المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 كانون الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.december16.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا07/من25حتى30/تَعْرِفُونِي إِذًا، وتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا ومَا أَتَيْتُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، ولكِنَّ مَنْ أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ، وأَنْتُم لا تَعْرِفُونَهُ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من13حتى24/وإِنْ كَانَتِ البَاكُورَةُ مُقَدَّسَة، فَٱلعَجْنَةُ أَيْضًا مُقَدَّسَة. وإِنْ كَانَ الأَصْلُ مُقَدَّسًا، فَالأَغْصَانُ أَيْضًا مُقَدَّسَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الأحزاب اللبنانية ومحدودية هامش حرية القرار/الياس بجاني

تقلبات مواقف الحريري عرته من كل ما هو ثقة وأسقطت عنه أهلية العمل ضمن تحالفات/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 15/12/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 15 كانون الاول 2015

تساؤلات حيال "مباركة" سلام انضمام لبنان إلى"التحالف" رفض ترشيح فرنجيه رسالة "مزدوجة" من طهران إلى موسكو

ظهور قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني في المناطق التي تشهد تركيزا للضربات الروسية يشير الى خشية طهران من تمدد النفوذ الروسي.

انتقاد لانضمام لبنان إلى التحالف العربي الإسلامي بقيادة الرياض "حزب الله" يُوضح موقفه غداً ومصادره ترفض تجاوز المؤسسات

"حزب الله" لا يبارك الانضمام الى حلف بقيادة الرياض.

شاهد سرّي صديق عيسى لبداية المحكمة: كان يضع رشاشاً في سيارته ويؤيد التمديد

المشاعات وضفاف الأنهر الأكثر عرضة للتعديات في زغرتا إضافة إلى تعقيدات الإرث وتداخل حدود الأقضية وزحل الجرد

الجيش: اطلاق صاروخ موجه استهدف آلية لداعش ادى الى مقتل 4 مسلحين بينهم قائد ميداني

المسؤول الميداني في داعش الذي استهدفه الجيش في جرود رأس بعلبك هو ابوجاسم فليطة

وزارة الخارجية: لم يتم التشاور معنا بموضوع إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب وما حصل يمس بموقع لبنان

سلام: تشكيل تحالف اسلامي لمحاربة الارهاب خطوة في صالح جميع شعوب الدول الاسلامية ولبنان سيبقى النموذج المضاد للتطرف والارهاب والظلامية

 السنيورة استقبل نديم الجميل

الحريري اشاد بقيام التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب : خطوة تاريخية في الطريق الصحيح

 كتلة المستقبل اشادت بتشكيل تحالف اسلامي ضد الارهاب: استمرار عرقلة انتخاب الرئيس بات بمثابة جريمة بحق لبنان واللبنانيين

بكركي تزخّم حركتها مطلـع العام للدفع باتجاه انجــاز الانتخابـات الرئاسـية

الخارج يدعم التسويات المحلية ولا يبادر.. وبري وجنبلاط نحو مقاطعة الجلسات؟

مكاري: ترشيح فرنجية مــن ضمن "سلّة" ولا بديل منه الان  و"التسوية من ولادة طبيعية الى "قيصرية" فاما تنجح او تُجهض"

انضمام لبنان الى التحالف الاسلامي ضد الارهاب مشروع سجالي جديد

حزب الله يواصل "انجازاته": قتل القاضي الشرعي لداعش ومسؤول كبير

فرنجية يلتزم تنفيذ شعار جده "وطني دائمـــــا علـــــى حق"

"المستقبل": "حزب الله" دخل بازار التسوية!

مشاركة لبنان في التحالف الإسلامي.. بين الترحيب والرفض

بكركي تتلقف سقوط التسوية.. لإنتخاب شخصية توافقية!

فريق الدفاع عن هنيبعل القذافي: التوقيف بلا سند قانوني

أسئلة حول مبادرة ترشيح فرنجية… تنتظر أجوبة من حزب الله والأسد

بو صعب بعد اجتماع التكتل: لا يمكن معالجة فضيحة النفايات باخرى أكبر ابي نصر: لا يحق لمن رفض الجنسية سابقا أن يطالب بها اليوم

الدويهي لـ »السياسة«: لا بديل للتسوية الرئاسية واستمرار الشغور يستبطن مخاطر وتهديدات

سلام حذر من انهيار لبنان إذا استمر تعطيل عمل الحكومة

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

اللقاء الكاثوليكي :الديموقراطية لدينا قاصرة ومنتجة للنزاعات

 وكيل عائلة الامام الصدر: بصدور مذكرة التوقيف الوجاهية بحق هنيبعل القذافي تأخذ القضية بعدا قضائيا

نجاح واكيم استهجن الاعلان عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري

 قاسم هاشم: التسوية الرئاسية تعثرت وجمدت نتيجة بعض العقبات

سلام في اعلان نتائج تصنيف جودة المطاعم: نأمل استئناف الحركة السياسية لانجاز الاستحقاق الرئاسي وبت موضوع النفايات خلال ايام

راعي ابرشية صيدا للموارنة في كليمنصو: تعزيز التعاون في المرحلة المقبلة

ستريدا جعجع: لسنا ممن تمارس عليهم الضغوط ولم نضع فيتو على أي مرشح للرئاسة

الراعي في ندوة اطلاق العمل لادارة موقع التراث العالمي في وادي قاديشا: نخجل من تعطيل عملية انتخاب الرئيس ومع ذلك نقول ليس من آفاق مسدودة

الراعي استقبل ابراهيم ونوه بجهوده والتقى سفير لبنان في المكسيك وافتتح تساعية الميلاد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

لائحة دول أعلنت السعودية انضمامها الى التحالف العسكري الاسلامي

الازهر دعا كل الدول الاسلامية الى الانضمام الى التحالف الاسلامي العسكري

فرنسا أطلقت صواريخ عابرة جوارض على مواقع لداعش في العراق

توقيف احد ابناء فابيوس رهن التحقيق بتهمة الاحتيال وتبييض الاموال

القضاء الفرنسي برأ مارين لوبن من تهمة التحريض على الحقد

اعتقال مشتبه في إطار التحقيق باعتداءات باريس الدامية

كارتر يدعو تركيا لفعل المزيد ضد التنظيم ويزور «شارل ديغول» في الخليج السبت

أوباما متوعداً قادة «داعش»: نضربهم بقوة أشد من أي وقت مضى

التنظيم خسر 40 ٪ من ا لأراضي في العراق وآلاف الكيلومترات من الاراضي في سورية

نيجيريا: 60 قتيلاً في اشتباكات بين الجيش وحركة موالية لإيران وطهران قدمت احتجاجا رسمياً وطالبت بتقديم تعويضات للضحايا

«الأوروبي» يهدد بفرض تأشيرة على الأميركيين

تأسيس مركز عمليات في الرياض لتنسيق الجهود وتطوير البرامج والآليات

السعودية تقود تحالفاً عسكرياً إسلامياً من 34 دولة لمحاربة الإرهاب

محمد بن سلمان: سنحارب أي منظمة إرهابية وليس «داعش» فقط وكل دولة ستساهم بحسب قدراتها

ترحيب واسع وتحفظ روسي fالتحالف العسكري الإسلامي بقيادة السعودية

باكستان تجري اختباراً لصاروخ قادر على حمل رؤوس نووية

كيري يجري محادثات مع لافروف وبوتين لدفع الحل السياسي في سورية ويريد من موسكو الضغط على النظام للتفاوض بهدف تحقيق تقدم في اجتماع نيويورك الجمعة

2900 روسي يقاتلون مع تنظيمات إرهابية في سورية والعراق

مقتل 25 سورياً في قصف روسي على ريف إدلب

قيادي كردي: واشنطن نزعت فتيل الأزمة العراقية- التركية وبغداد دعت أنقرة الى سحب كامل قواتها من أراضيها

براغ تستقبل 37 أسرة مسيحية من العراق ولبنان هربت من داعش

الوكالة الذرية تقفل ملف أنشطة إيران النووية السابقة

فرنسا تطلق للمرة الأولى صواريخ عابرة ضد «داعش» في العراق

البحث في إرسال قوات خاصة خليجية إلى سورية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عناصر «حزب الله».. السقوط المتصاعد/علي الحسيني/المستقبل

ليس مجرّد «شبح نظام» ينتظر إماتة رحيمة/وسام سعادة/المستقبل

الاهتراء اللبناني.. والاهتراء الإيراني والروسي/خيرالله خيرالله/المستقبل

المبادرة كشفت الجميع/ الياس الديري/النهار

التسوية أو مسرح اللامعقول/عبد الوهاب بدرخان/النهار

الوضع الاقتصادي في تبرير التسوية ورفضها هل بات ملحاً إنجازها أو يمكن التأجيل/روزانا بومنصف/النهار

لم يعد اسم الرئيس قضية... بل قانون الانتخاب هو القضية/ريـمون شاكر، مختار الجديدة/النهار

يعتبر تمرّداً تغيّب النواب عن جلسات انتخاب الرئيس/المحامي توفيق رشيد الهندي/النهار

فيلم لبناني جديد/داود الشريان/الحياة

سعر برميل النفط إلى أقل من 30 دولاراً/رندة تقي الدين/لحياة

هنيبعل صهر البلد/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

الرئاسة اللبنانية/زيـاد مـاجد/لبنان الآن

العونية في رغبتها التكفيرية/روجيه عوطة/المدن

تحويلات المغتربين.. جسر تواصل إستهلاكي فحسب/مارسيل محمد/المدن

التحالف الاسلامي لمحاربة الإرهاب: لبنان إنضم شفهياً/منير الربيع/المدن

التحالف يتخذ شكله النهائي والروس يدخلون الحرب البرية من «النافذة الخلفية»/حميد غريافي/السياسة

التسوية آتية لا محالة/د. توفيق هندي/اللواء

هزيمة فضائحية لحرس الثورة في بر الشام/داود البصري/السياسة

ليس مجرّد «شبح نظام» ينتظر إماتة رحيمة/وسام سعادة/المستقبل

وقائع من زمن الألم والإنعتاق/سيمون م كرم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

 

إنجيل القدّيس يوحنّا07/من25حتى30/تَعْرِفُونِي إِذًا، وتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا ومَا أَتَيْتُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، ولكِنَّ مَنْ أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ، وأَنْتُم لا تَعْرِفُونَهُ

"كَانَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ أُورَشَليمَ يَقُولُون : «أَلَيْسَ هذَا مَنْ يَطْلُبُونَ قَتْلَهُ؟ فَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ عَلَنًا، ولا يَقُولُونَ لَهُ شَيْئًا. تُرَى، هَلْ تَأَكَّدَ الرُّؤَسَاءُ أَنَّ هذَا هُوَ المَسِيح؟ غَيْرَ أَنَّ هذَا، نَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ هُوَ. أَمَّا المَسِيح، عِنْدَمَا يَأْتِي، فَلا أَحَدَ يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ هُوَ». فَهَتَفَ يَسُوع، وهُوَ يُعَلِّمُ في الهَيْكَل، وقَال: «تَعْرِفُونِي إِذًا، وتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا! ومَا أَتَيْتُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، ولكِنَّ مَنْ أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ، وأَنْتُم لا تَعْرِفُونَهُ. أَنَا أَعْرِفُهُ، لأَنِّي مِنْ عِنْدِهِ أَتَيْت، وهُوَ أَرْسَلَنِي». فَكَانُوا يَطْلُبُونَ القَبْضَ عَلَيْه، ولكِنَّ أَحَدًا لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَدًا، لأَنَّ سَاعَتَهُ مَا كَانَتْ بَعْدُ قَدْ حَانَتْ.

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من13حتى24/وإِنْ كَانَتِ البَاكُورَةُ مُقَدَّسَة، فَٱلعَجْنَةُ أَيْضًا مُقَدَّسَة. وإِنْ كَانَ الأَصْلُ مُقَدَّسًا، فَالأَغْصَانُ أَيْضًا مُقَدَّسَة

"يا إِخوَتِي، لَكُمْ أَقُولُ، أَيُّهَا الأُمَم: مَا دُمْتُ أَنَا رَسُولاً لِلأُمَم، فإِنِّي أُمَجِّدُ خِدْمَتِي، لَعَلِّي أُثِيرُ غَيْرَةَ بَنِي قَوْمي، فأُخَلِّصُ بَعْضًا مِنْهُم. فإِنْ كَانَ إِبْعَادُهُم مُصَالَحَةً لِلعَالَم، فمَاذَا يَكُونُ قَبُولُهُم إِلاَّ حَيَاةً مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات؟ وإِنْ كَانَتِ البَاكُورَةُ مُقَدَّسَة، فَٱلعَجْنَةُ أَيْضًا مُقَدَّسَة. وإِنْ كَانَ الأَصْلُ مُقَدَّسًا، فَالأَغْصَانُ أَيْضًا مُقَدَّسَة. وإِنْ كَانَتْ بَعْضُ الأَغْصَانِ قَدْ قُطِعَتْ، وكُنْتَ أَنْتَ الزَّيْتُونَ البَرِّيَّ قَدْ طُعِّمْتَ في مَوَاضِعِهَا، فَصِرْتَ شَريكًا في أَصْلِ الزَّيْتُونِ وَدَسَمِهِ، فلا تَفْتَخِرْ عَلى الأَغْصَان. وَإِنِ ٱفْتَخَرْتَ فَلَسْتَ أَنْتَ تَحْمِلُ الأَصْلَ بَلِ الأَصْلُ يَحْمِلُكَ. ولَعَلَّكَ تَقُول: إِنَّ تِلْكَ الأَغْصَانَ قَدْ قُطِعَتْ لأُطَعَّمَ أَنَا! حَسَنًا تَقُول! هيَ قُطِعَتْ لِعَدَمِ إِيْمَانِهَا، وأَنْتَ بَاقٍ لإِيْمَانِكَ، فَلا تتَكَبَّرْ بَلْ خَفْ! فإِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُبْقِ عَلى الأَغْصَانِ الأَصْلِيَّة، فَلَنْ يُبْقِيَ عَلَيْكَ أَيْضًا. فَٱنْظُرْ إِلى لُطْفِ اللهِ وَقَسَاوَتِهِ: أَمَّا القَسَاوَةُ فَعَلَى الَّذينَ سَقَطُوا، وأَمَّا لُطْفُ اللهِ فَعَلَيْكَ أَنْتَ، إِنْ ثَبُتَّ في اللُّطْف، وإِلاَّ فَتُقْطَعُ أَنْتَ أَيْضًا. وهُم أَيْضًا، إِذا لَمْ يَسْتَمِرُّوا في عَدَمِ الإِيْمَان، سَوْفَ يُطَعَّمُون، لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يَعُودَ فيُطَعِّمَهُم.

فإِنْ كُنْتَ قَدْ قُطِعْتَ مِنَ الزَّيْتُونَةِ البَرِّيَّةِ الَّتي أَنْتَ مِنْهَا بِحَسَبِ الطَّبِيعَة، وطُعِّمْتَ عَلى خِلافِ الطَّبيعَةِ في زَيْتُونَةٍ جَيِّدَة، فَكَم بِالأَحْرَى هؤُلاءِ الَّذينَ هُمْ أَغْصَانٌ أَصْلِيَّة، يُطَعَّمُونَ في زَيْتُونَتِهِمِ الخَاصَّة؟"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الأحزاب اللبنانية ومحدودية هامش حرية القرار

الياس بجاني/16 كانون الأول/15

رابط المقالة المنشورة اليوم في جريدة السياسة/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%B4-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9/

يتبين يوماً بعد يوم "لغير الزلم والهوبرجية من المواطنين"،  "ولغير الصنوج والأبواق الإعلامية" الممتهنة بيع ألسنتها وأقلامها ومعرفتها والوزنات، يتبين وبتعري لابط للمصداقية والصدق، ولكل ما هو وعود وعهود لفظية، أن أصحاب "شركات الأحزاب اللبنانية" كافة لا يملكون حرية قراراتهم والتحالفات في الأمور الكبيرة، وخصوصاً الإستراتجية منها، وإن كان بنسب متفاوتة بين التبعية المطلقة، وما دونها من هوامش جداً ضيقة تقتصر فقط على شؤون وشجون محلية لا تتخطى اطر الصفقات والتنفيعات والمحسوبيات والسمسرات وتوظيف الأتباع وحمايتهم من محاسبة القضاء.

هذه الحقيقة المحزنة والمحبطة تخرج للعلن بين الحين والآخر لتفضح تبعية واستزلام شركات الأحزاب والطبقة السياسية بكاملها (ما عدا بعض الاستثناءات القليلة) في 14 و08 آذار وما بينهما من "مستقلين" وقيادات دينية-مذهبية من الصف الأول.

هذا الواقع التبعي والإستزلامي، المفروض بقوة المال والسلاح، وموازين القوى الإقليمية، والحماية، وتأمين المصالح والتنفيعات، وبسبب كارثية غياب نوعية صادقة ووطنية من السياسيين، هذا الواقع تمظهر علناً وبوضوح كامل جراء استدارة الرئيس سعد الحريري اللا 14 آذارية، واللا سيادية واللااستقلالية، واللا محترمة لدماء الشهداء، واللاغية لعقول وذكاء اللبنانيين الأحرار.

استدارة موحى بها من المرجعية التي "تمون" 100% على قرار الرجل والتي تحتضنه وتموله وترعى فريقه السياسي.

ما رافق الاستدارة من رزم ردات أفعال منها الراضي والمؤيد والمرحب، ومنها الرافض والغاضب والعاتب، كانت كلها عابرة وآنية وغير ذي تأثير فاعل على مجرى الأحداث لأنها وبعد دخول الرعاة والأسياد والممولين على الخط خفت ضجيجها والصراخ، وها هي تكاد تختفي كلياً بعد عودة كل طرف إلى حضن مرجعيته "مجبراً" وليس "مخيراً".

بالتأكيد لن يجازف أي سياسي أو شركة من شركات الأحزاب بتخطي الهوامش المسموح بها، وإلا الإلغاء والتغييب السياسي، وقطع التمويل، وسحب الودائع النيابية من حوله وتبديل قبلته.

هذا أن لم يكن العقاب للعاصي بالنفي أو السجن وإن لزم الأمر بالإلغاء الجسدي.

واقعة استدارة الحريري، وهي تأتِ ضمن سلسلة من الاستدارات المماثلة سوف تتكرر ويعاد استنساخها غب طلب المرجعيات الإقليمية وخدمة لمصالح هذه المرجعيات وليس كرمى لعيون لبنان أو خدمة لمصالحه.

نشير هنا إلى أن العمل السياسي في لبنان مكلف جداً، وليس بمقدور أي جماعة محلية دون تمويل واحتضان خارجي أن تكون فاعلة ومؤثرة على الساحة.

فحتى يمتلك الحزب الشركة (وهذا حال الأحزاب الرئيسية) إذاعة وتلفزيون وصحف ومجلات وحرس ومقار ملوكية وجيش من الإعلاميين والمستشارين والحرس والزلم والهوبرجية يحتاج على أقل تقدير إلى 150 مليون دولاراً في السنة، حسبما أعلمنا سياسي "بشيري" مخضرم كفر بالسياسة وبالسياسيين وبواقع الحال المزري وقرر الاعتزال.

وفي نفس السياق تؤكد كافة المراجع الإعلامية من 08 و14 آذار على حد سواء أن الانتخابات النيابية الأخيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر كلفت الرعاة الإقليميين ما بين 4 و5 بليون دولاراً.

من هنا لا قرار حر لنواب الأمة اللبنانية في سوادهم الأعظم، وهم للأسف ينفذون ما يطلب منهم كونهم مدينون بنيابتهم لمن مول وضمن وصولهم إلى مجلس النواب.

هذا الواقع التبعي المأساوي يفسر عدم انتخاب نوابنا الأفاضل لرئيس جمهورية بعد مرور 18 شهراً على الفراغ الرئاسي.

في الخلاصة، إن خداع الذات مدمر، وبالتالي هذا هو واقعنا المعاش الذي علينا الاعتراف به دون مكابرة أو تعامي لأن من لا يعترف بعلته، علته تقتله.

يبقى، أن المطلوب منا دون أوهام وأحلام يقظة العمل على تغيير هذا الواقع.

إن بداية رحلة الألف ميل التغييرية تبدأ بالذات، وبالتحرر من عاهات التبعية والخروج من وضعية "الزلم والهوبرجية" العمياء، كما التوقف عن بيع أصواتنا في الانتخابات النيابية، واحترام القوانين والعودة إلى ينابيع الإيمان والرجاء، وإلا فالج لا تعالج.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تقلبات مواقف الحريري عرته من كل ما هو ثقة وأسقطت عنه أهلية العمل ضمن تحالفات

الياس بجاني/16 كانون الأول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/12/15/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D8%B1%D8%AA%D9%87/

حتى لا نشارك كما معظم السياسيين والإعلاميين التجار وعن غباء وجهل وربما على خلفية المصالح الشخصية والحرتقات السياسية، حتى لا نشارك في مسرحيات جلد الذات، والانتحار المجاني، وخداع الذات، والغرق قي عاهات الدفاعات النفسية من مثل النكران والإسقاط والتبرير والشخصنة، علينا مواجهة الحقائق والوقائع المعاشة والتعامل معها بعقلانية دون أحلام يقظة وأوهام.

في هذا السياق لا بد وأن يدرك تماماً كل 14 آذاري مسيحي ومسلم على حد سواء أن الرئيس سعد الحريري لم يعد عملياً مؤهلاً ليُعتبر من قادة 14 آذار لا من قريب ولا من بعيد ولأسباب كثيرة محسوسة وملموسة ومعاشة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

1-امتهانه الثقافة الميكافيلية الكاملة والأكروباتية الفاقعة أي “النطنطة” غير المجدية وغير المحسوبة وغير السوية بين 08 و14 آذار دون رؤية عاقلة وواقعية وأخلاقية للعواقب والأخطار.

2-إدمانه الاستدارات المصلحية والمفاجئة، وهي في ممارساته القاعدة وليست الشواذ.

3-استسهاله تبديل مسميات وأسرة الأعداء والأصدقاء، كما تغيير خطابه، فهو يبدلهم ويستبدلهم كما يبدل ملابسه، ودائماً غب فرمانات غير لبنانية لا تضع مصلحة لبنان واللبنانيين أولا.

4- عدم احترامه 100% لمن هو متحالف معهم، أو حتى إعلامهم مسبقاً بأمر تقلباته والاستدارات.

5- إقامته شبه الدائمة خارج لبنان حيث مصالحه وأعماله ومموليه ورعاته ومراكز قراره، والتي تبين بالوقائع الملموسة والمعاشة أن الحفاظ عليها أولويةً عنده، وليس لبنان أولاً في أي من حساباته والمواقف.

5- فشل مدوي في تعاطيه السياسة. فخلال 10 سنوات تأكد وبالإثباتات والوثائق وبشح غلال وحصاد نجاحاته أنه مجرد سياسي هاوي وغير محترف ويعتمد بالكامل على نصائح مستشارين لكل منهم أجندته الخاصة وربما أيضاً مرجعيته والمشغلين والممولين!!.

6- عدم التزامه بأي وعد أو عهد نيابي او شعبي قطعه على نفسه، والأمثلة بالعشرات، وكلها محبطة وفاشلة وكارثية.

7- فقدانه لمقومات القيادة الناجحة، حيث أن تياره تحت مظلته الباهتة أمسى مجموعات من الأجنحة المتصارعة.

8- عدم احترامه بالكامل لدماء الشهداء أو لتضحياتهم والقفز دائماً فوقها من خلال مبررات وحجج وأسباب واهية وغير مقنعة.

بناءً على ورد فإن الرئيس الحريري برأينا المتواضع قد اخرج نفسه من تجمع 14 آذار السيادي والناس والناشطين والذي إكسيره هو شعار”لبنان أولاً”.

من هنا فإن مواقف بعض السياسيين والأحزاب ال 14 آذاريين الذين يستغبون عقول الناس ويهينون ذكائهم بالإدعاء الباطل والمصلحي أن الرئيس الحريري لا يزال حليفاً، وأنه لا يزال في 14 آذار، وأن 14 آذار السياسيين والأحزاب لم تمت وتشبع موتاً، فهؤلاء كائن من كانوا يلحسون المبرد، ويعيشون الوهم ويغرقون في احلام اليقظة، ويتلذذون بملوحة دمائهم، ويخدعون أنفسهم لا أكثر ولا أقل.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 15/12/2015

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

من لا يريد مواجهة الارهاب؟ ما دام البيان الوزاري يشدد على مواجهة الارهاب، لماذا محاولة إحداث ضجة على موقف أعلنه رئيس مجلس الوزراء بالترحيب بقيام التحالف العسكري العربي والاسلامي لمحاربة الارهاب عسكريا وفكريا كما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.

الرئيس سلام أيد قيام هذا التحالف وشدد على ان الخطوات المطلوبة من لبنان تدرس دستوريا وقانونا. ومع ذلك شكت وزارة الخارجية من ان لا علم لها بهذا التحالف.

التحالف يضم خمسا وثلاثين دولة ومقره في الرياض كما أعلن ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقد استقطب الاعلان عن التحالف تأييدا أميركيا وباكستانيا واندونيسيا ومصريا وتركيا.

وفي تطورات الخارج أيضا وقف لإطلاق النار في اليمن وتفاوض بين الحكومة والحوثيين في سويسرا. وفي موسكو محادثات مهمة بين وزيري الخارجية الاميركي والروسي حول الحل السياسي الممكن للأزمة السورية.

وفي الوضع الداخلي اللبناني برز قول الرئيس سلام: لا لزوم لحكومة لا تعقد جلسة لمجلس الوزراء.

نبقى أولا مع بيان الرئيس سلام حول التحالف المعلن عنه في الرياض.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

في ليلة من ليالي الرياض، اعلن عن تحالف دولي لمحاربة الارهاب..

الاعلان من جانب واحد اوكل الى ولي ولي العهد محمد بن سلمان، والتساؤل ترك لاربع وثلاثين دولة وردت اسماؤها في قائمة النوايا السعودية لمحاربة الارهاب.. فاي حلف هذا المعلن عنه، وما هي هيكليته واهدافه؟ وهل هكذا تبنى الاحلاف، ام على غرار الحلف المزعوم في حرب المملكة ضد اليمنيين؟ ومن زعم بن سلمان على جيوش اربع وثلاثين دولة؟ ام انها نتائج الحرب على اليمن من شعب الجن في تعز الى صافر في مأرب وصولا الى عسير وجيزان، فمفاوضات جنيف للسلام، التي اظهرت للعالم القيادة العسكرية والسياسية السعودية الفذة؟

وماذا عن افذاذ لبنان؟ الذين تباهوا اليوم بانجاز خطة تصدير النفايات، هل هم مستعدون لاستيراد المزيد من الازمات؟

إن بلدا عالقا على رئاسة جمهورية، ومعلق بسلطتيه التشريعية والتنفيذية، ايمتلك ترف خوض مزيد من السجالات والانقسامات؟

هل جيشنا مستعد بعتاد وتجهيز، وما هو الدور المطلوب؟ ام ان شرطا جديدا سيضاف على اللبنانيين للافراج عن الهبة السعودية المحتجزة للجيش منذ شهور؟

ويبقى السؤال: وفق اي قائمة للارهاب سيعمل الحلف المزعوم؟ هل وفق القوائم السعودية، المعروف مداها في محاضر الاجتماعات والمؤتمرات الدولية؟ ام وفق القوائم الاميركية؟

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

هو تحالف في أربع وثلاثين دولة يحدث اختلافا في الدولة الواحدة .. فلبنان حاضر فيه كولاية سياسية أما رسميا فالأمر ترك تباينات في المواقف الخارجية أصدرت بيانا فيه من اللاءات ما يكفي للاعتراض على تجاهل لبنان والدبلوماسية اللبنانية .. فباسيل لم يكن على علم .. لم تردْ إلى الخارجية أي مراسلة .. لم تجر مشاورتها لا خارجيا ولا داخليا وما حصل يمس موقع هذا البلد ومساعيه لمحاربة الإرهاب التكفيري بكل منظماته وأشكاله عسكريا وفكريا لكن اللا النافية للتواصل نفتْها رئاسة مجلس الوزراء بإعلانها أن رئيس الحكومة تلقى اتصالا من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الإرهاب وقد أبدى الرئيس سلام ترحيبه بهذه المبادرة انطلاقا من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الإرهاب سلام الذي رحب وبارك التحالف ربطه لبنانيا بأطر دستورية وقانونية من شأنها أن تدرس الخطوات التنفيذية وتتعامل معها . وإلى قلب الحكومة فإن وزير الكتائب سجعان قزي تخطى الترحيب ليقف عند هوية لبنان المتعدد الطوائف وغير المصنف دولة إسلامية عدا أن قرارا كهذا يستلزم في غياب رئيس الجمهورية موافقة الحكومة مجتمعة وهذا متعذر علينا لكوننا " معطلين" وأبعد من التنافر اللبناني الداخلي فإن التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب أصدر له وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بطاقة منشأ وإضبارة رسمية إذ قال إن هذا التحالف أنشىء ليتماشى مع دعوة أميركا إلى الدول السنية بإظهار فعالية أكبر في محاربة تنظيم داعش وأضاف إن الولايات المتحدة تنتظر من السعودية تقديم معلومات إضافية حول تأسيس هذا التحالف وطريقة عمله هو إذن مطلب أميركي نفذتْه أربع وثلاثون دولة إسلامية .. "فكلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته" . ومن دون انضمام إلى التحالف فإن حزب الله كان الدولة الخامسة والثلاثين التي تضرب الارهاب من رأس قضاته الشرعيين فمنذ ثمان وأربعين ساعة والعمليات متواصلة في جرود رأس بعلبك حيث يعمل الجيش اللبناني وحزب الله على استهداف دقيق للإرهاب أوقع قيادات كبيرة بينها المسؤول الميداني لداعش في الجرد أبو جاسم فليطة وقاضي الشرع عندها أبو عبدالله عامر إنجازات لن تقوى عليها تحالفات كبيرة .. لا بل كلما ضمت دولا إليها نمت داعش واقتربت من الكيان والدولة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

تكرر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية غدا مشهد التأجيل لعدم اكتمال نصاب التسوية السياسية، فرصة مرشح التسوية النائب سليمان فرنجية لم تتراجع رغم جمود المبادرة الى حين اتضاح أهم المسارات الاقليمية.

زعيم المردة الاتي مرتاحا كعادته من دمشق، بعد لقاء الرئيس السوري بشار الاسد السبت الماضي يلمس ضمنيا تراكم المؤشرات الايجابية حول ترشيحه، ما يعني ان التسوية الرئاسية حية ترزق.

اما التسوية الحكومية فتنطلق من ملف النفايات على قاعدة التصدير لاستكمال عمل مجلس الوزراء، والدخول في سباق النفط والغاز المطروح في المنطقة، كما قال الرئيس تمام سلام.

رئيس الحكومة تعهد المضي قدما، ومن يعرقل فليتحمل المسؤولية، المسؤولية الاقتصادية كان يتحملها بشجاعة كعادتهم المغتربون، اولئك الحاضرون رغم بعدهم، لا يتأخرون، يلبون الدعوة والنداء، هم عصب الاقتصاد وملح لبنان، لا يذيبهم الا الشوق للوطن.

من هنا كانت لهم التحية الوفية، مخصصة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، رعاية لمؤتمر الاقتصاد الاغترابي، لكن الظروف القاهرة بوفاة شقيقته حكمته الا يحضر شخصيا، فألقى كلمته وزير المال علي حسن خليل، دعا فيها لاستدعاء النهوض بلبنان وكسب فرصة الحوار لاجتراح حلول لازماتنا بدءا من الاستحقاق الرئاسي.

اما الحلول الخارجية فتترقب المشاورات الجدية من جنيف حول اليمن الى موسكو، بين الروس والاميركيين وما بينهما من حراك دولي، وقيام تحالف اسلامي عسكري، اعلنت عنه السعودية فجأة وشملت لبنان، لكنها لم تضم سوريا والعراق، والسبب عدم التنسيق مع السلطات الشرعية فيهما، هذا ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اطلالة نادرة فرضت التساؤلات حول اشارته للسلطات الشرعية السورية والعراقية، ما يناقض كل التصرفات والاتهامات لدمشق او الادعاءات السابقة حول فقدان الرئيس السوري الشرعية.

في لبنان جدل، هل علم لبنان بالانضمام الى التحالف؟ رئيس الحكومة على علم، مرحبا بالمبادرة، لكن الخارجية نفت اطلاعها على الموضوع، ورأت بما حصل مساسا بموقع لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

كأن لبنان تنقصه إنقسامات وتباينات، حتى جاء تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب ليضاعف من انقساماته على المستوى الرسمي.

صدر إعلان التحالف من الرياض على لسان ولي ولي العهد، والمؤلف من اربع وثلاثين دولة بينها لبنان ... ساعات سادها الصمت إلى أن صدر بيان عن رئيس الحكومة تضمن في بدايته ترحيبا وفي ختامه لفتا لى ان أي خطوات تنفيذية سيتم التعامل معها استنادا الى الاطر الدستورية والقانونية اللبنانية...

ساعات ويصدر بيان عن الخارجية يناقض بيان رئيس الحكومة فينفي علمها بمضوع انشاء التحالف.

هذا التباين سيُضاف إلى جبل التباينات التي تضرب الحكومة وتحول دون عقد أي جلسة لمجلس الوزراء، وجديد هذه التباينات الموقف من ترحيل النفايات، ففي الوقت الذي أوحت اجتماعات السرايا بأن عملية الترحيل اقتربت من خواتيمها، تلقت هذه الجهود ضربة قاسية من تكتل التغيير والإصلاح بحديث الوزير الياس بو صعب عن فضيحة ... كل ذلك في غياب أي معطى جديد في ملف استحقاق رئاسة الجمهورية .

وقبل الدخول في التفاصيل نشير إلى ما أوردته قيادة الاركان الروسية من أن قصفها اليوم في سوريا استهدف دعم الجيش السوري الحر .

في ظل هذه الأجواء بقي خبر تشكيل التحالف ضد الإرهاب هو المتقدم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

غريب امر السياسة، ففي وقت تتكدس المقالات الغربية عن دور خليجي في دعم الارهاب، وفي وقت تتوالى التقارير الروسية عن اداء تركيا المتعاون مع الارهاب عينه، وفي وقت لا تزال تتردد اصداء كلمات جو بايدن منذ عام ونيف حول دول حليفة لواشنطن تدعم التطرف... في هذا الوقت بالذات، تطل الرياض ببدعة جديدة: تحالف اسلامي ضد الارهاب، ليتحول المكافح لهذا الارهاب، دولا، تثار الشبهات حولها بتهمة حماية الارهاب بعينه... فهل هي السعودية التي تحاول الخروج من المستنقع اليمني عبر استبدال عاصفة حزمها بالحوار، تمضي اليوم نحو مغامرة عسكرية جديدة؟ وهل هو ميل تركي لتشكيل جبهة مسلحة تصب في نهاية المطاف ضد روسيا؟ ولماذا استبعدت الرياض، في حال حسنت نياتها، دولا كسوريا والعراق وايران؟ وكيف سيتصرف هذا التحالف، ووفق اي معايير دولية او قانونية، ومن هو الارهابي برأيه؟ اسئلة، اجاباتها مبهمة للعلن، وحتى للدول التي ادرجتها الرياض في هذا الحلف من دون علمها ربما... وكأن ما صدر ليس بتحالف، بل بامر ملكي: فغريب كي يقوم تحالف من دون ان تجتمع دوله لتقرر المبادئ الاساسية، والغريب كيف لدولة كلبنان ان يتبلغ وزراؤها عبر الاعلام بالموضوع من خلال تصريح ولي ولي عهد سعودي، وان يُخفى الامر عن وزارة خارجيتها، قبل ان يستلحق رئيس الحكومة اللبنانية الامر بعد اكثر من 15 ساعة ليتحدث عن ان الرياض اسمزجت رأيه، ويؤيد التحالف... واذا كان رئيس الحكومة تسلح بفقرة البيان الوزاري في شأن مكافحة الارهاب ليبارك التحالف الاسلامي، فلماذا لم تكن هذه العبارة كافية لينسق لبنان مع موسكو مثلا، وكيف يختار استنسابيا متى ينحاز ومتى ينأى بنفسه، ثم ينأى عن النأي باتصال سعودي... فهل بات لبنان، بسيادته ومؤسساته، اول ضحية لهذا التحالف ومؤيديه؟

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

أهل مكة أدرى بشعابها، وبشعاب العرب والمسلمين...

لذا كان من الطبيعي أن تقود المملكة العربية السعودية تحالفا إسلاميا عسكريا يضم 34 دولة، هدفه محاربة الإرهاب، على أن تكون الرياض غرفة العمليات المشتركة. هي التي تحارب الإرهاب من اليمن إلى سوريا، والعراق ولبنان وغيرها من الدول الرازحة تحت خطر التطرف.

رئيس الحكومة تمام سلام، الذي تلقى اتصالا من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان، أبدى ترحيبه انطلاقا من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الارهاب، وذكر بأن حكومة المصلحة الوطنية شددت في بيانها الوزاري على الأهمية الإستثنائية التي تولِيها لمواجهة الاعمال الارهابية بمختلف اشكالها واستهدافاتِها و بكل الوسائل المتاحة للدولة.

وكان الرئيس سعد الحريري من أول المرحبين بانضمام لبنان، قائلا إن "السعودية تعلن باسم الأكثرية الساحقة من العرب والمسلمين، وان مسؤولية مكافحة الاٍرهاب الذي يتخذ من الاسلام وسيلة للطعن بالإسلام، تقع على المسلمين وقياداتهم ودولهم، وعلى العرب بالدرجة الاولى، الذين يتعرضون لأبشع الحملات العنصرية، التي لا وظيفة لها سوى الاساءة لدورهم ومكانتهم في العالم".

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

مع ان ساحة النجمة ستشهد غدا جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، لكنها لن تحقق اي نتيجة لان التسوية الرئاسية اصطدمت بمعوقات كثيرة ما اعاد انتخاب الرئيس الى المربع الاول بتعقيداته وصعوباته.

وفي هذا المجال لفت اعتراف الرئيس تمام سلام بوجود تعثر وتأخير بالنسبة الى التسوية المطروحة وهو اعتراف تلاقى مع اعتراف البطريرك الراعي الذي تحدث عن تعطيل لعملية انتخاب الرئيس.

تراجع الاهتمام بالرئاسة تزامن مع اندلاع حرب سجالات على خلفية انضمام لبنان الى التحالف الاسلامي ضد الارهاب، واللافت ان الاعتراضات على التحالف الذي اعلنت السعودية ولادته انطلقت في معظمها من وزراء في الحكومة مما استدعى صدور بيان توضيحي عن رئيس الحكومة.

وفي حين ايد الرئيس الحريري التحالف الجديد لوحظ ان حزب الله التزم الصمت، علما ان مصادر مقربة من الحزب اوحت انه منزعج مما حصل وهو سيطلب توضيحات تتعلق بالموقف الرسمي اللبناني.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 15 كانون الاول 2015

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015

النهار

ما زال متقدمون الى امتحانات أجهزة أمنية ينتظرون صدور النتائج منذ سنة ونصف السنة من دون تحديد الجهات المعنية موعداً لذلك.

لوحظ أن حركة انتقال اللاجئين عبر طرابلس وصولاً الى قبرص واليونان وتركيا تراجعت في الآونة الأخيرة من دون معرفة الأسباب.

لوحظ أن النائب ميشال المر لا يتحرك في الانتخابات الرئاسية خلافاً لعادته.

تمنى مسؤول سابق لو أن بكركي تقرّر مقاطعة كل نائب يقاطع جلسات انتخاب رئيس للجمهورية علّ ذلك يحض على الحضور.

يلفت بعض المحللين السياسيين الى أن كل الانتخابات الرئاسية في لبنان لم تجر إلا بعد حادث أمني.

السفير

تقدمت حظوظ مسؤول جنوبي سابق في تنظيم إسلامي وسطي لتولي موقع الأمانة العامة للتنظيم بعد إجراء الانتخابات التمهيدية في معظم المحافظات.

