المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 كانون الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.december14.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى04/من18حتى25/يسوع يختار 4 من الرسل، بطرس واندراوس أخاه، ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة12/من 01 حتى08/لنا مواهب مختلفة ونحن أعضاء في جسد واحد هو جسد المسيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

فيديو/مقابلة من تلفزيون المستقبل مع د. منى فياض تتناول من خلالها بواقعية وصدق ودون تكاذب وذمية مبادرة الحريري وواقع حال 14 و08 آذار والوضع الإقليمي

حرام وجريمة خداع الناس باعطاء امصال كاذبة وغير واقعية ل 14 آذار السياسيين والأحزاب/الياس بجاني

الياس بجاني: تغريدات ومسامير تنعي 14 آذار السياسيين/عفن السياسيين وأحزابهم الشركات/خطورة الإعلامي البوقي/شرور قلة الوفاء والغدر

مسامير وتغريدات تحاكي سخافة ما يسمى أحزاب في لبنان وبوقية الإعلامي الموظف/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فرنجية خرج بانطباعات متشائمة بعد لقائه نصرالله

13 قتيلاً من «حزب الله» في سورية خلال يومين

»داعش« يقتل اثنين في عرسال

الحريري ضد «الفراغ القاتل» ويتمسك بمبادرته «حزب الله» مع عون أولاً لكن ... من الثاني/محمد شقير/الحياة

حزب الله» يضبط «خيار فرنجية» على... توقيته

الحريري لم «يستسلم» واتصل بجعجع لـ «ترميم العلاقة» و«تنظيم الخلاف»

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 13/12/2015

القوات تنعي ترشيح عون: اما ان تغطي فرنجية او ننتخب معا رئيس توافقي

الحريري يؤكد هاتفيا لـ فرنجيه المضي بالمسار المشترك لانتخاب رئيس

«فكرة» هزّت لبنان: قصة ترشيح فرنجية كاملة.. من بنشعي إلى باريس

السيسي خلال لقائه الراعي: لبنان يستحق التضحية من اجله وان يتعالى الجميع عن حساباتهم الخاصة لانقاذه

الراعي التقى شيخ الازهر ويلتقي بعد قليل السيسي

السيسي خلال لقائه الراعي: لبنان يستحق التضحية من اجله وان يتعالى الجميع عن حساباتهم الخاصة لانقاذه

ترشيح فرنجية لم يرق إلى المبادرة.. الرياشي: نحن نريد الحريري رئيسا للحكومة

عضو المكتب السياسي في المستقبل راشد فايد : الخطأ حصل في استخدام كلمة مبادرة

سامي الجميل في حفل قسم اليمين لمنتسبين جدد للكتائب: الولاء للخارج في ملف الرئاسة أمر معيب ولن نقبل بسلاح إلا سلاح الشرعية

من هو اللبناني المتهم بتبيض أموال مع 5 مسؤولين سعوديين؟

هذا ما قاله هنيبعل القذافي لخاطفيه

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

مخيبر في لقاء عن التعديات على الأملاك البحرية: هناك عملية سطو على هذه المساحات بتغطية من أصحاب القرار

فادي عرموني في ذمة الله

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

جنرال إيراني: لإلغاء الحدود مع العراق ولبنان وسوريا

«داعش» يهدد باغتيال البابا

مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد "داعش"

رفسنجاني: إيران تدرس استبدال المرشد الأعلى

مقتل 28 مدنياً في قصف لمواقع المعارضة قرب دمشق

الجولاني ينتقد مؤتمر الرياض ويؤكد أن روسيا لن تغامر بالتدخل البري وتقارير أميركية عن سحب إيران قوات «الحرس الثوري» من سورية

سنة العراق ينتقدون سماح العبادي بانتشار القوات الإيرانية واعتراضه على القوات التركية ويتهمون التحالف الشيعي بالتفرد في السلطة

مدمرة روسية كادت تصطدم بمركب تركي في بحر ايجه

علاوي يدعو بغداد إلى الحوار مع أنقرة

الأسد يشتري النفط من "داعش"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مبادرة الحريري مستمرة وتنتظر: أن ينسحب عون أو يقتنع "حزب الله" بالبديل/سابين عويس/النهار

هل يعود الثنائي عون - جعجع بعد إجهاض التسوية الرئاسية/خليل فليحان/النهار

ازدياد الشكوك حول إيصال رئيس طرف فرملة فرنجيه ترتّب مساءلة واسعة للمسيحيين/روزانا بومنصف/النهار

نصرالله ينتظر ليسمع كلمة إيران فهل يسمع عون كلمة لبنان/اميل خوري/النهار

أسباب الفشل: إيران تريد تسوية إقليمية.. والحريري عرض صفقة محلية/علي الأمين/جنوبية

التحالفات الطويلة الأمد معطى مستمر بشكل متقطع/وسام سعادة/المستقبل

سهى بستاني: مقابل كل مواطنين لبنانيين مقيمين ... لاجئ سوري أو فلسطيني أو عراقي/الرايأسامة مروة

مخاوف من عودة الأجهزة القمعية إذا انتخب فرنجية رئيساً للجمهورية ومسؤول فرنسي في الاليزيه: مبادرة الحريري لن ترى النور وعليه الكف عن المناورات/حميد غريافي:/السياسة

بصمات المغامرين الثلاثة/غسان شربل/الحياة

انفجار إقليمي أو تراجع... أردوغان/جورج سمعان/الحياة

النبعة: الشوارع للشهداء والسطوح للأعراس/أنديرا مطر/النهار

النظام الإيراني والوحدة مع عملائه في الشرق/داود البصري/السياسة

احياء لمبادرة نصرالله بانتخاب عون/سيمون ابو فاضل/الديار

لا لسنا عرباً/ألأب ثيوذورس داود

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى04/من18حتى25/يسوع يختار 4 من الرسل، بطرس واندراوس أخاه، ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه

فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن. فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس». فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه. ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه. وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.وذَاعَ صِيتُهُ في سُورِيَّا كُلِّها، فَحَمَلُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ مَنْ كَانَ بِهِم سُوء، مُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَة، ومَمْسُوسِينَ ومَصْرُوعِينَ ومَفْلُوجِين، فَشَفَاهُم. وتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَةٌ مِنَ الجَلِيل، والمُدُنِ العَشْر، وأُورَشَليم، واليَهُودِيَّة، وعِبْرِ الأُرْدُنّ.

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة12/من 01 حتى08/لنا مواهب مختلفة ونحن أعضاء في جسد واحد هو جسد المسيح

يا إِخوَتِي، أُنَاشِدُكُم بِمَرَاحِمِ الله، أَنْ تُقَرِّبُوا أَجْسَادَكُم ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً لله: تِلْكَ هيَ عِبَادَتُكُمُ الرُّوحِيَّة! ولا تتَشَبَّهُوا بِهذَا الدَّهْر، بَلْ تَغَيَّرُوا بِتَجْديدِ عُقُولِكُم، لِكَي تُمَيِّزُوا مَا هِيَ مَشِيئَةُ الله، أَيْ مَا هُوَ صَالِحٌ ومَرْضِيٌّ وكَامِل. فإِنِّي، بِالنِّعْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لي، أَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُم أَلاَّ يَعْتَبِرَ نَفْسَهُ أَكْثَرَ مِمَّا يَجِب، بَلْ أَنْ يَتَعَقَّلَ في ٱعْتِبَارِ نَفْسِهِ، كُلُّ واحِدٍ بِمِقْدَارِ مَا قَسَمَ اللهُ لَهُ مِنَ الإِيْمَان. فكَمَا أَنَّ لَنَا في جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَة، ولكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ الأَعْضَاءِ عَمَلٌ وَاحِد، كَذلِكَ نَحْنُ الكَثِيرُونَ جَسَدٌ وَاحِدٌ في المَسِيح، ولكِنْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا هُوَ عُضْوٌ لِلآخَرِين. وَبِمَا أَنَّ لَنَا مَوَاهِبَ مُخْتَلِفَةً بِحَسَبِ النَّعْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لَنَا، فَمَنْ لَهُ النُّبُوءَةُ فَلْيَتَنَبَّأْ وَفْقَ الإِيْمَان، وَمَنْ لَهُ الخِدْمَةُ فَلْيَهْتَمَّ بِالخِدْمَة، والمُعَلِّمُ بِالتَّعْلِيم، والمُعَزِّي بِالتَّعْزِيَة، ومَنْ يُعْطِي فَلْيُعْطِ بِسَخَاء، ومَنْ يَرْئِسُ فَلْيَرْئِسْ بِٱجْتِهَاد، ومَنْ يَرحَمُ فَلْيَرْحَمْ بِبَشَاشَة.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

فيديو/مقابلة من تلفزيون المستقبل مع د. منى فياض تتناول من خلالها بواقعية وصدق ودون تكاذب وذمية مبادرة الحريري وواقع حال 14 و08 آذار والوضع الإقليمي

مقابلة مع د.منى فياض

http://eliasbejjaninews.com/2015/12/13/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D9%85/

الياس بجاني/قراءة للدكتورة منى فياض في مبادرة الرئيس الحريري تحترم عقول اللبنانيين والحقائق، وذلك على خلفية وطنية وسيادية بعيدة عن تقلبات واستدارات ونرسيسية  14 آذار السياسيين والأحزاب المنتقلة إلى رحمته تعالى، كما قراءة واقعية وعلمية وموضوعية في الوضع الإقليمي والصراعات الدولية والحرب السورية والإرهاب بكافة جوانبهم وتفرعاتهم وأخطارهم وانعكاساتهم على لبنان، وفي حالة ظاهرة داعش وما نتج عنها ومن أوجدها.

فيديو/مقابلة من تلفزيون المستقبل مع د. منى فياض/13 كانون الأول/15/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

https://youtu.be/cpyzcdvsha0

 

حرام وجريمة خداع الناس باعطاء امصال كاذبة وغير واقعية ل 14 آذار السياسيين والأحزاب

الياس بجاني/13 كانون الأول/15

معيب جداً ومهين جداً لعقول وذكاء الناس تصوير اتصال الرئيس الحريري بالدكتور جعجع والتسوّيق له على أنه انجاز وطني وقيام 14 آذار السياسيين والأحزاب من القبر الذي دفت فيه .

في اللياقات السياسية والأخلاقية أمر جداً عادي أن يتم الإتصال بين الرجلين وهما اصدقاء ولكن العلاقات الشخصية هي غير الشأن الوطني والمصيري للشعوب.

احتراماً للحقيقة ولدماء الشهداء ولعقولنا بربكم كفى تذاكي وتكاذب وتشاطر وباطنية.

 

الياس بجاني: تغريدات ومسامير تنعي 14 آذار السياسيين/عفن السياسيين وأحزابهم الشركات/خطورة الإعلامي البوقي/شرور قلة الوفاء والغدر

http://eliasbejjaninews.com/2015/12/13/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D9%86%D8%B9%D9%8A-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7/

مسامير وتغريدات تحاكي سخافة ما يسمى أحزاب في لبنان وبوقية الإعلامي الموظف

الياس بجاني/12 كانون الأول/15

*وليد بيك: رغم أننا نرى في ممارساته وخطابه وتقلباته كل ما هو لا مصداقية ولا لبنانية إلا أنه أفضل سياسي لبناني لأنه صورة جلية لواقعنا المحل.

*كل أحزاب لبنان ونعم كلها هي شركات تجارية وعائلية وقبلية ومذهبية وكل من يتوهم من أصحابها أنه فعلاً  في حزب هو مريض عقلي وبحاجة إلى علاج عاجل.

*للأسف إن كل منتمي لأي حزي في لبنان هو غائب ومغيب وعن سابق تصور وتصميم عن مفاهيم وأهداف الأحزاب طبقاً لمعايير الأحزاب في بلدان العالم الحر.

*لأن فاقد الشيء لا يعطية فإن أحزاب لبنان الشركات كلها ونعم كلها لا رجاء ولا أمل منها لا اليوم ولا في أي يوم.

*مهين لذكاء اللبنانيين أن تدعي أحزاب من مثل المستقبل والإشتراكي وأمل وحزب الله أنها أحزاب عابرة للطوائف وهي مذهبية حتى العظم وما هو تحته وما تحته من تحت.

*من أكثر المساة أحزاب لبنانية اسخريوتية وسخافة وتجارة ونرسيسية هو حزب ميشال عون العجيب والغريب والمغرب عن كل ما هو اخلاق وقيم وانسان وانسانية.

*99% من الإعلاميين الذين يبشرون مقاومة وعفة في ذكرى اغتيال جبران التويني هم صنوج وأبواق عند من يوظفهم من السياسيين وبمئة لون وبمليون جلد.

*استدارة الحريري الخيانية عرت مجموعة من الإعلاميين في تيار المستقبل واظهرتم على حقيقتهم الوظيفية وأكدت أنهم مجرد صنوج وأبواق لمعلمهم الوظيفي.

*للأسف ودون مواربة، ليس عندنا نحن الموارنة لا زعماء سياسيين ولا قادة دينيين يخافون الله ويوم حسابه الأخير، بل مجموعة من التجار والفريسيين ابتلينا بهم وحلت علينا المصائب بنتيجة ممارساتهم والنرسيسية. واقع محزن ولكنه الواقع. وحتى نعترف بهذا الواقع ونعمل على تغييره سنبقى ومعنا لبنان في مسارات انحدارية.

*14 آذار السياسيين والأحزاب للأسف لم يعد لها وجود. اما 14 آذار الناس فهي بالتأكيد باقية ومن هؤلاء الناس ومن أوجاعهم والخيبات يجب أن يكون انطلاق طائر الفينيق اللبناني السيادي. أما الإستمرار في خداع الذات بأن 14 آذار الأحزاب والسياسيين قائمة فهو أقرب الطرق إلى الانتحار الذاتي.

*لأن الذين لا يستحون لم يموتوا ومنهم اعلاميين منافقين لعنت وكفرت اليوم وانا اسمتع لأحدهم وهو عنواناً للعمالة والتلون يرثي جبران التويني.

*14 آذار ماتت وما تمزق قد تمزق، وما سقد قد سقط ودون أي امكانية لعودة الحال إلى ما كان عليه. الأفضل نسيان 14 آذار السياسيين والأحزاب وخلق بديل قابل للحياة ويكون فيه للناس تأثير وقول وليس ديكوراً فقط كما كان ولا يزال في هيكلية 14 آذار المنتقلة إلى رحمته تعالى.

*ضيعان الشباب فعلاً، 13 قتيل ب 24 ساعة لحزب الله في سوريا. من أجل أي قضية ماتوا هؤلاء الشباب وهل من حق الحزب ارسالهم إلى الموت من أجل الأسد.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فرنجية خرج بانطباعات متشائمة بعد لقائه نصرالله

بيروت – »السياسة«:14/12/15/يحاول رئيس »تيار المستقبل« سعد الحريري اعادة بعث الحياة في مبادرته الرئاسية بعد الاعتراضات الواسعة التي لاقتها سيما في جانب مسيحيي »8 و14 آذار«. ولهذه الغاية أجرى اتصالين هاتفيين بكل من رئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع والرئيس أمين الجميل، حيث تم الاتفاق على تكثيف الاتصالات في الايام المقبلة في محاولة لتقريب المواقف ومعالجة الاختلافات المتعلقة بترشيح الحريري النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وأفادت معلوات بأن اتصال الحريري وجعجع استمر ساعة وكان ودياً من الناحية الشكلية، وتركز على التحرك المتعلق بانتخاب فرنجية رئيساً، واتفق الرجلان على تنظيم أي خلاف بعيداً عن السجالات وعلى تكثيف الاتصالات الأسبوع المقبل مباشرة وعبر وسطاء. وعلمت »السياسة« من مصادر موثوقة ان الحريري أكد للجميل وجعجع انه يريد لمبادرته الرئاسية ان تحظى بأوسع وأكبر تأييد وطني، لأن رئيس الجمهورية هو لكل اللبنانيين وليس لفريق أو لطائفة، وأنه سيواصل مساعيه واتصالاته مع الاطراف المعنية للحصول منها على دعم التسوية التي يعمل لها، مشددا في الوقت نفسه على انه لن يسمح بانقسام قوى »14 آذار« التي تجسدها ثوابت ومبادئ لا يمكن التنازل عنها او التفريط بها. وأشارت المعلومات الى ان موفدين للحريري سيزورون جعجع والجميل وقيادات »14 آذار« في الايام القليلة المقبلة للبحث معهم في تطورات التسوية الرئاسية وشرح الموقف منها وضرورة توحيد الجهود وصياغة موقف موحد. وفي المقلب الاخر، أكدت اوساط عليمة لـ«السياسة« ان النائب فرنجية خرج بعد لقائه الأمين العام لـ«حزب الله« حسن نصرالله الاسبوع الماضي، بانطباعات متشائمة حيال المبادرة الرئاسية وصعوبة قبولها من جانب الحزب، بعدما أكد له نصرالله انه لن يتخلى عن دعم النائب ميشال عون الا إذا انسحب الاخير لمصلحة فرنجية. وأشارت الأوساط إلى أن الحزب »لا ينظر الى التسوية الرئاسية على انها جدية لا بل هي اقرب الى المناورة وليس مستبعدا ابدا ان يكون هدف الحريري من ورائها شق صفوف »8 آذار« وإثارة الانقسامات في ما بينها، وإلا لماذا لم يتبنَّ رسمياً ترشيح فرنجية ويعلن ذلك على الملأ لإزالة الالتباسات«؟ في سياق متصل، أكد رئيس حزب »الكتائب اللبنانية« سامي الجميل ضرورة إنهاء مسلسل التعطيل، لافتاً الى انه »حتى لو تم انتخاب رئيس للجمهورية فسنبقى سنة بلا حكومة وسنة بلا قانون انتخابات لأن نظامنا السياسي هو المشكلة«. وقال في كلمة له أمس خلال حفل قسم اليمين لمنتسبين جدد للحزب ان »الدولة لا تبنى بوجود سلاح خارج اطار الشرعية«، مشدداً على ان مواجهة الإرهاب يجب ان يخوضها جميع اللبنانيين من خلال الدولة والجيش والتضامن والوحدة الوطنية.

 

13 قتيلاً من «حزب الله» في سورية خلال يومين

14/12/15/قتل 13 عنصراً من «حزب الله» أثناء اشتباكات مع الثوار في محافظتي إدلب وحلب خلال اليومين الماضيين. وذكرت مواقع لبنانية عدة أن القتلى هم عباس حسين الموسوي من النبي شيث ومحمد ناصيف سموري من شحور ومحمد حسين إبراهيم من كوثرية السياد ومحمد غالب صفاوي من قناريت ومالك طالب الزين من الخيام ومحمد علي جواد مرتضى من دير قانون راس العين وحسن علي إسماعيل من زوطر الشرقية وأحمد حسن الحسيني عياش من مشغرة وحسن أحمد معتوق من صير الغربية ومصطفى بسام شيت من كفركلا وعلي حسين مبارك من الطيبة الجنوبية وعلي محمد أبو زيد من بلدة النهري البقاعية ومحمد محسن علي أيوب من زفتا. وجاءت خسائر «حزب الله» بالتزامن مع وقوع معارك عنيفة جبهات ريف حلب الجنوبي بين الثوار وقوات رئيس النظام بشار الأسد المدعومة بميليشيات الحزب وعناصر إيرانية.

 

»داعش« يقتل اثنين في عرسال

بيروت – »السياسة«:14/12/15/أقدم مسلحون من تنظيم »داعش« على قتل شخص من آل الحجيري من بلدة عرسال ورمي جثته الى جانب الطريق، بعدما كانوا قتلوا المواطن مخيبر عز الدين من البلدة نفسها. وأوقفت مديرية المخابرات في الجيش في منطقة مشتى حسن المطلوب احمد عدنان الحمد (لبناني) لارتباطه بالإرهابي محمد احمد الصاطم وسعيه مع آخرين للقيام باعمال ارهابية في منطقة وادي خالد والتخطيط معهم لاستهداف مراكز الجيش في المنطقة. واعترف الموقوف، وفقاً لبيان صادر عن قيادة الجيش، بأن المدعو الصاطم أطلعه على مخطط »داعش« في منطقة وادي خالد القاضي بتجنيد مقاتلين وإنشاء خلايا امنية ومجموعات مسلحة والتحضير لضرب مراكز الجيش بالتزامن مع تطور العمليات العسكرية داخل الاراضي السورية. وانضم الموقوف الى مجموعة مؤلفة من خمسة عناصر كلفوا بتجنيد آخرين وجمع المعلومات عن متعاونين مع الاجهزة الامنية بغية رصدهم وتصفيتهم.

 

الحريري ضد «الفراغ القاتل» ويتمسك بمبادرته «حزب الله» مع عون أولاً لكن ... من الثاني؟

محمد شقير/الحياة/14 كانون الأول/15

قالت مصادر سياسية مواكبة للمبادرة التي أطلقها زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري لملء الفراغ الرئاسي في لبنان عبر دعمه ترشيح زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، إن هذه المبادرة جدية وما زالت قائمة أكثر من أي وقت مضى، وأن لا صحة لما يشيعه البعض من أنه يدرس سحبها من التداول أو التراجع عنها. وقالت المصادر نفسها أن من يرفض هذه المبادرة، عليه أن يطرح البديل لأن من غير الجائز استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الى ما لا نهاية بعد أن مضى على شغورها أكثر من عام ونصف العام؟ ورأت بأن «الفراغ القاتل» لن يكون البديل خصوصاً أن أكلافه سياسياً واقتصادياً ومالياً أصبحت باهظة وليس في وسع من يروّج له أن يؤمن تغطية هذه الأكلاف. واعتبرت المصادر عينها أن لا جدوى من الالتفاف السلبي على مبادرة الحريري بذريعة الرهان على حصول تطورات في المنطقة يمكن أن تدفع في اتجاه إتاحة الفرصة لهذا الطرف أو ذاك لتحسين شروطه في التسوية وأن مثل هذا الرهان يستدعي الصمود ومقاومة الضغوط وعدم الاستسسلام للأمر الواقع. ولفتت الى أن كثيرين من الأطراف سيضطرون الى إعادة النظر في موقفهم أكانوا من الرافضين لهذه المبادرة أو المتحفظين عليها، ما أن يشعروا بأنها جدية وأن البديل عنها بالمعنى السلبي المزيد من الفوضى والفلتان وأن من أطلقها لا يتوخى منها المناورة وإلا لما تجرأ على طرحها داعماً ترشيح واحد من أبرز خصومه السياسيين.

فرنجية ماضٍ في خياره

وإذ أكدت المصادر أن الحريري أحدث صدمة من خلال طرحه مبادرته يفترض التجاوب معها، أو طرح البديل منها، قالت في المقابل إن فرنجية ماضٍ في تحركه ولن يرضخ لسياسة «تهبيط الحيطان» التي تمارس عليه من حليفه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون. وكشفت المصادر المواكبة أن مبادرة الحريري جاءت «مشغولة»، ولم يطرحها إلا لقناعته بأنها المخرج الوحيد لملء الشغور الرئاسي. واستغربت ما أشيع من قبل رافضيها وتحديداً العماد عون بأن لقاء باريس الذي جمع ما بين زعيمي «المستقبل» و «المردة» أدى الى توافقهما على صفقة سياسية شاملة تتوج بترشح فرنجية لرئاسة الجمهورية. وفي هذا السياق نفت المصادر كل ما قيل عن تفاهمهما المسبق حول قانون الانتخاب الجديد والتعيينات الأمنية والإدارية والتركيبة الوزارية، وقالت إن الهدف من تسريب مثل هذه الشائعة هو التحريض على اللقاء. ونقلت عن فرنجية قوله في لقاء باريس موجهاً كلامه الى الحريري: أنا من موقع سياسي على خلاف معك لكن أعتقد أن هناك مساحة واسعة يمكننا التلاقي فيها لمصلحة البلد. لكن عون أصر على أن يأخذ بهذه الشائعة على محمل الجد، خصوصاً أن اجتماعه مع فرنجية في حضور رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل لم يكن منتجاً، لأن «الجنرال» اكتفى بعد أن استمع من الألف الى الياء لمطالعة زعيم «المردة»، بالقول: أنا ما زلت مرشحاً لرئاسة الجمهورية.

لقاء فرنجية - عون

كما أن فرنجية صارح عون بقوله: أنا كنت مع ترشحك لرئاسة الجمهورية وما زلت أدعمك، لكن هل لديك خطة - ب - إذا ما تعذر انتخابك. لأن من غير الجائز أن لا يكون لديك تصور بديل. وفهم أن عون أصر على ترشحه ولم يتجاوب مع طلب فرنجية في سؤاله عن خطته البديلة لا سيما أن الأخير سأله عن موقفه من ترشحه كخيار ثانٍ. كما فهم بأن عون عاتب فرنجية على تفرده في ذهابه الى باريس من دون التنسيق معه أو إعلامه باجتماعه مع الحريري، وكان جواب الأخير له: أنت ذهبت الى باريس والتقيته ولم تعلمنا باللقاء. فرد الجنرال: عندما قررت التوجه الى باريس كنت أنا المرشح الوحيد عن «قوى 8 آذار».

وهكذا انتهى لقاء عون - فرنجية كما بدأ لأن الأول - كما تقول المصادر - أقفل الباب أمام رغبة زعيم «المردة» في تبادل «غسل القلوب».

... ولقاء فرنجية - نصرالله

بالنسبة الى لقاء أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله بفرنجية في أعقاب اجتماع الأخير بعون، أكدت المصادر المواكبة بأن كل ما سرب عن محضر اجتماعهما لا ينطوي على موقف سلبي من ترشح فرنجية، وعزت السبب الى أن الأول وإن شدد على أن عون هو مرشح الحزب أولاً، داعياً فرنجية الى التريث فإنه في المقابل لم يتفوه بكلمة يفهم منها أنه ضد ترشحه. واعتبرت المصادر بأن نصرالله في مصارحته لفرنجية لم يقل إن عون مرشحنا أولاً وأخيراً ونقطة على السطر، وبالتالي لم يكشف عن خياره الثاني مراعاة منه لحليفه عون وقالت إنه ترك للآخرين بأن يطرحوا ترشيح فرنجية. وتابعت: إن التحالف الوثيق بين «حزب الله» وعون قد يكون وراء إحجامه عن ترشيح فرنجية لئلا يعرض تحالفه معه الى اهتزاز من دون أن يصدر أي موقف عن الحزب يشتم منه بأنه ضد ترشحه. ودعت المصادر الى ترقب ما سيصدر عن فرنجية في حديثه الخميس المقبل مع الزميل مرسيل غانم في برنامجه «كلام الناس» على محطة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، وقالت إنه سيضع النقاط على الحروف وسيؤكد ترشحه للرئاسة وهو لا يزال يواصل تحركه وكان التقى أول من أمس نادر الحريري مدير مكتب الرئيس الحريري ومستشاره النائب السابق غطاس خوري. ونصحت المصادر بعدم حرق المراحل والرهان على موقف حزب «الكتائب» والمستقلين في «14 آذار» من ترشح فرنجية وقالت إن إقحام هؤلاء في موقف سلبي من الأخير لا يعبّر عن الأجواء التي تتسم بها المشاورات الجارية بين حلفاء الحريري والتي يفترض مع الوقت أن تحمل معها تحولاً لمصلحة زعيم «المردة». وأكدت بأن «الكتائب» لا يعارض ترشح فرنجية ولا يضع «فيتو» عليه لكن من حقه أن يطرح هواجسه المشروعة للحصول على ضمانات وهذا ما يبحث الآن بين الطرفين. وقالت إن المواقف الإقليمية والدولية من ترشح فرنجية ليست سلبية وأن إصرار البعض على «ضبط النفس» والتريث في تحديد موقفه الإيجابي منه، والمقصود بهؤلاء أولاً النظام السوري وإيران و «حزب الله» يعود الى ترك الأخير يخوض معركة شراء الوقت مع عون لعله يتمكن من أن يستوعب موقفه الرافض بعد أن يقتنع من أن هناك أكثر من عقبة تحول دون انتخابه.

وقد يكون «حزب الله» - كما تقول المصادر - أمام مهمة صعبة في إقناع عون بالتنحي لمصلحة فرنجية تماماً كمهمة الحريري لدى حليفه رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع رغم الاتصال الذي جرى بينهما أول من أمس وهو الأول على الأقل في العلن بعد طرح الحريري لمبادرته السياسية.

وعلمت «الحياة» أن جعجع بادر للإتصال بالحريري وقالت مصادر في «القوات» إن الاتصال كان ودياً رغم الاختلاف بينهما من ترشح فرنجية. لذلك يمكن القول إن هذا الاتصال يأتي بهدف تنظيم الاختلاف بين «القوات» و «المستقبل» وإدارته بعيداً من التوتر والسجالات التي جرت بينهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يتدخلا لوقفه. إلا أن استمرار الاختلاف لا يمنعهما من التواصل سواء مباشرة أو عبر عدد من القياديين من الطرفين، علماً أن الحريري كان طرح مع جعجع عبر موفديه إمكانية البحث عن مرشح توافقي لأن البلد لم يعد يحتمل استمرار الفراغ القاتل الذي يدفع به الى حافة الهاوية وبالتالي يجب القيام بمبادرة إنقاذية قبل فوات الأوان. وعلمت «الحياة» بأن «المستقبل» كان طرح في السابق على جعجع لائحة بأسماء المرشحين للتوافق على أحدهم لأن هناك استحالة في بقاء البلد من دون رئيس لا سيما أنه أدى الى شلل الحكومة التي تعاني من عجز حتى في انعقاد مجلس الوزراء ومن تعطيل دور المجلس النيابي في التشريع. ومن الأسماء التي جرى التداول فيها: حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قائد الجيش العماد جان قهوجي، سفير لبنان لدى الفاتيكان جورج خوري وجان عبيد. لكن جعجع رد بالرفض، لا سيما بالنسبة الى عبيد من دون أن يطرح البديل. وعليه فإن عامل الوقت يمكن أن يسمح بتعديل المواقف من ترشح فرنجية شرط أن يتمكن «حزب الله» من استيعاب حليفه عون، خصوصاً أن تذمر رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط من الذين أعاقوا توفير النجاح لمبادرة الحريري وصمت رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا يعنيان أنهما في وارد تعديل موقفيهما من ترشحه، لأن زعيم «المستقبل» لم يتفرد في طرحه وإنما حرص على «طبخ الترشيح» بعيداً من الأضواء. وبالتالي فإن التأخير لا يعني أبداً أن المبادرة وضعت في البراد تمهيداً للبحث عن بدائل أخرى.

