المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 تموز/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.july10.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

في أسفل عناوين النشرة بأقسامها

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا12/من06حتى10/كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.

الرسالة إلى العبرانيّين .9-1:12/يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه. إِذًا فَٱحْتَمِلُوا تَأْدِيبَ الرَّبّ، فهوَ يُعامِلُكُم مُعَامَلَةَ الأَبْنَاء وأَيُّ ٱبْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوه؟

 

عنوان تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

تحية للرئيس سلام على تعقله، وألف لعنة على عون وأغنامه لجنونهم والغباء/الياس بجاني

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/التحرك في الشارع ضدّ أي شيء

المصداقية يا جنرال/أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني

عون وصهره والهرطقات/الإعلامي السيادي نوفل ضو

والآن ما العمل/الإعلامي السيادي ايلي الحاج

العميد المتقاعد خليل حلو/تفلـّتت الغرائز من ضوابط العقل لدى الذين نزلوا إلى الشارع أين أهلهم

نرفض تحريك الشارع في ظل الظروف الحالية/النائب إيلي ماورني

قلقون من انفلات الشارع/النائب عاطف مجدلاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تسوية تخرج أنصار عون من الشارع وسلام يتهمهم بـ «غوغائية ستخرّب البلد»

بالتفاصيل... هذا ما جرى بين سلام وباسيل في غياب الكاميرات

 مجلس الوزراء يناقش بعد الفطر العمل خلال الشغور الرئاسي سلام: وضعنا لا يسمح بتحريك الشارع والذهاب الى المجهول

الجيش اللبناني: إصابة 7 عسكريين بجروح

الجيش: لم نلجأ الى القوة مع بعض المحتجين إلا بعد تعرضهم للعسكريين ومحاولتهم اجتياز السياج

انتقادات نزول «العونيين» الى الشارع تتواصل

المستقبل»: «الوطني الحر» مسؤول عن أي تطور سلبي

« جنبلاط لسلام: صبراً على البلوى

سلام التقى هابارد ونقيبي بيروت وطرابلس والإعلان عن تحرك لتفعيل دور العدالة واستقلالية القضاء وانتخاب رئيس

نقابة المهندسين دانت الاعتداء على ألان عون وديب وحنا وسعيد: لفتح تحقيق فوري ومحاسبة المعتدين

عون من الرابية: لن يصدر أي قرار في مجلس الوزراء من دون موافقتنا وسنقاضي كل من أعطى الأوامر بضرب المتظاهرين

يطغى عليها الطابع الشخصي وتعد هروباً للأمام ومغامرة يائسة بلا أفق/معركة عون “الدونكيشوتية” تعكس حجم مأزقه ووصوله لحائط مسدود

مواجهات بين أنصار عون والجيش والقوى الأمنية وسلام يُسكت باسيل خلال جلسة نارية وتأجيل اجتماعات الحكومة لما بعد العيد

اسرار الصحف ليوم الخميس 9 تموز 2015

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 9/7/2015

الاحدب: ما يقوم به عون تشبيح على الدستور

فارس سعيد: الحكومة لديها دعم سياسي وشعبي وعربي ودولي

مروان حمادة: اشكال اليوم دون أفق وتحريض من دون مبرر

الهبر لـ”السياسة”: العونيون شبيحة وأنانيون

فتفت: الخلاف مرده لارتباط عون بمحور دمشق – طهران

كتلة "الوفاء للمقاومة": للالتزام بآلية التوافق عند اتخاذ القرارات لضمان التوازن المطلوب

جنبلاط عرض مع عدوان التطورات السياسية الراهنة

الراعي استقبل سعَيْد مع السفير الفنلندي ووفد من عرسال أطلعه على معاناة الأهالي

بن جدّو في اليوم الثاني لإفادته أمام بداية المحكمة: المتحدِّث في اتصال تبنّي المسؤولية حذّرنا لتأخّرنا ببث الشريط

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ظهور قاسم سليماني في محيط الفلوجة برفقة قيادات من “الحشد”

العقوبات تؤدي بالمحادثات النووية مع إيران إلى طريق مسدود

روسيا تؤيد رفع حظر بيع الأسلحة لطهران في أسرع وقت ممكن/كيري يلوح بوقف المفاوضات النووية إذا لم تتخذ إيران “قرارات صعبة”

"كتائب القسام" طورت صاروخين جديدين/تل أبيب: إسرائيليان محتجزان في غزة أحدهما لدى “حماس”

أردوغان يكلف أوغلو بتشكيل الحكومة الجديدة

وفاة وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل

الجبير: السعودية تتصدى لشغب إيران في المنطقة و"داعش" لم يرتكب أعمالاً إجرامية ضد الأخيرة

نتنياهو يحمل حماس المسؤولية عن حياة إسرائيليين دخلا غزة قبل نحو عام أحدهما إثيوبي والثاني بدوي.. والحركة تطلب إطلاق سراح أسرى «صفقة شاليط» قبل أي معلومات

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تحرقوا الخيمة/غسان شربل/الحياة

لبنان: تصعيد خارج السياق/وليد شقير/الحياة

رسالة غاضبة إلى الجنرال الغاضب دائمًا/نديم قطيش/الشرق الأوسط

أبعد من"إنتفاضة"عون/نديم قطيش/المدن

بعد انحسار العاصفة العونية: لا يا جنرال... فعلاً أخطأت العنوان/النهار/سمير منصور

إلى أحضان الفوضى/نبيل بومنصف/النهار

بعدما تحوّل مجلس الوزراء ساحة للمناكفات مطلوب فصل أولويات الناس عن السياسة/ اميل خوري/النهار

فرصة محدودة للبنان بعد ولادة النووي "ساحة تنفّس" إقليميّة تُملي انتخاب الرئيس/روزانا بومنصف/النهار

في مدح التجاهل/علي نون/المستقبل

مايا" سوريّتـنا الأخيرة/حـازم الأميـن/لبنان الآن

اليونان وعودة الآيديولوجيا/أمير طاهري/الشرق الأوسط

سياسات الفاتيكان الجديدة وتأثيراتها على المسلمين/رضوان السيد/الشرق الأوسط

حدود التدخل العسكري التركي في سورية/حسين عبد العزيز/الحياة

الخليج وإيران الجديدة/ راغدة درغام/الحياة

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا12/من06حتى10/كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.

"قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ بِفَلْسَين، ووَاحِدٌ مِنْهَا لا يُنْسَى أَمَامَ الله؟ إِنَّ شَعْرَ رَأْسِكُم كُلَّهُ مَعْدُود، فَلا تَخَافُوا! إِنَّكُم أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَة. وَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَكُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ."

 

الرسالة إلى العبرانيّين .9-1:12/يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه. إِذًا فَٱحْتَمِلُوا تَأْدِيبَ الرَّبّ، فهوَ يُعامِلُكُم مُعَامَلَةَ الأَبْنَاء وأَيُّ ٱبْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوه؟

"يا إخوَتِي، نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ لنَا مِثْلُ تِلْكَ السَّحَابَةِ مِنَ الشُّهُودِ المُحِيطَةِ بِنَا، فَلْنُلْقِ عَنَّا كُلَّ عِبْءٍ، والخَطِيئَةَ الَّتي تُحَاصِرُنَا، وَلْنُبَادِرْ ثَابِتِينَ إِلى الجِهَادِ المُعَدِّ لَنَا. فَلْنَنْظُرْ إِلى رَائِدِ إِيْمَانِنَا ومُكَمِّلِهِ يَسُوع، الَّذي ٱحْتَمَلَ الصَّلِيبَ بَدَلَ الفَرَحِ المُعَدِّ لَهُ، وٱسْتَخَفَّ بِالعَار، وجَلَسَ عَن يَمِينِ عَرْشِ الله. فتَأَمَّلُوا مَلِيًّا في ذلِكَ الَّذي ٱحْتَمَلَ مِثْلَ تِلْكَ المُقَاوَمَةِ لِشَخْصِهِ مِن قِبَلِ الخَطَأَة، لِئَلاَّ تَضْعَفُوا في نُفُوسِكُم وتَنْهَارُوا. فَإِنَّكُم لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ في جِهَادِكُم ضِدَّ الخَطِيئَة. ونَسِيتُم كَلامَ التَّشْجِيعِ الَّذي يُخَاطِبُكُم كَمَا يُخَاطِبُ الأَبْنَاء: «يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه». إِذًا فَٱحْتَمِلُوا تَأْدِيبَ الرَّبّ، فهوَ يُعامِلُكُم مُعَامَلَةَ الأَبْنَاء: وأَيُّ ٱبْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوه؟ ثُمَّ إِنَّ آباءَنَا في الجَسَدِ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا، فَنَخْجَلُ مِنْهُم. أَفَلا نَخْضَعُ بالأَحْرَى لأَبِي الأَروَاحِ فَنَحْيَا؟ أَمَّا إِذَا كُنتُم لا تَقْبَلُونَ التَّأْدِيب، الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ الجَمِيع، فَتَكُونُونَ دُخَلاءَ لا أَبْنَاء."

 

تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

تحية للرئيس سلام على تعقله، وألف لعنة على عون وأغنامه لجنونهم والغباء

الياس بجاني/09 تموز/15

تحية من القلب إلى الرئيس تمام سلام فهو أثبت اليوم أنه لبناني قلباً وقالباُ، ومسؤول ويعرف معاني وواجبات وأصول وقدسية المسؤولية فكراً وممارسة، كما أكد أنه عملانياً عاقل ويعرف كيف يتصرف مع الأوباش وأولاد الشوارع والمرتزقة من أمثال المخبول جبران باسيل القليل التهذيب والزقاقي.

اليوم ننعي رسمياً كل هو هبل وجنون عوني فقد أسقط المواطن المسيحي الحر كذبة عون وكشفها وعرى أصحابها.

أما لمن هم قطعان من الأغنام الغارقين في غباء وأوهام وهلوسات الساقط في كل تجارب إبليس ميشال عون، نقول انتم عار علينا نحن الموارنة تحديداً فلا انتم منا ولا نحن منكم.

انتم وعملاً بممارساتكم والغوغائية والغباء والهبل، لستم لا موارنة ولا مسيحيين ولا لبنانيين: اضبضبوا وحلوا عن سمانا.

فقط، أقل من مئة مخبول استجابوا لنداءات عون الجنونية فانكشف المستور وظهر كم أن الشعب اللبناني يكره ويمقت هذا المخبول الذي هو بحاجة إلى علاج نفسي عاجل.

باختصار نحن الموارنة تحديداً، نصبر ونصبر ونمهل لكننا لا نهمل ونحاسب ولو بعد حين، والآن بات من واجبنا أن نرمي سياسياً ووطنياً عون وأصهره وكل أوباشه في سلة المهملات.

عون هو من الماضي البغيض فلنعمل بجهد على توعية واستيعاب من هم أغنام وتخدعهم شعاراته الشعبوية والإبليسة

مبروك للبنان وللبنانيين عموماً ولنا نحن للموارنة تحدياً فقط تعرى اليوم هذا العون وهو الذي امتهن منذ العام 1988 تزوير ثقافتنا ووطنيتنا وحضارتنا.

وكما وضحت صور مظاهرات هذا الطروادي اليوم، فالذين تظاهروا وهم  كم ازعر ومهووس لا أكثر ولا أقل ولا يزيد عددهم عن 100 شخص.

هذا إفلاس مسيحي وشعبي لعون ولكل من يقول قوله ويحمل اوهامه ويتلحف بمركبات احقاده والغرائز.

في الخلاصة عون منبوذ مسيحياً ولا يجب تزويده من أي فريق أو فرد بأطواق نجاة.

نطالب الدكتور سمير جعجع أن يمزق ورقة النوايا كون نوايا عون ابليسية بامتياز، وأن لا يغطي أي استفتاء شعبي مسيحي بعد نتائج استفتاء اليوم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيPhoenicia@hotmail.com

 

ملاحظات وأراء نشرت اليوم وهي تتناول جنون عون وغنمية زلمه

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/التحرك في الشارع ضدّ أي شيء

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون وصف التحرك في الشارع بأنه ضدّ أي شيء عقلاني وقال لإذاعة الشرق : إنّ الإستعانة بالشارع في هذه المرحلة هي قمة اللاعقلانية مع الأسف , حتى لا نقول جنون , هناك أشخاص يغرورنا بالشعارات , شعارات إستعادة حقوق المسيحيين كلها شعارات خادعة , الجنرال يبيع الشارع المسيحي أوهاماَ وهو عنده أزمة حقيقية هي أزمة إقتصادية لأن حزب الله والرئيس بري أخذوا البلد إلى إنهيار إقتصادي , والمسيحي متضايق ويبحث عن الهجرة فتأتي الشعارات الخادعة التي لا تحل أي مشكلة , هي مشكلة عائلية وليست مشكلة المسيحيين التي لا يحلها إلا دولة قوية وإقتصاد قوي كذلك أشار إلى أنّ ميشال عون يسير بالمشروع الإيراني بالمنطقة لأنه مشروع تفتيت , هو يريد أن يصل البلد إلى التفتيت , كذلك يخدم هذا الأمر هدفين الأول هو بقاء دويلة حزب الله تتمتع بالتعطيل والثاني هو ربط المسيحيين مع الأقلية العلوية الشيعية الذين يفكرون مستقبلاَ أنه يمكن إنشاء دولة علوية شيعية ينضمّ إليها المسيحيون اللبنانيون , لكن منطق الدويلات لا يمكن أن يتعامل معه العالم العربي وإذ لاحظ أنّ حزب الله وزع الأدوار أكد أنّ ميشال عون منخرط بمشروع تفتيت المنطقة ويسير به , ورأى أنّ تحرك اليوم يتناقض معه حزب الله فقط فيما يتعلق بالتوقيت لأنّ حزب الله لا يريد الإستعجال فيما عون مستعجل لأسباب بيولوجية وعائلية وبالنسبة لمضمون تحرك اليوم قال رداَ على سؤال : هو يحرك مذهبياَ وهو يكذب على الشارع المسيحي بالقول إنّ سعود الفيصل وضع عليه فيتو فأتى وزير خارجية جديد ومملكة جديدة عنوانها عاصفة الحزم فأين هو عون ؟ قال عون : أرادوا إنتخابي وتراجعوا , كأنه يوجّه نقمة الشارع المسيحي على الرئيس سعد الحريري الذي وعده وتراجع لكنّ هذا الكلام كذب , لأن سعد الحريري قال له أنا ما عندس فيتو على أحد شوف البقية إذا إتفقوا عليك , والأمر نفسه بالنسشبة لقائد الجيش أنا ليس عندي فيتو لكن في وقتها , إنّ الجنرال عون يستعمل أضضاليل لتهييج الشارع المسيحي , كل الحركة العونية ستبقى زوبعة في فنجان وليس من مصلحة حزب الله تحريك الشارع لأن خط الإعتدال السنّي في لبنان هو من يضبط عدم تحويل موالين للحركات المتطرفة تقود إلى حرب مذهبية طويلة الأمد.

 

المصداقية يا جنرال

أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني

لن ندخل مع العماد ميشال عون في جدل حول الأهداف التي يصعّد تحت رايتها حملته، ويجيّش جمهوره، ويحاول تحريك الشارع المسيحي بشعارات تتعلق بحقوقه التي يقول العماد عون إنها مسلوبة. ولن نناقش العماد عون في أحقية غضبه، أو أسباب هذا الغضب، سواء أكانت تتعلق فعلاً بموضوع المشاركة، أو التعيينات، أو حتى بعدم التوافق عليه رئيساً للجمهورية. على العماد عون أن يعي أن اللبنانيين تعبوا، وما عادوا قادرين على النزول مجدداً إلى الشارع، خدمة لهذا الهدف السياسي أو ذاك، بعد أن أمعنت مختلف الأطراف السياسية في استخدامهم ومن ثم في…إحباطهم. تعب اللبنانيون من خيبات الأمل المتكررة بالتغيير. ملّوا الإندفاع إلى نضال سرعان ما تكبته تسويات السياسة وتقضي على إنجازاته تنازلات الغرف المغلقة. والاهم الاهم  هو ان يعي العماد عون ان اللبنانيين يريدون حياة سياسية كسائر دول العالم تجعلهم يعيشون حياة طبيعية، وتتيح لهم أن يعملوا وينتجوا وينعموا بالإستقرار. ولكن لن ينعم لبنان بهذا الاستقرار طالما ان اللبنانيين يعيشون في دولة قراراتها الاساسية في يد ” حزب الله”. ولا معنى للشراكة اذا لم تكن هذه الشراكة حقيقية، اي بين اطراف متوازنة، لا كما هي الحال اليوم بين “دولة حزب الله” وفريق سياسي ما. ولا معنى للتعيينات ايضاً اذا لم يكن قائد الجيش قائداً للجيش الوحيد على الأراضي اللبنانية، بحيث لا تكون ثمة جهة مسلحة أخرى في لبنان تتخذ قرار الحرب والسلم. على العماد عون ان يدرك ان الصدقية هي المعيار الاساسي لتحريك الرأي العام. وما حصل مع قوى 14 آذار هو اكبر برهان على ذلك، فتنازلاتها لحزب الله وصفقاتها مع الرئيس نبيه برّي وغيره هي التي ادّت الى فقدانها جزءاً كبيراً من صدقيتها وبالتالي لم تعد تستطيع تحريك الشارع كما كانت تفعل في السابق. المبدأ نفسه ينطبق على العماد عون. فلبنان الذي ينادي به العماد عون يتناقض تماماً مع واقع تحالفه مع حزب الله. والادعاء بالدفاع عن الحقوق المخطوفة للمسيحيين هو ادعاء فارغ دون اي مضمون، فالشعب اللبناني  مخطوف باكمله من قبل ” حزب الله ” اليوم، حليف الجنرال الأول.

وبالتالي لن يستطيع العماد عون الحصول على تأييد الشريحة الأكبر من اللبنانيين ما دامت الصدقية المطلوبة غير متوافرة لديه. ولن يستطيع العماد عون اقناع الرأي العام بشعاراته ما دام متحالفاً مع ” حزب الله ” من أجل مصالح صغيرة وضيّقة.

 

عون وصهره والهرطقات/الإعلامي السيادي نوفل ضو

فايسبوك/قال ميشال عون وجبران باسيل ل “شعب لبنان العظيم” إنهما حققا ما يريدان في مجلس الوزراء…

ولكن في الواقع بماذا يطالب العونيون وماذا جرى لنعرف ماذا حققوا؟

1- يطالب العونيون بعدم البحث بأي بند على جدول أعمال مجلس الوزراء قبل التعيينات الأمنية … والواقع أن مجلس الوزراء بحث في موضوع “بسيط” هو المستحقات المالية للمستشفيات وأقرها … ولم يأت على ذكر التعيينات الأمنية …

2- يطالب العونيون بحق الفيتو على جدول أعمال مجلس الوزراء وفقا لوجهة نظرهم القائلة بأن كل وزير ينوب عن رئيس الجمهورية… والواقع أن رئيس الحكومة قرر البحث بآلية عمل مجلس الوزراء بعد اسبوعين في مستهل الجلسة قبل الإنتقال الى جدول الأعمال شرط عدم التعطيل …

3- أما الشيء الوحيد الذي حصل عليه العونيون في جلسة مجلس الوزراء اليوم فهو قول الرئيس تمام سلام لجبران باسيل أمام وسائل الإعلام : عندما أتكلم أنا، تخرس أنت … مبروك للعونيين هذا الإنجاز!كيف بيكونوا المسيحيين عم يستعيدوا حقوقن إذا وزير خارجية ماروني بينقللو هالحكي؟

“النهار” – سلام رداً على باسيل:” هذا ليس كلام وزير خارجية.. عيب عليك. إنك تقلِّل أدب. كلام لا يليق بوزير ولا يليق بالدولة. ليس هكذا بيتصرف الوزراء بمجلس الوزراء. هيدا عيب ووقاحة.. أنتم تتصرفون وكأن الواقع هو “نحنُ أو لا أحد” هذا يكفي. إذا كنتَ تتحدث بوكالتك عن رئيس الجمهورية، فهل رئيس الجمهورية يستعمل هذا الأسلوب ؟ تفضل ترأَّس الجلسة.. هذا عيب. لم يصدر مني في أي يوم من الأيام كلمة سفيهة او مؤذية لأحد.. أنا في تاريخي لم أُوصَف مثلما وُصِفت من على منبر وزارة الخارجية بالأمس من أنني أقوم بسرقة موصوفة . هذا كلام لا يُحتمل و الناس عندها كرامات. هذه صلاحياتي لا تستطيع أن تعلِّمني إياها وهذه غوغائية في التعامل، غوغائية تسيرون بها كيفما تريدون وأينما تريدون.. وأنا لن اقبل بذلك فمسؤوليتي أكبر من مسؤوليتك بكثير . لكن إن لم تَستحِ فافعل ما شئت.”

 

والآن ما العمل/الإعلامي السيادي ايلي الحاج

فايسبوك/والآن ما العمل؟  عندنا رئيس اكبر كتلة للنواب المسيحيين مصاب بعته متحالف مع “حزب الله” التابع لإيران ويمنع انتخاب رئيس لجمهورية لبنان الا اذا كان هو الرئيس وهو غير متوازن عقليا كما أسلفت ما الحل؟ أكيد أسعد الناس بصور التحرك العوني اليوم

الدكتور سمير جعجع يضحك بعبه ! عتقد تبهدل وبهدل حالو “التيار العوني” اليوم كانو 100 الشباب والصبايا ؟ 200 ؟ ما كان الها لزوم أبدا . حركة هزيلة وبلا هدف.

 

العميد المتقاعد خليل حلو/تفلـّتت الغرائز من ضوابط العقل لدى الذين نزلوا إلى الشارع أين أهلهم

فايسبوك/الآن وقد تفلـّتت الغرائز من ضوابط العقل لدى الذين نزلوا إلى الشارع (أين أهلهم؟) وينعتون الآخرين بما لا يحتويه القاموس، وأيضاً لدى الذين أحسوا أنهم مستهدفين وقد يقومون بعمل معاكس يمكن أن يؤدي إلى صدام … من سيضبطها إذا فلتت؟ لا أتكلم عن الجيش طبعاً والقوى الأمنية الشرعية؟ إنما عن الذين يشعلون الفتائل المتصلة ببراميل البارود؟ من سيتحمل مسؤولية سقوط إصابات (وقد سقط 7 جرحى لدى العسكريين) أو قتلى لا سمح الله؟ من؟ … من سيتحمل نتيجة تفتيت البلد معنوياً وعامودياً أكثر مما هو مفتت؟ من؟ وماذا سيقول للناس؟ أهي مسألة حقوق ومناصب؟ هل تحرز هالقد؟ الجيش الذي تربينا عليه لم ننساه أبداً فهو أولاً جيش الشهداء الأبطال ولا سيما محمد زغيب وبهجت غانم وبنوا بركات وفرنسوا الزين وفرنسوا الحاج … وهو جيش فؤاد شهاب وفرنسوا جينادري وعزيز الأحدب وموسى كنعان وغبريال لحود وإبراهيم طنوس ومحمود طي أبو ضرغم ومخول حاكمة وجهاد شاهين ولبيب اللقيس ومحمد العجوز وغسان عويدات وحسان فليفل وسمير صنصيل وجورج نادر … وغيرهم من الرؤساء والرفاق الذين تدرجنا على خطاهم ومعهم، وهو جيش تحمل ما لم يتحمله أي جيش في العالم ولم ننسه أبداً … وكم نريد أن ننسى حقبات الذل والعار تحت الجزمة السورية نتيجة للحسابات الخاطئة والمغامرات.

 

نرفض تحريك الشارع في ظل الظروف الحالية/النائب إيلي ماورني

رفض النائب إيلي ماورني تحريك الشارع في ظل الظروف الحالية التي تمرّ بها المنطقة وقال لإذاعة الشرق : إنّ تحريك أي شارع يقابله تحريك شوارع , وتحريك السارع نعرف أين يبدأ ولا نعرف أين ينتهي , إنّ هذا الأمر خطير في السياسة وخطير في السياحة وفي الإقتصاد , هي فقط تحركات تهدف إلى تحقيق مصالح وإنجازات شخصية , واصفاَ تحرّك اليوم بأنه عملية إنتحار بحقّ الوطن ورأى النائب ماروني أنهم يتحركون ضدّ الحكومة وهم موجودون فيها , يتحركون ضدّ مجلس الناوب وهم موجودون فيه ولا يقدّموا إستقالاتهم لا وزراء ولا نواب , هم يريدون الشيء ونقيضه , مضيفاَ إنّ العماد عون يقود لبنان إلى مغامرة مجهولة , ربما يظنّ أن هذا التحدي يقوده إلى أن يكون توافقياَ للوصول إلى الرئاسة. سئل عن الموقف الذي نقله النائب سامي الجميل إلى الرئيس سلام أمس فأجاب : أهمية إستمرار الحكومة ودعم الحكومة وإقتراحات للخروج من المأزق الذي يضعه العماد عون وبعض حلفائه ويضع لبنان فيها , إنّ الحكومة اليوم هي المؤسسة الأخيرة الباقية على قيد الحياة في لبنان وخارج إطار التعطيل , إنّ اي مبادرة تقوم بها الكتائب هي محاولة للحفاظ على الحكومة ومحاولة إيجاد مناقشة إقتراح مخارج تؤدي إلى عقد جلسات للحكومة ضمن الآلية المطلوبة وعن تحرك العونيين اليوم ولدى سؤاله عن موقف حزب الكتائب قال النائب ماروني : يكفي ميشال عون المتاجرة بحقوق المسيحيين , كلنا نعرف تجاربه السابقة إلى أين أوصلت المسيحيين , لا احد يزايد علينا بالمطالبة بحقوق المسيحيين , هل المسيحيون يستعيدون حقوقهم إذا وصل ميشال عون للرئاسة وصهره إلى قيادة الجيش ؟ ! هل المسيحيون يكونون بخير إذا العونيون قاموا بجولات سيّارة ؟ إنّ المطلوب اليوم الإلتفاف حول بعضنا وإنقاذ الجمهورية بإنتخاب رئيس فالمعرقل الأول هو الجنرال عون ويزعم المطالبة بحقوق المسيحيين.

 

التحرك العوني: تظاهرة هزيلة وقمصان سود تخللته إشكالات مع الجيش وفضّ بانتهاء الجلسة/

مها حطيط/المستقبل/10 تموز/15

بينما كان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يضرب بيده على طاولة مجلس الوزراء ويقول إنه يمثل رئيس الجمهورية في الجلسة ولقي الرد الحازم من رئيس الحكومة تمام سلام، كان مناصرو التيار «الوطني الحر» يتجمعون أمام سنتر ميرنا الشالوحي بانتظار كلمة السر.

وفور شيوع الخبر اتخذ مناصرو التيار قرارهم بالتوجه الى السرايا الحكومية ومحاصرتها لأنه بحسب أحد المتظاهرين «فإن رئيس الحكومة لم يستجب لمطالبهم». بسياراتهم وأعلام التيار توجهوا الى السرايا حيث كانت القوى الأمنية تتخذ تدابير أمنية مشددة لمنع وصول التظاهرة الى محيطها. المحطة الأولى كانت بجانب حديقة الاسكوا، تجمع العونيون وحاولوا الدخول الى ساحة رياض الصلح لكن عناصر الجيش منعتهم. غيّروا طريقهم ووصلوا الى الشارع الرئيسي الذي يصل وسط البلد بالسرايا، إلا أن السيناريو نفسه تكرر ومنعت تظاهرة العونيين التي أتت أقل من المتوقع بكثير من الوصول مرة جديدة الى السرايا. وفي محاولتهم الثالثة سلك عشرات العونيين طريق شارع المصارف إلا أن الجيش سبقهم وأقفله بشكل كامل، فاعتصموا أمام أسواق بيروت وسببوا زحمة سير خانقة.

وفي محاولة لإعادة الزخم الى التظاهرة التي لم تحمل سوى عنوان واحد: «الله لبنان عون وبس»، بدأ نواب تكتل الإصلاح والتغيير بالتوجه الى الاعتصام، عباس هاشم، آلان عون، حكمت ديب، ناجي غاريوس وفادي الأعور. وأمام وسائل الإعلام ظهر بشكل فاضح عدم وجود أي خطة عونية أو تصور واضح عن التحرك وأهدافه فضاعت أجوبة نواب التكتل عن أهداف التحرك وحدوده الجغرافي والزمني بإجابات غير واضحة. وفجاة اختفت كل شعارات التيار العوني عن الجيش وحمايته وغاب شعار الأوميغا الداعم للجيش الذي يرفعه مناصرو التيار العوني في كل مناسبة، لتبدأ الإشكالات بينهم وبين عناصر الجيش بعد إصرار المتظاهرين على تخطي الحاجز والوصول الى السرايا ما دفع بالجيش الى منعهم فبدأت الإشكالات وعمليات الكر والفرّ. ولم تنجح محاولات نواب التكتل بالتخفيف من حدة الإشكالات التي أدت الى وقوع سبعة جرحى من عناصر الجيش نقلوا الى المستشفى العسكري لتلقي العلاج بحسب بيان صادر عن قيادة الجيش. وكان واضحاً طوال ساعات التحرك إصرار العونيين على افتعال الإشكالات مع الجيش اللبناني بعد الإشكال الذي افتعله الوزير باسيل مع رئيس الحكومة أمام عدسات المصورين. النهار العوني الطويل انتهى بانتهاء جلسة مجلس الوزراء وبزيارة من قبل الوزيرين العونيين الياس بو صعب وجبران باسيل للمعتصمين أمام أسواق بيروت. إلا أنه كشف الكثير عن طبيعة هذا التحرك الذي رفع شعارات لا تمت الى المسيحيين وحقوقهم بصلة والذي ظهرت فيه بوضوح طبيعة علاقة ونظرة العونيين الى شركائهم في البلد. فهذا التيار الذي يطالب بالشراكة اتهم رئيس الحكومة تمام سلام بأنه «داعشي» ووصفت قناة الـ«otv» عناصر الجيش اللبناني بأنهم «عناصر سلام» بسبب الإشكال بينهم وبين المعتصمين.

ويبدو أن تماهي العونيين مع «حزب الله» لا يقتصر على ورقة التفاهم، فبعض شباب التيار العوني ارتدوا القمصان السود في محاولة لتخويف اللبنانيين وتذكيرهم بالمشهد الأسود حين هدد «حزب الله» اللبنانيين بقمصانه السود. لكن تجربة العونيين مع هذه القمصان لم تجلب لهم إلا السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. اما النتيجة الأهم لهذه التحركات فهي أن رئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون لم يعد قادراً بعد اليوم على الحديث عن أنه يملك أغلبية في الشارع المسيحي بعد المشاركة الهزيلة والتي لم تتعدَّ العشرات من الشباب المتحمسين الذين تراوحت أجوبتهم عن سبب مشاركتهم في التحرك بين: «الدفاع عن عون، عون رئيساً للجمهورية، عون طلب منا ذلك». والرابح الأكبر بعد هذه التظاهرة الهزيلة هو الدستور والدولة والمؤسسات ومن بينها مجلس الوزراء الذي انتصر على «شعبوية» التيار العوني ومحاولاته قضم صلاحيات رئيس الحكومة تحت شعار صلاحيات رئيس الجمهورية. وايضا المؤسسة العسكرية التي تصرفت بحكمة مع «شعبوية» المتظاهرين الذين حولوا معركتهم من الدفاع عن حقوق المسيحيين الى الاعتداء على الجيش وعناصره.

 

قلقون من انفلات الشارع/النائب عاطف مجدلاني

النائب عاطف مجدلاني أبدى قلقه من إنفلات الشارع في اي لحظة عند تحريكه وقال لإذاعة الشرق : يمكن أن يحدث إختراق أمني لمواكب سيّارة وتحصل عملية إبتزاز تتحوّل إلى أكثر من ذلك وتثير بلبلة في الشارع , إنّ لبنان اليوم ليس بحاجة على الإطلاق لأي تحرّك , مشيراَ إلى أنّ التحرك يكون مفيداً عندما يعطي منظّمو التحرك وزارة الداخلية علم وخبر أين هم موجودون وما هو تحركهم وما هي مسيرتهم في هذا التحرك لمنع أي عملية إبتزاز أو أي عملية ممكن من خلالها حصول تدهور للوضع الأمني وتصادم في الشارع , كنا نتمنى أن يكون التحرك حضاري وديمقراطي ويعطي النتيجة , وإذ لفت إلى أنّ التنسيق مع الداخلية هو من أجل حماية التحرك رأى أنّ تحرك اليوم بشكله الحالي يخلق نقمة عند الناس الذين تتعطّل أعمالهم , كما يخلق بلبلة , وأشار أيضاً د مجدلاني أنه بغض النظر عن أنّ الشعارات التي يرفعها العونيون لا تنطبق مع الواقع لأنّ السبب الأساسي لهذه التحركات هو موضوع التعيينات هي في غير وقتها خاصة أنّ ولاية قائد الجيش الحالي قبل 3 أو 4 أشهر وهذا الأمر يخلق بلبلة وكأنّ القائد الحالي يرتكب أخطاء وليس على قدر المسؤولية وهذا يناقض الواقع , نحن لسنا ضدّ أي تعييد إنما ليكن في وقته , مشيراً إلى أنّه عندما طرحت أسماء لمنصب مدير الأمن الداخليي لم تأخذ توافق فحصل تمديد للمدير الحالي قبل أيام من إنتهاء مدته ,

وشدد النائب مجدلاني على أنّ قائد الجيش يقوم بمهامه ويقوم ويؤدي مسؤوليته على أكمل وجه , مشيراَ إلى أنّ التحرك يثير بلبلة بين ضباط الجيش وينال من معنوياتهم , وبدل أن نقوي الجيش هل نضعضعه معنوياَ ؟

وعن المطالبة بحقوق المسيحيين وإتهام المستقبل بانه يصادر هذه الحقوق أبدى إعتقاده أنّ هذا الشعار هو في غير محله وضعه العماد عون لتحريك الغرائز عند المسيحيين , إنّ حق المسيحيين أن يكون عندهم رئيس جمهورية لماذا لم ينزل العماد عون إلى المجلس لإنتخاب رئيس ماروني ونحل بعدها كل مشاكل التعيينات , لا أحد يحاول النيل من حقوق المسيحيين , نحن مع حقوق المسيحيين , إنما العماد عون وحزب الله هم من يعطلون إنتخاب رئيس ماروني وهذا ينال من حقوق المسيحيين.

