المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august28.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا16/من13حتى17/لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال

رسالة القدّيس يوحنّا الثانية01/من01حتى13/كُلُّ مَنْ يتَعَدَّى تَعْلِيمَ المَسِيح، ولا يَثْبُتُ فيه، لا يَكُونُ اللهُ مَعَهُ. ومَنْ يَثْبُتُ في تَعْلِيمِ المَسِيح، يَكُونُ مَعَهُ الآبُ والٱبن.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

اجتماع الراعي عون: لا خير ولا رجاء لأن فاقد الشيء لا يعطيه/الياس بجاني

لن يأتينا التغيير الإيجابي بواسطة رموز وأدوات الإحتلال/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مجلس الوزراء أنقذ الرواتب وغرق في سجالات النفايات التوافق السلبي غيّب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"

الـ 70 مرسوماً "نقطة في بحر" خيبة المسيحيين أوساط كنسية: ليطّلعوا على الملفات قبل التوقيع

لكي تقوم الدولة أطمروا الدويلة/أحمد الأسعد

جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في 2 ايلول

مجلس الوزراء فتح اعتمادات للرواتب ومعاشات التقاعد سلام: أفكار جديدة لمعالجة النفايات تتماشى مع مطالب المجتمع المدني

بري تمنى على سلام التريث في دعوة مجلس الوزراء إفساحا للمشاورات

الراعي استقبل عون وتشديد على "ضرورة التواصل مع كل الاطراف للتوصل الى حلول تصون الوحدة والميثاق الوطني"

قهوجي عرض الاوضاع مع سفير الامارات والتقى المحلق العسكري الاميركي

سامي الجميل عرض الاوضاع مع السفير المصري

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 آب 2015

جبهة النصرة لا تريد إكمال التفاوض غير المباشر مع اللواء عباس ابراهيم

ريفي: «حزب الله» يدفع بـ«سرايا المقاومة» لإثارة الشغب

هل يتجه "حزب الله" الى 7 ايار جديد؟/طارق السيد/موقع 14 آذار

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 27/8/2015

مؤتمر صحافي لتجمع منظمات المجتمع المدني أكد فاعلية حراك "طلعت ريحتكم" لترجيح كفة الشفافية ومكافحة الفساد

جنبلاط اتصل بعون واكد انه يعول على حكمته في هذه المرحلة

سليمان خلال اجتماع اللجان التحضيرية للقاء الجمهورية: لا يجوز تغيير آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء وفقا للأهواء والمزاجيات

قاسم: حزب الله يفتخر بعلاقته بإيران وقيادتها الحكيمة

معلولي: الحل بانتخابات نيابية فرئاسية وحكومة انقاذ وطني

زيارة وفد من حركة لبنان الرسالة للعلامة السيد علي فضل الله

حزب الله وعون يقاطعان الحكومة… ويهدّدان بالشارع

اشتباكات ليلية أوقعت قتيلين في عين الحلوة قابلها هدوء حذر نهارا و"فتح" تعـزز عديدهـا باسـتقدام عناصـر تحسـبا لأي مواجهـة

 تظـــاهرة الســبت "حــارة كــــل مين ايـــــدو الو" وتفـاوت فـــي المطــالب ولا ضـمانات بتـكرار الشــــغب

زعرور: "الرئاسـة" اولاً وحكومـة تكنـوقراط وقــانون انتخابـات

الملاّح: لن نسمح للاحزاب بركوب الموجة ومتطوعون لمنع المندسين

\"البيان": إعادة مناقصات النفايات لتحسين دفتر الشروط

قمة روحية في بكركي الاثنين "ضد الفراغ الرئاسي ونيــة عقد لقاء الاقطاب متوافرة وللراعي شروطه

عريجي: لعلّ المجلس ينجح في اتخاذ بعض القرارات.. والمراسيم جُمدت و"لسنا مستقيلين او معتكفين وقاطعنا اليوم تفاديا لتفاقــم الاوضــاع"

حزب الخضر يُطالب بالشراكة في اعداد دفتـر الشروط ويدعو الى الاعتصام في الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس

مقاطعة "التكتل" وحزب الله مجلس الوزراء مخرج ذكي "لجلسة منتجة"

بري تمنى على سلام التريث والتظاهرات تعبد طريق الرئاســــة

قمة روحية في بكركي الاثنين والراعي استبقها بلقاء مـــع عون

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

باسيل رئيساً رسمياً لـ"التيار الوطني الحر" لأربع سنوات تبدأ في 20 أيلول

باسيل لعون: أركع أمامك لتباركني ونسعى للتوافق في الرئاسة

باسيل رئيساً لـ"التيار" بالفرض والإقصاء

باسيل أعلن برنامجه ورؤيته للتيارالوطني الحر: سنبقى ثائرين على كل فساد ومتمردين على كل ظلم

بري دعا للمشاركة بذكرى تغييب الصدر في النبطية : سنواصل التحرك لتحرير الامام ورفيقيه كأولوية وطنية

إبراهيم في العيد ال70 للامن العام: لا مكان في مهماتنا الأمنية لكلمة تراجع أو إستسلام

فتحعلي في حفل إزاحة الستارة عن نصب مصطفى شمران: شعب لبنان صنع ملاحم الكرامة بانتصاراته الخالدة

مؤسسة المطران الجميل للحوار والثقافة دعت الى ابراز جهوده في تفعيل ملف تطويب المطران ملكي

السنيورة يطالب جنبلاط بإتخاذ موقف وطني عبر إعادة فتح مطمر الناعمة لكي يلتقط لبنان انفاسه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض: خادم الحرمين وأوباما يلتقيان الجمعة المقبل

رئيسة المحكمة العليا في اليونان تتولى حكومة تصريف الاعمال الى حين الانتخابات

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فعل الإيمان العوني - يتلى صباحا ومساء/نوفل ضو/فايسبوك

ارتباك حكومي وأمني وفوضى فكرية وفجور تظاهرة السبت: شعارات الأحزاب ستطغى ولا نتيجة/ايلي الحاج /النهار

انهيار النخبة السياسية في لبنان/نديم قطيش/الشرق الأوسط

حراك في لبنان للتغيير أم قناع جديد لحزب الله وعون؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

أحداث 7 أيار ألغت مراسيم لحكومة السنيورة ويهدّد بها إذا لم تصحَّح مراسيم لحكومة سلام/اميل خوري /النهار

إيران لن تُعطى في لبنان.. لكنها تحفظ مصالحها/ثريا شاهين/المستقبل

الجذر والفروع/علي نون/المستقبل

المجتمع المدني» دعا الى تصحيح الحراك/رياض الصلح.. المشاركون قلّة والمشاغبون كثر/خالد موسى/المستقبل

«منظمات المجتمع المدني» لـ «طلعت ريحتكم»: نعم لمحاربة الفساد لا لإسقاط الدولة/فاطمة حوحو/المستقبل

زبالة لبنان و «الشراكة» الإقليمية/وليد شقير/الحياة

لبنان: النظام سيّس التحرك/حسام عيتاني/الحياة

هل ما يُدبّر تحت طاولة التحرّك الشعبي؟ شكوك تتعاظم حول أجندة داخلية – إقليمية/روزانا بومنصف/النهار

ثورة لن يكتب لها النجاح/إيلـي فــواز/لبنان الآن

محاولات متظاهر فاشل/حـازم الأميـن/لبنان الآن

العودة إلى حضن الكرملين؟/الياس الديري/النهار

هل يناسب أوباما نمط كيندي ونيكسون وريغان؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

إيران تفاوضت على «النووي» لإنقاذ نظامها/إيلي ليك/الشرق الأوسط

فشل المشروع الإيراني/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

استعادة النفوذ الروسي في الشرق الأوسط/راغدة درغام/الحياة

محمد المشنوق والياس ابو صعب: عملة واحدة/نديم قطيش/المدن

القنوات اللبنانية: الأجندة ثم الأجندة ثم المهنة/بتول خليل/المدن

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية أوباما راهن على ضعف إيران/عبد الكريم أبو النصر/النهار

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا16/من13حتى17/لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال

"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال».وكَانَ الفَرِّيسِيُّون، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَال، يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَيَتَهَكَّمُونَ عَلَيْه. فَقَالَ لَهُم: «أَنْتُم تَتَظَاهَرُونَ بِالبِرِّ أَمَامَ النَّاس، ولكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُم؛ لأَنَّ الرَّفِيعَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رَجَاسَةٌ أَمَامَ الله. دَامَتِ التَّوْرَاةُ وَالأَنْبِياءُ حَتَّى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الحِينِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ الله، وَكُلُّ إِنْسَانٍ يَغْصِبُ نَفْسَهُ لِيَدْخُلَهُ. ولكِنْ لأَسْهَلُ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ التَّوْرَاة".

 

رسالة القدّيس يوحنّا الثانية01/من01حتى13/كُلُّ مَنْ يتَعَدَّى تَعْلِيمَ المَسِيح، ولا يَثْبُتُ فيه، لا يَكُونُ اللهُ مَعَهُ. ومَنْ يَثْبُتُ في تَعْلِيمِ المَسِيح، يَكُونُ مَعَهُ الآبُ والٱبن.

"يا إِخوَتِي: مِنَ الشَّيخِ الكَاهِنِ إِلى السَّيِّدَةِ المُخْتَارَةِ وأَوْلادِهَا الَّذِينَ أُحِبُّهُم في الحَقّ، لا أَنَا وَحْدِي، بَلْ جَميعُ الَّذِينَ عَرَفُوا الحَقّ، لأَنَّ الحَقَّ ثَابِتٌ فِينَا، ويَبقَى مَعَنَا إِلى الأَبَد: لِتَكُنْ مَعَنَا النِّعْمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِنْ لَدُنِ اللهِ الآبِ ويَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْنِ الآب، في الحَقِّ والمَحَبَّة! لقَد فَرِحْتُ جِدًّا لأَنِّي وَجَدْتُ بَعْضَ أَوْلادِكِ سَالِكِينَ في الحَقّ، بِحَسَبِ الوَصِيَّةِ الَّتي تَسَلَّمْنَاهَا مِنَ الآب. والآنَ أَسأَلُكِ، أَيَّتُهَا السَّيِّدَة، لا كَأَنِّي أَكْتُبُ إِلَيْكِ بوَصِيَّةٍ جَدِيدَة، بَلْ بِالوَصِيَّةِ الَّتي كَانَتْ لنَا مُنْذُ البَدْء، وهيَ أَنْ نُحِبَّ بَعضُنَا بَعضًا. وهذهِ هِيَ المَحَبَّة، أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاه. وهذِهِ هِيَ الوَصِيَّة، كَمَا سَمِعْتُم مُنْذُ البَدْء، أَنْ تَسْلُكُوا في المَحَبَّة. فإِنَّ مُضَلِّلِينَ كَثِيرِينَ ٱنْتَشَرُوا في العَالَم، وهُم لا يَعْتَرِفُونَ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ أَتى في الجَسَد، هذَا هُوَ المُضَلِّلُ والمَسِيحُ الدَّجَّال. إِنْتَبِهُوا لأَنْفُسِكُم لئَلاَّ تَخْسَرُوا مَا قَدْ عَمِلْتُم، بَلْ لِتَنَالُوا أَجْرًا كامِلاً. كُلُّ مَنْ يتَعَدَّى تَعْلِيمَ المَسِيح، ولا يَثْبُتُ فيه، لا يَكُونُ اللهُ مَعَهُ. ومَنْ يَثْبُتُ في تَعْلِيمِ المَسِيح، يَكُونُ مَعَهُ الآبُ والٱبن. إِذَا جَاءَكُم أَحَدٌ لا يَحْمِلُ هذَا التَّعْلِيم، فلا تَقْبَلُوهُ في بُيُوتِكُم، ولا تُلْقُوا علَيهِ السَّلام. فَمَنْ يُلْقِي عَلَيْهِ السَّلامَ يُشَارِكُهُ في أَعْمَالِهِ الشِرِّيرَة. إِنَّ عِنْدِي أَشْيَاءَ كَثيرةً أَكْتُبُ بِهَا إِلَيْكُم، ولكِنِّي لا أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَهَا بِحِبْرٍ ووَرَق، بَلْ أَرجُو أَنْ آتِيَ إِلَيْكُم، فَأُكَلِّمَكُم مُشَافَهَةً، لِيَكُونَ فَرَحُنَا كامِلاً. يُسَلِّمُ عَليْكِ أَوْلادُ أُخْتِكِ المُخْتَارَة. آمين".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

اجتماع الراعي عون: لا خير ولا رجاء لأن فاقد الشيء لا يعطيه

الياس بجاني/27 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/27/%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D9%84%D8%A7/

نسأل أي خير أو رجاء يمكننا نحن الموارنة تحديداً أن نتوخى ونتوقع وننتظر من اجتماعاً دام لأكثر من 3 ساعات اليوم في بكركي بين سيدنا بشارة الراعي والنائب ميشال عون؟

شخصياً وعن قناعة إيمانية راسخة خلفيتها الموثقة تاريخ وممارسات وثقافة الرجلين وتعاطيهما مع الآخرين ومع الوطن وشجونه وشؤونه، لا نتوقع غير الأذى واستمرار التغييب والتهميش وتضييع الوقت والفرص والغرق أكثر وأكثر في كل ما هو ترابي ودنيوي وسلطوي كون سيدنا وعون وعن سابق تصور وتصميم ومعرفة قد هجرا كل ما هو محبة وعطاء وتواضع، وتخليا عن كل معاني ومفاهيم قول السيد المسيح، “إن مملكتي ليست من هذه الأرض”، ” وأعطي ما لله لله وما لقيصر لقيصر”.

مما لا شك فيه أن حالتنا المارونية الحالية المأزومة سياسياً وإيمانياً وتمثيلاً كنسياً ووطنياً هي موجودة ومستمرة وتنخر دون رحمة أو مخافة من الله في عظامنا وأجسادنا وبنسب كبيرة، موجودة بنتيجة مواقف وتحالفات وفتور مواقف وخطاب واستكبار وترابية ثقافة سيدنا البطريرك بشارة الراعي. هذا الراعي الذي لا نراه شخصياً يرعى الرعية بما يرضي الله، وهو الممسك بتفرد غير مسبوق بسدة البطريركية وقرارها والعامل ليلاً نهاراً على تغيبها وضرب ثوابتها التاريخية وتعطل دورها الضميري والوجداني الجامع. هذا الدور المُعطل من قبل سيدنا ومن قبل من يحيط به كان يفترض أنه غير ترابي الفكر والتوجه وبعيد كل البعد عن لوثات السلطة والتحزب الأعمى والحسابات الذاتية والآنية والمصلحية.

في القاطع الآخر، القاطع السياسي والوطني والقيادي، لم يسبق في تاريخنا الماروني ومنذ ما يزيد عن 1600 سنة أن تمكن قائد مدني اسخريوتي واحد من إخراجنا من ذاتنا ومن هويتنا ومن حضارتنا ومن تسميم عقولنا وتشويه فكرنا وتعهير كل قيمنا كما فعل ميشال عون. حقيقة معاشة وملموسة فإن ميشال من موقعه النيابي التبعي والمركب الذي فصله له محور الشر السوري-الإيراني وألبسه ثوبه الاحتيالي هو يزور تمثيلنا ويجير قضيتنا ودماء شهدائنا لخدمة مؤامرات ومشاريع وجنون المحتلين الإيراني والسوري.

من هنا فإن اجتماع الراعي وعون اليوم كما نفهمه شخصياً لا خير ورجاء منه وكل ما نتمناه ونصلي من أجله أن لا تكون نتيجته المزيد من الشرود والمزيد من الغرق في تجارب الشياطين، ونقطة على السطر.

ربي أحمي لبنان واللبنانيين من كل القياديين الزمنيين والروحيين الواقعين في التجارب الإبليسية والذين لا يخافونك ولا يحسبون حساباً ليوم حسابك الأخير.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

لن يأتينا التغيير الإيجابي بواسطة رموز وأدوات الإحتلال Mercenaries & Trojans Can Not Carry Any Positive Reform

الياس بجاني/27 آب/15

إذا كان التغيير راح يطل ويهل علينا من عن طريق طرواديين ومرتزقة من خامة وأمثال نجاح واكيم وحركته ومن جماعة الشغيلي الزاهرية ومن عند حزب الله وحركة أمل والحص ومن عند الساقط عون ونبيل نقولا وعباس الهاشم، وكل مين بيشد ع مشدون وبياكل من

معالفون، خبز بدك تاكلي ياحنة

 

Mercenaries & Trojans Can Not Carry Any Positive Reform

Elias Bejjani/August 27/15

If the reform in Lebanon will come through mercenaries and Trojans like Najah. Wakim, Zaher. Al Katieb, Mustfa. Saad, Salim. Hoss, Micheal Aoun, Berri, Hezbollah, the pro Iranian and Syrian unions etc, butter not to come. The question is: How can any individual grant others what he does not own? Sadly all these rotten politician who are bragging and yelling in Beirut streets are hypocrites, liars and have no loyalty to Lebanon or the Lebanese people

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مجلس الوزراء أنقذ الرواتب وغرق في سجالات النفايات التوافق السلبي غيّب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"

هدى شديد/النهار/28 آب 2015

بدت جلسة مجلس الوزراء أمس كأنها الأخيرة في عمر هذه الحكومة. وكل الاتصالات التي سبقتها أوجدت لها اخراجاً بالتوافق السلبي: غاب وزراء "حزب الله" و"تكتل التغيير والاصلاح" الستة عن الجلسة، انسجاما مع موقفهم عدم البحث في أي بند قبل الاتفاق على آلية التوافق في عمل مجلس الوزراء. وزير المال علي حسن خليل الذي قاد الاتصالات عشية الجلسة بإيعاز من رئيس مجلس النواب نبيه بري، اتفق ورئيس الحكومة تمام سلام ووزراء الحزب التقدمي الاشتراكي و"المستقبل" والكتائب واللقاء التشاوري، على اقتصار البحث على البنود التي تحمل طابع "الالحاح والضرورة"، فتمّ إنقاذ رواتب القطاع العام ومعاشات التقاعد وتأمين التغذية للجيش، وقبول بعض الهبات، والاجازة بإصدار سندات خزينة بالعملات الأجنبية، بالاضافة الى تكليف وزيري النقل والعدل تسمية مكتب محاماة للدفاع عن الدولة في قضية دعوى التحكيم المقدمة من طيران "امبريال جت". غابت السجالات حول الشراكة والآلية، وحضرت سجالات من نوع آخر، حول النفايات وكيفية ايجاد الحلّ لها، مع الحشد الذي بدأ من أجل النزول في تظاهرة كبرى غداً السبت.

ودار مجلس الوزراء مطوّلاً في الحلقة المفرغة بحثاً عن حلً. نوقشت طروحات عدّة. وقدّم وزراء الكتائب ورقة طالبوا فيها بتعديل دفتر شروط المناقصة واطلاق المناقصة فوراً وتعديل لجنة فضّ العروض، وتأكيد حقّ البلديات في الخروج من العقود المركزية. وهدّد وزراء الكتائب بالانسحاب من الجلسة اذا لم تحل أزمة النفايات. وتقرّرت اعادة النظر في دفتر الشروط لسدّ ثغراته، وتحرير الاموال العائدة الى البلديات لتكون قادرة على معالجة نفاياتها الى حين انتهاء المناقصة.

والى وزراء الكتائب، طالب عدد كبير من الوزراء بالافراج عن مخصصات البلديات من الصندوق البلدي المستقل ومن عائدات الخليوي. وأيّد وزير الاتصالات بطرس حرب الطرح ووعد بالعمل على تجهيز المراسيم الضرورية لصرف هذه العائدات.

وبعد مناقشة ردود الفعل المتنقلة من منطقة الى أخرى رفضاً لاستقبال المطامر، جرى الحديث عن عمليات التحريض ضد المطامر. واشار وزير الداخلية نهاد المشنوق الى متابعته التفاوض مع فاعليات عكار. وطلب الى الكتائب تسهيل إيجاد مطمر في جبل لبنان.

كذلك اطلع مجلس الوزراء على انتهاء شركة rainbow من إنجاز دراستها حول مشروع التفكّك الحراري، وتقرّر اطلاق المناقصة ودعوة الشركات لتقديم عروض للعمل. وتقرّر أن يعمل وزير الداخلية على وضع لائحة بالبلديات الراغبة في العمل على معالجة نفاياتها، ليتحدّد موعد لاجتماع اللجنة الوزارية المختصة، ولصرف الاموال العائدة اليها لتبدأ بمعالجة محلية لنفاياتها.

لكن وزير البيئة محمد المشنوق بدا غير مرتاح، انطلاقاً من فشل البلديات في معالجة نفاياتها، وتسبّبها بفوضى المطامر التي كانت نحو 750 مطمراً واصبحت الآن تفوق الألف وخمسمئة مطمر عشوائي. وقال: "لا حلّ لمشكلة النفايات اذا لم نجد المطمر".

وخرج بعض الوزراء بانطباع أن مجلس الوزراء كان منتجاً، والدليل القرارات المهمّة التي صدرت، لكنه عاجز عن ايجاد حلّ سريع للنفايات في ظل خلافات القوى السياسية وعرقلة القوى المتظاهرة كما حصل في عكار، كأن اطرافاً من المتظاهرين لا يريدون حلاً، بل استمرار التظاهر والتجييش. وعلم أيضاً أن مجلس الوزراء عرض دقّة الوضع الأمني مع التظاهرات المستمرة ودخول المندسين بهدف زعزعة الامن والتخريب. وتحدّث وزير الداخلية نهاد المشنوق عن اصابة نحو 160 من قوى الامن الداخلي نتيجة مواجهتهم منذ أسبوع أعمال الشغب في التظاهرات، مشيراً الى أن ثمة اربع اصابات بالغة: اصابتان من الدرك، في مقابل اصابتين من المدنيين. وطالب بمؤازرة الجيش لقوى الأمن الداخلي في تظاهرة السبت، عملاً بالقرار الموجود أصلاً في مثل هذه الحالات، وتقرّر التنسيق بين وزارتي الداخلية والدفاع لحفظ حرية التظاهر والمتظاهرين ولضبط الامن وحماية الممتلكات ورموز الشرعية. وكان التخوّف واضحاً من احداث الشغب ودخول طابور خامس على المتظاهرين.

الى ذلك، حرص الوزراء علي حسن خليل وأكرم شهيّب ووائل بوفاعور، اثر الجلسة، على التأكيد أن غياب زملائهم الستة لم يستخفّ به، وأن القرارات التي اتخذت غير استفزازية وغير موجّهة ضد أحد، مع تأكيدهم قيام حوار واسع خارج مجلس الوزراء حرصاً على الشراكة.

وأكد خليل "الحرص على المحافظة على كل الشركاء الموجودين في الحكومة وحل المشكلة القائمة"، كاشفا عن حركة اتصالات لحلها، وقال: "كلنا معنيون بأن نعالج هذه الثغرة الاساسية في عمل مجلس الوزراء".

قزي

من جهته، وزع المكتب الاعلامي لوزير العمل سجعان قزي موجز مداخلته في الجلسة، وجاء فيها: "هدف كلامي هو البحث عن كيفية المحافظة على بقاء الحكومة لأنها الدرع الاخيرة للسلطة والشرعية. والهدف الثاني هو البحث عن كيفية بقائنا كوزراء كتائب في الحكومة. الاوضاع لا تسمح لنا بالبقاء: ما يحصل ليس بالأمر العابر، ما يجري ليس تظاهرة لسلسلة الرتب والرواتب، ولا تظاهرة لعودة العسكريين المخطوفين. ما يحصل في الشارع هو محاولة لابتداع الربيع العربي، محاولات الربيع العربي التي فشلت. اننا لا نمشي وراء الشارع، انما هذا الشارع هو عائلاتنا، وتلاميذنا، ولا يمكن الا اتخاذ قرار حول النفايات اليوم وليس غدا، اي قبل السبت نقدر دورك دولة الرئيس، جميع الوزراء حاولوا ان يقوموا بشيء معين. هناك واقع مؤلم: لا النفايات جمعت بشكل طارئ ولا "سوكلين" قامت بدورها الآن ولا المناقصات توصلت الى حل". أضاف: "الامر الاول المطلوب: البدء بلم النفايات من الشارع الى عكار، الى البقاع، الى اي منطقة. لا يجوز بقاء النفايات الى نهار السبت، ووزيرا الدفاع والداخلية يعلمان ولديهما معطيات وتقارير عما يمكن ان يحصل. من هنا، لا بد من اتخاذ قرار بمواكبة عسكرية او امنية للم النفايات مهما كلف الامر.

الامر الثاني: اعادة النظر في المناقصة من خلال اطلاق مناقصة جديدة على اساس دفتر شروط معدل، فالثغرات هي:

1 - مدة العقد من 7 الى 12 سنة.

2 - الحكومة هي التي تختار وتفرض المطامر، لا المتعهدون.

3 - السماح، انطلاقا من اللامركزية، لكل اتحاد او بلدية تريد الخروج، ولديها الحرية شرط احترام البيئة وفقا لدفتر الشروط. وفق قانون البلدية لديها الحق في معالجة النفايات.

الامر الثالث: رسالة قوية واضحة لا لبس فيها لتحرير اموال البلديات. كيف نعطي 100 مليون لعكار، وهذا حقها، ولا نعطي البلديات اموالها؟ وبالتالي يمكن البلديات ان تقوم بواجباتها. اذا لم نولِ هذا الامر جديته فلا يمكن ان نحتمل اكثر من ذلك. الناس لم تعد تأخذ قراراتنا على محمل الجد، اتمنى التعاون للتوصل الى حل".

بإزاء هذا المشهد، هل انتهت جلسات الحكومة؟

مصادر وزارية أكدت لـ"النهار" أن اتصال بري بسلام عقب الجلسة أمس، وطلبه التريّث في الدعوة الى عقد جلسات مقبلة، مردّه الى مبادرة سوف يطلقها بري هذا الاحد، بالدعوة الى طاولة حوار او مشاورات في مجلس النواب، على غرار طاولة الحوار عام 2006. وقالت المصادر أن لا كلام في موعد لجلسة مقبلة الا بعد يوم غد السبت، ومعرفة الوجهة التي سيتخذها "التيار الوطني الحر" ومعه "حزب الله" بالنزول معاً الى الشارع، وبعدها لكل حادث حديث.

 

الـ 70 مرسوماً "نقطة في بحر" خيبة المسيحيين أوساط كنسية: ليطّلعوا على الملفات قبل التوقيع

"النهار"/28 آب 2015

تشعر أوساط كنسية معنية بمتابعة ملفات الإدارة العامة بالخيبة من أداء قسم كبير من الوزراء المسيحيين، ذلك أن الاشكال وعلامات الاستفهام بالنسبة الى هذه الأوساط لا تقتصر على الـ70مرسوماً الشهيرة التي تم تمريرها تحت أعين الوزراء المسيحيين وسمعهم، بل الكلام على العشرات من المراسيم الأخرى التي تضرب التوازن ومبدأ الشركة وتطال كل ادارات القطاع العام ومؤسساته، وتشكّل في حال السكوت عنها ضربة قاصمة لمبدأ المناصفة. وعندما يطرح السؤال عن هذه المراسيم ونوعها وشكلها، تعود الأوساط الى ملفاتها لتقدم النموذج تلو الآخر، وآخرها ما جرى في مشروع ايجار مبنى المديرية العامة للاحصاء المركزي، والذي كان سينتقل بموجب القرار – المرسوم رقم 72 الصادر عن مجلس الوزراء في تاريخ 18-12-2014 من منطقة بئر العبد الى منطقة جل الديب، فإذا بكلمة السر تصل ويتم استرداد القرار ويعاد نقل المركز الى منطقة الشياح، نتيجة اصرار رئيس الحكومة تمام سلام على التصويت على قرار جديد في 14-5-2015 بموافقة الوزراء المسيحيين، على رغم الفوارق بين المبنيين.

خيبة الأوساط ليست من الوزراء لأسباب شخصية أو نفعية، بل تتصل بآلية عمل غالبية الوزراء المسيحيين "الذين يوقعون على الأوراق المرفوعة اليهم من دون أن يطلعوا عليها"، والرأي أن التوازن والمناصفة لا يعنيان شيئاً عندما يكون 9 في المئة فقط من المعيّنين بموجب المراسيم من المسيحيين. وتقدم الأوساط ما جرى في مرسوم تعيين مدخّل معلومات في الضمان الاجتماعي كنموذج آخر، إذ عمد الوزراء المسيحيون الى التوقيع على المرسوم على رغم أن نسبة المسيحيين لا تتجاوز 12 في المئة بسبب عدم تقدم اعداد من المسيحيين الى امتحانات مجلس الخدمة المدنية وعدم وجود آلية واضحة للحفاظ على التوازن والمناصفة. أما النموذج الآخر والاحدث فهو تعيينات وزارة الاشغال العامة التي تم بموجبها تعيين ثلاثة رؤساء مصالح، اثنان منهم من حصة المسيحيين. وتذهب الأوساط الى الملفات وتخرج منها ملف وزارة الاشغال ومنها ورقة تحمل اسم المرسوم الرقم 1338 وتقضي بنقل مدقق الحسابات في ديوان المحاسبة حسن يوسف سويدان، خلافاً للقانون، الى ملاك وزارة الاشغال العامة، وتعيينه في وظيفة رئيس مصلحة المحاسبة في وزارة الاشغال، وهو مركز محفوظ تقليدياً للمسيحيين، وآخرهم بدوي سمعان الذي تقاعد وتم تعيين موظف شيعي مكانه. وثمة مثال آخر هو مرسوم نقل المهندس زكي حسين ترحيني من وزارة الاتصالات الى ملاك وزارة الاشغال العامة، لأن رئيس مصلحة الاشغال في زحلة فؤاد كرياكوس (روم كاثوليك) سيحال على التقاعد. تتراكم المراسيم الموقعة من الوزراء المسيحيين على مكتب المسؤول الكنسي، ويحار في تقديم الملفات وعرضها، وكلها تضرب مبدأ الشركة وتشكل اعتداء على المناصفة والتوازن، ولو في حده الأدنى، والأدهى أن غالبيتها تحمل تواقيع غالبية الوزراء المسيحيين، في كل الوزارات وحتى تلك التي يتولاها مسيحيون، ومنها على سبيل المثال ما قام به وزير الاتصالات بطرس حرب الذي قام بتعيين موظف شيعي مكان رئيس مصلحة هاتف زحلة جوزف ابو رجيلي (روم كاثوليك).

تسخر الأوساط الكنسية من الاحتجاج على 70 مرسوماً وترك المراسيم الاخرى تصول وتجول وتأخذ في طريقها كل الاعتبارات، والرأي أن القوى والاحزاب والتيارات المسيحية، قبل أن تحاسب الآخرين، عليها أن تتابع ملفاتها وتفكر في آلية العمل المتبعة في مجلس الوزراء، وعمل الوزارات التي يتولاها الافرقاء المسيحيون. فلماذا مثلاً يقوم وزير المال علي حسن خليل بتوظيف 250 في وزارته، ويتم صرف الأموال لتعيين مياومين في شركة الكهرباء، وليس هناك القدرة لدى وزراء الاقتصاد والاعلام والاتصالات والطاقة على التوظيف وتعميم ما يجري في وزارتي المال والاشغال وغيرها، علماً أن تقرير مجلس الخدمة المدنية واضح ويشير الى شغور 69 في المئة من الوظائف في القطاع العام؟

 

لكي تقوم الدولة أطمروا الدويلة

أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني/27 آب/15

بصرف النظر عن التجاوزات التي حصلت في تظاهرات وسط العاصمة بيروت هدفت وعن حق إلى إيجاد حلٍ لمعضلة النفايات، وإلى وضع حد لكل الإنحطاط الذي وصلت إليه الدولة على كل المستويات، والدفاع عن أبسط حقوق المواطنين.

إن الحملات التي أطلقتها قوى المجتمع المدني ولقيت تجاوباً شعبياً لافتاً، لهي دليل واضح على حالة انعدام الثقة التي تولّدت لدى الشعب من قياداته، وهي طبعاً سببت الذعر في قلوب بعض هؤلاء القيادات الذين حاولوا تشويه هذا الحراك لتعطيله والقضاء عليه في مهده.

من دون أدنى شك أنّ مسألة مكافحة الفساد والمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية على اختلاف هو تحسين حياة المواطنين هي من حقوق كل مواطن في أيّ دولة من الدول.

وكذلك إنّ المطالبة بتغيير النظام في لبنان سواء لجهة استقالة الحكومة أو إجراء انتخابات نيابيّة ووقف مهزلة التمديد للمجلس النيابي أو لجهة الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، تعبّر كلّها عن طموح المواطن الذي يعكس بالتأكيد الطموح إلى دولة أفضل.

ولكن لكي يكون ممكناً قيام دولة تمثّل هذا الطموح، كان الأجدر أن يُضاف إلى هذه المطالب بند جوهري، من دونه لا قيام لأية دولة فعلية.

إن المطلب الأوّل يفترض أن يكون إنهاء الدويلة المانعة لوجود أيّة دولة.

لا دولة حقيقية ما دامت في البلد قوة مسلّحة غير القوى المسلحة الشرعية، إذ أن مبدأ حصريّة السلاح بيد الدولة هو الركن الأوّل من أركان السلطة.

لا دولة فعلية أإذا لم يكن القرار السيادي بيد الدولة حصرياً وعلى رأس القرارات كلّها قرار السلم والحرب.

إنّ قيام الدولة لن يكون إلا بطمر الدويلة، وطمر الدويلة التي فاحت روائح "حروبها" العبثية الكبيرة والصغيرة من لبنان إلى سوريا وصولاً إلى اليمن وبلغاريا وقبرص وحتى سيراليون في أفريقيا، لن يكون إلا عبر الشعب المسلوبة أبسط حقوقه في طمر قمامته.

 

جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في 2 ايلول

الخميس 27 آب 2015/وطنية - يعقد مجلس النواب جلسة في الثانية عشرة من ظهر الاربعاء المقبل في 2 ايلول المقبل، وذلك لانتخاب رئيس للجمهورية.

 

مجلس الوزراء فتح اعتمادات للرواتب ومعاشات التقاعد سلام: أفكار جديدة لمعالجة النفايات تتماشى مع مطالب المجتمع المدني

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم الوزراء: محمد فنيش، حسين الحاج حسن، جبران باسيل، آرتيور نظريان وريمون عريجي.

على أثر الجلسة التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية: "بناء على دعوة رئيس مجلس الوزراء عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة من يوم الخميس في السابع والعشرين من شهر آب 2015 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم الوزراء: محمد فنيش وحسين الحاج حسن وجبران باسيل وارتيور نظريان وريمون عريجي.

في مستهل الجلسة، أكد دولة الرئيس، كما في كل جلسة، ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن استمرار الشغور الرئاسي لمدة طويلة من الزمن يلحق ضررا كبيرا بالبلاد ويؤثر سلبا على عمل سائر المؤسسات الدستورية.

بعد ذلك توقف دولة الرئيس عند غياب عدد من الوزراء يمثلون فريقا سياسيا عن الجلسة، فأعرب عن الأمل في استمرار التواصل بين القوى السياسية لإيجاد الحلول والمخارج التي تعيد الجميع الى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء وتحمل المسؤولية المشتركة تلبية لحاجات اللبنانيين. ثم انتقل دولة الرئيس الى موضوع النفايات الذي قال انه يتجاوز كل الحدود والإعتبارات المتعلقة بالصراع السياسي، وقد بات أزمة وطنية لا تقتصر على منطقة دون غيرها أو فئة دون أخرى أو طائفة دون أخرى.

وأشار دولته الى أن مجلس الوزراء قرر في الجلسة الماضية عدم الموافقة على نتائج المناقصات الخاصة بالنفايات وتكليف اللجنة الوزارية تقديم الإقتراحات البديلة.

أضاف دولة الرئيس أن هناك أفكارا جديدة يجري تداولها حاليا لحل مشكلة النفايات لإفساح المجال، في إطار اللامركزية الإدارية، للبلديات واتحاد البلديات المشاركة في المعالجة، وتحمل حسب رغباتها مسؤولية معالجة هذا الملف. وأكد ان هذه الفكرة تتماشى مع مطالب الكثير من هيئات المجتمع المدني على الرغم من أن التجارب الماضية مع البلديات لم تكن دائما ناجحة.

وختم دولة الرئيس مداخلته بدعوة المجلس الى اتخاذ قرارات في عدد من المواضيع الملحة والضاغطة التي تتعلق بحياة اللبنانيين وبتسيير شؤون الدولة والتي لا تحتمل الإنتظار.

على أثر ذلك جرت مناقشة مستفيضة للمواضيع المطروحة، فأبدى الوزراء رأيهم في كل منها وتناول النقاش موضوع معالجة النفايات وسائر البنود على جدول أعمال الجلسة.

وبنتيجة هذه المناقشة، وبعد التداول إتخذ مجلس الوزراء القرارات الآتية:

أولا: إستكمل مجلس الوزراء البحث في موضوع معالجة النفايات والحلول المقترحة، وكلف وزارة الداخلية الطلب الى البلديات الإبلاغ عن إستعداداتها وخططها لتحمل المسؤولية كل في نطاقه. كما قرر المجلس مواصلة المساعي الحثيثة لإيجاد المطامر وتجهيزها من أجل إزالة النفايات من الشوارع، وقرر المجلس الإيعاز الى الوزارات المعنية بإنجاز المراسيم الطلوبة لتوزيع مخصصات البلديات من الصندوق البلدي المستقل، بما فيها عائدات الهاتف الخليوي.