استغربت مصادر إسلامية قيام مرجعية دينية في دولة عربية كبرى بتنظيم مسابقة حول خطر أحد المذاهب الإسلامية برغم الاعتراف السابق لهذه المرجعية بأن المذهب المذكور أحد المذاهب التي يمكن التعبد بها.

تردد أن أعضاء في هيئة دينية وردت أسماؤهم مجدداً في مسار التحقيقات مع الموقوف لدى "المعلومات" بلال البقار.

المستقبل

يقال

إنّ ديبلوماسيين غربيين أوضحوا أنّ اجتماع نيويورك الدولي الإقليمي حول سوريا لا يزال غير مؤكّد حتى الآن في 18 الجاري، وأعادوا السبب إلى ازدياد التصلّب الروسي في قضايا متعلقة بالتنظيمات الإرهابية وبموقع الاجتماع، والجميع في انتظار نتائج زيارة جون كيري لموسكو اليوم.

اللواء

حسم مرشّح رئاسي أمره، في تدبُّر شؤون معركته بنفسه، ومن دون الاصطدام الكلامي مع شخصيات معارضة من فريقه السياسي!

يستعجل قُطب وسطي التسوية لقطع الطريق على أية محاولة للتفاهم على قانون انتخاب يسبق انتخابات الرئاسة، ولا يناسبه.

لا تزال رواتب بعض الإدارات العامة تواجه صعوبة توفير الأموال الشهرية، على الرغم من إقرار القوانين المالية في الجلسة التشريعية؟

الجمهورية

رأت مصادر أن الظروف الإقليمية ما زالت غير ناضجة لإنتخابات رئاسية في لبنان، خصوصاً أن التصعيد هو سمة هذه المرحلة.

تساءل نائب في "8 آذار" عن الجدوى من إعطاء مرجع سابق إمتياز تسمية من يكون رئيس لبنان وكل ترتيبات المرحلة المقبلة، والتعاطي معه بصفة المنتصر؟

رأت أوساط أنه بعدما اطمأنّ رئيس حزب إلى انتهاء التسوية بادر إلى الإتصال بحليفيه لإعادة ترميم العلاقة.

البناء

رأى نائب بارز أنّ أهمّ ما رشح عن اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية هو اتفاقهما على أنّ الرئيس الأسبق سعد الحريري وفريقه السياسي وداعميه الخارجيّين ليسوا في الموقع الذي يسمح لهم بتسمية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المقبلين…

 

تساؤلات حيال "مباركة" سلام انضمام لبنان إلى"التحالف" رفض ترشيح فرنجيه رسالة "مزدوجة" من طهران إلى موسكو

ظهور قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني في المناطق التي تشهد تركيزا للضربات الروسية يشير الى خشية طهران من تمدد النفوذ الروسي.

ريتا صفير/النهار/16 كانون الأول 2015/مع اقرار عدد من القيادات السياسية بتعثر المبادرة الرئاسية، وآخرها كلام رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا امس، يعود الملف الرئاسي مجددا الى مرحلة المراوحة بعدما اصيبت مبادرة الرئيس سعد الحريري "بشظايا" عدة. لعل ابرزها رفض "الفرسان" الموارنة الثلاثة مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجيه، رغم الوعود التي قطعوها في بكركي في هذا الشأن، فيما تكفل "حزب الله" باجهاض الجزء الآخر من الآمال المعقودة على احتمال نجاح الطرح. اجهاض ترجم بتمسك الحزب المبطن بدعم "المرشح الاصيل" اي النائب ميشال عون لمنصب "الكرسي الاول"، على حساب "المرشح البديل" اي النائب سليمان فرنجيه. وفي حين تتركز الانظار، دوليا، على نتائج اللقاء الذي يجمع وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف في موسكو، وفي انتظار ما سينجم عن اجتماع المعارضة السورية المتوقع عقده في نيويورك بعد الرياض، تتوقف مصادر ديبلوماسية غربية عند مجموعة معطيات طبعت الساحتين الداخلية والدولية في الآونة الاخيرة، في مقدمها:

- فشل القوى السياسية اللبنانية مجدداً في المضي قدماً في عملية سياسية ودستورية تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية وفقا للنظم المعمول بها. والفشل نفسه سيتكرر اليوم في مجلس النواب عبر اجهاض قوى سياسية، وللمرة الـ33، عملية انتخاب رئيس، رغم الدعوات المحلية والغربية الى المضي في هذا الاستحقاق، والتي عبر عنها ديبلوماسيون كثر، بينهم القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز والسفير البريطاني هيوغو شورتر.

- تتوقف المصادر عند "مباركة " رئيس الحكومة تمّام سلام انضمام لبنان الى التحالف الاسلامي ضد الارهاب، وهي تثير في هذا المجال مجموعة تساؤلات حيال الخطوة وتوقيتها، وقت تواجه القوى المسلحة اللبنانية معركة شرسة ضد الارهاب الامر الذي يتطلب قرارا من مجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية.

- تربط اوساط ديبلوماسية مطلعة "اللا" الايرانية المتريثة في دعم فرنجيه والتمسك بعون "مرشحاً اصيلا"، بالدور الايراني الملتبس في سوريا، على خلفية الحملة الروسية العسكرية في البلاد وما رافقها من تناقضات بين موسكو وطهران. وفيما تستشهد المصادر نفسها بحجم التدخل العسكري الروسي في الفلك السوري، والذي اثار، في جانب ما، حفيظة طهران لجهة احتمال تراجع فرص "تقاسم" القرار الايراني-الروسي، فهي تدلل في هذا المجال الى التصريحات الروسية الرسمية، ولا سيما تلك الصادرة عن وزارة الخارجية والكرملين، والتي لم تشر مرة واحدة الى "الحليف الايراني" بالاسم، خلافاً للاشارات الايجابية المتكررة في اتجاه القوات الحكومية الرسمية والفصائل الكردية.

- تدلل المصادر الديبلوماسية الغربية على كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع القادة العسكريين الروس، الجمعة الفائت، والذي أعاد من خلاله تأكيد التعاون العسكري مع اسرائيل. ووقت تعتبر المصادر ان هذا الكلام احرج ايران و"اذرعتها"، بينها "حزب الله"، فهي تلفت، تزامنا، الى تضارب اضافي بين المصالح الروسية والايرانية في الملعب السوري.

- استكمالا للتباين الروسي - الايراني، تربط المصادر الديبلوماسية الغربية بين ظهور قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني في المناطق التي تشهد تركيزا للضربات الروسية من جهة، وخشية طهران من تمدد النفوذ الروسي على الحلبة السورية من جهة اخرى. ووقت تذكر المصادر نفسها بالتمسك الايراني المتواصل ببقاء الرئيس السوري حافظ الاسد في سدة الرئاسة حفاظا على دور ومصالح معروفة في كل من سوريا ولبنان، فهي تستشهد، في المقابل، بكلام السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد الذي اشار فيه الى فقدان القوات الايرانية ضباطا خلال محاربتهم في الصفوف الامامية. واذا كانت المصادر الديبلوماسية الغربية ترى في هذه المعطيات مؤشرا اضافيا الى الانخراط الايراني العسكري في المعركة، الا انها تدلل في المقابل الى معطيات كشف عنها مسؤولون غربيون. لبّها، انسحاب افراد الحرس الثوري الايراني من سوريا في الاونة الاخيرة، والذي ترجمه تدني الاعداد من 7000 آلاف الى 700 مقاتل ايراني. والمعطيات هذه تقود المصادر الديبلوماسية الغربية نفسها الى طرح اكثر من علامة استفهام حيال سيناريوات المرحلة المقبلة. في مقدمها، ما مغزى الانسحاب الايراني وقت تبدو الحملة العسكرية الروسية في اوجها؟ وهل يمكن ان يشكل هذا الانسحاب تمهيدا لخروج "حزب الله" من المعادلة السورية؟ وهل تسعى طهران الى وضع موسكو أمام واقع ميداني جديد يدفعها الى اعادة التوازن الى الدور الايراني في سوريا؟ وهل يمكن اعتبار الرفض "المستتر" لترشيح فرنجيه رسالة ايرانية "مزدوجة" الى روسيا من البوابتين اللبنانية والسورية؟

 

انتقاد لانضمام لبنان إلى التحالف العربي الإسلامي بقيادة الرياض "حزب الله" يُوضح موقفه غداً ومصادره ترفض تجاوز المؤسسات

"حزب الله" لا يبارك الانضمام الى حلف بقيادة الرياض.

عباس الصباغ/النهار/16 كانون الأول 2015/لم يصدر بعد تعليق من "حزب الله" على انضمام لبنان الى التحالف الاسلامي ضد الارهاب الذي أعلنت عنه السعودية امس، خصوصاً ان لا تعريف واضحاً للارهاب. والحزب الذي ادرجت الرياض قبل فترة قصيرة 12 من كوادره ومناصريه في ما سمي لائحة الارهاب، لن يكون مرحباً بإعلان رئيس الحكومة تمّام سلام انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الارهاب، بحسب ما جاء في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء امس. وبحسب مصادر مقربة من "حزب الله" ان رئيس الحكومة لا يستطيع اتخاذ قرار بهذا الحجم من دون العودة الى مجلس الوزراء. وتضيف المصادر لـ"النهار" انه "حتى الان لا نعرف ما إذا كان الانضمام يرتب على لبنان التزامات معينة، وما اذا كان بمثابة معاهدة دولية، وعندها تكون الصلاحية لمجلس النواب". الاعلان عن انضمام لبنان الى التحالف الاسلامي بقيادة السعودية في هذا التوقيت يترك أكثر من علامة استفهام، خصوصاً أن البلاد منقسمة في شكل عمودي، وأي التحاق بأي محور في المنطقة سيدخل البلاد في أزمة سياسية جديدة، بما يعني أن لبنان لا يستطيع تحمل تبعات هذا الانضمام الى حلف بقيادة السعودية، بحسب مصدر وزاري.

"محاربة داعش وتنظيمات اخرى"

البيان السعودي عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، مقره الرياض، عدَّد الدول المشاركة ومن بينها لبنان، وعلى الرغم من ان سلام اكد أن أي خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في اطار التحالف الاسلامي الجديد سيتم درسها والتعامل معها استنادا الى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية، فإن الترحيب بالتحالف ثم ضم لبنان الى لائحة الدول المشاركة فيه يتطلبان بحسب مقربين من "حزب الله" توضيحاً من رئيس الحكومة، خصوصاً ان مصادر في وزارة الخارجية افادت "النهار" ان الاخيرة ابلغت سلام ان "لا علم لها بالمشاركة في التحالف وليس لديها أي معطيات عنه".

أما المآخذ الاخرى على التحالف فتختصرها مصادر "حزب الله" بالاتي:

أولاً - اذا كانت السعودية تريد فعلاً محاربة الارهاب، فلماذا استُبعدت عن الحلف دول فاعلة في محاربة "داعش" مثل العراق وسوريا وايران؟

ثانياً - ماذا يعني الاعلان السعودي عن محاربة "داعش" و"اي منظمة ارهابية تظهر امامنا"، بحسب تعبير ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؟

ثالثاً - الترحيب اللبناني بالتحالف وضم لبنان اليه سيترك تداعيات جمة قد تطال مستقبل الحكومة السلامية.

إذا، الرياض التي باركت قبل ايام ترشيح حليف المقاومة وسوريا لرئاسة الجمهورية، يبدو انها تعمل على فصل المسارات، وبالتالي لا تربط بين الترشيح وسياستها بحسب وزير سابق.

أما الموقف الرسمي لـ"حزب الله" فيتوقع اعلانه غدا بعد اجتماع كتلة "الوفاء للمقاومة".

 

شاهد سرّي صديق عيسى لبداية المحكمة: كان يضع رشاشاً في سيارته ويؤيد التمديد

كلوديت سركيس/النهار/16 كانون الأول 2015

سيرة سامي عيسى لا تزال محور جلسات غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي دايفد راي. وهذه المرة تعرف الشاهد السري الى عيسى الذي قال القرار الاتهامي إنه الاسم المستعار للمتهم مصطفى بدر الدين، وأفاد بأنه صاحبه في الجامعة. وأنهت الغرفة افادة هذا الشاهد اول من امس.

وأفاد الشاهد في قاعة المحكمة بناء على أسئلة ممثل الادعاء غرايم كامرون انه كانت لديه شركة سياحة وسفر بين 2004 و2005. وقبل ذلك التحق بالجامعة اللبنانية اﻻميركية لتعلم اﻻنكليزية حيث تعرف بعيسى "عام 2002 اثر حادث حاول خلاله التعرف الى صديقتي بطبع صورتها على ماغ واهدائها اياه، فاخبرته انها صديقتي. وبعد فترة اقتصر الامر بيننا على التحية عندما كنت اراه في الكافيتيريا او الحرم الجامعي. ثم بتنا صديقين وتلاقينا. كان عاديا وتواصلنا هاتفيا خارج الجامعة والتقينا ثلاث او اربع مرات اسبوعيا مع اصدقائه في مطاعم وعلى البحر. لم الاحظ اي شيء سيىء فيه. كنا تلك الأيام في مطلع العشرينات وعيسى في مطلع الثلاثينات. ومنتصف عام 2004 توقفت عن الدراسة. ولا اتذكر ما كان يدرس في تلك الجامعة.تعرفت اليه باسم سام. ولم اسمع باسم صافي بدر اﻻ خلال الاستماع الى افادتي". واضاف: "كان عيسى يعمل وملتحقاً في الوقت نفسه في الجامعة حيث كنت اراه يحمل دفترا. ولم اﻻحظ اي مؤشر إلى انه يحضر صفاً او يدرس استعدادا للامتحان. ولم اسمع يوما انه تخرج في الجامعة". وأيد الشاهد مضمون مستندات انه "عام 2004 ارتفعت الإتصالات بينه وبين عيسى الى 1356 اتصالا، وتراجعت عام 2005 الى 702 اتصالين بينها حوالي 83% خلال الاشهر الستة الاولى من عام 2005. والعام 2006 تراجعت الى 105 اتصالات، وعام 2007 الى 12، وعام 2008 الى 74، اما عام 2009 فالى 23. وقال: "ممكن ان العلاقة اﻻقوى بيننا كانت عام 2004 واتصلنا ببعضنا بوتيرة مرتفعة بعد تركي الجامعة. وسياسيا كان رأيه نقيض مبادئنا التي تلتزم بالرئيس رفيق الحريري. كان عيسى مع الطرف الآخر. كنا نتكلم بشكل عام على اﻻحداث السياسية السائدة، وهو أيد التمديد للرئيس اميل لحود مثلا. لا معلومات لدي عن عيسى سوى انه عازب بحسبه ولديه اشقاء اجهل عددهم ولم التق اياً منهم يوما ووالده متوف". وابدى اعتقادا ان "الرشاش الذي رآه في سيارة عيسى يعود إلى كونه تاجر مجوهرات ويخشى تعرضه للسرقة. قصدته في مكان اقامته في شقة عادية قرب جونيه اقل من عشر مرات. وهو لم يقم فيها. كنا نتسلى فيها بالبربكيو ولعب الورق وتدخين النرجيلة. لم يكن يتزين بمجوهرات انما يضع ساعة يد ثمينة. واحيانا وافانا الى فاريا واحدى المرات كانت في عطلة الميلاد 2004. كان عيسى يذهب الى الشام. وكان حليق الرأس يرتدي قبعة غالبا حتى داخل المطعم او الشقة. انيق الملبس اطلق عثنونا او لحية او حليق الذقن. يعاني من رجله اليمنى بفعل حادث سير نعرض له في الامارات حيث كان يعيش وعائلته قبل عودته الى لبنان. كانت اضعف من الاخرى ويعرج قليلا، ويضع نظارات طبية صغيرة داكنة في الغالب واحيانا شمسية. لا لكنة محددة له. وهو من الجنوب". وتابع: "قبل يومين من اغتيال الحريري كنت في فاريا. تلقيت اتصالا من عيسى عند الثانية والنصف فجرا دام نصف ساعة، محوره "حادث الزيت". وقد استنكره عيسى "لان الرئيس كان يقوم بعمل خير لا يقتضي توقيفات" على ما قال. وعن سبب تراجع صداقتهما منتصف 2005 قال:"لا سبب معيناً عندي. فجأة اصبح الامر كذلك".

 

المشاعات وضفاف الأنهر الأكثر عرضة للتعديات في زغرتا إضافة إلى تعقيدات الإرث وتداخل حدود الأقضية وزحل الجرد

زغرتا - طوني فرنجيه/النهار/16 كانون الأول 2015/لا تكمن المشكلة في قضاء زغرتا الزاوية في "وضع اليد" على املاك الغير او إشغال هذه الاملاك رغم ارادة اصحابها، او من طريق "المصادرةً" وفق ما كان متعارفاً عليه ايام الحرب اللبنانية. فالارزاق والاملاك في القضاء مشغولة من اصحابها الذين يزرعون اراضيهم ويفيدون من ارزاقهم ويقطنون بيوتهم ساحلاً وجرداً. وإن كانت الاملاك الخاصة محمية ومصونة، فهذا لا يعني انه لا توجد ملكيات اخرى يتصرف بها البعض من غير وجه حق. فالمشاعات البلدية في مرياطة مثلاً جرى التعدي عليها واقيمت فيها ابنية سكنية لسدّ حاجة النمو السكاني المتزايد فيها، وهو نمو جعلها الاكبر سكانياً والاكثر كثافة على صعيد القضاء. ولهذا فانها تتمدد شمالاً ويميناً وطولاً وعرضاً وتتداخل مع البلدات المجاورة لها التي بات بعضها احياء سكنية واحدة متحدة، وكذلك الحال موجودة في مجدليا، البلدة الواقعة على الحدود الجغرافية بين طرابلس وزغرتا، وفيها تعديات على المشاعات البلدية.

غير ان البلديات بدأت تحد من هذا التعدي وتقف سداً حيث أمكنها في وجه المعتدين، وتحول دون استمرار اقتطاع مساحات من المشاعات، مستفيدة بذلك من رفض السياسيين تغطية اي مخالف او متعد، لا بل إن السياسيين يدعمون كل صاحب حق في الوصول الى حقه ولا يسايرون اطلاقاً في هذا المجال، وفق قرار ضمني اتخذوه في ما بينهم، محافظة على الاملاك العامة والخاصة والحؤول دون وضع اليد عليها. لكن هناك بعض التعديات على الأملاك العامة، وتحديداً مجاري الأنهر، حيث أن بعض المعامل أو المصانع أقامت مستوعبات لها في أراض يملكها أصحابها، أو مستأجرة وفق عقود قانونية من البطريركية المارونية أو من الرهبانيات التي لها أراضٍ واسعة في القضاء، قد مدوا بعض أقسام هذه المستوعبات إلى مجاري الأنهار، لكن عددها قليل خصوصًا أن نهر جوعيت يجف صيفاً، وتبقى مياه نهر رشعين متدفقة عذبة، ولهذا تكثر على ضفافه المقاهي والمطاعم والمتنزهات التي شيد معظمها على أراض تابعة للرهبانيات والأوقات.

غير أن المشكلة الكبرى التي يعانيها المالكون هي مشكلات الإرث، إذ أن كثيرين من الأهالي ورثوا عن الآباء أراضي كانت لا تزال غير مسجلة في الدوائر العقارية بأسماء مالكيها الجدد، فتداخلت الأسماء على الصحيفة العقارية وباتت الأسهم سيدة الموقف، وبات من هو موجود في لبنان وله سهم على صحيفة عقارية يتصرف بالرزق لكون أغلبية الورثة إما مسافرين أو متوفين، أو ليس لديهم وريث، وهي مشكلة موجودة في كل بلدة وقرية وحتى في زغرتا نفسها. ففي سهل الجديدة مثلا حيث الزيتون الأجود والأفضل نوعاً – عدا الوقفيات وأملاك الرهبانيات – فإن معظم العقارات لا تباع ولا تشترى لأنها إرث من أكثر من مئة سنة، ولم تسجل باسم واحد، بل هي موزعة أسهما على الورثة. وهذه حال يقول فيها أحد المسنين من أبناء كفرصغاب الذين يملكون قسما لابأس به من الأراضي: "كومة شلوش أفضل من كومة قروش"، ويضيف أنه "لو كانت هذه العقارات قد فرزت لكانت أغلبية الأراضي قد بيعت، ولكن هكذا لا يمكن لأحد أن يبيع أرضاً وهي حال تنطبق أيضًا على الزيتون في بسبعل وداريا وكفرياشيت وبشنين". وهناك مشكلة أهم وأكبر وهي عدم قفل المساحة للملكيات الجردية، فالمساحات لا تزال تقريبية، خصوصاً في المناطق ما بين حدود الأقضية، من بشري واهدن في المحلة المعروفة ببغلة بشري وبقوفا والجوار، امتدادًا إلى كفرصغاب وأيطو وباقي البلدات الجردية، حيث لتحديد مساحة عقار يجب اللجوء إلى مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش لتعطي "النقاط" التي على اساسها يقوم المساح المحلف بتحديد حدود العقار التقريبية، علماً أن %5 أو %10 من الأخطاء مسموح بها، وهنا مشكلة أخرى لأن هذه النسب غالبا ما تكون أمتارا عدة فتتداخل الحدود وتضيع العقارات، ويلجأ الأهالي إلى مساح ثانٍ وثالث ورابع ليحددوا حدود عقاراتهم حيث تلتقي نقطتان أو ثلاث، وليقسموا الفرق حيث تتباعد النقاط. كذلك في الجرود هناك مشكلة زحل الأراضي خصوصاً في بساتين التفاح والاجاص في بقوفا، حيث يقول أحد المساحين أن حدود العقارات تتغير بين سنة وأخرى لأن الأرض تزحل، وفي بعض الأحيان يكون الزحل لمترين أو أكثر، وهذا ما جعل الحبل على غاربه الى حين أتخاذ القرار بالبناء أو إقامة تصوينات باطون، علما أن معظم الأراضي الزراعية غير مسيجة لأنها كبيرة وتسييجها مكلف كثيراً.

 

الجيش: اطلاق صاروخ موجه استهدف آلية لداعش ادى الى مقتل 4 مسلحين بينهم قائد ميداني

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بتاريخه قامت قوى الجيش في منطقة خربة داوود - جرود راس بعلبك، بإطلاق صاروخ موجه استهدف آلية ل "داعش"، نتج عنه تدمير الآلية وقتل أربعة مسلحين من بينهم قائد ميداني".

 

المسؤول الميداني في داعش الذي استهدفه الجيش في جرود رأس بعلبك هو ابوجاسم فليطة

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - بعلبك - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" جمال الساحلي أن المسؤول الميداني في تنظيم "داعش" الذي استهدفه الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك، هو ابو جاسم فليطة.

 

وزارة الخارجية: لم يتم التشاور معنا بموضوع إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب وما حصل يمس بموقع لبنان

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015/وطنية - اكدت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، أنها "لم تكن على علم، لا من قريب ولا من بعيد، بموضوع إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وأنه لم يرد إليها في أي سياق وأي مجال أية مراسلة أو مكالمة تشير إلى موضوع إنشاء هذا التحالف، وأنه لم يتم التشاور معها، لا خارجيا كما تفرضه الأصول، ولا داخليا كما يفرضه الدستور". اضافت: "يهم وزارة الخارجية والمغتربين التأكيد أن ما حصل يمس بموقع لبنان، المميز لجهة التوصيف المعطى لمحاربة الارهاب والتصنيف المعتمد للمنظمات الارهابية، كما يمس بصلاحيات الوزارة بصفتها موقعا دستوريا قائما في موضوع السياسة الخارجية، في إطار سياسة الحكومة والبيان الوزاري وبالتنسيق والتشاور مع رئيس الحكومة كما دأبت عادة، وقد حرصت دائما على أن يكون موقفها موقفا مستقلا خارجيا نابعا من أولوية مصلحة لبنان، ومن التوافق الداخلي على هذه السياسة الخارجية". شددت الوزارة على أن "موقفها الثابت كان وسيبقى مؤيدا لأي جهد حقيقي، ولأي عمل فعلي، ولأي تحالف يهدف إلى محاربة الإرهاب التكفيري بكل منظماته وأشكاله العسكرية والفكرية".

 

سلام: تشكيل تحالف اسلامي لمحاربة الارهاب خطوة في صالح جميع شعوب الدول الاسلامية ولبنان سيبقى النموذج المضاد للتطرف والارهاب والظلامية

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام البيان التالي: "عطفا على إعلان المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف اسلامي لمحاربة الارهاب يضم أربعا وثلاثين دولة بينها لبنان، يهم المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام ان يوضح التالي:

تلقى رئيس مجلس الوزراء إتصالا من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الارهاب. وقد أبدى دولته ترحيبا بهذه المبادرة انطلاقا من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الارهاب، حيث يخوض جيشه وجميع قواته واجهزته الأمنية معارك يومية مع المجموعات الارهابية التي ما زالت إحداها تحتجز تسعة من العسكريين اللبنانيين. ويعتبر الرئيس سلام أن لبنان، الذي شارك في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في العراق ولم يوفر مناسبة في المحافل العربية والاسلامية والدولية للتنبيه من خطر الارهاب والدعوة إلى حشد كل الطاقات لمواجهة التطرف، يجب أن لا يتردد في مباركة أي تحرك يهدف إلى حشد كل الطاقات ورص الصفوف لمواجهة هذه الآفة التي تشكل التحدي الأبرز لأمن منطقتنا واستقرارها. ولذلك، فإن رئيس مجلس الوزراء يرى في هذ المسعى، الذي بادر إليه أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية مشكورين، خطوة تصب في صالح شعوب جميع الدول الاسلامية التي تتحمل مسؤولية تاريخية في التصدي للارهاب الذي يتوسل الإسلام لتغطية جرائمه، والاسلام منه براء. وإذ يذكر بأن حكومة "المصلحة الوطنية" شددت في بيانها الوزاري الذي نالت على أساسه الثقة على الأهمية الإستثنائية التي توليها "لمواجهة الاعمال الارهابية بمختلف اشكالها واستهدافاتها بكل الوسائل المتاحة للدولة"، فإن رئيس مجلس الوزراء يؤكد أن أي خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في اطار التحالف الاسلامي الجديد سيتم درسها والتعامل معها استنادا الى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية. ويشدد الرئيس تمام سلام على أن لبنان سيبقى، باعتداله وانفتاحه وصيغته القائمة على الشراكة الحقيقية بين جميع مكوناته، النموذج المضاد للتطرف والإرهاب والظلامية".

 

 السنيورة استقبل نديم الجميل

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، بعد ظهر اليوم في مكتبه في بلس، النائب نديم الجميل، حيث تم البحث في المستجدات والاوضاع الراهنة في لبنان من مختلف الجوانب.

 

الحريري اشاد بقيام التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب : خطوة تاريخية في الطريق الصحيح

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - اشاد الرئيس سعد الحريري بالإعلان عن قيام تحالف إسلامي لمكافحة الاٍرهاب. وقال في تصريح له اليوم :"ان الإعلان الذي اصدرته 35 دولة اسلامية من المملكة العربية السعودية، هو خطوة تاريخية في الطريق الصحيح، للتعامل مع معضلة سياسية وأمنية وفكرية، باتت تشكل عبئا خطيرا على صورة الاسلام الحضارية والإنسانية وتهدد الوجود الاسلامي وتعايشه مع المجتمعات العالمية". أضاف الحريري :" لقد كان من الطبيعي ان يأتي الإعلان من الرياض، وان يصدر على لسان ولي ولي العهد في المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان، الذي حدد الخط الاستراتيجي لمهمة هذا التحالف، وشرح مسؤولية العالم الاسلامي في مكافحة الارهاب والتصدي له بكل اشكاله وتنظيماته واتخاذ كل الإجراءات لمحاربته في عقر داره". وقال :" ان السعودية تعلن باسم الأكثرية الساحقة من العرب والمسلمين، إن أهل مكة أدرى بشعابها، وان مسؤولية مكافحة الاٍرهاب الذي يتخذ من الاسلام وسيلة للطعن بالإسلام، تقع على المسلمين وقياداتهم ودولهم، وعلى العرب بالدرجة الاولى، الذين يتعرضون لابشع الحملات العنصرية، التي لا وظيفة لها سوى الاساءة لدورهم ومكانتهم في العالم". وختم الحريري :" نتوجه في هذه المناسبة التاريخية بتحية تقدير وثناء للقيادة السعودية التي بادرت الى هذه الخطوة واحتضانها، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولى العهد الامير محمد بن نايف وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، والتحية والثناء موصولان أيضا لقادة الدول التي شاركت في التوقيع على الإعلان، لتؤكد ان وحدة المسلمين في مواجهة الاٍرهاب هي السلاح الامضى في مكافحة الخارجين عن قيم الاسلام وتاريخ المسلمين العريق".

 

 كتلة المستقبل اشادت بتشكيل تحالف اسلامي ضد الارهاب: استمرار عرقلة انتخاب الرئيس بات بمثابة جريمة بحق لبنان واللبنانيين

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعها الدوري برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة استعرضت خلاله الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها تلا بعده النائب عمار حوري بيانا "ثمنت فيه استمرار التواصل الذي يجريه الرئيس سعد الحريري مع الأطراف السياسية في مختلف الاتجاهات للعمل على إنهاء الشغور الرئاسي وإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية". واشارت الى انه "مع حلول الجلسة 33 لانتخاب الرئيس واحتمالات أن تلقى ما لاقته سابقاتها من جلسات ومع المخاطر المتصاعدة لاستمرار الشغور الرئاسي وما تتداعى عنه من انعكاسات سلبية بشكل كبير على الأوضاع العامة والخاصة في البلاد وعلى وجه الخصوص على الأوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية والذي يدل عليه التراجع المتزايد في مختلف المؤشرات الاقتصادية والمالية بما ينعكس سلبا، على لبنان وسمعته الدولية وصورة دولته واستقرار وأمن وأمان مجتمعه، فإن كتلة المستقبل تؤكد مجددا على أن الوجهة المركزية والاساسية للقوى والشخصيات السياسية اللبنانية، يجب أن تنصب على مهمة واحدة لها الأولوية على ما عداها وهي مهمة انتخاب الرئيس الجديد من دون أي تأخير او تردد، وتعتبر ان استمرار عرقلة هذه المهمة بات بمثابة جريمة بحق لبنان واللبنانيين". واشادت الكتلة ب"الاعلان الصادر عن الرياض المتعلق بتشكيل تحالف عربي واسلامي لمواجهة الارهاب"، معتبرة ان "هذه المبادرة تشكل جهدا جيدا وعمليا من قبل العالم الاسلامي للتصدي لظاهرة تحاول استخدام الدين الاسلامي لأهداف أول ما تسيء الى الاسلام والمسلمين". واستذكرت الكتلة "مناسبة مرور عشر سنوات على جريمة اغتيال النائب والصحافي والمناضل من اجل الحرية والاستقلال، جبران تويني على ايدي المجرمين الذين اغتالوا كوكبة من شهداء لبنان، شهداء ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال التي انطلقت في الرابع عشر من آذار 2005 والتي ستبقى ذكراها ونتائجها كمعادلة سياسية، حية وصامدة ومتماسكة في وجه كل محاولات إضعافها وإضعاف لبنان. وسيبقى قسم جبران عهدا بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين الان وفي المستقبل"، مجددة "تمسكها وثباتها على المبادئ والقيم التي تجسدها حركة 14 آذار في الحرية والسيادة والاستقلال والعيش المشترك وتمسكها بمنطق الدولة وسيادتها ووحدانية وحصرية سلطتها وسلاحها الشرعي على كامل أراضيها". كما استذكرت "الشهيد اللواء فرنسوا الحاج الذي بذل الدم والروح في سبيل لبنان واستقراره وأمنه وسيادة دولته". وشددت على "أهمية ان تبذل الحكومة جهودا جدية من اجل العمل على اطلاق الجنود المحتجزين لدى ما يسمى بـ"داعش" من أجل إنهاء محنتهم ومعاناتهم وعودتهم الى عائلاتهم، وإقفال هذا الملف المؤلم". واشارت الكتلة إلى "الجهود التي تبذلها الحكومة للبدء بترحيل النفايات كخطوة مؤقتة ومرحلية، على طريق وضع خطة دائمة وعلمية وعملية واقتصادية لمعالجة هذه المشكلة والبدء بالتعاطي معها بشكل علمي ومدروس وشامل على قاعدة التشارك في تحمل الأعباء وتحقيق الانجاز بمساهمة كل اطراف المجتمع اللبناني بشكل متوازن وعادل بعيدا عن المزايدات والادعاءات".

 

 بكركي تزخّم حركتها مطلـع العام للدفع باتجاه انجــاز الانتخابـات الرئاسـية

الخارج يدعم التسويات المحلية ولا يبادر.. وبري وجنبلاط نحو مقاطعة الجلسات؟

المركزية- في وقت لا ينفك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ينادي بضرورة وضع حد للشغور الرئاسي، وقد تحدث اليوم عن "خجل نشعر به عندما نسأل لماذا لا يوجد عندنا رئيس"، ينقل زوار بكركي عن البطريرك تصميمه على تكثيف الجهود لانجاز الاستحقاق في أسرع وقت ممكن والاستفادة من المناخات التي تسود الساحة المحلية منذ "لقاء باريس" الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

ويقول هؤلاء لـ"المركزية"، ان التعثّر الذي أصاب التسوية بفعل عوامل عدة، بعضها يتعلق بموقف الاحزاب المسيحية الكبرى منها والبعض الآخر يتمثل بتحفظ "حزب الله" على شكلها ومضمونها، لا يلغي جوهرها، وفق الصرح، ألا وهو ضرورة خلق دينامية تفضي في خواتيمها الى انتخاب رئيس جمهورية. وفي السياق، يؤكد زوار الصرح ان حركة بكركي ستشهد زخما جديدا مطلع العام المقبل لتفعيل الحركة التي انطلقت، بهدف ملء الشغور، علما ان اسم الرئيس العتيد لا يهمّها بقدر موقع "الرئاسة" الذي لم يعد يجوز ان يبقى فارغا، مشيرين الى ان دوائر الصرح تدرس حاليا اكثر من طرح لتحريك الاستحقاق، منها جمع الاقطاب الموارنة الأربعة، أو عقد لقاء للنواب المسيحيين في بكركي او جمع فاعليات مسيحية. أما العنوان العريض الذي سيحكم اي خطوة ستتخذها بكركي فسيكون "انجاز الانتخابات"، إما عبر السير بالتسوية المطروحة أو عبر الاتفاق على مرشح بديل او أكثر، من خارج نادي الزعماء الاربعة الذين لم ينجحوا في تأمين الاجماع السياسي المطلوب حولهم، فينزل النواب الى البرلمان وينتخبوا أحدهم، إلا ان رفض التسوية لمجرد الرفض ومن دون طرح اي اسم آخر، فمرفوض.

وسط هذا المشهد، تؤكد أوساط دبلوماسية عبر "المركزية" ان الخارج منهمك بملفات كثيرة ولبنان ليس مدرجا على لائحة أولوياته اليوم، وهو ليس في وارد فرض حلول معلبة للازمات اللبنانية في المدى المنظور. غير ان الجهات الدولية دعمت وستدعم اي مبادرات داخلية تحلحل الملفات العالقة واولها رئاسة الجمهورية، وهذا ما أثبته تفاعل الأطراف الدوليين ايجابا مع التسوية التي نتجت عن "لقاء باريس"، حيث سارع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى الاتصال بمرشح التسوية النائب فرنجية، كما نشط السفراء الاجانب في لبنان وأبرزهم القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز الذي زار فرنجية وجال مكوكيا على الاطراف المحليين، داعين الى عدم تفويت الفرصة السانحة اليوم. لكن الطبخة اللبنانية لا يبدو نضجت حتى الساعة حيث ان "حزب الله" لا يزال وفق مصادر بارزة في 14 آذار، يرفض الافراج عن الاستحقاق الرئاسي ويربطه تارة باعلان تمسكه بترشيح حليفه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، وتارة اخرى بالاتفاق على سلة متكاملة تضم الرئاسة وقانون الانتخاب والتركيبة الحكومية، وطورا بالتسوية السياسية العتيدة في سوريا، حيث يفضّل التريث والتثبت من مصير الرئيس السوري بشار الاسد ومن هوية النظام الجديد الذي سينشأ في دمشق قبل ان يتفرّغ للتسوية اللبنانية.

في الانتظار، لن يكون أدلّ الى التخبط الذي لا يزال يحكم الواقع اللبناني من الجلسة الرابعة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية المقررة غدا والتي ستنعقد بمقاطعة من نواب "الوفاء للمقاومة" و"التغيير والاصلاح" في وقت بدأ يتردد ان نواب حركة أمل واللقاء الديموقراطي قد يتجهون الى مقاطعة الجلسات، في خطوة تهدف الى الضغط على الاطراف المحليين لدفعهم الى فتح الطريق امام التسوية الرئاسية المتعثرة.

 

مكاري: ترشيح فرنجية مــن ضمن "سلّة" ولا بديل منه الان  و"التسوية من ولادة طبيعية الى "قيصرية" فاما تنجح او تُجهض"

المركزية- "وهج" التسوية الذي "لمع" منذ "لقاء باريس" الشهير الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، والذي اضاء طريق بعبدا امام الزعيم الزغرتاوي بعد "ظلمة" فراغ اكثر من 18 شهراً، بدأ يخفت بعد مواقف قوى سياسية على ضفتي "8 و14آذار".  وبانتظار حركة المشاورات والاتصالات التي فُتحت على مصراعيها من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي سريعاً، اوضح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ"المركزية" ان "التسوية تحوّلت من ولادة طبيعية الى قيصرية، فاما نجاحها او اجهاضها"، مذكّراً بما قاله منذ "لقاء باريس" بان "النائب فرنجية متقدّم على باقي المرشّحين للرئاسة".

واشار الى "اكثر من طرف من "8 و 14 آذار" عرقل التسوية"، معتبراً رداً على سؤال ان "حزب الله" كان ولا يزال يؤيّد ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون للرئاسة". وعمّا اذا كانت التسوية قائمة فقط على دعم وصول رئيس "تيار المردة" الى قصر بعبدا ام انها "سلّة متكاملة" تشمل الى الرئاسة قانون الانتخاب ورئاسة الحكومة وتركيبتها، اجاب مكاري "عندما بدأ التقارب بين الحريري وفرنجية كان الحديث يتركّز على "سلّة متكاملة" تشمل المواضيع كافة، وبرأيي عندما نذهب نحو "السلّة المتكاملة" تكون رئاسة الجمهورية بعد الاتفاق على معظم بنودها، وترشيح فرنجية اتى من هذا المنطلق، لكن ليس كما كان متّفقاً عليه في المضمون". واذ لفت الى ان "جلسة انتخاب الرئيس غداً ستكون كسابقاتها"، قال "يعلم الله ما سيحصل في الجلسة المقبلة التي استبعد ان تُعقد قبل نهاية العام"، ومعتبراً ان "لا بديل حتى الان من النائب فرنجية". واوضح رداً على سؤال ان "14 آذار" ليست كتلاً نيابية او زعامات سياسية بل هي نمط سياسي يُعبّر عن طموحات اكثرية اللبنانيين ببناء دولة قائمة على احترام الدستور، فحتى لو لم تعد "اطاراً تنظيمياً" او تكتلاً سياسياً الا انها تبقى في عقول اللبنانيين وقلوبهم لانها تعبّر عن توجه وطني يؤمن بلبنان".

