العروض في وقتها". وتابع: "يوم الثلاثاء المقبل موعد مبدئي ونهائي لفض العروض"، مؤكدا انسحابه "من اللجنة في حال لم تفض العروض وتم التذرع بحجج غير مقنعة، أو حصل أي دعم سياسي لأي طرف كان". وشدد دي فريج على أنه كان قد "طلب عدم البحث بموضوع ترحيل النفايات، قبل أن يصبح موضوعا جديا"، داعيا الجميع إلى "الاقتياد بما عملت عليه بلدية صيدا، حيث حولت جبل النفايات إلى طاقة".

وعن المبالغ المخصصة للبلديات، أكد أن "هناك مرسوما صدر منذ 3 أشهر، لكن التيار الوطني الحر رفض توقيعه". وبالنسبة إلى المكبات العشوائية، لفت إلى أن "عدد المكبات كان 760 قبل الأزمة، أما اليوم فقد ارتفع العدد إلى أكثر من 2000 مكب عشوائي". وقال: "خيار السلسلة الشرقية كان مطروحا منذ العام 2001، أما اليوم فقد أصبحت هذه المنطقة عسكرية". ولفت إلى أن "الاتحاد الاوروبي سيمول المطامر المنوي انشاؤها"، مذكرا بأنه "سيصار إلى تحويل مكب سرار إلى مطمر".

 

الحوت: للعودة للممارسة الدستورية في أعمال مجلس الوزراء

السبت 22 آب 2015 /وطنية - دعا نائب الجماعة الاسلامية الدكتور عماد الحوت الى "العودة للممارسة الدستورية في أعمال مجلس الوزراء"، رافضا منطق التعطيل وشل المؤسسات، مطالبا ب "اعتماد سياسة تنموية مجتمعية تستنقذ الشباب من براثن التطرف"، موجها التحية لمبادرة شباب حملة حراس المدينة في طرابلس الهادفة لحمايتها من فوضى النفايات". كلام الحوت جاء خلال محاضرة ألقاها في الرابطة الثقافية بطرابلس بعنوان "لبنان بين الخلافات السياسية والمشاريع الخارجية"، بدعوة من رابطة الطلاب المسلمين في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبدالاله ميقاتي، وزير العدل أشرف ريفي ممثلا بالاستاذ محمد كمال زيادة، النواب: سمير الجسر، بدر ونوس وروبير الفاضل ممثلا بالاستاذ سعد فاخوري، المهندس عبدالله بابتي، مسؤول الجماعة الاسلامية في الشمال صفوان المسدي، مسؤول الجماعة الاسلامية في طرابلس الشيخ ناجي صبيح، رئيس دائرة اوقاف طرابلس الشيخ عبدالرزاق اسلامبولي، رئيس بلدية طرابلس عامر الرافعي ممثلا بالسيدة هبة مراد، الى حشد من الفعاليات الحزبية والنقابية والبلدية والاختيارية والاجتماعية.

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية من مسؤول الرابطة في طرابلس شوكت حداد، أشار الحوت في كلمته الى التحديات الخارجية والداخلية التي تؤثر على الواقع اللبناني، ومنها التحدي الصهيوني، وتحدي التطرف والعنف، مشروع التفتيت والشرق الأوسط الجديد، المشروع الايراني والاتفاق النووي، الأزمة السورية وتحديات الواقع المحلي.

وطرح بعض الاقتراحات التي تسهم في بناء الدولة ومواجهة التحديات التي تواجه الكيان اللبناني ومنها:

1 - على المستوى السياسي ومشروع بناء الدولة دعا الحوت الى:

- تفعيل حس العمل المشترك على مفهوم حصرية التمثيل أو محاولات التهميش أو تأكيد الحضور، حتى نستطيع معا مواجهة مشروع إضعاف الدولة وتعطيل مؤسساتها.

- عدم الوقوع في فخ تحويل الصراع السياسي الى فتنة طائفية أو مذهبية، لن يكون فيها منهزم أو منتصر بل فقط خاسرون، وعدم التسليم بظاهرة الخروج المسلح على المجتمع والدولة، وعدم الإنجرار للمواجهة في الشارع، مع عدم الإستسلام للتهديد باستخدام هذا السلاح، فاستخدامه يشكل عبئا على من يستخدمه أيضا.

- العودة الى الممارسة الدستورية في أعمال مجلس الوزراء، ورفض منطق التعطيل وشل المؤسسات من خلال مبادرة رئيس الحكومة للخروج على المواطنين ليقول لهم انه سيدعو الى جلسة مجلس وزراء، محددا لها جدول أعمال من القضايا الضرورية للمواطن اللبناني مثل أزمة النفايات، مشكلة الرواتب، أزمة الكهرباء وغيرها من الأزمات، لأن المؤسسات وجدت من أجل المواطن وليس من أجل مصالح القوى السياسية.

- تفعيل تحركات المجتمع المدني الضاغطة على الأطراف المشاركة في الحكومة دون الإخلال بالأمن أو بمصالح الناس أنفسهم، فهذا يساعد على الخروج تدريجيا من حالة الإصطفاف، لأن الأزمات تشمل جميع المواطنين دون تمييز طائفي أو سياسي، كما إن تكرار التحركات تشكل عنصر ضغط يدفع الحكومة للشفافية وإيجاد الحلول. وهنا لا بد لي من توجيه التحية لمبادرة حملة "حراس المدينة" في حماية طرابلس من فوضى النفايات.

- الدفع باتجاه حوار وطني شامل ومسؤول، يعالج ارتدادات استخدام حزب الله لسلاحه في الداخل اللبناني، وتورطه في دعم النظام السوري القاتل لشعبه، ويزيل مخاوف جميع اللبنانيين، ويؤمن حقوق الإنسان وحرياته، ويضمن المحافظة على التنوع اللبناني من خلال تطبيق مفهوم المواطنة التي ترعى الجميع، فلبنان المتنوع والموحد والقادر على استيعاب كل المكونات سيكون أقدر على الاستقرار ومواجهة العدو الاسرائيلي وخطر المجموعات المتطرفة.

2 - على مستوى مواجهة المجموعات المتطرفة:

- تطوير قدرات الجيش وتحديث بنيته العسكرية، وابقائه مؤسسة وطنية جامعة وعدم ادخاله في التجاذبات السياسية أو زجه في معارك البعض أو الآخرين والوقوف الى جانبه في معركته لضبط الحدود اللبنانية دون محاولات توريطه بما هو أبعد من الحدود.

- المعالجة الفكرية من خلال الحوار مع الشباب المتأثر بهذه الأجواء، والإستفادة من التيار الإسلامي الوسطي ليشكل للشباب خيارا بديلا عن خيار التطرف، يتعايش من خلاله مع مفهوم الدولة، وعدم التضييق على الشباب الملتزم تحت شعار محاربة الإرهاب.

- تأمين الحريات الاساسية وحرية التعبير في مجتمعنا، وعدم اللجوء الى قمع الفكر المخالف، ما دام يعبر عن نفسه تحت سقف القانون والانتظام العام، وعدم التوسع بالملاحقات بالشبهة لتطال الاعتقالات المتهم والبريء، وعدم محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وإشعار المواطنين أن كفتي ميزان العدالة متوازنتان، فلا يكون تمييز بين قضية وأخرى أو مطلوب وآخر، خاصة وأننا على بعد يومين من الذكرى السنوية لانفجاري المسجدين في طرابلس، وقتلة مروان سمهون ولبنان العزي لا يزالون أحرار، ولا يزال ما يسمى "سرايا المقاومة" يمارسون التعديات والفوضى في المناطق.

- اعتماد سياسة تنموية مجتمعية تستنقذ شبابنا من براثن التطرف تحت ضغط الفقر وانسداد الأفق المعيشي". وختم الحوت: "من حقنا أن نطالب بوطن اقتصاده مزدهر، يضمن وظائف لائقة لأبنائنا قائمة على الكفاءة وليس المحاصصة، وبيئة نظيفة بعيدة عن تلوث النفايات وأزماتها، وكهرباء على قدر ما أنفقه اللبنانيون عليها من دينهم العام، وبلد مستقر تنتظم أعمال مؤسساته الدستورية بعيدا عن الأنانيات الشخصية أو التعطيل، ومن واجبنا بعزيمتنا وإرادتنا أن نجعل هذه المرحلة كآلام الولادة، تنتج مستقبلا واعدا على عكس ما يحاول البعض أن يفرضه على أبنائنا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"فاينانشال تايمز": الكنائس تضع معايير للاجئين السوريين الى أوروبا

المركزية- نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية تقريرا في شأن معايير وضعتها دول في شرق أوروبا لقبول طلبات اللجوء السورية التي ركزت على أن تكون الطلبات المقبولة هي تلك المقدمة من السوريين المسيحيين فقط. واشارت الى أن "الاختيار يعتمد على معايير تضعها الكنائس التي تتولى اختيار الأسر التي ستمنح حق اللجوء ويشترط أن تقدم الأسرة شهادات التعميد وخطاب توصية من كاهن الكنيسة اضافة إلى شهادة صحية"، مشيرة الى أنه "في الوقت الذي انتقد رئيس المفوضية الأوروبية بشكل مبطن اعتماد دول لهذا المعيار للاختيار، دافع مسؤولون في تلك الدول عن ذلك المعيار بأن المأساة قاسية لكنها "أشد وطأة على الأقليات".

 

العربي الجديد : السيسي في موسكو: استثمارات وتسليح.. وسورية

السبت 22 آب 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : يعود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مجدداً إلى موسكو، حيث يحلّ ضيفاً على العاصمة الروسية يوم الثلاثاء المقبل، للمرة الثالثة منذ انقلابه العسكري في يوليو/تموز 2013، لكنها الأولى له بصفة "زيارة دولة" رسمية. وجاءت زيارته ا?ولى لروسيا كوزير للدفاع، والثانية كرئيس للجمهورية، التي كانت في منتجع سوتشي ولم تحظ بصفة زيارة الدولة. يروج السيسي في الداخل المصري لهذه الزيارة باعتبارها نقطة محورية في علاقة نظامه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصاً في مجال تنفيذ وعود المساعدات التنموية التي وجهتها روسيا إلى مصر بعد الانقلاب، وما تزال بطيئة حتى ا?ن، واقتصرت على بعض "الهدايا" العسكرية المحدودة وقطع الغيار للأسلحة الروسية القديمة المعدلة بواسطة الجيش المصري. ورغم بدء تفاوض الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الكهرباء مع عدد من الشركات الروسية المتخصصة في إنتاج الطاقة النووية منذ نحو عام لإسناد إنشاء وتشغيل أول مفاعل نووي مصري في منطقة الضبعة، فإن الخطوات في هذا المجال لا تزال أيضاً بطيئة.

ترجح مصادر حكومية لـ"العربي الجديد" أن تشهد زيارة السيسي التوقيع با?حرف ا?ولى على بروتوكول تعاون مع إحدى الشركات الروسية لإنشاء المفاعل، لكن بعض البنود في هذا الملف لم تحسم رسمياً حتى ا?ن، بسبب خلافات حول مدة إدارة وتشغيل الشركة الروسية للمفاعل. وأكّدت المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها، أنّ هناك شركتين صينيتين تقدّمتا بعروض ?نشاء المفاعل، غير أنّ السيسي شخصياً يفضل الخبرة الروسية، على الرغم من أنّ العرضين الصينيين يضمنان سرعة التنفيذ والبدء فوراً في المشروع.

يُستبعد أن يحسم السيسي هذا الملف بصورة نهائية خلال زيارته لروسيا، وأن ينتظر زيارته التالية ا?سبوع المقبل إلى الصين وسنغافورة وإندونيسيا للاطلاع على عروض أخرى للمحطة التي تعلق عليها مصر أملاً كبيراً لحل مشكلة الكهرباء وزيادة إنتاج الطاقة للاستهلاكين، المنزلي، والصناعي. ويصحب السيسي معه عدداً من وزراء المجموعة ا?قتصادية على أمل الترويج لمناخ الأ ستثمار في مصر، كما حصل أثناء زيارته الماضية إلى ألمانيا، والتي أبرمت قبلها مباشرة وبعدها عقود مع نحو 20 شركة ألمانية متوسطة وصغيرة، تمكنها من إنشاء شركات في مصر لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو المجال الذي أصدر السيسي قانونين بشأنه خلال العام الجاري لفتح الباب أمام مشاركة القطاع الخاص فيه ?ول مرة في تاريخ مصر، وهو ما ينعكس بالضرورة برفع سعر الكهرباء والطاقة على المنازل رغم زيادة ا?نتاجية، نظراً لدخول المستثمر الراغب في تحقيق المكاسب كطرف في علاقة الدولة مع المواطن التي ظلت ثنائية فقط في إنتاجية الطاقة وتوزيعها منذ إنشاء مرفق الكهرباء.

وعلى الصعيد العسكري، يتوقع أن يطالب السيسي بوتين بإبرام عقود لتوريد أسلحةدفاع جوي ومدرعات حديثة للجيش المصري، بحسب مصادر مطلعة، خصوصاً أن السيسي يحاول تنويع مصادر التسليح تحسباً ?ي مشاكل جديدة تعكر صفو العلاقة الحالية مع واشنطن.

سورية والسيناريوهات الثلاثة

في المقابل، تتوقع المصادر أن يكون الوضع في سورية هو الملف ا?برز على مائدة بوتين والسيسي، خصوصاً في ظل المفاوضات الجارية بين السعودية وروسيا حول الحل في سورية، والذي يتخذ أكثر من سيناريو لم يحسم حتى الآن.

السيناريو الأول الذي ترغب فيه موسكو هو تأجيل حسم الصراع بين نظام بشار الأسد، والمعارضة وتوجيه فوهات المدافع من جميع دول المنطقة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أولأً، وهو ما روج له وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول مرة في يونيو/ حزيران الماضي. وتتردد معلومات عن عدم رفض الو?يات المتحدة لهذا السيناريو، وقبوله من قبل السعودية وتأييده بشدة من قبل مصر، التي تبحث عن دور عسكري بارز لها في المنطقة خلال الفترة الحالية كقائدة مفترضة للقوات العربية المشتركة التي تروج لها عربياً بمساعدة الامارات. أما السيناريو الثاني الذي لم تعلنه أي دولة حتى الآن ، ويقف عند حدود التداول الاعلامي الغربي ، فهو تقسيم سورية بين النفوذ الخليجي وتركيا ونفوذ إيران، وتنازل كل طرف عن بعض أهدافه ا?قليمية، وهو السيناريو الذي ترفضه مصر تماماً، وتفضل عليه تقديم دعم غير محدود لبشار الأسد. والسيناريو الثالث هو إعطاء فرصة أخرى لمائدة المفاوضات في مؤتمر جنيف الثالث الذي بدأت روسيا التحضير له على عدة أسس من بينها اجتماعات الفرقاء السوريين في القاهرة، على أن يتمحور اللقاء في جزء منه على توحيد الجهود ضد "داعش". وتتفق آراء السيسي وبوتين على ضرورة المواجهة العسكرية لـ"داعش" في العراق وسورية وليبيا، وعلى أن ظهور "داعش" كان جزءاً من تخطيط فوضوي للمنطقة بدأت بثورات الربيع العربي. وهذا ا?تفاق الفكري بين الطرفين من ا?سباب الرئيسية للتقارب بين القاهرة وموسكو حالياً، والتي يظل السيسي مستنداً إليها في التعويل على بوتين لمساعدته اقتصادياً وعسكرياً، وإن كان البطء هو سمة الخطوات الروسية الرامية لكسب موطئ قدم جديد لها في الشرق الأوسط .

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عذراً بشير، لم نكن على قدر المسؤولية

جوزف توتونجي/الجمهورية 22 اب 2015

23  آب 1982 - 23 آب 2015، ثلاث وثلاثون سنة لم تكفِ حتى الآن لإعادة وصل ما تهدّم بعد الغياب. غابت السلطة، واندحرت الادارة، وإنحلّت الارادة، وفقد اللبنانيون الأمل بدولة القانون، وتقطّعت من جديد أوصال الوطن، وتشلّعت الطوائف وهي على شفير التصادم، وانعدم الأمن في كلّ المناطق حتى أصبحت الجمهورية بشعبها وأرضها سائبة، أبوابها مشلّعة ومشرّعة، وأبناؤها تائهون في ضياع مخيف.

عند انتخابك، وفيما الحرب العَبَثية مستعرة والمؤامرة الخبيثة في أوجها، هدأ البركان، وعاد اللبنانيون كلّ اللبنانيين يتنفسون الصعداء مطمئنّين الى غدٍ أفضل لثـقتهم برؤياك وصدقك وشفافيتك، وغادر البلاد مَن كان يفّكر أنّ طريق فلسطين تمّر بلبنان وتحديداً بمدينة جونية.

واحد وعشرون يوماً عاشها اللبنانيون وكأنها حلم. عاد الأمل بقيام الدولة العادلة والآمنة والمستقرّة، حيث كرامة الانسان تفوق كلّ اعتبار، وعاد اللبنانيون الذين هاجروا قسراً، خوفاً على مستقبل أولادهم الى ربوع الوطن، وعاد اللبنانيون المقيمون الى أصالتهم في احترام القانون.

فانتظمت الادارة، وأُقفلت جوارير السمسرة والصفقات، واندحر الفاسدون والمُفسدون، وساد الأمن الإجتماعي والاستقرار الإقتصادي، وأرتفع سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه العملات الأجنبية، والأهم، أنّ البسمة عادت الى وجوه اللبنانيين كما عادت ثقة العالم الخارجي الى وضع لبنان.

فزارته وفود رسمية من كلّ الدول والاتجاهات، وارتاحت الدول العربية الى مسار سياستك الحكيمة والهادئة التي أبلغتَ بها وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا بك في مدينة الطائف.

فتحّول لبنان من بؤرة للمؤامرات والحروب الى أرضٍ آمنة يحلم فيها كلّ شخص «بمرقد عنزة في جبل لبنان». هذا كله جرى، وأنت لم تتسلّم السلطة الفعلية بعد.

أطلقتَ مواقف، حدّدتَ فيها مسيرة الحكم الجديد بجدّية ورصانة وأفهمتَ العابثين بأمن المواطن وأمن الوطن أنّ الجيش وحده هو حامي الحدود وحامي السيادة الوطنية.

وأطلقتَ صرخةً مدوية لمحاربة الفساد في الادارة وحذّرتَ المتطاولين على كرامة المواطن أنّ القانون فوق الجميع، وعلى المخالف أو أن يرتدع أم عليه أن يغادر موقعه فوراً لأنْ «لا شمسية فوق رأس أحد»، وسيكون الرجل النظيف والمناسب في الموقع المناسب. من بيروت الى الشمال والجنوب والبقاع والجبل، هدأت العاصفة وبدأ لبنان يتّجه نحو الاستقرار.

لم تُنتخب رئيساً لجمهورية المسيحيين من قبل المسيحيين فقط، بل شارك في انتخابك وتأييدك مجمل الطوائف رغم امتعاض البعض الذي كان يجهل حقيقة مواقفك الوطنية.

فالجبهة اللبنانية أطلقت ترشيحك، وعمل رئيس المجلس النيابي كامل الأسعد الى تسويق هذا الترشيح وكان تأييد كتلته عارماً. قاطع بعض زعماء السنّة، ولكنّ المجلس يومَ انتخابك لم يخلُ من حضور ومشاركة شخصيات سنّية كسليمان العلي الزعيم العكاري وعثمان الدنا البيروتي وناظم القادري الزعيم البقاعي وغيرهم، رغم مقاطعة الرئيس صائب سلام وكتلته النيابية.

فأضفوا على الانتخاب صفة الانتخابات الوطنية. ولم تمضِ أيام حتى اجتمعتَ بالرئيس صائب سلام، فصارحته بهواجسك وصارحك بمواقفه وخرج من الاجتماع مبارِكاً للبنان العهد الجديد.

جمعتَ لبنان تحت لواء قيام الدولة القوية والعادلة، من أجل مواجهة قوى الشر والاحتلال أيّاً كانت. ووافقك اللبنانيون وأيّدوك في مسعاك الى أقصى الحدود.

أما الآن، فإننا «نبكي كالنساء وطناً لم نعرف كيف نحافظ عليه كالرجال». عذراً بشير، لم نكن على قدر المسؤولية التي إئتُمنّا عليها. عذراً لبنان وطني لأنّ بعضهم باعك بثلاثين من الفضّة.

 

وراثة ربع قرن

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/23 آب/15

لم يكن مفاجئاً ما قرّره ميشال عون في توريث تيّاره كما يشتهي، وفي كشف حقيقة ما جمعه وبناه على مدى أكثر من ربع قرن: ملكيّة سياسيّة وشعبيّة خاصّة يتصرّف بها على هواه، فيحجبها أو يمنحها كما تقضي عاطفته أو مصلحته، على طريقة الأمبراطوريّات القديمة حيث يستمدّ الأمبراطور سلطته من الله. وكان على المصدومين من هذه النتيجة والناقمين على التوريث الفجّ، أن يدركوا منذ 10 سنوات على الأقلّ، أنّ "قائدهم" ليس في وارد تأسيس حزب سياسي ديمقراطي حديث طالما تحدّث عنه ووعد أنصاره به، بل يُصرّ على صيغة "التيّار" الشعبوي الغائم والغامض غير الخاضع لضوابط الانتخاب والمساءلة وإنتاج سلطة القرار ديمقراطيّاً. ومن بينهم من سبقهم إلى إدراك هذه الحقيقة المرّة باكراً، وخرج بكرامته. لعلّهم لم ينتبهوا إلى تكوينه العسكري والنفسي وشهوته إلى الزعامة المُطلقة له ولخلافته، وإلى أنّ 15 عاماً من التنعّم في حضن الديمقراطيّة الباريسيّة لم تغيّر شيئاً في طباعه أو تُلغي حلمه الوراثي الجامد. في الحقيقة، ظنّ ميشال عون أنّ قراره توريث صهره سيمرّ بسلاسة تحت خدعة الانتخاب من المنتسبين، فعيّن 20 أيلول المقبل موعداً لهذا الانتخاب، وتوقّع أن يفهم الجميع رغبته ووصيّته في من يشاء خليفةً له، ويقتصر الأمر على فولكلور ديمقراطي شكلي، وتنطلي الخدعة على الرافضين كما حدث مراراً في مرّات سابقة. وعْدٌ، فتطويق، فاحتواء، فتعيين بعد 10 سنوات. غير أنّ حساب حقله لم ينطبق على حساب البيدر، فظهر انشقاق خطير كان يعتمل داخل تيّاره منذ سنوات، وكان يُديره عن بعد في لعبة توزيع أدوار بين ثلاثة من أقربائه. لكنّ اللعبة فشلت هذه المرّة، وتفرّق العشّاق الأقرباء و"مراكز القوى" معهم. فكان لا بدّ من "جراحة عاطفيّة" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بالشكل على الأقلّ.

والحلقات الضيّقة حول عون تعلم أنّه استخدم وسيلتين للخروج القيصري من مأزقه:

- وسيلة عاطفيّة إلى درجة البكاء، فبكى وأبكى خلال لقاء التوريث، عبر القول لمعارضي رغبته: لقد بلغت عمراً متقدّماً وهناك محاولات لكسري من الخارج فلا تكسروني من الداخل ولا تحقّقوا طموح أعدائنا، كنت معكم دائماً فلا تخذلوني في اللحظة الأخيرة.

-وسيلة ضغط سياسي استخدم فيها حليفه "حزب الله" الذي يملك وسائل تأثير كثيرة وخصوصاً مفتاح المقاعد النيابيّة في بعبدا، فلا يستطيع أيّ نائب عوني هناك نكران فضله السابق.. واللاحق!

لا شكّ في أنّ بيان انسحاب المنافس يكشف عمق الأزمة وخطورتها، ويكاد يُعلن ضغط الوسيلتين: ضغط شخصي من ميشال عون للانسحاب، وخضوع للتخويف على المستقبل النيابي.

