المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 تموز/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.july20.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا04/من22حتى30/أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لا يُقْبَلُ نَبِيٌّ في وَطَنِهِ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى08/يا رَبّ، قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ، وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدي، وهُم يَطْلُبُونَ نَفْسِي

 

عنوان تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

بالصوت والنص/عربي وانكليزي/الياس بجاني: تأملات إيمانية انجيلية في أسرار ومفاهيم الموت

تأملات إيمانية انجيلية في أسرار ومفاهيم الموت/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الملك السعودي استقبل جعجع في جدة وبحثا المستجدات اللبنانية

عملية تمشيط إسرائيلية بمحاذاة السياج الحدودي شرق كفرشوبا

"حزب الله" يُخفي قتلاه في مقبرة الزبداني

استياء إيراني من أداء "حزب الله" في الزبداني وغرفة عمليات في البقاع

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/7/2015

أسرار الصحف ليوم الأحد 19 تموز 2015

إفتتاحيات الصحف ليوم الأحد 19 تموز 2015

توقيف متهم بقتل محمد عواضة في بعلبك

طلال المرعبي أمل أن ينعكس الاتفاق النووي إيجابا على لبنان

الضاهر للمسيحيين: انتم اهلنا عشنا ونموت سويا

وهبة: ايران واتباعها يريدون تعيين رئيس للجمهورية وليس انتخابا ديموقراطيا

نضال طعمة: الإتفاق النووي لن يؤثر في المعادلة اللبنانية

أبو فاعور: لن نوافق على أي آليات مخالفة للطائف

الحاج حسن: حزب الله والمجتمع المقاوم لن ينجرا الى الفتنة

قاووق: حزب الله بعد النووي هو نفسه حزب المقاومة ونصرة فلسطين وحماية لبنان

السفير الإيراني في لبنان، فتحعلي: الاتفاق النووي انتصار لكل دول المنطقة

المطران العمار ترأس قداس عيد مار شربل في بقاعكفرا

المطران قصارجي: لوقف نزيف الهجرة ومد يد العون لنحو 3 آلاف عائلة كلدانية عراقية في لبنان

الراعي متضرعا لمار شربل في عيده: ارسل نعم السماء إلى السياسيين لينتخبوا رئيسا

كرم لـ”لبنان الحر”: لا اتفاق رئاسي مع “المردة”

رئيس مصلحة الطلاب في “القوات اللبنانية” جيرار سمعاني لـ”لبنان الحر”: العلاقة مع “التيار” تجربة جديدة في العمل السياسي يجب البناء عليها

عدوان: لإنهاء حالة الشغور الرئاسي واستعادة الحيوية لمؤسساتنا الدستورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو: خطاب خامنئي يثبت أن الاتفاق النووي لن يغير سياسة إيران

رفض إسرائيلي لاعتبار كيري التوصل إلى اتفاق أفضل مجرد خيال

“داعش” اختطف ثلاثة مسيحيين بينهم مصري في ليبيا

واشنطن وهافانا تعيدان فتح سفارتيهما

الحرس الثوري» يرفض «المساومة» على البرنامج الصاروخي الإيراني

الاتفاق النووي أمام الكونغرس الأميركي وأولى المواجهات الخميس

السعودية تُطيح بخلايا عنقودية مرتبطة بـ"داعش" وتُديرها دول

جرائم نظام الأسد خلال شهر رمضان في حلب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حين يُغتال المجتمع/ نبيل بومنصف/النهار

جورج الريف يتحدّى الأمن والقضاء/نايلة تويني/النهار

زعيق العنصرية والسوشيال ميديا/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

هل يحرّك نداء البطريرك انتخاب الرئيس؟ استغراب ديبلوماسي لتدنّي الاهتراء الداخلي/خليل فليحان/النهار

الحكومة تخوض بـ"النفايات" اختبار تماسكها ولا بحث حالياً في ملف التعيينات العسكرية/سابين عويس/النهار

هل يغيّر الاتفاق النووي شيئاً في لبنان/محمد مشموشي/المستقبل

هل يُرزق لبنان رئيساً بعد الاتفاق النووي وتُعطي ورقة "إعلان النيّات" أولى ثمارها/اميل خوري/النهار

قادة الاغتراب اللبناني: الاتفاق النووي سيشعل حروباً في المنطقة/حميد غريافي/السياسة

الاتفاق النووي لماذا الآن/مهى عون/السياسة

إيران تودّع الخميني/علي بردى/النهار

إيران بعد الاتفاق: على من تُصرَف الأموال/وسام سعادة/المستقبل

طبول الحرب الطائفية الانتقامية في العراق/داود البصري/السياسة

سيناريوات ما بعد الاتفاق النووي/عبدالله ناصر العتيبي/الحياة

تحالف الغرب مع السعودية ليس منحة/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

الاتفاق النووي: يافطة كاذبة/مأمون الفندي/الشرق الأوسط

كيف يروج أوباما لصفقته مع إيران/جيمس روبن/الشرق الأوسط

شغف أوباما الخطير/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

تبريرات الاتفاق النووي: لزوم ما لا يلزم الملف السوري أكثر فأكثر نحو روسيا/روزانا بومنصف/النهار

شيء من الاحترام/علي نون/المستقبل

صرخة «أنصار الله» بوجه «حزب الله»/رأفت نعيم/المستقبل

أهمية ما يحصل في عدن/خيرالله خيرالله/المستقبل

من سيرة الذعر السوري/الكاتب السوري مصطفى علوش/موقع 14 آذار

رئيس إيران السابق محمود أحمدي نجاد يتهم خامنئي بعرقلة عودة المهدي/حسن صبرا/الشراع

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا04/من22حتى30/أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لا يُقْبَلُ نَبِيٌّ في وَطَنِهِ

كانَ جمبعُ الَّذين في المَجْمَع يَشْهَدُونَ لَيَسُوع، ويَتَعَجَّبُونَ مِن كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، ويَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا ٱبنَ يُوسُف؟». فقَالَ لَهُم: «لا شَكَّ أَنَّكُم تَقُولُونَ لي هذَا المَثَل: أَيُّها الطَّبيب، إِشْفِ نَفسَكَ. وكُلُّ ما سَمِعْنا أَنَّكَ صَنَعْتَهُ في كَفَرْنَاحُوم، إِصْنَعْهُ أَيْضًا هُنَا في وَطَنِكَ!». ثُمَّ قَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لا يُقْبَلُ نَبِيٌّ في وَطَنِهِ. وَبِٱلحَقِّ أَقُولُ لَكُم: أَرَامِلُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ في إِسْرائِيل، أَيَّامَ إِيلِيَّا، حِينَ أُغلِقَتِ السَّماءُ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر، وحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ في كُلِّ البِلاد، ولَمْ يُرسَلْ إِيليَّا إِلى أَيٍّ مِنهُنَّ، بَلْ أُرسِلَ إِلى ٱمْرَأَةٍ أَرمَلَةٍ في صَرْفَتِ صَيْدَا. وبُرْصٌ كَثِيرُونَ كانُوا في إِسرائِيل، أَيَّامَ إِلِيشَعَ النَّبيّ، فَلَمْ يَطْهُرْ أَيٌّ مِنْهُم، بَلْ طَهُرَ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيّ ». فٱمْتَلأَ جَمِيعُ الَّذِينَ في المَجْمَعِ غَضَبًا، حِينَ سَمِعُوا ذلِكَ. وقَامُوا فَأَخْرَجُوهُ إِلى خَارِجِ المَدِينَة، وٱقْتَادُوهُ إِلىحَرْفِ الجَبَل، المَبْنِيَّةِ عَلَيْهِ مَدِينَتُهُم، لِيَطْرَحُوهُ عَنْهُ.

أَمَّا هُوَ فَجَازَ في وَسَطِهِم وَمَضَى.

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى08/يا رَبّ، قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ، وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدي، وهُم يَطْلُبُونَ نَفْسِي

يا إِخوَتِي، أَلَعَلَّ اللهَ رَفَضَ شَعْبَهُ؟ حَاشَا! فإِنِّي أَنَا أَيْضًا إِسْرَائِيلِيّ، مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيم، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِين. لا، لَمْ يَرْفُضِ اللهُ شَعْبَهُ، وقَدْ عَرَفَهُ مُنْذُ القَدِيم! أَوَمَا تَعْلَمُونَ مَا يَقُولُ الكِتَابُ في شَأْنِ إِيلِيَّا، كَيْفَ كَانَ يُخَاطِبُ اللهَ شَاكِيًا إِسْرَائِيلَ وَيَقُول: «يَا رَبّ، قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ، وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدي، وهُم يَطْلُبُونَ نَفْسِي!».ولكِنْ مَاذَا يُجِيبُهُ اللهُ في الوَحي؟: «إِنِّي أَبْقَيْتُ لي سَبْعَةَ آلافِ رَجُل، مَا حَنَوا رُكْبَةً لِلبَعْل!».كَذلِكَ أَيْضًا في الوَقتِ الحَاضِر، لا تَزَالُ تُوجَدُ بَقِيَّةٌ بَاقِيَةٌ بِفَضْلِ ٱخْتِيَارِ النِّعْمَة. فإِذَا كَانَ الٱخْتِيَارُ بِالنِّعْمَة، فَلَيْسَ هُوَ إِذًا مِنَ الأَعَمَال، وإِلاَّ فَمَا عَادَتِ النِّعْمَةُ نِعْمَة. فمَاذَا إِذًا؟ إِنَّ مَا يَطْلُبُهُ إِسْرَائِيلُ لَمْ يَنَلْهُ، بَلْ نَالَهُ المُخْتَارُون. أَمَّا البَاقُونَ فَتَصَلَّبَتْ قُلُوبُهُم، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم».

 

تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

بالصوت والنص/عربي وانكليزي/الياس بجاني: تأملات إيمانية انجيلية في أسرار ومفاهيم الموت

http://eliasbejjaninews.com/2015/07/19/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86-5/

بالصوت/فورمات WMA/عربي وانكليزي/الياس بجاني: تأملات إيمانية انجيلية في أسرار ومفاهيم الموت/19 تموز/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.death1907.15.wma

بالصوت/فورماتMP3/عربي وانكليزي/الياس بجاني: تأملات إيمانية انجيلية في أسرار ومفاهيم الموت/19 تموز/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.death1907.15.mp3

 

تأملات إيمانية انجيلية في أسرار ومفاهيم الموت

الياس بجاني/19 تموز/15

"أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (إنجيل يوحنا11/25)

لا يمكن فهم واقع الموت هذا اللغز والسر الذي حير عقل الإنسان إلا إيمانياً ومن خلال الكتاب المقدس، وذلك بعد أن ألغى السيد المسيح بتأنسه وصلبه وموته وقيامته الموت هذا بمفهومه الإنساني والجسدي والترابي وقهره وكسر شوكته. الموت ومنذ قيامة السيد المسيح أصبح الخطيئة التي هي موت لا ينتهي في جهنم يُعاقب الله بها الأشرار حيث صرير الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ والعذاب الذي لا يتوقف.

"وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ. وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ. (رسالة كورنثوس الأولى 15/من48حتى52)

هذا الموت الجسدي بأسراره عصي على عقل الإنسان المحدود القدرات فهمه وإدراكه منذ أن طرده الله من جنة عدن لعصيانه ولطمعه وسعيه لمعرفة أسرار الخير والشر. هذا ومنذ أن وُجِّد الإنسان على الأرض كان الموت الشغل الشاغل للعديد من الحضارات ولاهتمامات الشعوب في العصور كافة من أمثال الفينيقيين والفراعنة والصينيين والهنود وغيرهم كثر.

"بِعَرَقِ جَبينِكَ تأكُلُ خُبزًا حتَّى تَعودَ إِلى الأَرض، فمِنها أُخِذتَ لأَنَّكَ تُرابٌ وإِلى التُّرابِ تعود". (التكوين03/19)

الموت الجسدي هذا المصير المحتوم الذي لا مفر منه لأي مخلوق هو في المفهوم المسيحي الإيماني انتقال الإنسان من الموت إلى الحياة وليس العكس. فيا ليت من بيدهم القرار والسلطة والمال من البشر يدركون أنهم راحلون لا محالة من على هذه الأرض الفانية وبأنهم لن يأخذوا معهم من ثرواتها الترابية من سلطة ونفوذ وعزوة وممتلكات وقوة أي شيء.

"ثُمّ قالَ لَهم: تَبصَّروا واحذَروا كُلَّ طَمَع، لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ. ثُمَّ ضَرَبَ لَهم مَثَلاً قال: رَجُلٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت أَرضُه، فقالَ في نَفسِه: ماذا أَعمَل؟ فلَيسَ لي ما أَخزُنُ فيه غِلالي. ثُمَّ قال: أَعمَلُ هذا: أَهدِمُ أَهرائي وأَبْني أَكبرَ مِنها، فأَخزُنُ فيها جَميعَ قَمْحي وأَرْزاقي. وأَقولُ لِنَفْسي: يا نَفْسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَة تَكفيكِ مَؤُونَةَ سِنينَ كَثيرة، فَاستَريحي وكُلي واشرَبي وتَنَعَّمي. فقالَ لَه الله: يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟ فهكذا يَكونُ مصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله". (لوقا12/من15إلى22).

الزوادة الإيمانية أي إيمان وأعمال وأفكار الإنسان ومخافته من ربه في كل ما قال وفعل وفكر هي كل ما بمقدوره حمله معه إلى العالم الآخر عندما يستعيد ويسترد منه الخالق جل جلاله وديعته التي هي نعمة الحياة، فيبرد جسده ويفقد حيويته ويتحول إلى كومه من الجماد لا روح ولا حرارة فيه، وخلال أيام يأكله دوده ويعود إلى التراب الذي جُبّل منه. إن الله أراد بنفسه ومن خلال تأنسه وعذابه وصلبه وقيامته أن يصالح الإنسان الذي كان عصاه في جنه عدن وذلك ليحرره من عبودية الإنسان العتيق ويرفعه إلى مرتبة الإنسان الجديد، إنسان العماد بالماء والروح القدس.

"إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس. ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فانه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضاً قيامة الأموات لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" (01كورنثوس15/من19حتى22)

 في اليوم الأخير، يوم القيامة، يعود السيد المسيح وعندها يكون حساب العقاب والثواب، فيفصل ما بين الأبرار والأشرار. الأبرار إلى يمينه والأشرار إلى يساره وتتم محاكمة ومحاسبة الجميع طبقاً لإيمانهم وأعمالهم وأفكارهم التي حملوها معهم في زوادتهم الإيمانية.

"ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، ومعه جميع ملائكته يجلس على عرشه المجيد، وتحتشد أمامه جميع الشعوب، فيفرز بعضهم عن بعض، مثلما يفرز الراعي الخراف عن الجداء، فيجعل الخراف عن يمينه والجداء عن شماله). (إنجيل القديس متى:25/من25حتى31)

للجميع الذين على يمنه ويساره يقول الرب أنا كنت عطشاناً وجوعاناً ومعذباً وسجيناً ومريضاً ومحتاجاً ومشرداً ومنفياً ومعاقاً ومنبوذاً ومضطهداً، من منكم هم على يميني مد يده وأعانني وقدم لي ما هو بمقدوره وبمتناوله دون شروط أو قيود واستثمر في معونتي وزناته ومواهبه التي أعطيته إياه مجاناً فأعطاني هو أيضاً مجاناً ودون مقابل بمحبة وتواضع وتحسس بمعاناتي وأوجاعي. ومن منكم هم على يساري لم يكترثوا بي ولم يساعدوني واحتقروني وأهانوني وأكملوا طريقهم في الحياة الأرضية تشدهم وتتحكم بهم غرائزهم وأطماعهم. الجميع يسأل بتعجب وحيرة واستغراب متى يا رب ساعدناك أو لم نساعدك؟ فيرد قائلاً أنا ربكم كنت كل شخص من هؤلاء المحتاجين والمعذبين الذين من هم على يميني أسعفهم وتعاطف معهم، ومن على يساري لم يسعفهم وأهملهم وأغمض عينيه عن أوجاعهم وعوزهم.

يستهزئ البعض من قليلي الإيمان وخابي الرجاء من يوم الحساب ويشككون به ولا يؤمنون بوجود جهنم متعامين عن كل الآيات المقدسة التي تؤكد هذه الحقائق من خلال مئات الآيات ومنها مثل الغني ولعازر.  "وقال يسوع: كان رجل غني يلبس الأرجوان والثياب الفاخرة ويقيم الولائم كل يوم. وكان رجل فقير اسمه لعازر، تغطي جسمه القروح. وكان ينطرح عند باب الرجل الغني، ويشتهي أن يشبع من فضلات مائدته، وكانت الكلاب نفسها تجيء وتلحس قروحه. ومات الفقير فحملته الملائكة إلى جوار إبراهيم. ومات الغني ودفن. ورفع الغني عينيه وهو في الجحيم يقاسي العذاب، فرأى إبراهيم عن بعد ولعازر بجانبه. فنادى: إرحمني، يا أبـي إبراهيم، وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه في الماء ويبرد لساني، لأني أتعذب كثيرا في هذا اللهيب. فقال له إبراهيم: تذكر، يا ابني، أنك نلت نصيبك من الخيرات في حياتك، ونال لعازر نصيبه من البلايا. وها هو الآن يتعزى هنا، وأنت تتعذب هناك. وفوق كل هذا، فبـيننا وبينكم هوة عميقة لا يقدر أحد أن يجتازها من عندنا إليكم ولا من عندكم إلينا. فقال الغني: أرجو منك، إذا، يا أبـي إبراهيم، أن ترسل لعازر إلى بيت أبـي، لينذر إخوتي الخمسة هناك لئلا يصيروا هم أيضا إلى مكان العذاب هذا. فقال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبـياء، فليستمعوا إليهم. فأجابه الغني: لا، يا أبـي إبراهيم! ولكن إذا قام واحد من الأموات وذهب إليهم يتوبون. فقال له إبراهيم: إن كانوا لا يستمعون إلى موسى والأنبـياء، فهم لا يقتنعون ولو قام واحد من الأموات". (انجيل القديس لوقا 16/من 19حتى31)

 ولأن وجود الإنسان على الأرض هو وجود في غربة وموطن غير موطنه فالمؤمن يتحسس باستمرار أوجاعها ويتوق للعودة إلى موطنه وسكنه في السماء كما يعلمنا القديس بولس الرسول. ونحنُ نَعرِفُ أنَّهُ إذا تَهدَّمَتْ خَيمَتُنا الأرضِيَّةُ الّتي نَحنُ فيها، فلَنا في السَّماءِ بَيتٌ أبَدِيٌّ مِنْ بِناءِ اللهِ غيرُ مَصنوعٍ بالأيدي. وكم نَتأوَّهُ حَنينًا إلى أنْ نَلبَسَ فَوقَها بَيتَنا السَّماوِيَّ، لأنَّنا متى لَبِسناهُ لا نكونُ عُراةً. وما دُمنا في هذِهِ الخَيمةِ الأرضِيَّةِ فنَحنُ نَئِنُّ تَحتَ أثقالِنا، لا لأنَّنا نُريدُ أنْ نَتَعرَّى مِنْ جَسدِنا الأرضِيِّ، بَلْ لأنَّنا نُريدُ أنْ نَلبَسَ فَوقَهُ جَسَدَنا السَّماوِيَّ حتّى تَبتَلِعَ الحياةُ ما هوَ زائِلٌ فينا. والله هوَ الّذي أعَدَّنا لِهذا المَصيرِ ومنَحَنا عُربونَ الرُّوحِ. ولذلِكَ لا نَزالُ واثِقينَ كُلَّ الثِّقَةِ، عارِفينَ أنَّنا ما دُمنا مُقيمينَ في هذا الجَسَدِ، فنَحنُ مُغتَرِبونَ عَنِ الرَّبِّ،

لأنَّنا نَهتَدي بإيمانِنا لا بِما نَراهُ.فنَحنُ إذًا واثِقونَ، ونُفَضِّلُ أنْ نَغتَرِبَ عَنْ هذا الجَسَدِ لِنُقيمَ معَ الرَّبِّ. وسواءٌ كُنَّا مُقيمينَ أو مُغتَرِبينَ، فغايتُنا رِضى الرَّبِّ، لأنَّنا لا بُدَّ أنْ نَظهَرَ جميعًا لدى مَحكَمَةِ المَسيحِ لِيَنالَ كُلُّ واحدٍ جَزاءَ ما عَمِلَهُ وهوَ في الجَسَدِ، أخَيرًا كانَ أمْ شَرًّا. ونَحنُ نُقنِعُ النّاس َ لأنَّنا نَعرِفُ مَخافَةَ الرَّبِّ. أمَّا اللهُ فيَعرِفُنا تَمامَ المَعرِفَةِ، وأرجو أنْ تَعرِفونا أنتُم أيضًا في ضَمائِرِكُم تَمامَ المَعرِفَةِ. ونَحنُ لا نُريدُ أنْ نَعودَ إلى تَعظيمِ شأنِنا، بَلْ نُريدُ أنْ نُعطِيَكُم سبَبًا لِلافتخارِ بِنا، فيكونُ لكُم ما تَرُدُّونَ بِه على الّذينَ يَفتَخِرونَ بِظاهِرِ الإنسانِ لا بِما في قَلبِهِ. فإنْ كُنَّا مَجانينَ فَلِلَّهِ، وإنْ كُنّا عُقلاءَ فلأجلِكُم. ونَحنُ أسرى مَحبَّةِ المَسيحِ، بَعدَما أدرَكْنا أنَّ واحدًا ماتَ مِنْ أجلِ جميعِ النّاس ِ، فجَميعُ النّاس ِ شارَكوهُ في مَوتِهِ. وهوَ ماتَ مِنْ أجلِهِم جميعًا حتّى لا يَحيا الأحياءُ مِنْ بَعدُ لأنفُسِهِم، بَلْ لِلَّذي ماتَ وقامَ مِنْ أجلِهِم.