 

انضمام لبنان الى التحالف الاسلامي ضد الارهاب مشروع سجالي جديد

حزب الله يواصل "انجازاته": قتل القاضي الشرعي لداعش ومسؤول كبير

فرنجية يلتزم تنفيذ شعار جده "وطني دائمـــــا علـــــى حق"

المركزية- ما كان ينقص لبنان في زمن فراغه الرئاسي وشلل مؤسساته الدستورية وسقوط التسويات ومشاريع الحلول الواحد تلو الآخر، سوى نشوب حرب سجالات على خلفية انضمامه الى التحالف الاسلامي ضد الارهاب الذي اعلنت ولادته اليوم المملكة العربية السعودية. ذلك ان النبأ ما كاد يعلن حتى انشغلت القوى السياسية في اصدار مواقف منها المؤيد والمثني ومنها المتحفظ والمعترض، ما أضطر رئيس الحكومة تمام سلام الى قطع الطريق على التحليلات والتأويلات ببيان اورد فيه تفاصيل الموقف اللبناني منذ لحظة تلقيه اتصالا من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان حتى ترحيبه بالمبادرة ومباركتها لكونها خطوة تصب في صالح شعوب جميع الدول الاسلامية التي تتحمل مسؤولية تاريخية في التصدي للارهاب وصولا الى الجزم بأن اي خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في اطار التحالف سيتم درسها والتعامل معها استنادا الى الاطر الدستورية والقانونية اللبنانية، في لفتة قرأ فيها المراقبون السياسيون اشارة مطمئنة لهواجس فريق 8 آذار الذي بدأت طلائع المواقف الاعتراضية تلوح من جانبه.

المحلي والدولي: والموقف من "المولود الجديد" لم يقتصر على الداخل الذي، الى بيان رئيس الحكومة، سارع الرئيس سعد الحريري الى الاشادة به، معتبرا انه خطوة تاريخية في الطريق الصحيح للتعامل مع معضلة سياسية وأمنية وفكرية، باتت تشكل عبئا خطيرا على صورة الاسلام الحضارية، اذ انقسمت المواقف الدولية ازاءه ايضا فاعتبر وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر ان التحالف يتماشى مع دعوات واشنطن لدور سني اكبر في محاربة الدولة الاسلامية، في حين اعتبرت الرئاسة الروسية "ان توحيد الجهود في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله ظاهرة إيجابية طبعا"لكن تنقص المعلومات التفصيلية التي نحتاجها، أي ممن يتشكل التحالف وما هي أهدافه وبأي شكل سيحارب الإرهاب لتقييم الخطوة؟

الحزب ... "لا تعليق": وفي وقت، أكتفت اوساط حزب الله بالقول لـ"المركزية" ردا على سؤال عن رأيه بانضمام لبنان الى التحالف "لا تعليق"، قال مصدر دبلوماسي عربي لـ"المركزية" بأن لبنان لا يمكن الا ان يكون شريكا للعالم العربي والاسلامي في مكافحة "داعش" والمجموعات الارهابية الاخرى لكونه مهددا في شكل مباشر من تلك التنظيمات. ورحب ببيان الرئيس سلام الذي اعتبره معتدلا، يحفظ التوازن في ظل التباينات السياسية لمختلف اركان الحكومة، مذكّرا بان الحكومة اللبنانية لطالما اوضحت لدول الخليج العربي ان موقف حزب معين، ولو كان مشاركا في الحكومة لا يغير في الموقف الرسمي اللبناني.

فرنجية الابن والجد: وفي انتظار تظهّر الصورة في شكل أوضح ، تبقى التسوية الرئاسية تحت المجهر الداخلي والمعاينة الخارجية، في ضوء ارتفاع وتيرة التوقعات بعدم بلوغها خط النهاية، اقله في العام الجاري، بعدما أدخلت غرفة العناية الفائقة حيث بدأت مرحلة "موت سريري" يفترض جهودا جبارة لانعاشها واعادة احيائها لا سيما ان السهام التي اصابتها من ضفة حلفاء فرنجية اكثر بكثير من سهام الخصوم المتوقعة اساسا، يطل "نجم التسوية" رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عبر برنامج "كلام الناس" بعد غد ليكسر جدار الصمت الذي يعتصم خلفه مسؤولو وقياديو "المردة" بقرار من فرنجية نفسه، حيث يشرح باسهاب وفق ما قالت مصادر عليمة لـ"المركزية" تفاصيل التسوية منذ لحظة عرضها عليه واسباب قبوله بها ويؤكد جديتها، وتوقعت ان يغمز من قناة الحلفاء لا سيما التيار الوطني الحر الذي عوض ان يدعمه واجهه أقّله اعلاميا وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ويستعيد فرنجية وفق المصادر الشعار الذي رفعه جده الرئيس سليمان فرنجية "وطني دائماً على حق" ويؤكد التزام مضمون هذا الشعار.

سلام: لكن وعلى رغم التعقيدات فان حركة الاتصالات لتذليل العقبات من طريق التسوية لم تتوقف لا سيما في بكركي التي أكد سيدها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، "اننا بتنا نخجل من تعطيل عملية انتخاب الرئيس ولم نعد نحتمل لا داخليا ولا خارجيا، مع ذلك نقول انه ليس من آفاق مسدودة، ربنا يفتح الابواب ودائما أوسع مما يتوقع الإنسان"، معربا عن ايمانه "بأن الله يصنع المعجزات". واشارت مصادر متابعة الى ان الحركة تكاد لا تهدأ بين الصرح والمقار السياسية المسيحية،بحثا عن سبيل لحل الازمة وعدم تفويت فرصة الرئاسة المتاحة امام اللبنانيين راهنا. وفي السياق بدا لافتا اجتماع البطريرك مع مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم.

سلام والتعثر: وليس بعيدا، وخلال الاعلان عن نتائج تصنيف الجودة لدى المطاعم من السراي الحكومي، اقّر الرئيس تمام سلام بتعثر وتأخير التسوية، وقال "تأملنا خيراً في الاسابيع الماضية حيث حصلت حركة كبيرة كانت متوقفة وجامدة لسنة ونصف السنة، يبدو ان هناك بعض التعثر والتأخير، ولكن اتمنى الا تتوقف الحركة وننجز شيئا يعيد الثقة بالوطن وآمل ان تكون هذه الفرصة حقيقية لانجاز الاستحقاق الرئاسي". وفي حين حذّر من ان "لبنان سيدفع اثمانا غالية اذا استمر التعطيل"، أشار سلام الى ان "مجلس الوزراء ماض في تحمّل مسؤوليته ولن يتوقف عن ذلك"، مضيفا "حكومة من دون مجلس وزراء فعّال لا لزوم لها، وحكومة من دون عمل لا حاجة لها"، داعياً جميع القوى الى وعي هذا الامر.

النفايات: اما ملف النفايات الذي يبدو بلغ مراحله النهائية بعد رحلة شاقة، فحضر في كلمة سلام في السراي ايضا اذ قال "في الايام المقبلة سنكون امام انتهاء ملف كبير هو ملف النفايات وسنقبل على اعتماد التصدير للنفايات ونأمل عقد جلسة قريبة لمجلس وزراء لبت هذا الموضوع فندخل الاعياد ونكون قد انجزنا شيئاً من الامور التي تواجهنا"، معلنا "أننا "ماضون في الحفاظ على لبنان ولن نتخلى عنه وعن اللبنانيين ومستقبلهم، ومن يريد ان يعرقل ويعطل فليتحمّل المسؤولية".

اجتماع غدا: من جهته، اعتبر وزير الزراعة أكرم شهيب ان "ترحيل النفايات ابغض الحلال"، كاشفا ان اجتماعا سيعقد غدا مع وزيري الداخلية والمالية للتنسيق في مجالي المراقبة والصرف؛ وفي ضوء اجتماع الغد، قد يدعى مجلس الوزراء للاجتماع لاتخاذ القرار المناسب مجتمعا.

انجازات الحزب الامنية: في المقلب الامني، يواصل حزب الله انجازاته على مستوى محاربة التنظيمات الارهابية على الحدود اللبنانية. وذكرت قناة "المنار" ان مقاتلي الحزب تمكنوا من قتل القاضي الشرعي في تنظيم "داعش" بالقلمون أبو عبدالله عامر في عملية نوعية نفذها مقاتلوه في جرود راس بعلبك، بعدما فجروا عبوة ناسفة اثناء مرور موكبه عند تفقده بعض النقاط العسكرية التابعة لمسلحي التنظيم. كما استهدف الحزب مجموعة مسلحة من تنظيم "داعش" في عبوة ناسفة ثانية تم تفجيرها على طريق معبر مرطبية في جرود رأس بعلبك أثناء محاولتها انتشال أبو عبد الله عامر. وتواجد ضمن المجموعة مسؤول معبر الروميات في الجرود المدعو ضرغام، الذي أصيب بجروح خطيرة وإصيب آخرون بعد أن فتحت المقاومة نيران المدفعية في اتجاه المسلحين.

 

"المستقبل": "حزب الله" دخل بازار التسوية!

المدن - سياسة | الثلاثاء 15/12/2015

كل الإستكانة التي فرضت نفسها بقوة على مبادرة الرئيس سعد الحريري، التي سوقت للنائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، لم تفلح في إقناع تيار "المستقبل" أن ما عمل عليه خلال الأسابيع الماضية سقط بضربة قاضية من قبل "حزب الله" الذي لا يزال متمسكاً بالنائب ميشال عون كمرشح لفريق "8 آذار".

لا شك أن موقف الأحزاب المسيحية واعتراضها على المبادر، فعل فعله، إلا أن ما دفع الى نعي المبادرة رسمياً كان موقف "حزب الله" السلبي، ومن خلفه الموقف الإيراني السوري، إلا أن "المستقبل" يرى أن كل ما تقدم ليس واقعياً، وأن المبادرة لا تزال حاضرة على الطاولة. تقول مصادر "المستقبل" لـ"المدن" أن "حزب الله" قدم موافقة ضمنية على المبادرة، وإلا لما كان فرنجية ذهب إلى باريس للقاء الحريري، خصوصاً أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله سبق الحريري بإعلان ضرورة التسوية حين خرج في خطاب "يوم الشهيد" في 11 تشرين الثاني الفائت، متحدثاً عن ضرورة تقديم التنازلات من قبل الجميع، وهو ما يعد وفق وجهة نظر قيادات "المستقبل" إعلاناً غير رسمي عن الإستعداد للتخلّي عن ترشيح النائب ميشال عون، مستشهدين بالعبارة التي قالها نصر الله حرفياً: "في التسويات علينا أن نأخذ ونعطي". أكثر من ذلك تعتقد مصادر "المستقبل" أن ما تسرب من لقاء نصر الله وفرنجية، ونشر في الصحف، يؤكد النظرة الإيجابية، على الرغم من الإيحاء بأن "حزب الله" لا يزال متمسكاً بترشيح عون، إلا أنها تلفت الى استخدام تعبير "ضرورة التريث"، ما يفيد بأن الحزب يحتاج إلى مزيد من الوقت لبلورة التسوية وتسويقها في صفوف فريقه. وتؤكد مصادر "المستقبل" لـ"المدن" أن مجرد لقاء "حزب الله" بفرنجية ولقاء الأخير بعون، يعني أن الحزب دخل بازار التسوية بشكل غير معلن، لكنه ينتظر مآلات الحوارات الإقليمية والدولية، وبينها الحوار الذي يدور في سويسرا بشأن اليمن، وقد يكون مؤشراً إلى الدخول في مضمار الحلول اللبنانية، لكن "حزب الله" يريد التسوية على شكل سلة كاملة متكاملة داخلياً كما صرح نصرالله مؤخراً، ومرتبطة بآخر التطورات الإقليمية أيضاً.

تتحدث قيادات "المستقبل" بثقة كبيرة عن التسوية، وتعتبر أنها "ماشية" وإن ببطء، وأنها لم تتوقف ولم تتعرقل، بل  تسير على الخطى الصحيحة لأن المسألة تحتاج إلى المزيد من الوقت لإنجازها وإلى عدم "البهورة" الإعلامية.

ويشدد عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح لـ"المدن" على أنه لا يمكن القول ان المبادرة التي اطلقها الحريري فشلت او انتكست، لكن هناك عقبات كبيرة وجسيمة تعترضها، من دون طرح حلول بديلة، لافتاً إلى أن "الاتصالات لا تزال مستمرة لإنضاجها في اتجاه انتخاب رئيس، وعلى الرغم من تعدد الآراء والتوجهات غير المنسجمة في مقاربة الملف الرئاسي، إلا أن الايجابية تكمن في ان الجميع يُدرك اهمية انتخاب رئيس في اقرب وقت كي لا نذهب الى منزلقات خطيرة وتتعطل المؤسسات".

 

مشاركة لبنان في التحالف الإسلامي.. بين الترحيب والرفض

الجديد/16 كانون الول/15/يبدو أنّ إعلان المملكة العربية السعودية عضوية لبنان في التحالف الإسلامي الجديد لمحاربة الإرهاب بدأ يلقى امتعاضاً لدى بعض الأوساط السياسية اللبنانية لجهة أنّ لبنان ليس بلداً إسلامياً لينضمّ إلى تحالف إسلامي وأنّ خطوة كهذه تتطلّب قراراً من مجلس الوزراء، وفي طليعة المعترضين وزير العمل سجعان قزي الذي أكد أنّ لبنان لا يمكنه المشاركة في هذا التحالف لأنّ "الانضمام إلى حلف خارجي وعسكري تحديداً يتطلّب قراراً من مجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية". وقال قزي في مداخلة تلفزيونية: "نحن مع أيّ تحالف ضدّ الإرهاب ولكن نتمنى أن يكون هناك حلف واحد لا ديني، لا إسلامي ولا مسيحي، لأنّ التحالفات ذات التسمية الدينية من شأنها تعميق الصراعات المذهبية والدينية التي تجتاح الشرق الأوسط". وأضاف: الحكومة لم تتخذ قرار المشاركة، فلبنان ليس دولة إسلامية ولا مسيحية لكي ينضمّ إلى حلف إسلامي أو مسيحي". إلا أنّ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام رحّب بهذه الخطوة "انطلاقاً من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الإرهاب"، وقال مكتبه الإعلامي في بيان إنّ سلام تلقى اتصالاً من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الارهاب. وقد أبدى دولته ترحيباً بهذه المبادرة انطلاقاً من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الإرهاب، حيث يخوض جيشه وجميع قواته وأجهزته الأمنية معارك يومية مع المجموعات الإرهابية التي ما زالت إحداها تحتجز تسعة من العسكريين اللبنانيين. ويعتبر الرئيس سلام أنّ لبنان، الذي شارك في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في العراق ولم يوفر مناسبة في المحافل العربية والاسلامية والدولية للتنبيه من خطر الإرهاب والدعوة إلى حشد كلّ الطاقات لمواجهة التطرف، يجب أن لا يتردّد في مباركة أيّ تحرّك يهدف إلى حشد كلّ الطاقات ورص الصفوف لمواجهة هذه الآفة التي تشكل التحدي الأبرز لأمن منطقتنا واستقرارها. وأضاف البيان: "ولذلك، فإن رئيس مجلس الوزراء يرى في هذ المسعى، الذي بادر إليه أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية مشكورين، خطوة تصب في صالح شعوب جميع الدول الاسلامية التي تتحمل مسؤولية تاريخية في التصدي للإرهاب الذي يتوسّل الإسلام لتغطية جرائمه، والإسلام منه براء. وإذ يذكر بأن حكومة "المصلحة الوطنية" شددت في بيانها الوزاري الذي نالت على أساسه الثقة على الأهمية الإستثنائية التي توليها "لمواجهة الاعمال الارهابية بمختلف أشكالها واستهدافاتها بكل الوسائل المتاحة للدولة"، فإنّ رئيس مجلس الوزراء يؤكد أنّ أيّ خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في إطار التحالف الإسلامي الجديد سيتم درسها والتعامل معها استنادا إلى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية.

ويشدد الرئيس تمام سلام على أنّ لبنان سيبقى، باعتداله وانفتاحه وصيغته القائمة على الشراكة الحقيقية بين جميع مكوناته، النموذج المضاد للتطرف والإرهاب والظلامية".

 

بكركي تتلقف سقوط التسوية.. لإنتخاب شخصية توافقية!

المدن - سياسة | الثلاثاء 15/12/2015

حتّى الآن، لا تزال دوائر الصرح البطريركي في بكركي غير مصدّقة لقوة الدفع التي تلقاها الإستحقاق الرئاسي. وتعتبر ما جرى وكأنه نفخ في الميت، لكنها تحاول الإستثمار في الأجواء الإيجابية التي أنتجتها المبادرة الرئاسية الجديدة، لأنها لا تريد للإستحقاق أن يدخل في غيبوبة جديدة، بل تريد إنجازه في أسرع وقت ممكن وأياً كان شخص الرئيس. في الشكل تلقى البطريرك الماروني بشارة الراعي صدمة مبادرة الرئيس سعد الحريري، بغض النظر عن الإسم المطروح بإيجابية واضحة. في أوساط الكنيسة تحسب تلك الخطوة للحريري، ويوصف بأنه الأحرص على حقوق المسيحيين من المسيحيين أنفسهم.

ومنذ عودة الراعي من المانيا، لم تهدأ دوائر بكركي، باحثة في خلفيات المبادرة، ومدى جدية الدعم الدولي لها. وبغض النظر عن كل التفاصيل التي تكمن فيها الشياطين بالنسبة إلى الكنيسة، فإن هناك موقفاً تتوحد عليه كل العواصم الإقليمية والدولية المؤثرة بالملف اللبناني، وهو يتلخص بضرورة إنهاء الشغور الرئاسي وإنتخاب رئيس للجمهورية بغض النظر عن شخصه وهويته لأن الدول غير مهتمة بالدخول بهذه التفاصيل. حتى أثناء زيارة الراعي إلى مصر، لم يتوقف عن البحث عن بديل، وعن محاولة إيجاد أي طريقة للوصول إلى التوافق بين المسيحيين، لإنتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق، خصوصاً أن لدى الراعي أكثر من إقتراح وخيار، فهو لا يمانع انتخاب فرنجية، لكن وبظل المعارضة المسيحية الشاملة له، يريد البطريرك من المسيحيين الاجتماع والاتفاق على شخص بديل ينهي الشغور، ويعيد الحياة إلى قصر بعبدا. ووفق ما علمت "المدن" فإن الراعي على تواصل دائم، بشكل مباشر أو عبر موفدين، مع الزعماء الموارنة الأربعة، كما مع غيرهم من المعنيين، وهو يبحث إمكانية عقد لقاء للنواب المسيحيين في بكركي، بالإضافة إلى عقد إجتماع آخر موسع يضم بعض المؤثرين بالإستحقاق، لأنه إستحقاق وطني بالدرجة الأولى. ولذلك كلّف الراعي لجنة مؤلفة من عدد من المطارنة وبعض الحزبيين وغير الحزبيين للتواصل مع الجميع ووضع تصوّر للخطة المقبلة والإجتماعات التي تريد الكنيسة عقدها تحت قبّتها. ويؤكد أحد المطارنة النافذين لـ"المدن" أن الهدف من هذه الحركة هو عدم تفويت الفرصة المتاحة اليوم لانتخاب رئيس، خصوصاً أن الفريق المسلم في البلاد قد قدّم مبادرة ورمى الكرة في ملعب المسيحيين الذين عليهم الإجتماع وإعطاء الجواب، أو طرح البديل. ولا يخفي المطران، أن كل الطروحات هي لإنقاذ لبنان، وبالتالي فلا ضير بأن يتنازل القادة الأربعة عن ترشيحهم لصالح الموقع الأول في الدولة، أي الخروج من معادلة الاقطاب الأربعة الاقوياء، وفتح الأفق أمام مرشحين جدد يمكن ان يؤمنوا الاجماع المطلوب للوصول الى الرئاسة.

وتشير مصادر "المدن" إلى أن راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر يضطلع بالدور البارز في هذا الإطار، لمواكبة هذه الاتصالات، وحثّ القوى المسيحية المختلفة على الإجتماع في الصرح البطريركي، وتفيد بانه يتعاون مع "التيار الوطني الحر"، و"القوات اللبنانية"، وحزب "الكتائب اللبنانية"، بالإضافة إلى عدد من النواب المسيحيين. وعلى الرغم من هذه الحركة، إلا ان مصادر سياسية لا ترى عبر "المدن" أي أهمية لمثل هذه الإجتماعات، إذ أن بكركي أولاً لا تملك قراراً تستطيع فرضه على المسيحيين، كما تعتبر أن الإجتماع الموسع للنواب، او لقيادات الصف الثاني لن تكون مجدية، ولن تقدّم أو تؤخر، لأنها بمثابة مضيعة للوقت. وتؤكد المصادر أن الحلّ لدى القادة الأربعة، الذين عليهم الإجتماع بعد الإقتناع بضرورة التنحّي والبحث جدياً عن مرشّح بديل. وتشير مصادر بكركي لـ"المدن" إلى أن الراعي يجهد إلى الاختصار وعقد هذا الإجتماع، لكنها لا تتوقع موافقة القادة الاربعة على الطرح، لأن لدى كل طرف شروطه للجلوس، خصوصاً أنه في هذه المرحلة قد يفهم، من حيث الشكل كأنه تبنّ لترشيح فرنجية، ومن حيث المضمون كأنه مطالبة بضمانات او مكاسب. وعليه تعتبر المصادر ان الكنيسة تعوّل على إتفاق الأفرقاء في ما بينهم على البديل لا سيما بين عون وجعجع. وفي السياق، يؤكد النائب جورج عدوان لـ"المدن" أنه كل شخص يتم طرح اسمه كمرشح لرئاسة الجمهورية عليه ابراز مشروعه الذي يحدد فيه رأيه حيال قضايا عديدة منها الحل في سوريا، تكوين السلطة، النظام البرلماني، وبناء على هذه البرنامج نحدد موقفنا من المرشح بغض النظر عن الشخص بحد ذاته". ويؤشر هذا الكلام بحسب المصادر إلى أن القوات لا تريد أن تقول لا علنية للمبادرة، بل تريد ترك الأمور إلى المسار السياسي الطبيعي، ما يعني إستمرار الأخذ والردّ بين مطالب ومطالب مضادة، والنتيجة إطالة أمد الشغور.

 

فريق الدفاع عن هنيبعل القذافي: التوقيف بلا سند قانوني

صبحي أمهز/المدن/الثلاثاء 15/12/2015

انتهى يوم الاستجواب الطويل لهنيبعل معمر القذافي في قصر العدل في بيروت وسط استهجان لدى فريق الدفاع عن القذافي وارتياح لدى الفريق المحسوب على رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد أن اصدر قاضي التحقيق العدلي زاهر حماده مذكرة وجاهية بتوقيفه بجرم كتم معلومات في قضية اخفاء الامام موسى الصدر. وفيما يعتبر فريق الدفاع عن القذافي ان التوقيف سندا للمادة 408 من قانون العقوبات يشكل هرطقة قانونية، يعتبر الفريق المحسوب على الرئيس بري أن توقيف القذافي قد يوصل قضية اختطاف السيد الصدر ورفاقه إلى خواتيمها، وكشف مصيرهم. ويتخوف فريق الدفاع عن القذافي من ان تكون هناك تدخلات سياسية في هذه القضية، إذ تقول محامية الدفاع عن القذافي بشرى الخليل لـ"المدن" إن الحجة القانونية في التهمة المنسوبة للقذافي هي ساقطة في الأساس، لأن القانون لا يجرم الأباء والأبناء والاخوة والأخوات بجرم كتمان المعلومات، وبالتالي فان القذافي في حال أخفى معلومات تتعلق بوالده أثناء التحقيق معه فان ذلك لا يضعه في خانة المجرم، من هنا فان التهمة المسندة إليه هي تهمة ساقطة". لا تكتفي الخليل عند هذا الحد في انتقاد سير إستجواب القذافي، إذ تشير إلى أنه لم يتم إعلام موكلها أنه متهم أثناء التحقيق معه، وبالتالي فانه مثل أمام قاضي التحقيق من دون حضور محام وهذا يعتبر مخالفة قانونية وانتهاك صارخ لحقوق الدفاع. ولدى فريق الدفاع عن القذافي انتقادات بالجملة بشأن سير التحقيق معه، والتهم المنسوبة إليه. وتقول الخليل إنه تناهى الى مسامعها ان هناك مساراً آخر للمحاكمة، يتعلق بمذكرة الانتربول الصادرة بحق هنيبعل، على الرغم من أن هذه القضية طويت، بما أن وزير العدل الليبي أصدر قرارا في شهر آذار 2015 يلغي الحكم بحق هنيبعل القذافي. من جهة حركة "أمل"، يقول مصدر في الهيئة الرئاسية لـ"المدن" ان الحركة لا ترى أن هناك مشكلة في توقيف القذافي بجرم كتمان معلومات، لأنه على الرغم من انه كان يبلغ من العمر أثناء اختطاف السيد الصدر ورفاقه قرابة الثلاث سنوات، إلا أنه من المؤكد أنه بعدما كبر وترعرع في كنف والده، أصبح على اطلاع تام على مجمل تفاصيل القضية، وبالتالي تأمل الحركة خيرا من عملية استجواب وتوقيف القذافي في لبنان، التي قد تؤدي حكما إلى نتائح ايجابية، أقله على صعيد كشف الخيوط والمتورطين في عملية الإخفاء. وتتعامل حركة "أمل" بواقعية مع قضية اختطاف السيد الصدر لناحية ان اللجنة المشكلة لمتابعة القضية مع النظام الليبي الحالي تواجه صعوبات عملية، إذ يقول مصدر مطلع على الملف لـ"المدن" إن "اللجنة التي تم تشكيلها بين لبنان وليبيا بعد مقتل معمر القذافي لن تؤدي إلى أي نتيجة لأن الليبيين لديهم أزماتهم الداخلية، وبالتالي فان الدور الأساس يقع على عاتق الجهة اللبنانية، من هنا فانه في هذه المرحلة تعتبر كشف ملابسات القضية على عاتق التحقيقات القضائية".

 

أسئلة حول مبادرة ترشيح فرنجية… تنتظر أجوبة من حزب الله والأسد

خاصّ جنوبية 15 ديسمبر، 2015/غداً الجلسة 33 لانتخاب رئيس جمهورية في ساحة النجمة، وكلّ الأمل الذي كان يشاع بانتخاب رئيس قبل السنة الجديدة تبدّد، فهل إنتقلت التسوية الرئاسية من مرحلة السباق إلى قصر بعبدا، إلى مرحلة الكشف عن الأسرار التي رافقت ولادتها والقوى التي شاركت في إطلاقها وصناعتها ومواكبتها؟ قالت “السفير” أنه للنواب موعد جديد، غداً، مع ساحتهم، لكن “فخامة الرئيس” مؤجل حتى إشعار آخر. أقله، ستمر فترة الأعياد، على إيقاع مبادرة رئاسية تحتاج الى عناصر داخلية وخارجية كبيرة من أجل إعادة تزخيمها. ورأت “النهار” أنه اذا كان في حكم المؤكد ان الجلسة الـ33 لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية غدا الاربعاء ستلحق بسابقاتها من دون اي تغيير طارئ، فان دائرة القلق من العودة الى دوامة الفراغ الرئاسي والانسداد السياسي بدت الى اتساع في الساعات الاخيرة في ظل جملة عوامل يخشى ان تعيد مجمل الواقع الحالي الى المربع الاول من الازمة السياسية الداخلية. ذلك انه لم يعد خافيا ان كل الخيارات التي اثيرت عقب اصطدام مشروع التسوية الآيلة الى ترشيح رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجيه بالعقبات المعروفة لا تتمتع بدورها بفرص افضل ولو تعددت السيناريوات المطروحة للبدائل من ترشيح فرنجيه. وهو ما اكدته اوساط سياسية بارزة معنية بالاتصالات الجارية على مختلف المستويات السياسية اذ قالت ان لا امكان واقعيا لتوقع توافق القوى المسيحية الرئيسية اولا على اي مرشح ما دام العماد ميشال عون متمسكا اكثر من اي وقت سابق بترشيحه وما دام الانتقال الى البحث في مرشحين توافقيين شبه مقفل حتى الان. إنتقلت التسوية الرئاسية وفق “الجمهورية” من مرحلة السباق إلى قصر بعبدا إلى مرحلة الكشف عن الأسرار التي رافقت ولادتها والقوى التي شاركت في إطلاقها وصناعتها ومواكبتها، خصوصاً بعد الموقف المعلن لـ”حزب الله” الذي تقصَّد فيه تعميمَ مضمون اللقاء بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، في رسالةٍ مقصودة إلى الحلفاء والخصوم بأنّ الحزب اتّخَذ قراره النهائي بالتأكيد أنّ رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون “هو مرشّح فريق 8 آذار أوّلاً”، في خطوةٍ يرمي من خلالها إلى إعادة الإمساك بالملف الرئاسي على مستويَي الترشيح وتوقيت ملء الفراغ في قصر بعبدا.

ورأت “الجمهورية” أن ما قبلَ اللقاء بين نصرالله وفرنجية غير ما بعده، حيث رُحِّلت التسوية إلى توقيت آخر وبالتالي كلّ شيء انتهى اليوم بانتظار معطيات وظروف جديدة. وتقاطعَت المعلومات على وحدة موقف الحزب والأسد برفض المبادرة الرئاسية شكلاً ومضموناً، في رسالة موجهة إلى الرئيس سعد الحريري وخلفه السعودية، وليس إلى فرنجية. وأشارت الاوساط الى ان موقف “حزب الله” المتحفظ عن ترشيح فرنجيه لم يقرأ من زاوية قوى عدة الا عن خانة عدم رغبة في الافراج حاليا عن الانتخابات الرئاسية فيما بات تريث قوى اخرى من خصوم الحزب في انتظار بلورة تطورات خارجية وداخلية معينة يدفع في اتجاه العودة الى ما قبل مبادرة ترشيح فرنجية.

 

بو صعب بعد اجتماع التكتل: لا يمكن معالجة فضيحة النفايات باخرى أكبر ابي نصر: لا يحق لمن رفض الجنسية سابقا أن يطالب بها اليوم

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في دارته بالرابية، وبحث في التطورات الراهنة.

أبي نصر

وعقب الاجتماع، كانت كلمة للنائب نعمة الله أبي نصر قال فيها: "توقف تكتل التغيير والإصلاح اليوم عند موضوع مهم جدا، وهو إقرار قانون استعادة الجنسية اللبنانية للمتحدرين من أصل لبناني، إضافة إلى الطعن الذي تقدم به 10 نواب أمام المجلس الدستوري. لقد انعقد مؤتمر لوزان في عام 1924 بحضور الدولة العثمانية والدولة الفرنسية ولبنان، حيث اعتبرت معاهدة لوزان، أن كل اللبنانيين المقيمين ضمن جغرافية لبنان الكبير، هم لبنانيون ما لم يختاروا جنسية أخرى، كما فعل البعض باختيار الجنسية السورية أو الأردنية أو جنسية دولة خاضعة للدولة العثمانية. أما في ما يتعلق باللبنانيين المنتشرين في العالم، الذين كانوا تحت تسمية الأتراك، فكان لمعاهدة لوزان أن أعطتهم حق الإختيار بين الإنتماء إلى دولة لبنان الكبير عبر تقديم بيانات تؤكد لبنانيتهم، وذلك لمدة سنتين في الفترة الأولى إلى أن استمر تمديد حق الإختيار حتى عام 1958. ورد إلى وزارة الداخلية أكثر من 20 ألف معاملة، ولكن من دون تسجيل إلا قسما ضئيلا منها، ولكن حتى هذه المعاملات القليلة التي تم تسجيلها، لم تنجح الدولة اللبنانية بمساعدتها". وأشار إلى أن "قانون استعادة الجنسية يهدف إلى إعطاء كل اللبنانيين، الذين لم يختاروا سابقا الإنتماء إلى الجنسية اللبنانية لأسباب عدة، مهلة جديدة ليعودوا ويختاروا الجنسية اللبنانية. أما بالنسبة إلى من اختار الجنسية السورية أو الأردنية أو العراقية، بدلا من الجنسية اللبنانية، فهولاء لم يختاروا جنسيتهم وفقا لمعاهدة لوزان، بل رفضوا أن يكونوا لبنانيين. ولذا، لا يحق لهم اليوم أن يطالبوا بالجنسية اللبنانية بعد أن رفضوها سابقا"، وقال: "من المؤسف أن يتقدم بعض النواب بطعن ضد هذا القانون، فللمغتربين حق علينا، وحاولنا عبر هذا القانون أن نعطيهم جزءا بسيطا من هذا الحق، وإن كان الطعن أمام المجلس الدستوري فهو عبارة عن مكافأة للمغتربين".

بو صعب

وتحدث وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب فقال: "تكلمنا اليوم أيضا عن موضوعين أساسيين: أولا، ندين الكلام الصادر بحق السيدة فيروز عبر صحيفة لبنانية، التي يفترض أن تكون مدركة لأصول التعاطي مع رمز وطني كبير. كما نأمل من الوزارة المعنية وكل القيمين اتخاد الإجراءات المناسبة لوضح حد لتصرفات كهذه بحق أشخاص لهم قيمة كبيرة عند اللبنانيين، وذلك لمنع أي تعد وافتراء عليهم بهذا الشكل، ونحن الذين اعتدنا على الكثير من الافتراءات العديدة في السياسة. إذا، يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع التطاول على أحد كالسيدة فيروز التي تشكل قيمة وطنية كبيرة، فيما لا يزال السبب غير معروف حتى الآن. لذلك، من المهم أن نطلب من جميع المعنيين وكل البرامج والإعلاميين الذين أنصفوا السيدة فيروز في كل هذه المرحلة، ألا يوقفوا حملتهم ضد من يتهجم عليها بهذا الشكل". أضاف: "أما النقطة الثانية والأهم، فهي موضوع النفايات، الجميع يعلم أنه يتم الحديث اليوم عن حلول بديلة، لا سيما عن ترحيل النفايات إلى خارج لبنان. لذلك، نود أن نذكر بموقفنا الماضي والحاضر، الذي لم يتغير. نحن دائما مع المحافظة على حقوق البلديات، وأموالها من عائدات الخلوي وتوزيعها بشكل عادل ومنصف ودوري على كل البلديات. ولقد سبق أن رفضنا المناقصات، لأننا وجدنا أن التكلفة تفوق ال150 وال160 مليون دولار لكل طن، واعتبرنا أن هذه التكلفة عالية جدا، وفيها هدر لأموال البلديات وللمال العام. ومن هنا، نقول إن من رفض مناقصة بقيمة 160 دولار للطن أو ما يعادله لا يمكن أن يقبل ب250 و300 دولار للطن. وإذا أردنا أن نعالج فضيحة أزمة النفايات لا يمكن أن نعالجها بفضيحة أكبر. لذلك، آمل أن يكون هناك تأن ودراسة أكبر وأعمق لهذا الموضوع، وإذا كنتم عاجزون عن حل هذه المشكلة، لا تذهبوا إلى تأزيمها وتكبيرها كي يصل المواطن إلى مرحلة يدفع فيها أي ثمن من الأثمان كي يجد حلا للنفايات، فيكون الثمن فضيحة وهدرا للمال العام بشكل أكبر". وتابع: "هذه القضية ليست مستعصية علينا، فالدولة قادرة على أن تحل الموضوع. وعندما يكون هناك قرار جدي تستطيع الدولة أن تفرض هيبتها، وتجد حلا تستطيع من خلاله معالجة هذه الأزمة من دون أن يكون هناك هدر لأموال البلديات التي من شأنها أن توصل الإنماء إلى القرى والمواطنين. وحتى الآن لا تزال الأمور رمادية، إذ ليست لدينا معلومات دقيقة حول الموضوع، ولكن نسمع كلاما عن أرقام معينة، ولكننا لسنا نعلم من سيستقبل النفايات، وبأي حال سيستقبلونها، ومتى يعيدونها أو يرفضونها. ومن هنا، فإننا نحتاج إلى إجابات لكل هذه الأمور، ولكن إلى حين مجيء الأجوبة، فما هو واضح وأكيد، أننا لن نقبل بعد ما قام به وزراؤنا من إنجازات في وزارة الاتصالات ونجاحهم بتسليط الضوء على عائدات الخليوي وجمعهم الأموال التي تعود للبلديات، أن تعطى الأموال إليهم من جهة، ثم معاودة استرجاعها من جهة أخرى لترحيل النفايات إلى خارج لبنان، لأننا حينها نكون فعلا مصرين من خلال القرارات التي كانت ستتخذ بألا نعطي البلديات أي دور أو نؤمن لها الأموال لكي تقوم بأي عمل إنمائي. لذلك، فإن هذا الأمر مرفوض، ونحن مصرون على المحافظة على أموال البلديات وتسليمها إياها، ونرفض أيضا أي هدر للمال العام".

 

الدويهي لـ »السياسة«: لا بديل للتسوية الرئاسية واستمرار الشغور يستبطن مخاطر وتهديدات

سلام حذر من انهيار لبنان إذا استمر تعطيل عمل الحكومة

بيروت »السياسة«/16/12/15/مع تراجع حظوظ التسوية الرئاسية في لبنان واستبعاد أي اختراق في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ33 اليوم التي ستنضم إلى سابقاتها، تقدّم ملف النفايات إلى الواجهة مجدداً على أن يعرض في جلسة تعقدها اللجنة الوزارية المكلفة بالموضوع اليوم وعلى أساسه ستتم الدعوة إلى جلسة للحكومة إذا أنجزت الخطة. وأعرب رئيس الحكومة تمام سلام خلال رعايته في السراي حفل الإعلان عن نتائج تصنيف الجودة لدى المطاعم، أمس، عن أمله في »أن ننتهي قبل الأعياد من ملف ترحيل النفايات الضاغط«. وقال إن الوزراء ومجلس الوزراء ماضون في تحمل مسؤولياتهم »ولن نتوقف مهما واجهنا من عقبات وعلى من يريد أن يعطّل فليتحمل المسؤولية. ودعا إلى المضي في انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكداً أنه لا يزال يتوسم خيراً في أن يكون للاستحقاق فرصة جدية. وحذر سلام من أنه تحت عنوان التعطيل سيذهب لبنان إلى الانهيار »وعلينا أن نتعاون ونتجاوز هذا التعطيل، فحكومة من دون مجلس وزراء لا لزوم لبقائها«، لافتاً إلى أن أي خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في إطار التحالف الإسلامي الجديد الذي شكلته المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب سيتم درسها والتعامل معها استناداً إلى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية.

وفيما بات في حكم المؤكد أن التسوية الرئاسية سيصار إلى ترحيلها إلى العام المقبل، هذا إذا ما قدر لها أن تبقى على قيد الحياة، كشفت المعلومات أن لقاء عقد الأحد الماضي بين النائب سليمان فرنجية ورئيس النظام السوري بشار الأسد جرى خلاله البحث في تطورات الأوضاع في المنطقة، كما تمت مناقشة المبادرة الرئاسية، في حين أفادت أنباء أن فرنجية عاد مرتاحاً من هذا اللقاء، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على دعم واضح من الأسد لترشيحه وإن لمس تقدير وثقة دمشق لشخصه وخياراته السياسية. وفي هذا السياق، قال عضو كتلة »لبنان الحر الموحد« (برئاسة فرنجية) النائب اسطفان الدويهي لـ »السياسة«، إن »المبادرة ما زالت قائمة وهذا ما أعلن عنه أكثر من مسؤول في »تيار المستقبل« نقلاً عن الرئيس سعد الحريري، أما نجاحها أو عدمه فهو رهن بتقدير الأطراف الوازنة في لبنان لدقة الموقف وأهمية انتخاب رئيس بإجماع وطني، ومن طرفنا نعتبر أن أي خطوة إلى الأمام تملأ الشغور وتسهم في عودة انتظام عمل مؤسسات الدولة هي مسؤولية وطنية بامتياز«، مشدداً على أن الاعتراض على المبادرة طبيعي وهو حق كون هذه الأطراف تطمح أن تصل هي إلى كرسي الرئاسة، أما بما يتعلق بموقف »حزب الله«، فهو معلن وأي مقاربات غير معلنة يُسأل الحزب عنها.