ثانيا: أكد مجلس الوزراء حرصه على حرية التعبير عن الرأي عبر التظاهر، والتي يكفلها الدستور، ورفضه الإعتداءات التي قام بها المندسون في التظاهرات التي قامت في الوسط التجاري والتي استهدفت قوى الأمن ومحيط مقر رئاسة مجلس الوزراء والأملاك العامة والخاصة، كما أكد المجلس وجوب إتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع حالات الشغب والاعتداءات، منوها بالدور الذي لعبته وزارة الداخلية في المحافظة على الأمن.

ثالثا: وافق المجلس على مراسيم نقل وفتح اعتمادات لتغطية الرواتب والأجور ومعاشات التقاعد للموظفين وتأمين التغذية للجيش.

رابعا: الموافقة على قبول بعض الهبات المقدمة لبعض الوزارات والمؤسسات الرسمية.

خامسا: الموافقة على تكليف وزير الأشغال العامة والنقل ووزير العدل إجراء المقتضى لتسمية مكتب محاماة للدفاع عن الدولة في قضية دعوى التحكيم المقامة من السيد عبد الجاعوني ضد الدولة.

سادسا: الموافقة على إجازة إصدار سندات خزينة بالعملات الأجنبية".

 

بري تمنى على سلام التريث في دعوة مجلس الوزراء إفساحا للمشاورات

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا برئيس الحكومة تمام سلام، متمنيا عليه التريث في الدعوة الى عقد جلسات مجلس الوزراء، إفساحا في المجال أمام المشاورات توصلا إلى حلول تضمن حضور الأطراف كافة.

سفير قبرص

وكان بري استقبل في عين التينة، سفير قبرص هومر مافروماتيس في زيارة وداعية، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان.

سفير تركيا

واستقبل أيضا السفير التركي اينان اوزيلديز في زيارة وداعية في حضور حمدان.

رئيس مجلس بلدية طهران

وبعد الظهر التقى بري رئيس مجلس بلدية طهران مهدي شمران، شقيق الشهيد مصطفى شمران ووفدا ضم القائم بأعمال السفارة الايرانية محمد فضلي والمستشار الثقافي الايراني محمد مهدي شريعتمداري ومدير الاعلام والعلاقات الاستشارية علي قصير وعددا من اركان السفارة.

وتأتي الزيارة لمناسبة إطلاق شارع باسم الشهيد شمران وازاحة الستارة عن النصب التذكاري للشهيد في بئر حسن.

وقال رئيس بلدية طهران بعد الزيارة: "عندما نأتي الى لبنان نزور دولة الرئيس بري، وعلاقتنا مع دولته قديمة جدا منذ أيام الدكتور مصطفى شمران، وهي مستمرة بطبيعة الحال، كما نسعى الى تعزيز العلاقات بين الجمهورية الاسلامية ولبنان. ونأمل أن تحل كل مشاكل لبنان ويتمكن دولة الرئيس بري من جمع كل المكونات الموجودة في مجلس النواب. ونتمنى ايضا ان يقوم دولته بزيارة طهران".

 

الراعي استقبل عون وتشديد على "ضرورة التواصل مع كل الاطراف للتوصل الى حلول تصون الوحدة والميثاق الوطني"

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون على مدى ساعتين في الصرح البطريركي في بكركي، حيث عرضا الاوضاع العامة في البلاد، لاسيما موضوع الاستحقاق الرئاسي وعمل الحكومة، إضافة الى الاوضاع الاقليمية واحداث المنطقة وتداعياتها على لبنان. وكان تشديد على "ضرورة التواصل مع كافة الاطراف من اجل التوصل الى حلول تصون الوحدة اللبنانية والميثاق الوطني".

 

قهوجي عرض الاوضاع مع سفير الامارات والتقى المحلق العسكري الاميركي

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة ظهر اليوم، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة السيد حمد سعيد الشامسي، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين جيشي البلدين.

ثم استقبل العماد قهوجي الملحق العسكري الأميركي الرائد Elliot Olmstead في زيارة وداعية قدم خلالها خلفه الرائد Robert Gillesepie .

 

سامي الجميل عرض الاوضاع مع السفير المصري

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، السفير المصري الدكتور محمد بدر الدين زايد، وجرى عرض لآخر المستجدات. وقال السفير بدر الدين بعد اللقاء: "بحثت مع النائب سامي الجميل التطورات الراهنة والموقف الدقيق الذي تمر فيه البلاد"، مشيرا الى ان "الظروف الاقليمية الراهنة لا تحتمل المزيد من ضياع الوقت والفرص امام تماسك المؤسسات اللبنانية، بل تقتضي الحفاظ عليها".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 آب 2015

الخميس 27 آب 2015

النهار

سأل مرجع ديني مسيحي: لماذا لم يتداع الأقطاب الموارنة إلى اجتماع يبحثون فيه الخطة التي اقترحها رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع للخروج من أزمة الانتخابات الرئاسية؟

قال رئيس حزب إنه يؤيد إقرار مشروع قانون الانتخابات النيابية إذا كان مدخلاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية.

يقترب موعد الدورة العادية لمجلس النواب قبل التوصل إلى اتفاق على فتح دورة استثنائية.

سُمع مسؤول أمني سابق يقول إن لبنان يتهدّده خطران: تداعيات معركة الزبداني واستمرار تدهور الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة.

السفير

بلغت كلفة رعاية مهرجان شمالي 650 ألف دولار دفعتها إحدى شركات الاتصالات وتقرر أن يكون الدخول مجانياً بطلب من زوجة وزير ماروني شمالي.

وصف مرجع كبير ما جرى في ملف تلزيم النفايات بأنه بدل أن تحصل "مناقصة" على أسعار التلزيم حصلت "مزايدة" كبيرة.

أخذت جهات سياسية على المعتصمين في رياض الصلح تكبير حجر مطالبهم وتشعبها بما يصعِّب تحقيقها.

المستقبل

يقال

إن شهود عيان لاحظوا بوضوح تأثير المخدرات على مجموعة المشاغبين الذين أشعلوا الحرائق في محيط السرايا الحكومية ونقلوا عنهم ترداد عبارة "حشيشة حشيشة".

اللواء

إستبعد دبلوماسي عربي إقدام إدارة أوباما على اتخاذ خطوات تُريح محور "الإعتدال العربي" في ما تبقى من ولايته!

رئيس كتلة وسطية طلب من النواب الأعضاء فيها تحييد أنفسهم في هذه المرحلة، نظراً لحساسيتها وخطورتها..

تجزم مصادر مطّلعة أنه لولا إتصالات إقليمية ذات تأثير لما توقف إطلاق النار في مخيّم عين الحلوة؟

الجمهورية

قالت أوساط إن كل ما يحصل في لبنان حالياً يتصل بمعطيات خارجية، حيث يصعب عزل البعد المحلي عن البعد الخارجي.

رجّحت أوساط سياسية وجود نوع من توجّه لتحريك الواقع السياسي من أجل الخروج من حال الجمود القائمة.

قالت أوساط إن ما يحول دون اعداد حزب وتيار مشروع مشترك للإنتخابات النيابية هو التزام الفريق الأول بمشروع آخر مع مكوّنين سياسيّين واستبعاد انضمام التيار إلى المشروع الأخير.

البناء

اعتبر سياسي عتيق أنّ محاسبة السلطة السياسية في لبنان على أيّ تقصير أمر صعب ومعقّد، بسبب حالة الاستعصاء التي يمثلها النظام الطائفي القائم، ولذلك رأى أنّ الحلّ المرحلي الأمثل لتجاوز هذا الاستعصاء هو في تمكين البلديات من القيام بدورها في القضايا الإنمائية والخدماتية المحلية، ومنها موضوع النفايات وغيره، لأنّ المحاسبة والمساءلة تكون حينذاك أسهل وأفعل، باعتبار أنّ أعضاء السلطة المحلية يخضعون للمحاسبة والمساءلة من أقاربهم وأهلهم وعائلاتهم.

 

جبهة النصرة لا تريد إكمال التفاوض غير المباشر مع اللواء عباس ابراهيم

وكالات/28 آب/15/ أكدت جبهة النصرة انها لا تريد إكمال التفاوض غير المباشر مع اللواء عباس ابراهيم بسبب ما وصفته بمراوغته في المفاوضات. وقد أصدرت الجبهة بيانا ردا على تصريح ابراهيم بإنهاء ملف العسكريين لدى النصرة جاء فيه: "لقد تردد مرارا على الاعلام تصريحات من عباس ان الاتفاق تمّ وقلنا مراراً وتكراراً أنه لا مفاوضات مستقبلية مع عباس بسبب مراوغته".

 

ريفي: «حزب الله» يدفع بـ«سرايا المقاومة» لإثارة الشغب

المستقبل/28 آب/15/أشار وزير العدل أشرف ريفي إلى أن «هناك حراكاً شعبياً لإسقاط الرموز الفاسدة ولمحاسبة الفاسدين والمفسدين، وفي المقابل هناك مَن يحاول أن يركب الموجة سياسياً كالتيار الوطني، وهناك مَن يعمل على اختراق الحراك أمنياً وأعني به حزب الله الذي يدفع بعناصر سرايا المقاومة لإثارة أعمال الشغب». وقال في مقابلة مع قناة «العربية الحدث» أمس: «كرجل أمني سابق أعرف ما أقول، فالأشخاص أنفسهم الذين حاولوا إحراق تلفزيون الجديد هم مَن يحاولون اليوم إحراق وسط بيروت». وشدد على ان «هناك مسؤولية على القوى الأمنية والعسكرية في الحفاظ على الأمن والنظام والدفاع عن المؤسسات العامة والخاصة، وعن الأماكن التي لها رمزية معينة، فمن غير المقبول ان يستهدف تمثال الرئيس رياض الصلح وأن يُمس ضريح الرئيس الشهيد رفيق وفي ما يتعلق بأزمة نقل النفايات إلى عكار، أوضح ريفي ان «أهل عكار حمَّلوه سلاماً خاصاً الى أهل بيروت وهم حاضرون لتحمُّل مسؤولياتهم، لكننا لن نسمح بأن تُلقى نفايات لبنان كلها في عكار، فلا يجوز أن نتذكر هذه المنطقة العزيزة بالنفايات ويكفيها حرماناً»، لافتاً الى ان «المبلغ المخصص والذي أُقر لتنمية عكار لا علاقة له بموضوع النفايات ولا بسواه، فنحن سبق وأقرّينا 70 مليون دولار للبقاع الشمالي وأقرينا 7,5 مليون دولار فقط لعكار وهذا مؤسف، لأن واجبنا يقتضي منح الرعاية الخاصة بمنطقتي البقاع الشمالي وعكار فهما قدمتا التضحيات الثمينة خلال الازمة السورية». وأكد «اهمية اللامركزية الإدارية ومعالجة علّة الطائفية من خلال العودة إلى اتفاق الطائف بحيث يتم تشكيل مجلس شيوخ، وذلك لتحرير مجلس النواب من الطائفية وليكون الضمان لكل العائلات اللبنانية». وأمل «ألا تكون جلسة الوزراء هي الأخيرة، إذ علينا أن ننقذ بلدنا من العواصف الاقليمية وتداعيات الأزمة السورية».

 

هل يتجه "حزب الله" الى 7 ايار جديد؟

طارق السيد/موقع 14 آذار/28 آب/15

بشكل مفاجئ وتدريجي تتحول الاعتصامات والتظاهرات في وسط بيروت ساحة رياض الصلح الى احداث دموية يسقط خلالها جرحى من القوى الامنية والمتظاهرين. هي عناصر مندسة تدخل بين جموع المتظاهرين وتُحدث حالات من الشغب في مكان الاعتصام وحول السرايا الحكومي. عناصر تنتمي بمعظمها الى الثنائية الشيعية حركة "امل" و"حزب الله" تُساندهما عناصر من "التيار الوطني الحر" تحمل عصي والات حادة اضافة الى حجارة وقنابل "المولوتوف" يتم رميها على العناصر الأمنية. فانات وحافلات مخصصة لنقل الركاب تعمل على نقل المتظاهرين من اماكن تجمعهم، بعضهم من مناطق مجاورة للسرايا وبعضهم من الضاحية الجنوبية يسرحون ويمرحون على طرقات بيروت محاولين استفزاز اهل العاصمة التي ما زالت تمثل العقدة بالنسبة اليهم. مشهد يُذكر بأيام سبقت السابع من ايار العام 2008، يومها احتّلت الشوارع وقُتل الابرياء على الطرقات بحجة الدفاع عن شبكة اتصالات المقاومة التي عادت واستدارت سلاحها باتجاه الشعب السوري. اليوم يتخوف اللبنانيون وتحديدا اهل العاصمة من عودة مشاهد الرعب ويبدون قلقهم خصوصا وان حملات الاعتصامات والتظاهر هذه تترافق مع تكسير واجهات المحال التجارية وسرقة بعضها وتهديد الامنين في منازلهم مع محاولات متكررة لافتعال مشاكل امنية متنقلة بين الاحياء وفي نيتهم تحويلها لاحقا الى اشتباكات مسلحة المكان الاحب اليهم والاقرب الى عقيدتهم وعقليتهم التخريبية. ودائما العقدة هي بيروت.

تؤكد معلومات خاصة ان "حزب الله" دعا جميع حلفائه للنزول الى الشارع مع وعود بعودة دفع مستحقات مالية بعدما كانت اوقفتها ايران لفترة تزيد عن خمسة اشهر. كما جرت لقاءات مع العديد من حلفائه لها ابعاد امنية تخريبية في العديد من المناطق في بيروت ووعود بتأمين مستلزمات الترحات على كافة انواعها في حال اقتضت الحاجة، مع ترجيح كبير بتطوير التحركات والاعتصامات الى حركة مسلحة في الشوارع. وفي موازاة تحركه على الارض عمد "حزب الله" الى تحريك الاعلام ا فقام بإستئجار هواء بعض محطات التلفزة لبث التظاهرات شرط اظهار القوى الامنية على أنها هي المعتدية على التحركات هذه وعلى التظاهرات "السلمية". وهنا تكشف المعلومات ان الامور سوف تتهدور في المرحلة المقبلة وان الحزب سوف يسعى الى تصعيد وتوتير الاوضاع وقد يقوم باستدراج القوى الامنية الى اطلاق النار على المتظاهرين ليتخذها حجة لتدخل سلاحه على غرار 7 ايار يومها خرج السيد حسن نصرالله بكلمة السر "لن نقتل بعد اليوم على الطرقات". صورة فاضحة لاحد محركي الشغب كانت نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهره في جلسة مع جواد نصرالله نجل السيد حسن نصرالله. ورغم انكار الاول ان تكون الجلسة قد عقدت بهدف التحضير للتظاهرات وما قد يتبعها من تعليمات وتحركات مشبوهة، الا ان الحزب يبدو انه قد حسم خياره بدعم حركة ميشال عون وهذا ما بدا واضحا في كلام نصرالله الاخير من وادي الحجير عندما قال " من يضمن بان يبقى عون وحده في الشارع".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 27/8/2015

الخميس 27 آب 2015

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

مروحة اتصالات واسعة النطاق لإنتشال الوضع السياسي من الحفرة التي وقع فيها، معرضا البلد للمخاطر.

الإتصالات تتم في سياق مبادرة الرئيس نبيه بري تحت عنوان تحصين الحكومة لضمان استمرارها وتفعيل إنتاجيتها.أما آلية المبادرة فتبدأ بتوقيع الوزراء المعارضين المئة مرسوم، ثم تخريج حل تأجيل تسريح بعض الضباط، وصولا الى اعتماد إتحادات البلديات في معالجة أزمة النفايات.

وجديد الإتصالات، اتصال أجراه النائب وليد جنبلاط بالعماد ميشال عون تداولا في المخارج الممكنة من الوضع المأزوم.

كذلك برزت زيارة العماد عون للبطريرك الراعي، والتأكيد على إبعاد المخاطر التي تتهدد الوحدة الوطنية.

وقد تمنى الرئيس بري على رئيس الحكومة تمام سلام التريث في عقد جلسات مجلس الوزراء الى حين بلورة نتائج الإتصالات الجارية.

ويبدو أن الوضع يتجه الى التهدئة الى حين بروز أجواء جديدة في المنطقة، في ضوء الزيارة التي يعتزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لواشنطن في الرابع من أيلول.

وبعد غد يبدأ مبعوث أميركي جديد الى سوريا تحركا يشمل موسكو والرياض وجنيف لتسويق أفكار أميركية لحل الأزمة السورية غير بعيدة عن المبادرة الروسية المطروحة والتي بحثها بوتين مع الرئيس المصري على مدى يومين في موسكو.

محليا إذن جلسة منتجة لمجلس الوزراء بغياب الوزراء المعارضين وسط مبادرة الرئيس بري.

* مقدمة اخبار نشرة تلفزيون "ان بي ان"

جلسة لمجلس الوزراء انتجت قرارات الضرورة، ولم تطح بالتواصل السياسي الذي فتح قنواته الرئيس نبيه بري بهدف الوصول الى حلول، التئم مجلس الوزراء بهدوء رغم مقاطعة وزراء تكتل التغيير والاصلاح وحزب الله الجلسة، واقر نقل وفتح اعتمادات الرواتب وتامين التغذية للجيش واجازة اصدار سندات خزينة بالعملات الاجنبية.

القرارات لم تكن استفازازية وفق توصيف الوزير علي حسن خليل الذي قال انها لامست متطلبات لا يمكن تاخيرها، فالحرص والاتجاه موجود نحو الحفاظ على كل الشركاء في الحكومة، وبالفعل كان الرئيس نبيه بري يتصل بالرئيس تمام سلام متمنيا عليه التريث بالدعوة لعقد جلسات مجلس الوزراء افساحا في المجال للمشاورات وصولا الى حلول تؤمن حضور الاطراف كافة.

حركة الاتصالات التي يقودها رئيس المجلس قائمة يترجمها الوزير خليل، ومن هنا فان المعلومات ذكرت ان رئيس الحكومة تمام سلام لن يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء حاليا بانتظار نتائج المشاورات السياسية.

والى الشوارع عادت سوكلين لرفع النفايات تدريجيا في ظل الطلب من البلدات الابلاغ عن استعدادها وخططها لوزارة الداخلية حول تحمل المسؤولية في معالجة النفايات.

الحكومة اوعزت لانجاز مراسيم توزيع مخصصات البلديات من الصندوق البلدي المستقل بما فيها عائدات الهاتف الخلوي، في وقت كان الرئيس فؤاد السنيورة يناشد النائب وليد جنبلاط اتخاذ موقف وطني سيذكره التاريخ باعادة فتح مطمر الناعمة مؤقتا، الخطوة تهدف لسحب النفايات من الشوارع وتخفيف الضغط عن الناس على وقع الدعوات للتظاهرات في وسط بيروت احتجاجا نهار السبت.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

التيار ابلغ سلام مقاطعة جلسة مجلس الوزراء وبري نصح رئيس الحكومة بالتريث بالدعوة لاية جلسة مقبلة للحكومة والحاج وفيق صفا ابلغ الجميع موقف حزب الله وجنبلاط يتصل بالعماد عون معولا على حكمته في هذه المرحلة الصعبة ورئيس تكتل التغيير والاصلاح يزور بكركي مناقشا الهواجس والحقوق المسيحية مع الراعي وباسيل يعلن رؤيته وبرنامجه للتيار القوي والتيار الى الشارع. هذه الخلاصة رسمت المشهد الداخلي نهارا بعدما ارتسمت في في اجتماع جمع تكتل التغيير والاصلاح وحلفاءه ليل امس.

وفق معلومات ال otv مصادر المجتمعين كشفت لل otv ان الحراك الذي شهدته وستشهده الساحة الداخلية هو بكل شفافية ومكاشفة نتيجة اجتماع ليل امس الذي اتخذ القرار بمقاطعة جلسات الحكومة ليس من باب التنازل ولا التساهل وانما لتوجيه رسالتين محددتين : الاولى للاكثرية الحكومية كي تتأمل وتتبصر في ماحصل في الجلسة السابقة لمجلس الوزراء والتداعيات المترتبة على الوطن الثانية : الى الفئات والشرائح التي ما زالت تصدق ان فريق الاكثرية قادر على توفير المطالب وتأمين الحقوق فيما الحقيقة ان هذا الفريق بات مكشوفا وهو المسؤول الاول عن التعطيل .

واكدت المصادر ان تكتل التغيير والاصلاح ماض في التصعيد واتخاذ الخطوات التي تضمن استعادة الحقوق وحفظ الميثاق وصون الدستور والقانون , والخطوات التصعيدية ستبدأ غدا بالمؤتمر الصحافي للعماد عون وفيه يدعو الى التظاهر الاسبوع المقبل بمعزل تماما عن حركة الاحتجاج التي تقودها بعض الجمعيات والحركات .

ومن ضبيه جبران باسيل يدشن عهدا جديدا في التيار الوطني الحر رئاسة ورؤية وبرنامجا لشعب قدم التضحيات وجيش قدم الدماء وجنرال بذل العمر شرفا واستقامة وانكارا للذات واعلاء لمصلحة الوطن في حكومة يفترض ان تكون حكومة المصلحة الوطنية

* مقمة نشرة اخبار "ام تي في"

عدم مشاركة وزراء التيار الحر وحزب الله في جلسة مجلس الوزراء لم يكن نتاج فشل الوساطات بل جاء ترجمة لها.الرئيس سلام عقد جلسة منتجة فتحت الباب على حل ولو جزئي للنفايات . التيار الحر فرض عدم نشر المراسيم السبعين ووزير المالية مرر الرواتب وقبول الهبات والقروض.

ومنعا لما يعرض التفاهم الهش لأي تخريب تمنى بري على سلام عدم دعوة مجلس الوزراء للانعقاد قبل ايجاد تفاهم على ادارة منتجة ومتينة للجلسات وعليه فان وزراء التيار سيشاركون في الجلسة المقبلة وعون سيكون أقل توترا في مؤتمره الصحافي الجمعة .

الانعطافة المتعقلة ليست ناجمة عن أن الجنرال لا يريد تعكير أجواء الغبطة التي تعم التيار لمناسبة تزكية الوزير جبران باسيل رئيسا له بل لأنه تبلغ من التفاهم الاقليمي الدولي بأن الاستمرار في ركوب الشارع سينسف الحكومة والاستقرار وهذا خط أحمر .

توازيا عجقة في بكركي . البطريرك استقبل العماد عون قبيل قمة القادة الموارنة الموعودة فيما التحضيرات قائمة في الصرح للقمة الروحية الاثنين.

وفي المقلب الآخر الاستعدادت جارية لانجاح تظاهرة السبت والنجاح لم يعد مطلبيا بعدما اختلطت الشعارات بل يعني ان لا تستغل التظاهرة لضرب الاستقرار .

* مقدمة نشرات اخبار تلفزيون "المستقبل"

يوم حافل شهدته العاصمة، إتصالات وقرارات ومحاولات لاحتواء الأزمة السياسية التي تكبر على وقع طبول الشارع، فيما أطراف سياسية تحاول ابتزاز الحكومة مهددة بفرط الاستقرار في الشارع.

الحكومة إستجابات للمطالبات ووضعت ملف النفايات في عهدت البلديات، بعدما رفضت المناطق كلها استقبال النفايات، بعدما انسحب وزراء حزب الله وميشال عون من جلستها، وحافظ الرئيس نبيه بري على نصابها.

بعدها أجرى بري اتصالا برئيس الحكومة تمام سلام، متمنيا عليه التريث في الدعوة الى عقد جلسات مجلس الوزراء، إفساحا في المجال أمام المشاورات توصلا إلى حلول تضمن حضور الأطراف كافة.

النائب وليد جنبلاط اتصل لاحقا بعون طالبا منه الحكمة في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان مؤكداً في الوقت ذاته الحرص على استمرار التواصل والتشاور بينهما.

أما الرئيس فؤاد السنيورة فدعا جنبلاط الى فتح مطمر الناعمة تدريجيا في موقف وطني سيذكره التاريخ حتى يتمكن لبنان والبلديات التقاط انفاسهم وايجاد الحل.وقال انه يتفهم غضب الناس وما قام به الكثير من الشباب داعيا الا يتحول هذا الغضب الى حال من الفوضى.

وليس بعيدا عن مروحة الحلول والاتصالات اثمرت الاتصالات الناشطة بين بكركي وسائر المقار الروحية نتائج ايجابية على مستوى انعقاد قمة روحية تقف سدا منيعا، ولو معنويا، في وجه استمرار الفراغ في الرئاسة الاولى.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

تستلحق السلطة نفسها لتدارك سبت ساخن يستعد له مواطنون "قرفوا" من أداء دولتهم.. فخرجوا إلى الشارع وتمددوا اليوم نحو عكار وطرابلس رفضاً للمزابل القادمة إلى مناطقهم السياسة التفت على السبت الكبير.. فانعقد مجلس الوزراء بتوافق ضمني على غياب التيار وحزب الله والمردة والطاشناق.. وأقر بنودًا ملحةً بينها رواتب الموظفين ريثما تتم التسوية على حل لأزْمة المراسيم السبعين وجائزة الترضية عن الغياب: أن يذكر الوزراء محاسن مقاطيعهم.. وأن يؤكدوا أهمية عدم مقاطعة أي مكون أساسي على أمل العودة إلى أحضان الحكومة لاحقا .

حبكة الغياب وسيناريو الجلسة وحوارها أسندت إلى الرئيس نبيه بري.. الذي تولى الإدارة السياسية للعملية وألحقها باتصال برئيس الحكومة تمام سلام.. طالبا إليه عدم الدعوة حالياً إلى جلسات مجلس الوزراء ريثما يجري ابتداع إخراج آخر يناسب المرحلة أما مخرج النفايات فكان عبر طرق البلديات للمرة الأولى.. إذ اقترح رئيس الحكومة أن تتقدم البلديات إلى وزارة الداخلية بلوائحها لكي تصرف الأموال لها من عائدات الخلوي.. على أن تتدبر كل بلدية نفاياتها بحسب المستطاع لكن هذا التوجه لم يخرجْ كقرار بل هو مجرد طرح من سلام يتوافق جزئياً مع خطة الكتائب التي هددت بالانسحاب من الجلسة ما لم يجر التوافق على حل لموضوع النفايات وبالحد الأدنى فإن الحكومة بدأت التفكير في حلول من شأنها أن تعيد إلى البلديات أموالها المنهوبة.. وأن توكل إليها هذه المهمة غير المستحيلة لكنْ وفي انتظارها بدأ الغزل السياسي بمطمر الناعمة.. وقد داعبه الرئيس فؤاد السنيورة اليوم عبر وصفه المطمر بأنه "رولز رويس" المطامر.. وهو أجرى اتصالاً بالنائب وليد جنبلاط دعاه فيه إلى فتح الناعمة موقتاً وتسجيل موقف وطني سوف يذكره التاريخ وحقيقة الامر ان مزبلة التاريخ هي من ستذكر كل هذه الطقم الذي استبد بالسلطة وتمدد فيها.. وتقاسم جبنة نفاياتها بعد حصصها السياسية.. ولما لاحت ثورة الناس تم أسعاف الحكم بشغب مفتعل.. برصاص ومياه.. بحجارة وجدار عازل.. باعتقال الناشطين السلميين والاكتفاء بالنظر إلى مشاغبي ليل العاصمة . سلطة الليل.. تعالج اليوم آثار سبتين اثنين.. ماض وقادم.. وتسحب من الشارع أسباباً دفعتْه الى الشارع.. لكن الناس هم من سيقررون بعد غد.. ومن خرج للمطالبة بحقه وبمفعول رجعي.. لن يرجع ببضع تسويات يراد منها انقاذ الحاكم لا المحكوم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

جلسة حكومية مبتورة في مرحلة وطنية خطيرة، أحوج ما نكون فيها الى التأني والدراية لانقاذ البلاد من سوء الادارة..

أصر البعض على العنتريات، متجاهلا عنوان الشراكة ومساعي التسويات، فكان الرد الالزامي لتكتل التغيير والاصلاح المقاطعة لجلسة مجلس الوزراء ويجد تضامنا معه من حزب الله.. مقاطعة بعثت برسالة جدية بانْ لا مساومة مع محاولة التهميش وتجاهل مكونات اساسية من التركيبة الحكومية..

موقف سمع صداه، فسرع مساعي التسوية لانقاذ الحكومة من التشظي، واول المؤشرات تمني رئيس مجلس النواب نبيه بري على رئيس الحكومة عدم تحديد جلسة مقبلة افساحا في المجال أمام المشاورات، توصلا إلى حلول تضمن حضور الأطراف كافة...

وعلى مسرح المحاولات اتصال من رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط برئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي زار بدوره بكركي مطالبا بالتواصل بين مختلف الاطراف لصون الوحدة الوطنية والميثاق.

 

مؤتمر صحافي لتجمع منظمات المجتمع المدني أكد فاعلية حراك "طلعت ريحتكم" لترجيح كفة الشفافية ومكافحة الفساد

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - عقد تجمع منظمات المجتمع المدني مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم في فندق "مونرو" تحت شعار "بالزبالة نحنا معكم"، أكد فيه على المبادىء الأساسية التي من أجلها جرى دعم الحراك الاجتماعي الأخير تحت مسمى "طلعت ريحتكم"، في حضور ممثلي هيئات وجمعيات أهلية وناشطين بيئيين.وأصدر المجتمعون بيانا تلته بإسم التجمع رئيسة جمعية "لا فساد" ندى عبد الساتر أبو سمرا، جاء فيه:

"1- يدعم المجتمعون حراك "طلعت ريحتكم"، ويؤكدون أهمية استمراره كحراك مستقل بعيدا عن أي تسييس.

2- يشددون على أهمية محاسبة كل من أفرط في استعمال القوة بحق المتظاهرين المسالمين، وعلى محاسبة مثيري أعمال الشغب والافصاح عن أسمائهم بكل شفافية.

3- يؤكد المجتمعون على فاعلية الحراك الذي أدى الى إلغاء المناقصات التي من الواضح أن عيوبا فاضحة شابتها.

4- يصرون على أن أي مقاربة لموضوع المناقصات يجب أن تشمل مشاركة فاعلة للمجتمع المدني وأهل الاختصاص بحيث تأتي هذه المقاربة شفافة وعلمية وموضوعية.

5- يشدد المجتمعون على أهمية هذا الحراك الاجتماعي الذي نحن مكون أساسي فيه، والذي أتاح للمجتمع المدني للمرة الأولى منذ زمن طويل أن يفرض رأيه العلمي والموضوعي على من اعتاد التقاسم والمحاصصة. ويكررون أهمية أن يتابع الحراك مسيرته من أجل ترجيح كفة الشفافية والمحاسبة ومكافحة الفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة ولدى سياسييها.

6- يؤكدون ضرورة التزام مقاربة المواضيع التي يجمع عليها اللبنانيون من دون تحفظ من أجل الوصول الى الأهداف المرجوة من إصلاح ومحاسبة ومكافحة فساد.

7- يصر المجتمعون على إتمام الاستحقاقات الدستورية وانتظام عمل المؤسسات من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية بصرف النظر عن أي تراتبية زمنية، لما فيه المصلحة العامة.

8- يدعوون جميع اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم من حقوق وواجبات، والمشاركة السلمية والحضارية في تظاهرة يوم السبت تحت شعار "بالزبالة نحنا سوا" للارتقاء بالبلد الى ما يصبو اليه كل لبناني".

نقاش

وكان سبق المؤتمر نقاش مفتوح شارك فيه الحضور حول "كيف برأيك من الممكن أن يتعاون المجتم المدني لانجاح حملة طلعت ريحتكم"، تخلله طرح مجموعة من اقتراحات لحل أزمة النفايات. وكان تشديد على ضرورة المشاركة في تظاهرة يوم السبت المقبل تحت شعار "مكافحة الفساد والمحاسبة".

 

جنبلاط اتصل بعون واكد انه يعول على حكمته في هذه المرحلة

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - أجرى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إتصالا برئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، أكد فيه أنه يعول فيه "على حكمته في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان"، مؤكدا في الوقت ذاته "الحرص على إستمرار التواصل والتشاور بينهما".

 

سليمان خلال اجتماع اللجان التحضيرية للقاء الجمهورية: لا يجوز تغيير آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء وفقا للأهواء والمزاجيات

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - نبه "لقاء الجمهورية" برئاسة الرئيس ميشال سليمان من "خطورة التغيير المتكرر لآلية اتخاذ القرار داخل الحكومة وفقا لبعض الأهواء والمزاجيات". وإذ حيا اللقاء خلال اجتماع "لجانه التحضيرية"، "الحركة الشعبية الناشطة لاحقاق المطالب الحياتية الملحة ومواجهة كل انواع الفساد"، حذر من "استغلال هذا الحراك لمآرب سياسية أو خاصة". وشدد اللقاء على "ضرورة عدم إغفال مكمن الخلل المتمثل برفض بعض القوى النزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو الحل الأسرع لإسقاط الحكومة وحل مختلف الإشكاليات المتفاقمة"، مطالبا ب"معالجة موضوع النفايات المستفحل من طريق اعتماد لامركزية البلديات بعد سقوط جميع الحلول البديلة وفشل المناقصات، وريثما يتأمن الحل المركزي البديل". ونبه من "تداعيات ضرب دستور الطائف على جميع اللبنانيين، إذ لا يجوز وتحت أي ظرف، اللعب على وتر إسقاط الحكومة تمهيدا لضرب ما تبقى من مؤسسات ضامنة، في ظل الرئاسة الشاغرة والمجلس النيابي المعطل". وحيا الأمن العام اللبناني في عيده الـ70، مثنيا على نجاحاته وانجازاته في مجال تأمين سلامة البلاد.

 

قاسم: حزب الله يفتخر بعلاقته بإيران وقيادتها الحكيمة

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - استقبل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، رئيس مجلس العاصمة الإيرانية طهران المهندس مهدي شمران، يرافقه المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت الحاج محمد حسن شريعتمدار، حيث جرى عرض لآخر المستجدات في مختلف الساحات. وتمنى قاسم "لو يدرك المسؤولون في المنطقة أهمية الدور الإيراني في الاستقرار والتنمية ومواجهة التحديات، فلطالما أدَّت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دورا بناء في نصرة شعوب المنطقة ومساعدة المقاومة لتحرير الأرض في مواجهة إسرائيل". أضاف: "اضطرت دول العالم الكبرى أن تحاور إيران لتتفق معها نظرا لمكانتها ودورها وتأثيرها، وهي بذلك تعترف بأهميتها، فحري بدول المنطقة أن تستفيد من اليد الممدودة بكل إيجابية". وقال: "حزب الله يفتخر بعلاقته بإيران وقيادتها الحكيمة المتمثلة بالإمام الخامنئي، ويعتبر أن الخيرات الكثيرة في التحرير والانتصار هي من بركات هذه العلاقة ولخير بلدنا ومنطقتنا".

 

معلولي: الحل بانتخابات نيابية فرئاسية وحكومة انقاذ وطني

الخميس 27 آب 2015/وطنية - أكد نائب رئيس مجلس النواب الأسبق ميشال معلولي في بيان أن "المتظاهرين الذين يطالبون بإسقاط النظام يجب ان يدركوا ان الازمات والكوارث التي تعصف بلبنان سببها سقوط النظام". وقال: "ان نظامنا هو النظام الديموقراطي البرلماني وأساس هذا النظام هو مجلس النواب، مصدر السلطات، فالنواب الذين مددوا لانفسهم دون اي سبب او مبرر شرعي هم الذين اسقطوا النظام. لو اجريت الانتخابات النيابية في موعدها وعمد المجلس الى انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تأليف حكومة وفاق وطني لما كانت هذه التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تعصف بالكيان، وبالتالي لما كان الشباب في الشوارع يتسببون بهذه الفوضى والتي لا احد يدرك الى اين تقود البلد". ودعا الشباب في الشوارع إلى "المطالبة بموضوع واحد لا غير وهو اجراء انتخابات نيابية حرة في اقرب وقت ممكن تأتي بمجلس نواب يمثل الشعب يعمد هذا المجلس الى انتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم تأليف حكومة انقاذ وطنية". ورأى أن "التصويب على غير هذا الهدف انما هو مساهمة في مسيرة الفوضى التي قد تطيح بالكيان".

 

زيارة وفد من حركة لبنان الرسالة للعلامة السيد علي فضل الله

زار وفد من حركة لبنان الرسالة مؤلف من الجنرال توفيق ملحم عضو المكتب المركزي والجنرال خليل الحلو نائب رئيس الحركة العلامة السيد علي فضل الله (إبن السيد محمد حسين فضل الله) رئيس مجلس أمناء مؤسسات المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله، في مكتبه في حارة حريك وبحضور مستشاره السياسي والإعلامي السيد هاني عبد الله، وقد تمت هذه الزيارة بفضل مساعي السيد حسن زنيط من مكتب السيد علي. قام الوفد بتعريف السيد علي والحاضرين على حركة لبنان الرسالة وأهدافها ونشاطاتها، وبدوره تحدث السيد علي عن تطلعاته للبنان التي تتلاقى مع تطلعات حركة لبنان الرسالة، ولا سيما بالنسبة لكرامة الإنسان وحريته وتعمقه بالمعرفة، وقد دعا الوفد السيد علي لزيارة مقر الحركة في جعيتا وعرض تطلعاته وطموحاته لمستقبل لبنان على ضوء تجارب الماضي وحفاظاً على وحدة لبنان والحريات فيه ولزرع روح المحبة بين اللبنانيين.

