المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 آب/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.august31.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفاتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا17/من05حتى10/لَوْ كانَ فِيكُم مِنَ الإِيْمَانِ مِقْدارُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُم تَقُولُونَ لِهذِهِ التُّوتَة: إِنْقَلِعِي، وٱنْغَرِسِي في البَحْر، فَتُطِيعُكُم

رسالة القدّيس يعقوب01/من01حتى08/كانَ أَحَدٌ مِنْكُم تَنْقُصُهُ الحِكْمَة، فَلْيَطْلُبْهَا منَ اللهِ الَّذي يُعْطِي الجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وبِغَيْرِ مِنَّة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

الإستيذ بري يبشر بالعفة وهو....!!!/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حادث جديد يطرح مسؤولية السلامة العامة مقتل فتى وإصابة فتاة في مدينة ملاهٍ بعاليه

مقتل طفل واصابة ابنة عمته بحادث في مدينة الملاهي بعاليه

سلام التقى وفد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية

الحراك الحاشد أمهل الحكومة حتى الغد لتنفيذ المطالب قبل التصعيد " طلعت ريحتكم " تُعيد عبق انتفاضة الاستقلال إلى ساحة الشهداء

من هو الإرهابي علي محمد حاتم الذي أوقفه الأمن العام؟

مصادر وزارية لبنانية تستبعد إستجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين وتوقيف مندسين بعد إصابة رجلي أمن بجروح في ساحة رياض الصلح

مصادر في “14 آذار” تذكر بري وعون بأن “الدوحة” قال بترؤس رئيس الجمهورية طاولة الحوار

محمد المشنوق: لست في وارد الإستقالة ولن أكون كيش محرقة لأحد

النائب أنطوان سعد: عون يقود المسيحيين إلى الإنتحار أو الهجرة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بري طرح مبادرة حوارية بجدول أعمال من 7 بنود: بقاء الحكومة ضرورة وطنية وللتغيير باب واحد هو باب مجلس النواب وإلا الفوضى

الحريري: نلتقي مع الرئيس بري في الدعوة إلى حوار يناقش البنود التي أوردها في خطابه

عائلة جورج الريف أحيت ذكرى أربعينه باعتصام في ساحة الشهداء ثم مسيرة إلى مكان قتله

 باسيل أكد النزول الى الشارع في 4 ايلول: لا يمكن لأحد أن يحتكر الشارع والاصلاح ولا نرضى أن يساوونا بالفاسدين

ريفي لوزير الداخلية: نظام التترا هبة أميركية وإذا كانت الشكوى هي التأخير في التنفيذ فالأمر يعود الى البيروقراطية

رعد: لن نسمح لأحد بكسر أو إقصاء حلفائنا في التيار الوطني الحر

النائب حسن فضل الله: لا لإدارة الظهر لمطالب الناس ولنعمل معا على تخفيف الأزمات والمشكلات

النائب حسين الموسوي: نؤيد الحراك شرط ان يكون بهدف مواجهة الفساد بطريقة نظيفة

 أنطوان حداد: الحراك الشعبي شكل صفعة سياسية للاحزاب

طلال المرعبي حذر من مغبة الاستمرار بتجاهل صرخة المواطنين

جنبلاط: غالبية شعارات الأمس محقة لكن تبقى دراسة آلية التنفيذ

موسى: الحوار لن يمهد لمؤتمر تأسيسي

درباس: المطالبة باستقالة وزير البيئة لن تقدم أو تؤخر

ميشال معوض: نريد حلولا وإصلاحا لا انقلابا على المناصفة والنظام

الراعي: لا يمكن تمييع مطالب التظاهرات بالطرق الكاذبة ولا انحرافها عن هدفها الأساسي

قبلان طالب المسؤولين بانتخاب رئيس: لبنان بأمس الحاجة لتعاليم الصدر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس اشاد بالاسقف السرياني الذي طوب امس في لبنان

البابا فرنسيس: مأساة النمسا “تسيء إلى الإنسانية جمعاء”

نتانياهو: استمرار برنامج ايران النووي أخطر من “داعش”

صاحب “شاحنة الموت” في النمسا لبناني عمره 50 سنة

إيران ترفض استقبال قائد أوركسترا إسرائيلي

السعودية: وفاة 11 بحريق في مبنى سكني لموظفي شركة لـ”أرامكو” وإعدام باكستانيا دين بتهريب الهيرويين

رئيس وزراء البحرين: إننا في حرب مع الإرهاب والإرهابيين

مصر: نرفض الانتقادات الخارجية الموجهة إلى أحكام القضاء أياً كان مصدرها واستدعت السفير البريطاني احتجاجاً على تصريحاته بشأن صحافيي الجزيرة

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصر الله وخريطته الجديدة/سيمون أبو فاضل/الشرق الأوسط

متظاهرات لبنانيات/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

هل يفكك المغسل الاتفاق النووي؟/مأمون فندي/الشرق الأوسط

المغسل.. فرصة لتذكير أميركا/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الجمهوريون وعقوبات جديدة ضد إيران/جوش روغين/الشرق الأوسط

تظاهرة 29 آب .../خليل حلو/فايسبوك

الصيغة التعايشية الدستورية في لبنان نموذج حياتي للأقليات وضمان لاستمرارهم!/سليم فريد الدحداح/النهار

تيارا "المستقبل" و"الوطني الحر" لم يكن ينقصهما تظاهرات/ايلي الحاج/النهار

عون يستبق القمة الروحية والتشاور بالإعلان عن خطة تعاكس المبادرات الانتخابية/اميل خوري/النهار

نجاح تظاهرة السبت فرض نفسه على جدول محادثات "المجموعة الدولية/خليل فليحان/النهار

كلن يعني كلن" عنوان المواجهة الجديدة قوة ثالثة مدنية للحقوق وإسقاط التعطيل/روزانا بومنصف/النهار

كيف ستتعامل الحكومة مع التحرّك الشعبي وهل من محاذير تعوق مبادرة بري للحوار/سابين عويس/النهار

هدير الكرامة... وبعد/نبيل بومنصف/النهار

حتى لا نضلّ الطريق: «الرئيس أولاً»/علاء بشير/المستقبل

في «سياسة» إيران/علي نون/المستقبل

حراك شعبي وكبوة «استقلالية» ومعضلة دستورية/وسام سعادة/المستقبل

هذا الشعب الوقح/غسان شربل/الحياة

العررب: خيبة أمل من روسيا... بعد أميركا/ جورج سمعان/الحياة

هل يقلب العراقيون حسابات إيران والمالكي/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا17/من05حتى10/لَوْ كانَ فِيكُم مِنَ الإِيْمَانِ مِقْدارُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُم تَقُولُونَ لِهذِهِ التُّوتَة: إِنْقَلِعِي، وٱنْغَرِسِي في البَحْر، فَتُطِيعُكُم

قالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْنَا إِيْمَانًا!». فقَالَ الرَّبّ: «لَوْ كانَ فِيكُم مِنَ الإِيْمَانِ مِقْدارُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُم تَقُولُونَ لِهذِهِ التُّوتَة: إِنْقَلِعِي، وٱنْغَرِسِي في البَحْر، فَتُطِيعُكُم! وَمَنْ مِنْكُم لَهُ عَبْدٌ يَفْلَحُ الأَرْضَ أَوْ يَرْعَى القَطِيع، إِذا عَادَ مِنَ الحَقْل، يَقُولُ لَهُ: أَسْرِعْ وٱجْلِسْ لِلطَّعَام؟ أَلا يَقُولُ لَهُ بِالأَحْرَى: أَعِدَّ لي شَيْئًا لأَتَعَشَّى، وَشُدَّ وَسْطَكَ وٱخْدُمْني حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَب، وَبَعْدَ ذلِكَ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَب. هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟ وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل»

 

رسالة القدّيس يعقوب01/من01حتى08/كانَ أَحَدٌ مِنْكُم تَنْقُصُهُ الحِكْمَة، فَلْيَطْلُبْهَا منَ اللهِ الَّذي يُعْطِي الجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وبِغَيْرِ مِنَّة

يا إِخوَتِي : مِنْ يَعْقُوب، عَبْدِ اللهِ والرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيح، إِلى الأَسْباطِ الٱثنَي عَشَرَ الَّذِينَ في الشَّتَات: سَلام! يا إِخْوَتِي، حينَ تَقَعُونَ في مِحَنٍ مُتَنَوِّعَة، إِعْتَبِرُوا ذلِكَ مِن دوَاعِي الفَرَحِ الكامِل. وٱعْلَمُوا أَنَّ ٱمْتِحَانَ إِيْمَانِكُم يُنْشِئُ الثَّبَات. وَلْيَكُنِ الثَّباتُ حافِزًا لَكُم على العَملِ الكامِل، حتَّى تَكُونُوا كامِلِين، مُتَمَّمِين، غَيرَ  اقِصِينَ في شَيء. وإِنْ كانَ أَحَدٌ مِنْكُم تَنْقُصُهُ الحِكْمَة، فَلْيَطْلُبْهَا منَ اللهِ الَّذي يُعْطِي الجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وبِغَيْرِ مِنَّة، فتُعْطَى لَهُ! وَلْيَطْلُبْهَا بإِيْمَانٍ غَيرَ مُرْتَابٍ البَتَّة، لأَنَّ المُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجَ البَحْرِ حِينَ تَضْرِبُهُ الرِّيحُ وتُهَيِّجُهُ. فلا يَحْسَبَنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ سَيَأْخُذُ مِنَ الرَّبِّ شَيْئًا.إِنَّهُ إِنْسَانٌ ذُو نَفْسَيْنِ مُتَقَلِّبٌ في جَمِيعِ طُرُقِهِ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفاتها

الإستيذ بري يبشر بالعفة وهو....!!!

الياس بجاني/30 آب/15

من استمع من الأحرار والسياديين وأصحاب الضمائر من أهلنا وبعقل منفتح على مخافة الله ويوم حسابه الأخير، من استمع من هؤلاء اليوم إلى خطاب الإستيذ نبيه بري الطروادي والاحتيالي والحربائي والأكروباتي والنفاقي بامتياز وتمعن في كل كلمة زور وخداع وكذب واستهزاء بعقول وذاكرة اللبنانيين تفوه بها بوقاحة دون خجل أو ذرة حق وحقيقة، لا بد وأن هذا المُستمع شتم وكفر وغضب وثار ولعن بصوت عال هذا الزمن الرديء والمحل والبائس الذي أوصل أمثال الرئيس نبيه بري من السياسيين المنافقين والمرائين وتجار الهيكل إلى مواقع الحكم ليتحكمون من خلالها دون رحمة أو ذرة من القيم والضمير والأحاسيس الإنسانية برقاب وأنفاس ولقمة عيش وسلم ومصير الشعب اللبناني. هذا السياسي الانتهاز والمنافق والمتلون الذي لا يخجل هو نموذج عاطل وعاطل جداً لخامة ونوعية وثقافة غالبية الطاقمين السياسي والديني في لبنان المحتل والمبتلي بأبالسة يحكمونه بالقوة والإرهاب ويتحكمون عن طريق الإرهاب والإرهابيين بكل ما هو شأن عام وخاص.

بري الطائفي والمذهبي حتى العظم يريد إلغاء الطائفية!!

بري العدو الأول والأخطر للدستور يريد المحافظة على الدستور هذا!!

بري الجشع والفاسد والمفسد ينادي بالشفافية والعفة والمحاسبة!!

بري المتربع على كرسي رئاسة مجلس النواب بقوة وسلاح محور الشر السوري-الإيراني منذ عشرات السنين ينادي بمبدأ الحريات والديموقراطية وتبادل السلطة والانتخابات الحرة!!

بري الذي عطل إقرار قانون انتخابي عادل يأخذ على الآخرين هذه الجريمة ويتبرأ منها!!

بري الأداة بيد حكام محور الشر السوري-الإيراني والمعطل لعمل المجلس النيابي يطرح مبادرات وطنية وحوارات!!

بري المفسد لكل ما هو دولة ووظائف ومواقع حكومية يتصرف وبوقاحة وكأنه قديس!!

بري المدعي أنه من أتباع الأمام موسى الصدر هو عملياً وواقعاً معاشاً وملموساً هو عدو ونقيض كل ما نادى به وعمل من أجله الإمام المغيب!!

ماذا بعد؟ فهل يُعقل أن يُصلح المخرب وهو علة وسبب كل خراب وتخريب!!

وهل يصدق أي عاقل أن الإستيذ نبيه المدعي العفة وهو.... سوف فجأة يتحول إلى طوباوي!!

لا، ولا، وثم ألف لا، لسبب بسيط جداً وهو أن فاقد الشيء لا يعطيه.

من هنا فإن كل ما نادى به الإستيذ اليوم هو نقيض واقعه وماضيه وتاريخه وبالتأكيد مستقبله.

في الخلاصة، إن الخلاص لا يمكن أن يأتي بواسطة سياسيين هم من أمثال وطينة وخامة وثقافة الإستيذ مهما جملوا أنفسهم ومهما احتالوا على الناس وادعوا العفة وهم ....!!!

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حادث جديد يطرح مسؤولية السلامة العامة مقتل فتى وإصابة فتاة في مدينة ملاهٍ بعاليه

عاليه – رمزي مشرفيّة/النهار/31 آب 2015/لم يكن أحد يعلم أن رحلة الفتى الياس جورج أبي نادر (9 أعوام) ابن بلدة رأس الحرف في قضاء بعبدا، عصر السبت الى مدينة الملاهي في عاليه، ستكون الأخيرة، وأن الفرحة التي كانت تغمره وهو برفقة عمه وعمته وعائلتيهما ستتحول مأساة وفاجعة، بما للكمة من معنى. وسيكون هو الضحية، إنما ضحية ماذا؟ في التفاصيل أن الياس عم الضحية، اصطحب عائلته المكونة من زوجته مايا وابنتهما سيلا، وابن شقيقه جورج، الفتى الياس، الى شقيقته سهام وأولادها الثلاثة الصبيان والبنت كلويه (7 سنوات) الى مدينة الملاهي وسط عاليه، حيث لعبوا في ألعاب عدة وآخرها لعبة تُعرف بـ"الدودة". حيث كانت الفاجعة. صعد الجميع الى "الدودة" التي ستدور بهم، وكانت مدينة الملاهي تضج بالرواد، إلا أن الياس شعر من الدورة الأولى للعبة بأن هناك خطباً ما، وفي لحظة سمع صراخ شقيقته سهام أن ألماً أصاب ظهرها، وعلم أن عطلاً ما طرأ على هذه اللعبة، ورأى كلويه ابنة شقيقته مطروحة أرضاً، فرمى بنفسه عليها، ولمح ابن شقيقه مطروحاً أرضاً أيضاً. وحاول التحدث اليه ولكن بلا جدوى، فعلا صراخه: "ليساعدنا أحد" إلا أن أحداً لم يتقدم لنجدته، فهرع الياس حاملا إبن شقيقه وابنة شقيقته الى سيارته المركونة في مكان قريب الى "مستشفى الإيمان" الأقرب، حيث علم أن ابن أخيه فارق الحياة وأن ابنة شقيقته في حال حرجة ليجري نقلها الى مستشفى القديس جاورجيوس (الروم) في بيروت.القوى الأمنية أوقفت مستثمر مدينة الملاهي ش. ر. لدى فصيلة عاليه. أما الفتى الضحية، فأقامت عائلته المفجوعة الصلاة لراحة نفسه أمس في كنيسة سيدة الانتقال في راس الحرف.يذكر أن حادثاً وقع قبل أشهر في مدينة ملاه في طرابلس، وأدى الى وفاة فتاة.

 

مقتل طفل واصابة ابنة عمته بحادث في مدينة الملاهي بعاليه

الأحد 30 آب 2015/وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام رشيد زين الدين، عن مقتل الطفل ايلي جورج ابي نادر (9 سنوات)، واصابة ابنة عمته الطفلة كلوي جهاد شربل (7 سنوات) بجروح خطيرة في رأسها ووجهها، بسبب خلل طرأ على لعبة الحلزونة في مدينة الملاهي في عاليه.وقد نقلت الطفلة الجريحة إلى مستشفى الايمان في المدينة للمعالجة. وتولى مخفر عاليه في قوى الامن الداخلي، التحقيق في الحادث.

 

سلام التقى وفد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في دارته في المصيطبة، وفد الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة الدكتور فوزي زيدان. بعد اللقاء، قال زيدان: "قمت على رأس وفد من الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية بزيارة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، واثنينا على مواقفه الوطنية، وحكمته في قيادة البلاد في ظل الشغور الرئاسي المتمادي، وسعيه الدؤوب في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وصبره الطويل على مماحكات بعض القوى السياسية وتعطيلها لاعمال حكومته، وفي مقدمها معالجة أزمات النفايات والكهرباء والمياه، التي تهدد الأمن الصحي والبيئي والاجتماعي والاقتصادي، بذريعة الحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية، مع انها المسؤولة الاولى عن خلو هذا الموقع لمقاطعتها جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية".

قال: "ناشدنا دولته العض على الجراح والاستمرار في تحمل المسؤولية الوطنية، حفاظا على أمن لبنان واستقراره، ورأفة بالعباد والبلاد".وأضاف: "نناشد من هذه الدارة الوطنية كل القوى السياسية التعقل ووضع مصلحة لبنان العليا فوق كل اعتبار، وعدم الاستهانة بمطالب حشود المواطنين المحقة بتأمين الخدمات الاساسية بعيدا عن المحاصصة والصفقات، ومحاسبة المسؤولين عن الفساد وهدر المال العام، وتطوير النظام وانتخاب مجلس نواب جديد. لذا فإننا ندعوها الى الاستجابة الى تلك المطالب، والإسهام بجدية في تفعيل المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية، يتم بعده تشكيل حكومة جديدة تتولى اجراء انتخابات نيابية وفق قانون انتخاب عصري يؤمن التمثيل الصحيح والمشاركة الحقيقية".

 

الحراك الحاشد أمهل الحكومة حتى الغد لتنفيذ المطالب قبل التصعيد " طلعت ريحتكم " تُعيد عبق انتفاضة الاستقلال إلى ساحة الشهداء

عباس الصباغ/النهار/31 آب 2015

تشق نادين بخطوات ثابتة صفوف المحتجين في ساحة الشهداء رافعة لافتة تحملها طائرة ومذيلة بعبارة " لا نريد مغادرة بلدنا الحبيب لبنان"، والى جانبها يرفع محسن لافتة " عكار قدمت الشهداء فلا تكافئوها بالزبالة"، وأمامهما تلوّح منى بكرتونة بيضاء وتسأل عمن يعيد اليها ابنها المفقود. المشهد يكتمل في وسط بيروت التي احتضنت اول من امس اكبر تجمع احتجاجي على سياسات الحكومات المتعاقبة وإغراق البلاد بالفساد وللمطالبة بانتخابات رئاسية ونيابية وقبلهما استقالة وزير البيئة محمد المشنوق، عدا عن الاستمرار في مطالبة وزير الداخلية نهاد المشنوق بتوضيح ملابسات الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين في 22 و23 الجاري.

"ساحة الانتماءات المختلفة"

بعد اكثر من عشر سنين على اضخم تظاهرة في ساحة الشهداء، عاد المشهد ليتكرر السبت الفائت. الاعلام اللبنانية ترفرف وكذلك الهتافات، والحناجر لم تتعب حتى تلقى صداها عند الطبقة السياسية، وليس تلك السيدة الخمسينية التي تحمل لافتة كتب فيها "كلن يعني كلن" سوى ابلغ تعبير عن غضب اللبنانيين وقرفهم من اداء الطبقة السياسية على اختلاف انتماءاتها الحزبية والطائفية والعقائدية. وتماماً كما هي المطالب التي لا تستثني احداً من تحمّل المسؤولية، كان الآلاف الذين احتشدوا في الساحة من مختلف الطوائف والمناطق ، جلّهم يرفض الولاء السياسي والحزبي وبعضهم كفر بالاحزاب والزبائنية التي ترافق الاداء غير المسؤول للطبقة السياسية.

في الساحة كانوا جميعاً من عكار والمتن والبقاع والجنوب وبيروت وضواحيها وايضاً من الجبل والساحل ومن مناطق عدة، وحده القرف وحّدهم، وفقدانهم الثقة بحكومات لم تقدم لهم ولا لابائهم ولن تقدم لابنائهم العيش الكريم، فلبوا الدعوات وعلى رأسها دعوة حملة "طلعت ريحتكم" والى جانبها حملة "بدنا نحاسب" وغيرهما من منظمات مدنية وشبابية وطالبية ونقابية، ولكن الاهم من كل ذلك كله هو أن المشاركين في الاحتجاج الحاشد تركوا كل الانتماءات خلفهم وهرولوا الى الساحة بعدما نظموا تظاهرة جابت شوارع بيروت من الصنائع الى الوسط التجاري.

"الساحة ساحتنا"

سبت الاحتجاج بدأ عصراً بعد تحركات استهلتها حملة "طلعت ريحتكم" وايضا حملة "بدنا نحاسب" في رياض الصلح قبل اسبوع ولم تكتب لها النهايات السعيدة، اذ عمد بعض المندسين الى تخريب الحراك السلمي عبر افتعال اشكالات مع القوى الامنية التي ردت باستخدام مفرط للقوة اوقع العشرات من الجرحى وبينهم الشاب محمد قصير الذي لا يزال يصارع من اجل الحياة.

الساحة احتضنت الجميع، وعلى رغم تحديد المطالب التي رفعتها "طلعت ريحتكم" بإستقالة وزير البيئة ومحاسبة وزير الداخلية، فضلاً عن اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية واجراء الانتخابات على اساسه ومعالجة الازمات وفي مقدمها ازمة النفايات، فإن بعض المشاركين في التظاهرة الحاشدة كانت لهم مطالب اخرى تبدأ بتعديل برامج التدريس في بعض كليات الجامعة اللبنانية، وتأمين المياه والكهرباء وفرص العمل لوضع حد لهجرة الطاقات، وصولاً الى الاصلاح السياسي في بنية النظام اللبناني، وتحولت ساحة الشهداء الى ما يشبه "الهايد بارك"، وكانت كل مجموعة تجاهر بمطالبها وترفع لافتات اعدتها قبل التظاهرة او خلالها، فكانت ساحة الشهداء ساحة للجميع وهي اصلاً احتضنت اللبنانيين من مختلف المناطق في السنوات الماضية ولم تتخل عن فتح ذراعيها لهم.

"حفيد كيم إيل سونغ وسيارة للبيع"

لم تخل تظاهرة ساحة الشهداء من بعض المشاهد الطريفة، اذ حضرت صور زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون "حفيد الرفيق كيم ايل سونغ"، وحملت فتاة لافتة كتب فيها "كوريا الشمالية معكم"، والى جانبها رفع شاب لافتة اخرى عليها مواصفات سيارته التي صنعت عام 2006 ويعرضها للبيع مقابل 3000 دولار، وعند انتهاء التظاهرة عاد ادراجه ولم يوفق بزبون لابرام عقد البيع.

وقبل الاعلان عن انتهاء الاعتصام امهلت "طلعت ريحتكم" الحكومة 72 ساعة لتلبية مطالبها تحت طائلة التصعيد اعتباراً من الغد.

واختتمت التظاهرة بكلمة للحملة جاء فيها: "تلاقينا ونزلنا بعلم لبنان وباستقلالية عن 8 و 14 آذار. اليوم كسرنا الحواجز، اليوم فككنا الارتباطات التي ترهن مستقبلنا، اليوم منعطف أساسي في حياتنا وبداية تغيير (...)".

ولم يسجل خلال التظاهرة في ساحة الشهداء اي حادث يذكر، علماً ان الاجراءات الامنية لم تكن مشددة واكتفت عناصر مكافحة الشغب بالمرابطة بعيداً بعض الشيء عن مكان التجمع، فيما حضرت نحو 20 سيارة اسعاف تابعة للصليب الاحمر واقيم مستشفى ميداني قبالة مبنى "النهار" تحسباً لاي طارئ. ولكن ساعات المساء لم تمض على خير اذ قرر عدد من المتظاهرين التوجه الى ساحة رياض الصلح وبادر مجهولون إلى إشعال الحرائق واجتياز الأسلاك الشائكة قبالة السرايا، ما دفع حملة "طلعت ريحتكم" الى صدار بيان تنفي فيه علاقتها بهؤلاء، وهي كانت طلبت من المشاركين في التظاهرة مغادرة ساحة الشهداء قرابة التاسعة مساء. وبعد مناوشات مع القوى الامنية طلبت الاخيرة من المتظاهرين اخلاء ساحة رياض الصلح تجنباً للاستفزاز والتصادم، لكنها اضطرت الى التدخل في ساعات متأخرة من مساء السبت واوقفت عدداً من مثيري الشغب بعدما اصيب عدد من المتظاهرين نتيجة التدافع، ولم تستخدم القوى الامنية العنف ولا حتى القنابل المسيلة للدموع او غيرها التزاماً لتوجيهات وزارة الداخلية بممارسة اعلى درجات ضبط النفس.

قوى الأمن: توقيف 10 مشاغبين وجرح عنصرين

اعلنت قوى الامن الداخلي انها أوقفت 10 اشخاص بعد اعمال الشغب في ساحة رياض الصلح اول من امس، كما اصيب عنصران لقوى الامن بجروح طفيفة.

 

من هو الإرهابي علي محمد حاتم الذي أوقفه الأمن العام؟

ألين فرح/النهار/31 آب 2015

إنجاز جديد يحققه جهاز الأمن العام ومديره اللواء عباس ابرهيم في مكافحة الاٍرهاب وتوقيف الإرهابيين المطلوبين الذين اعتدوا على عناصر الجيش اللبناني والمواطنين ومحاولة النيل من الدولة ومحاولتهم تجنيد شبان وتأليف شبكات ارهابية. فبعد توقيفه المطلوب الفار أحمد الأسير اثناء محاولته الهرب من مطار بيروت قبل أسبوعين، أوقف الأمن العام في مطار بيروت صباح السبت المطلوب اللبناني علي محمد حاتم الملقب "ابو عائشة" و"أبو بكر العقيدة" لدى محاولته المغادرة الى فنزويلا عبر تركيا بموجب جواز سفر فنزويلي مزور باسم شقيقه ناصر. وهو ملاحق منذ نحو ١٤ عاما، ومطلوب بجرائم مختلفة تصل عقوبتها الى الإعدام، ابرزها الانتماء الى تنظيم "القاعدة"، التخطيط لتنفيذ اعتداءات على سفارات ومصالح اجنبية وعلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، وتأليفه شبكة ارهابية، حيازة متفجرات والاعتداء على أمن الدولة، وقيامه بتفجير مطاعم وسوبرماركت في مناطق لبنانية عدة. فأثناء محاولته اجتياز نقطة الأمن العام، تنبه العناصر الى ان جواز السفر مزور فأوقف واعترف بأنه الإرهابي المطلوب.

من هو الإرهابي علي محمد حاتم الملاحق منذ العام ٢٠٠١؟

وفق معلومات حصلت عليها "النهار"، ان الاٍرهابي الموقوف غادر الى أفغانستان إبان فترة الوجود السوفياتي وشارك في القتال في صفوف ما عرف حينها بالمجاهدين العرب. في العام ٢٠٠٢ شارك في تأسيس تنظيم "جماعة التكفير والهجرة" الإرهابية التي كان مركزها منطقة الضنية في شمال لبنان، وقامت بالاعتداء على عناصر الجيش والمواطنين في اكثر من منطقة في الشمال ونسّق في هذا المجال مع مجموعات من خارج منطقة الضنية.

أقدم على الفرار الى جهة مجهولة على خلفية معركة الضنية، بعدما قام الجيش اللبناني بتنفيذ مداهمات لقيادات وعناصر "جماعة التكفير والهجرة" في منطقة القرعون في البقاع الغربي، حيث أوقف البعض منهم وصادر وثائق مهمة وأسلحة ومتفجرات.

خلال العام ٢٠٠٢ صدر بحقه قرار قضائي يقضي بعقوبة تصل الى الإعدام بتهمة تأليفه تنظيماً ارهابياً بقصد ارتكاب الجنايات والنيل من سمعة الدولة وهيبتها، القيام بأعمال ارهابية وإنشاء خلية لتنظيم "القاعدة" في لبنان في إشراف السعودي إيهاب حسن الدفع الملقب "ابو ثابت" وخالد الميناوي الملقب "طلحة"، وذلك على خلفية اعترافات الموقوفين بقضية الضنية.

عام ٢٠٠٣ ارتبط مع مجموعة من الأشخاص بينهم موقوفون حاليا وبعضهم  موجود خارج البلاد بجماعات إسلامية متطرفة بالتنسيق مع بقايا مجموعة الضنية بهدف انشاء مجموعات مسلحة متطرفة.

عام ٢٠٠٥ ورد اسمه ضمن شبكة ارهابية من ضمنها الموقوف حاليا الإرهابي احمد سليم ميقاتي الملقب "ابو الهدى" والتي كانت تخطط خلال العام ٢٠٠٤ لاستهداف السفارتين الإيطالية والأوكرانية، مجمع قوى الأمن الداخلي ومكتب مكافحة الاٍرهاب بعمليات تفجير وذلك على خلفية اعترافات موقوفين بالقضية عينها.

عام ٢٠٠٧، ونتيجة متابعة الاجهزة الأمنية تبين انه موجود داخل مخيم عين الحلوة منذ العام ٢٠٠١، وقد عمل لمصلحة الجماعات الاصولية المتطرفة الموجودة داخله ويتواصل من داخل المخيم مع ارهابيين بهدف تأليف مجموعات متشددة في القرعون ومناطق البقاع الغربي بالتنسيق مع السعودي فهد المغامس الملقب ابو جعفر الطيار والذي كان موجودا في منطقة بر الياس حينها.

عام ٢٠٠٨ أقدم على عقد لقاءات سرية في منطقتي عكار ووادي خالد لتنسيق اعمال التهريب والسعي لإقامة الخلافة الاسلامية في منطقة الشمال، كما عمل مع تنظيم فتح الاسلام، اضافة الى تجنيده عناصر من داخل مخيم عين الحلوة وخارجه وجمع معلومات عن تحركات القوات الدولية في الجنوب.

عام ٢٠١٠ تعاون مع السعودي ماجد الماجد اثناء وجوده في عين الحلوة.

اما آخر المعلومات المتوافرة عنه لغاية توقيفه فتقول انه كان يقوم بتجنيد شبان وإعداد الكوادر لمصلحة تنظيم "القاعدة" بحجة الجهاد في سبيل الله، وانه لقّب "ابو معاوية".

حالياً يخضع الموقوف محمد حاتم للتحقيق في مكتب شؤون المعلومات في الأمن العام في إشراف النيابة العامة المختصة، ليصار بعد ذلك الى إيداعه الشرطة العسكرية.

 

مصادر وزارية لبنانية تستبعد إستجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين وتوقيف مندسين بعد إصابة رجلي أمن بجروح في ساحة رياض الصلح

بيروت – “السياسة”: غداة مطالبة القيمين على حركة “طلعت ريحتكم” باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق ومحاسبة المسؤولين الأمنيين نتيجة الاعتداءات على المتظاهرين, أكدت مصادر وزارية ل¯”السياسة” أن الحكومة إذ ترحب بالتظاهر السلمي, إلا أنها لا يمكن أن ترضخ لمطالب المتظاهرين, سيما أن التحقيقات التي تجريها القوى الأمنية الخاصة بالإعتداءات على المتظاهرين شارفت على نهايتها, وسيتم الإعلان عنها الأربعاء المقبل, على ما قاله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. وأشارت المصادر إلى أن توقيف عدد من المندسين في التظاهرة الأخيرة يكشف استمرار وجود النوايا الخبيثة لضرب الإستقرار وإحداث فوضى في البلد, دفعاً باتجاه استقالة الحكومة من دون الأخذ بعين الاعتبار تداعيات ذلك على الأوضاع في لبنان, وشل ما تبقى من مؤسسات. من جانبه, أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى أن التغلب على الأزمة التي يمر بها حالياً لا يتم إلا بنقطة بداية واحدة هي انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقال “كل المصائب من النفايات إلى الوضع الإقتصادي والأمني لا يمكن حلها إلا بانتخاب رئيس جديد”, داعياً مسؤولي المجتمع المدني إلى المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية كخطوة أولى. وأوضح أنه لا يمكن تشكيل حكومة جديدة إذا استقالت الحكومة الحالية, معتبراً أن ما يحصل في رياض الصلح غير مقبول, لكنه أيد جميع الطلبات التي تطرح في ساحة الشهداء. أما رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط فغرد عبر موقع “تويتر” وقال “شاهدت مطولاً تظاهره الأمس (أول من أمس), وغالبية الشعارات محقة, لكن تبقى دراسة آلية التنفيذ”, مطالباً المسؤولين عن حركة أو تيار “طلعت ريحتكم” أن يدرسو الأمر بدقة. على صعيد متصل, أشاد تيار “المستقبل” في بيان, ب¯”الحضور المدني المميز في ساحة الشهداء”, مشدداً على أن ما وصلت إليه البلاد من أزمات داهمة يعد نتيجة طبيعية لعدم انتخاب رئيس للجمهورية, ودعا كل القوى السياسية إلى الإصغاء جيداً لأصوات الشباب والشابات والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والمبادرة إلى إطلاق ورشة إصلاح حقيقية تؤمن الحلول للأزمات المعيشية. بدوره, قال النائب ميشال عون في تغريدة عبر موقع “تويتر” إنهم “يعممون الفساد على الجميع ونسوا من هذا الجميع, فهل المطلوب تجهيل الفاسد الحقيقي وتبرئته”. في هذا السياق, أكد رئيس كتلة “حزب الله” النيابية محمد رعد دعم كل من يرفع صوته ضد إساءات السلطة وتصرفاتها, مشيراً إلى أنه عندما يحتاج التصدي إلى وضع النقاط على الحروف فسنكون حاضرين, ومجدداً رفض “حزب الله” كسر النائب عون وتهميشه. واعتبر وزير الخارجية جيران باسيل أن المرحلة الحالية تحتاج إلى الثبات والصبر والقوة, مؤكداً النزول إلى الشارع قائلاً إننا أهل الارض والساحة وموعدنا يتجدد في الرابع من سبتمبر المقبل. من ناحية ثانية, أوقفت القوى الأمنية عدداً كبيراً من مثيري الشغب عقب انتهاء التظاهرة السلمية التي دعا إليها تحرك “طلعت ريحتكم” في ساحة الشهداء, وذلك بعد توجه بعض المتظاهرين إلى ساحة رياض الصلح, ومنهم أحمد ديب العبد في الجنوب ومحمد وليد القاضي في صيدا ونبيل موسى السيد من الجنوب وشادي خليل ابراهيم ومحمد احمد عبيد من مروحين في الجنوب وإبراهيم نصر الدين من الشياح في الغامية الجنوبية وعلي محمود اسكندر من الهرمل وأحمد محمد غانم من النبطية وحسن حسين سالم من العرفند وعدنان رامز شرارة من بنت جبيل.