فنَحنُ لا نَعرِفُ أحدًا بَعدَ اليومِ حسَبَ الجَسَدِ. وإذا كُنَّا عَرَفنا المَسيحَ يومًا حسَبَ الجَسَدِ، فنَحنُ لا نَعرِفُهُ الآنَ هذِهِ المَعرِفَةَ. وإذا كانَ أحَدٌ في المَسيحِ، فهوَ خَليقَةٌ جَديدةٌ: زالَ القَديمُ وها هوَ الجديدُ. وهذا كُلُّهُ مِنَ اللهِ الّذي صالَحَنا بالمَسيحِ وعهِدَ إلَينا خِدمَةَ المُصالَحَةِ، أي إنَّ اللهَ صالَحَ العالَمَ معَ نَفسِهِ في المَسيحِ وما حاسَبَهُم على زلاَّتِهِم". (رسالة كورنثوس الثانية 05/من01حتى21)

في الخلاصة إن الموت هو الخطيئة، وهي التي تودي إلى جهنم ونارها بكل من لا يخاف الله في أفعاله وأقواله وفكره ويبقى بحريته أسيراً للإنسان العتيق الغرائزي. في حين أن المؤمن الذي يرتقي ويرتفع بحريته من اسر الإنسان العتيق إلى رحاب الإنسان الجديد، إنسان العماد بالماء والروح القدس فهو لا يموت، بل يرقد على رجاء القيامة عندما يسترد الله نعمة الحياة منه، وذلك بانتظار رجاء يوم القيامة والحساب الأخير ليعود إلى منازل أبيه في السماء حيث الحياة الأبدية وحيث لا وجع ولا ألم.

"اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ". (يوحنا05/24و25)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيphoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الملك السعودي استقبل جعجع في جدة وبحثا المستجدات اللبنانية

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - أفاد المكتب الاعلامي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان، ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، استقبل في قصر السلام في جدة مساء اليوم، رئيس حزب "القوات اللبنانية، "وجرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية". وقد أعرب جعجع عن شكره وتقديره ل"المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، على ما يجده لبنان وشعبه من دعم وحرص على أمنه واستقراره في مختلف الظروف". حضر الاستقبال ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان.

 

عملية تمشيط إسرائيلية بمحاذاة السياج الحدودي شرق كفرشوبا

الأحد 19 تموز 2015/وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في حاصبيا باسل أبو حمدان، أن قوة مشاة إسرائيلية قوامها 14 عنصرا، نفذت عصر اليوم عملية تمشيط بمحاذاة السياج الحدودي، داخل الأراضي المحتلة في محور بوابة حسن شرق بلدة كفرشوبا.

 

"حزب الله" يُخفي قتلاه في مقبرة الزبداني

الوطن/١٩ تموز ٢٠١٥/كشفت مصادر في قوات المعارضة السورية لـ"الوطن"، عن استمرار حزب الله اللبناني في التكتم على عدد قتلاه في مدينة الزبداني بريف العاصمة دمشق، وانتهاجه أسلوبا جديدا في إخفاء عدد قتلاه عبر دفن جثامينهم في ذات المدينة، والاكتفاء بنقل جثث القيادات فقط إلى الضاحية الجنوبية ببيروت لتشييعهم. ونقلت المصادر عن موالين للمعارضة السورية في قوات النظام، أنه صدرت أمس توجيهات للحزب بدفن جثث 11 قتيلا من كتيبة النخبة التابعة للحزب في مقبرة بمدينة الزبداني، وأنه تم دفنهم بإشراف قوات تابعة لجيش النظام، والاكتفاء بنقل جثث خمسة قياديين إلى بيروت لتشييعهم في الضاحية الجنوبية، بينهم طارق سمير بليبل، وعلي حسين فتوني المعروف بذي الفقار، ومحمد علي ضعون المعروف بحيدر علي، وعباس جودات مفلح. وذكرت المصادر أن الحزب وقوات النظام ما زالت تتكبد خسائر جديدة في مدينة الزبداني بنهاية كل يوم، وأن 16 قتيلا على الأقل سجلهم حزب الله بين عناصره منذ مطلع الأسبوع الماضي، وضعف هذا العدد في قوات النظام التي أوكلت مهمة الزبداني إلى حزب الله وتراجعت للقتال في حي جوبر الدمشقي. وقالت إن قوات المعارضة عززت عدد المقاتلين بمنطقة الجمعيات غرب الزبداني بسبب ما وصفتها بالاشتباكات العنيفة هناك، إضافة إلى منطقة قلعة الزهراء شمال غرب الزبداني، وأن قوات المعارضة بصدد إصدار بيانات واضحة عن عدد القتلى في صفوف جيش النظام وعناصر حزب الله في الزبداني خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد استكمال سيطرتها على حاجزي المنشرة ويوسف العمة. وشددت على أن قوات المعارضة ستمارس الضغط على قوات الأسد في الزبداني من أجل فك الحصار عن المقاتلين في أحياء جوبر والقلمون بريف دمشق، وأن هذا الضغط بدأ يؤتي ثماره، حيث باشر النظام بنقل أعداد كبيرة من الجنود والعتاد إلى الزبداني. وأضافت أن محاولات النظام للضغط على قوات الثوار في الزبداني ما زالت متواصلة للأسبوع الثاني على التوالي، وأن هذا الأسبوع سيشهد أكبر حملة لقوات النظام المدعومة بميليشيا حزب الله للسيطرة على المدينة، وأن هذا الضغط لن يزيد المقاتلين في صفوف المعارضة إلا ثباتا وانتصارا. وذكرت أن النظام بدأ يستخدم وسائل أخرى للتأثير على الثوار عبر منشورات تلقيها الطائرات في محيط الزبداني، وكتب فيها: "يسمح لحامل هذه البطاقة بعبور حواجز الجيش لتسليم نفسه، وضمان تسوية وضعه لدى الجهات المختصة"

 

استياء إيراني من أداء "حزب الله" في الزبداني وغرفة عمليات في البقاع

 أورينت نيوز/طوني بولس/١٩ تموز ٢٠١٥

كشف مصدر عسكري رفيع المستوى في الجيش اللبناني رفض الافصاح عن هويته لاسباب امنية، ان مجموعة من الحرس الثوري الايراني دخلت الى البقاع قبل اسبوع من بدء معركة الزبداني، وانشأت غرفة عمليات لتديرالمعارك في الزبداني وتولي عمليات التنسيق بين (حزب الله والجيش السوري ولواء ذو الفقار العراقي الذي استقدمته إلى المنطقة، قبل بداية معارك القلمون لمساندة (حزب الله). ولفت المصدر الى أن معلومات استخبارية تفيد بإستياء كبير من القيادة الايرانية في ما يتعلق "بأداء" وفشل حزب الله بحسم سريع لمعركة القلمون، الذي كانت تريد إيران الاستفادة منه في مفاوضاتها النووية في ظل تراجع كبير لقوات الاسد في جبهات عديدة في الداخل السوري، مما أحرج طهران التي لجأت إلى موسكو، بضرورة إعطاء جرعة مالية وعسكرية للنظام الاسدي، وزيادة الخبراء العسكريين الروس وارسال عدد من الطيارين.

وأشار المصدر نفسه إلى أن عدد الايرانيين الموكلة إليهم مهام قيادة المعارك في الجهة الشرقية للبنان، تتراوح بين الخمسين الى السبعين عنصراً، بين قياديين وخبراء واستشاريين، وقد تم إنشاء غرفة عمليات ميدانية في إحدى حسينيات بلدة (بريتال)، مشيراً إلى ان العقيد الايراني كريم غوابش مستشار الحرس تم قتله في محيط مدينة الزبداني. وحول أعداد عناصر حزب الله أكد المصدر العسكري لـ(أورينت نت) بان اجمالي العدد حوالي خمسة الاف عنصر متواجدين على امتداد الجبهة الشرقية، من (بعلبك) حتى جرود (عرسال) و(بريتال)، إضافة إلى حوالي ثلاثمئة عنصر من مجموعات شيعية أجنبية من العراق وأفغانستان، موجودين في السلسلة الشرقية من الجهة السورية وقد أبلغ الجيش (حزب الله) بعدم امكانية دخول هذه العناصر وخروجها عبر الحدود اللبنانية. وإعتبر ان دخول الجيش اللبناني الى بلدة (عرسال) كان لحماية البلدة من فتنة كان يريدها حزب الله من هجوم كان يحضر له من خلال عشائر شيعية وتحت ذريعة ان "ارهابيين" يسرحون ويمرحون في هذه البلدة، وبالتالي تم حماية المخيمات السورية من مجزرة حقيقية عنوانها محاربة التكفيريين، مؤكدا أن ضغوطاً كثيرة تعرض إليها الجيش لإقحامه، في مواجهة مفتوحة مع الثوار السوريين، وأن بعض عمليات القصف التي تسجل من قبل الجيش اللبناني، هي لتنفيس الضغط أحيانا، ولمنع أي تسلل الى مناطق محددة، ولاسيما في (البقاع) الشرقي ومنطقة (القاع) وشمال جرود (عرسال) حيث تتواجد مجموعات لتنظيم الدولة الإسلامية

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/7/2015

الأحد 19 تموز 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تضرع البطريرك الماروني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، إلى الله والقديسين، وإلى القديس شربل خصوصا في عيده اليوم، من أجل انتخاب رئيس لجمهورية لبنان، وإخراجِ لبنان من أزمته.

في الغضون، وبعد استراحة عيد الفطر المبارك، تنشط الحركة السياسية مطلع الأسبوع، وتتحرك الاتصالات لتأمين الظروف المؤاتية لتعبيد الطريق أمام جلسة هادئة ومنتجة لمجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، ولفتح دورة استثنائية لمجلس النواب لإقرار مشاريع قوانين في أدراج المجلس النيابي، بات واجبا إقرارها في أسرع وقت.

ولعل أبرز ما يقض مضاجع الحكومة، استحقاق ملف النفايات وإقفال مطمر الناعمة الذي سيفرض نفسه على طاولة جلسة مجلس الوزراء الخميس.

وبين السياسة والبيئة، يبقى الأمن الملف الطاغي، خصوصا بعد التفلت الأمني الأخير، وتفاقم ظاهرة الخطف وآخرها خطف التشيكيين الخمسة يرافقهم لبناني في كفريا، وقد نفذ الجيش أعمال دهم في "سرعين" والمنطقة بحثا عنهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هل تملأ النفايات شوارع لبنان؟ أزمة تترقب حلولا سياسية ومعالجات حكومية مفقودة. "سوكلين" لا تزال تنفذ عمليات الكنس والجمع والنقل باستثناء الطمر. لكن إلى متى تستوعب مخازن الشركة؟ وكيف سيكون الحل؟

أسئلة ثقيلة تنتظر البت الأسبوع المقبل، بعد عطلة عيد الفطر، وتقتحم عمليا مجلس الوزراء الخميس المقبل. وبالفعل فإن الوزير أكرم شهيب أكد لل "ان بي ان" ان ملف النفايات فرض نفسه بقوة على مجلس الوزراء قبل أي موضوع آخر، لأن قدرة استيعاب مراكز تجميع النفايات هي أربعة أيام بعد اقفال المطمر، وبالتالي فإننا بين الثلاثاء والأربعاء سنكون أمام واقع بيئي خطير جدا، وستعم روائح النفايات بيروت وضواحيها.

شهيب أكد ان النفايات مشكلة خطيرة وقائمة اذا لم تعالج. كما انها صناعة رابحة إذا ما عولجت بطريقة علمية وبيئية، وعلى المعنيين أن يختاروا بين صناعة منتجة أو مشكلة دائمة. وبالتالي ان يسرعوا بالحل، مشددا على ان النقطة الأهم هي ان "اللقاء الديمقراطي" اتخذ قرارا لا عودة عنه على الاطلاق باقفال مطمر الناعمة.

أبعد من لبنان، كان الارهاب هاجسا يكبر ويقتحم المشهد السعودي، فأعلنت المملكة الاستنفار والقبض على مئات "الدواعش" واجهاض مشاريع ارهابية. فهل تكفي الخطوة، خصوصا ان الارهاب يتمدد من العراق وسوريا بطبيعة الحال، إلى السعودية والجزائر ومصر وليبيا وتونس وكل الدول العربية؟ لا يحيد الارهاب عن الساحة، ما يفرض توحيد الجهود وتحديد الأولويات.

نوويا سلك الملف طريقه من طاولة التفاوض المنتج، إلى النقاش الأميركي المحرج. الخارجية أرسلت الاتفاق إلى الكونغرس. الجمهوريون توعدوا باسقاطه بقوة الغالبية، لكن سلاح الفيتو مشرع بيد الرئيس باراك أوباما، لا خيار حينها أمام الحزب الجمهوري الا الاستعانة بالديمقراطيين لتأمين الثلثين في الكونغرس. ولا يبدو ان الجمهوريين يستطيعون خرق الحزب الديمقراطي، رغم التحشيد الذي يقف خلفه اللوبي الصهيوني بدفع من رئيس الحكومة الاسرائيلية، علما ان وزير الحرب الأميركي يبدأ جولة شرق أوسطية لطمأنة حلفاء واشنطن وفي طليعتهم تل ابيب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

نفخ العدوان السعودي في كل قنواته ونسج بطولات على الشاشات، زاعما ان عدن قد سقطت. مرت الساعات تلو الأخرى والجيش اليمني واللجان يستخدمون سلاح الصبر وقراءة الميدان. امتصوا الصدمة، أحكموا الاستعداد للرد، ثم استدرجوا قوات الانزالات المدعومة برا وجوا إلى حدود المدينة، وهناك بددوا تأثيرها ثم أطلقوا العنان للمعركة المضادة، والنتيجة: ميليشيات هادي اليوم محاصرة بنار الجيش واللجان في البقعة التي استولت عليها في مطار عدن، وباتت كل محاولات اصطناع الانتصارات الوهمية بحكم الساقطة.

جبهة أخرى تشهد تقدما مدروسا ومتقنا ضد الارهاب، الجيش السوري ومجاهدو المقاومة يقطعون شرايين إمداد التكفيريين في الزبداني، ويسيطرون على المعابر التي تربط سهل الزبداني بامتداداته الجغرافية جنوبا.

في التطور الاقليمي، الأنظار تبقى على ايران غدا، مع موعد اطلاق وزير الاقتصاد الالماني باكورة الاتفاقيات الأوروبية والدولية المتبادلة مع طهران في عهد الاتفاق النووي. خطوة تنطلق من تحت قبة السداسية الدولية، مدعمة بفريق اقتصادي وتجاري وتهدف لاعادة رفع قيمة التبادل الذي خفضته العقوبات.

في لبنان، عطلة العيد ألقت ظلالا ثقيلة على النشاط الرسمي، ولكن، ما تسلل من تحتها في ملف معالجة النفايات يوحي بمطلع أسبوع ساخن. وبات واضحا ان هذا الملف سيقتحم جلسة الحكومة الخميس المقبل بكل قوة. وفي الأثناء، يستمر العمل لايجاد حلول سريعة تسابق الكارثة التي ستجتاح شوارع العاصمة ومناطق جبل لبنان، بعدما يعود أهلها من العطلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

سيدنا البطريرك، اشارتك بالاصبع إلى النواب معرقلي الاستحقاق الرئاسي أمس، ودعاؤك إلى مار شربل بعيده ان يصحي ضمائرهم، لن يغيرا في وقف المنقلبين على الموقع الماروني الأول الآن. لكن كلامك الصريح والمكرر يا صاحب الغبطة، إذا كان الخطوة الأولى في مسار منهجي لاستعادة الجمهورية، فلا بد ان يفعل فعله، وهو بحق الاستطلاع الحقيقي الذي يلغي كل الاستطلاعات، وهو الفعل الوطني المجدي الذي يخرجنا من صف الانتظار المعيب لاستجداء رئيس.

في انتظار جلاء الصورة الرئاسية، يجتمع مجلس الوزراء الخميس، وهو لن يتعافى من صدمة الجلسة السابقة. فالجلسة السابقة التي اجتاحها تصرف الشارع، تنعقد هذا الأسبوع في ظل تهويل العماد عون بالمزيد من الشارع، ساعيا إلى فرض بند تعيين قائد الجيش على جدول الأعمال. لكن الضغط الأكبر يتمثل في انفجار ملف مطمر الناعمة بعد اقفاله، وفي معضلة عدم ايجاد المطامر البديلة، الأمر الذي سيلزم مجلس الوزراء، على التعاطي مع الأمر كما تعاطى مع ملف تصدير المنتجات الزراعية.

كل هذا والبلاد تنزلق إلى دوامة الجريمة، حيث يهدد المهربون والخاطفون والقتلة حياة الأبرياء، بدافع القلة ونتيجة تراجع هيبة العدالة ولكون البعض فوق القانون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

انتهت عطلة عيد الفطر. غدا تعود البلاد إلى همومها البعيدة عن فرح الأعياد وزهوها. أول الاستحقاقات المطروحة قضية النفايات. قضية هي بحجم فضيحة دولة كاملة. دولة صرفت مليارات الدولارات على أغلى طن نفايات في العالم، ولم تتمكن طيلة عشرين عاما من إيجاد حل لها. لماذا؟ لأن المليارات المصروفة لم تكن لرفع النفايات، بل لدفع الرشوات وبلع أصحاب المحسوبيات وسرقة أموال البلديات وتنفيع مافيات الحزبيات.

مليارات سرقت ونهبت وأهدرت. وغدا سيقولون أن هناك أزمة خطيرة اسمها النفايات. لماذا تكبير القضية؟ لأنها مرتبطة مباشرة على ما يبدو بالاستحقاق التالي، أي بموعد جلسة الحكومة يوم الخميس المقبل. ذلك أن الاتفاق الذي أنهى جلسة الاشتباك الأخيرة، قضى بأن تكون الجلسة المقبلة مخصصة لمناقشة آلية عمل الحكومة. أي أنها جلسة بلا جدول، إلا المادة 62 من الدستور.

لكن المناورة المكشوفة والمفضوحة بدأت تظهر. يكبرون قضية النفايات، للوصول إلى جلسة الخميس وسط أكوام النفايات في الشوارع. بحيث يأتي تمام سلام، ويبادر إلى القول إن هناك مسألة طارئة، لا بد من طرحها من خارج الجدول. وذلك في تكرار سمج لبند الصادرات الزراعية في الجلسة ما قبل الأخيرة، وبند اعتمادات المستشفيات في الجلسة الأخيرة.

إنها معادلة إغراق في النفايات من أجل تعويم الحكومة. ما قد يعني العودة إلى المشكل، على طاولة الحكومة، وربما في الشارع. فيما الدولة تزداد تحللا وتفككا. فبعد القتل بالسكين وبدم بارد في وسط الشارع، جاء دور الخطف الجماعي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

مضى عيد الفطر، وانتهت معه العطلة التي فرضت هدوءا نسيبا على مختلف الجبهات السياسية.

ملفات عديدة بالانتظار. قضايا عالقة تبحث عن حلول، منها السياسي والانمائي البيئي والاجتماعي.

غدا، تعود دورة الحياة إلى طبيعتها، وسط ترقب لجلسة مجلس الوزراء، الذي يعود إلى الاجتماع يوم الخميس، مع ازدحام الملفات على طاولته، من آلية العمل، إلى النفايات وعمليات الخطف، وملف العسكريين المختطفين.

ازدحام الملفات فرض نفسه خصوصا مع خطف التشيكيين الخمسة مع سائقهم في البقاع يوم أمس، ومع البحث عن طروحات بديلة لمطمر الناعمة قبل تفاقم ازمة النفايات، بالاضافة إلى ارتفاع معدل الجريمة الاجتماعية واختلاف أوجهها في لبنان.

وعلى الرغم من تعدد القضايا واختلافها، فقد حملت عطلتي العيد ونهاية الأسبوع مساحة من الفرح قبل مواجهة اللبنانيين، مسؤولين ومواطنين، لمسؤولياتهم في مواجهة التحديات التي باتت تهدد كيانهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

نجحت الدولة في منع التمديد لعطلة عيد الفطر، وفرضت الاثنين يوم عمل عاديا في المؤسسات الممددة وتلك الرازحة تحت التعطيل.

انتهى موسم العيد على حوادث محزنة متفرقة بين مجرى نهر وشواطىء بحر. وعلى غموض لف قضية المخطوفين التشكيين. أما قضية العسكريين فلم ينجح خاطفهم أبو مالك التلي في ترصيع صورته بأحجار ماسية أو انسانية بعد ترتيب زيارة الاهالي لأبنائهم. فالخاطف يظل خاطفا وبرتبة مجرم يحتجز حرية عسكريين اقتادهم من منازلهم في عرسال، ولم يكونوا على جبهة القتال، ولم يكن "حزب الله" في حينه قد دخل معارك القلمون أو الجرد.

أبو مالك الذي ظهر اعلاميا أمس كصاحب قضية، هو ليس سوى زعيم عصابة ضاق فيه الجرد ويبحث عن ممر آمن بعدما أصبح أعداؤه كثرا، من ربيبته "داعش" إلى الجيش السوري ف"حزب الله"، فأين المفر؟ لم يظهر على ساحة القتال إلا كراعي سيارات مفخخة ومرسل انتحاريين وخاطف العسكريين وزير نساء الارهابيين. هل يعرفه ثوار سوريا؟ هل سبق له الجهاد على قضية محقة؟

وإذا كان قد ابتدع عيدية للأهالي عبر السماح لهم بزيارة أبنائهم، فلن تدخله تلك الحركة العالم الانساني، وسيبقى التلي ومن امامه "أبو طاقية" وكل من شارك بالخطف، زعماء حرب من الصنف البربري الذي لا تشفع لهم أي بدعة، فحق العسكريين وأهلهم هو الافراج عنهم دون شروط. أما نساء أبو مالك التلي اللواتي يطالب بهن، فقد يكون السجن أنصف لهن، إذا ما كن سيتحولن بعد الافراج عنهن إلى جوار في دياره غير العامرة.

هو يبحت عن مخرج يزينه ببادرة يدعي فيها الانسانية، ويغطيه بصورة من رحم "النصرة"، لكن من حق اللبنانيين الا يخدعوا، وكفاهم ضيافات وكرم خطف.

أبو مالك من ضمن خلايا ناشطة، سيأتي زمنها كما أتى في عاصمة الخلايا السعودية، فالمجموعة العنقودية التي تم القبض عليها أمس، ليست بالخبر العابر. أربعمئة وواحد وخمسون شخصا خططوا لاستهداف مساجد ورجال أمن وبعثات دبلوماسية، أصبحوا في قبضة الأمن السعودي. لكن الانجاز النوعي لقوات الأمن السعودية، أضاعته المملكة بضربة سياسية عندما أعلنت ان هؤلاء ارهابيين مرتبطين ب"داعش" خططوا من المناطق المضطربة في دول الجوار لاثارة الفتنة الطائفية واشاعة الفوضى.