 

حزب الله وعون يقاطعان الحكومة… ويهدّدان بالشارع

خاصّ جنوبية الخميس، 27 أغسطس 2015

بعد أن حُرِّكت قنوات الوساطات عشيّة "جلسة حسن نوايا".. أبلغ باسيل الرئيس تمام سلام صباح اليوم قرار "التغيير والاصلاح" و"حزب الله" بمقاطعة جلسة الحكومة اليوم . لتضرب كل محاولات التسوية والهدنة في جلسة اليوم ويضرب عرض الحائط بكلّ المساعي المبذولة من سلام والرئيس نبيه بري. كل المؤشرات تدل إلى أن لبنان دخل في مرحلة جديدة، الحراك في الشارع أصبح من يوميات اللبنانيين ويتجه إلى مزيد من التوسع والتصعيد في ظل غياب المعلومات الدقيقة عن الأهداف الحقيقية الكامنة وراء هذا الحراك والمدى الذي يمكن أن يبلغه، فيما الحكومة محاصرة بين مطرقة التعطيل وسندان الشارع ويصعب التكهن بمصيرها الذي انحصر بمصير جلساتها، وذلك تماماً كما حصل مع جلسة اليوم لجهة تجميد المراسيم الـ 70 التي تمّ توقيعها كمدخل أو مقايضة لتمرير هذه الجلسة بالحد الأدنى وتجنّب المزيد من التأزيم. وذلك نظراً للازمة الحكومية التي بلغت حداً من التأزيم في جلسة الثلثاء الفائت لمجلس الوزراء والتي ختمت على نذير انفجار مع انسحاب وزراء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” والطاشناق وتأييد “المردة” هذه الخطوة، فيما لم يبق من ممثلي 8 آذار سوى وزراء حركة “أمل”. وفي وقت، تضافرت عوامل عدّة عشية جلسة مجلس الوزراء وأملت التوجه الى تسوية استباقية لاحت طلائعها فجأة وكان من علاماتها الظاهرة ارجاء رئيس “تكتل التغيير والاصلاح ” النائب العماد ميشال عون مؤتمره الصحافي الذي كان يزمع عقده أمس الى غد وكذلك لقاء وزير الداخلية نهاد المشنوق وعضو “التكتل” الوزير السابق سليم جريصاتي في تطور يؤشر لإحياء التواصل بين الفريقين. إلا أن كلام الليل يمحوه النهار، فقد أبلغ باسيل الرئيس سلام قرار “التغيير والاصلاح” و”حزب الله” مقاطعة جلسة الحكومة اليوم بحسب “النهار”. لتضرب كل محاولات التسوية والهدنة في جلسة اليوم عرض الحائط. وكانت قد لفتت “اللواء” إلى ان اتصالات ولقاءات ساعات الاربع والعشرين الماضية اسفرت عن ثلاث نتائج ايجابية بمعظمها:

– تثبيت جلسة مجلس الوزراء في موعدها، بمشاركة وزراء تكتل “الاصلاح والتغيير” و”حزب الله”، متجاوزين ما حدث مؤخراً.

– اقرار البنود المتعلقة برواتب موظفي القطاع العام، وحاجات المؤسسة العسكرية واصدارات “اليوروبوندز”.

– حل قضية توقيع المراسيم التي يمكن ان تصدر في الجريدة الرسمية وتصبح نافذة.

وأوضحت مصادر وزارية لـ”المستقبل” أنّه بنتيجة الاتصالات لاحت في الأفق بوادر حلحلة توافقية لإشكالية السبعين مرسوماً، يُرتقب أن تنعكس أجواؤها الإيجابية على مجلس الوزراء خلال الجلسة التي ستُعقد اليوم في السرايا على نية اختبار “حسن النوايا”.

وعشية الجلسة التي سيحضرها وزراء “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، نشطت بحسب “الجمهورية” الاتصالات التي انطلقت من عين التينة بمبادرة حملها وزير المال علي حسن الخليل بتكليف من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى رئيس الحكومة مباشرة بعد جلسة امس الاول تقضي بإعادة النظر بآلية توقيع المراسيم وسحب المراسيم السبعين العادية التي كانت في طريقها الى النشر في الجريدة الرسمية، فتجاوب سلام مع هذا المطلب واعداً بإعادة هذه المراسيم الى طاولة مجلس الوزراء، وقاد خليل حركة اتصالات واجتماعات باتجاه “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وُصِفت بالايجابية والمثمرة. كما أيّدها وفق مصادر “المستقبل” الوزارية كل من الحريري وجنبلاط.

وعلمَت “الجمهورية” أنّ الاتفاق الذي سوّق له خليل مع وزراء “التيار” والحزب يقضي بأن تعود آلية توقيع المراسيم العادية الى ما كانت عليه سابقاً، أي موافقة وتوقيع 24 وزيراً نيابةً عن رئيس الجمهورية، على ان تصدر قرارات مجلس الوزراء بموافقة الغالبية.

ولكن بعد هذه التطورات الّتي أعدّت لتكون مخرجاً من شأنه أن يحافظ على التوافق داخل الحكومة ويؤمن استمراريتها، جاء قرار “كتلة التغيير والإصلاح” الذي نسف كل محاولات التهدئة.

 

اشتباكات ليلية أوقعت قتيلين في عين الحلوة قابلها هدوء حذر نهارا و"فتح" تعـزز عديدهـا باسـتقدام عناصـر تحسـبا لأي مواجهـة

المركزية- سألت مصادر فلسطينية عبر "المركزية"، عن الجهة المخابراتية الاقليمية التي تسعى الى تفجير مخيم عين الحلوة من خلال الايعاز الى الجماعات الاسلامية المتشددة والتكفيرية بتوتير الاوضاع وابقاء جرح المخيم نازفا، مؤكدة ان الامر بات يتطلب تغيير قواعد الاشتباك والانطلاق الى الحسم العسكري للقضاء على تلك الجماعات، خاصة ان المخيم بات قابلا للاهتزاز في أي لحظة، وان اتفاق وقف النار لا تريد له الجماعات الارهابية ان يصمد، وتحاول في كل مرة التقاط الانفاس والعودة مجددا الى ساحة التفجير والهجوم على مقار فتح والقوة الامنية الفلسطينية كما حصل ليلا عندما هاجمت جماعة بلال بدر القوة وقتلت عنصرا منها. واشارت الى ان "فتح" تعكف على دراسة الاوضاع وتصر على توقيف واعتقال المتسببين بالاشكالات المسلحة ومن يقف وراءهم، واولهم كل من شارك في اغتيال ضباط "فتح" قبل ان ينهار السقف على الجميع". وقالت المصادر ان "الوضع يتطلب الحسم والقضاء على الظاهرة الشاذة في مخيم عين الحلوة والمسماة "جند الشام" والتي تعبث بأمن واستقرار المخيم من خلال التوترات اليومية التي ينفذها عناصرها وقياديوها المطلوبون للعدالة اللبنانية وفي مقدمتهم الارهابيون بلال بدر، اسامة الشهابي وهيثم الشعبي والعشرات غيرهم من المتوارين في احياء الطوارئ، الطيري، والصفصاف وحطين في المخيم وهم مقنعون ويتنقلون مسلحين امام سكان المخيم".

وكشفت المصادر ان "تم استقدام عناصر من "فتح" من بيروت والشمال والبرج الشمالي والرشيدية للقتال مع "فتح" والتي اغتالت جند الشام خيرة ضباطها واخرهم طلال الاردني والعميد العرموشي الذي نجا وقبله العشرات من الضباط والعناصر، في محاولة لاستنزاف الحركة التي ما تزال ممسكة بزمام الامور في المخيم".

هدوء حذر: ميدانيا، سيطر هدوء حذر اليوم في مخيم عين الحلوة، الا ان الوضع لا يزال متوترا رغم الإعلان عن وقف اطلاق النار منتصف الليل بعدما تجدد في منطقة بستان القدس - الصفصاف - الشارع الفوقاني، بين حركة "فتح" والمجموعات الاسلامية المتشددة اثر تعرض القوة الامنية المشتركة في المنطقة قرب سنترال البراق، إلى إطلاق نار ادى الى مقتل أحد عناصرها رضوان عبد الرحيم الذي نقل الى مركز لبيب الطبي في صيدا وسرعان ما فارق الحياة. وقد ارتفع عدد القتلى الى اثنين بعد مقتل فادي خليل (ابو السعيد) أحد أعضاء الحراك الشعبي الفلسطيني فجرا برصاص مجهولين في حي طيطبا.

وذكرت مصادر فلسطينية أن مجهولين اطلقوا النار على خليل في أحد ازقة الحي علما ان الاخير كان يسعى إلى تثبيت وقف اطلاق النار ومنع امتداده الى الحي، حيث اصيب في رأسه بطلقات عدة وتم نقله إلى مستشفى الهمشري في صيدا حيث فارق الحياة.

والقيت أكثر من ثلاث قنابل ليلا بين احياء طيطبا - عكبرة -الصفصاف انفجرت من دون سقوط اصابات، فيما كان يسمع بين الحين والآخر اطلاق نار متقطع وسط استنفار عسكري كبير وظهور مقنعين في مختلف احياء المخيم. وفي خطوة لافتة، أعلنت مجموعة من شباب "حي الصفصاف" تشكيل "كتائب الصفصاف العسكرية" للدفاع عن حيهم من أي اعتداء مسلح.

وكان سمع إطلاق نار داخل مخيم عين الحلوة في منطقة بستان القدس - الصفصاف وتبين أن عناصر من حركة فتح تابعة للواء منير المقدح أطلقت النار بعد الاشتباه بعدد من المقنعين في أحد ازقة الصفصاف خلف مستشفى الأقصى الذي يشرف عليه المقدح، فيما قام العميد سعيد العرموشي وهو قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان بالقاء القبض على احد عناصر جند الشام ويدعى حسن الدبوس وسلمه للجيش اللبناني.

 

 تظـــاهرة الســبت "حــارة كــــل مين ايـــــدو الو" وتفـاوت فـــي المطــالب ولا ضـمانات بتـكرار الشــــغب

زعرور: "الرئاسـة" اولاً وحكومـة تكنـوقراط وقــانون انتخابـات

الملاّح: لن نسمح للاحزاب بركوب الموجة ومتطوعون لمنع المندسين

المركزية- تستعد حملة "طلعت ريحتكم" ومعها احزاب ومنظمات في المجتمع المدني لتظاهرة في السادسة مساء بعد غد السبت في ساحة الشهداء لكن من دون خريطة طريق موحّدة كما هي العادة او شعارات واحدة، ما يضع علامات استفهام حول "جدّية" التحرّكات ومدى تأثيرها على المسؤولين ما يجعلها ارضاً خصبة لجذب المندسين لاثارة اعمال الشغب والفوضى كما حصل في نهاية الاسبوع المنصرم لتحقيق اهداف مغايرة تماماً عن تلك التي ينادي بها المتظاهرون. زعرور: رئيسة حزب "الخضر" ندى زعرور اكدت لـ "المركزية" "مشاركة الحزب في تحرّك السبت، علماً اننا لم نترّك الشارع يوماً وسبقنا الجميع اليه"، واوضحت اننا "ننزل بعناوين ومطالب مُغايرة لحملة "#طلعت- ريحتكم" تتلخّص بالاتي: اولاً انتخاب رئيس الجمهورية لانه المدخل للتخلّص من هذه الطبقة السياسية الفاسدة وازالة الحكومة الفاشلة، ثانياً تشكيل حكومة تكنوقراط وثالثاً اقرار قانون انتخابات جديد يلحظ حقوق الاقليات للمشاركة بالحكم". وتمنّت لو ان "كل منظمات المجتمع المدني توحّد مطالبها وعناوينها وتضع خريطة طريق واحدة". وقالت: "حزب الخضر" موجود دائماً في الشارع وقبل اي تحرّك رفضاً لكل الخروقات الدستورية التي تحصل، وليس بالضرورة ان نتعرّض للضرب كي يُلاحظ وجودنا، ونحن لا نتبنى الشعارات التي يرفعها منظمو حملة "#طلعت-ريحتكم"، وسألت "هم يُطالبون بتغيير النظام، لكن هل لدينا اصلاً نظام كي نغيّره؟ هل نذهب نحو الفوضى والفراغ في ظل اهتراء مؤسساتنا الدستورية"؟ اضافت "نحن البيئيين دعاة سلام، نرفض الفوضى، نمارس حقوقنا ومنها حق التظاهر وفق خريطة طريق واضحة، ونرسل الى الحكومة نصائح يومية من خلال البيانات التي نصدرها، واليوم وبالتزامن مع جلستها ننصحها بتلزيم النفايات المنزلية الصلبة الى البلديات واعطائها الاموال كي تُدير الملف، وعدم ربط انشاء المطمر بالانماء فهذا امر "مُعيب واهانة".

واكدت زعرور رداً على سؤال ان "لا ضمانة بعدم تكرار اعمال الشغب في تظاهرة السبت، "نازلين ناكل اتلة"، لكننا لن نترك الشارع لهم لانه لنا وللشعب اللبناني كافة"، وقالت "ممنوع المزايدة على حزب "الخضر" في الملف البيئي، فنحن كنا سبّاقين في هذا المجال"، واسفت لعدم وجود خريطة طريق شاملة وموحّدة من اجل المصلحة الوطنية، معتبرةً ان "كل من يُطالب بتغيير النظام انما يسعى الى الفوضى".

وعمّا اذا كان هناك تنسيق بين حزب "الخضر" وحملة "#طلعت-ريحتكم" من اجل توحيد المطالب، اجابت "حصل تنسيق في البداية لكن للاسف هناك تباعد في الاولويات، اذ ان الملف البيئي ليس في سلّم اولوياتهم وانما تغيير النظام"، وشددت على ضرورة الا "يُستغل تحرك "#طلعت-ريحتكم" لغايات سياسية". وختمت زعرور "هناك حالة غضب لدى الشعب اللبناني كافة وليس فقط حملة "#طلعت-ريحتكم"، ونحن في حزب الخضر "ام الصبي" في القضايا البيئية و"ما حدا يزايد علينا"، لكننا دعاة سلام نرفض الفوضى والفراغ"، وحيّت "القوى الامنية، قائلة "حرام وضعهم في مواجهة التحرّكات، هم يحمون البلد وبدل رشقهم "بقناني المياه" لنرمِ عليهم وروداً".

الملاح: اما الناشط في حملة "#طلعت-ريحتكم" طارق الملاّح فأسف لأن "بعض الاحزاب السياسية تحاول "ركوب الموجة" من خلال دعوة مناصريها الى المشاركة في تظاهرة السبت، لكننا لن نسمح بذلك"، معلناً عن "مؤتمر صحافي ستعقده الحملة مساء غد الجمعة او صباح السبت للتحدّث في هذا الموضوع"، ولافتاً الى ان "ساحة الشهداء ملك للشعب اللبناني كله، واي شخص يريد المشاركة بالتظاهرة ممنوع ان يحمل اي علم حزبي لان التظاهرة حقنا ومن تنظيمنا".

ولتفادي اعمال الشغب ودخول المندسين، اوضح الملاًح اننا "اجتمعنا بعدد كبير من المتطوعين لضبط التظاهرة من خلال ارتدائهم قمصاناً وقبعات وشالات تحمل شعار الحملة، كما اننا نُجهّز لوضع Sound System كبير كي يسمع المتظاهرون الهتافات والخطابات، ولفت الى اننا "ابتعدنا عن السراي الحكومي وحدّدنا التظاهرة في ساحة الشهداء بهدف التخفيف من وتيرة "الشغب والفوضى ولا نيّة لدينا بالاقتراب من السراي، واي شخص يريد ذلك يتحمّل وحده مسؤولية ردّ القوى الامنية عليه".

ونفى رداً سؤال ان "يكون الاشخاص الذين ظهروا امس على الاعلام وهم يرتدون قمصاناً كُتب عليها "انضباط" ينتمون الى حملة "#طلعت-ريحتكم"، فتحن على حدّ تعبيره "لا نتعامل "بفوقية" مع الناس"، ورافضاً كلمة "انضباط" لانها ترتبط بحزب سياسي وهذا ما نرفضه".

واكد الملاّح رداً على سؤال اننا "نحاول قدر الامكان توحيد المطالب والشعارات التي ستُرفع في التظاهرة، ولهذه الغاية نسعى للاجتماع مع جمعيات المجتمع المدني وليس مع الاحزاب"، واوضح ان "من مطالبنا انتخاب رئيس الجمهورية واقرار قانون عادل للانتخابات"، لكنه اشار الى ان "اجراء انتخابات نيابية اولوية بالنسبة لنا لان المجلس النيابي الحالي غير شرعي والحكومة غير شرعية، ومن ثم انتخاب رئيس جمهورية".

 

"البيان": إعادة مناقصات النفايات لتحسين دفتر الشروط

المركزية- نقلت صحيفة "البيان" الاماراتية عن مصادر مطلعة، اشارتها الى ان "إعادة النظر بمناقصات النفايات يعني ان يُصار إلى تحسين دفتر الشروط". واوضحت الصحيفة انه "في ظل الدفتر الحالي لم يكن باستطاعة الشركات ان تعطي اسعاراً مختلفة، لأن مدّة العقد لم تكن تتجاوز السبع سنوات، فيما يتطلب امر معالجة النفايات إنشاء معامل ومطامر وقضايا تقنية باهظة الثمن. لذلك، يفترض بدفتر الشروط المقبل ان تكون مدة العقد اكثر من سبعة اعوام".

 

قمة روحية في بكركي الاثنين "ضد الفراغ الرئاسي ونيــة عقد لقاء الاقطاب متوافرة وللراعي شروطه

المركزية- فيما تبدو ارضية عقد لقاء الاقطاب الموارنة الاربعة في بكركي غير جاهزة بعد لكونها تتعثر بمطبات سياسية لا تلغي فرص انعقاده لكنها على الاقل، لا تؤشر الى انه في المدى القريب المنظور ، علمت "المركزية" ان القمة الروحية الجامعة ستنعقد في الصرح البطريركي الاثنين المقبل بمشاركة واسعة وجدول اعمال من بند واحد تحت عنوان "معا ضد الفراغ الرئاسي". وتشير المعلومات الى ان الاتصالات التي دارت بين بكركي وسائر المقار الروحية افضت الى توافق على عقد القمة في اسرع وقت نظرا لحراجة المرحلة ، وخشية تدهور الوضع الامني في ظل ما تشهده الساحة الداخلية من موجات احتجاج وتظاهرات على خلفية ملف النفايات، ودخول السياسة على خطها واستغلالها من جانب "الطابور الخامس" وفق ما اظهرت التحقيقات اذ تبين وجود فلسطينيين وسوريين وسودانيين ممن تسببوا باعمال الشغب، بما بات يقتضي الالتقاء حول كلمة سواء ورفع الصوت على اعلى المستويات الروحية من خلال صدور بيان عالي السقف، من اجل وضع حد للانزلاق نحو الكارثة الوطنية وتصويب الامور من خلال خريطة طريق اول بنودها انتخاب رئيس جمهورية.

ومع ان مصادر المعلومات تؤكد ان الاتصالات لم تنقطع من اجل عقد لقاء للاقطاب الموارنة والنية ما زالت متوافرة لدى الجميع، والطرح واحد من بين الخيارات التي كانت بكركي ادرجتها على اجندة خياراتها لتطويق ذيول الوضع المتدهور ، غير ان الظروف التي واكبت اتصالات القمة الروحية لم تنسحب على تلك التي نشطت على مستوى جمع السياسيين المسيحيين الاربعة لجملة عوامل، لعل ابرزها ان البطريرك الراعي الذي "اكتوى من جمر" عدم التزام البعض بما صدر من اللقاء الاول، او حتى استغل غطاء بكركي لترشيحه من دون ان يعود اليها للتشاور في مرحلة ما بعد هذا الترشيح العقيم، وفق ما اثبتت المعطيات على مدى عام وثلاثة اشهر لم يتمكن خلالها من تأمين ظروف انتخابه، ليس في وارد تكرار فصول هذا السيناريو، وانه سيحدد على الاقل بعض النقاط – الشروط الواجب الالتزام بها قبل ان يعيد فتح ابواب بكركي امام اكثر المعنيين بالاستحقاق والمفترض ان يكونوا الاكثر حرصا عليه. الا ان الحزم البطريركي لا يعني بحسب المصادر قطع الطريق على اللقاء، لكنه يحرص على ان يكون منتجا ومجديا بعدما بلغت الامور حدا لم يعد من الممكن معها التساهل والتراخي وارضاء الخواطر في بلاد تبدو متجهة انحداريا بسرعة قياسية نحو الانهيار، اذا لم يستدرك القادة والمسؤولون الامور ويقدموا المصلحة الوطنية على الانانيات ، وعوض التلهي بقضايا ثانوية ومطالب قد تكون محقة لكن الوقت ليس وقتها فليذهبوا الى انتخاب رئيس جمهورية يعيد البلاد الى دورة عملها فيشكل حكومة منتجة ويكمل عقد المؤسسات الدستورية. وفي السياق، بدا لافتا اجتماع الراعي بالنائب ميشال عون في بكركي ظهرا من دون الاعلان عن مضمونه. في الاثناء، توضح المصادر لـ"المركزية" ان بكركي تستكمل مشاوراتها مع عدد من الدبلوماسيين بهدف الضغط على حكوماتهم لابقاء مظلة الاستقرار الامني مفتوحة فوق الساحة ا اللبنانية ومنع انزلاقها الى الفوضى الهدامة الى حين نضوج التسويات السياسية لدول المنطقة وتمرير المرحلة باقل قدر من الخسائر.

 

عريجي: لعلّ المجلس ينجح في اتخاذ بعض القرارات.. والمراسيم جُمدت و"لسنا مستقيلين او معتكفين وقاطعنا اليوم تفاديا لتفاقــم الاوضــاع"

المركزية- في ربع الساعة الاخير الذي سبق جلسة مجلس الوزراء، تبددت الاجواء المتفائلة التي كانت تتحدث عن تقدّم مسعى يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى تكتل "التغيير والاصلاح" و"حزب الله" يؤمن مخرجا للمراسيم العادية السبعين التي لم تقترن بتوقيع 24 وزيرا، وبالتالي يحمي الحكومة من صدام وانفجار يتهددها اليوم. فاذا بوزير الخارجية جبران باسيل يتصل برئيس الحكومة تمام سلام ويبلغه عدم مشاركة وزيري "التيار الوطني" في الجلسة، وتضامن معهم في المقاطعة وزراء "حزب الله" و"المردة" و"الطاشناق"... فما سبب هذه الخطوة التي قرأ فيها خصومهم في مجلس الوزراء "تصعيدا"، وهل أخفقت الاتصالات التصالحية التي دارت في الساعات الماضية؟ "المركزية" وجّهت هذه الاسئلة الى وزير الثقافة روني عريجي الذي حرص على التوضيح اننا "لسنا مستقيلين ولا معتكفين، لكننا لم نحضر هذه الجلسة بالذات، تفاديا لمزيد من الاحتقان". هل فشل المخرج الذي كان يعمل عليه الرئيس بري؟ أجاب "هناك قضيتان شائكتان اليوم: المراسيم من جهة، وآلية عمل مجلس الوزراء من جهة أخرى"، مضيفا "المراسيم جمدت ويبحث عن حل لها حاليا، أما آلية العمل فموضع نقاش".

وأكد عريجي اننا "لم نحضر اليوم تفاديا لتفاقم الاوضاع ولعلّ المجلس ينجح في اتخاذ بعض القرارات، وبعدها سنرى ما يحصل"، مشيرا الى "اننا كـ"مردة" وكفريق 8 آذار ومعنا ايضا وزراء آخرون، نقول ان المراسيم العادية تحتاج 24 توقيعا، واذا تساهلنا في بعضها، فذلك من باب حسن النية فقط". وعن تضامن "المردة" مع "التيار الوطني" اذا أعلن العماد عون غدا العودة الى الشارع، قال "بعد كلام العماد عون نعلّق ونتخذ الموقف المناسب".

 

حزب الخضر يُطالب بالشراكة في اعداد دفتـر الشروط ويدعو الى الاعتصام في الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس

المركزية- اعلن حزب "الخضر اللبناني" دعمه وتأييده "للتحركات الشعبية التي يكفلها الدستور والقوانين المرعية الاجراء والتي جاءت نتيجة للأزمة السياسية الحادة التي تشهدها البلاد مع تراكم الأزمات المعيشية التي تطال المواطنين اللبنانيين في معيشتهم وفي معيشة ومستقبل اولادهم بالاضافة الى الفساد المستشري على الصعد كافة وفي كل المؤسسات". ولفت في بيان الى ان "الحراك الشعبي ما هو إلا صرخة وجع والم نتيجة تفاقم الازمات، كان آخرها ازمة النفايات وعدم قدرة المواطنين على التحمل"، وذكّرت بأن "الحزب كان من اول الداعين الى الاهتمام بملف النفايات ونبّهنا الى خطورة التسويف وعدم معالجة هذا الملف ووضعنا تصوراً لأسس الحل وكنا من اوائل المشاركين في التحركات الشعبية وما زلنا". وطالب حزب "الخضر" بانه يكون شريكاً فاعلاً ضمن اللجنة المولجة اعداد دفاتر الشروط حرصاً منا على ان تأتي خالية من الشوائب ولمزيد من كسب الوقت والجهد". اضاف البيان "اننا في حزب الخضر اللبناني من الداعين الى قيام الدولة المدنية التي تحقق العدالة الاجتماعية، وترسي اسس الديموقراطية وتعزز الانماء المتوازن. نحن من دعاة السلام ولا نؤمن بالعنف ومن اصحاب القضايا الوطنية المحقة والمطالبين بها والداعمين لها والرافضين لأي استغلال سياسي رخيص لقضايا البيئة ولكل قضية مطلبية، وندعو الجميع الى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية وعدم اخذ البلد الى الفوضى والفراغ". ودعا الحزب المواطنين الى "التحرك الشعبي السلمي في 2 ايلول موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية"، كما دعا النواب الممددين لأنفسهم "الى القيام بواجبهم الوطني والدستوري دون تردد او ابطاء والحضور الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة واعداد قانون انتخابي عصري جديد يعتمد النسبية، وينتج طبقة سياسية جديدة واجراء انتخابات نيابية جديدة على اساسه، تضع البلاد في مصافي البلدان الديموقراطية".

 

مقاطعة "التكتل" وحزب الله مجلس الوزراء مخرج ذكي "لجلسة منتجة"

بري تمنى على سلام التريث والتظاهرات تعبد طريق الرئاســــة

قمة روحية في بكركي الاثنين والراعي استبقها بلقاء مـــع عون

المركزية-اذا كانت التسوية السياسية للجلسة الحكومية التي نسج خيوطها رئيس مجلس النواب نبيه بري بدت في العلن، اصطدمت بجدار مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر والطاشناق والمردة وحزب الله جلسة مجلس الوزراء اليوم، فان المضمون كشف بوضوح ان "المقاطعة" بحد ذاتها قد تكون البند الاول في جدول التسوية في ضوء ما انتجته الجلسة من اقرار بنود ملحة كانت الخلافات والمناوشات السياسية التي حكمت الجلسات الاخيرة منذ 4 حزيران الماضي ، حالت دون اقرارها، بحيث تحول "الغياب الممنهج" ،على اهميته وابعاده، الى ايجابية صبت في خانة الصالح العام اولا، بعدما تمكن المجلس من اقرار فتح اعتمادات لدفع رواتب الموظفين في القطاع العام وسندات اليوروبوند وايكال مهمة تكليف محامٍ في قضية "إمبريال جت" الى وزيري النقل والعدل، تجنبا لتداعياتها المالية الخطيرة على خزينة الدولة، اضافة الى اعطاء الحوافز للبلديات الراغبة بمعالجة نفاياتها والافراج عن أموال الصندوق البلدي المستقل بما فيها عائدات الهاتف الخلوي.

وفي ما يبقى السؤال مطروحا حول البند الثاني من التسوية وما اذا كانت المقاطعة ستنسحب على سائر الجلسات، بعدما افسحت المجال امام تمرير "الضروري والملح " ام انها ستتوقف عند عتبة سحب المراسيم السبعين لاعادة النظر بها وعدم سلوكها طريق الاقرار في الجريدة الرسمية اليوم، بدا لافتا اتصال الرئيس بري برئيس الحكومة تمام سلام متمنيا عليه التريث في الدعوة لعقد جلسات مجلس الوزراء افساحا في المجال للمشاورات وصولا الى حلول تؤمن حضور كل الاطراف.

شروط العودة: وحدد عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود لـ"المركزية" شروط العودة الى مجلس الوزراء بإلغاء كل المراسيم الجمهورية وأن تكون المشاركة في الحكم حقيقية، والإتفاق على آلية عمل داخل مجلس الوزراء. وقال: يفترض التوصل إلى حلحلة، فرئيس مجلس النواب طرح حلولاً عدة، أما الفريق الآخر فمتشبث بموقفه، ونحن ماضون في موقفنا، وإذا استمر هذا الوضع فنحن متجهون حتماً إلى التصعيد بعدما افسحنا المجال للتوصل إلى حلحلة وتجنّب الصدامات وعدم الرجوع إلى نقطة الصفر.

من جهته، عزا الوزير السابق غابي ليون لـ"المركزية" سبب عدم الاستقالة من الحكومة الى ان "وجودنا في داخلها عامل ردع، ذلك أن الطريقة التي تدار فيها الامور أقرب إلى الانقلاب بما يقتضي استمرار وجودنا."

عريجي: وكان وزير الثقافة روني عريجي أكد لـ"المركزية"، "اننا لسنا مستقيلين ولا معتكفين، لكننا لم نحضر هذه الجلسة بالذات، تفاديا لمزيد من الاحتقان ولعلّ المجلس ينجح في اتخاذ بعض القرارات، وبعدها سنرى ما يحصل"، مشيرا الى "اننا كـ"مردة" وكفريق 8 آذار ومعنا ايضا وزراء آخرون، نقول ان المراسيم العادية تحتاج 24 توقيعا، واذا تساهلنا في بعضها، فذلك من باب حسن النية فقط"، مشيرا الى ان "المراسيم موضع الاشكال التي أقرت، جُمدت، ويبحث عن حل لها حاليا، أما آلية العمل فما زالت قيد النقاش".

القمة الروحية: من جهة ثانية، وفي تطور بارز على مستوى الحث على انتخاب رئيس جمهورية ، اثمرت الاتصالات الناشطة بين بكركي وسائر المقار الروحية نتائج ايجابية على مستوى انعقاد قمة روحية تقف سدا منيعا ، ولو معنويا في وجه استمرار الفراغ في الرئاسة الاولى ، اذ علمت "المركزية" ان القمة الروحية الجامعة ستنعقد في الصرح البطريركي الاثنين المقبل بمشاركة واسعة وجدول اعمال من بند واحد تحت عنوان "معا ضد الفراغ الرئاسي". واشارت المعلومات الى ان التجاوب جاء كبيرا مع طرح بكركي، بحيث تشهد القمة مشاركة واسعة على ان يصدر عنها بيان، وصفته المصادر بالعالي السقف.

الراعي- عون: وليس بعيدا من اجواء الاتصالات الهادفة الى تأمين ظروف انعقاد لقاء للاقطاب الموارنة الاربعة، استقبل البطريرك الراعي ظهر اليوم في بكركي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في اجتماع بقي بعيدا من الاضواء، لم يكشف النقاب عن مضمونه الا انه حكما ليس منفصلا عن هذا المسار . واشارت المعلومات الى ان البحث تناول القضايا الميثاقية والدستورية التي تهم اللبنانيين ومنها قضية مجلس النواب والمراسيم السبعين وآلية عمل مجلس الوزراء.وافاد بيان المكتب الاعلامي لبكركي ان "الجانبين عرضا الاوضاع العامة في البلاد، لاسيما موضوع الاستحقاق الرئاسي وعمل الحكومة، إضافة الى الاوضاع الاقليمية وحوادث المنطقة وتداعياتها على لبنان. وكان تشديد على "ضرورة التواصل مع الاطراف كافة من اجل التوصل الى حلول تصون الوحدة اللبنانية والميثاق الوطني".

ولم تستبعد اوساط متابعة لـ"المركزية" ان يشكل اللقاء الذي أعدت له سلسلة زيارات قام بها امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان الى بكركي اللبنة الاولى في جدار اللقاء الرباعي او انها مقدمة للقاءات منفصلة بين الراعي والقادة الموارنة بحيث يستكملها باجتماعات مع كل من الرئيس امين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه.

باسيل رئيسا للتيار: على صعيد آخر، فاز وزير الخارجية جبران باسيل برئاسة "التيار الوطني الحر" بالتزكية، بعدما رُد طلب ترشيح زياد البايع احد الناشطين في حركة "orange reform" او الاصلاح البرتقالي، لعدم استيفائه الشروط الداخلية لرئاسة الحزب، علما ان باب الترشيحات أقفل ظهر اليوم. وضمت لائحة باسيل، نقولا صحناوي عن نيابة الرئيس للشؤون السياسية ورومل صادر للشؤون الادارية. واذ يعلن باسيل برنامجه الانتخابي السادسة عصرا في قصر المؤتمرات في الضبية، أشارت أوساط في "التيار" شاركت في الاجتماع الذي عقد أمس في فندق "الماديسون" وضم حزبيين غير راضين عن التسوية الرئاسية لـ"المركزية"، الى ان "اي تسوية حول رئاسة الحزب لم تحصل بل هناك استسلام، وكل ما قيل كلام شكلي في الاعلام، مؤكدة "اننا لن نترك "التيار" وسنكون الى جانب باسيل، فهذا الخيار الوحيد المتاح أمامنا.

الحراك الشعبي والنفايات: في غضون ذلك، لم يحل الحل الموقت الذي اقره مجلس الوزراء لملف النفايات بالافراج عن اموال الصندوق البلدي المستقل دون مضي مجموعات "الحراك المدني" في تظاهراتها وسط تضارب صارخ في العناوين والمطالب بحيث باتت تنطبق عليهم مقولة "كل يغني على ليلاه". وعشية التظاهرة الكبرى مساء السبت في ساحة الشهداء التي قد ينضم اليها التيار الوطني الحر وحزب الله اذا لم تنضج تسويات الحلول الجاري العمل عليها في مطبخ عين التينة السياسي، صوب حزب الخضر بوصلة احتجاجاته في اتجاه المطالبة بانتخاب رئيس جمهورية كمدخل لكل الحلول، وفق ما اكدت رئيسة الحزب ندى زعرور لـ"المركزية". اما حملة "طلعت ريحتكم" فحدد الناشط فيها طارق الملاح لـ"المركزية" الهدف الاول بـ "اجراء انتخابات نيابية لان المجلس النيابي الحالي غير شرعي والحكومة غير شرعية، ومن ثم انتخاب رئيس جمهورية". ووسط ترقب لمآل الاوضاع ميدانيا، اكدت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان حركة اتصالات مكثفة تجري بين المعنيين لضبط اطار التظاهرات ومنع حرفها عن هدفها من قبل الجماعات المندسة، لتعكير الامن المضبوط دوليا، ولم تستبعد ان يكون ما يجري في ساحتي الشهداء ورياض الصلح عنصر ضغط يمر عبرهما الاستحقاق الرئاسي الذي في رأي المصادر لم يعد بعيدا وقد لا يتجاوز شهر ايلول المقبل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

باسيل رئيساً رسمياً لـ"التيار الوطني الحر" لأربع سنوات تبدأ في 20 أيلول

ألين فرح/النهار/28 آب 2015

بدءاً من 20 أيلول 2015 يصبح جبران باسيل رئيساً لحزب "التيار الوطني الحر" لأربع سنوات، فيما يبقى العماد ميشال عون رئيساً فخرياً. انتخابات "التيار" الداخلية انتهت، وفاز باسيل بالتزكية رئيساً لـ"التيار" مع نائبيه نقولا الصحناوي للشؤون السياسية ورومل صابر للشؤون الإدارية، بعدما قدّم ترشيحه عبر المحامية رندة حنا. فيما لم تستوفِ لائحة زياد البايع مع فارس لويس وإيلي معلوف لنيابة الرئاسة الشروط المنصوص عليها في النظام الداخلي، اذ لم تبرز المستندات المطلوبة للتسجيل وفقاً للأصول أمام لجنة قبول الترشيحات في مركز "التيار" في ميرنا الشالوحي، علماً أن لجنتي الطعون والانتخابات كانتا موجودتين أيضاً. بعد التوافق الذي حصل بدعم العماد عون وتشجيعه، انسحب النائب ألان عون لمصلحة باسيل، لكن مجموعة من كوادر "التيار" بقيت تحاول انقاذ الديموقراطية في الحزب وخوض معركة مبدئية للحفاظ على ماء الوجه. فاجتمع أول من أمس أكثر من 350 من كوادر "التيار" من كل لبنان في قاعة ماديسون في حضور النائب زياد أسود وطلبوا اليه الترشح، الا انه امتنع عن تقديم ترشيحه لأنه اعتبر أن الوقت لم يعد يسمح أن يقوم بتنافس متوازن ومتكافىء، ففضّلت المجموعة عدم خوض المعركة والتسليم بفوز باسيل. لكن ماذا بعد هذا الفوز؟ وما الذي ستؤول إليه حال "التيار" مع باسيل؟ من المبكر التكهّن بكيفية إدارة باسيل للحزب وما سيكون وضع الحزب عليه في ولاية تمتد لأربع سنوات، لكن مؤيديه يرون ان نهج العماد عون لن يتغير، وسيكون "التيار" أكثر دينامية. كما ان الانتقال سيكون هادئاً وسلساً برعاية العماد عون الذي اختار الأنضج سياسياً والأكثر ممارسة واطلاعاً على مندرجات الحزب ومجرياته. ويؤكدون ان باسيل يملك برنامجاً واستراتيجية لكيفية إدارة حزب "التيار الوطني الحر" وتطويره على نحو يواكب كل الأحزاب العريقة في دول العالم بل سيضاهيها ان كان على مستوى الشراكة أو على المستوى العمل السياسي المتابع اليومي. أما معارضو طريقة وصوله الى الرئاسة فيأملون منه إعادة الشراكة واشراك الجميع في اتخاذ القرارات وإعادة تفعيل الإدارة الحزبية، ويرونها فرصة لإعادة الحيوية الى الحزب، بعدما خاضوا نقاشات عدة حول صلاحية الرئيس وإعطاء المكتب السياسي دورا، من باب المحافظة على مبدأ الديموقراطية. كما يأملون أن يكون باسيل الرجل المناسب في المكان المناسب وأن يجد الأطر لإعادة إحياء العصب الحزبي الذي فقد لمصلحة "تكتل التغيير والاصلاح". ويجزمون بأن أي مجموعة لم تنسحب من "التيار" كما يشاع جراء تفضيل العماد عون باسيل، وبالتالي فوزه بالتزكية، ويتركز همّها على تفعيل العمل الحزبي من الداخل وليس من الخارج، وأن تنقذه وتظهره كحزب متطور وحديث في وجه الأحزاب الأخرى التي كانت ممارستها تقليدية، مؤكدين أنهم اليوم الى جانب الرئيس لينجح في هذه المحاولة، وأنهم جميعاً يلتقون على مبادىء "التيار" التي أرساها العماد عون. في المبدأ، طويت صفحة انتخابات رئيس "التيار"، في انتظار المراحل الأخرى أي تعيين اللجان المركزية والداخلية، وصولاً الى اجراء الانتخابات الداخلية في "التيار" والتي يعوّل عليها كثيراً المعارضون، ثم اكتمال عقد المجلس الوطني والمجلس السياسي وكل الهيئات والمجالس واللجان الداخلية، الى تنظيم المؤتمر التنظيمي العام، وبالتالي تحويل "التيار" مؤسسة أو حزباً ديموقراطياً بكل ما للكلمة من معنى، كما تحلم القاعدة العونية، وهنا التحدّي الأكبر الذي سيواجه الرئيس الجديد.

