المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 كانون الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.december15.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا07/من08حتى11/لَيْسَ التَّعْلِيمُ تَعْلِيمي، بَلْ تَعْلِيمُ مَنْ أَرْسَلَنِي

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى12/أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مسامير وتغريدات تحكي مضاعفات استدارة الحريري ونحر 14 آذار/الياس بجاني

حرام وجريمة خداع الناس باعطاء امصال كاذبة وغير واقعية ل 14 آذار السياسيين والأحزاب/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

معركة ترشيح فرنجيه تبدأ من وقف النار في اليمن/هدى شديد/النهار

حارة حريك والرابية استوعبتا محاولة زعزعة حلف 8 آذار هل يؤكد فرنجيه متانة الخط الاستراتيجي ونهائية انتمائه إليه/ألين فرح/النهار

"طلعت ريحتكم" تدعو إلى التظاهر السبت وقفتان رمزيتان غداً وبعده للتذكير بالمطالب

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 14/12/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 14 كانون الاول 2015

فتفت لـ«السياسة»: المبادرة الرئاسية مازالت على الطاولة وزيارة فرنجية دمشق للقاء الأسد لاتفيدها

توقيف هنيبعل القذافي بـ"كتم معلومات" بملف الصدر

هكذا رشّح نصر الله فرنجية… قبل أسبوع من مبادرة الحريري

بعد تجميد التسوية…الحريري يتمسّك بفرنجيّة ويتصل بجعجع

"اتصال الحريري- جعجع فيه الكثر مــن"التحليل" والمصارحـة وجهات النظر غير متطابقة و"حزب الله" المُعرقل الحقيقي للتسوية

 مواصفات رئيس المرحلة: ملمّ بـ"الاقليمي" وقادر على مواجهة الارهاب وهل المطلوب تنظيف المخيمات في زمن الفراغ واللامسؤولية الطائفيـة؟

14 اذار تحصّن بيتها الداخلي باجتماعات قيادية: وحدتنا أبعد من الرئاسة

جعجع لن يكســـر الجــرة ولقـاء مـع عــون خلال ســاعات

بكركي تنشـط باتجـاه النواب والفاعليـات "لتبرئة ذمــة المسـيحيين"

شهيب بعد اجتماع لجنة متابعة ملف النفايات برئاسة سلام: ملف الترحيل اصبح في نهاياته

استجواب هنيبعل القذافي حول معلومات يملكها في قضية اخفاء الصدر ورفيقيه

قهوجي استقبل وفدا من فريق تنمية المؤسسات الدفاعية الأميركي

طلب بإلقاء الحرم الكنسي على 3 نواب موارنة

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

الجراح: الاتصالات مستمرة لإنضاج المبادرة باتجاه انتخاب رئيس

الراعي استقبل بطريرك الارمن الكاثوليك ورباب الصدر ووفدا مدرسيا

جنازة مهيبة للسفير الفرنسي السابق في لبنان دوني بييتون في بازيليك سانت كلوتيلد باريس

وكيل عائلة الصدر: معطيات جدية بالتحقيقات ادت الى توقيف هنيبعل القذافي

4 قتلى في حادث سير عند نفق المطار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

600 قتيل للحرس الثوري الايراني في سوريا خلال الأشهر الـ4 الأخيرة

مستشار روحاني: قضينا على سلطة العرب إلى الأبد بقتلنا الخليفة الأمين

طهران: الأرضية متوافرة لتحسن العلاقات مع السعودية

المرشح الجمهوري يتحدى قادة حزبه/كيري: مواقف ترامب ضد المسلمين تشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي

طعن معلم على يد رجل أعلن صلته بـ «داعش»

شركة أمن عالمية لتقييم الإجراءات في مطاراتها/مصر: لا دليل على عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة الروسية

إلغاء قمة بين بوتين وأردوغان

أوغلو أعلن عن خطوات لترتيب جديد وأكد بقاء المدربين العسكريين/انسحاب قسم من القوات التركية من الموصل نحو شمال العراق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرئاسة قبل قانون الانتخاب/علي حماده/النهار

جوهرة الشرق وسور الزبالة/الياس الديري/النهار

رفض قوى 8 آذار يدفع الحريري إلى سحب المبادرة أو تسمية توافقي/روزانا بومنصف/النهار

تنويم» إقليمي لـ «خيار فرنجية»... فمتى تعويمه؟ والحريري ماضٍ في «التسوية الموجعة» لأن «ما حدا أكبر من بلده/الراي

يرضى عون بفرنجية.. ولا يرضى الفرزلي/جورج بكاسيني/المستقبل

رفسنجاني أشعل «حرب خلافة المرشد»/أسعد حيدر/المستقبل

رسالة من سعد الحريري الى سليمان فرنجية/عماد قميحة/جنوبية

فرنجية رئيساً.. مسألة وقت/نديم قطيش/المدن

القوات" تنفتح تنظيمياً على المسلمين/صبحي أمهز/المدن

عون وجعجع: تعزّيز إعلان النوايا وفرص الرئيس التوافقي/نادين مهروسة/المدن

مبادرة فرنجية وخمس ضحايا/منير الربيع/المدن

يحق لجعجع ما لا يحق لعون/ لبنان الجديد

داعش» مشكلة سعودية أيضًا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الذئب الإيراني «ما يهرول عبث»/حمد الماجد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

Pope Francis's Tweet For Todayتغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

هدف نبيل لكل يوم: أن ننقل قليلا من حنان المسيح لأولئك الذين هم في أشد الحاجة إليها

One goal for each day: to convey the tenderness of Christ to those who are most in need.

.Un objectif pour chaque jour : transmettre un peu de la tendresse du Christ à celui qui en a le plus besoin.

 

إنجيل القدّيس يوحنّا07/من08حتى11/لَيْسَ التَّعْلِيمُ تَعْلِيمي، بَلْ تَعْلِيمُ مَنْ أَرْسَلَنِي

"َانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ يَسُوعَ في العِيد، ويَقُولُون: «أَيْنَ هُوَ ذَاك؟». وكَانَ في الجَمْعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ في شَأْنِهِ. كَانَ بَعْضُهُم يَقُول: «إِنَّهُ صَالِح»، وآخَرُونَ يَقُولُون: «لا، بَلْ هُوَ يُضَلِّلُ الجَمْع». مَا كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ عَلَنًا، خَوْفًا مِنَ اليَهُود. وفي مُنْتَصَفِ أيَّامِ العِيد، صَعِدَ يَسُوعُ إِلى الهَيْكَل، وأَخَذَ يُعَلِّم. كَانَ اليَهُودُ يَتَعَجَّبُونَ قَائِلين: «كَيْفَ يَعْرِفُ الكُتُب، وهُوَ مَا تَعَلَّم؟». فَأَجَابَهُم يَسُوعُ وقَال: «لَيْسَ التَّعْلِيمُ تَعْلِيمي، بَلْ تَعْلِيمُ مَنْ أَرْسَلَنِي. منْ يَشَاءُ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي يَعْرِفُ هَلْ هذَا التَّعْلِيمُ هُوَ مِنْ عِنْدِ الله، أَمْ أَنِّي مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي أَتَكَلَّم. مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ. ومَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ مَنْ أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ لا ظُلْمَ فِيه"

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى12/أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم

"يا إِخوَتِي، أَلَعَلَّ اللهَ رَفَضَ شَعْبَهُ؟ حَاشَا! فإِنِّي أَنَا أَيْضًا إِسْرَائِيلِيّ، مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيم، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِين.لا، لَمْ يَرْفُضِ اللهُ شَعْبَهُ، وقَدْ عَرَفَهُ مُنْذُ القَدِيم! أَوَمَا تَعْلَمُونَ مَا يَقُولُ الكِتَابُ في شَأْنِ إِيلِيَّا، كَيْفَ كَانَ يُخَاطِبُ اللهَ شَاكِيًا إِسْرَائِيلَ وَيَقُول: «يَا رَبّ، قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ، وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدي، وهُم يَطْلُبُونَ نَفْسِي!».

ولكِنْ مَاذَا يُجِيبُهُ اللهُ في الوَحي؟: «إِنِّي أَبْقَيْتُ لي سَبْعَةَ آلافِ رَجُل، مَا حَنَوا رُكْبَةً لِلبَعْل!». كَذلِكَ أَيْضًا في الوَقتِ الحَاضِر، لا تَزَالُ تُوجَدُ بَقِيَّةٌ بَاقِيَةٌ بِفَضْلِ ٱخْتِيَارِ النِّعْمَة. فإِذَا كَانَ الٱخْتِيَارُ بِالنِّعْمَة، فَلَيْسَ هُوَ إِذًا مِنَ الأَعَمَال، وإِلاَّ فَمَا عَادَتِ النِّعْمَةُ نِعْمَة. فمَاذَا إِذًا؟ إِنَّ مَا يَطْلُبُهُ إِسْرَائِيلُ لَمْ يَنَلْهُ، بَلْ نَالَهُ المُخْتَارُون. أَمَّا البَاقُونَ فَتَصَلَّبَتْ قُلُوبُهُم، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم». ودَاوُدُ يَقُول: «لِتَكُنْ مَائِدَتُهُم فَخًّا وَشَرَكًا وَعِثَارًا وجَزَاءً لَهُم! وَلْتُظْلِمْ عُيُونُهُم فَلا يُبْصِرُوا، وَلْتَكُن ظُهُورُهُم دَوْمًا مَحْنِيَّة!». إِذًا أَقُول: «أَلَعَلَّهُم عَثَرُوا لِيَسْقُطُوا عَلى الدَّوَام؟ حَاشَا! وَلكِنْ بِزَلَّتِهِم نَالَ الأُمَمُ الخَلاص، لِكَي يُثِيرُوا غَيْرَةَ بَني إِسْرَائِيل. فإِنْ كَانَتْ زَلَّتُهُم غِنًى لِلعَالَم، ونُقْصَانُهُم غِنًى لِلأُمَم، فَكَم يَكُونُ بالأَحْرَى ٱكْتِمَالُهُم؟"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

مسامير وتغريدات تحكي مضاعفات استدارة الحريري ونحر 14 آذار

الياس بجاني/14 كانون الأول/15

**ما نشر عن طبخة ترشيح فرنجية: إبقاء قانون ال 60/إبقاء المجلس النيابي حتى العام 2017/تشريع مقاومة وسلاح حزب الله/وقف تمويل المحكمة/تمويل الطبخة من الممول الشاغوري ب 200 مليون دولار/مطلوب توضيح من الطباخين.

**خطورة ترشيح الحريري لفرنجية كرست بمفهوم محور الممانعة رئاسة الجمهورية له إضافة إلى رئاسة مجلس النواب وحرمت المسيحيين السياديين من الرئاسة.

**رئاسة الجمهورية بمفهوم حزب الله وبعد ترشيح الحريري لفرنجية أصبحت ملكاً له عن طريق ماروني مخصي سياسياً وملحق به كلياً. وهنا تكمن خطورة الاستدارة الحريرية.

**لا زلنا في حال كان الخيار الحتمي بين عون وفرنجية ننحاز لفرنجية لأن عدو صادق ويتميز بالوفاء أفضل مليون مرة من متلون واسخريوتي ونرسيسي كعون.

**كل 14 آذاري سياسي أو حزبي يحترم نفسه ويحترم عقول ال 14 آذاريين عليه التوقف إلى الأبد عن خداع الغير والإدعاء باطلاً أن هذا التجمع لم يمت.

**بعد موت 14 آذار السياسيين والأحزاب على المستقلين أن يشكلوا تجمعهم وكذلك باقي مكونات الفقيدة 14 آذار المرحومة من الأحزاب والتعامل بجدية مع الواقع المستجد.

**حرام وجريمة خداع الناس باعطاء امصال كاذبة وغير واقعية ل 14 آذار السياسيين والأحزاب.

 

حرام وجريمة خداع الناس باعطاء امصال كاذبة وغير واقعية ل 14 آذار السياسيين والأحزاب

الياس بجاني/13 كانون الأول/15

معيب جداً ومهين جداً لعقول وذكاء الناس تصوير اتصال الرئيس الحريري بالدكتور جعجع والتسوّيق له على أنه انجاز وطني وقيام 14 آذار السياسيين والأحزاب من القبر الذي دفت فيه .

في اللياقات السياسية والأخلاقية أمر جداً عادي أن يتم الإتصال بين الرجلين وهما اصدقاء ولكن العلاقات الشخصية هي غير الشأن الوطني والمصيري للشعوب.

احتراماً للحقيقة ولدماء الشهداء ولعقولنا بربكم كفى تذاكي وتكاذب وتشاطر وباطنية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

معركة ترشيح فرنجيه تبدأ من وقف النار في اليمن

هدى شديد/النهار/15 كانون الأول 2015

يعضّ كل من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميٰل والقوى المسيحية المستقلة في فريق 14 آذار على "جرح اصابهم من حليفهم الرئيس سعد الحريري"، بمبادرة تبدأ من ترشيح الابن المدلَّل لفريق الثامن من آذار رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه، دون الأخذ برأيهم، أو الوقوف على خاطرهم، حتى أنه لم يبادر الى البحث معهم الا بعدما خرج لقاؤهما الى العلن "من طريق التسريب والتهريب". هذا هو لسان حال مسيحيي 14 آذار الذين يعيشون مرارة قوية. فق أوساط هذا الفريق، أن "مرارة الأداء بحقٰهم لم تقف عند هذا الحدّ. فرغم تجاهل الرئيس الحريري لمواقفهم، بادر رئيس حزب "القوات اللبنانية" الى الاتصال به ومحاولة البحث معه عن مخرج يقي 14ذار خيار الانتحار أو الرمي بنفسها في فم الأسد، فإذا بهذه المكالمة الطويلة تنتهي بمبادرة الحريري الى الاتصال مجدداً بالنائب فرنجيه وتأكيد مضيٰه بخيار ترشيحه، ضارباً عرض الحائط كل ما يسمعه من "الحلفاء السابقين". لا يرى هذا الفريق أي دوافع إقليمية او دولية وراء مبادرة الرئيس الحريري "بل قراراً قائماً على حسابات لا علاقة لها بمستقبل "البيت الآذاري"، ولا تأخذ في الاعتبار واقع الجوّ المسيحي الحليف، الذي رأى فجأة ان حليفه يملي عليه خياراًً رئاسياً غير قابل للبحث او للمراجعة أو حتى للتفاوض، في حين يبقى من الاسهل عليه التراجع عن خيار يرى فيه "انتحاراً " لا تقتصر خسائره على شخص بل تتعداه الى شروع سياسي برمته" كما تقول هذه الاوساط . هذه العقبة التي ظهرت أمام الرئيس الحريري، والتي لم يستطع تذلٰيلها حتى الآن، فرملت اندفاعته دون تراجع، لكنها حالت دون قيامه بإعلانها رسمياً، في خطوة ينتظرها الفريق الآخر ليبنى على الشيء مقتضاه. من هنا، ينظر "حزب الله" و8 آذار الى المبادرة على انها "لم تمت، لكنها جمّدت في دائرة الانتظار. فثمة صعوبات تعترض تقدّمها وتؤخٰر الحريري في عقده مؤتمراً صحافيا، او الإطلالة في مقابلة تلفزيونية لإعلانها. وما دام الحريري لم يتمكٰن من إقناع حلفائه ولم يحوّل طرحه رسمياً، فالكرة ما زالت في ملعب 14 آذار. وقبل أن يتحقّق التفاف الفريق الآخر وراء طرح الحريري ليعلنه رسمياً، لن يعلن فريق الثامن من آذار موقفه سلباً ولا إيجاباً، حتى أن العماد ميشال عون نفسه سأل "كيف يناقش طرحاً لم يقدّمه صاحبه؟" ما فرنجيه فلم يقل حتى الآن الا ان "عون ما زال مرشحنا، ومعاً وبموقف واحد سننزل الى جلسة الانتخاب". ولذلك لن يبدأ أي نقاش جدي داخل فريق الثامن من آذار قبل أن يقدّم الحريري ومعه الفريق الآخر طرحاً رسمياً متكاملاً قوامه رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومة، تماماً كما حصل في مؤتمر الدوحة. ووفق أوساط الثامن من آذار، " ان اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله والنائب فرنجيه لم يقفل باب ترشيحه على الإطلاق، بل العكس، لأن لفرنجيه مكانة لا يستهان بها، بل انه يحظى بكل الاحترام لشخصه ومبادئه وتاريخه وثباته في خياراته، الا ان الموقف ينتظر اعلان المبادرة رسمياً، فالحزب و8 آذار مقتنعون بفرنجيه رئيساً وينتظرون عرضاً بسلّة كاملة، من ضمنها قانون الانتخاب، والا فماذا يمكن رئيساً وحده ان يفعل؟ نحن لا نسير بقانون انتخاب لا يقوم على النسبية، فهل يقبل الحريري بهذا المبدأ وهو الذي لم يقل كلمته بعد؟ لن يقول أحد إن المبادرة ماتت او انها قائمة الا عند إعلانها كاملة ورسمياً، ليبدأ عند ذلك النقاش جدياً". ن وجهة نظر هذا الفريق أن العامل الإقليمي مساعد في هذا السياق، ولكن الضوء لا هو احمر ولا اخضر، بل ما زال اصفر، ولذلك ستبقى المبادرة مترجحة الى حين يتحوّل الضوء الإقليمي أخضر، فيصبح عندئذ التفاهم ممكناً على تسوية شاملة. وفي انتظار نتيجة القرار الذي اتخذ أمس بوقف إطلاق النار في اليمن، ومعرفة مدى التزامه، وبدء الحوار السياسي بين ايران والمملكة العربية السعودية، ليس هناك جوّ تسووي بعد بين الدولتين. الاتفاق السعودي - الإيراني يجب أن يبدأ بتسوية في اليمن ويمرٰ بتفاهم في سوريا، لينسحب بالتالي على حلّ سياسي في لبنان. ولذلك المبادرة معلٰقة ليس على قرار سياسي داخلي ، بل على قرار عسكري يبدأ من اليمن ومن وقف إطلاق النار.

 

حارة حريك والرابية استوعبتا محاولة زعزعة حلف 8 آذار هل يؤكد فرنجيه متانة الخط الاستراتيجي ونهائية انتمائه إليه؟

ألين فرح/النهار/15 كانون الأول 2015/على رغم احتواء أبرز مكونين في فريق 8 آذار مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية تجاه النائب سليمان فرنجيه، عبر الصمت المطبق الذي اتّبعاه، الا أن هزّة ما أصابت هذا الفريق الذي يعتبر ان عملية إعادة الترميم بدأت مباشرة بعد لقاء فرنجيه العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله تواليا، وهما الحريصان كل الحرص على فرنجيه وتحالفهما معه، والتأكيد ان العماد عون هو مرشح الخط الاستراتيجي. فهل لفرنجيه فرصة ما بعد؟ وفق قراءة لمصادر في 8 آذار فإن الاتصالين الهاتفيين للحريري مع فرنجيه ومع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان دلّا على شيء فعلى الحرج الذي وقع به الحريري. ولهذا الحرج سببان: الاول محاولة الحريري تعويم نفسه سياسياً ولو على حساب حلفائه وفريقه السياسي، اذ في اعتبار البعض انها فرصته الأخيرة للعودة الى الحكم عبر هذا الطرح، فشكّل هذا الأمر احراجاً له لأن فريقه ما زال منقسماً انقساماً حاداً على مسألة ترشيح فرنجيه لرئاسة الجمهورية، على رغم الاعلان عن تنظيم الاختلاف بين "القوات اللبنانية" و"المستقبل" وألا يتحوّل خلافاً. علماً انه في الدرجة الاولى فإن المبادرة أو حتى الاقتراح الذي صدر عن الحريري لم يرتقِ الى مستوى الترشيح الذي يحوز موافقة أفرقاء 14 آذار. السبب الثاني والأهم في هذا الترشيح أنه كان يصب في زعزعة استقرار العلاقة ومتانتها بين مكونات 8 آذار وإحراجها، وبالتالي فشلت هذه المحاولة بعدما تمّ استيعاب قدر كبير من الارتدادات من حارة حريك والرابية اللتين تعاملتا بصمت وهدوء مع الموضوع. واذا كانت المبادرة مستمرة ولو بزخم أقلّ وبتراجع اندفاعتها وبتعثر واضح، فالكل ينتظر ما سيقوله فرنجيه الخميس المقبل مع الزميل مارسيل غانم في برنامج "كلام الناس"، اذ من المفترض ان يظهّر فرنجيه حرصه على 8 آذار ومتانتها وعن العلاقة مع "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، أي بمعنى آخر الحرص على هذا الخط الاستراتيجي ومتانته الى أبعد الحدود وعلى نهائية انتمائه اليه بصورة لا لبس فيها. كما أن نهائية انتمائه تنبع من اقتناع سياسي ووجداني، أي الوفاء، وهذا ما تنتظره حارة حريك والرابية. في اعتقاد مراقبين للتطورات على جبهة 8 آذار، وتمسّك فرنجيه بالمبادرة على رغم بقاء العماد عون المرشح الاستراتيجي لهذا الفريق، فإنه حتى لو التقى فرنجيه الرئيس السوري بشار الأسد، فالجواب واضح: عند السيد نصرالله. عملياً، هل أصبح فريق 8 آذار يملك مرشحين رئاسيين؟ لهذا الفريق مرشح استراتيجي واحد معلن وآخر اقترحه الحريري وتبناه النائب وليد جنبلاط من دون اعلانه رسمياً. وهو يعرف في قرارة نفسه، أي فرنجيه، انه لا يمكن أن يأتي من دون غطاءين متلازمين: غطاء مسيحي، وغطاء الحليف الأبرز له أي "حزب الله". ي المقابل من يضمن للحريري عودة حقيقية الى السلطة بمعزل عن العماد عون و"حزب الله"؟ وبمعزل عن أهدافهما الشخصية والسياسية ورغبة الحريري في دخول المملكة العربية السعودية من موقع الرئاسة الثالثة وتجاوز خلاف الأجنحة فيها، فإن هذه العودة في حاجة الى أمور ثلاثة أساسية:

اولاً، انتخابات نيابية وفق قانون جديد يعتمد على النسبية ويحقق المناصفة، وان يحصل "المستقبل" على حيثية وازنة في بيئته. ثانياً، من يتبوأ الموقع الأول والذي يمثل حيثية وازنة بمكوّنه هو الضامن للحيثيات الأخرى وكل ذلك عبر قانون انتخاب جديد وانتخابات تحدد الأوزان والأحجام.

ثالثاً، في الحصيلة ومهما كان مآل الاقتراح، إن تجميداً أو فشلاً أو إعادة إنعاش بمنشطات دولية أو أممية أو رعوية، فإن هذا الانعاش ليس ذاهباً صوب شخص فرنجيه بل التشديد على اجراء الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن الأشخاص. وبالتالي فإن الحريري بتبنّيه فرنجيه، وقطع الطريق على أي مرشح من 14 آذار وتحديداً حليفه الاساسي جعجع، لن يستطيع العودة الى الوراء بعد الآن، أي اما تبنّي القوي في 8 آذار للرئاسة، واما استمرار حال الفراغ الرئاسي، في الوقت الذي تسعى الدول الى اجراء الاستحقاق الرئاسي كي تنتظم أمور الدولة والمؤسسات.

الاستراتيجية الوحيدة التي يمكن أن تحقق نتائج إيجابية هي تسوية السلة المتكاملة التي طرحها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والتي تتضمّن قانون انتخاب عادلا وفق النسبية يحقق المناصفة ويعيد تكوين السلطة والاتفاق على الحكومة ورئاستها وشكلها..