فمن المقصود بدول الجوار؟ ولماذا الغموض في عملية تحتاج كل الشفافية؟ أوليس في تشكيكها هذا مربض بث الأجواء المذهبية؟ ان الاعلان السعودي عن دولة تقود خلايا الارهاب العنقودية، سيتسبب بفتنة انشطارية وسيوسع الهوة بدل ردمها. فلماذا لم تعالج السعودية ارهابها على الطريقة الكويتية، عندما أرست دولة الكويت معالم الفة طائفية واتبعت سياسة الصلاة الواحدة العابرة على جرح التفجير؟

لقد انجزت شعبة معلومات المملكة عملا أمنيا يدخل في تصنيف الانجاز، فلتكمل به وتسمي الأشياء بارهابه، فإذا كانوا من فصيلة "داعش" العاملة على بث الارهاب، فحولوا تحالفكم المقتدر عسكريا من اليمن إلى العدو الحقيقي الذي يحمل الرقم واحد لجميع الدول. ما صرفتموه من سلاح فوق اليمن قادر على مطاردة دولة ارهابية تنشأ فوق عروش العرب، وستطيح بها متى استطاعت إلى الغزو سبيلا.

 

أسرار الصحف ليوم الأحد 19 تموز 2015

موقع القوات اللبنانية

الديار

ليس في وقته..

رأى مصدر سياسي مطلع أنّ تصعيد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ليس في وقته ولا مكانه المناسبين، وأنه كان من الأفضل له لو يسعى لتقريب وجهات النظر، بدل الحديث عن مظلومية سنية وظلامية مسيحية وما شابه. وأشار المصدر إلى أنّه، إذا كان لدى المفتي دريان وغيره من السياسيين السنّة تحفّظات على الخطاب الطائفي المتشنّج الذي يعتمده البعض، فإنّ الردّ عليه لا يفترض أن يكون أبداً بتبني هذا الخطاب نفسه ولكن في الاتجاه المعاكس، لأنّ هذا الأمر سيسعّر النار المشتعلة أصلاً..

قواعد الجنرال لا زالت قويّة !!

اشارت المعلومات الى ان التيار الوطني الحر وبعد ما طاله من انتقادات على خلفية الحشد القليل الذي حصل مؤخراً امام السراي الحكومي، فان نوايا ظهرت لدى هذا التيار بالرد على الارض شعبياً وفق حشود كثيفة كي يتأكد الجميع انه ما زالت قواعده قوية في مختلف المناطق.

عاصمة إقليميّة: لا مطالب لنا في لبنان

نقل زوار عاصمة اقليمية تأكيدهم ان القيمين على هذه الدولة يشددون على ان لا مطالب لهم في لبنان ولا رأي لهم في الاستحقاقات اللبنانية وخصوصاً رئاسة الجمهورية وان حق التقرير او النقض مرهون بحلفائهم وهذا الكلام قد بلغوه لكل من اتاهم زائرا وسائلا وطالبا التدخل من فرنسيين وخليجيين وحتى من الاميركيين. وينقل هؤلاء الزوار عن احد المسؤولين البارزين في الدولة المذكورة ان الاتفاق اللبناني – اللبناني هو السبيل الوحيد لحلحة الامور وان القرار الداخلي اللبناني بات مؤثرا جدا وهو سيكون نافذا اكثر من اي وقت مضى. فالمنطقة تتغير ومعالمها السياسية تتبدل وآن آوان الصفقات الكبرى والتسويات ولبنان ليس الا مجرد تفصيل صغير فيها رغم ان الوفاء للحلفاء وعدم التخلي عنهم امر ثابت ولا عودة عنه.

غابة لا وطن !!

أسف مصدر سياسي لكثرة الجرائم التي تهزّ الوطن هذه الأيام، والتي إن دلّت على شيء، فهي تدلّ على أنّنا نعيش في غابة ومزرعة لا في وطن، وأنّ الدولة غائبة تمامًا، وهي لا تقوم بواجباتها، وأنّ ما يشغلها هو قشورٌ وتفاصيل. ورأى المصدر أنّ الجرائم التي تحصل وعدم محاسبة القتلة بفعل المحسوبيات أمرٌ يستدعي إعلان حالة الطوارئ لإنقاذ ما تبقى لهذا الوطن من هيبة، لأنّ الأخلاق باتت عملة نادرة ليست متوفرة عند أحد.

لبنان ليس «جمهوريّة موز»

قالت مصادر وزارية إن القضاء اللبناني مدعو لوضع اليد على جميع القضايا، مشيرة إلى من يريد أن يغطي المجرمين عليه أن يتحمل المسؤولية السياسية عن ذلك، مشددة على أن المواطن إذا لم يجد الحماية المطلوبة من الجيش والقوى الأمنية، سيتوجه إلى مصادر أخرى للحماية. مشيرة إلى أن لبنان ليس جمهورية موز، وبالتالي، على الحكومة اللبنانية تأمين أمن المواطنين وسلامتهم تحت أي ظرف.

لـ «النووي» انعكاسات على لبنان؟

قلّل مصدر سياسي من شأن ما يُحكى عن انعكاس الاتفاق الايراني الغربي على لبنان، سواء على صعيد الاستحقاق الرئاسي أو غيره من الاستحقاقات، وأشار المصدر إلى أنّ هذا الاتفاق لن ينعكس على لبنان سوى من بوابة الحفاظ على الستاتيكو والاستقرار القائم أصلاً، وبالتالي التمديد للقرار الدولي المتخذ أصلاً بحفظ الأمن في لبنان في هذه المرحلة ومنع العبث به الذي قد يؤدّي لما لا تُحمَد عقباه.

 

إفتتاحيات الصحف ليوم الأحد 19 تموز 2015

موقع القوات اللبنانية

الديار

جعجع يلبّي دعوة السعودية فماذا تريد المملكة من لبنان؟

الراعي يعلن موقفا: على مقاطعي الجلسات النزول الى المجلس لانتخاب الرئيس

خطف 5 تشيكيين لمبادلة اسير واهالي العسكريين زاروا اولادهم لدى «النصرة

ماذا تريد المملكة العربية السعودية من الساحة اللبنانية؟ سؤال مطروح بعد دعوتها قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لزيارتها وتلبية الدعوة من الدكتور جعجع الذي سافر بطائرة خاصة لمقابلة كبار المسؤولين.

ليست المشكلة في مواقف الدكتور جعجع، لكن السعودية التي رأت التقارب بين عون وجعجع في الفترة الاخيرة، «انشغل بالها وهي التي تخوض معركة الطائفة السنية في لبنان، وتريد ان ينهزم العماد عون في مطالبه المسيحية.

في المرة الماضية كان الدكتور جعجع ضد التمديد لمجلس النواب، وبعد زيارة طارئة للسعودية عاد منها وأيد التمديد لمجلس النواب. ويبدو ان السعودية لا تريد تقارب المسيحيين، بل تريد ان يبقوا مقهورين، ولذلك ستبحث مع الدكتور جعجع علاقته مع عون وتطلب منه الدفاع عن الطائف وعدم مجاراة عون في الضغط على رئيس الحكومة من اجل أن ينال المسيحيون مطالبهم.

لا خوف على مواقف الدكتور جعجع، فهو وقع ورقة النوايا مع العماد عون، وقرر ان تستقر الساحة المسيحية، وان لا يبقى التوتر بين العونيين والقواتيين، لكن المشكلة هي في موقف المملكة العربية السعودية التي تريد اضعاف وجه لبنان المسيحي – الاسلامي، وتغليب الطائفة السنية على بقية الطوائف، اضافة الى انها تريد ان يتم شن هجوم مسيحي على الاتفاق الايراني حول الملف النووي.

الدكتور جعجع صرح ان المنطقة بعد الاتفاق النووي مقبلة على مزيد من التصعيد، وليس على التهدئة واكد تمسكه باتفاق الطائف في الوقت الراهن لانه لا بديل عنه، وفي غياب البديل ليس من الحكمة تغيير النظام. واضاف جعجع ان تطبيق الطائف يبدأ من نقطة اساسية نص عليها هذا الاتفاق وهي عدم وجود سلاح غير شرعي خارج نطاق الدولة اللبنانية.

موقف الراعي

وكان العماد عون قال في خطاب له ألا يطلب احد منه النزول الى المجلس النيابي لانه ليس المهم انتخاب رئيس الجمهورية في ظل هذه الاوضاع، بل اجراء انتخابات نيابية، فيما للبطريرك الراعي موقف مخالف، حيث قال : ان الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية وليس الانتخابات النيابية، وان المقاطعين لجلسات الانتخاب هم المعطلون للانتخابات الرئاسية وعليهم تسمية مرشحهم والنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية.

ووجه الراعي النداء الى أعضاء الكتل السياسية والنيابية في لبنان لان يكونوا على مستوى مسؤولياتهم الوطنية. فبعد سنة واربعة اشهر تخللتها ست وعشرون دورة انتخابية فاشلة بسبب مقاطعة فريق وتعطيل النصاب، اصبح من واجب كل فريق اعلان مرشحه الحيادي القادر والجامع، لرئاسة الجمهورية، ويتوجه الجميع الى المجلس النيابي بشجاعة ومسؤولية، وينتخبون الرئيس الملائم للبلاد.

اهالي العسكريين زاروا ابناءهم

في مشهد «ابكى كل اللبنانيين وكل من حضر محطة الـ «M.T.V وهي تنقل لقاء اهالي العسكريين بابنائهم المخطوفين لدى جبهة «النصرة منذ اكثر من سنة في جرود عرسال.

اللقاء كان مؤثراً، حيث ارتدى العسكريون «زي جبهة النصرة وحضنوا الامهات والاباء والزوجة والاولاد في عناق مؤثر، وسط الدموع وسيل الاسئلة عن الصحة و«الاحوال واختلطت «دموع الفرح بالحسرة واللوعة، وسط سيل من الاسئلة عن الاهل والاقارب والاصدقاء، خصوصاً ان عدداً من اهالي العسكريين شاهدوا اولادهم للمرة الاولى. كما ان بعض العسكريين شاهدوا اولادهم الذين رزقوا بهم وهم في «الاسر للمرة الاولى.

وكما كان الاستقبال «حزيناً فان الوداع كان اكثر حزناً ومرارة، بعد ان انسلخت قلوب الاهل والابناء عن بعضها وسط اسئلة ودعوات الى الله سبحانه وتعالى متى سيتم الافراج؟ واين؟وكيف؟ وهل سيطول الانتظار؟

الاهالي انطلقوا من ساحة عرسال عند التاسعة صباحاً في 3 فانات، محملة بالالبسة والمواد الغذائية، وحلوى العيد، ووصلوا الى مكان اقامة اولادهم بعد ساعة ونصف قطعوا خلالها حواجز الجيش اللبناني، ووصلوا الى المغاور، متجاوزين بعض المناطق الخطرة الخاضعة لسيطرة «داعش في ظل العلاقة المتوترة بين الطرفين. واستمرت الزيارة حتى الساعة السادسة مساء.

واعلن اهالي العسكريين بعد عودتهم ان لا مفاوضات بين الجبهة والدولة اللبنانية، وان الدولة «لا تسأل عن ملف العسكريين.

وفي حين رفض الاهالي التحدث بشكل مفصل عن اللقاء الذي دام ساعتين ونقل ما ابلغهم اياه مسؤول جبهة النصرة في القلمون ابو مالك التلي، اكدوا ان اولادهم بخير وبصحة جيدة ويتم تأمين المأكل والمشرب لهم.

وقام الاهالي بزيارة الى مخيمات اللاجئين السوريين برفقة الشيخ مصطفى الحجيري، ولفتوا الى ان اوضاعهم مزرية وينقصهم الخبز والدواء، كما رافق الحجيري الاهالي في زيارتهم لاولادهم.

واشار امير «جبهة النصرة في القلمون ابو مالك التلي الى «ان المفاوضات بشأن العسكريين شبه مقطوعة، لكن منذ شهرين كنا متفقين مع الدولة اللبنانية على تحرير عسكريين اثنين مقابل 6 اخوات من السجون اللبنانية، الا ان الملف توقف بعدها. ومن ثم تواصلوا معنا منذ 10 ايام لاخراج هذين الاثنين مقابل الاخوات

ولفت التلي في حديث تلفزيوني الى ان «جمانة حميد غرر بها لتدخل بسيارة لا علم لها انها مفخخة، والاخوات في السجون اللبنانية لا ذنب لهن الا انهن مسلمات، والان ليس هناك اي مفاوضات تجري مع الدولة اللبنانية

واكد انه «في المرحلة الاولى الان اذا تم اخراج الاخوات من السجون ساحرر 3 شباب من العسكريين، والمرحلة الثانية ان يرفع الحصارعن اللاجئين السوريين، وعلى اهل لبنان ان يتحملوا نتيجة افعال «حزب الله، مشددا على انه «عرض علينا اموال لكن لسنا بحاجة الى اي مال ومن بين الذين يطالب بهم التلي «جمانة حميد، سجى الدليمي وعلا عقيلي

خطف 5 تشيكيين في البقاع

في عملية ما زال يكتنفها الغموض حول خلفياتها ومسبباتها، وهل هناك عودة لعمليات خطف الاجانب في لبنان في ظل تكتم من القوى الأمنية عن الأهداف وراء الحادثة، رغم ان الخيوط الاولية افادت ان سائق سيارة الفان الذي نقل التشيكيين من بيروت الى البقاع يدعى منير طعان فياض من بلدة انصار في الجنوب وموظف في اوجيرو وان شقيقه علي طعان موقوف في تشيكيا منذ سنة بتهمة الاتجار بالاسلحة، وان عملية الاعتقال في تشيكيا تمت بعد معلومات قدمتها الاجهزة الامنية الاميركية الى السلطات التشيكية، وكان اهالي علي قد نفذوا اعتصاماً امام السفارة الاميركية في عوكر منذ اشهر وطالبوا فيه بالافراج عن شقيقهم.

وفي التفاصيل انه عثر صباح امس على سيارة في منطقة كفريا في البقاع الغربي، وفي داخلها خمسة جوازات سفر تشيكية، وحقائب سفر وحقيبة تحوي أموالاً، وكاميرات. وفيما بعد تابع فرع المعلومات التحقيقات وعمل على نقل السيارة الى بيروت، وأُفيد أن خمسة تشيكيين فقدوا مع سائقهم اللبناني.

وأشارت المعلومات الى ان سائق التاكسي مفقود منذ ليل اول من امس، وأن عملية الخطف جرت على خلفية المبادلة بلبناني أوقف في تشيكيا.

وتبين من التحقيق ان سائق سيارة الـ«كيا التي تحمل الرقم 102470 ن وهي باتت في فصيلة جب جنين، هو منير طعان (50 عاما) ويعمل سائق تاكسي في مطار رفيق الحريري الدولي.

وكان التشيكيون وصلوا في 1 ايار الى لبنان ثم عادوا من جديد في 7 حزيران.

وقامت مخابرات الجيش امس بعمليات مسح وتفتيش واسعة للفنادق في البقاع الغربي، كما فتشت صيدلية العموري في كفريا، حيث توقف سائق الاجرة.

وعلم ان التشيكيين الخمسة هم: شرفاك جان، حمصي ادم، دوبلس ميرسكلاف، كوفون بارفيل وديبسيك مارلين بيسيك. وافادت معلومات انهم صحافيون.

الشرق الأوسط

السعودية تطيح خلايا عنقودية مرتبطة بـ”داعش”.. وتديرها دول

اعتقال 431 بينهم أجانب خططوا لاستهداف مساجد ورجال أمن وبعثة دبلوماسية

سددت قوات الأمن السعودية ضربات قاصمة للإرهاب إثر تمكنها من تفكيك خلايا إرهابية «عنقودية مرتبطة بتنظيم داعش وتدار من الخارج، خططت لاستهداف مساجد ومنشآت حكومية وأمنية، وبعثة دبلوماسية.

وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس، القبض على 431 عنصرا أغلبهم سعوديون وبينهم أجانب من 9 جنسيات مختلفة، خططوا من المناطق المضطربة في دول الجوار لإثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى وتفجير 7 مساجد في مدينتي الرياض والدمام خلال صلاة يوم الجمعة.

وقال العميد بسام عطية, المسؤول في وزارة الداخلية خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض, أمس, إن تنظيم داعش اصبح بمثابة ميليشيات تقود حربا بالوكالة لصالح دول تستهدف السعودية.

بدوره, أوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، أن المقبوض عليهم، وبينهم عناصر يحملون الجنسية اليمنية والمصرية والسورية والأردنية والجزائرية والنيجيرية والتشادية، وآخرون غير محددي الهوية، شكلوا 4 خلايا إرهابية، بقيادة سعودي على تواصل مع «داعش في سوريا، وأن التنظيم الإرهابي استغل نحو 40 امرأة إلى جانب أطفالهن لتنفيذ مخططاته.

وحسب وزارة الداخلية السعودية فقد حدد لكل خلية دورها، إذ تشترك اثنتان منها في الرصد الميداني للمواقع المستهدفة، فيما تتولى الخلية الثالثة تجهيز الانتحاريين، أما الرابعة فكانت مهمتها تصنيع الأحزمة الناسفة.

وقال اللواء التركي, خلال المؤتمر الصحافي، إن هذا التنظيم نفذ عددًا من العمليات الإجرامية شملت حادث استهداف المصلين بقرية الدالوة بمحافظة الأحساء، وإطلاق النار على دورية الأمن العام شرق مدينة الرياض، وحادث إطلاق النار على دورية لأمن المنشآت أثناء تأديتها عملها بمحيط موقع الخزن الاستراتيجي جنوب مدينة الرياض، وحادث استهداف المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح، واستهداف المصلين الفاشل بمسجد الحسين بن علي، بحي العنود بالدمام.

وأكد المتحدث الأمني إحباط عمليات إرهابية مروعة خطط لها تنظيم داعش خلال أيام شهر رمضان، والبعض منها حدد لتنفيذها في التاسع من الشهر الفضيل، لتتزامن مع عمليات التنظيم الإرهابية التي نفذت في الكويت وتونس وفرنسا

الحياة

أهالي العسكريين المخطوفين لدى «النصرة يعيّدون مع أبنائهم وينقلون مطالبها

انتقل أهالي العسكريين المخطوفين الـ 16 لدى «جبهة النصرة إلى جرود عرسال أمس للقاء أبنائهم لمناسبة عيد الفطر بعدما تلقّوا اتصالاً من الشيخ مصطفى الحجيري أول من أمس نقل إليهم سماح أمير الجبهة أبو مالك التلي بالزيارة. وانطلقت حافلتان تقلاّن 60 شخصاً من أهالي العسكريين وأولادهم للمرة الأولى عند التاسعة صباح أمس من دورس عند مدخل بعلبك الجنوبي إلى بلدة عرسال عبر الطريق الرئيسية، ثم إلى جرودها بعد المرور على حاجز للجيش.

وأكدت منى جعجع شقيقة العسكري المخطوف بيار جعجع لـ «الحياة بعد عودتها من الجرود مع شقيقه وزوجته وولديــــها أن «العسكريين جميعهم بصحّة جيدة ويعامَلون أحسن معاملة، ناقلة عن أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي أن «دولتكم تكذب علينا ولدينا مطلبان، الأول يتمثّل بإطلاق سجى الدليمي وجمانة حميّد من سجن رومية والثاني بتأمين ممر آمن للمهجرين السوريين في المخيمات لينتقلوا إلى بلدة فليطة السورية

كما نقلت عنه قوله: «علينا أن نتساعد وإياكم لنصل إلى حل وأوضحت منى أن اللقاء جمع المخطوفين وزوارهم في مكان واحد وامتد نحو 90 دقيقة. أما نبيهة خوري والدة العسكري جورج خوري فرفضت الإفصاح عن أي معلومة قبل اجتماع سيعقد مع أهالي العسكريين، مكتفية بالقول إن العسكريين كلهم بصحة جيدة.

وكان حمزة حمص والد العسكري المخطوف وائل حمص لفت قبل انتقاله إلى الجرود إلى أن «الزيارة كانت مقررة أول من أمس ولكن بسبب الوقت الضيّق بسبب الأعياد أرجئت الزيارة إلى اليوم

أما طلال طالب والد العسكري المخطوف محمد فقال: «ليست لدينا دولة لأنها نسيت أن لديها عسكريين مخطوفين منذ سنة، وهناك كيدية سياسية عند البعض

وأكد فادي مزاحم عم العسكري المخطوف لامع مزاحم لـالحياة والذي لم يستطع مرافقة الأهالي بعد طلب أمير الجبهة أبو مالك عدم اصطحاب الرجال بالنسبة إلى المخطوفين من الطائفة الشيعية، أن الأهالي حملوا معهم أغراضاً تضمّنت ملابس وجبات غذائية وأطعمة ومؤن وفراشي أسنان ومعاجين حلاقة ومبلغا من المال. وحُدِّدت لوائح المطالب بناء على احتياجات كل مخطوف وأُرسلت عبر رسائل «واتساب واعتبر مزاحم أن «دموع الفرح امتزجت بدموع الحزن بعد تلقينا خبر السماح بالزيارة لأن الفراق صعب خصوصاً في العيد لكنّها فشّت خلقنا، لافتاً إلى أنهم «سيلتقون المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الثلثاء المقبل لمعرفة آخر المستجدات في ملف المفاوضات بعد عودته من قطر وخطوات الموفد القطري المقبلة وقال: «ننتظر ما يقال لنا عن مفاوضات واتصالات تُجرى لاطلاقهم.

وعكست الزيارة غصّة في نفوس أهالي العسكريين لدى «داعش الذين لم يتواصوا مع أبنائهم في العيد، وكشف حسين يوسف والد العسكري المخطوف لدى «داعش محمد «أن تنظيم داعش ينتظر عملية التبادل بين جبهة النصرة والدولة اللبنانية ليبني عليها مواصلة مفاوضاته ويلمس صدقية الحكومة في تنفيذها شروط النصرة، وفق ما وردنا من بعض المعنيين بالملف

النهار

هل عادت ظاهرة خطف الاجانب الى لبنان؟ موقف متقدم للراعي من معطلي الرئاسة

إذا كانت عطلة عيد الفطر دفعت اللبنانيين كما القوى السياسية الى الاسترخاء والابتعاد عن الهموم واعباء الملفات والاستحقاقات العالقة، فإن العيد لم يحجب اياً من هذه التحديات التي تطل برأسها مجددا مع بداية الاسبوع تحت وطأة استحقاقات داهمة في مقدمها ملف النفايات، فضلا عن الوضع الحكومي.

