المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 تموز/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.july13.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا11/من01حتى04/يسوع يعلم تلاميذه صلاة الأبانا الربانية

سفر أعمال الرسل15/من36حتى41/16/01و06و03/ ولَمَّا رَأَى ٱلرُّؤْيَا، عَزَمْنَا حَالاً أَنْ نَخْرُجَ إِلى مَقْدُونِيَة، مُوقِنِينَ أَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُم".

 

عنوان تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

عون الشارد والجاحد/فيديو قصير https://www.facebook.com/bushra.itani/videos/891477914271587/

حيف ع ضياع الشباب المناضل من أمثال النائب حكمت ديب/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/7/2015

سلام استقبل الباكستانية ملالا يوسف زاي

سلام التقى في المصيطبة وفودا مؤيدة: لا نريد رئيسا يمثل فئة واحدة من اللبنانيين بل الجميع

الحريري: نحن تيار العقل والهدوء والمنطق لا ننجر الى التصعيد والتطرف لأنهما وصفة باتجاه الحرب الأهلية

الجيش واليونيفيل أخمدا حريقا على حدود حولا مع فلسطين

اعادة انتخاب دوري شمعون رئيسا لحزب الوطنيين الاحرار

شمعون بعد إعادة انتخابه رئيسا للاحرار: مستمرون على الخط الذي رسمه الرئيس المؤسس كميل شمعون

إعلاميون ضد العنف: لمقاطعة العماد عون إعلاميا

ملالا يوسف زاي احتفلت بعيد ميلادها في مخيم للاجئين في البقاع وافتتحت أول مدرسة تحمل اسمها في العالم

السفير السعودي، عسيري استقبل معزين برحيل الفيصل: المملكة حريصة على وحدة اللبنانيين واتفاقهم على ملء الفراغ الرئاس وحفظ الدستور

الراعي: يعيب على كل فريق سياسي إدعاؤه بأنه وحده على حق وتفسير مواد الدستور على هواه

طلال المرعبي: لا نقبل ان ينتقص احد من صلاحيات رئيس الحكومة

طعمة لكادرات التيار الوطني: لتقييم ما جرى واستخلاص العبر من أجل مصلحة الوطن

ريفي خلال جولة في طرابلس: صيف وشتاء تحت سقف المحكمة العسكرية

وزير الداخلية، المشنوق: الصوت العالي لن يؤدي الى نتيجة ومن يدفع الى لعبة الشارع ينفذ لعبة غيره وليس لعبته

سليمان: هل عدنا الى زمن القمع والمقاطعة

كتلة نواب زحلة للوطني الحر: انتخاب رئيس أهم حق للمسيحيين

بو صعب: عندما تكون الطائفة المسيحية مهمشة موقفنا يكون صارما وحاسما

النائب محمد الحجار: الذي شاهدناه في جلسة الحكومة مشهد مقزز ترو:الرئيس القوي هو الذي تجمع عليه كل الطوائف

الوزير سجعان قزي: وزارة العمل لا تستطيع القيام بدورها في ظل الشغور في هيكليتها

فرانسوا باسيل جال في اسواق جبيل: حقوق المسيحيين لا تؤمن بالتظاهر والولدنات

النائب سليم سلهب: لدينا خطة تصعيدية في الشارع وما حصل امام السرايا الحكومية بداية وليس النهاية

الشيخ الجوزو: عون يريدنا ان نعود الى زمن المتصرفية فلنعد الى الوراء اكراما لخاطره

النائب محمد رعد من جباع: كلنا في السلطة وكلنا نتشارك والوطن يتسع للجميع

نواف الموسوي: ننتظر من رئيس الحكومة أن يواصل سياسته التوافقية عبر إشراك الجميع في القرار الوطني

النائب نوار الساحلي: الحوار هو الحل الوحيد لكل الأزمات في لبنان

رئيس المجلس السياسي لحزب الله امين السيد: بتنا في زمن من يريد التقرب من السعودية أن يشتم إيران

رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين: لبنان بحاجة إلى الحد الأدنى من الإستقرار

النائب  قاسم هاشم: الى متى سيبقى البعض يتحكم بمصير عمل المؤسسات؟

العميد مصطفى حمدان: نحن مع التيار الوطني الحر لكن الطرح الفدرالي ليس بمكانه

عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" حسن قبلان: ليس مقبولا إشغال الجيش بحركات اعتراضية

وئام وهاب: لا حل للملفات السياسية دون طائف جديد يكون بين الطائف والدوحة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قداسة البابا يحذر من ان الايديولوجيات التي تنتهي دائما بالديكتاتوريات

مقتل مستشار في الحرس الثوري الإيراني في سوريا

الغاء القمة الاوروبية اليوم ومواصلة المفاوضات في منطقة اليورو

فرار اكبر تاجر مخدرات مجددا من السجن في المكسيك

بوكو حرام تتبنى هجومين في تشاد ونيجيريا

مصر: هجوم القنصلية الإيطالية تحوّل «نوعي» في أهداف الإرهاب

بعد عامين من المفاوضات.. كيري وظريف يحسمان النووي اليوم

مفاوضات الملف النووي الإيراني تدخل «مرحلتها الأخيرة»

إيران والغرب على أعتاب اتفاق تاريخي لكن قضايا صعبة عالقة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المستقبل" - "القوات" - الكتائب: تحت راية "لبنان أولاً " الاختلافات مفتوحة على الإدارة في 14 آذار... ليس على المبدأ/ايلي الحاج/النهار

"اللوياجيرغا" اللبناني... متأنقا/نبيل بومنصف/النهار

فرنجيه لعبها بإتقان ولو ضمن الانسداد هل من "خطة - ب" بعد طيّ الشارع/روزانا بومنصف/النهار

ماذا سيقول سلام وباسيل لجانتيلوني ؟ إجراءات استثنائية والإرهاب محور المحادثات/خليل فليحان/النهار

الاستطلاع العوني بانت نتائجه/نايلة تويني/النهار

الجنرال في متاهته/خالد غزال/الحياة

لبنان: حلفاء عون يمدّون له «يد العون» للخروج من... الحفرة/الحريري أكد أمام إفطارات ضمّت 17 ألف مدعو «خيار الاعتدال»/الراي

عون وأهل بيته/بتول خليل/المدن

لماذا نأت القوات اللبنانية بنفسها عن تحرّك عون العبثي/فايزة دياب /جنوبية

12 تموز…ذكرى حرب بلا أهداف/وسام الأمين/جنوبية

رسم «الهلال الإيراني» يؤخر توقيع الإتفاق النّووي/محمد عقل/جنوبية

لماذا انزعج الجنرال عون/علي الأمين الأحد/جنوبية

صحيح.. لأن قدس إيران غير قدس العرب/عماد قميحة/جنوبية

حزب الله" يعد لمرحلة ما بعد الأسد/صبحي أمهز/المدن

الجنرال وتياره ينكسران على أسوار القصر الحكومي/غسان بركات/جنوبية

خامنئي وأوباما وفيتنام/غسان شربل/الحياة

الإرهاب وقصور الخطابين السياسي والديني/عرفان نظام الدين/الحياة

سيلفي» مع أرواحنا المثلومة/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

أكرم شهيب: نبهنا «حزب الله» من التورط في سوريا.. لكن الأمر لـ«الإيراني»

وزير الحزب الاشتراكي في الحكومة اللبنانية قال لـ {الشرق الأوسط} إن العماد عون مسّ بالمؤسسة العسكرية في لحظة حرجة/الشرق الأوسط

الشراهة الإيرانية للأسلحة «ما تحت النووي» تعقّد الساعات الأخيرة/وسام سعادة/المستقبل

«لا يهمني ما يحاول غيرنا القيام به، بل يهمني ما نقوم به نحن»./عبد السلام موسى /المستقبل

على العهد والوعد/خالد موسى/المستقبل

خبر عربي سار..من الإمارات/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا11/من01حتى04/يسوع يعلم تلاميذه صلاة الأبانا الربانية

"كَانَ يَسُوعُ يُصَلِّي في أَحَدِ ٱلأَمَاكِن. وَلَمَّا ٱنْتَهَى قَالَ لَهُ أَحَدُ تَلامِيذِهِ: «يا رَبّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّي، كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا تَلامِيذَهُ». فَقَالَ لَهُم: «عِنْدَمَا تُصَلُّون، قُولُوا: أَيُّهَا ٱلآب، لِيُقَدَّسِ ٱسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. أَعْطِنَا خُبْزَنا كَفافَنَا كُلَّ يَوْم. وَٱغْفِرْ لَنَا خَطايَانَا، فَنَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مُذْنِبٍ إِلَيْنا. وَلا تُدْخِلْنَا في التَّجْرِبَة».

 

سفر أعمال الرسل15/من36حتى41/16/01و06و03/ ولَمَّا رَأَى ٱلرُّؤْيَا، عَزَمْنَا حَالاً أَنْ نَخْرُجَ إِلى مَقْدُونِيَة، مُوقِنِينَ أَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُم".

"يا إِخوتي، بَعْدَ أَيَّام، قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: «لِنَرْجِعْ ونَتَفَقَّدِ ٱلإِخوَةَ في كُلِّ مَدِينَةٍ بَشَّرْنَا فِيها بَكَلِمَةِ ٱلرَّبّ، ونَرَ كَيْفَ أَحْوَالُهُم». وكَانَ بَرْنَابَا يُرِيدُ أَنْ يَسْتَصْحِبَ يُوحَنَّا ٱلمَدْعُوَّ مَرْقُس. أَمَّا بُولُسُ فلَمْ يَكُنْ يَسْتَحْسِنُ أَنْ يَصْحَبَهُ رَجُلٌ فَارَقَهُما في بَمْفِيلِيَة، ولَمْ يُرافِقْهُمَا لِلْعَمَل. وتَفَاقَمَ ٱلخِلافُ بَيْنَهُما حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُما ٱلآخَر. فَٱسْتَصْحَبَ بَرْنَابَا مَرْقُسَ وأَبْحَرَ إِلى قُبْرُس. أمَّا بُولُسُ فَٱخْتَارَ سِيلا ومَضَى، بَعْدَمَا ٱسْتَودَعَهُ ٱلإِخْوَةُ لِنِعْمَةِ ٱلرَّبّ. فَٱجْتازَ سُورِيَّا وقِيلِيقِيةَ يُشّدِّدُ ٱلكَنائِس. ووَصَلَ إِلى دِرْبَةَ ولِسْترَة، فإِذَا بِتِلْمِيذٍ كَانَ هُنَاك، ٱسْمُهُ طِيمُوتَاوُس، ٱبْنُ ٱمْرَأَةٍ يَهُوديَّةٍ مُؤْمِنَة، وأَبٍ يُونَانِيّ. وكانَ ٱلإِخوَةُ في لِسْترَةَ وإِيقُونِيَةَ يَشْهَدُونَ لهُ. فأَرادَ بُولُسُ أَنْ يَصْحَبَهُ في ٱلتَّبْشِير، فَأَخَذَهُ وخَتَنَهُ، مُرَاعَاةً لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ في تِلْكَ ٱلدِّيَار، وقَدْ كَانُوا كُلُّهُم يَعْلَمُونَ أَنَّ أَبَاهُ يُونَانِيّ. وٱجْتازُوا بِلادَ فِرِيْجِيَةَ وغَلاطِيَة، لأَنَّ الرُّوحَ القُدُسَ مَنَعَهُمْ منَ التَّبْشِيرِ بالكَلِمَةِ في آسِيَا. ولَمَّا وصَلُوا إِلى نَوَاحي مِيسِيَة، حاوَلُوا أَنْ يَدْخُلُوا بِيتِينِيَة، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُم بِذلِكَ رُوحُ يَسُوع. فَٱجْتَازُوا مِيسِيَة، ونَزَلُوا إِلى تُرْوَاس. وتَرَاءَتْ لِبُولُسَ في ٱللَّيْلِ رُؤْيَا، رَجُلٌ مَقْدُونِيٌّ وَاقِفٌ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ ويَقُول: «أُعْبُرْ إِلى مَقْدُونِيَة، وأَغِثْنَا!». ولَمَّا رَأَى ٱلرُّؤْيَا، عَزَمْنَا حَالاً أَنْ نَخْرُجَ إِلى مَقْدُونِيَة، مُوقِنِينَ أَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُم".

 

تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

حيف ع ضياع الشباب المناضل من أمثال النائب حكمت ديب

الياس بجاني/12 تموز/15

شاهدنا اليوم المقابلة عبر ال بي سي مع النائب حكمت ديب وتأكد لنا بالملموس والمنظور والمسموع أن هذا المناضل الشرس السابق هو حالياً في غيبوبة وجدانية وضميرية وعقلية ووطنية وأخلاقية، وأنه واقع، لا بل غارق وحتى أذنيه في التجربة الشيطانية "العونية"، ومغيب عن الواقع برضاه وعن سابق تصور وتصميم، كما أنه 100% فاقد للبصر والبصيرة ولكل ما هو إيمان ورجاء واحترام للنفس ولعقول وذكاء الآخرين.

إضافة إلى أن معايير الصح والغلط وباقي الأمور الفكرية كافة هي مشوشة في فكره الملوث بجراثيم العبودية، وبكل ما هو أرضي من سلطة ومال وعزوة.

من خلال معرفتنا الشخصية السابقة وعن بعد بهذا الشاب الذي كان واعداً قبل العام 2005 نرى أنه تبدل وتغير كلياً وخرج من ذاته ويعيش بشخصية مصطنعة ليست حقيقية وبالتأكيد لا تمت لصلة لشخصية حكمت ديب ما قبل عودة ميشال عون إلى لبنان من المنفى بترتيب وتخطيط وتنفيذ سوري وإيراني خبيث ومخابراتي بامتياز.

نشير هنا إلى أننا كنا وبقوة وعن قناعة وقفنا بجانب المناضل حكمت ديب يوم ترشح للانتخابات عقب وفاة النائب بيار حلو وتوخينا منه كل خير، فخيب الآمال وأحبط كل التوقعات الإيجابية واللبنانية السيادية وانحرف إلى أدراك عونية شعبوية وانتهازية وفريسية لا إيمانية ومعيبة.

للأسف حكمت ديب ليس الشواذ في عونيته الصنمية والوصولية المجردة من كل ما هو وعي وإدراك وعقل وتعقل ومعايير وطنية من قيم ومبادئ وأخلاق وثوابت مسيحية وصدق وشفافية، لا بل هو نموذج فج للعوني الحالي "الساذج والجاهل" "المسير" آلياً وعن بعد بريموت كونترول ملالوي ومثله المئات.

هذا الشاب كان مناضلاً وحاملاً رايات الحرية والسيادة والاستقلال والكرامة وقد واجه الاحتلال السوري وأدواته المحلية بشجاعة وتعرض للضرب والسجن والاضطهاد بفرح وكبرياء، إلا أنه فقد ذاته وقتل تاريخه بعد أن وقع في تجربة ميشال عون الأرضية التي هي عبادة تراب الأرض من مال وسلطة وعزوة.

حكمت ديب أصبح جندياً في ولاية الفقيه بوقاحة متناهية لا تعرف لا الخجل ولا الوجل، ولكنه بأوهامه والانسلاخ عن الواقع وعاهات الإنكار المرضية لا يزال يتوهم أنه لا يزال مناضلاً، وهي حالة مزمنة من "الإنكار المرضي اللاواعي" يعاني منها ميشال عون تحديداً، وأيضاً بدرجات متفاوتة كل من هم معه وحوله من المناضلين السابقين المغرر بهم حيث يتوهمون أنهم لا يزالون الآن حيث كانوا ما قبل العام 2005.

إن حالة "الانكار المرضي اللاواعي" هي علة ومرض حكمت ديب وأيضاً مصاب بعاهاتها ومضاعفاتها كل من كان صادقاً في نضاله  من شبابنا وأيد شعارات عون ومن ثم فقد البصر والبصيرة عقب عودة عن من منفاه فغابت القضية عن فكره وضميره وممارساته وعبد شخص عون وارتضى الغنمية بأبشع صورها وقبل وضعية "الزلمي والتابع" بعد أن تخلى بغباء عن وضعية المواطن الحر.

إن حالة هذا الشاب الذي كان مناضلاَ في زمن الاحتلال السوري، وأمسى الآن جندياً في ولاية الفقيه ومن عبدة شخص عون هي حالة تنطبق على كل من بقي مع عون من شبابنا الأحرار والصادقين بعد أن تسورن وتأيرن هذا الجنرال الغائب عن الواقع والمقيم في قصور أوهامه وهلوساته واحلام اليقظة.

أما وضعية الودائع والانتهازيين المتحوكمين مع وحول عون حالياً من أمثال جان عزيز وحبيب يونس وإيلي الفرزلي وكريم بقردوني وعباس الهاشم وسليم جريصاتي وغيرهم كثر فأمرهم مختلف كونهم يعرفون ما يفعلون ويدركون ماذا يريدون، أما حالة حكمت ديب ومن هم من أقرانه فهي  حالة مختلفة 100% لأن هؤلاء هم ضحايا الجهل والغباء وشعوبية عون ولا يعرفون ماذا يفعلون.

كل ما يمكن قوله لهذا النائب الذي لا يمثل ناسه، وأصبح أداة في يد حزب الله الإرهابي ومشروعه اللالبناني: يا رفيقي المناضل السابق: حيف ع الشباب.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com

اضغط هنا لمشاهدة حلقة مقابلة النائب حكمت ديب اليوم مع تلفزيون ال بي سي التي هي موضوع تعليقنا

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/7/2015

الأحد 12 تموز 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الاحتقان الداخلي إلى تراجع، بعد نقله من الشارع إلى المنابر، تمهيدا لاستئناف عمل المؤسسات حكوميا بعد استراحة الفطر وانضاج المشاورات حول آلية عمل الحكومة، ونيابيا بعد اقرار مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب تتيح اخراج الملفات الحيوية من ثلاجة الانتظار الثقيل.

الرئيس سلام أسهب في توضيح موقفه اليوم، من باب الحرص على انتخاب رئيس وصلاحيات الرئاسة، خلال لقائه مع وفود متضامنة، وفي دردشة مع الصحافيين قال: نحن نحاول ملء الفراغ، دون إلغاء الحاجة الى ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي. مؤكدا رفض التعطيل الحكومي.

وبموازاة ثوابت الرئيس سلام، توضيحات متجددة للعماد عون ازاء الابتعاد عن الفيدرالية كخيار ل"التيار الوطني"، ودعوات لتجاوز المناكفات التي طال أمدها على لسان رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة"، ودعوة لاطلاق التشريع المالي لوزيرالمال علي حسن خليل لمواجهة الوضع الاقتصادي والمالي الصعب، متحدثا عن مؤشرات للخروج من الأزمة.

داخليا، كلمة لرئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري خلال الافطار المركزي للتيار.

خارجيا، بقيت فيينا قبلة أنظار العالم والمنطقة، بلورة لنقاط الاتفاق الذي توضع اللمسات الأخيرة عليه اليوم ومؤشرات على قرب التوقيع، بعدما أمهلت طهران والقوى الست أنفسها حتى يوم الاثنين للتوصل لاتفاق نووي، ولافروف إلى فيينا، فيما كيري يبدي تفاؤلا. ومساء اليوم أعلن كبير المفاوضين الايرانيين: ان ايران والقوى الست اتفقت على معظم القضايا الفنية وعلى ملاحق الاتفاق النووي المحتمل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

9 سنوات مضت على الحرب الاسرائيلية التي شنها العدو على لبنان. منذ 9 سنوات كان يعتقد الاسرائيليون ان بامكانهم احتلال أرضنا وكسر عناصر قوتنا، لكن لبنان انتصر وغير مسار الصراع العربي- الاسرائيلي.

اليوم يحاول التطرف تنفيذ ما عجزت عنه اسرائيل، لكنه سيصل إلى هزيمة اختبرتها تل أبيب منذ 9 سنوات.

الحرب الميدانية ليست لصالح الارهاب، في سوريا انجازات عسكرية في كل الاتجاهات، والمسلحون يطالبون بتسوية تخرجهم من عنق الزبداني.

أبعد، كانت فيينا تتحضر لساعات الانجاز التاريخي، بعدما أصبح الاتفاق النووي في متناول اليد. الآن يجري تجهيز الملف نهائيا لتوقيعه غدا، كما أشارت المصادر المطلعة من فيينا. طهران استعدت لمرحلة ما بعد الاتفاق، بتوقيع الرئيس حسن روحاني على قانون صون وحفظ المنجزات النووية، فيما كان المفاوضون الايرانيون يراجعون النصوص.

طهران قبلت ببعض القيود، لكن ذلك لن يؤثر على سير برنامجها النووي، وتستعد لاعادة تصميم مفاعل آراك باشراف دولي تديره حليفتها بكين. ومن هنا كان التأكيد الايراني على دخول نادي الدول التي تستفيد من التكنولوجيا النووية. فماذا بعد؟ هل تطال شظايا الاتفاق مساحة المنطقة؟

في لبنان، التخصيب السياسي مجمد في عطلة تنتهي بعد عيد الفطر، لكن رئيس الحكومة تمام سلام جزم بانه لن يتراجع ولن يقبل بالتعطيل. وفود أمت المصيطبة، زودت سلام بالدعم الشعبي للمضي قدما، في وقت كان وزير الداخلية نهاد المشنوق يؤكد ان الصوت العالي لن يؤدي إلى نتيجة، فالحوار هو الحل، مستندا إلى تجربة عين التينة.

حركة "أمل" التي رعت الحوار ومضت بها نهجا يعممه رئيسها نبيه بري، شددت على ضرورة استمراره وتوسيعه لضمان عدم المس بالاستقرار الداخلي. معاون الرئيس بري، علي حسن خليل، أعلن الالتزام بالدستور فلا مصلحة لأحد ان يدخل في تفسيرات مغلوطة، لأن الدستور ليس كوجبة التمر نتناولها عندما نجوع. خليل نبه من مخاطر مقاربة القضايا المصيرية بتسرع، قائلا: إن حركة "أمل" دافعت وتدافع عن وحدة لبنان، ولن تقبل إلا بأن يبقى وطنا نهائيا لجميع أبنائه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إن صدقت الاشارات، فإن فجر الغد قد يطلع على الجمهورية الاسلامية الإيرانية وهي قوة نووية سلمية منتصرة في أكبر معركة تفاوضية شهدها التاريخ المعاصر.

حتى هذه اللحظة، فإن معظم ما ورد من فيينا يلمح إلى ان اعلان الاتفاق النووي بات في "متناول اليد يوم الغد"، وبالتالي بات الاذعان الدولي مكتمل الصورة أمام القوة الدبلوماسية التي ثبتت اثنتي عشرة سنة من التفاوض تحت الضغط والعقوبات.

إن صدق الموعد غدا، فسيكون اعلان الاتفاق أقوى من انفجار القنبلة النووية نفسها التي حرمتها ايران وشرعها كل اعدائها.

ووميض الخبر المرتقب سيقتحم العقول النفطية المتلبدة، ويضع الكيان الصهيوني في أعلى مراتب الخسارة والجنون.

إنه الجنون الذي يعيشه العدو في عصر الهزائم. وهزيمة آب 2006 بدأت في مثل يومنا هذا قبل تسعة أعوام، حين دفع لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه الاحتلال على مسار الانكسار بقوة، وقربه أكثر من نهايته الحتمية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع الساخن سياسيا وشارعيا، انتهى بنوع من التهدئة. فالخطاب التعبوي المتطرف غاب اليوم، ليحل مكانه خطاب هاديء معتدل. رئيس الحكومة تمام سلام دعا إلى الحوار، أمام الوفود الشعبية التي أمت دارته في المصيطبة للتضامن معه.

في المقابل، الوزير الياس بو صعب رفض وصف الرئيس سلام بأنه "داعشي"، مشددا على أنه وجه معتدل. وقد ترافق هذا الموقف مع توضيحات كثيرة لقيادات من "التيار الوطني الحر"، تبريرا لموقف العماد عون من الفيدرالية.

فهل ستصمد هذه الهدنة ما يتيح بالتالي التوصل إلى تسوية تتظهر بعد عيد الفطر، أم انها مجرد هدنة مؤقتة بين معركتين؟

إقليميا، المفاوضات حول الملف النووي الايراني دخلت مرحلتها النهائية والحاسمة. وزير الخارجية الأميركية جون كيري عبر عن تفاؤله بما يمكن ان يتحقق، مشيرا إلى أن المفاوضين يقتربون من قرارات فعلية. وقد أكد هذا الأمر كبير المفاوضين الايرانيين الذي أعلن أن ايران والقوى الست اتفقت على معظم القضايا الفنية وعلى ملاحق الاتفاق النووي المحتمل. وهذا يعني ان الشرق الأوسط ككل قد يكون أمام مرحلة جديدة لأنه في حال أنجز الاتفاق، وهو ما بات مرجحا، فستكون له تداعيات كبيرة وكثيرة على صعيد المنطقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

تدرج الخلاف في الأسابيع الثلاثة الماضية داخل مجلس الوزراء، من بند التعيينات إلى فتح دورة استثنائية إلى الآلية، لينتهي كباشا بين صلاحيتين: صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات رئيس الحكومة.

ترحيل الأزمة إلى ما بعد العيد، استند إلى تسوية أعقبت المواجهة بين الرئيس تمام سلام والوزير جبران باسيل، في موقعة 9 تموز. وهذه التسوية قوامها سحب فتيل التفجير وحفظ كرامة الطرفين، بانتظار ما ستؤدي إليه الاتصالات في الوقت المستقطع قبل العيد، وهي ستؤدي إلى مخرجين أو حلين لا ثالث لهما: إما اتفاق على آلية جديدة لمجلس الوزراء، تكون بالتوافق بدل التصويت، وتوقيع ال 24 وزيرا بالوكالة عن رئيس الجمهورية وإدراج التعيينات والدورة الاستثنائية في خانة الأولويات. أو الفشل في التوصل إلى تسوية، وعندها تتعطل الحكومة أو تتحول إلى حكومة تصريف أعمال أي حكومة مستقيلة.

حتى الساعة لا توحي الأجواء والمواقف بالحلحلة. ولا يعول فريق 8 آذار و"التيار الوطني الحر" كثيرا على كلمة سعد الحريري في افطار "المستقبل". والثابتة الوحيدة ان الجميع لا يريد ذهاب هذه الحكومة، بانتظار ما سيستقر عليه المشهد الدولي- الاقليمي المتمثل بالاتفاق النووي والذي بات قاب قوسين أو أدنى من التوقيع، ومعه تبدأ المواقف بالتحول فيتخلى فريق مهيمن من 25 عاما، عن حلم العبور إلى دولة خالية من مسيحيين أقوياء او متطرفين بحسب تسجيلات المحكمة الدولية. دولة تخضع فيها الأقليات لشروط الذمية السياسية وربما الدينية. ودولة إعلامها مشترى بنفط الصحراء ليحاضر في السيادة والكرامة ولم يسمع حتى اليوم بالقول الكريم "وان بليتم بالمعاصي فاستتروا.

دولة اقتصادها بخدمة الدين وأملاكها مصادرة من أمراء الحرب وأرباب النفوذ. دولة ميثاقها غب الطلب ودستورها ممسحة. دولة مهيمن عليها من فريق اذا حكم تجبر واذا تولى تكبر.

في العام 1975، وقبله العام 1958، حملوا قميص الامتيازات المارونية والطائفة الممتازة، وداروا بها واستعانوا بكل قريب وغريب ونسيب لتدفيعنا ثمن لبنان الكبير. واليوم بحجة المظلومية المزعومة لديهم، يضعونك أمام خيارين: إما بقاء الهيمنة أو نفلت عليك الارهاب الأسود.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

مع استمرار البعض وإمعانه في اطلاق الأضاليل، ومحاولات تشويه الحقائق والثوابت الوطنية ل"تيار المستقبل"، تيار الاعتدال الرافض للتطرف، المتمسك بالمؤسسات الدستورية، يطلق الرئيس سعد الحريري هذه الليلة جملة ثوابت دحضا لكل المزاعم، وتأكيدا لرؤية "التيار" إزاء القضايا السياسية الداخلية، وبانتخاب رئيس للجمهورية وبالدولة وبالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ورفضا لتوريط لبنان في حرائق المنطقة تنفيذا لأجندات خارجية بعيدا عن الاجماع الوطني ومصلحة اللبنانيين.

أما رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وأمام وفود شعبية زارته في المصيطبة تأييدا لمواقفه، فأكد انه سيستمر بتحمل المسؤولية بالنيابة عن كل الوطن في هذا المركز الحساس، مؤكدا انه لن يسمح بالتعطيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أزمتان بحجم أوروبا وأميركا ومنطقة الشرق الأوسط تطرقان أبواب الحل، نوويا وماليا. تقف ايران والدول الكبرى على مفارق الساعات الأخيرة من اتفاق العصر. وتسوي اليونان أزمتها الاقتصادية مع أوروبا، حتى لا ينهار اتحاد كان متماسكا، وينفرط عقد منطقة اليورو.

ثلاث قارات تعمل على التفاوض. وقارة لبنان يستعصي عليها الحل السياسي، ويقف قادتها على أبواب التعطيل. نحن وطن أعقد من معضلة النووي. ديوننا السياسية تفوق مليارات اليونان ماليا. في مواقع قياداتنا من هو أظرف من ظريف، ولديه اعتقاد انه أصلح من صالحي، ويكاد ينصب نفسه كعالم روحاني. يفاوض من موقع جون كيري. في بلادنا أكثر من تسبراس اقتصادي، ومجموع هؤلاء يمنحون بلادنا نتيجة من تعطيل وفراغ وخرق دستور والسير على ارادة الناخبين بالتمديد.

أمام هذا التصلب السياسي، يعلن الرئيس تمام سلام رفضه للتعطيل. اذا لم يبق لدى رئيس الحكومة سوى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، فالعناد بالعناد والبادىء لن يرحم وعلى الدستور السلام.

فللحفاظ على ما تبقى من مؤسسات وطنية، سوف لن يلام رئيس الحكومة إذا أطاح بالقوانين وبالدستور المكسور، وبالأعراف التي أصبحت حكرا على زعماء الطوائف، بالآليات والبدع. بجدول الأعمال الذي مشى على آمال الناس. فكل ما يمارسونه اليوم بات من عظام الدساتير ورفاتها.

منعا للتعطيل، سيحق لتمام سلام ان يعطل، وان يقف لكل مارق سياسي. ان يتصدى داخل الجلسات وخارجها. وان يعيد الوزراء إلى رشدهم، ويذكرهم بأنهم ليسوا من قماشة الفخامة، بل ان دورهم هنا يقتصر على أحجامهم الوزارية وتطبيق مصالح الناس وعدم تعطيل أرزاقهم، ويكفيهم ان ممثليهم في مجلس النواب يستحصلون على رواتبهم بلا عمل. وان وجود هذه الزمرة النيابية كان عنوة عن ناخبيهم. وعلى الرغم من ذلك، فإن النواب أقفلوا على مناصبهم وأخذوا ينتظرون التمديد الثالث.

وكما كان الأمن فوق كل اعتبار، وقد حصد اجماعا سياسيا في السابق. كذلك التعطيل اليوم، فوق كل اعتبارات القادة السياسين، وبهدف فرضه ستباح المحظورات.

 

سلام استقبل الباكستانية ملالا يوسف زاي

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وعقيلته لمى، في المصيطبة، الحائزة على جائزة السلام الوطني لدفاعها عن حق الفتيات في التعليم والذهاب إلى المدرسة الباكستانية ملالا يوسف زاي، في حضور نورا جنبلاط ووالد ملالا.

 

سلام التقى في المصيطبة وفودا مؤيدة: لا نريد رئيسا يمثل فئة واحدة من اللبنانيين بل الجميع

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أمت دارة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في المصيطبة اليوم، وفود شعبية وسياسية واجتماعية من بيروت والمناطق، بينها عدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، أبدت تضامنها معه وتأييدها لمواقفه.

وفي كلمة ألقاها أمام وفد كبير من جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية برئاسة رئيس الجمعية أمين الداعوق، قال الرئيس سلام: "أهلا وسهلا بمن نستمد منهم القوة والعزة والمناعة، نحن وإياكم نواجه من أجل وطننا ومن أجل عزة أبنائنا ومن أجل الأجيال المقاصدية التي تربونها لنصنع لها وطنا".

وأضاف: "أقول لكم بكل وضوح، سأستمر بتحمل مسؤولياتي بالنيابة عن كل الوطن في هذا المركز الحساس، ومستمر في هذه المهمة الصعبة لأنني قررت أن لا أسمح بالتعطيل وبالتراجع، علينا مسؤوليات سنستمر بتحملها وسنستمر بخدمة أهلنا وشعبنا".

وتابع سلام: "ضعوا الخلافات السياسية خارج مجلس الوزراء ودعوا مجلس الوزراء يعمل، كفى صراعات قائمة في البلد، نحن ندعو إلى الحوار، والحوار قائم بين قوى سياسية عديدة، ونأمل أن ينجح هذا الحوار وأن تنجح النفوس الطيبة حتى نبني وطنا عسانا نمرر هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، وأن نمرر الاستحقاقات الصعبة والظروف العصيبة".

وقال: "نحن مثلكم في المقاصد آمنا منذ 137 سنة أن تجربتكم وخبرتكم وإيمانكم وتمسككم بمؤسستكم ووطنكم، هو دافع لي حتى أقوم بمهامي الوطنية بشكل ناجح. إن شاء الله نحافظ على وطننا، وان شاء الله لا ندع العراقيل تقف امامنا، وان شاء الله لا نقف عند الخلافات، ونستطيع أن نستمر بهذه الأمانة لنسلم هذا الوطن إلى الاجيال القادمة وهم منيع متين، وان شاء الله نسلم البلد بمؤسساته الكاملة والتي تقوم بواجباتها. ولابد في هذه المناسبة أن نحيي مؤسساتنا الأمنية وفي طليعتها الجيش وقوى الامن الداخلي، هذه المؤسسة التي تحافظ على الوطن، ولتبقى هذه المؤسسات بعيدة عن السياسة والتسييس لتقوم بواجباتها بنجاح حيث وصلنا الى بلد آمن ومستمر وعليهم أن لا يضربوا الامن والاستقرار".

وتابع: "مشوارنا قائم ومستمر وإياكم، لن نقصر لحظة بوجودكم ووجود أمثالكم من ابناء الوطن، وأقول إنني مؤتمن على الوطن، كل الوطن، وانطلاقا من هذه الامانة أدعو، ليس فقط الحرص على مجلس الوزراء، بل في الدرجة الاولى في هذه المرحلة الحرص على رئاسة الجمهورية. ونأمل أن ننتخب رئيسا للجمهورية في اول فرصة متاحة، وإذا استطعنا انتخابه غدا لن نقول لا، بلدنا يجب ان يستقيم برأسه، رئيس الجمهورية هو رئيس البلاد وهو عزنا وكرامتنا، فدعونا نتجه الى هذا الاتجاه، ونسهل الامور ونساعد، فبيننا رجال وأشخاص أكفاء لتحمل هذه المسؤوليات ولسنا عاجزين وقاصرين ولسنا محصورين، نحن أحرار في انتخاب رئيس للجمهورية يرفع رأسنا ويعز بلدنا بقيادته، نعم بحاجة لقائد في الموقع المناسب يمثل كل اللبنانيين، لا نريد رئيسا يمثل فئة واحدة من اللبنانيين بل كل اللبنانيين".

وختم الرئيس سلام مكررا شكره للمقاصد على حضور الوفد، وأكد ان الهم الوطني يتقدم كل الهموم.

 

الحريري: نحن تيار العقل والهدوء والمنطق لا ننجر الى التصعيد والتطرف لأنهما وصفة باتجاه الحرب الأهلية

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - اعتبر الرئيس سعد الحريري أن "تيار المستقبل أمانة رفيق الحريري في الحياة اللبنانية". وقال: "قتلوا رئيسنا ورمز كرامتنا، فكانت ثورة الأرز، فتحقق خروج الجيش السوري، وزرعوا العبوات لمفكرينا، لكن واجهنا الموت وبقينا أمناء على المسيرة، واجتاحوا بيروت بسرايا الفلتان الأمني، وبقي التيار عاصيا على الالغاء، وتحاملوا على طرابلس وأغرقوها بمسلسل من الفوضى، لكنها استمرت مدينة الوفاء لرفيق الحريري وقاعدة العبور الى الدولة، ورصدوا الأموال الطائلة وكل أشكال الترهيب لإسقاط عرسال في بحر متلاطم من الاتهامات واستفزاز صيدا وغيرها في عكار والشمال والبقاع، وفي كل جهة ترفع راية المستقبل، ولم تسقط الرايات رغم كل الأهوال ومحاولات الخرق الأمني والسياسي". أضاف: "قدموا إغراءات لا تحصى لمتمولين ورجال أعمال وطامحين لبلوغ السلطة، لكن النتيجة أمام أعينهم، فكان الانتقال من الموجة تلو الموجة من تفجيرات ومؤامرات سماحة- مملوك، واغتيال وسام الحسن ومحمد شطح. كما راهنوا أن تكون على صورتهم لكنهم فشلوا في استدراجهم الى هذه اللعبة". وأعلن ان "الميليشيا ليست ملعبنا، لأن تيار رفيق الحريري يستحيل أن يشارك في ألعاب الدم بين الاخوة". وتحدث عن قضية تعذيب بعض السجناء في روميه، واصفا إياها ب"الخطأ الفادح"، مطالبا ب"محاسبة الذين ارتكبوه"، مؤكدا أن "شعبة المعلومات ساهمت في كشف شبكات التجسس لاسرائيل، ومؤامرة سماحة- مملوك فلا يجوز قيام حملة عليها".

وقال: "إن النظام مع حزب الله يرتكبون أكبر جريمة بحق الدين الاسلامي والمسلمين في العالم، وبحق الأبرياء من كل الأديان في العالم العربي وخارجه". أضاف: "مقارنة بما يجري حولنا، ما نزال بألف خير، ولكن هناك أطرافا عديدة لا يوجد عندها أي عمل سوى إلحاق التهم بتيار المستقبل بالتطرف". ورأى أنه "رغم كل الضجة ما يزال غالبية اللبنانيين، تريد سماع صوت العقل والمنطق، ونحن في تيار المستقبل تيار رفيق الحريري تيار العقل والهدوء والمنطق، لا ننجر الى التصعيد والتطرف، لأنها وصفة باتجاه الحرب الأهلية".

وقال: "لا أحد يزايد علينا، لا في الدين ولا في الوطنية ولا بالاعتدال ولا بالحرص على اللبنايين وحقوقهم. نحن إسمنا تيار المستقبل لأننا نتطلع الى الأمام، وليس الى الوراء، وأنا على يقين ان الصبر والحكمة، هو بصميم خياراتنا الوطنية لأننا أنتم وأنا مؤتمنون على خيار دولة ناجحة". وطالب الحضور ب"التمسك بهذا النهج"، قائلا: "أبقوا رفيق الحريري في وجدانكم وحافظوا على لبنان". وختم واعدا أنه "سيكون في العام المقبل في بيروت أو طرابلس أو البقاع أو في أي مكان في لبنان".

 

الجيش واليونيفيل أخمدا حريقا على حدود حولا مع فلسطين

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - مرجعيون - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في مرجعيون رونيت ضاهر، ان حريقا شب عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في خراج بلدة حولا قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، وعمل عناصر الجيش ومن قوات "اليونيفيل" الدولية على اخماده.

 

اعادة انتخاب دوري شمعون رئيسا لحزب الوطنيين الاحرار

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام جورج كرم انه اعيد انتخاب دوري شمعون رئيسا لحزب الوطنيين الاحرار بالتزكية، كما فاز روبير خوري بمركز نائب الرئيس بالتزكية ايضا. وتم ايضا انتخاب عشرة اعضاء للمجلس السياسي، اعلن الامين العام الياس ابو عاصي نتيجته التي أسفرت عن فوز: انطوان ابو ملهب، الياس رزق، جورج نعمان، كميل شمعون، نمر شمعون، ريمون مرهج، ارنست بعقليني، جورج نجم، سرمد بو شمعون ونهاد شلحط.

