المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 تموز/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.july02.15.htm

إلى متتبعي اخبارنا

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/متفرقات متنوعة: محلية، اقليمية ودواية

 

في أسفل عناوين النشرة بأقسامها

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى16/من01حتى04/جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان

سفر أعمال الرسل13/من13حتى25/ومِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ ٱلوَعْد، أَقَامَ ٱللهُ لإِسرائِيلَ يَسُوعَ مُخَلِّصًا

تفاصيل مقابلات مميزة  وتعليقات الياس بجاني وخلفيات التعليقات والمقابلات

أنت في حزب لبناني: إذاً أنت إنسان آلي يتم التحكم بك بريموت كونترول/الياس بجاني/01 تموز/15

عناوين الأخبار اللبنانية

علامة استفهام حول مصير الجلسة الجدل الدستوري يطيح جدول الأعمال؟

حكومة سلام اليوم... أمام «ساعة الامتحان»

بري يؤمِّن ميثاقية الجلسة وسلام يبادله بالدورة الاستثنائية جلسة جسّ نبض لا تحسم إلا في صلاحيات رئيس الحكومة

هل أمن بري الغطاء المسيحي الميثاقي لتشريع الضرورة ام يضغط معنويا؟

"التكتـل" يعترض رسميا عـلى جدول الاعمال ويجتمع استثنائيا بعد الجلسة

مواجهــات السـعديات علــى طـــاولة الحـوار الاسـلامي غـدا

بري يقاوم «التعطيل المهزلة» وعون يحتفظ بـ «الورقة المستورة»

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 30 حزيران 2015

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 1/7/2015

بري: الظرف يقضي بتفعيل المؤسسات وعلينا جميعا تطبيق الدستور

سلام في إطلاق رؤية الاتصالات: السراي قلعة كبيرة من قلاع الحكم حرب: الخطة تساهم في النمو وتوفر فرص عمل للشباب

الجيش استهدف تجمعات وتحركات لآليات المسلحين في الجرود المقابلة لبلدة الفاكهة

سلام استقبل سامر سعاده وتلقى دعوة للمشاركة في افطار مؤسسات المفتي خالد

جعجع التقى راعي ابرشية استراليا ووفد جمعية أصدقاء جونية

أمانة 14 آذار: جريمة السعديات تحمل مؤشرات خطيرة في محاولة من حزب الله لاستكشاف قدرة السكان للدفاع عن أمنهم

حزب الله" يشـدد اجراءاته قرب جوامــع الجنوب بعد عمليــة الكويت

رصد اتصالات بين التكفيريين في عين الحلوة.. وخطة لتعزيز القوة الأمنية

 تحرك لمسلحي "النصرة" في جرود عرسال يحبطـه الجيش ويوقـع خمسـة قتلـى

 تصعيد تحذيري لاهالي العسكريين تزامنا مع جلسـة الحكومة غدا/قطع طريق الصيفي واوتوستراد صيدا.. والايجابيات عالوعد يا...

سـليمان اشـاد بداعمي الحكومـة وحذر من طروحات تغيير الجمهورية

المكتب السياسي الكتائبي انتخب 6 اعضاء اضافيين ليكتمل عدد اعضائه ال22

أهالي السبتية: هل نعود إلى الأمن الذاتي؟

بالصور: عباس شعيب يقاتل في القلمون

اهالي شقرا وحركة "امل" شيعوا حسين وزاني ونجله خالد

عون عرض الاوضاع مع ايخهورست وفليتشر

الرئيس أمين الجميل عرض وايخهورست المستجدات في لبنان والمنطقة

عمار الموسوي امام الوفد الجنوب افريقي: الحرب على الإرهاب يجب أن تمثل الأولوية

الحجار: ما حصل في السعديات ضريبة سلاح حزب الله غير الشرعي

أوغاسابيان: عون رفع سقف مطالبه وسلام في موقف حرج

النائب عماد الحوت: حزب الله لا يدعم عون للرئاسة بل يدعم التأجيل من خلاله

النائب عمار حوري/إننا نلمس تصميماَ من الرئيس سلام على إستعمال صلاحياته الدستورية

النائب أمين وهبي لإذاعة الشرق/ الرئيس سلام حسم أمره منذ الأول لمصلحة المؤسسات

النائب أنطوان سعد دعا النواب المقاطعين للنزول الى البرلمان:لالتئام مجلس الوزراء وفتح المجلس للتشريع

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

انتخاب المرشح المقرب من اردوغان رئيسا للبرلمان التركي

 واشنطن اقترحت اعادة فتح السفارتين في كوبا والولايات المتحدة اعتبارا من 20 الحالي

مقتل 36 جنديا ومدنيا و38 متطرفا في الاشتباكات في شمال سيناء

 هيومن رايتس ووتش ترحب بالقانون الكويتي الجديد حول عمال المنازل

ارتفاع حصيلة ضحايا حادث تحطم الطائرة في أندونيسيا إلى 141 قتيلا

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يكون لبنان ملاذاً لمسيحيّي الشرق؟ أفكار على هامش المخاوف ومتغيّرات المنطقة/روزانا بومنصف/النهار/2 تموز 2015

لبنان يتجه تدريجاً نحو "دولة فاشلة" هل صار لكل زعيم سياسي دستوره؟/اميل خوري/النهار/2 تموز 2015

إستطلاع الرأي: آخر أرنب/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/02 تموز/15

حرب الإلغاء الثانية/غسان حجار/النهار/2 تموز 2015

فرنجية نسف الاستطلاع/راجح الخوري/النهار/2 تموز 2015

الإنجاز الإيراني/هشام ملحم/النهار/2 تموز 2015

جهات سياسية غير متحمّسة لاستطلاع عون جعجع أول المستفيدين ولو حلّ ثانياً/ضوان عقيل/النهار/2 تموز 2015

أيهما أولاً: تقسيم سوريا أم انقسام العراق/صالح القلاب/الشرق الأوسط/02 تموز/15

سوريا وإسرائيل.. مقدمات التدخل المباشر/نبيل عمرو/الشرق الأوسط/02 تموز/15

مصر و«الإخوان المجرمين/ميرفت سيوفي/الشرق/02 تموز/15

«دولة الساحل» بين الأسد وليبرمان عبر وسيط روسي/عبدالوهاب بدرخان/الحياة/02 تموز/15

التدخل العسكري في سورية مسألة وقت/حسان حيدر/الحياة/02 تموز/15

أربعاء سيناء الأسود/زهير قصيباتي/الحياة/02 تموز/15

السباق السوري والعربي إلى الهاوية/معتز حيسو/الحياة/02 تموز/15

قضية الشباب العربي بين الأمس والغد/بول سالم/الحياة/02 تموز/15

حين يضحك هرتزل من قبره/علي الأمين/جنوبية/01 تموز/15

كانت باينة من أولها/بلال فضل/كاتب وصحافي وسيناريست مصري/العربي الجديد/01 تموز/15

وداعاً شامل روكز/موقع تلفزيون المر/01 تموز/15

"المستقبل" ينتقد "القوات": الإستفتاء يحيي "الأرثوذكسي"/صبحي أمهز/المدن/01 تموز/15 

مناورة عونية فاشلة/اسعد بشارة/01 تموز/15

متفرقات متنوعة: محلية، اقليمية ودواية

السفير الفرنسي اقام حفل استقبال لمناسبة مغادرته لبنان: استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه بمثابة ايمان لدينا

الراعي في تخريج طلاب الأنطونية عجلتون: السياسيون يخيبون أمل الشباب بمخالفة الدستور والفساد

الراعي استقبل منى الهراوي وزيادة وساندري وافرام وكرم محامين: لا يمكن ان يعيش المواطن محترما من دون قانون وعدالة وانصاف

 كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس عرضت في مؤتمر صحافي تفاصيل الدعوى المطالبة بإسترجاع مقرها التاريخي في سيس تركيا

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى16/من01حتى04/جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان

"دنَا الفَرِّيسيُّونَ والصَّدُّوقيُّونَ مِنْ يَسُوعَ لِيُجَرِّبُوه، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُريَهُم آيَةً مِنَ السَّمَاء.فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «عِنْدَ حُلُولِ المَسَاءِ تَقُولُون: غَدًا صَحْوٌ! لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّة. وعِنْدَ الفَجْرِ تَقُولُون: أَليَوْمَ شِتَاء! لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ مُكْفَهِرَّة. إِنَّكُم تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاء، أَمَّا عَلامَاتُ الأَزْمِنَةِ فلا تَقْدِرُونَ أَنْ تُمَيِّزُوهَا. جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان». ثُمَّ تَرَكَهُم ومَضَى."

 

سفر أعمال الرسل13/من13حتى25/ومِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ ٱلوَعْد، أَقَامَ ٱللهُ لإِسرائِيلَ يَسُوعَ مُخَلِّصًا

"يا إخوتي، أَقلَعَ بُولُسُ ورَفيقَاهُ مِنْ بَافُس، وأَتَوا إِلى بَرْجَةَ في بَمْفِيلِية، غَيْرَ أَنَّ يُوحَنَّا فَارَقَهُمَا وعَادَ إِلى أُورَشَلِيم. أَمَّا بُولسُ وبَرْنَابَا فَٱجْتازا مِن بَرجَة، ووَصَلا إِلى أَنْطَاكِيَةِ بِيسِيدِيَة، ودَخَلا ٱلمَجْمَعَ يَوْمَ ٱلسَّبتِ وجَلَسَا. وبَعْدَ قِرَاءَةِ ٱلتَّوْرَاةِ وٱلأَنْبِيَاء، أَرْسَلَ رُؤَسَاءُ ٱلمَجْمَعِ يَقُولُونَ لَهُمَا: «أَيُّهَا ٱلرَّجُلانِ ٱلأَخَوَان، إِنْ كَانَ لَدَيْكُمَا كَلِمَةُ تَشْجِيعٍ لِلشَّعب، فتَكَلَّمَا». فَقَامَ بُولُسُ وأَشَارَ بِيَدِهِ وقَال: «أَيُّها ٱلرِّجَالُ بَنُو إِسْرَائِيل، ويا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ يتَّقُونَ ٱلله، ٱسْمَعُوا: إِنَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ هذَا ٱخْتارَ آبَاءَنَا، ورَفَعَ شَأْنَ هذَا ٱلشَّعْبِ في غُرْبَتِهِ في أَرْضِ مِصْر، وأَخْرَجَهُم مِنْهَا بِذِراعٍ مُرْتَفِعَة. وأَعَالَهُم في ٱلبَرِّيَّةِ نَحْوَ أَربَعينَ سَنَة. وأَبَادَ سَبْعَ أُمَمٍ في أَرْضِ كَنْعَان، ووَزَّعَ علَيْهِم أَرْضَها مِيراثًا، مُدَّةَ أَربَعِ مِئَةٍ وخَمْسينَ سَنَة. ثُمَّ أَعْطَاهُم قُضَاةً حتَّى صَمُوئِيلَ ٱلنَّبِيّ. وبَعْدَ ذ لِكَ طَلَبُوا مَلِكًا فأَعْطَاهُمُ ٱللهُ شَاوُلَ بْنَ قَيْس، رجُلاً مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِين، مُدَّةَ أَرْبَعينَ سَنَة. ثُمَّ عَزَلَهُ وأَقَامَ لَهُم دَاوُدَ مَلِكًا، وشَهِدَ لَهُ بِقَوْلِهِ: وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً على حَسَبِ قَلْبِي، وهُوَ سَيَعْمَلُ كُلَّ مَا أَشَاء. ومِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ ٱلوَعْد، أَقَامَ ٱللهُ لإِسرائِيلَ يَسُوعَ مُخَلِّصًا. وقَبْلَ مَجِيءِ يَسُوع، سَبَقَ يُوحَنَّا فَكَرَزَ بِمَعْمُودِيَّةِ تَوبَةٍ لِكُلِّ شَعْبِ إِسْرائِيل. ولَمَّا أَوشَكَ يُوحَنَّا أَنْ يُتِمَّ سَعْيَهُ، قَال: «مَنْ تَظُنُّونَ أَنِّي هُوَ؟ أَنَا لَسْتُ مَنْ تَظُنُّون. ولكِنْ هُوَذا يَأْتي بَعْدي مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِباطَ حِذَائِهِ!"

 

تفاصيل مقابلات مميزة  وتعليقات الياس بجاني وخلفيات التعليقات والمقابلات

أنت في حزب لبناني: إذاً أنت إنسان آلي يتم التحكم بك بريموت كونترول

الياس بجاني/01 تموز/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/07/01/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A3%D9%86%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D8%B0%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D9%86%D8%AA-2/

ترى هل في لبنان أحزاب بمعايير ومفاهيم أحزاب الدول الغربية والديموقراطية التي في مقدمها مبدأ تبادل مواقع السلطة واحترام العقل والعلم والحرية والمنطق وخدمة الوطن وليس الأفراد؟

بالطبع لا، وما تسمى أحزاب في لبنان هي جميعها، ودون أي استثناءات شركات تجارية وعائلية هدفها الربح والسلطة واستعباد الناس والمتاجرة بهم، ونقطة على السطر.

ففي آلية عمل هذه الشركات الأحزاب كافة، المالك أو ورثته هم دائماً على صواب، وطاعتهم العمياء دون سؤال، والتبعية الغنمية لهم، والقبول بقدسيتهم  وقدراتهم الغيبية المطلقة، هي المقومات الأربع المطلوبة من كل حزبي، وإلا لا مكان له في الشركة-الحزب.

من هنا  فإن الحزبي للأسف هو مواطن لبناني تخلى عن حقوقه في المواطنة، وكذلك عن حريته، وارتضى العبودية بأبشع صورها، وقبّل دور "الزلمي"، و"التابع" لأصحاب الشركة-الحزب.

وبناءً على هذه الحقيقة المعاشة، فإن لا وجود عند الحزبي لحاسة نقد ولو جزئية، ولا فسحة في عقله لأي منطق أو رأي مستقل.

الحزبي في وطن الأرز في مفهوم التكنولوجيا الحديثة هو "ريبوت"، أي إنسان آلي، يُسَّير عن بعد وعن قرب بريموت كونترول أصحاب الشركة أو من ينتدبونه لهذه المهمة، والحال "الريبوتية" هذا هي نفسها السائدة في الوطن الأم كما في بلاد الانتشار.

وبنتيجة هذه "الريبوتية"، لا نسمع، ولن نسمع في أي وقت، أن حزبي مهما على شأنه قد اعترض على قرار واحد يتعلق بمواقف أو تحالفات أو معايير عداء أو سلم أو حرب اتخذه صاحب شركة الحزب التي يزين صدره بزرها أو يلف حول رقبته فولارها.

من هنا فإن مشكلة لبنان الأساسية هي ليست في الاحتلال الإيراني، ولا في حروب وإرهاب وهمجية وسلاح حزب الله الذي هو جيش المحتل المحلي، بل المشكلة تكمن في ذمية وتقية وتبعية وغنمية السواد الأعظم من العاملين في المجالين السياسي والوطني، كما في نفوس رجال الدين الكبار الذين لا يخافون الله ولا يحسبون حساباً ليوم حسابه الأخير.

*الكاتب  ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

علامة استفهام حول مصير الجلسة الجدل الدستوري يطيح جدول الأعمال؟

 خليل فليحان/2 تموز 2015/من المتوقع أن تتحول جلسة مجلس الوزراء اليوم الخميس الى جلسة نقاش لصلاحيات رئيس الحكومة بالنسبة الى جدول الاعمال. واذا كان الوزراء الـ24 الذين تحولت صلاحيات رئيس الجمهورية اليهم يحق لهم الاعتراض على جدول خلا من قضايا يريدون درسها. واللافت ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لم يسارع الى فتح النار على الرئيس تمام سلام لانه لم يلحظ موضوعي التعيينات الامنية ومدى تطبيق خطة الجيش في عرسال وجرودها. ويسجل لعون انه اعتمد الاسلوب الهادئ في الرد على تجاهل سلام لمطلبيه، وأرسل اليه كتابا خطيا يتضمن مآخذه على تجاهلهما. وأفادت مصادر وزارية ان الموقف الذي سيتخذه سلام في جلسة اليوم بقي محاطا بالسرية. وبالنسبة الى الاجراءات الامنية في عرسال وجرودها فقد كانت شهادة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لدى لبنان سيغريد كاغ كافية، وقد عاينت ميدانيا الاجراءات المتخذة وكانت برفقة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي. ووُصفت شهادتها بأنها رسالة الى الوزيرين العونيين جبران باسيل والياس بو صعب اللذين طالبا المجلس باطلاعهما على فاعلية تصدي الجيش للارهابيين في جرود عرسال. ورأت المصادر انه في التعيينات الامنية، يفسح كتاب التكتل في المجال أمام جدل قانوني ودستوري محتدم، ولن يترك الوقت لمناقشة جدول الاعمال والقضايا الـ81 المدرجة في متنه. وأشارت الى المادة 4 من الدستور التي تجيز لرئيس مجلس الوزراء ان يضع وفق الاصول المحددة في الدستور جدول الاعمال ويطلع رئيس الجمهورية مسبقا على المواضيع التي تتضمنها، وترسل نسخة منه الى رئاسة الجمهورية والى جميع الوزراء قبل أسبوع على الاقل من تاريخ مناقشتها (...)". وهنا يقول الكتاب المرسل الى سلام انه ارتكب مخالفة قانونية ودستورية لأن الوزراء الـ24، ومنهم الوزيران العونيان اللذان يتقاسمان صلاحيات رئيس الجمهورية الذي لم ينتخب حتى الآن. ويعتبر باسيل وبو صعب انهما ينتميان الى كتلة وازنة سياسيا ويجب اطلاعهما على مضمون جدول الاعمال مسبقا، وانهما يحتجان على عدم اضافة موضوعي عرسال والتعيينات الى الجدول السابق الذي لم يناقش. وتوقعت أن يتكرر موقف الوزيرين العونيين في حال اعتماد سلام الكتاب المرسل اليه. وسيركزان على عرض التكتل السياسي الذي ينتميان اليه تجاهل وزنه وحجمه البرلمانيين والشعبيين. ومن المتوقع أن يرد عليهما رئيس الحكومة بأن التعيينات غير متفق عليها، وهناك العديد من القضايا الملحة التي يفترض ان يبتها المجلس الذي لا يمكن تعطيله بعد ثلاثة أسابيع من الاتصالات لم تثمر اتفاقا على تلك التعيينات. واعترفت بأنه لا يمكنها ان تتكهن بما سيؤول اليه النقاش وهل سينسحب باسيل وبوصعب اذا لم يؤخذ بمطلبهما، أم أنهما سيقبلان باعطاء المزيد من الوقت لموضوع التعيينات والانتقال الى درس بنود جدول الاعمال. ولفتت الى انه من الصعب معرفة ما ستؤول اليه المواقف، لأن القوى السياسية الاخرى الممثلة في الحكومة تؤيد موقف سلام، وفي طليعتها الرئيس نبيه بري.

 

حكومة سلام اليوم... أمام «ساعة الامتحان»

بري يقاوم «التعطيل المهزلة» وعون يحتفظ بـ «الورقة المستورة»

| بيروت - «الراي»/02 تموز/15

يضرب لبنان اليوم موعداً مع محطة سياسية - دستورية بالغة الحساسية تشكّلها الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء بعد انقطاع 3 أسابيع نتيجة الخلاف المستحكم حول بند تعيين قائد جديد للجيش الذي يصرّ زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون فيه على إذعان الآخرين لمطلبه بتعيين صهره العميد شامل روكز قبل نحو شهريْن من انتهاء خدمة العماد جان قهوجي في سبتمبر المقبل.

فالجلسة التي أصرّ رئيس الحكومة تمام سلام على عقدها من خارج اي تفاهم سياسي مع عون المدعوم من «حزب الله» والنائب سليمان فرنجية وحزب «الطاشناق»، تبدو مفتوحة على احتمالات غامضة تترنّح بين حدّيْ تمديد الأزمة الحكومية أو بلوغها مستويات أكثر تعقيداً من شأنها ترك انعكاسات غير محسوبة على مجمل الواقع السياسي في لبنان.

وعشية الجلسة بدت لوحة السيناريوات المحتملة لها على الشكل الآتي:

* أن رئيس الحكومة ورغم عدم إدراج بند التعيينات على جدول الاعمال، فإنه سيفسح المجال في بداية الجلسة امام مناقشته فيدلي مختلف الأفرقاء بدلوهم من دون ان يتم التوصل الى تفاهم في ظلّ تمسك أكثرية مكونات الحكومة ووزير الدفاع سمير مقبل بعدم بحث ملف قائد الجيش قبل موعده، ليصار بعدها الى الانتقال لسائر بنود جدول الأعمال.

* أن رئيس الحكومة وبالتفاهم مع رئيس البرلمان نبيه بري، مصرّان على منْع تعطيل الجلسة في حال عدم التوافق على بند التعيينات، وذلك عبر السير بالبنود الاخرى من جدول الأعمال ولو بالتصويت بأكثرية النصف زائد واحد او الثلثيْن، ما يُعتبر تجاهلاً لاعتراض عون المدعوم من «حزب الله» على بت اي بند قبل حسْم ملف تعيين قائد الجيش، وتالياً خروجاً على آلية عمل «الحكومة الرئاسية» القائمة على التوافق. علماً ان بري ذهب في معرض رفضه استمرار ما أسماه «مهزلة التعطيل» في الحكومة والبرلمان الى اعتبار ان اي انسحاب لوزراء عون وحلفائه لن يُفقد الجلسة الحكومية ميثاقيتها اذا بقيت أكثرية الثلثيْن مؤمنة لانعقادها.

* أن عون، الذي جزم بأن وزراءه ووزراء حلفائه لن ينسحبوا من الجلسة اذا لم يُبتّ ملف التعيينات الأمنية، على قاعدة عدم الانجرار الى ما اعتبره رغبة خصومه في «إحراجنا لإخراجنا»، لم يحسم موقفه من الخطوة التالية التي سيتخذها بحال تمّ الانتقال الى مناقشة جدول الأعمال والتصويت على بنوده بمعزل عن موقفه المعترض على ذلك. علماً ان وزير التربية إلياس بو صعب (من فريق عون) كان قال: «نحن باقون وسنناقش. وما راح نوقِّف لييأسوا، منفلّ نحن ويّاهم»، مشيراً إلى أن «خروجنا من الجلسة يعطيهم نفس الفرصة التي أخذتها حكومة (الرئيس) فؤاد السنيورة البتراء. والوقت لا يزال مبكراً لتطيير الحكومة. وإذا حصل الأمر نكون قد دخلنا إلى المؤتمر التأسيسي، وهذا غير وارد الآن. نحن في مرحلة يجب أن يقتنع الجميع بضرورة الوصول إلى تسوية».

وفي موازاة هذه التعقيدات، لم تُسقط بعض الدوائر احتمالاً ولو ضئيلاً بأن يعمد سلام بعد عرض مناقشة جدول الأعمال وسماع اعتراض عون وحلفائه الى رفْع الجلسة عند هذا الحدّ من دون الذهاب الى التصويت تفادياً لتفجير المأزق الحكومي، فيكون رئيس الحكومة فاز بممارسة صلاحياته وكسَر منطق التعطيل ولو شكلاً، ويكون عون لم يخسر عبر مراعاة اعتراضه لجهة عدم اتخاذ اي قرارات خارج التوافق، او ان يتجرّع وزراء عون الحاجة الى إمرار بنود ملحّة ذات طبيعة معيشية تجنّباً لتحميلهم مسؤولية الإضرار بمصالح الناس ولإدراكهم ان «الخطوط الحمر» ما زالت قائمة امام اي مسّ بالحكومة او تفجير لها.

واللافت في ظل هذا المخاض هو اندفاعة الرئيس بري على خط الدفع لفتح دورة استثنائية للبرلمان تجري محاولة لصدور المرسوم الحكومي الخاص بها في جلسة اليوم عبر توقيع أكثرية النصف زائداً واحداً من الوزراء عليه (مكان رئيس الجمهورية)، وسْط تشديد رئيس مجلس النواب على انه لن يراعي في اي جلسة تشريعية يدعو لها غياب قوى مسيحية اساسية معترضة على التشريع في ظل الشغور في رئاسة الجمهورية ما دام أفرقاء مسيحيون آخرون سيحضرون، وهو ما عبّر عنه بقوله: «إذا تغيّبت مكوّنات عن الجلسة النيابيّة المفترضة وحضرت مكوّنات أخرى تنتمي الى اللون الطائفي ذاته، فإنني سأمضي في الجلسة ولن أتوقف عند مقاطعة هذا الفريق أو ذاك، كما كنت أفعل سابقاً، وأعتقد أنني راعيت بعض الخواطر والاعتبارات ما يكفي، وحان الوقت من أجل وضع حدّ لمهزلة التعطيل».

ورأت أوساط واسعة الاطلاع ان «بري يعبّر في اندفاعته لعقد جلسة للبرلمان كما الحكومة، عن ضيق صدر من تمادي عون في سياسة التعطيل وسط اعتبار آخرين من خصوم عون ان الاخير يتصرف وكأنه يعيش على كوكب آخر غير آبه ٍ بالحرائق المشتعلة من حول لبنان والتي طالت حدوده الشرقية»، وهو الانطباع عينه الذي ظهّره النائب وليد جنبلاط الذي اكد ان «المصلحة الوطنية تقضي بفتح دورة استثنائية في مجلس النواب لأننا ببساطة لا نستطيع أن نبقى نناقش جنس الملائكة بينما النار تحترق من حولنا».

واعتبرت الأوسط نفسها ان الإشكال الذي وقع ليل أول من أمس في منطقة السعديات (جنوب بيروت) بين عناصر من «سرايا المقاومة» التابعة لـ «حزب الله» وآخرين من أبناء المنطقة (ذات الغالبية السنّية) ما ادى الى وقوع 7 جرحى قبل ان يتدخل الجيش وتحصل اتصالات سياسية رفيعة لاحتواء الموقف، شكّل مؤشراً الى ارتفاع كبير في منسوب الاحتقان الداخلي على خلفية الأزمات المتوالدة.

 

بري يؤمِّن ميثاقية الجلسة وسلام يبادله بالدورة الاستثنائية جلسة جسّ نبض لا تحسم إلا في صلاحيات رئيس الحكومة

سابين عويس/النهار/2 تموز 2015

إذا صحت تهديدات ممثلي "التيار الوطني الحر" في الحكومة وخارجها بإبقاء النقاش مفتوحاً في جلسة مجلس الوزراء اليوم، حتى إقرار موضوع التعيينات العسكرية، فإن رئيس الحكومة تمام سلام سيحتاج إلى كل الصبر الذي يملكه لإحتواء هذا النقاش ومنع تحوله مادة مفجّرة للحكومة، بما يتيح إنقضاء الساعات الثلاث المحددة للجلسات، بسلام ومن دون أضرار. بات من المؤكد أن مجلس الوزراء العائد بعد 3 أسابيع من الانقطاع، سينعقد وسيحضر جميع الوزراء بمن فيهم وزراء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله". كما بات أكيدا أن هؤلاء لن ينسحبوا من الجلسة لمنع الامور من الخروج عن السيطرة، في ظل تأكيد المكونات السياسية الأخرى وفي مقدمها حركة "امل" تأمين نصاب الجلسة وميثاقيتها وإصرارها على التقيد بالدستور وما يمليه في شأن التصويت على القرارات التي يدور حولها خلاف او تباين.

لن تصل الامور الى هذه المرحلة كما تؤكد مصادر وزارية مطلعة، ولا مصلحة لأي من القوى السياسية أن تصل الامور إلى مثل هذه المرحلة. لكن هذا لا يلغي تمسّك وزيري التيار بمطلبهما، يساندهما وزيرا "حزب الله" بطرح بند التعيينات العسكرية. ما يعني عملياً أن هذا البند سيطرح من خارج جدول الاعمال الذي وزعه سلام منذ الجلسة الاخيرة ولم يتضمن أساساً هذا الموضوع.

سيأخذ سلام في الاعتبار الاعتراض الخطي الذي سجله وزير التربية الياس ابو صعب بإسم الجنرال ميشال عون وسيتيح المجال أمام النقاش في هذا الموضوع، لكن المصادر تستبعد أن يتم التوصل إلى أي قرار في شأنه خصوصاً أن وزير الدفاع سمير مقبل، المعني مباشرة بهذا الموضوع لم يتقدم بأي إقتراحات في شأن التعيينات في المؤسسة العسكرية على مستوى رئاسة الاركان وقيادة الجيش، الأولى مطلع آب والثانية في ايلول. ولن يكون في قدرة الوزراء المعترضين الذهاب بعيداً في نقاشهم وتمسكهم ببند التعيينات لسببين:

- الاول ان هذا الموضوع هو من صلاحيات وزير الدفاع حصراً وليس في وارد التنازل عنها. وأي طرح من اي وزير آخر سيشكل تدخلاً في هذه الصلاحيات وإعتداء عليها، كمثل ان يقرر وزير غير وزير الخارجية تعيين سفير او وزير غير وزير التربية تعيين مدير عام الوزارة!

- الثاني أن وضع جدول الاعمال وطرح بنوده على النقاش هو من صلاحيات رئيس الحكومة حصراً. وسيمارس سلام هذه الصلاحيات عبر لجوئه الى وقف النقاش في ملف التعيينات عندما يرى ذلك ملائماً والانتقال إلى بنود جدول الاعمال. وفي هذا المجال، علم أن ثمة تفاهماً ضمنياً ليس "حزب الله" في منأى عنه، من أجل إصدار مرسوم فتح دورة إستثنائية للمجلس النيابي، وهو الامر الذي اشار اليه صراحة الرئيس نبيه بري عندما ذكَر بأن النصاب المطلوب هو النصف زائداً واحداً. كما ينتظر أن يتم إقرار بعض البنود الاخرى ومنها ملف الانتاج الزراعي خصوصا أن مواسم الجنوب بدأت تشكل عبئاً على الحزب.

يظهر "حزب الله" في هذه المسألة مراعياً لحليفيه. فهو من جهة سيقف إلى جانب عون في ملف التعيينات، فيرفض الخوض في أي بند آخر قبل بته، وسيتحفظ من جهة أخرى، عند التصويت على مرسوم الدورة الاستثنائية، مراعاة للضفة الاخرى من الثنائية الشيعية!

لكن المفاجأة ستأتي من الضفة المسيحية حيث أفادت المعلومات أن ثمة وزراء يتجهون نحو المطالبة بتأجيل بت التوقيع على فتح الدورة ( في إطار التوقيع وكالة عن رئيس الجمهورية، بإعتبار ان المرسوم لا يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء بل إلى توقيع رئيسي الجمهورية والحكومة)، وذلك بسبب تأخر تسلمهم بريد الجدول الملحق الذي يتضمن المرسوم!

وعليه، ينتظر ان يطرح سلام من خارج الجدول موضوعي الوضع الامني في عرسال، وملف التصدير الزراعي ودعم فرق كلفة النقل بناء لطرح وزير الزراعة اكرم شهيب، على ان ينتقل بعدها الى طرح البنود الواردة على الجدول.

تؤكد المصادر الوزارية أن لا بت لملف التعيينات قبل أن يحين أوانه وأن المخرج الاقرب لمنع المواجهة في هذا الشأن يقضي بتكليف مجلس الوزراء وزير الدفاع إعداد إقتراحاته حول هذا الموضوع تمهيداً لرفعها إلى الحكومة.

وتؤكد المصادر أن هذا الموضوع سيكون خاضعاً للتمييع لاسابيع ربما تمهيداً لأوان موعد تسريح رئيس الاركان بحيث يُطرح في سلة متكاملة مع قيادة الجيش، علماً أن كل المعلومات تشي بأن التوجه حُسم نحو التمديد للعماد جان قهوجي.

 

هل أمن بري الغطاء المسيحي الميثاقي لتشريع الضرورة ام يضغط معنويا؟

"التكتـل" يعترض رسميا عـلى جدول الاعمال ويجتمع استثنائيا بعد الجلسة

مواجهــات السـعديات علــى طـــاولة الحـوار الاسـلامي غـدا

المركزية- لم تفرز معطيات الساعات الاخيرة قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء "المجهولة المصير" غدا، اي جديد من شأنه ان يزيل الضبابية التي تغلف اجواء الجلسة وما سيؤول اليه المشهد الحكومي في ظل اصرار التيار الوطني الحر على ادراج التعيينات العسكرية بندا اول في جدول الاعمال، وقد وجه الوزير الياس بو صعب باسم تكتل التغيير والإصلاح اليوم كتاب اعتراض في شأنه لرئيس الحكومة تمام سلام، في حين يعقد التكتل اجتماعا استثنائيا في الثالثة والنصف بعد ظهر غد للتشاور في ما آلت اليه الامور داخل مجلس الوزراء.

ومع ان المعنيين يجمعون على اعتبار الجلسة مفصلية لكونها ستسلك واحدا من مسارين: استمرار التعطيل والانفجار او تخطي الخلافات وفق مقتضيات المرحلة داخليا واقليميا ودوليا، فان الحسم يبدو كمن يضرب في الرمل نظرا لطبيعة التعقيدات التي تتحكم بالخلافات. وتوقع وزير الاعلام رمزي جريج عبر "المركزية"، "جوا هادئا في الجلسة غدا، على رغم اصرار "التيار"على موقفه، وهو كما قال سيعرض وجهة نظره ويفترض من الوزير المختص ان يقدم اقتراحا في هذا الخصوص، لكن وزير الدفاع ما برح يردد عبارته الشهيرة "تا نوصل ليا منصلي عليه"، لذا نتوقع الا يُتخذ القرار غدا في هذا الموضوع لانه سابق لاوانه ولا توافق على بته اليوم وعندئذ سيطرح رئيس الحكومة تمام سلام بنودا اخرى على جدول الأعمال، ولا نعلم ما ستكون عليه ردة فعل وزيري "التيار"، حيث قد يعارضون اقرارها، وعندها سيعيد سلام طرح آلية عمل الحكومة، فحسب احكام الدستور لا يكفي ان يعارض فريق ليُصرف النظر عن البحث في موضوع محدد، وثمة آلية تقول بأخذ قرارات بالتوافق أولا والا فبأكثرية عادية او موصوفة".

التشريع: وفي ما باتت التسويات الحكومية مربوطة على ما يبدو بالبرلمانية في ضوء تأمين الرئيس نبيه بري ميثاقية الجلسة الوزارية مقابل توقيع فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، جاء موقف بري ليقرن الشك باليقين لجهة اصراره على "اعادة تحريك عجلة السلطة التشريعية من خلال فتح دورة استثنائية، حتى لو غاب عنها بعض المكوّنات ذات اللون الطائفي الواحد لأن الوضع لم يعد يحتمل، وانه سيمضي في الجلسة ولو غابت بعض المكونات وحضرت اخرى تنتمي الى اللون الطائفي نفسه".

التيار: وفي وقت لا يبدو ان ايا من الكتل المسيحية سيعدل عن مطالبه لتأمين الميثاقية، وبعدما اكدت كتلة القوات اللبنانية تمسّكها بادراج قانوني الانتخابات واستعادة الجنسية على جدول الاعمال، ذكّر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب حكمت ديب بان "الرئيس بري هو صاحب مقولة "لا جلسة ميثاقية دون حضور مكوّن اساسي طائفي"، وهو "امتنع عن عقد جلسات عدة بسبب غياب "تيار المستقبل" المكوّن السنّي الاساسي"، وسأل عبر "المركزية" "الا يستدعي مثلاً غياب "التيار الوطني الحر" عن جلسة تشريعية تطبيق المقولة ذاتها"؟ وقال "لسنا هواة مقاطعة، لكن مسألة ميثاقية القرارات والتعيينات والجلسات تمسّ الكيان"، واصفاً "خطوة اقدام الرئيس بري على عقد جلسة تشريعية بغياب المكوّنات المسيحية الرئيسية بالـ "خطيرة جداً" وتطال وجود لبنان".

...والكتائب: اما عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر فاستبعد عبر "المركزية" ان "يدعو بري الى جلسة تشريعية في غياب كتلة مسيحية اساسية"، مؤكدا ان التواصل دائم معه، الا انه اكد موقف "الكتائب" بان "وظيفة المجلس الوحيدة انتخاب رئيس الجمهورية".