 

النائب عمار حوري/تحريك عون للشارع خارج سياق الرأي والتعبير

اذاعة الشرق/النائب عمار حوري رأى أنّ أي تحرك للتعبير عن الراي ينصّ عليه الدستور هو تحت سقف القانون وتحت سقف عدم المساس بحريات الآخرين , وهذا من حقّ أي فريق سياسي يعبّر عن رأيه ولكن ربما السؤال الأكبر هو حول مضامين هذا التحرك التي تأتي خارج السياق وتأتي للتعبير عن مطالب شخصية بحتة , بمعنى أنه لو لو حققت للعماد عون البعض منها هل كان سيحصل هذا التحرك ؟ وتابع القول : إنّ هذه اللغة التي نسمعها لا تخدم المصلحة الوطنية ولا تخدم الإستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة خاصة في ظل الشغور في موقع الرئاسة , ورأى كأنّ هناك إرادة منظمة من جهة ما للقضاء على ما تبقى من لبنان خدمة للفيدرالية أو لمؤتمر تأسيسي النائب حوري أشار إلى أنّ جلسة مجلس الوزراء اليوم ستنعقد وستناقش جدول الأعمال والرئيس سلام سيمارس حقه الدستوري وهو مؤتمن على موقع رئاسة الحكومة , وهناك مسؤولية كبيرة على كل من يجلس على طاولة مجلس الوزراء للحفاظ على مصالح الناس ورداَ على سؤال يتعلق بأنّ العماد عون أحرج حزب الله بتجاوزه خطاَ معيناَ للتصعيد أبدى النائب حوري إعتقاده أن حزب الله محرج ولا يستطيع أن يغطي العماد عون أو أن يدعمه لأسباب مختلفة , إنّ النزول إلى الشارع وربما تهديد الحكومة لا يخدم حزب الله , صحيح أنه يستعمل الشغور في موقع رئاسة الحكومة ورقة إقليمية ويمنع إنعقاد جلسات الإنتخاب لكن صحيح أيضاَ أنه يحتاج جزئياَ إلى تغطية بقاء الحكومة وهو شريك فيها لتغطية تورطاته في أكثر من جهة وعن موقف المردة والطاشناق حلفاء العماد عون رأى أنه أكثر واقعية , هم يجارون الجنرال في السياسة لكنهم ليسوا معه في التحرك لأنهم في المقابل لا يستطيعون الذهاب بعيداَ إلى حد تهديد كل شيء.

 

تفاصيل عناوين الأخبار اللبنانية

تسوية تخرج أنصار عون من الشارع وسلام يتهمهم بـ «غوغائية ستخرّب البلد»

الحياة/10 تموز/15

شهد لبنان أمس اختباراً قاسياً وساخناً، لقدرته على التعايش مع أزمته السياسية والشغور الرئاسي، سواء في الشارع أم على طاولة مجلس الوزراء، بعد أن أصرّ زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون على منع بحث أي بند في الحكومة قبل تعيين قائد للجيش. وانتهى الاختبار بتسوية عاد وزراء عون بموجبها فقبلوا بإقرار أحد بنود جدول الأعمال من دون بحث التعيينات الأمنية، بناء لإصرار رئيس الحكومة تمام سلام، وبتثبيت القرار الذي كانت الحكومة اتخذته الأسبوع الماضي بدعم تصدير الإنتاج الزراعي والذي كان عون رفضه، مقابل وعد من سلام ببحث آلية عمل الحكومة واتخاذ القرارات فيها في جلسة تعقد بعد عيد الفطر. ) وإذ اعتبرت مصادر وزارية أن سلام أفشل بهذه التسوية الضغوط عليه كي يقبل بتعليق قرارات الحكومة قبل تعيين قائد للجيش وأن العماد عون اضطر عبر وزرائه للتراجع عن رفض أي قرارات تتخذ، فاستعاضوا عن شرطهم ببحث آلية عمل مجلس الوزراء، فإن أنصار «التيار الحر» من قطاع الشباب الذين تظاهروا بأعداد محدودة ظهر أمس أثناء انعقاد جلسة مجلس الوزراء واصطدموا بالقوى الأمنية عند محاولتهم الاقتراب من السراي الحكومية، انسحبوا بعد الظهر إثر هذه التسوية. يوم التصعيد العوني بدأ عند افتتاح جلسة مجلس الوزراء بهجوم غير مسبوق لوزير الخارجية جبران باسيل على سلام، تعمّده أثناء وجود كاميرات التلفزة والإعلاميين، متهماً إياه بمخالفة الدستور والتعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية، متسلحاً بوكالة الوزراء عن الرئيس في ظل الشغور الرئاسي. وقال: «أنا رئيس للجمهورية ويحق لي وفق الدستور الذي يقول عندما يحضر الرئيس يترأس»، فرد عليه سلام قائلاً: «لم أعطك إذناً للكلام ولما أنا إحكي أنت تسكت».

وأخرج كلام باسيل سلام عن هدوئه فقال له: «إذا لم يعجبك كلامي افعل ما يريحك. أنت قليل التهذيب وخفف صوتك. وما قلته ليس من مواصفات الرئيس. وعيب عليك أن تتهمني بإني أمارس سرقة موصوفة لحقوق المسيحيين (قالها باسيل أول من أمس) والغوغائية التي تمارسونها ستخرّب البلد ولا يمكن إدارته بمنطق أنا أو لا أحد». وتضامن عدد من الوزراء مع سلام وصفقوا له وأدلوا بمداخلات رفضوا فيها مخاطبة باسيل رئيس الحكومة بهذه الطريقة. وفيما استمر النقاش في هذا الصدد كان شارع المصارف وساحة رياض الصلح يشهدان محاولة لشبان من «التيار الحر» لاقتحام حاجز أمني أقامه الجيش والقوى الأمنية في كل منهما للحؤول دون اقتراب المتظاهرين من السراي، ووقعت مواجهات متكررة بين هؤلاء ورجال الأمن بعد تدافع فسقط جرحى منهم و7 جرحى من الجيش، على رغم أن الوحدات العسكرية تعاملت بصبر مع المتظاهرين في البداية. وانضم نواب من «التيار الحر» الى المتظاهرين. وكانت التسوية التي جرى التوصل إليها في مجلس الوزراء تمت باقتراح من وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي تحدث الى الوزير باسيل وإلى وزير الدولة محمد فنيش («حزب الله») وعدد آخر من الوزراء، فأبدى وزيرا الحزب ووزير «المردة» روني عريجي استغرابهم من اللهجة التي استخدمها باسيل ضد سلام مؤكدين أنهم لم يتفقوا معه على هذا السيناريو أثناء الاجتماع التنسيقي معه أول من أمس والذي تقرر فيه أن يتضامنوا مع مطالب عون. وأبلغ المشنوق باسيل وفنيش أن كرامة سلام لا تسمح بإنهاء الجلسة من دون بحث جدول الأعمال. وعلمت «الحياة» أن فنيش ساهم في إقناع باسيل بالأمر، فحصل اجتماع جانبي بين الثلاثة وسلام اتفق خلاله على التسوية. وفيما قالت مصادر سياسية إن بعض قادة «التيار الحر» أخذوا يتساءلون عما حققه تحركهم بعد أن قبلوا بالتخلي عن شرط تعيين قائد جيش قبل بحث أي بند، أعلن العماد عون في مؤتمر صحافي أن تحركه الاحتجاجي سيستمر وانتقد سلوك الجيش إزاء مناصريه. وعندما سئل عن سبب عدم مشاركة حلفائه في هذا التحرك قال: «لا تسألوني عن حلفائي، فمن يجب أن يساعد في تحركنا أهلاً وسهلاً ومن لا يحب فنحن نكفي... وسأتابع منفرداً... وقد حققنا ما نريد».

 

بالتفاصيل... هذا ما جرى بين سلام وباسيل في غياب الكاميرات

"النهار/9 تموز 2015

بعد ان خرجت كاميرات التصوير وبات الكلام داخل جدران مجلس الوزراء بعيدا من عدسة المصورين، توجه رئيس الحكومة الى وزير الخارجية جبران باسيل الذي استبق إنعقاد الجلسة بالكلام بموجب صلاحيات رئيس الجمهورية المنوطة بالمجلس. وتنشر " النهار" ما ورد على لسان سلام ردا على باسيل:" هذا ليس كلام وزير خارجية.. عيب عليك. انك تقلل أدب. كلام لا يليق بوزير ولا يليق بالدولة. ليس هكذا بيتصرف الوزراء بمجلس الوزراء. هيدا عيب ووقاحة.. أنتم تتصرفون وكأن الواقع هو :نحن أو لا أحد. هذا يكفي. إذا كنت تتحدث بوكالتك عن رئيس الجمهورية، فهل رئيس الجمهورية يستعمل هذا الأسلوب ؟ اضاف سلام: "تفضل ترأس الجلسة.. هذا عيب. لم يصدر مني في اي يوم من الايام كلمة سفيهة او مؤذية لأحد.. انا في تاريخي لم اوصف مثلما وصفت من على منبر وزارة الخارجية بالأمس من انني اقوم بسرقة موصوفة.. هذا كلام لا يحتمل و الناس عندها كرامات.

هذه صلاحياتي لا تستطيع ان تعلمني اياها.. هذه غوغائية في التعامل.. غوغائية تسيرون بها كيفما تريدون وأينما تريدون.. وأنا لن اقبل بذلك .. مسؤوليتي اكبر من مسؤوليتك بكثير..

ان لم تستح فافعل ما شئت."

ثم توجه الى الوزير محمد فنيش الذي طلب الكلام بالقول:. معالي الوزير فنيش اسمح لي .. ودعنا نبدأ جلستنا... نبدأ بالدعوة لانتخاب رئيس ... في ظل الظروف القائمة مطلوب منا بذل جهد ...نحن مقبلون الاسبوع المقبل على عيد.. الجلسة ستكون مؤجلة الى الاسبوع الذي يليه..

وعملا بما حققناه هذه السنة في ظل الشغور الرئاسي والذي تم من خلال التوافق على كثير من القضايا التي شهدت احيانا بعض الخلافات ولكنها صبت في النتيجة كلها في استقرار البلاد.

اليوم هناك استقرار أمني مميز... ما لم تتمكن القوى السياسية والحكومة من تحقيقه هو ابعاد الكأس المرة مثل الاحتكاكات الطائفية والمذهبية التي هي مقتل البلد.. آمل ان نستطيع الاستمرار بهذا التوافق الى حين انتخاب رئيس جمهورية... هذا يتطلب منا ان نحترم نظامنا ونحترم دورنا وبعضنا في مجلس الوزراء ونجنب بعضنا الشتم والتهم والتطاول... انا منزعج من الاجواء الحالية في البلاد ليس لأنها تطال الحكومة فقط بل صدقية البلد واستمرارنا في طريقنا معا... نحن في حاجة للاستعانة بكل موقف يساعدنا على الصمود في هذه المرحلة... لسنا بحاجة الى الشتم...نظامنا كما الانظمة الديموقراطية يسمح بالخلاف... هذا الخلاف يمكن ان يصل الى صدام شرط ألا يضرّ البلد... اذا كان لديكم أمر ايجابي او بناء فأنا منفتح دائماً... اما اذا كان الاسلوب هو التعطيل فلن اقبل بذلك...انا اذا اعتمدت مقاربة التوافق في عملنا فانما فعلت ذلك خشية من التعطيل لأن التعطيل مهما كان الشكل الذي يأخذه سيضر بالبلاد.

اننا ننعم باستقرار يجب المحافظة عليه.. سأبقى على هذه المقاربة وعندما اشعر ان هناك رغبة بالتعطيل سأتصدى لها.

انا منفتح على اي نقاش... اذا كان هناك تباين حول موضوع معين ما في مانع... وانما ان نوقف كل شي جملة وتفصيلا... لا.. هذا غير مقبول.

سأسعى كل جهد للمضي في تسيير امور البلاد... حكومتنا ليس عندها مجال لتعالج القضايا السياسية... نحن نريد ابعاد القضايا الخلافية عن مجلس الوزراء لكي نسير شؤون البلد... اذا كان هناك موضوع خلافي يجب ان نضعه جانبا واذا كان هناك فريق احترمه واقدره لديه موقف لا مانع... لكن في المقابل هناك قوى أخرى عندها موقف... وضعنا لا يسمح بتحريك الشا رع... الذهاب الى المجهول هو تعريض البلاد الى المخاطر... لن اوافق ولن اتساهل بقدر ما تسمح لي صلاحياتي ...

انا كرئيس لمجلس الوزراء اقوم بدوري بالتي هي أحسن.. لم ادّع تسجيل انتصارات او مكاسب الا للحكومة..

لن اقف متفرجا على الشتائم واسكت ... شخصيا لدي الحق في ان أبدي حرصي على كرامتي الشخصية وكرامة المنصب... اتمنى على من اطلقوا هذه التهم ان يراجعوا انفسهم".

وتابع: " لم ألجأ في اي يوم الى القمع في مجلس الوزراء او الدكتاتورية... لا بل ربما أخذ علي الكثيرون التساهل في ممارسة صلاحياتي.

علينا ان نعمل وندرس جدول اعمالنا ونحل مشاكل الوطن والناس... اذا كان هناك فريق عجز عن الوصول الى حل للمشاكل السياسية خارج مجلس الوزراء فعليه الا يرميها على المجلس... اذا اراد فريق اتخاذ موقف ينسجم مع مواقفه فليعطل نفسه بدلا من تعطيل مجلس الوزراء.

آمل ان تكون هذه الامور عابرة ولا تضر بالبلاد خصوصا في اطار التوازنات السياسية .. لم اقصر لا على مستوى طائفي ولا مذهبي ولا احد يستطيع ان يزايد علي... يمكن غيري بدو يضحي بالبلد من اجل منصب... انا مش هيك... انا اود اليوم ان ندخل في جدول اعمالنا لكي نسير امور الناس خصوصا ان المواضيع المطروحة التي يتوقف عندها بعض الفرقاء استوفت النقاش... على مستوى التعيينات وزراء الاختصاص هم المرجعية ولا احد يستطيع ان يتجاوز اختصاص الوزراء.. كل وزير مسؤول عن وزارته...

موضوع عرسال شرحته المرة الماضية... لقد اطلعت شخصيا على الاجراءات التي يقوم بها الجيش وهي اجراءات ممتازة. الظرف يحتم علينا ان نكون موحدين وراء الجيش والقوى الأمنية".

 

 مجلس الوزراء يناقش بعد الفطر العمل خلال الشغور الرئاسي سلام: وضعنا لا يسمح بتحريك الشارع والذهاب الى المجهول

الخميس 09 تموز 2015/وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عند العاشرة والنصف صباح اليوم في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس تمام سلام وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم وزير السياحة ميشال فرعون. بعد الجلسة التي استمرت لأكثر من أربع ساعات تلا وزير الإعلام رمزي جريج المقررات التالية:

"بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند الساعة العاشرة والنصف من يوم الخميس الواقع فيه التاسع من شهر تموز 2015 في السرايا الحكومية، برئاسة دولة الرئيس وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم الوزير ميشال فرعون.

في مستهل الجلسة كرر دولة الرئيس، كما في الجلسات السابقة، ضرورة العمل على انتخاب رئيس جمهورية جديد بأقرب وقت، لما يسببه استمرار الشغور الرئاسي من انعكاسات سلبية على عمل سائر المؤسسات الدستورية ولما يلحقه من اضرار بالبلاد على مختلف الصعد.

ثم أشار دولة الرئيس الى أن الجلسة المقبلة لن تعقد الأسبوع المقبل في موعدها بسبب عطلة عيد الفطر السعيد، وانه يتوجه بالتهنئة الى زملائه الوزراء واللبنانيين بهذه المناسبة، وسيعاود مجلس الوزراء اجتماعاته بعد اسبوعين. وتحدث الرئيس سلام فأسف للأجواء التي افتعلت أمام الإعلام، والكلام الذي قيل قبل افتتاح الجلسة. ودعا الى التزام القواعد والأصول التي تحكم عمل مجلس الوزراء ضمن إطار الاحترام المتبادل. وقال الرئيس سلام: نحن مقبلون الأسبوع المقبل على عطلة لمناسبة عيد الفطر، وبالتالي فإن الجلسة التالية لن تعقد إلا بعد اسبوعين. وعرض الرئيس سلام لما أنجزه مجلس الوزراء منذ بدء الشغور الرئاسي، فقال: لقد تم تحقيق الكثير من الأمور بفضل التوافق على كثير من القضايا التي ادت في النهاية الى تكريس الإستقرار في البلاد. ولقد تمكنت الحكومة والقوى السياسية من إبعاد الكأس المرة مثل الإحتكاكات الطائفية والمذهبية وتثبيت استقرار أمني مميز. ونأمل أن يستمر هذا التوافق الى حين انتخاب رئيس للجمهورية. وأعرب الرئيس سلام عن انزعاجه من الأجواء الحالية في البلاد، والتي قال إنها تطال ليس صدقية الحكومة بل صدقية البلد برمته. وقال: نحن بحاجة اليوم الى كل موقف بناء يساعد على الصمود في هذه المرحلة بدلا من الاتهامات المتبادلة. إن نظامنا السياسي الديموقراطي يسمح بالخلاف، لكن الخلاف يجب ألا يصل الى حد الصدام الذي يلحق الضرر بالبلاد.

وعرض دولة الرئيس المقاربة التي تم اعتمادها في تسيير عمل مجلس الوزراء، وقال: اعتمدت مبدأ التوافق في العمل خشية التعطيل، وسأبقى متمسكا بهذه المقاربة، وسأسعى دائما للحؤول دون التعطيل. أضاف دولته: إن حكومتنا الإئتلافية، حكومة المصلحة الوطنية ليست مهمتها معالجة القضايا السياسية الخلافية، وانما تأمين تسيير شؤون البلاد. واذا كان هناك موضوع خلافي فيجب ان نضعه جانبا وننطلق الى معالجة سائر امور الناس. واذا كان ثمة عجز على حل المشاكل السياسية خارج مجلس الوزراء، فلا يجوز أن يؤدي ذلك الى تعطيل المجلس. وأعرب دولة الرئيس عن تأييده للحوار القائم بين قوى سياسية أساسية، وقال: إن وضعنا لا يسمح بتحريك الشارع والذهاب الى المجهول وتعريض الاستقرار في البلاد للخطر. وأكد الرئيس سلام على تمسكه بصلاحياته، داعيا الجميع الى احترام المقامات والكرامات، ومعلنا تمسكه بالدستور والنظام وبمسؤولياته وحرصه على تفعيل عمل مجلس الوزراء". وأضاف جريج: "على أثر هذا العرض تحدث عدد من الوزراء وتناولوا في كلامهم موضوع صلاحيات رئيس الجمهورية في حال شغور مركز الرئاسة وكيفية ممارستها من مجلس الوزراء وكالة عن رئيس الجمهورية خلال فترة هذا الشغور، وتمت معالجة هذا الموضوع بشكل مستفيض من الوزراء الذين أبدى كل منهم وجهة نظره في صدد الموضوع المطروح. بعد هذه المناقشة التي استغرقت وقتا طويلا أعرب دولة الرئيس عن حرصه وحرص مجلس الوزراء على استيعاب ما جرى، وتمسكه بأن الخلافات السياسية لا يمكن ان تحل في مجلس الوزراء، طالبا الانتقال الى البحث في البند الأول من جدول الأعمال. فقرر المجلس الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى توزيع الاعتمادات على المؤسسات العامة والخاصة للعناية على نفقة وزارة الصحة العامة. وبعد إقرار هذا البند طرح دولة الرئيس إدراج موضوع البحث في مقاربة عمل مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي قبل البحث في سائر بنود جدول الأعمال، وذلك في الجلسة المقبلة التي ستعقد بعد عيد الفطر". وردا على سؤال عن ترحيل الخلاف إلى ما بعد عيد الفطر، قال جريج إن "البحث استغرق بداية الفترة بكاملها، نحو ساعتين ونصف ساعة، وعندما وصلنا إلى جدول الأعمال كان هناك فريق يرغب في عدم البحث في بنود الجدول، طالبا تأجيل النقاش إلى الجلسة المقبلة. وبسبب الطابع المستعجل لهذا البند وافق الجميع بتوافق كل مكونات الحكومة، وتم إقراره والموافقة على إصدار مرسوم للإعتمادات اللازمة للمؤسسات العامة والخاصة على نفقة وزارة الصحة العامة، وكان الوقت قد انتهى، ولكن كان هناك تمن أن يفسح دولة الرئيس المجال لتخصيص الوقت الكافي للبحث في مقاربته لعمل مجلس الوزراء خلال فترة الشغور الرئاسي، وتم الإتفاق على البحث في هذا البند في الجلسة المقبلة". وردا على سؤال في حال عدم الإتفاق، قال: "تفاءلوا بالخير تجدوه".وعن كيفية حصول المشادة الكلامية بين الرئيس سلام والوزير جبران باسيل، رد جريج آسفا لحصول هذا الأمر في حضور المصورين، ولافتا إلى أنه "كان بإمكان الوزير باسيل الإستغناء عن ذلك".

 

الجيش اللبناني: إصابة 7 عسكريين بجروح

المستقبل/10 تموز/15/أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان امس، أنه «تزامناً مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في السرايا الحكومية بتاريخ اليوم (امس)، وما رافقها من حركات احتجاج في محيط السرايا الحكومية في بيروت والطرق المؤدية إليه، اتخذت وحدات الجيش جميع الإجراءات والتدابير الأمنية الكفيلة بمنع دخول المحتجين إلى مبنى السرايا خلال انعقاد الجلسة، والحفاظ على سلامة المتظاهرين أنفسهم. وقد قام بعض المحتجين باجتياز السياج الذي وضعته وحدات الجيش في محيط السرايا، عبر التدافع واستخدام الشدة مع قوى الجيش، ما أدى إلى إصابة سبعة عسكريين بجروح مختلفة، تم نقلهم إلى المستشفى العسكري المركزي للمعالجة«. وأكدت أنها «لم تلجأ إلى استخدام القوة مع بعض المحتجين إلا بعد تعرض هؤلاء للعسكريين واستخدام الشدة معهم ومحاولتهم اجتياز السياج الذي وضعته تلك القوى«، مجددة «التزامها الكامل حماية حرية التعبير السلمي لجميع اللبنانيين من دون استثناء«. وشددت في الوقت نفسه على «عدم السماح لأيٍ كان بالتعرض للمؤسسات الدستورية والممتلكات العامة والخاصة، والإضرار المباشر بمصالح المواطنين«. وكانت قيادة الجيش أكدت في بيان سابق أنه «نظراً إلى تصاعد التجاذبات السياسية في البلاد، والمترافقة مع بعض الإحتجاجات الشعبية على عدد من المسائل المطروحة، فان المؤسسة العسكرية لن تستدرج إلى أي مواجهة مع أي فريق كان»، مشددة على أن «هدفها هو حماية المؤسسات الدستورية والممتلكات العامة والخاصة، وسلامة المواطنين، إلى جانب تأمين حرية التعبير لدى جميع اللبنانيين، في إطار القوانين والأنظمة المرعية الإجراء».

 

الجيش: لم نلجأ الى القوة مع بعض المحتجين إلا بعد تعرضهم للعسكريين ومحاولتهم اجتياز السياج

الخميس 09 تموز 2015 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "تزامنا مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي بتاريخ اليوم، وما رافقها من حركات احتجاج في محيط السراي الحكومي في بيروت والطرقات المؤدية إليه، اتخذت وحدات الجيش جميع الإجراءات والتدابير الأمنية الكفيلة بمنع دخول المحتجين إلى مبنى السراي خلال انعقاد الجلسة، والحفاظ على سلامة المتظاهرين أنفسهم. وقد قام بعض المحتجين باجتياز السياج الذي وضعته وحدات الجيش في محيط السراي، عبر التدافع واستخدام الشدة مع قوى الجيش، ما أدى إلى إصابة سبعة عسكريين بجروح مختلفة، تم نقلهم إلى المستشفى العسكري المركزي للمعالجة. إن قيادة الجيش تؤكد أنها لم تلجأ إلى استخدام القوة مع بعض المحتجين إلا بعد تعرض هؤلاء للعسكريين واستخدام الشدة معهم ومحاولتهم اجتياز السياج الذي وضعته تلك القوى. وتجدد القيادة التزامها الكامل حماية حرية التعبير السلمي لجميع اللبنانيين من دون استثناء، وتؤكد في الوقت نفسه عدم السماح لأيٍ كان بالتعرض للمؤسسات الدستورية والممتلكات العامة والخاصة، والإضرار المباشر بمصالح المواطنين".

 

انتقادات نزول «العونيين» الى الشارع تتواصل

المستقبل/10 تموز/15/استمرت ردود الفعل على دعوة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون مناصريه للنزول الى الشارع، معتبرة أن «الحشد الشعبي الذي لبى دعوة عون ليس مخيفاً«. وتساءلت «هل يستعيد المسيحيون حقوقهم إذا وصل ميشال عون الى الرئاسة، وصهره إلى قيادة الجيش؟»، مشددة على أن «من يحرص على حقوق المسيحيين، عليه التوجه إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس، بدل النزول الى الشارع».

[أشار عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب إيلي ماورني، في حديث الى اذاعة «الشرق»، الى أنهم «يتحركون ضد الحكومة وهم موجودون فيها، يتحركون ضد مجلس النواب وهم موجودون فيه، ولا يقدمون إستقالاتهم كوزراء ونواب، فهم يريدون الشيء ونقيضه، معتبراً أن عون «يقود لبنان إلى مغامرة مجهولة، وربما يظن أن هذا التحدي يقوده إلى أن يكون توافقياً للوصول إلى الرئاسة».

وقال: «إن تحريك أي شارع يقابله تحريك شوارع، وتحريكه نعرف أين يبدأ ولا نعرف أين ينتهي، إن هذا الأمر خطير في السياسة وخطير في السياحة وفي الإقتصاد، هي فقط تحركات تهدف إلى تحقيق مصالح وإنجازات شخصية، وتحرك اليوم (أمس) هو عملية إنتحار بحق الوطن«، مضيفاً: «يكفي ميشال عون المتاجرة بحقوق المسيحيين، فكلنا نعرف تجاربه السابقة إلى أين أوصلت المسيحيين، ولا أحد يزايد علينا في المطالبة بحقوقهم، فهل يستعيد المسيحيون حقوقهم إذا وصل ميشال عون الى الرئاسة، وصهره إلى قيادة الجيش؟ وهل يكونون بخير إذا قام العونيون بجولات سيارة؟».

[شدد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب شانت جنجانيان، في حديث الى وكالة «الأنباء المركزية»، على ضرورة «أن تكون المطالب لمصلحة كل اللبنانيين وليس لفئة محددة»، رافضاً «أن ترفع المطالب تحت عنوان حقوق المسيحيين، من أجل تمرير اسم وزير معين، او شخص مُحدد لمنصب ما«. ولفت الى «أننا معنيون بالشعارات التي يرفعها مناصرو التيار الوطني الحر، لأنها تكملة لمطالبنا، ولكن هذا لا يعني أننا نوافق على الاسلوب، فنحن لا نريد التصادم مع القوى الامنية والجيش، خصوصاً في ظل الظروف والتحديات التي يواجهها الجيش على الحدود«.

ودعا اللبنانيين الى «تحكيم العقل والابتعاد عن الغرائز الطائفية والفئوية، خصوصاً في هذه المرحلة، فلا شيء الا ويُحلّ بالحوار والديبلوماسية، حتى لو حصل تأخير او مماطلة»، متمنياً «أن يبقى أي تحرك ضمن القانون والتعبير السلمي«.

[أكد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، في حديث الى إذاعة «الشرق»، أن «التحرك الذي يقوم به مناصرو التيار الوطني الحر والإستعانة بالشارع في هذه المرحلة هي قمة اللاعقلانية، وأن شعارات إستعادة حقوق المسيحيين كلها شعارات خادعة، فالجنرال عون يبيع الشارع المسيحي أوهاماً، وهو يسير بالمشروع الإيراني في المنطقة، لأنه مشروع تفتيت، ويريد أن يصل البلد إلى التفتيت«، مشيراً الى أن «حزب الله وزع الأدوار، وهو يعارض تحرك اليوم (امس) فقط في التوقيت، لأنه لا يريد الإستعجال، فيما عون مستعجل لأسباب بيولوجية وعائلية، ولذلك يستعمل أضاليل لتهييج الشارع المسيحي، وكل الحركة العونية ستبقى زوبعة في فنجان«.

[شدد نائب رئيس تيار «المستقبل» النائب السابق أنطوان اندراوس، في حديث إلى إذاعة «الشرق»، على أنه «لا يمكن لأحد أن يفرض رأيه ومطالبه على الآخر، وإذا كان التيار الوطني وحزب الله ديموقراطيين فيجب أن يكون هناك إتفاق على التوافق«، مذكراً بأن «من أخرج السوريين من البلد هي قوى 14 آذار وإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وليس النائب ميشال عون من حرر لبنان«. وقال: «ليتفضلوا ويستقيلوا من الحكومة. لو يسمح حزب الله لوزراء التيار بأن يستقيلوا لكانوا إستقالوا، هم لا يريدون الإستقالة إنما يريدون تعطيل الحكومة«. ورأى أن «حزب الله داعم لهذا التحرك، وكل شيء يخرب المسيحيين والبلد، الحزب والنظام الفارسي وراءه«.

[وصف منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، في حديث الى تلفزيون «المستقبل»، ما حصل امس بأنه «مشهد مؤسف باتجاه انكسار الوحدة الداخلية في لبنان، ونحن اعتدنا، تحديداً في 14 آذار، أن نراهن على الوحدة الداخلية لحل مشكلاتنا، سواء كانت مطلبية أو سيادية«، مذكرا بأن «ما يحرك عون اليوم هي مطالبات من طبيعة مكاسب سياسية معينة«.

وقال: «ما نطالب به هو حقوق اللبنانيين، بأن تكون لنا دولة واحدة في لبنان ورئيس جمهورية«. وأشار الى أن «الحكومة ليست مقطوعة من شجرة، بمعنى أنه يوجد دعم سياسي وشعبي وعربي ودولي لها، ولا أعتقد أنها ستسقط، لأن هناك مطلباً معيناً لم يُلبّ لفريق معين في لبنان، والاهم من كل هذا، أن نراهن على أن هناك دولة في لبنان، وألا نراهن على الخروج عن الدستور أو عن الدولة، لأنه يعني دخولنا جميعاً في المجهول«.

[ رأى المستشار العام لحزب «الإنتماء اللبناني« أحمد الأسعد أن عون «لن يستطيع الحصول على تأييد الشريحة الأكبر من اللبنانيين لإفتقاره إلى الصدقية، إذ إن لبنان الذي ينادي به يتناقض تماماً مع واقع تحالفه مع حزب الله«.

وقال في موقفه الأسبوعي على الموقع الإلكتروني لحزب «الإنتماء»: «لن ندخل مع العماد ميشال عون في جدل حول الأهداف التي يصعّد تحت رايتها حملته، ويجيّش جمهوره، ويحاول تحريك الشارع المسيحي بشعارات تتعلق بحقوقه التي يقول العماد عون إنها مسلوبة. ولن نناقش العماد عون في أحقية غضبه، أو أسباب هذا الغضب، سواء أكانت تتعلق فعلاً بموضوع المشاركة، أو التعيينات، أو حتى بعدم التوافق عليه رئيساً للجمهورية، ولكن على العماد عون أن يعي أن اللبنانيين تعبوا، وما عادوا قادرين على النزول مجدداً إلى الشارع، خدمة لهذا الهدف السياسي أو ذاك، بعد أن أمعنت مختلف الأطراف السياسية في استخدامهم ومن ثم في إحباطهم. لقد تعب اللبنانيون من خيبات الأمل المتكررة بالتغيير. ملّوا الإندفاع إلى نضال سرعان ما تكبته تسويات السياسة وتقضي على إنجازاته تنازلات الغرف المغلقة«.

[ لفت نائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء عصام أبو جمرة، في حديث الى وكالة «الأنباء المركزية» الى أن «مطالبة عون بحقوق المسيحيين في الشارع هو نتيجة فشله في الوصول الى الرئاسة، وفي تعيين الأصهرة في المراكز القيادية»، مشددا على أن «ما حدث اليوم هو في غير محله«. وأعرب عن أسفه «للجدل من قبل الوزراء العونيين، حول صلاحيات الوزراء في تولي مهام الرئيس بالوكالة، فالاختلاف طبيعي والحل هو بانتخاب رئيس، للخروج من ازمة الصلاحيات، وتعيين القيادات الأمنية«. ولفت الى أن «الحشد ليس مخيفاً، وهو دون المئات، ولا النتيجة مشرفة، وشتان بين الحشد عام 2005 وما قبلها، من أجل إخراج السوري من لبنان، وبين حشد إيصال عون وغيره الى بعض المراكز، ولو أن الحشد لقضية وطنية لكنا جميعاً في الساحة، كما حصل عام 2005».

[استغرب رئيس «لقاء الاعتدال المدني» النائب السابق مصباح الأحدب في بيان، «لجوء عون الى التجييش الطائفي والتقسيمي، والتشكيك بالنظام في لبنان، على الرغم من علمه بأن النظام بيد حليفه حزب الله«، متسائلاً «إن كان عون مستاء من حليفه حزب الله فلماذا يهاجم رئيس مجلس الوزراء؟ وإن كان يسعى الى تصفية حساباته مع تيار المستقبل، فلا يجوز أن يتم ذلك على حساب الطائفة السنية والبلد«.

وأكد أن «اتهام رئيس الحكومة بالاستئثار بالسلطة هو افتراء وتحريض، لأن الرئيس سلام لطالما نادى بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، ومن يحرص على حقوق المسيحيين عليه التوجه إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس، بدل النزول الى الشارع«، موضحا أن «ما يقوم به عون هو تشبيح على الدستور، بقوة سلاح حليفه حزب الله، بهدف الوصول الى رئاسة الجمهورية بالقوة، في حين انه يتوجب على من يطرح نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية، أن يلتزم بكلامه عن أن الوحدة الوطنية أهم من الرئاسة، ولكن ما يقدمه عون اليوم ليس إلا نموذجا ثنائيا لحكم الوطن، وليس نموذج الجمهورية الحاضنة لكل أبناء الوطن، وهذا أمر خطير جدا، لأنه يهدد الوطن بالانفجار«.

[استنكر رئيس حزب «النجادة» مصطفى الحكيم في تصريح، «ما جرى من شغب وغوغاء، ومحاولات لاحتلال مقر رئاسة مجلس الوزراء، والاعتداء على عناصر الجيش والقوى الامنية التي تحيط بالسرايا الحكومية، من قبل مناصري التيار الوطني الحر«، لافتا الى أن «الوزير جبران باسيل أعطى كلمة السر للهجوم على السرايا، عندما افتعل اشكالاً مع الرئيس تمام سلام داخل جلسة مجلس الوزراء، وما جرى هو محاولة لإعادة الفوضى الى الساحة اللبنانية، والتعدي على الديموقراطية«. ودعا الى «الاحتكام الى الدولة والدستور والقوانين المرعية الإجراء واتفاق الطائف، الذي كان عادلاً في توزيع المهمات مناصفة بين المسلمين والمسيحيين«.