ولفت الدويهي إلى أن استمرار الشغور في ظل المشهد السياسي وما يستبطنه ويبديه من مخاطر وتهديداً »يجعلنا نؤكد أن انتخاب الرئيس سيعزز أمن وأمان البلد ويعيد انتظام عمل المؤسسات لتكون قادرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية القائمة وهي أزمات ملحة سيجلب تجاهلها مخاطر تفوق المخاطر الأمنية«، مستبعداً أن يكون هناك بديل للتسوية الرئاسية في المدى القريب. وفي حين رأى البطريرك بشارة الراعي أن الأفق ليس مسدوداً أمام الاستحقاق الرئاسي، كشفت مصادر مقربة من بكركي لـ«السياسة«، أن دوائر الصرح تجري اتصالات مع الأقطاب الموارنة الأربعة للبحث في تلبية الدعوة التي وجهت إليهم للاجتماع في البطريركية المارونية سعياً للتفاهم على موقف مشترك من التسوية الرئاسية التي ترى فيها بكركي فرصة مناسبة لإخراج لبنان من النفق وملء الشغور المستمر منذ ما يزيد عن السنة والنصف. ولفتت المصادر إلى أن البطريرك يعطي هذا الاجتماع أهمية كبيرة بغية التوصل إلى تفاهم يوفّر زخماً أكبر لهذه التسوية أو يفسح في المجال أمام التوافق على اسم جديد ينال دعم الأقطاب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اللقاء الكاثوليكي :الديموقراطية لدينا قاصرة ومنتجة للنزاعات

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - اشار اللقاء الكاثوليكي في بيان، انه في اطار الاجتماعات المفتوحة لدرس مشروع تطوير النظام السياسي في لبنان ودرس مشروع الديموقراطية "الى انه في وطن تعددي طوائفي كلبنان، لا يمكن تطبيق الديموقراطية الكلاسيكية على حكم الاكثرية (الاصح ديكتاتورية النصف زائد واحد على الاقل) التي يقتضي لحسن تطبيقها بضعة شروط ومبادىء اساسية، يتجاهلها او يجهلها من ينادي بالديموقراطية الاكثرية في لبنان. لذلك، ما نسميه ديموقراطية لدينا مشوه، قاصر ومنتج للنزاعات، اما الشروط والمبادىء فهي:

شعب متجانس: حيث لا خطر ولا خوف من حكم اي اكثرية على وجود وبقاء اي اقلية.طالما ان اصول ومبادىء وتطلعات ومكونات وجود الشعب واحدة (وهي ليست حال لبنان).

وقانون انتخابات ثابت: دائم ومتكامل يؤمن العدالة والمساواة والمواطنية وامكانية الانتخاب على اساس برامج واهداف وطنية بعيدا عن المصالح الفئوية وهي ايضا ليست حال لبنان.وثقافة الديموقراطية: القائمة على قدرة المواطنين على المحاسبة والتغيير استنادا لاداء ممثليهم، وعلى تداول السلطة وقبول نتائج الانتخابات وقبول الاخر. (وهي ايضا وايضا ليست حال لبنان).اضافة الى حس المواطنية والانتماء: المرتكز على تقديم مصلحة الوطن على اي مصلحة اخرى، وعلى الافتخار بالانتماء الى وطن الارز ماضيا ومستقبلا وعلى الايمان بجوهرية بقاء لبنان قويا واحدا مزدهرا (هل هي حال لبنان؟).

مع ضرورة ترفع وكفاءة الحاكمين: القيمين على حقوق المواطنين وامنهم وازدهارهم وعدالة معاملتهم لهم دون تحيز او مصلحة او قصور فكري- نفسي- سياسي- وطني- روحي (هل هي حال لبنان؟).الموضوعية والايجابية: حيث الاختيار والانتخاب والقرار يقضي ان تتم على اساس الصح والخطأ وليس على اساس حب الاشخاص والتزلم او الكراهية والتعصب. لا تبنى اوطان على غرائز، ولا يتم تخطي الازمات الا بالتفكير الايجابي والانفتاح والتجرد".

وتابع البيان:"الموضوعية تعني ان نكون مع الفكر الصح، مع الشخص الصح، مع البرنامج الصح، مع التصرف الصح (وهل هي حال لبنان؟) ربما كان من الممكن تطبيق هكذا ديموقراطية في لبنان ما قبل العام 1975 حيث كان هناك وجود لدولة وهيبة واحترام قانون ومؤسسات، وكان الجيش هو الجهة المسلحة الاقوى، والادارة العامة نظيفة كفؤة ونشيطة، والاقتصاد ناشط ومتين بقطاعاته كلها (صناعة -زراعة -خدمات: سياحة - مصارف - تجارة - ترانزيت) والاحزاب عابرة للطوائف، والشعب متداخل على مختلف الاراضي اللبناني، وحس الانتماء والتعلق بالارض والموت في سبيلها، والمستوى التربوي عال ومنتشر، والنقد اللبناني موثوق وقوي، وجواز السفر اللبناني محترم دوليا، والنمو مؤمن، والوضع الاقليمي مستقر دولا وانظمة، والتوازن الدولي قائم."

 

 وكيل عائلة الامام الصدر: بصدور مذكرة التوقيف الوجاهية بحق هنيبعل القذافي تأخذ القضية بعدا قضائيا

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - قال وكيل عائلة الامام المغيب السيد موسى الصدر المحامي شادي حسين في حديث خاص الى الدائرة الاذاعية في "الوكالة الوطنية للاعلام": "مع صدور مذكرة التوقيف القضائية الوجاهية بحق المدعى عليه هنيبعل معمر القذافي، ستأخذ القضية بعدا قضائيا من خلال تحديد جلسات محتملة لاحقة للمدعى عليه هنيبعل معمر القذافي لاستكمال التحقيقات الاضافية". أضاف: "من المحتمل أيضا، دعوة أشخاص آخرين مدعى عليهم سابقين او شهود لربط الخيوط التي تكونت من خلال ما أدلى به المدعى عليه هنيبعل معمر القذافي مساء البارحة. لا شك ان التحقيقات سرية ولا يمكن ان أبوح بمضمونها انما يمكنني القول بمجرد صدور هذه المذكرة يعني ان هناك أدلة جدية تؤكد تورط المدعى عليه هنيبعل معمر القذافي بشكل او بآخر في هذه الجريمة". وتابع: "في ما يتعلق بموضوع الاسترداد لا توجد اتفاقية استرداد موقوفين بين ليبيا والدولة اللبنانية، وبالتالي هذا الامر برأيي غير مطروح في الحال الطبيعية العادية. ان للاسترداد اعتبارات دستورية وقانونية وسياسية". واشار الى ان "الاولوية الان هي المذكرة التي صدرت بحق المدعى عليه هنيبعل معمر القذافي ومتابعة التحقيق حتى النهاية. وما بعد صدور القرار الاتهامي الى المحاكمة وصدور الحكم، يأتي الكلام في مسألة التسليم الى بلده او من عدمه".

 

نجاح واكيم استهجن الاعلان عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - اعتبر رئيس "حركة الشعب" النائب السابق نجاح واكيم في بيان اليوم، ان "إعلان السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري يضم 35 دولة، بينها لبنان، يكون مقره الرياض وتقوده السعودية، من أجل محاربة كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، أيا كان مذهبها وتسميتها يثير الاستهجان والريبة ويطرح العديد من الأسئلة التي يتوجب على الحكومة اللبنانية، وخصوصا رئيسها ووزيري الخارجية والدفاع الرد عليها ". اضاف : "إن انضمام لبنان إلى تحالف عسكري يكون، وبحسب الدستور، بموجب معاهدة يبرمها مجلس الوزراء مجتمعا، ثم تعرض على مجلس النواب لإقرارها حسب الأصول، فهل عرضت هذه الاتفاقية على مجلس الوزراء، وهل جرى إقرارها حسب الأصول؟ متى وكيف؟ أم إن السعودية، وبالمونة أعطت لنفسها الحق بضم لبنان إلى هذا الحلف من دون موافقة السلطة اللبنانية وبمعزل عن إرادة الشعب اللبناني؟ ثم ما هو موقف الحكومة اللبنانية من هذا الإعلان".

وختم: "ويبقى السؤال الأهم برسم الحكومة اللبنانية التي ننتظر ردها وموقفها".

 

 قاسم هاشم: التسوية الرئاسية تعثرت وجمدت نتيجة بعض العقبات

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - لفت النائب قاسم هاشم في حديث لاذاعة "صوت لبنان - 93,3 "الى ان التسوية الرئاسية تعثرت وجمدت نتيجة بعض العقبات والعثرات أمام ما طرح"، الا انه "أكد استمرار الاتصالات"، مشيرا "الى ان ما طرح حرك الجمود وكسره على اكثر من مستوى وقناة ما يساهم في اسراع وانضاج ملف الرئاسة". وأشار "الى ان كل طرف، وعلى الرغم من اختلاف موقفه وخياراته، تعاطى وفي زاوية معينة بمرونة مع ما طرح"، لافتا الى "ان الامور ستصل الى نتائج بعد ان تنضج أكثر". وتطرق الى التحالف العربي الاسلامي الذي تم تشكيله ضد الارهاب ويضم لبنان، فاشار الى "اننا لسنا بحاجة الى ان ننضم الى اي تحالف، بل الآخرين عليهم الانضمام الى لبنان لانه اول من حذر وتصدى للارهاب في وقت كان العالم بغفلة عنه"، موضحا "ان البعض من هذا العالم ساهم في نمو الارهاب من خلال دعمه واحتضانه، واليوم يحصد نتائج ما زرع". 

 

سلام في اعلان نتائج تصنيف جودة المطاعم: نأمل استئناف الحركة السياسية لانجاز الاستحقاق الرئاسي وبت موضوع النفايات خلال ايام

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - أعرب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عن أمله في "عقد جلسة لمجلس الوزراء خلال ايام لبت موضوع تصدير النفايات"، متمنيا أن "تستأنف الحركة السياسية التي جرت في الاسابيع الأخيرة من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي رغم التعثر والتأخير التي تعرضت له".

كلام الرئيس سلام جاء اثناء رعايته اعلان وزارة الصحة العامة عن نتائج "تصنيف الجودة لدى المطاعم"، في حفل أقيم في السراي الكبير في حضور وزير الصحة وائل ابو فاعور، وزير الإعلام رمزي جريج، رئيس لجنة الصحة النيابية عاطف مجدلاني، النواب محمد الحجار، أيوب حميد، نضال طعمة، رياض رحال وناجي غاريوس، رئيس غرفة التجارة والصناعة لبيروت وجبل لبنان محمد شقير، نقيب الأطباء أنطوان بستاني، نقيب أصحاب المطاعم طوني الرامي وحشد من الشخصيات الدبلوماسية والأمنية والإجتماعية وأصحاب مطاعم ومتخصصين في مجال سلامة الغذاء وفريق وزارة الصحة العامل في هذا المجال وفي مجال تصنيف المطاعم. وأشاد الرئيس سلام في كلمته بالجهود التي يبذلها وزير الصحة وائل ابو فاعور، موجها الشكر الى فريق العمل في وزارة الصحة والى القطاع الخاص وكل من ساهم في انجاح الحملة، وقال: "بعد هذا الانجاز، لا بد لنا ان ننتقل الى انجازات اخرى نحن بأمس الحاجة اليها. واريد هنا ان اتوجه الى الكثيرين من الهيئات الشعبية وهيئات الحراك وغيره في المناسبة لكي اقول لهم لا تتنازلوا او تتخلوا عن المطالب وعن الاستحقاقات وعن ملاحقتنا وملاحقة الدولة ولكن في نفس الوقت لا تعطوا دائما الصور السلبية وغير الايجابية. اليوم امامكم انجاز احتفلوا به وهللوا له علكم بذلك تشجعون على انجازات اخرى، وهنا اتوجه الى كل الوسائل الاعلامية لتعطي انجازات كهذه حقها، والتعاطي مع النصف المليء من الكوب وليس النصف الفارغ منه". وانتقل للحديث عن الاستحقاق الرئاسي، فجدد الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية قائلا: "توسم اللبنانيون خيرا في الاسابيع الماضية بامكانية ان يأخذ هذا الاستحقاق مجراه الطبيعي وتكون أمامه فرصة جدية من اجل ان نستكمل الجسم اللبناني برأس. لقد حصلت حركة كبيرة، بعد جمود دام سنة ونصف السنة، وأملنا جميعا ان نخطو خطوات عملية لانجاز هذا الاستحقاق. يبدو ان هناك بعض التعثر والتأخير ولكن اتمنى، واعتقد ان جميع اللبنانيين يتمنون، ان لا تتوقف الحركة وان ننجز شيئا يعيد الثقة الى هذا الوطن". أضاف: "كفى اللبنانيين الطيبين تلاعبا ومتاجرة من قبل القوى السياسية من اجل مصالح خاصة. اننا في حاجة الى ما يحفظ هذا الوطن وليس الى ما يضعفه ويهدمه. لقد حذرت في مناسبات عديدة من اننا اذا ما استمرينا في التعطيل فإن لبنان سيدفع اثمانا غالية وسنذهب الى الانهيار".

وتابع الرئيس سلام: "لا يختلف اثنان في حاجتنا اليوم وفي كل لحظة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وانا شخصيا لن اتخلى عن هذه المطالبة وسأستمر بها يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة آملا في ان يتحقق الانجاز. لكن من جهة ثانية، لا بد لي ايضا من ان اقول اننا في الحكومة، وزراء ومجلس وزراء، ماضون في تحمل مسؤولياتنا ولن نتوقف مهما واجهنا من عقبات وهي كثيرة". وقال: "أعلنت في مناسبات عديدة واعلن اليوم مجددا ان حكومة من دون مجلس وزراء لا لزوم لبقائها. الحكومة عليها ان تفعل وان تعمل بما هي سلطة إجرائية، ولا يمكن ان تتخلى عن مصالح البلاد والعباد، وأنا أدعو جميع القوى السياسية الى أن تعي هذا الامر". ومضى سلام قائلا: "نحن في الايام المقبلة سنكون امام محاولة جديدة للانتهاء من ملف كبير يضغط علينا جميعا هو ملف النفايات. إن شاء الله سنقبل في الايام المقبلة على اعتماد التصدير للنفايات ونستكمل هذا الملف لندخل فترة الاعياد ونكون قد انجزنا شيئا من اهم الامور التي نواجهها".

وقال "آمل ان يكون هناك اجتماع قريب لمجلس الوزراء للبت في هذا الموضوع تليه اجتماعات في ما بعد لمجلس الوزراء لبحث مواضيع لا تقل اهمية، ومن ابرزها ما هو مطروح اليوم وفيه سباق كبير في المنطقة أي ملف النفط والغاز". وتابع: "لن نتوقف وسنمضي، والذي يريد ان يعرقل ليتحمل المسؤولية، والذي يريد ان يعطل ليتحمل ايضا المسؤولية. انا واثق بأن اللبنانيين جميع اللبنانيين لا يريدون التعطيل ولا العرقلة بل يريدون منا المضي في تحمل مسؤولياتنا. لقد عاهدت اللبنانيين القيام بكل ما يلزم لتسيير الامور، وتحملت الكثير في الفترة الماضية خصوصا في ظل الشغور الرئاسي كما تحمل معي الكثير من الوزراء والمسؤولين. وسنبقى في هذا السبيل للحفاظ على لبنان. لن نتخلى عن لبنان وعن اللبنانيين".

 

راعي ابرشية صيدا للموارنة في كليمنصو: تعزيز التعاون في المرحلة المقبلة

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - زار راعي أبرشية صيدا للموارنة المطران الياس نصار كليمنصو، والتقى تيمور جنبلاط، في حضور وكيل داخلية الشوف رضوان نصر وعدد من مخاتير وفعاليات منطقة الودايا. وتم في خلال اللقاء بحسب بيان مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي،"التباحث في سبل تعزيز التعاون في المرحلة المقبلة وإنضاج العلاقات المتبادلة بما يصب في مصلحة الجبل وأهله". كما إلتقى المطران نصار رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أثناء وجوده في كليمنصو وكان تأكيد، بحسب البيان، على "العلاقة الإيجابية في المرحلة المقبلة".

من ناحية ثانية، تم خلال اللقاء دعوة تيمور جنبلاط للعشاء في بلدة بنحليه.

 

ستريدا جعجع: لسنا ممن تمارس عليهم الضغوط ولم نضع فيتو على أي مرشح للرئاسة

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - أكدت النائبة ستريدا جعجع في حديث خاص الى إذاعة "لبنان الحر"، أن "الكلام عن ضغوط تمارس على القوات اللبنانية للسير بالتسوية غير صحيح"، وقالت: "نحن نعرف تماما تاريخ القوات، فالدكتور سمير جعجع أخذ خياره عن سابق تصور وتصميم وأمضى 11 عاما في السجن رافضا السفر والضغوط". أضافت: "لسنا ممن تمارس عليهم الضغوط، فكيف بالأحرى إذا كان الكلام على السعودية والتي لعبت دورا كبيرا للتقريب بين اللبنانيين وهي لم تستعمل يوما أسلوب الضغط منذ الطائف حتى اليوم، للتأثير على أي فئة في لبنان؟". وتابعت: "أنا واثقة بأن السعودية متمسكة اليوم بمقولة أهل مكة أدرى بشعابها، وهي تطبق ذلك في لبنان لا سيما معنا نحن كقوات، ونحن على أفضل علاقة مع المملكة". وقالت: "نحن كحزب سياسي لم نضع فيتو على أي مرشح، نحترم المرشحين جميعهم بمن فيهم الوزير سليمان فرنجية، إنما لدينا نحن أيضا مرشحنا وهو الدكتور جعجع الذي ترشح منذ عام ونصف عام مع برنامج رئاسي واضح المعالم". واردفت: "نحن مستعدون للانسحاب لمصلحة لبنان أولا، ودعمنا سيكون كحزب سياسي لأي مرشح يحمل المشروع السياسي الذي طرحه الدكتور جعجع يوم أعلن ترشيحه لرئاسة الجمهورية". وختمت: "أنا متفائلة، وموقف القوات ليس موجها ضد أشخاص إنما ضد برامج إنتخابية رئاسية، وسيكون هناك أيضا بدائل لاننا ندرك أن اللبناني بحاجة ماسة الى ملء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وهو بحاجة ايضا الى فسحة أمل".

 

الراعي في ندوة اطلاق العمل لادارة موقع التراث العالمي في وادي قاديشا: نخجل من تعطيل عملية انتخاب الرئيس ومع ذلك نقول ليس من آفاق مسدودة

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اننا "بتنا نخجل من تعطيل عملية انتخاب الرئيس ولم نعد نحتمل لا داخليا ولا خارجيا، مع ذلك نقول انه ليس من آفاق مسدودة، ربنا يفتح الابواب ودائما أوسع مما يتوقع الإنسان"، معربا عن ايمانه "بأن الله يصنع المعجزات".

كلام البطريرك الراعي جاء خلال ترؤسه ندوة بعنوان "اطلاق العمل لحسن ادارة موقع التراث العالمي في وادي قاديشا" التي عقدت في بكركي، وذلك بعد متابعة حثيثة من قبل نائبي بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز وبعد عدة اجتماعات مكثفة بين نائبي الجبة واهالي حدشيت وبلدة قنوبين للوقوف على هواجسهم وتفهم مطالبهم بالتنسيق والتشاور مع غبطة البطريرك الراعي. شارك في الندوة، اضافة الى النائبين جعجع وكيروز، وزير الثقافة ريمون عريجي، الوزير السابق زياد بارود، النائب البطريركي على حدث الجبة المطران مارون العمار، مسؤول قطاع الثقافة في مكتب الاونيسكو الاقليمي في بيروت المهندس جوزف كريدي، رئيس اتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف، رئيس اتحاد بلديات زغرتا الزاوية زعني خير، ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وممثلون عن الرهبانيات والوزارات المختصة والجمعيات البيئية والاهلية، وحشد من فاعليات منطقة بشري.

الراعي

والقى الراعي كلمة وجه فيها التحيات والتقدير والشكر للمعنيين بهذا الملف وللحاضرين، لافتا الى انه "ما من شيء مستحيل عند الله"، وقال: "أشكركم على الكلمات التي تفضلتم بها والتي تحمل كل التفاصيل المتعلقة بخطة العمل لحسن ادارة موقع الوادي. لقد وضعتم البرنامج في كل الكلمات وأوضحتموه. نشكر الله على ما استطعتم أن تتوصلوا إليه، ولا سيما الجهود التي بذلها النائبان جعجع وكيروز لتأمين تمويل المشروع، وهذا ما اشارت اليه النائب جعجع في كلمتها".

وأضاف الراعي: "تعلمون أنه منذ عهد سيدنا البطريرك صفير الذي نحييه اليوم، وتحديدا منذ العام 1998، أدرج الوادي المقدس على لائحة التراث العالمي. لقد كان اعتزازا وفخرا لنا كلنا ولسيدنا البطريرك الذي وضعنا في الأجواء وأسس أول لجنة برئاسة المطران سمير مظلوم الذي أحييه بدوري. وعند انتخابي بطريركا، كان امر الوادي المقدس من اولى البرامج التي قررت الإهتمام بها. وفي الواقع في تموز 2011 بدأنا اجتماعاتنا وأنشأنا لجنة جديدة برئاسة المطران بولس مطر وبدأنا عملنا مع الأونيسكو العالمي والمكتب الإقليمي ومديرية الآثار، وانطلقنا مرتكزين على أن الوادي المقدس موجود على لائحة التراث العالمي، وان هناك مسؤولية كبيرة مترتبة علينا، ولا سيما ان الوادي يحتضن الكرسي البطريركي وهي الأساس، والصوامع. وبدانا التفكير بكيفية احياء هذا المكان، اشارة الى ان هناك وجود للراهبات الأنطونيات في الوادي رغم كل الصعوبات صيفا وشتاء".

وتابع: "لقد عاش البطاركة نحو 400 سنة في هذا الوادي، كي يحافظوا على الإستقلالية وإيمانهم في زمن العثمانيين. ولم يكن هذا بالأمر السهل، فلقد تمكن العثمانيون من أن يصلوا إليهم، وحرقوا الكرسي البطريركي مرتين، حتى أن البطريرك الدويهي والذي نحن اليوم في صدد دعوى تطويبه، هو نفسه قد تلقى صفعة من والي طرابلس عندما جاء اليه معترضا ومطالبا بعدم رفع قيمة الجزية التي يدفعها الناس الذين يعيشون في الوادي، قائلا للوالي: "من أين سيأتي هذا الشعب بالمال، هل يطحن الأموال من الصخور؟ وعلى اثر ذلك رفض البطريرك الدويهي البقاء في الوادي، وجاء إلى جانب بكركي للعيش في دير مار شليطا".

وشدد الراعي على ان "ما يعنينا اليوم هو هذه الروحانية وهذا الوجود البطريركي، وجذورنا موجودة هناك في الوادي، ولطالما اشار البطريرك صفير لزواره الى موقع الوادي قائلا: "أنظروا أين عشنا، تطلعوا لماذا نحن متمسكون بلبنان، أنظروا لماذا يهم البطريركية أمر لبنان". من هنا انطلقنا للحفاظ على روحانية الوادي، وعلى رعوية الوادي، فالكنائس ما زالت موجودة والبيوت والسكان. لم يأت البطريرك للعيش في الوادي من قبيل الصدفة، لقد كان هناك شعب، جاء لأجل المصلين وكل البلدات حول الوادي، فهناك العرين الأساسي للموارنة. لقد كان يحمي نفسه ويحميهم في هذا المكان".

ولفت الى ان "همنا الأساس هو تأمين الحياة رعويا وتهيئة السياحة الدينية والحج الديني لهذا المكان. فهذه المنطقة فيها الأرز وجبران ومغارة ووادي قاديشا وبقاعكفرا التي أعطت مار شربل وهي المنطقة التي أعطتنا اكبر عدد من البطاركة، فكم هو جميل ان نعطي الفرصة لكل إنسان في العالم أن يصل إلى هذا الوادي المقدس، ولكن براحة وسكينة وليتنعموا بعطايا ربنا". وختم الراعي: "في هذه المناسبة، لا بد من الإشارة الى موضوع الرئاسة لنقول لقد بتنا نخجل من تعطيل عملية انتخاب الرئيس ولم نعد نحتمل لا داخليا ولا خارجيا، مع ذلك نقول انه ليس من آفاق مسدودة، ربنا يفتح الابواب ودائما أوسع مما يتوقع الإنسان، لأن الرب عندما يتدخل يتدخل كونيا، واليوم هو تدبير إلهي بأن نجتمع بهذا الشكل، وانا أومن بأن الله يصنع المعجزات".

 

الراعي استقبل ابراهيم ونوه بجهوده والتقى سفير لبنان في المكسيك وافتتح تساعية الميلاد

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، مدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي قدم تهانيه بمناسبة الاعياد، عارضااجواء عمل جهاز الامن العام على كافة الاصعدة. واثنى الراعي على "دور جهاز الأمن العام في القضايا الامنية"، منوها "بعمل المدير العام اللواء عباس ابراهيم لما حققه من انجازات"، وشجعه على "مواصلة هذه الجهود وخصوصا لجهة العمل على اطلاق باقي العسكريين المخطوفين وباقي المخطوفين، وخصوصا المطرانين اليازجي وابراهيم".

سفير لبنان في المكسيك

والتقى الراعي سفير لبنان في المكسيك الدكتور هشام حمدان الذي قدم شكره لصاحب الغبطة على الزيارة التي قام بها مؤخرا الى المكسيك. واكد حمدان "اهمية هذه الزيارة"، لافتا الى ان "احدى الصحف المكسيكية قد عنونت صورة غبطته مع الرئيس المكسيكي على الصفحة الاولى بكلام للبطريرك الراعي قال فيه: ان الحرب في المنطقة ليست دينية وانما هي سياسية." وتابع: "لقد شكل هذا الكلام اهم رسالة يمكن توجيهها للمجتمع المكسيكي للمساعدة على اخماد اية مشاعر كراهية. ومن خلال هذا الموقف النبيل عكس غبطته رسالة لبنان التي تحض على التعايش الحضاري واقعا وعملا، ولاقت هذه الكلمات استحسانا وتقديرا عميقا من قبل 24 سفيرا لدول اسلامية وهم من زملائنا الذين رددوا اهمية ما قاله غبطته وخصوصا وسط هذه الظروف التي تعيشها المنطقة." أضاف:" لقد ساعدت زيارة نيافته الى المكسيك على تعزيزالنشاط الذي نقوم به كسفارة والهادف الى جعل المكسيك شريكا للبنان في اميركا الشمالية واللاتينية بشكل عام، وتحويل لبنان الى جسر للمكسيك باتجاه العالم العربي." وختم حمدان: "ان زيارة غبطته حثت المغترب اللبناني على تعميق صلته بوطنه الام وزيادة قناعته باهمية العلاقات بين البلدين لدعم عودة المغترب الى لبنان." وقدم حمدان للراعي مجموعة من الكتب بتوقيعه تتناول دور الامم المتحدة في حفظ الامن والسلم الدولي.

تساعية الميلاد

ومساء ترأس الراعي افتتاح تساعية الميلاد في كنيسة الصرح في بكركي بحضور المطارنة والكهنة وحشد من المؤمنين، وبعدها تمت اضاءة شجرة الميلاد في الصرح.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

لائحة دول أعلنت السعودية انضمامها الى التحالف العسكري الاسلامي

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم، تأليف "تحالف عسكري اسلامي من 34 دولة "لمحاربة الارهاب". وهنا لائحة بهذه الدول، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية:

" دول عربية: السعودية، مصر، الامارات، الاردن، البحرين، تونس، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، ليبيا، جمهورية القمر الاتحادية الاسلامية، السودان، جيبوتي، الصومال، موريتانيا، المغرب، واليمن.

دول افريقية: بنين، تشاد، توغو، السنغال، سيراليون، الغابون، غينيا، ساحل العاج، مالي، النيجر ونيجيريا.

دول آسيوية: تركيا، باكستان، بنغلادش، المالديف، وماليزيا".

والدول المذكورة جزء من منظمة التعاون الاسلامي التي انشئت في العام 1969، وتتخذ مدينة جدة السعودية مقرا لها.

 

الازهر دعا كل الدول الاسلامية الى الانضمام الى التحالف الاسلامي العسكري

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - دعا الازهر الشريف، اليوم، "الدول الاسلامية كافة" الى "الانضمام الى التحالف الاسلامي العسكري الذي اعلنت السعودية قيامه ويضم 34 دولة، معربا عن الامل ان تنجح جهوده في "دحر الارهاب وتخليص العالم من شروره". وكانت المملكة العربية السعودية اعلنت في الساعات الاولى من صباح اليوم تأليف "تحالف عسكري اسلامي" من 34 دولة، ابرزها تركيا ومصر وباكستان، يهدف الى "محاربة الارهاب"، في خطوة تتزامن مع تزايد خطر المتطرفين عالميا. ولا يضم التحالف الذي سينشئ مركز عمليات مشتركا في الرياض، دولا اسلامية كايران، والعراق الذي وقعت مناطق واسعة منه تحت سيطرة تنظيم "داعش" الذي يحتل ايضا مناطق في سوريا. ورحب الازهر في بيان اليوم ب"هذا القرار التاريخي الذي لطالما طالب به شيخ الأزهر (احمد الطيب) في لقاءات ومؤتمرات عدة". وقال: "ان تشكيل هذا التحالف الاسلامي العسكري "كان مطلبا ملحا لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر من غيرها الإرهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة من دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق". ودعا "كل الدول الإسلامية إلى الانضمام الى هذا التحالف لجبه الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله"، آملا أن "يكون هذا التحالف نواة لتكامل وتنسيق إسلامي في كافة المجالات".

وأعرب الازهر عن تطلعه إلى "نجاح جهود هذا التحالف في دحر الإرهاب وتخليص العالم من شروره".

 

فرنسا أطلقت صواريخ عابرة جوارض على مواقع لداعش في العراق

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في باريس ان الطيران الحربي الفرنسي "اطلق، للمرة الاولى، صواريخ عابرة جو-ارض على مواقع لتنظيم "داعش" اثناء غارة جوية اليوم في العراق.

 

توقيف احد ابناء فابيوس رهن التحقيق بتهمة الاحتيال وتبييض الاموال

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - أوقف توما فابيوس نجل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم، رهن التحقيق في ضاحية باريس، في اطار تحقيق بتهمة الاحتيال وتبييض الاموال. وفتح تحقيق قضائي في 2013 لتوضيح ملابسات حركة اموال نقلت عبر حسابات توما فابيوس. وعمل المحققون خصوصا على ملف شرائه عام 2012 شقة في باريس بقيمة سبعة ملايين يورو. واوضحت في بيان ان "الغارة شنت من الامارات العربية المتحدة والاردن، وشاركت فيها عشر طائرات مطاردة ("رافال" و"ميراج 2000") مجهزة بقنابل وبصواريخ عابرة".

 

القضاء الفرنسي برأ مارين لوبن من تهمة التحريض على الحقد

الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 /وطنية - برأت محكمة الجنح في ليون في وسط شرق فرنس رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبن من تهمة التحريض على الحقد بعدما قارنت في 2010 صلوات المسلمين في الشوارع ب"الاحتلال" النازي. وجاء قرار المحكمة مطابقا لرأي النيابة العامة التي طلبت البراءة للوبن في العشرين من تشرين الاول الماضي. وتلاحق لوبن بتهمة "التحريض على التفرقة والعنف او الحقد حيال مجموعة من الاشخاص بسبب انتمائهم الديني"، خلال كلمة القتها قبل خمسة أعوام في ليون، في اطار حملتها الانتخابية لرئاسة حزب الجبهة الوطنية.

 

اعتقال مشتبه في إطار التحقيق باعتداءات باريس الدامية

16/12/15/باريس – أ ف ب: أعلن مصدر قضائي فرنسي، أمس، أن السلطات أوقفت رجلاً مشتبه به في التاسعة والعشرين من العمر في المنطقة الباريسية للتحقيق معه على خلفية اعتداءات 13 نوفمبر الماضي الدامية. وفي إطار التحقيقات الجارية بشأن هجمات باريس تم توجيه الاتهام إلى شخصين بفرنسا يشتبه بتقديمهما المسكن في ضاحية سان دونيه بشمال باريس، للمتطرف البلجيكي من أصل مغربي عبد الحميد أباعود الذي يعتقد أنه المدبر للاعتداءات. كن هذين الشخصين غير مهمين ولا يبدو أنهما متهمان بالإعداد أو المشاركة مباشرة بالاعتداءات التي أوقعت 130 قتيلاً إضافة إلى مئات الجرحى بباريس وسان دونيه.

ويتسلم ستة قضاة متخصصين بقضايا مكافحة الإرهاب التحقيقات الجارية بفرنسا التي أتاحت حتى الوقت الراهن كشف هويات ستة من الأشخاص التسعة الذين توزعوا لمهاجمة ملعب ستاد دو فرانس ومسرح باتاكلان ولاطلاق النار على مطاعم ومقاه في باريس.

 

كارتر يدعو تركيا لفعل المزيد ضد التنظيم ويزور «شارل ديغول» في الخليج السبت

أوباما متوعداً قادة «داعش»: نضربهم بقوة أشد من أي وقت مضى

التنظيم خسر 40 ٪ من ا لأراضي في العراق وآلاف الكيلومترات من الاراضي في سورية

16/12/15/واشنطن ـ أنقرة – أ ف ب ـ الأناضول ـ رويترز: جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما تصميم بلاده بالقضاء على تنظيم «دعش»، متعهداً استعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في الشرق الأوسط وقتل قادته. وقال أوباما في خطاب بمبنى وزارة الدفاع «البنتاغون» بعد لقاء عدد من كبار المستشارين في المجال العسكري والأمن القومي أول من أمس، «إننا سنضربهم بقوة أشد من أي وقت مضى»، مضيفاً «فيما نضرب قلب داعش، سنجعل من الأصعب عليه ضخ الإرهاب والدعاية إلى باقي العالم». أوضح «أسقطنا في نوفمبر الماضي أعداداً أكبر من القنابل على داعش، بالمقارنة بأي شهر آخر، منذ أن بدأت هذه الحملة وتخلصنا من زعماء وقادة وقتلة التنظيم واحدا تلو الآخر». وسرد أسماء قتلى التنظيم جراء ضربات الائتلاف الدولي، قائلاً «منذ ربيع هذا العام تخلصنا من أبو سيف وهو أحد كبار قادة التنظيم والحاج معتز الرجل الثاني في القيادة، وأحد كبار مُجنّدي داعش عبر الإنترنت جنيد حسين ومحمد أموازي، الذي قتل بوحشية الأميركيين وغيرهم، وفي الأسابيع الأخيرة، مسؤول التمويل أبو صالح وأحد كبار المسؤولين أبو مريم ومهرّب الأسلحة أبو رامان التونسي وتستمر القائمة». أشار إلى أن بلاده «تلاحق داعش من معقلهم في الرقة إلى ليبيا، حيث تخلصنا من زعيم التنظيم هناك أبو نبيل»، مضيفاً «كل يوم ندمر المزيد من قوات داعش، كمناطق القتال وأسلحتهم الثقيلة والمركبات ومعسكرات التدريب ومصانع القنابل»، حيث بلغت خسائر التنظيم نحو 40 في المئة من الأراضي التي كان يستولي عليها في العراق على سبيل المثال. ولفت إلى أن «داعش فقد آلاف الكيلومترات من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سورية وفي أماكن عدة وكذلك خسر حرية المناورة لأنه يعلم أنه في حال جمع قواته فسنقضي عليها»، مضيفاً «منذ الصيف، لم يتمكن داعش من شن هجوم كبير ناجح واحد على الأرض سواء في سورية أو العراق ومع ذلك، نحن واعون لكون التقدم يجب أن يكون أسرع»، حيث مازال العديد من العراقيين والسوريين يعيشون في ظل «الإرهاب». بعد أن عدد خسائر التنظيم جراء عمليات التحالف، حذر أوباما أشار أوباما إلى أنه «لا يمكن لقادة داعش أن يختبئوا»، مؤكداً أن «رسالتنا التالية بسيطة ستكونون أنتم الهدف التالي»، في إشارة إلى قادة التنظيم. وأوضح أن القوات الأميركية الخاصة متواجدة في الوقت الراهن بسورية وتساعد الجماعات المحلية على الضغط على مدينة الرقة السورية التي أعلنها «داعش» عاصمة «الخلافة»، لافتاً إلى أن القوات العراقية تتجه للسيطرة على الرمادي «ومحاصرة الفلوجة وقطع طرق إمدادات داعش إلى الموصل» في العراق.

أما بالنسبة للغارات الجوية، فقال أوباما إن الولايات المتحدة وحلفاءها بدأوا في استهداف «البنية التحتية النفطية، وتدمير مئات الصهاريج وأبار ومصافي النفط». إذ أشار إلى أن «المعركة صعبة» نظراً أن المتطرفين يستعملون «الرجال والنساء والأطفال العزل كدروع بشرية»، طالب أوباما دول الشرق الأوسط بعمل المزيد في الحرب ضد «داعش»، مشدداً على أن بلاده وحلفائها في أوروبا وأستراليا «يفعلون المزيد، ولذلك يجب أن يفعل الآخرون الشيء نفسه. وفي هذا السياق، وصل وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر»، أمس، إلى قاعدة إنجرليك العسكرية بولاية أضنة التركية، حيث دعا أنقرة إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة «داعش» قالت مصادر مطلعة إنّ زيارة كارتر ستكون قصيرة وأنه سيغادر تركيا خلال ساعات من دون تحديد وجهته وذلك لدواعٍ أمنية، علماً أن عدد الجنود الأميركيين الموجودين في هذه القاعدة العسكرية يبلغ نحو ألف و400 جندي. وقال كارتر للصحافيين وهو في طريقه إلى قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب تركيا إن أنقرة بحاجة إلى تعزيز الرقابة على حدودها مع سورية خصوصاً في مسافة 100 كيلومتر تقريباً يعتقد أن التنظيم المتشدد يستغلها في تجارة غير مشروعة وفي نقل المقاتلين الأجانب من سورية وإليها. أضاف إن «تركيا أمامها دور هائل ونقدر ما تفعله ونريد منها المزيد»، مشيراً إلى أن هذا يشمل مشاركة القوات التركية «في الجو والبر على النحو الملائم». وأكد أن رقابة تركيا على حدودها «هي أهم إسهام تفرضه جغرافيتها» لمواجهة «داعش». سيزور كارتر في إطار جولته السبت المقبل حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» التي تشرف في الخليج على العمليات البحرية للائتلاف بقيادة أميركية ضد «داعش». تعد الزيارة هي الأولى لوزير دفاع أميركي على حاملة الطائرات، برفقة وزير الدولة الفرنسي لشؤون المحاربين القدامى جان مارك توديسكيني. يشار إلى أن أوباما أعلن أنه طلب من كارتر إجراء زيارات إلى شركاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وإبلاغهم بضرورة تكثيف الجهود المبذولة لمكافحة «داعش».

 

نيجيريا: 60 قتيلاً في اشتباكات بين الجيش وحركة موالية لإيران وطهران قدمت احتجاجا رسمياً وطالبت بتقديم تعويضات للضحايا

16/12/15/كانو (نيجيريا) – وكالات: قتل 60 شخصاً خلال يومين من الإشتباكات بين الجيش النيجيري وحركة شيعية اعتقل زعيمها، في خطوة دفعت إيران إلى استدعاء القائم بأعمال نيجيريا في طهران للإحتجاج. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الجيش النيجيري شن حملة عسكرية السبت الماضي، على منزل زعيم الحركة الإسلامية إبراهيم الزكزكي، وعلى تجمع في حسينية «بقيّة الله» لتشييع أحد الضحايا، الذين سقطوا قبل أيام في هجوم لجماعة «بوكو حرام» الإرهابية، مشيرة إلى اعتقال الزكزكي، في منطقة زاريا الشمالية التي تعتبر معقلا للحركة الموالية لطهران. وقال المتحدث باسم الحركة ابراهيم موسى، «وردتنا تقارير بأن الجنود أجلوا جثث عناصرنا الذين قتلوا أمام منزل زعيمنا في شاحنات». أوضح أن «الجنود اعتقلوا الشيخ ابراهيم الزكزكي في منزله المهدم حيث كان يختبئ في غرفة لم تصلها النيران التي دمرت المنزل بعد القاء القنابل اليدوية داخله». أشار موسى إلى أنه لا يستطيع الكشف عن عدد محدد للقتلى «إلا أن العدد كبير نظرا لعدد الأشخاص الذين استجابوا للدعوة لحماية المنزل من الجنود». وأضاف إن من بين القتلى زوجته وابنه وأعضاء بارزين بالجماعة بينهم المتحدث السابق باسم الحركة، فيما نفى الجيش النيجيري مقتل مالام زينات إبراهيم زوجة الزكزكي، مؤكداً أنها معتقلة لديه. ن جانبه، أشار خالد لاوال مدير المستشفى التعليمي لجامعة أحمدو بيلو، أول من أمس، إلى أن 60 شخصاً قتلوا مطلع هذا الأسبوع.  وفي وقت سايق، اتهم الجيش، «الحركة الاسلامية» بمحاولة اغتيال رئيس الاركان الجنرال توكور بوراتاي حين قطع أعضاؤها طريق موكبه في زاريا السبت الماضي.