 

مصادر في “14 آذار” تذكر بري وعون بأن “الدوحة” قال بترؤس رئيس الجمهورية طاولة الحوار

الأنباء الكويتية/أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في احتفال حاشد في النبطية امس الأحد، الدعوة الى “طاولة تشاور” بين الاطراف السياسية مرفقة بخارطة حل للازمة اللبنانية تركز على القضايا الساخنة، من انتخاب رئيس للجمهورية الى الحكومة فقانون الانتخابات فالانتخابات التشريعية. وتقول مصادر رئاسة المجلس لصحيفة “الأنباء” الكويتية،: ان بري حصل على دعم رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل لفكرته، وكذلك على موافقة بعض نواب “تكتل التغيير والاصلاح”، فيما قال العماد عون في مؤتمره الصحافي الاخير انه يرحب بكل دعوة للحوار. مصادر في قوى “14 آذار” إستحضرت لـ”الأنباء” “إتفاق الدوحة” الشهير، الذي أثمر انتخاب الرئيس ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، وفيه توافق الجميع على ان تعقد طاولة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية، ولم يقولوا برئاسة رئيس مجلس النواب، علما ان الرئيس بري كان ترأس جلسات حوارية دعا اليه عام 2006. وقالت المصادر: ان حقوق المسيحيين التي يرفع شعارها العماد عون تكون برئاسة الجمهورية لطاولة الحوار. على ان مصادر أخرى اعتبرت في الصيغة الحوارية المطروحة المزيد من اللعب في الوقت الاقليمي الضائع، لأن حوارا لبنانيا دون رعاية خارجية لن يكتب له النجاح، فحوار “الطائف” تم برعاية عربية ودولية، ومثله حوار “الدوحة”، اما حوار “تيار المستقبل” مع “حزب الله” في مقر رئاسة مجلس النواب فقد عقد 17 جلسة حتى الآن بلا طائل.

 

محمد المشنوق: لست في وارد الإستقالة ولن أكون كيش محرقة لأحد

السفير/قال وزير البيئة محمد المشنوق: “لست في وارد الإستقالة من واجباتي ولن أكون كبش محرقة لأحد.. وإذا كان يقال بأنني أتحمل وحدي المسؤولية، فهذا يشرفني، لأنني المسؤول الوحيد الذي يحاول أن يفعل شيئا بغية إيجاد حل لأزمة النفايات، فيما تهربت معظم الأطراف السياسية من تحمل مسؤولياتها”. وإعتبر المشنوق، في حديث إلى صحيفة “السفير”، ان إستقالة الحكومة تظل أقل وطأة من إستقالة وزير في هذه الظروف، لان الحكومة تتحول مجتمعة الى تصريف الاعمال، “بينما إذا استقلت أنا، فسيحصل خلل في التمثيل الحكومي، وسيحل مكاني بالوكالة، في انتظار تعيين البديل المجهول، الوزير الياس بو صعب، ولا أعرف حينها إذا كانت أزمة النفايات ستُعالج ام ستتعقد”.وأشار المشنوق الى انه يطرح في مجلس الوزراء ما ينادي به الناس، مؤكدا انه صوتهم في داخل الحكومة، “وبالتالي فإن التصويب علي هو إطلاق نار عشوائي، والمطلوب من المحتجين أن يصححوا البوصلة ويصوّبوا في الاتجاه السليم”.

 

النائب أنطوان سعد: عون يقود المسيحيين إلى الإنتحار أو الهجرة

الأنباء الكويتية/٣1 اب ٢٠١٥/ إعتبر النائب أنطوان سعد أن رئيس 'تكتل التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون يقود المسيحيين الى الإنتحار أو الهجرة ، آملا من المسيحيين ان يعوا هذا الامر ويعودوا الى التاريخ في عهد رؤساء الجمهورية السابقين بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب حتى نضمن بقاءهم في لبنان، داعيا اياهم الى التمسك بالجذور وعدم بيعهم اراضيهم والهجرة، مؤكدا ان البلد لنا ولن نتركه ابدا مهما كانت الظروف والتحديات. وقال سعد في تصريح إلى صحيفة 'الأنباء” الكويتية، ان ما يقوم به 'التيار الوطني الحر”، بالاضافة الى حراك المتظاهرين في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، سيزيد من تأزيم الاوضاع بهدف تأخير الاستحقاق الرئاسي الى امد طويل حتى ولو ادى ذلك الى استقالة الحكومة، اذ ان العماد عون يأمل ان تتوافر ظروف داخلية وخارجية تسهل انتخابه رئيسا للجمهورية، لذلك فما يجري لا اعتقد انه يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية. وحول اداء رئيس الحكومة تمام سلام، قال سعد ان الرئيس سلام مثال رؤساء الحكومات وهو يتصرف كرئيس حكومة مثاليا، حيث لا يتعدى صلاحياته ولكن 'فريق 8 آذار” يعرقل القرارات المتخذة في الحكومة كما رأينا عندما لم يشارك وزراء 'حزب الله” و”التيار الوطني” في جلسة الحكومة الأخيرة، والتي اتخذت معها قرارات مهمة بالنسبة لرواتب الموظفين في القطاع العام، مؤكدا انه في حال سقطت الحكومة توضع البلاد امام مصير مجهول، معتبرا ان 'فريق 8 آذار” لا يهمه هذا الأمر ويعمل على افراغ المؤسسات وصولا الى المؤتمر التأسيسي الذي نرفضه جميعا. واكد سعد ان الحل الوحيد لخروج البلاد من هذه الازمات والدوامة التي دخلت فيها، هو اولا في انتخاب رئيس للجمهورية، وثانيا في وضع قانون انتخاب جديد وتجري الانتخابات النيابية على اساسه، مشددا على ان هذا هو الحل الذي يؤمن الأمن والاستقرار للبلاد، معتبرا أنه لا 'فريق '8 ولا 'فريق 14 آذار” يستطيعان الاتيان برئيس للجمهورية، ورأى ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون توافقيا بمعنى ألا يكون محسوبا لا على 'فريق 8 ولا على 'فريق 14 آذار”، مؤكدا وجود شخصيات تتمتع بهذه المواصفات على الصعيد، المسيحي معتبرا ان عون لن يرى رئاسة الجمهورية. وتعليقا على انتخاب الوزير جبران باسيل رئيسا 'للتيار الوطني الحر”، رأى سعد انه لم تحصل انتخابات داخل 'التيار الوطني” بل تعيين وتوريث، مبديا اسفه الشديد لمواقف 'التيار الوطني” والعنتريات التي يرفعها وينادي بها، وعلى رأسهم ميشال عون، لجهة الديموقراطية والتي سقطت بالضربة الموجعة بتوريث باسيل رئيسا للتيار، معتبرا ان ما جرى مسرحية هزلية وبطلها الصهر 'باسيل” الذي يتحكم بـ”التيار الوطني”، مشيرا الى ان عون لا يحب الا نفسه وقد وجد صورته في شخصية الصهر الذي يسعى الى وضع عون في مرتبة القديسين ويركع امامه على طريقة انظمة المخابرات السورية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري طرح مبادرة حوارية بجدول أعمال من 7 بنود: بقاء الحكومة ضرورة وطنية وللتغيير باب واحد هو باب مجلس النواب وإلا الفوضى

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - أحيت حركة "أمل" الذكرى 37 لتغيب مؤسسها الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، بمهرجان حاشد أقيم في مدينة النبطية، تحت عنوان "الرمز والقضية". وتقدم حضوره رئيس مجلس النواب نبيه بري، ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ممثل الرئيس ميشال سليمان وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، ممثل الرئيس أمين الجميل وزير العمل سجعان القزي، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب جمال الجراح، ممثل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي العميد فرنسوا شاهين، ممثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله النائب محمد رعد، ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون النائب إميل رحمة، ممثل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط النائب غازي العريضي، النائب أسعد حردان، الوزير السابق عبد الرحيم مراد، إضافة إلى عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين. ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني حامد الخفاف، ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطران شكرالله نبيل الحاج، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ القاضي حسن دلة، ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن الشيخ غاندي مكارم، ممثل بطريرك الروم الأرثوذوكس يوحنا العاشر يازجي المطران قسطنطين كيال، وممثلون عن بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك، بطريرك الأرمن الأرثوذوكس، رئيس الطائفة العلوية. نجل الإمام الصدر صدر الدين الصدر، وشقيقته رباب الصدر شرف الدين وعائلته. وعن الجانب الديبلوماسي حضر السفراء: الإيراني محمد فتحعلي، السوري علي عبد الكريم علي، الفلسطيني أشرف دبور، اليمني الدكتور علي أحمد الديلمي، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في لبنان. ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد خليل الضيقة وعدد من كبار الضباط في الجيش والقوى الأمنية، عدد من رجال الدين من مختلف الطوائف، وفود من حزب "الإتحاد"، "السوري القومي الاجتماعي"، ممثلو الأحزاب اللبنانية، قيادات القوى والفصائل الفلسطينية من "فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي"، حشد من المديرين العامين، رؤساء مجالس بلدية واختيارية وفاعليات اجتماعية ونقابية وتربوية وثقافية. كما حضر عدد من أفراد عائلة الامام السيد موسى الصدر، من بينهم نجله صدر الدين وشقيقته رباب الصدر شرف الدين.

الاحتفال:

بداية آي من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني ونشيد حركة "أمل" ثم كلمة عريف الاحتفال الشيخ حسن المصري. بري:وألقى بري كلمة استهلها بالآتي: "بسم الله، السيدات والسادة، الحضور الكرام، اخوتي واخواتي ابناء أمل: الخامس من أيار 1974 في مهرجان صور التأسيسي لحركتكم المباركة، بعد مهرجان بعلبك، خصص الامام قسما من كلمته مطالبا بمشروع الليطاني، وسأل عن المرحلة الثانية؟ وكيف وأين انتهت الاموال؟ وسأل عن اوتوستراد صيدا صور؟". وقال مخاطبا صاحب الذكرى: "اليوم استطيع ان اقول لك يا سيدي، ان المرحلة الاولى من مشروع الليطاني قد انتهت، وبدأ العمل بالمرحلة الثانية، باصرار كويتي ولبناني مشكورين، كذلك الاوتوستراد من العاصمة بيروت الى الجنوب في نهاياته. ولعل اضعف الايمان ان القاكم بعد غياب عامين عن هذه الوجوه المفعمة بالحب والبطولة والامل بما يلي:

قرار رقم عدد 777/1، ان وزير الأشغال العامة والنقل بناء على مرسوم تأليف الحكومة، بناء على المرسوم المتعلق بتزفيت شبكة الطرق العامة واللوائح المرفقة به اعتبار طريق بيروت الناقورة قسم الزهراني، صور الناقورة طريقا دولية، ونظرا لما يمثله الإمام السيد موسى الصدر من قيمة وطنية ومرجعية لدى اللبنانيين عامة، وعلى مختلف الصعد، وما أطلقه وعمل عليه، وبالأخص لناحية التأكيد على كون لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، ولرفع الحرمان عن جميع المناطق اللبنانية يقرر ما يلي:

المادة الأولى: يسمى الأوتوستراد الدولي الزهراني صور الناقورة أوتوستراد الإمام السيد موسى الصدر.

المادة الثانية: يبلغ هذا القرار الى من يلزم...غازي زعيتر، معالي وزير الأشغال العامة".

أضاف "سيدي الامام: اذا لنهجك وخطك وبذار أملك الطيب لطلعتك البهية، التي تسكن في عيوننا، لاسمك الساكن في قلوبنا، لورود معانيك، التي لن تذبل في ايادينا، وقد غمستها انت بفكرة مقاومة العدوان، على حدود الوطن والحرمان، على حدود المجتمع، لصوتك الحسيني والكنسي الذي يورق في لغتنا.

سيدي الامام:

في كل يوم، وفي يومك صباح ومساء الوجد، وصباح ومساء الورد، والبشر والشجر، والحجر الذي صار صروحا، ومؤسسات تربوية على اسم الشهداء من ابنائك واخوتك: مصطفى شمران، محمد سعد، بلال فحص، حسن قصير وشهداء البقاع الغربي والخيام والتحرير والكرامة. صباح ومساء الوجد والورد والمجد، يا صاحب اليدين اللتين تغرفان قمح الضوء، واللتين صنعتا حضورنا ومشاركتنا، وأسست لبنان ليكون وطنا نهائيا لكل ابنائه، ولكي نكون مواطنين نتمسك بمواطنيتنا، ونعصم عاصمتنا وحدود سيادتنا جنوبا ونهرا وشرقا وشمالا وبحرا.

لك إذن، لسطوتك الاليفة، ليديك اللتين باعدتا الخوف والحرمان، الذي تملكنا اجيالا. لك، وقد نبهتنا ان الصمت والسكت خرس مضن، وعلمتنا الصوت ورددنا خلفك القسم بأن نستمر حتى لا يبقى محروم واحد. لك، وقد تعلمنا في مدرستك اسلام التسامح والالفة والتوحد، ومشينا خلفك المشوار من قم الى النجف الاشرف الى الازهر الشريف، وانت تدعو الى الوحدة الاسلامية، وتنبه الى الفتنة النائمة، والى من يشعل الدم في فؤوس الليل. لك وقد تعلمنا، وفي مدرستك، ان نكون فدائيين بمواجهة العدو الصهيوني، وان لا نبقى وقود المجازر على مساحة لبناننا، وان لا نتفرج على الارتكابات الوحشية الاسرائيلية، ضد اشقائنا ابناء الشعب الفلسطيني واغتيال الشباب واحراق الاطفال والعائلات". وتابع "سيدي الامام: إنني اليوم، ومن على منبرك، اقف كما في كل عام، بل في كل يوم مسؤولا امام الناس، لا عنهم، لا تحدث بادئ ذي بدء، عن مسار قضية احتجاز حقك في الحرية، ومعك رفيقاك فضيلة الاخ الشيخ محمد يعقوب والاخ الصحافي عباس بدر الدين. في البداية، اعرض لكم يا شعب الامام الصدر، يا أبناء أمل، ما استجد وحصل، وما تم انجازه منذ العام الماضي في الذكرى 36:

اولا: وبناء لمساعينا شكلت السلطات الليبية لجنة متابعة قضائية خاصة بها، في اطار تطبيق بنود مذكرة التفاهم الموقعة بين الدولتين اللبنانية والليبية. ثانيا: لأول مرة تصدر عن مجلس حقوق الانسان في جنيف، وبناء لطلب لبنان توصية للحكومة الليبية، حول ضرورة الكشف عن قضية الامام الصدر.

ثالثا: قامت اللجنة المختصة بمتابعة القضية بزيارات ولقاءات في لبنان وليبيا ودول اخرى، لكن بسرية تامة، حفاظا على سلامة التحقيقات والمتابعات، وتم الاتفاق خلالها على انجاز خطوات بوشر بتنفيذها ببطء نتيجة الظروف السائدة في ليبيا.

رابعا: يجري تنسيق خطوات هامة مع عائلة الامام، ولجنة المتابعة الرسمية، سنعلن عنها عند انجازها، وكان آخرها النتائج الهامة، لما حصل في ايطاليا، حيث تم اصدار حكم قضائي يلغي حكما جائرا وغير منطقي، صدر عام 2005، كان يزعم وصول الامام ورفيقيه الى روما، وخطفهم من قبل جهاز السافاك. ان الغاء الحكم القضائي الجديد في دولة مثل ايطاليا، امر هام جدا، كان من شأن استمراره، ان يبقى سيفا مسلطا بيد بعض المغرضين في ليبيا وغيرها، ممن لا زال يصدق ترهات معمر القذافي، ويعمل لتبرئة ساحته.

خامسا: يتابع المحقق العدلي في بيروت، النظر في الادعاءات التي قدمتها عائلة الامام بوجه مدعى عليهم، جدد عبر وكلائها المرموقين، الذين أجدد لهم دائما الشكر والتقدير.

سادسا: لقد كسرنا كل محاولات التطبيع في ليبيا او لبنان، على حساب هذه القضية المقدسة، وكل محاولة للمتاجرة بها، أو على حسابها، وكرسنا مبادئ التعامل الرسمي الأخوي القائم على ان التعاون في قضية الامام، هو مفتاح لعلاقات سليمة بين لبنان وليبيا، وكل ما هو غير ذلك لن ينفع ولم ينفع طيلة الفترة الماضية، ولا الفترة اللاحقة".

وأردف "اننا نعود للتأكيد، ان المطلوب من السلطات الرسمية في لبنان، لا سيما الاجهزة الامنية تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، اذ من حق الامام ورفيقيه علينا، ان لا نبيع ولا نشتري على حساب القضية، عن حسن او سوء نية، ومن المعيب ادارة الظهر لقضية، كانت لكل لبنان، كأنها مجرد ملف عالق يمكن معالجته لاحقا. من هنا الفت عناية الجميع، الى اننا رفضنا ونرفض كل خطوة تطبيعية تحت مسميات تعيين منسق للعلاقات، او ابرام اتفاقيات تربوية او سياحية او اعلامية (أو بلوط ممسمر). ان التطبيع الوحيد المسموح والمقبول، هو تفعيل التعاون في قضية الامام ورفيقيه فقط، عبر اشراك المنسق القضائي اللبناني في التحقيقات، الواجب اجراؤها مع الموقوفين من النظام البائد".

وقال مخاطبا الحضور: "الاخوة والاخوات: أعود بكم بالذاكرة للقول، انه منذ ان انتشر خبر اخفاء سماحة الامام ورفيقيه في العام 1978، كان موقف قيادة حركة امل والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وكل لبنان: تحرير الامام ورفيقيه وتحميل مسؤولية اخفائهم لمعمر القذافي ونظامه. واليوم وبعد 37 عاما، مازال الموقف هو هو، لم يتغير، ولن يتغير، اضافة الى موقف الأخوة في حزب الله، وعلى رأسهم الأخ المجاهد السيد حسن نصرالله، وكل اللبنانيين بجميع فئاتهم وطوائفهم، مع الاشارة الى ان الوقائع الليبية لم تنتج حتى الآن سلطة مركزية، تتمكن من بسط سيطرتها على كامل المؤسسات والسجون والاماكن النائية والمجهولة".

أضاف "إننا ننطلق من ثابتة وحيدة هي: تحرير الامام ورفيقيه من مكان احتجازهم المجهول في ليبيا، لأن الحقيقة الوحيدة هي احتجاز الامام، ويجب ان يعرف القاصي والداني اننا لا نخفي شيئا، عن جمهور الامام الصدر وعن حركة امل، لأن هذا الامر يناقض اخلاقنا وواجبنا تجاه الامام ورفيقيه. انه يجب ان تكونوا، وكونوا على ثقة ويقين بانه لا يوجد ادنى دليل على كل ما يروج له البعض عكس ما نقول. ولدينا قرارات من السلطات الرسمية وتقارير رسمية ليبية تدحض كل هذه الإشاعات، وتؤكد أنها ليست على علم بمكان احتجازه. ان لجنة المتابعة الرسمية ترصد كل خبر وتلتقط اي معلومة في لبنان والخارج، حتى في آخر اصقاع الدنيا وتحلل وتمحص، وتحاول التثبت وفق اصول وقواعد عمل ارستها بناء على المبادئ القانونية والجنائية والمنطقية والشرعية والاخلاقية، وان اللجنة قابلت الكثير من اركان النظام البائد خارج ليبيا، الواحد تلو الاخر، وبعد جهود مضنية في كل خطوة، لا سيما وانها تعمل آخذة بالاعتبار ان عامل الوقت ثمين في جرائم الخطف. كما ان فرق العمل المساندة والمساعدة لنا، ولعائلة الامام وللجنة المتابعة تتابع مهامها وفقا للأصول. كما اننا ندرس خطوات على الصعيد الليبي الدولي بتأن ودقة".

وتابع "في هذا الامر، فإننا نطالب اليوم، وفي اطار المفاوضات المتواصلة للمكونات الليبية والجارية في المغرب والجزائر وجنيف برعاية اممية، نطالب بأن تكون قضية تحرير الامام الصدر ورفيقيه من مكان احتجازهم في ليبيا عنوانا مؤكدا يجب ايلاؤه الاهتمام الكامل. كما اننا نطالب بإيلاء العناية لتنفيذ اجراءات قضائية وامنية في عدة دول، من شأنها رفد القضية بمعطيات تسهم في الوصول الى الاهداف المرجوة"، داعيا الاجهزة الامنية اللبنانية الى "مضاعفة جهودها بالتنسيق مع لجنة المتابعة الرسمية، لناحية التعاون وتبادل المعلومات"، موجها كرئيس للمجلس النيابي "عناية لجنة حقوق الانسان النيابية، ايلاء هذه القضية كل الاهتمام، مع الاشارة الى ان دور اللجنة اسهم في الانجاز القضائي الايطالي".

وتوجه إلى الحضور، بالقول: "أيها الاعزاء: ان قضية الامام الصدر، ستبقى تحتل اولوية عملنا ومهمات حركتنا، كما اكد مؤتمر الحركة الاخير، الذي حمل عنوان "باق واعمار الطغاة قصار"، لذا اقول، وليسمعني الجميع جيدا في لبنان وليبيا بل في العالم: ان قضية الامام الصدر، لن يطويها الزمن، ولن يخفت وهجها، وسيبقى تحرير الامام ورفيقيه واجبنا الشرعي والوطني والقومي الى ابعد الحدود. واقول للاهثين وراء الصفقات، ولمطلقي الاشاعات الكاذبة، لا تجربوا معي، ومع حركة امل في قضية الامام الصدر. كفى الله المؤمنين شركم، وحذار من المساس بثوابت هذه القضية".

أضاف "ايها الاعزاء: في الوقائع السياسية، لا بد من التأكيد ان العالم اجمع والشرق الاوسط بصفة خاصة دخل تاريخا جديدا اعتبارا من 14 تموز هذا العام، تاريخ التوقيع على الاتفاق النووي بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول خمسة زائد واحد، وهو الاتفاق، الذي اقدم بمناسبته التهاني الى مرشد الثورة الاسلامية في ايران الامام آية الله العظمى السيد علي خامنئي، والى فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حسن روحاني، ووزير خارجيته ومجلس الشورى والشعب الايراني".

ودعا الجميع في الشرق خصوصا الى "عدم التأخير في ادراك حقيقة تاريخية، واهمية هذا الاتفاق، او التلكؤ في ادراكها، على امل احباطها في الكونغرس او بواسطة السحر الابيض او الاسود، او امر دبر في ليل، والرهان دائما على اسرائيل في ذلك"، معتبرا ان "هذا الاتفاق يرسي حقائق جديدة في الشرق، ويعيد ترتيب اوطاننا والمستقبل، انطلاقا من القضايا العاصفة، ولا بد ان يعيد صياغة استقرار نظام المنطقة العام، انطلاقا من اليمن، الذي نسأل الله ان يعود سعيدا، ويبعث الاطمئنان في الحوار العربي، ويحسم الخيارات، وانطلاقا من سوريا، التي تستعد لولوج بوابة منتدى "موسكو 3" على وقع الاجتماعات، التي شهدتها الدوحة وعمان، وقبلهما الرياض، وبعدهما موسكو والمبادرات الايرانية والادوار المصرية لتشجيع الحوار. التاريخ هو المعلم، وقد علمنا ان السجادة الايرانية يحاكيها فقط سجادة عربية، حاكتها مصر والسعودية وسوريا من اجل الاستقرار، فسوريا دائما في قلب كل معادلة"، مرحبا ب"الابعاد الايرانية للاتفاق النووي، وانعكاساتها، من رفع للعقوبات وكسر للحصار الظالم على ايران، وبما سيرتب ذلك من انفراجات اقتصادية على قاعدة تزخيم الاستثمارات"، آملا "في البعد الاقليمي، ان يؤدي الاتفاق الى اقتناع الجميع، بوقف الاستثمار على الحروب الصغيرة، التي تكاد تطيح بوحدة الارض والشعب والمؤسسات في عدد من اقطارنا، وأن يتحول الاستثمار على الحروب الى تجفيف مصادر التمويل والسلاح والمسلحين العابر للحدود السيادية للدول، واستثمار ثروات المنطقة لتعميم التفاهمات والتنمية بدل الحروب". وأكد ان "احد المسائل المطلوبة والضرورية، التي تحتل الاولوية الاولى السياسية، هي المبادرات لتعزيز العلاقة بين النظام العربي والجوار المسلم. وان الطريق الاساس المطلوب تعبيده وجعله صالحا للسير من اجل اغلاق الملفات الدموية المفتوحة في المنطقة، هو طريق بناء افضل العلاقات بين المثلث الماسي، أو الرباعي العربي - الاسلامي، واقصد مصر- السعودية- ايران وسوريا. اننا نرى ان الحل السياسي في اليمن، هو الاقرب، بمشاركة كل المكونات اليمنية، ويعتمد بداية واساسا، على ضوء اخضر تعبر عنه علاقات الثقة العربية والجوار الخليجي المسلم"، مجددا الدعوة "لاستعادة الحراك العماني لحيويته في هذا المجال".

ورأى انه "وانطلاقا من العراق، ان الخطوات الاصلاحية السياسية، وتحقيق المطالب الاجتماعية بناء على توجيهات المرجعية الكبرى المتمثلة بالسيد علي السيستاني، هي بأهمية الانتصارات، التي يحققها الجيش على مسارات تحرير المحافظات والمدن والبلدات العراقية من ارهاب داعش". وحذر فلسطينيا من "مجريات الاحداث الهادفة الى شطب حق العودة، لمصلحة مؤامرة التوطين، هذه المرة عملية التوطين جدية، التي تتتابع فصولا عبر:

1- استمرار الانقسام الفلسطيني.

2- الوقائع الاقتصادية الفلسطينية المترتبة على مواجهة اعباء السلطة والادارة واعادة اعمار غزة المنكوبة.

3- التوترات والقلق والاحداث الامنية الجارية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، التي تؤدي الى زيادة احباط الفلسطينيين.

4- وقف خدمات منظمة غوث وتشغيل اللاجئين أو تجفيفها "الاونروا"، ورمي مستقبل العام الدراسي لنصف مليون طالب فلسطيني، منهم خمسة وثلاثون الفا في لبنان، على عاتق لبنان، وكذلك تحميل لبنان مسؤولية الخدمات الطبية والإنسانية، وغير ذلك.

5- جرائم الاحراق والقتل المتعمد والاعتقال والقوانين التعسفية، وصولا الى استشهاد وزير الاسرى الفلسطيني واطفال فلسطينيين، التي تؤكد وقوع الشعب الفلسطيني رهينة "داعش صهيونية" تقتل برعاية رسمية، على قاعدة شريعة قتل الاغيار، ووضع الفلسطينيين امام خيارات اشعيا: الاستسلام او الفرار او الانتحار".

واعتبر ان "المطلوب هو تظهير هذا الارهاب. في سوريا التي تدفع ثمن كل ارهاب بالعالم. المطلوب قبل كل شيء جعل هزيمة الارهاب هي الاولوية الاولى، وعندئذ المسارعة لانجاز وبناء وصنع حل سياسي. اما مقارنة النظام بالارهاب فهي مقارنة سخيفة وتآمرية وتقسيمية وخطيرة جدا في آن، فهذا يعني تقسيم سوريا، وقد سبق ذلك، وفي العام الاول من اندلاع الفتنة في سوريا، نبهت لخطر التقسيم ومؤامرته وتقسيم المقسم. والواقع الجلي أن سوريا الأسد تدفع الأثمان عبر مؤامرة مستمرة لأنها تشكل واسطة العقد لمحور المقاومة. وبالتالي المطلوب في هذه الحرب:

1- غرفة عمليات موحدة، وليس غرف عمليات تعتمد على خرائط سوداء، وتجفيف المصادر المالية والتسليحية للارهاب كما قلنا. لان الارهاب العابر للحدود لم يعد محصورا في جغرافية الخلافة المؤقتة، انما عبر الى أكثر البلدان العربية، ناهيك عن اليمن، وصولا الى دول أخرى، حتى تونس، الى المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، ويهدد مجلس التعاون الخليجي، كما الجوار الليبي والجوار المالي، ولا تكفي الاجراءات الآحادية، ولن تمنعه مناطق آمنة، هي في واقع الامر قواعد ارتكاز للارهاب، مع غطاء جوي او مناطق خطر جوي.

2- عمل ترشيدي شامل، برعاية الازهر والنجف وقم والرياض، لاسقاط محاولة وصم الاسلام بالارهاب والتكفير، وبالتالي الفصل بين الدور التحريري الاصلي للدين، وبين الممارسات المنحرفة المتسترة بستار الدين، وعمل مركزي رسمي محلي وعربي ودولي لاحباط مخططات الارهاب التهجيري للاقليات".

وذكر ب"تفسير الامام الصدر لظاهرة تستر الطغاة، تحت إسم الدين، وحرصهم على اخذ المباركة من رجال الدين المنحرفين، هو إن آلهة الارض الذين حاربهم الدين وحاربوه عندما احسوا بأنهم معرضون للانهيار، وجدوا ان سلطانهم وطغيانهم ومطامعهم، يمكن تأمينها، إن هم غيروا اللباس، ولبسوا ثوب الدين، واصبحوا يتحدثون بإسمه، ويحوزون رضا رجالاته المزيفين، وهكذا فقد ادى انتقال هؤلاء الطغاة والظالمين، الى وضع قيود وحواجز جديدة في وجه تحرر الانسان، فالمستضعف الذي وجد في الحركة الدينية املا لمستقبله وضمادا لجراحه، لم يكن بعد شعر بدفء الحركة حتى انقلبت الصورة، فإذا به يرى ان الباطل يضرب بسيف الحق". وقال: "إننا على المستوى الوطني، ورغم الاحباط، نعلق امالا على استعادة الاستقرار والازدهار والدولة وادوارها، وقد حققنا اسقاط الفتنة بالحوار المفتوح والمستمر في عين التينة، بين الاخوة حزب الله والمستقبل. إننا في حركة امل سنقف ما استطعنا، لمنع استمرار محاولة اضعاف الاستقرار السياسي والنقدي. اننا نخشى ان نكون قد اصبحنا متعودين على آلامنا المتأتية، عن تجميد حياة الوطن وتقليل الخدمات والعيش في مزبلة، وسط استمرار للشغور الرئاسي وتعليق للتشريع حتى تشريع الضرورة واضطراب حكومي، وان يكون العالم قد اصبح متعودا على آلامنا دون اهتمام، او شامتا بنا، واخطر من كل شيء، اننا تجاوزنا كل حد في الصراع السياسي والاجتماعي"، معتبرا أنها "كلها أمور دفعت أبناء لبنان للتحرك بالأمس، وقبل ذلك، وهم على حق. حركة أمل انتفضت، بل قامت، وقام بها الإمام الصدر، كما بدأت كلمتي، في مهرجان بعلبك وصور لأسباب أقل سوءا. لذلك ما حاولوا اتهامنا به مردود بالأصل، قبل البحث في الفرع والدس الرخيص. وأقول لكل متظاهر أو معتصم بشرف وبصدق نوايا، ليس الكل، العلة في هذا النظام، ليس في ما يطالب به عامة، العلة في الطائفية والحرمان، والأولى سبب الثانية وحصن الفساد، ولا يمكن الإصلاح طالما الطائفية قائمة". أضاف "لذلك أسس الإمام الصدر حركة المحرومين، وتضمن ميثاقها الغاء الطائفية السياسية. وقد حاولت مرات ثلاث، كرئيس للمجلس النيابي، انشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، المنصوص عليها في الدستور، ووضع آليتها فقط، وأعترف أنه في كل مرة، كانت هذه الطائفية تثبت أنها أقوى مني، ومن إرادتي وإرادة مجلس النواب"، مخاطبا الحراك الشبابي الجديد "طالبوا أيها الأخوة، ليس بالمطالب التي أسمع. طالبوا بالدولة المدنية، بهذا وحده نكون بنائين لمستقبل لبنان، وإلا فإني أخشى عليكم من باب الحرص ليس إلا. طالبوا بقانون انتخابي على أساس النسبية. عرضنا لبنان كدائرة إنتخابية واحدة فرفضوا، عرضنا ثمان محافظات وتكون الإنتخابات على مستوى المحافظات، ووصلنا في النهاية الى 64 بـ64 نسبية وأكثرية، وحتى الآن لا يزالون يرفضون، بالرغم أن هذا يؤمن حتى عدالة الطوائف. لذلك فإننا في حركة أمل نؤكد تمسكنا بالحكومة وتنشيطها للاستجابة للمطالب المحقة، ونعتبر ان بقاء الحكومة يشكل ضرورة وطنية على الجميع ادراكها. كما اننا في حركة امل، نعتبر ان الاعتداء على التشريع، اعتداء على الشعب، من خلال ممثليه، ونرى انها جريمة تفوق اي جريمة اخرى على الإطلاق. للتغيير أيها الأذكياء، باب واحد هو باب المجلس النيابي. هذا المجلس ليس مجلسا للشيعة، ولا الحكومة هي للسنة، ولا رئاسة الجمهورية هي للموارنة. هذا المجلس لكل لبنان، وغيره من المؤسسات هي أيضا لكل لبنان. للتشريع باب واحد هو باب المجلس، وإلا الفوضى التي نشاهد بعضها أيضا".