 

"طلعت ريحتكم" تدعو إلى التظاهر السبت وقفتان رمزيتان غداً وبعده للتذكير بالمطالب

15 كانون الأول 2015/النهار/دعت "حملة طلعت ريحتكم" في مؤتمر صحافي أمس الى مسيرة السبت المقبل في ساحة رياض الصلح بعد أسابيع على توقف تحركاتها، كذلك أعلنت عن تنظيم وقفتين رمزيتين، الاولى غدا أمام قصر العدل لمساءلة المدعي العام المالي عن نتائح التحقيق في الفساد بملف النفايات ومطالبته بكشف ما يعرقل التحقيقات، والخميس أمام وزارتي المال والاتصالات للمطالبة بالإفراج الكامل عن اموال البلديّات لتسهيل عملها بكنس النفايات وجمعها ومعالجتها. وأكدت الحملة في بيان أن تظاهرة السبت ستطالب الحكومة بالاجتماع فوراً واقرار المراسيم والقرارات التي من شأنها حل أزمة النفايات، كما ستطالب المجلس النيابي بوضع قانون انتخاب يضمن التمثيل العادل لكل فئات الشعب ويحتكم الى الدستور مع النسبية والإصلاحات. أوضحت أن أهم مطالبها الآن "حل أزمة النفايات بطريقة بيئية وصحية، وإقرار قانون انتخابي نيابي جديد يعتمد النسبية ويؤمن الاصلاحات". ودانت الحملة "تلكؤ المجلس النيابي"، مشددة على "ضرورة انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن"، ومؤكّدةً استمرارها، ومطالبة الدولة بـ"احترام الدستور وفصل الدين عن الدولة وتأمين أبسط حقوق المواطنين". رأت أنّ من يعتقد أنّ تحركاتها لم تصل الى نتيجة وأنّها عرقلة ملف النفايات "مخطئ، وما يجمعنا في الحراك أكبر مما يفرقنا". وختمت: " مش نازلين عالشارع لننغص الفرحة بالأعياد، بل بالعكس، لنطالب بأفضل عيديّة للمواطنين، بفتح بصيص أمل على أبواب سنة جديدة. ونطلب من كل الناس المؤمنين بالتغيير ومن عندهم ملاحظات أو انتماءات، سواء الى أحزاب مشاركة في السلطة أو لا، او الى مجموعات وجمعيات شاركت في التحركات، أن نكون موحّدين نهار السبت وفي بقية الأنشطة الآتية، ملتزمين رفع العلم اللبناني فقط (حتى شعار "طلعت ريحتكم" ما رح نرفعه)".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 14/12/2015

الإثنين 14 كانون الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لم يتبدل الجو السياسي المتعلق بالانتخاب الرئاسي رغم ضيق الهامش الزمني الفاصل عن الجلسة الثالثة والثلاثين للانتخاب المقرر عقدها بعد غد الاربعاء، والتي يقدر ان تكون كسابقاتها غير مكتملة النصاب.

ويقول بعض العارفين ان ترشيح النائب سليمان فرنجية مستمر ويستقطب موافقات عربية واقليمية ودولية، في حين ينتظر أن تكون هناك توافقات وتفاهمات محلية بعد رأس السنة، مشيرة الى دور كبير في تعيين سفير للسعودية في طهران من شأنه أن يجعل الانتخاب الرئاسي اللبناني جزءا من التقارب السعودي-الايراني.

وفي مجال آخر قاضي التحقيق العدلي في قضية إخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه زاهر حماده استجوب الموقوف هنيبعل معمر القذافي حول المعلومات التي يملكها في القضية بعدما كانت شعبة المعلومات قد أحالته على النيابة العامة التمييزية. يذكر أن هنيبعل القذافي كان في سنته الثانية حينما حصل اخفاء الامام الصدر ورفيقيه.

في الخارج اجتماع مهم في موسكو غدا بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري قبل ثلاثة ايام من الاجتماع الدولي في نيويورك حول الحل السياسي الممكن للازمة السورية.

وعشية اجتماع لافروف وكيري اعربت روسيا عن الاعتقاد بأن الولايات المتحدة الاميركية لا ترغب في التعاون الكلي معها في مواجهة الارهاب. ومن ناحية ثانية، الانظار متجهة الى اليمن الليلة حيث يفترض ان يدخل قرار لوقف اطلاق النار حيز التنفيذ.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

مذكرة توقيف وجاهية أصدرها القضاء اللبناني بحق هنيبعل معمر القذافي.. الموقوف أخفى معلومات في قضية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، هنيبعل كان فاعلا ضمن منظومة حكم والده التي امتدت الى عقود ما يناقض الإدعاءات أن لا علاقة له بسبب صغر سنه حينها.

هو تورط لاحقا وأمضى حتى عام 2011 في كنف نظام والده ركنا أساسيا فيه في نظام كان قائما على الشخصنة والقبلية وحكم العائلة الواحدة، لم يكن المدعو هنيبعل بعيدا عن شؤون لبنان هو اهتم بكل ما يتعلق بهذا البلد وتزوج بلبنانية.

على هذا الأساس جاء إدعاء عائلة الإمام الصدر التي ضمنت الشكوى أدلة ووثائق تظهر تورط هنيبعل اللاحق في قضية تغييب الإمام الصدر ورفيقيه وتضليل العدالة.

إستجواب مطول قام به المحقق العدلي زاهر حمادة قبل أن يصدر قراره بتوقيف هنيبعل القذافي وجاهيا، معلومات خاصة بـnbn أفادت بأن هنيبعل أظهر خلال التحقيق معه أنه يمتلك معلومات حول قضية الإمام الصدر ورفيقيه وهو قال أن شقيقه سيف الإسلام لديه معلومات أيضا في ما كان شقيقه المعتصم بالله رئيس جهاز الأمن الوطني يمتلك المخزون الأكبر من المعلومات بالقضية، بحسب الموقوف.

هنيبعل القذافي أقر اليوم بأن الإمام الصدر لم يغادر ليبيا وسمى الشخص الذي تنكر بزي الإمام حينها وغادر الى روما، ومن هنا بدا للقضاء اللبناني أن هنيبعل يمتلك تفاصيل حول قضية الإمام ورفيقه ستكشفها التحقيقات المقبلة.

في السياسة يكرس جمود التسوية مشهد جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية فلا يحمل حتى الأربعاء المقبل أي جديد، فيما جديد جلسات الحكومة يتحدد في الأربعاء نفسه بعد الإستحصال على أجوبة الوزارات بشأن ترحيل النفايات.

الوزير أكرم شهيب جزم بأن الملف اصبح في نهاياته، مسودة الإتفاق جاهزة بين الدولة والشركات، فهل تقر جلسة الحكومة المقبلة ملف الترحيل من دون إعتراضات؟ أم يقتصر الأمر على ملاحظات وخصوصا بشأن الكلفة الباهظة؟.

من بين الملفات، أطل متطوعو الدفاع المدني يطالبون بحقوق أقرت ولم تنفذ.. إحتجاج سلمي وتلويح بالتصعيد من دون تحديد الخطوات الإعتراضية المفتوحة ما يفرض المعالجة الحكومية تحت طائلة أشغال لبنان بملف مطلبي جديد.

خارجيا، إنجازات عسكرية سورية لا تقف عند حدود ريفي اللاذقية وحلب الجنوبي بل تمتد الى الريف الدمشقي من مطار العريض في مرج السلطان.

أما الإنجازات اليمنية فمرهونة بما بعد منتصف الليل.. هدنة ثم مفاوضات سبقتها مؤشرات ميدانية بحجم إطلاق صواريخ بالستية أصابت مركز قيادة عمليات التحالف العربي في باب المندب وأسقطت قيادات عسكرية سعودية إماراتية وأميركية.

رسائل النار تضغط على المعنيين بالتسوية اليمنية المطروحة على قاعدة الشراكة الوطنية في الحكم والحكومة، أما الحكم على العلاقات الروسية التركية فكان ينتظر قمة سان بطرسبورغ، لكن الكرملين أعلن عن إلغاء اللقاء بين بوتين وأردوغان، ما يؤكد على حجم الأزمة المفتوحة بين أنقرة وموسكو عمليا.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من باب المندب، أقفلت كل أبواب الأمل لأهل العدوان على اليمن..

صاروخ مسدد بدقة هدف الثوار، أصاب قادة القوات السعودية والإماراتية، ومعهم مرتزقة العدوان في شعب الجن اليمنية، ما أجن السعوديين المحاولين الذهاب الى مفاوضات جنيف ببضع قطرات لحفظ ماء الوجه.

إعترف السعودي بمقتل قائد قواته الخاصة، وكذلك فعل الإماراتي، فكانت فعلة صاروخ توتشكا إحترافية قبل ساعات على سريان وقف إطلاق النار. ولن تنفع كل المواقف المطلقة من على منابر الهزيمة، بتغيير واقع الميدان..

ميادين القدس مشرعة أبوابها أمام المجاهدين الفلسطينيين اليوم. عملية بطولية في قلب القدس نفذها فدائي فلسطيني، بعد أن أحال سيارته الى سلاح بوجه العدوان الصهيوني، فدهس أحد عشر مستوطنا، بعضهم جراحه خطرة.

أما ما تبقى من معابر التكفير والإرهاب بين سوريا ولبنان ففي وضع خطر.. عين المقاومين عليها، سواء من الجهة السورية، أو الجرود اللبنانية. والحصيلة ضربات نوعية مدروسة ومتتالية، ليس آخرها إستهداف آلية للتكفيريين في جرود قارة السورية، ووأد محاولة تسلل لهم باتجاه تلال الحمرا بين جرود القاع ورأس بعلبك اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية الثالثة والثلاثين بعد غد لأربعاء ستنضم الى ارشيف الجلسات، فيما المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري تنتظر المزيد من البلورة في إجتماعات متلاحقة، يأتي في سياقها ما سيشهده الصرح البطريركي في الأيام القليلة المقبلة.

وحال الإنتظار التي تثقل كاهل ملفات الداخل قد يخرج من دائرتها ترحيل النفايات الذي كان مدار بحث في إجتماع للجنة الوزارية التي إنعقدت في السراي برئاسة الرئيس تمام سلام، حيث تم إستعراض التحضيرات القانونية والإدارية والفنية والعلمية لخطة التصدير، كما جرى نقاش العروض التي قدمت تمهيدا لموافقة مجلس الوزراء.

إقليميا، سحب صاعق التوتير التركي -العراقي مع إعلان أنقرة سحب جزء من قواتها المتمركزة في شمال العراق، والإبقاء على المدربين والفنيين في معسكر بعشيق.

لكن السوء في العلاقات الروسية - التركية لا يزال على حاله مع إعلان الكرملين إلغاء القمة التي كانت مرتقبة غدا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

جعجع إتصل بالحريري للمرة الأولى منذ إنفجار أزمة الترشيح بينهما وتحدث معه لأكثر من ساعة، والحريري إتصل بفرنجية ودام الإتصال أقل من 10 دقائق.

الحريري إجتهد لساعة مع جعجع لتبرير الموقف وتمرير التسوية وجهد لعشر دقائق مع فرنجية لإقناعه بأن المبادرة ما سقطت صحيح إهتزت لكنها لم تقع.

إتفق الحريري مع جعجع على تنظيم الخلاف بينهما وأكد الحريري لفرنجية على الإستمرار في الإتفاق معه وعلى تمسكه بترشيحه، وأن الوقت كفيل بتليين المواقف، خصوصا أن أحدا لم يقدم بديلا مقبولا من فرنجية برأي الحريري.

في هذا الوقت لفت موقفان: الأول عن النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم: إعتبر فيه أنه إذا تعذر الإتفاق على واحد من الأقطاب الأربعة الموارنة فيجب البحث عن مرشح من غيرهم وهي المرة الاولى التي يصدر فيها موقف مماثل عن بكركي بلسان أحد كبار أساقفتها.

الثاني: ما اعتبر الإنتقاد الأعنف ضد الرئيس سعد الحريري ومن صحيفة الشرق الأوسط السعودية بالذات، حيث إعتبر الدكتور أحمد محمود عجاج أن سعد الحريري إرتكب بترشيحه فرنجية الخطيئة الثالثة بعد التحالف الرباعي العام 2005 وبعد زيارته دمشق ومكوثه في قصر الأسد وتبرئته سوريا من دم والده.

وإعتبر عجاج أن الحريري غائب عن هواجس طائفته وغير عابئ بحساباتها ولم يعر حلفاءه اي إحترام أو اهتمام، وأن الحريري كشف عن هشاشة التفكير السياسي لتيار "المستقبل" وفقره الديمقراطي وقصوره في فهم المتحولات الإقليمية، وأن الهوة تزداد عمقا بينه وبين محازبي المستقبل وبين قيادته.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

ترحيل أم تهريب؟ مع إنتهاء الشهر الخامس على معضلة النفايات، تحرك الملف بقوة ولكن داخل جدران السرايا:

لا خبر، لا معلومة، وكل ذلك بذريعة الخشية من "شوشطة" طبخة الترحيل الذي يكاد بسريته أن يتحول إلى تهريب إنطلاقا من الإستفسارات التالية:

من هي الشركات المرحلة؟ ما هي التكلفة؟ هل من صفقة وتوزيع مهام على غرار ما حصل سابقا من توزيع مناقصات؟ هل السرية سببها الخشية من تحرك الشارع؟ المعنيون في السرايا مطالبون بتقديم أجوبة وتبديد هواجس ومخاوف خصوصا أن ما يتردد عن أكلاف الترحيل يدل على أرباح لا بأس بها، فمن هي الجهات المستفيدة؟

في الموازاة يعاود الحراك تحركه، مجموعة طلعت ريحتكم أعلنت برنامج تحركها لهذا الأسبوع والذي يتضمن تحركا أمام قصر العدل بعد غد الأربعاء وأمام وزارتي المال والإتصالات الأربعاء والخميس، أمام التجمع فسيكون السبت في ساحة رياض الصلح.

وبعيدا من هذا الملف، لم يسجل ملف الإستحقاق الرئاسي أي تطور بارز في غياب أي حركة معلنة أو أي موقف.

في الإنتظار ملأ المشهد الإعلامي اليوم قضية مثول نجل القذافي، هنيبعل، أمام القضاء، وفي المعلومات أن هنيبعل إعترف بضلوع النظام الليبي بخطف الإمام الصدر وسمى الشخص الذي إنتحل صفة الإمام بالسفر إلى روما، كاشفا أن مصدريه هما شقيقه سيف الإسلام والمسؤول الإستخباراتي المعتصم بالله.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

خرجت التسوية الرئاسية من جدول أعمال السنة وسلمت ملفها إلى عام ألفين وستة عشر مفتقدا إلى الزخم السياسي وانعدامه على جبهة الثامن من آذار فالتسوية المنسية لا تمتلك إلا اندفاعة الرئيس الحريري لها وغليانه على نارها متمسكا بحظوظها علما أنه أبقى سمير جعجع على ذمته وفي الملاعب الاحتياطية ولم يتخذ خطوة سحب ترشحه من التداول بعد وبتأجيل النقاش الرئاسي إلى العام المقبل فإن السياسة تركت يومها للقضاء حيث أحضر هنيبعل معمر القذافي إلى قصر العدل وكان له يوم طويل من الاستجواب انتهى بتوقيفه وهو كان ممتنا لهذا التوقيف ومرتابا في تسليمه إلى ليبيا حتى لا يدخل في تجربة شقيقه الساعدي القذافي الذي سلمته النيجر الى سلطات بلاده فذاق الأمرين وتعرض للتعذيب والاغتصاب بحسب ما جاء في أقوال هنيبعل وللمرة الأولى منذ تسلم القضاء اللبناني ملف الصدر يخرج القاضي زاهر حمادة بمعلومات زاهرة في قضية ظن أنها اختفت كإخفاء سيد العمامات فابن القذافي الأصغر كان أكبرهم في الإدلاء بمعطيات قد تفيد الملف لا سيما حول اعترافه بأن الإمام موسى الصدر نقل إلى مكان ما في طرابلس الغرب وأنه خطف داخل الأراضي الليبية ولم يغادرها على الاطلاق إلى روما مؤكدا المعلومات التي كانت تقول إن شخصا ما أرتدى ثيابه وسافر الى روما هنيبعل كشف عن أدوار لكل من شقيقه سيف الإسلام وشقيقه الآخر المعتصم بالله وللرجل الثاني في ليبيا عبد السلام جلود الذي ألقي عليه بالمسوؤلية المدنية لاختفاء الصدر تمكن القاضي حمادة من انتزاع الكثير لكنه توقف عند أوراق أبقاها هنيبعل عالقة ولا أجوبة واضحة عليها لاسيما فيما يتعلق بالمكان الذي احتجز فيه الصدر داخل طرابلس إذ إن الشاهد راوغ في الإجابة فتارة قال إن الصدر تمت تصفيته وتارة آخرى كان يشكك في روايته وهنا قطع له حمادة مذكرة توقيف وبدأ استجوابه كمدع عليه بجرم كتم معلومات.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

بعد العاصفة الرئاسية. الوقت لتفقد الاضرار ومحاولة تصليح التصدعات العميقة التي ضربت التحالفات، والاخبار المستقاة من الضفتين غريبة: ففريق الثامن من اذار يسعى للاحياء وكأن ترشيح سليمان فرنجيه لم يحصل وان لا علاقة لحزب الله والعماد عون في ضرب مشواره الى بعبدا في باص الرئيس سعد الحريري.

وعلى ضفة الرابع عشر من اذار محاولات لتصوير وكأن عربة هذا الفريق قادرة على سلوك مسارين متناقضين من دون ان يفسد التعارض الجذري الود بين مكوناتها الرئيسة.

على الارض تفشل الوقائع جراحات التجميل، فالرئيس سعد الحريري لن يتراجع عن انفتاحه على النائب سليمان فرنجيه، وبكركي ستعجز عن كسر حلقة الاصطفاف الحاد وفرض البديل والايجابية الوحيدة المستجدة ان "القوات اللبنانية" تسعى الى تسويق سلة موجبات وطنية ما يتقيد بها من المرشحين تفتح له ابواب بعبدا.

في الانتظار، الجلسة الثالثة والثلاثون لانتخاب رئيس للجمهورية الاربعاء لن تطرد الشغور من القصر، وحدها اطنان النفايات المكدسة قد تغادرنا ما لم تضرب عاصفة مفاجئة مراكب الوزير شهيب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 14 كانون الاول 2015

الإثنين 14 كانون الأول 2015

النهار

يقول أحد أصحاب المجمّعات التجارية الكبرى في بيروت إن حركة الأسواق تراجعت في تشرين الثاني نحو 25 % عمّا كانت عليه العام الماضي.

ذكّر نائب سابق مخضرم، من يأخذون على الرئيس سعد الحريري تفرّده باقتراح ترشيح فرنجيه للرئاسة بموقف الرئيس الراحل رشيد كرامي الذي أعلن من منزله ترشيح الرئيس الياس سركيس، من دون أن يعود إلى حلفائه.

تقول جهات معنية إن عدداً من اللاجئين السوريّين إلى لبنان يقدّر بأكثر من 150 ألفاً غادروا إلى دول أميركية وأوروبية.

سُمع ديبلوماسي أوروبي يقول في مجلس خاص إن لبنان هو فعلاً بلد الأزمات والتوازنات والتسويات والصفقات.

السفير

وضعت هيئة رقابية يدها على قضية فساد (حوالي مليون دولار) في وزارة سيادية.

تردد أن (غ. م.) الموظف في "سعودي أوجيه" الذي أوقف في مطار جدة وبحوزته 30 مليون ريال هو من المقربين من عدد من رموز "المستقبل".

سأل أحد الوسطاء المخضرمين "هل يجوز تكليف سمسار برعاية تسوية رئاسية في لبنان"؟

المستقبل

يقال

إن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أبلغ أكثر من مسؤول رسمي التقاه خلال زيارته للبنان أن إيران بدأت التواصل مع دولة عربية بارزة وأن لجنتين، سياسية وأمنية، شُكّلتا للبحث في القضايا الخلافية بين الجانبين.

اللواء

أوصى زعيم تيّار سياسي كبار معاونيه باستمرار التواصل مع الحلفاء لتقريب وجهات النظر من القضايا المطروحة بما فيها مسألة إنهاء الشغور الرئاسي!

أثارت طريقة استقبال فرنجية غير اللائقة في الرابية، موجة انتقادات واستهجاناً لدى مراجع مسيحية، روحية وسياسية!

تساءلت أوساط سياسية عن خلفية زج اسم العميد شامل روكز في صفقات سياسية مشبوهة وغير جدية، غير الاستمرار في حرق اسم "الصهر النظيف"!

الجمهورية

أوضحت أوساط أن التواصل بين حليفين على رغم اختلافهما يرمي كل طرف منه إلى إقناع الآخر بموقفه.

قالت أوساط إن المحضر المنشور بين شخصيتين حول ظروف ولادة مبادرة رئاسية إن دلّ على شيء، فعلى انتهاء هذه المبادرة.

قرأت أوساط في موقف رئيس حزب وسطي نعياً لتسوية رئاسية وتراجعاً عن مواقف كان اتخذها.

البناء

استغرب وزير سابق كيف أنّ النائب وليد جنبلاط لا يدري سبب حذر قوى 8 آذار من الصفقة الرئاسية التي طرحها بالشراكة مع الرئيس سعد الحريري! وسأل: أليس العجيب الغريب و المريب… أن ينقلب جنبلاط والحريري بين ليلة وضحاها، ويبادران إلى دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية، وهو القطب الوطني المشهود له بصلابة المواقف والثبات على "الخط" المقاوم والعلاقة المميّزة مع سورية؟ أم أنّ الأمر لا يعدو كونه اعتياداً من أصحاب الطرح على اللفّ والدوران منذ التنكّر للتحالف الرباعي إلى زيارات دمشق ثم الانقلاب عليها…؟

 

فتفت لـ«السياسة»: المبادرة الرئاسية مازالت على الطاولة وزيارة فرنجية دمشق للقاء الأسد لاتفيدها

15/12/15/بيروت – «السياسة»/بعد تعثر المبادرة الرئاسية التي طرحها رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ويعمل على تسويقها لدى القوى السياسية، فإن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ33 المقررة غداً لن تختلف عن سابقاتها، وبالتالي فإن الأزمة الرئاسية القائمة في لبنان سيتم ترحيلها على أقرب تقدير إلى العام الجديد، إلا في حال حصول اختراق جدي في الجدار المسدود وهو أمر مستبعد، بسبب تزايد الاعتراضات على المبادرة الحريرية وتحديداً من جانب مسيحيي «8 و14 آذار»، الأمر الذي يجعل تنفيذها صعباً إذا استمر الوضع على حاله. وفي سياق محاولاته للإبقاء على التسوية الرئاسية على قيد الحياة، أجرى الحريري، بحسب مكتبه الإعلامي، اتصالاً هاتفياً بالنائب سليمان فرنجية، تبادلا خلاله الرأي حول مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية، وأكدا متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية. وفي هذا السياق، أكد عضو «كتلة المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ «السياسة»، أن «التواصل مستمر، لأن هناك فكرة مبادرة ما زالت مطروحة على الطاولة، لمحاولة إنقاذ الوضع الرئاسي في لبنان وعمل المؤسسات، وضمن هذا الإطار كان الاتصال بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية»، لافتاً إلى أن «الحريري ما زال مصمماً على فكرة المبادرة، لأنه مقتنع بها، طالما أنه ليس هناك بدائل ويجب أن نستكشف حتى الآخر إمكانية هذه الفكرة. ولذلك فإن التواصل مطلوب حتى إيجاد حلول». وأضاف إنه جرى تقييم لمسار المرحلة الحالية بين رئيس «المستقبل» ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، حيث كان تشديد على أن تكون هناك وحدة عمل في قوى «14 آذار». ورداً على سؤال عن احتمال زيارة فرنجية دمشق للقاء «صديقه» رئيس النظام السوري بشار الأسد، قال فتفت إنه لا يرى فائدة من هكذا زيارة، مؤكداً أنه «في حال حصولها لا تفيد المبادرة الرئاسية». من جهتها، أكدت مصادر بارزة في قوى «14 آذار» لـ «السياسة»، أن هناك صعوبات كبيرة أمام نجاح المبادرة الرئاسية، لأن هناك خشية من أنه في حال وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية وفي ظل إمساك قوى «8 آذار» ممثلة بالرئيس نبيه بري بمجلس النواب، بأن يعمد هذا الفريق إلى فرض قانون الانتخابات الذي يتوافق مع مصلحته، ما يعني توجيه ضربة كبيرة لقوى «14 آذار» التي ستخسر نفوذها السياسي والشعبي ومن هنا، فإن هناك محاذير كثيرة تحول دون أن تبصر المبادرة الرئاسية النور. إلى ذلك، أكد وزير الزراعة أكرم شهيب بعد اجتماع لجنة متابعة ملف النفايات برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، أن موضوع ترحيل النفايات أصبح في نهاياته، معلناً عن اجتماع سيعقد غداً لعرض الموضوع على مجلس الوزراء، في وقت أكد الرئيس سلام أنه لن يدعو إلى جلسة للحكومة إلا عند إيجاد حل نهائي لقضية ترحيل النفايات.

