المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august24.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا15/من01حتى07/هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى24/من04حتى06/03/من23حتى24/مَنْ يَحْفَظُ وَصَايَا اللهِ يَثْبُتُ في الله، واللهُ يَثْبُتُ فِيه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

تعري جماعة طلعت ريحتكم وحزب الله  وعون وراء الفوضى والتسلل إلى صفوفهم/الياس بجاني

القوى الأمنية هم أولادنا، فلماذا هذه المواجهات/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/8/2015

دوريات أمنية وعسكرية مشتركة توقف المخلين بالأمن وبدء عودة الهدوء

قنص غزير في بعض احياء صيدا صباحا والاشتباكات الليلية اسفرت عن سقوط 3 قتلى و20 جريحا

عشرات الجرحى في صدامات غير مسبوقة وسط بيروت ومطالبة باستقالة الحكومة اتّساع تحرّك "طلعت ريحتكم" ودخول مندسّين وقوى الأمن تبرّر استعمال العنف

 سلام أكد أن استخدام العنف ضد المتظاهرين لن يمر دون محاسبة: عندما ارى ان صبري بدأ يضر بالبلد سأتخذ القرار المناسب

عون في بيان ثان بعد مؤتمر سلام: كلام الاحتواء العقيم لن يمر دون رد مناسب في مجلس الوزراء وخارجه على مستوى الشعب

الحريري اعلن دعمه لسلام ومهمة الحكومة تثبيت الأمن والاستقرار وتسيير شؤون الدولة

وزير الداخلية، المشنوق، كلف فور عودته الى بيروت العميد كلاس اجراء تحقيق بما جرى بالامس في وسط بيروت

مسلحون خطفوا مواطنا من عرسال إلى جرودها

قوى الأمن: مندسون رموا مفرقعات شديدة الانفجار على عناصرنا

مثيرو الشغب يشعلون المزيد من الحرائق قرب الأسلاك الشائكة

«طلعت ريحتكم» تطلق انتفاضة لبنانية ضد القيادات

مندسون بين المتظاهرين يلقون قنابل مولوتوف على القوى الأمنية

مثيرو شغب أحرقوا دراجة لقوى أمنية وسياجا حول خيمة لأهالي العسكريين المخطوفين

مواقف متضامنة مع المتظاهرين في وسط بيروت

 طلعت ريحتكم: للخروج من الشارع والعودة مساء غد

وزير البيئة أعلن تقديم موعد فض عروض مناقصات النفايات الى بعد ظهر غد الاثنين

التحالف البيئي: تقديم موعد فض عروض المناقصات لا معنى له

قوى 14 آذار دعت الحكومة الى الاجتماع فورا ورفضت الانقلاب على آخر معلم للشرعية

التنسيق النقابية دانت التعرض بالعنف للمتظاهرين

الراعي: آلمتنا طريقة قمع المتظاهرين سلميا في بيروت وهذه الفوضى نتيجة امتناع المسؤولين عن انتخاب الرئيس

شرطة مجلس النواب: عناصرنا موجودون داخل نطاق المجلس ولم يحتكوا مع المتظاهرين

الرئيس سليمان: للاقتداء بالتصرف الذي حصل في تظاهرات شباط وآذار 2005

الاحرار: لتحقيق سريع وشفاف لمعاقبة اي متورط في اشكال الامس

جعجع: لبقاء المتظاهرين في ساحة الشهداء لحين نزول النواب الى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية وبعدها تصبح الحكومة بحكم المستقيلة

العد العكسي للخميس: آخر الفصول والاختبارات سلام يُنذر الجميع ويحجب وقائع منعاً للاستغلال

جنبلاط أيد موقف سلام: نحذر من إستغلال هذا التحرك لضرب الاستقرار

الجراح: نؤيد خارطة طريق جعجع والمسار الصحيح يبدأ بانتخاب الرئيس

زهرا حمل وزير البيئة مسؤولية قضية النفايات

لبنان الرسالة تؤيد التحرك ضدّ الفساد وتحذّر من الانهيار الشامل: لنتحرّر أولا من التبعية

فارس سعيد: تأييد غير مشروط من "14 آذار" لخارطة الطريق التي طرحها جعجع

التقدمي الإشتراكي" يعلن إنسحابه من تظاهرة وسط بيروت

دوفريج: هل ما يحصل فوضى للوصول الى المؤتمر التأسيسي؟

ريفي لسلام: احزم أمرك فنحن إلى جانبك

ميشال معوض: نحذر من استغلال التحركات للذهاب لمؤتمر تأسيسي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحوت: خارطة طريق الخروج من الأزمة تبدأ بالضغط لإنتخاب رئيس لجمهورية أ

إرهاب “حزب الله”/أحمد عدنان/الرؤية

كيروز: القوات تشعر براحة ضمير لعدم مشاركتها في الحكومة

معلوف مثل جعجع بذكرى شهداء القوات في دير الأحمر: مستعدون لأن ننضوي تحت لواء انصار الجيش اذا كان من داع للقلق

الحواط: طلعت ريحتكم وكترت

 قداس عن راحة أنفس شهداء قرطبا

باسيل جال في قرى وبلدات شوفية: سننزل الى الشارع الأسبوع المقبل ومدعوون لمواجهة وفعل مقاومة جديد

النائب حسن فضل الله دعا المستقبل الى فتح ابواب الحوار والتفاهم مع التيار الوطني الحر

مأدبة غداء في دارة حرب على شرف سفير اميركا

قاووق: المقاومة حررت السلسلة الشرقية من ارهاب يدعمه الاعتدال والوسطية

نواف الموسوي من الخيام: سنقاتل التقسيم اينما كان وندعو لفتح أبواب المجلس النيابي لإقرار القوانين الملحة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيهود باراك: الجيش الإسرائيلي عرقل ثلاث خطط لمهاجمة مواقع عسكرية ونووية إيرانية

وزير الخارجية البريطاني في سفارة بلاده في طهران لاعادة فتحها

الكشف عن إحباط 3 خطط أقرها نتانياهو لشن هجوم على منشآت نووية إيرانية

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما مصلحة عون ونصر الله في قيادة البلاد إلى المجهول تحت شعارات تغيير النظام وإسقاط الحكومة/سابين عويس/النهار

مكافحة الإرهاب والفساد/علي بردى/النهار

معركة الرئاسة ليست بين مرشحَين بل بين خطين سياسيين في المنطقة/اميل خوري/النهار

حذار اليوم التالي/نبيل بومنصف/النهار

لبنان بدل عن ضائع.. من خسارة إيران لسوريا/العرب خيرالله خيرالله/العرب

لماذا لا ينفع نموذج «اتفاق الطائف» اللبناني كحل للمأساة السورية/نجيب جورج عوض/المستقبل

الأسير قبض عليه.. ورفعت عيد يلعب البلياردو/ بلال وهبة /جنوبية

وأخيرا: السيستاني يواجه الخامنئي.. فهل يلتفت إلى لبنان/عماد قميحة/جنوبية

عون يسقط في امتحان الديموقراطية/سهى جفّال/جنوبية

الأزمة المعيشية: سقوط الجميع/منير الربيع/المدن

اعتصام "طلعت ريحتكم": العنف لإعادة المعتصمين إلى بيوتهم/إلهام برجس/المدن

إنكشاف عورات الطبقة السياسية/محمد شبارو/المدن

سرقوا القصر مني/غسان شربل/الحياة

ينجح دي ميستورا إذا نجح ... العبادي/جورج سمعان/الحياة

لا شيء يدار أو يستقيم ـ بكبسة زر/وسام سعادة/المستقبل

سوريا بشعبها كشفت الجميع/خيرالله خيرالله/المستقبل

انتظارات العراق/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

الاتفاق الإيراني يصوغ شكل الحرب بالعراق/نوح فيلدمان/الشرق الأوسط

دموع بين «دوما» وشاطئ «كوس»/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا15/من01حتى07/هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة

"كَانَ جَمِيعُ العَشَّارِينَ وَالْخَطَأَةِ يَقْتَرِبُونَ مِنْ يَسُوعَ لِيَسْمَعُوه. وكَانَ الفَرِّيسيُّونَ وَالكَتَبَةُ يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «هذا الرَّجُلُ يَسْتَقْبِلُ الخَطَأَةَ وَيَأْكُلُ مَعَهُم!».فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل:«أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟ فَإِذَا وَجَدَهُ حَمَلَهُ عَلَى كَتِفَيْهِ فَرِحًا.وَيَعُودُ إِلى البَيْتِ فَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالجِيرَان، وَيَقُولُ لَهُم: إِفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع!أَقُولُ لَكُم: هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة!".

 

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى24/من04حتى06/03/من23حتى24/مَنْ يَحْفَظُ وَصَايَا اللهِ يَثْبُتُ في الله، واللهُ يَثْبُتُ فِيه

"يا إِخوَتِي: هذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ أَنْ نُؤْمِنَ بِٱسْمِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيح، ونُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، كَمَا أَوصَانَا. فَإِنَّ مَنْ يَحْفَظُ وَصَايَا اللهِ يَثْبُتُ في الله، واللهُ يَثْبُتُ فِيه. وبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا، مِنَ الرُّوحِ الَّذي وَهَبَهُ لنَا. أَيُّهَا الأَحِبَّاء، لا تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوح، بَلِ ٱمْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ هَلْ هِيَ مِنَ الله، لأَنَّ أَنْبِياءَ كَذَّابِينَ كَثِيرِينَ ٱنْتَشَرُوا في العَالَم. بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ الله، أَنَّ كُلَّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدَ أَتى بِالْجَسَد، يَكُونُ مِنَ الله. وكُلُّ روحٍ لا يَعْتَرِفُ بيَسُوعَ لا يَكُونُ مِنَ الله. وهذَا هُوَ رُوحُ المَسِيحِ الدَّجَّال، أَلَّذي سَمِعْتُم أَنَّهُ يَأْتي، وهُوَ الآنَ في العَالَم. أَنْتُم مِنَ الله، يا أَوْلادِي، وقَد غَلَبْتُمُ الأَنْبِياءَ الكَذَّابِين، لأَنَّ الرُّوحَ الَّذي فِيكُم هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الَّذي في العَالَم. هُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يتَكَلَّمُونَ كَلامَ العَالَم، والعَالَمُ يَسْمَعُ لَهُم. أَمَّا نَحْنُ فإِنَّنَا مِنَ الله. ومَنْ يَعْرِفُ ٱللهَ يَسْمَعُ لنَا، ومَنْ لا يَكُونُ مِنَ اللهِ لا يَسْمَعُ لَنَا. بِهذَا نَعْرِفُ الحَقَّ ورُوحَ الضَّلال".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

تعري جماعة طلعت ريحتكم وحزب الله  وعون وراء الفوضى والتسلل إلى صفوفهم

الياس بجاني/23/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/23/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-2/

نعم أن المطالب محقة وهي تعبر عن وجع كل الناس ولكن….

الطريقة في التعبير غير بريئة ودخل عليها فريق منظم وخبيث من المدسوسين التابعين مباشرة ومواربة لحزب الله وميشال عون وربما بري وبعض 14 آذار.

هدفهم تعميم الفوضى واسقاط الدولة وتعهير المؤسسات ووضع القوى الأمنية في مواجهة الناس والأكيد وقوع قتلي.

المؤامرة واضحة وأكثر من مكشوفة.

حزب الله ومن ضمن اهدافه الممنهجية والمعلنة ومنذ سنوات طويلة وبعضها موثق اسقاط الدولة والسيطرة عليها،

هو يريد تجويع الناس ورميهم في بؤر وسجون اليأس ودفعهم للكفر بكل شيء ومن ثم  ضرب كل الدولة ومؤسساتها ووضع الناس في حالة قنوط  يلي ذلك انقضاضه على الجميع واستلام الحكم.

هذا سيناريو منقول عن لسان السيد نصرالله وكان منذ عدة سنوات جاء على ذكره السفير جوني عبدو في مقابلة اجريناها معه شخصياً بالصوت والنص وهي موجودة على موقعنا ومن الأرشيف.

من هنا المطلوب من القوى السيادية اعلان مواقف واضحة وعلنية وجريئة تدين وتتبرأ من كل ما يجري وعدم السير وراء عون ومخابرات الأسد وعناصر حزب الله وجماعت المرتزقة وحيتان المال.

أما المشنوق، وزير الدخلية، فقد يكون في المفهوم التحليلي هو من ضمن المؤامرة كونه طامع برئاسة مجلس الوزراء وعلاقته بوفيق صفا وبحزب الله لا تترك أي مجال للشك بأطماعه وشروده.

إن المطلوب بسرعة ودون تردد مواقف داعمة للدولة ولقواها الشرعية ولدورها،

والمطلوب في نفس الوقت من الصادقين والشرفاء من الحركات البيئة والمدنية الخروج من معمعة ما يجري وعدم اعطاء المحتل الإيراني ومرتزقته أية مببرات أو حجج للإنقضاض عل الدولة ومؤسساتها وحكم البلد.

السرطان الإيراني وكل الفيروسات المحلية من اشكل الساقط في كل تجارب أبليس ميشال عون وربعه من الإسخريوتيين هم وراء الفوضى الحاصلة في بيروت  حالياً ،

وكلام وزراء من امثال القومي السوري الياس بوصعب وقرنيه نبيل نقولا الكارثي في نطاق المزايدات يوضع الصورة أكثر ويفضحهم ويعري كل اشكال المؤامرة الدنيئة.

أولا وأخيراً لا بد من احباط مؤامرتهم وبسرعة وبجرأة.

نعم للدولة ولا للمشاغبين ولا للمحتل الإيراني ولا لعون ولا للمشنوق ولأمثاله من الفجعانين للسلطة والنفوذ.

 

القوى الأمنية هم أولادنا، فلماذا هذه المواجهات

الياس بجاني/22 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/22/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%85-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%86%D8%A7%D8%8C/

إن ما يجري حالياً في بيروت أمر مستنكر وغير حضاري من قبل الذين يتظاهرون وأيضاً من قبل من يمسك بقرار القوى الأمنية من المسؤولين والحكام.

إن المشكلة هي في مكان آخر وليس عند القوى الأمنية، بل عند قوى الاحتلال الإيرانية والإرهابية وطاقم السياسيين الفجار.

من الحزن أن ابليسية الحكام والسياسيين وتجار دمنا ولقمة عيشنا قد نجحوا في تحويل الأنظار عن كفرهم وأجرامهم وسرقاتهم وخياناتهم وفجعهم ووضعوا ابناء الشعب المقهور بوجه بعضهم البعض.

مرة أخرى القوى الأمنية هم أولادنا وكذلك الذين يتظاهرون وهم من كل الشرائح اللبنانية.

المشكلة الأساس هي في تغييب الدولة من قبل قوى الإحتلال الإيرانية والمحلية وطاقم السياسيين التجار والإسخريوتيين.

لا وألف لا لكل هذه المجزة التي تقع الآن في ساحات بيروت.

 

عذراً بشير، لم نكن على قدر المسؤولية

جوزف توتونجي/الجمهورية 22 اب 2015

23  آب 1982 - 23 آب 2015، ثلاث وثلاثون سنة لم تكفِ حتى الآن لإعادة وصل ما تهدّم بعد الغياب. غابت السلطة، واندحرت الادارة، وإنحلّت الارادة، وفقد اللبنانيون الأمل بدولة القانون، وتقطّعت من جديد أوصال الوطن، وتشلّعت الطوائف وهي على شفير التصادم، وانعدم الأمن في كلّ المناطق حتى أصبحت الجمهورية بشعبها وأرضها سائبة، أبوابها مشلّعة ومشرّعة، وأبناؤها تائهون في ضياع مخيف. عند انتخابك، وفيما الحرب العَبَثية مستعرة والمؤامرة الخبيثة في أوجها، هدأ البركان، وعاد اللبنانيون كلّ اللبنانيين يتنفسون الصعداء مطمئنّين الى غدٍ أفضل لثـقتهم برؤياك وصدقك وشفافيتك، وغادر البلاد مَن كان يفّكر أنّ طريق فلسطين تمّر بلبنان وتحديداً بمدينة جونية.

واحد وعشرون يوماً عاشها اللبنانيون وكأنها حلم. عاد الأمل بقيام الدولة العادلة والآمنة والمستقرّة، حيث كرامة الانسان تفوق كلّ اعتبار، وعاد اللبنانيون الذين هاجروا قسراً، خوفاً على مستقبل أولادهم الى ربوع الوطن، وعاد اللبنانيون المقيمون الى أصالتهم في احترام القانون.

فانتظمت الادارة، وأُقفلت جوارير السمسرة والصفقات، واندحر الفاسدون والمُفسدون، وساد الأمن الإجتماعي والاستقرار الإقتصادي، وأرتفع سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه العملات الأجنبية، والأهم، أنّ البسمة عادت الى وجوه اللبنانيين كما عادت ثقة العالم الخارجي الى وضع لبنان.

فزارته وفود رسمية من كلّ الدول والاتجاهات، وارتاحت الدول العربية الى مسار سياستك الحكيمة والهادئة التي أبلغتَ بها وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا بك في مدينة الطائف.

فتحّول لبنان من بؤرة للمؤامرات والحروب الى أرضٍ آمنة يحلم فيها كلّ شخص «بمرقد عنزة في جبل لبنان». هذا كله جرى، وأنت لم تتسلّم السلطة الفعلية بعد.

أطلقتَ مواقف، حدّدتَ فيها مسيرة الحكم الجديد بجدّية ورصانة وأفهمتَ العابثين بأمن المواطن وأمن الوطن أنّ الجيش وحده هو حامي الحدود وحامي السيادة الوطنية.

وأطلقتَ صرخةً مدوية لمحاربة الفساد في الادارة وحذّرتَ المتطاولين على كرامة المواطن أنّ القانون فوق الجميع، وعلى المخالف أو أن يرتدع أم عليه أن يغادر موقعه فوراً لأنْ «لا شمسية فوق رأس أحد»، وسيكون الرجل النظيف والمناسب في الموقع المناسب. من بيروت الى الشمال والجنوب والبقاع والجبل، هدأت العاصفة وبدأ لبنان يتّجه نحو الاستقرار.

لم تُنتخب رئيساً لجمهورية المسيحيين من قبل المسيحيين فقط، بل شارك في انتخابك وتأييدك مجمل الطوائف رغم امتعاض البعض الذي كان يجهل حقيقة مواقفك الوطنية.

فالجبهة اللبنانية أطلقت ترشيحك، وعمل رئيس المجلس النيابي كامل الأسعد الى تسويق هذا الترشيح وكان تأييد كتلته عارماً. قاطع بعض زعماء السنّة، ولكنّ المجلس يومَ انتخابك لم يخلُ من حضور ومشاركة شخصيات سنّية كسليمان العلي الزعيم العكاري وعثمان الدنا البيروتي وناظم القادري الزعيم البقاعي وغيرهم، رغم مقاطعة الرئيس صائب سلام وكتلته النيابية.

فأضفوا على الانتخاب صفة الانتخابات الوطنية. ولم تمضِ أيام حتى اجتمعتَ بالرئيس صائب سلام، فصارحته بهواجسك وصارحك بمواقفه وخرج من الاجتماع مبارِكاً للبنان العهد الجديد.

جمعتَ لبنان تحت لواء قيام الدولة القوية والعادلة، من أجل مواجهة قوى الشر والاحتلال أيّاً كانت. ووافقك اللبنانيون وأيّدوك في مسعاك الى أقصى الحدود.

أما الآن، فإننا «نبكي كالنساء وطناً لم نعرف كيف نحافظ عليه كالرجال». عذراً بشير، لم نكن على قدر المسؤولية التي إئتُمنّا عليها. عذراً لبنان وطني لأنّ بعضهم باعك بثلاثين من الفضّة.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/8/2015

الإثنين 24 آب 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في البدء كانت التظاهرة الشعبية نابعة من أهداف طبيعية ومشروعة تعترض على تردي الخدمات، في ظل تراكم النفايات والإنقطاع العشوائي للكهرباء وللمياه، إلا أن طوابير خامسة دخلت في صفوف المتظاهرين، أمنيا بإلقاء قنابل صوتية وإيقاع إصابات في صفوف رجال الأمن، وسياسيا في محاولة استثمار التحرك لغايات تعطيلية للعملين الحكومي والنيابي.

وقد أكد الرئيس تمام سلام أنه غير متمسك بالكرسي وأنه للصبر حدودا، لكن الدكتور سمير جعجع طالبه بعدم الإستقالة إلا بعد انتخاب رئيس للجمهورية لتشكيل حكومة جديدة وفق المنطق الدستوري.

وفيما دفع البعض المتظاهرين إلى حملة على رئيس الحكومة ووزير الداخلية، أكد الرئيس سعد الحريري تأييده لعمل الرئيس سلام، مشددا على عدم الإفراط باستعمال القوة ضد المتظاهرين. وبينما قال العماد ميشال عون إنه مقتنع بكلام الرئيس سلام، طلب جعجع إنعقاد مجلس الوزراء فورا لإتخاذ قرارات تحافظ على الإنتظام الأمني وتزيل النفايات وتلبي مطالب الناس.

وتخشى أوساط سياسية من تفلت الأمور إلى حد تهديد أمن البلد، وترى أن المعالجة تكون بأمرين: الأول: فرض هيبة الدولة بإنتشار الجيش في بيروت والمناطق كافة حفاظا على الإستقرار. الثاني: الفصل بين الأهداف السياسية والمعالجات الإجتماعية عن طريق هيئة طوارىء تعنى بمعالجة أسباب النقمة الشعبية.

وتشير هذه الأوساط إلى مخاوف بوجود مخطط يبدأ بفشة خلق للناس وينتهي بخراب البلد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هل تحولت ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، إلى ساحة مواجهات سياسية؟ فالقوى التي تعطل مؤسسات الدولة وتجمد البلد، تريد ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية، ما انعكس خشية من تحويل ساحة رياض الصلح إلى ساحة رسائل متبادلة، وتصفية حسابات بين القوى السياسية واستغلال المتظاهرين لهذا الغرض.

شعارات المعتصمين توسعت لتشمل المطالبة بإسقاط النظام السياسي، إنه النظام الطائفي الذي يقيد لبنان واللبنانيين، ويرمي البلد في فراغ وشلل. المواطنون تعبوا، لا قدرة لديهم على التحمل، فالتحرك في وسط البلد تحول إلى ساحة تعبير "هايد بارك"، النفايات هي السبب المباشر لاندلاع الاحتجاجات، لكن الأسباب المباشرة تتوزع بين واقع النظام السياسي الطائفي والجمود المؤسساتي والنكايات والحسابات والمصالح الشخصية وتعطيل عمل مجلسي النواب والوزراء.

لم يعد للمواطنين قدرة على تحمل مزايدات السياسية، ويعرف الناس من يعطل الحلول وما هي أسباب عدم انتخاب رئيس الجمهورية. من هنا كانت صرخة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي قال إن هناك نفايات سياسية في البلد، جازما بأنه إذا لم تكن جلسة الخميس منتجة، فلا لزوم لمجلس الوزراء من بعدها، فللصبر حدود بعدما نفذ صبر الشعب، ولا يمكن الاستمرار بتغييب المساءلة النيابية والقرارات التشريعية.

شعارات رياض الصلح تجاوزت ملف النفايات، واستقرت عند مطلب استقالة الحكومة، ما يشرع الباب على أسئلة كبيرة في مقدمها: هل يكون الحل باستقالة الحكومة وإطلاق رصاصة الرحمة على آخر المؤسسات الدستورية ولو كانت تتنفس أوكسيجينا مسموما وملوثا بالشلل والتعطيل. ماذا بعد إسقاط الحكومة؟ هل يحتمل البلد الدخول في المجهول؟ هل يحتمل البلد وهو في غرفة العناية الفائقة أن نقطع عنه التنفس بينما المطلوب تكثيف الجهود لإعادة تفعيل المؤسسات وترقيع ما أمكن من أجل تحقيق مطالب الناس وتسيير شؤونها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

على المقلب الجنوبي، كان أمن عين الحلوة يوتر لبنان ولكن الخطوات الفلسطينية تحركت أسرع لضبط الأمن وعدم المس بالاستقرار اللبناني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

رائحة ثقيلة تفوح من شوارع بيروت، اختلطت فيها النفايات العضوية بالنفايات السياسية، فحاصرت السراي الحكومي.

رائحة عبرت عوائق اللبنانيين، فعبرت ببعض منها عن وجع راكمته سياسات متعاقبة لسلطة ما اشتمت يوما وجع الناس ومطالبهم. سلطة أجمعت منابرها على أحقية المطالب وضيق الخيارات، فسطرت الاتهام بحق مجهول. بل كدنا نرى الزعامات والمسؤولين في صدارة المتظاهرين، ولكن ضد من؟

رف جفن السراي بغض النظر عن اعداد المتظاهرين، واستعان ساكنها بالصبر واليقين بأن الأمور لامست المحظور. وفي لحظة ضيق الخيارات، باح بكثير من المكنونات. الدولة إلى الفشل، قال تمام سلام، والقصة أكبر بكثير من النفايات، وما يجري تراكم وليس حدثا منعزلا، والموعد الخميس، فإما حكومة منتجة، أو لا لزوم لمجلس الوزراء.

مجلس بل وطن على مفترق خطير، والمسؤولية على الجميع. مفترق وضع المواطن والمسؤول أمام سؤال واحد: هل نستحق هذا الوطن فننقذه؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

من الأمس إلى اليوم، ماذا يحصل حقيقة في الشارع؟ هل التحركات التي نشهدها بين ساحتي رياض الصلح والشهداء تحركات مطلبية صرف، أم أن هناك طابورا خامسا حزبيا دخل على خط معاناة الناس، ليسجل نقاطا في السياسة على الحكومة ورئيسها، وصولا ربما إلى نسف النظام من أساسه؟

قبل الاجابة عن هذين السؤالين الشائكين والمعقدين، ينبغي التأكيد أولا أن المطالب التي ترفعها حركة "طلعت ريحتكن" هي مطالب محقة مئة في المئة. يكفي أن نتطلع إلى الشوارع والطرقات لندرك كيف أن حكامنا حولوا لبنان الأخضر مكبا كبيرا للنفايات، علما أن قضية النفايات هي آخر العنقود في مسلسل طويل عنوانه العريض عجز الطبقة الحاكمة عن ايجاد حلول للمشاكل المتراكمة وفساد السياسة ومعظم السياسيين.

إذا في المنطلق والمبدأ، حركة "طلعت ريحتكن" على حق. يكفينا منها أنها أعادت الاعتبار إلينا كلبنانيين، وذكرتنا أننا شعب حي يعرف كيف ينتفض وكيف يثور ولو متأخرا. لكن المشكلة تكمن في أمرين:

الأول الاستغلال السياسي لما يحصل ودخول مندسين إلى ساحة الاعتصام، ومحاولتهم ازالة الأسلاك الشائكة بالقوة للايقاع بين القوى الأمنية والمتظاهرين السلميين.

أما الأمر الثاني، فهو أن المتظاهرين لا يملكون خريطة طريق واضحة ولا بنك أهداف موضوعي لتحركهم، فهم مثلا يطالبون باسقاط الحكومة علما أن اسقاط الحكومة يقضي على المؤسسة السياسية الوحيدة التي لا تزال تعمل ولو بالحد الأدنى، في ظل شغور رئاسة الجمهورية وشلل مجلس النواب.

وعليه فإن على متظاهري "طلعت ريحتكن" أن يطالبوا أولا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إذ أنه المدخل الحقيقي والوحيد لاعادة بناء المؤسسات وبالتالي لحل المشكلات المتراكمة التي يعانيها الوطن. فهل يصوب ناشطو "طلعت ريحتكن" بوصلة تحركهم، فيساهمون بذلك في اعادة فتح مجلس النواب وانتخاب رئيس وخلاص الوطن؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مرة جديدة، ينزل الشعب إلى الشارع، ومرة جديدة تنزل السلطة بأجهزتها وخبثها للتلاعب بإرادة الناس واستثمار تحركهم واستغلال تطلعاتهم.

تماما كما حصل في 6 أيار 1992. يومها نزل الشعب ضد السلطة، فضحكوا عليه وركبوا موجته، حتى وصلوا إلى الحكم على ظهر ليرتنا الوطنية وعلى ظهر مدخرات الناس وتعبهم وآخر فلس في جيوبهم.

وتماما كما حصل في 21 أيار 2007، يوم دفعوا 168 بطلا من أبطال جيشنا الباسل إلى الموت في نهر البارد، ثم جاءوا بشاكر العبسي ليوصلهم إلى الحكم، ثم هربوه تحت جنح ظلام وظلم.

اليوم، وللمرة الثالثة، يحاولون اللعبة الوسخة نفسها. لا بل صارت أوسخ، لأنهم هذه المرة قرروا أن يصلوا إلى الحكم على ظهر مكبات النفايات، وأن يغتصبوا الكرسي بواسطة براميل الزبالة. وإلا، فليكشفوا من أطلق النار على المتظاهرين؟ ومن هم المندسون الذين حرضوا على الصدام بين المدنيين والعسكريين؟ وليكشف تمام سلام، أين اختفى فوج الجيش المكلف حماية المنطقة، والذي قمع بعض عناصره شباب 9 تموز وتعرضوا لنواب لم يحصنهم مجلسهم ولم تحمهم شرطته. ولماذا غاب اليوم، وبأمر من من، ولأي مقامرة ومغامرة ومؤامرة؟

للمرة الثالثة ينزل شعبنا إلى الشارع. فهل تعلمنا من مآسي التجارب السابقة؟ أم تنجح الأجهزة الخبيثة نفسها في جرنا إلى مقتلة ثالثة قد تكون كارثة؟ الجواب ملك هؤلاء الشباب. ملك كل مواطن واع. ملك كل من يدرك الفرق بين دولة آمنة ودولة أمنية، بين إسقاط نظام الفساد، وبين انقلاب توتاليتاري لا نظام ولا شعب ولا وطن بعده.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

المطالب محقة ولا شك. السلطة مقصرة بالطبع واللبنانيون فعلا ما عادوا يحتملون أن تبقى حياتهم في آخر سلم أولويات السياسة اللبنانية.

هذه حقيقة، والحقيقة أيضا أن "حزب الله"، بالتضامن والتكافل مع "التيار الوطني الحر"، هو من يعطل انتخاب رئيس للجمهورية، عبر امتناع نواب الحزبين عن النزول إلى مجلس النواب وهم من عطلوا عمل الحكومة. وبالطبع، فإن الأطراف الأخرى تتحمل جانبها من المسؤولية، عما وصلت إليه الأوضاع، إهمالا أو تقصيرا أو عجزا.

لكن السؤال الكبير: من حاول بالأمس ويحاول اليوم تحويل مشهد حضاري إلى مشهد دموي، ومن أراد أن يحرق وسط بيروت؟ ومن دفع بعض المندسين لضرب القوى الأمنية؟ ومن كان قد جهز في الجانب الأمني من يطلق النار على المتظاهرين؟ من ركب السيناريو؟ ومن ركب المشهد؟

كثيرون لهم المصلحة في استثمار قرف اللبنانيين من السياسيين، هناك من يريد صورة سوداء في بيروت، وهناك من يريد حصة في النفايات وغيرها، وهناك من يريد إسقاط النظام تمهيدا لمؤتمر تأسيسي.

لكن معظم الذين نزلوا إلى الشارع هم من الصادقين الصادقين، الموجوعين المقهورين، الجائعين بلا كهرباء، والمحرومين من حقوقهم.

وحده الرئيس تمام سلام، من بين أركان السلطة، من دعا الشباب إلى الحوار وتفهمهم، من دون أن يحاول استثمارهم كما فعل نواب التيار العوني ووزراؤه مثلا. وسرع موعد فض عروض شركات معالجة النفايات إلى بعد ظهر غد، وسط توقعات بتقريب موعد جلسة مجلس الوزراء إلى الثلاثاء أو الأربعاء.

الرئيس نبيه بري اتصل بالرئيس سلام داعما، واعتبر ان الحل بجلسة للحكومة تتخذ فيها القرارات اللازمة، وهو سيكون مؤيدا ولو بقي وحده، كما اتصل ايضا بالنائب جنبلاط مشيرا إلى ان الحل السريع يكون باعادة فتح مطمر الناعمة لفترة زمنية.

الرئيس سعد الحريري دعم سلام وميز بين المطالب المحقة وبين الدعوة إلى إسقاط الحكومة، آخر معقل شرعي، قائلا إن سقوطها يعني دخول لبنان في المجهول. ودان الحريري الإفراط الأمني في مواجهة التظاهرات السلمية، منبها من محاولات استدراج البلاد إلى الفوضى والمجهول.

الإفراط الأمني أوقفه وزير الداخلية نهاد المشنوق مساء أمس، وفتح نهارا تحقيقا لمعرفة من أطلق النار ومن اعتدى زورا على المتظاهرين، وكلف المفتش العام لقوى الأمن الداخلي العميد جوزيف كلاس إجراء التحقيق وتعهد بمحاسبة كل من أطلق النار الحي أو المطاطي في مواجهة المتظاهرين.

وفي حين لفت النائب وليد جنبلاط إلى أن التحرك انحرف عن مساره الأساسي مع دخول بعض القوى السياسية، رافضا إستغلاله لضرب الإستقرار، طرح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خريطة طريق للخروج من الأزمة، تبدأ بدعوة النواب للنزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية، وناشد الرئيس سلام عدم الاستقالة وطالبه بدعوة الحكومة إلى اجتماع فوري واستثنائي يبحث بجمع النفايات وإيجاد حل للمشكلة والإشراف على التحقيقات الحاصلة لتبيان من أطلق النار على المتظاهرين.

من جهتهم قياديون في حملة "طلعت ريحتكم"، اتهموا صراحة مندسين من "حزب الله" و"التيار الوطني" بحرف التحرك عن أهدافه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

طلعت أرواح السياسيين والمتبقي فقط هو اعلان الوفاة رسميا، وأي غرف أنعاش لم تعد تجدي لطبقة سياسية سقطت من أعلى رائحتها وهوت من جبل قمامة.

إن أسوأ ما يراه السياسيون اليوم، هو مشهد المحطات التلفزيونية التي تنقل مراسم تشييعهم. وهم يرفضون تقبل مشيئة الله التي حكمت برحيلهم بعدما تجاوزوا خيار الناس.

ففي اليوم الثاني لإنتفاضة الشعب، ما تزال الحكومة وأطرافها السياسية تعول على أوكسجين البقاء. وتعطي لنفسها المهل وتعد بما لا تستطيعه. مشنوقها الأول سيحاسب الأمن المتسبب بأطلاق الرصاص. ومشنوقها الثاني أعلن عن تقديم موعد فض عروض النفايات. ورئيسها وقف على شفير الخميس فإما الانتاج أو ينحسب ليصرف الأعمال.

لكن ماذا في تفصيل هذه الحركات؟

وزير الداخلية سيؤنب عناصر وضباطا لهم مرجعية تعطيهم الأوامر. ووزير البيئة أقدم على قرار تقريب موعد فض العروض، والمطلوب ان يفض سيرته ويرحل مع الراحلين، وان يدرك ان خطوته اليوم كان له ان يتخذها قبل شهر على الأقل، لا ان ينتظر اكتمال عروض التحاصص السياسيي لترسو المناقصة على الأقوى رائحة.

أما رئيس الحكومة تمام سلام فليس مستعجلا، ولا شيء يستدعي عقد جلسة لمجلس الوزراء ليل أمس ولا اليوم أو غدا، إنما الخميس في موعدها المعتاد. ولا يستحق الوضع إجتماعا إستثنائيا طارئا عاجلا، إن تعذر في السراي المطوقة فبأي مكان آخر.

الخميس، يعني الخميس، على اعتبار ان الحكومة تضمن بقاءها على قيد الوزارة حتى ذلك الموعد. ولحينه فإنها تحيا على رش المياه، وعلى خراطيم توجهها للمتظاهرين الذي لن ينطفئوا. وللمرة الأولى فإن المياه ستشعل نارا، وتشد العزائم.

فما الذي طرحه تمام سلام اليوم؟ والى إين أخذ الناس؟

هو اتهم قوى ونفايات سياسية، لكنه لم يتحل بروح الجرأة ليكاشف المواطنيين بحقيقة هذه النفايات، من هي؟ ولماذا لم يسم النفايات السياسية بأسمائها؟ هو صابر. لكن من قال له ان المواطنيين سيتحملون صبره بعد اليوم؟

هو مستعد لدعوة الشبان والاستماع إلى مطالبهم. لكن ألم يسمعهم في الشارع؟ ألم تصله أصواتهم إلى داخل مكتبه في السراي؟ ألم يشاهد محطة تلفزيونية واحدة تنقل وجعهم على الهواء؟

إن ما أدلى به رئيس الحكومة اليوم لا يشبه إلا صمود اللحظات الأخيرة لزين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا. وأمصال الدعم التي وصلته من المغترب اللبناني سعد الحريري في الرياض، أو من المقيم الدائم في الترشح للرئاسة سمير جعجع، كلها لا تؤمن حياة في سرايات.

ولكي لا يتحمل سلام وحده عبء الرحيل، فإن ثورة الناس هي في وجه كل الطبقة السياسية التي صارت من زمن النفايات، وتستعمل اليوم الرصاص المطاط وخراطيم المياه في خدمة زعماء الزبالة. كله مسؤول، من رئيس الحكومة الذي يخاف أمراء النفايات، إلى رئيس مجلس النواب الصامت والمتحرك أمنيا عند أبواب ساحة النجمة، إلى زعيم "الحزب التقدمي الإشتراكي" الذي لف ودار حول التظاهرة، وصولا إلى كل مشارك في هذه الحكومة ولم يتخذ قرار الهرب من جحيمها بعد.

 

دوريات أمنية وعسكرية مشتركة توقف المخلين بالأمن وبدء عودة الهدوء

الإثنين 24 آب 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان دوريات مشتركة لقوى الأمن الداخلي والجيش، تقوم بتوقيف كل المخلين بالأمن في المناطق المضطربة، وذلك بعد اتصالات بين رئيس الحكومة تمام سلام، ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي. ونتيجة ذلك بدأ الهدوء يعود إلى هذه المناطق.

 

قنص غزير في بعض احياء صيدا صباحا والاشتباكات الليلية اسفرت عن سقوط 3 قتلى و20 جريحا

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا عفيف محمودي انه قرابة الثامنة صباحا تعرض حي البعاصيري وحي النجاصة في مدينة صيدا الى رصاص قنص غزير اضافة الى ساحة الشهداء، كما طاول القنص النوافذ والطرقات والابنية المقابلة للمخيم. وافاد مندوبنا انه على رغم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار والاعلان عن تهدئة، بقيت الاشتباكات متقطعة حتى ساعة متاخرة من ليل امس في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح وجماعة ما يسمى ب "جند الشام"، تخللها اطلاق نار وقذائف صاروخية والقاء قنابل يدوية، فيما رصاص القنص ادى الى قطع معظم ارجاء طرق المخيم. وافادت منودوبتنا حنان النداف ان الاشتباكات اسفرت عن سقوط 3 قتلى و20 جريحا وصفت اصاباتهم بالحرجة. والقتلى هم: مصطفى الصالح وربيع مشعور وامرأة لم تعرف هويتها. وعرف من الجرحى: قائد كتيبة شهداء شاتيلا في فتح العقيد احمد النصر، حمادة دحابري، ابو شريدي القيم، بلال اصلان، ايمن العجل، وليد الباشا، وائل الصرصور، محمد العردات، صالح العردات، صلاح جورج، وليد منصور، نزار عثمان توزعوا على مستشفى النداء داخل المخيم والراعي والهمشري ومركز لبيب الطبي في صيدا. وادت الاشتباكات الى اندلاع حرائق في المنازل وتضرر في الممتلكات والسيارات واجبرت العديد من الفلسطينيين الى النزوح في اتجاه مدينة صيدا، كما طاولت الاشتباكات الجيش اللبناني المتواجد عند مداخل المخيم الذي رد على مصادر النيران وعمد على تعزيز قواته واجراءاته الامنية، كما طاولت القذائف دوار الاميركان في المدينة حيث لم يبلغ عن وقوع اصابات وانفجرت احداها في ارجاء المدينة. اضافة الى ذلك، فان رصاص القنص طاول ايضا اوتوستراد المدينة الشرقي ما دفع بالقوى الامنية اللبنانية الى اغلاقه لبعض الوقت وتحويل السير الى الطريق البحرية القديمة تجنبا للمخاطر. اشارة الى ان الاتصالات السياسية اللبنانية الفلسطينية التي نجحت في التوصل الى وقف لاطلاق النار مساء لم تنجح في تثبيته وسحب المسلحين من الشوارع.