 

باسيل لعون: أركع أمامك لتباركني ونسعى للتوافق في الرئاسة

خليل فليحان/النهار/28 آب 2015

جبران باسيل هو أول رئيس لـ"التيار الوطني الحر" ابتداء من 27 آب 2015، بعد مؤسسه العمادميشال عون، وأول وزير خارجية للبنان ينتخب رئيسا لتيار سياسي ذي شعبية وازنة. فاز بالتزكية وحاول ان ينافسه زياد البايع، فخسر لدى تقديم ترشحه في مركزية التيار "لعدم اكتمال المستندات القانونية". وقال باسيل رئيسا لـ"التيار": "يضعون الـ"نون" علينا ويمنعوننا من الانجاز والمشاركة. يضعون الـ"ن" علينا في الساحات والادارات والوزارات والنيابات وفي رئاسة الجمهورية" أتى كلامه خلال عرضه لبرنامجه في احتفال حاشد أقيم أمس في قصر المؤتمرات في ضبيه، واقتصر الحضور على نواب "التيار" باستثناء ألان عون وآخرين ووزراء سابقين وقياديين. وخاطب عون: "أركع أمامك، أنا ورفاقي، لترفع رأسك بنا دوما، لتباركني أنا، لا لأكون مكانك لأنه لا أحد يملأ مكانك، بل لأتشرف أن أكون في المنصب الثاني من ورائك. من هنا اليوم، نعلن عهد الوفاء لك ولشهدائنا ولمناضلينا". استهل كلمته بالقول: "الجنرال ضماننا، ووصيته ان نكون ضمان بعضنا. سنبدأ بأنفسنا نحن الثلاثة، أن نكون ضمان بعضنا، لنكون نحن الثلاثة ضمان التيار، ويكون التيار عندها ضماننا نحن، عندها نستحق جميعا أن نكون ضمان الجنرال، بدل ان يكون وحده ضماننا. نعم، نحن والتيار ضمانك يا جنرال لأنك لم تستجد يوما ضمانا إلا من شعبك، ونحن سنعمل ليكون التيار الوطني الحر بحجم شعبك العظيم، لنستحق ان نكون تيار لبنان العظيم.

برنامج التيار أكبر من حزب... إنه مشروع وطن ورسالة". وسأل: "هل قضية بحجم قضيتنا يسمح بالتلاعب والتشكيك فيها؟ انها قضية الدفاع عن الحرية والسيادة والاستقلال، إنها قضية بناء الدولة الصالحة، إنها بحجم تحرر المواطن وتحصيل حقوقه المدنية بحجم استرداد حقوق المسيحيين الوطنية واحقاق المشاركة المتناصفة". وتابع: "نحن تيار ووطني وحر، تيار أصغر من لبنان وأكبر من الشرق، هو خلاص المسيحيين وأمل اللبنانيين ورجاء المشرقيين". وحدد مواصفات "التيار"، فقال انه "يجب ان يكون قويا ويكون لنا رئيس قوي، نحن دعاة رئيس الجمهورية القوي". وركز على التوافق لانه "شكل من اشكال الديموقراطية، سعينا ونسعى له في رئاسة الجمهورية ونسعى له دائماً في التيار دون ان نلغي الديموقراطية". وتحدث عن مسلمات التيار: "ان جيشنا هو منشأنا ونبع ابطالنا، وهو شرفنا وتضحيتنا ووفاؤنا، وان العماد المؤسس سيبقى رئيسنا الزمني والأبدي، وهو محط الاعتزاز وملهم الفكر وضابط التيار. هنا اليوم، الآن، نعلن عهد الوفاء لك ولشهدائنا ولمناضلينا، نعلن العهد اننا باقون دوماً كما عرفتنا، وكما نحن، رجال القضية في الميدان".

اطلق باسيل برنامجه رئيساً لـ"التيار" في احتفال حاشد للعونيين في قصر المؤتمرات في ضبية مساء أمس تحت شعار مثلث الاضلاع "التيار القوي بشعبه وبرئيسه وبنظامه"، وسط الاناشيد العونية "عونك جايي من الله..." و"نزل التيار ع الارض..." وأغنية باسكال صقر بـ"الشوارع صوت الشعب طالع...)". وكانت شهادات بمواقفه كناشط في "التيار" وداخل مجلس الوزراء من النائب حكمت ديب ومن زوجته شانتال.

 

باسيل رئيساً لـ"التيار" بالفرض والإقصاء

المدن/الخميس 27/08/2015 

كما بات متوقعاً أصبح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رئيساً لـ"التيار الوطني الحر"، بعد أن مارس النائب ميشال عون كل أنواع الضغط والفرض، وصولاً الى تحقيق الهدف المنشود، في "معركة" إنتخابية سهلة، اذ فاز فيها بالتزكية، بعد أن رفضت اللجان أوراق القيادي زياد البايع لانها لم تستوفِ الشروط. قبيل اقفال باب الترشيحات ظهر اليوم، تقدم باسيل بترشحه من خلال المحامية رندا حنا، على رأس لائحة مقفلة ضمت اليه، نقولا صحناوي عن نيابة الرئيس للشؤون السياسية، ورومل صادر للشؤون الادارية، أمام لجنة قبول الترشيحات ولجنة الطعون ولجنة الانتخابات التي كانت مجتمعة في مركز "التيار" في ميرنا الشالوحي. المشهد غير ديمقراطي والنتائج المعلبة، حاول البعض أن يعاكسها، على الرغم من الضغوط التي تعرض لها النائب آلان عون من قبل "الجنرال" وأدت الى انسحابه من المعركة، وذلك عبر تقديم لائحة ثانية ضمت زياد البايع رئيسا، ايلي معلوف وفارس لويس عن نائبية الرئيس، لخوض السباق الى رئاسة الحزب، الا ان اللجان رفضت الأوراق لانها لم تستوف الشروط الداخلية، ففازت لائحة باسيل بالتزكية. وعلم أن البايع ينتمي الى مجموعة ناشطة في بلاد الانتشار كانت تتهيأ لترشيح لويس الا انها ارتأت ترشيح البايع. لكن، وعلى الرغم من فوز باسيل، إلا أن المعركة الوهمية هذه لم تلق استحسان عدد كبير من قياديي "التيار" الذين اجتمعوا بالأمس في "أوتيل ماديسون" في جونية، وخلال الإجتماع ألح البعض، وفق معلومات "المدن"، على النائب زياد أسود كي يتقدم بترشحه إلى رئاسة التيار، إلّا أن الأخير رفض ذلك رفضاً قاطعاً، معتبراً أن المرحلة لا تحتمل ذلك، خصوصاً أن عون يريد باسيل رئيساً، وبالتالي فإن أي محاولة لعرقلة الموضوع أو للتشويش عليه، تعني نهاية سياسية للشخصية المعارضة، ولذلك جرى الإتفاق على أن تبقى هذه الكتلة كتلة معارضة داخل التيار وتعمل على إصلاح الأمور في داخله. الضربة الأخرى التي تعرض لها المعارضون لفرض باسيل رئيساً، تمثلت في نسف كل ما تردد عن احتمال تعيين نواب الرئيس من الفريق المعارض، واذ بلائحة تضم لوناً واحداً في "التيار" يعبر عنها باسيل، وهو الأمر الذي وضعه المعارضون وفق معلومات "المدن" في خانة احكام قبضة باسيل على التيار، وكم كل الأصوات المعارضة، مستبعدين ادخال تعديلات على النظام الداخلي تؤمن مشاركة الجميع في اتخاذ القرارات الحزبية.

 

باسيل أعلن برنامجه ورؤيته للتيارالوطني الحر: سنبقى ثائرين على كل فساد ومتمردين على كل ظلم

الخميس 27 آب 2015

وطنية - اعلن رئيس "التيار الوطني الحر" الفائز بالتزكية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل برنامجه ورؤيته للتيار"، في احتفال اقيم في "قصر المؤتمرات" في ضبية، حضره نواب التيار ناجي غاريوس، حكمت ديب، نبيل نقولا، ابراهيم كنعان، ادغار معلوف، سيمون ابي رميا، وزياد الأسود، النائب السابق سليم عون، ووزراء ونواب سابقون ورؤساء اللجان المركزية ورؤساء بلديات ومخاتير ووفود من مختلف المناطق.

بعد النشيد الوطني وعرض فيلم وثائقي عن مراحل تأسيس "التيار"، كانت أغنية للفنانة باسكال صقر. بعدها، توجه باسيل مع نائبيه الوزير السابق نقولا صحناوي ورومل صابر الى المسرح، حيث وجهوا تحية إلى النائب العماد ميشال عون.

صحناوي

وحيا صحناوي في كلمة العماد عون، متوجها إلى المناصرين وكل المناضلين بالقول: "في هذه الظروف، يجب ألا نضيع البوصلة كي نحقق الإصلاح، فعلينا أن نكون يدا واحدة لتحقيق ذلك، فلا تحاسبوننا على النوايا، إنما على الأفعال".

باسيل

وألقى باسيل كلمة قال فيها: "الجنرال ضمانتنا، ووصيته ان نكون ضمانة بعضنا، وسنبدأ بأنفسنا نحن الثلاثة أن نكون ضمانة بعضنا، لنكون نحن الثلاثة ضمانة للتيار، ويكون التيار عندها ضمانتنا نحن، عندها نستحق جميعا أن نكون ضمانة الجنرال بدل ان يكون وحده هو ضمانتنا. نعم نحن والتيار ضمانتك يا جنرال لأنك لم تستجد يوما ضمانة الا من شعبك، ونحن سنعمل ليكون التيار الوطني الحر على حجم التيار العوني على حجم شعبك العظيم لنستحق ان نكون تيار لبنان العظيم".

أضاف: "رفاقي، قدر الله لي أن أقف أمامكم لأعبر عنكم عن برنامج تيار هو اكبر من حزب، إنه مشروع وطن ورسالة، وأنعم الله علينا أن نكون جيل عون وعلى ايامه فنكون رسله ونحمل قضية لبنان، "انتم رأيتم فآمنتم، طوبى لمن آمن ولم ير". لا فضل لنا إن نحن آمنا، والمجد كل المجد للآتي من بعدنا يؤمن فينا من دون أن يرى عوننا. أما

العار فكل العار لمن رأى ولمس ووضع اصبعه فشوه الجرح وشكك بالقضية حتى الخيانة".

القضية

وسأل: "هل قضية بحجم قضيتنا يسمح بالتلاعب والتشكيك بها؟ انها قضية الدفاع عن حرية وسيادة واستقلال لبنان، انها قضية بناء الدولة الصالحة، انها بحجم تحرر المواطن وتحصيل حقوقه المدنية، انها بحجم استرداد حقوق المسيحيين الوطنية واحقاق المشاركة المتناصفة (أو المناصفة المتشاركة لا فرق). انها المشرقية حفاظا على الوجود والدور والهوية".

النظرة

وسأل: "من نكون نحن لكي نسمح لأنفسنا بأن نشكك؟ نحن تيار ووطني وحر، تيار اصغر من لبنان واكبر من الشرق، تيار قيمته في انسانه، هو خلاص المسيحيين وأمل اللبنانيين ورجاء المشرقيين. إن غبت أيها المناضل، غاب التيار، فهل تغيب؟ إن غبت ايها التيار، غاب الاصلاحيون عن الدولة. إن غبت ايها التيار، غاب المسيحيون من الشرق، وإن غبت ايها التيار، غاب لبنان ... فهل تغيب؟ وهل نغيب عنه؟".

النهج

وسأل أيضا: "كيف نكون لنستحق القضية؟ نكون بناة التيار القوي، نحن ابناء شعار "لبنان القوي"، ويكون لنا رئيس للتيار قوي، نحن دعاة رئيس الجمهورية القوي، وتكون الدولة المبتغاة على صورة التيار القوي لا ان يكون هو على مثالها الحالي. تيار قوي بتضامنه من خلال الالتزام بديموقراطيته، تيار قوي بوحدته اولا وآخرا. وحدة يرخص كل شيء من اجلها من دون ان ننسى ان التوافق شكل من اشكال الديموقراطية، سعينا ونسعى له في رئاسة الجمهورية ونسعى له دائما في التيار من دون ان نلغي الديموقراطية. تيار قوي بالنسبية، مناطقيا ومجلسا وطنيا، تعويضا عن حرماننا منها وطنيا، نسبية تعطي تمثيلا لكل مكوناته وناسه وتعددياته وافكاره وبرامجه، تيار قوي بمسلميه ومسيحييه، بمقيميه ومنتشريه، تيار قوي بالحوار داخله وبالمشاركة سبيلا لقراره، تيار قوي بالتوازن عبر الرقابة داخله دون الحد من سرعة قراره، تيار قوي بطاقاته ودينامكيته، بالعمل والانجاز حيث لا مكان للكلمة فيه إلا للتحفيز من دون الشتم، تيار قوي بمبدئيته وتعاليه عن السلطة وخدماتها، قوي باللامركزية المناطقية في تنفيذ اعماله، تيار قوي بتحالفاته وتفاهماته ونواياه وانفتاحاته، قوي بمبدأ الشراكة بين الأقوياء، الشراكة في القوة وليس في الضعف، في الثروة وليس في القلة، في الميثاق والصيغة والدستور، وليس في غيابهم".

في بناء التيار

وقال: "نحن أبناء امس وارث نفتخر بهما، نحن ابناء غد حالم وواعد، نحن اولاد هذا التيار الحالم، ولكن علينا ان نتعلم ان نبني الحلم، نبنيه ليلا حلما حقيقيا، ونبنيه نهارا حلما واقعيا، فيكون لنا تيار شعبي واسع من المؤيدين بادارة هرمية من نخبة كوادره الملتزمين، ويكون تيارنا مطرحا للمرأة تنطلق منه لتأخذ ما تستحق من مشاركة في الحياة السياسية، ويكون تيارنا مركزا لاعادة استقطاب الشباب والطلاب نواة لحركتنا النضالية، ويكون تيارنا مكانا يتفاعل فيه الانتشار استخراجا منا لثروة لبنان العظمى، ويكون في تيارنا عمل بلدي موحد ومفعل تفعيلا للانماء المحلي وتأسيسا للامركزية الادارية والمالية الموسعة، ويكون لنا تيار فرصة الوصول فيه متاحة لكل مستحق، لا افضلية لتياري على تياري سوى بالطاقة والعطاء والاستحقاق، لهؤلاء مواقع القيادة من دون محاصصة، وعلى هؤلاء القادة المسؤولية بتوسيع المشاركة. ونقول معا: ويل للتيار اذا كانت مقدراته بيد جاحديه وكلمته بيد ضعفائه، وقادته هم صغاره، والمجد لتيار عندما يكون عظماؤه واقوياؤه وكباره هم قيادته وضمانته".

أضاف: " يأتي السؤال هنا كيف نعمل لنكون على مستوى هذه القيادة-الضمانة؟ نعيد للتيار حراكه الشعبي، اساس قوته، والشرط اللازم لتحقيق مطالبه، نعتمد المساءلة الدورية والموضوعية لمنع السلبيات ونظام الحوافز لخلق الايجابيات، نلجأ الى التحكيم الداخلي سبيلا لحل كل المشكلات، بعيدا عن اي مزاجية واستنسابية، نستخدم الإجراء العقابي الفوري بحق كل من يشوه صورة التيار النقية، نبتكر وسائل التمويل المستدام، وما اكثرها، لنضمن استقلالية قرارنا، ننشئ وزارات ظل ولجان استشارية داخلية ونتفاعل مع المجتمع المدني والدولي، ونبقى كما كنا أبدا منفتحين على كل ما ينفع، متحركين متطورين على كل جديد، متفلتين من كل تعقيد او تقليد، ثائرين على كل فساد، متمردين على كل ظلم".

في الهدف

وتابع: "نهدف من كل هذا الى مضاعفة استقطاباتنا اكتساحا لأرضيتنا، فنهدف الى الحفاظ على ثقافتنا وتفعيل تثقيفنا تجذرا في ارضنا، ونهدف الى تأمين استمرارية مؤسستنا وانشاء مركزها واعطاء الأهمية الرمزية والمعنوية لشهدائنا ومناضلينا".

في المسلمات

وأردف: "يبقى اننا المتحرك في هذه الثابتة، ثابتة لبنان والكيان والرسالة، وأن جيشنا هو منشأنا ونبع ابطالنا، وهو شرفنا وتضحيتنا ووفاؤنا، وأن العماد المؤسس سيبقى رئيسنا الزمني والأبدي، وهو محط الاعتزاز وملهم الفكر وضابط التيار".

وقال: "رفاقي، نعمة الله علينا، حاجة لبنان الينا، هذا ما نحن عليه من حجم لنعمة، هذا هو حملنا، هذا هو طريقنا، هذا هو قدرنا، انه صليبنا لخلاص لبنان، لأجل ذلك سيرجموننا، ويحاولون تشويه سمعتنا والنيل من مصداقيتنا، لكنهم لن ينالوا من ارادتنا، لأجل ذلك سيستهدفوننا ويحاولون عزلنا والغاءنا بسيف التكفير وتكفير السياسة، لأجل ذلك سيعرقلون مشاريعنا ويضعون ال"ن" عليها وعلينا ويمنعون الانجاز والمشاركة عنا، (يضعون ال"ن" علينا في الساحات، والادارات والوزارات والنيابات وفي رئاسة الجمهورية)، ولأجل ذلك سنقع وسنقوم بعدها، نحن ابناء القيامة، نكمل مشوارنا الى الأمام، نكمل بإيمان ورجاء ومحبة، فنحب الناس ويحبوننا ونحب بعضنا بعضا، سقوطنا معا، قيامتنا معا، نضالنا معا، نيابتنا معا، ورئاستنا معا".

أضاف: "معا نبقى بناة غير هدامين، ايجابيين غير سلبيين، وعاء الآخرين غير مستوعبين، لأجل هذا ال"معا" دفعنا ثمنا لسنا مسؤولين عنه عند ترشحنا وندفع ثمنا مضاعفا لسنا مسؤولين عنه ايضا عند عدم حصول الاقتراع لأننا نحرم من إظهار حجم تأييد واسع اظهرته كل استطلاعات الرأي ما زلنا نأمل بترجمته في الانتخابات او في عملنا اللاحق لكي يتسنى لهذه الأغلبية الكاسحة ولكل آخر بالتعبير عن ذاته. وفي مطلق الأحوال، فقد توافقنا واخترنا شبه الاجماع على الأغلبية العظمى، ونتوافق اليوم لكي يكون تيارنا قويا، لا بل الأقوى من دون شروط ومحاصصات وافرقاء، بل فريق واحد".

وختم: "رفاقي، أنحني امامكم، امام كل صغير وكبير، كل شاب وامرأة، امام تضحياتكم ونضالاتكم، امام وطنيتكم ولبنانيتكم، اشمخ بشموخ رؤوسكم وعنفوانكم، اقبل اياديكم لأنكم رجال عون في الساحات. اما انت يا ميشال عون، يا دولة الرئيس، يا جنرال، ايها القائد والأب والرفيق، فأركع امامك، انا ورفيقي ورفاقي، لترفع رأسك بنا دوما، لتباركني أنا، لا لأكون مكانك لأن لا احد يملأ مكانك، بل لأتشرف ان اكون في المنصب الثاني من ورائك. هنا اليوم، الآن، نعلن عهد الوفاء لك ولشهدائنا ولمناضلينا، نعلن العهد اننا باقون دوما كما عرفتنا، وكما نحن، رجال القضية في الميدان. نعلن الضمانة ببعضنا، لبعضنا ولك".

 

بري دعا للمشاركة بذكرى تغييب الصدر في النبطية : سنواصل التحرك لتحرير الامام ورفيقيه كأولوية وطنية

الخميس 27 آب 2015/وطنية - دعا الرئيس نبيه بري في بيان الى "المشاركة في يوم الوفاء للامام الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، لرفع راية حريتهم، يوم الاحد القادم في ساحة عاشوراء النبطية عند السادسة مساء".

وجاء في البيان:ايها اللبنانيون، مجددا وفي محطة ذكرى تغييب سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين ، وفي محطة ذكرى احتجاز نظام القذافي البائد لحريتهم ، نلتقي هذا العام نحن المؤمنين بأن ثروة لبنان في كفاءة انسانه وطموحه ومبادرته ، نلتقي لنجدد التأكيد بأننا سنواصل التحرك لتحرير الامام ورفيقيه كأولوية وطنية ، مؤكدين ان ليبيا بكل مكوناتها معنية كما لبنان بحرية سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر الداعية الانسانية ، رجل الدين المجتهد ، والمفسر الذي سعى دائما للتقريب بين المذاهب والثائر والذي حول الحرمان من حالة الى حركة .

اننا في حركة امل التي اسسها الامام الصدر ، هذه الحركة الوطنية الشريفة التي اخذت على عاتقها صون كرامة الوطن ومقاومة الاعتدءات الاسرائيلية ، اننا في حركة امل سنبقى مثل موج البحر لا نهدأ حتى عودة الامام ورفيقيه الى ارض الوطن .

إننا نؤكد ان جامعة الدول العربية وكل النظام العربي والدول الاسلامية ومنظمة العمل الاسلامي ، معنيون بوضع حد لجريمة العصر المتمادية المتمثلة بحجز حرية ركن كبير من اركان وطننا ، سماحة الامام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ومؤسس افواج المقاومة اللبنانية (امل) واستاذ المطالب الديموقراطية، واحد رموز العمل من اجل اماني الشعب الفلسطيني والمسجد الاقصى الشريف .

إننا ومن اجل ان يعرف الجميع خصوصا الاجيال الاربعة التي ولدت بعد اخفاء الامام الصدر ( مانديلا العرب ) ومصادرة حريته : نعيد الى الذاكرة جزءا يسيرا من اقواله وتأكيده بداية ان الحركة لن تقبل المزايدة من احد في ولائها للوطن، وان سلوك ( الامام الصدر وحركته) ليس يساريا ولا يمينيا بل الصراط المستقيم.

ان الامام وكأنه ينظر الى صورة الساحة اللبنانية اليوم يقول:ان الحرمان يخلق شعور الغضب ويجرح كرامة الانسان ، ويؤثر في الولاء للوطن واحترام القوانين ، وان المرض اللبناني سببه الطائفية وغياب العدالة وعدم اتفاق اللبنانيين والاعتداءات الاسرائيلية ، وان الوطن يجب ان لا يساق الى الجمود بإسم التوازن بين الطوائف ، ولا بد من التذكير بأنتباهه ان اصحاب الامتيازات بالغوا في تلبية رغباتهم واهملوا حاجات اكثرية الشعب .

ان الامام الصدر ادرك قبل الجميع ان العدو الاسرائيلي يبتهج وهو يرى احتضار رسالة العرب ، رسالة المحبة والتسامح .

ان موقف الامام الصدر سيبقى نبراسا لنا وسنحفظ عن ظهر قلب وفي القلب قوله : ان الاقليات في منطقتنا هم امانة الله في ايدينا وعلينا حمايتهم .

يا كل لبنان يا كل الذين عاصروا حركة الامام الصدر وعرفوه شخصيا وشاركوا في حركته لرفع الظلم والغبن والحرمان في الوطن والحرمان منه ، والاجيال الاربعة التي ولدت منذ لحظة تغييبه والاجيال التي رضعت مرارة تغييبه.ادعوكم جميعا الى رحاب الامام الصدر، الى المشاركة في يوم الوفاء للامام الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين ، لرفع راية حريتهم يوم الاحد القادم في ساحة عاشوراء النبطية عند السادسة مساء

ادعوكم الى التأكيد اننا لن نتسامح مع نظام الاستبداد البائد الذي حكم ليبيا ورموزه ، واننا لن ننسى الذين تنكروا لضيفهم و(سرقوا) حريته وحقه في الحياة ، واننا سنبقى نناضل من اجل رمز حرية الوطن الامام الصدر ورفيقيه ومن اجل ازدهار الانسان في لبنان" .

 

إبراهيم في العيد ال70 للامن العام: لا مكان في مهماتنا الأمنية لكلمة تراجع أو إستسلام

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - وضع المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الأمن العام، لمناسبة العيد السبعين للأمن العام، وعلى وقع نشيد الشهداء الذي عزفته موسيقى الأمن العام، خلال احتفال رمزي أقيم قبل ظهر اليوم في باحة المديرية في محلة المتحف، في حضور عدد من الضباط. وقال في كلمة وجهها إلى الضباط: "نحتفل اليوم بالعيد السبعين للمديرية العامة للأمن العام على وقع إرتفاع حرارة الأزمات الإقليمية، وإنعكاسات التطورات الدولية وتأثيرهما الواضح على لبنان الذي يعاني، ويا للأسف، من إستمرار الفراغ الرئاسي والشلل في بعض الإدارات والمؤسسات، أضف إلى ذلك تصاعد وتيرة التحديات الامنية والإرهابية التي تفرض علينا مواجهة خطرها وإحتوائها وشل مفاعيلها. إن إصرارنا على الإحتفال بعيد الامن العام ولو بالحدود الدنيا وملف رفاقنا العسكريين المختطفين لم يقفل بعد، لا يعني بحال من الأحوال القفز فوق الواقع الدقيق للبنان الذي وقع على خط الأزمات والإهتزازات التي تعصف بالمنطقة، بل لنؤكد أننا أمام مسيرة زاهرة لمؤسستنا، عمرها من عمر الوطن، ساهمت ولا تزال في حفظ الأمن، صانته بالدم والعطاء والتضحية والخدمة الجادة الهادفة لكي ينعم اللبنانيون بما هو حق لهم علينا". وأضاف: "للإحتفال هذه السنة ميزة خاصة تتمثل في نجاح رؤيتنا التي وضعناها عام 2011، فاستطعنا أن نكون مؤسسة الوطن لكل الوطن، لا أن نكون مؤسسة في الوطن. وإنجازاتنا ليست منة على أحد بقدر ما هي واجب أديناه للعلى من أجل اللبنانيين، فكنا على الحدود كما في الداخل، فكان الآداء والمناقبية سمة المؤسسة وسلوك عسكرييها". وأكد "أن سلسلة النجاحات المتراكمة حققناها بحكمة التخطيط، والتصميم في الاداء والتنفيذ، والقوة في مواجهة عدوي لبنان: إسرائيل والإرهاب. الرؤية الإستراتيجية التي وضعناها مذ تبوأنا مركز المسؤولية أثمرت إنجازا تلوى الآخر وعلى كل المستويات الأمنية والخدماتية. أما الإخفاقات فهي ليست مدرجة في قاموسنا، لأننا نتحرك تحت سقف القانون، ولأن حماية لبنان واللبنانيين هو هدفنا الدائم ومهمتنا الرئيسية. هكذا سنستمر من دون أن نتطلع إلى المساجلات العقيمة التي صارت تستنزف البلد، ولا أحد يتنبه إلى أننا نقاتل باللحم الحي وفي كل الإتجاهات، والكل يتجه إلى الهاوية ولم يستشعروا بعد أن لبنان كله في عين الإعصار الذي يلف المنطقة". وتابع: "لا مكان في مهمتنا الامنية لكلمة تراجع أو إستسلام، ولا في قسمنا مفردات الرضوخ والإنهزام، ولا في عملنا الخدماتي التقصير أو الفساد، بل في وجداننا القانون وكرامة اللبناني وحقه في العيش بسلام واستقرار. ونحن نحتفل بهذه المناسبة ككل عام لنؤكد للبنانيين أن الامن العام ليس الوهم والسراب، بل الواقع والرجاء، الامن العام ليس الشك والظن، بل الحقيقة واليقين، الامن العام ليس التردد والضعف، بل القوة والعزم. في اختصار، نحن الإرادة التي لا تجف في سبيل الدفاع عن الأرض والحفاظ على الكيان، ومواجهة الخطر الذي يدهمنا على إمتداد حدودنا في الجنوب والشرق، مع عدوين لا يعرفان لقيم الإنسانية والحق والسلام أي طريق".

وخاطب العسكريين: "أحصروا همكم ومهماتكم بالإنضباط الوطني الجامع على مساحة الوطن، فسلامة الحدود تعني الاستقرار الداخلي، والإستقرار الداخلي يعني العيش بأمان اجتماعي، وهذا لن يكون إلا بوعي حقيقي لخطر الاستباحة اليومي لحدودنا من اسرائيل، ولخطر اصحاب الدعوات التكفيرية، وهما عدوان ما ميزا يوما بين أي لبناني، قتلوا أهلنا وخطفوا أعزاء من بيننا، لا يترددان في إشعال الداخل متى استطاعا الى ذلك سبيلا".

وقال: "كنا وسنبقى على قدر التحديات التي تواجه بلدنا، لأننا مسؤولون أمام الوطن والناس، ونعاهدهم أننا سنتابع مهماتنا وننفذ ما هو مطلوب منا بمنتهى الشجاعة والإقدام والإندفاع من دون أي تردد، مدركين أن قسمنا وولاءنا ممهورين بالدم. نحن نعرف أن تحقيق ما أنيط بنا من صلاحيات يستلزم عملا فعالا وجهدا وطنيا جامعا من كل شرائح الوطن، لكن الفراغ في المؤسسات والسجالات يجب أن تشعرنا بمسؤولية مضاعفة للإستمرار في الدفاع عن لبنان، لأن الأمن العام وكل القوى الرسمية الأخرى، هم خط المواجهة الأول عن لبنان، إذا سقطوا سقط الوطن والكيان.

قناعتنا هي العيش الواحد لكل اللبنانيين لا عيشا مشتركا، لأن الشراكة تعني تقاسما لا نريده، لأننا ملتزمون بلبنان الواحد. ولا مكان في مؤسستنا للفئوية والطائفية والمذهبية، ولا مكان للنفعية والإنتهازية والسمسرة والفساد أو التمييز، وسمتنا ستبقى القانون والحق والعدالة والشفافية. لقد كان وسيبقى القانون تاجا لحماية وصون حقوق اللبنانيين، وسنبقى أشداء على أعداء وطن الرسالة والثقافات المتعددة".

ورأى أن "المصاعب والشدائد التي نمر بها، والتردي السياسي والإقتصادي والإنقسامات الأفقية والعمودية التي تحكم يومياتنا، كلها ملفات جعلت البلد جسدا مريضا منهكا. الجنوب ساحة مفتوحة للعدوان الإسرائيلي وانتهاكاته، أما الحدود الشرقية فقد صارت بوابة عريضة لرياح الفتنة والقتل والخطف والأعمال الارهابية. وعلى الرغم من ذلك فقد واجهنا، متحدين مع باقي القوى الرسمية، فحققنا انجازات نوعية على مساحة لبنان، وهذا لم يتحقق إلا بفضل اندفاعكم في العمل وتفانيكم وتضحياتكم".

اضاف: "في احتفالنا هذا يجب أن نتصارح لنتصالح، فالمديرية حققت الكثير من مخططها التطويري، لكن هذا لا يكفي. أمامنا المزيد من العمل والتحديث على كل المستويات الإدارية والأمنية، وسنعمل في السنوات المقبلة جاهدين لتحقيق ما نصبو اليه، وأي نقص في الإمكانات لن يمنعنا من أن نكون مؤسسة الوطن الواحد. وإني واثق بأنكم لن تبخلوا بالغالي قبل الرخيص للمحافظة على لبنان وأهلكم جميعا.

باسمي وباسمكم استذكر بإجلال وإكبار أرواح شهداء لبنان من المؤسسات الأمنية والعسكرية الذين سقطوا من أجل لبنان، وأحيي رفاقكم الأبطال المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، وستبقى قضيتهم همنا اليومي حتى تحريرهم وعودتهم إلى عائلاتهم ومؤسساتهم ووطنهم.

وختم: "باسمي وبإسمكم نعاهد لبنان واللبنانيين على تقديم القانون على الأهواء والفئويات المريضة، والإنتماء إلى الوطن على العصبيات الجاهلية. لن نبخل بشيء أيا كان لنستحق القول إننا رجال الأمن العام، رجال الأفعال لا الأقوال".

 

فتحعلي في حفل إزاحة الستارة عن نصب مصطفى شمران: شعب لبنان صنع ملاحم الكرامة بانتصاراته الخالدة

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - أقيم حفل ازاحة الستارة عن النصب التذكاري الخاص بالشهيد مصطفى شمران في حسينية البرجاوي - بئر حسن، لمناسبة ذكرى ولادة الامام علي بن موسى الرضا، وبدعوة من بلدية الغبيري والمستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية. حضر الاحتفال وزير الاشغال العامة غازي زعيتر، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد فتحعلي، النواب: علي عمار، بلال فرحات وأيوب حميد، رئيس شورى البلديات في طهران المهندس مهدي شمران شقيق الشهيد شمران، المستشار الثقافي في السفارة الايرانية محمد مهدي شريعتمدار، النائب السابق أمين شري، رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا، رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام، وفد من قيادة حركة "امل" ضم: طلال حاطوم، بسام طليس وحسن قبلان، وفد من قيادة "حزب الله" ضم: غالب ابو زينب وحسان الموسوي، وفد "تجمع العلماء المسلمين" برئاسة الشيخ حسين غبريس وفعاليات سياسية وثقافية وبلدية واختيارية وعلماء وممثلون عن الفصائل الفلسطينية. بداية النشيدان الوطني اللبناني والايراني، عزفته فرقة "كشافة الامام المهدي"، ثم عرف الحفل الزميل علي قصير، ثم القى الخنسا كلمة هنأ فيها "الامة الاسلامية بالمناسبة العطرة"، مشيرا الى "الدور الريادي للشهيد شمران وبأبناء مجتمع المقاومة الى جانب الامام موسى الصدر وتقديره لحركته ومناقبيته في ساحات الجهاد وتكريما لدوره المقاوم". وبدوره اشار المستشار الثقافي شريعتمدار الى "الدور الايجابي الذي لعبه الشهيد شمران خلال مسيرته الجهادية في كل الساحات".