 

توقيف هنيبعل القذافي بـ"كتم معلومات" بملف الصدر

 صحف ومواقع الكترونية لبنانية/15انون الاول 2015

 على مدى ثلاث ساعات استمع القاضي زاهر حمادة، المحقق العدلي في قضية اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباسر بدر الدين، الى افادة هنيبعل القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي بصفة شاهد في القضية، الا أن المفاجأة التي انطوت عليها الجلسة، تمثلت بدخول القذافي الابن الى الجلسة شاهداً، والخرج منها متهماً وموقوفاً بجرم "كتم معلومات واخفاءها" عن القضاء في قضية الامام الصدر. وكانت قوّة أمنية تابعة لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أحضرت القذافي من مكان توقيفه في مقرّ عام الأمن الداخلي في الأشرفية الى مكتب القاضي حمادة في قصر العدلي في بيروت عند الواحدة ظهراً، وسط اجراءات وحراسة أمنية مشددة. نقل الموقوف فوراً الى الطبقة الرابعة في قصر العدل بواسطة المصعد محاطاً بعدد من عناصر المعلومات، وبدا نحيل الجسم، شاحب الوجه، لا تزال البقع السوداء ظاهرة تحت عينيه نتيجة الضرب والتعذيب الذي تعرض له على يد خاطفيه، وبدا يسير ببطء شديد وينقل رجله اليمنى بصعوبة. دخل القذافي الى مكتب المحقق العدلي الذي باشر باستجوابه من دون حضور محامٍ، لكونه لا يحقّ للشاهد الاستعانة بمحامٍ أثناء الاستماع الى افادته، فيما حضرت المحامية بشرى الخليل، وأبلغت القاضي حمادة أنها بصدد تنظيم وكالة للدفاع عن هنيبعل، لكن الوكالة لم تكن انجزت بعد. افادة الموقوف استغرقت ثلاث ساعات، انتقل بعدها القاضي حمادة الى مكتب النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود وتشاور معه حول مضمون الافادة، ثم عاد الى مكتبه وأصدر مذكرة توقيف وجاهية بحق القذافي الابن بجرم كتم واخفاء معلومات عن القضاء في ملف الصدر، الأمر الذي أثار احتجاج المحامية الخليل التي استغربت استجوابه وتوقيفه من دون حضور محامٍ، فأبلغها المحقق العدلي أن الموقوف صرّح بأنه يوافق على الاستجواب من دون محامٍ وهذا ما حصل. وبعد انتهاء الاستجواب وتبلغه بصدور مذكرة بتوقيفه أعيد القذافي الى مكان توقيفه لدى شعبة المعلومات.

وكان النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود أعلن صباحاً، أن النيابة العامة التمييزية تبلغت أن هنيبعل القذافي مطلوب من الأنتربول الدولي، بناء على النشرة الحمراء ومذكرة التوقيف الصادرة عن القضاء الليبي، وأشار الى أن النيابة العامة سترسل كتاباً الى السلطات الليبية تبلغها فيه رسمياً بتوقيف القذافي في لبنان". وقال: "سنطلب منهم (الليبيين) ايداعنا ملفه القضائي الذي يبيّن بوضوح الجرائم الملاحق فيها هناك مرفقاً بطلب استرداده، وبناء على هذا الطلب يتخذ القرار بتسليمه أو عدم تسليمه".ومعلوم أن الأصول القانونية تقتضي الاجابة على الطلب اللبناني في مهلة أقصاها 15 يوماً، فإذا لم يرد مثل هذا الجواب من ليبيا، عندها يحق للقضاء اللبناني اطلاق سراحه، ما لم يكن ملاحقاً بجرم ارتكب على الأراضي اللبنانية. لكن بالتأكيد بعد توقيفه في قضية الصدر لم يعد بالامكان البحث في اي طلب لاستراداده قبل انتهاء التحقيق معه أمام القضاء اللبناني ومحاكمته اذا ثبت فعلاً تورطه باخفاء معلومات بقضية الصدر ورفيقيه.

واستبقت عائلة الصدر مثول القذافي أمام المحقق العدلي، وسارعت صباح أمس الى التقدم عبر وكيلَيها خالد الخير وشادي حسين، بدعوى أمام النيابة العامة التمييزيّة ضدّه، إلا أنّ القاضي سمير حمود استمهل تسجيل الشكوى في انتظار ما سيقرّره المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة بعد جلسة الاستجواب. واتهمت عائلة الصدرهنيبعل القذافي بــ"التدخل اللاحق في جرم الخطف المتمادي في الزمن، وتضليل العدالة، والاعتداء على أمن الدولة". كان القذافي خطف قبل اسبوع في سوريا على أيدي عصابة سليمان هلال الأسد التي سلمته الى أشخاص لبنانيين لقاء مبلغ مالي، وقد عمل الأخيرين على اخفائه الى أن تمكنت شعبة المعلومات من استعادته وتحريره.

 

هكذا رشّح نصر الله فرنجية… قبل أسبوع من مبادرة الحريري

خاصّ جنوبية 14 ديسمبر، 2015

أوضحت الشخصية: "طبعا. في 11 تشرين الثاني خطب نصرالله. الزيارة حصلت في الثامن عشر من تشرين الثاني. هذه ليست مصادفة يا صديقي. في السياسة، وتحديدا، حيث يوجد نصرالله، تختفي المصادفات". “فرطت التسوية. حسن نصرالله أنهى سليمان فرنجية”، قالها مرشح رئاسي، وهو يوزع على الأربعة الحاضرين معه، إبتسامة عريضة. ثلاثة بادلوه الابتسامة. الرابع المعروف بخبرته السياسية المديدة، تنهّد وهزّ رأسه تأسفا. إمارات الشخصية الرابعة، جمّدت الإبتسامات، كما يجمّد البوتوكس الذي يحقن في الوجه، تموّجات الجلد.

سأله المرشح الرئاسي: “ما بك؟”. أجابت الشخصية التي يمكن وصفها بـ”المخضرمة”: “هل تعرف جيدا سليمان فرنجية؟”.

ردّ المرشح: “أنا من أعرفه”.

تابعت الشخصية: “إذن، أنت تعرف أنه لا يُقدم على شيء من عندياته، وبالتالي، لو صحّ أن نصرالله نهاه عن الإستمرار في مساره الترشيحي، لكان أعلن أنه غير معني بالوصول إلى رئاسة الجمهورية”. تنهدت هذه الشخصية في علامة استياء من الفكر السياسي الذي يتحكم بتسويق الوقائع للبنانيين، وتابعت:” ولو كنت تعرف أكثر السيّد حسن لكنت أدركت أنه ليس بهذه الطريقة ينسف فكرة هي بالأساس ليست بعيدة جدا من إيحاءاته”. سأله المرشح الذي يزداد وجومه:” وهل ترشيح سليمان فرنجية إيحاء من حسن نصرالله؟”. أجابته الشخصية:” للإجابة عن هذا السؤال عليك بداية أن تُراجع خطاب الأمين العام لحزب الله بمناسبة يوم الشهيد”. إستفسر المرشح:” حصل ذلك قبل زيارة فرنجية لسعد الحريري في منزله الباريسي؟”.

كلام “يوم الشهيد”

أوضحت الشخصية: “طبعا. في 11 تشرين الثاني خطب نصرالله. الزيارة حصلت في الثامن عشر من تشرين الثاني. هذه ليست مصادفة يا صديقي. في السياسة، وتحديدا، حيث يوجد نصرالله، تختفي المصادفات”. في هذه اللحظات، كان أحد معاوني المرشح يدخل على الاجتماع، ومعه نسخة عن خطاب نصرالله في “يوم الشهيد”. أخذها المرشح وقدّمها للشخصية السياسية الخبيرة. سليمان فرنجية لديه مشكلة واحدة مع حزب الله، وهي تعهّده بقانون انتخابات يرضى عنه سعد الحريري

صفحات عدة أهملتها هذه الشخصية ووصلت الى القسم الأخير من الخطاب. وتوقفت عند فقرة واحدة لا غير. تلتها على صوت عال، وبهدوء الملقّن:” تعالوا لنضع الأمور الأساسية، وليس الأمور الهامشية والجزئية والجانبية، في سلة واحدة ونعمل تسوية، عندما أقول تسوية يعني “العالم بدا تأخذ وتعطي”، من أجل البلد، من أجل مصلحة البلد”. توقفت الشخصية قليلا. كانت تفتش عن فقرة أخرى. وجدتها، وتلتها بالأسلوب التلقيني نفسه:

“إذاً بدُن تضييع الوقت، وبدُن هذا الاستنزاف في أعصاب الناس ومصير الناس وحياة الناس وعيش الناس وصحة الناس، القوى السياسية الحقيقية في لبنان مدعوة إلى أن تدخل، الآن نفس الحوار الذي يرعاه الرئيس بري في المجلس النيابي أو شكل آخر لا أعرف، هذا في النهاية آليات نقاش. نبحث عن تسوية سياسية حقيقية، هذا هو المخرج”.

أنهت الشخصية تلاوة هاتين الفقرتين. صمتت. إستعجلها المرشح أن تشرح. قالت:”هذا يعني، باختصار، أن نصرالله كان يعطي الضوء الأخضر لسليمان فرنجية من أجل إطلاق تسوية شاملة مع سعد الحريري وتحويل فكرة الاجتماع إلى واقع سياسي. صحيح أنّ نصرالله في هذا الخطاب طلب عدم تفسير كلامه على أنّه “تخل عن مرشحنا”، ولكن الصحيح أكثر أنه وهو يطلق فكرة التسوية أعطاها مفهومها الدقيق ” العالم بدها تاخد وتعطي”، أي أنها تريد أن تربح شيئا في مقابل ان تتنازل عن شيء من …ثوابتها”.

وهنا قال المرشح الرئاسي، على أمل أن يعيد رسم ابتسامة الإنتصار على شفتيه: “ولكن، ما الذي أوقف اندفاعة التسوية؟”.

ورقة “قانون الانتخاب”

أجابته الشخصية، بسرعة، وكأنها كانت تنتظر هذا الإستدراك الإستفهامي:” قانون الانتخابات. سعد الحريري لم يحرق كل أوراقه، كما يحاول بعض الأدمغة الملتهبة، أن يوحي. أوجد عقدة قانون الانتخابات، بالإيحاء بأنّه متمسك بقانون الستين. هذا الإيحاء هو الذي يفتح باب التسوية، لأن نصرالله بدا غير معني بالتسوية إلا من باب قانون الانتخابات. وهنا علينا أن نراجع خطاب يوم الشهيد، أيضا وأيضا. كل شيء بدا عند حسن نصرالله ثانونيا باستثناء قانون الانتخابات”.

إقرأ أيضًا:كواليس «فكرة» هزّت لبنان: قصة ترشيح فرنجية كاملة.. من بنشعي إلى باريس

أخذت الشخصية أوراق الخطاب عن الطاولة المنخفضة. فلفشت فيها مجددا. وصلت الى الفقرة، وتلتلها بطريقة التلقين نفسها:

قانون الانتخاب هو العامل الأساسي في إعادة تكوين السلطة، قانون الانتخاب يعني مصير البلد، قانون الانتخاب يعني لمن تسلم مصيرك ودمك وعرضك ووجودك ومستقبلك وسيادتك وحريتك واستقلالك، هذه ليست شيئاً هامشياً وبسيطاً وتذهب بالمجاملات وبالضغوط وبالمزايدات، هذا يحتاج لنقاش حقيقي”.

طرحت الشخصية الأوراق جانبا، وتابعت الكلام: “إذن، اسم سليمان فرنجية لم يحترق، ولا التسوية ولا مسارها. الأمور تخضع الآن لنقاش غير معلن حول قانون الانتخابات. سعد الحريري وضع سقفاً للنقاش. هذا السقف هو بيت القصيد حالياً”.

سعد الحريري سليمان فرنجية

أضافت:” حلفاء سعد الحريري المسيحيون تنقصهم الحنكة. هؤلاء لا يدركون أن تأثيرهم السياسي مرتبط باعتبارهم من مكوّنات الأكثرية النيابية، وأن هذا التأثير سيتلاشى إن هم خرجوا من الأكثرية. هجومهم على الخيار الرئاسي، أنساهم أنهم بالأساس هم أعجز من يصلوا بأشخاصهم، أو يوصلوا مرشحيهم، وتاليا فإن عليهم الاهتمام بطريقة تحصين أنفسهم بأكثرية لا ينتجها إلا قانون الانتخابات. يفكرون بأحجامهم التي مهما كبرت ستبقى صغيرة، ويتناسون الحاجة إلى تحالف أكثري، مهما ضمر، يبقى قادرا على تكبير تأثيرهم في الخيارات السياسية المصيرية، ويجعلهم جزءا من معادلة القرار، ولو كان القرار نتاج تسوية”.

وتابعت الشخصية:” هؤلاء الحلفاء، من دون أن يلتفتوا إلى تقوية بيت القصيد في التسوية، أي قانون الانتخابات، ذهبوا الى حيث لا قيمة لاعتراضاتهم. اعترضوا على فرنجية، بدل أن يلتفتوا إلى قانون الانتخابات. أضعفوا أنفسهم في مفاوضات قانون الانتخابات. أفهموا سعد الحريري أنه يمكن أن يتنازل أيضا هنا، لأن التسوية، أي تسوية، سوف تنهي الأكثرية التي يتمتع بها، وتاليا لا حاجة للمقاتلة على جبهة قانون الانتخابات، بل عليه أن يفكر بصوغ تحالفات جديدة للمرحلة الجديدة”.

محطات على طريق علاقة عون وحزب الله

وتدخل المرشح الرئاسي مستفسرا مجددا: “لكن، ماذا عن ارتباط حزب الله بميشال عون؟”.

إقرأ أيضًا: أسباب الفشل: إيران تريد تسوية إقليمية.. والحريري عرض صفقة محلية

وأجابت الشخصية: “تعال نستعرض تاريخ العلاقة الناشئة بين حزب الله وعون، بعيدا عن الشعارات البلهاء، ونقدم بعض الأمثلة السريعة: في اتفاق الدوحة تمّ تجاوز عون، رغما عن عون. في معركة التمديد الأخيرة للعماد جان قهوجي، تمّ تجاوز اعتراض عون رغما عن عون. في اجتماع المجلس النيابي التشريعي الأخير، تمّ تجاوز اعتراض عون رغما عن عون، فيما تسوية قانون تجنيس المغتربين اللبنانيين، لم تكن سوى ضحك على الذقون. في التظاهرات التي قادها عون، ضخّمها “حزب الله”، على قاعدة “المحافظة على الشرف”، ببعض الجمهور، من أجل أن يخرج من الطريق، نهائيا”.

وتابعت الشخصية:” في علاقة حزب الله بإميل لحود، من منكم يتذكر معركة حقيبة وزارة الداخلية بين الياس المر وسليمان فرنجية، في حكومة ما بعد التمديد. حزب الله خسّر هذه المعركة لأميل لحود. ربحها سليمان فرنجية الذي لم يخضها أصلا إلا بناء على طلب حزب الله”.

وأضافت الشخصية: “لا تخطئوا التقدير، سليمان فرنجية لديه مشكلة واحدة مع حزب الله، وهي تعهّده بقانون انتخابات يرضى عنه سعد الحريري، ولذلك هو يتعرض لحملة ممن يعيشون على هامش حزب الله، وسبق لحزب الله أن أعطى الأدلة الكافية على تجاوزهم باحتقار، حين تصل الأمور الى خواتيمها. إذن، هذه حملة هدفها تطويع فرنجية نهائيا. وهذه حملة يتعرض لها الحليف قبل الخصم، في تعاطي حزب الله مع الناس. ميشال سليمان كان حليفا لحزب الله عندما رشحته قوى 14 آذار، ولكن حملة تطويعه استمرت 7 أشهر، ووصلت الى حد امتحانه في غزوة 7 أيار. العراقيل التي يتعرّض لها فرنجية، هي 7 أيار إعلامية”.

وأنهت الشخصية كلامها: “مسكين ميشال عون. دائما يستعمله حزب الله لتحسين شروطه. لو راجع حساباته، لأدرك أنّه عند الحزب لا يساوي شابا واحدا يلقى به في الموت في جبهة سورية، من أجل تحسين وضعية إيران الإقليمية. غدا، تنتهي حفلات رثائه الرئاسية، ويرى نفسه معزولا. وتحت ضغط جبران باسيل، صاحب الحصة الأكبر في حصر الإرث الجاري في المنزل العوني، يقبل بتسوية تضمن للصهر الذهبي مقعدا وزاريا”.

 

بعد تجميد التسوية…الحريري يتمسّك بفرنجيّة ويتصل بجعجع

خاصّ جنوبية 14 ديسمبر، 2015/بات بحكم المسلَّم به أن انتخابات رئيس جديد للجمهورية لن تحصل هذه السنة. لكن رؤية المعنيين بالتسوية الرئاسية مختلفة، إن لم تكن متباعدة، وفق حسابات لا صلة لها "بالبيدر السياسي"، إنما، ربّما، يغلب عليها "المزاج الشخصي" القريب من "الغنائية الرومانطيقية"، مما يعني أن الوقائع لا تكون قائمة إلا بما يخدم الأهداف الشخصية والمزاجية لهذا الفريق السياسي أو ذاك. بات مؤكداً أن الجلسة الثالثة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الأربعاء لن تكون “ثابتة” ولن تشكل نهاية مسار الشغور، بل رقماً جديداً كمثيلاتها من حيث عدم توافر النصاب، في ظل تعثّر المساعي للتوافق على النائب سليمان فرنجيه رئيساً، ورفض الجهة المعطلة على الدوام هذه التسوية، أي “8 آذار” الذي ينتمي اليه، إذ يتركز الرفض لدى تحالف “حزب الله” – “التيار الوطني الحر”. وأشارت “النهار” إلى أن الحريري اتصل هاتفياً أمس فرنجية وتبادلا الآراء في مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية. وخلص الاتصال الى تأكيد متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية. ورأت “المستقبل” ان الاتصال الهاتفي بدّد الشكوك التي أحاطت بالمبادرة الرئاسية المطروحة، والتي ذهب بعضها إلى حدّ الحديث عن طيّ صفحتها، فخلص الاتصال الذي جرى خلاله “تبادل الرأي حول مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية”، بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، الى التأكيد على “متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية”.

وكان لافتا لانتباه “السفير” في البيان، الذي صدر عن الحريري ويُفترض ان يكون فرنجية قد اطلع عليه قبل نشره، تأكيد “المضي في المسار المشترك”، ما يعني أن رئيس “المستقبل” لا يزال متمسكاً بدعم ترشيح فرنجية، على الرغم من الاعتراضات التي تواجه هذا الترشيح. وأبلغت مصادر واسعة الاطلاع “السفير” ان الاهم في اتصال الحريري بفرنجية أنه ينطوي على رسالة بأن المبادرة مستمرة ولو أنها تباطأت، وان رئيس “المستقبل” لا يناور بطرحها. تواصلت المشاورات الرئاسية أول من أمس في اتصال أجراه رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع بالرئيس سعد الحريري، دام ساعة كاملة. وأبلغت مصادر القوات “النهار” أن جعجع بادر إلى الاتصال وناقشا الاستحقاق الرئاسي وكل الخيارات المتعلقة به وسلبيات كل خيار وإيجابياته بطريقة عملية، واتفقا على متابعة الاتصالات. ولفتت “الجمهورية” إلى أن جعجع ردّ على الإتصال الذي تلقّاه من الحريري منتصف الأسبوع الماضي، باتصال مماثل ليل امس الاول استمر ساعة خُصّص للبحث في التطورات الجارية والأجواء التي جمّدت مختلف القرارات الخاصة باستمرار الحريري في ترشيح فرنجية وتفكير جعجع بترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون على ما تردد في فترة التجاذبات بين الطرفين. وعلمت “اللواء” أن الموقف القواتي لم يكن حادّاً، وأبقى الباب مفتوحاً أمام الأخذ والردّ، وتقليب الاحتمالات والاستفسارات والخيارات البديلة، في ظل وضوح أن لا خيار في الواجهة الآن سوى ترشيح فرنجية ضمن سلّة المبادرة التي أطلقها الرئيس الحريري لإنهاء الشغور الرئاسي، وإبعاد شبهة “الدولة الفاشلة” عن لبنان بتحريك العجلة الاقتصادية، وإنهاء أزمة النفايات، وإعادة الروح إلى مؤسسات الدولة الدستورية، وتغطية الإنجازات الأمنية التي كان آخرها، أمس الأول، باعتقال العقل التنفيذي لتفجيري برج البراجنة بلال البقار، وملاحقة سطام الشتيوي المتواري في جرود عرسال. قال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات” ملحم الرياشي في أحاديث صحافية إن الاتصال كان “علمياً وواضحاً”، مضيفاً أن الاستقرار لا يؤمّنه “إلا تسوية بالسياسة لا تسوية بالنظام لأننا ارتضينا جميعاً باتفاق الطائف”. وأكد أنه وإن كان هناك “اختلاف بين “المستقبل” و”القوات” لكن لن يصبح خلافاً يوماً ولن نترك بعضنا البعض أبداً”.

 

"اتصال الحريري- جعجع فيه الكثر مــن"التحليل" والمصارحـة وجهات النظر غير متطابقة و"حزب الله" المُعرقل الحقيقي للتسوية

المركزية- "حركة بلا بركة". عبارة تجوز لتوصيف المشهد الداخلي منذ "العاصفة الباريسية" (لقاء الرئيس سعد الحريري ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية) التي رفعت حرارة الاتصالات واللقاءات بين مختلف القوى السياسية، من دون جدوى، لكن مع تسجيل "ايجابيتين": الاولى عودة الاستحقاق الرئاسي الى الضوء بعد ان كان في عداد النسيان لكثرة "الازمات" التي يمرّ بها البلد، والثانية تكثيف المشاورات بين قوى سياسية كانت حتى الامس القريب لا تجتمع الا قليلاً، وتحديداً على ضفتي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" من جهة و"تيار المستقبل" و"تيار المردة" من جهة اخرى.

