المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august30.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا07/من36حتى50/ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَة الخاطئة التي قبلت قدميه ودهنتمهما بالعطر: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطايَاكِ

اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

زعران بري وسرايا نفاق مقاومة حزب الله هم من بقي في ساحة رياض الصلح/الياس بجاني

اي دولة تطالب المظاهرات باسقاطها وأي شعب يريد اسقاط النظام ومن في حال سقط سيحكم/الياس بجاني

أي شعب يريد اسقاط النظام ومن في حال سقط سيحكم/الياس بجاني

ميشال عون سرق تضحيات الشهداء وكل شعارات بشير والمقاومة والجبهة اللبنانية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ايلي الحاج والمظاهرات العبثية

جماعة "الهبل المدني" بهددوا على الفيسبوك و انه لناظره قريب و هم في طور القضاء على الاحزاب السياسية/بيار جبور

سلام عرض التطورات مع مقبل

والد يقتل ابنه في برجا لاسباب شخصية

المتظاهرون أمهلوا الحكومة 72 ساعة لتنفيذ مطالبهم: ذاهبون إلى التصعيد ليل الثلاثاء المقبل

نداءات مؤيدة لـ"حزب الله" في رياض الصلح

المستقبل: للاصغاء لأصوات الشباب والشابات وإتاحة المجال لهم لصياغة مستقبل لبنان

عناصر مكافحة الشغب أخلوا ساحة رياض الصلح وأوقفوا عددا من الشبان

طلعت ريحتكم أعلنت انتهاء مظاهرة اليوم وعدم مسؤوليتها عن تصرفات بعض الشبان

وجع الناس» يجتذب الآلاف... وينذر السياسيين الفاسدين

محاسبة جماعة «بدنا نحاسب»/الياس حرفوش/الحياة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/8/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 29 آب 2015

مسؤولان أميركيان بارزان: لا تغيير في سياستنا حيال "حزب الله"... أبداً مزيد من الجهود الديبلوماسية الأميركية لسوريا قريباً والأسد ليس شريكاً/موناليزا فريحة/النهار

الراي": حزب الله لم يعد متمسّكاً بالحكومة

الاجــواء الاقليميـة تحكم آليـة عمـل مجلس الوزراء والخلاف على تقييم المراسيم موضع معالجة في عين التينة

مساع محلية وخارجية لتأطير الحراك المدني وتصويبه نحو انجاز الاستحقاق الرئاسي

اتصالات "وصل ما انقطع" حكوميا مستمرة.. وعنوانهـا: محــاورة عون لا كسره

بري يدعو غدا الى "ميني" طاولة حوار ومخاوف آذارية من تحضيرها لمؤتمر تأسيسي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الراعي في جنازة أبي صابر: وجه لامع في الرهبانية والكنيسة خصه الله بمواهب روحية وفكرية

راعي أبرشية دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة ترأس قداسه الاول في كنيسة القديسة رفقة بدير الاحمر

قاووق: عندما يريد الحزب النزول الى الشارع يعلن ذلك أمام الملأ

عكاظ": لبنان قوي بوحدته لا بتفرقه

النائب معين المرعبي: سنرى باسيل قريباً راكعاً أمام خامنئي ليُباركه

فضل الله: موقف "حزب الله" واضح من الشراكة ولا يمكـن لفريـق أو طائفـة التـفرّد بلبـنان

ادمون رزق: نعيــش امـراً واقعــاً علــى هامـش القانـون والدســـتور و"نوعان من المراسيم منها في مجلس الوزراء واخرى يوقّعها الوزير المختص"

أزعور أعلن رفع السرية عن حساباته وممتلكاته وودعـا إلـى مؤتمر وطني لحلّ مشكلة النفايات

يزبك: ستبقى المقاومة لعزة الأمة بعيدا عن النفايات والمحاصصات

عائلة الامام الصدر في ذكرى تغييبه ورفيقيه: لسنا راضين عن جهود الدولة اللبنانية لتحريرهم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

محكمة مصرية تعاقب إعلاميي «الجزيرة» بالسجن المشدد 3 سنوات أدينوا باصطناع وبث مشاهد وأخبار كاذبة

مذكرة للنائب العام المصري لإدراج “حماس” كمنظمة إرهابية

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي ايد رويس: الاتفاق النووي مع إيران يجعل العالم أقل أماناً

روحاني: واشنطن ربما تساعدنا في تعديل "آراك"

مباحثات نائب رئيس الوزراء  الكويتي ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد

 في الولايات المتحدة تناولت خفايا تفجير "الصادق" وترسانة الأسلحة

الكويت وواشنطن: إيران متورطة في دعم الكتائب والأحزاب ولديها أطماع في “الخليجي”

إشادة أميركية باحترافية وسرعة الأجهزة الأمنية الكويتية في التصدي للإرهابيين وكشف الأسلحة

طلب كويتي من واشنطن إقامة مركز أميركي للجوازات والجمارك في المطار لمنع سفر المشبوهين

تبادل قوائم “دواعش البلدين” وقواعد البيانات… ووفد أمني أميركي يزور الكويت في أكتوبر المقبل

"معاريف": "كتائب القسام" تستعد للمواجهة مع الجيش الاسرائيلي

العربي الجديد: العراق : تظاهرات تفويض العبادي تطيح بمحافظين

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله تنظيم إرهابي/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

صفيح لبنان الساخن/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

المغسل هو عماد مغنية الخليج/طارق الحميد/الشرق الأوسط

دلالات القبض على المغسل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بعد المغسل.. أين الثلاثة الآخرون؟!/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/

رحيل الأسد يبدأ من دمشق/طارق الحميد/الشرق الأوسط

أين الخطأ؟/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

انقسام المحور الإيراني يهدد مستقبل حزب الله/ميدل إيست بريفنج

لن نستسلم/عقل العويط/النهار

سياسيّو لبنان: فشل الوطن/أنطوان ي. يمين/النهار

كي ينجح الحراك الشعبي/علي حماده /النهار

اهتمام ديبلوماسي بتظاهرة اليوم واختبار للعلاقة بين المحتجّين والأمنيّين/خليل فليحان/النهار

حزب الله" الأميركي يطوّع لبنان/احمد عياش/النهار

إجراءات لتسوية تشتري وقتاً للحكومة إرضاء عون بلا ضمانات لوقف التعطيل/روزانا بومنصف/النهار

الحكومة ترتاح وبري ينشط للقاء حواري يحتوي الأزمة الكل سجّل انتصاره والملفات العالقة والمراسيم سلكت طريقها/سابين عويس/النهار

إسقاط النظام حالياً ينهي لبنان!/أسعد حيدر/المستقبل

مقتل رجل «داعش» الثاني: عودة إلى لحظة «التوحش» البعثية/حازم الامين/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا07/من36حتى50/ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَة الخاطئة التي قبلت قدميه ودهنتمهما بالعطر: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطايَاكِ

سَأَلَ وَاحِدٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ يَسُوعَ أَنْ يَتَناوَلَ الطَّعَامَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الفَرِّيسيِّ وٱتَّكَأ. وإِذا ٱمرَأَةٌ، وَهِي الَّتِي كانَتْ في المَدينَةِ خَاطِئَة، عَلِمَتْ أَنَّ يَسوعَ مُتَّكِئٌ في بَيْتِ الفَرِّيسيّ، فَجَاءَتْ تَحْمِلُ قَارُورَةَ طِيب. وَوَقَفَتْ بَاكِيةً وَراءَ يَسُوع، عِنْدَ قَدَمَيْه، وَبَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيهِ بِالدُّمُوع، وتُنَشِّفُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وتُقبِّلُ قَدَمَيْه، وَتَدْهُنُهُمَا بِالطِّيب. وَرأَى الفَرِّيسِيّ، الَّذي دَعَا يَسُوع، مَا جَرَى، فَقَالَ في نَفْسِهِ: «لَوْ كانَ هذَا نَبِيًّا لَعَلِمَ أَيَّ ٱمرَأَةٍ هِيَ تِلْكَ الَّتي تَلْمُسُهُ! إِنَّهَا خَاطِئَة». فَأَجَابَ يَسوعُ وَقَالَ لَهُ: «يا سِمْعَان، عِنْدِي شَيءٌ أَقُولُهُ لَكَ». قالَ الفَرِّيسِيّ: «قُلْ، يَا مُعَلِّم». قالَ يَسُوع: «كانَ لِدَائِنٍ مَدْيُونَان، أَحَدُهُمَا مَدْيُونٌ بِخَمْسِمِئَةِ دِينَار، والآخَرُ بِخَمْسِين. وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا ما يُوفِيَان، سَامَحَهُمَا كِلَيْهِمَا. فأَيُّهُما يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟». أَجَابَ سِمْعَانُ وَقَال: «أَظُنُّ، ذَاكَ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَر». فَقَال لَهُ يَسُوع: «حَكَمْتَ بِالصَّوَاب». ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى المَرْأَةِ وَقالَ لِسِمْعَان: «هَلْ تَرَى هذِهِ الْمَرْأَة؟ أَنَا دَخَلْتُ بَيْتَكَ فَمَا سَكَبْتَ عَلى قَدَمَيَّ مَاء، أَمَّا هِيَ فَقَدْ بَلَّتْ قَدَمَيَّ بِالدُّمُوع، وَنشَّفَتْهُما بِشَعْرِها. أَنْتَ لَمْ تُقَبِّلْنِي، أَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ قَدَمَيَّ. أَنْتَ مَا دَهَنْتَ رَأْسِي بِزَيْت، أَمَّا هِيَ فَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ قَدَمَيَّ. لِذلِكَ أَقُولُ لَكَ: خَطايَاهَا الكَثيرةُ مَغْفُورَةٌ لَهَا، لأَنَّها أَحَبَّتْ كَثيرًا. أَمَّا الَّذي يُغْفَرُ لَهُ قَليلٌ فَيُحِبُّ قَلِيلاً». ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَة: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطايَاكِ!». فَبَدَأَ المُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ في أَنْفُسِهِم: «مَنْ هُوَ هذَا الَّذي يَغْفِرُ الخَطايَا أَيْضًا؟». فَقالَ يَسُوعُ لِلْمَرْأَة: «إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!».

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي01/من01حتى10/أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين

يا إِخوَتِي: مِنْ بُولُسَ وسِلْوانُسَ وطِيمُوتَاوُسَ إِلى كنِيسَةِ التَّسَالُونِيكيِّينَ الَّتِي في اللهِ الآبِ والرَّبِّ يَسُوعَ المَسيح: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلام! نَشْكُرُ اللهَ دائِمًا مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، ونَذْكُرُكُم في صَلَواتِنَا بِغَيْرِ ٱنْقِطاع. ونتَذَكَّرُ في حَضْرةِ إِلهِنَا وأَبِينَا عَمَلَ إِيْمَانِكُم، وتَعَبَ مَحَبَّتِكُم، وثَبَاتَ رَجَائِكُم، كَمَا في رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح. ونَعْلَم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين، وأَنتُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ كُنَّا بَيْنَكُم مِن أَجْلِكُم. فَقَدْ صِرْتُم تَقْتَدُونَ بِنَا وبِالرَّبّ، إِذ قَبِلْتُمُ الكَلِمَة، في وَسَطِ ضِيقَاتٍ كَثِيرة، بِفَرَحِ الرُّوحِ القُدُس، حَتَّى صِرْتُم مِثَالاً لِجَمِيعِ المُؤْمِنينَ في مَقْدُونِيَةَ وأَخَائِيَة؛ لأَنَّهَا مِنْكُم ذَاعَتْ كَلِمَةُ الرَّبّ، لا في مَقْدُونِيَةَ وأَخَائِيَةَ وحَسْب، بَلْ في كُلِّ مَكَانٍ ٱنتَشَر إِيْمَانُكُم بِالله، حتَّى لَمْ يَعُدْ بِنَا حَاجَةٌ إِلى أَنْ نَقُولَ في ذلِكَ شَيْئًا. فَهُم أَنْفُسُهُم يُخْبِرُونَ عَنَّا كَيْفَ كَانَ دُخُولُنَا إِلَيْكُم، وكَيْفَ رَجَعْتُم عَنِ الأَوْثَانِ إِلى الله، لِكَي تَعْبُدُوا اللهَ الحَيَّ الحَقّ، وتَنْتَظِرُوا مِنَ السَّمَاواتِ ٱبْنَهُ، الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، يَسُوع، مُنَجِّينَا مِنَ الغَضَبِ الآتي.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

زعران بري وسرايا نفاق مقاومة حزب الله هم من بقي في ساحة رياض الصلح

الياس بجاني/29 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/29/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B2%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88/

من خلال مشاهدة البث المباشر لما يجري حالياً في ساحة رياض الصلح بعد انتهاء المظاهرة رسمياً تتوضح المؤامرة الملالوية والسورية وال 08 آذارية، ولن نقول أيضاً بالتآمر مع التافه سياسياً ميشال عون لأنه صفر كبير في الحسابات حتى عند قادة وشعب وحزاب محور الشر.

محور الشر المحلي والإقليمي يقف خلف وفي ومع ما يجري من تعديات وفوضى وبربرية دون خجل أو روادع والهدف هو خلخلة النظام وإرهاب 14 آذار المفككة والمهترئة أصلاً والراكعة والخانعة بذل من زمن طويل، وذلك بهدف فرض واقع الاحتلال الإيراني بالقوة والتخويف وشرعنته وتحويل لبنان رسمياً إلى دولة ملالوية تابعة لنظام الولي الفقيه.

نسأل، هل من يريد التظاهر سلمياً يُحضر معه المفرقعات والحجارة والعصي؟

من هنا من بقي في الساحة هم زعران وأوباش تابعين لأطياف لمحور الشر السوري-الإيراني المحلي وبالتالي من حق قوى الأمن أن تعتقلهم ومن واجب القضاء محاكمتهم.

ولأن الفراغ مخيف ولأن هناك دائماً من هم على استعداد لإستغلاله فإن المطلوب من كل القوى السيادية والحرة التبرأ من كل المظاهرات التي جرت والتي سوف تجري واسقاط الأقنعة وتسمية الأشياء بأسمائها دون ذمية وتقية ومزايدات وتشاطر وتذاكي.

 

اي دولة تطالب المظاهرات باسقاطها وأي شعب يريد اسقاط النظام ومن في حال سقط سيحكم

الياس بجاني/29 آب/15

اي دولة تطالب المظاهرات باسقاطها؟ أهي دولة بري، أم دولة عون، أو دولة جنبلاط، أو دولة الضاحية، أو دويلات نصرالله وقاسم وقاووق ومنها دويلة الزعترية، أو دولة الحريري، أو دولة ميشال المر، أو دولة الراعي ومظلومه ونصارهما؟ فهمونا

 

أي شعب يريد اسقاط النظام ومن في حال سقط سيحكم

الياس بجاني/29 آب/15

أي شعب هيدا يلي بدو يسقط النظام ونحن عملياً عشرين شعب وعشرين حضارة وعشرين ثقافة وشي 100 مذهب؟ وبحال سقط النظام أي نظام بيحل محلو؟ المؤامرة واضحة وهدفها اسقاط الدولة ومؤسساتها باسلوب ممنهج ومنظم ولمصلحة المحتل الإيراني كون جيشه أي حزب الله هو الجاهز بعسكره وماله ومخابراته وآدواته من أمثال عون وكل من هم على مسطرته الإسخريوتية. كل هذه المظاهرات هي لخدمة المحتل الإيراني وإن كان كثر من المشاركين فيها نواياهم صادقة.

 

ميشال عون سرق تضحيات الشهداء وكل شعارات بشير والمقاومة والجبهة اللبنانية

الياس بجاني/29 آب/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/08/29/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B3%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%AF/

نعم ميشال عون سرق كل شعارات البشير والمقاومة اللبنانية والجبهة اللبنانية وتضحيات الشهداء المدنيين والعسكريين وسجلها كلها باسمه في سجلات دويلة الضاحية وعند الملالي وبحضن الأسد وعلى مقاعد طائرته الخاصة وفي قصر المهاجرين!

بربكم يعني في اغبى وأوقح من الشارد والواقع بكل تجارب ابليس، ميشال عون؟

يا ناس يا عقال في حدا عندو دماغ ومخ وفكر بيقول يلي قاله ميشال عون مبارح وهو عم يضحك بسم وقهر؟

عم تسألوا شو قال؟

قال حرفياً وبكل هبل وفجور وعدم احترام لعقول وذكاء وعلم الأخرين، قال (“فليتركوا الشعارات التي يحملونها لأنها شعاراتنا نحن، وقد ناضلنا طويلا من أجلها. فليردوها لنا وليبحثوا عن شعارات جديدة.”)

يعني قال ما معناه إنو يلي عم يتظاهروا كلون سرقوا منو شعاراته وبدو ياهون يردون ع الرابية وبسرعة.

بالمنطق وعملاً بكل معايير العقل والعاقلين هيدا رجل منسلخ عن كل شي اسمه عقل وتفكير وغارق بعالم من صنع خياله ومغرب وغريب عن الواقع وعايش بقصور أوهامه ومسكر الأبواب والشبابيك.

معقولي حدا براسه ذرة عقل يكون هيدا منطقه وهيدا تعاطيه مع أمور مهمة ومصيرية؟

تصوروا بشو عم يطالب، ووين الناس ووين الوضع ووين البلد؟ وهو وين وبأي عالم عايش؟؟

على كل حال، هيدا عون، وهيدا منطقه، وهيدا مستواه ، وهيدا “نتاقه وهراره”، وما في شي عاد مستغرب منه ومن ربعه الأشاوس.

خلونا نحنا وياكون نحك ذاكرة عون المخدرة ونقول له باللغة يلي بيفهما، “لغة الزقاقية”

نقول له انو كل شعارته هي مسروقة من الشيخ بشير ومن المقاومة اللبنانية ومن الجبهة اللبنانية وما في شعار واحد من يلي عم يطالب فيون هو له.

ميشال عون دفن شعارات بشير وكل شعارات المقاومة اللبنانية وتاجر بدم الشهداء:

يوم وقع ورقة التفاهة والذل مع حزب الله.

يوم تخلى عن أهلنا اللاجئين قسراً في إسرائيل.

يوم نكر وتنكر لأهلنا المعتقلين والمغيبين في السجون السورية.

يوم مجد وأيد وفاخر بغزوتي بيروت والجبل.

يوم أيد وبارك حرب ال 2006.

يوم سرق آمال وأحلام شبابنا وباع التيار لمحور الشر السوري الإيراني مقابل مغانم ومواقع سلطة.

يوم سخف مقتل سامر حنا واعتبر أن طائرة الجيش التي كان يقودها الشهيد سامر حنا اخترقت أجواء دويلة حزب الله وبالتالي مبررة الجريمة.

وفي كل مرة برر لحزب الله ولحمور الشر عملية من عمليات اغتياله لقادة ثورة الأرز.

يوم قطع تيكتone way ون واي للرئيس سعد الحريري وعهر العمل الوزاري بالسرقات والفساد والإفساد.

يوم زار مليتا في الجنوب مع محمد رعد وتبجح من هناك مقاومة وتحرير.

يوم اعتبر بوقاحة أن الجيش اللبناني عاجز وهو مجرد شرطة للأمن وأن حزب الله هو الجيش رقم واحد.

يوم كفر بكل ما هو لبنان ودستور وقضاء وعدل وحريات ومواثيق وحقوق ليس فقط مسيحية، بل لبنانية.

يوم سخف القرارات الدولية ودور منظمات حقوق الإنسان.

يوم تحالف مع الإقطاع والإقطاعيين ومع كل المارقين من ايتام النظام السوري.

يوم عادى غبطة سيدنا البطريرك صفير وعمل مع آخرين على دفعه للإستقالة.

يوم أدخل وزاء يمثلونه في الحكومات من الحزب القومي السوري الذي اغتال الرئيس الشهيد بشير الجميل.

وتطول قائمة كفر وهرطقات هذا السياسي الإسخريوتي وتاجر الشعارات وتطول…

باختصار ميشال عون في العمل السياسي وفي كل ما هو شأن عام ووطني هو حرامي شعارات، وحرامي وطنية، وحرامي سيادة، وحرامي استقلال، وحرامي حريات!! ومسيح دجال بما يخص تشويه فكر شبابنا وتعهير كل هو هو قيم وثوابت ومعايير وطنية.

بالعربي المشبرح وبالسياسة والعمل الوطني وبالثوابث المارونية عون حرامي بأمتياز وكل يلي عم يتبجح وبينادي فيه ويدعي ملكيته هو سرقه من البشير والمقاومة والجبهة اللبنانية وجيرهم وباعهم ورهنهم لدى لملالي و في دويلة الضاحية وفي أحضان الأسد وبراميله.

وصحيح يلي ما استحوا بعدون ما ماتو.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

ايلي الحاج والمظاهرات العبثية

فايسبوك/29 آب/15/يمكن لم تعد هناك قوى 14 آذار . ويمكن من زمان ولكن ولا يمكن أن أشارك في تظاهرة مع من قتلوا شهداء 14 آذار أو مع حلفاء لهؤلاء القتلة ومهما تكن الشعارات والمطالب. أن أشارك فكأنني موافق على قتل القضية التي استشهدوا من أجلها، وعلى اغتيالهم مرة أخرى. الا أن كل انسان حر وأحترم حريته أنا، لا أستطيع أن أسجل على نفسي هذا العار ولا يقنعني أحد انه ليس هناك مايسترو واحد لكل ما جرى وسيجري في ساحتي الشهداء ورياض الصلح. مايسترو واحد تعرفونه جميعا ويعرفكم.

 

جماعة "الهبل المدني" بهددوا على الفيسبوك و انه لناظره قريب و هم في طور القضاء على الاحزاب السياسية .

بيار جبور/فايسبوك/29 آب/15/عظيم اذا كان هذا طموحكم تستطيعون التغيير في الامكنة المخصصة لذلك عبر انتخاب مجلس نيابي يمثلكم و نحن نؤدي لكم التحية اذا ربحتم ، و لكن في الشارع لا تستطيعون ان تغيروا حرفاً من الدستور ، هذا الشارع لن يصمد امامنا لبرهة من الزمن اذا كان تغييركم بالقوة ، نحترم هذا التغيير في صناديق الاقتراع، اين كنتم عندما كان النظام السوري يسرق بلدنا و يدمر مدننا و قرانا ؟ لم نسمع نباحكم ، سفاهتكم ؟ تتبجحون اليوم انكم اسياد الساحة بمطالب هي مطالب الشعب اللبناني كله ، لماذا لا تطالبوا بأنتخاب رئيس ؟ او فقط عراضاتكم البهلوانية لقلب الطاولة على الاحزاب السياسية ؟ هل الجامعيين منكم درسوا في اختصاص العلوم السياسية دور الاحزاب في الحياة الوطنية ؟ اما تعاميتم عنها؟ اعود و اكرر المحاسبة في صناديق الاقتراع اما استعمال الشارع لفرض معادلات ضد الدستور سيقابلها شارعاً اخر و اياكم و اللعب بالنار لانها ستحرقكم .

 

سلام عرض التطورات مع مقبل

السبت 29 آب 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في مكتبه في السراي الحكومي، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، وتم عرض للاوضاع والتطورات.

 

والد يقتل ابنه في برجا لاسباب شخصية

السبت 29 آب 2015 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" احمد منصور ان المواطن موسى ترو من بلدة برجا، اقدم ليل امس على اطلاق النار على نجله مصطفى (مواليد 1991) لاسباب شخصية، نقل على الاثر الى مستشفى الجية لخطورة اصابته، لكنه ما لبث ان فارق الحياة.وحضرت الاجهزة الامنية الى المكان وفتحت تحقيقا في الحادث.

 

المتظاهرون أمهلوا الحكومة 72 ساعة لتنفيذ مطالبهم: ذاهبون إلى التصعيد ليل الثلاثاء المقبل

السبت 29 آب 2015 /وطنية - اختتمت مظاهرة هيئات المجتمع المدني في ساحة الشهداء في وسط بيروت اليوم، بكلمة ألقتها ناشطة في حملة "طلعت ريحتكم"، ومما قالته فيها: "تلاقينا ونزلنا بعلم لبنان وباستقلالية عن 8 و 14 آذار. اليوم كسرنا الحواجز، اليوم فكينا الارتباطات التي ترهن مستقبلنا، اليوم منعطف أساسي في حياتنا وبداية تغيير". وإذ حذرت المؤسسات الرسمية من "غضب المواطنين"، نددت ب"الطبقة السياسية"، وأكدت أن "اليد واحدة بما يعني الاستمرار". وأثنت على "تجاوب البلديات المتضامنة مع الحملة ضد النفايات والمطامر"، وقالت: "إن معركتنا ما زالت في أولها ومستمرة الى أن يصبح عندنا رئيس جمهورية وقضاء مستقل، وأن يبقى شبابنا هنا، وأن تسترجع البلديات أموالها، وأن يقف الهدر والإستدانة، وأن ترجع الأملاك العامة الى العموم، وألا نموت أمام المستشفيات، وأن تعيد الدولة المخطوفين". وأكدت أن "هدف "طلعت ريحتكم" تحقيق دولة مدنية، والاستمرار في التظاهر الى أن يستقيل وزير البيئة محمد المشنوق، وكذلك الى أن نعرف من أطلق النار على المتظاهرين، وأيضا محاسبة الوزير (وزير الداخلية والبلديات) نهاد المشنوق، وإيجاد حل بيئي وصحي للنفايات، وحصول انتخابات نيابية شرعية"، مردفة "مشروعنا الدولة اللبنانية، وألا نكون جزءا من مشروع أحد". وختمت "نحن هنا، وأمام الحكومة 72 ساعة كي تنفذ مطالبنا، وإذا لم تستجب فإننا ذاهبون الى التصعيد ليل الثلاثاء المقبل".

 

نداءات مؤيدة لـ"حزب الله" في رياض الصلح

موقع 14 آذار/29 آب/15 /بدأ عدد من الشبان المشاركين في تجمع رياض الصلح، وهم مقنعون ونصف عراة، يرددون هتافات مؤيدة لـ”حزب الله”، برشق زجاجات مياه فارغة وحجارة باتجاه القوى الأمنية المنتشرة قرب السراي الحكومي، كما عمدوا إلى إشعال نار قرب الأسلاك الشائكة ثم محاولة زحزحة هذه الأسلاك. وقد اجتاز عدد من الشبان، خط الأول للأسلاك الشائكة في ساحة رياض الصلح، وأصبحوا على مقربة من الخط الثاني، وما لبثوا أن تراجعوا ركضا، ولا يزالون يكمنون قرب الأسلاك. بموازاة ذلك أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر "تويتر"، ان عناصرها يتعرضون للرشق بالأحجار والمواد الصلبة وعبوات المياه، وطلبت "من المواطنين المتواجدين في ساحة رياض الصلح، الحفاظ على الهدوء وعدم اجتياز الشريط الشائك". وفي وقت لاحق، أشارت الى أن "بعض المشاغبين" خلعوا مدخل المبنى المحاذي للشريط الشائك في محيط السرايا الحكومية، "في محاولة لتخطي الحاجز الشائك الثاني"، وافادت عن رمي مفرقعات نارية باتجاه عناصرها في ساحة رياض الصلح. وأتبعت ذلك بتغريدة أكدت فيها "قوى الأمن الداخلي منكم ولكم ولحمايتكم".  وتجدر الإشارة إلى أن حملة 'طلعت ريحتكم” كانت قد أعلنت انتهاء التظاهرة وعدم مسؤوليتها عن تصرفات بعض الشبان.

 

المستقبل: للاصغاء لأصوات الشباب والشابات وإتاحة المجال لهم لصياغة مستقبل لبنان

السبت 29 آب 2015 /وطنية - أصدر "تيار المستقبل" بيانا، علق فيه على مظاهرة هيئات المجتمع المدني التي شهدها وسط بيروت مساء اليوم، ورأى أن "الحضور المدني المميز اليوم، لشباب وشابات لبنان، في ساحة الشهداء، يؤكد مجددا أننا جميعا كنا دون آمالهم وطموحاتهم، وأن ما وصلت إليه البلاد من أزمات داهمة، هو نتيجة طبيعية لعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وهذه المسؤولية نتحملها جميعا". وجدد "التأكيد اليوم، أن قيام الدولة المدنية الحديثة في لبنان، هو أبسط حقوق الشباب اللبناني جميعا، بكل طموحاته وأحلامه وتياراته وأحزابه، وأن العيش الواحد والحر والكريم في لبنان، هو جوهر الهوية الوطنية لكل مكونات الشعب اللبناني الكبير".وختم "لا مفر اليوم من دعوة كل القوى السياسية إلى الاصغاء جيدا، لأصوات الشباب والشابات، والاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمبادرة إلى إطلاق ورشة إصلاح حقيقية تؤمن الحلول للأزمات المعيشية، التي تنغص على اللبنانيين عيشهم، وإتاحة المجال لكل الطاقات الشبابية والفكرية والثقافية والابداعية للمشاركة في صياغة مستقبل لبنان".

 

عناصر مكافحة الشغب أخلوا ساحة رياض الصلح وأوقفوا عددا من الشبان

السبت 29 آب 2015 /وطنية - تمكن عناصر شرطة مكافحة الشغب، من إخلاء ساحة رياض الصلح، من الشبان يراشقون القوى الأمنية، بالحجارة ومواد صلبة وعبوات المياه، إضافة إلى إشعالهم حرائق واجتياز الأسلاك الشائكة، وأوقفوا عددا منهم.

 

طلعت ريحتكم أعلنت انتهاء مظاهرة اليوم وعدم مسؤوليتها عن تصرفات بعض الشبان

السبت 29 آب 2015 /وطنية - أعلن أحد ناشطي حملة "طلعت ريحتكم" قبل قليل "انتهاء المظاهرة التي انطلقت اليوم من أمام وزراة الداخلية إلى ساحة الشهداء"، مؤكدا عدم مسؤولية الحملة، أو أي من منظميها، عن تصرفات بعض الشبان في ساحة رياض الصلح واستفزازهم للقوى الأمنية، المتمركزة خلف الأسلاك الشائكة في محيط السرايا الحكومية.