ضغط معنوي: وقالت مصادر نيابية مسيحية لـ"المركزية" ان ليس ما يحول دون مشاركة الكتل المسيحية في الجلسات التشريعية اذا ما تم الاخذ بمطلب ادراج قانون الانتخاب واستعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني، مشيرة الى ان مشروع قانون الانتخاب، وبحسب ما وعد الرئيس نبيه بري في الهيئة العامة، يمكن طرحه لكونه لا يحتاج الى مناقشة في اللجان في حين ان مشروع استعادة الجنسية يتطلب بعض العمل المجلسي، مذكرا بان اكثر من سيناريو طرح لانهائه في جلسة واحدة للجان المشتركة، فلم تدع اللجان، بما يؤكد ان النية غير متوافرة لادراجه على جدول اعمال الجلسة. واعربت عن اعتقادها ان الرئيس بري قد يكون تواصل مع احدى الكتل النيابية المسيحية وحصل منها على وعد بالمشاركة في "تشريع الضرورة"، ذلك ان غياب الكتل المسيحية الثلاث الاساسية عن الجلسة لا يمكن ان يجعلها ميثاقية، والا وفي حال لم يكن بري قد أمن هذا الغطاء، فان كل حديث عن عقد جلسة مجرد ضغط على المسيحيين لحملهم على تأمين التشريع من دون ادراج قانون الانتخاب في شكل اساسي على جدول الاعمال، وهذا الضغط سيستتبع بآخر قريبا من بوابة عدم امكانية دفع رواتب موظفي القطاع العام خلال شهرين، علما ان الحل موجود دائما عبر سلفات الخزينة. وقالت ان كل هذه اللعبة تهدف ليس للوصول الى الانتاجية بقدر ما هي للضغط المعنوي وتحميل المسؤولية للغير.

مواجهات السعديات والحوار: في غضون ذلك، وفي تطور خطير هو الاول من نوعه منذ انطلاق الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، أطلَت الفتنة برأسها من بلدة السعديات الشوفية، التي تحولت ليل أمس ساحة حرب حقيقية دارت فصولها بين مناصري "حزب الله" وسرايا المقاومة من جهة، وأهالي البلدة المناصرين لـ"تيار المستقبل" من جهة أخرى. وسلطت الحادثة الضوء مجددا على مصير الحوار السني – الشيعي الذي ينعقد في جولة جديدة غدا، ورسمت اكثر من علامة استفهام حول جدوى استمراره بعدما شكلت المواجهات الليلية هذه، دليلا فاقعا الى انه لم ينجح في تنفيس الاحتقان المذهبي ولا في حماية السلم الاهلي كما يفترض. وفي هذا الاطار، أكدت اوساط المستقبل لـ"المركزية" ان ما جرى على خطورته، لن يؤثر على مجريات الحوار، الا انه سيحضر بقوة في جلسة الحوار غدا. وكانت الاتصالات السياسية نجحت بعد تدخل الجيش ميدانيا، في اعادة الهدوء الحذر الى السعديات التي شهدت اليوم انتشارا كثيفا للجيش بعد الاشتباك المسلح الذي ادى الى سقوط جرحى لم يعرف عددهم النهائي، واستخدمت فيه صواريخ واسلحة خفيفة ومتوسطة، واستمر لنحو 3 ساعات.

الجيش والنصرة: أمنيا، استهدفت قوة من الجيش في منطقة عرسال ليلا، مجموعة مسلحة من جبهة النصرة، أثناء محاولتها التسلل بين البلدة وجرودها، حيث اشتبكت مع عناصرها، وأوقعت في صفوفهم خمسة قتلى عرف منهم السوري غالب سعيد غية. وتم تسليم الجثث إلى المرجع المختص لإجراء اللازم.

الاهالي الى الشارع: وتزامنا مع الجلسة الحكومية، يعود اهالي العسكريين المخطوفين الى الشارع، حيث اكد الناطق باسمهم حسين يوسف لـ"لمركزية"، "اننا قررنا تنفيذ تصعيد تحذيري غدا في نقطتين،هما طريق الصيفي عند العاشرة، واوتوستراد صيدا – الجنوب عند التاسعة، ولن نفتحهما قبل نيل تطمينات ايجابية فعلية.

خطة الاتصالات: من جهة ثانية، أُطلقت اليوم من السراي، خطة "لبنان 2020 - رؤية الإتصالات الرقمية" في مؤتمر رعاه وحضره الرئيس سلام ونظمته وزارة الإتصالات في حضور حشد من الشخصيات السياسية النيابية والوزارية، الى جانب أهل الإختصاص. واكد سلام ان لا أحد يتردّد في دعم هذا المشروع الطموح.

النفط: على خط آخر، جال المبعوث الأميركي الخاص ومنسق شؤون الطاقة الدولية آموس هوشتاين على عدد من المسؤولين متابعة لملف التنقيب عن النفط والغاز اللبناني، فالتقى كل من الرئيس سلام ووزير الطاقة والمياه أرتور نظريان وتم التباحث في مواضيع تتعلق بالطاقة وشؤون نفطية والمسعى الأميركي في هذا الإطار. وسيزور هوشتاين غدا رئيس مجلس النواب الذي اكد في لقاء الاربعاء النيابي اليوم اهمية الموقف اللبناني الموحد في مواجهة محاولات العدو الاسرائيلي الاعتداء على بحرنا وثروتنا النفطية. وقال ان الموقف اللبناني واضح وهو مع ترسيم الحدود البحرية باشراف الامم المتحدة ووفقاَ للقرار 1701، ولا تنازل عن اي قطرة مياه او شبر واحد من حدودنا البحرية كما البرية.

وقبل ان يغادر بيروت غدا يجتمع هوشتاين مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

 

بين مؤيّد للنصف زائد واحد وضرورة تحديد الموضوعات والمدّة ماذا عن توقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية للبرلمان؟

ألين فرح/النهار/2 تموز 2015

اتفاق الرئيسين نبيه بري وتمام سلام على تلازم العمل الحكومي مع التشريع النيابي، أفضى الى الحديث عن امكان طرح الحكومة في جلستها اليوم موضوع فتح دورة استثنائية لمجلس النواب كي يفتح أبوابه بدوره أمام اقرار مشاريع قوانين تحتاج الى إقرار. لكن الخطوة ترتبط بموقف وزراء "تكتل الاصلاح والتغيير" من التعيينات العسكرية والأمنية وايضا بموقف بقية الوزراء المسيحيين من موضوع "تشريع الضرورة" قبل انتخاب رئيس للجمهورية. والسؤال الدائم يطرح نفسه هنا هل في الامكان تجيير صلاحية رئيس الجمهورية في توقيع مرسوم فتح دورة استثنائية للحكومة في ظل تمنع وزير أو أكثر عن التوقيع؟ وكيف هي الآلية؟ الرئيس بري كان أعلن ان الجلسة ستنعقد ما دامت اكثرية الثلثين متوافرة وستتخذ قرارات وفق ما نص عليه الدستور، أي ما يتطلب الثلثين يصوت عليه بالثلثين وما يتطلب النصف زائد واحد يصوت عليه بالأكثرية المطلقة، يعني ذلك إن إصدار الحكومة مرسوم دورة استثنائية لمجلس النواب يكتفى فيه بالنصف زائد واحد، لأنه ليس مدرجاً في عداد ما نصت عليه المادة 65.

يوافق الرئيس حسين الحسيني على ان فتح دورة اشتراعية استثنائية يحصل بأكثرية النصف زائد واحد وبنصاب ثلثين، ولا يعتبر الأمر مخالفة للدستور. "فمرسوم الدورة الاستثنائية وفقاً للدستور يجب أن يكون النصاب ثلثين والأكثرية العادية في الحكومة اي النصف زائد واحد". إلا أن ثمة طريقة أخرى لفتح دورة استثنائية تقضي بأن يقدّم 51 في المئة من النواب عريضة لفتح الدورة الزامياً أو إذا استقال رئيس الحكومة فيعتبر المجلس في حال انعقاد استثنائي.

أما الخبير الدستوري الدكتور حسن الرفاعي فأكد لـ"النهار" انه عند شغور مركز الرئاسة لأي سبب أو علة، "يقوم مجلس الوزراء بصلاحياته كاملة من دون اي استثناء عدا أمرين: ممنوع على الحكومة أن ترسل رسائل الى مجلس النواب، وممنوع عليها أن تحلّ مجلس النواب. أما ما تبقى فصلاحيات رئيس الجمهورية تقوم بها الحكومة كاملة، منها فتح دورة استثنائية والتعيينات واستقبال السفراء... أما طريقة اتخاذ القرارات في الحكومة، فمن الثابت ايضاً فقهاً انه وفقاً للطريقة التي كانت تطبق في حال وجود رئيس الجمهورية، أي قرارات بالنصف زائد واحد وأخرى بالثلثين". في ظل وجود رئيس، كانت تفتح دورة تشريعية استثنائية بتوقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير المختص "ولا حاجة الى النصف زائد واحد ولا الى الثلثين، لكن في هذه الحال وفقاً لطلب عدد من النواب بفتح دورة استثنائية مع تحديد الموضوعات التي على أساسها يطلب فتح دورة استثنائية والمدّة في المرسوم". علماً ان القول ان ثمة قوانين ضرورية وأخرى غير ضرورية في مجلس النواب، يراها الرفاعي "خطأ كبيراً بحق الوطن والمواطنين، فمجلس النواب ينعقد من اجل كل القوانين ولا مجال للاجتهاد في هذا الموضوع".ثمة رأي دستوري آخر يقول ان فتح دورة استثنائية في حاجة الى جدول أعمال أي تحديد موضوعات، "وهذه من الصلاحيات الشخصية لرئيس الجمهورية أي لا تجيّر الى الحكومة".

بين الاجتهادات الدستورية المتعددة في هذا المجال، هل سيوقّع مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب؟ المرسوم 112 وصل الى الوزراء ويقضي بالتوقيع على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب من دون تحديد الموضوع والمدّة. في هذا الصدد قالت وزيرة المهجرين أليس شبطيني "إننا سنناقش مع رئيس الحكومة بضمانات معينة تتعلق بالصلاحيات التي هي أصلاً في يد رئيس الجمهورية كضمان ردّ القانون في حال اعترض عدد من الوزراء، قبل الكلام على التوقيع أو عدمه، وفي ضوء ذلك لكل حادث حديث".

أما وزير السياحة ميشال فرعون فقال ان ثمة ثلاثة آراء في الموضوع: الاول يقول ان التوقيع على المرسوم لا يعني القبول بعقد الجلسة ولا بجدول أعمال، لكنه في المبدأ فتح مجال أمام البحث في قانون انتخاب في حال بحث الموضوع. الثاني يقول بعدم القبول بدورة استثنائية للتشريع في غياب رئيس الجمهورية، والبعض الآخر يرى وجوب التريث لدرس الموضوع. لكن مصادر كتائبية أكدت لـ"النهار" ان المادة 75 من الدستور واضحة، فمجلس النواب بحكم المنعقد لانتخاب رئيس للجمهورية، "والكتائب لن توافق على توقيع مرسوم فتح دورة استثنائية للتشريع، اذ ان الأساس انتخاب رئيس الجمهورية". ناهيك بموقف وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" من اتخاذ القرارات في الحكومة ما لم تبتّ التعيينات العسكرية والأمنية قبل البحث في أي أمر آخر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 30 حزيران 2015

الأربعاء 01 تموز 2015

النهار

فاجأ أحد السفراء شخصيات سياسية بإبدائه نسبة عالية من الاطمئنان إلى أن اللبنانيين قادرون على منع توريطهم في كوارث المنطقة.

لفَت مسؤول مَعني بالوضع الاقتصادي إلى أن موجة التنزيلات في الأسواق التجارية خلال شهر رمضان تعكس جسامة الركود الذي يحكم البلاد.

قابلت أوساط محلية بارتياح الاقتراح الروسي لقيام تحالف إقليمي ضد "داعش" وتوقّعت أن يرسم مساراً عملياً في المرحلة المقبلة.

قال نائب ساخراً من الواقع القائم: لم يعد لدينا وظيفة سوى التنظير عن الأزمات.

السفير

وصف مسؤول عربي كبير دولة خليجية صغيرة بأنها "إسرائيل المنطقة الجديدة"!

لم يتضح حتى الآن مسار التحقيق في تسريب شريط رومية، لكن لم يستبعد أحد المعنيين احتمال استجواب أحد رجال الدين!

لاقت مسارعة هيئة علمائية لبنانية واتحاد علمائي عالمي الى إدانة تفجيرات الكويت وتونس إشادة من أوساط إسلامية لبنانية.

المستقبل

يقال

إن وزيراً سابقاً كان محسوباً على حزب مسيحي فاعل يسعى الى إطلاق منتدى سياسي وفكري يضم عدداً كبيراً من الشخصيات المستقلة.

إن حملة رئيس تكتل مسيحي على مؤسسة غير مدنية وقائدها بدأت تثير كبار القيادات فيها وبعضهم من الذين كانوا محسوبين عليه.

اللواء

شكّل نقاش بين مرجع سابق ونائب "قواتي" بداية عتب على أداء مُعيّن، يتجاوز في جانب منه الأعراف والدستور.

فُهم أن لقاءً تنسيقياً بين "الثنائي الشيعي" يدخل في سياق البعث برسالة لحليف أن التقارب هناك، يقابله تقارب هنا!

يواجه رئيس تكتل مسيحي حرجاً، إذا ما انحصرت المنافسة على رئاسة التيار بين نسيبه وابن شقيقته!

الأخبار

"فاعل خير" يساعد الإرهابيين

أثيرت تساؤلات عن هوية "فاعل الخير" الذي يتابع قضايا المتهمين بالإرهاب ويوكّل محامين للدفاع عنهم. فأثناء مثول 12 موقوفاً متهمين بالانتماء إلى "داعش" أمام هيئة المحكمة العسكرية، انبرى أحد المحامين المقرّبين من وزير العدل أشرف ريفي للترافع عنهم. عندها سأل أحد المتهمين رئيس المحكمة العميد خليل ابراهيم: "من يكون الأخ؟"، فرد القاضي: "إنه محاميكم. ألستم من وكّله؟"، فأجابوا بالنفي!

عميد حمود فوق المساءلة

كشفت مصادر قضائية أن "ورقة طلب" في حق العقيد المتقاعد من الجيش عميد حمود محالة أمام قاضي تحقيق عسكري لا تزال قيد الأدراج، علماً أن اسم حمود، المستشار الأمني السابق لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري، سبق أن ورد في إفادات عدد من الموقوفين الذين ذكروا أنه زوّدهم بالسلاح والذخيرة.

"مهرجانات الصيفي"

خصّصت لجنة تنظيم ضخمة للاحتفال الذي يقام الأحد المقبل لمناسبة انتخاب سامي الجميّل رئيساً لحزب الكتائب. وتشرف اللجنة على فعاليات تقبّل التهانئ والعروض الاحتفالية التي ستقدم على الطريق الرئيسية أمام بيت الكتائب في الصيفي. وتوقف كتائبيون عند جدوى قطع الطريق أمام حركة السير في العطلة الأسبوعية والمبالغة في الاحتفال، خصوصاً بعد مرور ثلاثة أسابيع على الفوز، علماً بأن الاحتفال الذي نُظِّم لإعلان ترشّح الجميّل من بكفيا "كفّى ووفّى".

إلغاء صحيفة ورقية

كشف أحد أفراد عائلة تملك صحيفة في لبنان عن تفكير جدّي في إلغاء الطبعة الورقية والاكتفاء بالطبعة الإلكترونية تخفيفاً للنفقات.

الجمهورية

كشفَت مصادر أمميّة أنّ وزيرَ خارجية دولةٍ كبرى سيَبحث للمرّة الأولى مع وزير خارجيةِ دولةٍ إقليمية الملفَّ الرئاسيّ في لبنان.

عَقد مرجعٌ سابق لقاءً لشخصيات شيعية مستقلّة بحضور منسّق حركةٍ سياسية، بهدفِ حَثّها على الدخول في إطارٍ أُنشِئ حديثاً وتفعيلِه لمواجهةِ المرَبّعات الطائفية.

دعا مرجعٌ سابق إلى حلقاتٍ تشاورية تسبقُ الكلمة التي يُلقيها قريباً، والتي يريدها تجسيداً للمرحلة الحاليّة وآفاقِها المستقبلية.

البناء

تعرّض خبير اقتصادي معروف لإحراج كبير حين قال له نائب بارز أمام عدد من الصحافيين: لقد نسف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم مقالك الطويل العريض الذي كتبته الأسبوع الماضي عن روسيا وتخليها عن سورية بفعل الإغراءات الكبيرة التي تلقتها من السعودية، وأضاف سائلاً: ألم تكتب مقالاً مشابهاً وبالعبارات نفسها تقريباً حين زار حمد بن جاسم روسيا قبل أكثر من عامين؟

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 1/7/2015

الأربعاء 01 تموز 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تحولت صحراء سيناء اليوم الى ساحة حرب بين الجيش المصري ومجموعات مسلحة من داعش. وسقط العشرات بين قتيل وجريح.

وفي تونس أعلن عن ارتفاع عدد القتلى البريطانيين في اعتداء سوسة الى ثلاثين.

وفي سوريا عاد الأكراد وسيطروا على تل أبيض عند الحدود مع تركيا.

وفي اليمن فر الف ومئتا سجين من سجن في تعز شهد اشتباكا مسلحا في سياق الحرب الدائرة بين انصار الحكومة وقوات الحوثي وصالح.

وفي لبنان اجراءات أمنية للجيش في السعديات غداة ضبط اشكال كان تحول الى اشتباكات بين مسلحين. كذلك هناك اجراءات للجيش في جرود عرسال ورأس بعلبك.

وفي السياسة أوضح الرئيس بري أن فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي يكون بمرسوم يصدر عن رئيس الحكومة. وعشية جلسة مجلس الوزراء اعترض الوزير ابو صعب باسم تكتل التغيير والاصلاح على جدول الاعمال لكن من المؤكد ان الجلسة ستعقد برئاسة الرئيس سلام، وبالإمكان اتخاذ قرارات بالنصف زائد واحد كما قال الرئيس بري.

نبدأ من الخارج ومن صحراء سيناء التي نفذ فيه اعتداء على مواقع للجيش المصري وعلى مدنيين واعلن داعش المسؤولية عن ذلك.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هل بدأ "حزب الله" يصوب بندقيته إلى الداخل اللبناني من جديد؟ ثلاث رسائل جنوبية الهوى، يجمع بينها السلاح وحزب الله؛ وفوضى السلاح هي التي فرضت علينا هذا السؤال..

الرسالة الأولى وجهها الحزب إلى الداخل الشيعي. فمعركته مع حركة أمل في عدشيت قبل ليلتين كانت الأولى بين التنظيمين، على الأقل منذ تدخل حزب الله دعما للأسد في سوريا وهي تأتي بعد محاولات كثيفة لتوريط أمل في حرب القلمون، تملص منها الرئيس نبيه بري.

الرسالة الثانية وجهها حزب الله من السعديات جنوب بيروت، حيث أطلق مسلحوه النيران على اهالي المنطقة؛ وقد فسرت الرسالة في اطار محاولات الحزب المستميتة السيطرة على طريق الجنوب عسكريا. وهو الاحتكاك الأول من نوعه منذ سريان الهدنة التي أنجبت الحكومة.

الرسالة الثالثة هي حصيلة كل هذا الواقع، وجاءت لتعبر عن اهتزاز أمني واجتماعي في بيئة حزب الله، وهي جريمة قتل في شقرا، بلدة المشايخ، التي لم يسبق أن شهدت أي جريمة من هذا النوع.

هو بيت اليك يضع حزب الله اللبنانيين فيه يهددهم بالأمن اليومي بعدما عطل مؤسساتهم الدستورية من انتخابات رئاسة الجمهورية الى الحكومة، وبعدما أطلق اللبنانيون في وجهه صراخهم الاقتصادي ضد الانتحار.

اما مصر، فقد سرقت الاضواء من تونس وسوريا واليمن والكويت وفرنسا، اذ انها تشهد حربا حقيقية يشنها الارهاب على الدولة وجيشها ومؤسساتها، في يوم هو الاكثر دموية، ذهب ضحيته عشرات الشهداء من الجيش والمدنيين وعشرات القتلى من المسلحين الارهابيين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

فرض الارهاب على مصر مواجهة مفتوحة بدأت في سيناء فما هي حدودها؟ الارهاب المبرمج يستهدف جيوش العرب من سوريا الى العراق والان مصر فمتى يستيقظ العرب لتوحيد الجهود العسكرية واعلان الثورة ضد الارهاب؟

داعش عنوان، اشباه التنظيم او متفرعاته يستهدفون ساحاتنا، ما يسمى جيش الاسلام في سوريا الذي جرى تسويقه على أنه معارضة مسلحة معتدلة يقتبس أسلوب داعش قولا وفعلا في الاجرام والاعدام كما بدا في الساعات الماضية.

مصر اليوم تدخل حلبة الصراع المفتوح مع داعش الذي خطط لاستنزاف جيشها وشعبها وقدراتها تماما كما حصل في سوريا والمحاولات التي جرت على حدود لبنان فهل تفرض المستجدات العسكرية تسويات بين العواصم في ظل مشاريع التسوية النووية التي تصاغ في مفاوضات ايرانية غربية حققت تقدما باعتراف طهران وواشنطن على حد سواء وفي ظل اعلان كيري عن احراز تقدم؟

في الداخل تحريك لعمل المؤسسات، مجلس الوزراء يجتمع غدا على وقع اعتراض التيار الوطني الحر على جدول أعمال الجلسة لكن الرئيس نبيه بري دعا للاحتكام الى الدستور فيما خص مقررات مجلس الوزراء وأكد انه سيدعو لجسات تشريعية متتالية بعد توقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية.

جلسة الحكومة ستستمر ولو انسحب وزراء، والجلسات التشريعية ستنعقد حتى في حال غياب بعض المكونات لان الوضع في البلد لم يعد يحتمل تعطيلا.

وفي لبنان أيضا اهتمام بزيارة المبعوث الاميركي الخاص ومنسق شؤون الطاقة الدولي لارتباط الزيارة بملف الثروة النفطية في البحر التي تحاول اسرائيل السطو عليها جنوبا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

مشهدان طغيا على المشهد المحلي اليوم: الأول يضع لبنان بل يظهر قابلية ان يكون هذا البلد في مصاف الدول المتقدمة، والثاني ينقلنا الى زمن داعش. أما المشهد الأول فتمثل في خطة الاتصالات 2020 التي قدمتها وزارة الاتصالات والتي ان طبقت تضع لبنان في ركب الدول المتقدمة الجالبة للاستثمارات. اما المشهد الثاني فاقتتال بالرصاص في السعديات شرارته أحقاد مذهبية مشغولة وانتشار همجي للسلاح بين أيدي الناس في الأحياء واستفزازات واضحة من سرايا المقاومة التي زرعها حزب الله في كل مكان تحت مسميات بريئة مختلفة. المشهد المقرف جاء ليكمل فصلا بدأ بقتل جار لجاره لأنه أزعجه بصوت محرك شاحنته.

بين هذه المشاهد المتوحشة تبحر الدولة المعطلة بحسب أهواء زعماء العشائر الأقوى. في السياق يسعى الرئيسان سلام وبري الى امرار صفقة تشغيل مجلس الوزراء الخميس وفتح ابواب المجلس النيابي. ورغم الرشقات الكثيفة التي يطلقها التيار الوطني الحر المعترض على عقد جلسة لمجلس الوزراء من دون بند التعيينات العسكرية، الرئيسان بري وسلام مرتاحان الى تأمينهما غطاء سياسيا ومسيحيا يمنعان تعطيل جلسة الغد فيما العمل جار على تأمين غطاء مسيحي وازن غير متوفر بعد لعقد جلسات نيابية.

اقليميا وجد الجيش المصري نفسه وسط حرب عنيفة يشنها عليه الارهاب التكفيري انطلاقا من سيناء.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

غدا تعود الحكومة لتجتمع، يلتئم مجلس الوزراء بنصابه السياسي الكامل، يعلن الرئيس تمام سلام افتتاح الجلسة بكلام سياسي لا يخرج عن اطار ما ردده في الايام الماضية وهو غياب بند التعيينات عن جدول الاعمال، لكن وزراء التغيير والاصلاح سيثيرون هذا البند في أول الجلسة وقبل أي نقاش آخر في خطوة تلاقي ما عبروا عنه خطيا عبر رسالتهم لرئيس الحكومة اليوم تماما كما فعل وزراء الثامن من آذار وعندها ينطلق النقاش.

حتى هذه المرحلة من الجلسة، السياق واضح ومعروف اما بعدها فتصبح الاحتمالات محصورة بثلاثة سيناريوهات: السيناريو الاول ان يتهيب تمام سلام الموقف ويتحمل المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه ويتذكر انه رئيس حكومة الشراكة وان لبنان نفسه لا يقوم الا على هذه الشراكة فيعمد الى رفع الجلسة، السيناريو الثاني ان يترك رئيس الحكومة ادارة الجلسة لمسار النقاشات المفتوحة فيدلي كل فريق بدلوه ويرد كل فريق على الاخر فتتحول الجلسة الى حلبة سجالات حادة. اما السيناريو الثالث فأن ينكسر موقف تكتل التغيير والاصلاح مع حلفائه في الثامن من اذار فتستمر الجلسة رغم اعتراضاتهم ويضرب سلام الشراكة الوطنية عرض الحائط ويفضل الولاءات السياسية على الشراكات الوطنية فيتجاوز موقف أكبر تكتل مسيحي ويتناسى مساندة الفريق الشيعي الاكبر له فيرضخ لموقف تيار المستقبل ويمضي في حكومته وقراراتها ويوقع مع 13 وزيرا على فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب كأنه يوقع بالحكم المبرم على سقوط الصيغة والميثاق في لبنان لتبدأ مرحلة جديدة أقل ما توصف فيه بأنها انقلابية لتتجه الانظار بعدها الى الرابية والاجتماع الاستثنائي الساعة الثالثة والنصف.

هذه السيناريوهات لم تكن غائبة عن عين التينة اليوم فقد لمس بعض نواب الاربعاء ترجيح الرئيس نبيه بري للسيناريو الاول علما ان بري يدرك تماما ان التكتل مع فتح الدورة الاستثنائية، ولكن لا بتوقيع نصف الحكومة بل بتوقيع جميع الوزراء نيابة عن توقيع رئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

على حدود فلسطين المحتلة حشد داعش قواه جمع جنده وسلا كل ما امتلك من سلاح لكن الوجهة لم تكن فلسطين ومن يحتلها من الصهانية الغزاة بل الجيش المصري بجنوده وضباطه وفي شهر الصيام.

فهل اخطأ داعش الجغرافيا؟ ام ضل السعي؟! وان اشتبه على البعض عنوان القتال في بعض الساحات فماذا عن سيناء؟ حيث الجنود الاسرائليون بمتناول بنادق مدعي الجهاد واي جهاد؟ واليس هذا كذبا وتوزيعا للادوار وتوجيها للبوصلة بما يشتهي اصحاب المشاريع وسيناريوهات.

في سيناء ادار داعش ظهره للمحتل وصوب سلاحه باتجاه مسلمين صائمين تماما كما فعل امثاله من مدعي الثورة والاسلام عند حدود الجولان، فأي مشاريع ينفذها هؤلاء؟ واي تبريرات ستقدمها جوقة الاعلام؟ وماذا سيفعل رعاتهم من اصحاب الفخامة والسمو والجلالة؟

اعلن داعش مسؤوليته عن العملية الارهابية التي اودت بحياة العشرات من الضباط والجنود المصريين وهو داعش نفسه الذي يقتل المدنيين ويقاتل العسكريين السوريين والعراقيين، وهو داعش الذي يفجر اليمنيين والكويتيين والليبيين والسعوديين. فهل يجزا الارهاب والتعاطي معه حسب الغايات؟ وهل احتاج الارهاب الى كل من يستدرجه الى سيناء؟ الم يحن الاوان لاعتراف الجميع ان ما تواجهه المنطقة برمتها هو مشروع ارهابي كبير يستهدف المنطقة ودولها وشعوبها وهويتها ولن يستثني احدا حتى الرعاة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

مصر في عين الإرهاب من بوابة سيناء أرض الفيروز الخارجة من احتلال إسرائيل إلى إرهاب أصدقاء إسرائيل انطلقت حرب داعش على جيش مصر بهجمات مباغتة على مواقعه أسفرت عن سقوط سبعين شهيدا تحركت الطائرات المروحية المصرية لقصف مخابئ الإرهابيين لكنهم كانوا قد ضربوا وسجلوا أهدافهم في مرمى الجيش وأعلنوا بيانا بالغنائم صادرا عن ولاية سيناء. هجوم داعش على مواقع عسكرية في الصحراء كان يراد له أن يتزامن وضربة إرهابية في عمق القاهرة لكن بتوقيع الإخوان إذ أعلنت الشرطة المصرية أنها دهمت فجرا ما سمته وكرا للمسلحين في مدينة ستة أكتوبر كانوا يخططون لشن هجوم فيما اتهم متحدث باسم الإخوان السلطات المصرية باغتيال تسعة من قيادات الجماعة بينهم مسؤول كبير لدى اقتحام شقته. خيوط الإرهاب الممتدة من القاهرة إلى سيناء تبدو واحدة ما وضع حكم السيسي أمام مواجهة صعبة طلب بموجبها عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية الذي سيلتئم غدا للبحث في موضوع الإرهاب، غير أن اجتماعات العرب لا يعول عليها في صد الإرهاب وبعضهم من صناعه. ولو كانت النيات العربية جادة لتحركت الجامعة مذ رأت سوريا تسقط بضربة إرهابية كانت بمثابة تأشيرة المرور إلى العراق وليبيا وسيناء، وكل ما فعلته قرارات نبيل العربي آنذاك أنها أسقطت مقعد سوريا من الجامعة العربية وأهدته لمجموعة مرتزقين على حساب الشعب السوري. لا هم حاربوا داعش والنصرة ولا استطاعوا أن يسقطوا النظام وبالكاد كانوا يبحثون عن تمويل لفنادقهم في اسطنبول. مصر لن يحك إرهابها الا أظافر جيشها لا قرارات عربية تولد ميتة ومنذ اغتيال النائب العام قبل أيام دخلت الحكومة المصرية في مواجهة مزدوجة لكنها متناسقة مع الخط الإسرائيلي الشريان الحيوي لدعم الإرهاب وتمكينه من السيطرة على سيناء وذلك وفق تقارير موثقة اطلع عليها البنتاغون وزود الجيش المصري بمواقع الإرهابيين في المنطقة. ولما كان حكم السيسي يشك في دور لحماس في هذا المخطط باعتبارها الأبنة الشرعية للإخوان فقد جاءه الجواب اليوم من الدولة الاسلامية نفسها التي هددت بجعل قطاع غزة واحدا من مناطق نفوذها في الشرق الأوسط متهمة حركة حماس بأنها غير جادة بما يكفي بشأن تطبيق الشريعة وهذا تهديد وجودي لحركة المقاومة الإسلامية في القطاع يساعد إسرائيل على تحقيق أهدافها في القضاء على حماس بيد إرهابية بعدما عجزت عن ذلك بالاجتياحات المتكررة.

وإلى الإرهاب بفرعه اللبناني حيث تمكن الجيش في الساعات الماضية من تكبيد جبهة النصرة خسارة بشرية بعدما حاولت مجموعة منها التسلل إلى قرب منطقة الحصن والكسارات قادمة من أحد مخيمات النازحيين واتجهت الى الجرد. فوج التدخل الخامس خاض مواجهة بطولية أوقعت خمسة قتلى من النصرة بعدما كمنت للمجموعة المتسللة ومنعتها من التقدم. هذا الكمين أعقب زيارة لقائد الجيش لمنطقة الاشتباك في جرد عرسال حيث جالت معه الممثلة الشخصية للأمين العام للامم المتحدة سيغريد كاخ، لكن أبعد من الجولة للمسوؤلة الأممية كلامها الذي يرى أن الوجود في عرسال خط تماس بالنسبة الى البنان وأوروبا على حد سواء وهي أعلنت أن ما يقوم به الجيش عمل ممتاز وعبرت عن أعجابها بالرجال الذين يخدمون هذه الجبهة وربما كانت المندوبة الاممية غير مضطرة الى تسمية هويات هؤلاء الرجال، غير أن تصريحها يؤكد تغييرات أميركية ودولية لناحية تثمين الدور الذي يضطلع به حزب الله والجيش السوري الى جانب الجيش اللبناني في الحرب على مجموعات عجز العالم مجتمعا عن إسقاطها.

 

بري: الظرف يقضي بتفعيل المؤسسات وعلينا جميعا تطبيق الدستور

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري القول انه سيدعو الى جلسات تشريعية بعد فتح الدورة الاستثنائية، مشيرا الى أن "الظرف اليوم يقضي بتفعيل عمل المؤسسات لا بتعطيلها". وأكد أن "علينا جميعا أن نطبق الدستور في كل المجالات".

وتناول في لقاء الاربعاء النيابي بإسهاب ملف النفط، مشددا على أهمية "الموقف اللبناني الموحد في مواجهة محاولات العدو الاسرائيلي الاعتداء على بحرنا وثروتنا النفطية". وقال ان "الموقف اللبناني واضح، وهو مع ترسيم الحدود البحرية باشراف الامم المتحدة ووفقا للقرار 1701، ولا تنازل عن اي قطرة مياه او شبر واحد من حدودنا البحرية كما البرية". وكان بري التقى في اطار لقاء الاربعاء النواب: ياسين جابر، نوار الساحلي، علي عمار، علي خريس، حسن فضل الله، هاني قبيسي، ايوب حميد، الوليد سكرية، اميل رحمة، ميشال موسى، عباس هاشم، نبيل نقولا، عبد المجيد صالح، علي بزي، علي المقداد، عبد اللطيف الزين، وقاسم هاشم. ثم استقبل السفير الالماني كريستيان كلاجس في زيارة وداعية، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للاوضاع.

 

سلام في إطلاق رؤية الاتصالات: السراي قلعة كبيرة من قلاع الحكم حرب: الخطة تساهم في النمو وتوفر فرص عمل للشباب

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - أطلق وزير الاتصالات بطرس حرب برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الكبير "رؤية الإتصالات الرقمية للعام 2020"، في حفل في السراي الحكومي حضره حشد من الشخصيات السياسية النيابية والوزارية الى جانب أهل الإختصاص وهيئات إجتماعية وإعلامية.

 

الجيش استهدف تجمعات وتحركات لآليات المسلحين في الجرود المقابلة لبلدة الفاكهة

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك وسام درويش ان الجيش اللبناني استهدف من مواقعه في البقاع الشمالي بالمدفعية الثقيلة البعيدة المدى تجمعات وتحركات لآليات المسلحين المزودة بالمدافع المضادة والمتوسطة التي كانت تتحرك في جرود مرطبيه المقابلة لبلدة الفاكهة باتجاه الاراضي اللبنانية. وافيد عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين وتدمير آلياتهم. من جهة ثانية عرف من قتلى جبهة النصرة في المستشفى الحكومي الذين سقطوا في كمين الجيش فجر اليوم في منطقة الخزانات في جرود عرسال:احمد محمد غصن، احمد ديب غصن، عبد الله حسين غصن، غالب سعيد غية، وما زالت الجثث موجودة في براد المستشفى بانتظار تسلمها من قبل اهالي بلدة عرسال لدفنها.

 

سلام استقبل سامر سعاده وتلقى دعوة للمشاركة في افطار مؤسسات المفتي خالد

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء عصر اليوم، في السراي الحكومي عضو حزب الكتائب النائب سامر سعادة، وتم عرض للاوضاع والتطورات. ثم استقبل سلام رئيس "مؤسسات المفتي الشهيد حسن خالد" المهندس سعد الدين خالد الذي وجه اليه دعوة لحضور الإفطار الذي تقيمه "مؤسسات المفتي خالد".

 

جعجع التقى راعي ابرشية استراليا ووفد جمعية أصدقاء جونية

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب وفدا من جمعية أصدقاء مدينة جونية PHELLIPOLIS برئاسة نعمت افرام، وفي حضور شوقي الدكاش. وكانت مناسبة أطلع خلالها الوفد جعجع على برنامج مهرجانات جونية لصيف عام 2015، كما جرى عرض الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة. من جهة أخرى، التقى جعجع راعي أبرشية أوستراليا المارونية المطران انطوان طربيه على رأس وفد، في حضور رئيس شؤون قطاع الاغتراب في القوات اللبنانية انطوان بارد. وتطرق المجتمعون الى أوضاع الجالية اللبنانية في أوستراليا والعلاقات بين لبنان واوستراليا.