كلّ هذه الظواهر السلبيّة والمُعيبة في تحويل "التيّار" إلى إرث عائلي، تبدو قليلة أمام الانحراف الأخطر عن المسار الوطني السليم، وعن المسار الديمقراطي البسيط:

- في المسار الوطني، لا أحد يجهل كيف انقلب الميزان من أولويّة الدولة والجيش إلى أولويّة الميليشيا فوق الجيش بحجّة المقاومة، ومن العداء للأنظمة الديكتاتوريّة إلى التبعيّة لها. فضلاً عن شعارات الفساد والتغيير والإصلاح والعمل بعكسها.

- وفي المسار الديمقراطي، تكريس لقلب الهرم على رأسه، فبدلاً من إنتاج المسؤوليّات بدءاً من القاعدة وصولاً إلى الرأس، تمّ تعيين الرأس وإطلاق يده في التعيينات من تحته. وهذا من أسوأ نماذج الاتوقراطيّات البائدة. وهو نهج انقلابي موصوف.

والأسف ليس على "تيّار" يتهاوى من داخله قبل خارجه، بل على وعد بحياة سياسيّة جديدة، على الأقلّ داخل البيئة المسيحيّة، ظنّ كثيرون أنّه آت، فإذ بخيبة صاعقة تُصيبهم. ومعظمهم بات ينظر بإيجابيّة إلى الأحزاب التقليديّة التي حافظت على أطر ديمقراطيّة معقولة في الحدّ الأدنى. وكلّ كلام عن أنّ الوريث سينهض بـ"التيّار" يقع خارج الواقع. فلا "التحسينات" الموعودة على النظام الداخلي ستغيّر شيئاً، ولا طبيعة "الخليفة" الجديد ونهجه الإقصائي يُطمئنان الموعودين، لا سيّما حين ستأتي الانتخابات النيابيّة بانكسار ثالث لـ"الرأس" هذه المرّة!

حالة شعبويّة جمعت الأضداد والأشلاء والحاقدين والباحثين عن مكان، باتت في طريقها إلى التفكّك فالزوال.

ولا يمكن أن يعيش جسم سياسي على عناوين ضائعة ومتلاطمة، وأهداف شخصيّة خالصة.

سيجهد المورِّث كثيراً في المرحلة القريبة، بوسيلتيه العاطفيّة منه والسياسيّة من الحليف، للتستير على العورات المكشوفة و"ضبط إيقاع" من يبقى.

أمّا في المرحلة اللاحقة، فالقرار للقدَر.

 

ما الرسائل وراء تحريك جبهة الجولان مجدداً

خالد موسى/موقع 14 آذار/23 آب/15

لم يتطرق إعلام محور "الممانعة" إلى الغارات الجوية التي شنها العدو الإسرائيلي على مواقع النظام السوري رداً على سقوط صواريخ غراد استهدفت أراضي الجليل. هي المرة الأولى ربما التي تصل فيها هذه الصواريخ الى هذا الحد، وهذا ما دفع بالعدو الإسرائيلي الى توجيه الإتهام الأولي نحو حركة "الجهاد الإسلامي" المدعومة من إيران. فمحور الممانعة الذي لا يترك مناسبة إلا ويقول أنه يدافع عن الفلسطينيين ويقاوم عنهم هاهو اليوم يتخلى عن هذا الأمر وينفي علاقته بصواريخ أطلقت على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويتهم غيره بها!!.

وبعد ساعات قليلة على هذا الإتهام، سارع العدو الإسرائيلي الى توجيه أصابع الإتهام من جديد الى أحد الضباط الإيرانيين المحسوبين على الحرس الثوري الإيراني الذي يسطر أبشع المجازر في حق الشعب السوري الى جانب مليشيات حزب الله والجيش النظامي. هذه الأخبار غابت تماماً عن نشرات أخبار محور "الممانعة" التي لم تتطرق من قريب أو بعيد الى هذا الحادث الذي يحمل في طياته رسائل عديدة للداخل والخارج، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية التي تناقش ضمن أروقة الكونغرس مشروع الإتفاق النووي الإيراني. فلماذا أعيد تحريك هذه الجبهة، وما الرسائل التي اراد الطرفان توجيهها؟

لا حرب شاملة

في هذا السياق، تستبعد مصادر خبيرة في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، في حديث لموقع "14 آذار"، أن "يكون هناك أي إستعداد من الطرفين لحرب شاملة"، مشددة على أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يستطيع إلا أن يرد على هذه الصواريخ التي طالت للمرة الأولى الأراضي الفلسطينية المحتلة في الجليل". واعتبرت المصادر أن "رد نتنياهو فيه رسائل عديدة: أولا للداخل الإسرائيلي، فهو مأزوم في السياسية ولا يمكن إلا أن يرد ليقول أنه جاهز لحماية أمن إسرائيل وهذا الرد فيه هروب من الأزمة الداخلية، كما فيه رسائل للخارج، وخصوصاً لأميركا حيث يناقش الكونغرس مشروع الإتفاق النووي مع إيران، وإسرائيل تسعى الى إفشال هذا الإتفاق لأنه ليس لها من مصلحة فيه، كما أن الإتهام المباشر للإيرانيين يسعى الى إستدراج إيران الى ملعبها للقول أنها مستهدفة وبالتالي تحرج حليفتها الولايات المتحدة، لكن الإيرانيون أذكى بكثير من الوقوع في هذا الفخ"، لافتة الى أن "لا توسع للعمليات العسكرية وللردود إلا في حال كان هناك رد أقوى من الجانب السوري أو حزب الله، وهذه الصواريخ حتماً لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة أيضاً".

إسرائيل غير جاهزة

ورأت المصادر أن "في القصف الإسرئيلي على مواقع للنظام السوري في الجولان، رسالة دعم للمجموعات المسلحة التي تدعمها لوجستياً وطبياً ومخابراتياً، وهي تظهر بين الحين والآخر دعم مباشر على الارض لهذه المجموعات عبر قصف بعض المراكز العسكرية للنظام السوري وحزب الله"، مشددة على أن "هذه المؤشرات جميعها تدل على أن إسرائيل غير جاهزة لأي عملية في الوقت الراهن رغم أنها قامت بنشر بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود في الآونة الأخيرة، وأميركا لن تسمح لإسرائيل بفتح أي جبهة جديدة في ظل هكذا أوضاع".

 

الأسير أسيرا وازدواجية المعايير

منى فياض/ العربي/22 آب/15

المشكلة أن اعتقال الشيخ أحمد الأسير ليس أكثر من تسجيل لبطولات وهمية في اعتقال شخص لم يكن سوى ظاهرة معزولة إن لم نقل بائسة. كالأرنب الذي يخرجه الساحر من جيبه، فجأة يطلع علينا نبأ اعتقال الشيخ أحمد الأسير، الأمر الذي يلفت الأنظار بالطبع ويسجل البطولات للجهاز المهني، لكنها بطولات مطلوبة في أكثر من مكان، ولكنها لا تتحقق سوى ضد بعض القلة. في الحقيقة لم يشعرني سماعي نبأ اعتقال الأسير في هذا التوقيت بأي غبطة. بل بتعليق عفوي: آه، مرة أخرى! لماذا فكرت بذلك؟ لقد بدا واضحا أنها ستكون مناسبة لإغراق الجمهور في تفاصيل اللعبة البوليسية علّ في ذلك ما يعطي الفرصة للطاقم السياسي الحاكم للتملص من مواجهة استحقاقات المواطن اللبناني المتراكمة: الغرق في النفايات التي يحذر وزير الصحة من أنها ستهدد حياة المواطنين وأمنهم الصحي، مطالباً الحكومة بالتحرك. سيجد من يقول له بالطبع: تحرك أنت، ألست الوزير المختص؟ على غرار ما قيل للوزير جهاد المشنوق حول أزمة النفايات. إنها وصفة سحرية لإشغال المواطنين بالأسير أسيرا عن الكهرباء شبه الغائبة، وعن تهديدات الجنرال الذي لا يتعب ولا يتوقف عن إشغالنا بعظائم الأمور.

سيصبح اعتقاله أول خبر، فيما سننسى أن احترام الدستور ليس في تلبية مزايدات الجنرال، بل إلزامه الذهاب إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس. وسيأخذ الأسير في طريقه ردود الفعل التي كانت لا تزال تتواتر تجاه خطاب السيد حسن نصرالله الذي أقامه في وادي الحجير وكأنه يقول “شكرا سوريا” مرة أخرى؛ ذلك أن مؤتمر العام 1920 كان ضد فكرة إنشاء دولة لبنان الكبير ومع البقاء مع دولة سوريا التي لم تكن قد أنشئت بعد! المشكلة الآن هي أن سوريا، التي كانت تدافع عن عروبتها في حينه، أصبحت الآن كلها رهينة في قبضة المرشد الفارسي الذي يهدمها فوق رؤوس أهلها لتلبية أحلامه الإمبراطورية العتيقة؛ بحيث يخطئ وكيل المرشد اللبناني القراءة مرة أخرى. وسينسينا اعتقال الأسير، أيضا وأيضا، الاستفاقة المتأخرة والمفاجئة للاحتفال بيوم النصر المصنّف “إلهيا”، رغم أنه تسبب في خراب البلد وانقسامه الحاد إلى فسطاطيْن لا يلتقيان على الطريقة المانوية ذات الجذور الفارسية.

المشكلة أن اعتقال الأسير ليس أكثر من تسجيل لبطولات وهمية في اعتقال شخص لم يكن سوى ظاهرة معزولة إن لم نقل بائسة. وإذا ما كنا ننتظر منها شيئا فليس سوى التجرؤ على أن تكشف لنا عن دور حزب الله في حوادث عبرا! ذلك أن تهمة الأسير الكبرى ليست في خطاباته أو تمويله، مما يشترك معه فيها جميع الآخرين إذا لم يفوقوه فيها باعا وقدرة، بل في أنه مطلوب في حادثة عبرا بتهم الاعتداء على الجيش اللبناني وقتل عدد غير قليل من أفراده. لا ينتظر الخبراء ردود فعل كبيرة في الشارع على اعتقاله. وهذا صحيح عموما، لكن ذلك لن يمنع شعور الأكثرية من اللبنانيين، ومنهم السنة بشكل خاص، بالغبن من ازدواجية المعايير في دولتنا العليّة، ومن تمتع فئات ومناطق لبنانية بالحماية من وجود دولة ضمن الدولة، لن يمنع معاينتهم اليومية لوجود فئات تحظى بكونها فوق القانون مقابل الأكثرية الخاضعة للقانون ومن قبل أجهزة تكون أحيانا منحازة إذا لم نقل عاجزة. يفضح هذا الاعتقال تقطيع لبنان إلى جزر وقطاعات منفصلة وكأنها لا تنضوي تحت سلطة الدولة كناظم لعمل المؤسسات وللتنسيق في ما بينها. فنجد أن جهاز الأمن يحتفل بالتوقيف ويبرزه كإنجاز أمني استثنائي من أجل استثماره، في منافسة مكشوفة بين الأجهزة الرسمية، من أجل التوظيف الدعائي الذي درجنا عليه. المشكلة التي تتغاضى عنها أجهزتنا هنا هي سلسلة المهام التي تنتظرها منذ ما قبل ظهور ظاهرة الأسير إلى حين اعتقاله. فإذا كان من تهمه التحريض، ماذا تقول أجهزتنا إذن عن التحريض الذي مارسته مظاهرات، من قبل طرف مشارك في الحكومة، تجاه رئيس الحكومة اللبناني الأكثر وطنية وحيادا وحفاظا على مشاركة المكوّن المسيحي، فنال منها الشتم والتحقير والافتراءات المنقولة علناً وعلى الفضائيات. لا بأس بمثل هذه الممارسات من قبل المدللين، فتمرُّ دون مساءلة. أما عن تهمته بعرقلة سير العدالة، فهل أعاقها أكثر ممن تغطيهم الهالة القدسية وتمنع اعتقالهم وهم مطلوبون من قبل المحكمة الدولية؟ ناهيك عن “عجز” الأجهزة عن العثور على التشيكيين الخمسة الذين اختطفوا في وضح النهار. هذا دون ذكر من يخطف لقاء فدية ويترك حرا، ومن يسرق السيارات ويتاجر بالحبوب المخدرة وبكافة أنواع الممنوعات ويتركون في أمان، وكأن ذلك تقليد – مسخ لطريقة روبن هود في إعادة توزيع الثروات.

ليس السنّة وحدهم من سوف يشعرون بالغضب لازدواج المعايير وتحيزها، بل بعض الشيعة الذين يعجزون عن فهم “قصور الأجهزة” عن اعتقال قتلة هاشم السلمان الذين تحتفظ كاميرات كافة التلفزيونات بصورهم دون أن يحرك أي جهاز أمني أو قضائي ساكنا.

فليحتفل البعض باعتقاله، ولتنكأ جراح البعض الآخر، وليزداد الشعور بالتفوق عند فئة مقابل الشعور بالغبن عند تلك المقابلة وعلى قاعدة ليست مذهبية تماما؛ لكن على قاعدة الولاء لمن يعلن أو يقبل بالتبعية للولي الفقيه القابع في طهران. لكن ما ينقص هذا السلوك الفجّ هو عدم “وعي” بأهمية عوامل الغضب من الغبن المتراكم، بحيث يمكن أن تشكل أرضية لعنف وتطرف في الآتي من الأيام. وهذا ما تؤكد عليه الدراسات التاريخية التي بدأت تظهر مؤخرا أهمية الشعور بالغضب كأحد محركات التاريخ.

 

لبنان.. هل من اتعاظ؟!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/23 آب/15

اعلاميّ ورجل اعمال سعوديّ وعضو مجلس ادارة شركة شبكشي للتّنميّة والتّجارة وعضو مجلس ادارة مؤسّسة عُكاظ للصّحافة والنّشر

لا تزال الذاكرة حية بالأحداث والأخبار والوقائع التي كانت تحصل في لبنان ومنه خلال العقود الخمسة الماضية بحق معظم الدول العربية. فلبنان روج نفسه أنه واحة حرية الرأي في العالم العربي، وأن لديه أهم مساحة من الحرية الإعلامية في المنطقة، بل قدم نفسه كوسيلة وأداة للتنكيل بأنظمة وسبها، وانطلقت منه عمليات إرهابية من منظمات رفعت شعارات رائجة وشعبية في وقتها كانت تدعو فيها لمحاربة «الرجعية والاستبداد» و«تحرير الشعوب»، وبدأت المنظمات الإرهابية تقتل وتفجر.. تخطف وتعلن بياناتها من وسط العاصمة اللبنانية بيروت.

لم يكن مقنعا لأحد بعد ذلك الدور المنفصم الشخصية الذي يلعبه لبنان، فمن جهةٍ هو يروج لنفسه أنه «سويسرا الشرق» ومقصد السائحين، وفي نفس الوقت هو مركز للحريات والإعلام ومنصة للمنظمات العنيفة. تطورت الأمور بعد ذلك كما بات معروفًا واستمر لبنان في لعب دور أكبر بكثير من حجمه الطبيعي، وكانت النتيجة الحتمية والمتوقعة هي حدوث الحرب الأهلية الطويلة التي استمرت لأكثر من عقدين من الزمان، دفع الشعب اللبناني ثمنًا كبيرًا، ولكن يبدو أن لبنان نفسه لم يتعظ من ذلك الدرس التاريخي العظيم، فها هو يعود مجددًا ولكن بفجاجة أكبر. انتشرت الأخبار الرسمية مؤخرًا كاشفة تورط تنظيم حزب الله الإرهابي في خليتين إرهابيتين تم الكشف عنهما لتضاف إلى سجل قذر وأسود من العمليات الإرهابية التي قام بها هذا التنظيم الإرهابي بحق الدول العربية، فقد اشتكى المغرب محاولات تجنيد أبنائه في خلية لحزب الله وكذلك الجزائر، وقبض على خلية للتنظيم الإرهابي في مصر اتهم بالتجسس فيها، وكذلك كشف عن خلية في الأردن، وفي اليمن قام التنظيم الإرهابي بتدريب انقلابيين حوثيين ودعمهم بالمرتزقة، وكذلك الأمر في الإمارات العربية المتحدة التي كشفت عن وجود خلية تابعة للتنظيم الإرهابي وقامت بترحيلهم الفوري من البلاد، وفي العراق أعلن «رسميًا» عن وجود فرع لهذا التنظيم الإرهابي ويشارك الدولة في حملات التطهير العرقي التي تقوم بها في كثير من المناطق.

كذلك ذاقت السعودية من هذا التنظيم المر سواء كان خلال حملات الحج أو بتدريب الإرهابيين الذين قاموا بتفجيرات الخبر وغير ذلك من التحريض الإعلامي عليها علانية. وطبعا هناك الكويت التي عانت أيضًا من التنظيم الإرهابي الذي حاول أحد عناصر مرتزقته المدعو عماد مغنية اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح. كذلك قام التنظيم الإرهابي بخطف طائرة للخطوط الكويتية وتمويل عمليات إرهابية أخرى وتحريض طائفي وإعلامي غير مسبوق. وفي البحرين قام التنظيم الإرهابي ولا يزال بالتحريض ضدها عبر بوقه الإعلامي وزعيم التنظيم حسن نصر الله، وقام التنظيم بتدريب عدد غير قليل من زعماء العنف في البحرين في معسكرات التنظيم الإرهابي بالجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية ببيروت. وطبعا في سوريا أرسل التنظيم الإرهابي مرتزقته للقتال هناك دفاعًا عن الطاغية بشار الأسد بعد أن حاول بوقه الإعلامي حسن نصر الله تبرير دخوله بأنه دفاع عن اللبنانيين وأنه دفاع عن مراقد مقدسة ليتبين بعد ذلك أنه دخل سوريا كعصابة مرتزقة مأجورة للدفاع عن نظام طاغية يساعده على إبادة شعبه لتحقيق مشروع طائفي تابع لولاية الفقيه أعلن انضمامه إليه رسميًا.

والحكومة اللبنانية التي أعلنت أكثر من مرة أنها تتبع سياسة «النأي بالنفس» وهي تغض النظر عن مرتزقة تابعين للتنظيم الإرهابي وهم ينتشرون في العالم العربي لنشر الإرهاب ولا تقدر ولا تستطيع أن توقفهم عند حدهم مثلما تفعل بحق غيرهم، فهي بذلك تبدو مشاركة في هذا الجرم تمامًا. لا أجد في الختام أبلغ من مقولة سمعتها من لبنان حينما قال متنهدًا ومتحسرًا: «اللي ما بيقدر يضب (زغرانو) بيرجعوا (زعرانو بياكلوه)». لبنان لا يتعظ وسيدفع الثمن على ما يبدو مجددًا ولكن بصورة أبشع هذه المرة.

 

الطائفية والإرهاب ... «داعش» و «حزب الله»

 خالد الدخيل/الحياة/23 آب/15

الإرهاب على حقيقته في المنطقة الآن يستند إلى منطلق عقدي من ناحية، وجزء لا يتجزأ من صراع سياسي محتدم من ناحية أخرى. المنطلق العقدي بوصفه منطلقاً طائفياً يوفر الغطاء الأيديولوجي للصراع السياسي. ومن حيث إن هذا الصراع محتدم على مستوى الإقليم، فإن الطائفية باتت أيضاً ظاهرة إقليمية لها مؤسساتها وميليشياتها. محاولة الفصل بين الصراع وغطائه الطائفي يعبر إما عن هوى دفين، وإما عن مراوغة مكشوفة لمصلحة هذا الطرف السياسي أو ذاك، أو سذاجة في لجّة الصراع.

على هذا الأساس، من يعتبر أن الطائفية محصورة في مظهرها الشيعي، مثل «حزب الله» اللبناني أو «فيلق بدر» العراقي، إنما يعبر عن جهل بما يتحدث عنه أو عن نفَس طائفي. الشيء نفسه ينطبق على من يحاول حصر هذه الطائفية في تنظيم سنّي مثل «داعش» أو «جبهة النصرة». الطائفية بطبيعتها معادلة اجتماعية سياسية لها أكثر من طرف. وتكمن خطورتها التدميرية أولاً في أنها معادلة صفرية، وثانياً في حقيقة أنها باتت معادلة إقليمية تشكل محور الصراع الدائر. وعلى رغم ذلك، هناك من يصر على التركيز على طرف من المعادلة وتجاهل أطرافها الأخرى. وأكثر من يفعل ذلك بصوت مرتفع هو النظام الإيراني وبعض أنصاره ممن هم مرتبطون به على وقع الصراع الدائر حالياً. مثال ذلك «حزب الله»، بخطابه الذي يقول -اتساقاً مع الخطاب الإيراني- إنه يحارب التكفيريين السنّة في لبنان والعراق وسورية.