وتابع "من جهة أخرى، اننا لن نقبل التفريط بالمكاسب المعنوية، التي تستدعي الاستثمار في لبنان، والمكاسب المادية، الناتجة عن استخراج الثروة البحرية، ولا التفريط بالمكاسب السياسية الناتجة عن نضالنا الوطني لترسيم الحدود البحرية كما البرية، عبر المشاريع اللامسؤولة المتصلة بطرح مشروعات تحييد المربعات المختلف عليها، ونرى ان مثل هذا الامر يمثل اعترافا بالحقول الاسرائيلية الجاري استثمارها. ان جل ما نسعى اليه، هو تحديد حدودنا البحرية، لا ان نكون حراس حدود بحرية لاسرائيل".

وأكد ان "احدا منا، لا يريد احتكار المقاومة، ولا يريد تبرير السلاح بحماية الحدود على مختلف الجهات الشرقية والشمالية كما الجنوبية. ان حركة امل، ترى ان حماية الحدود والمقاومة حاجتان لبنانيتان، في ظل استمرار الاحتلال والاطماع الاسرائيلية، وفي ظل التهديدات الارهابية العابرة للحدود، التي سبق وان زرعت الارهاب المتفجر في عاصمة لبنان وضاحيتها، وفي طرابلس والبقاع ومخيمات لبنان انطلاقا من نهر البارد. ان ما يجب ان يكون حاسما، هو اننا لن نساوم على خيار الشعب والجيش والمقاومة، هذه المقاومة اسسها الامام موسى الصدر، وهي ايقونة ثلاثية لا خلاف حولها، من جهتنا، ومن يراهن على فرقة بين امل والحزب، حول هذا الموضوع، هو واهم الى يوم الدين. ذلك لأن هذا الثلاثي الوطني، حقق التحرير، وهزم العدوان الاسرائيلي صيف عام 2006 واوقعه في فشل استراتيجي، ولأن المقاومة كذلك كانت نتيجة للعدوان، وليست سببا له، وهي تشكل بالتأكيد ضرورة وحاجة وطنية. وان المطلوب امميا ضرورة اتخاذ الخطوات الدولية اللازمة، لاشعارنا ببدء أو إتمام تنفيذ القرار 1701".

واعتبر ان "التمزق بات يهدد وطننا، ودعاة الفدرلة والتقسيم وتحويل لبنان الى اسرائيليات منذ القدم، اصبحوا اكثر جرأة، وقد اصبحت الادارات المحلية وحكومات الظل الطائفية والمذهبية والجهوية منتشرة، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. اننا في حركة امل، نرفض كل هذه الاشكال، بدءا من فدرلة الكهرباء. اننا وقد تحمل الجيش مسؤولية الامن الى جانب الدفاع، ندعو الى اعتبار زيادة عديد الجيش وتحديث سلاحه هدفا دائما، ومده بالعتاد اولوية وطنية، منذ عامين وأنا أنادي بذلك، وأن نستثمر على الجيش. اننا ندعو الدول الشقيقة والصديقة الى تسريع وزيادة مساعداتها لتقوية الجيش الوطني. ونقدم التهاني للاجهزة الامنية على مهماتها، التي حفظت الجميع بمواجهة الارهاب والقبض على الارهابيين".

وقال: "رغم الحرائق المشتعلة، وهذا الصيف الملتهب، ورغم الالام، ورغم الجمود، ورغم تعطيل المؤسسات، ورغم اني اشعر ان حرص الغرباء علينا، اكثر من حرصنا على انفسنا، ورغم ان ايماني ان عروبتنا وأن ربيعنا هذا بالوحدة لا بد قادم. غير ان ما يتحمله اللبنانيون كلهم، بدون استثناء، من اذى، كأن كل واحد منا يتندى بدمائه وراحته، حتى النفايات ضجت روائحها في انوفنا. لذلك وإزاء السواد الذي يحيط بلبنان ويحيق به، فإنني سأدعو في العشر الأول من شهر أيلول، يعني حدا أقصى من الآن، وحتى العاشر من أيلول، الى حوار يقتصر هذه المرة، بالإضافة الى رئيس الحكومة، على قادة الكتل النيابية، لا يختلف كثيرا عن حوار في الشكل عن 2006، ولكنه يختلف في المضمون. وسيكون جدول الحوار حصرا:

1- البحث في رئاسة الجمهورية.

2- عمل مجلس النواب.

3- عمل مجلس الوزراء.

4- ماهية قانون الإنتخابات.

5- ماهية قانون استعادة الجنسية.

6- مشروع اللامركزية الإدارية.

7- ودائما موضوع دعم الجيش اللبناني".

لافتا إلى أن هذه الدعوة "محاولة متواضعة"، آملا "الإستجابة لها، واعتبارها نداء اغاثة لهذا الوطن، الذي له الحق علينا أن نثبت أننا نليق به وبشهدائه وحراكه الشعبي، وكأننا نسينا ان بقاعنا اهراءات روما، وشمالنا الارز الخالد، وجنوبنا الحصن المنيع، وعاصمتنا مرضع القوانين، وجبلنا هوى العرب ومربعهم، ومغتربونا امبراطورية الشمس وحاملو الابجدية". وختم "يا سيدي الامام الصدر، ايها الاخوان الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين: عهدنا ووعدنا ان تبقى حريتكم اساس تحركنا، وحركتنا وان نحفظ لبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه، وان تبقى حركة امل، كما عهدكم بها حركة اللبناني نحو الافضل. عشت يا سيدي الامام، لك المجد والحرية، عاش لبنان".

 

الحريري: نلتقي مع الرئيس بري في الدعوة إلى حوار يناقش البنود التي أوردها في خطابه

الأحد 30 آب 2015/وطنية - علق الرئيس سعد الحريري على دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الحوار، بالاعلان عبر "تويتر"، انه يلتقي مع الرئيس بري في الدعوة "الى حوار يناقش البنود التي اوردها في خطابه". وقال: "نحن بالتأكيد سننظر بايجابية لموضوع الحوار عندما نتلقى الدعوة، وان الاتفاق على بت موضوع رئاسة الجمهورية يشكل المدخل السليم للبحث في القضايا الأخرى". أضاف: "إن اعلان التمسك بالحكومة وتفعيل عمل المجلس النيابي، يشكلان قاعدتان للاستقرار المطلوب في هذه المرحلة".

 

عائلة جورج الريف أحيت ذكرى أربعينه باعتصام في ساحة الشهداء ثم مسيرة إلى مكان قتله

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - نفذت عائلة المغدور جورج الريف، في ذكرى مرور أربعين يوما على قتله، اعتصاما في ساحة الشهداء تحت شعار "كفى قتلا"، ثم مسيرة إلى مكان حصول الجريمة في منطقة الصيفي. ورفع المشاركون لافتة كبيرة كتبوا عليها "محكمة الشعب" وصور للمغدور. وفي الاعتصام، ألقت زوجة الريف كلمة حيت فيها ممثلي الشخصيات الرسمية والأمنية والأصدقاء. وقالت إن "قضية جورج صارت جزءا من مطلب شعبي عام. وقد سمعتم بالأمس ما حصل خلال التظاهرات والشعب عبر وقال كفى قتلا".وطالبت ب"وقف التدخلات السياسية في القضاء الذي لو أخذ قرارا في السابق بحق طارق يتيم كنا الآن بألف خير". أضافت: "مطلبنا العيش الكريم وحق الانسان، حيث أصبحنا نعلق الأمل على محكمة الشعب التي ستقول الحقيقة". وأعلنت "ان تحرك العائلة هو لوقف القتل في لبنان ولوقف تكرار الجرائم". ثم ختمت بشكر لجنة متابعة قضية زوجها والمحامي زياد بيطار وكل من شارك في جناز أربعينه. بيطار/ثم ألقى المحامي زياد بيطار كلمة قال فيها "كفى للاستهتار بحياة الناس، كفى للبطش والعيش بالأدغال وشريعة الغاب". وتوجه إلى روح جورج: سامح كل واحد كان يتفرج وانت تقتل ولم يحاول أن يفعل شيئا. سامح هذا البلد الذي غير القادر ان يحمي الأوادم والطيبين مثلك، الذين لم يحملوا سلاحا ليحموا أنفسهم من الأشرار. سامح الناس الطاغية التي كانت تحمي أمثال المجرم طارق يتيم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون (...). سامح القضاء الذي لو لم يترك أمثال هذا المجرم في السابق، ما كانت سنحت له فرصة ثانية لممارسة اجرامه وعنفه". وانتقد ما أسماه "التدخلات السياسية في القضاء التي تقلب موازين العدالة، لأن وراء كل بلد عظيم قضاء جريء. ونريد قضاء يستمد قوته من نفسه ولا يسمع إلا صوت العدالة". وأبدى أمله بالشعب "الذي يثور على الظلم والقتل في بلد كان الأول في الشرق الأوسط في السياحة والبيئة النظيفة". ووضع "محكمة الشعب بتصرف الناس ليصوتوا كاستفتاء على وسائل التواصل". بعد ذلك انطلق الحضور في مسيرة الى الصيفي حيث وضعوا الزهور وأضاءوا الشموع.

 

 باسيل أكد النزول الى الشارع في 4 ايلول: لا يمكن لأحد أن يحتكر الشارع والاصلاح ولا نرضى أن يساوونا بالفاسدين

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال لقاء مع أبناء المتن في منطقة الزعرور ان "التيار الوطني الحر سينزل الى الشارع في 4 ايلول، للدفاع عن الحق بالوجود". وقال: "إن وجودنا مهدد في رئاسة الجمهورية، فحق كل مواطن ان يقول انه يريد رئيسا يمثله. اما الحق الثاني في الوجود هو في الحكومة بقدر ما نمثل. والحق الثالث يأتي في المجلس النيابي، حيث المناصفة الفعلية، مطلب ملح، وليس توزيع الفتات. اما المطلب الرابع فيتمثل في الحق بالمناصفة في الادارة اللبنانية"، مؤكدا "حقنا مقدس في الوجود في ارضنا والحفاظ على هويتنا اللبنانية". أضاف "نريد حقنا في كل الملفات، وحقنا في ان نكون موجودين في كل القطاعات اللبنانية"، مشيرا إلى أن "التيار يطرد من ملف النفط والكهرباء وغيرهما، لانه يريد العمل لمصلحة المواطن". ودعا كل بيت وقرية وفرد مؤيد "للتيار الوطني الحر" الى "النزول الى الشارع في الرابع من ايلول"، لافتا "الساحة كانت ساحتنا في 14 اذار، وساحتنا في 7 ايار، وستكون ساحتنا في 4 ايلول. وهي لجميع اللبنانين، الامر الذي يدل الى الصحة في المجتمع اللبناني". وقال: "لا نريد ان ترفع السفارات مطالب الشعب اللبناني، لأن مطالبه يرفعها بنفسه وبإرادته الحرة ويرفعها قادته الاحرار. ولا احد سيفرض الربيع العربي على لبنان، لأننا ربيع لبنان الآتي والكل يعرف ذلك". وعلى صعيد الحراك على الارض، أكد أنه "لا يمكن لأحد أن يحتكر الشارع والاصلاح خصوصا، أن مطالبنا ليست فئوية، إنما لجميع اللبنانيين"، سائلا "لماذا صمت من يطالب بالكهرباء حين عرقلت مشاريعنا؟ ولماذا صمت من يشتكي من الفقر حين عرقل مشروع النفط؟ ولماذا صمت من يطالب بالمياه حين اوقفت السدود؟. وختم "لا نرضى بأن يساوونا بالفاسدين، لأن ثمة فرق بين الاصلاحيين والفاسدين".

 

ريفي لوزير الداخلية: نظام التترا هبة أميركية وإذا كانت الشكوى هي التأخير في التنفيذ فالأمر يعود الى البيروقراطية

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - أوضح وزير العدل اللواء أشرف ريفي، في مداخلة له عبر محطة "إم تي في"، انه فوجئ بكلام وزير الداخلية نهاد المشنوق "حول ما تناوله عن موضوع صفقة أجهزة "التترا" لقوى الأمن الداخلي عام 2008". وقال: "أعرف أن الوقت ليس مناسبا للمساجلات والمهاترات إنما لا بد من توضيح بعض النقاط خاصة وأن الشكل الذي تم به طرح الموضوع لم يكن مناسبا:

أولا: إن شبكة الإتصالات "التترا" قدمت كهبة من الولايات المتحدة إلى لبنان ولم تدفع الدولة اللبنانية قرشا واحدا.

ثانيا: الأميركيون يأخذون على عاتقهم وحدهم كل ما يتعلق بموضوع التعاقد والشراء والتركيب ولا تتدخل الدولة متلقية الهبة بأي شيء من هذا القبيل.

ثالثا: طرح الأميركيون علينا الخيار بين عدة أنظمة إتصالات لاسلكية. وتم تكليف الفرع الفني في شعبة المعلومات إجراء مقارنة علمية فنية بين هذه الأنظمة. وبناء لإقتراح الجهاز توافقنا أنا والشهيد اللواء وسام الحسن على نظام "التترا" الرقمي الديجيتال الأحدث في العالم وارتأينا أنه يناسب لبنان. وكانت قوى الأمن الداخلي قبل العام 2005 قد اعتمدت هذا النظام لتغطية جزء من بيروت الإدارية ولم يكن النظام مكتملا حينها.

رابعا: أما في حال كانت الشكوى من الصفقة هي التأخير في التنفيذ فالأمر يعود الى البيروقراطية سواء في الولايات المتحدة أو في لبنان. وأذكِّر اللبنانيين أنني تقاعدت من مهامي في قوى الأمن الداخلي منذ أكثر من سنتين ونصف تقريبا".

وختم قائلا: "إنطلاقا مما تقدم، أعي دقة المرحلة وصعوبتها ورغم ذلك أقف إلى جانب وزير الداخلية وأثني على أداء قوى الأمن الداخلي يوم أمس، إذ اعتمدت الصبر الطويل في مواجهة المشاغبين إنطلاقا من تطبيق "قاعدة الأمن الناعم" الذي تعتمده شرطة الدول الراقية عتدما تكون في مواجهة مواطنيها".

 

رعد: لن نسمح لأحد بكسر أو إقصاء حلفائنا في التيار الوطني الحر

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "من يظن أن انشغالنا بقضايا الدفاع عن الوطن لن يمنعنا من الاهتمام بالقضايا المعيشية والمطلبية المحقة للمواطنين، ومن يظن أن انشغالنا في مواجهة التكفيريين والتجهيز لملاقاة أي حرب عدوانية يريد أن يفرضها الإسرائيلي علينا في وقت من الأوقات قد يصرفنا عن هموم شعبنا الداخلية المعيشية، التي تضغطه بالكهرباء والنفايات والمياه والقرارات والقوانين الجائرة والإدارة البيروقراطية المترهلة التي تسودها السرقات والرشاوى والعفونة، التي تظهر في كل مكان من موقع وبناء هذه السلطة، هو مخطىء". وقال خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في البازورية في حضور مسؤول "حزب الله" في منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين: "على الرغم من أننا لا ننزلق إلى زواريب المساجلات الداخلية، لكننا نهتم بالشؤون الداخلية على إيقاع اهتمامنا بالشؤون الكبرى، فلا نضيع شيئا عبر الاستغراق في شيء آخر، ونريد أن تتكامل الصورة والمشهد وأن تتوزع الأدوار، فحين يتصدى من يتصدى في الداخل لمعالجة هذه الشؤون نحن نواكبه، وحين يحتاج إلى دعم ومساندة سنكون بجانبه، وفي المقابل نتفهم وندعم كل من يرفع صوته ضد إساءات السلطة وتصرفاتها واللامبالاتها من أجل أن يعبر عن إدانته من إهمال هذه السلطة للموضوعات الخدماتية، وإن كنا لا نتصدى لذلك، إلا أنه وعندما يحتاج التصدي إلى وضع النقاط على الحروف سنكون حاضرين إن شاء الله".

أضاف: "بعض من في السلطة من الذين يتوهمون بأننا منشغلون في مواجهة التكفيريين أو الإسرائيليين ويحاولون استغلال ذلك ليعملوا على تقويض وعزل وكسر وإقصاء حليف سياسي لنا في الساحة، لن نسمح لأحد بكسر أو إقصاء أو عزل حلفائنا في التيار الوطني الحر وخصوصا شخص العماد ميشال عون، لأن استهدافه ليس لشخصه أو لتياره، وإنما استهداف لحزب الله ولحركة أمل، واستهداف لموقفه المشرف الداعم للمقاومة في تصديها للعدو الإسرائيلي المدعوم أميركيا وخليجيا في حرب تموز عام 2006، وسنجبرهم على إعادة النظر في هذا التوجه، ولقد قالها سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله بالفم الملآن: "إذا اقتضى الأمر والشارع أن نكون بجانب هذا الحليف سنكون، ولكن نحن من يقرر الساحة واللحظة والمكان والزمان".

وتابع: "لا نستطيع أن نغض الطرف عن أداء سلطة أودت بالبلاد إلى دين عام أصبح يقارب السبعين مليار دولار أميركي، في الوقت الذي ما زال فيه البعض يمعنون في سرقاتهم وتهريباتهم واحتكارهم للشركات والمناقصات، ويتصرفون وكأنهم أمراء وحكام هذه البلاد".

وشدد على أن "هذا البلد لا يمكن أن يحكم من جهة أو من فريق، هو ليس لقمة سائغة لشهوة ممعن في التبعية والولاء للأجنبي، بل هو ملك أبنائه الشرفاء، ويحتاج إلى تضافر جهود كل أبنائه من كل الاتجاهات وإلى توافق حتى تستقيم السلطة، فإذا خدش فريق من الفرقاء هذا التوافق، سقطت مفاعيل السلطة وكل إجراءاتها، ونحن منذ سنوات قليلة نعاني من تسلط فريق وهيمنته على مقاليد السلطة تحت عنوان الغبن تارة والمظلومية تارة أخرى، ولكنهم ليسوا هم المغبونون ولا المظلومون، بل هم الغابنون والأساس في الظلم الواقع على شعبنا".

 

النائب حسن فضل الله: لا لإدارة الظهر لمطالب الناس ولنعمل معا على تخفيف الأزمات والمشكلات

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، "وقوف "حزب الله" مع المطالب المحقة للمواطنين، الذين نحن جزء منها"، مشددا على "ضرورة معالجة القضايا الملحة سواء الكهرباء أم المياه أو أزمة النفايات، وعدم رمي المسؤولية على البلديات". وأضاف: "هناك حكومة وقوى سياسية مسؤولة، وعليها تحمل التبعات والإسراع نحو المعالجة، لأن غضب الناس سيزداد، وكلما تأخرت المعالجات سيكون هناك مطالب أكثر للناس"، لافتا إلى ان "مستوى الاهتراء في الدولة بلغ إلى حد يمكن أن يؤدي إلى سقوط الهيكل على الجميع". وخلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد أحمد علي الدر في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، قال فضل الله: "كنا نبهنا وحاولنا وسعينا من موقعنا في الحزب لتدارك المخاطر التي تتهدد البلاد على المستوى الاجتماعي والإقتصادي، وقلنا للجميع إن المواطن لم يعد قادرا على التحمل، فإذا كنتم لا تستطيعون إيجاد معالجة جذرية، فلتعملوا معنا لنخفف الأزمات والمشكلات بالكهرباء والمياه، وفرص العمل ورواتب الموظفين وعمل المؤسسات وفتح المجلس النيابي وبتفعيل دور الحكومة، ولكننا كنا نواجه ولا نزال إلى اليوم بعقلية المكابرة والاستئثار والتفرد". وشدد على أن "المدخل الطبيعي لمعالجة الأزمات التي يمر بها لبنان، هو معالجة الأزمة السياسية المتمثلة بمحاولة إقصاء فريق أساسي يمثله التيار الوطني الحر، الذي له مطالب محقة، ونحن دعونا الفريق الآخر إلى محاورته والنقاش معه من أجل القيام بالمعالجات المطلوبة، لكن حتى الآن هذا الحوار لم يتم، لأن هناك من يصر على إقصاء العماد ميشال عون ومنعه من أن يكون المعبر عن الشريحة الشعبية التي يمثلها، لذلك فإن الاستمرار بسياسة المكابرة سيزيد هذه الأزمة تعقيدا، لأن فريقا لا يزال يعتقد أن المتغيرات الخارجية يمكن لها أن تجعله الحاكم الدكتاتوري، وقد قلنا له إنه واهم". ودعا فضل الله الجميع إلى "ملاقاة المبادرة الحوارية المطروحة من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، لأن الحوار بين القوى على مختلف انتماءاتها هو المدخل الطبيعي من أجل التفاهم والتوافق على القضايا المختلف عليها، سواء كانت هذه القضايا تتعلق بإدارة الحكومة التي نحن من دعاة المحافظة على آلية التفاهم والتوافق فيها، أو بالقضايا الأساسية مثل قانون الانتخاب وانتخاب رئيس للجمهورية، ومعالجة القضايا الملحة في الموضوع الاجتماعي والإقتصادي"، مطالبا الجميع بـ"عدم تفويت هذه الفرصة وإدارة الظهر لمطالب المواطنين، في وقت لا يزال لدى البعض عقلية كان قد جربها عام 2006 عندما نزل مئات الآلاف من اللبنانيين إلى الشارع، وهو اليوم يريد أن يصم آذانه ويقول إن التظاهرات لا يمكن أن تصرف بالسياسة، وهذا جزء من تهميش الناس وإدارة الظهر لهم ممن يعتبرون أنفسهم يتحصنون بالطائفية والمذهبية. في حين أن واحدة من إيجابيات الحراك الشعبي أنه خرج من الاصطفاف المذهبي، الذي يتمسك به بعض السياسيين ويتمترس بالمذهبية ليتمسك ويستأثر بالسلطة".

وقال: "إننا في حزب الله كنا من طليعة القوى التي لم تتورط في كل هذه الملفات، لأنها لم تكن جزء من التركيبة السياسية التي نشأت منذ التسعينيات ولا تزال هي نفسها إلى اليوم، وكنا دائما في موقع المعارضة لهذا النهج السياسي سواء كان نهجا يمارس سلطاته على المستوى المالي أو الإقتصادي أو الاجتماعي، ولا نزال حتى ونحن في داخل الحكومة من موقع المعترض على التفرد والإستئثار ورفض المشاركة، وأيضا من موقع المعترض على النهج الإقتصادي والمالي والاجتماعي، لأننا نرى أن الدولة مسؤولة ولا يمكن أن تتنصل من مسؤولياتها".

ورأى أن "طبيعة التركيبة في لبنان تمنع التغيير الحقيقي، فعندما كان هناك محاولات للتغيير كانت دائما تصطدم بجدار الطائفية والمذهبية والمحسوبيات، فإن هناك الكثير ممن تورطوا وأشاعوا ثقافة الفساد، وعمموا الرشوة بحيث أصبح كل مواطن يريد أن ينجز معاملة ما، يعتبر سلفا بأنه يريد أن يدفع رشوة، أو إذا أراد أن يقدم على وظيفة، فيعتبر سلفا أنه بحاجة إلى المساندة والمساعدة والدعم، وهذا يعود سببه لنشوء الدولة على هذه الثقافة"، متسائلا: "من المسؤول عن الفساد اليوم، ومن الذي استلم السلطة من العام 2005 إلى اليوم، أي منذ خروج النظام السوري من لبنان، أليس هو الفريق ذاته؟، وهل الوجود السوري لا يزال مسؤولا أم هناك عقلية لا تزال تتحكم بإدارات الدولة، وبكل القضايا الاجتماعية والإقتصادية والمالية؟".

ولفت فضل الله إلى أن "الإمام السيد موسى الصدر الذي نعيش ذكرى تغييبه في هذه الأيام قد رفع شعارين، الأول يتمثل بقضية الجنوب، حيث شدد على ضرورة العمل على حمايته من خلال إنشاء مقاومة مسلحة تتولى الدفاع عنه، وقد كان همه دائما هذه القرى والبلدات، فيتحدث عنها ويشير إلى المخاطر التي تتعرض لها، وبفضل فكر هذا الإمام وما زرعه أمكن لنا أن ننشئ مقاومة حررت الجنوب ودافعت عنه، وتحميه اليوم من المخاطر المحدقة به، وأما الشعار الثاني فكان رفع الحرمان ومواجهة التفرد والاستئثار بالسلطة والدعوة إلى المشاركة، وهذه المشكلة ذاتها ما زلنا نواجهها حتى اليوم، حيث أنه لا يوجد دولة حقيقية وقانون حقيقي، وإن وجد لا يطبق، بل توجد عقلية طائفية مذهبية، ومحسوبيات ومحميات، وهذا يعني أن الأزمة ستستمر".

واعتبر أن "وجود الحماية التي ينعم بها بلدنا من الخطر الإسرائيلي والتكفيري هي بفضل تضحيات المقاومة ومجاهديها، لكن هناك أزمات أخرى تهدد الوضع الداخلي، وإذا كان الخطر التكفيري الذي استهدف تمزيق لبنان وتحويله إلى إمارات وتشريد شعبه وقتل الناس، قد سقط بفضل تضحيات المقاومة، فهناك تهديد داخلي متمثل بتفاقم الأزمات الإقتصادية والاجتماعية، التي تحتاج إلى مساع وجهود من نوع آخر"، مشيرا إلى أن "الطرق والوسائل والآليات التي نستخدمها في مواجهة العدو الخارجي تختلف عن المواجهة في الداخل، حيث أنه لا يمكننا أن نستخدم في الداخل مقاومة لمواجهة الأزمات بالطريقة نفسها التي نواجه فيها العدو الخارجي، وصحيح أنه من الممكن أن ننتصر على العدوين الإسرائيلي والتكفيري وقد انتصرنا، لكن عندما نأتي إلى الداخل وإلى الأزمات الداخلية لا يمكن لنا من خلال جهدنا فقط أن نهزم الفساد، وهذا ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم من الأيام: ان هزيمة إسرائيل أهون بمئة مرة من هزيمة الفساد في لبنان"، لأن هناك تركيبة طائفية مذهبية، وهناك سلطة تركبت منذ أن نشأ لبنان، وما زالت مستمرة على الطريق الأعوج نفسه".

وأردف: "ان دماء شهدائنا وتضحيات المقاومة استطاعت أن توفر مظلة الحماية لبلدنا، ونحن نعيش اليوم في ظل استقرار أمني عام بفعل هذه التضحيات، ولو نظرنا من حولنا وفي محيطنا الإقليمي لرأينا الفوضى والاضطراب والتخبط والإرتباك والقتل والدماء في كل مكان، فلبنان اليوم البلد الوحيد الذي يشعر بأنه محمي بفضل موقف المقاومة التاريخي، بأنها ذهبت إلى معاقل التكفيريين قبل أن يسيطروا على سوريا وعلى مناطق الحدود، وتستكمل هذه المهمة اليوم لحماية لبنان"، مشيرا إلى أن "معركة القصير كانت من أجل حماية لبنان، ومعركة الزبداني هي من أجل حماية لبنان أيضا، ولو كان هؤلاء التكفيريون سيطروا على تلك المناطق لتمددوا إلى بلدنا، وإن المشروع الذي كشفته التحقيقات الرسمية كان هدفه إقامة إمارة في منطقة الشمال، والتمدد إلى البقاع ومن ثم السيطرة على بقية المناطق، لكن هذا المشروع سقط وهزم بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة".

 

النائب حسين الموسوي: نؤيد الحراك شرط ان يكون بهدف مواجهة الفساد بطريقة نظيفة

الأحد 30 آب 2015/وطنية - اعتبر رئيس تكتل "نواب بعلبك الهرمل" النائب حسين الموسوي، أن "اتهام البعض لحزب الله والتيار الوطني الحر في محاولتهما احداث فراغ بالكامل، والذهاب الى مؤتمر تأسيسي غير صحيح، ولا دخل لنا بهذا الموضوع، فالمواطن من الحزب مقهور مهموم يبحث عن كهرباء وماء وعن شارع نظيف". وقال: "نحن معنيون بالاستقرار، ونؤيد الحراك شرط ان يكون بهدف الإصلاح ومواجهة الفساد بطريقة نظيفة، وان لا يجير هؤلاء الى حزب او جماعة، فالمهم انقاذ المجتمع من الفساد، ولا يمكن لنا ان نصل إلى نتيجة ما لم يكن هؤلاء عائدين للطوائف والمذاهب، وفشل هذه التجربة يعني انكسار الجميع". كلام الموسوي جاء خلال رعايته افتتاح ورشة عمل بلدية اختيارية في مدينة السيد عباس الموسوي الكشفية في رياق، بحضور مسؤول العمل البلدي في "حزب الله" حسين النمر، رؤساء إتحادات وبلديات ومخاتير. بداية، تحدث النمر عن دور البلديات الانمائي على مستوى المنطقة بالتعاون مع النواب، "وقد حملوا الهم الأكبر في مسيرة التنمية". بدوره، اعتبر الموسوي أن "اتهام البعض لحزب الله والتيار الوطني الحر في محاولتهما احداث فراغ بالكامل والذهاب الى مؤتمر تأسيسي غير صحيح، ولا دخل لنا بهذا الموضوع"، مضيفا: "نحن معنيون بالاستقرار نؤيد الحراك شرط ان يكون بهدف الإصلاح ومواجهة الفساد بطريقة نظيفة". وتابع: "نحيي كل مسؤول وسياسي يقوم بواجباته تجاه وطنه حتى لو كنا مختلفين معه، لكنا نلتقي معه من اجل مصلحة البلد، فالمهم الوصول إلى نتيجة إيجابية تصب في مصلحة الوطن، فلبنان الكيان مطلوب ضربه من التعايش حتى النفايات، وهناك هدف مرسوم ليبقى المجتمع غير متماسك". وأردف: "هناك 180 دولة في العالم وجدوا طريقة حل للنفايات، الا في لبنان لم نجد الحل، فالموضوع ليس تقنيا وانما "انا شو حصتي وانت شو حصتك"، الموضوع حصص فقط". وأمل في "أن تكون التحركات خاضعة للارادات، وعدم مصادرة الرأي العام وان لا يتسلل احد لتوظيف ما يجري لارادته، فالمهم ان تكون التحركات عابرة للطوائف".

وتناول قضية تغييب الامام موسى الصدر، فرأى بالتغييب "أحد مظاهر الاغتيال، وهذا وارد في ان يكون الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي وبتواطؤ مع ابو نضال او غيره قد قاما بهذا الاغتيال. وباختصار فإن السيد الصدر غيب لانه حدد الهدف بان اسرائيل شر مطلق، والقذافي كان أداة وإذا كان ابو نضال فعل ما فعل، فهو ايضا أداة، لكن القرار كان صهيونيا استكباريا بين معركتي الإيمان والكفر وعندما شعروا بخطره وبطروحاته تحركوا لاغتياله".