واذا كانت جلسة انتخاب الرئيس بعد غد الاربعاء ستكون كسابقاتها من حيث عدم اكتمال النصاب، بانتظار نتائج المشاورات والاتصالات المفتوحة على مصراعيها بين مختلف القوى السياسية، اوضحت مصادر في "تيار المستقبل" لـ "المركزية" ان "الامور على حالها"، معتبرةً ان "حزب الله" المُعرقل "الاوّل" والحقيقي للتسوية، لانه مع ايران لا يشعران بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية".

واشارت الى ان "فكرة" مبادرة الحريري بترشيح فرنجية كان هدفها عزل لبنان عن ازمات المنطقة المرشّحة الى مزيد من التأزم والتعقيد، لكن للاسف يبدو ان "حزب الله" ليس في وارد "إبعاد" لبنان عن النيران من حولنا بل يريد ربط الحل بحلول المنطقة".

واكد ان "الرئيس الحريري مُتمسّك بترشيح فرنجية طالما لا بديل عنه"، ولفت الى ان "الزيارة التي قام بها مستشار الرئيس الحريري النائب سابق غطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري الى بنشعي مساء السبت كانت لوضع فرنجية في "حصيلة" المشاورات والاتصالات التي نقوم بها، كما ان فرنجية وضعنا ايضاً في حصيلة مشاوراته، وهذا ما اتّفق عليه في لقاء باريس".

واشار المصدر الى ان "الرئيس الحريري اتّصل برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل لوضعهما في اجواء زيارة بنشعي مساء السبت"، واوضح ان "اتصال الحريري-جعجع الذي دام نحو ساعة تقريباً تخلله الكثير من "التحليل" والمصارحة، وتبادل وجهات النظر بينهما التي جاءت غير متطابقة، خصوصاً لجهة كيفية معالجة "تداعيات" ما حصل اخيراً، لكن التصوّر الاستراتيجي يبقى واحداً".

ودعا المصدر القوى السياسية كافة الى "طرح البديل عن مبادرة ترشيح فرنجية، وهذا البديل يجب ان يكون "توافقياً" نستطيع ان ننزل به الى مجلس النواب لانتخابه رئيسا".

 

 مواصفات رئيس المرحلة: ملمّ بـ"الاقليمي" وقادر على مواجهة الارهاب وهل المطلوب تنظيف المخيمات في زمن الفراغ واللامسؤولية الطائفيـة؟

المركزية- تجزم مصادر سياسية مستقلة بأن وظيفة رئيس الجمهورية العتيد تحددت، ولم يعد من مجال للشك، في ضوء التطورات الدولية والاقليمية المتسارعة بأن رئيس البلاد العتيد يجب ان يكون ملمّا إلماما كاملا بالازمات الاقليمية وتفاصيلها وحيثياتها والنتائج التي ستترتب جراء مخططات التسويات التي ترسم لها في كواليس المحادثات الدولية الناشطة في اكثر من عاصمة عربية وغربية، بحيث يتخذ القرارات والاجراءات بالتماهي مع التطورات على المسرح الدولي. والى الاضطلاع بالشأن الاقليمي تقول المصادر لـ"المركزية" إن مواصفات الرئيس يفترض ان تتضمن ايضا القدرة على اتخاذ القرار الحاسم في مواجهة الارهاب، مواكبة للاجواء الدولية التي تنسج التسويات السياسية وتفترض بعد الحل السياسي الانصراف الى توحيد الطاقات والجهود الدولية والاقليمية والمحلية للقضاء على التنظيمات الارهابية التي كُلف الاردن بتحديدها وفرزها. وتضيف بأن الصفات المشار اليها يمكن ان تتوافر في أي شخصية، وليس بالضرورة ان يكون صاحبها من النادي الامني او العسكري، حتى ان المصادر تذهب الى الاعراب عن اعتقادها بأن المرشح المفترض قد يكون مدنيا ومن خارج فلك القادة الموارنة الاربعة. وتؤكد المصادر ان صفة القدرة على مواجهة الارهاب مطلوبة لكون لبنان معنيا بها من زاوية تعشعش ارهابيين معروفين في بعض المخيمات الفلسطينية التي تحولت بعض ازقّتها الى مرتع لهؤلاء يستعصي على الدولة واجهزتها الامنية والعسكرية الوصول اليهم او تخطي مربعاتهم الامنية التي يتحصنون فيها، مشيرة الى ان مهمة تنظيف المخيمات من الارهاب واستتباعاته اصبحت حاجة ملحة وتوقيت تنفيذها يتراوح بين فرضيتين: اما في مرحلة الفراغ المؤسساتي، اي قبل انتخاب رئيس الجمهورية وربما في مرحلة تصريف اعمال الحكومة تلافيا لاي مواجهة طائفية، واما بعد انتخاب الرئيس شرط ان يكون من معسكر القادرين على الاقدام بمعنى، ان رئيس التسوية الحالية زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية، اذا حظي بمباركة حزب الله (والامر مستبعد راهنا في ضوء موقفه الاخير)، يكون مؤهلا للعب هذا الدور انطلاقا من موقعه السياسي وتموضعه الراهن الذي يخوله أداء المهمة ما دام حزب الله الى جانبه. وتعتبر ان اختيار فرنجية للتسوية الرئاسية لم يكن عبثيا، فمهندسو التسوية أجروا حسابات دقيقة ووضعوها في ميزان الربح والخسارة قبل ان يقدموا. وتبعا لذلك، ارتأوا ان الوزير فرنجية يمكن ان "يسقط عصفوري" الامساك بالوضعين الامني والسياسي بحجر واحد، ما دام من ضمن فريق 8 آذار المعروفة قدراته ومفاعيله الامنية على المسرح اللبناني بحيث، الى جانب طمأنة هواجس هذا الفريق يمكن تأدية الدور الامني المطلوب دوليا في مرحلة القضاء على الارهاب، واذا لم يتحقق الغرض من ترشيحه، فان مجرد طرحه أحدث نقلة نوعية على مستوى خلط الاوراق وكسر حدة الاصطفافات السياسية وفق ما تبين في الايام الاخيرة على رغم ان هذا الكسر أنتج في مكان ما، تحالفات طائفية ليس وقتها. ولا تستبعد المصادر ان يكون من بين اهداف المهندسين ايضا اقفال باب الترشيح على القادة الاربعة وفتحه على الرئيس التوافقي المطلوب أساسا، او اسقاط مشروع سلة الحل الكامل التي كان طرحها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ما دام الاتفاق على قانون الانتخاب، احد مشاريع سلة نصرالله، متعذرا، فاذا جاء الرئيس من فريق 8 آذار تسحب تلقائيا ذريعة السلة، المحددة اساسا لطمأنة الهواجس.

 

14 اذار تحصّن بيتها الداخلي باجتماعات قيادية: وحدتنا أبعد من الرئاسة

جعجع لن يكســـر الجــرة ولقـاء مـع عــون خلال ســاعات

بكركي تنشـط باتجـاه النواب والفاعليـات "لتبرئة ذمــة المسـيحيين"

المركزية- اذا كان ملف ازمة النفايات الذي رسا على بَر أمّر الخيارات، الترحيل، قد يشكل على كلفته العالية عيدية للبنانيين، في مشهد مضحك مبكٍ، فان الرئاسة التي كادت "لقمتها" تصل الى فم اللبنانيين عبر التسوية الشهيرة لن تكون كذلك وجلسة 16 الجاري ستضاف الى عداد جلسات اللا انتخاب المرشحة الى التمدد لما بعد العام 2015 ، بعدما تعثرت الجهود وتسمّرت عند عتبة المقار المسيحية وتحفظ حزب الله الملتزم أدبيا مع حليفه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون .

أبعد من الرئاسة: وفي معاينة ميدانية لحركة الاتصالات التي دارت بين المقار القيادية في نهاية الاسبوع لا سيما بين معراب والرياض من جهة والرياض وبنشعي من جهة ثانية، اوضح مصدر سياسي مراقب لـ"المركزية" ان حصيلة الاتصالات لم تكن مشجعة لا في الشكل ولا في المضمون، بيد انها اعادت تحريك التسوية وكسرت الجليد بين اهل البيت وتحديدا بين الحليفين في 14 اذار، الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي بادر الى الاتصال، منطلقا من ان الحلف الذي يجمع مكونات ثورة الارز هو مشروع وطن وأكبر من استحقاق رئاسي، وان اتصاله جاء بعد مروحة واسعة من اللقاءات والاتصالات مع كوادر القوات وفاعليات سياسية. وعلى رغم التباين الواسع في وجهات النظر كان اتفاق بين الرجلين على ان الاختلاف لن يؤدي الى الخلاف، فـ14 آذار هي روح ونمط سيادي ولا يمكن لاي من اطرافها ان يبادر الى اطلاق رصاصة الرحمة في اتجاهها بعد عشر سنوات من البذل والتضحية قدم الجميع خلالها عشرات الشهداء على مذبح الوطن.

الجرّة لن تنكسر: وانسجاما مع هذا المناخ ، علمت "المركزية" ان قيادات قوى 14 آذار ستعقد اجتماعا خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة لاجراء جردة حساب واعادة رسم خريطة طريق للمرحلة يتم خلالها تنظيم الخلافات والتباينات بعدما هزّت التسوية الرئاسية أسسها وضعضعت مكوناتها. وفي وقت أكد مصدر في القوات ان جعجع ينتظر ما سيقرره الاخرون في 14 آذار لاتخاذ الموقف ولن يكون المبادر الى اي خطوة سلبية، اكد مصدر في "تيار المستقبل" لـ "المركزية" ان تحالف "14 آذار" اقوى من الاستحقاقات الظرفية، والاختلاف في وجهات النظر بين مكوّناتها حول ترشيح النائب سليمان فرنجية، وتحديداً بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع لن "يكسّر الجرّة". واوضح ان "14 آذار" "تركيبة شمولية متنوعة، وما حصل في شأن مبادرة الحريري اختلاف "طبيعي" في وجهات النظر بين مكوّناتها، وهذه نقطة ايجابية تسجّل لها".

واشار الى "النيّة "الطيّبة" للرئيس الحريري بإنجاز الاستحقاق الرئاسي سريعاً، والامر نفسه ينطبق على الدكتور جعجع، لكن الاخير يختلف مع زعيم "المستقبل" حول اسم الرئيس ويتمسّك باهمية البرنامج الرئاسي لاي اسم يُطرح".

جعجع -عون: من جهة ثانية، وفي سياق الاتصالات التشاورية المفتوحة بين القوى السياسية، تترقب الساحة المسيحية لقاء بين العماد عون وجعجع علمت "المركزية" انه سيعقد خلال الساعات القليلة المقبلة. واذ تحفظت مصادر المعلومات على تحديد مكان اللقاء، فان المفترض بروتوكوليا ان ينعقد في معراب باعتبار ان جعجع كان زار الرابية وينتظر ان يرد العماد عون الزيارة.

بكركي: في غضون ذلك، تتحضّر بكركي مع عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من مصر، لاطلاق محركاتها مجددا على خط الانتخابات الرئاسية. وأشارت معلومات توافرت لـ"المركزية" الى ان من الاقتراحات التي يتم تداولها في دوائر الصرح لتحريك ملف الاستحقاق واثبات ان بكركي شريكة في الحل، عقد لقاء للنواب المسيحيين في بكركي، وآخر موسع يضم فاعليات لها حيثيتها في الوسط المسيحي، ويتعاون في طبخ هذه الافكار عدد من المطارنة الوازنين وبعض النواب الحزبيين المعروفين باعتدالهم وتواصلهم مع الجميع، علما ان الاقتراح الاخير يخضع للبحث بدقة لتحديد المعايير التي يجب اعتمادها لاختيار المدعوين. وتفيد المعلومات ان الهدف من حركة بكركي عدم تفويت الفرصة المتاحة اليوم لانتخاب رئيس، كما تبييض صفحة الطرف المسيحي بعد ان رميت في ملعبه اليوم طابة تعطيل التسوية المطروحة. كما يراد من هذه الطروحات الانقاذية الخروج من معادلة الاقطاب الأربعة الاقوياء، بخاصة اذا تعثر وصول فرنجية الى الرئاسة، وبالتالي فتح الآفاق أمام مرشحين جدد يمكن ان يؤمنوا الاجماع المطلوب للوصول الى الرئاسة. الثنائي:الى ذلك، كشف عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ"المركزية" ان "الجولة الثانية والعشرين من الحوار الثنائي بين "حزب الله" و"المستقبل" ستُعقد مساء الخميس 17 الجاري في عين التينة بعدما ارجئت من مساء اليوم بسبب وفاة شقيقة الرئيس نبيه بري". ولفت الى اننا "سنستكمل البحث في ما انتهت عنده الجولة السابقة، خصوصاً لجهة ملف الرئاسة انطلاقاً من المبادرة الاخيرة للرئيس سعد الحريري".

الترحيل في نهاياته: على خط آخر، تسير خطة ترحيل النفايات قدما، وقد كانت مدار بحث في اجتماع للجنة الوزارية المكلفة متابعة الملف، عقد في السراي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، تم خلاله استعراض التحضيرات القانونية والادارية والفنية والعلمية لخطة التصدير، كما نوقشت العروض التي قدمت والشركات التي تم اختيارها وتم التوقيع على ورقة أولية تمهيدا لموافقة مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة، حسب ما أعلن وزير الزراعة أكرم شهيب الذي لفت الى "أننا نتابع بشكل حثيث موضوع ملف ترحيل النفايات الذي اصبح في نهاياته، وبحثنا مع وزارتي المالية والداخلية ومع مجلس الانماء والاعمار عن مصادر التمويل وستقدم الوزارات المعنية ردودا خلال الـ 48 ساعة المقبلة وسيكون هناك اجتماع عند الخامسة من عصر الاربعاء لعرض الموضوع على مجلس الوزراء".

اطلاق الخطة 2: في مجال آخر، تُطلق من السراي الخميس المقبل، النسخة الثانية من خطة لبنان للاستجابة لأزمة النازحين، في رعاية وحضور الرئيس سلام. وأوضحت مستشارة وزير الشؤون الاجتماعية هلا الحلو لـ"المركزية" ان "الخطة تستجيب للحاجات الانسانية للنازحين ولحاجات المجتمع المضيف خاصة اللبنانيين الذين زاد فقرهم جراء العبْ الذي يتحمّله لبنان، كما تهدف الى ضمان استقرار لبنان وذلك يتطلب دعم مؤسساته وقطاعاته وخدماته". واذا كان عدد النازحين لم يرتفع منذ العام الماضي، كما تقول الحلو، الا ان "أثر الازمة ازداد على المجتمع اللبناني وحتى على النازحين، وبات الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية أصعب"، موضحة ان "الخطة من جزءين: الاول استراتيجي يتعلق بطبيعة استجابة لبنان للأزمة، أما الثاني فهو طلب تمويل حيث يطلب لبنان قرابة مليارين و480 مليون دولار، لا ليتطور او يتقدم، بل فقط ليتمكن من الحفاظ على وضعه الحالي وعلى استقراره".

 

شهيب بعد اجتماع لجنة متابعة ملف النفايات برئاسة سلام: ملف الترحيل اصبح في نهاياته

الإثنين 14 كانون الأول 2015 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام صباح اليوم في السراي الكبير، اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النفايات في حضور الوزراء: علي حسن خليل، نهاد المشنوق، اكرم شهيب ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر.

شهيب

بعد الاجتماع قال الوزير شهيب: "بعد تعطيل خطة مطامر النفايات كان لا بد من الذهاب الى موضوع الترحيل بشكل جدي وعملي وعلمي وبما يتلاءم مع مصلحة الخزينة اللبنانية وقدرات الدولة اللبنانية من خلال البنى التحتية التي تسمح بعملية الترحيل، هذا العمل اخذ وقتا طويلا سواء كان مع الادارات المعنية او في مراكز الفرز والتوضيب في لبنان او من خلال الشروط الدولية الموضوعة على عملية الترحيل كون لبنان مرتبط باتفاقية بازل". تابع: "في الاجتماع اليوم مع معالي وزيري المالية والداخلية وحضور مجلس الانماء والاعمار برئاسة دولة الرئيس عرضنا كل الذي قمنا به من تحضيرات على المستوى القانوني والاداري والفني والعلمي والعروض التي قدمت والشركات التي تم اختيارها وتم التوقيع على ورقة اولية تمهيدا لموافقة مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة". وختم: "نتابع بشكل حثيث موضوع ملف ترحيل النفايات الذي اصبح في نهاياته، وبحثنا مع وزارتي المالية والداخلية ومع مجلس الانماء والاعمار عن مصادر التمويل وستقوم الوزارات المعنية بردود خلال 48 ساعة المقبلة وسيكون هناك اجتماع عند الخامسة من عصر الاربعاء لعرض الموضوع على مجلس الوزراء".

 

استجواب هنيبعل القذافي حول معلومات يملكها في قضية اخفاء الصدر ورفيقيه

الإثنين 14 كانون الأول 2015 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى زبيب ان قاضي التحقيق العدلي في قضية إخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، زاهر حماده، يستجوب في هذه الاثناء، الموقوف هنيبعل القذافي حول المعلومات التي يملكها في قضية اخفاء الصدر ورفيقيه.

 

قهوجي استقبل وفدا من فريق تنمية المؤسسات الدفاعية الأميركي

الإثنين 14 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة قبل ظهر اليوم، وفدا من فريق تنمية المؤسسات الدفاعية وتطويرها (DIRI) التابع لوزارة الدفاع الأميركية، وتناول البحث مجالات التعاون بين الجانبين، وسبل تعزيز قدرات الجيش اللبناني.

 

طلب بإلقاء الحرم الكنسي على 3 نواب موارنة

تقدم عضو الهيئة التأسيسية في "التيار الوطني الحر" الدكتور ناجي الحايك والمحامي وديع عقل بكتاب شكوى إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تضمن طلب إلقاء الحرم الكنسي على ثلاثة نواب من الطائفة المارونية هم: فؤاد السعد، ايلي عون وهنري الحلو، وذلك لتقدمهم بطعن بدستورية القانون المعجل الرقم 41 تاريخ 24/11/2015 المتعلق بتحديد شروط استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني. وتركزت الشكوى على ان الطعن يقع في خانة حض مسيحيي الانتشار على الابتعاد عن أرضهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الجراح: الاتصالات مستمرة لإنضاج المبادرة باتجاه انتخاب رئيس

الإثنين 14 كانون الأول 2015 /وطنية - رأى النائب جمال الجراح في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5"، ان "هناك عقبات كبيرة وجسيمة تعترض المبادرة الرئاسية التي اطلقها الرئيس سعد الحريري دون طرح حلول بديلة". قال: "ان الاتصالات ما زالت مستمرة لإنضاج المبادرة باتجاه انتخاب رئيس في ظل وجود آراء مختلفة وتوجهات غير منسجمة في مقاربة الملف الرئاسي، ولكن الايجابية تكمن في ان الجميع يدرك اهمية انتخاب رئيس في اقرب وقت كي لا نذهب الى منزلقات خطيرة وتتعطل المؤسسات". عن ترددات التسوية على قوى 14 آذار قال: "ان الاتصال الأخير بين الحريري وجعجع خير دليل على ان قوة التحالف كبيرة والتواصل مستمر لايجاد المخارج للمأزق الرئاسي في ظل التداعيات الخطيرة على البلد".

 

الراعي استقبل بطريرك الارمن الكاثوليك ورباب الصدر ووفدا مدرسيا

الإثنين 14 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، بطريرك الأرمن الكاثوليك كريكور بيدروس العشرين، يرافقه المعاون البطريركي المطران جورج أسادوريان والمطران مانويل باطاكيان، في زيارة شكر للبطريرك الراعي على مشاركته في احتفال سيامة البطريرك كريكور، وكانت مناسبة تم في خلالها البحث في شؤون كنسية.

وفد مدرسي

ثم التقى الراعي في كنيسة الصرح، وفي إطار برنامج التنشئة المسيحية الاسبوعي، وفدا من مدرستي راهبات القلبين الأقدسين في كل من بلدة الحدت قضاء بعبدا وبلدة عين الخروبة، برئاسة الأخت سعاد خراط والاخت نهى بارود، وضم الوفد الهيئات الإدارية والتعليمية في المدرستين اضافة الى رابطة الأساتذة والأهالي والقدامى.

بعدها شارك الحاضرون في الذبيحة الإلهية التي ترأسها النائب البطريركي المطران بول عبد الساتر وعاونه الخوري ميشال قنبر، وخدمت القداس جوقة راهبات القلبين الأقدسين في الحدت بقيادة بسام البصار.

رباب الصدر

وبعد الظهر إلتقى، السيدة رباب الصدر شقيقة الإمام موسى الصدر يرافقها إبنها نجاد شرف الدين وابنة الإمام مليحة الصدر. واكدت الصدر بعد اللقاء ان " هذه الزيارة هي لتقديم المعايدة لغبطة البطريرك الراعي بمناسبة الأعياد المجيدة القادمة، لا سيما وأن هذه السنة يتزامن عيد المولد النبوي الشريف مع عيد ميلاد السيد المسيح، ولذلك أحببنا أخذ بركة نيافته. وبدورنا نتمنى لغبطته كل الصحة والخير، ونحن نشهد لمدى الجهود التي يبذلها في ظل الظروف الصعبة الراهنة في لبنان."

 

جنازة مهيبة للسفير الفرنسي السابق في لبنان دوني بييتون في بازيليك سانت كلوتيلد باريس

الإثنين 14 كانون الأول 2015 /وطنية - باريس - أقيمت ظهر اليوم، جنازة مهيبة للسفير الفرنسي السابق في لبنان دوني بييتون، في بازيليك سانت كلوتيلد في الدائرة السابعة من باريس. وترأس مراسم الجنازة خوري الرعية لوران ستالا- بوردييون والمونسنيور أمين شاهين والكاهن تييري دوليبين.

وتقدم الحضور الذين غصت بهم البازيليك، وزيرا الخارجية والداخلية الفرنسيان لوران فابيوس وبرنار كازنوف وكبار رجال الدولة ووزراء سابقون ابرزهم أوبير فيدرين وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي ومن بينهم القائم بأعمال السفارة اللبنانية في فرنسا غادي الخوري وأركان السفارة، وكذلك السفير في الأونيسكو الدكتور خليل كرم، وسفير الجامعة العربية بطرس عساكر والعديد من الكتاب والأدباء ورجال الفكر والاعلام. وقبل نهاية الرتبة، توالى الأولاد الثلاثة للسفير بييتون وزوجته نجوى ومديرة المعهد الفرنسي الذي كان يتولى رئاسته السفير الراحل منذ حوالي 5 أشهر، وممثلة فلسطين السابقة في فرنسا ليلى شهيد ووزير الخارجية لوران فابيوس على تأبينه. وشارك في التراتيل السوبرانو ريما طويل وبشار خليفة.