 

وجع الناس» يجتذب الآلاف... وينذر السياسيين الفاسدين

بيروت - «الحياة»/30 آب/15

نجح الحراك الشعبي والشبابي في لبنان، الذي انطلق ضد أزمة النفايات قبل أكثر من أسبوعين وتطور إلى احتجاج ناقم ضد الفساد والطبقة السياسية الحاكمة، في اجتذاب عشرات آلاف المواطنين اللبنانيين الى التظاهرة المركزية التي دعت إليها منظمات وهيئات من المجتمع المدني وانضم إليها ناشطون يساريون وهيئات نقابية، في ساحة الشهداء وسط بيروت عصر أمس، فشكل ذلك إنذاراً مهماً للزعامات والأحزاب السياسية والطائفية اللبنانية وسط الأزمات المتعددة التي يعيشها لبنان وتنعكس تردياً حياتياً وخدماتياً على اللبنانيين. وتميز حراك الأمس بالإقبال الكثيف على رغم عدم اشتراك الأحزاب التي اعتادت إنزال مئات الآلاف الى ساحة الشهداء، وتخطى بحجمه قدرة أحزاب صغيرة شاركت في الحشد، منها الحزب الشيوعي وحركة «التجدد الديموقراطي» و «حزب الخضر» وشلل يسارية أخرى وغيرها، ليعبر المشاركون، وبعضهم ينزل إلى الشارع للمرة الأولى، عن وجع الناس وسخطهم على المسؤولين والمحاصصة الطائفية التي لم تنجح في انتشال اللبنانيين من تراجع الخدمات والرعاية الاجتماعية، وسط الشلل الذي أصاب المؤسسات الدستورية واستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية منذ أكثر من سنة و3 أشهر. واستطاعت الهيئات الداعية، أي «طلعت ريحتكم»، «بدنا نحاسب»، «عالشارع» و «فلوا عنا»، ولجنة أهالي المخطوفين والمفقودين وغيرها، ضبط المشاركين وتجنب المواجهات التي سبق أن حصلت الأسبوع الماضي مع القوى الأمنية، فتشكلت مجموعات تنظيمية من 500 شاب رافقت التظاهرة التي انطلقت من أمام وزارة الداخلية، للاحتجاج على القمع الذي تعرض له متظاهرو أيام السبت والأحد والإثنين الماضية وعلى استمرار توقيف 7 أشخاص في أعمال الشغب التي سبق أن حصلت في وسط بيروت. وحالت هذه المجموعات دون دخول عناصر مشاغبة ساهمت في افتعال الصدامات مع القوى الأمنية في الأيام الماضية. وانضمت التظاهرة الى التجمع الرئيسي في ساحة الشهداء.

ورفع المتظاهرون لافتات طالبت باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق وبمحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق. واختلط الشباب مع مشاركين من كبار السن وبعض الفنانين. وبلغ صدى الاحتجاج جاليات لبنانية في الخارج، مثل لندن وواشنطن وبروكسيل وكندا، حيث نفذت مجموعات لبنانية وقفات تضامنية مع ناشطي بيروت.

وتقدم المتظاهرين عناصر قوى الأمن الداخلي من دون أن يحملوا أسلحة، وسلكت طريق سبيرز- برج المر- باب إدريس- شارع ويغان من أمام مبنى البلدية وصولاً إلى ساحة الشهداء.

ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية دون غيرها، واللافتات التي تضمّنت مطالبهم وانتقاداتهم للطبقة السياسية من دون استثناء. وأظهرت اللافتات المرفوعة غياب الوجود الحزبي، وتناولت القضايا الاجتماعية والمعيشية والانتخابات النيابية ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق واستقالة وزير البيئة محمد المشنوق. وانضمت إلى التجمع في ساحة رياض الصلح مجموعات من جميع المناطق اللبنانية، من عكار إلى أقصى الجنوب مروراً بكسروان وجبيل والمتن والشوف وعاليه وكذلك من البقاع وبعلبك- الهرمل.

ولعل شعار «بدنا نحاسب» كان الأبرز بين الشعارات المرفوعة، وكذلك شعار «حلّوا عنا» و «كلكن يعني كلكن»، إضافة إلى: «الشرعية للشعب»، «قصر زعيمك كلو نظيف لأنو زبالتو عندك»، «ع التّغيير»، «ريحتكم وصّلت إلى كندا»، «الشعب يريد النسبية»، «هذه الحكومة زبالة»، «Game Over»، «بدنا نتزوّج»، «سير ألكس فرغسون رئيساً»، «بدنا نحاسب على نهب المال العام»، «ما تكون خروف»، «طفح الكيل» (عكار)، «14 و8 عملوا البلد دكانة»... ورفع مشاركون صورة لزعماء ضمّت ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط ومحمد رعد وسمير جعجع طالبين منهم الرحيل، وهتف مشاركون: «ثورة شعبية يا شعبي».

وعند التقاء التظاهرة بالمحتشدين الذين غطوا جزءاً كبيراً من ساحة الشهداء، توجّه عدد كبير منهم وبشكل مفاجئ إلى ساحة رياض الصلح هاتفين «ثورة ثورة»، وكذلك هتفوا ضد «128 مندساً في البرلمان»، ووقفوا قبالة الشريط الشائك الذي يفصل الساحة عن السراي الحكومية ولم يكن وراءه عناصر قوى الأمن ومكافحة الشغب، الذين ابتعدوا نحو المدخل الرسمي للسراي. وفي ساحة الشهداء، تلت احدى الناشطات مطالب المتظاهرين، وتمثلت بشكل أساسي بـ: حل بيئي مستدام وصحي لأزمة النفايات، استعادة أموال البلديات من الصندوق البلدي المستقل، استقالة وزير البيئة محمد المشنوق، محاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق، محاكمة مطلقي النار على المتظاهرين، إجراء انتخابات نيابية شرعية لتغيير الطبقة الحاكمة وتحقيق دولة مدنية. وقال الناشط أسعد ذبيان: «نحن نختار متى المواجهة، ونحن هنا ليس لأننا ضعفاء، بل لأننا منضبطون وإذا كانواغير قادرين على ضبط جماعات تدخل بيننا فنحن قادرون على أن نضبط أنفسنا.

وعلمت «الحياة» أن أحزاباً عدة أعطت تعليمات لمحازبيها بعدم المشاركة في تجمع أمس، لا سيما «حزب الله»، الذي طالب مناصريه بعدم الانضمام إلى التظاهرة. وأمهل المتظاهرون الحكومة 72 ساعة لتلبية مطالبهم، تحت طائلة التصعيد اعتباراً من مساء بعد غد الثلثاء مساء حاولت مجموعة الاقتراب من الشريط الشائك قرب السراي.

وعلى الصعيد السياسي، يُنتظر أن يعلن رئيس البرلمان نبيه بري اليوم مبادرته بدعوة القيادات السياسية إلى طاولة حوار في خطابه لمناسبة الذكرى الـ37 لاختفاء الإمام موسى الصدر.

وقالت مصادر مطلعة على اتصالات تبريد التأزم السياسي الذي يعطل الحكومة، بفعل الخلاف على آلية قراراتها وعلى التعيينات الأمنية، إن المسعى الذي قام به رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط بإيفاده الوزير وائل أبو فاعور إلى العماد ميشال عون، انتهى إلى إحالة الأخير أبو فاعور إلى الرئيس الجديد لـ «التيار الوطني الحر» جبران باسيل. وكان أبو فاعور اقترح ترقية بعض الضباط الذين لهم وظائف محددة كأحد الاقتراحات لمعالجة أزمة التعيينات الأمنية.

 

محاسبة جماعة «بدنا نحاسب»

الياس حرفوش/الحياة/30 آب/15

منذ الانقسام العمودي الحاد في لبنان، بين تكتّلَي 8 و14 آذار، وهما التاريخان المتصلان باغتيال الرئيس رفيق الحريري وبتظاهرة «شكر» السوريين على «وجودهم» المديد، لم تعرف شوارع العاصمة اللبنانية تظاهرات من أي فريق آخر، باستثناء ما شهدته في الأسابيع الأخيرة، من قبل جماعات عرّفت نفسها بشعارات عفوية، من تلك التي يتداولها اللبنانيون، همساً أو علناً، حيثما التقوا، من نوع «بدنا نحاسب»، أو «طلعت ريحتكم». تظاهرات عفوية إذاً، تريد أن تقدم نفسها إلى اللبنانيين على أنها لا ترتبط بزعيم أو بحزب. كل ما تسعى إليه هو إنقاذ البلد من الفساد والفاسدين، الذين يعتبرهم من سمعناهم يتحدثون باسم هذه الجماعات، موجودين في كل الأحزاب والطوائف. ولأنها تظاهرات عفوية، وبالتالي غير مسيّسة، كما تشاء أن تصف نفسها، فإنها مؤهلة للالتفاف الشعبي حولها، من قبل مواطنين، أصابهم اليأس مرة بعد مرة من أي أمل بإصلاح أي شيء، حتى صار شعارهم في وصف وضع لبنان هو المثل الشعبي المعروف «فالج لا تعالج». لكن هذه التظاهرات والتحركات عرضة كذلك للالتفاف الطائفي والحزبي عليها، نتيجة كون شعاراتها قابلة للاستقطاب الشعبي العابر للأحزاب والطوائف. فقد أخذنا نسمع مثلاً قادة حزبيين يصرّحون أن شعارات جماعة «بدنا نحاسب» هي شعاراتهم، وأنهم يعتبرون بالتالي أن من حقهم تجيير التظاهرات لحسابهم. فقد بلغت وقاحة السياسيين في لبنان حداً، في حديثهم الفصيح عن العفّة، لا يصحّ فيه سوى ما قاله ذات يوم الكاتب اللبناني سعيد تقي الدين... غير أن هذه ليست قشرة الموز الوحيدة في طريق هؤلاء الشبان المندفعين بحماس وعن حق لإصلاح بلدهم. خذ مثلاً الانقسام الطائفي العميق وما أدى إليه من تقوقع كل طائفة حول نفسها وحول زعيمها، الذي تعتبره خشبة الخلاص، فيما ترى أن سبب مصائبها كلها يأتي من الطائفة المقابلة. كيف السبيل إلى مشروع وطني واحد في ظل انقسام كهذا، ومن يضمن أن لا تقع تظاهرات هؤلاء الشبان ضحية هذا الفرز الطائفي، وهم أبناء الحرب وبناتها، وضحية ما أدت إليه من تعميق الشروخ في المجتمع اللبناني، بدءاً من البيت وصولاً الى المدرسة والجامعة ومركز العمل، وكل ما يتصل بالحياة اليومية للمواطن. من هنا قلق المشككين في ما ستنتهي إليه التحركات الشعبية، وأملهم بنجاحها في الوقت ذاته. لقد بلغ جدار الفساد في لبنان حداً من الارتفاع يفوق جبال النفايات المرتفعة في الشوارع. إنه فساد منتشر في كل مكان، بدءاً من معظم صغار الموظفين وصولاً الى أعلى المتنفذين والسياسيين، وهو ما يجعل شعار الحرب على الفساد مجرد شعار فارغ إذا لم يبدأ الإصلاح من حيث يجب أن يبدأ، أي من تحمّل كل لبناني مسؤوليته الوطنية أولاً قبل إلقاء هذه المسؤولية على الآخرين.وفوق هذا وذاك، هناك الصعوبات في وجه التحقيق العملي للشعارات التي يرفعها هؤلاء الإصلاحيون الشباب. فعندما تبدأ المطالب من ضرورة استقالة الحكومة وحلّ المجلس النيابي، في ظل الفراغ الدستوري القائم في البلد نتيجة إقفال الطريق في وجه انتخاب رئيس جديد للبلاد، فإنها سوف تنتهي بالضرورة إلى حالة شلل كاملة للمؤسسات، لن يتمكن أن يحلّ مكانها في الظرف الحاضر سوى الفريق الأقوى على الساحة، تنظيماً وتسلّحاً وهيمنة على القرار الأمني والسياسي. وكلنا نعلم من هو هذا الفريق، المسؤول عن تعطيل العملية الدستورية وإيصال البلد إلى المأزق الحالي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/8/2015

السبت 29 آب 2015 الساعة 22:08

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

نجح الشعب اللبناني بالتعبير الديمقراطي وإبراز حضارته. نجحت القوى الأمنية في حماية المتظاهرين. نجحت الحكومة في إعطاء اللبنانيين الحق في التظاهر.

المهم أن يواصل الشعب تحركه التصحيحي للتروي الخدماتي. المهم أن يبقى التنسيق بين القوى الأمنية ومسؤولي الحملات المدنية. المهم أن تنجح الحكومة في وأد الخلافات والإنصراف الى الإنتاجية في مجلس الوزراء.

هذا هو موقف حزب الأوادم، وهو حزب كبير يضم معظم أفراد المجتمع المدني.

بكل بساطة، التظاهرة المدنية انطلقت من أمام وزارة الداخلية التي أمنت الحماية، إلى ساحة الشهداء أو ساحة البرج كما كانت تسمى أيام عز لبنان قبل الحرب في مطلع السبعينات.

التظاهرة في مكانها الصحيح ليس في ساحة رياض الصلح في مواجهة السرايا والبرلمان. التظاهرة في توقيتها الصحيح ليس في أي توقيت سياسي لأي فريق سياسي. التظاهرة سلمية تحت الشعار المرفوع من القوى الأمنية بأنها من المتظاهرين ولهم ولخدمتهم وحمايتهم.

التظاهرة أطلقت الصرخة، والمساعي السياسية متواصلة في سياق مبادرة أطلقها الرئيس نبيه بري سرا للملمة الصف الحكومي، ويطلقها في مهرجان الإمام الصدر في النبطية غدا علانية، وفيها دعوة إلى طاولة حوارية أو تشاورية، لا فرق، فالمهم النأي بلبنان عن المخاطر الخارجية التي تتهدده، وتمرير الإنتخاب الرئاسي في أسرع وقت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مرت تظاهرة بيروت بسلام. العاصمة اليوم كانت متنفسا للمواطنين الذين خرجوا يرفعون الصوت ضد الاستهتار الرسمي بمصالح الناس.

جمعت بيروت أبناءها بسلام الوحدة الوطنية وحضارة التعبير اللبناني وأحقية المطالب الشعبية. الرسالة الاحتجاجية وصلت، فماذا سيفعل السياسيون: هل سينصرفون إلى تفعيل المؤسسات التشريعية والتنفيذية؟ هل سيلبون الدعوات إلى عقد جلسات المجلس النيابي لاقرار سلسلة الرتب والرواتب والقوانين المعيشية والاجتماعية؟ هل ستمضي الحكومة قدما لمواكبة ما يريده الناس؟

الرسالة وصلت، وبالانتظار ترصد الساحة اللبنانية حول ما هو آت. غدا تظاهرة كبرى في النبطية في الاحتفال الوطني وفاء لامام الوطن السيد موسى الصدر في ذكرى تغييبه ورفيقيه. غدا جماهير حركة "أمل" ومحبي الامام يحيون الرمز والقضية، ويؤكدون انهم باقون ملتزمون لا يتركون الساحات ولا يتنازلون عن ثوابتهم. غدا ستمتلئ ساحات النبطية التي تتحضر لاستقبال جماهير الامام الآتية اليها تمسكا بالنهج وبنهائية ووحدة لبنان. غدا سيطل الرئيس نبيه بري، واللبنانيون سينتظرون ما سيقول، وما هي المبادرة الوطنية التي سيطلقها رجل الجمع والحوار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

نبض أقوى من كل الشعارات، حركته قسوة المعاناة، فجرته النفايات بعد ان أرهقته الكهرباء والماء ووعود السدود والجسور والطرقات، وجل مشاريع الفساد والسرقات.

نبض لن يسرقه أحد مهما حرفت اللافتات، وصوبت الهتافات والهاشتاغات، نبض أعاد الحياة لساحة الشهداء ولشهدائها الشاهدين على زمن طويل من تزوير الهويات.

تظاهر اللبنانيون تحت عناوين تختصر برفض الفساد، وجالوا في شوارع شاهدة على عقود من هدر المال العام، كثيرون ركبوا الموجة بحثا عن دور، أو تأدية لدور ما. لكن الصرخة الأقوى بقيت لأصحاب المعاناة، الذين متى أنهوا يومهم سيعودون إلى بيوت لن يجدوا فيها الكهرباء المصابة كالعادة بعطل طارئ.

انتهى السبت وماذا بعد؟ هل ستسمع السلطة فتعيد الحسابات، أم تستوعب الشارع بحراك يوم تسجله على لائحة الأيام؟ سلطة اعترفت بأن الدولة إلى الفشل، وشعب شاهد على سوء الحال، فمن ينطق بالحكم، لتغيير الأحوال؟

أليست المسؤولية على الجميع، سلطة ومواطنين؟ سلطة تعاقبت على الهدر والفساد ونهب المال العام، ومواطنون امتهنوا لغة الصمت إلى الآن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أخيرا قال الشعب كلمته، وهو قالها بعيدا من الاصطفاف السياسي. فبعد انتظار طويل توحدت الساحتان: ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح، وتوحد جمهور 14 آذار مع جمهور 8 آذار.

وأبعد من الساحتين تجلى بوضوح تام أن اللبنانيين تعبوا من زعمائهم وقياداتهم ومسؤوليهم. تعبوا وقرفوا ويئسوا، ولذلك انتفضوا بحضارة ورقي وانضباط، متناسين خلافاتهم، متخطين اصطفافاتهم ومحاولين رسم وطن بحجم أحلامهم وآمالهم.

أخيرا قال الشعب كلمته، وهي كلمة سيكون لها أثرها في كل المشهد السياسي، فالدينامية التي انطلقت يصعب أن تتوقف، وما بعد تحرك 29 آب لا يمكن أن يكون كما قبله، لأن عقارب التاريخ لا تعود إلى الوراء.

ولأن عقارب التاريخ لا تعود إلى الوراء، فإن حملة "طلعت ريحتكم" أكدت أن الحراك الشعبي لن يتوقف. وهي تتجه إلى التصعيد في كل المناطق اللبنانية مساء الثلاثاء، إذا لم يستجب لمطالبها، حتى تحقيق ثلاثة أمور: استقالة وزير البيئة محمد المشنوق، ومحاسبة من أطلق النار الأسبوع الفائت وانتخاب رئيس للجمهورية.

واللافت أن الحملة التي طرحت في بداية انطلاقها شعارات كثيرة ومتعددة، بأسلوب غير متدرج، قدمت في بيانها اليوم صورة مختلفة، وأعادت تحديد الأولويات السياسية بشكل دستوري ومنطقي. فالتغيير المطلوب لا يمكن أن يتحقق في ظل غياب رأس للدولة يشكل الناظم للمؤسسات الدستورية. فهل يسمع نواب الأمة صرخة الأمة التي تجسدت اليوم في ساحة الشهداء، وينتخبون رئيسا قبل انهيار ما تبقى من الجمهورية؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

تظاهرة "بالجملة"، ومطالب "بالمفرق". هكذا يمكن وصف مشهد اليوم في ساحة الشهداء. فمن حل أزمة النفايات إلى إسقاط النظام، مرورا بانتخاب رئيس وإقرار قانون انتخاب خارج القيد الطائف. وما بين ذلك من شعارات تبدأ بإصلاح الجامعة اللبنانية وتعزيز التعليم الرسمي، ولا تنتهي بحقوق المرأة، وحتى بمطالب المثليين، بدا أن ما يجمع عليه المشاركون هو أمران: الأول عام، ويتمثل بالغضب الشعبي العارم من غالبية الطبقة السياسية. غضب أعمى بصيرة البعض عن التمييز بين الصالح والطالح، وبين الفاسد المكشوف والمعروف، والتغييري- الإصلاحي الذي تشهد شعاراته وممارساته له، وليس عليه.

أما الأمر الثاني، فعملي، وتعبر عنه النقمة على "المشنوقين"، لتحمل أولهما مسؤولية التعرض للمتظاهرين قبل أيام، ولتلكؤ الثاني في القيام بما عليه لمعالجة أزمة النفايات، مع تحديد مهلة 72 ساعة، وإلا المزيد من التصعيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الحراك الشعبي حط رحاله في ساحة الشهداء، في يوم مشهود تلبية لدعوة حملة "طلعت ريحتكم" وعدد من الجمعيات الاهلية والمدنية، وسط تعدد مطالب المشاركين في التظاهرة التي انطلقت من امام وزارة الداخلية وصولا إلى ساحة الشهداء.

أهداف التظاهرة تعددت بين مطالب بحل أزمة النفايات واستقالة وزير البيئة، فيما آخرون طالبوا باجراء انتخابات نيابية وباسقاط النظام. وفي بيان عن حملة "طلعت ريحتكم" انها أمهلت الحكومة اثنتين وسبعين ساعة للتجاوب مع مطالب المتظاهرين، وإلا ستتجه إلى التصعيد.

وتأمينا لأمن المتظاهرين، كان مجلس الأمن المركزي الذي انعقد برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق، قد قرر انشاء غرفة عمليات مشتركة بين الجيش وقوى الأمن الداخلي، لحفظ أمن التظاهرة ومنع الفوضى وسلامة الممتلكات العامة والخاصة.

في المقابل، وفي ظل اشتداد الأزمة السياسية في البلد والمأزق الحكومي الناتج عن عدم مشاركة "حزب الله" و"التيار العوني" في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، فإن الأنظار تبقى مشدودة إلى ما سيعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري غدا من النبطية في ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر، حيث من المتوقع ان يطلق، وفق مصادر قريبة منه، مبادرة في سياق خطواته الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية، وإعادة الانتاجبة إلى المؤسسات الدستورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بعد عشر سنوات على أكبر تظاهرتين في تاريخ لبنان، انطلقت اليوم مراسم تشييع الرابع عشر والثامن من آذار معا، وقد ودعتهما حشود شعبية مدفوعة من مرارتها، في تظاهرة خرجت من ألم الرقمين.

من رهن السلطة لمزاج داخلي وأهواء خارجية، من استبداد الحكم وتمدده، من لهاثه إلى سلطة قضمت بمقاعدها ونفاياتها، من موت أمام المستشفيات، من شيخوخة لا تضمنها إلا عناية الخالق، من رفض حكم الطوائف، من روائح فساد عبقت فطوقت سياسييها قبل مواطنيها، من كل هذا وأكثر، تظاهرة لا لون لها ولا زعيم أو قائد عشيرة، ناسها هم قادتها. كل مشارك فيها كان سيد نفسه، يصنع مستقبلا لجيل بلا وراثة.

هم نزلوا الساح، ليس بهدف تسجيل رقم ثالث في الوطن. وقد جاؤوها يطلبون عدالة وحرية ورغيف خبز، ومحاربة البطالة، إقرار قانون انتخاب، فتح صناديق الاقتراع، وإغلاق مستوعبات النفايات، وإسناد دور المعالجة إلى البلديات.

لقد فاض الناس وثاروا على دولتهم، حيث لا رجوع إلى الوراء، وهم جنزوا سلطتهم اليوم ومشوا في مثواها الاخير، وبعضهم ودع حزبه وحكم طائفته، قائلا: عذرا أريد ان أعيش وان أحيا بكرامتي من دون وساطاتكم ومحسوبياتكم، ولن أصل إلى وطني إذا بقيت سائرا على درب نفاياتكم.

ولأن المطالب غير مستحيلة، فقد أمهل المتظاهرون الحكومة إثنتين وسبعين ساعة، قبل معاودة التحرك والتصعيد اعتبارا من ليل الثلاثاء. ووضعوا إطارا لتحركهم يتضمن بناء دولة مدنية ديمقراطية وعادلة، مؤكدين إستمرارهم في هذا التحرك حتى استقالة وزير البئية محمد المشنوق ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 29 آب 2015

السبت 29 آب 2015 الساعة 06:50

النهار

يجري العمل بشكل حثيث من أجل صدور موقف قوي ومؤثر عن القمة الروحية التي ستعقد في بكركي في ملف الأزمة الرئاسية.

يصنف سياسي بارز مواقف الزعامات السياسية من التحرّك الشعبي بأنها تتراوح بين مواقف شديدة الذكاء وأخرى شديدة الهشاشة.

قال نائب في 14 آذار إن رهانات كثيرة على بعض أوضاع قوى هذا الفريق من جانب خصومه ستصطدم بالخيبة في وقت غير بعيد.

أذهل الوزير جبران باسيل القريبين قبل البعيدين بقوله إنه "يركع" أمام العماد عون لأن زعيم "التيار" نفسه يجب ألا يقبل بهذا التعبير.

السفير

قرر العماد ميشال عون فصل ثلاثة عونيين أقدموا على تمزيق بطاقاتهم الحزبيّة علناً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تراجعت علاقة تنظيم إسلامي مع حزب فاعل الى درجة الصفر.

يتهم قياديون مفصولون من تنظيم فلسطيني مسؤولاً فلسطينياً كبيراً بدعم السلفيين في عين الحلوة.

المستقبل

يقال

إنّ وزيراً علّق على شعار "حزب الله" "إذا نزل النائب ميشال عون إلى الشارع ننزل قبله وإذا غادر نغادره بعده"، بالقول "يبدو أنّه سيتحول سرايا للتيّار الوطني الحر".

اللواء

يُطرح في مجالس الحملات المدنية في الشارع إسمان، مدني وغير مدني لرئاسة الجمهورية؟

ينشط سفراء في بيروت لجمع معلومات عن وجوه شبابية ظهرت فجأة في قيادة التحركات، ولها سوابق في بلدان شهدت أحداثاً مماثلة..

تملك جهات معلومات موثقة عن دور تعبوي لوسائل فاعلة، تتخطى المعايير المهنية لحسابات سياسية؟!

الجمهورية

رأت أوساط أن استمرار حركة "أمل" في الحكومة يُشكّل رسالة مشتركة من الحركة و"حزب الله" بتمسّكهما بها.

توقّعت مصادر سياسية أن تؤسّس حركة الشارع إلى لحظة ذروة تستدعي الذهاب إلى تسوية سياسية تُعيد إنتاج السلطة بدءاً من رئاسة الجمهورية.

يتّجه عدد من المعارضين في حزب له امتدادات خارجية الى بلورة معارضتهم للقيادة الحالية والمواجهة لإحداث تغيير في بنية الحزب تماشياً مع التطورات الأخيرة

البناء

استعاد نائب سابق أمام بعض زواره أمس ما قاله السفير الأميركي دايفيد هِلْ من السراي الحكومية حين عبّر عن استهجانه لتعرّض القوى الأمنية للمتظاهرين في وسط بيروت، مؤكداً أننا ضدّ لجوء العناصر الأمنية إلى القوة في مواجهة المدنيين العزّل، ولكننا نسأل سعادة السفير عن رأيه في ما ارتكبته الشرطة الأميركية من أعمال عنف عنصرية بحق المتظاهرين السود في ولاية ميسوري الأميركية؟

 

مسؤولان أميركيان بارزان: لا تغيير في سياستنا حيال "حزب الله"... أبداً مزيد من الجهود الديبلوماسية الأميركية لسوريا قريباً والأسد ليس شريكاً

موناليزا فريحة/النهار/29 آب 2015

منذ توقيع الاتفاق النووي مع طهران، وقبل ذلك، تصر الادارة الاميركية على التمييز بين الانجاز المتمثل في منع ايران من تطوير سلاح نووي، وملفات سياسية أخرى مرتبطة بطهران، وخصوصاً نشاطاتها في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن. من حيث المبدأ، يفترض المسؤولون الاميركيون أن كلاماً كهذا سيطمئن حلفاء واشنطن في المنطقة الى أن لا صفقات عقدت على حسابهم، وأن منع ايران من امتلاك السلاح النووي سيضعف دورها في المنطقة. لكن ما يحصل عملياً هو العكس تماماً، خصوصاً أن ما يجري على الارض لا يوحي بضعف ولا بضعفاء. مسؤولان بارزان في وزارة الخارجية الاميركية تحدثا هذا الاسبوع الى مجموعة من الصحافيين اللبنانيين في مؤتمر عبر الفيديو محاولين على ما يبدو تبديد بعض القلق من أبعاد أخرى للاتفاق ، وخصوصاً في ما يتعلق بامكان تعزيزه دور ايران في المنطقة على حساب حلفاء تقليديين لواشنطن. وهما انطلقا خصوصاً من مبدأ أساسي مفاده أن ايران بلا سلاح نووي ستكون أضعف مما لو امتلكت سلاحاً كهذا، لذلك فان "الهدف الرئيسي للاتفاق هو منعها" من تصنيع هذا السلاح.

لا شيء في اتفاق فيينا مبني على الثقة على حد تعبيرهما، وإنما على التحقق والتفتيش، واذا انتهكت ايران الشروط الواردة فيه "فلدينا وسائل لمواجهتها"، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة.

في واشنطن يستمر النقاش في شأن "وسائل المواجهة". وهذا الاسبوع، واجهت الادارة انتقادات حادة مع كشف وكالة "الاسوشيتد برس"، "خريطة طريق" وقّعتها إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتيح لطهران استخدام خبراء إيرانيين للتحقيق في مجمّع بارشين الذي تشتبه الوكالة في أن إيران أجرت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. أحد المسؤولين الاميركيين الذي رافق وفد المفاوضات الى فيينا، دافع بقوة عن الاجراءات المقررة لمنشأة بارشين، قائلاً إن الامر يتعلق باتفاق ثنائي بين طهران والوكالة اطلعت عليه مجموعة الست و"تمكنا من تقديم ايجاز الى الكونغرس في شأنه نظراً الى أهميته"، موضحا أن الامر لا يتعلق بأية أعمال مستقبلية وإنما بما قام به الايرانيون في الماضي، مؤكداً أنه "اتفاق تقني محدد في شأن ما حصل قبل عقد تقريباً ونحن على اطلاع على كل تفاصيله".

قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني الذي يواجه عقوبات دولية وأميركية على السواء، يستفيد حكماً من رفع العقوبات التي تفرضها عليه الامم المتحدة بموجب الاتفاق النووي. أما العقوبات الاميركية ، فيقول المسؤول الاميركي إنها "لا تزال سارية وستبقى سارية ولا يمكنني أن أخمن الوقت الذي سترفع فيه".

دور ايران في المنطقة

والحزم الذي تبديه واشنطن في الدفاع عن الاتفاق النووي يقابله تردد كبير في شأن الابعاد الاخرى للاتفاق. مسؤولون كثر، بدءاً من الرئيس باراك أوباما، يكررون أن لا أوهام لديهم حيال تصرفات طهران في المنطقة، ويقرون بأنها لا تزال تضطلع بدور في زعزعة الاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، يصرون على أن هذا الدور يمكن أن يكون أكثر خطراً إذا امتلكت طهران السلاح النووي.

ويعترف المسؤولان الاميركيان بأنه ينبغي عدم النظر الى الاتفاق بمعزل عما يحصل على الارض في المنطقة، لكنهما واثقان من أنه ستكون له تبعات كبيرة على المسائل الاقليمية، ويقولان إن واشنطن تعمل وستواصل العمل على بناء قدرات حلفائها لمواجهة ايران.

أحدهما شرح أن رفع الملف النووي عن الطاولة يمكّن واشنطن من التركيز على نشاطات طهران المتعلقة بزعزعة الاستقرار في المنطقة، بما فيها دعم الارهاب. ففي سوريا مثلاً بات حصول انتقال سياسي حقيقي جزءاً من جهد ديبلوماسي جديد. ولمح الى نشاط ديبلوماسي أميركي و دولي إضافي تشارك فيه روسيا للدفع في اتجاه انتقال سياسي و"مواجهة المشكلة الرئيسية في سوريا، وهي الدعم الايراني المستمر للنظام الذي يقتل شعبه".

"حزب الله"

وموقف واشنطن من "حزب الله" هو أحد الهواجس التي أثارها الاتفاق. ولكن رداً على سؤال عما اذا كانت واشنطن غيرت موقفها من الحزب بعد الاتفاق النووي، قال أحد المسؤولين بالعربية وبحزم: "أبدا"، قبل أن يضيف: "لا دخل للموضوع النووي بحزب الله.لا شيء اطلاقاً مما قمنا به أو سنقوم به في هذا الشأن يفترض أي تغيير. موقفنا من الحزب في ما يتعلق بدوره في سوريا واضح. الحزب يجب ألا يكون في سوريا وعلى كل حزب في لبنان أن يلتزم اعلان بعبدا. ولا نعتقد أن اللبنانيين يريدون أن يتورطوا في النزاع في سوريا. لدى لبنان ما يكفيه من التحديات وعليه مواجهتها لا ايجاد تحديات أخرى.حزب الله بالنسبة الينا لا يزال منظمة ارهابية".

أما دور "حزب الله" في محاربة "داعش"، فليس موضع تقدير في واشنطن.ببساطة، يستعيد المسؤول الاميركي قول وزير الخارجية جون كيري إن أعمال العنف التي يمارسها الاسد تشكل "مغناطيساً" للمتطرفين، لذا لا يمكنه أن يكون جزءاً من التحالف ضد "داعش"، مثله مثل "حزب الله" الذي يدعمه.

لبنان

وما يحصل حالياً في لبنان لم يكن وارداً على جدول الايجاز بحجة أن النقاش مخصص للاتفاق النووي الايراني وتبعاته في المنطقة. ولكن، بما أن واشنطن تدرج الاتفاق في اطار استراتيجية أوسع لاحتواء نشاطات طهران في المنطقة، بما فيها لبنان، يشرح المسؤولان أن هذه الاستراتيجية تشمل تقديم مساعدات اقتصادية وانسانية وعسكرية للبنان، مذكراً بالمساعدات التي قدمتها واشنطن للجيش اللبناني، ومنها مقاتلات وصواريخ وبرامج تدريب، وواعدا بالمزيد في الاشهر المقبلة.

وفي مسألة الانتخابات الرئاسية، ناشدا الزعماء اللبنانيين التوحد لانتخاب رئيس من أجل المصلحة الوطنية "لانه لا يمكن لبنان التعامل مع التحديات الامنية والاقتصادية والسياسية من دون رئيس كامل الصلاحيات وحكومة كاملة الصلاحيات". ولفتا الى الدعم الكبير الذي يتمتع به لبنان لا في الادارة الاميركية فحسب، وإنما في الكونغرس أيضاً.

 

الراي": حزب الله لم يعد متمسّكاً بالحكومة

المركزية- ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية ان "حزب الله لم يعد متمسكاً لا برئيس الحكومة تمام سلام ولا بالحكومة". ولفتت إلى ان "الجميع يدركون ان استقالة الحكومة تعني انكشاف الداخل على توترات امنية"، مشيرة إلى ان "المواجهات المتتالية في مخيم عين الحلوة كشفت عن وجود "دواعش"، معتبرة انه "عندما تسوء الاوضاع في لبنان سيكون على الحكومة اتّخاذ قرارات لمواجهة "داعش".

 

الاجــواء الاقليميـة تحكم آليـة عمـل مجلس الوزراء والخلاف على تقييم المراسيم موضع معالجة في عين التينة

المركزية- تقول مصادر سياسية متابعة للحراك الذي قادته عين التينة في اليومين الماضيين واسفر عن وعود وايجابيات يمكن ان تعود لتحكم عمل مجلس الوزراء، ان التسوية الجاري العمل عليها تتركز في جزء منها على معالجة محورين يعرقلان انتاجية المجلس:

الاول: اصرار وزير الخارجية جبران باسيل في مواقفه على اعتبار كل وزير في مجلس الوزراء ممثلا لرئيس الجمهورية من دون اقامة اي اعتبار لرئيس الحكومة ووجوده في الجلسة وتأكيده ايضا على المشاركة في وضع جدول الاعمال والاطلاع مسبقا على بنوده في حين ان الرئيس سلام يرى ومن يمثل، ان ذلك من صلاحيات رئيس مجلس الوزراء بحسب اتفاق الطائف، الامر الذي انتج تباعدا بين مكونين اساسيين من المكونات الحكومية واحد يعتقد ان الظرف الراهن في لبنان والمجسد لما يجري من تناحر سياسي وتقاتل عسكري في المنطقة لا يسمح بالتنازل قيد انملة عما اعطاه الطائف لرئيس الحكومة، والثاني يرى وفي ضوء هذا الاقتتال وما تعرضت وتتعرض له الاقليات (مسيحية وازيدية وشيعية ودرزية) وجوب التمسك بكل ما كان يعتبره حقاً اضافة الى التفتيش عن كل ما يمكن ان يزيل عنه الشعور بالقهر الناجم عن الانطباعات والصورة الرديئة والمرعبة التي خلفها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) والجماعات التكفيرية والتنظيمات الارهابية التي عاثت قتلا وخراباً وتدميراً سواء في سوريا اوالعراق اوليبيا وحتى الى ما يتعداها من الدول العربية والاوروبية التي طاولها الارهاب اخيرا.. اما المحورالثاني فيتركز على الخلاف بين المكونين حول عملية تجزئة المراسيم. اذ يعتبر الرئيس سلام ومن يمثل ان المراسيم التي تحتاج الى اعادة بحث وموافقة الغالبية لا تتعدى الاربعة او الخمسة، في حين يرى التيار الوطني الحر ومعه حزب الله تحديدا انها اكثر من ذلك بكثير ويطرح اعادة قراءة شاملة لكل المراسيم على طاولة مجلس الوزراء الامر الذي يحتاج الى اكثر من جلسة وساعات طويلة تتعدى الايام ويعتبرها عملية عرقلة مقنّعة لعمل وجلسات مجلس الوزراء التي يفترض ان تكون منتجة خصوصا في ظل الاجواء الضاغطة المحكومة بحراك الشارع والتظاهرات القائمة. والمعلوم ان المراسيم الصادرة في غض النظر عن عددها جمدّت امس ولم تصدر في الجريدة الرسمية كما كان يفترض من اجل اعادة النظر فيها بعد تجزئتها الى قسمين عادية لا تحتاج الى توقيع الـ 24 وزيراً ويمكن تمريرها كمراسيم عادية بالنصف زائدا واحدا وهي حق حكومي لا يلامس صلاحيات رئيس الجمهورية في التوقيع والرد، وغير عادية تحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية المتمثل اليوم في الحكومة مجتمعة وتاليا الى توقيع الغالبية ويمكن اصدارها في حال عدم الاعتراض عليها من اكثر من مكون واحد من المكونات اللبنانية.

 

مساع محلية وخارجية لتأطير الحراك المدني وتصويبه نحو انجاز الاستحقاق الرئاسي

اتصالات "وصل ما انقطع" حكوميا مستمرة.. وعنوانهـا: محــاورة عون لا كسره

بري يدعو غدا الى "ميني" طاولة حوار ومخاوف آذارية من تحضيرها لمؤتمر تأسيسي

المركزية- لن يعلو اي صوت اليوم على أصوات الحناجر التي ستصدح في ساحة الشهداء عصرا، فالحدث المحلي مكانه قلب العاصمة وعنوانه الحراك الشعبي الذي دعت اليه حملة "طلعت ريحتكم". كل شيء بات جاهزا للتظاهرة التي أفيد انها ستكون حاشدة خصوصا ان عناوينها فضفاضة وغير محصورة. فاذا كان البعض يريدها لحل أزمة النفايات واستقالة وزير البيئة واجراء انتخابات نيابية، وهي القضايا التي تطالب بها "طلعت ريحتكم"، فان أطرافا أخرى مشاركة فيها تريدها مدخلا لثورة شاملة تسقط النظام القائم وترسي أسس الدولة المدنية. فيما يرى فيها مئات اللبنانيين، فرصة لرفع الصوت ضد افتقادهم ابسط قواعد العيش الكريم حيث لا كهرباء ولا مياه ولا فرص عمل والفساد مستشر... غير ان التحرك الذي تعهد وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس حمايته شرط احترامه القوانين المرعية مؤكدا ان للمواطنين الحق في التعبير عن آرائهم مهما كانت تلك الآراء، يقف على محك البقاء سلميا، بعدما انزلقت نسخاته السابقة الى فصول من أعمال الشغب والفوضى مع تسلل مندسين اليه، حوروا أهدافه وأقحموا السياسة والطائفية فيه، ما هدد السلم الاهلي وكاد ان يوقظ الفتنة السنية – الشيعية.

بين السلمية والشغب: وفي هذا الاطار، يؤكد القيمون على التحرك انهم اتخذوا التدابير اللازمة لمنع خرقه أمنيا، حيث سيعمل أكثر من 500 متطوع على السهر على سلميته. في الموازاة، وغداة حديثه عن تقارير في شأن مصير التظاهرة، تتفاوت بين السلبية القصوى والايجابية القصوى، رأس وزير الداخلية اليوم اجتماعا لمجلس الامن المركزي، تقرر في خلاله انشاء غرفة عمليات مشتركة بين الجيش وقوى الامن الداخلي للتنسيق الفاعل بين القوى لحفظ امن التظاهرة ومنع الفوضى وضمان سلامة المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة، كذلك تم التأكيد على اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحفظ الامن وعدم السماح للمخلين بالاستقرار بتعريض البلد لاي من المخاطر. على أي حال، تبقى الساعات القليلة المقبلة كفيلة بتظهير منحى التظاهرة، مع العلم انها ان بقيت سلمية، ستؤسس لحركة تصاعدية ستكبر ككرة ثلج، وفق القيمين عليها، تعطي الكلمة ولو لمرة للشعب اللبناني، لا للقادة السياسيين ورؤساء الاحزاب.

تأطير التحرك: وليس بعيدا، علمت "المركزية" ان الحراك القائم في الداخل، تعمل جهات محلية وخارجية على تأطيره وتوجيهه نحو السعي لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، فيُستخدم كورقة ضغط على القوى السياسية لحملها على "المبادرة" ووضع الماء في نبيذ مطالبها، كذلك لفك ربطها الاستحقاقات المحلية بالتطورات في المنطقة. وتفيد المعلومات في هذا الشأن، أن الجهود لتحييد لبنان عن الصراعات، قد تصل الى حد الدفع نحو مؤتمر لبناني يخرج بسلة كاملة للحل، على ان يبدأ بانتخاب رئيس وينتهي بانتخابات نيابية، مرورا بتشكيل حكومة جديدة ووضع قانون انتخاب عادل. واذ تؤكد ان المؤتمر العتيد سيكون أصغر من "طائف" وأكبر من "دوحة"، تشير المعلومات الى انه اذا تعذر عقده في لبنان، فانه قد يحصل في مسقط، برعاية دولية وأقليمية.

رأب الصدع الحكومي: في غضون ذلك، تنشط الاتصالات بعيدا من الاضواء كما في العلن، لتأمين تسوية مرضية للجميع، تعيد انعاش مجلس الوزراء الذي قاطعه تكتل "التغيير والاصلاح" و"حزب الله" الخميس الفائت. وفي خانة اعادة وصل ما انقطع بين المكونات الحكومية، صبت الزيارة التي قام بها وزير الصحة وائل ابو فاعور للرابية ليل امس حيث التقى رئيس "التكتل" النائب العماد ميشال عون موفدا من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط. وأفادت اوساط وزارية "المركزية" ان خطوة زعيم المختارة تلتقي ومساع أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري لرأب الصدع الحكومي، بدأت بتجميد المراسيم التي لم تحظ بتوقيع كافة الوزراء، ومناشدة رئيس الحكومة تمام سلام التريث في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، مؤكدة ان المفاوضات القائمة مع العماد عون اليوم تعمل على أكثر من خطّ، وتشمل "التعيينات العسكرية" حيث يبحث في صيغة منطقية لترقية عدد من الضباط، وكذلك في "آلية العمل الحكومي"، اضافة الى "قانون الانتخاب". الا ان المصادر جزمت بان الاتصالات تدور تحت عنوان واضح هو "لا لكسر العماد عون ولا لتهميشه"، فالمرحلة ليست للتصادم مع الجنرال الذي تحدث في مؤتمره أمس بنبرة هادئة، بحسب المصادر، بل ان الوقت اليوم للحوار معه وايجاد مخارج للأزمة الحكومية وتحريك المؤسسات الدستورية.

بري يبادر: وسط هذه الاجواء، تترقب الاوساط السياسية الكلمة التي سيلقيها الرئيس بري غدا من النبطية في ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه، حيث من المتوقع ان يطلق رئيس المجلس مبادرة تستكمل خطواته "التبريدية" ، وربما تضمنت دعوة الى "ميني" هيئة حوار وطني. وفي انتظار ما سيكشف عنه رئيس المجلس، اعلن عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر لـ "المركزية" ان "الرئيس بري وانطلاقاً من الفشل الكبير الذي يؤدي الى تحلل الدولة سيُطلق مبادرة يدعو فيها الجميع الى الجلوس الى الطاولة"، متمنياً على الافرقاء السياسيين كافة التجاوب مع دعوته، لافتا الى ان "المطلوب اليوم حوار داخلي يُحاول ايجاد حلّ للمشكلات الحياتية المطروحة كالكهرباء وغيرها". في المقابل، تخوفت اوساط في 14 آذار عبر "المركزية" من تحوّل طاولة الحوار التي قد يدعو اليها بري الى مؤتمر تأسيسي او هيئة بديلة من المؤسسات واولها مجلس الوزراء، فلماذا عقدها فيما الحكومة تجمع مختلف الاطراف؟ متوقفة عند سابقة التئامها في ظل غياب رئيس الجمهورية، رابطة بين المشاركة فيها وبين جدول أعمالها، فالاولوية في الحوارات والنقاشات يجب ان تبقى لانجاز الاستحقاق الرئاسي.

محطات أيلول: على صعيد آخر، يحفل شهر أيلول بمحطات ولقاءات مفصلية ستترك بصماتها في سير جملة من القضايا الساخنة محليا وأقليميا. وفي السياق، تتجه الانظار الى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الأميركي باراك أوباما وخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في البيت الابيض في 4 أيلول المقبل، وهو الاول منذ اعتلاء سلمان عرشه، والاول بعد توقيع الاتفاق النووي مع ايران أيضا، حيث سيبحث الطرفان في المواضيع المطروحة، ويركزان على سبل تعزيز الشراكة الثنائية والجهود الأمنية ومكافحة الارهاب، كما سيناقشان قضايا إقليمية، بما في ذلك الصراع في اليمن وسوريا والوضع اللبناني، اضافة الى أداء ايران في المنطقة والذي ترى فيه "المملكة" زعزعة للاستقرار. الى ذلك، من المقرر ان يتوجه الرئيس سلام الى نيويورك اواخر الشهر المقبل للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها العادية، كما يرئس اجتماعا يعقد لمجموعة الدعم الدولي للبنان، وستشكل هذه المناسبة فرصة لمشاورات سيشارك فيها رئيس الحكومة مع مسؤولين دوليين، قد تساهم في حلحلة جملة من القضايا الداخلية العالقة. أمام هذا المشهد، تسأل اوساط متابعة عبر "المركزية"، "هل يكون أيلول طرفه بانتخابات رئاسية، مبلول"؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الراعي في جنازة أبي صابر: وجه لامع في الرهبانية والكنيسة خصه الله بمواهب روحية وفكرية

السبت 29 آب 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جنازة مثلث الرحمة المطران جورج أبي صابر، عاونه راعي أبرشية مار مارون مونتريال - كندا المطران مروان تابت ولفيف من الاساقفة، في كنيسة دير مار انطونيوس خشباو - غزير، في حضور ممثل النائب العماد ميشال عون الوزير السابق ماريو عون، ممثل وزير العدل أشرف ريفي، السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشيا، ممثل النائب وليد جنبلاط النائب هنري حلو، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع شوقي الدكاش وشخصيات وفاعليات اجتماعية وروحية.

العظة

وألقى الراعي عظة بعنوان "أنا باب الخراف. أتيت لتكون لها الحياة، وتكون وافرة"، (يو10: 7 و10) ، جاء فيها:"المثلث الرحمة المطران جورج ابي صابر مطران أبرشية مار مارون مونتريال سابقا، سليل الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، دخل من باب المسيح إلى رحاب الكنيسة المارونية ومن خلالها إلى رحاب الكنيسة الجامعة يوم قبل سر المعمودية في كنيسة وادي الست الشوفية العزيزة بلدته منذ اثنتين وتسعين سنة. ثم عاد ودخل باب المسيح من خلال الرهبانية الجليلة وهو في الرابعة عشرة من العمر، في دير مار جرجس الناعمة، حيث لبس ثوب الابتداء، وأبرز بعده النذور الرهبانية الأولى. ومن يومها بدت عليه حياة النعمة الإلهية الوافرة، من خلال فضائله الروحية وصفاته الرهبانية ومواهبه العلمية. فأدرك تماما أن "المسيح هو باب الخراف"، من يدخله "تكون له الحياة الوافرة" (راجع يو 10: 7 و10). فنعم هو بهذه الحياة الوافرة، وساعد الكثيرين في رسالته الرهبانية والكهنوتية والأسقفية على الدخول من باب المسيح ونيل الحياة بالشكل الأوفر". وقد قال يوما: "كلما دنونا من الرب يسوع، ازداد النور على دربنا، يشع منه علينا، ومنا على سائر الأشياء والمخلوقات. وكلما تمرسنا به، غدونا نورا بدورنا، وبات لزاما علينا أن ينتشر هذا النور على الآخرين". أضاف: "إننا بالأسى الشديد وصلاة الرجاء نودعه الوداع الأخير، مع أبينا صاحب الغبطة والنيافة وإخواننا السادة المطارنة أعضاء السينودس المقدس، والمطران بول مروان تابت، راعي أبرشية مار مارون مونتريال - كندا، وإكليروسها ومؤمنيها، ومع قدس الأباتي طنوس نعمه، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية ومجمع الرئاسة العامة وأبناء الرهبانية، ومع شقيقتي المثلث الرحمة وأولاد المرحومين أشقائه وشقيقته وعائلاتهم، وسائر ذويهم والمحبين. نسأل الله أن يشرك الحبر الجليل والراعي الصالح في سعادة الحياة الوافرة في مجد السماء". وتابع: "المطران جورج وجه لامع في الرهبانية والكنيسة. وقد خصه الله بمواهب روحية وفكرية عديدة، ساعدته السلطة الرهبانية على إنمائها وتثميرها بالعلم الرفيع الذي وفرته له وبالمسؤوليات الكبيرة التي أسندت إليه.

فبعد أن أنهى دروسه الفلسفية واللاهوتية في جامعة القديس يوسف - بيروت، أرسلته السلطة إلى الجامعة الكاثوليكية في ستراسبورغ، حيث حاز على إجازتين في اللاهوت والحق القانوني. وبعد الرسامة الكهنوتية في تموز 1952 عادت فأرسلته إلى روما للتخصص في اللاهوت العقائدي في المعهد الحبري الشرقي، فحاز على شهادة دكتوراه فيه وفي العلوم اللاهوتية الشرقية.وفور عودته إلى لبنان، أسندت إليه السلطة الرهبانية تعليم اللاهوت العقائدي في جامعة الروح القدس - الكسليك، ثم رئاسة الدير والجامعة، فعمادة كلية اللاهوت. وتسنى له أن يرافق النشء الرهباني، ولا سيما الإخوة الدارسين. فانطبعت في عقولهم صورة الأب جورج المربي والمعلم والإداري والمسؤول، فأحبوه ورأوا فيه المثال والقدوة. ذلك أنهم نالوا الحياة الوافرة من المسيح على يده".

أضاف: "أتقن من اللغات الأجنبية الفرنسية والإيطالية والالمانية والانكليزية، ومن القديمة السريانية وآدابها، وقد تولى تعليمها لسنوات في الجامعة اللبنانية. ولمع اسمه بين كبار اللاهوتيين الشرقيين، فعينه القديس البابا بولس السادس عضوا في اللجنة اللاهوتية الدولية سنة 1974. ومن قبلها تولى رئاسة مدرسة مار شربل في الجيه، وإدارة مدرسة القديسة تقلا في وادي شحرور، كما انتخب في صيف 1974 مدبرا ونائبا عاما في عهد المرحوم الأباتي شربل قسيس.

وفوق ذلك ترك للأجيال نتاجا فكريا متنوعا أغنى المكتبة العربية. فبالإضافة إلى العديد من المقالات، ألف ما بين 1961 و1974 ثماني مؤلفات، هي: "إعتبارات في الحياة الرهبانية"، باللغة العربية، "هل نحن على مفترق"، باللغة العربية، "رسائل رعوية من القرن الثاني"، باللغة العربية، "أناشيد سليمان"، باللغة العربية، "العماد المسيحي عند المدافعين في القرن الثاني"، باللغة الفرنسية، و"اللاهوت العمادي عند القديس افرام"، باللغة الفرنسية، سلسلة منشورات طريق المحبة، بالتعاون مع مجموعة الآباء، السنكسار الماروني مع الأب بولس ضاهر.

لقد أمن للأجيال بواسطة كل هذه المؤلفات الطريق المؤدي إلى المسيح الباب فإلى الحياة الوافرة".

وتابع: "ورأت فيه الكنيسة شخصية مكتملة بالروحانية والفضائل الكهنوتية والرهبانية، وبالعلم والخبرة الراعوية والإدارية، فانتخبه سينودس أساقفة كنيستنا المقدس في آب 1977 مطرانا لأبرشية اللاذقية المستحدثة، وهو المطران الأول عليها. فقام بمهمة التأسيس الصعبة في أبرشية خالية من المكونات والموارد. فتحمل السكن الوضيع الخالي من المقومات الأولوية، وتمكن بموآزرة نائبه العام الذي خلفه في رعاية الأبرشية، المثلث الرحمة المطران انطوان طربيه، وبموآزرة الأصدقاء والمحبين، من بناء كرسي أسقفي لائق ومتمم بكل مكوناته في طرطوس، على عقار اشتراه لهذه الغاية رئيس أساقفة حلب الأسبق المثلث الرحمة المطران يوسف سلامه، الذي أسندت إليه مدبرية اللاذقية.

وراح يؤسس الرعايا ويعزز حياة الكهنة والدعوات الإكليريكية. وملأ أرجاء الأبرشية بالروحانية، وهو الواعظ المفوه، والعالم اللاهوتي، والمقنع في عظاته وإرشاداته. فتعلق به أبناء الأبرشية، ورأوا فيه فجر عهد جديد واعد لهم.

وأسند إليه القديس البابا يوحنا بولس الثاني في أوائل الثمانينات مهمة زائر رسولي على رأس لجنة حبرية كنا عضوا فيها، لإجراء الإصلاح الرهباني الجديد في رهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات، بإنشاء رئاسة عامة ومجمع رئاسة، مع حفظ استقلالية الأديار. فأتم المهمة بنجاح، وتعينت أول سلطة رهبانية عامة فيها، وأجري التعديل على القوانين والرسوم.

وترأس أول لجنة بطريركية لدعوى تطويب البطريرك اسطفان الدويهي في سنة 1987 وقد عاوناه فيها كعضو. وكان الوفد الذي رافق صاحب الغبطة والنيافة سلفنا البطريرك مار نصرالله بطرس إلى الكويت للمشاركة في اجتماعات اللجنة العربية سنة 1989".

أضاف: "في أيار 1986 انتخبه السينودس المقدس نائبا بطريركيا عاما في منطقة الجبه ودير الأحمر، وهو أول نائب بطريركي مقيم. فساس شؤونها لمدة أربع سنوات بروح راعوية متفانية. وفي تشرين الثاني 1990 عينه القديس البابا يوحنا بولس الثاني مطرانا لأبرشية مار مارون مونتريال بكندا، خلفا للمثلث الرحمة المطران الياس شاهين، فكان عليه أن ينهض بأبرشية ما زالت في طور التأسيس، وقد انفتحت أبوابها لعشرات الألوف من المهاجرين الموارنة من لبنان، وانبسطت أمامه مسؤوليات جسام مادية وروحية وراعوية، بإمكانيات ضئيلة. فاتكل على العناية الإلهية وراح يعمل بصبر جميل، حاملا همه الراعوي الأساسي: أن يدخل المؤمنون والمؤمنات من باب المسيح لكي تكون لهم الحياة الوافرة". وتابع: "ليس صدفة أن يكون الروح القدس قد أقامه على رأس أبرشيات مليئة بالحاجات المادية والهيكلية، وتعاني من قلة الموارد المالية. فكان يستمد قوته من ذبيحة الفادي الإلهي في القداس اليومي، وهو يضم إليها ذبيحة أمه وشقيقه أمين اللذين ذبحا في طريقهما إلى الكنيسة، أثناء حرب الجبل المشؤومة. وكان قد تلقى الخبر المر من وسائل الإعلام. لكنه أعطاه للحال معناه الروحي في ضوء سر المسيح، فادي الإنسان ومخلص العالم. إن دماء الشهداء الأبرياء يزهر، من دون أي شك، ساعة يشاء الله في تصميمه الخلاصي، ورود خير وسلام وتحول في العالم. واصطحب معه إحدى بنات أشقائه هي ابنتنا العزيزة السيدة نوال، للاعتناء بالخدمة البيتية. فلازمته بكل تفان وإخلاص في طرطوس والديمان وكندا. ما خفف من الصعوبات التي كان يواجهها. وواصلت خدمته في بيتها مع أسرتها بكل محبة وعناية واحترام، بعد استقالته من إدارة أبرشية كندا في تشرين الثاني 1996، وهو في الثالثة والسبعين من العمر. فتأمنت له شيخوخة كريمة حتى وفاته في مستشفى سيدة المعونات بعد ظهر الأربعاء الماضي". وختم الراعي: "أدخل، أيها الأخ الجليل، باب المسيح السماوي المؤدي إلى المجد الأبدي، وانعم بالحياة الإلهية الوافرة والسعيدة، لقاء خدمتك المخلصة "لراعي الرعاة العظيم" (1بطرس5: 4)، راهبا وكاهنا وأسقفا. وكنْ لنا جميعا عند المسيح الفادي خير شفيع، لكي نهتدي بنعمته مع كل شعبنا اللبناني وشعوب هذه المنطقة إلى بابه الخلاصي، فننجو من أزماتنا السياسية، ومن ويلات الحرب والعنف والإرهاب والدمار والتهجير. وإننا ننضم معك إلى أجواق ليتورجيا السماء ممجدين ومسبحين وشاكرين للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.المسيح قام، هللويا!". وبعد مراسم الجنازة، نقل الجثمان الى الناعمة حيث ووري الثرى في مدافن الرهبانية اللبنانية المارونية.

 

راعي أبرشية دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة ترأس قداسه الاول في كنيسة القديسة رفقة بدير الاحمر

السبت 29 آب 2015 /وطنية - ترأس راعي أبرشية دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، قداسه الاول لمناسبة السنوية الاولى لتدشين كنيسة القديسة رفقة في قرنة لطوف - دير الأحمر عاونه لفيف من الكهنة. بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران رحمة عظة رأى فيها "ان روائح النفايات لن تستطيع ان تخنق الشعب اللبناني، فمهما علت النفايات وحل الضياع بفضل الفاسدين والمفسدين يبقى مجتمع حي لمجد لبنان". أضاف: "لبنان لا يمكن ان ينسى من شوه صورته، قالوا لنا انتهت الحرب لكنها لم تنته، فلا كهرباء ولا مياه ولا خدمات في لبنان، هناك شعب مقهور، انا اؤيد من ينزلون الى الشارع، وادعوهم كمطران ان يضعوا استراتيجية لتحركهم لان هناك من يسعى لتفشيلهم في وقت من المفروض فيه ان نلتقي لنبني لبنان الجديد، وعلى كل مخلص ان ينزل الى الطريق وان تلتقي كل طوائف لبنان، فلبنان كبنية هذه الكنيسة ولبنان اهم من كل الناس والزعماء وهو حر بشعبه واهله، ولتعطينا القديسة رفقة الحكمة لنعرف كيف نبني وطننا".