غير أن العطلة شهدت خرقاً أمنياً خطيرا تمثل بعملية الخطف التي سجلت امس في كفريا وإستهدفت لبنانيا وخمسة اشخاص من الجنسية التشيكية. وشكل هذا الحادث الغامض مؤشرا خطيرا الى عودة ظاهرة خطف الاجانب في لبنان التي كان اخرها خطف سبعة استونيين في العام 2011 على طريق زحلة . وعلم ان الجيش اللبناني جرد عمليات بحث واسعة في البقاع وسط استنفار امني كبير لجلاء مصير المخطوفين . في المقابل شكلت مبادرة “جبهة النصرة” السماح لإهالي العسكريين المخطوفين بمقابلة أبنائهم بارقة أمل لهؤلاء في موسم العيد للإطمئنان إلى أبنائهم، ما لبثت أن خف بريقها مع إعلان الاهالي عقب لقائهم أبنائهم أن المفاوضات بشأن إطلاقهم مجمدة.

وكانت انطلقت صباحا ثلاث حافلات تقلّ أهالي العسكريين المخطوفين من أمام محطة الجبلي في بعلبك باتجاه عرسال للقاء أبنائهم في الجرود بعدما كان أمير جبهة النصرة أبو مالك التلي قد اتصل بالشيخ مصطفى الحجيري وأبلغه أنّه قرّر السماح لعائلات العسكريين بالذهاب إلى جرود عرسال للقاء أبنائهم بمناسبة عيد الفطر.

سياسياً، خرق البطريريك الماروني مار بشارة الراعي العطلة بتجديده دعوة النواب إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك من خلال النداء الذي وجهه إلى “الكتل السياسية والنيابية لأن يكونوا على مستوى مسؤولياتهم الوطنية”. وقال في حفل إفتتاح متحف آرام بازكيان، الذي اقيم في إطار نشاطات مئوية الابادة الأرمنية، في دار الأيتام التابعة لكاثوليكوسية بيت كيليكيا في جبيل انه “بعد سنة وأربعة أشهر تخللتها ست وعشرون دورة انتخابية فاشلة بسبب مقاطعة فريق وتعطيل النصاب، أصبح من واجب كل فريق إعلان مرشحه الحيادي القادر والجامع لرئاسة الجمهورية، ويتوجه الجميع إلى المجلس النيابي بشجاعة ومسؤولية، وينتخبون الرئيس الملائم للبلاد في الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية الراهنة”.

وقال ” ان الرئيس يعيد للمؤسسات الدستورية والعامة حيويتها الكاملة، ويقود مسيرة ما تحتاج إليه الدولة من إصلاحات. ولا يمكن أن تتم هذه من دون رئيس. وإن لم يفعلوا، فإنهم يضعون العربة أمام الأحصنة، ويهربون إلى الأمام من دون جدوى”.

ومسألة الهروب إلى الامام ستنسحب أيضا على الملف الحكومي على ما كشفت مصادر وزارية لـ”النهار”، مشيرة إلى ان هذا الملف سيطفو مجدداً بكل تعقيداته مع إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الخميس بعد إستراحة اسبوعين فرضتها أجواء التشنج والمواجهة التي سادت الجلسة الاخيرة نتيجة المواقف والتحركات التصعيدية لـ”التيار الوطني الحر”.

ولفتت المصادر إلى أن ترقب أجواء صاخبة في الجلسة يعود إلى أن البند الرئيسي يفترض أن يكون آلية العمل الحكومي، لكن تفجر ملف النفايات في ظل توقف مطمر الناعمة عن قبول النفايات سينقذ الجلسة وسيفرض نفسه بندا رئيسيا من خارج جدول الاعمال.

ولم تستبعد المصادر أن يسود نقاش جدي في هذا الملف الذي تجاوز بأبعاده السياسة والحسابات السياسية ليلامس كل منزل وكل شارع وبلدة في ظل التهديد الحقيقي بإنتشار النفايات في كل مكان. وأملت أن يكون التنسيق بين وزيري الداخلية نهاد المشنوق والبيئة محمد المشنوق كاملا من أجل طرح حلول عملية تقي البلاد تفشي النفايات في الطرق بعدما فاحت رائحتها، كما رائحة المماطلة في معالجة هذا الموضوع الحيوي طيلة الاشهر التسعة من عمر الحكومة. وقالت ان الحلول موجودة ومتاحة ولكنها في حاجة الى القرار السياسي لتأمين التعاون بين الدولة والبلديات بإعتبار ان الحلول المقترحة حاليا تقضي بتوزيع النفايات بالتساوي على مختلف الاقضية.

وأكدت المصادر ان الحلول المطروحة يمكن تحقيقها خلال اشهر قليلة إذا توافرت النية الجدية في التعاطي مع هذا الملف بمسؤولية وتحييده عن التجاذبات السياسية القائمة في البلاد، كاشفة عن اجماع القوى السياسية على رفض التمديد لشركة سوكلينوعلى ضرورة إيجاد حل لأزمة النفايات لكن المشكلة ان لا إجماع بين هذه القوى على القبول بأي حل للأزمة، بل أن كل فريق لديه الحل الذي يوافقه.

يذكر ان اهالي بلدتي عمشيت وحبالين قطعوا امس الطريق المؤدي الى مكب حبالين وذلك رفضاً لإدخال النفايات إلى المكب.

المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

 

توقيف متهم بقتل محمد عواضة في بعلبك

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش، ان مفرزة تحري بعلبك في قوى الأمن الداخلي، أوقفت المدعو ح. م. أ. عواضة المتهم بقتل محمد عواضة، اثر خلاف عائلي أدى إلى سقوط قتيل وجريحين عشية عيد الفطر.

 

طلال المرعبي أمل أن ينعكس الاتفاق النووي إيجابا على لبنان

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - أمل رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي ان "ينعكس الاتفاق النووي إيجابا على لبنان"، وتوقع "الوصول في الشهرين المقبلين الى انتخاب رئيس للجمهورية بعد انتظار طويل، فالبلد لم يعد يحتمل الجمود في المؤسسات الدستورية وغياب الخطط التنموية عن المناطق والفقر الكبير في الخدمات". وقال خلال استقباله في دارته في عيون الغزلان عددا من الشخصيات والوفود الشعبية هنأته بالفطر: "للحكومة دور كبير في هذه المرحلة، ويجب على الجميع التعاون معها، ورئيس الحكومة يتصرف بكثير من الحكمة، حرصا منه على البلد فصلاحياته واضحة، ويجب أن تشهد الجلسات الحكومية المقبلة دينامية في معالجة الملفات والقضايا الخلافية". وشدد على "أهمية اتفاق الطائف"، داعيا الى "عدم البحث باي شيء قبل انتخاب رئيس للجمهورية واطلاق عجلة المؤسسات والى تحصين البلاد واعتماد الخطاب الهادىء الجامع والابتعاد عن التحريض والعمل على تدعيم العيش الواحد وعدم السماح للفتن بان تتغلغل في صفوفنا". من جهة أخرى، زار المرعبي مهنئا دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار في حلبا، والتقى رئيسها الشيخ مالك جديدة وعددا من مجلس الاوقاف والمشايخ، والقى كلمة نوه فيها بدور رجال الدين في عكار "الذين يحرصون على الوطن وعلى التفاعل الوطني بين مختلف العائلات الروحية"، ونوه "بعيش عكار الجامع بين مختلف الطوائف، فالاعتدال ميزة اهل عكار التي ستبقى دائما بجانب الدولة والمؤسسات الامنية الشرعية، وعلى الدولة في المقابل ان تلاقي اهلها بالانماء والخدمات وفرص العمل لشبابها".

 

الضاهر للمسيحيين: انتم اهلنا عشنا ونموت سويا

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - استقبل النائب خالد الضاهر في دارته ببنين، وفودا شعبية من مناطق عكار والجوار مهنئة بحلول عيد الفطر السعيد، ابرزها النائب نضال طعمة ومدير مؤسسة كهرباء عكار المهندس غسان خوري، مخاتير، بلديات، وجوه اجتماعية وشعبية.

وتحدث عن الوضع السياسي، قال: "ان عكار هي العيش الواحد المشترك، من كان يخيف ويرهب المسيحيين سابقا في عكار هو اليوم يقتل شعبه مع حليفه حزب إيران. نقول للمسيحيين انكم اهلنا، ولن نقبل احدا ان يمننكم بحياتكم، عشنا سويا ونموت سويا، فلذلك يا اخوتي، بالنسبة للعماد عون نقول، ان حليفك النظام الامني السوري، هو من اساء للمسيحيين من العام 1975 حتى خروجه، وتعرف جيدا حتى انت لم تسلم منهم، وسجنت قيادات سياسية، ولفقت التهم لبعض الاعلاميين والمسؤولين المسيحيين، ومن ابرزها الدكتور سمير جعجع".

واضاف: "في هذا العيد لا بد من ان نستذكر غبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، عندما طالب بخروج النظام الامني السوري، وكلنا نستذكر ايضا بعد خروج النظام الامني السوري ودلالة على كلامي اننا نموت سويا ونحيا سويا نحن والمسيحيين، اغتيل رجل الشرق الرئيس رفيق الحريري، واغتيل قسم جبران التويني وبيار الجميل ووليد عيدو ووسام الحسن واهم قيادات مسيحية ومسلمة، وتعلم ان النظام الامني السوري كان وراء ذلك، وهذا مثال علينا ميشال سماحة الذي قال: حتى شيلو خالد الضاهر، واعتذر مني في المحكمة العسكرية".

وعن تظاهرة التيار الوطني الحر امام السرايا الحكومي، قال: "انني انتقد وقت يكون الانتقاد في محله، وانصف وقت يكون الانصاف في محله. اليوم اقول للبنانيين لو كنت انا مكان النائب حكمت ديب اتعرض للجيش او كنت انا مكان نواب تكتل التغيير والاصلاح لكانت الدنيا قامت وقعدت حتى وصلوا بمطالبة المجلس بنزع الحصانة عني، اليوم انني انصف المؤسسة العسكرية والجيش في موضوع عدم السماح بالدخول الى عرسال الكرامة". وقال: "تغيير مدير مخابرات الشمال اعطى ارتياحا لدى المدينة وشعبها واهلها، وكما كنا نقول دائما ان الجيش هو مؤسسة لاولادنا جميعا، كنا نقول لا نريد ان نخسر اولادنا ليست معركة جيشنا، لذلك نقول لخاطفي العسكريين افرجوا عن العسكريين لانهم يبغون العيش مع عائلاتهم واطفالهم وانهم مواطنون فقراء، حربكم ليست معهم، حربكم مع من يذهب الى سوريا ويقتل ويسفك الدماء مع النظام الامني السوري". وفي ملف الموقوفين الاسلاميين، قال: "نطلب خروج الموقوفين الاسلاميين ممن اتهموا بانهم شاركوا في محاور طرابلس، وممن اتهموا بانهم ذهبوا الى سوريا، لانهم ابرياء اتقياء دافعوا عن مناطقهم، وخروجهم هو الخروج من الظلامة الى النور والحق".

وختم الضاهر: "أخيرا نريد وطن المؤسسات والدولة وطن الدبلوماسية التي ارساها الرئيس رفيق الحريري واثقبها التيار العوني وحزب الله ممثلا بجبران باسيل وهذا من شاهدناه في جلسة مجلس الوزراء، فلا بد من ان نعيد الديبلوماسية المفقودة الى وطننا لبنان، ولا بد من القول مبارك للامة العربية بعودة اليمن السعيد الى شرعيته، مشكورة المملكة العربية السعودية في هذا الانتصار وهنيئا للامة الاسلامية والعربية بهذا العيد".

 

وهبة: ايران واتباعها يريدون تعيين رئيس للجمهورية وليس انتخابا ديموقراطيا

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - رأى النائب أمين وهبة "ان ليس هناك مواجهة سعودية ايرانية في ما خص الرئاسة اللبنانية إنما هناك مواجهة لبنانية ايرانية لإسقاط الفيتو على هذه الانتخابات"، معتبرا "ان ايران وأتباعها في لبنان يريدون تعيين رئيس للجمهورية وليس انتخابا ديموقراطيا من خلال فرض رئيس معين". وفي حديث الى برنامج لقاء الأحد من "صوت لبنان 93,3"، جدد وهبة التأكيد "ان لا فيتو لدى كتلة المستقبل على أي إسم للرئاسة، لكن هناك تمسكا بالدستور بحيث يكون الرئيس مسيحيا قويا وقادرا ولجميع اللبنانيين"، متحدثا عن إمكان وصول العماد عون الى سدة الرئاسة، ولكن عليه أولا استيفاء الشروط المطلوبة". وردا على سؤال عن العمل الحكومي والجلسة المقبلة، عول على حكمة الرئيس تمام سلام، لافتا الى "ان تيار المستقبل ضد تعطيل عمل الحكومة التي تتحمل مسؤولية تسيير الأمور في غياب الرئيس"، متمنيا "ان تحل القضايا الخلافية من خلال الحوارات الثنائية القائمة". وأكد "ان تيار المستقبل مع تشريع الضرورة في ظل الرئاسي لأنه لا يمكن الاستمرار وكأن الأمور بألف خير، إنما يجب تمرير الملفات الملحة فقط بانتظار انتخاب رئيس للبلاد يسير باقي الملفات والقضايا".

 

نضال طعمة: الإتفاق النووي لن يؤثر في المعادلة اللبنانية

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - أكد النائب نضال طعمة، أن "الإتفاق الأميركي الإيراني، لن يقدم أو يؤخر شيئا في المعادلة اللبنانية"، مضيفا "إذا كان البعض يجتهد ليصور نفسه المنتصر من خلال الاتفاق، والبعض الآخر يسوق ليظهر عدم خسارته من جراء إبرام الاتفاق، فإن الساحة اللبنانية لا تحتاج إلى اتفاق الغرباء، بقدر ما تحتاج إلى اتفاق أبنائها". وقال طعمة في تصريح: "يأتي الفطر السعيد محملا إيانا تحدي الالتزام بالحق، والسعي إلى زرع السعادة الحقيقية في نفوس أبناء هذا البلد"، وأضاف: "لا شك أن كل الانظار متوجهة إلى نتائج الاتفاق الأميركي الإيراني، ولكنني ببساطة كلية، وبصدق أقول لجميع اللبنانيين، أن هذا الاتفاق لن يقدم أو يؤخر شيئا في المعادلة اللبنانية. وإذا كان البعض يجتهد ليصور نفسه المنتصر من خلال الاتفاق، والبعض الآخر يسوق ليظهر عدم خسارته من جراء إبرام الاتفاق، فإن الساحة اللبنانية لا تحتاج إلى اتفاق الغرباء، بقدر ما تحتاج إلى اتفاق أبنائها، كما أنها لا تتأثر بمكاسب هذا أو ذاك، لأن الكل لا ينظر إلى مصالحها قبل مصالحه، وهم يعتبرون البلد برمته، ورقة يقامرون بها هنا، ويراهنون عليها هناك". ولفت إلى أن "المهارة الحقيقية تكمن في سعي أبناء لبنان إلى إعتاقه من ساحة المقامرات، وحمايته من الرهانات الضبابية، ولن يكون ذلك ممكنا دون اعتبار مصلحته فوق كل المصالح، وإجماع بنيه على أنه هو أولا". وتابع: "فيما تبحث الدول عن سبل استفادتها من هذا الاتفاق، نجد أنفسنا في لبنان في دوامة الانتظار، لماذا؟، لأننا بلد بلا شخصية، بلا قرار، ورؤية، وأفق، وكل ذلك لأن فريقا أراد لدولتنا أن تبقى بلا رأس، وعطل ويعطل عودة الدم إلى شرايين المؤسسات. ومكونات هذا الفريق مشتتة فيما بينها، هذا عينه على الكرسي، وذاك على الصراع خارج الحدود، وذلك يعتمد ضبابية الخطاب وكأنه ينتظر معجزة ليحفظ ماء وجهه، ولا يجتمع الكل إلا على ضرورة تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، وكأن الوضع الراهن يحتمل المزيد من المناورة". وقال: "في ظل التعطيل المستمر، نرى التراجع في الحراك الاقتصادي، حيث يصمون آذانهم عن صرخات القوى الإقتصادية والمجتمع المدني. ونرى الإنفلات الأمني يعم المناطق، هذا يعربد ويقتل لخلاف على المرور، وتلك تصدم وتدوس أرواح الناس، وذاك يخطف، وذلك يستقوي على الناس بقوة السلاح، والمعطلون يتعامون عن كل شيء، ويريدون أن يقنعونا أن الدنيا بألف خير، وفوق كل ذلك يريدوننا أن نصدقهم حين أنهم يحبون لبنان، وبأنهم يعملون من أجل أهله، وهدفهم القضاء على الفساد". وجدد طعمة الدعوة إلى "عدم الرهان على المعادلات الإقليمية، ففيها نحن مجرد سلعة"، لافتا إلى أن "قدرنا أن نعطي البلد حصانة بلقائنا، بوحدتنا، بلبننة استحقاقاتنا، وبالتخلي عن أي منطق يجعل فريقا يستقوي على الآخر، فلا أحد قادر على إلغاء الأخر في هذا البلد، فلنكف عن المكابرة، ولنتجاوب مع دعوات اللقاء قبل أن يفوت الأوان".

 

أبو فاعور: لن نوافق على أي آليات مخالفة للطائف

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - جال وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، باسم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، يرافقه نائب مفوض التربية في الحزب التقدمي الاشتراكي نواف التقي ووفد حزبي، على عدد من الفاعليات لتقديم التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر، فزار مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في دارته في مكسة، ومفتي راشيا الشيخ أحمد اللدن في حضور مستشار الميس الشيخ علي الجناني وعلماء ورجال دين وفاعليات، وزار دارة القاضي عبدالمجيد سالم في بلدة البيرة. وأمل أبو فاعور أن "يتم الافراج عن المؤسسات الدستورية"، معتبرا أن "أي مقاربة للعمل الحكومي يجب ان تقوم على ركائز ثلاث، وهي احترام الدستور واتفاق الطائف وعدم التعطيل وتوسيع قاعدة التفاهم"، مشددا على ان "اللقاء الديموقراطي سوف يتمسك في جلسة مجلس الوزراء بهذه الأقانيم الثلاثة، ويصر على عدم تسجيل أي سوابق غير دستورية وعدم الموافقة على أي آليات مخالفة لاتفاق الطائف، تحت عنوان مراعاة موقف هذا الطرف أو ذاك". ودعا إلى "ضرورة عقد جلسة لمجلس النواب وفتح باب التشريع والتوقف عن تعطيل مجلس النواب بذرائع واهية، لا تقنع حتى أصحابها"، موجها التحية الى "صبر الرئيس نبيه بري وحكمته". واعتبر ان "اللحظة الاقليمية حيث تعصف رياح الفرقة والتقسيم تفترض التمسك بكل ما يرسخ تماسكنا الوطني ووحدة مؤسساتنا وبنياننا الدستوري الواحد". ونوه "بالدور الذي تلعبه المرجعيات الدينية في البقاع لحماية أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على صيغة العيش الواحد"، معتبرا أن "المفتي الميس والمفتي اللدن من القامات والمرجعيات التي تشكل ضمانة للوحدة الوطنية والانفتاح والحوار والتلاقي ودرء الفتن وحماية النسيج الاجتماعي في منطقتنا". من جهتهما أمل الميس واللدن أن "يكون العيد مناسبة لترسيخ الوحدة بين اللبنانيين وللعودة إلى اطلاق عمل المؤسسات وعدم عرقلتها"، ونوها "بالدور الوطني الجامع الذي يقوم به رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في سبيل حفظ لبنان وتكريس منطق الدولة والعيش الواحد ودرء الاخطار، وبالجهود التي يبذلها أبو فاعور في تقريب المسافات بين القوى وفي حماية الأمن الغذائي للمواطن، وأهمية إقرار قانون سلامة الغذاء، ومن خلال عمله الإستثنائي في وزارة الصحة التي تعد أولوية في حياتنا العامة".

 

الحاج حسن: حزب الله والمجتمع المقاوم لن ينجرا الى الفتنة

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - شدد وزير الصناعة حسين الحاج حسن، في كلمة القاها خلال احتفال تأبيني في حسينية حوش تل صفية في بعلبك، على أن "حزب الله والمجتمع المقاوم لن ينجرا الى فتنة سنية - شيعية او اسلامية - مسيحية، في لبنان او سوريا او اليمن او السعودية او الكويت، مهما بلغت التضحيات. وقال: "بالامس سقط 125 شهيدا في ديالى بهدف إحداث فتنة سنية - شيعية وهذا مرفوض لدينا ولن تكون هناك فتنة سنية- شيعية". وأكد "مواصلة حزب الله قتال التكفيريين ومشغليهم حتى سقوط هذا المشروع، بهدف الحفاظ على الوحدة الاسلامية - الاسلامية والاسلامية - المسيحية، ولن نترك لهم مجالا او ندعهم يمزقون المنطقة بافتعالهم المجازر، ولن يستطيع أحد جرنا الى الفتنة، وسنسقط هذا المشروع وداعميه ومموليه من خلال الحفاظ على وحدتنا وثباتنا مهما بلغت التضحيات". وألقى مسؤول "حركة أمل" في البقاع مصطفى الفوعاني كلمة، شدد فيها على الحوار بين اللبنانيين وعلى التمسك بالوحدة الوطنية بوجه المشروع التكفيري". وقال: "بالامس شهدنا اتفاقا سلميا نوويا نأمل ان يكون فاتحة خير من أجل الانتصار على الارهاب الذي لا يميز بين انسان وانسان وبلد وآخر، وهو يستهدف كرامة الانسان في الكويت والسعودية والعراق واليمن، وما أحوجنا الى لقاءات تجمع ابناء الفكر الاسلامي المحمدي الاصيل لنقدم للعالم الأنموذج الحقيقي للاسلام، وليس ما يحصل هنا وهناك من قبل مجموعات من الرعاع باعت ضميرها من أجل القتل والتهجير والتشريد وهي تظهر صور التخلف والعنف". وأكد "الوقوف الى جانب الجيش من أجل الحفاظ على وحدة لبنان واللبنانيين".