وأول من أمس، دانت ايران الهجوم، واستدعت القائم بالاعمال النيجيري إلى مقر وزارة الخارجية الايرانية، للإعراب عن «القلق» إزاء ما وصفته بـ»الحادث المأساوي». وطالبت السلطات النيجيرية «بشكل جاد بتحديد أبعاد الحادث ومعالجة الجرحى والتعويض عن الخسائر والأضرار في أسرع وقت ممكن».

كما اتصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، بنظيره النيجيري جيفري اونياما ليطلب منه أن تتحرك حكومته «فورا وبشكل جدي لتجنب العنف» ضد الشيعة في نيجيريا. يذكر أن عدد سكان نيجيريا يبلغ نحو 150 مليونا، 55 في المئة منهم مسلمون سنة على المذهب المالكي، ولم تكن تعرف نيجريا شيئاً عن التشيع حتى العام 1980 بعد انتصار ثورة إيران، حيث تحول الشاب إبراهيم الزكزكي الحاصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة أحمدو بيلو في نيجيريا إلى المذهب الشيعي وبدأ في نشره داخل البلاد بدعم مالي ولوجستي ودعائي كامل من قبل إيران، ولم ينجح في تحقيق تقدم ملحوظ حتى العام 1995.

واليوم تعيش في نيجيريا أقلية شيعية تستقر بشكل خاص في مدينة زاريا بولاية كادونا تقدر بعشرات الآلاف، تنظمهم وتقودهم «الحركة الإسلامية» التي يتزعمها الزكزكي، الذي يعتبر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي مرجعا دينيا له، وبالمقابل تدعي مصادر إيرانية أن عدد الشيعة يبلغ ما بين 4 و10 ملايين نسمة تحولوا إلى المذهب الشيعي نتيجة لدعم إيران للزكزكي إلا أن التقارير الميدانية لا تؤكد هذا العدد المبالغ فيه حيث لا يتجاوز عدد الشيعة عشرات الآلاف. ولم تتبع الأقلية الشيعية النيجيرية إيران في المذهب فحسب بل انتقلت إليها حتى الطقوس والعادات والتقاليد المعمول بها في المناسبات الشيعية على الطريقة الإيرانية، فحمل صور المرشد المؤسس آية الله خميني والمرشد الحالي علي خامنئي في مثل هذه المراسم تؤكد انتماء هذه المجموعة للجهة الممولة.

 

«الأوروبي» يهدد بفرض تأشيرة على الأميركيين

16/12/15Lواشنطن – وكالات: هددت وزارات الخارجية في دول الإتحاد الأوروبي الـ28، الولايات المتحدة باحتمال اتخاذ اجراءات مماثلة للرد في حال فرضت ولأسباب أمنية تأشيرات دخول على بعض الرعايا الأوروبيين المعفيين من هذا الإجراء. وقال سفراء دول الإتحاد الأوروبي برئاسة سفير الاتحاد ديفيد اوسوليفان في رسالة مفتوحة نشرتها مجلة «ذي هل»، أول من أمس، إن «مثل هذا الإجراء من دون تمييز ضد نحو 13 مليون مواطن أوروبي يزورون الولايات المتحدة سنويا سيكون غير مثمر وقد يؤدي إلى اجراءات قانونية بالمثل وهو لن يحسن الأمن مع تأثيره سلبا على الاقتصاد في ضفتي الأطلسي». وأضافوا إن «القيود العمياء ضد الذين سافروا مثلا الى سورية أو العراق من شأنها أن تضر على الأرجح بالرحلات الشرعية لرجال الأعمال والصحافيين والعمال الانسانيين أو العمال الطبيين وإن هذه القيود لن تكشف الذين يسافرون بطريقة غير شرعية عن طريق البر». من ناحيتها، أكدت وزارة الخارجية الاميركية، أنها «على اتصال مع القادة الأوروبيين وأن واشنطن واعية لقلقهم». وبعد اعتداءات باريس في 13 نوفمبر الماض، وفي اطار التصدي للتهديد الارهابي، تبنى مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي وبدعم من الإدارة الديمقراطية مشروع قانون يفرض على رعايا أوروبيين توجهوا منذ العام 2011 الى العراق وسورية وايران والسودان التقدم بطلب الحصول على تأشيرة سياحية أو مهنية لمدة قصيرة في حال ارادوا زيارة الولايات المتحدة. ويستهدف القانون في حال أقره مجلس الشيوخ الأشخاص الذين يحملون جنسيتين مثل الفرنسية والسورية أو البريطانية والسودانية حتى وإن لم يتوجهوا الى هذه البلدان. ويحظى رعايا 38 دولة غنية من بينها 23 دولة أوروبية ببرنامج اعفاء من تأشيرات الدخول يطلق عليه اسم «إي أس تي اي» ويقضي بالحصول على التأشيرة من خلال الانترنت، ولكن هذا الامر لا يمنع السلطات القنصلية الاميركية من القيام ببعض التحقيقات المسبقة ومراقبة دخول هؤلاء المسافرين على أرضها. في سياق متصل، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنها تفحص الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي للأشخاص الراغبين بالحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، وذلك حسب الحاجة. من جهة أخرى، دعت هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظا للفوز بترشيح «الحزب الديمقراطي» لخوض سباق الرئاسة الأميركية الى تسهيل حصول المهاجرين على الجنسية الأميركية عبر تخفيف المستحقات المالية المرتبطة بالتجنس وغيرها من الاصلاحات الخاصة بالهجرة.

 

تأسيس مركز عمليات في الرياض لتنسيق الجهود وتطوير البرامج والآليات

السعودية تقود تحالفاً عسكرياً إسلامياً من 34 دولة لمحاربة الإرهاب

محمد بن سلمان: سنحارب أي منظمة إرهابية وليس «داعش» فقط وكل دولة ستساهم بحسب قدراتها

16/12/15Lالرياض – وكالات: أعلنت المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة، أبرزها تركيا ومصر وباكستان، يهدف إلى محاربة الإرهاب، في خطوة تأتي مع تزايد خطر المتطرفين على مستوى العالم. وأعلنت الدول الإسلامية، في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، ليل أول من أمس، عن «تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود، كما سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين». وأوضح البيان أن الدول المشاركة في التحالف إلى جانب المملكة هي: الكويت وقطر والأردن والإمارات وباكستان والبحرين ومصر والمغرب وبنغلاديش وبنين وتركيا وتشاد وتوغو وتونس وجيبوتي والسنغال والسودان وسيراليون والصومال والغابون وغينيا وفلسطين وجمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، وكوت دي فوار، ولبنان وليبيا والمالديف ومالي وماليزي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن. وأشار البيان المشترك إلى أن «أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، ومنها جمهورية اندونيسيا». وأكد ان التحالف يأتي «تحقيقاً للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الارهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة ويهدد الامن والسلام الاقليمي والدولي، ويشكل خطراً على المصالح الحيوية للامة»، مشيراً إلى أن «الإرهاب وجرائمه الوحشية من إفساد في الأرض وإهلاك للحرث والنسل المحرم شرعاً يشكل انتهاكاً خطيراً لكرامة الإنسان وحقوقه … ويعرض مصالح الدول والمجتمعات للخطر ويهدد استقرارها». وإذ شدد على أنه «لا يمكن تبرير أعمال الإفساد والإرهاب بحال من الأحوال، وينبغي محاربتها بالوسائل كافة»، أوضح البيان المشترك أن التحالف يأتي «تأكيداً على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب». وفي مؤتمر صحافي عقده بقاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض، أكد ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أن الإعلان عن تشكيل التحالف لمحاربة الإرهاب «يأتي حرصاً من العالم الاسلامي لمحاربة هذا الداء، ولكي يكون شريكا للعالم كمجموعة دول في محاربة هذا الداء». وأوضح أن «التحالف يضم مجموعة من الدول الاسلامية التي تشكل أغلبية العالم الاسلامي، وهذا يأتي من حرص العالم الاسلامي لمحاربة هذا الداء الذي تضرر منه العالم الاسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي ككل». وأعلن أنه سيتم «إنشاء غرفة عمليات للتحالف في الرياض لتنسيق ودعم الجهود لمحاربة الارهاب في جميع أقطار وأنحاء العالم الاسلامي»، مشيراً إلى أن كل دولة ستساهم بحسب قدراتها. وقال الأمير محمد بن سلمان «اليوم كل دولة إسلامية تحارب الارهاب بشكل منفرد، فتنسيق الجهود مهم جداً من خلال هذه الغرفة، وسوف تتطور الأساليب والجهود التي ممكن نحارب فيها الإرهاب في جميع انحاء العالم الاسلامي». وعن تأييد أكثر من عشر دول إسلامية للتحالف، قال ولي ولي العهد إن «هذه الدول ليست خارج التحالف، هذه الدول لها إجراءات يجب أن تتخذها قبل الانضمام للتحالف ونظراً للحرص لإنجاز هذا التحالف بأسرع وقت، تم الاعلان عن 34 دولة وإن شاء الله ستلحق بقية الدول لهذا التحالف الاسلامي». وأضاف «لدينا عدد من الدول تعاني من الإرهاب من بينها سورية والعراق وسيناء واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان وأفغانستان وهذا يتطلب جهوداً قوية جداً لمحاربته، بلا شك سيكون من خلال التحالف هناك تنسيق لمحاربته من خلال هذه الجهود». وأوضح أنه «بخصوص العمليات في سورية والعراق لا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي». وأكد أن التحالف الإسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية في هذا العمل، و»سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا بالإضافة إلى الجهد الأمني الرائع القائم حالياً». وشدد على أن التحالف الجديد لن يتصدى لتنظيم «داعش» الإرهابي فحسب بل أيضاً «لأي منظمة إرهابية تظهر أمامنا»، و»سنعمل ونتخذ إجراءات لمحاربتها».

 

ترحيب واسع وتحفظ روسي fالتحالف العسكري الإسلامي بقيادة السعودية

16/12/15Lعواصم – وكالات: لقي الإعلان عن التحالف العسكري الإسلامي بقيادة السعودية لمحاربة الإرهاب موجة ترحيب واسعة، مقابل امتناع روسي عن التعليق. وفي هذا السياق، رحبت منظمة التعاون الإسلامي بالتحالف الجديد الذي يضم العديد من الدول الأعضاء فيها. وأكد أمينها العام إياد مدني في بيان موقف المنظمة «الثابت المتمثل في أن الإرهاب لا دين له ولا هوية وأن التصدي له يجب أن يأخذ في الاعتبار بجانب التدابير الأمنية والعسكرية فهم وتحليل وتقصي ومواجهة الأبعاد المتعددة لهذه الظاهرة». وأشار إلى ضرورة بحث الأسباب الكامنة وراء العنف الطائفي ومحاولات تسييس الخلافات المذهبية والتركيز على الانتماء الطائفي باعتباره جوهر الهوية واختراق جهات خارجية للجماعات الإرهابية والمتطرفة بهدف خدمة أجنداتها السياسية الخاصة. بدورها اشادت الامانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية بالاعلان عن التحالف. ودعت إلى مسارعة دول العالم الإسلامي للانضمام إلى هذا التحالف الذي يشكل انطلاقة جديدة تتبنى روح الريادة والمبادرة والمسؤولية. من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن اتخاذ البلدان الإسلامية موقفاً موحداً ضد الإرهاب يعد أقوى رد للساعين نحو ربط الإرهاب بالإسلام، معلناً أن «تركيا مستعدة للمساهمة بما في وسعها في حال ترتيب اجتماع لمكافحة الإرهاب بغض النظر عن الجهة المنظمة، وتعتبر هذه الجهود بين البلدان الإسلامية خطوات صحيحة». كذلك رحبت دول عدة من بينها ليبيا وماليزيا ولبنان والأردن بتشكيل التحالف، في حين دعت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين التحالف الإسلامي إلى المشاركة في المحادثات الجارية لحل الأزمة السورية، مؤكدة أهمية التنسيق بين مناهضي تنظيم «داعش». وحدها روسيا بدت وكأنها تغرد خارج السرب، حيث رفض الكرملين التعليق على إعلان إنشاء التحالف، مؤكداً في الوقت نفسه إيجابية توحيد الجهود في محاربة الإرهاب. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف «لم تتوافر بعد لدينا المعلومات التفصيلية التي نحتاجها: ممن يتشكل التحالف؟ وما هي أهدافه؟ وبأي شكل سيحارب الإرهاب؟»، مضيفاً إن «توحيد الجهود في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله ظاهرة إيجابية طبعاً».

 

باكستان تجري اختباراً لصاروخ قادر على حمل رؤوس نووية

16/12/15Lإسلام أباد – الأناضول: أجرى الجيش الباكستاني، أمس، اختبارًا لصاروخ باليستي، قادر على حمل رؤوس نووية. وذكر الجيش الباكستاني في بيان أن «الاختبار تم بنجاح، إذ أن الصاروخ الباليستي (شاهين ايه 1)، الذي يبلغ مداه 900 كيلومتراً تمكن من إصابة هدفه في بحر العرب». وأشار إلى أن الهدف من التجربة الصاروخية التحقق التصميمات والمعطيات الفنية لنظام هذا السلاح، مضيفاً إن تجربة الإطلاق للصاروخ (شاهين ايه 1) جرت بحضور عدد من كبار ضباط شعبتي التخطيط الستراتيجي والعلماء والمهندسين للوقوف على التجربة. ونقل البيان عن المدير العام لشعبة التخطيط الستراتيجي مظهر جميل تقديره للعلماء والمهندسين على تفانيهم وكفاءتهم المهنية والتزامهم بعد تجربة الإطلاق الناجحة التي من شأنها أن تعزز القدرات الدفاعية للجيش الباكستاني. وقال جميل إن الصاروخ يتمتع بقدرة عالية من الدقة نظراً لاعتماده على نظام توجيه متطور، مؤكداً أن قدرات باكستان الستراتيجية ترتكز على «الحد الأدنى من الردع» والرغبة في التعايش السلمي بالمنطقة. وأشار إلى أن الرئيس الباكستاني ممنون حسين ورئيس الوزراء نواز شريف تقدموا بالتهنئة للعلماء على نجاح الاختبار الصاروخي.

 

كيري يجري محادثات مع لافروف وبوتين لدفع الحل السياسي في سورية ويريد من موسكو الضغط على النظام للتفاوض بهدف تحقيق تقدم في اجتماع نيويورك الجمعة

16/12/15/موسكو، باريس – وكالات: عبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري، أمس في موسكو، عن أمله في ايجاد »توافق« مع الروس قبل عقد اجتماع دولي متوقع الجمعة المقبل في نيويورك لبحث عملية انتقال سياسي في سورية. وأجرى كيري محادثات صباح أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ثم التقى بعد الظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتعول واشنطن على روسيا لحمل حليفها التقليدي رئيس النظام السوري بشار الاسد على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع المعارضة السورية سعياً لوضع حد للنزاع. وقال كيري، في مستهل محادثاته في موسكو، »من المفيد للعالم بأسره حين تكون دولتان قويتان لهما تاريخ طويل مشترك، قادرتين على ايجاد توافق بينهما. آمل أن نكون قادرين على ايجاد توافق«. وأضاف »حتى لو كان هناك خلافات بيننا، لقد كنا قادرين على العمل بفاعلية على مشكلات محددة«، مشيدا بدور موسكو في المفاوضات التي افضت الى اتفاق نووي مع ايران. من جهته عبر لافروف عن أمله في أن تكون زيارة نظيره الاميركي »بناءة«. ويفترض ان تعلن واشنطن وموسكو رسميا عن اجتماع لـ«المجموعة الدولية لدعم سورية« التي تضم 17 دولة بينها من يدعم النظام السوري ومن يدعم المعارضة، وثلاث منظمات، الجمعة المقبل في نيويورك برعاية الامم المتحدة. وفي واشنطن، اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي ان »وزير الخارجية على عجلة من أمره كي يبحث مع المسؤولين الروس مشروع الاجتماع المقبل للمجموعة الدولية لدعم سورية في نيويورك الجمعة«. وكيري الذي وصل ليل اول من امس الى موسكو، شارك في باريس باجتماع عقد بمشاركة عشر دول غربية وعربية، مساء أول من أمس، هي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وايطاليا والسعودية والامارات والاردن وقطر وتركيا. واستقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وزراء خارجية هذه الدول كما تباحث كيري مع نظيريه القطري والاردني. والمعلوم ان الاردن كلف بوضع لائحة بالمجموعات المسلحة السورية التي تعتبر ارهابية لابعادها عن عملية التفاوض، مع ما تتضمنه هذه المسألة من حساسيات في ضوء التقديرات المتباينة لمختلف الاطراف المعنية بالملف السوري بشأن الطبيعة »الارهابية« لمختلف المجموعات المقاتلة في هذا البلد. وفي هذا السياق، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا »الارادة الاميركية في تصنيف الارهابيين بين صالحين وأشرار« في سورية، مضيفة ان موسكو ستستمر في مطالبة واشنطن بـ«مراجعة سياستها« في الشرق الاوسط »التي لا تحترم دائماً القانون الدولي«. ويندرج اجتماع نيويورك في اطار العملية المعروفة بعملية فيينا التي توصلت فيها 17 دولة ضمنها الحليفان الروسي والايراني للأسد الى اتفاق في نوفمبر الماضي، بشأن خريطة طريق سياسية لسورية. وتنص عملية فيينا على عقد لقاء مطلع يناير المقبل لممثلي المعارضة السورية والنظام وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات في خلال 18 شهراً. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي »نريد المضي بسرعة الى المفاوضات وتحديد اطارها من خلال قرار لمجلس الامن الدولي« يمكن عرضه في اعقاب اجتماع الجمعة المقبل. كما استعرض الوزراء في باريس نتائج اجتماع الرياض الذي توصل للمرة الاولى الاسبوع المنصرم الى برنامج للفصائل الرئيسية في المعارضة السورية المسلحة والسياسية. واعلنت هذه الفصائل الخميس الماضي موافقتها على اجراء مفاوضات مع النظام السوري لكنها طالبت برحيل الأسد »مع بداية المرحلة الانتقالية« المرتقبة. ورغم بقاء عناصر عدة مجهولة متعلقة خاصة بمشاركة التنظيم المسلح السلفي المعروف باسم »أحرار الشام«، شكل اجتماع الرياض حدثاً »هاماً« وسجل »تقارباً حقيقياً بين المعارضة المسلحة والمعارضة السياسية« حسب مصدر ديبلوماسي في باريس.

ويمكن أن يشكل وفد من خمسة عشر معارضا مع بداية الاسبوع المقبل يفوض بالتفاوض مع النظام، لكن الأخير لم يبد في الوقت الحاضر أي اشارات انفتاح في ما يتعلق بمثل هذا التفاوض.

 

2900 روسي يقاتلون مع تنظيمات إرهابية في سورية والعراق

16/12/15/موسكو – د ب أ، كونا: كشفت هيئة الأمن الفيدرالي الروسية عن تحديد هوية نحو 2900 روسي مشتبه بانتمائهم إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق. وقال رئيس هيئة الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف في اجتماع لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية في موسكو، أمس، إن 198 من هؤلاء المتشددين قتلوا في العمليات القتالية بالشرق الأوسط، فيما عاد 214 آخرون إلى روسيا، مؤكداً أنه تم فرض رقابة أمنية مشددة على العائدين، في الوقت الذي صدرت فيه أحكام قضائية بإدانة 80 منهم مع اعتقال 41 آخرين. من جهة أخرى، أعلن السفير الروسي لدى تركيا اندريه كارلوف أن بلاده تنتظر من تركيا اتخاذ ثلاث خطوات لتجاوز التوتر الناتج عن إسقاط مقاتلات تركية طائرة »السوخوي« في نوفمبر الماضي. ونقلت صحيفة »ديلي جمهوريت« التركية عن كارلوف قوله أول من أمس، »يتعين على تركيا تقديم اعتذار عن إسقاط المقاتلة الروسية التي أدت الى مقتل جنديين روسيين اثنين ومحاسبة المسؤولين عن الحادث ودفع تركيا تعويضات عن الاضرار الناتجة عن الحادث«.

 

مقتل 25 سورياً في قصف روسي على ريف إدلب

16/12/15/إسطنبول – الأناضول: قتل 25 شخصاً على الأقل، امس، جراء قصف روسي استهدف سوقاً في بلدة معارة النعسان السورية بريف إدلب الشمالي، فيما تفحمت غالبية الجثث نتيجة الاحتراق الشديد. وقال طارق عريان، وهو أحد عناصر الدفاع المدني في البلدة إن »الطيران الروسي استهدف سوق المحروقات في البلدة الواقعة على مقربة من الحدود مع تركيا، ما أودى بحياة نحو 25 شخصا، غالبيتهم تفحمت جثثهم، وسقوط أكثر من 30 جريحاً«. وأظهرت صور التقطت من مكان القصف، تعرض عدد كبير من السيارات للاحتراق بشكل كامل، فضلا عن ضرر كبير أصاب المباني المجاورة. من ناحيتها، ذكرت شبكة »سوريا مباشر« أن »الطيران الحربي الروسي ارتكب مجزرة في بلدة معارة النعسان في ريف إدلب، حيث تحدث ناشطون عن استهداف الطيران الروسي بأربع غارات جوية السوق الشعبية«. وأضافت ان »بلدة معارة النعسان خالية من أي فصيل مسلح، وتحوي أعداداً كبيرة من النازحين من المناطق المجاورة، وكان النظام قد استهدف السوق منذ أكثر من عام بسيارة مفخخة، أوقعت قتلى وجرحى بين المدنيين«.

 

قيادي كردي: واشنطن نزعت فتيل الأزمة العراقية- التركية وبغداد دعت أنقرة الى سحب كامل قواتها من أراضيها

بغداد – باسل محمد/السياسة/16/12/15

كشف قيادي في »الحزب الديمقراطي الكردستاني«، برئاسة الزعيم الكردي مسعود بارزاني، لـ«السياسة« أن انسحاب القوات العسكرية التركية من معسكر بعشيقة قرب الموصل شمال العراق، جاء وفق تفاهم أمني بين بغداد وأنقرة بضغط أميركي، وأن واشنطن حذرت رئيس الوزراء حيدر العبادي من التصعيد الديبلوماسي ضد تركيا. وقال القيادي الكردي، إن ديبلوماسيين أميركيين أبلغوا العبادي أنه من غيرالمناسب أن تستثمر بعض الجماعات السياسية في التحالف الشيعي الذي يقود حكومة بغداد، ملف القوات التركية لتخريب العلاقة العراقية-التركية وللإساءة الى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة كما فعل ائتلاف »دولة القانون« برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي اتهم التحالف الدولي بالتواطؤ واتهم حلف شمال الأطلسي بالمرونة في التعامل مع موضوع القوات التركية. وأضاف إن واشنطن لم تكن مرتاحة لطريقة تعامل بغداد مع الموضوع وملابساته رغم أنها دافعت عن السيادة العراقية سيما أن جزءاً من القوات التركية التي انتشرت في بعيشقة جاءت من مطار بامرني في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق. وأوضح أن مطار بامرني هو مطار لهبوط مروحيات وفيه مدرعات ودبابات عسكرية تركية وعلى مبناه يرفع علم حلف شمال الأطلسي، وهذه القوة موجودة منذ العام 2003 بموجب اتفاق مع الحكومة العراقية.

وأكد أن جزءاً من القوات التركية المنسحبة دخلت الأراضي التركية عبر معبر ابراهيم الخليل في بلدة زاخوا على الحدود بين العراق وتركيا، أما القوة التركية المتبقية المنسحبة، فعادت الى مطار بامرني حيث توجد قوة عسكرية تركية هناك بعلم وباتفاق مع حكومة بغداد بمعنى بعض القوات التركية المنسحبة قامت بعملية اعادة انتشار ليس الا. وأشار الى أن التفاهم الأمني العراقي التركي الذي ابرمه رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان ورئيس جهاز الأمن الوطني العراقي فالح الفياض في بغداد قبل أيام يسمح ببقاء قوة تركية في معسكر بعشيقة لحمايته من هجمات محتملة من تنظيم »داعش«، كما تتولى هذه القوة حماية المدربين الأتراك الذين يدربون قوات البشمركة الكردية ومتطوعين من السنة والتركمان من أبناء الموصل لمواجهة »داعش« والتحضير لعلمية تحرير الموصل. واعتبر القيادي الكردي أن الإنسحاب العسكري التركي أو إعادة الإنتشار الذي تم في بعشيقة يمثل نهاية حقيقية للأزمة بين أنقرة وبغداد وبالتالي على الحكومة العراقية أن تتعاطى بإيجابية مع الخطوة التركية لأن بعض الأطراف العراقية في التحالف الشيعي لازالت ترغب بالتصعيد لاعتبارات سياسية لا علاقة لها بالحرب على »داعش«. ونفى أن تكون لدى تركيا أطماع في الموصل لأنها ليست بصدد الدخول في مشكلات مع العراق والمجتمع الدولي، كما أن الولايات المتحدة لن تسمح بضم تركيا أجزاء من الموصل تحت سيادتها. وحذر بعض الأطراف في التحالف الشيعي من عواقب استغلالها موضوع دخول القوات العسكرية التركية الى شمال العراق لشن حملة سياسية ضد بارزاني. إلى ذلك، طالبت الحكومة العراقية، أمس، تركيا بسحب »كامل« القوات التي نشرتها في العراق دون موافقتها، لتعبر بذلك عن عدم رضاها على الانسحاب الجزئي لهذه القوات أول من أمس. وذكر مكتب العبادي في بيان، أن »مجلس الوزراء ناقش الأزمة مع تركيا، وجدد موقفه الثابت بضرورة استجابة الجارة تركيا لطلب العراق بالانسحاب الكامل من الأراضي العراقية واحترام سيادته الوطنية«.

 

براغ تستقبل 37 أسرة مسيحية من العراق ولبنان هربت من داعش

16/12/15/براغ – الأناضول: وافقت الحكومة التشيكية، على استضافة 37 أسرة مسيحية من إقليم كردستان العراق، ولبنان هربوا من تنظيم »داعش«. وذكرت الإذاعة التشيكية الرسمية، أنه »سيلجأ إلى البلاد 37 أسرة مسيحية تضم 153 فرداً، يقدمون في الفترة يناير حتى أبريل 2016. وقال رئيس الوزراء بوهيوسلاف سوبوتكا في تصريحات صحافية، إن »الأقلية المسيحية في العراق تعاني من وضع خطير للغاية بسبب إرهاب تنظيم داعش، لافتًا إلى أنه »يجب على بلادنا منح هؤلاء الحماية لأنهم يستحقون المساعدة ويجب دمجهم في المجتمع«. من جانبه، أوضح وزير الخارجية لوبمير زواراليك، أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص التشيك على حماية الأقليات، مشيرًا إلى أنها »ستكون مأساة كبيرة إذا لم نستطيع حماية هذه الأقليات«.

 

الوكالة الذرية تقفل ملف أنشطة إيران النووية السابقة

16/12/15/فيينا – ا ف ب، رويترز: أقفلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رسمياً أمس، الملف المتعلق بالبعد العسكري السابق للبرنامج النووي الايراني، وهي خطوة حاسمة تزيل عقبة رئيسية للبدء بتنفيذ الاتفاق النووي المبرم في يوليو الماضي بين طهران والدول الكبرى. وأكدت مصادر ديبلوماسية أن مجلس حكام الوكالة الذرية التي تضم 35 بلداً، وافق على قرار جاء فيه ان تحقيق الوكالة أجري »وفق الجدول الزمني المتفق عليه« ما »ينهي النظر في هذا الموضوع« من قبل الوكالة. وهذه الخطوة نصت عليها خريطة الطريق التي اعتمدت في يوليو الماضي في اطار المفاوضات لاغلاق الملف النووي الايراني. وكانت ايران حذرت من أنه إذا لم يتم اغلاق هذا الملف، فإنها لن تطبق بنودا رئيسية من الاتفاق النووي الذي ابرمته مع القوى الكبرى الست لخفض نشاطاتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. وتراقب الوكالة الدولية برنامج ايران النووي، ومن المقرر ان تزداد عمليات التفتيش التي تقوم بها بموجب الاتفاق. من جهتها، رحبت إيران بقرار الدولية للطاقة الذرية إغلاق التحقيق في أنشطتها النووية السابقة. وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف »نرحب بإغلاق التحقيق في أنشطة ايران النووية السابقة«، معتبراً أن »قرار مجلس محافظي الوكالة يظهر الطبيعة السلمية لبرنامج ايران النووي«. من جهة أخرى، أكد فريق من مراقبي العقوبات الأممية، في تقرير سري جديد، ان الصاروخ »عماد« الذي اختبرت ايران اطلاقه في العاشر من أكتوبر الماضي، كان صاروخاً باليستياً قادراً على حمل رأس حربي نووي، وهو ما يجعل من اطلاقه انتهاكا لقرار لمجلس الامن التابع للأمم المتحدة. وجاء في تقرير لجنة الخبراء المختصة بإيران »تستنتج اللجنة بناء على تحليلها ونتائجها أن اطلاق الصاروخ »عماد« يشكل انتهاكا من جانب ايران للفقرة التاسعة من قرار مجلس الامن رقم 1929«. ونشرت وكالة »رويترز«، أمس، التقرير المؤلف من عشر صفحات، ويحمل تاريخ 11 ديسمبر الجاري، ووزع على أعضاء لجنة عقوبات إيران في المجلس خلال الأيام القليلة الماضية.

 

فرنسا تطلق للمرة الأولى صواريخ عابرة ضد «داعش» في العراق

 باريس - أ ف ب/أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في باريس اليوم (الثلثاء)، أن الطيران الحربي الفرنسي أطلق للمرة الأولى صواريخ عابرة "جو- أرض" على مواقع لـ "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) اثناء غارة جوية في العراق. وأوضحت الوزارة في بيان "أن الغارة شنت من الإمارات العربية المتحدة والأردن، وشاركت فيها عشر طائرات مطاردة (رافال وميراج 2000) مجهزة بقنابل وبصواريخ عابرة".

 

البحث في إرسال قوات خاصة خليجية إلى سورية

الحياة/16 كانون الأول/15/فتحت السعودية أمس، جبهة جديدة في حربها على الإرهاب، ضمن تحالف عربي وإسلامي واسع، يضم حتى الآن 35 دولة. فيما يتوقع أن تنضم اليه 9 دول أخرى. ولن تنضم إيران والعراق وعُمان وسورية الى هذا التحالف. وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، أن التحالف الإسلامي العسكري «غير المسبوق»، «يهدف الى مساعدة الدول في محاربة التطرف والإرهاب والعنف، عبر مساريه الأمني والعسكري». وقال: «إن المملكة ودولا خليجية أخرى تبحث في إرسال قوات خاصة إلى سورية في إطار الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش». وأضاف: «توجد مناقشات بين دول تشارك حاليا في التحالف، مثل السعودية والإمارات وقطر والبحرين لإرسال بعض القوات الخاصة إلى سورية وهذه المناقشات لا تزال مستمرة. ليس هذا مستبعداً».  وأشار الوزير السعودي في مؤتمر صحافي بعد ظهر أمس في باريس، إلى أن «التحالف ليس تحالفاً سنياً أو شيعياً، وإنما تحالف ضد الإرهاب والمملكة مشاركة في التحالف الدولي، وهي واحدة من الدول التي تشارك طائراتها في الحرب على الإرهاب في سورية والعراق»، لافتاً إلى أن دخول قوات من «التحالف الإسلامي» الى العراق يتطلب: «مدى تقديم طلب من الحكومة العراقية وشكل المساعدة». ورداً على سؤال إن كانت المملكة تأخرت كثيراً في تشكيل التحالف، قال وزير الخارجية: «لم نتأخر، ولدينا جهود عدة لمحاربة الإرهاب، والمملكة في مقدم الدول التي تنسق الجهود بين الدول لمحاربه التطرف، والدول التي تواجه الإرهاب ستلقى الدعم من التحالف الإسلامي». وأضاف: «الدول هي التي تقرر شكل المساهمات لها من التحالف، وسنتعامل مع المسألة بحسب الحالة لا توجد حدود ولا قيود على حجم المشاركة»، مضيفاً: «مواجهة الإرهاب تتطلب جانباً عسكرياً، وسيرتفع عدد الدول المشاركة، وهو تحالف طوعي بين الدول، وسنبحث إمكان التعاون مع الشركاء من خارج الدول الإسلامية؛ لأن الإسلام لا يجيز قتل الأبرياء». ويتوقع أن تتشكل ضمن التحالف «قوة ضاربة» للتخل حيث تدعو الحاجة. وأكد الجبير في ختام مؤتمره أمس، أن موقف المملكة من الأسد ثابت، «مجموعة باريس التقت أول من أمس، وهذه الجهود ستتكلل بمسار ليس لبشار الأسد دور في مستقبل سورية».ولقي إعلان تشكيل التحالف ردود أفعال إسلامية وعربية ودولية مؤيدة. وأكدت دول في بيانات رسمية أمس، تأييدها لتوجه المملكة بإدارة هذا التحالف وتحديد الرياض مقراً لغرفة عملياته العسكرية. واعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، اتخاذ البلدان الإسلامية موقفاً موحداً ضد الإرهاب «أقوى رد على الساعين نحو ربط الإرهاب بالإسلام». فيما أكدت مصر مجدداً دعمها كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، سواء أكان هذا الجهد إسلامياً أم عربياً. كما رحبت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين بإعلان تشكيل التحالف بقيادتها يضم 35 دولة لمكافحة الإرهاب. واعتبر رئيس وزراء لبنان تمام سلام أمس، مسعى السعودية لتشكيل التحالف خطوة تصب في مصلحة الشعوب الإسلامية التي تتحمل مسؤولية تاريخية في التصدي لتلك الظاهرة. وثمنت الحكومة الأردنية، الدور الذي تقوم به السعودية وجهودها في مكافحة الإرهاب، مؤكدة الاستعداد الدائم للمشاركة الفاعلة في أي جهد لمحاربة الإرهاب. من جانبه، أكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي عبدالله عالم، الدعم الكامل للتحالف لمحاربة التنظيمات الإرهابية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عناصر «حزب الله».. السقوط المتصاعد

علي الحسيني/المستقبل/16 كانون الأول/15

لا ثابت في أرقام عدد عناصر «حزب الله» الذين يسقطون في سوريا، فهم في حالة ارتفاع دائم تتبدل بين لحظة وأخرى، وما يصعُب على الحزب كشفه في لحظته، تتكفّل به مواقع حلفائه الإخبارية، في لبنان وسوريا وكأنها عملية تنسيق مُسبق تقوم على التسريب قبل التأكيد، رغم خروج الحزب من عقدة الإحراج في إعلان اسماء عناصره، بعدما حوّل الموت في بيئته إلى مواساة ينال على اثرها صاحب المصاب وعداً بدخول الجنّة. لم يعد الموت بالنسبة إلى الأهالي في بيئة «حزب الله» وجمهوره، عامل قلق ولا سببا رئيسيّاً لأحزانهم وأوجاعهم بعدما تحوّل إلى خيار أوحد يرسم بينهم وبين الحياة حدّاً فاصلاً يمنعهم من البوح بأسرار تؤلم أيامهم وتكاد تلتف حول رقابهم، فلا يجدون غير الحزن والبكاء طريقاً يُعيدهم إلى الذات ليبحثوا في داخلها عن فلذات أكباد كانوا بالأمس بينهم يتلمسون وجوههم ويتحسسون وجودهم قبل أن يقفوا عند أعتاب حجارة حالت دون رؤيتهم أو حتّى سماع أصواتهم. لم تعد هناك مشكلة لدى «حزب الله» في أن يُعلن عن سقوط عدد من عناصره في سوريا أو في أي مكان في العالم طالما أنهم يسقطون تحت شعار «الواجب الجهادي». واجب يُحتّم أو يفرض على كل منزل أن يتقبل مصائبه بفرح ورضى وبـ»أسمى آيات التبريكات» وتقبّل التهاني بدل التعازي وعندها يُصبح الموت «عادة» وتتمثل الكرامة بـ»الشهادة». وهنا تتحوّل الحياة كما الموت، إلى رهن إشارة من قيادة تبرع في تفصيل الأكفان والنعوش بمقاسات متعددة ومختلفة تتمدد في داخلها أجساد تعبت من التنقل على جبهات الموت. منذ أيام، تناقلت مواقع تابعة لحلفاء «حزب الله» صورا وأسماء لعناصر من الحزب قيل إنهم سقطوا خلال تأديتهم «الواجب الجهادي»، وقد راوح عددهم بين ستة وثمانية عناصر ومن دون أن يصدر أي بيان رسمي عن دائرة إعلامه الخاص. لكن ما هي إلّا ساعات قليلة حتّى ارتفع العدد إلى خمسة عشر عنصراً والمفارقة أن من بينهم من هم أقرباء ما زاد من حجم المصائب داخل عدد من العائلات والبلدات أيضاً على غرار ما حصل في بلدة الطيبة الجنوبية التي خسرت ثلاثة شبان من بينهم العنصر محمد علي نعمية الذي كان قد خسر منذ فترة وجيزة ابن شقيقته حسن حجازي. داخل بيئة «حزب الله» الريفيّة، يُشبّه الأهالي مقتل أبنائهم بالموت العابر للقرى والبلدات بحيث يزور بيوتهم في كل يوم ليحصد منهم خيرة شبابهم. لكن في المقابل يُصر الحزب على جعل جمهوره يكتوي بنيران حروب يبتكرها هو ويُلاحق شرارتها من مكان إلى آخر ليعود في كل فجر ويزفّ اليهم أخباراً موجعة وروايات مجبولة بالدماء، وإن حصل أي تباطؤ أو تلكؤ في عملية نقل الأسماء، يقوم حلفاء «حزب الله» بالنيابة عنه في اعلان الأسماء وهو ما قامت به فعلاً أمس الأوّل عندما أعلنت عن سقوط خمسة عشر عنصراً خلال أقل من 48 ساعة، قالت إنهم سقطوا على عدة محاور وليس في منطقة واحدة وهم: حسن علي اسماعيل ملقب بـ»ضياء« زوطر الشرقية الجنوبية، بسام شيت «مستشعف« كفركلا، علي حسين مبارك «جعفر« الطيبة، محمد محسن علي ايوب «سراج« زفتا الجنوبية، محمد علي مرتضى «سيد امير« دير قانون، علي محمد ابو زيد علي النهري، احمد حسن الحسيني «عياش« مشغرة، مالك طالب الزين الخيام، محمد ناصيف السموري شحور، عباس الموسوي النبي شيت، حسن احمد معتوق صير الغربية، محمد غالب الصفاوي قناريت، محمد حسين ابراهيم كوثرية السياد، علي اسامة العنوني وعلي قاسم شري خربة سلم.

هي توصيفات «ملائكية» يهدف «حزب الله» من ورائها إلى إعلاء شأن الحرب التي يخوضها ومنحها منازل دينيّة متقدمة، مرّة تحت مُسمّى»عقائدية« ومرّات «إلهية« تماماً كما سبق وفعل خلال حرب تموز 2007، وذلك في محاولة منه للبحث عن أسباب تخفيفية أمام جمهوره ترفع عنه مسؤولية الدماء التي يُقدّمها «قربانا» لكرسي بشّار الأسد وتبعده عن المحاسبة والمُساءلة، أقله في الوقت الراهن. وفي الأيّام الاخيرة، بدأت تتكاثر أعداد الضحايا بين ليلة وضحاها بشكل مخيف، ما يُنذر بأيام صعبة بدأت تتسلّل إلى داخل بيئة تحوّلت إلى هدف ثابت داخل الحدود وخارجها، من دون أن تجد من يرفع عنها شبح موت ينتظرها عند كل مفرق بأشكال مختلفة.