 

وكيل عائلة الصدر: معطيات جدية بالتحقيقات ادت الى توقيف هنيبعل القذافي

الإثنين 14 كانون الأول 2015 /وطنية - اعلن وكيل عائلة الامام المغيب السيد موسى الصدر الاستاذ شادي حسين في بيان، "انه بعد توقيف هنيبعل معمر القذافي، تقدمت عائلة الامام الصدر بشكوى، اتخذت فيها صفة الادعاء الشخصي بحق هنيبعل، بجرم التدخل اللاحق بالخطف وكتمان معلومات جنائية وتضليل العدالة، اضافة الى التعدي على السلم الاهلي، وهذه الشكوى كانت مرفقة بمستندات وقرائن تشير الى تورط هنيبعل بالجرم، وللاسف النيابة العامة التمييزية لم تسجل الشكوى لاسباب نجهلها، الا ان المحقق العدلي استجوب هنيبعل القذافي بصفة شاهد بعد استدعائه الى جلسة عقدت اليوم، ومن خلال التحقيقات وفي ضوء كل المعطيات التي ادلى بها هنيبعل القذافي تحول من شاهد الى مدعى عليه، واحال الاوراق بعد انتهاء التحقيقات الى النيابة العامة التمييزية لابداء رأيها، وفي ضوئها اصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه بجرم كتمان معلومات استنادا الى المادة 408 من قانون العقوبات، واوقفه بناء لذلك".

وقال: "بمجرد صدور هذه المذكرة، فإنه من الواضح وجود معلومات ومعطيات توفرت لدى المحقق العدلي الرئيس زاهر حمادة، والتي على اساسها اصدر هذه المذكرة، وبالتالي يبدو ان المعطيات جدية وادلة كثيرة التي ادت الى هذا التوقيف".

وحول موضوع مذكرة الاسترداد من خلال الانتربول وموضوع مذكرة التوقيف الصادرة عن السلطات الليبية بحق هنيبعل القذافي، لفت الى "ان هذا الاجراء تقوم به الحكومة اللبنانية من خلال دراسة هذا الطلب المقدم من السلطات الليبية"، موضحا "انه بمجرد صدور مذكرة توقيف عن القضاء اللبناني بحق المدعى عليه واعتباره موقوفا لمصلحته، لا يمكن تسليمه للسلطات الليبية حتى انتهاء التحقيقات بهذا الخصوص، فالاولوية الان للتحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني".

 

4 قتلى في حادث سير عند نفق المطار

 صحف ومواقع الكترونية لبنانية/15انون الاول 2015/وقع حادثا سير مروعين على طريق مطار بيروت الدولي، ذهب ضحيتهما 4 قتلى. في التفاصيل أن زياد أحمد زهران وخالد ياسين عبيدي صدمتهما سيارة مجهولة، بعدما كانا على متن دراجة نارية صغيرة الحجم، مما أدى إلى مصرعهما على الفور.

ولدى محاولة المواطن خالد رئيف كوثراني سحب جثتيهما، مع شخص مجهول اجتاحتهما سيارة مما أدى إلى مصرعهما أيضا.ونقلت جثث عبيدي وزهران وكوثراني إلى مستشفى 'الرسول الأعظم”، فيما نقلت جثة الرابع المجهول الهوية، وهو في العقد الثاني، الى مستشفى 'الزهراء

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

600 قتيل للحرس الثوري الايراني في سوريا خلال الأشهر الـ4 الأخيرة

الشرق الأوسط/الإثنين 14 كانون الأول 2015

 بعد یومین من تقریر نشرته وكالة 'بلومبيرغ” وفق تقارير استخباراتية دولية بشأن بدء انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، أفادت وسائل إعلام إيرانية الأحد بأن قوات الحرس الثوري والجيش السوري تقدمت على بعد سبعة كيلومترات من حي الزهراء والنبل في جنوب حلب، كما أكدت مقتل ستة إيرانيين في الـ24 ساعة الماضية. كانت مصادر مطلعة قد كشفت في بداية الشهر الماضي لـ”الشرق الأوسط” أن الحرس الثوري أحال عددا من القادة والضباط إلى المحاكم العسكرية في أعقاب رفضهم التوجه إلى سوريا، بعدما كان يخيّر ضباطه بين الطرد أو القتال في بداية القتال. في هذا الصدد، بينت المعلومات المتوفرة من القتلى الإيرانيين في سوريا أن وجود قوات الحرس الثوري لم يعد منحصرا بقوات فيلق القدس (يعتبر الذراع الخارجية لتلك القوات) والمقاتلين الأجانب المتمثل بميليشيا 'فاطميون” (الأفغان) و”زينبيون” (مقاتلون باكستانيون)، بل شملت الأسماء نخبة من القيادة وضباط القوات الخاصة التابعة للقوات البرية، كما شملت مقاتلين من القوات البحرية، إضافة إلى تسرب أخبار عن مقتل منتسبين إلى القوات الجوية في الحرس الثوري. ن السياق ذاته، أظهرت معلومات صحافية أخيرة أن أول قتيل من قوات الحرس الثوري سقط في دمشق يعود إلى تاريخ 30 نتشرين الثاني 2011 ويدعى محرم ترك. كما ذكرت معلومات صحفیة أن الحرس الثوري يقيم قبورا لقتلاه الذين لم يعثر على جثثهم في سوريا. ولم تظهر حتى الآن إحصائية إيرانية حول العدد الحقيقي لقوات حرس الثوري التي تدّعي إيران أنها تقوم بمهام استشارية، إلا أن المعلومات المتوفرة تحدثت عن سقوط ما يقارب الـ600 من عناصر قوات الحرس الثوري في الأشهر الأربعة الأخيرة. ونقلت وكالة أنباء نسيم المقربة من الحرس الثوري، عن مصدر مطلع، أن قوات تضم مستشارين إيرانيين برفقة جنود الجيش السوري، تمكنوا من السيطرة على منطقة العصيبيات في ريف حلب الجنوبي. أضاف الموقع أن عناصر قوات الحرس الثوري توجد في منطقة المنشية وريف مدينة الشيخ مسكين في درعا ومنطقة جوبر في دمشق وتير معلة في حمص، وكذلك منطقة حي الكران في حلب ومنطقتا المرج ومرج السلطان في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

 

مستشار روحاني: قضينا على سلطة العرب إلى الأبد بقتلنا الخليفة الأمين

15/12/15السياسة/ألقى مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية علي يونسي كلمة، مساء السبت الماضي، بمناسبة وفاة الإمام الثامن في المذهب الشيعي الاثني عشري، علي بن موسى الرضا، أعادت إلى الأذهان الأدبيات الشعوبية المعادية للعرب. وزعم يونسي أن غالبية الأحداث التي نعيشها اليوم هي «محاولة لاستعادة سيطرة العنصر العربي على العالم الإسلامي»، ولم يستثن تنظيم «داعش» من هذه المحاولة. وادعى مستشار الرئيس حسن روحاني، الذي كان يخطب في مراسم أقيمت في حسينية فاطمة الزهراء بطهران، «أن تحرك داعش جاء تلبية لنزعة العرب الرامية إلى التحكم في العالم الإسلامي والتخلص من شعورهم بالدونية تجاه الفرس والأتراك»، مضيفاً ان التنظيم يريد «استعادة الخلافة العربية وليس الإسلامية لذا يرتكب أي جريمة لتحقيق هذه الغاية» على حد قوله. وفي إطار حديثه عن القضاء على الحكم العربي، قال يونسي «تعد إيران منطلق كافة الثورات المعادية للظلم»، و»عندما قتل الإيرانيون شقيق المأمون (الأمين) سحبوا السلطة من العرب إلى الأبد»، على حد زعمه.وذكر موقع «العربية» الالكتروني الذي نشر تصريحات يونسي أمس، أن مواقفه تذكر بالحركة الشعوبية التي ظهرت بوادرها بشكل سري في العصر الأموي، واتسعت بشكل علني في بدايات العصر العباسي وهي حركة كانت تنتقص من فضل العرب في نشر الإسلام والفتوحات وبلغت درجة تفضيل العجم على العرب. وقال يونسي في كلمته «لولا الإمام الرضا لما بقي اسم لإيران ولا الإسلام»، متناسياً الأصول العربية القرشية الهاشمية للإمام الرضا وهو الحفيد الثامن لعلي بن أبي طالب من نسل الحسين حيث يصف الإيرانيون الإمام الرضا المدفون بمدينة مشهد شمال شرق إيران بـ»الإمام الغريب» لأنه مدفون في أرض غير مسقط رأسه العربي. يشار إلى أن يونسي سبق أن وصف في تصريح مثير في شهر مارس الماضي بغداد بمثابة عاصمة لإيران، قائلاً إن «إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي»، وذلك في إشارة إلى إعادة الامبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها.

 

طهران: الأرضية متوافرة لتحسن العلاقات مع السعودية

السياسة/15/12/15/أعلنت إيران أن الأرضية متوافرة لتغيير في العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى بدء حوار بين البلدين. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الجديد حسين جابري أنصاري، في أول مؤتمر صحافي له امس بعد تسلمه منصبه، سياسة إيران الثابتة المبنية على أساس الحوار مع الجيران. واضاف «ان العلاقات بين البلدين (السعودية وإيران) تحظى بإمكانية تغيير الوضع القائم ولو توافرت الارادة الحاسمة لدى الحكومة السعودية فإن الارضيات متوافرة لتغيير هذا الوضع»، على حد قوله. وأوضح أن السعودية قدمت سفيرها الجديد في طهران وأن المسار جار في هذا الصدد. وكانت مصاد ديبلوماسية أكدت لجريدة «ايلاف» الالكترونية أن قرار المملكة تعيين السفير المخضرم علي بن حسن جعفر، وهو سفير سابق لدى روسيا، سفيراً لدى إيران، يشير إلى رغبة الرياض بالذهاب لمرحلة جديدة في العلاقات مع طهران. ورجحت المصادر أن تشهد العلاقات بين البلدين «تحسناً» تدريجياً مع بدايات العام 2016 في انتظار حسم العديد من الملفات الساخنة، التي كانت من أسباب توتر العلاقات.

 

المرشح الجمهوري يتحدى قادة حزبه/كيري: مواقف ترامب ضد المسلمين تشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي

15/12/15/واشنطن – أ ف ب/أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن دعوة الجمهوري دونالد ترامب لمنع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة «تهدد الأمن القومي». وقال كيري في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» الأميركية، مساء أول من أمس، إن «منع الناس بشكل مباشر (من دخول البلاد) لانتمائهم لدين معين يناقض بشكل كامل المبادئ الرئيسية لبلادنا التي قامت على التسامح». وأكد أن دعوة ترامب «تهدد الأمن القومي لأنها تعبر عن استعداد أميركي يسعى للترشح لرئاسة بلادنا، للتفرقة ضد دين معين». وفي مقابلة مع شبكة «سي بي اس»، قال كيري، الذي ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية بعد مشاركته في قمة المناخ بباريس، إن دعوة ترامب هي «سياسة خارجية خطيرة جداً». وأضاف ان هذه السياسة «تقول للمسلمين الذين يحاولون استغلال الناس وتجنيد مقاتلين أجانب وغير ذلك: انظروا الى أميركا التي لديها شخص يرشح نفسه للرئاسة ويشن حربا ضد الإسلام». وأشار إلى أن ما قاله «قابل للاستغلال، سواء قصد ذلك أم لم يقصده، ويفتح الباب أمام تجنيد (المقاتلين)، ويجعل أميركا تبدو كأنها تمارس التفرقة ضد الاسلام والمسلمين». وأوضح كيري أنه اتضح له من حواراته مع المسؤولين الاجانب في باريس ان تصريحات ترامب المعادية للمسلمين مضرة بالعلاقات الاميركية الخارجية. ورأى أن «لتصريحاته تأثيرات سلبية كبيرة جداً من ناحية السياسة الأميركية الخارجية، وسمعت ذلك من وزراء خارجية وغيرهم اثناء سفري وحواري مع أشخاص من مختلف الدول». في المقابل، رأى ترامب، الذي يسعى للحصول على ترشيح حزبه الجمهوري لانتخابات الرئاسة، مساء أول من أمس، أن قادة الحزب الذين يسعون الى منعه من الحصول على الترشح «يضحكون على أنفسهم». ورداً على دعوة كبار قادة الجمهوريين لوضع خطة للتوافق على بديل في مؤتمر اختيار مرشح في حال نجح ترامب في الانتخابات التمهيدية، قال ترامب في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» «اعتقد انهم يرتكبون خطأ كبيراً، أعتقد انني القادر على هزيمة هيلاري»، في اشارة الى المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، مضيفا «اعتقد انهم يضحكون على انفسهم». وأظهر استطلاع جديد اجرته شبكة «ان بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» تقدم ترامب بنسبة 27 في المئة على المرشحين الجمهوريين في جميع أنحاء البلاد، فيما أظهرت استطلاعات أخرى تقدمه في العديد من الولايات للحصول على ترشيح حزبه.

 

طعن معلم على يد رجل أعلن صلته بـ «داعش»

باريس- أ ف ب/15/12/15/بعد شهر من اعتداءات باريس، تعرض معلم لرياض الأطفال في ضواحي العاصمة الفرنسية، أمس، للطعن بيد رجل ملثم أبلغه أن الهجوم بمثابة تحذير من تنظيم «داعش» الذي كان دعا إلى مهاجمة المعلمين في فرنسا. وأصيب المعلم بجروح سطحية في خاصرته وحنجرته ونقل إلى المستشفى لكن حياته ليست في خطر، فيما هرب المهاجم الملثم الذي كان ينتعل حذاءً عسكرياً بعدما فر سيراً على الأرجح. وحصل الاعتداء عندما كان المعلم (45 عاماً) يستعد لبداية اليوم الدراسي في مدرسة جان – بيران للأطفال في ضاحية اوبرفيلييه في شمال شرق باريس، حيث لم يكن التلاميذ الذين تراوح أعمارهم بين ثلاثة وستة أعوام وصلوا بعد. وأظهرت العناصر الأولى للتحقيق أن المهاجم الذي وصل من دون سلاح استولى على مقص ومشرط كانا داخل الصف للاعتداء على المدرس. وذكرت النيابة أن الرجل هتف «هذا داعش، إنه تحذير»، في إشارة إلى التنظيم» الذي تبنى اعتداءات 13 نوفمبر الماضي في باريس وسان-دوني التي أدت لسقوط 130 قتيلاً ومئات الجرحى وتعتبر الأكثر دموية في تاريخ فرنسا. وقال مصدر في الشرطة إن هذه العبارة المقتضبة نقلها شاهد يعمل داخل المدرسة، فيما لم يتمكن المحققون من استجواب المعلم بسبب حالته الصحية.

 

شركة أمن عالمية لتقييم الإجراءات في مطاراتها/مصر: لا دليل على عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة الروسية

15/12/15/القاهرة – أ ف ب/أعلنت مصر، أمس، أنها لم تجد دليلاً حتى الوقت الراهن يثبت أن «عملاً إرهابياً» أسقط الطائرة الروسية فوق سيناء، متسبباً بمقتل 224 شخصاً كانوا على متنها، بعدما تبنى تنظيم «داعش» إسقاطها، فيما أكدت روسيا أن «قنبلة» تسببت به. وقال رئيس لجنة التحقيق في حادث الطائرة أيمن المقدم في بيان لوزارة الطيران المدني المصرية تضمن بعض تفاصيل التقرير الأول للجنة إن «لجنة التحقيق الفني لم تتلق حتى تاريخه ما يفيد وجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي، وعليه فإن اللجنة مستمرة في عملها بشأن التحقيق الفني». وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تعقيباً على بيان وزارة الطيران المدني المصرية «لا يسعني إلا أن أذكر باستنتاجات خبرائنا وأجهزة استخباراتنا التي تشير إلى عمل إرهابي». وتضم التحقيقات لجنة خماسية، مكونة من الفريق المصري المسؤول عن التحقيق في الحادث، إضافة إلى خبراء روس وخبراء من فرنسا وألمانيا، يمثلان الشركة المصنعة للطائرة «إيرباص 321» وخبراء أيرلنديين لكون الطائرة مسجلة في أيرلندا. وهذا الموقف الثاني من نوعه الذي تصدره مصر بشأن الطائرة الروسية، حيث أعلنت لجنة التحقيقات في مؤتمر صحافي بالقاهرة في 7 نوفمبر الماضي، احتمال تفكك الطائرة المنكوبة قبل سقوطها، وسماع صوت في الثانية الأخيرة من تسجيل الصندوق الأسود. إلى ذلك، قررت مصر، أمس، الاستعانة بشركة أمن عالمية لتقييم الإجراءات الأمنية في مطاراتها. وذكرت وزارة السياحة المصرية في بيان، أن مصر ستعين شركة أمن عالمية لتقييم الإجراءات الأمنية في مطاراتها قبل نهاية ديسمبر الجاري، مشيرة إلى أن الحكومة برئاسة شريف إسماعيل التقت عدداً من ممثلي شركات الأمن العالمية واستمعت إلى عروضهم وهي في الوقت الراهن بمرحلة تقييم العروض المطروحة» ومن المتوقع الإعلان عن اسم الشركة خلال أيام. وقدم ممثلو شركات الأمن العالمية، التي وقع الاختيار عليها استناداً إلى خبراتها المتخصصة في مجال أمن المطارات، عروضاً توضيحية إلى أعضاء اللجنة الأمنية برئاسة إسماعيل ومشاركة وزير الطيران المدني حسام كمال ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار ووزير السياحة هشام زعزوع. وتم اتخاذ قرار تعيين خبراء أمنيين عالميين من قبل هذه اللجنة الأمنية الحكومية، التي من مهامها مراجعة الأداء الأمني وتطويره في المطارات. وتتضمن المهام المطلوبة من الشركة التي سيتم اختيارها التدقيق في أنظمة أمن الطيران المعتمدة في المطارات في مختلف أنحاء مصر بما في ذلك تقييم إجراءات الأمن والسلامة والمعدات والتدريب، إضافة إلى «رفع الشركة التي يقع الاختيار عليها توصيات إلى الحكومة لضمان توافق أمن المطارات المصرية مع أفضل المعايير العالمية، بل والتفوق عليها». كما تتضمن المهام التعاون مع الحكومة لدعم تطبيق هذه التوصيات وتزويد السلطات الأمنية بتدريبات إضافية بالتزامن مع إجراء تقييمات بصورة دورية. يشار إلى أن الحكومة تتعاون عن كثب مع هيئات عالمية لتعزيز الأمن، استناداً إلى أفضل الممارسات العالمية، حيث اجتازت مصر عملية تدقيق من قبل المنظمة الدولية للطيران المدن، تمت بحضور ممثلين عن شركات طيران روسية وهولندية وإماراتية وإيطالية.

 

إلغاء قمة بين بوتين وأردوغان

15/12/15/موسكو – رويترز/اعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، عن إلغاء قمة ثنائية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان كان من المقرر عقدها في 15 ديسمبر الجاري في مدينة سان بطرسبرغ الروسية. وردا على سؤال للصحافيين بشأن القمة، قال بيسكوف «لن تحدث، ليس مخططا لها». وكان الرئيسان اتفقا على هذا الاجتماع عندما التقيا على هامش قمة مجموعة العشرين في تركيا، خلال نوفمبر الماضي، لكن ذلك كان قبل اسقاط أنقرة طائرة حربية روسية على مقربة من الحدود بين سوري وتركيا.

 

أوغلو أعلن عن خطوات لترتيب جديد وأكد بقاء المدربين العسكريين/انسحاب قسم من القوات التركية من الموصل نحو شمال العراق

15/12/15/أنقرة – وكالات/انسحب قسم من القوات التركية المنتشرة قرب مدينة الموصل شمال العراق من المنطقة متوجها شمالاً «في اطار ترتيبات جديدة». وقالت مصادر عسكرية، أمس، إن «قافلة من عشر الى 12 آلية بينها دبابات» خرجت من بعشيقة في اتجاه الشمال، من غير أن توضح ما اذا كانت هذه القوات ستبقى في العراق أو تعود الى تركيا. قال عضو مجلس النواب العراقي سالم الشبكي، «تم انسحاب الجيش التركي من معسكر زلكان باتجاه الحدود التركية» مضيفا انه «بحسب معلوماتنا لم يبق سوى المدربين لتدريب قوات الحشد الوطني». وأكد النائب عن محافظة نينوى سالم محمد، في تصريح صحافي، أن القوات انسحبت، ووصلت دهوك شمال غرب العراق الحدودية مع تركيا. أشار إلى أن عدداً من المدربين الأتراك بقوا في المعسكر ويتراوح عددهم مابين 20 الى 50 شخصاً حسب الاتفاق مع الحكومة العراقية، مؤكدا سحب المعدات العسكرية والمدرعات التي سبق أن وصلت إلى المعسكر. في سياق متصل، أكد شهود عيان انسحاب القوات التركية من شمال العراق نحو معبر حدودي. وقال أحد هؤلاء الشهود طالبا عدم كشف اسمه، وهو من بلدة زاخو الحدودية، «رأيت آليات تحمل دبابات ومدرعات وعليها اعلام تركية تتجه نحو معبر ابراهيم الخليل الحدودي»، وهو ما أكده شاهد اخر قائلاً «رأيت هذه السيارات ومتأكد أنها كانت تركية ولكن لا نعلم ان كان انسحاب جزئي أو كلي». ما أوضحت مصادر كردية، إن عشر ناقلات المركبات العسكرية وصلت ليل أول من أمس إلى منطقة معسكر زلكان، عبر منفذ ابراهيم الخليل الحدودي ومنه إلى اقليم كردستان ووصلت بعشيقة، بغرض نقل المركبات والدبابات والمعدات العسكرية الثقيلة، وعادت إلى تركيا عبر المنفذ فيما بقيت قوة صغيرة في بعشيقة. وفي الجانب التركي، قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، إنه اتخذ الخطوات الضرورية من أجل «ترتيب جديد» للقوات قرب الموصل، مؤكداً أن وجود القوات التركية سيستمر من أجل التدريب العسكري. قال أوغلو في تصريح للتلفزيون التركي، إنه ليس ثمة ما يدعو الى وقف العمل في مشروع مقرر لانشاء محطة الطاقة النووية «أكويو» بالتعاون مع روسيا، بعد ان اعلن مسؤولون أتراك الاسبوع الماضي أن روسيا أوقفت الاعمال الانشائية. أثار هذا الانتشار التركي توترا حادا مع الحكومة العراقية التي طالبت بانسحاب القوات التركية ورفعت الجمعة الماضي رسالة احتجاج الى مجلس الأمن الدولي. وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أكد الجمعة أن سحب القوات المنتشرة في بعشيقة «غير وارد»، لكنه طرح احتمال اعادة نشر القوات العسكرية التركية في المنطقة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرئاسة قبل قانون الانتخاب ؟

علي حماده/النهار/15 كانون الأول 2015

تباطأت "التسوية الرئاسية" او تعطلت بعدما تبين ان عواملها لم تكتمل بعد. ربما كان العامل الاقليمي أساسيا في عرقلة التسوية اكثر من التقاء قوى مسيحية كبيرة على رفضها لاسباب مختلفة. وربما كان "حزب الله" قائد معسكر قوى ٨ آذار، يؤثر تأخير أي حل على مستوى ملء الشغور الرئاسي، أملا بتحصيل أكبر قدر من المكاسب، مستندا الى تقديرات أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات كبيرة لمصلحة ما يسمى "محور الممانعة" على مستوى موازين القوى في سوريا. وانطلاقا من هذه القراءة، قد يرى البعض في الحزب المذكور ان اوان التسوية الرئاسية في لبنان لم يحن بعد، وان التنازلات التي يقدمها الفريق الآخر، ولا سيما "تيار المستقبل" اليوم يمكن البناء عليها في المستقبل لانتزاع تنازلات اكبر، كانتزاع قانون انتخاب يقضم قدرا مهما من قوة "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي، الاول باعتباره القوة الرئيسية التي تمنع على الحزب احكام سيطرته كاملة على البلد، والثاني على اساس انه لا بد ان يأتي وقت لا تعود المناورات في الهوامش المقبولة بين الاضداد كافية لارضاء قوة "كاسحة " تعتبر ان الوقت حان للمواقف الواضحة غير القابلة للتأويل. قد يكون مفتاح التسوية الذي يجعل "حزب الله" يركن الى ان لبنان صار في الجعبة، دفن قانون الانتخاب الحالي المبني على قانون ١٩٦٠، وفرض قانون انتخاب يقوم على النسبية في بلد شديد الانقسام مذهبيا وسياسيا، حيث يتداخل الوجهان المذهبي والسياسي بشكل كامل. من الناحية المبدئية، قد يمثل القانون وفق النسبية ، او حتى القانون المختلط مناصفة بين الاكثري والنسبي، مدخلا حقيقيا لتجديد الدم السياسي في لبنان، وإفراز قيادات جديدة بعدما بلغ النظام السياسي حد الاختناق بفعل التوريث السياسي البغيض احيانا كثيرة . لكن المعضلة التي يواجهها لبنان هي الانقسام المذهبي، وحال الصدام المذهبي - السياسي العنيف، معطوفا على امتلاك جهة حزبية مذهبية سلاحا ومالا وفيرا يمكنها عمليا من "ضبط " ناخبها كما تبتغي، ويسمح لها باحداث اختراقات خطيرة في البيئات الاخرى.