 

قاووق: حزب الله بعد النووي هو نفسه حزب المقاومة ونصرة فلسطين وحماية لبنان

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أن "الحزب بعد الإتفاق النووي الإيراني، وعلى الرغم من كل حروب التكفيريين، هو نفسه اليوم كما كان بالأمس، وسيكون غدا وبعد كل يوم حزب المقاومة ونصرة فلسطين وحماية لبنان من كل خطر أكان إسرائيليا أو تكفيريا على السواء، وهذا هو عهدنا فلا نغير ولا نبدل تبديلا". ولفت إلى أن "المقاومة التي أرادوا لها أن تعود إلى الوراء عشرين عاما استطاعت اليوم أن تتقدم إلى الأمام عشرين عاما، فبعد 9 سنوات على انتصار تموز عام 2006 هي اليوم تشهد على حياة متجددة لها، وهي اليوم وبعد أن كان شيمون بيريز في عام 2006 يقول إننا بهذه الحرب قضينا على حزب الله بالموت، وإنها معركة الموت أو الحياة، قد استطاعت أن تعزز قدراتها وقوتها عسكريا وشعبيا وسياسيا".

كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد علي جميل حسين، في حسينية بلدة النفاخية، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والشخصيات والفعاليات وحشد من الأهالي. وأكد "أن المقاومة ستستكمل المعركة التي بدأتها لحماية قرانا وأهلنا في لبنان ضد العصابات التكفيرية، وأنها ستكمل ما بدأته في جرود عرسال ورأس بعلبك والقلمون والزبداني"، مشددا على أن النتيجة في معركة الزبداني لن تكون إلا كنتيجة القصير ويبرود وقارة ورنكوس وعسال الورد وكل مدن وقرى القلمون، ألا وهي النصر الكامل للمقاومة والجيش العربي السوري، فلن نسمح أن يكون داخل أو خارج حدود لبنان مقرات أو ممرات للارهاب التكفيري، ولن نسأل أحدا أو ننتظر رضا أو إذنا من أحد، ولن يغير كل الضجيج والصراخ والتحريض المذهبي من قرار المقاومة في استكمال هذه المعركة ضد الإرهاب التكفيري حتى النصر". وأشار إلى "أن كل من يراهن على توظيف الإرهاب التكفيري في سوريا ولبنان، إنما يرتكب الخطايا الأخلاقية والإنسانية والوطنية، فكيف يكون فريق لبناني ويرفع شعار "لبنان أولاً" ثم ينتظر نتائج المعركة في سوريا والقلمون والزبداني وجرود عرسال، ويراهن على انتصار الإرهاب التكفيري فيها، ونحن في المقابل نقول لهؤلاء المراهنين إن نتائج المعركة تتحدث عن نفسها"، مؤكدا أن "المقاومة كما نجحت في هزيمة العدوان الإسرائيلي هي اليوم تصنع نصرا جديدا ضد العدوان التكفيري، وهي قادرة على أن تفي بوعدها الذي التزمته في حماية أهلها وإنجازاتها، فنحن لسنا ممن يخذل أهله أو يسمح لأحد أن ينال من كرامتنا أو من إنجازات المقاومة". وأشار إلى أن "التكفيريين الذين ومن خلال عدوانهم على دين الله، استحلوا واستباحوا الحرمات والأموال والأعراض ودماء المسلمين والمسلمات سواء السني أو الشيعي أو الدرزي، والمسيحيين والأيزيديين وكل الإنسانية، هم لم يوفروا أحدا في المنطقة من شرهم إلا إسرائيل ..كل ذلك الإجرام هو لديهم باسم الدين، فلذلك حينما نقول إننا نخوض المعركة دفاعا عن ديننا، فهي تكون دفاعا عن الدين سواء كنا سنة أو شيعة وعن دين المسلمين الذي ارتضاه الله للإنسانية". واعتبر انه "ليس غريبا على اسرائيل المراهنة على التكفيريين في حروبهم في المنطقة، وهي التي أصبحت تمتدحهم وتدعمهم علنا، لأنهم يشكلون فرصة استراتيجية لها لتغيير معادلات الصراع بخوضهم لحروب استنزاف ضد الجيشين المصري والسوري وضد المقاومة في لبنان وفلسطين".

 

السفير الإيراني في لبنان، فتحعلي: الاتفاق النووي انتصار لكل دول المنطقة

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - هنأ السفير الإيراني محمد فتحعلي اللبنانيين والمسلمين بعيد الفطر، وقال: "أطلب من الله عز وجل أن يشملنا ويشمل الشعب اللبناني العزيز ببركات هذا الشهر المبارك". وقال في حديث عبر قناة NBN: "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك القدرة والتكنولوجيا اللازمة للاستفادة من الطاقة النووية السلمية بجوانبها المتعددة، ان كان على صعيد انتاج الكهرباء أو الصناعة أو الأغراض الطبية، وعلى رغم المعارضة الاميركية، تفتخر ايران بأنها وصلت الى هذه المرحلة المتقدمة من الاكتفاء الذاتي في مضمار الطاقة النووية السلمية بفضل الله وبفضل علمائها الايرانيين الذين طوروا هذا العلم على الاراضي الايرانية، ومن هذا المنظار فان الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم دولة نووية. مع الاسف ان بعض الدول الغربية تسعى من خلال مغالطاتها وتصرفاتها لأن تمزج بين مفهومي القدرة النووية السلمية والقدرة النووية العسكرية. في حين ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تكتفي بانها لا تملك الرغبة والارادة لانتاج هذا السلاح بل انها تنتقد وبشدة الدول التي تمتلك هذا السلاح او اي سلاح يسبب الدمار الشامل والقتل الجماعي، وهي تطلب منهم اضافة على وقف الابحاث لتطوير هذه الاسلحة، ان تتخلص من الموجود منها وذلك لمصلحة الانسانية والبشرية وحفاظا على الكرة الارضية والمقيمين فيها". وتابع: "الجمهورية الاسلامية الايرانية ترغب في ان تكون كل دول المنطقة قوية، خصوصا ان المنطقة تواجه تهديدات بعضها داخلي واغلبها خارجي. والقوى العظمى على مر التاريخ، سعت الى استعمار شعوبنا ونهب ثرواتنا، لذلك لا مناص من شرق اوسط قوي يتكون من دول قوية لمواجهة ومقاومة هذه الاطماع الاستعمارية. ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتقد وتؤمن بان الشعوب هي وحدها تمتلك حق تقرير مصيرها، ولا بد للقوى العظمى من ان تحترم هذه الحقوق".

وأشار إلى أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تسع بأي شكل من الاشكال لاستخدام قدراتها في التدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة، وهي سعت دائما لتقديم يد الدعم لدول المنطقة في مواجهتها للتطرف والارهاب ومواجهة مشاريع التفرقة، وبالتالي فان ايران تتطلع لاجتماع دول المنطقة وحل سوء تفاهماتها وخلافاتها بالحوار والنقاش، لان من الواضح والبديهي ان المستفيد الوحيد من هذه الخلافات والانشقاقات هي القوى الخارجية، وخصوصا الكيان الصهيوني الذي لا يرغب بالاستقرار والسلام في المنطقة، وللاسف فان مصلحة هذه القوى تقتضي استمرار النزاعات والانشقاق بين دول وشعوب المنطقة". واعتبر أن "الاتفاق النووي للجمهورية الاسلامية يعتبر انتصارا لكل دول المنطقة ولكن ليس من جهة وصول الشعب الايراني لحقوقه في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، بل من خلال تسجيل سابقة وموقف، وهو ان الشعوب والدول إذا ثابرت وتابعت مقاومتها وتمسكها بحقوقها فانها سوف تصل الى اهدافها المرجوة والمطلوبة. الجمهورية الاسلامية الايرانية كعضو في منظمة دول العالم الاسلامي وعضو في دول الشرق الاوسط تعتبر هذا الانتصار سابقة وسببا لافتخار كل المنطقة".

وأوضح أن "الاتفاق النووي يرفع العقوبات الاقتصادية المجحفة وغير العادلة بحق الجمهورية الاسلامية، وهذا الامر يمكن ان يكون له تداعيات ايجابية على التبادلات الاقتصادية بين ايران ودول المنطقة، ومما لا شك فيه ان تقوية الاقتصاد في المنطقة يصب في مصلحة دولها وشعوبها". وردا على سؤال قال: "كما ذكرنا واكدنا مرارا وتكرارا، ان المباحثات لحل المشكلة النووية بين ايران ودول ال 5+1، التي كانت بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، ليس لها اي علاقة بالمسائل الاخرى العالقة بين الطرفين. الجمهورية الاسلامية الايرانية لا ترى اي تغيير في العلاقة مع الولايات المتحدة، واي تحسن او تغيير لاحق لا يمكن ان يكون الا بعد ان تتخلى امريكا عن انانيتها في التعامل مع ايران وتعترف بكامل حقوقها وتحترمها وتتعامل مع الدول على قاعدة الاحترام المتبادل".

 

المطران العمار ترأس قداس عيد مار شربل في بقاعكفرا

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - ترأس النائب البطريركي على جبة بشري المطران مارون العمار قداس عيد القديس شربل بالذكرى ال 150 سنة على تطويبه في كنيسة مغارة القديس شربل العجائبية في بقاعكفرا، وقد عاونه الاب انطوان غنام، الاب خليل عرب والاب ميلاد مخلوف، بحضور رئيس بلدية البوشرية - السد انطوان جبارة. وقد القى العمار عظة من وحي المناسبة اثنى فيها على فضائل القديس ورمزية المغارة التي كان يصلي فيها في طفولته في البلدة، ومدى تأثره بمنطقة الجبة.

 

المطران قصارجي: لوقف نزيف الهجرة ومد يد العون لنحو 3 آلاف عائلة كلدانية عراقية في لبنان

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - احتفل رئيس الطائفة الكلدانية المطران ميشال قصارجي، بمناسبة عيد مار الياس، بالذبيحة الالهية في كاتدرائية "الملاك روفائيل" في بعبدا برازيليا، يعاونه النائب الاسقفي العام المنسنيور رافائيل طرابلسي، في حضور حشد كبير من اللاجئين العراقيين. بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى قصارجي عظة، شدد فيها على معاني المناسبة وملامح شخصية هذا النبي العظيم، ثم جدد اطلاق "حملة التبرع والمساعدة لصالح اخوة لنا في الانسانية، هجرتهم الة الحقد والتطرف الديني الاعمى"، مناشدا "مراكز القرار التدخل السريع لوقف نزيف الهجرة وتحسين ظروف هؤلاء اللاجئين، الذين فاق عددهم 3 آلاف عائلة كلدانية عراقية موجودة على الاراضي اللبنانية". وأعلن "افتتاح مركز جديد لاستقبال العائلات العراقية الوافدة في منطقة سد البوشرية، في مركز سيدة الرحمة الالهية الرعوي - الاجتماعي".

واستهل المطران كلمته بالقول: "انطلق .. فإني أرسلتُك وأنا أكون معك!"..(قضاة 6/14 و 16)، لقد ولد النبي ايليا الذي تسميه الكنيسة السابق الثاني لقدوم المسيح، في منطقة شرق الأردن واشتهر بمقاومته آحاب ملك إسرائيل لإنتحاله الوثنية تحت تأثير زوجته الفينيقية "إيزابيل" بنت ملك صيدون". وأضاف: "النبي السابق لحضور الرب يسوع، هو يوحنا المعمدان وإيليا يأتي قبله مباشرة، وقد أشار يسوع في مجمع الناصرة متحدثا عن مار إلياس إلى أعجوبة شهيرة اجترحها في "صرفت صيدا" من أعمال لبنان الجنوبي. ولما كان الرب يسوع قد أتى ليكمل لا لينقض، فقد حضر إيليا النبي، في حادثة التجلي المذكورة في الإنجي لالمقدس، لكونه إحدى الشخصيات الرابطة بين العهدين القديم والجديد، والتي أثرت أي تأثيرٍ في الشعب اليهودي المنتظر المسيح الفادي".

وتابع: "نتأمل اليوم في سيرة النبي إيليا الغيور مع شبيبتنا الحبيبة، مع الإخوة والأخوات العراقيين في لبنان، لأن عيد مار الياس محطة سنوية تحمل لنا معها العبر الكثيرة التي نستخلصها من سيرة شخصية نبوية فذة طبعت المؤمنين بالإله الواحد كافة"، لافتا إلى أن "النبي إيليا هو سراج مضيء أنار ظلمة العهد القديم عاكسا شعاع الإبن الوحيد للآب الأزلي، لذلك فهو يخاطبنا اليوم بلسان حالنا، وفي الظروف الصعبة التي نتخبط فيها، إذ "هل يوقد سراج ويوضع تحت المكيال..؟ (مرقس 4/21)".

وقال: "النبي إيليا هو رسول الإله الواحد الحق في غمرة انتشار الآلهة الكاذبة وكهنة البعل. ونحن اليوم بعد 3 آلاف عام تقريبا نجد أنفسنا منقادين إلى آلهة غريبة وإلى صنمية جديدة تستعبدنا، وتفصلنا عن العبادة الصحيحة التي تليق برب السماوات والأرض. نحن مستعبدون بشكل اساسي لصنم البحث عن الراحة والسهولة: فالكل منقاد إلى رغبة جارفة للسفر، وترك أرض الشرق العزيز مهبط الوحي وموطن الأنبياء، دون التفكير بأهمية التضحية والشهادة للايمان في هذه البقعة المباركة من العالم، التي ناضل على أديمها أجدادنا وآباؤنا ووقفوا بعناد أمام الظلمة والأعداء الألدة، كما صنع قديما إلياس النبي". وأشار إلى أن "ظروف عمل كثيرة تقدم لنا، لكننا لا نرضى إلا بالأعمال السهلة التي لا تتطلب عناء وتضحية، غير مدركين ربما أن الجد والفلاح واقتناء طول الأناة مفاتيح النجاح في هذه الحياة ومناهج الخلاص"، مضيفا: "نحن اليوم مستعبدون أيضا، وبشكل غير مباشر، لكل من يقدم لنا مساعدة مادية، ولئن كانت ضئيلة وهشة"، متسائلا: "كم من مرة، نترك كنيستنا ورعاتنا.. وقد ننقاد إلى بدع وحركات مشبوهة حتى، سعيا وراء حفنة دقيق؟".

وتابع: "اليوم نسمع من جديد صوت النبي إيليا، يصرخ في برية ضميرنا والوجدان ويدعونا للعودة إلى استقامة الإيمان، وإلى طرح أوثان السياسة المال والشهوة والمصالح الذاتية الضيقة. ويا ليتنا نجيبه كما أجابه الشعب الذي شهد آياته والعجائب: "الرب هو الإله.. الرب هو الإله!" (1ملوك 18/39)". وأردف قائلا: "حينما أمر الله إيليا أن ينصرف إلى خلوته في الصحراء، رغم ضراوة المناخ وقساوة الظروف المعيشية في الفقر، كان يعد له مصيرا أفضل. الرب حينما يسمح بهبوب رياح الحياة العاتية، فلكي يؤول ذلك بنا إلى نمو في الإيمان والثبات. لذلك بينما كان إيليا في وسط الصحراء القاحلة، أرسل الله إليه خبزا يقيته ويعينه على متابعة المسيرة الشاقة؛ وكأن به يقول له بلسان سفر القضاة: "انطلق.. فإني قد أرسلتك وأنا أكون معك (قضاة 6/14 و16)".

وأضاف: "هذا الخبز رمز مسبق للافخارستيا، زاد الطريق، التي تؤازرنا في صحراء حياتنا وهي تشكل مع الصلاة، الركنين الأساسيين اللذين يقوم عليهما ثباتنا في الجهاد نحو الملكوت لأنهما يستحضران الرب يسوع في وسط مسيرتنا الصعبة والشاقة لندخل عبر الباب الضيق رحاب السعادة الداخلية، "فحيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي كنتُ هناك بينهم (متى 18/20) يقول يسوع".

وتابع: "لقد أحب اللبنانيون مار إلياس منذ القديم، لأنه يمثل بحق رجل الله المقدام والشجاع على ما وصفته به تلك المرأة الصيداوية في سفر الملوك الأول، حينما قالت: "الآن علمت أنك رجل الله، و"أن كلام الرب في فمك حق" (امل 17/24).. لقد أحب الشرقيون إيليا النبي لأنهم عانوا الكثير من قادتهم الزمنيين، ووجدوا في شخص هذا المارد الثائر الخارج من صفحات الكتاب الإلهي، خير مثال لمن يعتصم بالله ويتوكل عليه فيجري الخالق بواسطته العجائب الباهرة".

وتوجه إلى الحضور بالقول: "لن أختم كلمتي عن النبي إيليا قبل أن أتوقف عند منحى الرحمة في شخصيته، فمار إلياس هو نبي الرحمة الذي بارك جرة الدقيق وقارورة الزيت في بيت أرملة صرفت صيدا التي استعملتهما ولم ينقصا.. (امل 17/16)، ثم انهض وحيدها من الموت بقوة رب الصباؤوت. هو أمثولة لنا في عمل الرحمة وخير مثال نحتذي به على أبواب سنة الرحمة، التي يعلن بدايتها البابا فرنسيس في كانون الأول المقبل".

وتابع: "باسم النبي إيليا، ناصر المظلوم ومحامي الأرملة، الذي ذاق الأمرين من بطش الولاة وظلم القادة.. باسم الرحمة وحقوق الإنسان، نناشد من جديد مراكز القرار العالمي ومنظمة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، والدولة اللبنانية والكنائس والمؤسسات المانحة وذوي الإرادات الصالحة والنوايا الحسنة والأيادي البيضاء، ونناشد الجميع بإسم الضمير والوجدان، حتى نتعاون كلنا في مد يد العون لنحو 3 آلآف عائلة كلدانية عراقية في لبنان، تعاني المرض والبؤس والفاقة وغياب ظروف العمل من جراء تهجير قسري طال مسيحيي الرافدين لما تنتهي جلجلته بعد"، معلنا افتتاح "مركز جديد يعنى بالإخوة العراقيين في منطقة سد البوشرية غدا، على إسم العذراء مريم سيدة الرحمة الإلهية، علنا نخفف شيئا من معاناة إخوة لنا في الإنسانية يذوقون التهجير ومرارته، لأنهم آمنوا بالمسيح الفادي".

وأضاف: "إذا تعاونا في إنجاح رسالة هذا المركز الإنسانية الخدماتية ووضعنا ذواتنا ومالنا في تصرف الفقير والمحتاج، عرفنا أن نكون حقا أبناء الله على مثال إيليا النبي، وأدركنا بالقول والفعل أننا مرسلون في هذا العالم لنتشارك معه في كل شيء عملا بقول الرب يسوع قبيل آلآمه، مخاطبا الآب السماوي: كل ما هو لي هو لك وما هو لك هو لي (يوحنا 10/17)". بعد القداس، توجه نحو 700 لاجئ عراقي من مختلف المذاهب، الى دير مخلص العامر في جون - الشوف لتمضية يوم روحي وترفيهي كمساهمة بسيطة من ابرشية بيروت الكلدانية.

 

الراعي متضرعا لمار شربل في عيده: ارسل نعم السماء إلى السياسيين لينتخبوا رئيسا

الأحد 19 تموز 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد مار شربل في دير مار مارون عنايا، عاونه فيه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، رئيس الدير الاب شربل بيروتي والاب كلود ندرة وخدمته جوقة الصوت العتيق بقيادة الاب ميلاد طربيه. وشارك في القداس المطارنة: حنا علوان، بولس روحانا، طانيوس الخوري، حنا رحمة وجورج ابي يونس، وحضره وزيرة شوؤن المهجرين اليس شبطيني، النائبان وليد خوري وعباس هاشم الوزير السابق مروان شربل، النائب السابق نهاد سعيد، الرئيس السابق لجمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل، الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، رئيسة الصليب الاحمر اللبناني سوزان عويس، قائد الدرك العميد جوزف الحلو، رئيس جمعية "آنج" الاجتماعية والمحامي اسكندر جبران، عضو اللجنة التنفيذية في الرابطة المارونية بشارة قرقفي، عضو المؤسسة البطريركية المارونية للانماء الشامل المهندس انطوان ازعور، رئيسي بلديتي جبيل وعنايا زياد حواط وبطرس عبود، مختار البلدة نسيب عبود، كما حضر منسق قضاء جبيل في القوات اللبنانية شربل ابي عقل، فاعليات روحية، اجتماعية، عسكرية، نقابية وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة تحدث فيها عن مراحل حياة القديس شربل بعنوان "حينئذ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43) وقال: "يتلألأ القديس شربل كالشمس في ملكوت الآب في السماء، كما تلألأ في كنيسة الأرض، محافظا على نفسه في حياة الدنيا زرعا جيدا زرعه المسيح ابن الانسان في حقل بقاعكفرا والرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، وخصوصا في أرض عنايا. فأصبح حنطة المسيح في العالم كله، يوزع نعم الله، حبات قمح دائمة المواسم في جميع بلدان الأرض. إليه نرفع عقولنا وقلوبنا، من قرب ضريحه، وتجاه إشعاع وجهه، ملتمسين منه نعمة المحافظة، مع شعبنا المسيحي، على هويتنا ورسالتنا كزرع جيد في حقل لبنان وبلدان الشرق الأوسط ودنيا الانتشار".

واضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا، ككل سنة، بعيد القديس شربل قرب ضريحه، وهذه السنة ضمن احتفالات اليوبيل الخمسين على إعلانه طوباويا سنة 1965 بصوت الطوباوي البابا بولس السادس؛ وأن نقيم الذبيحة الإلهية مع قدس الرئيس العام الأباتي طنوس نعمه والآباء المدبرين العامين، والآباء الجدد الخمسة الذين رسموا كهنة منذ أسبوعين. نهنئكم أيها الأحباء بنعمة الكهنوت، ونرجو لكم، بشفاعة القديس شربل أبن رهبانيتكم، أن تعيشوا، بالأمانة الكاملة على مثاله، لنذوركم الرهبانية ولوعود الكهنوت المقدس. كما نهنئ أهلكم الذين وفروا لكم الجو الروحي الملائم لسماع دعوة المسيح لاتباعه على طريق المحبة الكاملة في الحالة الرهبانية والكهنوت. ونهنئ الرهبانية اللبنانية الجليلة، راجين لها دوام النمو والازدهار، روحيا ورهبانيا وراعويا، بشفاعة أبنائها القديسين، والتهنئة لكنيستنا المارونية. أنتم أعضاء جدد في جسمها الكهنوتي. عندما قصد القديس شربل دير مار مارون عنايا ليلا، من دون إعلام أحد في دير سيدة ميفوق حيث دخل أولا ولبس ثوب الابتداء، وبدل اسمه من يوسف إلى شربل، كتبوا في سجل المبتدئين أنه شلح الثوب. فساء الخبر أمه وشقيقه حنا، فتوجها إلى دير عنايا لإعادته إلى البيت. ولما وجدته أمه متمسكا بدعوته، قالت له: إما أنك تثبت في الرهبانية، وتطلع راهب مليح. واما إرجع معي إلى البيت الآن. فأجابها: وهو عند قولك. وكان شربل عند قوله. فقبل التحدي الكبير بأن يكون للمسيح وللكنيسة بكليته، راهبا بكل معنى الكلمة".