[ أشار عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الياس الزغبي في بيان، الى أن «حقوق المسيحيين ليست محجوزة عند رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحكومته، ولا عند تيار المستقبل»، داعياً الى «التفتيش عنها، واستردادها من الذي بدأ بهدرها منذ حربي التحرير والالغاء قبل ربع قرن«. وطالب «كل القوى المسيحية الحية، سياسية وروحية وقادة رأي ونخب بالتحلي بالوعي، وعدم الانجرار إلى لعبة الشارع، تحت شعارات طائفية، ومطالب شخصية، ودعوات إنغلاقية شديدة الأذى».

 

المستقبل»: «الوطني الحر» مسؤول عن أي تطور سلبي

المستقبل/10 تموز/15/حمّل نواب من كتلة «المستقبل» أمس، التيار «الوطني الحر» مسؤولية أي تطور سلبي في الشارع، مؤكدين أن «المطلوب الحرص على البلد في هذه المرحلة». ورأوا أن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «يقزّم حقوق المسيحيين حين يربطها بتعيين شخص في مكان ما».

[ ناشد النائب أحمد فتفت في حديث إلى وكالة «الأنباء المركزية»، مناصري قوى 14 آذار، وخصوصاً تيار «المستقبل» عدم النزول الى الشارع مقابل مناصري «التيار الوطني الحر»، لأن «رئيس الحكومة تمام سلام ليس بحاجة الى دعم»، محمّلاً «الوطني الحر» مسؤولية أي تطور سلبي في الشارع. وأشار الى أن «المطلوب الحرص على البلد في هذه المرحلة»، موضحاً أن «مشكلتنا مع العماد عون وليس مع المسيحيين، فالخلاف معه سياسي، اذ يُريدنا أن ننتخبه رئيساً للجمهورية وأن يبقى في المحور السوري الايراني».

وقال: «ليبقوا في الشارع، لا مشكلة في ذلك، ولينصبوا الخيم». وأشار إلى «تشويه في تفسير المادة 62 من الدستور، فالبعض يُفسّرها على أنها «تُنيط بمجلس الوزراء مجتمعاً صلاحيات رئيس الجمهورية»، وهذا غير صحيح، فالمادة 62 «تُنيط بمجلس الوزراء صلاحيات رئيس الجمهورية»، معتبراً أن «عون وصل الى آخر امكانياته السياسية، ونحن اعتدنا على أساليبه، اذ في كل مرّة يضعنا ويضع البلد في الزاوية». ولفت إلى أن «حزب الله يريد الاستقرار، ولا يحتمل أي خضّة في الداخل نتيجة وضعه في سوريا، لكنه في المقابل لا يريد التخلّي عن عون»، مؤكداً أن «الاتصالات ستبقى قائمة في الاسبوعين المقبلين، وهناك تنسيق وتواصل بين قوى 14 آذار لمنع النزول الى الشارع».

[ رأى النائب عمار حوري في حديث الى اذاعة «الشرق»، أن «أي تحرك للتعبير عن الرأي ينص عليه الدستور هو تحت سقف القانون وتحت سقف عدم المساس بحريات الآخرين، وهذا من حق أي فريق سياسي يعبّر عن رأيه، ولكن السؤال الأكبر هو حول مضامين هذا التحرك التي تأتي خارج السياق، وتأتي للتعبير عن مطالب شخصية بحتة، بمعنى أنه لو حققت للعماد عون البعض منها فهل كان سيحصل هذا التحرك؟».

وقال: «إن هذه اللغة التي نسمعها لا تخدم المصلحة الوطنية، ولا تخدم الإستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة خصوصاً في ظل الشغور في موقع الرئاسة، وكأن هناك إرادة منظمة من جهة ما للقضاء على ما تبقى من لبنان خدمة للفيدرالية أو لمؤتمر تأسيسي». وشدد على أن سلام «مؤتمن على موقع رئاسة الحكومة، وهناك مسؤولية كبيرة على كل من يجلس الى طاولة مجلس الوزراء للحفاظ على مصالح الناس».

وأعرب عن إعتقاده أن «حزب الله محرج ولا يستطيع أن يغطي العماد عون أو أن يدعمه لأسباب مختلفة»، معتبراً أن موقف «المردة» و«الطاشناق» حلفاء عون «أكثر واقعية، فهم يجارونه في السياسة ولكنهم ليسوا معه في التحرك، لأنهم في المقابل لن يستطيعوا الذهاب بعيداً إلى حد تهديد كل شيء».

[ أبدى النائب عاطف مجدلاني في حديث إلى إذاعة «الشرق»، قلقه من «إنفلات الشارع في اي لحظة عند تحريكه»، موضحاً أنه «يمكن أن يحدث إختراق أمني لمواكب سيّارة وتحصل عملية إبتزاز تتحوّل إلى أكثر من ذلك وتثير بلبلة في الشارع، ولبنان اليوم ليس بحاجة على الإطلاق الى أي تحرّك». وأشار إلى أن «التحرك يكون مفيداً عندما يعطي منظّموه وزارة الداخلية علماً وخبراً عن مكان تواجدهم، وما هو تحركهم لمنع أي عملية إبتزاز، أو أي عملية يمكن من خلالها حصول تدهور للوضع الأمني وتصادم في الشارع».

أضاف: «كنا نتمنى أن يكون التحرك حضارياً وديموقراطياً ويعطي نتيجة». ولفت إلى أنّ «التنسيق مع الداخلية هو من أجل حماية التحرك، الذي يخلق بشكله الحالي نقمة عند الناس الذين تتعطّل أعمالهم، كما يخلق بلبلة»، مشيراً إلى أنه «بغض النظر عن أنّ الشعارات التي يرفعها العونيون لا تنطبق مع الواقع لأنّ السبب الأساسي لهذه التحركات هو موضوع التعيينات، فهي في غير وقتها». وشدد على أن «قائد الجيش يقوم بمهامه ويؤدي مسؤوليته على أكمل وجه»، موضحاً أن «التحرك يثير بلبلة بين ضباط الجيش وينال من معنوياتهم، وبدل أن نقوي الجيش نضعضعه معنوياً».

[ استبعد النائب هادي حبيش في حديث إلى تلفزيون «المستقبل»، أن يصل هذا التحرك الى مكان، «فهو يضر بالتيار الوطني وبقواعده وقيادته، والسبب أن قيادة التيار ترى القضية عائلية وشخصية». وقال: «التيار الوطني يطرح الموضوع من زاوية الحقوق، واليوم نسأل أين كان بالامس عندما قام بانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري وأتى بالرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة آنذاك؟». وأكد أن «الحفاظ على المسيحيين في البلد يبدأ أولاً بانتخاب رئيس الجمهورية المسيحي المعترف به من كل الدول العربية أنه هو الرئيس المسيحي الوحيد في هذه المنطقة»، لافتاً إلى أن «على الوطني الحر أن يعي ماذا يفعل وأين يأخذ المسيحيين في لبنان أو من يمثلهم من المسيحيين».

وفي حديث إلى وكالة «أخبار اليوم»، لفت حبيش إلى أن «وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أراد أن يسجل موقفاً داخل مجلس الوزراء، علماً ان موقف التيار الوطني الحر بات واضحاً، فقد دفع مناصريه الى الشارع من أجل تعيين صهره في موقع قيادة الجيش»، معتبراً أن «عون يقزّم حقوق المسيحيين حين يربطها بتعيين شخص في مكان ما». وشدد على أن «قائد الجيش العماد جان قهوجي لا غبار على مارونيته او وطنيته». ورأى أن «ما يقوم به التيار الوطني الحر اليوم هو إهانة للمسيحيين ولحقوقهم، وتحريك الشارع اليوم، لا يمثل تحقيق حق من حقوقهم».

[ سأل النائب نضال طعمة في حديث إلى إذاعة «لبنان الحر»: «أي إصلاح هذا الذي يسعى أنصاره إلى تعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة، وأي تغيير يريدون وهم يعاندون الجيش ويضربونه بعصي بيارقهم؟، أين الغيرة على الجيش، وإلى أين تدفع بهؤلاء الشبان يا حضرة الجنرال، إلى أين سيوصلنا هذا الجنون وكل ما حولنا جنون في جنون؟».

أضاف: «ما من شك أن عدد الذين لبوا نداء العماد عون، يكشف عدم قناعة جمهوره بصوابية خياراته لهذه المرحلة، ولا شك أن السيناريو المفتعل في بداية جلسة مجلس الوزراء، لم يخدم أصحابه الذين على ما يبدو كانوا يسعون إلى خلق رد فعل غرائزي من خلال استفزاز رئيس الحكومة تمام سلام». وثمّن «الموقف والرد الصريح الذي جاء على لسان سلام، والذي فضح النيات المبيتة من خلال افتعال المشكلات والمشاكسة قبل البدء بالجلسة».

 

« جنبلاط لسلام: صبراً على البلوى

المستقبل/10 تموز/15/  رأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في تغريدة على «تويتر» أمس، أنه «في الأوقات العصيبة التي نمر بها، أهم شيء الهدوء، ولا بد للعقل أن يعود ويتحكم». وقال: «صبراً على البلوى تمام بك فكم صهرت سبائك الذهب الغالي فما احترق». واستقبل جنبلاط في دارته في كليمنصو عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، في حضور النائب غازي العريضي، وعرض معه للتطورات السياسية الراهنة.

 

سلام التقى هابارد ونقيبي بيروت وطرابلس والإعلان عن تحرك لتفعيل دور العدالة واستقلالية القضاء وانتخاب رئيس

الخميس 09 تموز 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، عصر اليوم، في السراي الحكومي، رئيس جمعية القضاة والمحامين الأميركيين وليم هابارد، يرافقه وفد حقوقي ضم نقيبي المحامين في بيروت جورج جريج وطرابلس فهد المقدم وأعضاء من مجلس النقابة. بعد اللقاء، قال جريج: "قمنا بزيارة دولة رئيس مجلس الوزراء في سياق الزيارة التي يقوم بها رئيس نقابة المحامين الاميركيين في زيارة لنقابتي طرابلس وبيروت، وهذه الزيارة تتحدث عن قيم العدالة والانسانية. لقد تداولنا مع دولة رئيس مجلس الوزراء في هذه العناوين الرئيسية، سواء أكان لناحية نشر ثقافة العدالة أم البرامج التي تقدمها الجمعية الاميركية في سياق هذه الثقافة التي تتمتع بها نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس منذ 94 عاما. وإن نقابتي المحامين ليستا غريبتين عن ذلك، وكلنا يعلم ان بيروت ام الشرائع، وهي التي تستوعب وتستقطب كل ما له علاقة بالعدالة المحلية والدولية. وتبقى هنا في لبنان نقطة الزيت الاساسية في نشر هذه الثقافة، لأن لا مصلحة لأحد بألا يكون تحت سقف العدالة وجناحها". أضاف: "وحدها العدالة تحمي، وتاريخ نقابة المحامين مشرف في هذا الأمر، وهي تقف دائما بجانب المؤسسات، وفي وجه الفراغ الزاحف على المؤسسات. وتقف دائما بجانب الحملة التي أطلقتها لانتخاب رئيس الجمهورية". وتابع: "نحن اليوم كنقابتي طرابلس وبيروت في صدد التحضير لإطلاق حملة لمصلحة القضاء واستقلاليته، لأن هناك بعض الحقوق التي تهدر، ونقابة المحامين هي الأجدر لأن تكون بجانب المواطنين سواء أكان لناحية تطبيق قواعد العدالة أم البت بالملفات في أسرع وقت ممكن". وقال: "تبقى هذه الزيارة مع الرئيس هابارد اليوم لنقول هذا هو الوجه الحقيقي الذي نريده ونسعى اليه في لبنان، وهذا هو الامان لكل اللبنانيين اذا سلكنا درب الامان أي درب العدالة".

المقدم

من جهته، قال المقدم: "كما تفضل نقيب محامي بيروت بالقول، قمنا بزيارة لدولة الرئيس سلام في اطار زيارة رئيس جمعية المحامين الاميركيين لبيروت. ولقد تداولنا في مواضيع عدة، ومنها المستجد، وأثنينا على دور دولة الرئيس الحاسم والحامي للمؤسسة الدستورية التي هي مجلس الوزراء وما حصل اليوم. كما أثنينا على دوره في قضية السجون". أضاف: "سيتم التوقيع مع الجمعية الاميركية على اتفاقية تعاون تتعلق بأمور تهم النقابتين وتهدف إلى مساعدة القضاة في ما يتعلق بالسجون وتعزيز القضاء. وأطلعنا دولة الرئيس على كل هذه الامور. وكما قال النقيب جريج هذا هو الوجه الحقيقي للبنان ولنقابة المحامين التي تدافع دائما عن الحقوق والحريات والعدالة والمؤسسات الدستورية والديموقراطية، وسيكون هناك تحرك لتفعيل دور العدالة واستقلالية القضاء وانتخاب رئيس للجمهورية".

هابارد

من جهته، قال هابارد: "يشرفني أن أكون في لبنان مع أصدقائي من نقابتي المحامين اللتين تقومان بعمل رائع في لبنان في مجال الحقوق وتفعيل العدالة، وهي مسائل صعبة تتطلب الكثير من الشجاعة لمقاربتها. وأشيد بالعمل المشترك الذي تقومان به مع الحكومة ووزارة العدل عموما. ونحن هنا لنؤكد علاقة الصداقة التي تجمعنا بمحامي لبنان، ولأننا نكن كل التقدير والاعجاب للشعب اللبناني ولروح الصداقة والانفتاح الذي يتمتع بهما، رغم المشاكل والتحديات الكبرى التي يواجهها، ونحن نتفهم هذه الصعوبات التي يمر فيها وكيفية التعامل مع ازمة اللاجئين السوريين، ونعتقد أن على العالم ان يساعد لبنان في تحمل عبء هذا اللجوء". أضاف: "سيكون هناك تعاون بيننا وبين نقابتي المحامين في لبنان من خلال توقيع اتفاقيات تعاون وتبادل خبرات، مما يسهم في تقديم الدعم من اجل ترسيخ مبدأ العدالة، ونحن نلتزم هذا الدعم اليوم ومن أجل المستقبل".

 

نقابة المهندسين دانت الاعتداء على ألان عون وديب وحنا وسعيد: لفتح تحقيق فوري ومحاسبة المعتدين

الخميس 09 تموز 2015 /وطنية - دانت نقابة المهندسين في بيروت "الاعتداء الذي طاول المهندسين النائبين حكمت ديب وألان عون والمهندسين انطوان سعيد وفادي حنا، الذي أصيب اصابة بالغة استدعت نقله الى المستشفى". واشارت في بيان إلى أن "ما تعرض له المهندسون الثلاثة هو اعتداء على كرامة المهندسين ونقابتهم"، مستنكرة "هذا الاسلوب القمعي غير الحضاري في التعاطي معهم". ودعت الى "فتح تحقيق فوري للوقوف على ما جرى وتحويل المعتدين الى القضاء المختص لمحاسبتهم، بحسب ما تنص عليه القوانين والانظمة المرعية الاجراء".

 

عون من الرابية: لن يصدر أي قرار في مجلس الوزراء من دون موافقتنا وسنقاضي كل من أعطى الأوامر بضرب المتظاهرين

الخميس 09 تموز 2015 /وطنية - ألقى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، بعد تظاهرات اليوم، وعلى أثر انتهاء جلسة مجلس الوزراء، كلمة قال فيها: "هذا يوم تاريخي في مجلس الوزراء وفي الشارع، ونقول للشباب "يعطيكم العافية"، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين منهم، وابقوا مستعدين، فنحن لا نزال في البداية، وما ابتلعوه بالتآكل سوف يعود". أضاف: "إن اندفاع شبابنا اليوم جعلهم ينزلون إلى الشارع، وتعرضت لهم القوات المسلحة بالضرب. ونشير هنا إلى أنهم بالأمس كانوا أكثر من اليوم بكثير، حيث جالوا في مناطق متعددة من لبنان، ولكن ما من أحد جرح أو عطب، كما لم يكسر أي زجاج. فلماذا يستخدمون القوة معنا اليوم؟ هل يظنون أن استخدامهم القوة قد يثنينا عن الاستمرار بموقفنا ويدفعنا الى التراجع؟ نقول لهم طبعا كلا". وتابع: "أتوجه أيضا إلى الشعبة الخامسة في اليرزة وأسأل، لماذا هذه البيانات؟ وهل لتبرروا اعتداءكم على المواطنين؟ تقولون إنهم تجاوزوا الحاجز واعتدوا على العسكر ووقع 7 جرحى عسكريين، لم يقع أي عسكري جريحا ولم يعتد أحد عليهم، وعلى العكس، العسكر ضربوا المواطنين. تذكروا ما علمتكم إياه عندما كنت قائدا للجيش، وكيف أن الوثيقة التي تصدر من اليرزة يجب أن تكون وثيقة تاريخية لا يتخللها خطأ أو فاصلة في غير محلها، هذا هو الجيش الذي نعرفه ونريده". وأردف: "يجب أن يعرف الجميع أن بعد اليوم ما من أمر سيحصل خلافا للدستور. وفي الجلسات المقبلة سيتأكد هذا الموضوع. نحن لم نخطط لكل هذه المسيرات، ولكن الحدث فرض نفسه علينا. وليعط الله العافية للشباب، وسنكمل مسيرتنا". وقال: "سمعنا الكثير من الكلام عن تعطيل لرئاسة الجمهورية، ولكن من سينتخب هذا الرئيس؟ أو ليست الأكثرية التي مددت لنفسها بالcontrat؟ أين يحصل هذا الأمر؟ كم من خطأ ارتكبوا بحق الدستور والقوانين المدنية والعسكرية؟ هل يظنون أن كل ما تحدثنا عنه في البداية سيذهب هدرا؟ كلا". أضاف: "من غير الممكن ألا ننزل إلى الشارع، إذ يبدو أن من يواجهنا هم أبناء شارع. فهل يمكن أن نتواجه معهم في مكان آخر غير الشارع؟ وإذا كانوا يحبون ذلك، فليكن. لا يمكن اليوم أن يواجه الحق، بوقاحة الكذب، فبأي حق يجتهدون قانونا للتمديد لمجلس النواب؟ وكيف يمكن أن تقوموا بكل هذه الاجتهادات السيئة والخاطئة، وتأتون بكل وقاحة لتعلموني الدستور والقانون". شبعنا من الذين يقولون لنا انزلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيسا للجمهورية، والأبشع من ذلك أني لا أسمع أي صوت ينادي بأن هذا المجلس غير شرعي، وأننا لم نوافق عليه. لقد وافقت على المجلس بشرط واحد، وهو القيام بتسوية كي تجرى الانتخابات في شكل يحترم ميزان القوى الحقيقي، وبرضى الجميع. فإذا لم تقوموا بذلك، لن تستطيعوا انتخاب رئيس للجمهورية. إذا، ليس بمقدوركم أن تتخطوا المادة 62 من الدستور". وتابع: "إن قانون الانتخابات يجب أن يأتي قبل إجراء الانتخابات النيابية وقبل انتخاب رئيس الجمهورية. ومن هنا نقول، إنه لن يكون هناك رئيس جديد للجمهورية إذا لم يكن هناك مجلس نواب، ولن يكون هناك مجلس نواب قبل وضع قانون انتخاب جديد. ما هو خطأ المسيحي ليتم التعاطي معه بهذه الطريقة؟ هل لأنه تعايش مع كل الطوائف في حين أنها لم تتعايش هي مع بعضها وبقيت في مكانها، في حين أن المسيحي قام بهذه اللحمة مع الجميع، وعاش مع الدرزي والسني والشيعي؟". وأردف: "الشيعي اليوم يتواجد في 12 دائرة، والسني في 11 دائرة، فيما يتوزع المسيحيون على 22 دائرة انتخابية. ولذلك، في النظام الانتخابي الحالي المتعدد الأسماء والأكثري، لا يمكن لا اليوم ولا بعد 100 عام أن نأخذ حقوقنا. وعندما نأخذ حقوقنا، تأخذون منا ما تريدون، ولكن بالديموقراطية، وليس بالمواجهة والوقاحة. لا نقبل بأن يصرخ في وجهنا أحد، مهما علا قدره أو قيمته أو موقعه. كما لن أقبل من الآن وصاعدا اتهامنا بتعطيل رئاسة الجمهورية. ومن يدعونا للنزول إلى المجلس هم من يشجعون على الخطيئة واختراق الدستور، وهذا الأمر لا يجوز، ولا يجوز أن يسرقونا، ثم يأتوا ليشترونا بأموالهم". وقال: "لن أوفر أحدا في أي موقع كان عندما يستمر بالقول لي انزل إلى المجلس وانتخب رئيسا للجمهورية. لم لم نسمع أصواتهم عندما خرق الدستور ولم تبق مادة منه لم تنتهك؟ لا أميركا ولا روسيا ولا العالم بأكمله قادر على أن يزيحني قيد شعرة، فأنا مستعد للاستشهاد للمحافظة على حقي. والشعب لا يزال حاضرا، ويرفض كل هذه الانتهاكات، فمن هو معنا فأهلا به، ومن لا يريد أن يكون معنا فهذا شأنه، فنحن كافون ووافون".

حوار

ورد العماد عون على أسئلة الصحافيين، فقيل له: حلفاؤك اليوم ليسوا معك.

أجاب: "لا تسأليني عن حلفائي، فالموضوع يتعلق بحقوق المسيحيين، وأنا "بكفي وبوفي" بمفردي. أنا لم أضع شروطا على أحد عندما قمت بتحالف سياسي، وإذا كانوا يحبون أن يسيروا معنا اليوم، فأهلا وسهلا بهم، أما إذا كانوا لا يرغبون في ذلك، فنحن سائرون من دونهم. وبين الطوائف، نحن أكبر من أي أقلية من الأقليات الثلاث الكبرى، فعددنا أكبر من عدد الطائفة الشيعية وأكبر من الطائفة السنية، وكل ما نريده هو الحصول على حقوقنا، فليخبرونا كيف نحصل على حقوقنا وفقا لوثيقة الطائف وللدستور اللبناني وللقوانين اللبنانية".

أضاف: "بالنسبة إلى حلفائنا، فهم أحرار باتخاذ الموقف الذي يرونه مناسبا، ولكن نحن لدينا حق وسندافع عنه، ومن يريد أن يساعدنا فأهلا وسهلا به، وإن لم يكن هناك من أحد معنا، فلا بأس، لأن لدينا كياننا ووجودنا وقوتنا، ونحن الكتلة الأولى مسيحيا في لبنان، والكتلة الثانية في مجلس النواب".

سئل: يتوقع أن ينعقد مجلس الوزراء بعد أسبوعين، فهل سيهدأ الشارع خلال هذين الأسبوعين، أم أن الضغط سيستمر في هذا الاتجاه؟

أجاب: "سنرى، نريد أن نحتفل بالعيد. اليوم، أجلت الجلسة وحققنا ما نريده، وسنرى ماذا سيحصل في الغد. ستسمعون الكثير من الإشاعات، ولكن أؤكد أننا حققنا ما نريده اليوم".

سئل: ألا تخافون من لعبة الشارع على اعتبار أنه يمكن تحريك شارع مقابل شارع آخر؟

أجاب: "من يريد أن "يشحذ" حقه لن يحصل عليه أبدا، وإذا كان من استولى على حقوق الآخرين سينتصر على أصحاب الحقوق، فلا داعي لأن يكون هناك بلد".

سئل: إن المشكل اليوم هو بينكم وبين تيار "المستقبل" في شكل أساسي، ورغم هذا التحرك الذي قمتم به، قال وزير العدل أشرف ريفي إن هذا التحرك هو زوبعة في فنجان، فما هو تعليقكم؟

أجاب: "يستطيع أن يقول ما يشاء، فصحيفة المستقبل قالت أيضا إن مواكب التيار الوطني الحر البارحة كانت عبارة عن سيارتين، فليبق الوزير ريفي على اعتقاده، فهذا يريحني" (ضاحكا).

سئل: ماذا حصل في جلسة اليوم؟ وهل تم التوافق على آلية العمل الحكومي؟

أجاب: "هذا الأمر يجيب عنه وزيرا الخارجية والتربية، فهما كانا مشاركين في الجلسة".

سئل: كيف سيتم العمل داخل مجلس الوزراء؟

أجاب: "لن يصدر أي قرار من دون موافقتنا".

قيل له: ولكن صدر قرار اليوم، فمجلس الوزراء أقر بندا جديدا.

أجاب: "أقر بندا يتعلق بوزارة الصحة وهدفه مساعدة المرضى، ونحن كنا موافقين على إقراره".

كلمة في المتظاهرين

وكانت مجموعة من المتظاهرين توجهت الى الرابية وألقى فيهم العماد عون كلمة قال فيها: "يا جيش لبنان العظيم، أنتم الجيش الحقيقي الذي لم ولن يمد يده على الجيش اللبناني، فأنتم أحرص منه على دمائه، كما على دمائكم. استغربنا كثيرا اليوم أن تعد قيادة الجيش لضرب الشباب اللبناني الذي يطالب بحقه، وكأنهم باعوا صلاحيات رئيس الجمهورية التي تنتفضون اليوم لأجلها، وكأنهم أيضا باعوا ما تبقى من حقوق للبنانيين وليس فقط المسيحيين، لأنه إذا لم يحصل المسيحيون على حقوقهم فلن تكون هناك حقوق لغيرهم ولن يبقى وطن لأحد، إذ عندها ستبتلع داعش والنصرة الجميع".

اضاف: "التحرك الذي قمتم به اليوم، والذي جمع كافة الأعمار، أثبث أنكم على قدر المهمة الملقاة على عاتقكم. والجلد والصبر الذي تحليتم به هو موضع تقدير حقيقي. وكما سبق وقلت، إن المسيرة لا تزال في بدايتها، وما عولج اليوم ليس إلا بداية. صحيح أننا نلنا ما نريده في مجلس الوزراء، ولكن هناك أمور عديدة تتآكل ويقضمونها شيئا فشيئا. لقد أكلوا الكثير، أكلوا المجلس النيابي، أكلوا قيادة الجيش، ويحاولون اليوم أن يأكلوا رئاسة الجمهورية، بالإضافة الى جميع حقوقنا، بينما نحن لا نزال نتعاطى بعقلانية وحكمة، وحريصون على سلامة لبنان وعلى استقراره وبذلنا كل الجهد لذلك".

وتابع: "هكذا كان سلوكنا دوما منذ عودتنا الى لبنان، كنا وما زلنا حرصاء على السلام في لبنان وعلى مؤسساته وعلى طريقة عملها. نريد لهذه المؤسسات أن تعمل، ولكن أن تعمل وفق القوانين والدستور لا وفقا لأهواء البعض كما حصل سابقا، وكما يحاولون أن يفعلوا اليوم".

وختم: "نحن سنكمل الطريق، وما حدث اليوم كان صغيرا وكبر، إذ لم نتوقع أن يتم التعاطي مع مظاهرة سلمية بهذا العنف وأن يقع جرحى بين المتظاهرين لا يزالون في المستشفيات. هناك مسؤولية ويمكننا أن نقاضي كل من أعطى الأوامر بضرب المتظاهرين، والبيان الكاذب بوجود جرحى من الجيش ليس إلا لتبرير "الزعرنات" التي ارتكبت، وهذا له أيضا حسابه".

 

يطغى عليها الطابع الشخصي وتعد هروباً للأمام ومغامرة يائسة بلا أفق/معركة عون “الدونكيشوتية” تعكس حجم مأزقه ووصوله لحائط مسدود

بيروت – “السياسة”:10/07/15

كشفت المغامرة الجديدة لرئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون عن حجم المأزق الذي وصل إليه, في ظل اقتناعه باستحالة “تحقيق حلمه” برئاسة الجمهورية وفشله في إيصال صهره العميد شامل روكز إلى قيادة الجيش, الأمر الذي دفعه إلى خوض لعبة الشارع مع علمه المسبق بفشلها المحتوم. ورغم أن التاريخ اللبناني يؤكد أن التظاهرات الشعبية مهما بلغ حجمها (بغض النظر عن المشاركة الهزيلة للعونيين في التحركات الشعبية) لا يمكن أن تغير المعادلات أو تسقط الحكومات, إلا أن عون أصر على هذا الخيار, ضارباً بعرض الحائط كل المحاذير الأمنية وفي مقدمها إمكانية استهداف أحد التجمعات الشعبية, الأمر الذي من شأنه إدخال لبنان في فوضى أمنية. وجزمت مصادر سياسية مطلعة بأن عدم اكتراث عون للأوضاع الأمنية المضطربة في الدول المجاورة وإصراره على خيار اللجوء إلى الشارع مرده إلى وصوله ل¯”حائط مسدود” في مساعيه للوصول إلى رئاسة الجمهورية وإيصال صهره إلى قيادة الجيش, لدرجة أنه لم ينجح في الحصول على دعم حلفائه, بحيث بات “حليف حليفه” رئيس مجلس النواب نبيه بري “رأس حربة” في مواجهته, لجهة رفض مجاراته بتعطيل مجلس الوزراء أو مجلس النواب. وأكدت المصادر أن التحرك العوني “يعبر عن حجم المأزق مع الحلفاء والخصوم على حد سواء”, مشيرة إلى أن تحصيل حقوق المسيحيين لا يكون بهذه الطريقة, سيما أن الشارع لا يؤدي إلى نتيجة وليس بديلاً عن الحلول السياسية, كما أن لكل تيار أو حزب سياسي شارعه أيضاً. واعتبرت أن الشعارات التي يرفعها عون لجهة تهميش المسيحيين والمطالبة بحقوقهم هو “كلام حق يراد به باطل”, إذ تكمن المشكلة بأن ما يطرحه عون يطغى عليه الطابع الشخصي, فهو يعتبر أن منصب رئاسة الجمهورية “من حقه” ومنصب قيادة الجيش “من حق” صهره العميد شامل روكز.

وأوضحت أن عون بعد وصوله إلى وضعية مقفلة في المعادلة السياسية سواء لجهة وصوله إلى الرئاسة أو إيصال صهره إلى قيادة الجيش, “هرب إلى الأمام” بطرح عنوان عريض هو “استعادة حقوق المسيحيين” وصولاً إلى حد المطالبة بتغيير النظام وطرح الفيدرالية.

وإذ أكدت أن ما يقوم به عون هو “مغامرة فاشلة” لأن جميع القوى في لبنان جربت اللجوء إلى الشارع ولم تنجح, تساءلت المصادر انه “إذا كانت كل قوى “8 آذار” حاولت لمدة سنة ونصف بين العامين 2006 و2008 إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ونفذت اعتصاماً مفتوحاً وشلت الحياة في وسط بيروت, من دون أن تصل إلى أي نتيجة, فكيف يمكن ل¯”التيار الوطني الحر”, وهو أحد مكونات هذه القوى, لوحده, الوصول إلى تحقيق مطالبه من خلال الشارع والضغط الشعبي?” وعزت تحرك زعيم “التيار الوطني الحر” إلى واحد من سببين: فإما أن ظهره للحائط ويعتبر أن ليس لديه ما يخسره وأن هذه هي معركته الأخيرة للوصول إلى الرئاسة (في ظل صعوبة ترشحه بعد ست سنوات نظراً لتقدم سنه), وإما أنه يطبق مخططاً بالتضامن والتكافل مع “حزب الله” هدفه النهائي الوصول إلى تغيير النظام وربما تطبيق الفيدرالية. وبحسب المصادر, فإن “حزب الله” يدعم في العلن حليفه عون في مجلس الوزراء ويجاهر بأنه يقف وراءه في معركته الرئاسية ويسانده في مطالبه, غير أنه في حقيقة الأمر “مُحرج منه” فهو لا يعارض مبدئياً ما يسعى إليه حليفه الآخر نبيه بري لجهة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب, كما أنه لا يجد مشكلة كبيرة في التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي الذي تنتهي ولايته في سبتمبر المقبل, نظراً للعلاقات الوثيقة التي تربطه به. وإذا كان من غير الواضح حتى الآن ما هو المدى الذي يمكن أن يذهب إليه عون في معركته “الدونكيشوتية الخاسرة” (نسبة إلى دونكيشوت الذي يحارب طواحين الهواء), على حد وصف المصادر, فإن الأهم هو معرفة حقيقة موقف “حزب الله” ومدى موافقته على مضي حليفه في معركته حتى النهاية ولو أدى ذلك إلى إسقاط الحكومة أولاً, كممر إلزامي لتطبيق مخطط إسقاط النظام وطرح “المؤتمر التأسيسي”. وختمت المصادر بالتأكيد أن عون لن يصل إلى أي مكان في مغامرته الجديدة, سيما أن الشعارات التي يرفعها هي شعارات فضفاضة, فيما حقيقة الأمر أن لديه مطلبين لا ثالث لهما: وصوله إلى قصر بعبدا الرئاسي, ووصول صهره إلى قيادة الجيش.

 

مواجهات بين أنصار عون والجيش والقوى الأمنية وسلام يُسكت باسيل خلال جلسة نارية وتأجيل اجتماعات الحكومة لما بعد العيد

بيروت – “السياسة”:10/07/15/غير آبه بكل التحركات البرتقالية الباهتة في الشارع, للتعيين في مركز ليس شاغراً وغض البصر عن ملء مركز أهم شاغر, منذ ما يزيد على الأربعمئة يوم, أو بوعد قيادات الاحتجاج بتصعيده تدريجياً في الأيام المقبلة, مضى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في تسيير شؤون حكومته وفقاً لتسميتها, “المصلحة الوطنية”, وعقد جلسة, أمس, بجدول أعمال أصر على أن يكون وحده من يضعه, على رغم معارضة “التيار الوطني الحر”, عقدها قبل الاتفاق مسبقاً على التعيينات الأمنية.