 

قاووق: عندما يريد الحزب النزول الى الشارع يعلن ذلك أمام الملأ

السبت 29 آب 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، في كلمة له خلال احتفال تأبيني في حسينية آل البرجاوي - بئر حسن، على موقف الحزب "الرسمي والثابت تجاه الأزمة التي تعصف بلبنان، وعلى وقوف حزب الله مع مطالب الناس المحقة"، وعلى وقوفه "إلى جانب العماد ميشال عون في ترشحه للرئاسة وفي مطالبه المحقة حول آلية اتخاذ القرار". وشدد على أن حزب الله "وبالرغم من كل التهويل والتحريض الذي يراد منه إبعاده عن التحالف الاستراتيجي مع الجنرال عون، لم ينس وقفة العماد عون مع المقاومة في عدوان 2006، وهو ليس ممن يترك حلفاءه فضلا عن أن يخذلهم". ورأى قاووق أنه "عندما يكون لبنان في ساحة مواجهة، فإن أبسط الواجبات الوطنية تفرض على الحكومة والقوى السياسية أن تكون في خندق واحد لمواجهة العدوان الخارجي، وأن نحصن الاستقرار الداخلي، لكن الحكومة التي يمسك بقرارها فريق معروف في البلد لا يريد للبنان أن يكون في موقع القوة لاستكمال المواجهة مع التكفيريين، وإلا ما معنى افتعال الأزمات لاستنزاف قوة لبنان وإضعافه أمام المواجهة مع التكفيريين".

وحمل "الفريق الآخر مسؤولية ما يجري اليوم"، وقال: "هناك فئة أدمنت على الاستئثار بالسلطة، وعلى نهج الإقصاء والهيمنة والإمساك بقرار الحكومة، وهي مسؤولة عن تعاظم الفساد والأزمات المعيشية حتى طفح الكيل وانفجرت الناس وخرجت الى الشوارع لأنه لا يوجد لا ماء ولا كهرباء والنفايات تغزو الشوارع ورائحتها دخلت البيوت، نزلت الناس الى الشوارع لتعترض ولتصرخ ولتقول كفى فسادا واستهتارا واستفزازا وهي صرخة حق، قالوا مندسون من حزب الله في التحرك، نقول لهم حزب الله عندما يريد أن ينزل الى الشارع يعلن ذلك أمام الملأ ولن يتردد ولن يخشى احدا وهذا حق لم نتنازل عنه لأحد، لكنهم تحت عنوان الفوضى والشغب يريدون أن يمعنوا بالاستئثار بالقرار والإقصاء والصفقات والسمسرات فهذا غاية الإنتهازية، الناس تصرخ من وجعها بينما هم يريدون أن يكملوا مسار الإنقضاض على المكاسب والمطامع".

 

عكاظ": لبنان قوي بوحدته لا بتفرقه

المركزية- لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية الى انه "لا يخفى على المراقبين للوضع اللبناني، حجم الانقسامات السياسية بين الأحزاب سواء في ما يتعلق بالقضايا ذات البعد اللبناني او في القضايا ذات البعد الإقليمي، وعلى رغم ان الانقسام موجود منذ اربع سنوات إلا ان اللبنانيين في الآونة الأخيرة تعايشوا مع هذا الانقسام على مبدأ ان السلم الأهلي اولوية الجميع". واشارت الى ان "هذه المعادلة سرعان ما انفجرت على خلفية ازمة النفايات، التي وصفها الكثير من السياسيين اللبنانيين بأنها ازمة نفايات سياسية متراكمة، بدءاً من تعطيل بعض الأفرقاء اللبنانيين لانتخاب رئيس الجمهورية الذي تجاوز العام، إلى التعطيل الحكومي الذي يلعب فيه "حزب الله" ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الدور الأبرز". واعتبرت الصحيفة ان "كل مرة تنتهي الأزمات بالحوار ووقوف اللبنانيين جنبا إلى جنب، وخلاصة القول ان محاولات التعطيل الحكومي واسلوب الانسحابات لن يأتي بأي نتيجة سوى المزيد من الاحتقان، فلبنان قوي بوحدته لا بتفرّقه".

 

النائب معين المرعبي: سنرى باسيل قريباً راكعاً أمام خامنئي ليُباركه

موقع 14 آذار/29 آب/15/قال عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي تعليقا على كلام الوزير جبران باسيل من انه يريد ان يركع للنائب ميشال عون ليباركه لا أن يأخذ مكانه، "انهم في النهاية تابعون لحزب إيران، الذي يسوق اليوم للإمبراطورية الفارسية، ونتوقع ان نرى في يوم من الأيام باسيل وهو يركع أمام مرشد الجمهورية الايرانية السيد علي خامنئي ليباركه"، مشيرا الى ان "باسيل سيقوم بزيارة قريبة من ايران بعد توريثه للتيار الوطني". المرعبي، وفي حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتية، أشار إلى أنه "في ظل ما يجري في لبنان والمنطقة العربية لا يمكننا ان نفعل شيئا حاليا لأنه علينا ان نرى ماذا تريد إيران"، مشيرا الى انه "حتى الساعة ليس هناك قرارا للتوصل الى تسوية لمعالجة الوضع اللبناني". واعتبر أن "موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية لدى إيران"، لافتا الى انه "على الرغم من الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب فإن الوضع سيبقى على حاله في لبنان". وحيا المرعبي مواقف الرئيس تمام سلام "الصابر الأكبر".

 

فضل الله: موقف "حزب الله" واضح من الشراكة ولا يمكـن لفريـق أو طائفـة التـفرّد بلبـنان

المركزية- اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله "موقف حزب الله الواضح من الشراكة الوطنية"، وقال "لا يمكن لفريق أو لطائفة أو لجهة أياً تكن قوتها أو حجمها السياسي أو العددي أو الدعم الخارجي لها، أن تستفرد أو تتفرّد بلبنان"، وذلك خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد المجاهد محمد سميح العلي في حسينية بلدة شقرا الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والشخصيات والفعاليات وحشد من الأهالي. وأكد فضل الله "وجود تيار ومكوّن أساسي في البلد يمثله التيار الوطني الحر وعلى رأسه العماد ميشال عون لديه مطالب محقة، وهو الذي قد وقف موقفاً وطنياً تاريخياً في تموز عام 2006 وما بعده، وأن موقفنا المتضامن مع هذا التيار ليس فقط معادلة أخلاقية أو رداً للجميل، بل نحن على قناعة بضرورة أن يكون هناك شراكة، ونعتبر أنفسنا شركاء معه في الموقف المطالب بالشراكة الوطنية، فهذا مطلبنا كما هو مطلبه، ولذلك فإننا دعونا في الحكومة إلى العمل على تلبية مطالب هذا التيار ورمزه، كما أننا وفي الحوار مع تيار المستقبل دعونا إلى فتح أبواب للحوار معه، لأن الاستمرار بالعناد والمكابرة وإدارة الظهر لا يعالج الأزمة الموجودة داخل الحكومة بل يعقّدها ويزيد من المشاكل، لافتا إلى أن المعالجة تكون بالعودة إلى آلية العمل التي اتفقنا عليها في الحكومة، وبالتفاهم والتوافق مع المكونات الأساسية، وبالعمل من أجل الارتقاء إلى مستوى الحماية الحقيقية في لبنان وهي الحماية الاجتماعية".

وأشار إلى "وجع وصرخة لدى الناس، وبالرغم من أن البعض يأخذ بالشعارات "الصالح بعزا الطالح"، ولكن ليس الجميع في لبنان فاسدين ومرتكبين ومشاركين فيما نشهده من احتراق على مستوى إدارات ومؤسسات الدولة، وليس الجميع بالمستوى نفسه في تحمل المسؤولية حيال الأزمات المستشرية في البلد، ومع ذلك فإننا نطالب الجميع بأن يتحملوا المسؤولية، ولكن مكافحة الفساد في مواضيع الكهرباء والمياه وأزمة النفايات والفساد المستشري في إدارات ودوائر الدولة والموجود أينما مددنا يدنا يتطلب رفع الحمايات السياسية والطائفية والمذهبية عن المفسدين الذين يدمّرون الدولة والمؤسسات والمجتمع ومصالح الناس، لافتاً إلى أنه عندما نشير إلى المفسدين بالإصبع ونريد محاسبتهم يصبح هذا الذي نشير إليه ينتمي إلى طائفة وكأننا نريد محاسبة طائفته أو مذهبه، في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون المذاهب والطوائف والقوى السياسية براء من كل فاسد، لأنه يسيء إليها، ولا يجوز لأحد التمسك بعنوانه المذهبي، فالمفسدون ينتمون إلى طائفة إسمها الفساد والرشوة ومحاولة تعطيل مصالح الناس". وقال: كنا ولا نزال مع كل مطلب محقّ من قبل الناس الذين نحن جزء منهم ونعيش معاناتهم، ومن حقهم أن يعبروا عن هذه المطالب بطريقة سلمية وحضارية لكي يصل صوتهم إلى المسؤولين الذين بدورهم عليهم أن يستمعوا لهم، لأنهم إذا لم يسمعوا للناس فإنهم سيتظاهرون ويصرخون ويعبرون أكثر، مما يحتّم على الجميع الارتقاء إلى مستوى آلام الناس وأوجاعهم، وأن لا يكون هناك أي حمايات لأي أحد، فلو بدأنا بشكل بسيط بالمساءلة سنرجع بذلك الثقة شيئا فشيئاً بالدولة ومؤسساتها التي فقدها الناس، في حين أنه لا بد من معالجة الأزمة السياسية لأنها هي المدخل لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. مستمرون في معركتنا في مواجهة العدو التكفيري حتى تحقيق النصر الذي سيتحقق إن شاء الله بفضل الشهداء الذين يحققون الإنجاز تلو الآخر، فأين كنا منذ سنوات وأين نحن اليوم، مشيرا إلى أننا استطعنا أن نهزم عند حدودنا العدو التكفيري وأن نوقفه عند حدّه في بقية المناطق السورية، وهذا كان لأجل كل لبنان، فمعركتنا في القصير وحمص وجرود عرسال والزبداني هي معركة حماية لبنان في مواجهة خطر حقيقي يتهدد مصير الجغرافيا والسكان والمؤسسات والدولة وصيغة العيش الواحد والوطن كله، سواء كان بعض من في هذا الوطن يؤيد هذا الفريق وبعضه يؤيد الآخر، لأننا نحمي كل لبنان الذي لولا هذه المقاومة لكنا نبحث عنه اليوم في مخيمات اللاجئين وفي أروقة الأمم وبين إمارة لهذا الأمير الداعشي ولذاك الأمير من جبهة النصرة، ولما كان بقي لنا لبنان ولا دولة ولا مؤسسات، فلبنان اليوم هو مدين للشهداء بأنه باق على خريطة الجغرافيا، لأنه لولاهم كان سيخرب كما يحاولون أن يخربوا في سوريا والعراق، حيث أغرقوا هذين البلدين في بحر من الدماء، ولكن لبنان اليوم محمي ومستقر نسبياً وقادر على الاستمرار بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تأسست في وجه العدو الصهيوني، إلا أنه يحتاج أيضاً إلى إرادة سياسية داخلية تواكب هذه الحماية بحماية الشأن الاجتماعي وصيغة الدولة القائمة على الشراكة والتفاهم.

 

ادمون رزق: نعيــش امـراً واقعــاً علــى هامـش القانـون والدســـتور و"نوعان من المراسيم منها في مجلس الوزراء واخرى يوقّعها الوزير المختص"

المركزية- مع كل كباش سياسي حول ملفات تطفو الى الواجهة مصطلحات "دستورية"، "قانونية" و"ميثاقية" يستخدمها كل فريق سياسي لاعطاء معاركه السياسية غطاءً قانونياً. وفي ظل الشلل الذي يُصيب الحكومة بسبب الخلاف على مقاربة عملها والذي ترجم اخيراً في المراسيم السبعين التي اصدرتها، اشار الوزير السابق ادمون رزق عبر "المركزية" الى ان "ثمة نوعين من المراسيم: العادية التي تص بتوقيع الوزراء المختصين ورئيسي الحكومة والجمهورية ومن دون عرضها على مجلس الوزراء، والاخر المراسيم التي تتخذ في مجلس الوزراء وتصدر بناءً على قرار منه وتقترن بتوقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة، مثل: تعيين مجلس القضاء الاعلى، تعيين مجلس ادارة تلفزيون لبنان او تعيين موظفي الفئة الاولى، والى ما هنالك مما هو منصوص في القوانين، واوضح ان "تعبير مرسوم يعني صدوره عن رئيس الجمهورية".

ولفت الى ان "المراسيم المتعلقة ببعض المواضيع المحددة في الدستور يحتاج اقرارها الى اكثرية الثلثين في مجلس الوزراء". ووصف رزق المراسيم التي صدرت اوّل امس عن مجلس الوزراء بانها "مراسيم امر واقع"، فعلى حدّ تعبيره "نحن نعيش حالة "امر واقع" منذ تفريغ رئاسة الجمهورية، ولا احد يقوم مكان الرئيس، والحكومة الحالية هي حكومة "تصريف اعمال" لتأمين حد معيّن من الاستمرارية في تسيير شؤون الدولة". واعلن اننا "في حالة امر واقع على هامش القانون والدستور ويتم التعامل معها بقواعد الامر الواقع، والاجماع لا يُزيل عنها صفة الامر الواقع لان الهيكليو الشرعية مُنتقصة"، عازياً ذلك الى "وجود مشكلة "بنيوية" في البلد بسبب شغور رئاسة الجمهورية، وحصر حلّ هذه المشكلة بمجلس الوزراء هروب ونوع من الاخفاق والتمويه". ورفض رزق الخوض في "آلية عمل الحكومة"، حيث يُفترض اعتماد طريقة للتعامل مع الامر الواقع، وهذه الامور كلّها "مُنتقصة الشرعية"، لكنها تجري للحؤول دون "تعطيل" تصريف الاعمال". كذلك فان المسؤولين ملزمون الاستمرار في تصريف الاعمال بسبب استحالة تأمين البديل والتسبب بحالة انقلابية ولا يحق لاحد التخلّي عن المشاركة تحت طائلة الخيانة الوطنية، فالحكومة محكومة بالبقاء معاً في المسؤولية حتى زوال الامر الواقع والعودة الى الشرعية الميثاقية والدستورية"، معتبراً ان "الصمت شراكة جرمية والامتناع عن المبادرة هو جرم ايضاً"، داعياً الى وقف "المُباهلة" اي "الشتم والرشق الكلامي" من دون احداث تغيير او انتاجية". وختم "نحن في حالة "عُقم" وامل ان يتمكّن الحراك الذي يشهده الشارع من انقاذ الكيان التعددي الموحّد واعادة تركيب هيكلية الجمهورية".

 

أزعور أعلن رفع السرية عن حساباته وممتلكاته وودعـا إلـى مؤتمر وطني لحلّ مشكلة النفايات

المركزية- دعا الوزير السابق للمال جهاد أزعور إلى تنظيم مؤتمر حواري وطني لإيجاد حلّ لمشكلة النفايات، تشارك فيه كل الجهات المعنية والناشطة في المجال البيئي، آخذاً على الحكومة أنها وضعت خطة في هذا الشأن من دون برنامج وآلية لتنفيذها "فتفاجأت وفاجأت المواطنين وأربكت نفسها والبلد". وإذ أكد أن شركة "باتكو" التي فازت في اثنتين من مناقصات النفايات الملغاة، والتي أسسها والده قبل 45 عاماً ويملكها شقيقاه، "لم تستفد من تولّيه المنصب الوزاري إذ بدأت عملها في لبنان في مجال النفايات منذ عام 1997، اي قبل عودته إلى لبنان"، وأكد أن "لا علاقة مهنية أو استثمارية له بالشركة أساساً"، مشيراً إلى أن مسيرته المهنية منفصلة عنها، وكشف أنه قرر "بعد الجدل الدائر راهناً في شأن المناقصات، رفع السرية المصرفية عن حساباته وممتلكاته".

وقال أزعور في مقابلة مع إذاعة "صوت لبنان- ضبية": تناول بعض وسائل الإعلام هذا الموضوع ومن الطبيعي أن يسأل المواطن والرأي العام هذه الأسئلة ليعرف الذين يتعاطون في الشأن العام ومن كان في موقع مسؤولية، كيف تعاطوا مع هذه الملفات، ومن واجبي كمسؤول سابق أن أوضح كوني أتعاطى الشأن العام: أولاً، صحيح أن شركة "لافاجيت" يملكها أخواي أنطوان وسركيس أزعور، وأسسها والدي قبل نحو 45 عاماً وهي تتعاطى المقاولات والبيئة وغيره وتعاطت بأمور النفايات في زحلة وطرابلس منذ العام 1997 قبل مجيئي إلى لبنان. وإذا وضعنا الرابط العائلي جانباً، فأنا لست مساهماً في الشركة ولا أتقاضى منها أجراً ومسيرتي المهنية منذ انطلاقتها كانت خارجة عن أعمال هذه الشركة التي هي ملكية شقيقيّ". وتابع: انطلقت شخصياً في مجال الاستشارات الدولية مع شركة "ماكنزي" ومن بعدها مع الأمم المتحدة، ثم مع البنك الدولي ولفترة قصيرة كنت مستشاراً في صندوق النقد الدولي ومن بعده أصبحت وزيراً للمال في لبنان عام 2005. وفي العام 2008 عندما تركت منصبي الوزاري، عدت إلى الاستشارات مع "بوز ألن أند هاملتن" وأنا أتعاطى قطاع الاستشارات الدولية من خلال شركة INVENTIS أي أساعد الدول والحكومات في رسم سياسات اقتصادية ومالية. وكذلك النشاط الثاني هو المساعدة على تطوير الشركات الكبيرة والمتوسطة أي ما يسمى الـ"Private Equity" إلى جانب دعم الشركات الناشئة. إضافة إلى ذلك، فأنا عضو مجلس ادارة ومجلس تنفيذي في جامعات عدة، وعضو في المجلس الاستشاري لصندوق النقد الدولي، وأشارك في مجموعة من النشاطات البحثية والعلمية في لبنان وخارجه بهدف تحفيز الاقتصاد العربي وغيره.

وأشار إلى أن "اتفاقاً عائلياً تم عندما كان وزيراً للمال، يقضي بالتوجه إلى الخارج في أعمال الشركة".

وكشف أنه رفع السرية المصرفية عن حساباته بعد الجدل الدائر راهناً. وقال: يمكن من خلال الدوائر العقارية أن يحصل نفي ملكية وبالتالي معرفة ملكيتي، وهي تقتصر على عقار واحد هو منزلي والذي أسكنه والمموّل جزئيا بقرض مصرفي. وأنا مكتفٍ بذلك ولست بحاجة إلى أكثر. إنني مرتاح مع نفسي وأتمنى على جميع السياسيين أن يبادروا إلى رفع السرية المصرفية عن أملاكهم وحتى الموظفين في مواقع المسؤولية. وإذا أردنا أن نكافح الفساد فلنبدأ بالإفصاح، أي بإعطاء المعلومات للناس وبذلك نكون خطونا خطوة لنعيد الثقة الى الناس والمواطن الذي أصبح يضع كل الناس في السلّة ذاتها ويعتبر أنهم جميعاً مثل بعضهم البعض، وفي ذلك ظلم فهنذا ليس صحيحاً ولا يمارس كل المسؤولين مسؤولياتهم بالطريقة ذاتها.

وأضاف: علينا أن نطلب من السياسيين أن يبادروا إلى الإفصاح عن ممتلكاتهم ومصادرها، كي لا تلقى الإتهامات في حق بعضهم جزافاً، وكي يكون هناك وضوح. وبذلك يكون المسؤول حمى سمعة الملكية العامة وكرامته في الوقت ذاته.

ولاحظ أن "ثمة خللاً رئيسياً في الخطة التي أعدّتها الحكومة الحالية في موضوع النفايات، إذ قبلت بأن تقوم بما عجز عنه القطاع الخاص لجهة تأمين مواقع للمطامر، فأثارت الريبة لدى كل مواطن لجهة إمكان حصول رشوة في حال كانت عاجزة عن تأمين مطامر لم يستطع القطاع الخاص تأمينها بنفسه". ورأى أن "الخلل الثاني يكمن في خطة وضعتها الحكومة من دون أن تضع لها برنامجاً لتنفيذها، لذلك تفاجأت وفاجأت المواطنين وأربكت نفسها والبلد في ظروف حرجة وبمشكلة تكاد تجرف النظام السياسي معها وما تبقى من استقرار". وأضاف: كان يجب وضع آلية تنفيذ وهي عملية برمجة تتطلّب وقتاً. هذا خطأ أساسي يتحمّل مسؤوليته الوزراء المعنيون من وزير البيئة ووزير الداخلية المسؤول عن البلديات ووزير المال المسؤول عن الصندوق البلدي المستقل ومجلس الإنماء والإعمار.

وأشار إلى أن "الخلل الثالث والذي لا يمكن معالجته بالنزول إلى الشارع بل بالتشريع، هو قانون المناقصات الذي أصبح من عالم آخر إذ يعود إلى العام 1959 وهو مجرّد فصل من قانون المحاسبة العامة وليس قانوناً منفصلاً". وشدد على أن "إصلاح البلد غير ممكن بخطوة واحدة، إذ لا يكفي أن نزيل الفاسدين، إنما يجب أن نمنع حصول الفساد في المستقبل، وقوانين المناقصات عندنا هي في حدّ ذاتها توصل إلى الفساد". واشار إلى أن "طريقة عرض الأمور بالنسبة إلى مناقصات النفايات كانت خاطئة، وكان على المؤسسات المعنية من مجلس الإنماء والإعمار والوزير ومجلس الوزراء، أن يعرضوا الأمور بشفافية".

وتابع: كان يفترض أن يُنشأ "المجلس الوطني للبيئة" الذي تشارك فيه الحكومة والبلديات واللجنة النيابية الخاصة بالبيئة والناشطون في قطاع البيئة والمؤسسات الدولية المعنية". كما كان يجب إجراء حوار حول خطة النفايات بمشاركة هذه الأطراف. والمجال ما زال مفتوحاً لعقد مثل هذا الحوار، يضمّ كل الوزراء المعنيين والإدارات المختصة والخبراء، بمشاركة المؤسسات الدولية التي تتعاطى البيئة وحتى الأحزاب اللبنانية والأجنبية الناشطة في هذا المجال، بغية الوصول إلى حل لمشكلة النفايات".

 

يزبك: ستبقى المقاومة لعزة الأمة بعيدا عن النفايات والمحاصصات

السبت 29 آب 2015 /وطنية - أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، خلال حفل تأبيني نظمه "حزب الله" في حسينية بلدة ميسلون البقاعية، أن "الامام موسى الصدر وإن غاب فهو حاضر في المقاومة والمجاهدين في درب الحق، وخسئ من غيبه، وستبقى المقاومة لعزة هذه الأمة، بعيدا عن النفايات والحصص والمحاصصات وإذلال الناس". وسأل: "إلى متى سيبقى الوطن على هذا الحال، وهل هناك عجز عن الحوار والتفاهم لإحياء المؤسسات، وإلى متى سيبقى الرهان على ما يجري في المنطقة"؟

وقال: "الإمام الصدر أراد العزة لهذه الأمة، عندما وقف وطرح حركة المحرومين فوق الطائفية المقيتة، وفوق العصبية، واعتبر كل مكونات الوطن وطوائفه والثقافات الموجودة فيه هي الخير، أما الطائفية والعصبية فهما الشر، وأراد أن يحمي فلسطين، ويحمي أبو عمار بعمامته وعباءته، فأفتى بمواجهة العدو الصهيوني". ووجه يزبك "تهمة تغييب السيد موسى الصدر وأخويه إلى كل من أميركا والإستكبار العالمي وداعش العالم يومذاك، وإلى الصهيونية العالمية، لأنهم لا يريدون من يرفع راية الحق ضد العدو الاسرائيلي".

 

عائلة الامام الصدر في ذكرى تغييبه ورفيقيه: لسنا راضين عن جهود الدولة اللبنانية لتحريرهم

السبت 29 آب 2015 /وطنية - عقد ملتقى الإمام السابع، لقاء في الجامعة الاسلامية - صور لمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لتغييب الامام موسى الصدر، والقى نجل الامام الصدر صدر الدين الصدر كلمة العائلة وهي بعنوان "التحرير حق للامام الصدر وأخويه وليس مكرمة"، وجاء فيها: "ها نحن نجتمع بدعوة كريمة من منبر عزيز علينا، أبى إلا أن نلتقي مجددا في رحاب الإنسان وتحت عباءة إمام، هو خير من علمنا دروسا في معاني الإنسانية والأخوة. والشكر العميق لهذا الملتقى الكريم الدائب سنويا على استضافة عائلة الإمام الصدر، واحتضان القيمين لفكره ونهجه، والذي يعقد السنة هذه بعنوان: "الإنسان ثروة وطن، وبناء حضارة، وصياغة تاريخ. يقول الله تعالى: إن الأرض يرثها عبادي الصالحون؟ (الأنبياء، 105)، والفرد الصالح، خليفة الله على الأرض، المخلص، المحب، المواطن، المتقن لعمله، المنظم هو الإنسان الذي يريده الإمام الصدر وآمن به لبناء وطن قادر وفاعل، فيقول فيه: "وبقي الإنسان برقته، بخبرته، بوجوده، بطاقاته، بروحه، بصحته، وبحياته الشخصية، بعلاقاته الإنسانية، وبما أنعم الله على كل فرد من طاقات وعلاقات، أقول بقي الإنسان وحده، وهو ثروة لبنان وحده، بقي لكي يدخل الساح". وتابع:"إنني، باسم عائلة الإمام، ألتمس لنفسي العذر في ترك الحديث عن الإنسان في فكر الإمام الصدر للأساتذة الكرام، وأنا على يقين بأنهم سيوفون موضوع الملتقى حقه في طروحهم وأبحاثهم عن أهمية الإنسان عند الإمام الصدر.

وهنا لا بد لي أن ألفت عناية الأعزاء لقراءة نصوص الإمام، والتي فيها التشخيص والتوجيه والدواء لأكثر ما نواجهه اليوم من تحديات ومعوقات ومصاعب وفتن، وأكتفي بذلك.

أما رسالة عائلة الإمام الصدر مجددا لمؤتمركم:

أولا، التحرير حق للامام الصدر وأخويه سماحة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ السيد عباس بدر الدين وليس مكرمة. وكعائلة الإمام الصدر، هدفنا الأساس أولا وأخيرا، وأبدا، هو تحرير الأحبة الثلاث، وعودتهم سالمين إلى وطنهم وأهلهم ومحبيهم وساحة جهادهم.

ثانيا، نطالب السلطات الليبية بوضع مذكرة التفاهم والتعاون بين لبنان وليبيا والتي اعترف بها الجانب الليبي وحسم مسألة حصول جريمة خطف الإمام وأخويه في ليبيا من قبل القذافي ونظامه، موضع التنفيذ، مع الإشارة إلى أن المذكرة تتضمن بنودا عن التعاون الذي يفترض أن يكون جديا ومنظما وفاعلا ومنتجا، لا سيما إقرار خطة تفتيش عن أماكن اعتقال غير مكتشفة، والتحقيق مع الموجودين من أركان نظام القذافي، وتزويد الجانب اللبناني بما يحتاجه من مستندات ومعلومات، وأن تسمح بحضور المنسق القضائي اللبناني للتحقيقات، والأخذ باقتراحاته.

نكرر للمرة الألف، إننا وإن كنا نتفهم الظروف الأمنية والسياسية في ليبيا، فإننا غير راضين عن مستوى التعاون هناك، لا سيما وأن السلطات في ليبيا لم تغتنم فرصة أربع سنوات بعد الثورة، للتقدم والتعاون الجدي في هذه القضية، حتى لكأن الوضع هو نفسه وجدار القذافي هو نفسه فيما يخص متابعة القضية. ومرور الزمن في حالات الخطف وحجز الحرية خطر فادح.

ثالثا، إن لجنة المتابعة الرسمية التي زارت ليبيا وعدة دول أخرى لتقصي معلومات ومتابعة خيوط القضية، مطالبة أيضا بزيادة وتكثيف جهودها باتجاه الداخل الليبي أولا ومن ثم الدول الأخرى المعنية، وعدم ادخار أي وسيلة للعمل والضغط، لا سيما وإننا نثق بقواعد عملها، وهي تضم خيرة قضاة وضباط ودبلوماسيين وأخصائيين وتستعين بخيرة آخرين، وتعمل بسرية تامة بعيدا عن الأضواء لأن ذلك أهم عامل لنجاح أي خطوة تقوم بها.

رابعا، كما قلنا سابقا: على السلطات اللبنانية، التنفيذية والقضائية والأمنية، أن تقوم بدورها، لأن القضية قضية وطن ودولة ومس بأمن لدولة، لا قضية عائلة وطائفة أو جهة معينة واحدة. لذا، كي لا تبقى القضية سطورا منسية في البيانات الوزارية نتمنى على دولة رئيس الحكومة، والوزراء المعنيين، وقادة الأجهزة الأمنية، إيلاء القضية كل الاهتمام والأولوية والسرعة التي يستحقها الإمام وأخواه وتقتضيها قضايا حجز الحرية. وللتوضيح نضيف أنه يجب:

- توفير كل الدعم للجنة المتابعة الرسمية المنبثقة من مجلس الوزراء اللبناني

- حذرنا مرارا وتكرارا أن تطبيع العلاقات مع ليبيا مضر للقضية في أكثر من إطار، ومع ذلك فإننا نشهد بين الحين والآخر محاولات لخرق هذا المبدأ، لذلك نؤكد مطالبتنا جميع المعنيين في لبنان من سلطات رسمية وأهلية وتجارية وإعلامية بأن السير بالتطبيع يؤدي إلى المزيد من ظلم للامام وأخويه ويضر مساعي تحريرهم.