 

حزب الله» يضبط «خيار فرنجية» على... توقيته

الحريري لم «يستسلم» واتصل بجعجع لـ «ترميم العلاقة» و«تنظيم الخلاف»

 الإثنين، 14 ديسمبر 2015/| بيروت - «الراي»

لا تزال معالم البلبلة الواسعة تسود المشهد السياسي الداخلي في لبنان، عقب ما اعتُبر فرْملة او تجميداً او حتى إسقاطاً لصفحة ترشيح زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، على يد «حزب الله» تحديداً، في اللقاء الأخير الذي جمع فرنجية بالأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، ليل الخميس الماضي. ويبدو واضحاً ان معالم هذا التطور أرخت بظلال كثيفة على مجمل الوضع السياسي، الذي يطلّ مع الأسبوع الجاري على ما تبقّى من السنة، بانطباعاتٍ قاتمة لجهة تَراجُع الآمال التي انتعشت بقوة في الأسابيع الأخيرة في إمكان حلول السنة 2016 برئيس منتخَب، تبدأ معه عملية إعادة ترميم الواقع الدستوري والسياسي ومعالجة الأزمات الكبيرة والمتراكمة التي يعاني منها اللبنانيون. غير ان هذه الآمال تلقّت ضربة قاسية، فيما لا يُعرف إذا كانت تداعيات الفرْملة في الملف الرئاسي ستقف عند حدود العودة الى الدوران في الفراغ أم ستتخطاه الى تداعيات أخرى، يخشى البعض ان تكون ذات طابع أمني ايضاً.

وتسجّل اوساط بارزة في قوى «14 آذار»، التي تشكّل الجانب الأكثر تضرراً، جراء صعود تسوية ترشيح فرنجية ومن ثم تَراجُعها، عبر «الراي»، مجموعة معطيات، تشير إلى ان من شأنها ان تبلور الاتجاهات المقبلة، أقلّه من الزاوية التي تنظر اليها غالبية الأطراف في تحالف «14 آذار».

وتعترف هذه الاوساط بدايةً، بأن «الأضرار البليغة التي أصابت (14 آذار) لا يمكن تجاهلها، وبدأ العمل الحثيث على ترميمها ومعالجتها. ولم يكن الاتصال الذي أجري قبل يومين بين زعيم (تيار المستقبل) الرئيس سعد الحريري، الذي بادر الى طرْح (خيار فرنجية)، وبين رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع (غير المؤيد لمثل هذا الخيار) إلا دليلاً على هذا الاتجاه، في ظل تَحسُّس أقطاب (14 آذار) بفداحة المنحى الذي رتّبه ظهور الخلافات العميقة حول ترشيح فرنجية على التوازن السياسي الذي يملي على (14 آذار) إعادة تصويب واقعه الداخلي، تجنّباً لمزيد من الخسائر». وتلفت الأوساط نفسها، الى ان «أقطاب هذا الفريق تنبّهوا الى ما نُقل عن نصرالله في لقائه وفرنجية، من دعوته الى إبقاء كرة الانقسامات والخلافات داخل ملعب (14 آذار) وعدم نقلها الى ملعب (8 آذار)، الأمر الذي فُهم منه ان (حزب الله) - بسعيه الدائم الى استمرار الفراغ الرئاسي، والى جانب الأهداف الاقليمية التي تتصل بموقف ايران - يريد ايضاً الانتظار لإضعاف خصومه اكثر، بما يحقّق له في التوقيت الملائم انتصاراً سياسياً واسعاً، يملي عبره مجمل شروط التسوية، قبل الإفراج عن أزمة الرئاسة».

وتشدد الأوساط على ان «هذا العامل بدأ يلعب دوراً أساسياً في إنعاش السعي الحثيث لإعادة اللحمة الى (14 آذار) في المرحلة الطالعة».

أما بالنسبة الى صفحة ترشيح فرنجية، فإن الأوساط تعتقد انها «لم تسقط تماماً، ولو انها أُخضعت للتجميد المرحلي بفعل ثلاثة عوامل، أوّلها انه ثبت ان لا ظروف اقليمية مواتية لفرْض اختراق سياسي كبير في لبنان راهناً، وثانيها أن (حزب الله) تلقّى إشارة ايرانية بمنْع إحداث اي اختراق لبناني في الوقت الحالي، ولو كان لمصلحة حليف للحزب، وهو الامر الذي لا يحرج الحزب إطلاقاً، ما دام يرفع لواء دعم حليفه الأكبر الآخر ميشال عون، وثالثها ان الرفض المسيحي لترشيح فرنجية شكّل السدّ الذي يصعب معه تسويق فرنجية من دون تداعيات مؤذية ترتدّ على زعيم (المردة) وداعمه الأساسي الرئيس سعد الحريري». ولكن في ظل هذه العوامل، يطلّ المشهد السياسي، منذ الآن، على السؤال الكبير الذي سيرمي مجدداً الكرة في مرمى رافضي التسوية،لا سيما المسيحيين منهم عن البديل. وتذكر الأوساط أن «مسعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لجمْع الأقطاب الأربعة الموارنة الرئيس أمين الجميل وعون وجعجع والنائب فرنجية سيتجدد مع عودة الراعي من زيارته إلى مصر، حيث التقى أمس، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن ثمة شكوكاً كبيرة في ان تكتمل موافقات الأقطاب الأربعة على الاجتماع، خشية فشله تكراراً او تَسبُّبه بخلافات اضافية بين هذه الزعامات، بعد خلط الأوراق والتوترات التي أصابت العلاقات الشخصية بين بعضهم، وهو الأمر الذي لا يحمل آمالاً فعلية في الرهانات على اي توافق مسيحي على بديل،خصوصاً ان عون وفرنجية لا يبدوان مستعدّيْن للتخلي عن ترشيحهما، فيما يقتصر هذا الاستعداد على جعجع وحده». ورغم مناخات التريّث في «خيار فرنجية»، فقد توقّفت دوائر سياسية عند ملامح إصرار الرئيس الحريري على عدم «الاستسلام» امام التعقيدات التي تعترض طرْحه، حيث وُضع تطوّران في هذا السياق: الأول ايفاده مدير مكتبه نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري،أول من أمس، الى بنشعي (زغرتا) حيث التقيا النائب فرنجية، وسط تقارير تحدثت عن ان زعيم «المردة» وضع موفديْ زعيم «المستقبل» في نتائج اللقاءين اللذين عقدهما مع عون ونصرالله، فيما نقل اليه الموفدان نتائج حركة الاتصالات التي يقوم بها الحريري.

أما التطور الثاني فتمثّل في أوّل اتصال يُكشف عنه بين الحريري وجعجع، منذ استقبال الاول فرنجية في باريس قبل نحو شهر. وفيما أفادت تقارير بأن الاتصال الذي أجراه زعيم «المستقبل» استمرّ ساعة وتركز على التحرك المتعلق بانتخاب فرنجية رئيساً، وبأن الرجلين اتفقا على تنظيم أي خلاف بعيداً عن السجالات وعلى تكثيف الاتصالات الأسبوع المقبل مباشرة وعبر وسطاء، وان كليهما لم يبدّل موقفه من خيار فرنجية، اعلن رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي ان «الاتصال كان ودياً جداً وواضحاً جداً»، لافتاً الى ان «ترشيح فرنجية هو تحرُّك لم يرق الى مستوى المبادرة».وقال: «السبت اتصل الرئيس الحريري بالدكتور جعجع وناقشا الموضوع الرئاسي وتفاصيل الخطوة التي اتخذها الأخير وخلفياتها، ولم يطلع الرئيس الحريري رئيس (القوات) على أي مبادرة، ونحن لم نتلقّ بعد خبراً يقول ان ما جرى (مبادرة)، ولا علم لنا بها، وعندما يقول الرئيس الحريري عنها مبادرة يصبح لنا علم بها»، مؤكداً ان اللقاء بين الرجليْن «وارد في أي لحظة، لكن الحركة مرتبطة بالوضع الأمني».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 13/12/2015

الأحد 13 كانون الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حبات برد غطت العاصمة بيروت، وسماكة الثلوج على المرتفعات تبشر بموسم تزلج يمازج فرحة الأعياد وعطلتها، عله يعوض بعضا من الآثار الاقتصادية للشلل السياسي. فالتسوية الرئاسية لم تنضج بعد، لكن نار المشاورات لم تهدأ، وهي تتخذ أشكالا مباشرة بين المعنيين حينا، وغير مباشرة أحيانا أخرى.

وفي القاهرة أجرى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي ناشد اللبنانيين التعالي على حساباتهم الشخصية لصالح الوطن، مؤكدا ان لبنان بلد يستحق التضحية.

فيما سجل اتصال مطول بين رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وأكدت مصادرهما أن الاتصال كان وديا وتخلله نقاش موضوعي، على رغم اختلاف وجهات النظر حول ترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية. واستمر الاتصال على مدى ساعة واحدة، واتفقا على تنظيم أي خلاف بعيدا عن السجالات، وعلى تكثيف الاتصالات الأسبوع المقبل مباشرة وعبر وسطاء.

وبعيدا عن السجالات السياسة، وبعد ما حفلت به مواقع التواصل الاجتماعي من حملات لمناصرة السيدة فيروز، وزير الثقافة روني عريجي تولى التصدي للاساءة من إحدى المجلات التي استهدفتها، مؤكدا ان فيروز قامة وطنية، والتطاول عليها هو اعتداء على ذاكرتنا وتراثنا الوطني.

في الخارج، الأنظار تتجه إلى لقاء الثلاثاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي أجرى مشاورات مع نظيره الايطالي، ويلتقي في باريس غدا عددا من نظرائه الأوروبيين لمناقشة الأزمة السورية. وقبيل زيارته لموسكو، أعلن كيري ان روسيا تريد تحقيق تسوية سياسية في سوريا، وانها قامت بدور ايجابي في إنجاح مؤتمر فيينا الأخير.

وفي حادث قد يؤجج التوتر بين انقرة وموسكو، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن إحدى السفن الحربية اضطرت لإطلاق طلقات تحذيرية على سفينة تركية في بحر إيجه لتفادي تصادم، مشيرة إلى أنه تم استدعاء الملحق العسكري التركي في موسكو لمناقشة الأمر.

وفي الخارج أيضا، اعلان لافت لمساعد وزير الخارجية الايراني حسن قشقاوي عن مباشرة بلاده والسعودية بحث العلاقات الثنائية اثر الأزمة الأخيرة، وان السفير الايراني في السعودية عقد مجموعة من اللقاءات مع المسؤولين السعوديين، مؤكدا ان ملف السفير السعودي الجديد في طهران يطوي مراحله القانونية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا اللقاءات الداخلية انتهت ولا الاتصالات انقطعت، ما يعني أن التسوية السياسية تأجلت، لحين بلورة اتفاقات لبنانية لا تبدو عناوين المشهد الإقليمي بعيدة عنها. من هنا جاء الاتصال المطول بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، في محاولة إقناع الحكيم بعدم مشاكسة المبادرة السياسية. لا رئيس "القوات" اقتنع، ولا أقنع رئيس "المستقبل". بقي كل منهما عند رأيه، تماما كما حصل بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.

التروي هو عنوان ينطلق منه المبادرون والمعنيون لتسويق تسوية لم تنضج ظروفها الإقليمية المحيطة حتى اللحظة، بانتظار معطيات يمنية مثلا تتجه نحو الحوار في جنيف الثلاثاء، يسبقه وقف لإطلاق النار.

وفي المؤشرات الإيجابية التي يبنى عليها، استعداد إيراني- سعودي للدخول في محادثات مهدت لها سلطنة عمان، وأكدها تعيين الرياض لسفير جديد في طهران.

الانتظار اللبناني ستملأه المحطات السياسية، كما ظهر اليوم في احتفال حاشد لحزب "الكتائب". "الكتائبيون" استعرضوا منتسبين جددا للقول: اننا هنا، لا نسمح بإختصار ساحتنا بفريق وفريقين.

في شكل الاحتفال "الكتائبي" رسالة بكل اتجاه، وتصميم فتى "الكتائب" الأول على تقدم الصفوف المسيحية والوطنية، إلى حد انتقاد النائب سامي الجميل النظام السياسي اللبناني، والسؤال عن غاية مقاطعي المؤسسات.

رسالة "الكتائب" وصلت، فكيف سيتعاطى الحزب مع الاستحقاقات: هل يبقى خارج الاصطفافين، أم يصعد ليشترط ويفرض الحصص "الكتائبية" في المرحلة السياسية المقبلة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

انجازات كبيرة ونتائج ايجابية يحققها التعاون بين الأجهزة الأمنية والمقاومة، في حماية لبنان: موقف لرئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، مرفقا بتأكيد استمرار المقاومة باستهداف الجماعات الارهابية وملاحقتهم، كما تفعل في جرود عرسال.

وهناك يختبئ الرأس المدبر لتفجيري برج البراجنة صطام الشتيوي. هذا الارهابي الذي قطعت ذراعه التنفيذية الثانية مع توقيف الأجهزة الأمنية الارهابي بلال البقار في الشمال. وبحسب المصادر الأمنية فإن خلية الشتيوي قد تفككت بجهد أمني كبير داخل لبنان وعلى حدوده، ولم يبق للرأس المدبر سوى عناصر صغيرة تحوم حوله.

التفوق الأمني ضد الارهاب، فاجأته الخارجية الأميركية بتوهين لافت من قدرة الحكومة اللبنانية على حماية الأميركيين في لبنان، ما يطرح سؤالا عن نوع الاستثمار الذي تريده واشنطن هذه المرة، وإلى أين ستصل بالتهويل على اللبنانيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

البرودة على خط معراب– الرياض، كسرها اتصال هاتفي استمر ساعة بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع. الاتصال لم يحقق خرقا في المضمون، لأن الحريري لا يزال مصرا على السير بالنائب فرنجية رئيسا للجمهورية، لكنه في الشكل أعاد الحوار على مستوى القيادة بين "المستقبل" و"القوات اللبنانية". في وقت يبدو واضحا ان الجلسة الرئاسية الأربعاء المقبل، لن تحقق أي خرق، ما يعني ان المعركة الرئاسية ستعود إلى دائرة التجاذب من جديد.

ترحيل ملف الرئاسة، يقابله الانتهاء من دراسة ملف ترحيل النفايات. وفي المعلومات ان اجتماعا وزاريا سينعقد غدا برئاسة الرئيس تمام سلام في السراي، للانتهاء من دراسة الملف، فإذا سار كل شيء كما يجب، فإن الملف سينقل لمجلس الوزراء لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنه.

إقليميا، التوتر بين تركيا وروسيا يتصاعد، مع اطلاق سفينة حربية روسية أعيرة تحذيرية على سفينة تركية في بحر ايجة، واستدعاء موسكو الملحق العسكري التركي للبحث في الموضوع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

انها مرحلة خلط الأوراق. هذه الخلاصة التي خرج بها رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بعد اجتماعه بالبطريرك الراعي قبل 10 أيام في بكركي، تعبر بحق وصواب عن واقع المنطقة ومنطق الواقع، فالمعركة الرئاسية بين ميشال عون وسمير جعجع، كادت تتحول بين ميشال عون وسليمان فرنجية، والاصطفاف السياسي بين 8 و14 آذار تحول إلى خلاف داخل 14 آذار، وإلى حد بعيد داخل 8 آذار. مرشح 14 آذار بشقها المسلم، أصبح قطبا مسيحيا في 8 آذار، ومرشح 14آذار بشقها المسيحي، كاد ان يكون العماد ميشال عون. انها مرحلة خلط أوراق وبامتياز.

سعد الحريري يستميت لايصال مرشحه من 8 آذار، بعدما أقسم منذ سنين ان ما جمع 14 آذار لا يفرقه سوى الموت. في الوقت يهدد ابن عمته أحمد بالدماء، إذا لم تحصل التسوية وتسلك المبادرة طريقها إلى التنفيذ عالبارد.

لم يسعف عنصر المفاجأة في تمرير الاتفاق، ووقع أركانه في خطأ التفسير وسوء التقدير. ارتفع عمود الفلك ميشال عون ممرا الزاميا للرئاسة، ومعبرا مسيحيا ووطنيا للتسوية، ورفع "حزب الله" البطاقة الحمراء في وجه الصفقة، وأثبت- وهو لا يحتاج بالأصل إلى شهادة– أثبت بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء، انه أكبر من حليف وأكثر من شريك، وان لا انتهاء عنده لصلاحية الالتزام والاحترام، ولا مرور زمن على الوفاء للحلفاء.

أحد كبار المسؤولين اللبنانيين، قال منذ أيام لسياسي من داعمي التسوية ما يلي، وبحسب معلومات الـotv: لا يمكن لمن خسر الرهان الاقليمي ان يربح في الداخل، ولا يمكن للمنتصر في المنطقة ان يخسر في الداخل، وفي لبنان، والمنتصر معروف وهو يتصرف بعقلانية ومسؤولية حتى الساعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أسبوع انتهاء الشهر الخامس على انفجار أزمة النفايات التي مازالت ارتداداتها مستمرة حتى اليوم منذ 17 تموز الفائت، وأسبوع انتهاء الشهر الأول على لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية... بداية الشهر السادس على أزمة النفايات، قد تكون ببدء الترحيل. وبداية الشهر الثاني على لقاء باريس، قد تكون ترحيل الإستحقاق إلى السنة الجديدة.

فموعد الجلسة الثالثة والثلاثين الأربعاء المقبل، سيكون كالمواعيد السابقة، فالجمود مازال عند المربع الأول، ولم يكسره سوى ما كشف عن اتصال هاتفي بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع، لم ينجح في تضييق الهوة بين الرجلين حول النظرة إلى الاستحقاق.

بعيدا من هذه الملفات، تكشف ال "أل بي سي آي" مزيدا من المعلومات عن انفجارات الضاحية، ومن أبرز ما في هذه المعطيات أن أحد الانتحاريين طبيب أسنان، فيما الثاني حائز ماجيستير في العلوم الاقتصادية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على الرغم من المواقف المعلنة، ومع استمرار التشاور بين مختلف الأطراف ، فإن الثابت الوحيد في المعادلة الداخلية حتى الآن، هو أن لا بدائل عن المبادرة الرئاسية المطروحة لانهاء الشغور الحاصل في سدة الرئاسة الأولى. هي المبادرة ببنودها المعروفة، ما زالت محور اللقاءات والاتصالات المعلن منها، وغير المعلن.

أما اللافت اليوم، فكان كلام للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي، وفيه أن على اللبنانيين ان يدركوا قيمة وطنهم الذي يعتبر جوهرة في الشرق، ودعا الجميع إلى التعالي عن حساباتهم الخاصة لانقاذه لأنه يستحق التضحية.

وعلى ما تقدم، فإن للمبادرة الساعية لانهاء الشغور الرئاسي، أن تؤدي إلى تحريك العجلة الاقتصادية، وتساهم في حل القضايا الاجتماعية، وتعيد الزخم إلى المؤسسات الدستورية والشرعية، وتغطي عمل الأجهزة الأمنية، التي حققت اليوم إنجازا جديدا، من خلال تمكن شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من توقيف واعتقال العقل المدبر لتفجيري برج البراجنة الارهابيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"ألو سعد، التسوية فرطت.. ماذا أنت فاعل!!". هتف هاتف من معراب إلى الرياض، ينبئه أن المياه يجب أن تعود إلى مجاريها السياسية، وأن المشكلة عندهم وليست عندنا، فاذا كان نصرالله وعون غير موافقين على ترشيح فرنجية، فلماذا ننقل الأزمة إلى ملعبنا في قوى الرابع عشر من آذار ونهدم البيت الأزرق، ولا نتمثل بوفاء قوى الثامن من آذار.

هي ساعة زمن دارت عقاربها بين سعد الحريري وسمير جعجع الذي افتتح "الردة"، وبادر إلى الاتصال بزعيم تيار "المستقبل". وتقول أجواء الهاتف الطويل، إن النقاش حمل وعدا من قائد "القوات" بضبط الحملات، وهو وعد نفسه بلقاء مع الحريري في أقرب وقت لنقاش الأزمة الرئاسية، التي لا يعتبرها جعجع ذات خلاف أزرق. وفي المعلومات أن الحريري أبلغ شريكه الهاتفي، أن هذا البلد إما أن ينتخب رئيسا للجمهورية وإما نخسر الجمهورية، لأن وضعنا سيء في كل شيء سياسيا واقتصاديا.

أقفلت سماعة الهاتف ليقرأ "المستقبل" تصريحا لا يترجم وعد جعجع، مع كلام لوهبي قاطيشا يحتوي على عبوة سياسية ناسفة زنة أربع رئاسات، إذ أعلن أنه بالنسبة إلينا: لا مجال لا لعون ولا لفرنجية في الوصول إلى الرئاسة، وليس أمام الثامن من آذار سوى أن يفتش معنا عن مرشح توافقي. بسطور ثلاثة، اغتالت "القوات" المرشحين الأربعة المصنفين أقوياء برعاية بكركي. فعلام إذن مضى جعجع في ترشيحه ورسوبه لاثنتين وثلاثين جلسة، إذا كان الخيار سوف يرسو في النهاية على رئيس توافقي؟ ولماذا أبرق جعجع برسل يهددون بترشيح عون؟.

ربما يذهب العديد من اللبنانيين نحو تبني اسم من خارج الصحن المربع، إذا كان يحمل صفات ومواقف الشيخ سامي الجميل. فلتاريخه، ومنذ أزمة النفايات وتصديه وحيدا "للزبالة السياسية"، فإن رئيس حزب "الكتائب" استحق لقب الرئيس القوي، الذي لا يعمل بجهاز تحكم عن بعد، وكما البيان الرئاسي، أطل سامي الجميل اليوم بكامل حدته السياسية، واعدا بالتصدي لصفقات النفط وعدم تمريرها من دون إشراف دولي وبشفافية مطلقة، مؤكدا أن مبدأ تقاسم الجبنة سوف يتوقف، معترفا بأن المشكلة في النظام الذي تسبب بانقسام اللبنانيين.

بمثل الجميل قد نضع اليد على أول طريق الفساد، الذي نسمع عنه كثيرا ولا نقبض في ملفه على بطل واحد. واليوم فإن السعودية سبقتنا إلى هذه الخطوة، وبملف لبناني عملت عليه "الجديد" عشرين عاما في القضاء ولم تصل إلى نتيجة. فقد منعت المملكة شخصيات لبنانية من السفر إليها، بعدما وجدت في حساباتهم مبالغ ضخمة. هذه الشخصيات تضرب في بيت الشويري العريق في الحصرية. ويتهم القضاء السعودي كلا من بيار الشويري وصورته المصغرة بيار أبي جودة، باستصدار تعاميم تمنع بقية الشركات الإعلانية من وضع إعلاناتها على أسطح المنازل والمباني والممتلكات الخاصة، أي إنهم ينقلون التجربة اللبنانية إلى السعودية، لكنهم هناك سوف يواجهون بهيئة المعروف والنهي عن الاحتكار، وحرب الحصرية التي جنوا من ورائها المليارات من دون وجه حق.

 

القوات تنعي ترشيح عون: اما ان تغطي فرنجية او ننتخب معا رئيس توافقي

جنوبية/13 ديسمبر، 2015Lاكد مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” وهبي قاطيشا ان على القوى المسيحية أن تبحث عن حل للرئاسة الاولى ، خصوصاً انه لا يجوز للفراغ ان يستمر. ولفت الى انه إذا لم ينتخب العماد ميشال عون النائب سليمان فرنجية فما أمامه سوى أن يفتش معنا على حل من خلال التوصّل الى مرشح توافقي. واشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى ان الطابة ما زالت عند الآخرين وتحديداً عند “حزب الله” والعماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، ونحن بانتظار أن يحدّد كل هؤلاء صورة ترشيح النائب سليمان فرنجية وما هي مكوّناته. واعتبر أن الفريق “8 آذار” يعتقد ان الحل يراوح بين فرنجية وعون، أما بالنسبة إلينا فلا مجال لأحد منهما الوصول الى الرئاسة إلا إذا قام عون بتغطية فرنجية.

 

الحريري يؤكد هاتفيا لـ فرنجيه المضي بالمسار المشترك لانتخاب رئيس

وطنية/أعلن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، في بيان، أن الحريري، اجرى اتصالا هاتفيا برئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه “تبادلا خلاله الرأي حول مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية”، وان الاتصال خلص “إلى التأكيد على متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية”.

 

«فكرة» هزّت لبنان: قصة ترشيح فرنجية كاملة.. من بنشعي إلى باريس

خاصّ جنوبية 13 ديسمبر، 2015

في هذا الوقت، كانت تحضيرات لقاء الحريري بفرنجية قد نضجت على كل المستويات. إنتقل الحريري الى باريس. تبعه فرنجية إلى هناك.إجتمعا لمدة أربع ساعات في دارة الحريري في حضور الشاغوري، وليس في دارة الشاغوري كما قيل. كان الحريري وفرنجية، اللذان تصالحا على المستوى الشخصي، للمرة الأولى، في فترة السين - سين، يرتديان الجينز، في إشارة إلى ارتياح مسبق. إنّه منتصف ليل الرابع والعشرين من تشرين ثاني 2007. النائب سعد الحريري يركن مهموما على أريكته في الطبقة الرابعة من قصر قريطم، فيما الفرحة تعم الجميع، وهم يرون رئيس الجمهورية إميل لحود يغادر قصر بعبدا إلى غير رجعة، بعد ولاية ممددة استمرت تسع سنوات. تقدم منه أحد الحاضرين وسأله عن سبب علامات الهم التي ترتسم على محياه، فأجابه:” الله يسترنا من تداعيات الفراغ الرئاسي”.

وبعد نحو سبعة أشهر، كانت غزوة 7 أيار الشهيرة، وكان تفاهم الدوحة الذي لم يكن في حقيقته سوى هزيمة سياسية مرجأة التنفيذ – على الرغم من وسطية رئيس الجمهورية – بعد الهزيمة العسكرية التي سحبت قيادات لبنان إلى العاصمة القطرية. وعبثا سعى الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري إلى إرجاء انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بمحاولة التمديد، سنتين على الأقل. كان يقول لمن يلتقي به: “لا شيء يخيفني أكثر من الفراغ. الفراغ هو خصمي الوحيد”. وقبل أن يغادر العماد ميشال سليمان القصر الجمهوري، أحبطت قوى الثامن من آذار كل محاولة بذلتها قوى 14 آذار لشغل كرسي الرئاسة. أخذتها رهينة. الرهائن لا تؤخذ بالخطف فقط، بل بالتعطيل…أيضا! وقبيل انتهاء ولاية العماد سليمان، وفي ظل فشل قوى 14 آذار في توفير المطلوب منها لإيصال مرشحها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حاول الحريري أن يجد مخرجا يقي من الفراغ الذي يخشاه، فكان لقاء باريس الشهير مع العماد ميشال عون.

اللقاء كان محاولة لمد جسور مقطوعة بين ” المستقبل” و”التيار الوطني الحر” قد تنتهي، في حال حصول إجماع، إلى رؤية أفق لإمكان انتخاب عون للرئاسة، في حال حاز على إجماع وطني وموافقات إقليمية. كان عون يعرف حاجة الحريري إلى حكومة غير حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة لإدارة “فترة الفراغ”، وكان الحريري يعرف حاجة عون إلى كتلته ليعوّم نفسه مرشحا “وفاقيا” للرئاسة المقبلة على الشغور. في هذا الحوار بين الحريري وعون وافق “جنرال الرابيه” على مبدأ منع الفراغ، فمشى بمشروع التمديد سنة واحدة للرئيس سليمان.

لكنّ “حزب الله” أفشل هذا الاتفاق، مفضلا الفراغ ليس على سليمان فحسب، بل على إمكان أن يتمكن “مرشحه المعلن” ميشال عون من تجهيز نفسه، بتواصل مع كل الأطراف، من الوصول إلى بعبدا. في المقابل، تحرك حلفاء الحريري، يتقدّمهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وقاد في المملكة العربية السعودية هجوما على خيار عون، فكان ما سمي “الفيتو السعودي” الذي تعزّز بأرشيف عن مواقف عون التي هدفت الى تشويه سمعة الرياض “تحريضا للداخل اللبناني وإرضاء للخارج الإيراني”. ومنذ تأكد عون من تعثر حظوظ حسبها، لأشهر، مرتفعة، دخل في صراعات متجددة مع ما عاد إلى تسميتها بـ”الحريرية السياسية” وأحيانا بـ”الداعشية الزرقاء”، ما أدّى إلى تعطيل مجلس الوزراء وتعثّر إمكان اتخاذ “قرارات الضرورة”. وجاء الحراك المدني، على بساط رائحة النفايات المنتشرة على امتداد البلاد: “كلّن يعني كلّن” أصبحت عمليا، بفعل التسييس، عملية انتقام مرجأة من إرث رفيق الحريري.

ووسط عزلة تامة، بدا “تيار المستقبل” محاصرا بتهمة الفساد، في ظل العجز التام، في الحكومة وفي المؤسسات الرسمية، عن إنجاز أي شيء لإرضاء الشارع الذي جرى استنهاضه على أساس الغضب من الوضع الاجتماعي المتفلّت. ولم يكن هذا الحصار هو الوحيد. أبو بكر البغدادي كان قد دخل على الخط اللبناني بقوّة من خلال الإرهاب. هذا الإرهاب الذي وضعه “حزب الله” وسائر قوى 8 آذار، عند الحريري، مباشرة. بدا في هذه اللحظات أنّ “7 أيار” سياسية عاشها “المستقبل” ويستمرّ في التعرّض لها. فقد القصف عليه يتوالى من كل الجهات.