الكاتب اللبناني حبيب فياض منتظم تماماً في هذا الخطاب. هو يفعل ذلك بصفته أحد الكوادر الإعلامية لـ «حزب الله». كتب يوماً في صحيفة «السفير» اللبنانية مقالة بعنوان: «داعش والوهابية». وأكد فيها أن «المعضلة الداعشية سعودية المنشأ والولادة، وذلك بمعزل عما إذا كانت طبيعة العلاقة بين داعش ونظام الحكم في المملكة قائمة على أساس التآلف أو الاختلاف». الكاتب يتعمد عزل «داعش» عن سياقها الإقليمي والسياسي، ويجعل منها ظاهرة معزولة عن بيئتها، ليأخذها بعد ذلك إلى السعودية. هل يعبر هنا عن قناعة أم عن انتمائه الطائفي والسياسي للحزب، وللخط الإيراني في المنطقة؟

يفصل فياض بين المنشأ السعودي لـ «داعش» وحقيقة أن هذا التنظيم في حال حرب مع السعودية، وفي هذا تناقض حاد لا تمكن تغطيته وتجاوزه إلا بخطاب إعلامي يتجه نحو هدف سياسي محدد بغض النظر عن صحة الخطاب وصدقيته. لنأخذ الموضوع بشيء من التفصيل: إذا كانت جذور نشأة «داعش» وهابية، فلماذا لا تتخذ الوهابية موقف العداء نفسه من الدولة السعودية كما «داعش»؟ ما نعرفه أن علماء الوهابية أعلنوا، مثل بقية علماء المسلمين، رفضهم واستنكارهم تنظيم «داعش» ومنطلقاته وأهدافه، وقبل ذلك كانت الوهابية أحد الجذور التي نشأت منها الدولة السعودية في مرحلتها الأولى في النصف الثاني من القرن الـ12هـ (18م). ومن ثم لماذا والحال كذلك، تناصب «داعش» السعودية العداء؟

تقود تهمة النشأة السعودية إلى ما هو أبعد من ذلك، فالوهابية مدرسة حنبلية، ما يعني بالتبعية -وفق منطق فياض- أن منشأ «داعش» حنبلي أيضاً. هو لا يقول ذلك مباشرة. يتركه لاستنتاج القارئ. وقوله هذا ينتظم تماماً مع مصطلحي «التكفير والتكفيريين» الذي تقول إيران ومعها «حزب الله» إنها في حال حرب معهم. في السياق ذاته، هناك سؤال آخر: إذا كانت المعضلة «الداعشية» سعودية «المنشأ والولادة»، فلماذا لم يظهر تنظيم «داعش» (لم يولد) إلا في العراق تحت الاحتلال الأميركي مع النفوذ الإيراني، ثم تمدد إلى سورية بعد أن سقطت تحت النفوذ الإيراني أيضاً؟ ما لم ينتبه إليه فياض أن «داعش» بقدر ما هو تنظيم إرهابي، فإنه في الوقت نفسه حركة مقاومة ضد الاحتلال الأميركي والنفوذ الإيراني معاً. هل تجتمع المقاومة والإرهاب في تنظيم واحد؟

هنا يبرز مثال «حزب الله» الذي يواجه السؤال نفسه الآن، فالحزب يعتبر نفسه حركة مقاومة، والحقيقة أنه كان يبدو كذلك حتى بالنسبة إلى السعودية، لكن بعد عام 2005، سنة اغتيل رفيق الحريري، تبين أن «حزب الله» أبرز المتهمين بتنفيذ هذا الاغتيال، لدى محكمة دولية خاصة بهذا الموضوع. الأمر الذي وضع الجميع أمام سؤال: هل الحزب حقاً مقاومة؟ أم ميليشيا إرهابية تستخدم المقاومة للتغطية على حقيقة دورها وتحالفاتها الإقليمية؟ بعد الثورة السورية تجلّت الإجابة بأن هذا الحزب هو في حقيقته ميليشيا تستخدمها إيران في ما بات يعرف بـ «حرب إيران بالوكالة في المنطقة». أحياناً تستدعي مصلحة إيران أن تكون هذه الميليشيا في مواجهة إسرائيل. وهو أمر توقف تماماً منذ أكثر من تسع سنوات، ومرشح للتوقف لما هو أبعد من ذلك بعد الاتفاق النووي. وأحياناً أخرى، تستدعي هذه المصلحة انتظام الحزب في مهمات قتالية داخل دول عربية لمصلحة حلفاء إيران في هذه الدول. وهو ما يحصل الآن في سورية، وقبله حصل في العراق ولبنان واليمن. تقول هذه المعطيات إن الإجابة على السؤال المطروح في نهاية الفقرة السابقة أنه بالفعل يمكن أن يجتمع الإرهاب والمقاومة في تنظيم واحد. وإذا تحقق هذا الاجتماع في حال «حزب الله»، فلماذا يتعذر تحققه في حال «داعش»؟

يبدو أن الكاتب فياض ضد التكفير! فماذا عن ولاية الفقيه؟ هل يعتبرها تكفيرية أيضاً؟ وماذا عن «حزب الله»؟ منبع السؤال أن كل دولة دينية هي بالضرورة دولة طائفية. والسعودية ليست دولة دينية بأي معنى من المعاني. وكل حزب ديني هو أيضاً حزب طائفي. والطائفية هي صيغة أخرى للتكفير. ما معنى التكفير؟ الكفر في قواميس اللغة هو تغطية الشيء، أي تغييبه وإنكاره. والطائفية هي كذلك، إنكار لصحة إسلام الطرف الآخر. ومن حيث إن الطائفية تنطلق من رؤية تكفيرية، فالنظام السياسي الإيراني كما يعرّف نفسه دستورياً هو نظام تكفيري، لأنه ينكر الحقوق السياسية لمواطنين لا يشاركونه الانتماء المذهبي. «حزب الله» يعتبر نفسه منتظماً عقدياً وسياسياً مع هذا النظام. من هذه الزاوية، هل هناك فرق بين «داعش» و«حزب الله»؟ الأول ميليشيا سنية والثاني ميليشيا شيعية. الأول يتبنى فكرة «الخلافة» والثاني منتظم في فكرة «ولاية الفقيه» ويتبناها. وكل من «الخلافة» و «ولاية الفقيه» مفهوم لدولة دينية إقصائية تكفيرية. «داعش» يقاتل في العراق وسورية للتخلص من خصومه السياسيين ومن الطوائف الأخرى. و«حزب الله» يفعل الشيء نفسه في سورية، وقبل ذلك في العراق، وحاول في اليمن والبحرين. هنا يتبدى مأزق فياض والخطاب الذي يعبر عنه. هو يكتب من وحي تحيز طائفي سياسي دفين، على العكس من منهجية «داعش». بعبارة أخرى، نحن أمام تكفير صفيق مباشر، وآخر مستتر غير مباشر. لكن كليهما ينتميان إلى معادلة الطائفية بوصفها أساساً للحروب التي تعصف بالمنطقة.

 

عن معارضة «النظام» اللبناني من أطرافه و... قبل انهياره

 سامر فرنجيّة/الحياة/23 آب/15

جاء تحرّك «المجتمع المدني» الأخير في لبنان، المعترض أو «الثائر» على الحكومة اللبنانية نتيجة أزمة النفايات وبوادر أزمة الكهرباء، ليظهر بعض الحيوية المطلبية غير المتوقعة. بيد أنّ هذه الحيوية لم تنجح في إخفاء أزمة تحرّكات اعتراضية كهذه في لبنان، وهي أزمة عبّرت عنها خطابات التحرّك وشعاراته. وفي هذا السياق، وصف حسام عيتاني خطاب منظّمي التحرّك بـ «تسمّم الخطاب»، ليشير إلى تماهي خطاب هذا المجتمع «غير الطائفي» مع أدبيات خصومه الطائفيين (الحياة، ٢٠١٥/٠٨/١١). بكلام آخر، تعبّر أزمة الخطاب أو تسمّمه عن أزمة في نظرة التحرّك الى ذاته وأفقه، وهي ناتجة من ضعف في تخيّل شكل سياسة بديلة أو صعوبة في ابتكار تقنيات سياسية مختلفة عما هو معتاد من الأحزاب اللبنانية. أظهر التحرّك الأخير إشارات عدة تنمّ عن استمراره في النهج المأزوم للمجتمع المدني اللبناني، أكان في اختيار مكان التجمّع أو شعاراته أو مطالبه. فالعودة إلى وسط المدينة وساحاتها العريضة ليست مجرّد محاولة لتكرار التظاهرات «المليونية»، بل قد تكون إشارة الى فرضية «تمثيلية» مزدوجة تحرّك مخيّلة المعترضين: التظاهر كتمثيل لـ «الشعب»، ووسط العاصمة كتمثيل لـ «النظام». واستمرّ هذا المنطق الثنائي في شعارات التحرّك، أكان في شعار «إسقاط النظام» أو في «نحن الشعب»، والتي رسّخت نظرة التحرّك إلى ذاته كطليعة لـ «شعب» وجد أخيراً قضيّته الجامعة في وجه نظام توحَّد في فساد النفايات.

رهن التحرّك ذاته بوجود هذين المكوّنين، الموحدين واحدهما للآخر، ليجد نفسه في ساحة هجرها الشعب والنظام معاً.

استكمل التحرّك الأخير منطق بدايات ما سُمي بـ «المجتمع المدني» في التسعينات، حيث شكّل تجمّع الفاعليات والمنظمات والأحزاب المنضوية تحت شعاره، مشروعاً بديلاً عن الطبقة السياسية. وبدا هذا المشروع البديل في العناوين الجامعة للتحرّكات، أكانت الذاكرة أو الانتخابات أو إصلاح النظام السياسي، حيث فوّض القيمون على المجتمع المدني أنفسهم ممثلين للشعب، أو لعقلانيّته المفقودة. وعندما فشل تفويض كهذا، تحوّلت بعض الرموز إلى مستشارين للطبقة السياسية، باحثة في قربها من مراكز القرار عن فاعلية لم تجدها في الشارع.

التحرّك الأخير عاد ليقع في المعضلة نفسها، أي تمثيل مصالح من لا يريد أن يتمثّل، ليجد أن الساحات لا تزال فارغة على رغم القضية الجامعة. المشكلة في تصوّر للعمل السياسي كهذا ليس فقط في فاعليته المعدومة، بل، وهذا قد يكون الأهم، في تحوّله إلى مكوّن من منظومة تبرير «النظام»، ينتج نظاماً من خلال «فضحه». فتصريح نبيه برّي، القيّم الأساسي على النظام وعرّابه، بعد عودته من إجازته في إيطاليا، بأنّه «لولا الطائفية لوجب أن تندلع ثورة تكتسحنا جميعاً»، قد يكون أوضح دلالة على فراغ الكلام عن نظام وطائفية وفساد، وعن ثورة هي البديل. وبهذا التصريح، تبنى قائد حركة "أمل" منطق حملة إسقاط النظام الطائفي، التي أظهرت، هي أيضاً، بفشلها أزمة مقاربة للسياسة كهذه. فلربّما كان من الأجدى إما دفع مفهوم النظام إلى أقاصيه المجتمعية والتركيز على مؤسّساته «المدنية» كالقطاع المصرفي والعقاري والمؤسسات الإعلامية، أو حصره برموزه ومسؤوليتهم الشخصية. أما الوقوف على هذا الحدّ من العموميات، فهو المنطق الطائفي في حدّ ذاته. هذا لا يعني أنّ العمل الاحتجاجي محكوم بإعادة إنتاج هذا الأسلوب «الكلي» في العمل. فإذا استرجعنا تجارب «ناجحة» في الآونة الأخيرة، على الأقل في أسلوبها، كحملة إزالة الطائفة عن الهوية ومن ثمّ التلاعب القانوني الذي سمح بإقرار أول زواج مدني على الأراضي اللبنانية، أو «الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة» ونجاحها في ردع تجار المستقبل عن مشاريعهم، أو محاولة تسجيل أول نقابة للعمال الأجانب، نرى أن هناك إمكانية لتصوّر عمل احتجاجي مختلف، لا يقوم على مركزية النظام الذي يقابله شعب مجتمع في الساحات. فبدل «الحرب النظامية» التي تخاض في الساحات، قامت تلك التجارب على مبدأ «حرب عصابات» قانونية ومؤسساتية وإعلامية ومكانية، تحرّرت من ثقل العمل التنظيمي، لتتلاعب على التناقضات المحلية والدولية لبنية النظام أو الأنظمة. وسمح هذا النوع من العمل بتحرير الفعل من معضلة التمثيل، حيث لم يبحث عن شرعية وفاعلية لأزمة لـ «الشعب» تضمن الفعل في نوع من الثورية الإصلاحية، بل وجدها في تناقضات النظام، الذي بات أقرب إلى حقل من المصالح والتناقضات، يمكن اختراقه والتلاعب به. فبدل البحث العقيم عن رأس لنظام يجب إسقاطه من خلال ثورة تعمّ الساحات، أو إصلاحه من خلال جيوش الخبراء، ينقطع رأس النظام تلقائياً عندما تتحوّل النظرة وتتركّز على أطرافه، لتعود القضايا إلى سياقاتها العديدة والمتناقضة، التي لا تلخّصها مقولات النظام والطائفية والفساد. وسيبقى السؤال عن إمكانية توحيد تلك المبادرات في مشروع أوسع، كما سيبقى إغراء أخذ مجلس النواب، إما اقتحاماً أم ترشيحاً. غير أنّ دمجاً كهذا ليس إلاّ تكراراً لخداع النظام بأنّ هناك رأساً له، إمّا يُقلع أو يُصلح. فلربّما كان من الأجدى عدم الانجرار إلى تلك الحلول الوحدوية، وتقبّل فكرة أنّ رأس النظام موجود في رأس مصلحيه. بيد أنّ مقاومة هذا الإغراء التكتيكي لن يلغي الأزمة الوجودية الأخرى، أي أزمة الانهيار العام والحرب الأهلية، التي تنفي كل شيء، من النفايات إلى الاعتراضات على سياساتها وصولاً إلى المجتمع المدني. وهي أزمة لا شيء كفيلاً بمنعها.

 

إيران بين صداقة الغرب واستعداء العرب

 الياس حرفوش/الحياة/23 آب/15

يبدو واضحاً الآن أن هناك إيرانَين تعرضان سياستيهما في السوق الديبلوماسي. هناك إيران التي تمدّ يدها إلى الغرب ساعية إلى تحسين العلاقات على قاعدة حماية السلم والأمن وعدم التدخل في شؤون هذه الدول أو في سياساتها، وهناك إيران التي تتعاطى مع جيرانها العرب من موقع الوصي أو «الولي»، وتعتبر أن من حقها، بل من واجبها، نصرة من تعتبرهم «مظلومين» و «مستضعفين» من شعوبهم. وهو ما تراه مبرراً لتدخلها في شؤون هذه الدول واستغلال أوضاع شعوبها وانتقاد سياساتها، في الوقت الذي لا تبادل الدول العربية إيران هذه السياسة، على رغم ما لها من ملاحظات على ما يفعله النظام الإيراني في الداخل أو على علاقاته الدولية. أصبحت هذه السياسة الإيرانية بالغة الوضوح في تناقضها، بين الخطاب الشعبوي الموجّه إلى المنطقة وخطاب المصلحة الموجه إلى العالم الخارجي، بعد الصفقة النووية الأخيرة مع الغرب. إيران الآن هي الحمل الوديع في التعاطي مع الدول الغربية، تنتهج أسلوب الصداقة والتعاون والمصالح المتبادلة، تحت العنوان العريض المغري للغربيين هذه الأيام، وهو عنوان مكافحة الإرهاب. هكذا أصبحت أبواب طهران مفتوحة أمام السياسيين والإعلاميين الغربيين. بريطانيا تعيد اليوم فتح سفارتها في طهران بعدما أُغلقت أربع سنوات على أثر احتجاجات أمام المبنى نظمها «الحرس الثوري» ضد العقوبات البريطانية بسبب الموضوع النووي، ويتم فتح السفارة في احتفال يشارك فيه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الذي تأتي زيارته بعد زيارات إلى طهران قام بها وزيرا خارجية ايطاليا وفرنسا ونائب المستشارة الالمانية، إضافة إلى المسؤولة عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني، التي لعبت دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر خلال المفاوضات النووية بين الدول الست وإيران في فيينا في الشهر الماضي.

أما محطة «بي بي سي» فقد أوفدت مراسلتها كيم غطاس إلى طهران، حيث التقت، بين من التقتهم، نائب الرئيس معصومة ابتكار، التي كانت المتحدثة باسم الطلاب الذين احتجزوا الرهائن الأميركيين في سفارة بلادهم في طهران عام 1978 لمدة 444 يوماً (ألم يكن ذلك إرهاباً؟)، وصارت اليوم محسوبة على جناح «الاعتدال» الذي يقوده الرئيس حسن روحاني، تتحدث بهذه الصفة عن دور إيران في «نشر السلم والاستقرار في هذه المنطقة من العالم»، وعن دورها كذلك في مكافحة الإرهاب.

في مقابل هذا الانفتاح على الغرب، هناك إيران الأخرى التي قام وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بجولة على عدد من دول المنطقة، وبينها دول خليجية، لينشر نظريته حول أولوية العلاقات بين الجيران، والتي كان يُعتقد أنها تقضي عدم الإضرار بمصالحهم او الاعتداء عليهم، قبل ان يتبين أنها في مفهوم إيران تعني شيئاً آخر. فبعد أيام من زيارة ظريف إلى الكويت، حيث تحدث عن استعداد إيران لإعادة بناء الثقة مع دول الخليج، أعلن الكويتيون عن اكتشاف شبكة ترتبط بـ «حزب الله»، وهو حزب معروف باستقلاله الكامل عن النفوذ الإيراني (!) كانت تشرف على عمليات نقل أسلحة من إيران إلى الكويت لاستخدامها في عمليات إرهابية. أما في العراق، حيث لا يتوقف المسؤولون الإيرانيون عن الحديث عن حرصهم على سيادة هذا البلد وعدم تدخلهم في شؤونه، فقد ردت طهران على قرارات رئيس الحكومة حيدر العبادي التي حمّل فيها زميله السابق نوري المالكي المسؤولية عن سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الموصل في العام الماضي، وعن الفساد الذي استشرى في إدارات الدولة في ظل ولايته الزاهرة، فقامت طهران باستقبال المالكي على أعلى مستوى من قبل المرشد علي خامنئي. ومن طهران رد المالكي على من يهاجمونه فقال ان الهجوم عليه هو «هجوم على الإسلام والمسلمين»، وانه لولا سياساته لنشبت الحرب الأهلية في العراق، وكأن على العراقيين ان يشكروه على «النعيم» الذي تركهم فيه. ولا داعي للحديث عن سورية، فالدور الإيراني في حماية الأمن في هذا البلد وعدم التدخل في شؤونه بات معروفاً من الجميع. وخصوصاً بعدما باتت طهران طرفاً في التفاوض على إبعاد السوريين من أبناء الزبداني عن بيوتهم كشرط للتوقف عن قتلهم. أليس من حق حكومات المنطقة وشعوبها بعد هذا أن تتمنى لو أن إيران تتعامل معها كما تتعامل هذه الأيام مع واشنطن وسائر الدول الغربية؟ لعلّ هذا يكون مدخلاً إلى حسن الجوار الذي يدعو إليه الوزير الظريف!

 

وجوه الحكومة الإيرانية المبتسمة!

عبد الرحمن الراشد//الشرق الأوسط/23 آب/15

السمعة السيئة التي اشتهر بها نظام الحكم في طهران لم تكن مجرد بروباغندا لفقت ضده في ظروف الحرب السياسية والدعائية معه منذ قيام الثورة، بل هي الوجه الحقيقي لستة وثلاثين عامًا من سياسة تصدير الفوضى، والثورات، والعنف، والفكر المتطرف المعادي لكل ما يخالفها محليًا وإقليميًا وغربيًا. السمعة السيئة نتيجة لأفعال كثيرة سيئة من خطف، واغتيالات، وتفجيرات، وتهديدات، وتثقيف، وتمويل، موجهة ضد عدد كبير من دول العالم، إلى جانب أفعال الحكم العنيف في داخل إيران سياسة وملاحقة وإقصاء لملايين الإيرانيين الذين فروا ويعيشون اليوم في المنافي في أنحاء العالم. هذه التراكمات السلبية جعلت الحكم في طهران يشبه أنظمة سيئة مثل نظام صدام في العراق، والأسد في سوريا، والقذافي في ليبيا، وكيم جونغ في كوريا الشمالية، وليست صورة «فبركها» أعداء إيران في الخارج.

الآن، الحكومة الإيرانية تتحدث بلغة جديدة وترسل إشارات صريحة، عن رغبتها في بناء علاقة إيجابية مع خصومها في منطقة الشرق الأوسط. وقد التقطت الإشارات التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشكل سريع من الخصوم، وجاءت ردود الفعل كما هو متوقع مرحبة من حيث المبدأ، وفي نفس الوقت متشككة في جديتها. القناعة العامة أن حكومة طهران تدير حملة لتهدئة الخواطر، هدفها وقف المعارضة الإقليمية للاتفاق النووي مع الغرب، وتحديدًا من قبل دول الخليج والأردن وكذلك إسرائيل، الذين يعتبرونه اتفاقا جيدًا على الورق لكنه يوقع بحبر لا يكشف النيات السيئة عند طهران. وطبعًا للفرقاء المعارضين للاتفاق أسباب مختلفة. فالدول العربية تعتقد أن إيران تريد تحييد الغرب وإنهاء عقوباته حتى تستكمل مشروعها للتوسع والهيمنة ضدهم في المنطقة. أما إسرائيل فتشك في أن إيران لا تنوي وقف برنامجها النووي العسكري، والاتفاق ليس فيه ضمانات كافية، وسيشكل خطرًا على وجودها وليس أمنها فقط. وهناك فريق ثالث لا يقل تشككًا ومعارضة موجود في داخل الدوائر السياسية الأميركية، بما في ذلك داخل حزب الرئيس نفسه، الديمقراطي.

في السابق كانت إيران صريحة في تطرفها، لم تكن تعير اهتمامًا لما يقال حول نياتها ومواقفها لأنها منسجمة مع سياساتها، أما اليوم فقد صارت تخشى أن تلتقي مصالح المعارضين للاتفاق، في المجموعات الثلاث، فيجمع العرب والإسرائيليون والأميركيون على إفساد الطبخة. مع أنه يجب أن نقول، أيضًا، على الرغم من المعارضة الشديدة تظل حظوظ الرئيس باراك أوباما عالية جدًا في تمرير الاتفاق عبر المجالس التشريعية والتصديق عليه. وكل ما يحتاجه الرئيس تأمين موافقة فقط ثلث أحد مجلسي الكونغرس، الشيوخ أو النواب.

من أجل عبور المرحلة المتبقية والحرجة لتفعيل الاتفاق النووي تقوم إيران بوضع أصباغ على سياستها ولغتها الموجهة للخارج، لتجميلها من أجل طمأنة القلقين والرافضين، بأنها تريد التعاون، وفتح صفحة جديدة، وأنها أصبحت إيران جديدة، دولة مع الاعتدال سياسيًا، والتعاون إقليميًا ودوليًا، والتسامح دينيًا. ولهذا وضع النظام في الواجهة شخصيتين باسمتين، الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته ظريف. كلاهما لا يشبهان في شيء مسؤولي الحكومة السابقة، نجاد ووزرائه العابسين. لكننا نعرف أن الوجوه لا تكشف حقيقة السياسيين، الأفعال وحدها. فالرئيس السوري الحالي رجل بشوش وأنيق وفي غاية التهذيب لكن في الواقع على يده دم أكثر من ربع مليون إنسان.  وفي إيران الرئيس وحكومته فعليًا لا يحكمون، بل هناك مؤسسة دينية متشددة هي التي تقرر التفاصيل المهمة. ومن معرفتنا بها لم نر تغييرًا في سياستها العدائية سواء ضد دول المنطقة أو حتى ضد مواطنيها الإيرانيين المعارضين لها. فالصورة التي تحاول أن تظهر بها، واللغة الرقيقة التي تخاطبنا بها، قد تكون مجرد مساج لتليين العضلات المتشنجة ضدها وضد المشروع برمته، والهدف النهائي لإيران أن توصل الاتفاق إلى مرحلة الإقرار والتصديق النهائي ثم إكمال رفع العقوبات.

 

درس «سلام القوة» مفيد في ذكرى مجزرة الغوطة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/23 آب/15

كاتب صحافيّ ومحلّل سياسيّ وباحث في التّاريخ، يعمل في صحيفة الشّرق الأوسط منذ تأسيسها

مرّت يوم الجمعة الفائت 21 أغسطس (آب) الذكرى السنوية الثانية للمجزرة الفظيعة التي ارتكبها النظام السوري في بلدات الغوطة الشرقية مستخدمًا أسلحة كيماوية. وفق تقارير موثوق بصحتها قصف النظام المنطقة الواقعة على أطراف دمشق، وبالأخص بلدات زملكا وعين ترما وكفربطنا وعربين، وكذلك ضاحيتا المعضّمية وداريا، فجرًا بصواريخ تحمل غاز السارين - وقيل غازات سامة أخرى - من بطارياته في جبال القلمون، شمال غربي العاصمة السورية. ولقد تفاوتت التقديرات حول عدد الضحايا، ورجّحت معظم المصادر عدد القتلى، ومعظمهم من النساء والأطفال، بين نحو 1300 قتيل (وفق الائتلاف الوطني السوري)، و1729 قتيلاً (وفق «الجيش السوري الحر»)، وبينهما قدّرت مصادر أميركية العدد بـ1429 قتيلاً، أما المصابون فزاد عددهم على 3600 مصاب.

هذه الجريمة جاءت بعد «خط أحمر» آخر وضعته الإدارة الأميركية لنظام بشار الأسد، الذي تدرّج في أساليب قمع الثورة الشعبية من إطلاق الرصاص الحي على المظاهرات السلمية، إلى استخدام المدفعية الثقيلة، فسلاح الطيران والصواريخ. وفي كل مرة صعّد فيها القمع كان المجتمع الدولي يستنكر ويهدّد راسمًا «خطوطًا حمراء»... سرعان ما يتبيّن أنها وهمية. وفي هذه الأثناء كان الغضب الشعبي يتزايد، وكذلك اليأس من العدالة الدولية. وحقًا، كما لو كان ذلك هو المقصود بالضبط، تراجعت تدريجيًا أصوات الاعتدال، وتوقفت - أو كادت - الانشقاقات من الجيش والأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة الأخرى، ومن ثَم كان من الطبيعي أن ارتفعت أصوات التطرّف حتى طغت على الساحة بنتيجة خذلان المجتمع الدولي ثورة الشعب، وإحجامه عن دعم «الجيش الحر» الذي رفض أفراده قتل شعبهم.