 

ليس مجرّد «شبح نظام» ينتظر إماتة رحيمة

وسام سعادة/المستقبل/16 كانون الأول/15

نظام بشار الأسد دخل منذ أربع سنوات مرحلة احتضار دموي مزمن. لكنه لم يسقط بعد. وليس ثمة مؤشر يمكن الركون إليه لتوقّع «متى سقوطه»، وإن كان بإمكانه - على الدوام - أن يسقط في العاصمة دمشق في أية لحظة. ليس النظام الأسدي، مع ذلك، حشرجة من الماضي. ليس مجرّد «شبح نظام» ينتظر الإماتة الديبلوماسية الرحيمة. ليست هناك من عملية سياسية بمستطاعها تفكيك ما بقي منه، أو ما استمرّ، إلا إذا كانت مواكبة لعملية عسكرية، أو أقله لعملية أمنية متقنة. لا يميل أخصام النظام، في سوريا كما في لبنان، إلى الإقرار بحيثية «الاستمرار» هذه. بدلاً من أن يكون النظام مجرد نظام محتضر، فقد نجح في تحويل نفسه الى نظام احتضار دموي حيوي ومزمن. بدل أن تقوض الثورة الشعبية أركانه حدث التوازن الكارثي بين النظام والثورة في مجرى حرب أهلية لا يزال للنظام اليد الطولى في ادارة مجالات أساسية فيها. هذا التوازن الكارثي ضاعف السمة الدموية المتأصلة في بنية النظام السوري، لكنه بدّل من سمة الثورة. لم تفلح في تطوير نفسها كثورة وطنية ديموقراطية، تطرح على نفسها مهمات استبدال نظام فئوي استبدادي بآخر دستوري تعددي يعيد تأهيل الجامعة الوطنية. ولم تفلح في تكريس نفسها كثورة وطنية إسلامية، تؤطر توحيدياً الأنسجة الأكثرية مذهبياً، والمحافظة دينياً في المجتمع السوري، إنما في نطاق إعادة انتاج الفكرة الوطنية السورية بشكل واقعي ومتين. ليبرالية النخب، وجهادية الفصائل، والفجوة بينهما، والمكابرة على الفجوة بفجوة أوسع منها، كل هذا ضاعف المحنة. في الوقت نفسه، استمرت الثورة كثورة وجودية بامتياز، ثورة السوريين، ثورة تبقى الى حد كبير بلا اسم، وبلا وطن، ثورة مجتمع يتعرض لأبشع العمليات الدموية التنكيلية والترحيلية، لأكبر كارثة انسانية ممتدة في الزمان بعد نهاية الحرب الباردة. النظام لم يسقط. هذا معطى يصعب على أخصام النظام إقراره بكل مندرجاته المباشرة. بالتوازي، النظام لن يقف مجدداً على قدميه، وليس ثمة امكانية لإعادة تطبيع شأنه في المحيط والعالم ولا إمكانية أيضاً لإعادة تمويه طابعه الفئوي الأقلوي. هذا ما لا يستطيع الممانعون تقبّله. ما زال النظام مصدراً للشرّ. المصدر الأول له على صعيد الداخل السوري. ومصدر على جانب من الخطورة في البلدان المجاورة، لا سيما لبنان. المبالغة في القول إن التاريخ تجاوزه، والمبالغة في استسهال عملية إزالته، وفي استسهال عملية تخلي رعاته الموسكوبيين أو الإيرانيين عنه، والمبالغة في إلغاء دوره في الإبقاء على نفسه، لصالح تفسير بقائه بأخطاء الثوار، وبتدخل الحلفاء لنجدته ليس إلا، كل هذا من جملة ما لا يستقيم. ما زال النظام الأسدي جزءاً قاتماً من حاضرنا وليس فقط ماضينا. في الوقت نفسه ما عاد لهذا النظام من وظيفة في مكافحة الإرهاب يمكنه أن يعتدّ بها أو يبتزّ على أساسها. تجارته السابقة في الاستثمار بالإرهاب كسدت. يريد النظام أن يوحي بأنه ما زال يمسك بمفاتيح لتقويض الارهاب، لكنه الى حد كبير يدّعي أمراً ما عاد بمستطاعه. الأمر نفسه حيال لبنان: قدرته على الإيذاء لم تضمحل بعد، لكن قدرته على التحريك السياسي تعادل الصفر.

 

الاهتراء اللبناني.. والاهتراء الإيراني والروسي

خيرالله خيرالله/المستقبل/16 كانون الأول/15

بعد اسبوعين تنتهي السنة 2015. كانت من اصعب السنوات على لبنان في غياب رئيس للجمهورية وفي ظلّ اهتراء مستمرّ، بل بشكل يومي، للمؤسسات يرافقه عجز عن ايجاد حلّ حتّى لمشكلة النفايات. هل يستسلم لبنان لقدره في وقت بدأ اللبنانيون يفهمون لماذا كان اغتيال رفيق الحريري ورفاقه ولماذا كانت الإغتيالات الأخرى وصولا الى تفجير الدكتور محمّد شطح؟ في ظلّ حال الإهتراء اليومية، ثمّة حاجة الى التفكير في كلّ ساعة ودقيقة في كيفية حماية لبنان ومنع امتداد الحريق الإقليمي اليه. هنا يصحّ طرح السؤال الآتي: هل من الأفضل الصراع مع الرئيس، في حال انتخاب رئيس معروف بميوله، ام الأفضل الصراع على الرئيس في ظل وجود طرف معروف يمتلك قدرة استخدام السلاح لمنع انتخاب رأس للجمهورية بطريقة ديموقراطية تليق بلبنان واللبنانيين؟ من الواضح ان لبنان امام خيارين احلاهما مرّ. لكنّ ذلك يجب ان لا يمنع من التفكير الهادئ في كيفية حماية البلد في وقت تعيش المنطقة في ظل تجاذبات لا سابق لها، حتّى في ظل الحرب الباردة.هناك قبل كلّ شيء الوضع السوري. عاجلا ام آجلا، سيفيق اللبنانيون على وضع جديد يتمثّل في التعايش مع وجود مليون ونصف مليون سوري في بلدهم الصغير. يحصل ذلك في وقت اختلط الحابل بالنابل في الداخل السوري. هناك نظام سقط، لكنّه يصرّ على التمسك ببقايا سلطة من اجل تحقيق هدف واحد وحيد هو تفتيت سوريا ولا شيء غير ذلك. سيترتب على لبنان المحافظة على نفسه وعلى كيانه وعلى حدوده الدولية، فيما الواضح ان الإيراني والروسي يعملان على انتزاع قطعة لكلّ منهما من سوريا.

تطرح المعضلة السورية تساؤلات في غاية الخطورة على اللبنانيين، بما في ذلك «حزب الله» الذي لا يزال يكابر رافضا الإعتراف بأنّه ادخل نفسه، كما ادخل لبنان في حرب لا فائدة منها. لا يمكن لهذه الحرب سوى ان تعود بالويلات عليه وعلى لبنان، بما في ذلك استدعاء «داعش» الى اراضيه فضلا عن اثارة الغرائز المذهبية طبعا. في مقدّم التساؤلات المطروحة، بسبب المعضلة السورية، هل من خيار آخر امام الحزب سوى العودة الى لبنان والتصرّف بطريقة تؤكّد انّه استوعب اخيرا انّ سلاحه لا يفيد في شيء بمقدار ما انّه خطر عليه وعلى ابناء الطائفة الشيعية الكريمة والطوائف الأخرى.

مرّة اخرى يصحّ التساؤل هل يمتلك «حزب الله» حرية قراره كي يكون في الإمكان الرهان على استيعابه المعادلة التي تقوم على انّه يمكن ان يرى مصلحته في لبنان المزدهر القادر على مواجهة التحديات الإقليمية بعيدا عن الشعارات الفارغة والمزايدات التي لا معنى لها عن «مقاومة» و»ممانعة» و»جيش وشعب ومقاومة»؟ في النهاية ما علاقة المقاومة، اذا كان من مقاومة، بالحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري من منطلق مذهبي ليس الّا... او من منطلق المصالح الروسية التي تشمل منع الغاز الخليجي من الوصول الى اوروبا عبر الساحل السوري؟

هناك حال غليان في المنطقة كلّها. من المفيد ان يفكّر اللبنانيون في كيفية البقاء خارجها. صحيح ان ذلك امر في غاية الصعوبة، لكنّ الصحيح ايضا انّه ليس امرا مستحيلا. هناك بلدان يسيران في اتجاه التفتيت هما سوريا والعراق. وهناك توتر تركي- روسي يرافقه بدء المسؤولين الأتراك الحديث عن خطورة السياسة ذات الطابع المذهبي التي تلجأ اليها ايران. هناك فوق ذلك كلّه تفكير تركي في كيفية الحصول على مكاسب معيّنة في حال تقسيم العراق وسوريا. تركيا لا تزال في حلب وفي الموصل، على الرغم من الكلام الرسمي عن سحب قسم من قواتها من الأراضي العراقية... المستباحة ايرانيا!

متى تمعنّا بكل هذه التطورات المحيطة بلبنان والمترافقة مع وجود ادارة اميركية تختزل كلّ ازمات الشرق الأوسط بالملفّ النووي الإيراني، يبدو ضروريا التسبيح بحمد الله في كلّ لحظة. هناك بكلّ بساطة وضع يزداد تعقيدا كلّ يوم. كيف التعاطي مع هذا الوضع بوجود سياسيين لبنانيين قلّة منهم تعرف شيئا عن الشرق الأوسط وخريطته، فيما هناك قوّة فاعلة، هي «حزب الله»، منغمسة كلّيا بكلّ مشاكل المنطقة وازماتها وتعتبر نفسها طرفا فيها، من اليمن الى البحرين وصولا الى سوريا والعراق. تبدو الحاجة اكثر من ايّ وقت الى البحث عن مخارج. هل من مخرج في ظلّ اصرار ايران على التعويض عن خسائرها في سوريا عبر التمسّك اكثر فاكثر بالورقة اللبنانية؟ من الصعب الإجابة عن السؤال، لكنّ من السهل تصوّر وجود سباق بين الاهتراء الداخلي اللبناني والاهتراء الداخلي الإيراني وحتّى الروسي. لم يعد بعيدا اليوم الذي تكتشف فيه ايران انها لا تمتلك الوسائل التي تضمن لها الاستمرار في مشروعها التوسّعي، لا في سوريا ولا في لبنان ولا في اليمن ولا حتّى في العراق. ما ينطبق على ايران ينطبق ايضا على روسيا، لا لشيء سوى لان مستقبل النظامين في البلدين يقرّرهما سعر النفط والغاز الذي يتهاوى. في النهاية، اقتصاد البلدين يقوم على النفط والغاز ولا شيء آخر غيرهما. هل من فشل اكبر من هذا الفشل للنظامين المشاركين في الحرب على الشعب السوري؟ كم لدى لبنان من القدرة على الصمود في وجه الاهتراء؟ هل الوقت يعمل لمصلحته ام لا؟ هل الصراع مع رئيس موجود في بعبدا افضل من الصراع على رئيس يستأهل الوصول الى بعبدا؟.

 

المبادرة كشفت الجميع

 الياس الديري/النهار/16 كانون الأول 2015

لا شيء يمنع استمرار مبادرة الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجيَّه، ومواصلة المساعي لتعبيد طريق المرور أمام التسوية. ولو لفترة إضافية قد تطول الى ما بعد الأعياد القريبة. صحيح أن وزير خارجية السعودية عادل الجبير أعلن، بصراحة تامّة، أن مناخات التفاهم بين اللاعبين الدوليّين والاقليميّين ليست متوافرة الآن، إنما ذلك لا يعني أن نعود الى المربَّع الأول، أو الى منطقة الفراغ والانتظار المُمِلّ. وخصوصاً حين يشير السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي الى أن أي تدخّل خارجي، سلبياً كان أم إيجابياً، لن تكون له أية منفعة للبنان. مع التشديد على أن إيران لا تتدخَّل في الموضوع الرئاسي، ولا في الشؤون الداخلية اللبنانية. بديهيَّ الإدلاء بمثل هذه الآراء في مثل هذه الظروف التي تمرُّ فيها المنطقة العربية. وبديهي أكثر أن يعتبر بعض الخبراء والمتابعين أن هذا الكلام لا يقدِّم ولا يؤخِّر. كما ليس في إمكانه تبرئة طهران وغسل يديها من الاستحقاق الرئاسي والفراغ.هذا الواقع بات من تحصيل الحاصل. ومن الثوابت التي تلتصق بالتأخير، والتأجيل، والعرقلة. وما من موجب لتقديم أدلّة، والاستعانة بشهود عيان. غير أن ذلك كلّه لم يحل دون اعتقاد القريبين من "الحدث الرئاسي" الذي لم يكتمل أن الفراغ استرجع مكانته في دورة الحياة السياسيَّة، والتي لم يغادرها حتى إبّان طرح تسوية الحريري – فرنجيَّه، إنما تنحّى نسبياً. لقد كانت المحاولة جيّدة. حرَّكت المياه الراكدة. أطلقت الاستحقاق الرئاسي ليخوض تجربة ليست هيّنة في ظروف ليست سهلة. إلا أنها اصطدمت بمفاجآت لم تكن في الحسبان، حالت دونها وتغيير الواقع والوقائع والأبعاد السياسيّة المتمدّدة في المنطقة. فحوصرت التسوية والمحاولة، وكان ما كان. عند هذه النقطة يتوقّف المطلعون على بعض التفاصيل الدقيقة، ليضيفوا أن المفاجآت والمتغيِّرات التي "استقبلت" المبادرة أكَّدت ما كان يُقال عن ارتباط الفراغ الرئاسي بأزمات المنطقة، وبمواقف بعض الدول الإقليميّة ذات الدور المباشر والفعَّال في لبنان. فضلاً عن ذلك كله يمكن القول، في رأي المقرَّبين جداً، إن الجميع انكشفوا في امتحان مبادرة الحريري – فرنجيَّه. انكشف القادرون المتغطرسون كما العاجزون. انكشف الذين مع وأسبابهم، مثلما انكشف الذين ضد ومناوراتهم. في ضوء هذه التجربة التي ستواصل نضالها ومحاولاتها، هناك من يعتقد أن النتائج حتى اللحظة قد تعود بالاستحقاق الرئاسي الى الفراغ والانتظار. ولفترة غير واضحة المعالم. كان في الساحة جادّون بمحاولتهم، مثلما كان مفركشون لا يريدون لها أيَّ نجاح.

 

التسوية أو مسرح اللامعقول

عبد الوهاب بدرخان/النهار/16 كانون الأول 2015

لماذا يعتقد "حزب الله" أن الرئيس سعد الحريري استهدف، بتأييده ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، زعزعة تحالفه مع المرشح الآخر العماد ميشال عون، ولماذا لا يرى هذا "الحزب" أن فرنجية أراد، بعرضه ترشيحه على الحريري، اطلاق رصاصة الرحمة على ترشيح عون، وبالتالي شقّ الصف في تيار "8 آذار"؟ أسئلة كثيرة مثل هذه، ولا تقلّ سخافة وبلاهة، في سياق الثرثرة الجدلية على ألغاز ما سمي "مبادرة" حيناً و"تسوية" حيناً آخر، ومنها، مثلاً، لماذا تعدّد الآراء طبيعي ووارد في تيار "14 آذار" لكنه غريب ومستهجن وغير جائز لدى الفريق الخصم، ولماذا طلب "الحزب" من ميشال عون محاورة الحريري والحصول على تأييده ثم استنكر أن يتصل فرنجية بالحريري للغاية نفسها، ولماذا اعتبر "الحزب" أن الحريري أخلَّ بوعده عون بانتخابه "بسبب فيتو سعودي" غير معلن ولم يأخذ بوعده لفرنجية مع "موافقة سعودية" شبه معلنة؟ رغم كل شيء، أثارت هذه "المبادرة" - "التسوية" - المهزلة نقاشاً عاماً زاد في تهزئتها، لماذا؟ أولاً، لأنها فجّرت خلافات داخل "14" على خطيئة تكريس خيار الرئيس من "8" وتجاوز مرشحي "14"، وخلافات في "8" على حقيقة أن أي مرشح يحتاج الى تأييد "14" حتى لو كان من "8". وثانياً، لأن ترئيس "صديق الاسد" يعني ترئيس الاسد، وبما أن الأخير منبوذ دولياً، ولن يكون تعاونٌ معه حتى لو بقي في المنصب، فلا بدّ أن ينعكس وضعه على أي "صديق". وثالثاً، لأن جميع "المعنيين" يعجنون ويخبزون مواقفهم بما تيسر لهم من معلومات عن المواقف الدولية والاقليمية ازاء خيار فرنجية ولا يولون أدنى اهتمام برأي اللبنانيين. ورابعاً، لأن أغرب ما شهدناه كان مناخ شماتة بالصراع داخل "14" وهو "مبدئي" في جوهره، ويتطلع الى نهاية لأزمة الشغور الرئاسي، كما أنه ظاهرة صحيّة مئة في المئة بمعزل عن اي بعد طائفي، على عكس اللاصراع أو الصراع الصامت في "8" الذي تأكّدت انتهازيته، ومطلوب أن لا يشمت أحد بحقيقة أن مرشحَي "8" ينتظران كلمة السرّ من الولي الفقيه الى وكيله المحلي. تأكّد الآن بما لا يحتمل الشكّ أن "حزب الله" يجمّد الاستحقاق الرئاسي، لأن لديه - لدى ايران - مرشحاً وحيداً هو العماد عون الذي اعتبره تيار "14" خياراً سيئاً، ولأنه يرفض حتى الآن مرشحاً آخر من صفوفه اعتبره بعض "14"، بغضّ النظر عن الخطأ والصواب، أقلّ سوءاً. وبعدما اتضح أن "الحزب" وعون لم يتفاتحا بمسألة "البديل"، يقال إن ما طمح اليه فرنجية، بعد تجميد "التسوية، أن يكون المرشح التالي لـ "الحزب"، لكن حسن نصرالله لم يعده بذلك. الأنكى أن العرابين الثلاثة لترشيح فرنجية لا يمانعون أن يُحفظ "حقّه" كبديل! قمة المهازل.

 

الوضع الاقتصادي في تبرير التسوية ورفضها هل بات ملحاً إنجازها أو يمكن التأجيل؟

روزانا بومنصف/النهار/16 كانون الأول 2015

أبرز رئيس الحكومة تمّام سلام مجددا مقدار الكلفة العالية التي تترتب على لبنان نتيجة الاستمرار في منع حصول الانتخابات الرئاسية وتعطيل الحكومة وسائر المؤسسات الدستورية. وبرز المنطق نفسه لدى مبرري ترشيح النائب سليمان فرنجيه انطلاقا مما آل اليه الوضع والمخاطر التي يحملها، ليس فقط على الصعيد الامني والسياسي بل على الصعيد الاقتصادي ايضا. وكل الخارج يدفع في هذا الاتجاه رغبة في المحافظة على الاستقرار الداخلي الذي يضبطه الجيش والقوى الامنية، لكن هذا الاستقرار يبقى في حاجة الى غطاء سياسي، كما ان الخارج يحتاج الى مرجعية يتم التحاور معها في ظل "هلهلة" المؤسسات الدستورية.

إلا أن أصحاب المنطق المعارض، حتى من ضمن الصف نفسه، سعوا الى دحض واقع أن لبنان لم يعد يستطيع ان يتحمل الفراغ، وفي رأيهم أن الامور لم تصل بعد الى درجة تحتم القبول بتسويات مماثلة. يقول أصحاب الرأي غير المستعجل التسوية إنه قد يكون هناك استخدام للوضعين الاقتصادي والمالي من اجل تبرير الذهاب الى التسوية المفترضة. ولكن لا يستطيع هؤلاء ان ينفوا في الوقت نفسه ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية يبدل الوضع الداخلي ويعطي مؤشرات قوية من شأنها ان تساهم في تحريك النشاط الاقتصادي في البلد، باعتبار أن انتخاب الرئيس العتيد سيكون مدخلا لتأليف حكومة جديدة والذهاب الى انتخابات نيابية، وهو ما يفترض انه يطلق مرحلة ايجابية جدا في البلد لبعض الوقت على الاقل. ذلك ان لبنان أصبح مرتبطا بمصير سوريا أكثر من أي وقت، ليس على صعيد يوميات القتال، باعتبار ان الميدان عرف جولات اخذ ورد من دون ان يتأثر الوضع الداخلي اللبناني كثيرا، ما خلا ما اندرج من ضمن رد الفعل على تدخل "حزب الله" في الحرب السورية، بل إنه سيتأثر حكما بمصير سوريا، سواء اتجه نحو التقسيم أو رحيل بشار الاسد او عدم رحيله، او حتى في موضوع النازحين. هل يكابر اصحاب الرأي المعارض للتسوية على اساس عدم وجود حاجة ماسة الى إراحة الوضع، وتاليا عدم وجود حاجة الى تقديم اي تنازلات من اجل تبرير رفضها ايضا؟ في السياسة، باتت النظرة الى الشغور الرئاسي وانعكاساته اقرب الى وجهة النظر منها الى الحقيقة في ظل اصرار بعض القوى على ان الفراغ يبقى افضل من وصول مرشحين معينين. الا ان واقع الامور بالنسبة الى مصادر سياسية خبيرة في الاقتصاد ان روزنامة الانتخابات الرئاسية اظهرت مرة اخرى انها ليست مرتبطة بالروزنامة الداخلية، سواء كانت الحاجة ماسة الى إراحة الوضع السياسي وضمان الاستقرار او إراحة الوضعين الاقتصادي والمالي. فهذه الاعتبارات هي آخر الهموم بالنسبة الى الممسكين بالورقة الرئاسية، في حين يحتاج الافرقاء في الداخل الى استخدام كل الاوراق المتاحة لتعزيز مواقفهم او رؤيتهم. وهذه الهموم اللبنانية لا يمكن ان تعجل في انتخاب رئيس جديد ولا هي قادرة على إقناع حليف او خصم، انطلاقا من ان اللعبة السياسية لا تخضع كما في الدول الاوروبية او الولايات المتحدة للعوامل الاقتصادية والمالية، بل قد تكون هذه الاعتبارات مفيدة فقط في مخاطبة الرأي العام ليس إلا. انما قياسا على ما يعانيه الناس، فإن مسألة انتخاب رئيس تعد امرا مهما وملحا، والوضع المالي صعب وسيزداد صعوبة انطلاقا من ان الفراغ على مستوى الرئاسة والحكومة يساهم في زيادة التشنج الذي يزيد بدوره الكلفة الاقتصادية، وتاليا المخاطر الاقتصادية والمالية على لبنان. فاستمرار الوضع على ما هو يضعف مناعة الاقتصاد كما الوضع المالي. انما السؤال هل الوضع صعب وبلغ من الخطورة درجة ان عدم انتخاب رئيس في المدى القريب جدا، اي خلال شهر او شهرين، سيترك انعكاسات بالغة اكثر مما هو حاصل حتى الان؟ وهل التحرك نحو التسوية يبرره الحرص المالي فحسب؟ تجيب المصادر السياسية الخبيرة عن هذين السؤالين ب"لا" مؤكدة، ما لم تحصل تطورات امنية خطيرة، وهو امر غير مستبعد باعتبار ان لا ضمانات على الاطلاق لعدم حصول اهتزاز أمني خطير يهز بدوره الوضعين الاقتصادي والمالي، ويبرر للساعين الى تسوية في اقرب وقت ممكن منطقهم بقوة، بحيث يمكنهم القول انهم سعوا الى تسوية تتم بسرعة نسبيا، اولا بعد شغور مستمر منذ سنة ونصف سنة، ثم تجنبا لما يمكن ان يواجهه لبنان. وفي ما عدا ذلك فإن اداء القوى السياسية لا يوحي بالحاح داهم يقي البلد المخاطر التي يحذر منها كثيرون، ولا يبدو ان الوضعين الاقتصادي والمالي هو الشغل الشاغل لهذه القوى، بل هي الاعتبارات السياسية. والدليل على ذلك أن يلجأ لبنان الى تصدير نفاياته باسعار مرتفعة، بعدما تم دفع اعتماد اضافي للدولة عبر رفع سقف الموازنة الى 24 الف مليار ليرة، بما يعني شيكاً على بياض لوزارة المال. ومسألة رفع قيمة الاعتمادات لوزارة المال وتصدير النفايات هما خطوتان لا تستقيمان مع المخاوف الكبيرة على هشاشة الوضع في لبنان، اقله في المدى القريب جدا، انطلاقا من ان هذا الوضع هوى، إذا صح التعبير، ليس في ضوء ازمة الفراغ الرئاسي فحسب، بل منذ انهيار اتفاق الدوحة مع اطاحة حكومة الرئيس سعد الحريري، ثم مع الازمة الداخلية التي انطلقت من هذا الانهيار ولاحقا من الازمة السورية وتبعاتها، وصولا الى تدخل " حزب الله" في سوريا وأزمة النازحين.

 

لم يعد اسم الرئيس قضية... بل قانون الانتخاب هو القضية

ريـمون شاكر، مختار الجديدة/النهار/16 كانون الأول 2015

بعد فراغ طال من دون أفق، و"إعلان نيات" من دون نية التنازل والاتفاق على رئيس للجمهورية، وبعد أن اكتفت طاولة الـحوار بتعداد مواصفات الرئيس من دون تسميته، جاءت الوصفة من الـخارج باتفاق أميـركي - إيرانـي - سعودي، وبـحماسة "بري-جنبلاطي-حريري"، وبغياب أصحاب العلاقة الذين لـم يُـحسنوا قراءة الأحداث ولـم يعطوا الوقت أيّ قيمة أو اعتبار، وتصرّفوا كأن الزمن ينتظرهم إلى ما شاء الله، فلـم يستيقظوا من سباتـهم إلاّ على وقْع صدمة الاختيار. مللنا الـمراوحة والـمماطلة والاستهتار، مللنا الشغور واليأس والانتظار. نطمئنكم يا زعماءنا الأبرار، لـم يعد يـهمّ الناس من يصل إلى رئاسة الـجمهورية، أكان النائب سليمان فرنـجيه أو غيـره. فكلكم من طينة واحدة ومدرسة واحدة. تـختلفون وتعارضون عندما لا تتحقق مصالـحكم، وتتفقون وتؤيدون وترضخون عندما تتأمّن مصالـحكم. لـم يعد يـهمّ الناس إستعلاء 8 آذار ولا تصدُّع 14 آذار، ولا الـمبادئ والثوابت وكل شعارات السيادة والـحرية والاستقلال التـي "غسلتم أدمغتنا" بـها طوال عقد من الزمن. لـم يعد سلاح "حزب الله" مشكلة، ولا التدخل فـي سوريا مشكلة. لـم يعد النظام فـي سوريا وحلفائه مشكلة، ولا تبـرئة ميشال سـماحة مشكلة. كما لـم تعد قرارات الـمحكمة الدولية مشكلة. فلتـحكم الـمحكمة بـما تريد، وتدين من تريد، وتبـرئ من تريد، فـهذا آخر همّ عندكم وعندنا. عند مصالـحكم الشخصية والفئوية تسقط كل التـحفظات والشعارات، وتسقط معها كل النضالات والتضحيات. الـمهمّ الوصول إلى الكرسي والسلطة والنفوذ، وكل ما بقي، تفاصيل تافهة لا قيمة لـها ولا معنـى... مرّ "ونستون تشرشل" بقبـر رجل كُتب عليه: هنا يرقد الرجل السياسي الصادق، فقال: عجبتُ كيف يـجتمع الإثنان معاً فـي شخص واحد". ونـحن بدورنا نتعجب كيف يتخاصم الناس ويتقاتلون ويتذابـحون من أجل سياسي أو زعيم؟ فليأت إلى رئاسة الـجمهورية أيّ كان، وليأت إلى رئاسة الـحكومة أيّ كان، ولتُشكَّل الـحكومة من جـميع الفاسدين والـمفسدين وكل أصحاب الـمقامات والثـروات، فقد تعوّدنا وجوههم جـميعاً، وأحبهم شعبنا كثيـراً، وصفّق لـهم طويلاً، ورفع صورهم وراياتـهم فـي بيوتـهم ومكاتبهم وشوارعهم وفـي كل مكان، حتـى أضحوا لـهم آلـهة آخر الزمان. معه حق "مـحمود درويش" حيـن قال: "تُـــرانا هل نـحتاج إلى وطن جديد... أم تُــراه وطننا مَن يـحتاج إلى شعب جديد"؟ قال الـمرشح الرئاسي النائب سليمان فرنـجيه: "لا يـمكن أن أقبل بقانون للانتخابات ضد مصلحة الـمسيحييـن. أنا كرئيس للجمهورية سأعمل على قانون يُنصف الـمسيحييـن". أي قانون يُنصف الـمسيحييـن، يا سليمان بيك؟ وأيّ قانون يـحقّق لـهم العدالة والـمناصفة والـتمثيل الصحيح؟ إذا كان هدف القانون الـجديد الـمنــاصفة الـحقيقية الـتـي نصّ عليها الدستور، والتـي بـــقيت حبـراً على ورق طوال ثلاثـيـن سنة، فلا يوجد ســوى "القانون الأرثوذكسي" الذي يعطي الـمسيحييـن 64 نائباً بأصواتـهم الذاتية. ويليه نظام الدائرة الصغرى والصوت الواحد لـمرشح واحد ، وبعده نظام الدائرة الفردية. وما عدا ذلك من قوانيـن تصبّ كلها فـي مصلحة الطائفتيـن السنية والشيعية. فكل قانون يلحظ لوائح انتخابية ودوائر وسطى أو كبـرى، يعنـي مـحادل وبوسطات وقضاء على الصوت الـمسيحي، إن كان وفْق النظام النسبـي أو الأكثـري أو الـمختلط، ويُــعيد إنتاج الطبقة السياسية نفسها مع بعض التعديلات الطفيفة التـي لا تغيّـر شيئاً. وفـي ظلّ غياب الأحزاب الوطنية العابرة للطوائف، لا يـمكن اعتماد النظام النسبـي، لأن الواقع الديـموغرافـي للمسيحييـن والتـراجع الـمخيف فـي عدد الولادات، يـجعلهم يوماً بعد يوم بأمسّ الـحاجة إلى الدوائر الفردية أو الصغرى ليتمكّنوا من إختيار مـمثليهم الـحقيقييـن. فنسبة 33 أو 34 في الـمئة من الشعب لا يـمكنها أن تأتـي بـ 64 نائباً ولا حتـى بـ 50 نائباً فـي لوائح فضفافة يفرضها زعماء الأكثـريات الكبيـرة وأصحاب السلطة والـمال.

نقول للـجنة قانون الانتخاب: أيـها السادة النواب، نذكّركم، نـحن لسنا فـي سويسرا أو فنلندا أو أسوج، نـحن هنا فـي بلد التسع عشرة طائفة، حيث ارتضينا الديـموقراطية الطوائفية الـمبنيّــة على الـمناصفة لا على النسبية، وكل قانون انتخاب لا يأخذ فـي الإعتبار هذا الواقع يُسبّب فتنة وظلماً وقهراً. إن النسبية فـي واقعنا الديـموغرافـي والطائفي وفـي غياب الأحزاب الوطنية، كثوب صُمّم لغيـر وطن، وهي بعيدة أشدّ البعد عن تـحقيق الـمناصفة والتمثيل الصحيح. يقول السيد حسن نصرالله، وهو على حق: "قانون الانتخاب هو العامل الأساس فـي إعادة تكوين السلطة، يعنـي مصيـر البلد، ويعنـي لـمن تُسلّم مصيـرك ودمك وعرضك ووجودك ومستقبلك وسيادتك وحريتك واستقلالك". إذاً، إنتبهوا أيـها السادة أعضاء لـجنة قانون الانتخاب، فلن يقبل أحد بتسليم دمه وعرضه ووجوده "لأي أحد".

 

يعتبر تمرّداً تغيّب النواب عن جلسات انتخاب الرئيس

المحامي توفيق رشيد الهندي/النهار/16 كانون الأول 2015

حتى القيمين على موقع مجلس النواب الالكتروني انضموا الى جوقة النواب المستهترين بالوطن، والمتمردين على انتخاب رمز وحدته ، فتوقفوا عن تحديث ما يتعلق بجلسات انتخاب رئيس الجمهورية منذ جلسة 15 تموز 2015 وهي العاشرة من سلسلة الجلسات التي بلغ عددها 33 جلسة حتى الآن. المستغرب أن هذه الجلسات ادرجت تحت عنوان "نشاطات الرئيس بري للعام 2015" علماً أن الرئيس بري لم يمارس اي نشاط جدي لانتخاب الرئيس، ولو فعل، لما بقي لبنان بلا رأس لمدة تناهز السنتين، مع ما يرافق ذلك من تداعيات، ولما وصلنا الى تسويات ، تستند الى اعذار وأسباب سبق لمجلس النواب ان اعتمدها ليجتمع ويمدد لنفسه مرتين منذ أكثر من سنة ونصف ! فالرئيس بري يلازم مكتبه منتظراً اكتمال النصاب بدلاً من أن يستوي على كرسي الرئاسة في قاعة المجلس منذ الدقائق الاولى لموعد الجلسة، مسبغاً، ومؤكداً دعمه الشخصي والمعنوي لجلسة الانتخاب، مستقبلاً النواب الذين حضروا، مسجلاً أسماء المتغيبين منهم من دون عذر مشروع او إذن منه وفقاً للنظام الداخلي لمجلس النواب، الذي وإن سمّي "نظاماً"، الا انه يتمتع بمفاعيل وقوة دستورية مصممة لضبط عمل المجلس والحؤول دون تعطيله من نواب مهووسين بالتمرد. الرئيس بري يتشدد في ادارة الجلسات وضبطها وفقاً لساعة بيغ بن Big Ben كما قال، ومثل استاذ في الصف، يمنع نائباً من متابعة الكلام، ويقاطع، ويصحح، ويثني على آخر، ويأمر بشطب عبارة، واضافة أخرى على المحضر... استناداً الى قوة هذا النظام ، ولكن عندما يصل به الامر الى المواد الخاصة بادارة الغياب عن جلسات المجلس، ولاسيماجلسات انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، تراه يتقاعس عن تطبيقها، وهو لو طبقها منذ الجلسة الثالثة لسهّل الانتخاب منذ ذلك الحين. فالمادة 61 من النظام المذكور تنص على عدم جواز تغيب النائب اكثر من جلستين، وفي حال الاضطرار، على النائب ان يقدم طلباً الى قلم المجلس يبيّن فيه أسباب التغيّب... (المادة 62) وعلى مدير شؤون الجلسات ان يضع جدولاً بأسماء النواب المتغيبين بدون إذن أو عذر (المادة 63)(حالياً ينشرالموقع الالكتروني اسماء النواب الحاضرين بدلاً من المتغيبين!). إنّ تغيّب النواب عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لا يمت الى الديموقراطية بصلة، فالديموقراطية تبنى على احترام الدستور والقوانين والانظمة وفي حالتنا اللبنانية الشاذة صار التغيب يلحق الأضرار الفادحة بالمصلحة العامة، والحق العام ايضاً (اختصاص النيابة العامة) وفي كل الاحوال يعتبر الغياب تمرداً، صريحاً وفاقعاً، على نظام الجلسات، وكان على الرئيس بري أن يتخذ بحقهم العقوبات المنصوص عنها في المادة 99 من هذا النظام، وإلاّ كيف للشعب أن يطبّق القانون عندما يرى ان نواباً يرتكبون افظع المخالفات ولا يحاسبون؟

فيلم لبناني جديد
داود الشريان/الحياة/16 كانون الأول/15
على مدى الأيام الماضية، انشغل القضاء اللبناني مجدداً بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر. ظهر شاهد جديد في القضية هو هنيبعل معمر القذافي. وأورد بعض الصحف اللبنانية، أن هذه هي المرة الأولى منذ 37 عاماً التي يقرّ أحد أفراد عائلة معمر القذافي بواقعة خطف موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، ومسؤولية النظام الليبي السابق عن الجريمة. وبالغ بعضهم إلى حد القول: اتضح من التحقيق أن مصير الصدر ورفيقيه غير محسوم حتى الآن. لهذا، تحوَّل هنيبعل القذافي من شاهد إلى مدّعى عليه، وصدرت في حقه مذكرة توقيف بجرم إخفاء معلومات، ومحاولة تضليل العدالة في ملف الإمام الصدر ورفيقيه. القول أن شهادة هنيبعل هي الأولى التي تثبت تورط نظام القذافي بخطف موسى الصدر، غير دقيق، وخلال الأشهر التي تلت سقوط النظام الليبي أقر بعض المسؤولين الليبيين في أحاديث تلفزيونية بمسؤولية النظام عن الجريمة. والأهم أن هنيبعل كان عمره ثلاث سنوات حين حصلت عملية الخطف عام 1978، وهو مولود في 20 أيلول (سبتمبر) 1975. لذلك، فإن عملية خطفه في الأراضي السورية، ونقله إلى لبنان، بمساعدة أجهزة استخبارات، وتصوير لحظة دخوله إلى قصر العدل في بيروت، بحماية الأجهزة الأمنية اللبنانية، كأنه مجرم خطير، ومسؤول مباشر عن خطف الصدر، كانت ملهاة تثير الحزن والدهشة، فضلاً عن أن سرد بعض الصحافة اللبنانية مجريات خطف هنيبعل والتحقيق، يُشعرك بأن المقبوض عليه هو أسامة بن لادن، وليس الشاب المتهوّر هنيبعل. لا أحد يستطيع أن يلوم عائلة الصدر ومحبيه، بالتمسُّك بأي بارقة أمل تلوح، لكن القول أن استجواب هنيبعل، فتح باب الأمل بأن تصفية الإمام الصدر ورفيقيه غير أكيدة حتى الآن، و «لا يستبعد أن يكون الثلاثة أحياء»، فهذا قمة الميلودراما السياسية. منذ ظهر هنيبعل القذافي على مسرح الحياة الليبية، ارتبط اسمه بقصص لا علاقة لها بالسياسة. كان شاباً مترفاً، وأشغل العالم بمغامراته التي تشبه بعض مغامرات نجوم هوليوود. لم يكن له دور، ولا قيمة سياسية، لهذا فإن استدراجه إلى سورية وخطفه، وتعذيبه، بحجة تورُّطه بخطف الإمام الصدر، مسرحية غير موفّقة لإرضاء أسرة الصدر ومحبيه، فضلاً عن أن معاودة فتح ملف اختفاء الصدر ورفيقيه، بين فترة وأخرى، تذكّرنا بقصة الأسرى الكويتيين الذين خطفهم نظام صدام. فعلى رغم أن من كان يتبنّاها يعرف يقيناً أن النظام قام بتصفيتهم، إلا أنه ظل يتاجر بهم، حتى سقوط النظام العراقي، وكُشِفت الحقيقة القديمة المفجعة. اليوم، لا ندري مَن الذي يستحق الشفقة؟ هل هو هنيبعل، الذي لا ناقة له ولا جمل في القضية، أم الذين عاودوا تكرار فيلم اعتقال أحمد الأسير، ولكن ببطولة ليبية هذه المرة؟

سعر برميل النفط إلى أقل من ٣٠ دولاراً؟
رندة تقي الدين/لحياة/16 كانون الأول/15
فتح الأسبوع على سعر برميل نفط برنت في لندن عند مستوى ٣٨ دولاراً ما يمثل انخفاضاً بـ٦٠ في المئة عن مستواه في الصيف الماضي. ويتوقع رئيس شركة «توتال» باتريك بوياني أن الأسعار لن تتعافى في ٢٠١٦ لأن النمو في المعروض من النفط سيفوق الطلب. إن أسباب انخفاض سعر النفط هي أن هناك فائضاً كبيراً في الأسواق بسبب زيادة إنتاج النفط الأميركي الصخري وغير الصخري. وقد أدى التباطؤ الاقتصادي في أوروبا والصين إلى تقليص ارتفاع الطلب على النفط. ومعظم دول «أوبك» تأثرت من هذا الانخفاض ولكن في شكل متباين. فدول مثل فنزويلا والجزائر ونيجيريا وليبيا تحتاج إلى مستويات أعلى لسعر النفط بسبب عجز كبير في موازنتها. أما دول الخليج وفي طليعتها السعودية فتتكيف مع هذا الوضع الجديد عبر إعادة النظر في جدولة مصاريف مشاريعها وتمديد فترة تنفيذها أو تأجيلها إذا لم تكن ضرورية. وهذه الدول لن تعيد النظر في خططها التنموية. ولكن الدول التي تتلقى مساعدات منها قد تتأثر بهذا الوضع المستجد. ولكن السؤال اليوم هو إلى أي مستوى يمكن أن يصل سعر النفط إذا بقي ينخفض في ٢٠١٦ كما توقع رئيس «توتال» في أحد أحاديثه الإعلامية؟ هل يصل إلى ٣٠ أو ٢٠ دولاراً؟ هذا الأمر غير معروف وهو مرتبط بالتأكيد بمستوى العرض والطلب للسنة المقبلة. وهناك واقع ظهر بوضوح خلال السنوات الأخيرة أن كل التوقعات التي نشرتها مؤسسات مختلفة منها وكالة الطاقة الدولية تمت إعادة النظر فيها وتصحيحها لاحقاً لأنها لم تكن دائماً دقيقة. فالبعض يقول إن أسعار النفط ستتحسن خلال سنتين لأن كثيراً من الشركات الأميركية سيخرج من السوق النفطي بسبب إفلاسات أو عدم توافر التمويل لمشاريع التنقيب والإنتاج. وقد بدأ يحصل ذلك. وإنتاج دول «أوبك» سيشهد زيادة عندما تعود إيران إلى السوق وهذا قد يكون في ٢٠١٦. والمنافسة شديدة في الأسواق الآسيوية بين مختلف نفوط «أوبك» التي حولت كميات كبرى من مبيعاتها النفطية من أميركا إلى أسواق آسيا. وتجدر الإشارة إلى أن العراق وإيران ينتظران شهرياً تحديد السعودية أسعارها للزبائن كي يحددا أسعارهما بمستوى أقل وإعطاء تخفيضات تتناسب مع أسعار الخام السعودي في الأسواق. من الصعب التكهن إلى أي مستوى ستصل أسعار النفط وهل تستمر في الهبوط في ٢٠١٦ كما يتوقع بوياني طالما لم نتأكد من مستوى الطلب في السنة المقبلة ومن حالة الاقتصاد في الصين وفي أوروبا وفي العالم. إن أسعار النفط المنخفضة ستؤدي بلا شك إلى تخفيض الإنتاج الأميركي الذي بدأ يظهر بوضوح وقد يؤدي أيضاً إلى تقليص الاستثمارات في النفط للسنوات المقبلة مما قد يعيد رفع الأسعار خلال سنتين أو ثلاث ربما إلى ٨٠ دولاراً للبرميل هذا في حال لم يحصل تطور طارئ في أي بلد نفطي. ولكن الاتجاه العام أن الدول النفطية ستضطر إلى إجراء مراجعة واسعة لأولياتها في المصاريف وتحسين إرشاد النفقات لأن السنة المقبلة قد لا تشهد تحسناً في سعر النفط وربما تصدق توقعات رئيس «توتال». فـ «أوبك» لم تعد في وضع تلعب دور المنتج المزود swing producer والسعودية غير عازمة على إيقاف تلبية طلبات زبائنها. فهي مستمرة في إنتاج ١٠ ملايين برميل في اليوم طالما هناك طلب على نفطها. وهي مستعدة أن تخفض أو تزيد تلبية الكميات النفطية لزبائنها بـ١٠ في المئة فقط صعوداً أو نزولاً. أي أن السعودية باقية على مستوى إنتاجها الحالي طالما هناك طلب عليه.