وإذا كان النائب ميشال عون مستعداً أمام مصلحته الشخصية والعائلية, أن يخوض لعبة “علي وعلى أعدائي”, ولو أدى تعطيل الحكومة إلى فراغ البلد دستورياً, فيحقق ما كان يصبو إليه من مؤتمر تأسيسي يتلاقى فيه مع “حزب الله”, يبدو أن خطط الجنرال دونها عقبات وعقبات, أقلها تخلي حلفائه عنه في لعبة الشارع. وإذ لم يسفر ربع الساعة الأخير قبل الجلسة عن نتائج الاتصالات التي تمت, في السر والعلن, لمعالجة الأزمة, رغم وعد سلام بألا يكون صدامياً لأحد داخلها, تقصد وزير “التغيير والإصلاح” جبران باسيل, مستغلاً وجود الإعلاميين قبل إخراجهم لبدء الجلسة وأثناء التصوير, افتعال إشكال مع سلام, ما تسبب بثورة الأخير وتوجيهه كلاماً قاسياً للأول, وإخراج المصورين من القاعة وقطع الاتصالات والبث المباشر للتلفزيونات في السراي الحكومي منعاً لمزيد من التشنج. وفي التفاصيل أن باسيل (الذي وصل السراي حاملاً كتاب الدستور وقال: “أنا اليوم أتظاهر مع الدستور”, ما استدعى رد وزير الاتصالات بطرس حرب بالقول: “يجب أن يقرأه”) قال لسلام: “لقد خالفتم الدستور وتعديتم على صلاحيات رئيس الجمهورية”, فرد سلام بانفعال كبير: “أنا بحكي (أتكلم) وإنت بتسكت, ولم أعطك الإذن بالكلام. هذا النوع من المشاغبة غير مقبول وإذا ما بيعجبك عمول يلي بيريحك (افعل ما يحلو لك)”, فصفق بعض الوزراء, وارتفعت حدة الخطاب وتوترت الأجواء في السراي الحكومي.واستمرت الأجواء مشحونة ومتشنجة جداً داخل قاعة مجلس الوزراء, بعد غلق الأبواب لفترة قبل أن تهدأ, ويُسمح مجدداً للإعلاميين بإعطاء الرسائل المباشرة من داخل السراي. وعُلم أن سلام اتخذ قراراً بعدم السماح بأي تصريحات بعد الجلسة, كي لا يتحول السراي منبراً لمزيد من السجالات. وعُلم أن الرئيس سلام عاتب باسيل عما صدر عنه من مواقف وشتائم حادة من على منبر وزارة الخارجية قائلاً: “انتم تتصرفون بصيغة أنا أو لا أحد, ولن أسمح بذلك”, وأضاف: “الغوغائية التي تعتمدونها غير مقبولة وهذا الكلام لا يليق بوزير يتصرف بصفته وكيلا عن رئيس الجمهورية”. وشهدت الجلسة حالات هرج ومرج, بين الوزراء الذين دارت بينهم مشادات حامية على خلفية صلاحيات رئيس الجمهورية, وتحديداً بين الوزيرين وائل أبو فاعور وأكرم شهيب من جهة, والوزير باسيل من جهة ثانية. والجلسة على خطورتها وما شابها من سجالات نارية في الدستور والصلاحيات لم تفجر الحكومة السلامية, لا بل انتهت الى اقرار بند من بنود جدول الاعمال يرمي إلى توزيع الاعتمادات على المؤسسات العامة والخاصة للعناية على نفقة وزارة الصحة العامة, وتحديد موعد لجلسة جديدة بعد عطلة عيد الفطر, بما أكد المؤكد بأن رفع السقف العوني مهما بلغ في المواقف وتحريك الشارع, يبقى دون قرار الاطاحة بالحكومة, لاسيما ان القرار “الخجول” ل¯”الحليف الشيعي” بمساندة الحراك العوني لم يتعد خط الدعم في الموقف لكون “حزب الله” يحتاج الحكومة اكثر من اي طرف آخر راهنا, ويساير “التيار الوطني الحر” من دون ان يمس ثوابت الاستقرار السياسي والامني الممنوع المس بها بقرار خارجي وغطاء دولي. وكانت التظاهرة العونية في اتجاه السراي انطلقت قبيل الظهر من أمام “سنتر ميرنا الشالوحي” في سن الفيل نحو السراي, ورفع المتظاهرون الاعلام البرتقالية والشعارات الداعمة لعون والمنددة ب¯”الحريرية والداعشية” السياسية. وتحولت شوارع وسط العاصمة الى ساحة كر وفر بين القوى الامنية والعونيين الذين حاولوا أكثر من مرة كسر الطوق الامني للوصول الى ساحة رياض الصلح. وسُجل أكثر من اشكال وتضارب خلال التحرك, ما تسبب بسقوط إصابات. واستقدم الجيش تعزيزات أمنية في العتاد والعديد منفذا قرارا واضحا بمنع الاعتداء على المرافق العامة, وأكدت قيادة الجيش ان “المؤسسة العسكرية لن تستدرج إلى أي مواجهة مع أي فريق, وهدفها حماية المؤسسات الدستورية والممتلكات العامة والخاصة, وسلامة المواطنين, إلى جانب تأمين حرية التعبير لدى جميع اللبنانيين, في إطار القوانين والأنظمة المرعية الإجراء”

 

اسرار الصحف ليوم الخميس 9 تموز 2015

وطنية/09 تموز/15

أسرار الآلهة/النهار

اتصل مسؤول أمني في حركة “أمل” بالوزير جبران باسيل يسأله عن شائعات حول إقفال طريق المطار.

أقام مسؤول حزبي إفطاراً في منطقة وزير سابق لم يُدعَ إلى المناسبة.

يتداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً وصوراً وتسجيلات لعناصر في “حزب الله” يفروّن من المعارك في سوريا.

لوحظ أن بيان “كتلة المستقبل” النيابية شكَر مسؤولين وأحزاباً مسيحية من دون “القوات”.

تخشى أوساط سياسية أن تلجأ إيران الى تطيير الحكومة إذا فشلت محادثات الملف النووي.

المستقبل

يقال

 إنّ مرجعاً نيابياً يدرس مبادرة ينوي إطلاقها «في حال كانت الأجواء ملائمة» للخروج من المأزق الراهن.

عيون السفير     

   هدد ممثلو الاتحاد الأوروبي في لبنان بقطع علاقتهم مع احدى الوزارات الخدماتية البارزة احتجاجا على سلوك إحدى المستشارات

أدى الاشتباك بين مرجع حكومي سابق ونائب يمثل القضاء نفسه إلى عدم إرسال خطيب إلى أحد أكبر المساجد في مدينتهما، ما استدعى أن يخطب أحد الحاضرين بالمصلّين!

زار الأمين العام لتنــظيم إسلامي وسطي دولة خليجية كبرى في إطار أداء مراسم دينية.

أسرار الجمهورية

 لاحظت أوساط أنّ تكتلاً نيابياً تقَصّد تسمية شخصيات مسيحية عدة في سياق التنويه بمواقفها من أجل توجيه رسالة عتب إلى حليف مسيحي تمّ إسقاطه من لائحة المنوّه بهم.

تحدثت معلومات عن مَساعٍ لتسوية موقّتة قوامها أن يُجمّد العماد عون حِراكه في الشارع مقابل أن تُجمّد الحكومة قراراتها.

توقفت مصادر أمام الدور التوفيقي-الإطفائي الذي يتولّاه «حزب الله» في مؤشّر إلى حرصه على التهدئة السياسية.

اسرار اللواء

 همس

نُقل عن مرجع رفيع استغرابه البالغ لردّ مرشّح ماروني «قوي» للرئاسة متسائلاً: ما الفرق في التمييز الذي تضمنه الردّ، مع العلم أنه كان يرغب في فتح طريق العودة أمامه!

غمز

لا توفّر جهة إعلامية غير صديقة، فرصة، إلّا وتغمز بها من قناة وزير سيادي، لا يجاريها التوجهات ذاتها في ما خصّ المسائل الساخنة..

لغز

اتُخذت إجراءات إضافية في منطقة لبنانية، لمنع أية محاولة لإحداث إختراق أمني، وإشعال تفجيرات كما حدث سابقاً..

اسرار «الديار»

إستعانوا «بالنافذين»

تكثفت الاتصالات بين بعض الامنيين الرسميين ورؤساء البلديات والمخاتير على خلفية معرفة تحركات الناشطين في «التيار الوطني الحر» وامكنة تجمعاتهم واعدادهم، ولكن غياب الخطة المعدة دفعت الامنيين الى الاستعانة ببعض النافذين في البلدات والقرى من اجل الوقوف على اخر مخططات التيار في المناطق.

الاستقالة الأقلّ سؤاً

اكد مصدر مقرب جداً من الرئيس تمام سلام انه وضع نصب عينيه ما كان يمكن ان يقوم به والده الراحل الرئيس صائب سلام في حال مواجهته وضعاً مماثلاً للوضع الذي يواجهه اليوم..

سلام لن يأخذ بالنصائح والتحذيرات لان المشكلة لا تتعلق بالتعطيل اذ مع الانقسام العمودي ( المذهبي والسياسي الحاد) يمكن ان تتحول الامور الى معادلة شارع مقابل شارع، وهذا ما يفضي الى الانفجار. في هذه الحال، الاستقالة هي الخيار الاقل سؤاً…

لقاءات جدّة : إسلاميّون ونقص في الأموال

اكدت اوساط سياسية شمالية امام بعض الشخصيات المقربة منها، ان لقاء جدة بين الرئيس سعد الحريري وقيادات تيار المستقبل ناقش الانقسامات الداخلية والاختلاف في استراتيجية التعامل مع ملف «الاسلاميين» وتأثير هذا الامر على القاعدة الشعبية «للتيار»، وتم الاتفاق على اجراء تقويم شامل لهذا الامر خلال المرحلة المقبلة لوضع قواعد عمل واضحة يلتزم بها الجميع. لكن الامر الذي كان محط اجماع لدى مختلف تلك الشخصيات القادمة من بيروت، هو ملف «الشح» المالي المتفاقم والذي اثر بشكل مباشر على العلاقة مع الجمهور. وانتهت اللقاءات دون اجابات واضحة توحي بان الازمة بطريقها الى الحل، رغم وعد الحريري باجراء «اللازم».

الزبداني وخطاب نصر الله

تتردد معلومات بأن الجيش السوري ومقاتلي «حزب الله» ينشطون، على نحو استثنائي، في جبهة الزبداني من اجل تحقيق نتائج نوعية حاسمة قبل خطاب الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الجمعة بمناسبة يوم القدس العالمي.

المعلومات اشارت الى ان الواقع على الارض يميل في هذا الاتجاه بعد اختراق محاور اساسية في المدينة الاستراتيجية ومحيطها.

لقاءات بعيدة عن الأضواء

تجري لقاءات بعيدة عن الأضواء بين قيادات في حركة «أمل» و«حزب الله» مع القيادات الفلسطينية في مخيّمات بيروت والجنوب، وذلك في سياق تطويق ومعالجة وتفادي أي توتّر أمني في ظل الحديث عن مخطّطات إرهابية تستهدف هذه المخيّمات وتظهر من خلال الحوادث الأخيرة التي شهدها أكثر من مخيّم في منطقة الجنوب خصوصاً.

صفحة جديدة؟

علقت مصادر على زيارة التهنئة التي قام بها وفد من «حزب الله» الى رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل بمناسبة فوزه برئاسة الحزب في الانتخابات الاخيرة، وتساءلت عما اذا كانت عبارة عن صفحة جديدة تفتح بين الجانبين، خصوصا ان النائب الجميل حرص في احاديثه الاخيرة على تأكيد انفتاحه على الحوار مع الحزب رغم الاختلاف بينهما، وهو ما كرره وفد الحزب ايضاً.

غلطان

مصادر نيابية في قوى 8 آذار تعقيبا على خطاب طويل عريض لأحدهم يستعرض فيها مراحل «إنهيار شعبية العماد عون» اكتفت بالرد بكلمة واحدة: غلطان.

تعجيل الأزمة

في وقت كانت كل التوقعات تشير إلى إحتمال إنفجار الأزمة الداخلية في شهر أيلول المقبل، لاحظت أوساط متابعة أن جميع الأفرقاء راغبون على ما يبدو في حصول هذا الأمر سريعاً، بالرغم من عدم وضوح ملامح مسار التطورات الإقليمية، محذرة من الدخول في المجهول في هذه المرحلة، لا سيما أن الملف اللبناني لا يشكل أولوية على طاولة المباحثات الدولية.

مفرزة سير حلبا

يتساءل المواطنون عن الهدف من تفرغ مفرزة سير حلبا لوضع محاضر تجاوز السرعة لمئات السيارات يوميا، في وقت يغضون الانظار عن الاف السيارات العاملة على المازوت ومئات منها لا تحمل لوحات وعن الكسارات وشاحنات البحص المخالفة للقانون علما ان طريق حلبا – القبيات تخلو من اي اشارة تحدد مقياس السرعة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 9/7/2015

الخميس 09 تموز 2015

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

أكبر من فشة خلق وأصغر من مصلحة الوطن. فإذا كانت مصلحة الوطن حماية الإستقرار الأمني وتسريع الإنتخاب الرئاسي، فإن فشة الخلق العونية داخل مجلس الوزراء، وعلى مقربة من السراي والبرلمان، لن تبلغ حد إلغاء الحكومة ولا المجلس النيابي، والحل يمكن البحث عنه على قاعدة التفهم والتفاهم وليس عبر الشعارات الطائفية، وأيضا ليس عبر العنوان الذي تم تحته التحرك، والقائل: من غازي الى داعش... فالرئيس سلام لم يكن يوما من فريق غازي كنعان، ولا خطه السياسي في الإعتدال ينسجم مع داعش على الإطلاق.

وإذا كانت فشة الخلق تهدف الى التصحيح، فلا يمكن أن يتم هذا التصحيح عبر محاولة نسف جلسة مجلس الوزراء قبل إنعقادها، ولا عبر رفض الإنتخاب الرئاسي قبل إجراء انتخابات نيابية، طالما أن الشكوى الأساسية تتعلق بالصلاحيات في ظل الشغور الرئاسي.

وإذا كانت السياسة تقوم على الإحترام والتحاور، فإنها تصبح خطيرة عندما يوصف الخصوم السياسيون بأولاد شارع.

وإذا كان فن الممكن في السياسة يقوم على ربط الخيوط، فإن النتيجة تكون مدمرة حين يحل التعنت والخطاب الإنفعالي مكان المصلحة الوطنية.

ما حصل اليوم في مجلس الوزراء ببساطة أن وزيرا هاجم رئيسه، وما حصل في الشارع أن شبانا هاجموا جيشهم وأوقعوا فيه سبعة جرحى، أما ما قاله العماد عون في الرابية، فيستحق استعجال انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما يؤكد عليه الرئيس سلام كل يوم، وفي كل جلسة لمجلس الوزراء وفي كل مناسبة.

آخر ما أكد عليه الرئيس سلام هو أهمية استيعاب ما حصل حرصا على مصلحة الوطن.

وإذا كان ما حصل في بيروت اليوم يسبق توقيع الإتفاق النووي في فيينا، فإن العمل السياسي الحقيقي في لبنان لا بد وأن يأخذ المتغيرات المرتقبة في المنطقة.

إشارة الى أن حزب الله أكد المؤازرة السياسية للعماد عون دون مساندته في الشارع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ"المستقبل"

في الشارع؛ كان الامتحان الصغير، فيما القرار كان في السراي الكبير.

فالشارع بدا واضحا انه خرج من التداول ولعبة الحشد الشعبي جاءت اقل بكثير من التوقعات الناس أكملوا حياتـهم بطريقة عادية في كل لبنان ، وما هول به جبران بايسل من عصيان وأكبر، تـرجـم بقطع طريق فرعي في وسط بيروت ، ليتحول المشهد إلى أقل من اعتصام تضامني في الشارع.

ولم يلب دعوة النائب ميشال عون إلا بضع عشرات من الناشطين في تياره وكان لافتا محاولة بعضهم افتعال شغب ، مع عناصر الجيش اللبناني ، الذين سقط منهم سبعة جرحى وفق بيان صادر عن قيادة الجيش.

الوزير جبران باسيل سبق تحريك الشارع بعراضة غير مقنعة ، حين حاول افتعال شغب على طاولة مجلس الوزراء ، قبل خروج كاميرات الإعلام من القاعة فتصدى له الرئيس تمام سلام وذكره بالأصول البروتوكولية.

ولإضافة عناصر التجييش، بعد عراضة باسيل ، حاول بعض النواب والوزراء العونيين أن ينزلوا إلى الأرض، ومن خارج السياق ؛ هاجم البعض منهم المملكة العربية السعودية دون اي سبب.

حصيلة النهار؛ كانت جلسة شبه عادية لمجلس الوزراء ، سيسرت أمور اللبنانيين بإقرارها ، بالاجماع ، مشروع مرسوم يتعلق بتوزيع الاعتمادات على المؤسسات العامة والخاصة للعناية على نفقة وزارة الصحة العامة ومن ثم اقرت الجلسة إدراج موضوع البحث في مقاربة عمل مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة التي ستعقد بعد عيد الفطر.

لا شغب الشارع نجح ولا شغب باسيل داخل مجلس الوزراء عطل آلية السلطة وفي امتحان تعطيل المؤسسات ومصالح الناس ، رسب المعطلون، وانتصر منطق الدولة وانتظام عمل مجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ"MTV"

انه فصل تراجي- كوميدي جديد يمارسه الوزير جبران باسيل في حث رفاقه في التيار الوطني الحر وفي حق اللبنانيين وقد وصل به الحال ان يتطاول على رئيس مجلس الوزراء كاسرا كل الاعراف والادبيات. فافتتح جلسة المجلس على حسابه مستغلا وجود الكاميرات ساعيا بذلك الى تطيير رسالة الى شارعه غير المستجيب لدعوات الحشد بأنه يشن حرب استرجاع حقوق المسيحيين، فانزلوا الى السراي او الى محيط السراي وساندوني.

فكان ان تلقى درسا بالصوت من الرئيس سلام وبالصمت من حلفائه الذين خجلوا وامتنعوا عن التضامن معه، وبعد ان اعتدى بعض ازلامه على الجيش والقوى الامنية في محيط السراي. انتهت الجلسة بتسوية كان يمكن التوصل اليها بلا كل هذه البهورة الدونكيشوتية المدمرة.

هكذا وبهذه الوقائحة اقفل باسيل وسط بيروت ووتر الوضع العام في البلاد. وبعد ان كان حزب الله يتولى تطيير مواسم الصيد والسياحة في تموز ها هو باسيل يأخذ الامر على عاتقه ومن ضمن استرجاع حقوق المسيحيين ربما اقفال ابواب رزق اللبنانيين وشغل الجيش والقوى الامنية عن حفظ الامن بثقل اضافي وبمهمات استنزافية هي في غنى عنها في هذه الظروف الخطرة.

واذا انتهت المسرحية في مجلس الوزراء فلتتواصل في الرابية،حيث أطل العماد عون بشروط تعجيزية لاغية للاستحقاق الرئاسي اذ طالب بقانون انتخاب وبانتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، والمؤسف ان عون لم يتوانى عن ممارسة هوايته المفضلة تعنيف الصحافيين فأنهى اطلالاته بتهديد مراسلة الـmtv بمنعها من دخول الرابية ان هي استمرت في طرح الاسئلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ"الجديد"

لم تسقط الحكومة بضربة برتقالية لكن الطرق على أبواب سرياها جمد مفاعيلها ومكن الجنرال من تحويل المعركة إلى قانون الانتخاب حيث لا رئاسة ولا مجلس نواب قبل فرض الانتخابات.

هذه هي المعركة التي من المفترض أن تدفع المد العوني وتاليا الشارع اللبناني إلى التحرك وتطويق السرايات والمجالس وكل ما تنطق به المؤسسات إلى حين إلزام السلطة انتخابات استبدلت بالتمديد مرتين والثالثة لا بد ثابتة والخلاف هنا لن يكون في الحكومة وآليتها وتعيناتها المجمدة بل هو أبعد من ذلك ليتعداه الى مجلس نيابي غير شرعي مفروض على المنتخبين بقوة التمديد ولا يحق له انتخاب رئيس للجمهورية قبل التوافق على قانون انتخابي.

وعلى ضفاف هذا الواقع قد يختلف اللبنانيون في طرق التظاهر اليوم وأسبابها ودوافع العونيين لإسترجاع الحقوق والسعي للحرص على المؤسسة العسكرية وعدم التصادم بها لأي سبب كان فالعونيون من ضلع العسكر وهما تيار واحد بجنرالات شاملة وما شهدتْه عتبات السرايا اليوم لم يستطع أن يحدث شرخا بين جيش لبناني وعونيين كانوا على رأس المؤسسة العسكرية ويدركون محاذير المس بها.

وقد يختلف اللبنانيون والسياسيون في أسلوب اتبعه وزراء التكتل في استرجاع الحقوق عبر إحداث إشكالية في مجلس الوزراء وانتزاع الحق بقوتي الشارع والاصطدام برئيس الحكومة لكن خطاب الجنرال ميشال عون من الرابية أعاد تصويب الحق ونقله إلى حقوق كل الناس لا الى المسيحين فقط عبر إعلان ما يشبه العصيان السياسي الى حين إجراء الانتخابات النيابية.

وإذا ما أصر عون على هذا المطلب فإن كل مواطن سلب حقه سيعلن انتماءه إلى البرتقالي لأن الهدف قد تحدد وتأطر ولا يعود عائما موزعا على مطالب الآلية والتعينات والرئاسة والعائلة.

كل الناس جنرال إذا ما فرض زعيم المسيحيين الأول استرجاع حقوق اللبنانين من مجلس نيابي مزور نبت على عشب صناعي ويستعد لأن يبقى مجلسا الى الأبد وهذا مطلب عندما أعلنه سمير جعجع أيدناه زعيم القوات كان صامتا في مقعد الجمهور كمتفرج اليوم فيما يعلن زعيم المردة سليمان فرنجية موقفه غدا في مؤتمر صحافي أما المستقبل فقد أدى دور الوسيط وقاد وزير الداخلية نهاد المشنوق فرقة إطفائية الى غرفة جانبية من السرايا وتمكن من جمع الأطراف المتصارعة حيث عقد اجتماع ضم سلام باسيل وفنيش وتردد أن وزير الخارجية قدم اعتذاره الى رئيس الحكومة في خلال الاجتماع الذي رعاه المشنوق وقد غادر بعده وزير الداخلية إلى جدة لوضع الرئيس سعد الحريري في الأجواء بعد يوم برتقالي طويل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنها سياسة التهميش التي كادت ان تهشم الحكومة..

ساعات مفصلية عاشها لبنان اليوم بجدول سياسي تصدرته جلسة وزارية صاخبة، تردد صداها حراكا طلابيا للتيار الوطني الحر..

حراك برتقالي خلط الاوراق وحاصر الخيارات الحكومية، لينتهي المشهد على الطريقة اللبنانية..

تحرك حضاري تمكن من ايصال رسالة التيار باقل قدر من التداعيات، فيما انتهى مجلس الوزراء على فتح باب التسويات، فهل يتلقفها المعنيون؟

تسويات لن تكون الا تحت سقف الحقوق التي رسمها العماد ميشال عون .. فحراك اليوم هو البداية كما قال، ومستمرون حتى النهاية.. ومع رفضه الاجتهادات الخاطئة بل السيئة للدستور، تحدث عن الجلسة الحكومية، وعنها قال الجنرال: حققنا ما نريده فيها ، وقبلنا ببند لما له علاقة باستشفاء الناس..

مررت الحكومة اذا بندا للاستشفاء، على امل ان يشفى بعضها من عقده السياسية، ويعود الى مفهوم الشراكة ووقف النفخ بالازمات خدمة للضيق من الحسابات..

وبحسب كتلة الوفاء للمقاومة فان سياسة التفرد والاستعلاء وتهميش الشركاء التي اعتمدها حزب المستقبل على مدى سنوات، لا تزال تمعن في تخريب الدولة، وتعطل المؤسسات، وتدفع المغبونين للمطالبة الصارخة بحقوقهم التي هدرها سوء تنفيذ اتفاق الطائف..

ومن منطلق الالتزام بالدستور جددت الكتلة تضامنها مع "التيار الوطني الحر" في مصلحة الوطن بالشراكة الحقيقية، ودعت الجميع الى وقفة مراجعة شجاعة تعيد عبر الحوار الجدي والمسؤول فتح منافذ التفاهم لتصويب الأمور..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ "OTV"

أي عار أن تكون السرايا التي دافعوا عنها زمن الاحتلال، هي نفسها التي تقمعهم في زمن الاستقلال ... وأي شرف لضحايا السحل والضرب والركل في عهود الوصاية، أن يكونوا هم أنفسهم ضحايا القهر والكفر والفقر، في عهد السيادة... الأكيد أن التاريخ سيسجل، أنه في 9 تموز2015، تكلل صدر كل وطني حر بأكثر من وسام من أوسمة الجرحى في قلب بيروت. واتسع صدر ميشال عون لوسام الكرامة المتجددة، من درجة القائد الاستثنائي، لبشر استثنائيين، في الأزمات الاستثنائية. وانفتح مستقبل البلد على أفق جديد: إما انفراج كامل، وإما انفجار كامل... في 9 تموز، عادت السرايا الحكومية، فجأة، سرايا عثمانية. وكاد سيدها فجأة، أن يصير واليا.وتحول حراسها وعسكرها فجأة انكشارية ... وفي 9 تموز كتب بالدم والعرق ودموع المواطنين، على سور هذه السرايا بالذات، أن المعركة قد بدأت. وأن الطريق قد افتتحت. وأن المسار قد انطلق وأن الكرامات والحقوق، والحريات والوجود، هي الهدف المحتوم... يبقى القول أن حفظ ماء الوجه، أقر في جلسة اليوم بالإجماع. عله يعطي الوقت لمن يحتاج إلى الوقت، ليعيد حساباته. عله يفطر على ميثاق، بدل أن يسكر بالنفاق... جلسة حفظ ماء الوجه، بدأت بإشكال حاد، سنبث شريط وقائعه المصورة كاملة بعد قليل. لكن البداية، من بداية الجلسة إلى النهاية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ"NBN"

هل كان الشارع في لبنان يحاكي جلسة مجلس الوزراء اليوم؟ أم الجلسة حاكت الشارع؟ اشتباك كلامي بين رئيس الحكومة تمام سلام والوزير جبران باسيل، بدا توقيته مقصودا لحظة وجود الكاميرات الإعلامية، ليعطي إشارة انطلاق تحرك التيار نحو السرايا الحكومية.

احتكاكات عونية أمنية وتدافع متبادل في وسط بيروت، أدى لسقوط جرحى من الجيش وقوى الأمن ومناصري التيار الوطني الحر.

ساعات توتر لم تقتصر على جغرافية المساحة التي تحيط بالسرايا وذكرت اللبنانيين بمشاهد التحركات والأزمات التي عاشها لبنان في السنوات الماضية.

معالجة موضعية حلت في مجلس الوزراء وضوابط سياسية فرضت استكمال الجلسة لا بل إقرار بند خاص بالمستشفيات، فهل يحتاج كل بند إلى جلسة قيصرية للولادة؟ وماذا بعد؟ العماد ميشال عون وصف اليوم بالتاريخي، واشترط وجود قانون انتخابات أولا قبل اي انتخابات. عون أكد أنه لا يعتمد على حلفائه في معركته السياسية فيما يترقب اللبنانيون غدا إطلالة النائب سليمان فرنجية، فماذا سيقول زعيم المردة في مؤتمره الصحافي المخصص للحديث عن الأزمة الحالية؟

وعلى ضفاف احتجاجات اليوم أكد الجيش اللبناني أن المؤسسة العسكرية لن تستدرج الى اي مواجهة مع اي فريق كان، وهدفها هو حماية المؤسسات الدستورية والممتلكات العامة والخاصة وسلامة المواطنين الى جانب تأمين حرية التعبير.

تفاصيل لبنان لا تفرض نفسها اهتماما في الخارج، فالعواصم تترقب ما هو أخطر وأهم، من ملف نووي يشهد ساعاته التاريخية الحاسمة إلى معارك وجودية مفتوحة يخوض فيها الجيش السوري والمقاومة مواجهات الزبداني. تقدم في الريف الدمشقي وإنجازات في تدمر وتراجع داعش في الحسكة والرقة.

 

الاحدب: ما يقوم به عون تشبيح على الدستور

 المصدر : وطنية/٩ تموز ٢٠١٥/ استغرب رئيس "لقاء الاعتدال المدني" مصباح الأحدب " لجوء النائب ميشال عون للتجييش الطائفي والتقسيمي والتشكيك بالنظام في لبنان رغم علمه بأن النظام بيد حليفه "حزب الله"". وتساءل الأحدب في بيان: إن "كان عون مستاء من حليفه "حزب الله" فلماذا يهاجم رئيس الحكومة، وإن كان يسعى لتصفية حساباته مع "تيار المستقبل" فلا يجوز أن يتم ذلك على حساب الطائفة السنية والبلد". واعتبر:ان "اتهام رئيس الحكومة بالاستئثار بالسلطة هو افتراء وتحريض، لان دولة الرئيس سلام لطالما نادى بضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، ومن يحرص على حقوق المسيحيين عليه التوجه إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس بدل النزول الى الشارع". أضاف: "إن ما يقوم به عون هو تشبيح على الدستور بقوة سلاح حليفه حزب الله بهدف الوصول الى رئاسة الجمهورية بالقوة، في حين انه يتوجب على من يطرح نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية أن يلتزم بكلامه عن أن الوحدة الوطنية أهم من الرئاسة، فما يقدمه عون اليوم ليس إلا نموذجا ثنائيا لحكم الوطن وليس نموذج الجمهورية الحاضنة لكل أبناء الوطن، وهذا أمر خطير جدا لانه يهدد الوطن بالانفجار".

وتابع الاحدب: "إن اتهام السنة بالدين العام البالغ سبعين مليار دولار هو تضليل وافتراء وتحريض". وقال: "لا يتوان الجنرال عن طرح نفسه كصاحب الفضل الوحيد في تحقيق السيادة في حين انه كان يقاتل بأبناء عكار وعرسال وطرابلس والمنية والضنية، ونذكره أنه في الوقت الذي كان يقاوم السوري آمنا من منفاه في باريس، كنا في لبنان نقاوم ونوقع بحضور السوري على خروجه من بلدنا رغم كل المخاطر والتهديدات ". وأشار الأحدب إلى "أن تصريحات العماد عون عن عدم قدرة الجيش على مواجهة الإرهابيين عند الحدود مرفوضة لأنها تسيء للجيش الذي يعمل وفق التعليمات التي يتلقاها. إننا لم نسمع يوما صوت العماد عون يدافع عن أهالي هذه القرى، ويعترض على قيام جيش الأسد بقصفها؟؟ أم أنه يعتبر هذه القرى خارج الأراضي اللبنانية لأنها سنية؟ وأكد الأحدب "ان اللعبة انكشفت وهي ليست لعبة حقوق، لأنه أصبح من الواضح أن عون وحلفاءه لا يريدون دولة مؤسسات مدنية تحمي كل مواطنيها، بل إنها لعبة هيمنة ووضع يد على البلد، وعلى ممثلي الطائفة السنية في الحكومة العمل بأسرع وقت على وقف المذكرات والوثائق المذلة ووضع أسس جديدة لربط نزاع فعلي يجعلنا جميعا الى جانبهم، لأن المواطن السني أصبح بهذا النظام مستهدفا ومضطهدا، وبما أن عون وحلفاءه يرفضون اليوم النظام، فكيف تريدون منا التمسك به ونحن من يدفع الثمن". وختم الأحدب: "ان لم تعالج هذه الأوضاع فبإسم أهلنا المظلومين والمضطهدين سنطالب بالعصيان المدني، لأننا من مجتمع يتقاضى أبناؤه 225 ألفا كتعويض عن مصدر رزقه الذي دُمّر بفعل جولات العنف التي دارت في طرابلس تحت أعين وغطاء النظام، فيما ان قيمة غرامة مخالفة السير أكثر من 300 ألف ليرة لبنانية، كما أن التاجر الطرابلسي الذي افلست مؤسسته نتيجة عدم الاستقرار بسبب قرار سياسي من هذا النظام هو من يحق له أن يعترض وأن لا يدفع الضرائب".

 

فارس سعيد: الحكومة لديها دعم سياسي وشعبي وعربي ودولي

وكالات/٩ تموز ٢٠١٥/رأى منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد أن ما نشهده اليوم مشهد مؤسف باتجاه انكسار الوحدة الداخلية في لبنان، نحن اعتدنا، تحديدا في "14 آذار"، أن نراهن على الوحدة الداخلية لحل مشاكلنا سواء كانت مطلبية أو سيادية، مشيرا الى أن ما يحرك العماد ميشال عون اليوم هي مطالبات من طبيعة مكاسب سياسية معينة. وقال سعيد، في اتصال عبر قناة "المستقبل": "اعتقد أن انزلاق لبنان باتجاه المواجهة التي تفرض نفسها اليوم سياسيا، وكأن الاشتباك في لبنان عاد الى ما كان عليه خلال مرحلة انكسار الوحدة الداخلية في لبنان، هذا ما نرفضه. نحن في بلد فيه فعل ورد فعل، عندما يرفع فريق من اللبنانيين حقوق المسيحيين سيقابله فريق آخر يرفع حقوق المسلمين على سبيل المثال، أين يصبح البلد عندها؟" وأكد أن "ما نطالب به هو حقوق اللبنانيين، بأن يكون لنا دولة واحدة في لبنان ورئيس جمهورية". ونبّه من أنه "في ظل تداعيات ما يجري في المنطقة من أحداث كبيرة، حذار أن نتلاعب بانهيار الدولة في لبنان لأنه يعني انهيار ضمانة جميع اللبنانيين، وتعني بالتالي أن كل فريق سيبحث عن ضمانة رديفة من أجل أن يحمي نفسه وهذا انزلاق لبنان باتجاه انكسار الوحدة الداخلية وباتجاه المواجهة اللبنانية - اللبنانية وهذا أمر مرفوض". وردا على سؤال أجاب سعيد:" لست خائفا من انهيار الدولة في لبنان، الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية حريصة على وحدة لبنان وعلى الامن الداخلي في لبنان، خاصة أن هذا الجيش يخوض معركة بطولية على الحدود الشرقية والشمالية ضد المسلحين، لذا يجب أن لا نربكه في الداخل". الى ذلك، شدد سعيد على أن "الحكومة ليست مقطوعة من شجرة، بمعنى أنه يوجد دعم سياسي وشعبي وعربي ودولي لها، ولا أعتقد أنها ستسقط لأن هناك مطلبا معين لم يُلبّ لفريق معين في لبنان. والاهم من كل هذا أن نراهن على أن هناك دولة في لبنان وأن لا نراهن على الخروج عن الدستور أو عن الدولة لأنه يعني دخولنا جميعنا في المجهول".

 

مروان حمادة: اشكال اليوم دون أفق وتحريض من دون مبرر

وكالات/٩ تموز ٢٠١٥/علق النائب مروان حمادة على تشبيه ما حصل اليوم في مجلس الوزراء بحادثة مشابهة حصلت معه في 2006، بالقول: "الرئيس تمام سلام قمة الاعتدال والتهذيب، الرئيس لحود كان المأخذ عليه انه استبدل الخطابات والقى في قمة الخرطوم خطابا منافيا لكل توجهات الدولة اللبنانية آنذاك وبالتالي قام بدعم مواقف الرئيس بشار الاسد في ما نحن نلم جثث رفاقنا في ثورة الارز. الفارق الاخر اننا لم نطيّف القضية باي شكل من الاشكال وكان معظم الوزراء المعترضين على الرئيس لحود من المسيحيين. ثالثا الفارق هو بالمحيط ايضا نحن لم نحاصر مجلس الوزراء بسلة من المتظاهرين يهددون اقتحام المقر او يدعون ان رئيس المهورية آنذاك هو داعشي". وأكد حمادة في حديث الى محطة الجديد أن "ما جرى اليوم هو اشكال من دون افق في مجلس الوزراء هو مظاهرة من دون جمهور خارج مجلس الوزراء وهو تحريض من دون مبرر استحضر فيه حتى الحروب الاهلية عودة الى القرن التاسع عشر هذا عيب وغير مسموح"، مضيفاً: "اليوم ماذا نفعل بالمستشفيات الا يريد ان يكون رئيس ويأتي بصهر قائد جيش وصهر وزير خارجية لذلك نضحي بـ4 ملايين لبنان اسمح لنا يا جنرال".