ان لبنان مطيف الى اقصى الحدود، والهدوء الذي تشهده البلاد لا يعكس الحقيقة المخبأة خلف الواجهة: الاحقاد، والهواجس، والحالات التآمرية هي سمة العلاقات بين البيئات اللبنانية المختلفة، و حزب الله" كحزب طائفي، مذهبي مسلح توسعي وعدواني النزعة يفاقم هذه الحالة المرضية إلى ابعد الحدود . من هنا فإن من يطرح قانون انتخاب جديد قائم على النسبية في بلد كلبنان مقدمة لانتخاب رئيس جديد يكون كمن يقول للبنانيين: "ممنوع انتخاب رئيس". لنكن اكثر صراحة : ما دام "حزب الله" ذلك التنظيم المذهبي المسلح التوسعي والعدواني، فالقانون الوحيد المانع لسقوط البلاد بيده نهائيا هو القانون الحالي مع كل مساوئه. هذا اذا بقيت مرجعيتنا اتفاق الطائف!

 

جوهرة الشرق وسور الزبالة

 الياس الديري/النهار/15 كانون الأول 2015

لا بدَّ من التوقف طويلاً عند كلام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي خصَّ به لبنان، وباهتمام استثنائي نادراً ما تحدثَّ بمثله من قبل رئيس أو مسؤول عربي، بل رئيس أو مسترئس أو متزعِّم لبناني. من بعيد، ومن دون أية غاية خاصة، أطلق الرئيس السيسي ما يصلح أن يكون نداءً من أجل إنقاذ لبنان، موجهاً في الدرجة الأولى الى اللبنانيين أنفسهم، والى كبارهم ومَنْ يُفترض أنهم المسؤولون وطنياً وسياسياً ومصيرياً عن هذا اللبناني. إنما عليهم، أولاً، أن يدركوا قيمة وطنهم "الذي يُعتبر جوهرة الشرق"، في رأي الرئيس المصري الذي أضاف: "ان الشرق في هذه المرحلة، بل دائماً وأبداً، يحتاج الى النموذج اللبناني". ولكن مَنْ يستطيع أن يُقنع بعض مَنْ يصنِّفونهم في مصاف المتزعمين والقادة، فضلاً عن أولئك المسترئسين في كل الأوقات والمناسبات، وبلا هوادة. وبلا أي تراجع أو تأمّلٍ في سبيل مصلحة هذا اللبنان الذي يغار عليه كثيرون من قادة العرب وقادة أوروبا. ويذهب هذا الرئيس المحبّ للبنان الى حدّ القول والمصارحة، وربما مصارحة المسؤولين والمتلهِّين بالاسترآس واللهاث خلف المناصب والمكاسب "ان لبنان يستحق التضحية". ولكن مَنْ ذا الذي منهم مستعدٌّ للتضحية ولو بمنصب صغير في دائرة عاديَّة، فكيف بأولئك الذين لا يرون من لبنان الوطن، من "جوهرة الشرق"، سوى كرسي الرئاسة؟ وهل مثل هؤلاء يصغي الى دعوة "التعالي عن الحسابات الخاصة" لإنقاذ وطن؟ سيادة الرئيس السيسي، شكراً للفتتك الكريمة. وشكراً للهفتك على لبناننا الذي لا يختلف عن الأيتام على مائدة اللئام. إنما على مَنْ تقرأ مزاميرك، ودعواتك، ولهفتك، وغيرتك على النموذج اللبناني وجوهرة الشرق، والنظام اللبناني؟ ألم تصلك أخبار الذين يطالبون ويسعون الى تغيير النظام الديموقراطي البرلماني الذي نادراً ما طبِّقت نصوصه وقوانينه؟ ومع أن هذا النظام يكاد يكون أخاً للنظام الفرنسي، فإن الفاشلين في السياسة والاسترآس يحملونه المسؤولية. ويعدّونه للتغيير والتعديل. والحق ليس على النظام، بل على الذين يرفضون تطبيق النظام. ولنأخذ العبرة مما يحصل في "جوهرة الشرق" منذ سنة وسبعة أشهر. والسبب المباشر والمعروف لدى القاصي والداني واحد: المنصب الرئاسي... أنا أو لا أحد، مثلاً. ودائماً النظام والبلد في خطر، مع تهديد غير مرئي أو معروف المصدر. من ثورة "بيضاء" الى ثورة "حمراء"، فإلى حروب قايين وهابيل، ثم حروب الآخرين، ثم حروب الكانتونات والبندقية والاسترآس دائماً.صحيح أن الشرق يحتاج الى النموذج اللبناني، إلا أن اللبنانيّين العاديّين غارقون في همِّ الفراغ الرئاسي. طبعاً دون إهمال همّ سور الزبالة.

 

رفض قوى 8 آذار يدفع الحريري إلى سحب المبادرة أو تسمية توافقي؟

روزانا بومنصف/النهار/15 كانون الأول 2015

تتيح تهدئة الانفعالات بعد أسبوعين صاخبين على الكشف عن تسوية تقترح دعم ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، المجال امام اسئلة صعبة قد يكون ابرزها لماذا رفض "حزب الله" تسوية مريحة جدا بالنسبة اليه، ورئيسا مضمونا ومأمون الجانب وقريبا من العلويين إذا قيس بالمخاوف التي تساور هؤلاء نتيجة الوضع السوري، فيما كان ينبغي تلقفها بسرعة من الحزب وإنجاحها. فهناك تفسيرات كثيرة بررت عرض هذه التسوية، وتفاوتت بين الضغوط الخارجية ووضع الرئيس سعد الحريري ورغبته في العودة الى بيروت لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي، وعدم قدرة البلد على تحمل انهيار المؤسسات الواحدة بعد الاخرى، وترميمها يبدأ من رئاسة الجمهورية. ومع ان ثمة من يقول انها لم ترفض، بل ارجئت فقط انطلاقا من مبدأ ان احدا لا يمكن ان يرفض تسوية مماثلة ويخاطر بالتخلي عن حليف، في حين انه قد يكون منتظرا عرضا افضل، فإن في ارجاء التجاوب مع التسوية ترفا مستغربا. وفي حسابات الربح والخسارة في لبنان والمنطقة، لا يمكن القول ان ميزان الربح يميل الى الفريق الداعم للنظام السوري، على رغم التدخل الروسي الى جانب هذا الاخير والى جانب ايران وكل الميليشيات التي تحارب في صفه. والنائب فرنجيه لم يبد في أي مرحلة من المراحل السابقة، وفي ظل استفتاءات في كل الاتجاهات، ذا حظ وافر او محتمل، والجميع يدرك ان انقاذ نظام الاسد من الانهيار لا يعني انه لا يخضع لضغط كبير، او ان التسوية في سوريا، في حال حصولها، ستكون لمصلحته، بل انها في أسوا الاحوال ستؤدي الى توازن مختلف في سوريا، ولا يمكن ان يحسم النظام او حلفاؤه في اي حال. والتقارير الاستخباراتية والميدانية تبرز دلائل على ذلك. وتاليا، ان يأتي رئيس للجمهورية من هذا الفريق في ظل ما يواجهه، يثير علامات استفهام كبيرة.

لماذا لم تقبل التسوية اذا بعيدا من التذرع باستمرار العماد عون على ترشيحه، باعتبار انها مكسب لا يمكن رفضه؟

ثمة عامل اساسي لا يمكن اغفاله عبر المماطلة او عدم القبول، يفيد بالاعلان بوضوح أن مفتاح القرار في البلد لا يزال يملكه الحزب، وهو الذي يتحكم في موعد اتاحة الافراج عن الوضع ام لا، وهو مركز الثقل في القرار الرئاسي أكثر منه أي فريق آخر. والتسوية أوقفت بسهولة كبيرة، على غير ما حصل في 1989 حين اوقف العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ترشيح الشيخ مخايل ضاهر. وهي نقطة كشفت في الوقت نفسه مدى تراجع التأثير المسيحي وفاعليته على هذا الصعيد، بمعنى انهم ليسوا هم من اوقفها، بل الحزب. وبالعودة الى الارجاء في أحسن الاحوال، والذي عزي الى الاستمرار في دعم ترشيح عون، فإن الامر ينطوي على ترف، لأنه لا يمكن أحدا أن يضمن كيف يمكن ان تتطور الاوضاع او تنقلب الظروف، بحيث لا تعود التسوية صالحة، أو هي نفسها. وهل الحزب يملك الضمانات الكلية بأن التسوية المطروحة ستبقى قائمة ولن تنسفها المتغيرات، خصوصا اذا طال وضع المماطلة؟ وما هو المدى الذي يعتبر الحزب ضامنا فيه استمرارية هذا العرض او تحسينه من اجل اتخاذ هذا الموقف؟

يضاف الى ذلك أن الرئيس الحريري الذي كان صاحب المبادرة الى التسوية بايصال فرنجيه، يتعرض لضغوط هائلة، وتشكل المماطلة بدورها عاملا ضاغطا مساعدا ضده. فهو عاكس مؤيديه ومناصريه عبر خياره دعم ترشيح فرنجيه، وأثار ذلك امتعاضا من ضمن تياره السياسي وتناقضات كبيرة في الآراء، باعتبار أنه يقود تياره، لا بل جمهور 14 آذار كله، على نحو مخالف لاقتناعاته ولما ناضل من اجله، كما انه عاكس تحالفاته السياسية في قوى 14 آذار ايضا . وهذه أثمان باهظة جدا على الحريري الذي قد يجد نفسه، في ظل عدم قبول جمهوره كليا بفرنجيه رئيسا او بدعم ترشيحه، وفي ظل عدم تلقف الحزب المبادرة، في وضع من يضطر الى اعلان العودة الى نقطة الصفر في الموضوع الرئاسي، فتصفّر العدادات مجددا في حال لم يكن الفريق الاخر جاهزا للذهاب الى التسوية التي تعني من حيث المبدأ ان ليس هناك غالب او مغلوب، وان هناك توازانا في الربح والخسارة، علما ان فريق 14 آذار يشعر بأنه تنازل كثيرا في حال قبول فرنجيه رئيسا. وما لم يصر الى قبول التسوية، فالاجدر بما ان الاربعة الاقوياء من المرشحين المسيحيين، الذهاب الى مرشح توافقي، علما ان الحريري يعطي فرصة قوية لنجاح مبادرته ولا يزال يراهن عليها. وهناك من يتحدث عن نية دعوة الحريري الى اقفال خطه الهاتفي والاعلان عن تجميد مبادرته، ان لم يكن الاعلان عن نية التخلي عنها لقاء التلويح او ترشيح شخصية وفاقية. فكثيرون يخشون تعرض الحريري للابتزاز بذريعة رغبته في العودة رئيسا للحكومة، وهذه نقطة يعبر الحزب عن امساكه بها على نحو غير مباشر ايضا، لجهة تحديد رغبته في عودة الحريري ام لا عبر التعبير عن موقف من ترشيح فرنجيه، وهو ما يعرض الحريري لضغوط من اجل عدم اعطاء هذه الورقة لخصومه.

 

تنويم» إقليمي لـ «خيار فرنجية»... فمتى تعويمه؟ والحريري ماضٍ في «التسوية الموجعة» لأن «ما حدا أكبر من بلده»

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015/| بيروت - «الراي/لن يتصاعد أي «دخان أبيض» من الجلسة 33 لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان التي تنعقد غداً، بعدما لفّ «الغبار الكثيف» مصير المبادرة غير الرسمية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري بطرْح اسم زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة، والتي تحاصرها اعتراضاتٌ على الضفّتين المسيحيّتين لقوى 8 و 14 آذار يواكبها «حزب الله» برغبةٍ في «التخفيف من سرعة» اندفاعة الحريري، وذلك بهدف ضبط إيقاع التسوية الرئاسية بما يتلاءم مع «التوقيت» الاقليمي، الذي تُعتبر ايران المحور الرئيسي فيه و«مستلزمات» التسوية لبنانياً، وتحديداً بالنسبة الى قانون الانتخاب والحكومة الجديدة رئاسةً وتركيبةً وبياناً وزارياً. وفيما لم تلتئم أمس جلسة الحوار الوطني بعدما كان رئيس البرلمان نبيه بري أرجأها الى الاثنين المقبل بسبب وفاة شقيقته، بدا واضحاً في بيروت ان كل «المكابح» التي «فرْملت» طرْح الحريري اسم فرنجية، الذي يُعتبر بمثابة «العرض الذي لا يمكن رفْضه» من فريق 8 آذار، لم تفضِ الى «موت» المبادرة، وسط اقتناع أوساط سياسية بأن لا بدائل حتى الساعة عن هذه المبادرة، فإما ان يُفرج في كنفها عن الانتخابات الرئاسية بـ «ولادة طبيعية» وإما يكون الحلّ «قيصرياً» او يستمرّ الفراغ الى أمدٍ بعيد.

واستوقف دوائر سياسية مطلعة ان الرئيس الحريري أطلق منذ السبت إشارتيْن متوازيتيْن بالغتيْ الدلالات: الاولى من خلال «اتصال الساعة» بينه وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع والذي عكس رغبة في ترميم العلاقة بين مكّونات 14 آذار بحيث لا يشكّل الاختلاف في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، في ضوء تحفّظ جعجع «السياسي» عن خيار فرنجية، الى فرْط عقد تحالف «ثورة الأرز». والثانية الاتصال الذي أجراه اول من امس بالنائب فرنجية والذي خلص بنتيجته إلى تأكيد «متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية»، وهو ما عنى عملياً ان المبادرة غير الرسمية بطرْح اسم زعيم «المردة» قائمة وان رئيس «تيار المستقبل» جدّي فيها. علماً ان تقارير اشارت الى ان الحريري وضع فرنجية في أجواء اتصالاته المتعلقة بالملف الرئاسي سواء مع جعجع او أطراف آخرين.

واذا كان فرنجية سيحدد موقفه من طرْح اسمه للرئاسة في إطلالة تلفزيونية منتظرة بعد غد، لا سيما انها تأتي بعد اللقاءين اللذين عقدهما مع كل من العماد ميشال عون والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وخلصا الى استمرار «أولوية» ترشيح عون، فإن أوساطاً سياسية قدّمت عبر «الراي» قراءة لخلفيات «عدم حماسة حزب الله» للسير «اليوم» بخيار فرنجية، وتالياً بالإفراج عن الاستحقاق الرئاسي.وبحسب هذه الأوساط، فإن «حزب الله» الذي يتعاطى مع طرْح الحريري اسم فرنجية على انه مجرّد «فكرة» وان لا ضوء اخضر سعودياً للذهاب بهذا الترشيح حتى النهاية، لا يريد ان يكون حلّ الملف الرئاسي وفق «صفقة محلية» بل يرغب في ان يكون الامر من ضمن «الأخذ والردّ» بين ايران والسعودية حول الملفات الساخنة، لا سيما اليمن وسورية، معتبرة انه اذا كانت الرياض لا تمانع إنجاز الاستحقاق الرئاسي انسجاماً مع رغبتها في تحييد لبنان ما أمكن عن تداعيات أزمات المنطقة، فإن طهران قد لا ترغب في التفريط بورقة الملف الرئاسي - ولو ان فرنجية هو مرشحها الفعلي- بمعزل عن توظيفه في إطار «صفقة اقليمية - دولية» غير ناضجة حتى الآن.

ومن هنا، توقّفت الأوساط باهتمام عند كلام نُقل عن مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القنصلية حسن قشقاوي وقوله لتلفزيون «العالم» إن مستوى من الحوار بدأ بين السعودية وإيران حول العلاقة الثنائية والملفات الإقليمية، علماً ان هذا الموقف ترافق مع ترشيح الرياض سفيراً جديداً لها لدى طهران التي تقوم بدرس أوراقه، تمهيداً لقبول اعتماده. وفي موازاة ذلك تشير الأوساط نفسها، الى ان الرئيس الحريري يمضي في خيار فرنجية لاقتناعه بأنه بعد نحو 19 شهراً على الفراغ الرئاسي فإن هذا هو المخرج الوحيد حتى الساعة الذي يمكن ان يُحدِث اختراقاً في الملف الرئاسي، بما يوقف حال الاهتراء التي «تأكل» المؤسسات الواحدة تلو الأخرى وبما يمنع انهياراً اقتصادياً يمكن ان يصيب البلاد بحال استمرّ الشغور وقتاً اضافياً. ووفق الأوساط عيْنها فان مؤيدي طرْح زعيم «المستقبل» يشيرون الى انه يتعاطى مع التسوية الرئاسية انسجاماً مع «مدرسة» والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لطالما اعتبر ان «السيء يبقى أفضل من الأسوأ» وان «ما حدا أكبر من بلده»، موضحين ان هناك في مكان ما انطباعا بأن «الرئيس سليمان فرنجية»، الصديق للرئيس بشار الاسد، لن يكون هو نفسه بعد رحيل الأسد وان وجود رئيس يُطمْئن «حزب الله» قد يشكل عاملاً مريحاً للوضع اللبناني بعد عودة الحزب من سورية، وايضاً عنصر طمأنة لمرحلة ما بعد الأسد داخل سورية. وفي موازاة ذلك، برز كلام للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله اول من امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اذ أمِل في ان «يدرك اللبنانيون قيمة وطنهم الذي يعتبر جوهرة في الشرق، ويشكل مع مصر دعامة مشتركة ومتبادلة»، مبدياً حرصه الشديد «على لبنان وعلى ضرورة ان يجد طريقه الى الاستقرار السياسي»، ولافتاً الى «ان لبنان يستحق التضحية من اجله وان يتعالى الجميع عن حساباتهم الخاصة لانقاذه». وشدد السيسي على «أهمية الحوار بين كل مكونات الوطن»، مؤكدا انه «لن يألو جهدا لمساعدة لبنان للخروج من أزماته».

 

يرضى عون بفرنجية.. ولا يرضى الفرزلي؟

جورج بكاسيني/المستقبل/15 كانون الأول/15

الملاحظة التي استوقفت رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عن «الصمت المريب لجبهة الممانعة التي لم تفسر لنا لماذا تعترض على انتخاب (النائب) سليمان فرنجية».. استوقفت كثيرين من اللبنانيين، سياسيين ومواطنين، من ضفّتي 14 و8 آذار. وإذا كان «الصمت» يحتمل التأويل، أو هو على الأقل لم يرقَ إلى مرتبة الرفض، فان «الاعتراض» الذي بلغ حدود «الهستيريا» لدى بعض الممانعين أثار علامات استفهام هي بالفعل تحتاج إلى «تفسير». ذلك أن وسائل إعلام «الممانعة» تعاملت مع المبادرة المتعلقة بدعم فرنجية، منذ البداية، بوصفها «مؤامرة» أو «انتصاراً» لفريق الرابع عشر من آذار، أو تيار «المستقبل» على الأقل، مع العلم أن هذه «المبادرة» اقترنت منذ انطلاقتها بخلفية «التسوية» التي تعني على الطريقة اللبنانية أن «لا غالب» فيها سوى الدولة ومؤسساتها، ولا «مغلوب» سوى الفراغ الذي يحاصر الموقع الرئاسي الأول منذ عام ونصف عام، ومعه مجلس النواب والحكومة.

كما أن الشكوك التي أطلقها صحافيو الممانعة في المقابلات التلفزيونية أظهرت ولو بصورة غير مباشرة كما لو أن النائب فرنجية ينتمي إلى فريق الرابع عشر من آذار، فيما كالوا المدائح لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون وبـ«ثباته» على مواقفه «الممانعة» وبحيثيته التمثيلية لدى المسيحيين التي لا يضاهيه فيها أحد. حتى إذا حاول أحدهم التدقيق في موقف حزب الله «الصامت» إزاء هذه «المبادرة» من خلال مواقف الإعلاميين المقرّبين منه (ووسائل الاعلام) خرج بمزيد من الانطباعات الغامضة بين مؤيّد «المبادرة» ورافض لها». وإذا كانت كتلتا «الوفاء للمقاومة» و «التنمية والتحرير» التزمتا الصمت، الذي خرقه رئيس مجلس النواب نبيه بري وحده بموقف ذكّر فيه بأن النائب فرنجية هو أحد المرشحّين الاربعة «الأقوياء» الذين تم تصنيفهم في بكركي، فان تكتّل «التغيير والإصلاح» ومحطته التلفزيونية وإعلامييه، بالإضافة إلى مناصريه من السياسيين، شنّوا حملات شعواء ضد المبادرة وإن تجنبّوا في أغلب الأحيان استهداف فرنجية. ولعلّ أبرز هذه الحملات التي عبّرت خير تعبير عن مقاصدها جاءت على لسان نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي، زائر الرابية الدائم (كل سبت)، في مقابلته التلفزيونية الخميس الفائت مع الزميل مارسيل غانم. بدا ما أعلنه أقرب إلى «الكاريكاتور» منه إلى الموقف، حسب مشاهدي الحلقة، التي تحولّت إلى نصف عمل مسرحي بممثّل واحد، فيما لعب الزميلان غانم (مدير الحلقة) وعلي حمادة (المشارك فيها) دورهما الحقيقي. استعان الفرزلي بكل طاقاته المزمنة ليُنجِح «دوره»، بما في ذلك تقلّبات صوته (هبوطاً وصعوداً) وحركة يديه وجسمه، حتى إذا ملأت عيناه المستنفرتان الشاشة عاد إلى الوراء قليلاً إفساحاً في المجال أمام المشاهدين لرؤية الخشبة. بدا «ملكياً» أكثر من الجنرال.. إلى حدّ بدا للمشاهدين أنه وإن وافق عون على انتخاب فرنجية رئيساً فإن الفرزلي لن يقبل. هكذا باختصار حدد نائب رئيس المجلس الأسبق «شروطه» لانتخاب رئيس، موحياً للمشاهدين أن «كلمة السر» معه، وكذلك «الثوابت» المسيحية بوجوب تمثيل المسيحيين خير تمثيل التي «لن يزيح» عنها قيد أنملة وكأن من خطف تمثيل المسيحيين من خلال التعيين العام 1991 كان شخصاً آخر، وكذلك بـ«الانتخاب» في الدورات المتلاحقة حتى دورة العام 2000 بناء على قوانين انتخاب مفصّلة على القياس كان شخصاً آخر أيضاً. ملاحظة «وحيدة» فاتت الفرزلي وهي أن المشاهدين لم ينسوا، ومن دون مراجعة أرشيف المجالس النيابية منذ دورة 1992 حتى دورة 2000، أن في «أيام الفرزلي» لم يصل نائب واحد (نائب واحد على الأقلّ) إلى المجلس النيابي من الممثّلين الحقيقيين للمسيحيين الذين يدافع عنهم اليوم، أي التيار «الوطني الحر» وحزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، وأن الفرزلي وزملاءه هم الذين احتلوا مقاعد هذه القوى أثناء المقاطعة للانتخابات والمشاركة في آن، وأن القوى المشار إليها لم تأخذ مكانها في البرلمان وفي الحكومات إلا بعد العام 2005. أما المشاهدون فلم تَفُتهم ملاحظة أخرى وهي أن «المشهد» الأخير من الحلقة المتعلّق بدفاع الفرزلي عن رئيس حزب «القوات» الدكتور جعجع، «استعراض» نادر لم يسبق له مثيل لا في أعمال «بوشكين» ولا «هاملت»، حيث شارفت شرايين عنقه الاختناق وهو يسعى إلى إثبات أحقية ترشيح جعجع للرئاسة بوصفه «الزعيم» بين مسيحيي 14 آذار.