فتحعلي

وهنأ السفير فتحعلي في كلمة ألقاها، جميع المسلمين في العالم لمناسبة ولادة ثامن أئمة أهل البيت الإمام علي بن موسى الرضا"، شاكرا "بلدية الغبيري والمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان على إتاحتهم لي هذه الفرصة الطيبة للقائكم في حفل إزاحة الستارة عن النصب التذكاري الخاص بالشهيد الدكتور مصطفى شمران، ذلك الرجل العظيم والقائد الفذ، فهو العالم في الفيزياء والقائد العسكري وهو قدوة الشباب المؤمن الذي رباه على قواعد من الزهد والتقوى والتضحية في سبيل العقيدة الإسلامية، والشهيد شمران هو العرفاني الكبير الذي سلك الطريق إلى الله فاقتحم العقبات وترفع عن الملذات الدنيوية واعتلى القمم الرفيعة في العشق الإلهي وأدرك الحق شهيدا". أضاف: "منذ منتصف القرن الماضي، أنعم الله تعالى على لبنان برجل تاريخي قاد شعبه في هذا الوطن العزيز منطلقا من إيران قائدا مؤمنا استطاع كتابة تاريخ جديد لأهله المحرومين والمستضعفين في لبنان، كان الإمام المغيب السيد موسى الصدر رابطا أمينا وحلقة قوية بين إيران ولبنان ثقافتان وحضارتان، اجتمعتا في هذا القائد الذي شع فكره بالإيمان والعقيدة الإسلامية النابعة من بيت النبوة الكريمة والى جانب الإمام الصدر، كان القائد الدكتور مصطفى شمران مساعدا ومعاونا ومخططا ومنفذا يبث في نفوس إخوانه وطلابه روح الثورة والإيمان مضافة إليها فلسفة الإبداع والقيادة والتضحية والفداء، مدبرا ناجحا وقائدا إداريا فذا أمينا على خط الثورة وقائدا تعبويا".

واشار الى انه "في لبنان ومع الإمام الصدر، شارك القائد شمران في تعبئة جماهير المحرومين والمستضعفين مع انطلاقة حركة المحرومين أمل طليعة المقاومة في وجه العدو الصهيوني، كل قرى الجنوب ودساكره تحفظ لهذا القائد ذكريات طيبة ولا سيما قرى المواجهة مع العدو الصهيوني. لقد شكل القائد شمران أساسا نضاليا وعقائديا في مسيرة المحرومين في لبنان، وكان مثالا قياديا على المستويات كافة متواضعا مع الفقراء الكادحين ومعلما مع الطلاب ومرشدا في صفوف المجاهدين ومقاوما أمام المقاومين الأحرار واستحق أن يكون ملهما أستاذا لأبناء الإمام الصدر ولكل الثوار والأحرار". اضاف: "وكانت الثورة الإسلامية في إيران همه الكبير وعندما انتصرت الثورة بقيادة العبد الصالح الإمام روح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه وجد القائد مصطفى شمران تحقيقا لحلمه وحلم الملايين التي ثارت في وجه الظلم والطغيان، فكان من أبرز من تحملوا المسؤولية فيها قائدا ووزيرا للدفاع وممثلا للامام الخميني رضوان الله تعالى عليه في مجلس الدفاع الأعلى ومقاتلا استراتيجيا مؤمنا في مقدمة المعركة طلبا للشهادة التي استحقها بجدارة في سبيل الله تعالى".

وختم: "إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي ظل القيادة الحكيمة للولي القائد الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني نؤكد دوما بأننا إلى جانب لبنان وشعبه العزيز الذي صنع ملاحم العزة والكرامة بانتصاراته الخالدة".

 

مؤسسة المطران الجميل للحوار والثقافة دعت الى ابراز جهوده في تفعيل ملف تطويب المطران ملكي

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - دعت مؤسسة المطران ميخائيل الجميل للحوار والثقافة لمناسبة تطويب المطران الشهيد ميخائيل ملكي، إلى ضرورة ابراز جهود العلامة المثلث الرحمات المطران الجميل في تطوير وتفعيل ملف التطويب لدى دوائر الفاتيكان، نتيجة لمكانته وعمله الدؤوب كعضو فاعل في مجمع القديسين الذي تسلمه في عهد الحبر الأعظم البابا بندكتوس، وهو منصب متميز تسلمه المطران الجميل بكل كفاءة، وأيضا هو أمر استثنائي في تاريخ مجمع القديسين. واعتبرت المؤسسة أنه "صار من الضروري اعتماد ما كتبه ونشره وقاله المطران العلامة الراحل - بالجسد - لما فيه من إثراء للوطن المشرقي والحضارة الفكرية الفلسفية اللاهوتية التاريخية".

 

السنيورة يطالب جنبلاط بإتخاذ موقف وطني عبر إعادة فتح مطمر الناعمة لكي يلتقط لبنان انفاسه

وكالات/28 آب/15/ جال الرئيس فؤاد السنيورة اليوم، مصطحبا عددا من رجال الأعمال الصيداويين على معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة وبعض مشاريع المدينة الانمائية. استهل السنيورة جولته من مبنى القصر البلدي برفقة رجال الأعمال: الوزير السابق ريمون عودة، القنصل رفلة دبانة، القنصل خليل زنتوت، صلاح عسيران ونجل السنيورة وائل حيث عقدوا اجتماعا مع رئيس البلدية المهندس محمد السعودي بحضور عضوي المجلس البلدي كامل كزبر ومحمد البابا، ثم توجهوا جميعا الى معمل معالجة النفايات في سينيق حيث عقدوا اجتماعا مع نائب رئيس مجلس ادارة مدير عام شركة IBC المشغلة للمعمل المهندس نبيل زنتوت واستمعوا منه ومن المهندس المسؤول سامي بيضاوي الى شرح حول المعمل، جالوا بعدها على اقسامه مطلعين على آلية ومراحل الفرز والمعالجة وما ينتجه المعمل من طاقة ووقود بديل ومواد قابلة للتدوير. ثم تفقد السنيورة برفقة السعودي والوفد المرافق منشآت الحديقة العامة التي تقوم مكان جبل النفايات جنوب صيدا، قبل ان ينتقلوا الى صيدا القديمة لتفقد سير العمل بمشروع متحف صيدا التاريخي الذي يقوم فوق حفرية الفرير الأثرية. واختتمت الجولة بتفقد جزيرة صيدا "الزيرة " بعد اعمال التأهيل التي شهدتها وذلك بحضور ممثلين عن جمعية اصدقاء زيرة وشاطىء صيدا.

السنيورة

وقال السنيورة خلال الجولة: "انا سعيد والمدينة سعيدة ان اربعة من ابنائها حققوا نجاحات كبيرة في لبنان وفي الخارج يزورون المدينة ويرون ما هي الانجازات التي استطاعت المدينة بجهد ابنائها ورئيس بلديتها واعضاء البلدية وايضا بمساهمة من نائبي المدينة ليحولوا مشكلة مزمنة كانت في المدينة الى فرصة انمائية كبرى وبالتالي نشهد الان كيف عملية استعادة ارض من البحر بمساحة 550 الف متر تحول جزء منها الى حديقة والباقي ايضا لاجل استعمالات المدينة المستقبلية، وهذه الأرض في الواقع لانها مستملكة من البحر مستعادة من البحر فهي ملك الدولة اللبنانية".

ملف النفايات

وردا على سؤال حول ازمة النفايات التي تشهدها البلاد قال: "لا شك ان التجربة التي قامت بها مدينة صيدا هي تجربة جديرة بأن تدرس من قبل جميع المناطق اللبنانية والتي بالامكان ان تصل الى نقطة بأن لا يكون هناك اي عوادم بالنهاية، يعني تحويل جميع النفايات الى استعمالات متعددة منها استعمالات لغاية الكهرباء وايضا لمحسنات للتربة وتبقى اشياء قابلة للحرق واخرى قابلة لاستعمالات اخرى. طبيعي مشكلة النفايات هي مشكلة كبرى وبالطريقة التي تطورت فيها ونتيجة تضييع وقت طويل واحيانا سوء ادارة هذا الملف وصلت الى محل اصبح هناك حالة من الذعر عند اللبناني ولكن هذا لا يؤدي الى حل او نتيجة". اضاف: "البلد الآن بحاجة الى التقاط الأنفاس حتى يعيد دراسة الامر بشكل سليم وهذا الامر يتطلب من جهة ثانية ادراك جميع اللبنانيين ان حل هذه المشكلة لا يعود لفئة دون فئة اخرى، الجميع عليه ان يعلم ان عليه ان يسهم بحل هذه المشكلة وعندها يتضح انه في المحصلة، في اي الية من الاليات التي يمكن ان تستعمل من اجل معالجة مشكلة النفايات سيبقى هناك بعض المواد التي ينبغي ان يصار الى طمرها، ولكن في هذا الوقت وحتى نصل الى هذه المرحلة علينا ان نتعامل مع هذا الامر ونتعاون من اجل ذلك. وانا بتقديري الشخصي حتى يصار الى ايجاد حل، ومنه ان يصار في كل منطقة الى تحديد مكان للطمر حتى نصل الى النقطة التي يكون فيها كل الوسائل التي تؤدي الى حل كامل على مدى عدة سنوات لنصل الى هذه النقطة، طبيعي ممكن ان نصل اليها وبالتعاون وايضا بأن تقوم البلديات بتحمل مسؤولياتها. وبرأيي الان بعد كل هذه التجربة التي مررنا بها ان يعاد هذا الموضوع الى البلديات لكي تتولى هي المسؤولية وهي حسب القانون عليها مسؤولية معالجة مشكلة النفايات بجمعها وايضا بالتعاون مع ما يمكن ان تقدمه الدولة من اجل عملية المطامر". وتابع: "المشكلة التي وصلنا اليها خلقت حالة من التوتر ومن الغضب لدى الناس وهو غضب مفهوم والذي قام به كثير من الشباب ايضا مفهوم لانهم شعروا كم هو اذلال للانسان ان يصل انه اصبحت النفايات على باب منزله وداخل منازله، ولكن في الوقت نفسه يجب ان ننتبه ان هذا الغضب يجب ان لا يتحول الى حال من الفوضى والاستغلال من الذين يحاولون لاهداف تخريبية بالبلد او لاهداف حزبية يحاولون ان يجروا هذه المسألة الى هنا، لذلك الان نحن بحاجة الى التقاط الانفاس وانا اعتقد انه يجب علينا ان نتعاون جميعا ومن بعض الاشخاص ولا سيما من الاستاذ وليد جنبلاط بتقديري الشخصي ان يسهم - وهذا موقف وطني يقدر له وسيذكره التاريخ - بأنه اعطى لبنان فرصة من الوقت لكي يلتقط لبنان وكل البلديات انفاسهم حتى تعالج هذه المشكلة، ان يفتح مطمر الناعمة مؤقتا والذي هو مطمر صحي ومطمر حسبما سمعت من بعض الاشخاص ان هذا "رولز رايس" للمطامر في العالم بطريقة عمله، وايضا يمكن ان تسهم مدينة صيدا مع بقية المناطق بمعالجة جزء من النفايات الطازجة وفيما خصها والتي يمكن ان تعالج في معمل صيدا للنفايات وكذلك ايضا في امكنة ثانية وبالتالي عندما يجتمع الجميع ويسهم ويتعاون مع بعضه بعضا نستطيع ان نحل هذه المشكلة على المدى القصير والمتوسط وبعد ذلك على المدى الطويل".

الوضع الحكومي

وردا على سؤال حول الأزمة الحكومية في ظل تحرك الشارع ومقاطعة وزراء التيار العوني وحزب الله لجلسة مجلس الوزراء قال السنيورة: "بالنهاية الاختلافات السياسية يجب ان لا نعمل على تحويلها الى خلافات تضر بالبلد وباستقراره وبأمنه وبمستوى عيش ابنائه، طبيعي ما نراه في هذا الجو المحتقن يؤدي بالنهاية الى تهريب اللبنانيين من لبنان وايضا تهريب غير اللبنانيين الذين نحتاجهم، وبالتالي نشهد الان امامنا نتيجة هذه الممارسات على مدى هذه السنوات القليلة الماضية تردبا كبيرا في الاوضاع الاقتصادية، وهذا امر بيد اللبنانيين الذين يسهمون بذلك. علينا ان نعود الى رشدنا، وانا اعتقد انه بامكاننا ان نختلف على بعض الامور ولكن هذا لا يعني اننا لا ننظر في مجلس الوزراء للموافقة على قبول هبات، هل يعقل ان هناك هبات بمئات الملايين من الدولارات المتاحة امام اللبنانيين ليستفيدوا منها وقدمها المجتمع العربي والمجتمع الدولي ولبنان يرفضها وبعدها يبكي اللبنانيون "لماذا لا يتقدم الاخرون لمساعدتنا". اضاف: "هناك امور حياتية على مجلس الوزراء ان ينظر فيها وانا اعتقد ان هناك بادرة صحية اليوم بأن هناك توافقا على ان يعقد مجلس الوزراء اليوم ويقر الامور الحياتية الضرورية الاساسية لكي يعود البلد الى التقاط الانفاس، ونبدأ بالحديث مع بعضنا البعض حول ما هو ممكن وما هو غير ممكن، ولكن اذا اختلفنا في بعض الامور لا يعني ذلك ان نترك الامور الاخرى التي تهم الجميع بدون حل. ونعطي بذلك مثلا مدينة صيدا التي اعطت نماذج ولو انها نماذج بسيطة ولكن اجتمع جميع اهالي المدينة على الرغم من بعض الاختلافات السياسية بينهم، لمعالجة امر يتعلق بانشاء مجلس لمكافحة الادمان، لاول مرة اجتمع جميع سكان المدينة بكافة اطيافها من اجل العمل على انشاء هذا المجلس. وايضا موضوع "الزيرة" التي هي معلم تاريخي في المدينة جميع اطياف المدينة اجتمعت، عندما نضع عقلنا برأسنا نرى انه يوجد امكانية وان كنا مختلفين في بعض الامور، ولكن هذا لا يعني ان نترك الامور التي نستفيد منها جميعا ان نخربها كلها ولا نحاول ان نعالجها، ونتمنى هذه البادرة ان تكون خطوة الى الامام ونحاول ان نبني عليها".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض: خادم الحرمين وأوباما يلتقيان الجمعة المقبل

 جويس كرم /الحياة/28 آب/15/< أكد البيت الأبيض أمس، أن الرئيس باراك أوباما سيستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الجمعة المقبل، في قمة رسمية هي الأولى بين الزعيمين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، إن الملك سلمان وأوباما سيبحثان «النزاع في اليمن والحرب في سورية وخطوات مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار الإقليمي». وكانت ترتيبات الزيارة بدأت منذ أشهر بعد قمة كامب ديفيد وزيارة وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير إلى واشنطن والأميركي جون كيري إلى السعودية، وأيضاً زيارة وزير الدفاع آشتون كارتر للرياض الشهر الفائت. ونقل المركز الإعلامي السعودي- الأميركي، أن الملك سلمان سيترأس وفداً يضم وزراء الخارجية عادل الجبير والمال إبراهيم العساف والتجارة والصناعة توفيق الربيعة والصحة خالد الفالح وهيئة الاستثمار عبد اللطيف العثمان. كما يتوقع أن يلتقي الوفد السعودي كبار المسؤولين الأميركيين في وزارات الخارجية والدفاع والاقتصاد ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) وبشكل يعكس البعد الاستراتيجي والثنائي للعلاقة بين البلدين. وكان خادم الحرمين التقى الرئيس الأميركي في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي في الرياض أثناء حضور أوباما للتعزية بوفاة الملك عبدالله.

 

رئيسة المحكمة العليا في اليونان تتولى حكومة تصريف الاعمال الى حين الانتخابات

الخميس 27 آب 2015 /وطنية - عينت رئيسة المحكمة العليا في اليونان القاضية فاسيليكي ثانو، اليوم، رئيسة وزراء لتصريف الاعمال لحين تنظيم الانتخابات المبكرة، وفق بيان صادر عن الرئاسة.وستكون ثانو وهي في الخامسة والستين، أول امرأة تتولى هذا المنصب على أن تؤدي اليمين الخميس وأعضاء فريقها الجمعة. ويتوقع ان يعلن الرئيس بروكوبيس بافلوبولوس في نهاية الاسبوع عن موعد تنظيم خامس انتخابات يونانية عامة خلال ست سنوات، لكن التوقعات تشير الى انها ستنظم في 20 ايلول. واستبعد رئيس الوزراء المنتهية ولايته الكسيس تسيبراس الذي استقال الاسبوع الماضي تأليف حكومة ائتلافية في حال فشل حزبه سيريزا اليساري الحصول على الغالبية. ونفى تسيبراس الذي دعا الى انتخابات جديدة بعد انشقاق اعضاء من حزبه اثر توقيع اتفاق المساعدة الدولية الجديدة لليونان، أنباء عن احتمال العمل مع حزب الديموقراطية الجديدة اليميني المحافظ او باسوك الاشتراكي او بوتامي اليمني الوسط.

 

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فعل الإيمان العوني - يتلى صباحا ومساء:

نوفل ضو/فايسبوك

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/27/%D9%86%D9%88%D9%81%D9%84-%D8%B6%D9%88%D9%81%D8%B9%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D9%84%D9%89-%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%A7/

نؤمن بعماد واحد، إنسان سابب الكل، خارب السما والأرض، كل ما يرى وما لا يرى، وبرئيس واحد جبران باسيل، صهر الجنرال العجيب، المولود من الصدف قبل كل الأمور، رئيس من رئيس، عجيب من عجيب، مزور الحق من مزور الحق، ممسوخ غير مخلوق، مساو للجنرال في الجوهر، الذي يعرف كل شيء، الذي انتقاما منا نحن البشر ومن أجل خرابنا، عاد من فرنسا، وسكن في الرابيه ووقع التفاهم مع حزب الله، وورقة النيات مع القوات، وصار مليارديرا، وبهدل فينا على عهد الزمان الرديء، تبجح وادعى وتخيل أنه صار رئيسا، كما جاء في الحلم، وصعد الى بعبدا وجلس على الكرسي بالأوهام، وأيضا يأتي بالأكاذيب ليزعج الأحياء والأموات، الذي لا خلاص من مشاكله، وبروي الهاشم وشامل روكز المنبثقين من المصاهرة، الذي يدخل مع ام العريس ويخرج مع بي العروس، تسب ساعته وتلعن، الناطق بالكفر والدجل، وبتيار واحد مفرفط، منزل، وصولي، ونعترف بمصيبتنا الدائمة، وننتظر قيامة الموتى لنرتاح من هذه الحياة المذلة الى أبد الآبدين . آمين

 

ارتباك حكومي وأمني وفوضى فكرية وفجور تظاهرة السبت: شعارات الأحزاب ستطغى ولا نتيجة

ايلي الحاج /النهار/28 آب 2015

الحكومة مرتبكة لا تعرف أن تدافع عن نفسها، كل طرف فيها يتبع شعار "يا رب نجّ نفسي"، وكيف تدافع فيما فريق من داخلها يشارك في إطلاق النار السياسية عليها؟ عندما ترتبك ترتكب أخطاء، لا مفر من الإقرار بأن موجة فوضى فكرية ضربت الناس ووسائل إعلام إثر تحرك الشارع السبت والأحد الماضيين وما تلاهما. موجة أشاعت جواً من عدم ثقة وخشية عند الجميع، رؤساء ووزراء وسياسيون ووجوه جديدة في "المجتمع المدني" تضرب بمواقفها وتنظيراتها في السياسة المنطق والعقلانية معاً بعرض الحائط. مثلاً تنادي باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية تضع قانوناً للانتخابات النيابية تجري على أساسه الإنتخابات، بعد ذلك يُنتخب رئيس للجمهورية وتشكل حكومة جديدة طبيعية. أصحاب هذه الأفكار تعطى لهم الميكروفونات والشاشات ولا يكلفون أنفسهم عناء السؤال إلى مَن تقدم الحكومة الحالية استقالتها، ومن يُشكل الحكومة الإنتقالية في غياب رئيس للجمهورية؟ هل هذا جهل أو تواطؤ مع فريق من قوى 8 آذار؟ "الإثنان معاً" يجزم سياسي بارز لـ"النهار"، من غير أن يذهب إلى مهاجمة تحركات الشارع والداعين إليها علناً.

لكن كيف اندلع الحريق السياسي وهل انحسرت ناره ؟ "الناس غاضبون وعن حق ولا أحد يريد أن يسمع فماذا يفيد الكلام، حتى لو حلفنا على الكتب المقدسة؟ " يقول مرجع بارز في الدولة في مجلسه . النفايات هي الفتيل، تكاد أكوامها تقتحم المنازل، وأيضاً الكهرباء المقطوعة وظروف الحياة الصعبة، ووُجد من يدعو الناس الغاضبين إلى التحرك احتجاجاً، وعندما تحركوا ارتفعت شعارات سياسية بلا أفق بلغت السماء، مثل تغيير النظام السياسي. نعم هو يحتاج إلى تغيير، ولكن هذه التحركات في الشارع لن توصل إلى شيء منه، يكفي أن قوة طائفية مسلحة ومن قلب النظام تستطيع التحكم فيها أو حرف مسارها حين تريد. ثبت ذلك بوضوح وتكراراً في الأيام الماضية.

مَن نفخ في النار؟ مروحة واسعة من السياسيين والشخصيات والمواقع الطامحة في الدولة وخارجها. "لا أستطيع أن أسمّي علناً ولا مصلحة. الأكثر سوءاً تحميل القوى الأمنية المسؤولية بعد الإعتداء عليها والسعي إلى الإستمرار في سحب ثقة اللبنانيين بها. ارتكبت أخطاء هي أيضاً؟ بالطبع ولكن ليس جرائم. من الأخطاء مثلاً في تظاهرة ليلة السبت الشهيرة تركيز عناصر مكافحة الشغب أمام الأسلاك الشائكة ، تمزق أجسادهم إذا تراجعوا فاضطروا إلى الضرب بقوة دفاعاً عن أنفسهم عندما هوجموا، وأيضاً أوامر صارمة بمنع المتظاهرين من تخطي شارع المعرض حتى لو كلف الثمن غالياً، لذلك أُطلقت النار ترهيباً. وزارة الداخلية تحقق جدياً في الأخطاء هذه وغيرها. وهي أخطاء إدارية إن جاز التعبير. المصابون؟ 169 قوى أمن بقي منهم اثنان في المستشفى، والمقابل 62 جريحاً من المتظاهرين بقي منهم اثنان في المستشفى، أحدهما أصيب برصاص مطاط عن قرب، والآخر بجسم صلب لكنه كان بعيداً عن مكان المواجهة، والتحقيق يتواصل لمعرفة الظروف. الموقوفون بلغ عددهم 60 أُطلق منهم 53 بسرعة وبقي 7 لأسباب غير التظاهر والإعتداء والتخريب.

نعم حصل ارتباك ، بدليل وضع جدار الإسمنت ثم سحبه، لكن المسؤولية عن ذلك سياسية. ثم إن قوى الأمن اعتدي عليها قصداً وعمداً. على من نعتمد في الأمن إذا استمرت محاولات تصويرها كعدوّ؟ ثمة فارق بين شكوى على مسؤول أمني أو عنصر، وبين إدانة شاملة لكل النظام. إلى أين يريد المشككون الوصول؟ بالطبع هناك قوى محددة أحاطت بالحركة المطلبية الاحتجاجية، وسيّرت مجموعات معينة في الساحة لإشعال نار الصدام من جهة. دفعت القوى هذه من جهة إلى رفع شعارات استفزازية تصعيدية تخوينية ومطالب بتغيير تعانق السماء ولا تصل إلى نتيجة. ما حصل ويحصل ليس ثورة ولا يشبه الثورات. أصلاً ليس في لبنان نظام قمع يستدعي الثورة عليه كما في سوريا والعراق وكما شاهدنا سابقاً في تونس ومصر وليبيا وسواها".

الحكومة مرتبكة نعم والسياسيون أيضاً. ساهم في ارتباكهم جميعاً بعض الإعلام الفاجر والخوف من اتهامات بفساد ومحاصصة. كان يجب أن تقر التلزيمات لشركات جمع النفايات ومعالجتها. ليس صحيحاً أن المناقصات تضمنت مخالفات والنتائج أغلى مما يجب، ولكن من يسمع ومن يصدق إذا قلت هذا الكلام ؟ هناك سوء إدارة ربما وليس صفقات، يقول السياسي. ماذا عن تظاهرة السبت؟ "شعارات الشباب الأبرياء سوف تذوب في شعارات الأحزاب".

 

انهيار النخبة السياسية في لبنان

نديم قطيش/الشرق الأوسط/28 آب/15

ثورات كثيرة تتراكب فوق بعضها البعض في المشهد اللبناني. ليست ثورة واحدة. ليست أجندة واحدة. وككل الانتفاضات أو الثورات أو الحراكات الشعبية ثمة رهانات كثيرة ومحاولات استغلال وخطف لا حصر لها. غير أن الحراك الذي اندلع بسبب أزمة النفايات والإدارة الفاشلة للملف، أكان إدارة الوزير المعني أو سياسات التعطيل التي مارسها حزب الله والتيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشال عون بغية شل الحكومة. السيد محمد المشنوق، وزير البيئة، وهو مقرب من رئيس الحكومة وأحد ثقاته لم يفعل ما يكفي قبل حلول الأزمة حتى لرفع مستوى الإنذار بشأنها، وكسب المعركة الشعبوية، معتمدًا على منطق التسوية واللفلفة والاتفاق السياسي مع النائب وليد جنبلاط الذي وعد بإبقاء أحد المكبات الرئيسية في «منطقته» مفتوحًا. نام الوزير على حرير الوعد الجنبلاطي الذي لم يتحقق. وانفجرت الأزمة. ومضى الوزير من ارتباك إلى آخر ومن فشل إلى آخر، آخرها فضيحة دفاعه عن فض العروض، ثم انتقادها والمطالبة بتحسينها بعد تراجع الحكومة عنها!! شراكة فريق حزب الله في الفشل ليست قليلة. فالحكومة التي أمر حسن نصر الله بتشكيلها بعد الإطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري، ورثت من الحريري خطة متكاملة ومقرة لمعالجة ملف النفايات، لكنها منعت التنفيذ أو تغاضت عن تنفيذ مقررات مجلس الوزراء السابق لحسابات تتصل بشراكة الرئيس نجيب ميقاتي في شركة سوكلين التي تتولى ملف النفايات منذ نحو عقدين. ثم تحالف حزب الله مع عون في الحكومة الحالية على تعطيل عمل مجلس الوزراء لحسابات تتصل بمعركة ميشال عون الرئاسية، وأخرى تتصل بمعركة حزب الله لتعديل النظام وانتزاع حصة أكبر في قرار السلطة التنفيذية.

توزيع المسؤوليات هنا ليس حصرًا للإرث. إنما إشارة إلى أن ثمة شيئا كبيرا حصل في العمق عبرت عنه المظاهرات الأخيرة في لبنان. كان لافتًا أن الحراك الشعبي، في أساسه وفي عمقه هو حراك في مواجهة النخبة السياسية كلها. هو إعلان انهيار الثقة بالنخبة السياسية على حلبة ملف النفايات. وهذا الانهيار سببه في الواقع فقدان الطبقة السياسية لموضوعها بانهيار ركيزتين أساسيتين نهضت عليهما الحياة السياسية اللبنانية بصراعاتها وتحالفاتها ولغتها وعصبياتها. وهما أولاً موضوع العلاقة مع سوريا وثانيًا موضوع سلاح حزب الله.

دار الجزء الأكبر من الحياة السياسية في لبنان حول سوريا والعلاقة معها، منذ تولي حافظ الأسد الحكم في دمشق. واستمر هذا المحور مقررًا للسياسة اللبنانية ومنتجًا لها ولنخبها حتى خروج سوريا من لبنان ثم اندلاع الثورة السورية عام 2011، ذوى الموضوع السوري تدريجيًا وكان يرثه موضوع سلاح حزب الله، إلى أن تحول دخول حزب الله إلى سوريا إلى حرب استنزاف طويلة ومذبحة مفتوحة بينه وبين السوريين. في عام 2015 يبدو سلاح حزب الله ذابلاً وبلا أي مشروع سوى السطو العاري على أمن الناس ومستقبلهم، وهو ما سيفاقمه التقارب الإيراني مع شياطين الأرض ومنتجي المؤامرات!! لبنان إذاك، بإزاء حياة سياسية يضربها تصحر العناوين، وبالتالي ضمور الوظيفة، وترهل النخب السياسية التي زاد انكشافها فشلها المريع في مسألة الإدارة. إدارة النفايات، والخدمات والتوظيف والأمن والاقتصاد وغيرها الكثير.

هذا هو الفراغ السياسي الذي تملأه قطاعات جديدة بعضها كان في صلب انتفاضة الاستقلال، التي ما عادت قادرة على تخيير الناس، بين وجوب القبول بقلة الكفاءة وضعف المبادرة وانعدام الابتكار وتفاهة الكثير من النخب المُنتَجة، وبين أن يسقط البلد بيد سلاح حزب الله. جزء رئيسي من هوية حراك الناس في الشارع ضد الاثنين معًا. اعتدنا في لبنان على ألا يمر أكثر من عقد إلا وتحل نقطة تحول على الحياة السياسية والوطنية. الحقبة التي بدأت عام 1969 باتفاق القاهرة طوتها الحقبة التي بدأت بالحرب الأهلية الرسمية عام 1975، وهذه طواها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 مفتتحًا حقبة جديدة تأخرت حتى عام 1984 بانقلاب الميليشيات «الإسلامية» على النظام «الماروني»، ثم ما لبثت أن طويت هذه بمرحلة جديدة بدأت مع توقيع اتفاق الطائف وما تلاها من معالجة ذيول الحرب الأهلية وافتتاح عهد عام 1992 والحريرية السياسية. لم تمر سنوات ثمان وإلا وكانت إسرائيل خرجت من لبنان عام 2000 مفتتحة «عصرًا» لبنانيًا جديدًا عنوانه تجدد الاصطدام بسوريا. ثم اغتيال الحريري عام 2005 ثم ثم ثم.. 2015 دخل لبنان مرحلة جديدة وخطيرة، تحتاج إلى ابتكارات فذة لتجديد الثقة بين الناس وبين الدولة والنظام السياسي، وتحسين نسل النخبة السياسية، قبل سقوط الهيكل على الجميع. مسؤولية الحراك كبيرة في حمايته من الاختطاف، لا سيما من محاولات حزب الله استخدام الغضب الحقيقي والمشروع بغية قلب النظام. لكن هذا الحرص لا ينبغي أن يمنعهم من تعرية النخبة السياسية الحاكمة وجرها إلى حيث لا تريد، وهو إعادة الاعتبار للكفاءة على حساب فائض الولاء، ولفعل الإصلاح الحقيقي على حساب الشعاراتية الشعبوية والصراخ!!

 

حراك في لبنان للتغيير أم قناع جديد لحزب الله وعون؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/28 آب/15

اندلع في لبنان في الأسابيع الأخيرة حِراكٌ قاده شبانٌ من أبناء الطبقة الوسطى، تعبًا من عجز الحكومة القائمة عن كلّ شيء تقريبًا، بما في ذلك مشكلة النفايات. وكما في كل الحراكات الشبابية في البلدان العربية منذ عام 2011، بما في ذلك الحِراك العراقي الأخير، فإنّ التحرك بدأ صغيرًا في البداية، ويضمُّ نخبةً معروفةً من اليساريين، وأهل النشاط المدني المُعادي للطائفية. ثم عندما لم يلتفت إليه أحد، وتفاقمت مشكلة النفايات وسط عجز الحكومة حتى عن الاجتماع، فإنّ هذا الحراك تنامى إلى أن وصلت أعداد المشاركين فيه إلى أكثر من عشرين ألفًا في مساء الأحد الماضي في 2015/8/22. وقد كان قادة الحراك يريدون الوصولَ بهذا الجمع الحاشد إلى السراي الحكومي فوق ساحة رياض الصلح بوسط بيروت، وإلى باحة المجلس النيابي بوسط بيروت أيضًا. لقد قرروا أن يصلوا إلى المكانَين والاعتصام فيهما إلى أن تنحلَّ قضية النفايات، التي أضافوا إليها وجوهَ قُصورٍ أخرى مثل الكهرباء والمياه والبُنى التحتية. وهي قضايا تفاقمت في حكومة الرئيس ميقاتي السابقة (استمرت ثلاث سنوات وشارك فيها حزب الله وعون وبري وجنبلاط وكان تيار المستقبل خارجها). وعلى أي حال، فإنّ حكومة الرئيس تمام سلام القائمة منذ عامٍ ونصف (وهي حكومة ائتلافية تشارك فيها سائر الأطراف السياسية ما عدا جعجع) ما حلّت شيئًا من تلك القضايا أيضًا. بل إنها عجزت عن إقناع أطرافها السياسية الأساسية بالذهاب إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس، فتعطّل مجلس النواب ولا يزال، لأن عونًا وحزب الله لا يسمحان للنواب بالاجتماع إلاّ إذا كان الهدف انتخاب عون رئيسًا للجمهورية. وقبل ثلاثة أشهر انشلّت الحكومة أيضًا، للضغط على أطراف 14 من أجل انتخاب عون من جهة، وتنصيب صهره الضابط الكبير بالجيش قائدًا له بعد انتهاء مدة قائد الجيش الحالي في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل!

كانت لدى المواطنين (وبينهم فريقٌ من ناشطي شبان وكهول الطبقة الوسطى ذوي النزعات المعولمة) مبرراتٌ ومسوِّغاتٌ للتجمهر إذن، والمطالبة بمكافحة العجز الحكومي، والفساد. وفي الليلة الموعودة (ليلة 2015/8/22)، وقد استطاع الشبان الناشطون جمع عشرات الأُلوف، أتوا إذن لاحتلال ساحتي السرايا ومجلس النواب. وكان لدى القوات الأمنية أوامر بعدم تمكينهم من ذلك، وحصر مظاهراتهم في ساحة الشهداء فلا يستطيعون الاقتراب لتنفيذ الاعتصام، الذي قد يؤدي إلى الإضرار بالأمن، وضرب المؤسستين الدستوريتين الرئيسيتين بالبلاد. لكنّ الحشود الهائلة أصرَّت، وحصلت اشتباكاتٌ لها مع قوات الأمن، وأطلقت عياراتٌ ناريةٌ في الهواء من جانب الجيش وحرس مجلس النواب، فتصاعدت الصرخات في وسائل الإعلام دفاعًا عن حرية التظاهر، وصرَّح زعماء سياسيون مثل عون ونوابه ووليد جنبلاط بالاستنكار وشتم وزير الداخلية، فاضطرت قوات الأمن للتراجع إلى آخر ساحة رياض الصلح، واندفع وراءها المتظاهرون يرفعون الأعلام اللبنانية، ويحاولون إزاحة حواجز خط الدفاع الأخير للوصول إلى السراي الحكومي. وعند الساعة العاشرة ليلاً اندفع من بين المتظاهرين (السلميين) عشرات ثم صاروا مئات، وبدأوا بإلقاء قنابل المولوتوف والحجارة وأعمدة الشارع على قوات الأمن، وردّت قوات الأمن بخراطيم المياه، والقنابل المسيلة للدموع. وظلت الاشتباكات دائرة إلى نحو الساعة الواحدة والنصف ليلاً، حيث تدخل الجيش وطرد الشبان العنيفين والمدمِّرين من ساحة رياض الصلح. وفاتني أن أقول إن منظمي حركة «طلعت ريحتكم»، كانوا قد طلبوا من أنصارهم عند الحادية عشرة ليلا العودة إلى بيوتهم. ولذلك فإنّ المدمِّرين بقوا ساعتين وحدهم يتضاربون مع القوات الأمنية، ويشعلون الحرائق، ويكسّرون المحلات التجارية المقفلة. وقد تبين يوم الاثنين 8/22 أنّ دمارًا هائلاً حصل في ساحتي رياض الصلح والشهداء، وأنّ عدد جرحى قوات الأمن 99، وعدد جرحى المشاغبين 62، وأنه أُلقي القبضُ على 31 من الذين سمتهم وسائل الإعلام: المندسِّين. إنما اللافت أنّ هؤلاء «المندسِّين» تركوا آثارًا تدل على هويتهم تمثلت في شعارات على جدران مسجد محمد الأمين وبجواره تقول إن ثورة الحسين اندلعت.. إلخ.

لا أريدُ هنا مناقشة هوية «المندسّين». بل أُريدُ أولاً مناقشة شعارات المنظّمين السلميين لحملة «طلعت ريحتكم». كل الذين ظهروا على وسائل الإعلام ما نددوا بالفساد والنفايات إلاّ عَرَضًا، ليمضوا إلى إيضاح برنامجهم في نقطتين: إسقاط الحكومة، والذهاب إلى انتخابات لمجلس نوابٍ جديد، باعتبار أن المؤسستين غير شرعيتين، وكلّ القابعين فيهما من الحرامية والنصّابين. ومضى اثنان منهم للقول: الشعب يريد إسقاط النظام، وردد المئات (من غير المندسين) هذا الشعار وراءهما. وعندما سألهما الإعلاميون الذين تفنّن كلٌّ منهم (وبخاصة السيدات) في تدليعهم: إنما إذا سقطت الحكومة يحدث الفراغ الكامل، فكيف إذا اقترن ذلك بانحلال مجلس النواب؟ وأجاب الشاب الذي وصفته الإعلامية بأنه دكتور: ولماذا لا؟ هذا النظام فاسد وغير شرعي، وبلاد بلا حكومة أفضل من هذه الحالة. وقالت إعلاميةٌ لزعيمٍ آخر: لماذا لا تطالبون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعندما يحصل ذلك تنحلّ الحكومة، وتجري انتخابات جديدة لمجلس النواب، فتتحقق بذلك كل مطالبكم؟ أجاب الزعيم: هذا غير مهم الآن، لا بد من إزالة الزبالة السياسية المتمثلة في الحكومة ومجلس النواب، وبعدها لكل حادثٍ حديث.