 

عشرات الجرحى في صدامات غير مسبوقة وسط بيروت ومطالبة باستقالة الحكومة اتّساع تحرّك "طلعت ريحتكم" ودخول مندسّين وقوى الأمن تبرّر استعمال العنف

عباس الصباغ/النهارL24 آب 2015

آلاف المحتجين على سياسات الحكومات المتعاقبة وتفاقم الازمات قرروا ترجمة اعتراضهم خلال الساعات الفائتة عبر تظاهرات حاشدة في ساحة رياض الصلح، رافعين مطلب استقالة الحكومة. شبان وفتيات من جمعيات مدنية، وبدعوة من حملة "طلعت ريحتكم "، عدا عن اساتذة وطلاب ونقابيين وناشطين بيئيين ومتضررين من الاخفاقات المتكررة في ايجاد الحلول للازمات وأبرزها ازمة النفايات والكهرباء وغيرها ، تجمعوا امس في ساحة رياض الصلح خلف هتافات "ثورة، ثورة، ثورة"، و"ارحل"، و"الشعب يريد اسقاط النظام"، اضافة الى انتقادات حادة لقوى 8 و14 آذار وكل القوى السياسية التي حمّلوها ازمة النظام اللبناني.

"استقالة سلام"

بعد تحرك صاخب مساء اول من امس تخلله صدامات غير مسبوقة بين القوى الامنية والمتظاهرين أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى في صفوف الطرفين ، وبعد تراجع القوى الامنية الى قبالة السرايا الحكومية، سارع المتظاهرون الى نصب خيمهم الصغيرة قبالة تمثال الرئيس الراحل رياض الصلح وقطعوا الطرق المؤدية الى السرايا ونظموا صفوفهم في انتظار المؤتمر الصحافي لرئيس الحكومة تمام سلام، ولم ينه الاخير كلامه حتى بدأت اعداد المتظاهرين بالازدياد، ووصلت الى الذروة مساء أمس حيث غصت الشوارع المؤدية الى السرايا بآلاف المتظاهرين من كل المناطق والطوائف في مشهد غير مألوف في لبنان منذ فترة طويلة.تظاهرة الامس لم تمر على خير، وتخللها كر وفر، وسقوط عدد من الجرحى في صفوف الطرفين، ومحاولات منذ الصباح لإزالة الاسلاك الشائكة ، وتطور الامر مساء بعد ان استخدمت القوى الامنية خراطيم المياه لتفريق المعتصمين بعدما عمد بعض الشبان الى رشق عناصر فرقة مكافحة الشغب بالقناني الفارغة ولاحقاً بزجاجتي مولوتوف . حملة "طلعت ريحتكم" رفضت "ارهاب سلطة الفساد"، كما طالبت رئيس مجلس الوزراء بتقديم استقالته فوراً، ولاحقاً اصدرت بياناً تلاه طارق الملاح الذي اكد سلمية التحرك وان التظاهر قد يتجدد اليوم ما لم تنفذ مطالب المتظاهرين وعلى رأسها استقالة الحكومة واعتبار مجلس النواب منحلاً"، وشدد على ان "التحرك مطلبي وليس حزبيا، وان الوزراء غير مرحّب بهم في هذا التحرك".

وكان وفد من المتظاهرين التقى الرئيس سلام وطالبه "بالمحاسبة الفورية للمعتدين على المعتصمين". وقال أحدهم: "بعد الاستماع إلى الرئيس سلام، اكدنا له أن صبرنا قد نفد مما قد يتحمله أي شعب، من انتشار للنفايات وانقطاع التيار الكهربائي"، داعين إياه إلى "الرحيل اليوم الساعة السادسة مساء". وشددوا على أنهم "مستمرون بالتظاهر سلميا"، داعين القوى الامنية إلى "عدم التعامل معنا بالعنف" كما حصل أول من أمس". وحمّلت "الحملة" مسؤولية الشغب الى "مندسين بين المتظاهرين في وسط بيروت، وألقوا قنابل مولوتوف على القوى الأمنية".

"من كل الأعمار" التظاهرة امس تميزت بمشاركة واسعة من الشرائح الاجتماعية كافة. عائلات بأكملها حضرت منذ الصباح الى ساحة رياض الصلح، وأعرب المشاركون عن أملهم بـ"التغيير واصلاح النظام اللبناني بعد استقالة الحكومة وحل مجلس النواب"، ولم يتردد الذين حرصوا على الوصول الى قبالة السرايا عن انتقاداتهم القاسية للسلطة الحاكمة في لبنان، وحمّلوا كل المشاركين في السلطة المسؤولية عن الاوضاع المتردية التي وصلت اليها البلاد.

مشاركون في التظاهرة قالوا إن "تحرك ساحات بيروت سيصل حتماً الى التغيير". وفي هذا السياق يؤكد غسان ناصر ان "أداء السلطة لم يعد يطاق والاجدى بها ان ترحل"، فيما ترى هبى عبد الخالق ان "الامل فقط بتغيير الطبقة السياسية واسقاط الحكومة وتغيير الطاقم السياسي". وبدورها تشير الطبيبة حليمة القعقور الى ان "الهدف هو اسقاط النظام الطائفي". اول من امس بدا تحرك "طلعت ريحتكم " سلميا وبأعداد قليلة، ولكن سرعان ما تطورت الامور دراماتيكيا ووصلت الى ذروة الصدام غير المسبوق بين متظاهرين وقوى امنية، وتخلله اطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه . بدأت المواجهات في ساحة رياض الصلح واتسعت دائرتها لتصل الى ساحة الشهداء والصيفي وجسر فؤاد شهاب، وعملت القوى الامنية على ملاحقة المتظاهرين وأبعدتهم الى قبالة مسجد محمد الامين عبر استعمال الرصاص الحي والمطاطي، وعمد المتظاهرون الى رشق العناصر الامنية بالحجارة موقعين 35 جريحاً في صفوفها بحسب بيان لقوى الامن الداخلي. وفي المقابل، أفاد المتظاهرون عن سقوط 16 جريحاً على الاقل اثنان منهم في حالة متوسطة ومعظمهم اصيب برصاص مطاطي فضلاً عن عشرات حالات الاختناق بسبب تنشق الغاز المسيل للدموع. وفي سياق متصل، تركت منظمة الشباب التقدمي "الحرية لأعضائها في المشاركة، على ان تدعو الى تحركات مواكبة، ولا مانع اطلاقاً من التنسيق مع القيّمين على التحرك الحالي مستقبلاً (...)". ولفتت في بيان الى انها "تهيب بالقوى الأمنية والمعنيين بالملف الأمني التعرض للتحركات الشبابية السلمية، فالتعبير الديموقراطي الحضاري حق كفله الدستور والقوانين وهو جوهر لبنان وركيزة من ركائز وجوده".

من جهتها توجهت "حركة لبنان الرسالة" بتحية "إكبار واعتزاز الى الشباب اللبناني المنتفض على الواقع المزري وهي تقدر عاليا ثورتهم على الفساد ونخوتهم وصدق تطلعاتهم التي لا بد منها لبناء مستقبل وطن يحترم كرامة الانسان وحريته (...)".

وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أكدت "احترامها الكلّي لحق المواطنين في حرية التعبير والتظاهر السلمي. وفي هذا الإطار عملت وستعمل على حماية المتظاهرين وتوفير الظروف الملائمة لتمكينهم من التعبير عن مواقفهم، إلا أنها وبحكم مسؤوليتها عن حفظ الأمن ترى نفسها مسؤولة عن حماية المؤسسات الرسمية في كل الظروف، وبالوسائل القانونية، للحؤول دون إقدام مندسّين بين المتظاهرين للاعتداء على مقار المؤسسات التشريعية والتنفيذية كما على الأملاك الخاصة، وذلك توخيّاً لحصول أعمال يصعب تداركها".

وأهابت "المديرية العامة بالمتظاهرين التحلّي بالمسؤولية والحرص على عدم تشويه تحرّكهم السلمي".

ولفت الى أنها ليست في موقع الخصم أو الانحياز الى أي جهة، بل هي الضمان لممارسة هذا الحق، وتعتبر المتظاهرين بمنزلة أبنائها.

أما في حال الإخلال بالنظام العام، فإن قوى الأمن الداخلي ملزمةٌ أيضاً، وفقاً للقوانين بالعمل على حفظ الأمن والنظام وتوقيف المخلين".

وتوضيحاً لما رافق التظاهرة اول من امس اوضحت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ان "بعض المتظاهرين في ساحة رياض الصلح قاموا بالإعتداء على عناصر قوى الأمن الداخلي المكلفين حمايتهم وحماية المنطقة الأمنية في محيط السرايا ومجلس النواب من خلال دفع هذه العناصر ورمي الحجارة والنفايات والمفرقعات عليهم، ومحاولتهم إزالة الشريط الشائك لهذه المنطقة.

ازاء هذا الواقع ولمنع الاحتكاك والتصادم مع المتظاهرين وخرق السياج الأمني دخول المقار الرسمية واستباقاً لما قد ينتج من ذلك من سقوط ضحايا، قامت عناصر مكافحة الشغب باستعمال المياه لإبعادهم عن المنطقة الأمنية. وبعد تطور الوضع قامت باستخدام القنابل المسيلة للدموع واستعمال عتاد حفظ الأمن والنظام المزودة بها لتفريقهم (...)". واشارت الى "سقوط 35 جريحاً من قوى الأمن الداخلي إصابة بعضهم خطرة، وتضرر عدد كبير من آليات قوى الأمن الداخلي".

 

 سلام أكد أن استخدام العنف ضد المتظاهرين لن يمر دون محاسبة: عندما ارى ان صبري بدأ يضر بالبلد سأتخذ القرار المناسب

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أن "ما حدث في الأمس، لا نستطيع إلا أن نتحمل مسؤوليته، خصوصا في ما يتعلق باستعمال القوة المفرطة مع هيئات المجتمع المدني"، جازما أن ذلك "لن يمر دون محاسبة، فكل مسؤول سيحاسب، وانا من موقعي لن أغطي احدا"، لافتا إلى أن "ما حصل البارحة ليس ابن ساعته، بل هو تراكم لقصور ولتعثر ولغياب نعيشه ونتحمله". وقال سلام: "احراجي لاخراجي يمارس منذ زمن، وكنت سأخذ قراري منذ 3 اسابيع، وما زال الخيار امامي، وسأتكيف مع الموضوع وفق ما أراه مناسبا، وعندما أرى ان صبري بدأ يضر بالبلد سأتخذ القرار المناسب"، مذكرا بأن "الحلول السحرية او الجذرية او العجائبية غير موجودة"، مضيفا: "قررت ان ادعو مجلس الوزراء الاسبوع المقبل الى الانعقاد، وضمنت الدعوة مواضيع ملحة". وتابع: "نحن مقبلون على وضع مالي قد يذهب بلبنان الى تصنيفه من الدول الفاشلة، ولن اكون شريكا في هذا الانهيار"، متوجها للمتظاهرين بالقول: "أنا صابر، ولكن للصبر الحدود، ومرتبط بصبركم، واذا قررتم الصبر فانا معكم، واذا قررتم عدم الصبر انا معكم أيضا اتخذ الموقف". كلام سلام جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في السرايا الحكومية، عرض خلاله آخر التطورات التي تشهدها البلاد، لاسيما بعد الأحداث التي شهدها وسط بيروت ليل أمس، بالاضافة الى الوضع الحكومي الراهن". حضر اللقاء الوزراء: نبيل دي فريج، رشيد درباس، ومحمد المشنوق، امين عام مجلس الوزراء فؤاد فليفل، رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، وعدد من الشخصيات الاعلامية والسياسية.

سلام

بداية المؤتمر، قال سلام: "لا بد في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها البلد والناس، أن نتداول ونتصارح ونتواجه بمسؤولياتنا كلنا من مواقعنا المختلفة، واذا كان لا بد من مقاربة المسؤوليات، فبداية وقبل الحديث عن أي شيء اخر، لابد من القول بأن ما حدث بالامس مسؤولية كبيرة، ومسؤولية علينا جميعا ان نتحملها". وأضاف: "التظاهر السلمي حق دستوري، وعلينا ان نحميه ونواكبه، وان نكون جزءا منه لا ان نكون في الضفة الاخرى او خارجه، لأن المعاناة التي تعبر عنها الناس - ليس بالضرورة الناس الذين نزلوا الى الارض ووقفوا وعلوا اصواتهم - انما أيضا كل الناس الموجودة في منازلهم، التي تعاني معنا منذ اشهر وسنوات وتتحمل"، لافتا إلى أن "الدول تتقدم فيما بلدنا يتراجع، حيث في دول العالم يتم انجاز المشاريع ويكون هناك مبارزة حولها. في حين تتوقف المشاريع في لبنان وتتراجع".

وقال سلام: "الصرخة والألم الذي سمعناه بالامس، ليس وليد ساعته، ولا يخبرني احد انه مفتعل او له غاية وهدف آني ومرحلي. هو تراكم لقصور ولتعثر ولغياب كلنا نعيشه ونتحمل صعابه".

وأضاف: "اعول دائما على الاوادم في اهل بلدي. و"اوادم" أهل بلدي يصرخون ويتألمون، ولا يمكنني تجاهل ذلك. وما حصل بالأمس لا يمكن لاحد ان يتهرب من تحمل المسؤولية حوله، خصوصا ما يتعلق باستخدام القوة المفرطة مع هيئات المجتمع المدني والناس".

وتابع: "صحيح قد يكون هناك من اندس واستغل للتصعيد وللتوتير، ولكن مثلي ومثل كل الذين واكبوا وشاهدوا هذا التحرك للمجتمع المدني، نحن اعتبرنا انفسنا جزءا منه، وبالتالي، نحن لسنا اعداءهم، وكل من تصرف بشكل ادى الى اذى وضرر تم ايقاعه بالناس، سيتحمل مسؤوليته"، مؤكدا أن "الأمور لن تمر من دون محاسبة، والمحاسبة على كل المستوى، وفي العمق لا يمكن السماح بان تمر احداث الامس، ولا يكون هناك ملاحقة ومتابعة، وهذا اقل شيء وكل مسؤول سيحاسب".

وأردف سلام: "انا من موقعي لا اغطي احد، ولا اغطي على احد، ولم اعتد ان اجهل او اغيب كل مسؤول او كل موقف مسؤول. أنا اعتدت على ان اكون صريحا وواضحا. وما حدث بالامس اذانا جميعا في عمق نفوسنا ومشاعرنا واحاسيسنا، وانا من المواطنين ومع المواطنين".

وقال: "أنا لا اتحمل هذا المكان وهذه المسؤولية، لانني بعيد عن المواطنين، لم اسع يوما الى المناصب، بل كنت دائما حريص على مواكبة التمثيل الحقيقي للناس، لم يكن لي يوما مصالح او مكاسب لذاتي، ولن يكون ذلك في لحظة، الناس واكبتني وهي تعرف ما تحملناه في هذا البلد، ويجب ان لا ننسى على مدى احدى عشر شهرا من العجز عن تأليف الحكومة، ماذا كان يحصل خلالها في ظل تصريف اعمال حكومة مستقيله؟، ولماذا يحصل تراجع وانهيار؟"، مضيفا "الاحد عشر شهرا لم يمروا هكذا، بل مروا في ظل ما استمر ولازال حتى هذه اللحظة من صراع سياسي لا يرحم وتتحمل فيه كل القوى السياسية مسؤوليتها، ولا يحاول احد رميها على فريق دون الاخر، فانا من الناس الذين تحملوا وتحملت في ظل الشغور الرئاسي، الذي اصبح عمره سنة وثلاثة اشهر كنت خلالها اقول ان هذا التعثر والعجز الفاضح لانتخاب رئيس للجمهورية يراكم سلبيات علينا في البلد، وانا اتحمل وصدري مفتوح".

وتابع: "هناك كلام كثير عن صبري، لكن صبري لا يشكل شيئا أمام صبر المواطنين، على هذه الحالة من الياس والبؤس الذي يمر بها البلد، صبرهم ليس اليوم فقط بسبب وجود النفايات، بل هناك نفايات سياسية كبيرة في البلد، وصبرهم على امور اخرى من الكهرباء الى الطرق الى المعاملات والرشاوى والفساد". وأردف رئيس الحكومة: "نعم المواطن اللبناني صابر، خصوصا ان المواطن لم يعد محصورا في لبنان، فهو يشاهد الدول كيف تتقدم والمشاريع كيف تتحقق، وكيف ترتقي الشعوب، حيث أن شعوب بلدان كانت منذ سنوات عدة تعتبر بلدان العالم الثالث والمتخلف، اصبحت لديها تقدم وطموح، بينما نحن اللبنانيون الذين كان من المفترض اننا كنا سنسبق كل العالم، اصبحنا مع الاسف في اواخر العالم".

وتابع: "انا مع الشعب والمواطنين والناس، اصبر واتحمل، وقد حذرت في مناسبات عديدة من التعثر والابطاء، ومن عدم الانتاج والتعطيل، وقلت ان هذه الامور ستوصلنا إلى الانهيار. ومنذ 3 اسابيع لمحت الى ان الامر لم يعد يحتمل، ليس للمزايدة والغش، وطبعا ردة الفعل التي وردتني من الناس بمطالبتي بمزيد من الصبر وبعدم التخلي ردعتني عن اتخاذ الموقف، الذي كنت مقتنعا بانني ساتخذه". وقال: "الحكم كما نعرف جميعا، هو هيبة وقرار وليس تفرجا وشهود زور، وليس عجزا وليس عدم انتاج، ولا يمكن للحكومة ان تستمر وان تبقى من دون وجود مساءلة لها من السلطة التشريعية. اذا كنا نحن في نظام ديموقراطي، ونريد من اللبنانيين أن يفتخروا بهذا النظام الديموقراطي، فكيف هو حال هذا النظام اليوم في ظل غياب السلطة التشريعية؟. من يسائلنا في الحكومة؟، اذا لم يكن لدينا الحد الادنى من الضمير من وقت لاخر تستفزه وتستنهضه فليساعدنا الشعب، لان هناك غياب للقوى السياسية التي لا تقوم بواجباتها في السلطة التشريعية، وفي العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية وفي استكمال حاجات البلد وصولا الى تعطيل مجلس الوزراء، فانتم الشعب من يحاسبنا، وانا حسابي فقط معكم، وليس مع احد اخر، لانني انا منكم واتحسس الامكم واوجاعكم".

وأضاف: "لا توجد حلول سحرية او عجائبية، وعندما نقارب كل مرة اجراء أو خطوة او حل يغرق في الصراع والتجاذبات السياسية، من حقكم ان تقفوا وتصرخوا، وان ترفعوا الصوت وان تبرزوا الامكم وجراحكم، ومن غير المسموح ابدا ان نتجاهل في لحظة اي اذى او ضرر يعود على كل اللبنانيين، فكيف بالاحرى الاذى المباشر الذي تمثل امس بالتمادي والافراط في استعمال القوة"، مؤكدا أن "المحاسبة ستكون، لكنها خاضعة الى التجاذبات والصراعات السياسية، التي تتحكم بكل صغيرة وكبيرة، اسمعوا التصاريح والمواقف السياسية خلال الـ 24 ساعة الاخيرة، والاستغلال السياسي".

وتابع: "من يريد ان يدير هذه الدفة لصالحه، بينما كلنا من المفترض علينا ان نديرها لصالح الوطن، منذ ساعات لم يتوقفوا عن رمي التهم على الاخر واستغلال هذه المناسبة، فهل الوم المواطن البسيط الذي بالامس في مكان ما استغل او تمادى؟، لا انا لا استطيع ان الومه في ظل متابعتي للكلام التصعيدي والتهويل والتقسيمي الذي اسمعه في البلد منذ اشهر، بسبب مكسب او منفعة لهذا الفريق او ذاك، حتى وصلت الامور الى اشخاص او اسماء تخص هذه الجهة او تلك فتتوقف البلد، ونتوقف القرارات. هذا الامر طالما استمر، فبكل موضوعية اقول انه لن يكون هناك عجائب ولا سحر ولا حلول، ومع ذلك تيقنا مني ان الامور بحاجة الى علاج جذري وسريع، لذلك قررت بالامس ان ادعو مجلس الوزراء الاسبوع المقبل، بعد ان تغيبنا اسبوعا انتظرت خلاله ان يكون هناك بعض التواصل بين القوى السياسية لتأمين الحد الادنى من مستلزمات قرارات تحتاج اليها في هذا الظرف الصعب".

وقال الرئيس سلام: "وجهت الدعوة وضمنتها مواضيعا حياتية ملحة لها علاقة بالناس، نحن مقبلون بعد شهر على بداية العام الدراسي، وبداية حاجة العائلات والاباء والامهات إلى تامين مستلزمات متابعة دراسة ابنائهم. ونحن ايضا مقبلون الشهر المقبل في ظل غياب القرارات على ايقاف قسم كبير من رواتب العاملين والموظفين في الدولة والقطاع العام، والمسؤول عن ذلك غياب قدرة مجلس الوزراء على اتخاذ القرارات اللازمة. ونحن ايضا مقبلون على وضع مالي في ظل عدم استطاعتنا على اصدار سندات، وعلى خدمة ديننا قد يذهب بلبنان الى تصنيفه من الدول الفاشلة"، متسائلا: "هل يعلم الجميع ان هذه الامور التي حرصت على وضعها على جدول اعمال مجلس الوزراء الاسبوع المقبل اذا ما اقرت، او اذا لم يتخذ بها الموقف المناسب، ستزيد الامور سوءا، وسيزيد الانهيار؟"، مشددا على انه "لن اقبل ان اكون شريكا بهذا الانهيار، فليتحمل الامر كل المسؤولين والقوى السياسية، وليعلموا ان المزايدات والتسابق الى اجتذاب المواطنين من هذه الجهة او تلك، لن يعطي لبنان ولا ابناء لبنان حقهم في العيش الكريم واللائق والمحترم".

وأضاف: "أنا منكم ايها الناس والمواطنون والطيبون وانا معكم، لم أؤخذ يوما لا بمنصب ولا بمكسب، واليوم لازال مستمرا بتحسسي لمشاعركم، ولذلك انا صابر واعض على الجرح واتحمل المسؤولية، ولكن للصبر حدود وصبري مرتبط بصبركم، فاذا قررتم ان تصبروا اكثر حتى نستطيع ان تستخرج الحلول، فانا معكم صابر، واذا قررتم ان لا تصبروا، فانا سأتخذ المواقف معكم في الوقت المناسب".

وتابع: "اتمنى ان نتمكن غدا من الانتهاء من المناقصات النفايات، وان نتخذ في مجلس الوزراء على ضوء ذلك القرارات المناسبة، فموضوع النفايات هي القشة التي قصمت ظهر البعير، ولكن القصة اكبر بكثير من هذه القشة، هي قصة النفايات السياسية في البلد، والنفايات السياسية في البلد يلبسها كل المرجعيات والقوى السياسية، وليس المواطن مضطرا لان يلبسها، او ان يتحملها، لكن على المواطنين ان يعرفوا انكم اذا اردتم ان تثوروا وان تعبروا وان تصرخوا، فأعلوا اصواتكم في وجوههم جميعا، وليس في وجه فريق دون اخر، لا تدعوا فريقا يستغلكم ضد فريق اخر".

وقال: "انا معكم مستمر الى حين، واملي ان يصمد شعبي اللبناني الكبير، ويقف كما صمد ووقف في مناسبات اخرى، لا تدعوا احدا يكسرنا او يضرنا ويؤذينا، او يؤذي او يضر بلدنا الحبيب لبنان، حماكم الله وكان الله معكم".

وتوجه أعضاء المجتمع المدني بالقول: "نا امد يدي لكم، ومستعد لان استمع اليكم وان اجلس واتحاور معكم حتى نستطيع ان ننشلكم من هذا الوضع الصعب الذي نحن فيه، وفي اول فرصة ومناسبة يشكل وفد فيكم لنتحاور فلا شيء اخبئه عنكم او اغيبه عنكم، او احتال فيه على احد، فالاحتيال يحصل علي وعليكم سوية، وبالتالي، كلي اذان وقلب وعقل مفتوح للاستماع والتواصل مع كل من يريد الخير لبلدي الحبيب لبنان".

اسئلة الصحافيين

وردا على سؤال، قال سلام: "في ضوء نتائج المناقصات في الغد، لان اول بند موضوع على جدول اعمال مجلس الوزراء هو موضوع النفايات، والسعي لحل هذا الموضوع، وبالتالي، يجب ان تكون جهوزية المناقصات بين ايدينا حتى نبني عليها، ونستطيع الذهاب عندها الى الحل. وأعيد التكرار انه ليس حلا سحريا، وليس حلا عجائبيا، ولكن حلا يخفف هذا العبء والتحدي على مستوى الاستحقاق المتعلق بالنفايات، ولكن يبقى استحقاقات كثيرة اخرى بحاجة الى الاقدام والقرارات والعلاج".

وردا على سؤال حول تسمية المعرقلين في مجلس الوزراء، قال: "لا شيء يخفى عن الشعب في هذا الموضوع، فانا قلت سابقا انني لم اتجه يوما في مسؤوليتي التي اتحملها في هذه الظروف الصعبة الى التحدي او الاتهام، كنت دائما ومازالت اسعى الى التوافق والى جمع الكلمة وتذليل العقبات، لكن هناك شلل كبير قائم تتحمل مسؤوليته كل القوى السياسية بدون استثناء، وهذه القوى معروفة ولا لزوم لتسميتها".

واضاف ردا على سؤال حول ما جرى بالامس، فقال: "هو تراكم وليس حدثا منعزلا لوحده، فالناس والشعب يتحملان منذ فترة الكثير من الامور، وليست المرة الاولى التي يتظاهر للتعبير عن الامه واوجاعه، وهناك احداث تمر علينا فاما ناخذ فيها قرارات جذرية، واما سنظل نستخدم الناس وعواطفهم حتى نتبارز في موضوع الحشد، او قطع الطرقات وشلها. الموضوع تجاوز بشكل نوعي القضية الطائفية في هذه الظروف، وذهبنا الى القضية المناطقية والحزبية، وما حصل بالامس تراكم وليس وليد ساعته، ونحن ذاهبون الى الانهيار اذا استمرت الامور على ما عليه". وتابع الرئيس سلام: "انبه اهلي وابناء بلدي، بان الفوضى لن يأتي منها الا الضرر والاذى لكل البلد، ربما هذه الفوضى تهدي القوى السياسية، فتصل الى انتخاب رئيس للجمهورية والى اتخاذ قرارات لتفعيل دور السلطة التشريعية، وتفعيل دور مجلس الوزراء. ونحن نتابع اثار الفوضى في الدول المحيطة، والاذى والضرر الناجم عنها، فهل نريد ان يذهب بلدنا الى هكذا واقع". وبالنسبة إلى احتمال تكرار السيناريوهات في جلسات مجلس الوزراء السابقة في الجلسة المقبلة، قال: "هذا قائم وليس تخوف، وهو ما يعيق الانتاج، والانتاج هو بايجاد الحلول لمشاكلنا"، لافتا إلى أن "مجلس الوزراء معطل منذ 3 اشهر، لاننا نفسح المجال لفريق يريد ان يعطل من جهة، وانا اذكر عندما وزعت جدول الاعمال منذ 3 اشهر فأتاني كتاب من فريق سياسي، بأنه يرفضه رفضا كاملا، وليس رفضه بسبب مضمونه او شكله او ينقصه بعض المواضيع او ملاحظات، بل رفض بالمطلق، وهذا يعتبر تعطيل بالمطلق، ويبرز حدة المواجهات السياسية وحدة الادوار التي تقوم بها القوى السياسية".

وردا على سؤال عن تداعيات استقالة الحكومة على البلد، قال سلام: "فلتراجع القوى السياسية حساباتها، ولنرى الى اين يذهب البلد، ولتأخذ خطوات وقرارات جريئة بعيدا عن المزايدات وعن الكلام الذي يحاول ان يشد الموقف الى هذه الجهة او الجهة الاخرى، انا في مهمتي التي عمرها سنة ونصف، حرصت ومازلت احرص على القيام بدوري الذي اليته على نفسي منذ اول يوم تم تكليفي به، انا اليوم في موقع حيادي بين كل القوى السياسية، ومتحزب فقط الى بلدي ووطني، وعملت بذلك وما جنحت عن ذلك وقمت بقياس المواضيع بالميزان، وقرراتي كلها حرصت بها على ان لا اسهم في الصراع السياسي والعجز السياسي، ومازلت على هذا، فقد اعتمدت التوافق منذ بداية الطريق واستمريت 11 شهرا في نفس توافقي عاجز عن تأليف الحكومة، وعندما قررت القوى السياسية تأليفها، قلت انني ساستمر في هذه الحكومة الائتلافية حكومة المصالحة الوطنية بدوري التوافقي ولا ازال، لكن التوافق لا يعني التعطيل ولا شل البلد ومصالح الناس والتوافق يعني على ايجاد ارضية مشتركة لمعالجة امورنا لا وضع الحواجز في مابيننا".

وقال ردا على سؤال: "احراجي لاخراجي ليس بجديد، هذا امر يمارس منذ وقت من الزمن وكدت ان اخذ قراري مرات عدة، اخرها منذ 3 اسابيع، ومازال الخيار امامي، وقد قلت في احدى جلسات مجلس الوزراء انني اشكر الجميع على التحدث عن صبري، ولكن قلت ان صبري الشخصي الله انعم علي به، واستطيع ان اتكيف واتصرف به، بحسب ما أراه مناسبا لمن لصبري في موقع المسؤول، فهو ليس ملكي، وعندما ارى ان هذا الصبر سيتسبب بالاذى والضرر على البلد، فساذهب الى اتخاذ الموقف الذي يحمي بلدي".

وتابع: "الخميس امامنا جلسة منتجة، فاذا لم تكن كذلك لا لزوم لمجلس الوزراء من بعدها، لم اضع جدول الاعمال لنتفرج عليه بل وضعته لنخرج بحلول". وقال ردا على سؤال: "كلامي اليوم باتجاه كل الافرقاء وليس باتجاه فريق معين، فانا لست فريقا، وبالتالي قد تبدو في هذه المرحلة ان هناك بعض الجهات السياسية تبرز موقفها اكثر من غيرها في مجال التعطيل وعدم التسهيل، ولكن الكل مسؤول وانا لن اضع نفسي بعد اليوم موظفا لا عند التعطيل ولا عند عدم الانتاج، ولا عند الانهيار، فانا موظف عند الناس من اجلهم ومن اجل مصلحة بلدي".

 

عون في بيان ثان بعد مؤتمر سلام: كلام الاحتواء العقيم لن يمر دون رد مناسب في مجلس الوزراء وخارجه على مستوى الشعب

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - اصدر مكتب العماد ميشال عون البيان الرقم 2، وفيه ما يلي: "اولا:ان البيان رقم 1 الصادر بصوت العماد عون قبل المؤتمر الصحافي لرئيس الحكومة يصلح تماما لما بعده نصا وروحا. ثانيا: ان الحكم ليس هيبة وحسب ولا سلطة فقط بل هو اولا شرعية تنبثق من احترام المواثيق والدستور والقانون. ثالثا: يؤكد العماد عون ان مؤتمر العجز المقيم وكلام الاحتواء العقيم ومحاولة الابزاز المهين لن يمر دون رد مناسب في مجلس الوزراء وخارجه بخاصة على مستوى الشعب صاحب السيادة، ومصدر كل سلطة والذي منعه فريق الاكثرية الحكومية من اي محاسبة منذ الغاء حقه في الانتخاب الديموقراطي والدستوري. والشعب هو المدعو الى التعبير عن حقيقة تطلعاته في كل مجال وساحة".

 

الحريري اعلن دعمه لسلام ومهمة الحكومة تثبيت الأمن والاستقرار وتسيير شؤون الدولة

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أكد الرئيس سعد الحريري دعمه لموقف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في مؤتمره الصحافي اليوم، ودعوته الصريحة لتفعيل عمل الحكومة، ومعالجة الاستحقاقات الداهمة وفي مقدمها مشكلة النفايات.ودان الرئيس الحريري اي شكل من أشكال الإفراط الأمني في مواجهة التظاهرات السلمية، منبها من محاولات استدراج البلاد الى الفوضى والمجهول. وقال في تصريح له تعقيبا على التطورات الاخيرة: "لا بد لنا من التذكير بأن مهمة هذه الحكومة هي تثبيت الأمن والاستقرار وتسيير شؤون الدولة في انتظار ملء الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من عام. والذي انعكس سلبا على مسار الدولة ككل وعلى عمل الحكومة ومهماتها في إدارة الشأن العام ومتابعة أمور الناس وتلبية حاجاتهم". وأضاف الحريري: "نحن نعترف أن هناك تقصيرا في حل أزمة وطنية، باتت تطاول كل قرية ومدينة في لبنان، ولكن الاعتراض على مشكلة النفايات والمطالبة بحلها بسرعة شيء، والمطالبة بإسقاط الحكومة والنظام شيء آخر. إن إسقاط الحكومة يعني إسقاط آخر معقل شرعي ودخول لبنان في المجهول. ونحن لن نسمح بأن ينهار لبنان وتنهار شرعيته، ونؤكد في الوقت ذاته، ان مشكلة النفايات لن تبقى اسيرة التجاذبات السياسية، وهي ستأخذ طريقها الى الحلول الواقعية في الأيام المقبلة، وهو ما نتمناه من خلال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

 

وزير الداخلية، المشنوق، كلف فور عودته الى بيروت العميد كلاس اجراء تحقيق بما جرى بالامس في وسط بيروت

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - كلف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق فور عودته الى بيروت اليوم، المفتش العام لقوى الامن الداخلي العميد جوزف كلاس اجراء تحقيق حول ما جرى بالامس بين المتظاهرين وقوى الامن الداخلي وغيرها من القوى العسكرية وطلب المشنوق ان يكون التحقيق جاهزا خلال 42 ساعة ويبنى على الشيء مقتضاه وفق القانون.كما طلب اليه زيارة الجرحى والمصابين من المواطنين وقوى الامن الداخلي والقوى العسكرية والاستماع الى كل واحد منهم بشان ما جرى ليلة امس.

 

مسلحون خطفوا مواطنا من عرسال إلى جرودها

الأحد 23 آب 2015/وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش، أن مسلحين خطفوا اللبناني محمد احمد الحجيري في وادي حميد في بلدة عرسال، واقتادوه إلى جرود البلدة. وبدأت فاعليات البلدة اتصالات مكثفة، لاطلاقه.

 

قوى الأمن: مندسون رموا مفرقعات شديدة الانفجار على عناصرنا

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - وزعت قوى الأمن الداخلي، بعد ظهر اليوم، صور "مفرقعات شديدة الانفجار رماها بعض المندسين على عناصر قوى الأمن الداخلي بهدف استفزازهم والإخلال بالأمن - 23-8-2015".

 

مثيرو الشغب يشعلون المزيد من الحرائق قرب الأسلاك الشائكة

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام إلى وسط بيروت عادل حاموش، ان مثيري الشغب صعدوا من اعتداءاتهم في وسط بيروت، حيث عمدوا إلى افتعال حرائق عدة والضغط على الأسلاك الشائكة التي تفصلهم عن القوى الأمنية. في حين بدأ المتضامنون مع حملة "طلعت ريحتكم" إخلاء الساحة.

 

«طلعت ريحتكم» تطلق انتفاضة لبنانية ضد القيادات

الحياة/23 آب/15/تدحرجت الأمور في الساعات الـ24 الماضية في لبنان، بعد تحرك حملة «طلعت ريحتكم» التي تضم ناشطين من المجتمع المدني احتجاجاً على أزمة النفايات، وفي ضوء المواجهات التي حصلت ليل أول من أمس واستمرت حتى منتصف الليل بين المعتصمين قبالة السراي الحكومية وبين القوى الأمنية، سقط عشرات الجرحى من المتظاهرين والقوى الأمنية. وليل أمس أفادت وكالة «رويترز» عن اطلاق نار قرب السراي ولم يُبلغ عن سقوط ضحايا.(للمزيد).

واتخذ التحرك الشعبي طابع الانتفاضة على قيادات الطوائف والزعماء والسياسيين، وتداخلت عوامل التأزم السياسي الذي يعشيه لبنان منذ أشهر، على خلفية الشغور الرئاسي وتعطيل مجلسي الوزراء والنواب، مع صرخة المواطنين ضد تردي الأوضاع المعيشية، فانفجرت أوجاع هؤلاء دفعة واحدة وانضم بعضهم الى التحرك الذي كان بدأ عفوياً باعتراف الجميع، ثم ما لبثت أحزاب، منها «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون، أن انخرطت فيه لرفع شعارات ضد الحكومة، فضلاً عن انضمام شبان فوضويين قدموا من مناطق محيطة بوسط بيروت ولهم انتماءات ملتبسة، وتعمّدهم رفع منسوب التأزم بين المحتجين وبين القوى الأمنية، ما دفع شباب «الحزب التقدمي الاشتراكي» إلى الانسحاب من التحرك رفضاً لاستغلاله.

وتطورت شعارات حملة «طلعت ريحتكم» من المطالبة بحل أزمة النفايات ورفض الصفقات حولها واستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، الى الإصرار على استقالة رئيس الحكومة تمام سلام، والإبقاء على الاعتصام في ساحة رياض الصلح، وإسقاط النظام، ورفض عرض من سلام بالتفاوض معهم «لأن الاحتيال يحصل علي وعليكم» كما قال، بعدما شاركهم صرختهم والتزم محاسبة مَن تعرض للمتظاهرين ليل أول من أمس وأبدى تفهمه لتحركهم.

وقال سلام إن «التظاهر السلمي حق دستوري، وما حدث بالأمس (أول من أمس) مسؤولية كبيرة وعلينا جميعاً أن نتحملها، ولا أغطي أحداً من موقعي»، مشيراً الى «وجود نفايات سياسية في البلد». وشارك سلام المحتجين غضبهم بالقول إن «القوى السياسية تتحمل مسؤولية الشلل الحاصل في لبنان»، معتبراً أن «صرخة الألم التي سمعناها ليست مفتعلة بل هي تراكم لتعثر نعيشه». وأضاف: «تحملت الشغور الرئاسي المستمر وما زلت أجدد النداء لوقف هذا العجز الفاضح بانتخاب رئيس... ولا أستطيع أن ألوم أي مواطن على تصرفاته في ظل الخطابات التقسيمية والتصرفات التحريضية من المسؤولين».

وخاطب سلام المحتجين مؤكداً أن «للصبر حدوداً، وهو مرتبط بصبركم، فإذا قررتم الصبر فأنا صابر معكم، وإذا لا فسأتخذ القرار في الوقت المناسب».

وإذ أشار الى أن هناك من يراهن على الفوضى للوصول لانتخابات رئاسية وتفعيل عمل الحكومة، اعتبر أنه إذا لم تكن جلسة مجلس الوزراء التي دعا إليها الخميس المقبل منتجة «فلا لزوم لمجلس الوزراء بعد الآن». وأوضح أنه لمّح الى الاستقالة قبل أسابيع «إلا أن إرادة الناس منعتني من هذا القرار»... «ولم أسع يوماً للمناصب»، وحذر من «أننا مقبلون على وضع مالي قد يذهب بلبنان الى تصنيفه من الدول الفاشلة»، وانتقد تعطيل المؤسسات، مشيراً الى أنه لا يمكن الحكومة أن تستمر من دون مساءلة من السلطة التشريعية.

ورفض المتظاهرون الذين رابطوا قبالة السراي، عرضَ سلام تشكيل وفد للتفاوض معه، على رغم أن رئيس الهيئة العليا للإغاثة الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، زار المحتجين بمبادرة شخصية منه، لكنهم لم يتجاوبوا معه، واجتمعت لجنة قيادية من حملة «طلعت ريحتكم» لتصدر قراراً تطلب استقالة رئيس الحكومة ودعوة المواطنين إلى الانضمام للاعتصام السادسة مساء.

وسارع العماد عون الذي كان دان التعرض للمتظاهرين أول من أمس، الى الرد على سلام، واصفاً كلامه بأنه «احتواء عقيم لن يمر من دون رد مناسب في مجلس الوزراء وخارجه على مستوى الشعب، الذي منعه فريق الأكثرية الحكومية من أي محاسبة»... ورأى وزير الخارجية جبران باسيل أن الرد على كلام سلام هو النزول الى الشارع.

لكن سلام تلقى في المقابل دعماً من كل من زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط. وأيد الأول دعوة سلام الى تفعيل الحكومة ومعالجة الاستحقاقات، وفي مقدمها النفايات، معترفاً بالتقصير فيها ورافضاً إسقاط الحكومة، و «لن نسمح بأن ينهار لبنان وشرعيته»، بينما امتدح الثاني «تحلي سلام بالحكمة والروية والصبر والمسؤولية». كما أيد جنبلاط موقف رئيس الحكومة «الحازم لناحية حتمية أن تكون جلسة مجلس الوزراء منتجة، لأن التعطيل لم يعد مقبولاً، مجدداً إصراره على حماية الاستقرار والسلم الأهلي بأي ثمن الذي يجعل المناكفات والسجالات مع هذا الوزير أو ذاك غير ذات جدوى»، وحذر جنبلاط من استغلال «قوى التعطيل التحرك، خصوصاً القوى التي عطلت انتخابات الرئاسة ومجلس النواب وصولاً الى مجلس الوزراء». وناشد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، سلام عدم الاستقالة إلا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، ودعا الحكومة الى حل مشكلة النفايات، وطالب المحتجين بحفظ الاستقرار والانتظام العام.