 

شمعون بعد إعادة انتخابه رئيسا للاحرار: مستمرون على الخط الذي رسمه الرئيس المؤسس كميل شمعون

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام جورج كرم انه اعيد انتخاب دوري شمعون رئيسا لحزب الوطنيين الاحرار بالتزكية، كما فاز روبير خوري بمركز نائب الرئيس بالتزكية ايضا. كذلك تم انتخاب عشرة اعضاء للمجلس السياسي، وهم: انطوان ابو ملهب، الياس رزق، جورج نعمان، كميل شمعون، نمر شمعون، ريمون مرهج، ارنست بعقليني، جورج نجم، سرمد بو شمعون ونهاد شلحط. وبعد إعادة إنتخابه هنأ شمعون الهيئة الناخبة على "الروح الرياضية والديمقراطية التي سادت عملية الانتخاب"، وقال: "أعطينا بقية الأحزاب امثولة في عدم حصول تدخلات في عملية الانتخاب". أضاف: "على حزب الوطنيين الأحرار مسؤوليات كبيرة، أكبر من التصور، والوضع في لبنان على كف عفريت، ولكن ليس هناك خطر داهم وداعش ليس على الأبواب". واعتبر أنه "أصبح هناك نوع من الوعي والتنبه للوضع، لدى المسؤولين، للحد من التشجنات بعد الأمور التي حصلت أخيرا في مجلس الوزراء والخطابات التحريضية. وان حزب الوطنيين الأحرار يتمتع بدور وبوزن سياسي، وعليه واجبات، والأعضاء الجدد للمجلس السياسي يعون الوضع تماما وستكون لهم مساهمة إيجابية في داخل الحزب". وختم مشددا على أن "حزب الأحرار سيبقى مستمرا على الخط الذي رسمه الرئيس المؤسس كميل نمر شمعون".

 

إعلاميون ضد العنف: لمقاطعة العماد عون إعلاميا

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - استنكرت جمعية "إعلاميون ضد العنف"، في بيان، ما اعتبرته "ضرب النائب العماد ميشال عون بعرض الحائط كل الأصول والأدبيات التي تحتم التعاطي باحترام مع الاعلام والاعلاميين، عبر سلوكه غير اللائق (...) مع مراسلة ال"أم تي في" الزميلة جويس عقيقي التي مارست واجبها كإعلامية محترفة". واعتبرت الجمعية ان "هذا السلوك هو سلوك مدان، ليس فقط لافتقاره لأدنى مستويات احترام الديموقراطية وحرية الاعلام، بل لكونه تحول الى انتهاك مقصود لكرامة الإعلاميين وللمؤسسات الاعلامية".

وأبدت تضامنها "مع الزملاء الاعلاميين الذين تعرضوا لهذا الترهيب، ومع المؤسسات الاعلامية التي طلب منها عدم المشاركة في تغطية نشاطه السياسي"، وأهابت بالجسم الاعلامي "التضامن والتكاتف وصولا الى مقاطعة العماد عون وكل من تسول له نفسه الاستهتار بكرامة الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية".

 

ملالا يوسف زاي احتفلت بعيد ميلادها في مخيم للاجئين في البقاع وافتتحت أول مدرسة تحمل اسمها في العالم

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - احتفلت الناشطة الحقوقية الباكستانية ملالا يوسف زاي التي تزور لبنان حاليا، بعيد ميلادها ال18، في مخيم للاجئين السوريين في بلدة بر الياس في البقاع، وذلك بدعوة شخصية من رئيسة مؤسسة "كياني" نورا جنبلاط. وتزامنا، افتتحت ملالا إلى جانب جنبلاط مدرسة خاصة بالبنات اللواتي يعشن في مخيمات اللجوء في البقاع، وذلك بناء على توجيهات جنبلاط ورغبة منها في "دعم تعليم الفتيات المحتاجات، ومنح فرصة التعلم للجميع، وتمكين الفتيات السوريات اللاجئات بالأخص". وقد اطلق على المدرسة اسم "ملالا يوسف زاي- أول غيرلز"، وستستقبل أكثر من 200 تلميذة سورية تراوح أعمارهن بين 14 و18 عاما. وقالت ملالا في بيان "أتشرف بالاحتفال بعيد ميلادي الثامن عشر مع شابات سوريات شجاعات وملهمات". أضافت: "في هذا اليوم، أوجه رسالة إلى قادة هذا البلد- سوريا، وقادة هذه المنطقة والعالم: انكم تتخلون عن الشعب السوري، خصوصا عن اطفال سوريا"، مشيرة إلى "انها مأساة فعلية، وأسوأ ازمة لاجئين في العالم منذ عقود".

 

السفير السعودي، عسيري استقبل معزين برحيل الفيصل: المملكة حريصة على وحدة اللبنانيين واتفاقهم على ملء الفراغ الرئاس وحفظ الدستور

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - تقبل سفير المملكة العربية السعودية علي عوض عسيري، التعازي بوزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص السعودي الأمير سعود الفيصل، في قاعة مسجد محمد الأمين وسط بيروت. وحضر معزيا على التوالي: رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من مفتي لبنان، ضم مفتيي طرابلس والشمال مالك الشعار، جبل لبنان محمد علي الجوزو، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، وزيرا الصحة وائل أبو فاعور والبيئة محمد المشنوق، النواب: ميشال المر، مروان حمادة، عمار حوري، مصطفى علوش وخالد الضاهر، والوزيران السابقان: عدنان القصار وعبد الرحيم مراد. كما حضر معزيا: مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، نقيب الصحافة السابق محمد البعلبلكي، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، شفيق الحريري، رئيس بلدية طرابلي السابق نادر غزال، وفد من جمعية "المقاصد الخيرية الإسلامية" برئاسة أمين الداعوق، المطران إلياس عودة، وفد من حزب "الوطنيين الأحرار" برئاسة مسؤول الشباب سيمون درغام، منى الهراوي، رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا، وفد من السفارة الإمارتية برئاسة القنصل حمدان السيد الهاشمي، ووفود اجتماعية واغترابية وعسكرية وإعلامية.

وأعلنت بلدية صيدا في بيان ان وفدا من البلدية برئاسة رئيس البلدية بالتكليف، نائب الرئيس ابراهيم البساط، قدم التعازي في قاعة مسجد محمد الأمين في بيروت للسفير عسيري، ناقلا تعازي المجلس البلدي ورئيسه محمد السعودي الموجود خارج لبنان، ومثمنا مواقف الأمير الراحل الفيصل "التي تترجم دور المملكة العربية السعودية الداعم للبنان وشعبه في شتى الظروف".

عسيري

وفي تصريح ل"الوكالة الوطنية للاعلام" قال عسيري: "لا شك أن رجلا بحكمة وخبرة الأمير سعود الفيصل، برحيله فقد العالم العربي شخصا، يصعب على من يأتي من بعده أن يملأ هذا الفراغ، وهو الذي تميز بحكمة والده وشجاعة ودعم قيادته. لقد عاصر الأمير سعود الفيصل خمسة ملوك، وتعامل مع قضايا معقدة في العالم كله، وكان في كل موقف يزداد حكمة، ومواقفه في اللجنة الرباعية خير مثال على حكمته أيام الحرب في لبنان، إضافة الى تشجيعه على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين للتوصل الى إتفاق الطائف"، معتبرا "نحن خسرنا رجلا حكيما وشجاعا غير إنفعالي، رجل يستطيع تنبؤ الأحداث، نحن تلاميذ سعود الفيصل، ولنا الفخر أن نكون في هذه المدرسة". وأوضح أن "المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على وحدة الصف اللبناني، وعلى ان يكون الخيار السياسي الداخلي لبناني - لبناني، وأن يتفق اللبنانيون على ملء الفراغ الرئاسي وعلى حفظ الدستور، والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكدا أن "سياسة المملكة الخارجية، هي المحافظة على الثوابت في صون العلاقة مع لبنان، بعد رحيل الملك عبدالله بن عبد العزيز مؤخرا، التي لم ولن تتغير، واليوم الملك سلمان بن عبد العزيز يبدي اهتماما بلبنان، وكل المستجدات على الساحة الاقليمية، ويحرص كل الحرص أن يكون لبنان محصنا بأبنائه وحكمتهم اتجاه مؤسساتهم، وأن يكون لبنان آمنا لينتعش الاقتصاد اللبناني مجددا، وتعود حركة السياح، خاصة أننا على أبواب عيد الفطر أعاده الله علينا وعليكم بالخير والصحة والأمان، ومقبلين على إجازات صيفية". وتمنى أن "يعم الهدوء بعد التحركات، التي شهدناها منذ يومين، والتي قد تبعد أحباء لبنان عنه، ونحن متفائلون اليوم، رغم كل ما حدث، لأن الشعب اللبناني محب للسلام والخير، رغم ما يتعرض له من ظروف صعبة".

 

الراعي: يعيب على كل فريق سياسي إدعاؤه بأنه وحده على حق وتفسير مواد الدستور على هواه

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطرانان بولس صياح وحنا علوان والأب وسام معلوف والقيم البطريركي في الديمان الخوري خليل عرب والقيم البطريركي في بكري المونسينيور جوزيف البواري والوكيل البطريركي في الديمان الخوري طوني الآغا وأمين سر البطريرك الخوري نبيه الترس، كما حضر الى الديمان للمشاركة بالقداس جماعة رسالة حياة لمناسبة مرور 15 عاما على تأسيسها وانتخاب مجلسها الجديد برئاسة الأب العام وسام معلوف. حضر القداس النائب السابق جبران طوق، النائب السابق انطوان حداد، المحامي الشيخ روي عيسى الخوري، الشيخ سعيد طوق ، رئيس محكمة بشري روني صفير، المحامي جان حواط، منسق الشرق لحوار الحضارات الزميل جوزيف محفوض وحشد من رعية الديمان والقرى والبلدات المجاورة. وخدمت القداس جوقة "جماعة رسالة حياة".

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "سأجعل روحي عليه، فيبشر الأمم بالحق" (متى12: 18)، جاء فيها: "تمت نبوءة أشعيا في شخص يسوع ابن الله المتأنس، إذ ملأ الروح القدس بشريته، وجعله مسيحا مرسلا من الآب ليبشر الأمم بحقيقة الخلاص. إتخذ صورة خادم لهذه الغاية. فأحبه الآب ورضي عنه. إنه صاحب هوية ورسالة أشرك فيهما جسده السري، الذي هو الكنيسة. الهوية هي مسحة الروح القدس، والرسالة هي التبشير بحقيقة الخلاص والعمل على تحقيقه. وها الكنيسة، بكل أبنائها وبناتها، ومؤسساتها الروحية والراعوية، التربوية والاستشفائية، الإنسانية والإنمائية، وأجهزتها ومنظماتها الإجتماعية تعمل لخلاص الإنسان بكل هذه الأبعاد التي من أجلها تعمل مؤسسات الكنيسة. فباتت علامة رجاء للجميع". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، في هذا اليوم الذي أحيي فيه، بصلاة الشكر لله، الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لرسامتي الأسقفية. ويطيب لي أن أحيي جميع المشاركين، وبنوع خاص أبناء رعية الديمان كاهنا ولجنة وقف ومختارا وناديا، وعائلات مقيمة في لبنان ومنتشرة في أوستراليا وكندا. ومعهم عائلة المرحوم المختار قبريانوس موسى الذي نذكره بصلاتنا في هذه الذبيحة الإلهية. إننا نهنىء أبناء رعيته الديمان على المباشرة بإنجاز مشروع الكنيسة الرعائية الجديدة. ونشكر كل الذين ساهموا ويساهمون في إنجاز هذا المشروع المقدس، راجين لهم من الله فيض الخير والنعم". وتابع: "نرحب أيضا بأعضاء من اللجنة التنظيمية في الرابطة الماورنية لمؤتمر "مسيحيي الشرق الأوسط" الذي يعقد في جامعة سيدة اللويزة في 24 - 25 الجاري، كما نرحب بسعادة نائب المتن السابق الدكتور أنطوان حداد، وبجماعة "رسالة حياة" وعلى رأسها الأخ المؤسس ورئيسها العام الأب وسام معلوف، وهي تحيي اليوم ذكرى تأسيسها الخامسة عشرة". وقال: "سأجعل روحي عليه، فيبشر الأمم بالحق (متى12: 18). طبق متى الانجيلي نبوءة أشعيا على يسوع، وهي تبدأ بإعلان من الآب عن يسوع الذي أرسله خادما: "هوذا فتاي - خادمي، الذي سرت به نفسي". يسوع هو ابن الآب الحبيب الذي أرسله وجاد به، ليكون فاديا للانسان ومخلصا للعالم. ولهذا سرت به نفسه، لكونه سيتمم مشيئته ويظهر حبه اللامحدود لبني البشر. إنه مع الآب على فكر واحد وقرار واحد وفعل واحد. ثم تعلن النبوءة هويته: "سأفيض روحي عليه". هي مسحة الروح القدس الذي سيملأ كيانه البشري، ويجعله مسيحا. وتعلن أيضا رسالته وهي الغاية من مسحة الروح: "فيبشر الأمم بالحق"، كاشفا حقيقة الله والإنسان والتاريخ. فالحقيقة تحرر وتخلص وتوحد".

أضاف: "لقد أشركنا المسيح بهويته ورسالته بواسطة سري المعمودية والميرون. بنعمة هذين السرين يجعلنا الروح القدس في كياننا الداخلي على صورة المسيح، ولذلك ندعى "مسيحيين"، من دون أي فصل بين الهوية والرسالة". وتابع: "هذه الهوية والرسالة تقتضيان منا نهجا، حدده أشعيا في نبوءته باثنتين: الوداعة بروح سلامي في الاعتصام بالحق والعدل حتى بلوغ الغاية من الرسالة: "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع صوته في الشوارع" (متى 12: 14)؛ والمحافظة على الضعيف ومساعدته لينهض من معاناته الجسدية والمادية والروحية والأخلاقية: "قصبة مرضوضة لا يكسر، وفتيلا مدخنا لا يطفىء" (متى 12: 20). وهكذا، نشكل، كما يريدنا المسيح الرب "علامة رجاء" للجميع، إذ نسير بالحق والعدل إلى النصر (راجع متى 12: 20)". وقال: "إننا نحن المسيحيين، أينما كنا، وعلى الأخص في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، مؤتمنون على هذه الهوية والرسالة. لا نستطيع إلا أن ننفتح بشكل دائم لعمل الروح القدس، الذي يقدسنا وينقي هويتنا، فلا ننحرف عنها، ولا نشوهها. بل ننقيها بنعمة سر التوبة والمصالحة، ونغذيها بمناولة جسد الرب ودمه. ولا نستطيع إلا الالتزام برسالتنا، ليس فقط في القطاع الروحي والديني، بل أيضا في العائلة والمجتمع والدولة".

وتابع: "الرسالة في العائلة هي تأمين خير الزوجين وسعادتهما، وإنجاب الأولاد وقبولهم كهبة من الله، وتربيتهم الروحية والأخلاقية والعلمية، بروح المسؤولية. فمن ينجب عليه أن يربي. والرسالة في المجتمع هي العيش معا بروح التضامن والترابط، وباحترام حقوق الآخرين والالتزام بالموجبات الشخصية، والتعاون في إنماء الشخص والمجتمع إنماء شاملا. الرسالة في الدولة هي ممارسة السلطة السياسية والعمل السياسي والحزبي من أجل تأمين الخير العام، على جميع المستويات، ومن أجل تعزيز الاقتصاد الوطني، وإعطاء الجميع، وبخاصة الأجيال الطالعة، أملا بمستقبل أفضل وفرص عمل في وطنهم وتحفيز قدراتهم وإبداعهم على أرضه". أضاف: "في سياق الخلاف المستحكم الذي يهدد بشل الحكومة، كآخر مؤسسة دستورية ما زالت تعمل، فإننا ندعو إلى التفاهم بين الجميع، والخروج من المواقف المتصلبة، وبت الأمور الخلافية بروح العدالة والإنصاف، واضعين مصلحة البلاد والخير العام فوق كل اعتبار، ومتجنبين أي صدام مذهبي. يعيب على كل فريق سياسي عندنا إدعاؤه بأنه وحده على حق، فيما لا يلتقي اثنان على حق جامع. ذلك أنهم لا يعودون إلى مرجعية أساسية ومطلقة تقاس عليها حقائقهم النسبية. هذه المرجعية هي الدولة ومؤسساتها الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية والخير العام وشؤون الشعب اللبناني".

وتابع: "يعيب أيضا تفسير كل صاحب نفوذ أو كل فريق سياسي لمواد الدستور على هواه، سواء من منظار مصالحه أم لتغطية مخالفته للدستور. ولكن، توجد أصول لتفسير الدستور والقوانين يتناقلها التعليم القانوني والاجتهاد القضائي على مدى الأجيال، وتختصر بقاعدتين أساسيتين: الأولى، وجوب فهم الدستور والشرائع وفقا لمعنى الكلمات الخاص، وفي إطار النص الكامل. الثانية، إذا ظل المعنى في حالة شك أو غموض، فيفهم وفقا للمواد المتوازية، إذا ما وجدت، ووفقا لغاية الشريعة وظروفها، ونية المشترع".

وقال: "نحن كبطريركية في ما يختص بنا، من أجل الخروج من الأزمتين السياسية والاقتصادية، واستعدادا للاحتفال بإعلان لبنان الكبير المستقل بعد خمس سنوات، وضعنا مذكرتين، وصفتا بخريطة طريق، وقبلتا من المجتمع المدني والسياسي بارتياح. وهما المذكرة الوطنية في 9 شباط 2014، والمذكرة الاقتصادية في 25 أذار 2015. وإنا ندعو السلطات السياسية للاستفادة منهما، واستلهام الحلول للأزمة المزدوجة الخانقة: الأزمة السياسية التي تهدد بشلل المؤسسات الدستورية وكيان الدولة، والأزمة الاقتصادية التي تهدد بانهيار الحياة المعيشية والاجتماعية، وبتزايد عدد الفقراء والبؤساء في بلد كان أرض البحبوحة". أضاف: "لكننا نعود ونكرر، في خط هاتين المذكرتين، أولوية أساسية هي وجوب انتخاب رئيس للجمهورية مهما كلف الأمر، قبل أي اعتبار آخر، لكي تستعيد المؤسسات الدستورية شرعيتها وإمكانية ممارسة صلاحياتها. وإلا بتنا نشبه رجلا بنى بيته من دون سقف وراح يهتم بجلب أثاثه ويباشر بأعمال هندسته الداخلية. لكن البيت من دون سقف يحمي، فيتبدد ويتعطل كل شيء. رئيس الجمهورية هو سقف الدولة ومؤسساتها ولا يتحمل انتخابه أي تأجيل، وإلا تبدد وتفكك كل شيء".

وتابع: "لقد بات من واجب كل فريق سياسي عندنا أن يعين مرشحه النهائي المقبول من الآخر، على ألا يكون مرشح تحد يفرض فرضا. ومن واجب كل مرشح أن يقدم للرأي العام برنامجه الرئاسي. هذا ما يفرضه النظام اللبناني الديموقراطي البرلماني.

يجدر التذكير بأن دعاة التمديد للمجلس النيابي في المرة الثانية، قطعوا على أنفسهم العهد بمباشرة انتخاب رئيس للجمهورية ثم وضع قانون للانتخابات النيابية، وإجرائها في غضون ستة اشهر. فكانت خيبة أمل كبيرة، إذ لم يتم شيء من ذلك، والسنة تمر تتلو السنة سدى من دون أي مبادرة فعلية ذات قيمة من أحد".

وختم الراعي: "بالرغم من كل خيبات الأمل، يبقى إيماننا وطيدا بالله، وبالصلاة وقوتها نستمد بواسطتها منه تعالى، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان وسيدة قنوبين، أن يمس ضمائر المسؤولين عندنا ويوجهها إلى ما فيه خير الوطن، وتحقيق أمنيات شعبه الذي يريد قبل كل شيء رئيسا للبلاد، من أجل خيره وكرامته. كما نصلي من أجل إيقاف موجات الإرهاب والعنف والحروب والنزاعات في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ومصر وسواها، وإيجاد الحلول السلمية لصالح الجميع. ومن أعماق قلوبنا نرفع نشيد المجد والتسبيح لله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة ووفدا من رعية الديمان، وألقى رئيس نادي الاتحاد في الديمان انطوان فرنسيس كلمة رحب فيها بالبطريرك في ربوع الشمال، مثمنا "مواقفه الوطنية، واضعا إياه في أجواء المراحل التي قطعتها بناء الكنيسة الجديدة في البلدة".

ومن زوار الديمان المهندس جون مفرج.

 

طلال المرعبي: لا نقبل ان ينتقص احد من صلاحيات رئيس الحكومة

الأحد 12 تموز 20152/وطنية - اعتبر رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، خلال استقباله وفودا في دارته في بلدة عيون الغزلان عكار، ان "الاجواء السياسية في البلد وصلت الى ذروتها في الحدة، والنقاش تخطى حدود المنطق وما شهده مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة يؤكد على الهوة الكبيرة بين المسؤولين". وقال: "الدستور هو المرجع الاول لتحديد السلطات والصلاحيات للجميع، ولكن للاسف ان المساكنة وتبويس اللحى اوصلنا الى واقع يشوبه الانحدار، كما اننا نحرص على موقع رئاسة الجمهورية وصلاحيته، فاننا لا نقبل اطلاقا ان ينتقص احد من صلاحيات رئيس الحكومة الذي اعطاه الدستور الحق في ترؤس مجلس الوزراء وتحضير جدول الاعمال وما يحصل في هذه الايام غير طبيعي وغير ديموقراطي وغير لائق". اضاف: "لا يظنن احد ان الطائفة السنية اذا كانت تلتزم القوانين والدستور لا تستطيع ان تحافظ على وجودها وحقوقها فليتعقل الجميع وليعلموا اهمية احترام خصوصية كل طائفة من الطوائف وان الحديث عن الفدرالية او الكونفدرالية لا يخدم مصلحة احد، فلبنان صيغة فريدة من نوعها ويجب المحافظة عليها وتدعيمها وعدم استفزاز الاخرين لطروحات غير مجدية، لذلك نطلب من الجميع ان يعودوا الى عقولهم بان البلد ليس لفريق دون اخر وان ممارسات تخطي القوانين والدستور تودي بالبلد الى الهلاك والفوضى وسيادة شريعة الغاب". اضاف: "ليكن معلوما ان البلد لم يعد من المهاترات والمنافع الشخصية واذا رغب كل مسؤول سياسي القضايا الوطنية من اجل مصالحه فهذا امر مرفوض وصحيح ان الفوضى تعم في الوطن وان سرقة اموال الدولة قائمة وان بعض المسؤولين يستغلون مناصبهم لجنى الثروات وهذا لا يمكن ان نواجهه الا بتطبيق القوانين والدستور والعمل فورا على انتخاب رئيس جديد للبلاد في ظل حالة غليان مشبوحة حولنا. واذا كنا نحظى بحماية دولية وعربية للامن والاستقرار في لبنان وهذا لا يعني ان يستغل البعض هذا الواقع للاستمرار بتهميش المؤسسات". وقدم الشاعر جورج فرح درعا تقديرية للمرعبي تقديرا لدوره في انماء المنطقة.

 

طعمة لكادرات التيار الوطني: لتقييم ما جرى واستخلاص العبر من أجل مصلحة الوطن

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أطلق النائب نضال طعمة، نداء حواريا لكادرات "التيار الوطني الحر" اعتبره "حاجة ملحة للبلد في هذه الظروف"، جاء فيه: "إن مؤشرات التحرك الأخير للتيار الوطني الحر، تدعونا جميعا وتدعو هذا التيار تحديدا إلى تقييم مواقفنا السياسية، ودراسة النتائج العملية الواقعية التي تفاعلت على الساحة السياسية في لبنان. أولا نسأل أنفسنا هل ساهمنا نحن بدفع العماد عون إلى حافة الهاوية، أم أن استعجاله لنتائج انفتاح سياسي آني هو الذي أوصله إلى ما وصل إليه؟ إننا نظن أن كل انفتاح أو حوار يجب أن يأخذ مداه، ليترسخ في وجدان هذه القاعدة أو تلك، ولا يكفي اجتماع هنا، أو عشاء احتفالي هناك، ليبدد كل الغيوم، وليجعل القواعد الشعبية جاهزة لثقافة اللقاء. والخوف الكبير في هذه الأيام أننا نفتقد هذه الثقافة أكثر فأكثر. ثانيا نسأل العماد عون لماذا ذهبت إلى أقصى الزاوية، وحشرت نفسك وتيارك وحاولت ان تحشر البلد برمته؟ صدقا إننا لا نسأل ذلك شامتين، إنما من موقع الحرص على استقامة الحياة السياسية في البلد. فوعي الخصم يأخذك إلى وعي ذاتك، وتطرف الخصم يجعلك تبذل جهدا كي لا تكون ردة فعل ناسك محاكاة لما يجري؟ من هنا نسأل التيار العوني تقييم ما جرى واستخلاص العبر من أجل مصلحة الوطن، هذا إذا كان ثمة آلية للتقييم في هذا البلد. أترانا وصلنا إلى زمن تنفيذ الأوامر وكفى؟ ثالثا هل توافق حساب النتائج مع التضحية الكبرى التي جازف بها العماد عندما زج شبابه في مواجهة الجيش اللبناني؟ أما كان باستطاعته مع حلفائه أن يصل وداخل مجلس الوزراء إلى مثل هكذا نتيجة؟ ولكننا مع رصد تأكيد الحلفاء بأن العماد ليس متروكا نشعر وكأن محاولة انفجار عون كانت رسالة لحلفائه قبل أن تكون لغيرهم، وكأنه كان بحاجة لهذه الرسالة، ولكنه كان بغنى عن إشعار كل المجتمع اللبناني بأنه متروك من حلفائه. ثم ألم تكن التصريحات الرافضة للفيدرالية من حلفاء للعماد عون، وتخوين المنادين بها من حلفاء آخرين له، رسالة علنية بأنه غرد خارج السرب؟".

ولفت الى ان "ما جرى يدعو كادرات التيار الوطني الحر إلى ورشة تقييم حقيقي لمراجعة حساباتهم، وتصويب مسار استراتجياتهم، وترميم الصورة الهزيلة التي ظهروا فيها أمام الرأي العام سواء من ناحية عددهم أو من ناحية سلوكهم تجاه الجيش والقوى الأمنية. وكذلك ما جرى يدعو قوى الرابع عشر من آذار في البحث عمليا في إمكانية استعادة العماد عون وجمهوره، هذا الجمهور الذي أعطى الكثير من التضحيات، التي لا يمكن لأحد أن ينكرها في مسيرة السيادة والاستقلال". واردف طعمة: "في أدبيات وتاريخ التيار الوطني الحر الكثير من الصفحات المشرفة التي تؤهله لتجاوز نعت دولة الرئيس سلام بالداعشي، وتشفع له بتحويل هذه الخطيئة المميتة، مع كل ما سبقها وتلاها، إلى زلة يمكن تجاوزها إذا وعى خطورة المرحلة. وندعو أنفسنا للبحث الجدي في النظر إلى ما جرى على أنه نداء استغاثة من رجل يحتاج إلى من يساعده في تعبيد الطريق ليعود إلى دوره الوطني الفاعل، فهل نحن قادرون على ذلك؟. أوجه هذه الدعوة اليوم بعيدا عن بيدر حسابات انتخابات رئاسة الجمهورية، التي تشكل دون شك المدخل الرئيسي والحقيقي لكل إصلاح منشود في البلد. ونجدد الدعوة إلى الرؤية الواقعية للنتائج السلبية لغياب عمل مؤسسات الدولة. من تراجع في أرقام الحراك الاقتصادي من جهة، ومن تهديد بخسارة قروض وتقديمات دولية من جهة اخرى. فهل سنبقى متكتفين ننتظر وقوع الهيكل على رؤوسنا جميعا؟". وختم: "وقى الله هذا البلد، وحمى أبناءه من الشرور المحيطة به، وأعطى القوى الأمنية والجيش اللبناني عزيمة الثبات والصمود، لضبط الساحة الداخلية، وحماية الحدود، عسى الله يلهمنا في أقرب فرصة ممكنة فرصة التقاط البلد، ووضع حد لكل مشاريع الانتحار".

 

 ريفي خلال جولة في طرابلس: صيف وشتاء تحت سقف المحكمة العسكرية

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - جال وزير العدل اللواء أشرف ريفي ليل امس في عدد من الاحياء الداخلية لمدينة طرابلس لاسيما الاسواق القديمة، حيث استمع الى مشاكل المواطنين ومطالبهم. واكد خلال الجولة انه ليس خائفا على البلد وان المدينة قد طوت الصفحة الامنية وجولات العنف، كما اكد ان اللبنانيين لن يقبلوا باي سلاح غير شرعي مهما كلف الامر. وقال: "نحن ترعرعنا في هذه الاحياء القديمة في طرابلي من الميناء والقبة، وسوق الصاغة وباب الحديد والحارة البرانية وتعود بنا الذاكرة خمسين سنة الى الوراء. منزلنا الاول كان في القبة .. تربينا في هذه الاحياء الداخلية والشعبية التي تبني علاقات صادقة ومتينة بين عائلاتها. بدأنا مسيرتنا من هذه الاحياء وتعلمنا حب الغير والعيش المشترك والصدق والامانة حتى وصلنا في النهاية الى تبؤا مسؤولية وزارة العدل بعد مديرية قوى الامن الداخلي و ذلك بفضل الله تعالى ورضى الاهل واحتضانكم لي ووقوفكم الى جانبي". واضاف: "نعلم جميعا أن الحيوية تكون في المناطق الشعبية، حيث يلتزم الناس بقضاياهم وعلاقاتهم. يقفون الى جانب بعضهم البعض، هكذا هو نظام الحياة في هذه المناطق التي تعلم القيم والاحترام والتقدير . أتذكر تمام مساعدتنا للوالد ابو اشرف في عمله بالمطحة، واتذكر جيران الحي في القبة. وعندما كبرنا حافظنا على هذه العلاقات وسوف نبقى معكم ونحافظ عليها. وتابع: "لست خائفا على البلد نهائيا، وكذلك طرابلس مطمئن تماما على وضعها، هي واحدة من اجل المدن اللبنانية، شعبها طيب تربطه علاقات خاصة اجتماعية وانسانية، علاقات تواصل مع محيطهم من مختلف الاطياف. مصرون أن يبقى راهننا دائما على الدولة رغم كل محاولات شيطنة المدينة من خلال تشويه صورتها وتاريخها، ولن يستطيع احد الصاق التهم فيها، لان المدينة أثبتت للمرة الالف ان رهانها على الدولة و على مؤسساتها الشرعية. وعن خيارات مدينة طرابلس اضاف ريفي: "المدينة اثبتت أن احدا لا يستطيع الاعتداء ولا التطاول عليها، قرارها وهويتها وخياراتها واضحة ولا أحد بامكانه أن يفرض عليها شيئا لا تريده. اؤكد للجميع أن طرابلس طوت الصفحة الامنية والجولات الامنية التي اثرت سلبا على دورة الحياة الاقتصادية،استطعنا الانتهاء منها بفضل قرار سياسي واضح وجهود الجيش وقوى الامن الداخلي. أثبتت طرابلس ان كل الافتراءات بحقها كانت باطلة ولا اساس لها من الصحة . طوينا الصفحة الامنية نهائيا".

وفي الشان الاقتصادي للمدينة، قال: "بقي أمامنا التحدي الاكبر وهو تحريك الدورة الاقتصادية وخلق فرص عمل لجيل الشباب، من عشرة سنوات كانت المدينة بحاجة الى خمسة عشر الف فرصة عمل كي يعيش الشباب بكرامة ويعملوا على تربية أولادهم، ولكن اليوم اصبحنا بحاجة الى عشرين الف وظيفة عمل نأمل تأمينها تدريجيا. لا شك أن دولاب الحركة الاقتصادية صديء يحتاج الى جهود كبيرة لتحريكة، وكلما توفر الامان أصبح بامكاننا العمل الاكثر على تحريكه". تابع: "لا عودة للتوترات الامنية في المدينة، رغم أن المنطقة تمر بمرحلة صعبة، ومقارنة مع ما يجري في المحيط نحن على ثقة تامة اننا بأمان وذلك بفضل القرار الدولي والاقليمي، والتوافق الداخلي بين أبناء الوطن على رفض نقل اللهيب السوري الى الداخل اللبناني".

واشار الى انه "لا شك ان طرابلس دفعت ثمنا كبيرا، وقلت سابقا اذا كان أمن طرابلس يتحقق بالتضحية باشرف ريفي فليكن، هناك توقيفات حصلت مبالغ فيها، وانتقدت المحكمة العسكرية لانني آسف القول ان هناك صيفا وشتاء تحت سقف واحد، وهناك اناس بسمنة واناس بزيت. وهذا كله نتيجة مرحلة الوصاية وقريبا جدا سوف ننتهي منها باذن الله." وختم قائلا: "أنا ابن هذه المناطق صاحبة الحق وكلمة الجرأة والشجاعة، التي تقول الامور كما هي دون مواربة ومن دون خشية من احد، لذلك سابقى احمل وجعكم وأنقله الى المسؤولين لاني أعتز بهذه المناطق،ولن أتخلى عنكم وسنعمل معا على تنمية مدينتنا.

 

وزير الداخلية، المشنوق: الصوت العالي لن يؤدي الى نتيجة ومن يدفع الى لعبة الشارع ينفذ لعبة غيره وليس لعبته

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "ان الصوت العالي والشجار والسجال لن يؤدي الى نتيجة، وما تسمعونه من اصوات عالية ستقف عند حدها مهما علت وايا كانت، لأنه لو كان الصوت العالي يحقق شيئا ما، لكان آخرون اعتمدوا على رفع الصوت. نحن نعرف مدى تأثير السلاح الشرعي على حياتنا كل يوم، ولكن خياراتنا كانت ان نواجه من داخل الدولة وليس في الشارع، ومن يريد ان يدفع الى لعبة الشارع فهو بذلك ينفذ لعبة غيره وليس لعبته". كلام الوزير المشنوق جاء خلال مأدبة إفطار رمضانية أقامها رجل الأعمال الشيخ كميل مراد في دارته في راسنحاش، وشارك فيها الى الوزير المشنوق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزراء العدل أشرف ريفي والاتصالات بطرس حرب والشؤون الاجتماعية رشيد درباس، النواب: أنطوان زهرا، سامر سعاده، معين المرعبي، سمير الجسر، قاسم عبد العزيز، رياض رحال، خالد زهرمان، فادي كرم، بدر ونوس، خضر حبيب، كاظم الخير، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، المطارنة منير خيرالله، جورج بو جوده، يوسف ضرغام، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، رئيس المحاكم السنية في الشمال الشيخ سمير كمال الدين، وعدد من المشايخ والكهنة، النواب السابقون مصطفى علوش، وجيه البعريني ومحمد يحيى، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، محافظ بعلبك ـ الهرمل بشير خضر، رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، وحشد كبير من الفاعليات.

مراد

بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم فالنشيد الوطني قدم للقاء المحامي فادي خطار، ثم القى مراد كلمة قال فيها: "راسنحاش، البلدة النموذجية للعيش المشترك، تفتح ذراعيها باعتزاز مرحبة بضيوفها الوافدين الى هذا الافطار المبارك، فلقاؤنا معا هو تعبير عن قناعاتنا المشتركة وانتمائنا الواحد الى لبنان الكيان والصيغة والميثاق بحدوده الوطنية وبدوره ورسالته مهما قست الظروف وتفاقمت الازمات" . اضاف: "إن كل الطبقة السياسية في لبنان، من دون استثناء، مسؤولة عن التقصير في انتخاب رئيس الجمهورية وعن الشلل في المؤسسات الدستورية من دون أن تقنعنا كمواطنين كل مبررات التقصير والتأخير. لقد تربى جيلنا مسكونا بهذه الجغرافيا اللبنانية الصغيرة بمساحتها الرائدة بتنوعها وحضورها وانتشارها المتميز في كل العالم. إن النار تحيط بنا من كل جانب بما يرتب على الجميع الاحتكام الى لغة العقل والحوار وإرساء منطق القبول بالآخر، أيا كانت طروحاته، فلا محظور سوى على إسرائيل، والحمد لله إننا نعيش إجماعا وطنيا في هذا المجال يعززه ويحميه جيشنا الوطني المعول عليه في حماية لبنان واستقراره وأمنه". ونوه "بمواقف وزير الداخلية الذي يقوم بدوره بجرأة واتزان نادرين، ونحن شاطرناه الرأي بوجوب النظر بإنصاف لوضع السجناء وحقوقهم، فهذا هو الاساس وليس مهما كيف تسرب ذلك الشريط، إنما يهمنا سيادة منطق العدالة والقانون على الجميع". وتوجه الى المفتي دريان بالقول: "لكم في كل قلب مخلص المكانة والمهابة والتقدير لدوركم الديني والوطني بما يوجب الالتفاف حول مقامكم الجامع وتفعيل كل المبادرات منكم وباتجاهاتكم بما يحفظ كرامة لبنان ووجوده". مؤكدا أن "نحن لا يمكن أن نتغافل عن دور وحضور الاغتراب اللبناني، وخصوصا وإننا نعمل ونعيش في رحاب المملكة العربية السعودية وننعم بعطفها واحترامها سواء للبنانيين أو للبنان أمام كل التحديات التي واجهها في كل الظروف. وقد آلمتنا الحملات التي استهدفت المملكة واتصلنا بكل القوى السياسية وناشدناها تحييد المملكة قيادة وشعبا عن الاعتبارات الخاصة وإبقاء علاقاتها على أفضل ما يكون مع كل الطيف اللبناني".

وختم مجددا ترحيبه آملا "أن يجمعنا دائما الانتماء الوطني الجامع والولاء الصادق للبنان".

الجديدة

ثم ألقى رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة كلمة رحب فيها بالمفتي دريان "في ثغر الشمال، في مسيرة العدل والعلم والرأي السديد، في هذا البيت الاصيل من بيوتنا الشمالية التي نعتز بها، البيت الذي جمعنا اليوم من اجل ان نستشعر معنى الوحدة ونعمة التماسك ونعمة هذا الوطن المبارك، الذي نجتمع اليوم في ظلاله. لقد حملتم يا صاحب السماحة، منطق العدل والاعتدال، وكنتم بهذا بارقة امل لكل اللبنانيين ان نصوب المسيرة وان نسدد الهدف نحو لبنان الاحب". ورحب "بالرئيس فريد مكاري ابن هذه المنطقة وبجناحي الامن والعدالة اللذين سيحلق بهما لبنان، وزير الداخلية الذي سنتنهد انفاس الحرية والعدالة لأننا عرفناه رجلا لا يحب الظلم ولا يرضاه، ولكنه يحرص على البلد الآمن والمستقر وستكون نهاية الظلم على ايديكم ليكون لبنان هو الحياة الواعدة باذن الله. اما انت يا صاحب العدل والعدالة معالي اللواء اشرف ريفي فانت أحد ألوية الشمال بل ألوية لبنان في الكرامة والعزة والمحافظة على الدولة والمؤسسات، يوم كنت لواء واليوم أنت لواء وغدا ستبقى لواء من ألوية الوطن والمحبة والاعتدال". كما نوه بجهود الوزيرين درباس وحرب كل في وزارته وبجهود القوى الامنية.