- تكثيف الاتصالات لتأمين إنجاز خطوات أمنية ودبلوماسية وقضائية مع الإنتربول ومع دول عديدة معنية بالموضوع ومع الأجهزة المختصة في هذه الدول بالتنسيق مع اللجنة الرسمية.

- بلورة آلية ضغط على الجانب الليبي فورا وبالتنسيق مع اللجنة الرسمية لتنفيذ مذكرة التفاهم وصولا لأوسع تعاون قبل ازدياد الأوضاع سوءا في ليبيا.

خامسا، ناشدنا ونناشد وسائل الإعلام، أن يكون على قدر المسؤولية، في مواكبة التطورات وعدم الإساءة للقضية عن قصد أو دون قصد، ليس مراعاة لمشاعرنا، وهي جريحة تنزف ألما، بل خوفا على حياة الأحبة ومسار قضيتهم المقدسة. فأي كلمة غير مدروسة تشكل خطرا فادحا، لذا نشد على أياديكم أن تكون اللجنة الرسمية هي المرجع الوحيد لاستقاء المعلومات التي تصلح أن تنشر بشكل مفيد للقضية لا مضرا بها.

ونحن حريصون على الالتزام بأدبيات القضية وندعو الجميع إلى التمسك بثوابتها كي يفهم الجميع عمق الجريمة البشعة المرتكبة. فالمسألة لم تكن ولم ولن تصبح أبدا "كشف مصير" أو "حل لغز" بل هي في المبدأ والمنتهى والمسير كانت ولا زالت التحرير والتحرير والتحرير للأحبة المغيبين، وهو ما دأبنا على تكراره لسنوات كي لا تسلب من القضية أحقيتها وعدالتها. وكرسنا ذلك في كل التصريحات الرسمية والبيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، ومجلس جامعة الدول العربية وقممها، وسائر المحافل والمنابر".

واردف: "نحن عائلة الإمام لسنا راضين عن جهود الدولة اللبنانية بأجهزتها كافة، فنحن نسمع التصريحات والتأكيدات فنطمئن، ولكنها كغيرها من الوعود لا ترتقي إلى التنفيذ. فلا يسعنا إلا الحديث عن الرجاء الممكن، ونأمل أن نصل إلى خاتمة مرجوة، ولا نملك في معركتنا هذه إلا الصبر والمتابعة، ولكن والقضية تدخل اليوم عامها السابع والثلاثين فإن أكثر من يدفع الثمن الإمام وأخواه حيث يقبعون في سجنهم الليبي، واستراتيجية تحريرهم تتعثر، بصراحة لماذا؟ لأننا وللمرة الألف لا نلمس أنها أولوية لدى أولياء الوطن.

ومع ذلك أملنا بالله عز وجل وبالجهود والمتابعات التي يشرف عليها دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بري، ومطلبنا هنا أن تتكامل معه جهود وفعاليات الدولة اللبنانية في سبيل تحرير الإمام وأخويه.

نسأل الله العزيز الحكيم أن يحميهم ويهديهم ويهدينا للقيام بواجبنا تجاه هذه القضية المقدسة".

وتابع: "عذرا أيها الأحبة على الإطالة والتكرار، لازمة حفظ الثوابت والتمسك بالحق، سيدي الإمام نختصر مسافات تغييبك ونستعيد نداءك إلى العقل اللبناني، نقرأ حفاظك على الإنسان، ونعيش معك رؤيتك للحضارة اللبنانية نافذة نور إلى العالم والإنسانية فيحدونا الرجاء بأن لا سبيل لنجاة الوطن إلا بالوحدة التي ناديت بها وغيبت من أجلها. أخي العزيز فضيلة الشيخ محمد يعقوب، أستاذي الفاضل السيد عباس بدر الدين، تحريركم أمانة، وعهد علينا أن نؤديها.لن نساوم على قضيتكم المقدسة، ولن نتراجع عن ثوابتها. وعلى الله التوكل، هو نعم المولى، ونعم النصير. وختم: "أحباء الإمام ومحبوه في هذا الحفل الكريم، وفي كل لبنان وخارجه، لا أملك إلا أن أشكركم على وفائكم ومودتكم الصادقة الخالصة للامام الصدر ولفكره ولنهجه ولقضيته. نرجو من الله لكم الصلاح والفائدة في مؤتمركم هذا، شكرا لإصغائكم".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

محكمة مصرية تعاقب إعلاميي «الجزيرة» بالسجن المشدد 3 سنوات أدينوا باصطناع وبث مشاهد وأخبار كاذبة

القاهرة: «الشرق الأوسط»قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بمعاقبة 6 متهمين بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات لكل منهم، في ختام إعادة محاكمتهم بقضية إدانتهم بارتكاب جرائم التحريض على البلاد من خلال قناة «الجزيرة» الفضائية، واصطناع مشاهد وأخبار كاذبة وبثها عبر القناة، وهي القضية المعروفة إعلاميًا بـ«خلية ماريوت»، وتحظى باهتمام دولي واسع، نظرًا لوجود صحافيين بين المتهمين، عوضًا عن جنسيات بعضهم الأجنبية. والمحكوم عليهم هم كل من محمد فاضل فهمي (كندي الجنسية بعد تنازله عن الجنسية المصرية أملاً في ترحيله وفق قانون مصري حديث)، وباهر محمد، وصهيب سعد، وخالد محمد عبد الرءوف، وشادي عبد الحميد، وبيتر غريستي (أسترالي الجنسية وتم ترحيله إلى بلاده). كما تضمن الحكم معاقبة باهر محمد بعقوبة إضافية وهي الحبس مع الشغل لمدة 6 أشهر، عن تهمة ثانية وردت بقرار الاتهام. وبرأت المحكمة متهمين اثنين آخرين هما خالد عبد الرحمن ونورا حسن مما هو منسوب إليهما من اتهامات. وأعلن المستشار حسن فريد، رئيس المحكمة، أنه اتضح من أوراق القضية على وجه القطع واليقين أن المتهمين غير صحافيين وغير مقيدين بنقابة الصحافيين أو الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، وإنهم حازوا أجهزة بث من دون ترخيص، وقاموا ببث أخبار كاذبة على قناة «الجزيرة» بهدف الإضرار بالبلاد، وأن البث تم على قناة «الجزيرة» غير المرخص لها بالعمل في البلاد. من جهته، قال جون كاسن، سفير بريطانيا لدى مصر، الذي حضر جلسة أمس، إن بلاده ستتابع باهتمام تطورات قضية «خلية الماريوت»، مضيفًا: «إننا ندعم مصر الجديدة والاستقرار في مصر أفعالاً وليس أقولاً، ولكن كيف يتم بناء الاستقرار على أسس هشة لا تدعم الحريات وتمنع الأفراد من ممارسة حقوقهم». من جانبها، صرحت المحامية أمل كلوني، التي تتولى الدفاع عن فهمي، لوكالة الصحافة الفرنسية فور صدور الحكم، بأن «المخرج العادل الوحيد لهذه القضية كان تبرئة الصحافيين»، مشيرة إلى «غياب الأدلة»، وأنها ستسعى «للحصول على عفو رئاسي لترحيل فهمي خارج البلاد؛ أسوة بالأسترالي غريست». ولا تزال أمام المتهمين فرصة أخيرة للطعن في الحكم أمام محكمة النقض، أعلى هيئة قضائية جنائية في البلاد، التي ستؤكد الحكم نهائيًا أو تلغيه. وإذا ما ألغت الحكم حينها، فإنها ستصدر حكمًا جديدًا بنفسها.

 

مذكرة للنائب العام المصري لإدراج “حماس” كمنظمة إرهابية

القاهرة – وكالات: تقدم الأمين العام لائتلاف دعم صندوق “تحيا مصر” المحامي طارق محمود بمذكرة بالأسباب القانونية الداعية لطلبه بإدراج حركة “حماس” ضمن قائمة الكيانات الإرهابية طبقاً للقانون 8 لسنة 2015, إلى مكتب النائب العام. وقال محمود في بيان, تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي أمس, إن لـ”حماس” تاريخا وسجلا حافلا بجرائم شنيعة وتطاول وتجاوز وإرهاب في حق الشعب المصري, “لأن طبيعتها والفكر الذي تعتنقه الفكر الأصولي المتطرف, الذي أسسه كل من مؤسس الإخوان حسن البنا والمفكر الإخواني الراحل سيد قطب وغيرهما, وهي أفكار لا تكون ثمرتها إلا العنف والقتل, وهذا بالضبط ما فعلته حماس بالشعب الفلسطيني نفسه”. وأضاف انه “عندما وصل الإخوان إلى السلطة في مصر, ظنت حماس أن مصر باتت مستباحة لها بحكم أنها امتداد لها في غزة, فعربدت على أرض مصر وتحالفت قوى الشر مع بعضها البعض وظلت طوال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي تخرب وتهدم وتقتل وتحرق وتمارس ما تمارسه في قطاع غزة, لكن هذه المرة مع الشعب المصري بعد أن ظن الرئيس المعزول محمد مرسي أنه ورث الشعب والبلد”.

 

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي ايد رويس: الاتفاق النووي مع إيران يجعل العالم أقل أماناً

روحاني: واشنطن ربما تساعدنا في تعديل "آراك"

واشنطن, طهران – وكالات:30 آب/15/ندد مسؤول جمهوري نافذ في الكونغرس الأميركي, أمس, بالاتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي, معتبراً أنه يتضمن “ثغرات عميقة” ويجعل العالم “أقل أماناً”, في وقت تشهد الطبقة السياسية والمجتمع الأميركي انقساماً كبيراً مع اقتراب موعد التصويت في الكونغرس على الاتفاق في سبتمبر المقبل. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ايد رويس في تصريح صحافي أول من أمس, إنه “في حال إقرار هذا الاتفاق, فإن إيران ستحصل على غنيمة مالية ودعم لمكانتها الدولية وطريق لحيازة الأسلحة النووية”. وأضاف إن “هذا الاتفاق يتضمن ثغرات عميقة, إنه يجعل العالم أقل أمانا”, مؤكداً أن “بامكاننا وعلينا أن ننجز ما هو أفضل”. في المقابل, أكد البيت الأبيض في بيان, مساء أول من أمس, أن الرئيس “باراك أوباما بات قادراً على استخدام حق النقض (الفيتو) إذا ما حاول الكونغرس التصويت لرفض (وثيقة) الاتفاق النووي الإيراني في سبتمبر المقبل”. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في تصريحات صحافية “لازلنا واثقين بأننا سنتمكن من بناء الدعم الذي نحتاجه لاستخدام الفيتو الرئاسي, إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك”.

وأوضح أن عدد المؤيدين للاتفاقية بلغ “30 فرداً, ممن أعلنوا دعمهم من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي, فيما العدد في مجلس النواب هو أكثر من 30. واعتبر أن تزايد عدد المؤيدين لموقف الرئيس الأميركي من الاتفاق “مؤشرٌ لنا, أن دعمنا في الكونغرس يتنامى, ونحن بكل تأكيد مسرورون لذلك”. من جانبه, أكد أوباما في مؤتمر صحافي, مع رؤساء كبريات المنظمات اليهودية الأميركية والاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية أنه “إذا ما تجاهلنا رأي المجتمع الدولي, فسيكون من غير المحتمل إبقاء هذه العقوبات (المفروضة حالياً على إيران), وهذا ليس رأيي فحسب, لقد سمعته من سفراء هذه الدول (مجموعة 5+1)”.

من جانب آخر, أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني, أمس, أن القدرة العسكرية لبلاده لم تتأثر بالاتفاق النووي الذي توصلت إليه في يوليو الماضي بفيينا مع القوى العالمية الست في خطوة تهدف لطمأنة المحافظين بأن الاتفاق ليس مؤشراً على ضعف الجمهورية الإسلامية.

وقال روحاني في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون على الهواء “بالنسبة لقدرتنا الدفاعية لم ولن نقبل بأي قيود وسنفعل ما هو ضروري للدفاع عن بلدنا سواء كان بالصواريخ أو الوسائل الأخرى”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تقدم المساعدة إلى إيران أثناء عملها على تعديل مفاعل آراك البحثي حتى يمكنها الالتزام بالصفقة الدولية التي أبرمت بشأن برنامج إيران النووي, مضيفاً “سنعمل مع الصين وربما مع الولايات المتحدة في تحديث المفاعل في آراك”

 

مباحثات نائب رئيس الوزراء  الكويتي ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد

 في الولايات المتحدة تناولت خفايا تفجير "الصادق" وترسانة الأسلحة

الكويت وواشنطن: إيران متورطة في دعم الكتائب والأحزاب ولديها أطماع في “الخليجي”

إشادة أميركية باحترافية وسرعة الأجهزة الأمنية الكويتية في التصدي للإرهابيين وكشف الأسلحة

طلب كويتي من واشنطن إقامة مركز أميركي للجوازات والجمارك في المطار لمنع سفر المشبوهين

تبادل قوائم “دواعش البلدين” وقواعد البيانات… ووفد أمني أميركي يزور الكويت في أكتوبر المقبل

واشنطن – “السياسة”:30 آب/15

أكدت مصادر رفيعة المستوى أهمية نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الى واشنطن الاسبوع الماضي, وكشفت عن تناول قضايا بالغة الحساسية والأهمية وعلى رأسها التطورات الامنية التي شهدتها البلاد مؤخراً ومنها معلومات تتعلق بتفجير مسجد الامام الصادق وضبط ترسانة الاسلحة.

وابلغت المصادر “السياسة” ان اجتماع الخالد مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) جون أون برنان وعدد من المسؤولين تطرق الى اهمية التعاون بين البلدين الصديقين للتصدي لمخاطر الارهاب التي تهدد الكويت وأميركا, مشيرة الى ان “الوفد الكويتي اكد ان الخطر القادم من داعش هو بمثابة اعلان حرب ضد الكويت والاسلوب المتبع من هذا التنظيم يظهر مدى امكانياته لتنفيذ العمليات الارهابية”.

وحول معلومات الكويت بشأن تفجير مسجد الصادق, قالت المصادر انه “جرى اطلاع الجانب الاميركي على آخر التحقيقات بهذا الصدد حيث لفت الوفد الكويتي الى ان المنفذ الفعلي لعملية التفجير تراجع عن تنفيذها قبل اقل من 48 ساعة واستطاع “داعش” ان يجد البديل في اقل من 24 ساعة, وهذا يدل على ان هناك الكثير من الاشخاص المركونين على الارفف جاهزين للتنفيذ وأن اوامر العمليات تأتي من عناصر داعش بسورية”.

وكشفت ان الجانب الكويتي قدم ل¯ “CIA” قائمة باسماء المقاتلين التابعين لداعش الموجودين في سورية.

وفي اجتماع وزير الداخلية مع رئيس الاستخبارات القومية (DNI) جيمس روبرت كلاير, قالت المصادر ان الخالد اكد انه “يتم رصد الاسماء المقاتلة في سورية والعراق ووضعها على المنافذ ولكن هناك بعض الصعوبات بالنسبة للذين يحملون جنسيات غربية كونهم يحصلون على تأشيرة دخول للكويت خلال 15 دقيقة”, مشيرة الى ان “الجانب الكويتي طلب قائمة باسماء الاميركيين المقاتلين في “داعش” ليتم رصدهم في جميع منافذ الكويت, أسوة بما تم الاتفاق عليه مع فرنسا وبريطانيا”.

ولفتت المصادر الى ان كلاير رحب بالطلب الكويتي وذكر ان عدد المقاتلين المعروفين لديهم والمتواجدين في سورية والعراق يصل الى نحو 250 اميركيا وهناك مخاوف في حال عودتهم الى الولايات المتحدة, مشيرة الى ان الجانب الاميركي اقر بصعوبة تأمين جميع المواقع التي قد تكون اهدافا للتنظيم الارهابي.

وحول الاسلحة التي ضبطت في العبدلي, اكدت المصادر ان “الوزير الشيخ محمد الخالد ذكر خلال اجتماعه مع رئيس ال¯ (CIA) ان بداية المعلومة اتت من الجانب الاميركي قبل نحو سنة وعند اكتشاف الاسلحة والقاء القبض على المشتبه بهم والتحقيق معهم تبين ان هناك علاقة تربطهم باطراف خارجية ما جعل القضية تأخذ منحدراً آخر وليس حيازة اسلحة من غير ترخيص”.

ونقلت عن الخالد انه “ابلغ الجانب الاميركي بوجود اطماع خارجية في المنطقة ومحاولة فرض نفوذ لاثبات الوجود, وكان ذلك واضحا في اعترافات بعض المتهمين الطوعية, مشيرة الى ان “الجانب الاميركي أكد وجود اطماع ايرانية في المنطقة وأهمية موقع الكويت الستراتيجي بالنسبة لايران وان اميركا تتابع الدعم الايراني للكتائب والاحزاب في منطقة دول الخليج العربي”.

وفي المباحثات التي جرت في مبنى الامن القومي اشارت المصادر الى ان “وزير الداخلية طلب من الوزير جي جونسون اقامة مركز لجوازات وجمارك الولايات المتحدة في الكويت على غرار ما هو موجود في مطار ابوظبي وبعض مطارات العالم للتدقيق والسماح بالدخول الى اميركا قبل مغادرة الكويت لتفادي عودة من توجد عليهم شبهات من المطارات الاميركية”, لافتة الى ان الوزير جونسون اصدر تعليماته للمسؤولين للنظر في الطلب الكويتي وبحث امكانية انشاء مثل هذا المركز.

وذكرت المصادر ان الوزير الخالد قدم خلال اجتماع في مبنى التحقيقات الفيدرالي (FBI) مع رئيس المكتب جيمس براين كومي “خطة الكويت لانشاء قاعدة بيانات خاصة بالبصمة الوراثية لجميع المواطنين والمقيمين والزائرين لما في ذلك من اهمية للتعرف على مرتكبي الجرائم وخصوصا الارهابية منها”, مؤكدة أن “وفدا أمنيا اميركيا من مكتب التحقيقات الفيدرالي والامن القومي سوف يزور الكويت في اكتوبر المقبل لبحث التنسيق وزيادة التعاون”.

ولفتت إلى أن رؤساء الاجهزة الأمنية والاستخبارية الأميركية أشادوا “بجهود وزارة الداخلية الكويتية واحترافية الاجهزة الامنية والسرعة الكبيرة في التصدي للارهابيين وخصوصا في التعرف على منفذي تفجير الصادق والكشف عن الاسلحة والمتفجرات والذخائر وكيفية اخفائها”, مشيرة إلى أن “أداء الاجهزة الكويتية كان محط اعجاب الجانب الاميركي بعد الاطلاع على تفاصيل التعامل مع الاحداث الاخيرة والقاء القبض على المشتبه بهم”.

 

"معاريف": "كتائب القسام" تستعد للمواجهة مع الجيش الاسرائيلي

المركزية- اشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى تقديرات الجيش الإسرائيلي "فرقة غزة" والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بأ "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، "اتمت استعدادها للمواجهة المقبلة". وبحسب الصحيفة، فإن "فرقة غزة" اكدت نيّة "القسام" تنفيذ عملية كبيرة في الجنوب"، لافتةً إلى ان "الكتائب لم تبلغ القيادة السياسية للحركة عن تفاصيل العملية حفاظا على السرية". وزعمت الصحيفة ان القسام يُجهّز الأنفاق ويطلق الصواريخ التجريبية ويتدرب في شكل جيد للتعامل مع إسرائيل في شكل مختلف عن اي مواجهة سابقة بينهما".

 

العربي الجديد : العراق : تظاهرات تفويض العبادي تطيح بمحافظين

السبت 29 آب 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : تظاهر آلاف العراقيين، مساء أمس الجمعة، في العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الجنوبية، دعماً لحزمة الإصلاحات التي أطلقها رئيس الوزراء حيدرالعبادي، وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما أطاحت التظاهرات الشعبية بعدد من محافظي المحافظات الجنوبية. وقُدّر عدد المشاركين في تظاهرات بغداد بنحو 30 ألف متظاهر، في حين شهدت كربلاء والنجف والبصرة وبابل وواسط وميسان وذي قار والقادسية والمثنى وبعقوبة، تظاهرات مماثلة، بأعداد أقل. وتقاسم المتظاهرون الشعارات إلى حدّ كبير، ومنها "فوّضناك على الإصلاح لا تجامل ولا تحابي أحد". ورفع المتظاهرون الذين تجمّعوا تحت نصب الحرية في ساحة التحرير وسط بغداد، شعارات منددة بالفساد ومطالبة بتحسين الخدمات. وأكد أحد منظّمي التظاهرات عامر جميل، أن "الحراك الشعبي الذي انطلق منذ أكثر من شهر، سيستمر حتى تطبيق جميع بنود حزمة الإصلاحات، التي أطلقها رئيس الحكومة". وكشف جميل في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "الهدف الأول للتظاهرات، هو بناء دولة المؤسسات، القائمة على أساس التمثيل العادل للعراقيين، بعيداً عن المحاصصة الطائفية". وأوضح أن "الشعب خرج إلى الطرقات والساحات العامة، لتفويض العبادي القيام بإجراءات إصلاحية عاجلة، تشمل رؤوس الفساد في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية". وأشار إلى "وجود غضب شعبي عارم، من تمسّك المسؤولين الفاسدين بمناصبهم، رغم قرار الحكومة إقالتهم".

ورفع المتظاهرون، الذين ارتدى أغلبهم الزي الأبيض، الأعلام العراقية وشعارات منددة بالفساد المُنتشر في المؤسسة القضائية منذ أكثر من عشر سنوات. وقالت الناشطة المدنية سميرة الدباغ لـ "العربي الجديد"، إن "وجود مدحت المحمود على رأس السلطة القضائية منذ 12 عاماً مخالف للدستور"، داعية إلى "شمول مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية بحزم الإصلاحات الحكومية والبرلمانية". وناشدت الدباغ رئيس الوزراء ورئيس البرلمان سليم الجبوري والمرجعية الدينية، بـ"الضغط على المسؤولين في السلطة القضائية، لاستبعاد القضاة الفاسدين، الذين غضّوا النظر عن المسؤولين الفاسدين طيلة السنوات الماضية، وتسبّبوا بإصدار أحكام قضائية على عدد كبير من الأبرياء، بناءً على الشبهات فقط". وشهدت المناطق المحيطة بساحة التحرير، وسط العاصمة، إجراءات أمنية مشددة. وفي السياق، أفاد مصدر في وزارة الداخلية لـ"العربي الجديد"، أن "قوة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، أغلقت ثلاثة منافذ مؤدية إلى الساحة من جهة ساحة النصر وشارع السعدون، ومن جهة ساحة الطيران، ومن جهة ساحة الخلاني". وكشف أن "القوة الخاصة المكلّفة حماية المنطقة الخضراء الحكومية، أغلقت الطريق عبر جسر الجمهورية". وذكر المصدر أنه "تمّ تأمين محيط التظاهرة من قبل قوة من مكافحة الشغب، وصلت إلى ساحة التحرير لحماية المتظاهرين من احتمال وجود عناصر مندسة، قد تحاول تخريب الاحتجاجات السلمية".

أما في المحافظات الجنوبية فقد أطاحت التظاهرات الكبيرة هناك بعدد من المحافظين. وأعلن محافظ المُثنّى (280 كيلومتراً جنوبي بغداد)، ابراهيم الميالي استقالته أمس، مؤكداً في مؤتمر صحافي، أنه "لا يستطيع الاستمرار في منصبه، في ظلّ وجود الشريك المعرقل للإصلاح". وأوضح الميالي أنه ترك منصبه ولم يُثرِ على حساب المال العام، كما لم يُقصّر بأداء واجباته. وأضاف أنه "لم يكن فاسداً"، مطالباً من وجّه له أصابع الاتهام بالفساد، بـ"تقديم الأدلة والبراهين التي تثبت ذلك".

كما استقال محافظ الديوانية (180 كيلومتراً، جنوبي بغداد)، عمار المدني، بعد ساعة على استقالة محافظ المُثنّى. ودعا المدني في بيانٍ موجّه إلى العبادي لـ"قبول استقالته بسبب وجود أصحاب المصالح الضيّقة، الذين يُعرقلون الإصلاح، ولا يجيدون غير التشويه وإسقاط الاتهامات على الآخرين". ولفت إلى أن "السبيل الوحيد للمضي بالإصلاح، هو الحصول على الدعم المباشر من الحكومة". كما أقال مجلس محافظة النجف في وقت سابق المحافظ عدنان الزرفي، أحد حلفاء رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بعد "ثبوت تورّطه بملفات فساد"، وفقاً للمجلس. ودفعت التحوّلات الأخيرة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد خالد عبد الرحمن، إلى القول إن "حزمة الإصلاحات التي أطلقها العبادي حققت نتائج باهرة، وتمكنت من الحصول على الدعمين الشعبي والسياسي، وتأييد المرجعية الدينية خلال فترة قياسية". وذكر في حديثٍ لـ "العربي الجديد"، أن "المرحلة المقبلة يجب أن تقتصر على ضرورة تعديل الدستور، الذي تُعرقل عدد من فقراته عملية الإصلاح". ودعا عبد الرحمن، المتظاهرين إلى "التنسيق مع السلطتين التنفيذية والتشريعية لتشكيل حكومة تكنوقراط من الخبراء وأساتذة الجامعات، لتخليص البلاد من تراكمات المرحلة الماضية". وحذّر من "محاولة بعض الأحزاب السياسية المتهمة بالفساد، ركوب موجة التظاهر للتغطية على بعض رموزها المطلوبين للقضاء". وشدّد على "ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهر وتجنّب الصدام مع القوى الأمنية، من خلال الإصرار على المطالب الواقعية والقابلة للتنفيذ"، مطالباً المتظاهرين بـ"عدم الالتفات إلى العناصر المندسة وأصحاب الأجندات، الذين يحاولون توظيف التظاهرات ومكاسبها لصالحهم".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله تنظيم إرهابي

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/30 آب/15  

 سقط الإرهابي السعودي أحمد المغسل (التابع لتنظيم حزب الله الإرهابي فرع السعودية) في قبضة العدالة السعودية، وذلك في عملية أمنية واستخباراتية بالغة الدقة والتعقيد، جاءت بعد تسعة عشر عاما من المتابعة والملاحقة، كان فيها المجرم المطلوب يتنقل بهويات مزورة بين مناطق نفوذ الدولة الإيرانية التي تكفلته وتولت حمايته، فتارة استقر في إيران وتارة في سوريا، وتارة في لبنان بحكم زواجه من سيدة لبنانية، ووجود رأس التنظيم الإرهابي فيها: حسن نصر الله نفسه. ومسلسل المطلوبين في تفجير الخبر الإرهابي، الذي كان وراء التخطيط له أحمد المغسل نفسه، لم ينتهِ بعد فلا يزال هناك ثلاثة مطلوبين آخرين هم: علي الحوري وإبراهيم اليعقوب وعبد الكريم الناصر، وهم جميعا أعضاء في تنظيم حزب الله الإرهابي، والمنطق يقول إنهم موجودون في إمكان نفوذ إيران سواء في إيران نفسها أو داخل أحد مواقع نفوذ تنظيم حزب الله نفسه لأن إيواء المطلوبين قضائيا والملاحقين قانونيا والمنفذين لعمليات إرهابية اليوم يقبعون فعليا في حماية حزب الله، تماما مثلما هو حاصل مع المتهمين باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. كل يوم يظهر دليل جديد على حجم شبكة الإرهاب التي ترعاها إيران في المنطقة تحت مظلة تنظيمها الإرهابي الذي ترعاه المسمى حزب الله. الكويت التي ذاقت الأمرّين من دسائس وخطط حزب الله، كاد في إحداها أن يدفع أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الصباح حياته ثمنا لذلك، بعد نجاته بأعجوبة من عملية إرهابية نفذها عميل حزب الله الإرهابي المجرم عماد مغنية، كذلك قام التنظيم نفسه بخطف إحدى طائرات الخطوط الكويتية، بالإضافة إلى كثير من المحاولات والخلايا الإرهابية التي تم الكشف عنها، والبحرين عانت ولا تزال تعاني من التهديد والعمليات الإرهابية التي يتم تدريب الأفراد القائمين عليها في معسكرات التنظيم الإرهابي نفسه. وسلسلة مصائب حزب الله لا تتوقف هنا، بل تمتد لتشمل وجودا خطيرا في غزة والعراق ومصر وسوريا واليمن والسودان والإمارات العربية المتحدة بأشكال مختلفة، ولكنها جميعها تشكل تهديدا أمنيا لا يمكن الاستخفاف به، ويدعم مشروع تصدير الثورة الإيراني نفسه. بعد الاتفاق النووي بين النظام الإيراني والغرب سقط مشروع المقاومة الذي كان شعارا مرفوعا لسنوات، فالاتفاق النووي «يمنع» الاعتداء العسكري من قبل إيران وعملائها على إسرائيل، وعليه فالتفرغ الإيراني سيكون لإحداث مزيد من القلاقل والاضطرابات الأمنية في العالم العربي لإيجاد أكبر رقعة ممكنة لمشروعها، وتمكين التمدد الجغرافي فيه. كم كان تفجير الخبر على درجة كبيرة من التشابه مع التفجير المهول في لبنان، الذي أودى بحياة رئيس وزرائه رفيق الحريري، نفس الأسلوب ونفس الطريقة ونفس الأدوات، وطبعا نفس الجهة المنفذة. حزب الله ليس فقط تنظيما إرهابيا، ولكنه سرطان مدمر ينهش في الدول التي يدخل فيها ليدمرها من الداخل، ولعل العجز المهول الذي أصاب الدولة في لبنان، وجعلها لأكثر من سنة بلا رئيس وبرلمان عاجز وحكومة مشلولة غير قادرة على إزالة النفايات من الشوارع، نتيجة ابتزاز التنظيم الإرهابي للدولة وللشعب في لبنان. وفي مشهد معبر جدا عن المقصود، أوقف الأمن العام اللبناني سيارة إسعاف لجرحى من سوريا أصيبوا في تفجير إرهابي، بينما نفس الأمن العام يسمح بمرور مرتزقة ميليشيا تنظيم حزب الله الإرهابي للخروج والقتال في سوريا أو السماح بإدخال مسؤولي النظام المجرم للعلاج في لبنان. أحمد المغسل ما هو إلا اسم جديد في قائمة طويلة وقذرة من أسماء إرهابيي حزب الله، الذي آن التعامل معه على أنه تنظيم إرهابي وإدراجه على أنه كذلك.