وتابع: "ربما حاول جنبلاط باتصاله بعون ان يهدئ من غلواء العماد عون قبل 24 ساعة من ساعة مجلس الوزراء لكن في نفس الوقت كان جنبلاط صارم وموجها الوزراء الذين يمثلوننا في الحكومة بان يقفوا بشدة وبقوة وصلابة وتهذيب على عادتنا الى جانب الرئيس سلام وهكذا كان". وختم حمادة: "العماد عون اذا طرحت له شيء يفيد الوزير باسيل في الجلسة يقبل به، الدكتور جعجع يريد قانون انتخاب، غيره يريد امور تتعلق بالنفط ربما في الحقيقة هناك موجبات مالية للبنان وعلى لبنان تفرض علينا على الاقل ان يخرج المجلس الذي مددنا له بما ينفع ويحمي لبنان اقتصاديا وماليا لنخرج من هذا الآتون الاقليمي".

 

الهبر لـ”السياسة”: العونيون شبيحة وأنانيون

بيروت – “السياسة”:10/07/15/أشاد عضو كتلة “الكتائب” النائب فادي الهبر في اتصال مع “السياسة”, بزيارة رئيس الحزب سامي الجميل ووزرائه الرئيس تمام سلام, ووصفها ب¯”المهمة والممتازة, في وقت يعمد البعض إلى وضع العصي في دواليب الحكومة, لمنعها من العمل وتحويلها حكومة تصريف أعمال”. وقال إن “الرئيس سلام ابن بيت سياسي عريق ويتصرف بحكمة, ولا بد من الوقوف إلى جانبه في ظروف حرجة يعمد البعض فيها إلى زعزعة الأمن والاستقرار”, متمنياً على “الفريق المشاكس استيعاب ما يجري حولنا, لتفويت الفرصة على المصطادين في المياه العكرة ومحاولتهم نقل الفتنة إلى لبنان”. وتعليقاً على التحركات الشعبية ل¯”التيار الوطني الحر”, قال الهبر “من المعيب جداً تعطيل جمهورية بكاملها بسبب شخص معين, ورئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون الذي يدعي حماية المسيحيين, يعرِّض بتصرفه هذا, الوجود المسيحي في لبنان إلى الخطر, إضافة إلى أن نزوله إلى الشارع, لن يلقى الصدى المطلوب من المسيحيين وسيبقى في إطار المناورات و”الهوبرات”, وتوقيته لن يخدم لبنان أبداً”, لافتاً إلى أنه “في معارك الكر والفر التي تحصل من حولنا, علينا ترتيب بيتنا الداخلي ومنع الفتنة من الانتقال إلى ساحاتنا, في حين يعمد البعض إلى خلق مبررات تجعل هذه الفتنة تنتقل إلى لبنان بسرعة”. وإذ اعتبر أن “إنقاذ لبنان يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية, قبل أن يتحول لبنان وطناً ضائعاً”, وصف الهبر ما يقوم به “التيار الوطني الحر” بـ”الرسائل السلبية التي لم يعتد لبنان مشاهدتها على أيدي مجموعة من الشبيحة والمصلحجية والأنانيين بهذا الشكل”.

وأضاف “في الماضي كانوا يلقبون العماد عون ب¯”جنرال التهجير”, فبماذا يلقبونه اليوم بعد اعتماده أسلوب الهيمنة والأحادية? خصوصاً أنه يعلم أن هذه النمطية في التعاطي تستغل من ستراتيجيات إقليمية يرعاها “حزب الله”, الذي أصبح لبنان في معتقله, أكان على المستوى العسكري أو على مستوى إدارة الدولة”.

 

فتفت: الخلاف مرده لارتباط عون بمحور دمشق – طهران

10/07/15/وكالات/أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت أن الخلاف مع رئيس “التيار الوطني الحر” ميشال عون ليس على تمثيل المسيحيين في النظام اللبناني, بل هو خلاف “سياسي” متعلق بارتباط عون بالمحور الايراني- السوري ودعمه نظام بشار الاسد.

وتعليقاً على التحركات العونية, قال فتفت, في تصريحات لوكالة “الأناضول” التركية, إن “لا خلاف على أن رئيس الجمهورية في لبنان مسيحي وقائد الجيش كذلك, وبالتالي مشكلتنا مع عون سياسية”, وان “الخلاف مع عون هو بسبب ارتباطه بالمحور الايراني- السوري والتزامه بدعم بشار الاسد”, مضيفاً ان “ما حصل اليوم (أمس) ليس مستغربا لأن عون اعتاد ان يدفع الامور الى أقصاها ويحشر البلاد في الزاوية”. واعتبر أن “ما فعله أنصار التيار يدل على أنهم غير جديرين بالمسؤولية ولا تهمهم مصلحة البلاد”, واستهزأ بقوة التحرك قائلاً “لم يستطيعوا حشد أكثر من 400 مشاغب”. وفي تصريحات ل¯”وكالة الأنباء المركزية”, ناشد فتفت مناصري قوى “14 آذار”, خصوصاً “تيار المستقبل”, عدم النزول الى الشارع مقابل مناصري “التيار الوطني الحر” لأن رئيس الحكومة تمام سلام ليس بحاجة الى دعم, محملاً “التيار الوطني الحر” مسؤولية أي تطور “سلبي” في الشارع.

 

كتلة "الوفاء للمقاومة": للالتزام بآلية التوافق عند اتخاذ القرارات لضمان التوازن المطلوب

الخميس 09 تموز 2015/وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها توقفت في مستهله عند "الدلالات والأبعاد السياسية والحضارية الهامة لدعوة الامام الخميني الى احياء يوم القدس العالمي كل آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، فرأت فيها نداء تعبويا متواصلا على مدى الزمان يستنهض أجيال الأمة المتعاقبة باتجاه التحرر من التبعية وتحرير الأرض من الاحتلال، وتوحيد الجهود والامكانات لمواجهة العدو الوجودي المتمثل بالكيان الاسرائيلي الذي ما فتئ يهدد منطقتنا وشعوبنا بمزيد من التجزئة والاصطفاف واثارة الفتن وتحريك عصابات الحقد والتكفير في مختلف البلدان لإسقاط الدول وانهاك المجتمعات واستنزاف القدرات. ان القدس هي ملتقى الانبياء والرسالات السماوية وان تحريرها يبقى رهن تنامي وعي شعوب المنطقة، وتنسيق أدوارها وطاقاتها، وتوظيف امكاناتها لإزالة الاحتلال الصهيوني الذي يمثل مصدر الارهاب بوجوهه المختلفة في منطقتنا والعالم". ثم توجهت الكتلة الى "اللبنانيين والمسلمين بأسمى آيات التهنئة والتبريكات بمناسبة عيد الفطر السعيد الذي نأمل أن يطل علينا هذا العام حاملا معه المزيد من الأمن والاستقرار والانتصار على قوى الارهاب التكفيري في لبنان والعالم العربي والاسلامي". بعد ذلك ناقشت الكتلة "الازمة السياسية المتفاقمة في البلاد وسبل الخروج منها بما يعيد تنشيط العمل الحكومي والنيابي ويفتح آفاق ملء الشغور في سدة الرئاسة"، واصدرت بيانا اعتبرت فيه ان "سياسة التفرد والاستعلاء وتهميش الشركاء في الوطن، التي اعتمدها على مدى السنوات الماضية حزب "المستقبل" وملحقاته، لا تزال تمعن في تخريب الدولة وتعطيل مؤسساتها الدستورية وتدفع المغبونين للمطالبة الصارخة بحقوقهم التي هدرها سوء تنفيذ اتفاق الطائف وخروج حزب "المستقبل" وملحقاته على مضامينه سواء لجهة الاصلاحات التي طبقت استنسابيا ام لجهة العلاقات المميزة مع سوريا التي تم التنكر لها والقيام بما يجعل لبنان ممرا آمنا للارهابيين وملاذا لهم بهدف العبث بالأمن والاستقرار في سوريا الأمر الذي ارتد سلبا على بلدنا وأدخله في حال من الفوضى والتعقيد والتعطيل لم يشهد لها مثيلا من قبل". واشارت الى ان "الحملة التي يقوم بها البعض ضد أساليب التحرك التي يُدفع إليها "التيار الوطني الحر"، ومواقفه لن تجدي في صرف انتباه اللبنانيين عن الدوافع والسياسات المتفردة والاقصائية التي ألجأت "التيار الوطني الحر" لإطلاق تحركه الإعتراضي على الوضع المهترئ برمته. اننا من منطلق التزامنا بالدستور وبمقدمته التي هي جزء لا يتجزأ منه نجدد تضامننا مع "التيار الوطني الحر" في مصلحة الوطن بالشراكة الحقيقية ندعو الجميع الى وقفة مراجعة شجاعة تعيد عبر الحوار الجدي والمسؤول فتح منافذ التفاهم لتصويب الأمور وإعادة الحركة للمؤسسات وتأمين مصالح الناس". واكدت ان "الدستور اللبناني قد اناط برئيس الجمهورية مسؤولية ضمان التوازن السياسي والدستوري في البلاد. وعند خلو موقع رئاسة الجمهورية لأي سبب من الاسباب. تنتقل هذه المسؤولية مؤقتا الى مجلس الوزراء مجتمعا. ولذا فإن الحكومة اللبنانية معنية في هذا الظرف الاستثنائي بالتزام آلية التوافق عند اتخاذ القرارات الحكومية لضمان هذا التوازن المطلوب". ورأت الكتلة أن "تعطيل عمل المجلس النيابي التشريعي والرقابي، فضلا عن انه أضر بمصلحة البلاد والمواطنين، فقد ارتد سلبا أيضا على انتظام عمل الحكومة وأدائها وانتاجيتها. وأدى الى تعقيد أزمة الفراغ الرئاسي كما أثر سلبا على المناخات التي تسمح بالتقاط فرص التفاهم أو التداول المجدي للأفكار ولوجهات النظر المختلفة وصولا الى تلمس المخارج". وجددت "تأكيدها على ضرورة وأهمية انعقاد الجلسات التشريعية العامة للمجلس النيابي حرصا على تحريك عجلة الحكومة والبلاد، وأملا في توفر فرصة استنقاذ أو اعادة بناء".

 

جنبلاط عرض مع عدوان التطورات السياسية الراهنة

الخميس 09 تموز 2015 /وطنية - إستقبل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، عضو كتلة نواب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، في حضور النائب غازي العريضي وعرض معه التطورات السياسية الراهنة.

 

الراعي استقبل سعَيْد مع السفير الفنلندي ووفد من عرسال أطلعه على معاناة الأهالي

10 تموز 2015/النهار/عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان أمس، أوضاع أهالي بلدة عرسال ومعاناتهم اليومية مع وفد من البلدة برئاسة الرئيس السابق للبلدية باسل الحجيري، ضم الوفد عدداً من مختاري البلدة وأعضاء المجلس البلدي الحاليين والسابقين. وشرح الحجيري للبطريرك أوضاع الأهالي وخصوصاً عدم تمكنهم من متابعة مواسمهم الزراعية في البساتين المحيطة بالبلدة والمرتفعات القريبة من الحدود السورية والحصار المفروض على البلدة لجهة المعامل والمزارع التي فيها مسلحون لبنانيون من "حزب الله" ومسلحون سوريون. وشدد على أن أهل عرسال يؤمنون بوجود الدولة في شكل فاعل وبكل مؤسساتها الخدماتية والأمنية ويرفضون وجود أي سلاح غير سلاح الجيش اللبناني. وأشار الحجيري بعد اللقاء الى "أن رسالة أهل عرسال هي رسالة البطريركية بتوجيهات صاحب الغبطة التي تتلخص بشعار الشركة والمحبة". ثم استقبل البطريرك منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد، ثم استقبل بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان. وظهرا التقى البطريرك السفير الفنلندي كاري جوهاني كاهيليوتو واستضافه الى المائدة البطريركية. وكان البطريرك الراعي زار دير مار أنطونيوس قزحيا حيث تعقد الرياضة الروحية السنوية للكهنة برئاسة النائب البطريركي على الجبة المطران مارون العمار. واطلع من الكهنة على أوضاع الرعايا في قرى قضاء بشري. وعاد مساء إلى بكركي لمدّة يومين. وسألت "المركزية" النائب البطريركي العام المطران بولس الصيّاح، عما اذا كان من ترابط بين عودة الراعي والتطورات، فأكّد "ان لا علاقة للأمر بالأزمة الحاصلة، فثمة مواعيد سابقة للبطريرك الراعي، وعودته الى بكركي تصب في اطار متابعة برنامج عمله، ومن ضمنها تبريك زواج كان مقررا منذ شهور". وقال رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ان "عودة البطريرك الى بكركي مقررة سابقاً، وذلك على مدى يومين، ونأمل ايضا في أن تكون لها علاقة بما يجري". وأسف "لفقدان لغة الحوار التي لا بدّ منها في هذا الظرف، وتمنى للحوار الجدي ان يصبح شاملاً، و"ان نعود الى طاولة الحوار الوطني لنكون معا في مواجهة الظروف الصعبة في الداخل اللبناني وخارجه"، وأمل في "استجابة كل مطالب المسيحيين، من خلال حوار عقلاني وهادئ ورصين، لاننا ابناء بلد واحد ولا يمكن لفريق الاستغناء عن الآخر". وقال: "الكنيسة تدعو دائما الى انتخاب الرئيس، وللسياسيين المعارضين وجهة نظر في هذا الموضوع، فهم يعتبرون ان انتخاب الرئيس لا يكون فقط بعملية اقتراع، انما من خلال التوافق، ومن المؤسف ان العمل لا يتم على هذا الموضوع".

 

بن جدّو في اليوم الثاني لإفادته أمام بداية المحكمة: المتحدِّث في اتصال تبنّي المسؤولية حذّرنا لتأخّرنا ببث الشريط

كلوديت سركيس/النهار/10 تموز 2015/تابعت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي دايفد راي الاستماع الى مدير مكتب فضائية "الجزيرة" في بيروت سابقاً غسان بن جدو عن شريط تبني المسؤولية عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي بثته المحطة، والاتصالات التي تلقاها المكتب من مرسلي الشريط. ورداً على القاضي راي عن قول الشاهد "عادة نتوقع من أكثر من طرف أن يتبنى المسؤولية"، في الجلسة السابقة، أوضح بن جدو "ليس جديداً أن تحصل عملية ما ويعلن تبنيها أكثر من طرف، ولدينا تجارب داخل الساحة الفلسطينية أن يحصل تفجير ما وتتبناه أكثر من جهة قبل أن نحسم من هي الجهة الفعلية التي تبنته. وكذلك التفجيرات الأخرى ينطبق عليها الأمر نفسه في عملية اغتيال كبرى لشخص كبير ويتصل بك شخص ويتكلم بلغة عربية غير سليمة ورديئة ويعلن تبنيه عملية اغتيال الرئيس الحريري. في هذه الحال يفترض بي كمسؤول أن أتريث قليلاً حتى نفهم ما دقة هذه المسألة". وأضاف: "ليس اعتيادياً أن تتبنى أكثر من مجموعة عملاً ما ولكن من الوارد أن تتبناه اكثر من مجموعة. ولكن للأسف حصلت في منطقتنا بعض الأحداث وتبنتها اكثر من مجموعة. والسؤال بعد ذلك هل هذه المجموعة هي التي نفّذت بالفعل هذه العملية ام هي التي تبنتها؟ هذا أصبح جزءاً من التحليل السائد لدينا ولدى غيرنا، وطبعاً لأن لبنان انقسم وقتذاك. وهناك من اتهم فوراً النظام السوري بأنه وراء الاغتيال ولم يصدق الشريط. وهناك من بنى على ذلك التبني باعتباره أحد الادلة على ان هذه المجموعة هي بالفعل التي اغتالت رفيق الحريري. أما بالنسبة الي، فالوضع بكل صراحة كان صادماً، اذ أن مجموعة دينية متشددة تتبنى اغتياله ولم أكن أفهم سبب هذا الاغتيال. وهذه المجموعة وأمثالها تستطيع أن تفعل ذلك. وهناك أكثر من دليل على هذه المسألة، ولكن لا أدري هل فعلاً نفّذته أو لم تنفّذه". وبسؤال لميلن عن الاتصال الثاني لتبني المسؤولية قال جدو "بعد نهاية البث المذكور تلقينا اتصالاً ثانياً على الخط الثابت أيضاً، يخبرنا فيه المتصل أن علينا الذهاب الى تلك الشجرة للحصول على الشريط، وعلينا أن نسحبه في غضون ربع ساعة والا فلن نجده. وتحدث بلغة بيضاء أي غير عامية وغير فصحى. وكان الخط واضحاً ولم يكن برداءة الخط الأول لأنه كان يتحدث في محيط عام. سمعت ضجة خفيفة وواضح أنه لم يكن يتحدث وحده. أعطاني عنوان الشجرة المحاذية لمبنى زهيري قرب الأسكوا وأغلق الهاتف. ولم أطرح عليه أي سؤال وعلى الأثر طلبت الى أحد الزملاء إحضار الشريط". ثم كان الاستجواب المضاد للشاهد وركز محامي الدفاع غونايل مترو عن المتهم أسد صبرا على وقت تلقي اتصالات تبني المسؤولية وزمان وصوله الى المكتب بعد الانفجار، وزمان تلقيه الاتصال الثالث بعد ساعة من الاتصال الثاني لتبني المسؤولية"، وكان الأطوال اذ سأل عن سبب عدم بثنا الشريط، وقال لي "فضّلناكم على غيركم. نحن اخترناكم في شكل أساسي، ومن الضروري أن تتعاونوا معنا، ورفع لهجته بما لامس التحذير او التهديد قائلاً أنكم ستندمون إن لم تتعاونوا معنا، فرددت عليه بلهجة لم تكن مرنة، وقلت له نحن أحرار في أن نبث أو لا نبث، وأذا لم يعجبك الأمر فتستطيع أن تختار غيرنا، فخفف من لهجته وغابت الفصحى عن كلامه وأصبح يتحدث بلغة شبه عامية، وقال "نريد أن نتعاون معكم وأنصحكم ببث الشريط، لأنكم ستسمعون عنا كثيراً في المستقبل. وكان الاتصال نقياً صافياً بلا ضجيج". ورفعت الجلسة الى اليوم.

 

الأخبار الإقليمية والدولية

ظهور قاسم سليماني في محيط الفلوجة برفقة قيادات من “الحشد”

بغداد – وكالات: أظهرت صور جديدة بثها ناشطون ووسائل إعلام تواجد قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني برفقة عدد من قيادات ميليشيات “الحشد الشعبي” على تخوم مدينة الفلوجة, بالتزامن مع تواتر معلومات عن إسناد بغداد مهمة اقتحام الفلوجة ل¯”الحشد”.

وذكر موقع “العربية نت” الإلكتروني أن قرارات استعادة المدن العراقية من قبضة تنظيم “داعش” والتخطيط لإدارة المعارك وأولويتها باتت تتأثر بإرادة ميليشيات “الحشد الشعبي” المدعومة من إيران. وجعل هذا الواقع من سليماني جزءا من مفردات المشهد الأمني في العراق حتى بات وجوده على جبهات القتال شبه دائم مع الدور الذي يتولاه من تخطيط لسير المعارك وإدارتها بعيداً عن الجيش العراقي الرسمي. في سياق متصل, فجر “داعش” جسر البوشجل العائم, الذي يربط الفلوجة بناحية الصقلاوية شمال القضاء, لمنع عبور القوات المشتركة ومليشيات “الحشد” إلى داخل الفلوجة, تزامناً مع سيطرة القوات العراقية على مناطق عدة في الصقلاوية, التي تعتبر أبرز خطوط إمداد المتطرفين. وكان التنظيم نصب نقاط تفتيش على جسور قضاء الفلوجة والبو علوان لمنع خروج المدنيين, كما استعرض في منطقة الحويجة جنوب غرب كركوك بقوة أطلق عليها كتيبة القوقاز. وأرغم شباب الفلوجة على القتال بين صفوفه, ما دعا مجلس محافظة الأنبار إلى مطالبة القيادات العسكرية بالتنسيق مع المحافظة قبل بدء العملية لإيجاد ممرات آمنة لخروج المدنيين, محذراً من نية “داعش” اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية بعد أن احتجز نحو 20 عائلة شمال منطقة الصقلاوية. من ناحيته, أعلن أحد شيوخ عشائر البونمر الشيخ نعيم الكعود, أن التنظيم نشر قوات تسمى بقوات النخبة في تلك المناطق, مكونة من مقاتلين أجانب, مؤكداً مقتل نحو 13 مسلحاً منهم. وطالب الكعود الحكومة بإرسال تعزيزات عسكرية سريعة إلى المقاتلين من أبناء العشائر, خوفاً من نفاذ الأسلحة والعتاد.إلى ذلك, قتل 11 من “داعش” أمس, في مواجهات مع الجيش العراقي, بمحافظة الأنبار, غرب العراق. وقال العقيد في قيادة عمليات الأنبار وليد الدليمي, إن “قوة من الجيش التابعة للفرقة الأولى, تمكنت من صد هجوم لتنظيم داعش, على مقر عسكري, في منطقة الصبيحات التابعة لمدينة الكرمة (شرق الرمادي بالأنبار), أعقب ذلك مواجهات بين الطرفين”. وفي محافظة صلاح الدين بالشمال, قتل ثلاثة من “الحشد” وأصيب سبعة آخرون, في اشتباكات مع “داعش”, قرب مدينة سامراء.

 

العقوبات تؤدي بالمحادثات النووية مع إيران إلى طريق مسدود

 وكالات/٩ تموز ٢٠١٥/يبدو أن المفاوضات في شأن الملف النووي وصلت إلى حائط مسدود، وبعد بدأ اليوم بالتفاؤل بامكانية توقيع الاتفاق، أطل البيت الأبيض بموقف أعلنه المتحدث باسمه جوش إيرنست، أكد فيه إن الرئيس باراك أوباما سيسحب فريق التفاوض الأميركي من فيينا إذا بدا أن المحادثات غير مثمرة. واضاف إيرنست "حقيقة أننا واضحون تماما بشأن توقعاتنا تجاه الاتفاق النهائي، يجعل من غير المرجح ألا تستمر المحادثات لاسابيع عدة أخرى. لكن -مرة أخرى- أنا لا أتكهن بشأن النتيجة".كما أكد مصدر لوكالة فارس الإيرانية أن "المحادثات النووية وصلت إلى طريق مسدود بعد رفض أميركا قبول حقوق إيران وخصوصا ما يتعلق بالعقوبات". إلى ذلك، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الخميس انه سيبقى في فيينا "طالما لزم الامر" للتوصل الى نتيجة في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى.

وفي ظهور قصير على شرفة قصر كوبورغ حيث تجري المفاوضات في فيينا، سئل ظريف عن طول فترة اقامته، فقال "طالما لزم الامر". في المقابل، قال وزير الخارجية الاميركي انه مستعد لانهاء المفاوضات النووية مع ايران اذا لم يتم اتخاذ "قرارات صعبة".

وقال كيري للصحافيين في فيينا "اذا لم تتخذ قرارات صعبة فنحن مستعدون تماما لوقف هذه العملية"، واضاف ان المفاوضات "ليست الى ما لا نهاية" ولكنه لا يريد ابرام اتفاق "على عجل". واكد الديبلوماسي الاميركي "اننا نحقق تقدما حقيقيا نحو اتفاق شامل" للحد من البرنامج النووي الايراني. وقد تم تجاوز مهلتين للتوصل الى اتفاق في المحادثات الممتدة منذ 13 يوما. ووضع المشرعون الاميركيون ايضا مهلة حتى منتصف صباح الجمعة لاستلام نسخة من اي اتفاق للمراجعة. وحذر كيري "لن نجلس على طاولة المفاوضات الى الابد. نحن ندرك ايضا اننا لا ينبغي ان نستسلم ونترك كل شيء ببساطة لان ساعة منتصف الليل حانت". واذ ركزت المفاوضون على نوعية الاتفاق، اصر كيري ان الاتفاق "يجب ان يصمد امام اختبار الوقت". وقال للصحافيين خارج الفندق الفخم الذي يستضيف المفاوضات في فيينا ان "بعض القضايا الصعبة ما زالت من دون حل". ومحذرا من ان "القرارات الصعبة لا تصبح اسهل مع مرور الوقت"، قال كيري ان "هذه القرارات يجب ان تتخذ قريبا جدا بشكل او بآخر". واضاف ان وفد الولايات المتحدة ونظراءه "سيستمرون في العمل على حل القضايا الصعبة، وبالتالي معرفة ما اذا كانت الصفقة الجيدة التي نعمل عليها ممكنة ام لا". من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه لا تزال هناك نقاط "صعبة" في مباحثات فيينا بين ايران والدول الكبرى لكنها تسير "في الاتجاه الجيد" معلنا استمرار التفاوض هذه الليلة سعيا للتوصل الى اتفاق حول برنامج ايران النووي. وقال فابيوس للصحافيين: "الامور تسير في الاتجاه الصحيح. وفي هذه الظروف قررت البقاء هذه الليلة وصباح الغد وآمل ان نقطع الامتار الباقية". واضاف الوزير الفرنسي اثر اجتماع لدول خمسة زائد واحد "هناك مبادىء يتعين احترامها لكن في الان ذاته يجب السعي للتوصل الى اتفاق. اكرر، هناك اشياء جيدة لكن لا تزال هناك نقاط صعبة تحتاج للتسوية".

 

روسيا تؤيد رفع حظر بيع الأسلحة لطهران في أسرع وقت ممكن/كيري يلوح بوقف المفاوضات النووية إذا لم تتخذ إيران “قرارات صعبة”

10/07/15/فيينا, واشنطن – ا ف ب, رويترز: تواصلت المفاوضات الماراثونية الصعبة بين إيران والدول الكبرى من دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي, حتى مساء أمس, قبل ساعات من انقضاء المهلة الممدة المفترض أن تنتهي اليوم الجمعة.

وفي إطار تصعيد الضغوط على إيران لدفعها إلى تقديم تنازلات, أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه مستعد لإنهاء المفاوضات إذا لم يتم اتخاذ “قرارات صعبة”. وقال للصحافيين في فيينا, مساء أمس, “إذا لم تتخذ قرارات صعبة فنحن مستعدون تماما لوقف هذه العملية”, مؤكداً أن المفاوضات “ليست إلى ما لا نهاية” ولكنه لا يريد إبرام اتفاق “على عجل”. وأضاف “إننا نحقق تقدماً حقيقياً نحو اتفاق شامل” للحد من البرنامج النووي الايراني, لكننا “لن نجلس على طاولة المفاوضات الى الابد. نحن ندرك أيضاً أننا لا ينبغي أن نستسلم ونترك كل شيء ببساطة لأن ساعة منتصف الليل حانت”. وأصر كيري على أن الاتفاق “يجب أن يصمد أمام اختبار الوقت”, مضيفاً ان “بعض القضايا الصعبة ما زالت من دون حل” وان “القرارات الصعبة لا تصبح أسهل مع مرور الوقت”. وإذ اعتبر أن “هذه القرارات يجب أن تتخذ قريباً جداً بشكل أو بآخر”, أعلن كيري أن وفد الولايات المتحدة ونظراءه “سيستمرون في العمل على حل القضايا الصعبة, وبالتالي معرفة ما إذا كانت الصفقة الجيدة التي نعمل عليها ممكنة أم لا”. بدوره, كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في حسابه على “تويتر” “نعمل بجد .. لكن من دون عجلة لانجاز المهمة”, فيما قال نظيره الفرنسي لوران فابيوس “ما زالت هناك نقاط صعبة ولكن الامور تسير كالمعتاد في الاتجاه الصحيح.. بسبب هذه الظروف قررت البقاء والعمل الليلة (أمس) وصباح غد (اليوم). وآمل أن نتمكن من استكمال الامتار التي يتعين علينا عدوها”, مضيفاً “توجد أمور طيبة.. ولكن توجد أمور ما زالت تحتاج أن نعمل عليها”. وفي خضم المفاوضات الماراثونية المستمرة منذ 14 يوماً, تم تجاوز مهلتين للتوصل إلى اتفاق, علماً أن المشرعين الأميركيين وضعوا مهلة تنتهي صباح اليوم الجمعة لاستلام نسخة من أي اتفاق للمراجعة. وفي حال لم يتسلم الكونغرس نص الاتفاق صباح الجمعة بتوقيت فيينا (منتصف الليل بتوقيت واشنطن), فإن ذلك سيطيل وقت موافقته عليه وربما يجعل هذه العملية أكثر تعقيداً. وتعليقاً على مهلة الكونغرس, قال مصدر إيراني “بالنسبة إلينا, لا تاريخ مقدساً إذا كان ذلك يعني التضحية باتفاق جيد”. ومن بين القضايا الشائكة في الاتفاق الذي سيكون معقداً للغاية, وتيرة وتوقيت رفع العقوبات, والتحقيق المتوقف بشأن مزاعم حيال جهود ايران لتطوير أسلحة نووية. وتصر طهران كذلك على إدخال تغييرات على حظر الاسلحة الذي فرضته عليها الامم المتحدة وتخفيف القيود على بيعها للصواريخ, ما يثير قلق خصوم إيران في المنطقة. وأبدت روسيا, أمس, تأييدها لرفع حظر بيع الاسلحة لايران “في اسرع وقت ممكن”, حيث قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف ان هذه العقوبات فرضت لدفع ايران الى التفاوض وهو هدف “تحقق منذ فترة طويلة”, مضيفاً ان موسكو “تؤيد رفع الحظر في اسرع وقت ممكن”. وأشار إلى أنه لم يعد هناك “مشكلات يصعب التغلب عليها” في المفاوضات وانه “يمكن أن يشارك بها في أية لحظة”.

 

"كتائب القسام" طورت صاروخين جديدين/تل أبيب: إسرائيليان محتجزان في غزة أحدهما لدى “حماس”

10/07/15/القدس – أ ف ب, الأناضول: أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن اسرائيليين إثنين أحدهما عربي, مفقودان في قطاع غزة الذي تسيطر عليه “حماس”. وذكرت الوزارة في بيان, أمس, أنه “وفقاً لمعلومات استخباراتية موثوقة” فإن الإسرائيلي الأثيوبي أفراهام مينجيستو “تحتجزه حركة حماس رغم إرادته في غزة”. وأضاف البيان “علاوة على ذلك فإن المؤسسة العسكرية تتعامل حالياً مع قضية إضافية تتعلق بعربي إسرائيلي محتجز في غزة”, موضحاً أن مينجيستو تسلل إلى قطاع غزة في السابع من سبتمبر العام 2014, بعد وقت قصير من نهاية الحرب على غزة. وأكد البيان أن “إسرائيل ناشدت المحاورين الدوليين والإقليميين بالمطالبة بالإفراج الفوري عنه والتحقق من سلامته”. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن قاضياً في مدينة عسقلان جنوب إسرائيل وافق أمس, على رفع أمر بحظر النشر على قضية مينجيستو, مضيفة أن السلطات وافقت الآن على نشر هذه المعلومات أملاً في إطلاق مفاوضات للإفراج عنهما. وأشارت التقارير إلى أن المعلومات بشأن العربي الإسرائيلي ما زالت تخضع لأمر حظر نشر. على صعيد متصل, كلف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضابط الإحتياط في الجيش ليؤور لوتين بإدارة ملف الجنود الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة. ويشير هذا النبأ إلى احتمال انطلاق مفاوضات مع “حماس” لاستعادة المفقودين, حيث جرت العادة في إسرائيل على تكليف شخصيات في مثل هذه الملفات حال بدء المفاوضات من أجل استرجاعهم.

من ناحية أخرى, نظمت حركة “حماس” مساء أول من أمس, أحد أكبر عروضها العسكرية في مدينة غزة إحياء للذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي, وجاب مئات المسلحين من مقاتلي الجناح المسلح للحركة “كتائب القسام” الشوارع الرئيسية لمدينة غزة. وافتتحت “كتائب القسام” على هامش العرض العسكري نصباً تذكارياً في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة, عبارة عن ناقلة جند إسرائيلية تخترقها يد عملاقة, تحمل ثلاث سلاسل إحداها تحمل اسم الجندي الإسرائيلي الأسير لدى القسام شاؤول أرون ورقمه العسكري, وإثنتان تحملان علامتي استفهام, تشيران بحسب رأي فلسطينيين إلى أسيرين آخرين. وكشفت “كتائب القسام” للمرة الأولى عن صاروخين جديدين مصنعان محلياً يحملان مواصفات متطورة. وأعلنت “حماس” على لسان المتحدث باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة أن الصاروخين يحملان اسمي “شمالة SH”, و”عطار A”, تيمناً بالقائدين محمد أبو شمالة ورائد العطار اللذين اغتالهما الجيش الإسرائيلي في غارة جوية. وقال أبو عبيدة إن “كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية تفرض اليوم وقائع جديدة على الأرض, وتغير قواعد وتكسر حواجز وتجبر العدو على قبول ما لم يكن يقبل به من قبل”.

 

أردوغان يكلف أوغلو بتشكيل الحكومة الجديدة

أنقرة – ا ف ب: كلف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان, أمس, رئيس الوزراء المنتهية ولايته احمد داود أوغلو بتشكيل الحكومة الجديدة, بعد مرور شهر على الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزبه. وذكرت الرئاسة في بيان مقتضب على موقعها على الانترنت ان اردوغان كلف رئيس حزب “العدالة والتنمية” داود اوغلو بتشكيل حكومة جديدة خلال محادثات في القصر الرئاسي في انقرة. ولدى داود اوغلو مهلة 45 يوما لتشكيل حكومة ائتلافية, وفي حال الفشل يمكن الدعوة الى انتخابات مبكرة.