وتابع "هذا كان قراره، اتخذه يوم ترك ليلا وبالخفية بقاعكفرا والبيت الوالدي إلى دير سيدة ميفوق. لكنه قرار مبني أصلا على حياة مسيحية عاشها في البيت الوالدي، بيت انطون زعرور مخلوف وبريجيتا الياس الشدياق، المعروف ببيت إيمان وصلاة، وفي قريته حتى عمر 23 سنة. كان معروفا في الضيعة بالقديس، والمغارة التي كان يلجأ إليها للصلاة، وسميت بمغارة القديس. كان رجل صمت وصلاة في كنيسة الرعية وخارجها، ويبتعد عن معاشرة الناس والاختلاط بهم، يحب الانزواء والعزلة، ليعيش ملء الاتحاد بالله في التأمل والصلاة. كان لقرار شربل الذي اتخذه، وللتحدي الذي قبله، خلفية ذات أصول هي وجود خاليه الأبوين دانيال واغسطينوس راهبين مثاليين في الرهبانية اللبنانية المارونية نفسها. الأول في دير سيدة ميفوق، والثاني في دير مار انطونيوس قزحيا. يضع الله في طريقنا كل ما يسهل لنا سماع صوته الذي يدعونا في الحياة إلى دعوة ما: إلى الحياة المكرسة، أو إلى الكهنوت، أو إلى الزواج. كلها دعوات لعيش سر الحب النابع من قلب الله. في الزواج، يعيش الزوجان الحب التزاما متبادلا في إسعاد الواحد الآخر، وفي التعاون والتكامل؛ ويعيشانه مشاركة لله، الخالق في نقل الحياة البشرية وتربيتها وإعالتها تحت عنايته وتأمين مستقبلها".

ون تفاني القديش شربل قال ايضا: "في الكهنوت يعيش الكاهن الحب متفانيا باسم المسيح وشخصه في إعلان إنجيله وتعليم الكنيسة، لإيقاظ الإيمان في النفوس وتنويره وتثقيفه؛ وفي توزيع نعمة الأسرار الشافية؛ وفي تكوين جماعة مسيحية موحدة على أساس الحقيقة والمحبة. في الحياة المكرسة، أكانت في الأديار أم في العالم، يعيش المكرسون والمكرسات الحب أخوة شاملة لجميع الناس، ملتزمين خدمة المحبة، وشاهدين للمسيح في حياتهم وأعمالهم ومؤسساتهم التي تتنوع بتنوع حاجات الناس والمجتمع والكنيسة، من دون قيد أو شرط زمني أو مكاني. لسماع الدعوة والالتزام بتلبيتها، ينعم الله علينا بعائلة مسيحية مؤمنة ومصلية. وينعم علينا بكنيسة رعائية، نسمع فيها كلمة الله، وننال نعمة الأسرار، ونعيش وحدة الجماعة المؤمنة، وفرح العائلة الرعوية. القديس شربل هو ابن هذا الإنعام الإلهي. إذا نظرنا إلى مجرى حياتنا الشخصية لوجدنا أن الله أنعم علينا بالكثير، لكي نسمع صوته، ونسير بموجب ما يدعونا إليه، ونكون أمناء لقرارنا الأول".

وقال ايضا "اللقديس شربل رجل التحدي والقرار. ما جعله راهبا مثاليا في الدير، وكاهنا - ذبيحة في المحبسة، متماهيا مع المسيح حتى النهاية. ذلك أنه كان ذا وجدان رهباني وكهنوتي حي للغاية. وهذا هو الأساس في حياة الشخص والجماعة، كل جماعة عائلية أو رهبانية، أو كنسية أو وطنية. الوجدان هو معرفة الذات، الفردية أو الجماعية، في جوهرها وغايتها ومعنى وجودها. أدرك القديس شربل وجدانه المسيحي والرهباني والكهنوتي وعمل على تعميقه وعيشه مع ما فيه من تحديات. فبنى هذا الوجدان على فضائل 4: الرغبة والعمل والجهاد والنزاهة. كانت لديه رغبة شديدة في عيش الإيمان ومحبة الله. فراح يتسلق سلم الفضائل، ويناضل ضد التجارب ومغريات الدنيا. فكان مميزا، وفاعل فرقٍ في الحياة المسيحية والرهبانية والكهنوتية. جسد القديس شربل هذه الرغبة الشديدة بالأفعال المتواضعة، الخفية، الصادقة والبناءة. يعمل ويصلي في الحقل والدير، يطيع ويلبي كل طلب وأمر، يتجرد من ذاته، ولا يريد شيئا لنفسه، لا أكلا ولا شربا ولا لباسا ولا أي شيء آخر. يعطي من كل قلبه وعقله وقوته. حسبه أن يحب الله ويرضيه في كل عمل صالح. جاهد بثبات ساعيا إلى اكتساب الفضائل التي نقت نفسه من كل الشوائب. فتميز بصلاة عميقة لفظية وتأملية أصبحت لديه حالة حياة؛ بفقر أغناه بالله؛ بتقشف دائم رفع قلبه إلى الغنى الإلهي؛ بقناعة وفرح حرراه من شؤون الدنيا؛ بطاعة من دون حدود؛ بتوبة فاعلة في أعماق نفسه؛ بسلام داخلي عميق كان ينشره من حوله.أماالنزاهة فجعلته صافيا كالماء، طيبا كالخبز، منعشا كالهواء. ذلك أنه افتقر من كل شيء واغتنى بالله". واشار "هكذا تلألأ شربل المسيحي والراهب والكاهن في ملكوت السماء على الأرض، الذي هو الكنيسة. وبإعلانه طوباويا ثم قديسا على مذابح الكنيسة الجامعة، فإنه يتلألأ كالشمس ممجدا في ملكوت الآب في السماء، وكالشمس يشرق على أرضنا موزِعا نعم السماء في كل مكان وعلى كل إنسان من أي دين أو عرق أو جنسية. وبحسب ما هو مدون في سجلات دير مار مارون - عنايا، يوزع النعم في لبنان ومصر وسوريا والعراق والبرازيل والولايات المتحدة الأميركية، وأوستراليا والأرجنتين وفرنسا وبلجيكا وجزيرة مالطا وأفريقيا والمكسيك والفيليبين. ترك العالم كله، وصار لكل العالم. عجيب الله في قديسيه!" وختم بالدعاء: "لأيها القديس شربل، يا ابن أرضنا اللبنانية والمشرقية. أرسل نعم السماء إلى المسؤولين السياسيين عندنا في لبنان، لكي يكونوا مثلك أصحاب قرار جريء، شجاع ومتجرد، فيخرجوا البلاد من أزمتها السياسية بانتخاب رئيسٍ للجمهورية لكي تعود للمؤسسات الدستورية حياتها: للمجلس النيابي شرعية ممارسة صلاحياته التشريعية والرقابية، وللحكومة سهولة ممارسة صلاحياتها الإجرائية؛ ويعملوا بروح المسؤولية الكاملة على مواجهة الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وعلى معالجة الحالة الأمنية المترجرجة ومخاطرها المتعاظمة من جراء ما يجري من حولنا. أرسل نعم السماء إلى المسؤولين عن الحروب والأزمات وموجات العنف والإرهاب، الجارية في فلسطين والعراق ومصر وسوريا واليمن وليبيا وسواها، أكان هؤلاء المسؤولون داخليين أم إقليميين أم دوليين، لكي يضعوا حدا لها، بإيجاد الحلول السياسية والديبلوماسية، من أجل إحلال سلام عادل وشامل ودائم، ويؤمنوا عودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم وأراضيهم وحفظ جميع حقوقهم وأمنهم وكرامتهم. معك أيها القديس شربل وسائر القديسين والطوباويين، نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". وكان الراعي اجرى اتصالا هاتفيا بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام لتهنئتهما بحلول عيد الفطر.

 

كرم لـ”لبنان الحر”: لا اتفاق رئاسي مع “المردة”

أعلن عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم ان “العلاقة بين “القوات اللبنانية” و”تيار المردة” مستمرة ومتواصلة وهي بين فريقين سياسيين مختلفين وهناك عدد من الملفات التي اتفقنا عليها”. وأكد كرم في اتصال مع الزميلة إلديكو إليا عبر “لبنان الحر” ان “لا اتفاق في الموضوع الرئاسي لا على شخص رئيس “المردة” النائب سليمان فرنجية ولا حتى على مقاربة الاستحقاق”. وأوضح كرم ان “”إعلان النيات” لا يشبه العلاقة مع “المردة” وهي لا تستدعي “إعلان نيات” او حتى التفاهم على الملف الرئاسي”، خاتماً: “العلاقة إيجابية و”القوات” منتشرة على رقعة أكبر من تيار “المردة” ما يستدعي وجود علاقة لـ”القوات” مع كافة الأطراف”.

 

رئيس مصلحة الطلاب في “القوات اللبنانية” جيرار سمعاني لـ”لبنان الحر”: العلاقة مع “التيار” تجربة جديدة في العمل السياسي يجب البناء عليها

أعلن رئيس مصلحة الطلاب في “القوات اللبنانية” جيرار سمعاني ان معرفته برئيس قطاع الشباب في “التيار الوطني الحر” أنطون سعيد قديمة وقبل أن يكون في موقع رئاسة مصلحة الطلاب وقال: “هذه العلاقة فتحت الباب بشكل أسهل مع قطاع الشباب في “التيار”، مشيراً إلى “أهمية الحوار لتجنب الصدام وهذا ما سعيت لإرسائه في مصلحة الطلاب وخصوصاً مع صدور ورقة “إعلان النيات””. وأشار سمعاني في حديث لبرنامج “صفحات الأسبوع” عبر “لبنان الحر” مع الزميلة إلديكو إليا إلى ان “الفلسفة وراء “إعلان النيات” هي أننا نستطيع البناء سوياً عندما تكون هناك إمكانية للبناء والأمور المشتركة كثيرة”، موضحاً ان “خلافنا عمره 30 سنة والتراكمات كبيرة ومن الطبيعي ان تكون المرحلة الأولى صعبة ولكن لا نستطيع ان نبقى على خلاف دائم”. ولفت سمعاني إلى ان “الاختلاف السياسي موجود شرط ألا يكون خلافاً سياسياً يتحوّل إلى شيطنة الطرف الآخر واستجلاب الماضي في كل مناسبة”، مردفاً: “وجهات النظر في عدد من المواضيع غير متطابقة وذلك لا يعني الصدام والمواجهة المباشرة”، مؤكداً ان “موضوع الخلاف “القواتي – العوني” يُستخدم ذريعة لوقف العمل السياسي والانتخابات في الجامعات”. ورأى سمعاني ان “الإيجابية الوحيدة للاحتلال السوري هي جمع التيارات السيادية ضده ورغم النضال لم نصل إلى تصور وتقارب مشترك”، مضيفاً: “مع خروج السوري عام 2005 عادت الأحقاد لتظهر ونبش القبور ولكن مع “إعلان النيات” بدأنا بتضميد الجراح ونترك التاريخ ليحكم على الماضي”. وشدد سمعاني على ان “لقاء “بيت عنيا” تاريخي لِجَمْعه مكتب مصلحة طلاب “القوات” وقطاع الشباب في “التيار” بعد اللقاءات الثنائية على مستوى الرؤساء”، متابعاً: “رمزية بيت عنيا في وجوده بظل سيدة لبنان في حريصا”.

وكشف سمعاني عن ان “اول نشاط مشترك بين الفريقين سيكون للمطالبة بعودة العمل السياسي للجامعات عند بدء العام الدراسي”، مشيراً إلى ان “الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية تحتاج إلى الكثير من العناية والتطوير لذا نحن بصدد تحضير مشروع قانون ليطرحه نواب “القوات” و”التيار””. ولفت سمعاني إلى ان “”القوات” ضد التحرك على الأرض وكنا نفضل مقاربة سياسية للموضوع واتصلت بانطون لتهنئته بالسلامة بعد ما حصل امام السراي”، معتبراً ان “المشكلة اليوم هي تدخل “حزب الله” في سوريا ومحاولة ضم لبنان إلى المحور الفارسي الإيراني”. وقال سمعاني: “علينا كأحزاب طرح مبادرات للخروج من الأزمة وخارطة الطريق هي عبر انتخاب رئيس والاتفاق على قانون انتخابات وإجراء انتخابات مبكرة”، لافتاً إلى “وجود اتفاق مع “التيار” على أولوية طرح بند قانون الانتخابات في أول جلسة تشريعية رغم الاختلاف على القانون المطروح”. وختم سمعاني بالحديث عن التقارب القواتي – العوني بالقول: “هذه تجربة جديدة بالعمل السياسي ويجب البناء عليها والعمل اينما نستطيع للوصول إلى الأهداف المشتركة”.

 

عدوان: لإنهاء حالة الشغور الرئاسي واستعادة الحيوية لمؤسساتنا الدستورية

موقع القوات اللبنانية/19 تموز/15/أعلن نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان انه “من مصلحة لبنان واللبنانيينِ أن يدافِعوا بكل قدراتِهم عن نهائيةِ الكيانِ اللبناني وعن لبنان 10452 كلم2: لانَ إسقاطَ الحدودِ وإسقاطَ الكيانِ اللبناني ينهي لبنانَ النموذجَ في المنطقةِ نموذجاً للعيشِ المشتركِ بين المسلمينَ والمسيحيينَ وبين المذاهبِ، ونموذجاً لوطن الحريةِ والحرياتِ”، مشيراً إلى ان “الاستمرارَ باعتمادِ منطقِ التسلطِ والاستقواءِ بالسلاح يزيدُ التطرفَ لدى الطرفِ الآخر هو ما يفتَحُ البابَ للعنفِ وللإرهابِ والإرهابيين”، موكداً ان “المهمة الأساس اليوم هم مهمةُ انتخابِ رئيسِ الجمهوريةِ لإنهاءِ حالةِ الشغورِ الرئاسي واستعادةِ الحيويةِ لجميع مؤسساتنا الدستورية. انتخابُ الرئيس القوي بحكمتِه ورؤيتِه البعيدةِ ومناقبيته وقدراتِه على جمع اللبنانيين في المساحات المشتركة”.

كلام عدوان جاء خلال رعايته للعشاء السنوي لـ”القوات اللبنانية” – منطقة الشوف، الذي شارك فيه عدد كبير من الفاعليات الدينية والسياسية والمدنية في المنطقة ومسؤولي المكاتب والمناطق في “القوات” وحشد كبير من الأصدقاء والرفاق، وقال عدوان: “نلتقي معاً في بيت الدين، تحية إليكم أيها القواتيون، يا اصدق الصادقين، ما دعاكم الواجب إلا ولبيتم النداء، ما طلبناكم يوماً إلا ووجدناكم أوفياء، على وطنِكم ساهرين، لقيام دولة لبنان عاملين، لجيشِ الوطن داعمين، للسلاح غير الشرعي رافضين، للتكفيريين مناهضين، للتطرف محاربين، وللعيش معاً جادين”. وتابع: “وللإقليم والجبل بكل مكوناتِه موحدين، ولشعار لبنان أولاً ونهائية الكيان رافعين، على 10452 كلم2 مؤتمنين، مع كل المخلصين من كل حدبٍ وصوبٍ ومن هنا من بيت الدين، نرفع الصوتَ بصرخةٍ واحدةٍ، نعم للعيشِ معاً مسلمين وموحّدين ومسيحيين”، مضيفاً: “من بيت الدين قلبُ الجبلِ، نقولُ نعم لوحدةِ الجبلِ ولوحدةِ لبنانَ، نعم لنموذجِ التعدديةِ في الوحدةِ والتنوعِ الذي يغني ولا يفرقُ نموذجاً للاستقرارِ والتفاهمِ والوفاقِ”.

وأشار إلى انه “على صعيد الجبل، إن الجبلَ يعيشُ اليومَ أجواء من الهدوءِ والاستقرارِ والطمأنينةِ، ورّد ذلك إلى قناعةِ أهلِه من مسلمينَ وموحدينَ دروز ومسيحيين بخيارِ العيشِ معاً وبطويِ صفحاتِ الماضي الأليمِ إلى غيرِ رجعةٍ والاتعاظِ منها لعدم تكرارِها في المستقبلِ، رغم أنَ حادثةَ السعدياتِ مؤخراً شكلّت نقزةً في هذه الأجواءِ”.

وأكد عدوان “أننا كقوات لبنانية مؤمنونُ بوحدةِ الجبلِ واحةً من العيشِ المشتركِ الكريمِ والآمنِ والحرِّ لجميعِ أبنائِه ومؤمنين أنَّ علينا تعميمُ هذا النموذجِ على كلِ الوطنِ ومنعِ التشنجاتِ المذهبيةِ الموجودةِ لأن تنتقل إلى الجبلِ”، مضيفاً: “إننا كقوات لبنانية نهدفُ بعملٍ دؤبٍ يؤمن لإرساءِ وتعميقِ العيشِ المشتركِ في عملِنا اليوميِ وممارساتِنا اليوميةِ ونسعى لترسيخِه”، مردفا: “إننا كقوات لبنانية ندعو كلَّ الأطرافِ المتواجدةِ في الجبلِ لتعملَ في هذا الاتجاهِ”، لافتاً إلى “أننا كقوات لبنانية طوينا صفحةَ الماضي بمآسيه وأحزاِنه وأحقادِه بعدَ المصالحةِ التي رعاها غبطةُ الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” الأستاذ وليد جنبلاط وأرسينا ونعمل لقواعد سليمةٍ ومتينةٍ للعيش معاً تقومُ على الاحترامِ المتبادلِ وعلى الشراكةِ معاً وعلى فهمِ الآخر وهواجِسه وعلى فهمِنا وهواجِسنا، على إيمانِنا جميعاً بالوطنِ والدولةِ وعلى دعمِنا جميعاً للجيشِ”، مستطرداً: “كما إننا كقوات لبنانية ندعو الجميعَ إلى إبقاءِ الجبلِ خارجَ التوتراتِ والتشنجاتِ وعدم إدخالِه في السجالاتِ ونكئ الجراحِ والتحدياتِ والتوتيراتِ لانَ هذا الأمرَ لا يخدُم مصلحةَ احدٍ ولا يخدم مُصلحةَ وحدةِ الجبلِ ولا يخدمُ المصلحةَ الوطنيةَ”، مشيراً إلى ان “القوات تدعو جميعَ مكوناتِ الجبلِ للوقوفِ صفاً واحداً وسداً منيعاً بوجه كلِ من يحاول المسَّ باستقرارهم وهدوئِهم وأمنِهم”.

ولفت إلى انه “على الصعيد الوطني، يمرُ وطنُنا ومنطقتُنا في هذه الأيامِ بظروفٍ صعبةٍ وخطيرةٍ واستثنائيةٍ، فانتم تتابعونَ ما يجري في المنطقةِ من العراقِ إلى سوريا واليمن وليبيا وما جرى مؤخراً في تونس والكويت، وفرنسا والقاهرة والصومال، وتدركون الخطورةَ على هذه البلدانِ من جراءِ ارتكاباتِ الإجرامِ والإرهابِ والاغتيالِ والمحاولاتِ المتكاثرةِ لنشرِ الفوضى، والانعكاسات التي تحصلُ يومياً وتطالُ بدورِها بلدنا ومجتمعنَا بنارِها وبتداعياتِها، وهو ما يجبُ التنبه إليه حتى لا ينجرفُ بلدُنا أيضاً إلى هذا الأتونِ الملتهبِ”.

ورأى ان “العالم العربيّ عانى وعانينا وما زلنا نعاني في هذه المرحلةِ على وجه الخصوص من أفتين الآفة الأولى، هي آفة الاستبدادِ والدكتاتوريةِ، والثانيةُ هي آفةُ التطرفِ والمذهبيةِ والإرهابِ، وهما آفتان في المحصلة تعتبران وجهين لعملةٍ واحدةٍ. وما يزيدُ الأمرَ خطورةً هو ما نعيشُه من ممارساتِ اليوم، حيث تتمددُ في لبنان وتستفحلُ آفةُ الخروجِ على قواعدِ الديمقراطيةِ والدستورِ وعلى فكرةِ الإجماعِ الوطنيِ اللبنانيِ، اللذين ارتضيناهُما واتفقنا عليهِما في دستورِنا وبعدها كذلك في مقرراتِ الحوارِ الوطنيِ وآخرُها إعلان بعبدا”.

وتابع: “كذلك أيضاً في الخروجِ على ما طالما التزمنا به لجهةِ احترامِنا القراراتِ الدوليةِ – إلى إهمالِ سياسةِ النايِ بالنفسِ وعدم الالتزامِ بها، إلى الخروجِ على الميثاقِ الوطنيِ والاستقواءِ بالسلاحِ ومنطقِ السلاحِ، والقوةِ والرغبةِ في التسلطِ والفرضِ والإملاءِ. كذلك أيضاً إلى الاستسهالِ والإمعانِ في التفردِ والاستخفافِ بالآخرينَ وبالشركاءِ بالوطنِ عبر اتخاذِ القراراتِ المصيريةِ دون الرجوعِ إلى الشركاءِ، بما يؤدي إلى توريطِ لبنان واللبنانيين في مآزقٍ وصراعاتٍ لا دخلَ لنا فيها”.

وشدد على ان “الاستمرارَ باعتمادِ منطقِ التسلطِ والاستقواءِ بالسلاح وغضِّ النظرِ عن التطرفِ من جهةٍ، ورؤيتِه فقط لدى الطرفِ الآخرِ، من دون التنبهِ إلى حقيقةِ أن التطرفَ لدى طرفٍ يستولدُ أو يزيدُ التطرفَ لدى الطرفِ الآخر هو ما يفتَحُ البابَ للعنفِ وللإرهابِ والإرهابيين ويعطيهم الذريعةَ للتصاعدِ والتمددِ والانتشارِ”.