صَدَق وليد جنبلاط بقوله: «جهلي يزداد جهلاً».­

 

رفسنجاني أشعل «حرب خلافة المرشد»

أسعد حيدر/المستقبل/15 كانون الأول/15

أسقط آية الله هاشمي رفسنجاني كل المحرمات السياسية واللغة المرمزة في المخاطبة بكل ما يتعلق بالأمور والقضايا الإيرانية العليا، في حديثه المباشر والصريح عن خلافة المرشد آية الله علي خامنئي. في الأصل، الحديث عن «الخلافة» ممنوع الى درجة التحريم لأنه يتناول «قضية وطنية عليا». لذلك فإن كسر هذا المحرم، لا يمكن حصره بالخلاف المستحكم بين خامنئي ورفسنجاني والذي بلغ أعلى درجاته عندما حال الأول دون فوز الثاني برئاسة مجلس الخبراء قبل أشهر. في عمق هذا التحول «صحة خامنئي المتدهورة بسبب إصابته بالسرطان منذ سنوات». وقد سبقت الإشارة الى أن ظهور خامنئي أمام الحشود وكأنه معافى وقوي لا يعني الحقيقة ولا الواقع، فقد سبق للرئيس الراحل فرنسوا ميتران أن حافظ على حضوره طوال فترة رئاسته علماً أنه، كما كشف في ما بعد، لم يكن قادراً على ممارسة مهامه أكثر من ساعتين في اليوم الواحد. وقد ينفي الكثيرون قصة خطورة مرض خامنئي، فيكون ما حصل أخطر بكثير لأنه يعني أن رفسنجاني لم يعد يهمه ماذا يفعل خامنئي وجبهته، فقد أصبح قوياً الى درجة الدخول في مواجهة مكشوفة مع «المرشد الضعيف»، خصوصاً بعد أن أنتج الاتفاق النووي تحولاً عميقاً في المجتمع الإيراني وعند مختلف الشرائح، ويبدو أن هذا التحول هو الذي أقلق المرشد مؤخراً ودفعه لإلقاء عدة خطب تطالب الإيرانيين بـ«ديمومة المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية». أيضاً وهو مهم جدًّا أن ترشيح السيد حسن أحمد الخميني لانتخابات «مجلس الخبراء»، أكمل «الترويكا» التي تضم رفسنجاني والرئيس حسن روحاني، إلى جانب موقع اسم الخميني شعبياً، فإن للسيد حسن مشكلة شخصية لم يتم الكلام عنها مع المرشد وهي أنه أبعد والده أحمد الذي تضامن معه عند والده الإمام الخميني لتعيينه مرشداً. رفسنجاني قالها بوضوح، إنه تم تشكيل مجموعة خاصة لانتخاب مرشد جديد للجمهورية في حال تعرض خامنئي «لحادث». وان هذه اللجنة «تدرس كل الاحتمالات بما فيها وضع لائحة بأسماء مرشحين لمنصب المرشد» من الطبيعي أن يكون رفسنجاني نفسه وروحاني على رأسها. المحافظون المتشددون سارعوا الى الهجوم فقال القيادي السابق في «الحرس» حسن فدائي اشتيباني: العدو يحاول أن يخدع الشعب الإيراني ويخطط لاختراق انتخابات مجلس الخبراء عن طريق الثلاثي: رفسنجاني وحسن الخميني وحسن روحاني.

ويبدو أن رفسنجاني قرر الذهاب الى أقصى ما يمكنه فقال رداً على هجوم الأصوليين: «لا يمكن أن يؤثروا فيَّ لأنهم مثل غربان لا يستقرون على غصن... كل شيء لا يرضى عنه الأصوليون يسمونه تغلغلاً». الرئيس حسن روحاني طالب بـ«وجوب السماح لجميع الراغبين في خدمة الشعب». و«نريد انتخابات حرة ونزيهة وشفافية.. وتنافساً حقيقياً«.. مضيفاً أمام طلاب الجامعات «الطرفان المعتدل والأصولي يتنافسان في مخاطبة طلاب الجامعات لأنهم الشريحة الأولى من الشباب الذين يشكلون أكثر من نصف الشعب الإيراني: نتطلع الى أجواء آمنة وليست أمنية». من الآن وحتى تجرى الانتخابات في 26 شباط القادم فإن الساحة الإيرانية ستشهد «حرباً كلامية» تكسر فيها كل الخطوط الحمر بعد أن كسر رفسنجاني أقوى تلك الخطوط وهو موقع الولي الفقيه. ويبدو أن رفسنجاني في «هجومه» هذا لا يترك «باباً» إلا ويفتحه لتحقيق نوع من الاجماع حول شخص الفقيه المنتخب مستقبلاً فيقول: المرشد يخص جميع المواطنين مسلمين وغير مسلمين (أي لكل الشعب الايراني) من اليسار واليمين (وليس منحازاً مثل خامنئي) ويجب اختيار مرجعية تحظى برضا الجميع». ويبدو استعداد رفسنجاني لفتح كل الأبواب لإنجاز انتخاب «مرشد» يحفظ إيران من أي صراعات في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة»، أنه يعمل «الخطة ب« في حال فشل اختيار المرشد الذي يكون للجميع، وهو ما كان ألمح إليه سابقاً، أي تشكيل «هيئة من ثلاثة أو اثنين للعب دور الفقيه، فيكون بذلك قد طور النظام وعمل على الحفاظ عليه تحت عباءة الولاية دون أن تتكرر حالة خامنئي الذي مضى عليه في الولاية المطلقة ربع قرن من السلطة. في هذه الأثناء، يبقى موقع «الحرس الثوري» غامضاً في لعبة السلطة والخلافة، لكن من الواضح أن ما لحق بالمرشد وموقعه من نقاش علني، سيتبعه «الحرس الثوري» في ذلك. ما يعزز ذلك أن تنفيذ الاتفاق النووي ورفع العقوبات والقيود الغربية عن إيران، سيشجع أكثر فأكثر على المحاسبة وكشف ملفات الفساد الضخمة الناتجة عن استثمار العقوبات في جني ثروات خيالية وبالمليارات. لذلك سارع علي سعيدي ممثل المرشد في الحرس الى القول: «ان الازدهار والجشع سيضعان الأمة بين يدي العدو». ومنذ الآن يدور الهمس في إيران العميقة خصوصاً بعد تكاثر المعلومات بأن وحدات من الحرس الثوري تنسحب من سوريا، حول حقيقة الخسائر الإيرانية في سوريا والعراق، إذ لا يعقل أن يقتل أكثر من 14 جنرالاً وعقيداً وطياراً في فترة قصيرة جداً، علما انهم مستشارون وليسوا جنوداً من الكومندوس الذين يقاتلون على الخطوط الأمامية. والسؤال الذي يشغل «إيران العميقة»: هل اغتال جنود سوريون العديد منهم لأسباب سياسية أو مذهبية؟ هل قتلوا بنيران صديقة أي روسية؟ وماذا لو أن بعضهم أعدم» في سلسلة من التصفيات داخل «الحرس»؟ لا يمكن الجزم في شيء من ذلك، خصوصاً أنه لا تُعرف توجهاتهم السياسية لأنه من الطبيعي وجود تعددية سياسية وفكرية ومرجعية مستندة الى «التقية» داخل «الحرس» الذي هو «جسم عسكري ايديولوجي« وليس مثل الجيش. موقف رفسنجاني الواضح، رفع منسوب الغموض الذي سيبقى كذلك الى أن يتدخل المرشد الذي لن يستطيع بعد الآن اللعب على موازين القوى عبر إمساك «عصا السلطة» من وسطها!.

 

رسالة من سعد الحريري الى سليمان فرنجية

عماد قميحة/جنوبية/ 14 ديسمبر، 2015

صديقي سليمان بيك... أتمنى أن تصلك رسالتي وأنت بأتّم الصحة، راجياً من الله تعالى أن تمر عليك وعلى زوجتك العزيزة ريما وعائلتك وكل اللبنانيين الأعياد المجيدة بالخير واليمن ودوام السعادة . عزيزي سليمان، وبعد مرور أيام على لقائنا الجميل هنا في فرنسا، والأجواء الرائعة التي تخللته والذي عبر فيه كلانا عن عميق مشاعرنا اللبنانية الأصيلة، ولا أخفي عليك أنني اكتشفت فيك ما كنت أجهله عنك وتلمّست فيك عن قرب ما كنت أسمعه منك عن بعد، من عميق توجسك على مستقبل وطننا العزيز لبنان، وخوفك المتجذر على مؤسساته الدستورية وحرصك النابع من أصالة تاريخية وإيمان عميق لديك بالمحافظة على تمايز بلدنا الرسالة.ولن أخفي عليك عظيم تفاجئي وأنا أستمع اليك في تلك الجلسة، عن أحساسي بتحطّم كل الجدران التي كانت تقف بيننا حتى أنني حسبتك وأنت تحدثني عن جمال بنشعي وعن تاريخ زغرتا بأنني أجالس واحدة من أرزات لبنان الراسخة والشامخة على قمة من جباله .

سليمان فرنجية

عزيزي سليمان بك

أنا أتفهم حجم الخيبة التي أنت عليها الآن، والتي كنت قد حذرتك منها مراراً وتكراراً ها هنا، ولا أكاد أنسى ابتسامتك العريضة عندما سألتك بوضوح عن تقديرك لموقف حلفائك من طرح اسمك كمرشح تسوية لرئاسة الجمهورية؟ تلك البسمة التي اختصرت بها يقينك المبرر، وحسمك الأكيد بأن حليفك الأكبر السيد حسن نصرالله سيعتبر أن وصولك للرئاسة سيكون بمثابة ” نصر إلهي ” جديد يضيفه إلى رصيده اللبناني . وعندما حذرتك من التفريط بحجم هذا التفاؤل، وباعتقادي أن حزب الله يعتبر لبنان ما هو إلا ورقة من الأوراق التي تعمل إيران على الإمساك بها وتقديمها في لعبة التسوية الإقليمية، وأنّ ترتيب الوضع اللبناني لن يُفصل عن بقية الأزمات في المنطقة من اليمن مروراً بالعراق وسوريا، وبأنّهم لن يسيروا بأيّ تسوية لبنانية بمعزل عن تسوية لكامل المنطقة، كيف أجبتني وبلا تردد : “وهل نسيت يا شيخ سعد أنك تتحدث إلى حليف حقيقي وعتيق لهذا المحور، وحزب الله سيعتبر أنّ وصولي إلى بعبدا لا يعني التخلي عن الورقة اللبنانية إن لم أقل أكثر .”

عزيزي سليمان بك

لن أطيل عليك، وكل ما أرجوه بعد هذه التجربة المشتركة والتي أؤكد لك أنني لا زلت متسمكاً بها بجدية كبيرة وأنني كما عملت على تذليل العقبات من أمامها اقليمياً ودولياً، فإنني مستمر حتى النهاية مع حلفائي في الداخل اللبناني الى ان تصل أنت لليقين الذي حذرتك منه، بأنّ لحلفائك حسابات غير لبنانية وأن وفاءهم الحقيقي الذي يتغنون به صباحاً مساءً إنّما هو الوفاء المطلق لمصالح ونفوذ لا تمت إلى وطننا العزيز بأي صلة. وما تمسكهم غير المفهوم بحليفك ميشال عون انما هو بوصفه يخدم ما يخططون له وما يسعون إليه، وعندما تحين اللحظة فلن يكون مصيره هو الآخر بأفضل مما أنت عليه الآن .

ختاماً، حماك الله وحمى وطننا لبنان وأعياد مجيدة لك وللعزيزة ريما .

سعد الحريري .

 

فرنجية رئيساً.. مسألة وقت!

نديم قطيش/المدن/الإثنين 14/12/2015

علمتنا السياسة في لبنان أن الجزم في التقدير مغامرة. مع ذلك لا مبالغة في القول إن الوزير سليمان فرنجية بات رئيساً للجمهورية مع وقف التنفيذ، بإنتظار نضوج الظروف التي تسمح لأغلبية القوى السياسية الإنضمام الى التسوية الوحيدة المتاحة. لمفارقة أن المبادرة الضمنية التي اقدم عليها الرئيس سعد الحريري بترشيح فرنجية للرئاسة فجرت اعتراضات ظاهرة في فريقي الثامن والرابع عشر من آذار تصدرها في الاولى اللاموقف من حزب الله وفي الثانية الهياج على مستوى القاعدة لجمهور القوات اللبنانية وإن كانت الامور تتجه لضبطه. ولئن يسهل تفهم الاعتراض القواتي على تسوية ليست بسيطة، سيبدو غريباً، في الظاهر، أن لا يتحمس حزب الله لترشيح شخصية من لدنه ولدن خياره الاستراتيجي. وهو ما يطرح علي الحزب سؤالاً حاراً عما اذا كان في الاصل يريد رئيساً للجمهورية أم يستأنس الفراغ والاهتراء لاغراض تتجاوز تحالفه مع الجنرال ميشال عون والتزامه الوقوف معه في معركته الرئاسية.

غير أن كل هذه الوقائع والمناخات الحقيقية القائمة، من إعتراض القوات اللبنانية الى قلة حماس حزب الله، لا تلغي فرصة فرنجية الرئاسية.

القوات اللبنانية تراهن على وهمين. الأول أن يتغير التوازن القائم في المنطقة بإتجاه يسمح لقوى الرابع عشر من آذار أن تأتي برئيس لها فيه حصة الاسد، كحد أقصى، أو ان يُجبر الفريق الخصم، كحد أدنى، على القبول بتسوية “العهد التوافقي” فيسكن بعبدا رئيس من الفصيلة السياسية لرئيس الحكومة الحالية تمام سلام. مشكلة هذا الرهان تتعدى في الحقيقة شح الوقائع الداعمة له، إضافة الى أن فترة فحصه قد تطول أبعد مما يحتمل البلد، وهو يتطلب تمديد الفراغ القائم بأفق مفتوح بشكل بات يشكل خطراً حقيقياً على الاستقرار الامني والاقتصادي الهش. دعك عن أن كسر ترشيح فرنجية ما عاد ممكناً بمرشح توافقي، بل بإقدام جعجع على تبنى ترشيح عون، وهو خيار لا زلت استبعد إقدام جعجع عليه. فهو أولاً رفض عون لأسباب لم تتغير، وعودته اليه لن تعدو كونها كيدية سياسية، لن تخدم الا تعميق الخلاف مع “المستقبل” وقد تؤدي الى اصطدام مباشر بالمملكة العربية السعودية التي تحفظ في أرشيفها تصريحات نارية لعون دعماً لموقف حزب الله من اليمن وصمتاً لفرنجية من الملف ذاته!! ربما صحيح أن جعجع لم يأخذ من الإتصال السعودي به جواباً حاسماً بالنعم او اللا حيال ترشيح فرنجية، لكن جدير به أن ينتبه الى الفصل الدقيق الذي تقيمه المملكة بين المكونات “السورية” والمكونات “الايرانية” في المشهد السياسي اللبناني. الى التفريق بين “إيرانية” عون و”سورية” فرنجية، لا أدل على ذلك من تزامن، دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة المملكة مع وضع الرياض عدداً من كوادر وعناصر حزب الله على لائحة الإرهاب السعودية، فضلا عن اتخاذ إجراءات بحرمان قناتَي “الميادين” و”المنار” من البث عبر القمر “عربسات”. فالمملكة تتصرف على قاعدة أن بشار الاسد بات جزءاً من ماضي الاقليم، في حين أن إيران معركة مستمرة في الافق. ن جهته يعلم حزب الله أن الفرصة المتوفرة له للإتيان برئيس من نوع سليمان فرنجية ليست فرصة يمكن تجاهلها ببساطة والقفز فوقها الى رهانات غير مضمونة، كالرهان على النفاد من الاهتراء الناتج عن الفراغ الى مؤتمر تأسيسي وتغيير الدستور، سيما أن هذا خيار افصح أمين عام حزب الله حسن نصرالله بنفسه أنه تجاوزه الى معركة آتية عنوانها “تفسير الدستور”! وهو خيار لا يستطيع الحزب رفضه، على ما يمكن الاستدلال من التدقيق في مضمون ما سرب عن وقائع للقاء بين نصرالله وفرنجية. لجملة المفيدة الصادرة عن اللقاء، تنطوي عملياً على تمني نصرالله على الحريري التريث في المبادرة، وعدم الاستعجال. كما تنطوي على إمتعاض من تجاوز الحريري، “لسقوف التفاوض داخل 8آذار”. مفاد ذلك، شعور حزب الله أن الحريري سبقه بخطوة أو خطوتين بترشيح فرنجية بدل الانتظار أن يأتي الترشيح من الحزب نفسه وإملائه على خصومه بصيغة إنتصارية. كما أن إستمرار فرنجية بالترشح الضمني، بحسب ما عكسه بيان الحريري عن الاتفاق بين الرجلين في خلال اتصالهما الهاتفي الاخير، والذي جاء بعد لقاء نصرالله فرنجية وسماعه من الامين العام  مباشرة أن الحزب يلتزم ترشيح عون، يفيد أن حزب الله لم يطلب إنسحاب فرنجية بل طلب منه التمهل في مساره. لموجة الاولى لصدمة ترشيح فرنجية مرت، وإنتقل البحث الى تداعيات الموجة الثانية وهي تعديل السرعات وضبط شروط التأقلم مع هذا الخيار الذي يصعب، كما يبدو حتى الآن، تجاوزه الى إحتمالات أخرى.

 

"القوات" تنفتح تنظيمياً على المسلمين!

صبحي أمهز/المدن/الإثنين 14/12/2015

في سابقة تعتبر خطوة متقدمة في تاريخ حزب "القوات اللبنانية"، سلم رئيس الحزب سمير جعجع الدفعة الأولى من بطاقات الانتساب الحزبية الى عدد من أبناء منطقة عكار، في احتفال أقيم في معراب، وهي خطوة يضعها البعض في اطار السياسة الانفتاحية لمعراب على كافة شرائح المجتمع اللبناني.

ويؤكد الامين العام المساعد في "القوات" اللبنانية فادي ظريفة ان "القوات"لا تهدف إلى توجيه أي رسالة سياسية من تسليم البطاقات الحزبية لشبان عكاريين، يقول لـ"المدن": ان تسليم بطاقات قضاء عكار أتت بعد سلسة توزيع بطاقات لمختلف الأقضية بدءا من كسروان وصولا إلى زحلة". النسبة إلى "القوات" ليس غريباً إنتساب غير المسيحيين في إطارهم التنظيمي. ويقول إنه "منذ الحرب الأهلية كان هناك تواجد للمسلمين في القوات، وليست المرة الاولى التي ينتسب فيها مسلم إلى الحزب". وتعتبر "القوات" أن قناعة الانفتاح على الشارع الآخر، بدأت بالتحالف الكبير عام 2005، وتم تطويرها في المرحلة الراهنة. وعليه لا يخفي ظريفة ان هناك ورشة عمل داخلية من أجل تطوير الرؤية والبنية التظيمية، وأدت إلى ارتفاع عدد المنتسبين إلى نحو 30 الفاً. ويضيف: "نحن نرحب بانتساب أي لبناني مقتنع بخطنا السياسي بمعزل عن انتمائه الطائفي، لأن همنا الأساسي إعادة تفعيل العمل الحزبي". ويعتبر مصدر قيادي في فريق "14 آذار" لـ"المدن" أن خطوة القوات موفقة، وسيكون لها انعكاس إيجابي على مجمل الأحزاب السياسية في لبنان، خصوصاً أنها للمرة الاولى منذ نهاية الحرب الأهلية التي يعلن حزب "القوات" جهاراً أنه لم يعد حزباً محصوراً بالبيئة المسيحية، لا بل كرس من خلال هذه الخطوة مرحلة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية، قد تشكل استنهاضاً لفريق "14 آذار" بعيد التململ الذي حصل ابان السير بتسوية ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. ويقول مصدر قيادي في تيار "المستقبل" لـ"المدن" إن توقيت إعلان المنتسبين من الطائفة السنية إلى "القوات" ربما يأتي في إطار التعبير الشعبي في بعض مناطق "المستقبل" عن الانزعاج بعيد تراجع نفوذ آل الحريري، وبالتالي فان هذا الأمر قد يشكل حافزاً لقيادة التيار من أجل إعادة تصويب الموقف، على الرغم من أن الخطوة القواتية هذه هي خطوة وطنية قد تشكل مقدمة لضرب التقوقع الطائفي في البلاد. يبدو ان "القوات" بدأت خطوة من أجل نزع الصفة المسيحية البحتة عنها، إلا أن مصادر فريق "14 آذار"، تجمع على ان الخطوة القواتية هذه هي مقدمة لاعادة استنهاض ما تبقى من قوى"14 آذار"، خصوصاً أن كثراً يرفضون استغراب إنتساب بعض المسلمين إلى "القوات"، فيما يضم تيار "المستقبل" عدداً كبيراً من المسيحيين، ويضعون ما حصل في سياق محاولة تعزيز التعددية داخل الأحزب.

 

عون وجعجع: تعزّيز إعلان النوايا وفرص الرئيس التوافقي؟!

نادين مهروسة/المدن/الإثنين 14/12/2015

في خلط الأوراق والتحالفات الذي أحدثته المبادرة التي طرحها الرئيس سعد الحريري لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، تكثفّت الإتصالات بين معراب والرابية، للبحث في كيفية مواجهة هذه التسوية، التي كان الطرفان أي التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية من أشد المعارضين لها وأكثر المتضررين منها، فعون يعتبر أنه الأحق في الرئاسة ولا يمكن التنازل عنها لغيره، فيما يعتبر جعجع أن مجيء فرنجية إلى بعبدا يعني القضاء على أحلامه وتقليص توسّع نفوذه في المناطق المسيحية، وخصوصاً في المناطق الشمالية، لأن شعبية جعجع بأكثريتها تتمركز في الشمال، بالإضافة إلى التماس ما بين بشري وزغرتا حيث سيكون التنافس بينه وبين فرنجية في كل قرية وشارع وحيّ. عمل طرفا ورقة إعلان النوايا على التلاقي والإستقطاب الرأي العام المسيحي المعارض لهذه التسوية تحت مسميات عديدة، فمواقف جعجع كانت تصعيدية لجهة مبادئ وروحية 14 آذار، فيما تولّى عون الهجوم على تمثيل فرنجية وكيفية ترشيحه، معلناً رفض ترشيح المسلمين للرئيس الماروني. ن جملة الأمور التي تناولها الطرفان لقطع طريق بعبدا على فرنجية، هي التقارب أكثر، والبحث عن بدائل لفرنجية إن على صعيد الإتفاق على ترشيح أحد الأقطاب أو ترشيح من يكون مقبولاً من الجميع، ومنهما بشكل خاص، أو على صعيد البحث أكثر للوصول إلى قانون إنتخابي مشترك في ما بينهما يستطيعان تمريره في مجلس النواب، بمعنى أن يحظى بموافقة الأكثرية، خصوصاً أن العنوان الأساس الذي انطلقت منه تسوية فرنجية، هو البقاء على قانون الستين.