كان – ومعه حلفاؤه – يقولون إنّ الحل الوحيد هو في تعجيل حصول انتخابات الرئاسة التي من شأنها أن تحرك المساءلة الحكومية والنيابية وتوفر الغطاء اللازم للمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية. لكن الرئاسة كانت رهينة الأفق المسدود الذي دفع رئيس وفد “حزب الله” إلى الرابية نحو إطلاق أنشودة “محرّمة شرعا”: “ما منترك عون ما منرضى بدالو!”. في ظلّ هذا الوضع الحريري المأزوم، وبعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، ترددت رواية في الأروقة السياسية، بدا لاحقا أنها إيحائية، مفادها أن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف سمع، خلال لقاء جمعه والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إسم النائب سليمان فرنجية كبديل وحيد مقبول للعماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية.

وراحت هذه الرواية تتكرر، لكنّها لم تتّخذ أيّ بعد جدّي إلا بعد اندلاع أزمة اللاجئين السوريين إلى أوروبا. لم تجد أوروبا أي مخارج ممكنة لهذه الأزمة سوى في محاولة إبقاء اللاجئين داخل البلدان التي لجأوا أوّلا إليها، وتحديدا الأردن وتركيا ولبنان. في الأردن وتركيا كان هناك سلطة مركزية قابلة للتفاوض. لبنان لم يكن كذلك. قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارة لبنان لهذه الغاية، فجاءه من ينصح: “لا تفعل ذلك. ليس في لبنان سلطة مركزية قوية لتحاورها. هناك سيسألونك عن مساعيك الرئاسية ولن يهتموا بطلباتك. إذهب إلى لبنان مع حلّ رئاسي، وإلا فابق في باريس”. سمع هولاند النصيحة. لم يجد رئيس الحكومة البريطانية دايفيد كاميرون من ينصحه بذلك، فسبق هولاند إلى لبنان، حيث اكتشف أن “الرئاسة أولا”. مسعى بلاده في لبنان انقلب كاريكاتوريا عليه. إستنجد الأوروبيون بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. تحليل الواقع الرئاسي اللبناني، ومحاولة إيجاد حل له، لا يحتاجان إلى كبير عناء، عند دول غير مستعدة لتدفع ثمن أي شخصية لتترأس لبنان: “فتشوا عن شخصية لا أثمان إقليمية لها”. وهنا بالتحديد، عادت الرواية الروسية – على صخب السوخوي هذه المرة – إلى الحياة.

لكن لتصبح الرواية الروسية واقعة لبنانية، كان لا بد من العمل على إيجاد توازن لبناني – لبناني وإقليمي – إقليمي، برعاية “المحتل الروسي”، وبصريح العبارة “إيجاد توازن داخلي بين 8 و14 آذار وإيجاد توازن إقليمي بين إيران والسعودية في لبنان”، ترعاه القوة الروسية التي باتت تسيطر على القرار السوري، حيث يعيش بشار الأسد، كواجهة رئاسية ليس أكثر. وهذا يفترض الحصول على موافقة طرفين محليين وطرفين إقليميين أساسيين. السعودية وإيران طلبتا مراجعة المعنيين اللبنانيين، وما يوافقون عليه هم توافقان عليه. هنا دخل سفراء وشخصيات على الخط. السفراء استمزجوا سليمان فرنجية في نوعية العلاقة التي ينوي إقامتها مع قوى 14 آذار عموما وسعد الحريري خصوصا، فأظهر إيجابية مطلقة. هذه الإيجابيات كرستها رسائل ميدانية، في مواقف حكومية ونيابية ميّزته عن العماد ميشال عون تحديدا. وأخذ الوزير روني عريجي، بعد دخول مباشر لرجل الأعمال جيلبير شاغوري على خط الدعم، هذه الإيجابيات وشرحها مطوّلا لمقربين جدا من سعد الحريري. والتقط وليد جنبلاط الإشارة من سفراء الدول المعنية بمسعى “الصفقة”، كما من المملكة العربية السعودية، فأطلق موقفه الشهير: “أنا مع سليمان فرنجية، لأن ما في قلبه على لسانه”.

الإشارة التقطها جنبلاط من خلال فهمه لترداد سؤال وحيد عليه من جميع المعنيين: “ما رأيك بسليمان فرنجية؟”. وهذا السؤال بحث في أمره مع الرئيس سعد الحريري عندما زاره في المملكة العربية السعودية. في هذا الوقت، كانت تحضيرات لقاء الحريري بفرنجية قد نضجت على كل المستويات. إنتقل الحريري الى باريس. تبعه فرنجية إلى هناك. إجتمعا لمدة أربع ساعات في دارة الحريري في حضور الشاغوري، وليس في دارة الشاغوري كما قيل. كان الحريري وفرنجية، اللذان تصالحا على المستوى الشخصي، للمرة الأولى، في فترة السين – سين، يرتديان الجينز، في إشارة إلى ارتياح مسبق. تمّ الاتفاق على أن يبقى الاجتماع سريا، حتى يراجع كل طرف حلفاءه. كان المتفق عليه بمثابة تسوية تشمل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ومبادئ قانون الإنتخاب. تسوية سبق أن طالب ببنودها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابين متتاليين. سرّب الخبر. جرى نفيه من الطرفين بفارق ثوان فقط. بدا النفي منسّقا. لم يجهد الطرفان كثيرا لنفيه. لاحقا، أكده فرنجية رسميا عندما أصدر مكتبه الإعلامي النفي الثاني. ومنذ تلك اللحظة، هبّت العاصفة.

العاصفة كانت متوقّعة. هذا النوع من التفاهمات له مفاعيل الزلزال السياسي. ثمة من سأل الرئيس سعد الحريري، بعيد هذا الاجتماع: كيف يمكن أن تفعل ذلك؟ أجابه: “لو ذقت مرارة الفراغ كما أذوقه أنا لكنت فهمت لماذا أجد أن الفراغ هو عدوّي الوحيد”. حبر كثير يمكن أن يسكب في قدح أو مدح ما فعله سعد الحريري لسليمان فرنجية، وسيناريوهات كثيرة يمكن أن ترسم لمستقبل هذه العلاقة السياسية وإمكان أن تنقلب سلبا على الحريري لاحقا، لكن هذا يحتاج إلى نقاش آخر.

 

السيسي خلال لقائه الراعي: لبنان يستحق التضحية من اجله وان يتعالى الجميع عن حساباتهم الخاصة لانقاذه

الأحد 13 كانون الأول 2015 /وطنية - اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، زيارته الراعوية والرسمية إلى مصر، بلقاء رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي، الذي أمل خلال اللقاء ان "يدرك اللبنانيون قيمة وطنهم الذي يعتبر جوهرة في الشرق، ويشكل مع مصر دعامة مشتركة ومتبادلة"، مبديا حرصه الشديد "على لبنان وعلى ضرورة ان يجد طريقه الى الاستقرار السياسي. ولبنان يستحق التضحية من اجله وان يتعالى الجميع عن حساباتهم الخاصة لانقاذه". وشدد السيسي على "أهمية الحوار بين كل مكونات الوطن"، مؤكدا انه "لن يألو جهدا لمساعدة لبنان للخروج من أزماته".

وختم بالقول إن "الشرق بحاجة الى النموذج اللبناني والى دور لبنان الذي لن يستعيده إلا بوحدة أبنائه وتضامنهم، ونحن متمسكون بهذا البلد العزيز".

 

الراعي التقى شيخ الازهر ويلتقي بعد قليل السيسي

الأحد 13 كانون الأول 2015 /وطنية - يلتقي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في هذه الاثناء، ضمن زيارته الراعوية الى مصر، شيخ الازهر الامام احمد الطيب.

 

السيسي خلال لقائه الراعي: لبنان يستحق التضحية من اجله وان يتعالى الجميع عن حساباتهم الخاصة لانقاذه

الأحد 13 كانون الأول 2015 /وطنية - اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، زيارته الراعوية والرسمية إلى مصر، بلقاء رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي، الذي أمل خلال اللقاء ان "يدرك اللبنانيون قيمة وطنهم الذي يعتبر جوهرة في الشرق، ويشكل مع مصر دعامة مشتركة ومتبادلة"، مبديا حرصه الشديد "على لبنان وعلى ضرورة ان يجد طريقه الى الاستقرار السياسي. ولبنان يستحق التضحية من اجله وان يتعالى الجميع عن حساباتهم الخاصة لانقاذه". وشدد السيسي على "أهمية الحوار بين كل مكونات الوطن"، مؤكدا انه "لن يألو جهدا لمساعدة لبنان للخروج من أزماته".

وختم بالقول إن "الشرق بحاجة الى النموذج اللبناني والى دور لبنان الذي لن يستعيده إلا بوحدة أبنائه وتضامنهم، ونحن متمسكون بهذا البلد العزيز".

 

ترشيح فرنجية لم يرق إلى المبادرة.. الرياشي: نحن نريد الحريري رئيسا للحكومة

13 كانون الاول 2015/اعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" ملحم الرياشي أنها ليست الخضة الأولى التي يمرّ بها تحالف "القوات – المستقبل"، مؤكداً أن "ثباتنا ثبات استراتيجي قائم على مبادئ "14 آذار" ويهدف الى ثبات لبنان". الرياشي، وفي مقابلة مع عبر "صوت لبنان - الأشرفية"، أشار الى ان "ترشيح فرنجية تحرك لم يرق الى مستوى المبادرة وامس اتصل الرئيس سعد الريري بالدكتور جعجع وكان الاتصال ودياً ولم يطلعه على أي مبادرة". وأكد أن ترشيح فرنجية شكل مفاجأة للرأي العام وأتت ردات الفعل من الشارع اللبناني التي يمكن وصفها بالطبيعية. وعن الاتصال الذي يتحدثون عنه في الاعلام عن ان جعجع اتصل بالنائب سليمان فرنجية، قال الرياشي: "قام به جعجع منذ ثلاث سنوات لمعايدته بمناسبة عيد الميلاد المجيد الا ان فرنجية لم يرد على اتصاله". وكشف انه "في كل اجتماع بين الحريري والدكتور جعجع كان الحريري يطرح اسم سليمان فرنجية والمفاجأة كانت لها بعد آخر في الكواليس ونحن لا نضع هذا الطرح بخانة الغدر". وأضاف: "الموضوع لا يحمل كارثة بأن الحريري التقى فرنجية ولأسباب أمنية لم يلتق جعجع الحريري بعد لقائه فرنجية". وشدد على حرص القوات وتيار "المستقبل" بأقل من 48 ساعة من الحملة التي أقيمت على الطرح على التواصل الاجتماعي الى اصدار بيانات لتخفيفها، وقال:" نتفهم ردة فعل الشارع لأن الحديث كان باسم نقيض لـ "14 آذار"". وأضاف: "نحن لا علم لنا بالمبادرة وعندما يقول الحريري عنها مبادرة يصبح لنا علم بها، مؤكداً ان القوات تريد الحريري رئيسا للحكومة. ولفت الرياشي الى ان النظرة الى رئاسة الجمهورية هي نقطة خلافية اليوم بيننا وبين "المستقبل"، مشيراً الى ان القوات لا تضع فبيتو على أي اسم مرشح لرئاسة الجمهورية "ولكننا لن ننتخب أي شخص كان ونحن يهمنا المشروع وليس بالشخص". وقال: "نحن لا نعطل الانتخابات الرئاسية والدليل أننا شاركنا بكل الجلسات ولكن لدعم شخص للرئاسة يجب أن يقوم على قواسم مشتركة لمشروعه الانتخابي". وأردف: "في حزيران اعلن جعجع مبادرة قال فيها انه منفتح على اي مرشح توافقي شرط ان يحمل قواسم مشتركة مع مشروعنا واليوم نسعى لموقف واحد بين القوى المسيحية من جهة وبين قوى "14 آذار" من جهة اخرى". وسأل الرياشي :"هل ينتخب هولاند في "زبوخة"؟"، مؤكداً "ان من ينتخب في المجلس النيابي اللبناني هو من يقرر هوية الرئيس بالنهاية". وكشف عن اتصال طويل جرى بالامس بين جعجع والحريري وناقشا الموضوع الرئاسي وناقشا تفاصيل الخطوة التي اخذها الاخير وخلفياتها وممكن في أي لحظة أن يكون هناك لقاء بين جعجع والحريري والحركة مرتبطة بالوضع الأمني مشيراً الى أن الخطر الأمني على جعجع قائم وحاد جداً. وتابع قائلاً "هناك اختلاف بين "المستقبل" و"القوات" ولن يصبح خلافا يوما ونحن لن نترك بعضنا البعض أبدا"، وأضاف:"متفقون كـ"قوات" و"المستقبل" على ان يكون الحريري رئيسا للحكومة لأن فكرة "14 آذار" تحتاج لنموذج في رئاسة الحكومة". وتتطرق الرياشي في سياق حديثا الى مشروع القانون الارثوذوكسي، معتبراً انه "كان المعبر الطبيعي لمشورع قانون مختلط عادل للانتخابات وعبر تصحيحه يعود للتمثيل المسيحي حجمه ومكونه الطبيعي وهو مشروع يخصّ كل الكتل المسيحية".

 

عضو المكتب السياسي في المستقبل راشد فايد : الخطأ حصل في استخدام كلمة مبادرة

صوت لبنان/الكتائب/13 كانون الأول/15/أفاد عضو المكتب السياسي في المستقبل راشد فايد عبر برنامج “كواليس الأحد” أنّه  ما بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل اختلاف بالتكتيك لا خلاف على القضية، موضحاً أن التقارير المعممة في الصحف حول العشاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن انصرالله  ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية يوضح ان كلام رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مع فرنجية جسّ نبض لا التزام. ولفت فايد إلى أن “لسنا تيارات حديدية وما ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي حالة عارضة”، مفيداً أن الزميل نديم قطيش عبر عن وجهة نظره وله الحق بذلك. وأوضح أن 14 آذار كهيكلية سياسية يجب ان تبقى، مفيداً أن الخطأ حصل في استخدام كلمة “مبادرة”. وأكد فايد أنّه ” لو أراد الحريري ان يكون رئيسا للحكومة لكان اتى رئيسا للحكومة الحالية”، موضحاً أن قوى 14 آذار لا تريد صداما يفجر البلاد. وأضاف أن هذه التسوية لم تولد وبالتالي لم تمت ولا زالت قيد الحياكة”، مشيرا الى أن الكلام الذي تسرب عن لقاء الرابية الذي جرى  بين عون و فرنجية لا يبشر بالخير. وشدد على أن التوافق الاقليمي على فرنجية لو كان متوافرا لما كان خرج اجتماع فرنجية مع عون و نصرالله بنتائج سلبية. وأكد أن مجيء الرئيس الحريري الى لبنان امني اولا وهو يقرر متى يأتي، مشيرا الى أن الامر الطبيعي ان يكون الحريري في لبنان ووجوده خارجا امر فرضته الظروف. وأشار الى أن هناك من تعمد تسريب لقاء فرنجية  والحريري حتى يثير الزوبعة ولكن كالعادة تترنح 14 آذار ولا تسقط، مطالبا الاصرار على اقرار المجلس النيابي لقانون انتخابي.

 

سامي الجميل في حفل قسم اليمين لمنتسبين جدد للكتائب: الولاء للخارج في ملف الرئاسة أمر معيب ولن نقبل بسلاح إلا سلاح الشرعية

الأحد 13 كانون الأول 2015 /وطنية - أقام "حزب الكتائب اللبنانية" إحتفالا في مجمع الرئيس ميشال سليمان في جبيل، أقسم خلاله المنتسبون الجدد الى الحزب اليمين تحت إسم "دورة الرئيس أمين الجميل"، في حضور الرئيس ميشال سليمان، الرئيس أمين الجميل، وزراء الاعلام رمزي جريج، العمل سجعان قزي والاقتصاد الآن حكيم، النواب: نديم الجميل، سامر سعادة، إيلي ماروني، فادي الهبر ورئيس "حزب الكتائب" سامي الجميل، نائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، وأعضاء المكتب السياسي ورؤساء الأقاليم والمصالح في الحزب. استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى الأمين العام للحزب رفيق غانم كلمة أكد فيها أن "الكتائب صلبة، والحزب هو حزب الحياة والأمل والرجاء للبنان".

الجميل

والقى سامي الجميل كلمة استهلها بالترحيب بالمنتسبين الجدد، قائلا: "أهلا وسهلا بكم في حزب الكتائب، حزب الأوادم، حزب ال6000 شهيد، حزب الأبطال، والمقاومة، الحزب الحر، حزب البشير، حزب بيار، حزب أنطوان غانم، هذا الحزب الذي اعطى للبنان اكثر من أي حزب آخر".

وقال: "رفاقي ورفيقاتي، لم تختاروا الطريق السهل، فمنذ الآن أقول لكم لقد اخترتم الطريق الصعب والحزب الذي يطلب التضحية، والذي لن تحصلوا منه على أي شيء. لقد اخترتم حزبا تدافعون فيه عن مستقبلكم ومستقبل أبنائكم. في زمن تستصعب فيه كل الناس الانتماء الى الأحزاب انتم تقولون اليوم لا، وتؤكدون انه لا يمكن إلا للأحزاب ان تطور البلدان وتحيي الديمقراطية". واذ رأى ان "البعض شوه العمل الحزبي"، شدد على "اننا في حزب الكتائب نحافظ على العمل الحزبي النبيل، فنحن حزب ديمقراطي لديه مشروع يعمل من اجل مصلحة لبنان وليس على حساب لبنان".

وتوجه الى المنتسبين الجدد بالقول: "أنتم لستم مستقبل الكتائب بل مستقبل لبنان، لأن القسم الذي تؤدونه اليوم ليس انتسابا لمؤسسة الكتائب، انما فعل ايمان برؤية الكتائب ومشروعها وهذا المشروع هو التعهد بتحقيق المشروع اللبناني. نعم، الهدف ليس الكتائب، فهي ليست هدف حياتنا، الكتائب هي وسيلة وأداة لتحقيق مشروعنا وحلمنا بلبنان، وهذا المشروع يختصر بالآتي: اولا، نحن نناضل من أجل دولة القانون، وهذا يعني ان كل الناس تحت سقف القانون، وان مؤسسات الدولة تسير والاستحقاقات الدستورية ثابتة، وكذلك التداول بالسلطة ولكن هذا الامر اصبح بعيدا جدا عنا، لذلك فإن أول أمر في مشروع الكتائب هو تحقيق دولة قانون حقيقية، يتساوى فيها الجميع ويشاركون في التداول بالسلطة. ثانيا، دولة سيدة، لا سلاح خارج اطار الدولة اللبنانية، دولة لديها جيش قوي وقوى امنية قوية تحمي لبنان في الداخل من الخارج. المشروع اللبناني يحلم بدولة حيادية تحمي نفسها من صراعات الاخرين ولا تجر نفسها إليه. دولة الحكم الصالح، وهذا يعني أن يكون لدى الحكام رؤية واستقامة في التعاطي، ودولة تخطط، اي تضع الخطط للمستقبل وليس أن نترك بعد 20 سنة من الحرب من دون كهرباء، او نبقى نتعايش مع النفايات على الطرقات. الدولة التي نحلم بها هي دولة لا مركزية، بمعنى ان نرتاح من الفساد والواسطة والشحادة للحصول على حقوقنا، دولة تذهب عند الناس وتنزل لمستواهم وتهتم بهم، وليس ان تجلس في الأبراج وتنظر الى الناس البائسة. مشروعنا دولة تعددية، دولة تنوع، يعيش فيها كل انسان بكرامته. أنتم لا تنتسبون لتكونوا ازلاما عند احد، بل تنتسبون لمؤسسة لديها مشروع وهدفها تطويره للمستقبل".

أضاف: "ان ما نصطدم به هو النظام السياسي الفاشل والذي أوصلنا الى ما وصلنا اليه، وادى الى حرب أهلية وانقسام وتعطيل للمؤسسات بحيث أصبحنا من دون رئيس جمهورية ومن دون حكومة ومجلس نيابي. هذا النظام نطمح بتغييره وتطويره، وأقول على سبيل المثال حتى اليوم اذا انتخبنا رئيسا للجمهورية ماذا سيحصل غدا؟ فلنلعب دور ميشال حايك وليلى عبد اللطيف. نبشركم منذ الآن أننا سننتظر سنة كي نشكل حكومة ونبشركم أننا سننتظر سنة كي نضع قانونا للانتخابات، وسنصل الى الانتخابات لنسأل اذا كان علينا ان نمدد للمجلس النيابي ام لا، وسنسأل اذا كنا سنمدد للرئيس الحالي. ان أي واحد ليس مستعدا للعيش في التعطيل. عشنا منذ 10 سنوات في ظل مؤسسات غير مكتملة، فمن اصل السنوات العشر عشنا ثلاثا منها في ظل مؤسسات مكتملة. ان الوقت قد حان لنعترف ان نظامنا السياسي هو المشكلة، وان نتطلع الى منطق اصلاحي يبدأ بتطوير نظامنا السياسي".

وتابع: "العائق الاخر هو السلاح. انهم في كل مرة يعتبرون أن لدينا مشكلة متمثلة بالغيرة. لقد عشنا المقاومة وعشنا هذا الشعور، ولكن كان هدفنا دائما ان يكون لدينا دولة قوية وقائمة، ولهذا السبب سلمنا سلاحنا في أول فرصة سمحت لنا بذلك، كما وضعنا كل قدراتنا لبناء الدولة. ما نقوله من دون حقد ومن دون شعارات، لا تبنى اي دولة في العالم بسلاح خارج اطار السلطة الشرعية، لذلك سيبقى هدفنا ايجاد حل مع كل المواطنين ومع اخواننا في حزب الله لنقنعهم بالعودة الى الدولة ولنضع يدنا بيد بعضنا البعض لمواجهة الارهاب ولنقف في وجه من يقطعون الرؤوس يمينا وشمالا. وهذه المواجهة سيخوضها الجميع، لاننا نذهب ابعد منكم بالدفاع عن لبنان ضد هؤلاء، وذلك من خلال الدولة وجيشنا وبالتضامن مع بعضنا البعض. والعائق الثالث هو طريقة تعاطي السياسيين مع اللبنانيين: اولا، الاداء السياسي يرتكز على بعض الامور منها المصالح الشخصية والاولوية لكيفية ان نصبح رؤساء ونوابا ووزراء، ولو على حساب لبنان واللبنانيين والبقاء من دون مؤسسات، فالمهم طموحاتنا الشخصية. ثانيا، سياسة النكايات أي أسير عكس قناعاتي "لأنكي" الآخر، والحياة السياسية باتت وفق من يحب من ومن يكره من، وان اعمل ضد الآخر ان كنت لا احبه، ونسينا ان الحياة السياسية مبنية على مشروع وبعيدة عن الشخصية، وان علينا ان نتعاون مع بعضنا البعض. ان كلمة نكاية هي مفهوم لبناني محض، والبرهان على ذلك اننا إن بحثنا على غوغل، فلن نجد رديفا لها. وهذا المفهوم عقيم لدرجة ان الخارج لا يسير به، فنحن نحب تدمير أنفسنا".

وأردف: "نعاني من مشكلة الولاء للخارج، فالأحزاب اللبنانية والسياسيون يأخذون الأوامر من الخارج، واليوم يحكى ان هذه الدولة او تلك ستقرر من هو الرئيس، وعلينا ان ننتظر ان تتفق الدول بين بعضها لننفذ. يا عيب الشوم، هذه قلة احترام من قبل سياسيينا الذين يرهنون قرارهم في الخارج ويتركون لبنان من دون مؤسسات والشعب يتبهدل والاقتصاد يتدهور والنفايات على الطرقات، وهذا لأنهم رهنوا وباعوا أنفسهم للخارج".

وشدد على ان "الكتائب حزب لبناني ولاؤه وارتباطه وخدمته للشعب اللبناني"، متوجها الى السياسيين بالقول: "المطلوب ان نضع مصلحة اللبنانيين الذين انتخبوكم قبل ارتباطاتكم ومصالحكم. عودوا الى لبنانيتكم واعطوا الاولوية للناس وفكروا بهم. يلعبون بمصيرنا منذ 10 سنوات، وفي آخر الزمان أصبحنا مضطرين ان نختار ان كنا سنسير مع بشار الاسد أو داعش؟ هذه النقطة تؤذي كرامة اللبناني الادمي، فمن حقنا ان نقرر مصيرنا، الشعب انتخبكم لتكونوا اوفياء له وليس لغيره. ولم تكن الدول لتتمكن ان تقرر من سيكون رئيسنا لولا ان نوابا وكتلا واحزابا قررت من تلقاء نفسها ان تسلمهم القرار، فالعلة إذا عندنا وفي من ننتخبهم ولا نحاسبهم، لكن وقت الحساب آت".

ورأى ان "منطق الصفقات والتجارة هو السائد"، سائلا "ما هذا البلد الذي يملك السياسيون فيه نصف الشركات التي تتعاطى مع الدولة؟ أين المحاسبة والرقابة وتضارب المصالح؟ ان من يقر العقود بوزارته يملك الشركة التي يتعاقد معها. لقد حان الوقت لان نتحدث في هذا الموضوع، لا يجوز لمن يتعاطى السياسة أن يتعاطى التجارة وخصوصا التجارة مع الدولة وهو يستفيد من موقعه ليسهل لفلان وآخر ويحقق كوميسيون".

كما رأى ان "جزءا اساسيا من التسويات والصفقات دائما يخرقه الbusiness، وبسحر ساحر عندما بدأ الحديث عن الانتخابات الرئاسية بدأت الاجتماعات حول موضوع الغاز والبترول". وقال: "لا، الكتائب هنا. وكما وقفنا ضد سوكلين سنقف بوجه كل الصفقات في المستقبل".

وتابع: "من يعتقد ان ملف الغاز والنفط سيمر من دون تدقيق دولي وشفافية مطلقة ومناقصات شفافة، هو مخطئ جدا، لأن الموضوع يتعلق بمستقبلنا ومستقبل اولادنا، فهذا سينتشلنا من الدين العام، ومن يعتقد اننا سنسكت عن هذا الموضوع فليعد حساباته منذ الآن".

واعتبر ان "منطق السياسة أوصلنا على الصعيد النيابي والوزاري الى ما يلي: النواب لا يقومون بدورهم لانتخاب رئيس، لأنه لم يعد هناك التزام بدولة القانون، وقد نسي البعض اننا انتخبناهم لينتخبوا رئيسا للجمهورية، ولأن هذا البعض يعطل الانتخابات فهو يعطل دور المجلس النيابي الرقابي والحسابي، وكذلك الوزراء يسمحون بالمقاطعة". وتوجه الى بعض المقاطعين من الوزراء: "أنت تقاطع من وماذا؟ انت لا تقاطع، انت تتخلى عن واجباتك تجاه الناس، فانت تترك الناس في النفايات وتترك البلد ينهار وتتركه من دون رأس، انت تدمر لبنان، وتترك الشعب بالفقر. لا يوهمونا بأن هناك دولة، فكل الحجج ساقطة".

وقال: "لا يمكننا أن نتعاطى مع الدستور وكأنه خيار. لا يمكن ان نجلس ونسمح لأنفسنا بكل شيء، فهناك قواعد لدولة القانون على الجميع الالتزام بها". وللزعماء قال: "لستم أفضل من المواطن الذي يعمل من الصباح حتى المساء ليحصل على الحد الأدنى للأجور وليؤمن أقساط المدارس لأولاده. اذا تخطى المواطن السرعة وقاد سيارته بسرعة 120 كلم يدفع مخالفة، وعليكم ان تكونوا مثله، عليكم ان تلتزموا بالقانون كالناس وإلا لا يمكن ان تطلبوا منهم ما لا تلتزمون به".

وتوجه مجددا الى المنتسبين الجدد بالقول: "دور الكتائب ان تقف الى جانب الحق وألا نتعود على الخطأ وعلى الممارسة غير الطبيعية، فالمقاومة الحقيقية تتمثل بألا نعتاد على الخطأ وان نرفض الأمر الواقع. ان العالم ذاهب باتجاه تطبيق القانون والنظام ومكافحة الفساد وهذا هو توجه الكتائب. لا تخافوا، لأن الناس والشعب معنا. ان الكتائب قطعت عهدا بان تقاوم من اجل بناء دولة حضارية ومتطورة، معيارنا سيبقى "المشروع اللبناني" وهو ليس مشروعا طائفيا وشخصيا وليس مشروعا حزبيا، بل مشروع لكل اللبنانيين من كل انتماءاتهم ومناطقهم. سنعطي نموذجا في التعاطي السياسي مبنيا على الصدق والشفافية والاستقلالية الكاملة البعيدة عن اي محور، وسيبقى أداؤنا الذي علمنا اياه المؤسس ان نكون صادقين مع الناس وألا نمد يدنا الى المال العام ونتعاطى مع الآخر بناء على المشروع. مفهومنا للعمل السياسي هو المفهوم الراقي. هناك صادقون لا يكذبون ولا يسرقون وهم موجودون هنا".

وأكد "اننا لا نريد الاتكال على دولة معينة او مال أحد"، مشددا على "اننا فخورون بأننا نعمل بالامكانات التي لدينا ولا نطلب من أحد شيئا لنبقى احرارا، ونعمل فقط لمصلحة لبنان. ان الأمور سهلة، فكما بدأنا سنتابع، في المنطق وبناء على مشروعنا الذي اعلناه وقد اوضحنا رؤيتنا وثوابتنا ومبادئنا وقلنا ما هي وعودنا".

وعن الانتخابات الرئاسية، قال: "الأمر سهل جدا، فكل مرشح يود ان ينتخب رئيسا للجمهورية (وأنا لست منهم ولهذا انا مرتاح)، فليعلن مشروعه. وان رأينا ان مشروعه يلتقي مع مشروعنا، فاهلا وسهلا به، والا فلا يواخذنا، فلا اليوم ولا غدا ولا بعده يمكن ان يجبر احد الكتائب على ان تسير خلافا لمبادئها. لقد سقط لنا 6000 شهيد لأننا تمسكنا بلبنان وبسيادته وبمشروعنا، ولن يتمكن أي كان من أن يجرنا لنعمل ونصوت ضد قناعتنا ومبادئنا. اننا لا ندخل في البازارات، فنحن بكل وضوح لدينا مشروع وثوابت. وبدلا من السفر الى باريس والسعودية وايران وعقد الاجتماعات مع السفراء، هناك ما هو اسهل: الدستور، تفضلوا أيها النواب الى المجلس وانتخبوا رئيسا، ومن يربح فليربح. مشروعنا دولة حضارية، دولة قانون، واننا لن نقبل بأن تصبح البازارات والتسويات هي القاعدة، فعلينا العودة الى النظام الديمقراطي ودولة القانون".