 

أمانة 14 آذار: جريمة السعديات تحمل مؤشرات خطيرة في محاولة من حزب الله لاستكشاف قدرة السكان للدفاع عن أمنهم

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الأسبوعي في مقرها في الأشرفية، برئاسة الأمين العام الدكتور فارس سعيد وفي حضور: مصطفى علوش، هرار هوفيفيان، ايلي محفوض، ربى كبارة، الياس الزغبي، آدي ابي اللمع، الياس ابو عاصي، شاكر سلامة، سيمون درغام، وليد فخر الدين، راشد فايد، نادي غصن، وساسين ساسين. وجرى بحث في الأوضاع العامة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وصدر عن المجتمعين بيان تلاه نوفل ضو جاء فيه:

"نددت الامانة العامة بجريمة السعديات بما لها من أبعاد خطيرة على وحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، وطالبت الحكومة والوزارات المختصة باتخاذ التدابير الفورية لوضع حد للتفلّت الأمني المعمم، وتوقيف من قاموا بهذا العمل الجبان الذي اتضح لأهالي المنطقة أنهم من عناصر "حزب الله". إن هذه الجريمة التي استيقظ عليها اللبنانيون تحمل مؤشرات خطيرة في محاولة من الحزب "لاستكشاف" القدرة الأهلية للسكان للدفاع عن أمنهم، ومن جهة أخرى، التحضير للسيطرة على خط الجنوب كما الشرايين الرئيسية في مناطق أخرى، منها ما يمتد من بعلبك إلى جبيل. فلا سلاح إلا سلاح القوى الامنية الشرعية ولا مقاومة الا مقاومة الشعب اللبناني السلمية في وجه السلاح غير الشرعي، وعلى الجميع التزام القانون قبل فوات الاوان. وتتابع الأمانة العامة تنقل موجات العنف والإرهاب من بلد إلى آخر، من فرنسا إلى تونس والكويت وصولا إلى مصر. حتى بتنا نلمح معالم "عولمة العنف"، إذ لم تنج أي منطقة في العالم من إغتيالات وتفجير مساجد ودور عبادة وغير ذلك من الأعمال الجرمية المرفوضة. وترى الأمانة العامة ان لبنان، الذي عرف قبل غيره الموت والدمار والقتل على الهوية، مدعو اليوم إلى السعي من أجل جعل تجربته المرتكزة على العيش المشترك نموذجا تستلهم منه المجتمعات حلولا لأزماتها. وفي هذا السياق، أتت خطوة إنشاء "المجلس الوطني" على طريق تأكيد إنتساب 14 آذار إلى فكرة تعميم السلام والعيش المشترك بين كل مكونات الوطن. في سياق متصل، تحذر الأمانة العامة "حزب الله" من الإمعان في شل كل مؤسسات الدولة. ففي ظل هذا الإنهيار العالمي للأنظمة السياسية أو الأمنية أو البوليسية تبقى الدولة هي الضامن الوحيد أمام اللبنانيين، فتفعيل مؤسسات الدولة بدءا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية هو مسؤولية وطنية مشتركة. وأي تراجع عن هذا الإتجاه سيضع لبنان أمام خطر الإلتحاق بنار المنطقة وتجديد الحرب الأهلية الداخلية".

 

"حزب الله" يشـدد اجراءاته قرب جوامــع الجنوب بعد عمليــة الكويت

رصد اتصالات بين التكفيريين في عين الحلوة.. وخطة لتعزيز القوة الأمنية

المركزية- ابلغت مصادر جنوبية مطلعة "المركزية" ان بعد التفجير الذي استهدف مسجد الامام الصادق في الكويت، وبعد الحديث عن عودة موجة السيارات المفخخة الى بيروت وضبط احداها، فان "حزب الله" وحركة "أمل" والقوى الامنية عادوا وشددوا المراقبة على المساجد في الجنوب، تحسبا لأي عمل ارهابي قد يستهدف المصلين، مشيرة الى ان هذه الاجراءات الامنية مستمرة وترتفع وتيرتها كل يوم جمعة حيث تشهد المساجد تهافتا للمصلين، مؤكدة ان هذه التدابير ستتوسع لتشمل الجوامع في كل مناطق الجنوب وبلداته خصوصا في المدن الكبرى.

وفي السياق، أحيطت الجوامع الكبرى في الجنوب بأسلاك شائكة ومكعبات من الاسمنت لمنع اقتراب السيارات خاصة خلال شهر رمضان. في شأن جنوبي آخر، ابلغت مصادر فلسطينية في مخيم عين الحلوة "المركزية" ان بعد انفلات الامن في عدد من احياء المخيم وحصول اشتباكات مسلحة بين ما يسمى "الشباب المسلم" و"فتح" ووقوف القوة الامنية الفلسطينية عاجزة عن الحل او الدخول الى مناطق الاشتباكات لايقافها، فان خطة امنية شاملة لمخيم عين الحلوة قد تبصر النور قريبا وتشارك فيها كل القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية، مشيرة الى ان الخطة تعتمد على زيادة عديد القوة الامنية ورفع رواتب عناصرها ودعمها، على ان تتولى كل من "حماس" و"فتح" دفع تكاليف الخطة. وتعتقد المصادر ان الشعور الفلسطيني الرسمي بالخطر الداهم على المخيم من قبل الجماعات التكفيرية وامكانية تحويل عين الحلوة الى بركة دم او نهر بارد جديد، كان الدافع وراء اعادة النظر في دور القوة الامنية الفلسطينية في المخيم وتفعيلها، تخوفا من الاسوأ الذي تحضّر له الجماعات التكفيرية ضد المخيم واهله، كاشفة عن رصد اتصالات لاسلكية بين الجماعات التكفيرية لاعادة مسلسل الاغتيالات الى المخيم واستهداف عناصر وضباط "فتح" لاغراق المخيم في بحر من الدماء يكون بداية لفتنة واقتتال فلسطيني – فلسطيني.

 

 تحرك لمسلحي "النصرة" في جرود عرسال يحبطـه الجيش ويوقـع خمسـة قتلـى

المركزية- أفشل فوج التدخل الخامس في الجيش اللبناني بعد منتصف ليل امس، تحركا لمسلحي "جبهة النصرة" من عرسال البلدة الى جرودها، في كمين مسلح نصبه على احد اطراف جرود البلدة في منطقة الخزان بين وادي عطا وعقبة الجرد حيث فتح النار في اتجاه هذه المجموعة بعد انذارات بالتوقف، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصرها وانكفاء البعض الآخر في اتجاه عرسال. وتمكن الجيش من سحب خمس جثث للمسلحين الذين يرتدون الزي العسكري وتولت المراجع المختصة نقلهم الى مستشفى الهرمل الحكومي فجر اليوم.

الى ذلك، عززت وحدات الجيش المتمركزة في جرود عرسال وفي البلدة، مواقعها تحسبا لاي ردات فعل، وعملت على تمشيط المنطقة بالاسلحة الثقيلة والمتوسطة في المنطقة الجنوبية لعرسال والممتده من وادي عطا الى الحصن ووادي حميد... وأفيد بعد ظهر اليوم، عن استهداف الجيش مواقع المسلحين في جرد رأس بعلبك والقاع. قيادة الجيش: من جهتها، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه ان "قوة من الجيش استهدفت في منطقة عرسال ليلا، مجموعة مسلحة أثناء محاولتها التسلل بين البلدة وجرودها، حيث اشتبكت مع عناصرها، وأوقعت في صفوفهم خمسة قتلى عرف منهم السوري غالب سعيد غية. وتم تسليم الجثث إلى المرجع المختص لإجراء اللازم". الى ذلك، اوقفت قوة من الجيش صباح اليوم على احد الحواجز في محيط بلدة عرسال، المواطن طارق محمد الحجيري لمحاولته ادخال السوري احمد خالد براقي الى داخل الاراضي اللبنانية في طريقة غير شرعية. وفي التحقيق معهما، اعترف السوري خالد براقي بانتمائه الى احد التنظيمات الارهابية. وتم تسليم الموقوفين الى المرجع المختص لاجراء اللازم. الى ذلك دارت اليوم إشتباكات بين "جبهة النصرة" و"داعش" في الجرود الشمالية الشرقية لعرسال.

 

 تصعيد تحذيري لاهالي العسكريين تزامنا مع جلسـة الحكومة غدا/قطع طريق الصيفي واوتوستراد صيدا.. والايجابيات عالوعد يا...

المركزية- تقترب قضية العسكريين المحتجزين لدى "داعش" و"جبهة النصرة" من طي عامها الاول مطلع آب المقبل، الا انها لم تعرف اي حلحلة تثلج قلوب أهاليهم التي كويت بنار الانتظار الطويل، وقد فقدوا الثقة بالايجابيات التي لُوح بها أكثر من مرة، بعد ان سقطت الواحدة تلو الاخرى ولم تسلك اي منها طريقها الى التنفيذ... أمام هذا الواقع الاليم، وبعد ان عضوا على الجرح لأشهر، قرر الاهالي العودة الى خيار التصعيد عبر قطع الطرق، غدا، تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء، عل صرختهم تصل الى المسؤولين فتحرك المياه الراكدة في مستنقع ملف العسكريين.. "كنا اعتمدنا التهدئة لاننا رأينا ان الملف يحتاج تهدئة وأتحنا الفرصة امام خلية الازمة للعمل واعادة أولادنا، لكن رغم الايجابيات التي يتحدثون عنها، لا نزال في المكان نفسه ولم نتقدم خطوة، وهذه الايجابيات مجرد كلام طالما لم تترجم على الارض"، يقول الناطق باسم اهالي العسكريين حسين يوسف لـ"المركزية"، "من هنا ستكون لنا ردة فعل، وقررنا تنفيذ تصعيد تحذيري غدا في نقطتين، هما طريق الصيفي عند العاشرة، واوتوستراد صيدا – الجنوب عند التاسعة، ولن نفتحهما قبل نيل تطمينات ايجابية فعلية، فلا خيار او حل ثانيا في يدنا، نأمل الا نضطر الى توسيع التصعيد ليشمل طريقي ضهر البيدر والقلمون شمالا، اللتين لن تقطعا مرحليا اليوم". تابع "نأمل ان تتحمل الدولة مسؤولياتها، يقولون انهم ينتظرون القطري، فلماذا ننتظره، لماذا لا نقصده؟ هل ننتظر سقوط البراميل على عسكريينا فيقتلون وتنتهي القضية"؟ أضاف يوسف "سنترك "الـ24 رئيسا" يصلون الى مجلس الوزراء غدا ولن نقطع الطريق امامهم، ونأمل ان تكون لهم كلمة ايجابية في ملفنا، ونحن اردنا ان نرفع صوتنا بالتزامن مع الجلسة، ليرى المعنيون ان الملف لا يزال حيا وسنبقى نطالب الى ما لا نهاية، باعادة ابنائنا الينا". واذ لفت ردا على سؤال الى ان "أحدا من خلية الازمة لم يتصل بنا بعد ان قررنا التصعيد، لطمأنتنا"، قال "تواصلت مع اللواء محمد خير ليل امس وأبلغني ان الامور جيدة وايجابية. نحن نحترمه، لكن ذلك لم يعد يطمئننا. فالكلام نفسه يتكرر وبات روتينيا ونحن فقدنا الثقة بأي حديث عن ايجابية قبل ترجمتها على الارض". أين العقدة اليوم خاصة ان اللواء عباس ابراهيم اكد ان المفاوضات مع "النصرة" انتهت؟ "هذا ما دفعنا الى التحرك مجددا اليوم، اذ يبدو ان هناك عقدة مخفية لا تريد الدولة الكشف عنها، وهذا يعني ان الملف لم ينته بل ان المفاوضات عالقة عند نقطة معينة لا نعرفها، لكن نتمنى ان تحل في اسرع وقت ممكن". وعن المحتجزين مع "داعش"، أشار يوسف الى ان "كانت لنا اتصالات في الاسبوعين الماضيين مع بعض القنوات، ونأمل ان تثمر اعادة تواصل بين "داعش" وخلية الازمة"، رافضا كشف اسماء من تواصل معهم الاهالي، مضيفا "وصلتنا تطمينات منذ فترة تقول ان المحتجزين مع داعش بخير، لكن لا يمكن ان نأخذ هذه التطمينات بثقة كاملة". وعما تردد عن عرقلة حزب الله الصفقة التي كانت ابرمت مع "النصرة"، أجاب "لا نريد الدخول في سجالات سياسية مع احد لكن عندما نعرف ان طرفا معينا يعرقل فسنصعد في وجهه ولن يمر الموضوع مرور الكرام".

 

سـليمان اشـاد بداعمي الحكومـة وحذر من طروحات تغيير الجمهورية

المركزية- اشاد الرئيس العماد ميشال سليمان بالمواقف الداعمة للحكومة وعملها محذرا من طروحات تغيير شكل الجمهورية واكد ان عودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع تأتي في سياق الضرورة الملحّة التي تحتاجها البلاد لتسيير الشؤون الحياتية التي تتطلب معالجات سريعة مؤيداً صرخة "الهيئات الاقتصادية" التي تعبِّر عن وجع الناس، في ظلّ تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، مُنبِّهاً من الوصول إلى "الفراغ العام" الذي يخدم أعداء لبنان ويؤسس لحالة بالغة الخطورة ومجهولة الأفق والنتائج. واشاد سليمان خلال اجتماعه بكتلته الوزارية و"اللجان التحضيرية" في "لقاء الجمهورية"، بالمواقف الداعمة تفعيل عمل الحكومة والمتعاونة لعدم شلّ انتاجيتها، معتبراً انه لا يجوز تحت أي ظرف، عرقلة أعمالها واستباق الاحداث، خصوصا من قبل الفريق الذي اعتاد تعطيل كل شيء. ونبّه الرئيس سليمان من خطورة الانجرار في رمي الطروحات المتعلقة بتغيير شكل الجمهورية في حين تبدو البلاد في أمس الحاجة لتحصين اتفاق الطائف وتطبيق اللامركزية الادارية واعتماد الألية الدستورية المتعلقة بانتخاب الرئيس، مع ضرورة البحث لاحقاً في الحلول الأيلة إلى ضمان حسن تطبيق الدستور كي لا يُصبح الفراغ وفي شكلٍ معيب، شريكاً مضارباً لرئيس الجمهورية. من ناحية أخرى، ندد سليمان بالأعمال الارهابية المتنقلة التي لا تعترف بحدود ولا بانتماء سياسي أو طائفي أو مذهبي. واستقبل سليمان ممثل الصندوق الكويتي في لبنان قيس الجوعان، وبحث معه الشؤون التنموية بين لبنان والكويت.

               

المكتب السياسي الكتائبي انتخب 6 اعضاء اضافيين ليكتمل عدد اعضائه ال22

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - استكمل المكتب السياسي الكتائبي تشكيلته بانتخابه 6 اعضاء اضافيين ليكتمل بذلك عدد اعضائه ال 22. وفاز في الانتخابات كل من: اسعد عميره، ريتا بولس ، سيرج ابوحلقه، سميرة واكيم، الياس الأسمر وجورج شعنين .

وكان فاز في المرحلة الأولى من الانتخابات التي جرت في 14 حزيران الماضي كل من: النائب سامي الجميل لرئاسة للحزب. الأستاذ جوزيف ابو خليل لنيابة الرئاسة الأولى. الدكتور سليم الصايغ لنيابة الرئاسة الثانية.

كما فاز 16 عضوا للمكتب السياسي هم: الياس حنكش، عبدالله ريشا، منير الديك، ندى ماروني، عايدة أبو جودة، سيرج داغر، بطرس الجلخ، ايلي داغر، سمير خلف، شادي معربس، كابي سمعان، شربل يزبك، فرج كرباج، فادي عردو، شاكر سلامة ومجيد العيلي.

 

أهالي السبتية: هل نعود إلى الأمن الذاتي؟

الجمهورية/01 تموز/15/قالوا يا عنتر مين عنترَك؟ قلُّن: عنتَرت وما حدا ردّني. هكذا يَختصِر أهالي السَبتية ممارسات بعض جيرانهم من الزعيترية، بعدما ضاقوا ذرعاً من إطلاق النار، وابتزازهم تحت وطأة السلاح. وآخر فصول تلك التجاوزات، إطلاق الرصاص على الشاب جوزف أبو عبود في وضَح النهار قرب منزلِه في حيّ عين الشيخ مقابل مستشفى بيطار. “السَلام ع إسمو مار إلياس خَلّصو”. تُتَمتِمُ والدة جوزف وعيناها مغرورقتان بالدموع، مشيرةً إلى صوَر القديسين المعلقة على جدران المنزل كيفما وقعَ نظرُك. حالي كحالِ كلّ أمّهات الحيّ، نُرَبّي أولادنا بدموع العين، وبلَمحِ البَصر يأتي “أزعر” يُحاول وضعَ حدٍّ لحياتهم والتلاعب بأعصابنا. تتحدّث “أم زوزو” لـ”الجمهورية”، ومنزلُها يغصّ بالمحبّين الذين توافَدوا للاطمئنان إلى صحّة ابنِها، وسط حالٍ من الهَلع والترَقّب في الحيّ.

تجاوزات بالجملة

خرجَ جوزف (26 عاماً) وابنُ عمّه ليتناولا الفطور في أحد أفران المنطقة، وفي بال جوزف إقناع قريبه بالتخَلّي عن حياته في السويد وتمديد إجازته في لبنان، وبينما كانا عائدين، تمهَّلَ جوزف بسيارته بالقرب من دكّانة “منصور” قبل بضعةِ أمتار مِن منزله.

في هذه الأثناء، صودِف خروجُ سيارة “i10″ لون نبيذي، من شارع معروف بـ”أبو سلّة”، بينما كان جوزف ينادي العمّ منصور ليناوِلَه غرضاً، وما إنْ وصلَت السيارة إلى جانبه، حتى نزلَ منها 3 مسلّحين، أحدُهم ضربَ جوزف على رأسه بالمسدّس، وآخر أطلقَ 4 أعيرةٍ ناريّة، أحدُها أصابه وخرقَ فخذَه، وسرعان ما هرولَ المعتدون إلى جهةٍ مجهولة. في هذا الإطار، يَروي جوزف لـ”الجمهورية” ما حدث معه قائلاً: ببساطة عدتُ قرابة الثانية عشرة ظهراً إلى الحيّ بسيّارتي هوندا سيفيك لون بوردو، بينما كنتُ أتمهّل بالقرب من جارنا “الخضرجي”، أفسحتُ المجال لسيارة تَخرج من حي “أبو سلّة” من دون أن أفكّر للحظة بمن في داخلها، تمهّلتُ إلى جانب الطريق إفساحاً للسَير، ولم أجِد إلّا الرصاص ينهال على سيارتي، والشتائم كزَخّ المطر، 3 شبّان مسلّحين يصَوّبون غضبَهم بإتجاهي من دون أن نتشاجَر أو نتلاسن. عبثاً يحاول جوزف التغلّبَ على إحباطه بأن تأخذ العدالة مجراها، قائلاً: لنكُنْ واقعيين، المواطنون في لبنان فئتان: مِنهم مَن يُحاسَب على الفاصلة، وآخرون يُصرَف النظر عنهم، وحتى لو طالبنا بمحاسبتِهم، فإنّنا بَعد يومين نسمعُ بأنّهم وبسِحر ساحرٍ خرَجوا إلى الحرّية ليمارسوا التجاوزات عينها.

نقطة أمنية ثابتة

بحرقةِ قلبٍ يتحدّث الياس والدُ جوزف لـ”الجمهورية” عن الحياة المريرة في الحي، وكأنّه شارع تكساس، باتَت الخلافات أشبَه بقوتِنا اليومي، غالباً ما نَسمع أعيرةً ناريّة، ونرى تجاوزات بالجملة، وأطفالاً دون الخامسة عشرة يقودون سيّارات ودرّاجات ناريّة، يوزّعون البضائع، أضِف إلى حركة تجارة المخدّرات المزدهرة التي يديرها المعروف بـ”أبو سلّة”. ويتابع: “نبَرى لسانّا” ونحن نطالب بتثبيتِ نقطة أمنية، ولكن فالج لا تعالج… ولو تحدّثت حتى الفجر عن معاناتنا لن يفهمَها إلّا مَن يقطن ليلةً معَنا”.يُقاطعُه جارُه متحدّثاً عن نوع آخر من التجاوزات، قائلاً: غالباً ما نتعرّض للتهديد بالسلاح، يأتي أحدُ المدمنين شاهراً سلاحَه على صاحب دكّانةٍ، أو على رجل في سيارته مقابلَ إعطائه المالَ أو أيّ غرضٍ آخر يحتاجه، كقارورة غاز مثلاً. ويضيف: وإنْ لم يحصل على مبتغاه نَستيقظ صباح اليوم التالي على عملٍ تخريبي، كإحراق سيارة، تحطيم دكانة، أو التعدّي على أحد سكّان الحي. أكثر ما يحِزّ في نفس الأهالي، التساهل الذي يُعامَل به هؤلاء الخارجون عن القانون، فيقول أحد الجيران: نُحاسَب على حزام الأمان، وعلى تاريخ رخصة معيّنة، فيما هؤلاء الخارجون عن القانون، مسلّحون في أوكارهم، مدجَّجون بالمخدّرات، لا مَن يحاسبهم ولا حتى مَن يَحمينا منهم، والدليلُ هو المشكلات اليومية، وكأنّنا في حقلِ ألغام، فهل المطلوب العودة إلى الأمن الشخصي. ويَسأل: هل المقصود تفريغ المنطقة وتركُها للزعران؟ مَن يحمينا مِن الاعتداءات المتكرّرة؟. الاعتداء على جوزف ليس الأوّل في المنطقة، ولن يكون الأخير، طالما أمثالُ (ح. م.ز) المتّهم بالاعتداء على جوزف، لا يزال ينعَم بالحرّية.

خاص موقع “القوات” بالفيديو: إطلاق نار على مواطن في السبتية

http://www.lebanese-forces.com/2015/06/30/sabtieh-shooting/

 

بالصور: عباس شعيب يقاتل في القلمون

http://www.lebanese-forces.com/2015/07/01/abbas_chaaib/

موقع القوات/01 تموز/15/عباس شعيب، ارتبط إسمه في قضية مخطوفي أعزار وهو كان في عداد مجموعة من الزوار اللبنانيين تم إختطاف حافلتهم في منطقة أعزاز في محافظة حلب في سوريا. وبعد نفي شعيب مرات عدة إنتمائه لـ”حزب الله” رافضاً إتهامه بأنه مسؤول بالحزب مكتفياً بالقول: “أنا قريب من جمهور المقاومة”، ها هو يُكذب نفسه بنفسه ويظهر في القلمون عبر صور نشرت له على مواقع التواصل الإجتماعي وهو يقاتل في صفوف “حزب الله”. هل يحاول شعيب الإنتقام من الخاطفين عبر محاربتهم، أم انه يقوم بزيارة دينية مسلّحة الى القلمون؟ وهل ستسلم “الجرّة هذه المرّة”، بعدم وقوع شعيب بالأسر من جديد، أم إننا سنرى مسلسل “الحاجة حياة”  بنسخته الثانية وهي تحاول أن تعيده الى الحياة للمرة الثانية؟

 

اهالي شقرا وحركة "امل" شيعوا حسين وزاني ونجله خالد

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - شيعت حركة "امل" واهالي بلدة شقرا الضحيتين حسين محمد وزاني ونجله خالد في موكب مهيب الى مثواهما الاخير، بجانب منزلهما في البلدة تنفيذا لوصية الوالد حسين. وكان موكب التشييع انطلق من امام مستشفى تبنين الحكومي الى ساحة البلدة ومنها الى منزلهما حيث ووريا الثرى. وحضر التشييع النواب الدكتور ايوب حميد، علي بزي وعبد المجيد صالح، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان وقيادة الاقليم والمنطقة في حركة "امل" وقيادات من "حزب الله" وفاعليات بلدية واختيارية وحشود شعبية.

يشار الى ان خالد كان من رعيل "كشافة الرسالة الاسلامية".

 

عون عرض الاوضاع مع ايخهورست وفليتشر

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية -استقبل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم، في دارته في الرابية، رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهورست في زيارة وداعية، في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في التيار الوطني الحر ميشال دي شادارفيان. ثم استقبل عون السفير البريطاني طوم فليتشر، الذي قال: "اني اليوم في زيارة وداعية للعماد عون، ولقد التقينا مطولا على مدى 4 سنوات في جلسات طويلة، وبحثنا كل التطورات التي تحصل في المنطقة لا سيما التحديات التي تواجه لبنان. وكل مرة كنت اسر في هذه اللقاءات". اضافت: "تناولنا دعم الجيش اللبناني الذي يواجه داعش، كما بحثنا في الدعم البريطاني المستمر للمؤسسات اللبنانية وللدولة اللبنانية". وتابعت "مع لبنان نعمل على عدة اصعدة، خلال الاربع سنوات قدمنا الدعم للدولة كما كنا نقف الى جانب الشعب اللبناني، واليوم نحن نتوقع اكثر من اي يوم نحن ان تضع كل القيادات السياسية مصلحة لبنان كأولوية.ايضا اتمنى ان ارى لبنان مزدهرا في المستقبل".

 

الرئيس أمين الجميل عرض وايخهورست المستجدات في لبنان والمنطقة

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا ظهر اليوم، سفيرة الإتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست في زيارة وداعية لمناسبة قرب مغادرتها لبنان، وتم خلال اللقاء التداول في المستجدات بلبنان والمنطقة. واوضحت ايخهورست:" كان اللقاء جيدا، ناقشنا خلاله التحديات المستقبلية واهمية عمل مؤسسات الدولة من اجل خدمة المواطنين اللبنانيين، لأن هناك الكثير من التحديات التي تعصف بالمنطقة وبلبنان". اضافت: "شكرت الرئيس الجميل على عمله الدؤوب من اجل السلام عموما، كما شكرته على التعاون الذي تم بيننا".

 

عمار الموسوي امام الوفد الجنوب افريقي: الحرب على الإرهاب يجب أن تمثل الأولوية

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - استقبل مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي المبعوث الرئاسي الجنوب أفريقي زولا سكوبيا على رأس وفد رسمي ضم الوزير عزيز باهاد والمستشار محمد دانغور وسفير جنوب أفريقيا في لبنان وسوريا شون بينفيلدت، وكان اللقاء مناسبة لاستعراض آخر التطورات في لبنان والمنطقة. وعرض الموسوي للوفد الرئاسي الجنوب أفريقي رؤية "حزب الله" للأوضاع خصوصا "الحرب ضد كل من سوريا والعراق، والتي تخوضها قوى ومجاميع إرهابية مدعومة من دول مثل السعودية وتركيا وقطر". وشدد الموسوي على أن "الحرب على الإرهاب يجب أن تمثل الأولوية بالنسبة للقوى التقدمية والمقاومة"، وأشاد بالعلاقات التي تربط جنوب أفريقيا بقضايا المنطقة وخصوصاً القضية الفلسطينية.

 

الحجار: ما حصل في السعديات ضريبة سلاح حزب الله غير الشرعي

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - اعتبر النائب محمد الحجار "ان ما حصل امس في السعديات ضريبة يتحملها المواطن من سلاح حزب الله غير الشرعي"، وسأل :" بأي حق يفتح الحزب مكتبا في المنطقة ؟".. واوضح الحجار في حديث لاذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5"ما حصل امس اطلاق نار على بيوت الناس واقتحامها، وقد رد المواطنون على هذه الجماعات"، مشددا على انه "لا يجوز ان تبقى سرايا المقاومة موجودة". ودعا الحجار حزب الله الى "تحمل مسؤولياته وان يتخذ موقفا مسؤولا لوقف هذا التمادي".

 

أوغاسابيان: عون رفع سقف مطالبه وسلام في موقف حرج

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - شدد النائب جان اوغاسابيان في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان- 93,3" على أن "الأفرقاء كافة مقتنعون بضرورة المحافظة على الحكومة وعدم فرط عقدها"، معتبرا أن "كل فريق يقوم باجتهادات دستورية وفقا لمصالحه الخاصة". واعتبر أن "رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون رفع سقف مطالبه بطريقة أصبحت العودة عنها صعبة وأن الأخير وضع الرئيس تمام سلام في موقف حرج، فإما سيضطر الى مواجهة فريق سياسي وهو ما لا يريده وإما سيعمد الى رفع الجلسة". واذ أكد أن "لا مخرج حتى الساعة لجلسة الحكومة غدا بانتظار الاتصالات الجارية"، شدد على "أهمية عودة عمل المؤسسات الدستورية وخصوصا أن هناك عددا كبيرا من المراسيم المعلقة والتي تحتاج الى توقيع وتمرير". ورأى أن "البلد يدفع ثمن التعطيل في مجلس الوزراء"، مشيرا الى أن "اللبنانيين سئموا من كل السيناريوهات المطروحة وهم يطالبون بتمرير المرحلة بأقل الخسائر الممكنة".

 

النائب عماد الحوت: حزب الله لا يدعم عون للرئاسة بل يدعم التأجيل من خلاله

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - رأى النائب عماد الحوت في حديث لاذاعة "لبنان الحر" أن "استمرار توقف جلسات الحكومة سيؤدي إلى تكريس عرف تحكم الأقلية بالأكثرية، وسحب صلاحية رئيس الحكومة لجهة وضع جدول أعمال الجلسة الوزارية، وهذا أحد أسباب مبادرة رئيس الوزراء تمام سلام إلى الدعوة إلى جلسات للحكومة، اما السبب الاخر فهو حاجة المواطنين لإقرار بعض الأمور الحياتية". ولفت الحوت الى أن "هناك اتفاقا حصل بين الرئيسين تمام سلام ونبيه بري بأنه لا بد للمؤسستين أن ينطلقا من جديد".

وأضاف: "الرئيس بري أكثر تمسكا بالدولة ومؤسساتها من أي فريق آخر في 8 آذار، وهذا التمسك دفعه إلى تأمين ميثاقية الحكومة، لناحية حضور الطرف الشيعي، فيما الطرف المسيحي مؤمن، وذلك مقابل عقد دورة استثنائية لمجلس النواب، الذي بات اجتماعه حاجة ضرورية".

وذكر أن "سلام لا يسمح بتعطيل المؤسسات والدعوة إلى جلسة لم تأت نتيجة ضغوط أي فريق عليه"، مرجحا أنه "لن يكون هناك انسحابات من الحكومة في جلسة الغد، والتصعيد يبدأ بعد الجلسة وليس خلالها"، متمنيا ان "يكمل الرئيس سلام بالجلسة بالشكل ثم ينهيها بالمضمون من دون اخذ قرارات مصيرية، لأنه ليس من المقبول لفريق لا يمثل الأكثرية أن يعطل الحكومة".واذ اعتبر الحوت أن "الحكومة حاجة لـ"حزب الله"، رجح الحوت ان "يكون هناك تنسيقا وتوزيعا للأدوار بين الحزب و"حركة أمل" بشأن الوضع الحكومي".

وقال: "على العماد عون أن يعرف أنه ليس متفردا في قرار لبنان، وهو لا يملك أن يفرض الفدرالية على اللبنانيين، ولكن من حقه طرح الموضوع"، مشددا على أن "أي تغيير لبنية النظام لن يأتي من خلال النقاش بل بعد حرب أهلية، ولا أحد يستطيع أن يتحمل حصول هذه الحرب، وإذا كان عون يستطيع ان يتحمل أي حرب أهلية لتغيير النظام فليعلن ذلك". ورأى الحوت ان "عون يستقوي بسلاح حزب الله لفرض ما يريد، فالمؤتمر التأسيسي ليس سيناريو رقم 1 أو -2-، بل سيناريو رقم 3، وهو ليس مطروحا بشكل حاد حاليا، ولكن هناك أرضية تتحضر له، وفي حال رأى البعض أنه متضرر من وجود الدول كدولة سيذهب إلى المؤتمر التأسيسي لقلب الأوراق". وأوضح أن "المؤتمر التأسيسي يخسر المسيحيين مزيدا من الدور وسيتحولون من نصف القرار إلى ثلث القرار، وهذا يضعف موقعهم ودورهم".

وقال الحوت: "إذا كان الاستطلاع المسيحي نوع من استفتاء رأي فلا مشكل فيه، ولكن من المؤكد أن لا طابع قانونيا ودستوريا له. ففي نهاية الأمر رئيس الجمهورية هو رئيس كل اللبنانيين ولو ان الأولوية للمسيحيين، لكن لا يستطيعون ان يتفردوا في الاختيار"، معتبرا ان "انتخاب رئيس الجمهورية يبدأ باستمزاج رأي المسيحيين لكن لا ينتهي عندهم". وأضاف: "نحن عاجزون عن انتخاب رئيس للجمهورية بسبب خطأ بدأ يوم قبلت بعض القوى السياسية بأن نصاب انتخاب الرئيس هو الثلثين في كل الجلسات، وبمجرد موافقة بعض القوى السياسية"، مشيرا إلى ان "هناك مخالفة دستورية لأن من يفسر الدستور هو المجلس وليس مكتب المجلس. وقال: "إن "حزب الله" لا يدعم الجنرال عون للرئاسة، بل يدعم التأجيل من خلال الجنرال عون". وختم الحوت أن "تنظيم "داعش" جسم هجين الكل يستثمر فيه"، معتبرا أن "من يحكم سوريا اليوم هو الحرس الثوري الايراني".