ما أصابني «رابوصٌ» ولا كابوس. لكنّ كلَّ هذا المنطق بتفاصيله وبرنامجه هو برنامج الجنرال عون، الذي يقول منذ شهورٍ بضرورة استقالة الحكومة دون أن يستقيل وزراؤه، ويقول إن مجلس النواب غير شرعي، ونوابه مشاركون فيه، ويدعو لانتخاب رئيس للجمهورية من الشعب. ويمضي إلى القول: الدستور غير شرعي أيضًا، ولماذا لا نذهب باتجاه مجلس تأسيسي لتغيير النظام كما اقترح السيد نصر الله؟! ويقول له كل المسيحيين الآخرين: لكنْ إذا ذهب «الطائف»، ذهبت المناصفة، ولم تعد هناك ضمانات لبقاء الرئاسة بيد المسيحيين! برنامج شباب الحراك المدني أو قادتهم هو نفس برنامج عون إنما هناك فرقٌ واحد: عون يريد إسقاط النظام بحجة أن نص «الطائف» وأهل السنة أكلا حقوق المسيحيين، بينما يريد الشبان الطيبو الرائحة إسقاط النظام بسبب فساده!

وأُريد التنبيه إلى نقطةٍ أخرى تتعلق بحوادث سابقة. ففي عام 2008 احتل حزب الله بيروت، لإرغام حكومة الرئيس السنيورة على الاستقالة. وفي عام 2011 ظهر «شبان القمصان السود»، هكذا سمتهم وسائل الإعلام، وتعرضوا للناس، للإرغام على التسليم بحكومة الرئيس ميقاتي.

بين المتظاهرين وغير المتظاهرين أُناسٌ طيبون كثيرون جدًا. لكنّ منظر منظّمي الحراك أو الذين استولوا عليه من الشبان المعولمين المحاطين بـ«زُعران» الأحياء المجاورة لوسط بيروت يدفعونني للريبة الشديدة. لنا الله، وحرية التظاهر!

 

أحداث 7 أيار ألغت مراسيم لحكومة السنيورة ويهدّد بها إذا لم تصحَّح مراسيم لحكومة سلام

اميل خوري /النهار/28 آب 2015

من سوء حظ لبنان أنه خضع لسياسة تعيين رؤسائه ومعظم وزرائه ونوابه زمن الوصاية السورية التي دامت 30 عاماً، وقد كافح اللبنانيّون طويلاً للتخلص من هذه الوصاية فكان لهم ما أرادوا عام 2005 على أمل أن يكونوا قد بلغوا سن الرشد وصار في إمكانهم أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم من دون وصاية أو تدخل أي خارج. لكن، ويا للأسف، ظهرت قوى سياسية وحزبية في لبنان قررت اعتماد سياسة التعطيل لأن نتائج الانتخابات النيابية عام 2005 وعام 2009 لم تعجبها كونها لم تأتِ لمصلحتها إنما لمصلحة مرشحي قوى 14 آذار. فبدأت هذه القوى بعد انتظامها في تكتل 8 آذار تمارس سياسة التعطيل عند تشكيل الحكومات، واستطاعت باسم احترام "الميثاق الوطني" و"الشركة الوطنية" تشكيلها من أكثرية 14 آذار ومن أقلية 8 آذار بحيث جمعت أضداداً في حكومة واحدة. وما زاد تعطيل عمل الحكومات وقلة انتاجها هو شرط أن تكون الأقليّة ممثّلة في كل حكومة بالثلث الذي يحقّق في نظرها "الشركة الصحيحة" في اتخاذ القرارات المهمّة ويحول دون استئثار الأكثرية بها. وقد أثبت هذا الثلث فعله عند قيام المحكمة الخاصة بلبنان كي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم مماثلة ارتكبت في لبنان، فقرر وزراء 8 آذار الاعتكاف والتغيّب عن جلسات مجلس الوزراء للحؤول دون إقرار النظام الأساسي للمحكمة. وعندما عجزوا عن ذلك اعتبروا أن كل مرسوم يصدر عن حكومة باتت في نظرهم غير ميثاقية، غير شرعي. وعندما استمرت الحكومة في عملها ولم تأبه لتغيّب وزراء عن جلسات مجلس الوزراء، قررت أحزاب وقوى سياسيّة في 8 آذار الاعتصام في ساحة رياض الصلح والاستمرار حتى تستقيل الحكومة. وعندما فشلت هذه القوى في إسقاط الحكومة بالاعتصام، عمدت إلى إسقاطها بقوة السلاح فكانت أحداث 7 أيار التي أرغمت الحكومة على إلغاء قرارات كانت سببها، وفرض الخروج منها عقد مؤتمر في الدوحة انتهى بفرض تشكيل حكومة "وحدة وطنية" تمثلت فيها كل القوى السياسية الأساسية في البلاد، وفرضت انتخاب رئيس توافقي للجمهورية هو العماد ميشال سليمان وإجراء انتخابات نيابية على أساس قانون الستين معدلاً تعديلاً طفيفاً. ويبدو أن القوى السياسية والحزبية التي تمارس سياسة التعطيل لم تغير عادتها حتى الآن، فعطلت انتخاب رئيس للجمهورية، ورفضت انتخاب مرشح قوى 14 آذار الدكتور سمير جعجع من دون ان تقدم مرشحاً منافساً له لأن المطلوب إبقاء سدة الرئاسة شاغرة إلى أن تفرض إيران رئيساً من خطها السياسي أو مقبولاً منها، واضعة قوى 14 آذار بين خيارين: إما استمرار الشغور الرئاسي توصلاً إلى الفراغ الشامل، وإما انتخاب هذا الرئيس...

ولم تكتفِ القوى ذاتها بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية بل عمدت إلى تعطيل انتخاب مجلس نواب جديد بافتعال خلاف على قانون جديد للانتخاب فكان التمديد للمجلس كحل لا مفر منه، ما جعل هذه القوى تعتبر أن هذا المجلس لم يعد شرعياً ولا يحق له انتخاب رئيس للجمهورية... وهددت بعدم الاعتراف بشرعيته إذا انتخبته، داعية إلى إجراء انتخابات نيابية ينبثق منها مجلس نيابي جديد شرعي لانتخاب رئيس للجمهورية مقدمة إجراءها على انتخاب الرئيس، الأمر الذي أثار خلافاً مع القوى الأخرى ليستمر الوضع الشاذ على ما هو وذلك بجعل البلاد تعيش في ظل هذا الوضع إلى أجل غير معروف، إلى أن كان الحلّ بمسعى خارجي أدى إلى تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام، فعادت القوى ذاتها إلى تعطيل عمل الحكومة باعتبار كل وزير فيها هو رئيس جمهورية له حق "الفيتو" على كل مشروع لا يعجبه وحق عدم التوقيع على أي مرسوم يتم إقراره بالأكثرية التي نص عليها الدستور. وعندما لم يؤدِ هذا الموقف إلى إحراج سلام لإخراجه ليكون هو سبب إحداث فراغ حكومي بعد الشغور الرئاسي، استغلت هذه القوى المدمنة على التعطيل تحرك الناس المسالمين في الشارع احتجاجاً على أزمة النفايات، فكثر مستغلو هذه الأزمة وركبو موجتها لتحقيق أهداف أخرى ظهرت في اختلاط الشعارات والهتافات وتحول ساحة رياض الصلح سوق عكاظ وبرج بابل لكثرة محبي الظهور على شاشات التلفزيون ممن هب ودب ومن دون تمييز بين متكلم عاقل ومتكلم متهور.

إن المشهد في ساحة رياض الصلح يذكّر بالمشهد الذي جعل أحزاباً وقوى في 8 آذار تعتصم لتسقط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وعندما عجزت عن ذلك افتعلت أحداث 7 أيار لترغمها على التراجع عن مراسيم صدرت عنها تعني "حزب الله"، وها ان هذه الاحزاب نفسها تعود الى الساحة نفسها مهددة بافتعال 7 أيار جديد إذا لم تصحح مراسيم صدرت عن حكومة الرئيس سلام إرضاء لـ"الشركة الوطنية" واحتراماً لـ"الميثاق الوطني" بعد الاختلاف على تفسير مواد في الدستور وابتداع الاجتهادات، فإذا كانت أحداث 7 أيار ذهبت بلبنان في الماضي إلى الدوحة، فإلى أين تذهب به إذا تجدّدت؟

 

إيران لن تُعطى في لبنان.. لكنها تحفظ مصالحها

ثريا شاهين/المستقبل/28 آب/15

بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، تتجه الأنظار الى إقراره في الكونغرس الأميركي، ويشكل ذلك استحقاقاً مهماً كون الموعد الزمني للإقرار في 17 أيلول المقبل، يمثل أيضاً بداية مرحلة جديدة على صعيد العلاقات السياسية مع إيران، وعلى انعكاس ذلك على ملفات المنطقة، ومن بينها الملف اللبناني. وتفيد مصادر ديبلوماسية، أن خطوة إقراره في الكونغرس ستحصل، وستشكل حدثاً مهماً، على الرغم من كل التحديات الأميركية الداخلية حول ذلك. إيران تنتظر هذه الخطوة أيضاً، لتتأكد من مروره في الكونغرس، بحيث بعدها ستتكشف بداية الحوار حول مشاكل المنطقة وكيفية أداء إيران حيالها. هناك تحضيرات على الأرض للتسويات المرتقبة في المنطقة. ففي الموضوع اليمني يظهر أن هناك إرضاء للخليج وحفظاً لمصالحه. قد لا تعد المصادر، أن الأمر تراجعاً إيرانياً، إنما تشير الى أن ذلك يمثل نوعاً من أنواع التسويات، بحيث تحقق إيران مصالحها في ملفات ما، وتضطر في الوقت نفسه الى التخلي عن مصالحها في مواقع أخرى. قد لا يكون ذلك بإرادتها، إنما ستقبل الموضوع بكل طيبة خاطر، ما يؤشر وفقاً للمصادر، الى أن شروط التسوية التي كانت نتيجة للاتفاق النووي بدأت تظهر في أكثر من ملف، وأن البحث بين الغرب وإيران لامس جملة أمور وتسويات، ستترجم في المرحلة المقبلة على الواقع. في الملف السوري أيضاً، هناك حراك دولي إقليمي جدي سعياً لإرساء حل عبر إعادة تفعيل مؤتمر «جنيف3» المتوقع أن ينعقد قبل نهاية هذه السنة. إنه مسعى لحل سوري من ضمنه تحديد مصير رئيس النظام بشار الأسد بتوافق دولي إقليمي. إنه مسعى جدي لإيجاد حلحلة للأزمة السورية، أو على الأقل وضع الحل على السكة، إذ إن الدول المهتمة تعترف أن الحل النهائي طويل المدى.

وفي اعتقاد هذه المصادر، أن الأجواء الدولية الإقليمية ستساهم من الآن وحتى ما قبل نهاية هذه السنة، في أن يكون للبنان رئيس للجمهورية، حيث ستتضافر الجهود خلال الأشهر القليلة المقبلة سعياً لذلك. على أنه مطلوب أيضاً من المسؤولين لعب دور في العمل لقوة ضغط دولية تساهم في هذا الاتجاه. أي أنه من غير المستبعد أن يترجم مناخ التسويات في ملفات المنطقة تسوية للبنان. والسؤال يبقى أن إيران التي لم تواجه في اليمن، ما أدى الى أن يكسب الخليج هناك، أين ستأخذ في المقابل. المصادر تجيب على ذلك بالقول إنها ستأخذ في العراق تحديداً، في حين أنها لن تأخذ في لبنان ولا في سوريا، وهذا ما يريده الخليج حيال هذين الملفين. في الملفين ستحفظ مصالح إيران، لكن لن يترك لها المجال لتحقيق مشاريعها لا في لبنان ولا في سوريا. إنما ستعطى أكثرية المصالح لإيران في العراق. في اليمن كانت هناك، بوادر التراجع في الموقف الإيراني. في لبنان، وإن عاد الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله لترتيب ما كان قاله حول أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي النائب ميشال عون، هو ممر إلزامي للانتخابات الرئاسية، فإنه لم يعد المنطق إما عون أو الفراغ. كل الأطراف اللبنانية متفقة حول أن عون له دور في الرئاسة، ولكن بين أن يكون ممراً وأن يكون مرشحاً أو الفراغ فارق كبير. استحقاق موافقة الكونغرس على النووي يمثل انطلاقة مهمة في تأثير النووي سياسياً. وتعول المصادر، على تغييرات قد تحصل على مستوى العلاقات الخليجية الإيرانية والتي لها التأثير الأساسي لبنانياً. حتى الآن لا يوجد أي تغيير لا في الموقف الإيراني ولا في الموقف السعودي. يجب أن تتشكل قناعة دولية بناء على ضغط لبناني، في عزل موضوع لبنان عن ملفات المنطقة. في المواقف الإيرانية حول لبنان، لا يزال هناك ربط بين ملفه وملفات المنطقة. لذلك ضرورة الفصل، لتوفير اختراق على الملف اللبناني، ما دام اللبنانيون حتى الآن غير قادرين على حلحلة العقدة الرئاسية. إذا استمر الربط، يعني أن لبنان سينتظر أي تقدم في الملف السوري خصوصاً لتحقيق تقدم في الملف الرئاسي. وفي هذه الحالة يُفترض أن لا يربط اللبنانيون وضعهم ويرهنوه للخارج.

 

الجذر والفروع

علي نون/المستقبل/28 آب/15

يُفترض مبدئياً، ان يكون التحرك المطلبي في الشارع سبباً لاستنتاج ايجابي مفاده ان الحيوية المدنية لا تزال قائمة وموجودة في لبنان برغم طغيان الحالات الاصطفافية في السياسة وما هو ابعد منها وأخطر، على ما عداها في الحسابات الاخيرة! لكن لا تليق بأحد تلك الآراء والقراءات التي تغيّب الواقع لصالح الافتراض. وتذهب بعيداً في التعميم الى حدود الشطط: تنظر الى تجمع مطلبي محدّد ومحدود (أياً يكن حجمه!) على انه بديل عن «الالتزامات» الاولى لمعظم اللبنانيين، أو مؤشر الى نضوج حالة تغييرية شاملة. مثلما لا يليق بأحد ايضاً، تغييب المشتركات العابرة فوق الاصطفافات والانقسامات الطائفية والمذهبية والحزبية والسياسية والجهوية. وهذه في مجملها مشتركات ذات طابع سلبي ناجمة عن ازمات حقيقية.. بحيث ان انقطاع الكهرباء مثلاً، أمر يخصّ الجميع ولا يستثني احداً. وأزمة النفايات بدورها كذلك.. وبالتالي صعب «علمياً» الخروج العشوائي أو الاستنفاري أو المتسرّع، الى اطلاق احكام عامة او تبسيط واقع معقد، مثل الواقع اللبناني الراهن. ومع ذلك، يمكن وبكل راحة ضمير، مجادلة أهل التعميم والاستنتاجات السريعة، المشبوهة والبريئة على حد سواء، في «قضية» جوهرية يقوم عليها البيان التعبوي والتأففي والاعتراضي الراهن، وهي تحميل كل المشتغلين والمعنيين بالشأن العام، المسؤولية ذاتها ومن دون تمييز، عن الواقع المزري الذي آلت اليه امور اللبنانيين في معظم المجالات الحياتية والتنموية والاقتصادية والسياسية والامنية.

ذلك أمر يتم بدأب وخبث كبيرين. وفي ظل ضجيج استثنائي يشترك فيه كثيرون عمداً وقصداً وكثيرون غيرهم ببراءة وعفوية، والجامع المشترك هو تغييب الجذر الاول الذي تتفرع عنه سائر الازمات من كبيرها السياسي والدستوري والميثاقي الخاص بالفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، الى صغيرها البيئي المطلبي المتصل بأزمة النفايات المتراكمة في الشوارع والأحياء السكنية. .. لا يمكن وضع المرتكب والضحية، ولا الفاعل وصاحب رد الفعل في خانة واحدة. هناك فريق سياسي حزبي يقوده «حزب الله» يُخضع لبنان منذ العام 2005 لمزاجه وقراراته وارتباطاته ومصالحه بغض النظر عن اي شأن آخر. وهذا يعني في العموم والتفصيل ابقاء الوضع اللبناني في خانة عدم التعافي واخضاعه بكل شؤونه وشجونه ومؤسساته لمعادلة ظالمة هي تحميله وتحميل أهله أثقالاً «جهادية» و«نضالية» و«ممانعاتية» أكبر بكثير من طاقاتهم وقدرتهم على التحمّل. طبيعي في تفصيل بعض معاني ذلك، ان لا تكون الحكومة قادرة على اتخاذ اي قرار، أي قرار، إذا لم يسمح «حزب الله» بذلك! وأن لا تكون القوى الأمنية قادرة على لجم عصابة اجرامية واحدة في البقاع إذا لم يسمح «حزب الله» بذلك! وأن يبقى الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية قائماً اذا لم يخضع الجميع لشروط «حزب الله» في الرئيس «المقاوم» المطلوب! وأن تتراكم قبل ذلك وبعده وفوقه، أزمات مالية واقتصادية وتنموية واجتماعية لا حصر لها نتيجة تراكم التشويه الممنهج لفكرة «الدولة» لصالح المعادلات الخشبية التي تبدأ بالسلاح ولا تنتهي عند «المؤتمر التأسيسي» الذي يريده ويبحث عنه «حزب الله»! الباقي تفاصيل، حتى لو كان على ذلك القدر من الصخب والحضور والانفلاش والتأزم!

 

«المجتمع المدني» دعا الى تصحيح الحراك/رياض الصلح.. المشاركون قلّة والمشاغبون كثر

خالد موسى/المستقبل/28 آب/15

لم ينجح منظمو حملة «بدنا نحاسب» في الحشد في ساحة رياض الصلح أمس، على الرغم من دعوتهم المعتصمين أمام الجامعة الأميركية أول من أمس، فالحشد كان خجولاً ولم يأتِ على «حسابات بيدر» المنظمين الذين غابت وجوه غالبيتهم عن الساحة وعن السمع. وحدها مكبرات الصوت التي تبث الأغاني «الثورية» وسيارات النقل المباشر والإعلاميين، حضرت قبل المعتصمين. المشاغبون والملثمون كانوا في الساحة أيضاً بمشاغباتهم وإشكالاتهم التي تراوحت ما بين استفزاز القوى الأمنية بعبارات نابية ورمي القناني البلاستيكية الى ما وراء الشريط الشائك، وكذلك توجيه الشتائم الى الحكومة ورئيسها والوزراء والنواب على حد سواء. شعارات كثيرة تراوحت ما بين إسقاط النظام والحديث عن الفساد وعن الثورة رفعتها مجموعة من الشباب ترتدي أقنعة الـ«انينومس». وحدها فتاة ثلاثينية عملت على محاورة بعض منظمي هذه التظاهرة، ناصحة إياهم بـ«إيقاف المشاغبين وتسليمهم الى القوى الأمنية لأنهم يشوهون هذا الحراك والشعارات المرفوعة فيه»، كما دعتهم الى «توحيد الصفوف وعدم السماح للأحزاب بالمشاركة في هذا الحراك لأنهم يريدون سرقته وتسييره وفقاً لمصالحهم الشخصية الضيقة». وقام بعض الشباب بتوزيع منشورات تضمنت مطالب الشعب من «إزالة النفايات الى تأمين فرص العمل والكهرباء والمياه، وحق التظاهر السلمي واسترداد الأملاك العامة والبحرية وتطبيق الدستور»، مرفقة بمواد من الدستور تتعلق بالحقوق والواجبات. كما وزعت ورقة أخرى حملت عنوان: «شو علاقة الزبالة بإسقاط النظام؟»، تبيّن العلاقة بين العنوانين بطريقة مبسطة.

ولوحظ وجود بعض الوجوه من هيئة التنسيق النقابية الذين عملوا على تنظيم صفوف المتظاهرين ومحاولة لملمة بعض الإشكالات والحديث الى بعض المتظاهرين الجالسين على الرصيف وملء الفراغ في الساحة لتبيان أن هناك حشداً، إلا أنهم فشلوا في ذلك.

وكان عدد من جمعيات «المجتمع المدني» دعت الى تصحيح مسيرة الحراك بعدما تحولت الى موقف سياسي يدعو الى إسقاط النظام، ومن بين هذه الجمعيات «طاولة حوار المجتمع المدني» التي اعتبرت في بيان أن «التحرك خرج عن هدف المطالبة واستغل لإحداث أعمال شغب وعنف، فتحول إلى موقف سياسي يدعو لإسقاط النظام، لذلك انسحبنا من المشاركة»، معلنة أن «طاولة الحوار المدني لن تشارك في التحرك يوم السبت في 29 الحالي الذي تدعو إليه حملة «طلعت ريحتكم»، بعد التصاريح عبر وسائل الإعلام التي تؤكد المطالبة بإسقاط النظام وتقديم انتخابات نيابية على انتخاب رئيس للجمهورية». ودعا حزب «الخضر» في بيان، «المواطنين الى تحرك شعبي سلمي في 2 أيلول المقبل بالتزامن مع جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، والنواب الى القيام بواجبهم الدستوري من دون تردد أو إبطاء، والحضور الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإعداد قانون نيابي عصري جديد يعتمد النسبية وينتج طبقة سياسية جديدة، وإجراء انتخابات نيابية جديدة على أساسه، تضع البلاد في مصاف البلدان الديموقراطية».

واعتبر المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين في لبنان، أن «ما قامت به حملة طلعت ريحتكم ما هو إلا تعبير عن وجع وصرخة اللبنانيين نتيجة السياسات الخاطئة والفساد والسمسرات إن كان في ملف النفايات والإدارة السيئة للمناقصات أو ملف الكهرباء والوضع الاقتصادي والاجتماعي»، متمنياً لو أن «مطالب المتظاهرين انحصرت في القضايا المطلبية المحقة والدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت لكونه المفتاح لعودة الحياة للمؤسسات الدستورية، ولم يندس بين المتظاهرين من حاول تشويه المظاهرة وأهدافها بالتصادم مع القوى الأمنية والقيام بأعمال تخريبية». حملة «طلعت ريحتكم» غابت كلياً عن الساحة بالأمس، ودعت عبر صفحتها على موقع «الفيسبوك» جميع اللبنانيين الى «المشاركة في التظاهرة نهار السبت المقبل في ساحة الشهداء»، متوجهة الى «كل الأحزاب السياسية اللبنانية التي دعت في السر والعلن الى تظاهرة السبت في محاولة وقحة لسرقة صوت الناس والإيحاء بأن تظاهرتنا تتخذ طرفاً» بالقول: «نطمئنهم أن مشاركتهم غير مرحب بها طالما أنهم جزء من السلطة». ودعت الأصدقاء «الى النزول بأعداد كبيرة جداً لحماية التظاهرة وتحركنا وصوتنا من أي استغلال».

ووزع بعض الشباب من حملة «بدنا نحاسب» في ساحة رياض الصلح، بياناً ضد التوقيف ومناشير تدعو إلى المشاركة في اعتصام «طلعت ريحتكم» غداً السبت عند السادسة مساء في ساحة الشهداء.

وتوالت ردود الفعل الداعية الى المشاركة بكثافة في تظاهرة السبت، والى مواصلة الحراك السلمي حتى تحقيق الأهداف التي نزل من أجلها الناس الى الشارع. وأصدرت نقابة مخرجي الصحافة ومصممي الغرافيك بياناً بعد اجتماعها الاستثنائي، اعتبرت فيه أن «الحراك المدني الوطني الحاشد الذي شهدته ساحة رياض الصلح في الأيام الماضية، ما هو إلا تعبير عن الحالة المزرية التي وصلت إليها البلاد بفعل السياسات الخاطئة التي تنتهجها الطبقة السياسية الحاكمة والتي أدت إلى حالة من الشلل الشامل في عمل المؤسسات وإلى تفاقم المشكلات الحياتية الحيوية التي تهم المواطن وفي طليعتها مشكلة النفايات والكهرباء وغيرهما»، مشيرة الى أنها «تعتبر نفسها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع المدني والنقابي». ودعت «اللبنانيين جميعاً إلى أوسع مشاركة في الحراك الشعبي الذي تشهده ساحات وسط العاصمة بيروت»، مشددة على «سلمية التحرك وإظهاره بشكل حضاري من خلال المحافظة على الأملاك العامة والابتعاد عن أعمال التخريب وعدم التعرض للقوى الأمنية».

وحض قطاع الشباب في حركة «التجدد الديموقراطي» على «المشاركة الكثيفة في تحرك السبت»، مشدداً على «الالتزام الكامل بعدم رفع الشعارات الحزبية والفئوية والمشاركة كمواطنين لبنانيين أولاً وأخيراً، يريدون العيش بكرامة في وطنهم والاكتفاء بحمل العلم اللبناني ومطالب حملة طلعت ريحتكم». ورأى «الحراك المدني في قضاء جبيل» أن «أزمة النفايات المتفاقمة والأحداث المتسارعة والمواكبة لها، تدل بما لا يسمح بالشك، على أن أزمة النظام تتسارع من دون أن يقلص ذلك من جشع طبقته السياسية بكل تلويناتها أو من عدوانية أجهزتها الأمنية التي صارت تتحرك وكأنها بإمرة حصرية لمصالح مافيوية»، داعياً الى «اوسع مشاركة في التحرك المركزي في بيروت نهار السبت». واعتبرت حركة «شباب لبنان» أن «التحركات الحاصلة في الشارع اللبناني، والتأييد الشعبي لها دليل على حالة اليأس والاحباط والجوع الكافر، التي وصل اليها اللبنانيون»، داعية «جميع اللبنانيين والنقابات والاتحاد العمالي وهيئات المجتمع المدني الى أوسع مشاركة سلمية وحضارية في التحرك الذي دعت اليه «حملة طلعت ريحتكم» يوم السبت». بالتوازي، نفذت مجموعة من الشبان اعتصاماً رمزياً في ساحة التل طرابلس، تضامناً مع حملة «طلعت ريحتكم» ورفعت خلاله شعارات عبرت عن امتعاضهم من الأوضاع القائمة.

 

«منظمات المجتمع المدني» لـ «طلعت ريحتكم»: نعم لمحاربة الفساد لا لإسقاط الدولة

فاطمة حوحو/المستقبل/28 آب/15

تحت شعار «نعم لمحاربة الفساد.. لا لإسقاط مؤسسات الدولة والشرعية»، انعقد لقاء «تجمع منظمات المجتمع المدني» الذي يهدف الى المراقبة وعدم تحديد موقف واضح من المشاركة في التظاهرة يوم غد السبت، حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. إصرار على ألا يكون كلام الحق يراد به باطل، لا سيما مع الشعارات «الهدّامة» المطروحة من نوع إسقاط النظام وجرّ البلاد نحو الفوضى السياسية في غياب القيادة الموحّدة للتحرك الشعبي المطلبي وللجمهور الناقم نتيجة تردّي الخدمات والفساد، في ظل خوف كبير مما يرسمه «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» للسير بالبلد نحو الفراغ الشامل وطرح دستور جديد، خصوصاً أن سياسة التعطيل تتصاعد يوماً بعد يوم، وتجلى ذلك من خلال الانسحاب من جلسة مجلس الوزراء سابقاً وعدم حضور جلسة الأمس أيضاً. وبما ان المجتمع المدني لا ينحصر بمجموعة واحدة أو بعدد من الأشخاص ممن ينشطون في العمل الاجتماعي، وانطلاقاً من رفض شريحة واسعة منهم فكرة إسقاط الشرعية، بل محاسبة كل مسؤول ومحاربة الفساد، كان هناك تأكيد من قِبَل المشاركين في اللقاء على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية لإعادة الانتظام إلى الحياة الدستورية وتفعيل عمل مؤسسات الدولة بما يحفظ الكيان اللبناني ويعزز قدرة الدولة على العمل والإنتاجية ومحاسبة كل مخل أو فاسد. اللقاء الذي أداره الناشط المدني نزار زكا، وهو أحد المشاركين البارزين في الحراك الشعبي الأخير، عرَّف بأهداف اللقاء، ثم تحدث الناشط سامر دبليز، فأشار الى أن «النفايات كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وأنتجت الأزمة حراكاً شعبياً غاضباً على الطبقة السياسية التي ارتكبت أخطاء في ممارساتها، بدءاً من عدم انتخاب رئيس إلى التمديد للمجلس النيابي وصولاً إلى روائح الصفقات التي انبعثت أخيراً من مشكلة النفايات وغيرها، حيث كان اللعب من تحت الطاولة وفوقها واضحاً». أضاف: «الموضوع يحتاج إلى تصويب، فالناس تحتاج إلى حياة كريمة وكرامتها اليوم مسلوبة، ولن يحصل ذلك بشعارات فضفاضة مثل إسقاط النظام، ولهذا علينا أن نكون جزءاً من هذا الحراك لتصويب عناوين التحرك ومن أجل التلاقي مع الجميع». وشارك في اللقاء الناشط مروان معلوف في حملة «طلعت ريحتكم»، وهو محام كان ترأس الهيئة الطلابية في كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية، واستعرض نشاط الحملة منذ البداية وتطور الحراك الذي دعت إليه، مشيرا الى انه اصيب بالرصاص المطاطي، واوضح ان «ما تعرض له المتظاهرون دفع الى تغيير أولويات الحملة فصار شعار «بدنا نحاسب» أساسيا»، كما شعار حل أزمة النفايات، وقد نجحنا في منع إقرار المناقصات»، مشددا على مطلب الانتخابات النيابية كحل، من دون أن يتطرق الى رؤية الحملة لحل قضية النفايات أو المطالبة بانتخابات الرئاسة. وركز على موضوع محاسبة وزيري الداخلية والبيئة وإسقاط الحكومة.

ورفض معلوف الاستماع الى ملاحظات الحضور، معتذراً لضيق وقته، مما تسبب بهرج ومرج في القاعة، لا سيما وأن الأصوات علت لمعرفة موقف حملة «طلعت ريحتكم» من موضوع الانتخابات الرئاسية وانها تعمل في اطار توجه سياسي في خدمة طرف معروف، إلا ان الحوار استمر. قدم الحضور اقتراحات مكتوبة عن كيفية التعاون مع حملة «طلعت ريحتكم» من أجل حل مشكلة النفايات، كما تمت مناقشة موضوع المشاركة أم عدمها بحيث كان التركيز على ضرورة المشاركة تحت شعار «مكافحة الفساد والمحاسبة».

وبعد نقاش مستفيض انتقد خلاله المشاركون ما طرحه معلوف بحيث استنتجوا ان نشاط «طلعت ريحتكم» مسيّس، وللتصويب تم التوافق على بيان اذيع في مؤتمر صحافي بحضور ممثلي هيئات وجمعيات أهلية وناشطين بيئيين تلته ندى عبدالساتر وهي رئيسة جمعية «لا فساد» اكد «دعم حراك «طلعت ريحتكم»، واهمية استمراره كحراك مستقل بعيداً من اي تسييس». وشدد على «أهمية محاسبة كل من أفرط في إستعمال القوة بحق المتظاهرين المسالمين، ومحاسبة مثيري اعمال الشغب والافصاح عن اسمائهم بكل شفافية»، معتبرا ان «فاعلية الحراك ادت الى الغاء المناقصات التي من الواضح ان عيوبا فاضحة شابتها، وهي تسيء الى القطاع الخاص قبل ان تسيء الى الحكومة والادارات التابعة لها».

ورأى ان هناك «أهمية لمتابعة الحراك مسيرته من أجل ترجيح كفة الشفافية والمحاسبة ومكافحة الفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة ولدى سياسييها، وضرورة التزام مقاربة المواضيع التي يجمع عليها اللبنانيون من دون تحفظ من اجل الوصول الى الاهداف المرجوة من اصلاح ومحاسبة ومكافحة فساد». واكد ضرورة «إتمام الاستحقاقات الدستورية وانتظام عمل المؤسسات من خلال اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية بصرف النظر عن اي تراتبية زمنية، لما فيه المصلحة العامة»، داعياً «جميع اللبنانيين الى تحمل مسؤولياتهم من حقوق وواجبات، والمشاركة السلمية والحضارية في تظاهرة يوم السبت تحت شعار «كلنا سوا لمكافحة الفساد» للارتقاء بالبلد الى ما يصبو اليه كل لبناني». ثم تحدثت الدكتورة المختصة في علم البيئة فيفي كلاّب فأوضحت انه «منذ عشر سنوات ونحن نتحدث عن المطامر وضرورة ايجاد حل جذري لمشكلة النفايات بعيداً عن هذا الخيار، والقرار ليس عند شركة سوكلين وانما عند الدولة، التي يجب ان تضع مشروعا جيدا وخطة وطنية شاملة بما فيها انشاء معامل تسبيخ وتحمل كل بلدية مسؤولية نفاياتها».

واوضح الناشط كريم الرفاعي لـ«المستقبل» ان دعوة معلوف «جاءت للاستماع المباشر الى اهداف حملة «طلعت ريحتكم» وهم شباب وصبايا ناشطون في اطار المجتمع المدني وشاركوا في العديد من النشاطات الى جانب ناشطين كثر. صحيح ان هناك خلافا برز من خلال النقاش، فنحن نريد الحفاظ على الشرعية والدولة ونؤمن بالديموقراطية والحوار، ومن هنا اردنا الاستماع الى وجهة نظرهم بعيداً عن الاعلام ولنؤكد اننا مع الشعب اللبناني في محاربة الفساد ومحاسبة اي مسؤول يخطئ لكن الشرعية ومؤسسات الدولة خط احمر».

ومن وجهة نظره فان «هاجسنا هو عدم استغلال الحراك الشعبي لاسيما اذا طرحت فيه مطالب محقة، لكن ان يصل الحراك الى مرحلة القضاء على الشرعية واسقاطها وفتح ابواب الفوضى فهذا غير مقبول ليس من اجل مصلحة هذا الوزير او ذاك، هذا النائب او ذاك، هذا الزعيم او ذاك، بل من اجل مصلحة اللبنانيين كل اللبنانيين، نحن مع الناس نريد المحاسبة عبر مؤسسات الدولة».

 

زبالة لبنان و «الشراكة» الإقليمية

وليد شقير/الحياة/28 آب/15

يختلط الحابل بالنابل في لبنان، بين الأزمة السياسية التي عنوانها الرئيس الشغور الرئاسي، والذي يختزل عناوين وعوامل لا تحصى، وبين الحراك الشبابي الاحتجاجي على أزمة النفايات، والذي تدحرج وكبر مثل كرة الثلج ليشكل تعبيراً عن سخط المواطن اللبناني العادي على فساد الطبقة السياسية وعجزها واستئثارها بمقدرات البلاد من طريق المحاصصة الطائفية البغيضة، والتي تبرر آلياتها لفريق من هذه الطبقة شل المؤسسات وتعطيلها. لكن هذا الاختلاط يبخس الحركة الاحتجاجية الشبابية أحقيتها في الاعتراض والتظاهر ورفع الصوت إزاء التدهور الذي أصاب الأوضاع المعيشية للمواطنين، الذين تراجع مستوى حياتهم اليومية وخدمات الدولة التي يفترض أن تقدمها لهم، وصولاً إلى إغراقهم في النفايات وتحويلهم إلى قبائل تتزاحم على رفض مناطقهم استقبال الزبالة حتى تلك التي ينتجونها في منازلهم ليرموها على مناطق أخرى. هذا التردي أصاب القطاع الاقتصادي الخاص نتيجة تفاقم الأزمة السياسية والقلق من تراجع الأمن بفعل فتح الحدود مع سورية الذي استجلب التنظيمات الإرهابية والنازحين بمئات الآلاف منها ليقاسموا اللبنانيين الخدمات والعمل، بحيث ضاقت بهم سبل العيش وازدادت أسباب البطالة نتيجة تراجع النشاط الاقتصادي، فكبر جيش العاطلين عن العمل. وهي عوامل تجعل انضمام المواطنين العاديين إلى الحركة الاحتجاجية المنبثقة من المجتمع المدني، مفهوماً ومنطقياً، خصوصاً أن بين المنضمين إليها من ينتمون إلى أحزاب وزعامات طائفية هي أصل العلة التي أطلقت الاحتجاج الشبابي. وعلى رغم الاعتقاد بأن النظام الطائفي سيعيد من انضموا للحركة الاحتجاجية، إلى كنف الزعامات التقليدية، فإن التمرد الذي دفع منتمين إلى هذه الزعامات للمشاركة في الاحتجاج، لا بد من أن ينشئ بالتراكم، قلة فاعلة ستنسلخ عن هذا الولاء الأعمى، على رغم قول رئيس البرلمان نبيه بري قبل أيام أنه «لولا الطائفية في لبنان لكان المحتجون سحبونا من منازلنا»، مبرراً للمحتجين تحركهم، ومتوقعاً أن تحول غلبة الانتماء الطائفي دون أن تكتمل ثورة الناس على زعاماتها.