 

 أنطوان حداد: الحراك الشعبي شكل صفعة سياسية للاحزاب

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - اعتبر أمين سر "حركة التجدد الديمقراطي" انطوان حداد، أن الحراك الشعبي الذي شهدته ساحة الشهداء أمس "وجه صفعة كبيرة للأحزاب على ضفتي الانقسام التقليدي في لبنان، مفادها أنه غير مرحب بهم في نشاطاته، وأول طلاق او مواجهة للحراك مع الاحزاب التقليدية كان من خلال رفض انضمام "التيار الوطني الحر" له، وهذا ما استفز النائب ميشال عون الذي أعلن أنه سيكون له تحرك خاص به، متهما حركة طلعت ريحتكم بسرقة شعاراته". ودعا حداد في تصريح كل الأحزاب "على ضفتي 8 و14 آذار إلى اعادة قراءة موقفها من هذا التحرك"، وقال: "أواكب هذا الحراك كمواطن وليس كسياسي، لكن شباب التجدد يواكبونه من الداخل من ضمن ائتلاف شبابي عريض يضمهم مع تكتلات شبابية أخرى، وهم يتميزون بالتظاهرة التحضيرية، التي جرت عند مدخل شارع الجميزة، وبشعارات واضحة، تؤكد الاستقلالية والابتعاد عن الاجندات الحزبية والفئوية قبل انضمامها الى التجمع المركزي في ساحة الشهداء، كما ان هذا الائتلاف كان له دور مهم في اقناع لجنة تنسيق حملة طلعت ريحتكم باختيار ساحة الشهداء لاقامة التجمع المركزي بدلا عن ساحة رياض الصلح التي اصبحت عنوانا مصاحبا لاعمال الشغب ذات الطابع المذهبي او التخريبي، وذلك لتطويق هذه الاعمال ومنعها من التشويش على الحراك السلمي". ولفت إلى أن "هذا التحرك السلمي لا يمكن أن يهدد الاستقرار في لبنان، اذا ما اخذت مطالبه المشروعة في الاعتبار، وهذا امر ممكن، أما الرهان على أن الاستقرار يتأمن فقط لأن الولايات المتحدة وروسيا وايران والسعودية متفقون على عدم تفجير الوضع في لبنان، فهذا يحمل في طياته الكثير من المخاطر، لأن هذه الدول ربما تتحكم بالعوامل الخارجية وبمن يتبع لها في الداخل، انما ليس لها اي تأثير على التحركات الناجمة عن اوجاع الناس وتطلعاتهم المشروعة"، لافتا إلى "أننا نشهد لحظة انعطاف وتحول شبيهة باهميتها بمحطة 2005 لكن بغير اصطفافات وغير لاعبين". وأوضح حداد انه على تواصل مع رئيس الحكومة وفهم منه ان "الامر غير مطروح كما أنه يجب ان لا يحصل، فالرئيس يمثل صمام أمان للوضع اللبناني الراهن، لأنه يلبي حاجة لا بل ضرورة وجود حد أدنى من الدولة".

 

طلال المرعبي حذر من مغبة الاستمرار بتجاهل صرخة المواطنين

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - حذر رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، من "مغبة الاستمرار بتجاهل صرخة المواطنين"، داعيا المسؤولين إلى "الكف عن المحاصصات والمنافع الخاصة، والالتفاف والمبادرة فورا إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد، لأن الحل يبدأ مع انجاز هذا الاستحقاق". ولفت المرعبي خلال استقباله هيئات سياسية وبلدية وشعبية في دارته في بلدة عيون الغزلان - عكار، إلى أن "الوجع والهموم المعيشية والاقتصادية والحياتية، باتت لا تحتمل، وتأتي التحركات الشعبية الضاغطة لتؤكد ان المواطنين لم يعد يحتملون المزيد"، مضيفا: "كنا حذرنا مرارا وتكرارا من تراكم المشاكل في ظل غياب اي معالجات، وبقي السائد المناكفات السياسية وتسجيل النقاط والبطولات الوهمية التي لا تجلب الا الويلات". وقال: "آن الأوان لهذه الطبقة السياسية الاتعاظ من وجع الناس وصرخة المواطنين المحقة، ولا بد ان تلاقي اذانا صاغية ومخلصة عند المعنيين"، لافتا إلى عدم وجود أخطاء في النصوص الدستورية، إنما في الممارسة، "ولا يمكن الآن الكلام عن تعديلات دستورية قبل انتخاب رئيس جديد وحكومة جديدة ومجلس نيابي منتخب وفق قانون عادل وعصري، وبعيدا عن المحادل". ودعا المرعبي الهيئات الشبابية إلى عدم تشويه حركتهم لرغبات بعض الطموحات السياسية، مؤكدا أن "لبنان لا زال رغم كل ظروفه الصعبة بلد الحرية والديموقراطية"، منوها بـ"جهود القوى الأمنية التي واكبت تظاهرة أمس، وحالت دون وقوع اشكالات أمنية".

وختم مؤكدا أن "هناك تفكير جدي بالخارج بقرب انتخاب رئيس جديد للبلاد، حتى لا ينزلق البلد إلى المجهول".

 

جنبلاط: غالبية شعارات الأمس محقة لكن تبقى دراسة آلية التنفيذ

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - رأى النائب وليد جنبلاط في تغريدة عبر "تويتر" أن "غالبية الشعارات في تظاهرة الأمس محقة، لكن تبقى دراسة آلية التنفيذ، وعلى المسؤولين عن حركة أو تيار "طلعت ريحتكم" أن يدرسوا الأمر بدقة من أجل منع الأحزاب من دون استثناء من استغلال هذا التحرك العفوي وإجهاضه، لأن تحرك الأمس خلافا لتحرك الأسبوع الماضي عبر عن الأوجاع الحقيقية للمواطن". وأشار إلى أن "إقفال مطمر الناعمة كشف نفايات الطبقة السياسية والأحزاب برمتها من دون استثناء، أما سبل المعالجة فلا أملك جوابا في هذه اللحظة".

 

موسى: الحوار لن يمهد لمؤتمر تأسيسي

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - أشار النائب ميشال موسى في مداخلة لبرنامج لقاء الأحد عبر صوت لبنان 93.3 تناولت مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية، الى انه "نظرا للارباك الذي يحكم مفاصل الدولة اللبنانية وضرورة الاستماع لمطالب الناس، لا بد من حركة سياسية تعيد تصويب الامور". ولفت موسى الى أن "المبادرة الحوارية للرئيس بري لن تحل مكان المؤسسات أي الحكومة أو رئاسة الجمهورية، بل ستشكل لقاء تشاوريا يختصر طريق التواصل بين القيادات ورؤساء الكتل، ويدفع أكثر باتجاه الانخراط في تطبيق الدستور والتفاهم على رئاسة الجمهورية"، نافيا أن تشكل طاولة الحوار تمهيدا لمؤتمر تأسيسي. ورأى ان "مطالب الناس يجب ان تكون حافزا للتشاور من اجل تفعيل المؤسسات، والأهم اليوم هو قانون انتخابات يكون مدخلا الى حياة انتخابية جديدة".

 

درباس: المطالبة باستقالة وزير البيئة لن تقدم أو تؤخر

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - اعتبر وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس أن "التظاهرة التي شهدتها ساحة الشهداء أمس جيدة جدا، لكن عليها ان ترفع شعارات حاسمة، وان تدعو الطبقة السياسية لإنجاز الاتفاق على حل لطمر النفايات، وإلا فإن لبنان سيصبح مطمرا للنفايات برمته"، لافتا الى أن "المطالبة باستقالة وزير البيئة لن تقدم ولن تؤخر". وقال درباس في حديث إلى برنامج "لقاء الأحد" عبر إذاعة "صوت لبنان 93.3": "لو وقفت القوى السياسية وراء الحكومة، واسندت الى لجنة فنية تحديد أماكن المطامر والتزمت بالنتيجة، لكانت المشكلة قد حلت". وأكد عجز الحكومة "إنجاز ملف النفايات لأن مكوناتها لم تذهب الى أصل المشكلة، اي الشلل الذي يصيبها"، مشيرا إلى أن "الحكومة بحاجة لدعم من وافق على إنشائها حتى تنجز في ملف النفايات، لا سيما أن لا مدى زمنيا ينهي الأزمة الرئاسية". وقال درباس: "هذه الحكومة أنتجت أكثر من حكومة اللون الواحد بما لا يقاس، لكننا لسنا معنيين بحل الأزمة منذ أيار الـ2014، فمنذ ذلك الحين تحولنا الى حراس، وبتنا موجودين حتى لا نقع في الفراغ، ولتأمين الإنتقال السلمي إلى رئاسة الجمهورية"، مضيفا: "ما يجري هو من تداعيات غياب الرأس، ونتيجة الشلل الدماغي الذي يصيب الدولة".

 

ميشال معوض: نريد حلولا وإصلاحا لا انقلابا على المناصفة والنظام

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - أقامت جمعية المساعدات الاجتماعية (AES) عشاءها السنوي في مجمع إهدن كاونتري كلوب، في حضور الوزيرة السابقة نايلة معوض، راعي أبرشية زغرتا - إهدن المطران مارون العمار، رئيس بلدية زغرتا - اهدن شهوان الغزال معوض وعقيلته، عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار يوسف الدويهي وعقيلته، القنصل الفخري لسيراليون دونالد العبد، رئيس نادي السلام الخوري اسطفان فرنجية، رئيس "حركة الأرض" طلال الدويهي وممثلين للأحزاب والتيارات السياسية وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات حزبية ودينية واقتصادية واجتماعية ونقابية وثقافية وتربوية في زغرتا - الزاوية وحشد من المغتربين وأعضاء وكوادر "حركة الاستقلال" وعدد كبير من أبناء زغرتا الزاوية. بداية النشيد الوطني فنشيد "حركة الاستقلال"، ثم كلمة مقدمة الاحتفال شانتال شحاده، فتكريم الشاب جو معوض لتحقيقه انجازا فرديا نوعيا في عالم التواصل الاجتماعي "الانستغرام" إذ بلغ عدد متتبعيه حوالى ال70 ألف شخص في فترة قصيرة فقدمت له الدرع التكريمية المنظمة الشبابية في حركة الاستقلال. وعرض فيلم عن الفنانين الأخوين نايف وريمون علوان ومسيرتهما الفنية التي وصلت الى روما، حيث تم اختيارهما لتنفيذ مشروع تمثال القديسة ريتا الذي سيوضع في باحة القديس بطرس في روما. سلمهما الدرع التكريمية عضو المكتب السياسي ل "حركة الاستقلال" المحامي طوني شديد، وشكر الفنان نايف لمعوض ورئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض اللفتة. بعد ذلك كرم المغترب ورجل الأعمال الاهدني سركيس يمين الذي قدمه المحامي هنري معوض بكلمة تحدث فيها عن مسيرته المميزة في بلاد الانتشار ومزاياه الشخصية والانسانية وعطاءاته ودعمه المستمر لأبناء وطنه من دون تمييز. وقدمت معوض الدرع التكريمية ليمين. وكانت كلمة لرئيس "حركة الاستقلال" معوض قال فيها: "مع كل ما يجري في البلد، أصبح من يريد التكلم يشعر بالقرف بصراحة، لانه مهما تكلمنا ونبهنا لا أحد من المسؤولين أخذ قراره بأن يسمع. كيفما نظرنا، نلاحظ اليوم مشاكل وأزمات. النفايات تطمرنا لكن الحكومة منذ 40 يوما ومنذ 6 أشهر ومنذ سنوات لا تعرف كيف تعالجها أو لا تريد أن تعالجها. بعد 25 سنة من انتهاء الحرب، لا كهرباء في لبنان. في بلد المياه، لبنان، لا مياه. الاتصالات والانترنت في لبنان من الأغلى في العالم. ويا ليت الخدمة "متل الخلق". لا تعليم إلزاميا ومجانيا. اللبناني يحتاج ل 100 معاملة و100 "واسطة" للحصول على طبابة واستشفاء وضمان الشيخوخة غير متوفر. اللاجئون السوريون سيوازون اللبنانيين عددا قريبا فيما لا توجد إدارة لهذا الملف. لكن إطمئنوا، ثمة سلاح غير شرعي موجود. سلاح كثير! الخطف مقابل فدية مستمر، وعصابات سرقة السيارات في دويلة البقاع الشمالي عامرة! باختصار، لم يبق شيء في لبنان غير الزبالة!"

أضاف: "في ملف النفايات، انا لست ليلى عبداللطيف، لكن في آخر مؤتمر صحافي عقدته في حزيران الماضي، قبل شهر من انفجار ملف النفايات، نبهت ورفعت الصوت وقلت أان النفايات "ستطمنا" بعد شهر، وتوجهت للمسؤولين والوزراء لمطالبتهم بطرح الموضوع بشكل طارىء على طاولة مجلس الوزراء. فهل يعقل مثلا ان وزير البيئة لم يكن يعلم أنه في 17 تموز سيقفل مطمر الناعمة ولن يتوفر مكان لرمي النفايات فيه؟ هل يعقل أنه لم يكن يعلم انه في 17 تموز سينتهي العقد مع سوكلين؟ ماذا كان يفعل وزير البيئة من 17 كانون الثاني حتى 17 تموز؟ هل يوجد في العالم مَن يجري مناقصات الاثنين ويدافع عنها بشراسة، ثم يطالب بالغائها الثلثاء بعد اقل من 24 ساعة؟ فقط الوزير محمد المشنوق يقوم بذلك! أقل ما يمكن ان نطالب به هو استقالة وزير البيئة لأنه المسؤول الأول. وحان الوقت لنرى مسؤولا يتحمل مسؤولية فشله ويحاسب. يجب محاسبة وزير البيئة محمد المشنوق لكن ليس وحده المسؤول، الوزراء كلهم مسؤولون، والحكومة كلها مسؤولة. الحكومة التي سبقتها كذلك مسؤولة. كل من هو متواطىء مع سوكلين مسؤول، إن كان من 8 آذار او 14 آذار".

وقال: "هنا يهمني ان اؤكد للجميع انه بقدر تمسكنا بمعركة استعادة سيادة لبنان، وبمعركتنا بوجه التطرف والسلاح غير الشرعي، بقدر ما نحن نرفض تغطية الفساد، إن كان ب8 او 14 آذار. الفاسد فاسد مهما كان انتماؤه السياسي. ونقطة على السطر. كل معارك السيادة تبقى ناقصة ان لم تواكبها شفافية وإصلاح. لا يمكن ربح معركة السيادة إن لم نقنع الناس أن ثمة دولة عادلة وفعلية. ولن نقبل ان ننتقل من حكم الميليشيات لتسرقنا مافيات تحكم الدولة. وكما أن لا إصلاح من دون سيادة ومؤسسات، ولا إصلاح بظل حكم الميليشيات وتجار المخدرات والكبتاغون وعصابات سرقة السيارات والخطف مقابل فدية، لا سيادة كاملة بلا إصلاح وفي ظل حكم الفساد. من هذا المنطلق نحن نؤيد أي تحرك ضد الفساد، وندعم مطالب الشباب الذين يتظاهرون ضد الفساد. ليس مقبولا ان يكون مطلب حل فضيحة النفايات ومطلب وقف الفساد، موضوعا خلافيا بين اللبنانيين. كلنا مع أحقية مطالب الشباب الذين يتظاهرون في وسط بيروت، وهذا موضوع محسوم".

أضاف: "نحن ضد الفساد، لكن في الوقت نفسه ضد أي انقلاب. نحن ضد أي انقلاب على نظامنا البرلماني الديمقراطي. نحن ضد أي انقلاب على المناصفة التي كرسها الطائف.

ونحن ضد أي انقلاب على الاستقرار الأمني في لبنان. انطلاقا مما ذكرته، سنقف بوجه أي تسلل من بوابة النفايات لأخذنا للفراغ والمؤتمر التأسيسي، ومن هذه المنطلقات نحن ضد استقالة هذه الحكومة في ظل غياب رئيس الجمهورية. هذا الموقف مبدئي وليس أبدا دفاعا عن هذه الحكومة، فمن "يريد منا شبرا نريد منه كيلومترات"، وأنا من أكثر الأشخاص الذين وقفوا منذ اللحظة الاولى ضد تشكيلها. منذ اللحظة الاولى رفضت الدخول بحكومة واحدة مع حزب الله من دون اتفاق سياسي ولو بالحد الأدنى، من دون على الأقل التوافق على إعلان بعبدا وتحييد لبنان. منذ اللحظة الأولى قلت أنه بغياب رئيس وبغياب اتفاق سياسي بالحد الأدنى، ستكون هذه الحكومة مجرد حكومة أضداد وتقاسم جبنة وليس أكثر.. وهذا ما حصل. وقلت أن هذه الحكومة ستعرقل انتخاب رئيس جديد عوض ان تسهل عملية الانتخابات لأنه يناسب بعض القوى المشاركة فيها أخذ صلاحيات الرئيس.. وهذا ما حصل. هذه الحكومة لا يمكن الدفاع عنها ولا بأي شكل من الأشكال. هذه الحكومة عنوانها الشلل والفشل وتقاسم الجبنة. لكن بكل أسف، نعم بكل أسف، ان استقالت هذه الحكومة قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فسنكون قد خطونا خطوة كبيرة جدا نحو مؤتمر تأسيسي لا أحد يعرف الى أين سيأخذنا. وعندها على الأكيد سنذهب باتجاه الفوضى، وليس أبدا باتجاه حل مشكلة النفايات ولا أي مشكلة حياتية في البلد".

وتابع معوض: "بقدر ما إن محاربة الفساد مطلوبة، فالمطلوب المحافظة على نظامنا البرلماني الديمقراطي وعلى صيغة المناصفة التي كرسها الطائف. نريد اصلاحا، لا نريد انقلابا. نريد حلولا، ولا نريد فوضى. نريد أولا حلا دستوريا يؤمن استمرارية هذا البلد ولا يأخذنا الى الفراغ، لأن الفراغ يعني الفوضى، والفوضى تعني تدمير البلد على رؤوس الكل من دون استثناء. الحل الدستوري يبدأ أولا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم قبل الغد، كي يتم من بعدها تشكيل حكومة جديدة مهمتها محصورة بإقرار قانون انتخابات جديد يؤمن التمثيل الصحيح والاشراف على انتخابات نيابية بأسرع وقت. هذا المسار الدستوري لا يمكن أن يستقيم في ظل وجود سلاح غير شرعي يهيمن على الحياة السياسية وعلى إرادة الناس ويعطل في كل مرة نتائج ومفاعيل الانتخابات النيابية. أما الحلول لكل القضايا الحياتية والاقتصادية والبيئية، وبدءا بموضوع النفايات، فمستحيلة من دون اعتماد اللامركزية الموسعة. النظام المركزي في لبنان فشل، وفشل فشلا ذريعا. هذا النظام المركزي اثبت انه عنوان للسرقات والسمسرات والصفقات والفساد. أثبتت التجربة ان لا امكانية عملية لمحاسبة المسؤولين في هذا النظام المركزي بسبب الحمايات المذهبية والطائفية أولا، وبسبب ان تركيبات المصالح والمافيات التي تتحكم به تمنع اي محاسبة لانهم يغطون بعضهم. الحل الوحيد هو أن نبدأ بتطبيق اللامركزية الموسعة، اللامركزية الإدارية والاقتصادية والتنموية والسياحية. الحل الوحيد ان نعطي الصلاحيات للسلطات المحلية كي تستطيع أن تنمي مناطقها من دون انتظار السلطة المركزية".

وقال: "في هذا الإطار، نحن نتلاقى بالتأكيد مع الشباب الذين يتظاهرون ويطالبون بحل أزمة النفايات من خلال اعادتها للبلديات، واعادة اموال البلديات للبلديات، حتى تستطيع تحمل مسؤولياتها. هذه هي اللامركزية التي ننادي بها وهذه هي اللامركزية التي يجب تعميمها ليس فقط بموضوع النفايات بل كذلك بكل الملفات الحياتية. ها هي زحلة لديها كهرباء 24/24 وتعالج نفاياتها. ها هي جبيل... لا نفايات في طرقاتها لان بلدياتها نظمت الامور محليا وبأثمان أقل بكثير. لنتعلم من هذه الأمثلة ويكفي محاولة اختراع البارود. وحدها اللامركزية تنقذنا".

وعن الموضوع الزغرتاوي الداخلي قال: "الفساد بالنسبة لنا خط أحمر، ومن سابع المستحيلات ان نقبل أي نوع من الفساد. لذلك حاربنا بقوة نهج الفساد الذي كان قائما على مستوى اتحاد بلديات زغرتا- الزاوية. واليوم تجري تحقيقات قضائية وتفتيش على مبالغ تصل لمليارين و300 مليون ليرة، ونحن بصراحة لن نقبل بلفلفة هذا الملف ولن نقبل الا ان يصل التحقيق لخواتيمه ونعرف كل الحقيقة. أموال أبناء زغرتا الزاوية وأموال بلديات زغرتا الزاوية ليست سائبة أبدا، ولن ينفع البعض ان "يبلعط" في يوم ما في الأرز وفي يوم آخر في بنشعي كي يحاول حماية نفسه. حاربنا ونحارب بشراسة أي فساد وفي الوقت نفسه كما قلت نحن معارضة بناءة ولا نكتفي فقط بالكلام. يكفي أن نشير الى أنه في الاشهر القليلة الماضية تعاونا مع بلديات عدة بمشاريع نوعية".

وأضاف: "أما في موضوع زغرتا واهدن، مسقط رأسنا، سمعنا وتابعنا باهتمام كبير مشروع الخطة الاستراتيجية التي عرضتها البلدية قبل أيام، ونعتبر أن هذه الخطوة متقدمة بالاتجاه الصحيح، وتشكل مادة جدية للنقاش وللتوسيع كذلك. لذلك طالبنا بتوسيع الخطة كي تطال كذلك طريق السيدة والبعول وشارع المغتربين ومدخل إهدن- كفرصغاب وغيرها من المناطق والأحياء...أكرر أن هذه الخطة اليوم خطوة متقدمة ونهنئ رئيس البلدية عليها لكن في الوقت نفسه أريد أن أؤكد له أن الكلام الذي قاله والطرح الذي طرحه يحمله مسؤولية كبيرة، مسوؤلية الا تضيع هذه الخطة بزواريب الحسابات السياسية، خصوصا وأن كلنا نعرف أن بلدية زغرتا منذ سنة 1998 كانت مجرد صندوق لتمويل الماكينات السياسية والتنفيعات السياسية والمالية".

وختم معوض: "نحن نعرف كيف قاوم، "الريس" توفيق معوض، رحمه الله، كي يحاول التصحيح. سمعنا كلام البلدية جيدا بأنها تريد ان تكون شفافة ولكل زغرتا وسمعنا الدعوة لقيادات وفعاليات واهالي زغرتا للالتفاف حول البلدية ودعم الخطة الاستراتيجية بقدراتهم أو علاقتهم بالدولة أو بالمؤسسات الدولية. نحن سمعنا وسنمد يدنا بصدق ونضع قدراتنا الشخصية والسياسية والمؤسساتية بتصرف البلدية. نعم سنتعاون كي يكون لدينا بلدية تعمل وفق الانماء وليس السياسة، بلدية لكل زغرتا وليست بلدية تنفيعات، بلدية شفافة توظف حسب الكفاءات وليس حسب الانتماءات، بلدية تلزم حسب الاصول وليس حسب الميول".

 

الراعي: لا يمكن تمييع مطالب التظاهرات بالطرق الكاذبة ولا انحرافها عن هدفها الأساسي

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه فيه المونسنيور سيمون فضول والمونسنيور فيكتور كيروز وكهنة من أميركا وكندا، وخدمت القداس جوقة كفرصغاب، في حضور حشد من الشخصيات والاهالي.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "خطاياها الكثيرة مغفورة لها، لأنها أحبت كثيرا" (لو 47:7)، ومما جاء فيها: "أظهرت هذه المرأة ايمانا كبيرا بأن يسوع قادر أن يغفر خطاياها، فعبرت عنه بتوبة صادقة بسكب الطيب وذرف الدموع على قدميه وبتقبيلها. وهذا كان دليل حب نقي ومخلص للرب، فغفر خطاياها بحبه الكبير. وقال لسمعان الفريسي والحاضرين:" خطاياها الكثيرة مغفورة لها، لأنها أحبت كثيرا" (لو 47:7).

أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معا بالليتورجيا الالهية، في هذا الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة. فنحيي جميع المشاركين فيها، اكسرخوس افريقيا والكهنة الآتين من اميركا وكندا، وبخاصة رعية كفرصغاب بكهنتها ومؤمنيها وجوقتها. ونحيي عائلة المرحوم المونسنيور ميشال ابي صعب الذي ودعناه الوداع الأخير منذ أسبوعين. إننا نذكره بصلاتنا ونجدد التعازي الحارة عن فقده. ونحتفل في هذا اليوم بعيد الطوباوي الاخ اسطفان من الرهبانية اللبنانية المارونية الذي عاش بمحبة كاملة لله وسير دائم تحت نظره بروح التوبة والتزام المسلك الصالح، وعمل الخير للجميع، عملا بشعاره: "الله يراني".

وتابع: "وإنا نرحب بكم جميعا، سائلين الله ان يساعدنا على فتح قلوبنا لقبول هبة المحبة المسكوبة فيها بالروح القدس، والعيش الدائم " في محبته بحفظ وصاياه ورسومه" (راجع يو 14: 15).

أضاف: "إننا نفرح مع الكنيسة السريانية الانطاكية الكاثوليكية بإعلان الطوباوي الأسقف الشهيد مار فلابيوس ميخائيل ملكي، مطران جزيرة ابن عمر في تركيا، حيث استشهد في 29 آب 1915، أثناء مجازر "سيفو" التي وقع ضحيتها عشرات الألوف من أبناء هذه الكنيسة، فضلا عن الإبادة الأرمنية والكلدانية واليونانية والاشورية في تلك السنة المشؤومة، وقد تم امس الاحتفال بتطويبه. نطلب شفاعة الطوباوي الجديد الشهيد لنيل الصمود في الإيمان والشهادة المسيحية لإنجيل المسيح في هذا المشرق".

وقال: "مغفورة لها خطاياها الكثيرة، لانها أحبت كثيرا" (لو 47:7). أجل، أحبت هذه المرأة الخاطئة الرب المسيح وآمنت به ايمانا نبويا، مدركة أنه قادر، بعظم محبته للبشر، على مغفرة خطاياها الكثيرة. هذه المحبة وهذا الايمان ظهرا في افعال التواضع والتوبة: كرمت يسوع بأثمن ما تملك، فجاءت من ورائه وسكبت الطيب على قدميه، وذرفت عليها دموع التوبة، ونشفتها بشعرها الذي هو زينة رأسها. فكان من يسوع، بعد امتداح حبها الكبير امام مضيفه سمعان الفريسي والحاضرين، أن قال لها: " ايمانك خلصك، فاذهبي بسلام" (لو 50:7).

أضاف: "لا يسعنا أمام هذه الحادثة الا التماس مثل هذا الايمان، الذي هو عطية من الله: اذا قبلناها، أفهمتنا الحقيقة الالهية، وعلمتنا طريقة اللجوء الى المسيح الإله، لالتماس نعمته الشافية، وأزكت في قلوبنا الحب لله ولجميع الناس.

لا يوجد اليوم عند الكثيرين من الناس، وبخاصة عند المسؤولين السياسيين، إيمان وحب حقيقيان كما يظهر لدى الذين لا يمارسون الواجبات الدينية يوم الأحد، الذي هو يوم الرب. ولذلك، لا توجد توبة وارتداد عن الشر، بل يوجد إهمال كلي لله ولرسومه ووصاياه. فكثر الشر والفساد والانانية والبغض. وكثر القتل الجسدي والروحي والمعنوي، وتدنت الاخلاق واستبيح كل ما يخالف إرادة الله والكتب المقدسة وتعليم الكنيسة.

وهكذا، اتسعت الخطيئة الشخصية الى أن أصبحت خطيئة اجتماعية، وأضحى المجتمع يعيش في هيكلية خطيئة، على ما يقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني في ارشاده الرسولي "المصالحة والتوبة في رسالة الكنيسة اليوم"، موضحا أن الخطيئة الاجتماعية هي مجموعة خطايا شخصية لم يتب عنها أصحابها، فولدت واقع "هيكلية خطيئة".

وقال: "هذه كلها من نتائج الذهنية الاستهلاكية السائدة، والآخذة بالاتساع، والتي نبه إليها قداسة البابا فرنسيس في رسالته العامة "المحافظة على بيتنا المشترك". فقال انها تجعل الانسان في سعي دائم الى تكديس خيرات الارض لنفسه، وتلبية رغباته وميوله، أمشروعة كانت أم غير مشروعة، من دون أي اعتبار للشريعة الالهية والأخلاقية. وأضاف البابا فرنسيس:" بمقدار ما يكون قلب الشخص البشري فارغا، بمقدار ذلك يبقى بحاجة الى تكديس أشياء من حطام الدنيا وشرائها وامتلاكها واستهلاكها. في هذه الحالة، لا يبدو ممكنا ان يقبل هذا الشخص بواقع آخر يضع له حدودا. وعلى المدى المنظور لا يوجد بالتالي خير عام حقيقي. هذا الشخص، اذا سعى الى السيطرة في المجتمع، لا يحترم أية قوانين تعاكس مصالحه الشخصية. ولذا، وجب علينا ألا نحصر التفكير بالظاهرات المناخية، والكوارث الطبيعية الكبيرة، بل يجب التحسب أيضا للكوارث المتأتِية من الأزمات الاجتماعية التي يتسبب بها أولئك الذين يتصرفون بمثل هذه الذهنية الاستهلاكية" (الفقرة 204).

وتابع: "معلوم أن الذهنية الاستهلاكية لا تتوقف فقط عند المأكل والمشرب والملبس ومقتنيات هذه الدنيا، وميول الحياة وانحرافاتها، لكنها تتسع لتشمل الساعين بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة إلى الحصول على السلطة والاحتفاظ بها، وإلى النفوذ والاستكبار. ولتشمل أيضا أهداف أمراء الحرب، من دول وتنظيمات إرهابية، ومصالحهم، كما هي الحال في العراق وسوريا واليمن وفلسطين وسواها. وهي مصالح أصبحت واضحة في أهدافها الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية".

وقال: "إن الحالة المأساوية التي وصلنا اليها في لبنان انما هي النتيجة لتفشي الذهنية الاستهلاكية المادية والسياسية والاخلاقية التي تحتل الاولوية على حساب قيام الدولة القادرة بمؤسساتها الدستورية والعامة. هي المآرب الشخصية المادية والسياسية التي تعطل انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة وخمسة اشهر كاملة، وتعطل بالتالي عمل المجلس النيابي، وتنذر بشلل الحكومة، وتحمي الجرائم والفوضى الأمنية والفساد وسلب المال العام، وتستهتر بحياة المواطنين وسلامتهم، وتحرمهم من أبسط حقوقهم الأساسية".

أضاف: "لهذا السبب، قامت التظاهرات الشبابية والشعبية المحقة من المجتمع المدني في العاصمة اللبنانية وعواصم بلدان الانتشار. فلا يمكن ولا يجوز ان تميع في مطالبها بالطرق الكاذبة، ولا أن تنحرف هي عن هدفها الأساسي وهو المطالبة برجال دولة يمارسون السياسة النبيلة القائمة على الحقيقة والعدالة والتجرد والتفاني في تأمين الخير العام بكل أوضاعه الاقتصادية والمعيشية والصحية والأمنية، وبكل مقتضياته التشريعية والاجرائية والإدارية والقضائية. ولكن، من أجل البلوغ إلى هذه الغاية، يجب الدخول من الباب المؤدي اليها، وهو انتخاب رئيس للجمهورية فورا وبحسب الاصول الدستورية". وختم الراعي: "إننا نصلي ونلتمس شفاعة الطوباوي الشهيد المطران ميخائيل وشفاعة الأخ اسطفان، لكي نعيش مثله كلنا، وبخاصة الأشخاص الذين يعملون في الحقل السياسي والعام، متبنين شعاره :"الله يراني". فنستمد من حضور الله النور والقوة والنعمة، وننصرف إلى كلِ عمل صالح مرضي لديه، ومفيد لكل انسان. فلنصل في كل صباح وقبل أي عمل وموقف ومبادرة صلاة المزمور:" أضع الرب عن يميني، فلا أتزعزع" (مز 8:16). له المجد والشكر الى الابد. آمين".