 

صفيح لبنان الساخن

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/30 آب/15   

ثمة من يقول اليوم إن تحرّك منظمات المجتمع المدني في لبنان مؤشر إلى سقوط الطبقة السياسية الحاكمة فيه. غير أن كلامًا كهذا يفتقر إلى الدقة. ذلك أن الطبقة السياسية اللبنانية سقطت منذ زمن بعيد، وما كان هذا الواقع بحاجة لبضع مئات أو ألوف من الشباب المُحبَطين، وأيضًا من المدفوعين والمشبوهين، أن يثبتوه في ساحات بيروت وشوارعها. ثم إن المشكلة الفعلية ليست «قضية الزبالة» (النفايات) التي فجّرت الأوضاع. فأزمة الزبالة ليست «بنت ساعتها» كما يقال. وفي غياب استراتيجية بيئية جدّية لا يصح تحميل الحكومة الحالية العرجاء وحدها المسؤولية عنها. ثم مَن قال إن الزبالة هي المشكلة الوحيدة التي أدى عجز السلطة وإفلاس الطبقة السياسية إلى تفاقمها؟ ذلك أن كل لبناني صادق مع نفسه يعلم أن أزمة الكهرباء كارثة، وتداعي النظام التعليمي والتسابق على فتح دكاكين الشهادات الجامعية التي تخرج آلاف الجهَلة كارثة، والانفلات الأمني وفوضى السلاح كارثة، والفساد بمختلف أشكاله وأنواعه والضالعين به كارثة، وتنامي التعصب الديني والمذهبي كارثة، وأزمة بطالة الشباب وهجرة العقول والكفاءات كارثة.

كل هذه المشاكل تفاقمت وتتفاقم ولكن منذ عقود. منذ سقطت «الجمهورية الأولى» (1943 - 1975) وقرّر لاعبون إقليميون ودوليون منع قيام «الجمهورية الثانية» ولبنان يترنّح من أزمة إلى معضلة، ومن معضلة إلى محنة. ومع هذا كان سلاح اللبنانيين الوحيد في وجه هذا الواقع.. تجاهله والهروب منه. اليوم تصدق على لبنان الكناية البلاغية الغربية «الفيل داخل غرفة المعيشة»، التي تعني التجاهل المتعمد لوجود حقيقة واقعة وساطعة.. لا يريد أحد الاعتراف بها أو يجرؤ على التكلّم عنها.

كان هذا جليًا عندما تعمّد الشباب المتظاهرون الذين نزلوا إلى الشارع منذ الأسبوع تغييب صورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن لافتة ساخرة جمعت صور الزعماء اللبنانيين الذين حمّلهم المتظاهرون مسؤولية الأزمة الراهنة، واختاروا بدلا منه أحد وزراء حزبه في الحكومة. وتكرّر الأمر أمس.. ونشب عراك عندما حاول البعض وضع صورة نصر الله بين الزعماء المتّهمين الملومين! طبعًا، يضاف إلى هذا الاستثناء، البعيد عن «المثالية» المطلبية، مطالبة المتظاهرين باستقالة رئيس الحكومة وحكومته. وهذا، كما يدرك المتظاهرون جيدًا، مطلب سياسي مزمن لفريق لبناني، مرجعيته خارجية، يبتزّ باقي الأفرقاء ويعطّل انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه يصرّ على فرض مرشحه بقوة السلاح. «الفيل» الضخم الذي لا يريد المتظاهرون الشباب أن يروه أو يقرّوا بوجوده هو.. حزب الله.

هذا الحزب يعتبر نفسه اليوم - وفق أمينه العام، بكل صراحة - «فريقًا» و«طرفًا».. وليس «وسيطًا» بين القوى المتنافسة في الساحة السياسية اللبنانية، مع أنه نفسه كان وما زال يصرّ منذ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 على القول إن سلاحه «سلاح مقاومة»! على هذا الأساس، كيف يظل هذا السلاح فوق المساءلة إذا كان حامله يعتبر نفسه حليفًا لهذا وخصمًا لذاك؟ وكيف يجوز القبول ببقاء هذا السلاح الذي استُخدم بالفعل - كما حصل عام 2008 - داخل لبنان وضد خصوم الحزب اللبنانيين، ولاحقًا استُخدم وما زال في الحرب السورية من دون موافقة السلطة الشرعية اللبنانية التي يتمثل فيها الحزب بوزراء، ويسهم في تعيين قادة عسكريين وأمنيين فيها جزء من ولائهم - على الأقل - له أولاً؟

ثم إن حزب الله، أيضًا على لسان أمينه العام، يتبع «الولي الفقيه» الموجود في إيران، أي أن مرجعيته الرسمية غير لبنانية، وهي حتمًا ليست الدستور اللبناني. أضف إلى ذلك أنه لا يلتزم بالسيادة اللبنانية ولا يكترث بالمؤسسات الشرعية، بدليل أنه يقاتل خارج حدود لبنان من دون أخذ موافقة الدولة، وتعطيه السلاح الثقيل جهات خارجية من دون إذن الدولة، ويفرض أجهزته الأمنية وبناه التحتية على الدولة بديلاً، وأجهزة وبنى تحتية موازية، لكنها ملكية خاصة له وحده. وهكذا، بالمختصر المفيد، فحزب الله «دولة ضمن الدولة»، لكنه أقوى منها ويخترقها طائفيًا - كون الطائفة التي ينتمي إليها ويصادر قرارها بقوة سلاحه وأمواله و«خدماته» - ممثلة كباقي الطوائف في الدولة. من جهة ثانية، لم يؤمن حزب الله أساسًا بـ«اتفاقات الوفاق الوطني» في الطائف، إلا أنه - لدواع استنسابية - أخفى طويلاً رفضه لها، تمامًا كما تراجع مرحليًا عن هدفه جعل لبنان «دولة إسلامية شيعية». غير أنه اليوم يسعى فعليا للهدفين: إسقاط «الطائف»، والتمهيد لتأسيس «دولة شيعية» تنطلق من انخراطه في مشروع «تحالف الأقليات» المطروح دوليًا. هذا بالضبط ما يفعله الحزب اليوم. فهو يحتضن النائب ميشال عون على الرغم من تذكّره تاريخ عون السياسي من الألف إلى الياء، وإصغائه يوميًا إلى خطبه الاستفزازية الطائفية، ومع هذا يعمل على فرضه زعيمًا أوحد للمسيحيين. عبر عون، الذي رفض «الطائف» وزجّ لبنان غير مرّة في حروب عبثية، والذي رفع ويرفع لواء العداء للسنة اللبنانيين وصولاً إلى اتهام «تياره» رئيس الوزراء تمام سلام بـ«الداعشية»، يواصل حزب الله مهمة تدمير الدولة اللبنانية وتصفيتها لسبب واضح.. هو أنه لديه «دولته» البديلة. لقد هجّرت «حروب» الحزب وتابعه المسيحي - ومعه حليفه النظام السوري - خلال السنوات الفائتة مئات الألوف من الكفاءات اللبنانية، العديد منها إلى غير رجعة، كما دمّر الحزب البنية التحتية الاقتصادية، وحرم البلاد الاستثمارات الخارجية، وعطّل أي دور إقليمي خدماتي واقتصادي وتنموي يمكن أن يلعبه لبنان. ولكن على الرغم من كل هذا، ها هو يركب الموجة المطلبية الشعبية الشبابية، ويحرف مسارها لخدمة غاياته. على شباب لبنان في هذه الساعات العصيبة التحلّي بالوعي والمسؤولية، وتجنب المساهمة في تدمير بلد يخشى أن يكون قد صدر قرار دولي بضمه إلى كوكبة «الكيانات الفاشلة» في الشرق الأوسط تمهيدًا لوضعها تحت «الانتداب» الإيراني. باختصار، عليهم ألا يكون نسخة عصرية عن أسرة بوربون في فرنسا، عندما قيل فيهم: «لم يتعلموا شيئًا ولم ينسوا شيئًا»!

 

المغسل هو عماد مغنية الخليج

طارق الحميد/الشرق الأوسط/30 آب/15

ألقت السلطات السعودية القبض على الإرهابي المطلوب أحمد المغسل، المخطط لتفجيرات الخبر عام 1996، وذلك إثر وصوله إلى مطار بيروت، حيث سلمته السلطات اللبنانية فورا للسعوديين، وهو الخبر الذي انفردت به صحيفة «الشرق الأوسط»، ويمكن القول بأنه خبر العام. فما هي أهمية المغسل؟ ولماذا جنّ جنون الإعلام الإيراني، وتحديدا حزب الله؟ الإجابة بسيطة، فالإرهابي المغسل هو عماد مغنية الخليج. المغسل هو مغنية من ناحية الخطورة، وطول فترة التخفي والهروب من السلطات السعودية، وهو العقل المدبر لتفجيرات الخبر التي تتهم إيران بالوقوف خلفها، وعلى أعلى المستويات. وإلقاء القبض على المغسل كشف، وسيكشف، عن حقائق كثيرة ومهمة، كما أنه يدحض تحليلات فارغة لا معنى لها، وتروج من قبل الإعلام الإيراني، وتحديدا بعد الاتفاق النووي، مثل أن الاتفاق النووي سيتدحرج ككرة الثلج على السعوديين، بينما ها هي السعودية توجه ضربة أمنية قاسية، ومحرجة لإيران. ومن الحقائق المهمة التي كشفها اعتقال المغسل، أو عماد مغنية الخليج، تأكيد إقامته بطهران التي يغادرها بوثائق إيرانية، وأسماء مختلفة، حيث كان المغسل يتنقل لسنوات طويلة بين إيران وسوريا، مثله مثل بعض شركائه الإرهابيين الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جعفر الشويخات، الذي قيل يومها إنه انتحر بسجون حافظ الأسد. والشويخات هو من قام بشراء الصهريج الذي استخدم لتنفيذ تفجير الخبر، وسلمه للمغسل، ثم غادر (الشويخات) للقاهرة ومنها إلى دمشق. وبحسب مصدر مطلع فقد تتبعته السلطات السعودية حينها إلى أن رصد بالقرب من حي السيدة زينب بدمشق، وطُلب من حافظ الأسد وقتها تسليمه، وكاد يستجيب، لكنه تردد عندما عرف أن الشويخات متورط في عملية الخبر، وتسليمه للسعودية سيضر بحليفته إيران. وحينها روج نظام الأسد الأب أن الشويخات قد انتحر لكن دون تسليم جثته، حيث تم الاكتفاء بوداع زوجته له دون أن ترى منه إلا وجهه، أما جسمه فقد كان محاطًا بالقطن! وهناك أيضًا الإرهابي مصطفى القصاب، الذي كان بسوريا، وتسلمته السعودية بضغط سياسي مهول حينها، بينما بقي المغسل حرًا طليقًا بإيران، مثله مثل سيف العدل وسليمان أبو الغيث وغيرهما من ضيوف طهران المهمين لشعار «الموت لأميركا»، إلا أن مثابرة مكافحي الإرهاب السعوديين وتعقبهم الحثيث للمغسل قادا لالتقاطه من بيروت، وهو ما أفقد الموالين لإيران صوابهم. وهذا طبيعي، فما فعلته السعودية بقصة المغسل يظهر الفرق بين الدولة المكافحة للإرهاب، والدولة الراعية له. السعودية كانت ترصد المغسل بصبر وثبات، ولم تغفل لحظة، بينما كانت إيران تؤويه وتحميه. والسعودية لم تجعلها قضية رأي عام، ولم تلجأ للدعاية الممجوجة على غرار ما يصور به قاسم سليماني، وغيره، بل تصرفت كدولة. ولذا، وهذا المهم والأهم، فإن المغسل، أو عماد مغنية الخليج، لم يُصفَّ مثل الإرهابي مغنية، بل التقطه السعوديون، وجلبوه للعدالة، وهذا هو الفرق بين محاربة الإرهاب، وبين صنعه والترويج له كشأن إيران.

 

دلالات القبض على المغسل

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 آب/15

بعد تسعة عشر عاما من الاختفاء وادعاء الموت والنسيان، من كان يظن أن رئيس الخلية الإرهابية التي نفذت تفجير مدينة الخبر سيتم القبض عليه؟ رحلة القبض على أحمد المغسل من مطار بيروت إلى مطار الرياض تختتم واحدًا من أهم وأخطر الملفات الأمنية والسياسية المعقدة، بحكم أن المدبرين في إيران، والضحايا أميركيون، والجريمة ارتكبت على أرض سعودية. قضية تشابكت معها علاقات دول أخرى مثل كندا وسوريا وأخيرا لبنان، نتيجة وجود بعض المتهمين فيها. الانفجار العنيف، في صيف ذلك العام، يقال إنه من شدته سُمع صوته في دولة البحرين. حفر الأرض عشرة أمتار، ودمر واجهة المبنى إلى أقصاها، وخلف تسعة عشر قتيلا وجرح نحو خمسمائة آخرين، من القوات الأميركية. وربما كان له أن يصبح من أسوأ حوادث الإرهاب في العالم من حيث الإصابات لولا أن منفذي العملية وضعوا القنبلة في ماء السيارة الصهريج (الوايت) مما خفف من اتساع نطاق التفجير. والأمر الذي لا يقل خطورة أن تفجير أبراج الخبر كان واحدة من سلسلة عمليات خطط لها الإيرانيون في السعودية سنة 1996، لولا أن أحد رجال الجمارك اشتبه في شاحنة وهي تعبر الحدود من الأردن إلى السعودية، لأنها كانت منخفضة بما يدل على أن في داخلها بضاعة ثقيلة. وعند تفتيشها اكتشفت كميات ضخمة من المتفجرات، مما أسهم في إحباط عمليات مدبرة أخرى. وهؤلاء المنخرطون في العمليات الإرهابية، من سعوديين وغيرهم، مجرد بيادق تستخدمهم إيران لأغراضها السياسية ثم تتخلص منهم بعدها. وقد سبق أن قامت السلطات السورية بالتخلص من مطلوب سعودي آخر في الخلية الإرهابية، وذلك بعد أن كشفت الأجهزة الأمنية السعودية مكانه، بعد شهرين من التفجير. وعندما طلبت من السلطات السورية تسليمه نفت وجوده في البداية، ثم ادعت أنه توفي منتحرًا في السجن بابتلاعه صابونة.. قصة لم يصدقها أحد. لاحقًا قامت السلطات السورية بتسليم مطلوب سعودي ثان كان مختبئًا عندها، ولاحقًا تم تسليم ثالث كان في لبنان. في جرائم الإرهاب لا يمكن إغلاق الملفات بتقادم الزمن، ولا بالمصالحات السياسية، وستتم ملاحقة الفاعلين مهما بعدت بهم المسافات، أو كانوا في حماية أنظمة، لأن الأنظمة التي استغلتهم للقتل ستتاجر بهم في الوقت المناسب لاحقًا. كانت إيران هي من وسّع مفهوم استخدام إرهاب الدولة الحديث، منذ بداية الثمانينات. استخدمته أداة رئيسية في دعم سياستها الخارجية، لابتزاز وتهديد القوى والحكومات المختلفة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. وما حدث من سلسلة اغتيالات لشخصيات كبيرة في لبنان بعد عام 2005 كان ضمن السياسة الإيرانية السورية، لفرض مشروعها على لبنان والمنطقة. بدأته بخطف مواطنين غربيين في لبنان في الثمانينات، وفي العقد التالي كانت وراء تفجيرات في فرنسا، وأميركا الجنوبية. وعندما نضع تلك الحوادث العديدة، والمتفرقة، في إطار سياسة إيران المعلنة، نتساءل إن كانت قد نجحت في أهدافها. الحقيقة، لم تنجح إيران في تحقيق شيء مهم، حيث لم تستطع تغيير أنظمة، ولا هزها، أو إجبارها على تغيير سياساتها، باستثناء لبنان الذي كان دائما أرضًا رخوة لنشاطاتها، وحليفها النظام السوري. فشل العنف والقوة في تحقيق أي إنجاز كبير لها. وهي بسياستها تلك تسببت في جلب القوات الأميركية والغربية الأخرى إلى مياه الخليج بعد أن كانت تريد إخراجها، مما زاد من حصارها وبؤسها!

 

بعد المغسل.. أين الثلاثة الآخرون؟!

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/29 آب/15

لم تمنع 19 عامًا قضاها مهندس تفجيرات الخبر أحمد المغسل، متخفيًا ومتنكرًا ومتنقلاً بهويات مزورة، من وقوعه في يد العدالة أخيرًا. اصطاده صقور الأمن السعودي بعملية استخبارية معقدة، حتى لو ظن واهمًا أن السنين نالت من عزيمتهم وأضعفت قواهم. ليست مفاجأة أن المغسل كان يقيم بإيران، كما أنه لم يكن مفاجئا أنه يتنقل بهويات إيرانية مزورة، المفاجأة الحقيقية لو أن السيناريو كان فعلاً مختلفًا، ولم يكن لطهران يد في هذا التفجير الإرهابي، وإيواء منفذيه طوال عقدين مضيا. الآن وبعد الضجة التي أعقبت الكشف عن والقبض على المغسل، يبقى ثلاثة من المطلوبين المتهمين في العملية، من أصل 14 مطلوبًا، الذين سيكون الدور القادم عليهم الآن.. أين يقيمون؟ وما هي الجهة التي تدير تحركاتهم وتخفي هوياتهم وتستبدلها بهويات مزورة؟

وبعيدًا عن التنجيم والتحليلات والتكهنات، وكما كان المغسل يقيم في إيران، الدولة المتهمة بالوقوف خلف هذا العمل الإرهابي، فإن الطبيعي أن يكون المطلوبون الثلاثة مقيمين أيضًا فيها، وإن لم يكونوا كذلك، فإن الأوامر بالتأكيد صدرت لهم من اليوم الذي قبض فيه على المغسل بالعودة فورًا، فلا توجد دولة في العالم قادرة على تحدي الولايات المتحدة والعالم وإيواء مطلوبين للعدالة أو إرهابيين سوى دولة واحدة فقط، كما فعلتها سابقًا مع أعضاء تنظيم القاعدة، وهو أمر مثبت بالأدلة والبراهين، ولا يمكن تخيل أن المطلوبين الثلاثة: علي الحوري وإبراهيم اليعقوب وعبد الكريم الناصر، والأعضاء في ما يسمى «حزب الله الحجاز» المدعوم من إيران، استطاعوا التمويه على أجهزة الإنتربول الدولية وسلطات الأمن في دول العالم، باعتبارهم مطلوبين دوليين، من دون وجود دولة تحتضنهم وتغطيهم قانونيًا، وتمكنهم من التخفي عبر كل هذه السنين. وبعيدًا عن نظرية «فتش عن الدافع» المشهورة، التي يستخدمها المحققون الجنائيون، والتي تناسب إيران في تفجير الخبر، كما غيرها من أعمال إرهابية تثبت مسؤوليتها بالصوت والصورة والقرائن والدلائل، فإن النظام الإيراني انتقل من إدارة العمليات الإرهابية في الخفاء، إلى القيام بها فوق الطاولة وأمام الملأ، وشرعنتها بشكل لم يسبق له مثيل، وهو يرى أنه سيستمر في ذلك طالما لا توجد جهة في العالم تستطيع إيقافه، أو حتى احتواءه (هل قلت احتواء؟!) بل أحيانا تتم مكافأته، كما تم في الاتفاق النووي، الذي يستعد الكونغرس للتصويت عليه الشهر المقبل. أليس قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني، وللغرابة، مصنفًا أميركيًا على قائمة الإرهاب، واستمر يمارس عملياته سابقًا في السر ودون الكشف عنها، ثم ها هو أصبح يتحرك ويمارس قيادته لتنظيمه الإرهابي بشكل علني، أحيانًا ميدانيًا مع ميليشيات طائفية وإرهابية كتنظيم الحشد الشعبي، وأحيانًا وكأنه سفير أو دبلوماسي، كما فعل في اجتماع الهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي الحاكم في العراق، وتدخله للدفاع عن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وكأنه المندوب السامي، فهل نتوقع من النظام الإيراني أن يغير من سياسته العدائية والمزعزعة للأمن والاستقرار، بينما القانون الدولي يغض النظر عن أفعاله الإرهابية الواضحة للعيان، ويطبق نفس القانون بحذافيره وبصيغة مشددة على دول أخرى.

أحمد المغسل لم يقدْ فقط الشاحنة التي فُجرت وقتلت 19 شخصًا، وأصابت 372 آخرين. المغسل قاد من أغمضت عيونهم ليفتحوها قليلاً، وينظروا من هي الدولة التي تخطط وتتآمر وتفجر وتقتل وتؤوي إرهابيين، ومع ذلك هي في مأمن من أي محاسبة أو عقاب. هذه السياسة الانتقائية كانت تحظى بها إسرائيل وحدها سابقًا، لكن شيئًا فشيئًا بدأت إيران تشرب من نفس زجاجة العسل الإسرائيلية.

 

رحيل الأسد يبدأ من دمشق

طارق الحميد/الشرق الأوسط/29 آب/15

جددت الولايات المتحدة، في بيان لوزارة خارجيتها، تأكيدها على ضرورة إتمام انتقال العملية السياسية في سوريا دون وجود بشار الأسد، وهو الأمر الذي أعلنه أيضًا قبل أيام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ومن لندن، حيث قال الجبير أمام نظيره البريطاني إن رحيل الأسد تحصيل حاصل، ولا مكان له في أي عملية سياسية، وإن الموقف السعودي هو أن لا مساومة فيمن تلطخت أيديهم بالدماء السورية، وهذه المواقف مهمة بالطبع، ولافتة، خصوصًا في ظل المباحثات الحالية مع روسيا حول الأزمة السورية، لكن هل هذا يكفي؟

بالتأكيد لا، خصوصًا وأن بيان الخارجية الأميركي قد أوضح بشكل مهم أن «استمرار الأسد في السلطة يزيد التطرف، ويذكي التوترات في المنطقة. لهذا فإن الانتقال السياسي ليس فقط ضروريًا لصالح الشعب السوري بل ويعد جزءًا مهمًّا في القتال من أجل هزيمة المتطرفين». وهذا هو نفس الرأي الذي تقوله الأطراف العربية المعتدلة، والمهتمة بحل الأزمة السورية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، فبقاء الأسد، ووجوده، هو المغذي الرئيسي للتطرف، والإرهاب، سواء بجرائمه المرتكبة ضد السوريين، أو بألاعيبه، أي الأسد، المكشوفة في سوريا، أو غيرها بدول المنطقة، وذاك ليس وليد اليوم، أو نتاج الثورة السورية، بل منذ وصول بشار الأسد إلى الحكم.

وجود الأسد، واستمراره، يعني أن لا حرب حقيقية ضد الإرهاب، فالأسد و«داعش» وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن القضاء على أحدهما ببقاء الآخر، ولا يمكن أصلا محاربة «داعش» جويًا عبر الطائرات في سوريا، مثلا، بينما يواصل الأسد قصف السوريين بالبراميل المتفجرة، أو أن يترك حزب الله يصول ويجول مع الميليشيات الشيعية الأخرى في سوريا. فهذا أمر لا يستقيم، خصوصًا وأن محاربة الإرهاب تستلزم كسب القلوب والعقول، وهذا ما لن يتم طالما أن هناك إرهابًا مسكوتًا عنه، وهو إرهاب الأسد.

ولذا فإن البيان الأميركي، وقبله التصريح السعودي، حول ضرورة إتمام الانتقال السياسي في سوريا دون الأسد نفسه، مهم، لكنه غير كاف؛ حيث لا توجد أفعال حقيقية على الأرض إلى اللحظة تجعل الإيرانيين، أو الروس، يستشعرون خطورة مصالحهم هناك، أو في المنطقة. صحيح أن الأسد لا يسيطر على أراض كافية في سوريا، وأنه يخسر، وكذلك حلفاؤه من حزب الله، لكن للآن لا يستشعر الأسد خطورة الأوضاع في دمشق تحديدًا، وما لم يكن هناك عمل جاد في دمشق فإن التعنت الروسي سيستمر، والتجاهل الإيراني سيطول، وحالة الإنكار ستكون مستمرة لدى مجرم دمشق. فطالما أن العاصمة السورية بعيدة عن العمل النوعي فلا شيء جديدًا سيتحقق الآن.. هذا ما يجب أن يعيه الجميع، وخصوصًا الثوار السوريين، فالحل في دمشق، وليس على الأطراف الحدودية، ولا من خلال التصريحات السياسية. ملخص القول هو أنه إذا قلق الأسد في دمشق سيفيق حلفاؤه في كل مكان، وسيأتون مهرولين بحثًا عن حل، ودون الأسد نفسه.

 

أين الخطأ؟

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/29 آب/15

"أين الخطأ؟ تصحيح مفاهيم ونظرة تجديد"، عنوان كبير لأبرز كتب المفكّر اللبناني العربي الحداثي عبدالله العلايلي، أستعيره بتصرّف واعتذار هنا، محاولاً إسقاط شيء من طليعيّته ورؤيويّته على واقعنا المأزوم والدائر على نفسه في حلقة مفرغة. السلطة السياسيّة عندنا في أزمة، رئاسةً وحكومةً ومجلساً ومؤسّسات، والبعض يقول النظام في أزمة. الأحزاب في أزمة، بين طائفيّتها وانغلاقها وآليات توريثها واحتباس ديمقراطيّتها. المرجعيّات الروحيّة في أزمة، بين صراعاتها البينيّة وعجزها عن تخطيط مسار إنقاذي للوطن والناس. المجتمع المدني وتشكيلاته في أزمة، بين سلامة النيّات والمقاصد وفوضى جداول الأهداف وخروق الاستغلال والتوظيف. والأخلاق السياسيّة في أزمة، بين خطاب النعرات والشعارات المبتذلة والتحريض المذهبي والجهوي والمناطقي والمصالحي الضيّق. وقد بلغت هذه الأزمات المتداخلة ذروتها في الآونة الأخيرة، واتضح تلاطمها وتصادمها بين مجلس الوزراء وساحات التظاهر والأحزاب، وداخل المجلس والساحات والأحزاب: مشهد سوريالي من التناقضات والخبط العشوائي، لا يُطلّ على مخرج ولا يَعِد بحلول. ولأنّ الدُوار السياسي والوطني بلغ حالة صعبة، ويكاد يتحوّل إلى نوع من دوران الدراويش في الفراغ المطلق، يتوجّب على الذين ما زالوا خارج هذا الدوار، وما زالت رؤوسهم باردة نسبيّاً، أن يسْعَوا إلى فرز الخطأ عن الصواب في كلّ ما يجري، ويعملوا على تصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح.

والاتجاه الصحيح ليس وجهة نظر، وليس للخلاص والإنقاذ ألف طريق، وليست الحلول حفلة تنظير ومناقشات سياسيّة لا تنتهي.

الشارع يتحرّك، والناس تريد حلاًّ لألف مشكلة ومشكلة. فمن أين نبدأ وما هي خريطة الطريق؟ ما عايناه من مطالب وشعارات وأهداف في اعتصامات بيروت والمناطق، كلّه صحيح ومشروع، ولكن ليس كلّه ممكناً، والسياسة فنّ الممكن لا المستحيل. والمطلوب هو النزول عن سلّم الأوهام إلى أرض الواقع. فلا إسقاط الحكومة هو الحلّ، ولا إسقاط النظام شعار واقعي يستبطن نظاماً بديلاً واضح المعالم، ولا سَوْق ما يسمّى بـ"الطبقة السياسيّة" بعصا واحدة طرح ناضج. فإذا سقطت الحكومة، إلى من يتوجّه المتظاهرون؟ إلى مجلس النوّاب؟ حسناً. وإذا سقط مجلس النوّاب، وهو ساقط عمليّاً، فإلى أين يتّجهون، وماذا بعد ذلك؟ إلى انتخابات نيابيّة؟ وفق أيّ قانون ومن يضعه ومن ينفّذه؟ المطالبون بإجراء انتخابات نيابيّة الآن وقبل انتخاب رئيس للجمهوريّة، أو انتخابه من الشعب، لا يدرون ماذا يفعلون. ليس أمامهم إذذاك وأمام لبنان سوى حال فوضى عارمة، فهل هذا ما يطمحون إليه على قاعدة "الثورات البالية" القائلة بأنّ أيّ بناء بعد الفوضى والفراغ، ولو كان متداعياً ومتخلّفاً، أمر جيّد؟ هذه الحال جرّبتها العقائد الستالينيّة الموميائيّة، وعرفنا نتائجها المدمّرة. واليوم تحاول بقايا هذه العقائد وفلولها أن تركب موجة الغضب الشعبي لتعيد التاريخ الأسود "كمهزلة" هذه المرّة. وقد رأيناها تتسلّل برموزها المتحجّرة، بين المعتصمين، لتصطاد في المياه العكرة.