المشنوق

وألقى الوزير المشنوق كلمة قال فيها: "نحن من مدرسة سماحة المفتي دريان، مدرسة اعتداله وعدله، ويجب ان يكون الجميع على علم أنه، ووسط الغبار الذي يلف حياتنا السياسية، وايا كانت الظروف، بعض الاحيان تظهر الظروف اصعب مما تبدو، ولكن في كل الظروف يجب ان يتأكد الجميع اننا لا نتخلى عن حق ولا نقصر بواجباتنا ولن نتساهل بأي خير لأي لبناني من ضمن مسؤوليتنا من ضمن قناعاتنا ومن ضمن واجباتنا". وتطرق الى موضوع المساجين في رومية وقال: "رغم انني تكلمت كثيرا عن الموضوع، الا انني وللمرة المليون سأقول أنه عندما ظهر هذا الفيديو عن سجن رومية، كنت أمام خيارين: الاول ان ارمي كل المسؤولية على قوى الامن الداخلي وهنا سيقع الظلم، والثاني ان اتحمل انا المسؤولية دفاعا عن قوى الامن الداخلي وبذلك يتحقق العدل في لبنان كدولة، لان قوى الامن الداخلي لا تملك مدرسة تعذيب ولا سراديب للتعذيب ولا حتى قرارا بالتعذيب، وما حصل، ومع احترامي لكل ما قيل، هو اعتداء وليس تعذيبا، لان التعذيب يكون ممنهجا ويقوم على اوامر وتكون له اماكنه وسلاحه ونظامه، وهذا الامر غير موجود في قوى الامن. ما حصل هو خطأ واعتداء من مجموعة من العسكريين وسأكشف سره. هناك 11 عسكريا حتى الآن احيلوا الى التحقيق وثلاثة منهم سمعتم عنهم في الاعلام، ولكن بتهم مماثلة او بأخطاء مماثلة حدثت في السجن خلال فترة التمرد، ولكن يجب ان يكون واضحا لدى الجميع، انني لم اتكلم في هذا الموضوع لولا ظهور هذا الفيديو، ولكنني كنت اخذت كل هذه القرارات والتي تتعلق بالعقوبة بمسار قوى الامن لان المؤسسة الامنية ليست سوبر ماركت ولا مصرفا، فالمؤسسة الامنية من المهم ان تحافظ على سمعتها وكيانها وكرامتها لانه لا يجوز، وبسبب عدد محدود من العسكريين اخطأوا، ادانة مؤسسة باكملها لان هذا الامر سيكون ادانة للأمن والامان، ادانة لرغبة اللبنانيين جميعا بان تكون مؤسساتهم الامنية هي المسؤولة عنهم وليس السلاح غير الشرعي ولا سرايا الفتنة ولا الكلام المخرب والخارج عن الدولة هو المسؤول عن امنهم وحياتهم". وتابع: "يجب ان يتأكد الجميع أننا بالقانون لن اسمح باي مخالفة من هذا النوع ايا كان من قام بها، لكن بالقانون وليس بالتشهير ولا بالادانة ولا بالاعمال المخربة والتجني على القوى الامنية ولا بإدانتها وكأنها اتت من بلد اخر او كأنها هي مسؤولة عن حل مشكلة عمرها عشرات السنين".

وقال: "في هذه المناسبة يمكن ان نتحدث عن الوطنية المسؤولة للرئيس تمام سلام، فهذه الحكومة هي الحكومة الوحيدة منذ التسعين التي تحملت مسؤولية بناء سجن وتحملت مسؤولية اكمال احتياجات قوى الامن الداخلي، الوحيدة والتي تحملت مسؤولية استكمال ما يحتاجه الجيش اللبناني، وهي الوحيدة التي تحملت على الاقل ان تضرب حجرا او تبني جدارا بانتظار بناء سجن جديد وهو لن يكون كافيا". وقال: "ونحن قدرتنا على الاستيعاب لا تتجاوز الالفين او الفين واربعمائة عدا ال 6400 سجين، فأين سنذهب بهم؟ في طبيعة الحال فإن الاكتظاظ في المباني سيتسبب بمشاكل وان كان السجناء قديسين والعسكر اولياء، وجميعهم ليسوا كذلك. وفي كل الاحوال نحن نقوم بكل ما يمكننا ان نقوم به، نعمل ليل نهار في كثير من المجالات التي تتعلق بأمن اللبنانيين وبما هو أهم ومتعلق بتطوير قدرات القوى الامنية التي يعود الفضل الكبير فيه للأساس الذي وضعه الصديق والاخ الوزير اللواء اشرف ريفي". واوضح: "تسمعون كثيرا عن خلافاتنا اليومية أنا والوزير ريفي، لكن سأقول للجميع وامام كل اللبنانيين أن اللواء ريفي ليس مجرد صديق فحسب، بل هو زميل نضال وايام صعبة ورفيق ظلم لم نر مثله في هذه الايام، والظلم الكبير الذي وقع عليه هو قليل بالمقارنة مع الظلم الذي وقع علي ويومها كان شاهدا وعضدا وصديقا وداعما لي في ذاك الوقت، وانا متأكد انه وفي كل وقت لديه المشاعر نفسها والنخوة نفسها".

وأردف قائلا: "تسمعون كثيرا من الكلام عن رغبات وشراكة وعن مظلومية الى رغبات شخصية وعائلية لا تنتمي الى الوطنية والى المسؤولية ولا تنتمي الى اي ذرة من ذرات القدرة على اي عمل يخدم البلد ويخدم المواطن وأمنه، ولا تنتمي الا الى دعم التطرف ولا يمكن ان تؤدي الا الى ايقاظ المزيد من المتطرفين الذي سيبدو حتى للبعض منا في وقت من الأوقات، ان المتطرف على حق بحجة ما دام هناك متطرف آخر، وما الذي يمنع من الرد على التطرف بالتطرف وعلى الخطأ بالخطيئة"، مؤكدا "أننا لن نرد على الخطأ بالخطيئة، نحن من مدرسة أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهي مدرسة تقوم على الاعتدال وليس على الانجرار وراء التطرف ايا كان مبرره، لأن الحق لا يمكن ان يكون بالتطرف". ورأى "أننا اليوم في ظروف تحترق فيها كل المنطقة والرئيس سعد الحريري تحمل مسؤولية قرارات غير شعبية ومنذ اللحظة التي تم فيها تشكيل هذه الحكومة، وما من أحد منا دخل الى هذه الحكومة الا عن سابق معرفة، اننا سندخل الى مهمة شاقة وغير شعبية، ولكن خيارنا كان الدولة وكنا متأكدين، وسط هذه الحرائق، ان الحق في سوريا سينتصر والدولة في لبنان ستنتصر. وتفاديا لمضيعة الوقت، فلا يعتقدن أحد ان الصوت العالي والشجار والسجال سيؤدي الى نتيجة وما تسمعونه يقف عند حده مهما علا هذا الصوت وايا كان، لأنه لو كان الصوت العالي يحقق شيئا ما، لكان آخرون اعتمدوا على رفع الصوت. نحن نعرف مدى تأثير السلاح الشرعي على حياتنا كل يوم، ولكن خياراتنا كانت ان نواجه من داخل الدولة وليس في الشارع، ومن يريد ان يدفع الى لعبة الشارع فهو بذلك ينفذ لعبة غيره وليس لعبته". وقال: "نحن ملعبنا الدولة مهما كان صعبا، ومهما تطلب من الوقت لن نتخلى عن الدولة ولن نمارس اي عمل سياسي ولن نمارس اي عمل شعبي، الا انطلاقا من فكرة خدمة الدولة ودعمها بكل مؤسساتها، لأنه لا يمكن ان يكون خيارنا الفوضى بسبب التشنج او خطاب لفلان او تصريح لفلان". ورأى ان " وضعنا بخير بالرغم من الظروف التي نعيشها، والحديث الشريف يقول "انما النصر صدر ساع"، ونحن صدرنا اوسع بكثير من ساع ولكن ما زال بامكاننا ان نصبر لأننا متأكدون اننا ذاهبون الى النصر، ولا يحاول احد أن يتعب نفسه رغم كل ما يقال وتسمعونه، هذا ليس السلاح الاول الذي يمر على لبنان وقد لا يكون الأخير لكن هذا وبالتأكيد، لن يحقق اي نتيجة ولن ينتصر وهنا اتحدث عن السلاح غير الشرعي، لا في لبنان ولا في سوريا ولا في العراق ولا في اي مكان في العالم العربي". وختم مؤكدا ان "المرحلة تتطلب حكمة ووعيا وتفكرا وهي ليست مرحلة اندفاع وراء اوهام الفوضى"، شاكرا صاحب الدعوة ومتمنيا "ان نكون دائما ونبقى جميعا بخير".

 

سليمان: هل عدنا الى زمن القمع والمقاطعة

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - سأل الرئيس العماد ميشال سليمان عبر صفحته على "فايسبوك" و"تويتر" "ان كان التاريخ يعيد نفسه، وهل منع الاعلام من تأدية واجبه هو نموذج عن القمع، وهل سندعو يوما الى مقاطعة ستشمل الاعلام كما حصل في السابق، في اشارة الى ما حصل مع محطة ال ام.تي.في". إلى ذلك، أبرق سليمان إلى الملك سلمان بن عبد العزيز معزيا بالأمير سعود الفيصل، كما أبرق الى رئيس مصر عبد الفتاح السيسي معزيا برحيل الفنان العالمي عمر الشريف.

 

كتلة نواب زحلة للوطني الحر: انتخاب رئيس أهم حق للمسيحيين

الأحد 12 تموز 2015/وطنية - عقدت كتلة نواب زحلة اجتماعها الدوري في منزل النائب عاصم عراجي في شتورا، بحضور رئيسها النائب طوني أبو خاطر والنواب إيلي ماروني وجوزف معلوف وشانت جنجنيان ومشاركة منسق "تيار المستقبل" في قضاء زحلة أيوب قزعون. وتداول المجتمعون بآخر التطورت على الساحتين اللبنانية والبقاعية. وتوقف المجتمعون عند "التظاهرة الأخيرة للتيار الوطني الحر التي جرت في العاصمة بيروت، والتي كان الأولى بها أن تكون لانتخاب رئيس للجمهورية المركز الرئيسي الأول للمسيحيين في لبنان والشرق العربي، والذي يعطلونه هم وحلفاؤهم في لبنان ويتذرعون بأن غيرهم من يتعدى على الرئاسة الأولى". ورأى النواب أن "التلطي وراء شعارات تجذب الشارع المسيحي ما هي إلا حجج لأهداف شخصية بحتة لم تعد تنطلي على أحد، لأن الوجود المسيحي المشرقي الأصيل ينحصر فيها بالجنرال ميشال عون وحده وبصهريه فقط وما دون ذلك لا قيمة له ولا أهمية، لذلك لم ينزل إلى الشارع للاحتجاج على استرداد الحقوق المسيحية الكبرى إلا أعداد محدودة رآها الشعب اللبناني طيلة نهار طويل ولا يمكن لهم مهما حاولوا أن يجملوها ويحسنوها". وشجب المجتمعون "التطاول على المقامات السياسية والعسكرية، والتي طالت رئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي بأبشع النعوت والأوصاف فأشادوا بحكمتهما في إدارة الأزمة رغم إستمرار وسائل إعلام التيار وشخصياته بالتمادي". وفي الملف الإنمائي الزحلي، ذكرت الكتلة وزير الأشغال غازي زعيتر بما تم التوصل اليه خلال الزيارة الأخيرة للكتلة، وهي تنتظر "البدء بأشغال تعبيد الطرقات وخصوصا في مدينة زحلة واستكمال طريق ديرزنون _ رياق لأن الأعمال فيهم أضحت ضرورة ملحة لم يعد بالإمكان القبول بوضعهما القائم".

وختاما توجه الحاضرون بالتعازي للمملكة العربية السعودية بوفاة وزير خارجيتها السابق الأمير سعود الفيصل، كما تقدموا من اللبنانيين بالتهاني بعيد الفطر السعيد.

 

بو صعب: عندما تكون الطائفة المسيحية مهمشة موقفنا يكون صارما وحاسما

الأحد 12 تموز 2015

وطنية - رعى وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب حفل تخريج تلامذة مدرسة بيت شباب الفنية في باحة المدرسة، بالتعاون مع المجلس البلدي لبيت شباب - القنيطرة -الشاوية، في حضور ممثل الوزير السابق عبد الرحيم مراد مدير الجامعة اللبنانية الدولية فرع جبل لبنان غابي خوري، المدير العام للتعليم المهني والتقني احمد دياب، المدير العام لادارة الموظفين انطوان جبران، رئيس بلدية غزير رئيس اتحاد بلديات كسروان ابراهيم حداد، رئيس بلدية بيت شباب -القنيطرة -الشاوية الياس الاشقر، ممثل رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل رشيد ابو جودة وشخصيات روحية وعسكرية وتربوية واهالي الطلاب. افتتاحا النشيد الوطني ونشيد المدرسة، فكلمة الطلاب القتها نانسي السمراني، شكرت فيها كل من اوصلهم الى هذه المرحلة، واعدة بالاستمرار في تحصيل العلم من اجل بناء وطن يشبه طموحاتهم.

ثم القت الين عبود كلمة الخريجين والاساتذة، جمعت فيها بين خبرة الطالب وتجربة التعليم في المكان نفسه، مشيرة الى ان "المدرسة تساهم في تطوير قدرات الطلاب وتنمية ثقافتهم المهنية".

الاشقر

وشدد الاشقر على اهمية التربية، مؤكدا دعمه الدائم للتربية والتعليم، خصوصا في بلدته التي تحتضن مدرسة بيت شباب الحديثة التي اسسها هو والمدرسة الفنية والمدرسة الرسمية التي سيباشر التدريس فيها في العام الدراسي 2016 -2017.

وتمنى للخريجين التقدم والنجاح ومستقبلا منيرا.

الجميل

ثم القى مدير المدرسة عصام الجميل كلمة تحدث فيها عن الطموح التربوي للوزير بو صعب، راجيا منه مواصلة احتضانه للتعليم المهني والتقني ورعاية مدرسة بيت شباب الفنية ومساعدتها لتبقى بهذا الاندفاع والنشاط، مطالبا بانشاء رابطة للخريجين تشكل صلة وصل بين الطلاب وسوق العمل، اضافة الى انشاء لجان اهل في المدارس والمعاهد الفنية الرسمية اسوة بالمدارس الاكاديمية.

ودعا الطلاب الى "النهوض ومواجهة الحياة بعلمهم وكفاءتهم والا يكونوا مواطنين على هامش دولة اصبح الدستور فيها وجهة نظر وقوانينها تفصل على قياس المحسوبيات واداراتها في مهب رياح المنطقة ورئيسها مغيب".

بو صعب

وكلمة الختام كانت لراعي الحفل الوزير بو صعب الذي نوه بجهود مدير المدرسة ومحبته لها ولاهل المنطقة، معتبرا ان "سر نجاحها يكمن في شخصية وحيوية المدير الذي هو ممن يحققون الفرق في مجتمعهم ويستحق الاوسمة".

وتحدث بو صعب عن اهمية التعليم المهني والتقني في لبنان، معتبرا ان "هذا القطاع ما يزال ينقصه الدعم لينمو ويتطور ويمكن لبنان من النهوض"، مشيرا الى ان " 70 في المئة من الطلاب في المانيا يدرسون في المعاهد الفنية والتقنية، والمانيا تعتبر في صدارة الدول في الاقتصاد والاختراعات والاكتشافات"، داعيا الى "تغيير صورة التعليم المهني عند الاهل والمجتمع".

ودعا الطلاب الى "التوجه نحو هذا النوع من التعليم، من اجل بناء مجتمع افضل لان سوق العمل بحاجة اليهم"، متوجها الى الاساتذة في الملاك، معربا عن فخره بهم لانهم سبب وجود الطلاب الذين يتخرجون اليوم. وقال للمتعاقدين: "ان الدولة مقصرة في حقهم لانهم لم يدخلوا في الملاك اسوة بزملائهم"، مشيرا الى ان "المباراة المفتوحة لاساتذة التعليم الثانوي سوف تشمل المواد الاجرائية كأساتذة الكومبيوتر، وهذا القرار اتخذ في مجلس الوزراء، وعلى مجلس الخدمة المدنية ايجاد الالية المناسبة لذلك".

ووعد بو صعب المتعاقدين بالعمل لاصدار قانون لادخالهم في الملاك في اسرع وقت ليحصلوا على حقوقهم، ومنها سلسلة الرتب والرواتب، التي هي حق وستبقى في اولوية مطالبه طالما هو موجود في الوزارة، كما هي حق للجيش والقوى العسكرية التي تحمي الحدود. وقال: "حقوقكم لا تصلكم بالكلام والمزايدات، بل باقرار سلسلة الرتب والرواتب، فالجيش لا يمكنه التظاهر والنزول الى الشارع، وهذا لا يعني ان وضعه سليم، ولكن السياسيين الذين يبيعون ويشترون يجب ان يعلموا ان اتكالنا هو على جيشين الجيش اللبناني والقوى الامنية والجيش الثاني هو الاساتذة الذين هم سبب نجاح اي طالب يتحمل المسؤولية في هذا الوطن في المستقبل".

وتطرق بو صعب الى الوضع السياسي والاشكال الذي حصل في مجلس الوزراء فقال: "منذ دخولي الى الوزارة اكتشفت امورا كثيرة، فمن يبيع ويشتري في مجلس الوزراء فهو يبيع ويشتري لمصالحه الخاصة، ولم يكن مرة القرار الذي يعني المواطن اولوية بالنسبة اليه. فعندما لقبت بالمشاغب في مجلس الوزراء كان من اجل الجامعة اللبنانية ومطالبتي بان تكون لنا جامعة وطنية بعيدا عن عقلية الربح بل بالتفكير بعقلية المحافظة على كرامات المواطنين وحقوقهم، فلنتفق معا ونكون شركاء حقيقيين في هذا الوطن".

وتابع: "النضال الذي نخوضه في مجلس الوزراء هو من اجل استقامة عمل المؤسسات الدستورية، وعدم اقرار التعيينات العسكرية هو تعد على الدستور والقوانين، ولا يمكن ان نكون شهود زور، وعلينا ان نحل كل هذه الامور مع شركائنا، فنحن لسنا طلاب مشاكل بل طلاب حلول، وما نقوم به اليوم ليس باسم التيار الوطني الحر ولا تكتل التغيير والاصلاح فقط، بل باسم كل شخص يعتبر حقوقه مأخوذة الى حد وصل التطاول في الكلام الى القول "عاجبكم عاجبكم، مش عاجبكم منكبكم برا"، فهذا كلام لا يتجرأون لقوله في ما بينهم ولكنهم يتجرأون ويقولونه لنا، انا لست متعصبا، انا منفتح وعلماني ولكن عدم اتحادنا يجعلهم يتعاملون معنا على هذا الاساس، لذلك اقول هذا الزمن ولى، ففي عام 1990 حاولوا ان "يكبوا البعض برا" فمنهم من دخل السجن ومنهم من سافر الى فرنسا، اليوم الظروف مختلفة، الكل موجود في لبنان، والمطلوب ان نعمل كفريق واحد ليتعاونوا معنا في مجلس الوزراء من الند للند، وهذا ما نعمل من اجله ونتمسك به. هذا هو سبب الخلاف، نحن لا نعيش على هامش الحياة الوطنية، بل نحن في صلبها وهذا سيكون موقفنا في حال تعرضت اي طائفة لضغط من هذا النوع، وبالتالي عندما تكون الطائفة المسيحية مهمشة فان موقفنا سيكون صارما وحاسما، وهذا ليس من منطلق طائفي انما من منطلق اقناع الفريق الاخر بالشراكة الحقيقية في هذا الوطن، وهذا الامر الوحيد الذي يمكننا من الخروح من الازمة التي نعيش فيها ".

اضاف: "الجنرال عون تكلم امس بالوطنية وقال انا لم اعد اتكلم عن رئاسة الجمهورية، همي اليوم بقاء الوطن وبقاؤنا هو الاساس لان الخطر وصل الينا، فالخطر هو من داعش والنصرة وغيرها، فهم الذين هدموا كنائسنا وقتلوا الكهنة وخطفوا المطرانين فهم لا يشبهون الدين الاسلامي الحقيقي ولا الدين المسيحي، لذلك علينا ان نكون فريقا واحدا لمواجهتهم". واعلن بو صعب ان "نتائج المهني ستبدأ بالصدور ابتداء من بعد غد الثلاثاء"، آملا ان "تكون نسبة النجاح مرتفعة"، داعيا الطلاب الى ان "يكونوا شركاء في هذا الوطن سواء اختلفوا في الدين ام في السياسة، ولكن الا ينسوا انهم اولا وآخرا لبنانيون ولا يمكن التخلي عن هذه القناعة، وعليهم نشرها ما سيشكل سر نجاحهم، لان لبنان يتكل عليهم في المستقبل".

 

النائب محمد الحجار: الذي شاهدناه في جلسة الحكومة مشهد مقزز ترو:الرئيس القوي هو الذي تجمع عليه كل الطوائف

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أقام "اللقاء الوطني في إقليم الخروب"، إفطاره السنوي لأعضاء هيئته الإدارية، في مطعم "تلة البحر" في الدبية، شارك فيه النائبان علاء الدين ترو ومحمد الحجار، رئيس اللقاء الدكتور مارون البستاني وأعضاء الهيئة الإدارية.

البستاني

بداية رحب البستاني بالحضور في هذا الشهر الذي "يحمل البركة والتسامح"، متمنيا "أن نأخذ رمز المحبة والخير واللقاء والتسامح من هذا الشهر الكريم، ونحن نجتمع اليوم لنتقاسم لقمة الخبز والعيش، بخاصة في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها المنطقة والبلاد، في ظل التفتت والتشرذم والتراجع ونقيض المعاني الحقيقية للشهر الفضيل"، مؤكدا "ان اللقاء الوطني الذي يضم مجموعة من ابناء الاقليم، يشدد على أن يبقى الإقليم كما نعرفه، إقليم التسامح واللقاء والأخوة والنموذج للوطن"، مشددا على "التمسك والإلتقاء على مبادىء القانون والدولة القائمة على الشرعية لا على سلاح أفراد وميليشيات، وعلى قبول الآخر والتسامح والإنفتاح، الذي عبره يكون خلاص لبنان".

الحجار

ثم، تحدث الحجار فأمل في "أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها البلاد"، مشيرا الى "أننا في اقليم الخروب نعيش كبقية المناطق اللبنانية الأخرى حالة التجاذبات والإستقطاب والتوتر والشحن في البلاد"، مبديا أسفه ل "لجوء البعض لزيادة منسوب الشحن الطائفي عندما يرى حاجزا او عقبة في وجه مشاريعه الشخصية والفئوية". وأضاف: "نحن نريد الدولة العادلة والقادرة والجامعة، والتي وحدها خلاصنا جميعا، وعلينا جميعا العمل في إتجاهها، بخاصة وان النيران تهب حولنا وبمحيطنا، حيث بعض الدول كما هي تقتلع، وأنظمة تتهاوى، سيادات يتم انتهاكها، بينما نحن حتى الساعة لا ندري ماذا نفعل كي نواجه الذي يحصل حولنا. ان اولى موجبات تحصين وضعنا ووطننا، تحصين وحدتنا الوطنية والداخلية، التي نمثلها في هذا اللقاء اليوم، في إقليم الخروب الأنموذج المصغر للبنان بتعدديته وبطوائفه وبمذاهبه وبأفكاره وأحزابه. كل الجهود يجب ان تتوحد في إتجاه كيفية تحصين الوطن، فعندما يهدد الوطن لا تكون حمايته بالرجوع الى المربعات الطائفية والمذهبية. ان رحاب الوطن قادرة على جمعنا جميعا، وهي قادرة على ان تضمنا جميعا، فالمطلوب توفر القرار الجامع، وخطاب وطني جامع، ولا يكون ذلك أبدا عبر إطلاق تهديدات الطلاق، ودعوات إنقسامية او تقسيمية وتفتيتية، أو عبر طرح مشاريع ثبت عقمها وعدم توافقها مع واقعنا وبلدنا، تدفع بالبلاد إلى مزيد من التدهور، بخاصة في ظل الظروف التي نمر بها والتي تتطلب منا مزيدا من الوعي والحكمة والتمسك بدولتنا ودستورها ومؤسساتها الدستورية". واعتبر "ان الطريق الوحيد الأوحد اليوم لحفظ الوطن والحفاظ على مصالح الشعب اللبناني ومصلحة المسيحيين تحديدا، هو الذهاب سريعا الى انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل عمل المجلس النيابي، لإنجاز قوانين الوطن والدولة، التي هي بحاجة ماسة إليها لتساعد الشعب اللبناني على الصمود ومواجهة التحديات"، مؤكدا في الوقت نفسه انه "لا يمكننا فعلا تجاوز هذه الازمة التي نعيشها إلا بتفعيل المؤسسة الدستورية الوحيدة التي مازالت تعمل حتى الآن، مؤسسة مجلس الوزراء لرسم طرق خلاص الوطن".

وختم الحجار: "إنه مشهد مقزز الذي شاهدناه البارحة وللمرة الأولى في جلسة للحكومة، والذي لجأ اليه مع الأسف البعض، بالإدعاء وبالغوغائية وبالاسلوب غير اللائق والذي يدين صاحبه، معتقدا انه بذلك يسجل انتصارات اعلامية وفئوية وطائفية على حساب الدستور وانتظام عمل المؤسسات ومصالح اللبنانيين. إننا ندين ونرفض ترهات هؤلاء وإعتمادهم أساليب ديماغوجية تمرسوا بها، وإعتماد تفسيرات لا يقبلها عقل ولا منطق، لمواد دستورية بما يخدم برأيهم ما يظنونه مصلحة فئوية أو مصلحة طائفية مزيفة، وهم بذلك يعملون على شرذمة البلد وتفتيته. ان المادة 62 من الدستور اللبناني تنص صراحة انه عند شغور سدة الرئاسة، فان صلاحيات رئيس الجمهورية تتحول وكالة الى مجلس الوزراء، فمجلس الوزراء مؤسسة دستورية قائمة، وهذه المؤسسة لها رئيس، وهذا لا يعني ان رئيس مجلس الوزراء هو رئيس الجمهورية، ولكن هذا الرئيس هو المنوط به حصريا إدارة جلسات المجلس"، شاكرا اللقاء الوطني على هذا اللقاء الجامع.

ترو

ثم، تحدث ترو فأبدى أسفه الشديد "للأوضاع التي يعيشها الوطن"، معتبرا "أن جزءا مما يحدث في البلد قائم منذ العام 2005، بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث تفاقمت الإنقسامات"، مشيرا الى "ان هذه الإنقسامات مازالت تحدد مسار ومصير كل فريق من الأفرقاء السياسيين على حدا وحسب توجهاته العربية والدولية"، لافتا الى "ان هذا الأمر بلغ ذروته في الفراغ الرئاسي". وأضاف: "كان يفترض ان يكون لدينا رئيسا للجمهورية، لكن مع الأسف كان ترشيح العماد ميشال عون من فريق 8 آذار، والدكتور سمير جعجع من فريق 14آذار، على الرغم من أن الفريقين يعلمان أنه لا يمكنهما ان يوصلا العماد عون الذي حاول ان يكون وسطيا ووفاقيا في الفترة الاخيرة من الفترات للوصول الى سدة الرئاسة، كما وان الذي حاول تسويق جعجع، يعلم ان جعجع ليس له أمل برئاسة الجمهورية، لأنه ونتيجة هذا الإنقسام والتباعد ليس ان المسلمين لا يريدون رئيسا مسيحيا قويا، فنصف المسيحيين لا يريدون عون والنصف الآخر لا يريدون جعجع، لأن الرئيس القوي هو الذي تجمع عليه كل الطوائف في لبنان وليس المسيحيون فقط، بل الذي يجمع عليه المسلمون والدروز والسنة والشيعة والكلدان والأرمن والأرثوذكس وغيرهم. إن الرئيس القوي لا يمكنه ان يكون الا رئيسا وفاقيا، واذا لم يكن كذلك ليس هناك من امكان ان يكون قويا ويلتف الجميع حوله".

وتابع: "عندما جاء الرئيس ميشال سليمان الى سدة الرئاسة بإتفاق الدوحة والتف حوله جميع اللبنانيين 8 و14 آذار، وحكم فكان قويا، ولكن في النهاية ماذا حصل؟، كان على مسافة واحدة من الجميع ويتحاور معهم وذهب الى طاولة الحوار وحقق انجازات وفرت علينا الكثير، فلم تحصل حرب اهلية ولا مشاكل امنية، فهذا كان نتيجة جهد الرئيس التوافقي، فمن هنا يجب ان يكون رئيس الدولة رئيسا توافقيا يوافق عليه اكثرية اللبنانيين، فعندما ينتظم العمل وينتخب رئيس الدولة كل الامور الثانية تزول، لأن الرئيس هو رأس الدولة، فلا يمكن لأي شيء في الحياة ان يستمر او يعيش دون رأس، فرأس الدولة عندما يكون موجودا هو الذي يحمي المؤسسات ويصونهها ويصون الشعب، لأنه هو الوحيد الذي يقسم يمينا على حماية البلد في لبنان". واضاف: "من هنا يمشي مجلس النواب وعندها لا يكون هناك من مشكلة، فالكل يتحدث عن تشريع الضرورة في ظل غياب الرئيس لا يجوز، فهذا يعني ان المشكلة ليس هناك من رئيس. ومجلس الوزراء اليوم مكان رئيس الجمهورية، وعندما يتم انتخاب رئيس للجمهورية يصبح مجلس الوزراء عاديا، وحتى التعيينات الأمنية من قائد الجيش الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي والمدير العام للأمن العام، واي مؤسسة من مؤسسات الدولة تنتظم عندما يكون رئيس الجمهورية موجودا، وهذا يعني ان الأولوية هي لإنتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم انتظام عمل المؤسسات، اضافة الى ذلك هناك مواضيع أخرى ليست بأيدينا في البلد، فإحدى المشاكل الأساسية في البلد السلاح، ولكن هل هناك من يستطيع أن يزيل هذا السلاح؟ فتيار المستقبل مثلا بقي اكثر من 3 سنوات وهو يرفض الحوار في ظل السلاح، فنحن نعطل أنفسنا، صحيح ان السلاح قائم وليس بإرادة لبنانية بحتة، وهو ليس سلاحا لبنانيا مئة في المئة، ولكنه موجود، فهل هذا يدفعنا الى عدم التحاور مع شريكي في الوطن والسلاح موجود؟ لا لقد عدنا الى الحوار في ظل وجود السلاح. كنا نفضل ان لا يكون هناك سلاح وان لا يشاركوا في الحرب في سوريا، ولكن هذه معادلات ليست بيد أحد في لبنان، وهذا يعني انه علينا التحاور، على الرغم من كل ما يجري من حولنا، والعمل على نبذ المشاكل وإبعاد العنف عن ساحتنا، والذي مع للأسف يغرق فيه كل العالم العربي نتيجة صراعات إقليمية كما يجري في اليمن وسوريا والعراق، ونتيجة صراعات محلية بين قبائل وعشائر كما يجري في ليبيا وغيرها".

وختم ترو: "صحيح اننا نعيش وضعا صعبا، لكن هناك شيئا وحيدا يجمعنا وهو بلدنا، فهذا البلد الصغير في حجمه، وكما قال بالأمس النائب وليد جنبلاط كلهم كانوا مرتاحين، وكان لبنان يعيش حالة العنف والخراب والدمار، فلنحافظ على بلدنا الذي مازال الوحيد في العالم العربي ينعم بالهدوء والأمن والإستقرار، رغم تعثر بعض الخطط الإقتصادية والإنمائية، ونتمنى لأشقائنا العرب الهدوء والإستقرار وحل المشاكل فيها"، آملا في "ان تمشي مؤسساتنا بشكل طبيعي ويتم انتخاب رئيس للجمهورية يوم الأربعاء المقبل، وتكون نضجت تسوية انتخاب الرئيس، ويكون بلدنا مستقرا وهادئا"، مؤكدا "ان الهدف الإتيان برئيس توافقي"، مشددا على "أهمية وضرورة الإحترام المتبادل للرايات والشعارات السياسية والدينية في كل المناطق اللبنانية"، داعيا اللقاء الوطني الى "تكثيف عمله وجهده ونشاطه"، مؤكدا "الوقوف الى جانبه في إكمال مسيرة الاحزاب والتيارات والأندية والجمعيات في المنطقة لنكون يدا واحدة من اجل صيانة السلم الأهلي والحفاظ على العيش المشترك والوحدة الوطنية في المنطقة".

 

الوزير سجعان قزي: وزارة العمل لا تستطيع القيام بدورها في ظل الشغور في هيكليتها

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أقام وزير العمل سجعان قزي، غروب أمس، مأدبة افطار تكريما لموظفي الوزارة في فندق "هوليدي - إن". وألقى قزي كلمة، أشار فيها إلى أن "هذه المناسبة تؤكد صلابة التعايش الموجود بيننا، وهو ما يجعلنا نتشارك في كل المناسبات والاعياد، وهذا ما يصنع فرادة لبنان ونموذجيته، وهو الترجمة الحقيقية لكلمة الميثاق الوطني والعيش المشترك، ولبنان النموذج الحضاري والانساني والثقافي". وأضاف: "لم يسبق، كما علمت، ان التقت الوزارة إلى مائدة افطار"، متمنيا أن "تتكرس هذه الدعوة كتقليد للسنوات المقبلة، لأن لا انجازات تتحقق في الوزارة من دون الروح العائلية التي تسود بين الموظفين، ومن دون تبادل المناسبات". وأكد أنه "أصبح لوزارة العمل حضور مختلف عن السابق، وأصبحت سيادية بدورها ونشاطها وفرض وجودها على الأرض وفي المجالس الرسمية، وبدفاعها عن اليد العاملة اللبنانية"،لافتا إلى أنها "الممر الإلزامي لكل المؤسسات والمصانع والجامعات والسفارات وأرباب العمل والنقابات، ولكل أجنبي أكان عربيا أو دوليا يريد أن يعمل في لبنان". وقال: "لم يعد يستطيع أحد تجاهل دور وزارة العمل وحضورها وفاعليتها على كل المستويات، وأصبح الجميع يهابها ويحسب لها ألف حساب"، مذكرا بأنه "في السابق كان البعض يعتبر الحصول على اجازة العمل ترفا. أما اليوم، ومع تحرك الوزارة وحمايتها لليد العاملة وللمؤسسات اللبنانية، بات الجميع يهرول للحصول على إجازات عمل، إذ لا يوجد دولة في العالم من الممكن ان يعمل على أراضيها أي اجنبي من دون إجازة عمل". وأضاف: "إن الوزارة أطلقت مشاريعا ومبادرات عديدة، من خلال الوزارة بحد ذاتها ومن خلال الضمان الاجتماعي والمؤسسة الوطنية للاستخدام، منذ سنة ونصف السنة"، داعيا "كل موظفي الوزارة في المركز الرئيسي والمناطق، لخدمة الناس وتسهيل وتسريع معاملاتهم، ومنع الرشاوى والسمسرة وحسن استقبال المواطنين، ليشعر كل لبناني ولبنانية أن الوزارة وزارته". وشدد وزير العمل على "أن المساواة بين الموظفين يجب ان تكون بحسب الانتاجية والعمل"، منوها بـ"الإنتاجية الموجودة في الوزارة"، داعيا إلى "تعزيز اللامركزية على أساس مناطقي لا طائفي". وأكد وقوفه الى "جانب الموظفين في السراء والضراء"، آملا في "تعزيز طاقم الوزارة لتستطيع توسيع مهامها وخدمة المواطنين". وقال: "اننا قدمنا مشروع تعديل هيكلية الوزارة، وقد وقعته منذ يومين ليحال إلى مجلس الوزراء للاقرار. فوزارة العمل لا تستطيع القيام بدورها مع الشغور الموجود في هيكليتها، فعدد موظفي الوزارة الأساسي هو 261، ولا يوجد منه سوى 128 موظفا، وبذلك يكون النقص 133 موظفا". وأضاف: "رغم ذلك، تعمل فرق التفتيش تعمل نهارا وليلا لضبط المخالفات وتوفير العمل للشباب اللبناني". وخاطب الموظفين قائلا: "يكفيكم فخرا ان رئيس احدى كبريات الجامعات الموجودة في لبنان، أتى إلي بعد ان ذهب اليها فريق التفتيش في الوزارة، وقال اننا موجودون في لبنان منذ خمسة وخمسين عاما، ونحن نمثل ما نمثل، ولم يأت الينا مفتش واحد من الوزارة، فأجبته أن الخطأ في خلال هذه السنوات، لم يأت اليكم التفتيش والصح أننا ذهبنا اليكم اليوم"، داعيا فريق التفتيش الى "القيام بدوره وان لا يهاب احدا، طالما يعمل وفق القوانين ويتعاطى بشكل عادل ولائق وحضاري مع الناس والمؤسسات".

 

فرانسوا باسيل جال في اسواق جبيل: حقوق المسيحيين لا تؤمن بالتظاهر والولدنات

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - جال الرئيس السابق لجمعية المصارف فرانسوا باسيل، في السوق التجاري في مدينة جبيل، اطلع خلالها على المشاريع الانمائية التي تنفذ، واستمع الى التجار عن الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية مع حلول الصيف. وأمل "ان تكون الاوضاع الاقتصادية في البلاد افضل مما هي عليه اليوم، لان في لبنان شعبا مقداما ومنفتحا ومبدعا يستحق ان يحقق كل امنياته وتطلعاته"، مشيرا الى تأثير الاستقرار السياسي على الاقتصاد. واكد "عدم وجود اي لبناني او مسيحي يقبل بالتظاهرات والولدنات التي حصلت الاسبوع الماضي تحت شعار تأمين حقوق المسيحيين"، معتبرا ان "هذه الحقوق مصانة ومؤمنة في الدستور ويجب تمتينها في ما بيننا قبل النزول الى الشارع والقيام بمظاهرات لغايات شخصية وخاصة تضر بالبلد ولا تخدم احدا". ودعا جميع اللبنانيين الى "أن تبقى ثقتهم بوطنهم قوية وان يحضٌوا نوابهم على الذهاب الى المجلس النيابي في اسرع وقت لانتخاب رئيس للجمهورية" مؤكدا ان "بلدا من دون رأس لا ثقة لاحد فيه ولا قيام لمؤسساته". وحض باسيل المغتربين اللبنانيين والسواح الاجانب على المجيء الى لبنان وتمضية فصل الصيف فيه دون خوف، منوها "بالجهود التي يبذلها الجيش والقوى الامنية لتأمين الامان والسلام وبالرؤية الصائبة التى يتحلى بها رئيس بلدية جبيل زياد الحواط للنهوض بالمدينة"، معلنا انه سيبقى الى جانب المجلس البلدي رئيسا واعضاء لما فيه مصلحة وإنماء المدينة.

 

النائب سليم سلهب: لدينا خطة تصعيدية في الشارع وما حصل امام السرايا الحكومية بداية وليس النهاية

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أكد النائب سليم سلهب "الانفتاح على اي تعديل في آلية العمل الحكومي شرط ان يتم التشاور في تفاصيلها مع كل الفرقاء بما فيهم التيار الوطني الحر"، نافيا "وجود نية للاستقالة من الحكومة بل العمل على المعارضة من الداخل"، مشددا على "أن المهم التواصل لتحقيق توافق عبر تسوية وطنية شاملة". ودعا في حديث لبرنامج "لقاء الاحد" عبر "صوت لبنان 93.3" الجميع الى "العودة للحوارات الجدية للوصول الى نتيجة خلال الاسبوعين المقبلين وعدم ترك الامور للربع الساعة الاخير". وأوضح "أن ما حصل أمام السرايا الحكومية تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء هو بداية وليس النهاية، والتيار الوطني الحر لديه خطة تصعيدية في الشارع ستحددها ردات الفعل السياسية في الاسبوعين المقبلين". ولفت سلهب ردا على سؤال، الى "أن التصويب على سلام لايصال رسالة الى الرئيس سعد الحريري على خلفية العلاقة المتوترة في الفترة الاخيرة مع تيار المستقبل". أما عن سيناريو الجلسة الحكومية الاخيرة، فقال سلهب: "القلوب مليانة من الجلسة التي سبقت"، مستغربا انفعال الرئيس تمام سلام، ورأى "أن ما حصل مقصود ومتوافق عليه ببث كلام الوزير جبران باسيل وقطعه عند رد الرئيس سلام، وذلك لمنع ايصال المشهد كاملا".