ووفق ما تشير مصادر واسعة الإطلاع لـ"المدن" فإنه في أحد أوقات التواصل، طرح عون على جعجع مسألة دعمه للرئاسة، ضد فرنجية، وبذلك تميل الدفة لصالح رئيس تكتل التغيير والإصلاح، لأن حزب الله سيؤيده، وافق جعجع من الناحية المبدئية، لكنه دخل في تفاصيل العملية الإنتخابية، وعمل بالإشتراك مع عون على تعداد الأصوات في مجلس النواب، وتفيد المصادر:" إن عملية التعداد تشير إلى إمكانية فوز فرنجية في حال حصول معركة إنتخابية، إذ أن عدد النواب هو 127 بسبب وفاة النائب ميشال حلو، النصاب القانوني هو 86، وبحال صوت التيار الوطني الحرّ، والقوات اللبنانية وحزب الله مع الكتائب لصالح عون، فإن حظوظ فرنجية ستكون أوفر، وقد يفوز بـ 73 صوتاً." هذا الأمر دفع عون إلى التريث وعدم الذهاب إلى معركة غير مضمونة النتائج، لا سيما أن أصواتاً عديدة في كتلة التنمية والتحرير والمستقلين، والقومي والبعث ونواب آخرين غير محسومة. وتضيف المصادر إن جعجع اقترح على عون حينها، الذهاب إلى الإتفاق على مرشّح توافقي يكون مزكّى منهما، كي لا يتم تقديم أحد المرشحين غير المقبولين. تقول شخصية مسيحية لـ"المدن" أن شعار عون وجعجع كان في البداية: "لرئيس قويّ" أما اليوم وبعد مبادرة الحريري حول فرنجية، فأصبحت الأولويات تتلخص بشعار "لرئيس نستقوي عليه"، لكن المصادر نفسها تجزم بأن عون غير مقتنع إلى النهاية بهذا الخيار، إذ أنه لا يزال يراهن على الظروف الإقليمية والدولية وتطمينات النظام السوري وحزب الله له لعلّها تقلّه إلى بعبدا. إلا أنها لا تسقط هذا الخيار عند حشر عون في الزاوية وترشيح أي شخص غيره، بمعنى أنه سيعود إلى الإتفاق مع جعجع على مرشّح آخر مقابل أي مرشح قد يطرحه أي طرف غيرهما. وفي هذا السياق، تؤكد مصادر كنسية لـ"المدن" أن بكركي تقوم بالإتصالات اللازمة في الخارج والداخلي وخصوصاً مع الأفرقاء المسيحيين، لأجل التوصل إلى توافق على ترشيح شخصية مقبولة منهم، لأن الهم الأساس لدى البطريرك بشارة الراعي، هو عدم عودة الإنتخابات الرئاسية إلى نقطة الصفر، والإستفادة من هذه الإندفاعة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، وتشير مصادر بكركي لـ"المدن" إلى أن هناك ثلاثة أسماء يجري التداول بها مع الأفرقاء المسيحيين، لاختيار أحد من بينها لانتخابه رئيساً، لكن هذا يحتاج إلى المزيد من الوقت والجهود، وهذا بالتأكيد يحتاج إنجازه إلى الإتفاق على قانون إنتخابي يرضي المسيحيين، وهذا ما يعمل عليه عون وجعجع تحسباً لأي طارئ.

 

مبادرة فرنجية وخمس ضحايا

منير الربيع/المدن/الإثنين 14/12/2015

خمس ضحايا أنتجتهم المبادرة الرئاسية التي لو كتب لها النجاح لكانت أتت بالنائب سليمان فرنجية من بنشعي إلى بعبدا. قوة الدفع التي انطلقت فيها المبادرة بعد لقاء باريس الشهير، أوحت وكأن الشغور الرئاسي سينتهي قبل نهاية العام، لكن كوابح عديدة، أوقفت عجلات تلك المبادرة، لكنها لم توقف عدّ الخسائر التي سجّلت في صفوف جميع الأطراف. أولاً لا يزال الموقع الرئاسي الأول في الدولة، ضحية التجاذب المحلّي والإقليمي، ثانياً تحول الرئيس سعد الحريري إلى ضحية بعد أن كان مبادراً، حزب الله كذلك الأمر على الرغم من بقائه في الموقع الأقوى، أما الضحيتان الأخيرتان فهما فرنجية والنائب ميشال عون.

مع التسريبات التي تحدّثت عن الإتفاق الإيراني السعودي على هامش لقاء فيينا المخصص للبحث في الأزمة السورية، وتحديداً بين وزيري خارجية البلدين، عادل الجبير ومحمد جواد ظريف، أصبحت المبادرة بالنسبة إلى اللبنانيين محتّمة، لا سيما مع المواقف الدولية سواء للولايات المتحدة الأميركية أو لجهة إتصال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بفرنجية. كن سرعان ما تبددت هذه الآمال والإيجابيات، على الصعيد المحلّي عبر الرفض المسيحي المطلق لهذه التسوية، خصوصاً لدى حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب، لتبرز مواقف دولية وإقليمية مغايرة لكل الأجواء الإيجابية التي ضخّت. إذ نفت إيران عبر أكثر من مسؤول وتصريح حصول أي اتفاق مع السعودية حول لبنان، بدوره نفى الجبير الامر نفسه متخذاً مواقف تصعيدية ضد طهران. يزيد النفي الإيراني والسعودي التساؤلات حول المبادرة وخلفياتها ومآلاتها، لا سيما أنه لا يمكن للحريري ولا لفرنجية الدخول في حوار حول التسوية من دون الرجوع إلى حلفائهما، لا يمكن للحريري اتخاذ مبادرة كهذه من دون غطاء وتنسيق سعوديين، كما لا يمكن لفرنجية الذهاب للقاء الحريري من دون التنسيق مع حزب الله، خصوصاً أن إيران تعتبر أن الحزب هو المفوض الوحيد بالبتّ بالمسألة الرئاسية.

لكن صمت حزب الله بعد إطلاق المبادرة أوحى وكأن شيئاً ما قد تغيّر، فالحزب يرفض التخلّي عن ترشيح عون للرئاسة، وبالتالي يعتبر أنه في حال لم يوافق عون على التسوية فهو لن يسير بها، وسرعان ما برز موقف الرئيس نبيه بري المتماهي مع حزب الله إذ قال إنه لن يذهب إلى جلسة الإنتخاب بحال عدم ذهاب الحزب، كذلك على ضفة تيار المستقبل الذي لقي بعض المعارضة داخل صفوفه، وعلى الرغم من التأكيد بأن الحريري هو جدّي بطرحه، لكن المعلومات تفيد بأنه جمّد المبادرة، ليعيد التواصل مع حليفه سمير جعجع.

في حسابات الربح والخسارة، يبدو أن الخسائر حلّت في صفوف طرفي الصراع، فأولاً يمكن اعتبار أن الحريري خسر معنوياً لجهة ترشيح شخصية لا تتلاقى مع توجهاته السياسية، ما تسبب له بإشكالية مع شارعه وجمهوره ومع حلفائه، فيما يعتبر الطرف الآخر أي حزب الله أن الحريري هو ضحية صراع أجنحة داخل السعودية إذ أنه في اليوم الثاني لظهور المبادرة فرضت العقوبات على حزب الله من قبل المملكة وصنفت شركاته وأشخاص تابعين له على لائحة الإرهاب ليأتي فيما بعد حجب قناة المنار عن عربسات. كن في المقابل يعتبر المستقبل أنه ربح أيضاً، إذ ظهر الحريري بفعل المبادرة وكأنه رجل دولة، قدّم كل التنازلات لإنتخاب رئيس من فريق 8 آذار والخروج من الأزمة السياسية، إلا أن المبادرة لم تنجح لأن الفريق الآخر لا يريد الإنتخابات وبسبب الخلافات ما بين عون وفرنجية وعدم تدخل حزب الله لحلّ المسألة. وعليه يستطيع الحريري إعادة علاقته الجدية إلى حلفائه خصوصاً القوات لأنه حريص على تلك العلاقة والقوات تحتاج إلى امتدادها المسلم المتمثل بالحريري وعمقها العربي المتمثل بالسعودية من خلفه. أما على ضفة حزب الله وحلفائه، فأيضاً ثمة تراجع في موقف الحزب والرئيس برّي من المبادرة ما أدى إلى تعطيلها، وهنا يعتبر البعض أن حزب الله هو ضحية صراع أجنحة إيراني، بمعنى أن الخارجية الإيرانية أرادت التسوية فيما رفضها الحرس الثوري الذي يؤثر بشكل مباشر على الحزب، وكذلك فقد خسر هذا الفريق سليمان فرنجية الذي انتكست علاقته مع عون، كما ان مصداقية هذا الفريق قد أصيبت بالصميم لأنه لم يسهل إنجاز التسوية وإنتخاب رئيس للجمهورية. وعليه فإن الإستحقاق الرئاسي سيعود إلى نقطة الصفر.

 

يحق لجعجع ما لا يحق لعون

 لبنان الجديد/14 كانون الأول/15

 تكاد الصورة تختلط على المراقب من بعيد، حتى إذا ما أعاد النظر كرتين ينقلب إليه البصر خاسئاً وهو حسير، فللوهلة الأولى يكاد يكون موقف رئيس حزب القوات اللبنانية متشابهاً مع موقف النائب ميشال عون الرافضان معاً لمبادرة سعد الحريري بتسمية فرنجية كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية الشاغر منذ حوالي العام ونصف العام . فمن حيث المبدأ، وإن كان يجوز تصنيف موقف الرجلين على أنّه موقف متطابق بالمعنى اللغوي أو بالمعنى الظاهري فيمكن القول كما هو شائع بمعظم وسائل الإعلام وبالخصوص عبر الإعلام الممانع بأنّ مبادرة الحريري لم يوافق عليها الأقطاب المسيحيون ويُدرج في هذا السياق اسم سمير جعجع مع اسم ميشال عون، فتنتج عن ذلك شبهة أعتقد أنّها عن سابق تصور وتصميم  حتى إذا ما نظرنا إلى القضية من منظار سياسي بحت لوجدنا أنّ بين " الرفضين " مسافة تكاد من خلالها لا تستطيع الجمع معها بينهما، وعليه فمن الإجحاف بمكان وضعهما في مساحة واحدة  فإذا كان رفض سمير جعجع لتسمية الحريري مفهوماً إلى حد كبير بلحاظ أنّ المسميِ إنّما هو حليفه السياسي الأوّل وأنّ المسمىَ  هو خصمه السياسي الأول، بالخصوص إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن سمير جعجع كما قيل، لم يكن على دراية مسبقة بالموضوع، وبالتالي لم يكن على علم بالحيثيات ولا بالظروف المحيطة بالقضية،  وفي هذا السياق جاءت ردة فعل معراب بشكل هو أقرب ما يكون إلى الطبيعي جداً ، بغض النظر عن ما رافق ردة الفعل هذه من مواقف انفعالية عبرت عنها القواعد الحزبية لكلا الطرفين، ليبقى القول بأن موقف سمير جعجع لم يخرج عن الإطار السياسي المبرر، ولم يخرج موقف الرجل عن حقه المشروع في مقاربة المسألة بخلفيتها السياسية ، فلا المرشح سليمان فرنجية القادم من حلف الخصوم يمثل تطلعات القوات، إن لم نقل أنّه يشكل بوصوله إلى قصر بعبدا هزيمة سياسية واضحة وانتصاراً ساحقاً للمحور الآخر، وكذلك الأمر بالسياسة أيضاً فلا يحق بأيّ وجه من الوجوه تفرّد سعد الحريري وإبرام صفقة سياسية بغض النظر عن صحتها أو خطئها  من دون الرجوع ووضع الحلفاء السياسيين بالأجواء

في المحصلة وبالقراءة السياسية لرفض سمير جعجع لتسمية فرنجية تأتي بالسياق السياسي المحض، وبالتالي فإنّ موقف سمير جعجع لا يمكن إلاّ اعتباره موقفاً منسجماً مع طروحات القوات اللبنانية ولا يخرج قيد أنملة عن ردة الفعل الطبيعية جداً ، بل أكثر من ذلك فإنّ عدم اعتراض سمير جعجع وقبوله بتسمية فرنجية بالصورة التي حصلت بها  هو الموقف المستغرب والمدان والغير طبيعي وبالتالي فإنّ من حق سمير جعجع أن يقدم على ما أقدم عليه بوصفه رجل سياسة . وأما بالمقلب الآخر، فإنّ رفض ميشال عون لتسمية فرنجية، فلا ينم ولا ينبئ ولا يخبر ولا علاقة له البتة بعالم السياسة، ففرنجية هو الحليف الأقرب، وتسميته يجب أن يعتبر انتصاراً للمشروع العوني "حال وجوده"، وهو بالسياسة يعتبر تنازلاً يكاد يصل إلى حد الهزيمة للمشروع الآخر، وعليه فلو أنّ ميشال عون يقارب المسألة بخلفية سياسية كما هو المفروض فهذا يعني أن لا مجال إلا لتلقف هذه المبادرة والتمسك بها والسير نحوها بدون تردد، أما وأن المسألة بالنسبة لميشال عون هي محض شخصية وهي لا تخرج عن كون الرئاسة طموح فردي لا يمت الى السياسة ولا إلى المشروع السياسي أو الخيارات السياسية بأيّة صلة فإن الرفض هنا هو رفض مزموم وينم عن شخصانية لا تقيم لمصلحة البلد ولا لمصلحة الحلفاء أي وزن   وبناءً على ما تقدم فإنّ من الإجحاف بمكان اعتبار من يرفض بخلفية سياسية وبإنسجام مع طروحاته الرؤيوية كمن يرفض بخلفية الأنا والأنانية ، وعليه فلا يجوز الجمع بين الرفضين لأنّه باختصار في هذا المجال فإنّه يحق لجعجع ما لا يحق لعون .

 

داعش» مشكلة سعودية أيضًا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/15  

الذين لا يقرأون ما يكتبه فلاسفة «داعش» وقياداتها، ولا يشاهدون كل ما يطلقه التنظيم من فيديوهات، ويكتفون بقراءة التحليلات البسيطة، قد لا يدرون أن هذا التنظيم المخيف له أعداء كثر، وأن السعودية تحتل المرتبة الأولى. «داعش» لديه قائمة طويلة من الأعداء في أنحاء العالم، مثل الولايات المتحدة، وحديثًا روسيا، وكذلك الحكومات الأوروبية، ومصر والعراق والأردن، وبالطبع يقاتل النظام السوري والمعارضة السورية على حد سواء. ومنذ عامين نشط التنظيم في بث دعاية قوية ضد السعودية، وأصدر مجموعة من الخطب العدائية والعظات الدينية التكفيرية للحكومة، وألف الكثير من القصائد والأناشيد التحريضية، كانت أشهرها «يا عاصب الرأس وينك» باللهجة السعودية، تحث على التمرد عليها. وبين صفوف «داعش» عدد كبير من المقاتلين السعوديين، اختلفت التقديرات حول عددهم، ويشكلون هاجسًا دائمًا للحكومة السعودية، بأنهم قد يتسللون عائدين من العراق وسوريا لتنفيذ مشروع التنظيم الذي يعتبر السعودية أحد أهم أهدافه.

والأمر نفسه، ينطبق على التنظيم الإرهابي الثاني «جبهة النصرة»، الذي يحاول أن يقدم نفسه كمعارضة معادية فقط لنظام بشار الأسد، ولا يحمل بعد مشروعًا ضد دول المنطقة الأخرى، مثل السعودية. الحقيقة، نحن ندرك أنه امتداد لتنظيم القاعدة الأم، وسبق أن جاهر بالولاء له. ومع أنه ينافس «داعش» ويقاتله، إلا أنه يشابهه في أهدافه، بإقامة نظام يكفر العالم ويحارب من أجل تطهيره، وما سوريا إلا مجرد معسكر لأرض «الجهاد» الواسعة. وسبق لمقاتليه، من سعوديين وغيرهم، أن خصوا السعودية بالتهديد والوعيد. وهذا ما يجعلنا دائمًا نشكك في أهداف من يدعم هذا التنظيم من حكومات إقليمية، لأنها فعليا تمول جماعة مشروعها الأكبر الهجوم على السعودية، التي تمثل للإرهابيين أرض الميعاد، ومنطلق المشروعية. في سوريا، يلتقي الإرهابيون، كقاعدة تجمع وتدريب وانطلاق، مثلما كانت أفغانستان، على أرضها تتم صياغة فكرة الدولة، والترويج لشرعيتها، وتجنيد أكبر عدد ممكن من المقاتلين للانطلاق إلى ما وراء حدودها.

وقد غرر التنظيمان بكثير من الناس في البداية، على أنهما تأسسا لمقاتلة نظامين طائفيين ظالمين في كل من العراق وسوريا، مستغلين عواطف الناس المتألمة الغاضبة من المجازر المروعة التي يرتكبها النظامان والمحسوبون عليهما ضد المواطنين العزل، كما فعلت «القاعدة» في العقد الماضي في استغلال دعوات الاستغاثة في أفغانستان والعراق. إلا أن الجرائم التي ارتكبها التنظيمان الإرهابيان، في سوريا والعراق، خلقت رأيًا عامًا واسعًا كارهًا، بين العرب والمسلمين، لـ«داعش» وكذلك «النصرة»، في زمن أسرع مما واجهته «القاعدة» من قبل، التي تمتعت بدعاية إعلامية ودينية مدافعة عنها.

حتى إن المتعاطفين مع التنظيمين، لا يجرأون في السعودية على التعبير عن رأيهم، ومن يفعل يتعرض للشتم، وفي حالات قام المصلون بطرد داعية تجرأ بعد الصلاة وأثنى على «داعش» في أحد المساجد السعودية. كما أن هناك وعيًا، عند الذين ظلوا لفترة يصدقون مزاعم أن الجماعات المسلحة في غرب العراق واحدة، قوى وطنية عراقية ثارت على الظلم والطائفية. صاروا اليوم يميزون بينها، كما يفرقون بين الجماعات الوطنية المنتفضة والتنظيمات الإرهابية التي تسهل الفوضى في سوريا. في العراق، لبس تنظيم داعش جُلُودًا مختلفة، مدعيًا تارة أنه معارضة من قوى عشائرية، ومرة يصور مع جماعات بعثية، وثالثة زعم أنه جيش مختلط تحت قيادة النقشبندية. في الحقيقة «داعش» هو القوة الأكبر والأخطر في العراق، واكتشف كثيرون حقيقة أمره بعد أن احتل الموصل، وعددًا من مدن الأنبار، وهو اليوم لا يهدد بغداد فقط بل حدود السعودية كذلك.

 

الذئب الإيراني «ما يهرول عبث»

حمد الماجد/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/15

«الذيب ما يهرول عبث».. مثل شائع في الجزيرة العربية، يقصدون به أن الذئب المعروف بالدهاء إذا أكثر من حركة لم يفهمها غيره، لكنهم متأكدون أن وراء حركته شيئًا، فيأخذ الفطنون الحذرون حيطتهم منه، ويبقى الساهون الغافلون أسرى غفلتهم لا يهتمون ولا يكترثون حتى يوقع الذئب فيهم مصيبة.

الذئب هو النظام الإيراني، وهرولته الماكرة هذه المرة في تونس، والضحية الغافلة وزارة السياحة التي وقّعت مع «الذئب الإيراني المهرول» مجموعة اتفاقيات تهدف إلى تطوير العلاقات السياحية بين البلدين. يتضمن برنامج التعاون الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات إقامة مشاريع استثمارية وتسهيل الحركة السياحية ومساعدة وكالات السفر على تصميم برامج سياحية مشتركة. أي ذئب، وأي هرولة، وأي مكر، وأي ضحية، والاتفاقية لا تعدو أن يكون محورها تبادلاً سياحيًا «بريئًا» بين بلدين مسلمين، مثلها مثل مئات الاتفاقات السياحية الدولية التقليدية؟ أحيل هذا السؤال إلى السيد المفكر وعالم الاجتماع والمعارض السوري الدكتور برهان غليون الذي هرول «الذئب الإيراني» في بلاده وعاث فيها فسادًا، فقد أجاب غليون على هذه التساؤلات في مشاركة تويترية بعث بها إلى الصديق الدكتور الهاشمي الحامدي قال فيها غليون: «بعد هذه الاتفاقية السياحية، سيكون عندكم أيها التونسيون خلال السنوات الخمس القادمة خمسون حسينية وخمسون مقامًا لأحفاد أو أبناء الأئمة المقدسين ومئات المتطوعين الإيرانيين لهداية التونسيين لدين الحق، بعد بضع سنوات، آلاف السياح للمزارات الشيعية التونسية والحسينيات، وسيتشكل بعدها حزب الله التونسي لحماية الأقلية الشيعية المظلومة، وسيتهم من يرفض الحزب بالطائفية والعداء للإمام الحسين».

ولا ينبئك مثل خبير، فالدكتور غليون يحكي واقعًا «طائفيًا» مرًا في بلاده سوريا، استطاع من خلاله «الذئب الإيراني» وهرولته المتسارعة أن يخلخل التركيبة الطائفية في سوريا وينشر الحسينيات والمزارات وأن يكثف أعماله التبشيرية الشيعية في الطائفة العلوية وبمباركة ضمنية من الرئيس حافظ الأسد، وأن يستضيف ألوف السوريين الذين تشيعوا في إيران للتدريب والتأهيل العسكري، والعرب ساهون غافلون لا يفهمون سر هرولة الذئب الإيراني، وقد خدرتهم شعارات «الذئب» الوحدوية والتقاربية، وخدرهم الذئب حافظ الأسد بقوميته العروبية. كما هرول «الذئب الإيراني» في اليمن وفي بعض دول الخليج سرًا وعلانيةً، وفي اليمن وفي دول أفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب شرقي آسيا يصافح قادتهم تحت شعار الوحدة بيد، ويمد لشعوبها كتيبات التبشير الشيعي باليد الأخرى. كنا سنخفف اللوم على الدول العربية التي هرولت فيها الذئاب الإيرانية حين اندلعت الثورة الخمينية مطلع الثمانينات، فهي لم تدرك حينها حقيقة خطر الثورة الإيرانية وبُعدها الآيديولوجي العابر للدول، لكن الذي يثير الدهشة ويبعث على الحنق أن تستكين بعض الدول العربية، ومنها تونس، للذئب الإيراني الذي هشم بأنيابه الطائفيةِ والسياسيةِ والعسكريةِ وحدةَ دول منطقة الشرق الأوسط واستقرارَها، ولا تدرك أن هرولة «الذئب الإيراني» لتونس من خلال التعاون السياحي له آثاره المدمرة سياسيًا وأمنيًا وطائفيًا كما قال الدكتور غليون آنفاً. ولا تزال بعض الدول العربية الغنية في المنطقة تعقد صفقات اقتصادية ضخمة مع «الذئب الإيراني» وترسي علاقات تجارية كبيرة معه، غير مكترثة لا لهرولته الخطرة ولا استثمار عائدات هذه الصفقات على خلخلة استقرار دول المنطقة كما تفعل الآن في العراق وسوريا ولبنان واليمن والآن نحو تونس عبر اتفاقات سياحية غير بريئة البتة.