ثم بدأ يتسارع توافد المتطرّفين من كل حدب وصوب بحجة «نصرة» الشعب السوري ومحاربة النظام «الذي يقتل المسلمين السنّة بسلاح إيران وروسيا» - حسب عباراتهم. وبعده، كما نعلم مع الأسف، تبدّلت كيمياء الثورة... وزالت المساحيق التي كانت تغطي بشاعة المؤامرة الدولية. صار المتطرّفون، وبالأخص تنظيم داعش المشبوه الذي تخصّص لاحقًا بمقاتلة الثوار لا النظام، الذريعة الجاهزة لإطلاق يد النظام لمواصلة القتل. وجاء رد فعل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، بالذات، على الهجوم الكيماوي يوم 21 أغسطس 2013، ليقطع الشك باليقين. لقد كان المفصل الذي كشف تمامًا أن واشنطن، بعكس كل تصريحات مسؤوليها، لا تمانع في بقاء نظام الأسد ولو على جثث السوريين. في ذلك العام كشف النقاب عن مفاوضات مسقط السرّية بين الولايات المتحدة وإيران، وأخذت كرة الثلج تتدحرج.

لقد بيّنت مجزرة الغوطة أن الموضوع السوري لا يعني إدارة أوباما عمليًا إلا من ناحيتين؛ الأولى: عقد صفقة إقليمية مع إيران حامية نظام الأسد وراعيته وعلة وجوده. والوجه الثاني حماية إسرائيل من أي «سلاح تدمير شامل» (نووي أو كيماوي أو بيولوجي) يمكن أن يسقط في أيدي جماعات قد تهدّد وجودها فعلاً لا قولاً. وعليه، بما أن التفاهم مع إيران كان يستلزم تحاشي الإصرار على إزاحة الأسد، تغاضت واشنطن عن كل «خطوطها الحمراء» السابقة، وكان الرد العملي الوحيد على مجزرة الغوطة موافقة الأسد على تسليم نسبة كبيرة من مخزونه من الأسلحة الكيماوية. هذه الخطوة كانت أكثر من كافية لإطلاق يد النظام في استخدام البراميل المتفجرة بديلاً عن الغازات السامة في قصف المدن والقرى غير الخاضعة لسيطرته، وأيضًا إعادة تأهيله دوليًا - بالتنسيق مع روسيا والصين وإيران - مع تركيز جدول الأعمال الغربي والدولي برمّته لمحاربة «داعش». اليوم، مع احتدام معركة تصويت مجلسي الكونغرس الأميركي على إبرام الاتفاق النووي، يواصل الرئيس أوباما محاولات الترهيب والترغيب مع المشرّعين الأميركيين. فهو بعد تلويحه بأنه سيلتزم بالاتفاق حتى لو صوّت مجلسا الكونغرس ضده - لثقته من إخفاق خصومه في جمع غالبية الثلثين الكافية لكسر «فيتو» البيت الأبيض -، أعلن خلال الأسبوع المنصرم في رسالة إلى أحد نواب الكونغرس الديمقراطيين أن الاتفاق لن يكبّل يديه، بل سيبقي خياراته ضد إيران مفتوحة، بما فيها الخيار العسكري.

كلام كهذا، في الظروف التي جاء فيها، يشبه إلى حد بعيد «الخطوط الحمراء» التي أسقطتها الغازات السامة في الغوطة. كذلك يشبه محاولات طمأنة دول الخليج العربية بينما تنكشف كل يوم أبعاد طموح طهران للهيمنة الإقليمية حتى قبل رفع العقوبات الدولية عن إيران، ويمضي قدما مشروع التطهير الطائفي والتقسيم العرقي وإعادة رسم الخرائط في العراق وسوريا ولبنان.

وبالتالي، خلال الفترة القصيرة المقبلة، علينا توقّع الكثير من المناورات والإغراءات ومحاولات لي الأذرع. وحتى بعد تصويت الكونغرس المرتقب في سبتمبر (أيلول) المقبل سيفرض الاتفاق نفسه على الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية، وقد تسهم تطوّرات ما على أرض العراق وسوريا وغيرهما في خلق معطيات جديدة. ولكن يبقى هناك سؤالان ينتظران جوابين شافيين؛ الأول: هل تستطيع واشنطن احتواء عواقب الانهيارات الإقليمية إذا ما استقوت طهران بالاتفاق وواصلت حربها التوسعية المعلنة على جيرانها؟ والثاني: هل صحيح أن خطة أوباما البعيدة الأمد - كما يزعم بعض المدافعين عن سياساته - ستستهدف لاحقًا قدرات إيران وطموحاتها؟ باعتقادي من الواجب طرح هذين السؤالين، ولكن إلى حين توفر الجوابين، على أقطار العالم العربي، وفي مقدمها دول مجلس التعاون الخليجي، رسم أولوياتها وتعزيز الثقة في ما بينها بدلاً من إهداء خصومها هدايا مجانية. لا أحد يريد قرع طبول الحرب، وليس من مصلحة أحد رفض الحوار كمبدأ، لكن الحوار الحقيقي لا يمكن إجراؤه من فوهة المدفع، ولا تحت رحمة الصواريخ كما يريد حسن روحاني.. الذي قال بالأمس، خلال زيارته معرض «منجزات» وزارة الدفاع الإيرانية بكلام صريح ومباشر إن «قوة الردع والقدرات (العسكرية) العالية تضمن السلام لدولها». الحق معك يا دكتور... ومنكم نستفيد!

 

أسخن بقاع العالم

توماس فريدمان/الشرق الأوسط/23 آب/15

ذلك هو رهاني حول مستقبل العلاقات السنية، الشيعية، العربية، التركية، الكردية: إذا لم يعملوا على إنهاء صراعاتهم المستمرة منذ فترة طويلة، فسوف تعمل الطبيعة على الوقوف ضدهم جميعًا إذا لم يعالجوا مشكلاتهم. ودعوني أُشِر إلى بعض التقارير الإخبارية، التي قد مرت مرور الكرام، أثناء الجدل الدائر حول الاتفاق النووي مع إيران. في 31 يوليو (تموز)، قالت صحيفة «يو إس إيه توداي» إن مؤشر درجات الحرارة في مدينة بندر ماهشهر، وهي مدينة إيرانية تقع على مقربة من الخليج، قد وصل إلى 136 درجة فهرنهايت أو حوالي 52 درجة مئوية (مع استمرار الموجة الحارة القاسية التي تضرب منطقة الشرق الأوسط مما يجعلها من أسخن المناطق على سطح الأرض). كانت تلك واحدة من أعلى درجات الحرارة المسجَّلة في التاريخ، وهي من أعلى درجات الحرارة المسجلة حول العالم كذلك، حسبما أفاد بانتوني ساغلياني خبير الأرصاد الجوية لدى مؤسسة «آكيو ويذر». وتابع ساغلياني: «في حين أن درجة الحرارة قد بلغت 115 درجة فقط، كانت نقطة الندى قد بلغت حدا لا يسهل فهمه، حيث وصلت إلى 90 درجة. ومزيج الحرارة والرطوبة المرتفعة، الذي يقاس بنقطة الندى، هو ما يجعل مؤشر الحرارة - أو ما يجعل درجة الحرارة - على النحو الذي نشعر به في الخارج». ثم شاهدنا أمرًا لم نشاهد مثله من قبل: أعلنت الحكومة العراقية عن فشلها في توفير الهواء المكيف. قبل أسبوعين، ألغى حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي جميع مناصب نائب الرئيس الثلاثة بالحكومة وألغى أيضًا مكتب نائب رئيس الوزراء، وأقر إصلاحات شاملة لمكافحة الفساد عقب أسابيع من الاحتجاجات العامة في الشوارع بشأن حقيقة مفادها أن الحكومة لا يمكنها توفير الكهرباء لتشغيل مكيفات الهواء إلا لسويعات قليلة في اليوم، عبر أسابيع من درجات الحرارة القاسية التي بلغت 120 درجة.

وكما أوضحت آن بيرنادر الصحافية بمجلة «تايم» في الأول من أغسطس (آب)، أن مشكلة الحرارة في العراق «طغت حتى على أنباء تنظيم داعش الإرهابي»، حيث أعلن رئيس الوزراء هناك عن عطلة نهاية الأسبوع التي تمتد لأربعة أيام، لمنع الناس من التعرض المباشر لأشعة الشمس. كما أنه أمر بإنهاء واحدة من أكثر المنافع المرغوب فيها من جانب المسؤولين الحكوميين، ألا وهي توفير الكهرباء على مدار الساعة لمكيفات الهواء الخاصة بهم. «خرج الآلاف من المواطنين - من العمال والفنانين والمفكرين - في احتجاجات طافت شوارع وسط بغداد مساء يوم الجمعة الماضي، حيث كانوا يهتفون ويرفعون اللافتات محتجين على نقص الكهرباء، وموجهين اللوم في ذلك إلى الفساد. وبعض الرجال تخلصوا من بعض ملابسهم واستلقوا على أرصفة الشوارع للنوم، مما يعد رسالة قوية للغاية وسط مجتمع متواضع. وكانت تلك الاحتجاجات استثنائية من واقع أنها لم تنشأ إثر دعوات من قبل أي تيار سياسي عراقي بارز». في 19 فبراير (شباط) 2014، أعلنت شبكة «أسوشييتد برس» الإخبارية من داخل إيران تقول: «أول قرار يتخذه مجلس الوزراء الإيراني تحت قيادة الرئيس حسن روحاني لم يكن بشأن كيفية تسوية النزاع النووي مع القوى الدولية، بل كان يدور حول كيفية الحفاظ على أكبر بحيرة في البلاد من الزوال. بحيرة أرومية، واحدة من أكبر البحيرات المالحة في العالم، تقلصت مساحتها إلى أكثر من 80 في المائة إلى (نحو 400 ميل مربع) خلال السنوات العشر الماضية فقط، ويرجع ذلك بالأساس إلى التغيرات المناخية، وتوسيع نطاق الري للمزارع المحيطة بها، وبناء السدود على الأنهار التي تغذي جسم البحيرة، على نحو ما أفاد به الخبراء». يقول مظفر شيراغي (58 عاما): «لقد ذهبت البحيرة وذهبت معها وظيفتي. كما ذهب أولادي والسائحون أيضا»، حيث كان يقف على منصة ترابية كانت في يوم من الأيام من المقاهي المزدحمة بالزوار. وأضافت «أسوشييتد برس»: «وقفت دراسة أجريت في عام 2011 من قبل الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي على أدلة قوية تشير إلى أن هبوط نسبة تساقط الأمطار خلال فصل الشتاء في المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط بين عامي 1971 و2010 يرجع إلى التغيرات المناخية، حيث تعاني تلك المنطقة من أشد فصول الشتاء جفافا منذ عام 1902، خلال العشرين عاما الماضية».

وتقول الوكالة الإخبارية أخيرًا: «يتعرض العقد الاجتماعي بين الحكومات وشعوبها إلى الإجهاد والإنهاك الشديدين إثر تلك الأحداث العنيفة، ويتوقع لتلك المشكلات أن تزداد سوءا بمرور الوقت، باعتبار التوقعات المناخية في الكثير من تلك الأماكن. والحكومات التي تستجيب لمطالب الجماهير في مواجهة تلك الضغوط هي التي، على الأرجح، تعمل على تعزيز العقد الاجتماعي المهم، بينما تتسبب الحكومات التي تتجاهل تلك المظالم على تقويض العقد الاجتماعي في الداخل. وبالنسبة للجزء الأكثر أهمية، فإننا نلاحظ استجابات غير متوائمة مع الواقع كثيرًا. بكل تأكيد، فلنلقِ نظرة على سوريا: سبقت الثورة هناك حالة من أسوأ أربع سنوات من الجفاف في التاريخ الحديث للبلاد، مما دفع بنحو مليون من المزارعين والرعاة خارج أراضيهم، إلى الهجرة للمدن، حيث عجزت حكومة بشار الأسد تماما عن مساعدتهم، مما ساعد على تأجيج أحداث الثورة. وفي حين أن معظم دول منطقة الشرق الأوسط تشهد اضطرابات، فإن الطبيعة غير ساكنة أو ساكتة؛ فالطبيعة لا تعنيها السياسة في شيء - بل جل اهتمامها في الفيزياء والأحياء والكيمياء. وإذا ما اتخذت تلك الأشياء المسار الخاطئ، فسوف تضرب بتلك الدول عرض الحائط.والنسق الوحيد الذي سوف ينقذهم هو «حماية البيئة» - ألا فلتدركوا أنه ليس هناك ماء شيعي وآخر سني، بل هناك فقط «المشاعات»؛ المياه التي يتشارك فيها الجميع، على اختلاف النظم البيئية بينهم، وما لم يعملوا ويتعاونوا معًا في إدارتها والمحافظة عليها (وكلنا نتعامل ونعاني من التغيرات المناخية)، فإن الدمار البيئي واسع النطاق في انتظارنا جميعا.* خدمة {نيويورك تايمز}

 

قصة «الممر الإلزامي».. من ألفها إلى يائها!

محمد مشموشي/المستقبل/23 آب/15

كان الحوار الاعلامي، وحتى من المنابر الخطابية، بين «حزب الله» وحليفه الاستراتيجي «التيار الوطني الحر» في الأسبوع الماضي، مدعاة لعدد من التساؤلات وعلامات الاستفهام، ليس فقط عن طبيعة العلاقات بينهما في هذه المرحلة انما أيضا عما اذا كان حوارهما السياسي قد توقف لسبب ما، أو هو قد جمد بقرار بانتظار ما ستسفر عنه صفقة الاتفاق النووي بين ايران والدول الـ6 الكبرى في العالم دوليا وايرانيا واقليميا، وبالتالي لبنانيا. بداية الحوار العلني هذا، جاءت في عبارة من خارج السياق قالها رئيس التيار العماد ميشال عون، بعد نزول أول الى الشارع ردا على ما سماه «تهريب» قرار التمديد للقيادات الأمنية والعسكرية، هي ان «حزب الله» لا يدافع في سوريا عن نفسه فقط انما أيضا عن المسيحيين في لبنان وسوريا كما في المنطقة كلها. وكانت العبارة من خارج السياق، لأن التظاهرة «السيارة» اصطدمت يومها بالقوى الأمنية ما أدى الى حملة شنيعة من عون على قائد الجيش العماد جان قهوجي، وحتى على المؤسسة العسكرية كلها، بدعوى أنهما هما اللذان تصديا للمتظاهرين فيما أكدت صور التلفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي أن نواب التيار هم الذين بادروا للاعتداء على القوى العسكرية. وفي كل حال، لم تكن المناسبة تستدعي حديثا عن «حزب الله» ولا عن حربه في سوريا، فضلا عن دفاعه عن المسيحيين أو حتى عن «حقوقهم»...شعار عون الأخير للتغطية على حروبه الرئاسية والتوظيفية والتعطيلية لعمل الحكومة ومجلس النواب.

لم تمر أيام قليلة على ذلك، حتى كان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله يرد على «تحية» عون هذه، ولكن بكلمات أثارت من التساؤلات لدى عون وتياره، فضلا عن المراقبين، أكثر مما أدت الى شعور بالاطمئنان...لا سيما وأن أحدا في التيار، أو من المراقبين، لم يكن يصدق أن التمديد للضباط الأربعة تم من دون موافقة الحزب، أو أقله عدم الاعتراض عليه، بالرغم من موقف عون وممثليه في الحكومة الرافض، والمهدد بالويل والثبور في ما لو اتخذ قرار من هذا النوع وجرى تمريره بمثل السهولة التي مر بها.

قال نصرالله، في احتفال وادي الحجير بمناسبة ذكرى النصر في تموز/آب العام 2006، ان العماد ميشال عون «ممر الزامي» الى رئاسة الجمهورية وحتى لعمل الحكومة ومجلس النواب. الا أنه أضاف الى ذلك، وعلى عكس موقف عون الرافض لذلك، أنه يدعوه للموافقة على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب وتسهيل عمل الحكومة «لأن لا خيار لنا سوى الدولة...والدولة وحدها هي التي تصون الجميع وتدافع عنهم» كما قال، وان قرن ذلك باعلان ان عدم مشاركة الحزب وأطراف 8 آذار الأخرى في تظاهرات عون الاعتراضية قد لا يستمر طويلا في ما لو بقيت الحال على ما هي عليه في المستقبل.

ولأن نصرالله لم يردد لازمته الأثيرة عن «مرشحنا الذي تعرفون الحرف الأول من اسمه»، ولا الكلام الأكثر صراحة بلسان نائبه الشيخ نعيم قاسم عن «العماد عون الذي لا ينقصه سوى أن تنزلوا الى مجلس النواب لانتخابه»، فقد خرج عضو التيار الوزير السابق سليم جريصاتي من أول اجتماع للتيار بعد خطاب نصرالله ليعلن باسم المجتمعين «ان الممر الى رئاسة الجمهورية مقفل... لكن بالدستور وبالقانون«.

وليس خافيا أن هذا الكلام جاء ردا على عبارة نصرالله عن «الممر الالزامي»، وان ذهب الى أن ما يسميه «الدستور» أو «القانون»(أي دستور وقانون؟!) هو ما يجعل هذا الممر مقفلا طيلة أكثر من أربعة عشر شهرا حتى الآن.

هذا الموقف تحديدا، اضافة الى ما سجلته أوساط سياسية وحزبية ومن قوى 8 آذار بالذات عن تراجع دعم «حزب الله» لمواقف عون من الرئاسة وفي داخل الحكومة، هو ما دفع نصرالله الى استغلال مناسبة لقائه مجلس أمناء «جامعة المعارف» ليقول كلمته الأخيرة في الموضوع.

في هذه الكلمة، عاد نصرالله الى ما يشبه كلامه القديم عن «رئاسة» عون وان لم يكن بالقوة أو بالحدة ذاتها. قال ان عون «مرشح طبيعي وقوي لرئاسة الجمهورية وله قاعدة تمثيل عريضة، ونحن كنا وما زلنا وسنبقى ندعم هذا الترشيح«.

وفي ما بدا أنه توضيح لخطابه في وادي الحجير، وللرد على ما تردد عن تراجع دعمه لعون، قال نصرالله: «انهم(يقصد أطراف 14 آذار) من أجل أن يستوعبوا الموقف القوي الذي عُرض بهذه المعادلة الداخلية إلى جانب التيار الوطني والعماد عون، ذهبوا إلى المكان الذي فسروا فيه ما يُفيد التوهين، مع العلم أنّ العبارة لا تفيد ذلك، وهذه واحدة من مشاكلنا معهم«. وبحسب اعلام الحزب، فقد استخدم نصرالله في حديثه مع أمناء الجامعة العبارات التالية(هكذا بالحرف) «عندما نقول إن العماد ميشال عون ممر إلزامي، فهذا لا يعني أنه لم يعد مرشحاً، هو ممر إلزامي، سواء كان مرشحاً أم لم يكن، يعني هي أعم، وبالتالي أنا أثبّته كممر إلزامي، وهذا ليس لازمه أنه لم يعد مرشحاً، يعني(لا يمكن تفسير الأمر بهذا الشكل) في المنطق ولا في الفهم، ولكن هم يريدون أن يفسروا الأمور هكذا«.

ماذا يعني هذا التسلسل، بل عمليا هذا اللبس، في مواقف الحليفين من مسألة رئاسة الجمهورية في المرحلة الحالية؟. واقع الحال أن كليهما يتصرف على أساس أن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور، وأنهما لا يريدان بدورهما اجراء هذه الانتخابات، لكن الأمر بالنسبة للعماد عون يتجاوز ذلك الى ما هو أكثر: محاولة الظهور في صورة من لا يزال يملك أوراقا بالرغم من الخسائر التي لحقت به هنا وهناك في الفترة السابقة. ولم يفعل «حزب الله»، المهتم على الدوام بتغطية عون في معاركه الخاصة، الا أنه سارع الى نجدته أمام البقية الباقية من الرأي العام المسيحي التي بدأت تتساءل عن حقيقة موقفه، وان أدت السرعة في ذلك الى التباسات حاول لاحقا ازالتها بهذه العبارة أو تلك. لكن أين هي الحقيقة؟. الالتباس سيبقى سيد الموقف.. وتحديدا الى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في موقف «الولي الفقيه» الايراني من قضايا المنطقة في سوريا والعراق ولبنان وغيرها. والالتباس هنا ليس من دون معنى، حتى وان اعتبره البعض مجرد تمرير للوقت!.

 

مؤامرة «الوطن المسيحي»!!

ميرفت سيوفي/الشرق/22 آب/15

نختم اليوم بمقالة رابعة ما كنّا بدأناه على مدى مقالات ثلاث عن «حكم الشيعة للبنان حتى العام 1760 وتعيين الحاكم الشيعي لبطريرك وتثبيه في منصبه، ولحديث الأكثرية الشيعيّة والأقليّة القليلة من المسيحيين»، ونعتبر أن هذه المقالات الأربع ـ تماماً كما حذرنا منذ العام 2010 من الخطر الذي يتهدّد المملكة العربية السعودية من بوابة اليمن عبر مقالات أربع أيضاً حذرّنا فيها من مخطط «يمن خوش هال، والذي جرى تطبيقه هذا العام ـ الحديث منذ العام 2008 عبر كتاب «تاريخ الشيعة في لبنان» للدكتور سعدون حمادة.

وبعد صدور الكتاب في العام 2008 عن دار الخيال، هناك من اجْتَهَدَ لتكريسه أطروحة ومرجعاً أكاديميّاً عبر الباحث الأكاديمي الكندي «ستيفان وينتر» وكتابه «شيعة لبنان في ظل الحكم العثماني 1516 ـ 1788» والصادر في العام 2010  كلّ هذه مجتمعةً، «تشكّل نُذراً خطيرةً لما ينتظرُ لبنان بمسيحيّيه خصوصاً، وأنّ كلّ ما يحدث سيقود إلى «مؤتمرٍ تأسيسي» ينتزع من المسيحيّين اللبنانيّين حقّ المناصفة وهو حقّ من حقوقهم ضمنه الطائف الذي عطّل الاحتلال السوري تطبيقه، وللأسف تورّط كلّ الذين تعاقبوا على الرئاسات الثلاث في التغاضي عن ذكر الطائف، إلا متى احتاج نظام الوصاية السوري لهزّ عصا إلغاء الطائفيّة لصخرة لبنان وبطريرك استقلاله الثاني مار نصرالله بطرس صفير ـ أطال الله عمره ـ كلّما ذكّر مطالباً بالانسحاب السوري وتطبيق الاتفاق…

يتحدث د. سعدون حمادة في كتابه عن حصوله على 845 وثيقة من شأنها ان تكشف وتكتب تاريخاً جديداً للبنان غير الذي نعرفه، ومن هذا الذي لا نعرفه والمدسوس كذباً على تاريخنا ينقل حمادة في كتابه «مما لا نعرفه او نعرفه مغلوطاً معركة عنجر وهي الكذبة الكبيرة فهذه المعركة حصلت بين الجيش العثماني والشيعة، ولكن هناك من قلب هذه الواقعة وجعلها بين فخر الدين والعثمانيين، وكان قائد المعركة منذر الحرفوش بينما فخر الدين باعتباره حاكم جبل الشوف ومعيناً من الدولة العثمانية فقد قاتل الى جانب الجيش العثماني، بينما التاريخ الذي نقرأه اليوم يقول ان المعركة حصلت بين فخر الدين وبين العثمانيين والامير يونس الحرفوش الشيعي وقف الى جانب العثمانيين، ونقلاً عن وثيقة للقنصل الفرنسي في ذلك الحين، فإن اربعة آلاف عسكري شيعي خاضوا معركة عنجر ضد العثمانيين»…

ويروي حمادة تاريخ «الجمهوريّة الشيعيّة» التي نشأت في لبنان  وحمت اسم انتهت الثورة سنة 1710 ونشأت بعدها «جمهورية العصاة الحرة» وأنها استمرت حتى العام 1760 تاريخ بدء حملة عسكرية عثمانية واسعة ضد الوجود الشيعي في لبنان، فانهارت بعدها جمهوريتهم وبدأ حكمهم ومن ثم وجودهم بالانحسار في مختلف المناطق، فشرّدوا وهجّروا من أماكنهم، وتعرضوا لموجات إبادة واقتلاع».