 

قبلان طالب المسؤولين بانتخاب رئيس: لبنان بأمس الحاجة لتعاليم الصدر

الأحد 30 آب 2015 /وطنية - دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبدالامير قبلان في رسالة، اللبنانيين في الذكرى السابعة والثلاثين لتغييب الامام السيد موسى الصدر واخويه الشيخ محمد يعقوب والاعلامي عباس بدرالدين الى "إحياء هذه الذكرى باستحضار مواقف صاحبها لتبقى قضية الامام الصدر حاضرة في وجدانهم، فيجددوا العهد والوفاء مع صاحب الذكرى في المطالبة بكشف حقيقة التغييب فيبتهلوا الى الله عز وجل ان يفرج هم الامام الصدر واخويه ليعودوا الى ربوع وطنهم وساحات جهادهم، فهذه القضية الوطنية الكبرى تحتم على كل اللبنانيين ان يعودوا الى تعاليم الامام الصدر ويحيوا هذه القضية بكل روح وطنية مسؤولة". ورأى ان "التمسك بنهج الامام الصدر وتجسيد تعاليمه وارشاداته فعل ممارسة وطنية حفظ لبنان وطنا نهائيا لكل بنيه، اذ رفدت مدرسة الامام الصدر بدروسها ومفاهيمها الرسالية مجتمعنا بمنظومة قيم وطنية وإنسانية جعلت من لبنان وطنا رساليا ينهل من تعاليم السماء ما يصلح واقع الارض. ولقد أرسى الامام الصدر الثوابت والمسلمات التي جعلت من لبنان وطن العيش المشترك، اذ وقف في وجه الحرب الفتنة ورفض عزل اي فريق سياسي او طائفي، لانه اراد ان يظل لبنان الكيان كتلة متراصة تنصهر في بوتقة الدفاع عن لبنان الموحد والمعافى، الذي يشكل ضرورة وطنية وانسانية لحفظ ملاذ لكل اللبنانيين المطمئنين الى حاضرهم ومستقبلهم".

وأكد ان "الامام الصدر صاحب ثورة بيضاء ارادت ان تشحذ الهمم وتستنهض العزيمة لتنتصر لحقوق الانسان المحروم والمظلوم في وطنه، من دون تمييز بين مواطن وآخر، فكان الانسان محور اهتماماته وتحركاته ومواقفه فقاد صحوة انسانية سعت الى تحقيق العدالة الاجتماعية من منطلق ان المواطنين شركاء في الحقوق والواجبات، ولطالما حذر من مغبة الاستمرار في ظلم الناس مستشرفا المستقبل القريب لظلم النظام السياسي حين طالب الحكام بالعدالة والانصاف قبل ان يضيع لبنان في مقابر التاريخ".

وشدد على ان "لبنان بأمس الحاجة الى تعاليم الامام الصدر وخاصة في هذه الظروف الصعبة، التي تجتاح فيها عواصف المؤامرات الخارجية بلادنا وتنبعث من الداخل روائح الفساد والهدر واستغلال هموم الناس واحتياجاتهم وانتهاك حقوقهم، مما ينذر بانفجار اجتماعي يهدد بضياع الوطن الذي لطالما حذرنا منه الامام الصدر". وطالب المسؤولين بان "يحكموا ضمائرهم ويتقوا الله في شعبه فينبذوا خلافاتهم ويضعوا مصلحة لبنان وشعبه فوق كل اعتبار، متجردين من الانانية والمصالح الضيقة مجنبين انفسهم لعنة الشعب وسخطه، فينتخبوا رئيسا للجمهورية ويتحملوا مسؤولياتهم الوطنية في خدمة الشعب بكل شفافية واخلاص وامانة". وختم: "في ذكرى تغييب امام الوطن والمقاومة، نستحضر التضحيات الكبرى لرجال وشعب وجيش المقاومة التي جسدت جهود ومساعي الامام الصدر في انشاء المجتمع المقاوم حيث غرس الامام بذرته الاولى التي اينعت تحريرا للارض وصمودا للشعب وعزة للوطن وكرامة للامة، وحري بنا ان نحفظ انجازات الامام الصدر بالسير على نهجه المقاوم والتمسك بالمعادلة الذهبية التي حمت لبنان فندعم الجيش ونحفظ المقاومة ونحقق مصالح الشعب ونبذل الجهد ليكون لبنان محصنا بوجه الارهاب بشقيه الصهيوني والتكفيري، لاننا نريد ان نحفظ وطننا من كل عدو يتربص به الشر، ونريد ان يكون كل اللبنانيين منخرطين في معركة الدفاع عن لبنان وصون امنه واستقراره وسيادته كما اراد الامام الصدر".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس اشاد بالاسقف السرياني الذي طوب امس في لبنان

الأحد 30 آب 2015/وطنية - اشاد البابا فرنسيس باسقف السريان الكاثوليك فلابيانوس ميخائيل ملكي الذي تم تطويبه في لبنان امس بعد قرن بالضبط من مقتله بايدي العثمانيين عام 1915، وما يعنيه ذلك من "مواساة وشجاعة وامل" للمسيحيين المضطهدين في الشرق الاوسط. وقال البابا خلال قداس الاحد في ساحة القديس بطرس "في اطارالاضطهاد المرعب للمسيحيين، كان مدافعا لا يكل عن حقوق شعبه داعيا اياه الى الثبات في ايمانه. واليوم، في الشرق الاوسط وفي مناطق اخرى من العالم يتعرض المسيحيون للاضطهاد".ودعا الحبر الاعظم "المشرعين والحكومات" في المنطقة الى ضمان الحريات الدينية كما حض "المجتمع الدولي على القيام بشيء ما" لانهاء اعمال العنف.

 

البابا فرنسيس: مأساة النمسا “تسيء إلى الإنسانية جمعاء”

الفاتيكان – أ ف ب: ندد البابا فرنسيس, أمس, بوفاة 71 مهاجرا عثر على جثثهم داخل شاحنة الى جانب الطريق السريعة بين بودابست وفيينا, مطالبا بـ”تعاون فاعل” بشأن “الجرائم المسيئة للانسانية جمعاء”. وقال البابا فرنسيس: “أضم صوتي الى صوت الكنيسة في فيينا في الصلاة على الضحايا الـ71, وبينهم أربعة أطفال, وجدوا داخل شاحنة على طريق بودابست-فيينا السريعة, فليشملهم الله برحمته”, في حين “فقد الكثير من المهاجرين أرواحهم في رحلاتهم الفظيعة”. وفي خضم نقاش دولي بشأن استقبال ملايين اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين, يعارض البابا فرنسيس كراهية الأجانب الموجودة أيضا بين الكاثوليك, وأوصاهم بأن يوحدوا جهودهم أكثر من أي وقت مضى لاستقبال هؤلاء. ولقيت دعوته صدى في ايطاليا, حيث طلب رئيس اساقفة تورينو بالشمال المطران سيزاري نوسيليا, أول من أمس, من كل رعية تولي مسؤولية خمسة لاجئين.

 

نتانياهو: استمرار برنامج ايران النووي أخطر من “داعش”

وكالات/اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان مليارات الدولارات التي ستحصل عليها ايران لدى رفع العقوبات عنها بموجب الاتفاق النووي، ستتيح لها تمويل الارهاب في كل مكان. وقال نتانياهو قبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي “ستحصل ايران على مئات المليارات من الدولارات بفضل رفع العقوبات والاستثمارات لتمويل سياستها العدوانية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وما يليهما”. ورأى أن وحشية “تنظيم الدولة الاسلامية” جذبت انتباه العالم، واعتبر ان هناك تهديدا اخطر بكثير تحدثه دولة اسلامية اخرى، “انها دولة ايران الاسلامية وتحديدا استمرار برنامجها النووي”.وأوضح نتانياهو ان اسرائيل لا تعارض برنامجا نوويا مدنيا في ايران لكن الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وايران يتيح لطهران “الاحتفاظ وتوسيع بنية تحتية هائلة ما من حاجة اليها بتاتا لاهداف نووية مدنية لكنها ضرورية تماما لانتاج اسلحة نووية”.

 

صاحب “شاحنة الموت” في النمسا لبناني عمره 50 سنة

ظهر اللبناني صاحب “شاحنة الموت” في فيديو والشرطة تقتاده, إلى محكمة مجرية مثل أمامها مع اثنين بلغاريين وثالث أفغاني اعتقلتهم الشرطة معه الجمعة الماضية, اشتباهاً بتورطهم في وفاة 71 مهاجراً, معظمهم سوريون, وتم العثور على جثثهم “مكومة” في شاحنة وجدوها مركونة على حافة طريق سريع بالنمسا الخميس الماضي. وفي الفيديو الذي بثته وكالة “رويترز” للأربعة, ومن بينهم اللبناني الحاصل على الجنسية البلغارية, نرى اللبناني يمضي معهم إلى قاعة محكمة بمدينة “كيسكيميت” الواقعة في المجر بين عاصمتها بودابست والحدود الصربية. وذكر موقع “العربية نت” الإلكتروني نقلاً عن وسائل إعلام هنغارية, أن أعمار المعتقلين البلغاريين هي 29 و30 و50 سنة, والأخير هو عمر صاحب الشاحنة اللبناني, مشيراً إلى أنه كان يقود الشاحنة, وتركها في الطريق السريع بعد اكتشافه ومن معه بأن “حمولتها” باتت في العالم الآخر.

 

إيران ترفض استقبال قائد أوركسترا إسرائيلي

طهران – أ ف ب: أعلنت السلطات الإيرانية أنها ترفض مجيء قائد الأوركسترا دانييل بارنبويم الذي يدير فرقة “شتاتسكابيله” في برلين لأنه يحمل الجنسية الإسرائيلية. ونقلت وكالة “ايسنا” للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية حسين نوش آبادي قوله, أمس, “نحن لا نعارض أبداً مجيء الأوركسترا الوطنية الألمانية إلى إيران, معارضتنا تشمل الشخص الذي يقود الأوركسترا وحده ويحمل جنسيات عدة من بينها الجنسية الإسرائيلية”. وأضاف إن “تحقيقنا يظهر أن قائد الأوركسترا له روابط على الصعيد القومي وعلى صعيد الهوية مع إسرائيل فقد نشأ في إسرائيل ووالداه يقيمان هناك ويشتبه في أنه على علاقة مع هذا الكيان غير الشرعي”, لافتاً إلى أن إيران ترفض “مجيء أي شخص في إطار مجموعة ثقافية رياضية أو سياحية يشتبه بروابطه مع النظام الصهيوني”. وأكد أنه “في حال غيرت الأوركسترا الألمانية قائدها يمكنها أن تتقدم بطلب جديد” للمجيء “إلى إيران التي لا تعترف بإسرائيل”.

 

السعودية: وفاة 11 بحريق في مبنى سكني لموظفي شركة لـ”أرامكو” وإعدام باكستانيا دين بتهريب الهيرويين

الرياض – وكالات: قتل 11 شخصاً وأصيب نحو 219 آخرين, أمس, في حريق اندلع بمبنى سكني مخصص لموظفي شركة النفط “أرامكو” في شرق المملكة. وذكرت السلطات أن الحريق اندلع في الطابق السفلي من مبنى يضم ستة طوابق في مدينة الخبر يستخدم موقفاً للسيارات وتخزين الأثاث قبل أن يمتد إلى الطوابق العليا. وأضافت أن بعض المصابين في “حالة حرجة”, مشيرة إلى أنهم من مختلف الجنسيات, موضحة أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج, فيما فتح تحقيق لمعرفة أسباب وقوع الحادث. وأظهرت صور نشرها الدفاع المدني أعمدة الدخان تتصاعد من نوافذ المبنى ومروحيات تشارك في مكافحة الحريق, حيث شارك في عمليات الإطفاء 230 فرقة إنقاذ و20 فرقة إنقاذ وخمس سيارات سلالم, إضافة إلى خمس سيارات إطفاء تابعة ل¯”أرامكو” وطيران الأمن. وأجلت السلطات سكان المبنى إلى غيره من المباني في المجمع السكني. من جهتها, أكدت “أرامكو” أن الحريق بدأ في شقة مؤجرة لموظفيها, مضيفة أن تحقيقاً فتح لتحديد أسباب الحادث. وأضافت أنها فعلت خطة الاستجابة للحالات الطارئة المتبعة لديها, مشيرة إلى أن الأولوية تتجسد في ضمان سلامة موظفيها وأفراد عائلاتهم القاطنين في المجمع السكني. وأعربت عن بالغ أسفها لما تسببت به الحادثة من وقوع وفيات أو إصابات. وتعتبر “أرامكو” أكبر شركة نفط في العالم من حيث الإنتاج والتصدير, حيث يعمل فيها نحو 61 ألفاً من 77 جنسية. في سياق منفصل, أعلنت وزارة الداخلية السعودية إعدام باكستاني, أمس, في منطقة الرياض دين بتهريب كميات من الهيرويين داخل أحشائه. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان للداخلية أن “المدعو محمد رشيد محمد شريف باكستاني الجنسية, اعتقل أثناء تهريبه كمية من الهيروين المخدر داخل أحشائه إلى المملكة”. وأكدت تنفيذ حكم القتل “في الجاني في محافظة القويعية بمنطقة الرياض”.

 

رئيس وزراء البحرين: إننا في حرب مع الإرهاب والإرهابيين

المنامة – وكالات: أكد رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة, أمس, أن المنامة في حرب مع الإرهاب والإرهابيين و”من يقف وراءهم”, مضيفا ان هذا يحتاج إلى التسريع في إجراءات تقديمهم للعدالة وسرعة القصاص. وشدد الأمير خليفة بن سلمان خلال اجتماع أمني عالي المستوى في قصر القضيبية, على أهمية الوقوف بحزم وعدل ضد العابثين بأمن البحرين واستقرارها تحقيقاً للعدالة وإنزال القصاص العادل بحقهم والعقاب الرادع ضدهم من دون إبطاء. وأضاف الأمير خليفة, “إننا في حرب مع الإرهاب والإرهابيين ومن يقف وراءهم, وهذا يحتاج إلى جهد الجميع في التسريع في إجراءات تقديمهم للعدالة وسرعة القصاص وملاحقة من يدعمهم ويقف وراءهم”. وحذر من أن الإرهابيين يسعون من خلال التفجيرات والممارسات الإجرامية إلى زرع الفتنة وشق وحدة الصف وبث الكراهية وتأجيج الطائفية من أجل إثارة الفتنة. وحض الأجهزة الأمنية على الاستمرار ومواصلة الإجراءات الأمنية في مواجهة الإرهابيين, داعياً إلى الوقوف صفاً واحداً في خندق الوطن للحفاظ على البحرين من خطر هذه الفئات الشريرة. وتابع الأمير خليفة بن سلمان, خلال الاجتماع, الموقف الأمني واطلع على الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين. واستمع إلى إيجاز أمني بشأن آخر المستجدات الأمنية واطلع على الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية لضبط المتورطين في الجرائم الإرهابية التي شهدتها البلاد أخيراً.

كما اطلع على الإجراءات القضائية الجاري اتخاذها من قبل الأجهزة المختصة لسرعة تقديم المتهمين بالجرائم الإرهابية إلى القضاء وبما تم بشأن تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم. إلى ذلك, تواصلت ردود الفعل العربية والإسلامية المنددة بالتفجير الذي شهدته مدينة كرانة شمال المنامة الخميس الماضي, وأسفر عن مقتل رجل أمن وإصابة 17 شخصا بينهم طفل. واعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان, أول من أمس, التفجير “عملاً إرهابياً آثماً”, مؤكداً “وقوف الجامعة العربية بكل قوة إلى جانب البحرين في حربها ضد الإرهاب, وتأييدها الكامل للإجراءات, والتدابير التي تتخذها لمحاصرة هذه الظاهرة الخطيرة, التي تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدحرها”. من جانبه, وصف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني, التفجير, بأنه “جريمة دنيئة تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية كافة”. ودعا إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي, للقضاء على الإرهاب, معبراً عن “دعم دول مجلس التعاون ومساندتها لمملكة البحرين في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها من جرائم الإرهاب المرتبط والمدعوم من جهات خارجية”.

بدوره, جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني دعم المنظمة للبحرين في كل الإجراءات التي تتخذها لاستتباب الأمن والاستقرار. كما أكدت مصر وقوفها مع مملكة البحرين في مواجهة الإرهاب, فيما أعرب سفير الإمارات لدى البحرين عبدالرضا عبدالله الخوري عن إدانته واستنكاره “للعمل الجبان الذي لا يمت للدين بصلة وترفضه مبادئ الإسلام وجميع الشرائع السماوية والأعراف الدولية”.

 

مصر: نرفض الانتقادات الخارجية الموجهة إلى أحكام القضاء أياً كان مصدرها واستدعت السفير البريطاني احتجاجاً على تصريحاته بشأن صحافيي الجزيرة

القاهرة – وكالات: أكدت وزارة الخارجية المصرية, أمس, رفضها الكامل لأية بيانات أو تصريحات صحافية صادرة عن جهات خارجية تتعلق بالحكم الصادر في قضية “خلية الماريوت” التي عوقب فيها ثلاثة صحافيين من قناة “الجزيرة” القطرية بالسجن ثلاث سنوات. وذكرت الوزارة في بيان, أن ذلك يعد “تدخلاً غير مقبول في أحكام القضاء ويحمل إسقاطات معروفة أسبابها وخلطاً متعمداً بين حريات نص الدستور المصري على حمايتها ومخالفات قانونية صريحة وموثقة تضمنتها حيثيات الحكم الصادر في القضية”. وأكد المتحدث باسم الوزارة المستشار أحمد أبوزيد أن مصر دولة قانون ودستورها يصون ويحمي جميع الحقوق والحريات وأن المحاولات المستمرة لخلط الأوراق للإيحاء بأن الأحكام تستهدف تقييد حرية الصحافة هي ادعاءات لا تتسق مع الواقع. وأشار إلى وجود الآلاف من الصحافيين الذين يعملون في مصر بحرية تامة ولم توجه اليهم أية اتهامات, موضحاً أن المتهمين في قضية “خلية ماريوت” اقترفوا مخالفات قانونية محددة وموثقة استندت إليها هيئة المحكمة. إلى ذلك, استدعت وزارة الخارجية المصرية, أمس, السفير البريطاني في القاهرة جون كاسون لإبداء “اعتراضها الشديد” على تصريحاته بخصوص أحكام قضية “خلية الماريوت”, التي اعتبرتها “تدخلاً غير مقبول في أحكام القضاء المصري”. وذكرت الوزارة في بيان أنها “استدعت كاسون لإبداء اعتراضها الشديد على ما صدر منه من تصريحات اعتبرتها الخارجية المصرية تدخلاً غير مقبول في أحكام القضاء المصري”. وأضافت أن تصريحات كاسون “تتنافى مع الأعراف والممارسات الديبلوماسية لسفير معتمد في دولة أجنبية, مهمته الرئيسية توثيق العلاقات مع الدولة المعتمد لديها”. وجاء موقف الوزارة غداة اعتبار كاسون أن أحكام القضاء بحق الصحافيين الثلاثة في قناة “الجزيرة” تؤثر على الاستقرار الداخلي والخارجي لمصر. قضائياً, قضت محكمة جنايات الإسماعيلية, أمس, بالسجن المؤبد (25 عاماً) على تسعة من أعضاء جماعة “الإخوان”, إضافة إلى السجن ثلاث سنوات لأربعة آخرين, بتهمة تكدير السلم العام.

وقال مصدر طالباً عدم ذكر اسمه إن المحكمة أصدرت قرارات بالسجن المؤبد على تسعة من الجماعة بينهم عضو مكتب الإرشاد محمد طه وهدان, مضيفة أن “من بين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد المتحدث باسم الإخوان بمحافظة الإسماعيلية على عبد اللاه, ومسؤول الإخوان بالإسماعيلية صبري خلف الله”. إلى ذلك, قررت محكمة جنايات القاهرة إرجاء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و10 متهمين آخرين من كوادر وأعضاء “الإخوان” إلى جلسة غداً الثلاثاء بقضية التخابر مع قطر. وفي شأن قضائي آخر, أرجأت محكمة جنايات المنيا نظر إعادة إجراءات محاكمة مرشد “الإخوان” محمد بديع و78 متهما آخرين في قضية “أحداث العدوة” بالمحافظة ذاتها بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة إلى 19 أكتوبر المقبل. وفي قضية أخرى, قررت محكمة جنايات القاهرة, أمس, محاكمة 215 إرهابياً من عناصر جماعة “الإخوان” الإرهابية إلى 19 أكتوبر المقبل, في قضية اتهامهم بتشكيل مجموعات مسلحة باسم “كتائب حلوان” لتنفيذ عمليات عدائية ضد السلطات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصر الله وخريطته الجديدة

سيمون أبو فاضل/الشرق الأوسط/31 آب/15

كرر أمين عام حزب الله حسن نصر الله في خطبه ومواقفه الأخيرة احتمال تقسيم المملكة العربية السعودية، وذلك من باب التهويل على قيادتها بأن عدم استسلامها لسياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخضوعها لمشروعها الفارسي قد يأتي بالضرر المحتم على السعودية، محملا إياها مسؤولية تغذية التطرف الإسلامي إلى حد إنتاجها للتكفيريين ومتجاوزا ما تقدم عليه قيادتها السياسية وأجهزتها الأمنية من إجراءات على أكثر من صعيد لمواجهة «داعش» كنتاج طبيعي لإجرام نظام بشار الأسد وممارسات محور الممانعة في حق أبناء الطائفة السنية في الإقليم العربي. ويُنصب نصر الله ذاته عند مخاطبته الأمة العربية والإسلامية بنوع خاص «المرشد والمنقذ» لهما وبأن ما أصابهما من حروب ودمار وتهجير، أتى نتيجة القمع الذي مارسه نوري المالكي في العراق، ومجازر بشار الأسد في سوريا مدعوما بألوية شيعية إيرانية، وقوات «حزب الله» اللبناني، إضافة إلى انقضاض الحوثيين على السلطة في اليمن بدعم مباشر من إيران والانقلاب عليها بعد اتفاقات عدة كانت رعتها السعودية.. إلى أن كانت عملية عاصفة الحزم التي كانت عاملا ردعيا للتمرد الحوثي ومعها باشرت تقليص تمدد ونفوذ إيران.

وفي ظل هذه الأحداث المؤلمة إضافة إلى ما كشفته الكويت والبحرين عن أدوار أمنية - سياسية إيرانية هدفت للتحريض على الأنظمة في تلك الدول وكذلك نشاطات تمس بالأمن القومي في دولة الإمارات، يخاطب نصر الله سامعيه بأن المنطقة أمام خريطة جديدة، مركزا باستمرار على احتمال تقسيم السعودية من زاوية اعتبار أن مواجهتها للمشروع الإيراني هي مسار خاطئ، وأن خضوعها له يعني حماية لها لكون طهران تقود السياسة السليمة في مواجهة الإرهابيين، وعلى الدولة الحامية والحاضنة لـ«مكة المكرمة» أن تنتهج تعليمات مرشد الثورة «الشيعية» والولي الفقيه لتنقذ المملكة ذاتها من المستقبل الذي ينتظرها على حد زعم أمين عام حزب الله. ومن الواضح في «استشراف» نصر الله لمستقبل السعودية الذي دأب على التهويل به، هو رهانه على أن المجتمع السعودي قد يشهد تفككا ناتجا عن إشارة من الولي الفقيه لبعض أبناء الطائفة الشيعية الموجودين في المنطقة الشرقية وبذلك يكون الانتقام من السعودية، بعد أن أغلق الملك سلمان بن عبد العزيز باب ابتزاز المملكة ومقام خادم الحرمين الشريفين لكونه لا يخضع لسياسة الابتزاز التي لا تتماشى مع موقع المملكة المعنوي وتأثيرها الإسلامي والدولي بعد عقود من اعتماد هذا النهج معها.. ولذلك أطلق عملية عاصفة الحزم التي أوقفت التمدد الإيراني في اليمن وشكلت بداية هزيمة تحالف الحوثيين - علي عبد الله صالح وفرضت واقعا عسكريا على حلبة الإقليم العربي.

لكن نصر الله لم يتطلع إلى إيران وطبيعة مجتمعها المركب على أنه قابل للانقسام والتفتت، إذا ما دقت الساعة بوتيرة سريعة، لأن عددا من مكوناتها المتعايشة في إطار الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسلم بهذا الواقع، فالدولة الفارسية تضم 51 في المائة من الفرس، حسب موقع The world factbook وهو كتاب حقائق العالم الذي تصدره وكالة الاستخبارات الأميركية سنويًا

http:--girlsonlyradio.online - talk.net-t2041 - topic فيما القسم الآخر من مجتمعها موزع بين آذريين أتراك، جيلاك، مازندرانيون، أكراد 7 في المائة الذين كانت لهم في الفترة الأخيرة اعتراضات ومظاهرات واسعة في منطقة «مهاباد» في إقليم كردستان شمال غربي إيران، في 8 مايو (أيار) 2015 بعد محاولة ضابط إيراني الاعتداء على فتاة. ورغم أن التنسيق بين الحرس الثوري الداعم للأحزاب الكردية شكل عاملا لتطويق التحرك في موازاة القمع العنيف للتحركات، فإن الحادثة عكست العداء المزمن بين الفرس والأكراد.

ويبقى من بين مكونات الجمهورية الإيرانية الإسلامية العرب في الغرب والبلوش في الشرق، منطقة الأحواز العربية الطابع والثقافة والتقاليد والواقعة في جنوب غربي إيران وتضم 9 ملايين سني - عربي تصنف الأغنى لكونها تحتوي على 80 في المائة من إنتاج إيران النفطي، عدا أنها غنية بإنتاج السكر والذرة، بحيث توصف بأنها أغنى أرض لأفقر شعب، نظرا لعدم السماح لأبناء هذه المنطقة من العرب السنة بالاستفادة من طاقاتها منذ ضمها إلى إيران في عام 1925 ومحاولة تغيير هويتها العربية و«تفريسها».

وتواجه هذه المجموعة محاولات تدجينها وإضفاء الطابع الفارسي عليها وتنشط قوى عدة أسوة بالجبهة العربية لتحرير الأحواز والجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز لمواجهة مخططات إلغاء هويتها، حيث تشهد باستمرار تحركات وانتفاضات لا تلقى نجاحا نتيجة المواجهة القوية من جانب السلطات الإيرانية، لا سيما أن لهذا الإقليم أهمية في المنطق الإيراني، إذ قال الرئيس الإيراني محمد خاتمي جملة بالفارسية «إيران باخوزستان زندة است» ومفادها أن إيران تحيا بخوزستان أو عربستان وهي إحدى المناطق الأساسية في الأحواز.

ويعتبر إعدام إيران لزعيم حركة جند الله السنية عبد الملك الريغي شنقا في 20 يونيو (حزيران) من عام 2010 وهو المصنف المدافع الأبرز عن حقوق السنة، ومحركا لعدد من الانتفاضات وعمليات المقاومة، مؤشرا لعدم التساهل مع الفريق السني داخل إيران بغطاء غربي لاعتبار أن أجهزة غربية هي التي كشفت لإيران عن تحركاته لإلقاء القبض عليه كحسن نية تجاهها وتحفيزا لاستمرارها بالمفاوضات النووية على قاعدة أن مجموعة الست حريصة على مستقبل العلاقة معها، فكان أن سلم جهاز إحدى هذه الدول معلومات عن وجهة سفر الريغي، في إطار خطوات تعاون مع إيران ومن بينها تغاضي كل الغرب عن توقيف زعيمي المعارضة مهدي كروبي ومير حسين موسوي منذ يونيو 2009 وسحق الباسيج للطلاب المعارضين يومها.

بعد استعراض مشهد جانبي من تعايش التناقضات في إيران وما تختزنه من قنابل موقوتة معطلة دوليا في الوقت الراهن، وفي ظل تهويل نصر الله على المملكة، قد يكون الجواب على كلامه ما يخشى منه المستشار الأعلى لخامنئي والقائد السابق للحرس الثوري اللواء رحيم صفوي، إثر اضطرابات شهدها الإقليم بأن أمن الأحواز يعني لنا أمن الدولة الإيرانية وأن الأحواز تأتي في المرتبة الثانية بعد العاصمة طهران من حيث أهميتها الحيوية والاستراتيجية، معربا عن قلقه إزاء امتداد المعارك «المذهبية» الحالية في العراق وسوريا إلى الأحواز مستقبلا، على خلفية الواقع المشتعل داخله، وواصفا هذا الاحتمال بالتهديد السياسي والأمني الخطير حيث اعتبره بمثابة تحد آخر قد تواجهه الدولة الفارسية.لذلك فإن المقارنة بين الواقعين السعودي والإيراني يظهر إيران بأنها تمتلك نقاط ضعف كبيرة، وأن مضي طهران في سياستها القمعية تجاه أبناء الطائفة السنية على مدى الإقليم قد يرتد عليها ويشعل ثورة داخلها تكون ربما مدخلا لتقسيمها وفق شهادة اللواء صفوي الذي حذر من ذلك، في ضوء عدم توقف أبناء الأحواز عن السعي لتحريرها من التسلط الفارسي من خلال نشاطاتهم في المجتمع الدولي وكان آخرها مؤتمر حركة النضال لتحرير الأحواز الذي عقد في 21 أبريل (نيسان) 2015، عدا عن تحركات في اتجاه عواصم الغرب والاتحاد الأوروبي.

 

متظاهرات لبنانيات

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/31 آب/15

بدا غريبًا وسط كل صور الفناء السوري في مختلف تجلياته المأساوية وصور مظاهرات العراق ومشاهد حرب اليمن وكل ما يحدث في المنطقة أن تجذب صور مظاهرات بيروت وصداماتها وأغانيها وجدارها الذي بني وسقط في 24 ساعة انتباه كثيرين. بدا مفاجئًا أن تشغل احتجاجات لبنان مساحة اهتمام واسع لدى الرأي العام في السوشيال ميديا خصوصًا لدى المجتمعات التي تشهد أزمات وحروبًا تتجاوز في أهميتها الواقع اللبناني بأشواط. بدت المظاهرات اللبنانية أقل عنفًا وصدامية من مثيلاتها العربية وهو ما دفع بأصحاب خبرات التظاهر والاحتجاج من مصر وتونس وسوريا واليمن إلى التعليق على ما يحدث في لبنان تارة بعين الخائف من تعرض هذا الحراك للإجهاض والاستغلال وتارة بعين الغابط والداعم.. لكن كانت هناك عيون كثيرة أخرى حصرت اهتمامها وتعليقاتها وهواماتها بصور المتظاهرات اللبنانيات. وهنا لا أتحدث فقط عن ساخرين وناشطين على «تويتر» و«فيسبوك»، بل عن بعض المواقع الإعلامية وعن بعض كتبة المقالات والتعليقات الذين وضعوا عناوين وجمعوا صورًا وخطوا فوقها عبارات من نوع «متظاهرات لبنان يشعلن...».. استعملت كلمة «يشعلن» في أكثر من عنوان حتى من قبل مواقع إخبارية يفترض أنها رصينة. ومن يتابع الانشغال بصور المتظاهرات اللبنانيات سيصاب بالخيبة حين يرى الصور فعلا لا لعيب في الصور لكن لأنها ليست سوى مشاهد عادية لشابات وسيدات خرجن احتجاجًا على تردي الخدمات والأوضاع في لبنان ورفعن أيديهن وأصواتهن رفضًا للواقع الحالي. بل هناك متظاهرات تعرضن للضرب من قبل قوى الأمن وجرحن، وهناك من وقفن صفًّا عازلاً بين متظاهرين غاضبين وقوى الأمن.. هناك متظاهرات لهن أدوار أساسية في قيادة المظاهرات، وحاولن استيعاب فتية الأزقة، وشرعن في التحاور معهم لضبط غضبهم والحيلولة دون تصاعد هذا الاحتقان إلى أعمال تكسير وتخريب.. نعم هناك متظاهرات صرخن واحتججن وغضبن وهناك من رقصن وغنين ورسمن على وجوههن، بل هناك من رفعن شعارات احتجاجية يعتبرها البعض «جريئة».. لكن بعض التعليقات وجزء من اهتمام رأي عام السوشيال ميديا اختزل ذلك بالتسطيح والاستخفاف وحصره بزاوية أنهن «لبنانيات». صحيح أن هناك تعليقات ساخرة ظريفة لا ضير منها وهناك تعليقات كثيرة أخرى استنكرت الذكورية الطافحة في تقييم صور المتظاهرات والوضع اللبناني، لكن تحول صور متظاهرات عاديات إلى مادة نقاش يعيدنا إلى مربع أول حول النظرة إلى المرأة والتنميط التاريخي بحق اللبنانيات. فقد باتت النسبة لهوية نساء لبنان أي تعبير «لبنانيات» وصفًا يستبطن ذاك التعميم الجنساني التقليدي الذي يحمله البعض تجاه لبنان وتجاه نسائه فيصبح وصفًا للتحرر بصفته تفلتا وللجمال بصيغة المبالغة وما يحيط بها من شهوانية.. نعم، لبنان يتمتع بهامش حرية واضح مقارنة بباقي المجتمعات العربية التي أيضا كان لنسائها مشاركات مهمة في مظاهراتها الاحتجاجية وهن تعرضن إلى القتل والتعذيب والتنكيل كما في مصر وسوريا، بل هن عانين من تشويه لصورتهن وعانين من التحرش والاعتداء الجنسي والتحرش بشكل جماعي.. مظاهرات لبنان لم تشهد تلك الحالات ولا تعد ساحات الاحتجاج أماكن خطرة للنساء بل هي مساحة تعبير جدية للبنانيات كما لباقي شرائح المجتمع.. صحيح أننا في لبنان متأثرون أيضًا بعقل ذكوري وبقوانين تميز ضد المرأة وبثقافة تسطيح واستهلاك وبتصاعد لموجة التطرف لكن الحيوية والحرية اللتين نتمتع بهما واللتين تجلتا في المظاهرات هي مساحة يحتفى بها ومدعاة للتماثل والتطوير وليس للانتقاص..