 

النائب عمار حوري/إننا نلمس تصميماَ من الرئيس سلام على إستعمال صلاحياته الدستورية

01 تموز/15/عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري متحدثاً لإذاعة الشرق عن إنعقاد جلسة مجلس الوزراء غداَ الخميس فقال : إننا نلمس تصميماَ من الرئيس سلام على إستعمال صلاحياته الدستورية , ونلمس أيضاَ تأييداَ لهذا الموقف من الأكثرية الواضحة لمكونات الحكومة والكتل النيابية , إنّ الأمور لم تعد تحتمل ولا بد لمجلس الوزراء من إستئناف عمله الدستوري , إنّ الدستور واضح وصلاحيات رئيس الحكومة واضحة لجهة الدعوة أو جدول الأعمال , وقد أبدى رئيس الحكومة الكثير من المرونة والكثير من التفهم لوجهة نظر الآخرين , هناك مصلحة وطنية تفرض نفسها والمصلحة الوطنية هي فوق الجميع ومصلحة الناس فوق الجميع وأنا أميل إلى أنّ جلسة الخميس ستكون منتجة وأميل أيضاَ إلى فتح دورة إستثانية في المجلس النيابي ليستأنف عمله ويعود إلى دوره في التشريع والرقابة في ظلّ الظرف الإقليمي والتعقيدات المعقدة التي نواجهها في المنطقة

سئل : هل ستنجح الإتصالات بتغيير طريقة إتخاذ القرار بالتصويت في مجلس الوزراء ؟

أجاب : إنّ طريقة التصويت التي إتبعت أعتبرها كرم اخلاق من رئيس الحكومة حيث أعطى الآخرين قسطاَ كبيراًَ من الكرم , غنّ عمل الحكومة لا يتطلّب الإجماع فالدستور واضح , 14 عنواناَ تحتاج إلى الأغلبية العادية , هذا في الظرف العادي , حتى في صفة مجلس الوزراء التي آلت إليه وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية من خلال الإقتراع , لا يفترض أحد أنّ الإجماع هو المعيار , لقد آن الأوان للعودة إلى القواعد الدستورية والعادية خاصة في ظل المخاطر المتزايدة التي يواجهها البلد

سئل : هل هناك مساعِ لحل قضية قائد الجيش مع التيار العوني وأين تتوقف الإتصالات ؟

أجاب النائب حوري : بكل صراحة لا مشكلة واقعية في هذه اللحظة , هناك قائد حالي للجيش يقوم بمهامه كاملة ويشهد له الكثيرون بأنّ اداءه ممتاز وقد حظي دوره بتقدير الكثيرين , كما أنّ ولايته مستمرة حتى 23 أيلول المقبل , مشدداَ على أنّ وزير وحيد له حقّ طرح الموضوع هو وزير الدفاع حصراَ , نحن في كتلة المستقبل موقفنا واضح إذا أتى أيلول وكان الشغور موجوداَ في الرئاسة نعتبر أنّ الأولوية الحتمية لحل مشاكلنا الان هي إنتخاب رئيس الجمهورية بالدرجة الأولى ’ وفخامة الرئيس العتيد سيكون له رأي محترم في تعيين قائد الجيش , هذا ما جرى عليه العرف وهذا ما نتمسك به , لن نقبل بتعيين قائد الجيش قبل إنتخاب رئيس الجمهورية

وتعليقاً على قول بعض المحيطين بالجنرال عون بأنّ قوى 14 لا تريد الجنرال عون رئيساَ إعتبر النائب حوري أنّ هناك عدة نقاط ينبغي توضيحها : الأولى إننا لم نعط وعداَ لأحد بإسم محدد

ثانياَ ليس صحيحاَ ليس هناك إسم يتمتع بالصفات الحصرية لموقع قيادة الجيش , هناك الكثير من الضباط يتمتعون بهذه الصفات , وهم مؤهلون لتولي موقع قيادة الجيش

ثالثاَ لن نوافق على تعيين قائد جيد قبل إنتخاب رئيس الجمهورية , وعندما يحين الوقت سنذهب إلى جلسة مجلس الوزراء وسندلو بدلونا هناك ونعبر عن وجهة نظرنا , إنّ المحطة الأولى في أيلول نأمل أن يكون لدينا رئيس جمهورية وتحلّ معه كل المشاكل وإذا لم نوفق بإنتخاب رئيس نحن لسنا مع تعيين قائد جديد للجيش

وحول إستطلاع الرأي الذي طرحه التيار العوني أشار إلى أنّ كثيرين يمكنهم أن يقوموا بذلك وهي لا تقدّم ولا تؤخر , لافتاَ غلى أنّ رئيس الحكومة رشحته بيئته لكنه حظي بأغلبية أصوات النواب ترشيحاَ بالإستشارات الملزمة وفي نيل الثقة من مجلس النواب , والأمر نفسه بالنسبة لرئيس الجمهورية الذي لابد من أن يحظى بحيثية معينة والأهم من ذلك أن يحظى بأغلبية وطنية يمثلها المجلس النيابي

وعن الفيدرالية التي تحدث عنها ميشال عون قال النائب حوري : الفيدرالية والمؤتمر التأسيسي هي الوصفة الأكيدة للقضاء على لبنان , لبنان الرسالة , لبنان الذي إتفقناعليه في الطائف , ويعني الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي الذهاب إلى نقطة الصفر , كما أنّ لبنان لا يمكن تقسيمه ونظام الفيدرالية أكثر تعقيداَ من أن يطبّق على لبنان

وتعليقاً على كلام الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط النار من حولنا ونحن نناقش في جنس الملائكة قال النائب حوري : هذا كلام دقيق وصحيح , دول تتناحر على مستوى العالم , ونحن في لبنان نذهب بالنقاش في جنس الملائكة , إنّ الأمور أكثر خطورة مما نعتقد ونتصور , علينا الإسراع بمعالجة قضايانا الداخلية , لافتاَ إلى أنّ لو كان لبنان يتمتع يإستقرار سياسي وإقتصادي لتصورنا حجم الإستثمارات وحجم السياحة في ظل التعقيدات الموجودة في المنطقة , علينا أن نغلّب لبنانيتنا على أي إنتماءات أخرى

وحول ما يتردد من أنباء عن تغييب لرموز النظام السوري رأى أنّ الأهمية تكمن في بقاء سوريا وبقاء الشعب السوري , الكل إلى زوال كل الديكتاتوريات إلى زوال

وختم في معرض تعليقه على عتب حزب الله على الجنرال عون بأنّ تياره لا يقاتل في القلمون رأى أنّ لحزب الله الحقّ أن يذهب بعيداَ في مطالبة العماد عون بأقصى الممكن لأنّ الحزب سلّفه الكثير في مرحلة سابقة

 

النائب أمين وهبي لإذاعة الشرق/ الرئيس سلام حسم أمره منذ الأول لمصلحة المؤسسات

01 تموز/15/عضو كتلة المستقبل النائب أمين وهبي قال لإذاعة الشرق تعليقاَ على توجيه الرئيس سلام الدعوة إلى مجلس الوزراء : إنّ الرئيس سلام حسم أمره منذ الأول لمصلحة المؤسسات , وهو ليس في وارد إلغاء مجلس الوزراء أو التنازل عن صلاحيات رئيس الحكومة إلى هذا الوزير أو ذاك , وهو أعطى من الوقت ما يكفي لمعالجة هذا التوتر حرصاً منه على الوحدة الوطنية وحسن المشاركة وعمل المؤسسات وبالتالي أعتقد أنّ الرئيس سلام أعطى الوقت الكافي ويجب أن تعود الحكومة لترعى مصالح اللبنانيين

سئل : لماذا لا تقبل كتلة المستقبل بإنتخاب العميد روكز قائداَ للجيش هل لأنّه صهر الجنرال ؟

أجاب : إنّ من جعل حظوظ العميد روكز تصل إلى الصفر هو الجهة السياسية التي تبنّت ترشيحه بهذه الطريقة , عملياَ قادة الأجهزة الأمنية لا يُعيّنوا وتُقاد معارك إنتخابهم على وسائل الإعلام , مضيفاَ أنّ حرصنا هو على جيش لبناني يقاتل الإرهاب على عدّة صعد منذ فترة ويؤدي أداءً ممتازاً وكل اللبنانيين يقدّرونه ولتفون حوله وبالتالي لا إمكانية أن نذهب بإتجاه إرباك الجيش وإرباك القيادة العسكرية قبل ولاية القائد الحالي , كذلك نحرص على دور رئيس الجمهورية ونعلم أنّ الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وبالتالي له الكلمة الأساسية في قائد الجيش الجديد , إنّ من يسيء إلى صلاحيات رئيس الجمهورية هي الفئة السياسية التي تنصّب نفسها بالقوة وعنوة كأنها الناطق الوحيد بإسم المسيحيين , وإلى جانب ذلك عندما تطرح قيادة الجيش ويجب أن نعيّن قائداَ للجيش لنذهب إلى داخل المؤسسات وتتم معالجة الأمور بهدوء ومسؤولية وبعيداَ عن هذا الطرح الإعلامي , لدينا الكثر من الضباط الأكفاء على صعيد الجيش اللبناي , وليكن أي منهم قائداَ للجيش حتى لو كان العميد روكز فهو عميد لديه المناقبية والشجاعة والتقنية والمهنية العالية ولكن ليس بهذه الطريقة تقاد الأمور , لا أحد يمكنه أن يخوض معركة قيادة الجيش بهذه الطريقة لأنه يعرّض وحدة الجيش وقيادته للخطر ويُعرّض قيادة الجيش للإرتباك وينزع من رئيس الجمهورية حقّه الطبيعي في أن يكون له دور في إختيار قائد الجيش

وتابع قائلا : إنّ من يخلق الإرتباك من التعيينات إلى الحكومة إلى المجلس النيابي هو من يفرض الشغور على الموقع الأول في الدولة اللبنانية , هو التيار العوني مدعوماَ من حزب الله

ورداَ على المتهمين بالتعطيل قال النائب وهبي : يسهل كثيراً الإتهام , مشيراَ إلى أنّ خارج نطاق 8 آذار و14 آذار الكلمة الفصل هي للدستور وبين نصوصه فإذا تصرّفنا نحن كتيار مستقبل وقى 14 آذار وإذا كنا نحن مسؤولون ليثبتوا لنا أين خالفنا الدستور ,و نحن نزلنا إلى مجلس النواب في كل جلسة يدعو إليها الرئيس بري نحن وكتلته , إنّ من يستطيع أن ينال 51 بالمئة من الأصوات في المجلس سيكون رئيس كل اللبنانيين وسنحتفل به ونهنئه ونلتف حوله وندعمه , هم يريدون أن يفرضوا علينا رئيساَ دون إنتخابه وهذا لا يقبل به أحد

ولدى سؤاله عن موقفه من الإستطلاع الذي يدعو التيار العوني إلى إجرائه رأى أنّ هذا المر يُعالج بالسياسة وليس تقنياَ , نحن ودستورنا اللبناني لا يسمح , إنّ خير من وجه الطعنة إلى هذا الإستطلاع هو الوزير سليمان فرنجية الذي قال فرضاَ لو أتى الأول د جعجع لن انتخبه , فإذا كان الحليف الأقرب يقول لا طعمة لهذا الإستفتاء وأنا أنتخب الخط السياسي برأيي معه حق , نحن نريد أن ننتخب رئيساَ للجمهورية يعبر عن خطنا السياسي ويعبر عن قدرته على جمع كل اللبنانيين حول الدولة

وتابع القول : إنّ الجنرال يريد هذا الإستطلاع من أجل إنتاج مادة جديدة للخطاب السياسي , ودستورنا اللبناني واضح في مواده الدستورية التي تحدد آلية الإنتخاب , مبدياَ تمسكه بدور المسيحيين وحرصه على هذا الدور, وبالتالي نحرص على إنتخاب رئيس مسيحي لكل لبنان , يكون إنتماؤه المذهبي للطائفة المارونية لكن سياسياَ ووطنياَ هو رئيس كل لبنان , مشيراَ إلى أنّ من يقلل من حظوظ العماد عون للوصول إلى الرئاسة هو خطابه وخطاب حلفائة من قادة حزب الله , مستشهداَ بموقف الشيخ نعيم قاسم حين قال إما الجنرال رئيساَ وإما الفراغ , هذه ليست دعوة إنتخاب إنما يفرض إرادته ورؤيته , وبهذه الطريقة لا أحد يقبل وبالتالي هو يقلل من حظوظ عون بالوصول إلى الرئاسة وهو يسوّق المرشح ويسوق الإنتخابات ويقول للبنانيين سنقدّم إلى موقع الرئاسة الشخصية المسيحية الأكثر تعصباَ والأكثر أداء مذهبياَ وهذا يشكل خطراً على وحدة الشعب اللبناني بدل أن يكون جامعاَ كل اللبنانيين , هم يقدّمون بهذه الطريقة شخصاَ يستفزّ بقية الطوائف ما يشكل خطراَ على دور المسيحيين

وعن إنتخاب الأستاذ سمير فرنجية رئيساَ للمجلس الوطني لقوى 14 آذار رأى فيها خطوة جيدة فكلنا نعرف أن قوى 14 لها جسم تنظيمي وقيادة وكم هائل من المستقلين الذين ساهموا بإنتفاضة الإستقلال بأقلامهم وفكرهم وحضورهم ووعيهم , وعندما تجتمع هذه انلخب تحت رئاسة شخصية محببة ومحترمة هذا يعني أنّ هذه الفئات سيصبح لها وزن وتأثير في الأداء اليومي والمتوسط المدى لقوى 14 آذار كما يعزز ذلك دور الكفاءات المستقلة ويغني الحياة السياسية

وفي موضوع سجن رومي جدد النائب وهبي تأكيده إستنكار ما حصل معبراَ عن تقديره لدور الوزير نهاد المشنوق الذي ساهم في تحسين ظروف سجن رومية والأمور الحياتية اليومية فيه حيث سمح للصليب الأحمر اللبناني والدولي بالدخول إليه وكذلك لجان الأطباء للإطلاع على أوضاع المساجين

 

النائب أنطوان سعد دعا النواب المقاطعين للنزول الى البرلمان:لالتئام مجلس الوزراء وفتح المجلس للتشريع

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - دعا عضو اللقاء الديموقراطي النائب أنطوان سعد في تصريح له النواب المقاطعين جلسات انتخاب رئيس للجمهورية "إلى تحمل مسؤولياتهم والنزول الى البرلمان"، مؤكدا "ضرورة التئام مجلس الوزراء، وفتح المجلس النيابي للتشريع"، واعتبر "أن النائب جنبلاط يسعى للحفاظ على الصيغة اللبنانية وان الشجاعة في اتخاذ القرارات وليس بقوة من يسعى الى توريط دروز سوريا بحمل السلاح الى جانب بشار الاسد وتوريطهم بحروب عبثية"، لافتا الى "أن الرئيس سعد الحريري ضمانة وطنية لنهج الاعتدال والحوار والمملكة الهربية السعودية حاضنة عربية كبرى لهذا النهج". وشدد "على ضرورة اعادة إطلاق عمل مؤسسات الدولة بعد العرقلة التي شلت حراكها، عبر تعطيل عمل المجلس النيابي وعدم قيامه بمهامه الدستورية والتي سنها القانون"، داعيا النواب المقاطعين الى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والنزول الى البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد، وانهاء حالة الشغور المتعمد الذي كسر قاعدة توازن السلطات في مرحلة احوج ما نكون فيها لرئيس توافقي يكون قادرا على توفير مناخات التلاقي بين القوى السياسية وقيادة سفينة الخلاص للعبور الى شاطىء الأمان السياسي في ظل ما يحصل من حروب وصراعات تهدد لبنان وأمنه واستقرار وصيغة العيش المشترك فيه.

وأكد سعد "ان التئام مجلس الوزراء ضرورة ملحة من اجل تأمين مصلحة المواطن وقيام الوزارات بأعمالها وسط تعثر الكثير من القضايا والحاجة الى ترميم ما تداعى فيها"، داعيا الى فتح المجلس النيابي للتشريع وتأمين الاستحقاقات المتوجبة على الدولة".

ولفت سعد إلى "أن مساعي رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط إن على المستوى اللبناني الداخلي أو على مستوى ما يحصل في سوريا هي للحفاظ على الصيغة اللبنانية وعلى افضل العلاقات بين مكونات الشعب اللبناني، وهو اليوم يقوم بدور استثنائي وكبير فيه من الحكمة والتعقل والحرص على النسيج الوطني ان في سوريا او لبنان، ما يثبت أن مرجعيته الوطنية العابرة للطوائف والمذاهب هي ضمانة كبرى للبنان وللدروز الذين سيكتشف بعضهم ولو بعد حين أن الزعامة الجنبلاطية هي زعامة وطنية وان الشجاعة في اتخاذ القرارات ليس بقوة من يسعى الى توريطهم بحمل السلاح الى جانب بشار الاسد ومشروعه الفتنوي، ولا بمن يدفع بهم الى التورط بحروب وصراعات عبثية".

ورأى "ان الحكمة والشجاعة هي في انخراط دروز سوريا بمشروع وطني كبير وعابر للمذهبية وبمصالحتهم مع محيطهم ومع نسيجهم الاجتماعي وابناء بلدهم. لأن ما يحصل في سوريا قضية وطنية في منطقة تميزت بالتنوع تماما كما في لبنان، وما يحصل هو خروج على الحالة الاسدية التي كانت ولا تزال تغذي المذهبية والتطرف وتنمي الانقسام وتحاول ان تعمم منطق الاقليات والاكثريات لتعمم ثقافة الفتنة والحرب وطلب الحماية ان من النظام السوري او من الكيان الصهيوني الغاصب الذي يشكل النظام وجهه الاخر.

أضاف سعد "أن الخلاص هو بانتصار نهج الاعتدال والحوار كبديل موضوعي على حالات التطرف التي تتنامى نتيجة ما يحصل في سوريا لا سيما أن النظام السوري هو من صنعها وخرجها في سجونه وصدرها الى العراق ولبنان والمنطقة"، معتبرا "أن الرئيس سعد الحريري يشكل ضمانة وطنية لخط ونهج الاعتدال في لبنان والحاجة اليوم الى فتح قنوات الحوار مع الاعتدال اي مع الحريري من أجل الحفاظ على لبنان التنوع والانفتاح، والحاجة ايضا الى انتصار نهج المملكة العربية السعودية التي تشكل ضمانة دولية وعربية لهذا الاعتدال على مستوى العالمين العربي والاسلامي، كونها الاحرص على لبنان وعلى المنطقة، بمواجهتها لمشاريع الهيمنة الفارسية الايرانية وأنظمة القمع والاستبداد في سوريا وغير سوريا".

ودعا حزب الله "الى الخروج من المقصلة السورية وشرنقة نظام الطاغية في دمشق وحفظ دماء الشعب السوري ودماء اللبنانيين الذين يسقطون في سوريا دفاعا عن قاتل يرمي عشرات البراميل المتفجرة فوق رؤوس المدنيين الابرياء".

واشار سعد "أن الزيارة التي قام بها مع النائبين هنري حلو وأمين وهبي لوزير الداخلية نهاد المشنوق هي للتأكيد على صوابية خياراته الاصلاحية وان الحملة التي شنتها جوقات الممانعة ومن انجر وراءها تهدف الى ضرب مؤسسات الدولة واستهداف نجاحها"، معتبرا "ان ما حصل بحق المساجين مستنكر ومرفوض وعمل مشين"، داعيا الى ان يأخذ القضاء مجراه وينهي المحاكمات، مشددا على أهمية إنهاء ملف العسكريين المخطوفين وأعادتهم الى ذويهم والى كنف المؤسسة العسكرية التي تحتاج اليوم الى تضامن كامل ودعم واحتضان وتسليح لالغاء الظواهر المسلحة التي تهدد السلم الداخلي.

ونوه سعد بالانجاز الكبير الذي حققه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور على مستوى الوصفة الطبية الموحدة والتي تعد انتصارا للمواطن الفقير على من كان يستغلهم اضافة الى الإنجازات والاصلاحات التي تحققت في وزارة الصحة والتي تؤكد ان الاصلاح الحقيقي هو الذي يصب في خدمة المواطن والوطن والمؤسسات وليس في الشعارات الإصلاحية الفارغة والشخصية.

وهنأ سعد سمير فرنجية بانتخابه رئيسا للمجلس الوطني لمستقلي 14 اذار.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

انتخاب المرشح المقرب من اردوغان رئيسا للبرلمان التركي

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - انتخب وزير الدفاع من حزب العدالة والتنمية التركي مسعود يلماظ رئيسا للبرلمان، اليوم، في تصويت يعتبر بمثابة اختبار سياسي بعدما خسر الحزب الغالبية في انتخابات حزيران. وانتخب رئيسا للبرلمان في الجولة الرابعة والاخيرة من التصويت بحصوله على تأييد 258 نائبا وكلهم من حزب العدالة والتنمية في البرلمان الذي يعد 550 مقعدا.

 

واشنطن اقترحت اعادة فتح السفارتين في كوبا والولايات المتحدة اعتبارا من 20 الحالي

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - اعلنت السلطات الكوبية، اليوم، ان "واشنطن عرضت اعادة فتح السفارتين في كوبا والولايات المتحدة التي ستكرس اعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين اعتبارا "من 20 تموز". واعلنت وزارة الخارجية الكوبية في بيان ان "الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد في رسالة سلمت الى السلطات الكوبية اليوم، قرار اعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وفتح بعثات ديبلوماسية دائمة في العاصمتين اعتبارا من 20 تموز 2015".

 

مقتل 36 جنديا ومدنيا و38 متطرفا في الاشتباكات في شمال سيناء

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - قتل 36 جنديا ومدنيا مصريا، اليوم، و38 متطرفا من صفوف الفرع المصري لتنظيم "داعش" في هجمات واشتباكات في شبة جزيرة سيناء. وافادت تقارير طبية ان "معظم القتلى من الجنود وليس المدنيين".

ويشن مسلحو "داعش" هجمات على حواجز للجيش ومنشآت امنية اخرى في عدد من المناطق في شبة جزيرة سيناء.

 

هيومن رايتس ووتش ترحب بالقانون الكويتي الجديد حول عمال المنازل

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - رحبت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم، بالقانون الجديد الذي اقره البرلمان الكويتي حول حقوق عمال المنازل ودعت دول الخليج الاخرى الى "الاقتداء بالمثل". الا ان المنظمة اشارت في بيان الى "وجود ثغرات في القانون الذي لا يحدد بدقة عدد ساعات العمل وساعات الراحة والعطل المرضية". وكان البرلمان الكويتي اقر الاسبوع الماضي قانونا يفرض "اعطاء عمال المنازل يوم عطلة اسبوعيا، وعطلة سنوية مدفوعة لثلاثين يوما ودوام عمل يوميا من 12 ساعة تتخلله راحة، اضافة الى تعويض بقيمة شهر لدى انتهاء عقد العمل". واعتبرت الباحثة في هذه المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان روثنا بيغوم ان "البرلمان الكويتي خطا خطوة اضافية عبر اقرار قانون خاص للمرة الاولى بالعاملين في المنازل". وتابعت "لا بد من ان تترجم هذه الحقوق الى وقائع في الكويت وان تقتدي دول خليجية اخرى بالمثل عبر حماية حقوق عمال المنازل في بلدانهم". ويمثل عمال المنازل ثلث المليوني عامل اجنبي في الكويت وهم في غالبيتهم من دول في جنوب آسيا. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش احصت العديد من التجاوزات التي تستهدف العمال الاجانب مثل التخلف عن دفع الرواتب وساعات العمل الطويلة واعمال عنف، اضافة الى تعديات جنسية.

 

ارتفاع حصيلة ضحايا حادث تحطم الطائرة في أندونيسيا إلى 141 قتيلا

الأربعاء 01 تموز 2015/وطنية - ارتفعت حصيلة ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية بمدينة ميدان في أندونيسيا إلى 141 قتيلا. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم أن "أسباب تحطم الطائرة ما زالت غير معروفة"، مشيرة إلى أن "التحقيقات جارية للوقوف على أسباب وقوع الحادث". وكان المتحدث بإسم الجيش الأندونيسي الميجور جنرال فؤاد باسيا قد صرح في وقت سابق بأن "الطائرة العسكرية التي تحطمت هي من طراز (هيركوليز سي 130) كما أنها تحطمت فوق منطقة سكنية".من جانبه، أعرب الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو عن تعازيه لأسر الضحايا جراء هذا الحادث وذلك عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يكون لبنان ملاذاً لمسيحيّي الشرق؟ أفكار على هامش المخاوف ومتغيّرات المنطقة

 روزانا بومنصف/النهار/2 تموز 2015

قبيل مغادرة الرئيس الراحل الياس الهراوي قصر بعبدا في العام 1998 بعد ولايته الممددة، رغب في تصحيح بعض الاخطاء الكبيرة التي ارتكبت في قانون التجنيس الذي وقعه العام 1994 والتي كانت مجحفة في حق المسيحيين وقامت قيامتهم عليه في ذلك الوقت، فارسل النائب السابق اوغست باخوس الى سوريا من اجل محاولة رصد او حشد مجموعات مارونية او مسيحية ترغب في الحصول على الجنسية اللبنانية، نظرا الى ما كان سائدا عن طموح مضمر لدى السوريين في الحصول على هذه الجنسية. وفيما لم يوفق النائب باخوس بما توقعه الرئيس الهراوي ( وليس واضحا كيف كان سيقنع الرئيس اللبناني نظيره السوري حافظ الاسد بذلك ) فان البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير اعترض على هذا المسعى معتبرا ان " الخطأ لا يصحح بخطأ اكبر"، فمات المشروع في مهده.

ليس كل ما تجري المباحثات في شأنه حول لبنان يتصل بالازمة السياسية اليوم والشغور الرئاسي. بل ان مسألة النازحين او اللاجئين تطرح هماً اكبر. وبعد ما يزيد على 20 سنة على حادثة الهراوي بات جزءا كبيرا من مسيحيي سوريا والعراق في لبنان وليس من حاجة للبحث عنهم خارجه. بعض هؤلاء يطلب الهجرة الى الولايات المتحدة والدول الاوروبية، والكثيرون منهم يتوقع ان يبقوا في لبنان على امل التمكن من العودة الى ديارهم قريبا. هم اتوا الى لبنان بحكم الحرب المستعرة في العراق والتي هجرت المسيحيين فيه منذ الاحتلال الاميركي لهذا البلد في 2003 واخيرا بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطق شاسعة في العراق وكذلك في سوريا ونتيجة الحرب المستمرة في هذه الاخيرة. ويسود اقتناع شامل لا يقتصر على لبنان فحسب ان لا عودة محتملة للاجئين السوريين الى سوريا في المدى المنظور، كما انه من غير المحتمل ان يتمكن المسيحيون من العودة الى سوريا او الى العراق، علما ان المخاض الذي يمر فيه البلدان ليس مرجحا للانتهاء خلال سنوات قليلة وليس مؤكدا او ثابتا انه سيكون لهم ملاذ آمن. بعض الافكار او التساؤلات بات يطرح في ظل المطالبات بحماية المسيحيين في الشرق وعقد المؤتمرات لهذه الغاية من جهة وتأمين مظلة ضامنة لهم في المنطقة تقيهم طلب الهجرة الى اوروبا او اميركا خشية تفريغ المنطقة من المسيحيين ايضا. يضاف الى ذلك المخاوف من هجرة اضافية للمسيحين من لبنان تبعا للمخاوف من المستقبل، وما اصاب المسيحيين في المنطقة بات يتمحور وفق ما ينقل عن متصلين بالخارج اذا كان لا يشكل الوجود المسيحي العراقي والسوري ثقلا يمكن ان يضاف الى الثقل المسيحي في لبنان معنويا وعملانيا. فهناك زيارات راعوية يقوم بها القادة الروحيون للكنائس الى المناطق المسيحية في العراق وسوريا من اجل تقوية روح الصمود والبقاء لدى من بقي في ارضه. لكن المسألة قد تكون اصعب من معالجتها على هذا النحو في ظل مستقبل لا يبدو مشرقا بالنسبة اليهم. في حين ان مسألة اعطاء فرصة لهم لحمل الجنسية اللبنانية قد تؤمن بقاء المسيحيين العراقيين في بيئة غير غريبة كليا عنهم فضلا عن امكان رفد الطوائف المسيحية في لبنان باعداد يمكن ان تبعد عنهم هاجس التحول الى اقلية تتضاءل قدرتها السياسية وحيثيتها يوما بعد يوم.

ومع ان هذه المسألة متروكة لعامل الوقت، فان هذه الافكار او الاحتمالات تكتسب جدية في ضوء محاولة رصد بعض ردود الفعل من الافرقاء السياسيين او الطوائف الاخرى وما اذا كانت تشكل حساسية محددة ام لا في ظل عدم اعتراض بعض القيادات الاساسية وفق ما تفيد بعض المعلومات. فهل يمكن ان يشكل لبنان ملاذا للمسيحيين في الشرق كما كان منذ قرون عدة؟

لا شيء خرج الى العلن حتى الآن. وثمة تحولات ديموغرافية واعادة رسم خرائط في المنطقة بحيث قد لا يكون سهلا التنبؤ بما قد ينتهي اليه الوضع في الدول المجاورة. الا ان المشكلة الطارئة المتمثلة في هجرة مسيحية قسرية من المنطقة تشكل محاذير كبيرة لا ينوي احد الدخول فيها في الوقت الذي يتعين وضع اطار مستقبلي ممكن او محتمل في انتظار حل قد يأتي متأخرا اذا هاجر المسيحيون من المنطقة. ولذلك فان هذه الافكار تتسم ببعد طارىء ايضا على رغم انها تحتاج الى بلورة مجموعة عوامل قد يكون في مقدمها معرفة موقف الطوائف الاخرى من هذا الاحتمال اي فتح باب التجنس امام المسيحيين العراقيين والسوريين وما هي ردود فعلهم على ذلك. وثم اذا كان ثمة اثمان سياسية او غير سياسية او مطالب بموازاة احتمال فتح التجنيس للمسيحيين بمطالب لطوائف اخرى على نحو مماثل باعتبار ان رفع سقف المطالبات قد يعطل الخطوة او يخفف من ابعادها التي قد تنتهي بأعادة ضخ الاقلية المسيحية باعداد قد لا تكون بسيطة.

هناك ما هو مهم يتصل برد فعل اصحاب الشأن اي اللاجئين المسيحيين من العراق وسوريا، كما من رد فعل المسيحيين انفسهم انطلاقا من ان غالبية هؤلاء ليسوا من الطائفة المارونية بحيث قد يعترض الموارنة على هذه المسألة. اضف الى ذلك وجود محاذير تتصل باختلاف قوي لا يمكن انكاره في ما يتعلق بثقافة سياسية وبيئة مختلفة لهؤلاء عن البيئة اللبنانية في حال استيعابهم كلبنانيين ومنحهم حقوق المواطنة.

لكنها افكار ستجد طريقها قريبا الى البحث العلني ولو ليس بالصراحة نفسها.

 

لبنان يتجه تدريجاً نحو "دولة فاشلة" هل صار لكل زعيم سياسي دستوره؟

 اميل خوري/النهار/2 تموز 2015

هل بدأ لبنان الدخول في دائرة الدولة الفاضلة فلا رئيس يحكم ولا حكومة تعمل ولا مجلس نواب يشرع، ولا حتى دستور يحترم فصار تطبيقه انتقائياً وبحسب مصلحة كل حزب؟ ففي التعيينات يجب احترام الدستور اما في انتخاب رئيس للجمهورية فلا وجود لهذا الدستور أو يفسره كل طرف بحيث يمكن القول أن كل زعيم صار فاتحاً دستوراً على حسابه... والمؤسف أن بعض الزعماء اللبنانيين وتحديداً الموارنة هم الذين يعطون المثل السيئ في تطبيق الدستور مع أن التزام أحكامه التزاماً دقيقاً كاملاً هو لمصلحة كل اللبنانيين ولمصلحتهم بالذات والا كان البديل منه "شريعة الغاب"، فعندما جرت انتخابات 2005 و2009 وفازت قوى 14 آذار بالأكثرية النيابية، رفضت قوى 8 آذار الاعتراف بنتائجها واعتبرتها أكثرية نيابية ولست أكثرية شعبية، مع أنها كانت انتخابات حرة ونزيهة. وكل الدول الديموقراطية تلجأ الى الانتخابات للخروج من الأزمات أي بالعودة الى الشعب كي يقول كلمته فيها وما حقيقة موقف 8 آذار سوى استجابة لرغبة سوريا التي كانت تريد حكومة وحدة وطنية وان كاذبة تتألف من اكثرية لا تقرر ومن أقلية تعطل صدور أي قرار أو تمنع تنفيذه اذا كان لا يعجبها، وقد اضطرت قوى 14 آذار الى القبول بذلك تجنباً للفراغ الحكومي وما يلحق ذلك من ضرر بالوطن والمواطن، وبررت قبولها هذا تحت مقولة الا يكون ذلك قاعدة انما استثناء، واذا بالاستثناء يصبح قاعدة بحيث لم يعد في الامكان تشكيل اي حكومة الا اذا كانت تضم ممثلين عن 8 و14 آذار اي اضداد لا يتفقون احياناً حتى على أمور صغيرة عملاً بسياسة النكايات المتبادلة، وكان تشكيل مثل هذه الحكومات يساوي بين الرابح والخاسر في الانتخابات النيابية ما أفقد نتائجها الأهمية رغم أنها حكومات فاشلة وأقلها انتاجاً وإنجازاً، ومع ذلك ظلت مفروضة بحكم واقع شاذ لم يعشه لبنان من قبل. لانه كان يحترم الدستور وليس مثل اليوم أصبح من حق أي حزب او تكتل ان يفرض عند تشكيل الحكومات على الرئيس المكلف لا بل حتى على رئيس الجمهورية اسماء الوزراء والحقائب والا طالت أزمة التشكيل وكان الفراغ الحكومي القاتل.

وفي انتخاب رئيس الجمهورية طلعت أحزاب وكتل ببدع وهرطقات دستورية لا مثيل لهما... فأعطى نواب لأنفسهم حق التغيب عن جلسات الانتخاب بدون أي عذر مشروع سوى تعطيل النصاب للحؤول دون انتخاب رئيس غير مقبول منهم... وهو مثل سيئ أعطاه كل نائب لنفسه في كل استحقاق كي يعطل النصاب ويدخل البلاد في أزمة رئاسية مفتوحة على كل الاحتمالات ولمصلحة خارج له أهدافه ولكي يطلب منه التدخل لحل هذه الأزمة ويقبض الثمن...

يستمر انتهاك الدستور بطرح بدع وهرطقات جديدة كلها تخرج لبنان من أزمة الانتخابات الرئاسية وقد تصبح قاعدة تعتمد في كل أزمة ولا يبقى للدستور عندئذ وجود مثل "بدعة" استطلاع الرأي، حول من هو المرشح الماروني الأقوى لكي يعرض على النواب انتخابه والا كانوا يخالفون رأي الشعب وهذا أشبه بالمشروع الأرثوذكسي في الانتخابات النيابية. وقد نسي اصحاب هذه البدعة أو تناسوا أن الدستور ينص صراحة على انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري وليس للنائب أن يتقيد بنتائج اي استفتاء أو استطلاع، والا فليعدل الدستور وليصبح انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب. ومن جهة أخرى فأن خطورة الأخذ بهذا الاقتراع "البدعة" قد يجعل المسلم الشيعي يلجأ الى استطلاع الرأي أيضاً لانتخاب رئيس للمجلس وان يفعل المسلم السني الشيء نفسه لايصال من يمثل الطائفة تمثيلاً صحيحاً لمنصب رئاسة الحكومة بحيث لا تعود حاجة الى انتخاب رئيس للجمهورية من الاكثرية النيابية، ولا حاجة الى انتخاب رئيس المجلس من هذه الاكثرية أيضاً ولا حاجة أيضاً الى اجراء استشارات نيابية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، فماذا يبقى عندئذ من الدستور عندما تصبح "البدع" والهرطقات، بديلاً منه.

لقد أحسن النائب سليمان فرنجية بصراحة قوله، انه مع العماد عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية حتى وان جاءت نتائج الاستطلاع مخالفة لذلك، لانه لا ينتخب شخصاً فقط انما ينتخب خطاً سياسياً.

الواقع أن المعارك الرئاسية غالباً ما تخاض على أساس خط سياسي لكل مرشح، هي تخاض اليوم على أساس مرشح يؤيد الخط السياسي الايراني ومرشح يناهض هذا الخط. فلماذا استطلاع الرأي اذاً حول الاشخاص وليس حول الخط لمعرفة اي منهما يريد اللبنانيون؟ ولماذا الاستطلاع ان لم تكن نتائجه ملزمة هل لكسب الوقت ام لاضاعته، خصوصاً أن أحزاباً عارضت إجراءه. فالكتائب أكدت وجوب التزام الدستور واعتبار اي التفاف عليه تمييعاً للاستحقاق، و"تيار المستقبل" أعلن حرصه علىعدم الانزلاق نحو اي بدع جديدة ترمي الى اختراع اعراف جديدة وملتوية تعطل انجاز انتخاب الرئيس.

فليذهب النواب إذاً لانتخاب رئيس وفقاً للدستور وآليته، وبدون لف ودوران.

 

إستطلاع الرأي: آخر أرنب

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/02 تموز/15

يُنظر إلى استطلاعات الرأي في الدول الغربية كمقياس أساسي يسبق أي عملية سياسية أو يعلِّق على أي تحوّل، وغالباً ما تتمتع هذه الإستطلاعات بدرجة عالية من الصدقية.

في الحملات السياسية تؤشّر الإستطلاعات إلى القاعدة الشعبية لهذا المرشّح أو ذاك، وبناءً على نتيجتها يحاول المرشّحون تحسين أدائهم ومحاكاة مطالب الفئات المترددة، وبإزاء التحديات الكبرى تبرز اتجاهات الرأي العام. مثلاً في أحد استطلاعات الـ"سي أن أن" قبل أربعة أشهر تبيّن أن 57% من الأميركيين يعارضون أسلوب تعامل الرئيس باراك أوباما مع التهديدات التي تمثّلها داعش، و78% من الأميركيين مع تفويض جديد لاستخدام القوة العسكرية ضد هذا التنظيم الإرهابي.

الإستطلاع هو وسيلة تعبير ديمقراطي في دول يتمتّع فيها الفرد بقدرٍ كبير من حرية القرار والتفكير والإختيار والضغط بمعزل عن التوجيهات الفوقية، وتلعب الأحزاب وبرامجها السياسية دوراً في تعزيز الممارسة الديمقراطية لا في مسخها.

هذا في الغرب، وليس في لبنان. فهنا يمكن أن تحصل على نتائج بحسب الطلب أو الوسيلة. تخيّل أن تطرح محطات التلفزة اللبنانية هذا السؤال في توقيتٍ واحد: هل أنت مع استمرار المقاومة الإسلامية أو مع حلّها؟ على "المنار" ستكون النتيجة المتوقّعة 98% مع استمرار المقاومة، وعلى الـ"أم تي في" 89% مع حلّها. على الـ"أن بي أن" 95% من المشاهدين مع استمرار المقاومة، وعلى "المستقبل" 93% مع حلّها. على "الجديد" النسبة 76% مع ديمومة المقاومة، و24% مع وقف أعمالها. على "أل بي سي آي" نتيجة الـ"نيو تي في" معكوسة.

أما بالنسبة إلى إستطلاع المؤسسات المتخصصة، فلنا في انتخابات الـ2009 النيابية نموذج حول دقّتها، حيث فشلت في تقدير نتائج أقضية زحلة والبترون ودائرة بيروت الأولى والكورة والبقاع الغربي وعكار، وأعطت تقدماً مريحاً لفريق 8 آذار.

وبمعزلٍ عن مهنية المؤسسات ومعاييرها "العالمية"، فالإستطلاع في لبنان عليه أن يحاكي مجاميع وبلوكات بشرية وطائفية تتحرك بفتوى، بقرار، بمزاج... أما الحديث عن تنوع العيّنات هو مجرّد وهم.

ويبقى السؤال الأبرز: ما الغاية من إستطلاع الرأي حول الشخصية الأقوى مسيحياً؟ وماذا سيتغيّر في الجمود القائم والإصطفافات إذا حلّ العماد عون أولاً عند المسيحيين أو حلّ الدكتور جعجع ثانياً أو العكس؟ وماذا سيفيد جعجع رئاسياً إذا كان أهل السُنّة معه والشيعة مع الجنرال؟

جان عبيد، الصامت الأكبر فهم المغزى فاستبق الإستطلاع الذي طرحه عون ووافق عليه جعجع، وقال إنه "غير معني بالترشيحات والترجيحات والاستطلاعات المتصلة بالمعركة الرئاسية".

عبيد غير معني لكن عون سيتلذذ بقراءة هذه النسب:

جان عبيد: 0,5 %

رياض سلامة: 1،3%

روبير غانم:  0،3 %

الشيخ أمين الجميل: 7 %

العماد جان قهوجي: 9،6 %... إلخ

وسيصلي عون كي لا يحصل زياد بارود على نسبة متقدمة.

عن جدّ ما معنى إستطلاع المسيحيين؟

يتّهم العماد عون خصومه بسحب الأرانب من أكمامهم. وبرأيي إن استطلاع الرأي المزمع إجراؤه هو آخر أرنب يخرج من كم الجنرال وليس الأخير.