والأشدّ سوءًا وخطراً أن يركب حزب ديني مذهبي عسكري حديدي موجة التظاهر النقي ويأخذها بسلاح "أيّاره وقمصانه" إلى ما هو نقيض أيّ مجتمع مدني وأيّ حريّة وإصلاح وتجديد وتغيير. المسألة هي هنا، منع هولاء وأولئك من استثمار الحراك الشعبي المدني، وحسناً فعل البعض الواعي من قياداته في منع الأحزاب من تحويل الأهداف واصطيادها، وكانت الثمرة الأولى نبذ مشاركة عون. وليس من باب التوظيف السياسي أن ندعو هؤلاء إلى ترشيد عناوين حراكهم وتصويبها نحو وضع الانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية كأولويّة في أهدافهم، لأنّه يشكّل الممرّ الإلزامي للحلول التي ينشدون. وما سوى ذلك تضييع للجهود وتسييبها أمام الانقلابيّين المتربّصين بلبنان واللبنانيّين شرّاً. ولا نبالغ إذا نصحناهم باستلهام روح الحراك التاريخي النموذجي الناجح الذي جرى قبل 10 سنوات ونصف في ساحة الحريّة التي يعودون إليها اليوم. ويجب ألاّ يخجلوا بالنسج على منواله، لأنّه كان رائداً في مدنيّته وسلميّته وحضاريّته، وفي عبوره الطوائف والأحزاب والمناطق، وحقّق نجاحاً مميّزاً في تحقيق أهدافه الوطنيّة النبيلة، وخصوصاً تحرير لبنان من النظام السوري وتكريس المصالحة الوطنيّة وفتح باب العدالة.

وليس خافياً أنّ عدداً كبيراً من ناشطي الحراك الراهن كانوا في ساحات 14 آذار ومن صنّاع وهجها. وإذا خيّبت الأخطاء والتراخيات آمالهم، فهم يُعيدون صياغة هذه الآمال ولو تحت أسماء وعناوين جديدة. إنّ فيهم الكثير من روحها وثقافتها ووسائلها.

بعض الوعي والتبصّر مطلوب لإعادة ترتيب الأولويّات قبل أن يبتلعها المتربّصون. والمهم تحديد "أين الخطأ".. لبلوغ الصواب.

 

انقسام المحور الإيراني يهدد مستقبل حزب الله

ميدل إيست بريفنج/29 آب/15

أن نفترض أنّ تنظيم أو كيان سياسي ما يمكن أن يمر بفترة من الاضطراب الشديد في بيئته دون أن يعاني من تداعيات داخلية هو أن نفترض أنّ هذا التنظيم أو الكيان مصنوع من المعدن وليس من أناس يعيشون في حياة حقيقية. وبالطبع، حزب الله ليس استثناء. ومع ذلك، ونظرًا لسرية هذه الجماعة، نادرًا ما توجد أدلة دامغة تدعم هذا الافتراض. لذلك؛ فالحاجة المُلحة إلى وجود فكرة عن مدى تأثير الاضطرابات المستمرة في سوريا والشرق الأوسط داخل حزب الله يجب أن تكون قائمة على معلومات وعمل تحليلي مكثف لربط النقاط ببعضها.

بطبيعة الحال، يمر حزب الله بفترة تحوّل، ويرجع حماس زعيمه حسن نصر الله في دعم بشار الأسد إلى حسابات استراتيجية معقدة. ولكن هذا الدعم جاء بتكلفة باهظة الثمن. من الناحية العسكرية، عانى حزب الله من ارتفاع عدد الضحايا في سوريا حتى الآن. ومن الناحية السياسية، من خلال المشاركة في الحرب الأهلية السورية، كان على الحزب ارتداء قناع سياسي غير طائفي في منطقة يجري تقسيمها بشكل متزايد على أسس طائفية.

ما يظهر في هذه البيئة الجديدة مع ديناميكياتها المختلفة تمامًا عن الوضع السابق، هو مجموعة من التحديات التي تواجه حزب الله.

التحدي الأول هو القدرة على الحفاظ على تعزيز القاعدة الشعبية للحزب، في حين تتلقى القرى الشيعية في جنوب لبنان صناديق تحتوي على جثث أبنائهم الذين يُقتلون في سوريا بشكل يومي.

والتحدي الثاني هو التحول السياسي في لحظات تناقض الأهداف بين رعاة الحزب الإقليميين، طهران ودمشق.

والتحدي الثالث هو خوض معركة قوية في أرض غير مألوفة مع عدم وجود علاقة مباشرة بسكّانها.

والتحدي الرابع هو بناء علاقات عملية خالية من الاحتكاك مع ضباط جيش الأسد والقادة في الميدان، في حين أن كل طرف لديه وجهة نظر وعلاقات مختلفة لبيئة العمليات.

والتحدي الخامس هو الحفاظ على جاهزية الحزب والانضباط التنظيمي الصارم، على الرغم من مشاركته في سوريا من أجل قدرته على الرد على أي هجوم إسرائيلي مفاجئ في حالة ما إذا قرر الجيش الإسرائيلي تسوية حساباته في جنوب لبنان.

والتحدي الأخير هو إيجاد الغطاء السياسي المناسب لتورطه في الحرب السرية، في حين أنّ الجميع يحاول الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الخط التقليدي للدعاية المعادية لإسرائيل والقومية والنهج غير الطائفي.

وكما هو متوقع، واجه حزب الله العديد من المشاكل في كل هذه الجبهات دون استثناء. كان التحدي الوحيد الذي قوبل بنجاح وبشكل كامل هو استبدال المعدات العسكرية المستخدمة في سوريا. تمّ حل هذه المشكلة من خلال الأسد وإيران وتوافر المعدات العسكرية في سوريا. كما تم مواجهة كافة التحديات الأخرى مع مزيج متفاوت من النجاح والفشل.

النقطة المركزية هنا هي الكشف عن الاتجاه السائد في عملية التحوّل التي تحدث في هذا التنظيم السياسي نتيجة التحول في مهمته الأساسية، ومبادئه الخاصة، وبيئته التي يعمل فيها، وموقفه الإقليمي.

تأسس حزب الله لخوض حرب عصابات في بيئته الطبيعية الخاصة بمساعدة خطاب إعلامي قوي معادٍ لإسرائيل. لا شيء من هذا يمكن العثور عليه في سوريا. ولا يمكن استخدام الخطابات المعادية لإسرائيل في حرب يقاتل فيها نظام عربي شعبه، إلى جانب جماعات انتحارية تساعدها دول عربية أخرى. إسرائيل ليست هناك لإعطاء الحزب الفرصة للحفاظ على هذه الخطابات الموحِدة.

تقارير الاستياء بين الشيعة في جنوب لبنان ليست جديدة؛ إذ تحدثت أمهات المقاتلين الذين قُتلوا في سوريا مع موجة من الانتقادات لزعيم حزب الله حسن نصر الله، إلى جانب التشكيك في حكمة التضحية بأرواح المقاتلين في حرب تندلع في منطقة شيعية بجنوب لبنان على النقيض من مبررات الحزب نفسه.

وفي حين تمكّن نصر الله وكبار مساعديه من احتواء هذه الانتقادات، لكنه أصبح من الصعب إسكاتها نظرًا لتزايد عدد الضحايا بين أعضاء الحزب. وعلاوة على ذلك، كان من الطبيعي أنّ ينعكس هذا السخط داخل الحزب في البيئة المستضيفة.

شاهدنا الخلافات الدامية القديمة تعود مرة أخرى، والشكوك حول مستقبل الحزب ظهرت من جديد، وسياسات نصر الله التي كانت تحظى باحترام كبير في السابق انحدرت إلى الأرض وباتت خاضعة للنقد. لقد شجّعت هذه البيئة العامة المنافسة القديمة على المناصب القيادية لتطفو على السطح مرة أخرى، وغذت الخلافات السابقة بين مختلف الفصائل داخل الحزب. وأسفرت النتائج المترتبة على هذه الدلالات الناشئة من التوتر الداخلي، بالإضافة إلى الأزمة الإقليمية التي تتحرك بسرعة كبيرة، وزيادة المطالب في ميادين القتال في سوريا والخوف من خصوم الحزب السياسيين في لبنان، إلى درجة من الفوضى في جهاز الأمن الداخلي للحزب، والذي يمثل عموده الفقري.

أظهر هذا الجهاز الأمني بوادر الطائفية لبعض الوقت. يمتلك جهاز مخابرات الأسد الكثير من النفوذ داخل الجهاز الأمني لحزب الله بينما يتبع باقي الأعضاء تعليمات الحرس الثوري الإيراني. لذلك؛ تمركز الذين عملوا مع دمشق في مركز القيادة الأمنية لحزب الله التي تقع في مدينة سفير، بينما تمحور الجناح الإيراني في حارة حريك. هذا تقسيم تقريبي وعام؛ حيث يوجد في كل مجموعة عددًا لا بأس به من المجموعة الأخرى. ولكن كل مركز أمني يمتلك نهجًا مميزًا ومختلفًا عن الآخر. وفي حين بدأت المنافسة من الاحتكاكات الشخصية بين الفصائل، كما هو الحال دائمًا، إلّا أنّها وصلت إلى مبررات سياسية ذاتية أكثر تماسكًا خاصة مع تصاعد الضغوط الخارجية باطراد.

يعمل الفصيلان معًا طالما أنّ أهداف الأسد وطهران متطابقة. كما تمّ تجاوز النزاعات والخلافات الشخصية في بداية الحرب الأهلية في سوريا. ولكنّ الآن، ومع ظهور بعض الاختلافات بين دمشق وطهران، وتحت مطرقة البيئة المتغيرة في سوريا، ظهر المزيد من الاحتكاك بين الفصيلين على أسس أكثر تواترًا من أي وقت مضى.

يشعر الحرس الثوري الإيراني بالقلق على نفوذه في منطقة الشرق الأوسط والاحتمالات المستقبلية للاختلاف بين أهدافه الخاصة وأهداف الأسد، ومن ثم أرسل مجموعة مكّونة من 200 منسق ومفتش لجنوب لبنان في شهر فبراير الماضي. وأجرى 'التحقيقات” مع أتباعه في حارة حرك، وبعد فترة وجيزة، بدأ أنصار الأسد يشعرون بخطورة الموقف، وبدأت تقارير العديد من التحقيقات التي أجراها فريق الحرس الثوري تطفو على السطح.

كانت هناك 'أدلة” عن سرقة الأموال، ومبيعات الأسلحة لتحقيق أرباح خاصة، وتأخير في دفع الرواتب والبدلات، والفشل في الحفاظ على أسرار الحزب داخل قنوات الاتصال المعتادة، والمحسوبية الشخصية. وبدأت هذه التسريبات في الانتشار.

لم يتم فهم سوء إدارة الأموال والتراخي في الأمن في سياق التحول المحيط بالحزب والتغيير العميق في مهمته. وكانت تستخدم هذه الأمور لتصفية الحسابات الشخصية والسياسية.

في المناقشات التي جرت مؤخرًا داخل الجهاز الأمني لحزب الله، أُلقي اللوم على رئيس الجهاز الأمن، وفيق صفا، لتهاونه في تطبيق البروتوكولات التنظيمية والفشل في الكشف عن التآكل التراكمي في الانضباط الداخلي. وجاءت هذه الانتقادات وسط موجة من اللوم الموجهة ضد سوء تعامل الأسد مع الأزمة في بلاده، وسوء إدارة قواته العسكرية، الأمر الذي كلّف حزب الله عددًا كبيرًا من الضحايا ووضع مستقبل الحزب في خطر شديد.

ردّت الفصائل الموالية للأسد من خلال إلقاء اللوم على طهران لاستفزاز الدول العربية لدرجة أنّ العرب باتوا عازمين الآن على قطع رأس الرئيس السوري، ليس بسببه، ولكن بسبب علاقاته مع إيران.

على الصعيد السياسي داخل حزب الله، هناك ما يقرب من ثلاثة فصائل: 'الفصيل الإيراني”، و 'الفصيل السوري” و 'الفصيل المعتدل”. الفجوة بين الثلاثة فصائل آخذة في الاتساع مع الضغط المتزايد جرّاء تطورات الوضع في المنطقة. يعتقد الفصيل المعتدل أنّ الشيعة في لبنان كان يجب أن يحددوا دورهم الصارم في جنوب لبنان، وتجنب أي تورط في المعركة ضد أهل السُنة في سوريا؛ لأنّ هذا يهدد التعايش مع السُنة في لبنان، والتركيز فقط على حماية مناطقهم داخل البلاد.

هذا الرأي 'المعتدل” يتصادم مع الحرس الثوري لأنه يعكس طريقة مختلفة للنظر في هدف حزب الله. في حين أن الشيعة من اللبنانيين يرون الحزب كدرع ضد كل من إسرائيل وأي ظلم طائفي، تنظر طهران إلى حزب الله باعتباره أداتها الاستراتيجية الخاصة في لعبة إقليمية كبيرة. هذا الاختلاف في النظر إلى حزب الله، كان ولا يزال قائمًا في جنوب لبنان. في الواقع، يمثل هذا الاختلاف تحديًا كبيرًا لــ حسن نصر الله في الوقت الحاضر.

ويحاول نصر الله تحقيق التوازن بين موقفه ويضع نفسه في مكان لا يسيء فيه لأي فصيل من الثلاثة فصائل داخل الحزب. ومع ذلك، ونظرًا لشدة الأزمة السورية ووتيرتها المتسارعة، وكذلك بسبب الخلافات الناشئة بين الأسد الضعيف وإيران المهيمنة، أصبح من الصعب على زعيم حزب الله الحفاظ على قبضته على الصراعات التي تختمر بين أعضاء الحزب أنفسهم وبين بيئتهم الاجتماعية.

في خطابه الأخير، على سبيل المثال، تجنب نصر الله تكراره المعتاد للدعم المطلق للأسد. ويرجع هذا التجنب الاستثنائي للعبارات المبتذلة والمتكررة إلى الطائفية الداخلية وتزايد الاحتكاك الداخلي. يرى الأسد أنّ طهران تركز فقط على الحفاظ على جزء من سوريا مقسّم كأولوية قصوى تخدم مصالحها. الحفاظ على النظام أو أمة غير موحدة لا يهم الحرس الثوري؛ لأنّ هذه الأهداف لا ترتبط مباشرة بالأجندة الاستراتيجية لإيران.

في ظل اندفاع طهران للحصول على ما يهم ضمن استراتيجيتها الإقليمية، يدعم نائب نصر الله، الشيخ نعيم قاسم، المنافس الرئيس له. 'الخطيئة” الرئيسة التي ارتكبها نصر الله، كما يرى قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، هي أنه شكّك في صلاحية إجبار حزب الله على لعب دور طائفي أكثر وضوحًا.

وفي الآونة الأخيرة، دفع قاسم دعمه الذاتي إلى آفاق بعيدة عندما نشر الكتاب الذي وصف فيه الراحل آية الله الخميني باسم 'القائد التاريخي الذي أنقذ الإسلام من الزوال”. كما أثنى الحرس الثوري الإيراني على هذا الكتاب. ومن ناحية أخرى، لا يشعر نصر الله بالراحة مع فكرة تشريح سوريا ويشكك في حسابات طهران التي ترى أنه من خلال تقسيم سوريا، يمكن خدمة خطط طهران الإقليمية. ويعتقد زعيم الحزب أنّ الهوية الطائفية المعلنة لحزب الله ستؤثر سلبًا على الحزب والمجتمع الشيعي في لبنان وتحد من دوره هناك.

ظهرت مشاكل إضافية بين نصر الله وقاسم حول قائمة التعيينات الداخلية للحزب. يسرب الإيرانيون أسماء يُزعم أنها شاركت في أعمال فساد من أجل التلاعب بمسار النقاش الداخلي، وتعيين رجالهم، وتمهيد الطريق لصعود قاسم.

في حين أنّ الطائفية ستعبر عن نفسها في نهاية المطاف في العديد من القصص الصغيرة والخلافات الشخصية، لكن ينبغي دائمًا النظر إلى جوهر المشكلة داخل حزب الله الآن في سياق سياسي سليم. بعد الاتفاق النووي الإيراني، شعر أنصار الحرس الثوري الإيراني الذين يعملون في الشرق الأوسط بالقلق من نجاح الولايات المتحدة في تشكيل سياسات طهران الإقليمية على حسابهم. ومن ناحية أخرى، شعر أتباع الأسد بالقلق من أن طهران ستقايض رئاسة الأسد مقابل قبضة أكثر حزمًا في جنوب لبنان والمناطق المجاورة لها في سوريا.

أوجه التشابه بين العراق وسوريا، من حيث دور الحرس الثوري الإيراني في البلدين، واضحة للغاية. الحرس الثوري الإيراني لديه أمر محدد في تورطه في الشرق الأوسط. هذا الأمر يأتي في المرتبة الثانية في أولويات وحسابات إيران المحلية، في حين أنّ الأولوية الأولى لطهران هي تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

والحُجة التي يكثر استخدامها من قِبل عناصر الحرس الثوري الإيراني هي أنّ الثورة الإسلامية في إيران باتت معرضة للخطر، وتواجه تهديدًا وجوديًا من الأعداء في كل مكان. ونتيجة لذلك؛ ليس ثمة مجال للمعادلات السياسية الجيدة في مثل هذه المعركة الوجودية.

ينظر نصر الله إلى المسألة من زاوية متعلقة بمستقبل حزب الله على الساحة اللبنانية. ومن الواضح الآن، على سبيل المثال، أن الجماعات السياسية الشيعية الأخرى ظهرت مجددًا في لبنان، مثل حركة أمل، كجماعات 'مصححة” لأخطاء حزب الله.

ومع ذلك، فإنّ زعيم حزب الله بدا عاجزًا عن الإمساك بزمام الأمور.

 

لن نستسلم

عقل العويط/النهار/29 آب 2015

ليس من دلالةٍ على الحال المزرية التي آل إليها الوضع في لبنان، أكثر من هاتين الدلاتين: مشهد المدنيين مساءي السبت والأحد الفائتَين بين براثن القوى السياسية والمخابراتية والأمنية، ولوحة اميل منعم الماثلة على هذه الصفحة. أكتب هذا المقال، وأنا، بين حين وآخر، أضع رأسي بين يديَّ، متجنّباً البكاء على لبنان. لكن البكاء ليس عيباً، كما يحلو لبعض الذكوريين والبطريركيين والإرهابيين والإلغائيين ومُصادري إرادات الناس، وقاتلي الرأي العام، أن يتندر. كلّ مَن يتندّر، إنما يشارك بالفعل والقول والتفكير، في الجريمة النكراء التي تُرتكَب يومياً، منذ عقود، في حقّ لبنان، وحقّ أبنائه العزّل، وقد بلغت الآن ذروتها، وتكاد تحقق مبتغاها اللئيم. أحياناً تصل النفوس إلى قعر الألم الذي ليس تحته من قعر، فتفقد القدرة على التحمّل، وعلى مواصلة إيهام الناس بالأمل. لا يجوز أن نوهم أحداً بشيء مستحيل، أو شبه مستحيل. لا يجوز أن نكذب، ولا أن نكابر، حيث تصبح المكابرة نوعاً من المؤامرة، ونوعاً من الاشتراك المعنوي في الجريمة. أُنصِتُ، من حيث أنا، إلى الأمّ التي فقدت ابنها، وهي تدقّ بكلتا يديها على باب المقبرة، حيث ووري ابنها الشاب. حتى لأظنني، أنا نفسي، ذلك الابن المقيم داخل جدران القبر. استيقظتُ مبكراً هذا الصباح، وقررتُ أن أنسى الليل الذي أمضيتُه مبحلق العينين. قلتُ لنفسي أقطف شجرات التين الأربع التي في البستان، لأخفّف عنها وجع الأمومة التي ييبس أطفالها على صدرها، وهي لا تستطيع أن تأتيهم بالحليب. لبنان يحترق، وأنا لا أستطيع أن أفعل له شيئاً. عجباً! كيف يمكنني أن أواصل العيش، كما لو أن شيئاً لم يكن؟! أهرب إلى الكتب، لأجلس في رحابها. إلى درجة أن بيتي الذي يحوي ثلاث غرفٍ للنوم، قد اخترتُ لنومي فيه غرفة المكتبة، من أجل أن أحتمي بعطور الكتب، بغبار ليلها، وبهلوساتها وظنونها. قرأتُ كتاباً صادراً للتوّ. لكن ماذا ينفع أن أقرأ هذا الكتاب، أو غيره؟ بل أيّ معنىً لي شخصياً، أنا الذي أمضيتُ فتوّتي الجامعية، وشبابي، وأهرقتُ الكثير من كتاباتي، في الكفاح من أجل مجتمع مدني علماني ديموقراطي، إذا كنتُ لا أستطيع أن أزرع وردةً وحيدة فوق هذا الركام الفجائعي؟! ليست المرة الأولى أُعلن فيها مثل هذا الموقف "الواقعي"، "اليائس"، أو "الجبان". أعترف أننا لن نستطيع في اللحظة الراهنة الانتصار على هؤلاء الشركاء في المقتلة الوطنية. إشهار مسألة "الدولة الفاشلة"، أو "الدولة المارقة"، والعمل على استصدار قرارٍ في شأنها من مجلس الأمن الدولي فوراً، والآن، هو "الحلّ" الأقلّ إضراراً بكينونة لبنان، وحياة الناس، ومصائرهم، وكراماتهم، وهو الأكثر ملامسةً للحقيقة، ولواقع الأمور. المحرقة الجماعية أفضل من هذا العيش. هؤلاء الشابات والشباب الذين يعشقون بلادهم، ويطالبون برفع الحجر المأتمي عن قلبها، كيف نتركهم ونترك بلادهم طعماً لكلاب الدهر؟! كيف يحقّ لنا أن نسمح بعد الآن، لهذه الطبقة السياسية – الطائفية بأن تعيث فساداً، وتمعن نهشاً، وتتلذّذ برؤية لبنان القتيل في حشرجاته الأخيرة؟! اسمحوا لي أيها القرّاء، بهذا القدر من الكتابة. ليس في متناولي أيّ حلّ. لا أريد أن أبكي. ولن أستسلم!

 

سياسيّو لبنان: فشل الوطن

أنطوان ي. يمين/النهار/28 آب 2015

أمراء الحروب في الأمس هم أنفسهم يتربعون اليوم على عروش الديموقراطية. أنها شريعة الغاب: الحكم للأقوى. من حسنات الديموقراطية أنها تساعد المواطنين على التخلص من الاقطاعيين والديكتاتوريين وتأتي الى الحكم بطبقة سياسية مثقفة وصادقة تخدم مصلحة الشعب ولا تفرض سلطتها عليه بالقوة. إلا في لبنان! فالشعب اللبناني ما زال خائفاً من ممارسة حقه الديموقراطي. فلقمة عيشه ووظيفته وحاجته في الاستشفاء مربوطة بالسياسيين. وفي لحظة تمرد صغيرة يصبح المواطن بلا وظيفة ويمشي في طريق الجوع. خلال الحرب أقنعنا السياسيون بأن أيديهم كانت مكبّلة عن الانماء لأسباب اقليمية ودولية وغيرها. ولكن بعد انتهاء الحرب واستتباب الأمن اكتشفنا أن السياسيين أنفسهم يقودوننا الى التدهور الكلي يوماً بعد آخر. فلا مياهنا صالحة للشرب، ولا بحرنا صالح للسباحة، ولا كهرباء، والاقتصاد في الحضيض والهجرة في تزايد وشبابنا يرحلون. وأخيراً وليس آخراً كميات القمامة المتروكة في الشوارع ليختنق بها المواطن ويتسمم ولتقضي على ما تبقى من السياحة. أيها المواطن أرجوك! وقفة ضمير فقط! وقفة ضمير مع نفسك ومع أهلك وأبنائك. لا تقل إن زعيمك حارب سوريا أو إسرائيل أو أميركا أو روسيا وهو وحده البطولة وهو وحده الشرف. أيها المواطن عليك أن تعترف أمام الله والناس أن سياسيينا أنفسهم هم الفساد وهم الفشل الاداري والحكومي. كل ما يهمهم هو حصتهم من قطعة الجبن. كل ما يشغل أوقاتهم هي المراكز التي يصبون اليها أو يريدون المحافظة عليها مهما كان الثمن. كل ما يريدون هو أن يكبر حجمهم أو نفوذهم أو جيوبهم أو أحزابهم على حساب الآخرين. أخي المواطن، زعيمك الذي تحبه الى حد التأليه هو سبب سقوطك وفقرك. افتح عينيك، أرفعهما عن التراب وأنظر الى فوق، الى السماء، الى النور. أنظر الى مستقبلك وأحلامك وبعدها قف وقفة عزّ وأمش في طريق الحقيقة التي ستحررك من عبودية الفكر المميتة فخلاصك في يدك فلا تتكل على من يظلمك بعد الآن. وإلا...

 

كي ينجح الحراك الشعبي

علي حماده /النهار/29 آب 2015

اذا كان للحراك الشعبي الذي تقوده مجموعة متنوعة من الجمعيات الاهلية والتجمعات المستقلة ان يؤدي الى تغيير فعلي في البلاد، فعلى هذا الحراك ان ينحو نحو التجمع تحت مظلة ائتلاف اهلي مدني، يقدم في الوقت الحاضر موضوع ازمة النفايات وحلها على بقية العناوين الفضفاضة التي تحفل بها الساحة. نعم، على الساحة ان تكون فضفاضة في ابتكاراتها لوسائل الاعتراض والاحتجاج والتعبير، وعليها ان تكون خلاقة لاجتذاب اللبنانيين بشكل عابر للطوائف. لكن في الغرف المغلقة والاطر التنظيمية التي لا بد من ايجادها وتطويرها، لا بد من عناوين واضحة، هادفة، والاهم ان تكون موحدة. فلا قيمة لاي حالة احتجاجية مهما كبرت وتوسعت افقيا ان لم تتحد تحت برنامج واضح وخريطة طريق للبعد المطلبي الاجتماعي. فالشعار الموحد القابل للتحقق هو المطلوب رفعه اليوم من الجميع كي يعرف الناس تمامل لماذا سينزلون اليوم الى الساحات، ولماذا سيواصلون النزول في الايام و الاسابيع القادمة. ونضيف ان اكبر خطر على الحراك الشعبي مصدره التخبط في مقاربة البعد السياسي. بمعنى آخر ان تحول الموقف ازاء المسألة السياسية (حكومة، انتخابات رئاسية ونيابية... الخ) الى سوق عكاظ على النحو الحاصل سيؤدي الى تشتت الجهد وتشتت الناس معهم. طبعا، لا يسع الحراك الشعبي المدني الذي يعكس واقعا مأزوما حقيقيا ان يستمر طويلا وبما يكفي لاحداث نقلة في البلد، اذا ما اختُرق امنياً كما حصل ليل الاحد الفائت، وفي اليوم التالي ايضاً. فإذا بقيت الساحات مشرعة وسهلة الاختراق من رعاع منظمين، سيصبح الحراك رهينة العنف في الشارع الذي لا يمكن ان يخدم فكرة النزول الى الشارع بتظاهرات سلمية متدحرجة حجما. وعلى هذا المستوى، فإن القوى الحزبية المنظمة والمؤطرة والمتكئة على عصبية طائفية حقيقية لم تتراجع كما يتوهم البعض، هي التي تستعيد المبادرة في الشارع. فحذار الشارع المنفلت، لان الانفلات يحرف الانتباه عن الازمة الاجتماعية. ثمة نقطة جوهرية لا بد من التنبه اليها، وهي ان على القوى المنظمة للحراك الشعبي الا تحيّد من يمتلك السلاح من انتقاداتهم، لان البلد لا يزال مطيفا و ممذهبا ومنقسما عاموديا، وخاضعا لمنطق الصراع الاقليمي الممتد من اليمن الى العراق وسوريا. لا تظنوا ان تظاهرة مهما كانت كبيرة اليوم ستدفن الاحقاد والانقسامات الراسخة في عمق التركيبة اللبنانية. فإن لم يكن من وضوح في الموقف رافض لمنطق الدويلة والسلاح غير الشرعي والحروب المستولدة داخليا و خارجيا، فإن "الربيع اللبناني الثاني" سيبقى مجرد حلم عابر، فلا اصلاح حقيقيا بظل دويلة فوق الدولة، وجيش فوق الجيش، وسلاح فوق القانون والتوازنات الدقيقة . على الناس ان ينزلوا الى الساحات للتعبير عن وجعهم ورفضهم للواقع السيئ، لكن لا بد من توحيد العناوين ومنع اي اختراق يحول الحراك الى مطية لاجندات اخرى. وقد قيل "ليس المهم من اين تيت، بل المهم الى اين انت ذاهب"! فلننتظر ونر!

 

اهتمام ديبلوماسي بتظاهرة اليوم واختبار للعلاقة بين المحتجّين والأمنيّين

خليل فليحان/النهار/29 آب 2015

يتهيب المسؤولون التجمع الشعبي الذي تنظمه حملة "طلعت ريحتكم" وحركة "بدنا نحاسب" اليوم في بيروت، وينطلق من وزارة الداخلية الى ساحة الشهداء. واذا كان الجميع قد أقروا بأحقية التحرك للتعبير عن مطالب الناس، فان الهاجس الامني يبقى هو المسيطر، اذ يخشى تكرار ما حصل السبت والاحد الماضيين من اشتباكات بين قوى الامن وبعض "الغوغائيين" كما سماهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي استبق موعد التظاهرة الاحتجاجية فأكد تأييد السلطة للمطالب مذكرا بأن هناك خطوطا حمراً لهذا الحراك الشعبي يجب التقيد بها.