هنيبعل صهر البلد

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/15 كانون الأول/15

كيف يُخطَف صهر البلد السيّد هنيبعل معمّر القذافي، ويُجرجر ويُهان ويُحقّق معه ثم يُسلَّم لفرع المعلومات من دون أن تتكشّف هوية المتورطين بخطفه ونقله من دمشق إلى البقاع؟ هل لدى صهرنا (متأهّل من ألين سكاف جارتنا في أدما) ملفّ قضائي في لبنان، أو مشاكل قانونية؟ أو أنّ الرجل متّهم بتبييض أموال كي يتم توقيفه في بيروت؟ أو أنّ الأمر يقتصر فقط على الإستماع إلى ما لديه من معلومات أخفاها تتعلّق بقضية الإمام الصدر ورفيقيه؟ علماً أن "الهانيبعل" كان في الثالثة من العمر يوم أُخفي سماحة الإمام على الأراضي الليبية. في مطلق الأحوال لا بأس من أن يستمع القضاء اللبناني إلى أقوال "الصهر" مرةً ثانية بعد التحقيق الأولي على أيدي محترفين أوسعوا الشاب المدلل، المرخيّ الشعر، ضرباً وشتماً وتعنيفا إنتقاماً لجرائم أبيه. من يتصفّح سيرة الشاب الألمعي يقرأ أن الولد الخامس في ترتيب أبناء الأخ العقيد درَس في كوبنهاغن، وعاد بعد أعوام الدراسة واللهو إلى الجماهيرية الليبية في العام 2007، حيث استحدث له والده منصب "المستشار الأول للجنة إدارة الشركة الوطنية العامة للنقل البحري"، كما يفعل أي ديكتاتور عربي آخر، فالأبناء خُلقوا لتبوّء المراكز الدسمة. لم يبرز إسم "الهانيبعل" إلا كصاحب سجلّ فضائحي في العواصم الأوروبية. بهدل إسم واحدٍ من أهم القادة العسكريين في العصور القديمة، إبن قرطاجة الفينيقية جدّنا هنيبعل الأول. لنعد إلى الأساس. فقط في لبنان يُحقَّق مع المخطوف - المحرّر، ولا يولي التحقيق عظيم اهتمامٍ لمسألة الخطف، مراعاةً لمشاعر الخاطفين. ليس من تقاليد لبنان أن يسيء إلى سمعة الخاطفين مثل مجموعة "زوار الإمام الرضا" التي خطفت الطيار التركي مراد أكبينار ومساعده مراد أقجا على جسر الكوكودي، وتنقّلت بهما بين زوطر وحيّ الشراونة  وأُطلقا بعد أشهر بالتزامن مع إطلاق مخطوفي أعزاز بموجب إتفاق تم التوصل اليه بين السلطات اللبنانية والجهة الخاطفة، وذلك بحسب وزير الخارجية (السابق) عدنان منصور. آه ثم آه كم فرحتُ برؤية عدنان في الحفل التضامني مع "المنار". أرجِع لنا يا دهر ما كان في لبنان. خذ يا دهر جبران وأعِد لنا عدنان. لم يسطّر القضاء أي مذكرة توقيف وجاهية بحقّ خاطفي التركيين وحرّاسهما المئة، كما لم يتوصل التحقيق إلى كشف هوية خاطفي أحمد زيدان في العام 2011 قرب المصنع، حُرّر زيدان بعملية لم يُحَط أحد بتفاصيلها ولم يتم فيها توقيف أي متورط. ما أذيع فقط أن خرافاً نحرت للمواطن الصيداوي في قصر عين التينة وأن المسؤول في حركة أمل بسام طليس رافق زيدان من البقاع إلى بيروت. مسلسل "عصابة الخطف المجهولة" طويل في زمن السلم الأهلي والأيام الأمنية، ولا بد من الإشارة إلى أنه لم يتم حتى الساعة توقيف أي فرد من "العصابة" التي خطفت جوزف صادر (شباط 2009) أو التحقيق مع من انتزع كاميرات المراقبة من المنطقة التي تمّت فيها عملية الخطف. قضية صادر ثانوية. القضاء منكبّ اليوم على صهر البلد.  بشرفكم هنيبعل صهر وجورج كلوني صهر؟

 

الرئاسة اللبنانية

زيـاد مـاجد/لبنان الآن/15 كانون الأول/15

تعبّر "المبادرة الرئاسية" التي شاع الحديث عنها في الأسابيع الماضية عن مجموعة مسائل ترتبط بالحياة السياسية اللبنانية وأركانها. المسألة الأولى أنها شكلاً وأشخاصاً أمينةٌ في تمثيلها لمستوى معظم السياسيين اللبنانيين وعلاقاتهم الداخلية وارتباطاتهم الخارجية ومنظوماتهم القيمية. المسألة الثانية أنها تكريس لتحوّل الرئاسة الأولى في لبنان منذ عقود الى رئاسة "الغموض"، إذ غالباً ما لا يرافق انتخاباتها نقاشٌ علنيٌّ حول برنامج المرشّح وآرائه السياسية وتصوّراته لسبل إدارة المرحلة التي يودّ ترؤّسها. وحتى حين تكون أسماء المرشّحين معروفةً ومواقفهم العامة كذلك، يتحوّل البحث حول حظوظهم الى بحث في "الغموض". وكلّما ازداد هذا "الغموض" الذي يُتيح أحياناً إعادة تعريفهم والسعي لتسويقهم بمعزل عن مواقفهم السابقة وربّما نقضاً لها، كلّما بدت حظوظهم أفضل واحتمالات انتخابهم أكبر. المسألة الثالثة أن المبادرة في مأزقها تُكرّر سيرة انتخابات رئاسية لم تعرف مرّة مساراً "طبيعياً" منذ العام 1976. فانتخابات العام 1982 تمّت في ظلّ الاجتياح الإسرائيلي، وأعقبها اغتيال الرئيس المُنتخب، فعُوّض الأمر بأخيه. وانتخابات العام 1988 لم تجرِ بل انقسمت السلطة التنفيذية نتيجة انعدامها. وحين جرت الانتخابات في العام 1989 اغتيل الرئيس المُنتخب ليأتي بعده رئيس بشروط (إقليمية) مختلِفة. وفي العام 1995 عُدّل الدستور للسماح بتمديد ولاية الرئيس، ثمّ جرى تعديل الدستور من جديد العام 1998 للإتيان بقائد الجيش رئيساً. وفي العام 2004، أُعيد تعديل الدستور لتمديد ولاية الرئيس إياه. وفي العام 2007 تعذّر انتخاب رئيس الى أن أتاح تعديلٌ رابع للدستور انتخابَ قائد ثانٍ للجيش رئيساً. ومنذ إنهاء الأخير ولايته قبل عامٍ ونصف، شغر المنصب وما زال. هكذا تعاقبت على لبنان استحقاقات رئاسية لم تكن مرّة وفق ترشيحات وبرامج مُعلنة، وتحوّلت عملية تعديل الدستور على مقاس شخص الى روتين يرافقها منذ العام 1995، بما أقرنها في السنوات العشرين الأخيرة بعملية مسٍّ تلقائي بالنص الذي يُفترض أنه الأكثر هيبة وحصانةً واحتراماً بين جميع النصوص الوضعية. المسألة الرابعة أن هذه المبادرة تأكيدٌ على أفول تراثٍ سياسي سُمّي ذات يوم بالمارونية السياسية. وهو أفولٌ لا تكفي الحرب وإدارة النظام السوري للبنان من بعدها وتبدّلات الديمواغرافيا والاقتصاد، على أهمّيتها، لتفسيره. بل يفيد أيضاً البحث في تحوّلات النخب السياسية المارونية نفسها وعلاقاتها وتوازناتها وتحالفاتها للإحاطة بالكثير من جوانبه. وهذا لا يعني - على ما يتردّد بسذاجة - أن "انقسام المسيحيين" هو سببه. فالمسيحيون، كجميع الطوائف، كانوا على الدوام منقسمين سياسياً واجتماعياً وثقافياً. وكان كلّ رئيس يأتي له خصومه من سياسيّي طائفته. الفارق اليوم أن الموارنة في لحظة انقسامهم الى معسكرين سياسيّين رئيسيّين أنّما يتجاورون مع طائفتين شيعية وسنّية شديدتي المركزية في زعامتيهما (وشديدتي التنابذ أيضاً)، بما يجعل انجذاب كلٍّ من معسكريهما الى إحدى الزعامتين المُسلمتَين سبيل تعطيل لمعظم أدوارهم السياسية. وحتّى حين يقرّر المعسكران المارونيّان التمرّد، فوزنهما مجتمعَين لا يكفي في اللحظة الرئاسية لتعديل الكفّة في ظلّ شروط النصاب الانتخابي وتوازناته. وهذا في أي حال واحد من علامات التصدّع الذي تعيشه "الديمقراطية التوافقية" منذ سنوات. إذا أضفنا الى كل ذلك سائر الشجون التي يعاني منها البلد، بان لنا اليوم أن ما جرى ويجري هو محاولات "ترقيع"، يُعطي العجز عن التعامل مع أزمتَي النفايات والكهرباء مؤشّراً على مستوى "المرقّعين" فيها. لكن لا بأس إن حاولوا وإن أجّلوا اكتشاف أن النظام برمّته مأزوم وأن مشروعيّاتهم الشعبية (كلّ في طائفته) لم تعد تكفي للتعامل مع أزماته – أزماتهم.

 

العونية في رغبتها التكفيرية

روجيه عوطة/المدن/الثلاثاء 15/12/2015

في الشكوى، التي رفعها الناشطان في "التيار الوطني الحر"، ناجي الحايك ووديع عقل، إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، نبرة تكفيرية بائنة للغاية، موضوعها ثلاثة نواب من "اللقاء الديموقراطي"، هم: فؤاد السعد وإيلي عون وهنري حلو، الذين اتهمهم المستدعيان بـ"حض مسيحيي الإنتشار على الإبتعاد عن أرضهم"، بالتالي، حثهم على "الإنتحار الروحي"، و"إجهاض مارونيتهم". ذلك، أن المتهمين كانوا قد طعنوا في قانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني. لذا، لا بد، بحسب حايك وعقل، أن يُعاقبوا على فعلتهم عبر "إلقاء الحرم الكنسي عليهم"، و"إلغاء عضويتهم في المؤسسات والجمعيات المارونية ومنع الأسرار المقدسة عنهم". غير أن الوصول إلى المطالبة بهذا الإجراء التأديبي، وعلى أساس ما جاء قبله، اتسم بالعونية الخالصة، التي يبدو أنها تعوِّض خسارة "حلمها الرئاسي" بربح "الهذيان الهوياتي"، لدرجة التكلم بلغة المجازاة والإقتصاص. فالنبرة التكفيرية متنها تصورٌ عوني، إنطلق الناشطان منه لوصف الطائفة المارونية بـ"الأمة الجريحة". وهذا ما يتصل بسلوك برتقالي، وهو تضخيم الموقف وتغليظ خطره. وبذلك، يصبح التصدي له من خلال إزالته، وإلغاء المشاركين فيه، أمراً ضرورياً ومشرعاً، ولا يلزمه سوى موافقة المؤسسة الدينية، باعتبارها جسم النهي والجذر والإبعاد. فقارئ الشكوى يتنبه للحظوة المعطاة للكنسية التي تبرز كضابطة لمجتمع بأكمله، ومتدخلة في شؤونه وأحواله، وحاكمة لمآلاته. وبروزها على هذا الشكل هو إشارة إلى الرغبة العونية فيه، خصوصاً في ظل الشغور الرئاسي، أي عجز الطائفة المارونية عن سدّ موقعها. فالدعوى ضد النواب الثلاثة هي دعوة موجهة إلى الكنيسة لكي تأخذ على عاتقها ملأ الفراغ في السياسة، أو بالأحرى في اللاسياسة، وتقوية مكانتها داخلها. على أن الشكوى التكفيرية تعبّر عن النظرة العونية إلى أي فعل لا يوائمها، بحيث أنها تجد في طعن النواب القانوني "نحر" للطائفة و"إجهاض" لأي مسعى من مساعي الإلتحاق بها. كما تؤكد على انعدام إلتزام هؤلاء النواب بقرارات الكنيسة "العارمة والمباركة"، وبمصلحة "الأمة"، التي تمر في لحظاتٍ عسيرة، سرعان ما يتحول الإحباط خلالها إلى جرح. فهؤلاء النواب "مخالفون"، أي "خونة"، ولو أن المستدعيين، أي المحامي عقل والدكتور الحايك، استعملا لغة مباشرةً أكثر، لطالبا الكنسية بحرقهم أو نفيهم إلى جزيرة ما. مع التذكير بأن الشكوى تضمنت علامة على كون هؤلاء "الخونة" قد انجروا إلى فعلتي "النحر" و"الإجهاض"، لأنهم ارتكبوا جريمتهم بحق الموارنة بمشاركة غير الموارنة. بعبارة أخرى، قام النواب بالخروج على طائفتهم بمساعدة "الغرباء"، أي أنطوان سعد ونعمة طعمة، وهذا ما يستلزم إنزال العقوبة القصوى بهم حتى إعلانهم التوبة.

أثناء تكبيرهما الخطر من جراء الطعن في قانون استعادة الجنسية، انتقل المستدعيان من الكلام عن اللبنانيين إلى حصرهم في الطائفة المسيحية ثم اختزال الأخيرة بـ"الأمة" المارونية. ولو أن الشكوى التكفيرية أطنبت في حججها لكانت عادت واختصرت تلك "الأمة" بالبرتقاليين من أبنائها، وهؤلاء بجنرالهم ميشال عون. وبذلك، تؤكد العونية أنها عندما تُضخم موقفاً ما، وترغب في اثارته، وتصويره على أنه مصدر من مصادر التهديد، تختصر موضوعه وتختزله ليتمحور حولها، أي حول قائدها فقط. فـ"الأمة الجريحة" هي وعي الجنرال، وما على الكنيسة سوى أن تنتقم له، وهي ربما ستحقق المطلوب منها، لا سيما أن أداءها السياسي هو درجة من درجات العونية، مثلما أن العونية هي درجة من درجات ذلك الأداء. لقد ألفت الشكوى بالتطرف الهذياني، الذي يُختم بتحديد العقوبة، أي إلقاء الحرمان الكنسي، الصغير والكبير، على النواب، وبالتالي، قطع علاقتهم مع الكنيسة وأي مؤسسة دينية تابعة لها، بالإضافة إلى منعهم عن نيل الأسرار المقدسة. وبمعنى ثانٍ، يقتضي العقاب إخراجهم من الطائفة، وإعلانهم مخطئين. والحق أن عقل وحايك، بتوجهمها إلى البطريركية، يرغبان في العيش، وإياها، في القرن السادس للميلاد مثلاً، وفي ظل حكم الكهنة، الذين يظهر أولهم، أي الحالم بينهم، جنرالاً عسكرياً.

فالشكوى تحيل إلى كون الطائفة، التي هي، بحسب الشكوى البرتقالية، اختزال البلد، محكومة ثيوقراطياً، ولما تريد سلطتها أن تعاقب، يكفي أن تحرم عضواً فيها من سرها أو من الصلة بها حتى تحول حياته إلى جحيمٍ. على هذا المنوال، ترغب العونية في أمرين: الأول، تمكين الكنيسة من سد فراغ اللاسياسة. والثاني، بناء مشهد ثيوقراطي لها، علّ طائفتها تتماسك وتستحيل "أمة" حاكمة ومحكومة. وكل ذلك، على إرتباط بمقولة العلمانية التي كان "التيار الوطني الحر" يعرف نفسه بها، ومنذ لفظه لها، لا يتردد في الكشف عن كونها شكلاً من أشكال التشدد الديني المنطوي على التهويل، ومقلبه الآخر، أي التهديد. إنه التوهم وقد رجع إلى مؤسسته الكنسية التي لم يبارحها، ولا شيء يستمر عبره سوى الإحباط، ولا شيء يتواصل سوى الإنحطاط!

 

تحويلات المغتربين.. جسر تواصل إستهلاكي فحسب

مارسيل محمد/المدن/ الثلاثاء 15/12/2015

ارتبط الحديث عن الإغتراب اللبناني بحياكة بعض العبارات المزيّنة، التي تُظهر ان الإغتراب يشكل دعامة للإقتصاد اللبناني، وأن المغترب اللبناني يذهب ليكد ويتعب في الخارج، وكلّه حنين للعودة الى وطنه، لتأسيس مشروع إقتصادي يساعد من خلاله أبناء بلده، ويساهم في تطوير الإقتصاد.

إنها صورة ساذجة عن الإغتراب الذي لم يكن ولن يكون جسراً للتواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب كما يُقال. فللإغتراب أسباب إقتصادية في الدرجة الأولى، تؤثر على المستوى الداخلي بخفض عدد اليد العاملة المحلية، خصوصاً الفنية والمتخصصة منها، فضلاً عن إحداث تغيير في الهرم السكاني، لناحية خلل العلاقة بين نسبة الذكور ونسبة الإناث، بالاضافة الى رفع نسبة اليد العاملة الهرِمة... وما الى ذلك من نتائج تصل الى حد الكارثة، في ظل وجود سياسات حكومية لا تضع حلولاً فعالة لأزمة هجرة الشباب. بعيداً من التمنيات، يبقى الواقع هو الأصدق. وعليه، فإن الحديث عن تأثيرات إقتصادية لأموال المغتربين، يحتاج الى كثير من التدقيق، دون الحاجة الى الدخول في توصيفات العلاقة العاطفية مع المغتربين، والتي يحلو للسياسيين الحديث عنها في كل مناسبة تتعلق بالمغتربين. وللمفارقة، فإن محاولة المزج بين الواقع والأمنيات، توقع السياسيين في فخ تضارب المعلومات. فمن جهة يحتاج السياسيون الى كلام معسول لإخفاء الأزمة الإقتصادية عبر الحديث عن دعم تحويلات المغتربين للإقتصاد الوطني، ومن جهة أخرى فإن أرقام العجز تبقى ظاهرة بوضوح، ولسان حال المغتربين الشباب يؤكد أنّ جسر الإغتراب لم يعد يقوى على حمل "بدعة" أن لبنان "قويٌ بإنسانه وبطاقاته الجبارة المنتشرة في الكون وهي موارد مستدامة ومتجددة على صعيد الثقافة والاقتصاد والعلم والفن والسياسة، مما أثرى البشرية وجعل من لبنان وطنا تخطى مساحته وحدوده وزرع قصص النجاحات في كل المعمورة"، والتي أصرّ وزير الخارجية جبران باسيل على تكرارها الثلاثاء في إفتتاح "مؤتمر الاقتصاد الاغترابي" الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال، في بيروت.

الطاقات الجبارة التي يتحدث عنها باسيل، هي طاقات تخدم الدول التي يعيش فيها المغتربون، ولا تفيد الإقتصاد اللبناني. فهذا الإقتصاد قائم حالياً على شبكة من المصالح لكبار المستثمرين الذين يمسكون بالإقتصاد. ولا تحدث اموال المغتربين أي فارق أمام تلك الإستثمارات الداخلية، وخصوصاً في قطاع العقارات. إذ يشير الخبير الإقتصادي إيلي يشوعي ان لبنان "لا يملك قطاعات إنتاجية ترفع الإقتصاد، فالسياسات الرسمية تشجع أسواق الإستهلاك واسواق العقارات". وينفي يشوعي في حديث لـ "المدن" الكلام عن ان تحويلات المغتربين تساهم في تعزيز الإقتصاد اللبناني وتقويته، فبرغم تحويلات المغتربين "سجل ميزان المدفوعات للعام الحالي، عجزاً بحوالي مليار دولار". ويلفت يشوعي النظر الى ان "تحويلات المغتربين تذهب الى الإستهلاك المباشر"، ويضيف ان "المغتربين لا يودعون أموالاً في المصارف اللبنانية، إذ ان 85% من الودائع هي للمقيمين، ولا صحة لمقولة ان غالبية الودائع هي للمغتربين"، حتى ان الودائع التي تسجل بأسماء المقيمين، وهي في الأصل لأبنائهم المغتربين، "ليست معروضة للإنتاج أو الإستثمار، بل معدّة للإستهلاك، وبالتالي فإن تأثيراتها لا تذكر على الإقتصاد، ولا تفيد القطاعات الإنتاجية". وبرغم ذلك، يرى يشوعي ان عدم توفر الأموال بشكل كبير ليس هو المشكلة، بل المشكلة في كيفية إدارة الأموال المتوفرة، مهما كانت قليلة. وجهة نظر يشوعي يفصّلها بشكل أبسط، بعض المغتربين الشباب، الذين يرون أن أموالهم لا تؤثر في الإقتصاد، وهم لا يبالون أصلاً إذا أثّرت أو لم تؤثر، فكل همّم اليوم ينصبّ على "إدخار بعض الأموال للإستهلاك، ومساعدة الأهل، لا أكثر". هذه النظرة السلبية لم تأتِ من فراغ، فأي شاب يهمه تجميع ثروة واستغلالها في مشروع انتاجي في لبنان، لكن هذه الخطوة تصطدم باللعبة السياسية الداخلية. فأي مشروع سيحمله الشباب "سيجد بوجهه شبكة معوقات سياسية، تبدأ من بسط سيطرة المتنفذين في القرية أو المدينة، وصولاً الى التركيبة السياسية الكبيرة على مستوى لبنان"، وفق ما يقوله الشاب الجامعي الذي هاجر الى ساحل العاج، رامي صبّاح. ويرى صبّاح خلال حديثه لـ"المدن" ان البقاء في لبنان يستدعي تحول الفرد الى "جزء من النظام الديكتاتوري التوافقي"، لذلك، كان "لا بد من الهجرة".

لكن الهجرة "لا تسمح سوى بتحسين الأوضاع الإقتصادية على مستوى فردي، سواء في الإستهلاك المباشر، أو في إفتتاح مطعم او محل صغير. أما من يريد القيام بمشاريع كبيرة، فهنا تبدأ المخاطرة الإقتصادية، لأن تأثير أقطاب النظام تصبح أكبر". ويذكر صبّاح أن "أحد المتمولين الجنوبيين أراد أن يفتتح مصنعاً للعصير في الجنوب، قادراً على استيعاب انتاج الحمضيات في المنطقة. لكن المشروع توقف بسبب إصرار زوجة احد المتنفذين على تقاضي نسبة من أرباح المصنع، بالاضافة الى محاربة بعض المصانع النافذة على مستوى لبنان لهذا المشروع، وضغطهم على المسؤولين السياسيين لعدم إعطاء رخصة للمصنع الجديد". وفي المحصلة، "عدل المتمول عن اقامة المشروع. علماً ان المباني والتجهيزات المطلوبة كانت حاضرة". ويتساءل صبّاح انه "امام هذه النماذج، عن أي مساهمة إقتصادية يمكننا الحديث؟". التجارب الشخصية والمؤشرات الإقتصادية، تضع كلام باسيل عن "التخطيط الإستراتيجي لضمان حركة دائمة جاذبة للإيجابيات وطاردة للسلبيات في الدورة الإقتصادية"، أمام المساءلة والتدقيق. فأين هو التخطيط الإستراتيجي وأين هي محفزات الإستثمار في القطاعات الإنتاجية؟ خصوصاً في ما يتعلق بصغار المنتجين. غياب التخطيط يعني ان أسباب هرب اللبنانيين الى الخارج ما زالت قائمة، وكلام باسيل عن "ما يربط اللبنانيين ببلدهم من أسباب للفرح والمحبة" لم يعد جذاباً. اما جسر التواصل، فيتحول شيئاً فشيئاً الى 2000 دولار، يرسلها المغترب الى أهله، فيدعوهم الى زيارة بلده الجديد حيث تحترم القوة الإقتصادية للوافدين وتحترم إنسانيتهم قبل كل شيء.

 

التحالف الاسلامي لمحاربة الإرهاب: لبنان إنضم شفهياً!

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 15/12/2015

في خطوة مفاجئة، أعلنت المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، عسكرياً وسياسياً وثقافياً وإعلامياً، واللافت أكثر كان إعلان مشاركة لبنان، وهو الأمر الذي استحوذ على اهتمام واتصالات الطبقة السياسية لمعرفة خلفيات الموافقة اللبنانية، ومن اتخذ القرار، وما يترتب عليه في هذا السياق.

أول الباحثين عن الخلفيات كان بطبيعة الحال "حزب الله" الذي لا تخفي أوساطه لـ"المدن" إستغرابها لهذا الأمر، وكيفية ولادة التحالف، خصوصاً أن تشكيله كان مفاجئاً للجميع، لا سيما ان هكذا تحالفات تفرض سياقاً لإنشائها، وتحتاج إلى مؤتمر موسع للتباحث في خلفياتها وحيثياتها، وهذا ما لم يحصل، بل جاء الإعلان بشكل خاطف وسريع ومن دون أي مقدمات. وعليه يرفض النائب نوار الساحلي التعليق عبر "المدن" على هذا الامر لأنه "يحتاج إلى المزيد من الدراسة والتمحيص قبل إعلان الموقف الواضح". لكن السؤال الأبرز يبقى عن لبنان، وكيفية دخوله في هذا التحالف في ظل عدم مشاركة إيران وسوريا والعراق؟ ومع من جرى التنسيق في السلطة اللبنانية للدخول إلى هذا التحالف؟، خصوصاً أن السياق الطبيعي للموضوع يفرض أن يعرض الأمر على وزير الخارجية، الذي بدوره يرفع الأمر إلى مجلس الوزراء لإتخاذ القرار المناسب لكن شيئاً من هذا لم يحصل على الأقل علنياً، على الرغم من أن إحتمال حصوله خلف الكواليس يبقى وارداً.

وتشير مصادر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عبر "المدن" إلى أن الأخير لم يعط أي موقف إزاء هذا التحالف، ولم يكن على علم بهذا الأمر، على الرغم من أن مصادر سياسية تعتبر أنه لا يمكن لباسيل معارضة هكذا تحالف، لا سيما أنه لا يعتبر أن محاربة الإرهاب تختلف عن النهج الذي يتخذه منذ مجيئه وزيراً للخارجية، وهو في مختلف لقاءات الخارجية يشدد على ضرورة محاربة الإرهاب. ومع سقوط إحتمال التنسيق مع الخارجية إتجهت الأنظار الى رئاسة الحكومة، المخولة باتخاذ هذا القرار في ظلّ غياب رئيس الجمهورية، خصوصاً ان الرئيس تمام سلام زار المملكة العربية السعودية مؤخراً. وتكشف مصادر سلام لـ"المدن" انه فعلاً تم طرح الموضوع خلال الزيارة، فما كان منه إلا أن أبدى موافقته ومباركته لهذه الخطوة، في إطار الموقف المبدئي، وإنطلاقاً من مواقفه التاريخية، ومن المعركة التي يخوضها مع الإرهاب، وبالتالي لا يستطيع لبنان وفق ذلك أن يمتنع عن المشاركة في هكذا تحالف. وتلفت المصادر إلى أن "الحكومة لا تجتمع الآن، ولا شيء يدخل في السياق العملي، ولكن حين تجتمع سيتم طرح الموضوع ومناقشته".

وفي سياق شرح خلفيات الموقف اللبناني، تشير مصادر وزارية عبر "المدن" إلى أنه لا يمكن للبنان أن يمتنع عن المشاركة، لأن الإرهاب على حدوده، وهو شارك في السابق في مؤتمرات مماثلة، كما أنه شارك في لقاءات فيينا، لا سيما أن التحالف في أحد بنوده الرئيسية يحترم سيادة الدول، وبالتالي لا يمكن إتخاذ أي موقف أو إجراء في أي دولة من دون موافقتها. كما أن هذا التحالف لن يكون مغايراً للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والذي كان لبنان جزءاً منه من دون أن يترتب عليه أي موجبات أو تداعيات.

وما يدفع أكثر الى وجهة النظر هذه، هي تأكيد أكثر من مصدر أن هذه الخطوة هي محاولة سعودية للقول إنها جادة في محاربة الإرهاب، وقد أنشأت تحالفاً واسعاً لمحاربته، ونزولاً عند الطلب الدولي بضرورة تحمل الدول العربية والإسلامية مسؤولية محاربة الإرهاب، لكن يبقى جدية هذا التحالف وفعالياته على الأرض رهن الوقت والنقاشات والمباحثات، وغالباً ما تكون الرؤى مختلفة ومتشعّبة، اضافة إلى أن الطريقة التي أعلن بها تشكيل التحالف، يوحي وكأن الهدف منه التسويق الإعلامي، على أن تتم دراساته الإجرائية في ما بعد، خصوصاً أنه يحمل عنواناً فضفاضاً. وعليه تريد السعودية تجميع قواها والقوى المتحالفة معها، بالتزامن مع وقف إطلاق النار في اليمن، وبعد لقاء فيينا، وجمع المعارضة السورية، ويعني هذا الكلام أن السعودية تتحضر لجمع كل أوراقها قبل الدخول في حلبة التسويات في المنطقة.

وسلام يوضّح ولاحقاً أصدر سلام بياناً توضيحياً أكد فيه أنه تلقى إتصالاً من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان وأبدى ترحيباً بهذه المبادرة انطلاقاً من أن لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الارهاب، حيث يخوض معارك يومية مع المجموعات الارهابية التي مازالت إحداها تحتجز تسعة من العسكريين اللبنانيين. ولفت سلام إلى أن لبنان يجب أن لا يتردّد في مباركة أيّ تحرّك يهدف إلى حشد كلّ الطاقات ورصّ الصفوف لمواجهة هذه الآفة، خصوصاً أن هذا المسعى خطوة تصبّ في صالح شعوب جميع الدول الاسلامية، مذكراً بأن حكومة "المصلحة الوطنية" شدّدت في بيانها الوزاري على الأهمية الإستثنائية التي توليها "لمواجهة الاعمال الارهابية". كما أشار إلى أن أيّ خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في اطار التحالف سيتم درسها والتعامل معها استنادا الى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية.

 

«السياسة» انفردت بنشر معلومات التدخل قبل الإعلان السعودي بـ10 أيام

التحالف يتخذ شكله النهائي والروس يدخلون الحرب البرية من «النافذة الخلفية»

حميد غريافي/السياسة/16 كانون الأول/15

بدا واضحاً خلال الساعات الاثتين والسبعين الأخيرة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دخل حلبة السباق الدولي نحو إرسال قوات روسية برية الى سورية، ملتفاً بذلك على بداية وصول قوات برية أميركية وألمانية وتركية تحت ذريعة تدريب المقاتلين في العراق وسورية للقضاء على تنظيم «داعش»، خشية أن يصل متأخراً وتكون مواطئ الاقدام الغربية المعادية له قد جرى تحديد مواقعها حول مناطق تواجد القوات السورية المعتدلة داخل المعارضة لحمايتها من القصف الروسي لها ومحاولات تصفيتها عوضاً عن «داعش». وقال ديبلوماسي بريطاني في لندن لـ»السياسة»، أمس، إن نحو خمسة آلاف ضابط وجندي روسي يقفون على أهبة الاستعداد للانتقال بحرا وجوا الى قواعد روسية وسورية للانضمام الى اكثر من 1600 جندي روسي في أسلحة الجو والصواريخ والدبابات «قيل انهم خبراء» كانوا وصلوا بطلب من بشار الاسد على مراحل قبيل التدخل الجوي الروسي وبعده قبل نحو شهرين. واضاف الديبلوماسي، استناداً إلى معلومات استخبارية أوروبية (ألمانية وفرنسية) من مناطق الساحل الشمالي العلوي والسني في سورية، ان «لجاناً» عسكرية سورية تحاول حالياً في اللاذقية وطرطوس وعشرات القرى والبلدات المحيطة بها «لاستئجار منازل للضباط الروسي بالقرب من مناطق عملهم، فيما أُفرغت ثلاث ثكنات عسكرية سورية وبدأت إعادة تأثيثها في ريف اللاذقية وغرب حلب لتسليمها الى القوات البرية الروسية قبل نهاية هذا العام». وكشف عن أن «800 جندي وضابط بريطاني سيغادرون المملكة المتحدة بحراً إلى تركيا للانضمام الى التحالف الدولي الذي بدأ يتحول الى تحالف بري وبحري وجوي بعد وصول حاملات طائرات اميركية وفرنسية وقريباً جداً بريطانية، ومهمة هؤلاء البريطانيين دخول الاراضي السورية الشمالية من الحدود التركية لاقامة رؤوس جسور لعبور الجيش البري الى «منطقة آمنة» أو «ملاذ آمن» يُنقل إليه نحو مليون لاجئ سوري في تركيا ويبلغ امتداده على الحدود نحو 90 كيلومترا وعمقه في الاراضي السورية نحو 30 كيلومترا، بدأ العمل في إنشائه بالفعل في المناطق الداخلية قرب التواجد الكردي، أما بقية الحدود هذه وطولها هي الاخرى نحو 90 كيلومترا أخرى فهي واقعاً «منطقة شبه آمنة» لانها بعيدة عن الحرب نوعا ما وبالتالي يمكن للاتراك نشر قوات خاصة بهم على امتدادها». وقال الديبلوماسي ان «زلة لسان» الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان الأسبوع الماضي حول ضم قواته البرية المتنازع بشأنها داخل العراق وعددها نحو 600 ضابط وجندي «الى قوات التحالف البرية»، أكدت بما لا يقبل الشك بداية تكوين «المنطقة الآمنة» بملئها بقوات دولية غربية استعداداً لإرسال نحو 25 ألف جندي عربي منضمين أصلاً الى قوات التحالف، كانت «السياسة» كشفت السبت في 5 ديسمبر الجاري عن أن السعودية تستعد لضمهم إلى تحالف عربي، وهو ما أكده البيان المشترك الصادر عن 34 دولة إسلامية عن تشكيل تحالف إسلامي بقيادة المملكة.

وأكد المسؤول البريطاني ان دول مجلس الأمن ستناقش قريبا طلبات الدول ومن بينها روسيا إرسال قوات برية الى سورية وربما العراق خلال الاسابيع القليلة المقبلة، كي يحمل التحالف الدولي البري الجديد صفة رسمية دولية في محاربة الارهاب، على ان تتفق دول هذا التحالف مع المشارك الروسي على تقسيم الجبهات البرية بحيث لا يحدث اي صدام مسلح على الارض أو استهداف المعارضة السورية المعتدلة بجريرة «داعش» و»جبهة النصرة»، لأن «الروس في تواجدهم على الارض هذه المرة لن يكونوا قادرين على ممارسة الدور السوري الاسدي في القضاء على اعدائه تحت ذريعة قصف داعش، كما هم يفعلون منذ نزولهم في سورية حتى الآن». وفي السياق، أبلغ قيادي اغترابي لبناني في الحزب الجمهوري الاميركي في واشنطن امس «السياسة» في لندن نقلا عن مسؤول عسكري اميركي رفيع في «البنتاغون» ان مصر قد تشارك بلواء من قوات مشاتها في التحالف لبري الجديد وكذلك المغرب، إضافة الى معظم دول مجلس التعاون الخليجي.

 

التسوية آتية لا محالة

د. توفيق هندي/اللواء/15 كانون الأول/15

بداية، ما هي عناصر التسوية؟

أولاً، سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل سعد الحريري رئيساً للحكومة.

الأول يكتم قربه من الأسد ويتصرف «وسطياًً» في لبنان والإقليم لكي لا يحرج الحريري سنياً ويعطل عليه إمكانية «ضبط» ثلاثة مليون سني (مليون لبناني، مليون ونصف سوري ونصف مليون فلسطيني) يشعرون بالمظلومية جراء تجبّر حزب الله عليهم في لبنان ومقاتلتهم في سوريا دعماً لعدوهم اللدود بشار الأسد، مما يخلق البيئة الحاضنة لنمو التيارات الجهادية المتطرفة ويشكل خطراً داهماً على الأمن والإستقرار في لبنان.

الثاني يقبل برئيس من 8 آذار برغم معارضات لهذا التوجه داخل المستقبل وقوى 14 آذار وإمتعاض القاعدة السنية. وهو لن يطرح موضوع سلاح حزب الله وإنخراطه في الصراع العسكري في سوريا من داخل الحكومة بالرغم من إعتماد الدولة اللبنانية سياسة النأي بالنفس رسمياً. كما يركز إهتمامه على تأمين الأمن والإستقرار وتركيز الإهتمام بالإقتصاد والمال والإجتماع والبيئة...