 

حرب الإلغاء الثانية

 غسان حجار/النهار/2 تموز 2015

وددت لو أتعامل مع التقارب العوني القواتي و"اعلان النيات" بإيجابية اكبر، لكني في الحقيقة لم اصدق تلك المودة المستجدة بين الرجلين اللذين، بسبب تباعدهما، جرّا الويلات الكثيرة على المجتمع المسيحي، فإذ بمصلحة غير متوقعة تجمعهما. لكن المصالح في عالم السياسة متبدلة، وغالبا ما تنقلب على ذاتها وفق المتغيرات الداخلية والاقليمية. وفي هذا ما يقلق، إذ ان الاحباط الماروني بلغ الذروة ولم يعد المجتمع المسيحي قادراً على تقبّل المزيد منه في ما لو انفرط عقد التفاهم القائم لاي سبب. في العام 1989 اعلن العماد ميشال عون حرب الالغاء على "القوات اللبنانية"، لكنه فشل، كما فشلت كل المجموعات اللبنانية في القضاء بعضها على بعض، وبات "العيش المشترك" امرا واقعا مفروضا بعدما سقطت احلام الكانتونات والدول الاسلامية والمسيحية وغيرها. لكن القادة اللبنانيين ما زالوا يفكرون بمنطق إلغائي لم يتبدل رغم عدم مجاهرتهم به. فالفريق الشيعي ادرك كيف يعمل على الامساك بمفاصل الدولة، فوطّد دعائمه في الامن والوظيفة العامة والمرافق الحيوية، وشعاره "رفع الحرمان" تحول اسقاطاً لحقوق الآخرين، خصوصا داخل الطائفة الشيعية التي صارت ممسوكة من الثنائي "حزب الله"- "امل". والفريق السني تدحرجت احلامه مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي امسك، او حاول، بكل مفاصل الحياة الاقتصادية، وهو الذي ادرك جيدا ان الاقتصاد عصب الحياة، وان السياسة المالية والاقتصادية تؤثر في السياسة وتضغط عليها. واذا كان "تيار المستقبل" تراجع نسبيا لاسباب كثيرة لا مجال لتفصيلها هنا، فإنه لا يزال الاقدر على التأثير في الساحة السنية والتحدث باسمها، محاولا اضعاف من لا يؤيده من اهل السنّة. ويبدو ان مسيحيين استهوتهم هذه اللعبة، وهذا الاحتكار التمثيلي، فعمدوا، ولو متأخرين، الى تقليد الآخرين لعلهم بذلك يصبحون شركاء حقيقيين في القرار، بعدما منيوا بخسائر وهزائم بسبب انقساماتهم. لذا توافق العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع على استطلاع للرأي يكرّس الغاء الآخرين. فاجتماع القادة الموارنة الاربعة في بكركي حاول في مرحلة سابقة اقصاء اي مرشح خامس، ثم جاء "اعلان النيات" ليلغي اثنين من الاربعة، اذ قام على ثنائي رضي باستطلاع آراء لتحديد الاول والثاني، اي بلوغ الشوط الاخير من الالغاء. فالذي يتصدر النتائج يجب ان يكون المرشح الفعلي للمسيحيين الى رئاسة الجمهورية، بمعنى ان على الآخر ان يلغي نفسه، ويمضي بخيارات جديدة ربما. فإذا تحققت الاولوية لعون، فيجب على نواب "القوات" النزول الى مجلس النواب لانتخابه بمعزل عن حلفائهم في تحالف 14 اذار. اما المصيبة التي قد تقع على عون فهو ان يحقق جعجع الاولوية، وحينذاك هل يتمكن من الغاء كل احلامه الرئاسية، فيقترع له، ويعمل على اقناع حلفائه بذلك، ام ان نتائج الاستطلاع ستشكل عندها الضربة القاضية لأوراق النيات؟

 

فرنجية نسف الاستطلاع!

 راجح الخوري/النهار/2 تموز 2015

تكراراً : من هو المسيحي الأقوى؟

استطلاع لا يستطلع شيئاً ولن يفتح الأبواب الموصدة على الفراغ الرئاسي، لأن الذين يعطلون عملية الإنتخاب بإمتناعهم عن حضور الجلسات، يريدون عملياً خنق الجمهورية وشلّ الدولة ومؤسساتها بحيث يصبح المؤتمر التأسيسي مطلباً على طريقة "حج خلاص"!

ولكن ها هو سليمان فرنجية بصراحته المعهودة يضع رصاصتين في رأس الاستطلاع:

اولاً عندما قال لإبرهيم كنعان الذي ذهب يستطلعه في شأن الإستطلاع، انه لا يمانع في إجرائه ولكن أيا كانت النتيجة فإن مرشحه للرئاسة هو ميشال عون، ولا بد ان كنعان قد وقع في حيص بيص، فلماذا الاستطلاع اذا كان فرنجية مثلاً لن يلتزم نتيجته!

ثانياً عندما دعا الى ان يكون الاستطلاع وطنياً، باعتبار ان رئيس الجمهورية هو لكل اللبنانيين وليس للمسيحيين وحدهم، وهذا ما يعيدنا الى مربع الإستفتاء المرفوض لألف سبب وسبب، أما حديثه عن شفافية العملية الإستكشافية كي لا أكثر من استعمال كلمة إستطلاع فقد طلعت روحنا وروحكم طبعاً وإشارته كذلك الى الشركات التي ستجريه، فدليل على وجود شكوك لديه في ما يتّسم به الإستطلاع من شفافية، ما لم تقم فرقة من جنود مريم بهذه المهمة الجليلة!

الدليل على ان هذه الشكوك وجيهة ومحقة هو المحاولات الالتفافية لإقناع الناس بأن الإستطلاع يحفظ دستورية الإنتخابات الرئاسية، هذا في حين أقدم نواب 08 آذار الأشاوس على قبر الدستور 25 مرة متتالية ووضعوا عليه حجراً ثقيلاً، عندما لم يمارسوا واجبهم الدستوري في النزول الى مجلس النواب وتمسكوا بتعطيل النصاب في رهان واضح عند البعض منهم على تعطيل الدستور والجمهورية، وفي رهان عند البعض الآخر على انه ان لم نصل الى الرئاسة فلا معنى لبقاء الجمهورية!

وفي عودة الى تقنيات الاستطلاع من غير شر، من الضروري طرح أسئلة محددة عن هذه العملية خصوصاً اننا تعودنا ان معظم الإستطلاعات عندنا هي مجرد أرقام مفبركة تخرج من الجوارير لتلبي رغبة المكلِّفين وترد على غاياتهم وتقدم ما يمكن ان يخدم غرضياتهم، وهو ما يمثّل تزويراً فاضحاً ووقحاً لإرادة الناس!

لهذا من الضروري سؤال المستطلِعين:

في أي مناطق من لبنان السعيد سيُجرى الإستطلاع، وما هي أعمار الذين سيشملهم إستطلاعهم، وما مدى تنوّع مستواهم الإجتماعي، وما نسبة تفاوت ثقافتهم، وما هي أوضاعهم الإقتصادية، وما نسبة توزّعهم بين الجنسين، وهل سيجري اختيارهم عشوائياً، وفي أي الأوقات وأي الأمكنة سيُستطلعون، وما هو السؤال والأسماء او الأسئلة التي ستطرح عليهم، وهل يكون الإستطلاع شفاهة او عبر إستمارة محددة؟

للعلم فقط، ان عملية وضع الاسئلة وتنظيم الإستطلاعات بالكاد نجد من يتقنها في الدول الأوروبية !

 

الإنجاز الإيراني

 هشام ملحم/النهار/2 تموز 2015

دخلت المفاوضات بين ايران ومجموعة 5 + 1 شوطها الاخير بعد تمديدها حتى السابع من الشهر الجاري، وسط تصعيد في المواقف العلنية لواشنطن وطهران، وعلى خلفية مؤشرات تفيد أن الطرفين قد استثمرا الكثير من الجهود والوقت والسمعة السياسية لكي يتراجعا في هذا الوقت المتأخر، خصوصاً ان الكلفة الداخلية للاخفاق سوف تكون باهظة للطرفين، بغض النظر عن الطرف الذي يمكن ان يتسبب بفشل المفاوضات. ادارة الرئيس اوباما تدعي ان انهيار المفاوضات سوف يؤدي الى دفع ايران للاقتراب أكثر من تطوير السلاح النووي، لكن العديد من المراقبين يشككون في ذلك لانه سيدفع بالدول العربية وتركيا الى الدخول في سباق تسلح نووي مع طهران، وهؤلاء يعتقدون ان نفوذ ايران السلبي في المنطقة هو الخطر الابرز على مصالح أميركا ومصالح اصدقائها في هذه المنطقة. المفارقة ان هذا التقويم ينسجم مع تقويم بعض دول مجلس التعاون الخليجي للخطر الايراني. الايرانيون يدعون ان الولايات المتحدة تريد الاتفاق أكثر من ايران، والاميركيون يدعون ان ايران – تحت وطأة العقوبات - تواقة الى اتفاق. الواقع هو ان الطرفين يريدان اتفاقاً يستطيعان تسويقه داخلياً. الهدف الايراني الرئيسي هو الغاء أكبر قدر ممكن من العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن والامم المتحدة والحصول على ما بين 100 و150 مليار دولار من اموالها المجمدة. ايران عادت الى المفاوضات لان العقوبات القاسية التي أدت الى خفض عملتها بنسبة 50 في المئة وقطع صادراتها النفطية بالنصف، اضافة الى استثماراتها المالية في الحرب السورية لتعويم نظام الاسد، لم تترك لها أي خيار آخر. اعفاء ايران من العقوبات، سيساعدها على دعم اقتصادها، وفي الوقت نفسه تمويل سياساتها الاقليمية المناوئة لسياسات واشنطن وحلفائها العرب واسرائيل.

اميركيا، الاتفاق سوف يسمح لاوباما، الذي لم يحقق أي انجاز ملموس في الشرق الاوسط خلال ولايتيه، لان يقول لمنتقديه إنه حقق هدفه الرئيسي في المنطقة في الانفتاح على ايران من خلال تجميد برنامجها النووي عشراً، او خمس عشرة سنة، من دون استخدام القوة العسكرية ضد دولة أخرى في المنطقة. تاريخياً، يمكن القول إنه بغض النظر عما ستؤول اليه المفاوضات، حققت ايران طموحها في اقامة بنية تحتية نووية مع طواقمها البشرية، وحصلت من الدول الكبرى على اعتراف بحقها في تخصيب الاورانيوم، ولو بنسبة ضئيلة، وعادت عملياً الى "المجتمع الدولي" من طريق المفاوضات. منذ بداية المفاوضات نجحت ايران في عزل الملف النووي عن الملفات الملحة الأخرى وفي طليعتها دورها السلبي في سوريا والعراق ولبنان واليمن. وهذا الدور السلبي لن تغيره نتائج المفاوضات.

 

جهات سياسية غير متحمّسة لاستطلاع عون جعجع أول المستفيدين ولو حلّ ثانياً

رضوان عقيل/النهار/2 تموز 2015

لا يتابع المسيحيون وحدهم ما سيرسو عليه الاستطلاع الرئاسي بل يشغل المسلمين أيضاً الذين يترقبون نتائج هذا الاستطلاع ولا سيما بين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وتحديد أحجام الشخصيات المارونية الحزبية والمستقلة التي تطمح للتربع على الكرسي الاول الشاغر في البلاد. يتوقف أفرقاء في 8 و14 آذار عند هذا الاستطلاع الذي يراه البعض تضييعاً للوقت ولن يساعد في التوصل الى انتخاب رئيس ما دامت الكتل النيابية على مواقفها. وثمة من يرى هنا ان عون نجح في استدراج جعجع الى لعبة الاحصاءات والأرقام التي يهواها الجنرال وتشديده على اعتماد نظرية حسابية لتحديد معايير القوى المسيحية وأوزانها على الارض. ولذلك أقدم الرجل على رفض التمديد لمجلس النواب وعدم السير في قطاره. ولم يكتف بذلك بل طالب بتعديل دستوري يؤدي الى اجراء الانتخابات الرئاسية مباشرة من الشعب. وعندما لم تنجح كل محاولاته هذه طالب باستفتاء شعبي ولم يفلح. وانتهى به المطاف في الدعوة إلى استطلاع لم تتهرب "القوات اللبنانية" من خوضه. وكان عون قد شدد على مسعاه الأخير قبيل التوقيع على وثيقة "إعلان النيات" مع جعجع. وجاء هذا التطور ثمرة واحدة من الخطوات التي اتفقا عليها وادت الى التقارب بينهما، وسرعان ما انسحبت على جمهورهما لناحية شدّ العصب الطالبي بين الفريقين في الجامعات. كذلك طاول مناخ التلاقي قطاعات شعبية ونقابية عدة.

ويعتقد البعض ان مجرد قبول جعجع بالاستطلاع ومجاراته لعون في هذا الطرح يستفيد منه الاثنان، وان كان هذا الأمر يثير حفيظة اطراف مسيحيين آخرين ومعارضة احزاب وشخصيات مستقلة. واجتمع خصوم عون وجعجع على رفض الاستطلاع وانه لن يكون له اي تأثير دستوري وسط حماسة عونية لتثبيت ادبيات الارقام وخروج هذا الفريق من حال الركود التي مر بها في الاشهر الاخيرة.

وثمة من يعتقد أن "تيار المستقبل" متضرر من هذا الاستطلاع منعاً من ابراز صورة عون أكثر عند المسيحيين، الأمر الذي يساعده اكثر في عملية فرض شروطه "الرئاسية" لكونه المستحق الاول لمنصب رئيس الجمهورية. الا ان جهات مسيحية ترى ان التيار الازرق يمكنه الاستفادة من الاستطلاع واستثماره حتى لو حل جعجع ثانياً، الأمر الذي يكرسه قوة مسيحية وازنة وصاحب كلمة في اي استحقاق او مفصل سياسي. وان جعجع سيكون اول المستفيدين وسيخدم مشروعه في المستقبل بعد اظهار هذه الثنائية في الشارع المسيحي والتي ستعري وفق متابعين شخصيات مسيحية تطمح الى تبوؤ المنصب السياسي الاول في البلاد.

أما بالنسبة الى "حزب الله" فيملك المرونة الزائدة التي تسمح له بتأييد عون حتى لو كانت لديه ملاحظات على هذا الاستطلاع الذي يخدم جعجع، ولا سيما بعد تسويق "التيار الوطني الحر" هذا المخرج مع زعيم "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه وحزب الطاشناق.

وتتعامل جهات سياسية مع الاستطلاع من باب التندر والحال التي وصل اليها عون و"التخبطات" التي يغرق به تياره. وانه ليس في حاجة الى اثبات شعبية تياره وحضوره في الوسط المسيحي واللبناني. وينقل عن سياسي ردد في مجلسه "انه لو سألت طفلاً ابن عشرة اعوام في اي منطقة عن القطب المسيحي الاول في لبنان، لاستغرب السؤال وردد أمامك على الفور انه عون. باختصار لم يكن الجنرال في حاجة الى هذا الاستطلاع سوى تثبيت هذا الأمر بالارقام". ويحيل عون على تذكر العبارة الشهيرة التي قالها الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عقب صدور نتائج الانتخابات النيابية عام 2005 "اليوم اصبح للمسيحيين زعيم". لم يكتف هذا السياسي بهذه الملاحظات، الا انه يسأل باستغراب ودهشة كبيرين "لماذا يقدم عون على تعيين ولي اول للعهد اسمه سمير بن فريد آل جعجع"؟

 

أيهما أولاً: تقسيم سوريا أم انقسام العراق؟

صالح القلاب/الشرق الأوسط/02 تموز/15

رغم أن موسكو قد تقدمت باقتراحها الأخير، المرفوض سلفًا، لتشكيل تحالف جديد غير التحالف الدولي المعروف لـ«مواجهة الإرهاب» يضم نظام بشار الأسد إلى جانب تركيا وبعض الدول العربية، فإن الواضح أن الروس يسعون في خطٍّ موازٍ إلى حلٍّ لتقاسم السلطة بين المعارضة السورية (الائتلاف) وباقي ما تبقى من هذا النظام، وفقًا للاقتراح الذي تقدم به المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف في ذلك الاجتماع الذي جمعه في أنقرة مع بعض قادة هذه المعارضة قبل أيامٍ قليلة.

إنه لا شك في أن الروس يعرفون أن اقتراحهم الآنف الذكر هذا عبارة عن مناورة مكشوفة، وأن أيًا من الدول المعنية لا يمكن أن تقبل به أو حتى تفكر في قبوله، ولذلك فإنهم بالتأكيد قد أسمعوا وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال اجتماعهم الأخير به وبالوفد المرافق له في موسكو، كلامًا غير هذا الكلام الذي قالوه علنًا، فهم يعرفون أن ما كان يقال سابقًا حول حلِّ الأزمة السورية قد تجاوزه الزمن وتجاوزته الأحداث، وأن الواقع العسكري على الأرض يتطلب البحث عن حلول واقعية غير الحلول المقترحة السابقة.

ربما أن اقتراح تقاسم السلطة بين الرئيس السوري والمعارضة السورية «الائتلاف» الذي تقدم به ميخائيل بوغدانوف من الممكن أن يكون مقبولاً لو أن روسيا تقدمت به في البدايات عندما كان جيش بشار الأسد يسيطر على معظم أراضي سوريا، فالآن هناك واقع مختلف، حيث إن حتى الروس باتوا يوافقون الولايات المتحدة ومعها كل الدول الغربية الفاعلة على أن هذا النظام الذي غدا مستنزفًا ومتهاويًا لم تعد له سيطرة فعلية إلا على نحو 25 في المائة من الأراضي السورية.

وحقيقة، وكما هو واضح، فإن القيادة الروسية باتت تجاه هذه الأزمة في وضع لا تحسد عليه، فهي تعرف أنها إنْ هي لم تتخل عن موقفها السابق فإنها ستكون كمن يواصل الرهان على حصان خاسر. وهي تعرف أنها إن هي لم تلعب أوراقها جيدًا فإنها «ستخرج من المولد بلا حمص»، وأنها ستخسر على الجبهة «الأوكرانية»، وأنها قد تفقد علاقاتها الواعدة المستجدة مع المملكة العربية السعودية ومع بعض دول الشرق الأوسط الأخرى. ولهذا فإنها، أي القيادة الروسية، ستحاول بالنسبة لنظام بشار الأسد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنها في النهاية ستنحاز بالتأكيد إلى جانب ما يضمن مصالحها الحالية والمستقبلية في هذه المنطقة، وهي مصالح كثيرة وواعدة.

لكن وفي كل الحالات فإن روسيا ستجد نفسها في نهاية الأمر أمام خيار صعب بالتأكيد، وهو خيار إمَّا الاحتفاظ بعلاقاتها الحالية مع إيران، وهي علاقات تستند إلى المصالح والمنافع أكثر من استنادها إلى القيم والمبادئ، وإما تفضيل العلاقات الجديدة الواعدة مع دول مجلس التعاون الخليجي وبخاصة المملكة العربية السعودية ومع دول هذه المنطقة بشكل عام، التي كلها - كلها ومن دون استثناء - متضررة من التدخل الإيراني السافر في شؤونها الداخلية، والدليل هو ما يجري في اليمن وفي العراق وفي سوريا وفي لبنان وأيضا في ليبيا وفي الشأن الفلسطيني الذي يعاني من صداع مؤلم نتيجة للخلافات المستحكمة بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ولعل ما يرجح خيار انحياز روسيا الاتحادية إلى علاقاتها العربية الجديدة الواعدة على خيار استمرار تمسكها بإيران هو أنها تعرف أن طهران سترمي بثقلها كله، إذا أصبح تقسيم سوريا أمرًا لا بد منه، إلى جانب إقامة دويلة طائفية علوية تمتد في شريط أرضي يبدأ بالعاصمة دمشق وينتهي باللاذقية على الساحل السوري محاذيًا لمدينتي حمص وحماه من الجهة الشرقية ولسيطرة حزب الله على الأراضي اللبنانية من الجهة الغربية.

إن الروس يعرفون أن إيران باتت تعمل فعليًا وجديًا، وهي تسمع أصواتًا غربية تتحدث عن أنه «قد حان وقت البحث عن بديل لبشار الأسد»، لإقامة الدولة «العلوية» المشار إليها آنفا ولذلك فإنهم بالتأكيد سينحازون إلى مصالحهم الواعدة مع العديد من الدول العربية، وأنهم لن يكونوا مع هذا الخيار الذي بات واضحًا أن الإيرانيين ذاهبون إليه بعدما أصبحوا على قناعة بأن هذا النظام السوري زائل لا محالة، وأن احتفاظهم بسوريا كلها بات غير ممكن ومن سابع المستحيلات كما يقال!!

قبل أيام تحدث السفير الأميركي (السابق) في دمشق روبرت فورد في محاضرة له في مركز دراسات الشرق الأوسط في واشنطن عن الأوضاع في سوريا، وحقيقة أنه قد رسم صورة مرعبة ومأساوية لهذا البلد العربي عندما أشار إلى أنه ذاهب إلى التقسيم، وأن في انتظاره ستة سيناريوهات (تصورات) تجعل وحدته في حقيقة الأمر في مهب الريح، وأن تقسيمه بات تحصيل حاصل!!

قال فورد إن سوريا غدت ذاهبة إلى أن تتحول إلى ست دويلات بلا حدود ثابتة، هي الدويلة العلوية الممتدة من دمشق إلى اللاذقية مع انفتاح على مناطق سيطرة حزب الله في لبنان، ودويلة لجبهة النصرة في منطقة الشمال الغربي في إدلب وجسر الشغور، ودويلة في الشرق تابعة لـ«داعش»، ودويلة كردية في الشمال الشرقي في الحسكة والقامشلي، ودويلة في حلب وضواحيها، ودويلة للجيش السوري الحر في الجنوب كله بما فيه القنيطرة. أما العاصمة دمشق فإن وضعها، كما قال السفير الأميركي السابق في دمشق، سيكون كوضع بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية عندما كانت في ذروتها.

إنَّ هذا هو مجرد تصور لسفير أميركي سابق في دمشق، لكنه كما يبدو تصور الإدارة كلها، وتصور دول الغرب الفاعلة بمعظمها. فالحديث عن تقسيم سوريا للأسف بات بضاعة رائجة، وبات يقال في كل مكان، لكن ورغم كل هذه التصورات السوداوية فإن ما يُبقي ولو على بصيص ضئيل من الأمل هو أن مثل هذا الكلام كان قد قيل عن بلاد الأرز في ذروة الحرب الأهلية عندما كان هناك من يتوقع أن يصبح لبنان ثلاث دويلات طائفية: دويلة مسيحية بقيادة مارونية، ودويلة سنية، ودويلة شيعية في الجنوب ومنطقة البقاع. لكن ثبت في النهاية أنه لا يصح إلا الصحيح، والصحيح أن هذا البلد العظيم بقي موحدًا وذلك رغم ما يعانيه الآن من تمزقات سياسية عنوانها أن حزب الله يشكل دولة داخل الدولة اللبنانية.

ثم ورغم التعلق بحبال الأمل التي هي في واقع الحال أوهى من خيوط العنكبوت، فإن هناك من يرى، وهذا على مستوى الدول الفاعلة ومن بينها بعض الدول العربية، أنَّ سوريا غدت ماضية إلى التقسيم فعلا، وإلى قيام الدويلة المذهبية التي تريدها إيران، وبالتالي يريدها نظام بشار الأسد، لكن ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن تقسيم العراق «فعليًا» قد يسبق تقسيم سوريا، فالأمور في بلاد الرافدين في ظل ما هو جارٍ على الأرض غدت تنذر بعواقب وخيمة بالفعل، وبما بقي العراقيون الوحدويون يخشونه منذ عام 2003 وحتى الآن.

إن هذه تصورات مخيفة ومرعبة بالفعل، وهي تدمي قلب كل عربي يغار على هذه الأمة ويتمسك بوحدتها ووحدة أقطارها ودولها، لكن ما العمل ونحن نرى في العراق كل هذا الذي نراه، ونحن نرى أن نظام بشار الأسد بقي يتمسك بكرسي الحكم ويقدمه على وحدة سوريا ووحدة شعبها إلى أن أصبح التقسيم والانقسام مطروحًا في هذا البلد كما أنه أصبح مطروحًا في بلاد الرافدين؟!

 

سوريا وإسرائيل.. مقدمات التدخل المباشر

نبيل عمرو//الشرق الأوسط/02 تموز/15

سياسة النأي بالنفس التي يقودها رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير دفاعه موشي يعالون، بدأت بالاهتزاز بحيث لم تعد سياسة نهائية، ولقد اتسع الجدل حول هذا الأمر بفعل تسارع الأحداث في سوريا والاحتمالات القوية لانهيار الأسد، والتي تفضي إلى احتمال قوي آخر وهو سيطرة قوى لا تعترف بقواعد اللعبة بين الدول، أي الميليشيات التي نجحت في الوصول إلى خط الحدود ولا توجد موانع جدية تحول دون تطور قوتها وتأثيرها بما يهدد الأمن الاستراتيجي للدولة العبرية. وفي هذا السياق يجري نقاش تفصيلي على مستوى النخب ومراكز البحث والدراسات عن سيناريوهات تقترح لكيفية وحدود التدخل، ولا أحد منها يستبعد العمل المباشر في وقت ما خصوصًا على نطاق جنوب سوريا. وأهم ما لفت النظر سيناريو أعلن في الصحافة الإسرائيلية، يقترح تشكيل قوة تحالفية من أطراف إقليمية ومحلية، تشارك فيها الولايات المتحدة وإسرائيل بالطبع، ويقترح هذا السيناريو ألا يقتصر عمل هذه القوة التي لا بد أن تحتل مواقع أرضية داخل سوريا على الجانب العسكري، بل لا بد من تمويل ما وصف بالاحتياجات الحيوية للسكان وخلق «اقتصاد حدود» يتضمن مسارات تموين بضائع من إسرائيل، مع فرض حظر جوي محدود يضمن السيطرة الكاملة لقوى التحالف المقترح في المجال الذي تعمل فيه. إن مثل هذا السيناريو الذي لا يحتاج كي يتبلور لا إلى مؤتمرات ولا إلى جلسات خاصة في مجلس الأمن، يمكن أن يطبق بفعل الأمر الواقع المسيطر على الوضع في سوريا، وتحت عناوين مقبولة إقليميًا ودوليًا من ضمنها مثلاً إنقاذ الأقليات من مذابح محتملة، وقد جرى الجدل داخل إسرائيل بتوسع ملحوظ حول ما وصف بحلف الدم مع الدروز، وكذلك مكافحة الميليشيات التي تصنف كقوى خارجة عن أي قواعد تحكم العلاقات بين الدول والقوى المتحاربة.

إن إسرائيل لم تتوقف عن المراقبة التفصيلية لكل صغيرة وكبيرة تجري في سوريا وامتدادها اللبناني، كما لم تتوقف عن التدخل المباشر وفق قواعد محددة مسجلة على لوحة العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلا أن ما لا يعرف بعد هو متى ستطور إسرائيل مساحة تدخلها المباشر في الحرب السورية، إلا أن الكيفية صارت واضحة ليس فقط من خلال ما يدور في إسرائيل من نقاش، وإنما باستنتاج التداعيات التلقائية لتطور الأحداث، ومصير نظام الأسد الذي كان طيلة عقود الصراع مع إسرائيل الأكثر دقة وانضباطًا في احترام الحدود والأكثر قدرة على تنفيذ الاتفاقات والتفاهمات والأكثر صبرًا ومسامحة حين كانت إسرائيل تتمادى في الاستفزاز والضرب بلا هوادة في أي مكان تختاره على الأراضي السورية. إن إسرائيل أو جزءًا مهمًا منها على الأقل تقدر أن نظام الأسد في حالة احتضار دون أمل كبير في إنقاذه، وهذا الحديث الإسرائيلي يعني مقدمات منطقية لتدخل مباشر وربما غير محدود، ساعة صفره سقوط النظام.

 

مصر و«الإخوان المجرمين»!

 ميرفت سيوفي/الشرق/02 تموز/15

حمى الله مصر… اغتيالاتٌ قاسية وسيارات مفخّخة «إخوانيّة» اجتاحت يوميات المصريين، يُصيبني ألمٌ شديد كلّما أصيبت مصر، منذ تصدّر جماعة الإخوان السلطة كنّا أول من كتب في هذا الهامش مقالتنا الشهيرة «الإخوان المجرمين»، وها هم «الإخوان المجرمون» مرّة جديدة يُعيدون «سيرتهم الأولى» مع الإرهاب، وهذا الإرهاب يحظى هذه المرّة برعاية الرئيس باراك أوباما وأميركا القَلِقَة من حكم القضاء المصري بالإعدام على محمد مرسي الرئيس المخلوع، وعلى حاكم الإخوان الفعلي وكبير إرهابييها خيرت الشاطر، ومعهم الاتحاد الأوروبي!!

وفي السياق؛ نلفت أصحاب الشأن في لبنان ونُحذّر من خطورة وجود خطباء منابر في بعض مساجد لبنان يهاجمون مصر حكومة ودولة وجيشاً،  ويُشتم من على منابرها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في خطبة الجمعة ويُسمّى بـ»فرعون مصر»، ونقول: في لبنان «بؤرة إخوانيّة» خطيرة ليست بخافية على أحد وهي معروفة الإرتباط بالتنظيم العالمي للإخوان وعلينا التعامل معها كالخلايا الإرهابيّة النائمة كأيّ تنظيم إرهابيّ متطرّف، لأنّها يوماً ما ستسفر عن وجه التطرّف والإرهاب فيها، وعندها سنكون في مواجهة مأزق حقيقيّ، فالإخوان مهما تغيّر وتبدّل اسمهم من دولة إلى أخرى، وسواء كانوا جماعة أو جمعيّة أو سوى هذه التسميات، كلّهم في الإرهاب والتطرّف والإجرام على نفس الشاكلة!!

منذ ما يقارب الثمانين عاماً، بل منذ القرن التاسع عشر سعت الكثير من الحركات الإسلامية إلى «السلطة»، وتحت عنوان «ديني» لمّاع خدّاع، وللتوضيح؛ وبات معلناً وبشكل فاضح أنّ التعامل مع الإخوان المسلمين هو تعامل مع «تنظيم دولي»، له مكتب الإرشاد العام العالمي وهو القيادة التنفيذية العليا للإخوان المسلمين، وله أيضاً مجلس الشورى العام العالمي (أو كما كان يسمي الهيئة التأسيسية) وهو السلطة التشريعية لجماعة الإخوان المسلمين، وقراراته ملزمة، ونحن هنا نتعامل مع «دويلة عالمية» إذ يتواجد جماعة الإخوان في 72 دولة حول العالم بحسب إحصاءاتهم (والإحصاءات الأميركية تقول في 70 دولة أيضاً)، والقبض على مصر وهزّ أمنها واستقرارها، هو قبض على العالم العربي كلّه، ونحن خائفون على مصر لأنها أمّ العرب وحضنهم ودرعهم، وهي كنانة الله في أرضه!!

في العام 2013 كتبنا في هذا الهامش مقالة «الإخوان المجرمين» وفتحنا حديثاً طويلاً عن حسن البنا مؤسس «الجماعة» وتوقفنا مطوّلاً عند مقالة الكاتب الكبير عباس محمود العقاد التي حملت عنوان «الصهيونية ومشاكل فلسطين» وتحدّث فيها العقّاد بالأسئلة المباشرة عن هويّة «البنّا» الذي قام بإنشاء «الجماعة» متسائلاً: «من هو «جدّه»؟ فلا أحد في مصر يعرف إجابة على هذا السؤال على وجه التحقيق، وكلّ ما يقال عنه أنه رجل كان يعمل «ساعاتي» مغربي يهودي»، ولكن يبدو أن هناك الكثير من السذّج المُضلّلين والمضَللين، هؤلاء الذين لا يقرأون تاريخ الجماعة ولا «إرهابها» بعيد نشأتها بقليل، وأخطر ما وقع فيه  هؤلاء السُذّج أنّهم جعلوا «الإسلام»=  الإخوان، وهذه طقوس كلّ فكر إرهابي عبر التاريخ!!

مرّة جديدة، تاريخ الإخوان الإرهابي لا يحتاج إلى كثير براهين، هم في أساس نشأتهم تنظيم إرهابيّ، ولعلّ البداية الأفضل لتأكيد تاريخ «جماعة الإخوان» الإرهاب والقتل والتفجير والاغتيال، هي بالعودة إلى مساء يوم 20 شباط (فبراير) 1948 بالمنزل رقم 76 شارع محمد علي بانفجار بمبنى «شركة المعاملات الإسلامية»، والذي كشف عن كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة المخزّنة بشكل خاطئ الأمر الذي أدّى إلى انفجار هائل في الساعة العاشرة، وأصيب في الحادث تسعة أشخاص وتم التحقيق مع حسن البنا فأنكر [بل كذب] علمه بوجود ذخيرة ومفرقعات بمخزن شركته وأرجعها لسوء تصرف العاملين بها!! أما تاريخ الإخوان في محاكماتهم القديمة والحديثة، فأفضل ما يشير إليه ويختصره هذه الرواية التي تحكي أنّه وأثناء محاكمة منفّذي ومخططي محاولة اغتيال جمال عبدالناصر خلال إلقائه خطابه الشهير في الاسكندرية: «في المحاكمة تمت مواجهة المرشد العام للإخوان حسن الهضيبي ومحمود عبداللطيف المتهم الأول في تنفيذ العملية فأنكر معرفته بنا، وكان الهضيبي قد «أقسم ثلاث مرات» ممسكاً بالمصحف الشريف بعدم معرفته بنا ولا يعرفنا ولا يعرف عبداللطيف فاكتشفنا أننا ضحية «خدعة إخوانية» كبيرة، فبصق عبداللطيف في وجه الهضيبي في المحكمة لحلفه اليمين والقسم على المصحف كذباً وصرخ بشكل هستيري موجها كلامه للهضيبي: «يا كافر يا ابن الكافرة»!!

حمى الله مصر.. حمى الله شعبها وجنودها وقضاتها.. حمى الله الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولتنفّذ المحاكم المصريّة أحكام الإعدام بمجرمي الإخوان الذين تصدروا السلطة وهم يقبعون اليوم في السجون، إنّ الردّ الأفضل على العلميات الإرهابيّة التي هزّت مصر أول من أمس هو تنفيذ حكم الإعدام بمرشد الإخوان محمد بديع والمخلوع محمّد مرسي والتاجر خيرت الشاطر، فثمانون عاماً من الإرهاب في الأربعينات وأواخر السبعينات، والتسعينات وفي العامين الماضيين لم تهزّ شعرة في مفرق مصر، لطالما حاولوا إرهابها وإرهاب شعبها، ولطالما سحقت مصر تطرّفهم وقضت عليه، لذلك كلّه علينا أن نقول: تحيا مصر…

 

«دولة الساحل» بين الأسد وليبرمان عبر وسيط روسي

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/02 تموز/15

بعد ثلاثة أسابيع على بدء الانتفاضة السورية، في نيسان (ابريل) 2011، أسرّ رئيس الأركان السوري السابق حكمت الشهابي لصديقه الزعيم السياسي اللبناني وليد جنبلاط خشيته من أن سورية ذاهبة إلى حرب أهلية، ومن أن بشار الأسد، في تقديره، «يريد التقسيم». ثم عاد فأكد لجنبلاط في 2012 أن سورية «متجهة إلى ما يشبه الصومال». وقبيل وفاة الشهابي (آذار/ مارس 2013) قال لجنبلاط الذي اتصل به في لوس انجليس «تذكّر كلامي، يريدون التقسيم، سورية التي نعرفها لن تعود». وبعد الوفاة نُشر أن الشهابي قال لقريبين منه قبيل مغادرته سورية نهائياً أن بشار وماهر الأسد «أولاد ذاهبون في المعركة إلى النهاية، لن يصلحوا ولن يسلموا السلطة ولن يتركوا الشام إلا وهي أنقاض... أولاد ذاهبون إلى التقسيم، ولكن ليس قبل أن يحرقوا البلد بما عليها وبمَن عليها».