وكانت كرة الثلج التي كبرت منذ مساء أول من أمس، والمواجهة بين المحتجين وبين القوى الأمنية، تسببت بين ما تسببت بانضمام مواطنين عاديين ساخطين على الأوضاع المزرية وكان بعضهم مصطحباً معه أطفاله، بسجال بين جنبلاط ووزير الداخلية نهاد المشنوق ليل أول من أمس، حين دان جنبلاط تعرض القوى الأمنية للمتظاهرين، واعتبر أن المشنوق «يكذب» بقوله إنه لم يعط أوامر بإطلاق النار في الهواء أو مباشرة على المتظاهرين، لكن المشنوق رد واصفاً كلام جنبلاط بالمزايدة السياسية. كما رد المشنوق على انتقادات وزير التربية الياس بوصعب (تيار عون) له.

وكانت المواجهات وقعت ليل أول من أمس حين حاول بعض المتظاهرين اختراق الحواجز التي نصبتها القوى الأمنية من أجل عدم الاقتراب من السراي الحكومية ومبنى مجلس النواب (حملة طلعت ريحتكم حددتهما هدفاً للاعتصام)، فجرى تدافع مع القوى الأمنية التي استخدمت خراطيم المياه وأبعدتهم من ساحة رياض الصلح، ورد هؤلاء برشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة، فاستعملت القنابل المسيلة للدموع بكثافة ثم الرصاص المطاط الذي جرح المتظاهرين، وحصلت عمليات كر وفر بين الجانبين، وحين حاول المتظاهرون دخول ساحة النجمة (البرلمان) من جهة ساحة الشهداء، تصدت لهم وحدات الجيش المنضوية في جهاز أمن البرلمان، فحصل إطلاق النار في الهواء وخرجت الأمور عن السيطرة، الى أن أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق أنه أعطى أوامر بعدم إطلاق النار لا في الهواء أو مباشرة وسمح للمحتجين بالعودة الى ساحة رياض الصلح، التي باتوا ليلتهم فيها.

واختلط الحابل بالنابل، وتعددت الشعارات المرفوعة بما يتجاوز حملة «طلعت ريحتكم». وتكرر الأمر أمس حين قدم شبان ملتبسو الانتماء الحزبي من منطقة الخندق الغميق القريبة، في وقت انضم إلى المعتصمين المزيد من المواطنين الناقمين من مناطق عدة حيال تردي الأوضاع وأزمة النفايات وانقطاع التيار الكهربائي والبطالة... إلخ. وحاول الشبان الفوضويون مرات عدة إزالة الشريط الشائك الذي يفصل المتظاهرين عن القوى الأمنية المولجة حماية مداخل السرايا الحكومية، لكن قياديين في حملة «طلعت ريحتكم» منعوهم من ذلك، فلجأوا بعدها الى رمي الزجاجات الفارغة والمفرقعات على عناصر القوى الأمنية، الذين حافظوا على رباطة الجأش. وقال الناشط في الحملة عماد بزي لمحطات التلفزة، إن دعوة المواطنين الى المشاركة في اعتصام السادسة مساء أمس «كان هدفه حمايتنا من أشخاص مرسلين من أحزاب (لبس بعضهم أقنعة) لاستغلال التحرك»، واصفاً إياهم «بزعران الأحزاب الذين يركبون تحركنا». وقال إن «الوزير الياس بوصعب حضر ليل السبت للتضامن معنا فقلنا له أنت غير مرحب بك لأنك جزء من السلطة التي أطلقت النار علينا». وقال ناشطون إنهم لا ينتمون إلى قوى 8 و14 آذار. وطالبوا القوى الأمنية بإبعاد المندسين.

وإذ شارك في الاعتصام السبت وأمس الفنان معين شريف المناصر للعماد عون وزملاء آخرون له، رفض ناشطو الحملة مشاركة أي سياسي أو حزبي، وقال بزي إن الهم الأساسي الحفاظ على سلمية التحرك مبرراً رفض التفاوض مع سلام بوجوب محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار واستخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين أول من أمس.

وطغت على مداخلات المواطنين الذين انضموا الى الاعتصام في شكل عفوي، على شاشات التلفزة التي بقيت تنقل مباشرة تزايد الحشد، مواقف ضد الزعامات السياسية والأحزاب قاطبة، مطالبة القادة السياسيين بالتنحي والخروج من البلد، مرددين عبارة «قرفنا منكم ومن فسادكم». وشارك «حزب الخضر» البيئي في التحرك.

واعتمد منظمو تحرك أمس أسلوب الإدلاء ببيان السادسة مساء، ثم الطلب الى المواطنين الانسحاب من ساحة رياض الصلح لفرز التحرك العفوي السلمي عن المحازبين الذي اندسوا بينهم.

وصدر بيان عن «طلعت ريحتكم» جدد المطالبة بمحاسبة المسؤولين الأمنيين والسياسيين عن الاستخدام المفرط للقوة السبت كشرط للتفاوض، كما طلب التراجع عن فض مناقصات النفايات وترك معالجتها للبلديات، وقرر العودة إلى الاعتصام اليوم. لكن بعض الشبان الذين بقوا في ساحة الاعتصام حاولوا إزاحة الأسلاك الشائكة فاضطرت القوى الأمنية إلى رشهم بالمياه فردوا برشق رجال الأمن بعبوات المياه.

وعلمت «الحياة» من مصادر حكومية أن هناك احتمالاً لتقديم موعد جلسة مجلس الوزراء من الخميس الى الأربعاء أو الثلثاء، إذا جرى الانتهاء من فض عروض الشركات في شأن معالجة النفايات اليوم بدلاً من الغد.

 

مندسون بين المتظاهرين يلقون قنابل مولوتوف على القوى الأمنية

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام أن مندسين بين المتظاهرين في وسط بيروت، يلقون قنابل مولوتوف على القوى الأمنية.

 

مثيرو شغب أحرقوا دراجة لقوى أمنية وسياجا حول خيمة لأهالي العسكريين المخطوفين

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام إلى وسط بيروت عادل حاموش، ان عددا من الشبان استمروا في إثارة الشغب في ساحة رياض الصلح، رغم دعوة حملة "طلعت ريحتكم" إلى الانتقال إلى ساحة الشهداء، وانهم أضرموا النار حول السياج الشائك المحيط بخيمة تابعة لأهالي العسكريين المخطوفين، لكن تم إخماد الحريق قبل امتداده. كما أحرقوا دراجة نارية تابعة لقوى أمنية. وفي المقابل، اكتفت القوى الأمنية بتوجيه خراطيم المياه باتجاه هؤلاء الشبان.

 

مواقف متضامنة مع المتظاهرين في وسط بيروت

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أعلنت حركة "تجمع أمان" تضامنها مع المتظاهرين "المطالبين بحل جذري لمشكلة النفايات والكهرباء وكل المطالب التي تصب في تحريك عجلة الاقتصاد والتخفيف عن كاهل المواطنين ومحاربة الفساد"، وطالبت ب"تحقيق شفاف عن التجاوزات التي حصلت في ساحة الاعتصام"، مؤكدة انها ستدعم "اي تحرك مطلبي يصب في هذا الإطار". الا انها في الوقت عينه نبهت من "انفلات الوضع الأمني، لذلك نهيب بالقوى المدنية وكل القوى المشاركة في الاعتصام التصرف بحكمة لأننا وان كنا نعبر عن انزعاجنا من التلكؤ الحاصل في حل القضايا المعيشية الملحة، خصوصا على صعيد طرابلس والشمال، الا اننا لا نريد ان تذهب الأمور في البلد الى مزيد من الفوضى والانفلات الأمني الذي قد يستغله البعض لتفجير الوضع الداخلي والانزلاق الى مزيد من التأزم".

كما أعلنت الحركة أنها ستبقي اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة التطورات.

الناصريون الأحرار

وأعلنت "حركة الناصريين الأحرار"، في بيان، "دعمها الكامل للمطالب الشعبية المحقة الرافضة لكل أنواع الفساد". وأكد رئيس مجلس القيادة في الحركة الدكتور زياد العجوز، رفضه "التام للتعرض للمواطنين بالقوة، واطلاق النار ترويعا وترهيبا لهم"، معتبرا أن "القوى الأمنية لم تكن لتقدم على هذا الأمر لولا القرار السياسي الملزم لها، كما لم نتفاجأ بدخول عناصر موتورة على الخط والتعرض للقوى الأمنية واصابة العديد من عناصره مما جعل الأمور تأخذ منحى جديدا". وأكد تضامن الحركة "مع المطالب الشعبية وضرورة محاربة الفساد والمفسدين في السلطة"، ورفضها "لإستغلال أي قوى سياسية للتحركات الشعبية والمتاجرة بها"، لافتا إلى ان "الفساد في لبنان ليس وليد اليوم". ودعا "الجماهير الشعبية إلى الإستمرار بالتظاهر وفرض أمر واقع على مجلس النواب للإجتماع وانتخاب رئيس للجمهورية". ورأى ضرورة "محاسبة من أصدر الأوامر للقوى الأمنية بإطلاق النار على المواطنين مهما علا شأنه؟". وطلب من الجيش "الذي يلقى تضامنا وتوافقا شعبيا وسياسيا كبيرا من كل الأجنحة والفئات اللبنانية، بأن يتأهب ويكون على أتم الإستعداد ليكون له الدور الأبرز لحماية الوطن من السقوط وأخذ المبادرة بين أيديه في حال تفاقمت الأمور". ورأى أنه على "الشعب أن يوحد صفوفه بعيدا عن الاصطفافات الحزبية والسياسية، وأن يقول كلمته بكل حرية ومسؤولية، وأن لا يسمح لأي جهة كانت استغلال تلك القضايا لمصالحها الآنية. فآن الأوان للشعب أن ينتفض بانتظام لحماية كيان الوطن، عبر فرض انتخاب رئيس للجمهورية أولا، وتغيير للحكومة ثانيا، واجراء انتخابات نيابية، وفتح كل ملفات الفساد والصفقات ومحاسبة المفسدين، وطرح سؤال من أين لك هذا".

جمعية بشرى

ودعا رئيس جمعية "بشرى" الانمائية إبراهيم محمود زين الدين جميع أعضاء الجمعية وهيئتها العاملة في مختلف الأراضي اللبنانية الى "أوسع مشاركة في اعتصام رياض الصلح". كما دعا، في بيان، جميع هيئات المجتمع المدني إلى "النزول الى الشارع والمشاركة في هذا الاعتصام الذي يجب أن يتحول الى ثورة بيضاء تغييرية". وأكد أن "اليوم هو فرصة تاريخية لكتابة صفحات مشرقة من مستقبل الشباب اللبناني".

 

 طلعت ريحتكم: للخروج من الشارع والعودة مساء غد

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أكدت حملة "طلعت ريحتكم" دعوتها للخروج من الشارع، والعودة إلى التظاهر عند السادسة من مساء غد.

 

وزير البيئة أعلن تقديم موعد فض عروض مناقصات النفايات الى بعد ظهر غد الاثنين

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - صدر عن وزير البيئة محمد المشنوق البيان التالي: "بناء على طلب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام مضاعفة الجهود لتسريع عملية فض عروض المناقصات الخاصة بالنفايات على جميع الاراضي اللبنانية، وانسجاما مع التعهد الذي قطعه امام اللبنانيين في مؤتمره الصحافي بالسعي الجاد للخروج من حال الشلل والمراوحة والتعطيل واتخاذ قرارات حيوية تخص مصالح اللبنانيين، اتصلت باللجان الفنية العاملة على التدقيق في العروض وطلبت منها تكثيف الجهود لإنجاز مهمتها في أسرع وقت ممكن.

وبناء على ذلك، أعلن تقديم موعد فض عروض المناقصات من مساء الثلثاء المقبل الى بعد ظهر يوم غد الاثنين في الرابع والعشرين من آب 2015".

 

التحالف البيئي: تقديم موعد فض عروض المناقصات لا معنى له

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أعلن "التحالف المدني البيئي" في بيان أن "تقديم موعد الاعلان عن فض عروض مناقصات النفايات إلى يوم غد بدل الثلاثاء لا معنى له". ورأى أن "العلة هو في قرار مجلس الوزراء ودفاتر شروط هذه المناقصات، التي لم تكن إلا محاصصات وتقاسم مغانم. وهو ما ساهم في تفاقم الأزمة وفي تأجيج الاعتراضات الشعبية". وطالب ب"إلغاء قرار مجلس الوزراء رقم واحد المشؤوم، والغاء المناقصات ووضع استراتيجية جديدة لادارة النفايات تقوم على التخفيف والفرز من المصدر واعادة المناقصات على هذا الأساس، واعتماد خطة طارئة للمعالجة مطعمة بهذه المبادئ الاستراتيحية". ودعا المتظاهرين إلى "تبني هذا الموقف للخروج من أحد وجوه هذه الأزمة، وأحد فضائح النظام".

 

قوى 14 آذار دعت الحكومة الى الاجتماع فورا ورفضت الانقلاب على آخر معلم للشرعية

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - دعت الامانة العامة لقوى 14 آذار الحكومة الى الاجتماع الفوري لمعالجة ازمة النفايات، وقالت في بيان: "امام الأحداث المتسارعة تؤكد الأمانة العامة لقوى 14 آذار على الرغم من دعمها لحكومة الرئيس تمام سلام، أن التقصير وسوء الإدارة اللذين أحاطا مسألة معالجة النفايات من قبلها أمر لا مبرر له. وتدعو حكومة لبنان للاجتماع الفوري ووضع مسألة معالجة النفايات على سكة الحل من خلال إعطاء حلول واضحة وفقا لجدول زمني واضح". كما اعتبرت أن "الاعتصام السلمي الديموقراطي لحل أزمة وطنية تتمثل اليوم بأزمة النفايات شيء، والإنقلاب على النظام شيء آخر، وانها تؤيد كل مطلب حيوي يحسن حياة اللبنانيين" واعلنت "وقوفها الواضح والصريح في وجه كل من يريد ادخال لبنان في مجهول دستوري وسياسي وأمني، من خلال اسقاط الحكومة التي تمثل آخر معلم للشرعية اللبنانية"، داعية "الجميع الى انتخاب رئيس للبلاد فورا، ينقذ لبنان من الأزمة التي يتخبط بها". كاشفة في الوقت نفسه انها "ستقوم باتصالات داخل فريق 14 آذار، ومع كل الإرادات الوطنية الطيبة والصادقة من أجل حماية الدستور والدولة والشرعية اللبنانية"، مؤكدة ان "استغلال النوايا الحسنة للبنانيين من قبل أحزاب أو تيارات أو شخصيات أو حشد شعبي أمر مرفوض، وسيقف جميع اللبنانيين في وجهه، دفاعا عن الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور ووحدة المؤسسات المدنية والعسكرية".

 

التنسيق النقابية دانت التعرض بالعنف للمتظاهرين

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - دانت هيئة التنسيق النقابية إطلاق النار على المتظاهرين، ودعت إلى "محاسبة الذين أعطوا الأمر باستخدامه لتناقضه مع حرية التعبير التي كفلها الدستور، ولأنه يدخل البلد في أتون الفوضى الامنية ويحول الصراع عن وجهته الصحيحة".

وجاء في بيان صادر عن الهيئة: "فوجئنا كما كل اللبنانيين بإطلاق الرصاص على المتظاهرين بالأمس في ساحة رياض الصلح. إن ذلك يتناقض مع حرية التعبير التي كفلها الدستور، فضلا عن انه يخدم الراغبين بتحوير الحراك الشعبي الحضاري عن أهدافه ليصور المشكلة وكأنها بين المتظاهرين والقوى الأمنية، فيما هي في الحقيقة بين الشعب بكل قطاعاته وفي القلب منها القوى الامنية، وبين الطبقة الحاكمة التي عطلت المؤسسات الدستورية وحولت حياة اللبنانيين بفعل عجزها ومماحكاتها وأهدافها الضيقة إلى جحيم بعدم ايجاد الحلول للمشاكل الحياتية واليومية للمواطن، وأخيرا أزمة النفايات بما تحمل من مخاطر بيئية وصحية وجمالية".

أضاف البيان: "إن الهيئة تستنكر وتدين بشدة التعرض بالعنف والرصاص للمتظاهرين، وتطالب بمحاسبة الذين أصدروا الأوامر بإطلاق الرصاص، وتدعو قوى الحراك الشعبي للاستفادة من تجربة الهيئة، حيث نزل مئات آلاف المواطنين إلى الشارع على مدار ثلاث سنوات دون أن تمس كرامة المتظاهرين أو القوى الامنية. كما تدعو إلى الأخذ بما دعا إليه المشاركون في المؤتمر الوطني النقابي الذي نظمته الهيئة قبل أيام في قصر الاونيسكو، من ضرورة انتظام عمل المؤسسات الدستورية أو الذهاب إلى انتخابات حرة وديموقراطية ونزيهة".

وتابع البيان: "إن التحرك الذي بدأ مع أزمة النفايات هو تعبير عن السخط الشعبي المتزايد من أداء الطبقة الحاكمة، ولا يجوز لأحد من الطبقة السياسية حرفه عن أهدافه، كما لا يجوز للقائمين عليه أن يغفلوا محاولة بعض الطبقة الحاكمة الى توظيف هذا الحراك لأخذ براءة ذمة شعبية أو محاولة البعض تكبير وتضخيم الأهداف غير القابلة للتحقيق، بما يؤدي إلى الإحباط".

وأهابت الهيئة بجميع قوى الحراك الشعبي الديموقراطي عدم اليأس أو الاستسلام، ودعتهم إلى "مزيد من الوحدة والتنسيق في ما بينهم لانتزاع المطالب المشروعة والحفاظ على الأمن والاستقرار، ولتكن الدعوة إلى انتظام عمل المؤسسات الدستورية أو الذهاب مباشرة الى انتخابات حرة ونزيهة وديموقراطية تنتج سلطات دستورية شرعية وقانونية، وقادرة على معالجة مشاكل اللبنانيين وبناء دولة الرعاية الاجتماعية الضامنة هي الجامع بين كل القوى الشعبية المتضررة من أداء الطبقة السياسية ومن ممارساتها التي عممت الفساد ووضعت مصالحها الضيقة فوق مصالح اللبنانيين جميعا".

 

الراعي: آلمتنا طريقة قمع المتظاهرين سلميا في بيروت وهذه الفوضى نتيجة امتناع المسؤولين عن انتخاب الرئيس

الأحد 23 آب 2015/وطنية - حيا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس ترأسه في دير سمعان في أيطو، لمناسبة وصول نذورات القديسة رفقا الى الدير "المواطنين المتظاهرين في بيروت وفي كل أنحاء لبنان" احتجاجا على أزمة النفايات، منتقدا "طريقة قمع الشباب المتظاهرين سلميا"، واعتبر أن "هذه الفوضى العارمة هي نتيجة الامتناع عن انتخاب رئيس للجمهورية". وقال: "لقد آلمتنا كثيرا طريقة قمع الشباب المتظاهرين سلميا في العاصمة بيروت، لحل مشكل النفايات، التي أصبحت وصمة عار على جبين المسؤولين السياسيين، الآخذين بالإستهتار بشؤون البلاد والمواطنين". وتوجه إلى المسؤولين السياسيين بالقول: "هذه الفوضى العارمة على كل صعيد من دون أي مساءلة ومحاسبة، إنما هي نتيجة واضحة لامتناعكم عن انتخاب رئيس للجمهورية، بالتالي بغية منع قيام الدولة القادرة بمؤسساتها، التي من شأنها أن تحفظ للشعب حقوقه، وأن تضع حدا لجشع المستأثرين بمقدرات الدولة، لذلك دينونتكم عن الله والتاريخ عظيمة". وعن المظاهرات التي تجري في بيروت وفي المناطق قال: "أما المواطنون المتظاهرون في بيروت وفي كل أنحاء لبنان، فنحييهم ونهنئهم على روح المسؤولية الجارية في عروقهم، ونقدر تضحياتهم متحملين الجوع والعطش والتعب والسهر وعدم الراحة، ونبارك مطالبتهم ببلد نظيف من كل تلوث مادي وأخلاقي وسياسي".

 

شرطة مجلس النواب: عناصرنا موجودون داخل نطاق المجلس ولم يحتكوا مع المتظاهرين

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أصدرت قيادة شرطة مجلس النواب ما يلي: "ذكرت إحدى وسائل الاعلام أن شرطة مجلس النواب قامت بالاعتداء على المتظاهرين واطلاق النار في الهواء. إن قيادة شرطة المجلس النيابي تنفي نفيا قاطعا هذا الخبر، وتؤكد أنه عار من الصحة تماما. كما تؤكد أنه لم يحصل أي احتكاك مع المتظاهرين، وأن عناصرها موجودون داخل نطاق المجلس، وليسوا على تماس أبدا مع المتظاهرين. لذا اقتضى التوضيح تبيانا للحقيقة".

 

الرئيس سليمان: للاقتداء بالتصرف الذي حصل في تظاهرات شباط وآذار 2005

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - دعا الرئيس العماد ميشال سليمان، الشبان والشابات وقوى الأمن إلى "الاقتداء بالتصرف الذي حصل في تظاهرات شباط وآذار 2005، على أن يكون المطلب الأساسي إنتخابات رئاسية، تؤدي فورا الى استقالة الحكومة ويليها انتخابات نيابية. هكذا يكون التغيير الحقيقي، لأن المشكلة تكمن في الطبقة السياسية التي مددت لنفسها".

 

الاحرار: لتحقيق سريع وشفاف لمعاقبة اي متورط في اشكال الامس

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - استنكر حزب "الوطنيين الاحرار" الاعتداء على المتظاهرين امس والذي ادى الى وقوع اصابات بين المواطنين والقوى الامنية، لافتا الى "ان مسؤولية القوى الامنية حماية المواطنين وليس اطلاق النار والعيارات المطاطية وخراطيم المياه لتفريقهم، كما وان على المتظاهرين الانتباه الى امكانية وجود مندسين بينهم يحاولون استفزاز القوى الامنية واستدراجها لمواجهة معهم، وكما انه من غير المقبول اعتداء القوى الامنية على المتظاهرين، فمن غير الجائز ايضا اعتداء المتظاهرين على القوى الامنية وعليه نطالب السلطات المعنية بتحقيق سريع وفوري وشفاف لمعاقبة اي متورط في هذا الاشكال فيكون عبرة لغيره ويتحمل المسؤول نتيجة افعاله". اضاف البيان: "وهنا نرى في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس تمام سلام دليلا اخر على ما يتحلى به من صفات رجل الدولة الذي يرفع مصلحة شعبه ووطنه فوق اي مصلحة، ونذكر بعض اولئك الذين فشلوا في اطلاق تحركات شعبية مماثلة فدخلوا على خط المتظاهرين من خلال اطلاق المواقف المشبوهة، ان حملة طلعت ريحتكن كما يعرف عنها منظموها، موجهة الى كل الطبقة السياسية المشاركة في الحكومات السابقة والحكومة الحالية وليست ضد الرئيس سلام او فريق سياسي واحد وهم جزء لا يتجزأ من هذه الطبقة".

 

جعجع: لبقاء المتظاهرين في ساحة الشهداء لحين نزول النواب الى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية وبعدها تصبح الحكومة بحكم المستقيلة

الأحد 23 آب 2015/زطنية - أيد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مطالب المتظاهرين والمعتصمين في ساحة رياض الصلح، واضعا خريطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة، تبدأ ب"دعوة النواب الى النزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية"، وناشد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ب"عدم الاستقالة، اذ تترتب عليه مسؤولية الإمساك بالشرعية في البلد، لحين الوصول الى شاطئ أمان ما"، وطالبه أيضا ب"دعوة الحكومة الى اجتماع فوري واستثنائي، باعتبار أنه في خضم ما نشهده، لا يمكن انتظار اجتماع الحكومة المقرر يوم الخميس المقبل، فليدع الليلة قبل الغد الى اجتماع استثنائي يقتصر جدول أعماله على نقطتين أساسيتين: أولا، جمع النفايات فورا وإيجاد حل من تحت الأرض للمشكلة التي أوجدتها، ثانيا، الإشراف على التحقيقات الحاصلة لتبيان من أطلق النار على المتظاهرين".

كلام جعجع جاء خلال مؤتمر صحافي في معراب، تناول فيه التحركات الشعبية في ساحة رياض الصلح احتجاجا على تفاقم أزمة النفايات في البلد، في حضور النائب جوزف المعلوف، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، الأمين العام لحزب "القوات اللبنانية" الدكتور فادي سعد وأعضاء الهيئة العامة في الحزب. وقال: "نحن لسنا موجودين في هذه الحكومة، وبالتالي فكرنا حر لطرح القضايا كما نراها، نحن مع كل مطلب، أو بالأحرى مع كل وجع رأيناه في ساحة الشهداء، فالأمور التي يشتكي منها المتظاهرون نشتكي منها جميعنا، فمسألة النفايات أمر غير مقبول بكل المقاييس، فالحكومة وضعت خطة منذ ستة أشهر وكان من المفترض أن تنفذ قبل المهلة النهائية في 17 تموز الماضي، ولكن فوجئنا بانتشار النفايات في كل مكان، لقد هالني مدى الفساد وعدم الكفاءة في معالجة هذا الموضوع، وصولا الى كافة مجالات حياتنا الاقتصادية والمعيشية". وأعلن تأييده لكل ما يطرح في ساحة الشهداء، قائلا: "أنا متضامن مع المتظاهرين لأنهم يعبرون عن كل ما نشعر به، ولكن السؤال المطروح: هل يا ترى مقابل كل هذه الأوجاع، التي نعاني منها تحل القضية بفشة خلق؟ هل تخلصنا فشة الخلق من الفساد والنفايات والطقم الحاكم الفاسد؟ لقد سمعت البعض يطالب باستقالة الحكومة واستقالة مجلس النواب، فنحن اكثر ناس اذا ما تكلمنا بمنطق حزبي ضيق نكون مسرورين، لأننا نعتبرها حكومة غير فاعلة، لذا لم نشارك فيها، كما نعتبر ان المجلس النيابي لا يقوم بواجباته كما يجب، اذ لم يتمكن منذ سنة و3 أشهر من انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وسأل "لو سلمنا جدلا، وقدم الرئيس تمام سلام استقالته وقام 65 نائبا بتقديم استقالاتهم من المجلس النيابي، الى أين نصل؟ عمليا، نصل الى عدم امكانية لانتخاب رئيس للجمهورية، وعدم امكانية لتشكيل حكومة جديدة وعدم امكانية انتخاب مجلس نواب جديد وبالتالي تكون عملية انتحار كاملة".

وأكد "في الواقع، يجب التخلص من هذه الحكومة والتوصل الى انتخابات نيابية مبكرة، ونحن أول من قال هذا الأمر منذ تشكيل هذه الحكومة، ولكن حين يأتي وقت تشكيل الحكومات لا أحد يتوقف للأسف عند أي سؤال مبدئي، إنما يحاول البحث عن قيمة حصصه ومكاسبه وعدد الوزارات التي سيحصل عليها، بعيدا عن هموم اللبنانيين والوطن".

ودعا الى "وجوب الحفاظ على الجمهورية، وعدم تركها تنهار دون القيام بأي شيء، فنحن مسؤولون عن الحفاظ على الجمهورية لأنها مسؤوليتنا وليست مسؤولية الحرامية الكثر في هذا البلد".

واقترح خارطة طريق للخلاص من الأزمة الراهنة، تبدأ ب"بقاء المتظاهرين في ساحة الشهداء الى حين نزول النواب الى مجلس النواب لينتخبوا رئيسا جديدا للجمهورية، باعتبار ان المجلس النيابي الحالي في حالة انعقاد دائم بصفته هيئة انتخابية، وعند تحقيق هذه الخطوة تصبح الحكومة في حكم المستقيلة، وتجري انتخابات نيابية جديدة، فلا يحاولن أحد التلاعب بالأولويات".

واعتبر أن "الأهم هو عدم التخبط في الأزمة دون إيجاد حل، فأولا، أدعو النواب الى النزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس، ثانيا، أطالب الرئيس سلام بعدم الاستقالة اذ تترتب عليه مسؤولية الإمساك بالشرعية في البلد لحين التوصل الى شاطئ أمان ما، فعند انتخاب رئيس جديد يمكن لسلام الاستقالة بكل راحة ضمير، ثالثا، أطالب رئيس مجلس الوزراء دعوة الحكومة الى اجتماع فوري واستثنائي باعتبار أنه في خضم ما نشهده لا يمكن انتظار اجتماع الحكومة المقرر يوم الخميس المقبل، فليدع الليلة قبل الغد الى اجتماع استثنائي يقتصر جدول أعماله على نقطتين أساسيتين: أولا، جمع النفايات فورا وإيجاد حل من تحت الأرض للمشكلة التي أوجدتها، ثانيا، الإشراف على التحقيقات الحاصلة لتبيان من أطلق النار على المتظاهرين".

وتوجه الى المعتصمين وكل مواطن لبناني بالقول: "ان ثروتنا الوحيدة المتبقية في لبنان هي الاستقرار والانتظام العام في البلد، وممنوع على أحد المس به، كذلك ممنوع التعرض لقوى الأمن الداخلي، حتى لا يهد الهيكل على رؤوسنا، كما لا ينبغي الاقتراب من الشريط الشائك، فحين ينهار الانتظام العام جراء تحركاتكم المباركة، ستأتي بعدكم جحافل من الحرامية وقطاع الطرق وعندها لن يقوى أحد على ضبطهم".

وأكد أنه "من مصلحتنا الحفاظ على الانتظام العام في البلد والاستقرار، فكل أنواع الاحتجاجات متاحة ومحقة، ولكن لا ينبغي المس والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، فضلا عن وجوب احترام عناصر الأجهزة الأمنية والجيش، وأكرر تضامني مع شعور المتظاهرين ولكننا لسنا مع هدم الهيكل على أنفسنا". وردا على سؤال، اعتبر أن "90% لا بل 99% من المتظاهرين تحركوا بسبب الهموم المعيشية التي يعانون منها، وليس لديهم اي أهداف سياسية، ولكن إذا سقط النظام اي نظام يحل مكانه؟، لافتا الى ان "هذه الحكومة غير كفوءة وغير منتجة مما أدى الى تفاقم المشكلات، ومتى انهارت الأمور لا نعرف الى أي حد ستصل، فتشكيل الحكومات يحصل وكأن الحكومة قالب حلوى تتم مقاسمته بين الأفرقاء السياسيين دون استشراف المستقبل، ومن هنا أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية للوصول الى شاطئ الأمان".

 

العد العكسي للخميس: آخر الفصول والاختبارات سلام يُنذر الجميع ويحجب وقائع منعاً للاستغلال

24 آب 2015/النهار

سلكت الازمة الحكومية والسياسية منذ مساء السبت الفائت مسلكا مغايرا لمرحلة المماحكات والتعقيدات السابقة للمواجهات التي جرت بين المتظاهرين في وسط بيروت والقوى الامنية والتي تسببت بنشوء واقع ينذر ببلوغ الوضع في لبنان برمته حافة انفجارات تصعب السيطرة عليها الى حدود غير متخيلة. ويمكن في هذا السياق الاستدلال على خطورة ما جرى فقط بالمواقف التي اعلنها رئيس الوزراء تمام سلام غداة المواجهات والتي شكلت من الزاوية الواقعية والموضوعية ما يشبه "ثورة رئيس حكومة " الى جانب "ثورة الشارع " او بعضه.

وشكلت الساعات الـ48 الماضية انزلاقا شديد الخطورة نحو تفلت آخر حلقات الاستقرار الاجتماعي وحتى ربما الامني في ظل الملابسات الكبيرة التي شابت ولا تزال تشوب مسألة الانزلاق الواسع الى استعمال القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين. ولم يكن ادل على ان امورا عدة دخلت على مسار التظاهرة التي نظمتها واعدت لها حركة مدنية ناشئة من معاناة ازمة النفايات سوى المعارك السياسية والاعلامية العلنية التي اندلعت بين بعض الافرقاء السياسيين وممن هم اساسا حلفاء مثل السجال الحاد العنيف بين رئيس "اللقاء الديموقراطي " النائب وليد جنبلاط ووزير الداخلية نهاد المشنوق في ما يتخطى تبادلا "للنيران الشقيقة "، كما تقول الاوساط المطلعة، الى خلفيات تتصل بالصراع على مخارج أزمة النفايات. وابعد من ذلك فإن البلبلة الكبيرة التي اثارتها مواقف جنبلاط بين مسارعته اولا الى تأييد تحرك التظاهر لحملة " طلعت ريحتكم" ومن ثم مسارعته عقب الصدام في ساحتي رياض الصلح والشهداء الى الطلب من انصاره الانسحاب لان قوى سياسية دخلت على خط هذا التحرك فتح الباب واسعا امام الشكوك والمخاوف من استغلال التحرك المدني والزج به في متاهات توظيف غير بريء اطلاقا يهدف الى احداث وقائع جديدة تصعيدية يصعب معها المضي في احكام السيطرة على الشارع وربما تفتح الباب على احتمالات اثارة توترات من نوع آخر .

تبعا لذلك تضيف الاوساط ان الواقع الحكومي صار منذ السبت وخصوصا بعد المواقف التي اعلنها الرئيس سلام في ما يمكن وصفه المربع الأخير او الفسحة الاخيرة التي امهل عبرها رئيس الحكومة القوى السياسية حتى موعد جلسة مجلس الوزراء الخميس او ربما قبله في حال تقديم موعد الجلسة. وما لم يطرأ في الساعات المقبلة ما يبدل في ملامح المشهد المأزوم ترسم الاوساط لوحة مشدودة للعد العكسي الذي بدأ في رأيها للمصير الحكومي برمته. فالرئيس سلام قام البارحة باطلاق اعنف صرخاته اطلاقا منذ تشكيل الحكومة في وجه القوى السياسية الى حد انه تعمد عدم ادانة التجاوزات والاعتداءات التي شابت التظاهرة في وسط بيروت لئلا تتخذ منها قوى سياسية اي ذريعة من اجل التمادي في تسخير التدهور للتصفيات السياسية. بل ان الاوساط تذهب ابعد في تأكيدها ان سلام يملك الكثير من المعلومات والمعطيات التي تكشف اسباب لجوء القوى الامنية الى الافراط في استعمال القوة ولكنه حجب هذا الامر وتركه لمجريات تحقيقات بدأت فعلا في الساعات الاخيرة لتحديد المسؤوليات والمحاسبة وهي مسألة لن يكون فيها تساهل او تغطية على احد ولكنها قد تكشف ايضا جوانب حجبت تحت وطأة الانفعالات الساخنة وسيأتي وقت ملائم لكشفها. واذ بدا سلام كأنه بلغ من الصبر آخر حدوده، فإنه بتعمده الاعلان جهرا وصراحة انه يقف مع الناس والى جانبهم ضد "النفايات السياسية " انما بعث باقوى تحذيراته الى القوى السياسية، حليفة كانت ام معطلة، وان ما فهمه الجميع من صرخته هذه انه بات جاهزا لقلب الطاولة بالاستقالة ما لم تفض الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الى قلب المشهد الدراماتيكي اقله باعادة الاعتبار والانتظام الى جلسات مجلس الوزراء ووقف لعبة التعطيل القاتلة من جهة واحترام اولويات الناس وتحييدها عن الصراع السياسي من جهة اخرى. وبمعزل عن مجريات المعالجة لموضوع المتظاهرين والمعتصمين في ساحة رياض الصلح من الان وحتى موعد جلسة مجلس الوزراء المقبلة تقول الاوساط ان اختبارا حاسما مصيريا بالكامل سيكون الان برسم سائر القوى السياسية ولا سيما منها القوى المعطلة لمجلس الوزراء من دون تنزيه القوى الاخرى وتخفيف مسؤوليتها هي الاخرى عن المسارعة الى مبادرات فورية تجنب البلاد كأس فراغ حكومي قد يكون الاشد خطرا في سلسلة الفراغات الدستورية التي تحكم بقبضتها على الواقع المتدهور منذ حلول الفراغ الرئاسي. ولا حاجة الى تصور تداعيات هذا الفراغ بعد الانذار المتقدم الذي دقه رئيس الحكومة بازاء خطر اعلان لبنان دولة فاشلة على مختلف المستويات وتعداده "بنود لائحة الانهيارات" فيما هو يرسل الى القوى السياسية جدول اعمال القضايا الملحة التي يبدأ عبرها لجم التدهور.

 

جنبلاط أيد موقف سلام: نحذر من إستغلال هذا التحرك لضرب الاستقرار

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - جدد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء"،"التأييد والدعم الكامل لرئيس الحكومة تمام سلام، الذي أكد مرة جديدة في مؤتمره الصحافي ، مدى تحليه بالحكمة والروية والصبر والمسؤولية، وهي صفات نحن أحوج ما نكون إليها في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها لبنان وتمر بها المنطقة بأكملها". وأيد "موقفه الحازم لناحية حتمية أن تكون جلسة مجلس الوزراء في أقرب وقت ممكن منتجة، ذلك أن الإستمرار بسياسة التعطيل لم يعد مقبولا تحت أي ذريعة وفي أي ظرف من الظروف. فصرخة المواطنين صرخة محقة ومشروعة ، ومعالجة أسبابها لا تكون بمصادرة التحركات الشعبية لتحويلها عن أهدافها الفعلية ، بل بمحاكاة تلك المطالب الحياتية والمعيشية البديهية لتأمين العيش اللائق والكريم". أضاف: "إن إنحراف هذا التحرك عن مساره الأساسي ودخول بعض القوى السياسية عليه في محاولة لركوب الموجة الشعبية، هو الذي دفع الحزب التقدمي الإشتراكي لإعلان إنسحابه منه رغم تأييده أحقية المطالب المطروحة، إلا أنه يرفض إستغلال التحرك لتوسيع قاعدة الشلل والتعطيل وضرب أسس ومرتكزات النظام والإستقرار".

وتابع: "يحق لمجموعة "طلعت ريحتكم" أن ترفع الصوت إزاء تفاقم الأزمات السياسية والإجتماعية والمعيشية، ولكن حذار من إستغلال قوى التعطيل لهذا التحرك خصوصا القوى التي عطلت إنتخابات الرئاسة ثم عطلت مجلس النواب وصولا إلى تعطيلها لمجلس الوزراء. فهذا الإستغلال سوف يسيء إلى الإستقرار الداخلي وإلى التحرك المطلبي على حد سواء". وقال: "إن موقف الرئيس سلام الحاسم لناحية محاسبة كل المسؤولين عن إطلاق النار وعدم تغطية أحد هو موقف مسؤول يستحق التقدير. إن هذه المحاسبة الضرورية لا يجوز أن تخضع لأي شكل من أشكال اللفلفة لا سيما أن ما حدث في ساحة رياض الصلح يمس بصلب النظام الديموقراطي لا سيما لناحية حرية التظاهر والتعبير التي كانت علامة مميزة للبنان في محيطه العربي والإقليمي ويجب المحافظة عليها مهما كان الثمن".

أضاف: "لكن، ومع التأكيد على أن حرية التظاهر مقدسة، إلا أنها يفترض أن تبقى تحت سقف القانون، فالتعرض للممتلكات العامة والعبث بها أمر مرفوض ومسؤولية القوى الأمنية المحافظة عليها وحمايتها. وهنا، ومع التأكيد على محاسبة من أطلق النار من رجال الأمن، إلا أنه لا بد أيضا من محاسبة من تعرض للقوى الأمنية وتسبب بسقوط جرحى منهم". وتابع: "إن الأجهزة الأمنية بذلت وتبذل جهودا إستثنائية وجبارة في حماية الإستقرار، وهي تحقق الإنجازات تلو الإنجازات وآخرها كان توقيف أحمد الأسير والشبكات التابعة له فضلا عما كشفته من مخططات إرهابية ومتفجرات وأحزمة ناسفة كان تعد للتنفيذ بهدف تخريب الوضع الداخلي. من هنا، فإنه من الواجب أيضا التنبه للأخطار المحدقة بلبنان من كل حدب وصوب وليس التفجير الذي يشهده مخيم عين الحلوة سوى أحد الأمثلة الخطيرة على تلك التحديات الصعبة".

من ناحية أخرى، إن "التحذير من خطر الإنهيار الإقتصادي والمالي الذي أطلقه الرئيس سلام يتقاطع مع موقفنا الذي أعلناه الأسبوع الفائت ونبهنا فيه إلى حراجة الوضع الذي يمر به لبنان ، وهو ما يتطلب مراجعة من كل القوى السياسية كي لا تغرق السفينة بنا جميعا".

أخيرا، إن "عمق الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان في هذه الحقبة وحرصنا على إستمرارية المؤسسات، وإصرارنا على حماية الإستقرار الداخلي والسلم الأهلي بأي ثمن ، تجعل الدخول في مناكفات وسجالات وردود مع هذا الوزير أو ذاك ، غير ذات جدوى".

 

الجراح: نؤيد خارطة طريق جعجع والمسار الصحيح يبدأ بانتخاب الرئيس

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح في حديث ل"إذاعة لبنان الحر"، تأييده "ما جاء في خارطة الطريق، التي عرضها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، للخروج من الازمة التي نعيشها حاليا، ولا سيما لجهة بقاء المعتصمين في ساحة رياض الصلح، حتى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، الذي يمثل المدخل الاساس لحل المشاكل المعلقة حتى يكتمل عقد الدولة، ومن بعدها تشكل حكومة جديدة، ومن ثم إجراء انتخابات نيابية حسب قانون انتخابي جديد، وبذلك نكون قد سلكنا الطريق الصحيح والديمقراطي للخروج من الازمة، لا أن نعطل المؤسسات، وندعي العفة ونعتدي على القوى الامنية". وتمنى على المتظاهرين "إحترام القوى الامنية، التي تمثل الحصن الاخير في الدولة اللبنانية، الذي يدافع عن الشرعية والمؤسسات وعن الحكومة المعطلة، بسبب أطراف باتت معلومة تعطل أيضا انتخاب رئيس للجمهورية". وإذ أكد "عدالة المطالب التي رفعها المتظاهرون، لرفع النفايات"، لفت إلى أن "هناك استغلالا رخيصا من قبل القوى السياسية، التي فشلت في حشد جمهورها لقضايا تعتبرها مطلبية، وتحاول القفز للوصول إلى أهداف سياسية عبر استغلال الحراك المدني، الذي له مطالب محقة".