لا يُنقِصُ سعي قوى سياسية وطائفية إلى ركوب «الانتفاضة» القائمة، ومحاولة توظيفها لخدمة أهداف هذا الفريق أو ذاك من أطراف أزمة الرئاسة اللبنانية، من براءتها حيال تلك الأهداف، التي لها أبعاد إقليمية. ولا تقلّل محاولة التوظيف هذه من معقولية وصف البعض ما يجري بأنه «ربيع بيروت» مصغر، أو تشبيه الـ «ميني انتفاضة» بتلك التي شهدها العراق خلال الأسبوعين الماضيين، على رغم الفروقات بين ظروف البلدين وفي الأحجام السياسية والاقتصادية. ولا تكفي الحاجة إلى أن يوحّد الشباب المحتجون قيادتهم وشعاراتهم بحيث تكون واقعية وتجمع أوسع شرائح من المجتمع، أنهم يستندون إلى أسباب جوهرية وموضوعية منزّهة عن مصالح الطبقة السياسية. إلا أن الخيط الرفيع الذي يحتم التداخل بين تلك الحركة الاحتجاجية المستقلة وبين عوامل الأزمة السياسية التي يلخصها الشغور الرئاسي وما استتبعه من شلل في المؤسسات، يبقى قائماً لأن بإمكان الفرقاء الذين ينوون ركوب الموجة أن يجعلوا من انضمامهم إليها ومصادرة شعاراتها، على رغم أن بعضها كان موجهاً ضدهم، منصّة تحرفها عن أصولها.

فمن اتخذ قرار شلّ السلطة المركزية في لبنان، عبر الحؤول دون انتخاب رئيس للجمهورية، إذا لم يضمن مجيئه من توجه إقليمي معين، وضع في حسابه إمكان استغلال المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية والتباينات على تفسير الدستور، من أجل الحؤول دون أن يتصدى ما تبقى من هذه السلطة لتلك المشاكل لإغراقه فيها. وإذا كان المخفي وراء الشغور الرئاسي هو الصراع على من يملك القرار في لبنان، في إطار الصراع الإقليمي على النفوذ قبل الاتفاق على النووي وبعده، فإن رفع شعار «الشراكة» في اتخاذ القرار داخل الحكومة اللبنانية، بعد تعطيل اتخاذه ومعالجة أصغر المشاكل وأكبرها، سواء كانت تتعلق بالنفايات، أو بعلاقات لبنان الإقليمية، يصبح حافزاً لركوب التحركات الاحتجاجية في ظل الفوضى التي تدب في البلد على كل المستويات، بعد أن غاب الانتظام العام للحياة السياسية ودور الدولة في تنظيم شؤون المجتمع. هكذا، يمكن أن تصبح قضية «الزبالة» في الشوارع وما تطلقه من تفاعلات، جزءاً غير مرئي من مرحلة الصراع على تقاسم النفوذ في لبنان، في مرحلة ما بعد الاتفاق على النووي، على الصعيد الإقليمي. علمتنا مرحلة الوصاية السورية، وأي وصاية في أي بلد، أن من وسائل ترسيخها ترك السلطة فيه تغرق في المشاكل الحياتية والمعيشية والسياسية، حتى إذا احتاجت إلى مساعدة في معالجة تداعياتها، دفعت ثمناً مقابلاً في السياسة... وشعار «الشراكة» هو حصان هذا الثمن، والمساهمة في الفوضى احدى وسائلها.

 

لبنان: النظام سيّس التحرك

 حسام عيتاني/الحياة/28 آب/15

عاين اللبنانيون مرة جديدة في أزمة النفايات المتفاقمة، الارتباط الوثيق بين السياسة وبين الشأن الحياتي والادارة العامة.حصر منظمو التحرك المطالب بحل الازمة، مجموعة «طلعت ريحتكم»، دعوتهم بحل من ضمن آليات العمل الحكومي ومؤسسات الدولة. عندما فاجأهم رد القوى الامنية القاسي في ليلة تظاهرتهم الكبيرة الاولى (السبت 22/8) افلت منهم شعار «الشعب يريد اسقاط النظام» كمن تفلت منه شتيمة مقذعة في لحظة غضب. تراجع المنظمون عن الشعار لكن «النظام» لم يقبل التراجع ولا الاعتذار وأبى إلا ان يحضر بقوته العارية خصماً مباشراً للمنظمين، الذين اسقط في ايديهم فأعلنوا في اليوم التالي انسحابهم مدة اسبوع من الشارع. لا مزاح اذاً مع «النظام» الذي يأخذ كل تحرك من خارج آلياته وانقساماته الداخلية على محمل شديد الجدية ولا يتأخر عن قمعه وتمزيقه واختراقه بكل الوسائل الممكنة. ادرك القائمون على النظام منذ اللحظات الأولى للتحرك طابعه الشامل واستحالة الفصل بين المطلب الحياتي بتنفيذ الدولة أقل واجباتها برفع النفايات وبين السؤال السياسي حول مستقبل النظام المأزوم والقلق.

لوم المنظمين لرفعهم شعارات سياسية جاء الرد عليه من «النظام» نفسه في اليوم التالي، عندما كشفت المناقصات التي أجريت للشركات الراغبة في جمع النفايات عن التداخل العضوي بين السياسيين الممثلين في الشركات عبر وكلائهم وبين الفساد المتمثل في أسعار خيالية لعمليات الجمع. الشركات تتولى الجمع فقط من دون المعالجة التي ستبقى مسؤوليتها على الدولة. أي ان الشركات – السياسيين سيحصلون على لبّ الثمرة المفيد ويرمون قشرها للدولة لتتولى حل مشكلة التخلص من النفايات وهي صميم الأزمة الحالية، بسبب الافتقار الى الاماكن المخصصة للطمر او الحرق او المعالجة الحرارية. لا فكاك من ارتباط الشأن المعيشي البسيط في لبنان، بالشأن السياسي. ولا فكاك من ارتباط السياسة بالفساد وبنهب المال العام. ومن يقرأ دستور ما بعد اتفاق الطائف يرى بجلاء أن مأسسة النفوذ الطائفي أعمق من ان تترك مسألة خارج سيطرتها، فما بالك في مسألة تدر عشرات ملايين الدولارات على المتنفذين والسياسيين من كل الانتماءات والطوائف الكريمة؟فضيحة فض المناقصات كانت أكبر من ان تحتملها الحكومة رغم تورط اعضاء بارزين منها في فصولها. ألغت الحكومة المناقصة لتصطدم من جديد بجدار النفايات الأكثر ارتفاعاً من ذلك الذي نصبته ليوم واحد امام مقرها في وسط بيروت. الكارثة تتلخص في وقوع ازمة النفايات على ازمة النظام برمته، وفي اصرار الجماعة السياسية الحاكمة على التمسك بأساليبها في تقاسم العائدات وتوزيع الحصص بعيداً عن أي رقابة. مجلس النواب الذي يفترض ان يمثل الشعب، معطل وشمله التقاسم السلطوي منذ زمن بعيد ولم تعد له قيمة تذكر في الرقابة على السلطة التنفيذية. كذلك الأمر بالنسبة الى هيئات المحاسبة الرسمية المفترض بها الحفاظ على انتظام العمل الاداري. تقاسم مؤسسات الدولة افضى بها الى «توازن رعب» يشلّ كل عمل اصلاحي بذريعة انه موجه ضد هذه الطائفة او تلك والمحسوبين عليها. عليه، تبدو الأمور مقلوبة. فليس المنظمون من «سيّس» التحرك وطرح شعارات اكبر من قدرته على تحقيقها. بل أن «النظام» تدخل بوسائله المعروفة للحيلولة دون تغيير آليات الحكم على رغم تهالكها وتفككها اليومي، تماماً مثلما تتحلل النفايات تحت شمس آب (أغسطس) الحارقة.

 

هل ما يُدبّر تحت طاولة التحرّك الشعبي؟ شكوك تتعاظم حول أجندة داخلية - إقليمية

روزانا بومنصف/النهار/28 آب 2015

ثمة اقرار بأمرين يكاد يجمع عليهما السياسيون من مختلف الاتجاهات: احدهما ان التحرك الشعبي الذي انطلق في ساحة رياض الصلح بسبب موضوع النفايات هو موضوع محق بحيث تسابق واضطر الجميع الى تبني الصرخة التي اطلقها الناس ولو صاحبها استغلال سياسي وترهيب امني فضلا عن ترهيب شارعي من بعض الجهات حاولت توظيف التظاهرات المطلبية اما من اجل تخريب وسط العاصمة او من اجل توجيه رسائل سياسية في اتجاهات معينة. ويقول احد الوزراء بان القضية محقة في حين ان محاميها كان فاشلا نتيجة خطأ تداخل الشعارات ببعضها وتضييعها عن اهدافها فضلا عن سوء التنظيم الذي ادخلها في متاهات حساسة. والاقرار الآخر ان الحكومة ارتكبت اخطاء جسيمة في فترة زمنية قصيرة جدا لا تتعدى الايام القليلة ان في مقاربة ملف النفايات التي اظهرت فيه تخبطا وعشوائية لا تختلف عن تخبط المتظاهرين في ساحة رياض الصلح او في الملف الامني المتصل بهذه التظاهرات. يضاف الى تخبطها في الخلافات السياسية بين مكوناتها تحت عناوين دستورية تتصل بآلية مجلس الوزراء في حين ان المطالب الحقيقية في مكان آخر ولو ان موضوع الآلية بات عنوانا خلافيا انضم اليه "حزب الله" تضامنا مع حليفه العوني. وهذا لا يخفي تخبطا في المقابل في كل من فريقي 14 و8 آذار ولو تم السعي الى لملمته نسبيا في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء بتضامن المردة والطاشناق الى جانب "حزب الله" مع التيار العوني في مقاطعة الجلسة الاخيرة. في حين برز فاضحا تخبط كتلة المستقبل في المساعدة لمعالجة موضوع النفايات وارسالها الى منطقة عكار ما استفز نوابها اعضاء الكتلة الذين تصرفوا بدورهم بانفعال بالغ.

على رغم انطلاق مساع في اليومين الاخيرين لإيجاد تسويات تحفظ ماء الوجه للجميع وتستوعب مطالب التيار العوني فتحول دون مساعيه لتوظيف موجة التظاهرات المدنية المرتقبة يوم السبت ضد ما يقول انها "الاكثرية الحاكمة" وكذلك مساعي الحزب الذي تعهد بدعم حليفه في الشارع ولو انه يعلن حرصه على عدم سقوط الحكومة، لا اطمئنان فعلياً او كلياً الى عدم وجود نيات مضمرة او اجندات خفية محلية واقليمية من وراء التظاهرات المرتقبة. فالدلائل كانت كثيرة وواضحة أظهرت تورط افرقاء متصلين بفريق 8 آذار ولو نفى الحزب ذلك في محاولة استفزاز القوى الامنية ومحاولة اشعال وسط بيروت. ينطلق السؤال البديهي بالنسبة الى اصحاب الشكوك من واقع الى اين يريد "حزب الله" وحليفه العوني الوصول في هذه التظاهرات؟ هل هي للضغط على الحكومة بسبب المراسيم التي وقعت ام هي تغيير الآلية المعتمدة في مجلس الوزراء او الى ما قد يدفع بالرئيس تمام سلام الى عدم القبول به ما يؤدي الى استقالته ما يفتح الباب امام احتمالات مختلفة ؟ فاذا كان من هدف حقيقي لتظاهرات يستفيد منها من قوة حليفه في الشارع فانما يفترض ذلك وجود هدف اكبر ليس بالتأكيد الفوضى الشاملة بل قد يكون محاولة الضغط من اجل انتخاب عون رئيسا بعدما يئس من امكان التوافق سياسياً على انتخابه وتالياً السعي الى قلب الطاولة من اجل محاولة تحقيق ذلك وانتزاعه قسرا تحت وطأة ضغوط دولية تمارس من اجل منع الذهاب الى فوضى كبيرة. في موازاة ذلك ليس خافيا الربط الذي تحدثه مصادر عدة بين ما يجري في المنطقة وانعكاسه على لبنان وحتى بين ما يجري في ايران نفسها بين التيار المتشدد والتيار الاقل تشددا الممثل بالرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف الذي زار لبنان اخيرا. فلبنان من ابرز من يعاني من كل العوارض التي تلم بدول المنطقة وصراعاتها. ومع ذلك فان هناك من لا يستبعد على رغم الاعتقاد بجدية ان الحزب قد لا يكون في وارد الاعداد لعملية ما تحت الطاولة بذريعة المطالب التي يرفعها عون وصولا الى الشارع بدليل مساعيه مع بعض القوى السياسية لمحاولة اعطاء زعيم التيار العوني ما يساهم في استيعابه بان الثقة غير موجودة فعلا وان الشكوك في النيات مبني على التخوف من وجود اجندات اقليمية تستخدم لبنان ايضا من ضمن استخداماتها لساحات او دول اخرى. يسأل هؤلاء هل دينامية التظاهرات ستقتصر على ما يقوم به هذا الفريق ام يفسح المجال امام دينامية مقابلة قد لا تبقي الامور ممسوكة او من ضمن النطاق المقبول على غرار الاستعدادات في المناطق التي استفزتها الشعارات ضد رئيس الحكومة او محاولة التعدي على السرايا الحكومية؟ ولا يركن اصحاب هذه الشكوك كذلك الى مساعي بعض السفراء الى تهدئة الصراع السياسي القائم تحت عنوان اولوية الحفاظ على الاستقرار في هذه المرحلة والحرص على الحكومة. فالدول المؤثرة المنشغلة بأولويات اخرى لا يقع لبنان من ضمنها ومن السهل عبر التجارب التي عاشها لبنان ان تتغاضى عن امر واقع يفرض فجأة في حال لم يتخط حدوداً حمراً معينة خصوصاً ان المسألة ملتبسة ظاهرياً ولا تقع بين "حزب الله" وتيار المستقبل او بين 8 و14 آذار بل انها بين طرف يشكل رأس الحربة فيه ظاهراً فريق مسيحي مدعوم من "حزب الله" يتصدى لفريق اكثري عنوانه رئيس الحكومة والتيار الداعم له ويضم افرقاء مختلفين. ولكن الخشية الفعلية من ان لا تصح حسابات الحقل على حسابات البيدر احيانا.

 

ثورة لن يكتب لها النجاح

إيلـي فــواز/لبنان الآن/27 آب/15

ليس هناك من ثورة دون أفكار واضحة. وليس هناك من ثورة دون قيادات جذّابة. ولا تكون ثورة دون كتابات وافرة. تقول هيلين كاريير دانكوس، من الأكاديمية الفرنسية، والمتخصّصة في شؤون روسيا، في كتابها الضخم عن لينين، إنّه يوم اندلاع الثورة الروسية كان حزبه بالكاد يشمل بضعة آلاف، ومع هذا انتصرت اللينينية على كل التنظيمات الأخرى، وبعضها كان يناضل من أجل قلب النظام القيصري. هذا يعود، تقول دانكوس، إلى عبقرية لينين الذي أوجد نظاماً سياسياً لا مثيل له في عصرنا. وما يصح في ثورة البلاشفة يصح في الثورة الفرنسية وفي كل الثورات الناجحة. هذا للأسف غير متوافر في الحراك الشعبي الذي تشهده بيروت. ثم ليس هناك من ثورة في ظل انقسام طائفي ومذهبي حاد واضح وصريح بين أفراد المجتمع الواحد. محاولة المجتمع المدني الإعتراض على آداء الطبقة السياسية هي أكبر من صرخة، ولكن أقل من ثورة. فهذا الحراك لا تتوفر فيه أفكار واضحة تتحدث عن حلٍّ ما. وهذا الحراك ليس له أهداف واضحة أو شعار واحد، وليس له قيادة لتوجهه من أجل الانقلاب على السلطة وإمساك زمام الأمور برحيل النظام في حال نجاح الثورة.

بعض الشعارات التي رُفعت في إسقاط النظام مثلاً فيها شيء مضحك. فلبنان بلد لم يعد فيه نظام أو مؤسسات. إنّه بلد تجتاحه فوضى مضبوطة حتى يومنا من قبل الجهاز الأمني المشترك  اللبناني- الإيراني المتمثّل بحزب الله. فوضى يسعى الحوار بين المكوّنات السنّية المتمثلة بتيار المستقبل والشيعية المتمثلة بحزب الله إلى تنظيمه، في محاولة لإبعاد نار الحرب المذهبية المستعرة من حولنا. ثم بالرغم من غضب البعض لما آلت إليه أوضاع البلد، فالشعب اللبناني قد اختار بصراحة الطائفية على المواطنية، هذه الطائفية التي ستقف عائقًا في وجه أية ثورة مهما كانت مطالبها محقّة. فالطائفة الشيعية عبّرت عن موقعها وتحالفاتها بدءاً من "شكراً سوريا"، مروراً بـ 7 أيار، ووصولاً إلى المشاركة في الحرب السورية. الطائفة ومصالحها تتقدم على الوطن ومصالحه.

المسيحيون هم أيضاً اختاروا موقعهم بوعي ودقّة، بدءاً من تفاهم مار مخايل وتغطية سلاح حزب الله، مروراً بـ"الإبراء المستحيل"، وصولاً إلى القانون الانتخابي الأرثوذكسي. أما السنّة فيدفعون ثمن خيار تمسّكهم بالطائف فيما هناك من يدعوهم يومياً الانضمام إلى الحركات المتطرفة التي تغزو فضاءنا. ومن هنا فإن أي اشكال يعترض الوطن لا يُنظر إليه إلا من خلال الشعور المذهبي المشتعل القائم اًساساً على أن السُنّة والشيعة أعداء، والمسيحيين ضحايا. اللبنانيون كان لهم ثورتهم في العام 2005. حراك 14 آذار أخذ الجميع على حين غفلة. الجميع كان مرتبكاً، أميريكيون، سوريون، وإيرانيون. كان لتلك الثورة أن تخلع من مناصبها كل الذين رفعت صورهم في ساحة الحرية اتّهاماً، وتعيد إنتاج سلطة لا وجود لرموز سوريين فيها. فشلت الثورة عندما قيل للمتظاهرين إنّ ساكن بعبدا رمزاً مارونياً لا يمكن ان يسقط.

ولهذا السبب ستفشل كل ثورات لبنان.

 

محاولات متظاهر فاشل

حـازم الأميـن/لبنان الآن/28 آب/15

على المرء أن يُمارس قدراً هائلاً من ضبط النفس إذا ما قرر المشاركة في تظاهرات وسط بيروت، وذلك تجنّباً لقرار حكيم يتخذه بمغادرة التظاهرة والعودة إلى المنزل. فالمشاركة نوع من التهوّر، وتمرين على مدى قدرة المرء على أن يتجاوز نفسه. نفسه التي مضى عليها عقود طويلة لم تألف خلالها أن تشارك في تظاهرة إلى جانب شربل نحاس ونجاح واكيم وزاهر الخطيب... وعصام نعمان، نعم عصام نعمان! هل تذكرونه؟ كان إلى جانبنا بالأمس في التظاهرة. عليك أن تجيب المنادي الذي في داخلك بعبارة: لا بأس، فقد سبق لنفسك الكريمة أن جاورت شخصيات مشابهة في النصف الآخر من المجتمع ومن الطائفة. وعليك أن تُنبهها بأن لا تكون أمّارة بالسوء، وأن صديقيك روجيه عوطة وعليا كرامي يراقبانها. ثم عليك أن تستعين عليها بخيباتك من "14 آذار". الخيبات التي بدأت تتراكم منذ اليوم الأول من التظاهرة ومن تشكّل هذه الجماعة. أنت الآن تتظاهر ضد نفسك، وضد انعدام أخلاقك، وهذا تمرين قاسٍ عليك أن تمارسه، وأن تعتبره نوع العقاب الذي لا بد منه لكي تستعيد توازناً أفقدتك إياه الخيبات. لكن يا أيتها النفس "غير المطمئنة" والهاربة من صاحبها، إلى أين تتجهين؟ إلى نجاح واكيم وشربل نحاس وزاهر الخطيب؟ كم يبدو حظِك عاثراً. فها أنتِ هاربة من صبية غازي كنعان إلى صبية رستم غزالة... رحمهما الله! "التظاهرة ليست هؤلاء أجابت ريان ماجد. عليك أن تُشيح بوجهك عنهم". وها أنا قد أشحت بوجهي عنهم، فشطبت وجهي لافتة عُلّقت باسم المجتمع المدني تدعو إلى "حكومة عسكرية" انتقالية تتولى تنظيم انتخابات نيابية تعقبها انتخابات رئاسية... فحكومة جديدة. واللافتة غير موقعة من قبل التيار العوني.  قد تساعدك على ضبط نفسك أثناء تجوالك في أنحاء الاعتصام رائحة الصفقة الفاشلة المنبعثة من السراي القريبة، والجدار الغبي الذي باشر رجال الأمن بإزالته. تحضرك في هذه اللحظة تجربة فشل مشابهة. في 14 آذار 2006، أي بعد مرور عام واحد على مشاركتك في التظاهرة الأولى، قررت أن تشارك على رغم أن القناعة كانت تعرضت لاهتزازات جوهرية. حينها كان من بين المتظاهرين من رفع صوراً لصدام حسين، ومن بينهم أيضاً من كان يهتف "الدم السنّي عم يغلي يغلي". حينها غادرت التظاهرة وكتبت التزاماً بأن لا تشارك في المرة المقبلة. وحينها أيضاً جاء من يقول لك أن هؤلاء ليسوا كل التظاهرة. لكن السنوات اللاحقة والتظاهرات اللاحقة لم تساعدهم بما يقولون. لا شك في أن المشاركة اليوم تنطوي على عنف ممارس على النفس يفوق العنف الذي مارسته القوى الأمنية على المتظاهرين. لكن لا بأس أيها المواطن الجديد. استمر في التقدم، ففي نهاية الجمع، هناك في محيط التمثال يقف من يشبهك. في وجوههم مخاوف تشبه مخاوفك. ناشطون خائفون من محاولة ميشال عون، وبمساعدة من أنصار "حزب الله" في التظاهرة، أكل التحرك وتوظيفه في خطته للوصول إلى كرسي الرئاسة عبر فراغ ناجم عن احتمال سقوط الحكومة. أنت الآن بين خوفين. الخوف من الصفقة في السراي، والخوف من فراغ يملأه ميشال عون. أي من الكارثتين عليك أن تختار؟ ديما كريم قالت لي إنها لا تعتقد أن العونيين سيتمكنون من ابتلاع التظاهرة، وأن الناشطين طردوا الوزير العوني الياس بو صعب عندما جاء للمشاركة. لا بأس إذاً سأصدّقها.

 

العودة إلى حضن الكرملين؟

الياس الديري/النهار/28 آب 2015

لافتةٌ للغاية تلك الصور والمشاهد واللقاءات التي استضافها "القيصر" فلاديمير بوتين في الكرملين، والتي ضمّت في وقت واحد تقريباً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ملك الأردن عبدالله الثاني وولي عهد الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان. وكانت الكوارث التي لا تزال تمعن تدميراً في معظم الدول العربيّة هي البند الرئيسي، فضلاً عن العلاقات بين موسكو والعالم العربي، ودور الروسيا في المنطقة ووجوب تطويره وتوسيع نطاق التعاون في شتى الحقول. إنه الحدَث السياسي الأهم الذي يشهده العالم في هذه الفترة، وحيث يزداد انهماك واشنطن وكبار مسؤوليها ودوائرها في معالجة العراقيل والاعتراضات التي يواجهها الاتفاق النووي على صعيد الكونغرس. حتماً، للوهلة الأولى فَرَك كبار المسؤولين والسياسيّين في الولايات المتحدة والدول الأوروبيّة أعينهم ليتأكّدوا من أن ما يشاهدونه على الشاشات المختلفة هو حقيقي. وان الصور مأخوذة في الكرملين لا في البيت الأبيض، أو في بيت الاتحاد الأوروبيّ. وان الرجل الذي يعرف من أين تُؤكل كتف السياسة الدولية. ومتى وكيف، هو فلاديمير بوتين وليس باراك أوباما. كأنها بداية موسم الحصاد لما زرعته السياسات الأميركية التي تمليها إسرائيل واللوبي الصهيوني بالنسبة إلى الشرق الأوسط، والدول العربيّة حسب موقعها الجغرافي، وحجمها عسكريّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً... وقربها أو بعدها من إسرائيل. وما شهده الكرملين خلال هذا الاسبوع، وما حرّك الوساوس الأميركيّة – الأوروبيّة، هو بمثابة أول الغيث. من شأن هذه التطوّرات، التي لا تزال في بداياتها، أن تعود بنا عقوداً، وإلى الستّينات تحديداً، عندما اصطدم الرئيس جمال عبد الناصر بخطورة "المونة" الإسرائيليّة – الصهيونيّة على "الستايتس". فماذا كان الحلّ، وكيف كان الردّ الذي اعتبر بمثابة ردّ الصاع صاعين؟

يمَّم عبد الناصر وجهه شطر موسكو والاتحاد السوفياتي. فكان السدّ العالي. وكان السلاح الحديث بكل أنواعه وأسمائه، مرفقاً بالذخيرة والخبراء والتشجيع... وإذا بالمشهد يتكرّر مرة جديدة، ولو أنه لا يزال في بداية المشوار، ونتيجة السياسة الخرقاء التي تُملى على البيت الأبيض والإدارات العليا من المصدر نفسه... كان لا بدّ من كسر هذا الحاجز، نفسيّاً وعملياً. وها هو قد حصل. وبناء على اقتناع تام بأن موسكو تلتزم اتفاقاتها ووعودها. ومشهود لها أن صديقها صديق بلا حدود. لا بدّ أن تبدي لنا الأيام وللغرب أيضاً ما كان الجميع يجهلونه أو يتجاهلونه. إنها عودة الروسيا العظمى بقيادة "القيصر" بوتين.

 

هل يناسب أوباما نمط كيندي ونيكسون وريغان؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/28 آب/15

في إطار سعيه للترويج «للاتفاق» الذي يزعم إبرامه مع إيران، يقدم أوباما نفسه كوريث شرعي لنمط «السلام من خلال المفاوضات» الذي تبناه الكثير من الرؤساء السابقين للولايات المتحدة. في هذا السياق، وصف أوباما كلا من الرئيس كيندي، ونيكسون، وريغان تحديدا كأمثلة براقة، والمعنى الضمني أنه يتمنى السير على نهجهم. هل أوباما جون كيندي الجديد؟ بالكاد. فقد تفاوض جون كيندي مع الاتحاد السوفياتي لكن بعدما حجر على كوبا، مما أجبر خروشوف أن يغض الطرف قبل أن يقوم بحظر المواقع النووية في جزيرة الكاريبي.

على النقيض، لم يحصل أوباما على أي ضمانات حقيقية ملموسة يمكن إثباتها، بينما امتلك جون كيندي الجرأة كي يذهب إلى برلين الغربية لمواجهة الدبابات السوفياتية، وليحذر موسكو من محاولة إعادة بسط نفوذها على العاصمة الألمانية القديمة بعدما أضحت قلعة للحرية. ومع شعار «أنا مواطن برليني» الذي تبناه، أظهر كيندي انحيازا للبرلينيين المحاصرين في أطول صراع مع الحكم السوفياتي والذي انتهى بانتصار أصحاب الأرض. وعلى النقيض، لا يجرؤ أوباما حتى على دعوة ملالي إيران للإفراج عن الأميركيين الذين تحتجزهم كرهائن.

أوباما ليس جون كيندي، لكن هل هو وريث ريتشارد نيكسون؟ على الرغم من بغضه لفكر نيكسون، فإن أوباما حاول تشبيه «الاتفاق» الذي أبرمه مع إيران بتقارب نيكسون مع الصين. مرة أخرى، المقارنة هنا ليست في محلها، إذ إن تطبيع العلاقات مع بكين حدث بعدما سوى القادة الصينيون خلافاتهم الداخلية على السلطة وقرروا الخروج من المأزق الآيديولوجي الذي أوجدته الثورة الثقافية. وعلى الرغم من ذلك، عقد الأميركيون صفقة مقايضة صعبة بأن أعدوا قائمة طويلة بما يجب على بكين فعله كي تثبت حسن نياتها، من أهم بنودها عدم السعي «لتصدير الثورة». في غضون عامين فقط، توقفت الصين عن الظهور كـ«قضية» وبدأت في التعامل كدولة قومية، وهنا فقط توجه نيكسون لزيارة بكين. في حالة إيران، لم يتحصل أوباما على أي من تلك الأشياء، وفي الحقيقة شجعت تلك الصفقة النظام الخميني على إظهار أسوأ أهدافه كما يتضح من الرقم المتزايد من الإعدامات، وسجناء الرأي، والدعم للجماعات الإرهابية، ناهيك بدعم بشار الأسد في سوريا.

أوباما ليس ريتشارد نيكسون، لكن هل هو رونالد ريغان الجديد؟ بالكاد.

أقدم ريغان على التقارب مع السوفيات لكن بعد أن نجح في إقناعهم بأنهم ليس في مقدورهم ابتزاز أوروبا بصواريخ «إس إس 20» من خلال سعيهم لتوسيع إمبراطوريتهم عن طريق ما يسمى الحركات الثورية التي تبنوها حول العالم. تم التصدي لصواريخ «إس إس 20» بصواريخ مضادة، و«جيوش» ثورية، و«مقاتلي الحرية» برعاية الولايات المتحدة. على عكس أوباما الذي يخشى مضايقة الملالي، لم يشعر ريغان بأي حرج في أن يطلق على الاتحاد السوفياتي «إمبراطورية الشر» وفي تأنيب قادتها بشأن أمور تتعلق بالحرية وحقوق الإنسان. وتشير عبارة «السيد غورباتشوف، اهدم هذا الجدار» إلى أنه على الرغم من استعداد ريغان للتفاوض، فإنه لم يكن مستعدا لأن يضع العلم في جيبه. من المهم أن تتذكر أن التعامل مع نظام الخميني يختلف إلى حد كبير عن التعامل مع الاتحاد السوفياتي والصين فيما يخص إحلال السلام والتطبيع. لم ينظر الاتحاد السوفياتي ولا جمهورية الصين الشعبية للولايات المتحدة كـ«عدو»، على عكس النظام الخميني. أطلقت موسكو على الولايات المتحدة اسم «الخصم» الذي يجب أن يحارب، بل وهزيمته إن أمكن، ولكن ليس كـ«عدو» يجب تحطيمه. كذلك في الصين، هوجمت الولايات المتحدة كقوة استعمارية وكدولة مثيرة للمتاعب، وليس كعدو لدود، وكان الشعار الذي رددوه «عد لبيتك أيها اليانكي». بيد أنه في حالة النظام الخميني، تسمى إيران الولايات المتحدة «العدو»، والشعار هو «الموت لأميركا».

طهران هي المكان الوحيد الذي يعقد فيه مؤتمرات دولية تحت عنوان «نهاية أميركا» سنويا بتمويل من الحكومة.

قام كل من الاتحاد السوفياتي والصين أولا بعلاج نفسيهما من داء العداء لأميركا قبل الشروع في إحلال السلام وفى تطبيع العلاقات، بيد أن ذلك لا يعني أنهما قد وقعا في غرام الولايات المتحدة. ما عناه ذلك هو أنهما تعلما أن ينظرا للولايات المتحدة كخصم، أو كمنافس، وليس كعدو لدود في مبارزة حتى الموت. لم تشف الجمهورية الإسلامية بعد من ذلك الداء، وقد يصعّب ضعف أوباما من إتمام الشفاء. تحقق السلام مع الاتحاد السوفياتي وتم تطبيع العلاقات مع الصين بعدما حسنت الدولتان بعض الأوجه المهمة في سلوكهما. استجاب كيندي، ونيكسون، وريغان بشكل إيجابي للتغيرات بشأن النظر للولايات المتحدة كخصم. بدأت التغيرات في الاتحاد السوفياتي مع انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الذي شجب فيه خروشوف جرائم ستالين، وطهر الحزب من أكثر عناصره بذاءة، مثل لافرينتي بريتيا، وأصلح ملايين الجرائم التي ارتكبها ستالين. في السياسة الخارجية، فعلى الرغم من طبيعة خروشوف المتهورة، فإنه قبل إطار الاستقرار الجديد في الحرب البارد مع أوروبا استنادا إلى الموقع بين حلف شمال الأطلسي ووارسو.ومع نهاية الثمانينات من القرن الماضي، أظهر الاتحاد السوفياتي تحولات إيجابية أخرى مثل سياسة غلاسنوست الانفتاحية والبيروسترويكا، والانسحاب من أفغانستان في ظل حكم غورباتشوف. وفي حالة الصين، أشرنا إلى نهاية الثورة الثقافية، إلا أن الصين وافقت أيضا على مساعدة الولايات المتحدة على إنهاء الحرب في أفغانستان، وتوقفت الصين عن استفزازاتها اليومية لتايوان، وقبلت نسيان أمر الدولة الجزيرة. وفي ظل حكم دينغ شياو بينغ، خطت الصين للأمام بعد أن تبنت الاقتصاد الرأسمالي. هناك فرق آخر بين حالة الاتحاد السوفياتي والصين في فترة الستينات حتى التسعينات من القرن الماضي، يكمن هذا الفارق في نظام الخميني في طهران. فقد كان الاتحاد السوفياتي حليفا للولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، وكان شريكا في إنشاء الأمم المتحدة عام 1945. وعلى الرغم من كونهما متنافسين وخصمين، فقد عرف كل منهما متى يتصرفان كشريكين.

نفس الشيء انطبق على الحزب الشيوعي الصيني الذي كان حليفا للولايات المتحدة وحليفها الصيني الكومينتانغ خلال الحرب ضد الاحتلال الياباني. في حالة الجمهورية الإسلامية، لم يكن هناك تغيير إيجابي، وبالتأكيد لم يحدث أن رأينا تحالفا مع الولايات المتحدة. في الحقيقة، إذا لم يكن أوباما يعرف ما لا نعرفه، فإن أوباما حبيس أوهامه.