 

وفاة وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل

 وكالات/ ٩ تموز ٢٠١٥/نعت السعودية وزير خارجيتها الأسبق الأمير سعود الفيصل، الذي توفي في ولاية لوس انجلوس الأميركية، عن عمر يناهز الـ 75 سنة بعد صراع مع المرض. والفيصل شغل منصب وزير الخارجية بين العامي 1975 إلى 2015، وهو ابن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود. حصل الأمير سعود الفيصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة "برنستون" في ولاية نيوجيرسي عام 1964، وبدأ بتسلم المسؤوليات انطلاقاً من وزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن - بترومين. ومن بعدها عين نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط في عام 1970، وفبعد عام عيّن وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية. وفي عام 1975، صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية ليقود السياسة الخارجية لبلاده في عهود شهدت عواصف وازمات مصيرية في منطقة الشرق الأوسط.

 

الجبير: السعودية تتصدى لشغب إيران في المنطقة و"داعش" لم يرتكب أعمالاً إجرامية ضد الأخيرة

 وكالات/ ٩ تموز ٢٠١٥/اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن السعودية تتصدى لشغب إيران في المنطقة، مذكّراً بأن 'داعش ارتكب أعمالاً إجرامية ضد العرب ولم يرتكب أي جريمة ضد إيران”. وجاء حديث الجبير خلال زيارته للأردن، حيث تحدث عن 'تطابق كامل في موقفي السعودية والأردن تجاه قضايا المنطقة”، كما شدد على أن 'استقرار الأردن أمر مهم بالنسبة للسعودية”. وفي سياق آخر، قال الجبير: 'نعتمد على أنفسنا وليس على أميركا في الحفاظ على مصالحنا”، إلا أنه شدد على أن 'علاقاتنا بالولايات المتحدة استراتيجية.. واشنطن تدعم عمليات التحالف في اليمن”. من جانبه قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن 'العلاقات الأردنية السعودية عميقة وراسخة”.

 

نتنياهو يحمل حماس المسؤولية عن حياة إسرائيليين دخلا غزة قبل نحو عام أحدهما إثيوبي والثاني بدوي.. والحركة تطلب إطلاق سراح أسرى «صفقة شاليط» قبل أي معلومات

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/10 تموز/15/أعلنت إسرائيل رسميا أمس، اختفاء مواطنين إسرائيليين اثنين داخل قطاع غزة منذ قرابة عام، واتهمت حركة حماس باحتجاز أحدهما على الأقل. وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة والقطاع، الميجر جنرال يؤاف مردخاي، إن «مواطنين إسرائيليين موجودان حاليا في قطاع غزة، وإن حركة حماس تحتجز أحدهما، وهو رجل من مواليد إثيوبيا يبلغ من العمر 29 عاما من سكان أشكلون (عسقلان)». وأضاف مردخاي في بيان: «هذا الرجل الذي يدعى أفراهام منغيستو قد اجتاز بمحض إرادته السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي ودخل القطاع. وتوجهت إسرائيل بطلب إلى جهات دولية وإقليمية لاستيضاح مصير هذا المواطن، مطالبة بإعادته إلى إسرائيل على الفور». وجاء في البيان أيضا أن الإسرائيلي الآخر الموجود في قطاع غزة هو من أبناء الأقليات، دون أن يفصح عن اسمه، مستدركا أن هذا المواطن سبق له أن اجتاز الحدود إلى غزة مرات عدة، في إشارة إلى بدوي عربي يقيم في منطقة النقب. وأكد مردخاي أن إسرائيل ستواصل بذل جهودها بهدف طي ملف القضية.

وجاء الكشف عن وجود إسرائيليين في قطاع غزة، في الذكرى الأولى للحرب على القطاع، وبعد يوم من تصريحات لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، بأن إسرائيل طلبت من حماس تسلميها اثنين من الإسرائيليين الأحياء، وجثتين لجنديين.

وركزت إسرائيل على منغيستو أكثر من الآخر البدوي باعتباره عربيا ومن المستبعد أن يجري التعامل معه في غزة كأسير إسرائيلي. ولم تعقب حماس على الأنباء الإسرائيلية، وقال مسؤولو الحركة إن هذا الملف مغلق في هذا الوقت. وقال القيادي في الحركة محمود الزهار إن أي معلومات لن تنشر قبل إطلاق إسرائيل سراح أسرى صفقة شاليط، في إشارة إلى الأسرى الذين أطلقوا بموجب اتفاق تبادل بين إسرائيل وحماس، وأعادت إسرائيل اعتقالهم، بعدها، على فترات.

لكن مصدرا أمنيا إسرائيليا كبيرا قال لوسائل إعلام إسرائيلية، إن حماس تجاهلت الطلب الإسرائيلي بتسليم منغيستو، وادعت أنها اعتقلته وحققت معه، ومن ثم أطلقت سراحه عندما تبين أنه ليس جنديا ويعاني من اضطراب نفسي.

ويشير ذلك إلى المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين، التي أشارت إليها «الشرق الأوسط» في عددها أمس. ورفضت إسرائيل التسليم برد حماس. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس: «إننا نعمل على إعادة المواطنيْن الإسرائيلييْن اللذين اجتازا الجدار الحدودي إلى غزة، ونعتبر حماس مسؤولةً عن سلامتهما. لقد عيّنتُ مندوبا شخصيا عنّي للعمل على تنسيق النشاطات المتعلقة بهذه القضية والاتصال مع العائلات». وكان نتنياهو كلف الكولونيل احتياط ليئور لوتان، رئيس قسم شؤون الأسرى والمفقودين في الجيش، بترؤس الطاقم الذي يتعامل مع قضية احتجاز منغيستو. وأضاف نتنياهو: «لقد تحدثت أمس مع والدي أفراهام منغيستو ومع شقيقه، وقلت لهم إننا منذ الاطلاع على هذه القضية لا نوفر جهودا لإعادته إلى إسرائيل. وقد اتفقنا على أننا سنلتقي قريبا».

وتابع: «أتوقع من المجتمع الدولي الذي يعبر عن قلقه من الوضع الإنساني في غزة، أن يدعو بصوت واضح إلى الإفراج عن هذين المواطنين، وأن يهتم بإعادتهما». كما جاء في بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية، هناك «معلومات موثوق بها» تفيد بأن منغيستو، وهو من مواليد 1986 ويقيم في عسقلان، أقرب المدن الإسرائيلية لقطاع غزة، «محتجز رغما عنه لدى حماس في غزة». وأضاف البيان: «تتعامل أيضا مع قضية أخرى تخص واحدا من عرب إسرائيل محتجزا في غزة».

وقال مصدر أمني إسرائيلي مسؤول: «إن ادعاءات حركة حماس بأنها لا تحتجز المواطن الإسرائيلي منغيستو كاذبة ومغرضة»، مضيفا: «إن الاعتقاد السائد لدى أجهزة الأمن هو أن منغيستو على قيد الحياة، وأن حركة حماس تحتجزه لغرض المساومة في أي عملية تفاوض مستقبلية مع إسرائيل». وأعرب المصدر عن أمله في أن يساهم نشر تفاصيل هذه القضية في تحريك الإجراءات لإخلاء سبيل منغيستو.

وأكد المصدر أن ملابسات قيام منغيستو باجتياز الحدود إلى القطاع لا تؤثر على التزام إسرائيل بإعادته. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن منغيستو دخل إلى غزة بكامل إرادته. وقالت صحيفة «هآرتس» إنه عانى في السابق من مشكلات نفسية، وأنه على ما يبدو كان تحت تأثير الكحول عندما قرر عبور السياج الحدودي مع غزة، موضحة أن كاميرات المراقبة التابعة للجيش رصدته، لكن الجنود في برج المراقبة ظنوا أنه متسلل فلسطيني ويريد العودة إلى القطاع، فلم يعترضوه. وتضاربت الأنباء والروايات حول حقيقة دخول منغيستو والعربي البدوي إلى القطاع ومصيرهما. وقال مصدر فلسطيني إن حماس أخلت سبيل مغنيستو ثم غادر القطاع إلى مصر عن طريق الأنفاق. وقال مصدر فلسطيني آخر إنه جرى تسليم الشاب إلى الصليب الأحمر، لكن إسرائيل رفضت تسلمه بحجة أنه لا يوجد مواطن إسرائيلي مفقود. فأعاد الصليب الأحمر الشاب إلى حماس وتم تسليمه إلى جهاز الأمن التابع للقسام. ولم يتطرق أحد إلى مصير البدوي أو ما جرى معه. وهاجمت عائلة منغيستو المسؤولين الإسرائيليين على طريقة تعاملهم مع القضية التي فرض عليها تعتيم كامل حتى أمس. وقال متحدثون باسم العائلة، في مؤتمر، إن الجيش كذب عليهم طيلة عام كامل. وأضافت العائلة أنها قررت الكشف عن القضية بعدما أبلغتها الجهات المعنية أنها لا تملك أي معلومة عن مكان ابنها وعدم حصول تطورات في التحقيقات. ووصف العائلة سلوك أجهزة «الدولة» بأنه ينطوي على ما هو أكثر من عنصرية (معاداة السود)، واصفة التعامل بأنه كان عنصريا ولا ساميا. وقال يالو منغيستو شقيق أفراهام: «لو كان أخي شابا أبيض لكان التعامل اختلف كليا مع هذه القضية وأصبح أكثر جدية». وأثارت قضية الإسرائيليين عاصفة في إسرائيل، إذ انتقد سياسيون وصناع قرار وأعضاء كنيست عدم علمهم بالأمر. وقال عضو المجلس الوزاري السياسي - الأمني المصغّر، السابق، يعقوب بيري، إنه عرف بالأمر من خلال نائبة الكنيست بنينا تامانو شاتا، التي هي أيضا من أصول إثيوبية، فيما بدا رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، تسحي هنغبي، مستغربا أنه لم يكن يعرف عن القضية. وكتب المحلل في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل: «تعكس قضية اختفاء الشاب الإسرائيلي منغيستو، في قطاع غزة، التعامل الغريب للدولة وأجهزتها الأمنية، من لحظة دخول منغيستو إلى القطاع، في من العام الماضي، ولحين سماح المحكمة بنشر معلومات عن الحدث». وأضاف هرئيل: «الحكومة الإسرائيلية ما كانت تجرؤ على فعل ذلك لولا أن العائلة هي عائلة من أصول إثيوبية»

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تحرقوا الخيمة

 غسان شربل/الحياة/10 تموز/15

< أحب الشبان الذين يغلي الدم في عروقهم. أو تفترسهم طموحاتهم. لكن حين يكون المتحدث وزير خارجية البلاد عليه ألا ينسى صفته. وألا يتجاهل الجغرافيا ولا الديموغرافيا. وألا يتنكر للتاريخ. فهو يعرف تركيبة لبنان وأوضاع محيطه. وحراجة اللحظة الاقليمية الحالية. ثم ان الديبلوماسية تعلم العثور على الملائم من التعابير. وتفرض قيوداًً على حركة الأيدي والأصابع. ويعرف أيضاً ان اللبنانيين المعذبين الصابرين يتطلعون الى السياح والصيف لا إلى تعميق أزمة المكونات وتسهيل استيراد النار المجاورة. وهو يعرف بالتأكيد ان اسم الرئيس تمام سلام لا يمكن إدراجه على لائحة المعتدين على صلاحيات الرئاسة. وان الاتهامات بلا دليل تقود الى وسم المتهم بالتضليل. أقول ذلك لأنني سمعت من رؤساء الحكومات ان جبران باسيل وزير نشط يدرس ملفاته. ثم انه يستعد لوراثة زعامة تيار واسع وازن في بيئته.

لا تحرقوا الخيمة. حكومة تمام سلام هي في النهاية خيمة منصوبة فوق مكونات خائفة. والخوف مفهوم لدى كل طرف. خسارة «سورية الممانعة» ليست مجرد مشكلة لـ «حزب الله» في حال حصولها. انها كارثة تفقده عمقه والشرايين المضمونة لتدفق المساعدات الإيرانية. ونجاة النظام السوري ليست مشكلة لتيار «المستقبل» وبيئته بل هي كارثة. أما المكون المسيحي فلا يجد غير أسباب للخوف حين يلتفت الى مصير مسيحيي العراق وسورية وتمزق الخرائط على وقع النزاع الشيعي- السنّي المتزايد الالتهاب من باكستان الى لبنان. ولعل المشترك بين المكونات هو رهانها على مجريات معارك أكبر منها.

وعلى رغم ضراوة الحرب الأهلية - الإقليمية في سورية والإطلالة المدوية لـ «داعش» و»الخليفة» و»النصرة» وحز الرؤوس والفتك بالأقليات احتفظ لبنان بهدوئه. رأينا الحكومة تجتمع وتتجاوز الامتحانات. ورأينا «حزب الله» وتيار «المستقبل» يتحاوران على رغم التناقض الصارخ بين القاموسين. ورأينا العماد ميشال عون يتدرب على رقصة الود مع الرئيس سعد الحريري محيلاً الى التقاعد مواقف خلطت أحياناً كثيرة الاتهامات بالتجنيات والأرقام بالأوهام. هذا الهدوء اللبناني الغريب دفعنا الى الإشادة بحكمة السياسيين اللبنانيين وتعقلهم وحرصهم على سلامة البيت اللبناني. لبنان بلا رئيس للجمهورية. لكن المعركة مفتوحة ومحتدمة. لم يكن سراً ان عون يصر على ان يكون الرئيس المقبل. ويعتبر انتخاب أي شخص آخر اعتداء عليه وإصراراً على تهميش المكون الذي ينتمي اليه. واضح انه يعتبر المعركة الحالية بمثابة المعركة الأخيرة ذلك ان الثمانينات، أطال الله عمره، لا تساعد على الإنتظار. ويصعب على عون تقبل أن تعطي جمهورية الطائف قصر الرئاسة لجنرالين يفتقدان الى شعبيته أحدهما «ممانع» والثاني «وفاقي». ولا قدرة له بالتأكيد على احتمال رؤية القصر يسقط مجدداً في عهدة جنرال ثالث لا يكون اسمه ميشال عون. يعتبر عون انتخابه رئيساً للجمهورية مكافأة له على تاريخه وإلغاء للغبن الذي لحق بـ «حقوق المسيحيين». تعترض طريق الجنرال عقبات ليست يسيرة. لا يملك الأكثرية النيابية اللازمة إذا عُقدت جلسة الانتخاب. ثم ان حلف الأقليات أُصيب في حلقته السورية، و»حزب الله» لا يبدي استعداداً لارتكاب مغامرة حوثية.

اختار عون خوض المعركة انطلاقاً من لغة المكونات. أي من كونه الأوسع تمثيلاً في صفوف المسيحيين ما ذكّر بلغة بشير الجميل على رغم اختلاف الحقب والتحالفات. حجته ان الطوائف الأخرى تتمثل غالباً بالأقوى أو من يمثله وهو محق في ذلك. في الآونة الاخيرة ذهب بعيداً في لعبة المكونات. طالب بتحرير انتخاب النواب المسيحيين من الصوت المسلم عبر «القانون الارثوذكسي» الذي يسمح لكل طائفة باختيار نوابها. طالب أيضاً بانتخابات تمهيدية للرئاسة داخل المكون المسيحي.

بلغ الامر حد وضع امتحان الرئاسة على شفير الفيدرالية. لا يستقيم لبنان على قاعدة تهميش مكون رئيسي سواء كان مسيحياً أم سنّياً أم شيعياً. ومن حق من يعتبر نفسه مغبوناً أن يتحرك ويحتج. المقلق هو إحياء التوتر بين المكونات واستهداف قوى اتخذت قرارات جريئة وصعبة في الوقوف ضد التطرف. المقلق هو ان نتناسى خطورة التوقيت وان سورية التي نعرفها راحت وان باب الاهوال مفتوح على مصراعيه.         

تبقى أسئلة لا بد من طرحها. هل كان تحرك أمس مجرد اختبار لأعصاب تمام سلام أم هو أبعد من ذلك؟ هل أعاد العماد عون قراءته لأوضاع المنطقة في ضوء التفكك السوري وهبوب رياح الأقاليم؟ هل يعتقد ان الضمانة للمسيحيين في لبنان هي إعادة رسم حدود اقليمهم داخل الدستور قبل الجغرافيا؟ وما هو موقف «حزب الله» وقبله إيران؟ لا بد من الإنتظار لمعرفة ما إذا كان ما شهده لبنان أمس سحابة صيف أم أخطر.

 

لبنان: تصعيد خارج السياق

وليد شقير/الحياة/10 تموز/15

يمر الوضع في لبنان بمفارقة عجيبة غريبة هذه الأيام، فيشهد تصعيداً لأزمته السياسية بمنحى يوحي بأنه منفصل عما يجري في المنطقة. فالأزمة السياسية المتعلقة بالشغور الرئاسي الذي هو أصل التأزم الراهن، تتجه نحو درجة من السخونة، بعناوين تبدو للوهلة الأولى أنها داخلية صرفة، وأنها خارج سياق ذلك الارتباط المعروف، لما يدور على أرض البلد الصغير بالصراع الإقليمي، وبخيارات الرئيس الإقليمية وبمواقفه حيال المحاور القائمة، وبانتظار التسويات الخارجية التي تفك أسر الرئاسة فيها كورقة يمسك بها فريق الى أن يحين موعد الإفراج عنها. وفي وقت شهد التفاوض على النووي الإيراني اتفاقاً على خفض تخصيب اليورانيوم، يشهد لبنان ارتفاعاً في درجة «تخصيب» المشاعر الطائفية حول الصلاحيات وآليات ممارسة السلطة، في شكل غير مسبوق. وفي وقت يجري الحديث بين الدول الكبرى على الإبقاء على حظر توريد الأسلحة الى إيران ومنع تصديرها للأسلحة، فإن فرقاء لبنانيين يستلون أسلحة من النوع الذي قضى إنهاء الحرب الأهلية في لبنان منذ عام 1990، بالإقلاع عنها وبتجريد من يستخدمونها منها. والحديث هنا عن أسلحة التعبئة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، والتي لا أفق لها لأن لا مجال لإيصال هذه التعبئة الى درجة استخدام الأسلحة النارية لتحقيق غايتها. بل ان ما يدل على أن التأزم الأخير الذي يشهده لبنان هذه الأيام بفعل رفع تيار أساسي ووازن فيه، مثل العماد ميشال عون شعار «استعادة حقوق المسيحيين المسروقة»، هو خارج السياق الطبيعي لما يجري في الإقليم، هو أن همّ قادة المنطقة والقادة اللبنانيين كيفية تجنب الانزلاق الى الفتنة المذهبية السنية الشيعية، فإذا بالتعبئة المسيحية - الإسلامية تطل برأسها، لتعيد لبنان الى نقطة الصفر، فوق ما يتحمله السنّة والشيعة معاً.

ومع أن مناصري عون يستظلون الجنون «الداعشي» والإرهاب التكفيري الذي يطاول المسيحيين في سورية والعراق ترهيباً وتهجيراً، ربطاً بما يجري في المنطقة، لممارسة التعبئة التي يمارسونها، فإنهم يتجاهلون ضرر ممارسات الإرهاب وثقله على السنّة والشيعة معاً في أرجاء المنطقة، وفي عقر دول الخليج، فيجهضون بذلك أي أحقية لهم في إثارة ما يعتبرونه مظالم تقع عليهم نتيجة لعدم التسليم بالرئاسة لمن يمثلهم. لن تتوقف الطوائف اللبنانية قاطبة عن تضخيم مظالمها، وتظهيرها بحكم النظام الطائفي الذي يحكم لبنان، ومن ضمنها الطائفة المسيحية. من الطبيعي أن يشمل هذا التضخيم الذي بات جزءاً روتينياً من الحياة السياسية اللبنانية، الطائفة المسيحية، تارة تحت شعار الخصوصية، وأخرى بحجة التوازن وثالثة باسم المشاركة، وفي الآونة الأخيرة، وفي معرض طرح حقوق المسيحيين، أثيرت حجة «الداعشية» ضد المسيحيين في المكان الخاطئ، بهدف تضخيم الظلامة التي تلحق بهم. فاتهام رئيس الحكومة اللبنانية تمام صائب سلام، أحد رموز الاعتدال والانفتاح والحداثة والوسطية، بالممارسة السياسية «الداعشية»، كفيل وحده بجعل هذه التعبئة لا تستقيم. كل ذلك يجعل التصعيد الذي يتحكم بالمشهد اللبناني خارج السياق الإقليمي والدولي ويضعه في خانة العبثية. وإذا كان مطلب قوى كثيرة، لا سيما خصوم «حزب الله»، هو تحييد لبنان عن الصراع في سورية والمحاور الإقليمية، وبالتالي دعوة الحزب الى الانسحاب من الحريق السوري، لتجنيبه مفاعيل ربطه بها، لم يلق التجاوب، فإن محاولة إلباس فرقاء داخليين ثوب «الداعشية»، هو محاولة غير واقعية لإعادة ربط لبنان بأزمات المنطقة، يتخوف منها المسيحيون قبل غيرهم لأنه يصعب إقناعهم بأن تمام سلام أو سعد الحريري يمكن وصمهما بهذه الصفة، حتى لو اقتضت التعبئة الإعلامية ذلك. وحتى الجمهور المتعاطف مع طموح عون لما يقول إنه استعادة للحقوق سيتردد بالاقتناع لإدراكه أن حليف عون نفسه، «حزب الله»، يستعين برمزية سلام والحريري من أجل مواجهة «الداعشية»، وحتى ما هو أقل منها خطراً على لبنان

 

رسالة غاضبة إلى الجنرال الغاضب دائمًا

نديم قطيش/الشرق الأوسط/10 تموز/15

الجنرال ميشال عون يحرق نفسه. إدارته لما يرى نفسه مستحقًا له، تثير الشفقة.. تثير الغثيان.. وتثير الرعب من المستقبل الذي يعدنا به ما لم نلبِّ مطالبه. «ستين سنة عَ الجمهورية والرئاسة»، يقول في مقابلة أخيرة، ويحاجج بأنه ليس صاحب فكرة «عون أو لا أحد». يهددنا نحن المواطنين بستين سنة بلا دولة وبلا جمهورية، وهو لن يعيش بيننا خلالها أكثر من سنوات قليلة، على الأرجح، سيتركنا بعدها أسرى لنتائج شهوة آخر العمر! آسف لاستعمال هذه العبارة، لكن آن الأوان لأن يقال له: «زهقنا»! «زهقنا» من سلوك ادعاء الضحية.. فأنت ضحية في المنفى، الهارب إليه عام 1989 من معركة كنت تعرف أنها خاسرة. وضحية في لحظة طردك سعد الحريري من رئاسة الحكومة والبلاد، وهو زعيم أغلبية برلمانية متنوعة تشبه لبنان، وأغلبية لم ولن تحلم بحيازتها. وضحية حتى في الحكومة التي وقفت يومًا وقلت إنك للمرة الأولى تختار رئيسها مع حلفائك. وضحية في الحكومة نفسها التي شكلتها مع حزب الله وترأسها نجيب ميقاتي، وحزت فيها عشرة مقاعد لم ينتج عن واحد منها قصة نجاح يعتد بها لا في الإصلاح ولا في التغيير.

«زهقنا» من شهيتك الحادة والدائمة للحصول على مبتغاك بسياسة تكسير الرؤوس ودوس الكرامات ومنطق العنفوان المرضي! كأن المناصب والمكتسبات السياسية تلال وهضاب تسقطها بالقصف المدفعي، أو حقول رماية تزرعها رصاصًا.

«زهقنا» من عنادك على أخذ البلاد إلى الأسر، بحجة التمثيل المسيحي، وبكذبة الرئيس القوي، «الذي تأتي به كل طائفة»، بحسبك، فيما تمنع طائفتك من ذلك.

ماذا كانت الصفة التمثيلية للرئيس سليم الحص عندما شكل حكومة.. بداية مشروع إنهاء رفيق الحريري عام 1998؟ حسنًا كنت أنت في المنفى!

ماذا كانت الصفة التمثيلية، بمعيار القوة الذي تخاطبنا به، عندما سميت مع حلفائك الرئيس نجيب ميقاتي رئيسًا للحكومة؟

بل ما الصفة التمثيلية الآن للرئيس تمام سلام، التي بموجبها ترأس الحكومة الحالية، ما لم تكن هذه الصفة أنه يمثل تقاطعًا مقبولاً بين جميع مكونات الحكومة الحالية؟ هل من يمثل تقاطعًا بين الجميع هو الرئيس القوي، بالمعيار العوني للقوة؟!

أنت، يا حضرة الجنرال، عندما تتحدث عن احتكار الطوائف تسمية الرؤساء الأقوياء، تتحدث عن حالة من الشذوذ الكبير في الحياة السياسية والوطنية اللبنانية، يمثلها التدخل المباشر لسلاح حزب الله في تقرير السياسات العامة أو معظمها، كما في حماية حصته في كل مرة يعاد فيها تكوين السلطة.. في الانتخابات وبعدها، أو إثر سقوط حكومة والبحث في تشكيل أخرى. الأخطر أنك تسعى علنًا للتماهي مع هذا الشذوذ الذي تمثله الشيعية السياسية، «دونًا» عن كل المذاهب الأخرى، بما فيها الحالة الدرزية رغم كل خصوصيتها العددية والجغرافية وطبيعة تكوين الزعامة فيها تاريخيًا. بل تبدو راغبًا بحدة، في إنتاج «مارونية سياسية» تماثل «الشيعية السياسية» الراهنة بكل ما ينطوي عليه ذلك من ثقافة الإلغاء التي لا تعرف غيرها!

ولهذا الغرض، تغرق الناس في التعميم وفي التعتيم، وتركز هجومك على الرئيس سعد الحريري، اللبناني الأخير في هذا البلد، بما يمثله من إرادة وتصميم على ممارسة العيش الواحد وعدم الاكتفاء به شعارًا بلا محتوى.

ما تريده هو تحالف أقليات خائفة ومذعورة ومستَنفَرة، وهذا ما يفسر التعميم والتعتيم.. لأنه مشروع مخجل.. مشروع مخزٍ. «لبنانيتك» السابقة تعرف ذلك جيدًا، قبل أن تكتسب كل عناصر الجنون المذهبي.

وتعرف أكثر أن التحاقك باستراتيجية الشيعية السياسية، لا يعطيك شيئًا حتى الآن إلا دور المُستَخدَم عن مشروع ولاية الفقيه، القائم على تفعيل ديموغرافيات مذهبية محددة واستثمارها في مشاريع الحروب الأهلية؛ الباردة والساخنة، في المنطقة.

«زهقنا» ونحن نراك تستهلك كل شيء للوصول إلى ما تراه حقًا مكتسبًا مفروضًا على الآخرين بقوة الطبيعة والتاريخ. وحين أقول «كل شيء» أعني ذلك حرفيًا، بما في ذلك استهلاك الأقربين إليك.

لك صهران يعملان في الشأن العام، يقول عنهما حكيم من حكماء لبنان، إن أحدهما يتمتع بنقطة قوة وحيدة؛ هي مصاهرتك، والآخر مُبتلى بنقطة ضعف وحيدة؛ هي مصاهرتك أيضًا. نعم، يستحق صهرك العميد شامل روكز قيادة الجيش.. كفاءته تستحق، ووطنيته تستحق، لكنك لا تفعل سوى أنك تحرمه وتحرم الجيش من كفاءته ووطنيته، لأنك تعتبر الرئاسة وقيادة الجيش وعشرات المناصب الأخرى حقوقًا مكتسبة لا تستأهل التسويات مع الآخرين والتفاهم معهم. أما مَن نقطة قوته الوحيدة تكمن في مصاهرتك، فيمضي بلغة أكبر منه وأكبر من البلد، آملاً في إحراق فرص عديله، العميد روكز، لأنه لا يراه إلا غريمًا في توزيع إرثك، مغلفًا ذلك بالدفاع المزيف عن حقوق المسيحيين. «زهقنا» من وطنيتك المزعومة في هذه اللحظة التي تمر فيها المنطقة بأحد أخطر الزلازل الكيانية، فيما أنت لا تقوى على رؤيتها إلا فرصة لمعانقة التاريخ من على كرسي رئاسة الجمهورية! ماذا فعلت هذه الوطنية سوى تغطية حزب الله في كل مغامرات وجرائم سلاحه؟ في حربه في سوريا التي لن نرث منها إلا عقودًا من الكراهية، كأنما ينقص تاريخ العلاقات المعقد بين البلدين أسباب إضافية للحقد والضغينة.. وفي حربه على اللبنانيين اغتيالاً واشتباكًا. أين هي نقطة المنتصف التي تلاقي الآخرين إليها، لحد أدنى من الشراكة التي تنادي بها؟ «زهقنا» من هراء الميثاقية الذي، للأمانة، تعد أنت أعلى أصواته، في وقت يزدهر فيه هذا الهراء عن معظم القيادات المسيحية، تارة بعنوان اقتراح اللقاء الأرثوذوكسي، وأخرى بعنوان «فيدرالية مزورة»، (لستُ ضد الفيدرالية)، وثالثة بنعي التجربة الدستورية اللبنانية الحالية بمفردات مبهمة وغائمة لا تفصح عن أفق إصلاحي حقيقي للنظام، بقدر ما تفصح عن رغبة في تعديل آلية تقاسم المكتسبات داخل النظام السياسي!!

«زهقنا»، وتعبنا. يكفيك ربع قرن من أعمارنا. الخط مقفل.. يرجى عدم المحاولة مرة أخرى.

 

أبعد من"إنتفاضة"عون

نديم قطيش/المدن/09 تموز/15

حين إختار الجنرال ميشال عون عام ٢٠٠٥ الإلتحاق بحلف سياسي مواجه لقوى ١٤ آذار لم يكن يعبِّر فقط عن ردة فعل على ما سماه يومها ويسميه اليوم حقوق المسيحيين وأزمة الشراكة في البلد. ثمة من يذهب أبعد من ذلك الى القول أن عودة الجنرال نفسها الى لبنان كانت بإتفاق مسبق وتنسيق دقيق بينه وبين مجموعة سياسية قريبة من النظام السوري، تصدرها السياسي المخضرم كريم بقرادوني ولعب فيها إميل إميل لحود دور صمام الأمان الذي يطمئن عون، بإسم النظام الأمني، أن عودته لن تفتح في وجهه ملفات الماضي!

لا شك أن ثمة أخطاء حصلت تجاه الجنرال منذ قراره العودة الى لبنان. إستقبلته عبارة التسونامي الجنبلاطية يومها. تلت ذلك إدارةٌ للإنتخابات النيابية، وتشكيلٌ للحكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة لم ينجحا في إستيعاب شهوات الجنرال العائد.

سيكون من الصعب الجزم، أي من العاملين أنتج تموضع عون السياسي. فالدافعان، ينتمي كل منهما الى قراءة سياسية وإستراتيجية متكاملة لواقع النظام اللبناني وعلاقات طوائفه ببعضها البعض، بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والسقوط العملي للإدارة السورية للبنان.

غير أنه من الصعب أيضاً الإعتقاد ببساطة أن الإستجابة لشهوات الجنرال، التي يعتبرها دوماً حقوقاً مكتسبة، كانت ستبقيه في كنف قوى الرابع عشر من آذار. وهذا يعزز فرضية أن تموضعه هو قرار متخذ سلفاً وليس ردة فعل على أداء معين. “فالعونية” كحالة سياسية هي في وعي ولا وعي جزء من المسيحيين، حالة سوسيولوجية سياسية، تنطوي على تضاد حاد مع المسلمين، وهم هنا السنة تحديداً.

يدرك الجنرال أن الحالة السياسية التي يمثلها حزب الله هي موجة صاعدة وقوية، إنما بلا مستقبل سياسي جدي، لإعتبارات ترتبط بطبيعة حزب الله كجهاز أمن أولاً وأخيراً، تُعد السياسة جزءاً من عدة شغله وليس من تكوينه. أو أن تحوله الى السياسة سيبدد الكثير من سطوته وقوته التي هو عليها اليوم. ويدرك الجنرال في المقابل أن السنية السياسية التي تمثلها الحريرية هي حالة متجذرة وتمتلك مرتكزات واقعية في النظام وفي إدارة الدولة وهي الخصم البعيد الأمد الذي سيكون عليه منازعته وتجميع أوراق القوة في وجهه!

بهذا المعنى لاح لعون أن ركوب موجة حزب الله يعينه على إستخدام الشيعة للتسوية لاحقاً مع السنة.

ما لا يدركه الجنرال أن هذا البعد العميق لتموضعه السياسي إنقلب اليوم رأساً على عقب، بحيث بات هو مطية لمشروع حزب الله في لعبة تعديل التوازنات داخل النظام السياسي اللبناني، وليس العكس.

فالمواجهة الاخيرة التي يخوضها لن توصله الى بعبدا، بل ستُطيل أمد الفراغ وتُفاقم ترهل النظام وتُنهك الصيغة الميثاقية، بما يفتح المجال، كما يريد حزب الله، أمام تعديل النظام السياسي.

الملاحظ أنه في الوقت الذي يتمسك حزب الله بإنتخابه رئيساً، فإن المعركة الخفية التي يخوضها الحزب تتعلق بما يسمى “آلية عمل الحكومة”! هذا العنوان هو الإسم الحركي الأخير للمعركة نفسها التي يخوضها الحزب والثنائي الشيعي عموماً منذ لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهي معركة حول حصة الشيعية السياسية من قرار السلطة التنفيذية في لبنان!

مرت هذه المعركة بمسميات عديدة. عشناها مع تركيبة التحالف الرباعي الذي كان المحاولة الأخيرة للإبقاء على المنطق الداخلي لإتفاق الطائف بوصفه إتفاقاً بين المسلمين والمسيحيين. فزمن الإتفاق، لم يكن الإنقسام السني الشيعي بالحدة التي هو فيها اليوم، وبالتالي قامت التسوية على قاعدة مناصفةٍ تجمع المسلمين في خانة واحدة والمسيحيين في خانة ثانية، قبل أن يكتشف المسلمون أنهم ليسوا واحداً وأن مفردة المسلمين داخل النظام السياسي اللبناني اليوم لا تعني ما عنته قبل ربع قرن، أو ما عنته منذ تشكل الكيان!

وعشنا هذه المعركة بمسمى “الثلث المعطل (أو الضامن)” في الحكومات التي تشكلت بعد  إنتخابات العام ٢٠٠٥”. ثم بصيغة الوزير الملك” في حكومة الرئيس سعد الحريري، ليتضح في لحظة إستقالة وزراء فريق حزب الله أن الوزير الملك ليس سوى أداة بيد حزب الله.

ثم عشنا المعركة نفسها في الحكومة الحالية بإستبدال الثلث المعطل والوزير الملك بإسناد حقيبة المالية الى وزير من الثنائي الشيعي، الذي بوسعه من موقعه أن يقوم مقام الثلث المعطل والوزير الملك. فوزير المال يوقع على كل المراسيم الصادرة عن الحكومة الى جانب تواقيع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية والوزير المختص، ما يعني أنه، وفريقه السياسي من خلفه، يملك عملياً، سلطة الفيتو، بصرف النظر عن دستورية او عدم دستورية حق وزير المال بالإمتناع عن توقيع مرسوم معين من دون تعليل!