 

زهرا حمل وزير البيئة مسؤولية قضية النفايات

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أوضح النائب أنطوان زهرا أن "القوات اللبنانية تدعم تحرك طلعت ريحتكم بالمبدأ"، لكنه قال إن "خروج هذا التحرك عن أهدافه وإطاره يحوله عرضة للتشتيت والاستغلال"، مشيرا الى ان "حرية التعبير دستورية، كما أن القانون يملي على القوى الأمنية التصدي لأي محاولة للتعدي على الأملاك العامة وخلق فوضى، إنما هناك أساليب معينة للقيام بذلك". وفي حديث الى برنامج "لقاء الأحد" عبر "صوت لبنان"، دعا زهرا القيادات السياسية الى "النزول على الأرض ومتابعة المجريات عن قرب، بدلا من اتهام القوى الأمنية من بعيد"، منتقدا كذلك قيام بعض الإعلاميين بدعوة الناس الى المشاركة في التظاهرة. واذ شدد على أن "لا خيار اليوم لا بإسقاط الحكومة ولا بحل مجلس النواب في ظل غياب الآليات، إنما يجب تفعيل هاتين المؤسستين الدستوريتين"، لكنه قال إن "الحكومة قصرت في قضية النفايات التي حمل مسؤوليتها بشكل كبير، الى الوزير محمد المشنوق لأنه لم يستشرف الأزمة رغم علمه بموعد انتهاء عقد مطمر الناعمة قبل مدة". وطالب زهرا القيادات السياسية كافة "بالابتعاد عن المزايدات السياسية"، مؤكدا "أهمية الحفاظ على مؤسساتنا التي وإن كانت لا تنتج بشكل جيد، إلا أنها تبقى أفضل من الوصول الى مرحلة مجلس تأسيسي"، وشدد على أن "قانون الانتخابات يشكل المدخل الأساسي لإعادة تشكيل السلطة وإرضاء كل المطالبين بالشراكة الحقيقية". وردا على سؤال، أشار زهرا الى ان "القوات اللبنانية تقوم اليوم بمساع لبقاء الحكومة الحالية، لأنه لا يمكن للبلاد ان تستمر من دون اي سلطة، خصوصا ان لا إمكانية لإنتاج حكومة جديدة في ظل غياب الرئيس، وبالتالي فإن هذا يعني الذهاب الى فوضى سياسية ستتيح بالبلاد". على صعيد آخر، أوضح زهرا ان "حزب الله يرفض التقارب مع القوات رغم العلاقة الجيدة مع نوابه، علما أن القوات تطلق مبادرات في هذا الاتجاه من وقت الى آخر من اجل استقرار لبنان".

 

لبنان الرسالة تؤيد التحرك ضدّ الفساد وتحذّر من الانهيار الشامل: لنتحرّر أولا من التبعية

صدر عن حركة لبنان الرسالة البيان التالي:  تتوجه حركة لبنان الرسالة بتحية إكبار واعتزاز الى الشباب اللبناني المنتفض على الواقع المذري وتقدّر عاليا ثورتهم على الفساد ونخوتهم وصدق تطلعاتهم التي لا بدّ منها لبناء مستقبل وطن يحترم كرامة الانسان وحريته.

وتعتبر الحركة ان اندفاع الشباب للتعبير عن غضبهم في الشارع المحتقن احتجاجا على سوء معالجة الحكومة لأزمة النفايات المتفاقمة والمواجهات التي حصلت مع القوى الأمنية وسقوط جرحى من الطرفين تدفعنا الى وضع الشباب والرأي العام أمام الحقائق التالية:

لا شك اننا اليوم في شلل سياسي ووطني بسبب التعطيل والفساد الذي يعمّ كل القوى السياسية من دون استثناء، وما تبادل تهم الفساد الا دليلا واضحا على انهم جميعهم متورطون فيه وبيوتهم من زجاج. إن جميع اللبنانيين يطمحون ويحلمون بتغيير الوضع الراهن وليس فقط الشباب الذين يتظاهرون بدافع وطني صادق، وذلك بعدما خذلتهم جميع القيادات والأحزاب. والمواجهة الحقيقية ليست بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي تقوم بواجبها في حماية المباني والمنشآت الرسمية ومؤسسات الدولة.

تعتبر حركة لبنان الرسالة ان التصريحات الصادرة عن مسؤولين رسميين ووزراء في الحكومة لمحاسبة القوى الأمنية، تثير سخط وغضب الغالبية العظمى من الشعب اللبناني، فكفى تحميل القوى الأمنية والجيش فشل السياسيين وفسادهم وهدرهم لحقوق وكرامات المواطنين ولمصالح الدولة وللمال العام منذ الاستقلال حتى اليوم... فالقوى الامنية ليست هي التي تتحكم بالقرارات السياسية والادارية وهي تعاني كما باقي المواطنين وتدفع ثمن فشل السياسيين وتقاعسهم وفسادهم.

إن السؤال الذي يطرحه كل مواطن مخلص نتيجة ما يحصل في الشارع هو ماذا يريد المتظاهرون الذين يتحركون بدوافع صادقة وأهداف لا جدال في أحقيتها؟ جميعنا نحلم بوطن أفضل نستحقه ودفعنا ثمنه دما ودمعا. ولكن السؤال الاهم ماذا اذا سقطت الحكومة على علاتها اليوم وما هو البديل غير الفوضى والانهيار الشامل...؟ ففي ظلّ الوضع القائم يستحيل على قوى المجتمع المدني التي تتحرك في الشارع التحكم بالأمور وضبطها، وستخلو الساحة لقوى لديها المال والاسلحة والمشاريع المختلفة، وسندخل في صراع يسود فيه منطق القوة وليس منطق الديمقراطية والمناقبية فهكذا علّمتنا التجارب في السابق..

ترى حركة لبنان الرسالة ان انهيار الحكومة واستقالة رئيسها سيضع القوى الامنية والعسكرية وحدها من جديد في مواجهة الأحداث، ما يفتح الوضع على احتمالات خطيرة أولها: حلول القوى العسكرية مكان السياسيين وهذا ما سيدخلها في منظومة الفساد والاتهامات، كما ان اللبنانين لاي فئة انتموا لا يستسيغون ولا يتحملون حكم العسكريين الذين ليسوا مهيئين للعمل السياسي. الامر الثاني الخطير هو إصابة القوى العسكرية بالشلّ في غياب سلطة تنفيذية، والإنزلاق الى واقع يعيدنا الى امارات الحرب كما بين الاعوام 1975 – 1990، وانفلاش الفلسطينيين خارج المخيمات، وتسلح اللاجئين السوريين، وعودة ظهور الميليشيات وزعمائها مع بروز المتطرفين من كل الجهات، ما سيدخلنا في دوامة عنف وفوضى تسمح بتسلل كل التدخلات والاطماع الخارجية الى لبنان.

 الخطر الثالث هو الذهاب إلى مؤتمر "لويا جيرغا" تنتج عنه صيغة وطنية تهدف الى تغيير حصص النظام، فيربح من له رؤية ويملك قوة السلاح وليس من يملك الشعور الوطني والنوايا المجردة.

من هنا تتوجه حركة لبنان الرسالة بصدق ومحبة الى الشباب الذين يتظاهرون لوعي هذه المخاطر المحدقة والتي ستؤدي الى الانهيار الشامل، لاننا ما زلنا غارقين في الطائفية والمذهبية ولم نصل بعد الى ان نكون مواطنين نحاسب ونفكر بوعي لمصالحنا الوطنية وليس للمصالح الفئوية والحزبية الضيقة. فليس رئيس الحكومة والقوى الامنية والعسكرية هم المسؤولون وحدهم، بل يجب محاسبة قيادات الأحزاب والسياسيين الذين كانوا في الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005 حتى اليوم، والذين أوصلوا  بآدائهم السيء الى ما نحن عليه. فكيف يشتم مسؤولو ورؤساء الاحزاب الحكومات التي يتمثلون فيها وهم في صلبها؟ اوليس ذلك استغباء للعقول وإهانة للإنسان؟ ونسأل مع المواطنين المغلوب على أمرهم. كيف يصدق المحازبون رؤساء احزابهم الذين ينعمون برفاهية العيش ورغده ولا يتأثرون بانقطاع كهرباء وبروائح نفايات ويتنقلون بمواكب ضخمة وحراسة مشددة ويقيمون الولائم والمهرجانات والمناسبات التي تحمل كل البزخ والترف فيما الشعب على حافة الجوع؟ فيا شباب لبنان، الثورة ليست في مواجهة القوى الامنية... فثورتنا يجب أن تكون ثورة قيم على ذواتنا أولاً. ثورة تحررنا من التبعية العمياء للزعماء واعتماد ثقافة محاسبتهم، وليس محاسبة الحلقة الأضعف. فلنتوجه الى زعماء التركيبة الحكومية والحزبية العقيمة حيث مراكز الفساد والقرار الحقيقي، وليس الى القوى الامنية التي حولوها الى مكسر عصا وشماعة لتعليق كل فسادهم وصفقاتهم وفشلهم.

 حركة لبنان الرسالة – معك نعمل الحق بالمحبة 

 

فارس سعيد: تأييد غير مشروط من "14 آذار" لخارطة الطريق التي طرحها جعجع

وكالات/23 آب/15/ أعلن منسق الامانة العامة لقوى '14 آذار” فارس سعيد تأييد قوى '14 آذار” غير المشروط خارطة الطريق التي طرحها رئيس حزب 'القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع. وأضاف في حديث لـ”لبنان الحر”: 'سنقوم بالإتصالات اللازمة مع كل الاطراف المكونة لقوى '14 آذار” من أجل وضع خارطة الطريق التي طرحها الدكتور جعجع على طريق التنفيذ”. وتمنى سعيد على كل النواب والكتل النيابية المنتمية لـ”14 آذار” القيام بكل ما عليهم من إتصالات، والتوجه إلى مجلس النواب من اجل التأكيد أن حل الازمة مهما كان نوعها لا يكون بإنتخاب رئيس جمهورية للبنان.

 

التقدمي الإشتراكي" يعلن إنسحابه من تظاهرة وسط بيروت

وكالات/23 آب/15/أعلن الحزب التقدمي الإشتراكي عن إنسحابه من المظاهرة في وسط بيروت، بسبب تحولها من تحرك شعبي شبابي مطلبي محق إلى محاولة لإسقاط ما تبقى من مؤسسات وحكم، وهو ما سيعرض الإستقرار الداخلي والسلم الأهلي للإهتزاز والخطر.

وأضاف 'الإشتراكي” في بيان صادر عن مفوضية الإعلام في الحزب، أنه إذ يجدد تفهمه للمطالب الشعبية المشروعة التي كانت خلف الدعوة لهذا التحرك، إلا أن الحزب ا يحذر من دفع الأمور في إتجاه الفوضى وإستغلال هذا التحرك لتحقيق أهداف أخرى هي أبعد ما تكون عن أهدافه الحقيقية.

 

دوفريج: هل ما يحصل فوضى للوصول الى المؤتمر التأسيسي؟

وكالات/23 آب/15/أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج أن المشهد اليوم في رياض الصلح مؤسف، لاسيما بعد الكلام الذي وجّهه رئيس الحكومة تمام سلام لكل الشعب اللبناني، فقد كان كلاما صريحا جدا وفسّر فيه لماذا وصلنا الى هذه المرحلة. وقال دوفريج، في اتصال عبر قناة "المستقبل": "من الواضح ان الموضوع تجاوز ما كان يطالب المجتمع المدني به اساسا، ومن خلال الطريقة التي يهجمون بها على السرايا ن هناك اشخاصا مندسون ليسيسوا الموضوع وحتى لا يبقى الموضوع مطلبيا". وردا على سؤال، لفت دوفريج الى أن "الانتخابات النيابية تحتاج الى قانون انتخاب يقوم به مجلس النواب. المعتصمون يشتمون مجلس النواب ويقولون انه ممد له ولم يعد يمثلنا"، موضحا أنه "اذا اردنا القيام بانتخابات سيادية يجب اجراء انتخابات نيابية، ، لانه لا يوجد مجلس نواب ليقر قانون انتخاب جديد، لأنه وفق القانون الحالي ا سيتم اختيار النواب عينهم تقريب، بالتالي لا نكون غيرنا الطبقة السياسية التي يتكلمون عنها". أضاف: "يقولون اننا نريد تغيير النظام، من يغير النظام؟، نحن معهم ولكن ما هي الالية؟ الالية ان تسير المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب رئيس جمهورية، عندما يكون هناك رئيس جمهورية في لبنان تستقيم الامور، هو يمكنه الدعوة لحوار ويعمل المجلس النيابي وتصدر القوانين وتحصل انتخابات نيابية مع حكومة جديدة ووزراء جدد". وشدد على أن "كل ما يطالبون به اليوم هو فوضى، ماذا يحصل؟ فمن يعين رئيس حكومة جديد؟ لا يوجد رئيس جمهورية، المجلس النيابي لا يمكنه تشكيل حكومة جديدة، هل هذا كله يؤدي الى مؤتمر تأسيسي حذرنا منه منذ سنوات؟"، داعيا المتظاهرين لـ"القيام بمظاهرات امام بيوت المسؤولين الذين يعطلون انتخابات رئيس الجمهورية وامام مراكز من يعطل القرارات، فالحل هو بانتخاب رئيس جمهورية". الى ذلك، أوضح دوفريج ان "الرئيس تمام سلام يفضل الاجتماع بالمجتمع المدني الحقيقي لا المجتمع المدني الذي يستعملوه، وكلنا نريد الاجتماع بالمجتمع المدني. لماذا لا يطلب المجتمع المدني الحقيقي المتواجد هناك من "الزعران" الذين يوترون الاجواء السلمية الرحيل؟ من الواضح ان الامور ذهبت الى الفوضى، وهذا الامر سيؤدي الى كارثة على البلد". في الختام، أسف دوفريج لأن "بعض وسائل الاعلام تُحرّض الناس، نعم نريد انتخابات نيابية، ولا نعرف على اي قانون، يجب ان نعرف بماذا نطالب".

 

ريفي لسلام: احزم أمرك فنحن إلى جانبك

وكالات/23 آب/15/ رأى وزير العدل اللواء أشرف ريفي أن إسقاط الحكومة في هذا التوقيت بالذات هو إسقاط آخر كيان دستوري شرعي، مذكراً بأن المطالبة بحل أزمة النفايات شيء والمطالبة بإسقاط النظام شيء آخر. وقال ريفي، في الذكرى السنوية الثانية على استهداف مسجدي التقوى والسلام: "انتفض اللبنانيون لقيام الدولة ولاستعادة بلدهم، وها هم اليوم بعد عشر سنوات يجددون العهد على استكمال النضال رغم كل الصعاب"، مؤكدًا أن "لا قيامة للبنان من دون مشروع السيادة والاستقلال وهو مشروع 14 آذار. ونحن مؤتمنون على رسالة لبنان ووحدتنا هي رسالتنا ومن دونها لا حياة للبنان". أضاف: ما من احد قادر على ملء الفراغ الذي خلفه عدم إنتخاب رئيس للجمهورية لذلك المطلوب انتخاب رئيس اليوم قبل الغد، ومن يتخلف عن حضور جلسات انتخاب الرئيس هو من يعطل هذا الاستحقاق". وشدد على أن "واجبنا الوطني ان نحمي الشرعية لذلك نحمي لبنان من مطامع ايران وحزب الله الذي يريد تعويض خسائره في سوريا عبر تغيير اتفاق الطائف"، سائلاً: "لماذا التلاعب بالمؤسسة العسكرية؟ وهل يقبل المنطق والضمير أن يتم العبث بسلامة هذه المؤسسة؟ وأكد أن مصير الدويلة إلى زوال وأصحاب مشروع الدولة هم المنتصرون دائما. وجزم بأن لبنان لن يكون إلا على صورة تطلعات اللبنانيين الشرفاء وطن المحبة والتآلف والعيش المشترك، متابعاً: "لقد كنّا بسياسة 'أنا أو لا أحد” أمّا اليوم فقد أصبحنا أمام سياسة "أنا وعائلتي أو لا أحد".

وعن التفجيرين في طرابلس، اعلن ريفي أن شعبة المعلومات هي التي تمكنت من كشف تفاصيل هذه الجريمة فتحية لها على هذا الانجاز الكبير، وقال: "لن نتقاعس في متابعة هذه القضية حتى النهاية عبر القضاء اللبناني وعبر الانتربول الدولي فنحن دعاة حقيقة ولسنا دعاة انتقام، وسنلاحق الجميع على الأراضي اللبنانية وسنلاحقهم على كافة الأراضي الأخرى عبر الانتربول الدولي". وإذ اعتبر أن النظام السوري أراد من خلال تفجير مسجدي التقوى والسلام نشر الفتنة بين أبناء البيت الواحد وهو مسؤول عن هذه الجريمة الذي خطط لها في مكتب علي المملوك، لاحظ أن "المخطط معروف والمنفذون معروفون والمجرمون معروفون ومرتاح لسير العدالة في هذه الجريمة". ولفت إلى ان "طرابلس لن تنسى البطريرك الراعي الذي حضر إلى طرابلس معزيا ومتضامنا مع ضحايا المسجدين"، مؤكدًا أننا 'ما زلنا في منتصف الطريق قبل العبور إلى الدولة”، موجهاً تحية إلى دول الخليج العربي التي تتعرض للكثير من المؤامرات وفي طليعتها السعودية والكويت والامارات المتحدة.

 

ميشال معوض: نحذر من استغلال التحركات للذهاب لمؤتمر تأسيسي

وكالات/23 آب/15/ رأى رئيس 'حركة الإستقلال” ميشال معوض أن التطورات دراماتيكية وخطيرة تنطلق من التظاهرات المحقة في رياض الصلح، قائلاً 'ما حصل السبت بحق المتظاهرين في ساحة الشهداء مرفوض بكل المعايير ولا نقبل ان تتحول القوى الأمنية إلى قوى بوليسية”، لافتا الى أن 'القضية التي يتظاهر من أجلها الشباب محقة لأن لا دولة في العالم فشلت كما فشلت الحكومة في إدارة ملفاتها”. وقال معوض في كلمة خلال الذكرى السنوية الثانية على تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس: 'إذا كان المقصود الدخول من باب النفايات ومن قضية محقة للانقلاب على الطائف والذهاب إلى مؤتمر تأسيسي فسنقف بوجه كل من يحاول المس باتفاق الطائف، وإذا كان المقصود الدخول من باب النفايات ومن قضة محقة لأخذ البلد إلى الفراغ وإلى الفتنة فهذا أمر مرفوض”، مشيرًا الى أن ما يحصل اليوم هو مجموعة من المندسين يرمون قنابل صوتية ويكسرون السيارات ويغطون وجوههم. وتابع: 'نريد أن تستقيل هذه الحكومة لكن للأفضل وليس للأسوأ، فحكومة الأضداد يتحول كل رئيس فيها إلى رئيس جمهورية لا يمكن إلا ان توصل الأمور إلى ما وصلت اليه”، مضيفًا 'الإنقلاب على الطائف وعلى المناصفة لا يحل مشكلة النفايات بل يأخذنا إلى الفراغ وإلى الفوضى، وندعو الجميع للضغط على النواب كي ينتخبوا اليوم قبل الغد رئيسا للجمهورية، ونعم للاصلاح ولا للانقلاب”.وأكد معوض أن طرابلس لن تنجر الى الفتن وستظل متعلقة بهويتها الأساسية والعيش المشترك في الشمال وستظل مع الدولة، وأنها ستبقى متمسكة بالجيش وبالقوى الشرعية وبالعدالة وليس بالثأر أو بالفتنة، مشددًا على أن طرابلس لن تحيد عن هويتها ولن تنجر إلى الفتنة وستبقى عاصمة العيش المشترك في الشمال. وأضاف: 'من الـ2007 يحاولون استخدام طرابلس صندوق بريد، كما يريدونها متخلفة ولا يريدونها عاصمة التعايش المشترك في الشمال”. وجدد المطالبة بمحاكمة المتهمين المعروفين بجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام 'لانه من غير المقبول ان تؤمن الحماية لمتهمين بجريمة ارهابية بهذا الحجم من منزلهم الى مطار بيروت كي يغادروا لبنان بأمان”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 

الحوت: خارطة طريق الخروج من الأزمة تبدأ بالضغط لإنتخاب رئيس لجمهورية

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أكد النائب عماد الحوت، في حديث لقناة "الجزيرة"، على "حق الناس بإطلاق صرخة ألم تجاه تدهور الأوضاع في لبنان بشكل بما بات يهدد مقومات حياة المواطنين، والتعبير عن فقدانهم الثقة بالطبقة السياسية التي أوجدت هذا الواقع السيء، وواجب القوى الأمنية التعاطي معها بعيدا عن العنف، فضلا عن حمايتها من المندسين والمستغلين". وأيد الحوت رئيس الحكومة تمام سلام "في تحميله المسؤولية لمختلف القوى السياسية"، ولكنه اعتبر أن "المسؤولية الأكبر، كما ألمح الرئيس سلام نفسه، تقع على القوى التي عملت على شل البلد ومؤسساته وعطلت انتخاب رئيس الجمهورية وأعمال مجلس الوزراء لتمنعه من أخذ القرارات التي تعين على ايجاد الحلول للأزمات المختلفة". وشدد على "ضرورة اتخاذ مجموعة اجراءات سريعة لمعالجة الأزمة، من بينها متابعة التحقيقات حول استخدام العنف بحق المتظاهرين وإعلان نتائجها، تسريع فض العروض المتعلقة بملف النفايات، دعوة الرئيس سلام لجلسة طارئة لمجلس الوزراء دون انتظار يوم الخميس، يكون على جدول أعمالها ملف النفايات وموضوع إصدار مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب لإطلاق مناقشة قانون جديد للإنتخابات وغيرها من التشريعات الضرورية". وناشد المجتمع المدني "حماية تحركاته المحقة من الاستثمار السياسي الخاطئ، والتنبه الى أن خارطة الطريق للتخلص من الحكومة هي الضغط باتجاه انجاز انتخاب رئيس الجمهورية، لتستبدل هذه الحكومة بحكومة جديدة تدير انتخاب مجلس نواب جديد وفق قانون يلبي طموحات اللبنانيين ويتيح لهم تجديد الطبقة السياسية، وبالتالي إعطاء الأولوية للضغط على من يقوم بتعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ومنع مجلس الوزراء من أخذ القرارات".

 

إرهاب “حزب الله”

 أحمد عدنان/الرؤية

قيام الكويت بتوقيف خلية إرهابية تابعة لـ”حزب اللـه” والحرس “الثوري الإيراني”، يدفعنا لدعوة دول الخليج للجوء إلى جامعة الدول العربية كي تعلن حزب اللـه تنظيماً إرهابياً، ثم تفعيل المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب.تنص المعاهدة على الحيلولة دون اتخاذ أراضيها مسرحاً لتخطيط أو تنظيم أو تنفيذ الجرائم الإرهابية، بما في ذلك العمل على منع تسلل العناصر الإرهابية إليها أو إقامتها على أراضيها فرادى أو جماعات أو استقبالها أو إيوائها أو تدريبها أو تسليحها أو تمويلها، وبالتالي تكون الخطوة الأولى دعم الدولة اللبنانية في مواجهة سطوة الحزب الإرهابي. كما تنص المعاهدة على أن تتعهد كل من الدول المتعاقدة بتسليم المتهمين أو المحكوم عليهم في الجرائم الإرهابية، وبالتالي نتيح للكويت المطالبة بخفر واستلام مصطفى بدرالدين القائد العسكري للحزب ـ والمتهم الرئيس في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ـ بسبب هروبه من السجن الكويتي عام 1990 إثر الغزو العراقي بعد إدانته بمحاولة اغتيال أمير البلاد عام 1983، هذا غير وجوب تسليمه للمحكمة الدولية أخيراً. كما تتيح المعاهدة مطالبة مصر للبنان بخفر وتسليم علي سامي شهاب الذي أدين قضائياً في مصر عام 2009 بتخطيط وإجراء عمليات إرهابية وهرب في خضم ثورة 25 كانون الثاني. على دول الخليج والعرب أن تتضافر في مواجهة إرهاب “حزب الله”، مستفيدة من التجربة المصرية الخليجية في استئصال جماعة الإخوان الإرهابية.

 

كيروز: القوات تشعر براحة ضمير لعدم مشاركتها في الحكومة

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أكد النائب إيلي كيروز "إن القوات اللبنانية تشعر براحة ضمير لعدم مشاركتها في الحكومة، خصوصا في ظل ما نشهده من خلافات عاصفة وشلل وعجز ومزايدات وفضائح"، لافتا إلى أنه "مهما عصفت الرياح واشتدت المصاعب، نحن باقون معا، وكما الديمان سنبقى حراس الأرز والكنيسة والإيمان والتاريخ والحرية"، سائلا "أين الدولة والأجهزة من ملاحقة مجرمين وقتلة ومرتكبين معروفين ومعروفة الجهات التي ينتمون إليها؟". كلام كيروز جاء خلال رعايته حفل العشاء السنوي لمركز "القوات اللبنانية" - الديمان، في حضور النقيب جوزيف إسحق ممثلا النائبة ستريدا جعجع، منسقي قرى وبلدات قضاء بشري في القوات، رؤساء بلديات ومخاتير وأبناء الديمان مقيمين ومغتربين. وقال: "اللقاء مع الديمان، هو لقاء مع التاريخ، لقاء مع الأصالة، لقاء في ظلال الروح وعطر الآباء والأجداد القديسين، لقاء يجسد المعنى الحقيقي للتجذر في الأرض والصمود والمقاومة. اللقاء مع الديمان هو لقاء مع الذات. في الديمان نلتقي مع ذاتنا، مع حقيقتنا. كيف لا، وأنتم تحتضنون المقر الصيفي للبطريركية المارونية، وتجتمعون بين الإطلالة على جبل الأرز وبين حراسة الوادي المقدس، فلكم تحية تنويها خاصا بوفائكم للبنان والقضية والقوات". أضاف "جيد جدا أن تقبض الدولة على مطلوب، عمل بمختلف الوسائل على التخفي وستر معالمه، فخيارنا الثابت والدائم هو الدولة والمؤسسات. لذلك من حقنا أن نسأل أين الدولة والأجهزة من ملاحقة مجرمين وقتلة ومرتكبين معروفين شكلا ومضمونا وعناوين معروفة الجهات التي ينتمون إليها والمناطق التي يلجأون إليها"، سائلا "أين الدولة من مرتكبي الإغتيالات التي طالت رموز ثورة الأرز ورفاقهم والمدنيين الأبرياء بالعشرات، وقبلهم رؤساء جمهورية وقادة ومناضلون؟ وهل من يفيدنا بدليل واحد على قتلة رمزي عيراني، وقتلة هاشم السلمان؟ وأين التحقيقات في اختطاف جوزيف صادر الذي مضى على غيابه ست سنوات؟ ولا تعرف عائلته شيئا عن مصيره؟". وتابع "كلما تمسكنا بالدولة ومنطق الدولة، ينبري حزب الله لتغطية إرتكاباته وتورطه في الحرب السورية بإطلاق الإتهامات بحق 14 آذار. وكلما أشرنا الى علة تعطيل، تعطيل الإنتخابات الرئاسية ومن خلالها المجلس النيابي والحكومة، لا تتورع جماعة المقاومة والممانعة عن الدعوة الى استفياء على مرشح بدلا من المشاركة في الجلسات واحترام الدستور والديمقراطية بانتخاب رئيس للجمهورية". وقال: "نحن في القوات اللبنانية، وكنائبين لجبة بشري، نريدكم أن تدركوا أن كل جهد نقوم به لتعزيز هذه المنطقة اقتصاديا وانمائيا وسياحيا، هو لمصلجة كل بلدة وكل المنطقة. فعندما نعمم الخير العام، نعمم العدالة والمساواة ونحارب المحسوبيات الضيقة، ونعزز كرامة كل إنسان بعيدا عن التزلف والتزلم والتمنين. الدرب طويل وصعب بعد، لكننا معكم، وكما خبرنا النضال من أجل لبنان والقضية والحرية ودفعنا أغلى التضحيات، مستمرون في الوجود والصمود في أرضنا محافظين على تراثنا ومستعدين لغد أفضل. عندما رفضنا المشاركة في الحكومة استغرب البعض ولامنا البعض الآخر. أما اليوم وفي ظل ما نشهده من خلافات عاصفة وشلل وعجز ومزايدات وفضائح، فإننا بقدر ما نأسف لذلك، نشعر براحة ضمير لعدم المشاركة في هذه الحكومة، لأننا ندرك منذ البداية أن هذه التركيبة العجيبة لا يمكن أن تعيش وتنتج".

وختم "مهما عصفت الرياح وإشتدت المصاعب نحن باقون معا، وكما الديمان سنبقى حراس الأرز والكنيسة والإيمان والتاريخ والحرية، وكما الديمان سنبقى أوفياء للقيم ولدماء الشهداء". وكان قد استهل حفل العشاء بالنشيد الوطني ونشيد "القوات اللبنانية"، كما كانت كلمة لمنسق القوات في الديمان المحامي ماريو صعب، قال فيها: "نجتمع اليوم سويا ونجدد العهد على التلاقي وتجديد موعد اللقاء سنويا مع أبناء الديمان مقيمين ومغتربين، لنتشارك الهواجس والتطلعات ونضيء على النجاحات والإنجازات. نلتقي لنجدد إيماننا بالرسوخ في وفائنا للقضية، التي قدمنا في سبيلها للقوات اللبنانية دماء الآلاف من الشهداء. نلتقي لنؤكد تجذرنا في هذه الأرض الطيبة أرض الحرية والكرامة، أرض الآباء والأجداد، أرض القداسة والشهداء. نلتقي للتعبير عن شكرنا والتقدير لراعي هذا العشاء سعادة نائبي جبة بشري السيدة ستريدا جعجع والأستاذ إيلي كيروز على ما يبذلانه من جهد ومشقات لنقل قضاء بشري من واقع الإهمال والحرمان الى حال التطور والإنماء على كافة المستويات من إجتماعية وسياحية وبيئية وتربوية، إضافة الى تأمين كافة مستلزمات البنى التحتية الأساسية، التي لم تكن موجودة على ساحة قضاء بشري من قبل". أضاف "في هذه المناسبة، لا يسعنا إلا التعبير بإسمكم جميعا لسيدة الإنماء في قضاء بشري النائب ستريدا جعجع رئيس لجنة مهرجانات الأرز الدولية، عن فخرنا والتقدير على الإنجاز الذي تحقق في إعادة إحياء مهرجانات الأرز الدولية للعام 2015 في ذكرى مرور خمسين عاما على إنطلاقتها الأولى. وعلى النجاح الباهر والتميز الملفت والتنظيم المثالي الذي طبع ليالي إحياء المهرجانات الأربعة، مما نقل الواقع السياحي في الأرز والمنطقة الى مرتبة رفيعة ومرموقة وطبع منطقتنا بصورة من الرقي التقدم والتألق". وختم "بعد ثلاثة أيام أعني في الخامس والعشرين من هذا الشهر يكون قد مضى على الشغور في سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية سنة وثلاثة أشهر. وإننا بإسمكم جميعا نطالب بإجراء إنتخابات رئاسة الجمهورية فورا. ونؤكد تأييدنا المطلق لترشح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع راعي مسيرة التنمية والتطوير في قضاء بشري لرئاسة الجمهورية اللبنانية". وبعد أن تحدث عن المشاريع والأنشطة التي يقوم بها مركز "القوات اللبنانية" في الديمان وتواصله الدائم مع اتحاد بلديات القضاء ومع كافة أبناء الديمان مقيمين ومغتربين، شكر نائبي بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز ورئيس إتحاد البلديات إيلي مخلوف والمغتربين الديمانيين على "دعمهم المتواصل لما فيه خير البلدة".

 

معلوف مثل جعجع بذكرى شهداء القوات في دير الأحمر: مستعدون لأن ننضوي تحت لواء انصار الجيش اذا كان من داع للقلق

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - رعى رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع ممثلا بالنائب جوزيف المعلوف، ذكرى شهداء "القوات اللبنانية" في احتفال وقداس في كنيسة مار جرجس في بلدة الصفرا في دير الاحمر، نظمته منسقية البقاع الشمالي في "القوات اللبنانية"، في حضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، راعي ابرشية بعلبك المارونية المطران حنا رحمة، رئيس اتحاد بلديات دير الاحمر ميلاد عاقوري، رئيس بلدية عيناتا حنا رحمة، رئيس بلدية بشوات حميد كيروز ومنسق "القوات اللبنانية" في البقاع الشمالي مسعود رحمة.

وترأس رحمة القداس على نية شهداء القوات، عاونه فيه لفيف من رجال الدين. والقى عظة تناول فيها معاني الشهادة، داعيا الى "الثبات في الأرض لان الارض ارضكم وانكم ابناؤها قبل غيركم ومن حقكم ان تعيشوا فيها بحرية وكرامة وسيادة واستقلال وديمقراطية".

وأكد أن "التفاهم بين المسيحيين وهو شهادة امام شركائكم في الوطن"، وأن "الحرب بالكلمة والرأي هي أجدى منها بالقوة والسلاح"، وقال: "اثبتوا في مقاومتكم السلمية كما انتم فاعلين واستفيدوا من أخطاء الحرب قدر المستطاع، فحربكم اليوم هي حرب مفاوضات واتفاقيات، انكم في زمن الاستراتيجيات وليس في زمن التكتيك، وقد تكونون على مشارف مرحلة مصيرية من حياة الوطن الذي ارسيناه لنا ولغيرنا، وطن الرسالة والانسان في الشرق والغرب في آن معا، لا تتردوا في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. وان تنازلنا عن مكانتنا الريادية فيه، زال وتحجمنا، فرئاسة الجمهورية التي اولانا إياها اتفاقنا مع شركائنا في الوطن هي مسؤولية مصيرية وهي اكبر من ان تكون محط نزاع في ما بيننا نحن المسيحيين. قطعت رؤوسنا حتى يبقى رأس دولتنا فلا تكللوا شهادتنا ايها المسؤولون عن هذه الحالة التي بلغنا اليها بشهادة اكبر واعظم من أن تستمروا في عرقلة قيام راس الدولة". وختم: "بلدنا الغارق في القمامة هو صورة عن بعض الفاسدين والمفسدين في الدولة، فروائح القمامة في الشوارع هي روائح الفساد في العقول والقلوب والضمائر، الفساد الذي ضرب البعض في بلدنا، ومن له اذنان سامعتان فليسمع ما يقوله الشهداء بصمت".

معلوف

وفي نهاية القداس القى معلوف كلمة جعجع، فقال: "ان حبة القمح يجب ان تموت حتى تولد من جديد، ولو لم يكن الشهداء فأين كنا نحن، ونسيانهم هو نسيان لانفسنا وللضمير والقضية، فالمشهدية تؤكد ان التراب مجبول بدم الشهداء ودمائكم، بحفاظكم وبقائكم على الارض، لان التراب هو انتم وكل من استشهد لاجل لبنان، فنحن والشهداء والتراب واحد ومن يستطيع ان ينقل التراب من مكانه يستطيع ان ينقلنا". واكد ان "العيش المشترك يكون باحترام الدولة وكيان الدولة وبالشراكة وهو يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية". ودعا "بعض الكتل النيابية" الى "النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية على قياس الوطن، لا على قياس احد، فدولة المؤسسات هي الدولة التي تؤمن الحقوق لابنائها". وتوقف عند "دور الدولة في القبض على مطلوبين ومجرمين"، وقال: "نعرف انه عندما يكون هناك أسماء معروفة ولديها القدرة على التخفي والصعود والنزول، لن يبقى هؤلاء يسكنون تحت الارض، سيخرجون في وقت من الاوقات، فنحن نأمل وقريبا جدا ان يكون هناك بعض الاخبار الإيجابية بالقبض على عدد من المجرمين المعروفين في جرائم قتل او بجرائم تشكيل عصابات سلب وخطف". أضاف: "زرت قائد الجيش مع رفاق في القوات اللبنانية، وبحثنا خلال هذه الزيارة في عدد من المواضيع، كما تطرقنا الى الوضع الامني. ما سنقوله لكم ان هناك جدية بالتعاطي مع هذا الملف، واكثر من ذلك، بعض ما كان يعرف بالغطاءات ستسحب الواحدة تلو الأخرى، وقريبا سيكون هناك اخبار جديدة. بالاضافة الى ذلك، موضوع الحدود كان جزءا من حديثنا مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي ننوه بدوره، واكدت له برسالة من رئيس حزب القوات الدكتور جعجع ومن الحزب اننا على اتم الاستعداد اذا كان من داع للقلق من داعش، فنحن على اتم الجهوزية لان ننضوي تحت لواء انصار الجيش بإرادة الجيش وبقرار الجيش وبقيادة الجيش".

وختم معلوف: "اطمئنوا، تراب نحنا وانتم التراب والتراب باق ونحن باقون".

مسعود رحمة

والقى منسق "القوات اللبنانية" في البقاع الشمالي كلمة قال فيها: "نحن اهل سلام ودعاة سلام وحوار في أرض الرسالة، وما نسعى لتحقيقه دولة قوية على الأرض دون محسوبيات واستزلام، سياجها جيش وطني وليس نظاما قمعيا لفظه التاريخ، من اجل ذلك استشهد وسجن قادتنا وطردنا بعض تجار الهيكل لا ليعودوا من النافذة يمررون لمحاسيبهم من الحق العام. ونتوجه بالدعم المطلق للقوى العسكرية والامنية وخاصة الجيش اللبناني لاننا نعتبر شهداءه شهداءنا. ونطالب القوى السياسية برفع الغطاء عن المخلين بالأمن".والقى رئيس مركز صفرا في "القوات اللبنانية" غسان خضرا كلمة عاهد فيها الشهداء على "عدم التفريط بالرسالة المقدسة من اجل رفع راية لبنان ومن اجل وطن يرفع راسه بشموخ حيث سماء الحقيقة تظلله". وفي الختام أضيئت "شعلة الشهادة".

 

الحواط: طلعت ريحتكم وكترت

الأحد 23 آب 2015/وطنية - علق رئيس بلدية جبيل - بيبلوس زياد الحواط، على الاعتصام الذي تقوم به حملة "طلعت ريحتكم" في وسط بيروت "وما تتعرض له من عنف وقمع"، بالقول إن "طبقة سياسية فاسدة مغتصبة للسلطة وتحتقر شعبنا وتستخف بذكائه وبقدرته على التغيير الحقيقي. نعم طلعت ريحتكم وكترت". ورأى في بيان انه "حان الوقت اليوم وليس غدا، ولا رجوع ولا استسلام ولا خوف قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، واسقاط الفراغ المتعمد، وتشكيل سلطة جديدة شفافة، هادفة الى اعادة بناء الإدارات والوزارات، حكومة صاحبة مشروع وطني ووزراء أصحاب كفاءة ومهنية مطلقة تجسد آمال وطموحات اللبنانيين". وختم مطالبا بـ "اجراء انتخابات نيابية تأتي بطبقة سياسية شبابية ناجحة ذات مشروع ورؤية وطنية تمثل الشعب اللبناني".