 

هل يفكك المغسل الاتفاق النووي؟

مأمون فندي/الشرق الأوسط/31 آب/15

هل تفكك قصة أحمد إبراهيم المغسل، التي انفردت بها «الشرق الأوسط»، والذي قبض عليه الأمن السعودي، والمتهم بتفجير الخبر في 25 يونيو (حزيران) 1996، الاتفاق النووي بين أميركا وإيران؟ هناك أحداث صغيرة تشكل ملامح أمور استراتيجية كبرى، مثل اشتعال جسد البوعزيزي في جنوب تونس الذي أدى إلى حريق شامل في المنطقة، وأحيانا أشياء صغيرة مثل المشرط وتذكرة الطائرة اللذين أديا إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. فهل سيشكل حدث القبض على أحمد إبراهيم المغسل المتهم بتفجير سكن الأميركيين في الخبر في شرق المملكة العربية السعودية، والذي أدى إلى مقتل 19 أميركيا وجرح أكثر من 500.. هل يشكل هذا الحدث من جديد علاقات أميركا بإيران أو أميركا بالمملكة العربية السعودية؟ هل تفكك قضية المغسل الاتفاق النووي بين أميركا وإيران؟

عودة هذا الحدث إلى الواجهة مرة أخرى هي امتحان للأميركان.. فهل ستنسى أميركا قتل 19 من مواطنيها إذا ما ثبت الدليل على المغسل وعلاقته بالحكومة الإيرانية؟ هل يستطيع الرئيس الأميركي أو الكونغرس تبرير علاقات جديدة مع إيران وأيدي إيران ملطخة بالدم الأميركي؟ من يعرف المجتمع الأميركي وعلاقة المجتمع بالإعلام بالسياسة ستكون إجابته بالنفي، أي أن أميركا لا بد أن تنتقم لمواطنيها. لكن طبيعة الانتقام تتشكل بنوعية الأدلة التي قد تتسرب من التحقيقات مع المغسل.

في أميركا، خصوصا بين الأوساط السياسية، كان الحديث منذ بداية تفجير الخبر عام 1996 عن أن العملية أكبر وأكثر تنظيما من أن تقوم بها مجرد مجموعة إرهابية تسمي نفسها «حزب الله - الحجاز»، لذلك كان هناك شك أميركي كبير في أن إيران هي التي دربت هذه العناصر وهربت لهم المتفجرات وكانت خلف العملية، لكن السياسة الإقليمية أيامها لم ترد أن تدين إيران، والمملكة العربية السعودية خصوصا كانت لا تريد توسيع دائرة الاشتباه ولا تريد من أميركا ضرب إيران بعد خمسة أعوام فقط من تحرير الكويت. لكن الأدلة الأولى بالنسبة للأميركان كانت كلها تشير إلى يد إيرانية خلف التفجير، فقد استطاع السعوديون ومعهم «إف بي آي» تحديد «شاسيه» السيارة المستخدمة في التفجير، وتم التعرف على صاحبها الذي أقر بأن الإيرانيين قد دربوهم على العملية. كما أنه وقبل التفجير بشهور ضبطت قوات الحدود السعودية سيارة محملة بالمتفجرات قادمة من الأردن، وبالتحقيق مع السائق توصل السعوديون إلى خلايا متعددة اعترف أعضاؤها بتدريبهم إيرانيا لضرب أهداف على أراضي المملكة.

كل هذه التفاصيل كانت محور حوار مستمر بين السعوديين والأميركان، بين الأمير بندر بن سلطان الذي كان سفير السعودية في واشنطن وقتئذ، ومساعده السفير رحاب مسعود من ناحية، ولويس فري مدير «إف بي آي» وفريق عمله من الناحية الأخرى. كان ذلك في وقت رئاسة بيل كلينتون، الذي كتب أكثر من مرة إلى الملك فهد، وقابل بعدها ولي عهده حينها الأمير عبد الله بن عبد العزيز، في نيويورك، حيث كان هناك التزام علني من كلينتون بمعاقبة الجناة وتقديمهم للعدالة، وكانت الأدلة تشير إلى أعضاء في الحكومة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني. أيامها كانت المملكة العربية السعودية لا ترغب في ضربة أميركية لإيران، فهل الوضع الآن هو ما كان في تسعينات القرن الماضي؟ كان ملف تفجير الخبر أساسيا في المعركة الدائرة بين البيت الأبيض من ناحية ممثلا في كلينتون ومستشاره للأمن القومي أنتوني ليك، ونائبه ساندي بيرغر.. وبين مدير «إف بي آي» لويس فري الذي لم يترك القضية مطلقا وكانت أولى القضايا التي شرحها لجورج بوش الابن وطالبه باتخاذ موقف أكثر حزما تجاه إيران. كلينتون تخلى عن ضرب إيران حفاظا على العلاقة الاستراتيجية بين السعودية وأميركا، لكن رأي لويس فري كان مختلفا.في تلك المعركة حاول لويس فري أن يكسب الأمير بندر إلى صفه، لكن كان رد الأمير دائما لا يناسب أهداف فري، حيث كان يقول له حسب مجلة «النيويوركرز»: «نريد أن نعرف ماذا ستفعلون بالأدلة قبل إعطائكم إياها». ولم يكن غائبا عن الأمير يندر أن أي دليل يربط الموضوع بالحكومة الإيرانية سيؤدي إلى ضربها، ولم تكن السعودية حينها ترغب في ذلك. لكن اليوم غير الأمس، فظهور الأدلة ما بعد المغسل قد يؤدي إلى الضربة المؤجلة ذاتها منذ عام 1996. فهل سيكون المغسل هو الحلقة المفقودة في اللغز التي قد تؤدي إلى ضرب إيران ومعها يتفكك الاتفاق النووي؟ لا أظن أن قصة المغسل تسريبة سعودية تريد تغيير العلاقات الأميركية الإيرانية، لكن ظهوره الآن حتى لو كان بالصدفة سيؤدي إلى النتيجة ذاتها.

السعودية كانت دائما حريصة على تجنيب إيران أي ضربة أميركية رغم وجود أدلة على أيادٍ إيرانية خلف تفجير الخبر. وكان ذلك واضحا في لقاء ولي العهد السعودي آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس الإيراني وقتها رفسنجاني في باكستان، حيث قال له الأمير عبد الله: «نحن نعرف أن إيران خلف العملية». ونفى رفسنجاني ذلك. كانت تلك فترة تقارب سعودي إيراني، وكان ذلك يحدث وزاد في فترة محمد خاتمي، لكن في العام ذاته (1997) تم القبض على هاني الصائغ، الذي سلمته السلطات الكندية لأميركا، وجرت معه تحقيقات تشير إلى يد إيرانية خلف التفجيرات. ظن الأميركيون أيامها أن السعودية تحاول أن تتوصل إلى تسوية إقليمية مع إيران، الأمر الذي أغضب أميركا للدرجة التي جعلت ساندي بيرغر يسرب للصحافة حديثه مع الأمير بندر الذي قال فيه «إذا كان السعوديون يريدون سلاما منفردا مع إيران، فليفعلوا، ولكن يجب ألا يقيموا سلاما مع إيران نيابة عنا، ولا ينبغي أن تحدد السعودية كيف سترد أميركا»، أي أن أميركا تحتفظ بحق الرد على إيران بغض النظر عن موقف حليفتها الكبرى: السعودية. وقد أثار الرئيس كلينتون موضوع تحقيقات الخبر مع الأمير عبد الله في أول زيارة له إلى واشنطن، ولكن يومها اختلفت التفسيرات بين أميركا والسعودية حول درجة الأهمية التي أثار بها كلينتون الموضوع، يومها كانت واشنطن غارقة في قصة مونيكا لوينسكي لا قصة الإرهاب. الفكرة أن السعودية أيامها كانت حريصة ألا تضرب أميركا إيران، أما الآن فلا أعتقد أن السعودية يعنيها أمر إيران كثيرا، التي تدخل معها في مجموعة حروب إقليمية بالوكالة في لبنان واليمن والعراق وسوريا. قصة المغسل، وإعادة فتح ملف الخبر اليوم ومقتل 19 أميركيا وجرح أكثر من 500 أميركي، ستمنح الكونغرس الرافض للاتفاق النووي مع إيران مزيدا من الذخيرة ضد رغبة الرئيس في إتمام تلك الصفقة. لهذا قد تكون لقصة المغسل أهمية كبرى في زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز المقبلة لواشنطن. من لا يعرف أميركا قد يتصور أن قصة ثأر أميركي منذ عام 1996 قد عفى عليها الزمن ولن يتذكرها الأميركيون.. من يتصور هذا واهم. الكونغرس الأميركي قد يتخذ من قصة المغسل سببا أساسيا لإفشال الاتفاق بين أميركا وإيران.

 

المغسل.. فرصة لتذكير أميركا

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/31 آب/15

ما زالت تداعيات القبض على قائد الخلايا الإرهابية الإيرانية في السعودية، أحمد إبراهيم المغسل- وقع وهم في مقال سابق بسقوط اسم أحمد - تتزايد. الرجل هو منظم عمليات حزب الله السعودي، أو حزب الله الحجاز ـ كما يعرف، وأشهر وأكبر عملياته تفجير أبراج الخبر السكنية شرق البلاد، التي راح ضحيتها أعضاء في الجيش الأميركي، وأيضا أبرياء من جنسيات أخرى. ملابسات وآثار تلك العملية جرى الحديث عنها هنا سابقا، ولكن التوقيت الذي تمت به هذه العملية الاستخبارية النموذجية يجب أن يستوقف المتابع. مكان القبض هو بيروت، وبالتحديد المطار، الذي يرى حزب الله أنه ثكنة أمنية تابعة له، وكلنا يتذكر معركة حزب الله في احتكار تعيين مدير المطار، لهذا الغرض تحديدا، أيضا الدعوات من قبل بعض الساسة في لبنان لإيجاد مطار آخر في لبنان غير مؤثر عليه من قبل حزب الله، فمطار الحريري الدولي ببيروت واقع عسكريا في مربع حزب الله. بهذا الاعتبار فإن ما جرى من «التقاط» هذا الشخص الخطير، المكنى بأبي عمران في التسميات الحركية المعتادة لقادة الإرهاب، مثل مصطفى بدر الدين الملقب بذي الفقار، يعتبر نجاحا نوعيا للأمن السعودي.

أما عن التوقيت، ولا نتحدث عن تعمد التوقيت، فهو في غاية الحساسية، فالرئيس الأميركي أوباما، متحمس لترويج صحة «انكشافه» على إيران الخمينية، وإن هذا السخاء السياسي والأمني، وعلى حساب دول الخليج والأمن العربي في المنطقة طبعا، هو الكفيل، وفق المنطق الأوبامي، بتصحيح السلوك الإيراني، وتمكين المعتدلين السياسيين في إيران - أينهم؟ - من الأخذ بزمام الأمور في إيران. هذا الكلام رد عليه كثير من ساسة الدول، أو المراقبين، ومن ذلك مقالات الكاتب الإيراني المخضرم أمير طاهري، لكن أوباما يمضي قدما في صحة تحليله موقفه، متسلحا بكمية من الخطب العصماء، وقدر لا بأس به من اليقين الجارف. من هنا فإن تذكير الأمريكان بتاريخ الأجهزة الإرهابية الإيرانية ضروري، في هذا الوقت، الذي يتبارى فيه جماعة أوباما مع المخالفين لكسب التأييد الأميركي للصفقة الإيرانية. من قتل في أبراج الخبر هم ضحايا من الأمريكان، ولا يزال الفاعل طليقا بحماية طهران، فهل تتحمل إدارة أوباما مسؤوليتها أمام الأمريكان وأسر الضحايا تجاه ذلك؟ كما أنها فرصة للسعودية، خاصة مع القمة المرتقبة، لتفهيم المحتاج إلى واقعية الحذر السعودي والعربي من حقيقة السياسات الإيرانية، أو على الأقل لتشكيل المزيد من الضغط على الطرف الإيراني للحصول على المزيد. الوقت كما المكان مهم في السياسات.

 

الجمهوريون وعقوبات جديدة ضد إيران

جوش روغين/الشرق الأوسط/31 آب/15

لا يتوقع معارضو الاتفاق النووي مع إيران أن تأتي نتيجة تصويت الكونغرس الشهر القادم على النحو المرغوب من جانبهم، بيد أن هذا لم يمنعهم من الشروع من الآن في التخطيط بالفعل لليوم التالي لخسارتهم، حيث يستعد الجمهوريون داخل الكونغرس لطرح الكثير من مشروعات القوانين لفرض عقوبات ضد إيران. وحتى إذا لم يفلح أي منها للوصول لمرحلة التصويت عليه، فإن مجرد اقتراحها يمكن أن يسبب مشكلة للديمقراطيين خلال عام 2016. من جانبه، قارن البيت الأبيض بين الاتفاق النووي مع إيران، وقانون إصلاح الرعاية الصحية الذي طرحه أوباما من حيث التأثير التاريخي، الأمر الذي يتفق معه الجمهوريون. في هذا الصدد، قال النائب مايك بومبيو، أحد النقاد الكثيرين للاتفاق مع إيران العاكفين على صياغة عقوبات جديدة: «المقارنة بقانون توفير الرعاية الصحية بتكاليف في متناول اليد ترن في أذني. إن الشعب الأميركي يدرك حقيقة النظام الإيراني، وسيكافئ المسؤولين المنتخبين الذين يقدمون على الإجراء الصحيح». الملاحظ أن جميع المقترحات المقدمة في هذا الشأن تسعى لاستغلال وعد الإدارة بالإبقاء على ضغوط على عاتق إيران بسبب تصرفاتها الخاطئة غير النووية، بما في ذلك دعمها للإرهاب الإقليمي وسجلها بمجال حقوق الإنسان. من جهته، أعرب بومبيو عن اعتقاده بأن هناك احتمالاً لأن يجري تمرير عقوبات جديدة، حتى وإن لم يرفض الكونغرس الاتفاق الذي أبرمه أوباما.

وأضاف: «لقد عاينا 400 إجراء تصويت أو أكثر على عقوبات مهمة. ولن يكون الوضع هذه المرة شديد الاختلاف من حيث الجوهر، ذلك أن الحجج المطروحة ستبقى كما هي». داخل مجلس النواب، لدى رئيس لجنة الشؤون الخارجية، إد رويس، بالفعل مشروع قانون بعقوبات جديدة يمكن إحياؤه في الخريف. ويشبه مشروع القانون هذا القانون الذي طرحه عضوا مجلس الشيوخ، مارك كيرك وروبرت مينينديز، وهما جمهوري وديمقراطي على الترتيب، أثناء انعقاد المفاوضات النووية. داخل مجلس الشيوخ، يعكف كيرك على العمل مع ماركو روبيو على دراسة قانون جديد، حسبما أفاد عدة مساعدين داخل مجلس الشيوخ. ويعمل مينينديز بصورة منفصلة مع ليندسي غراهام. كما يوجد لدى كيرك ومينينديز مشروع قانون لإعادة تفعيل قانون العقوبات الإيرانية المقرر انتهاؤه نهاية عام 2016، لأكثر من 10 سنوات. في المقابل، حذر مسؤولون بارزون بإدارة أوباما، بينهم وزير الخارجية جون كيري ووزير الخزانة جاك لو، أعضاء الكونغرس خلال شهادة أدلوا بها الشهر الماضي من مغبة فرض عقوبات جديدة ضد إيران، حتى وإن كانت منصبة على قضايا غير نووية. من جهتهم، يساور القلق الإيرانيين حيال مشروعات القوانين الجديدة الساعية لفرض عقوبات ضدهم. وبعث الممثل الإيراني لدى الأمم المتحدة برسالة إلى رئيس مجلس الأمن التابع للمنظمة الأممية حذر خلالها من أن إيران «قد تعيد النظر في التزاماتها» في ظل الاتفاق إذا ما تم إقرار «عقوبات جديدة تتسم بطبيعة ونطاق مطابقين أو شبيهين لتلك التي كانت قائمة قبل موعد تنفيذ الاتفاق، بغض النظر عما إذا كانت العقوبات الجديدة جرى طرحها على أسس نووية أو غيرها». الملاحظ أن الاتفاق مع إيران لا يحظى بشعبية بين الناخبين، خاصة في الولايات المحورية في تحديد نتيجة انتخابات الرئاسة عام 2016. من ناحيتها، أبدت هيلاري كلينتون تأييدا حذرًا للاتفاق المبرم مع إيران، لكنها ركزت في الوقت ذاته على الحاجة لمواجهة السلوك الإيراني على أصعدة أخرى، لكن هذا التوجه قد يضعها في موقف صعب. في الواقع، تبقى الاحتمالات قليلة أن يتحول أي من مشروعات القوانين الجديدة المعنية بإيران إلى قانون، لكن الجمهوريين ليسوا بحاجة لإجراءات لتمرير أو حتى التصويت على هذه المشروعات، وإنما يكفي إثارة جدال حول فكرة فرض عقوبات جديدة للإضرار بالديمقراطيين - تمامًا مثلما حدث مع قانون الرعاية الصحية الذي طرحه أوباما عام 2010. *بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

تظاهرة 29 آب ...

خليل حلو/فايسبوك

غسل منظمو تظاهرة الأمس من "طلعت ريحتكم" و"بدنا نحاسب" و"حلـّوا عنـّا" أيديهم من أعمال الشغب التي دامت 3 ساعات كاملة عند إنتهاء تظاهرتهم، وكأن الشغب آتٍ من كوكب آخر وكأن إستغلال حملتهم لا يعنيهم ... وصدر عنهم بيان يطالب بالدولة مدنية، وإستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، ومعرفة من أطلق النار على المتظاهرين، ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق، وإيجاد حل بيئي وصحي للنفايات، وحصول انتخابات نيابية شرعية، وإلا بعد 72 ساعة العودة إلى التظاهر والتصعيد. وسمعنا أيضاً خلال التظاهرة مطالبات بإسقاط النظام، وأخرى ضد الفساد، لم تخلو من الكلمات النابية والسباب لدى البعض. منذ أسبوع وأكثر بذلنا جهداً كبيراً لتوعية الشبان المتحمسين، على مخاطر إستغلال غضبهم ضد الوضع الفاسد الذي وصلنا إليه، وكنا دعونا وما زلنا ندعو إلى ثورة من نوع آخر ضد الفساد، وهي ثورة قيم داخل كل واحد منـّا وثورة ضد الزعماء، وليس ثورة لإسقاط الدولة. أسقـِطوا أباطرة العصر الحديث وليس الدولة! أسقـِطوا الفاسدين وليس الصالحين والأبرار! نعم بالأمس تجرأ بعضكم وندد بكافة الزعماء وكادت تقع واقعة بعد التنديد بأحد هؤلاء الزعماء ظهر أمس فهل سيستمر هذا التنديد؟ من حسنات تظاهرة الأمس: تجرأتم أن تنددوا بالزعامات، وهذا جيد، لأنهم أصحاب القرار الفعليين، وليس القصر الحكومي، ولكن أكملوا ما تفعلوه بالتظاهر ضد التعطيل أمام منازل ومقرات من يعطلون الحكومة والرئاسة والمجلس، ولدينا شكوك أنكم ستفعلون ... شكوك كبيرة جداً! أكملوا ما تفعلوه بالتظاهر ضد الفاسدين فقط أو أقله من تتهموه بالفساد وليس ضد 127 نائباً لأن من بين هؤلاء النواب من هو منتج ونزيه وفاعل وبعيد كل البعد عن الصفقات، والشيء نفسه بين الوزراء! ولكن هل ستميزون؟ ولدينا شكوك أنكم ستفعلون ... شكوك كبيرة جداً ... خاصة بعد ما شهدناه منذ 22 آب. أما ما يمكن أن يحدث إذا سقط النظام واستقال الوزراء من مناصبهم، فهو أحد الإحتمالات التالية أو أكثر وكلها سيئة جداً دون أدنى شك :

1. عدم إتفاق قادة التظاهرات فيما بينهم على برنامج سياسي واضح وانقسامهم على بعضهم والوصول إلى الفوضى وشريعة الغاب.

2. سيطرة الأحزاب التي لديها ميليشيات على بعض المناطق ووقوع مواجهات فيما بينها وبين الجيش مع ما في ذلك من مخاطر عودة الحروب كما يحدث في سوريا.

3. تقسيم لبنان الذي يسعى إليه البعض من أبطال نظرية تحالف الأقليات، دون أن يكون هؤلاء قد أطلقوا رصاصة واحدة.

4. حكم عسكري ووضع الجيش في موقع ليس له إطلاقاً مع كل ما لذلك من تداعيات ومخاطر الإنقلابات غير المعلنة.

في كل هذه الأحوال ستكونون أيها الشبان أنتم الخاسرون، وطبعاً سيكون لبنان الخاسر الأكبر، وستكونون الوقود الذي أضرم النار في الهشيم. أما إذا وجـّهتم ثورتكم إلى الأمكنة المناسبة وإلى داخل أنفسكم لتسييد القيـَم والسعي إلى المعرفة، عندها ستجدون معكم ليس فقط ثلاثين ألف متظاهر (مساحة التجمع في ساحة الشهداء قدّرت بحوالي 15000 متراً مربعاً – وإذا حسبنا 3 أشخاص في المتر المربع الواحد يكون العدد في حده الأقصى 60 ألف متظاهر، ولكن التقدير الواقعي بانتظار بيان من قوى الأمن لأنها الوحيدة التي تستطيع التقدير الدقيق، هو حوالي 40 ألفاً)، إذن عندما تصوبون ثورتكم بالإتجاه الصحيح ستجدون في الشارع ليس عشرات الآلاف بل تظاهرة مليونية حقيقية كما في 14 آذار 2005، وبانتظار ذلك هناك من يناضل منذ 40 عاماً ولم ييأس وسيستمر بالنضال من أجل القيم وتطهير الدولة من الفاسدين وإصدار قوانين لمحاربة الفساد.

 

الصيغة التعايشية الدستورية في لبنان نموذج حياتي للأقليات وضمان لاستمرارهم!

سليم فريد الدحداح/النهار/31 آب 2015

يعيش الشرق منذ سبعين عاماً تقريباً، نزفاً متواصلاً أليماً ومتفجراً. تأرجحت دول المنطقة بين الحياة والفناء، وتعاقبت فيها أنظمة مختلفة خدمت كلها، إن مباشرة أو مداورة مصالح استراتيجية دولية واقليمية أكثر مما انجزته لأوطانها ومواطنيها. ومن بين المشاريع الجيوستراتيجية خارطة طريق رسمتها دولة اسرائيل بمباركة غربية، من أجل إنخراط كيانها، وإن تعسفياً، في محيط عربي رافض بعد انتهاء الحرب مع فلسطين. إن هذا المسار الطويل والمعقد أدى في العالم العربي الى انقسامات سياسية حادة، وتشرذم اجتماعي، وتعطيل سلطة المؤسسات، وتفتيت جيوغرافي أنتج نزوحاً سكانياً وتهجيراً لمكونات دينية على نطاق واسع، هرباً من التعذيب والخطف والقتل. في هذا الجو السائد الذي تزامنت وتصاعدت فيه الأزمات والحروب داخل الأوطان وبينها، استطاعت دولة الأرز تجنّب "التسونامي" الاقليمي الذي لا يزال يجرف على مساره "الأخضر واليابس". فما هي العناصر التي ساهمت في تثبيت هذا التمايز حتى الآن؟ لا شك في أن دستور 1943 والصيغة التعايشية التي تم التوافق عليهما بين المكونين المسيحي والاسلامي آنذاك، نظّما وحصنّا كيان لبنان واستمراريته. فرغم كل الحركات والثورات والانقلابات التي انتشرت في بلاد الجوار، والتي كانت تنعكس دوماً وبصورة مختلفة على الساحة السياسية الداخلية معكرة اجواءها ومهدّدة مصيرها، صمد لبنان. السبب في ذلك يكمن في مضمون هذه الصيغة التي حملت في أحشائها قدراً من الحسنات ومن السيئات.وقد تحول الدستور من جراء هذه التركيبة، من مدني بالمبدأ الى طائفي بالفعل، كونه أصبح اداة لادارة شؤون الطوائف والمذاهب بصورة مباشرة وأساسية لا لادارة شؤون المواطن، كما هو الحال في دساتير الدول العادية، حيث المرجع هو المواطن لا المكوّن...! فرغم الضعف الهيكلي المنوط والناتج من هذا المسار الدستوري، نجا لبنان من كل المحاولات الخارجية لضرب استقراره والتعرض لسيادته واستقلاله، ونسف كيانه النموذجي. ما يعني أن الترابط بين المكونات والدولة ظهر هنا، وكأنه أقوى وأثبت وأصعب المنال، مما هو عليه مع المواطن، كون هذا الأخير لا يستفيد من المؤسسات فعلاً، إلاّ من خلال هويته الطائفية. فكل مشروع تغييري أو "انقلابي" على صعيد الوطن، يجب أن ينال "تشجيع" كل المكونات وموافقتها، وإلا سيفشل حتماً...! إضافة الى هذا التكوين الدستوري، هناك طبعاً ضمانات دولية واقليمية ضرورية لتثبيت التمايز المشار اليه أعلاه وغيابها عرّضت دوماً الوطن لعواصف وانشطارات كادت تدمّره. ولكن لا بد أيضاً من الاشارة الى أن في تلك الظروف، صارت صيغة 1943 السد المنيع أمام تغليب مكون على آخر، والضمان الفعلي لاستمرارية الكيان ولو سلبياً، اللهم اذا ما دُعم مسار مكوّن على حساب الآخر، نتيجة توافق دولي...! انطلاقاً من هذه الحيثيات ورغم وجوده في منطقة حساسة ومتقلبة من العالم، حيث تقاتلت فيها الأديان السموية في ما بينها مدى العصور، تحوّل وطن الأرز بعد انشائه، وبفعل صيغته، نموذجاً حياً ومركز اختبار لتعايش سلمي معتدل وفريد بين الأديان، وملجأ لكل أقليات هذا الشرق الملتهب الى أي دين انتموا. فلا بد للقيادات اللبنانية وللمواطنين أن يعوا أهمية هذا المصير الاستراتيجي بامتياز. وعليهم أن يسعوا لتحصينه وتسويقه، اقليمياً ودولياً، ويضعونه بتصرف هويته الوطنية، لتصبح جيوغرافيته، أرض سلام وحوار الثقافات والأديان، في الوقت الذي يتعمم الارهاب، خصوصاً الديني منه، ويطال كل مناطق العالم بدون استثناء. هذا لا يتعارض طبعاً مع دعم مشروع تبني الدولة المدنية الذي تطمح اليها الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ولكن بعد توصل كل المكونات الى توافق شامل فيما بينها حول خارطة طريق وسلّة من الضمانات التي لا تمس ولا تُلغي من الوجود أي واحد منها، بل بالعكس تؤمّن له مساحة أكبر من الاستقرار والعدالة والحرية، وللدولة من السيادة والاستقلال. فاكتمالاً وتحقيقاً لهذا المنعطف، ندعو جميع المواطنين الأحرار والمجتمع المدني في كل فئاته وانتماءاته الى الالتفاف من دون خوف وتماد وبكل سكينة حول مشروع: "حياد لبنان وسلامته"، ليكون المدماك التأسيسي لهذه المسيرة التاريخية الحاضنة والضامنة لاستمرارية كيان لبنان بعيداً عن التدخلات الخارجية التي ما زالت حتى اليوم تعطل وتقسم اللبنانيين عمودياً وتدفعهم الى الهاوية.

 

تيارا "المستقبل" و"الوطني الحر" لم يكن ينقصهما تظاهرات

 ايلي الحاج/النهار/31 آب 2015

فريقان سياسيان خرجا منهكَين من تطورات الأيام الأخيرة، لا سيما تظاهراتها السلمية والعنفية: "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر". يتوجب إضافة "قوى 14 آذار" ككل ما دام جزء واسع من رأي عام ساهم في صنعها خرج في تظاهرة تنادي بالخروج على الاصطفافات، معلناً يأسه من سياسات استمرت عشر سنوات ولم تستطع الخروج من المراوحة القاتلة لحركة شعبية قدرها كأي حركة مشابهة أن تتجدد أو تموت. قبل هذه الفورة الغاضبة التي نجح منظموها في توجيهها نحو "المستقبل" باعتباره مشاركاً في السلطة، والتي تخفي وتعلن موقفاً سلبياً جذرياً إن لم يكن أكثر، من "الحريرية السياسية والإقتصادية"، من الرئيس الشهيد والرئيس الابن على السواء، كان التيار ولا يزال يعاني أكبر أزمة منذ نشأته يكثر اللغط في شأنها في كل المجالس السياسية وتتعدد التحليلات لأسبابها، وتنعكس على أدائه في الحكومة وخارجها كما في حضوره وحركته الشعبية في شكل ملحوظ. وهكذا عكست تظاهرة السبت الماضي الحاشدة بنوعية المشاركين فيها خللاً ما في وضع "المستقبل" شعبياً. أما "التيار الوطني الحر" فتلاحقت النقط السلبية في أدائه السياسي منذ التظاهرة الاولى التي دعا إليها وشارك فيها عدد ضئيل من أنصاره في ساحة رياض الصلح، وتلتها تظاهرة ثانية أصرّ المسؤولون في "التيار" على أن تكون حاشدة في ساحة الشهداء وجمعت مشاركين أقل من المتوقع بكثير. لم يكن ينقص "التيار العوني" الذي تعب جمهوره من معالجة تهمة تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية لدافع شخصي عند زعيمه، سوى خضة داخلية، أو حركة تململ أقله، عقب تزكية رئاسة الوزير جبران باسيل له. ولم يطق النائب العماد ميشال عون مشهد التعرض له ولتياره في التظاهرة والإعلام، فبادر إلى مهاجمة التظاهرة والداعين إليها والدعوة إلى تظاهرة خاصة بتياره، بدل أن يحتضن التحرك الشعبي ويفيد من رفع هذا التحرك شعارات سبق أن رفعها عون نفسه، مما يصوّره في خانة المعزول عن الشارع خصوصاً إذا لم تكن تظاهرة الجمعة المقبل بحجم يمكن مقارنته بتظاهرة "طلعت ريحتكم". لكن أكثر من تضرر "قوى 14 آذار" من خلال مشاركة وجوه وشخصيات وتجمعات مما يعتبر "مجتمعها المدني" في تظاهرة الرفض التي نددت وأدانت الطبقة السياسية بكاملها وأعلنت "أجندة سياسية" – إلى جانب المطالب الحياتية المتعلقة بالنفايات وغيرها- غير أجندة قوى 14 آذار، ويمكن القول إنها تخالف الطائف والدستور وتلامس الثورة على كل الحكام والسلطة التي تشكل 14 آذار جزءاً منها. تحصد أحزاب وقيادات في تحالف قوى 14 آذار بذلك ما زرعت منذ الـ2011، سنة المطالبة بإنشاء "المجلس الوطني" للتفاعل بين الأحزاب والرأي العام والشخصيات المستقلة والمفكرين والكتّاب وقادة الرأي. عندما تشكّل بعد أربع سنوات وطول أخذ ورد وشروط متنوعة، اقتصر المجلس على مستقلين، شارك بعضهم وقاطع بعضهم وجمع بينهم اليأس.

 

عون يستبق القمة الروحية والتشاور بالإعلان عن خطة تعاكس المبادرات الانتخابية

اميل خوري/النهار/31 آب 2015

اذا لم يكن لإيران مصلحة في تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ما لم تقبض ثمن ذلك عند تقاسم النفوذ في المنطقة، متذرعة بتكرار قول لا يصدقه احد وهو انها لا تتدخل في موضوع يخص اللبنانيين... فما هي مصلحة الزعماء المسيحيين، والموارنة تحديداً، باستمرارهم في مقاطعة جلسات الانتخاب بحجة انهم يريدون رئيساً مارونياً قوياً اسوة بالرئيس الشيعي وبالرئيس السنّي، لكنهم لا يتفقون على هذا الرئيس القوي فيستمر الشغور الرئاسي ويستمر معه الخلاف داخل الحكومة على ممارسة صلاحيات الرئيس بالوكالة بحيث يبلغ حد تعطيل عملها كلياً، ويختلف النواب على تفسير "تشريع الضرورة" فيتعطل عمل المجلس أيضاً، وقد آن لهم ان يدركوا ان لا شيء ينهي هذه الخلافات سوى انتخاب رئيس للجمهورية قبل أي امر آخر وهو ما نص عليه الدستور. لقد اقترح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خطة لاخراج لبنان من الأزمات التي يتخبط فيها، وتدعو هذه الخطة الى انتخاب رئيس للجمهورية اولاً ثم تشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات نيابية على أساس قانون جديد عادل ومتوازن، فيتحقق عندئذ مطلب من يريدون استقالة الحكومة الحالية وقيام مجلس نيابي جديد لأنهم يعتبرون ان المجلس الحالي لم يعد شرعياً بعد التمديد له مرتين، لكن هذا لا يتم بالديماغوجية والغوغائية والعنف بل بالطرق الدستورية من خلال صناديق الاقتراع وفي انتخابات نيابية حرة ونزيهة، فإما تسقط نتائجها الطبقة السياسية المشكو منها وتأتي بطبقة جديدة، وإما يصير التجديد لها جزئياً او كلياً، وتكون المطالبة باسقاط النظام لم يقررها الشارع انما المؤسسات الدستورية. فالهدم سهل وسريع، اما البناء او اعادة البناء فصعب ومكلف ويحتاج الى وقت، خصوصاً ان الأنظمة التي اسقطت في الشارع في غير دولة عربية لا تزال حتى الآن تعاني من نتائجها ولا اتفاق على اقامة انظمة بديلة بل حروب داخلية مستمرة.