هنا كانت المعركة الأساس وهنا تظل. أما مشهدية ما يسمى حقوق المسيحيين فيعرف الجنرال أنها أقلعت مُجهَضَة، ولم تنجح في إستنفار قوى مسيحية كثيرة، تفوق مجتمعة في صفتها التمثيلية المسيحية، صفة عون.  ما يريده حزب الله من إدامة الإعتراض العوني هو الإستمرار في إستنزاف فاعلية النظام السياسي لفرض البحث في تعديله، وهو ما يستطيع حزب الله إنتظار حصوله اطول بكثير من الجنرال عون.  ماذا بعد عون؟ وهل يعني هذا السياق ان لا مضمون واقعياً للاعتراض العوني؟ بالتأكيد لا. فالقادة المسيحيون، في زمن جنون مكونات المنطقة بأقلياتها وأغلبياتها، يتفقون مع الجنرال بمسألة الحقوق والإجحاف، وقصور النظام السياسي “حيالهم”، ويختلفون معه فقط في إفتراضه أنه بشخصه هو الدواء والشفاء. الصراعات المسيحية المسيحية لن تسمح لعون بتصدر تمثيل ما يسمى مصالح المسيحيين، لكن القادة المسيحيين لن يمتلكوا شجاعة مغادرة الهاجس المذهبي والإرتقاء بالحياة السياسية الى مواطنة أكثر وقبلية أقل.  الخوف كل الخوف، أنه بعد عون لن يعدم حزب الله أسباب المضي في معركته لضرب النظام وإسقاط الدولة. فالطائف بحسب حزب الله هو حل لمشكلة لم تعد قائمة وهي تقاسم السلطة بين المسلمين والمسيحيين. المشكلة اليوم هي في تقاسم السلطة بين السنة والشيعة. أما المسيحيون فهم وقود لمعركته وإن بدا لهم أنهم يستعيدون مجداً لن يعود. فشل المسيحيين في تطوير فهم المناصفة، خارج حسابات ماضي ومجد المارونية السياسية، هو أغلى الهدايا التي ينتظرها حزب الله

 

بعد انحسار العاصفة العونية: لا يا جنرال... فعلاً أخطأت العنوان!

النهار/ سمير منصور/10 تموز 2015

والآن، بعد انحسار العاصفة العونيّة، من حق أي مواطن أن يسأل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عن الحصيلة التي تم انتزاعها للمسيحيين وعن الخطوة التالية. بدا واضحاً أن كل ما حصل نهار أمس كان مبرمجاً: يفتعل الوزير جبران باسيل مشكلة في مستهل جلسة مجلس الوزراء مستغلاً وجود كاميرات التلفزة صوتاً وصورة، ليبرر توجيه الفرق المحضّرة سلفاً من الصبايا والشباب صوب الهدف "العدو الغاشم"، صوب السرايا لاستعادة "حقوق المسيحيين" من مغتصبيها وعلى رأسهم تمّام سلام الذي لم يوفّق على ما يبدو في إقناع عون بأنه "غلطان بالعنوان"... وهو حقاً كذلك! وآخر عنوان فرعي لتلك الحقوق هو وقف الاعتداء على مقام رئاسة الجمهورية، وقد أعلن عون اسم المعتدي، وهو أيضاً تمّام سلام!ولأن "الجنرال" مرّ بتجربة مماثلة، فمن المفيد العودة إلى تلك الحقبة والمقارنة بين "عهدين" في كيفية المحافظة على مقام الرئاسة، بكل هدوء وموضوعية، في نقاش يفترض أن يتقبله "رجل الدولة"، أياً يكن، برحابة صدر وعقل ديموقراطي. لو قرر تمّام سلام الاقتداء بميشال عون لكان توجه فور تشكيل الحكومة إلى القصر الجمهوري واتخذ منه مقراً لإقامته واستقبالاته، العامة منها والخاصة، الرسمية والحزبية، ولنظم تظاهرات "الزحف" الجماهيري اليومية إلى بعبدا تأييداً له وتصفيقاً ودعاء بطول العمر... ولاتخذ قراراً في ليلة ليلاء بإعلان "حرب تحرير لبنان من جيش الاحتلال السوري" وزج بالجيش في أتونها وأدار مدافعه في اتجاه "المناطق المحتلة" أي "الغربية" و"الضاحية"، ولكانت باكورة التحرير "فرقة" من التلامذة سقطوا في باص مدرسي على تقاطع الاونيسكو... أوليس هذا ما حصل فور ترؤسه حكومة انتقالية نتيجة عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل ربع قرن؟

ولو كان لتمّام سلام أن يقتدي بميشال عون لاكتفى بحكومة "بتراء" استقال نصف أعضائها قبل أن تولد، ضارباً الميثاقية بعرض الحائط، ولم تنل الثقة في مجلس النواب، إذاً هي غير شرعية وغير ميثاقية، وكان رئيسها حاكماً بأمره، الآمر الناهي، وليس لوزيريه سوى "البصم" و"صُدِّق بالإجماع"، أهذا ما يفعله تمّام سلام اليوم؟ ولو كان لتمّام سلام أن يقتدي بميشال عون لاستمر في مصادرة القصر الجمهوري، رافضاً الاعتراف بانتخاب رئيسين للجمهورية، اغتيل الأول وهو الرئيس رينه معوض بعد أقلّ من شهر على إقامته في مبنى موقت، ومُنع الثاني من دخول القصر لأشهر قبل طرد "الجنرال" بالقوة في تاريخ عرف بـ"عملية 13 تشرين" وقد نفذت بدعم من "جيش الاحتلال" نفسه والنظام الذي بات الحليف الأعزّ للجنرال! قطعاً ليس الهدف من التذكير بتلك الوقائع نكء الجروح ونبش قبور الماضي، لكنها فرضت نفسها بعد قول عون في سياق تصريحاته المتتالية هذه الأيام، وعشية جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي خاض ضدها "أم المعارك": "إن رئيس الوزراء يتصرّف كرئيس للوزراء ورئيس للجمهورية في الوقت نفسه، وهذا أمر مرفوض"، فجاء من يدافع عن رئيس الحكومة ويذكّره بأن تمّام سلام كان يمكن أن "يلبس" تلك التهمة لو تصرف مثله واقتدى به، وان سلام هو من يحافظ على مقام الرئاسة لا من يتغيّب عن جلسات انتخاب الرئيس ويعطل النصاب القانوني المطلوب لانعقادها، وان اول انتهاك لحرمة الرئاسة كان من خلال مصادرة القصر الجمهوري والتمترس فيه وتحويله مقراً لحلقات الدبكة المنبثقة من "شعب لبنان العظيم"... وانه كان في استطاعته، احتراماً لمقام الرئاسة، الاكتفاء بعقد جلسات مجلس الوزراء فقط في القصر الجمهوري، وإذا كان لا بد من بعبدا، فلمَ لم تكن الإقامة في سراياها؟

تلك وقائع كان يمكن تجاوزها لولا الحملة الظالمة التي يشنها عون على الرئيس تمّام سلام، والتي اعطت المدافعين عنه في الحكومة حق الردّ... وثمة سؤال محق ومشروع يمكن أن يطرحه أي مواطن يدفع ثمن توالد الأزمات والخضات: هل ينشد عون التصعيد في الشارع وصولاً إلى إسقاط الحكومة حيث يكتمل عقد تعطيل المؤسسات؟ لمصلحة مَنْ ولحساب مَنْ؟ وما هي الخطوة التالية، هل هي "حقوق المسيحيين"؟ أول غيث "إعلان النيات" قطفه الجنرال بتحييد "الحكيم" سمير جعجع، شريكه في الإعلان، وتعطيل خطره في ظروف مماثلة تفرّد خلالها عون بالقرار في "المناطق الحرة" نواة الفيديرالية الجديدة التي يرفع لواءها هذه الأيام، وقد سبق سامي الجميّل، أبرز دعاتها، بأشواط! وأما الخطاب المسيحي، لكي لا نقول الطائفي، فهو يحتاج إلى خصم مسلم للهجوم عليه وإعلان النصر العظيم. رقصة "التانغو" تحتاج إلى اثنين، فكان لا بد من التصويب على تمّام سلام. هل وجد الجنرال شريكه في الرقص؟ حتى الآن، هو يتحرّش بجهة واحدة من طرف واحد، وفي مكان ما بدأت شظايا حربه الجديدة تصيب حلفاءه، وهم، للتذكير، من غير المسلمين... لا يا جنرال!

 

إلى أحضان الفوضى؟

 نبيل بومنصف/النهار/10 تموز 2015

كل شيء يتبدل ويتراجع ويضعف في لبنان إلا شعبية الزعماء، فلا يخطئن احد التقدير والحساب لهذه الجهة. وبصرف النظر عن مسألة الاحجام والأوزان والانتشار العمودي والأفقي لشوارع الزعامات والتيارات والأحزاب، قد يكون العامل الأكثر مدعاة للاهتمام في الاستجابة البديهية للشارع العوني، التي ما كان يجب التشكيك فيها في التقديرات الجادة، في تحركه الناشئ، انه لا يبالي بنقطة انفصام اساسية جداً بين عنوان عصيان حقيقي على النظام وتحصن مستمر في حضن النظام نفسه. بالمعنى الطبيعي والمبسط يمكن زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون ان يسدد رصاصة الرحمة الى الحكومة بسحب وزرائه من الحكومة لأن ما سرى على الحكومة الاولى للرئيس فؤاد السنيورة عقب استقالة الوزراء الشيعة منها واستمرت بعدها طويلاً لم يعد ممكناً استعادته في الظروف الحالية. غير ان المفارقة التي ترتسم مع الازمة الطالعة تتمثل في "ثورة" عونية تلامس في اتجاهاتها وعناوينها الخطابية وتعبئتها الشعبية حدوداً انقلابية، فيما هي لا تزال منضبطة تحت سقوف النظام والحسابات السياسية التحالفية للفريق الثائر الذي يستبطن ازدواجية في لعنة الحكومة والنظام اللذين هو جزء من تركيبتهما ولا يبارحهما. ثمة رمزية صارخة شكلية في هذه الازدواجية تبرز مثلاً مع تسخير وزارة الخارجية لاجتماع غرفة عمليات وزارية للفريق الحزبي والسياسي الذي يدير عملية المواجهة داخل الحكومة عشية مجلس الوزراء. ثورة على الحكومة من عقر دارها تتهددها بالزعزعة ولكنها تحاذر بلوغ المحظور تماماً كما يجري تحشيد الشارع بعناوين تشيطن الخصم مجدداً ولكن مع التزام محاذرة الطلاق معه. ماذا بعد هذا إذاً؟ نصف حالة انقلابية عالقة ونصف حالة نظامية صامدة ببقاياها المتداعية. نحن نتجه قدماً الى حالة فوضوية عارمة لا أكثر ولا أقل ولو توصل مجلس الوزراء الى احتواء مرحلي موقت للازمة بدليل افتعال صدام بين المتظاهرين والقوى الامنية والعسكرية. إنه توازن سلبي مطلق في لحظة اقليمية شديدة الالتباس والغموض تطل على التحول النووي الكبير الذي لا يترك اي مجال للشك في ان أياً من القوى الاقليمية القابضة على المصير اللبناني ستكون متساهلة الآن حيال اي تحول جدي في لبنان يمكن ان يسجل انتصاراً أو انكساراً لأي من هذه القوى. للقوى اللبنانية عموماً والعماد عون خصوصاً مراس طويل مع ملابسات توقيت التحولات الداخلية على ساعة التحولات الخارجية وأكلافها وموازينها ونتائجها. وإذا كان من غير الجائز التسرع في اطلاق الأحكام المسبقة على التحرك "الثائر" قبل استنفاده، فان لوحة الوقائع والمواقع والموازين الراهنة لا تبقي مجالاً للشك في ان أسرع النتائج المهرولة إلينا هي في الحد الادنى الفوضى الحكومية والسياسية والدستورية التي ستعلق لبنان برمته على صورتها المجهولة الصاعدة.

 

بعدما تحوّل مجلس الوزراء ساحة للمناكفات مطلوب فصل أولويات الناس عن السياسة

 اميل خوري/النهار/10 تموز 2015

لم يعد معقولاً ولا مقبولاً أن يظل الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد في قبضة أهل السياسة وهم يتناحرون بحيث باتت المصلحة الوطنية تقضي بفصل أولويات الناس عن أولويات الوزراء والسياسيين ومصالحهم الشخصية، لا أن تبقى هذه الأولويات جزءاً من خلافاتهم كما هو حاصل اليوم مثل موضوع تأمين تصدير الانتاج الزراعي والصناعي، وموضوع إقرار القروض والمساعدات للبنان لتمويل وتنفيذ مشاريع حيوية وانمائية تستفيد منها كل المناطق، إذ لا يجوز لخلاف على انتخاب رئيس الجمهورية تعطيل عمل الحكومة خصوصاً عندما يتناول مطالب الناس وحاجاتهم اليومية، أو تعطيل عمل مجلس النواب لعدم الاتفاق على تقديم الأهم على المهم. ومن المستغرب أن يكون من يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية هم الذين يتذرعون بذلك ليعطلوا عمل كل المؤسسات. فما هو ذنب التاجر والمزارع والصناعي والعامل كي يدفع الثمن؟! فعلى الوزراء إذاً أن يتفقوا على إقرار المشاريع التي تهم الناس وهم من كل المذاهب والمناطق، وخصوصاً تلك التي تتعلق بمعيشتهم وحياتهم اليومية. أما تلك التي لها طابع سياسي مثل التعيينات وغيرها فليبقَ خلافهم عليها إلى ما شاء الله، لا أن تكون سبباً لتعطيل الاهتمام بأولويات الناس. وعلى النواب أيضاً أن يفصلوا بين المشاريع التي لها طابع سياسي والمشاريع التي لها طابع إنمائي واقتصادي، فلا يعطلون مشاريع تهم الناس مثل الكهرباء والماء والاستشفاء بسبب خلافهم على مشاريع لها طابع سياسي أو شخصي مثل التعيينات من أجل تعطيل آلية تصدير الانتاج الزراعي والصناعي الذي يهم كثيراً من اللبنانيين وفي كل المناطق. ثم ما علاقة إقرار الموازنة العامة والقروض والمساعدات والهبات للبنان بشرط إقرار قانون للانتخابات النيابية واستعادة الجنسية ومشاريع قوانين مماثلة؟

لذلك ينبغي فصل المواضيع الاقتصادية والمالية والانمائية عن المواضيع السياسية، وأن يتم إقرارها بأكثرية النصف زائد واحد إذا تعذّر التوافق عليها لأسباب شخصية أو سياسية. أما الموافقة على المواضيع السياسية والأساسية المثيرة للخلاف فتحتاج الى اجماع أو إلى أكثرية الثلثين، وعلى الجميع أن يفهم أن الاستقرار الاجتماعي هو الذي يحقق الاستقرار الأمني. لقد أيدت تقارير صندوق النقد الدولي خطوات مصرف لبنان في دعم الاستقرار النقدي وأشادت بدور الحاكم رياض سلامة في ترسيخ هذا الاستقرار، لكنها اعتبرت أن الصراع الدائر في سوريا لا يزال يهيمن على لبنان، وان وجود اللاجئين السوريين فيه رفع نسب الفقر والبطالة وفرض ضغوطاً على المالية العامة والبنية التحتية. وقد تراجعت الاستثمارات في لبنان وكذلك الرساميل الوافدة اليه ما يقلص فرص العمل.

والسؤال المطروح هو: هل تعي الطبقة السياسية عواقب هذا الواقع وأخطاره وهي تتناكف وتتناحر على تعيينات، ومحاصصات وسمسرات ولا تأبه لا لنداء 25 حزيران الذي صدر عن الهيئات الاقتصادية والنقابية والعمالية الممثلة لمختلف اتجاهات الشعب وفئاته أكثر مما تمثله هذه الطبقة، ولا تهتم حتى بمؤشرات احتمال حصول انهيار اقتصادي في لبنان، اذ أن نسبة البطالة بلغت 25 في المئة والنمو 2 في المئة والدين العام 70 مليار دولار والعجز التجاري 20 ملياراً؟ أليس من حق الناس أن يسألوا الطبقة السياسية أو بعضها الى أين تذهب بلبنان؟ فلا هي تتفق على انتخاب رئيس للجمهورية يكون انتخابه مفتاحاً لحل كل المشكلات التي تواجهها الحكومة ومجلس النواب، ولا هي تهتم بأولويات الناس لأنها تخضعها لخلافاتها السياسية وحتى الشخصية، فيما لبنان يسير نحو الهاوية، وزعماء فيه يتفرجون أو يتجادلون على جنس التعيينات وعلى جنس المرشحين للرئاسة الاولى. إن هذا الوضع السياسي المتردي يذكّر بكلمة الرئيس حسين الحسيني في جلسة مناقشة البيان الوزاري (12/ 8/ 2008) وجاء في مستهلها: "أقول بصدق، أكثر يوم ينطبق على وضع الناس القول المأثور: "الناس من خوف الذل في ذل"، وختمها بالقول: "إن أغرب ما في الأمر هو أن نكون مدعوين الى الفرح بتعليق قيام الدولة، والى تقديم الشكر. وأمام حقيقة أن السلطة قادرة إذا أرادت وحقيقة أنها حتى الآن لا تريد، أجدني مضطراً الى إعلان استقالتي من عضوية هذا المجلس، عودة مني الى أصحاب الثقة التي باسمها يكون عملي. وقد يصبح المرء عقبة أمام ما أراد، إلا أن للفرد أن يعرف حدوده". هل من آذان تسمع وعيون ترى وألسنة تنطق بما صار اليه لبنان الوطن والمواطن؟

 

فرصة محدودة للبنان بعد ولادة النووي "ساحة تنفّس" إقليميّة تُملي انتخاب الرئيس؟

 روزانا بومنصف/النهار/10 تموز 2015

بين موعد التوصل الى اتفاق بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران حول ملفها النووي واستيعاب الاتفاق ومفاعيله من الدول الغربية والاقليمية على حد سواء والتموضع في المرحلة المقبلة استعدادا لما بعد هذا الاتفاق فرصة أو نافذة قد تمتد بين بضعة اسابيع ولا تتعدى الشهر أو اكثر بقليل تبحث مصادر ديبلوماسية في بيروت في امكان الاستفادة منها من اجل محاولة تمديد مفاعيل المظلة الدولية فوق لبنان بتحصين وضعه السياسي والمساعدة في انجاز استحقاقاته. فالتصعيد السياسي الذي لجأ اليه زعيم التيار الوطني الحر وتوظيفه الضغط في الشارع من اجل الضغط على الحكومة ورئيسها والذي تمت متابعته عن كثب شكل في مكان ما مؤشرا الى ما يمكن ان تتجه اليه الامور على رغم ضبط كبير تحلى به الافرقاء السياسيون ازاء التصعيد الكلامي والسياسي الذي حصل خصوصا ان هذا التصعيد أخرج عن الاطار السلمي في بعض مراحله. ومع الادراك المسبق بأن الأفرقاء المؤثرين كما رئيس الحكومة سيسعون الى إبقاء الامور تحت السيطرة بحيث لا تؤدي الى تهديد الحكومة أو تهديد الوضع الامني، فان المخاوف تساور المصادر المعنية التي تتساءل اذا كانت الفرصة متاحة بين توقيع الاتفاق النووي ودخول مفاعليه السياسية حيز التنفيذ من اجل محاولة اقتناص اللحظة كما حصل لدى تأليف حكومة الرئيس تمام سلام من اجل اقناع الدول الاقليمية بالعمل على تمرير انتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على حكومة جديدة. فبالنسبة الى هذه المصادر فان الذرائع التي استخدمت في محاولة اقناع ايران والمملكة العربية السعودية من اجل المساعدة في هذه الخطوة لا تزال قائمة لا بل باتت اكثر الحاحا. والتوجه الى طهران والرياض انما يستند الى الاقتناع بانهما مسؤولتان عن الوضع في لبنان وليس الولايات المتحدة أو أي بلد آخر وان كانت هذه يمكن ان تقدم المساعدة. اذ انه من جهة ثمة ضرورة لأن يبقى لبنان كما كانت سويسرا ابان الحرب العالمية الثانية حاجة للدول المحيطة يتم التنفس من خلالها على ما يحصل بالنسبة الى لبنان باعتبار انه يبقى متنفسا للافرقاء السوريين وخصوصا للنظام على صعد عدة للاعتبارات المعروفة في ظل التطويق الذي بات يعاني منه في الآونة الاخيرة، حتى ان لبنان يشكل مقصدا للشيعة العراقيين مثلا الذين باتوا يحذرون تبعا لطبيعة الصراعات في العراق والمنطقة التوجه الى الدول العربية. وهذه بعض الذرائع التي قد تنفع مع ايران من اجل الابقاء على تماسك الوضع الداخلي وتأمين استمرارية الاستقرار وتدعيمه عبر دعم التوافق على رئيس للجمهورية بعدما بات التيار العوني حليف "حزب الله" يعترض على صلاحيات رئيس الحكومة السني بذريعة انه يستحوذ على صلاحيات رئيس الجمهورية ايضا. وفي حال صح ذلك وفقا للدعم الذي يمحضه الحزب لحليفه المسيحي فان هذا يمكن التخفيف من وطأته من خلال الدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد انطلاقا من اعتبارين على الاقل احدهما ان أي حل داخلي لهذا المأزق غير محتمل لأن الافرقاء الداخليين لا يملكون ان يقدموا الحلول فعلا لأن الازمة اكبر من هذه الذريعة التي يتم رفعها وهي لا تقع فعلا من ضمن قدرة هؤلاء جميع الافرقاء المعنيين. ومن ثم لانه اذا كان الرئيس سلام مستحوذا كرئيس حكومة محسوب على قوى 14 آذار على صلاحيات رئيس الحكومة وعلى صلاحيات رئيس الجمهورية أو الجزء الاكبر منها كما يقول التيار الوطني فانه قد يكون اجدى لايران والحزب المساعدة في الوصول الى انتخاب رئيس يكون لهم نصفه على الاقل متى كان توافقيا بدلا من ان يبقى هذا الموقع شاغرا ومجيرا لمجلس الوزراء حتى لو تم التوافق على الية توافقية أخرى. هذا اذا لم يؤخذ في الاعتبار الحاجة الماسة لابقاء الحزب مرتاحا من دون خضات داخلية بالتزامن مع المأزق الذي يواجهه في سوريا.

وثمة ذرائع مماثلة تفيد بالنسبة الى المملكة السعودية وان كان من مقلب مختلف انطلاقا من ان التطورات الميدانية السورية خصوصا في اتجاه حمص يمكن ان تشكل مخاطر كبيرة على لبنان بحيث يتطلب الوضع تحصينا له عبر انتخاب رئيس يشكل طمأنة لكل القوى.

الى هذه الاعتبارات ثمة اعتقاد انه يجب النفاذ في هذه الفرصة التي تعتقد هذه المصادر بانها ستكون متاحة ببعض الاستحقاقات اللبنانية قبل أي بحث في موضوع اقليمي آخر لأن كلا من هذه المواضيع يستغرق وقتا طويلا ومن غير المرجح ان يستطيع لبنان الانتظار حتى الانتهاء منها ولا سيما اذا فتح موضوع بدء مفاوضات جدية حول الازمة السورية. اذ انه في هذه الحال سيربط لبنان مجددا بنتائج الرهانات والحسابات في الموضوع السوري ونتائجه ايضا. ومع ان هناك اراء متناقضة في شأن امكان بدء مفاوضات جدية حول سوريا مع اعتقاد البعض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سينصرف في المدة الفاصلة عن نهاية ولايته الثانية الى تدعيم انجازاته في الملف الايراني والعلاقات مع كوبا ومشروع الاوباما كير وتاليا لن يكون محتملا العمل بجدية على الموضوع السوري، فان ذلك يشكل عاملا اضافيا من اجل الدفع قدما بموضوع لبنان قبل أي شأن آخر على رغم الاقرار بان ذلك قد لا يكون سهلا في ظل حسابات معروفة أو غير معروفة للدول المؤثرة فيه وعليه.

 

في مدح التجاهل..

علي نون/المستقبل/10 تموز/15

في كثير من الحالات يصبح تجاهل الشر خيراً أكبر من ذلك الشر.. والدراية عدّة العالِم وزوّادته، وسنده الأول في سعيه إلى الابتعاد عن الاستفزاز، وجعل أعصابه في مركز الركن الأول للعقل. أحدهم يوم أمس، حاول أن «يشتري» مشكلة كبيرة ولم تظبط معه.. مارس عدائية الاستنفار العصبي في وقت حرج وفي غير موضعه. ونظّم عراضة استفزازية مزدوجة (ومدروسة) تبدأ في قاعة مجلس الوزراء وتمتد إلى الشارع المحيط، وخاب رجاؤه في المكانين. لم ينتبه إلى العنوان الذي توجّه إليه بحثاً عن البضاعة (المشكلة) التي يطلبها: لا تمام سلام بيّاع مشكلات وأزمات ولا قائد الجيش أيضاً. بل العكس تماماً بتاتاً. ولولا ذلك لدبّ الهمّ في الركب، وغاص الناس في لجّة القلق، وراحوا بعيداً في الخشية من الأسوأ. المعضلة في الباحث عن الشر، أنه مخلص لطبعه وطبائعه. لكنه، على عادته، مايسترو ممتاز في فتح المعارك الناقصة، ثم في خسارتها. ولأنه كذلك فإن السهام التي أطلقها ارتدّت إليه بسرعة البرق، بحيث إن أحداً، أياً يكن، بما في ذلك أخلص حلفائه وخلّانه، لم يجاره في صلافة اتهام شخص مثل تمام سلام بأنه «داعشي»! ولا في استمرار التطاول على قيادة الجيش واتهامها بأي غواية أو نقص، أو تقصير.. أو بمخالفة «الدستور»! والقوانين المرعية في الجمهورية ككل وفي المؤسسة العسكرية تحديداً. ولأنه «دقيق» في حساباته، فإن توقيت معاركه التي يفتحها، يشبه، في المحصّلة، المسرح الذي يختاره لتلك المعارك!.. وفي «حالته» المستعصية، يصبح الأمر منطقياً ويتناسق مع حسابات الجمع والطرح وخلاصات المنطق الصحيح. حيث يستحيل أن تنفصم شخصية هذا النوع من «الأفذاذ» الألمعيين. كأن يقدّم مقاربة صحيحة في مكان خطأ. أو أن يختار المكان الصحّ لمقاربة خطأ، بل إن التلازم حتمي في المكانين طالما أن المصدر واحد!يذكّر ما فعله ويفعله، بقصة ذلك العصبي الذي يتمنطق مسدساً محشواً، والرصاصة دائماً في بيت النار، وعندما قرّر مرّة أن يستعرض عصبيته، أطلق النار.. على قدمه! صاحبنا العصبي عندنا يختلف قليلاً: يستعرض بعضلات غيره ويستقوي بسلاح حليفه. لكنه يتوافق مع الحالة السالفة لجهة أنه عندما أراد هو شخصياً، وحده، أن يلعب بالنار، أحرق أصابعه! ومع أن صراخه ملأ الدنيا، فإن أحداً في واقع الحال، لم يلتفت إليه سوى من زاوية مساعدته على تلقي العلاج! مع أن أهم علاج لحالته، هو التجاهل التام.. وفقط ذلك!

 

مايا" سوريّتـنا الأخيرة

حـازم الأميـن/لبنان الآن

مايا، صديقتنا من دمشق، تنتمي إلى شريحة من اللاجئين التي قررت الحكومة اللبنانية أن لبنان لا يتّسع لأمثالها. لبنان يرحّب بالأغنياء السوريين، ويريد من اللاجئين الفقراء أن يقيموا على نحو غير شرعي على أراضيه، أما أمثالنا المتوسطو الحال من السوريين، فلا مكان لهم في ربوعنا. لم يبقَ لنا من أشباهنا السوريين سوى مايا. عشرات آخرون ممّن شاركونا عالمنا الضيّق في بيروت في السنوات الأربع الأخيرة غادروا إلى ألمانيا، لنكتشف كم أننا ضجرون ومضجرون، وكم أن النقاء الذي أرادته لنا حكومتنا هو فقرٌ وإدقاع، وأن الإكتفاء بالعيش على قضيةٍ من نوع ما يقترحه علينا ميشال عون (حقوق المسيحيين) يستدرج نعاساً، على رغم أننا مع حقوق المسيحيين، ونعتقد أن ثمة من سلبهم إياها. ومايا إلى كونها سوريّتنا الأخيرة، صارت امتداداً لغياب سوريينا. فهي حين نفكّر فيها كما يفعل الأصدقاء في أيامهم العادية، إنّما نستحضرها مصحوبة بمغادرة الآخرين. مايا اليوم بلا ضحى وزياد، علينا أن نعتاد على أن نشتاق إليها لوحدها من دونهما أو من دونهم، وهي بدورها عليها أن تعتاد على نفسها من دونهم. الآخرون صاروا في ألمانيا وفي فرنسا، وبعض من نسيته الأجهزة الأمنية اليقظة، انزرع في غرفته لا يخرج منها، وهو بذلك أيضاً غادرنا أيضاً. لقد أصاب القرار العبقري هذه الشريحة من السوريين، أي أولئك الذين من الممكن أن يكونوا أصدقاءنا. الأغنياء السوريون الذين صرنا نشاهدهم بكثرة في هذه الآونة، يشبهون أغنياءنا، ولا طريق إلى صداقتهم وإلى صداقتهن. علينا إذاً أن نفكر بأن القرار العبقري استهدفنا بهم. لا مكان لسوري يشبهكم أيها الضعفاء، هذا ما كاد يقوله القرار. اللاجئون الفقراء مكانهم في المخيمات هناك، في البقاع وفي الشمال، ولن يقترب أحد من فقرهم على رغم مخالفتهم القرار.

عليكِ يا مايا أن تجددي إقامتك لدى الأمن العام اللبناني كل ستة أشهر. عليك أن تثبتي أنك لا تعملين وأن بحوزتك عقد إيجار مسجّلاً بالبلدية. كم تبدو صداقتنا ثقيلة أيتها الدمشقية غير الشقراء، فل يعقل أن تُملي بيروت على غير شقراوات دمشق كل هذه الشروط، في وقت تجوب فيه مستشقرات الشام مجمّعات الأشرفية. لا بأس يا مايا، فقد سبق أن اقترحت عليك أن تعالجي سُمرتك، وأنتِ إنْ فعلت ذلك فلن تخسري أصلاً، لا سيما أن تجديد الإقامة وعقد الإيجار لم يعودا كافيين. معن كان يملكهما واستُدعي للتحقيق وغادر، ووسام أيضاً استدعي بدوره وهو في طريقه إلى المغادرة. لا تتركينا لوحدنا يا مايا. لا شيء في بلدنا نفعله في غيابك. الشيعة يُمضون وقتهم في القتال مع "حزب الله" في سوريا، والسنّة منقسمون بين "داعش" و"النصرة"، والمسيحيون بصدد القيام بانتفاضة تافهة. هؤلاء جميعهم لديهم ما يفعلونه، أما نحن يا مايا فسنموت ضجراً ما إن تغادري.

 

اليونان وعودة الآيديولوجيا

أمير طاهري/الشرق الأوسط/10 تموز/15

كانت عبارة «موت الآيديولوجيا» من اللازمات التي تتكرر في التحليل السياسي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. والحجة هي أنه بعد تجربة طيف متنوع من الآيديولوجيات، من القومية إلى الفاشية إلى النازية، ومؤخرًا جدًا، الخمينية، فإن الجنس البشري قد توصل إلى أن محاولة تنظيم وضبط حياته بناء على المذاهب الآيديولوجية هو أمر خطير على المدى القصير وقاتل على المدى البعيد. ولكن ماذا لو كانت آيديولوجيتك تعود في أشكال جديدة، مما يشير إلى أن تنظيم الحياة الإنسانية، على أساس التفكير العقلاني ولا شيء غيره، ربما لا يكون أمرا سهلا مثلما كنا نعتقد قبل عقد من الزمان؟ ولكن في ثمانينات القرن الماضي كان هناك افتراض منتشر على نحو مفرط بأن الصين «الحمراء» قد انتقلت من الآيديولوجيا الشيوعية، وفضلت المسرات التي تجلبها رأسمالية الثراء السريع. ومع هذا، ففي السنوات الخمس الماضية، كانت الجمهورية الشعبية الجديدة والأكثر ازدهارًا إلى حد بعيد تتلمس طريقها في الظلام بحثًا عن تعبير آيديولوجي جديد يعبر عن الذات. ويبدو أن الرئيس تشي جينبنغ وفريقه قد وجدوا ضالتهم في مزيج يجمع ما بين المشاعر الماوية والطموحات القومية والشعارات الكونفشيوسية.

إن الجمهورية الشعبية تستعرض عضلاتها العسكرية، في محاولة لبناء قوة بحرية قادرة على الوجود في المياه الزرقاء، فتبسط سيطرتها أينما استطاعت ذلك، والترويج من جديد للأفكار المناهضة لأميركا والمناهضة لليابان. ومن خلال ما يسمى «مجموعة شنغهاي»، تأمل الصين كذلك في بناء تحالف جديد قادر على ملء جزء من الفراغ الذي خلفه التراجع الاستراتيجي الأميركي في عهد باراك أوباما. وفي روسيا يجرب الرئيس فلاديمير بوتين نسخة مختلفة من نفس الوصفة. فقد قام بغزو وضم مساحات واسعة من الأرض في جورجيا وأوكرانيا المجاورتين، وزاد الميزانية العسكرية بواقع هائل بلغ 20 في المائة، وأحيا بعض الموضوعات القديمة التي تعود للحرب الباردة. ويحتوي هذا المزيج الآيديولوجي على مقادير متنوعة، بعض منها متناقض، بما في ذلك المسيحية الأرثوذكسية واللينينية، والسلافوفيليا، من النوع الذي طوره خومياكوف والعصرنة كما عرفها هيرزن وبيلنسكي. كذلك، فما زالت البلدان التي تحاول استيعاب توابع «الربيع العربي» تتطلع إلى أشكال جديدة من التعبير الآيديولوجي عن الذات. لقد فقدت النسخة الإسلامية مصداقيتها بسبب الفظاعات التي ارتكبها الخمينيون، وطالبان و«القاعدة» ومؤخرا «داعش». ويجعل هذا الفكر العروبي وغير ذلك من الرؤى اليسارية حبيس الأرفف. وليست الدول النامية والقوى الناشئة وحدها المصابة بهذا العطش الوليد للآيديولوجيا.

فاليوم يتردد في الحوار السياسي في اليابان صدى حديث الخوف والغطرسة الميلودرامي في فترة ما قبل الحرب، على حساب الحوار الديمقراطي والليبرالي خلال عقود ما بعد الحرب.