وختم الجميل: "نحن ثوار على الأمر الواقع، وسنبقى نقول كلمة الحق ونضحي من اجل لبنان، ولنقدم لبلدنا ومستقبل اولادنا حياة تليق بهم. لا تخافوا، فدائما نحن على حق، فعندما قلنا سيادة لبنان ولبنان أولا وقف الجميع ضدنا، وعندما طالبنا بالحياد خونونا، واليوم كلهم ينادون بالحياد، كذلك الأمر بالنسبة الى اللامركزية التي يطالب بها الجميع اليوم فيما كانوا ينتقدوننا عليها، وكذلك عندما نادينا بمكافحة الفساد بحيث استغرب الكتائبيون الأمر، ولكننا نذكر بأن لا مصالح خاصة لدينا لأننا نفكر بلبنان وباللبنانيين".

 

من هو اللبناني المتهم بتبيض أموال مع 5 مسؤولين سعوديين؟

خاص "ليبانون ديبايت": علم موقع "ليبانون ديبايت" ان اللبناني الذي منعته الجهات السعودية المختصة من السفر بعد أن وجد في حسابه المصرفي مليار ريال هو اللبناني بيار ابو جودة أما شريكه السعودي فيدعى عبدالله الخريجي وهو مالك "صوري" لشركة اعلانات يديرها ابو جودة. المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" تشير الى ان القضاء السعودي يتهم بعض العاملين في امانة جدة بالتواطؤ مع ابي جودة على استصدار عدة تعاميم تمنع باقي شركات الاعلانات التي يمتلك بعضها أمراء سعوديون من وضع الإعلانات على أسطح المباني والمنازل والممتلكات الخاصة، الامر الذي ادى الى احتكار شركة ابو جوده للسوق الاعلاني وتسجيل خسائر مادية متلاحقة للامراء، ما دفع بهؤلاء الى اللجوء الى السلطات المختصة لفتح تحقيق في القضية والبحث عن أنشطته داخل السعودية، ليتبين بعد التحقيقات الأولية التي اجريت مؤخراً ان ابو جودة وجد في حسابه المصرفي مليار ريال. إلى ذلك، تثار شبهات عدة حول ضلوع شركة اعلانات لبنانية كبيرة في السعودية في قضية "تبيض أموال" التي سيحاكم على اساسها أمام المحكمة الجزائية في محافظة جدة اللبناني بيار ابي جودة وخمسة "مسؤولين" سعوديين في وزارة الشؤون البلدية والقروية، أحدهم بمنصب "وكيل وزارة" بتهم تتعلق بـ"تبيض أموال" . والجدير بالاشارة، أن المتهمين يواجهون عقوبات عدة بحسب نظام مكافحة تبيض الأموال في السعودية، أبرزها السجن مدة تصل إلى 10 سنوات، وبغرامة لا تزيد على 5 ملايين ريال مع مصادرة الأموال والمتحصلات والوسائط محل الجريمة.

هذا ما قاله هنيبعل القذافي لخاطفيه
ليبانون ديبايت - عباس صالح
تؤكد المعلومات الخاصة التي حصلنا عليها اليوم بشأن عملية خطف هنيبعل القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قبل نحو اسبوع من منطقة آمنة نسبيا في سوريا ونقله في وقت لاحق الى الاراضي اللبنانية عبر طرق غير شرعية...وإخضاعه لعملية تحقيق مطولة استنفدت معها اسباب الخطف. وفي هذا الاطار، تشير معلومات مؤكدة استقيناها من جهة على علاقة وطيدة بالخاطفين ، أن العملية أدت اغراضها على كل المستويات، وبناء لذلك تم تسليم هنيبعل الى الاجهزة الامنية المعنية لاكمال المشوار المفترض، وذلك بعد اخضاعه لتحقيقات مطولة تم في خلالها افراغ كل ما في جعبته من معلومات خاصة وهامة عن ملف خطف الامام موسى الصدر اخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ٣١ آب اغسطس من العام ١٩٧٩. وتشير المعلومات الخاصة في هذا الصدد، والتي سننشرها تباعاً، الى ان القذافي الابن قال لخاطفيه ان المعلومات المتعلقة بملف الصدر وغيره من الملفات الامنية الحساسة والهامة في ليبيا، كانت محصورة بحلقة ضيقة جداً محيطة بالقذافي الاب، وحتى ضمن هذه الحلقة الضيقة هناك من لا يحق له بالمعرفة والاطلاع على هذه القضية، وإن كان من الاحياء بين العارفين بخبايا الملف كثر. كذلك يشير الخاطفين الى حصولهم من القذافي الابن على معلومات حول القضية هي في غاية الخطورة، على المستويات الخارجية عربياً ودولياً، باعتبار ان للملف أوجه عربية ودولية متعددة تتعلق بأكثر من دولة ، والتي تتمحور بمجملها حول خلاصة واحدة هي ان معمر القذافي المنفِّذ المباشر لمؤامرة كبرى تورطت فيها اكثر من جهة ودولة. كما لفت الخاطفون الى عامل كان بمثابة الحافز الذي دفعهم الى خطف هنيبعل القذافي تحديدا وهو ان الرجل صهر لبنان وبالتالي فإنه بهذه الاجواء كان متهماً ومطلعاً بما فيه الكفاية على ملف العلاقات اللبنانية الليبية، بل كان يتولى عملياً موضوع هذا الملف وبالتالي فإنه حكما كان يعرف جيدا كل القنوات المفتوحة مع سياسيين في لبنان ابان حكم والده لليبيا، ويعرف تاليا على من كان يتم التركيز من منطلق الاولوية والمصلحة الليبية . وتضيف الجهات المرتبطة بالخاطفين الى ان هنيبعل القذافي كشف لخاطفيه عن معلومات مهمة جداً وحساسة جداً ومن شأنها ان تقلب موازين سياسية اذا ما تم الافصاح عنها بتفاصيلها، علماً انه لا يملك في قضية خطف الصدر ويعقوب وبدر الدين كل المعطيات. وفي قراءة باردة لأبعاد واسباب ومؤديات عملية خطف هنيبعل القذافي، تقول المصادر ان الخاطفين أصابوا عددا من النقاط دفعة واحدة واول هذه النقاط، هو أسبقية هذه الخطوة اذ ان ما جرى عمليا هو أول خطوة عملانية جدية تحدث على مستوى قضية خطف الصدر، بحيث انه اول شخص من عائلة القذافي شخصياً يخطف من اجل هذه القضية، ولهذا ابعاد أخرى تتعلق بصورة الفئة التي ينتمي اليها الصدر ويعقوب وبدر الدين، لا سيما لجهة انها فئة لا تترك حقها يضيع ولن تتركه وهذا الرد العملاني الاول بعد ٣٨ عاماً... اي ان ما حدث هو اول عمل ثأري مباشر ضد عائلة القذافي. ثانياً، اعادت العملية احياء الذاكرة المتعلقة بقضية الصدر ويعقوب وبدر الدين ووضعت امام القضاء اللبناني احداثيات ملموسة ووازنة ودسمة، بحيث سلمته عنصرا أساسياً من شأنه ان يحول القضية ويوجهها باتجاه مسارات اكثر عملانية وهو عامل ملموس حيث ان القضاء اللبناني الذي فتح القضية منذ العام ١٩٨٢لم يكن لديه شيء، والجهة المدعى عليها، لم يمثلها احد يوماً منذ بدء القضية، وبالتالي فان هذه العملية أحيت الذاكرة من جديد . النقطة الثالثة، كرست العملية خلاصة ان الخاطفين عملوا بمبدأ العفو عند المقدرة، واثبتوا انهم قدموا العوامل الاخلاقية السامية وفقاً للمبدأ القرآني القائل: "ولا تزر وزر اخرى". وهذا تماثل باخلاق المغيبين، وقد مارسها محبوهم فعلا وليس قولا عندما تركوا ابن خاطف أحبائهم معمر القذافي تحت مبدأ العفو عند المقدرة، ولتأكيد صورة الغدر والخيانة التي ارتكبها القذافي الاب بحق المغيبين ضارباً الشهامة والقيم ومباديء واصول الضيافة العربية. النقطة الرابعة، اصبح معروفاً ان الجهات الخاطفة هي من البقاع، بعد اعلان الجهة الامنية انها استلمته من منطقة في بعلبك، وبالتالي تم تكريس ان ثمة جهات معنية في منطقة بعلبك تتمتع بقدر كبير من التحرك بمعزل عن القرار السياسي الشيعي الموزع بين "حزب الله" وحركة امل. (الكلام في هذا السياق طويل، سننشره تباعاً.)

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مخيبر في لقاء عن التعديات على الأملاك البحرية: هناك عملية سطو على هذه المساحات بتغطية من أصحاب القرار

الأحد 13 كانون الأول 2015

وطنية - نظمت جمعية "نحن"، لقاء حول الأملاك العامة البحرية، في إطار عملها الدؤوب لاسترجاع وتفعيل المساحات العامة، تناولت فيه اقتراح القانون المقدم من قبل وزارة الأشغال لتنظيم وضع هذه الأملاك، ورفع التعديات عنها في فندق الكومودور في بيروت بحضور اجتماعي واعلامي وسياسي. افتتح اللقاء بالنشيد الوطني، تلاه عرض فيلم فيديو قصير يبين التغير الكبير الذي طرأ على واجهة بيروت البحرية خلال فترة قصيرة من الزمن، ليختتم بسؤال "بتتذكر إنو بيروت مدينة على البحر؟".

ايوب

ثم تحدث المدير التنفيذي لجمعية "نحن" محمد أيوب، الذي أكد "أن الجمعية عملت على المساحات والأملاك العامة منذ العام 2010"، قائلا "كان خطابنا يتناول المساحات العامة على أنها حاجات نفسية واجتماعية، ولكن الواقع يقول أن عدم وجود مساحات عامة يعني عدم وجود دولة، فالدولة لتحكم تحتاج إلى أدوات، وأحد أهم هذه الأدوات هي الأملاك العامة، وبالتالي عدم وجود المساحات العامة يعني فقدان الدولة لأهم أدواتها، وبالتالي هذا الموضوع بالنسبة الينا سيادي بامتياز". أضاف: "بعد اقتراح قانون المساحات العامة من قبل وزارة الأشغال لمواجهة التعديات على الأملاك البحرية، جاء هذا اللقاء كمحاولة لفهم هذا القانون من كافة جوانبه".

القيسي

وكانت كلمة للمدير العام لوزارة الأشغال وصاحب القانون المقترح عبد الحفيظ القيسي، الذي شكر الجمعية على إتاحتها الفرصة لمناقشة المشروع، مشيرا إلى "أن الوزارة أطلقت كتابا عن كل المخالفات والتعديات على الأملاك البحرية، والتي بلغت 1068 مخالفة وتعديا". واردف: "قمنا من العام 2000 بحصر كامل المخالفات والتعديات، وجاء اقتراح القانون في إطار معالجة هذه المخالفات وليس تسوية أوضاعها، وقد تم تبنيه من قبل بعض النواب، وأحيل إلى لجنة الإدارة والعدل". واستعرض القيسي مشاريع القوانين التي طرحت وأحيلت إلى المجلس النيابي منذ نهاية الحرب الأهلية حتى الآن، والتي لم يتم إقرارها، مشيرا إلى "أن هذا الملف لم يتحرك إلا بعد طرح سلسلة الرتب والرواتب، بعد أن نظر إليه كمصدر مالي يغطي فارق السلسلة"، مؤكدا "أنه منطلق غير صحيح، لأن المبدأ هو الحفاظ على الأملاك العامة وحق المواطن بالإستفادة منها". وأضاف: "غير مقبول أننا في العام 2015 ولم نقم بحل مشكلة المخالفات البحرية، ليس لائقا للدولة ولهيبتها عدم حل هذه المشكلة، خاصة أن الوقاحة وصلت ببعض المتعدين إلى إقامة إنشاءات على عقارات عامة دون وجود عقار متاخم"، مؤكدا "أن مشروع القانون الجديد ضاعف قيمة الغرامة خمس مرات، مع إلزامية إزالة التعدي، بحيث وصلت بعض الغرامات إلى 11 مليار ليرة"، مستعرضا القانون المقترح والآليات المتبعة لتطبيقه.

خطار

من جهته أكد الدكتور إيلي خطار، "أن المبدأ الأساس للأملاك البحرية والعامة أنها ملك للناس، والإشغال هو الإستثناء"، مطالبا "أن يتصف المشروع بحالة الطوارئ"، مطالبا "بتعديل المرسوم 2522 لأن قيمة التخمين فيه متدنية". ثم ناقش القانون المقترح، مطالبا "التشدد حتى في العبارات القانونية المعتمدة، كاعتماد توصيف "إزالة تعديات" بدلا من "معالجة المخالفات"، رافضا استعمال مصطلح "بدل الإشغال" لأنه يستعمل في إطار الملكيات الخاصة. وتناول الأراضي الناتجة عن أعمال الردميات، مؤكدا "أنها في القانون تدخل ضمن أملاك الدولة العامة الا أن مجلس شورى الدولة ناقض هذا الحق بمارينا ضبية"، طالبا في الوقت نفسه "إيقاف كل التراخيص في اشغال البحر حتى إنهاء المخطط التوجيهي الشامل".

شمس الدين

واشار الباحث الإقتصادي محمد شمس الدين في كلمة، إلى إرادة المواطنين بالتغيير من خلال حضورهم الكثيف، معتبرا "أن الثروة البحرية أهم من الثروة النفطية"، مشككا من إمكانية إزالة التعديات، بعد 25 عاما منها، خاصة أن بعضها مغطى سياسيا وطائفيا.

وأضاف: "المتر التخميني حدد أسعار المتر على طول الشاطئ بما يقارب ال 800 دولارا في أغلى منطقة، بينما في الواقع فإن الأسعار أعلى بكثير".

مخيبر

وشكر النائب غسان مخيبر الجمعية "التي نلتقي حولها ومعها"، مؤكدا "أن هذا الملف هو من أكبر ملفات الفساد، وهو يفضح ضعف الدولة بل غيابها"، مضيفا "المساحات العامة تسرق، ومنها الدالية والرملة البيضا، هناك عملية سطو على هذه المساحات بتغطية من أصحاب القرار"، ولهذا فإن الدولة لا تقوى على المخالفين"، مؤكدا أن "الشاطئ صار مبلطا"، ولا يؤخذ بعين الإعتبار الأثر البيئي". وتمنى "أن يجري العمل على جعل جلسات اللجان النيابية علنية وليس سرية، ليعرف الشعب اللبناني ما الذي يجري في كواليسها، فالسياسة أخطر من أن تترك للسياسيين وحدهم". وختم مخيبر داعيا الى "التعاون مع الجمعية لضمان حقنا في الوصول إلى الشاطئ". ثم فتح باب النقاش مع الحضور، فتحدث الوزير السابق شربل نحاس، الذي سأل عن الوزراء الذين يمنحون التراخيص للمتعدين، مؤكدا أنه "ضد المسابح الشعبية لأنه يقر مسابح الأغنياء".

 

فادي عرموني في ذمة الله

الأحد 13 كانون الأول 2015 /وطنية - توفي اليوم، الرئيس السابق للصندوق المركزي للمهجرين رئيس جمعية الشبيبة الخيرية العرمونية المهندس فادي سليم عرموني، بعد صراع مع المرض. يحتفل بالصلاة لراحة نفسه الثالثة والنصف بعد ظهر الثلاثاء في 15 الحالي، في كنيسة القديس نيقولاوس للروم الارثوذكس - الاشرفية. تقبل التعازي يومي الاثنين والاربعاء اعتبارا من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ويوم الثلاثاء قبل الدفن اعتبارا من الحادية عشرة صباحا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

جنرال إيراني: لإلغاء الحدود مع العراق ولبنان وسوريا

 لبنان الجديد/ دعا القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري إلى إلغاء الحدود بين كل من العراق ولبنان وسوريا.   وكشف جعفري أسباب التدخل الإيراني في سوريا، حسب وجهة نظره، مؤكدا أن بلاده تحارب هناك دفاعاً عن أمنها الداخلي، ورابطاً مصير النظام الإيراني بنتائج الحرب التي بات كل من إيران وروسيا طرفين مباشرين فيها.   وبحسب وكالات الأنباء الإيرانية، فقد كان جعفري يتحدث في مدينة الأهواز العربية في اجتماع مع عوائل جنود وضباط الحرس الثوري والباسيج الإيرانيين الذين سقطوا قتلى في سوريا، واعلن إن "أسباب التواجد العسكري الإيراني في سوريا للحفاظ على أمن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، زاعما أن الحرب في سوريا ستحدد "مستقبل الإسلام والعالم."   ولفت الى أن إيران منهمكة في الدفاع عن حدودها، التي تبعد آلاف الكيلومترات عن سوريا، مشيراً الى أن "أميركا لن تستطيع مواجهة الدول الإسلامية"، ويقصد هنا التلويح بالورقة العسكرية ضد إيران قبل التوصل إلى الاتفاق النووي معها. 

وكما ذكرت تقارير عدة، رغم أن طهران تدعي أن دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ينحصر في تقديم الخدمات الاستشارية، إلا أن إيران فقدت الكثير من كبار قادتها العسكريين في الحرب الدائرة في سوريا، وكان أبرزهم الجنرال حسين همداني. كما سقط خلال شهر تشرين الثاني الماضي وحده على أرض سوريا ما يقارب من 30 قتيلا من منتسبي الحرس الثوري الإيراني وعناصر باكستانية تابعة لـ"زينبيون" وأفغانية تابعة لـ"فاطميون"، وبهذا يصبح عدد القتلى من الإيرانيين والباكستانيين والأفغان حوالي 80 جنديا وضابطا، وكان أبرزهم أخيرا بطل إيران في الجودو "مصطفى شيخ الإسلامي".

 

«داعش» يهدد باغتيال البابا

14/12/15/الفاتيكان – وكالات: هدد تنظيم «داعش» بقتل بابا الفاتيكان فرانسيس وإسقاط روما، متعهداً شن حرب واسعة على «الصليبيين». وأظهر شريط فيديو بثه التنظيم على مواقع عدة تابعة له عدداً من الدبابات من طراز «سي جي آي» تتقدم نحو مبنى الكولوسيوم في روما، متوعداً بأنها ستكون المعركة النهائية بين «المؤمنين» و»الصليبيين». وقال متحدث من التنظيم في الفيديو إن «داعش» سيستولي على روما، ويدمر الصلبان وسيأخذ النساء المسيحيات كسبايا. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «اكسبريس» البريطانية على موقعها الالكتروني عن الكاردينال بيترو بارولين قوله، أمس، «في وقت قريب كان الفاتيكان يدرس زيادة الأمن، حيث أنه من الممكن أن يكون هدفاً بسبب أهميته الدينية». وأضاف «إننا قادرون على زيادة مستوى الأمان في الفاتيكان والمنطقة المحيطة بها لكننا لن نسمح لأنفسنا أن يتملكنا الخوف». وذكرت الصحيفة أن روما كانت هدفاً في عدد من الأفلام الإرهابية الصادرة عن المتطرفين في الأسابيع الأخيرة، حيث يعتقد أن التركيز سيكون على روما وتحديداً الفاتيكان، وذلك رداً على إدانة البابا الأخيرة للهجمات الإرهابية الدامية في باريس، إضافة إلى وضعها كعاصمة العالم المسيحي.

 

مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد "داعش"

وكالات/13 كانون الأول/15

تركت بابيلونيا طفليها الصغيرين ليمار وغابريلا ومهنتها كمصففة شعر لتلتحق مع نساء أخريات بكتيبة مسيحية سريانية ينتشر عناصرها على عدد من خطوط القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الحسكة في شمال غرب سوريا. وتقول هذه السيدة (36 عاماً) القوية البنية بلباسها العسكري المرقط لوكالة الصحافة الفرنسية "أشتاق لطفليّ ليمار (تسع سنوات) وغابرييلا (ست سنوات) وأفكر دائما أنّهما يعانيان من الجوع والعطش والبرد، لكنّني أشرح لهما أنني مقاتلة لأحمي مستقبلهما". بابيلونيا هي واحدة من السيدات والفتيات السريانيات اللواتي التحقن بكتيبة نسائية تضمّ عشرات المقاتلات السريانيات، وتخرّجت الدفعة الأولى منهن في آب 2015 في مدينة القحطانية في محافظة الحسكة، حيث تقيم بابيلونيا منذ تسع سنوات. وتحمل هذه الكتيبة اسم "قوات حماية نساء بيث نهرين"، وهي تسمية تاريخية باللغة السريانية تعني بلاد الرافدين، في إشارة إلى المناطق التي تتحدّر منها الأقلية السريانية حول نهري دجلة والفرات.

وتضيف بابيلونيا بنظرة ثاقبة وهي تحمل سلاحها "أنا مسيحية مؤمنة وتفكيري بطفليّ يزيدني قوة وتصميما على مواجهة داعش". وقبل انضمامها إلى صفوف المقاتلات السريانيات، عملت بابيلونيا كمصففة شعر، لكنها قررت أن تصبح مقاتلة بتشجيع من زوجها المقاتل هو أيضا، وبهدف "تبديد فكرة أنّ المرأة السريانية تجيد الأعمال المنزلية والتبرج فقط"، على حدّ تعبيرها.

تركت لوسيا (18 عاما) العازبة والخجولة الأطباع دراستها لتنضمّ على غرار شقيقتها إلى صفوف المقاتلات السريانيات برغم اعتراض والدتها. وتقول وهي تلف رأسها بوشاح عسكري، وحول عنقها قلادة تحمل صليبا خشبيا وأيقونة، "سلاحي هو الكلاشنيكوف ولديّ معرفة بسيطة في التقنيص". وتضيف "شاركت في معركة بلدة الهول للمرة الأولى لكنّ نقطتي لم تتعرّض للهجوم من قبل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية". ويعدّ السريان إحدى جماعات الكنيسة المشرقية والتي تتكلّم وتصلي باللغة الارامية. وغالبية السريان هم من الأرثوذكس او اليعقوبيين فيما اقلية منهم من الكاثوليك الذين تبعوا روما في القرن الثامن عشر. ويتواجد السريان حاليا في لبنان والعراق وسوريا وحتى في الهند. وكانت اولى مشاركة المقاتلات السريانيات على جبهات القتال الى جانب "وحدات حماية المرأة الكردية" في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة الحسكة في اطار الحملة العسكرية التي قادتها "قوات سوريا الديموقراطية" وتمكنت خلالها من السيطرة على عشرات البلدات والقرى والمزارع بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها، وابرزها بلدة الهول قبل شهر. وتضمّ "قوات سوريا الديموقراطية" التي تحظى بدعم اميركي فصائل كردية وعربية اعلنت توحيد جهودها العسكرية قبل شهرين لقتال الجهاديين في شمال شرق سوريا. وتقول اورميا (18 عاما)، التي انضمت قبل خمسة أشهر الى صفوف الكتيبة وشاركت في القتال في جبهة الهول، "خفت من أصوات المدافع في البداية لكن الخوف تلاشى بعد لحظات. كم أتمنى أن أكون في مقدّمة المشاركين في القتال ضد الارهابيين".

وتتلقى المقاتلات تدريباتهن في أكاديمية عبارة عن طاحونة قديمة، تمّ تأهيلها في ريف مدينة القحطانية لتتحوّل إلى معسكر تدريبي. وتخضع المقاتلات قبل انضمامهن إلى الكتيبة لتدريبات عسكرية ورياضية واكاديمية، تبدأ صبيحة كلّ يوم بحصة رياضية هدفها تقوية البنية الجسدية للمقاتلات مروراً بتمرين على كيفية استخدام السلاح، ومحاضرات فكرية تتناول اللغة السريانية وتاريخ السريان ودور المرأة. ولا يزال عناصرها في مرحلة التدريب ويملكن القليل من التجربة لأنّها حديثة التشكيل. وتنحصر مهام المقاتلات في حماية القرى والمناطق ذات الغالبية المسيحية في الحسكة. وتوضح ثبيرثا سمير (24 عاما) التي تشغل "منصبا قياديا في التدريب"، لوكالة الصحافة الفرنسية "عدد عناصرنا يقارب الخمسين مقاتلة سريانية حتى الآن" تخرجن خلال ثلاث دورات تدريبية. وتقول ثيبرتا التي تضع على رأسها قبعة صوف سوداء اللون "كنت أعمل في الجمعية الثقافية السريانية، لكنّني أشعر الآن بمتعة في العمل في المجال العسكري"، مضيفة "لا أخاف تنظيم داعش وسيكون لنا وجود في المعارك المقبلة ضد الارهابيين".

ومع تأكيدها وجود "مدربين محليين يتمتعون بخبرة"، لكنها تقرّ بأنّ "قوات اجنبية أشرفت على تدريبنا" من دون ان تحدد جنسياتها. ووصل عشرات العسكريين الأميركيين نهاية الشهر الماضي الى شمال وشمال شرق سوريا بهدف تدريب ودعم "قوات سوريا الديموقراطية" في معاركها المقبلة ضد الجهاديين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويبدو انّ لكلّ فتاة هدفا من الالتحاق في صفوف المقاتلات السريانيات اللواتي يحملن راية "القضية" السريانية، على حدّ قولهن. وتقول اثراء البالغة من العمر 18 عاما والتي لا تفارق الابتسامة وجهها "التحقت بهذه القوات منذ أربعة أشهر لأدافع عن قضيتي السريانية لأنّنا شعب مضطهد من قبل الآخرين". وتضيف أنّها تخشى أن ترتكب التنظيمات المتطرفة "مجزرة جديدة بحقنا على غرار العثمانيين الذين ارتكبوا بحقنا مجزرة سيفو في تركيا الأمر الذي كان بمثابة محو لمسيحيتنا وسريانيتنا"، في اشارة الى مقتل عشرات الالاف من السريان والاشوريين والكلدان على يد العثمانيين في جنوب شرق تركيا وشمال غرب ايران في العام 1915. ويقيم نحو 100 الف سرياني في سوريا من اجمالي 1,2 مليون مسيحي. ويخشى هؤلاء ان يلقوا المصير ذاته كمسيحيي العراق الذين تعرضوا لانتهاكات جمة وعمليات تهجير من قبل المجموعات المتطرفة والجهادية.

 

رفسنجاني: إيران تدرس استبدال المرشد الأعلى

وكالات/قال الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني إن لجنة إيرانية تدرس المرشحين المحتملين لشغل منصب الزعيم الأعلى وهو ما يمثل كسرا لأحد المحرمات بالحديث علنا عن خلافة هذا المنصب. وبعد أن خضع الزعيم الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي لعملية جراحة لاستئصال سرطان البروستاتا لم يكتسب النقاش العام عمن سيخلفه زخما على الإطلاق في الدوائر الرسمية تجنبا لخطر أن يعتبر ذلك تقويضا لأقوى شخصية في إيران. ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء الأحد عن رفسنجاني الحليف القوي للرئيس الحالي حسن روحاني قوله “سيتحرك مجلس الخبراء عند الحاجة لتعيين زعيم جديد. إنهم يستعدون لذلك الآن ويدرسون الخيارات”. وأضاف رفسنجاني في تصريحات علنية نادرة “عينوا مجموعة لإعداد قائمة بالمؤهلين وستطرح للتصويت في المجلس، حين يحدث أمر”. والمجلس المكون من 82 عضوا مكلف باختيار الزعيم الأعلى والإشراف عليه بل واستبعاده. وينتخب الشعب مجلس الخبراء كل عشر سنوات تقريبا وربما تهدف تصريحات رفسنجاني إلى الحصول على دعم الجماهير للانتخابات ولحلفائه لإعطائهم قوة أكبر عند اختيار الزعيم القادم.

 

مقتل 28 مدنياً في قصف لمواقع المعارضة قرب دمشق

14/12/15/دمشق – أ ف ب: قتل نحو 28 مدنياً وأصيب عشرات آخرون في قصف كثيف استهدف، أمس، الغوطة الشرقية معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن نحو «28 مدنياً قتلوا بينهم طفلان وأصيب عشرات آخرون في قصف لقوات النظام بصواريخ أرض – أرض كما حصل في غارات جوية على مدينتي دوما وسقبا في الغوطة الشرقية لدمشق». وأوضح أن «إحدى الغارات الجوية استهدفت محيط مدرسة في دوما»، كما نفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في بلدات حمورية وجسرين وكفربطنا في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن سقوط جرحى، مشيراً إلى «تكثيف القصف على الغوطة الشرقية». ولفت إلى «استهداف كثيف لدمشق بالقذائف»، مضيفاً أن قذائف هاون عدة سقطت على أماكن في دمشق من بينها محيط ساحة الأمويين والسبع بحرات وعين الكرش ومحيط شارع 29 آيار وقرب مستشفى الشرق.