ومباشرة بعد هذه الرواية يسرد الكاتب أسباب قيام الحملة العثمانية على «جمهوريّة العصاة»، ثم يردّها إلى إنشاء وطنٍ قوميَ مسيحيي، وهنا سنبرز ما نصّ عليه الكاتب في تاريخه: «حصل اتفاق دولي بين البابوية وفرنسا والدولة العثمانية، على اثر بروز فكرة أوروبية بإنشاء دولة في لبنان شبيهة ببعض الدول البلقانية التي كانت تتمتع ببعض الاستقلال الذاتي، وتكون مسيحية الوجه والتوجه، وموالية للغرب».

وهنا ننبّه الى خطورة الكلام الآتي والذي قاله سعدون حمادة في لقاء صحافي: «هذا يفسر مقولة لبنان ذو وجه عربي، أيّ له وجه آخر غربي، ويفسّر أصل الدعوات المتداولة لإنشاء الوطن المسيحي في لبنان، أنا أقول ما ورد في الوثائق، وفي هذه الوثائق أنّ أوّل من فكّر، أو أنّ صاحب فكرة إنشاء دويلة مسيحيّة هو قنصل فرنسا في حلب فرنسوا بيكيت الذي كان له مراسلات ديبلوماسية عديدة في هذا الشأن مع فرنسا والبابوية التي كان يوجد فيها مركز أو دائرة اسمها «مجمع الإيمان» او «البروباغندا» وقد تبنى هذه الفكرة لبناني لامع كان له دور كبير في الكنيسة البابوية هو سمعان السمعاني وكان يجيد أكثر من سبع لغات، وبتأثير منه بدأ العمل على فكرة انشاء دويلة مسيحية، او «بيت ماروني» أو «وطن قومي» ومن ثمّ لقيت هذه الفكرة تأييداً من مسؤولين كبار في فرنسا منهم وزير الخارجية حينها الكونت دي جوفنيل، والكاردينال بازاران الذي اعتبر هذه الفكرة أمراً هاماً وحيوياً لأوروبا، ولم يعارضها السلطان العثماني لأن مبالغ طائلة من المال عرضت عليه».

هذا الكلام يقود إلى معادلة واحدة يطرحها الكاتب «مواربة» أو «تقيّة» بأنّ لبنان الوطن المسيحي قام على أنقاض «جمهوريّة الشيعة العصاة»، وأنّ الوقت قد حان لاسترداد «جمهوريّة الشيعة»، هذا إن قامت لهم جمهوريّة في الحقيقة!!

أختم فأقول: من دون مسيحيي لبنان لا وجود للبنان بأي طائفة حكمته هم أصله وحماته وحماة العرب بلغتهم وقرآنهم، وهم أصل لبنان ومؤسسوه، وكلبنانية من مسلميه السُنّة، أرفض أن أعيش في وطن لا كنائس تقرع أجراسها فيه، أرفض العيش في وطن بلا أديرة وبلا رهبان وراهبات وبلا أهلي وإخواني مسيحيي لبنان وشركائي في هذا الوطن، لن يكون في لبنان «مؤتمر تأسيسي»، بصرف النظر عن الأحاديث التاريخية الشيعيّة ووثائقها  التي لم تنشر بعد، وللمناسبة هي لن تقلب تاريخ لبنان ولن تعيد كتابة تاريخه!!

 

الجنرال في عزّ معاركه... هل احتسبها جيّداً في محرابه؟

نبيل بومنصف/النهار/22 آب 2015

تراصف الشامتون الأكثر من ان يحصروا بالعماد ميشال عون وراء مجموعة التباسات بعضها واضح مكشوف وبعضها الآخر غامض يصعب تفسيره لانه باق في بال الجنرال ليطلقوا اسهم "التأسي" على احد أكبر التيارات المسيحية بعدما انتقل من مرتبة التيار "الثائر" على كل تقليد وموروث لدى الاحزاب الكلاسيكية اللبنانية الى الاصطفاف في ناديها طائعاً مختاراً. واذا كان اطلاق الاحكام المبكرة من اشد خصوم الجنرال ام من غلاة محبيه على تسليم "التيار الوطني الحر" بارادة زعيمه في انتقال رئاسة التيار الى جبران باسيل بالشكل الصادم الذي حصل امراً مشوباً بالتسرع والغرضية أيضاً، فإن ذلك لا ينفي اطلاقا تجاهل الوقائع الموضوعية التي جعلت هذا التطور يسلط الاضواء على ملابساته التي جاءت في توقيت شديد التوهج بفعل النمط العوني المألوف في ادارة مجموعة معارك في وقت واحد دونما تهيب من التداعيات والحسابات والنتائج التي تترتب غالباً على هذا النمط. والواقع ان العماد عون أذهل أساساً الكثيرين من متابعي خطواته بإقدامه على قرار نقل رئاسة التيار الى صهره وزير الخارجية الذي لا يحتاج الامر الى كثير شروح لتبيان مكانته الشخصية والعائلية لدى الجنرال. وفي اعتقاد هؤلاء ان ثمة قطبة مخفية لا تزال غامضة للغاية في قرار الجنرال الذي كان يمكنه ان يبقي رئاسة التيار مقترنة بالزعامة العونية الشخصية التي يستحيل فصلها في انتماء العونيين الى تيارهم والا تسبب الامر بالشروخ الكبيرة وغير المحسوبة وهذا ما يخشى ان يكون قد بدأ فعلا. البعض الآخر من مؤيدي الخطوة يعتبرون انه ينبغي الاعتراف للجنرال بشجاعة قراره ولكن هذه الشجاعة فقدت الكثير من بريقها لدى انحراف العملية الانتخابية الديموقراطية الحزبية عن أصولها وراحت نحو التوريث المقنع بزي التوافق على تزكية جبران باسيل على حساب فئات مهمة جدا من المناضلين العونيين ذوي الباع الطويلة في مراس هذا التيار.

الامر الآخر الذي لا يقل اهمية واثارة للجدل يتمثل في التقصي عن حقيقة الرؤية التي توافرت لدى الجنرال بازاء تطورين استثنائين متلازمين برزا لدى انصاره في استحقاقين منفصلين ومتعاقبين وكشفا خللاً غير مألوف لدى هذا التيار الذي ذاع صيته سابقا كاحد الافرقاء الأكثر قابلية للتحشيد الشعبي. الاول كان في مفاجأة انكشاف وجود معارضة واسعة داخل التيار لرئاسة جبران باسيل وكذلك لمخالفة مبدأ اتباع التوريث التقليدي ولو ان هذه الشرائح المعارضة اضطرت الى مجاراة ترشيح النائب ألان عون وهو ابن شقيقة الجنرال لكن على قاعدة تنافس انتخابي حقيقي من شأنه لو استمر ان يوفر شرعية اوسع لانتقال الرئاسة الى أي من المرشحين. اما التطور الثاني الذي اكتسب أيضاً دلالة مهمة، وهذه المرة على المستوى السياسي الاوسع من المعركة الحزبية، فكان في صدمة عدم اقبال انصار التيار بالشكل الذي كان منتظراً على التظاهرات التي دعا اليها الجنرال في معركته السياسية المتعددة العناوين والشعارات والمطالب. بدا من خلال التطورين ان التيار صار في مكان آخر حيال وسائل التعبير عن تطلعاته ولو ان ولاءه لزعيمه لم يتبدل.

واذا كان من دلالة معبرة على عمق التفاعلات العونية التي اثارتها التسوية المكلفة التي جاءت بباسيل رئيسا للتيار، فهي في ذهاب احد المعارضين الذين استقالوا تواً بعد اجتماع الرابية الحزبي الذي انتهى الى تثبيت رئاسة باسيل الى التمييز بين ما سماه الناشط المعارض "حزب جبران باسيل" وتيار العماد عون. وهو امر يحمل كل الدلالات المعبرة عن نقلة أو حتى مغامرة شديدة الدقة في مسار التيار تحمل الرئيس "المعين" الجديد مسؤولية هائلة في اثبات استحقاقه لكل ما فعله الزعيم العوني لنقل الرئاسة اليه.

أما في قراءة الانعكاسات الاخرى للخطوة على مسار المعارك السياسية التي يخوضها العماد عون، فإن الامر لا يزال واقعيا مشوبا بالتسرع. ومع ذلك يصعب تجاهل امور اساسية حيوية وفورية يجري تداولها على نحو طبيعي بإزاء تطور يتصل بزعيم يصر على البقاء متقدما الاضواء واضعا نفسه من دون تهيب في عين عواصف كثيرة. ثمة هنا من يتساءل هل احتسبت هذه الخطوة تماما من منظار التناقض الذي تثيره بين احد اشهر الاقتراحات العونية المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة وبين تزكية صادمة لرئيس التيار الذي يحمل هذا الطرح المتقدم؟ وهل احتسبت الخطوة بمقدار عال من الاستشراف من منظار ما يمكن ان تتركه من ارتدادات سلبية على معركة الترشح الدائم الشرعي المسلم به للجنرال، بصرف النظر عن المعارضة القوية لاساليبه، لجهة اعتماد "التوافق" الاشبه بالتعيين والتزكية في تياره فيما يرفض الجنرال أي توافق على انتخاب رئيس للجمهورية لا يمر بالتسليم بوصوله الى قصر بعبدا؟ ام ترانا امام استدارة عونية تعبر عن نفسها بصمت الجنرال الذي لا يبلغ كلمة سره الى اقرب المقربين بالجنوح نحو تقليد سياسي بدأ بالتيار وربما تأتي فصوله اللاحقة تباعا اقتصاصا من نظام ناهضه الزعيم العوني منذ أكثر من ربع قرن ولم ينجح في هزيمته فبدأ التكيف معه بسياسة الجرعات الصادمة؟

 

نعم لإحياء "حوار" الحريري - عون

علي حماده/النهار/22 آب 2015

الدعوة التي أطلقها "حزب الله" أخيراً إلى "تيار المستقبل" لفتح حوار مع "التيار الوطني الحر" جيدة على قاعدة ان قنوات الاتصال بين القوى السياسية اللبنانية يجب أن تبقى مفتوحة مهما توسّعت بينها في مرحلة من المراحل شقة الخلاف. "الحوار" بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" يجب أن يعود، بعدما انقطع إثر وصوله إلى ساعة الحقيقة بالنسبة إلى موضوعي ترشح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ثم خوضه حملة لإيصال صهره شامل روكز إلى قيادة الجيش. انقطع "الحوار" بعدما فهم عون أن "تيار المستقبل" لا يسعه تأييده للوصول إلى الرئاسة، رغم انه تبلّغ مرارا ان طريق بعبدا لا تفتح إلا بإعادة تموضع عون سياسياً، بحيث يخرج اولا من اصطفافه السياسي خلف "حزب الله" العامل ضمن محور يمتد من طهران إلى حارة حريك مرورا بالقرداحة، وهذا ما يحول دون تأييد القوى الاستقلالية له. وتبلّغ عون أيضاً ان الاستحصال على تأييد القوى المسيحية الكبرى في التيار الاستقلالي شرط أساسي لتصب أصوات "تيار المستقبل" التي تزيد على الثلاثين في مجلس النواب خلفه. وكانت الحكمة من هذه "الشروط" أن عون يجب أن يصير مرشحاً جامعاً وممثلاً لأوسع توافق لبناني، باعتبار أن رئاسة الجمهورية هي رأس الدولة ورمز لبنان الواحد قبل أن تكون منصباً مسيحياً. وتأزمت العلاقات أكثر بعدما التفّ عون على المعركة الرئاسية (المعطلة) ليخوض معركة إيصال صهره إلى قيادة الجيش في الوقت الضائع، مستهدفاً إطاحة مرشح جدي هو قائد الجيش الحالي جان قهوجي. معظم العارفين الذين تابعوا التحسّن الكبير في العلاقات بين عون والحريري، كانوا يدركون ان عون هادن في الشكل، لكنه لم يغير في العمق طبيعة اصطفافه خلف "حزب الله"، وأن "الهدنة" التي انتهجها في خطابه السياسي مع "تيار المستقبل" ومختلف القوى الاستقلالية كانت مرحلية بهدف تسهيل وصوله إلى هدفه. فعون لم يتغيّر إلا ظاهريا، إلى درجة أنه، رغم "حواره" مع حزب "القوات اللبنانية" لم يستطع انتزاع تأييد أي طرف من القوى الاستقلالية المسيحية له رئيساً.

صحيح ان "الحوار" مع عون اثمر خلال فترة تشكل الحكومة الحالية، ثم تسهيلاً لأعمال الحكومة، وهذا جيد، لكنه لم يرقَ مرة واحدة إلى معطى ثابت وراسخ يمكن البناء عليه لتصور عون رئيسا للجمهورية، أو حتى صهره قائداً للجيش الذي يخوض اختبارا تاريخيا شديد الخطورة والحساسية. لكن رغم ما اسلفنا، نقول ألا مناص من "الحوار" بين القوى السياسية اللبنانية. وهذا ينطبق على كل من "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" اللذين ينبغي ان يتجاوزا مرحلة عدم الاتفاق على عون رئيساً، أو روكز قائدا للجيش، ليركزا على ما يمكن التوافق عليه من قضايا تهم المواطن اللبناني في حياته اليومية. من هنا دعوتنا إلى إحياء "الحوار"، ولكن من دون وعود!

 

حزب الله" يغرق وإيران تبتعد

احمد عياش/النهار/22 آب 2015

ما أوردته مجلة "الايكونوميست" البريطانية في عددها الجديد عن تورط "حزب الله" في الحرب السورية لا يفشي سرا بل يضيف شواهد. فقد نقلت المجلة عن مجنّد في قوات الحزب من الضاحية الجنوبية لبيروت أن عربات مكتظة بالمقاتلين الجدد تنطلق يوميا الى سوريا. وقال: "إن أعداد الجنود الجدد الذين ندرّبهم ونرسلهم الى سوريا غير مسبوقة". في البقاع، حيث جبهة الزبداني المشتعلة والمجاورة للبنان، تتعدد روايات مقاتلي الحزب الذين يعودون في إجازات قبل التحاقهم مجددا بهذه الجبهة. فأحد هؤلاء يقول لأقربائه انه خلال فترة الهدنة التي شهدتها معارك الزبداني في الآونة الاخيرة كان مقاتلو الحزب يتحدثون عن قرب مع مقاتلي المعارضة السورية. وأوضح أنه فوجئ أن "عدوه" الذي يتمترس قبالته رجل طاعن في السن والذي تكشف عن عمره لحيته البيضاء. ويخلص مقاتل الحزب الى القول: "إذا أردنا أن نسيّطر على الزبداني علينا أن نخوض القتال فيها من مبنى الى آخر". لم تطو بعد صفحة عدم زيارة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لضريح القائد العسكري في "حزب الله" عماد مغنية خلال وجود الوزير ظريف أخيرا في لبنان. فهذه الواقعة لا تزال تتفاعل في أوساط الحزب لما تنطوي عليه من دلالات، ومنها أن إيران بقيادة الرئيس حسن روحاني تتحضّر بعد اجتياز مرحلة التصديق على الاتفاق النووي في واشنطن وطهران لترتيب شؤون البيت الايراني الداخلي على عكس ما يروّج له المحافظون من أن أولويات إيران ستبقى خارجية. وفي هذا السياق بدأت إدارة الرئيس روحاني تخطط لما ستفعله بمليارات الدولارات التي ستعود الى إيران بعد رفع العقوبات انطلاقا من أن هذه المبالغ لا تتجاوز ربع ما تحتاج اليه عملية الانقاذ الفورية للاقتصاد الايراني والتي تبلغ كلفتها بحسب خبراء في بيروت أكثر من 500 مليار دولار أميركي. في اختصار، ان ما كان يهمّ وزير خارجية إيران أن يبقى مسار الاتفاق النووي مفتوحا فلا يجري إغلاقه بذريعة أميركية تتهم إيران بأنها تحتضن الارهاب بالرغم من أن المتهم به (مغنية) صار في العالم الآخر. لا زال كثيرون يتذكرون حقبة الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي الذي سعى ولم ينجح لتليين علاقات بلاده مع الغرب بسبب صعود نجم التشدد في إيران والولايات المتحدة الاميركية على السواء. ومن إبداعاته الفكرية في ذلك الوقت "حوار الحضارات" بدلا من "صراع الحضارات" وهي المقولة الشهيرة للمفكر الاميركي صامويل هنتنغتون. واليوم ابتدع الرئيس الايراني روحاني عبارة "قمر إسلامي" لتحلّ مكان عبارة "الهلال الشيعي" التي استخدمها العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني عام 2004 ليشير الى منطقة النفوذ الايراني الممتدة بين بحر قزوين والبحر الابيض المتوسط. وبحسب صحيفة "الوفاق" الايرانية فإن أساس ما يدعو اليه روحاني هو "المنطق والحوار الذي تنبثق منه قوة إيران وليس النهج القائم على أساس قوة العضلات والسلاح...".

 

التجربة العونية تُسلّط الأضواء على الأحزاب الإنهاك يضرب الجميع مع تداعيات الفراغ

روزانا بومنصف/النهار/22 آب 2015

كشفت التجربة التي لم يخضها "التيار الوطني الحر" في انتخابات داخلية كان يفترض انها الاولى في تاريخه وتجنبها بالذهاب الى التوافق حرصا على عدم انقسامه في أزمة عميقة لا تقتصر على التيار وحده فحسب بل تشمل سائر الزعامات السياسية كما الاحزاب وزعماء الطوائف والطوائف نفسها. لكن كون التيار تجاوز الاستحقاق الانتخابي الذي كان مترتبا عليه متجاوزا شعارات يحاول ان يطبقها بالضغط على البلد لجهة ان يقول الشعب كلمته فينتخب رئيس الجمهورية مباشرة أو رفض التمديد لمجلس النواب ولسائر القيادات في الوقت الذي لا يستطيع أو يرفض تطبيقها على اهل بيته انما يعكس معايير مزدوجة أو على الاقل فان بين الشعارات والممارسة هوة شاسعة لجهة التساؤل لماذا يوفر العماد ميشال عون على بيته تجربة يفترض ان تكون ديموقراطية في الوقت الذي يعطل البلد لرفضه التوافق على رئيس جديد للجمهورية متجاوزا الاتفاق أو التوافق ما لم يسبغه على نفسه؟ وهو كان اسبغ على تياره طابعا ديموقراطيا مختلفا عن سائر الاحزاب الاخرى على رغم التوقع المسبق والمزمن لتوريث صهره جبران باسيل رئاسة التيار، لكنه اظهر انه يحاول ان يغلف تياره بإطار براق مختلف ليس الا. ثمة ظواهر انهاك تضرب الاحزاب استبق النائب وليد جنبلاط التوصيف في شأنها. لا مظلة فوق رأس أي منها في هذه المرحلة. وهذا الانهاك الذي يعتبره البعض افلاسا ينسحب على الجميع من دون استثناء تقريبا ولو فتحت الباب على ذلك التجربة العونية التي احتلت الواجهة في الاسابيع الاخيرة من باب تظاهرات لم يتم الاستجابة لها ومن باب انتخابات تهيب زعيم التيار اجراءها خشية تشرذم تياره. انهكت أزمة الفراغ المستمرة في الموقع الرئاسي الاول وعدم انتظام عمل المؤسسات الدستورية الجميع انطلاقا من ان الانتظام الدستوري للدولة هو من يحميهم جميعا ويحمي العمل السياسي للاحزاب لجهة تأطير حركتها وطموحاتها. وفي غياب هذا الانتظام وتنطح كل فريق أو حزب أو طائفة لفرض اجندته الخاصة ومصالحه، فان غالبية هؤلاء باتوا عرضة للاستنزاف في ظل انعدام أي اوراق يمكن ان يقدموها الى اللبنانيين وعجزهم الكلي عن المبادرة في ظل انتظار ممض للخارج لكي يعطي كلمة السر لانطلاق العملية السياسية في البلد. ففي موازاة هذا العجز ثمة هامش كبير متاح امام سياسات كيدية تهمل شؤون المواطنين وتزدري بحقوقهم ومصالحهم ومستقبلهم ما ساهم في المس بصدقية المطالب التي يرفعها البعض منهم وربما احقية هذه المطالب كما هي حال التيار الوطني الحر مثلا.

فالعناوين التي اطلقها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اخيرا واستقطبت كل الاهتمام لجهة الموقف من ترشح العماد عون حجبت "الانتصارات" المفترضة الموعودة للحزب ليس فقط في سوريا وعلى الحدود بل في دعم الحوثيين في اليمن والخسارة المرتقبة والمؤكدة للمملكة العربية السعودية كما كان قد قال والتي تسبب من خلالها بتوتر مع دول الخليج، فيما قوافل الشهداء الشباب من الحزب تظهر حجم ضريبة الدم التي يدفعها والاستنزاف الذي يعيشه على وقع تسيّب شارعي لا يمكن اغفاله في بعض مناطقه. وتاليا ذهب الامين العام للحزب في موضوع الرئاسة الى ما يشغل اللبنانيين عن وعوده الاخرى ويحيد انظاره عما يفترض حصوله من انتصارات وعد بتحقيقها بسرعة في المجال السوري والعربي. لم يسأله احد كما لم يعد احد يولي ضرورة انسحابه من سوريا اهتماما اوليا وترك وحده يبرر لجمهوره ومناصريه العدد المتزايد من الشهداء بين صفوفه في مقابل تراجع الحماسة الداخلية لجهة المخاوف التي اثارها في حملته على التكفيريين في عرسال أو جرودها.

واذا كان الاستنزاف يطاول الافرقاء السياسيين الذين في الواجهة اكثر من غيرهم فضلا عن ان الخسائر الكبيرة تتناسب غالبا والحجم السياسي أيضاً، فان تيار المستقبل ينتقل من تحد الى آخر ان على المستوى الداخلي للتيار أو على مستوى حضوره وقدرته على المبادرة السياسية. ثمة مشكلات مادية تثقل كاهل هذا التيار لكن على كتفه حمّالا من ضمن طائفته في ممارسة القدرة على قيادة جمهوره هو الآخر في ظل انتقادات وانقسامات لم تعد خافية بحيث بات غياب الرئيس سعد الحريري لأسباب مبررة في الغالب عاملا يساهم ليس في الفراغ في الساحة السياسية بل أيضاً من ضمن تياره لجهة حضوره السياسي وفاعليته من دون اهمال تعرضه لحملات سياسية تنجح في استقطاب العداء له في بعض الاوساط أو الطوائف ومن دون اهمال تفجر ملفات مؤذية كملف النفايات الذي طاول تياره بنسبة كبيرة كما طاول النائب وليد جنبلاط وتسبّبت بأذية سياسية لهما. وحدّث ولا حرج عن حال كل من قوى 8 و14 آذار والاهتراء الذي طاول كل منهما وساهمت فيه حال الافرقاء بالمفرق والجملة في هذا الجانب أو ذاك، لكن التباينات يتم اخفاؤها في حين انها باتت كبيرة. وهذا الاهتراء للفريقين الكبيرين الاساسيين (ثمة من يقول انهما لم يعودا قائمين فعلا) كان ليكون في الواجهة لولا ان حال الاصطفاف السياسي لا تزال العامل الاقوى الذي يشد بعض القواعد الشعبية التي ضعفت بدورها نتيجة غياب الرؤية والقيادة والمشروع السياسي.

 

خريف السلطان

سميح صعب/النهار/22 آب 2015

الانتحابات المبكرة في الاول من تشرين الثاني هي الرهان الوحيد للرئيس التركي رجب طيب اردوغان للعودة بقوة الى الامساك بالسلطة ومحو آثار الخيبة التي حصدها في انتخابات 7 حزيران الماضي. لكن الرجل يريدها انتخابات تحت النار أملا في شد عصب الناخبين حول حزب العدالة والتنمية مجددا. فلو جرت الانتخابات في ظل الظروف التي جرت فيها الانتخابات الاخيرة لكانت ستسفر على الارجح عن النتائج ذاتها. لذلك كان لا بد من ايجاد ظروف مختلفة الغاية منها تمكين العدالة والتنمية من الحكم منفردا كما كان يفعل منذ 2002.