"النهار" سألت مسؤولا بارزا عما اذا كانت مساندة الجيش لقوى مكافحة الشغب ستمنع اي احتكاكات يمكن ان تحصل، ولا سيما في ضوء التوجيهات التي اطلقها قائد الجيش العماد جان قهوجي للمتظاهرين باحترام الامن وعدم القيام باعمال شغب، فأشار الى انه قد يكون هناك عناصر مرسلة خصيصاً للصدام مع القوى العسكرية، ولا علاقة لها بمنظمي حملة "طلعت ريحتكم". ورأى "ان ما يطالب به المحتجون غير واقعي ولا يمكن تحقيقه وفقا للمعطيات الحالية، لان التجاوب مع تلك المطالب سيؤدي الى فراغ تام في المؤسسات، مثل استقالة رئيس الحكومة تمام سلام وتغيير النظام". ولفت الى المساعي التي حاول الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط القيام بها من اجل معالجة أزمة توقيع 70 مرسوماً، باستثناء وزراء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، مما ادى الى مقاطعتهم لجلسة الخميس احتجاجاً". وما يزيد الطين بلة، ان لا قوة سياسية فاعلة قادرة على وضع مخرج مقنع ينهي الوضع الشاذ في البلاد، ابتداء من الفراغ الرئاسي الذي مضى عليه اكثر من 480 يوماً، وصولا الى ملفات كثيرة عالقة ومؤجلة. وأكدت مصادر سياسية وديبلوماسية في بيروت ان استمرار الاضطراب السياسي وربما الامني يمكن ان يؤدي الى انزلاقات لا احد يعلم مداها او كيف يمكن ان تتطور. وأشار الى ان المحتجين لم يقتنعوا بما حاولت الحكومة اعطاءهم اياه لمعالجة أزمة النفايات عن طريق احياء البلديات، بل هم يطالبون منذ بدء الحملة باستقالة سلام المتحمس لذلك، لكن الضغوط الدولية والعربية والمحلية جعلته يتريث في اتخاذ هذا القرار الذي ينهي اي مرجعية للدولة اللبنانية. وقلل من أهمية ما نقلته المنسقة الخاصة للامم المتحدة الى الداخلية عن ارسال خبيرين الى بيروت للمساعدة على حل قضية النفايات، لان المسألة تستوجب اجراءات عملانية. وختم: "اليوم السبت اختبار للعلاقة بين المحتجين والقوى الامنية، فهل تمر بسلام ام تتكرر الصدامات؟".

 

حزب الله" الأميركي يطوّع لبنان

احمد عياش/النهار/29 آب 2015

لم يعد خافياً على أحد من المسؤولين أن "حزب الله" بدأ يعد لخطة العودة من الحرب السورية التي دخلت مساراً جديداً بعد الاتفاق النووي بين إيران والغرب. كما لم يعد مهما بالنسبة للحزب ما إذا كانت معارك الزبداني مثلا كانت باهظة التكلفة مما جعل ضحايا الحزب في سوريا يتجاوز حتى الآن الألفيّ قتيل بقدر ما يهمّه، بتوجيه من المرشد الإيراني، حجز موقع ثابت في السيطرة على لبنان تمتد لسنوات مقبلة. كان هناك اعتقاد أن أسبوع النفايات الاسود الذي شهده لبنان منذ السبت الماضي مجرد قضية تحرّك للمجتمع المدني الذي ضاق ذرعا بفشل المعالجة الرسمية لهذا الملف الصحي والبيئي، لكن تداعيات هذا التحرّك أمنيا فتحت الأعين على أبعاد أخرى أبرزها تحضير الارضية لتغيير على مستوى السلطة يبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق معايير تشبه تلك التي كانت تستخدم إبان السيطرة السورية على مقاليد الامور في لبنان بعد اتفاق الطائف عام 1989 ولغاية عام 2005 سنة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. يقول أحد المسؤولين إنه عند احتدام الموقف في الايام الماضية نتيجة اختلاط تحرّك المجتمع المدني بتصعيد العماد ميشال عون حكوميا ورئاسيا ظهر الموقف الاميركي في الاتصالات اللبنانية وكأنه خائف من تكرار تجربة 7 أيار عام 2008 وسيطرة الحزب على مركز القرار في بيروت تحضيرا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق صيغة لا تنتظر معها مؤتمرا في دوحة قطر أو أي بلد آخر في المنطقة. لذلك سارع السفير الاميركي ديفيد هيل الى استباق ضغط "حزب الله" تارة من خلال دعوة الحكومة الى التراخي أمنيا وطورا من خلال التجاوب مع مطلب الحزب في حجز مكان للعميد شامل روكز في قيادة الجيش من خلال ترقيته مع عدد من العمداء الى رتبة لواء. وفي سياق تهيئة الارضية لـ"حزب الله" تجاوب الرئيس نبيه بري سريعا مع طلب الحزب فأقنع الرئيس تمام سلام بتجميد إصدار مراسيم الحكومة التي صدرت من دون توقيع وزراء الحزب و"التيار الوطني الحر" تماما كما فعل الرئيس بري في أعوام الوصاية السورية فتراجع عن قانون قضائي متخطيا مبدأ "المجلس سيد نفسه". وفي موازاة ذلك كان لافتا أن يعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق أن قيادة الجيش ابتعدت عن تلبية طلب حفظ النظام في بيروت خصوصا في التظاهرة المقررة اليوم. ركوب موجة النفايات لأهداف سياسية لن يستمر طويلا. وربما يمضي "حزب الله" الى تكرار تجربة 8 آذار 2005 أو 7 أيار 2008 لكن في كلتا الحالتين لن يجد أن هناك من ييسّر له "انتصاراً إلهياً" جديداً. وإذا كانت الحكومة قد بلغت آخر المطاف كما ظهر في القرارات الاساسية التي اتخذتها أخيراً ، فإن استقالتها لم تعد أمراً مستبعداً. وما بقي هو 6 أشهر صعبة على وشك أن يواجهها لبنان.

 

إجراءات لتسوية تشتري وقتاً للحكومة إرضاء عون بلا ضمانات لوقف التعطيل

روزانا بومنصف/النهار/29 آب 2015

بدأ مسار لترميم الحكومة او ترقيعها اذا صح التعبير من اجل ان تحافظ على استمرارها في المرحلة الحاضرة في غياب اي بديل محتمل على وقع تسوية يقول سياسيون معنيون انها تفترض اعطاء العماد ميشال عون شيئا تحت وطأة استمراره في تعطيل عمل الحكومة نتيجة تضامن "حزب الله" معه الذي قال للزعماء السياسيين الذين تواصل معهم الاسبوع الماضي انه في موقع الطرف وليس وسيطا يمكن ان يطلب منه التوسط مع حليفه المسيحي حتى لو وصل الامر به النزول الى الشارع تضامنا على رغم ان الحزب رأى في تظاهرة السبت في 22 الجاري امرا مرعبا وخطيرا في البلد. الامر الوحيد الذي يشكل احراجا للحزب في سياق الازمة القائمة هو اقفال مجلس النواب باعتراض من حليفه المسيحي فيما هو يشارك حليفه الاخر رئيس مجلس النواب نبيه بري انزعاجه من اقفال المجلس الذي يعتبر في ادبيات السياسة اللبنانية تقييدا للسلطة الاشتراعية حيث الثقل السياسي للرئاسة الشيعية. ولذلك لم يوفق بسهولة في ترطيب الامور بين بري وعون.التسوية فرضها خطر الانحدار سريعاً نحو الفوضى وضغوط خارجية اميركية خصوصا ركزت على ضرورة ايجاد مخارج بتقديم تنازلات لاحياء عمل الحكومة لعجز عن الذهاب الى تأمين حصول الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور ولعدم القدرة على الاهتمام بلبنان راهنا. اجراءات التسوية لارضاء عون تسهيلاً لعمل الحكومة والتي بدأت في تجميد نشر المراسيم تمهيدا لتوقيع المعترضين عليها هي مقدمة لاجراءات اخرى بدأ الكلام عليها من بينها اعادة البحث في آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء علما ان الالية التي يطالب بها عون هي التي اعتمدت اصلا بالاتفاق بين الجميع ثم نسفها وزراء عون انفسهم نكاية بالوزير بطرس حرب قبل ان تنقلب اللعبة السياسية ضدهم مجددا فيطالبوا بالعودة الى الالية القديمة. وكذلك الامر بالنسبة الى اعتماد مخرج ترقية مجموعة من الضباط الى رتبة لواء من اجل ضمان استمرار العميد شامل روكز في المؤسسة العسكرية على رغم ما للامر من انعكاسات سلبية لجهة اختيار من يمكن ان تتم ترقيتهم والاسباب المبررة لذلك على رغم ما ينقل عن تشجيع السفير الاميركي ديفيد هيل على هذه الخطوة من اجل تنفيس الاحتقان الداخلي والمحافظة على الحكومة وان هذا الاجراء لن يؤثر في الجوهر على المؤسسة العسكرية. وتفيد معلومات ان الموافقة على ترفيع رتبة روكز يريد عون اعلانها من الرئيس سعد الحريري شخصيا نتيجة اخلاله كما يقول بوعده بتعيين روكز في الاساس قائدا جديدا للجيش – هذا الاخلال بالوعد يتذرع به "حزب الله" من اجل تبريره اصطفافه مع عون بالكامل في الازمة الاخيرة على رغم ان مبررات ذلك الاصطفاف قائمة بالتحالف الوجودي الذي قال الحزب مرارا انه يجمع بينهما -. وترقية روكز تبقي امكان تعيينه قائدا للجيش على رغم ان الاسباب المانعة لذلك لا تتصل بكفايته او مناقبيته بل بتصنيفه محسوبا على فريق ما يثير التساؤل اذا كان هذا احتمال يبقى ام لا. يضاف الى ذلك مطلب تعديل قانون الدفاع لرفع سن التقاعد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من الضباط لكي يصبح التمديد له في منصبه قانونيا ما يعطي افضلية لعون الذي يستمر في اعتبار قهوجي غير قانوني علما ان الحزب شارك في التمديد لقهوجي ايضا.

المشكلة في هذا المسار الذي بدأ يخط طريقه الى امكان فتح مجلس النواب من اجل اقرار قانون ترقية الضباط ما يخفف من غضب الرئيس بري على عون، انه لا يحمل في طياته اي ضمان بأن عمل مجلس الوزراء يمكن ان ينتظم او ان التعطيل الذي يمارس راهنا بذرائع محددة لا يعتمد تحت ذرائع مختلفة باعتباره بات اسلوب عمل معتمدا من التيار العوني خصوصا مع رئيس جديد له سيحاول اقصى جهده من اجل ان يلبس عباءة الجنرال قلبا وقالبا. فالخشية كانت دوما من ان الخضوع لمطالب التيار العوني تحت وطأة تعطيله عمل مؤسسات الدولة كما فعل بالنسبة الى تأخير تأليف حكومة بعد حكومة يمكن ان تفتح الباب امام هذا الاسلوب قاعدة لا عودة عنه. ثمة من يقول ان الوهن الذي اصاب التيار العوني في شارعه نتيجة انتخابات لم تحصل او اداء بات يثير تساؤلات يشكل عاملا اضافيا للحزب من اجل دعمه من الحزب لئلا يستفيد اي طرف مسيحي اخر من هذا الوهن او حتى الخصوم من الاطراف الاخرين. والبعض يقول ان تزكية الوزير جبران باسيل رئيسا للتيار بالطريقة التي حصلت هي جزء من استباق اي وهن محتمل واستكمال للتعويل على التحالف بين الجانبين ايا تكن التحولات. ومعلوم ان هناك وهناً كبيرا في الوسط السياسي المقابل لم يكن في الامكان اخفاؤه ايضا في الارتباك الذي حصل نتيجة تظاهرات السبت الماضي والشكوك التي اثارتها بين بعض الاطراف السياسيين على خلفية من يمكن ان يطعن بمن على رغم وجود توافق في ما بين هؤلاء الاطراف على مقاربة بعض الملفات ومن بينها عمل مجلس الوزراء ما ادى الى تبادل اتهامات ومواقف حرد وعتب لم تذلل بسهولة. الامر الذي انعكس تخبطا حصل في موضوع النفايات بين مناقصة تقر وتنقض في اليوم التالي وجدار يرفع في وسط بيروت ويزال في اليوم التالي وصولا الى اساءة تقدير في ادارة ملف احتمال نقل النفايات الى عكار.

 

الحكومة ترتاح وبري ينشط للقاء حواري يحتوي الأزمة الكل سجّل انتصاره والملفات العالقة والمراسيم سلكت طريقها

سابين عويس/النهار/29 آب 2015

ترك إعلان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تأجيل التحرك الشعبي لأسبوع وليس لساعات إنطباعاً بأن التسوية التي أنقذت الحكومة أمس من التعطيل سلكت طريقها نحو مزيد من التسويات، وأن التحرك الشعبي المقرر اليوم لحملة "طلعت ريحتكم" و"بدنا نحاسب" قد ينحصر في التعبير الشعبي بعيداً عن "المندسين"، علما أن مثل هذا الانطباع لا يزال يشكل تحديا ويطرح علامات استفهام إذا كان هذا الامر يدخل فعلا ضمن مفاعيل التسوية. لا يختلف إثنان في معرض قراءة حسابات الربح والخسارة لنتائج المعركة الحكومية الأخيرة التي خاضها رئيس الحكومة تمام سلام في وجه إعتراضات العماد عون، على أن النتيجة جاءت لمصلحة الاثنين على السواء، وأن الجميع كان رابحاً في معركة الدفاع عن الصلاحيات، وعن آلية العمل الحكومية. فرئيس الحكومة الذي رفض المس بصلاحيات الرئاسة الثالثة لجهة الدعوة الى مجلس وزراء منتج ووضع جدول اعمال ومناقشته وإقراره، نجح رغم الضغوط التي تعرض لها بهدف هز حكومته (وليس إسقاطها)، في تنفيذ وعده بعقد جلسة منتجة وبإقرار الملفات الملحة والضاغطة. ولم يتراجع عن عقد الجلسة رغم إبلاغه بمقاطعة وزراء عون و"حزب الله" لها. واقرت الجلسة البنود الملحة. فسلكت الاعتمادات طريقها الى وزارة المال لدفع الرواتب والأجور وإطعام الجيش، كما نفدت الهبات الدولية من خطر الالغاء او الشطب، وصار في إمكان وزارة المال إصدار سندات اوروبوند وإجراء عمليات الاستبدال التي تحتاج اليها بالغطاء القانوني المطلوب. في المقابل، نجح عون في تنفيذ تهديده بعدم البحث في مجلس الوزراء في أي بند قبل بت آلية العمل الحكومي. فامتنع، وإلى جانبه الوزراء من قوى 8 آذار، عن حضور الجلسة.

اما حضور وزراء "أمل" فكان ضمن سيناريو التسوية الذي يضمن "ميثاقية" الجلسة وعدم غياب مكون طائفي أساسي عنها! وساعد هذا السيناريو على إيجاد المخرج لأزمة المراسيم الموقعة من 18 وزيرا، عبر اعتماد آلية تقضي بأن كل مرسوم لا يقر في مجلس الوزراء ويحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية إلى جانب تواقيع الوزراء المختصين، يوقعه 24 وزيرا، وعادة لا تتسم مثل هذه المراسيم بطابع الاهمية، باعتبار أن الامور الاساسية تحتاج الى قرار من مجلس الوزراء. وفي هذه الحال، فإن المراسيم التي تعرض على مجلس الوزراء تقر وفق الدستور، إما بأكثرية الثلثين وإما بالنصف زائد واحد. وهذه الحال لا تستدعي تواقيع الوزراء بالوكالة عن رئيس الجمهورية على قاعدة أن الوكيل لا يتمتع بكل صلاحيات الاصيل. اما المراسيم التي يمضي عليها اكثر من اسبوعين من دون ان يردها الوزراء المعترضون بوكالتهم عن رئيس الجمهورية فتحال على النشر. في المقابل، لن يكون على وزراء عون والحزب التحفظ او ابداء الاعتراض بما انهم لم يحضروا الجلسة الاخيرة للحكومة، ويُترك لهم ان يقرروا اذا كانوا سيوقعون او لا القرارات التي اتخذت في الجلسة بغالبية 18 وزيرا كانوا حاضرين.

اما ثمن هذه التسوية، فيقضي بأن ترتاح الحكومة لفترة من الوقت قبل أن تستأنف جلساتها. وهي المدة الكفيلة بتهدئة الاجواء وترطيبها، خصوصاً ان جميع القوى السياسية محكومة بالحكومة الائتلافية وبسقف الاستقرار الداخلي حتى نضوج التفاهم الاقليمي. اما في الانتظار، فالقوى السياسية مدعوة الى التعايش مع المساكنة القسرية وتسوية الاوضاع الداخلية حفاظاً على الحد الأدنى من مظاهر الحياة الدستورية، ولا سيما بعدما فضح التعامل السياسي مع ملف النفايات كل الاطراف، وأبرز تقدم المصالح الشخصية والحسابات الخاصة على حساب المصلحة العامة. وانطلاقاً من إلحاح سلام على ضرورة تحييد مجلس الوزراء عن الخلافات السياسية ودعوته مختلف القوى الى معالجتها على طاولة الحوار وترك مجلس الوزراء لتسيير شؤون الدولة والناس، فإن هذه الدعوة قد تكون لاقت صداها عند رئيس المجلس نبيه بري الذي تلقفها، وهو يقود حالياً سلسلة مشاورات تمهيداً لدعوة القيادات الى لقاء حواري. ولا تزال هذه المشاورات في بداياتها لتلمس مدى تجاوب الاطراف السياسية مع الدعوة، خصوصاً أن ثمة محاذير تثير هواجس بعض القوى ولا بد من طمأنتها حيالها. فهل هذه المحاذير في محلها؟

 

إسقاط النظام حالياً ينهي لبنان!

أسعد حيدر/المستقبل/29 آب/15

من أعاجيب هذا الزمن الرديء ومهازله، أن اللبنانيين يريدون إسقاط النظام اللبناني، وأن معظم العرب في الدول العربية «الجريحة»، يريدون «لبننة» نظام دولهم، ليخرجهم من الحروب والصدامات التي دمرتهم ودمرت بلادهم. لا شك أن الفراغ السياسي الذي طال إلى جانب الفساد الذي تعمّق وتجذّر لدى جميع الطبقات والمرافق، والأزمات المعيشية اليومية، التي تهدد بإدخال لبنان خانة الدول الفاشلة، كل ذلك ولّد حالات من الإحباط واليأس، تسمح بالتعلق بـ»حبال الهواء»، طلباً للخروج من كل هذا الوضع الذي لم يعشه اللبنانيون حتى في عز الحرب الأهلية بكل تفاصيلها الدموية والسوداوية التي مهما كانت ضخمة وصعبة تكاد تكون «كاريكاتوراً» لما يعيشه السوريون والعراقيون واليمنيون حالياً. شعار إسقاط النظام في لبنان، ليس هو الحل. القوى المستفيدة أو التي تشكل جزءاً أساسياً منه، إلى جانب تداخل كل هذه القوى بالوجود الأجنبي المتعدد الهويات والمصالح والنفوذ، لن تسمح بذلك. ولو كانت تريد او يمكنها على السواء ذلك، لوجدت أو شاركت في صياغة الحل الذي يخرج لبنان من حالة الفراغ والعجز عن إيجاد حل لمشكلة مثل «الزبالة» وقبلها الكهرباء والماء.

القوى الوحيدة التي تريد الحل هي القوى المدنية التي لم تدخل «طاحونة» النظام ولم تصبح بعد «برغياً» في آلته. لكن المشكلة أن هذه القوى ما زالت «وليدة» لم تتشكل بعد ولا تملك ما يجعلها تقف وتواجه من دون أن تخترق وتحترق.

هل يعني كل ذلك إعلان وفاة مبرمجة للبنان على وقع القضاء والقدر؟ من الواضح حتى الآن، أن لا احد يريد من القوى اللبنانية الأساسية بما فيها «حزب الله» وفاة لبنان، كذلك القوى الإقليمية والدولية تعمل منذ عشر سنوات، وباندفاع وقوة أكبر منذ أربع سنوات على منع «اغتيال» لبنان عبر دفعه إلى داخل «دوائر النار» الكامنة والمشتعلة. لكن بين منع لبنان من الموت وإيجاد الحلول مسافة كبيرة جداً تحددها التطورات الإقليمية والدولية.

انتهى الغموض الذي يلف «طاولة المفاوضات». بعد أربعين يوماً سيوقّع الاتفاق الإيراني الأميركي ويتم اختبار الإرادات السياسية. من دون الدخول في التفاصيل لأن «الشياطين» تكمن فيها. إيران تريد بعد أن استحوذت على الوجود في أربع عواصم عربية بقوة التدخل السلبي المباشر وبالوكالة، تثبيت هذا الوجود، المشكلة في «النسب» التي ستحصل عليها سواء في سوريا او لبنان والعراق واليمن. كل شيء خاضع للمفاوضات، التي تحدد موازين القوى والنسب.

سوريا ارض مفتوحة على الصراعات الدموية. من المبكر جداً الكلام فيها عن حل، خصوصاً وان إيران تعتبر سوريا جزءاً من وجودها الاستراتيجي في المنطقة. من الصعب جداً ان لم يكن مستحيلاً ان يصاغ الحل في عهد اوباما الذي لا شك سيكون سعيداً جداً اذا حصل ذلك. معنى هذا ان سوريا معلقة إلى ما بعد ربيع 2017. لبنان هو المعني مباشرة بالخروج من الفراغ في ربيع 2016 في اقصى الحالات، حتى لا يبقى معلقاً بذيل الحل السوري. اسقاط النظام في لبنان ينهي حالياً لبنان. «المؤتمر التأسيسي« لن يقوم ولو ارادته جميع القوى لأن الأساس اتفاق إيران والسعودية من هكذا تشكّل جديد للبنان. باختصار دائماً يعود «القطار» إلى «المحطة» الأولى. السعودية حمت في اليمن حدودها الاستراتيجية وقدمت للعالم «هدية» كبرى هي ابقاء «باب المندب» «باباً» لا تملك إيران ولا غيرها «مفتاحه». «باب المندب» «باب« لكل الدول الكبرى والمتوسطة. مثل هذه «الملكية» تبقى كما هي او تشعل حرباً كونية!. إيران اخذت حقوقها في الملكية النووية. يمكنها ان تقدم «هدية» للعرب وللعالم في تسريع اخراج لبنان من الفراغ وتثبت بذلك انها انتقلت فعلاً من حالة التدخل السلبي إلى حالة التدخل الايجابي. من الأفضل ان يتم ذلك سريعاً لان إيران ايضاً امام استحقاقات داخلية مهمة وحساسة قد تنتج انتقالاً نهائياً إلى حالة الدولة.

 

مقتل رجل «داعش» الثاني: عودة إلى لحظة «التوحش» البعثية

حازم الامين/الحياة/30 آب/15

وسقط ضابط سابق آخر في الجيش العراقي في غارة للتحالف الدولي على موقع لـ «داعش» في الموصل. إنه العقيد فاضل الحياري، الملقب بأبو مسلم التركماني، ووصف أيضاً بأنه الشخص الثاني في التنظيم الإرهابي. إذا أردنا استخدام تقنية الـ «هاش تاغ» تلك التي يُستعان بها اليوم في صحافة الديجيتل لمساعدة «غوغل» في البحث عن الرجل، فعلينا أن نكتب الجملة المفتاح على هذا النحو: #عقيد_داعش_عراق_ بوكة. لقد صارت هذه العبارات من المفاتيح الأساسية في البحث عن تنظيم الدولة. وإذا كان تعبيرا «داعش» و «العراق» بديهيين، فإن تعبير «عقيد» يجب التوقف عنده ملياً، كما يجب التوقف عند تعبير «بوكة»، وهو اسم السجن الذي التقى فيه ضباط الجيش العراقي السابق، وهناك انعقدت رابطة بينهم صارت لاحقاً «داعش».

أما حكاية «العقيد»، فالملاحظة تأخذنا إلى حقيقة أن معظم قادة التنظيم عقداء سابقون، وهي رتبة لم يتجاوزها أحد ممن أدرجوا في هرمية قيادة التنظيم. عقيد في المخابرات العراقية وعقيد في الحرس الجمهوري وعقيد في القوات الخاصة. كانوا عقداء في لحظة انهيار الجيش العراقي وإعلان حله في 2003. وهذا ليس صدفة على الإطلاق. فعمر العقيد في الجيش آنذاك يتراوح بين 40 و50 سنة، وكان هؤلاء في حينه القيادات الوسطية التي تتولى بث توجيهات صدام حسين وتحولاته في العقد الأخير من حكمه إلى قواعد أجهزة السلطة وإلى محيطها الاجتماعي والمذهبي والعشائري. وفي ذلك العقد عصف بعقل صدام المحاصر والمنهك، الكثير من التحولات، وتُوجت بما أطلق عليه «الحملة الإيمانية»، أي ضخ جرعة من «الاسلاموية» في «الروح البعثية» وفي «عروبة» عشائر البادية.

إذاً، قادة «داعش» من عقداء الجيش العراقي المنحل، ليسوا بعثيين بالكامل. البعث لحس بعضاً من عقولهم، لكنه لم يلتهمها كلها، ذاك أنه من المفترض أن يكون هؤلاء في ثلاثيناتهم عندما باشر صدام حسين توجيه البعث إلى الإسلام في التسعينات. ثمة شيء لم يتم الاقتراب منه حتى الآن في تفسير تنظيم «الدولة»، وهو «عروبتها»، وهذه الأخيرة ليست بناء ذهنياً وفكرياً، انما خليط مشاعر وأمزجة وأهازيج وقيم، مضافاً إليها وعي مباشر وغير مركّب بالتاريخ وبالاجتماع. يصاحب هذا كله حس أمني مؤامراتي عال وقدرة هائلة على الذهاب بالعنف إلى أقصاه. وعروبة عقداء صدام حسين التي هذه مادتها، ليست فريدة في تاريخ العروبة، ولطالما لازمها العنف أينما حلت. انقلابات سورية في الخمسينات، ووصول البعث إلى السلطة في العراق عبر سلسلة من عمليات السحل نموذجان عنها، ولا تخلو العروبة الناصرية في تجربتها المصرية من جرعات عنف، وإن كانت أقل عنفاً ومشهدية.

لكن مسرح «العروبة» الذي يتحرك عليه «داعش» أكثر نموذجية في تظهير علاقة التنظيم الإرهابي بقيم العروبة. الأمر بدأ بوجدان بعثي مستقر على بنية عصبوية عشائرية ومذهبية، تم شحنه بعد هزيمة صدام في الكويت بجرعة من الإسلاموية، ثم ألحقت به هزائم متتالية دفعت بميول المؤامرة الأصلية فيه إلى منتهاها. هذا هو معنى أن تكون عقيداً سابقاً في الجيش العراقي. أو هذه هي نواة «داعش». ولم تعد محاولات إشاحة النظر عن ذلك مفيدة. التعرض لـ «العروبة» عبر رد «داعش» إلى شيء فيها يستفز على الأرجح كثيرين ممن لم يهز الزمن عروبتهم. «داعش» سلفية جهادية، و «داعش» مؤامرة، و «داعش» لحظة انهيار كبرى. كل هذا قد يكون صحيحاً، لكن «داعش» نحن أيضاً. قيمنا وخبرتنا وعنفنا وأنماط علاقاتنا. وهو اقترابنا من أنفسنا التي أفسدتها «عروبة» عسكرية عشنا في ظلها عقودنا الأخيرة.

حين نفكر في «داعش» يجب دائماً العودة إلى لحظات التأسيس، وإلى جغرافيا التأسيس وسوسيولوجيا التأسيس. الصحراء المشتركة بين العراق والأردن وسورية. ضباط سابقون في حزب البعث يقودهم في البداية فتوة من صحراء شرقي الأردن، وتضخ لهم الحدود السورية العراقية آلافاً من المتطوعين. البعث ليس وحيداً في هذه الصحراء. قيم البادية مستمرة في تغذية النفوس بتصوراتها، في وقت تنهار فيه دفاعات المدن المتباعدة في صحراء هائلة.

هنا تماماً تقع لحظة الافتراق بين «السلفية الجهادية» وبين تنظيم «الدولة». الافتراق بين أبو محمد المقدسي القادم من «جهادية مسجدية» وتلميذه أبو مصعب الزرقاوي القادم من «جهادية سجنية». السجن هنا بصفته عنصراً «ثقافياً» غير غريب عن خبرات اجتماعية تنعدم فيها الحدود بين السجان والسجين. فالزرقاوي تماماً كما البغدادي كانا نزيليه وفيه تشكلت «جهاديتهما» مثلومة بوعي السجان وعنفه. نعم «داعش» مؤامرة. وهنا علينا العودة إلى وقائع التأسيس والمبايعة. فالسرية والغموض اللذان لابسا خلافة أبو بكر البغدادي يشعرانك أن «مبايعته» حدث بعثي. فنحن حيال هذا الحدث أمام انقلاب يشبه انقلابات سورية والعراق في عقدي تأسيس دولة البعث فيهما. ضباط من رتب متوسطة تولوا تصفية العوائق أمام قدوم الخليفة، وتدبير المؤامرات والوشاية بالأسلاف، إلى أن استقرت لهم «الخلافة». تقول الرواية عن الضابط العراقي السابق حجي بكر الذي قتل بالقرب من مدينة حلب السورية أن الرجل كان «قومياً» ولم يكن إسلامياً، وأنه بنى «داعش» في ريف حلب معتمداً على خبرات حصّلها في الأجهزة الأمنية العراقية. ولم يُعثر في منزله على أثر لممارسته الصلاة. الأمر نفسه تقريباً بالنسبة لأبو مسلم التركماني. عقيدة عسكرية مطعمة بأقدار متساوية من روح البعث وعنف البادية وإسلام «الحملة الايمانية» الصدامي.

واحتاج مثلث الانهيارات هذا إلى شحنة «جهادية» لكي يستقيم سلطة، فأسعفته السلفية بـ «فقه التوحش»، أي الانقضاض على المجتمع في لحظة انهياره وتوحشه. فتتشكل السلطة حينها من عنصري «الانهيار» و «التوحش». وكم يردنا ذلك، وإن على نحو أقل وضوحاً، إلى لحظات أعاد البعث فيها انقضاضه على المجتمعات المحلية.

وأن يحدث ذلك من تلقائه، أي أن تنهار مدينة و «يتوحش» الناس فيها، فهذا ما سبق أن عاينّاه في العراق في 2003 عندما انهار النظام فيه، ولكن أن تتشكل سلطة في لحظة الانهيار ومن مادته، فهنا تكمن العبقرية الشيطانية لضباط البعث.