 

الجولاني ينتقد مؤتمر الرياض ويؤكد أن روسيا لن تغامر بالتدخل البري وتقارير أميركية عن سحب إيران قوات «الحرس الثوري» من سورية

14/12/15/واشنطن، دمشق – وكالات: كشف مسؤولون أميركيون أن إيران بدأت سحب ضباطها وعناصرها من «الحرس الثوري» من سورية، وسط مخاوف روسية من تأثير هذا الانسحاب على الحملة العسكرية المساندة لنظام بشار الأسد. ونقلت وكالة «بلومبرغ» الإخبارية، عن مسؤولين أميركيين قولهم «إنهم رصدوا انسحاب الحرس الثوري الإيراني من مناطق المواجهات الساخنة في الأسابيع الأخيرة بعد مقتل وجرح عدد من ضباطهم الكبار»، واصفين الخطوة بأنها تحول مفاجئ في مسار الأحداث. وأضافت الوكالة أن هذا الانسحاب مرده إلى أسباب عدة، أبرزها الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها القوات الإيرانية في سورية خلال الشهرين الماضيين وتحديداً منذ بدء العملية العسكرية الروسية. وأكد القيادي في «الجيش السوري الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي، في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الصادرة أمس أن «هناك خلافات كبيرة بين الروس والإيرانيين، وهو ما يبدو واضحاً لنا خلال تنصتنا على محادثاتهم». وأشار إلى أن «الروس كانوا يعولون على تحقيق الإيرانيين تقدماَ كبيراً وفعلياً على الأرض كونهم مدعومين بآلاف الغارات الجوية الروسية، وسعوا لأن يحصل ذلك قبل مؤتمر الرياض أو مؤتمر نيويورك، وهو ما لا يمكن أن يحصل». وكانت وكالات الأنباء تناقلت طيلة الشهرين الماضيين أخباراً كثيرة وبصورة شبه يومية عن مقتل إيرانيين في سورية من عناصر وضباط وقوات النخبة الإيرانية، الذين يشاركون بصورة مباشرة في العمليات القتالية في غالبية المدن السورية. وتؤكد المعطيات أن الأشهر الاخيرة شهدت أياماً سوداً لايران في سورية، وشكل سقوط العميد حسين همداني (67 سنة) الضربة الأقوى لها منذ انخراطها في الحرب الى جانب القوات النظامية، إذ كان المشرف على «فيلق القدس» في سورية ومسؤول العمليات الايرانية، كما أشرف شخصيا على الدفاع عن العاصمة دمشق، ونسب إليه الفضل في انقاذ النظام من السقوط العام 2012.  من جهة أخرى، انتقدت «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية، مؤتمر الرياض الذي عقد الأسبوع الماضي وجمع للمرة الأولى مكونات من المعارضة السياسية والمسلحة. وفي لقاء مع صحافيين بينهم مراسلان من قناتي «أورينت نيوز» السورية المعارضة وفضائية «الجزيرة» القطرية، قال زعيم الجبهو أبو محمد الجولاني ان مؤتمر الرياض «مؤامرة وليس مؤتمراً ليأتي بحقوق أهل الشام»، مضيفاً «لا بد من العمل على إفشال مثل هكذا مؤامرات وهكذا اجتماعات». واعتبر أن مشاركة بعض الفصائل المقاتلة في مؤتمر الرياض تعتبر «خيانة كبيرة جدا لدماء الشباب الذين ضحوا بدمائهم»، واصفاً تمثيل تلك الفصائل بـ»الضعيف والضئيل جداً». واضاف «في تصوري ان معظم الفصائل التي دعيت ليس لديها سيطرة فعلية على جندها على الارض … فحتى لو اعطوا الكلام بالموافقة فلا اعتقد ان لديهم القدرة على تطبيق هذه الموافقة». واعتبر الجولاني «ان هذا المؤتمر هو خطوة تنفيذية لما جرى في فيينا، وهو مرتبط به ارتباط وثيق»، مؤكدا رفض «النصرة» كامل بنود مؤتمر فيينا. وبحسب الجولاني، فإنه «لم يجر الحديث عن جدية الحل السياسي (في سورية) الا حين اوشك النظام على النهاية»، اما الهدف من مؤتمر فيينا، بحسب قوله، فهو «اعادة احياء النظام». كما اعتبر أن اتفاقات الهدنة بين النظام ومقاتلي المعارضة لا تفيد سوى النظام، مؤكداً أن روسيا لن تجرؤ على التدخل البري في سورية وأن تدخلها الجوي «لم يغير شيئاً في الوضع على الأرض».

ولفت إلى أن المعارضة السورية المسلحة حققت تقدما في ثلاثة محاور منذ بداية التدخل الروسي، مؤكداً أن الروس تعلموا من تجربتهم في أفغانستان ولن يغامروا بإرسال قوات برية. وإذ اشار إلى أن النظام لا يسيطر سوى على 20 في المئة من الأراضي السورية، قال الجولاني، رداً على سؤال عن ارتباط «النصرة» بتنظيم «القاعدة»، ان الجبهة لن تتعاون مع الغرب وستتمسك بمبادئها، مضيفاً «نحن لن نتنازل عن مبادئنا سواء كنا مرتبطين بالقاعدة أم لم نكن مرتبطين».

 

سنة العراق ينتقدون سماح العبادي بانتشار القوات الإيرانية واعتراضه على القوات التركية ويتهمون التحالف الشيعي بالتفرد في السلطة

بغداد – باسل محمد/السياسة/14/12/15/وسط تصاعد الأزمة بين بغداد وأنقرة على خلفية دخول قوات عسكرية تركية الى معسكر بعشيقة في محيط مدينة الموصل، أقصى الشمال العراقي، اتهم قيادي رفيع في ائتلاف «متحدون»، أكبر تكتل سياسي سني في البرلمان العراقي، التحالف الشيعي الذي يقود حكومة حيدر العبادي بازدواجية المعايير في التعامل مع موضوع سيادة العراق. وقال القيادي لـ»السياسة» إن آلاف العسكريين الإيرانيين ومئات العناصر من الاستخبارات التابعة لـ»الحرس الثوري» بقيادة قاسم سليماني يجوبون المدن العراقية من أقصى الجنوب الى الوسط الى شمال وغرب بغداد باتجاه مدن تكريت وسامراء وبلد والدجيل ولا أحد يتحدث عن السيادة العراقية، ولكن إذا تعلق الأمر بتواجد عسكري تركي لدعم القوات الأمنية من أبناء الموصل، «فالسيادة ضرورية ومصيرية وهي كل شيء». واضاف ان نواب ائتلاف «متحدون» تحدثوا بصراحة مع قادة التحالف الشيعي والعبادي عن ازدواجية المواقف، غير أن المشكلة تكمن بأنهم يعتقدون أن السيادة هي من اختصاص التحالف الشيعي دون غيره من الشركاء، بمعنى لا السنة ولا الأكراد معنيون بملف السيادة، من وجهة نظرهم. وكشف أنه منذ تشكيل الخلية الاستخباراتية الرباعية بين العراق وروسيا والنظامين الإيراني والسوري في نهاية شهر سبتمبر الماضي، أرسلت إيران مئات من مقاتليها لدعم قوات «الحشد» الشيعية، كما توجد دوريات مشتركة بين القوات العراقية والإيرانية في حدود محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، وهذه الدوريات سمحت للقوة العسكرية الإيرانية مراراً بالتوغل الى داخل الأراضي العراقية من دون أن تتحدث الحكومة بكلمة واحدة عن السيادة. كما أن أطرافاً في فصائل «الحشد» الشيعية طرحت مرات عدة على العشائر السنية في محافظة صلاح الدين وعاصمتها تكريت أن يأتي مدربون ايرانيون لتدريب هذه العشائر، كما ان الفصائل تحدثت بكل وضوح عن شرعية مشاركة قوات «الحشد» ومعها عسكريون ايرانيون في معركة تحرير الموصل. وشدد القيادي على أن موضوع السيادة العراقية يشمل كل الأطراف، مشيراً إلى أن الإيرانيين يدربون قوات «الحشد» وهذا أمر مشروع والأتراك يدربون التركمان والعرب السنة في الموصل ضد «داعش» وهذا مشروع أيضاً. ولفت إلى أن إيران و تركيا ستخرجان من العراق عندما تنتهي الحرب على الإرهاب وتنتصر القوات العراقية وتتحرر المدن المحتلة من «داعش»، ولذلك هذه النظرة هي المقبولة والعادلة وليس ازدواجية المعايير والمواقف. واضاف القيادي السني إن السنة بإمكانهم أن يتهموا إيران بأن لديها أطماعاً في العراق وهذا معروف تاريخياً، وهناك اطماع ايرانية في الخليج العربي وهذا مكشوف للجميع منذ أن احتل شاه ايران الجزر الإماراتية الثلاث قبل عقود، كما أن السنة يمكنهم أن يتهموا النظام الإيراني الطائفي بالطمع بالمقدسات في مدينتي النجف وكربلاء ويوجد شيعة عرب وعراقيون يعلمون هذا الأمر، لأن الأيرانيين غالباً ما يتصرفون على أن المراقد المقدسة الشيعية هي ملك لهم وبالتالي كثير من سكان جنوب العراق يشكون من الغطرسة الأيرانية في هذه المسألة. واعتبر القيادي أن رفض التحالف الشيعي ربط موضوع التدخل العسكري التركي في شمال العراق بموضوع انتشار العسكريين الإيرانيين في مناطق عراقية عدة، يؤكد أن حكومة العبادي ليست حكومة شراكة أبداً، ولذلك تحدث وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر قبل أيام عن أن الحل ضد «داعش» يكمن في وجود حكومة عراقية شاملة، وهذا معناه أن واشنطن تعتبر أن الحكومة الحالية ليست حكومة شراكة وطنية. وأشار إلى أن العرب السنة طلبوا في مرات كثيرة من العبادي استفسارات عن التدخل العسكري الإيراني في العراق وعن طبيعة عمل الخلية الرباعية الاستخباراتية ولكن من دون نتيجة، وهذا يدل على وجود حكومة متفردة من قبل مكون معين (المكون الشيعي). وبحسب معلومات القيادي، فإن بعض القيادات العسكرية في الجيش العراقي من المكون السني لا يسمح لها بالاقتراب من مناطق يعتقد أنها تأوي عسكريين ايرانيين مثل المعسكرات والمواقع في سامراء وديالى والدجيل رغم أنهم قادة عسكريون للفرق والألوية المنتشرة في المنطقة.

 

مدمرة روسية كادت تصطدم بمركب تركي في بحر ايجه

14/12/15/اسطنبول، موسكو – ا ف ب، الأناضول: أكدت روسيا، أمس، أن مدمرة روسية تجنبت في اللحظة الاخيرة اصطداماً بمركب تركي في بحر ايجه، وانها استدعت الملحق العسكري التركي في موسكو بعد هذا الحادث. واعلنت وزارة الدفاع انه «في 13 ديسمبر الجاري (اي يوم امس)، تجنب طاقم السفينة الروسية سمتليفي التي كانت موجودة على بعد 22 كيلومتراً عن جزيرة ليمنوس اليونانية في شمال بحر ايجه، اصطداماً مع مركب صيد تركي». واضافت ان المدمرة الروسية لاحظت أن سفينة صيد تركية على مسافة نحو ألف متر كانت تقترب في اتجاهها من جهة اليمين، موضحة انه «رغم محاولات عدة قامت بها سمتليفي، لم يرد طاقم السفينة التركية بالراديو ولا على الاشارات البصرية». وتؤكد موسكو ان طاقم المدمرة الروسية اضطر الى إطلاق النار من اسلحة خفيفة عندما اقتربت السفينة الى نحو 600 متر «لمنع حصول اصطدام». وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن «السفينة التركية غيرت على الفور مسارها وتابعت تقدمها واجتازت السفينة سمتليفي على مسافة 540 متراً من دون اي اتصال مع الطاقم الروسي». واستدعى مساعد وزير الدفاع اناتولي انطونوف الملحق العسكري التركي بعد الحادث. في سياق متصل، حظر الجيش التركي على أفراده قضاء عطلهم في روسيا في ظل التوتر القائم بين البلدين منذ اسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية عند الحدود السورية. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، أمس، أن رئاسة الأركان التركية أصدرت قراراً «على سبيل الاحتياط» تمنع فيه كافة أفرادها من السفر إلى روسيا لقضاء إجازاتهم السنوية. وتشهد العلاقات بين تركيا وروسيا أسوأ أزمة ديبلوماسية منذ الحرب الباردة، بعدما أسقط الطيران التركي طائرة عسكرية روسية في 24 نوفمبر 2015. ومنذ ذلك الحين، أعلنت روسيا تدابير انتقامية ضد تركيا استهدفت قطاعات السياحة والطاقة والبناء والزراعة.

 

علاوي يدعو بغداد إلى الحوار مع أنقرة

14/12/15/بغداد – الأناضول: دعا رئيس القائمة «الوطنية» إياد علاوي، امس، الحكومة العراقية إلى اعتماد لغة الحوار لإنهاء الأزمة مع تركيا. وقال في بيان إن «على الحكومة في بغداد أن تستمر بعملها ضمن قنوات متعددة لإنهاء التوتر مع الجارة تركيا، منها اللقاءات المباشرة مع المسؤولين الأتراك، فضلًا عن الشكوى لدى مجلس الأمن، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، كما يتعين عليها مصارحة الشعب حول حجم التدخل العسكري التركي وتاريخه، على أن تعطي أولوية لهذا الأمر». وأضاف «لابد من ضبط النفس، ومنع التجاوز بحق المواطنين الأتراك العاملين في العراق، فالعراق وشعبه الكريم هم أهل الضيافة، والكرم، والشهامة». وتابع علاوي «علينا كعراقيين أن نبني علاقات ممتازة مع شعوب وحكومات كل الجوار العراقي، واعتماد لغة الحوار، والعمل على ضمان السيادة العراقية، التي هي الأخرى مهددة من كل حدب وصوب». وجاء موقف علاوي غداة اتفاق الرئاسات الثلاث في العراق (رئاسة الجمهورية والبرلمان ومجلس الوزراء) مع قادة الكتل السياسية على أن أي دعم أو إسناد خارجي للعراق يجب أن يتم من خلال القنوات الرسمية وبالاتفاق مع الحكومة. وأعلنت الرئاسات الثلاث وقادة الكتل مواصلة رفض بقاء القوات التركية داخل الأراضي العراقية، مؤكدين أن «من حق العراق استخدام كل الطرق المشروعة للدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه».

 

الأسد يشتري النفط من "داعش"

المدن - عرب وعالم | الأحد 13/12/2015

الأسد يشتري النفط من "داعش" بالإضافة إلى النفط، فإن "داعش" أوصلت الغاز الطبيعي إلى النظام. (Daily Beast)

نشرت جريدة "دايلي بيست" الأميركية، السبت، مقالاً للمحلل في شؤون الطاقة ماثيو ريد، بعنوان: "الأسد يشتري النفط من داعش". وجاء في المقال: "إذا كنت تصدق روسيا، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يقف على قمة مخطط لتهريب 200 ألف برميل نفط يومياً من الدولة الإسلامية، بما يساوي مليارات الدولارات، ويساهم في توزيعه وتصديره إلى الأسواق العالمية". حتى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصف حجم عمليات التهريب بـ"الصناعي". وقال بوتين إن "اسقاط تركيا لطائرة روسية، جاء ليحمي نفط داعش، وطرق تهريبها للنفط إلى الموانئ" حيث يتم شحنها في ناقلات النفط. لكن المقالة، تفند المزاعم الروسية، وتحلل طرق "داعش" في إنتاج النفط وبيعه. فالغالبية من النفط الذي تنتجه "داعش" يتم شراؤه من قبل تجار محليين في مناطق سيطرتها. و"داعش" لا تُسيّر صهاريج نقل للنفط خاصة بها، فذلك يعتبر إهداراً للمصادر والقوة البشرية. بدلاً من ذلك، تعتمد "داعش" على مئات الوسطاء الذين يجلبون صهاريجهم الخاصة، ويشترون النفط نقداً من الحقول التي تسيطر "داعش" عليها. الكاتب يقول: لو كانت "الدولة الإسلامية" بلداً عادياً، كنا سنسمي هؤلاء الوسطاء رجال أعمال أحرار، وفي الصناعة نسميهم بالوسطاء "مزودي الخدمات"، ممن يعملون لحسابهم الخاص. ولا يذهب نفط "داعش" ليباع بعيداً، بحسب المحلل، ففي الحقيقة، من الأرخص والأسهل للوسطاء أن يبيعوه إلى من يملك محطات تكرير قريبة من السكان المحليين. إدعاءات روسيا، بأن "داعش" تنتج 200 ألف برميل، هو محض افتراء أيضاً، فبحسب التقديرات الأميركية، لم يسجل انتاج النفط "الداعشي" أكثر من 55 ألف برميل/يومياً مطلع العام 2015، وهبط مع نهاية العام إلى 40 ألف برميل. فالتنظيم لا يملك القدرة والمعدات اللازمة لانتاج النفط بغزارة أكبر. وإذا اقتطعت حاجات السوق المحلية في مناطق "داعش" والتي يقطنها 5 ملايين إنسان، وحاجات التنظيم لدعم آلته العسكرية، فيبدو الانتاج الراهن غير كافٍ لتلبية كافة الإحتياجات. المحلل، يشير إلى أن لـ"داعش" ترتيبات سرية مع دول الجوار، وبالتأكيد تركيا ليست من ضمنها. فالنظام السوري  فتح علاقات "بزنس" مع "داعش" منذ اللحظة الأولى، كما فعل مع "جبهة النصرة" وفصائل المعارضة التي سيطرت على أصول الطاقة في الحرب. الكاتب يؤكد أن الرئيس بشار الأسد عيّن رجلاً للتعامل مع "داعش": جورج حسواني، الذي وضع على قوائم العقوبات الأوروبية منذ آذار/مارس 2015، وعقوبات وزارة الخزينة الأميركية في تشرين ثاني/نوفمبر. وزارة الخزينة الأميركية، لحظت شركة الحسواني "HESCO" للهندسة والبناء، نتيجة تنفيذها لنشاطات هندسية في حقول نفط لـ"داعش". وبتتبع موجة الغارات الأخيرة، التي نفذتها الولايات المتحدة، ضد أهداف نفطية للتنظيم، فقد اعترف المسؤولون الأميركيون بأن تلك الشبكة كانت أكثر مرونة وتمويهاً مما كان متوقعاً. وزارة الخزينة الأميركية، في نهاية أيلول/سبتمبر، ألمحت إلى أن انتاج النفط في مناطق "داعش" قد ارتفع هذا العام، ما يرجح قيام هذا القطاع الانتاجي بمساعدة الحسواني رجل الأسد.

الكاتب يؤكد أنه من غير المعروف كيف توصل "داعش" النفط للأسد، ولكن لا شكّ أن الأسد يحتاج النفط. فانتاج النظام من النفط في النصف الأول من العام 2015، لم يتجاوز 10 آلاف برميل/يومياً. كان ذلك قبل انسحاب القوات الموالية للأسد من مناطق غنية بالنفط. و"مع كل تلك العيون في السماء، لا يمكن كشف كميات النفط الداعشي التي تصل عبر الأنابيب إلى مصافي النفط في مناطق سيطرة النظام". وهناك ثغرات حرجة، في البيانات الرسمية السورية. في نيسان/إبريل، قال وزير النفط السوري، إن 106 ألاف برميل يتم تكريرها يومياً. ولكن الصحافة التجارية يمكنها فقط تبيان مصدر 85 ألف برميل، والبقية لا يمكن تتبعها. بالإضافة إلى النفط، فإن "داعش" أوصلت الغاز الطبيعي إلى النظام. وهذه الصفقات أكثر واقعية، لأن "داعش" لا تستطيع استخدام الغاز، ولا بيعه لأحد آخر: إذ يجب التقاط الغاز من المصدر وضخه في الأنابيب. المستخدمون الحصريون الموصولون إلى حقول الغاز، هم محطات الطاقة، وحدات المعالجة والتكرير، والمعامل. وبدلاً من الغاز، النظام يقوم بتزويد مناطق "داعش" بالكهرباء، ويقوم التنظيم بجباية الضرائب عنها. وفي حقول الغاز الطبيعية، كما في تلك المحيطة بتدمر، يتم انتاج سائل "هيدروكربوني" خفيف، بالإضافة إلى الغاز، وهو ما تأخذه "داعش" وتقوم بتحويله إلى وقود، بينما يجد الغاز طريقه عبر الأنابيب إلى مناطق سيطرة النظام غرباً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مبادرة الحريري مستمرة وتنتظر: أن ينسحب عون أو يقتنع "حزب الله" بالبديل

 سابين عويس/النهار/14 كانون الأول 2015

على رغم ان كل ما تسرب عن أجواء اللقاء بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس " تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه، يشي بانسداد أي أفق أمام مبادرة ترشيح فرنجيه للرئاسة، والتي أوحى بها رئيس "المستقبل" الرئيس سعد الحريري، لا تزال الاوساط القيادية في التيار "المستقبلي" تؤكد أن المبادرة قائمة ولم تسقط. لكن المفارقة انه فيما يرفض الحزب الانجرار وراء اقتراح لا يزال في الإطار الشفوي، يمتنع الحريري عن إضفاء أي جدية على مبادرته عبر طرحها في شكل رسمي وعلني ليتسنى للفريق الآخر أن ينظر إليها بجدية وأن يبني على الشيء مقتضاه. "لا شيء سيتحرك من الآن حتى نهاية السنة". هكذا تختصر مراجع بارزة في " المستقبل" المشهد السياسي للأسابيع القليلة المقبلة، كاشفة عن ان حال المراوحة ستتحكم في الوضع من دون ان تسقط خيار التيار الأزرق المضي في تبني هذا الترشيح. أما الأسباب فتربطها بتعذر وجود خيارات أخرى تخرج البلاد من المأزق الرئاسي.

وتضع مصير المبادرة في ملعب الفريق الآخر، وتقول: "نحن طرحنا خيارا مكلفا على فريقنا السياسي، ونترك الامر له. وهذا يتوقف على نقطتين: أن يقتنع عون بالانسحاب لمصلحة النائب فرنجيه، وأن يقتنع الحزب بالبديل المقترح من عون". وهذان الأمران يعي "المستقبل" انهما لن يتحققا. لكنه يراهن على الوقت، وهو مدرك انه في خياره هذا، رسم لـ"حزب الله" سقفاً لن يرتضي أقل منه: الاعترف اولا بأن عودة الحريري الى ترؤس الحكومة سيقابلها رئيس من فريق ٨ آذار، وليس أي رئيس، بل الأكثر تصلباً والأكثر قرباً من المحور السوري - الايراني الذي يخوض "المستقبل" حرباً شعواء ضده. والتراجع ثانياً عن مطلب الرئيس التوافقي بعدما اعتبر أن الرئيس التوافقي هو الرئيس الذي يأتي من الفريق الخصم ويحظى بتأييد الفريق المقابل! ولكن ألا تزال المعطيات التي دفعت الحريري الى تبني ترشيح فرنجيه قائمة، وهي المبنية اساساً على تفاهم سعودي-إيراني بتحييد الملف اللبناني عن الصراع بين رياض وطهران، على ما كشفت المعلومات الواردة من مصادر سياسية رفيعة أفادت أنه لدى الزيارة الاخيرة للمسؤول الايراني علي أكبر ولايتي لبيروت، نقل معلومات عن أن طهران ابلغت الرياض بأنه في ظل الخلافات العميقة التي تحكم العلاقات بين البلدين والتي تتطلب وقتا طويلاً لمعالجتها، فإنه يمكن تحييد الاستحقاق الرئاسي وفصله عن اجندة الخلافات بما يطمئن الغرب حيال الموقع المسيحي الأول في لبنان والمنطقة. تؤكد المصادر السياسية عينها هذه المعلومات، لكنها لا ترى جدية في التنفيذ، ولا سيما من خلال قراءتها لواقعة وقف محطة "المنار" عن البث على "عربسات"، وتعثر التسوية الرئاسية التي لا يزال يقف في وجهها "حزب الله". وعليه، لا تستبعد المصادر ان تنسحب حال المراوحة والمراوغة، وفق تعبيرها، على الوضع الحكومي الذي دخل عمليا مرحلة تصريف الأعمال القسري، من دون ان تستبعد كذلك ان يلجأ رئيس الحكومة الى تنفيذ تهديده بالاستقالة إذا ظل الوضع على ما هو.

 

هل يعود الثنائي عون - جعجع بعد إجهاض التسوية الرئاسية؟

خليل فليحان/النهار/14 كانون الأول 2015

نجح رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في تعطيل مبادرة الرئيس سعد الحريري التي رمت الى انتخاب سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية، وساعده على ذلك حزبا الكتائب و"القوات" وأكثر من قطب في قوى الثامن من آذار. ولم يتردد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في القول إن مبادرة الحريري التي شاركه في وضعها "تعطلت،" ثم خفف وطأة كلمته فقال إنها "تأخرت". وسأل فرنجيه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "الى متى نستمر في هذا الموقف؟ قوى 14 آذار ترفض انتخاب الجنرال ميشال عون، فما هي الخطة البديلة؟" فأجاب السيد بالدعوة الى التريث والتروي لاتخاذ الموقف المناسب.

ونقل عن أوساط كتلة "المستقبل" النيابية انه لم يعد من حاجة الى إعلان الرئيس سعد الحريري تأييده لترشيح فرنجيه، ولا الى سحب جنبلاط مرشحه النائب هنري حلو وتجيير أصوات النواب المؤيدين له الى رئيس"تيار المردة". وأعربت لـ"النهار"مصادر قيادية وديبلوماسية معتمدة لدى لبنان، عن أسفها لسقوط الدينامية التي حاول إطلاقها الحريري لكسر الجمود الذي كان مسيطرا على انتخاب رئيس البلاد، ومطالبة جميع القوى السياسية بذلك ودول كبرى مؤثرة وعربية فاعلة ولها نفوذها لدى بعض الأحزاب او التيارات السياسية، من اجل حماية لبنان من نيران الأزمة السورية ومحاولة إنعاش المؤسسات الدستورية المشلولة والاقتصاد الذي يلفظ انفاسه في أكثر من مجال. واستغربت اجهاض "مبادرة" الحريري لانتخاب فرنجيه، من الحليف قبل الخصم الاقوى الذي رشحّه، انطلاقا من انه احد الأقطاب الأربعة الذين اتفقوا امام البطريرك الماروني بشاره الراعي في بكركي على ان يكون الرئيس المقبل واحدا منهم، اذا تأمن له العدد الأكبر من التأييد.

واستنتجت من اجهاض مبادرة الحريري عودة انسداد الأفق لانتخاب رئيس للجمهورية، وربط ذلك بالازمة السورية وتعقيداتها، بحيث تحل سنة 2016 وابواب قصر بعبدا مغلقة. ودعت الى التسليم بأن مثلث الحريري - بري - جنبلاط لم يتمكن من إقناع الثنائي عون - نصرالله، اضافة الى جعجع، بأن فرنجيه يمكن ان يكون الرئيس التسووي. وسألت: هل نعود الى الثنائي عون - جعجع؟ وهل من بديل؟ واستخلصت ان رئيس الجمهورية لا يمكنه ان يكون من صنع رؤساء الكتل النيابية، أضف اليهم دعما دوليا وإقليميا. وسألت: ماذا يمكن أن يكون الحل؟ ومن هي الجهة التي تنقذنا من هذا العجز المتحكم في قادة البلاد؟ وحذرت من فخاخ تتربص بالبلاد ومن خطر المنزلقات السياسية والامنية. وتلافت الإجابة عن سؤال عما إذا كانت الاتصالات تعيد الأمل بانتخاب فرنجيه، مكتفية بالتأكيد أنه قبل ان يعلن عون تخليه عن الرئاسة، كل اتصال لن يؤدي الى المجيء بنائب زغرتا الى الرئاسة، ويجب عدم التقليل من أهمية التفاهم السعودي - الايراني الذي هو حاليا في حال سيئة، او على الأقل لا يمكن ان يؤدي الى تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.

 

ازدياد الشكوك حول إيصال رئيس طرف فرملة فرنجيه ترتّب مساءلة واسعة للمسيحيين

 روزانا بومنصف/النهار/14 كانون الأول 2015

من الصعب ان تؤدي فرملة ترشيح النائب سليمان فرنجيه او تعطيله الى اعادة الامور الى ما قبل هذا الترشيح. هذا ما تعتقده مصادر ديبلوماسية رفيعة ترى ان الافرقاء جميعهم لا سيما منهم المسيحيين لا يستطيعون اهمال المعطى الجديد انطلاقا من ان هذا الترشيح هو بمثابة تغيير في قواعد اللعبة التي تم اعتمادها ولا يمكن التعاطي معه كأنه لم يكن او تمت اطاحته ببساطة. فالافرقاء المسيحيون لا سيما منهم "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" قد يجدون صدى شعبيا مؤيدا لرفضهما فرنجيه كل من موقعه ولحساباته ومصالحه الخاصة، لكن الاسئلة تتركز على ما بعد رفض فرنجيه. فثمة حقائق ابرزتها التطورات الاخيرة سيتيح هدوء ردود الفعل اعادتها الى الواجهة من بينها على سبيل المثال لا الحصر حملة الانتقادات التي ارتفعت ضد ما اعتبره البعض ترشيحا من الزعيم السني سعد الحريري لشخصية مسيحية لموقع رئاسة الجمهورية في حين ان العماد ميشال عون يستمر منذ اكثر من سنة ونصف السنة مرشح الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من دون ان يقبل النقاش مرة في هذا الترشيح. لا بل يستمر رفع لواء هذا الترشيح تحت عنوان ان " حزب الله" لا يزال يدعم خيار دعم عون مما ينزع من الزعماء المسيحيين الوهم عن تمتعهم بقدرة دفع ذاتي ايا يكن حجم قواعدهم .