 

 قداس عن راحة أنفس شهداء قرطبا

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أحيا مركز قرطبا في منسقية جبيل في حزب "القوات اللبنانية" ذكرى شهداء البلدة، الذين سقطوا في الحرب اللبنانية، بقداس في دير مار سركيس وباخوس قرطبا تحت عنوان "ما بيتعبوا الحراس". وترأس القداس المونسنيور يوسف السخن، بمشاركة رئيس الدير الأب بطرس زيادة وحضور رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بمنسق جبيل شربل أبي عقل، والأمين العام لقوى 14 اذار فارس سعيد، ورئيس قسم قرطبا الكتائبي روبير كرم، ورئيس المركز هادي مرهج، ورئيسة الجمعية الخيرية القرطباوية زينة روحانا صقر، والقاضي كوبرت عطية، رئيس مستشفى قرطبا عباد السخن وحشد من مسؤولي المناطق والقطاعات في القوات وأهالي الشهداء. بعد الانجيل المقدس، ألقى المونسنيور السخن عظة قال فيها: "اليوم هو عيد عظيم جدا لأن الكنيسة المقدسة تؤمن بأن الذين يموتون في سبيل الدفاع عن أوطانهم هم قديسون، لأنهم رووا أرض لبنان بدمائهم الزكية دفاعا عن قيم اللبنانيين. كانت القوات اللبنانية وكان أيضا قبلها شهداء أعدوا العدة وقالوا مهما كلف الأمر من واجبنا أن نقدس هذا الوطن بدمائنا وهو مقدس أيضا بعرق جبين آبائنا وأجدادنا الذين أتوا إليه لا طمعا بمصلحة أرض بل لرسالة وللدفاع عن إيمانهم. نحن لم نكن نريد حربا ولكن الضيوف الكرام الذين فتحنا قلوبنا لهم واستقبلناهم بفرح أنقلبوا علينا وأصبح القسم الكبير منهم يريد احتلالنا بكل ما في الكلمة من معنى، وكذلك كانت المؤامرات والذي صان لبنان في حرب 75 هم شهداؤنا الأبطال ليس من قرطبا فقط، بل من جميع لبنان الذين دافعوا عن وطنهم بحب وسخاء ومهما كلف الأمر". بعد ان توجه الى أهل الشهداء بالتهنئة باستشهاد أبنائهم دفاعا عن لبنان، قال: "لا نزال مستعدين لأن نهرق دماءنا في سبيل لبنان، وسأل هل نحن فرحون أن لبنان بدون رئيس وهل يريدون أن نفتح جبهة جديدة تهرق فيها الدماء؟ نحن هنا نسعى الى السلام مهما بلغت التضحيات ونصلي دائما طالبين من الله أن يبارك هذا الوطن وبنوع خاص من أمنا مريم العذراء سيدة لبنان أن تحفظ جميع اللبنانيين ليس الموارنة والمسيحيين فقط بل جميع اللبنانيين لأن جمال لبنان هو باتحاد جميع طوائفه". بعدها ألقى كلمة قطاع الشباب في مركز قرطبا إيمانويل عيد، أكد فيها "أن ذكرى الشهداء تسري في عروقنا لانه لولاهم ما بقي جرس يدق ولا وطن حر ولا شعب مرفوع الرأس"، لافتا الى أن بلدة قرطبا "كان لها الشرف أن تزرع عددا من شجرات الأرزة في جنة الخلود"، مشددا على أن "اباء وامهات الشهداء لن يقبلوا إلا أن يكونوا أشداء وأبطال في وجه كل من يفكر أن يغرز شوكة بالكيان الذي نحلم به والذي أنتخب رئيس منذ 33 عاما في مثل هذا اليوم من أجل الجمهورية القوية التي نطمح الوصول إليها". ثم ألقى مرهج كلمة عاهد فيها الوفاء للشهداء القديسين.

 

باسيل جال في قرى وبلدات شوفية: سننزل الى الشارع الأسبوع المقبل ومدعوون لمواجهة وفعل مقاومة جديد

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - جال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بدعوة من "التيار الوطني الحر" على عدد من قرى وبلدات ساحل الشوف واقليم الخروب، وعقد سلسلة من اللقاءات مع الاهالي، فزار بلدات الناعمة والدامور والرميلة.

جون

وزار الوزير باسيل بلدة جون، حيث عقد لقاء عند مدخل جون الشرقي مع شباب وشابات التيار الوطني في قرى وبلدات الاقليم، واستقبل بنحر الخراف ونثر الارز والزهور، وكان في استقباله الوزيران السابقان الياس حنا وماريو عون، رئيس بلدية جون العميد المتقاعد سليم خرياطي، كاهن رعية مار يوسف المارونية الاب سام اسكندر، رئيس بلدية المغيرية مصطفى ضاهر، مختارا جون سمير عيسى ويوسف مارون وممثلون عن الاحزاب واعضاء هيئة التيار في المنطقة. والقى خرياطي كلمة ترحيبية، لفت فيها الى "ان جون بلدة الوحدة الوطنية والعيش المشترك ترحب بالوزير باسيل والوفد المرافق"، مشيرا الى "ان جون خرجت شخصيات كبار أرفدت فيها الوطن".

باسيل

ورد الوزير باسيل بكلمة أعرب فيها عن "سروره لوجوده في جون"، مشيرا الى "ان جون خرجت مناضلين وابطالا"، مؤكدا انه فخرنا، موضحا "ان صوتنا سيبقى عاليا"، ومؤكدا "التمسك بالارض والمنطقة ومحبتنا لبعضنا البعض"، مشددا على "اهمية اللقاءات مع قرى الشوف"، مشيرا الى "ان العيش الذي نعيشه سويا في جون هو الذي دفعنا الى التفاهم ومن ثم تطور"، آملا "ان يصبح وحدة حال في مصير واحد ونحن نواجه الارهاب طالما نواجه قوى الشر والتكفير"، مؤكدا "اننا قوى الاعتدال والانفتاح والعيش الواحد بوجه هذا التكفير في منطقة الاعتدال والعيش الواحد".

دير المخلص

بعدها انتقل الوزير باسيل والحضور والوفد المرافق الى دير المخلص، حيث استقبله عند مدخل الدير الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، رئيس الدير الاب سليمان جرجورة، رئيس مدرسة دير المخلص الاب عبدو رعد وعدد من الرهبان. وانتقل الجميع مباشرة الى كنيسة الدير للصلاة، ثم استمع الوزير باسيل من الأرشمندريت ديب الى شرح عن تاريخ الدير وتأسيسه منذ العام 1711 ميلادي ودوره الوطني عبر التاريخ في المنطقة وللكنيسة وانتشار المسيحيين في المناطق المختلطة، بالاضافة الى النكبات والأزمات التي تعرض لها الدير خصوصا في الحرب"، مشيرا الى "ان الرهبنة المخلصية تأسست في العام 1683م في صيدا على ايدي المطران افتيموس الصيفي"، لافتا الى "ان المطران الصيفي هو من أسس الكنيسة الكاثوليكية"، مؤكدا "اننا في هذه المنطقة بالاضافة الى دور الكنيسة والمسيحيين مع اخوتهم من الأديان والطوائف الأخرى هو الشهادة"، معتبرا "ان التاريخ والرسالة اكبر منا"، متمنيا "ان ما يقوم به الوزير باسيل يكون دائما لتثبيت الوجود المسيحي"، مطالبا "الحفاظ على مسيحيتنا من الداخل"، مؤكدا انه "في حال حافظنا عليها لا يمكن ان يزعزعها شيئ".

بعد ذلك توجه الجميع الى صالون الدير، فأشار ديب الى سرور الرهبنة والمخلصية ودير المخلص بكل شخص يزور الدير وكل شخص ملتزم مسيحيا، معتبرا انه "علامة تشجيع لمسيحي الأطراف والمناطق للبقاء والتفاعل"، داعيا الى "تطوير وتحسين العجينة اللبنانية لتبقى دائما".

باسيل

ثم تحدث الوزير باسيل فقال: "أمام فظاعة ما يجري، مجبرون على التكلم. علينا ان نعرف ما هو تاريخنا وعلى ماذا مؤتمنين؟ فهذا الشيء الذي بني، بني بايمان الانسان حتى قام بهذه الروعات في الحجر والصخر والخشب وبالرخام والرسم، فهذا هو الايمان الكبير، الذي هو تراثا كبيرا من الانجاز المعماري والفكر الانساني، الذي اوجدنا ان نكون اساسيين في هذا الشرق وهذا الجبل".

وأضاف: "حتى اصبحنا اليوم، يقال الاطراف، تخيلوا ان الشوف نسميه الاطراف، فالشوف جبل لبنان. نحن اليوم معرضون لحفلة ازالة جديدة، تعرضنا لها بأشكال كثيرة، فقد تعرضنا لها قبل قيام لبنان الكبير وبعده، وتعرضنا لها بعد انشاء الكيان اللبناني واخذنا استقلالنا، ففي حرب الجبل تعرضنا لها، في 13 تشرين تعرضنا لها وفي العام 2005 وقت العودة، واليوم هناك محاولة جديدة، وللأسف عبر عنها اكثر رموز الاعتدال في لبنان رئيس الحكومة تمام سلام عندما شطب المكون المسيحي الأول في السلطة، وأصدر المراسيم دون توقيعه، وبالتحدي عندما يدعو اليوم ليأخذ مكان رئيس الجمهورية، ويقول ان استطيع ان افرط، فمن اجل ذلك نحن مدعوون الى مواجهة جديدة وفعل مقاومة جديد، وأكيد سوف ننزل الى الشارع الاسبوع المقبل لكي نعبر عن رفضنا، وانني اتأمل من النزول الى الشارع هو مثل هذه الحجارة التي بنيت، نكون عندها نبني بناء صلبا، اكان بعملنا داخل التيار او بعملنا السياسي او بمواجهتنا مع هذا الامر الواقع الذي يفرضونه علينا اليوم، فما نريده منكم اليوم هو الصلاة، لأننا نحن المؤمنين نؤمن بالقدرة الالهية ونقوم بما هو علينا، ولكن هناك في النهاية قدرة القادر التي في النهاية تسعفنا، وتبقينا على استمرارية عملنا ونضالنا، فعلى هذه الروحية نلتقي اليوم، وعلى هذه الروحية صلينا"، معربا عن سروره لزيارته دير المخلص.

وبعد ذلك دون الوزير باسيل العبارة التالية في سجل الدير وجاء فيها: "بإيمان كبير، نزور هذا الدير، لأننا نرى الخلاص بالإيمان وشهادة الحق من هنا ومن كل مكان حر في هذا البلد، توجب علينا ان نقوم بفعل ايمان ومقاومة ونضال ليبقى لنا مكان حر في هذا الجبل ومنبع النور لكل الشر". بعدها جال الوزير باسيل في ارجاء الدير، ثم اقيم له في الدير مأدبة غداء تكريمية.

 

النائب حسن فضل الله دعا المستقبل الى فتح ابواب الحوار والتفاهم مع التيار الوطني الحر

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أقام "حزب الله"، لمناسبة ذكرى انتصار تموز 2006، إحتفالا تكريميا لشهداء بلدة برعشيت الجنوبية في الساحة العامة للبلدة، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، إمام بلدة برعشيت الشيخ علي شهاب وعدد من الفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي. وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ألقى النائب فضل الله كلمة رأى فيها "أن المشكلة السياسية القائمة اليوم في البلد عنوانها أن هناك فريقا داخليا ما زال في عقلية التفرد والاستئثار ولا يريد شركاء معه في هذا الوطن، وعند اضطراره للشراكة يقبل على مضض"، لافتا إلى أنه "بعد العام 2005 حاولوا أن يقصوا الفريق الذي نمثله نحن وحركة أمل، وبعد حرب تموز 2006 أصبح هناك حكومة غير دستورية وغير ميثاقية ومن لون واحد، وأكملت وضربت الشراكة بعرض الحائط، ولكنهم عادوا للشراكة مرغمين، ولو أنهم قادرون على أن يحكموا البلد من دوننا لفعلوا ذلك، لأن عقليتهم عقلية التفرد". وأشار إلى "أن في هذا البلد مكونا آخر يمثل نسبة كبيرة من المسيحيين في لبنان ألا وهو التيار الوطني الحر، وهذا الفريق الذي يريد الاستئثار بالسلطة يريد أن يقصي هذا التيار ويعزله ويصفي حسابات معه، وكلنا نستذكر في تموز عام 2006 الموقف التاريخي والوطني الشجاع والمقدام الذي وقفه العماد ميشال عون إلى جانب شعبنا وجمهورنا ومقاومتنا رغم الضغوط الكبيرة التي مورست عليه أميركيا وداخليا من أجل أن يتخلى عن المقاومة، ولكنه بقي على موقفه".

وشدد على "أن لبنان بلد قائم على التوافق والتفاهم ولا يمكن لأي فريق أو طائفة أن تتحكم به، فلقد جرب الآخرون واصطدموا بهذه الصيغة الفريدة في لبنان التي نريد المحافظة عليها والاستمرار بها"، مشيرا إلى "أن المشكل السياسي القائم يجر مشكلا إجتماعيا واقتصاديا وماليا واهتراء في مؤسسات الدولة، ولذلك نحن نطالب الجميع بأن يتفاهموا ويتحاوروا وأن يرتقوا إلى الشراكة الحقيقية"، متسائلا "لماذا لا يفتح تيار المستقبل الحوار مع التيار الوطني الحر، ولماذا المكابرة والإصرار على سياسة إدارة الظهر والتهميش والإقصاء والإلغاء والعزل، والتي هي سياسة لن توصل إلى أي مكان، وإنما ستزيد من الأزمة في لبنان، ومن التخبط والارتباك وشلل لمؤسسات الدولة، وستكون الحكومة كما نراها اليوم مشلولة ومعطلة".

ودعا النائب فضل الله "تيار المستقبل لأن يفتح الأبواب للحوار والتفاهم مع التيار الوطني الحر، وأن لا يحاول تكرار الأسلوب الذي اعتمده معنا في عام 2006، لأنه لن يوصله لأي مكان، وإنما بالعكس، فهذه السياسة تضرب الطائف الذي يدعون أنهم يحافظون عليه، وتخل بالدستور الذي يدعون التمسك به، وتضرب صيغة الدولة التشاركية، وتؤثر على صيغة العيش المشترك المنصوص عنها بالدستور، فهم المسؤولون عن إيصال الأمور إلى هذا المحل، حيث يعيش بلدنا أزمة إقتصادية واجتماعية واهتراء وعجزا عن القيام بالمهمات الموكلة للحكومة"، مؤكدا أننا "نسعى دائما لتفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمتها المجلس النيابي، لأنه حتى اليوم أصبحت رواتب الموظفين مهددة، ففتح المجلس النيابي ضرورة وطنية لا تتعلق بفريق أو بجهة أو برئيس المجلس، بل هذه حاجة لكل مواطن".

كما وتخلل الحفل كلمة من وحي المناسبة لإمام البلدة الشيخ علي شهاب.

 

مأدبة غداء في دارة حرب على شرف سفير اميركا

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أقام وزير الاتصالات النائب بطرس حرب وعقيلته مارلين، مأدبة غداء تكريمية على شرف سفير اميركا دافيد هيل، قبيل مغادرته لبنان، في دارتهما الصيفية في فحتا - تنورين، في حضور وزيري العدل أشرف ريفي والزراعة أكرم شهيب، الوزيرة السابقة نايلة معوض، والنواب روبير غانم ، انطوان زهرا، هنري حلو و هادي حبيش، منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد، نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، رئيس بلدية تنورين الدكتور منير طربيه، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، وممثل شركة "طيران الشرق الأوسط" مروان صالحة، وعدد من عقيلات وزراء ونواب، عدد من الاصدقاء من قضاة ومحامين واعلاميين. تخلل المأدبة كلمة ترحيب من حرب، فحيا الوزير شهيب "الذي شرف تنورين وهو كوزير الزراعة يشهد له من خلال عمله وخبرته الطويلة، وهو أصدق وأخلص إنسان لمهماته"، مشيرا إلى انه "عندما كان وزيرا للبيئة حمل هم البيئة، وها هو اليوم يحمل هم الزراعة". وبعد أن رحب بالنواب وبالنقيب جريج الذي "أفتخر به نقيبا لي لأنه حمل النقابة الى أعلى المستويات"، قال حرب: "لقاؤنا اليوم له طعم آخر ونكهة مميزة، بوجود صديق للبنان بيننا، عاش في لبنان وأنهى سنتين من فترة مهمته في هذا البلد، ونتمنى لو يكمل الثلاثة سنوات هو السفير دايفيد هيل، الذي أعطى في لبنان ونجح، ونحن نشهد لنجاحه، لقد كان فاعلا جدا في مواكبة السياسة اللبنانية، ومساندة الشرعية اللبنانية". وأضاف: في الوقت الذي كانت فيه سياسة الولايات المتحدة الأميركية غير واضحة، أعطى سفيرها للسياسة الأميركية نكهة في لبنان، إنطلقت من المحافظة على جيش لبنان وعلى إستقلال وسيادة لبنان".

وتوجه الى هيل بالقول: "بكل أسف ستغادر لبنان، وسنفتقدك وقد تركت في قلبنا صداقات وإقتناع بأنك سفير صالح لبلدك، وبلدك تفتخر بك، ونحن كلبنانيين نفتخر بسفير مثلك أتى الى لبنان وترك في البلد هذا الأثر الطيب، وترك هذه المحبة في قلوبنا. ونعلم بأنك ذاهب الى باكستان، لكن سيبقى منك قطعة في لبنان ويوم من الأيام ستعود الى لبنان". وتابع: "لقد تعود لبنان أن يخرج ديبلوماسيين كبارا أكثر من سفراء، أتى الى هنا جون كيلي الذي احتل المرتبة الثالثة في الإدارة في وزارة الخارجية الأميركية بعد لبنان، وأتى جيفري فيلتمان الذي يحتل اليوم المرتبة الثانية في الامم المتحدة، وأعتقد أن مستقبل السفير هو في باكستان وفي الإدارة الأميركية سيكون لامعا"، متنميا له التوفيق "رغم أننا سنخسرك ونحن نعتز بصداقتك". وتوجه حرب الى الوزير ريفي، مثنيا على "جهوده في حماية القضاء والعدالة في لبنان". وقال:" لقد قيل لتشرشل في الحرب العالمية الثانية "بريطانيا تنهار"، قال لهم: "إخبروني عن وضع القضاء"، فطمأنوه "أنه بخير"، فأجابهم: "اذا بريطانيا بخير". وأكد حرب "ان لبنان بخير، لان لدينا هذا النموذج من القضاة، وأملنا ان يبقى في العدلية خميرة طيبة من هؤلاء القضاة الذين يبقون نموذجا للعدالة في لبنان". ودعا الجميع إلى "المشاركة في إطلاق مهرجانات ليالي أرز تنورين في 28 آب الجاري في محمية الأرز في تنورين، من أجل أن تبقى أرزتنا شامخة وعالية ولا تنحني الا لله". ورد هيل بكلمة أعرب فيها عن فرحته بهذا اللقاء، وشكر للوزير ضيافته وحفاوة استقباله، وقال: "صداقتي به تعود الى عام 1992، فأشكره على ضيافته وستبقى الولايات المتحدة الى جانب لبنان في كل الأوقات، وسنبذل الجهد لتثبيت الأمن والعلاقات مع لبنان، وسنعمل على فتح آفاق جديدة واسعة".

بعد قطع قالب الحلوى، قدم الوزير حرب وعقيلته مارلين لوحة تذكارية للسفير هيل.

 

قاووق: المقاومة حررت السلسلة الشرقية من ارهاب يدعمه الاعتدال والوسطية

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق ان "في لبنان تكسرت احلام وامارات داعش على صخرة صمود المقاومة، فالدنيا تشهد واعداؤنا يشهدون ان داعش واخوات داعش انهزموا في لبنان، فهل انهزموا نتيجة بيانات ومواقف 14 اذار؟". أضاف: "ان استراتيجية 14 اذار هي التي سهلت ومكنت داعش والنصرة من احتلال السلسلة الشرقية والخطيئة التي يدونها التاريخ بحق 14 اذار انهم سهلوا وسكتوا على احتلال داعش والنصرة للسلسلة الشرقية. سكتوا ثلاث سنوات قبل تدخل حزب الله فهل كانوا يجهلون تواجد داعش والنصرة في جرود عرسال؟ هذا السكوت اكثر من مريب والذي حمى لبنان من تمدد داعش واخواتها ليس الا معادلة الجيش والشعب والمقاومة بتضحيات هؤلاء حمينا لبنان وابعدنا الخطر التكفيري واستطعنا ان نحرر الجزء الاكبر من ارضنا المحتلة".

كلام قاووق جاء خلال حفل تأبيني اقيم في بلدة تول في قضاء النبطية، عن روح الشهيد محمد باقر غريب (ساجد) بحضور لفيف من العلماء وحشد من اهالي البلدة والقرى المجاورة. وقال ان "اسرائيل تراقب ما يحصل في جرود عرسال والقلمون وكلما تقدمت المقاومة ميدانيا كلما ارتعب الاسرائيلي وتدخل عسكريا من اجل التعويض عن الهزيمة الميدانية للنصرة وداعش وكفا بذلك فضيحة لهم انهم في خندق واحد، وفخرا للمقاومة ان اسرائيل لا يقلقها شيئ في المنطقة الا المقاومة، وفخرا لحزب الله ان اسرائيل تهدد وتجري المناورات الكيانية وتغرق في بحر الرعب خوفا من معادلات المقاومة اسرائيل بالرغم من كل التهديدات والتهويلات لم تستطع ان تستعيد لجيشها ثقة المستوطنيين في الشمال لان اسرائيليين باتوا على علم ان المقاومة جاهزة وجادة وقد انجزت خطط معادلة الجليل التي وعد بها سيد المقاومة".

وعن المعركة ضد التكفيريين قال انها "قد تطول سنوات ما داموا يحصلون على دعم من دول اقليمية وعربية وتمويل مستمر ..اليوم نحن نتحدث عن مسؤولية تاريخية ووطنية وعن خطر حقيقي ما زال يهدد لبنان وتمدد لداعش باتجاه الحدود الشرقية، اما الذين يعترضون على المقاومة انما يدينون انفسهم لانهم خارج دائرة المسؤولية الوطنية والاخلاقية والانسانية. اللبنانيون يعرفون الحقيقة ونحن اليوم نطالب بكشف المتورطين بتمويل وأيواء ودعم الارهابيين". وختم بالقول: "علينا ان نواجه خطرا اشد من داعش هو خطر التحريض الطائفي والمذهبي المتواصل في لبنان وهو من اسوأ النفايات والسموم القاتلة، لا يقل خطرا عن داعش لان الفتنة اشد من القتل فهذا التحريض المذهبي المدفوع الثمن هو امر عمليات من دول عربية ضد حزب الله. اللبنانيون جميعا يعرفون الحقيقة وسقطت كل الاقنعة المزيفة حول الاعتدال والوسطية فالاعتدال والوسطية لا يأوي ولا يدعم قاتلا ارهابيا، وبات اللبنانيون يدفعون ثمن سياسة الاقصاء والاستئثار على مستوى قضاياهم المعيشية والوطنية".

 

نواف الموسوي من الخيام: سنقاتل التقسيم اينما كان وندعو لفتح أبواب المجلس النيابي لإقرار القوانين الملحة

الأحد 23 آب 2015 /وطنية - أقام "حزب الله" و"ملتقى ألوان الفني"، احتفالا جماهيريا لمناسبة الذكرى التاسعة لانتصار العام 2006 برعاية بلدية الخيام، قرب نبع الدردارة في سهل الخيام، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"النائب نواف الموسوي، رجال دين من مختلف الطوائف، وعدد من الشخصيات والفاعليات وحشد من الأهالي. افتتح الحفل بآيات من القرآن الكريم ثم كانت كلمة لرئيس البلدية عباس عواضة بارك فيها للبنانيين جميعا بذكرى الانتصار، مؤكدا "أن هذا الانتصار كان ثمرة لإيمان وثبات وصمود وتضحيات شعب المقاومة"، مشددا على "أن شكر النعمة على هذا الانتصار يستلزم منا الثبات على النهج والعهد، وتقديم التضحيات في شتى الميادين، لأنه وإن اختلف العدو في الظاهر فإن حقيقته واحدة هي ظلم وإرهاب وقتل ودمار".

الموسوي

وبعدها ألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها: "اليوم وإذ نقف هنا لنحيي ذكرى انتصارنا فإننا لا نتحدث عن أمر حدث في الماضي وانتهى، بل نقف متحملين لمسؤولياتنا في الدفاع عن لبنان بأسره من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه في مواجهة العدو التكفيري الذي لو لم نقاتله ولا زلنا نفعل في سوريا لكان دخل إلى لبنان وارتكب فيه بحق اللبنانيين من الطوائف جميعا أعظم مما ارتكبه في العراق وفي سوريا، فمن هذه البلدة ومن هذه المنطقة التي تشهد للعيش المشترك بين اللبنانيين من مسيحيين ومسلمين ودروز وشيعة وسنة وأورثوذكس وموارنة وكاثوليك وما إلى ذلك من طوائف في لبنان نشهد أن دمنا الذي يسيل في سوريا هو ليس دفاعا عن طائفتنا وجماعتنا، بل هو دفاعا عن اللبنانيين جميعا وعن السنة قبل الشيعة وعن المسيحيين قبل المسلمين، لأن سيف التكفير يطال الرؤوس جميعا، وسكينه تقطع رأس خالد الأسعد ابن الثمانين سنة والسني ابن السني قبل أن تقطع أي رأس آخر". واردف: "إننا نقف اليوم لا لنحيي ذكرى الانتصار فحسب، بل لنقول للعدو الصهيوني، إننا كما وجدتنا في عام 2006 وفوجئت بنا، فإننا في هذه الأعوام وما هو قادم من الأيام سيكون أقوى وأشد، ومفاجأتك ستكون أعظم، وبالرغم من أننا نعرف أنه في الكيان الصهيوني لم يعد هناك من يستسهل قرار الحرب على لبنان، ولكنه وبالنظر إلى ما يحصل في الجولان فيجب أن يكون واضحا لهذا العدو أن المقاومة وإن كانت تخوض حربا مفروضة عليها في سوريا، إلا أنها على أتم الجاهزية لمواجهة عدوانه على لبنان وتكبيده خسائر لم يستطع تقديرها حتى الآن، وفي هذا الإطار على هذا العدو أن يستذكر أن مخابراته فشلت في عام 2006 في تقدير قدرتنا على القتال والمواجهة وضرب الجبهة الداخلية لديه، وهي اليوم أكثر فشلا، ومعلوماتها أشد نقصانا، واستعداداتنا أكبر مما كانت عليه من قبل، ولذلك فإن على هذا العدو أن يفكر آلاف المرات قبل اتخاذ القرار بشن الحرب على المقاومين في لبنان أو في سوريا، لأنه كما قال سماحة الأمين العام لم يعد هناك من تجزئة في الجبهات".

وقال الموسوي:"اننا نحمل مسؤولية عظيمة، ألا وهي حماية لبنان من العدوان الصهيوني التي يوجد البعض في لبنان ممن لا يقدر حجمها وما تفترضه، فيتصرف وكأنه لا عدوان صهيونيا محدقا بلبنان، ونحن نقول لهؤلاء زوروا الجنوب وانظروا واقرأوا العدو وافهموا واعرفوا أن ما يمنعه عن غزونا هي ليست الضمانات الدولية ولا فيتوات ما يسمى القوى الكبرى، وإنما هي بفعل توازن الردع الذي بنته المقاومة بصمود وتضحيات أهلنا والمجاهدين، ونحن نحمل أيضا مسؤولية مواجهة العدوان التكفيري الذي حاول البعض التقليل منه وتجاهله، ولكنه فشل، لأن اللبنانيين باتوا يدركون اليوم أنه لولا القتال في سوريا لكان لبنان مباحا أمام الجحافل التكفيرية والبربرية، ونحن إذ أننا نتحمل مسؤوليتنا على هذين الصعيدين، فإننا لا ننسى مسؤولياتنا تجاه أهلنا في لبنان في ما يصيبهم بشؤونهم الداخلية".

واضاف: "إن القوى الأمنية المكلفة بضبط الأمن في بيروت كانت بالأمس تتجاوز حدودها حيال المتظاهرين الذين هم أصحاب الحق المشروع في التعبير عن رأيهم وآلامهم، وفي حين أن لبنان هو بلد الحريات، وقد تحمل تظاهرات وشهد اعتصامات كثيرة، فإننا نسأل لماذا يضيق صدر البعض بالاعتصام القائم في وسط بيروت، ولماذا تستخدم ضد المتظاهرين القوة وهم يعبرون عن صيحة مشروعة لما يعانون ونعاني منه من تقاعس للدولة وقصور لها عن القيام بواجباتها الخدماتية في حدها الأدنى تجاه المواطنين، فمن هنا نحن ندعو القوى الأمنية إلى تمكين المتظاهرين والمعتصمين من التعبير عن آرائهم، لا ممارسة العنف ضدهم أكان مفرطا أو غير مفرط، لأنه بإمكان لبنان أن يتحمل أصواتا كثيرة، ولأن البيت اللبناني هو بيت واحد ولكن بمنازل كثيرة".

وتابع الموسوي: "لإننا دعونا دائما لأن تتحمل الدولة مسؤولياتها، ولكن هل يعقل أن نقدم الدم في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة العدو التكفيري ثم لا تتحمل الدولة ولا سيما أصحاب شعار العبور إليها مسؤولياتهم تجاه أهلنا اللبنانيين جميعا، وهل المطلوب أن نحمل البندقية في مواجهة العدو التكفيري والعدو الصهيوني، ونحمل نعوش الشهداء على أكتافنا، وأن نحمل في الوقت نفسه المكانس وأسلاك الكهرباء، أليس بإمكان هذه الدولة التي يدعون إليها أن تتحمل على الأقل هذه الواجبات البديهية حتى تقنعنا أنها قادرة على تحمل المسؤولية في مواجهة العدوان الصهيوني أو العدوان التكفيري، وكيف يمكن أن يثق اللبناني ويقتنع بأن دولة لا تستطيع أن تؤمن الكهرباء له، هي قادرة على تأمين الأمن له، وهل المطلوب دفعنا إلى اتخاذ إجراءات أحادية وهو الأمر الذي لن نقبل به، لأننا مصرون على أن يبقى لبنان واحدا، ولن نقبل بالتقسيم لا في لبنان ولا في سوريا ولا في العراق، فنحن الذين قاتلنا العدو الصهيوني والعدو التكفيري سنقاتل التقسيم في أي منطقة أطل منها، لأنه هو إيذان ببناء إسرائيليات تكون في خدمة إسرائيل هذه".

ودعا "المعنيين في لبنان للخروج من حالة تعطيل الدولة، لأننا نعتقد أن العقبات الأساسية أزيلت أمام انتخاب رئيس مسيحي قوي للجمهورية، ونرى في اتفاق القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحر تأكيدا على أن الجنرال عون هو مرشح قوي لا يواجه اعتراضات من القوى السياسية المسيحية الأساسية، ولذلك فإن على تيار المستقبل أن يكف عن القول إن العقدة لا تزال في الطرف المسيحي، فالاتفاق بين القوات والتيار الوطني الحر قد ألغى هذه المقولة، ووفقا له لن نسمع اعتراضا من أحد على انتخاب الجنرال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، لأنه يمثل الأكثرية المسيحية، ولأنه باتفاقه مع الدكتور سمير جعجع أزال الاعتراضات والعوائق التي يمكن أن يتذرع بها البعض لمنع انتخابه، وفي هذا الإطار يجب القول بصراحة إن من يمنع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هو الطرف الإقليمي الذي يصر على ربط الملفات جميعا من اليمن إلى العراق وإلى سوريا ولبنان، ونحن ندعو هذا الطرف الإقليمي والأطراف الإقليمية الأخرى إلى تحرير الملف اللبناني من عقدة ربطه القسري بالملفات الأخرى ليترك للبنانيين الحرية بانتخاب رئيس يعكس إرادة الأكثرية المسيحية، لأن الشراكة والتوازن لا تحققان إلا بالتمثيل الحقيقي والفعلي الذي يعبر عنه الجنرال عون وتياره الوطني الحر".

وختم: "إننا نرى أنه بإمكاننا استعادة المبادرة، فينتخب الجنرال عون رئيسا للجمهورية، ونذهب إلى إعادة بناء المؤسسات الدستورية جميعا، من قانون الانتخاب إلى أي موضوع يطرح، فبإمكاننا أن نتوصل إلى توافق بشأن المواضيع كافة، ولكن علينا أن نخطو الخطوة الأولى، وفي جميع الأحوال نرى أنه من اللازم أن نواصل تفعيل عمل المؤسسات الدستورية القائمة على أساس الشراكة والتوازن، ونؤكد على ضرورة أن يعمل مجلس الوزراء ويتحمل مسؤولياته على أساس الوفاق الميثاقي وليس على أساس كسر فريق أساسي يمثل المسيحيين في الحكومة، وندعو إلى فتح أبواب المجلس النيابي لإقرار القوانين التي يحتاجها اللبنانيون في تحسين عيشهم أو في عيشهم بالحد الأدنى". ثم ألقت المسؤولة الإعلامية في ملتقى ألوان الفني آلاء كركي كلمة قالت فيها: "إننا نجتمع اليوم في هذه الأرض الطيبة لنعيد مشهدا من مشاهد الانتصار حين تحولت الأسطورة التي لا تقهر إلى خردة في كل سهل وكل واد"، لافتة إلى "أن ملتقى ألوان الفني قد أخذ على عاتقه أن يحكي كل حدث وطني بلغة الفن الذي هو وجه من أوجه المقاومة يعبر فيه الفنان عن حبه ودعمه وولائه للمقاومة". كما وتخلل الحفل عرض فني جسد تدمير دبابة الميركافا التي هزمت وأحرقت ودمرت في سهل الخيام عام 2006، وتأدية لقسم العهد والوفاء من قبل أشبال في كشافة الإمام المهدي بالسير على نهج المجاهدين والشهداء وسط مؤثرات سمعية وبصرية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيهود باراك: الجيش الإسرائيلي عرقل ثلاث خطط لمهاجمة مواقع عسكرية ونووية إيرانية

القدس – وكالات: أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق ايهود باراك أن الجيش عرقل ثلاث خطط لشن هجمات على إيران. وقال باراك في مقابلة بثتها القناة الثانية الاسرائيلية الخاصة ليل الجمعة الماضية إن “اسرائيل شارفت على مهاجمة مواقع عسكرية ونووية إيرانية ثلاث مرات في الأعوام الماضية, لكنها اضطرت الى التراجع عن مخططتها هذه بناء على نصيحة من جيش الدفاع وبسبب مخاوف تتعلق بالولايات المتحدة”. وأوضح باراك الذي شغل منصب وزير الدفاع في اسرائيل بين العامين 2009 و2013, إنه وضع مع نتانياهو خطط هجمات بين العامين 2009 و2010 لكن رد رئيس الاركان حينذاك الجنرال غابي اشكينازي “لم يكن ايجابيا”. وأضاف إنه “في العام التالي قال رئيس الأركان الجديد الجنرال بيني غانتز للقادة السياسيين إن امكانيات شن هجوم على ايران قائمة لكنه حذر من المخاطر”, مشيراً إلى أن تحفظات العسكريين أقنعت وزير الشؤون الستراتيجة حينذاك موشي يعالون وزير الدفاع الحالي ووزير المالية حينذاك يوفال ستينيتز وزير البنى التحتية الحالي. ولفت إلى أن رفض يعالون وستينيتز وهما من الأعضاء الثمانية في الحكومة الأمنية المصغرة, حرم نتانياهو من الغالبية اللازمة للمضي قدما في هذه الخطط. وأكد باراك أنه “في العام 2012 توافرت لاسرائيل فرصة جديدة لمهاجمة ايران لكنها لم تستغل لأنها كانت ستتزامن مع مناورات عسكرية كبيرة مع الولايات المتحدة ما قد يزعج واشنطن ويعطي الانطباع بانها متورطة مباشرة في الهجوم”. في سياق متصل, تعهد رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي (المسؤولة عن مراقبة الأداء الأمني في إسرائيل) تساحي هانغبي, بفتح تحقيق, بشأت التسريبات الصوتية المنسوبة لباراك, بشأن تراجع إسرائيل عن شن هجمات على مفاعلات نووية إيرانية ما بين العامين 2010 و2012. وقال هانغبي للإذاعة الإسرائيلية العامة “سنحقق إذا ماكان باراك قد أخذ تصريحا لإقواله (من الحكومة الإسرائيلية) بشأن هذا الموضوع”, معتبراً أن “الإدلاء بأقوال من هذا القبيل, لا يصب في مصلحة أمن الدولة”.

من جهته, قال القيادي في حزب “الليكود” وزير شؤون القدس زئيف الكين, إن تصريحات باراك “تسببت بأضرار هائلة باعتبارها تسريبات عن مداولات أمنية سرية”, فيما اتهم وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان, باراك ب¯ “فضح أسرار إسرائيل”.

وفي هذا السياق, قال المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد, إن تسريبات باراك, تأتي لرفع أسهمه قبيل عودته المرتقبة للحياة السياسية من جديد, خصوصاً أنها أشارت إلى وقوفه وراء الدفع بإتجاه توجيه ضربة لإيران. وفي إيران, أعاد وزير الخارجية البريطاني فتح سفارة بلاده في طهران أمس, في خطوة طال انتظارها تؤكد تحسنا تدريجيا للعلاقات الثنائية بعد أربع سنوات على اقتحام السفارة ما أدى الى اغلاقها. وجاءت زيارة هاموند بعد خمسة أسابيع من إبرام بريطانيا والدول الخمس الكبرى اتفاقا مع ايران لانهاء أزمة مستمرة منذ 13 عاما حول برنامجها النووي. ولدى وصوله إيران, كتب هاموند على صفحته بموقع “تويتر” “وصلت الى طهران, أول زيارة لوزير بريطاني منذ العام 2003, هذه لحظة تاريخية في العلاقات البريطانية الايرانية”. وزار هاموند مقر سفارة بلاده, وحضر بعد ذلك احتفالا في حديقة السفارة الى جانب القائم بالاعمال الجديد اجاي شارما, الذي سيكون ارفع ديبلوماسي في طهران. وقبيل وصوله, قال هاموند إن “انتخاب الرئيس حسن روحاني وابرام الاتفاق النووي في يوليو الماضي كانا حدثين مهمين, اعتقد أن لدينا القدرة للمضي أكثر قدما”. وأضاف إن “اعادة فتح سفارتينا يشكل مرحلة اساسية في تحسن علاقاتنا الثنائية”, و”نريد أولا التاكد من أن الاتفاق النووي يشكل نجاحا خصوصا من خلال تشجيع التجارة والاستثمارات عندما ترفع العقوبات” المفروضة على ايران. ودعا لندن وطهران إلى أن تكونا على استعداد للبحث في التحديات, من بينها التطرف والاستقرار الاقليمي وتوسع تنظيم “داعش” في سورية والعراق, مؤكداً أن “هذه الخطوة لا تعني اننا متفقان في كل شيء, لكن يجب ان تكون لبريطانيا وايران تمثيلا” ديبلوماسيا متبادلا. ويزور هاموند ووزير الخزانة داميان هيندز طهران ليومين مع وفد من صغير من رجال الأعمال بينهم ممثلون من “رويال داتش شل” وشركة “أميك فوستر ويل”ر وشركة “وير غروب” الاسكتلندية. وما زال الشعور بعدم الثقة عميق بين الجانبين, حيث وصفت وكالة “فارس” للانباء إعادة فتح السفارة البريطانية في طهران “بعودة الثعلب”. وفي خطوة مماثلة, أعيد فتح السفارة الايرانية في طهران أيضا, على أن يقوم البلدان بتعيين سفيريهما خلال الأشهر المقبلة.

 

وزير الخارجية البريطاني في سفارة بلاده في طهران لاعادة فتحها

الأحد 23 آب 2015/وطنية - دخل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الى سفارة بلاده في طهران اليوم الاحد لاعادة فتحها بعد اربع سنوات من مهاجمتها من قبل محتجين واغلاقها. وان وزير الخارجية البريطاني سيعقد مؤتمرا صحافيا مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف.

 

الكشف عن إحباط 3 خطط أقرها نتانياهو لشن هجوم على منشآت نووية إيرانية

الحياة/كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك، عن إحباط مسؤولين في الدولة العبرية في السنوات الأخيرة، ثلاث خطط أقرّها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، لشنّ هجوم على منشآت نووية إيرانية. في غضون ذلك، دشّن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، نسخة محسّنة من صاروخ باليستي مداه 500 كيلومتر. تزامن ذلك مع إعلان قائد عسكري إيراني أن بلاده أسقطت طائرة بلا طيار على حدودها مع العراق، قبل سحبه النبأ، لافتاً إلى أنه قديم. تصريحات باراك وردت في تسجيل بثّته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي. وسُمع باراك في التسجيل يقول إنه أعدّ خطط الهجوم على إيران، مشيراً إلى أنها نالت موافقة نتانياهو. واستدرك أن الرئيس السابق للأركان الجنرال غابي أشكنازي أحبط هجوماً عام 2010، من خلال رفضه المصادقة على أن الجيش مستعد لتنفيذه.

ولفت إلى إحباط خطة هجوم ثانٍ عام 2011، كانت نالت موافقة الرئيس الجديد للأركان الجنرال بيني غانتس، بعدما سحب الوزيران المتشددان موشيه يعالون ويوفال شتاينتز تأييدهما. وأضاف أن إسرائيل قررت عام 2012 أن الوقت ليس مناسباً لهجوم على إيران، بسبب تدريبات عسكرية أميركية– إسرائيلية. وأشارت القناة الثانية إلى أن باراك حاول منع بثّ التسجيل، لكن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت به.   إلى ذلك، كشف روحاني عن الصاروخ الباليستي «فاتح-313» المُطوّر من صاروخ «فاتح-110».

وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن «فاتح-313» الذي يعمل بوقود صلب، هو صاروخ أرض- أرض «بالغ الدقة» يطاول أهدافاً تبعد 500 كيلومتر. وقال روحاني: «سنشتري ونبيع ونطوّر أي أسلحة نحتاج إليها، ولن نطلب إذناً أو نلتزم أي قرار في هذا الصدد. لا يمكننا التفاوض مع الدول الأخرى، إلا عندما نكون أقوياء. لا يمكن دولة ضعيفة غير قادرة على المواجهة والدفاع في مواجهة القوة العسكرية لجيرانها وأعدائها، أن تقول إنها تسعى إلى السلام». واستدرك: «تستند استراتيجية إيران إلى الدفاع والردع. الخط الأول هو الديبلوماسيون، والخط الثاني هو الجنرالات. يجب أن يحظى الديبلوماسيون بدعم الجنرالات، وفي حال فشِلوا يصبح الدور للجنرالات». وينصّ القرار 2231 الذي أصدره مجلس الأمن، مصادقاً على الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، على امتناع طهران عن تنفيذ أي نشاط مرتبط بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية. لكن طهران تعتبر نفسها غير معنية بالأمر، مذكّرة بأن صواريخها ليست نووية.   في غضون ذلك، أعلن الجنرال فرزاد فريدوني، قائد الدفاع الجوي في محافظة كرمنشاه غرب إيران، أن بلاده «أسقطت أخيراً طائرة استطلاع مجهولة دخلت المنطقة» المحاذية للعراق. وبعد ساعات على نشر وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) النبأ، نفاه فريدوني، إذ أبلغ وكالة «مهر» أن «الخبر متعلق بالسنة (الإيرانية) الماضية» التي انتهت في آذار الماضي.

 

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما مصلحة عون ونصر الله في قيادة البلاد إلى المجهول تحت شعارات تغيير النظام وإسقاط الحكومة؟

سابين عويس/النهار/24 آب 2015

إذا كان اصحاب حملة " طلعت ريحتكم" قد عبروا على طريقتهم عن وجع الناس وتراكم الازمات التي يعيشون تحت وطأتها عبر النزول الى الشارع والاعتصام والتظاهر، فإن رد الفعل الامني من جهة والاستغلال السياسي من جهة أخرى، كشفا الوجه الحقيقي للأزمة وعبّرا بأسوأ الطرق عن الاهداف التي أُخذت اليها الحملة. فلم تعد المسألة مسألة نفايات بل باتت مسألة إسقاط نظام وحكومة ومجلس نيابي.

ثمة من ركب موجة الخطأ الذي وقعت فيه الحكومة عبر فشلها الذريع في معالجة أزمة النفايات، فنجح في قيادة التظاهرة المطلبية والسلمية الطابع أساساً، نحوتغيير النظام والمطالبة بإسقاط الحكومة والمجلس النيابي.

لم يعد المطلب حل أزمة النفايات إذاً، بل أصبح قلب الطاولة على كل اللاعبين، وخصوصاً بعدما بدا من التعامل مع الملف الحكومي اولاً وملف النفايات من ضمنه، أن ثمة تكتلا سياسياً داعماً لرئيس الحكومة يضم رئيس المجلس نبيه بري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط، إلى جانب رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري، فضلاً عن "القوات اللبنانية" والكتائب واللقاء التشاوري بزعامة الرئيس ميشال سليمان، يهدف إلى تفعيل الحكومة وإطلاق يدها في تسيير شؤون البلاد، في ما بدا بمثابة عزل لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، ومن ورائه إضعاف "حزب الله".

مؤشرات كثيرة تجمعت لدى عون ليشعر بالعزل وليشد على حليفه "حزب الله" لدفعه وإستدراجه إلى الموقف العلني للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وفيه أن عون "ممر إلزامي للرئاسة".

أبرز هذه المؤشرات، تمثل في الدفع نحو تفعيل الحكومة وتجاوز مطالب عون إن في مسألة آلية العمل الحكومي أو في قرار التمديد العسكري أو في إتخاذ قرارات والسير بها من دون توقيع وزيريه في الحكومة.

لم تتراجع المؤشرات، بل إرتفعت نسبة الالتباس حيال كلام السيد، وكأن الرسالة لم تكن كاملة الوضوح، مما إضطره إلى مزيد من التفسير. لكن المؤشرات ظلت على وتيرتها، بل ذهبت الى الأبعد من خلال محطتين:

- الاولى دعوة رئيس الحكومة الى جلسة تعقد الخميس المقبل، وقد ارفقت الدعوة بجدول اعمال من 39 بنداً عكس نية سلام تخصيص الجلسة للبحث في البنود الواردة على الجدول، مغفلا الامور التي عُلقت من أجلها جلسات الحكومة لأسبوع، وهي مسألة التمديد العسكري وآلية العمل الحكومي.

- سبق تسلم الوزراء دعواتهم الى الجلسة تحويل رئاسة الحكومة نحو 60 مرسوما موقعة من 18 وزيراً لنشرها في الجريدة الرسمية، مما أكد عزم سلام على المضي في قرار تفعيل حكومته رغم الاعتراضات العونية على هذا التدبير.

وللمفارقة أن هذين الاجراءين سبقا التحرك السلمي لحملة "طلعت ريحتكم"، وهو ما أدى إلى إخراج التحرك عن مساره، مستفيداً من الأوامر المعطاة مسبقا للقوى الامنية لتكون في أعلى مستوى من الجهوزية للرد على المتظاهرين. وهو ما حصل عندما أخرجت العناصر المولجة حماية السرايا خراطيم مياهها وقنابلها المثيرة للدموع وذخيرتها الحية لتطلقها بعنجهية على صدور المتظاهرين، مضيفة الى سجل الفشل الحكومي الذريع في معالجة ملف النفايات سقوطاً مريعاً للأمن في شوارع العاصمة وفي وجه أبنائها. وما الكلام الذي أطلقه العماد عون رداً على المؤتمر الصحافي لرئيس الحكومة، وقبله الرئيس الجديد لـ"التيار الوزير جبران باسيل من ساحل الشوف والاقليم، الا مؤشر واضح لما ينتظر جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.

فعون أكد من جهته أن "مؤتمر العجز المقيم والاحتواء العقيم لن يمر من دون رد مناسب في مجلس الوزراء وخارجه"، فيما كشف باسيل في كلامه القطبة المخفية في تحرك الشارع عندما أكد النزول الى الشارع.

ورأت مراجع سياسية بارزة في الموقفين المذكورين، معطوفين على مواقف "حزب الله"، ان الحزب الذي إتخذ قراره بمنع كسر عون، وجه من خلال التحركات الاخيرة رسالة واضحة الى الحكومة والقوى السياسية الداعمة لها، مفادها ان قرار عدم إسقاط الحكومة لا يلغي قرار تعطيلها وإسقاط هيبتها في الشارع. وعليه، لا تستبعد المراجع ان تكون الجلسة الحكومية ساخنة جداً ومحرجة جداً لرئيس الحكومة الذي كشف في مؤتمره الصحافي الاوراق وخرج عن قواعد اللعبة، فبات أمام أمرين يتطلبان قدرة كبيرة من الجرأة والحسم: إما إتخاذ القرار وتفعيل الحكومة، مدعوما بالمكونات السياسية التي تقف الى جانبه، وإما الاستقالة وتحويل الحكومة الى تصريف الاعمال. لكن المراجع المواكبة للحركة السياسية تبدو شبه واثقة بأن سلام ليس في نيّته الاستقالة، وإن كان لوح بها، وهو لن يتراجع عن تفعيل حكومته ومعالجة الملفات العالقة وفي مقدمها ملف النفايات. ولكن السؤال: ماذا سيفعل عون؟

 

مكافحة الإرهاب والفساد

علي بردى/النهار/24 آب 2015

ينتشر على امتداد العالم العربي دعاة من نوع آخر. يعظون أن حق الناس في التعبير وفي التغيير إنما يساهم في تفشي ظاهرة الإرهاب. يخدمون بهذه الذريعة الحكام على مستويات مختلفة، أكان هؤلاء حلفاء، خصوماً أو حتى أعداء. يريدون منع الناس من الإحتجاج حتى على الفساد. ما هذا إلا استبداد باسم الاستقرار. يمكن لبنان والعراق، اللذين يواجهان مستويين مختلفين من الإرهاب، أن يقدما نموذجين مختلفين. لم تحُل المواجهة الضارية مع الإرهاب دون نزول الناس الى الشوارع احتجاجاً على استشراء الفساد. فشلت الطبقة السياسية اللبنانية في توفير أبسط الخدمات. القمامة في كل مكان من لبنان. لم تستهد الى ارساء قواعد لعبة ما بين مكوناتها. بل أن السياسيين اللبنانيين استبدلوا ولاءاتهم الوطنية برهانات على التوازنات والمصالح الخارجية. لا يخجل بعضهم من الإرتهان لقريب أو البعيد. بئست الحال التي أوصلوا البلاد اليها. النفايات السياسية في كل مكان. يعبر عنها هاشتاغ "طلعت ريحتكم". على رغم طغيان العصبيات الطائفية والمذهبية، نزل اللبنانيون الى الشوارع ضد الوجود السوري. خرجت القوات السورية عام ٢٠٠٥ من لبنان خروج المحتلّين. كذلك كانت هذه حال العراق بعد الغزو الأميركي. هيمنت ايران على عراق ما بعد صدام حسين. استشرى الفساد خصوصاً في عهد رئيس الوزراء نوري المالكي، فإذا بأغنى البلاد العربية تغرق في الفوضى والظلام. لا أحد يعرف أين ذهبت مليارات النفط وغيره من الثروات الهائلة. خرج العراقيون أخيراً بكل أطيافهم يطالبون بالكهرباء. هل يعقل أن تحول أولوية الحرب على الإرهاب دون تشغيل مكيفات الهواء في بلاد تفوق فيها درجات الحرارة حد الإحتمال؟ النعرات الطائفية والمذهبية، وخصوصاً بين السنّة والشيعة، يمكن أن تقوض مكافحة الإرهاب والفساد على السواء.

أدت التطورات المخيفة في العالم العربي الى تشويه "الربيع العربي". صوره الأولى تبعث الأمل. نجح اللبنانيون في التخلص من الحكم المباشر لسوريا البعث ولو بقي بعض إرثه الثقيل. أطاح التونسيون والمصريون والليبيون طواغيتهم. جاءهم الأدهى. سفاحو الجماعات الإرهابية. صار بشار الأسد يسخر من "السذج" الذين سوقوا "الربيع العربي" وراهنوا عليه. هتف أنصاره: الأسد أو نحرق البلد! أشعل سوريا. صار أميراً في حرب أهلية طاحنة. تتيح له "الدولة الإسلامية - داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من الجماعات التي تعتنق المذهب الإرهابي لتنظيم "القاعدة" أن يواصل تصريحاته عن خطر الإرهاب وكيفية مواجهته. يمثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجهاً من وجوه الإسلام السياسي. يقدم تصوراته الخاصة في شأن مواجهة هذا الإرهاب. يصنف "الأخوان المسلمين" جماعة إرهابية. أصدر أخيراً قانوناً يشبه الفرمانات العثمانية. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة على الإرهاب. يعلن أن همّه الأول إعادة الإستقرار. لا وقت لديهم لمكافحة الفساد.

بِسْـمَع... بِقْـشَع... بِحْكي

 

معركة الرئاسة ليست بين مرشحَين بل بين خطين سياسيين في المنطقة

اميل خوري/النهار/24 آب 2015

عندما يصر "حزب الله" على القول إن مرشحه هو العماد ميشال عون، وهو الممر الالزامي لانتخاب رئيس للجمهورية، فمعنى ذلك ان ايران لا تريد انتخاب رئيس اذا لم يكن في خطها السياسي، حتى لو أدى الامر الى سقوط الجمهورية، وعندها تقيم جمهورية جديدة لها دستور جديد وربما صيغة نظام جديد. إن معركة الانتخابات الرئاسية ليست في الواقع معركة بين مرشحين، انما هي معركة بين خطين سياسيين: الخط الايراني ومن معه، والخط المناهض له، وهو ما جعل الدكتور سمير جعجع يقول إنه يرفض رئيسا محسوبا على ايران. وهذا ما كان يشهده لبنان منذ نيله الاستقلال، فالمنافسة بين الرئيس الشيخ بشارة الخوري والرئيس اميل اده على الرئاسة الاولى كانت منافسة بين الخط السياسي الفرنسي والخط السياسي البريطاني. والمنافسة في الانتخابات التي فاز فيها اللواء فؤاد شهاب بالرئاسة كانت بين الخط السياسي الاميركي والخط السياسي البريطاني. والمنافسة في الانتخابات التي فاز فيها الشيخ بشير الجميل بالرئاسة كانت بين الخط السياسي الاسرائيلي والخط المناهض له، الى ان أصبحت الانتخابات الرئاسية لا منافس فيها للخط السياسي السوري، وبانتهاء سيطرة هذا الخط في لبنان برز الخط السياسي الايراني الذي له منافس في لبنان والمنطقة، ولا يزال الصراع قائما بينهما في انتظار حسمه عسكريا او سياسيا.

الواقع أن الدول الشقيقة والصديقة التي تحرص على أمن لبنان واستقراره، ودعت الى انتخاب رئيس توافقي، أي ألا يكون منتميا لا الى 8 آذار ولا الى 14 آذار، لكن ما يحول حتى الآن دون الاتفاق على انتخاب هذا الرئيس هو ايران التي لا زالت تأمل في ان يكون لبنان من حصتها عند اقتسام مناطق النفوذ، أو تجعل منه ورقة مقايضة. هذه هي صورة وضع الانتخابات الرئاسية حتى الآن ولا تغيير فيها الا اذا غيرت ايران رأيها وقبلت ان يبقى لبنان خارج صراعات المحاور وتقاسم النفوذ في المنطقة توصلا للاتفاق على انتخاب رئيس يكون هو ايضا خارج الصراعات السياسية المحلية والعربية والاقليمية والدولية. لذلك يمكن القول إن مصير الانتخابات الرئاسية في لبنان تقرره ايران، واصرارها على مرشح للرئاسة يكون من خطها السياسي قد يشعل فتنة داخلية. لذا ينبغي الاتفاق على مرشح مستقل يكون انتخابه بداية تحييد لبنان عن صراعات المحاور والسير به نحو النظام السويسري او النمسوي، فيرتاح ويريح. فلا بد اذا من انتظار كلمة ايران في الموضوع لكي يعرف اللبنانيون متى يكون لهم رئيس ومن هو؟

والسؤال: هل تستجيب ايران للمساعي المبذولة لديها بأن تساعد على حل أزمة الانتخابات الرئاسية بمعزل عن حل أزمات دول في المنطقة فلا تربط هذا الحل بحل أي أزمة؟ ان الموقف الايراني ليس معروفا حتى الآن سواء في لبنان او في المنطقة، ربما في انتظار اقرار الاتفاق النووي في الكونغرس الاميركي وفي مجلس الشورى الايراني لمعرفة ما اذا كانت ايران بعد الاتفاق هي غيرها ما قبله، وهل هي مستعدة فعلا لأن تغير سلوكها فلا تظل تتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى وتسلح وتمول مجموعات تهز الاستقرار فيها وتجعلها بالتالي عاجزة عن المشاركة في مكافحة الارهاب. لقد راهنت الولايات المتحدة الاميركية سابقا تفاديا لحل عسكري في سوريا على جعل الرئيس بشار الاسد يغير سلوكه حيال لبنان فيسحب قواته من كل أراضيه عملا باتفاق الطائف، أو ان ينهي الحرب الداخلية في سوريا بحل سياسي، لكنه لم يغير سلوكه بل راح ينتظر من أميركا أن تغير سلوكها حياله... فلا القوات السورية خرجت من لبنان إلا بانتفاضة شعبية، والحرب داخل سوريا لم تتوقف رغم سقوط مئات آلاف القتلى والجرحى ونزوح ملايين السوريين عن

ديارهم. هل تتصرف ايران بعد الاتفاق النووي كما تصرفت سوريا الاسد بعد التخلي عن السلاح الكيميائي، فلا تسهل انتخاب رئيس للجمهورية ربما توصل الى اسقاط الجمهورية واقامة جمهورية جديدة بدستور جديد وربما بصيغة جديدة؟ إن اللبنانيين ينتظرون جواب ايران.

 

حذار اليوم التالي!!

نبيل بومنصف/النهار/24 آب 2015

تثير احداث وسط بيروت ليل السبت 22 آب، والتأريخ هنا موصوف لانها ستدخل في خانة احداث مفصلية في سياق الانحدار اللبناني، انفصاما بل تمزقا في وجدان اللبنانيين يضاف الى تمزقاتهم ومعاناتهم المريرة. هي في الأصل تظاهرة بدأت تستقطب النطق الحقيقي والتعبير الحر الجارف عن انفجار الضيق بأزمة النفايات وألاعيب السياسة والسياسيين المترفين وإمعانهم في المعلوم وغير المعلوم في صراعات مخجلة وفاضحة وفاسدة تركت لبنان فريسة صورة ولا أبشع ومصير ولا أسوأ لم يشهد مثله في عصور الميليشيات والحرب الاهلية. ومن ثم تتحول بسحر ساحر الى محاولة انقلابية موصوفة على آخر المربعات الدستورية حاملة موجات الشكوك في من ركب ووظف واستغل وتسلل في الصفوف الشبابية لحركة مدنية طالعة للإجهاز على الحكومة. يستدعي الامر كثيراً من تبريد الوقائع من اجل تصحيح الرؤية. تلك الحماوة والحمى الفائقة في التسابق على الأخطاء الفادحة في التعامل السياسي والامني مع الإمرة الميدانية للتظاهرات والاحداث والمواجهات التي جرت إنما تشكل الوجه الآخر الفوضوي الذي فجره عامل المباغتة في مواجهة حشد غير محسوب تداخل فيه الحق والباطل سواء بسواء. لسنا هنا نجرم اطلاقا اي نزعة حتى الى اسقاط الحكومة واستقالة مجلس النواب و"الثورة". هذا حق مشروع ايضا وبديهي متى صار الناس يتامى على قارعة الازمات والانهيارات، وهو حق ولو لم يكن من وظيفة الحشد العفوي التدقيق في مآله الخطر لكونه سينقل البلاد الى متاهة الفراغ الشامل المهددة بحرب أهلية اجتماعية ومن ثم طوائفية - مذهبية لا محال. الامر يغدو مكان تدقيق مختلف متى تتحول تظاهرة " طلعت ريحتكم " الى بروفة مستعادة لتاريخ ٦ ايار ١٩٩٢ حين أسقطت "تظاهرة الجوع" حكومة الرئيس عمر كرامي. ولعل الفارق الاساسي بين التظاهرتين هو ان أحداث السبت الماضي أبرزت بوضوح قرار منع اسقاط الحكومة مهما بلغت شدة التعامل الأمني مع الوجه التوظيفي للتظاهرة ولو كلف القرار القوى الامنية ضريبة كبيرة وثقيلة جدا لإفراطها في استعمال القوة والشدة. هنا تماما يبرز الخطأ الكبير الذي يتحمله بالدرجة الاولى "مجهولون معلومون" في تبديل هوية تظاهرة كانت تصرخ بالكامل باسم اللبنانيين الى محاولة خطيرة لاسقاط حكومة أبى رئيسها الا ان يصطف مع "الناس والاوادم" في مواجهة الاستهدافات الاشد خطرا للبنان المشارف على الانهيارات السريعة. حساب السياسيين الانتهازيين والمقصرين والعاجزين لن يكون سهلاً ومتاحاً ولو ان المشهد الفوضوي يفضح الانهيار السياسي الشامل بأقصى تداعياته. ولكن ان يزج مرة جديدة بالناس في مواجهة الامنيين والعسكريين بفعل الانهيار السياسي فهذا من علامات الهرولة السريعة جدا الى الفوضى الشاملة والحروب الاجتماعية الاخطر من الحروب المسلحة. فحذار اليوم التالي.

 

لبنان بدل عن ضائع.. من خسارة إيران لسوريا

العرب خيرالله خيرالله/العرب/23/08/2015

صمد لبنان كما لم يصمد أيّ بلد في منطقة المشرق العربي، على الرغم من كلّ ما يتعرّض له منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم. يظلّ الاستثناء الآخر الأردن الذي يظلّ يشكّل وضعا خاصا. في أساس هذا الوضع وجود نظام ملكي مستنير على رأسه من يعرف التعاطي مع العواصف الإقليمية والتغلب عليها وتطويعها وضمان بقاء المملكة في منأى عنها.

انهار العراق وانهارت سوريا وانهارت القضية الفلسطينية، أقلّه في المدى المنظور، لكنّ لبنان ما زال يقاوم.

هل يستطيع لبنان المقاومة إلى ما لا نهاية؟

السؤال يطرح نفسه بإلحاح في ضوء التطورات الأخيرة والأزمات التي عصفت بالبلد في السنوات والأشهر القليلة الماضية وفي ضوء عدم قدرة مجلس النواب على انتخاب رئيس للجمهورية.

يختزل العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية كلّ الأزمات المتراكمة التي يعاني منها لبنان. كذلك يختزل هذا العجز الجهد الذي يبذله “حزب الله”، ومن خلفه إيران، في شأن كل ما له علاقة بعزل لبنان عن محيطه العربي. يحدث ذلك بهدف واضح كلّ الوضوح يتمثّل في تغيير طبيعة لبنان، البلد العضو المؤسس في جامعة الدول العربية وموقعه في المنطقة. ويأتي ذلك أيضا بعد تغيير طبيعة المجتمع الشيعي في لبنان.. أو لنقل طبيعة جزء لا بأس به من هذا المجتمع.

لا شكّ أنّ لبنان يعاني من مشاكل كبيرة، بما في ذلك مشكلة النفايات التي لا يبدو أنّ هناك حلّا لها في المدى القريب. مشكلة النفايات جزء لا يتجزّأ من عملية تستهدف إظهار لبنان بأنّه دولة فاشلة، بل غير قابلة للحياة بأيّ شكل من الأشكال. لو كان لبنان قابلا للحياة، كيف يمكن للحكومات اللبنانية، خصوصا حكومة نجيب ميقاتي، التي هي حكومة “حزب اللّه”، تجاهل احتمال إغلاق مكبّ الناعمة، علما أنّه معروف منذ سنوات عدّة أنّ هذا المكبّ سيغلق وأنّ ثمة حاجة إلى إيجاد بديل عنه.

هذا البديل موجود منذ فترة طويلة، أي منذ أيّام حكومة الرئيس سعد الحريري التي أسقطها “حزب الله” في منتصف العام 2011 عندما أنزل مسلّحيه إلى الشارع البيروتي مهدّدا اللبنانيين والسلم الأهلي في البلد. كان الهدف بكلّ وضوح تشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي لا هدف منها سوى إذلال المسيحيين وأهل السنّة وتعطيل أيّ مشروع يمكن أن تكون لها نتائج إيجابية في مجال التنمية.

المؤسف أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خضع لتهديد “حزب الله” وشارك في الحكومة منضمّا إلى جوقة المطبّلين للحزب الإيراني، اتقاء لشرّه، ليس إلّا، خصوصا أنّ الهمّ الأوّل للزعيم الدرزي المحافظة على أبناء طائفته.

وهذا يظلّ في كلّ الأحوال والظروف أمرا مبرّرا إلى حدّ ما، متى أخذنا في الاعتبار الديموغرافيا اللبنانية والتوزيع الجغرافي للطوائف على الأراضي اللبنانية.

لبنان يواجه للمرة الأولى تهديدا وجوديا. في أساس ذلك، أن هناك من يريد تغيير نظامه وتغيير طبيعته. المؤسف أن ليس من استيعاب لهذا الواقع الذي يشكل تحديا للأمن العربي في وقت تتجه كل الأنظار إلى سوريا

هناك بكلّ بساطة قضم يومي من “حزب الله” للأراضي التي يمتلكها الدروز، الطائفة الصغيرة “المتماسكة إلى حد” كبير والمتمسّكة بأرضها. لعلّ المثل الأبرز على ذلك ما حلّ بالشويفات البلدة الساحلية القريبة من بيروت التي استطاع “حزب الله” تطويقها من كلّ الجهات والسيطرة بطريقة أو بأخرى على جزء من أراضيها!

مشكلتا انتخاب رئيس جديد للجمهورية ومنع العرب من المجيء إلى لبنان تختصران كل الأزمة اللبنانية. من خلال منع اللبنانيين من انتخاب رئيس للجمهورية، تريد إيران القول إنّها تتحكم بالقرار اللبناني وإن بيروت هي بالفعل مدينة إيرانية تطلّ على المتوسّط. ومن خلال منع انتخاب رئيس للجمهورية، تريد إيران تغيير طبيعة النظام المعمول به في لبنان لا أكثر.

تريد التحكم بلبنان عن طريق الثلث المعطل في الحكومة من جهة وعن طريق إيجاد موقع في السلطة التنفيذية، يحتله شيعي تابع لها، يمتلك ما يكفي من الصلاحيات لإلغاء ما بقي من صلاحيات رئيس الجمهورية.

لم يكن “المؤتمر التأسيسي” زلة لسان للسيد حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله”. هناك رغبة جديّة في الانتهاء من رئيس الجمهورية الماروني، حتّى بصلاحياته المحدودة. كان “حزب الله” يعتقد أن الرئيس ميشال سليمان سيكون أداة طيعة لديه، إلى أن اكتشف أن ميشال سليمان يظلّ مواطنا لبنانيا يمتلك حدا أدنى من الاستقلالية ويرى مصلحة لبنان في اعتماد “إعلان بعبدا”، الذي رفضته إيران رفضا كلّيا، عبر “حزب الله”. رفضت إيران “إعلان بعبدا” لسبب في غاية البساطة أنّه يحول دون أن يكون لبنان مستعمرة إيرانية.

لا رئيس للجمهورية اللبنانية في ظل موازين القوى القائمة في المنطقة. لا يمكن لإيران أن تقبل ميشال عون رئيسا للجمهورية. يبقى ميشال عون، في أحسن الأحوال، أداة لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية. هل من أداة أفضل من هذه الأداة التي تلعب بكلّ أمانة الدور المطلوب منها من حيث لا تدري.. أو تدري أكثر من اللزوم!

يترافق العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية مع الغياب العربي عن لبنان. هذا هو المطلوب في النهاية. سنة بعد سنة، يتعوّد العرب على أن لا وجود للبنان. لا سياحة في لبنان ولا استثمار فيه. مطار بيروت يشبه مطارا في بلدة أوروبية نائية، أو في دولة من العالم الثالث، في حين صار مطار دبي من أهم المطارات العالمية!

لبنان بلد لا أمان فيه للعربي. هذا طموح إيران التي تستخدم “حزب الله” في لعبة داخل سوريا لا هدف لها سوى تأكيد أن الرابط المذهبي أهم من كل ما عداه في أيّ بلد عربي كان.

هل يصمد لبنان الذي يتلهّى هذه الأيّام بمشكلة النفايات وباعتقال الشيخ أحمد الأسير، الذي ليس في نهاية المطاف سوى تفصيل صغير، متى نظرنا إلى ما خطط له ميشال سماحة واعترف به بالصوت والصورة في التحقيق وخارج التحقيق.

يظلّ الأسير مجرّد نكتة سمجة أحيانا، ومسلّية في أحيان أخرى، متى تمعنّا في ما ارتكبه “حزب الله” في تاريخه الحافل بالمآسي، بما في ذلك رفضه تسليم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه..

يواجه لبنان للمرّة الأولى تهديدا وجوديا. في أساس ذلك، أن هناك من يريد تغيير نظامه وتغيير طبيعته. المؤسف أن ليس من استيعاب لهذا الواقع الذي يشكّل تحديا للأمن العربي أو ما بقي منه في وقت تتجه كلّ الأنظار إلى سوريا حيث للمرّة الأولى السؤال الأساسي المرتبط بمصير النظام العلوي الذي أقامه حافظ الأسد وورّثه لنجله.

هل على لبنان خسارة نفسه لأن إيران تريد تعويضا عن خسارتها سوريا؟ هل لبنان بدل عن ضائع، أم هناك في لبنان من يعي هذا الواقع وأن تمرير الأشهر المقبلة، بالتي هي أحسن، وبأقلّ مقدار من الخسائر وأبعد ما يكون عن التغييرات المطلوبة إيرانيا، مسألة حياة أو موت للوطن الصغير؟

 

لماذا لا ينفع نموذج «اتفاق الطائف» اللبناني كحل للمأساة السورية

  نجيب جورج عوض/المستقبل 23 آب/15

في سياق التبدلات البنيوية والراديكالية التي بدأت تتبدى ملامحها في منطقة الشرق الأوسط، والتي نتجت عن اتفاق الشراكة الأميركي- الإيراني الجديد، بدأت كافة الأوساط تتحدث عن حل قريب وقادم للمذبحة السورية. وراح الكثيرون، خاصة اللبنانيين، يرفعون الصوت مقترحين بأن يكون الحل السوري شبيهاً بحل الحرب الأهلية اللبنانية، أي باتفاق يمكن تسميته «طائفاً سورياً« يعيد تركيب بنية الدولة والمجتمع السوري على أسس ومقومات طوائفية تحاصصية تشبه تماماً النموذج الفاشل جداً في لبنان.

إن ميل مراكز صنع القرار إلى تبني مثل هذا الاقتراح الفادح، سيكون خطأ سيترتب عليه نتائج كارثية فادحة ستودي بسوريا إلى موت محتم ككيان وكشعب وكوجود في المنطقة، مثلما يكاد نموذج دولة الطوائف اللبنانية أن يقود لبنان الكيان والشعب والوجود إلى فناء محتم آجلاً أم عاجلاً. وبصرف النظر عمّا نراه من فشل ذريع وشامل وبنيوي وتدميري لنموذج الطائف الطوائفي التفكيكي والتحاصصي في المشهد اللبناني وفشله في تشجيع أي مراقب، من بينهم سوريين على تبنيه كحل للمأساة السورية، فإنني أعتقد أن حل المذبحة السورية على الطريقة اللبنانية باتفاق «طائف سوري» ما، أمر لا يجب القيام به أبداً لأسباب موضوعية سياقية تتعلق بطبيعة سوريا وبنيتها وتركيبتها المختلفة كلياً عن لبنان.

1- لن تنفع إعادة تأسيس سوريا على نموذج الطائف اللبناني، لأن سوريا لم يتح لها بعد أن تعيد تأسيس سنّية سياسية تشبه في علمنتها وتمدنها واحترافيتها وحداثويتها السنية السياسية في لبنان. أثناء السنوات الخمس المنصرمة، تمت إعادة إنشاء سنية سياسية سورية جديدة (منع نظام الأسد قيامها، بل سحقها بعنف وشراسة، في سوريا في العقود الماضية) في ظهرانين المعارضة السورية. إلا أنَّ هناك الكثير من الأسئلة التي يجب طرحها حول طبيعة وأداء واجندات وأولويات تلك السنّية السياسية المذكورة، والتي يهيمن عليها تيار إسلاموي تقليدي غير عصري ويعيش، فكرياً وممارسةً خارج التاريخ، وأبعد ما يكون عن الاحتراف والمأسسة ومنطق الدولة. أولى مشاكل تلك السنّية، أنها بنى سياسية تبنتها وفرضتها بقوة على مشهد السنية السياسية في سوريا، أموال ونفوذ وأجندات حلفاء أميركا السنّة الأشداء في المنطقة، وجُعلت بطبيعتها وهويّتها الأساس، سنّية سياسية راديكالية أرثوذكسية بعيدة عن الفكر المواطني والتعددي والمؤسساتية، والفهم الوضعي والسياسي المحترفين، والمدنيين والسلميين والعصريين كبعد المريخ عن الأرض (أخيراً، مثلاً، تم اخذ قرار استخدام العملة التركية في شمال سوريا من قبل ثلاثة شيوخ معممين لا يفقهون بالاقتصاد شيئاً، ناهيك عن علم المال. كما أن الشؤون المدنية في مناطق سيطرة كتائب المعارضة الجهادية، تدار من قبل محاكم دينية وليس مدنية، ولا على أساس قانون مدني وضعي، بل تشريعي يعتمد على اجتهادات تفسيرية دينية غير كفوءة). فرضت القوى الإقليمية السنّية اللاعبة في المشهد السوري، وللأسف، على سوريا المستقبل أن تكون الغالبية الساحقة من الوجوه السنية المعارضة التي سيتم فرضها كممثل لسنة سوريا في أي محاصصة طائفية للسلطة من شريحة وجماعة إسلاموية ضيقة، مباشرة، أو من أفراد يسميهم هؤلاء الإسلامويون، وهم نسخ طبق الأصل عنهم في الفكر والممارسة (قابلت عبر السنوات الماضية العديد من أولئك الأفراد في لقاءات حول سوريا). بكلمات أخرى، لن يكون الوجه السنّي السياسي المشارك في السلطة في أي سوريا طوائفية في المستقبل، شبيهاً بالسنّية السياسية في لبنان، لا في نموذج الرابع عشر من آذار (تيار المستقبل) ولا في نموذج الثامن من آذار (ميقاتي وكرامي، مثلاً)، ولا شبيهاً بالسنّية الاقتصادية المثيرة للاعجاب في دول خليجية كالإمارات العربية المتحدة مثلاً. للأسف الشديد، لم يسمح أي من الأطراف الاقليمية لسنّة سوريا الديمقراطيين والمعتدلين والعصريين والتقدميين، بخلق «تيار مستقبل» سني سياسي سوري يماثل التيار المذكور في لبنان ويكون له دور فاعل وحقيقي في المشهد السوري (ولا حتى المعارض). وفرض على المشهد السوري القادم سنّية سياسية كهنوتية، ضيقة الأفق والمعرفة، متطرفة وراديكالية وقروسطية النموذج، تخلط الديني بالمدني والسياسي بالمصالحي الضيق وتبدي استعداداً منقطع النظير للتضحية بالدولة على حساب الحظو بالسلطة (يلفت نظري بعمق أن تسعين بالمئة من ممثلي السنّية السياسية في أوساط المعارضات السورية التي يدعمها دول الأقليم السنّية، هم من الشيوخ غير الأكفاء للعمل العام أو من خلفيات علمية دينية صرفة).

«طائف» لا يفهم التركيبة

في مثل مشهد كهذا، فإن أي طائف سوري سيكون ضد الشارع السني السوري الشعبي قبل سواه وبامتياز، لأنه سيضع تلك السنّية السياسية المذكورة في الأعلى، في صدام حقيقي مع شارع سنّي سوري شعبي عريق وغني لا يشبه تلك السنّيات السياسية المصطنعة ولا يتماهى معها أبداً. فهذا الشارع أبعد ما يكون عن التطأيف والشرذمة وضيق الأفق التديّني والجهل المدني والخوف من الحداثة أو حتى من العلمانية. إن أي سنية سياسية ستدخل المشهد بقرارات إقليمية وتفاهمات دولية في مستقبل سوريا، ستكون مناسبة للعيش وفق بنود اتفاق طوائفي تحاصصي ومجرد أداة لتنفيذ شروط اتفاق كهذا، ولكنها لن تكون ممثلة حقيقة للشارع السوري السني المواطني في داخل البلد. ستكون فقط منتجاً مستورداً (في قالب بشري سوري) خلقته لنا قوى اقليمية سنّية لا تفهم تركيبة سوريا ولا تعرف طبيعتها ولا تدرك أن سنة سوريا يتمايزون عن سنة الخليج وسنة تركيا في كل شيء تقريباً؛ وما ينطبق هناك لا يجب أن ينطبق عليهم ولا يجب فرضهم عليهم عن طريق كيانات سياسية سنّية سورية مصطنعة لا تصلح لسوريا المستقبل. ولأن عملية خلق سنّية سياسية على مقاس السنّية السياسية في لبنان، يحتاج لسنوات طويلة، فإن الأرض السورية غير جاهزة لأي اتفاق طائف لبناني النموذج.

2- أي حل سوري على النموذج الطوائفي اللبناني، سيكون كارثة كبرى على شيعة سوريا أيضاً، لأنه سيختزل الشيعة بالطائفة العلوية وحدها انطلاقاً من واقع بشع وإجرامي فرضه نظام سفاح دمشق الشيطاني على البلد بأن أجبر العلويين في سوريا، بدافع الخوف والهوس بالبقاء، على أن ينكمشوا على أنفسهم ويبتعدوا عن باقي أطياف المجتمع السوري ويناصبوا الجميع العداء. في المستقبل، وللأسف فان أي حل قادم لسوريا، سيجد العلويون الجميع يختزلهم بطائفتهم (كما فعل الأسد بهم) وأي حل تحاصصي طوائفي سيشجعهم على تغذية سياسة الاختزال المذكورة حتى بعد رحيل نظام الأسد (خالق هذا الاختزال الأول)، وعلى النظر إلى أنفسهم وتقديم أنفسهم في المجتمع السوري الطوائفي المزمع إنشاؤه، من المنظار الضيق والحصري لهويتهم الطائفية «كعلويين»؛ مع أنَّ القسم الطاغي من أبناء تلك الجماعة السورية (ماعدا المستفيدين من النظام والذين اعتاشوا على فساده) لم يتبن في تاريخ سوريا الحديث أي منطق تعريفي طائفي أو تديني، بل شارك تاريخياً، في بناء تيارات يسارية وعلمانية وقوموية-سورية أو قوموية-عروبية في سوريا مابعد الاستقلال. أي حل طوائفي على الطريقة اللبنانية، لن يختزل فقط الطائفة السنّية، بهويتها الطوائفية الدينية، بل سيفرض نفس الاختزال على الطائفة العلوية، ويجعله لعنة ووبالاً على وجودها ودورها في مستقبل سوريا. فتلك الجماعة السورية المذكورة فُرِضَ عليها من النظام الأسدي المجرم، أن تعيش حبيسة هويتها الطائفية وأن تصبح تلك الهويّة مصدراً لكراهية باقي أطياف المجتمع السوري لها وحقدهم عليها، سواء أراد أبناء المجموع العلوي ذلك الإطار الضيق أم لم يريدوه (كل العلويين المناهضين لنظام دمشق تم اعتقالهم واضطهادهم، بل تصفيتهم، بسبب رفضهم تلك الهوية الطوائفية). أي حل طوائفي في سوريا سيضع العلويين، دائماً، على تضاد مع سنّة سورية، ويفرض على الجماعتين مناخاً وفضاء تعايش مليئاً بتوتر وكراهية مضمرة وتقسيم ونأي عن الآخر، قوامه هوية طوائفية ضيقة. كلتا الجماعتين في سوريا التاريخية لم تؤمنا بها ولم تعيشا معاً على أساسها. خلق طائف سوري، سيفرض مثل تلك الحالة على السنة والعلويين/الشيعة في سوريا، رغماً عنهما، وبشكل يتناقض تماماً مع فهمهما لهويتهما السورية تاريخياً.

3 - أي حل سوري على نموذج الطائف اللبناني، سيؤدي إلى تصفية مسألة حقوق الأكراد من أساسها، ولن يخدم قضيتهم بأي شكل من الأشكال. فنموذج المحاصصة الطوائفي، يفترض تقسيم الجماعات المكونة على أساس تجمع سوسيولوجي ما، يقوم على الدين والانتماء العقائدي. هذا يعني أن الأكراد سيُحشرون في دائرة ما، سيصبح اسمها «الطائفة السنية» (بدل «مسلمي سوريا»). وستصبح حقوقهم جزءاً واحداً من حقوق أفراد تلك الطائفة العتيدة على كافة الصعد؛ تماماً مثلما حصل مع دروز لبنان حين تم حشرهم في دائرة الحصص العائدة للدائرة السنية، والأرمن حين تم حشرهم في دائرة الحصص العائدة للدائرة المسيحية. هذا سيعني أن مطالبة الأكراد بحقوقهم الثقافية واللغوية مثلاً، ستصبح أمراً ثانوياً أمام حقوق الدائرة السنّية الأوسع، وستبقى الهوية الكردية القومية والثقافية والسوسيولجية، دائماً في مستوى ثان أمام الهوية الطاغية في الشارع الطوائفي السني المتخيّل في المستقبل، والتي هي هوية عربية - دينية.

«طائف» كارثة على الجميع

4- أي حل طوائفي على نموذج الطائف اللبناني، هو أخيراً كارثة محيقة وكبرى على المسيحيين في سوريا. يراقب المسيحيون في سوريا، انجراف مسيحيي لبنان إلى دوامة صراع على السلطة وفساد سياسي وفشل «دولتي« وفادح، ويرون كيف قاد تورطهم، في محاصصات طائفية، إلى خسارتهم لدورهم الحقيقي في المشرق، بدل أن يقود إلى تنامي وازدهار هذا الدور، فيشعرون بقلق شديد ويفقدون أي حماس للتورط في مصير مماثل، في ما إذا آلت سوريا في المستقبل، إلى تركيبة طوائفية تحاصصية يقال لهم فيها: «إما تلعبون نفس اللعبة التفتيتية والتشرذمية المقيتة معنا، وإمّا فلترحلوا من هذه الأرض فأنتم لستم منا». أي انخراط للمسيحيين في نموذج طوائفي تحاصصي في سوريا المستقبل، سيجردهم من هويتهم الدينية والثقافية ومن إيمانهم بماهية علاقة المسيحي بالعالم والمجتمع، وسيجعلهم يتحولون إلى ما ليسوا عليه وإلى ما لا يدعوهم لا مسيحهم ولا إيمانهم ولا فهمهم لذاتهم إليه. لطالما كان المسيحيون في المشرق، دعاة تعددية وديمقراطية وهوية مدنية وحقوق مواطنة وسياقات سياسية معلمنة وحقوق إنسان. وما يعانيه المسيحيون في لبنان اليوم، هو نتاج تخليهم عن لعب هذا الدور وتحولهم إلى جزء لا يتجزأ من تلك التركيبة «الدولتية« والمجتمعية الطوائفية التي يقتضي إيمانهم ومنظومة قيمهم ومبادئهم الإيمانية والدينية قبل سواها، أن تجعلهم يثورون لنبذها والدعوة للتغلب عليها. مسيحيو سوريا لم يميلوا يوماً إلى النظر لأنفسهم من زاوية طوائفهم ومن باب دورهم في السلطة والنفوذ، بل كانوا دوماً ضنينين بانتمائهم القومي لسوريا وسوريا فقط، وحريصين على مصير الدولة لا على مآلات السلطة. ولطالما آمنوا أن مستقبلهم هو جزء لا يتجزأ من مستقبل شريكهم المسلم في الوطن. المؤسف أنهم اليوم، يجدون أن من سيمثلهم في المستقبل في سوريا، سيكونون أفراداً مسيحيين، إما من المعارضات السورية المعجونة بذهنية «التطايف« واللامدنية والتشرذم والمحاصصات، أو أشخاصاً مسيحيين من بقايا النظام المجرم، عقليتهم معجونة أيضاً بنفس المنطق «التطايفي« واللامدني والتشرذمي والتحاصصي. وسيفرض عليهم، كما سيفرض على سنّة وعلويي وأكراد سوريا، أن يختزلوا أنفسهم بانتماءاتهم العقائدية والطائفية الضيقة.