وفي كثير من بلدان أوروبا، هناك عودة لآيديولوجيات اليمين واليسار على حد سواء. واليوم تعد المجر، في ظل قيادة تنتمي لليمين المتشدد، الصورة العاكسة لما كانت عليه تحت الحكم الشيوعي. وفي كثير من مناطق أوروبا الغربية، تترك الأحزاب اليمينية المتشددة انطباعًا وتأثيرًا لم يكن لها أن تحلم به قبل جيل مضى. وفي الانتخابات العامة الأخيرة في بريطانيا، صوت ما يقرب من أربعة ملايين شخص لصالح حزب يميني قومي. وفي فرنسا، لم يعد ينظر إلى احتمالات أن يفوز مرشح من اليمين المتطرف بالرئاسة في غضون سنتين على أنها شيء من قبيل المزاح. وفي الولايات المتحدة، يعود جزء من «نجاح» أوباما لجرعة من الآيديولوجيا اليسارية. إن محاولته لتأميم الخدمات الصحية، التي تمثل 15 في المائة من الاقتصاد الأميركي، وزيادته للحد الأدنى للأجور ودفاعه الحماسي عن زواج المثليين والمثليات، كل هذا إنما يعود، جزئيًا على الأقل، لتصميمه على نقل الولايات المتحدة من «النظام القديم» بقدر ما يمكن. ويهدف تطبيعه مع نظام كاسترو في كوبا ونظام الخميني في إيران إلى إعطاء مخلبين لـ«الإمبريالية الأميركية».

واليوم، يمكن أن تكون العودة الأبرز للآيديولوجيا واضحة في اليونان، حيث يقدم تحالف من اليسار المتشدد واليمين المتشدد مزيجًا من مشاعر الخوف من الأجانب وحرب الطبقات والقومية المتعصبة والمدينة الفاضلة.

وللأسف، فإن العالم الخارجي بما في ذلك شركاء اليونان في منطقة اليورو يصرون على تحليل الأزمة بطريقة تكنوقراطية بدلا من حلها بلغة آيديولوجية. قد يصدم ذلك الخبراء ولكنني أعتقد بأن المسائل الاقتصادية ليست سببًا وإنما هي تأثير الأزمة اليونانية.

يقال كثير عن الحاجة إلى التخلص من الدين اليوناني الذي يساوي إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في 1.8 سنة. ومع هذا فإن مسألة إعادة سداد الدين لن يبدأ تأثيرها إلا بحلول 2025 وفي جزء منه، بحلول 2060. وناهيك عن مشكلات السيولة في المدى القصير، فإن المصارف اليونانية ليست في خطر الانهيار، وهو نفس الحال بالنسبة إلى المصارف الآيرلندية والإسبانية والبرتغالية. كما أنه لا توجد أسباب مادية تدفع اليونانيين إلى الغضب من الاتحاد الأوروبي. فمنذ انضم البلد إلى المجتمع الأوروبي، والذي أصبح اسمه الآن الاتحاد الأوروبي، استفادت اليونان بمساعدات واستثمارات مباشرة بما تقرب قيمته من تريليون دولار. وفي اليونان بأكملها تطل لافتات تشير إلى مشروعات يمولها الاتحاد الأوروبي. يداخل الكثير من اليونانيين غضب تجاه حالة بلدهم كلاعب صغير في قطعة أوروبية كبيرة يهيمن عليها عمالقة مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى. وهم مستاءون لكون الاتحاد الأوروبي ومصرفه المركزي يملون عليهم سياستهم الاقتصادية، وهو شعور يشاركهم فيه كثيرون في عدد من البلدان الأخرى الأعضاء.

كما يحتوي الخطاب القومي والاشتراكي لائتلاف اليسار المتطرف واليمين المتطرف الحكومي في أثينا أصداء لموضوعات معادية للاستعمار وللإمبريالية التي كانت تحظى بالانتشار في زمن ما يسمى «الحرب العالمية الثالثة» في الستينات والسبعينات. وخلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، كانت اليونان حاضنة للنشاطات المعادية للغرب، وبخاصة النشاطات المناهضة لـ«الناتو» بما في ذلك العمليات الإرهابية.

وتدين اليونان في قيامها كدولة إلى المخططات الأوروبية في مواجهة الإمبراطورية العثمانية التي كانت في طريقها إلى التراجع في القرن التاسع عشر. ولدى إعلان استقلال اليونان في 1830، كتب البريطانيون أول دساتيرها وزودوها بالأموال المطلوبة لتدور عجلة الحياة. وتأسست اليونان رسميا كدولة جديدة في المؤتمر الإغريقي في لندن في عام 1932. قدمت بافاريا ملك البلاد الجديد، الملك أوتو البالغ من العمر 17 عامًا، والذي لم يكن يستطيع الحديث بكلمة يونانية واحدة، لكن الأسوأ من هذا أنه كان كاثوليكيا، بينما كانت الغالبية الكاسحة من اليونانيين تنتمي للمذهب الأرثوذكسي. (في ذلك الوقت لم تكن ألمانيا موجودة كدولة، ولكن ساهمت كثير من المقاطعات الألمانية في قيام اليونان). وبعد ذلك حكم الأمير الذي يتحدر من عدة عائلات ملكية ألمانية ودنماركية اليونان.

كما ساهم العلماء البريطانيون والفرنسيون والألمان في تأسيس وترميز اليونانية الحديثة كلغة ووصلها باليونانية القديمة، التي لم يكن اليونانيون في القرن 19 يستطيعون فهمها. واليوم، تتوق اليونان إلى تأكيد ذاتها كمقررة لمصيرها وأنها ليست مخلبًا لإمبراطوريات أوروبا ضد العثمانيين أو عنصرًا زائدًا في الاتحاد الأوروبي الذي تقوده ألمانيا. إن الأزمة نفسية اقتصادية أكثر من كونها اقتصادية، مما يعكس عودة الآيديولوجيا كقالب للسياسات الوطنية. وهذا الهوس الجديد بالآيديولوجيا لن يدوم طويلا. ولكن في أثناء وجوده يجب أخذ الأمور على محمل الجد والتعامل معها بطريقة ذكية.

 

سياسات الفاتيكان الجديدة وتأثيراتها على المسلمين

رضوان السيد/الشرق الأوسط/10 تموز/15

يأتي البابا فرنسيس إلى أميركا اللاتينية، موطنه الأصلي (فهو من الأرجنتين)، بسمعةٍ حسنةٍ، وآمالٍ جديدةٍ للكاثوليكية؛ فمنذ عام 2013 يحاول البابا الجديد لفت انتباه الفقراء والشباب والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة باعتباره بابا الفقراء، واعتبار الكنيسة الكاثوليكية الجديدة كنيسة الفقراء. وكان البابا قبل زيارته لشبه القارة الكاثوليكية بدءًا بالإكوادور، قد أصدر إعلانه اللافت عن الاختلال المناخي، واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعلن عن اعترافه بدولة فلسطين، كما عيَّن لجنةً للتحقيق مع المطارنة الذين تساهلوا في قضية الجنوح الجنسي لدى مئاتٍ من الكهنة في سائر أنحاء العالم، وبخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا. وقد اشتهر الآن أنه قام بدورٍ مؤثر في العلاقة الجديدة بين واشنطن وكوبا.

يشكّل كاثوليك أميركا اللاتينية نحو الأربعين في المائة من مجموع كاثوليك العالم البالغ عددهم المليار والثلاثمائة مليون. لكنّ شبه القارة ما عادت قصرًا على الكاثوليك، وإنما ظهر للكنيسة الكبرى منافسان قويان: العلمانية واليسار، والإنجيليات الجديدة، بحيث ما عاد الملتزمون يمثلون أكثر من 70 في المائة من مجموع متديني شبه القارة. وفي رأي البابا، فإنّ ذلك يعود لضعف تجاوب الكنيسة مع الهموم الجديدة للشباب، واحتياجات الفقراء، وتهافت أعداد الكهنة بسبب عدم الإقبال من جانب شبان الأجيال الجديدة على الدخول في الجهاز الديني. يقول البابا إنّ الكنيسة صارت خارج متناوَل الناس في الرؤية والاهتمامات، وافتقرت إلى روح رسالة المسيح. لكنه يجد لها ميزتين: عدم ظهور الراديكاليات، والبقاء موحدة بشكل عام. ومع أنه لا يذكر شيئًا عن سَلَفِه المستقيل، فالمفهوم أنّ بنديكتوس السادس عشر إنما استقال لأنه عجز عن القيام بإصلاحاتٍ جذريةٍ في الإدارة الكنسية الداخلية، وقبل ذلك في رؤية الكنيسة للمشكلات المعاصرة.

أفادت الكنيسة الكاثوليكية كثيرًا في ثمانينات القرن الماضي من الحملة الأميركية على «محور الشر»؛ فقد اندفع البابا يوحنا بولس الثاني إلى قلب الصراع إلى جانب الولايات المتحدة تحت عنواني الإيمان والحرية. ولأنّ جهاتٍ عربية وإسلامية ذهبت إلى أفغانستان بالتنسيق مع الولايات المتحدة لمصارعة الغزو السوفياتي هناك؛ فقد قيل إنّ الديانات الثلاث: البروتستانتية والكاثوليكية والإسلام خاضت الحرب على الاتحاد السوفياتي وحلفائه. وعندما تفكك حلف وارسو في أوروبا الشرقية والوسطى، ثم تفككت دولة الاتحاد السوفياتي، انفتح المجال شاسعًا وواسعًا على مدى نحو الخمسة عشر عامًا للمسيحيتين البروتستانتية والكاثوليكية، قبل أن تستعيد الكنيسة الأرثوذكسية أنفاسَها أواخر التسعينات بدعمٍ من الدولة الروسية العائدة. وفي حين انتكست العلاقات بين الولايات المتحدة والعرب والمسلمين بعد غزو العراق للكويت و«عاصفة الصحراء» عام 1991 في مفتتح حقبة الهيمنة؛ فإنّ البابا يوحنا بولس ظلَّ مصرًا على العلاقات الحسنة مع المسلمين، كما حاول تحدي الهيمنة بالدعوة إلى إقامة نظامٍ عالمي جديدٍ بالفعل تحتل فيه مكافحة الفقر، الذي تنشره العولمة المفترسة، منزلةً أولى. لكنْ في الوقت نفسِه؛ فإنّ الانتصار على الشيوعية، والاندفاع في تبشير العوالم الجديدة، أَلْهى البابا الثوري ذا الشعبية الهائلة بين العامة في العالم، عن مواجهة التحديات والإعاقات بداخل الكنيسة. بل إنّ الانتصار على الشيوعية، الذي اعتبر الفاتيكان نفسه جزءًا منه، أعطى ثقةً بالنفس بشأن صحة «الكورس» أو البرنامج المتشدد الذي سارت الكنيسة عليه، مذ تولى قيادة «مجمع الإيمان» فيها جوزيف راتسينجر عام 1979، وهو الذي صار بابا عام 2005 على أثر وفاة يوحنا بولس، تحت اسم: بنديكتوس السادس عشر.

ما استطاع بنديكتوس حلَّ أي مشكلةٍ من مشكلات الكنيسة الداخلية. فواجَهَ إعراضًا وانصرافًا من جانب الشباب والنساء والفقراء باتجاه العولميات أو باتجاه البروتستانتيات الجديدة. بل إنّ يمينًا قاسيًا ومتشددًا ظهر على يمين البابا المحافظ. بيد أن ما يهمنا هنا أنّ البابا بنديكتوس اعتبر الإسلام منافسًا أيضًا وخصمًا أحيانًا. وقد ذكر في عدة مناسباتٍ (وبخاصة في محاضرته بجامعة رغنسبورغ عام 2006) نقاط الصدام مع الإسلام، التي يمكن جمعها تحت ثلاثة عناوين: وضْع الإيمان في مواجهة العقل، وتأصُّل العنف في التعاليم والسلوك منذ القديم، والهوية المسيحية لأوروبا التي لا مكان للإسلام فيها. إنّ الذي أثّر في الوعي العالمي المسيحي وغير المسيحي، أكثر ما أثّر، العنف الهائل الذي اندلع من جوف الإسلام، والإسلام العربي على وجه الخصوص. وحدث ذلك عبر أربع محطاتٍ أو مراحل: هجمة «القاعدة» على الولايات المتحدة، والعنف المتبادل بين أفغانستان والعراق، وظهور الزرقاوي و«بوكو حرام»، وأخيرًا ظهور «داعش». لقد بلغ من سوء العلاقة بين الفاتيكان والمسلمين، أن البابا بنديكتوس طالب بحمايةٍ دوليةٍ للمسيحيين في مصر بعد تفجيراتٍ وأحداث عنفٍ ضدهم عام 2010 - 2011! وقد ردَّ الأزهر وقتها ردًا عنيفًا، وانقطعت العلاقة بين الطرفين انقطاعًا شبه تام حتى عام 2015. وخلال هذه الفترة ما شهدت العلائق تنفُّسًا من نوعٍ ما إلاّ من خلال مبادرة الحوار بين الأديان والثقافات التي أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2007، والتي جمعت من حول طاولاتها ولقاءاتها كل الديانات: الكاثوليكية والبروتستانتية والبوذية والهندوسية واليهودية. وأذكر في الاجتماعات الأولى بين 2007 و2009، أنه كانت هناك صعوبات شديدة في إقناع ممثلي الفاتيكان بالانتظام في الحوار وبرامجه ونشاطاته رغم زيارة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز للفاتيكان ولقائه البابا عام 2007. انفتح البابا الجديد على المسلمين بشكلٍ حذر. وغَلَب الحذر على الاستجابات أيضًا، ربما باستثناء التواصل في مؤسسة الحوار في فيينّا. والأهم أنّ الكنيسة الكاثوليكية تشارك الحكومات الأوروبية والمسلمين مكافحة الإسلاموفوبيا بأوروبا. وما عادت تعتبر الدخول التركي للاتحاد الأوروبي من المحرمات. ثم قام الفاتيكان بخطوةٍ واسعةٍ بالاعتراف بدولة فلسطين. والواقع أنّ هناك صعوباتٍ لدى المسلمين في التواصل ليس مع الفاتيكان فقط، بل مع سائر ديانات العالم وثقافاته، من ناحيتين: الموقف من العنف بداخل الإسلام وفي مواجهة المسيحيين والعالم، الذي ما عادت تكفي فيه بيانات الاستنكار؛ بل لا بُدَّ من الخروج من مسلَّماتٍ ما عاد التمسك بها مقبولاً لمصلحة الإسلام. والناحية الثانية: تنسيق المواقف، فقد كانت الحوارات دائمًا ثنائية، وما أمكن الوصول إلى «مبادرة إسلامية» شاملة في العقود الأخيرة. الكاثوليكية ثانية ديانات العالم بعد الإسلام من حيث العدد. وقد عادت للقيام بأدوار عالمية كبرى. وعندما جاء أسقف كنتربري إلى الأزهر أخيرًا، وكان ممثلون للفاتيكان قد سبقوه، قال إن المسيحيين مستعدون لأفضل العلاقات مع المسلمين، فهل المسلمون مستعدون؟ لا مناص للمسلمين من التواصل؛ والتواصل الحميم والمغيِّر، فالآخرون يتغيرون، وعلينا أن نتغير لكي نبقى!

 

حدود التدخل العسكري التركي في سورية

 حسين عبد العزيز/الحياة/10 تموز/15

تشهد أنقرة جدالاً واسعاً وعميقاً في شأن العملية العسكرية التي تنوي الحكومة التركية تنفيذها في شمال سورية للحيلولة من دون تشكل كيان كردي مستقل وقوي على حدودها الجنوبية على غرار ما جرى في العراق مع إقليم كردستان. وإذا كانت أنقرة لا تملك القدرة على تغيير الواقع في شمال العراق آنذاك لاختلاف الوضع الجغرافي من جهة وقوة الحضور الأميركي من جهة ثانية، فإنها اليوم تمتلك قدرة التدخل وتغيير الوقائع في سورية، بعدما أصبح الأكراد قوة واضحة في الشمال السوري إثر سيطرتهم على مدينة تل أبيض التي تشكل جسراً بين عين عرب (كوباني) في الشمال الشرقي وبين عفرين في الشمال الغربي لسورية. تكمن المخاوف القومية العليا لتركيا في أن مثل هذا الكيان إن استقر في شمال سورية قد يتحول إلى منطقة عمق استراتيجي للأكراد في جنوب تركيا تكون بمثابة الخزان البشري والإمداد العسكري لأي تحركات مستقبلية لأكراد تركيا، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار أن المشروع الكردي في سورية يتم تحت إشراف «الاتحاد الديموقراطي»، وهو الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني». ومن هنا فإن أنقرة لن تقبل بقيام مثل هذا الكيان الذي يبدو مقبولاً من قبل واشنطن ودمشق معاً، وهو ما عبّر عنه صراحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حين أكد أن بلاده لن تسمح بقيام دولة كردية. غير أن العملية العسكرية التركية ليست يسيرة، بل تتطلب إمكانات عسكرية كبيرة في أرض تتجاذبها قوى عسكرية متباينة وتداخلات إقليمية ودولية كثيرة، بحيث يمكن أن يتحول التدخل العسكري التركي إلى كابوس يغرقها في المستنقع السوري وتصبح في مواجهة، ليس فقط مع فرقاء إقليميين، بل أيضاً مع حلفاء دوليين مثل الولايات المتحدة التي تتبنى أجندة سياسية في سورية مغايرة تماماً للأجندة التركية.

هذا الواقع المعقد عبّر عنه رئيس الحكومة أحمد داوود أوغلو قبل أيام حين قال إن حكومته لن تزج بتركيا إلى مغامرة غير محسوبة.

الولايات المتحدة تضع نصب عينيها في المقام الأول محاربة «داعش» مع ما تطلبه الأمر من عقد تحالفات تتعارض مع حلفائها في المنطقة مثل أنقرة والرياض، ولذلك قدمت واشنطن دعماً عسكرياً ملحوظاً خلال الفترة الماضية لحزب «الاتحاد الديموقراطي». وبدا الأمر واضحاً من خلال طبيعة الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي، إذ بيّنت الاحصاءات أن نحو 1200 غارة من أصل 1800 غارة خلال الشهور العشرة الماضية كانت خدمة لـ «الاتحاد الديموقراطي» لتمكينه على الأرض، وكأن واشنطن تعاقب أنقرة لرفضها الانضمام إلى التحالف الدولي. وعليه فإن أي عملية عسكرية ضد الأكراد أو إقامة منطقة عازلة من شأنها أن تؤثر سلباً على محاربة «داعش»، وتضع أنقرة في مواجهة مباشرة مع واشنطن، وربما يفهم تصريح الخارجية الأميركية بأن واشنطن ليست لديها أدلة على عزم تركيا إقامة منطقة عازلة، على أنه رفض أميركي لإنشاء منطقة عازلة، وليس رفضاً لمبدأ التدخل العسكري. يمكن أن تقبل واشنطن دخولاً عسكرياً تركياً في شمال سورية ومنع تشكل كيان كردي، شرط أن يخدم هذا التدخل في النهاية أهداف التحالف الدولي في محاربة «داعش»، بعدما توصلت واشنطن إلى قناعة بأن حسم المعركة مع التنظيم لا يمكن أن يتحقق من دون تدخل عسكري بري من تركيا أو السماح لقوات برية دولية بالانطلاق من الأراضي التركية. لكن المشكلة تكمن في أن أنقرة ليست بصدد فتح جبهتين في سورية مع الأكراد من جهة و «داعش» من جهة ثانية، فمثل هذه المعركة ستكون ذات كلفة كبيرة، ناهيك عن استغلال النظام السوري لمثل هذا التدخل وإطلاقه صورايخ ضد الجيش التركي لأجل خلط الأوراق.

لذلك تبدو الأمور متجهة نحو تدخل عسكري محدود يحقق الأهداف المرجوة من دون الدخول في معارك واسعة في سورية للأسباب التالية:

1 - تدخل عسكري بعمق جغرافي محدود يسمح لتركيا بخلق كانتونات عسكرية تركية صغيرة تقطع أوصال الكيان الكردي القائم وتحول دون مواجهة مباشرة ومفتوحة معهم، ومدينة جرابلس ومنطقة عفرين أفضل موقعين لمثل هذه العملية.

2 - الحيلولة دون إثارة الأكراد في تركيا وإمكان تهديد عملية السلام بين الطرفين مع تحول الأكراد إلى قوة سياسة عبرت عن نفسها في الانتخابات الأخيرة في «حزب الشعوب الديموقراطي».

3 - رفض المؤسسة العسكرية التركية الانخراط في الصراع السوري مباشرة من دون توافر غطاء دولي من الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، وهو ما طالب به قائد هيئة الأركان التركية الجنرال نجدت أوزال.

4 - رفض الأحزاب التركية المعارضة مثل «حزب الشعب» هذه العملية، خصوصاً أنها تأتي في مرحلة التشاور لتشكيل حكومة ائتلافية، ما يمكن أن يؤثر سلباً على هذه المشاورات، فضلاً عن أن أية عملية بهذا الوزن تتعارض مع البروتوكول السياسي الذي يحول دون القيام بخطوات استراتيجية أثناء حكومات تصريف الأعمال.

5 - نسبة نجاح مثل هذه العملية العسكرية المحدودة ستكون عالية، وبالتالي ستلقى دعماً من قبل الأتراك خارج المكون الكردي، بحيث يمكن استثمارها انتخابياً في حال قرر حزب «العدالة والتنمية» التوجه إلى انتخابات مبكرة.

 

الخليج وإيران الجديدة

 راغدة درغام/الحياة/10 تموز/15

أي إيران ستولد في أعقاب الاتفاق النووي المزمع التوصل إليه اليوم - ما لم يفشل في الساعات الأخيرة - والذي سيُطلق العصر الذهبي للجمهورية الإسلامية بمئات البلايين من الدولارات، وينصبها «قوة إقليمية ناجحة جداً»، كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما؟

هل ستكون قوى الاعتدال داخل إيران قادرة على إحداث تغيير جذري في التوجّه الإقليمي للجمهورية الإسلامية، فتتصرف طهران كقوة إقليمية عاقلة وحكيمة وبنّاءَة؟ أم إن قوى التطرف ستملأ جيوبها بالبلايين الكافية من الدولارات لتنفيذ مشاريع السطوة الإقليمية للتحكم بالعراق وللتمسك ببشار الأسد في سورية وللتخريب في اليمن ولامتلاك لبنان عبر «حزب الله»؟ القرار سيكون إيرانياً بالدرجة الأولى في حال انتصر تيار الاعتدال أو نجح تيار التطرّف أو في حال حدوث تنسيق تبادل أدوار بين التيارين. إلا أن مسؤولية ما سيؤول إليه الدور الإيراني في الشرق الأوسط، بناءً كان أو تخريبياً تقع على عاتق الدول الست التي رعت إبرام الصفقة التاريخية مع إيران. فالولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا عقدت العزم على التعاون مع روسيا والصين من أجل التوصل إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران بكثير من التنازلات. وهذه الدول رضخت لإصرار طهران على الاستبعاد الكامل لأدوارها الإقليمية من المفاوضات النووية. الدول الست، إذاً، وافقت على التخلي عن أدوات التأثير في التوجهات الإيرانية الإقليمية، بل إنها كانت تعي تماماً أن رفع العقوبات عن إيران سيدر عليها فوراً ما بين 100 و150 بليون دولار ستمكّن طهران من تعزيز كامل قدراتها العسكرية ومؤسساتها العسكرية، كما ستمكّن معسكرها للهيمنة الإقليمية من فرض تلك الهيمنة على الأراضي العربية. فلا أحد جاهل بما هو آتٍ إلى منطقة الشرق الأوسط ما لم يتخذ الرئيس الأميركي قرارات إقليمية جاهزة في جيبه حفظها إلى حين الانتهاء من الاتفاق النووي وينوي لها أن تكون بدورها تاريخية. غير أن الرئيس الأميركي ليس المساهم الوحيد في صنع التاريخ في الشرق الأوسط. روسيا والصين شريكان استراتيجيان في علاقاتهما مع الجمهورية الإسلامية، وهذه الشراكة ستنمو وتتعزز كثيراً عبر نادي «شنغهاي» فيما نادي «بريكس» كان السند الكبير لإيران وحليفها في دمشق مذ كانت دول «بريكس» في مجلس الأمن.

أوروبا أيضاً متأهبة للاستفادة الاقتصادية بعد رفع العقوبات عن طهران، وشركاتها جاهزة لمزاحمة الشركات الأميركية للاستفادة من العصر الذهبي الآتي. حتى الآن، لا مؤشر إلى أي استراتيجية عربية أو خليجية جديدة أخذت في حسابها هذه التغييرات الجذرية في موقع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أميركياً ودولياً وإقليمياً. لعل في الجيب الخليجي وعود أميركية تطمئنه أو خطط نووية في موازين الرعب. لكن ما تتطلبه هذه المرحلة الفاصلة يجب أن يكون جديداً بأفكار متجددة خارج الصندوق التقليدي. فشراء القدرات النووية للتوازن في معادلة الرعب لن يشفي المنطقة العربية من كوارثها في سورية واليمن وليبيا والعراق ولبنان وتونس ومصر، ولن ينقذها في المنطقة الخليجية.

قبيل الموعد المرتقب لإتمام الصفقة النووية للدول الست مع طهران، توجه الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى روسيا للمشاركة في عرض سياسي مهم استضافه الرئيس فلاديمير بوتين في قمتي «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تضم روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان، و «مجموعة بريكس» التي تضم كل من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، أي نصف البشرية.

الهند وباكستان ستُمنحان عضوية كاملة في منظمة شنغهاي في قمة مدينة أوفا التي تستضيف القمتين معاً. وجميع الاستعدادات تم اتخاذها لانضمام إيران إلى هذه المنظمة فور رفع العقوبات الدولية عنها بعد توقيع الاتفاق النووي، علماً أن لطهران الآن صفة المراقب في المنظمة إلى جانب أفغانستان، فيما لتركيا صفة «الشريك في الحوار». بوتين ينظر إلى القمتين باعتبارهما تظاهرة سياسية لتعزيز تحالفاته الإقليمية في مواجهة الغرب وتعزيز العمق الآسيوي في التحالفات الإقليمية. فالصين لروسيا «حليف استراتيجي» منذ زمن، وإيران لروسيا والصين شريك استراتيجي، وأفغانستان للصين كما هي لباكستان مع اختلاف الأسباب. والعلاقة بين الصين والهند لها تاريخها كما للخلاف بين الهند وباكستان تاريخه الطويل.منذ البداية، تركت الصين لروسيا لعب دور العرّاب في ملف إيران النووي وحلفها الإقليمي عبر سورية، وكان ذلك في إطار التحالف الاستراتيجي بينهما. الصين استفادت سرّاً وهي ستستفيد علناً من النفط الإيراني بعد رفع العقوبات. أما روسيا فإنها مُقبِلة على سوق جاهزة لتصدير السلاح، وستكون الرابح الأكبر من استثمارها السياسي في الجمهورية الإسلامية التي باتت شريكاً استراتيجياً مهماً لها. أوباما أيضاً عقد العزم على التوجه آسيوياً، وبالتالي يمكن اعتبار الولايات المتحدة «ضيف شرف» غائب عن قمتي أوفا على بعد 1100 كلم شرق موسكو، لكنه حاضر في «التحول نحو آسيا» بعيداً من الاعتماد التقليدي على دول الخليج والشرق الأوسط.

إيران ستصبح الشريك الشرق أوسطي الأول لكل من الولايات المتحدة وروسيا والصين بعد الاتفاق النووي الذي سيسجّل قفزة نوعية في العلاقة الثنائية الأميركية – الإيرانية. ولا يعني هذا العداء مع أي من دول مجلس التعاون الخليجي الست المنقسمة في مواقفها من طهران. عُمان رعت المفاوضات السرية الأميركية – الإيرانية، ورأيها أن السياسة الحكيمة يجب أن تعتمد إلى ركن المصالحة والتعايش والتعاون مع الجمهورية الإسلامية. والسعودية - يدعمها عدد من دول مجلس التعاون بنسب متفاوتة - ترى أن مجرد إرجاء موعد تفعيل إيران النووية لمدة عشر سنوات تطلب منها أن تتهيأ نووياً أيضاً كي لا ينتهي الأمر بها إلى «جار نووي تحكم فيه ولاية الفقيه»، وفق تعبير أحدهم. بالتالي لا بد من الحصول على القدرة النووية من باكستان أو السوق السوداء من أجل مواجهة «السطوة الإيرانية الإقليمية» الممتدة من العراق إلى سورية إلى لبنان واليمن، بهدف السيطرة على هذه المفاصل المهمة من المنطقة العربية.

جزء من الرأي العام السعودي والخليجي يدعم كلياً خيار الرد النووي عبر مبدأ «توازن الرعب»، ويقول أنه لا يمكن السعودية أن تخضع أمام إيران نووية طموحاتها الإقليمية التوسعية مباركة دولياً. هذا الجزء يرى أن لا مجال لاستعادة الثقة بالولايات المتحدة التي «خدعت» حليفها العربي واحتضنت إيران حليفاً بدل الحليف السعودي والخليجي عموماً. ويرى أن الوقت حان للمواجهة. لكن يمكن القول أن من الأفضل أولاً الإصرار على «المظلة» النووية الأميركية التي تضمن للخليج تحييد القوى الإيرانية النووية عبر ترتيبات تشابه الترتيبات الأميركية مع اليابان مثلاً. وثانياً الإصرار على ضمان تحييد القوة النووية الإيرانية لعدم استغلالها لأغراض سياسية. هكذا، يتم التجميد الفعلي للسلاح النووي الإيراني وتعطيل السطوة الإيرانية.

الاندفاع الأميركي نحو إيران هزّ الثقة الخليجية بالولايات المتحدة، وربما لم يعد ممكناً أهل الخليج التعامل مع الرئيس أوباما. إنما هذا لا يمثل استراتيجية إزاء الحدث التاريخي في العلاقة الأميركية - الإيرانية التي تمثل أولاً اعترافاً أميركياً ودولياً بنظام الحكم في الجمهورية الإسلامية القائم على ولاية الفقيه. وثانياً إن التطبيع في العلاقة الأميركية - الإيرانية أمر تتفق عليه الإدارة والكونغرس في غالبيته والأكثرية من الرأي العام الأميركي. فأميركا قررت المهادنة ورفضت المواجهة واختارت طهران شريكاً إقليمياً لها بقرار مدروس له علاقة بغضبها من إرهاب 9 - 11 الذي أصابها في عمقها. وثالثاً إن الاتفاق النووي يقر لإيران بحقوقها النووية السلمية ويجعلها عملياً جزءاً من النادي النووي «على بعد برغي» من التصنيع العسكري، لو شاءت، فالعلماء بخير والأموال متوافرة بعد الاتفاق. ورابعاً إن الصمت الدولي على الطموحات الإقليمية التوسعية الإيرانية قد يعني عملياً مباركتها، أقله حتى الآن، علماً أن رهان الغرب على أن الاتفاق سيقوي الاعتدال وسيلجم التوسّع الإقليمي الذي يقوم به «الحرس الثوري»، كما يردد سفراء الدول الأوروبية أين ما كان.

هذه تحولات جذرية تستحق استراتيجيات جدية آنية وبعيدة المدى. لعل إشراك النفس في الجديد في العلاقة الدولية مع طهران، دعماً للاعتدال داخل إيران، يقع في المصلحة العربية والإيرانية على السواء، ولعله يساعد في تنفيس الاحتقان المذهبي المدمر للسنّة والشيعة على السواء. هكذا يمكن دول الخليج أن تكون مساهماً في دعم معسكر الاعتدال داخل إيران وأن تؤثر فيه ضمن شراكة دولية واضحة في إصرارها على لجم معسكر التطرف الذي يسعى إلى الهيمنة على الدول العربية. فالبعض في الغرب يرى فائدة في الحرب بين «داعش» و «الحرس الثوري» وميليشياته هي أن يصفّي كل منهما الآخر ويدمره. المأساة أن ساحة تلك الحرب المدمرة ليست إيرانية ولا أميركية ولا أوروبية ولا روسية، إنما هي الأرض والشعوب العربية. وهذه المأساة لن تنتهي ما دامت القرارات العربية ناقصة ومقيدة تأتي كرد فعل بدل استراتيجيات واقعية وجدية وعازمة وقادرة. حان الوقت لاستراتيجية خليجية أساسها الكبح الإقليميregional restraint تتضمن خطة جديدة وخريطة طريق جديدة في سورية واليمن بالدرجة الأولى، وكذلك العراق ولبنان. حتى لو كانت المبادئ الأساسية ما زالت تشكل الإطار للحلول المرجوّة، توجد حاجة إلى طروحات تجديدية على ضوء التحولات التاريخية التي سيأتي بها الاتفاق النووي مع إيران، إذا أتى.

كبح النشوة المتوقعة في صفوف «الحرس الثوري» وشركائه في سورية ولبنان والعراق واليمن يجب أن يكون قراراً أميركياً وروسياً وأوروبياً وإيرانياً أيضاً، كي لا تترجم تلك النشوة بإجراءات تندم عليها واشنطن ويدفع ثمنها الاعتدال في إيران، وليس فقط هذه الدول العربية الواقعة في قبضة «الحرس الثوري». إسرائيل حصلت على ضماناتها من الولايات المتحدة والقائمة على إبعاد القدرات النووية الإيرانية العسكرية لعشر سنوات مع وضع المفاعلات النووية تحت الرقابة، والاستعداد لإجراءات عسكرية في حال غشّت إيران وصنّعت القنبلة النووية. فما تقوله واشنطن لإسرائيل هو أنه تم «خلع أنياب» الخطر النووي الإيراني، ثم أيضاً تقديم الضمانات الأميركية للحد من الخطر الإيراني على إسرائيل. فالعلاقة الإيرانية - الإسرائيلية المهادنة أساساً ستعززها العلاقة الأميركية - الإيرانية الجديدة. ولو كانت إسرائيل حقاً معارضة للاتفاق النووي مع طهران لجنّدت اللوبي الموالي لها في الولايات المتحدة وحشدت حقاً معارضة جدية في الكونغرس لمثل هذا الاتفاق. جميع المؤشرات تفيد بأن معارضة إسرائيل عرضية، وليست جذرية أو جدية. الجمهورية الإسلامية ستخرج من العزل وستحصل على الأموال، وستدخل النادي النووي السلمي، وستبدأ علاقة تطبيع تاريخية مع الولايات المتحدة. كيف ستترجم قيادة إيران ولادتها الجديدة؟ المرشد أدرى، فهو الذي مكّن قوى التطرف من التوغّل في العراق وسورية ولبنان واليمن. وهو الذي أثبت قدرة إيران على المناورة وفن التفاوض والتقاط الفرصة. الأمل بأن يكون في ذهنه دعم قوى الاعتدال لتأخذ إيران إلى البناء في بيئتها الإقليمية.