ولا تجيب سلبية الافرقاء المسيحيين عمّا ينبغي القيام به بعد رفض فرنجيه وهل يمكنهم الاتفاق على بديل من خارج نادي الاربعة الاقوياء ام سينتظرون اتفاق الاخرين على فرض احدهم عليهم . فالزعماء المسيحيون حين يكررون تجربة ما اعتبره هؤلاء تكرارا لتجربة مخايل الضاهر فانما يكررون على نحو ممل ومؤذ اداءهم السابق لجهة قدرتهم على الرفض والتعطيل من دون القدرة على الاتفاق على بديل او الذهاب الى مبادرة ايجابية تقنع او تحرج الاخرين. فتجربة الشغور الرئاسي المستمرة منذ سنة ونصف السنة اعادت اثبات واقع ان الموارنة اصبحوا يملكون فيتو التعطيل ليس الا لكن ليس القدرة الايجابية على دور فاعل ووازن. يستتبع ذلك اسئلة ما اذا كان تلويح الدكتور جعجع بامكان دعم العماد عون اقله وفق ما نسب اليه يمكن ان تدفعه الى تبني هذا الترشيح فعلا في وجه ترشيح فرنجيه في حال كان ثمة اصرار على ايصال شخص من فريق 8 آذار باعتبار ان سقوط الموانع تجاه احد من هذا الفريق يفترض ان تسقط الموانع في شأن اخرين من الفريق نفسه.خصوصا ان جعجع يخشى منافسة مناطقية قوية في حال وصول فرنجيه وهو امر لا ينطبق على عون. يضاف الى ذلك انه يستطيع ان يتحصن بما يسمى "اعلان النيات" لكي يسقط تحفظاته عن عون علما انه كان ابرز من منع وصوله في صيف 2014 ام انه يعتقد ان الظروف الاقليمية يمكن ان تحسن من موقع قوى 14 آذار واوراقها بحيث تأتي التسوية الرئاسية اكثر انصافا في رأيه لهذا الفريق من دون ان يدفع الاثمان التي يدفعها في دعم ترشيح فرنجيه راهنا. وتاليا هل يبقى الفراغ في سدة الرئاسة افضل من التسوية المطروحة؟ السؤال نفسه يطرح على عون لجهة استمرار ترشحه للرئاسة على رغم ضعف فرصه ورهانه بدوره على تطورات اقليمية تعزز هذه الفرص وما اذا كان يمكن ان يتحمل استمرار تعطيل البلد على النحو الحاصل او ان يستمر في ان يكون واجهة للتعطيل الاقليمي. قد يكون المخرج مرحليا بالنسبة الى عون هو ان يساعد في اعادة الحياة الى مجلس الوزراء ويوقف تعطيله من اجل ان يشيح الانظار عن التركيز على ضرورة الذهاب بسرعة الى انتخابات رئاسية باعتبار ان تعطيل الحكومة وتأثير تعطيل الانتخابات الرئاسية على عمل البرلمان ساهما في الجهد الذي ادى الى ترشيح فرنجيه. ففي نهاية الامر ستقع مسؤولية ما يواجهه البلد من صعوبات اقتصادية وانهيار للمؤسسات الدستورية على عاتق الافرقاء المعطلين والرافضين لأي تسوية. والجزء الاكبر يتحمله المسيحيون لاتاحتهم الفرصة للآخرين الامساك بورقة الرئاسة رهينة لمصالحهم من دون اعفاء الاخرين وفي طليعتهم " حزب الله". فالسيد نصرالله حين تحدث عن تسوية شاملة وتنازلات مؤلمة فرمل اندفاعته لدعم ترشيح فرنجيه باعتباره العرض الذي لا يمكنه رفضه. يبرر البعض فرملة اندفاعته الى عدم توقعه تبني الحريري ترشيح الاخير باعتبار ان ذلك ينزع من فرنجيه مسبقا بعض الصفات التي يدعمه على اساسها انطلاقا من ان انتقاله الى موقع رئاسة الجمهورية يدفع به الى ان يكون رئيسا على مسافة متساوية من الجميع ولعله سلم مسبقا بانه لن يكرر عهد الرئيس اميل لحود في الحكم نسبة الى ولاء الاخير للنظام السوري واستشراسه في الدفاع عن الحزب. اصحاب هذا التبرير يستعيدون انزعاج "حزب الله" من انفتاح عون سابقا على الحريري سعيا لتبني الاخير ترشيحه ثم ارتياحه لدى فشل مساعيه. كما يقول البعض الاخر ان ما يعتبره الحزب حاجة الحريري بشدة الى تسوية رئاسية تأتي به ايضا رئيسا للحكومة هو في معرض ابتزاز الاخير للحصول على تنازلات منه قبل الاقرار بدعم ترشيح فرنجيه في ظل رمي بالونات عن عدم التسليم مسبقا برئاسة الحكومة للحريري علما ان ايصال رئيس جمهورية محسوب على طرف لن يساهم في تغيير الوضع في البلد قيد انملة وفق ما يعتقد كثيرون بل يمكن ان يغدو الوضع اسوأ مما هو عليه اليوم.

 

نصرالله ينتظر ليسمع كلمة إيران فهل يسمع عون كلمة لبنان؟

اميل خوري/النهار/14 كانون الأول 2015

هل يمكن القول إن إيران لم تقل كلمتها بعد في الانتخابات الرئاسية، وإلا لما كانت تحيل كل من يسألها عن ذلك الى السيد حسن نصرالله، وهذا يحيله الى العماد ميشال عون الذي يصر على الاستمرار في الترشّح للرئاسة ويرفض الانسحاب حتى لحليفه النائب سليمان فرنجيه ظناً منه أن التطورات في سوريا قد تكون لمصلحته، وما عليه سوى الصبر والتريث كما نصحه الرئيس بشار الأسد، وكأن انتظار 19 شهراً لا يكفي ليتأكد من أن لا حظوظ له بالرئاسة. ولو أن إيران قررت اتخاذ موقف من الانتخابات الرئاسية لكانت أبلغته الى السيد نصرالله وعمل به كما فعلت عند تأليف حكومة الرئيس تمام سلام فتألفت بسحر ساحر بعد أزمة دامت ما يقارب الـ11 شهراً. والسؤال المطروح هو: لماذا لم تقل إيران كلمتها حتى الآن في الانتخابات الرئاسية واكتفت بتكرار القول إن هذه الانتخابات هي شأن لبناني... ولا نتدخل فيه؟ وكأن اللبنانيين أغبياء الى درجة أنهم يصدقون مثل هذا الكلام وهم يعلمون أنها هي التي أعطت إشارة لـ"حزب الله" كي يشعل حرب تموز مع إسرائيل عام 2006 بعدما كان الأمين العام للحزب السيد نصرالله يبشّر اللبنانيين عند انتهاء جلسة الحوار بصيف واعد وموسم اصطياف ناجح. وهي التي طلبت من الحزب التدخل في الحرب السورية عندما أوشك نظام الأسد على السقوط، وقد اعترف مسؤولون ايرانيون بذلك وهم لا يزالون يعتبرون الأسد خطاً أحمر رداً على من يحاولون تنحيته عن السلطة ليظل هذا الموضوع سبب خلاف يحول دون التوصل الى أي حل سياسي للأزمة السورية، ولكي تحقق إيران ما تريد فإنها قد تظل مصرّة على ربط الانتخابات الرئاسية في لبنان بمصير أي حلّ في سوريا يبقي الرئيس الأسد في السلطة، حتى إذا نجحت في ذلك ولو لفترة قصيرة فإنها تسهّل عندئذ إجراء انتخابات رئاسية في لبنان لأن سوريا هي الباب الذي أدخلها الى المنطقة وجعلها تتمدد فيها، أما لبنان فقد يكون باب خروجها منه كما خرجت سوريا منه.

لذلك فإنها ترى في وصول العماد عون الى سدة الرئاسة حتى بعد رحيل الأسد عن السلطة انتصاراً لخطّها السياسي بحيث يصبح لبنان هو المؤثر في سوريا وليس العكس. أما إذا صار اتفاق على انتخاب النائب فرنجيه رئيساً للجمهورية أو سواه بالإفادة من التغيير المرتقب في سوريا فلا يظل لبنان بعد هذا التغيير محكوماً من سوريا، فإن إيران تظل قادرة من خلال بقاء السلاح في يد "حزب الله" على أن تكون البديل من سوريا الأسد في فرض ما تريد من قرارات على أي رئيس للجمهورية أو حكومة في لبنان. لذلك فإن إيران تكون هي الرابحة في الحد الأقصى على مستوى المنطقة إذا نجحت في إيصال العماد عون الى سدة الرئاسة وإبقاء الرئيس الأسد في السلطة كجزء من أي حل، والرابحة في الحد الأدنى في لبنان فقط إذا خسرت معركة إبقاء الأسد في سوريا، أياً يكن رئيس الجمهورية فيه... فالقرارات المهمة لن تصدر عن أي حكومة من دون موافقة سلاح "حزب الله"، وهو ما يحصل منذ عام 2005 الى اليوم، ولا خروج من سيطرة إيران من خلال الحزب على هذه القرارات إلا بموقف وطني وتاريخ يتخذه العماد عون بمعزل عن موقف "حزب الله" وذلك بأن يقرر سحب ترشيحه لمن يريد ليعود له الفضل وحده في التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية وليس لسواه ولأي خارج، وإلا تحمّل مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي الى أجل غير معروف وتداعيات هذا الشغور على الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، لأن من يعطّل جلسات الانتخابات الرئاسية هو تغيّب نواب "حزب الله" ونواب "التيار الوطني الحر" عن الجلسات لتعطيل نصابها. فإذا كان "حزب الله" ينتظر كلمة إيران ليتخذ قراره، فماذا ينتظر العماد عون الذي يقول إنه حر في اتخاذ قراره ولا ينتظر كلمة أي خارج سوى كلمة لبنان، بعد مرور 19 شهراً على الشغور الرئاسي، ليتخذه ويكون قراراً لبنانياً صافياً يسجله له التاريخ.

 

أسباب الفشل: إيران تريد تسوية إقليمية.. والحريري عرض صفقة محلية

علي الأمين/جنوبية/13 ديسمبر، 2015

ايران لبنان سعودية     

واظهرت الوقائع ان ايران والسعودية ذاهبتان الى مزيد من التصعيد، مرورا بوقف بثّ محطة المنار عبر العربسات. عندما دعا الأمين العام لحزب الله الى تسوية داخلية تحت سقف الطائف قبل شهر، كان يدرك ان العماد ميشال عون هو عقدة اساسية امام اي تسوية. فالسيد نصرالله يعلم حين قال ان التسوية تتطلب تنازلات متبادلة، وان عقدة الجنرال عون التي عطلت الرئاسة لعام ونصف العام لا يمكن ان تستمر حين التسليم بضرورة التسوية، اذ ليس من المنطق ان تكون التسوية هي تسليم بمطالب قوى 8 آذار. فعندما بادر الرئيس سعد الحريري الى تسمية سليمان فرنجية كمرشح يقبل به للرئاسة الاولى، وفي هذه الخطوة المفاجئة والصادمة لجمهوره، كان يقول لقوى 8 آذار ان هذا “اقصى ما يمكن ان اذهب اليه”. ولم يخطر في بال احد ان 8 آذار يمكن ان ترفض هذه التسوية التي تجعلاحد اقطابها رئيسا للبلاد. لكن ما حصل ان فرنجية عاد خائبا من حلفائه. ليس الجنرال عون وحسب، فهو يعلم موقف عون وردة فعله، كما يعرفهما ايّ لبناني، لكن الخيبة هي من موقف حزب الله، الذي لم يظهر ترحيبا او دعما لهذا الترشيح ولم يبذل جهدا متوقعا من السيد نصرالله تجاه العماد ميشال عون، منذ لحظة اعلان نصرالله استعداده للتسوية التي طرحت اقرب حلفائه رئيسا للبلاد.

ولا يخفى ان ايقاع حزب الله السياسي يتحرك على وتر اقليمي، وارتباطه العضوي بالمشروع الايراني في المنطقة هو الذي يحدد اولوياته ومساراته، فكيف اذا كان الموضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية؟ التي طالما كانت وبمعزل عن حزب الله شأنا اقليميا ودوليا اكثر مما هو شأن داخلي لبناني. لذا حين قرر نصر الله ان يجري تسوية لبنانية، كان ذلك بالضرورة يستند الى وقائع اقليمية تدفع الى انجاز هذه التسوية، وبرزت لاحقا مواقف ايرانية، منها لمستشار المرشد الايراني علي ولايتي، المح خلالها الى تشجيع ايراني لانجازها. القصد مما تقدم هو القول ان المعطى الاقليمي هو الذي يحدد موقف حزب الله من تسوية الرئاسة. وعندما قال حزب الله انه حاضر للتسوية، كان يدرك ويعلم انه سيمارس ضغوطا على العماد ميشال عون لانجاز التسوية، لذا فإنّ ما بدّل موجة حزب الله التسووية ليس موقف الجنرال المعروف مسبقاً، بل ثمة عوامل اقليمية هي ما دفعت حزب الله الى وضع التسوية اللبنانية على “الرفّ”.

ومن هنا يمكن ملاحظة امرين سببا هذا التحول لدى حزب الله. الأول هو ان التسوية التي كان يتطلع حزب الله اليها لا تقوم على اقتراح شخص فرنجية، بل ربما يرغب بالوصول الى رئيس من خارج المربع الماروني، بما يستتبع ذلك من الاتيان برئيس حكومة ليس سعد الحريري. ولكن الامر الثاني هو ان التسوية التي كان يطمح نصر الله لانجازها تنطوي على فعل مقايضات اقليمية بين ايران والسعودية في ملفات عدة ابرزها الملف السوري والملف اليمني. لكن الموقف السعودي بدا غير مهتم، واظهرت الوقائع ان ايران والسعودية ذاهبتان الى مزيد من التصعيد، وصولا الى وقف بثّ محطة المنار عبر العربسات. وكان واضحا الاستياء الايراني الذي عبرت عنه الخارجية الايرانية من عقد مؤتمر المعارضة السورية في الرياض. ولم تظهر الرياض، رغم المراوحة العسكرية في اليمن، استعدادا للجلوس مع ايران لبحث مستقبل اليمن. التصعيد الايراني – السعودي لا يسمح بانجاز تسوية لبنانية تبدو خارج السياق ولا تنطوي على تسوية اقليمية ولو في الحدّ الأدنى. المسار يتجه على ما يبدو نحو مزيد من التصعيد في سورية. وبيان وزارة الخارجية الاميركية قبل ايام، حين حذر الرعايا الاميركيين من زيارة لبنان، كان يشير الى مخاوف من حدوث تطورات امنية نتيجة التأزم السوري. فالثابت ان المرحلة المقبلة هي مرحلة تجميع اوراق في سورية. المعارضة تجمع اوراقها السياسية بدعم خليجي وتركي، والنظام السوري مع ايران وروسيا يسعيان لاستعادة اراض خسرها النظام. وكل ذلك يؤشر الى مناخ تصعيدي يصعب على ايران ان تقدم خلاله على تسوية في لبنان تبدو فيها الرياض كما لو أنّها حققت مكسبا. حتى و كان ذلك على مستوى عودة الرئيس الحريري الى بيت الوسط، وليس السراي. الرئاسة اللبنانية ليست ورقة رخيصة في يد من يملكها، بحيث يقدمها الى اللبنانيين من دون ثمن، فيما الاثمان المطلوبة يجب ان تدفع في سورية واليمن لا على الاراضي اللبنانية ولا في الرابية تحديدا.

 

التحالفات الطويلة الأمد معطى مستمر بشكل متقطع

وسام سعادة/المستقبل/14 كانون الأول/15

هل تتجه السياسة اللبنانية إلى مرحلة من التحالفات السياسية تطول لسنوات، بعد أن عاشت البلاد، تجربة ائتلافين متواجهين، أحدهما منظم بشكل جبهوي في العقد الأخير؟ نعم إذا ما استذكرنا أن مجلس العام ألفين وتسعة هذا كان أول مجلس ينتخب في يوم واحد بهذا الاصطفاف السياسي الواعي والشامل على طول المساحة، بين «الآذارين»، وان مفهوم «الاكثرية النيابية» الذي ولد بنتيجته انخسف في مدة قياسية، ليظهر محدودية اي انتصار انتخابي ما دامت معادلة السلاح لا تزال قائمة، بما في ذلك هشاشة التحالف الانتخابي في وجه معادلة السلاح قياساً على أثر هذا السلاح على بعثرة التحالف نفسه. ولا يمكن الإسراع في دفن اي نكهة تحالفية طويلة الأمد، اذا ما وضعنا بحسابنا ان المشروع الفئوي المسلح الذي يقوده «حزب الله» ليس من النوع الذي يسهل للسياسة اللبنانية عودتها الى سياسة الأعيان والوجاهات ليس الا. صحيح أن الحزب المسلح لا يصعب عليه فرط اكثرية نيابية قامت لمواجهته، لكنه في الوقت نفسه يجبر المكونات السياسية والأهلية على عدم الذهاب بعيداً في عملية تفكيك التحالفات السياسية العريضة والطويلة. الحزب يعطل السياسة كما المؤسسات، مقدار ما استطاع، لجهة عدم اتاحة المجال لايجاد معالجة مؤسسية او سياسية للمشكل معه. لكنه يحمي السياسة نفسها من «اللامعيارية» القصوى، من التشظي لعشرات المعادلات الصغرى بدل المعادلة الثنائية «الآذارية» الحالية، وفي الوقت نفسه، فان الحزب الذي اطاح بأكثرية العام الفين، أو سرع انفجار تناقضاتها الداخلية، او استفاد من هذا الانفجار فحسب، لا مصلحة لديه في اقامة اي اكثرية نيابية في الوقت الحالي، من اي نوع، بل لا مصلحة لديه الا في ابقاء الواقع على ما هو عليه الآن، تحنيطه. ليس صحيحاً ان هناك تحالفات سياسية في كل شيء الا الانتخابات. التحالفات السياسية انتخابية تكون في الدرجة الاولى. هذا يعني ان الاختلاف على قانون الانتخاب والتمديد للمجلس وشغور رئاسة الجمهورية ثلاثة وجوه تقلل الى حد كبير من التحالفات السياسية المزمنة. التحالف السياسي لا بد وان يرتبط بتحالف انتخابي، لكن العكس ليس صحيحاً. للتحالف السياسي معاييره أيضاً: الاتفاق على الهدف، وعلى الوسيلة لبلوغ الهدف، وعلى حرية نقد الحليف. التحالف السيادي الذي قام لإخراج جيش الوصاية ثم لمواجهة مشروع «حزب الله» لم يعد يجد امتداده الطبيعي في التحالف الانتخابي، ولم يعد الاتفاق على الهدف ووسيلته متاحاً. في الوقت نفسه، فإن امتناع قيام تحالف سياسي بديل، وبقاء مشكلة سلاح الحزب حتى لو كانت لا تطرح إعلامياً ليل نهار اليوم، يجعل من الأنسب التروي قبل القول بأن التحالفات الطويلة الأمد انتهت. هذه التحالفات لا تزال معطى متواصلاً إنما بشكل متقطع!

 

سهى بستاني: مقابل كل مواطنين لبنانيين مقيمين ... لاجئ سوري أو فلسطيني أو عراقي

«اليونيسيف» تعمل في 251 موقعاً لبنانياً داخل تجمّعات السوريين غير الشرعية

الإثنين، 14 ديسمبر 2015  /الراي/| كتب أسامة مروة

معظم السوريين لا يملكون 200 دولار للحصول على إقامة في لبنان

• السوري يرضى بنصف راتب اللبناني... فتزداد المشاكل بين الفئتين

• 80 في المئة من اللاجئين في لبنان يقيمون في المناطق الأكثر حرماناً

مع نهاية العام 2011، ظهرت البوادر الأولى لأزمة سورية طويلة الأمد، إلا أن الحكومية اللبنانية أغمضت عيونها عن واقع أن آلاف السوريين يلجؤون بطرق شرعية وغير شرعية إلى لبنان، معتبرة أن المشاكل في سورية لن تطول.إلا أن وصول عدد السوريين اللاجئين إلى لبنان إلى نحو مليون شخص خلال فترة قصيرة، وضع الجميع أمام أمر واقع لا مفر منه، ألا وهو «يبدو أن الأزمة والحرب السورية ستطول، ومن الواجب على الجميع فتح الباب ومساعدة اللاجئين السوريين في الحصول على بعض المساعادت الإنسانية الضرورية»، من هنا تبدأ مسؤولة الإعلام والاتصال في مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في بيروت سهى يساط بستاني حديثها، متسائلة عن «السبب الذي أخر تحرك السلطات المعنية لتنظيم عمليات اللجوء السوري إلى لبنان، الذي فيه من المشاكل والويلات ما يكفيه». تتولى بستاني مسؤولية تنظيم الزيارات لوفود المنظمة الدولية في بيروت إلى المخيمات السورية غير الرسمية القائمة في أغلب المناطق اللبنانية، وقالت إن عدد اللاجئين المقيمين في لبنان اليوم يصل إلى مليوني شخص، في حين يصل عدد السكان في الدولة إلى 4 ملايين مقيم، ما يعني بحساب الأرقام أنه مقابل كل مواطنين لبنانيين مقيم، هناك لاجئ مقيم. بستاني التي استقبلت وفداً صحافياً كويتياً على هامش زياته لمخيمات السوريين في لبنان في مكتب«اليونيسيف»في بيروت، أشارت إلى أن الدولة اللبنانية لم تسمح بإقامة مخيمات رسمية للاجئين السوريين داخل أراضيها أسوة بما حصل في الأردن وتركيا، خوفاً من تحولها إلى مخيمات دائمة كتلك القائمة للفلسطينيين، فكان الحل عبر تجمعات غير شرعية عبارة عن خيم منتشرة في أغلب المناطق اللبنانية، يعاني سكانها من صعوبات على مدار العام صيفاً وشتاء. وأفادت مسؤولة الإعلام والاتصال في المنظمة إلى أن 80 في المئة من اللاجئين السوريين يقيمون اليوم في مناطق يعيش بها 64 في المئة من اللبنانيين الأكثر فقراً، والتي تتركز في طرابلس وعكار والضنية والجنوب، ما أدى إلى زيادة المشاكل الأمنية والاضطرابات في العلاقة بين اللبناني والسوري. وعن سبب المشاكل، تقول بستاني، إن اللبناني في هذه المناطق بالكاد يجد ما يأكله ويعمل بأجور زهيدة، وجاء السوري ليرضى بأجور أقل منه فحرمه من العمل ورفع الضغوطات عليه، فتكثر المشاكل بين الفئتين المحكومتين بالأمر الواقع. ولفتت إلى أن المنافسة في سوق العمل ارتفعت بشدة، خصوصاً وأن السوري يعمل في كل القطاعات ويقبل بالحصول على نصف راتب العامل اللبناني، فيقوم صاحب العمل بتفضيل الأول طمعاً بالحصول على نسبة أعلى من الأرباح.

لا أوراق ثبوتية

ذكرت بستاني أن السلطات اللبنانية وحرصاً منها على تنظيم وجود اللاجئين السوريين في لبنان، لجأت إلى اعتماد ورقة الإقامة، فطلبت من السوريين تقديم أوراقهم الثبوتية وإفادة من المخاتير في المناطق التي يقطنون بها، مع فرض مبلغ 200 دولار أو ما يعادل 60 ديناراً للحصول على الإقامة في لبنان.

وأضافت أن أغلب السوريين الموجودين في لبنان، لا يقدرون على دفع المبلغ المطلوب من الجهات المعنية في الدولة، خصوصاً وأن الحصول على الإقامة يمنع السوري من العمل داخل الأراضي اللبنانية ويجبره على انتظار المساعدات، لافتة إلى أنه من هنا ونظراً لضعف القدرة المادية يمتنع العديد من السوريين عن التسجيل في الدوائر الرسمية اللبنانية والحصول على بطاقة لاجئ سوري.

مليونا لاجئ في لبنان

وبينت أن العدد الإجمالي للاجئين السوريين في لبنان يصل إلى نحو 1.2 مليون سوري تقريباً من أصل مليوني لاجئ على الأراضي اللبنانية، بينما يتوزع العدد الباقي بين الفلسطينيين المقيمين في المخيمات اللبنانية، والعراقيين، والفلسطينيين الهاربين من المناطق السورية خلال الحرب.

التعامل مع الفئات الأكثر حرماناً

ذكرت بستاني أن«اليونيسيف»تتعامل مع الأطفال اللبنانيين الأكثر حرماناً، ومع الأطفال السوريين والفلسطنيين والعراقيين الأكثر حرماناً أيضاً، لأن الموارد المالية التي تملكها لا تساعدها لمساعدة كافة اللاجئين في لبنان.

مواقع العمل... وتحديات متعاظمة

وكشفت بستاني أن المنظمة الدولية تعمل في لبنان في 251 موقعاً في مناطق من الأكثر حرماناً من الخدمات في البقاع وطرابلس وعكار وأقصى الجنوب. ولفتت إلى أنه قبل الوصول إلى لبنان، عانى السوريون من اللجوء داخل بلدهم ومن ثم اضطروا للهرب إلى لبنان، ما زاد من المشاكل النفسية والاجتماعية لديهم.

وأشارت إلى أن منع الرجل السوري من العمل، اضطره لإرسال زوجته وابنائه للعمل في لبنان، ما ساهم في تغيير العدات والتقاليد، وزيادة المشاكل، وارتفاع نسبة العنف الأسري والجسدي، فضلاً عن ارتفاع نسبة عمالة الأطفال.

الطبقة المتوسطة... أعدمت

وقالت إنه في بداية الأزمة السورية، كان هناك العديد من السوريين من أصحاب الطبقة الوسطى من المهندسين والأطباء واصحاب الشركات، الذين قاموا في البداية باستئجار منازل لهم من خلال المدخرات التي يملكونها، قبل اضطرارهم لبيع أغراضهم والسكن في خيم وانتظار المساعدات للعيش، مع صرفهم لكل المبالغ التي أتوا بها من سورية.

شراكات «اليونيسيف» داخل الأراضي اللبنانية

لفتت بستاني إلى أن«اليونيسيف»تعمل في لبنان بالتعاون مع الجهات الرسمية في وزارة التعليم والطاقة والصحة والشؤون الاجتماعية وغيرها، مبينة أنه في قطاع التعليم، اتفقت مع وزارة التربية على استقبال التلامذة السوريين في المدارس الرسمية شرط ألا يتجاوز عددهم 50 في المئة من إجمالي التلاميذ في الفترة الصباحبة وتدفع 320 دولاراً سنوياً على التلميذ الواحد سنوياً، وفترة مسائية مخصصة لهم فقط وتدفع خلالها 600 دولار عن التلميذ الواحد. وبينت أنه على المستوى الصحي، تلجأ«اليونيسيف»إلى عقد الشراكات لاستقبال العائلات السورية والأطفال منهم خصوصاً في المراكز الصحية الرسمية بالتعاون مع وزارة الصحة، كما تلجأ إلى تنظيم زيارات صحية و قوافل صحية أسبوعية إلى مناطق محددة لمعالجة المرضى وتقديم الأدوية واللازمة لهم.

15 ألف ولد سوري سجلوا...

ولا يحضرون صفوفهم

قالت بستاني إن أرقام «اليونيسيف» تظهر أن هناك 15 ألف طفل سوري سجلوا أسماءهم في المدارس الرسمية اللبنانية، إلا أنهم لا يحضورن صفوفهم، بسبب اضطرارهم للعمل وإعالة أهلهم، مبينة أنها تعمل على إيجاد الحلول اللازمة لوقف عمالة الأطفال، وإقناع الأهالي بضرورة إرسال أطفالهم إلى المدارس، إذ ان الكثيرين يتحججون ببعد المدرسة عن المركز الذي يعيش به، ويخافون على بناتهم من التحرش الجنسي، فيمتنعون عن إرسالهن إلى المدارس للدراسة.

200 ألف بطاقة بنكية

أوضحت بستاني أن المنظمة الدولية قدمت خلال العام الحالي نحو 200 ألف بطاقة بنكية بقيمة 40 دولارا للواحدة منها لكل طفل سوري في المناطق الأكثر حرماناً من الخدمات، من أجل استخدامها في شراء حاجيات الشتاء من أحذية وملابس شتوية، منوهة بأنها تقدم هذه البطاقات لمرة واحدة فقط.

 

مخاوف من عودة الأجهزة القمعية إذا انتخب فرنجية رئيساً للجمهورية ومسؤول فرنسي في الاليزيه: مبادرة الحريري لن ترى النور وعليه الكف عن المناورات

حميد غريافي:/السياسة/14/12/15/يتزايد يوماً بعد يوم رفض اللبنانيين في الداخل والخارج فكرة أن يكون رئيس الجمهورية المقبل من صنع سوري ومدعوماً من ميليشيات »حزب الله«، وسط انتقادات حادة لرئيس »تيار المستقبل« سعد الحريري الذي يوصف بأنه بات على ما يبدو مدمناً على »احتضان أعدائه وتقبيلهم« بعدما قتلوا والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعلى طعن حلفائه في ظهورهم. وتخوف رئيس »المجلس العالمي لثورة الأرز« في سيدني جوزيف بعيني من ان »يُصاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بلوثة (النائب سليمان) فرنجية، استناداً إلى تصريحاته وخطبه الأخيرة »شديدة الاعتدال والانبطاح«، وهذا ما سيتسبب في تلاشي الوجهين المسيحي والسني اللذين يحيطان به حتى الآن ويدعمانه للرئاسة، كما أن لا عتب على الرئيس السابق أمين الجميل الذي ليس هو أقل تشبثاً بكرسي الرئاسة من ميشال عون، رغم فشله في ادارة الدولة والجيش في عهد رئاسته بمطلع الثمانينات.

وقال بعيني لـ«السياسة« في لندن »إننا نتلقى دورياً اتصالات من قادة سنة في طرابلس وبيروت وصيدا والبقاع، تندد بمبادرة سعد الحريري (بترشيح فرنجية للرئاسة) التي اطلقها فجأة من دون العودة الى اي زعيم في قوى »14 آذار«، وراجع بشأنها بعض قادة المملكة العربية السعودية ولكن من الصف الثاني، من دون الحصول على موافقة من القيادة العليا، إذ أبلغ مسؤولون سعوديون موفدَين لبنانياً وفرنسياً عدم تشجيعهم الحريري على الاستمرار في مبادرته، مقترحين استبدال سليمان فرنجية بابن عم والده النائب السابق سمير فرنجية الأكثر اعتدالاً منه وقبولا لدى عامة اللبنانيين والدول العربية والغربية، وهو من الزعماء اللبنانيين القلائل الذين لم يلطخوا ايديهم بدماء لبنانية او غير لبنانية، كما انه اوسع علما وثقافة من سليمان، خصوصاً ان رئيس »اللقاء الديمقراطي« وليد جنبلاط لن يتردد في اختيار سمير فرنجية فهو صديقه القديم وأحد اركان القوى التقدمية والوطنية خلال الحرب اللبنانية«. وفي السياق نفسه، نسب ديبلوماسي لبناني في باريس الى احد اركان قصر الاليزيه قوله ان »زوارا لبنانيين مدنيين وروحيين سألونا عن موقفنا من مبادرة الحريري بالنسبة لترشيح سليمان فرنجية، كما سألونا عن موقفنا من ترشيح سمير فرنجية أحد اركان ثورة الارز و14 آذار«. وأعرب المسؤول الفرنسي عن اعتقاده ان تكون مناورة أخرى من مناورات الحريري لإعادة لفت النظر اليه استعداداً ربما للعودة »الصاخبة« إلى لبنان، الا انها مناورة لن ترى النور، فالحريري غير قادر على تسويقها لدى حلفائه السعوديين الذين لن يتخلوا بأي حال من الاحوال عن حلفائهم المسيحيين أمثال سمير جعجع وامين الجميل وبطرس حرب وسمير فرنجية. واضاف ان »جعجع والجميل وشمعون وحلفاءهم هم حلفاء تقليديون للسعودية ودول الخليج ومصر من قبل ظهور آل الحريري، وبالتالي فإن أولئك لن يتخلوا عن هؤلاء الحلفاء وعلى سعد ان يبحث عن مناورة أخرى تكون أكثر واقعية ومنطقية تتلاءم ومصالح المملكة في لبنان والمنطقة، خصوصاً انها بحاجة ماسة الى المسيحيين في المستقبل القريب لمساعدتها في لبنان على الخلاص من ايران مادام حليفها السني (الحريري) عاجزاً عن الدفاع عن مناطقه كما اثبتت احداث 7 مايو« 2008.