 

الشيخ الجوزو: عون يريدنا ان نعود الى زمن المتصرفية فلنعد الى الوراء اكراما لخاطره

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - شن مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو هجوما على رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، منتقدا تسمية معارضيه بالاقزام "وهو العملاق الكبير الذي يريد ان يحكم الاقزام، والذي ينفرد وحده من بين المسيحيين بجور حكم الاقزام". ودعا الجوزو في تصريح "المسلمين ومنهم الشيعة ايضا الى ان يبحثوا عن وطن آخر، لان عون لا يسمح لهم ولو بجزء بسيط من هذا الوطن. ولان لبنان هو وطن المسيحيين وحدهم، من اجل ذلك هو يطرح الفيدرالية تارة، والتقسيم تارة اخرى، لانه لا يرى نفسه شريكا حقيقيا في الحكم". وقال: "فليذهب السنة الى الحجاز والشيعة الى ايران، وبهذا نحل مشكلة عون وعقدته في الوصول الى كرسي رئاسة الجمهورية". وتوجه الى عون، قائلا: "اربع محافظات لم تكن لبنانية قبل قيام الكيان اللبناني بيروت والشمال والجنوب والبقاع، وجميع هذه المحافظات ذات اكثرية اسلامية فلا يبقى لعون سوى المتصرفية". وختم: "عون يريدنا ان نعود الى زمن المتصرفية، فلنعد الى الوراء اكراما لخاطره".

 

النائب محمد رعد من جباع: كلنا في السلطة وكلنا نتشارك والوطن يتسع للجميع

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أقامت جمعية البر والاحسان الاسلامية لأبناء جباع إفطارها السنوي في مركزها في جباع في حضور رئيس كتلة الوفاء والمقاومة النائب محمد رعد، والنائب عبد اللطيف الزين، وأمين سر المجلس الدستوري القاضي احمد تقي الدين، ومؤسس واحة علي حجازي للمسنين علي حجازي، وطبيب قضاء النبطية الدكتور علي عجرم، ورئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح الدكتور محمد سامي دهيني، وإمام البلدة الشيخ سلمان دهيني ، ورئيس البلدية عدنان نعمة، ورئيس الجمعية المحامي محمد عيسى والهيئة الادارية وقيادات عس

وبعد تقديم من عضو الهيئة عباس بركة، ألقى رئيس الجمعية محمد عيسى كلمة أشار فيها الى ان الجمعية مستمرة بالعطاء منذ تأسيسها في العام 1928، وقد تحولت الى مؤسسة تعنى بالصحة والتربية والإنماء، وكان لها الدور الأكبر في إيجاد العديد من الادارات الرسمية في البلدة.  وتحدث عن المركز الصحي التابع للجمعية الذي يستقبل شهريا ما بين 500 و700 مريض من جباع وقرى المنطقة ويقدم الادوية والمعاينة مجانا. لافتا الى ان الجمعية تتكفل بأكثر من 50 مسنا، منوها بتقرير مندوبي وزارة الصحة الذين أشادوا بالمركز الصحي لناحية التقديمات والنظافة ومطابقة الشروط الصحية. وختم مؤكدا ان جباع قدوة في التعايش الاسلامي - المسيحي، مشيرا الى إعادة تأهيل وافتتاح كنيسة البلدة وما لاقته من صدى وطني إيجابي. وألقى النائب رعد كلمة أشاد فيها بالجمعية وأعضائها الذين ما زالوا رغم عمر الجمعية الذي تجاوز ال 87 عاما يقدمون الخير، مطمئنا الى ان "الجمعية بروحية العطاء والخير لن تشيخ او تعرف الكهولة"، معبرا عن فخره واعتزازه بها مسجلا للهيئات الادارية المتعاقبة ولرئيسها المحامي محمد عيسى ولهم تجاوز الذات والنجاح في مسيرة الخير.

وتطرق الى الأوضاع السياسية، فدعا الللبنانيين الى "التمسك بخيار العيش الواحد، وتخفيف المناكفات والتوجه الى عمل الخير من أجل الوطن والمواطن، ونحن جميعا بغنى عن هذه المناكفات التي طال أمدها من دون جدوى"، وشدد على ضرورة البحث عن "نافذة ضوء لإعادة اللحمة من أجل تجاوز كل المخاطر والتحديات وهذا يتطلب تآلف القوى وتفاهمها وهي التي تدير شؤون البلد، محذرا الاستسهال في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهنا وتتطلب من الجميع تشابك الأيدي". وقال:"أنا لا أصدق ان هذا البلد لا يتسع للجميع ولا أرى تبريرا لكي يضيق البلد بأي واحد في السلطة وكلنا في السلطة وكلنا نتشارك، واذا أراد أحد ان نتشارك لماذا قطع الطريق عليه، علينا ان نفتح قلوبنا وأيدينا"، سائلا: "لماذا نقصي لونا ونعزله ونضعه جانبا، فلا مبرر لذلك فثمة تصرف أو سلوك من قبل الآخرين غير مقبول، فعلى أهل السلطة ان يتصرفوا بسلوك واحد، وان الديموقراطية والتنوعية مطلوبان لكل عمل نريده وان تكون الشفافية مطلوبة في التعامل مع بعض". وختم بالدعوة الى اقتلاع الشر من صدور الآخرين وباقتلاعه اولا من صدورنا لنبني وطنا ومجتمعا بالطريقة الصحيحة".

 

نواف الموسوي: ننتظر من رئيس الحكومة أن يواصل سياسته التوافقية عبر إشراك الجميع في القرار الوطني

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أقام "حزب الله" و"جمعية كشافة الإمام المهدي"، بمناسبة يوم القدس العالمي، مراسم خاصة بالمناسبة في حديقة إيران في بلدة مارون الراس، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي وشخصيات وفاعليات وجمع من الأهالي.

بداية الحفل كانت مع دخول الفرقة الموسيقية، ثم سرايا الجوالة التي رفع عناصرها رايات "حزب الله" والكشافة، والتي كانت انطلقت بمسيرة من ساحة البلدة وصولا إلى الحديقة. ثم تلا أحد الكشفيين آيات من القرآن الكريم، كانت بعدها وقفة مع النشيد الوطني ثم نشيد الحزب عزفتهما الفرقة الموسيقية التابعة ل"كشافة الإمام المهدي"، كذلك قدمت فرقة "الحرية" الإنشادية باقة من الأناشيد من وحي المناسبة، فيما أطلقت مئات البالونات التي حملت ألوان العلم الفلسطيني وكتب عليها باللغة العبرية: "قادمون"، لتأخذها الرياح فوق سماء المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لبلدة مارون الراس على الحدود اللبنانية الفلسطينية. ثم كانت مراسم رفع العلم الفلسطيني، تلاها القسم "بالمضي على النهج الذي رسمه الإمام الخميني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حتى تحرير فلسطين"، ثم جرت عروض استعراضية للفرق الكشفية تنوعت بين مسيرة للدراجات النارية وتجسيد لمجسم القدس وعروض للفنون القتالية والنزول على حبال الرابيل.

الموسوي

وألقى الموسوي كلمة قال فيها: "حين نقف هنا، فإننا نمتلئ بمعاني فلسطين وما تعنيه، ومعاني الحرية والبطولة والشجاعة التي رأيناها وصور مجاهدي الغد في وجوه أشبال كشافة الإمام المهدي، الذين سيحملون الراية الخفاقة الصفراء على مدى الأرض التي وإن كنا نرفعها اليوم هنا أو في الأماكن التي فرض أن نكون فيها، فإننا بعون الله تعالى سنزرعها حيث يجب أن نزرعها على أرض فلسطين التي ستستعاد، والتي لم يكن لنا في وقت من الأوقات بوصلة ووجهة غيرها، فقد جاء بعد تحرير الأراضي اللبنانية في العام 2000 من يساومنا على فلسطين ويقدم لنا المغريات السياسية والمالية والإدارية، ولكن جوابنا كان على لسان سماحة الأمين العام حفظه الله، إن وجهتنا كانت منذ البداية فلسطين وستبقى كذلك حتى النهاية". أضاف: "حين نقاتل اليوم في سوريا، فإننا نقاتل عدوانا صهيونيا على الدولة والشعب السوري، والذي يستهدف إسقاط سوريا وإخراجها من معادلة الصراع مع العدو الصهيوني بعدما أخرجت مصر عبر التسوية السياسية من قبل، وإن الذين نقاتلهم في سوريا يحظون بالدعم الصهيوني الكامل، ويعالجون في مستشفيات العدو، ويتلقون التدريب إما منه أو من حليفه الذي هو الإدارة الأميركية، وقد جرى ضخ المقاتلين من أصقاع العالم بتواطؤ من الدول التي تحرص على تعزيز الدولة الصهيونية والحفاظ على أمنها وتمكينها من مواصلة عدوانها على جوارها، ولذلك فإن معركتنا في سوريا هي معركة ضد العدو الصهيوني الذي يتجلى بأشكال مختلفة تحت عناوين تكفيرية من النصرة إلى داعش وما بينهما، وهي معركة ليس لها إلا صورة وطبيعة واحدة ألا وهي أننا نعمل من أجل حماية بلد كان وسيبقى ركيزة في مواجهة العدو الصهيوني، ونحن على ثقة بأن معاركنا التي نخوضها وسنخوضها هناك ستكون مكللة بالنصر بعون الله". وتابع: "إننا عملنا ونعمل للحفاظ على استقرار لبنان ودوام سلمه الأهلي وبناء الدولة العادلة والقوية والتي تكون لجميع بنيه وتقدر على أن تحميهم جميعا، لأن الدولة في لبنان لا تقوم إلا حين تكون عادلة مع أبنائه وقوية في مواجهة أعدائه، فالقوة لا تكون على أبناء لبنان، بل لحمايتهم، ولذلك فإنه لا يسعنا إلا أن نحذر مرة أخرى من سياسة التهميش والإقصاء والإلغاء التي تتبعها قوى سياسية في لبنان أخطأت أكثر من مرة من العام 2005 حتى الآن في سياساتها الإلغائية والتهميشية، ونحن لم ننس أن تلك القوى السياسية قد سعت إلى إقصائنا وعملت على تهميشنا وإلغائنا نحن في حركة أمل وحزب الله والقوى السياسية المعترضة من العام 2006 حتى العام 2008، حيث عاش لبنان سنتين من الحكم المبتور المخالف للميثاقية والدستورية، واليوم وفي الوقت الذي نشهد فيه المحاولة نفسها من قبل البعض في الحكومة لإقصاء مكون أساسي من المعادلة اللبنانية ألا وهو التيار الوطني الحر، فإننا نتذكر ما فعلوه بنا في الأعوام الماضية، ولذلك فإنه من الطبيعي أن يكون موقفنا هو الوقوف إلى جانب التيار الوطني الحر في مواجهة الإلغاء والتهميش والإقصاء، لأن هذه السياسات لا تأتي للبنان إلا بالخراب والخسارة وفقدان وحدته الوطنية والإنتقاص من حقوقه الطبيعية. إننا نذكر أنه أثناء حكومة اللاميثاق واللادستور ارتكبت جريمة توقيع اتفاقية مع قبرص كانت سببا في أننا اليوم محرومون من 860 كلم مربع من المنطقة الإقتصادية الخالصة، والتي لو كنا حينها موحدين ونعترف ببعضنا البعض وكانت الحكومة ميثاقية ودستورية وليست حكومة الإقصاء والإلغاء والتهميش، لما فقدناها وأصبحنا نعمل اليوم على استعادتها بعدما تمكنت المقاومة بالرسائل الواضحة التي أرسلتها عبر مسؤولين لبنانيين ودوليين ومن على المنبر من كف يد العدو الصهوني عن بدء التنقيب في ال860 كلم مربع المسروقة، فما منع العدو الصهيوني ويمنعه حتى الآن من بدء التنقيب في تلك المنطقة المسلوبة هو قدرات المقاومة والرسالة التي قالتها إنه إذا مدت اليد إلى حقوقنا في منطقتنا المسلوبة، فإننا لن نسمح لأحد أن يتمكن من حفر بئر نفط أو غاز على مدى المتوسط".

وأردف: "إننا نقول اليوم لرئيس الحكومة الذي هو ابن بيت عتيق في السياسة اللبنانية، ووارث لتركة سياسية قامت على أن لبنان واحد وليس لبنانيْن، ووارث لشعار سياسي يقول: لا غالب ولا مغلوب، إننا معك في مقاومة الضغوط التي تمارس عليك لجعلك تعتمد قسرا وقهرا سياسة الغالب والمغلوب، ولا نريد لدولة الرئيس وابن البيت العريق أن يكون هو من يسجل في تاريخه أنه عمل على إقصاء مكون من المكونات السياسية اللبنانية، لأنه هو الذي حرص على التوافق منذ ترأسه للحكومة، وأدار هذا المركب بحكمة ودراية، وحسنا فعل بذلك، ولهذا فإن ما ننتظره منه هو أن يواصل سياسته التوافقية، بحيث لا يعقد جلسة وأحد المكونات يشعر بالتهميش والإلغاء، أو أنه مستبعد عن الشراكة في صنع القرار، فنحن أعطينا الثقة لرئيس الحكومة وهي لا تزال قائمة حتى الآن، لأننا رأينا فيه استمرارا لسياسة الوحدة والميثاق الوطني، ونأمل في أنه سيواصل هذه السياسة التي تكون عبر احتضان الجميع وإشراكهم في صناعة القرار الوطني. إن ما يطلبه التيار الوطني الحر هو مطلب عادل ووجيه يشبه ما نطلبه نحن في حركة أمل وحزب الله، أو ما يطلبه الوزير وليد جنبلاط وتيار المستقبل، فهو لا يطلب أكثر مما ينبغي أن يكون له، ونحن أهل الوفاء الذين تعلمنا أن نكون أوفياء لحلفائنا من أهلنا الذين كانوا أوفياء للمقاومة حين كانت تقصف وتضرب، فكما قال سماحة الأمين العام إننا لن نترك حليفنا التيار الوطني الحر ولن نسمح باستفراده أو عزله أو إبعاده وسنقوم بما يجب لكي يواصل هذا التيار شراكته في الوحدة والقرار والوطني". وختم: "إن عدونا يريد في هذه المنطقة أن تكون هناك دولة عنصرية قائمة على عرق واحد، ونحن في المقابل نؤكد أننا نعمل في لبنان من أجل إقامة النموذج النقيض للنموذج الصهيوني، ونريد أن يكون نموذجنا هو نموذج العيش المشترك والتآلف والوحدة الوطنية، وأما النموذج الصهيوني فسننتصر عليه ولن يكون الزمان طويلا حتى نسرح في هذه الربوع التي كانت لنا وستبقى كذلك".

 

النائب نوار الساحلي: الحوار هو الحل الوحيد لكل الأزمات في لبنان

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي "أننا ما زلنا نؤمن بأن الحل الوحيد لكل الأزمات السياسية والمشاكل في لبنان هو الحوار الموسع بين كافة الأفرقاء المختلفين في ما بينهم". وخلال حفل الإفطار الذي أقامته عشيرة آل شمص في الهرمل تكريما لعوائل شهداء المقاومة، بحضور حشد من فعاليات المنطقة، دعا الساحلي الى ان "يجلس الجميع مع بعضهم دون استفزاز أو إلغاء لأحد، فنحن نشجع على الحوار دون أن يغبن أحد، وخاصة من حلفائنا المطالبين بحقوقهم". ودعا الساحلي "من يغرد ويطالب بمراقبين دوليين على الحدود إلى الصمت، فداعش وأخواتها لن تترك حدودا للارهاب، والواجب قتالها في كل مكان". والقى كلمة حركة "أمل" مسؤول إقليم البقاع مصطفى الفوعاني، فدعا إلى "الحفاظ على المثلث الماسي الجيش والشعب والمقاومة، والالتفاف اليوم حول المقاومة التي أذلت إسرائيل وتذل التكفيريين". وأيد كل حوار يحصل بين اللبنانيين "لأنه الطريق الوحيد لحل الأزمات وإشاعة أجواء الأمن والاستقرار". بدوره، دعا الشيخ حسين شمص إلى "حماية ظهر المقاومة في الداخل من خلال تماسك العشائر والعائلات وحل مشاكلها بالاحتكام إلى الدين وليس السلاح، لتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين".

 

 رئيس المجلس السياسي لحزب الله امين السيد: بتنا في زمن من يريد التقرب من السعودية أن يشتم إيران

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - نظم القسم الثقافي للمنطقة الأولى في "حزب الله"، لقاء علمائيا موسعا بعنوان "نبض القدس في وجدان الأمة" في وادي الحجير (المطحنة)، بمناسبة يوم القدس العالمي، برعاية رئيس المجلس السياسي السيد إبراهيم أمين السيد وحضوره الى رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، رئيس أساقفة صور وتوابعها للطائفة المارونية المطران شكر الله نبيل الحاج ممثلا بالأب جان يونس،‏ قاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو إبراهيم، مفتي صور ومنطقتها الشيخ حسن عبد الله ممثلا بالمسؤول الثقافي لإقليم جبل عامل في حركة "أمل" الشيخ ربيع قبيسي، وحشد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية اللبنانية والفلسطينية. افتتح اللقاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم كانت كلمة ترحيبية لمسؤول القسم الثقافي في "حزب الله" الشيخ علي زين الدين، الذي أكد أن "المقاومة هي العمود الفقري للأمة، وهي التي ترفع الهامات والقامات، وأن البوصلة كانت وما زالت فلسطين والمسجد الأقصى". وقال: "نجتمع اليوم في هذا المكان التاريخي الذي أطلقت منه مواقف الرجال، وقد ترجمت بنصر إلهي غير المعادلة، وفرض قواعد جديدة، وأطاح بحلم المتآمرين في الداخل والخارج، وشد أنظارنا باتجاه القدس، التي يأبى شرفها أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء".

يونس

بدوره، لفت الأب جان يونس إلى أن "الوقائع التاريخية تشهد أن مدينة القدس كانت في ظل الدولة العربية الإسلامية مدينة مفتوحة لكل أبناء الديانات السماوية لممارسة نشاطاتهم الدينية والدنيوية كلها، حتى أن المسلمين تشرفوا بخدمة الأماكن المقدسة لدى الديانات السماوية كافة، وحافظوا عليها وقدموا التضحيات لحمايتها، بينما هي اليوم ومع الاحتلال الإسرائيلي يتعرض فيها المسيحيون على مر 7 عقود لمثل ما يتعرض له إخوانهم المسلمون، لشتى أنواع الظلم والتشريد والدمار ومصادرة الأراضي والممتلكات، فهاجر منهم الكثيرون إلى مشارق الأرض ومغاربها، فأصبح الوجود المسيحي في القدس ضعيفا جدا ومهددا، ويكفي أن نذكر أن المسيحيين العرب لا يتجاوز عددهم الآن في القدس 11 ألف نسمة من عدد السكان القاطنين في المدينة، بينما كان عددهم في في العام 1944 ميلادي 39350 نسمة".

وأضاف: "أن كل ذلك يذكر بالخطر الأكيد نتيجة الازدياد المتنامي للصهاينة في القدس بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام، ما يتطلب وقفة عربية واحدة وفاعلة وقادرة على تحريك المجتمع الدولي للضغط على المحتل لوقف ممارساته التعسفية في الأراضي الفلسطينية، ووقف الاستيطان ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني". وتابع: "إننا كمسيحيين ومسلمين بحاجة إلى أن نعيش معركة النضال المشترك ضد العدوان الصهيوني الغادر على القدس ومقدساتها، وعلى فلسطين وأهلها، وعلى المسيحية وكنيستها، وعلى الإسلام والقرآن، وما أحوجنا إلى أن نقوي جبهتنا، فلنا من تاريخنا العريق‏ ومن اتحادنا وتعاوننا كمسيحيين ومسلمين في خدمة أمتنا وعروبتنا ما يحتم علينا أن نحافظ على عرى الأخوة، والتعاون لإنقاذ أمتنا العربية مما ورطها به الاستعمار والصهاينة والتكفريين".

حمود

بدوره، أكد حمود أنه "بالثبات والوضوح والصدق والتوازي والتكامل بين الشعار السياسي والعمل الجهادي والسياسي اليومي، تكون الشعارات ليست للاستهلاك المحلي أو لذر الرماد في العيون، أو لاكتساب عطف أو لتسول على أبواب الدول أو الشعوب، بل تكون شعارات للعمل، وشعارات من أجل أن تنتج أجيالا تؤمن بهذا الكلام وتسعى له، وتبذل الغالي والنفيس على هذا الطريق الذي لن يتوقف مهما كانت المؤامرات كثيرة على المقاومة، ومهما كان الحصار شديدا على غزة، ومهما كانت الأكاذيب والأباطيل تلاحق المقاومة وفكرها ونهجها في لبنان وحيثما حلت". وقال: "إننا منذ أن عاهدنا المقاومة في أيام انطلاقتها الأولى، لم نر أنها وقفت في الموقف الخطأ أو ذهبت إلى المكان الخطأ، أو أهدرت دما في المكان الخطأ أو قالت الكلام الخطأ، فهذه المقاومة التي حيث ما وجدت إنما كانت قبلتها القدس وطريقها فلسطين، وأما الذين ينبحون عليها، فإننا نقول لهم إن القافلة تسير ولن يهم المقاومة بشيء، فهي بثباتها وبتجربتها الرائدة، وباليقين الذي لمسناه قد أعطت تجربة يلمسها من يريد أن يلمس بيديه، ويراها من يريد أن يرى بعينيه"، لافتا إلى أن "أعداء المقاومة لم يعطونا إلا تحاليل سياسية مبنية على الأوهام أو مسربة من السفارات ومن مراكز التجسس الأجنبية، أو من أماكن التخلف البترولي العربي، فهم لا يرتكزون إلا على الأوهام والأكاذيب والأساطير، وليقولوا ما يقولون، وليفعلوا ما يريدون، فقبلتنا وطريقنا واضح، ويوم القدس الذي ارتبط بأقدس أيام السنة صياما وقياما سيبقى مرتبطا بأقدس القضايا وهي قضية القدس".

أبو إبراهيم

ثم ألقى أبو إبراهيم كلمة، قال فيها: "إننا في هذه المناسبة، نؤكد مجددا موقف المسلمين الموحدين في لبنان وسوريا وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يعبر عنه قادتنا السياسيين والروحيين المتمثلين بشيخ العقل نصر الدين الغريب، وعطوفة الأمير طلال إرسلان، ومشايخ العقل في سوريا، وأبناء جبل العرب الأشم"، مشددا على أن "قضيتنا الأساسية ستبقى فلسطين، وعدونا الأوحد هو إسرائيل وجميع أدواتها المتمثلة اليوم بداعش والنصرة وكل القوى التكفيرية". وأضاف: "سنقف صفا واحدا مع الجيش العربي السوري والمقاومة للدفاع عن أرضنا وعرضنا"، مشيرا إلى أن "دفاعنا هذا ليس دفاعا عن منطقة أو طائفة، وإنما عن كل التراب السوري وعن وحدتها وعن فلسطين، لأن سوريا ستبقى الركن الأساس في الدفاع عن فلسطين، وهذا نهج أجدادنا، فكما بالأمس البعيد هزم المشروع الفرنسي على يد الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، هذا المشروع الذي كان يهدف إلى تفتيت سوريا ولبنان إلى دويلات مذهبية، وكما هزمنا المشروع الإسرائيلي في العام 1982 بالتلاحم مع الجيش العربي السوري وجميع القوى الوطنية، فإن المشروع الإسرائيلي الجديد في سوريا، سيهزم أيضا بقبضات أهلنا والجيش العربي السوري والمقاومة". وتوجه بالشكر إلى "الشعب الإيراني وخياراته الحكيمة على نصرتها لقضايانا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومواجهتها جميع الضغوطات والحصار الاقتصادي الجاحد من أجل التخلي عن دعمها للمستضعفين".

السيد

ثم شدد السيد على "أن واحدة من عظمة الإمام الخميني هي أنه كان مع فلسطين والقدس، وأن واحدة من عظمة ثورته هي أنها كانت مع فلسطين والقدس، وأن واحدة من عظمة دولته حتى الآن إلى هذه اللحظة وإلى المستقبل هي أنها مع القدس وفلسطين"، معتبرا أن "كثيرا من ولاة الأمر سقطت ولايتهم في فلسطين والقدس، وأن كثيرا من أمراء المؤمنين سقطت إمارتهم في فلسطين والقدس، وأن كثيرا من الثورات التي حصلت في الماضي القريب سقطت في فلسطين والقدس، فأي دولة لا تأخذ في أسسها الفكرية والسياسية وأهدافها واستراتيجيتها فلسطين والقدس، هي دولة من عالم غربي آخر، لأن الأميركيين والغرب يشترطون علينا أنه إذا أرادوا لنا أن نكون أحرارا أو أن يكون لنا ديمقراطية بأن نتخلى عن القدس وفلسطين، وهذا شرطهم الأساسي". وتوجه إلى الأميركيين والغرب بالقول: "لقد سقطت ديمقراطيتكم وحريتكم وقيمكم وأخلاقكم وشعاراتكم عن الحرية وحقوق الإنسان في فلسطين، فأية حرية أو ديمقراطية ليست جزء من حرية الشعب الفلسطيني، أو تتضمن تحرير القدس وفلسطين فهي حرية وديمقراطية أميركية". ولفت إلى أن "أفضل ما أنجز في العصر الحديث في العالم الإسلامي على صعيد الحرية والديمقراطية والإستقلال والكرامة هي الجمهورية والثورة الإسلامية في إيران، فأميركا التي تدعي الديمقراطية إضافة إلى دول الغرب قد حاربت الديمقراطية والحرية في إيران على مدى 36 سنة، وأكثر من ذلك فإنها اعتبرت أن الدو لالتي يوجد فيها حرية وديمقراطية بمعزل عن الكيان الصهيوني هي دول الشر بالنسبة إليها"، مشددا على أن "دعوة أميركا وحلفائها في المنطقة لإسقاط سوريا من أجل الحرية والديمقراطية هي كاذبة وخادعة، لأنهم لو كانوا مع الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان لكانوا مع الشعب الفلسطيني ومع فلسطين والقدس، وهذا هو المعيار الأساسي". وفي مقارنة بين إيران والسعودية نسبة لما قدموه لفلسطين وللحركات المستضعفة والمقاومة، أشار إلى أن "إيران كانت ضد أميركا وأسقطت الشاه، وأنشأت دولة بإرادتها وحريتها واستقلالها، ووقفت مع فلسطين والقدس، ودعمت حركات التحرر، وأنشات حركة المستضعفين، ودعت إلى مشروع وحدة المستضعفين والمسلمين، وأيدت حركة التحرر العربي الذي حصل بغض النظر عما حدث لاحقا، وكانت دائما مع الشعب الفلسطيني بكل محنه وحروبه، ودفعت الأموال والسلاح من أجل هذا الشعب"، متسائلا: "ماذا قدمت السعودية للشعب الفلسطيني، وما هو موقفها من هذا الشعب ومن المقاومة والثورة الفلسطينية؟، وما هو موقفها من الحرب الصهيونية ضد غزة، وما هو موقفها من حركات التحرر العربي؟، ومن المقاومة في لبنان، ومن المقاومات في هذا العالم؟".

وأضاف: "كذلك نسأل أنه إذا أرادت شعوب هذه الأمة، أن تأخذ تطلعاتها معها وتذهب إلى أي مكان غير إيران، فإلى أية دولة تذهب؟"، معتبرا أن "تضليل الأمة بهذا الشكل وأخذ هذا الجيل بالفتنة المذهبية وتأجيج الحقد ونبش التاريخ، إنما هو بهدف أن يمنعه من أن يعيش ويرى الأمل والضوء في آخر هذا النفق سواء كان ضوء تحرير القدس وفلسطين أو كان ضوء الكرامة والعزة والإستقلال والحرية في منطقتنا وعالمنا، بل يعتبرون أن ذلك هو عيب وحرام وخسارة كبرى". وتابع: "بالرغم من شن حرب على إيران على مدى 36 عاما، فنحن نتحدى أن يكون أحد من الذين كان لهم علاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد سمع طيلة هذه السنوات كلمة واحدة من أحد المسؤولين في إيران يقول فيها لا تذهبوا إلى السعودية، أو أن لا تبنوا أي علاقة معها، ولكن في المقابل فإن كل الذين يتصلون بالسعودية اليوم عليهم أن يكونوا على مشكلة مع إيران، بل إننا بتنا في زمن ينبغي على من يريد أن يتقرب من السعودية أن يسب ويشتم إيران". وشدد السيد على أنه "في الوقت الذي يجب علينا نحن في لبنان أن لا نستهين بدورنا وبقيمتنا وبالانجازات التي حققناها، والتي يمكن أن تتحقق بالمستقبل رغم كل الظروف الصعبة الموجودة، فإن هناك أمران يجب تحقيقهما: فالأول يكمن في العمل من أجل إستعادة المشروع الإسلامي الصحيح على الصعيد الفكري والثقافي والديني والسياسي أي المشروع الإسلامي بالمعنى السياسي وهو القدس وفلسطين، بينما الثاني يكمن في العمل على استعادة مشروع تحرير فلسطين والقدس، وهذا الكلام موجه للفلسطينيين أولا، ومع الأسف فلا يعتب علينا أحد، فنحن لا نستطيع أن نكون مع أحد في فلسطين، ولا يستطيع أحد فيها أن يفرض علينا أن نكون معه إذا لم يكن هو مع فلسطين والقدس". وفي الختام، أقيمت صلاة جماعة بإمامة الشيخ محسن عطوي، قبل أن تقام مأدبة إفطار رمضاني على شرف العلماء المشاركة.

 

رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين: لبنان بحاجة إلى الحد الأدنى من الإستقرار

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - رأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين أن "ما يقوم به فريق 14 آذار، وتحديدا فريق المستقبل على مستوى السياسة الداخلية من خلال الالتزام الكامل بتوجيهات السعودية، سيأخذ لبنان ليكون يمنا جديدا"، لافتا إلى ان ذلك "سيكون فشلا جديدا لسياسة السعودية"، مشددا على أن "الحل يكون بالعودة إلى الشركاء اللبنانيين الذين هم أبقى من السعودية ومن أي دولة إقليمية، وبالحفاظ على الحد الأدنى من الشراكة الوطنية التي يحفظ فيها الجميع، ولا يقصى ولا يعزل فيها أحد". كلام صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله"، لمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد المجاهد علي حسين فتوني في حسينية بلدة الحلوسية الجنوبية، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. وأشار إلى أن "ما يحصل في هذه الأيام، هو خطوات لا نرى فيها إلا العناد والتشبث بآراء مصدرها ومنشأها الخارج، وأن هناك توجيها خاصا من دولة إقليمية معروفة باستمرارية دعم هذه المشاكل اليوم في لبنان على المستوى الداخلي"، لافتا إلى أن "الفريق الذي يعتبر نفسه حاكما، ولديه أكثرية بفضل دعم دول إقليمية وسفارات له، يريد أن يقصي ويعزل الجميع، وحينما تتاح له الفرصة لن يستثني أحدا، ونحن لا نتحدث عن تكهن أو توقع، بل عن وقائع عرفناها في السنوات الماضية، ونعرفها في هذه الأيام، وهذا يدل عن قصور نظر في التعاطي مع الشأن اللبناني، فيما الجميع يسلم أن لبنان بحاجة إلى الحد الأدنى من الإستقرار". وأكد أن "المقاومة حققت وتحقق إنجازات كبيرة، وحمت وتحمي لبنان، وقدمت وتقدم نموذجا في الصبر والشجاعة والتحمل والتضحية، فهي لا تتعب ولا تضجر ولا تمل، ونفسها طويل جدا، وهي تتحمل المسؤولية ولا تترك المسؤوليات ملقاة على الأرض كما يفعل البعض اليوم ممن ينظر ويتحدث كثيرا عن المقاومة وخيارها، وهو في المقابل لا يفعل شيئا في الدفاع عن البلد وعن المقدسات والأعراض"، مشيرا إلى أن "هناك كثير من الكلام السياسي في لبنان، الذي نسمعه بلا طائل ولا معنى، وله أهداف حزبية وانتخابية، فليس هذا هو مقياس المسؤولية، ولا تقاس بمثل هذه المعايير الضيقة التي يغرق فيها كثير من السياسيين هنا في لبنان، بل هي تحتاج إلى رجال يتحملونها في لحظة تحملها مهما كان الأمر صعبا وقاسيا".

وشدد على أن "المسؤولية التي تحملناها في مواجهة هؤلاء التكفيريين، تدلنا بشكل واضح في كل يوم أن الخطر التكفيري موجود ومحدق في لبنان، وهو خطر حقيقي، ولو وقف فريق 14 آذار ومن خلفهم في كل المنطقة وكل العالم وكل من يتحدث في منطقهم وخطابهم وصرخوا في الليل والنهار أن لبنان لا يوجد فيه خطر، فنحن لن نصدقهم، لأن الخطر موجود وحقيقي وفيه تهديد لوطننا، فمهما قالوا ومهما كان الضجيج والحديث السياسي، فالجميع في لبنان يعرف أن الخطر موجود"، متسائلا: "كيف يدفع هذا الخطر عن لبنان، هل بالتمنيات أو باللجوء إلى المجتمع الدولي أو إلى بعض الدول الإقليمية التي هي أوجدت هذا الخطر بمالها". وأكد أن "المقاومة حينما قامت بواجبها وتحملت مسؤوليتها، كانت تدافع عن كل لبنان وليس فقط عن السلسلة الشرقية، وتدافع عن كل مدينة وقرية وبلدة، ولأنها عرفت أن هذه هي المسؤولية قدمت التضحيات في سبيل تحقيق هذه النتيجة"، متسائلا: "ماذا جنى بعض اللبنانيين الذين يصغون إلى السعودية وقطر، وإلى بعض السفارات العربية طوال كل تجربتهم السياسية على مدى السنوات العشر الماضية بالحد الأدنى، سواء في وجه الإسرائيلي أو من أجل الحفاظ على لبنان ووحدته؟، وهل لبنان هو عندهم أولا كما يدعون، أم أن التوجيهات التي تأتي من السعودية هي أولا، وماذا فعلوا أمام التهديدات والمخاطر الكبيرة والعظيمة، التي مرت بلبنان من العام 2006 إلى التهديد التكفيري إلى العبوات إلى التهديد على السلسلة الشرقية إلى التكفير الذي يريد أن يتمدد ويوجد له إمارة في لبنان؟". وقال: "لا نجد من نتائج أعمال هؤلاء اللبنانيين إلا التضييع والفشل والخراب، وهم اليوم بسياساتهم الخاطئة يأخذون البلد إلى مزيد من الفشل والضعف والهوان".

 

النائب  قاسم هاشم: الى متى سيبقى البعض يتحكم بمصير عمل المؤسسات؟

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم ان "الايام الاخيرة كشفت الآثار والتداعيات السلبية للخطاب السياسي المتشنج والمتوتر، والذي ينعكس على المناخ السياسي، ويزيد من مساحة التوتر والانفعال، وهذا لا يخدم الاستقرار السياسي والامني، وهنا تكمن مسؤولية القوى السياسية لتقوم بواجبها الوطني وتعمل على التخفيف من حدة التوتر، وذلك بالابتعاد عن لغة التحريض والشحن والاثارة ومقاربة كل الملفات المطروحة بحكمة ووعي ومسؤولية لنجنب وطننا اية منزلقات في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها وطننا والمنطقة العربية". وقال في تصريح بعد لقاءات له مع فعاليات اجتماعية وبلدية في قرى حاصبيا ومرجعيون في مكتبه في مرجعيون: "اذا ما كان هناك من تباينات واختلافات، فان النقاش والحوار الجاد والبناء وبعيدا عن منطق المكابرة والكيدية هو السبيل الوحيد للخروج من دائرة الازمات ازاء كل القضايا الخلافية، اذا ما اقتنع الجميع ان الفاصل بين كل الاراء والافكار هو الدستور الذي يحمل الايجابات حول كل التساؤلات، لكن بعيدا عن حسابات تسجيل المواقف والاهداف لالف سبب وسبب" . اضاف: "لقد اثبتت التجربة في هذا الوطن منذ قيامه وحتى اللحظة، ورغم ما حصل من تباعد وحروب وسجالات، اننا محكومون بالتلاقي والحوار، مهما كان حجم التباعد والخلاف، لهذا فالمطلوب توسيع مساحة التقارب بين المكونات الوطنية من اجل تحصين الواقع الداخلي وزيادة المناعة الوطنية في ظل الاهتزازات التي تصيب اقطارنا العربية، لنحمي بلدنا من اية ارتدادات ولنكون قادرين على معالجة قضايا شعبنا وازماته المتراكمة والمتزايدة مع استمرار سياسة التعطيل والشلل لعمل المؤسسات والذي اصاب اللبنانيين في كل ما يتعلق بحياتهم سياسيا وانمائيا واقتصاديا وماليا، اذ لا يجوز التلطي وراء اية حجة او ذريعة ليسخر البعض في نهجه التعطيلي، فقد مل اللبنانيون من هذه السياسات الهدامة، وان الاوان ليدرك البعض خطورة ارتكاباتهم اذا ما استمروا على هذا المنوال، وتحت شعارات واعتبارات واهية، بل انها تزيد من حجم مأساة اللبنانيين وتطال كل نواحي حياتهم، ويجب ان يضع الجميع مصلحة اللبنانيين فوق كل اعتبار، بدل التلهي ببعض الحسابات الصغيرة ليزيدها البعض في ميزان ربحه، لكن الخاسر اولا واخيرا هو البلاد والعباد، والى متى سيبقى البعض يتحكم، من خلال بعض التصرفات والهفوات، بمصير عمل المؤسسات التي لا بد من ان تعود الى فاعليتها وانتاجيتها بأسرع وقت لنحفظ ما تبقى من هيبة دولة ووطن".

 

العميد مصطفى حمدان: نحن مع التيار الوطني الحر لكن الطرح الفدرالي ليس بمكانه

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - قال رئيس "حركة الناصريين المستقلين - المرابطون" العميد مصطفى حمدان في بيان ان "الحكومة منذ تشكيلها كانت ستارا مقنعا لمجلس كانتونات مذهبي وطائفي يدير فترة الفراغ الرئاسي"، مشيرا الى أنه "بعدما جرى من حراك للتيار الوطني الحر تأكد لنا المؤكد وهو أن هذه الحكومة عاجزة وغير قادرة على الاستمرار في إدارة شؤون البلاد والعباد". وأعرب عن تأييده "التيار الوطني الحر في مساره الإستراتيجي العام وموقفه التاريخي في دعم المقاومة والحرص على العلاقات الممتازة مع سوريا العربية وترسيخه للفكر المسيحي المشرقي الذي يعتبر أن أهلنا المسيحيين هم الجذع الأساسي في الشرق العربي وهم قادة في كل مكان وليسوا اتباعا لمكتب صغير في وزارات الخارجية الغربية الأوروبية أو الأميركية". ولفت الى أنه مع عون ايضا في "موقفه الحازم والجازم بإعادة بناء نظام لبناني جديد قائم على تكافؤ الفرص والعدالة الإجتماعية والسياسية على أنقاض هذا النظام الفاسد والمفسد المذهبي والطائفي والذي ضرب عهد ميشال سليمان الأسود آخر مسمار في نعشه"، مبديا تأييده للتحركات التي يقوم بها التيار من منطلق "وطني وليس فقط لإحقاق حقوق أهلنا المسيحيين"، موضحا "أننا جميعا نعاني اليوم من تسلط الفكر المذهبي على مفاصل إدارة الدولة في مختلف فروعها، وهي مجموعة مذهبية تدار من الخارج". وأكد رفضه "ما طرح بصورة مموهة أو مباشرة حول مشاريع التقسيم والتفتيت، سواء أكانت كونفدرالية أو فدرالية أو دويلات طائفية على الساحة اللبنانية، لأن ذلك يصب اليوم في مشروع إقامة جمهوريات الموز والزواريب وإمارات التعصب والجهل الإرهابي المذهبي من أجل إعلاء مشروع يهودية دولة إسرائيل"، مضيفا "في ظل المناكفات السياسية، نحن نربأ أن نسمع من مسؤولي التيار الوطني الحر أي كلام عن الفدرالية، بخاصة وأن العماد ميشال عون هو صاحب شعار لبنان أكبر من أن يبلع وأصغر من ان يقسم"، داعيا عون إلى "تصويب هذا النقاش السياسي، وإسقاط إعلان النيات مع سمير جعجع، والدعوة الى عقد مؤتمر وطني شامل ينتح برنامجا وطنيا جامعا لإعادة إنتاج النظام اللبناني الجديد".