ويروي ديبلوماسي عربي، نقلاً عن وزيره الذي التقى مسؤولاً روسياً رفيع المستوى، أن الروس نقلوا كلاماً من الأسد إلى وزير الخارجية الإسرائيلي السابق افيغدور ليبرمان يدعو فيها إلى تأييد «دولة الساحل» كونها «لن تكون معادية لإسرائيل»، وردّ ليبرمان مطالباً بتسليم رفات نحو ثلاثين جندياً إسرائيلياً قتلوا خلال اجتياح لبنان في العاشر من حزيران (يونيو) 1982 في معركة السلطان يعقوب (البقاع الغربي)، وعندما عاد الديبلوماسي الروسي بردٍّ إيجابي من الأسد طرح ليبرمان مطلباً آخر وهو رفات جاسوس الموساد الياهو كوهين الذي أُعدم شنقاً في ساحة المرجة في دمشق عام 1965. وفيما كان جوهر «الرسالة» (دولة الساحل) واضحاً لم يؤكد المصدر ما إذا كان الأسد لبّى المطالب، لكن الواقعة تظهر أن موضوع «دولة الساحل» متداول بين الأسد والروس، وبطبيعة الحال مع الإيرانيين. المتداول أيضاً أن سيناريوات لهذه «الدولة» تضعها في إطار تطبيع أميركي - إيراني - إسرائيلي متوقع نظرياً ويعتبره كثيرون نتيجة موضوعية إذا كانت إيران تتطلّع إلى اعتراف بدورها ونفوذها الإقليميين.

ليس الحديث عن التقسيم ترويجاً له، بل تحذيراً منه، ولمقاومته لا بدّ من وعيه وإدراك أنه يكمن حالياً في خلفية الاتصالات الدولية والإقليمية التي تواصل الثرثرة عن «حل سياسي» بذل أصحابه كل شيء لإحباطه وأهدروا الوقت في تقويض مقوّماته حتى بات غير ممكنٍ بل مستحيلاً. في الأساس كان هناك حلّان، أولهما إسقاط النظام عسكرياً وهو بدا ممكناً منتصف 2012 لكن القوى الخارجية خذلت «الجيش الحر» وفرملت اندفاعه، والآخر انتصار النظام وإسقاط الشعب وقد جرّبه الإيرانيون وميليشياتهم واضطرّوا للاعتراف بحدوده فراحوا يرسمون تلك الحدود ويدافعون عنها. في غضون ذلك طُرحت فرصة الحل السياسي الذي يفترض تسوية بين الطرفين، طالما أنهما عجزا عن الحسم، لكن إيران عارضتها لأنها ليست جزءاً منها فأوعزت إلى الأسد بإفشالها وعدم الانخراط فيها، ولم تبدُ روسيا متحمسة لذلك الحل بل اعتبرت مفاوضات جنيف مجرد مناورة ضرورية للتخلص مما التزمته في إطار صفقة حماية الأسد من العقاب على استخدامه السلاح الكيماوي.

منذ ذلك الوقت، لم يعد الحل السياسي مطروحاً سواء بسبب القطيعة الاوكرانية بين أميركا وروسيا أو حتى قبل ذلك في 2013 لم يعد واقعياً لأن النظام والإيرانيين تصلّبوا في السعي إلى حسم عسكري، وأيضاً لأن ظروف المعارضة تغيّرت، فالفصائل تشرذمت في مناطق سيطرتها وتداخلت فيها التيارات الجهادية و «القاعدية»، واخترقها النظامان السوري والإيراني بتنظيم «داعش» مستقدمَين الإرهابيين والتكفيريين لإثبات أنهما يحاربانهم. وإزاء وضع كهذا وجدت إدارة باراك اوباما ذرائع كافية لاتباع السلبية وتعميمها على دول غربية أخرى، بل حتى لترويج اقتناع ضمني بأنه بين أطراف سيئة جميعاً قد يكون النظام الأقلّ سوءاً لمجرد أنه، وفقاً لموسكو، لا يزال «ممسكاً بالدولة والمؤسسات». وعندما خرق الأميركيون القطيعة أخيراً لمعاودة التشاور مع الروس بشأن سورية، وجد الطرفان أن دوافع حمايتهما المباشرة وغير المباشرة لنظام الأسد لم تعد مجدية ولا مفيدة، فهو يتهاوى من تلقائه. وليس واضحاً ما إذا كانا دخلا في مصارحات ثلاث: أولاً بشأن الأوهام التي سوّقاها سابقاً، طالما أن الجيش والدولة والمؤسسات لم تعد في حال يمكن الاعتماد عليها، وثانياً حول تكاذبهما في صيغتي الحل المتناقضتين وفقاً لـ «بيان جنيف»: بوجود الأسد وبقيادته (روسيا) أو من دون الأسد (أميركا)، وثالثاً بالنسبة إلى عدم توافقهما، حالت دون ارتسام إرادة دولية حقيقية لدفع الأزمة إلى حل انتقالي.

لعل الأسوأ أن روسيا وأميركا لم تعطيا مؤشرات إلى مراجعات منفردة أو مشتركة للسياسات والخيارات، بل تبديان ميلاً إلى ترك الأوضاع تزداد تعفّناً ريثما يُنجز الاتفاق النووي لاستكشاف إمكانات اختراق الأزمة عبر الأوراق الإيرانية. لكن إيران ستبرز الخريطة لاستدراجهما إلى الأمر الواقع، فـ «الجيش» و «الدولة» و «المؤسسات» موجودة بالنسبة إليها حيث يوجد النظام وحيث ينشط «خبراؤها» فيما يقوم «حزب الله» والميليشيات المستوردة بالدفاع عن «سورية الحيوية» هذه في القلمون غرباً كما في الجنوب والشمال. ولا شك في أن روسيا وإيران شريكتان متضامنتان في هذا الأمر الواقع، الذي لن تجد أميركا خياراً آخر غير التعامل معه.

وفيما يبدو اليوم أن حلفاء النظام لم يستبعدوا ورقة التقسيم ولم يُسقطوها، حتى وهم يدعمونه ليتمكن من حسم الصراع عسكرياً، يتبين أن داعمي المعارضة ظلّوا طويلاً من دون استراتيجية واضحة أو تأخروا في بلورتها. لذلك أعلن رجب طيب اردوغان أخيراً أن تركيا «لن تسمح إطلاقاً ببناء دولة في حدودنا الجنوبية (شمال سورية) مهما كان الثمن، ولن تتغاضى عن عملية تغيير التركيبة السكانية في المنطقة». لكن التطوّرات الميدانية لا تنفكّ تتجاوز تركيا، فهي ليست مسيطرة على ورقة «داعش» كما يقال عنها، كما أن غموض النيات الأميركية يربك تطوير تدخلها في سورية. أما الائتلاف السوري المعارض فأكّد حصول «تجاوزات» على أيدي «وحدات حماية الشعب» الكردية في تل أبيض والقرى المجاورة لها، إذ أقدمت على إجبار السكان العرب والتركمان على النزوح نحو الأراضي التركية، ولم تسمح بالعودة إلا للأكراد. وكانت واشنطن صرّحت بأن التهجير القسري «إذا صحّ، فهو غير مقبول»، ورغم تأكيده لاحقاً من جانب الأتراك والمعارضة السورية، إلا أن الأميركيين لم يقولوا أنهم سيمنعونه. ذاك أن «الأولوية» الأميركية، إن صحّت، هي الآن لمَن يساهم في «الحرب على داعش»، وما دامت «الوحدات» مستعدة للمهمة فإنها تريد «مكافأتها» بأن يُجاز لها بإقامة «دولة» أو «كيان» كردي، وتأكيداً لذلك لم تكتف عناصر «الوحدات» بالتهجير بل دعّمته بنهب البيوت والممتلكات، محواً لأي أثر للسكان.

لم يهتم المسؤولون عن «الوحدات» بنفي الاتهامات، والأهمّ أنهم لم يسمحوا للناس بالعودة إلى قراهم ومنازلهم. وعندما يحدّد صالح مسلم رئيس «الحزب الاتحاد الديموقراطي» (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان) «اللامركزية» كهدف لحزبه في سورية ما بعد نظام بشار الأسد، فإنه يراوغ لأن مقاتليه يذهبون أبعد من ذلك على الأرض. فما حدث هو عملية اقتلاع سكان من منطقة غير كردية. وما أظهره الاستهداف الطائفي والعرقي للمهجّرين أثبت أن الحزب الاوجلاني السوري أراد كشف عدائه لتركيا، وأنه جيّر ذلك التهجير لمصلحة العلاقة التي لم تنقطع بينه وبين النظام السوري وحليفه الإيراني. ومنذ معارك حلب عام 2012 وما تلاها في المحافظات المجاورة اتخذ حزب صالح مسلم موقفاً مناكفاً للمعارضة، ثم اعتمد على دعم دمشق وطهران للشروع في بلورة «استقلالية» المناطق الكردية، لا لأن الأسديين أو الإيرانيين محبذون أصلاً لـ «دولة كردية» وإنما لأن مشروعاً كهذا يضرب طموح المعارضة بإبقاء سورية موحدة ويهدّد تركيا في عمقها، وبالأخصّ لأنه يقدّم مساهمة مهمّة في عملية تفكيك سورية. فإذا افتتح الأكراد عمليات الانفصال فإنهم يعطون مبرراً وحتى «مشروعية» لـ «الدولة العلوية» أو «دولة الساحل».

 

التدخل العسكري في سورية مسألة وقت

 حسان حيدر/الحياة/02 تموز/15

 عندما تضعف الدول وحكوماتها المركزية نتيجة هزائم عسكرية أو نزاعات أهلية ناجمة عن انقسام سياسي أو طائفي أو عرقي، تصبح التدخلات الخارجية ممكنة ومستسهلة. وهو ما حدث مراراً في العالم العربي في التاريخ القريب، ولا سيما في لبنان والعراق والسودان والصومال واليمن. وكان الاحتراب الأهلي اللبناني الذي أذكته عوامل خارجية متعددة، أضعف كيانه إلى حد أغرى دولاً مجاورة (إسرائيل وسورية) وأخرى بعيدة (إيران وأوروبا وأميركا)، بالتدخل العسكري المباشر على أرضه، تحت شعار «الدفاع عن النفس» أو «إعادة الاستقرار»، تحول بعضها مع الوقت قوة احتلال وسيطرة. أما العراق، فأفضت الحرب التي خاضها مع إيران وغزوه الكويت، إلى تدخل أميركي وأطلسي صار مع الوقت احتلالاً ولم ينته تماماً بعد. وقسّم السودان إلى دولتين بعد حرب عرقية دامت عقوداً وشهدت تدخلات خارجية متعددة، وما زال مهدداً بإخراج مناطق أخرى من قبضة الخرطوم. واليوم جاء دور سورية، فبعدما ضعف نظامها إلى درجة لم يعد معها يسيطر سوى على ربع مساحتها، وتنوعت المعارضات فكراً وولاء وتعددت سبل دعمها وارتباطاتها، بات التدخل العسكري الخارجي أمراً مرجحاً، بل «مبرراً» في رأي دول الجوار السوري، التي ترى أن السلطة في دمشق لم تعد قادرة على حماية الحدود المشتركة، ولا بد لها من القيام بذلك بنفسها. ويكثر الكلام حالياً عن تدخلين محتملين، تركي وأردني، في مناطق الشمال ذات الغالبية الكردية، وفي الجنوب حيث تحقق جهات متطرفة تقدماً على حساب النظام والمعارضة المعتدلة على السواء، بعضه بموجب اتفاقات مشبوهة. وكانت إيران أول من تدخل عسكرياً في سورية، فأرسلت في البداية خبراء من «الحرس الثوري» الذي كان يقيم أصلاً معسكرات تدريب في مناطق سورية ولبنانية، وتوسع الأمر لاحقاً ليشمل وحدات من «الحرس»، ثم أوعزت طهران إلى «حزب الله» اللبناني بإرسال قواته للمشاركة في الدفاع عن نظام بشار الأسد، قبل أن تدفع بميليشيات شيعية عراقية إلى الداخل السوري للغرض نفسه. وإضافة إلى استضافتها أكثر من مليون لاجئ سوري، قدمت تركيا مساعدات عسكرية إلى جهات في المعارضة، إضافة إلى بعض عراضات مسلحة، مثل نقل رفات سليمان شاه، جد مؤسس السلطنة العثمانية. لكن التطور الذي أشعل الحديث عن تدخل مباشر ودفع أنقرة إلى إرسال كتائب مقاتلة إلى حدودها الجنوبية، كان التوسع المفاجئ الذي حققته وحدات كردية مشكوك في علاقتها بنظام دمشق بعد انسحاب «داعش» من أمامها، ما مكَّنها من ربط مناطق كردية سورية ببعضها، وهو ما رأى فيه الأتراك «تهديداً للأمن القومي»، لما ينطوي عليه من احتمال إقامة «دولة كردية» في الشمال السوري قد تغري أكراد جنوب شرقي تركيا. وفي حين اكتفت إسرائيل حتى الآن بشن غارات متفرقة على مواقع سورية وأخرى «لبنانية» في سورية، هدفها على حد قولها منع انتقال بعض الترسانة الصاروخية السورية إلى أيدي «حزب الله»، فإن «النعي» الذي أصدره المستشار الدفاعي الإسرائيلي عاموس جلعاد وأعلن فيه أن «سورية انتهت، سورية تموت، وسيعلن موعد الجنازة في الوقت المناسب»، يمهد ربما لتوسيع الاحتلال الإسرائيلي في هضبة الجولان السورية الى مناطق جديدة بحجة «حماية أمن المستوطنات»، والحصول على حصة من «الكعكة السورية». وسواء حصلت تدخلات تركيا أو الأردن أو إسرائيل قريباً، أو تأجلت لبعض الوقت، فإن الموانع أمامها ليست سورية داخلية بالتأكيد، والأمر الوحيد الذي يمكنه الحيلولة دونها، هو توقف الحرب وتغيير نظام الأسد، سواء بقوة المعارضة أو عبر اتفاق دولي، وهذان احتمالان مستبعدان، حالياً على الأقل.

 

أربعاء سيناء الأسود

زهير قصيباتي/الحياة/02 تموز/15

استحضرت مجزرة «داعش» في سيناء أمس، مشهد الأنبار العراقية، وإن كانت كل المجازر التي يرتكبها التنظيم تنويعاً على طريق هدف واحد: تقويض الدول العربية ونسف نسيجها الاجتماعي، واقتيادها إلى مذابح لا تتوقّف، على طريق الخراب الشامل.

لا يجدي هنا تكرار السؤال القديم- الجديد: «مَنْ هو داعش»، مَنْ زرعه ومَنْ درّبه وسلّحه لينقضّ على الجيوش والمدن العربية التي يختارها، وفق توقيته؟ وإذا كان المرجّح أن القذائف والصواريخ التي يستخدمها «داعش» في سيناء، مصدرها ليبيا حيث الفوضى والفلتان سيّدان، فالمرعب أن تتكرّر المجزرة التي تدفع ثمنها مصر وجيشها وشعبها، آفاقاً قاتمة تجعل إعادة الاستقرار إلى البلد مهمة عسيرة. مصر ليست العراق حيث المحاصصة الطائفية في الحكم فخّخت مشروع إعادة بناء الدولة. ومصر ليست اليمن حيث تمدُّد الأصابع الإيرانية شَجَّعَ الحوثيين على المغامرات التي استغلّها رئيس مخلوع ما زال يخدع الجميع ثأراً لنزوله عن عرش السلطة. لكنّ السؤال لا بُد أن يُطرح عن قدرة «داعش» على التسلُّل إلى مصر، لولا التفجيرات والاغتيالات التي استهدف آخرها النائب العام هشام بركات، ولولا حال الصراع المُتفاقم مع جماعة «الإخوان المسلمين»، الذي يصرّ الحكم على معالجته بالحل الأمني وحده، فيما الجماعة لا تنبذ العنف علناً، ولو ارتكبته تنظيمات ليست على علاقة بـ «الإخوان».

وإن بات معلوماً أن تياراً في الجماعة يصرّ على تأجيج الصراع في الشارع، والتصدّي للدولة بكل رموزها، رداً على اعتمادها الحل الأمني، وإصدار الأحكام القضائية المشدّدة في حق قادة «الإخوان»، فالواضح في المقابل أن تلويح الرئيس عبدالفتاح السيسي باستعجال تنفيذ تلك الأحكام (وبينها إعدامات) ليس من شأنه تهدئة الصراع. ومن بوابته ونوافذه، تتسلل رياح العنف، لتُلحق مزيداً من الضرر بالدولة وقدرتها على الصمود في وجه الإرهاب العابر للحدود.

مرة أخرى، وعلى رمال سيناء وفي الجيزة وضاحية 6 أكتوبر، ترتسم الخطوط السود لمؤامرة، قد نتكهّن بها من دون قدرة على ترقُّب فصولها. مضت سنة على دولة «داعش» في الموصل، لكنّ «داعش» يتمدّد، يخلط الأوراق، يضرب يميناً ويساراً، من العراق والخليج إلى تونس، ويهزّ مصر في يوم الأربعاء الأسود. ليست في مصر نعرات مذهبية وطائفية، لذلك يتّهم تنظيم أبو بكر البغدادي، أكبر جيش عربي بـ «الردّة»، وهو الذي كان مفترضاً أن يشكل طليعة «القوة العربية المشتركة» للتّصدي لإرهاب نكبة الدول الفاشلة في المنطقة.

عشرات الضحايا يوم الأربعاء الأسود، سقطوا برصاص «داعش» وقذائفه، وإن لم يكن مستغرباً أن يحمّل بعض الأحزاب أو التيارات في مصر، الحكم وفشل الحل الأمني، مسؤولية تغلغل «داعش» وتحدّيه الجيش المصري، فكل الأحزاب والقوى السياسية تتحمّل مسؤولية في إعادة صوغ مشروع للمصالحة الوطنية. وحده هذا المشروع الذي لا يدفع أي طرف إلى الرهان على تركيع الدولة بالعنف- وإن لم يرتكبه- من شأنه تصحيح مسار الحل الأمني، لئلا يتحول حرب استنزاف لمصر وجيشها، ومواجهة يومية بالدم لتركيعها بقذائف البغدادي وصواريخه.

لكنّ الشرط الأول والأكيد لمعاودة فتح أبواب الحوار، هو أن يتعهّد الجميع، حكماً وأحزاباً وتيارات، الإصغاء والنقاش، بدل استعادة معزوفات التخوين والتكفير والتضليل، العمالة والبطش. وما دام هناك مَنْ يدّعي التبصُّر بحقائق وحيدة مطلقة، أو حق تكفير الآخر وإقصائه، سيُزرع مزيد من الألغام في كيان الدولة، ويُفتَح مزيد من المعابر لتسلُّل «داعش». المعبر الكبير، صراع الدولة و «الإخوان»، رقاب الجميع تحت سيف العنف. هل يكفي لتبديد صدمة سيناء ومشاريع الانتحار العربي الجماعي، أن نلعن المؤامرة، ثم نلعنها ونتفرّج؟

 

السباق السوري والعربي إلى الهاوية

 معتز حيسو/الحياة/02 تموز/15

يشهد العديد من البلدان العربية ما يمكن أن ندعوه سباقاً إلى الهاوية. لهذا لن تكون سورية نموذجاً فريداً لا يتكرر في بلدان أخرى وإن بأشكال مختلفة. وإذا حاولنا أن نحدد أسباب الانهيارات والتصدعات، نلحظ أنها تعود إلى ذات الأسباب البنيوية، أما الخلاف فينحصر في إطار التجليات الظاهرية. من البداهة بمكان أنَّ عوامل الأزمة البنيوية التي مهّدت لمعاناتنا الراهنة تتزامن وتتقاطع وتتراكب مع الميول الدولية العامة: «إذا استطاعت الرأسمالية أن تتحالف مع أشكال إنتاجية قبل رأسمالية، فإن أحداً لن يستطيع التنبؤ بالمآلات التاريخية التي يمكن أن تؤول إليها الأمور»، فكيف ونحن أمام قوى رأسمالية تتحالف مع تلك الأشكال وتعمل على توظيف تنظيمات وحركات ومجموعات جهادية إسلامية موغلة في التخلف والقهرية؟. فهذا بالتأكيد سيعطينا مؤشراً إلى أننا مهددون بالسقوط في مستنقعات وكوارث قلّما شهدها أو سيشهدها التاريخ البشري. وتتزامن ميول الرأسمالية في تصنيع وتصدير أكثر أشكال التخلف والعصابية المحمولة على ميول دينية جهادية وتكفيرية مع عوامل أزمتنا العميقة: سياسية، تتمحور حول احتكار السلطة وتجفيف تربة العمل السياسي المعارض، واقتصادية، تتجلى في عدم بلورة مشروع تنموي استراتيجي، وقد شكّل تقاطع ذلك مع انتشار مظاهر الفساد وهدر الثروات وتفاقم النهب، أهم الأسباب التي ساهمت في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وثقافية، تتجلى في تراجع تأثير الفكر العلماني مقابل انتشار واسع للفكر والوعي الديني المتشدد الذي يميل في لحظات التأزم إلى العقيدة الجهادية. وشكّل غياب الحريات السياسية وازدياد معدلات الفقر، البطالة أرضية خصبة لنمو الأفكار المتطرفة والميول السلفية ومظاهر التدين.

إن كان ما نشهده من تحولات عاصفة يعود في بعضٍ من أسبابه إلى عقود ماضية، فالتنظيمات والمجموعات المحمولة على فكر جهادي متطرف تعمل على توظيف الظروف الموضوعية السياسية والثقافية والاقتصادية السائدة وفق آليات وأشكال تخدم تمدد مشاريع أيديولوجية دينية تكفيرية. في السياق واللحظة ذاتهما تشتغل الأنظمة المحمولة على فكر عقائدي سياسي أحادي على إعادة إنتاج البنية السياسية والأمنية للسلطة المسيطرة ذاتها.

لكن التقاطع في آليات التفكير والممارسة بين الطرفين الديني المتطرف والسياسي الأحادي لا يلغي الاختلاف والتمايز بينهما. ويكمن ذلك في أن جذور العقيدة الجهادية التكفيرية تعود إلى عصور الظلام والانحطاط. إضافة إلى ذلك يعمل مشايخها ودُعاتها على تبرير جرائم المجموعات الجهادية التي تستهدف تدمير الإنسان، وكل ملامح التاريخ والحضارة الإنسانية، بالاعتماد المشوه والانتقائي والمجتزأ على بعض النصوص من القرآن والسنّة. وإذا كان التاريخ لا يكرر ذاته إلا على شكل مهزلة، فما يقوم به تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وبقية المجموعات السلفية الجهادية يتجلى في الاشتغال على استعادة أكثر اللحظات التاريخية عنفاً وتخلفاً وقهراً. وفي سياق ذلك يتم إجبار الأقليات وفي شكل خاص الدينية على اعتناق عقيدتهم، أو دفع الجزية «صاغرين» وإلا فالتهجير أو القتل.

ولا تقف تلك المجموعـات عند هذا الحد، لكنها تستهدف بالقتـل كل من يـخـالفها التفكير والممارسة، علمانيـاً كان أو مسلماً.

أما في ما يتعلق بالسلطة السياسية، فتعمل في سياق الحفاظ على بنيتها الأحادية الشمولية، على مواجهة حركة التاريخ التطورية. ويتجلّى ذلك من خلال ممارسة كل أشكال القهر والعنف ضد كل من يخالفونها الرأي، سواء اندرجوا في أطر معارضة سياسية أو لم يندرجوا. لكنّ مكر التاريخ أدخل السوريين في أتون حرب متعددة الأطراف، ومتراكبة المستويات، يتصارع فيها المدافعون عن السلطة الأحادية مع جحافل المجموعات الجهادية و»معارضات معتدلة»، وجميع هؤلاء يرون أن لغة العنف والقهر والاستئصال تشكّل المدخل الوحيد لتحقيق أهدافهم. أما ضحايا تلك الحرب فإنهم: الإنسان المقهور والمجتمع والاقتصاد والتاريخ والحضارة الإنسانية والجغرافية. فالإنسان والمجتمع يتم تدميرهما بكل الوسائل وعلى مختلف المستويات والأشكال، فيما بالنسبة للاقتصاد، وإضافة إلى مظاهر النهب المستشرية، يتم تهديم وتدمير البنية التحتية ومصادر الثروة. أما التاريخ والحضارة الإنسانية فيتم الاشتغال على تحطيمهما وإزالتهما من دائرة الزمن والجغرافيا، وهذا يصب في سياق الاشتغال على مسح ذاكرة الإنسان وتفريغها من أي إرث أو تاريخ حضاري، وصولاً إلى سلخ الإنسان عن تاريخه الحضاري. وبخصوص الجغرافيا، يتم الاشتغال على إزالة الحدود الراهنة، وإعادة تقسيمها في سياق تتحول معه حدوداً لمجرد جمّاعات عرقية، عشائرية، طائفية، مذهبية متخارجة ومتصارعة. وهذا يتزامن مع نبش خزائن العقائد البائدة وتظهير أكثرها تخلفاً وتعميمها بالقوة القهرية في سياق القضاء على أشكال التمايز والتنوع الإنساني الفكري والثقافي.

أما الغائب عن المشهد فطرفان، الأول: فئات ترفض الانتماء إلى أي من الأطراف المتصارعة. والثاني: حملة الفكر التنويري والحركات السياسية المدنية والعلمانية، وأنصار الحل السياسي السلمي.

وحتى لا نستمر في سباقنا إلى الهاوية والمجهول من المآلات، بات واضحاً أننا في حاجة إلى استنهاض العقلانية الموضوعية والإنسانية والقيم الأخلاقية ومن يحملون هذه القيم. وهذا يستدعي من الجميع العمل على إنهاء الصراع والتمسّك بالعقلانية والموضوعية ومصالح المجتمع العامة والأساسية والحفاظ على التنوع والتكامل الاجتماعي، ووحدة أوطاننا ومجتمعاتنا.

 

 قضية الشباب العربي بين الأمس والغد

بول سالم/الحياة/02 تموز/15

يشكل قطاع الشباب – أي المواطنين بين أغمار 15 و30 سنة - أكثر من ثلث المجتمع في المجتمعات العربية. تشكل هذه الفئة نواة المستقبل في أي وطن، وكان الشباب رأس الحربة في الانتفاضات التي اندلعت عام 2011 مطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. ولكن، تم دفعهم جانباً من قبل الحركات الإسلامية الأكثر تنظيماً أو قوى «الدولة العميقة» العائدة. إنما خيارات الشباب وتأثيرهم سيحدد مستقبل المجتمعات العربية على المدى البعيد. وعلى رغم الأحداث المأسوية التي تسيطر على عناوين الصحف اليوم، فإن غالبية الشباب العربي تطمح إلى العيش في مجتمعات مستقرة ومعتدلة ومتنوعة وديموقراطية.

يمثل تحدي الشباب في بعض جوانبه ظاهرة من ظواهر الحداثة. في الأزمنة ما قبل الحديثة كان الأهل يتفادون تحديات سني المراهقة بتنظيم زواج الأولاد سريعاً بعد الوصول إلى سن البلوغ ويحملونهم مباشرة أدواراً ومسؤوليات مثل الراشدين ضمن الاقتصاد والمجتمع الزراعي الذي لا حاجة فيه إلى سنين من الدراسة والتأهيل. أما في عالمنا اليوم فإن فترة الانتقال ما بين مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ تمتد لسنوات عدة. إن هذه الفترة، خصوصاً في العالم العربي، طويلة وصعبة جداً بسبب ارتفاع معدلات البطالة، وصعوبة إيجاد المسكن، ووجود حظر مجتمعي عام على العلاقات الجنسية قبل الزواج. لهذا، فغالباً ما يظل الشباب والشابات في الكثير من الدول العربية في حالة توتر وإحباط شديدين، ابتداء من سن المراهقة وصولاً إلى عمر الثلاثينات في كثير من الحالات، أضف إلى ذلك حظراً عاماً على المشاركة السياسية والتعرض لمستويات عالية من القمع، ونستطيع أن نقدر حجم التحديات.

في النصف الأول من القرن العشرين، كان ينظر إلى الشباب على أنهم أمل الأمة ومحرك التغيير والقيادة الجديدة. وقد قامت الثورات والانقلابات في العالم العربي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي تحت شعارات تحمل اسم جيل من الشباب انتفض ضد فساد جيل الكبار وخمولهم. ولكن في وقت لاحق، أصبح ينظر إلى الشباب على أنهم «مشكلة»، بل أنهم مصدر تهديد للدولة والمجتمع. وسعت الحكومات إلى مواجهة هذا «التهديد» من خلال السيطرة على المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والمجتمع المدني، ومن خلال مؤسسات التجنيد العسكري وجهاز استخبارات متغلغل.

ولكن، مع انتشار القنوات الفضائية وتطور شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، ظهر مجال عام جديد – افتراضي، ولكن حقيقي جداً! - ليس للدولة سيطرة تذكر عليه.

أبدت الدولة قلقها من الفضائيات، لكنها اعتقدت أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي توفر مساحة غير مقلقة للدولة حيث يمكن الشباب أن يمضوا أوقاتهم في الدردشة ومشاهدة أشرطة الفيديو. لكن الدولة فشلت في إدراك أن هذه المجالات الجديدة شكلت فضاء حقيقياً لتشكيل الرأي العام ولحشد الشباب تجاه العمل العام. وقد رأينا نتائج ذلك في المرحلة الأولى من الثورات العربية.

ولم تكن الدول فحسب هي التي شعرت بأنها مهددة من جانب تمكين الشباب، بل المجتمع الأبوي نفسه، فضلاً عن السلطات والتيارات الدينية. فقد هزهم هذا القطاع الكبير من المجتمع الذي لا يندمج في شكل سلس في البنية السياسية والاجتماعية القائمة والذي يشكل جزءاً من ظاهرة متنامية لشباب العولمة. ويشعر المجتمع الأبوي والديني بالقلق، ولا سيما أمام مطالب مساواة المرأة ضمن هذه المجموعة. وبدأنا نرى عودة لصورة الدولة أو الزعيم «الأب» وهياج غاضب من جانب الحركات الدينية المتطرفة التي تحاول إجبار النساء على الخضوع بالقوة.

لكن هموم الشباب يجب أن تبقى نصب أعيننا. وفي استطلاع للرأي أخيراً أجرى مقابلات مع الشباب من 16 دولة عربية (*1)، ظلت البطالة على رأس قائمة أولوياتهم. فالوظيفة هي التي تفتح الباب أمام الشباب للانتقال إلى مرحلة الاستقرار، من خلال تأمين الدخل، والسكن، وتكوين أسرة. فهناك 500 ألف شاب يدخلون سوق العمل العربي كل عام. وسيظل تحدي النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل حاجة استراتيجية رئيسية في المنطقة على مدى العقود المقبلة.

لكن المثير للقلق في هذا الاستطلاع، هو تراجع اعتقاد الشباب بإمكان الوصول إلى الديموقراطية في العالم العربي في المستقبل المنظور. فبين عامي 2011 و2014، أدرج الشباب الذين شملهم الاستطلاع «غياب الديموقراطية» باعتبارها العقبة الأولى التي تواجه المنطقة. وفي عام 2015، أصبح القلق من «داعش» وانتشار الإرهاب والتطرف في الأولوية، وتراجعت الديموقراطية على قائمة الأولويات.

إن التجارب المخيبة للآمال في التحولات الديموقراطية منذ 2011 التي جرت في الدول العربية الخمس التي نجحت منها واحدة فقط، أدت إلى ضعف الاعتقاد في نجاح الديموقراطية يوماً ما في العالم العربي. أجاب أربعون في المئة من الشباب الذين شملهم الاستطلاع في عام 2015 أنهم لا يعتقدون أن الديموقراطية سيتم تطبيقها يوماً ما في العالم العربي، وهذا موقف مذهل بعد أيام سادها الأمل الديموقراطي في عام 2011. والواقع أن الرواية القديمة التي تقول أن الخيار الوحيد هو بين التطرف الديني والدولة السلطوية يبدو أنها قد عادت من جديد لتنتشر حتى بين الشباب في المنطقة.

لكن هناك بيانات أخرى تشير إلى اتجاه مختلف. حيث تظهر دراسة البيانات عبر الإنترنت في العالم العربي اتجاهاً واضحاً ومستمراً نحو القيم والأفكار الليبرالية التي تؤمن بالحرية والديموقراطية والمساواة بين الأجناس والتنوع وقبول الآخر. كما أوضح أحمد بنشمسي في دراسة نشرت أخيراً (*2)، إذا وضعنا جانباً مواقع المؤسسات الإعلامية والمطربين، فإن حسابات «تويتر» العشرة الأكثر متابعة في مصر هي تلك التابعة لقادة أو معلّقين ليبراليين من أمثال محمد البرادعي وباسم يوسف وعمرو حمزاوي وغيرهم. وفي المملكة العربية السعودية، فإن ستة من عشر قنوات «يوتيوب» الأكثر مشاهدة هي البرامج الساخرة التي ينتجها عدد من الشباب السعودي غير الراضي. وقد حصلت هذه المقاطع على أكثر من 900 مليون مشاهدة حتى الآن.

ما زالت الدول السلطوية أو الجماعات المتطرفة تهيمن في الساحات السياسية التقليدية وفي ساحات الصراع المسلح، أما الفضاء المسمى افتراضياً، حيث يقضي الشباب معظم أوقاتهم ويتشكل وعيهم، فتهيمن عليه أفكار وقيم أخرى.

يحدث تغيير الأجيال ببطء شديد أحياناً. رفع هذا الجيل رأسه في عام 2011، وتعرض لضربات قاسية من جانب مؤسسات الأجيال القديمة. ولكنه لم يهزم، وفي الواقع أنه لا يمكن أن يهزم لأنه هو المستقبل. إنه ينمو على طريقته في وسائل التواصل الحديثة وبين جماعات المجتمع المدني النشطة في جميع أنحاء العالم العربي. إنه لا يحبذ استمرار النظام السياسي السلطوي القديم، ولا صعود شكل جديد من أشكال القمع الديني المتطرف. لم يجد بعد السبيل لتحويل نفسه من حالة اجتماعية وثقافية واسعة إلى قوة سياسية تستطيع أن تفرض نفسها وخياراتها، أو السبيل إلى تطوير النظام السياسي من دون التسبب في انهيار الدولة ومقوماتها أو التسبب في رد فعل عنيف.

ولكن، لا يمكن النظام القديم أن يستمر إلى أجل غير مسمى، وستفشل محاولات التطرف الإسلامي لفرض نظام توتاليتاري جديد. إن القوى القائمة اليوم لا تزال تمثل تراكمات الماضي، ولكن يجري تشكيل المستقبل بين شباب اليوم. وستشرق شمس هذا الجيل في سنوات ليست بعيدة، لا محالة.

* كاتب لبناني، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن.

(*1) www.arabyouthsurvey.com

(*2) http://goo.gl/dbVcFM

 

حين يضحك هرتزل من قبره

علي الأمين/جنوبية/الأربعاء، 1 يوليو 2015  

فالمكوّن السنّي في العالم العربي، باعتباره المكوّن الاساس في الثقافة العربية، عجز عن الاجابة عن مشكلة الاقليات الدينية والاثنية والطائفية. وعندما دخلت ايران دخلت بمشروع اسلامي شيعي.

 الثقافة العربية، بأرضيتها السنيّة، لم تحسم خيار الدولة بمعناها الحديث بعد. ولم تحسم قرار الدخول في الحداثة. وقد شكلت أنظمة الاستبداد القومية والملكية، طيلة العقود الماضية، دافعاً لتثبيت البنى التقليدية داخل المجتمعات العربية في سبيل حماية هذه الأنظمة وتعزيز نظام حكم العائلة والفرد، والحزب الواحد والطائفة والمذهب… كلّ ذلك شكل حاجزاً موضوعياً وعملياً أعاق انتقال المجتمعات العربية نحو الدولة الحديثة.

فالمكوّن السنّي في العالم العربي، باعتباره المكوّن الاساس في الثقافة العربية، عجز عن الاجابة عن مشكلة الاقليات الدينية والاثنية والطائفية، ولم يحسم مفهوم المواطنة بعد. لا بل يبدو هذا المكوّن اليوم مرتبكا وهشّا وعاجزا عن ان يلتفّ على مشروع واحد. كما تتحكم بسلوكه وتعبيراته قابلية الانقسام السريع.

وعندما يتحدث السفير الاميركي السابق في سورية روبرت فورد عن ثماني مناطق نفوذ متصارعة  في سورية، يمكن ملاحظة مكوّن علوي وآخر درزي. لكن هناك ستّة مكوّنات متصارعة تنتمي الى هذا المكوّن السني الذي يشكل الاكثرية العددية.

لم تدخل الايديولوجيا الايرانية الى المنطقة العربية بمشروع واعد يجيب عن اسئلة الواقع العربي. بل بشّرت بمشروع اسلامي ايراني، وشكل عنوان فلسطين أداة من أدوات اختراق البيئة السنية العربية. لكنها لم تحقّق نجاحا فعليا، والدليل انّه عندما فجّرالواقع العربي تناقضاته، دخلت النظام الايراني من الزاوية الخطأ، وتجلّت نرجسيتها في عدم السعي الى فهم الواقع العربي، بل ظلت تصرّ على اختراقه بالمكون الشيعي. ولم يدفعها الفشل إلى إعادة المراجعة بل أصرّت على استكماله ولو أدى مشروعها الى تقسيم المنطقة العربية ودولها على اسس مذهبية او طائفية.