 

إيران تفاوضت على «النووي» لإنقاذ نظامها

إيلي ليك/الشرق الأوسط/28 آب/15

هل تتذكرون عندما اقتحمت مجموعة من الدهماء الإيرانيين الغاضبين السفارة البريطانية، وشوهت جدرانها وسرقت أجهزة كومبيوتر منها؟ حدث ذلك عام 2011، وليس عام 1979، ومع ذلك، فقد جرى تجاهل هذا الحادث مع إقدام وزير الخارجية البريطاني خلال عطلة نهاية الأسبوع على إعادة فتح السفارة. جدير بالذكر أنه عام 2011، ساعدت المملكة المتحدة على فرض عقوبات قاسية على إيران، أما اليوم فتبدي تلهفها على رفع هذه العقوبات. من السهل أن يسقط الإنسان في شرك التفاؤل، خاصة أنه مع توقيع إيران على الاتفاق النووي، أصبحت هناك مساحة أمام إيران لمعاودة الانضمام للمجتمع الدولي - بأسلوبها الخاص، بل وأخبر وزير الخارجية الإيراني نظيره الأميركي جون كيري أنه مخول من قبل المرشد الأعلى الآن لمناقشة قضايا للتعاون الإقليمي المحتمل مثل سوريا. كما يتحدث الرئيس الإيراني، حسن روحاني، حاليًا، عن مبادرة بلاده لتناول قضية التطرف الإسلامي بالمنطقة، فهل يعني ذلك أن إيران تمد يدها للعالم؟ منذ موافقة إيران على الاتفاق النووي، يتخذ أقرب حلفاء أميركا إجراءات احترازية ضد عدوان إيراني. وأفادت قناة «العربية» أن السلطات الكويتية ألقت القبض على خلية نائمة من عملاء لـ«حزب الله»، وهي جماعة مدعومة من إيران. من جانبهم، أخبرني مسؤولون أميركيون يعملون بمجالي الاستخبارات ومحاربة الإرهاب، هذا الأسبوع، أنه من المبكر للغاية القول ما إذا كان ذلك يشكل تصعيدًا من جانب طهران. بيد أنه في أي من الحالتين، فإن مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يتوقع أن تنهي إيران دعمها للصراعات الإقليمية بسبب الاتفاق النووي، ويتضمن ذلك دعم إيران للطاغية السوري، بشار الأسد، ودعمها لميليشيات شيعية في العراق وللأقلية الحوثية باليمن. وأخبرني مسؤول استخبارات أميركي بأن أجندة إيران بتلك المناطق مستقلة عن طموحاتها النووية. ويتوافق ذلك مع ما قاله جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية، الشهر الماضي أمام «منتدى أسبن للأمن»، حيث قال: «ليس لدي شكوك، ولا أي منا، حيال السلوك الإيراني، وما يقومون به داخل المنطقة، وترويجهم للإرهاب، ودعمهم لجماعات تعمل بالوكالة مثل حزب الله. وليس هناك من شك حيال ذلك، ولا أعتقد أن هذا الاتفاق في حد ذاته سيبدل هذا السلوك». وعله، فإن التساؤل الآن: هل تسعى إيران للتخفيف من حدة سياساتها بالمنطقة أو ستعمد إلى تصعيد التوترات بها؟ من ناحيتها، شرحت إدارة أوباما أن الصراع داخل إيران من قبل كان عبارة عن شد وجذب بين روحاني، المعتدل الذي تعتمد حظوظه السياسية على تنفيذ الاتفاق النووي، والمتشددين في إيران الساعين لتصعيد الصراع مع الغرب. وقد رسم هذه الصورة الرئيس نفسه عندما قارن بين موقفي الولايات المتحدة والمتشددين الإيرانيين حيال الاتفاق. من ناحيته، أخبرني أمين تارضي، مدير شؤون دراسات الشرق الأوسط بجامعة مارين كوربس، أنه ليس هناك توترات سياسية بين أنصار روحاني وقيادات الحرس الثوري الإيراني، وهي المنظمة المسؤولة عن دعم جماعات مثل «حزب الله». وأضاف أن أعضاء النخبة الإيرانية أمثال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، «يحاولون إظهار أن لهم أيد طويلة في أماكن أخرى وأن بمقدورهم تحديد مصير بعض الأمور بالمنطقة». إلا أن تارضي يرى أن هذه المنافسة داخل دائرة النخبة الإيرانية ليست صراعًا بين الإصلاح والثورة، وإنما يرى أن «روحاني مفكر صبور، وهذا يزيده خطورة. إنه يبعث برسائل ودية لليهود، لكنه يملك رؤية أطول أمدًا وتصميمًا عن غيره». في الواقع، إن المعتدلين الإيرانيين لا يعتقدون أن الاتفاق سيقضي على الثورة الإيرانية، بل العكس.. إنهم تفاوضوا حول الاتفاق كي ينقذوها.* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

فشل المشروع الإيراني

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/28 آب/15

العراق أصعب بلد في العالم في حكمه. وله تاريخ في ذلك يمتد لستة آلاف سنة. لسوء حظ إيران أنها حاولت أن تجرب حظها في حكم بلد عربي في هذا البلد بالذات. فمنيت بفشل ذريع. ولم يكن الحظ فقط ضدها، كانت هناك سياستها الطائفية أيضًا في التعويل على فئة واحدة من الشعب. الثورة الإسلامية بضاعة مغشوشة؛ فهي لم تحاول نشر الإسلام حيث لا يوجد إسلام، كما في أميركا اللاتينية مثلاً. وإنما سعت لتصدير الثورة لديار المسلمين وإثارة المسلمين ضد بعضهم بعضًا. فشلها الذريع في العراق حول حتى الشيعة ضدها، بما عزز ذراع التشيع العربي المناوئ للتشيع الفارسي. راح المتظاهرون يهتفون: «إيران بره، بره، بغداد تبقى حرة» و«باسم الدين حكموا الحرامية». فوجئ بعض القادة العراقيين الذين استجابوا فورًا للأوامر الإيرانية، فشخصوا لطهران أخيرًا «سمعا وطاعة». ولكنهم فوجئوا عندما وجدوا هذا البرود والصدود من أسيادهم، وعدم دعمهم في تحدي العبادي. لم تستطع هذه النخبة المعممة أن تنفذ حتى هذا الطلب البسيط بالوصول لاتفاق بينهم قبل اجتماعهم بأسيادهم. نعم، من الواضح أنهم قد حملوا حزمة «الشقاق والنفاق» التي أشار إليها الحجاج معهم في أمتعتهم. فلم تتمالك حتى إيران غير أن تنضم للجوقة العالمية من الدول العربية والأجنبية، وعلى رأسها أميركا، في دعم العبادي وإصلاحاته الجذرية المرحلية. أمر لا مناص منه ولا يتقبل أي جدال. لا أدري أي تعليمات جديدة تلقاها الجنرال سليماني في طهران خلال زيارته الخاطفة وقبل عودته سريعًا لبغداد. لقد انهارت سياسة التدخل الإيرانية وتحولت إلى أنقاض أضيفت إلى أكوام الزبالة المكدسة في شوارع العاصمة العراقية. هل هناك أبعاد أخرى وراء هذا البرود والصدود؟ لقد صاحب الفشل في العراق فشل آخر في اليمن وفشل في سوريا. وتزامن مع بعض التغيرات في السياسة الإيرانية. هناك السعي لعقد محادثات مع الدول العربية، واتصالات مع إسرائيل، ومغازلات مع «الشيطان الأكبر» ومضايقات ضد أحمدي نجاد، مهندس التوسع الفارسي، وتحولات ليبرالية في المجتمع الإيراني، وكله في ظل الاتفاق النووي المهم. أهو يا ترى تمهيد لتغير استراتيجي في مسيرة النظام؟ تغير يتضمن شطب المليارات التي أُنفقت عبثًا في المساعي التوسعية الفاشلة، وتحولاً في النظر من الخارج إلى الداخل لوضع حد لكل هذه المعاناة التي عاشها الشعب الإيراني طويلاً. هذا طبعًا ما نتمناه لصالح الشعب الإيراني وصالح شعوب المنطقة العربية التي شقيت من وراء التدخلات الإيرانية، وأدت إلى هلاك وتشرد الملايين من الأبرياء. لقد حان الوقت لتوجيه الجهود والإمكانات توجيهًا إيجابيًا نحو إعادة بناء الشرق الأوسط وتخليصه من كل هذه الرعونات والجرائم المقيتة التي ولعت بها المنظمات الإرهابية في غفلة من حكومات المنطقة.

 

استعادة النفوذ الروسي في الشرق الأوسط

راغدة درغام/الحياة/28 آب/15

القاسم المشترك بين ما تريده روسيا من الدول العربية التي يزورها قادتها على أعلى المستويات وبين ما تريده هذه الدول من موسكو هو أولاً، الرغبة في تطوير علاقات عربية – روسية تقفز على حواجز العلاقة الروسية – الإيرانية التي أثارت الشكوك العربية، وثانياً، الاستعداد لملء الفراغ الذي خلّفته سياسات الرئيس باراك أوباما في الساحة الخليجية ومع مصر، والتي أثارت الفتور في العلاقة العربية – الأميركية. هذا لا يعني أن الدول الخليجية ومصر والأردن قررت الاستغناء تماماً عن الولايات المتحدة واستبدال العلاقة الأمنية معها باللاعب الروسي. وزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الأسبوع المقبل واشنطن ستؤكد استمرارية العلاقات الأميركية – الخليجية إثر الشراكة الأميركية – الإيرانية الجديدة التي أطلقها الاتفاق النووي مع طهران، وإن كان بحلّة مختلفة لا تخفي ما أصاب هذه العلاقات من تشقق. لن يكفي رقص التانغو بين القيادات العربية والقيادة الروسية لإشعار واشنطن بأن جديداً كسَرَ إيقاع العلاقة العربية – الأميركية وأن البديل متاح في العلاقة مع روسيا. ولن يكفي الإيحاء بالارتياح المصطنع إلى الشراكة الأميركية – الإيرانية وإضفاء أدوات القيادة الإقليمية على طهران. الضروري هو التوجه العربي إلى واشنطن وموسكو بمطالب واضحة ومواقف صارمة تمتد من العناوين الكبرى في موضوع اليمن الذي يتعلق بالأمن القومي السعودي والخليجي بصورة مباشرة، إلى العناوين «الأصغر» مثل انزلاق لبنان إلى الهاوية بقرار إيراني – انتقاماً من اليمن. لا الانفتاح الروسي ولا الانغلاق الأميركي سيغيّر درب المنطقة العربية ما لم تأخذ القيادات العربية قرارات نوعية وتستدرك ما ارتكبته من أخطاء وتسير في خطوات مرسومة. ومن المفيد ما يحدث حالياً وما يسمى «البراغماتية» العملية التي تسلكها قيادات عربية إزاء ما يسمى «الواقعية السياسية» للعلاقة الإيرانية المتميزة لدى كل من موسكو وواشنطن وبقية العواصم الغربية. الزيارات العربية المهمة هذا الأسبوع إلى موسكو – وما سبقها وسيليها – مؤشر إلى أحاديث بلغة مختلفة يجب أن تبقى منطقية مهما كانت ضرورية. ونقطة الانطلاق هي فهم ما تريده موسكو من انفتاحها على منطقة الخليج مع احتفاظها بتحالفها مع إيران.

بعض ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته المخضرم سيرغي لافروف ينطلق من تثبيت إعادة الاعتبار والمكانة لروسيا في الأذهان العربية. فهذه علاقة كانت دافئة جداً أثناء العهد السوفياتي مثل العلاقة المصرية – السوفياتية، وتطورت إلى علاقة تصادمية تعدّت مجرد الفتور والاستياء بسبب المواقف الروسية من سورية، بل دخلت خانة التشكيك بأهداف روسيا وراء تحالفها مع إيران ونزاعها مع العرب. روسيا اليوم في عهد بوتين تريد استعادة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط عبر مفاتيح جديدة وليس عبر رعاية حل النزاع العربي – الإسرائيلي الذي ابتعدت عنه عمداً. اختارت موسكو أن تكون طهران البوابة الرئيسة لها لدخول منطقة الخليج. وبينما اختارت الولايات المتحدة الخروج من تقليدية علاقاتها مع الدول الخليجية عبر البوابة الإيرانية، اختارت روسيا الدخول إلى علاقات جديدة نوعياً مع الدول العربية الخليجية عبر البوابة الإيرانية. إذاً، إن العلاقة الروسية – الإيرانية ستبقى ثابتة مهما حل بالعلاقات الروسية – العربية. وهذا ما أقرته القيادات العربية وهي تتوجه إلى موسكو للبحث في بناء علاقات جديدة. فلقد توقف نمط المحاولات السابقة لاستقطاب روسيا عبر ترغيبها بمختلف الوسائل بالتحوّل بعيداً من طهران لتقترب من العواصم العربية. اصطدمت أحلام العرب بكسر التحالف بين روسيا وإيران بواقع تحالفهما كخيار استراتيجي. القيادات العربية التي توجهت إلى موسكو في الآونة الأخيرة يبدو أنها استنتجت أموراً مهمة بينها: أولاً، إن العلاقة الأميركية – الروسية أعمق مما توحي به الخلافات في شأن أوكرانيا أو ما زُعِمَ من اختلاف في شأن سورية. ثانياً، إن كلاً من واشنطن وموسكو مستفيدة من الصفحة الجديدة مع طهران نتيجة تفاهمهما على الاتفاق النووي وكلاهما له مصالحه الاقتصادية والسياسية والنفطية والغازية والتسلحية من هذا الاتفاق. ثالثاً، لا تنافس بينهما على إدارة ملفات النزاعات الإقليمية ولا مانع لدى واشنطن من أن تتصدر موسكو جهود الحل في سورية أو أن تتفاهم مع طهران حول أدوارها في العراق ولبنان. رابعاً، إن سحق «داعش» بات القاسم المشترك الأول في الطموحات الأميركية – الروسية مهما بدا ذلك الطموح حقيقياً أو مصطنعاً.

لعل موضوع مصر هو الذي تصدّر أولويات المحادثات هذا الأسبوع في موسكو، لا سيما أن دولة الإمارات عازمة مع المملكة السعودية على دعم مصر لتسترد قواها الاقتصادية ومكانتها الإقليمية وقدراتها العسكرية بما فيها تمويل صفقات الأسلحة الروسية لمصر. فهذا يأتي في إطار موازين العلاقات بين الدول الكبرى والدول الإقليمية. وبالتالي، تستفيد موسكو من العنصر المصري على أصعدة عدة، نفوذاً وسلاحاً ومالاً وعلاقات استراتيجية مع دول فائقة الأهمية في منطقة الخليج ومع مصر بالدرجة الأولى.

فمصر في طليعة محاربة تفشي «الإخوان المسلمين» في الحكم في كامل المنطقة العربية، وهذا يتلاءم مع المواقف الروسية الأساسية المعارضة لصعود الإسلام السياسي إلى السلطة، مع أن موسكو لا تعارض الحكم الديني في إيران وتتحالف عملياً مع «حزب الله» في دعم النظام في دمشق. إنما الأمر يختلف تماماً لديها عندما تتعلق الأمور بصعود الإسلاميين إلى السلطة في مصر – والذين دعمت واشنطن في البداية توليهم إياها لدرجة احتكارها. فموسكو تخشى أن يؤدي تمكين أمثال «الإخوان المسلمين» إلى تمتين مواقعهم في الجمهوريات الإسلامية في الجيرة الروسية المباشرة، ومن حيث يمكن تركيا رجب طيب أردوغان الداعم لـ «الإخوان» أن تلعب أوراقاً استراتيجية. الموضوع الآخر الذي يتخذ عنواناً كبيراً في السياسة الروسية هو مكافحة الإرهاب الإسلامي المتمثل بـ «داعش» و «النصرة» و «القاعدة» وغيرها. إنما تحت هذا العنوان تتعدد الأجندات وتتضارب وتتلاقى في غموض ملفت يشمل مواقف موسكو وواشنطن ولندن وأنقرة وعواصم عربية. ففي ليبيا مثلاً، الحديقة الخلفية لكل من مصر من جهة وأوروبا من جهة أخرى، يبدو القرار الدولي مدهشاً في تركه الساحة الليبية مفتوحة على إنماء حركات التطرف والإرهاب بلا قلق ملحوظ وبلا إجراءات لضبط الأمر.

فلقد بات واضحاً مثلاً أن هناك لا مبالاة بالحدث اللبناني، بل هناك تملص ملحوظ وانسحاب فعلي من الاهتمام بمصير هذا البلد، على رغم خطورة تدميره وإفرازات هذا التدمير على الدول الخليجية. هناك دول خليجية تعي أخطار التراجع عن العلاقات التقليدية المميزة مع لبنان، لذلك يقوم ديبلوماسيوها بالتحرك في الساحة اللبنانية درءاً لفراغ خليجي يترك المجال مفتوحاً أمام ايران بشق الصقور فيها وليس بشق الحمائم. هذا لا ينفي ولا يخفف مسؤولية الدول الفاعلة تقليدياً في لبنان إزاء مصير هذا البلد. فمن المفيد أن يتطرق الحديث الأميركي – السعودي في واشنطن الأسبوع المقبل إلى ضرورة إثبات حسن النيات الإيرانية فعلياً في الساحة اللبنانية وإثبات العزم الأميركي والسعودي على تسيير هذا البلد في اتجاه بناء المؤسسات وإصلاح الطبقة السياسية المتسلطة بمختلف توجهاتها وهويتها. فالفساد بات وصمة عار على أكثرية الطبقة السياسية وشعار «طلعت ريحتكم» أصاب حقاً بأكثر من فضائح ملف النفايات. ومن الخطأ الفادح أن تتعالى الدول الكبرى الدولية والإقليمية عن ملف لبنان. فهو الآن في حالة حرجة تتطلب أدواراً أميركية وروسية للتأثير في القرار الإيراني في شأن لبنان، وتتطلب انشغالاً عربياً حقيقياً جدياً بحدث هذا البلد، وليس فقط سورية. الحدث السوري يستولي على أولويات الرياض والقاهرة وعمان والدوحة وأبو ظبي، لذلك تحمل هذه القيادات الملف السوري إلى موسكو – وإلى واشنطن أيضاً – باحثة عن وسائل للتفاهمات. وموسكو منفتحة على إخراج علاقاتها من التوتر والقطيعة مع الدول الخليجية بسبب سورية إلى البناء مع هذه الدول في مجال التعاون التجاري والعسكري إلى جانب الاستثمارات المشتركة في ميدان الطاقة النووية وغيرها. موسكو منفتحة ليس فقط بسبب أولوياتها الجيوسياسية والفرص الاقتصادية والعسكرية وتلك التي تدخل في خانة النفوذ السياسي. فالسبب الآخر هو ما أحسن الزميل رائد جبر مندوب «الحياة» في موسكو، نقله عن محللين سياسيين أن تحركات روسيا تقوم على خطين متوازيين، الأول يتمسك بدور فاعل لموسكو في الأزمات الإقليمية وأبرزها حالياً سورية، والثاني «محاولة ترتيب الأجندة الروسية في المنطقة، وفتح آفاق جديدة تحسباً لخسارة محتملة في سورية، واستجابة لضرورات الواقع الجديد وتوقعاته بعد توقيع الاتفاق النووي مع طهران».أجواء «الواقعية السياسية» تشق طريقها إلى شتى العواصم من باب حسابات الخسائر والأرباح. المهم ألا يستمر نمط اللامبالاة بما يؤدي إلى تدمير بلاد عربية إضافية بعد الانتهاء من تدمير مرعب في سورية وليبيا واليمن والعراق. هكذا فقط، يمكن إثبات حسن تفكير وحسن نيات الواقعية السياسية الجديدة.

 

محمد المشنوق والياس ابو صعب: عملة واحدة

نديم قطيش/المدن/الخميس 27/08/2015 

أخطر مما يحصل في الشارع اليوم، هو الاستخفاف به. الاستخفاف به عبر إحالته حصراً الى “مندسين” والى مؤامرة يحيكها حزب الله عن سابق تصور وتصميم وبإدارة عالية الجودة. لا شك عندي بنوايا حزب الله الانقلابية ولا بقدرته على استغلال اي حدث او اختراع اي حدث لتسويغ الانقلاب. وقد ينجح في استغلال هذا الحدث الشارعي اللبناني. هذه مسؤولية من مسؤوليات الحراك الرئيسية.  هذا لا يلغي ان ما يحصل في لبنان كبير وللمرة الاولى منذ التظاهرة المجيدة في الرابع عشر من آذار ٢٠٠٥ والتي نجحت مؤسسة السلطة في إختطافها منذ لحظة انتهائها مساء ذاك اليوم. ما يحصل هو جناز حقيقي في الشارع لكل من الرابع عشر والثامن من آذار، وهو ما يفسر ارتباك الفريقين حيال الموقف الشعبي الذي لا يزال يتلمس طريقة ويصيغ أدواته النضالية ومطالبه.  قوى الثامن من آذار تحاول المزايدة عبر تبني المطالب مستفيدة من واقع ان حزب الله والتيار الوطني الحر أحدث من خصومهم في لعبة السلطة في لبنان وبالتالي في لعبة افرازاتها، مهما افتقرت هذه الصورة الدقة. قوى الرابع عشر من آذار تعبر عن ارتباكها بالمزايدة على المتظاهرين بفائض الحكمة بحسب بيانها في الامس، والذي لم يجد ما يخاطب به المحتجين الا بالتحذير من احتمالات خطف الحراك. الحكمة التي ما كانت لتكون ١٤ آذار لولا كسرها في ذلك اليوم الكبير. حكمة السفارات. وحكمة كبار اهل النظام.  صحيح انه بموازاة الحراك الشعبي المدني الكافر بفشل النخبة السياسية، لا يزال الاشتباك الكبير قائماً مع حزب الله وبرنامجه وأجندته، التي كشف جانب جديد منها،  توقيف السعودي أحمد المغسل، أحد أبرز المتهمين في تفجير الخُبر في السعودية عام 1996، لكن الحراك حقيقي، وعميق ويعبر عن حالة من الرفض الكامل للنخبة السياسية التي يمثل ترهلها من جهة وفجورها من جهة كل من الوزيرين محمد المشنوق والياس بوصعب. ما كان للوزير المشنوق، الذي اشهد لطيبته وآدميته، أن يوزر لولا صداقته الشخصية بالرئيس تمام سلام وبقائه الى جانبه حتى حين كان وريث المصيطبة في أحلك عتمات الحياة السياسية. ولاءه وزره، بصرف النظر عن كفاءته التي فضحتها أزمة النفايات.  أما الياس بو صعب، الذي حاول الركوب على موجة الحراك من باب المزايدة العونية الكلاسيكية فوجد من يصد باب المشاركة في وجهه، و”يطرده” عملياً من ساحة التحرك. فهو يمثل خلاصة التجربة العونية باللغو الاصلاحي من دون اي مبادرة جدية للاصلاح والتغيير.  هذا تماماً ما يسقط في لبنان اليوم. ما يسقط هو المسارات والمحددات التي تؤدي الى توزير المشنوق وأبو صعب في شطري الاذار السياسي اللبناني.  ما يسقط هو تقديم الولاء وبلادته على الكفاءات الحقيقية، وما يسقط هو الصراخ الاصلاحي والدولتي والديموقراطي من زمرة عاجزة عن إنتاج نخبة سياسية مقررة خارج اطار اخراج القيد العائلي!

 

القنوات اللبنانية: الأجندة ثم الأجندة ثم المهنة

بتول خليل/المدن/الخميس 27/08/2015 

الساعات الطويلة من البث الحي التي خصصها معظم القنوات التلفزيونية اللبنانية لمواكبة الأحداث والتطورات التي رافقت التظاهرات التي دعت اليها حملة "طلعت ريحتكن" وشهدتها ساحة رياض الصلح على خلفية فضيحة ملف النفايات، أبرزت إجماعاً قلما نشهده لناحية توحدها على نقل المطالب ورفع الصوت مع المعتصمين والمتظاهرين، الذي علا في وجه السلطة ووجوهها، مع الحرص على تواجد مراسليها واعلامييها في جنبات الحدث وفي قلبه.  حتى أن منهم من حاول إبراز نفسه وكأنه أيقونة النضال الصحافي المكافح من أجل إيصال الحقيقة، معتمداً أسلوباً مفعماً بـ"الأكشن" كونه يستنشق مقداراً اكبر من الغاز المسيل للدموع ويتحمل "الدفش واللبج" بإصرار وشجاعة وعزيمة لا تلين، وبعد إقحام نفسه عمداً في "مرمى الخراطيم"، وهو اسلوب لا يمت للتغطية الصحافية بصلة، بل يكاد يكون أقرب لما درجت على تقديمه أفلام النينجا وملك الخواتم.

ما ظهر من توحد القنوات المحلية تحت شعارات وعناوين مطالب الشعب وحقوقه، ورفد مطالبه بضرب الفساد من جذوره، تجلت  انقساماته واختلافاته في اسلوب التغطية وتظهير المواقف الذي انتهجته تلك المحطات، والذي لم يكن فعلياً سوى محاولة لإمتطاء مطالب المتظاهرين ضمن سعي في مقلب آخر يهدف من ضمن تغطية الحراك دس السم في الدسم، وفق أجندة تؤطّر سير عمل كل محطة إعلامية حسب مواقف مرجعيتها السياسية والحزبية التي أملت عليها زاوية مواكبتها للأحداث على تنوعها من خلال اعتلائها للحدث المطلبي واستغلاله سياسياً، حيث طفت الصراعات الخفية على السطح  وبرزت جلياً في أسلوب مقاربة الوقائع وتقديمها للجمهور.

وكعادته المخيبة للآمال، يكرس الإعلام اللبناني صورة الانقسام والفرز السياسي والمذهبي، فيما الهواجس والصراعات السياسية التي يقودها بعض المحطات اللبنانية ضد فريق سياسي أو جهة في السلطة، أماط الحراك الأخير اللثام عنها، بعدما قررت الأحزاب والقوى السياسية، تصفية حساباتها والرد على ما طاولها من نقد أو اتهامات، عبر زجّ نفسها في مفاصل الحدث وتطوارته، بموازاة ما أظهرته مقدمات نشرات الأخبار والتقارير الميدانية والحلقات الحوارية من معارك واصطفافات لدى السلطة تسعى إلى مزيد من الدعم والتكريس.

تفنيد الأداء الإعلامي وحيثية فك شيفرة رسائله، يستوجب التمعن في قراءة المشهد السياسي وما يتضمنه من فراغ رئاسي وتعطيل حكومي ومؤسساتي إلى جانب ما خبرناه من المناكفات بين القوى والأحزاب، والذي تماهت معه المحطات اللبنانية والقيمون عليها بسيرها على خريطة  تصريحات السياسيين وما انبثق من مواقفهم تجاه كل القضايا الخلافية المطروحة على الساحة مؤخرا.

فمع إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع،  تأييده مطالب المتظاهرين والمعتصمين في ساحة رياض الصلح، ودعوته النواب النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية ومناشدته رئيس الوزراء تمام سلام عدم الاستقالة، تخرج قناة "إم تي في" بالسؤال عن "حقيقة ماذا يحصل في الشارع. وهل التحركات التي نشهدها بين ساحتي رياض الصلح والشهداء تحركات مطالبية صرف أم أن هناك طابوراً خامساً حزبياً دخل على خط معاناة الناس، ليسجل نقاطاً في السياسة على الحكومة ورئيسها وصولاً ربما إلى نسف النظام من أساسه". وذلك في اشارة لا تخفى باتهام حزب الله واتباعه من سرايا المقاومة بالوقوف وراء الشغب، لتعود وتستدرك أنه "ينبغي التأكيد على أن المطالب التي يرفعها المتظاهرون محقة مئة في المئة". لكنها توجّه المتظاهرين بأن عليهم أولاً أن يطالبوا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إذ إنه المدخل الحقيقي والوحيد لإعادة بناء المؤسسات.."، معتبرة بأن على ناشطي "طلعت ريحتكم" تصويب بوصلة تحركهم، وهو ما انسحب على تغطية القناة التي حذرت من الانقلاب على الشرعية والدستور والنظام وإدخال لبنان في المجهول، إذ في رأيها الحركات المطلبية أصيبت بـ"إعاقة مبكرة" بعدما "ضربت السياسة مفاصلها وحملت نفسها عناوين خلافية ثقيلة، ليس أخف الغامها وزنا تغيير النظام".

أداء "إم تي في" ووجهة تغطيتها انسحبا على قناة "المستقبل"، ما بدا انعكاسا للتحالف بين "القوات" وتيار "المستقبل"، الذي ظهّرت قناته التلفزيونية "أحقية مطالب المتظاهرين حيث أولويات اللبنانيين في آخر سلّم أولويات السياسة اللبنانية". لكن السؤال الكبير بالنسبة للقناة الزرقاء هو "من حاول ويحاول تحويل مشهد حضاري إلى مشهد دموي؟ ومن يريد إحراق وسط بيروت؟". وفيما اعتبرت "المستقبل" أن "الرئيس سلام، وحده من بين أركان السلطة، من دعا الشباب إلى الحوار وتفهمهم"، برّزت موقف الرئيس سعد الحريري الداعم لرئيس الحكومة والذي ميّز بين "المطالب المحقة وبين الدعوة إلى إسقاط الحكومة، آخر معقل شرعي".

بموازاة ذلك، ذهبت "أو تي في" بعيداً في استغلال الحدث لشن معركة شاملة اختزلت معظم خيبات التيار البرتقالي الاخيرة، بإطلاق سهامها على الحكومة وقائد الجيش من دون أن تنسى الرئيس بري، ومع تكريسها ساعات بث طويلة لنقل مجريات ما أطلقت عليه "ثورة استعادة الحقوق"، ركّزت برامجها الحوارية السياسية في اليومين الأخيرين على "ارتباك القوى السياسية من الحراك المدني"، وعلى "تفوق السلطة على نفسها بممارستها العنفية مع المتظاهرين"، كما رأت أنه "يحق للمندسين ما لا يحق للعونيين"، حيث خصصت تقريراً كاملاً للتذكير بأن ساحة رياض الصلح، شهدت قبل المتظاهرين الحاليين، صوت أقدام عشرات الشبان من التيار الوطني الحر في تموز الماضي، ممن كانوا مطوقين من قبل عناصر الجيش لمنعهم من التقدم إلى السراي، وإعلاء الصوت للمطالبة بحقوق المسيحيين، ما وضعته في إطار "خط رسمه قهوجي في وجه التيار، وتخطاه أمام المشاغبين".

قناة "أن بي أن" حاولت تبرئة نفسها وتبييض صورة الرئيس بري وحركة أمل من خلال التركيز على التحذيرمن تحويل ساحة رياض الصلح إلى ساحة رسائل سياسية متبادلة وتصفية حسابات، معتبرة أنه لم يعد للمواطنين قدرة على تحمل مزايدات سياسية،  فيما أعادت التصويب على ميشال عون كانعكاس لموقف الرئيس بري. فدأبت على اعادة التذكير بأن "الناس كلها تعرف من يعطل المجلس النيابي وجلسات مجلس الوزراء ويضع العوائق امام الحلول كما انهم يعرفون أسباب عدم انتخاب رئيس للجمهورية". كما أن القناة، وبموازاة دعمها للحقوق المطلبية الشعبية، قامت بفتح معركة إعلامية مع "من يقوم بالتصويب على الحركة التي يقوم رئيسها بدور الجمع الوطني ورعاية الحوار الداخلي".

وظهر جلياً أنه وإلى جانب تغطية للأحداث، لم تدخر القناة جهداً في تلميع صورتها ونفي التهم الموجهة إلى حركة أمل بمحاولة التخريب على الحراك وإجهاضه، خصوصاً أن هناك من ارتفع صوته وطالب بحل المجلس النيابي. وعليه ركزت في تقاريرها ونشراتها الاخبارية على ما فعله المشاغبون وكيف حولوا بيروت، يومي السبت والأحد الماضيين، إلى "صورة سوداوية"، فيما "الشعب اللبناني الموجوع بحاجة إلى صرخة سلمية تصل إلى من يعنيهم الأمر بالطرق الصحيحة".

كما حاولت القناة اختطاف الحدث، بالمزايدة على وسائل الإعلام الأخرى لناحية التواجد في قلب الأحداث، حيث عرضت تقريراً من إعداد مراسلتها ليندا مشلب، يستعرض بشكل مسرحي وبأسلوب تشويقي "مغامرة " القناة في نقلها ما يجري بين قوى الأمن والمتظاهرين وكيف انها أصرت رغم الاشتباكات على نقل الصورة كاملة للمشاهدين، حيث كانت تقف على "خط التماس" على حد قول مشلب.

تلفزيون "المنار" بدا مستهيباً لحساسية اللحظة السياسية والحرب المذهبية التي تلف المنطقة، اذ عكس سياسة الحزب لناحية إدارة المعركة الداخلية من الخلف واستبعاد التصعيد اللفظي رغم تهديده بالنزول إلى الشارع ضمن ما يمليه عليه تحالفه مع عون، لكنه ركز على اظهار الاصوات التي استبعدت "سيّد المقاومة" و"الجنرال" من اتهامات المتظاهرين لأركان السلطة بالفساد، كما انه كان لافتاً ابتعاد المحطة عن استعمال مصطلحات مثل المشاغبين أو المندسين والمخربين تجاه اولئك الذين قاموا باستعمال قنابل المولوتوف واقتحموا حواجز قوى الأمن وكسروا الواجهات الزجاجية ونهبوا المحلات في منطقة سوليدير.

في المقلب الآخر، كانت منافسة بارزة وواضحة بين "الجديد" و"إل بي سي"، اللتين أظهرت تغطياتهما منذ السبت تهافتا مدروساً على السبق الصحافي ونقل الصورة الميدانية من جوانب مختلفة. ورغم أن القناتين تتصرفان وكأنهما تغردان خارج سرب التبعية السياسية الإعلامية المباشرة، إلا أن أهدافهما بأن تكونا من رواد الحراك المدني واستقطاب جمهوره ومؤيديه، مضافاً إلى الجمهور اليساري لـ"الجديد" والمسيحي لـ "إل بي سي"، بدت ظاهرة وجلية من خلال فتح الهواء لساعات طويلة لشكاوى ورسائل المشاركين في التحركات الأخيرة. وهو ما تسعى "الجديد" من خلاله لاستعادة جمهورها، بأسلوبها "الشعبوي" المعروف بتغطيتها لأحداث مرتبطة بالشارع، وانحيازها العلني للمتظاهرين في وجه قوى الأمن وممارستها "القمعية والهمجية"، على ما كررته في أكثر من نشرة أخبار وتقرير وبرنامج حواري، بينما تذهب "إل بي سي" في مسار محاولتها التمركز في موقع قيادة الحدث إعلامياً، واستعادة تمايزها في التغطيات الميدانية، والذي افتقدته منذ تسريحها لمعظم موظفيها ومراسيلها البارزين، إنما بأسلوب مختلف وأكثر "رصانة".

 

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية أوباما راهن على ضعف إيران

عبد الكريم أبو النصر/النهار/28 آب 2015

اعترف أحد المفاوضين الغربيين مع المسؤولين الايرانيين في جلسة خاصة في باريس "بأن أميركا لم توقّع اتفاقاً نووياً مع ايران القوية من اجل مساعدتها على تعزيز نفوذها ودورها وفرض هيمنتها على المنطقة على حساب مصالح واشنطن وحلفائها، بل أن أميركا انجزت اتفاقاً مع ايران التي تواجه، منذ سنوات، أوضاعاً داخلية اقتصادية واجتماعية ومعيشية وتنموية بالغة الصعوبة وهي تحتاج الى سياسات جديدة وتحولات في نهج ادارة البلد من أجل معالجتها ومنعها من التفاقم وتشكيل تهديد كبير جدي على مصير الايرانيين. وسياسات ايران الاقليمية لن تعوض نقاط ضعفها هذه. وقد استغل المسؤولون الأميركيون هذا الضعف الايراني الداخلي غير المعترف به وسياسات الرئيس حسن روحاني وفريقه من اجل الانتقال من مرحلة رفع شعار الانفتاح وسياسة اليد الممدودة الى الايرانيين التي تبناها الرئيس باراك اوباما منذ توليه السلطة عام 2009 ولم تحقق نتائج في عهد الرئيس السابق محمود احمدي نجاد، الى مرحلة العمل الجدي مع "الشريك الايراني" لإنجاز الأهداف المرجوة والمتفق عليها مع دول غربية أخرى. ذلك أن روحاني كان شريكاً حقيقياً لأوباما في تعزيز نهج الحوار والانفتاح وهو ركز علناً وفي اتصالاته مع واشنطن منذ انتخابه رئيساً على المسائل الاساسية الداخلية التي مهّدت الطريق لتوقيع الاتفاق النووي الايراني – الدولي وهي:

أولاً: ركز روحاني في الكثير من خطبه على أن الوضع الداخلي "كارثي" في المجالات الحيوية الاساسية وانه يجب اعطاء الاولوية القصوى لمعالجته وانقاذ الايرانيين من ظروفهم البالغة القسوة. وهذا الموقف يتناقض كليا مع مواقف احمدي نجاد والمتشددين الرافضين الاعتراف بقسوة الوضع الداخلي.

ثانياً: ركز روحاني على ان هذا الوضع الكارثي مرده خصوصا الى العقوبات الدولية البالغة القسوة التي فرضتها أميركا والدول الكبرى الاخرى على ايران بتهمة سعي القيادة الايرانية الى امتلاك قدرات تكنولوجية متطورة من اجل انتاج السلاح النووي، ويجب تالياً اعطاء الاولوية للتخلص من هذه العقوبات وليس مواصلة التعايش معها، استناداً الى الرئيس الايراني.

ثالثاً: ركز روحاني على أن الحل ليس في مواصلة تطبيق سياسة المواجهة مع اميركا بل في التحاور والتفاوض معها ومع الدول الكبرى الاخرى من اجل ايجاد تسوية سلمية شاملة للنزاع النووي وفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الايرانية – الأميركية – الغربية.

وأوضح هذا المفاوض الغربي ان "روحاني هو الذي نصح أوباما بضرورة التواصل مباشرة مع مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي من اجل ضمان دعمه لهذه السياسة الانفتاحية، فاستجاب الرئيس الاميركي للنصيحة وبعث بأربع رسائل الى المرشد، الأمر الذي ضمن مظلة حماية للوفد الايراني المفاوض وساعد على انجاز الاتفاق النووي". وأضاف: "ان تجربة التفاوض الطويلة والصعبة بين ايران ومجموعة الدول الست اثبتت ثلاث حقائق أساسية هي الآتية:

أولاً: ان القيادة الايرانية مستعدة لأن تتصرف بمرونة وواقعية وتبتعد عن التشدد والمواقف الثورية الثابتة وأن تتخلى عن خطوطها الحمر المعلنة وتقدم تنازلات جوهرية كبيرة وأن تنفذ المطالب والشروط الأميركية – الدولية المتشددة في مقابل ضمان مصالح حيوية لها وتحقيق مكاسب. وهذه المرونة الايرانية أنتجت الاتفاق النووي ويمكن ان تتكرر في مجالات أخرى.

ثانياً: أثبتت القيادة الايرانية انها تستطيع ان تتعامل وتتفاوض مع "الشيطان الاكبر" أميركا، وأن تنجز مع المسؤولين الأميركيين تفاهمات علنية مهمة مما يجعل حملاتها على الدول والجهات العربية المتحالفة مع واشنطن عديمة الجدوى وتفتقر الى مبررات حقيقية.

ثالثاً: أثبتت هذه التجربة ان العقوبات الدولية البالغة القسوة المفروضة على ايران منذ سنوات حققت النتائج المرجوة منها اذ انها دفعت القيادة الايرانية الى التخلي في النهاية عن مشروعها النووي الكبير الذي انفقت عليه أموالا طائلة وتكبدت بسببه خسائر تتجاوز 200 مليار دولار، وهو مشروع امتلاك القدرات التكنولوجية المتطورة التي تسمح لها بانتاج السلاح النووي عندما تتخذ القرار السياسي في هذا الشأن".

وخلص المفاوض الغربي الى القول: "لقد خسرت القيادة الايرانية المواجهة الطويلة في صراعها النووي مع أميركا والغرب اذ انها ارادت أساساً ان تمتلك مشروعا نووياً كبيراً قابلاً للاستخدام العسكري من اجل التفاوض من موقع قوة مع الدول الكبرى وفرض نوع من الهيمنة على المنطقة. لكن ايران اضطرت الى التخلي عن هذا المشروع وانجزت مع الدول الكبرى اتفاقا يجرد برنامجها النووي من كل مكوناته وعناصره الخطرة وينزع عنه الطابع العسكري ويجعله خاضعاً للرقابة الدولية بل للوصاية الدولية الصارمة ولشروط قاسية محددة تمنع الايرانيين من انتاج اي سلاح نووي ومن تحقيق طموحاتهم السابقة".