ثانياً، تشكيل حكومة مساكنة والإتفاق على توازناتها على شاكلة الحكومة الحالية. وهذا أمر قد يكون فيه بعض التعقيد، غير أن حله بمتناول اليد.

ثالثاً، التعهد من جميع القوى المنخرطة في التسوية إجراء الإنتخابات النيابية قبل حزيران 2017 موعد نهاية ولاية المجلس الممدد له على أن يتم التوافق على قانون إنتخاب قبل ثلاثة أشهر من إجرائها وعلى أن تطرح مشاريع القوانين على المجلس النيابي للتصويت عليها في حال عدم حصول التوافق. هذا الطرح الذي أتقدم به يشكل حلاً وسطاً معقولاً بين من يتمسك بقانون الستين ومن يطالب بقانون جديد.

ولكن لماذا التسوية آتية لا محالة؟

أولاً، لأن حال اللادولة في لبنان يحمل في طياته مخاطر حقيقية جمة ولأن عدم حصول الكارثة حتى الآن لا يعني أنها لن تحصل. فالحسم العسكري أو الحل السياسي في سوريا لن يحصل في السنة أو السنتين القادمتين والأرجح في السنين القادمة ولأجل غير مسمى. وهذا الأمر يعني أن ثمة حتمية لإنتقال هذا الصراع إلى لبنان في أي وقت وأن غياب الدولة اللبنانية يستجلب هذا الإنتقال ووجودها يحد من إمكانية حدوثه. كما أن حالة اللادولة تفاقم سوء الوضع الإقتصادي وبالتالي الإجتماعي والمالي والبيئي والإداري وإستشراء الفساد في كل زوايا الحياة العامة والمجتمعية. لذا، تبدو التسوية ضرورة ماسة للحفاظ على لبنان الكيان والدولة. وهي مصلحة جميع القوى السياسية وإن تجاهلتها بعض هذه القوى.

ثانياً، لأن أحداً لن ينتصر ولن ينكسر في سوريا، وهذا أمر يدركه الجميع وإن تنكر البعض لهذه الحقيقة بهدف تبرير مواقفه التفاوضية.

ثالثاً، لأن هذا الحل يعكس ميزان القوى الفعلي المكون من عناصره السياسية والعسكرية داخل الدولة وخارجها كما من الموازين الإقليمية والدولية.

رابعاً، لأن هذا الحل يعبر في هذه المرحلة عن تقاطع مصالح بين الحريري ونصر الله، بين المستقبل وحزب الله، بين السنة والشيعة. فالمصلحة واضحة لدى الطرف الأول في ضرورة عودة الحريري إلى لبنان رئيساً للحكومة والمصلحة واضحة أيضاً لدى الطرف الثاني بإحتياجه للطرف السني الأقوى للإمساك بالوضع السني المتفلت والخطير عليه.

خامساً، لأن ثمة تقاطعاً موضوعياً بين السعودية و«حزب الله» على إستبعاد عون عن رئاسة الجمهورية. فالسعودية ترى في عون الحليف الأخطر لحزب الله وبالتالي لإيران ليس فقد لأنه أطاح بقاعدة أساسية للكيان اللبناني القائم تاريخياً على الثنائية المارونية-السنية ولأنه تمكن أن يحرف المسيحيين عن مسارهم التاريخي والطبيعي فبات نصفهم حليفاً لسوريا-الأسد وإيران-ولاية الفقيه ولكن أيضاً لأن لعون وظيفة أساسية بنظر حزب الله تقوم على أنه القائد الملهم لمسيحيي الشرق المعرضين للخطر والإبادة وهو حليف قوى الممانعة التي تقودها إيران والتي تدافع عنهم في وجه القوى التكفيرية، وعليه، فالسعودية تضع فيتو على عون في حين حزب الله يريده حليفاً وصديقاً. ولذلك لا يريده قطعاً رئيساً إذ أن وجوده في سدة الرئاسة تضعه في الموقع الوسطي داخلياً وإقليمياً، فيخسره حزب الله بوظيفتيه الداخلية والإقليمية. غير أن حزب الله لا يسعه إلا أن يدعم ترشيحه لكي لا يخسره كحليف 24 قيراط وليس لأسباب سياسية وأخلاقية ودينية كما يردد.

وهنا، لا بد من الإشارة إلى أنه كان ثمة فرصة لإنتخاب عون منذ ستة أشهر عندما كان الحريري داعماً لترشيحه. في ذاك الوقت، كان مفتاح الرئاسة بيد سمير جعجع، إذ لو كان دعم ترشيحه لكان تمكن من إقناع السعوديين من رفع الفيتو عنه ولكان حشر حزب الله في الزاوية ولكان إنتخب عون. غير أن جعجع لم يقتنع بترشيح عون آنذاك.

أما اليوم، فهو لن يرشحه لأنه أصبح من الصعب تسويقه نظراً لإلتصاقه التام بحزب الله ولأن جعجع، إن فعل، يتناقض بقوة مع السعودية. لذا، عون أخرج تماماً من السباق الرئاسي. أما المراهنة على قلب الموازين الإقليمية ولا سيما في سوريا، فهو ضرب من الخيال. وإن صحت، فذلك يعني أن عون يأتي رئيساً على دبابة إيرانية. وهذا، نعي لجوهر الكيان اللبناني إن حصل، وهو لن يحصل!

سادساً، لأن الرئاسة باتت محسومة لـ 8 آذار في إطار أي تسوية بعد ترشيح عون ومن ثم فرنجية من قبل الحريري. فبات طرح أي مرشح من 14 آذار أو أي مرشح توافقي يشكل إستفزازاً لحزب الله كما لعون ذاته ويطيح بالتسوية. يبقى نظرياً عون أو فرنجية في الحلبة الرئاسية. وبما أن عون فقد كل حظوظه، يبقى فرنجية لوحده.

سابعاً، لأن المجتمع الدولي بأسره يدفع بقوة بإتجاه التسوية لأن إنفجار الوضع في لبنان نتيجة تداعيات الوضع المتفجر في سوريا والمنطقة يؤثر بشكل ملحوظ على الإستقرار في المنطقة لما يحتوي عليه من عناصر التأزم: حزب الله وهو إمتداد لإيران الإسلامية، وجود اليونيفيل، اللاجئين السوريين، موقف إسرائيل من أي تطور درامي في لبنان...

ثامناً، لأن ثمة تقاطع مصالح بين السعودية وإيران في تحييد لبنان عن الصراع في المنطقة، ولو دون التشاور بينهما ولو لأسباب متباينة: السعودية لأن أولويتها هي اليمن ومن ثم سوريا ومصلحتها في أن لا يتحول لبنان إلى هم إضافي، وإيران لأنها تريد أن يتفضى حزب الله للقتال في سوريا دون أن يستهدف في لبنان من قبل من يحاربهم في سوريا.

تاسعاً، لأن ترشيح فرنجية هو الأسهل لتسويقه لدى عون: فهو من مجموعة الأربعة الأقوياء، وهو من نفس الخط السياسي كما هو من مكونات كتلة التغيير والإصلاح التي يتزعمها عون.

العائق الرئيسي للتسوية يكمن في حرج حزب الله لإقناع عون بالتخلي عن ترشيحه لصالح فرنجية. إقناعه مسألة وقت على أن لا يطول لأن البلد معرض في أي لحظة لخضات قد تدخله في آتون الفوضى واللاإستقرار!

على عون أن يقتنع أن الأوان فات والفرصة ضاعت والفيتو عليه لن يرفع لأن وضعه بات لصيقاً بحزب الله الذي تتعارض مصلحته جوهرياً مع تبوئه مركز الرئاسة وأن الدينامية الدولية الداعمة لترشيح فرنجية ليس من السهل تعديل وجهتها وإن المراهنة على تحولات دراماتيكية في المنطقة ضرب من الخيال!

 

هزيمة فضائحية لحرس الثورة في بر الشام

داود البصري/السياسة/16 كانون الأول/15

النظام الإيراني وهو يحاول إدارة ملفات الصراع المحتدم في الشرق القديم، بات يواجه اليوم أعقد ملفاته دقة وحساسية، إنه في مواجهة هزيمة عسكرية وأخلاقية كبرى في سورية ستمتد مؤثراتها للعمق الإيراني، وسترسم الطريق لعقد إيراني جديد ينذر بإنهيارات داخلية محققة ستتعمق جذورها مع الأيام!

وثمة حقيقة ساطعة في سماء السياسة الإيرانية وهي ان الهزيمة المرة قد أضحت العنوان الواضح للمغامرة العسكرية في سورية، وإن تلك الهزيمة مدمرة بالكامل للخلايا الحية للنظام الإيراني، وهي هزيمة كارثية بمختلف المقاييس المعروفة، فقد قررت القيادة الإيرانية وبعد الزيادة المضطردة والرهيبة وغير المسبوقة في خسائرها البشرية في المعارك السورية، سحب قوات النخبة من الحرس الثوري ونقلها لأماكن بعيدة عن جبهات الحرب المشتعلة في حلب وريفها الجنوبي بعد الفشل الروسي-الإيراني في تحقيق أي إنجازات ميدانية على الأرض ضد قوى المعارضة السورية المسلحة التي إستطاعت رغم وحشية القصف الروسي الإرهابي الحفاظ على زخم المبادأة وعلى الأرض بل وإيقاع أكبر قدر من الخسائر المباشرة في صفوف قوات النخبة في الحرس الثوري وعصابات «حزب الله» والعصابات الطائفية العراقية والأفغانية ومن بقية شذاذ الآفاق من غلمان النظام الإيراني في المنطقة، وكانت خسارة إيران الموجعة في اللواء حسين همداني ثم في الإصابة الخطيرة لقائد «فيلق القدس» الحرسي قاسم سليماني قد أدارت رؤوس القيادة الإيرانية وعطلت مراكزها العصبية بالكامل، وهو الأمر الذي تلازم وأشتد مع تصاعد مسلسل الخسائر البشرية بشكل مروع أعاد للأذهان خسائر الحرب البشرية مع العراق في ثمانينات القرن الماضي، إضافة للشعور بالهلع من ردة فعل الشارع الإيراني وهو يستقبل يوميا عشرات الجنائز المقبلة من سورية والعراق في معركة إبادة حقيقية للتوسع الإيراني! الواقع الميداني المأسوي يقول قد زادت وتيرة و معدلات الخسائر البشرية الإيرانية منذ التدخل الروسي الواسع في النزاع السوري وهو ما يطرح أكثر من علامة إستفهام حول الصراع والإستقطاب بين الروس والإيرانيين في الشام وهما رغم تحالفهما المعلن يمتلكان مشاريع سياسية ومستقبلية متناقضة بالكامل، فالإيرانيون يطمحون عبر دعمهم لنظام بشار المهزوم توسيع مجالهم الحيوي في الشرق وصولا لمياه المتوسط وإعلان إمبراطورية الولي الفقيه التي تضم بغداد ودمشق وبيروت كما أعلن وصرح قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، وكما يرسمون المخططات الميدانية والتفصيلية في العراق من خلال دعم الميليشيات الإرهابية الطائفية وتأسيس الحرس الثوري العراقي بقيادة العملاء التاريخيين للنظام مثل الإرهابي أبومهدي المهندس وهادي العامري وغيرهما من أهل المشروع الطائفي العدواني المتوحش!

اليوم يقف النظام الإيراني أمام وقائع جديدة في ظل تطورات الوضع الداخلي المنذر بالإنقسام بعد تزايد الحديث حول مستقبل منصب ولاية الفقيه، فقد خرق رئيس مجلس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني المحظور وتحدث صراحة عن ضرورة الاستعداد لاختيار ولي فقيه جديد في ظل التدهور في صحة علي خامنئي الذي يعاني من سرطان البروستات وأجرى قبل اشهر عملية جراحية لإستئصالها، وطبعا الحديث عن انتخاب «رهبر» جديد أمر لن يمر إلا من خلال توافقات داخلية ومن خلال فلتر جهاز الحرس الثوري الحارس العقائدي والذراع العسكرية الضارب لنظام الولي الفقيه!

وفي انشغال الحرس في المعركة السورية فإن التركيز على الجبهة الداخلية سيكون ضعيفا وهو ما تسعى قيادة الحرس لتجاوزه من خلال التخلي عن الاشتباكات المباشرة ضد الثوار السوريين وسحب قوات النخبة بعيدا عن ساحة العمليات والاكتفاء بمهمات استشارية محض!

فخسائر الحرس والميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية المتحالفة معه قد تجاوزت كل الحسابات وأثارت صدمة واسعة لدى الشعب الإيراني الذي يعتبر الحرب والموت في الشام أمرا عبثيا، وغير محتمل، فيما النظام يعتبر معركة الشام معركة وجود مستقبلي للنظام السياسي الإيراني القائم.

لكن حسابات الحقل السوري لا تتطابق مع حسابات البيدر الإيراني، والاستمرار في النزيف الحاد في سورية معناه ضربة قاصمة للمركز الإيراني، كما أن التخلي عن النظام السوري وتركه لمصيره يتناقض ومتطلبات التحالف الستراتيجي القائم بين النظامين منذ أربعة عقود ويصيب في الصميم مصداقية النظام الإيراني.

كل الخيارات صعبة ومريرة وقاتلة أيضا، لكن الحقيقة العارية في سماء المنطقة تفصح عن هزيمة عسكرية إيرانية مذلة ستتطور إن لم يهرب الإيرانيون بجلودهم ويحتفظون بالبقية الباقية من كرامتهم… الشعب السوري الحر أجبر الإيرانيين على تجرع كؤوس سم الهزيمة الزعاف.

 

 ليس مجرّد «شبح نظام» ينتظر إماتة رحيمة

وسام سعادة/المستقبل/16 كانون الأول/15

نظام بشار الأسد دخل منذ أربع سنوات مرحلة احتضار دموي مزمن. لكنه لم يسقط بعد. وليس ثمة مؤشر يمكن الركون إليه لتوقّع «متى سقوطه»، وإن كان بإمكانه - على الدوام - أن يسقط في العاصمة دمشق في أية لحظة. ليس النظام الأسدي، مع ذلك، حشرجة من الماضي. ليس مجرّد «شبح نظام» ينتظر الإماتة الديبلوماسية الرحيمة. ليست هناك من عملية سياسية بمستطاعها تفكيك ما بقي منه، أو ما استمرّ، إلا إذا كانت مواكبة لعملية عسكرية، أو أقله لعملية أمنية متقنة. لا يميل أخصام النظام، في سوريا كما في لبنان، إلى الإقرار بحيثية «الاستمرار» هذه. بدلاً من أن يكون النظام مجرد نظام محتضر، فقد نجح في تحويل نفسه الى نظام احتضار دموي حيوي ومزمن. بدل أن تقوض الثورة الشعبية أركانه حدث التوازن الكارثي بين النظام والثورة في مجرى حرب أهلية لا يزال للنظام اليد الطولى في ادارة مجالات أساسية فيها. هذا التوازن الكارثي ضاعف السمة الدموية المتأصلة في بنية النظام السوري، لكنه بدّل من سمة الثورة. لم تفلح في تطوير نفسها كثورة وطنية ديموقراطية، تطرح على نفسها مهمات استبدال نظام فئوي استبدادي بآخر دستوري تعددي يعيد تأهيل الجامعة الوطنية. ولم تفلح في تكريس نفسها كثورة وطنية إسلامية، تؤطر توحيدياً الأنسجة الأكثرية مذهبياً، والمحافظة دينياً في المجتمع السوري، إنما في نطاق إعادة انتاج الفكرة الوطنية السورية بشكل واقعي ومتين. ليبرالية النخب، وجهادية الفصائل، والفجوة بينهما، والمكابرة على الفجوة بفجوة أوسع منها، كل هذا ضاعف المحنة. في الوقت نفسه، استمرت الثورة كثورة وجودية بامتياز، ثورة السوريين، ثورة تبقى الى حد كبير بلا اسم، وبلا وطن، ثورة مجتمع يتعرض لأبشع العمليات الدموية التنكيلية والترحيلية، لأكبر كارثة انسانية ممتدة في الزمان بعد نهاية الحرب الباردة. النظام لم يسقط. هذا معطى يصعب على أخصام النظام إقراره بكل مندرجاته المباشرة. بالتوازي، النظام لن يقف مجدداً على قدميه، وليس ثمة امكانية لإعادة تطبيع شأنه في المحيط والعالم ولا إمكانية أيضاً لإعادة تمويه طابعه الفئوي الأقلوي. هذا ما لا يستطيع الممانعون تقبّله. ما زال النظام مصدراً للشرّ. المصدر الأول له على صعيد الداخل السوري. ومصدر على جانب من الخطورة في البلدان المجاورة، لا سيما لبنان. المبالغة في القول إن التاريخ تجاوزه، والمبالغة في استسهال عملية إزالته، وفي استسهال عملية تخلي رعاته الموسكوبيين أو الإيرانيين عنه، والمبالغة في إلغاء دوره في الإبقاء على نفسه، لصالح تفسير بقائه بأخطاء الثوار، وبتدخل الحلفاء لنجدته ليس إلا، كل هذا من جملة ما لا يستقيم. ما زال النظام الأسدي جزءاً قاتماً من حاضرنا وليس فقط ماضينا. في الوقت نفسه ما عاد لهذا النظام من وظيفة في مكافحة الإرهاب يمكنه أن يعتدّ بها أو يبتزّ على أساسها. تجارته السابقة في الاستثمار بالإرهاب كسدت. يريد النظام أن يوحي بأنه ما زال يمسك بمفاتيح لتقويض الارهاب، لكنه الى حد كبير يدّعي أمراً ما عاد بمستطاعه. الأمر نفسه حيال لبنان: قدرته على الإيذاء لم تضمحل بعد، لكن قدرته على التحريك السياسي تعادل الصفر.

 

وقائع من زمن الألم والإنعتاق

سيمون م كرم

فــي لقاء مار روكز من أجل منطقة جزين

الآباتي حنا سليم

كان زمنا صعبا، زمن "لقاء مار روكز من أجل منطقة جزين". كان زمن استشراء الخوف واستشراس الجبروت، وانعدام المبادرات واستحالة الخيارات. أهل جزين الذين التفّت حول أعناقم تعقيدات موقعهم الصعب والخطر في جغرافيا الوطن، مطالبهم كانت بسيطة، لا بل ضئيلة في بساطتها. كانوا يتمسكون بالحياة ويدافعون عنها، مجرد الحياة في قراهم وبيوتهم وبساتينهم وكرومهم. لم تكن طموحاتهم تتجاوز توقف القتل. قتل الأبرياء، كل الأبرياء، مدنيين ومدافعين عن الأرض والقرى والبيوت؛ خليط من الأهالي ومن تقطعت بهم السبل، ودفعت بهم الى تلك البقعة، ما آلت إليه حروب لبنان المتناسلة ومعادلاتها العبثية.

تلك المعادلات أدت في مطالع تسعينيات القرن العشرين الى انتهاء حرب لبنان، إلا في الأقضية الجنوبية الأربع التي أصبحت شريطا حدوديا مباحا للدول الإقليمية ومبارزاتها المسلحة. واحدة من معادلات السياسة الإقليمية الممسكة بعنق لبنان، قضت أن تتوقف تسوية إنتهاء الحرب عند باتر وكفرفالوس؛ على تخوم تلك القرى الوديعة، حيث صدر الحكم باستمرار لعبة العبث بالدماء والمصائر المعلقة. كالعادة، أشاح المجتمع الدولي نظره، فكان أن استمرت الحرب هناك لعشر سنوات أخرى؛ استمر القتل لعقد آخر من ذلك الزمن المرير؛ ثم أضيف الى سيل الدم المراق سيل أمرّ من الإهانات والتهم. تصاعد الأنين، ثم مع استفحال التوحش فعلا وخطابا، أصبح الوجع لا يطاق، وتحول الأنين الى صراخ لا يسمعه أحد.

***

خلال حياته الكهنوتية لم يعرف عن الآباتي حنا سليم قربه من جزين وأهلها. إنتماء الفتى القروي، وقبله الصبي الذي ولد وترعرع في ظلال كنيسة مار مارون، هي من الوقائع المؤسسة في حياته.

ولكن الإنتماء بالولادة والنشأة شيء، والقرب الإجتماعي على معارج الحياة شيء آخر.

خيار الشاب حنا سليم المبكر كان مسيحه، وبالتالي ديره ورهبنته. هذا الخيار تمّ على حساب إنتماءات أخرى جوهرية، لم تكن جزين وبيئتها ومجتمعها أقلها التصاقا بوجدانه. ولكنه باكرا ذهب الى الدير وترك وراءه جزين والأهل والأصحاب، وتلك الإلفة التي حضنت سنوات الطفولة وأول الشباب.

***

كان ذلك زمن الوحشة والخوف.

كانت الجماعة المسيحية تقف وحيدة، مجردة من كل دفاع ما عدا إيمانها بالله وبلبنان، وطنا جاهدت في سبيل قيامه، وها هو يتحول بفعل الظروف والأخطاء، من ملجأ لها يقيها عواصف الزمان الى معزل اضطهاد.

كان ذلك زمن الوحشة والعزلة.

أقرب الأصدقاء نأوا بنفسهم، والحلفاء القدامى ابتعدوا؛ أدبرت الدنيا، وتضاءلت الثقة بالنفس؛ هان الخنوع، وشاع طلب السلامة.

وهكذا تبدى للأوصياء علينا، أن كسر الشوكة بمتناول اليد، وهو يتحقق عبر سياسات تطبق على مناطق مسيحية محدودة، كسرها كفيل بتقويض تماسك الجماعة وما تبقى من منعتها. أختير البطش العاري في جزين، فيما محاولات إخضاع كانت تجري في الكحالة والحدث، مغلفة بمشاريع إنماء وتطوير للبنى التحتية؛ ضربت الإحزاب، وساد التنكيل ضد المنظمات الطلابية والشبابية؛ فلاذ الناس بكنائسهم للصلاة والتأمل والشكوى والتحفز للدفاع عن الذات المهددة.

***

كان الآباتي حنا سليم مبادرا في دعوة البعض بعض ثقاته للتشاور فيما يجب أو يمكن القيام به إزاء الأوضاع المفجعة والمتدهورة في منطقة جزين.

مبادرته جاءت نتيجة تكاثر إتصال أبناء المنطقة به لشكوى ظلامتهم؛ وهم راحوا يتصلون بكل من ظنوا أنه يمكن أن يعينهم على بلواهم بشيء مهما كان ضئيلا، أو حتى مجرد الإستماع الى حكايات الوجع والإهانة التي لا تنتهي؛ وأيضا نتيجة فزع أفراد وعائلات من الهاربين الكثر من المنطقة الى مار روكز كما لغيره من الأديار، طلبا للمأوى المؤقت، بانتطار تدبر سكن دائم.

كانت روايات النازحين عما يجري تنضح بالوجع والغضب وشعور عارم بالظلم والهوان.

قبل أن يبادر ويدعو الى الدير، تشاور الرئيس العام مع أخوته، ومع مرجعه الروحي في بكركي؛ فنال دعم الأخوة وبركة البطريرك. وقبل كل ذلك قام بما لم يكن يشتهي القيام به: طلب موعدا، وذهب ورفع الشكوى

وعرض الظلامة على من كان منطقيا المرجع في البلاد؛ فلم يلق تفهما ولا سمع استجابة.

***

الذين استجابوا لدعوة الآباتي لم يتوهموا أن دير الرئاسة العامة يشكل حماية في زمن كل المخاطر واستباحة كل الحرمات. كانوا يدركون أن جرح الأبوين الشهيدين ألبير شرفان وسليمان أبو خليل لم يندمل بعد في جسد الرهبنة المجاهدة.

ولكنهم كانوا بأمس الحاجة الى القوة الروحية، والعضد المعنوي، وروح الأخوة ودفء الإحاطة.

كان الآباتي على بساطته المعهودة في طرح المعضلة، ولكن على شجاعته أيضا وموقفه الحاسم بأن الدفاع عن منطقة جزين وأبنائها هو واجب مسيحي أولا، قبل أن يكون واجبا أخلاقيا ولبنانيا.

***

عندما التأم شمل اللقاء فوجئت السلطة والأوصياء عليها على أكثر من صعيد: المكان والرمز، المشاركة واتسعاها، الإلتفاف الشعبي، بما يتعدى جزين ومنطقتها .

ولكن لبّ المفاجأة كان أن تتجرأ مجموعة على الوقوف ورفع الصوت، فيما الوصاية في أوج سطوتها، تتهيأ للإجهاز على الضحية؛ وأن ينبعث الإستعصاء المسيحي من قلب المنطقة، التي كانت النظرة إليها أنها تشكل كعب أخيل الإنتشار المسيحي برمته؛ هذا كان أكثر مما كان القيمون على الأوضاع مستعدين لرؤيته واستيعابه.

لذا، شكل الترهيب بالخطاب السياسي العنيف والتخوين، متلازما مع القبضة الأمنية الضارية، مضمون ردة فعل الطبقة الحاكمة على قيام "لقاء مار روكز".

إنكفأ البعض تحت وطأة التهديد والوعيد؛ ولكن اللقاء صمد في تكوينه وفي موقفه ومطلبه: وقف العنف في حق أهل المنطقة.

ثبات المرحوم نديم سالم في "اللقاء"، النائب والوزير، أسهم في إضعاف تماسك الموقف الرسمي الى حد كبير؛ وقد حرصت السلطة على تدفيعه ثمن موقفه لاحقا.

هوية أركان اللقاء كانت معبرة: إدمون رزق بتاريخه السياسي الشديد الإلتصاق بمنطقته؛ يوسف جبران بتاريخه القضائي الباهر؛ أنطوان نصر جنديا لبنانيا صرفا عندما عز الولاء للوطن؛ شجاعة وتفاني كل الذين وقفوا معهم في دير الرئاسة العامة.

وهكذا نشأ من قلب البيئة الأكثر تعرضا في الجماعة المسيحية نصاب سياسي، رفع الصوت دفاعا عن جزين وأهلها، وسط تعاطف وتأييد علني حينا، وضمني في أحيان كثيرة من فئات لبنانية واسعة.

***

شكل استعصاء جزين في مطلبها الحق، الرجوع الى كنف الوطن والشرعية، وتضامن الجماعة المسيحية مع المنطقة الصامدة ضغطا سياسيا على الموقف الرسمي، وسلط الضوء على هشاشته واستتباعه. وهكذا لم يكن أمام السلطة بعد ممانعة وصدّ إلا أن تطلب مكرهة لقاء وحوارا مع "لقاء مار روكز".

قبول الآباتي حنا الحوار كان مشوبا بحذر كبير؛ بالحدس كان يستشف النوايا؛ وتجربة الرهبنة الأنطونية مع الدولة آنذاك، شكلت له ولنا دليلا أن القليل يمكن أن ينتج عن التوجه الرسمي الجديد.

ولكن الحصار والتفجيرات والدم المراق وأوجاع الناس، دفعته دفعا الى ترؤس وفد مار روكز وطرق أبواب المسؤولين، رسميين وحزبيين، دينيين ومدنيين.

السلطة غطت عجزها بالغطرسة والتجبر على تقى الراهب وتواضعه. قرار الوصاية باستمرار الضغط العسكري على جزين، كان أكبر من الجالسين على الكراسي ووراء المكاتب؛ كان واحدا من تلك القرارات التي تتعدى المجال الضيق المتروك لأركان السلطة في ممارسة الأحكام.

سلوكهم في الحوار الذي طلبوه جاء صورة عن البؤس الذي طبع الحياة السياسية في تلك الأيام الكوالح؛ تهويل واتهام وتخوين وتشكيك؛ لا لشيء سوى أنهم يعرفون عجزهم ويغطونه بالعجرفة.

أذكر تعبه والحزن الناضح من العينين، بعد رجوعه من الإجتماع تلو الآخر. غالبا ما وفرت عليه مشقة الكلام، ليبلغنا بما كنا نعرف قبل رجوع وفد اللقاء الى الدير.

إتصل بي ذات صباح ليبلغني بأن وفدا من "حزب الله" سوف يحضر الى الدير، ومصرا على ضرورة مشاركتي في الإجتماع. كانوا الطرف المعني أكثر من غيره؛ وكان يعتقد أنهم مختلفون، وأن الحوار معهم يمكن أن يؤدي الى نتيجة ما، الى رفع ولو شيء من المعاناة.

أتذكره جالسا الى جوار رئيس الوفد حول الطاولة المستديرة. وأتذكر ذلك الحزن العميق الذي راح ينهش ملامحه مع تقدم الإجتماع، وتيقنه أن هدف الضيوف مجرد تحسين العلاقة، وانتزاع نوع من أنواع القبول باستمرار نفس السلوك العسكري والأمني في جزين، بكل المفاعيل المأساوية لتلك السياسة على المنطقة وأبنائها.

***

بانفضاض ذلك الإجتماع، بلغ المأزق أوج اكتماله: رفض رسمي لأي تهدئة في جزين، باسم ضرورة استمرار المقاومة، وباسم تلازم مسارات التفاوض بين سوريا ولبنان؛ درجت في تلك المرحلة عادة المزايدة

بالخطاب من تلازم تلك المسارات، وصولا الى وحدتها، ثم "وحدة المسار والمصير"؛ ورفض قاطع لمجرد البحث في الإنسحاب كنتيجة منطقية للأعمال العسكرية ضد الإحتلال؛ وهو ما كان مطروحا ومتداولا في الدوائر السياسية والديبلوماسية المتابعة للأوضاع المتدهورة في جزين.

ولكن المفارقة أنه بالتوازي مع رفض انكفاء الاحتلال عن جزين، فالسياسة الرسمية قامت على استمرار العمليات العسكرية، لا بل تصعيدها بقصف عشوائي طال المدنيين، وزرع عبوات بين البيوت وتفجرها في بلدات المنطقة وقراها، لتحصد عشرات من المدنيين، بينهم أطفال وتلامدذة مدارس.

رفضت السلطة مطالب "لقاء مار روكز" بما هي تعبير عن رفض أبناء المنطقة استمرار المأزق القاتل، واستفحل التهويل على أعضائه وجرى تخوين بعضهم.

***

وجد الآباتي ورفاقه نفسهم أمام وضع خطير يستدعي قرارا لا يقل خطورة.

المطروح دوليا هو إنسحاب الميليشيا الحدودية التابعة لإسرائيل من جزين ومنطقتها، أو "الجيب" كما جرى التعارف الديبلوماسي على تسمية البقعة لقلة أهميتها الإستراتيجية من جهة، ونتيجة للتدهور الكبير في أوضاعها وللأعمال العسكرية في أرجائها.

سوريا ترفض هذا الإنسحاب، من منطلق أن الأولوية المطلقة في تنفيذ الإنسحابات الإسرائيلية، يجب أن تكون في الجولان. توازيا، هي توعز للميليشيات العاملة لصالحها بتكثيف العمليات العسكرية في جنوب لبنان عموما، لتشديد الضغط على إسرائيل، في سياق عملية التفاوض الجارية برعاية الولايات المتحدة؛ وعلى جزين تحديدا، لسهولة هذه العمليات مقارنة بمثيلاتها في سائر المناطق المحتلة حيث كان الوضع مضبوطا بالتفاهمات القائمة؛ ثم لزيادة الضغط على المسيحيين، ووسمهم بالعمالة لإسرائيل وكسر شوكتهم وإخضاعهم لمشيئتها في سياسة الداخل، الهادفة لتكريس الوصاية وتقويض الكيان.

مطلب الحد الأدنى لأبناء المنطقة في المقابل: تحقيق شيء من التهدئة وتحييد المدنيين، بانتظار توافر الشروط السياسية لانسحاب إسرائيل ورجوع جزين وغيرها من المناطق الى كنف الدولة اللبنانية؛ هذا المطلب مرفوض لتعارضه مع الإملاءات فيما تعتبره سوريا مصلحتها العليا.

أصبح عبثيا بالكامل، ودمويا الى حد لا يطاق وضع منطقة جزين وأبنائها. فوتيرة الأعمال العسكرية وحدتها، خاصة عبر استهدافها المدنيين، الهدف منها الضغط على المليشيات ولكن أيضا إثارة الفزع على مصير هؤلاء المدنيين في حال انسحابها.

ولم تعد مجدية مواقف "لقاء مار روكز" بطلب التهدئة وتحييد المدنيين، أو مطالبته الدولة باستعادة جزين الى كنف الشرعية.

وهكذا، فيما يتعلق بالمهمة التي اختارها لنفسه، وهي الدفاع عن أبناء منطقة جزين في محنتهم، وجد اللقاء نفسه، دون إرادة منه ومن أعضائه أمام تحدي الحلول مكان الدولة في تحمل مسؤوليتها تجاه منطقة لبنانية، صارت الى حد بعيد منطقة مهجرة ومنكوبة، مع كل النتائج المدمرة المترتبة على هذا الواقع.

***

لم يكن الآباتي سليم مسرورا أبدا إزاء تطور الأحداث وضيق الخيارات، هو البعيد عن السياسة وأفخاخها. كان يدرك حساسية هكذا قرار ومخاطره الواضحة؛ ليس الخطر الشخصي وهو كان قائما؛ ولكن المخاطر إزاء رهبنته وأخوته، وتجاه الكنيسة والجماعة المسيحية عموما.

أذكر بأنه توجه لي بأسئلة محددة، أجبته عنها بالصراحة والوضوح اللذين كانا سمة الصداقة التي كانت تربطنا.

عرضت له نشوء الخيار الذي سمي "جزين أولا"، وتجربتي مفاوضا مكلفا من رئيس الجمهورية سنة 1990، بالتفاوض لاسترجاع منطقة جزين الى الدولة والشرعية اللبنانية، إستنادا الى أول مبادرة دولية تلقاها لبنان من خلال اشتراكه في "مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط".

عرضت له ما تم التوصل إليه خلال ثماني جولات من التفاوض، في بيت جان عزيز في جزين، شتاء 1990، مع المرحوم أنطوان لحد:

* إنسحاب الميليشيا الحدودية، وانتشار الجيش اللبناني في مدينة جزين والتلال الإستراتيجية المحيطة بها، وسائر أرجاء المنطقة.

* حل الوحدة العسكرية المرابطة في المنطقة والتابعة للميليشيا الحدودية، وانضواء أعضائها بحدود 380 عسكري في الجيش اللبناني، ضمن برنامج حل واستيعاب الميليشيات الذي كان قائما بعد انتهاء الحرب.

رويت له تفاصيل تعثر ذلك الحل آنذاك، بسبب رفض سوريا القاطع له، رغم قبول الدولة اللبنانية.

كان الآباتي متهيبا إزاء ما كنا بصدده. غالب الظن أن مشاورات بين الأخوة جرت داخل دير الرئاسة العامة في مار روكز. زار الآباتي حنا البطريرك صفير في هذا الصدد. والواقع أننا جميعا ذهبنا الى بكركي، للتشاور وطلب النصح. بعد ذلك، كنا مدركين لوحدتنا كمجموعة وليقيننا بصوابية قرارنا، عندما قررنا الإتصال بسفارات الدول الغربية ومطالبتها بالعمل والضغط لانسحاب إسرائيل من جزين، كحل موضوعي لإنهاء الوضع المأساوي الذي المؤدي الى خرابها.

لم نكن ننتظر ردود فعل السفراء لندرك أننا لا نملك جوابا لمسألة المعادلة الأمنية البديلة، في حال تحقق الإنسحاب الإسرائيلي.

ولا كان هناك استخفاف بالوعيد الصارخ، أن حجرا على حجر لن يبق عند الإنسحاب، وأن المنطقة سوف يتم فتحها عسكريا واجتياحها. كانت تلك مخاطرة محسوبة وكنا مستعدين لتحملها. تصاعدت العمليات العسكرية بشكل جنوني حول المنطقة وفي داخلها لترجمة ذلك الوعيد بالنار والدماء.

لم يتراجع "لقاء مار روكز" عن موقفه وعن سعيه، وسط التفاف شعبي واسع.

***

أذكر صفاء الآباتي حنا وهدوئه وتواضعه عندما أبلغته أن الإنسحاب وشيك. شكر الله بكلمات بسيطة تنضح بالإيمان والإتكال على إرادة الخالق وتدبيره؛ ورغم القلق وحراجة الأوضاع، ساده شعور عميق بأنه قام بالواجب وحفظ الأمانة.

لم يذهب مباشرة الى جزين، وبقي على إتصال معنا خلال أيام التوتر التي مرت بعد الإنسحاب عندما رفضت السلطة إرسال الجيش لملء الفراغ، وانتشر المسلحون في أرجاء المنطقة، وسلم مقاتلو الميليشيات الحدودية أسلحتهم وتجمعوا في ساحة المدينة، فرفضت السلطات تأمينهم.

تصاعدت المواجهة السياسية الى الذروة، وتوحد الموقف المسيحي وراء البطريرك صفير ولقاء مار روكز، مطالبا الدولة بتحمل مسؤوليتها ودخول جزين وتأمينها. شخص مجلس الأمن الدولي برمته الى الوضع الناشئ في جزين بعد الإنسحاب؛ الى أن أثمرت الإتصالات السياسية والضغوط الديبلوماسية الكثيفة والمركزة على أركان السلطة، فزار رئيس الحكومة ثم رئيس الجمهورية المدينة، وتسلمت السلطات الشبان وأسلحتهم وحولتهم الى المحكمة العسكرية، في إجراء كان هدفه التنكيل بهم وكسر شعور الفرح الذي ساد المنطقة ومعها قطاعات لبنانية واسعة عقب الإنسحاب. رفضت السلطة ملاقاة الناس في فرحهم بالعودة الى رحاب الوطن والشرعية، وعبرت بالمحاكمة والغياب عن هذا الرفض؛ وكذلك برفض إرسال الجيش الى المنطقة. واستمر غياب الدولة ومعه الحصار، من قبل السلطة سنة كاملة، حتى انهار ذلك الحصار المعيب بانسحاب إسرائيل من سائر مناطق الجنوب سنة 2000.

***

لم تتقبل السلطة اللبنانية، ومعها الوصاية السورية ما حصل في جزين؛ وما أجج إوار الغضب هو أن إرادة الحياة بالعودة الى كنف الوطن التي حملها أبناء منطقة جزين، استطاعت في النهاية أن تفرض نفسها في وجه واحد من أبشع تجليات عهد الوصاية: عرقلة ورفض إنسحاب إسرائيل من لبنان، كذريعة لاستمرار الوصاية السورية عليه وتقويض كيانه.

كان لانسحاب إسرائيل من منطقة جزين بجهد من أبنائها ملتفين حول "لقاء مار روكز" نتائج كبيرة على مستقبل الأوضاع في البلاد.

فتح هذا الإنسحاب الجزئي الباب أمام الإنسحاب الشامل الذي لم يتأخر بعد ذلك إلا شهورا معدودة.

السلطة اللبنانية ومن ورائها سوريا وقفت في وجه الإنسحاب الكامل وأدانته وحاولت عرقلته، كما وقفت في وجه الإنسحاب الجزئي من جزين. إرتبكت وهددت وتوعدت ورفضت إرسال الجيش مرة أخرى تاركة الأقضية المحررة في عهدة القوات الدولية. ولكن الإنسحاب تحقق، وقلب لبنان صفحته المعيبة والمؤلمة.

بعد ذلك لم يتأخر اللبنانيون في الإلتفاف حول كنيستهم للمطالبة بانسحاب سوريا بعد انسحاب إسرائيل. ولدعم البطريرك والمطارنة الموارنة في موقفهم، تأسس "لقاء قرنة شهوان"، على صورة "لقاء مار روكز" ومثاله.

***

وقفة جزين وحيدة عزلاء، في وجه الإعتداء والإهانة فتحت بابا كبيرا، لم يكن أحد من الذين تحلقوا حول الآباتي القديس في تلك الأيام الصعبة يتوقع مدى اتساعه.

إنها واحدة من مفارقات تاريخ لبنان وأمثولاته. صفحة لعب بها الآباتي حنا سليم، والرهبنة الأنطونية دورا رياديا، خليقا بالشجاعة التي ميزت الموارنة في تجسيد لبنانيتهم، فيما هم يدافعون عن القيم الأغلى في هويتهم المشرقية: الكرامة والحرية.

بيروت، في 10/12/2015