لذا فإنّ القيادة الايرانية مُصرّة على المزيد من الهروب الى الأمام. والسياسة الايرانية تقوم في المنطقة العربية اليوم على قاعدة انّ كلّ شيء غير سنّي في العالم العربي هو معنا، في محاولة للردّ على البحر السني الذي فشلت في اختراقه. لذا سعت السياسة الايرانية ازاء هذا الفشل إلى توسعة البيكار الشيعي، فضمت إليه العلويين والزيديين، وتحول المشروع الايراني ايضا نحو ضمّ كلّ المكونات التي تتناقض مع المكون السنيّ.

القيادة الايرانية تريد بوضوح المحافظة على مشروع نفوذ في المنطقة العربية،  يقوم على بنى تشبه الحرس الثوري. فتحرير تكريت بشعار “لبيك ياحسين” ليس هدفه دولة العراق بل التأسيس لنفوذ فئوي وليس لمشروع دولة وطنية. فإزاء العجز عن التحكم بكامل دولة العراق، تتبنّى إيران خيار التفكيك الذي يضمن لها نفوذاً كاملا ولو على جزء من المكوّنات العراقية. وإزاء خطر انهيار النفوذ الايراني في سورية، لا مشكلة بتقسيم سورية من اجل حماية ما أمكن من نفوذ.

وفعلاً نجحت القيادة الايرانية عبر الحرس الثوري بالقبض على المكوّن الشيعي بوسائل ثقافية وسياسية. وهي تنتقل اليوم إلى مرحلة جديدة عنوانها استخدام هذا النفوذ الثقافي والسياسي من أجل تثبيت النفوذ الجغرافي. نموذج الحشد الشعبي هو الذي تبشّر به القيادة الايرانية  في المنطقة العربية. نموذج  الردّ على فشل اختراقها المكوّن السني. وإن كان يوفّر حماية للنفوذ الايراني، إلا أنّه يقوم على مزيد من هدم الهوية الوطنية لحساب هويّات مذهبية متصارعة ومتضادّة بلا أفق واعد.

أين لبنان من هذا المشهد؟

لا يمكن النظر باستخفاف إلى تعطيل المؤسسات الدستورية، بمعنى انّ ذلك لا يمكن ان يكون عفوياً. فسياقات التدهور في المؤسسات هي أكبر من العناوين الخلافية، سواء اسم رئيس الجمهورية أو اسم قائد الجيش. لا يمكن فصل هذا المسار عن صراع خيارات عميقة ومتجدّدة لدى النخبة المسيحية، بين طرف يميل إلى الانعزال عن المحيط العربي وتغويه مقولة حلف الأقليات، وطرف لايريد الانفصال الاستقلالي عن المحيط العربي.

من هنا  فإنّ تطوّر الصراع في سورية نحو تثبيت كيان علوي بنفوذ إيراني وغطاء دولي سيعزّز في لبنان خيار وجود كيان امتدادي له. خصوصا انّ القيادة الايرانية التي انتقلت نحو مشروع حماية مناطق نفوذها، يمكن ان تشكّل، برأي بعض المسيحيين، ضمانة لموقع مسيحي في المعادلة الجديدة انطلاقا من طموحها الجديد بأن تكون ضمانة للأقليات في وجه “الخطر السنّي”.

بهذا المعنى سيبدو التناقض مع إسرائيل هامشياً، وان بقيت شعارات العداء لها لازمة في خطابات كثيرين. فلن تستطيع إيران تحرير فلسطين من دون فلسطينيين. ولن تخترق العالم العربي بأقليّة تعادي أكثريته. ولن يكون في مقدورها خوض مواجهتين، واحدة مع الأكثرية السنية وأخرى مع إسرائيل..

هذه المتغيّرات تناسب اسرائيل. ذلك انّ وجود مكوّنات ذات طابع إثني ومذهبي على امتداد العراق وسورية ولبنان، يجعل عداء إسرائيل موضوعا هامشيا، ويجعلها أقوى الأقليّات ومن أكبرها، قياساً بالشيعة والمسيحيين والدروز والعلويين.

أين هرتزل من هذا الواقع؟ يبدو أنّه يضحك في قبره…

 

 تيودور هرتزل من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تيودور هرتزل، (بالألمانية: Theodor Herzl)؛ (2 مايو 1860 – 3 يوليو 1904) صحفي يهودي نمساوي مجري، مؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة. ولد في بودابست وتوفي في إدلاخ بالنمسا. تلقى تعليما يطابق روح التنوير الألماني اليهودي السائد في تلك الفترة، يغلب عليه في صلبه الطابع الغربي المسيحي حتى سنة 1878. في نفس السنة انتقلت عائلته إلى فيينا. التحق هرتزل مباشرة بكلية القانون حتى حصل على الدكتوراه سنة 1884 ثم اشتغل بعدها فترة قصيرة في محاكم فيينا وسالتسبورغ ثم توجه إلى الأدب والتأليف. بداية من سنة 1885 نشر مجموعة من القصص الفلسفية. كما كتب عددا من المسرحيات التي لم تلق نجاحا كبيرا. اشتغل هرتزل أيضا بالصحافة حيث عمل في باريس كمراسل للصحيفة الفيينية المهمة آنذاك نويه فرايه برسه من 1891 إلى 1896. هنا بدأت تتشكل أفكار هرتزل الصهيونية بعد أن عايش قضية دريفوس وتابع أحداثها في مراسلاته الصحفية في فترة ازدادت فيها معاداة السامية. هرتزل، اليهودي المندمج، أصبح يفكر في المشكل اليهودي وفي ضرورة ايجاد حل غير الاندماج والانصهار في مجتمعات أوروبا الشرقية والغربية. فالتيار المعادي للسامية ورغبة اليهود في اثبات وجودهم كشعب – كما يرى هرتزل – يدعوان إلى البحث عن بديل. الإجابة كانت في الكتيب الذي انتهى من تأليفه يوم 17 يونيو 1895 والذي نشر سنة 1896 تحت عنوان، الدولة اليهودية. وإن لم يجد الكتيب صدا واسعا في البداية إلا أنه وضع فعلا حجر الأساس لظهور الصهيونية السياسية وتأسيس الحركة الصهيونية بعد انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية بين 29 و 31 أغسطس 1897 وانتخاب هرتزل رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية. بعد ذلك بدأ هرتزل عدة محادثات مع شخصيات عديدة من دول مختلفة، مثل القيصر الألماني فيلهلم الثاني الذي التقى به سنة 1898 مرتين في ألمانيا وفي القدس أو السلطان العثماني عبد الحميد الثاني سنة 1901، بحثا عن مؤيدين للمشروع الصهيوني. لكن جهوده فشلت وتركت المجال مفتوحا لمواصلة العمل على تأسيس الدولة.

 

كانت باينة من أولها

بلال فضل/كاتب وصحافي وسيناريست مصري/العربي الجديد/01 تموز/15

"العدالة لن تحققها الاغتيالات، والاستقرار لن تجلبه الإعدامات"، إذا أعجبتك هذه العبارة، لا تتردد في كتابتها بخط جيد، وقم بلفِّ الورقة التي كتبتها فيها بإحكام، وضَعْها في أقرب سلة مهملات، أما إذا كنت تقدر قيمة الكلمة، وتعتقد بأثرها في تغيير الواقع، فاحتفظ بالورقة في ملف يضم عبارات مثل "إرهاب الدولة ليس السبب الوحيد للإرهاب الديني، لكنه حتماً يزيد قوته وانتشاره ـ لا أمل في إيقاف الإرهاب في ظل استمرار قتل السياسة ـ الذين يجعلون التغيير السلمي مستحيلاً يجعلون العنف بديلاً حتمياً"، لأن الطلب الآن ليس على هذه العبارات التي يراها كثيرون رخوة وخبيثة، مفضلين عليها عبارات يرونها تحمل حلولاً واضحة وبسيطة، مثل تنفيذ المزيد من أحكام الإعدام وتكميم المزيد من الأفواه، بغض النظر عن آثار تلك الحلول على المواطن المصري الذي أصبح مطلوباً منه أن يظل في وضع تفويض دائم للسيسي من أجل مكافحة الإرهاب، ووضع تصفيق ممتزج بالتبرير للسيسي، حين يفشل في مكافحة الإرهاب، وحالة عداء دائم مع معارضي السيسي، ليتهمهم بدعم الإرهاب، إن سألوا عن أسباب فشل السيسي في مكافحة الإرهاب، وعليه، فوق كل ذلك، وبجهوده الذاتية أن ينجو بنفسه وعياله ورزقه من آثار الإرهاب.

بعد مذبحة المنصة التي سبقت مذبحة رابعة، والتي سقط فيها عشرات القتلى، وسط تواطؤ وصمت مخجلين، نشرت مقالاً في صحيفة الشروق بتاريخ 28 يوليو 2011 بعنوان (دائرة الدم)، جاء فيه ما يلي: "دعني أسألك: هل تتصور أن الإخواني الذي تم قتل أخيه أو والده أو جاره أو صديقه في المنصة أو أمام الحرس الجمهوري أو المنصورة، لن يتحول من متعاطف مع الإرهاب، أو حامل أفكار متشددة، إلى إرهابي يرغب في الانتقام بكل ما أوتي من قوة، تماماً كما سيصبح المواطن الذي قتلت مليشيات الإخوان أباه أو أخاه أو جاره أو صديقه، في المنيل وبين السرايات والجيزة، راغباً في الانتقام ممن قتلوا أحبابه، على يد الدولة التي منحها تفويضاً بذلك، ولو لم تشفِ غليله ربما لجأ لأخذ ثأره بيديه لو استطاع إلى ذلك سبيلاً.

إذا كنت لا تريد أن تسمع، الآن، أي صوت يرفض كل هذا العبث، ويطالب بتعامل أكثر احترافاً وذكاء، ويطلب على الأقل محاسبة سريعة علنية الإجراءات، للمسؤولين الميدانيين عن سفك هذا الدم، إذا كنا في مرحلة حرجة لا نملك فيها رفاهية محاسبة القادة الكبار، الذين ستظل هذه الدماء تلوث أيديهم، حتى يلقوا الله، فصدقني أنت تساعد بموقفك هذا على دخولنا دائرة الدم الجهنمية، حيث يأتي الدم بدم، وينتج كل قتيل إرهابياً جديداً من ذويه ومحبيه، ويُسقط الإرهابي بإرهابه قتلى يخلفون خلفهم راغبين في انتقام يأتي بانتقام جديد، وفي يوم من الأيام سيكتشف كل من كانوا فرحين بأصواتهم الزاعقة وانعدام إنسانيتهم أن العقل كان الخيار الأفضل برغم بواخته، وأن الفتن الأهلية الكل فيها مهزوم، وأن النَفَس الطويل كان فعلاً مفتاح الفرج، وأن السياسة ستظل وحدها السلاح الأقوى الذي اخترعه البشر، لأن الإجراءات البوليسية ومكافحة الإرهاب ليسا إلا أداتين من أدوات السياسة، ومن يرَ كل تجارب العالم المريرة يدركْ أن محاربة الإرهاب بدون ممارسة السياسة في نفس الوقت لن تأتي إلا بإرهاب أعنف وألعن.

كلنا سنموت، لكن الأشرف والأكرم لنا أن نلقى الله، وقد قلنا كلمة الحق، وطالبنا بوقف هذا الجنون فوراً، لأننا نحن الذين سنحاسَب أمام الله فرادى، ولن تنفعنا مناصرتنا السيسي ولا مرسي ولا غيرهما، بل ستشفع لنا إنسانيتنا التي تبكي على كل قطرة دم مصرية تسيل عبثاً، وإذا كان الفريق السيسي قد حصل على ثقة كل هذه الملايين التي نزلت لكي تفوضه لمحاربة الإرهاب، فيجب أن يعلم، هو وكل مسؤول في هذا البلد، أن ذلك لم يكن تفويضاً بالقتل على المشاع، وأن كل قطرة دم سالت بدون وجه حق ستظل تطارده، وتطارد كل من تسبب فيها أو برر سفكها أو صمت عليه، وحاشا لله العادل أن يأذن ببناء وطن متقدم على الظلم وبحور الدم". لم يجد هذا الكلام وقتها آذاناً صاغية، ولن يجدها الآن، ولا أظنه سيجدها في الغد القريب، لأن الآذان تطرب في أوقات كهذه، لأصوات الزعيق والنواح والمطالبة بالثأر، حتى تفقد تلك الأصوات معناها وأثرها. حينها فقط ستبحث الآذان عن صوت العقل، لكنها حين تجده وتستمع إليه، سيكون عليها قبل ذلك أن تدفع ثمن رفضها الاستماع إلى صوت العقل، وجريها وراء الزاعقين والنصابين والمتاجرين بخوف الشعوب ورغبتها المشروعة في الأمن والاستقرار.

 

وداعاً شامل روكز؟!

موقع تلفزيون المر/01 تموز/15

بالتأكيد لم تعد المسألة هل تُقدِم حكومة تمام سلام على تعيين قائد جيش جديد ام تتلكأ عن التعيينات فاسحة المجال أمام تأجيل تسريح ثان للعماد جان قهوجي، بل ماذا سيفعل ميشال عون حين يصبح التمديد لقائد الجيش لسنتين كاملتين أمراً واقعاً تُرفع له الكؤوس في معظم المقار السياسية! بغضّ النظر عن ردّات الفعل "العونية" وتأثيراتها. عن المدى الذي سيذهب اليه "حزب الله" في دعم عون في إحدى أهم معاركه. عن "التوليفة" التي سيخرج بها المتضرّرون لتأمين عبور"مراسيم الضرورة" عبر الخط العسكري ومن وراء ظهر الناقمين. عن تداعيات استدعاء شارع تستفزّه اليوم أكثر غرامات السير المرتفعة... بغضّ النظر عن كل ذلك، ثمّة في سرّه من يقول، وفق "السفير"، "وداعا شامل روكز". ليس تشفّيا لكن تسليما بالكثير من الوقائع التي ظلمت روكز، وغيره أيضا من كبار الضباط الموارنة.

ستكون قمّة المفارقات أن تأتي "الشهادة" الاكثر واقعية في شامل روكز من المقلب الآخر. في إحدى إطلالاته التلفزيونية قال وزير الداخلية نهاد المشنوق ما مفاده "العميد شامل روكز ليس منهم (التيار الوطني الحر). انا لا أعتبره حزبياً. لكنهم يتصرّفون على هذا الاساس"!

عمليا، لم يتكّلم المشنوق خارج السياق بل في صلبه. وزير الداخلية، كما العديد من القوى السياسية المقرّرة والخبيرة في شؤون البيت العوني، يملكون "داتا" واضحة عن المسافة التي تفصل الضابط المغوار عن "غرفة عمليات" الرابية و"قادتها" الطارئين على "الخميرة" العونية. حقيقة يعرفها الابعدون قبل الاقربين. لكن هؤلاء أنفسهم يصفّقون لـ "خطيئة" عون في أسلوب مقاربته لطرح اسم شامل روكز لقيادة الجيش، ليس احتفاء بوضع حدّ قريب للتداول باسم ضابط يعلمون انه لا يتنفّس إلا "عسكراً" ويملك المؤهّلات اللازمة ليكون من ضمن لائحة أهمّ المرشحين لقيادة الجيش، بل ابتهاجا برؤية ميشال عون يخسر معركة أخرى! سيكون غريبا على السمع، تضيف "السفير"، المجاهرة بأن شامل روكز لا يلتقي بميشال عون إلا في حلقات عائلية ضيقة، ولم يلتق بالوزير جبران باسيل منذ مدّة طويلة. صحيح انه من سكّان الرابية والامتار القليلة الفاصلة عن منزل "الجنرال" يفترض ان تسمح بهامش واسع من التداول بشؤون الساعة وتطوّراتها، لكن الامر ليس كذلك. هو يفضّل هواء اللقلوق النقي في "الويك اند"، ولم يُدخِل نفسَه يوما في دائرة الملتصقين بميشال عون تزلّفاً أو "تبييضاً" او لمصلحة او حتّى لـ "تنويره" ببعض النظريات السياسية والعسكرية والجيوستراتجية! هذه "الحالة" ليست طارئة على أجندة قائد فوج المغاوير، فشامل روكز لطالما رسم خطّا فاصلا بين موقعه في المؤسّسة و «المقرّ العام» لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" حيث تحاك مشاريع المواجهة والتحالفات الصعبة.

لكن هذا لا يعني ان شامل روكز في حالة انفصام مع الواقع السياسي. في الآونة الاخيرة، ومن ضمن قواعد لعبة هو عمليا كعسكري الاكثر تقصيرا في مجاراتها، توسّعت مروحة لقاءاته السياسية والتي بعضها كان يحصل للمرة الاولى كما اجتماعه وجها لوجه مع الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري خلال الزيارة التي قام بها الاخير الى لبنان.

الجلسة مع الرئيس بري كانت أكثر من ودّية ولم يحكمها سوى التحفّظ في الكلام الذي يمارسه روكز مع جميع من يلتقيهم. ولأن الماء تكاد تنفجر من فم "الاستاذ" فقد وجد الفرصة مناسبة لـ "النق" على جبران باسيل وعلى أسلوب الرابية في مقاربة العديد من القضايا.. الجلسة مع الرئيس الحريري كانت سلِسة ايضا لكنها اخذت منحى آخر تماما حيث كان الحديث عن الجيش محورها الاساسي. قد يكون الترويج غير المدروس من الجانب العوني لبروفيل شامل روكز أحد أكثر نقاط الضعف في تسويق اسم الضابط المغوار، كما تقول "السفير"، إضافة الى شعور فئة من العونيين بأن ثمّة من "يشتغل" من داخل البيت البرتقالي لـ"يحرق" روكز وليس ليزكّيه في اليرزة، او حتى لـ"يتاجر به" كرمى لصفقة الرئاسة. الخبثاء يقولونها كما هي "في اللحظة التي سيمدّد فيها لجان قهوجي سيكون أمام روكز بضعة أسابيع فقط قبل إحالته الى التقاعد في 15 تشرين الاول. لكن قبل ان يخرج من مقرّ فوج المغاوير في رومية سيشهد من بعيد على انتخابات التيار الوطني الحر في منتصف ايلول والتي قد تأتي على الارجح بباسيل رئيسا"!

وفي مقابل هذه الصورة ثمّة من يرسم خريطة لوقائع يستحيل تجاهلها. قبل انتخاب رئيس للجمهورية لا قائد جيش جديدا. التمديد للواء ابراهيم بصبوص كان رسالة بالغة الوضوح وقاسية حيث ان وزير الداخلية نهاد المشنوق، خلال لقائه الاخير بعون قبل توقيع القرار، أكّد له استحالة التمديد ثلاثة أشهر للمدير العام لقوى الامن الداخلي حفاظا على استقرار وهيبة المؤسسة، لكنه لم يشر له إطلاقا الى مدّة السنتين. يكفي أيضا رصد الجسر الحديدي الممتدّ من عين التينة الى كليمنصو الى السادات تاور وصولا الى مقرّ الرئيس الحريري في السعودية، وتصرّف خصوم عون بالتكافل والتضامن مع الرئيس بري على قاعدة إنقاذ الحكومة من "التعطيل" مع إدارة الاذن الطرشاء لمطالب عون. ينقل بعض من يلتقي الضابط المغوار كلاما مقتضبا مفاده "أنا لا أقبل أن آتي الى قيادة الجيش كخيار من جهة حزبية. حيثيتي أستمدّها من الناس ومن قرار تتشارك به كل القوى السياسية ويكون انعكاسا لخيار هؤلاء الناس وقناعة بمسيرتي العسكرية الطويلة والتزامي الصارم بتوجّهات المؤسسة ومناقبيتي، وإلا... فلا أريدها".

 

"المستقبل" ينتقد "القوات": الإستفتاء يحيي "الأرثوذكسي"

صبحي أمهز/المدن/01 تموز/15 

يبدو ان مفهوم الضروة في الحياة السياسية اللبنانية لم يعد يقتصر على العمل التشريعي والحكومي، انتقل إلى التحالفات الوطنية، وتحديدا تحالف قوى "14 آذار" الذي حلت عليه مفاعيل "إعلان النوايا"، بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، فأصابت منه مقتلاً، وعمقت الجفاء بين "المستقبل" و"القوات"، وسط إجماع على أن استمرار تحالف ثورة الأرز، ليس سوى من باب الضرورة ليس أكثر. لا يخفى على أحد أن الحلم الآذاري الذي شكل انصهاراً وطنياً منذ عام 2005 بدأ يتخلخل على وقع الحسابات الشخصية لبعض القوى، منذ سنوات. الجديد أن تيار "المستقبل" الذي يرحب مبدئياً بالحوارات الدائرة سواء بينه وبين خصمه "حزب الله"، أو بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"،  لا يرى أن حليفه رئيس "القوات" سمير جعجع قد حقق إنجازاً وطنياً بتقاربه من تيار عون، على الرغم من تسجيلهم إنتزاع جعجع من عون إعترافاً باتفاق الطائف بعد أعوام من التمرد. تضع قيادات "المستقبل"، وفق مصادر "المدن"، التقارب "العوني" – "القواتي" في إطار "النزعات الأقلوية" التي ولدتها الأحداث الدائرة في المنطقة وظهور التيارات المتشددة، لكن هذا الأمر لا يشكل تبريراً كافياً للمواقف "القواتية" الأخيرة، وهو الأمر الذي يأخذه "المستقبل" على "القوات". يظهر تيار "المستقبل" علنا رفضه لأي طرح يعيد بأي شكل من الأشكال تعويم طروحات تشبه قانون "اللقاء الاورثوذوكسي"، يعود القانون الى أذهان قيادات "المستقبل" عند الحديث عن إستطلاع الرأي الذي يعده "التيار الوطني الحر" لتحديد الأكثر تمثيلاً مسيحياً، تأخذ على "القوات" مجاراتها لعون في طرحه هذا بوصفه إنقلابياً، على الرغم من القناعة بأن "القوات" تعتقد بانه لن يقدم أو يؤخر، ولذلك منحته بركتها المشروطة بالطائف والدستور.

لكن تحفظ "المستقبل" ليس فقط على تماهي "القوات". يرفض قياديو "المستقبل" محاولة حصر البيئة المسيحية بتيارين أساسيين، لأن ذلك يشكل نوعا من إلغاء للأطراف الأخرى، وتحديدا المسيحيين المنضوين في صفوف "14 آذار"، وتيار "المستقبل"، وترى أن تأييد جعجع للإستطلاع يشير إلى سعيه لتحقيق مكسب مسيحي ليس على حساب عون بل على حساب المستقلين ليقول بذلك أنه الأقوى في المقلب المواجه لعون، ما يمكنه إستثماره في أي إنتخابات نيابية مقبلة. كل ذلك يعيد قادة "المستقبل" الى الخلاف الأبرز قبل سنوات عندما طرح "اللقاء الأرثوذكسي". يقولون إن ما يحصل اليوم جزء من المعركة في المستقبل، التي يسعى جعجع فيها الى تمثيل نيابي يوازي، ما يقول أنه حجمه الشعبي، وذلك سيكون على حساب حصة "المستقبل" والنواب المنتمين الى الطوائف المسيحية في الكتلة. وتقول المصادر إن تنوع الكتلة الطائفي خط أحمر لأن أي محاولة لسحب هذا التنوع منها أكان من حليف أو خصم، يعني دفن "المستقبل" ومشروعه، ونهجه القائم على الإعتدال والشراكة والعيش المشترك. انزعاج "المستقبل" الذي يعبر عنه خلف الغرف المغلقة، يقابله موقف أكثر تشددا لأطياف تحالف "14 آذار". مصدر قيادي في قوى "14 آذار" يقول لـ"المدن" ان "القوات" بشخص رئيسها تطمح لإعادة إنتاج صيغة الثنائي الشيعي، أي تحالف أمل – "حزب الله" بصيغته المارونية، الأمر الذي قد لا يروق لكثر لأنه يحصر التمثيل بهما ويقضي على المستقلين، وليس قول جعجع عن الاستطلاع انه "يأتي ليؤكد من هما القوتان الاساسيتان المسيحيتان لأن من شأن ذلك ان يدفع الآخرين الى احترام هذا الواقع نسبياً"، سوى ضربة للتحالف الوطني الكبير المتمثل بثورة الأرز. وفي هذا الإطار، ينتقد مصدر في قوى "14 آذار" خطاب "القوات" الذي يركز على حماية المسيحيين. يقول لـ"المدن" إنه "في ظل هجمة التطرف المحيطة بنا الحل يبقى في الاطر الوطنية الجامعة وليس في التحالفات الطائفية"، متهماً "القوات" بضرب المجلس الوطني لقوى "14 آذار" وبأنها ضغطت على "المستقبل" من أجل إضعاف المجلس، وخروج الأحزاب منه، وذلك لحساب التقارب مع الرابية، وبغية إضعاف المستقلين وتهميشهم. كل هذه التحفظات، تختمها معظم المصادر المحسوبة على "المستقبل" وعلى "14 آذار" بتأكيد التمسك بالثوابت العامة لثورة الأرز، وضرورة تماسكها لمواجهة المخاطر حالياً وفي المرحلة المقبلة، على الرغم من يقينها أن المنطقة دخلت منعطفاً حاداً تفرض الكثير من الإستقلالية على الأطراف المحلية

 

مناورة عونية فاشلة

اسعد بشارة/الجمهورية/01 تموز/15

عمَلياً لا يمكن مقاربة استطلاع الرأي العوني الذي طُرِح على «القوات اللبنانية» ووافقَت عليه بلامبالاة واضحة، إلّا مِن زاوية إكمال «البرواز» الذي يَسعى العماد عون إلى تركيبه والذي يريد منه إعطاءَ الانتخابات الرئاسية وكلّ استحقاق دستوري طابعاً مسيحيّاً صرفاً، على قاعدة اختيار الأقوياء داخل طوائفهم. منذ بدء الحوار القواتي العوني والجميع يتساءل عن سر هذه المرونة العونية، في التعاطي مع «القوات اللبنانية»، وعن طي صفحة الماضي التي استلزمت كل هذا الوقت الطويل كي تنجز، لكن الواضح ان السر لا يرتبط بمصالحة مسيحية مسيحية، ولا بتنقية ذاكرة الماضي ولا ببناء مستقبل مختلف وفق قواعد جديدة، بل يرتبط حصراً برئاسة الجمهورية،  التي عجز فيها العماد عون عن نيل موافقة «القوات اللبنانية» عليه كرئيس للجمهورية، من هنا كان الالتفاف من خلال مناورة الاستطلاع التي على ما يبدو لن تؤدي هي الاخرى الى أي نتيجة، وما على أي مراقب سوى ملاحظة موقف حلفاء الجنرال وأوّلهم النائب سليمان فرنجية الذي سفه هذا الاستطلاع، وامتنع عن الالتزام بنتائجه، قبل ان تظهر النتائج، فيما برز من الجهة الاخرى موقف كتائبي رافض للاعتراف بثنائية الأقويين على الساحة المسيحية. يكرس طرح الاستطلاع خروجاً على الطائف والدستور، ويكرس معادلة نسف المؤسسات، ويغطي الفراغ المتمادي، ففي حال عمّم هذا الطرح، فلن يعود ضرورياً إجراء الانتخابات النيابية، ولا حصول الاستشارات لتسمية رئيس الحكومة، ولا نيل الثقة من مجلس النواب، بل يمكن بكل بساطة تعميم منطق استطلاعات الرأي ليشمل موقع رئاسة الحكومة وربما رئاسة مجلس النواب، وهذا يشكل منذ الآن تشريعاً مقنعاً للفراغ، ومحاولة لملء الوقت الضائع الناتج عنه، بألعاب بهلوانية، لا يمكن لهزليتها أن تغطي على الواقع الصعب الناتج عن الفراغ الدستوري الذي تسَببَ به من طرح فكرة الاستطلاع. وبغَض النظر عن التفاصيل العملية لهذا الاستطلاع، وعن كيفية الاتفاق على إجرائه والشركات المتخصصة التي ستجريه، والنتائج التي سينتج عنها، لا بد من الإشارة الى أنّ العماد عون يسير وحيداً بهذه اللعبة البهلوانية، لا بل بهذه المناورة غير المحترفة، فالمعلومات تقول إنّ بكركي غير راضية عما يجري وتعتبره مجرّد لعب في الوقت الضائع، ولا تزال الكنيسة تشَدد على نزول النواب الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس، كمدخل الى سد الفراغ الذي يضعِف المسيحيين ودورهم.

أمّا القوات اللبنانية تبدو رغم عدم معارضتها هذا الاستطلاع، لا مبالية به، في ظل إجماع على اعتباره غير ذي قيمة دستورياً، ولا يحظى بطابع رسمي، ولا يمكن ترجمته في مجلس النواب، وإلزام القوى السياسية بنتائجه.

أمّا في الحديث عن موقف بعض قوى 8 آذار من الاستطلاع، وخصوصاً الرئيس نبيه بري، فتتحدث المعلومات عن تحفّظ كبير واعتراض يَجعل من المستحيل فرض هذا الاقتراح كأمر يمكن ان يمر بسهولة، أو يترجم على شكل اتفاق قادر على إنتاج رئيس جديد للجمهورية.

لكلّ هذه الاسباب سوف تجد وحدة العلاقات العامة العونية التي تسعى لتسويق الجنرال كأقوى مرشح مسيحي، نفسَها مرّةً جديدة أمام الحائط. فلا الحوار مع «المستقبل» استطاع أن يغيّر في التوازنات غير الملائمة لوصول عون شيئاً، ولا التحايل على الحوار مع «القوات اللبنانية»،  عبر طرح مِن هنا أو هناك، سيؤدي الى تغيير موقف القوات من ترشيح عون، وبالتالي ستفشَل هذه المحاولة الجديدة، وسيَبقى المرشح الجنرال في تحَدّ مع لعبة الوقت، والتعطيل، من دون طائل، وستَبقى عملية تغطية الوقت الضائع للفراغ مجرّد محاولة لن تؤدي إلا إلى المزيد من تمهيد الطريق لنَسف الطائف وإعادة تشكيل التوازنات الداخلية..

 

متفرقات متنوعة: محلية، اقليمية ودواية

السفير الفرنسي اقام حفل استقبال لمناسبة مغادرته لبنان: استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه بمثابة ايمان لدينا

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - اقام السفير الفرنسي باتريس باولي وعقيلته لمناسبة مغادرته لبنان حفل استقبال في قصر الصنوبر حضره عميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي غابريللي كاتشا، وسفراء: الولايات المتحدة ديفيد هيل، روسيا الكسندر زاسبكين، الإتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست، بلجيكا كوليت تاكيه، الأرجنتين خوسيه غوتيير ماكسويل، المكسيك خورخيه الغاريز فوانتو، رومانيا دانيال تاناز، اليابان سيتشي اوتزوكا، المانيا بريجيتا ايبرل سيفكر وتشيكيا سافاتو كومبا. الوزراء: ميشال فرعون، سجعان قزي، الان حكيم، رمزي جريج، اشرف ريفي، رشيد درباس، الياس ابو صعب، نبيل دو فريج، النواب: روبير غانم، عاطف مجدلاني، محمد الحجار، اميل رحمة، جان اوغاسبيان، هنري حلو، شانت جنجنيان، مروان فارس، سيمون ابي رميا، مروان حماده، ميشال موسى، الان عون، رياض رحال، جيلبرت زوين، نديم الجميل، ياسين جابر، عبداللطيف الزين والنائب غسان مخيبر. المطارنة الياس عودة، بولس مطر، سليم بسترس، رئيس مجلس الإنماء والأعمار نبيل الجسر، رئيس الرهبنة اليسوعية الأب سليم دكاش، مدير عام سوليدير منير دويدي، رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الوزراء السابقون: سليم الصايغ، زياد بارود، نقولا الصحناوي، شربل نحاس وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية.

باولي

والقى السفير باولي الكلمة الأتية: "أنا تأثرت كثيرا عندما اقترح علي الوزير آلان جوبيه المركز في بيروت. وكان تحقيق حلم بالنسبة لي فقبلت على الفور. نحن هنا في خدمة العلاقات بين فرنسا ولبنان، بين جميع اللبنانيين وجميع الفرنسيين. نحن نتحدث مع الجميع، ونستمع إلى جميع اللبنانيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو المجتمعية. وأود أن أشيد بكل فرد في فريق السفارة لالتزامه المستمر والحماس والتضامن الذي لا يتزعزع الى جانبي. لقد مضت السنوات الثلاثة بسرعة كان هذا بالنسبة شرف عظيم وسعادة كبيرة".

اضاف: "لقد عشنا معكم ايهاالأصدقاء اللبنانيين، العديد من التجارب وسعينا جاهدين دائما لتقديم مساهمتنا، دون التدخل، ولتقديم أجوبة على جميع الأسئلة في مختلف الأمور: الحوار السياسي، والأمن والدفاع والاقتصاد والثقافة والتعليم والعمل الإنساني. وكانت فرنسا حاضرة دائما، ونحن لا نزال ملتزمين جانبكم. لقد قلت مرارا بان لبنان هو فعل إيمان". واعرب عن تعلق "فرنسا بلبنان الكبير الذي أعلنه الجنرال غورو في 1 سبتمبر 1920 من أعلى هذه الدرجات. وقال: إن استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه، هو بمثابة ايمان لدينا ويتجلى ذلك في حضورنا في اليونيفيل، ونحن متعلقون بحدود لبنان ونرى فيها خير حماية لجميع اللبنانيين. وأتمنى من كل قلبي ان يجد اللبنانيون سبل التوافق لتحميهم من العواصف". وقال: "لقد كنا دائما قادرين على التواصل والمناقشة والحوار علنا مع الأصدقاء، وأحيانا تجاوز الاختلافات في الرأي، ضمن احترام الآخرين والعمل خدمة للبنان وللعلاقات الفرنسية - اللبنانية التي لا تقدر بثمن. وأود أيضا أن أشكر جميع زملائي في السفارات الأخرى على الجهود التي قمنا بها ضمن الاتحاد الأوروبي، وسيبقى بابي مفتوحا دائما في باريس لجميع الأصدقاء حيث سأتولى منصب مدير مركز الأزمات".

كاتشا

والقى السفير كاتشا كلمة عدد فيها مزايا السفير باولي وهي: قدرته على التواصل والحوار بسبب اتقانه لغات عدة وحبه للموسيقى التي هي لغة عالمية وقد منح مواهب من الله كما انه قادر على التعاطي مع الجميع من مختلف الثقافات وهذا امر مهم للسفير.

كما اشاد بمهنية وجدية السفير باولي، وثمن قدرات السفير الفرنسي في ان يكون حاضرا ويستمع وينتبه ويعرف الأوضاع الحقيقية في لبنان والإجابة على كل حاجاته. وتمنى له كل الخير في مهامك الجديدة. ثم قدم للسفير باولي هدية تذكارية باسم الجسم الديبلوماسي.

 

الراعي في تخريج طلاب الأنطونية عجلتون: السياسيون يخيبون أمل الشباب بمخالفة الدستور والفساد

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - إحتفلت المدرسة الانطونية الدولية - عجلتون بتخريج طلابها برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضور الرئيس العام للرهبانية الانطونية الأباتي داود رعيدي، رؤساء بلديات وشخصيات تربوية وثقافية وأهالي الطلاب الخريجين.

رعيدي

بعد النشيد الوطني، ألقى الأباتي رعيدي كلمة شدد فيها على "دور الكنيسة الريادي في العمل الوطني الحقيقي والفاعل"، وقال: "رغم الانتقادات الموجهة الى عملها التربوي والاجتماعي ومحاولات التخفيف من وهجها ودورها اتحدى ان تقدم لنا الدولة مثالا واحدا مشرفا عن التربية او الاستشفاء او الاهتمام بوضع انساني خاص على مستوى المعوقين او المدمنين". وتابع: "أتحدى ان تكون مؤسسات الدولة التي تنشئها بأموال المواطنين والهبات المقدمة لها على هذا المستوى من الرقي، ولكن الحقيقة انها تعول على المؤسسات الخاصة للقيام بواجبها وتتباطأ بالمقابل في دفع المستحقات لهم". وتطرق رعيدي الى تاريخ انشاء هذا الصرح التعليمي ومسيرته التربوية والثقافية، متمنيا للخريجين "النجاح والتوفيق في حياتهم". وخاطبهم قائلا: "ستتركون المدرسة التأسيسية اليوم، ولكن لا تنسوا غدا ان ترفعوا البناء على الاساس الصلب عينه، فلا تتنكروا بسهولة للقيم السامية التي نشأتم عليها، وليفتح الرب طرق الحياة الواسعة امامكم لتسهموا في بناء عالم يليق بطموحاتكم".

وختم شاكرا البطريرك الراعي "الذي بحضوره اعطى دعما قويا للمدرسة ومستقبلها كي تمضي قدما في صقل الانسان وتطور التعليم".

الراعي

بعدها كانت كلمة البطريرك الراعي من البطريركية، الذي قال: "يسعدنا أن ندشن معا المبنى الجديد الذي أضيف على هذا الصرح التربوي، المدرسة الأنطونية الدولية، في عجلتون، وأن نحتفل في المناسبة بالتخرج السادس، الذي يعطى اسم "دورة القادة الإيجابيين"، للعام 2015.