ثمة من ينتظر بكركي لأن تدعو الأقطاب الموارنة الاربعة للبحث في خطة جعجع التي حظيت بتأييد الكثيرين ليقول هؤلاء الأقطاب رأيهم فيها علّهم يتفقون على انتخاب رئيس للجمهورية. لكن بكركي تتردد لأن أملها خاب أكثر من مرة باجتماعات الأقطاب من دون ان يتفقوا على مرشح ينافسه مرشح طرف آخر، ولا ان يتركوا للأكثرية النيابية المطلوبة انتخاب من تشاء من بين مرشحين معلنين وغير معلنين. واذا اتفقوا على شيء فبعضهم لا يلتزم به وهو ما حصل غير مرة ايضاً. فهل تكون القمة الروحية المسيحية – الإسلامية التي تعقد اليوم في بكركي هي البديل من جميع الأقطاب الموارنة فيستجيب الجميع لقراراتها وفي رأسها انتخاب رئيس للجمهورية، أم يظل صوت إيران أقوى من كل الأصوات، خصوصاً بعدما استبق العماد ميشال عون كل لقاء بما في ذلك القمة باقتراح خطة للخروج من أزمة الإنتخابات الرئاسية تقلب خطة جعجع رأساً على عقب ويحتاج الأخذ بها الى وقت لا يستطيع لبنان بدقة وضعه تحمّل مدته؟

الواقع أن خطة عون هي كمن يريد البيضة قبل الدجاجة علّها "تفقس" له رئاسة... وليس دجاجة تبيض وتطعم كل اللبنانيين، او كمن يهيئ المعلف قبل الحصان، حتى اذا وجد المعلف تعذر ايجاد الحصان. والرئيس نبيه بري الذي كان اول من دعا الاقطاب الى طاولة الحوار كان بوده ان يدعوهم خصوصا في مرحلة دقيقة وخطيرة يمر بها لبنان وتضعه عند مفترق، لكنه فضل التفكير في عقد لقاء تشاور حتى اذا ما نجح تحول الى حوار تشجع ايران عليه بين 8 و14 آذار. فهل يتحسس الزعماء في لبنان، ولا سيما منهم مقاطعي الانتخابات الرئاسية، خطورة الوضع فيتبادلون تقديم التنازلات من اجل لبنان ليكون الرئيس من صنعهم لا من صنع اي خارج؟ ويكون انتخابه ضرورة الضرورات، ولا يتركون الرئيس بري يصفق بيد واحدة حتى لو ذهب لبنان بين "ارجل الخيل" او ذهب "فرق عملة" في بورصة المتاجرين به والمزايدين والمتلاعبين بالاسعار، بل ضم ايديهم الى يده ليصفق الجميع لخلاص لبنان. فهل يكون ايلول شهر اختبار حقيقة النيات، خصوصا نيات من يقاطعون جلسات انتخاب رئيس الجمهورية فيستمرون فيها او يعودون عنها، ونيات ايران التي تشجع على الحوار بين 8 و14 آذار عله ينتهي الى اتفاق على انتخاب رئيس يكون انتخابه مفتاح الحل لكل المشكلات والأزمات، وتكون ايران قد اكدت حسن نيتها وجعلت اللبنانيين يتفقون من دون اي تدخل لا منها ولا من غيرها، وأن تكون القمة الروحية المسيحية – الاسلامية قمة المحاولات الجدية لتخليص لبنان وتحميل كل من لا يستجيب لدعوة انتخاب رئيس للجمهورية المسؤولية امام الله والوطن والتاريخ، وتسمية كل مسؤول باسمه، فيكفي جعل لبنان كل مرة رهينة لخارج لا يفرج عنها الا بفدية.

 

نجاح تظاهرة السبت فرض نفسه على جدول محادثات "المجموعة الدولية "

خليل فليحان/النهار/31 آب 2015

"تحرك المجتمع المدني واستقطابه حشداً ضخماً من المتظاهرين السبت الماضي يفرض نفسه على اجتماع "المجموعة الدولية لدعم لبنان" التي ستعقد في نيويورك في ايلول المقبل لمراجعة الوضع في لبنان بفعل تعثر انتخاب رئيس للجمهورية"... هذا ما افاد به مصدر ديبلوماسي غربي "النهار"، وتوقع للتحرك المدني تأثيراً مباشراً ليس على الحكومة فحسب بل ايضا على الفاعليات السياسية التي بدأ بعضها ينتقدها بعنف كما يفعل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون متهما مؤيدي التظاهرة بأنهم يسرقون شعارات "التيار" مما أدى الى ردود فعل منهم. يذكر ان "المجموعة" تتألف من الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن زائد المانيا وإيطاليا والامين العام للامم المتحدة. وقد اشار المصدر الى ان اكثر من سفارة في بيروت تابعة لدول تلك المجموعة أحصت أعداد التظاهرة التي انطلقت السبت امس الاول من امام وزارة الداخلية الى ساحة الشهداء، وكلّف دبلوماسيون يعملون فيها رصد طريقة تعاطي السلطة والحشد الشعبي وسجلوا الشعارات التي أطلقت ومدلولاتها، واستنتجت ان الوضع الناشىء في لبنان لا يتجه الى "السورنة" استنادا الى الوقائع الميدانية: من عدم استعمال السلطة للعنف لأن المتظاهرين لم يقوموا بتحرك مخل بالامن رغم كثافة الحشد، والمطالب جرى التعبير عنها بكتابات رفعت او بأحاديث متلفزة مباشرة اجريت مع مشاركين من قلب التظاهرة مرفقة بهتافات تندد بالطبقة الحاكمة. وتبين ان المنضمين الى التظاهرة ليسوا من أهل بيروت وسكانها وحدهم، بل من مناطق بعيدة عنها كالبقاع والشمال وسواها. والاهم ان غرفة العمليات المشتركة من جيش وقوى امن داخلي سهرت على هذا التحرك الذي فاق كل التقديرات وأظهر سلوك قوى الامن التي تولت حماية المحتجين درجة رفيعة من الانضباط. وسجل المراقبون خطوة إيجابية تمثلت بتغيير شعار الحركة آخذين بنصيحة بعض السياسيين بوضع خريطة طريق من الضروري اتباعها كي لا تسقط البلاد في الفراغ التام للمؤسسات، وهي تنص على: اولا انتخاب رئيس جديد للجمهورية مما سيؤدي تلقائيا الى استقالة الحكومة، اجراء انتخابات نيابية جديدة. وحصرت قيادة الحراك مطلبها على هذا النحو باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، لانه المسؤول المباشر عن العجز في معالجة النفايات المنتشرة قرب كل بيت وشقة ومكتب ومصنع ومطعم ومستشفى وفندق وما تنتج من أمراض خطرة على الصحة العامة. ووحده المشنوق ردّ على دعوته بالاستقالة برفضها، لانه وفقاً لتعبيره ليس الوحيد المسؤول عن أزمة النفايات، وجميع القوى السياسية لا تؤيد ما تطالب به الجماهير المشاركة في التظاهرة.

ووفقا لمصدر ديبلوماسي في سفارة اوروبية بارزة ومؤيدة لتحركات المجتمع المدني في تقريرها الى وزارة خارجية بلادها ان تظاهرة 29/08/2015 في بيروت هي اول حركة ناجحة للمجتمع المدني في لبنان بهوية غير حزبية، لا تنتمي الى اي طائفة او مذهب، وقد تمكنت من استقطاب اللبناني الرافض لما وصلت اليه الحالة المعيشية من تدن في مستوياتها. واشار التقرير الى ان تحرك السبت الماضي تجاوز مكانة قوى14 و8 في المعادلة السياسية الداخلية وهو يؤسس لحركة شعبية مستقلة عنهما ويمكن الدولة المعنية ان تدعمها. ولاحظ التقرير ان بعض المنتمين الى احزاب وتيارات سياسية انضموا الى التحرك الشعبي الواسع، بتمزيق البطاقة الحزبية التي بحسب شهاداتهم اوصلت الأحزاب الى أزمة النفايات، وبينهم من اعترفوا علانية مع الاستمرار في انتسابهم الى الحزب او التيار.

 

كلن يعني كلن" عنوان المواجهة الجديدة قوة ثالثة مدنية للحقوق وإسقاط التعطيل؟

روزانا بومنصف/النهار/31 آب 2015

تود الدول المعنية التي تتابع الوضع اللبناني عن كثب ان تتولى السلطة السياسية استيعاب المطالب الشعبية التي تحركت في الشارع مع الآلاف. فالاتهامات هي اتهامات بالفساد ضد المسؤولين وان كان بعضهم حاول ان يعفي نفسه منها ملقياً التبعة على الآخرين فيما الجميع يتربعون اما على طاولة مجلس الوزراء واما على رئاسة الطوائف التي تشكو من الغبن والاهمال. غالبية هذه الدول لا تود اطاحة الوضع الراهن بل ان يشكل الشعب اللبناني قوة مدنية سلمية او قوة ثالثة تفرض على المسؤولين اخذ مصالح الناس في الاعتبار وايلائها أهمية اكثر من الأهمية التي يولونها لمصالحهم انطلاقاً من ان لدى الشعب اللبناني وشبابه خصوصاً دينامية تحتم عليهم مواجهة الطبقة السياسية لاستحصال حقوقهم بدلاً من الهجرة وترك المسؤولين لإقطاعاتهم ومصالحهم الخاصة. يستعين البعض بما ينسب الى السفير الاميركي ديفيد هيل في قوله لرئيس الحكومة تمام سلام من ان بلاده مع الحكومة وتدعمها لكنها ايضاً مع حق المتظاهرين في التعبير عن رأيهم وعدم قمعهم لعل بعض الدول يدفع في اتجاه ان تستوعب السلطة مطالب الناس لئلا يشكل اهتراء الوضع واحتمال انهياره وضع لبنان على جدول اولوياتها في الوقت الذي لا وقت لدى الدول الاقليمية من اجل ذلك، فيما يخشى بعض الأفرقاء من ان يؤدي اهتراء الوضع او انفراطه بين الافرقاء السياسيين الى فرض حلول على عجل قد تأتي على حساب البعض لمصلحة آخرين. فعلى رغم الاقرار بالمطالب الشعبية المحقة من جانب كل الأطراف السياسيين اقله علناً، فان معظمهم يتوجس اما ممن يعتبر انه يقف وراء تحرك المجتمع المدني او من ركوب خصومه هذا التحرك من أجل حشره والقفز على اللحظة المناسبة من اجل تسجيل مكسب لمصلحته. ومع ان منظمي التحرك المطلبي حاولوا ان يسيروا بين نقاط شعارات هذا الفريق او ذاك من القوى السياسية من دون الافساح لهذه القوى ان تضعهم في حسابها او ان تتهمهم بانهم في خانة الآخرين من خلال استهداف وزير البيئة في الدرجة الاولى والمطالبة بمحاسبة وزير الداخلية، فان الاصرار على مطلب انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمكن ان يفتح الآلية للخطوات التي يطالب بها اللبنانيون من حكومة جديدة وقانون انتخابي تصار على أساسه انتخابات نيابية جديدة قد يشكل ضغطاً حقيقياً ليس على افرقاء الداخل فحسب بل على الخارج ايضاً اذا لم تستطع الحكومة استيعاب المطالب والبدء بمعالجتها. كان رفع صور المسؤولين واتهامهم بالفساد والمطالبة برحيلهم جميعاً من دون تمييز محرجاً. الا ان ردود الفعل اختلفت. لم يود الجنرال ميشال عون ان تكون صورته من ضمن الصور التي يطالب اللبنانيون برحيلهم بعدما تم الاكتفاء من وجودهم في السلطة. يسعى الى تمييز نفسه فيما يلقي تبعة الفساد على الآخرين. فيما هو يستمر في طرح نفسه المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية. "كلن يعني كلن" التي رفعها المتظاهرون رداً على هذا التمييز وغيره من شأنها ان تحرمه من الوصول الى الرئاسة باعتباره انه من الرموز التي تعب اللبنانيون منها. سيكون صعباً ان يتم ترئيس شخص بات يطالب الناس برحيله عنهم شأنه شأن الجميع علما ان التناقض فاضح بين تسليم الشباب اياً يكن رئاسة التيار وعدم الافساح في المجال امام الشباب لرئاسة البلاد. فيما بعض من يحارب الجنرال وصولهم لم ترد اسماؤهم لا من قريب ولا من بعيد في الوقت الذي من شأن انزلاق الوضع الذي نشأ تبعا للتظاهرات ان يفرض واقعا قد يذهب ضد ما يشتهيه الزعيم العوني خصوصا اذا اضطر الجيش لان يردع هذا الانزلاق. يخشى الجنرال سيناريو ضمنيا قد يؤدي الى هذه النتيجة فيما يخشى خصومه من سيناريو آخر يفتعل من حلفائه من اجل محاولة ايصاله هو الى رئاسة الجمهورية بعدما اصطدمت جميع المحاولات بالفشل. يقول النائب محمد رعد ان "استهداف عون هو استهداف لـ"حزب الله" وحركة "امل"". رفع التحدي الى مستوى محاولة انتزاع الرئيس نبيه بري من تلاقيه مع رئيس الحكومة تمام سلام واعادته الى قوى 8 آذار. ولم يود "حزب الله" ان تكون صورة أمينه العام بين صور المسؤولين السياسيين الذين يحمّلهم اللبنانيون المسؤولية عن تدهور اوضاعهم. احرج الحزب فرضي على مضض بصورة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. لا يقبل الحزب شأنه شأن عون اي مسؤولية وحين كانت اعتراضات من الحزب على قرارات تتخذها "الاكثرية" في الحكومة فانما لأسباب سياسية معروفة وليس لقرارات تتصل بشؤون الناس فيما الجميع موجود على طاولة مجلس الوزراء.

عبّر أفرقاء آخرون عن تقديرهم للحركة الشعبية ما يفترض ان يعمدوا الى استيعاب هذا التحرك من اجل التعامل معه بناء على خريطة طريق او برنامج عمل يعيد الاعتبار لكلمة الناس ومصالحهم في ظل غياب الانتخابات النيابية التي تفرض عليهم استرضاء الناس من اجل انتخابهم. كذلك هي فرصة قد لا تتكرر بالزخم نفسه للشباب من اجل ان يثبتوا قدرتهم واراداتهم على الحصول على تغيير ما. فليطوروا بدورهم برنامج عمل سلميا ضاغطا لتحصيل ما يمكن تحصيله.

 

كيف ستتعامل الحكومة مع التحرّك الشعبي وهل من محاذير تعوق مبادرة بري للحوار؟

سابين عويس/النهار/31 آب 2015

تتسابق المواعيد المحددة في وجه حكومة الرئيس تمام سلام والضاغطة في اتجاه تحقيق مطالب تتفاوت بين ما هو محق ويصب في خانة هموم الناس وهواجسهم، وبين ما هو سياسي يندرج في الاجندات السياسية القائمة. ما بين مهلة الـ 72 ساعة التي أعطتها حملة "طلعت ريحتكم" للحكومة، ومهلة الاسبوع التي حددها العماد ميشال عون قبل الاعلان عن تحركه التصعيدي، بدت الساحة السياسية مقبلة إعتبارا من هذا الاسبوع على تطورين سيبلوران ملامح المقاربة التي ستحكم المشهد السياسي في عملية قتل الوقت الضائع. أول تطور يتمثل في الاستراحة الحكومية التي تمناها رئيس المجلس نبيه بري على رئيس الحكومة، من أجل احتواء مفاعيل الجلسة الماضية وأزمة المراسيم التي فجرها اقتصار التواقيع على 18 فقط. أما التطور الثاني فيتمثل بالمبادرة التي اطلقها الرئيس بري لعقد لقاء حواري يضم القوى السياسية ويهدف من ورائها الى طرح المواضيع الساخنة التي لا تجد لها مكانا على طاولة مجلس الوزراء.

لا ترى مراجع سياسية بارزة في دعوة بري سوى تقطيع لوقت ضائع في إنتظار برمجة أزمة لبنان في جدول اعمال التسوية الاقليمية التي لا تدل المؤشرات القائمة حتى الآن الى قرب نضجها في ظل استمرار الحدة التي تحكم ملف العلاقات السعودية الايرانية.

وإذ ترحب هذه المراجع بالمبادرة وبكل خطوة تفتح ثغرة في افق الحائط السياسي المأزوم، ترسم علامات استفهام أو محاذير حيال هذه المبادرة وإمكان نجاحها في تخطي العقبات السياسية الضخمة التي تحكم الوضع الداخلي وتؤدي عمليا الى تعطيل مجلس النواب وشل الحكومة.

اول هذه المحاذير يتعلق بتأثير مثل مبادرة كهذه في استحقاق الرئاسة الذي يفترض أن يكون بندا وحيدا على أي طاولة بحث، علما أن هذا الاستحقاق لا يحتاج إلى طاولة حوار بل إلى نزول النواب إلى المجلس والقيام بواجبهم الدستوري وانتخاب رئيس، مما يعالج كل الازمات الناتجة من الشغور الرئاسي، بدءا من التمديد العسكري وصولا الى آلية العمل الحكومي. وهذه أمور لا تعود مطروحة وتسقط بمجرد انتخاب رئيس جديد.

- ثاني هذه المحاذير يتمثل بالدور الذي سيضطلع به الرئيس بري ويحل فيه محل رئيس الجمهورية الذي تعود اليه حصرا قيادة الحوار بين الاطراف السياسية انطلاقا من موقع الرئيس الحكم والتوافقي الذي تطالب به القوى السياسية.

- ثالث هذه المحاذير يتعلق بالجدوى المعقودة على طاولة حوار في ظل اصطفاف سياسي حاد وأعمى لا يحيد أنملة عن الثوابت التي وضعها كل فريق لأجندته السياسية. في هذا الاطار، تسأل المراجع هل يمكن البحث في قانون انتخاب او في سلاح "حزب الله" او تورط الحزب في سوريا او أي ملف من ملفات النزاع في الظرف الراهن؟ وهل وصل فريقا الصراع الى مرحلة وضع الملفات على الطاولة لبحثها او لإجراء تنازلات في شأنها؟

في أي حال، ستشكل مبادرة بري التي اطلقها رسميا مساء امس في احتفال حركة "امل" بذكرى تغييب الامام موسى الصدر عنوان الحركة السياسية هذا الاسبوع، في انتظار ما ستتكشف عنه حركة الاتصالات في شأن الوضع الحكومي وكيفية إعادة تفعيل مجلس الوزراء وفض الخلافات الناتجة من ازمتي الصلاحيات والمراسيم.

جدير بالذكر أن رئيس الحكومة سيكون هذا الاسبوع على تماس مع الحركة الشعبية التي عبرت بعشرات الالاف عن مزاج شعبي حقيقي بعيدا من الاستغلال والتسييس، الامر الذي يتطلب وعيا سياسيا قد يكون الاول من نوعه في التعاطي الرسمي وحركة الشارع بعد "ثورة الارز".

وثمة في الوسط السياسي من يسأل إذا كانت هذه الحركة التي تقترب كثيرا مما يشعر به سلام حيال المطالب المحقة والمرفوعة اساسا في وجه حكومته، ستدفع الرجل إلى الاستقالة، رغم الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها لثنيه عن هذه الخطوة لما تحمل من محاذير خطيرة على الوضع الداخلي وعلى الاستقرار. ولا يخفي زوار سلام انزعاج الرجل مما آلت اليه الامور نتيجة التقاعس السياسي عن معالجة ملفات المواطنين والتلهي عنها بالحسابات السياسية الخاصة، مما وضع البلاد والحكومة وحتى القوى السياسية في مواجهة مع القواعد الشعبية وعمَّق الهوة بين الشعب والمسؤول. إشارة أخيرة لا بد من التوقف عندها نتيجة حال الاشمئزاز التي يعيشها رئيس الحكومة، وتتعلق بسؤال بدأ يُطرح في اوساط سياسية وديبلوماسية ضيقة: وماذا لو استقال سلام؟

 

هدير الكرامة... وبعد؟

نبيل بومنصف/النهار/31 آب 2015

ليس من الغرابة ان يفجر يوم ٢٩ آب جدلاً لبنانياً واسعاً حول توصيفه يوازي الحجم الكبير للحشد الشبابي والشعبي الذي نزل الى ساحة الشهداء مؤذناً باقتحام جيل هذه الانتفاضة السياسة من بابها العريض. نقول السياسة في شكل مقصود لأن هذه الانتفاضة يستحيل ان تقيم البدائل من الأجيال الثائرة عليها الا من البوابات الديموقراطية الطبيعية التي تقود الى التغيير السلمي الحلال النظيف لئلا تذهب في مسالك أخرى تستحضر اهوال المحيط الاقليمي المشتعل الى لبنان. تبعاً لذلك ترانا أقرب الى التوصيف القائل بأن ثمة انتفاضة اجتماعية اكثر من صادقة اليوم في لبنان حظيت بعمادتها الشعبية الثقيلة من عشرات الألوف، ولا شيء يمكنه ان يشوه هذه الحقيقة امام المد الشعبي الكبير وصوته الهادر الذي رسم السبت الماضي صورة حضارية للبنان امام العالم ينبغي حمايتها كأولوية موازية لاختبار التغيير الذي تقوده الهيئات المدنية والشبابية. نتخيل العالم الخارجي ينظر بحيرة شديدة الى لبنان في ظل هذه اليقظة للمجتمع المدني . ثمة جانب سيثير اعجابه الشديد في مشهد الحشود التي تجمع الشباب والنساء والعائلات وتلاوين مجتمع ومناطق وفئات وطبقات ذابت فجأة كل انقساماتها الطائفية الحادة وسقطت تحت وطأة الغضب المعتمل والمزمن من انتهاك الانسان اللبناني وقصور طبقاته السياسية المتعاقبة منذ عقود عن اقامة أولوية المواطن فوق كل اعتبار فكانت الانتفاضة على الفساد العنوان المجلجل الهادر في ساحات بيروت جارفاً كل شيء آخر. مشهدية تعبيرية نظيفة بهذا المنحى لا شك في انها تقيم وسط ظروف المنطقة الهادرة بالزلازل صورة مغايرة للبنان من شأنها ان تنتصر لكرامة مواطنه التي امتهنت الى حدود طمرها في النفايات. فليس حدثاً عابراً او عادياً ان ترتفع صورة الحشود ومشهدية التعبير بهذا الشكل فيما الشرق الاوسط يتهاوى تحت شلالات الدماء وخرائط المجازر الطائفية والمذهبية والانسانية. ومع ذلك لا يكفي التغني بالانفجار الحلال المشروع والطبيعي للانفعالات الثائرة والغاضبة وحتى لرومانسية الحنين الى الثورات والانتفاضات ولو بعناوين اجتماعية اولاً لإغماض الأعين عن الأفخاخ الخطيرة التي تحاصر الانتفاضة الطالعة التي استقطبت الناس مع حشود الشعارات التي كادت تفوق اعداد المتظاهرين. حمل كل لبناني متظاهر معه شعاره الخاص والفردي ولو ظلل الجميع العلم اللبناني وحده مع التعبير الغاضب. بدا الأمر جميلاً جداً ولكن ذلك لا يقيم بعد برنامج انتفاضة الناس المتماسكة وصولاً الى التغيير السلمي المتدرج حتى مع العناوين المحددة التي انتهت اليها التظاهرة. فلنسلم بأن صراع ٨ و١٤ آذار او تفاهماتهما في السلطة عبر عقد سحقت البعد الاجتماعي وأدت بالبلاد الى هذا المنقلب الأسوأ في تاريخه. فماذا لو اجريت الانتخابات النيابية غداً، كاستجابة لصوت انتفاضة المقهورين والقانطين والمنتفضين؟ من هنا بداية الموجات التالية.

 

حتى لا نضلّ الطريق: «الرئيس أولاً»

علاء بشير/المستقبل/31 آب/15

صحيح أن الغالبية العظمى من أبناء طرابلس خصوصاً والشمال عموماً لم تشارك في تظاهرة ساحة الشهداء أول من أمس واقتصر نداء المشاركة على نفر قليل، لكن هذه الغالبية مقتنعة الى حد بعيد بمعظم الشعارات التي رفعت في التظاهرة ولا سيما تلك المطالبة بمحاسبة المقصرين والفاسدين الذين يأكلون الاخضر واليابس، وما العجز الكبير الذي تعانيه على سبيل المثال لا الحصر وزرارة الطاقة والهدر في ميزانيتها من دون تأمين الحد الادنى من الكهرباء سوى دليل على المأساة التي يعيش في خضمها الشعب اللبناني بكل فئاته، ناهيك عن بعض الحقائب المماثلة. يعي أبناء الفيحاء أن الذين يرفعون شعار استقالة الحكومة، أو اسقاط النظام، انما لا يدركون أبعاد هذه المطالب الخطيرة والتي تقود حتماً الى تفريغ الدولة من مؤسساتها الشرعية، في ظل الفراغ في سدة الرئاسة الاولى منذ أكثر من ثمانمائة يوم، فلو تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية لهان أمر استقالة الحكومة، وعندها يبادر الرئيس الى اجراء مشاورات نيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة يشرع بدوره في تشكيل حكومته الجديدة، والمنطق والدستور يتحدثان بذلك. ولكن مسار الامور تتجه بالعكس، البعض من بساطته، والبعض الآخر يحمل نيات مبيتة مطالباً باستقالة الحكومة أو باسقاط النظام ! فأي نظام يريدون؟. مهمة هذه الحكومة كانت مقتصرة على الاشراف على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكنها لم تتحقق بفعل التعطيل الذي يمارس من قبل الذين يريدون فرض الرئيس بالقوة، وليس بمنطق الديموقراطية أو التوافق أقله، فوجدت الحكومة نفسها أمام مهمات عديدة تحاول قدر الامكان تسيير سفينة الوطن وتجنيبها العواصف الهوجاء التي تضرب المنطقة. أولوية المواطنين في طرابلس كما في سائر المناطق انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، وكل يوم يمر من دون تحقيق هذه الرغبة يعتبر جريمة بحق الوطن، والمعطلون شركاء في ارتكاب هذه الجريمة ويفترض أن يخضعوا للمحاسبة، لا أن يبتزوا بشعار «أنا الرئيس أو لا أحد، أو حتى لا وطن». أبناء الشمال لم يضيعوا «البوصلة«»، ورددوها مراراً وتكراراً، وأعادوا التذكير بها أول أمس من خلال شعارات جديدة رفعت وحملت توقيع أنصار الوزير أشرف ريفي «بدنا رئيس للجمهورية، بدنا الدولة، بدنا نعيش سوا» هي بعض من المطالب التي ذكروا بها مجدداً علّ الذكرى تنفع.

في «سياسة» إيران

علي نون/المستقبل/31 آب/15

ليس افتراء على العقل ولا على الأدب السياسي والاجتماعي، ولا على المنطق وأهله وأصحابه وأحبابه، وضع «سياسة» إيران في موضع العمود الفقري للأزمات المتتالية والمتناسلة التي يعاني منها الجسم اللبناني حديثاً، والتي كانت أزمة النفايات آخر نتاجاتها وأكثرها زناخة!

والقياس نفسه ينسحب على العراق، وعلى الحراك الشعبي المفاجئ فيه، والذي هو، شاء من شاء وأبى من أبى وكابر من كابر وطغى من طغى وتجبّر من تجبّر، نتيجة مباشرة لـ»سياسة» إيران هناك، والتي لا ينكر أحد فوق هذه الأرض، أنها صاحبة اليد العليا في السلطة وتكويناتها، وفي فساد قادتها، وعلى رأسهم المالكي وحاشيته. وفي كون جزء لا يستهان به من ذلك الفساد، مخصص لسد النقص في تمويل حاجيات الامتداد الإيراني نفسه من اليمن إلى سوريا وصولاً إلى لبنان! ومثال لبنان يتضمن الكثير من اللطف الإلهي! بحيث ان «سياسة» إيران فيه (على المستوى الداخلي البعيد عن التورط في سوريا) اكتفت بتعليقه على الشجرة، وتعطيل دولته ومؤسساته، وإفراغ موقع رئاسة الجمهورية فيه، ومنع مجلس الوزراء من الإنتاج ومجلس النواب من التشريع، ما عنى ويعني وسيعني أن كل أزمة تساوي محنة، حتى لو كانت قصوراً إدارياً غريباً، عن معالجة النفايات المنزلية بطريقة صحية وصحيحة! العراق أقل حظاً، واليمن مثله، حيث ان «سياسة» إيران لا تساوي فيهما شيئاً أقل من حرب أهلية، أو بمعنى أدق وأكثر علمية، «فتنة مذهبية» طنّانة رنّانة.. لكن، إذا كان المثال العراقي يتضمن شيئاً من اللبننة لجهة تنوّع مقوماته البشرية والسياسية وعبور معطى الفساد فوق الانقسامات، ودخول عنصر «الإرهاب» عليه، وهو الذي «يلطّف» الكثير من حدة تلك الفتنة.. وإذا كان انقلاب الحوثي والمخلوع صالح في اليمن، وما تلا ذلك من حرب مستمرة بضراوة لكسر (الانقلاب) وكسر أصحابه قد عززا فرضية عدم «ملاءمة« الوضع اليمني الاقتصادي والمالي والتنموي لاحتضان آلية فساد متكاملة وناجزة، فإن المثال السوري يبقى سيد الأمثلة والخلاصة الأكثر تكثيفاً وتعريفاً بـ»السياسة» الإيرانية وتأثيراتها التدميرية القريبة والبعيدة المدى والمتميزة عن سواها بكونها ناجزة تامة ومشتملة على كل مقومات النكبة. يحلو لبعض المستعجلين والبرقيين الذين لا يجدون الوقت الكافي للشرح والتعليل، أن يضعوا المثالين الليبي والمصري في دائرة المحاججة لجهة كونهما حارّين برغم ضمور «السياسة» الإيرانية فيهما.. وعلى الوتيرة ذاتها يمكن الرد بسرعة وعلى طريقة البرقيات المختصرة: مصر لا تزال بألف خير، وما يجري فيها ليس شيئاً يُعتدّ به مقارنة بغيرها وبتاريخية السنوات الأربع الماضية التي شهدت ثلاث «ثورات» تغييرية كبرى! في حين أن ليبيا لا تقدم ما يفاجئ أحداً في ضوء تركة معتوه مثل القذافي، عمل على مدى أربعة عقود على تحطيم كل شيء له علاقة بالنظم السياسية الطبيعية ومؤسساتها ودساتيرها وقواها الضاربة، وصحّر السياسة والثقافة والاجتماع والفن والإعلام والقضاء ولم ينسَ أن يصف ذلك كله بـ»التخضير»!!

سهل الفتك الانتقادي في لبنان.. الأمر جزء من الثقافة التأففية المؤاخية لعمر الكيان منذ الاستقلال. وسهل أكثر ادعاء الفرادة الفكرية وصولاً إلى تطاول بعض النخبويين على الادعاءات الكبيرة وتقديم أنفسهم باعتبارهم يملكون جواباً على كل سؤال، وحلاً لكل مشكلة.. لكن الواضح في المقابل، أن قصر النظر مؤاخٍ للذاكرة المثقوبة، بحيث ان أحداً، لا من هؤلاء النخبويين المفترضين ولا من غيرهم المخضرم، أي الذي شهد كل شيء منذ منتصف السبعينيات حتى اليوم، يحب أن يتذكر، أو يذكره أحد آخر، بأن لبنان لم يشهد منذ العام 1975 يوماً طبيعياً واحداً، وأنه مع الوصاية السورية أنتج ظواهر لم تندمل باندماله، لكنه مع «السياسة» الإيرانية المتحكمة به وغير القادرة على حكمه، وصل إلى حالة من الهريان بزّت كل ما عداها وصارت كافية لأن تجعل من الزبالة قضية، ومن هذه «القضية» «ثورة» مدّعاة!