الظروف الجديدة اقتضت ان يعلن اردوغان لفظيا الحرب على تنظيم "داعش" وان يحرك آلته الحربية فعلاً نحو "حزب العمال الكردستاني" وان يخطط لاقامة "مناطق آمنة" في شمال سوريا غايتها قطع الطريق على قيام اي تواصل جغرافي بين المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في سوريا. وهدف ذلك منع نشوء اي كيان سياسي للاكراد على الشريط الحدودي السوري المقابل للاراضي التركية بما يشجع اكراد تركيا على رفع سقف مطالبهم مستقبلا. وقد شكل الفوز الساحق لحزب الشعوب الديموقراطي الكردي في الانتخابات التركية في حزيران، رسالة لا لبس فيها عن المستوى الذي بلغته اليقظة السياسية للاكراد في تركيا. هذا الواقع الجديد دفع اردوغان الى معاودة الحرب على "حزب العمال الكردستاني" لتوجيه رسالة بالنار الى اكراد تركيا مفادها ان انقرة لا تزال غير مستعدة للتعامل مع الطموحات السياسية للاكراد سواء في تركيا او في سوريا او في العراق. ومقابل التصعيد ضد الاكراد دفع اردوغان ثمنا عسكريا وسياسيا للولايات المتحدة تمثل في فتح القواعد العسكرية التركية ولا سيما منها قاعدة انجرليك امام المقاتلات الاميركية التي تشن غارات على مواقع "داعش" في سوريا والعراق بعدما كان الرئيس التركي يعارض المطالبة الاميركية له بفتح قواعده العسكرية امام مقاتلات الائتلاف الدولي لمحاربة التنظيم الجهادي. وهكذا يخطو اردوغان الى الانتخابات حاصلا على الرضا الاميركي وهو ما لم يكن متوافرا في انتخابات حزيران. كما انه يقاتل الاكراد في محاولة للتصالح مع القوميين الاتراك الذين كانوا ينتقدونه على اجرائه محادثات سلام مع زعيم "حزب العمال الكردستاني" المسجون عبدالله اوج الان. والى كل ذلك دخل اردوغان الحرب اسميا على تنظيم "داعش" بينما عينه لا تزال على اسقاط النظام السوري من طريق "المناطق الامنة" التي ستكون عمليا منطلقا للمعارضة السورية المسلحة من "جبهة النصرة" الى "احرار الشام" وسائر التنظيمات التي يوظفها اردوغان لتقويض النظام في دمشق. ومن كل هذه الظروف الجديدة التي لا يستثنى منها تهديد "داعش" لاردوغان قبل ايام، يحاول الرئيس التركي قلب نتائج انتخابات حزيران. فهل ينجح؟

 

تعا تْفَرَّج... تَعا شُوف"

هنري زغيب/النهار/22 آب 2015

في ما مضى، قبل عصر السينما والتلـﭭـزيون وثورة الإِنترنت وتطبيقاتها، كانت السلوى الرائجة بدائيةً ساذجةً عفوية، منها "صندوق الفرجة" يتكوَّم أَمامه الأَولاد حاشرين أُنوفَهم وعيونَهم في مناظير الصندوق الخشبيّ ليُتابعوا قصصاً بطوليةً عنترية يديرها بيده صاحب الصندوق وينادي "تَـعـا تْـفَـرَّج... تَـعـا شُـوف"، ومنها قصص "الحكَواتي" في المقاهي والسهرات يروي للحاضرين قصص عنترة والزير أَبو زيد الهلالي وأَبو ليلى المهلهل، و"يقطع بهم الحبل في منتصف الطريق" ليأْتوا في الليلة التالية فيكملَ لهم الرواية، ومنها مسرحُ الدُّمى الذي كان يستقطب جمهوراً من الأَولاد يتابعون قصصاً عبْر شخصيات تلك الدُّمى يحرِّكها من خلف الستارة بارعٌ علَّق في أَصابعه خيطانَ كلّ دمية، ويتلاعب بصوته كي يُـنَـقِّـلَ الحوار بين تلك الشخصيات. قصصٌ عتيقة طريفة ممتعة يَنده إِليها صاحبُها، خلَّدها عاشقُ بيروت شاعر الشعب عمر الزعني حين غنّى: "يا مَنَاظر عَ الشَّاشه... يا خدَّاعَه وغشَّاشِه... يا عروس بْـخَشْخاشِه... يا مصمودِه بالتابوت... يا ضيعانِك يا بيروت"، وغنّى: "شوف تفرَّج يا سلام... شوف أَحوالَك بالتَّمام... شوف قدامَك عجايِب... شوف قدامَك غرايِب، ...". ما الذي أَتى بي اليوم إِلى هذا الحديث؟

أَتى بي وضعٌ سياسيٌّ يُعيدنا إِلى تلك الحقبة الساذجة البدائية: "شُوف عَجايِب شُوف غرايِب": دُمى تُحرّكها خيطان من خلف الستارة، والشعب يصفّق ويتحمّس، ويؤَيّد ويعارض، وتكتُب الصحف، وينظِّر المنظِّرون، ويكثر المنجِّمون، ويحتشد على شاشات الـ"توك شو" المحلّلون السياسيون، ويُهَوْبِر في الشوارع الأَزلامُ المؤَيِّدون، والناس يصدِّقون أَنّ ذلك يجري بإِرادة زعمائهم يقرِّرون وينفِّذون ويهدّدون برفْع الأَصابع أَو برفْع الأَيدي أَو برفْع المعاصم، والشعب يتْبع ويصدّق ويناقش ويحترب ويتخاصم، و"أَصحاب القرار" ينبسِطون فَرَحاً واغتباطاً "لإِمساكِهم بالشارع" وتحَكُّمِهم بالشعب: هنا ساحة، هناك ساحة مقابلة، هنالك ساحات "مع" و"ضِد". لكنّ الجميع غير مدركين بأَنّ ما يجري ليس بإِرادة زعمائهم بل بأَيدي مَن هُم وراء الستارة يحرِّكون الدُّمى: في السياسة، في الأَمن، في القضاء، في مجلس النواب، في مجلس الوزراء، في الشغور الرئاسي، في تعطيل أُمور الدولة بتسييس كل شؤُونها،... جميعُهم تُحرّكهم خيطانُ مَن هُم وراءَ الستارة بين أَجهزة محلية أَو "جِيرانية" أَو إِقليمية أَو دولية: الأَصابع تُحرِّك الخيطان، الخيطان تُحرِّك الدمى، الدُّمى تُحرّك الشعب، والشعب يصفّق ويتحمّس و... يصدِّق بكل سذاجة. بالأَمس كان اسمُها "خيطان الدُّمى". اليوم صار اسمها "ريموت كونترول".لكنّ المشهد واحد، والمسرح واحد، والجمهور لا يزال هو هو. والمنادي هو هو، ولا يزال ينادي: "تَــعــا تْــفَــرَّج... تَــعــا شُــوف".

 

تفاءلوا...

الياس الديري/النهار/22 آب 2015

عدت من زيارة عين التينة بنسبة تفاؤل يصل ارتفاعها إلى التسعين في المئة، فيما انخفضت نسبة التشاؤم إلى ما دون العشرة في المئة. التفاؤل يُعدي على ما يبدو. فلمجرَّد قول الرئيس نبيه برّي بصوت واثق مصحوب بابتسامة "إن التشاؤم عندي بات دون العشرة في المئة"، أدركت أن لديه ما يطمئن، ويجعل زائره مطمئناً مثله. وإذا كنت قد آليت على نفسي أن أبوح للناس جميعهم بهذا التفاؤل، وأدعوهم لتلقّفه بثقة تامة، فلكونه صادراً عن رئيس مجلس النواب الذي يزن كلماته ويعرف مفعولها. وقد استأذنته سلفاً بإعلان هذا التفاؤل عبر "نهاريات"، لإدراكي مدى اهتمامه وحرصه على أن يكون اللبنانيّون متفائلين بمستقبل وطنهم، واستناداً إلى وقائع ومعطيات تدعم هذا الاتجاه التفاؤلي. يحرص الرئيس بري على تبيان الإيجابيات كما السلبيات على المسارات الأساسية، وبالنسبة إلى المؤسّسات الثلاث: رئاسة الجمهورية التي يبقى قصرها فارغاً إلى إشعار آخر. مجلس النواب الذي يجاهد على مختلف الجبهات لفتح أبوابه. ثم مجلس الوزراء الذي يأمل أن يتوصّل الرئيس تمام سلام إلى حلول تزيح العراقيل من طريق جلساته ومسؤولياته بصورة عامة. ثمة الكثير من المعطيات والمستجدات لدى الرجل الذي حوّل عين التينة "محجّة سياسيّة" محليّة وإقليميّة ودوليّة. لا تكتمل الزيارة لبيروت إن لم يمر الزائر بعين التينة، ويلتقي الرجل الذي يشكّل ضمانة دستوريّة ووطنيّة لكل لبنان وفئاته. لا غموض لديه، ولا التباسات بالنسبة إلى قضية القضايا المتمثّلة بالفراغ الرئاسي. لقد جرى البحث مع إيران عبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف. ولا بدّ من نجاح المساعي الهادفة إلى تفاهم أو توافق بين إيران والسعودية، وتحديداً في هذا الخصوص. عاجلاً أم آجلاً، وعلى المدى "المتوسط" ستنجز هذه المهمة الرئاسية، التي من شأنها إعادة دورة الحياة الطبيعيّة الى كل لبنان، على مختلف الصعد والمستويات والحقول. وهنا بالذات قد يكون مقام سر التفاؤل الذي لمسنا طيفه أمس. لا خوف على لبنان من الخارج، أو من الداخل، وفق رؤية برّي. وهذا الوضع في المنطقة العربية، ومن حولنا يعبّر بوضوح عن "نأي" لبنان بنفسه. أو نفاده بريشه. أو ابتعاده عن الحرائق. إذاً، فلنفكّر في بلدنا وكيف نبقيه آمناً مستقراً، وكيف نوصل إلى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية يدخل الرضا والطمأنينة إلى نفوس اللبنانيّين جميعهم. هكذا ينظر رجل عين التينة إلى العرقلات المفتعلة التي تعطّل مجلسي النواب والوزراء. لم يتردّد في التأكيد أنه يرفع الصوت عالياً مع تشريع الضرورة الذي لا بدّ منه، وتاليا رفض التضييق على الحكومة وعمل مجلس الوزراء بهذا الشكل المرفوض كلياً: إذا عطّلنا البلاد هل نسهّل عملية انتخاب رئيس للجمهورية؟ إذاً، المطلوب منا جميعنا التنازل عن الأنانيات والمصالح الخاصة. لقد آن أوان التطلّع صوب مصلحة اللبنانيّين.

 

"النهار" تنشر مشروع بروتوكول القوة العربية هل تقرّه جلسة رؤساء الأركان الخميس؟

خليل فليحان/النهار/22 آب 2015

يشارك لبنان في اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية في القاهرة بشخص قائد الجيش العماد جان قهوجي، في 27 من الشهر الجاري لمناقشة "مشروع بروتوكول في شأن إنشاء قوة عربية مشتركة لصون الأمن القومي العربي ومواجهة التحديات الارهابية". وقد تسببت التباينات التي نشأت بين الدول الأعضاء حول هذا المشروع بالنسخة الثالثة حتى الآن. وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد وزعته على الدول الأعضاء لإبداء الرأي. يتألف المشروع من ديباجة و12 بندا، وتنشر "النهار" التي حصلت على نسخة كاملة منه أهم ما ورد من مضمونه تجنبا لتكرار استعمال عبارات وردت في صياغته. تناولت الديباجة مرتكزات إنشاء القوة ومبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، وعدم الانحياز لأي اعتبارات مذهبية أو طائفية أو عرقية، والمسؤولية الوطنية والقومية في الحفاظ على أمن الدول العربية. ويلاحظ ان المادة الثانية من المشروع لا ترغم اي دولة على الانخراط، إذ "تنشأ بموجب هذا البروتوكول قوة عربية مشتركة للتدخل السريع تشارك فيها الدول الاطراف اختياريا، هدفها مواجهة التهديدات والتحديات الارهابية التي تمس أمن (وسلامة واستقرار) اي من الدول الاطراف، وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي". وحددت المادة الثالثة مهمات القوة "بالتدخل العسكري السريع لمواجهة التحديات والتهديدات الارهابية، والمشاركة في عمليات حفظ السلام والامن في الدول الاطراف، والمشاركة في تأمين عمليات الاغاثة والمساعدات الانسانية، وحماية المدنيين في حالات الطوارئ، وحماية خطوط المواصلات البحرية والبرية والجوية بغرض صون الامن القومي العربي ومكافحة اعمال القرصنة والارهاب". وتناولت المادة الرابعة مهمات مجلس الدفاع، المؤلف من وزراء الدفاع والخارجية للدول الاطراف في القوة. ويضطلع بجميع الشؤون العسكرية والسياسية المتعلقة بتنفيذ هذا البروتوكول، ويضع الاسس والمبادئ العامة للتعاون العسكري بين الدول الاطراف، ويتخذ القرار السياسي العسكري في شأن الاستعانة بالقوة وأهداف المهمة وانتهائها. يجتمع في مقر الامانة العامة او اي دولة طرف ترأسه، بالتناوب لمدة عام، ويتأمن النصاب القانوني بحضور ثلثي الدول الاعضاء. ينعقد مرة كل عام في شهر تشرين الثاني بناء على دعوة الامين العام، واذا اقتضت الضرورة بطلب من احدى الدول الاعضاء. وتطرقت المادة الخامسة الى بنية مجلس رؤساء الاركان الذي يتألف من الدول الاعضاء وفريق من الخبراء، ويعد تقرير الموقف السياسي والعسكري لكل مهمة ويقرر رفع الكفاءة القتالية تسليحا وتنظيما وتدريبا، ويحدد الخطط العسكرية لمواجهة جميع الاخطار المتوقعة. اما هيئة التخطيط المشتركة فحددت المادة السادسة مهمتها بـ"التخطيط للمهمات التي تكلف القيام بها القوة ومتابعتها مع القائد الميداني". وشرحت المادة السابعة مهمات "القيادة الميدانية"، ومن بينها تنظيمها بإشراف هيئة التخطيط وادارة الاعمال القتالية. وذكرت المادة الثامنة تشكيل القوة بمساعدة كل دولة بعناصر برية وجوية وبحرية وادارية وطبية وفقا لإمكاناتها. وحددت المادة 9 آلية اتخاذ قرار الاستعانة بالقوة بطلب يقدم للأمين العام الذي يبلغ قادة الدول، ثم يعرض على مجلس الدفاع لاتخاذ القرار الذي يحدد الفترة الزمنية للتنفيذ. وإذا تعذر على اي دولة طلب التدخل يبادر الأمين العام الى عرضه على مجلس الدفاع لاتخاذ قرار التداخل بعد موافقة الدول المعنية. وتتولى كل دولة مشاركة في القوة تمويل عناصرها. ويسري مفعول البروتوكول لمدة 5 سنوات.

 

مهنة الترويض

عقل العويط/النهار/22 آب 2015

ماذا تفعل الأنظمة الاستبدادية، والمؤسسات الدينية، والاتجاهات والتنظيمات القيامية والتكفيرية، والأحزاب الشخصانية، والإيديولوجيات الكليانية، لتثبيت أحاديتها، وسلطانها، وترسيخ وجودها في الأرض؟ كيف تستولي على مصائر الدول، وتتحكم برقاب الشعوب، وتمحو النشاط النقدي في دماغ الرأي العام، فيصير قطيعاً من النعاج؟ كيف تروّض شعباً؟ أو شخصاً؟ أو متمرداً؟ أو صاحب رأي؟ أو صحافياً؟ أو مثقفاً؟ وكيف تصير هي "كلّ شيء"، و"كلّ وجود"، نائبةً عن الألوهة، ناطقةً باسم الأبد، وممثِّلةً له؟ هذه الافتتاحية مخصصة لملامسة مسألة الترويض، التي تقتل الحسّ النقدي لدى الجماعات والأفراد، وتستأصل روح الممانعة الأخلاقية.

إذا كان "مفهوماً" الرضوخُ القسري للديكتاتور في أنظمة استبدادية، كحال النظام السوري قبل اندلاع ثورة الأحرار، وقبل إجهاضها وقد كان ثمة، قبل ذلك، انتفاضات ثقافية - فكرية - سياسية خلاّقة شهدت لروح الثورة لدى السوريين خلال مراحل مختلفة، فإني لا أستطيع أن أتفهم حصول هذا الرضوخ في مجتمع يتمتع أفراده بالحدّ الأدنى من حرية الرأي والتفكير والتعبير. فما الذي يحمل شخصاً "عاقلاً" (موظف، أو أستاذ جامعي، أو طبيب، أو قاضٍ، أو عاطل عن العمل) على أن يكون في خدمة فكرة، أو عقيدة، أو رئيس، أو قائد، أو زعيم، إلى درجة العبودية (أكرّر العبودية)، والاستعداد للتضحية بكل شيء من أجله. في حين يغيب عن بال هذا الشخص "العاقل"، أن "معبوده" (أكان فكرة أم شخصاً)، لا بدّ أن يكون في أحسن الأحوال، كائناً نسبياً، محدوداً في الزمان والمكان، وفي العقل، وأنه عرضة للخطأ والصواب. فكيف يسع هذا الشخص "العاقل" أن يتعامى عن معطيات مثل هذا الواقع الموضوعي، فيسلّم إرادته، ووعيه، وشخصه، بصورة تبعية مطلقة، ليصير متماهياً مع شخص "معبوده"، رائياً بعيني هذا "المعبود"، مفكراً بعقله ومصالحه، ماعساً ملكاته الشخصية، وكاتماً طاقاته النقدية، غير آبه لذاته، باعتباره شخصاً عاقلاً، حرّاً، وسيداً؟!

أتحدث حصراً عن اللبناني، الذي عانى الأمرّين من تسليم ذاته إلى أسياده، في أيام الحروب، كما في أيام السلم الشبيهة بالحروب، ولا يزال على رغم كل العبر المريرة، ممعناً في التخلّي عن كرامته الوجودية، العقلية تحديداً، بقطيعية لا مثيل لها، لكن ممهورة بالادعاء والعنطزة والأبهة والاعتزاز. كم هو مثير للشفقة، هذا الماحي ذاته بيديه! كم يمحو بفعلته هذه، كلّ أملٍ له ولعائلته ولمجتمعه بالنجاة!

مثل هذا المحو، ينطبق على كلّ مَن يسلّم ذاته لطائفته، أو لمذهبه، أو لحزبه، أو لتيّاره، أو لقائده، تسليماً يخلو من كلّ مساءلة. وإذا كان ثمة مساءلة، فهي لا تعدو كونها فقاعة لفظية وشكلية بقصد التمويه ليس إلاّ.

لا أقصد الوفاء للأفكار، ولا الإخلاص للقادة، إنما أعني غياب المساءلة والنقد والتمايز والاختلاف لدى طاقم الجماعة الوفية والمخلصة.

فأيّ عبقريةٍ ترويضية تملكها الأديان والطوائف والمذاهب، والأفكار الفلسفية والسياسية، ويملكها الزعماء والقادة السياسيون والدينيون، بحيث يتمكن هؤلاء جميعهم، من الاستيلاء على عقول مريديهم وأتباعهم استيلاءً أين منه استيلاء المعشوق على قلب عاشقه وعقله وإرادته؟!

أنظر إلى اللبنانيين، في أمسهم البعيد، والقريب، وفي يومهم الماثل رعبه أمام الحواس، فلا أرى لهم إلهاً، إلاّ إله الاستيلاء والترويض، وقد تمكّن من إحكام قبضته الجهنمية على رقابهم وعقولهم وأفئدتهم. فإذا من انتصار ملموس، فهو هذا الانتصار بالذات؛ الانتصار على العقل؛ ليس فيه أيّ لبس أو شكوك أو منازعة. أنظر إلى اللبنانيين، بدون تعميم طبعاً، فلا أرى إلاّ الترويض من جهة، والانتصار من جهة ثانية: ترويض الناس والجماعات، كلٌّ في قفصه وحديقة حيواناته، وانتصار القطيعية، بما يجعل المجتمع خلواً من كلّ دينامية نقدية خلاّقة.

هذا التروّض الانقيادي الأعمى، ألا يحتاج شخص صاحبه "العاقل"، إلى أن يخضع لاستقصاء نفسي، وطبّي، لاستخلاص الأسباب التي تنزع فيه كلّ إحساس بالوجود، فيصير وجوده مرئياً من خلال "معبوده" الذي لا يستحق - أياً يكن – أن يحتل منزلة توازي الألوهة المعصومة من الخطأ؟! فكيف لشعب، باختلاف طبقاته، وفئاته، وجماعاته، أن يكون مروَّضاً إلى هذا الحدّ المثير للعجب؟ فإذا كان من قعر، فهذا الشعب يقيم في قعر القعر. وعليه، لا بدّ أن تكون الطبقة الحاكمة، الدينية والسياسية، محسودةً، لأنها مطمئنة إلى استتباب حكمها، ولا تخشى حصول ردود فعل لدى مَن فقد كل إحساس بالانتفاض أو بالكرامة أو بالعقل. تأملوا معي، كيف ينظر المحازبون إلى زعمائهم السياسيين والدينيين نظراتٍ ملؤها الانسحار والاندهاش والتقديس و... البله! فهل رأيتم شعباً مروَّضاً أبله مثل هذا الشعب الذي يعيش في مرحاض عقلي جماعي، ولا يفعل شيئاً من أجل الانتفاض على العيش في المرحاض؟! فإذا كان يتألم من جراء ذلك ولا يفعل شيئاً، فهذه مصيبة. أما إذا كان سعيداً ومتنعماً بالتمرغ في عطور المرحاض، فأعتقد أنها مصيبة المصائب.

أقسم أن اللبنانيين، بدون تعميم طبعاً، يتوزعون بين هاتين المصيبتين. مَن منهم خارجهما، فأقلية لا يُحسَب لها حسابٌ بين القطعان! إنها فلسفة الترويض، التي لطالما استخدمها الطغاة السياسيون والأمنيون والدينيون في حياتنا الشرقية، لا تزال سارية المفعول، إلى آجال بعيدة.

 

جواد بولس عن جواد بولس

بقلم/جواد بولس/النهار/22 آب 2015

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/22/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%B3-%D8%B9%D9%86-%D8%B9%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%83%D8%B1-%D9%88/

تكوّنَتْ نظرةُ جواد بولس إلى الأمةِ اللبنانية عبرَ تَتَبُّعِه التجربةَ التاريخيةَ وإِخْضاعِها في الوقتِ نفسِه للتحليلِ العقلانيِّ الدقيق. ومن هنا ثَبُتَ لديه أن لبنان من أقدمِ بلدانِ العالمِ، شكَّلَ تاريخيا وِحْدةً جغرافيةً واقتصادية وحضارية متميزةً عن محيطِه جعلَتْه ذا كينونةٍ ثابتةٍ على مدى التاريخ. لذلك رفض مقولةَ أنَّ لبنانَ بلدٌ مُصْطَنَع ومِن انتاجِ اتفاقيةِ سايكس - بيكو التي لم يُنكِرْ أنها رسمَتْ حدودَ لبنان الكبير، لكنه لم يَرَ في ذلك عيبا معتبراً أنها أعادَتْ البلدَ اللبنانيَّ إلى حدودِه الطبيعية، فَهَلْ مِنْ بلدٍ عريقٍ في العالم لم يَشْهَدْ تغيُّراتٍ في حدودِه - أيطاليا والنمسا وسويسرا وفرنسا نفسها مثلا؟- ولذلك كان يهزَأُ منَ الذين يشيرون إلى الخريطةِ ليؤكدوا أنَّ لبنانَ سُلِخَ من سوريا، وأنَّ وضْعَه هو وضعٌ استثنائيّ. وأمامَنا أمثلة على ذلك. فليس البرتغالُ جِزْءا من اسبانيا وإنْ كانَتِ الجغرافيا جعَلَتْهُما شريكتيْن في شبه الجزيرة الإيبيرية، وكذلك ليست الشيلي جزءاً من الارجتنين.