وأوضح عدوان ان “المطروح علينا كلبنانيين ثلاثة أمور يقتضي اتخاذُ موقفٍ منها”، قائلاً: “هل مصلحة اللبنانيين إسقاطِ الحدود والدخول كأطراف فيما يجري في المنطقة؟ إن الجوابَ الأكيدَ على هذا السؤالِ أنه في مصلحة لبنان واللبنانيينِ أن يدافِعوا بكل قدراتِهم عن نهائيةِ الكيانِ اللبناني وعن لبنان 10452 كلم2: لانَ إسقاطَ الحدودِ وإسقاطَ الكيانِ اللبناني ينهي لبنانَ النموذجَ في المنطقةِ نموذجاً للعيشِ المشتركِ بين المسلمينَ والمسيحيينَ وبين المذاهبِ، ونموذجاً لوطن الحريةِ والحرياتِ، والقبولُ بالآخرِ: فأيُّ مصلحةٍ للبنانيين بذلك وأيُّ مصلحةٍ للمكوناتِ اللبنانيةِ في ذلك: إلا الانغماس بالتطرفِ والتعصبِ الذي تعيشُه المنطقةُ اليومَ”. وأضاف: “إسقاطُ مؤسساتِ الدولةِ والذهابُ إلى مؤتمرٍ تأسيسيٍ؟ ضمن الكيان اللبناني، هل نخطو خطوةً في المجهولِ ونضربٌ ما تبقى من مقوماتِ الدولةِ ومؤسساتها ونذهبُ إلى مؤتمرٍ تأسيسيٍ في ظلِ ما يحيط بنا وفي ظلِ السلاحِ وفي ظلِ التطرفِ وفي ظلِ الأجواءِ المذهبيةِ السائدةِ، امّ أننا نتمسكُ بالميثاقِ الوطني وبالدستورِ وباتفاقِ الطائفِ ونحرصُ على تطبيقِه بشكلٍ سليمٍ ومتوازنٍ ومطمئنٍ”. وسأل: “هل مصلحةُ اللبنانيين الرهانُ على الخارجِ وانتظارُ التسويات؟” واستطرد: “يندرجُ في السياقِ نفسهِ توظيفُ المستجداتِ الإقليميةِ والدوليةِ منها الملفُ الإيراني وترّقُب مستجداتٍ أخرى كسقوطِ النظامِ في سوريا أو بقاءَه لمعالجةِ قضايانا الوطنيةِ مما يجعلُ الوطنَ وأبناءَه رهينةً ويفقدُنا كلبنانيين وكمسؤولين حرّيةً القرارِ كما يفقدُنا القدرة على وضعِ المصلحةِ اللبنانيةِ فوق كل اعتبارٍ”. ولفت عدوان إلى ان “الطريق للخروج من الأزمةِ واضحٌ وهو العودةُ إلى الالتزامِ بالدستورِ وبالقانونِ وإعادةُ الاعتبارِ لمفهوم الدولةِ العادلةِ والقادرةِ والابتعادِ عن ما يفجرُ ويؤجَجُ النيرانَ والفتنَ، والعودةُ إلى التمسكِ بما يجمعُ لا بما يفرقُ”، مضيفاً: “لذلك تبرزُ أهميةُ دعم الاعتدالِ والعودةِ إلى التبصرِ بما قد يحملُه الآتي من الأيامِ من مخاطرَ ومن صدماتٍ وخرابٍ على الأمةِ والوطنِ في البشرِ والعمرانِ من اجلِ تجنيبِ إنسانِنا ووطنِا تلك المخاطر”.

وأشار إلى ان “الخطرَ الداهمَ في المنطقةِ والصراعَ السني الشيعي يحتمُ علينا أن نرفَع نموذجَ الدولةِ الديمقراطيةِ المدنيةِ وشعارَ المواطنةِ. الدولةُ التي تحمي أبناءَها ومواطنِيها لا المكونات التي تحمي ذاتها. إن مصلحة المسيحيين اليومَ أكثرُ من أي وقت مضى هي بدولتِهم القويةِ وبقيامِ مؤسساتهِم وبمنعةِ جيشهم وتأمينِ الغطاءِ السياسيِ الكاملِ له”.

وتابع عدوان: “لقد استطاعَ اللبنانيون حلَّ أزماتٍ أصعبَ، وهم قادرون على ذلك اليوم بالتواضعِ والتبصرِ واستنهاضِ الحسِ بالمسؤوليةِ والعودةِ إلى اجتراحِ الحلولِ الوطنيةِ القائمةِ على الإيمانِ بفضيلةِ المواطنةِ والعيشِ المشترك وِبالإنماءِ المتوازنِ وليسَ على التقوقعِ ضمنَ مربعاتِهم الطائفِية والمذهبيةِ”. وشدد على ان “مشروعنا الدولةُ المدنيةُ القادرةُ والعادلةُ لا دولةَ التسلطِ والمؤامراتِ. المواطنون ينتظرونَ منا أن نقدم لهم الأملَ في المستقبلِ لا أن نتسببِ لهم بالخرابِ. ونحنُ لن نتراجعَ عن إحياءِ الأملَ بالعملِ الجادِ والمنتجِ لانَّ لبنانَ وطننَا ولن نتركِه لقمةً سائغةَ للتطرفِ”. ورأى “اننا نحنُ في لبنانَ يجبُ ان تكونَ أهدافُنا الوطنيةُ واضحةٌ ومعروفةٌ، وهي التمسكُ بنقاطِ الإجماعِ الوطني في الحريةِ والسيادةِ والاستقلالِ والانتماءِ العربي لا الخروج عليها. وفي حمايةِ ما حققَه الشعبُ اللبنانيُ من انجازاتٍ لا التفريطِ بالمكتسباتِ الوطنية والسياسية والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ. والحرصُ على عدم الانزلاقِ والتورطِ فيما يهدِدُ وحدةَ اللبنانيين وحاضرَهم وغدَهم”.

وشدد على ان “المهمة الأساسُ، في هذه المرحلة، التي لا يصحُ أن تتقدمها أية مهمةٍ أخرى هي مهمةُ انتخابِ رئيسِ الجمهوريةِ لإنهاءِ حالةِ الشغورِ الرئاسي واستعادةِ الحيويةِ لجميع مؤسساتنا الدستورية. انتخابُ الرئيس القوي بحكمتِه ورؤيتِه البعيدةِ ومناقبيته وقدراتِه على جمع اللبنانيين في المساحات المشتركة”، مضيفاً: “تأكيد لبنان أولاً المتفاهم مع محيطه العربي والمكرس بتحالفنا مع تيار المستقبل وقوى 14 آذار نموذج من العيش معاً في حمى دولةٍ تحمي وحدها أبناؤها – لا سلاح فيها إلا بيدها، مواطنيها سواسية تحت سقفِ القانونِ لا يميزُ بينهم سلاحٌ أو مذهبٌ أو دينٌ لا تّميز بينهم أي انتمائهم ومواطنون متساوون بالحقوق والواجبات ولاءَهم لوطنِهم ولمصلحةِ وطنهم قبل أي مصلحة أٍخرى أو أي محورٍ آخر”.

وأكد عدوان “التمسك بدستورِنا وبميثاقِنا وباتفاِق الطائفِ الذي إن كان بحاجةٍ لإعادةِ النظرِ ببعض بنودِه يقتضي أن يتم ذلك بعد انتظامِ سيرِ المؤسسات جميعها بدءًا من رئاسةِ الجمهوريةِ إلى المجلسِ النيابي إلى الحكومةِ وبعد أن تُحَل مشكلةُ السلاحِ خارج الدولةِ وحصريةِ السلاحِ بالدولةِ”. وتابع عدوان: “أما نحن كقوات لبنانية، خياراتُنا الوطنيةُ معروفةٌ وثابتةٌ وهي لا تتبدلُ ولا تتغيرُ، إن القواتَ خيارُها الدولةُ لا الدويلةُ، دولةٌ عادلةٌ متوازنةٌ قادرةٌ قويةٌ، الدستورُ فيها ليس وجهة نظر، والقانون يطبق فيها على الجميع سواسية، لا ابن ست وأبناء جارية في تطبيقِ القانون، دولةُ مدنيةٌ، دولة مواطن، دولة شبابها لا يتسكع على أبواب السفارات ولا يستجدي العمل من الزعامات، دولة شيبها لا يموتون على أبواب المستشفيات، لا يأكلها الفساد والإفساد، وتعشعش فيها تبعية طائفية ومذهبية تقتل الكفاءات، وتتعددُ الولاءات، ولاءُ أبنائِها لوطنِهم وله وحده وخضوعِهم للقانونِ وله وحده”. وأضاف: “البعض قد يقول أن هذا الكلام شعر ونحن نقول أن هذا الكلام ممارسة، نحن نمارس العمل السياسي منذ عشر سنوات فليخبرنا احد أن مسؤولاً قواتياً شارك بصفقة سياسية أو مالية أو فاوض على مغنم أو مكسب بينما تسير الدولة على. Business as usual على حساب المبادئِ والخيارات”، موضحاً انه “يوم نتخلى عن ذلك تفقدُ القواتُ مبرر وجودِها، تفقدُ معنى تضحياتِها، تفقدُ الرهانَ عليها كقوةٍ لتطويرِ المجتمعِ نحو الأفضل”.

وختم عدوان: “نحن واثقون أن بإمكاننا أن نصنَع الفرق، نحن واثقون أن بإمكاننا إحداث الفرق، من حق اللبنانيين علينا أن نبقى بمستوى طموحاتِهم، وان نبقى فيهم القدرة على الحلمِ، وان لا نطفئ شعلة الأملِ، من حق اللبنانيين علينا، أن يعيشوا الحياةِ، أن يعيشوا الفرح، أن يكونوا أحراراً في وطنِهم، هذا حقُهم وهذا حقُّ علينا، ونحن على الأمانةِ باقون، على التضحياتِ محافظون، ولتحقيقِ سيادةِ الدولة جادون، ولقيامِ الدولةِ عاملون، ليوم الامتحانِ دائماً جاهزون، على العهد للبنانَ وللقواتِ صائنون، عشتم، عاشت القوات اللبنانية وعاشَ لبنان”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو: خطاب خامنئي يثبت أن الاتفاق النووي لن يغير سياسة إيران

رفض إسرائيلي لاعتبار كيري التوصل إلى اتفاق أفضل مجرد خيال

القدس: {الشرق الأوسط/تموز20/15/وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخطاب الذي ألقاه الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي، بالعدواني، وقال إنه «يثبت أن الاتفاق النووي الذي وقعته بلاده مع القوى العالمية لن يغير سياساتها». وكان خامنئي قال أول من أمس، إن «الاتفاق مع القوى العالمية لا يعني حدوث أي تحول أوسع في علاقات إيران مع واشنطن، أو في سياسات إيران في الشرق الأوسط». وقال نتنياهو في بداية الاجتماع الأسبوعي لحكومته، «لو اعتقد أحد أن التنازلات الهائلة التي قدمت لإيران ستأتي بتغيير في سياستها (فقد جاءته) إجابة حاسمة مطلع الأسبوع في الخطاب العدواني والمستفز لحاكم إيران خامنئي». كما نقلت «رويترز». وأضاف نتنياهو «لم يبذل الإيرانيون أي جهد لإخفاء حقيقة أنهم سوف يستخدمون مئات المليارات من الدولارات التي سيحصلون عليها في هذا الاتفاق، في تسليح آلة الإرهاب لديهم. وهم يقولون بوضوح، إنهم سيواصلون معركتهم ضد الولايات المتحدة وحلفائها وعلى رأسهم إسرائيل». وكان خامنئي قد قال في خطاب ألقاه في مسجد في العاصمة الإيرانية طهران، تخللته هتافات المصلين «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل»، أن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة تختلف 180 درجة مع سياسات إيران. وقال نتنياهو إن «إيران عازمة على الحصول على أسلحة نووية». وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية، إن «الاتفاق الذي وقع يمهد الطريق أمام إيران لتسليح نفسها بالأسلحة النووية، سواء في غضون عشر سنوات - إذا قررت إيران الالتزام بالاتفاق، أو قبل ذلك إذا قررت انتهاكه، كما تفعل في العادة». ومضى يقول إن «البديل الذي طرحناه دائما لهذا الاتفاق الفاشل، هو استمرار العقوبات وتقويتها (...) وما دامت إيران تشجع الهتافين (الموت لأميركا)، و(الموت لإسرائيل)، لا يوجد سبب لتقديم تنازلات لها». وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، إنه «يرفض ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنه لم يكن ممكنا التوصل إلى اتفاق أفضل مع إيران». وكان كيري قال في مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة الماضي، إن «هناك الكثير من الكلام الخيالي عن اتفاق أفضل». وقال الوزير الإسرائيلي مشيرا إلى كيري «سمعت وزير الخارجية يزعم أن اتفاقا أفضل مع إيران هو مجرد خيال. مع الاحترام الواجب والكامل أرفض هذا تماما. طبقا لتحليلنا، فإن بإمكان المرء أن يفكر بسهولة في اتفاق أفضل بكثير، يجعل بإمكان المفتشين التحقق من الشكوك المثارة حول المواقع العسكرية، ليس بعد 24 يوما لكن في 24 ساعة». وكان خامنئي قال في خطابه بمناسبة عيد الفطر، إنه يريد من السياسيين أن يفحصوا الاتفاق للتأكد من أنه يصون المصالح الوطنية الإيرانية، مشددا على أن إيران لن تسمح بأن يجور الاتفاق على مبادئها الثورية وقدراتها الدفاعية. وقال المرشد الأعلى، إن القادة الأميركيين سعوا من أجل «استسلام» إيران. وأضاف، إن إيران لا ترحب بالحرب، لكن إذا أرادت الولايات المتحدة الحرب فستلحق بها المهانة.

 

“داعش” اختطف ثلاثة مسيحيين بينهم مصري في ليبيا

طرابلس – وكالات/السياسة/20 تموز/15/اختطف تنظيم “داعش” الإرهابي في ليبيا, ثلاثة مسيحيين أفارقة بينهم مصري, وسط مخاوف من تعرض الضحايا إلى القتل نحراً, سيما أن التنظيم سبق أن ذبح 22 قبطياً في فبراير الماضي. ونقل موقع “ليبيا 24 عن المتحدث باسم الجيش الليبي محمد الحجازي قوله إن عملية الاختطاف وقعت بمنطقة النوفلية, أحد معاقل التنظيم جنوب شرق مدينة سرت. من جهته, نقل موقع “إيلاف” عن مصدر ديبلوماسي قوله إن وزارة الخارجية المصرية تجري اتصالات مع الحكومة الليبية وزعماء القبائل من أجل التوصل إلى المعلومات اللازمة عن عملية الخطف, لافتاً إلى أن الحكومة المصرية سبق أن حذرت مواطنيها من السفر إلى ليبيا تحت أي ظروف بسبب الخطورة على حياتهم من التنظيمات الإرهابية. وكان “داعش” أعلن ليل أول من أمس, خطف الأشخاص الثلاثة في شرق ليبيا, ونشر صورهم وجوازات سفرهم. وذكر التنظيم في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أن المختطفين المسيحيين من مصر ونيجيريا وغانا. وأظهرت صورة جواز سفر القبطي التي نشرها “داعش” أن اسمه بخيت ناجح إفرنك عبيد من سوهاج في جنوب مصر.

 

واشنطن وهافانا تعيدان فتح سفارتيهما

واشنطن – أ ف ب/السياسة/20 تموز/15/تشهد كل من واشنطن وهافانا اليوم, إعادة فتح سفارتي الولايات المتحدة وكوبا في تكريس لعودة العلاقات الديبلوماسية رسمياً بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة. وللمرة الأولى منذ العام 1961, عندما قطعت العلاقات بين البلدين الجارين, سيرفع العلم الكوبي فوق الفيلا المبنية من الحجر الكلسي والتي ترك الإهمال أثره عليها بعض الشيء, حيث سيشارك في الحفل وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز, إضافة إلى حضور 500 شخص, وسيكشف عن لوحة تكرس رسمياً وضع السفارة الجديد.

وستكون أول زيارة رسمية لوزير خارجية كوبي إلى واشنطن منذ العام 1959. وسيتوجه رودريغيز بعد ذلك إلى وسط واشنطن للقاء نظيره الأميركي جون كيري في مقر وزارة الخارجية, وسيرفع العلم الكوبي هناك وسط أعلام جميع الدول التي تقيم فيها واشنطن سفارة.

في هافانا, سيتحول المبنى الذي يضم الممثلية الديبلوماسية الأميركية إلى سفارة, لكن من دون حفل رسمي في انتظار زيارة لجون كيري. من جهتها, أوضحت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون أميركا اللاتينية روبرتا جاكوبسون أن إنهاء الوضع القائم الديبلوماسي هو تحسن بحد ذاته, حتى وإن لم ترفع كافة القيود للسفارة الأميركية في هافانا.إلى ذلك, قال الاخصائي في شؤون كوبا في مركز بروكينغز”للأبحاث تيد بيكون إن التقارب جاء ثمرة “هذه الذهنية البراغماتية الجديدة التي تطبع المناخ” بين البلدين, مشيراً إلى أن واشنطن تريد الاقتراب من الحكومة الكوبية للمشاركة في نهاية المطاف في تطوير المجتمع الكوبي, فيما تحتاج هافانا لـ”محرك إقتصادي” أميركي من أجل “تحديث نموذجها الاشتراكي من دون أن تحتاج لإجراء إصلاحات سياسية”.

 

الحرس الثوري» يرفض «المساومة» على البرنامج الصاروخي الإيراني

محمد صالح صدقيان/الحياة/20 تموز/15/واشنطن، برلين – أ ب، رويترز، أ ف ب – صعّد «الحرس الثوري» الإيراني لهجته إزاء ما تضمّنه اتفاق طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، في شأن البرنامج الصاروخي لبلاده، داعياً إلى «تغيير أي بند يمهّد للتدخل في شؤونها الدفاعية»، في مشروع قرار طرحته الولايات المتحدة على مجلس الأمن لإقرار الاتفاق وأعلنت الخارجية الأميركية أمس أنها أحالت الاتفاق على الكونغرس، بما في ذلك الملاحق، وأمام الكونغرس 60 يوماً لمراجعته، تبدأ اليوم وفق الوزارة. في الوقت ذاته سخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من معلومات عن عزم الولايات المتحدة على «تعويض» الدولة العبرية، معتبراً أن الأمر يثبت أن الاتفاق لا يجعلها أكثر أمناً. لكن مسؤولين أميركيين استبعدوا تزويد إسرائيل أسلحة، في مقابل الاتفاق. وكان لافتاً أن وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابريال الذي بات أول مسؤول غربي بارز يزور إيران بعد إبرام الاتفاق النووي، ساعياً إلى إعادة وصل ما انقطع بين البلدين و«تطبيع علاقاتهما الاقتصادية»، أبلغ صحيفة «بيلد» الألمانية انه سيقترح أن «تقدّم ألمانيا نفسها وسيطاً» بين طهران وتل أبيب. ويمثل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أمام مجلس الشورى (البرلمان) غداً، لتوضيح الاتفاق، قبل أن يناقشه المجلس للمصادقة عليه، علماً أن النائب حسين نقوي حسيني طالب بتسليم البرلمان والمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني نسخة عن نص الاتفاق. وينص مشروع القرار الذي يُرجَّح أن يقرّه مجلس الأمن اليوم، على رفع تدريجي ومشروط للعقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على طهران، بالتزامن مع تقليصها نشاطاتها النووية. لكنه يبقي حظراً على أسلحتها التقليدية لخمس سنوات، وحظراً لثماني سنوات على صواريخها الباليستية. ورفض «الحرس الثوري» أي قيود على هذه الصواريخ، اذ قال رئيس دائرة الشؤون السياسية في «الحرس» الجنرال رسول سنائي راد إن «القدرات الدفاعية الإيرانية، وبينها القوة الصاروخية، لا تقبل مساومة». وشدد على أن «دعم الوفد المفاوض لا يعني قبول كل شروط الجانب الآخر»، منبّهاً إلى وجوب «ألا تمهد المفاوضات النووية، لتدخّل الغرب في الشؤون العسكرية الإيرانية». وتابع: «على رغم أن (مشروع) القرار في مجلس الأمن ما زال في مرحلة إعداد المسودة، يجب تغيير أي بند فيه يمهّد لتدخل في الشؤون الدفاعية» لطهران.إلى ذلك، اعتبر نتانياهو أن «التصرّف السليم هو عدم المضي في الاتفاق» المبرم مع إيران، وقال لشبكات تلفزة أميركية: «هناك مسائل كثيرة يمكن فعلها لوقف عدوان إيران، هذا الاتفاق ليس واحداً منها». ووصف خطاباً ألقاه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي السبت بأنه «عدواني واستفزازي»، معتبراً أنه يثبت أن الاتفاق النووي لن يغيّر سياسات طهران. وخاطب أعضاء الكونغرس قائلاً: «لا تبرموا هذا الاتفاق السيء، أصمدوا من أجل اتفاق أفضل». وأضاف أن «الجميع يتحدث عن تعويض إسرائيل» بعد اتفاق فيينا، وسأل: «إذا كان يُفترض لهذه الصفقة أن تجعل إسرائيل وجيرانها العرب أكثر أمناً، لماذا يجب تعويضنا بأي شيء»؟ وزاد: «كيف يمكن تعويض دولتي ضد نظام إرهابي أقسم على تدميرنا، وسيحصل على مسار (لامتلاك) قنابل نووية وبلايين الدولارات للتمهيد لنشاطاته الإرهابية». وفيما توجّه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى إسرائيل أمس، لطمأنتها في شأن الاتفاق، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين إن واشنطن لا تعتزم اقتراح تزويد الدولة العبرية أسلحة، تعويضاً عن الاتفاق. في الوقت ذاته، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن تراجع الولايات المتحدة عن الاتفاق، يعني انعدام تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، وعدم قدرة واشنطن على التفاوض. وزاد: «الخوف الحقيقي في شأن تلك المنطقة يجب أن يتمثل في عدم وجود صفقة».