خلاصة القول، إن سوريا لا ينفع فيها أي حل طوائفي تحاصصي على الطريقة اللبنانية (ولا على الطريقة العراقية)، ورجائي وصرختي إن يتداعى أبناء وبنات سوريا المخلصون لها، إلى رفضه والتأكيد على خطورته على سوريا ما بعد نظام نيرون دمشق. أي حل من هذا النوع، سيكون مناسباً لأطراف النزاع المتحاربة من معارضات سورية وجهاديات إسلاموية سنية، من جهة، ومن نظام أسدي وجهاديات إسلاموية شيعية، من جهة أخرى. تلك الأطراف ستسعى بشكل محموم إلى حل طوائفي تحاصصي صرف في سوريا، الحل الذي يسعى إليه عادة، أمراء الحروب وقادة العصابات ومقتسمو الغنائم والفرائس حين يقررون أن ينهوا الحرب بينهم ويوقعوا معاهدة سلام. أما الشعب السوري نفسه، الضحية الأولى وربما الوحيدة في تلك الحرب البشعة والفظيعة، فهو شعب لا يمثله أمراء الحرب المذكورون أبداً، لذلك فهو لا يتماهى مع حلولهم ولا يبحث مثلهم عن حل طوائفي تحاصصي ولم يؤمن يوماً بأن ينتمي إلى بلد قوامه طوائفي. لطالما نظر السوريون إلى لبنان وأبدوا إعجابهم بتعدده الثقافي ومناخه الحضاري والمجتمعي المتنوع والمنفتح. إلا أنهم لطالما نظروا أيضاً إلى الواقع السياسي و«الدولتي« والدستوري اللبناني بعين الخوف والأسف والاستنكار، الشديدة والصريحة، ولم يتعاموا عن الفشل الذريع والفادح الذي آل إليه تطبيق اتفاق طوائف في لبنان. لا يريد عامة السوريون، سنة أو علويين أو مسيحيين، أن تصبح سوريا لبنان آخر، ولا يعتقدون أن إرضاء أمراء الحرب المحليين والأطراف الأقليمية المتصارعة بواسطتهم على الأرض السورية، بحل على نموذج اتفاق الطائف اللبناني سيعني حلاً لسوريا البلد والشعب وسيقود إلى بناء سوريا جديدة، بل سوريات متعددة مشوهة وعاجزة ومريضة تبدو من الخارج جميلة وجذابة وهي من الداخل مهترئة ومفككة وتغلي حقداً وطمعاً وكراهية.... تماماً كلبنان.

في المشرق العربي، فقط سوريا ومعها لبنان هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان يمكن أن يتأسس فيهما دولة مواطنة ديمقراطية تعددية، ذات قوام مجتمعي مدني علماني تنوعي وتثاقفي، يقوم على قوانين ودساتير وضعية وحقوق إنسان. فقط هما يصلحان لتأسيس دول كهذه فيهما في العالم العربي. وكل من يدعو إلى حل على طريقة اتفاق طوائف ومحاصصات في سوريا كما في لبنان، ما هو إلا أعداء صريحين ضد تأسيس مثل تلك الدولة العصرية والحديثة المذكورة في كليهما.

كاتب وأستاذ لاهوت سوري

 

الأسير قبض عليه.. ورفعت عيد يلعب البلياردو

 بلال وهبة /جنوبية/السبت، 22 أغسطس 2015  

كل مواطن لبناني مع تطبيق القانون في محاكمة الإرهابي أحمد الأسير وكل خارج عن القانون، لكن هناك فئة تشعر بالغبن والظلم وتشعر أنها محكومة من فئة أخرى، وهذه حقيقة واقعة لا يجب أن نبقى نتخفى خلف شعارات الوحدة والتكاتف، فلتكن الأمور على حقيقتها لكي يُعمل على معالجة هذه الحقيقة التي هي المشكلة الأساسية في انقسام البلد وتعطل العمل المؤسساتي. ضجّ لبنان مؤخرا بخبر إلقاء القبض على الشيخ أحمد الأسير، الذي توارى عن الأنظار بسبب صدامه مع الجيش اللبناني في ما عرف بـ”أحداث عبرا” ، فالأسير أخطأ بمجرد رفعه السلاح في وجه الجيش اللبناني، بغض النظر عن طروحاته ومطالبه في ذلك الوقت إن كانت محقة أم لا. يفترض أنّ كلّ مواطن في لبنان، هو مع مؤسسات الدولة كافة وعلى رأسها الجيش اللبناني، ومع تطبيق العدالة وإرساء دولة القانون والمؤسسات. فمعظم الشعب اللبناني مع محاكمة الأسير. لكن شرط أن يكون التحقيق شفافا وعادلا وأن يحظى الأسير بمحاكمة عادلة. إلاّ أننا إذا أردنا دولة عادلة، ودولة قانون فيجب أن تطبق والقانون على الشعب اللبناني بكافة مكوناته وفئاته. وللتذكير فقط، كما تصادم الأسير مع الجيش وقرر مواجهته، هناك أيضا من رفع السلاح وقتل ضباطا وأفرادا من الجيش نفسه ولم تتمّ محاكمته أو القبض عليه، وقاتل الضابط الطيار سامر حنا خير دليل. وهناك أيضا رفعت عيد الذي فجّر مسجدين في طرابلس وقد ثبت عليه هذا العمل الارهابي، لكنه طليق يلعب البلياردو في نوادي حارة حريك، مع العلم أن القوى الأمنية تعرف أين هو، ولكن ربما لا تستطيع الدخول الى هذه المناطق، وتبقى حالة ميشال سماحة، حالة استثنائية لأنه قبض عليه بسرية تامة وعلى حين غفلة لكي لا يتمكن من الحصول على الحماية المعروفة.

ميشال سماحة وبالرغم من ثبوت التهمة عليه بالصوت والصورة على مرأى من الشعب اللبناني، إلاّ أنّ هناك بعض الجهات التي ضغطت على القضاء لكي يصدر حكما يكاد يلامس البراءة، ولولا طعن وزير العدل أشرف ريفي بهذا الحكم لكان ميشال سماحة اليوم حرًا طليقًا يستجم في منتجعات أوروبا، وما تزال هذه الجهات تسعى جاهدة من أجل اطلاق سراحه ولو بالقوة. الدستور اللبناني ينص على العدل والمساوات في الحقوق والواجبات بين فئات المجتمع اللبناني كافة، ولكن يبقى السؤال هل تطبق العدالة في لبنان بالتساوي بين فئات المجتمع؟ وهل القانون يطبق على الجميع؟  ففي لبنان هناك فئة تشعر بالغبن والظلم وتشعر أنها محكومة من فئة أخرى، وهذه حقيقة واقعة لا يجب أن نبقى نتخفى خلف شعارات الوحدة والتكاتف، فلتكن الأمور على حقيقتها لكي يُعمل على معالجة هذه الحقيقة التي هي المشكلة الأساسية في انقسام البلد وتعطل العمل المؤسساتي.فالوحدة الوطنية في لبنان هي الهدف المرجو للجميع من أجل الوصول الى وحدة المجتمع والدولة، ولكن لهذه الوحدة خصائص وركائز يجب أن تتوفر لكي تتحقق الوحدة الكاملة في لبنان والتي هي القوة الأساسية في مناعة أي دولة أو مجتمع. ففي الآونة الأخيرة، أصبح القتل وعمليات الخطف في لبنان في العلن وبدم بارد، كما حصل في الأشرفية حين طعن جورج الريف أمام المارة وفي وضح النهار، وكما قتل المقدّم في الجيش اللبناني ربيع الكحيل. وعمليات الخطف المعروف من يقوم بها وما زالوا طلقاء ويكررون أفعالهم الاجرامية من دون رادع ربما لأن هناك جهة معينة تحميهم. العدل أساس الملك والعدالة أساس الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، ولكي نتمكن من الوصول إلى مفهوم الدولة العادلة، يجب أن تطبق العدالة على جمبع فئات المجتمع اللبناني بالتساوي، وأن يكون الجميع تحت سقف القانون، ومن بينهم رفعت عيد الذي ما زال طليقا. فالوحدة الوطنية لا تتحقق إلاّ بإرساء ركائز دولة المؤسسات، أي العدل والمساواة وإحقاق الحق وتطبيق القانون على الجميع، ومحاسبة كل من يتعدى على الأخريين وتطبيق الأحكام العادلة.

 

وأخيرا: السيستاني يواجه الخامنئي.. فهل يلتفت إلى لبنان؟

 عماد قميحة/جنوبية/ السبت، 22 أغسطس 2015  

 إننا نطالب الحوزة النجفية وعلى رأسها المرجع السيستاني أن ينظر إلى شيعة لبنان أيضا بعين الرعاية، وبأن تمتد إلينا أيضا يد العون السيستانية للتخلص مما نحن عليه. كما دعم الحراك الشعبي في العراق الذي رفع شعارات "بغداد حرّة حرّة، ايران طلعي برا". فشيعة لبنان كما شيعة العراق يعانون من الهيمنة الإيرانية.  نفق العراق نحو 40 مليار دولار على قطاع الكهرباء خلال الأعوام الأخيرة، فيما المحافظات العراقية لا تزال تغرق بالظلام ولا يصل إليها التيار الكهربائي لأكثر من 3 ساعات يوميًا، في بلد تصل فيه الحرارة لحدود الـ 50 درجة مئوية!!

هذه العينة البسيطة تعتبر غيضا من فيض ما يعيشه العراق، وما ابتلي به الشعب العراقي من طبقة سياسية فاسدة لا همّ عندها إلاّ سرقة أموال الدولة وامتصاص ثروات الشعب. وهذه العينة هي عن ملف الكهرباء، يمكن إسقاطها على كامل الخدمات المطلوب تقديمها من السلطة الحاكمة إلى مواطنيها. ولا بدّ هنا من التذكير بأننا نتحدث عن دولة تمتلك ثاني أو أول احتياط نفطي في العالم، ما يشير بشكل بديهي عن حجم الثروات الهائلة التي يتمتع بها هذا البلد. ويشير أيضا إلى حجم السرقات التي يقوم بها أصحاب القرار في هذا البلد الجريح والخارج حديثا من قبضة الدكتاتورية الصدّامية، حتى صار الانسان العراقي بشكل عام والشيعي بشكل خاص يترحم على زمن البعث. هذه المقدمة عن حجم الفساد والمفسدين في العراق ليست وحدها التي تذكرنا بشكل ميكانيكي بما نعاني منه نحن في لبنان. فالمشترك الجوهري بيننا هو أنّ لبنان والعراق محكومين بشكل مباشر وحقيقي للوصايا الإيرانية بشقها “الثوري”، الذي يتحمل هو أولاً وأخيرًا سبب ما وصلت إليه الأحوال من تدهور. فرئيس الحكومة الأسق نور المالكي، الذي يمثل رأس الفساد في العراق، هو أيضا من صناعة الحرس الثوري الايراني. وما فراره الآن إلى إيران مع عائلته بعد رفع الحصانة عنه إلا دليلا ساطعا علة أنّ سلوكه الإجرامي وفساده الذي أنهك الشعب العراقي إنما كان يجري باشراف مباشر من أسياده في البلد المضيف. وفي هذا السياق يمكن الحديث عما تشهده المحافظات العراقية، إن في ساحة التحرير ببغداد أو في البصرة والنجف وكامل منطقة الجنوب “الشيعية”، على أنّه انتفاضة شعبية ليست… في وجه نور المالكي وزمرة الفاسدين من حكام العراق، وإنما في حقيقة الأمر فإنّ السيف الذي رفعه الشعب العراقي، وهو لا يجد قوت يومه، رفعه في وجه هيمنة الحرس الثوري وتجربته العراقية الفاسدة المحتضنة منذ أعوام من الولي الفقيه. ومن هنا تبرز أهمية مواقف مرجعية بحجم السيد السيستاني الداعمة بالمطلق للحراك الشعبي، باعتبارها تمنح الغطاء الشرعي في مقابل غطاء “شرعي” آخر كان يتمتع به حزب الدعوة الحاكم. وتشكل هذه النقطة من أهمية قصوى في الوجدان الشيعي بشكل عام وبالخصوص عند الشيعة العراقيين المنضووين تاريخيا تحت عباءة الحوزة الدينية، من الذين لا يملكون أي تجربة جماهيرية خارج غطائها المباشر . ومن هنا يمكن القول إنّ وقوف السيد السيستاني الى جانب المطالب الشعبية، وإعلانه الصريح دعمه لاصلاحات حيدر العبادي رئيس الوزراء، إنما هو بمثابة الوقوف في وجه الهيمنة الايرانية على العراق. وقوف بدا واضحا من الشعارات المرفوعة من قبل المتظاهرين: “بغداد حرة حرة ،، ايران طلعي برا”. فإذا كان السيد السيستاني هو زعيم الحوزة في النجف الأشرف، إلا أنّ مقلديه من الشيعة هم منتشرون على امتداد العالم الاسلامي ومن ضمنه لبنان الذي لا يقل مأساوية وضع الشيعة فيه عن أحوال شيعة العراق. وبالتالي فإننا نطالب الحوزة النجفية، وعلى رأسها المرجع السيستاني، أن ينظر إلى شيعة لبنان أيضا بعين الرعاية، وبأن تمتد إلينا أيضا يد العون السيستانية للتخلص مما نحن عليه. كما يجب التذكير لشيعة لبنان أنّ المرجعية العربية في النجف هي أولى بالتبعية والتقليد من أي مرجعية أخرى لم تجلب لنا إلاّ ما نحن عليه… فهل من مذكر؟

 

عون يسقط في امتحان الديموقراطية

 سهى جفّال/جنوبية/ لم يكن في حسبان "الجنرال"عون أن يواجه قراره الحاسم بضرورة ترؤّس صهره وزير الخارجية جبران لتياره الحرّ بمعارضة، وأن يولّد أصوات رافضة هدّدت بكسر ارادته، وهو الذي ما تعوّد الّا ان تقابل أوامره بالطاعة العمياء من محازبيه وأنصاره .

 انتهت معركة انتخابات التيار الوطني الحرّ قبل أن تبدأ، فسلكَت طريقَ التوافق بعدم تدخّل الجنرال الآمر والناهي بفرض صهره وزيرًا للخارجيّة والمغتربين جبران باسيل رئيساً مستقبَلياً، فتمّ حصر المرشّحين لرئاسة التيار بشخص واحد، الذي ينتظر نهاية مهلة قبول الترشيحات التي بدأت أمس لإعلان فوزه رسميًا بالتزكية. ما استدعَى إنسحاب النائب ألان عون، معلّلاً السبب أنّ استكمال المعركة سيشقّ التيار.  وأتت هذه التسوية، نتيحة للخلافات والإنقسامات داخل التيار بين مؤيّدين للوزير باسيل المدعوم من عمّه الجنرال عون، مقابل مؤيدين لابن شقيقته النائب آلان عون، قبل أن تؤول لما آلت إليه الأمور انتهت بضغط من الحنرال حيث حسم نهائيّا كل اللبس الذي أثير حول خلافته في رئاسة “التيار الوطني”. والذي ترافق مع معركة جديّة داخل التيار، بالإضافة  إلى تدخلات وصفت بـ «الخارجية» لعب خلالها النائب إبراهيم كنعان دورًا أساسيًا أدت إلى انسحاب الان عون. أمّا اللافت، فكان التناقض في مواقف الجنرال عون بشأن الانتخابات، ففي بادئ الامر وعد أنه سيترك اللعبة الديموقراطية تأخذ حقها، وعندما تأكد أنّ كفّةّ الميزان رجحت لصالح ابن اخته مقابل صهره، تدخّل الجنرال عندئذ بقوّة وفرض التسوية عبر ايعازه لنائب كتلته البارع في اللفلفة وتدوير الأمور ابرهيم كنعان من اجل التدخّل والقيام بعملية الاخراج اياها .فكان الاجتماع الموسّع الذي عقده العماد عون لجميع أركان التيار في الرابية الذي أدّى عمليًا الى تكريس رئاسة باسيل للتيار بعد سحب الان عون ترشيحه، ضمن تسوية تتضمن أيضا تعيين العماد عون نائبين للرئيس وتعديل النظام الداخلي وسواها من البنود.  وقد أعلن الجنرال فيها أيضا أنه سيبقى ضمانة الجميع، موصياً صهره وإبن شقيقته وكل الآخرين بأن يكونوا ضمانة لبعضهم بعضا. وهو من أصرّ على إعلان النائب آلان عون انسحابه، معلناً عدم وجود رابح أو خاسر إستباقًا لحملات المقربين من باسيل، التي رأت بانسحاب آلان عون نصراً كبيراً لوزير الخارجية. وأكدّ الجنرال ،وفي سياق الاخراج أيضا، أن عمل التيار بدأ معه، لكنه لن ينتهي معه. وهنا أيضا تبيّن فشل وعد عون بـ “الإصلاح والتغيير”، إذ لم يبقَ من هذا الشّعار مـع مرور السنين سوى اسمه فقط. فشل التيار أيضًا في تقديم النموذج الديمقراطي لانتخابات حرّة، فآذى صورته بعدما كان يفترض أن تحييها هذه الانتخابات خاصّة لدى جمهوره.وفي هذا الإطار، ظهرت معارضة للتوافق الذي حصل، وتمثّل بترشّح الأمين العام السابق للتيّار الوطني الحرّ في فرنسا فارس يوسف لويس نفسه لرئاسة التيار، وهذا  يعني ان قسماً كبيراً من الشريحة المؤيِّدة للنائب ألان عون قد تنتخبه، عدا عن ترشيحات قد تتقدّم لاحقاً، مع بقاء باب الترشّح لمنصب رئاسة التيار مفتوحا حتى 27 آب الحالي، ما ينذر بظهور مزيد من الأصوات الرافضة لوصول “صهر” العماد عون الى سدة هذا المنصب.

 

الأزمة المعيشية: سقوط الجميع

منير الربيع/المدن/الأحد 23/08/2015

لا تحتاج السلطة اللبنانية بكل تفرعاتها إلى شهادة رسوب من أحد. فشلها ورسوبها ظاهر للعيان ومنذ سنوات مديدة، وكل محاولة للإصلاح أو للتغيير لا يعوّل عليها، طالما أن تركيبة النظام الحالية ستبقى على ما هي عليه، أي قائمة على أساس الطائفية والمذهبية وما تقتضيه من توزيع للحصص، ومن البديهي أن التغيير يبدأ من تغيير النظام وليس على أساس مناصفة أو مثالثة، إنما على أساس تركيبة جديدة قوامها دولة علمانية ومدنية، لا لحظ فيها لأي منطق مذهبي أو طائفي، وهذا ما يبدو بعيداً وبعيداً جداً.ما جرى بالأمس، ليس وليدة لحظة بل نتيجة تراكمات، بدأت من العام 2011 مع إنطلاق تظاهرات إسقاط النظام الطائفي، الذي سقط، لكن تظاهرة الأمس، دقت مسماراً قد يكون الأخير في نعش أي تحرك "مدني" صرف، يريد التغيير حقاً، أولاً على صعيد التنظيم، والطروحات وإدارة التظاهرة، والتي تبدّى الفشل في إدارتها من قبل المنظمين ومن قبل السلطة وأجهزتها الأمنية. والفشل الأكبر كان بدخول الأحزاب على الخط وتحويل مسار التحرك كلّ لهدفه، وهذا أيضاً ما جرى في السابق مع تظاهرات إسقاط النظام الطائفي إذ دخلت الأحزاب الطائفية على الخط لإفشال التحركات وهذا ما لم يأخذه المتظاهرون في الحسبان.في التحرك كان جلياً تحييد "حزب الله" عن أي انتقاد، لم ترفع صورة واحدة لأي قيادي من الحزب، وخصوصاً الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فيما احتشد البعض على خط إبتزاز الحكومة بغية تحقيق مكتساب ما في أزمة النفايات، بينما آخرون من أجل تصفية حسابات، ولأهداف أكثر استراتيجية، وهذه التي بنظر هؤلاء الإستراتيجيين كانت تبررّ استخدام العنف والرصاص من أجل تأمين بعض التراكمات لمرحلة لاحقة.لا شك أن استخدام القوة والقمع بأي طريقة كان مرفوضاً من قبل السلطة بوجه الشعب وبوجه أي تحرك، وهذا مدان، لكن ما هو مدان أيضاً، هو "الغوغائية" التي طبعت البعض، وعرض العضلات وما إلى هنالك. وبمعزل عن الدخول في من أطلق النار أو تدخل في القمع، فإن جميع أجهزة الدولة مدانة. لكن أيضاً، المسؤولون عن التحرك يدانوا، خصوصاً أنهم على تنسيق مع الأجهزة الأمنية.ليس خفياً فشل وزير البيئة محمد المشنوق والحكومة مجتمعة في حل أزمة النفايات، ومن المفترض أن تكون الحكومة في حالة اجتماع دائم للبت في هذا الأمر، إلا أنها لجأت إلى تأجيل فض العروض لحسابات معينة ضيقة تتعلق بمسائل مصلحية على قاعدة خذ وأعطي، وعلى هذه القاعدة أيضاً جرى التعاطي مع تظاهرة الأمس، من قبل الجميع، إن من قبل المتظاهرين أو الذين دخلوا على الخط من قبل بعض الأحزاب والأطراف كل لأسبابه منها السياسية ومنها المصلحية إبتزازاً للحصول على مكتسبات في المناقصات التي سيبتّ بها يوم الثلاثاء المقبل.لا شك أن في حراك الأمس مشهدين، واحد أراد التعبير عن سخطه لما يجري ويطالب فعلياً في حلّ هذه الأزمة المستمرة، فيما هناك فريق آخر يريد الإستثمار في ذلك، سياسياُ أو شعبوياً، لا سيما من حاول الحشد أكثر من مرة لتعطيل الحكومة وفشل في ذلك، وهنا يقرأ موقف قيادات "التيار الوطني الحرّ" بالأمس، أحدهم تحدث عن أن الحكومة لا تشرفه، وآخر أعلن تعليق عضويته من المجلس النيابي محاولين الدخول في هذا الركب علناً بعد حصول الهرج والمرج.لا شك أن التحرك في "عذريته" محق، لكن ثمة من دخل على الخطّ، وهناك من طالب بإسقاط النظام، وهذا مطلب مشروع وضروري، فيما البعض الآخر ومن قيادات قوى الثامن من آذار اعتبروا أن فشل السلطة هو فشل للنظام وبالتالي فمن الضروري اللجوء إلى مؤتمر تأسيسي، أي تكريس المنطق المذهبي بالذهاب من المناصفة الى المثالثة.ما جرى بالأمس سقوط جديد للدولة بكل أجهزتها وأطيافها، لكنه أيضاً سقوط "للمجتمع المدني"، وأي حركة تغييرية في لبنان تحتاج إلى عدم استثناء أحد ووضع إطار فكري ونظري وعملي كي تنجح، ومن الواجب أن تكون شاملة لكل الأزمات ولا تعمل على "القطعة"، إسقاط النظام فعلياً لا ينطلق من تحركات مدنية لها علاقاتها بالجمعيات الدولية الممولة، لأن هذا حراك آخر وبحث آخر.

 

اعتصام "طلعت ريحتكم": العنف لإعادة المعتصمين إلى بيوتهم

 إلهام برجس/المدن/الأحد 23/08/2015 

يشارك دانيال للمرة الثانية في الإعتصامات التي تدعو اليها حملة "طلعت ريحتكم". حظه العاثر أوقعه ليلة أمس بين أيدي خمسة عناصر من فرقة مكافحة الشغب، استفردوا به لينهالوا عليه بالعصي والشتائم. يصف دانيال المشهد لـ"المدن"، مؤكداً أنه كان في الصفوف

رأيت 5 عناصر من مكافحة الشغب يركضون نحوي، فرفعت يديّ إلى الأعلى تعبيراً عن الإستسلام". غير أن ذلك لم يمنع أحد العناصر من "ضربي على رأسي بالعصا". وآثار الضربة تظهر واضحة، كما يظهر الجرح المضمد فوق عين دانيال مباشرةً. لم ينته العنف تجاه الشاب عند حدود الضرب والركل، فأرادوا أن "يذلوني"، فضربوني "كفوفاً ودعوسوني، وهددوني بتوقيفي بالإضافة الى الشتم والسباب". إعتقد دانيال أن الإستسلام لا يمكن أن يواجه بالقوة، خصوصاً في مظاهرة سلمية. وهو يقول، وفقاً لما إكتسبه خلال سنوات تطوعه في الصليب الأحمر، إن "الإستسلام يعني توقف اطلاق النار على المستسلم، وإلا تصبح جريمة حرب". فكيف بمتظاهر سلمي يرفع يديه إستسلاماً لرجال الأمن في بلده.تنفي قصة دانيال، كما تنفي كل الصور والفيديوهات التي تداولت منذ أمس إدعاءات الجهات الأمنية بأن العنف كان عبارة عن ردة فعل على أعمال الشغب ورمي الحجارة على القوى الأمنية. فاذا كان ذلك صحيحاً، فهل رمي الحجارة يُبرر اللجوء الى إستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي وكل أشكال العنف التي استخدمت؟يقول المدير التنفيذي لـ"المفكرة القانونية" المحامي نزار صاغية في حديث لـ"المدن" إن "كل أمر غير شرعي لا يُنفذ"، بالتالي كل عنصر في جهاز أمني ينفذ هكذا أمر يعتبر مسؤولاً عنه. كما "لا يجوز أن يتذرع العنصر بعدم معرفته بعدم شرعية الأوامر التي نفذها"، خصوصاً في حالة استخدام الرصاص الحي في وجه عزل. "وعلى فرض أنه تم رمي الحجارة فعلاً على القوى الأمنية، فإن ما تم اللجوء إليه هو إفراط في إستخدام القوة، ونقول إفراطاً لأنه لا يوجد تناسب بين الحجارة والرصاص بأي شكل". يكمل صاغية موضحاً أن ما حصل يوم أمس ليس مجرد إستخدام للقوة المفرطة بهدف إبعاد المتظاهرين عن ساحة النجمة، بل محاولة إلى "دفع المواطنين للعودة الى منازلهم، وبالتالي هو قمع واضح للحريات العامة". أما عن ذريعة "حماية مجلسي الوزراء والنواب" من وصول المتظاهرين اليهما، فيستغرب صاغية هذا "العرف السائد والغريب من نوعه، الذي يمنع الشعب من التظاهر أمام البرلمان". فالمجلس النيابي "منتخب من الشعب ومن الطبيعي، كما يحصل في كل دول العالم، أن يتظاهر الشعب أمام البرلمان وليس على بعد 300 أو 400 متر". المنطق القانوني والدستوري يقول إذن إن "ساحة البرلمان للشعب، ليقف فيها ويحاسب النواب ليقوموا بدورهم بمحاسبة الوزراء".الصحافي في جريدة "الأخبار" حسين مهدي أصيب في رأسه جراء سقوط قنبلة مسيلة للدموع عليه. يؤكد خلال حديث مع "المدن" أنه توجه "مع المعتصمين الى شارع المصارف بعدما قام أحد المعتصمين بتنسيق ذلك مع القوى الأمنية في تلك اللحظة". المستغرب بالنسبة اليه أن "القوى الأمنية باغتت المعتصمين وبدأت تركض بإتجاههم وتقوم بضربهم". فإندفع مهدي مع الناس الى الخلف، "وسط صراخ يعلن عن وجود أطفال". لينقل العنف مباشرة الى مرحلة رش المياه ومن ثم "رمي القنابل المسيلة للدموع بين المتظاهرين بشكل عشوائي".من جهته يروي بلال علاو من حملة "طلعت ريحتكم" كيف أصيب مرتين. الاولى كانت جراء سقوط قنبلة بجانبه، ما أدى الى إختناقه مباشرة كونه مصاباً بالربو، نقل على إثرها الى المستشفى. والثانية كانت بعد عودته من المستشفى إلى الإعتصام ليصاب برصاصة مطاطية في قدمه، آثارها لا تزال واضحة.وكان النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، قد طلب صباح الاحد، من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اجراء التحقيق بشأن الاحداث التي حصلت مساء السبت في وسط بيروت وتكليف أطباء شرعيين بالكشف على المصابين تمهيداً لوضع تقارير مفصلة عن هذه الاصابات ولتحديد نوعية العيارات النارية التي أصيب بها المدنيون لمعرفة ما اذا كانت من نوع المطاط أو الرصاص وتحديد من أطلق هذه العيارات ومن أعطى الامر باطلاقها والتحقيق معهم.

 

إنكشاف عورات الطبقة السياسية

محمد شبارو/المدن/الأحد 23/08/2015 

خرج مشهد الأمس في شوراع بيروت بنتيجة وحيدة، لم تعد الطبقة السياسية قادرة على ستر عوراتها، انفضحت وهي تدرك ذلك، وتدرك أن الشعب يعلم، لكنها لم تكن تتوقع أن يخرج كثر رافعين شعارات علمانية ومدنية ومعيشية واقتصادية واجتماعية، وهي الطبقة التي عوّلت مرارا على صراعاتها الطائفية لحماية نفسها وشد العصب الطائفي في مواجهة العصب الطائفي المقابل.قبل اسابيع قالها رئيس مجلس النواب نبيه بري علناً: "لولا الطائفية لاندلعت ثورات في البلد". وبالأمس بدا أن "حزب الله" وتيار "المستقبل" أقرب من أي وقت مضى إلى بعضهما البعض. كلاهما يدرك أن هذه النقمة تطالهما مباشرة، وتطال كل السياسات المتراكمة في البلد، ولا تستثني حتى الشارع الطائفي، مارونياً كان، أو سنياً أو شيعياً.

ما حصل بالأمس بدا أنه فضيحة لم تطل حزبا واحداً، بل تطال طبقة سياسية برمتها حتى تلك التي تروج لنظريات أنها خارج إطار الطبقة الحاكمة وعلى أنها الى جانب الشعب. وفق ذلك بدا أن "التيار الوطني الحر" يغرد بعيداً مجدداً عن الشارع الذي خرج تحت شعارات مطلبية وليس تحت شعار "حقوق المسيحيين"، محاولاً التماهي معه!. محاولة "التيار" هذه، لم يعد من الممكن تسويقها في الشارع، وهو الذي قدم بالأمس صورة مكررة للنمطية الحزبية عبر توريث صهره جبران باسيل رئاسة التيار، وعبر تعطيل البلد من اجل صهره الآخر شامل روكز، مقلداً بذلك الإقطاعية السياسية اللبنانية، الممتدة من الشوف وصولاً الى زغرتا. ليس ذلك فقط ما يعري "التيار الوطني الحر". قد تكون أزمة النفايات بعيدة عنه فعلياً، لكن ماذا عن أزمة الكهرباء، والمليارات التي صرفت والوعود التي أغدقت، وفاطمة غول، ليتبين بعد أعوام من استلام التيار لهذا الملف بأن الحق على اللاجئين السوريين وخيمهم التي تفتقر الى أدنى مقومات الإنسانية. ليس "التيار الوطني الحر" وحده من يعاني من أزمة شعارات وتواصل مع الشارع، بدا بالأمس أن ذلك معمم، من تيار "المستقبل" وبيانه المتأخر الذي اقتبس فيه من خطابات حسني مبارك، زين العابدين بن علي وبشار الأسد، جملة "نتفهم مطالب المتظاهرين"، إلى "حزب الله" الذي يبدو أن انشغالاته في سوريا حالت دون اصدار ولو موقف او بيان مما حصل، وهو النهج الذي يتبعه عند كل أزمة معيشية اقتصاية وكأنه خارج إطار "الطبقة الحاكمة"، وهو تماماً ما حصل مع أزمة النفايات في الضاحية، جمعها، وحرقها على مقربة من المطار مهدداً سلامة الطيران، فقط من أجل امتصاص اي نقمة في الشارع، وبالتالي حل المشكل بأقل ضرر شعبي ممكن، بغض النظر عن النتيجة.

ينسحب هذا التخبط على الجميع. لا يستثنى حتى تلك الأحزاب الخارجة او غير المشاركة في السلطة، والتي حاولت بالأمس التماهي مع الشارع من دون ان تنجح، لكن الكارثة السياسية كمن في طريقة التعاطي الأمني، الذي استخدم فائض القوة، للمرة الأولى ربما من أحداث مار مخايل الشهيرة قبل إنتخاب ميشال سليمان رئيساً. ما حصل بالأمس، سياسياً وأمنياً، يرقى الى مستوى الفضيحة، خصوصاً أن العنف استمر لساعات من دون ان يخرج أحد ليوقف هذا المشهد المقيت، وعندما استفاقت الطبقة السياسية، رفعت المسؤولية عنها. قرر حرس المجلس النيابي أن يصدر بياناً يخبر فيه أن مهامه تنحصر في المجلس، وهو الذي مارس كل أنواع التصرفات الميليشاوية في 7 أيار الشهير. الجيش أيضاً اختار التلطي، على الرغم من ان كل الصور والتسجيلات تثبت أنه شارك في العنف المفرط. لكن الأدهى بقي في خروج وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق متأخراً، ليقول إنه خارج لبنان، وانه لم يصدر أمراً، وان قوى الأمن الداخلي ليست وحدها المسؤولة. تصريح بدا امتداداً لكل الأنظمة القمعية، بعد إدراكها لما ارتكبته أيديها، على الرغم من أن الجميع يدرك أن ما حصل لا يمكن أن يكون بلا أمر سياسي واضح.  بدا أن يوم أمس فتح مرحلة جديدة. مرحلة لم يعد فيها من الممكن ستر عورات الطبقة السياسية. سبقت ذلك اعترافات بالجملة، خصوصاً لبري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، بالفساد والمشاركه فيه، وسوء الإدارة. اعترافات تضع الطبقة السياسية أمام خيار وحيد، إما اصلاحات بنوية تطال كل مؤسسات الإدارة وتقمع الفاسدين الى اي جهة انتموا، ولاحقاً اصلاحيات سياسية بنيوية وفق "الطائف"، تنقل البلاد الى مرحلة جديدة، بعيداً عن طروحات تقاسم الجبنة أو تعميق الشرخ الطائفي مثل "المؤتمر التأسيسي".. وإما استمرار التناتش السياسي ورمي المسؤوليات واستغلال ما يحصل من قبل كل طرف لتحقيق مكاسب سياسية، تخدم أطرافاً خارجية، لن تفيد مع الانهيار الكلي للدولة والدخول في المجهول.

 

سرقوا القصر مني

 غسان شربل/الحياة/23 آب/15

> لماذا فعلت ما فعلت؟

- أعترض سيدي القاضي. صيغة السؤال اتهامية.

> أمام محكمة التاريخ لا حصانات ولا شفاعات. أكرر سؤالي.

- سأجيبك بما لا يجرؤ أحد على قوله. لأنهم سرقوا القصر مني.

> القصر ليس ملكاً لفرد؟

- القصر لمن يشكل الضمانة. ثم إنني لست هلموت كول لأعيد توحيد البلاد ثم أهديها إلى رجل آخر.

> هذا يعني أنك كنت تقصد فعلاً ما قلته عن أن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الأفاعي؟

- والدليل أنها أفلتت في كل اتجاه حين غاب من كان قادراً على لجمها وترويضها واستنزافها واجتذابها.

> ماذا حدث في بلادك؟

- هبت على المنطقة عاصفة سارعوا إلى تسميتها «الربيع العربي». نزل إلى الساحات مراهقون لا يعرفون الفرق بين اليمن والسويد. لا يملكون إلا هواتفهم وأوهامهم. قررت «العربية» و «الجزيرة» أن وقت التغيير قد حان. الشاشات سيدي القاضي أول الويلات. ونحن شعوب يزعجها الحاكم القوي لأنه يمنعها من الانتحار.

> لماذا تشعر أن القصر لك؟

- الحاكم يأخذ تكليفه من روح الأمة وتاريخها. الانتخابات شكلية. إنها استفتاءات يطبخها جهاز الأمن ويكون وزير الداخلية كبير الطهاة. ثمة سر يجعل من الحاكم المفتاح والضمانة والضرورة. نعم، سرقوا القصر مني. هذا ليس شعوري لوحدي. هل ترى تفسيراً آخر لسلوك نوري المالكي؟ هل تعثر على تبرير آخر لسلوك العماد ميشال عون؟

> ألم يكن من الأفضل لو أصغيت باكراً إلى صوت الناس؟

- هل تريدني أن أسلم البلاد لمراهقين يغردون على «تويتر»؟ اليمن تضاريس صعبة وعقليات صعبة. مصالحة هشة بين شيء من الدولة وكثير من القبيلة. الأعراف أقوى من القوانين. والصفقات أرسخ من المؤسسات. بنادق وخناجر. حساسيات وأحقاد. لا يمكن وضع براميل البارود في عهدة من يسمون أنفسهم المجتمع المدني.

> لكنك صرحت سابقاً بأنك زاهد وتحب لقب الرئيس السابق ومشتاق لملاعبة أحفادك؟

- هذه كانت من مقتضيات الأحاديث الصحافية. سأقول لك ما يتردد الآخرون في المجاهرة به. السلطة إدمان. أصعب من التدخين. وأخطر من المخدرات. مدمن القصر لا يشفيه إلا القبر. لا أخفي عليك. احترمت صدام حسين معلقاً. ومعمر القذافي سابحاً في دمه. لم يعجبني ولع زين العابدين بن علي بسلامة المنفى. وجرحتني رؤية حسني مبارك ينقل على حمالة ليمثل أمام من كانوا يستجدون رضاه. أتفهم الآن عذابات المالكي وهو يراقب حيدر العبادي يأمر بحزمة إصلاحات. أتفهم الآن عذابات عون حين كان يحصي ما بقي للعماد ميشال سليمان من أيام في القصر الذي سرقوه منه.

> لكنهم عرضوا عليك مخرجاً لائقاً؟

- أنت تسميه لائقاً لأنك لم تكن سيد القصر يوماً. ولم تستمتع ببهاء السلطة ومتعة تحريك البيادق. لو تعرف قسوة أن يأتيك مبعوث إقليمي ودولي، ويروح يلف ويداور ويناور ثم يطلق سهمه في كبدك. يعرض عليك أن تكون «صانع الملك». وإن ترددت في الموافقة يأتيك لاحقاً بقرار إقليمي أو دولي. ثم يعرض عليك الحصانة، أنت الذي كنت توزع الحصانات والضمانات والضمادات. إنها خدعة مسمومة أن تعرض على الملك دور «صانع الملك».

> هناك من يقدر الظروف ويقبل؟

- وهناك من يلتصق القصر بضلوعه وشرايينه ويفضل الرفض والمجازفة. لولا تدخل السيستاني لما خرج المالكي من مكتبه إلا على رؤوس الحراب. أخرجوه بما يشبه الفتوى. عرض الأخضر الإبراهيمي على بشار الأسد دور «صانع الملك» فجابهه بالرفض. عرض نبيه بري على العماد عون دور «صانع الملك» فضاعف رغبته في القصر.

> لكنك في النهاية وقّعت وقبلت؟

- شربت بعض السم موقتاً بانتظار الثأر وتسديد الحساب.

> خضت ست حروب ضد الحوثيين ثم شاركتهم في مغامرة مدمرة؟

- هذا يؤكد سيدي القاضي أن القصر من حق من يملك القدرة على ترويض الثعابين. هل تعرف قسوة أن يقيم صاحب القصر خارجه وأن يحتله من كان نائبه ثم يصبح اسمه السيد الرئيس؟ وهل من العدل أن يصبح صاحب القصر مواطناً عادياً وتوضع الأختام في عهدة من كان «الرجل الثاني» لأنه لا يحلم بموقع الرجل الأول.

> غريب قولك سرقوا القصر مني؟

- ستسمع العبارة نفسها في الجلسة المخصصة للمالكي. وفي الجلسة المخصصة لعون. سيدي القاضي. هذه هي لعنة القصر. السلطة إدمان. والقصر إدمان.