وفي مُوازاةِ هذا الاساسِ التاريخيِّ، رأى جواد بولس أساسا آخر تُرْسَى عليه الأمَّةُ اللبنانيةُ، ليس في تَشَارُكِ أبنائِه أرضاً واحدة ولا في وِحدةِ لُغتِهم أو الانتماءِ الإِتْنِيِّ. ولم يَرَ هذا الأساسَ بالطبعِ في الانتماءِ إلى الدينِ الواحدِ مؤكِّداً أَنَّ وِحدةَ الدينِ ليسَتْ عنصراً فعّالاً في وحدةِ الأوطان. هذا الأساسُ رآه في "الميثاقِ الضمنيِّ" بينَ مُختلَفِ أديانِ الوطنِ ومذاهبِه. وأياً تكُنْ تسمِيةُ هذا الميثاقِ فهو يتطابقُ معْ مفهومِ الأمةِ المعاصِر، حيثُ تَرْتَضي الجماعاتُ التي تَشْترِكُ في اللغةِ والثقافةِ والمصالحِ أَنْ تَضَعَ خلافاتِها جانباً لتعيشَ معاً مُتعاوِنةً في إطارِ الوطنِ وفي ظِلِّ الدولة. أُكرِّرُ في إطار الوطن وفي ظلّ الدولة.

لم يَفُتْهُ طبعاً ولم يُنْكِرْ أَنَّ الجماعاتِ الطائفيةَ اصْطدَمَتْ في الماضي في ما بينَها في نِزاعاتٍ داخليّةٍ عَوَّقَتْ تَقَدُّمَ الوطنِ اللبنانيّ. لكنْ أيُّ بلدٍ في العالمِ يُمْكِنُه أَنْ يُفاخِرَ بأَنَّه لَمْ يَشْهَدِ اقْتتالاتٍ داخليّةً أَخَوِيَّة؟

وكان يرى أَنَّه لا يَنْبغي أَنْ يَلْتبِسَ الأمْرُ حولَ طبيعةِ هذه النزاعاتِ الطائفيةِ التي تُحَرِّكُ بعضَ الجماعاتِ مِنْ حينٍ إلى حينٍ في لبنان. فهي ليسَتْ عوارِضَ مرضٍ حقيقيٍّ وعميق، إنما هي، في نظرةٍ موضوعيةٍ وعاقلة، حركاتٌ سطحيةٌ مُصطَنَعةٌ يفتعِلُها محرِّضون اختصاصيون يَتلطَّوْنَ وراءَ الدينِ لِتحقيقِ مصالحِهم الخاصَّة. والدليلُ أَنَّ المسألةَ الطائفيةَ لا تطفو على السطحِ إلا عندَ توزيعِ الوظائفِ والمَناصِبِ والأموالِ العامَّة. وهذا ما يَفْرِضُ إقامّةَ المُعادَلةِ الطائفية، ليسَ دفاعاً عن المُعتقداتِ والمُمارساتِ الدينيةِ التي لا يُمكِنُ أَنْ تكونَ موضوعَ جدَلٍ، بل لأنها، في غيابِ الأحزابِ المنظمة، تؤمِّن الحريةَ والعدالةَ السياسِيّتَيْن، مُقيمَةً التَّوازنَ بينَ الطوائف.

فاليومُ هو مِثلُ البارحةِ والغدِ، والأَطماعُ الخارجيّةُ والنزاعاتُ الدولية، وموقعُ لبنانَ الجغرافي، وطَبْعُ سكّانِه الحُرِّ وتعقيدُ نزاعاتِهم المُتشابِكة، وأخيراً الجهودُ المشتركةُ والمستمرَّة، الضروريةُ لدَعْمِ استمرارِ الكِيان، هذه الأمورُ كلُّها تفرض دوماً على اللبنانيين الوحدةَ في الحِكمةِ والتسامُح.

رأى جواد بولس أَنَّ السياسةَ الرشيدةَ هي نتيجةُ الاخْتِبار، وما اختبارُ الفردِ بشيءٍ يُذْكَرُ بالنسبةِ إلى اختبارِ الكثيرِ من الأجيالِ البشريةِ التي سَبَقَتْنا في هذه الرُّبوع. إنَّ مَنْطِقَ الحياةِ لا يَتوافَقُ دائما مع منطِقِ العقلِ المُجَرَّد. فالتاريخُ هو سياسةُ الماضي، وسياسةُ الحاضرِ هي تاريخُ المستقبل.

إنَّ هذا المُنطلق، المُسْنَدَ على حقيقةٍ تاريخية، مهمٌّ إن أرَدْنا أن ننظُرَ إلى المستقبل. فكلُّ محاولةٍ لنَقْلِ مجتمعٍ من حُضْنِ حضارةٍ إلى حُضْنِ حضارةٍ أخرى، سيُلاقي الفَشَل. وفي ذلك تحذيرٌ لِمَنْ يعتقدُ أنَّ بإِمكانِه أَخْذَ لبنان وكلِّ الهلالِ الخصيبِ إلى المحيطِ الحضاريِّ لإيرانَ اليوم أو إلى المحيطِ الحضاريّ لِشبه الجزيرةِ العربية. إنّ الجُهودَ المبذولةَ لِنَقْلِ المجتمعاتِ من حضارةٍ الى أخرى لن تنجحَ أبداً، والبلدانُ ستَجْتمِع حولَ الدولِ الرَّكيزية. التحدّي الذي يواجهُنا هو أن نتفادى إلحاقَنا بمحاورَ مُماثِلةٍ اليوم. تلكَ هي الفكرةُ الجوهريةُ لإعلانِ بعبدا.

الخيارُ الوحيدُ الذي يخدُمُ مصلحتَنا هو التَّجذُرُ في هُوِّيَتِنا اللبنانيةِ معَ الاستفادةِ مِنْ العطاءاتِ الحضاريةِ لِدُوَلِ الجِوارِ كمصر وتركيا وإيران والحضارةِ العربيةِ المتأصِّلةِ في شبه الجزيرة، فنصقُلُها كلّها ثمّ نذوِّبُها في شخصيتِنا اللبنانية من دونِ أنْ نذوبَ فيها.

وفي ضوءِ نزعةِ اللبنانيِّ إلى الحريّةِ والاستقلاليَّةِ يجِبُ النظرُ إلى وضعِ لبنانَ ودورِه في عصرنِا هذا. نحن اليومَ نرى أنّ التَّحديثَ لم يَعُدْ يتطابقُ مع الغربنة، ولا هو يُؤدّي الى تغريبِ المجتمعاتِ اللاغربيّة، وبالتالي لا يُمْكِنُ لبنانَ التقولب بِقَالَبِ الغربِ المُرْتكِزِ على الفَرْدانيّةِ والعلْمنة، بل عليه تطويرُ نَموذَجِه الخاصِّ المُسْتنِدِ على تجربتِه التاريخيةِ في المنطقة.

نحن وراءَ هذه الفكرةِ المُدهِشةِ، خصوصاً وأنها ليسَتْ جديدةً، بل هي قديمةٌ مِنْ عمرِ جبالِ لبنان. مِنْ عمرِ أقدمِ شجرةِ أرز. مِنْ عمرِ الحضارةِ في هذا الشرقِ الروحانيّ. فكرةُ أنَّ الجماعاتِ المتديّنةَ قادرةٌ على العيشِ معاً بِموجَبِ ميثاقٍ سياسيٍّ لا يَحولُ دونَ تأكيدِها الهُوِّيَةَ الطائفيةَ لِكُلٍّ منها، حتى ضمنَ الحقلِ العام، لكنَّها تسمحُ أيضاً بتحقيقِ المساواةِ في ما بَيْنَها، لأنَّها توافقَتْ على توزيعِ اللامساواةِ بِالتَّساوي بناءً على اتفاقٍ مُشترَكٍ وليس إكراهاً. بالتوافقِ وليسَ بالإكراه. قد تكونُ هذه الفكرةُ، بقدرِ ما كانَتْ عليه الأبجدية، هديَّتَنا الى عالَمِ اليوم.

يَشْهَدُ الإسلامُ اليومَ أَوْجَ توسُّعِهِ الديموغرافي مع ما يترتّبُ على ذلكَ مِنْ عواقبَ مُخِلَّةٍ بالاستقرارِ في الدولِ المسلمةِ وجيرانِها. قد يميلُ بعضُ المفكرين الجغراسياسيين الى الاعتقادِ أَنَّ مواجهةَ هذا التوسُّعِ هو بالتحفيزِ على زَجِّ الفُرْقَةِ بينَ مذاهبِه وزجِّ عناصرِه المتطرّفَةِ في حروبٍ دينيةٍ تُفْضي إلى تدمير قوّتِه. أقولُ للسنّةِ والشيعةِ في لبنانَ إِنّهُم في حال انغَمَسوا في هذه اللعبةِ سيخسرون جميعاً. سيتقاتلون وصولاً إلى التعبِ والإنهاكِ والإفلاس. وإن كانت هذه هيَ الحال، أعتقِدُ أنّ للطوائفِ غيرِ المسلمة، الى جانبِ كونِها شاهدةً على إيمانِها، دوراً مُهمّاً تلعبُه في سياقِ مواجهةِ صعودِ التياراتِ الدينيّةِ المتطرّفةِ وأحزابها، وذلك للمحافظةِ على العيشِ المشترَكِ الذي لا يمكنُها أَنْ تَضْمَنَ استمراريَّتَها بدونِه. العيشُ المشتركُ هو كابوسُ الأصوليين ولكنّه أيضا كابوسُ أولئِك الراغبين في إشعالِ الفِتَنِ بينَ مختلَفِ أجناسِ المتطرفين الدينيّين لأنّهم يَرَوْنَ في ذلك خَطَأً، حمايةً لأَنفُسِهِم.

إِستمرارُ لبنانَ رَهْنٌ بتأكيدِ اللبنانيين هُوِّيتَهم اللبنانية. لا يعني ذلك العُدولَ عن هُوِّيَتِهم العربيةِ كما قد يعتقدُ البعضُ، بل العمل على استيعابِها. وليسَ مِنْ خلالِ رفضِ التأثيرِ الفارسيِّ كما قد يرغبُ فيه البعض، بلْ مِنْ خلالِ دَمْجِه. وليسَ بإدارةِ ظهرِنا لِلْغَرْبِ المُرتَبِكِ، بل بالسَّماحِ لتأثيراتِه الثقافيةِ بالتَّسَرُّبِ عَبْرَنا كالتيّارِ الذي يَعبُرُ المياهَ فَنَنْتَقي مِنْه ما يُغذّينا ونَدَعُ أوساخَه تنجرِفُ في المياه.

التحدّي الذي نواجهُه للتعبيرِ عَنْ هُوِّيَتِنا الثقافيةِ كَلُبنانيين على اختلافِ طوائفِنا، هو أَنْ نُحِبَّ ما نحنُ عليه مِنْ دونِ أنْ نكرهَ ما لَسْنا عليه. ففي حينِ يمكنُ لِكلِّ فَرْدٍ التشديدُ على عناصرِ هويتِه الثقافيةِ الأكثرِ التِحاماً بمعتقداتِه، يجبُ أنْ نَفْهَمَ أن هويتَه تَشتملُ على عناصرَ ملتحِمةٍ بالقَدْرِ نَفْسِه بمُعْتَقَداتِ الطوائفِ الأخرى.

 

«حزب الله» الساكت عن المجازر من الغوطة إلى دوما

علي الحسيني/المستقبل/22 آب/15

أمس استعاد العالم مشهد جثث الأطفال والنساء الممددة على الأرض بعد تنشقهم غاز «السارين» من جراء قصف نظام بشار الأسد الغوطة الشرقية بصاروخين فريدين من نوعهما يحملان «هدايا» الموت الخانق في داخلهما لمدنيين عُزّل لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في بلد باعه حُكّامه بأبخس الأثمان لقاء ضمان إنتقال السلطة فيه من والد قاتل مأجور إلى ولد مجرم مأمور. فجر 21 آب العام 2013 استيقظ العالم على واحدة من ابشع مجازر العصر واكثرها فتكاً وقتلاً للإنسانية. جريمة ارتكبها النظام السوري بحق شعبه في الغوطة الشرقية راح ضحيتها أكثر من الف شخص نصفهم من الاطفال والنساء، والمفارقة أن المجزرة أو الإبادة الجماعية كما وصفها السوريون آنذاك، ارتكبت بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة المفتشين الدوليين إلى العاصمة دمشق لتحقيق في اتهامات استخدام النظام السلاح الكيميائي ضد المدنيين، وكأنها رسالة من رأس هذا النظام إلى العالم بأسره بأن الحفاظ على كرسي الحكم لا يمكن أن تحده دماء الأبرياء ولا أشلاؤهم.

ذبح بلا دماء. التوصيف الأصح لمجزرة ارتكبها «بشار الكيماوي» ووقف على ضفافها حلفاؤه من داخل لبنان وخارجه. لم تُشعر مشاهد الضحايا هؤلاء الحلفاء والتي وزعت يومها بحسب الأرقام بعد أن تشابهت أجسادهم الممدة على أرض المستشفيات والمساجد بأي حرج تماماً كما لم تشعرهم مجزرة بلدة «دوما» منذ أيام بأي تأنيب ضمير ولا حتى دعتهم أقله أمام جمهورهم إلى وقفة مع الذات يستشرقون فيها حال غدهم، لكنهم وبكل تأكيد فقد إستعادوا مقطعاً صغيراً من مجزرة الغوطة يظهر فيه رجل يتوسل حفيدته ابنة العام أن تستيقظ من موتها «قومي الله يخليكي يا جدو»، لكن تسلل «السارين» الى داخل جسدها الطري، كان أسرع من رجائه وتوسلاته. «حزب الله» الحليف الأكبر والداعم الأبرز للنظام السوري لم يخرج عنه حتى اليوم أي إدانة للمجازر التي تُرتكب في سوريا على يد سفاحها، والأنكى من عدم إستنكاره يكون عادة بتوجيه إتهامات للمعارضة السورية بوقوفها وراء المجازر رغم التقارير الدولية والإعلامية التي تؤكد بالصوت والصورة مسؤولية حليفه عن أكثر من تسعين في المئة من المجازر التي ارتكبت منذ بداية الحرب السورية. لكن هذا كلّه يُقابله الحزب بردود فعل لا تتعدى مقولة «ليس هناك حرب نظيفة». بالأمس استسلم «حزب الله» مجدداً لصمته بعد مجزرة دوما. قد تكون دواعي الحلف تتطلب منه «موقفاً» كهذا وربما أكثر يمكن ان تصل في بعض جوانبها إلى حد المساهمة الفعلية وكأن هناك تناغماً يصل إلى حد الشراكة والتواطؤ على الشعب السوري، مع العلم أن صمته هذا عن المجازر يحعله شريكاً فيها، كما انه لا يتطابق مع الحملة التي ادارها بعد مجزرة «قانا» خلال العدوان الإسرائيلي في العام 1996، فيومها رفع شعارات «إنتصار الدم على السيف« وسط تأييد عربي ودولي واسع أدى لاحقاً إلى إسقاط الحكومة الإسرائيلية. بينما يقف اليوم عاجزاً حتى عن الإستنكار. في الذكرى الثانية للمجزرة، لا يمكن إستعادة حقيقة الأرقام أو الإحصاءات الأخيرة لضحاياها، لكن وحدها والدة الطفل ياسين عمّار ابن السنتين والذي قُتل يومها بعد تنشقه غاز الأعصاب، ما زالت تختزن في ذاكرتها آلام وأوجاع ذاك اليوم بكل لحظاته وتفاصيله، «لم يكن هناك من وقت للبكاء ولا للغضب إذ إن كل ما تمنيته ان يفتح ياسين عينيه او أن يُحرّك يده. حملته واتجهت مسرعة الى احدى سيارات الأسعاف التي وصلت بعد ساعتين على سقوط الصواريخ نظراً للحصار الذي فرضه النظام حينها. فرحت عندما خُيّل لي بأن رجله تحركت، لكن ذلك حدث بفعل السرعة التي توجهت بها إلى سيارة الأسعاف التي كانت امتلأت بجثث الأطفال. قبلته بين عينيه ووعدته بلقاء قريب».

مجزرة الغوطة التي ستبقى وصمة عار تُلاحق النظام السوري وحلفاءه، يُمكن أن تتلخّص بمعادلة حسابية بسيطة كان شرحها والد طفل قُتل في المجزرة، تقول « كيماوي سارين، كلور، خردل، + قصف براميل متفجرة، صواريخ + حصار + منع الغذاء والدواء والغطاء + تهجير حمص، القصير، يبرود + مليشيات شيعية + دعم دولي = أسلحة بشار الكيماوي التي قتل بها السوريين على مدى سنوات لكنها خذلته ولم تحقق له أي انتصار على الثورة. الثورة الى النصر و بشار الى القبر«.

 

خلاصات مشتركة! 

علي نون/المستقبل/22 آب/15

يسوّق الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني «إتفاق فيينا» باعتباره شرطاً «لحل القضايا الاجتماعية والاقتصادية» في بلاده.. ويذهب الشيخ هاشمي رفسنجاني خطوة إضافية الى الأمام لكن بحذر المتبرّم من ذلك الانفصام المروّع والمدمّر بين الواقع والشعار في دولة «ولاية الفقيه»، ويقول، لا فضّ فوه، تعليقاً على استمرار رفع شعار «مقاومة الغرب» في بعض المنتديات والنواحي والتنظيمات، «ان البعض كان يتغنى بشعار المقاومة، إلا أن إفقار البلد لا يُعتبر مقاومة». وفعل «كان» يدل على ماضٍ مضى، لكن الشيخ رفسنجاني، الذي سبق وأعلن قبل نحو عام، ان إيران «أفلست» بالمعنى الحرفي للكلمة، يستخدمه في موضع المضارع الراهن والقائم، ويتدخل على طريقته الصادمة في النقاش الصاخب الذي لا يزال مندلعاً، بين مؤيدي الاتفاق النووي ومعارضيه، والذي يُعتبر (النقاش) استمراراً للاشتباك السياسي والفكري العام القائم بين الاصلاحيين والمحافظين، أو بين الدولتيين والثورويين، في شأن كل توجهات إيران، الداخلية والخارجية. ما يقوله روحاني ورفسنجاني في خلاصته، هو أن السياق الذي حكم إيران في السنوات الماضية أوصل حسب الأول الى «قضايا اجتماعية واقتصادية« أي الى أزمات عميقة وبعيدة الأثر، وحسب الثاني الى حد «الافقار». وهما في ذلك، يقولان قول العارف ولا يرميان معرفتهما في غير موضعها، ويطلقان من داخل النظام حُكماً يدين هذا النظام ويؤكد كارثية نتاجه العام وعجزه المزدوج النظري والتطبيقي: أزمات داخلية متعددة الأبعاد في الشؤون المالية والاقتصادية والتنموية، وخواء تعبوي لا يعوّضه اللغو المفرط بمصطلح «المقاومة»، ولا باستخداماته المطاطة والمراهقة خصوصاً إذا كان من النوع الذي يضع «الغرب« في مرمى تلك «المقاومة»! لا يحتاج الجوار العربي والاسلامي لإيران، الى شهادات توثّق وتؤكد الكوارث التي أصابته بدوره من جراء الأداء الآتي من مصدر القرار ذاته. واقع الحال يفيد بأن «معاناة» الإيرانيين تبدو مرحلية وعابرة ويمكن معالجتها بمقاربات جديدة شبيهة بتلك التي دفعت الى الذهاب نحو الغرب من أجل الاتفاق معه والتخلّي عن مقارعته بمحاولة انتاج السلاح الافنائي التدميري الشامل، في حين ان «معاناة» الآخرين في هذا الجوار، الذين وضعتهم دولة «ولاية الفقيه» في صلب طموحاتها، تبدو أعمق بكثير من إمكانية معالجتها بمقاربات تسووية أو تصالحية جديدة! ما فعلته السياسة الخارجية الايرانية في بضع سنوات، تعجز أفحل العقول التآمرية الغربية (والاسرائيلية) عن انتاج جزء يسير منه على مدى عقود وعقود! بل لا تجوز المقارنة بين الأمرين أساساً: تكفي نكبة السوريين وتدمير بلد بحجم بلدهم! ونكبة العراقيين والاستثمار المخزي في تركة نظام صدام حسين! ونكبة اليمنيين والاستفادة الانتهازية الرخيصة والمسفّة من الحالة الاجتماعية والاقتصادية لبلدهم ولواقع تنوعهم الذي لم يكن أحد ينتبه إليه خارج اليمن! ويكفي البناء على مصيبة اللبنانيين في الاحتلال الاسرائيلي وفي تراكمات وتداعيات حربهم الطويلة وممارسات سلطة الوصاية الأسدية. وتكفي محاولات التخريب المبنية على فرضية الفتنة في دول الخليج العربي وفي البحرين والكويت خصوصاً.. يكفي كل ذلك النتاج العام لدولة «الولي الفقيه»، كي يكون الحكم عليها في الداخل والخارج هو ذاته، وان تباينت الى حدود كبيرة، الأثمان والتداعيات والتأثيرات والكوارث.

 

موقف إيران من إسرائيل في قلب مفاوضات فيينا!

أسعد حيدر/المستقبل/22 آب/15

نظام الولي الفقيه في إيران، متردد وقلق وحذر الى درجة الخوف من الانتقال من حالة الثورة الى حالة الدولة. في الواقع، الأمر ليس سهلاً ولا بسيطاً. لكل حالة مساراتها وشروطها ووسائلها وخطابها. بعد 38 عاماً من الثورة، تصبح حتى العادة في التعامل طبيعة ثانية، خصوصاً أن النظام صَعَدَ ونما وانتشر باستثماره الواسع والدقيق للخطاب الثوري داخلياً وخارجياً في وقت واحد. المرشد آية الله علي خامنئي يقول: «القضية الفلسطينية هي الأولى بالنسبة الى العالم الإسلامي». هذا واقع وحقيقة. لذا لا يمكن تغيير نهج وممارسة من هذه القضية بين ليلة وضحاها«. «إيران الثورية«، بذلت الكثير واستثمرته في «الخطاب الجهادي» ضد إسرائيل خصوصاً في لبنان وغزة. هدفها كان دائماً «تحرير فلسطين من النهر الى البحر« على قاعدة أن «الثورة في إيران ثورة إسلامية لا شيعية ولا سنية«. في الواقع إيران - خامنئي دعمت من سار في نهجها وخطها وقاطعت المختلفين معها باسم الدفاع عن فلسطين. لذلك دعمت حركة «حماس» وقاطعت منظمة التحرير الفلسطينية بحجة توقيعها اتفاق أوسلو مع إسرائيل. الاتفاق النووي فعل تغيير، وليس فقط «تصحير» النشاط النووي الموضوع في الخانة العسكرية لمدة تزيد على عقد كامل. المفاعيل السياسية لهذا التغيير بدأت تظهر. ليس صحيحاً أن المفاوضات بين الوزيرين جون كيري ومحمد جواد ظريف كانت فقط حول الملف النووي. هذا الملف متروك للخبراء والمختصين حكماً. بعض التفاصيل عما دار في عشرين جلسة من المفاوضات في فيينا وربما في مسقط، بدأت تظهر. حسين شيخ الاسلام مستشار علي لاريجاني والسفير السابق في دمشق والمتشدّد «الثوري» قال: «تعرضت طهران خلال المفاوضات الى مطالب سياسية منها قطع العلاقة مع المقاومة وملفات مرتبطة بسوريا واليمن». أضاف: «صارحتنا القوى في مجموعة خمسة+واحد. أن سبب ضغطها علينا هو موقفنا من إسرائيل». سؤال طبيعي ومنطقي وواقعي: هل أن استقبال طهران أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية في المنظمة، ولقاءه مع الرئيس حسن روحاني وتسليمه رسالة من الرئيس محمود عباس تمهيداً لزيارته طهران في الخريف القادم، جزء من الانفتاح على مسار التغيير؟ منذ استقبال طهران للرئيس الشهيد ياسر عرفات حتى هذا اللقاء، رفضت طهران دائماً استقبال أي عضو من حركة «فتح» أو من السلطة الفلسطينية، فما الذي تغيّر حتى تغيرت المواقف وسقطت الحواجز؟ طهران ردت على هذه التساؤلات بالقول: «لا فرق بالنسبة لإيران في هوية الفلسطيني سواء كان فتحاوياً أو حمساوياً أو جهادياً.. إن بوصلة إيران هي مبادئ المقاومة وليس الفصيل». فإذا كانت هذه هي البوصلة الإيرانية فلماذا لم تتحاور وتستقبل وتتعاون مع حركة «فتح» حتى اليوم؟ ولماذا عاقبت «حماس» وقطعت عنها المساعدات بعد أن وقفت ضد الرئيس الأسد مع أنها لم تغير موقفها حتى الآن من إسرائيل والمقاومة؟ حسين شيخ الاسلام برر قطع المساعدات عن «حماس» بـ»الضائقة المالية نتيجة للمقاطعة التي أدت الى تقليص الدعم«. وهنا من الواجب السؤال، لماذا لم تؤثر الضائقة المالية على دعم إيران لـ«حزب الله» والأسد؟ الأهم من ذلك، أن شيخ الإسلام يعبّر في العمق عن إحراج «خط الثورة»، من التحول الذي من أولى خطواته، التعامل مع حركة «فتح» والرئيس محمود عباس فيقول «إن الإعلان عن زيارة محمود عباس لطهران كذب». في حين أن «الدولة» الإيرانية رحبت بزيارة مجدلاني وتسلم روحاني «الرسالة» تمهيداً لزيارة أبو مازن الذي لن يتخلى حكماً عن اتفاق أوسلو، في وقت تكاد تنتهي فيه المفاوضات بين إسرائيل وحركة «حماس» تحت رعاية الرئيس التركي الطيب رجب اردوغان. لا شك أن التبديلات في المنطقة مهمة وسريعة لكنها لم تستقر بعد. المؤكد أن إيران والمنطقة ما بعد الاتفاق النووي غير ما قبله...