وتوقع المسؤول الفرنسي المخضرم ان »يقحم سليمان فرنجية اذا صار رئيسا للجمهورية لبنان في حرب مع النظام السوري الجديد الذي بات يقرع أبواب القصر الرئاسي في دمشق، وقد يعمل جاهداً على تغطيس الجيش اللبناني في المعركة ضد ذلك النظام مدعوماً من آلاف مقاتلي »حزب الله«، بحيث قد تتحول تلك المعارك الى حرب اهلية جديدة تكتسح لبنان بكامله«. واعتبر أن اتصال الرئيس فرنسوا هولاند الاسبوع الفائت بسليمان فرنجية »لن يقدم أو يؤخر، وهو اتصال لا يضفي اي شرعية اوروبية او دولية على امكانية انتخابه، مادام ان موارنة لبنان انفسهم لا يمنحونه هذه الشرعية حتى ولو تم انتخابه«.

من جهتها، أبدت مرجعية روحية لبنانية تزور باريس راهناً »مخاوف كبيرة«، حسب قولها، من أن »وصول سليمان فرنجية بالفعل الى كرسي الرئاسة الاولى قد يعيد الى البلاد الكابوس الامني الذي رزح تحته خلال عهد الاحتلال السوري، فيأتي بالضباط الاربعة (الذين اعقلوا اشتباه بضلوعهم في اغتيال الحريري) المنبوذين من الجميع ليحيط نفسه بهم ويستخدمهم في محاربة خصومه السياسيين الجدد والقدامى«. وأكدت المرجعية لـ »السياسة« أن »اتصالاً واحداً من بشار الاسد بفرنجية كفيل بأن يعيد جميل السيد ومصطفى حمدان وعلي الحاج الى الواجهة، مع صلاحيات قمعية كانوا مارسوها في عهد الرئيس السابق اميل لحود، وحولوا البلد بها الى سجن كبير ومطبخ للفبركات الامنية التي قذفت بخيرة مفكري البلد الى الخارج«. وأعربت المرجعية عن قلقها الشديد من ان يستخدم فرنجية بضغط من الاسد وحسن نصرالله نفوذه كرئيس للبلاد للحيلولة دون تنفيذ قرارات المحكمة الدولية واحكامها بحق القتلة والمجرمين، »وهكذا يكون سعد الحريري ساهم عن غير قصد او وعي في تمييع الاقتصاص من المجرمين الذين قتلوا والده قبل نحو عشر سنوات«، مشيرة إلى أن »مبادرة الحريري الخنفشارية قد تكون طرحت عليه من عملاء سورية وصولاً لإنقاذ الاسد من حبل المشنقة«

 

بصمات المغامرين الثلاثة

 غسان شربل/الحياة/14 كانون الأول/15

هل سيكتشف أهل الشرق الأوسط بعد سنوات أن التدخل العسكري الروسي في سورية لا يقل أهمية وخطورة عن الغزو الأميركي للعراق؟ وأن هذا التدخل أدى أيضاً إلى تغيير مصائر دول ومجموعات وأفراد تماماً كما فعلت إطلالة أبو بكر البغدادي من الموصل؟ إننا نطرح سؤالاً لا نمتلك حق الإجابة عليه اليوم. لا يزال التدخل في بداياته وإن كان واضحاً أنه مشروع انقلاب كبير على التوازنات في المنطقة والتوازنات الدولية فيها. يحمل الشرق الأوسط اليوم بصمات ثلاثة مغامرين ينتمون إلى دول مختلفة وقواميس متناقضة. إنهم جورج بوش الابن. وأبو بكر البغدادي. وفلاديمير بوتين. وفي المسافة الفاصلة بين المغامرة الأولى والثالثة تدفقت أنهار من الدم واغتيلت أنظمة وعواصم وعملت مصانع الأرامل والأيتام بكامل طاقتها. في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 نقل أسامة بن لادن الحرب إلى الأرض الأميركية. استهدف هيبة القوة العظمى الوحيدة وأمنها ورموز نجاحها. خرجت الامبراطورية جريحة من ذلك النهار. لم تكتف إدارة جورج بوش بالرد في أفغانستان. وقع خيارها على نظام صدام حسين فاقتلعته. حرب بلا تفويض من الشرعية الدولية واستناداً إلى أعذار سرعان ما تبين بطلانها. أدت المغامرة الأميركية إلى زعزعة ركائز بلد كان تماسكه ضرورياً للحفاظ على توازنات تاريخية بين العرب والفرس والأتراك. رعونة الحاكم الأميركي في تذويب الجيش العراقي شكلت هدية للمتربصين. سقطت بغداد كالثمرة الناضجة في يد النفوذ الإيراني. وسهلت المناخات ولادة ظاهرة أبي مصعب الزرقاوي وتوافد المقاتلين الجوالين. نتيجة ثالثة لا تقل أهمية. لم يكن بشار الأسد في بداية عهده متحمساً للانغماس في تحالف كامل مع إيران يضعه في مواجهة مع الغرب والاعتدال العربي. خشيته أن يكون نظامه الهدف المقبل للاندفاعة الأميركية دفعه إلى تعميق التحالف مع إيران وعلى قاعدة إفشال ما جاءت أميركا لتحقيقه في العراق وعبره ولو بتسهيل مهمة الجهاديين. أطلق «الربيع العربي» موجة جارفة من الآمال والمخاوف. أطاح أنظمة وصدّع أخرى بينها النظام السوري. وهكذا جاء أبو بكر البغدادي. من إرث الزرقاوي. وأزمة المكونات العراقية. وتصاعد النزاع السني-الشيعي والمخاوف من الهلال الإيراني. ومن الانسحاب الأميركي. واستيلاء الإسلاميين على قطار «الربيع». هكذا سقطت الموصل وتمددت «الدولة» على الخريطتين العراقية والسورية وافتتح البغدادي الزلزال الثاني في المنطقة. في معهد الـ «كي جي بي» رضع فلاديمير بوتين حليب الكراهية للغرب. سحرته شخصية جيمس بوند. الجاسوس الغامض. يخفي نواياه ويفاجئ خصومه ويسدد الضربات. جذاب وعنيف ويهوى الاستعراضات. يظهر في طائرة. ثم في غواصة. ثم على حصان. ودائماً يروض جمهوره ومعارضيه. لم يغفر أبداً لمن أسقط جدار برلين. ودفع الاتحاد السوفياتي إلى الهاوية. وحرض أوكرانيا السلافية على القفز من الحضن الروسي. وأهان أسلحة الجيش الأحمر في العراق وليبيا. من أرغم صربيا القريبة على الركوع. من حرك بيادق الأطلسي إلى شفير الاتحاد الروسي. عدو آخر تدرب بوتين على كرهه. تعلم من تجربة الشيشان خطورة «المجاهدين». دفنهم تحت ركام غروزني. وحين أطلوا مجدداً من سورية أصيب بالذعر. ماذا لو تفشت جاذبية «داعش» داخل روسيا وفي جوارها. من الأفضل محاربتهم هناك حيث الملعب عربي والقتيل عربي في معظم الأحيان. يحاربهم هناك كي لا يحاربهم لاحقاً على الملعب الروسي. اعتبر سورية فرصة لتصفية الحسابات مع عدوين هما الغرب والإرهاب. وجود البيت الأبيض في عهدة رئيس متردد فرصة لا تعوض. تدخل الجيش الروسي في سورية وأطلق بوتين الزلزال الثالث في الشرق الأوسط. أقوى أسلحة جيمس بوند الروسي صورته. لهذا ثمة من يعتقد أنه لن يغفر لرجب طيب أردوغان «وقاحته». سيتحين أول فرصة لإذلال السلطان وإرغامه على دفن هيبته في مياه البوسفور. لن يتردد في تحريك الجمر العلوي والكردي داخل البيت التركي. لكنها لعبة كبرى. وشديدة الخطورة. وبلاده ليست بمنأى عن براميل البارود إذا استيقظت. هذه لعبة كبرى. تحجيم القوة العظمى الوحيدة. وسحق الإسلاميين. وتحجيم القوى الإقليمية. والإخلال بتوازنات تاريخية في الشرق الأوسط. ذهب جيمس بوند بعيداً. هذه المنطقة فخ قبل أن تكون ملعباً. لا تنتهي الحروب فيها بالانتصار. والضربات الموجعة تؤسس لحروب مقبلة. يحمل الشرق الأوسط اليوم بصمات ثلاثة مغامرين. دفعت أميركا باهظاً ثمن تهور بوش. البغدادي جاء أصلاً في عملية انتحارية. إذا انتصر بوتين ستتغير ملامح المشهدين الإقليمي والدولي وستزداد شهيته للفتوحات. إذا تعذر عليه الانتصار سيكون الاسم الثالث في لائحة المغامرين الذين أدموا الشرق الأوسط وتركوا بصماتهم على ركامه.

 

انفجار إقليمي أو تراجع... أردوغان؟

 جورج سمعان/الحياة/14 كانون الأول/15

انتهى مؤتمر المعارضة السورية في الرياض. لكن لقاء «المجموعة الدولية لدعم سورية» الذي تلح عليه واشنطن قد لا يعقد يوم الجمعة المقبل في نيويورك. هل يستطيع وزير الخارجية الأميركي جون كيري غداً إقناع القيادة الروسية بالحضور؟ هذه تتردد في الموافقة لأنها لا ترى إلى الأجواء مناسبة. تتحدث عن غياب رؤية واضحة. ولا تعتقد بأن ثمة عناصر أو إجراءات يمكن التوافق عليها حالياً بين رعاة لقاءات فيينا. وأن ليس هناك تصور لما قد تحققه العملية السياسية. وإذا كانت أبدت بعض الارتياح إلى نتائج مؤتمر المعارضة، إلا أنها أخذت على المؤتمرين حضور فصائل إسلامية تصنفها حركات إرهابية وتغير يومياً على مواقعها شمال سورية وفي ضواحي دمشق. واعترضت على تغييب مجموعة قدري جميل والكرد الذين يمثلهم «حزب الاتحاد الديموقراطي» وذراعه العسكرية وحدات «حماية الشعب». مع أنها تعلم أن حضور هؤلاء كان يمكن أن يعرقل النتائج التي توصلت إليها القوى السياسية والفصائل العسكرية التي شاركت. كما أخذت على هذه القوى إصرارها على رحيل الرئيس بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية. واعتبرت أن ذلك لا يتناسب مع بيان جنيف للعام 2012. وهو ما تلتقي فيه مع رغبة الديبلوماسية الأميركية التي تمنت على المجتمعين في العاصمة السعودية تجاهل هذا المطلب، كما حصل في لقاء فيينا الثاني حيث توافقت «المجموعة الدولية» على تنحية هذا البند جانباً. وعبر كيري صراحة عن هذا الموقف بتعليقه قبل أيام أن موضوع رحيل الأسد لو ترك خارج النقاش لكان «بالإمكان تحقيق تقدم في المفاوضات مع الروس». على رغم أنه كان يعلم علم اليقين أن أحداً من قوى المعارضة لا يمكنه تلبية هذه الرغبة الأميركية وتجاهل هذا البند. التوافق إذاً لا يزال الغائب الأكبر، بين القوى الإقليمية، والدولية أيضاً. وتسوية الأزمة السورية ستنتظر مزيداً من الوقت. والواقع أن التطورات الأخيرة أدخلت هذه الأزمة في مزيد من التعقيدات. وعمقت ربط حلها بما يجري من أحداث في الإقليم. حدثت تبدلات كثيرة في المرحلة الأخيرة: من التدخل العسكري الروسي، وتصاعد عمليات الإرهاب خارج مناطق الحرب، وتدفق اللاجئين إلى أوروبا، إلى لقاءات فيينا، ثم الصراع المحتدم بين أنقرة وموسكو، وبينها وبين طهران وبغداد، إلى مؤتمر الرياض الأخير. شملت التبدلات النصوص وتعدد القراءات لهذه النصوص. من بيان جنيف في حزيران (يونيو) 2012، إلى بياني فيينا الأول والثاني، وأخيراً بيان الرياض. وشملت أيضاً البيئة أو مسرح الأزمة مع إلقاء روسيا بثقلها في الميدان العسكري الذي قد يؤدي تصعيده إلى تعديل فاضح في موازين القوى على الأرض. وكان من نتائج إسقاط تركيا طائرة روسية حرب يشنها الكرملين أفضت حتى الآن ليس إلى طي صفحة المنطقة الآمنة فحسب، بل تكاد تقوض ما بقي للنفوذ التركي في مسرح العمليات السوري. وهو ما دفع الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الهروب إلى أمام في المواجهة مع الرئيس فلاديمير بوتين. والتوجه نحو العراق. وهذه خطوة ترى إليها إيران استفزازاً لا يمكن السكوت عليه. فإذا كانت تبرر لتركيا حضورها في أزمة سورية، نظراً إلى الحدود المشتركة الطويلة مع هذا البلد، ونظراً إلى حجم اللاجئين وأعدادهم المتدفقة عبر هذه الحدود، فإنها لا يمكنها أن تهضم تقدم القوات التركية إلى ما تعتبرها حديقتها الأمامية. وتخشى دوائر أن يؤدي الصراع في بلاد ما بين النهرين إلى اندلاع نزاع إقليمي واسع.

من التبدلات أيضاً أن تركيا لم تخسر في الميدان العسكري السوري فحسب، بل إن اختيار الرياض مكاناً لمؤتمر المعارضة ثم اعتمادها مقراً للهيئة العليا للمفاوضات، وضعا مفتاحاً أساسياً للتسوية السورية بيد المملكة العربية السعودية. علماً أن إسطنبول كانت عملياً مقر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية». والذين يملكون المفتاح الآخر للتسوية من روسيا إلى إيران سيكون عليهم بعد اليوم التوجه نحو العاصمة السعودية بكثير من التأني وكثير من الحسابات، بخلاف الوضع مع أنقرة. ولا شك في أن هذا التحول سيخلق حساسيات بين بعض القوى الخارجية التي كانت تدعم هذا الطرف أو ذاك من قوى المعارضة. وهو ما يدخل الأزمة السورية في قلب الصراعات الإقليمية المحتدمة. أو يجعلها بنداً بين جملة بنود فوق طاولة التفاوض، إذا قيض للقوى الكبرى أن تدفع كلاً من الجمهورية الإسلامية والمملكة إلى حوار جدي لإنهاء الصراع المذهبي الذي تغذيه أحداث اليمن والعراق وسورية ولبنان وغيرها. أي أن أنقرة قد تخرج بخفي حنين بينما تحتفظ طهران ببعض من دورها ومصالحها ومواقعها! علماً أن السعودية لم ترغب في إثارة مشاعر تركيا وتغاضت عن دعوة حزب صالح مسلم إلى مؤتمر المعارضة.

ولن تكون قوى المعارضة بعيدة عن هذه التحولات. فإذا تمكنت القوى الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة وروسيا، من فرض خريطة فيينا للتسوية على جميع اللاعبين في الساحة السورية، وفي مقدمهم النظام وخصومه، فإن هياكل هذه القوى ستتبدل. قد تحل الهيئة العليا للمفاوضات محل «الائتلاف الوطني» و»هيئة التنسيق» وغيرهما لتكون هي الهيكل الممثل للجميع. تماماً كما حصل يوم حل «الائتلاف» مظلة واسعة حجبت «المجلس الوطني» بظلها. وأبعد من هذا إن المشاركين في مؤتمر الرياض من قادة الفصائل المقاتلة سيكونون أمام امتحان قاس. عليهم أن يترجموا فعلياً تبنيهم الرؤية المشتركة لهوية سورية ونظامها المقبل. وأن يترجموا انخراطهم في مندرجات الحل السياسي برمته، كما ورد في البيان الختامي. وقد يؤدي التزامهم هذا إلى انشقاقات ومعارك جانبية مع قوى أخرى تنضوي تحت ألويتهم، لواء «أحرار الشام» و»جيش الإسلام» وغيرهما. وقد يؤدي أيضاً إلى تصدع «جيش الفتح». فضلاً عن حروب أخرى مع قوى يصنفها الغرب وروسيا إرهابية، من تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى «جبهة النصرة» وغيرهما من تنظيمات.

وفي هذا الإطار، إن مقررات مؤتمر الرياض رفعت عن فصائل عسكرية سيف تصنيفها إرهابية، بقدر ما فتحت الباب على احتدام النقاش مجدداً حول ماهية الإرهاب وتعريفه. وهو جدل قائم منذ «غزوتي نيويورك وواشنطن» وما قبلهما. والمعروف أن النظام السوري يرفض الجلوس إلى طاولة التفاوض مع كل من حمل السلاح في مواجهته! مثلما ترفض موسكو تصنيف معظم الفصائل الإسلامية في باب القوى المعتدلة. وهذا ما جعل الأردن يتردد في قبول مهمة إعداد لائحة بالفصائل الإرهابية. مثل هذه المهمة التي أوكلتها إليه «المجموعة الدولية» ولادة مشاكل، ومشاريع خلافات مع معظم المعنيين بالأزمة السورية. لذلك لجأ إلى الطلب من كل هؤلاء إعداد لوائحهم الخاصة ليطرحها أمام المجموعة. ولا شك في أن بعض أطرافها، مثل روسيا وإيران، سيصطدم بالقوى التي اجتمعت في مؤتمر الرياض التي باتت تشكل هيكلاً موحداً لملاقاة النظام حواراً أو حرباً. ويشكل هذا عنصراً إضافياً في تعزيز الخلافات بين المتصارعين، خصوصاً بين موسكو وواشنطن، فضلاً عن الصراعات بين القوى الإقليمية. إلى كل هذه التحولات، يبدو أن تركيا باتت الهاجس الأكبر أمام استراتيجية الرئيس بوتين. كأنها احتلت رأس سلم الأولويات، وباتت جزءاً من مسار العمليات العسكرية في سورية والحرب على الإرهاب عموماً. ضيقت عليها موسكو خيارات التدخل في بلاد الشام. ورفعت من حجم ترسانتها مهددة عمق الأراضي التركية. ويخشى أن تدفعها إلى الصدام مع إيران وميليشياتها في العراق، إذا أصر الرئيس أردوغان على بقاء قواته في محيط الموصل وكردستان. فهل توفق واشنطن في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وتحد من غلواء بوتين وأردوغان؟ أم تحث مسقط الخطى في دفع الحوار بين السعودية وإيران، لينطلق من التفاهم في اليمن إلى تفاهمات أوسع تشمل كل أزمات الإقليم؟ وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله يشدد على أهمية «العلاقات المستقرة» بين المملكة والجمهورية الإسلامية، فهل تنجح السلطنة في مساعيها؟ الإقليم كله أمام مفترق خطير. إذا لم ينجح الكبار ومعهم اللاعبون الإقليميون في تقديم المزيد من التنازلات المتبادلة لن يكون هناك خيار سوى توسيع نطاق النيران. الصفقات الكبرى والتسويات الجذرية لا تنضج سوى على صفيح ساخن

 

النبعة: الشوارع للشهداء والسطوح للأعراس

أنديرا مطر/النهار/12 كانون الأول 2015

وصلنا من قريتنا إلى النبعة متأخرين سنتين عمّن سبقنا إليها من أبناء ضيعتنا. نزلنا من السيارة أمام بناية، أُعلِمنا أن فيها بيتنا الجديد. بدت لنا البناية شاهقةً بطبقاتها الست، قبل أن نصعد أدراج السلالم الى الطبقة الثالثة. بيتنا الجديد غرفتان ومطبخان وحمامان يفصل بينها رواق. فجأةً قالت أمي إن أصحابه متاولة يتزوج رجالهم أكثر من امرأة، فيفصِّلون بيوتهم على هذا النحو، تجنباً للشجارات والاشتباكات العائلية. انشغلتُ عن استطلاع بيتنا الجديد بتأمل جدرانه المطلية بلون زهري فاتح وبنقوش صغيرة لا أثر فيها للبياض المعتاد في بيتنا الريفي. تفادينا السؤال عن تلك الألوان والنقوش، واكتفينا بالجواب البديهي: متاولة.

هذا كل ما عرفناه عن أصحاب البيت لحظة وصولنا. لم ننشغل كثيرا بالتفكير فيهم، باقتفاء أثرهم، لنعرف أكثر من يكونون. لا أذكر مَن اختار هذا البيت بالضبط. لعلّه أحد أخوتي الذين سبقونا إلى بيروت بعد المجزرة التي فرّت على أثرها عائلات الشهداء وأقاربهم، وكل من استشعر خطراً على حياته في القرية. في فضائنا الجديد كان ثمة طعم للنصر يغالب شعورنا بارتجاج الانتقال الى هذا المكان الغريب الذي لا تشبهه في شيء تلك الأرض المنبسطة، الفسيحة النائية. استشعرنا ذلك النصر قبل حين، فأصداؤه وصلت إلينا عندما كنا بعدُ هناك، في قريتنا. روايات بطولية يتداولها الأهالي عوَّضت علينا هزائمنا وبلسمت جراحنا في أيامنا الأولى في المكان الغريب: الكتائب (مقاتلو الجبهة اللبنانية) طردوا الفلسطينيين من النبعة وتل الزعتر. أمّ عبدالله، المرأة السبعينية، حين وصلت بعدنا إلى النبعة، مغادرةً الضيعة للمرة الأولى، سألت أمّي أن تدلَّها على رجل كتائبي لترى كيف يكون شكله. تشكَّكتْ حين أخبرتها أمّي أنه رجل عادي، مثل ابنها وزوجها، فقالت: لكن يقولون إن ذقونهم طويلة وشعرهم طويل. وصولنا متأخرين فوَّت علينا رؤية مشاهد المنطقة المنكوبة قبل أن يحِلّ فيها من سبقونا. لكن مشاهدها وصورها تلك انتقلت الينا بالتواتر من الأقارب والجيران: أحياء بكاملها مهجورة، تلال من الردم والنفايات تقفل الشوارع، بيوت محترقة غادرها أصحابها على عجل - كما غادرنا بيوتنا في القرية - تاركين أمتعتهم وصورهم ولعب أطفالهم. وبعضهم نسي جثث أحبائه.

* * *

بالاثاث القليل الذي حملناه، رتّبنا بيتنا الجديد بما يكفي ليومين. "يومان ونعود"، قيل لنا. من الشرفة في الطبقة الثالثة بدا الشارع بعيداً جداً. أمضينا الليلة الاولى على فرش من الاسفنج، تبرّعت لنا بها جمعية خيرية. صبيحة اليوم التالي أيقظتنا أصوات الجرافات تزيل الردم والركام من الشوارع. لم يتسرب الينا نور الشمس ولا سمعنا صوت الديكة ولا خطوات الفلاحين الغادين الى حقولهم. الى الشرفة خرجنا نتفقد شمسنا الضائعة فلم نر سوى فسحة صغيرة من سماء ضبابية. سنراها لاحقاً لوقت قصير في فترات بعد الظهر من فجوة ضيقة بين خطي المباني. رائحة النفايات الدبقة المكوّمة منذ زمن في منور المبنى تتسلل من نوافذ المطبخ والحمّامات. كنا نحتاج في عزّ النهار لإضاءة كي نرى بعضنا. عمّتي تُهوِّن علينا الأمر، فتخبرنا أنها حين وصلت مع عائلتها قبل سنتين كانت البيوت أشبه بخرب، وان الشبان حين بدأوا بتعزيلها وتنظيفها كان البعّوض يعلق في شعيرات صدورهم، فتروح النساء تتسلى بتنظيفها. تكدّسنا في حي واحد سيعرف لاحقاً باسم قريتنا: "حي القاعية". نشبه رؤوس البطاطا، فلا يختلف أحدنا عن الآخر بسوى الحجم. رسمنا حدود قريتنا الجديدة في مربّع يضم أربعة شوارع. من خوفنا صنعنا لها سوراً كي لا ينفذ اليها أيّ غريب. حدود قريتنا تنتنهي عند أحياء يقطنها مهجّرون مثلنا من قرى بقاعية وشوفية، كما حيّ الدوامرة (الدامور) وحيّ الراسية (رأس بعلبك).

* * *

يومان استطالا أعواماً. عشرون عاماً أقمنا موزعين بين جدران البيت وسلالم المبنى والطبقة السفلية وبعض الملاجئ المجاورة في نهارات الحروب الطويلة ولياليها. حروب تُبدّل أسماءها فحسب، من حرب السوريين الى حرب التحرير الى حرب الإلغاء، فيما نحن قابعون مع الشموع والجرذان نحاول النجاة حالمين بالعودة الى ديارنا. بسرعة قياسية كانت تمتلئ الشقق الفارغة المخلّعة الأبواب التي اتخذناها ملاعب "الغميضة" و"بيت بيوت". حتى الأعمدة المرتفعة على السطوح حوّلها الوافدون الجدد مآوي. ببضعة ألواح من الصفيح وبضعة أكياس بلاستيك سميكة تردّ المطر وقيظ الصيف، صارت المساحات بين الأعمدة غرفاً لمهجرين فقراء أمثالنا. كتوائم سيامية تلاصقت البيوت لتزيد من شعورنا بوحدتنا، كأننا شعب يعيش تحت سقف واحد، يتشارك حياةً مشاعاً ليس فيها أي فسحة لفردية: روائح الطبخ، زوّارنا، صرخاتنا وشجاراتنا، موسيقانا وأغانينا المفضلة، كلّها مشاع. يحدث في بعض الليالي أن نغفو على إيقاع شخير جارنا يصلنا من الطبقة الأرضية، أو أن نستيقظ على نشيج جارتنا في غرفة الصفيح على السطح. نشيج متقطّع كمواء قطط الشوارع الشريدة. في توقيت ثابت، بعد منتصف الليل بقليل، يخترق سكونَ الليلِ صوتُ جارتنا العروس، آخر الواصلين مع زوجها الى جيرتنا. يخرج الجيران الى الشرفات قلقين. حائرين صامتين ينظرون جميعاً الى حيث يطلع صراخ العروس من الأعلى. أفكر في أن المرأة الشابة يضربها زوجها، كحال كثيرات في حيّنا. لن تطول حيرتنا، فأسرار البيوت المغلقة بأبواب مرتجّة سرعان ما تنفذ من فسوخ الجدران المتشققة. العروس تصرخ وتنتحب لأن زوجها "بدّو يجيها من الخلف"، تقول نجاح - أو مختارة الحي كما اعتدنا أن نسمّيها – لنسوة البناية في صبحيّة تدور فيها فناجين القهوة في شقة نجاح القادمة مع عائلتها من ضهور العبادية. تستوقفني العبارة التي سمعتها للمرة الأولى، من دون أن أفهم معناها، إلّا أنها أدخلتني عالماً من صور وتهويمات جنسية لم ترس على مشهد يقيني.

* * *

لم تمضِ سنتان على انتقالنا الى النبعة حتى باغتنا فرح جماعي. على بلاطٍ عارٍ نستمد منه رطوبة باردة، جلسنا في نهار صيفي حارّ متراصّين. عيوننا مسمّرة على الشاشة الوحيدة بالأبيض والأسود. كلما خرجت ورقة من الصندوق الخشبي وتردّد اسم بشير الجميل انتفخت قلوبنا وتسارع نبضها. قبل أن يُعلَن فوز بشير خرج الناس الى الشارع أفواجاً أفواجاً. تجمعوا أمام قسم الكتائب في شارع مقابل لبيتنا. على بعد خطوات وقفتُ أتفرج على فرحة غير واضحة، لكنها معدية وجارفة. للمرة الأولى أرى رجالاً بعمر والدي بغنابيزهم وحطّتاهم وعقلهم يدبكون الدبكة البعلبكية. النسوة تزغرد وتنثر الورود والأرزّ، فيما صبيةٌ جميلة تندسُّ وسط حلقة الدبكة وترقص كأن الفضاء لا يسعها. قبل انتخابه بأيام أقام حزب الكتائب احتفالاً لأولاد الشهداء في الأشرفية في رعاية بشير الجميل. فرحتُ بالرحلة القصيرة بين النبعة والأشرفية. ومن داخل قاعة فسيحة شبه معتمة سمعتُ خطباً وأغاني حربية: "عالصخر منحفر كتائب". ثم نودي الأطفال بأسمائهم ليصعدوا الى المسرح ويتسلّموا الهدايا من القائد. لم أكن ابنة شهيد، فحرمت من الهدية ورحت أتلهى بالاستماع الى الأرامل المتشحات بالسواد يتبارين في غناء الـ"أويها" للشيخ بشير. على سطح المبنى الذي نسكنه، في غرفة غير مسقوفة وضعتْ أمّي صاجاً لخبز "الأيام السود" كما تسمّيها، حينما يشتدّ القصف وتقفل الأفران. بعد ظهر يوم خريفي غائم كان موعدنا مع احتفالية الخبز وطقسه مع إبريق الشاي واللبنة البلدية. رائحة الخبز تنتزعنا لوقت قليل من بين جدران الباطون، وتعود بنا الى حيث كنا قبل أن نصير مهجرين. أخي ورفاقه وكل من تصل اليه الرائحة يشاركنا طقس الخبز. دويٌّ قويّ في مكان قريب قطع علينا ثرثراتنا وصخبنا. أشار أخي بإصبعه في اتجاه الأشرفية، فرأينا سحب دخان أسود يتجمع فوق سمائها: اغتيل بشير الجميل. بطيئةً متثاقلة وكئيبة مرّت الساعات قبل أن يتلاشى حلمنا نتفاً. نتأرجح بين روايات وهمية، لكننا نردّدها كرجاء بأن تصبح حقيقة: شوهد في مبنى "صوت لبنان". لم يُعثَر على محبسه. كان برفقة ماغي فرح. انبلج فجر اليوم التالي على خبر الرئيس المصلوب، مسيحنا الثاني كما تقول جدّتي (إشارة الى موته في عيد الصليب وعن 33 عاما ًكالمسيح). احتاج الأمر سنوات حتى صدّقنا. وبكى والدي كما لم يبكِ قطّ من قبل.