 

عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" حسن قبلان: ليس مقبولا إشغال الجيش بحركات اعتراضية

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - أكد عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" حسن قبلان، رفض الحركة "لأي استهداف او توهين او تشكيك بالمؤسسة العسكرية"، معتبرا أن "مؤسسة الجيش هي الحاضنة والحامية لوحدة لبنان واللبنانيين". وفي إفطار أقامته الحركة غروب أمس في دير الزهراني، تكريما لعوائل شهدائها وجرحاها في المنطقة الثالثة في اقليم الجنوب، بحضور وفد من قيادة الاقليم وفاعليات وعوائل الشهداء والجرحى، قال قبلان: "في الوقت الذي نرى فيه انهيارا وتدميرا للجيوش العربية، لاسيما في سوريا ومصر والعراق وتونس وليبيا والجزائر، يبقى جيشنا الأقنوم الثالث الذي عبر عنه الرئيس نبيه بري، وهي الأقانيم الماسية: الجيش والشعب والمقاومة"، مضيفا: "نرفض قطعا أي تناول او تعاط في شأن المؤسسة العسكرية". وأكد "خيار التمسك بالمقاومة، باعتبارها الرد الحاسم على التحديات التي تواجه لبنان من عدوانية صهيونية وتكفيرية، كذلك مصلحة شعبنا المادية والمعنوية، بما يحتم على المسؤولين العمل من أجل ادارة عجلة العمل في المؤسسات التشريعية والتنفيذية للسهر على قضايا المواطنيين التي لا تتحمل ترفا او نكدا سياسيا، مهما كانت عناوين المطالبين محقة".

وأشار إلى أن "كل التحديات الإجتماعية، وحق الناس في التربية والطبابة وسلسلة الرتب والرواتب، هي قضايا مقدمة على عناوين الاختلاف السياسي في البلد". وتابع قبلان: "نؤكد في الحركة حق الجميع افرادا وجماعات سياسية في التعبير عن رأيهم وافكارهم ومشاريعهم بالتظاهر والاعتراض، لكن تحت سقف القانون ووحدة المؤسسات، وعدم السماح لقوى التخريب والاجرام أن تستفيد من أي خلل أمني ما، فجيشنا الوطني الذي يسهر على حماية الحدود وحماية الاستقرار، ليس مقبولا أن ينشغل بحركات اعتراضية يمكن ان تؤدي الى وهن في جهوزيته واستعدادته لمواجهة التحديات"، داعيا إلى "حسم القضايا الخلافية بالحوار تحت قبة البرلمان".

 

وئام وهاب: لا حل للملفات السياسية دون طائف جديد يكون بين الطائف والدوحة

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - رأى رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب أن "الملفات السياسية لن تحل دون طائف جديد أو ما شابه، يكون بين الطائف والدوحة، لأن هناك استحالة في حل الملفات السياسية في ظل الفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية".

وقال في تصريح خلال استقباله وفودا شعبية أمت دارته في الجاهلية: "كما جرى حل الملفات خلال الفراغ الرئاسي بعد عهد الرئيس أمين الجميل بإتفاق الطائف، وبعد عهد الرئيس إميل لحود بإتفاق الدوحة، نحن اليوم بحاجة الى طائف جديد أو شيئ ما بين الطائف والدوحة لحل الملفات السياسية التي تشكل إنقساما في البلد، ويمكن لهذا الإتفاق أن يتم في أوروبا أو أي مكان، أو في لبنان إذا كان هناك إمكانية ومجلس النواب يستوعب الجميع". وتطرق الى "ملفات اللبنانيين وقضاياهم الإجتماعية والإقتصادية المهملة والمنسية، الأمر الذي سيؤدي الى المزيد من التأزم والأزمات، وبالتالي الى إنفجار شعبي في البلد"، وقال: "اليوم إذا بقينا مختلفين على القضايا السياسية، وغيرنا لديه مطالب، ماذا نفعل؟ فلنأت نحن مثلا ونقول اننا لن نسير بشيء إلا بعد تفعيل مجلس الشيوخ الذي هو حق لنا، فماذا نفعل بقضايا المواطنين الإجتماعية والإقتصادية، إذ لم نعد نفكر بهموم المواطن وعلى سبيل المثال لم نعد نفكر بصاحب الفندق الذي بدأ يخسر شهريا مليون دولار لإنعدام الزبائن، ولا نفكر بصاحب المطعم الذي وضع رأسماله بالكامل ويقوم بالإقفال، ولا نفكر بالشاب الذي يتخرج ويهاجر للبحث عن فرص عمل لإنعدام الخيارات في لبنان، لا يمكن الإستمرار على هذا الشكل وكأن قضايا المواطنين لا تعني أحدا، أو كأن كل الذي يجري من إهمال لقضايا الناس لا يعني أحدا لأن كل واحد منهم لديه أجندته الخاصة به ويعمل وفق أولوياتها دونما إعتبار لقضايا المواطنين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قداسة البابا يحذر من ان الايديولوجيات التي تنتهي دائما بالديكتاتوريات

الأحد 12 تموز 2015/وطنية - حذر البابا فرنسيس في "اسونسيون" من "الايديولوجيات"، معتبرا انها غالبا ما تؤدي الى انظمة ديكتاتورية على حساب الشعب. ومما قاله في الخطاب امام ممثلين عن المجتمع المدني، ان "الايديولوجيات تنتهي دائما بشكل سيء. لا تعير اي اهتمام للشعب وانظروا ماذا حل بالايديولوجيات في القرن الماضي، لقد انتهت دائما الى ديكتاتوريات" داعيا الى الحوار.

 

مقتل مستشار في الحرس الثوري الإيراني في سوريا

وكالات/12 تموز/15/قتل مساء السبت المستشار في الحرس الثوري الإيراني العقيد كريم غوابش اثناء مشاركته في المعارك الدائرة في سوريا. وغوابش الذي كان شارك في الحرب العراقية – الإيرانية لقي مصرعه في الزبداني على يد الثوار السوريين.

 

الغاء القمة الاوروبية اليوم ومواصلة المفاوضات في منطقة اليورو

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - اعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك اليوم الغاء القمة الاوروبية المقرر عقدها في مساء حول الازمة اليونانية، لكن قمة الدول ال19 الاعضاء في منطقة اليورو ستعقد كما هو مقرر للبحث في خطة انقاذ مالية محتملة لاثينا.

 

فرار اكبر تاجر مخدرات مجددا من السجن في المكسيك

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - فر اكبر تاجر مخدرات في المكسيك يواكيم آل شابو من سجن يخضع لحراسة مشددة خارج مدينة مكسيكو للمرة الثانية خلال 14 عاما، وفق ما اعلنت الحكومة.

 

بوكو حرام تتبنى هجومين في تشاد ونيجيريا

الأحد 12 تموز 2015 /وطنية - تبنت حركة "بوكو حرام" الاسلامية هجومين انتحاريين: الاول في السوق المركزي في نجامينا والثاني في ماديوغوري بنيجيريا.

 

مصر: هجوم القنصلية الإيطالية تحوّل «نوعي» في أهداف الإرهاب

الحياة/13 تموز/15محمد صلاح /أظهر الانفجار الضخم الذي استهدف القنصلية الإيطالية في القاهرة صباح أمس، أن الإرهابيين ما زالت لديهم قدرة على تنفيذ عمليات في العاصمة، وكذلك سعيهم إلى تطور الأهداف التي يسعون إلى ضربها في مصر. وانفجرت سيارة مُفخخة أمام مقر القنصلية في قلب القاهرة، ما أوقع قتيلاً و10 جرحى، وأضراراً مادية بالغة. وفُخِّخَت السيارة بكميات كبيرة من المتفجرات، كما ظهر من حجم الدمار الذي خلفته في المقر والمباني المحيطة به، حتى على مسافات بعيدة. وتبنّى تنظيم «داعش» العملية التي قلّل توقيتها خسائرها البشرية، إذ انفجرت السيارة قبل السابعة صباحاً، في يوم عطلة رسمية للمصالح الحكومية والقنصلية التي لم يصب أي من العاملين لديها. ووقع الانفجار في منطقة تشهد تدابير أمنية لافتة. فالقنصلية تُطل على ميدان عبدالمنعم رياض وسط القاهرة، ومبناها على بعد أمتار من ميدان التحرير الذي يكتظّ بقوات الشرطة، وهو قريب جداً من مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) على كورنيش النيل الذي يحرسه الجيش والشرطة، ومن مبنى وزارة الخارجية، ومبنى دار القضاء العالي. ويشير تفجير القنصلية الإيطالية إلى أن الجماعات الإرهابية تسعى إلى تشتيت قوات الأمن من خلال تنويع أهدافها. فمنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) 2013، اقتصرت الضربات الإرهابية على استهداف قوات الجيش والشرطة والمنشآت الحكومية، خصوصاً الأمنية، أو منشآت الخدمات العامة، خصوصاً أبراج الكهرباء ومحطات المياه. ولكن، منذ شهور شرع مسلحون في استهداف القضاة، بعد تواتر أحكامٍ بإعدام قادة في جماعة «الإخوان المسلمين»، وبلغت تلك الموجة ذروتها بقتل النائب العام. ولم تعتد الجماعات المُسلحة، منذ عزل مرسي، استهداف المصالح الأجنبية، بعمليات نوعية، إذ اقتصر أعنف هجماتها على حرق أو تحطيم فروع لشركات أجنبية خلال مسيرات «الإخوان»، أو تحطيم سيارات تحمل لوحات معدنية ديبلوماسية. والتفجير أمس هو الأول الذي يستهدف بتفجير نوعي مقراً ديبلوماسياً، لأحد أبرز حلفاء القاهرة الأوروبيين، وربما سيلحق ضرراً بالسياحة. وأعلنت رئاسة الجمهورية في بيان أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أكد فيه تضامن بلاده مع مصر مشدداً على أن إيطاليا عازمة على مكافحة الإرهاب لدحره. وشددت قوات الأمن وجود عناصرها المُعلن والسري في محيط المقار الديبلوماسية الأجنبية.

 

بعد عامين من المفاوضات.. كيري وظريف يحسمان النووي اليوم

فيينا: بثينة عبد الرحمن واشنطن: «الشرق الأوسط»/13 تموز/15

بعد أكثر من أسبوعين من المفاوضات الماراثونية، تقترب إيران والقوى العالمية الكبرى، اليوم، من «اتفاق نووي تاريخي»، سيخفف العقوبات المفروضة على طهران مقابل الحد من أنشطة برنامجها النووي. وحذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من بقاء بعض الصعوبات في اليوم السادس عشر من المفاوضات التي تجري على مستوى وزاري بين إيران وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين (5+1). وأبلغ كيري الصحافيين في العاصمة النمساوية: «أعتقد أننا بصدد اتخاذ قرارات حقيقية.. لذا سأقول إنني ما زلت متفائلا». من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم أمس إنه يأمل أن تكون المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران قد دخلت مراحلها الأخيرة. إلى ذلك، ألقى زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، ظلالا من الشك بشأن قدرة الرئيس الأميركي باراك أوباما على نيل موافقة الكونغرس على أي اتفاق يجري التفاوض بشأنه مع إيران. وقال السناتور ميتش مكونيل: «أعتقد أنها ستكون - إذا ما تمت - عملية صعبة للغاية في الكونغرس، ونحن نعرف بالفعل أن الاتفاق سيترك إيران دولة على أعتاب امتلاك قدرة نووية».

 

مفاوضات الملف النووي الإيراني تدخل «مرحلتها الأخيرة»

فيينا - أ ف ب /الحياة/13 تموز/15

دخلت المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى في فيينا اليوم الأحد مرحلتها الأخيرة حيث بدت امكانية التوصل الى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني «في متناول اليد»، لكن واشنطن حذرت من ان «مسائل اساسية» تبقى عالقة. وبعد الحركة الديبلوماسية المكثفة قبل انتهاء المهلة المحددة لإبرام اتفاق الإثنين، ظهرت اجواء تفاؤل بإمكانية تحقيق اختراق في المفاوضات. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن اعتقاده ان المفاوضات الدولية حول برنامج ايران النووي دخلت «مرحلتها الأخيرة». وقال عند عودته الى فيينا «آمل بأن نكون دخلنا المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الماراتونية. اعتقد ذلك». وهدف المفاوضات الحد من نشاطات طهران النووية وضمان انها لا تسعى لامتلاك سلاح ذري وهو ما تنفيه طهران على الدوام، مقابل رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.

ورغم اجواء التفاؤل في العاصمة النمساوية بدد مسؤولون اميركيون وإيرانيون الآمال بأن الاتفاق بات وشيكاً. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية «لم نصدر ابداً تكهنات حول توقيت اي شيء خلال هذه المفاوضات ولن نقوم بذلك الآن بالتأكيد، خصوصاً حين لا تزال هناك مسائل اساسية عالقة». وكتب الديبلوماسي الإيراني علي رضا ميريوسفي الموجود في فيينا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ان التوصل الى اتفاق بحلول مساء الأحد «مستحيل لوجستياً» كون مشروع الاتفاق يتألف من نحو مئة صفحة. وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري قال في وقت سابق «نقترب من قرارات فعلية» وعبر مرتين عن «تفاؤله» رغم «بعض النقاط التي لا تزال عالقة». وكتبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ان المفاوضات وصلت الى «الساعات الحاسمة». واعتبر الديبلوماسي الإيراني رضا ميريوسفي الموجود في فيينا ان التوصل الى اتفاق حول برنامج طهران النووي بات «في متناول اليد» لكنه لا يزال يتطلب «ارادة سياسية».  وكتب ميريوسفي على حسابه على «تويتر» ان «الاتفاق في متناول اليد. انه يتطلب فقط ارادة سياسية في هذه المرحلة». ومنذ خمسة عشر يوماً تسعى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا وألمانيا) الى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع ايران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وكان يفترض ان تنتهي المفاوضات في 30 حزيران (يونيو) لكنها ارجئت  مرات عدة وتم تحديد مهلة نهائية تنتهي الإثنين.

ومع اقتراب انتهاء المهلة، تسارعت وتيرة الاجتماعات على المستوى الوزاري حتى منتصف ليل السبت. وتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد الى فيينا للانضمام الى المفاوضات وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم على موقع «تويتر». لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند غادر فيينا على ان يعود صباح الإثنين. وعقد اجتماع مساء السبت لمجموعة خمسة زائد واحد ثم لقاء بين ظريف وكيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فاجتماع أخير لمجموعة 5+1 قبيل منتصف الليل. والهدف من كل هذه الجهود هو التوصل الى اقفال ملف يسمم العلاقات الدولية منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة. ومنذ 2006، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حزمات عدة من العقوبات على طهران تخنق اقتصاد البلاد التي تعد حوالى 77 مليون نسمة. وفي العام 2013 بدأ الطرفان مفاوضات جدية للخروج من هذه الأزمة. وتفاهما في نيسان (ابريل) على الخطوط الكبرى لخفض عدد اجهزة الطرد المركزي او مخزون اليورانيوم المخصب لدى طهران. ومنذ ذلك الحين واصل خبراء من الجانبين محادثات لتحديد الأطر العملية للاتفاق النهائي الذي كان مقرراً اصلاً التوصل اليه في مهلة اقصاها 30 حزيران (يونيو) لكن المهلة مددت ثلاث مرات. وتتعثر المفاوضات حتى الآن برفع القيود عن الأسلحة كما تطالب طهران بدعم من موسكو. لكن الغربيين يعتبرون ان هذا المطلب حساس بسبب ضلوع ايران في نزاعات عدة بخاصة في سورية والعراق واليمن.

وهناك نقطة خلاف اخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات. ففيما يرغب الإيرانيون في رفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون ان يكون رفعها تدريجياً مع امكانية العودة اليها في حال انتهاك الاتفاق. وتطالب مجموعة 5+1 ايضاً بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية «ان اقتضت الضرورة» وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين. وأخيراً يختلف الجانبان على مدة البنود المفروضة على ايران وتصاعدت حدة النبرة يوم الخميس مع اتهام كل جانب للآخر بعدم اتخاذ القرارات اللازمة. وبدا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي اكثر تشدداً يوم السبت، اذ دعا في كلمة له امام طلاب في طهران الى الاستمرار في التصدي للولايات المتحدة التي اعتبر انها «افضل مثل على الغطرسة». ورأى المحلل كيلسي دافنبورت، المتخصص في هذا الملف، ان «الوقت ليس للمزايدة والمواقف المتصلبة. هذه لحظة تاريخية، ويمكن ان تكون هناك عواقب وخيمة اذا فوّت المفاوضون الفرصة لإبرام اتفاق جيد».

 

إيران والغرب على أعتاب اتفاق تاريخي لكن قضايا صعبة عالقة

عواصم – وكالات: 13 تموز/15

دخلت المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى في فيينا, أمس, مرحلتها الأخيرة لكن لا يزال يتعين على الطرفين تجاوز آخر نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة من اجل التوصل الى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني. وبعد الحركة الديبلوماسية المكثفة قبل انتهاء المهلة المحددة لابرام اتفاق اليوم, ظهرت أجواء تفاؤل بامكانية تحقيق اختراق في المفاوضات. وفي هذا الإطار, أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, أمس, عن اعتقاده أن المفاوضات الدولية بشأن برنامج إيران النووي دخلت “مرحلتها الأخيرة”.

وقال فابيوس عند عودته إلى فيينا في اليوم السادس عشر من المفاوضات, “آمل أن نكون دخلنا المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الماراثونية, أعتقد ذلك”. من جهتها, كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها بموقع “تويتر” للتواصل الإجتماعي, إن المفاوضات وصلت الى “الساعات الحاسمة”. ورغم أجواء التفاؤل في فيينا, بدد مسؤولون أميركيون وإيرانيون الآمال بأن الإتفاق بات وشيكا. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية “لم نصدر أبدا تكهنات بشأن توقيت أي شيء خلال هذه المفاوضات ولن نقوم بذلك الان بالتاكيد, وخصوصاً حين لا تزال هناك مسائل أساسية عالقة”. وفي وقت سابق, قال وزير الخارجية الاميركية جون كيري “نقترب من قرارات فعلية”, وعبر مرتين عن “تفاؤله” برغم “بعض النقاط التي لا تزال عالقة”.

كما كتب الديبلوماسي الإيراني علي رضا ميريوسفي الموجود في فيينا على موقع “تويتر”, أن “الاتفاق في متناول اليد, إنه يتطلب فقط ارادة سياسية في هذه المرحلة”, مضيفاً إنه “مستحيل لوجستيا” التوصل الى اتفاق (مساء أمس) كون مشروع الاتفاق يتألف من نحو مئة صفحة.

من جهته, أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن لا تمديد في المفاوضات, فيما رأى الرئيس حسن روحاني أنه “لا تزال هناك اجراءات أخرى يتعين اتخاذها في مفاوضات فيينا”. في سياق متصل, كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي, أن بلاده قبلت ببعض القيود من دون أن تؤثر على سير برنامجها النووي السلمي. وأعلن صالحي في تصريحات لقناة “الميادين” الفضائية عن انتهاء المفاوضات التقنية بشأن برنامج إيران النووي المثير للجدل, مضيفاً إنه “تتم حالياً مراجعة النصوص للتأكد من مطابقتها المفاوضات الشفهية”, وكاشفا عن دخول بلاده نادي الدول المستفيدة من التكنولوجيا النووية تجارياً.

ولفت إلى أنه سيتم تشكيل فريق دولي بإدارة الصين لإعادة تصميم مفاعل “آراك”, وأن أي دولة راغبة يمكنها الانضمام إليه. وأضاف صالحي إن إيران قبلت ببعض القيود من دون أن تؤثر على سير برنامجها النووي السلمي, بل إنه سيتطور بشكل أسرع, مؤكداً أنه تم أخذ موضوعات محطات الطاقة وإنتاج الوقود بعين الاعتبار في الاتفاق. وأكد أنه “تم التوافق في المفاوضات على خطوات مهمة في مجال الاختبارات الإشعاعية”. إلى ذلك, انضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس, إلى مفاوضات فيينا, التي غادرها وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على أن يعود اليوم. وفي واشنطن, شكك زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ميتش مكونيل, في قدرة الرئيس باراك أوباما على نيل موافقة الكونغرس على أي اتفاقمع ايران. وقال مكونيل “أعتقد أنها ستكون, اذا ما تمت, عملية صعبة للغاية في الكونغرس”, مضيفاً “نعرف بالفعل أنه (الاتفاق) سيترك إيران دولة على أعتاب امتلاك قدرة نووية”. من جهته, أعرب العضو مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي روبرت منينديز, عن القلق من إمكانية التوصل لإتفاق, قائلاً إن “المفاوضات انتقلت من السعي لمنع ايران من امتلاك قدرات نووية إلى احتوائها”. وتهدف المفاوضات إلى الحد من أنشطة طهران النووية وضمان أنها لا تسعى لامتلاك سلاح ذري وهو ما تنفيه طهران على الدوام, مقابل رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية. ومنذ 15 يوما تسعى مجموعة “5+1 (الولايات المتحدة, وروسيا, وفرنسا, والصين, وبريطانيا وألمانيا) إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع ايران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"المستقبل" - "القوات" - الكتائب: تحت راية "لبنان أولاً " الاختلافات مفتوحة على الإدارة في 14 آذار... ليس على المبدأ

ايلي الحاج/النهار/13 تموز 2015

لا تبدو القوى والشخصيات المتحالفة تحت مظلة تحالف 14 آذار مرتبكة في المواجهة السياسية والإعلامية مع الجنرال ميشال عون، مواجهة أشعلت في "تيار البرتقال" موجة نوستالجيا إلى ما كان زمن قصر بعبدا وما تلاه لأعوام مديدة، بزمامير وأعلام وشعارات وشباب وصبايا في الشوارع والساحات. بدا هذا "التيار" كأنه يستذكر انطلاقته، وكأن قائده يحاول استرجاع شبابه السياسي وإن من "حلاوة الروح" بفعل تشوهات لحقت بمسيرته في السلطة منذ عودته الى لبنان قبل عشر سنوات. تشوهات عميقة لعل أبرز أسبابها شخصانية شديدة، تتمثل في التشبث بترشحه هو للرئاسة وإلا لا رئاسة، بترشيح صهره للقيادة العسكرية حتى لو تسبب بأزمة سياسية على غرار أزمة أبقت لبنان ستة أشهر من دون حكومة، إلى أن توزّر فيها صهره الآخر جبران باسيل.

عشر سنوات من المشاركة في السلطة من غير أن تحمل تغييراً ولا إصلاحاً ولا وصولاً إلى ذروتها رئاسة الجمهورية، استنزفت هذا التيار بل أنهكته وبدلت مراراً في ملامح قائده الجنرال، الحائرة صورته بين تهلل لتمضية عيد ميلاده الثمانين مع الرئيس سعد الحريري في بيته، وأمامهما قالبا كاتو، على شوكولا وعلى حليب، وشموع ومشروع اتفاق شامل على رئاسة وحكومة وتعيينات، وبين تهجّم وغضب شديدين يذكّر بأقسى أيام جنرال بعبدا وهو يطلق الاتهامات القصوى ضد "تيار المستقبل" ورئيسه. يجرح هذا التقلّب في التعامل مع رجل واحد صدقية الجنرال. في المقابل مرتاح "تيار المستقبل" إلى ثباته وتحالفاته الداخلية أكثر بكثير من "التيار الوطني الحر". صحيح أن قوى 14 آذار تضج دوماً باختلافات في الرأي والأسلوب واحتجاجات على طريقة إدارتها السياسية، لكنها اختلافات لا تصل إلى المبدأ أي الخيار السياسي الذي تدافع عنه كل يوم وكل ساعة وإلا فقدت مبرر وجودها: الإيمان بلبنان أولاً، بوحدة شعبه وعيشه معاً مسيحيين ومسلمين، في ظل الدستور واتفاق الطائف المنفتح على تطبيقه وتحسين تطبيقه، على ما ذهب إليه الرئيس سعد الحريري في خطابه في "البيال" قبل سنتين بما يعالج غالبية منابع الشكوى لدى المسيحيين، خطاب لم يُعطَ حقه من دعم ولا من متابعة تحت ضغط التطورات، وأيضاً الظروف الصعبة والمتنوعة من داخل وخارج والتي مرّ بها "تيار المستقبل" نفسه، وفقاً لما يعترف به أركان فيه ولا يخفونه، ويؤكّدون الاقتراب من التوصل إلى حلول لها من خلال لقاءات متتابعة، كالتي حصلت في الأيام الماضية في جدة.

ولكن ألا يضير "المستقبل" سكوت حليفه حزب "القوات اللبنانية" في المواجهة مع "التيار العوني"، وعدم حماسة حزب الكتائب الكبيرة وبعض الشخصيات المسيحية للخوض في هذه المواجهة؟ كلا. ففي خلفية بعض هؤلاء أن الموقف الأفضل في هذه المرحلة هو التفرج على الجنرال عون وهو يصطدم بالجدار من دون إحياءٍ لعداوات مع قاعدته، سواء تقلصت أو توسعت، موقنين أن الرجل يخوض آخر معاركه ويراهن بآخر ما يملك ويخسر الكثير في طريقه، من تضامن حلفاء وأنصار يتحوّلون عنه تباعاً، لا سيما ممن يتابعون ويقارنون، وايضاً ممن يتأثرون بأجواء المؤسسات العسكرية والأمنية. مرتاح "المستقبل"، مدركاً أن ورقة "إعلان نوايا" مع "التيار العوني" لا تغيّر في حليفه "القوات اللبنانية". لا تتغير "القوات" في هذا الموضوع ولا غيره عندما يتعلق الأمر بالمبدأ، لكن لها أسلوبها والحرية دوماً في التعبير عن امتعاض من لقاءات واتفاقات ومحاولات اتفاق سعى إليها شريكها "المستقبل" مع الجنرال سراً عنها وعلانية، فوق الطاولة وتحتها، في ضوء الثريات والشموع، وفي باريس كما في بيروت. ما هكذا يكتسب أحدٌ، أيا يكن، ثقة سمير جعجع، المتوجّس دوماً من خيانات واتفاقات مريبة لطالما انعكست عليه سلباً منذ بدء حياته السياسية. والرسالة وصلت، وبوضوح: لا يُلدغ "الحكيم" مرتين، لكنه يبقى هو نفسه. والجنرال أيضاً. أما الكتائب اللبنانية، خصوصاً بقيادة النائب سامي الجميّل ورفاقه، فيدرك "المستقبل" أنه حزب لا يتغاضى لحظة عن واقع مؤلم يعيشه اللبنانيون بسبب من الجنرال عون. فقد استطاع هذا الرجل أن يدخل إلى البيئة المسيحية اللبنانية التقليدية اقتناعات - وإن هوائية - عجزت عن إدخالها إليه على مر عقود وعقود أحزاب البعث والسوري القومي والعروبيون الناصريون والمتأسلمون، واليساريون أيام عز الاتحاد السوفياتي، وكل من يعتبرهم حزب االكتائب حملة أفكار تناقض "الفكرة اللبنانية". يلتفت سامي الجميّل ولا يمكنه إلا التوقف عند مبدأ "لبنان أولاً" الذي يقاتل تحته "تيار المستقبل" ويتلقى الضربات تلو الضربات بسببه، فيما أنصار الجنرال عون يبررون تحت شعار "استعادة حقوق المسيحيين" كل الجرائم بحق لبنان دولة وكياناً وتاريخ نضالات. يلتقي "المستقبل" و"القوات" والكتائب على أنهم يخوضون معركة كبيرة كلبنانيين يدافعون عن لبنان. ميشال عون لا يعنيه سوى تصوير "المستقبل" على أنهم مسلمون سُنّة. يَسقط من حسابه لبنان.

 

"اللوياجيرغا" اللبناني... متأنقا!

 نبيل بومنصف/النهار/13 تموز 2015

ربما بات اللبنانيون الذين أذهلتهم مجريات جلسة مجلس الوزراء الاخيرة ببدع خارقة غير مسبوقة في السياسة أو في لياقات المخاطبة الرسمية والخاصة والعامة أو في الاجتهادات الدستورية، يرضون بالقليل مما يخرجهم من هذا الاختناق الانحداري لا اكثر ولا اقل. والحال ان لا فائدة ترجى من مزيد من الثرثرة عقب انهيار آخر المعايير الجادة للحكم ليس عبر نمط المشادات والصراخ والغضب داخل السلطة العليا الاخيرة التي تجسد آخر بقايا الهيكل الدستوري فحسب بل اساسا عبر هرطقة "انزال" صلاحيات منفوخة على الوزيرتجيز له ان يحل محل رئيس الجمهورية. بصرف النظر عن "الفطنة" المذهلة التي زينت لصاحب البدعة تفجير هذه السابقة لم نعد نقف عند مجريات تداعياتها داخل مجلس الوزراء مقدار ما نتساءل كيف يمكن اجتراح تسوية مع "فكر سياسي" كهذا من الآن وصاعدا؟ لا يستدعي الامر مزاحا وخفة ابدا، بل من الخطورة بمكان التعامل مع هذه البدعة كأنها كانت الامتداد للاحتجاج في الشارع تحت عنوان براق يدغدغ "الحرمان المسيحي". ثمة كثر من المسيحيين على الارجح غضُوا الطرف عن العنوان والوسيلة في التعبير ولو من دون اقتناع ولا تأييد، ولكننا لم نر أو نسمع أو نعاين مسيحيين ذهبوا الى هذا الجنوح في تسخير الدستور وتسخيفه. ولا يشكل اسقاط الرئاسة دفعة واحدة على مقاس الوزير وإناطة صلاحياته الانتقالية به الى حدود التنمر على رئيس الحكومة في البعد الدستوري والسياسي اقل من احدى علامات اعلان الجمهورية اللبنانية دولة هالكة لا فاشلة فقط لو قيض لهذه الهرطقة ان تسري. لعل الاخطر في هذا المنقلب، وما لم يجر تدارك الأسوأ بأسرع وقت، ان تغدو البدع المماثلة وسيلة حكم الفريق الاعتراضي وداعميه ما دامت معادلة عدم كسر فريق ومنع انهيار الحكومة سترسو الى يوم قيامة انتخابات رئاسية باتت بين أرجل الفيلة الإقليميين الى يوم الدينونة. هذا اللغو المخيف في توازن شديد السلبية رست فوقه الحكومة وأطلق العنان لتعبئات طائفية فوق الشحن المذهبي يعني امرا واحدا هو ربط نزاع الاستنزاف اللبناني على الاستنزاف السوري لا اكثر ولا اقل. فلا يفرحن احد بتمايزات داخل الفريق الاعتراضي ولا بطبيعة الحال بتبدل بعض الاصطفافات المصلحية بين الافرقاء الآخرين. اننا امام لوحة التوغل في الانهيار السياسي من كل حدب وصوب ما دامت هرطقة تقتحم مجلس الوزراء بهذا المضمون تصبح ركيزة متقدمة لتقويض بقايا النظام، ولا شيء سيمنع تكرارها تباعا والإضافة اليها ما لذ وطاب من البدع المتراكمة. ولن نظلم "اللوياجيرغا" الافغاني وسواه من المجالس القبلية والعشائرية بمقارنتها بهذا الشيء الوافد علينا ولو برباطات عنق متأنقة!

 

استعادة حقوق المسيحيين تتطلّب وحدة تحدّد نوعها وسبل الحصول عليها

 اميل خوري/النهار/13 تموز 2015

كلما كان زعماء مسلمون في أزمة سياسية يثيرون حقوق الطائفة، وكلما كان زعماء مسيحيون في أزمة سياسية يثيرون أيضاً موضوع هذه الحقوق. فالحرب مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بدأت عندما صوّر للمسيحيين فيه أن لبنان سيصبح وطناً للفلسطينيين بديلاً من فلسطين، وصوّروا للفلسطينيين أن المسيحيين خوفاً من ذلك سيرمونهم في البحر... وعندما عقد "مؤتمر الدوحة" لإخراج لبنان من أزمته التي تفاقمت بعد أحداث 7 أيار عاد زعماء مسيحيون من المؤتمر وتغطية لما فرض عليهم في الدوحة بالقول إنهم استعادوا حقوق المسيحيين باعتماد قانون الستين معدلاً، وما لبث أن أصبح هذا القانون مرفوضاً ولا يستعيد شيئاً من هذه الحقوق. وعندما غرق لبنان في أزمة الانتخابات الرئاسية لم يجد زعماء فيه ما يجعلهم يواجهونها سوى القول بأن للمسيحيين حقوقاً يجب استعادتها بدل أن يكون الخروج منها بانتخاب رئيس للجمهورية بداية لاستعادة هذه الحقوق، إذ كيف يمكن استعادة حقوق أي طائفة إذا لم يكن وجود لدولة تحمي الجميع وتساوي بين الجميع. وكما رفع العماد ميشال عون شعار تحرير لبنان من القوات السورية فكانت "حرب التحرير" التي انتهت بفرض وصاية سورية على لبنان دامت 30 عاماً، فإنه يرفع اليوم شعار "استعادة حقوق المسيحيين" ليس بانتخاب رئيس للجمهورية بل باجراء انتخابات نيابية على أساس قانون عادل ومتوازن يترجم ترجمة صحيحة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وهذا لا يتحقق إلا بوصول رئيس قوي الى رئاسة الجمهورية، وما دام الاتفاق عليه كان متعذراً، فالحل بعد فشل اقتراحات "الاستفتاء" و"الاستطلاع"هو بالعودة الى الشعب بانتخابات نيابية تجرى على أساس قانون جديد من دون أن يأخذ العماد عون بالاعتبارين الآتيين:

1 – ما العمل اذا تعذّر الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية واستمر الشغور الرئاسي الى أجل غير معروف وصار لبنان يعيش في ظل حكومة متناحرة لا أحد يعرف متى تنفجر من داخلها، ومجلس نواب يعطله الخلاف على "تشريع الضرورة" ولئلا يعتاد الناس حكماً بلا رأس فتبقى الرئاسة الأولى شاغرة الى أجل غير معروف وظل المجلس يعمل بصورة طبيعية وكأن شيئاً لم يكن؟

2 – ما هي الحقوق المسيحية المطلوب استعادتها كي يصير البحث فيها مع الاقطاب المسيحيين الآخرين ومن ثم مع الشريك المسلم حتى إذا تعذّر الاتفاق يكون لكل الاقطاب المسيحيين موقف واحد يتحملون مسؤولية اتخاذه ولا يتحملها زعيم واحد أو حزب واحد؟

إن شيئاً من هذا لم يفعله العماد عون قبل أن يتفرّد في اتخاذ قرار التظاهر سبيلاً لاستعادة الحقوق التي لا تستعاد في الشارع لئلا يقابلها شارع آخر يطالب باستعادة حقوق أيضاً.

لذلك ينبغي أن تتشاور الأحزاب والقوى المسيحية حول تحديد الحقوق المطلوب استعادتها، هل هي المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية التي خسر بعضها في اتفاق الطائف؟ هل هي في قوانين الانتخابات التي لم تتحقق المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين، وأي قانون هو الذي يحقق ذلك؟ هل هي في مناصب إدارية في الدولة كانت للمسيحيين وخسروها ويجب استعادتها؟ إن هذا وغيره مما يعتبر حقوقاً ينبغي استعادتها بوحدة موقف بين الاقطاب المسيحيين وبعد تحديدها كي يصار الى البحث مع الشريك المسلم علّه يكون مستعداً للاستجابة لها بالحوار والتفاهم والتفهّم وليس بالتظاهرات وشعارات التحدي بين من يريد لبنان الواحد ومن يريده لبنانين وأكثر. فالزعماء المسلمون لم يحصلوا على ما يعتبرونه حقوقاً لهم، وما يحقق التوازن في توزيع الصلاحيات بين السلطات الثلاث إلا بوحدة موقفهم. فكيف يتوصل الزعماء المسيحيون الى استعادة حقوقهم وهم غير متفقين لا على تحديد هذه الحقوق، ولا على وسائل الحصول عليها، وهل تبدأ استعادتها بانتخاب رئيس للجمهورية باتفاق في ما بينهم، أم بانتخابات نيابية لا أحد يعرف موعد اجرائها اذا ظل الخلاف قائماً على القانون الجديد، أم بالتظاهر كما فعل عون ووجد نفسه وحيداً؟ إن هذه الأمور وغيرها تحتاج الى عقول تفكّر وليس الى أقدام "تخبط" و"تخبّص"...

 

فرنجيه لعبها بإتقان ولو ضمن الانسداد هل من "خطة - ب" بعد طيّ الشارع؟

 روزانا بومنصف/النهار/13 تموز 2015

حين أخرج حلفاء زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون انتقاداتهم الى العلن على اثر التظاهرة التي أرادها ضغطاً سياسياً وشعبياً داعماً لمطالبه جنبا الى جنب مع توجيه رسالة الى خصومه بانهم لا يزالون يدعمونه ولم يتخلوا عنه ما لا يسمح باستهدافه ويساعده على الخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، طفت على سطح الأزمة العلاقة بين مكونات 8 آذار على نحو نادر اذا صح التعبير استناداً الى ان المطروح دوماً على مشرحة التحليل والبحث هو العلاقة بين مكونات 14 آذار التي كانت تدافع عن نفسها بانها مجموعة أفرقاء وليس كما خصمهم في المقلب الآخر. فالنائب سليمان فرنجيه سدد سهاماً قاسية حيث سقط زعيم التيار وصهره وزير الخارجية جبران باسيل في اخطاء تكاد تكون مميتة في ما سمي معركة استرداد "حقوق المسيحيين" بحيث حظي منطقه الرافض للكثير مما ساقه زعيم التيار مضموناً وأسلوباً باستحسان وتأييد على المستوى السياسي. ووصف البعض تصويبه الموقف المسيحي في قوى 8 آذار من رئاسة الحكومة ومن طبيعة المطالب المطروحة بأنها خطوة ذكية التقطها النائب فرنجيه في الوقت المناسب استناداً الى جملة أمور من بينها حرق العماد عون أي جسور محتملة لوصوله الى رئاسة الجمهورية فيما وراثة رئاسة التيار التي خاض الوزير باسيل المعركة الأخيرة لكسبها في وزارة الخارجية وفي مجلس الوزراء والشارع من أجل استحقاقها فتحت الباب على الغارب أمام وراثة شعبية التيارالمفتوحة أصلاً منذ بعض الوقت والتي لم تسقط من الاعتبارات التي أملت وتملي اعلان النوايا بين التيار الوطني والقوات اللبنانية مثلاً. ووراثة شعبية التيار أمر مهم انطلاقاً من أن الاستعداد للمرحلة المقبلة مسيحيا على الأقل لا يستند فقط على التنافس على موقع رئاسة الجمهورية الذي تتحكم فيه اعتبارات خارجية وداخلية على عكس ما هو عليه واقع الحال بالنسبة الى الصراع على المسيحيين، بل على محاولة كسب غالبية الرأي العام المسيحي خصوصاً مع النية لتخلي العماد عون عن رئاسة التيار الوطني وسط كلام عن معارضات داخلية من المرجح أنها ستفتح الباب على توقعات بانقسامات كبيرة. وبغض النظر عن حظوظ النائب فرنجيه في الرئاسة الاولى باعتباره أحد المرشحين الاربعة الذين جمعهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على انهم الأبرز لهذا المنصب والتي لا يراها كثر قوية استناداً الى الاقتناع بأنه أياً تكن اتجاهات الأمور الاقليمية والدولية فان رئيساً غير توافقي لن يكون محتملا في لبنان وهناك اسماء عدة معروفة لا تزال متداولة ولا تذكر لعدم حرقها غالباً، وهو لا يقع في هذا الموقع، الا انه ووفق المعادلة التي يقول بها فرنجيه نفسه أي لا رئيس إلا من فريق معين بناء على اقتناعه بانه لن يكون هناك رئيس إلا بفوز محور اقليمي على آخر، فانه قدم نفسه أكثر الى الواجهة من خلال مواقف انتقادية لحليفه وفي جملة مواقف توافقية.