 

ينجح دي ميستورا إذا نجح ... العبادي؟

 جورج سمعان/الحياة/23 آب/15

إقرار مجلس الأمن خطة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا تطوي عملياً صفحة بيان جنيف الأول. والممثلون الذين سيشكلون اللجان الأربع في الخطة يقود منطقياً إلى طي صفحة «الائتلاف الوطني». لن يعود له الثقل السياسي الذي كان أو الذي يطمح إليه. النظام سيختار ممثليه. والائتلاف سيختار ممثليه. وسيكون هؤلاء جزءاً من فريق المعارضة الذي سيضم أيضاً مندوبين من «هيئة التنسيق» و«مؤتمر القاهرة». ودي ميستورا سيختار ممثلي تنظيمات المجتمع المدني (التقى 38 منهم!). والنتيجة أن ممثلي أطياف المعارضة مجتمعة لن تكون لهم الغلبة في اللجان. الجميع سيكونون هامشيين. ليس هذا مؤشراً إلى مآل الائتلاف فحسب. المفاوضات التي دارت بين إيران و«أحرار الشام» في تركيا لتسوية قضية الزبداني والفوعة وكفريا (ريف إدلب) كشفت ضعفه. كان يفترض أن يكون وليس العسكر شريكاً أو الطرف الذي يجلس بمواجهة ممثلي طهران. علماً أن «الأحرار» ليسوا الكتلة الأكبر التي تقاتل غرب دمشق. يعني ذلك ببساطة أن المُضيف التركي كان في مواجهة إيران. النظام لم يسلم وحده القياد إلى حليفه التفاوض، المعارضة السياسية أيضاً سلمت كرسيها عن طيب خاطر أو مرغمة إلى الفصيل العسكري الذي ترعاه أنقرة.

هذه الصورة لا تكشف وحدها انتقال القرار السوري إلى الخارج. للمرة الأولى منذ أربع سنوات يبدو جميع المعنيين الإقليميين والدوليين بالأزمة السورية منخرطين في البحث عن تسوية. هذه هي القراءة الحرفية لقرار مجلس الأمن. جميعهم يرون مصلحة في إطلاق قطار «جنيف 3»، مع اختلاف بين جملة المصالح. والتصعيد الذي يشهده مسرح العمليات ترجمة واقعية لرغبة كل طرف في تعزيز مواقعه وكسب مزيد من الأرض، تعزيزاً لموقفه من المفاوضات التي يفترض أن تنطلق بعد تشكيل اللجان الأربع المنصوص عليها في خطة المبعوث الدولي. لكن تركيبة اللجان ومسار التسوية لا يسمحان بهامش للمناورة لطرف دون آخر. لذا لن تكون للأطراف السورية المتصارعة الكلمة الفصل في نتيجة الصفقة وصورتها النهائية. «جنيف 3» سيكون مؤتمراً لالتقاط الصور التذكارية. سيعقد فقط بعد نحو ثلاثة أشهر للتوقيع على ما سيقره المؤتمر الوطني الذي سيكون عليه الموافقة على ما توصلت إليه اللجان في خلال ثلاثة أشهر تبدأ بعد بضعة أيام.

ثمة رغبة خارجية في فرض صيغة الحل. إدارة الرئيس باراك أوباما جددت تكليف روسيا رعاية المسيرة. لم يعد يعنيها الكثير من الساحة الشامية. انتزعت من إيران تجميد البرنامج النووي. وأرغمت دمشق على تسليم ترسانتها الكيماوية. ولم تعد سورية تشكل خطراً أو تحدياً سياسياً أو عسكرياً لمصالح مباشرة للولايات المتحدة. بل ربما كانت هناك مصلحة أميركية في مزيد من تفتيت المشرق العربي، عندها تسهل ولادة النظام الجديد في الإقليم وفرضه على ما يبقى من آثار دول وجيوش ومجتمعات في المنطقة. بل عندها تسهل إعادة رسم الخريطة برمتها.

هذا على الورق، كما يقال، لكن الوقائع على الأرض السورية من التعقيد ما يجعل مهمة المبعوث الدولي شبه مستحيلة. أول التحديات ليست الرغبة الدفينة لكل طرف في إلغاء الآخر وتحقيق انتصار نهائي حاسم، وهو ما سيترجم تشدداً وعناداً. أول التحديات هو أن التسوية ستستغرق وقتاً طويلاً بطول الحرب التي يستدعيها قتال «الدولة الإسلامية» واحتواؤها ثم القضاء عليها. «داعش» والفصائل المتشددة التي تتحسس رأسها بعد كل حديث عن تسوية لن تقف مكتوفة. وهي بدأت التحرك لتحقيق مكاسب جديدة على الأرض، وإعادة تموضع في جبهات ومحاور. ليس هذا التحدي الوحيد. روسيا التي أخذت على عاتقها اقناع إيران بتأييد بيان جنيف، لا تبدو قادرة على انتزاع مثل هذا التأييد. ومرد ذلك أساساً إلى صراع الطرفين على سورية. قد تكون موسكو مستعدة في النهاية للتخلي عن رأس النظام في دمشق ضمن شروط وظروف لا تظهر فيها مظهر الموافق على تغيير القيادة بإرادة خارجية. من هنا تشديدها على أن مستقبل الرئيس بشار الأسد رهن الحوار بين السوريين وحدهم. في حين أن إيران لا تبدي مثل هذا الاستعداد. بل هي تطرح صيغة للحل تنتهي بترسيخ بقاء الرئيس الأسد في ظل حكومة وحدة وطنية تعطي المعارضة مكاسب لا ترقى إلى حدود التغيير البسيط!

موقف إيران النهائي سيتحكم بنتائج الخطة الدولية. والحال أن خصوم طهران يتهمونها اليوم، على وقع ما يجري في الزبداني والغوطتين، بأنها تدفع بمشروع التقسيم قدماً. يستندون إلى الشروط التي ساقتها لوفد «أحرار الشام». تريد دمشق والغوطتين والزبداني والقلمون مناطق صافية للنظام. تجهد لتغيير ديموغرافي يضمن للنظام الاحتفاظ بالعاصمة وبالحدود التي تربطه بلبنان. هذا التغيير اتهمها به خصومه في العراق أيضاً. أخذ أهل السنّة على قوات «الحشد الشعبي» التي تقاتل «داعش» بأنهم يعتمدون، كما القوات السورية النظامية، خطة الأرض المحروقة للسيطرة عليها لاحقاً بعد ترحيل سكانها.

إن انخراط إيران في مثل هذا المشروع في كل بلاد الشام يعني أنها قادرة على ابتلاع جزء من العالم العربي. في المبدأ يصعب أن تتغلب الجمهورية الإسلامية على هذا العالم بهذه البساطة، أو تهيمن وتبسط سيطرتها ونفوذها بلا رادع. فلا الجغرافيا ولا الديموغرافيا ولا القوة العسكرية ولا الكتلة الاقتصادية تتيح لها مثل هذا الطموح، إذا كانت راغبة في ذلك. هذا في منطق موازين القوى التي بين عناصرها أيضاً كتلة العلاقات والمصالح التي تربط العرب بالخارج بعيداً وقريباً، وكفة هذه راجحة لمصلحة العرب. لكن هذا الميزان أصابه كثير من الخلل، من خروج العراق من الحساب، إلى الأزمة الكبرى في سورية والاستعصاء السياسي في لبنان. فضلاً عن سقوط عدد آخر من الدول العربية في حروب أهلية أو ما شابهها.

لا جدال في أن إيران أفادت من هذه الظروف لتمد نفوذها في المشرق العربي وأطراف أخرى في شبه الجزيرة العربية. ساعدها في ذلك ليس قوتها العسكرية أو الاقتصادية بقدر ما ساعدتها التداعيات التي خلفتها «غزوتا نيويورك وواشنطن». جنت ثمار الحروب الاستباقية التي شنتها إدارة جورج بوش الإبن. كسبت في أفغانستان وثأرت من «طالبان». وورثت في العراق ما كان نظام البعث يحرمها منه. وساهم ذلك في تغلغها في سورية التي بات نظامها في السنوات الأربع الأخيرة يعتمد اعتماداً كبيراً على مساعداتها العسكرية والمالية لترسيخ بقائه. واعتمدت على حلفاء ومجموعات وميليشيات تلتقي معها إما في الإيديولوجيا أوالمذهب أوالسياسة. وقد يعطيها الإتفاق النووي دفعة لتجديد حلمها في السيطرة، بعدما كانت العقوبات في السنوات الأخيرة تهدده بالانكماش والضمور... إلا إذا تغلب التيار الإصلاحي على منافسيه رافعي شعار الامبراطورية. لكن السؤال هل يمكن إيران فعلاً أن تمسك ببلدان مشتعلة تستنزف قواها وثرواتها؟ ألا تعتبر من التجربة السوفياتية ليكون الأجدى أن تتماهى مع الموقف الروسي بدل أن تغرد وحيدة؟

إذا اختارت إيران فعلاً تقسيم سورية، ونالت حصة كبرى في صيغة محاصصة على غرار ما في العراق، عليها أن تخوض على الأرض حروباً طاحنة. حملة التغيير الديموغرافي في الزبداني والغوطتين لن تكون كافية. الاحتفاظ بالأراضي التي باتت جزءاً من «الامبراطورية الفارسية» تستدعي إعادة رسم الحدود في بلاد الشام. توفير سهولة التواصل بين هذه الأراضي، من المتوسط إلى حدود أفغانستان، لا يوفره تغيير ديموغرافي يطاول دمشق وريفها وغربها فحسب. إذا تحقق لها ذلك، لا بد لاحقاً من صدام واسع مع «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق. لا بد من طردها من تدمر لإعادة فتح الطريق بين دمشق وبغداد عبر معبر البوكمال، ومنه الانطلاق في الصحراء الغربية من ريف حمص إلى الرمادي ومحافظة الأنبار، للإمساك بمنطقة توفر التواصل بين العاصمتين العربيتين. وتوفر التواصل بين الساحل العلوي وملحقاته في حمص وحماه. ولن تكتفي بذلك، يستدعي المشروع ملحقات أولها توسيع التواصل بين الكتلة الشيعية في لبنان والعلوية في الساحل عبر تغيير ديموغرافي قد لا يقتصر على شمال البقاع بل ربما شمل شمال لبنان!

وري ضخم يتنــاسى رافعـــو لوائه حقائق ووقائع. فلا إيران بهذه القدرة وهذا الجبـــروت، لا عسكرياً ولا اقتصادياً. ولا الـعالم العربي رفع الراية البيضاء. هو حاضر في سورية والعراق ولبنان. ولا تركيا غائبة. ولا المجتمع الدولي سيلزم الصمت، هو المتهم بتعميم الفوضى الخلاقة لتفتيت المنطقة وإعادة تشكيلها على قياس مصالحه. وهل يمكن إيران أن تقيم خريطة عجز عنها أصحاب الأفكار من القوميين العرب إلى البعثيين والقوميين السوريين وغيرهم؟ هل تستطيع أن تهضم هذا الخليط من الطوائف والمذاهب والأعراق ومصالحه في المشرق العربي وتروّضه؟

رضخت إيران تحت ضغوط العقوبات والحصار، وقدمت ما يجب أن تقدم لتسوية ملفها النووي. ولو كانت بهذه المقدرة الخيالية لما كانت تخلت عن الحوثيين. ولما تخلت عن نوري المالكي. وهي اليوم تقبض على الجمر في العراق حيث يواجه رجالها قوى لا يستهان بها من المرجعية الشيعية العليا إلى قوى شيعية كثيرة فضلاً عن السنّة و... «داعش». والمحك الآن ليس المسار السياسي في سورية وحدها. المؤشر على موقف إيران وقدرتها ما سيؤول إليه مشروع الإصلاح الذي ينادي به العراقيون ويقوده حيدر العبادي بديلاً من المحاصصة القاتلة. فإذا نجحت في إطاحته لن تكون لها حصة تشارك فيها العرب فحسب، سيعود شبح التقسيم خياراً ثقيلاً على العراق. وهذا ما حذر منه المرجع الأعلى السيد علي السيستاني. وهذا ما نادت به دوائر أميركية. مثل هذا المآل لن يقف عند حدود بلاد الرافدين. سيكون مقدمة لإعادة رسم خريطة المشرق العربي كله. يعني ذلك أن مستقبل خطة دي ميستورا رهن بما يجري في العراق أيضاً حيث «المعركة» الأقرب، وإلا كيف ستنجح الحرب على «داعش»؟

 

لا شيء يدار أو يستقيم ـ بكبسة زر

وسام سعادة/المستقبل/24 آب/15

هناك في بلادنا وفي عصرنا وبين أهلنا وناسنا من يخمّن أن الأمور في هذا العالم الممكنن تدار جميعها بكبسة زر، وعلى هذا الأساس تنتشر نظرة للحدث السياسي تبحث دائماً عن كبسة الزر وراءه أو حتى بعده. مثلاً يتم اعتماد المنطق الاستفهامي التالي: هل معقول انّ كل شيء عفوي؟ لا، غير معقول. اذاً، كل شيء يدار بكبسة زر!. في لبنان اليوم هناك من يكابر على هذه الجزئية وهناك من يباشر الفهم. السياسة ليست كبسة زر. الحيثية السياسية ليست كبسة زر. التغيير السياسي ليس كبسة زر. هذا التعالي على كل معطى اجتماعي، وكل تحليل ملموس للواقع الملموس، ولكل مقاربة ذات طابع نظري، انما يستتبع تفشي الاعتقاد بكبسة الزر، وهذا أصل من أصول البلاء الذي نعانيه. هناك أزمة نفايات لا حل لها بالترقيع والتسويف والمواربة والتأجيل. لا حل لها أيضاً بكبسة زر من أي نوع، وكل الشعارات المرفوعة لحلها لا توحي بأنها جذابة بالشكل الكافي. هناك امور متشابكة: لايجاد حلول لهذه الازمة ينبغي اعتماد تفكير بيئي يتجاوز مسألة النفايات لوحدها، وتفكير اجتماعي لأن أي معالجة ما عاد يمكنها ان تتعايش مع شراهة الكسب نفسها، وهذا لا يتبدل بدوره بالوعظ الاخلاقي فقط، بل هناك تركيبة ذهنية ومعاشة كاملة ينبغي اعادة تدويرها، وشيئاً فشيئاً يظهر انّه، ومن كثرة ما تفشى الاعتقاد بأن هذه المشكلة او تلك تحل بكبسة زر، وهذا القانون او ذاك ينفذ بكبسة ذر، كانت النتيجة ان تراكمت المشكلات العويصة والمستعصية، الى ان ظهرت المشكلة التي لا يسمح موضوعها، النفايات، بركنها الى جانب المشكلات المستعصية الاخرى. لا يمكن اخماد رائحتها بكبسة زر. ايضاً، ذهنية «كبسة الزر» تقود اصحابها للانعزال عن الناس، وقضاياهم، وافكارهم، وتصور ان اي حركة احتجاجية هي لزاما حركة سلبية، وفيها طابور خامس، ويقودها طرف خفي، الى آخر المعزوفة. في المقابل، لا كبسة زر لاصلاح الدولة اللبنانية، لا كبسة زر من اجل الانتخابات البرلمانية، لا كبسة زر في الموضوع الرئاسي. ليس معنى ان هناك تعطيلا في كل هذه المؤسسات ان العطل يتعلق بكبسة الزر.

هناك عملية تفاوضية جدية بين اطراف المجتمع اللبناني لم يعد منها مهرب. هذه هي النقيض من كل منطق كبسة الزر. واطراف المجتمع اللبناني هذه لم يعد مقبولا حصرها باللون السياسي وحده، ولا اقامة القسمة التعسفية بين سياسيين ومدنيين.

حتى الساعة، هناك تفاوض ميداني، خارج القنوات. وتأطيره في قنوات ليس ابداً مسألة كبسة زر. وقد يكون كلام الرئيس تمام سلام بالأمس بالمحددات الاساسية التي شددها عليها هو النقيض تماماً لمنطق حل الامور بكبسة الزر، ولمنطق اما كبسة الزر واما التسويف.

وهذه العملية التفاوضية بين اللبنانيين، وغير المحصورة في السياسة بالمعنى التقليدي المختزل الى وجوه قيادية تحرك هنا وتحرك هناك، لم يعد مقبولاً التعامل معها بخفة. والتفاوض ليس فقط بين احزاب، او بين طوائف، او بين احزابه، انه يستند ايضا الى صراع بين أجيال. اعتقد كثيرون ان تجديد النخب السياسية بحواضر البيت يغني عن هذا الصراع. ظهر العكس، او ربما.

 

سوريا بشعبها كشفت الجميع

خيرالله خيرالله/المستقبل/24 آب/15

ليس للسوري سوى السوري. كلّ ما تبقى مضيعة للوقت لا يفهم معناها سوى السوريين أنفسهم واولئك الذين يعرفون سوريا عن كثب والذين يدركون أن ثورة الشعب السوري لا يمكن أن تتوقّف إلّا بعد خروج بشّار الأسد من السلطة بكلّ ما يمثّله.

لا يمكن لهذه الثورة ان تتوقف لسبب في غاية البساطة. هذا السبب عائد إلى أنّ الشعب السوري كسر حاجز الخوف. كسر هذا الحاجز سرّ صمود سوريا وشعبها. كان هذا الحاجز الهزيمة الأولى بالضربة القاضية للنظام الذي اقامه حافظ الأسد والذي في اساسه زرع الخوف في سوريا وفي قلب كلّ سوري وفي قلب كلّ مكان يمكن ان تصل إليه يده. بكسر السوريين لحاجز الخوف، لا عودة إلى خلف أيّا يكن الثمن وأيّا يكن عدد الضحايا.

هناك جيل من السوريين ثار في آذار ـ مارس 2011. هذا الجيل الشاب قال افراده لأهلهم أنّ لا مجال للتراجع ولا مجال لقبول ما قبل به الأهل من أباء وأجداد منذ وصول البعث إلى السلطة في العام 1963 ومنذ تحوّل سوريا، على مراحل، من حكم البعث المدني... إلى الحكم المحصور بمجموعة من الضباط العلويين...إلى حكم حافظ الأسد، وصولا إلى حكم العائلة والمنتفعين منها في مرحلة ما بعد توريث الأسد الأب السلطة وسوريا إلى الأسد الإبن.

كشفت الثورة السورية جهات عدّة. كشفت روسيا وكشفت ايران وكشفت تركيا. كشفت أوّلا وأخيرا إدارة باراك اوباما التي تبدو مستعدة لكلّ نوع من المساومات ارضاء لإسرائيل وايران في الوقت ذاته. إنّها إدارة تؤمن بكل بساطة بأنّ ايران واسرائيل مفتاحا المنطقة، على أن يترافق ذلك مع مراعاة لتركيا التي لا مفرّ من الإعتراف بثقلها الإقليمي.

بالنسبة إلى روسيا، تبيّن أن موسكو لا تزال في العصر السوفياتي. تعتقد أنّ الحرب الباردة مستمرّة وأن سوريا بين بيادقها في الشرق الأوسط. ليس صحيحا أن روسيا مهتمّة بميناء طرطوس. هذا كلام تجاوزه الزمن. روسيا لا تعرف شيئا عن سوريا، على الرغم من أنّها مهتمة بالغاز السوري وبانابيب النفط الآتي من الخليج التي يمكن أن تمرّ عبر الأراضي السورية. لا تعرف روسيا، قبل أيّ شيء آخر، أن النظام السوري غير شرعي وانّه نظام أقلّوي مرفوض من شعبه. لم يبلغها بعد أنّ الشعب السوري يرفض أن يكون محكوما من عائلة علوية احتكرت كلّ شيء في سوريا وقرّرت أن يكون البلد مجرّد مزرعة لآل الأسد وآل مخلوف وآل شاليش والمحيطين بتلك العائلات والدائرين في فلكها في سوريا ولبنان...

كان الرهان الدائم لروسيا، وقبل ذلك الإتحاد السوفياتي، على تكريس الضعف العربي. لذلك أخذت موسكو العرب إلى الهزيمة في العام 1967. في اساس الهزيمة، النظام السوري الذي ورّط مصر في الحرب وترك الجولان يسقط في يد الإسرائيليين متذرعا بأن المهم عدم سقوط النظام «الوطني» الذي نشر البؤس في سوريا وأوصلها إلى ما وصلت إليه اليوم!

الإتحاد السوفياتي هو روسيا. وروسيا هي الإتحاد السوفياتي. لذلك، يبدو طبيعيا تمسّك موسكو ببشّار الأسد الذي أخذ على عاتقه احراق سوريا وتفتيتها والانتهاء من السوريين عن طريق تشتيتهم وتحويلهم إلى لاجئين، حتّى داخل سوريا نفسها.

بالنسبة إلى ايران، تظلّ سوريا الجائزة الكبرى، ولكن بعد العراق ولبنان الذي تختزله طهران بـ»حزب الله» واستثمارها فيه. لا يمكن معرفة مدى تمسّك ايران بسوريا إلّا متى ادركنا أنّ خسارتها لها ستكون له نتائج كارثية على مستقبل «حزب الله». ولذلك، نرى ايران تعمل كلّ ما تستطيع لإبقاء سوريا جرما يدور في فلكها معتمدة بشكل خاص على الميليشيات المذهبية من جهة وعلى الخطة البديلة المتمثلة في اقامة الدويلة العلوية ذات الامتداد اللبناني من جهة أخرى.

يتبين مع مرور الوقت أن ايران لا تعرف شيئا عن سوريا، حتّى لو نجحت في شراء مساحات شاسعة من الأراضي في دمشق ومناطق أخرى، وحتّى لو استطاعت تهجير كلّ السنّة الذين يقفون في وجه مشروع الدويلة العلوية. هذا المشروع ولد ميتا، على الرغم من أنّه يلتقي مع المشروع الإسرائيلي الأصلي المتمثل في اقامة دويلات طائفية في الشرق الأوسط! في سوريا، انكشفت تركيا وذلك على الرغم من التسهيلات التي قدّمتها، مشكورة، للاجئين السوريين. تبيّن أن رجب طيب اردوغان لا يمتلك سياسة واضحة قابلة للتطبيق ولا الوسائل اللازمة لتنفيذ هذه السياسة الطموحة. باعت ادارة اوباما السوريين الأوهام. رسمت الخطوط الحمر التي حذرت النظام من تجاوزها. ظهر جليا أن اوباما يرى كلّ الألوان باستثناء اللون الأحمر. كانت نقطة التحوّل قبل سنتين بالتمام والكمال عندما استخدم بشّار الأسد السلاح الكيميائي في المواجهة التي يخوضها مع الشعب السوري. انقذت روسيا النظام السوري من العقاب عندما طرحت على بشّار التخلي عن ترسانته الكيميائية. لا تزال ادارة اوباما حائرة من امرها. لا تزال تراهن على أن الوقت كفيل بأن يأتي بحلّ للأزمة السورية. تتحدث عن الحرب على «داعش» الحليف الموضوعي لنظام بشّار الأسد ولا ترى البراميل المتفجّرة التي تستهدف السوريين في دوما وغير دوما. ليس مفهوما كيف يمكن لأوباما البقاء متفرّجا على المأساة التي تتعرض لها دوما القريبة من دمشق.

ليس لدى السوريين من خيار آخر غير الصمود. إنّهم يدفعون غاليا ثمن الأزمة التي عاشها بلدهم منذ ما قبل وصول البعث، بكلّ تخلّفه، إلى السلطة. الجانب الأكيد والثابت أنّ الشعب السوري أظهر قدرة غير طبيعية على الاستمرار في المقاومة. إنّه المقاوم والممانع الحقيقي في زمن تخلّى فيه الجميع عن سوريا واعتبروها حقل تجارب لما يمكن أن يكون عليه الشرق الأوسط الجديد. إنّه الشرق الأوسط الذي لا يزال يعاني من اثار الزلزال الذي تسبّب به انهيار العراق نتيجة الاحتلال الأميركي في العام 2003 واعتقاد ايران أن ابواب المنطقة صارت مفتوحة لمشروعها التوسّعي المرتكز على اثارة الغرائز المذهبية ولا شيء آخر غير ذلك.

 

انتظارات العراق

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/24 آب/15

رغم قلة أعدادهم مقارنة بالأعداد الهائلة التي ضاقت بها ساحات عواصم الربيع العربي في تونس ومصر، ورغم أنّ انتفاضتهم السابقة عوملت نسبيًا كما تعامل نظاما الأسد والقذافي مع انتفاضة الشعبين السوري والليبي، فإن العراق والعراقيين اليوم على أعتاب مرحلة سياسية جديدة وحساسة، يعيدون فيها إنتاج دولتهم ونظامهم السياسي، ولكن بشروطهم وخصائصهم الوطنية. إلّا أنّ المفارقة في الحالة العراقية أنّ هذه الحركة المطلبية التي انطلقت منذ شهر، يمكن لها أن توقف حالة عدم الاستقرار السياسي المستمرة في العراق منذ أكثر من عشرة أعوام. وهذه الحالة باتت أساسًا تهدد وحدته الوطنية، وذلك بسبب فساد الطبقة السياسية وممارستها سياسة الإقصاء المذهبي والإثني، التي من تداعياتها أنها مكنت تنظيما مثل «داعش» من السيطرة على ثلث مساحة العراق. ويمكن لهذه الانتفاضة العراقية أن تنقل البلد إلى مرحلة جديدة عنوانها الإصلاح السياسي والقضاء على الفساد ومحاربة الإرهاب، وإعادة الاعتبار لسلطات الدولة الشرعية والقضائية وإعادة بناء المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية بعيدًا عن المحاصصة الطائفية، وانعكاسات خارجية ستؤثر حتمًا على علاقات العراق بجواره العربي والإقليمي.

تقف الطبقة السياسية العراقية، وخصوصًا الشيعية فيها، عاجزةً عن احتواء الاحتجاجات أو الالتفاف على المطالب الشعبية. والمفارقة أن هذه الأحزاب سارعت إلى تأييد مطالب الشارع بمحاسبة الشخصيات الحزبية المتورطة في الفساد والمتهمة بسوء استخدام السلطة. كما أن هذه الأحزاب نفسها اضطرت إلى الإعلان مرغمة على موافقتها على كل الخطوات الإصلاحية التي أطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي. قبلت القوى السياسية بهذه المطالب على مضض نتيجة الواقع الجديد الذي فرضته ثنائية الشعب والمرجعية.

لم يعد يسيرا على هذه القوى السياسية، كما حصل في السابق، اتهام المحتجين بأنهم وقعوا ضحية جهات خارجية تستغل مطالبهم من أجل تقويض المكاسب الشيعية في السلطة والنيل من العملية السياسية. كما أنّ الاحتجاجات هذه المرة وصلت إلى أغلب محافظات الوسط والجنوب حيث الأغلبية الشيعية التي تخضع، منذ أكثر من عشر سنوات، لسلطة أحزاب الإسلام السياسي الشيعي الفاسدة، والتي حمّلتها مرجعية النجف جزءًا كبيرًا مما آلت إليه الأمور في السنوات الأخيرة. فاتّهمتها وباقي شركائها في العملية السياسية بأنهم لم يراعوا المصالح العامة للشعب العراقي، بل اهتمّوا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية. في الوقت نفسه الطبقة السياسية الكردية متمسكة بنظام المحاصصة وتدافع عنه لما يؤمّنه لها من مكاسب سياسية واقتصادية. أما القيادات السنية فمنشغلة بتحرير مناطقها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي لتمكين شارعها ومكوناتها المدنية من إعادة بناء الثقة مع المكونات العراقية الأخرى، بعد مرحلة طويلة من العزل والإقصاء اللذين مارستهما الحكومات السابقة. ونتيجة هذا الواقع يبقى العاتق الأكبر في تحقيق الإصلاحات وتحرير القرار السيادي العراقي من قبضة الإملاءات الخارجية وإعادة بناء الشخصية العراقية يقع على كاهل مكونات الاجتماع الشيعي الأهلي والمدني، ومن يرتضي من أحزابه السياسية أن يسير مع هذه الخطوات دون مواربة أو انتقائية أو بدافع تصفية حسابات مع أطراف شيعية أخرى. وتقع على هذا المكوّن هذه المسؤولية التاريخية، نظرًا لموقعه كأغلبية وطنية خسرت موقعها الطبيعي في قيادة الدولة والمجتمع عندما حولتها المصالح الفئوية والتبعية للخارج إلى أغلبية مذهبية قمعت التنوع داخلها ورفضت الاعتراف بالتعدد والشراكة في إدارة البلاد.

 

الاتفاق الإيراني يصوغ شكل الحرب بالعراق

نوح فيلدمان/الشرق الأوسط/24 آب/15

يتخذ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، حاليًا، خطوات صارمة لتخليص نفسه من سلفه المثير للمشكلات، نوري المالكي. ففي أعقاب تعديل حكومي، تمثلت خطوته الأخيرة في صدور تقرير برلماني يلقي باللوم على المالكي والكثير من كبار القيادات السياسية والعسكرية المعاونة له عن سقوط الموصل في أيدي «داعش»، الصيف الماضي. ومن المقرر إحالة التقرير إلى مدعٍ عام، مما يعني أن العبادي قد يخطط لتقديم المالكي لمحاكمة جنائية. من جهته، يقاتل المالكي في المقابل، حيث أصدر بيانًا عامًا أنكر خلاله ما ورد في التقرير.

وبالنظر إلى أن المالكي تمتع بقدر أكبر من التأييد الداخلي عن العبادي عندما أجبرته الولايات المتحدة، مع رضوخ من قبل إيران على مضض، على الاستقالة من منصبه، فإنه من غير المثير للدهشة أن يرغب العبادي في تعزيز سلطته عبر التخلص من المالكي تمامًا.

بيد أنه فيما وراء الاهتمام بتعقيدات المشهد السياسي العراقي، ما الذي يمكن أن يدفع باقي العالم للاهتمام بمحاولات العبادي التخلص من المالكي؟ تكمن الإجابة في تداعيات الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، المعروض حاليًا على الكونغرس، ومع ذلك تتعامل معه قوى إقليمية باعتباره أمرًا واقعًا. في الحقيقة، تعكس إجراءات العبادي فيما يخص المالكي إعادة ترتيب المشهد السياسي الإقليمي في ضوء الاتفاق المبرم مع إيران. ورغم أن المالكي كان ينظر إليه في وقت مضى كشخص موالٍ لإيران من جانب العراقيين السنة والولايات المتحدة، فإن العبادي يتبع اليوم نهجًا جديدًا يراهن من خلاله على أن المصالح الأميركية والإيرانية متوافقة بصورة وثيقة على نحو لن يجعل من الإبقاء على عراق موحد ومتعدد الطوائف هدفًا مقدسًا كما كان من قبل. أما الإيرانيون، فإنهم على ما يبدو قد تخلوا عن المالكي وتركوه يواجه مصيره.

وللتعرف على ما يجري، علينا تأمل ما واجهه المالكي وأخفق فيه عند التعامل مع «داعش». إن سقوط الموصل يحمل في طياته الكثير من الدروس، منها أن الجيش العراقي، وهو قوة مختلطة من شيعة وسنة، انهار بصورة كارثية، حسبما يؤكد التقرير البرلماني.

في الواقع، تجاوز السبب وراء الفشل الجوانب الفنية، ذلك أن الشيعة داخل الجيش ربما كانوا موالين للمالكي، لكنهم لم يتقبلوا فكرة الموت دفاعًا عن المدينة التي ينتمي غالبية سكانها للسنة. أما أفراد الجيش من السنة، فإنهم شعروا بالصدمة حيال الانطباع الذي تولد لديهم بأن المالكي يدير العراق نيابة عن إيران، مما جعلهم غير مستعدين للتصدي لمهاجمين سنة من «داعش». في نهاية الأمر، من الواضح أن الفشل في الدفاع عن الموصل ليس سوى فشل في قيادة الموصل، وفي خطته للحفاظ على العراق موحدًا تحت السيطرة الشيعية.

يرى البعض أن العبادي لم يقدم حتى الآن أداء أفضل عن المالكي في مقاومة المتطرفين؛ ففي مايو (أيار)، وفي ظل رئاسة العبادي للحكومة، سقطت الرمادي، بالصورة المخزية والمهينة التي سقطت بها الموصل العام السابق. إلا أن العبادي يدرس على ما يبدو اتباع نهج مختلف حيال المشكلة عما اتبعه المالكي. ويبدو أن استراتيجيته تقوم على عنصرين، يعتمد كلاهما على تنامي التعاون الأميركي - الإيراني.

أولاً: يقر العبادي نشر ميليشيات شيعية تتولى إيران تدريبها وقيادتها، بدعم من ضربات جوية أميركية، ضد «داعش». المؤكد أن عملية اجتذاب الأميركيين والإيرانيين ليقفوا على صف واحد، سارت ببطء، بالنظر لمشاعر التشكك والريبة المتبادلة. إلا أنه على ما يبدو، فإن العبادي يعتقد، لسبب ما، أن الاتفاق النووي الأميركي - الإيراني يزيد احتمالات تحقق التعاون. في يونيو (حزيران)، توجه العبادي لإيران لحث المرشد الأعلى، علي خامنئي، على الاستمرار في دعم القتال ضد «داعش»، وأيضًا شارك في اجتماعات مجموعة السبع في النمسا بهدف حشد تأييد باراك أوباما لتقديم مزيد من الدعم في هذا القتال. كما حث الولايات المتحدة على بذل المزيد من الجهود لتدريب وحدات الجيش العراقي، علاوة على ترحيبه بنشر مستشارين أميركيين قد ينسقون جهودهم مع قوات تعمل تحت قيادة إيرانية.

في الحقيقة، من قبيل التفاؤل الاعتقاد بأن الجهود الأميركية والإيرانية المشتركة بإمكانها إلحاق الهزيمة بـ«داعش» في العراق، لكن تبقى الحقيقة أن هذا من المتعذر إنجازه من دون وجود قوات عربية سنية برية. وحتى الآن، لا يتوافر أمام العبادي سبيل واضح للقيام بذلك.

ومع ذلك، وعلى خلاف الحال مع المالكي، ينوي العبادي تجنب تحمل اللوم إذا ما فشلت جهود القتال ضد المتطرفين - وذلك لأنه يسعى بجد لكي يظهر للجانبين الأميركي والإيراني أنه يحاول حشدهما لمعاونته في الحرب. بمعنى آخر، في مساعيه للتحوط ضد استمرار الفشل في هزيمة «داعش»، يعتمد العبادي على تعميق تحالفه مع المصالح الأميركية والإيرانية. كما يملك العبادي شيئًا آخر لا يملكه المالكي: استراتيجية يمكن اللجوء إليها حال استمرار بقاء «داعش» على المدى المتوسط بالعراق. ويبعث العبادي برسائل إلى العراقيين الشيعة، وكذلك إيران والولايات المتحدة، مفادها أن بمقدوره حكم العراق حال تمزيقه، بمعنى حكم العراق مع استثناء المناطق السنية الخاضعة لسيطرة المتشددين والاعتراف بالحكم الذاتي الفعلي لكردستان العراق.

وقد أشارت جهود العبادي الإصلاحية خلال الأسابيع القليلة الماضية، التي شهدت فقدان سياسيين سنة بارزين لمناصبهم، في هذا الاتجاه. كما ألغى العبادي منصب نائب رئيس الجمهورية الذي ضم ثلاثة أفراد منهم المالكي. كما أن التقرير البرلماني حول سقوط الموصل ألقى باللوم على عاتق اثنين آخرين من السياسيين السنة البارزين، هما سعدون الديلمي، القائم بأعمال وزير الدفاع في عهد المالكي، وأثيل النجيفي، حاكم محافظة نينوى سابقًا وشقيق أسامة النجيفي، أحد نواب الرئيس المفصولين.

أما الرسالة التي يحملها كل ذلك؛ فهي أن العبادي سئم من استراتيجية المالكي، التي جرى إقرارها في ظل ضغوط أميركية مكثفة، والقائمة على دمج قيادات سنية داخل حكومة عراقية مركزية. وقد يثير هذا التغيير غضب الولايات المتحدة، نظرًا لأنه من الصعب تخيل سبيل آخر يمكن من خلاله تهدئة السنة والحفاظ على التزامهم بالإبقاء على العراق موحدًا. ومع ذلك، تبقى هذه الاستراتيجية منطقية بالنظر إلى أن العراق أصبح مقسمًا فعليًا جراء وجود «داعش» في المناطق ذات الأغلبية السنية من البلاد. فيما مضى، ربما كان رئيس الوزراء ليقلق بشأن كيف ستشعر واشنطن حيال عراق مقسم يهيمن عليه الشيعة، خصوصا أنه يقع مجاورًا لإيران، لكن العبادي لا بد أنه يبني حساباته على أن الاتفاق الذي عقدته واشنطن مع طهران، سيدفع الأولى للتعايش مع هذه النتيجة باعتبارها الأقل سوءًا، وذلك لأن شعورها بالتهديد من جانب إيران انخفض بعد الاتفاق النووي. إن الولايات المتحدة ترغب في هزيمة «داعش»، ومن المفترض أن الرغبة ذاتها تساور إيران، إلا أن التحول الأكبر يكمن في أن الولايات المتحدة ربما لم تعد على القدر نفسه من الالتزام مثلما كان الحال سابقا تجاه عراق موحد متعدد الطوائف باعتباره حائط صد ضد إيران. هذا التحول نتيجة الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

دموع بين «دوما» وشاطئ «كوس»

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/24 آب/15

يقول عنوان المقال المصور لصحيفة «نيويورك تايمز»: «حين تفكر بالمهاجرين الواصلين إلى أوروبا تذكر هذه الصورة». والصورة التي قصدها المقال التقطها الإسباني «دانيال اتر» وفيها يظهر السوري «ليث» ينفجر باكيًا من الفرح ويحتضن ابنه وابنته الصغيرين لحظة وصولهما سالمين إلى شاطئ جزيرة كوس اليونانية بعد أن عبروا على متن قارب مطاط من بودروم التركية إلى الشاطئ اليوناني للجوء وبناء حياة جديدة.. لقد نجا الرجل بعائلته مرتين، الأولى حين هرب من الموت في دير الزور السورية. والثانية حين أفلت من الغرق في البحر على غرار مصير مئات اللاجئين. النجاة المزدوجة هذه فاضت دموعًا على وجهه ما إن وطأت قدماه الشاطئ. وتلك اللحظة التقطها المصور «اتر»، وعنها قال في تغريدة له على «تويتر»: «غلبتني مشاعري حين رأيت دموع الفرح بالنجاة في عيون العائلة ولهذا أفعل ما أفعله»..

فعلاً فقد بدت يدا الرجل تطوقان ولديه وصرخة الخلاص على وجهه؛ صورة جميع اللاجئين والفارين، وهي استخدمت بكثافة في الأيام الماضية بهدف الرد على الحملات المتصاعدة ضد اليائسين الباحثين عن الخلاص ولو كلفتهم المحاولة حياتهم.. بات الأمر قضية أوروبا الشاغلة خصوصًا أن أعداد اللاجئين تتضاعف على مدار اللحظة. وإن كانت عيون ليث السوري المهاجر من دير الزور قد فاضت بدموع الفرح والنجاة وباتت صورته وجه اللاجئ الحائر في أوروبا، فإن صورة أخرى لم تنتشر عالميًا، نجا صاحبها أيضًا من الموت، وتظهر دموعه لكنها ذات ظرف ومشاعر مغايرة..فمن بين عشرات الصور المروعة لضحايا قصف النظام السوري الوحشي على سوق شعبية الأسبوع الماضي في دوما والتي أوقعت ما يزيد على المائة قتيل ظهرت صورة لفتى مضمد الرأس بلفافة بدت وكأنها وضعت على جرحه على عجل فلم تضبط الدماء التي سالت وجمدت على وجهه.. هذا الفتى نجا من الموت أيضًا لكنها تلك النجاة التي هي أقرب لتمديد المعاناة لا الخلاص، ولعلها ليست نجاته الأولى من الموت.. بدت اللقطة المقربة على وجه الفتى أشبه بلوحة ألم نادرة رغم وفرة صور القهر السوري لكن نظرة هذا الفتى فيها من الألم والحزن ما يشعرنا بالعجز المطلق. فالضمادة حول رأسه بدت أشبه بهالة لكنها ليست هالة من نور، إنها أقرب إلى كفن أو مثوى يحوي هذا الفتى رغم أنه ما زال على قيد الحياة.. اختلطت الدموع بالدماء على وجهه فيما غلب ملامحه ذاك اليأس والتسليم فيشعر من ينظر إليه أنه عاجز حتى عن إشهار أوجاعه أو الصراخ بنا أو حتى النحيب.. كان دمعه يفيض دون جهد، وبدا مستسلمًا لذاك الشعور العميق بالإحباط وبأنه عالق في هذا الزمن السوري المكسور فكان بالكاد يتحرك مستكينًا للموت الذي جانبه بصعوبة هذه المرة ولا يدري إن كان سيواصل النجاة في جولات قصف أخرى..

لم نعرف من هو الفتى الدوماني..

حتما له اسم وحكاية وله عائلة وأصدقاء، والأكيد أنه هو أيضًا يمثل صورة العالقين داخل سوريا ولا يهتم لأمرهم أحد. ألم تغب مجزرة دوما عن مساحة واسعة من الإعلام العربي والعالمي، تمامًا كما الكثير من المجازر التي يتعرضون لها على يد النظام؟..

بكا ليث لأنه تمكن من النجاة فيما الفتى الدوماني بكى لأنه عاجز عن الاحتفاء بنجاته إن كانت نجاة فعلاً..