* * *

استمر توافد المهجرين من قرى وبلدات أخرى، من الشوف والجبل. سكنوا في الحسينيات والجوامع والمدارس الرسمية. لم يعد غريباً أن أسأل زميلتي في المدرسة عن عنوان سكنها، فتقول لي في الحسينية، أو في مدرسة برج حمود الرسمية الأولى. في إحدى الغرف أسرّت لي زميلتي المهجّرة من دير القمر أنها تعرضت للاغتصاب خلال حصار البلدة. من؟، سألتها على الفور من دون أيّ مراعاة لشعورها. لكنها ظلّت صامتة. بانتظام تكرّ أيامنا في النبعة متخففة تدريجاً من غربة المكان. نعتاد الحياة ونألفها بضوضائها وعشوائيتها. في مواعيد ثابتة لا يلغيها إلا تجدّد القتال، يخرج التلامذة الى مدارسهم القريبة، والعمال الى أشغالهم، وتنطلق الأمهات الى سوق الخضر المسقوف في الشارع القريب. بعد الظهر يتجمع المراهقون على ناصية الشارع أمام محال لرجال من قريتنا استبدلوا بها ساحات القرية. دكانة أبو مروان معلم في الحي يُستدل بها الى البيوت. يقصد الشبّان شيخ العشيرة لخفّة دمه ولحسّ سخريته اللمّاح المفتقد بين أبناء جيله. فلطالما اعتبر أهلُنا أن المزاح يقلل من الهيبة. بآراء سياسية يطلقها من بين المسامير المجمعة بين شفتيه، ينافس أبو منذر الإسكافي شيخَ العشيرة على استقطاب الشبان. حتى أنه علّق في محلّه بين أكوام الأحذية المهترئة وسندان التصليح ورقة كتب عليها: "سياسة العالم تنبع من هنا". من خزّان الذكريات المتراكمة كسنيّ أعمارهم يروي الرجلان حكايات من ماضٍ لم يعشه أبناء الضيعة. كانا في عمر الشباب في حكاياتهم عن حزبيات وتحزبات وشجارات كانت أسلحتها العصي والحجارة. يختل إيقاع الحياة قليلاً في عطلة نهاية الاسبوع. ليلة السبت مكرّسة لسهرات تلفزيونية فنية كنا نظن أنها مكافاة لأمثالنا، قبل أن نعرف أن هناك عالماً آخر أبعد من حيّنا بأمتار يخرج أناسه للسهر والترفيه في نوادٍ ليلية ومطاعم فاخرة. نكتفي بالتفرج على برامج سيمون أسمر الفنية فنطرب ونرقص ونشكر الله على نعمة التلفزيون، في انتظار نهار الأحد الذي يحوّل النبعة مدينة ضباب يتصاعد من شواء اللحم على الشرفات والسطوح، في عادةٍ أو ادّعاء ريفي بسيط.

* * *

سطعت شمس الـ "ال بي سي" بعد سنوات تخلّلتها حروب قصيرة حاسمة على شكل انتفاضات تندلع فجأة وتخفت بعد أيام، لكن بين الأخوة الأعداء هذه المرة. أضاء ليالينا المعتمة انطلاق برنامج نادي النوادي، فراحت القرى تتنافس في ما بينها. حمل البرنامج التلفزيوني صوتنا وصورتنا الى خارج أسوار النبعة، فأعادت وصل ما انقطع بين أهلنا "الصامدين" في القرية ومهجّريها. على حلقات متتالية كانت المنافسة تشتد على أجمل دبكة وأفضل مونة وأجمل بيوت عتابا. صار في امكاننا أن نمشي مرفوعي الرؤوس ونقول إننا من هناك، وهذه صورنا. أبو مروان الزجّال صار يبثّ الحماسة فينا بموّاله: "أنا من القاع وبتكَنى بقاعي/ لولو ودهب مخزن بقاعي". تكتب إحدى الصحافيات مقالاً في "المسيرة" مقيمةً أداء النوادي. كإهانة جماعية تصلنا عبارتها: "القاعيون بعيدون عن الحضارة المدينية". أُوعز إلينا بالاتصال بها من هاتف القسم الكتائبي لاستنكار تهجمها عليها. تُبادر إحدى المشتركات بالبرنامج التلفزيوني بالاتصال، فأسمعها تقول: "ألو المسيرة؟ نحنا مش بعاد عن الحضارة"، وتجهش بالبكاء. يوم غزت الفضائيات والصحون اللاقطة البيوت تحوّل ليل النبعة ليلًا مشعاً. بعيد منتصف الليل تتحوّل بعض القنوات العلمية الرصينة قنوات إباحية. من غرفة النوم أقفز فوق الفرش الإسفنجية التي تغطي مساحة الغرفة كلها، وأخرج الى الشرفة أراقب ترددات الأضواء المتعاكسة في خفوتها وسطوعها على الشرفات المتقابلة. أخمِّن أياً من تلك البيوت يتابع هذه القناة أو تلك. ليس بدافع أخلاقي كانت الفضائيات محظورة في منزلنا، بل لأن الإشتراك فيها كان مكلفاً، فرحنا ندخل خفيةً منزل جارتنا الأرملة في المبنى المقابل، ونسارع في تقليب القنوات التلفزيونية لنقبض على مشاهد سريعة من أفلام البورنو. عابرة وسريعة، لكنها كافية لأفهم، بعد مرور سنوات، ما كانت تعنيه جارتنا حين قالت: "بدّو يجيها من الخلف".

* * *

زوزو المقاتل المتنقل بين كل الجبهات، يخرج في الظهيرات الحارّة من قوقعته مرتدياً بنطلون بزّته العسكرية وقميصاً قطنياً أبيض، حاملاً قنينة البيرة بيد والكلاشنيكوف باليد الثانية. شجاراته مع أمّه تصل أصداؤها الى البنايات المجاورة، فيختمها بجولة معتادة في الشارع، موجهاً رشّاشه الى السكان المصطفّين على الشرفات. يكيل الشتائم للجميع. في بداية الأمر كنا نهرع سريعاً الى الداخل، كلّما لمحناه. ليس رشّاشه المصوّب الى وجوهنا ما كان يخيفنا، بل رأسه ووجهه المشوّهان. وجه بعين واحدة ورأس مبعوج، فقد استدارته وصار منحرفاً كانحراف صاحبه في تيارات الحروب. قاتل زوزو ابن قريتنا مع جيش سعد حداد في الجنوب، قبل التحاقه بالميليشيا المسيحية الأقوى ليضمن راتباً يعيله ووالدته بعدما أطلق النار على رأسه رجلٌ من مسدسه، إذ باغته في السرير مع زوجته. متى ضاقت علينا البيوت الصغيرة استخدمنا كل الفضاءات المتاحة. فالشارع ملعبنا في أوقات الهدن المتقطعة بين جولتين قتاليتين. الشارع أيضاً ساحة لتشييع شهدائنا المتواترين في حروب الجبل والتحرير. من شرفاتنا كنا نلقي النظرة الأخيرة على الشبّان المسجّين في نعوشهم، فيما النسوة متحلقات حولها يرقصن ملوّحات بمناديلهنّ البيضاء. على طول الشارع المغلق أمام السيارات، تُرصف كراسٍ للمعزّين قبل أن يحين موعد حمل النعش سيراً على الأقدام الى كنيسة العناية القريبة في الدورة. كنيستنا موئل أفراحنا ومقبرة موتانا. الشارع عينه كان يتحوّل في لحظة مسرح جريمة. ما إن تتلاقى سيارتان متقابلتان حتى يعلو صوت أحد سائقيها المسلّح بطبيعة الحال: ارجع، ما برجع، نغمة يومية مشهورة تدخلني فوراً الى البيت، يدايَ تسدّان أذني، وتدوّي طلقات الرصاص. طلقة واحدة أحياناً، لكنها تكون جارحةً أو قاتلة. يضاف الى أعداد الشهداء واحد من شهداء الطريق، فتُلصَق صورهم على الجدران وزجاج السيارات مزينةً بأشرطة بيضاء وعبارة "لن ننساك". الشارع للشهداء والسطوح للأعراس ومناسبتنا السعيدة النادرة. هكذا رست المعادلة في بيوت المهجرين الصغيرة التي بالكاد تتسع لعائلة واحدة. تنظيف السطوح، تزيينها بالقليل من الورود، ومدّ أسلاك كهربائية للإنارة، ووصل المسجلات، هذا كان كل ما يلزم لتصير السطوح صالاتٍ لأفراحنا. بين الأعمدة المرتفعة وأحجار الباطون يرقص الشبّان والصبايا على إيقاع أغنية "لزرعلك بستان ورود وشجرة صغيرة تفييكي/ لاقطفلك من نور الشمس/ أسوارة وحطها بإيديكي".

* * *

في سنتي الجامعية الأولى في كلية الإعلام في منطقة شبه جبلية، أجلس لساعات أتأمل من النافذة المستطيلة بعض الأشجار البعيدة، وأنشغل باكتشاف عوالم أخرى لزملاء يأتون من أماكن جميلة ونضرة. تعليقاتهم العفوية حيناً، والمقصودة أحياناً لإعلان ازدراء واحتقار، تشي بأن المسافة بين عالمينا واسعة شاسعة: "ذوق نبعاوي"، "ستايل نبعاوي"، كانوا يقولون. في إحدى الحصص توقظني من شرودي جملة قالها دكتور الإنشاء الإعلامي: "بس ما تروحوا على تخشيبة من تخشيبات النبعة". لم أسمع ما قبلها، فسألتُ أقرب زميلة لي عما كان يتحدث الدكتور؟ طلب منا أن نجري بحثاً اجتماعياً عن عائلة لبنانية مشترطاً علينا عدم الذهاب الى منطقة النبعة، قالت زميلتي. بالطبع لن نذهب الى هناك، جاوبتها، متصنعةً ابتسامة بلهاء وأكملت شرودي. "الجنة هي مجرد جنة. وحتى لو كانت حزينة ورتيبة وسطحية فإنها جنة. وليس هناك (جنة) أخرى". لم تكن النبعة جنتنا بالتأكيد. ولم يكن في استطاعتنا الدفاع عما نقرأه كل مرة في الصحف عن كونها من أحزمة البؤس وأوكار الدعارة والمخدرات. كنا نكتشف بؤسنا الحقيقي من نظرات الآخرين إلينا.

 * * *

حين توقفت الحرب، حزمت "الدولة" أمرها مقرِّرةً إخلاء البيوت من المهجرين وإعادتها الى أصحابها. كنا أول عائلة تخرج من بيتها. "متحططين علينا"، قالت أمّي. كان علينا الخروج كما دخلنا. ريثما تدبّرنا أمرنا حملنا الى بيت أخي في الشارع المقابل، ما جلبناه من أثاث زاد كثيرا. حاويات الشتول والنباتات حملناها على رؤوسنا. وحده أخي الصغير ظل ينام في البيت الخالي. لاحقاً عرفنا من أحد رفاقه أنه طلى الجدران بطلاء أسود تعبيراً عن غضبه. قبل عشرين عاماً فعلتُ أمراً مشابهاً حين سمعتُ أبي يتحدث مع بعض رجال القرية عن أن التقسيم وقع، والبقاع من حصة سوريا. بقلم أسود عريض كان أبي يستخدمه لتمييز أكياس الخضر، رحت أدوّن أسماءنا بالتسلسل على باب الخزانة الخشبي لكي تعرف العائلة السورية التي ستسكن بيتنا أنه لنا ونحن أصحابه. أمرّ اليوم في النبعة. من أمام المبنى الذي أمضينا فيه سنوات طفولتنا ومراهقتنا، أتطلع الى بيتنا، فأبصر حبال الغسيل كأنها ثيابنا المنشورة. شرائط الكهرباء المشبوكة كخيوط بيت العنكبوت لا تزال على حالها. حتى صور الشهداء المعلقة على لافتات تذكّر بشهدائنا. فقط الأسماء اختلفت: علي، عباس، مهدي، وحسين... لكن الوجوه الجديدة لا تخلف كثيراً عنها في طفولتي ومراهقتي، بل تشبهها.

 

النظام الإيراني والوحدة مع عملائه في الشرق

داود البصري/السياسة/14 كانون الأول/15

المفاجآت الميدانية المقبلة من إيران على صعيد ترتيب الأوضاع في الشرق، وبما يوفر راحة ستراتيجية للنظام الإيراني لا تنتهي أبدا، بل تستمر عبر أساليب ومناورات وتصريحات وأعمال حربية وتحالفات دولية وإقليمية تصب جميعها في إطار محاولة هيمنة النموذج السلطوي الإيراني وتأسيس إمبراطورية الولي الفقيه الكبرى، وتحقيق الحلم الإيراني في المجال الحيوي الجغرافي والسياسي والطائفي بل والتنفيذ الميداني للرؤية الإيرانية الطموحة التي أعلنها الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني بجعل الجندي الأيراني يمشي مختالا وفرحا بين كابول الأفغانية وحتى بيروت العربية على البحر المتوسط مرورا بعاصمتي الخلافة الإسلامية العربية بغداد ودمشق، فقبل أيام دعا قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري في خطبة له بمدينة الأحواز العربية المحتلة لإلغاء الحدود بين كل من إيران والعراق وسورية ولبنان! متوعدا الأعداء بشر مستطير، وداعيا لما أسماه لوحدة محور المقاومة! والواقع إن ما تفوه به جعفري يميط اللثام، بشكل واضح، عن النوايا الإيرانية المعروفة والمشخصة منذ زمن طويل، كما يؤكد حكاية الهلال الشيعي الذي تسعى إيران إلى اقامته في نقلة ستراتيجية شرق أوسطية بدأت معالمها مع الإحتلال الأميركي التدميري للعراق الذي أخرج العراق وجيشه وإمكاناته من المعادلة الإقليمية بالكامل وحولته لبلد مهشم ترعى فيه الذئاب الطائفية التي تربت في الجحور والكهوف الإيرانية والتي تسلمت السلطة تحت الرعايتين الأميركية والإيرانية من خلال الإحتلال المزدوج وحيث سادت سياسة طائفية بائسة خلقت ديمقراطية مزيفة عنوانها النهب والفشل وتسلل المجرمين والقتلة واللصوص لتبوأ الصدارة في القيادة العراقية ، فالأحزاب الطائفية الرثة بقياداتها التعبانة كانت مفلسة ومفككة بالكامل قبل الإحتلال ثم جاءت لتتسلم التركة وتعيث بالعراق فسادا وإفسادا أزكم الأنوف وحطم البلد ، وكانت سنوات حكم البائد البائس الفاشل نوري المالكي الطويلة الممتدة من العام 2006 وحتى العام 2014 الفترة المركزية الفعلية التي تسلل منها النفوذ الإيراني الذي تحول لسيطرة كاملة على محاور السلطة بعد إستيلاء تنظيم الدولة على الموصل والرمادي وبما أتاح المجال للقوى الطائفية لتلعب لعبتها وتضرب ضربتها عبر حكاية ما يسمى «الحشد الشعبي» والذي هو البذرة الجينية والتكوينية الأولى لمؤسسة الحرس الثوري العراقي وحيث أنيطت قيادة الترتيبات الإيرانية بعملاء تاريخيين للنظام الإيراني من عتاة الإرهابيين والقتلة مثل هادي العامري وأبومهدي المهندس وقيس الخزعلي وحثالات طائفية أخرى زرعت في التربة الوطنية العراقية سمومها الطائفية الزاعقة. جاءت الثورة السورية لتكمل طوق التدخل الإيراني الواسع عبر الدعم العسكري الإيراني المباشر لنظام بشار الاسد والذي إتخذ في البداية صفة إستشارية لكنه سرعان ما تطور لتورط مباشر، وبما شكل حالة إستنزاف دموي وإقتصادي رهيب وأضحى اليوم بعد مصرع كبار قيادات الحرس والجيش الإيراني يمثل معضلة حقيقية، فالتورط الإيراني ليس مجرد مغامرة في بلاد الشام وإنما هوتورط مباشر للدفاع عن خطوط النظام الإيراني الدفاعية في الشرق، فإنهيار النظام السوري يعني ضمنا بداية إنهيار الحلم الإيراني الطموح ، فحكام بغداد سينهارون كأوراق الخريف الذابلة، وسينقطع التواصل مع عصابة «حزب الله» اللبناني ومع بقية العصابات الطائفية في الخليج العربي وفي جنوب الجزيرة العربية ، الإيرانيون يقاتلون ويتجرعون كؤوس سم الهزيمة في الشام من أجل الدفاع عن التخوم في طهران أساسا ، ولعل حكاية إذابة الحدود التي دعا لها جعفري تلقي الضوء على ما حصل في العراق أخيراً من إجتياح نصف مليون إيراني وأفغاني لحدود العراق الشرقية وإنسياحهم في المدن العراقية بأسلوب مافيوزي يهدف إلى دعم عصابات الحشد وللتعجيل بقيام مؤسسة الحرس الثوري العراقي، ولفرض أوضاع ومتغيرات ديموغرافية وطائفية معروفة الدوافع والأهداف! كل شيء بات واضحا ، والمعركة الحاسمة في الشام هي التي ستصرع المشروع الإيراني وتحيله لركام ولهباء منثور ، والوحدة الإرهابية التي دعا لها جعفري تأتي بعد فشل «حلف نوروز» الذي ضم إيران والعراق وسورية بمشاركة روسية. لن ينجح الطائفيون القتلة عبر مشاريعهم المشبوهة الساقطة في تفتيت الشرق وأمة العرب, وسيهزمون شر هزيمة، وسيضحك عليهم التاريخ لكونهم مجرد أوهام وتصورات خرافية جاء وقت نهايتها وانحسارها.

 

احياء لمبادرة نصرالله بانتخاب عون

سيمون ابو فاضل/الديار/13 كانون الأول/15

بات بامكان كل من رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل تبادل التهاني لسقوط التسوية الرئاسية بين رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري وبين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

اذ شكل استمرار عون على قراره بالترشح، المواجهة الاساسية له، بعد ان تمترس بدعم حزب الله لاي خيار يتخذه، لذلك فإن التسوية الرئاسية ستدخل في سبات عميق وستطغى عليها تطورات اقليمية وداخلية حتى توفر ظروف موضوعية لمبادرة او تفاهم لاحق، وحتى حينه لا يحمل المشهد تبدلا لكون جنرال الرابية مستمر في ترشحه معززا بوقائع ميدانية سياسية في سوريا من شأنها ان تسهل له الوصول الى بعبدا، وفق تفاهم مختلف عن الذي حصل بين الحريري وفرنجية، فهو سيحصل في ظل توازنات لمصلحة الممانعة ووفق المنطق السائد بين امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وبين عون، اذ يكون عندها التفاهم عملا بمندرجات التسوية التي طرحها الاول وضمّنها بنود متتابعة.

ويتسلح عون بعدم امكانية مواجهته سياسيا من قبل الحريري ورفضه له للرئاسة، بعد أن عقد تسوية مع فرنجية كصديق شخصي للرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك لكونه معززا بعلاقة جيدة مع جعجع، بما من شأنه أن يسقط الفيتو الذي كان مرفوعا في وجهه سابقا من قبل قوة داخلية واقليمية أسوة بالسعودية، التي لا تحبذ دخوله بعبدا، والتي من الممكن ان تبدل موقفها بعد مواقف عدة لتكتل التغيير والاصلاح أكد فيها تمسكه باتفاق الطائف وحرصه عليه في رسالة واضحة أن الرابية ملتزمة بالصيغة السياسية الحالية التي يترجمها الدستور الحالي، لناحية الصلاحيات المتباينة الحجم بين دائرتي القرار التنفيذي الموزعين بين قصر بعبدا والسراي الكبير.

وان كان رافضو التسوية قد يجدون استحالة في تأمين البديل بسهولة عن «غريمهم» في النادي الرئاسي فرنجية، بعد إغداق الثناء على شخصه ومواقفه في السابق ، فإن من الصعب ان ينتقل عون من رفضه لرئيس المردة وهو حليف له في 8 اذار نحو مرشح من خارج هذا «اللوبي» لكون كل من عون ـ جعجع وجميل ملزمون تجاه المجتمع الدولي بالتفاهم على مرشح يلقى دعم الاقطاب الاربعة. فليس من السهل ان ينتقل عون سياسيا من رفضه حلاً في المدى القريب ليلاقي القوات والكتائب على رئيس محتمل، وعليه يرى المراقبون مرحلة الركود الحالية ستكون حقبة انتقالية لمسارين على الخط الرئاسي وفق التالي:

اولا، تفاهم جديد بين الحريري وسائر القوى في مقدمهم عون تحت سقف مبادرة نصرالله وفي طياتها المباشرة توازنات الحكومة المقبلة وقانون انتخاب يعتمد النسبية يؤدي الى «تقليص» الكتلة النيابية لكل من الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بحيث يفقدا في المستقبل قدرة التحكم في الحياة السياسية، استنادا الى الواقع الذي هما عليه حاليا، خصوصا ان التسوية السورية قد تفرض مع السنوات رئيسا سوريا من الطائفة السنية وهو سينعكس زخما على هذه الطائفة في لبنان، ولذلك فان حزب الله لن يرتاح الى هذا الواقع في ظل المشهد السني الجديد في المنطقة، ويميل الى تأمين حماية طبيعية له من خلال واقع نيابي جديد لا يجعل رئيس الحكومة المستقبلي في موقع قوة. وهو الهاجس الذي يدفع حزب الله للحفاظ على تحالفه مع التيار الوطني الحر كمدى مسيحي له على الساحة اللبنانية في موازاة الحجم السني والتباعد الدرزي تجاهه، بحيث لا يخسر الشريك المسيحي، وينعزل في بيئة سنية مترامية الاطراف ويغرق في البحر السني في المنطقة.

ثانيا، الانتقال في مرحلة لاحقة لمواكبة التسوية السورية وما يواكب تغيرات نظامها، نحو مسعى في اتجاه اللائحة الرئاسية الذهبية التي تضم قائد الجيش اللبناني جان قهوجي، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والوزير الاسبق جان عبيد، لكون هؤلاء يستوفون شروط الدخول الى بعبدا من زاوية مغايرة لحسابات الاقطاب الاربعة، لا بل عندما تحين الساعة وتدخل ايران على خط تسوية دولية اقليمية و تقنع العماد عون اذا ما أراد التجاوب معها، اذ عندها فان قوة الرفض للاقطاب الاربعة لاي مرشح من داخل اللائحة الذهبية، لن يكون على ما كان سابقا وحاليا تجاه زميلهم فرنجية ، فالعماد عون يفقد قوة رفضه وصول العماد قهوجي الى قصر بعبدا اذ كانت الظروف الدولية تقتضي توليه سدة الرئاسة، لملاقاة حركة التحالف الدولي في مكافحة الارهاب في المنطقة، بعد ان يكون حزب الله سلفه ازاح له فرنجية مع ما رتب الامر في الحسابات الاستراتيجية من مراعاة شخصية، وكذلك لا يكون باستطاعة جعجع رفض وصول عبيد الى رئاسة الجمهورية بعد موقفه الاخير من التسوية الرئاسية بتفهم سعودي لموقفه، وكذلك لا يكون باستطاعة الاقطاب الاربعة وضع مطبات أمام انتخاب سلامة رئيسا للبلاد اذا ما كانت الظروف التي تشهدها المنطقة تتطلب «بروفيل» سلامة الاقتصادي والمطمئن لهذا النظام اللبناني.

من هنا فان الاقطاب الاربعة يلعبون اوراقهم الاخيرة، كل من موقعه، وان كان المسيحيون ليسوا وحدهم صانعي القرار في هذا الاستحقاق، لكن منطق الرفض بالمطلق على غرار ما حصل في العام 88 من قبل عون وجعجع لكل من سليمان فرنجية وميخائيل الضاهر، من دون ايجاد بديل، لم يعد مقبولا لدى المجتمع الدولي، وكذلك تجربة الـ92 بمقاطعتهما الانتخابات من دون مشروع مستقبلي كذلك بات مرفوضا في الكواليس الدولية وغيابهما عن مواكبة التحديات الاقليمية والداخلية من خلال تلهيهما بمزايدات مسيحية كما حصل ابان جلسة تشريع الضرورة، فيما المياه سالت من تحت اقدامهما، وتوصل الحريري وفرنجية الى تفاهم، هو امر يدفع الى استنفار القوى الاخرى في البلاد لاخراجها من الفراغ الرئاسي.

والى هذه الاسماء تتداول أوساط بكركي بمرشحين على غرار الوزير الاسبق زياد بارود والمهندس نعمة فرام، وآخرين ممن تعاقبوا على المؤسسات المارونية وفق منطق يدفع اوساط دبلوماسية غربية للقول انه متى حانت الساعة، فالمفترض ان يكون المسيحيون في حالة جهوزية ويقظة لانتاج رئيس من صفوفهم، ويشكل تفاهمهم عليه قوة له وزخماً لانطلاقة عهده ملمحة الاوساط الى انه على القوى المسيحية ان تبدأ بالعد العكسي لتقديم رئيس الى الشركاء في الوطن لان الفراغ هذا يضرب منظومة المؤسسات، ويفقد ثقة المسيحيين بدولتهم، ويفرض عليهم الرئيس بتفاهم دولي إقليمي.

 

لا لسنا عرباً

ألأب ثيوذورس داود/13 كانون الأول/15

يكفي كذبا وتزويراً وممالقة وعجزا وخوفاً. لسنا عربا ولله الحمد. السوري ليس عربي، العراقي ليس عربي، المصري ليس عربي، اللبناني ليس عربي ولا الأردني ولا الفلسطيني. نحن مشرقيون ، نحن روميون وسريان وكلدان وأشور وأقباط، نحن أحفاد إِبلا والرافدين والفينيقيين والفراعنة، نحن أهل المشرق وسكانه الأصليين. نحن لسنا عرباً، يكفي اغتصاباً وتزويراً للتاريخ وللجغرافيا وللحقيقة وللواقع. أبناء العربية هم العرب - و للأمانة التاريخية نقول أن ثمة بعض القبائل العربية صارت مسيحية ولكن عروبة الأقلية لا تعمَّم على الأكثرية المشرقية التي لم تكن يوما عربية.  نحن وإن تكلمنا العربية فهذا لا يعني أننا عرب. الأمريكي الذي يتكلم الإنكليزية ليس إنكليزياً، والبرازيلي الذي يتكلم البرتغالية ليس برتغالياً والأرجنتيني الذي يتكلم الإسبانية ليس إسبانياً ، هذه لغات الإحتلال.  نحن وإن نتكلم العربية فلسنا عرباً ولا نشبه العرب بشيء، لا بالفكر ولا بالذوق ولا بالحضارة ؛ هم أهل بادية أما نحن فأهل حضارة. هم أرضهم الصحراء أما أرضنا فأرض اللبن والعسل والتين واللوز والتفاح والعنب. أجدادنا زرعوا الأرض وتأصلوا فيها فصاروا "أولاد أصل " أما أنتم فرحّل لم تزرعوا ولم تتأصلوا. آباؤنا زرعوا الكرمة وصنعوا الخمر وأوجدوا الموسيقى ففرحوا ورقصوا، بنوا حضارات وكتبوا كتباً ، أجدادكم شربوا الدم ولا يزالون، رقصوا على جثث بعضهم وذبحوا بعضهم للفرح ولا يزالون .دمروا الحضارات وأحرقوا الكتب ولا يزالون. لا في التاريخ القديم نشبهكم ولا في التاريخ المعاصر نشبهكم. تاريخنا ملاحم وعلم ومجد، تاريخكم خيانة وحاضركم خيانة ومستقبلكم خيانة. لا نشبهكم بشيء ، لا بتاريخنا الإنساني ولا المسيحي ولا الإسلامي. مسلمو بلادي يختلفون عن مسلمي بلادكم، مسلمو بلادي إنسانيون محبون للعلم وللحياة أما أنتم فأنتجتم شعوباً مملوءة كراهية وعقداً وأمراضاً ومحبة للموت. تاريخنا حضارة وعلم وادب وموسيقى وشعر، تاريخكم دم وغزوات وأحقاد وشهوات. من صار مسلماً في بلادي بعد الغزو العربي ظل بنبله الإجتماعي والتقاليد والأعراف وحتى من سكن بيننا صار مثلنا من الجانب الإجتماعي، أكلنا سوية، رقصنا سوية، ضحكنا سوية وبكينا سوية أما أنتم فلم تتغيروا. ألف وأربعمائة عام ولم تتغيروا ولما لم تقدروا على تغييرنا لأجل ذلك أنتم تدمرون بلادنا وتراثنا وتعايشنا وإنساننا. المسلم المشرقي كفر بكم وقرف منكم أكثر من المسيحي المشرقي. نحن من علّمكم ومن بنى مدنكم ومستشفياتهم وجامعاتكم ومن حفظ لغتكم. ليتنا لم نفعل، ليتنا تركناكم لقضاء الله وقدركم الأشد سواداً من لون نفطكم. كنا جسراً بينكم وبين الغرب فصرتم أداة بيد الغرب لتدمير مشرقيتنا. من ثماركم عرفناكم، تاريخ من الهمجية والذل والإنكسارات. ذكرونا بانتصار واحد؟ أو بمجد واحد؟ انتصاراتكم هي إفناء بعضكم البعض،ألأخ لأخيه والإبن لأبيه من أجل الحكم أو من أجل ناقة أو امرأة أو حمار. امتطاكم الغرب الذي تسمونه كافراً وأنتم تلحسون أقدامه ليحفظ عروشكم لتُمعنوا في سلب أموال الفقراء التي ملأتم بها بنوكه. نحن اكتفينا ولن نغطي هذه المهزلة بعد اليوم. فيا أيها الرعاة والسادة المستعربون والعاشقون للعروبة إن أردتم أن تتكلموا وتتغنوا بها فتكلموا عن أنفسكم وعن جبنكم وليس عن شعوب ذُبحت واغتصبت واختُطفت ودُمّر تاريخها وحاضرها وربما مستقبلها باسم العروبة. المجد للمشرق ورحم الله نزار قباني.