الآن وعلى رغم استمرار نواب ومسؤولي التيار الوطني الحر بالقول بإن ما حصل الاسبوع الماضي لم يكن سوى البداية وان هناك تصعيدا متوقعا في المدى المنظور، فان مصادر سياسية لا تتوقع ذلك اذ ان حركة التيار في الشارع أخذت مداها وليس مرجحاً ان تتطور او ان تعيد نفسها أقله في سياق الأزمة الراهنة لأن موضوع الشارع كان مخيباً جداً وارتد سلباً بكل ما للكلمة من معنى. لكن ليس من المرجح بالنسبة الى هذه المصادر ان تتراجع الحدة في استمرار اللهجة السياسية المرتفعة والخطاب الحاد ولو تراجع عون عن الدعوة الى الفيديرالية أو الى الدعوة الى انتخابات نيابية تسبق انتخابات الرئاسة لمصلحة القول بان لا شرعية مجلس النواب الممدد له تقضي بانتخابات رئاسية بتسوية وطنية يكون له فيها حق ترجيح الانتخاب الرئاسي. هل لهذا الكلام عن تسوية وطنية معنى او مضمون يسمح بالقول إن مجمل التطورات الأخيرة تدفع الى "الخطة ب" بعدما فشلت "الخطة أ" المبنية على اعتبار انتخاب عون او لا أحد الى موقع الرئاسة الاولى؟ لا مؤشرات على ذلك لأن موضوع الرئاسة ليس على المجهر راهناً. لكن عودة الأخير الى استهداف قيادة الجيش تفيد وفق هذه المصادر بانه سيركز على وتر التعيينات الامنية مباشرة خصوصاً انه حظي بدعم معنوي من السيد حسن نصرالله بقول الأخير عن وعود تلقاها عون من تيار المستقبل في هذا الاطار وضرورة الحوار بين الجانبين في هذا الموضوع علماً ان الحوار سابقاً بين التيار العوني وتيار المستقبل أحدث نقزة لدى الحزب قبل عام. يبقى بالنسبة الى المعنيين المدى الذي يمكن ان يضغط به الحزب دعماً للتيار العوني في موضوع التعيينات الامنية من أجل إلا يمنى بخسارة اضافية قياساً على طبيعة المعركة السياسية التي بدأها وحجم هذه المعركة خصوصاً ان الأوراق الضاغطة المباشرة التي كان يهدد بها التيار قد تراجعت اهميتها وضعفت بعد التطورات الاخيرة فيما كرّر الأمين العام للحزب انه لن يترك عون وحيداً في مطالبه. لكن الحد الممكن كما تقول هذه المصادر هو صيغة على طريقة المخرج الذي تأمن للجميع في مجلس الوزراء أخيراً ما لم يحصل أي حفظ ماء الوجه للجميع وما لم تتأمن عناصر التسوية التي تعطي وتأخذ في الوقت نفسه.

 

ماذا سيقول سلام وباسيل لجانتيلوني ؟ إجراءات استثنائية والإرهاب محور المحادثات ؟

 خليل فليحان/النهار/13 تموز 2015

يبدأ وزير الخارجية الايطالي باولو جانتيلوني مساء اليوم الاثنين زيارة للبنان تنتهي غدا الثلثاء وسط اجراءات أمنية استثنائية  بعد تفجير تنظيم "داعش "مبنى قنصلية إيطاليا في القاهرة السبت الماضي. وتأتي الزيارة بعد تعليق الحكومة جلساتها مدة اسبوعين نتيجة الصدام الذي جرى بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل حول صلاحيات خاصة برئيس الجمهورية. ماذا سيقول كل من الرئيس نبيه بري وسلام وباسيل للضيف الإيطالي لدى مقابلته لكل منهما اذا استفسر عن مرحلة ما بعد الصدام.؟ صحيح ان ما جرى شأن داخلي، لكنه لا يمنع من الاستفسار عنه وعن آثاره لانه تردد بشكل سيىء في بريطانيا بعد نشر صورة للنائب حكمت ديب في صحيفة ال "إندبندنت"عن تدافع بالايدي مع عناصر من الجيش وفي إيطاليا التي هي عضو في "المجموعة الدولية لدعم لبنان"التي تضم ايضا اميركا، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا وألمانيا. وكانت تلك "المجموعة "قد تشكلت في نيويورك قبل سنتين ومهمتها دعم الاستقرار السياسي والامني بتسليح الجيش اللبناني بما يحتاج اليه في هذه الظروف الخطيرة التي تعيشها سوريا منذ اربع سنوات وتداعياتها السلبية على لبنان، سواء لجهة تدفق الالاف من اللاجئين الى مناطقه او احتلال مقاتلين من "داعش "و"النصرة" مساحة من جرود عرسال المتاخمة للحدود الشرقية للبلاد مع سوريا. هل يسمع جانتيلوني روايتين ومنطقين من المتصادمين الاثنين سلام وباسيل يوم غد الثلثاء، وهو الذي كان مطلعاً على ملف المحادثة الذي أعده له سفير بلاده لدى لبنان ماسيمو ماروتي عن الاوضاع في لبنان وحاجاته وفي الاولويات دعوة الافرقاء الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد شغور قصر بعبدا من رئيس اصيل منذ 415 يوما؟ وفي جدول محادثات رئيس الديبلوماسية الايطالية، كيفية مساعدة "المجموعة" للبنانيين من جراء تداعيات الازمة السورية على لبنان ومن ثم الارهاب، بعدما أصبحت المباني الدبلوماسية الايطالية في الدول العربية هدفا لـ"داعش". وافاد مصدر ديبلوماسي ان محادثات جانتيلوني ستركز على مزيد من التنسيق الاستخباراتي بين روما وبيروت من اجل مكافحة الارهاب. واشار ايضا الى ان جانتيلوني الذي استضافت بلاده اجتماعا منذ سنتين لـ"المجموعة "بحث خلاله في تسليح الجيش اللبناني، سيتطرق مع المسؤولين الى هذا الموضوع الأساسي وما تيسر من مساعدات لوجيستية ودورات تدريب لضباط وعسكر للجيش وعلى الاخص كل ما هو مطلوب لانهاء وجود التنظيمات الارهابية في جرود عرسال وفي وقت لم يوقف مسلحوها هجماتهم على مراكز للجيش منتشرة على الطرق التي تصل البلدة بالجرود ووفقا لمصادر أمنية ان تلك الهجمات ترمي الى احداث خروق على القرى المتاخمة سواء كانت مسيحية او شيعية، وقد برهنت القوى العسكرية عن جدارة في التصدي لتلك الهجمات التي ترمي الى إشعال فتن مذهبية وارتكاب مجازر ضد سكانها ينفذها عناصر "داعش" في كل من سوريا والعراق، ويفرضون نوعا من الأحكام التي كانت تعيشها بعض المجتمعات القديمة المتعصبة. وافاد مصدر ديبلوماسي  "النهار "شارك في تحضير ملف  المحادثات ان جانتيلوني سيركز في محادثاته على ملف الارهاب الذي تتخوف إيطاليا من ان يمتد الى مصالحها ومؤسساتها في الداخل، سواء من لبنان او من ليبيا، وهي مستنفرة لمواجهة هذا الخطر الذي يعبر الحدود دون استئذان، وان الداعشيين برهنوا انهم قادرون على تنفيذ عمليات تفجير في ثلاث قارات كما حصل في المرة الاخيرة، واصابت واحدة منها مصنعا كيماويا في مدينة ليون الفرنسية. ولم يعرف ما اذا كان المسؤول الايطالي سيزور الجنوب لتفقد كتيبة بلادة العاملة في "اليونيفيل"، وهي الأكبر عددا وتترأس قيادتها.

 

الاستطلاع العوني بانت نتائجه

 نايلة تويني/النهار/13 تموز 2015

لا شماتة، ولا محاولة لذلك، لان العمل السياسي يقتضي الواقعية والاعتدال في النظرة الى مجمل الملفات، اذ ثمة متغيرات وتبدلات تطرأ تبعاً للظروف. هكذا ينبغي قراءة التحرك العوني الاخير للافادة منه في التطلع الى المستقبل، والى الحراك السياسي والشارعي معا.

يطالب العماد ميشال عون باستفتاء في الشارع المسيحي، تحوّل مع الوقت استطلاعاً للرأي غير ملزم لأي من الاطراف، سواء الذين ارتضوه، أو وافقوا عليه، أم أولئك الذين رفضوه أساساً. لكن العماد عون استبق الاستطلاع بحراك بدأ بوفود الى الرابية حيث مقر اقامته، وصولا الى الشارع قبالة السرايا. وهو اذا كان برّر المشاركة الهزيلة بأنه لم يدعُ الى حشد شعبي، فانما يقول بذلك نصف الحقيقة، لأنه في الايام التي سبقت الدعوة، رفع مستوى الخطاب من المناصرين الى المسيحيين ولاحقاً الى اللبنانيين كافة، آملا في تحريك الشارع، والقول لخصومه "انظروا كيف يؤيدنا الناس في مطالبنا، وكيف نزلوا الى الشارع رفضاً للواقع القائم". لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، فالوفود الى الرابية، كما تشير تقارير امنية، هزيلة حقاُ، وتعتمد الكاميرا "زوم إن زوم أوت" لتصوير حشود غير موجودة. والحجة ان المكان لا يتسع لعدد أكبر. أما الذين بلغوا ساحة رياض الصلح، فلم يتجاوزوا المئتين، ومنهم وزراء ونواب حاليون وسابقون، ظهروا عبر الشاشة لتحريض الناس على ملاقاتهم. لكن كل ذلك لم ينفع قط. لذا وجب النظر بعين مختلفة الى الشارع، لأن الناس، الى أي فريق سياسي انتموا، سئموا هذه اللعبة، وملّوا خطابات رنانة لا تستوحي وقائع تثبتها، وتحقق لبنانيون كثر من أن المطالبات انما هي شخصية أكثر منها وطنية، وفي غالبها فئوية مصلحية آنية، لا ترسم افقاً، ولا تبني بلداً. الاستطلاع الذي اراده العماد عون عرضت حلقة منه في الشارع، وحلقاته الاخرى قد لا تكون أفضل، وخصوصاً مع تنامي نزعته الى تجاهل مواقف حلفائه، وتالياً انعكاس هذا الامر على التصويت له في الشوارع التي تخص الحلفاء قبل الخصوم. وكذلك مع تنامي نزعته الى معاداة الاعلام، ولصق الخطايا بالاعلاميين، مما يرتد سلبا على الرأي العام المسيحي والوطني الذي يتأثر الى حد كبير بما يقدمه له هذا الاعلام. الاستطلاع بانت نتائجه.

 

الجنرال في متاهته

 خالد غزال/الحياة/13 تمو/15

أفصح الجنرال ميشال عون عن كامل مشروعه السياسي عبر الإعلان الصريح عن رفض النظام القائم ومعه وثيقة الطائف، تحت حجة ان حقوق المسيحيين مسلوبة من قبل طائفة أخرى، وبالتالي اندفع في تعطيل الحياة السياسية التي وصلت الى المس بالكيان نفسه: فلا انتخابات لرئاسة الجمهورية، ولا مجلس نيابي يعمل، ولا حكومة تمارس صلاحياتها. دفع بالأمور عملياً الى ما يشبه الحركة الإنقلابية من خلال النزول الى الشارع علّه بذلك يفرض تحقيق مطالبه. يستدعي مشروع الجنرال الملاحظات الآتية:

أولاً - اقترن تغيير التركيبة السياسية او تعديدلها منذ الاستقلال حتى اليوم باختلال في ميزان القوى لدى الطوائف. فالطوائف لا تتخلى عن امتيازاتها او تقدم على تسويات سلمية تأخذ في الاعتبار التغيرات الحاصلة، فيتحول التعنت الى احتراب أهلي يؤدي في النهاية الى تسوية، لكن بعد ان يكون البلد وطوائفه دفعت ثمناً باهظاً. هكذا الأمر في الأعوام 1958، 1989، 2008. ما يطرحه الجنرال حالياً يحتاج الى حرب أهلية لتتحقق بموجبها مطالبه.

ثانياً - يتلاقى الجنرال و«حزب الله» في السعي الى مؤتمر تأسيسي يعيد النظر باتفاق الطائف وبمجمل الصيغة ومواقع السلطة فيها. لكن أهداف كل طرف بعيدة من أهداف الطرف الآخر كلياً. ما يريده الحزب هو إعادة تركيب السلطة بما يعطي الطائفة الشيعية الموقع الأول والأساس في هذه الصيغة، بالنظر الى ميزان القوى المختل اليوم لمصلحة الطائفة والقوة العسكرية التي تمتلكها بما يجعلها في موقع متميز عن سائر الطوائف. الذي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية هو حزب الله وليس الجنرال، لأن الحزب يريد صيغة مختلفة للرئاسة غير ما هي قائمة عليه.

في السياق نفسه، هل يصدق الجنرال عون ان طرفاً يخوض له المعركة سيسلّم له المكاسب؟ لم يسبق لطائفة في لبنان ان تنازلت عن مكسب لها الى طائفة أخرى، وليتذكر الجنرال ان مركز مديرية الأمن العام كان من المراكز الثابتة للطائفة المــارونية، لــــكن النظام السوري وضع على رأسها ضابطاً يدين له بالولاء، ولم يستطع الجنرال استعادة المركز من الطائفة الشيعية على رغم كل تحالفه مع أقطابها.

ثالثاً - ان طرح موضوع تعديل النظام والصيغة حالياً هو كمن يفتح «صندوق باندوره» المشهور. اذا كانت الطوائف خلال فترة انتظام التسوية تتحلى ببعض الحياء في الإفصاح عن مطامحها، فان فتح ملف الصيغة سيلغي هذه المسافة من الحياء. من قال ان المطالب ستبقى محصورة بما يرغب به الجنرال، قد لا يدرك الآن ان الذهاب بالــــموضوع الى نهايته لاستعادة الصلاحيات، قد يثير لدى سائر الطوائف امر طرح موقع الطوائف المسيحية راهناً، سواء من حيث الديمغرافيا حيث تقلص عدد المسيحيين كثيراً قياساً على الطوائف الإسلامية، او من حيث الموقع الاقتصادي حيث لم تعد الأرجحية في هذا الموقع للطوائف المسيحية كما كان الأمر قبل الحرب الأهلية، او من حيث المؤهلات العلمية والثقافية التي لم تعد حكراً في معظمها على النخب المسيحية... لذلك قد لا يكون بعيداً مطلقاً ان تصعد مطالب فاجرة كفجور الجنرال فتتساءل عن مشروعية الامتيازات المعطاة اليوم للطوائف المسيحية بدءاً برئاسة الجمهورية وصولاً الى قيادة الجيش وغيرها من المراكز الحصرية للطوائف المسيحية. بل أكثر من ذلك، من قال ان المناصفة ستبقى القاعدة لتقاسم السلطة، فيما لم يعد الحديث سراً عن المثالثة، المسيحية، الشيعية، السنية.

رابعاً - عاد الجنرال الى طرح الفيديرالية كحل أخير اذا لم تتحقق مطالب المسيحيين وفق ما يريد. والفيديرالية عند الجنرال هي التقسيم والانعزال في مناطق جغرافية محددة ضمن كانتونات صغيرة

ان إمعان الجنرال في الدفع بمشروعه الى الأمام هو مشروع حرب أهلية جديدة، سيقطف ثمارها «حزب الله» ومشروعه السياسي وليس الجنرال، وستؤدي بالمسيحيين الى مزيد من خسارة المراكز والمواقع، والى مزيد من تهجيرهم. وهذه المرارة اعتاد الجنرال تجريعها للبنانيين عندما تسنى له ان يحكم البلاد في 1989.

 

لبنان: حلفاء عون يمدّون له «يد العون» للخروج من... الحفرة

الحريري أكد أمام إفطارات ضمّت 17 ألف مدعو «خيار الاعتدال»

بيروت - «الراي/13 تموز/15

لم تَظهر معالم واضحة بعد لنتائج المساعي التي نشطت بقوة في اتجاهات عدة في الأيام الأخيرة لاحتواء تداعيات مجمل المشهد السياسي في لبنان عقب التصعيد الذي تولاه فريق زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون.

لكن الأسبوع الطالع، وإن كان محكوماً بإجازة عيد الفطر، إلا انه سيكتسب أهمية على صعيد عمل الوسطاء والاتصالات لبلورة مخرج يعيد مجلس الوزراء الى العمل بانتظام الحدّ الأدنى الممكن والمطلوب انطلاقاً من وقائع سياسية اتّسمت بأهمية كبيرة وأظهرت ان كلمة السر التي تَجمع مختلف القوى السياسية هي منع هزّ الحكومة وإعادة تثبيت الخطوط الحمر أمام «التصعيد العوني» حتى من جانب أقوى حلفائه اي «حزب الله» تحديداً.

وأبرزت الساعات الـ 48 الأخيرة مزيداً من الوقائع الدافعة في اتجاه تعويم الوضع الحكومي، لم يكن أدلّ عليها من التراجعات التي أعلنها عون مباشرةً او ضمناً في كلمات وتصريحات عدة له، بدءاً بنفيه ان يكون طالب باعتماد الفيديرالية، رامياً كرة المسؤولية في طرْحه هذا على الصحافة، ومن ثم تَراجُعه الضمني عن اشتراطه إجراء انتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس الجمهورية الجديد بتلميحه الى ضرورة الاستعاضة عن مجلس النواب غير الشرعي الممدَّد له بإجراء تسوية وطنية يكون له فيها حق ترجيح الانتخاب الرئاسي.

وتُجمِع أوساط وزارية متعددة الاتجاهات السياسية، حتى من ضمن قوى «8 آذار»، على ان «حلفاء عون بدأوا منذ أيام بمساعدته على الخروج من الحفرة التي أوقع نفسه فيها بحسابات ظهرت انها شكلت انتكاسة كبيرة له منفرداً. فاذا كان كل من رئيس تيار (المردة) النائب سليمان فرنجية والامين العام لـ (حزب الله) السيد حسن نصرالله لم يتخليا عن دعم الأُطر العامة لمطالب زعيم (التيار الحر) في ما يتعلق بآلية عمل مجلس الوزراء والتعيينات الأمنية، فإن كلاهما رسم له في المقابل الخطوط الحمر التي تمنع انهيار الحكومة، مظهريْن - كلٌّ على طريقته - تحفظّاتهما عن أسلوب التصعيد الذي بالغ فيه الى حدود فاجأت حلفاءه قبل خصومه».

وتضيف هذه الاوساط عبر «الراي» ان «عون بدا كأنه استوعب الانتكاسة التي مني بها من خلال تراجعاته حول طرح الفيديرالية، ولكنه لم يُظهِر بعد مرونة كافية حول ما يمكن التوصل إليه في شأن مخارج محتملة لمسألة التعيينات الأمنية، بدليل انه انبرى الى الهجوم بعنف على قائد الجيش العماد جان قهوجي شخصياً على خلفية الصدام الذي وقع بين بعض أنصاره من المتظاهرين وبين الجيش خلال محاولته اقتحام السرايا الحكومية الخميس الماضي، كما افتعل مشكلة ارتدّت عليه سلباً في منع محطة (إم تي في) التلفزيونية من تغطية نشاطاته في الرابية». كما تشير الاوساط الوزارية نفسها الى ان «ما جرى امس في دارة رئيس الحكومة تمام سلام من تدفّق للوفود الشعبية تأييداً لموقفه في وقوفه ضد الاستفزازات والتهجمات التي طاولته على لسان وزير الخارجية جبران باسيل (صهر عون) في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء والحملة الكلامية لأنصار عون عليه باتهامه بـ (الداعشية)، رسمت الناحية الأخرى للنتائج السلبية التي ارتدّت على عون باعتبار انها استفزّت الشارع السنّي المعروف باعتداله».

وجاءت هذه التزكية لمواقف سلام قبيل ساعات ايضاً من الإفطارات التي أقامها «تيار المستقبل» في مختلف المناطق استعداداً لاطلالة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وكلمته فيها التي استندت بشكل خاص على اعادة تثبيت خطاب مشروع الدولة واستعجال انتخاب رئيس الجمهورية والتمسك بثوابت الطائف والاعتدال السنّي والوطني في مواجهة التطرف والتحديات الاقليمية والداخلية من دون الغرق في ردود على عون. علماً ان أنصاراً كانوا استبقوا إطلالته عبر الشاشة امام نحو 17 الف مدعو بحملة دعم له عبر «تويتر» من خلال هاشتاغ «يوم السعد لما تطلّ» عكس عملية استنهاض للشارع السنّي حول الحريري بعد اندفاعة عون وكلام نصر الله الجمعة الماضية، الذي برّر تورطه في سورية بالقول ان طريق القدس تمر بالقلمون والزبداني والسويداء والحسكة.

وتشير الأوساط الوزارية الى ان ّمجمل هذه اللوحة يشكّل نظرياً اطاراً إيجابياً من زاوية إبراز تَقاطُع مختلف القوى الداخلية على منْع تَفاقُم الأزمة الحكومية ومحاصرة الاتجاهات التصعيدية للفريق العوني وردّها الى العقلنة بالحدود الدنيا. ولكن ترجمة هذه الاتجاهات لا تزال تحتاج الى مخارج عملية لإعادة انتظام العمل الحكومي وربما يبدأ ذلك من نقطة انفراج محتملة هذا الاسبوع تتمثّل باكتمال التواقيع المطلوبة على مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، الأمر الذي سيُعدّ احد العناوين الأساسية للاتجاه نحو التسوياتّ.

الجنرال فرض «حظراً» على «أم تي في» فردّت «التحية» ... بأعنف منها

انشغل الوسط السياسي والإعلامي في لبنان بقرار زعيم «التيار الوطني الحر» الجنرال ميشال عون «حظر» دخول محطة «أم تي في» إلى مقره في الرابية، غداة انفجار غضبه بوجه مراسلة المحطة جويس عقيقي التي حاولت طرح أسئلة عليه في مؤتمر صحافي كان يعقده يوم «خميس الشغب» السياسي في مجلس الوزراء والشعبي في الشارع، وانتهى بإبلاغ المراسلة أنه سيطلب من أم تي في عدم انتدابها مرة أخرى، متهماً إياها على الهواء بـ «التحرّش» الإعلامي، قبل أن تعرض المحطة بالفيديو تمتمات لعون قالت إنها في معرض السباب الذي كاله للمحطة.

وبعد ظهر أول من أمس، وجّه عون كتاباً إلى أم تي في جاء فيه: «يؤسفنا أن نبلغكم أننا وابتداءً من تاريخه، سنمتنع عن استقبال مراسلين أو مصوّرين من محطتكم في دارة الرئيس العماد ميشال عون في الرابية».

ولم يتأخّر ردّ المحطة التي جاء في مقدمة نشرتها الإخبارية: «وفي 11 يوليو 2015 من القرن الحادي والعشرين، منع العماد عون الـ أم تي في من دخول الرابية. جنرال الإصلاح والتغيير، لم يغيّر في نفسه وتصرفاته شيئاً. عسكري حيث يجب أن يكون سياسياً، وسياسي متلوّن حيث يجب أن يكون عسكرياً. أكثر من ربع قرن من هذا النسق العوني، نجح العماد عون في خلاله بـ (تمليش) السياسة، أي أن يجعلها لعبة ميليشيات، وهو يسعى بلا نجاح - والحمد لله - إلى أن يسيّس العسكر. الجنرال يرينا، بتصلّبه حيث لا يجب، وبتلوّنه حيث لا يجب، وبانحيازه الدائم إلى تغليب الخاص على العام، وبكرهه الدائم للإعلام، يرينا كل يوم أنه غير أهل لتولي رئاسة الجمهورية، لكنه مستعدّ دائماً لنسف الدولة. وللتذكير، لطالما اعتمد الجنرال نهج (من بعدي، عمرو ما يكون جمهورية)، وهكذا نسف الجمهورية الأولى وجلب على المسيحيين بليّة الطائف، وعينه اليوم على الجمهورية الثانية. غير أن مبدئيته قادته إلى التعاطي مع كل مفاعيل الطائف، فاستفاد منه حتى آخر قطرة، وبنى على ركامه إمبراطورية الصهر، فتى الجمهورية ورئيسها، على حساب كل نضالات التيار ومناضليه. والآن، وبعد أن جفت منابع الطائف، لم يعدم العماد وسيلة، إنه اليوم تقسيمي فيديرالي مسيحي سوري إيراني غازي بترولي كهربائي».

وأضافت: «تريدنا أن نكلّمك بلغتك، وها نحن وبخجل نلبي النداء. القليل من الحياء يا جنرال. الـ أم تي في يمكنها أن تحيا من دونك، لكنك لم تكن حياً طوال 15 عشر عاماً، لو لم تحمل الـ أم تي في قضيتك وقضايا شبابك المطارَد من الأجهزة حتى قطع رأسها. ولكن كيف لذاكرتك الانتقائية أن تتذكرنا، وقد تنكّرتَ لخيرة ضباط جيشك ومناضلي تيارك، وأقصيتهم بلا رفّة جفن. وبعد، كيف لمَن لا يتحمل سؤالاً من صحافي أن يتحمّل مسؤولية وطن؟ في النهاية ليتك يا جنرال تحبّ مناضلي تيارك الأصيلين، بقدر ما أحبتهم الـ أم تي في وتحبّهم».

 

عون وأهل بيته

بتول خليل/المدن/الأحد 12/07/2015 

لم يكن مستغرباً أن يقوم النائب ميشال عون، بمنع قناة "إم تي في" من دخول الرابية، لمجرد انزعاجه من أسئلة مراسلة القناة، جويس عقيقي، حول عدم مشاركة حلفائه في "التحرك الشعبي"، الذي دعا إليه يوم الخميس الماضي. فمسيرة "التيار" مع اعلاميين "مشاكسين" يمثلون الرأي الآخر، تشير الى أن التيار الذي يتزعمه عون يمارس نفوذه وسلطته حين يصل الأمر لاحراجه.

وإذا كان صهر عون، الوزير جبران باسيل، طرد الصحافي ربيع شنطف مراسل "المستقبل" من وزارة الطاقة في العام 2011، العائدة ملكيتها للدولة، وليس لشخصه، فإن طرد صحافي أو منع قناة تلفزيونية من الوصول الى "أملاك شخصية" يصبح أمراً عادياً من جهته، رغم أنه مدان في قاموس السياسة ودبلوماسية الشأن العام، وحقوق الرأي والتعبير، وطبعاً السلوك الديموقراطي.

ورغم ردّه، حينها، على سؤال عقيقي قائلاً "قولي لإدارة إم تي في يبعتوا حدا غيرك"، يبدو أن عون عاد واستدرك أن مراسلاً آخر من القناة، لن يدعم مسار تغليب الرأي الواحد، ولن يجنّب الرجل الإحراج الذي قد تتسبب به أسئلة من خارج الجدول. لذا أشار عليه حسّه الديموقراطي والانفتاحي بسدّ باب الرابية في وجه القناة و"تحرشاتها" (كما وصف عون نفسه أسئلة عقيقي)، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها نوع من المشادة الكلامية بين جويس عقيقي والنائب عون، إذ قال لها "كل مرة بتسأليني نفس السؤال عن الحلفاء وما بدي جاوب".

وأعلنت "إم تي في" ، أمس السبت، أن مكتب العلاقات العامة في التيار الوطني الحر، أرسل للقناة بريداً الكترونياً جاء فيه: "يؤسفنا أن نبلغكم بأننا وابتداءً من تاريخه سوف نمتنع عن استقبال مراسلين أو مصورين من قبل محطتكم في دارة الرئيس العماد ميشال عون في الرابية"، الأمر الذي ردت عليه "إم تي في" بطريقتها، عبر بثها، أمس السبت، كلمة عون مباشرة على الهواء، في إطار ما وصفته القناة بـ"الحرص على المهنية".

وقالت القناة، ضمن نشرة الأخبار المسائية، إنّ "شيئاً لن يتغير بوجودنا أو بغيابنا عن الرابية. فالجنرال لن يجيب عن أي من أسئلتنا المهنية". وانطلاقاً من قولها "جنرال أنت منعتنا لكن عذراً نحن لن نمتنع"، توجهت القناة لعون بأسئلة "عن بعد" مفادها "لماذا تلومون قائد الجيش جان قهوجي، وكيف تحول قهوجي من رجل دولة كما كنتم تصفونه سابقاً إلى رجل اللادولة؟ هل لأنه ينافسكم على رئاسة الجمهورية؟"، كما سألت: "لماذا لم تنفوا كلامكم عن الفيدرالية إلى صحيفة الجمهورية الصادرة منذ 3 أسابيع؟".

أسئلة على هذه الشاكلة "هي أبعد مما يريد عون سماعه أو مواجهته بطبيعة الحال"، لكن أمام هذا "الاعتداء السافر" على حرية الإعلام، تتساءل "إم تي في" إن كانت بقية وسائل الإعلام ستتضامن معها. وفيما لم يصدر، حتى الساعة أي بيان رسمي من أي وسيلة إعلامية أخرى، جاء التضامن سياسياً. فإلى جانب إصدار كل من حزب الوطنيين الأحرار، وحركة التغيير، وغيرهما بيانات استنكار تدين ما تعرضت له "إم تي في"، سأل العماد ميشال سليمان، عبر صفحته في "فايسبوك" و"تويتر" إن كان "التاريخ سيعيد نفسه؟ وهل منع الإعلام من تأدية واجبه هو نموذج عن القمع؟ وهل سندعو يوماً إلى مقاطعة ستشمل الإعلام كما حصل في السابق؟".

 

لماذا نأت القوات اللبنانية بنفسها عن تحرّك عون العبثي؟

فايزة دياب /جنوبية/الأحد، 12 يوليو 2015

إنتهت مهزلة التيار العوني ومن بعدها توالت المواقف الرافضة لما حصل من تعدّ على عناصر الجيش اللبناني من قبل مناصري التيار. إضافة الى التعدي على صلاحيات رئيس الحكومة من قبل الوزير باسيل. ولكن ما هو موقف القوات من كل ما جرى؟ ولماذا نأت بنفسها؟

بعدما هدّد الجنرال ميشال عون أكثر من مرّة أنّه سيلجأ الى الشارع إن لم تُسترد «حقوق المسيحيين»، جاءت ساعة الصفر، فدعا عون أنصاره للتحرك الموعود.

وعلى الرغم من بروفا السيناريو الذي نفّذه وزير الخارجية جبران باسيل قبل افتتاح جلسة مجلس الوزراء أمام كاميرات الصحافيين لتجييش الشارع، وتحميل رئيس الحكومة تمام سلام مسؤولية التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية أي على حقوق المسيحيين، وبالتزامن مع مهمة موقع Tayar.org الذي دعا المسيحيين للنزول الى الشارع واستخدم اسلوب طائفي ومذهبي بالقول: «يا شعب لبنان العظيم..الداعشي سلام يهين الوزراء المسيحيين» لم يستطع رئيس أكبر كتلة نيابية والذي يصف نفسه انه الزعيم المسيحي الأوّل في لبنان من جمع أكثر من 150 متظاهراً. فكان التحرك عنوانا للمهزلة بكل ما للكلمة من معنى.

فقد توافقت وسائل الاعلام بالاعلان عن أنّ عدد المتظاهرين لم يتعدّ الــ 150 نفرا انقسموا الى مجموعتين، وتعدوا على الجيش اللبناني لمحاولة اختراق الحاجز الذي أقامه الجيش أمام السراي الحكومي، واستكملت المهزلة في الرابية عند انتقاد المؤسسة العسكرية من قبل عون واتهامها بالتعدي على المتظاهرين.

كل هذا السيناريو المحبوك كشف حقيقة العونيين الذين يعلنون مرارا وتكرارا أنّهم أبناء المؤسسة العسكرية، فسقط القناع وسقط معه عون في الشارع.

في هذه المعمعة العونية، أين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي وصل حواره مع الجنرال عون الى مراحل متقدمة وما موقفه من كل ما جرى؟

الصحافي والمحلل السياسي القريب من 14 آذار شارل جبّور قال في حديث لـ«جنوبية» إنّ «القوات اللبنانية غير معنية بما حصل أمس في الشارع، لأن تحرّك الأمس لا يمت بصلة للعنوان الذي طرح فيه. فهم لم يتحركوا في الشارع من أجل حقوق المسيحيين بل نزلوا الى الشارع من أجل تعيين صهر النائب ميشال عون العميد شامل روكز قائداً للجيش».

وتابع جبّور: «التعيينات هي من صلاحيات الحكومة والقوات اللبنانية هي أصلاً خارج الحكومة، ولكن تدعم الحكومة طالما هي تيسر أمور الناس».

ورأى جبّور أنّ «تيار المستقبل هو المسؤول ولو بطريقة غير مباشرة، فهو تولّى المفاوضات مع عون للإتفاق على بند التعييات. كما أنّ المسؤولية المباشرة تقع على الحكومة». ولفت جبّور إلى أنّ «القوات اللبنانية ممثلة في الأمانة العامة لـ 14 آذار، وهي جزء من أحزابها لذلك كل ما يصدر عن الأمانة العامة هو دعم لرئيس الحكومة تمام سلام، والمؤسسة العسكرية ورفض ما حصل أمس في الشارع هو يمثّل رأي القوات اللبنانية». وختم جبّور أنّ «ما حصل أمس من استدراج رئيس الحكومة تمام سلام أمام الكاميرات لم يكن على مستوى المقاربة السياسية، كما واستدراج الجيش اللبناني في الشارع أثبت أن الخيارات والمقاربات هي خاطئة وغير مقبولة من قبل التيار العوني».

 

12 تموز…ذكرى حرب بلا أهداف

وسام الأمين/جنوبية/ الأحد، 12 يوليو 2015

حتى الان لم أفهم لماذا بدأت حرب تموز عام 2006…ومن الذي استفاد من وقوعها… لبنان خسر آلافا من أبنائه ودمّرت فيه منشآت البنية التحتية ومناطق سكنية بأكملها، حزب الله الذي قام بعملية أسر جنود اسرائيليين في هذا اليوم خسر في الحرب مئات من مقاتليه وفقد السيطرة على الجبهة نهاية الحرب بفعل قبوله بالقرار 1701 ومجيء وحدات من قوات الامم المتحدة المعزّزة الى الجنوب اللبناني، بالمقابل اسرائيل فقدت أيضا المئات من عسكرييها ومدنييها واعطبت صواريخ حزب الله الروسيّة العشرات من دباباتها، كذلك اصيبت مستوطناتها وبلداتها الشمالية بمئات الصواريخ…من وجهة نظري أن حرب تموز كانت أم المعارك العبثيّة، ومن السخف والسخرية تبريرها بانها هدفت لتحرير الأسير سمير القنطار عبر أسر الجنود إسرائيليين…لا يصدّق هذه المقولة إلّا جمهور ساذج…

 

رسم «الهلال الإيراني» يؤخر توقيع الإتفاق النّووي

محمد عقل/جنوبية/ الأحد، 12 يوليو 2015

الاتفاق النووي  

الإتفاق النووي الأميركي - الإيراني بداية لرسم الشرق الأوسط الجديد وقلبه "إسرائيل". كيف سيكون ذلك دون الإصطدام بـ "الهلال الإيرانيّ"؟ هذا هو السر الذي يعطّل توقيع الإتفاق. واشنطن ترسم التوازنات الحساسة بين داعش وحزب الله ونشوء دول المذاهب لنيل رضى الكل.

ليس صحيحًا أن “النّوويات” تعيق اتفاق واشنطن- طهران. وما مسألتا البرمجة النووية ومنع الصواريخ البالستية هي “الخطوط الحمر” المعلنة، وﻻ عمليات التفتيش التي سيقوم بها المفتشون الدوليون إلى المنشآت ﻻحقًا. هذه المسائل على أهميتها ما هي سوى رأس جبل الخلافات مع الشيطان الأكبر.

إن عقدة الخلافات باختصار هي حدود مصالح إيران الحيوية في كلٍ من الخليج العربي ومصر والعراق وسورية وصوﻻً إلى لبنان، إنه “الهلال الإيراني”.

النقطة السّاخنة هي أمن الإحتلال الإسرائيلي، والإعتراف الضمني به. وبالتالي من يضمن أمن المفاعلات الإيرانية؟ ومن يمنع الإحتلال الغادر والقوي من تكرار تجربة تدمير مفاعل تمّوز العراقي (1980)؟ وما هي حدود التعاون الأميركي – الإيراني لمحاربة الإرهاب؟ خصوصًا مع قبول إيران بذلك، عبر إعلانها عن ضرورة قيام “شراكة حتميّة” ضد داعش، وما هي معايير الإرهاب؟ وما هي حدود الدور الإيراني المرسوم في الشرق الأوسط الجديد؟

إيران ﻻ تمانع في الشراكة الندية، بينما لن تخاطر واشنطن بتسمية تهران شريكًا.بل هي عنصرا حيويًّا من “سيبة الشرق الجديد” كمشروع أميركي. خصوصًا وأنّ “إسرائيل” شريك مضارب وأساسي لإيران وتركيّا.

هذا ﻻ يعني أن الإتفاق النوويّ لن يُوقّع بين الطرفين، لكن بضوابط أميركية تكون راضية عنها تل أبيب. ولهذه الأسباب تؤخر واشنطن توقيع الإتفاق، لأسباب يراها المراقبون أكثر من وجيهة. ومنها:

1- لن ترفع واشنطن عقوباتها عن تهران لمزيد من الضغط المفضي إلى ضعف في الدعم الإيراني لحزب الله ودمشق الأسد لإطالة الحرب.

2- من شأن ذلك جعل واشنطن تتحكّم بلعبة الموت في الحرب السورية، وجر الأطراف إليها والتخلّص من الكل وفي مقدمهم حزب الله وداعش على السواء.

3- تكريس “إسرائيل” قوة ضاربة ودولة عصرية متفوّقة وتنتشر حولها دويلات فاشلة وممزقة مذهبيًّا وإثنيًّا وعشائريًّا. وهذا يُنهك إيران على المدى البعيد بصراعات عربية – عربية وعربية – فارسية ﻻ تنتهي.

4- تحكّم واشنطن وتل أبيب بإدارة ملفات المنطقة المرهقة والممزقة على قاعدة توريط الكل، ودعم الكل. وخير دليل محاولة الإلتفاف الخليجية نحو روسيا، ولكن بعد فوات الأوان.

إن هذه الأسباب هي التي تجعل الإتفاق النووي يتأرجح ويترنّح منذ حوالى 11 سنة. والذي عقّد الأمور أكثر هو محاولة إيران الجادة مؤخّرًا تنفيذ مخطط “الهلال الإيراني” في العراق وسوريا ولبنان. وتحقيق اختراق عسكري استراتيجي لليمن وإمكانيّة تطويق مصر عبر السويس.