لو يتواضع البعض في أحكامه واستنتاجاته وخلاصاته، ويتذكر تماماً، أن عدّته الفكرية ساهمت بضراوة في إيصال لبنان إلى التدمير بدءاً من العام 1975، وتساوت في ذلك مع السلاح الفلسطيني الداشر والمنفلت، كما مع الإغلاق الذي تحكم برؤوس السلطة (الدستورية الشارعية) يومها! .. لو يتواضع ذلك البعض قليلاً ويؤجّل إلى حين، إطلاق الأحكام اليقينية والادعاءات الحاسمة في مقابل تغييب التفسير السياسي (الإيراني) القائم.. لبنان يستحق أداء أرقى من هذا البؤس المستشري والمتبادل، السلطوي والشارعي، والشعبوي والمؤدلج سواء بسواء!

 

حراك شعبي وكبوة «استقلالية» ومعضلة دستورية

وسام سعادة/المستقبل/31 آب/15

كشفت تطورات الشهرين الأخيرين عجزاً فظيعاً لتيار العماد عون عن تسيير تظاهرة واحدة ناجحة، ونجاحاً منقطع النظير للحركات الاحتجاجية المدنية والشعبية في مواجهة الكارثة الوطنية. تشكّل معضلة النفايات بعداً حيوياً لا يحتمل التسويف والمماطلة والاعتباط والتهرّب من هذه الكارثة الوطنية. فالاستعصاء وخلفيته هنا، فيه استفزاز للناس، وفيه تعجيز واضح لكل من يريد المواظبة على السياسات نفسها التي لزّمت هذا القطاع وسواه. لا يعني هذا أن ضحالة تيار عون التظاهرية تعني الشيء نفسه انتخابياً، على افتراض حصول استحقاق، ولا أن الوهج الجماهيري لحركة الاحتجاج قادر لو حصلت انتخابات الآن، بالمتداول من قوانين «ترقّع على الستين»، على أن يأتي بتغيير برلماني على قدر الزلزال الميداني الذي يخطئ للغاية، بل أكثر، يدفع في السياسة ما بقي له من رصيد كل من يضع نفسه في مواجهة الحراك برمته، وفي مواجهة الطبقات الشعبية والأجيال الشابة والمناطق التي ما عادت تقبل أن تبقى في درجة ثانية أو ثالثة نسبة لمناطق بامتيازات. ليس هناك من طرف سياسي معفى من الرسالة الشعبية الهادرة. والمكابرة قد تبدو سهلة في البداية لكنها لن تُفلح في وضع العصي في دواليب الناس الذين سأموا من كل هذا الاستهتار بمصالحهم وصحتهم وأمنهم وسلامتهم وكرامتهم. ولتكن مصارحة ومكاشفة داخل البيئات السياسية والأهلية التي صنعت انتفاضة الاستقلال وواجهت لسنوات محاولات «حزب الله» الهيمنية على البلد: هذه البيئات لم تعد تستخدم عنوان الحركة الاستقلالية للتعبير عن نفسها منذ وقت غير قصير، وسمحت لنفسها، بحكم الضرورة تارة، والتبريرية السهلة تارة أخرى، بالدخول في منطق «مهدوي معكوس» من قبيل، أن لا معالجة لقضية اجتماعية أو بيئية بالشكل السليم في البلد قبل معالجة موضوع «حزب الله»، في اقتباس فظيع للنظرية «المرحلية» من الأحزاب الستالينية، وإنما في قالب اقتصادي اجتماعي مندفع بشكل عقائدي جداً نحو النيوليبرالية وعدم الاكتراث للطبقات الشعبية. إن هذه البيئات والقوى مدعوة بالفعل لمراجعة تاريخية باتجاه انعطافة الى اليسار على كافة المستويات وفي كافة الأطر. كي تعود الحركة الاستقلالية كذلك عليها أن تحمل مضموناً اجتماعياً أكيداً، وواقعياً وملموساً. هذا صعب، لكن ليس ثمة من مآل آخر يمكن أن يقدّم كنصيحة نهائية.

بالتوازي، ما عاد ينفع الهروب من بنيوية الأزمة الحالية بطرح المسائل بصيغة «لو» و»لعلّ وعسى». الأزمة دستورية بمعنى أساسي: فالسؤال الذي يتهرّب أكثرنا من طرحه، منذ نهاية الحرب الأهلية وقيام الوصاية السورية وبعدها قيام الثنائية الآذارية: من هي، وفقاً للدستور، مرجعية تفسيره، في لبنان؟ رئيس الجمهورية؟ رئيس مجلس النواب؟ البرلمان؟ من؟ هناك حالتان في السنوات العشر الأخيرة عوملت بها المفاتحة الرئاسية للمجلس النيابي، مرة بخصوص لا دستورية قانون الانتخاب، ومرة بخصوص لا دستورية عدم قيام الانتخاب، على أنها تجاوز رئاسي للصلاحيات، في دستور ينيط برئيس الجمهورية كرئيس للدولة، أن يكون مؤتمناً على الدستور؟ الإبهام، نصاً وتجربة، بل تعطيل دور رئيس الدولة في حماية الدستور، وتعطيل ذلك بشكل أساسي بسبب التمديد الرئاسي، خصوصاً في حالة العماد اميل لحود، كل هذا يشكل عنصراً أساسياً من المطب الذي يواجه السياسة، والمؤسسات الغارقة بين شغور وتلف وبين موت سريري الآن. ضرب تجربة المجلس الدستوري ساهمت بشكل أساسي في التفسخ اللاحق لكامل البنيان. لكن ما حدث على صعيد اختزال المؤسسة التشريعية برئيسها، وتحويل رئيسها الى الفقيه المرجع في تفسير الدستور، فيجيز ما يجيز ويعطل ما يعطّل، كل هذا أيضاً راكم على المشكلة الأساسية: من إذا اختلفت الناس في ما بينها على تفسير بند في مقدمة الدستور أو مادة من مواده يمكن الرجوع الى رأيه؟ طبعاً، بلدان أخرى يمكنها أن تقع في مثل هذا وتعتمد الاستفتاءات الشعبية، لكن هذا لا طريق دستورياً اليه عندنا، وأمامه عراقيل سياسية كثيرة بتبرير أو من دونه. فإذا جمعنا الى ذلك عدم حصول الاحتكام المحدود الى صناديق الاقتراع منذ ست سنوات، «عوضناكم البركة«.

هناك بعد دستوري أساسي للأزمة الحالية. لا يمكن أن يبقى البلد بلا رئيس جمهورية هكذا، وبلا انتخابات نيابية هكذا، وبكارثة النفايات هكذا، وبالمشاركة في الحرب في سوريا هكذا. في الوقت نفسه، كل هذا مرتبط بمسألة: من الذي هو وفقاً للدستور، مفسر الدستور إذا اختلف جميع المفسرين في ما بينهم؟.

 

هذا الشعب الوقح

 غسان شربل/الحياة/31 آب/15

هذا شعب وقح. مزعج. ملحاح. متطلّب. لجوج. متقلّب. غدار. ناكر للجميل. يسيء التقدير. ويسيء الظن. غاوي شعارات. حقود. يحب الهجاء، وتوزيع الاتهامات. شعب يفتقر إلى العقلانية. والموضوعية. والواقعية. والقدرة على استخلاص العِبَر. تضحك عليه الشاشات. لا يلتفت إلى المشهد في المنطقة. ينسى أن الوضع في طرابلس أفضل منه في حلب. والوضع في عكار أفضل منه في الأنبار. والوضع في الضاحية أفضل منه في الزبداني. والوضع في بيروت أفضل منه في مقديشو. والوضع في صور أفضل منه في بنغازي.

شعب يرفل في الأمن والاستقرار ويصرّ على الشكوى. لا هجمات انتحارية في جونيه أو النبطية. ولا تتساقط البراميل على صيدا. ولا يتحصّن المقاتلون الشيشان في الضنية. ولا يطل «الخليفة» من برجا كما أطلّ من الموصل. لا الجيش يقصف القرى، ولا «الحشد الشعبي» يتقدم لتحريرها، ولا طائرات التحالف تبرمج غاراتها على المتطرفين. شعب مولع بالتذمُّر. لم يلتفت إلى أن خمسة ملايين سوري هربوا من بلادهم وأكثر منهم يتيهون داخلها. وأن السوريين يموتون براً وبحراً. لم يقرأ قصة من اختنقوا في الحاوية، أو قصة الجثث التي التهمتها الأسماك في أعماق البحار. لم يلتفت إلى أن سورية التي كانت تحكمه وتفرض عليه الرؤساء والزعماء، تمزّقت وتفكّكت وتكاد أن تغيب عن الخريطة. وأن السوري صار اللاعب الأضعف على أرضه... خسر سقفه وأطفاله وخسر قراره.

هذا شعب يحب المبالغات. يتهم السياسيين الفاسدين بنهب البلاد. يتحدث كأن لبنان ينام على المناجم والآبار. مبالغات. سمعتُ في موسكو عن أهوال النهب التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي. وسمعتُ في بغداد عن أهوال النَّهب في عهد ما بعد صدام حسين. عاصمة الرشيد تنام على النفط وتغرق في الظلام. المافيات اللبنانية صغيرة، متواضعة، رخيصة. لا شك أنها تشعر بالخجل لو مثلت أمام مثيلاتها في روسيا والعراق. هذا شعب وقح. هذا شعب متهوّر. لا يأخذ في الاعتبار الظروف الإقليمية والدولية. وسقوط الحدود. وانهيار التعايش. والمبارزة المفتوحة على كأس الإقليم. وظهور «داعش»، وتوظيف فرصة ظهوره. وفي زحمة هذه التطورات يطل الشعب بمطالبه الوقحة. يريد مياهاً غير ملوثة. وغذاءً غير فاسد. وكهرباءَ دائمة الحضور كأنه يقيم في فندق. ويريد إرسال أبنائه إلى المدارس، ويريد فرص عمل كي لا يضطر إلى تصديرهم. ويريد شوارع بلا نفايات. هذا كثير... هذا فظيع. شعب لا تنتهي مطالبه. يريد رئيساً للجمهورية. هكذا بكل صفاقة وتبجُّح ووقاحة. شعب لا يُدرك أن القصر الشاغر مريح، ومثير للمشاعر واللعاب، ويبقي الأحلام مستعرة. والرقص على أطراف الهاوية مفتوحاً. شعب لا يقدِّر أن ليس من حقه أن يكون له رئيس قبل اتضاح مصير رئيس. ثم إن انتخاب رئيسٍ للجمهورية سيُلحق أضراراً نفسية هائلة بمن يعتبرون أنهم أصحاب حق تاريخي وإلهي في الإقامة في فندق بعبدا، أياً يكن الثمن. شعب يمتاز بموهبة نكران الجميل. يتناسى كم ضحّى السياسيون من أجله. أفنوا زهرة شبابهم في محاولة تجنيبه الهاوية. عملوا. وكدّوا. واجتمعوا. وتداولوا، بحثاً عن صيغ. وحلول، وتسويات، ومخارج. شغلهم الشعب عن زوجاتهم وأولادهم وأحفادهم. هل كثير إذا التهموا في المقابل صفقة من هنا وأخرى من هناك، مقابل الساعات الإضافية التي كرّسوها لشعبهم العظيم؟ ليس بسيطاً أن ينزل آلاف الشبان إلى الساحات. وأن يحجبوا الثقة عن الطبقة السياسية وزعمائها بلا استثناء. هذا ليس مجرد ردّ على بحر النفايات الذي يطوِّق المدن والقرى. إنه ردّ على سياسة «استحقار» المواطنين. إنه ردّ على نهج إذلال الناس تحت تسميات مختلفة ومتناقضة. ربما لحق ظلم بأفراد بفعل الحماسة والتعميم، لكن الأكيد أن الطبقة السياسية باتت شبيهة بنادٍ للعراة. الفساد الفساد. الفساد المالي. والفساد الإداري. والفساد السياسي. والفساد الوطني. صرخ الناس من فرط الفساد والإذلال والاحتقار. المهم أن لا تُصادَر الصرخة أو يتم إفسادُها. أهم ما يمكن أن يحصل أن تكون الصرخة دعوة حاسمة إلى إعادة بناء الدولة. وأن تطلق يقظة وطنية واسعة حول أخطار العيش بلا دولة. وأن تتحوّل هذه الغضبة الوافدة من خارج الطوائف والاصطفاف الجامد إلى مشروع جريء وواقعي لاستعادة الدولة. لا خلاص إلا بالدولة. ومن حق الشباب اللبناني أن يتجنّب محاولات استدراجه، وأن يبقى الرقيب والصوت الهادر في معركة استعادة الدولة. أقصى الفساد والجريمة غياب الدولة. يستحق اللبنانيون أن يكون لهم رئيس للجمهورية. وأن تُشكَّل حكومة محترمة تشرف على انتخابات نزيهة وفق قانون عصري للانتخابات، يتيح أوسع تمثيل ممكن. وأن يتقاعد من ارتكبوا وأثروا وتورّموا أو أن يرحلوا إلى منتجعات بعيدة خلابة. لا وقاحة في المطالبة بدولة عادية وطبيعية، توقف موسم احتقار الناس وإذلالهم. دولة صغيرة تنشغل بهموم مواطنيها ولا تكلّف نفسها أدواراً تفوق طاقة لبنان وتُناقِض طبيعته.

 

العرب: خيبة أمل من روسيا... بعد أميركا؟

 جورج سمعان/الحياة/31 آب/15

العرب يتوجهون هذه الأيام إلى موسكو. والروس أيضاً يحجون إلى المنطقة ويضعونها في سلم أولوياتهم. ثمة مصلحة مشتركة ورغبة مشتركة في بناء علاقات جديدة مختلفة. والواقع أن الطرفين ليسا وحدهما في هذا التوجه. أولويات جميع المعنيين بالشرق الأوسط واللاعبين فيه اختلفت في السنوات الأخيرة عما كانت عليه مطلع العقد. تبدل المشهد الاستراتيجي كلياً: دول عربية خلعت أنظمتها أو حكامها القدامى أو تسعى إلى ذلك. وأخرى سقطت في حروب أهلية لا تزال تعمل فتكاً بالحجر والبشر. ومسيرة المفاوضات لتسوية "القضية المركزية" لأهل المنطقة وقفت في العقبة الإسرائيلية. وإيران تتلمس طريق العودة إلى المجتمع الدولي. الاتفاق النووي فتح لها الأبواب واسعة. وانسحبت القوات الأميركية من العراق وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان. وتضاعفت تحديات الإرهاب بعد قيام "الدولة الإسلامية" في بلاد الشام وتدافع المبايعون لـ "خليفتها" في أنحاء كثيرة من العالم، من أفريقيا إلى آسيا. فضلاً عن تدني أسعار النفط فيما الاقتصاد العالمي لم يتعافَ بعد من أزماته وتداعيات الانهيار الذي ضربه نهاية العقد الماضي. ويستعر في خلفية المشهد السباق على سلاح الطاقة، خصوصاً خطوط الغاز وطرق امداده. وأبعد من الشرق، عادت الجدران ترتفع بين روسيا والغرب عموماً على وقع ما حدث ويحدث في أوكرانيا، وقبلها في جورجيا العام 2008. ويتصاعد التوتر في بحر الصين بين بكين وعواصم كثيرة في المنطقة وبينها وبين واشنطن.

لم تبقِ هذه التحولات شيئاً من الصورة السابقة. والأخطر أن كل هذه الأزمات لا تزال تعصف بلا أفق لحلول أو تسويات. بل هي تتناسل ويتوالد المزيد وتفرض تحديات تتعدى أهل المنطقة لتشمل العالم. فإلى تنامي الإرهاب وانتشاره وتوسع بنك أهدافه، يواجه العالم، خصوصاً أوروبا، تدفق اللاجئين من مناطق الصراع، من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي أزمة لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ منتصف القرن الماضي. وتواكبها تعقيدات ومآسٍ انسانية يبدو الجميع عاجزين عن مواجهتها. في حين أن المطلوب التوجه إلى معالجة أسبابها ودوافعها، أي الانخراط الدولي الجدي لإيجاد تسويات وحلول للحروب الناشبة قبل البحث عن توفير مأوى لجيوش من اللاجئين. والتكاتف الدولي أيضاً في جبهة مشتركة واسعة لمواجهة حركات التطرف بالبحث عن جذور المشكلات التي توفر لها بيئات لا تزال تمدها بعناصر القوة الفكرية والبشرية والمادية.

يعبر العرب في توجههم نحو موسكو عن رغبة في توسيع شبكة العلاقات والمصالح وتنويعها. ليس في الأفق جو استقطاب، كما في ايام الحرب الباردة. فلا روسيا ولا الولايات المتحدة عبرتا عن رغبة في العودة إلى زمن الحرب الباردة وحشر الدول الأخرى إلى الاختيار بين هذا المعسكر وذاك. العناصر التي قامت عليها تلك الحرب الباردة لم تعد قائمة. لا في الميدان العسكري ولا الاقتصادي ولا الايديولوجي. ولا تبحث موسكو بالتأكيد عن سبل وأعذار لمواجهة واشنطن بقدر ما تسعى إلى حماية مصالحها. ومثلها إدارة الرئيس باراك أوباما الذي أعلن منذ وصوله إلى البيت الأبيض أنه يعول على إشراك القوى الدولية الأخرى للمساهمة في إدارة شؤون العالم وتسوية أزماته. لم تعد أميركا قادرة بمفردها على هذه المهمة. ولا شك في أن العالم يدور في دوامة البحث عن قطب ثانٍ آخر أو أقطاب لبلورة النظام الدولي الجديد الذي سقط مع سقوط جدار برلين وما تبع ذلك من تداعيات على مستوى القارات كلها. وخير مثال أن البيت الأبيض والكرملين تعاونا معاً، في عز الأزمة الأوكرانية لطي صفحة السلاح الكيماوي في سورية. مثلما تعاونا في دفع إيران إلى تجميد برنامجها النووي، في ضوء حرصهما على منع انتشار السلاح النووي. ويبديان اليوم رغبة أكيدة في التعاون لمواجهة الإرهاب وحركاته. أبعد من ذلك يستعد الأميركيون للابتعاد عن الشرق الأوسط غير مبالين بما سيحدث في خريطة العلاقات والمصالح في هذه المنطقة. ومثلما أوكلوا أزمة أوكرانيا إلى أوروبا، أوكلوا أيضاً إلى الروس وبعض الشركاء في القارة العجوز وأخيراً تركيا مهمة البحث عن تسوية للأزمة السورية.

من حق العرب، وأهل الخليج خصوصاً، أن يبحثوا عن سبل جديدة لمراكمة مصادر القوة وتوسيع خريطة هذه المصادر وتنوعها وتعددها. ويلتقي الروس معهم في هذا المسعى. فليس قليلاً ما حل بالنظام العربي من ضعف وتفكك. وتحاول دول مجلس التعاون من سنوات نفخ الروح في ما بقي من هذا النظام. دعت الأردن والمغرب إلى مجلسها. ووقفت بقوة مع مصر التي ترى مصلحة استراتيجية في استقرار نظامها الحالي وتعزيز قوته العسكرية والاقتصادية. وأعاد بعضها فتح الباب أمام تركيا. هي لا ترغب في الابتعاد عن الولايات المتحدة أو الاستعاضة عنها. فالعلاقات التاريخية في شتى الميادين لا تسمح بمثل هذا الانقلاب الكامل الشامل. لكن تبدل صورة العلاقات الدولية في المنطقة بعد الاتفاق النووي يفرض عليها البحث عن قوة كبرى أخرى تستند إليها في الدوائر الدولية العليا. تلكأت في التوجه إلى موسكو بعد انهيار المنظومة الاشتراكية. ولا تريد ملازمة هذا الخطأ. هي تدرك أن لروسيا حضوراً ودوراً في أزمات المنطقة، من اليمن إلى سورية وحتى العراق. وأن لها كلمتها في إيران أيضاً. وهي تراقبها في سعيها الحثيث إلى تنويع مصادر قوتها في الشرق الأوسط الذي خرجت منه مع انهيار الاتحاد السوفياتي وانهيار أنظمة عربية كانت تشكل لها سنداً وقاعدة، من "اليمن الجنوبي" إلى ليبيا والعراق وسورية.

وروسيا نفسها لم تهتم في العقد الماضي بتوسيع شبكة علاقاتها. انصب اهتمامها على بناء علاقات متينة مع الولايات المتحدة وأوروبا. واكتفت في الشرق بالقاعدة البحرية في طرطوس. مثلما اكتفت ببناء علاقات لا بد منها مع إيران جارتها الجنوبية وشريكتها في آسيا الوسطى وجنوب القوقاز. وأفادت من الصراع الغربي - الإيراني. ولم تتوان عن ابتزاز الغرب في علاقاتها مع طهران. لكنها تشعر اليوم، بعد المواجهة في أوكرانيا والاتفاق النووي، أنها تحتاج إلى تعويض خسائرها السياسية والاقتصادية بفعل العقوبات بالتوجه إلى شراكة مع العالم العربي المستاء أصلاً من التوجه الأميركي نحو الجمهورية الإسلامية. ولا تخفي قلقها من خسران الورقة الإيرانية. لم تعد هذه تصلح للمساومة والابتزاز. كما أن انفتاح الأبواب الدولية أمام الجمهورية الإسلامية يعفيها من وضع بيضها في سلة الروس وحدهم. كما أن الشركات الروسية قد لا تكون قادرة على منافسة غريمتها الغربية في السوق الإيرانية. وهذه خسارة أخرى. ولكن رغم ذلك يجب ألا يضع العرب في حساباتهم أن موسكو يمكن أن تتخلى عن علاقاتها مع طهران أو أن تدير لها ظهرها.

ترغب روسيا في ملاقاة العرب إلى علاقات استراتيجية ولكن ليس على حساب علاقاتها مع إيران. فهذه جارتها الأقرب وتنافسها في بحر قزوين وفي الحضور في أرمينيا وأذربيجان وجمهوريات آسيا الوسطى وفي العلاقات النفطية والغازية مع تركيا، مثلما تنافسها في سورية والعراق أيضاً. بالتأكيد لا ترغب موسكو في رؤية طهران تعود إلى دورها السابق "شرطياً" مدججاً بالسلاح والميليشيات من اليمن إلى بلاد الشام برمتها. ولا ترغب في أن تراها مجدداً حليفاً للغرب وهي تشعر بأن حلفه الأطلسي يسعى إلى تطويقها. ما تسعى إليه في صراعها المتجدد مع الغرب أن تستعيد ما كان لها من مكامن قوة، من مصر إلى العراق مروراً باليمن وسورية، وحتى الأردن الراغب هو أيضاً في علاقات متميزة معها نظراً إلى ما يربطها بالدولة العبرية حيث هناك أكثر من مليون إسرائيلي من أصل روسي.

المهم أن يدرك العرب أن روسيا لا يمكنها تلبية طموحاتهم، لئلا يصابوا بخيبة أمل مماثلة لخيبتهم من الولايات المتحدة. لعلهم يدركون أن سعيها إلى استعادة مواقعها القديمة في الشرق دونه عقبات ليس أقلها قدراتها الاقتصادية. وأن الاتفاق النووي كان ثمرة حوار بين إيران وأميركا أكثر مما كان ثمرة حوار بينها وبين الستة. وتظل أميركا الأكثر تأثيراً وفاعلية في ممارسة الضغوط العسكرية والاقتصادية في العالم. لذلك يمكن العرب ملاقاة رغبة موسكو في التعاون التجاري والاقتصادي والنفطي والغازي، بما يسمح لها بملاقاتهم في ميادين سياسية كثيرة. وعلى رأس هذه الحد من جموح طهران الإقليمي. وقد بعثت إليها برسالة واضحة بتسهيل مرور القرار 2216 الخاص باليمن. ومن ثم التعاون في محاربة الإرهاب والسعي إلى رؤية مشتركة لتسوية الأزمة السورية، ما دام أن أميركا نفسها تواكب التحرك الروسي لإيجاد مثل هذه التسوية. ومثلما أن الكرملين لا يرغب في مواجهات لا مع إيران ولا مع الغرب عموماً بقدر ما يسعى إلى حماية مصالح الدولة، يجب أن يبقى همّ العرب، مثلما كان، عدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع جارهم الشرقي، أو إدارة الظهر لأميركا. هناك مصلحة مشتركة للحفاظ على الحضور الروسي والعربي والخليجي خصوصاً في سورية، فلا تقع بيد إيران ولا تقع بيد "داعش" وغيرها. وهناك أيضاً رغبة مشتركة في إعادة بناء سورية ومنع انهيار الدولة لئلا تنهار بلاد الشام برمتها.

 

هل يقلب العراقيون حسابات إيران والمالكي؟

خيرالله خيرالله/المستقبل/31 آب/15

تواجه ايران صعوبات في البقاء صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في العراق بعدما بدأ العراقيون يظهرون حساسية تجاه الوصاية التي تحاول طهران ممارستها على بلدهم. إلى أي حدّ سيذهب العراقيون في اظهار اعتراضهم على الوصاية الإيرانية؟ ما لا بدّ من الاعتراف به أنّ ايران، التي شاركت على طريقتها في الحرب الأميركية على العراق، في العام 2003، نجحت، اقله منذ سقوط النظام العراقي السابق، في أن تكون المنتصر الوحيد في تلك الحرب. تطالب ايران الآن بعد توقيع الاتفاق النووي مع مجموعة الخمسة زائدا واحدا، على قبول العالم بهذا الواقع الذي يجعل منها الوصيّ على العراق. ما تريده ايران عمليا هو القبول الرسمي الأميركي بوضع يدها على العراق وتكريس ذلك. هل يقبل العراقيون ذلك؟ الظاهر، أقلّه إلى الآن، أن «الشيطان الأكبر» لا يمانع في ذلك بدليل وقوفه موقف المتفرّج حيال ما يدور في بغداد حيث أقدم رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي على سلسلة من الإجراءات تستهدف ظاهرا التصدي لظاهرة الفساد التي لم يسبق لأي بلد في العالم أن شهد مثيلا لها، بما في ذلك البلدان الواقعة في مجاهل افريقيا.

ما ومرحلة ما بعد توقيع الإتفاق النووي. بالنسبة إليها، ليس مهما أن يدخل نوري المالكي، رئيس الوزراء بين 2006 و 2014، ونائب رئيس الجمهورية المقال، في خلاف، أو حتّى مواجهة، مع رئيس الوزراء الحالي. المهمّ في المقابل أن تبقى لعبة التنافس بين المسؤولين العراقيين في الإطار الذي ترسمه طهران لهؤلاء المسؤولين وللسياسيين العراقيين عموما.

داخل الإطار المرسوم من ايران، يستطيع السياسي أو المسؤول العراقي أن يفعل ما يشاء، بما في ذلك أن يتخلى عن الموصل لـ»داعش» وأن يرتكب كلّ ما يريده من فساد، من دون أن يجد من يطرح عليه ولو سؤالاً بسيطاً. يكفي أن يزور هذا السياسي أو المسؤول طهران وأن يستقبله كبار المسؤولين هناك، حتّى يمرّ بعملية اعادة تأهيل. تسمح له هذه العملية بأن يصبح في امكانه العودة إلى بغداد على حصان ابيض وأن يضرب عرض الحائط بكل الاتهامات الموجهة إليه وأن يهاجم الإعلام العراقي والسياسيين العراقيين الآخرين وأن يلبس السياسيين والإعلاميين ابشع الأوصاف. هذا ما فعله المالكي، وهذا ما يبدو على استعداد لتكراره مستقبلا!

بالنسبة إلى ايران، ليس مسموحاً بأن يكون هناك سياسي أو مسؤول صاحب قرار مستقل في العراق. في حال كان هناك أي اصرار من أي نوع كان، لدى أي سياسي أو مسؤول على وضع مصلحة العراق فوق أي مصلحة أخرى، لا مجال أمام هذا السياسي أو المسؤول سوى القبول بالتهميش والرضوخ له رضوخاً كاملاً! لم يكتف العبادي، تحت ضغط شعبي يبدو أنّه سيستمرّ، بإقالة المالكي من موقع نائب رئيس الجمهورية، في اطار حملته على الفساد وكشف تبخّر الف مليار دولار في السنوات الثمان التي كان فيها الرجل رئيساً للوزراء وقائداً اعلى للقوات المسلحة والمسؤول الأوّل عن الأمن في البلد. باشر أيضا اجراءات محددة لملاحقة كلّ من تورّط في الفساد وكلّ من يُعتبر مسؤولاً عن سيطرة «داعش» على جزء من العراق، بما في ذلك الموصل قبل ثلاثة عشر شهرا، عندما كان المالكي صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في البلد. الآن، يكتشف رئيس الوزراء العراقي أنّ هناك سلطة فوق سلطته في العراق نفسه. هناك سلطة ايران ونفوذها الذي لا حدود له أوّلاً. وهناك سلطة قادة الميليشيات المذهبية، الموالية لطهران، الذين يدعون مقاومة «داعش» بواسطة «الحشد الشعبي». هذا لم يمنع العراقيين من التحرّك واطلاق شعارات معادية للقادة الإيرانيين بمن فيهم «المرشد» علي خامنئي. هذا هو الجديد العراقي لا أكثر ولا أقلّ.

ذهب نوري المالكي إلى طهران في طائرة ايرانية، بحجة حضور مؤتمر ذي طابع مذهبي، وعاد منها بحصانة تجعله من النوع الذي لا يمسّ. قدّم رئيس الوزراء العراقي اوراق اعتماده مجددا لـ»المرشد» واستخدم كلاماً بذيئاً لا علاقة له بالحقيقة من قريب أو بعيد لمهاجمة المملكة العربية السعودية. طالب مجدداً بوضع المملكة «تحت الوصاية الدولية» متذرعاً بأنّها «منطلق الإرهاب». نسي المالكي أن السعودية شريك اساسي في الحرب الدولية على «داعش» التي وفّر لها بتصرفاته الحاضنة الشعبية في بعض المناطق العراقية. صار نوري المالكي فوق كلّ الشبهات وذلك لمجرّد أنّه صار يحظى برضا الإيرانيين، الأسياد الجدد للعراق. الشيء الوحيد الذي لم يتنبه له المالكي والإيرانيون هو رد الفعل العراقي.

أكثر من ذلك، صار المالكي يشكّل ورقة ايرانية تضاف إلى الأوراق الأخرى التي تمتلكها ايران في العراق. بات الرجل اداة تستخدم في تذكير حيدر العبادي بأنّ ثمة حدوداً لا يستطيع تجاوزها... وإلّا البديل جاهز. لا ينقصه شيء، خصوصا أنّه من «حزب الدعوة» أيضا، الحزب الذي تربّى رئيس الوزراء الحالي في كنفه. حتّى فترة ما قبل نزول العراقيين إلى الشارع واعتراضهم على النفوذ الإيراني، فهم نوري المالكي قوانين اللعبة الداخلية العراقية وامتداداتها الإيرانية والأميركية في العمق. اكتشف باكرا أنّ في استطاعته أن يفعل ما يشاء وأن يرتكب كلّ الأخطاء وأن يجعل الفساد يتجاوز في عهده كلّ حدود يمكن تصورّها. في النهاية، يكفي أن يكون في الحضن الإيراني الدافئ، كي لا يتجرّأ أحد على ملاحقته أو مساءلته أو توجيه أي لوم اليه... حتّى اشعار آخر.

ما لا بدّ من الاعتراف به أنّ رئيس الوزراء السابق سعى، حتّى العام 2010 أن يكون متوازناً. حاول امتلاك هامش ما مع ايران. الدليل أنّه اتهم بشّار الأسد مباشرة بإرسال ارهابيين إلى العراق. ولكن بعد انتخابات السابع من آذار ـ مارس 2010، اكتشف أنّه لن يكون في استطاعته البقاء رئيسا للوزراء من دون موافقة ايرانية، خصوصا أن لائحته حلت ثانية خلف لائحة الدكتور اياد علّاوي. اكتشف المالكي ايضا وجود توافق اميركي ـ ايراني اعاده إلى موقع رئيس الوزراء بحكومة غير مكتملة عاشت اربع سنوات ولعبت دورا في ارسال ميليشيات مذهبية للمساهمة في ابادة الشعب السوري! ثمّة وظيفة جديدة لنوري المالكي بعدما أدى كلّ الأدوار المطلوبة منه ايرانياً. جاء دور استخدامه لتؤكّد ايران أن الاتفاق النووي مع المجموعة الدولية، وهو اتفاق مع الإدارة الأميركية، لن يكبّلها بأي شكل من الأشكال.

كانت حسابات المالكي، ومن خلفه الحسابات الإيرانية دقيقة في الماضي. لكنّ الشعب العراقي يمكن أن يقلب هذه الحسابات. الأسابيع القليلة المقبلة ستكشف ما إذا كان هناك جديد في العراق. ستكشف خصوصا جدّية العبادي في مواجهة الهيمنة الإيرانية مع ما يعنيه ذلك من وجود شعور وطني عراقي يتجاوز الغرائز المذهبية التي كانت الاستثمار الإيراني الأهمّ في العراق.