فيطيب لي الإعراب عن التهنئة لخريجي هذه السنة، ولإدارة المدرسة وهيئة الأساتذة والأهل وفي مقدمهم مدير المدرسة الأب اندره ضاهر مع الآباء المعاونين. وأعرب عن شكر جميع أبناء المنطقة للرهبانية الأنطونية الجليلة، بشخص رئيسها العام، قدس الأباتي داود رعيدي، على إنشاء هذه المدرسة في عجلتون التي تضاف إلى العديد من أمثالها، في مختلف المناطق اللبنانية، من أجل تربية أجيالنا الطالعة علميا وروحيا، اجتماعيا ووطنيا. فمبروك لهم ايضا المبنى الجديد. وأعرب عن امتناني لقدس الأب العام للكلمة اللطيفة التي خصني بها".

أضاف: "إننا ندرك كم أن الرهبانية الأنطونية الجليلة تحمل هم شبابنا. فأنشأت لهم مدارس في مختلف المناطق اللبنانية، مع جامعة مركزية في بعبدا لها فروعها في البقاع والشمال. ولحقت بهم في بلدان الانتشار. إن التعليم والتربية هما من صميم رسالة الكنيسة والرهبانية، بأمر من الرب يسوع: "إذهبوا تلمذوا جميع الأمم، وعلموهم..." (راجع متى 28: 19 و20). وجاء المجمع اللبناني الشهير، الذي عقد سنة 1736 في دير سيدة اللويزه يلزم بالتعليم والتربية. وتعرب إدارة هذه المدرسة والرهبانية عن شعورها مع الأهل في معاناتهم على المستوى الاقتصادي والمعيشي، فتساند وتساعد بسخاء، جاعلة الأولوية في توفير العلم لجميع أولادهم جميعا بكرامة وتطلع نحو مستقبلهم. ذلك أن مستقبل الكنيسة والوطن مرتبط بهم إلى حد كبير. إننا نكبر عمل الأسرة التربوية في المدرسة الأنطونية الدولية هذه، المعتمدة المنهج الأنغلوفوني. إنها توفر لطلابها الأسس العلمية والروحية والخلقية التي تمكنهم من أن يرسموا خطهم في الحياة، ويكونوا مسيحيين ملتزمين، وشهودا لإنجيل الحقيقة والمحبة والسلام، ومواطنين فاعلين في المجتمع، ومسؤولين في الوطن. ونكبر عملكم، أيها الآباء والأساتذة المربون، وأنتم تنشلون الشباب اللبناني من خيبة الأمل التي يتسبب بها المسؤولون السياسيون عندنا، بمخالفة الدستور المتكررة، والازدراء بالشعب، وإهمال الشباب ومسقبلهم، وانتشار الفساد والرشوة في المؤسسات العامة، وهدر المال العام إلى حد سرقته، وصولا إلى المخالفة الدستورية الكبرى بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة وثلاثة اشهر، من دون اي لاذع ضمير أو رادع". وتابع: "إننا نشكركم، أيها المربون، على أنكم تستمعون إلى مطالب الشباب وتطلعاتهم بل وإلى انتقاداتهم؛ وعلى أنكم تسمعونهم ما عند الكنيسة من قول تقوله لهم، وانتظارات ومشاريع وتطلعات تختص بهم. نشكركم على أنكم تولون عناية خاصة بأن يحتل الشباب مكانا مرموقا يمكنهم من أن يكونوا قوة تجددية في الكنيسة والمجتمع والوطن (راجع رجاء جديد للبنان، 51). وهكذا تعتز المدرسة بأنها تسهم في بناء المجتمع من خلال التعليم وفن تربية الأجيال الجديدة بلغتهم ووفق انتظاراتهم وآمالهم، مع الحرص على تعميق الثقافة اللبنانية، المعروفة بثقافة الانفتاح والحوار ومد الجسور، وبعيش حوار الأديان والثقافة في بوتقة الوحدة الوطنية، وبنظام ديموقراطي قائم على الفصل بين الدين والدولة، وعلى تعزيز الحريات العامة وحقوق الإنسان الأساسية". وتوجه الراعي الى الخريجين بالقول: "أيها الخريجون والخريجات الأحباء، دورتكم "دورة القادة الإيجابيين". هذا ليس مجرد اسم، بل هو التزام من المدرسة ومنكم بأن تكونوا حقا في الغد القريب قادة إيجابيين، يعملون بفن على تعزيز الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل مواطن ومواطنة، وكل واحد وواحدة. الكنيسة تعول عليكم لإعطاء الحياة الاجتماعية والوطنية إنطلاقة جديدة". وختم: "بعد خمس سنوات سيحتفل لبنان بالمئوية الأولى لإعلانه دولة مستقلة (أيلول 1920- أيلول 2020). لقد أصدرنا للمناسبة وثيقتين لإعداد هذا الاحتفال التاريخي الكبير: المذكرة الوطنية (9 شباط 2014)، والمذكرة الاقتصادية (25 آذار 2015)، بالإضافة إلى وثيقة سبقتهما، وهي بعنوان: شرعة العمل السياسي حسب تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان. نأمل أن تكون هذه الوثائق بين أيديكم، فأنتم ستكونون الناشطين الأساسيين في إحياء هذا الاحتفال، والنهوض بلبنان على أسسه التاريخية والدستورية والميثاق. إنطلقوا في رحاب الوطن الذي يحتضنكم والكنيسة التي تحبكم".

 

الراعي استقبل منى الهراوي وزيادة وساندري وافرام وكرم محامين: لا يمكن ان يعيش المواطن محترما من دون قانون وعدالة وانصاف

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيسة مركز الرعاية الدائمة المتخصص برعاية الأطفال المصابين بالتلاسيميا والسكري منى الهراوي في زيارة لإلتماس البركة، اكدت بعدها الهراوي انه من المؤسف جدا ان يبقى الشغور الرئاسي مستمرا في الوقت الصعب الذي تمر به المنطقة. ولفتت الى ان اللقاء تناول الزيارة الراعوية المرتقبة لصاحب الغبطة الى البلدات البقاعية واهميتها بالنسبة لأبناء المنطقة.

كما التقى الراعي نائبة المندوب الدائم للامم المتحدة السفيرة كارولين زيادة، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع العامة في لبنان، ولا سيما المبادرات التي تقوم بها بكركي لإيجاد حلول للخروج من الأزمات، ولا سيما ازمة انتخاب رئيس للجمهورية.

وكان لقاء مع الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية انضم اليه، بالإضافة الى جمهور الكرسي البطريركي، البطريرك يوسف الثالث يونان، السفير البابوي المطران غابرييلي كاتشا، المطران بولس مطر. وذلك بمناسبة حضور الكردينال ساندري الى لبنان للمشاركة في صلاة جنازة المثلث الرحمة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر للأرمن الكاثوليك.

ومن زوار الصرح الرئيس التنفيذي لشركة "اندفكو" نعمت افرام الذي دعا "كل مسؤول لبناني الى ان يغلب مصلحة الوطن على مصلحته الخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ولا سيما الخطر الذي يهدد الوضع الإقتصادي والذي اذا ما استمر على ما هو عليه فهو يشكل مصدر تهديد لعدد كبير من العائلات اللبنانية. كما امل في ان تعالج الحكومة مشكلة المعابر الحدودية وتأمين النقل البحري بدل النقل البري لتصريف الإنتاج الزراعي. واذ اثنى على الأجواء المريحة والإيجابية التي تسود العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية رأى افرام ان هذه الأجواء من شأنها ان تشكل بصيص امل في وسط اللوحة القاتمة التي نراها."

توزيع افادات

وبعد الظهر رعى البطريرك احتفالا تكريميا لتوزيع الإفادات لمحاميي نقابتي بيروت وطرابلس الذين تابعوا دورة اعدادية في اصول المحاكمة والمرافعة والمدافعة امام المحاكم الروحية المارونية، في حضور المشرف على المحكمة الإبتدائية المارونية الموحدة المطران حنا علوان، المطران رولان ابوجودة، القاضي عماد قبلان ممثل المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، ونقيب المحامين في طرابلس فهد مقدم، الأساتذة الذين اشرفوا على الدورة ومشاركة نحو 319 محامية ومحاميا ممن تابعوا الدورة، في باحة الصرح الداخلية.

علوان

بعد النشيد الوطني اللبناني، قدم الإعلامي طوني سلوم للحفل وكانت كلمة للمطران حنا علوان قال فيها:" في الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، الذي وجهه البابا القديس يوحنا بولس الثاني إلى اللبنانيين في نهاية سينودس الأساقفة من اجل لبنان، يوصي الحبر الأعظم المسؤولين الكنسيين بالسهر على العدالة وحسن سير القضاء، ويطلب من العاملين في المحاكم ان يعتبروا مهنتهم رسالة، إذ يقول:"ويعود إلى البطاركة، أولا، ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ومجامع أساقفة الكنائس البطريركية ولكل أسقف، أن يسهروا على حسن إدارة القضاء. وأطلب، أيضا، من العاملين في المحاكم أن يحرصوا على ممارسة رسالتهم الكنسية في مراعاة القيم الأخلاقية المتصلة بوظائفهم وبنزاهة كاملة، وبالاهتمام بخدمة الكنيسة. فيكون ذلك شهادة لمحبة الكنيسة لأبنائها، وعنصرا هاما لمصداقية الكنائس المحلية، لأن العدالة والمحبة تسيران معا".وتابع:" وجاءت بعد ذلك نصوص المجمع الماروني وسينودس الاساقفة من اجل الشرق الاوسط، لتؤكد كلها من جديد على أهمية تنظيم الدائرة البطريركية، بما فيها أيضا السهر على القضاء الكنسي وعلى حسن سير العدالة في المحاكم الروحية. ولا يخفى على أحد، يا صاحب الغبطة، مدى اهتمامكم الشخصي الحثيث وعميق رغبتكم وسعيكم، وحتى قبل ارتقائكم إلى السدة البطريركية، لتنظيم كنيستنا المارونية ومأسسة إداراتها، ولإنشاء وتفعيل دوائرها البطريركية. الجميع يعلم كيف أنكم منذ اليوم الأول لتسلمكم مهام رئاسة الكنيسة، بدأتم ورشة العمل، باندفاعكم المعهود وبروحانية شعاركم: "شركة ومحبة"، فأنشأتم في فترة قصيرة من الزمن مكاتب الدائرة البطريركية، لكافة الخدمات الروحية والرعوية والإجتماعية والمالية، وكيف أنكم أوليتم اهتماما خاصا بمحاكمنا الروحية، وسعيتم إلى تحسين أدائها ورفع المستوى العلمي والأخلاقي والأدبي والرعوي للعاملين فيها، من موظفين قضائيين وغير قضائيين ومن خبراء ومحامين ومترجمين، إيمانا منكم بأن عدالة البشر يجب أن تعكس عدالة الله، وأن الرب أوصى بالحكم بالعدل والإنصاف، ولأنه لا سلام ولا طمأنينة في المجتمعات والأوطان من دون عدالة حقيقية سليمة ومتجردة". وأضاف:" لذا فاسمحوا لي يا صاحب الغبطة والنيافة، في هذه المناسبة، أن اشكر اهتمامكم الأبوي الخاص والفريد هذا، وسهركم الدائم والدؤوب على محاكمنا، رغم انشغالكم بهموم الوطن وشجونه وبحاجات المواطنين ومصائبهم، وخوفكم المبرر على البلاد وعلى الجمهورية من تفكك مؤسسات الدولة وانحلالها وعلى رأسها كرسي الرئاسة الأولى."وقال:" لقد حققنا بعون الله، وبحسب رغبتكم وإرشاداتكم وتوصياتكم وتحت إشرافكم، العديد من التدابير والقرارات والمشاريع في المحكمة، من اجل استكمال النهوض بها وتجديدها وتحسين أدائها كما يجب، لتؤدي الخدمة المنوطة بها في تأمين العدالة وحقوق المؤمنين، وخاصة من اجل حماية العائلة وحفظ حقوق الأولاد القاصرين في العائلات المفككة، في خضم صراعات والديهم وخلافاتهم. لقد حان اليوم يا صاحب الغبطة موسم الحصاد ونبتت البذار التي زرعتموها وأينعت للقطاف. وها هم أمامكم باكورة المحاميات والمحامين من كل لبنان، هم الذين أبوا أن يدخلوا معترك العمل في القضايا الروحية، إلا بعد التعمق في دراسة أصولها ومضامينها، فتابعوا الدورة في الحقوق الكنسية وأصول المحاكمات فيها والتي أقامتها كل من نقابتي المحامين في بيروت وفي طرابلس، بالاشتراك مع محكمتنا، اقتناعا منهم ومنا بأن الاستزادة بالعلوم والغوص بالاختصاص في أيامنا، هو سر نجاح كل مهني في مهنته."

وتابع:" أود أن اشكر وأثمن تعاون سعادة نقيبي المحامين في بيروت وطرابلس الأستاذ جورج جريج والأستاذ فهد المقدم ومجلس نقابة كل منهما، ومدراء معاهد التعليم لديهما الأستاذة ساميا نصار الأسمر والأستاذ جورج عاقلة، لما لمسته فيهم جميعا من روح مسؤولية عالية وانفتاح حر وحب للعلم والمعرفة. ولا يمكن أن أنسى في معرض الشكر حضرة الآباء المدرسين القضاة الكنسيين الأباتي مارون نصر والأباتي أنطوان راجح والمونسنيور نبيه معوض والخوري يواكيم شيحان الذين ثابروا بكل اندفاع واجتهاد على إلقاء المحاضرات في أوانها، وكانوا ينقلون لنا دوما الأصداء الايجابية ومدى اهتمام طلاب الدورة بالدروس التي كانت تعطى لهم، وكيف أن العديد منهم طالب بدورات أكثر تعمقا بالمواضيع التي طرحت إن حضوركم أيها السادة رؤوساء الهيئات القضائية العليا معنا اليوم مشكورين، قد أضفى على هذا الاحتفال شرفا كبيرا وهو علامة تقدير منكم لمهنة المحاماة ولنشاطات نقابتيها ولمجهود الكنيسة في رفع مستوى التقاضي فيها. ويسرني أن أشكر كل من تعب في تحضير هذه المناسبة وإنجاحها ومنهم وسائل الإعلام وأخص منهم تلفزيون نورسات الذي ينقل مباشرة هذا الاحتفال."

وختم علوان:" أخيرا يسرني أن اهنئكم أيها المحاميات والمحامون الذين تابعتم هذه الدورة، على جديتكم وعلى مدى احترامكم لمهنتكم في طلبكم للاستزادة من معرفتها والتعمق في مجالات الاختصاص بها، ويسرني أن أرحب بكم اليوم وبشكل رسمي في محاكمنا الروحية."

المقدم

بعدها القى نقيب المحامين في طرابلس فهد المقدم كلمة جاء فيها: "شعار بشارتكم الرعوية على كرسي أنطاكية الرسولية شركة ومحبة، وعنوان لقائنا، في كرسيكم مجد لبنان، تعايش وشكر، قدمنا إليكم من طرابلس الفيحاء مدينة العلم والعلماء، نحمل رائحة الليمون وعبق بخور القداسة المكدسة فوق سمائها، تركها لنا ذخيرة تعايش ومحبة، البطريرك عريضة، يوم كان مطرانا على أبرشية طرابلس. وذكرى المطران أنطوان عبد المرسخ الصيت حتى تاريخه، في حوائر طرابلس وشوارعها، يوم كان إذا قصده إثنان لمقصد تقدم المسلم على المسيحي في المراجعة والإستقبال، ولم يزل يتعاقب على كرسي طرابلس، أساقفة وكهنة ينشرون المحبة والتعايش والإحترام المتبادل، وإفطار رمضان السنوي في كرسي أبرشية طرابلس المارونية في دير مار يعقوب في كرم سدة، خير برهان على المودة والإحترام المتبادل لميثاق أبدى تتعانق فيه مئذنة المسجد المنصوري الكبير مع أجراس الكنائس في شارع عرف باسمها." واضاف: "صاحب الغبطة لم تعتد بكركي على الإنحناء أمام الريح، أو الإعتكاف عن المسؤوليات الجسام، فمنذ نشأة لبنان وكرسيكم تناضل من أجل ثوابت حفظ الكيان والعيش المشترك، ونبذ التناحر والخلاف، وقد كان لكرسيكم مع المراجع الإسلامية العليا توافقات أفضت على الملمات التي عصفت بالوطن تشابك إرادات خيرة في سبيل الحفاظ على الفسيفساء العالمية النادرة والتي أسماها قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بوطن الرسالة. اننا على يقين بأن مسعاكم الدؤوب في سبيل تحصين وحدة لبنان ووصوله الى شط الامان عبر انتخاب رئيس للجمهورية جامع غير مفرق، يكون المنقذ مما يحاك لهذا الوطن من مؤامرات ومما يتوقع الكثيرون وقوعه في شر لا تحمد عقباه. وفي هذه المناسبة نشد على ايديكم وندعم موقفكم بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد."وتابع: "الشكر والتقدير لمواقفكم الوطنية الجامعة المنصرفة الى شد اواصر اللحمة بين العائلات اللبنانية دون تفريق او تمييز، وقد شهد الشمال زيارات متكررة لكم وفي ظروف ملبدة كزيارتكم التاريخية لعكار والتي اصررتم فيها على تعزية عائلة المرحوم الشيخ عبد الواحد، كما نشكر لكم يا صاحب الغبطة زيارتكم طرابلس معزيا بعد التفجيرين الآثمين لمسجدي التقوى والسلام، وزيارتكم لمحلة جبل محسن في طرابلس بعد التفجير المستنكر، كلها مآثر وعواطف ومواقف تدل على ان كل ابناء الوطن هم ابناء بكركي. ان بطريرك بكركي هو اب لكل اللبنانيين وراع لشؤونهم وشجونهم، وقد اوليتم الواقع القضائي في لبنان كل اهتمام وتدبير، ورأيتم ان المحاكم الروحية هي قاعدة العائلة التي بدونها لا استمرار للبنان، فأردتم ان يكون المحامي المترافع امامها يتميز بآفاق وممارسات اخلاقية رفيعة، فأنشأتم الدورات التدريبية في نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس". وقال:" ها نحن نقدم لمقامكم ثلة من فرسان العدالة من نقابة المحامين في طرابلس، وقد أنهوا دورة تدريبية بإشراف صاحب الغبطة المطران حنا علوان، ومعاونة المونسينيور نبيه معوض، والأباتي أنطوان راجح، والزميل المحامي جورج عاقله، فلهم مني فائق الشكر، حيث أدرك المحامون مقدار الثقة التي أعطيت لهم. أملي أن يكونوا ذراعا للعائلة وعناصر لكل زوجين على طريق الفراق، وأن يقدموا ضميرهم الإنساني على مصلحتهم المادية الآنية."

وختم المقدم: "أملي أن أتنسم مجددا عبير لبنان وأريجه، وننعم بعودة الحياة الديموقراطية لوطننا الحبيب من خلال انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس نيابي جديد وأن لا يتبخر هذا الأمل في صراع الأقوياء على أرضنا."

جريج

ثم القى نقيب المحامين في بيروت جورج جريج كلمة قال فيها:"نحن في بكركي، ونحن في شهر رمضان الكريم، هذا هو صرح بكركي للمسيحيين وللمسلمين ولكل اللبنانيين متحدين ومؤمنين. بكركي للصلاة، بكركي للصلاة نعم، بكركي لاتحاد العائلات زواجا، نعم. ولمعالجة إشكالات السر المقدس، هجرا وبطلانا، نعم. لكن بكركي صرح وطني قبل أي أمر آخر. وبكركي ملتقى الحضارات والحوارات والأديان، فلبنان مختبر للإنسان بانتمائه وإيمانه." وتابع : "صاحب الغبطة، كم وجه الشبه كبير بين بكركي وبيت المحامي. فبكركي الصرح الماروني، ونقابة المحامين الصرح المدني، ملتزمان التزاما كليا لا اجتهاد فيه. فلنعد إلى خرافنا بعيدا عن الخراف الضالة التي تنتمي إلى كل الجماعات. فالكل أخطأ بحق لبنان، ولنحتكم إلى صوت العقل في البيانات الشهرية لمجلس المطارنة، ولنحتكم إلى شخصكم يمن وما يمثل."

وأضاف: "إن ورشات العمل التي شهدتها النقابة حول قوانين الزواج وبطلانه والتي استقطبت عددا غير مسبوق من المحامين، يؤكد على المأسسة العالية التي تنتهجها المحاكم المارونية، برعاية صاحب الغبطة وبإشراف مباشر من صاحب السيادة المطران حنا علوان الذي عملنا معا صونا للحق والعدالة، وأوفد لنا خيرة رجالات المحكمة علما ونزاهة، وأشكر بشكل خاص النائب القضائي المونسينيور نبيه معوض، وقدس الأباتي مارون نصر، وقدس الأباتي أنطوان راجح، والآباء ورؤساء الغرف وأعضائها في المحكمة المارونية الذين استقبلوا المشاركين في الدورة وأتاحوا لهم إقران النظرية بالإطلاع على مسار العمل أمام المحكمة."ونوه جريج "بالشراكة الكاملة مع نقابة المحامين في الشمال بشخص النقيب الأستاذ فهد المقدم، وبالعمل الدؤوب لمديرة معهد المحاماة الدكتورة سامية نصار التي واكبت الدورة تنسيقا ومتابعة. ونحن في نقابة المحامين وبشكل أخص في معهد المحاماة ننحو نحو التخصصية في القانون وممارساته."

الراعي

وفي الختام القى الراعي كلمة رحب فيها بالحضور مثنيا على الدور الهام الذي يضطلع به محامو لبنان في تحمل مسؤولياتهم لإحقاق الحق والعدالة، وقال:" اختصر كلمتي بثلاث كلمات: فعل ايمان وشكر وتهنئة. فعل الإيمان بما هو مبدا اساسي نجتمع كلنا حوله اليوم، وهو ان مبدأ قانون اساسي قديم يقول حيث اثنان هناك القانون وهناك العدالة. فعل ايمان اننا نحن هنا محامون ومحاميات وقضاة في خدمة القانون والعدالة والإنصاف. اخالكم مجروحين جرحا بليغا في رؤية ما يجري في لبنان، فالقانون يخالف والشاطر هو من يخالف القانون والعدالة منقوصة والإنصاف غائب."اضاف :" اول المجروحين من هذا الواقع هم رجال القانون والقضاء وانتم تعلمون ايضا ان عمل القضاء اي الحكم في نزاع ما هو قول القانون.القانون ثابت وهو بمثابة الوعاء الذي تتلاقى فيه الجماعة البشرية.انه الوعاء لكل المبادئ. كلكم مجروحون ونحن ايضا لقد عبرتم بالكلمات التي سمعناها منكم. كانت الصرخة صرخة رفض لما يجري في لبنان رفض لهذا الإنتهاك المثلث للقانون والعدالة والإنصاف."وتابع الراعي :" في زيارتي الى جنيف وفي اثناء زيارتنا لمركز الامم المتحدة هناك حيث كان من المفترض ان نلقي كلمة وصلنا الى قاعة جميلة جدا وعند سؤالنا عن هذه القاعة اجاب المرافق معنا انها تسمى قاعة حقوق الإنسان، وقال لنا نحن نخجل من دخول هذه القاعة لاننا نصوغ داخلها كل ما يختص من قوانين تحمي حقوق الإنسان اما خارجها تنتهك هذه الحقوق كلها. لقد اصبحنا نخجل من الدخول اليها."وقال :" لبنان جعلنا اليوم في واقع الخلافات واقع نقد لكل هذه الثوابت الأساسية بدءا بالدستور وهو مقدس وصولا الى الأعراف والقوانين والصيغة التجسدية للميثاق الوطني. لقد اصبحنا نخجل لكننا نؤمن بهذا الوطن، ولذلك نطالب معكم كل يوم ونوجه الصرخة كل يوم وصرختكم اليوم عظيمة ويليق ببكركي ان تخرج منها هذه الصرخة هذه هي صرختنا المستمرة لأنه لا يمكن ان يعيش وطننا بكرامة وان يعيش مواطن ومواطنة محترما من دون قانون وعدالة وانصاف."

واردف :" شكرا لكم انتم الذين نذرتم انفسكم لخدمة هذا المثلث، انتم بمثابة اطباء. عمل المحامي والقاضي هو كعمل الطبيب. هو الذي يشخص النزاع والمشكلة. ولا احد يمكنه لا المحامي ولا القاضي ان يحكم على اساس الكذب. الحقيقة هي الأساس. انتم تبحثون عن الحقيقة. الحقيقة التي تضاء بنور القانون. وانتم عليكم بعد القراءة والتمحيص والنظر بالأمر من كل جوانبه وان تقولوا القانون. هذا هو الحكم قول القانون في مشكلة ما ولهذا يقتضي ان يتعمق رجل القانون بمعرفة عميقة للقوانين والإجتهادات والتعليم الجديد والإنسان ونفسيته وشخصيته لكي يستطيع القاضي ان يلفظ حكمه ويقول القانون في هذا الواقع. القاضي لا يستطيع ان يحكم من دون المحامي فدور المحامي ان يدافع عن الحقيقة الموضوعية التي يعرفها. بالنسبة الى المتداعين انه عمل شريف ومقدس وكبير لم تشوهه السياسة نحن ندعمكم ونعمل مناضلين معكم لتحرير رجال القانون قضاة ومحامين من اي تأثير سياسي عليهم فاذا سيس القضاء وسيس الحكم والقانون فقدنا كل شيء." وتابع :" نحن نعيش بسبب الممارسة السياسية ما نعيش من مأساة على مستوى حياتنا الوطنية. انتم وصفتموها بالكلمات لا ارددها ولكن نحن نعتبر ان هذا شأنا عابرا. المهم حماية القضاء والمهم حماية القول وحرية القضاء واستقلاليته حرية المحامي والقاضي واستقلاليتهما هذا هو الضمان للبنان الجديد وغير ذلك نفقد كل شيء. السياسة تباع وتشرى اما القانون فلا يمكن ان يباع ويشرى. هذا هو فعل ايماننا الكبير نقوم به معا في هذا اليوم. نؤمن بلبنان عمره 95 سنة وبعد 5 سنوات سنحتفل بالمئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير لبنان المستقبل . نحن معكم نعمل من اجل اعداد جيل جديد للاحتفال بهذه المئوية الكبرى. انا اشعر بجرح عميق عندما اسمع سياسيينا يقولون اي لبنان نريد. اي لبنان تريد هذا اللبنان الذي عمره 95 سنة لا يسأل اي لبنان تريد. انا اقول عليك ايها السياسي ان تؤمن بلبنان ان تحب لبنان وان تعمل من اجل لبنان . لبنان واضح المعالم واضح بدستوره واضح بتقاليده ورسالته لقد احتل مكانة عالمية في المجتمع الدولي العربي وفي الاسرة الدولية لذلك نحن مدعوون لكي نحافظ عليه. هذا هو ايماننا الكبير. لقد قلت ان المحامين هم خدام الحقيقة والعدالة وهم المساعدون الاول للقاضي كي يحكم في القضية كما قلت انهم بحاجة كما القاضي الى معرفة اكثر واكثر من اجل ان نصل الى حقيقة قول القانون في هذه المسألة وفي هذا الإطار كانت النية لإنشاء هذه الدورات للمحامين في نقابتي طرابلس وبيروت والمحكمة المارونية." وختم الراعي :"اشكركم هلى هذه المبادرة لقد قمتم بعمل رائع وجميل لقد كان خدمة وهذا الحضور المميز يعني ان المحامين اتخذوه على محمل الجد وسمعت انهم يطالبون بمزيد من المعرفة لأنهم يدركون ان ثقافة المحامي لا حدود لها ولذلك مهم جدا ما فعلتم اشجعكم من كل قلبي ونشكركم لأنكم تلقفتم الموضوع ونشكر كل من شارك في هذه الدورة. بينكم وبين بكركي عهد مقدس نعم هذا الصرح الذي وجهتم اليه ما وجهتم من كلمات لطيفة، كل قيمة بكركي انها تخدم الحقيقة والعدالة والإنصاف ولذلك همها لبنان وكل اللبنانيين."بعدها سلم الراعي المحامين الذين تابعوا هذه الدورة، الافادات، وبدورهما قدمت نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس دروعا تكريمية لكل من البطريرك الراعي والمطران علوان والأساتذة.

 

 كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس عرضت في مؤتمر صحافي تفاصيل الدعوى المطالبة بإسترجاع مقرها التاريخي في سيس تركيا

الأربعاء 01 تموز 2015 /وطنية - عقدت كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في أنطلياس مؤتمرا صحافيا تناول تفاصيل الدعوى القضائية التي رفعتها الكاثوليكوسية لدى المحكمة الدستورية التركية للمطالبة بإسترجاع مقر الكاثوليكوسية التاريخية في مدينة سيس (كوزان) في كيليكيا - تركيا، شارك فيه المؤرخ التركي المتخصص في الإبادة الأرمنية تانر أكشام، الأستاذة المحاضرة في الجامعة اللبنانية نورا بيراقداريان، المحامي في الشؤون العقارية لدى المحاكم التركية جام مورات سوفو أوغلو، والأب هوسينغ مارديروس.

مارديروس

وألقى الأب مارديروس كلمة قال فيها: "تعرض الشعب الأرمني إلى عدد من المآسي والمجازر الجماعية داخل الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1894 حتى عام 1923، وكانت أوجها الإبادة الأرمنية لعام 1915 التي ذهب ضحيتها مليون ونصف مليون أرمني. وقد سجلت هذه الإبادة على صفحة سوداء من تاريخ الإنسانية، وهي تعتبر اليوم بمثابة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، وإن اللامبالاة والسكوت والصمت تجاه الإبادة الأرمنية تعتبر في حد ذاتها تكرارا للجريمة". أضاف: "إن كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس قامت بلعب الدور المحوري في المطالبة والتذكير وفي كل النشاطات الآيلة إلى متابعة حقوق الشعب الأرمني وقضيته المحقة في لبنان والعالم أجمع، من المنابر الدولية والمراجع المسكونية. وعلى غرار ما ورد في الكلمة التي ألقاها صاحب القداسة الكاثوليكوس آرام الأول في الفاتيكان بعد التصريح التاريخي لصاحب القداسة البابا فرنسيس الثاني بالإعتراف بالإبادة الأرمنية كأول إبادة في القرن العشرين، وكذلك في خطاب قداسة الكاثوليكوس آرام الأول في واشنطن، بحضور نائب الرئيس الأَميركي جو بايدن، إن قداسته يؤكد بإستمرار في كل لقاءاته ومحاضراته أن الإعتراف والتعويض هما مساران يكملان بعضهما البعض، وإن غاية الإعتراف تكون بالتعويض وإحقاق الحق". وتابع: "لذا، رفعت كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا دعوى قضائية لدى المحكمة الدستورية التركية، كخطوة أولى للمطالبة بإسترجاع مقر الكاثوليكوسية التاريخية في سيس (كوزان حاليا)، وإعادتها إلى صاحبها الأساسي أي كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس". وختم: "اليوم، وبعد مرور حوالى أكثر من شهرين على رفع هذه الدعوى لدى المحكمة الدستورية التركية، تؤكد معطياتنا أن المحكمة الدستورية التركية باشرت فعلا في دراسة ملف الدعوى".

بيرقداريان

واعتبرت بيرقداريان "أن مئوية الإبادة الأرمنية شكلت مرحلة مفصلية في التاريخ المعاصر للشعب الارمني، وشهدت مواقف وحركات مطلبية جمة في مختلف أقطار العالم. وحصدت جملة اعترافات من دول جاءت تضاف على قائمة الدول المؤمنة بالعدل وحقوق الانسان، والمناصرة لحقوق الشعب الارمني، والتي أرادت أن تفي المليون ونصف مليون من ضحايا الابادة الارمنية حقهم بالاعتراف بقضيتهم". أضافت: "ارتأى قداسة الكاثوليكوس آرام الأول أن تشكل المئوية مرحلة عبور للقضية الارمنية نحو آفاق جديدة، واعتبرها مناسبة مؤاتية لنقل المطالبة السياسية بالاعتراف بالابادة الارمنية الى ارضية التعويض واحقاق الحق واسترجاع الارث التاريخي باللجوء الى الاطر القانونية". وأشارت الى " تنظيم الكاثوليكوسية في شباط 2012 مؤتمرا دوليا عنوانه: الإبادة الارمنية: من الاعتراف الى التعويض، دعت اليه ما يقارب الثلاثين خبيرا دوليا متخصصا في القانون الدولي العام، وفدوا من اهم الجامعات العالمية ومن مختلف اقطار العالم. وقد جهد المؤتمر على طرح المقاربة القانونية للقضية الارمنية ومناقشتها من منظار القانون الدولي العام وابراز المسارات القانونية المحتملة ومناقشة الصعوبات والعراقيل الكامنة امامها". وتابعت: "خلص المؤتمر الى جملة مقترحات رسمت خريطة الاطر القانونية المتاحة لمتابعة القضية الارمنية، انطلاقا من مبدأ المسؤولية في القانون الدولي العام، سواء في الاطار الاممي او القضاء الدولي، لا سيما عبر المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان. وعلى اثر ذلك، عين قداسة الكاثوليكوس لجنة مصغرة من حقوقيين اتراك وخبراء دوليين للتمعن في دراسة دقائق التفاصيل المرتبطة بالقضية على ضوء التشريعات التركية والنظام الداخلي للمحكمة الاوروبية. وبعد سنتين من دراسة الملف القانوني، قررت اللجنة رفع دعوى قضائية للمطالبة بمقر الكاثوليكوسية التاريخي في سيس، كوزان اليوم، وذلك مباشرة امام المحكمة الدستورية التركية، مع اسناد كل القرائن القانونية التي تبرر تجاوز المحاكم البدائية التركية". وتحدثت عن "المرتكزات الاساسية التي بنيت عليها الدعوى، وهي أن مقر الكاثوليكوسية في سيس كان المقر التاريخي للكاثوليكوسية، وله رمزية ودلائل تاريخية مهمة بالنسية إلى الشعب الارمني"، مشيرة إلى أنه "بعد عام 1915، اضطر الارمن إلى ترك ممتلكاتهم واراضيهم قسرا نتيجة عمليات الإبادة والترحيل القسري"، وقالت: "إن الملكية القانونية والتاريخية والشرعية لمقر الكاثوليكوسية الارمنية في سيس، لوزان تعود للكاثوليكوسية الارمنية لبيت كيليكيا المستقرة اليوم في لبنان". أضافت: "بالاستناد الى تفسير جملة قوانين تركية داخلية، وارتكازا على الحقوق التي منحتها معاهدة لوزان التي صدقت عليها الدولة التركية، وانطلاقا من مبدأ سمو القانون الدولي العام على القانون الداخلي، تم انجاز الملف مع اسناد كل القرائن التاريخية والقانونية المرتبطة". وختمت: "على المحكمة الدستورية التركية أن تبت في الدعوى القضائية مبدئيا في مهلة لا تتجاوز ال90 يوما من رفع الدعوى. واذا ما بتت المحكمة ايجابا أي بالاقرار بحق وثبوت الملكية التاريخية لمقر الكاثوليكوسية الارمنية في سيس، فتكون لهذا الحكم طبعا دلائله التاريخية والسياسية. واذا ما بتت سلبا، فالمحامون الدوليون مهيأون لرفع الدعوى القضائية امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، بعد ان تكون الدعوى قد تجاوزت شرط استنفاد الأطر الداخلية".

سوفوأوغلو

وأكد جام مورات سوفوأوغلو "أن القضية المرفوعة من قبل الكنيسة الأرمنية تهدف الى استرجاع العقار المذكور، وليس التعويض المادي"، مشددا على "وجوب تجاوب المحكمة التركية سلبا أو إيجابا خلال ثلاثة أشهر"، مؤكدا ثقته ب"توافر الدلائل لتثبيت حق الكاثوليكوسية"، معربا عن "تفاؤله من هذه الناحية".وأشار الى أن " الدعوى محض عقارية، ولا علاقة لها بالإبادة، إذ بمجرد أخذ هذا الإتجاه تتخذ القضية طابعا سياسيا وترفض من قبل المحكمة".

أكشام

من جهته، قارن تانر أكشام الدلائل القانونية لجهة حق الكاثوليكوسية في مركز العقار وأبرز البراهين في "تقارير وزيري الداخلية طلعت باشا والخارجية جمال باشا لكون الكاثوليكوسية مركز له دلالاته الدينية التي لا تقبل المساس بها"، وقال: "هذا يعني الإعتراف الطبيعي آنذاك بكون الكاثوليكوسية مركزا روحيا للأرمن لا يمس"، شارحا بعض الشؤون القانونية المتصلة بالقضية.