وقد وازنت واشنطن بين أطراف الصراعات المفتوحة، فطائرات التحالف تقصف داعش في عراق إيران برضاهما. وتقصف دواعش سورية الأسد برضاها أيضًا. وترفض في الوقت عينه دخول أنقرة لتصفية داعش وتدمير النظام السوري أو استحداث منطقة حذر آمنة، وتسكت واشنطن في الوقت نفسه عن دخول ميليشيا حزب الله، مع العلم أنها تعتبر الحزب المذكور منظمة إرهابية.

 

لماذا انزعج الجنرال عون؟

علي الأمين الأحد/جنوبية/ 12 يوليو 2015

الاتفاق النووي سيخفف من الهاجس الأمني للنظام الإيراني، وهذا بالضرورة سينعكس على الملفات الاقليمية التي ستعالج بأولوية سياسية أكثر منها أمنية. والحال هذه فإنّ إيران العاجزة عن حسم أيّ ملف لصالحها في مناطق نفوذها بالعالم العربي، ستكون أكثر قابلية لإيجاد تسويات سياسية. كل المؤشرات تدل على ان مسار المفاوضات حول الملف النووي الإيراني يسير في اتجاه الاتفاق: الخطاب الايراني في اعلى مستوياته، خصوصا على لسان المرشد علي خامنئي، الذي يدير عملية المفاوضات وعملية الاستيعاب الايديولوجي لهذا الاتفاق ضمن النظام الحاكم في ايران. في الظاهر أنّ الملف النووي الايراني هو ملف واحد، لكن في العمق هناك مئات من الملفات الايرانية العالقة مع الدول الغربية والتي ربطها الغرب بإنجاز الاتفاق على الملف النووي. العقوبات الاقتصادية هي المفتاح الذي سيوفر اسقاطه التدريجي إقرارا تدريجيا بموقع إيران الاقليمي بعد الاعتراف بأن ايران دولة نووية، وإن بشروط قاسية. نجاح التوقيع على الاتفاق النووي سينقل التحديات الايرانية من مرحلة الأولويات الامنية إلى مرحلة الأولويات السياسية. ذلك أنّه من دلالات الاتفاق النووي الضمان المتبادل للمصالح الدولية مع تلك الإيرانية. فقبول إيران بالشروط الدولية لعمليات تخصيب اليورانيوم، والتزامها المطالب الأميركية على هذا الصعيد، يضمن في المقابل قبولا إسرائيلياً بإيران نووية. لكن بالطبع تحت شروط دولية وأهمّها عدم التعدي على منشآت إيران النووية. أما الأهم من ذلك فهو أنّ الاتفاق النووي سيوفر للنظام الايراني شرعية دولية يحتاجها لتحصين موقعه في معادلة الحكم داخل إيران، من دون شعوره بمخاطر غربية وأمير كية على النظام.

أيران تجاوزت عقدة الجلوس والمصافحة العلنية والتعاون مع “الشيطان الأكبر”، ولم يعد التعاون مع واشنطن أمراً مرفوضا بالمطلق، على ما أفتى مؤسس الجمهورية الايرانية آية الله الخميني. فهذا الإرث الأيديولوجي هو ما يفسّر عدم قدرة النظام الإيراني على الخروج من اللغة الإيديولوجية التي تحكمه. إذ أنّه مفهوم لدى الأميركيين والغرب الاستماع إلى مرشد الثورة الإيرانية، على أبواب توقيعه الاتفاق، يمهّد بكلام عن “غطرسة الغرب” وما إلى ذلك. فهذه اللغة تفرضها طبيعة النظام الأيديولوجية. لكنّ واقع السياسة يقول إنّ إيران تطمح إلى فتح قنوات غربية إلى الاستثمار في ربوعها اقتصادياً ومالياً وخدماتياً، في مختلف وجوه التنمية الصناعية والتكنولوجية. الاتفاق سيخفف من الهاجس الأمني للنظام الإيراني، وهذا بالضرورة سينعكس على الملفات الاقليمية التي ستعالج بأولوية سياسية أكثر منها أمنية. والحال هذه فإنّ إيران العاجزة عن حسم أيّ ملف لصالحها في مناطق نفوذها بالعالم العربي، ستكون أكثر قابلية لإيجاد تسويات سياسية.

في الشأن السوري جزم وكيل المرشد خامنئي في لبنان، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خلال إطلالته الاخيرة بيوم القدس، أنّه غير قادر على الانتصار في سورية كما أنّ المعارضة السورية عاجزة أيضاً. أيّ أنّ الحديث عن الحسم لم يعد له وجود في الحساب الإيراني. ولا شك أنّ لجم الإدارة الاميركية لتمدّد المعارضة في الشمال والجنوب ترافق مع ضوء أخضر لـ”إزالة” الزبداني عن خارطة المعارضة، ضمن لعبة توازنات تحتاجها التسوية السياسية. ورغم تكرار إيران وحزب الله اسم بشّار الاسد وحديثهما عن تمسّكهما به، إلا أنّ الطرفين يعلمان أن أيّ تسوية سياسية، مهما كانت قوّتها لصالح أحد الطرفين، لا يمكن أن يكون بشّار الأسد موجوداً فيها. رغم أنّ الأقليّة العلوية والأقليات الدينية تريد أن تلعب دوراً ضامناً في المعادلة السورية المرتقبة.

المهم أنّ الاتفاق النووي سيقدّم أولوية السياسة على حساب التحدي الأمني. وإسرائيل، التي أمّنت مطالبها إلى حدّ كبير في أي اتفاق دولي نووي مع إيران، باتت مطمئنة لوظيفة حزب الله الجديدة في المواجهة مع التنظيمات الاسلامية المتطرفة وفي الدفاع عن الأقليات في سورية ولبنان. وهذه وظيفة تطمئن إسرائيل إلى أمنها من قبل حزب الله. وإذا اعطى الأميركيون المزيد من الإشارات الإيجابية للعب دور في حماية الإقليات، فإنّ الأولوية ستكون لحزب الله بوجه التطرّف الداعشي. داخلياً، في ما يخصّ تحرّك التيار الوطني الحر باتجاه الحكومة والسراي والشارع، من السيد نصرالله إلى الوزير محمد فنيش، كلّهم يتحدثون عن التهدئة بطريقة لافتة وتعكس حرصا على بقاء الحكومة. بل حرصاً ايضاً على التوافق الذي يعرف الجنرال مآلاته حتّى بدا ميشال عون وحده يغرّد. حتى حلفاؤه، من المردة والطشناق، لم يسايروه في تحرّكه. ربما يعكس تحرّك عون حالة التبعية العالية لحزب الله إلى درجة أنّه يتصرف كولد مدلّل عنده. أما التسويات التي تطمح إليها إيران ويستنجد بها حزب الله فلأنها المخرج لهما من الاستنزاف السوري. وهي، إذا ما تمت في سورية، فلن تكون قادرة على حماية ما تبقّى من نفوذ إيراني في سورية إلا باستبعاد عائلة الأسد. وهو الثمن الوحيد الذي تستطيع أن تقدّمه إيران على طاولة التسوية. وميشال عون لن يكون أفضل حالاً في التسوية اللبنانية، التي تقترب، ويبدو أنّ مؤشّراتها أزعجت الجنرال.

 

صحيح.. لأن قدس إيران غير قدس العرب

عماد قميحة/جنوبية/ السبت، 11 يوليو 2015

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ طريق القدس تمر من الزبداني والقلمون وحلب، وهذا التصريح هو حقيقي في عقيدة حزب الله، الذي يؤمن بأن المقدس لديه هو الحفاظ على مصلحة ايران وتنفيذ مخططاتها في المنطقة. وفتوى الامام الخميني بهذا المضمار لا يشوبها أي اشكال، فقد أفتى بأن الحفاظ على مصالح الجمهورية الإيرانية أولَى حتى من الصلاة والصوم وباقي العبادات. ليس غريبًا أن يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن الطريق إلى القدس يمرّ عبر الزبداني والقلمون وحلب، فالقدس الذي يقصده السيد ليس هو قدس فلسطين ولا هو بيت المقدس ولا هو مكان معراج نبينا أو كنيسة القيامة. فقدس الأقداس عند حزب الله إنما هو مصلحة نظام الولي الفقيه فقط لا غير، ولهذا القدس الجديد ألف طريق وطريق. واحدة منها هي الدفاع المستميت عن نظام بشار الأسد. وأخرى هي الحفاظ على استمرار العداء المذهبي بين المسلمين. وثالثة هي تمزيق وإضعاف الدول العربية. ورابعة السيطرة على اربع عواصم عربية. ومن غير المستبعد أيضا أن تكون المفاوضات النووية والاتفاق المزمع عقده مع أميركا هو إحدى هذه الطرق أيضا.

اقرأ أيضاً: طريق ‘يوم القدس’ تمر في الزبداني… الجمهورية الإيرانية ومصالحها تأتي في أعلى سلّم أوليات واهتمامات الحزب، والحديث هنا لا ينطلق فقط من معايير سياسية وإنما ينبع من مفاهيم عقائدية أولا وأخيرا. وفتوى الامام الخميني بهذا المضمار لا يشوبها أي اشكال، فقد أفتى بأن الحفاظ على مصالح الجمهورية الإيرانية أولَى حتى من الصلاة والصوم وباقي العبادات.

فتوى الامام الخميني بهذا المضمار لا يشوبها أي اشكال، فقد أفتى بأن الحفاظ على مصالح الجمهورية الإيرانية أولَى حتى من الصلاة والصوم وباقي العبادات

هذا فضلا عن مراجعة بسيطة للتراث الشيعي والأماكن المقدسة المذكورة بهذا التراث، وما يتضمن ذلك من استحباب للزيارة ، وكتب الادعية والصلوات المخصصة لكل مكان مذكور فيها وما خصّ من اذكار. لنكتشف سريعا وبدون كثير من الجهد أن لا وجود للقدس بكل هذا التراث، ونكتشف غيابا صارخا لأي رواية شيعية تشير إلى زيارة من أحد أئمة الشيعة لهذا المكان. كل هذا يعني بأن قدس فلسطين وبيت المقدس ليس له أثر في الوجدان الشيعي التراثي، هذا من الناحية العقائدية أما من الناحية السياسية البحتة، فلا وجود لأي صراع ومواجهة مباشرة بين الإيرانيين والإسرائيليين.والبعد الجغرافي بينهما ينفي أي تضارب للمصالح، هذا إن لم نقل بوجود شراكة حقيقية بينهما وإن كانت غير مباشرة، على عكس تماما التجاور مع دول الخليج وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية. وما يخلق هذا التقارب من تنافس حقيقي وموضوعي تفرضه الحالة الجيوسياسية الطبيعية، مما قد يفسر حجم العداء القديم والمستجد دوما بين دول الخليج وايران والذي فاق بدرجات حجم العداء مع إسرائيل، فعند أول تصادم وقع بين المصالح استنبش من اجله التاريخ بكل احقاده السوداء.

صار واضحا تماما أن السياسة الإيرانية التي رفعت شعار فلسطين انما ارادت بذلك اللعب على مشاعر العرب من أجل تحقيق مآرب أخرى

وبناء على كل ما تقدم، لم يعد شعار القدس ولا إحياء يوم القدس ينطلي على أحد في العالم الإسلامي والعربي، وصار واضحا تماما أن السياسة الإيرانية التي رفعت شعار فلسطين انما ارادت بذلك اللعب على مشاعر العرب من أجل تحقيق مآرب أخرى.

ولعل واحدة من أضرار دخول حزب الله القتال الى جانب نظام الأسد في سوريا على السياسة الإيرانية في المنطقة أنه فضح المخططات الإيرانية في المنطقة، ورفع الحجاب عن عيون الشعوب العربية، ليكتشفوا بعد طول التباس، لنيقن بأن القدس الإيرانية هي غير قدس فلسطين والعرب.

 

"حزب الله" يعد لمرحلة ما بعد الأسد!

صبحي أمهز/المدن/12 تموز/15 

شيء ما يتغير في خطاب كوادر البيئة الحاضنة لـ"حزب الله". بعض البراغماتية بدأت بالتسلل إلى منطق مريدي الحزب، لا سيما من هم على تماس مع الحدث، ويراقبونه بأم العين ويعيشون تفاصيله، قد تكون هذه البراغماتية استمدت من النمط الإيراني، وما حفّزها، إنخراط إيران في مفاوضات نووية مع واشنطن، ولا سيما البوادر التي تشي بإمكانية حصول تحالف بينها، فيقرأ جمهور الحزب في هذه المتغيرات ويحاول إسقاطها على واقعه وواقع مناطقه والخسائر التي منيت بها. أولى إرهاصات هذه البراغماتية، أو النمط الكلامي الجديد الذي يدور في كواليس ومجالس الشباب الحزبي، أن هناك تحضيراً لمرحلة ما بعد نظام الأسد، إن على صعيد الإنتقال إلى الخطة (ب) وهي حماية مناطق النفوذ من دمشق إلى القلمون وحمص وصولاً إلى الساحل، أو في التخلّي عن مبدأ القتال في الميدان السوري دفاعاً عن المقدسات وعن القرى الشيعية. لدى هؤلاء يقين بأن النظام السوري بشخص رئيسه هو جزء من منظومة المقدسات، وعلى الرغم من كل التطور لا تزال بيئة الحزب متمسكة بأن ما يجري في سوريا هو "دفاع مقدس" على الرغم من الغمز بأن النظام السوري لم يعد ثابتاً في المعادلة الدولية.

وعليه يدور نقاش واسع في القرى الشيعية البقاعية والمتاخمة للمناطق السورية، للتفكير في كيفية التعامل مع سوريا المستقبل بعيدا عن نظام الأسد. ويقول أحد المقربين من الحزب لـ"المدن": "لم يعد هاجس حزب الله حماية الأسد من السقوط، بل أصبح هناك نقاش جدي حول حماية مناطقنا، ومناطق نفوذنا داخل سوريا، بالإضافة إلى ضمان سلامة خطوط إمدادنا وعمقنا الإستراتيجي". عدا عن ذلك فلا ضير بفتح جسور التواصل مع المعارضة السورية في إطار نظرية علاقات الجوار مع المناطق السورية المحاذية لمناطق البيئة الحاضنة للحزب سواء أكانت في سوريا أم في لبنان. وفي هذا الإطار، لا تخفي الأوساط الحزبية أن "حزب الله" بدأ ينفذ متطلبات مرحلة المفاوضات النووية الإيرانية، تقول الأوساط المطلعة لـ"المدن": انه "أصبح هناك تنسيق ضمني مع التحالف الدولي، ففي سير المعارك الدائرة على الأرض السورية، ينتظر حزب الله، ضوء أخضر أميركي عبر الايراني لتحديد كيفية خوضه بعض المعارك، أكثر من ذلك، يغمز أحد المطلعين أن الحزب ليس منغلقا على أي حوار مع أي فصيل معارض على مرحلة ما بعد الأسد".

مجاهرة الحزب بالانفتاح على الحوارات والمفاوضات مع المعارضة السورية، سواء كانت سياسية أم مسلحة، بدأت تخرج إلى العلن في مجالسه التعبوية، لكن معلومات "المدن" تؤكد أنه لا يوجد أي نوع من الحوار بين الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بل كل ما يجري هو مفاوضات حول أمور عسكرية وصفقات تبادلية لا علاقة لها بالسياسة حتى الآن. كذلك فلا تنفي المصادر المقربة أن هناك حواراً غير مباشر بدأه الحزب مع قائد جيش الإسلام زهران علوش.

في أوساط الحزب قناعة أن المرحلة الراهنة، هي مرحلة للتسويات، فبرأي المقربين من حزب الله أن رياح فيينا ستدفع بالمفاوضات نحو جبهة القلمون، يقول مقرب من الحزب لـ"المدن" ان هدوء القلمون هو نتيجة المفاوضات الجارية بين حزب الله وجبهة النصرة والتي لا زال حجر عثرتها عند النظام السوري الذي سيكون له الدور الأكبر بالسماح لمقاتلي النصرة بعبور مناطق نفوذه باتجاه الأراضي السورية. تغيرت لغة الحزب الواقعية كثيراً عما كانت عليه في بداية الثورة السورية، لم يعد مقتنعا بانه أينما حل سيحقق إنتصاراته الإلهية، فاستبدل نظرية النصر الإلهي، بالواقعية السياسية التي فرضتها "ليالي فيينا" بين الإيرانيين والأميركيين، يجاهر الحزب بانه لا أحد يستطيع الحسم والكل ينتظر التسوية الكبرى التي يمتد طريقها من فيينا إلى القلمون وربما الزبداني.

 

الجنرال وتياره ينكسران على أسوار القصر الحكومي

غسان بركات/جنوبية/12 تموز/15

مسرحية هزليّة، سيناريو وإخراج فاشل لميشال عون. سيناريو أدخله بمأزق جديد. فبعدما كان يروّج لنفسه على أنه المرشح المسيحي الأول لرئاسة الجمهورية، أحرقت تحركات الخميس ورقة الجنرال التي كانت ستوصله الى كرسي بعبدا وورقة صهره العميد شامل روكز الطامح لمنصب قائد الجيش. انعقد مجلس الوزراء برئاسة تمام سلام، طغى على الجلسة طابع الحدية والمشادة الكلامية بين وزير الخارجية جبران باسيل من جهة، ورئيس الحكومة تمام سلام من جهة أخرى. اضطر سلام أن يرد بانفعال على وزير الخارجية وعضو “تكتل التغيير والإصلاح” جبران باسيل بكلام تأنيبي وتأديبي بعد خروج الأخير عن اللياقة الأدبية السياسية قائلاً له وباللهجة العامية: “لما أنا بحكي أنت بتسكت…، وإذا ما بيعجبك عمول يلي بريحك”. كل هذه الحدة والسخونة والهرج والمرج، التي حصلت وسادت خلال اجتماع جلسة مجلس الوزراء، كانت بالتزامن مع حركة المتظاهرين العونيين أصحاب التيشرتات “الاورونج” في “التيار الوطني الحر“، التي كانت هزيلة وركيكة وخجولة باعدادها أمام السراي الحكومي، بعد أن تخلّل تحركهم هذا تعدّ وتعارك بالعصي ضد الجيش والقوى الأمنية التي كانت مولجة بحماية السراي الحكومي. يحاضر بالدستور ويتظاهر من اجله ظاناً نفسه المحارب والمدافع عن حقوق ومصالح المسيحيين تماما مثل “دون كيشوت”

ها هو فارس التيار وأفلاطون السياسة اللبنانية الوزير جبران باسيل، يتهجم على رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، ابن الرئيس الراحل صائب بك سلام منتزع الحرية والسيادة للبنان.

هذا الوزير جبران باسيل مخبر النظام السوري الصغير، الراسب مرتين في الانتخابات النيابية. صاحب قلة الاحترام للنساء ولوزارة الخارجية امام وزير خارجية الإمارات بعد ان أومأ له بيده وبطريقة غير أدبية وأخلاقية، سائلاً احد موظفي الوزارة “وين كارولين”؟ يريد أن يحاضر بالدستور ويتظاهر من اجله ظاناً نفسه المحارب والمدافع عن حقوق ومصالح المسيحيين تماما مثل”دون كيشوت” محارب طواحين الهواء.

هذا الوزير باسيل النعمة السياسية الذي دخلها عن طريق التسلل، من خلال عمه جنرال الاعتذار من سورية والهزائم العسكرية والسياسية ميشال عون، بعد أن فرضه الأخير على الشعب اللبناني وزيراً في حكومات عدة، افتتح مسرحية داخل مجلس الوزراء وقام بدور المحاضر الطاهر بالعفة السياسية والوطنية، ترجمت من خلال توتير الوضع العام في البلاد وشلّه عبر أنصاره الغوغائيين الشموليين أصحاب الفولارات الاورونج، لجميع قطاعات السياحة بالوسط التجاري في بيروت، بعد إقفال أرزاق الناس تحت شعار الكذب والنفاق بحجة الدفاع عن حقوق المسيحيين. مسرحية سياسية هزلية ركيكة وفاشلة عرضت مشاهد أحداثها بالتوقيت الخاطئ وبالمكان غير المناسب

اكتملت هذه المسرحية الهزليّة لاحقاً في منطقة الرابية من منزل جنرال “تيار الإصلاح” ميشال عون، مطلقاً الاخير أمام وسائل الإعلام اللبنانية شروطا جديدة تعجيزية، يطالب فيها بقانون انتخاب جديد وانتخاب مجلس نواب جديد قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

بشكل عام هذه المسرحية التي حصلت أمام قصر الحكومي وداخله قام بكتابة السيناريو والإخراج فيها الجنرال ميشال عون، بعد أن اسند دور البطولة في المحاضرة بـ”الوطنجية” لصهره الفاشل سياسياً الوزير جبران باسيل، ضمن مسرحية سياسية هزلية ركيكة وفاشلة عرضت مشاهد أحداثها بالتوقيت الخاطئ وبالمكان غير المناسب. وخلاصتها الأكيدة حرق ورقة صهر الجنرال العميد شامل روكز لمنصب قائد الجيش. ليس هذا فحسب، بل أقفلت في وجه جنرال الرابية أيضا المعادلة السياسية التي كان يروج لها بين أوساط القوى السياسية اللبنانية، كمرشّح توفيقي وحيد عن المسيحيين من اجل تحقيق حلمه القديم الجديد بالوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية. تركه حلفاؤه وحيداً في الشارع يتخبط بالفشل والمأزق السياسي الكبير، بعد ان تكسرت أمواج تجمعات أنصاره الضعيفة على أسوار القصر الحكومي.

 

خامنئي وأوباما وفيتنام

غسان شربل/الحياة/13 تمو/15

< حثّ المرشد الإيراني علي خامنئي حشداً من الطلاب الإيرانيين على الاستعداد «لمواصلة قتالكم ضد الغطرسة العالمية» مشدداً على «عدم توقف المواجهة مع (الاستكبار) حتى بعد المفاوضات النووية مع القوى الست» ومؤكداً أن هذه المواجهة «من أسسس الثورة الإسلامية الإيرانية ومبادئها ولن تتوقف مطلقاً». وجاء كلام المرشد في وقت كان وزير خارجيته محمد جواد ظريف يواصل المفاوضات الماراتونية في فيينا خصوصاً مع جون كيري وزير خارجية «الشيطان الأكبر». وجاء كلام خامنئي بعد يومين فقط من تلميح هاشمي رفسنجاني إلى إمكان «إعادة فتح السفارة الأميركية في طهران» لافتاً الى أن بلاده «تجاوزت المحرمات مع الغرب وأميركا». انشغال أهل الشرق الأوسط بزلازلهم وتمزقاتهم يحرمهم غالباً من الالتفات الى مشاهد دولية كثيرة الدلالات. مشاهد تعني الشعوب والدول والسياسات ولغة النوم على حرير الانتصارات. أقصد هنا صورة تستحق أن يتأملها أهل النزاعات في المنطقة وبينهم خامنئي والجنرال قاسم سليماني والسيد حسن نصر الله.

في السابع من الشهر الجاري استقبل الرئيس باراك أوباما في المكتب البيضاوي، وبمزيج من الاهتمام والود، زائراً استثنائياً. اسم الزائر نغوين فو ترونغ وهو زعيم الحزب الشيوعي الفيتنامي. جاء اللقاء، وهو الأول من نوعه، بعد عشرين عاماً من معاودة العلاقات الديبلوماسية وبعد أربعين عاماً من سيطرة أسلاف الزائر على سايغون مُنزلين بأميركا أقسى هزيمة عسكرية تعيشها في العصر الحديث.

لو استسلم الزائر للغة الماضي لما غامر بزيارة معقل من كان بالنسبة الى بلاده «الشيطان الأكبر» والعدو الأول. ولا حاجة الى التذكير بأن بين الفريقين بحراً من الدم وسنوات مريرة من الاقتتال. ففي سايغون أُرغم الجيش الأميركي على اقتلاع علم بلاده والانسحاب المذل. لكن القائد الفيتنامي جاء من قاموس الحاضر لا الماضي. ورثة من قاتلوا أميركا وأذلوها يريدون اليوم التقدم والازدهار والاستقرار لا الانتصار. يريدون الانتصار على ذل الفقر والبطالة وبناء جامعات عصرية واللحاق بركب التطور العلمي والتكنولوجي. جاء الزائر يريد توسيع التبادل التجاري وتعزيز التعاون العسكري فـ «الشيطان الأكبر» الجديد بالنسبة الى بلاده هو المارد الصيني بنجاحاته الاقتصادية وتطور آلته العسكرية.

اكتشفت فيتنام أن حسابات المستقبل أهم من جروح الماضي. وأن أرقام الاقتصاد أهم من أناشيد الأمجاد. واكتشفت أيضاً أن دينغ هسياو بينغ لا ماو تسي تونغ هو من صالح الصين مع العصر والتطور. وأنه لو تمسكت بلاد ماو بحرفية وصفات «الكتاب الأحمر» لبقي مئات ملايين الصينيين بلا منزل وشهادة ومدرسة وسيارة.لم تنتصر إيران على أميركا كما انتصرت فيتنام عليها. أذلتها لبعض الوقت في حادثة الرهائن في السفارة الأميركية في طهران. رعت احتجاز أميركيين رهائن في بيروت. حاولت لاحقاً إيقاع أميركا في فيتنام عربية وإسلامية في العراق. حاولت تطويق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بالاختراقات الميدانية وترسانات الصواريخ. لكن علينا أن نتذكر أن أميركا منعت إيران من الانتصار على العراق ما اضطر الخميني الى تجرع سم وقف النار مع نظام صدام حسين. وفي الفترة الأخيرة أوجعت أميركا إيران بالعقوبات الاقتصادية ما اضطرها الى سلوك طريق المفاوضات.

أظهرت التطورات في المنطقة أن إيران لا تستطيع طرد أميركا من الإقليم. أقصى ما تستطيع التطلع اليه هو السعي الى أن تكون الشريك الأول في الرقص معها. وللرقص شروط تستلزم اتخاذ قرارات مؤلمة وإحالة بعض القاموس الى التقاعد. أظهرت أيضاً أن إيران لا تستطيع أن تكون دولة طبيعية في المجتمع الدولي من دون شهادة حسن سلوك أميركية. تستطيع إيران هنا التمعن بمسيرة العلاقات الكوبية - الأميركية. كوبا الحالية، كفيتنام الحالية، تحلم باستقبال مزيد من المستثمرين والسياح الأميركيين.

يتساءل أهل الشرق الأوسط أي إيران سنرى بعد الاتفاق النووي؟ وهل ستوظف عائدات الاتفاق، وهي كبيرة، في متابعة سياسة الفتوحات؟ ثمة من يعتقد أن التهاب خطوط التماس السنّية - الشيعية ينذر بتحويل سورية الى فيتنام لإيران قبل أن يكون لخصومها. والحقيقة أن مسارح الاختراقات الإيرانية في الإقليم مشتعلة أو متصدعة. يجدر بطهران قراءة الحديث الأخير لمايكل هايدن المدير السابق للاستخبارات المركزية الأميركية. قال: «لنواجه الحقيقة: العراق لم يعد موجوداً ولا سورية موجودة ولبنان دولة فاشلة ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضاً».

لا تستطيع إيران احتمال فيتنام سنّية في سورية. ولا تستطيع احتمال التزامات واسعة ناء تحتها الاتحاد السوفياتي. عليها قراءة الوقائع الفعلية على الأرض وكلام هايدن. عليها الالتفات إلى صورة أوباما يستقبل باهتمام وريث هوشي منه. وأغلب الظن أن الإيراني يريد في النهاية دولة طبيعية مستقرة ومزدهرة، وهو ما يريده الصيني والفيتنامي.

 

الإرهاب وقصور الخطابين السياسي والديني

 عرفان نظام الدين/الحياة/13 تمو/15

مشكلة العرب، ومعهم غالبية المسلمين، تكمن في إدمانهم على التقوقع في سجن التاريخ والجغرافيا وعجزهم عن فك أسرهم وتحرير أنفسهم من رق هذا الندب والبكاء على الأطلال واجترار أحقاد الماضي الدفينة وعقده، ثم الاستجابة عند أول هبة ريح لدعوات الثأر والانتقام من أشباحه والتفاعل مع مؤامرات الأعداء بالتطوع لتنفيذ مآربهم وارتكاب خطأ الانتحار الجماعي ونحر الأمة بماضيها وحاضرها ومستقبلها. ففي التاريخ، لا يمر يوم إلا ويجري فيه تذكيرنا بحروب وحوادث وقعت قبل أكثر من 1400 سنة أو أكثر للتحريض وشحن النفوس والعواطف وإيقاظ غرائز وعداوات وأحقاد، وتحميل هذا الطرف أو ذاك المسؤولية ما جرى، حتى وإن كان عابراً أو كانت دوافعه وأسبابه معروفة ومرتبطة بظروفها وتوقيتها.

من هنا يمكن فهم خلفيات الاضطرابات وأعمال العنف والحروب والثورات، وصولاً إلى الفتن الطائفية والمذهبية والدينية والعرقية التي نكتوي بنيران مآسيها في هذه الأيام السود ونقف بسببها على حافة الانهيار وتقسيم الدول وتفتيت الأمة، بعدما نجح المغرضون في نقل آثام الماضي وخطاياه إلى الأجيال المتعاقبة، جيلاً بعد آخر. ومع عقد التاريخ وفخ وقوع العرب أسرى غياهبه، تسير في خط مواز له عقد الجغرافيا وأولها عقدة الجيران، الأصدقاء و «الأعدقاء» والأعداء على حد سواء، إذ تآمر من رسم الحدود من سايكس - بيكو وغيرهما على ترك صواعق تفجير في كل دولة، إضافة الى مطامع التوسع والهيمنة والتدخلات المستمرة في الشؤون الداخلية مع سعي السمك الكبير إلى التهام السمك الصغير، والبقية معروفة.

وشاء القدر أن تحيط بهذه الأمة قوى إقليمية فاعلة ولها أطماع فيها، ولم تخفِ يوماً تحركاتها ونياتها الخبيثة للسيطرة عليها أو على الأقل الهيمنة على مقاديرها وسلب ثرواتها. والأخطر من ذلك زرع إسرائيل في خاصرة العرب لتقطع خطوط تواصل مصر من جهة، وبقية الدول العربية في الشام والخليج من جهة أخرى، إضافة إلى حروبها المتواصلة لإنهاك العرب وتآمرها لإشاعة الفتن وتقسيم دولهم. وبدل التعايش مع الواقع والسير في مسارين متلازمين هما: توحيد الصفوف والطاقات، والإعداد لقوة موحدة رادعة في وجه إسرائيل وكل طامع وإقامة علاقات حسن جوار طبيعية ومتوازنة من موقع الند للند مع القوى الإقليمية الأخرى، سار العرب في اتجاهين معاكسين: تشرذم وخلافات وحروب ومؤامرات وقطيعة، وعلاقات متوترة وجامدة وجاثمة على صفيح ساخن تتعرض للاشتعال عند أول هبة ريح.

ولا نحمّل العرب كل المسؤولية عن ذلك، لكن ما يتحملونه هو عدم انتهاج سبل الحكمة والمرونة والتعامل مع وقائع التاريخ والجغرافيا بحنكة وهدوء لأن مطامع الآخرين غير مخفية، بل إن بعضهم كشر عن أنيابه في مناسبات كثيرة، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة ظناً منه أن الوقت حان لقطف الغنائم وتقاسم تركة «الرجل العربي المريض».

هذا الواقع المؤلم يستوجب على كل من له علاقة بالحل والربط في السياسة أو في الإعلام العمل على وضع اليد على مواطن العلل ودراسة الأسباب والاعتراف بالخطايا ووصف الدواء الناجع. فالوضع لا يحتمل التأجيل واللامبالاة، ولا التباطؤ والتواطؤ، بل يتطلب نهوضاً عاجلاً وجهوداً جبارة لمواجهة الأخطار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتأمين مصير العرب ومقدرات أوطانهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم. ولا حاجة إلى تأكيد أن العلل كثيرة، إلا أن العلة الأخطر تتمثل في موجات التطرّف التي تضرب كل مقومات الأمة وتاريخها وتدمر قواعدها وقيمها. ورغم كل ما قيل ويقال عن هذه الآفة المستشرية، فإن الإصبع يجب أن يوجه في الدرجة الأولى إلى ما شهدناه قبل ولادة هذا الجنين الوحشي من شحن كريه في الخطاب السياسي والديني والطائفي والمذهبي الذي أدى إلى تداعي بناء ظل صامداً لمئات السنين.

وتزامن هذا الخطاب مع تقصير فادح في مجال عمل المؤسسات الرسمية والدينية، لاسيما في المساجد والجامعات والمدارس الدينية وغير الدينية وأجهزة الإعلام الرسمية والخاصة وغياب التوجيه الصحيح والتحذير من أخطار التطرّف والإرهاب، بل إن عشرات القنوات الفضائية والصحف نبتت فجأة في الأجواء العربية، من مختلف الطوائف والمذاهب، لتبث السموم وتحض على الكراهية والقتل والتعصب والعنصرية لغايات في نفوس يعاقيب هذا الزمان.

ونظرة سريعة إلى مجريات الأمور وتسارع الحوادث تكشف بعض الأسباب الرئيسة لازدهار تجارة الفكر المتطرف والتكفيري وانتشار الإرهاب وتحوله إلى أعمال وحشية يُندى لها الجبين ولا علاقة لها بالإسلام وهو براء منها ومن أصحابها، بل يمكن القول إن ما تقوم به التنظيمات المتطرفة أساء إلى الإسلام مليون مرة أكثر مما أساء إليه الأعداء والمغرضون، رغم كل ما بذلوه من جهود وما رصدوه من إمكانات. فأين دين التسامح والمحبة والرحمة والغفران من قتل الأبرياء وارتكاب المجازر والإعدامات الوحشية من حرق ونسف وإغراق ورمي من الطوابق العليا؟ وأين الإيمان والإنسانية من ذبح الجنود ورجال الأمن الذين يدافعون عن أمن الشعب؟

وأين الإسلام الداعي إلى الرحمة بين البشر والسلام وعدم الاعتداء لأن «الله لا يحب المعتدين» من قتل الناس بلا رادع ومن كل المذاهب؟ رغم أن الإحصاءات تؤكد أن غالبية الضحايا هم من أهل السُنّة الذين يدعي الإرهابيون أنهم يمثلونهم. وأين الإسلام من جرائم تفجير المساجد خلال صلاة الجمعة وقتل المصلين، كما جرى في السعودية والكويت وسورية والعراق؟

كل هذه الجرائم لا يمكن تبريرها مهما كانت مبررات من يرتكبها ومزاعمه، لأنها تؤدي إلى تدمير الجسد العربي وتحقق للأعداء مآربهم وأحلامهم في تقسيمهم وتفتيتهم، إضافة إلى تشويه صورة المسلمين وإعطاء الذرائع للمتعصبين لممارسة أحقادهم والتضييق على أبناء الجاليات العربية والإسلامية وتصويرهم كخلايا نائمة ووحوش متأهبة للانقضاض على دول أعطتهم الأمان وقدمت لهم الخدمات والمساعدات والتعليم والرعاية الصحية ومعها جنسياتها، وهو ما لم تقدمه لهم دولهم الأصلية.

كل ذلك جرى بسرعة متناهية لا ندري فيها من أوجد هذا الفكر المدمر ولا من تآمر وحرّض وسلّح وموّل لتحقيق أهداف خبيثة لأجانب، أولهم إسرائيل التي تتفرج وتفرح وتشمت بالعرب المغلوبين على أمرهم وتخطط لإكمال هدفها الإجرامي، وهو ضم معظم الأراضي العربية وإعلان نفسها دولة لليهود في مقابل دويلات وكيانات دينية وطائفية ومذهبية وعرقية هزيلة ومتحاربة في ما بينها، علماً أن التنظيمات المتطرفة لم تتعرض لا بالقول ولا بالفعل إلى إسرائيل ومصالحها في مقابل تهديد الدول العربية وتوجيه التهديدات إلى حركة «حماس» في غزة!

ومع هذا فإن من المنطقي تحديد الأسباب الأخرى للانتشار السريع والواسع والمنظم للفكر التكفيري وتمدد الاٍرهاب ولجوئه إلى أساليب أكثر عنفاً وتشدداً وتنظيماً وتسليحاً، وأولها الشحن الأسود في الخطاب السياسي والديني وتمكنه من استغلال المساجد وقاعات الدرس، ثم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في شكل لافت وبحرفية متطورة وخبرات متمكنة لإغراء المراهقين والمراهقات والشباب وغسل أدمغتهم وتحريضهم وتقديم وعود لهم بمغريات مثل «جهاد النكاح» وشراء السبايا في الدنيا وعناق الحور العين في الآخرة، كأن الجنة مضمونة لمن يرتكب مثل هذه الخطايا.

ولا يمكن تجاهل عوامل أخرى مثل البطالة والفقر والجهل بأصول الدين والغلو والتطرف والقضاء على دور المعلم في التوجيه الصحيح وتحول بعض المعلمين إلى محرضين، إضافة إلى تضاؤل دور الأسرة في بناء الأجيال الصالحة وغياب الوالدين، إما بداعي تأمين لقمة العيش أو الالتهاء بالأمور التافهة وترك تربية الأطفال للخادمات الأجنبيات. وأكرر هنا التحذير من تقصير الإعلام في تأدية واجباته لمواجهة هذه الموجة السامة وسماحه للمغرضين باستخدام التلفزيونات للترويج، وغض الطرف عن قنوات مغرضة تأسست لنشر الفتن وإثارة الأحقاد. وهذا ينطبق للأسف، ونقولها بصراحة، على الجميع: سُنّة وشيعة وقنوات فضائية مسيحية.

في مقابل هذه القنوات وتوجهات الخطاب العربي، نجد أن الخطاب في الجانب الآخر، وهو إيران تحديداً وبعض السائرين في ركابها، يعمل في أحيان كثيرة على صب الزيت على النار، من شعارات تصدير الثورة ثم العمل على فرض أدبياتها، إلى السماح بالإساءة إلى رموز دينية لها قدسيتها عند المسلمين السُنّة، وأيضاً إلى تباهي بعضهم علناً بتحقيق أحلام إمبراطورية فارسية «عاصمتها بغداد وتضم صنعاء ودمشق وبيروت»، وصولاً إلى التحريض على التمرد ومعاداة الأنظمة الشرعية، كما جرى أخيراً بالنسبة إلى الحوثيين في اليمن وما جلبوه على وطنهم من خراب ودمار وتسببهم بنشوب الحرب القائمة التي اعتبرت بمثابة «شر لابد منه» لأن البديل كان سقوط اليمن في يد إيران.

هذا الخطاب التحريضي الإيراني أعطى الطرف الآخر الإرهابي التكفيري الذرائع للترويج لدعوته واستخدام المفردات المعروفة التي لا داعي إلى ترديدها هنا. وهذا يثبت مجدداً وجود معضلة أساسية وجوهرية، وهي أسر الأمة في سجون التاريخ والجغرافيا. وبالتالي فإن من المؤكد أن الحل الأمني لمواجهة هذه الآفة لا يكفي وحده في وضع حد لها ولا أن يخفف من غلوائها وتمددها، بل لابد من وضع الحلول الناجعة لتصحيح الخطاب السياسي والديني ورسم خطة متطورة وموحدة للمواجهة وأساليب المعالجة ومخاطبة الشباب وتنبيههم إلى أخطار ما يدبر لهم ولأمتهم وأوطانهم ودينهم الوسطي، لأنهم الفئة الأولى المستهدفة من جانب المتطرفين، ولابد من كشف أسرار هذه الآفة المدمرة ومن يقف وراءها ومن خطط ومن نفذ ومن حرض على تدمير حاضر الأجيال ومستقبلها. وهذا لن يتحقق إلا بالحوار بين المسلمين أولاً، ثم مع المسيحيين العرب والأقليات لطمأنتهم والتأكيد على التعايش والتآلف الذي دام 14 قرناً، ومن ثم الدخول في حوار بنّاء وعملي مع الدول الأجنبية لنزع صواعق التفجير والعداء والبحث عن حلول جذرية توصل الجميع إلى شاطئ الأمان.