 

انتصاران مُظفّران

بول شاوول/المستقبل/22 آب/15

اعتقال أحمد الأسير انجاز للأمن العام يحسب له، لكن أيكون توازناً في ممارسة العدالة؟ لم نأسف على الأسير، فهو ظاهرة تشبه ظاهرة حزب الله وخلاياه وسراياه وعصاباته. الاثنان تجلّ لتجاوز الدولة والأعراف. لكن الميزان المتوازن في كفتيه، قد يكون في مكان آخر. ونظن ان هذا الخلل في تطبيق القانون هو الذي جعل حزب سليماني يبتهج «بخطوة» الأمن العام وليس العكس، ويحتفل بها، وكأنه يرفع ستاراً صفيقاً بين استكباره على كل ما يمت بالدولة وبجرائمه وانتهاكاته واستباحاته منذ 7 أيار، وحتى أحداث عبرا. انه انتصار «المافيا» على السلطة، واشارة للامعان في منهجه التعطيلي لمؤسسات الدولة من انتخابات الرئاسة، إلى المجلس النيابي، فإلى الحكومة.... فإلى القضاء. فما دام «فوق القانون» فكل الوسائل باتت مشروعة للاستغراق في بناء كانتونه ليكون ملجأ للمجرمين والقتلة وصناع الكبتاغون والأدوية المزورة واللحوم الفاسدة وتدخله غير الشرعي في سوريا واشتراكه الميداني في المجازر التي يرتكبها حليفة البعثي وربيبه الإيراني. فرحة صاخبة، ضوضائية، رافقت اعتقال الأسير، رائع! ومن قال انها ليست فرحة اللبنانيين المتمسكين بشرعية الدولة؟ ومن قال ان أول المبتهجين لم يكن كاتب هذه السطور؟ ومن قال إنها ليست فرحة كل الذين نزلوا إلى الشوارع في 14 آذار ليسقطوا الوصاية السورية، وينحازوا إلى سيادة الدولة، والشعب والمجتمع المدني ويحتفلوا بالديموقراطية التي كانت مصادرة من طغاة البعث وإيران؟

لكن المصادفة الموضوعية أطّلت بهذا التزامن بين مجزرة دوما التي ارتكبها بشار الأسد ضد المدنيين، واعتقال أحمد الأسير. وكادت هذه المصادفة تكتمل بالذكرى الثانية لاستخدام الكيماوي ضد الشعب السوري. وما أسفر عن مقتل عشرات الأبرياء من أطفال وكهول ونساء. وهنا بالذات نتلمس لمس اليقين كيف يسلك إعلام حزب سليماني، وكيف يتصرف، وكيف يتجاهل المجزرة التي تضاف إلى مجازر سليماني والأسد في سوريا. ولا كلمة على صفحات صحافة الممانعة. ولا اشارة. تماماً كما حصل مع استعمال الأسلحة المحرمة. على العكس، راح بعض الاعلام المرتزق والكانتوني «ينفي» التهمة، ويردها إلى الضحايا! فكأنهم قصفوا هم أنفسهم بالكيماوي والكلور. أكثر: عندما تمّ توقيف المجرم سماحة لنقله الأسلحة لارتكاب مجازر في حق اللبنانيين وبعض الرموز السياسية والدينية ارتفعت أصوات جماعة الوصايتين تشكك بالتحقيقات التي أجريت مع المجرم سماحة وشريكه القاتل علي المملوك، ذاهبة إلى حدّ فبركة الوقائع واتهام المعلوماتية بدس الأسلحة في سيارة سماحة. ونتذكر هنا قولة عون: «وليش ما نقول إنو الأسلحة وضعت في السيارة؟» وآخرين عندما اعتبروا ان ميشال سماحة هذه القامة «الممانعة» و»المقاومة» تعرضت لاستدراج... من قبل قوى السلطة لإيقاعه؟ أكثر: تدخل حزب «الكبتاغون» لتخفيف الحكم على سماحة والإفراج عنه متجاهلاً كل الاعترافات الموثقة والأدلة الدامغة التي تدين «رجلهم» المقدس!

وهكذا اصدرت المحكمة العسكرية وقضاؤها حكماً صورياً كاد يبرئ سماحة من جريمته! انه حزب الدولة، وحزب المؤسسات لكن اياكم الاقتراب من «أوليائنا» القتلة ومن تدنيسها! فهم فوق كل شبهة وفوق كل حكم وفوق كل عدالة!

[ الموساد

وما حدث مع سماحة سبق ان لمسناه في الحكم الذي صدر بحق العميل الاسرائيلي فايز كرم، فميشال عون، رفع عقيرته وهدد بالويل والثبور، اذا تمت محاكمة حليفه ورفيقه، كعميل! بل كمواطن، مثالي، وطني! ونتذكر هنا تصريح أدلى به السيد حسن نصرالله قبل «الصيد الثمين» الذي حققته قوى الأمن وكشفت فايز كرم «يجب اعدام كل من يثبت انه عميل اسرائيلي اعداماً ميدانياً». لكن الحزب يستثني فهناك عميل اسرائيلي مُكرم، محترم، وهناك آخر تجب معاقبته. رائع! وتصرف صحافة «الكانتون» الإيراني المعروفة ساهمت في الدس والتضليل لتسفيه المحاكمة وإدانة قوى الشرعية التي نجحت في تحقيق هذا الانجاز! أترى تدخل الموساد من «تحت الطاولة» لطي صفحة فايز كرم، أترى عقدت صفقة بينه وبين «حزب الله« على هذه القضية؟ أياً تكن الأسباب فإسرائيل هي التي انتصرت، بفضل حزب إيران، بإطلاق سراح عميلها كرم! اسرائيل، تدافع عن عملائها كما يدافع حزب الملالي عنهم. ونتذكر كيف أخرج قاتل الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا في سُجد «كما الشعرة من العجينة» من دون محاكمة أو اي تهمة: فهو دافع عن شرعية حدود الكانتون الالهي في وجه تحليق احدى طائرات الهيليكوبتر العسكرية الشرعية في مجال الحزب الجوي. وهل تنسى محاولة اغتيال النائب بطرس حرب بيد احد «المقاومين» تنفيذاً لقرار حزبه؟ ومسألة اغتيال جعجع، وهي مشابهة للأولى، وما مصير هذا الذي قاد هجوماً على تلفزيون «الجديد» وحاول احراقه، مسترشداً بوحي «الهي» يمتلكه الحزب الإلهي؟

[ والقديسون

وماذا نقول عن اعتبار «عصابة» المقاومة ان المتهمين الأربعة بقتل الشهيد الرئيس رفيق الحريري «قديسون» ولن يسلمهم الحزب لا بعد سنة ولا بعد 300 سنة! وها هم اليوم يسرحون ويمرحون على مرأى الاعلام داخل الكانتون الفارسي ويشاركون في الأفراح والعزاء ويترددون إلى المقاهي والمطاعم.

هؤلاء المجرمون المعروفة اماكنهم، لا أحد يمسهم لا بتهمة ولا باعتقال ولا بمحاولة توقيف او مداهمة. ذلك ان قديسي «الحزب» لا يحاكمهم البشر العاديون، ومحاكمتهم كفرٌ وعمالة وخيانة! وأظن ان هؤلاء المتهمين الأربعة يحتفلون أيضاً مع اربابهم بتوقيف الأسير! فهذا الأخير «يشكل عصابة» و«حزب الله« ألم يتحول عصابة! وهذا الأخير هاجم الجيش وحزب السرايا أولم يعتدِ على الجيش ولا مرة؟ وهذا الأخير يهدد «السلم الأهلي» وحزب «الخوارج» يعزز السلم الأهلي! وهذا الأخير حاول اشعال فتنة طائفية وحزب الفتنة بامتياز تمسك بالشراكة وبالشرعية ووحدة الشعب!

[ ابتهاج القتلة

ان هؤلاء المتهمين الأربعة مبتهجون جداً، تماماً كإعلام الممانعة وصحافتها ومرتزقتها وأغبيائها وجُهالّها، الذين ما فتئوا يحاولون تضليل المحكمة الدولية ويشككون بشرعيتها تشكيكهم حتى بشرعية قوى الأمن... والجيش والمجلس النيابي والحكومة! يبتهجون لأنهم يعرفون ما معنى تبرئة القاتل، واتهام الضحية. واعلام 8 آذار المكتظ بالعباقرة والغلمان، يكاد يطير من الفرحة. اعتقال الأسير انتصار «لنا»، كما تبرئة سماحة وفايز كرم! وحماية المجرمين، انتصار لهذا الإعلام «الفضيحة»، الذي لم يعرف لبنان انحطاطاً، كما عرفه معهم! إنها صحافة «الكانتون» المذهبي، وكل صحافة كانتونية باطلة، لأنها مشروع دائم لحروب أهلية.

توقيف الأسير انتصار يعادل انتصارهم في 7 أيار الشاروني وغزوهم بيروت والجبل، وتعويض لهزائمهم في سوريا، وصرف الأنظار عن 2500 قتيل لبناني في سوريا، وأكثر من 5000 جريح. ولن تتحقق لهم هذه الانتصارات إلا إذا ربطوا بين الأسير وبين 14 آذار، وتيار «المستقبل» والرئيس سعد الحريري! فالأسير مموّل من 14 آذار! ومدرّب في ثكناتهم، وخريج «مدارسهم» الإرهابية، وعميل لإسرائيل عبرهم، وبطل عبرا (عبرا مقابل 7 أيار!). إذاً، التقطنا «المناسبة» قالوا، لتعميق الشرخ المذهبي. و«حزب الله« قد فبرك في إيران لهذه المهمة. حزب مذهبي يرى كل شيء مذهبياً مثله. ولأنه حزب عميل من ألفه إلى يائه، يرى أن كل من حوله «عميل». و«حزب الله« عصابة مسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني، ولا بد أن يربط كل حزب بالخارج، ليبرر نفسه. و«حزب الله« مكتظ ملفه بالاغتيالات والقتل والسطو وتهريب المخدرات... فلماذا لا يكون الجميع مثله؟ و«حزب الله« ذهب إلى سوريا بشعار مذهبي «حماية مقام السيدة زينب»، فلماذا لا تكون كل شعارات الآخرين مذهبية؟ وحزب الله هو حليف لـ»داعش»، وعصابات إيران في سوريا، فلماذا لا يكون الآخرون هم «داعش»، نتهم بالداعشية لنبرئ أنفسنا منها. نتهم بالداعشية، والإرهاب، لنموّه تحالفنا مع داعش، ونغطي تجنّب مواجهتهم: حزب الله لم يواجه داعش بل واجه «الجيش الحر». وداعش حتى الآن لم تُهاجم أي هدف إيراني، أو إسرائيلي أو أميركي! بل الجيش الحر. فلماذا لا نموّه هذه المسألة باتهام «المستقبل» بالإرهاب. حزب الإرهاب المعلن، والمتكامل، والنقي، لا يجد وسيلة لطمس إرهابه المتمادي، كمنهج وعقيدة وطريقة تفكير، وحتى حياة، وسلوك، إلاّ بإلقاء قذاراته الإرهابية على خصومه. إنه يرشق دماء ضحاياه على خصومه.

[ عندما دعم «حزب الله» الأسير

يرمي فجوره على سواه. والغريب غير المستغرب أن الحزب عندما بدأت «بشائر» ظاهرة الأسير تطل، تسخّر كل إعلامه، لتظهيره، وتسليط الضوء عليه، من «مناره» المظلم، إلى سائر المواقع، والمنابر. وقالها عندئذ ناصر قنديل «ان الأسير ظاهرة صحية، وصرخة في وجه الحريري، وخطابه معقول، وحقيقي». ثم قال قبل أيام «ان الأسير هو الحريري»، «عملة واحدة». أكثر وقد أبرز حزب «الفتنة» الإلهي الأسير على شاشته لكي «يشتم الحريري»، محاولاً استيعابه ربما، وتشغيله عنده لاستغلاله في شق صفوف السنة، أو إعطائها منحى متطرفاً! ويضاف إلى ذلك أن إعلام المرتزقة والغلمان عند أهل الممانعة اتهم الأسير في البداية أنه «يقبض» من السعودية... لكنه ما لبث أن «صحح» متهماً إياه بأنه مموّل من دولة قطر!

كل هذا «التقدير» المبكر للأسير جاء من عنديات حزب «الأسير» (و«حزب الله» حزب أسير! ممول من إيران ومصنوع في إيران ومسوّق من إيران)، وليس من عنديات 14 آذار أو تيار «المستقبل«. لكن وعندما فشلوا في استخدام «الأسير» ضد الحريري، انقلبوا عليه» وفاتحة انقلابهم: (والحزب أبو الانقلابات المتواصلة على الدولة)، «إنه صنو الحريري»، إنه «صنيعة الحريري»! من تقديس الأسير باعتباره احتمال أداة عندهم ضد تيار المستقبل، إلى أبلسته، عندما أفلت منهم! وها هم اليوم، يحتفلون باعتقاله «كصيد ثمين» لتأزيم صورة البلد، والإمعان في إظهار أنهم هم من أنجزوا المهمة، لا الأمن العام (أي مجازاً هم الأمن العام)، وعندما أحيل على المحكمة العسكرية، فاضت رغوة أفراحهم، لإظهار أن الأسير أحيل على محاكمهم (ومجازاً أنهم هم المحكمة العسكرية!). وكل ذلك، يضاف إلى مخطط الحزب لتسفيه كل شيء في لبنان، حتى الأمن العام، والقضاء العسكري، والتباهي أن كل هؤلاء في «جيب» سراويله!

[ يحاكمون الأسير قبل المحاكمة

وعلى هذا الأساس بدأ الحزب قبل المحاكمة، يحاكم أحمد الأسير، ليتهم سواه. بدأت صحافته العميلة أو صحافة كانتونه المذهبي التقسيمي، تسبق في أحكامها المحكمة، وتتجاوز في تحاليلها التحقيقات. بل وصل بها الأمر وكأنها تريد سوق المحاكمة وتوجيهها، واختراع «اعترافات» ملفقة جلّها لتكبير حجم الأسير، وتعظيم دوره، وتوسيع أهدافه، لتكتمل صورة خطره، وتتكشف «علاقاته» بالسنة، وتالياً، لرشق السنة بتهمة التطرّف، والداعشية! يغرفون من تلفيقاتهم، ليعطلوا المحكمة العسكرية، ويضعوها أمام الأمر الواقع. كما وضعوها في محاكمة ميشال سماحة: برأوا هذا الأخير عبر تخفيف الحكم عليه (بضغوط إلهية من «الحُزيب» الإلهي)، ليعوضوا بتكبير أحمد الأسير، الذي على الرغم من تفاهته وجنونه ليس سوى ظاهرة محدودة بائسة، لا تشكل الخطر الذي يشكّله حزب إيران على لبنان!... وها هم، ليؤكدوا مصداقيتهم يدعمون القضاء العسكري! وينوهون بنزاهته، (كما فعلوا إثر الحكم التخفيفي عن سماحة)، لتكون المحاكمة كما يشتهون. نحن لا نشكك بهذا القضاء، ولكن نخشى أن يكون ما زال من مخلّفات الزمن العضومي، الذي لفّق لميشال عون لائحة من الاتهامات (عميل إسرائيلي، سارق الأموال العامة، فار من الجندية)، ليعودوا ويبرئوا عون عندما صار حليفهم: من اتهام سياسي إلى تبرئة سياسية!).

وهنا، لا بد من القول، أنه لا يكفي أن نهلّل فقط لاعتقال أحمد الأسير، (وقد هلّلنا فعلاً)، ولكن أن نتجاوز الخطاب الاعتذاري مع أنواع المحاكمات المسيّسة، سواء أتت من المحكمة العسكرية (يجب إلغاؤها)، أو القضاء بشكل عام! وإلاّ ستصل الموس إلى عنق الجميع! ومعروف أن شاهر هذه الموس هو حزب السلاح والقتل وتهجير السوريين، ونهب منازلهم، ومنعهم من العودة، فحزب بات يعتبر محتلاً أرضاً عربية مع عدو فارسي، آخر لا يحق له (ولعملائه الصحافيين) حتى إدانة ظاهرة الأسير... لأن ظاهرة الأسير طلعت من الاستبداد المطلق، والمذهبية الخالصة، والتطرّف الأعمى... وانتهاك الحرمات، والعمالة الصحافية.

فظاهرة الأسير هي قطرة من محيط «حزب الله» الإرهابي! إرهاب صغير مقابل إرهاب أكبر وأخطر وأفظع!

وأخيراً، إن إسرائيل التي من المحتمل أنها تدخّلت لتخفيف الحكم على عميلها الأثيري في لبنان فايز كرم، سجلت انتصاراً على الدولة والشعب، تماماً كما كادت إيران والنظام السوري تسجلان انتصاراً لإرهابهما، عندما ضغطا لتبرئة سماحة! دائماً وراء خراب الدولة من «يفرح» لا سيما الكيان الصهيوني، وإمبراطورية الملالي... ومن تبقى من نظام الإرهاب البعثي!

 

اسرائيل ترسم خريطة حربها بالجليل والجولان وتعد مفاجآت غير سارة لـ”حزب الله” وإيران

اسرائيل أرسلت خبراء عسكريين لإخلاء المنطقة وحفر أنفا

حميد غريافي/السياسة/23 آب/15

يزحف القضم الاسرائيلي ببطء وهدوء نحو معظم الحدود اللبنانية الشمالية والجزء الغربي من الجولان ببناء جدران خرسانية شبيهة بجدران الضفة الغربية الفلسطينية وخنادق عريضة وعميقة كحوائط صناعية لأي عبور لـ”حزب الله” والجماعات التابعة له أو السلفية التي تحاربه في الجولان إلى داخل اسرائيل, وخصوصاً إلى القرى العبرية والمزارع النموذجية في الجليل اللبناني نزولا الى الساحل. في غضون ذلك, ذكرت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أن قلق قيادتي الجيش والحكومة بلغ مرحلة توسيع حفر واد مصطنع على بعد أقل من كيلومتر واحد من الحدود اللبنانية بطول نحو 600 متر واكماله ليصل الى ثلاثة كيلومترات بشريط حديدي متين على غرار ما كان يفصل بين الأرض المحتلة والضفة الغربية قبل بناء “الجدار العار”.

وفي هذا الإطار, أكدت أوساط استخبارية اسرائيلية في العاصمة البلجيكية بروكسل, أن قيادة الجبهة الشمالية العسكرية نقلت العشرات من مهندسي الجيش وبعض المهندسين المدنيين الى مناطق الجليل والساحل الغربي له “كخبراء في إخلاء البلدات والمدن والمواقع العسكرية قبل أي اقتحام ل¯ “حزب الله” اليها كما بات زعيمه حسن نصرالله يهدد باستمرار, وخبراء في حفر الأنفاق الأرضية المعاكسة على الحدود إلى داخل لبنان في مواقع استخباراتية يمكن اختراقها لمواجهة أي غزو إيراني لمناطق في الجليل بواسطة أنفاق مماثلة اقامها ويقيمها “حزب الله” منذ ما قبل العام 2010 بناء على خطط عسكرية مستقبلية لاحتلال بلدات ومواقع اسرائيلية في الجليل وفي الجولان معاً. وقالت الأوساط الاسرائيلية إن لدى قادة الجيش في تل أبيب عشرات المفاجآت التي تؤدي إلى الالتفاف على مجموعات الحزب الايراني داخل أراضي لبنان واسرائيل, سواء على الحدود الجنوبية اللبنانية من منطقة الناقورة الساحلية وصولاً إلى منحدرات جبل الشيخ أو انحرافا نحو الشرق بعد ذلك إلى البقاع الغربي الذي قد يكون الطريق الأمثل لاحتواء أي هجوم. ونقلت الأوساط الاستخبارية التي أوردت تصريحاتها هذه مصادر استخبارية ألمانية, عن قادة ميدانيين اسرائيليين قولهم إن الجيش العبري لا يعتمد كثيراً أو بشكل مطلق على القبب الحديدية التي يمكنها تعقب الصواريخ واسقاطها خصوصاً وأن بناءها لا يلحظ مواجهة اكثر من صواريخ عدة في ان واحد, في وقت سيتحتم على اسرائيل التصدي لنحو ألف صاروخ من “حزب الله” والفلسطينيين في غزة في اليوم الواحد في أي حرب قد تقع. من جانبه, قال ديبلوماسي مغربي في لندن, إن عودة الحديث عن تحركات اسرائيلية على حدود لبنان وسورية تقابلها تحركات ل¯”حزب الله” وتنظيم “الجهاد” الفلسطيني, الذي له قاعدتان في مرتفعات الجولان ثم تبادل اطلاق الصواريخ والغارات الجوية والقصف المدفعي في تلك المرتفعات الخميس الماضي للمرة الأولى بهذا العنف منذ حرب العام 1973, تؤشر كلها الى نفاد صبر الدولة العبرية على التحرشات التي تتهم ايران بالاختباء وراءها, مشيراً إلى الغارة الجوية التي استهدفت, في اليوم التالي لحادث اطلاق الصواريخ من سورية على مواقع اسرائيلية, احدى قرى مرتفعات الجولان, وقتلت خمسة أشخاص وصفهم الناطق باسم الجيش السوري بانهم “مدنيون”, فيما أكدت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية “أمان” انهم مجموعة من مقاتلي “حزب الله” كانوا في سيارة بتلك القرية. وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده أن تكون الغارات الجوية ال¯14 التي شنتها المقاتلات الاسرائيلية على مواقع وقواعد عسكرية سورية بينها اللواء 40, أهم موقع عسكري سوري بالجنوب, مقدمة لانخراط حكومة بنيامين نتانياهو بالحرب السورية من الجنوب بعد الاتفاق الاميركي-التركي على إقامة المنطقة الآمنة في الشمال السوري وبدء سلاح الجو التركي شن غارات على أراضي نظام الرئيس بشار الأسد.