 

سيلفي» مع أرواحنا المثلومة

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/13 تموز/15

قالت الأخبار إن «ياسين صالحي» مرتكب جريمة ليون في فرنسا التقط عبر هاتفه صورة سيلفي مع رأس ضحيته مديره السابق بعد أن ذبحه وأرسل الصورة إلى شخص يعتقد أنه يقاتل مع «داعش» في سوريا.. صحيح أن الأمن الفرنسي اعتقل القاتل وصادر هاتفه وأن الصورة لم تنتشر ولم نرها، لكن وقع المعلومة وتخيلها التصق بعيوننا فكأننا شاهدناها فعلا.. وكشفت المعلومات أيضا أن «سيف الدين رزقي» مرتكب مجزرة شاطئ سوسة في تونس التقط «سيلفي» مع سياح بريطانيين قبل فعلته بل وصور بعض ضحاياه بعد أن قتلهم..

ليسا أول قاتلين يلتقطان صور السيلفي مع ضحاياهم، فصور الذات بحلتها الحديثة أي السيلفي مع قتلى الخصوم باتت شائعة في زمن الحروب الكبرى والصغرى التي نعيشها. لعل من أشهر تلك اللقطات أيضا لقاتل داعشي يحمل رأس مقاتلة كردية في كوباني في سوريا بعد أن قتلها فيما كان شعرها الأشقر يتدلى وهو يبتسم للصورة.. يقال إن السيلفي باتت أشبه بداء عالمي وإن هناك نحو مليون سيلفي وربما أكثر تسجل يوميا. و«داعش» لم تقاوم هذا الإغراء وهاهم مسلحو التنظيم يظهرون في الكثير من الصور. طبعا ليسوا وحدهم فهناك قتلة لجهات مختلفة رسمية وحزبية يلتقطون تضخم أناواتهم في صور مع ضحاياهم وخصومهم أكانوا أسرى أحياء أو بعد قتلهم..

إذ الشاغل هو تخليد الذات في ذروة لحظة العنف.

يقول الباحثون إننا نعيش عصر النرجسية والقلق، وإن لقطات السيلفي اليومية التي تظهرنا في حياتنا العادية والخاصة هي الأكثر تظهيرا لتلك الأنا المتضخمة والمضطربة. لكن أي أنا تظهرها لقطات سيلفي من نوع ما فعله «ياسين صالحي».. من الشائع أن يتم ربط سلوك عنفي ما برده إلى ما نراه في الإعلام أو في السينما أو في ألعاب الفيديو.. في الحقيقة ليست تلك جميعها سوى أدوات لكن ما نراه من عنف ومن نرجسيات عائد للإنسان نفسه وحياته وبيئته قبل أي عامل آخر. فملتقط السليفي مع ضحاياه يعلن لنا أنه لا يبالي بنا وبأن صورته مع رأس ضحيته أو مع جسد خصمه هو ذريعة الصورة وغايتها الوحيدة.. فنحن في سعي يومي لصوغ سرديات حول حياتنا نخبرها لأنفسنا وأحيانا للآخرين. والسيلفي في حالتها القصوى كحالة ياسين صالحي هي من ذاك النوع الذي يصفع الوجوه. ففي عصر العنف المعولم ومع شيوع الحروب وانهيار شبكات الأمان الاجتماعي وانعدام الاستقرار السياسي وتضخم عدد السكان ونقص الماء والغذاء والفقر والتغير المناخي وتصاعد حالات النزوح واللجوء، كلها عوامل تؤثر على كيف نقيم منظورنا للحياة ولذواتنا المرتبكة.

في وجه كل تلك المشكلات الكبرى نجد أنفسنا كأفراد محدودي الوسائل والخيارات، لذا ليس مفاجئا أن نستغرق أكثر في عوالمنا الخاصة والتي قد تجد سبلا لتنفجر في وجوهنا بشكل صادم كما فعل مرتكب مجزرة ليون..

 

أكرم شهيب: نبهنا «حزب الله» من التورط في سوريا.. لكن الأمر لـ«الإيراني»

وزير الحزب الاشتراكي في الحكومة اللبنانية قال لـ {الشرق الأوسط} إن العماد عون مسّ بالمؤسسة العسكرية في لحظة حرجة

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/12 تموز/15

حذر وزير الزراعة اللبناني أكرم شهيب من مغبة «تعطيل المؤسسات اللبنانية» في هذه اللحظة الإقليمية الحرجة، معتبرًا أن ما يقوم به رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من تحركات في الشارع وتعطيل لمجلس الوزراء، «هو الطريق الأقصر لضرب مصالح كل الطوائف في لبنان وضرب المصلحة الوطنية العليا». ونبه شهيب وهو أحد الوزراء الذين يمثلون الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في الحكومة من خطورة «المس بالجيش». وقال في إشارة غير مباشرة إلى الحملات التي يشنها عون على قائد الجيش العماد جان قهوجي، إن «الجيش ليس قائدا فقط، بل قائد وأركان وضباط وأفراد وإدارة، فبالتالي المس بالرأس هو مس بكل الجسم».

وأسف شهيب كيف أن «التحالفات الإقليمية جعلت من فريق لبناني (حزب الله) يغير البوصلة من مواجهة إسرائيل في الجنوب إلى مواجهة الشعب السوري». وقال: «نبهنا وتكلمنا كثيرا في هذا الموضوع مع حزب الله في السياسة بأكثر من موقع ومناسبة، إنما يظهر أن الأمر للإيراني الذي يتحكم اليوم بهذا الحريق الكبير الموجود بالعالم العربي».

* بعد التسوية الأخيرة، يبدو أن المشكل لم ينته، فخطر تعطيل مجلس الوزراء لا يزال قائما

- تعطيل المؤسسات في هذا الظرف هو ضرب من الجنون والانتحار، خصوصا في ظرف أن مشكلة مالية على الطريق، وفي ظرف نحتاج فيه إلى حماية وصيانة القوى الأمنية التي تلعب دورا مهما وكبيرا على كل الأصعدة فيما بينها، من جهة، وفعالية عملها من جهة أخرى، خصوصا بعد المساعدات الكبيرة التي تأتي لها على كل الصعد، موضوع الجيش والدول العربية الشقيقة وتأثيرها. وهناك أيضا موضوع الرواتب لموظفي القطاع العام الذين هم بحاجة إلى رواتبهم في نهاية الشهر، وأولوية حياتهم هي قدرتهم على مواجهة صعوبات الحياة. إلى جانب مشكلات كثيرة منها ملف النفايات الصعبة بالعاصمة وضواحيها وبعض الجبل، كل هذه الاستحقاقات على الطريق. علما أن الواردات انخفضت هذا العام عن العام السابق قياسا بهذا الوقت إلى 524 مليار ليرة لبنانية. كما أنه لا سياحة ولا اصطياف، ويتبقى تحويلات المغتربين الذين معظمهم في العالم العربي، وهذا يتطلب استمرارية المؤسسات ودعمها وحسن العلاقة مع العالم العربي، بالتحديد مع الخليج العربي الداعم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا للبنان عبر السنوات، واليوم هو حاضن لجزء كبير من أبناء الشعب اللبناني.

وتعطيل مجلس الوزراء الذي هو المؤسسة الأخيرة الفاعلة، ضرب من ضروب الانتحار السياسي ونحر البلد، إلى جانب الخطأ الكبير بعدم تفعيل دور مجلس النواب. وبالتأكيد نحن بحاجة اليوم قبل الغد إلى رئيس جمهورية، لكن الرئيس لا ينتخب بمجلس الوزراء إنما بمجلس النواب، فليتفضلوا لنفتح المجلس وكفى مزايدات فيما بيننا على حساب استقرار المواطن اللبناني الذي همه اليوم استقرار الأمن ولقمة عيشه. ومن هذا المنطلق كل الدعوات إلى الشارع ليست بمكانها وليست في وقتها، فالشارع لم يحل مشكلة يوما، إن كان من فريق 14 (آذار) أو 8 (آذار)، إنما الذي يحل المشكلة هو دعم عمل المؤسسات التشريعية والخلاف يكون تحت سقف هذه المؤسسات.

* العماد عون يرفع شعار «المشاركة المسيحية» في القرار. مسألة مشاركة المسيحيين بالنظام اللبناني، هو يطالب بها لأنه يعتبر نفسه الأكثر تمثيلا عند المسيحيين، وأن كل شيء يسير على حساب المسحيين!

- هذا المنحى السياسي بالحديث عن الفيدرالية والحديث عن الشارع وإسقاط النظام وما تبقى من مؤسسات الدولة، هو الطريق الأقصر لضرب مصالح كل الطوائف في لبنان وضرب المصلحة الوطنية العليا. الطائف نصّ على المناصفة، والدستور واضح ونحن متمسكون بالدستور وبالطائف الذي هو ينص هذه الحقوق. وإذا كان يرى الحقوق من باب وضعه أو منحاه السياسي أو ما يتمناه بالسياسة، فالحقوق ليست كذلك، وهناك أكثر من رأي بالموضوع. علما أن كل القيادات الإسلامية لم تتحدث يوما إلا عن المناصفة وتثبيت المناصفة والحق بالمناصفة.

في موضوع التمثيل، نعم، الكتل النيابية، صحيح إنها موجودة، لكن ليس هناك مكان لانتخابات صافية بل هناك ائتلافات وتحالفات توصل هذا أو ذاك إلى المجلس النيابي. بالتالي لا يمكن أن تتكلم عن صفاء نهائي بقدرة أي شخص بالتمثيل. الصفاء هو بالولاء للدستور والوطن والمؤسسات والدولة.

* هل تخطينا مرحلة التعطيل بالحكومة في موضوع تعيين قائد الجيش والضباط الآخرين الذين تنتهي مدة خدمتهم هذا الصيف؟

- لا، لأنه سوف يأتي الآن موضوع رئاسة أركان الجيش وموضوع قيادة الجيش في سبتمبر (أيلول). إنما في الدستور الأمر واضح، الوزير المختص يطرح الأسماء وإذا نالت ثقة الأكثرية يعين، وإذا لا، فليس لديك خيار. ونحن نقول إن لم نتفق على اسم من هذه الأسماء، فنحن مضطرون في ظل ظرف مثل ظرف لبنان إلى الذهاب للتمديد ريثما يُصار إلى استقرار أمني. المهم هو حفظ المؤسسات، خصوصا بظرف هذا الجيش المنتشر بكل المناطق اللبنانية في الداخل، ويواجه ما يواجه من إرهاب على الجبهات الشرقية من لبنان. بالتالي لا يمكن أن تلعب بموضوع الجيش واستقراره، والجيش ليس قائدًا فقط، بل قائد وأركان وضباط وأفراد وإدارة، فبالتالي المس بالرأس هو مس بكل الجسم، ومن المهم جدا ألا نستبق الأمور، وكل الأمور تبحث حينما يتم عرضها في مجلس الوزراء.

* هل تخطيتم في مجلس الوزراء احتمال التعطيل، أي أنكم سوف تستمرون مهما حصل؟

- عندي تعبير منذ البداية وهو: «بيشلّو ما بفلّو»، أي يشلون العمل الحكومي، لكنهم لا يستقيلون.

* إذا فلوا (ذهبوا) ما بشلّو؟

- بالحسابات السياسية الداخلية اللبنانية، الحكومة فيها ميثاقية وفيها تمثيل خاصة بوجود كتلة دولة الرئيس نبيه بري، أي لن يشلوا. نتمنى ألا نصل إلى هذا اليوم، وأن يبقى الجميع تحت سقف الشرعية، إن كان بمجلس الوزراء أو تحت قبة البرلمان.

المكان الصالح للحل، باق في مظهرين، مظهر في مجلس الوزراء الذي فيه اختلاف وتوافق، لكن فيه توافق على إبقاء مجلس الوزراء على الأقل في المرحلة المنظورة. ثانيا: اللقاءات التي تحصل برعاية الرئيس بري بين حزب الله والمستقبل، التي هي مظهر من مظاهر التلاقي حتى لو لم تقدم كثيرا بنتائجها، لكن من الأكيد أنها ساهمت بشكل كبير في تبريد الشارع. وإذا سقط مجلس الوزراء، فإن أي لقاء لن يعود له دور أو فعالية.

* إلى متى لبنان قادر على أن يصمد بهذه الحالة؟

- البيئة الحاضنة لا تزال موجودة عربيا وإقليميا ودوليا، والدليل دعم الجيش، فهناك دعم عربي وإقليمي ودولي. وثانيا الحرائق الكبيرة التي حولنا، فنحن مررنا في معمودية النار هذه في المرحلة السابقة. ولا ننسى أن في لبنان موضوع (اليونيفيل) أساسي عند الحدود الجنوبية، وضرورة الحفاظ على استقرار لبنان والحفاظ على حدودنا الجنوبية رغم الدور الإسرائيلي الواضح في الحريق العربي الحاصل وتدمير العالم العربي. أعتقد أن هذه الحاضنة لا تزال موجودة، إن من خلال بعض التسهيلات أو بعض الطلبات الغربية للبنان، خصوصا بموضوع البنك الدولي وموضوع الاتحاد الأوروبي وموضوع منظمات الأمم المتحدة، نسبة للعدد الكبير من النازحين السوريين. وأيضا حفظ لبنان كبلد قد يكون الوحيد في العالم العربي فيه هذا التنوع الديمغرافي والطائفي والمذهبي، لكن المهم أن نحافظ نحن أنفسنا عليه، عبر تذليل بعض العقبات وتأجيل بعض الخلافات إلى مرحلة لاحقة أو نحاول حلها بالحوار فيما بيننا.

* أما زلنا قادرين بالأمن على أن إبعاد تداعيات الأزمة السورية؟

- حتى الساعة يقوم الجيش بدور ممتاز وناشط وفاعل وجدّي ومنتج على الحدود والقوى الأمنية، وبرهن على كفاءة وحرفية عالية بالمرحلة الأخيرة نتيجة كل التجهيزات والدعم الذي قدّم له بالداخل اللبناني ومن الخارج، إلى جانب التعاون فيما بين الاثنين. نعم نجحنا كثيرا في الوصول إلى الأمن الوقائي الذي كشف عن عدد كبير من خلايا الإرهاب في لبنان. ولا ننسى أنه في السابق كشف عن عدد كبير من خلايا الإرهاب الإسرائيلية. بالتالي الأجهزة الأمنية في مكان متقدم بلبنان، ونسبة الجريمة السياسية أو غيرها، أقل بكثير من الدول المجاورة حتى البعيدة عن الحريق القائم.

* وبالسياسة، أنت كوزير لبناني، ماذا تشعر عندما تعرف أو تسمع بالأخبار أن حزب الله يحاصر الزبداني؟

- الإرهاب في سوريا له وجهان: وجه رسمي مع ربطة عنق، ووجه «شرعي» بلباس الدين. بالتالي أعان الله الشعب السوري على ما يعانيه من تحالفات إقليمية جعلت من فريق لبناني يغير البوصلة من مواجهة إسرائيل في الجنوب إلى مواجهة الشعب السوري. نبهنا وتكلمنا كثيرا في هذا الموضوع مع حزب الله في السياسة بأكثر من موقع ومناسبة، إنما يظهر أن الأمر لـ«الإيراني» الذي يتحكم اليوم بهذا الحريق الكبير الموجود بالعالم العربي.

* إلى أين هي ذاهبة الأمور بالملف السوري؟

- مع الأسف هناك اتفاق إقليمي دولي على دمار سوريا، ثم البحث عن حل ما بعد دمارها. ومع الأسف أن النظام دخل هذه اللعبة من اليوم الأول أوائل 2011، عندما كانت التحركات سلمية ولم تكن هناك من شفرة مع مواطن سوري، والأمن كان قد أطبق عبر سنوات كثيرة على هذا الشعب. هذه الأصوات التي كانت تنزل بالملايين إلى الشارع في البداية، كانت تبحث عن 3 كلمات: الحرية والكرامة ولقمة العيش. وأين صرنا وصارت سوريا اليوم؟ مجموعة من الأمراء كلٌ على إمارة صغيرة تتناحر فيما بينها، والكل يلعب بهذه الورقة على حساب الشعب السوري وما تبقى من بنى تحتية وبنى فوقية في سوريا.

* هذا النظام يقدم نفسه بوصفه حاميًا للأقليات في سوريا..

- هو يقاتل بالأقليات وباسمها لدمار بلاده، ونجح في ذلك، والأهم من دمار الحجر هو دمار النسيج السوري الذي كان عام 2011 وحتى 7 أشهر من بداية الثورة، كتلة واحدة لا تفرق بين مواطن وآخر، وانظر أين أصبحنا اليوم!

* ماذا عن دروز سوريا؟

- نتعاطى مع دروز سوريا كجزء من هذا النسيج السوري. وكما خوفنا على دروز سوريا أيضا خوفنا على جوار سوريا، أي جوار الدروز في سوريا، درعا وجوارها ومنطقة عرنة وجوارها. خوفنا على هذا النسيج الذي كان متجانسا ومتكاملا. لم تكن الثورة السورية الكبرى (قبل الاستقلال) بين جزء من أهل الجبل وجزء كبير من أهل السهل، هي كانت بين أهل درعا وحوران. بالتالي ما نخاف عليه ونخاف منه هو ضرب هذا النسيج. وعندما نتكلم عن دروز سوريا فنحن نتكلم عن شريحة من شرائح المجتمع السوري الذي يهمنا بشكل كامل ووحدتهم هي مطلب دائم.

والحراك الذي قام به وليد بيك (النائب جنبلاط)، هو لمنع هذا الفتنة حتى لا يستعمل النظام هذه الشريحة العربية الدرزية الإسلامية كعصا بيد النظام على جيرانهم الذين عاشوا معهم.

* وهل نجح؟

- إلى حد ما نجحنا في أماكن، وهناك صعوبات في أماكن أخرى. وكما نحن نسعى، النظام يسعى أيضا، إنما بالعكس. غير أن حكمة المشايخ وأهلنا في جبل العرب بسوريا، ستتغلب على بعض علماء النظام وبعض الأصوات الشاذة التي هي بإمرة النظام من أجل حسن الجوار والعيش المشترك ومواجهة الإرهاب الذي هو في وجهين بسوريا.

 

الشراهة الإيرانية للأسلحة «ما تحت النووي» تعقّد الساعات الأخيرة

وسام سعادة/المستقبل/13 تموز/15

تأجيل المؤجّل سيّد الوقائع صغيرة أم كبيرة، محلية أو اقليمية في هذه المنطقة من العالم. ايران التي تستثمر في تأجيل المؤجل أكثر من سواها، في بلدان المشرق العربي وشبه الجزيرة، استطاعت تأجيل الموعد المقرر لبت الاتفاق النووي النهائي من عدمه، مع مجموعة الدول الست، اقل قليلاً من اسبوعين، لكن الدول الست تتقدمها الولايات المتحدة كانت واضحة بأنّ الموضوع لا يحتمل مزيداً من تسليف الوقت لايران، وهكذا فالمفاوضات ستنتهي في الساعات المقبلة، ايجاباً أو سلباً، وأرجحة الايجابي على السلبي تستمد قوتها من الانعكاسات الخطيرة لفشل هكذا اتفاق، لكن فشله هذا ليس احتمالاً ضئيلاً، بل هو احتمال قائم منذ اتفاق الاطار، وليس بحاجة لأجواء التشاؤم التي راجت في الساعات الماضية، ليزيد هذا الاحتمال او ينقص. قول المفاوضين بأنهم انجزوا ثمانية وتسعين من المسودة يذكرنا، عرضاً، بأقوال مماثلة عشية فشل مفاوضات «الوضع النهائي» بين اسرائيل والفلسطينيين. لكنه تذكير عرضي، يرتبط بسياق انتقلت فيه قضية السلم في الشرق الاوسط من كونها قضية تسوية الصراع العربي الاسرائيلي الى قضية تسوية الملف النووي الايراني، في حين تزدهر فيها اعتراضات من مصادر مختلفة تماماً على أفق الاتفاق النووي الايراني الاميركي، اقله بالخطوط العامة كما ظهرت في اتفاق الاطار، ومنها اعتراضات على اساس الخصومة مع ايران، واعتراضات من داخل، بل من اعلى المنظومة «الثورية الاسلامية» الحاكمة في ايران.

يريد التشبه لا من قريب ولا من بعيد بالمسار الانفتاحي الصيني الاميركي في ايام ريتشارد نيكسون. ليس هذا في المفاوضات مراده. والمرشد علي خامنئي، وان ظل يؤجل كلمته الاخيرة في اصل هذه المفاوضات وفصلها حتى اليوم، فانه لم يكن خطابياً فقط فيما قاله مؤخراً، هو يريد اتفاقاً يضمن لايران احتفاظها بعدة مقاومة الامبريالية في المنطقة، بل يريد عبر الاتفاق حتى يوافق عليه، من الامبريالية الاميركية ان تجيز له ذلك، فتقرن الاتفاق ليس فقط برفع العقوبات المالية والاقتصادية، بل رفع الحظر على استيراد الأسلحة وتبادل الخبرات التكنولوجية العسكرية «ما دون فلك النووي»، اي تريد بكل وضوح ان تطلق يدها اكثر في البلدان العربية التي تتدخل فيها.

والحق انه لا يمكن الاتكال كثيراً على المفاوض الاميركي في هذا الجانب، مع انه ما زال جانباً يحول دون التوقيع النهائي. لكن المشكلة الاساسية لا تزال تكمن في مسألة المراقبة الدولية للمنشآت النووية الايرانية، ولايران ككل، خصوصاً مع الآفاق التكنولوجية لتطور «العمل السري» النووي بعيداً عن متناول المفتشين في السنوات المقبلة (لا يزال بعض بلدياتنا يخمنون بسذاجة ان الاقمار الاصطناعية تلتقط كل دابة تسير على وجه الارض، وكل ما يسير تحتها). ويستتبع ذلك الاشكال حول كيفية اعادة زجر ايران جديا ان هي اخلت ببنود الاتفاق.

هذا من ناحية القضايا التي لا تزال حتى الساعة جوهرية في تفشيلها الاتفاق، وان شكلت اثنين في المئة من ديباجته. لكن هناك ايضاً مشكلة النطاق المعطى للديبلوماسي هنا. الديبلوماسي الايراني يفاوض وتتطلب منه قيادته تحصيل افضل صفقة ممكنة، لكن قيادته ما زالت تحسب ان كانت هي بحاجة للاتفاق من اساسه، ما لم يؤمن لها المن والسلوى من اموال واسلحة نافعة في الامد المنظور، ويعقد المسألة ان هذه القيادة باتت واثقة بأنه في حال فشل الاتفاق فالحرب غير واردة، بل ان الوضع الاقليمي يغريها بالتصلب، لان اميركا تحتاج للتقاطع معها، في العراق او افغانستان، وربما في اماكن اخرى. اما الديبلوماسي الاميركي، وفي بلد بنظام رئاسي، فهو يعلم انه يفاوض لأجل التوقيع على اتفاق، انه يمثل الطرف السيادي الاميركي بعكس المفاوض الايراني الذي هو بالاحرى وسيط مع الولي الفقيه. لكن الكونغرس الذي افتى برجعة الاتفاق اليه للمعاينة ليس عتبة يمكن تجاوزها بسهولة ان كان الاتفاق يفتح المجال لـ»التسيب الايراني«. الساعات المقبلة فاصلة، كما يقول الجميع. لكن العالم «لا يحبس أنفاسه» ابداً. يبدو العالم كما لو انه اكتفى باتفاق الاطار، ولا تهمه كثيراً حكاية الاتفاق الحقيقي، الاتفاق النهائي.

 

«لا يهمني ما يحاول غيرنا القيام به، بل يهمني ما نقوم به نحن».

عبد السلام موسى /المستقبل/13 تموز/15

«لا يهمني ما يحاول غيرنا القيام به، بل يهمني ما نقوم به نحن».

جملة مفتاح أرادها الرئيس سعد الحريري رسالة مسؤولة وواضحة في خطابٍ خَطّت حروفه كلمات من ذهب، عن «أمانة وطن» يحملها «تيار المستقبل» منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بكل أمانة، فيما الآخرون يحملون «أمانات قاتلة» عابرة لحدود الوطن.

لم يكن الحريري مهتماً لما يقوم غيره به، بقدر ما بدا في إطلالته الهادئة مهتماً بما يقوم به لإنقاذ الوطن، من ذهابهم إلى النار المشتعلة في المنطقة، وتأكيد التصميم على الاستمرار في تقديم المبادرة تلو المبادرة لـ»إيجاد المخارج»، مهما استمر البعض في الهروب من خريطة الطريق لحماية لبنان إلى خرائط التقسيم لتفتيت المنطقة، والغرق في حمامات الدم المذهبية، والتصوير أن طريق «بيروت طهران» الذي يمرون به في الزبداني ودمشق، هو طريق فلسطين!. حاضر الحريري بـ»حقوق اللبنانيين» ولم يحاضر بـ»حقوق طائفة»، من موقعه على رأس الاعتدال «الحامي» للإجماع الوطني، و»المقاوم» لـ «تخريب الدولة»، و»المناهض» لـ»وصفات التعبئة» الموصوفة لإنتاج التطرف بـ»حشد شعبي» أو «صحوات مذهبية»، و»الحريص» على أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو «حق حصري» للبنانيين، وليس «حقاً حصرياً»، لا لـ»شخص واحد»، ولا لـ»اتفاق نووي»، ولا لـ»متغيرات في سوريا». نقض الحريري «المواعظ» التي لا تعّظ من يقولها في محور «حزب الله»، من موعظة «تحييد لبنان» المترجمة بـ»الإصرار على زج لبنان بكل الصراعات من اليمن إلى العراق إلى سوريا»، إلى ترف النقاش في «اتفاق الطائف» الذي «يُظلم» عندما يتجاهل «الظالمون» الحديث عن «حصرية السلاح» و»حل جميع الميليشيات»، ويتحدثون عن «المثالثة» بديلاً لـ»المناصفة»، وصولاً إلى محاضرات «التفرد والتهميش» من قبل «قديسييها» حاملي «الرقم القياسي» في ضرب الشراكة الوطنية بقوة السلاح، بـ»تمجيد» قتل اللبنانيين في «7 أيار»، و»تقديس» المتهمين باغتيال رفيق الحريري، و»تشريع» الانقلابات على الوحدة الوطنية، و»التفرد» بقرار الحرب والسلم، و»تكريس» الاغتيال الجسدي وسيلةً للإلغاء السياسي، واللائحة تطول.

وضع الحريري النقاط على حروف الأزمة، التي يحاول «تيار المستقبل» التخفيف من حدتها، بحوارات يخوضها للمستقبل لا على الماضي، وبحكومة «مصلحة وطنية» لا «مصلحة شخصية»، انطلاقاً من كون الأزمة تقوم على «ربط نزاع سياسي»، وليس على «ربط نزاع طائفي»، كما اجتهد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، في محاولته المفضوحة لتصوير الأزمة على أنها مواجهة «سنية مارونية»، على أنقاض خطاب «الحقوق المهدورة» للنائب ميشال عونّ!.

أعطى الحريري «تيار المستقبل» حقه كـ»قوة اعتدال لا تنكسر»، وأنصف جمهوره المؤتمن على رسالة رفيق الحريري في كل المناطق، وارتقى بدوره الوطني والعربي إلى حيث هو، في موقع «تيار الدولة» الذي لا تستهويه لعبة الميليشيات، ولا تغريه المشاركة في «ألعاب الدم بين الأخوة«، وفي موقع الاعتدال الذي يحارب التطرف، ويصون السلم الأهلي، ويقف سداً منيعاً أمام «جريمة حرق الوطن باسم الوطن». وجه الحريري رسالة حازمة إلى كل اللبنانيين، بأن «أمانة الوطن» التي ورثها عن رفيق الحريري ليست لعبة، إنما مسؤولية تستوجب العطاء بلا حدود، انطلاقاً من قناعة يقدمها «تيار المستقبل» على أي قناعة، بأن المهم هو ما نقدمه للوطن، لا ماذا يقدم الوطن لنا. هنا يكمن أصل الخطاب، وفصله.

() منسق عام الاعلام في «تيار المستقبل»

 

على العهد والوعد

خالد موسى/المستقبل/13 تموز/15

لم يمر يوم أمس على اللبنانيين عموماً وعلى جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتيار المستقبل خصوصاً، كما غيره من سائر الأيام. القلوب والأبصار شاخصة وفي حال ترقب لخطاب الرئيس سعد الحريري ولمضامينه في الإفطار السنوي الذي يقيمه تيار «المستقبل« كما في كل عام في مختلف المناطق من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال مروراً بالعاصمة والإقليم والبقاع. قبل ساعات قليلة من الإفطار، بدت شوارع بيروت كما جميع المناطق خالية من الناس والسيارات. الجميع في منازلهم على مائدة الإفطار كما على موائد الإفطار الذي أقامه تيار المستقبل بالتزامن في كافة المحافظات من بيروت الى الإقليم وصيدا والجنوب وعرسال والبقاعين الأوسط والغربي وبعلبك الهرمل وعكار وطرابلس. المشهد مماثل في المحال والمطاعم التي كانت الأعين فيها متوجهة الى الشاشة حيث حبيب القلب البعيد نتيجة الظروف ولكن الحاضر دوماً بين جمهوره ومناصريه وفي قلوب ووجدان جميع اللبنانيين من كافة الطوائف والمذاهب والإنتماءات، وهذا ما بدا واضحاً من خلال الحماس الذي لاقى به الجمهور الحريري أثناء خطابه. لهفة الشوق كانت حاضرة في عيونهم وهم يشاهدون كلمة الرئيس، فالتصفيق لم يتوقف منذ بداية الكلمة وحتى نهايتها، في مشهدية أعطت صورة للقاصي والداني أن جمهور رفيق الحريري ما زال على العهد والوعد باق مهما شكك المشككون بولائه. الرئيس سعد الحريري بث طاقة ايجابية بين الجمهور حيث شعر بأنه حاضر بينهم وليس يتحدث معهم من على الشاشة. فتراهم يضحكون معه ويشدون على أزره في كل موقف كان يعبر عنه عبر التصفيق الحار، وتراهم يتحدثون معه عندما كان يتوجه بالحديث اليهم، كيف لا وهو الحاضر دوماً في قلوبهم وعقولهم ووجدناهم. لم تتزحزح عيونهم قيد أنملة على الشاشة، بل كان جل تركيزهم منصب مع الرئيس الذي إشتاقوا إليه كثيراً، والى رؤيته وتقييمه للأوضاع الدقيقة التي يمر بها البلد، فهم في أمس الحاجة الى كلامه باعتباره قائد المسيرة. ومع كلمة ثابتة كان يقولها، كانوا يؤكدون معه على السير بها من خلال حماسهم وتفاعلهم وأنهم لم ولن يحيدوا عن هذه الثوابت التي خطها ورسمها للمرحلة المقبلة، وبأنهم مستمرون معه لتحييد البلد من الحرائق المحيطة وحمايته من المسار السوداوي الذي يرسمه المتآمرون والمتربصون شراً بالبلد وبمصير شعبه. لم يشأ المشاهدون والمشاركون أن ينتهي هذا اللقاء الذي لطالما انتظروه طويلاً، والذين أكدوا من خلاله أنهم ما زلوا سائرين على نفس الطريق والمسيرة التي خطها بدمائه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما زالوا متمسكين بالمبادئ والأسس التي يسير وفقها الرئيس الحريري و«تيار المستقبل« ولا يريدون إلا ان يبقوا على الصورة التي أرادها الرئيس الشهيد مع نجله الذي يمثلهم ويعبر عن قناعتهم ورؤيتهم لمستقبلهم وأبنائهم وجميع اللبنانيين كما أراده لهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

خبر عربي سار..من الإمارات

خيرالله خيرالله/المستقبل/13 تموز/15

في الظلمة التي يعيشها العالم العربي، هناك من يضيء شمعة. مثل هذه الشمعة دليل شجاعة كبيرة أوّلا، فضلا عن أنّها دليل على أن هناك من لا يزال يؤمن بانتصار الخير والاعتدال على الظلم والتخلّف. ما أقدم عليه السيد عبدالله الغرير رجل الأعمال الإماراتي يؤكّد أنّه لا يزال هناك من يضيء شمعة بدل الاكتفاء بلعن الظلام. قرّر الغرير تخصيص ثلث ثروته، أي نحو مليار ومئة مليون دولار، لنحو خمسة عشر ألف منحة دراسية لطلاب إماراتيين في البداية على أن تشمل لاحقا طلابا عربا مقيمين في الإمارات أيضا. سيصرف المبلغ في السنوات العشر المقبلة، أي على مراحل. هذا يؤكّد وجود رغبة مستمرة في الاستثمار في الإنسان وتطويره، مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات إيجابية على المجتمع الإماراتي وعلى العرب المقيمين في الدولة. في الواقع، إنّه استثمار في المستقبل. استثمار في الاعتدال وفي الحرب على التطرّف والإرهاب والجهل بكلّ انواعه، خصوصا أن الجهل هو الطريق الأقصر إلى التطرّف والإرهاب.

ما أقدم عليه الغرير مساهمة في بناء الدولة الحديثة في الإمارات. تندرج خطوته في سياق الخطّ الذي اعتمدته دولة الإمارات منذ تأسيسها. هناك حرص دائم على هذا الخط الذي يقوم على رفض التطرف بكلّ تلاوينه والسعى إلى تراكم المعرفة. ولذلك، ليس صدفة أن يأتي القرار القاضي بتقديم المنح في يوم التاسع عشر من شهر رمضان، وهو «يوم زايد الإنساني«، أي تكريما لباني الدولة الحديثة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي عرف كيف يكون الرهان على الإنسان، أي على المواطن الإماراتي، قبل أي شيء آخر.

في الإمارات، هناك من يفكّر في المستقبل وفي كيفية تطوير الدولة انطلاقا من تطوير الإنسان. أزمة العالم العربي هي حاليا أزمة الإنسان. ماذا يتعلّم العربي ومن يعلّمه المادة التي يتلقاها في المدارس؟ وما هي طبيعة البرامج التعليمية التي تربّي الجيل الجديد على قيم مرتبطة بكلّ ما هو حضاري في هذا العالم؟ هذا النوع من الأسئلة طرح نفسه منذ فترة طويلة في الإمارات. قبل ما يزيد على عامين، مثلا، امتلك الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة حاليا، ما يكفي من الشجاعة لتسمية الأشياء بأسمائها. حرص، عندما كان لا يزال وزيرا للتعليم العالي، على الدعوة صراحة إلى التشديد على اللغات الأجنبية مشددا على تعليم اللغة الإنكليزية. يعرف الشيخ نهيان أهمّية اللغة الإنكليزية ودوها في رفع مستوى التعليم، لذلك يقول: « الأمر لا يتعلّق بفقدان الثقة بلغتنا العربية التي هي موضع فخر وطني بالنسبة إلينا. ولكن على المرء أن يكون واقعيا. هذا عصر اللغة الإنكليزية. إنّ الإنتقال إلى اللغة الإنكليزية يسمح لنا بالإستعانة بأفضل الأساتذة في العالم، وليس فقط في العالم الذي يتكلّم العربية«. في النهاية، ما فعله عبدالله الغرير ليس فعل إيمان بالإنسان الإماراتي والعربي فقط. إنّه إيمان بدولة الإمارات ومستقبلها. كذلك هو إيمان بانتصار ثقافة الحياة على ثقافة الموت. لا وجود لأسرار في عالمنا. هناك دول عدة، بعضها كبير وبعضها الآخر صغير، استطاعت التفوّق بفضل العلم ولا شيء غير العلم وتراكم المعرفة. لنضع جانبا الولايات المتحدة وما تمتلكه من امكانات. تفوّق الولايات المتحدة يعود إلى التفوق التكنولوجي والاستثمار بالبحث العلمي وإلى تمسّك المواطن الأميركي بالرغبة في العمل ساعات طويلة يوميا. هناك بلدان صغيرة مثل سنغافورة وفنلندا وكوريا الجنوبية تقدّمت بفضل العلم ولا شيء آخر غير العلم.

تقهقرت مصر بسبب العلم أيضا. فالجهل يولد التطرّف والانغلاق وصولا إلى الإرهاب. لذلك رهان الرئيس عبد الفتاح السيسي على تطوير البرامج التربوية رهان في محلّه من أجل النهوض مجددا بمصر التي كانت مطلع القرن العشرين متفوقة على دول أوروبية عدّة بينها اسبانيا وايطاليا واليونان وعلى دول اسيوية مثل كوريا الجنوبية التي صارت الآن دولة صناعية. تبعث مبادرة عبدالله الغرير على استعادة الأمل بعالمنا العربي الذي صار عوالم عدّة لا حديث فيها سوى عن الكوارث. الكوارث التي نشهدها وتلك التي تبدو في طريقها إلينا. لكنّ الأكيد أن مبادرة من هذا النوع تعزّز القدرة على الصمود في وجه العواصف التي ينذر بها السقوط الكبير للتفكير الذي يعتمد على المنطق والبديهيات. يقول المنطق والبديهيات أن لا حضارة من دون علم. ولا علم حقيقيا من دون التعمّق في المعرفة والاستفادة من تجارب الآخرين. لذلك، يبدو كلام الشيخ نهيان بن مبارك، الذي صدر في صحيفة «نيويورك تايمز«، عن اللغة الإنكليزية والاستعانة بأفضل الأساتذة في العالم، وليس بأساتذة يحملون فكرا دينيا متخلفا كفكر الإخوان المسلمين، في غاية الأهمّية.

من يبحث عن مثل عربي عن أهمّية العلم ومستوى التعليم، يفكّر بلبنان. صمد لبنان بفضل العلم وبفضل الأجيال التي تعلّمت في أفضل المدارس والجامعات. لعب مسيحيون لبنانيون دورا بارزا في الدفاع عن اللغة العربية وفي ادخال اللغات الأجنبية، على رأسها الفرنسية والإنكليزية البرامج التربوية، وذلك من دون أيّ عقد من أي نوع كان. لم يقصّر المسلمون اللبنانيون في تعزيز العلم ونشر المعرفة والاعتدال. لعبت المقاصد الإسلامية دورها في هذا المجال. كذلك، الكلية العاملية في بيروت التي اسستها عائلة شيعية مستنيرة. لم يقف الدروز يوما في وجه فتح المدارس على يد الإرساليات الأجنبية، بل شجعوا على ذلك في مناطقهم ورحبوا به.

مضى نصف قرن ولبنان يقاوم بفضل العلم. لم يعلّم رفيق الحريري ثلاثين ألف طالب لبناني من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق والطبقات الإجتماعية عن عبث. كان يعرف ماذا يفعل. كان يبني الحجر والإنسان في الوقت ذاته. لذلك إستُهدف الرجل الذي أعاد الحياة إلى بيروت، والذي كانت جريمته نشر المعرفة ودعم مؤسسات الدولة، بما في ذلك مؤسسة الجيش...والمؤسسات التعليمية، بما في ذلك الجامعة الأميركية في بيروت التي تأسست في العام 1866.

من بين اسباب الخوف على لبنان حاليا هبوط المستوى التعليمي. مثل هذا التطوّر يثير القلق نظرا إلى أنّه يجعل مناعة البلد تضعف، خصوصا في وجه الهجمة المذهبية التي يشنّها «حزب الله« على مؤسسات الدولة، والأصحّ ما بقي منها.

مرّة أخرى، هناك خبر عربي سار. وهذا حدث نادر في أيّامنا هذه. كان لا بدّ لهذا الخبر أن يأتي من الإمارات حيث هناك من لا يزال يراهن على الإنسان وعلى أنّه لن يصح إلّا الصحيح في نهاية المطاف!