 

الاتفاق النووي أمام الكونغرس الأميركي وأولى المواجهات الخميس

واشنطن – وكالات:السياسة/20 تموز/15

أحالت الإدارة الأميركية إلى الكونغرس, أمس, الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه الثلاثاء الماضي بين إيران والدول الكبرى الست, بما في ذلك الملاحق والمواد ذات الصلة. وأمام أعضاء الكونغرس 60 يوماً لمراجعة الاتفاق, بدءاً من اليوم الاثنين, بحسب ما أفاد بيان لوزراة الخارجية الأميركية أمس. ورغم أنه ليس مطلوباً منه أن يوافق على الاتفاق, لكن الكونغرس, الذي يهيمن عليه الجمهوريون, يستطيع عرقلة عنصر مركزي فيه هو تعليق العقوبات الأميركية مقابل الالتزامات الايرانية. وفي المواجهة الأولى بين إدارة الرئيس باراك أوباما والكونغرس, يشارك وزير الخارجية جون كيري الى جانب وزيري الخزانة والطاقة الاميركيين الخميس المقبل في جلسة استماع بمجلس الشيوخ. وذكرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ التي يرأسها الجمهوري بوب كوركر, ان الجلسة الاولى حول ايران ستجري الخميس 23 يوليو الجاري بحضور جون كيري, ووزير الخزانة جاكوب ليو ووزير الطاقة ارنست مونيز الذي لعب دوراً رئيسياً في المفاوضات لأشهر عدة. وسيحضر هؤلاء المسؤولون الكبار أمام مجلس النواب أيضاً, ولكن لم يتم تحديد موعد بعد.وسيكون على أوباما ان يقنع ما لا يقل عن ثلث الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون, لعدم عرقلة رفع العقوبات الاميركية الذي وعدت به واشنطن في مقابل تنازلات ايرانية بموجب الاتفاق النووي الذي ابرم في فيينا الثلاثاء الماضي. وفيما عبر الجمهوريون عن تنديدهم بالاتفاق, أبدى الديمقراطيون دعما لهذا النص ولكن بتحفظ.

وسيتم تكريس شهر يوليو الجاري لجلسات الاستماع العامة والخاصة, فيما سيكون النواب من 10 أغسطس إلى 8 سبتمبر المقبلين, في اجازة الصيف, لذا قد تعقد جلسة التصويت الأولى في سبتمبر المقبل. وفي طهران, يمثل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي غداً الثلاثاء أمام مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) ليقدما تقريرهما بشأن مسار المحادثات بين إيران والدول الست الكبرى ومحصلة المفاوضات. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “إرنا” أن مجلس الشورى سيعقد يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين جلسات علنية بحضور النواب كافة. في سياق متصل, اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو, أمس, أن الخطاب “العدواني والاستفزازي” الذي ألقاه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي, أول من أمس, يثبت أن الاتفاق النووي الذي وقعته بلاده مع القوى الكبرى لن يغير سياساتها. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن نتانياهو قوله في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية في القدس, أمس, “إن إيران لا تبذل جهداً لإخفاء نيتها استغلال عشرات مليارات الدولارات التي ستتلقاها في إطار الاتفاق النووي, لتسليح الارهابيين”, مشيراً إلى “أن طهران تعلن على الملأ أنها تواصل كفاحها ضد الولايات المتحدة وحلفائها وفي مقدمهم إسرائيل”. وأكد أن إيران مصممة على الحصول على أسلحة نووية, مشيراً إلى أن “الاتفاق الذي وقع يمهد الطريق أمامها لتسليح نفسها بالأسلحة النووية سواء خلال 10 سنوات إذا قررت الالتزام بالاتفاق أو قبل ذلك إذا قررت انتهاكه كما تفعل في العادة”. وأوضح أن “البديل الذي طرحناه دائماً لهذا الاتفاق الفاشل هو استمرار العقوبات وتقويتها واشتراط رفع القيود على برنامج إيران النووي ووقف الضغط على طهران لتغيير سياستها, ما دامت تشجع الهتافين الموت لأميركا والموت لإسرائيل ولا يوجد سبب لتقديم تنازلات لهم”. وكان خامنئي قال بمناسبة عيد الفطر إنه يريد أن يفحص السياسيون الاتفاق للتأكد من أنه يصون المصالح الوطنية الإيرانية, مشدداً على أن بلاده لن تسمح بأن يؤثر الاتفاق على مبادئها الثورية وقدراتها الدفاعية. وأضاف “لن نجري أي محادثات مع الولايات المتحدة بشأن قضايا ثنائية أو إقليمية أو دولية ما لم تكن في حالات استثنائية مثل (المحادثات) النووية”, مؤكداً أن “إيران لا تثق في واشنطن لأن السياسيين الأميركيين غير أمناء وغير عادلين”. وفي إطار مساعي واشنطن لطمأنة حليفتها اسرائيل, بدأ وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر, مساء أمس, زيارة إلى الدولة العبرية في مستهل جولة في الشرق الأوسط تشمل أيضاً الأردن والمملكة العربية السعودية. وأكد مسؤولون أميركيون ان واشنطن لا تعتزم عرض أي صفقة عسكرية جديدة على إسرائيل مقابل الاتفاق النووي مع إيران. وأوضح بيان صدر عن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن كارتر سيبحث مع المسؤولين الإسرائيليين سبل دعم أمن إسرائيل ليس فقط لمواجهة التهديدات الإيرانية بل للتصدي للعديد من التحديات الأخرى من بينها الأمن البحري والأمن الفضائي.

 

السعودية تُطيح بخلايا عنقودية مرتبطة بـ"داعش" وتُديرها دول

وكالات/الشرق الأوسط/سددت قوات الأمن السعودية ضربات قاصمة للإرهاب إثر تمكنها من تفكيك خلايا إرهابية «عنقودية» مرتبطة بتنظيم داعش وتدار من الخارج، خططت لاستهداف مساجد ومنشآت حكومية وأمنية، وبعثة دبلوماسية. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس، القبض على 431 عنصرا أغلبهم سعوديون وبينهم أجانب من 9 جنسيات مختلفة، خططوا من المناطق المضطربة في دول الجوار لإثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى وتفجير 7 مساجد في مدينتي الرياض والدمام خلال صلاة يوم الجمعة. وقال العميد بسام عطية, المسؤول في وزارة الداخلية خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض, أمس, إن تنظيم داعش اصبح بمثابة ميليشيات تقود حربا بالوكالة لصالح دول تستهدف السعودية. بدوره, أوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، أن المقبوض عليهم، وبينهم عناصر يحملون الجنسية اليمنية والمصرية والسورية والأردنية والجزائرية والنيجيرية والتشادية، وآخرون غير محددي الهوية، شكلوا 4 خلايا إرهابية، بقيادة سعودي على تواصل مع «داعش» في سوريا، وأن التنظيم الإرهابي استغل نحو 40 امرأة إلى جانب أطفالهن لتنفيذ مخططاته. وحسب وزارة الداخلية السعودية فقد حدد لكل خلية دورها، إذ تشترك اثنتان منها في الرصد الميداني للمواقع المستهدفة، فيما تتولى الخلية الثالثة تجهيز الانتحاريين، أما الرابعة فكانت مهمتها تصنيع الأحزمة الناسفة. وقال اللواء التركي, خلال المؤتمر الصحافي، إن هذا التنظيم نفذ عددًا من العمليات الإجرامية شملت حادث استهداف المصلين بقرية الدالوة بمحافظة الأحساء، وإطلاق النار على دورية الأمن العام شرق مدينة الرياض، وحادث إطلاق النار على دورية لأمن المنشآت أثناء تأديتها عملها بمحيط موقع الخزن الاستراتيجي جنوب مدينة الرياض، وحادث استهداف المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح، واستهداف المصلين الفاشل بمسجد الحسين بن علي، بحي العنود بالدمام. وأكد المتحدث الأمني إحباط عمليات إرهابية مروعة خطط لها تنظيم داعش خلال أيام شهر رمضان، والبعض منها حدد لتنفيذها في التاسع من الشهر الفضيل، لتتزامن مع عمليات التنظيم الإرهابية التي نفذت في الكويت وتونس وفرنسا.

 

جرائم نظام الأسد خلال شهر رمضان في حلب

المصدر: Orient News

 قام فريق التوثيق والإحصاء في شبكة “حلب نيوز” الإخبارية بتوثيق انتهاكات وجرائم نظام الأسد خلال شهر رمضان الفائت، واستطاعت الشبكة توثيق وقوع أكثر من 13 مجزرة ارتبكها نظام الأسد بالطائرات الحربية ضد المدنيين، استهدفت بالبراميل والصواريخ المصلين في الجوامع أثناء مواعيد الإفطار أو صلاة المغرب أو صلاة التروايح، وذلك بعد قصف المدينة وريفها بـ325 برميلاً متفجراً و290 صاروخاً فراغياً.

يشير التقرير إلى أنّ المجازر اشتدت مع بداية شهر رمضان كسلسلة قتل ممنهجة تستهدف المدنيين حتى في صلاتهم، حيث تركزت بغالبيتها في مدينة الباب والقرى التابعة لها بريف حلب الشرقي مثل “تادف” و”بزعة”، وفي مدينة دارة عزة غرباً حيث راحت ضحيتها أكثر من 100 شهيد، وطالت مجازر النظام مناطق أخرى أيضاً مثل حلب القديمة خاصةً في أحياء المعادي والصالحين وجب القبة، بالإضافة إلى أحياء القاطرجي وقاضي عسكر والأنصاري والحيدرية.

وقد بلغ عدد ضحايا المجازر نحو 200 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء عدا عن عشرات الجرحى، فيما زاد عدد ضحايا القصف بشكل كلي عن 300 شهيد، وتسبب القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة بأضرار مادية جسيمة طالت العديد من الجوامع أبرزها جامع سعد الأنصاري في حي الأنصاري.

وكانت قوات الأسد قد أطلقت أكثر من 300 صاروخ أرض -أرض من طراز فيل على المناطق المحررة في حلب، معظمها كان في الأسبوعين الأخيرين حينما اشتدت المعارك في جبهات حلب الغربي.

وعلى الصعيد الميداني، تدور اشتباكات متقطعة بين الكتائب الثورية وقوات الأسد على جبهات الخالدية والأشرفية والبريج وقرية عزيزة والراموسة في حلب، ويتزامن ذلك مع استهداف الثوار بقذائف محلية الصنع مواقع لقوات الأسد في حيي الخالدية والشيخ سعيد وثكنة المهلب واللواء 80 بالقرب من مطار حلب الدولي.

في المقابل، قصفت قوات الأسد، يوم أمس الجمعة حي السكري بصواريخ من نوع “فيل”، ما أسفر عن دمار واسع في المباني السكنية، ودون ورود أنباء عن وقوع إصابات.

وكان الثوار سيطروا على عدة مباني ومعامل ومستودعات لقوات النظام في حي الخالدية بمدينة حلب، بعد اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن مقتل أكثر من ١٥ من عناصر النظام وتدمير سيارة عسكرية لها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 حين يُغتال المجتمع!

 نبيل بومنصف/النهار/20 تموز 2015

نادرة الجرائم التي هزت المجتمع اللبناني بمثل ما فعلت جريمة قتل جورج الريف على رغم الاجتياح المتفاقم للجرائم الفردية في لبنان. ولعل هذا الشهيد المجتمعي استشهد مرات عدة على يد مجرم متوحش في ذاك المشهد الذي قدم عبره الفعل الجرمي الى الرأي العام بأدق تفاصيله المذهلة، تماما كما يذبح التنظيم الداعشي ضحاياه ممعنا في إشاعة الرعب والذهول. لن نقف ولو وهلة امام السخافات السياسية وسواها مما واكب الجريمة ونذهب رأسا الى الاهم في خلاصات جريمة نظنها من الاولويات الأكثر الحاحا. يعنينا في المقام الاول هذا الانفجار الشعبي العارم لغضب وأسى قل نظيرهما لدى اللبنانيين حيال ضحية تفلت على القانون وغطرسة عليه نسج حوله الكثير ولن نأخذ منه سوى السجل العدلي للمجرم المثبتة جريمته صوتاً وصورة وتسجيلاً وربما اعترافاً لدى المحققين على ما نفترض. هذه الجريمة توازي لدى دول العالم المتحضر الذي لسنا منه طبعاً، او على الأقل لم نعد منه، اعتداء موصوفاً بكل معايير الهجوم المنظم على المجتمع بأسره. وإذا كان القضاء يأخذ لدى إطلاقه الأحكام كل ما رافق وسبق الجريمة في الاعتبار، فإن الأدعى هنا ان تشكل الغضبة العارمة على هذه الجريمة احدى العوامل المؤثرة حكماً في الحكم على الجاني القاتل الذي حين جندل جورج الريف بسكينه كان يقطع مع عمر الضحية وحياته الأمان الفردي للبنانيين. في اكثر دول العالم تحضراً وأكثرها تمتعاً بقوة القانون لا تزال الجريمة الفردية التحدي الاكثر شراسة. فكيف بلبنان الذي ينازع دوماً على مشارف الوقوف بين شبه دولة عشائرية ومشروع عبثي لإقامة دولة طبيعية. ولكن "الاغتيال" الوحشي لجورج الريف بالطريقة المنقولة رأساً الى العموم وضع هذه الناحية المجتمعية في رأس الخيارات الحاسمة التي تتوقف عليها بقايا امل، ولا نقول ثقة، بالأجهزة والدولة وخصوصاً القضاء. وإذا كان من دليل على التوهج الغاضب الذي أشعلته الجريمة فها هو لا يزال مثبتاً على مواقع التواصل الاجتماعي التي ما عرفت من قبل اشتعالاً حاداً مماثلاً حيال اي جريمة للمطالبة بلفظ حكم الإعدام على الجاني وإسقاط الحماية السياسية عنه. الأهم هنا ان يعاين الناس نقطة أمان حاسمة في صدقية الاجهزة ومن ثم القضاء في تحكيم منطق العدالة وحده الى الحدود القصوى التي يمليها القانون لأن أي تهاون بعد هذه الوحشية سيستتبع ابشع استعادة لتفشي أمرين: انهيار اي ثقة او امل بعدالة حقة لبنانية، واسلاس القيد لمنطق العدالة الشخصية والفردية اي تعميم العنف بأبشع واخطر مظاهره اطلاقا. وتكفي اللبنانيين عشائريات وقبليات متحكمة في طول الدولة وعرضها. فحذار فعلاً هذه المرة الاستهانة بغضبة الضحايا والناس.

 

جورج الريف يتحدّى الأمن والقضاء

 نايلة تويني/النهار/20 تموز 2015

قد ينظر البعض الى جريمة قتل جورج الريف في قلب بيروت على انها حادث عادي، وجريمة شخصية يمكن أن تحصل في كل زمان ومكان، ولا يرى فيها أمنيون حادثاً فوق العادة، ويقولون إن مدينة نيويورك مثلاً تشهد عدداً من الجرائم يومياً تفوق نسبته بكثير ما يجري في لبنان. لكن المخيف في لبنان، وتحديداً في جريمة الريف، ثلاثة امور: الاول ان للمتهم سوابق لم يحاسب عليها كما ينبغي، وربما أفلت مرة أخرى من العقاب على رغم أنه ارتكب جريمته عمداً وجهاراً نهاراً! لكن الافلات من العقاب يشجع الفاعل وأمثاله على التمادي في ارتكاب الجرائم وتجاوز القوانين، وخصوصا اذا ما توافر له ولهم غطاء سياسي أو مظلة امنية. الأمر الثاني هو الشهود، اذ بدا ان النخوة لدى اللبنانيين تراجعت الى حد التغاضي عن الجريمة، والاكتفاء بالتفرج عليها، بل تصويرها، لا لهدف مهني، وانما للتباهي بأسبقية نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فالناس شاهدوا ما شاهدوا وانفضّوا خوفاً أو لامبالاة، أو هروباً من واقع مهين يتعرض له الشاهد لدى ادلائه بافادته، اذ تطلب القوى الامنية له ما يسمى "النشرة" ما إن تطأ قدماه أرض المخفر للتأكد من انه ليس مطلوباً في مخالفات او جرائم، وبذلك يتحول الشاهد متهماً، وعليه ان ينتظر "النشرة" وإلا منع من الانصراف، وعومل كموقوف احتياطاً. والامر الثالث هو القضاء والامن. فالقوى الامنية كثيراً ما تعجز عن القبض على مجرم او مطلوب لعلة فيها، اذ حصل أن تبلّغ مطلوب ساعة انطلاق الدورية ووجهتها ومسارها، فأتيح له الهروب قبل أن تصل اليه. وهذا دليل فساد يستكمل خطه في التحقيقات وكتابة المحاضر، ليصل الملف الى القضاء خالياً مما يوجب المحاكمة أو اصدار الاحكام القاسية، هذا اذا عدل القضاء وحكم. في هذا الاطار لا تعود جريمة قتل جورج الريف في وضح النهار جريمة عادية، بل "بروفة" لجرائم يمكن ان ترتكب كل يوم، ما دام البلد على بركة الله لا رقيب ولا حسيب. واذا اضفنا الى جريمة الريف خطف تشيكيين ومدير مصرف في البقاع، وإن اختلفت الدوافع، ومقتل سيدة في حادث سيارة انقضّت عليها مرات عوض ان تهب لنجدتها، والاعتداءات المتكررة على ناس آمنين في الفنار واطلاق قذائف عليهم، الى حوادث اخرى مماثلة، وعدم القبض على مرتكبيها، لأدركنا ان الخطط الامنية لا تجدي وانها تمضي وفق اجندة سياسية تتوافق عليها الاحزاب للتخلص من بعض المشاغبين عليها، ولا تسري على الذين يحظون بدعم تتنوع مصادره. وحال الخطط تشبه تطبيق قانون السير الجديد الذي يسري على الناس العاديين، ولا يشمل المواكب المسلحة، وسيارات الكبار وابنائهم، الى الضباط المكلفين تطبيقه وزوجاتهم. واقع مؤسف قد لا تنفع معه المناشدات، لكن الاكيد ان الصمت والاستسلام ليسا حلاً، لذا سنظل نطالب. فهل يحاكم قاتل الريف، ويحاسب، فينقذ بعضاً من سمعة متهاوية للامن والقضاء والدولة؟

 

زعيق العنصرية والسوشيال ميديا

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/20 تموز/15

بعد خلاف على أفضلية المرور أقدم طارق على طعن جورج فمات جورج بعد ساعات متأثرا بجروحه.. جريمة قتل مروعة التقطت كل تفاصيلها هواتف المارة في شوارع بيروت. تحولت المشاهد إلى فيديو تداوله الآلاف في لبنان وخارجه وأرفق الفيديو بتعليقات طائفية على وسائل التواصل الاجتماعي استخدمت فيها كل مخزونات الكراهية وما راكمته مشاعر الاحتقان بسبب الأزمة اللبنانية والإقليمية.. الحادثة ليست فريدة ولا معزولة للأسف. هناك الكثير من حالات الاحتقان اليومي المماثلة في بلادنا لأسباب طائفية أو مذهبية أو عرقية تصب في النهاية في خانة التحريض ضد الآخر والتي أمنت لها ساحات مواقع التواصل الاجتماعي منصات مفتوحة أطلقت العنان لمشاعر العنصرية والكراهية حتى باتت من عاديات التخاطب على السوشيال ميديا. في الأسبوع الماضي أثار المقرر الأممي الخاص للأمم المتحدة المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية في تقرير له مخاوف جدية من تطور تلك الأنماط العنصرية بسبب التقدم التقني الذي يسهل انتشار الشعور المعادي للغير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تعد مظاهر العنصرية وكراهية الأجانب والأقليات شائعة في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.. التقرير حفل بأمثلة كثيرة من أوروبا ودقّ ناقوس الخطر لجهة استخدام التكنولوجيات الحديثة بصورة أدوات لنشر الأفكار العنصرية وتوسيع شبكة المؤيدين لتلك الآراء في ظل الحماية التي توفرها هذه المنصات لهوية من ينشرونها.. طبعا لا نحتاج إلى دراسات في المنطقة العربية لنتحقق من كم العنصرية والكراهية الذي تزخر به مواقع السوشيال ميديا وكم سهلت تلك المنصات انتشارها وتداولها.. هذا الكلام لا يعني بأي حال أن المشكلة هي في تلك المنصات. نعم، لقد غيرت التكنولوجيا الكثير من الأمور لكن هناك أشياء لم تستطع تغييرها وهو العقل الإنساني المسؤول بالدرجة الأولى عما نرتكب ونفعل ونشعر ونقول. فالسوشيال ميديا تساعد على الانتشار والتعميم أكيد لكنها أيضا تستخدم لمنع انتشار الآيديولوجيات العنصرية ومشاعر الكراهية إن رغبنا.. لا شك أن أحد أسباب قوة السوشيال ميديا هو أنها تستجيب لرغباتنا الأولى، فنحن ننجذب لفكرة أننا يمكن أن نصرخ بما نشاء وأن يسمعنا آخرون خصوصا حين نريد أن نعبر عن مشاعرنا بشكل غرائزي أحيانا.. فحين يقدم طارق على قتل جورج وتنتشر الصور على «فيسبوك» و«تويتر» تعمل السوشيال ميديا كعدسات مكبرة اجتماعيا فتضخم التفاصيل وتسمح بتظهير هويات القاتل والضحية بحيث تضاعف من تأويلاتها.. السوشيال ميديا تضخم المعلومة وتضخم المشاعر وحتما تضخم العنف وتعممه.. كأننا في مقهى عام حيث كل شيء هادئ والجميع منشغل بأحاديث هادئة خاصة لكن فجأة يلكم شخص شخصا آخر وبسرعة تتحول الساحات إلى حلقات ملاكمة يتورط فيها الجميع.. وسائل التواصل الاجتماعي تضخم اللكمة الأولى واللكمة الأولى في هذه الحالة هي نسبة الجريمة إلى أنها مسلم قتل مسيحيا وفي حالات كثيرة أخرى هي سني قتل شيعيا أو بالعكس أو عربي قتل كرديا أو بالعكس.. وحتى لا ننشغل بالراهن وننسى ما كنا عليه قبل السوشيال ميديا، لا مناص من استذكار كيف كنا وما زلنا نعيش في مجتمعاتنا وسط حواجز لا مرئية تفصل داخل بلادنا بين جماعات تعيش في مكان واحد. من منا لا يعرف فردا واحدا على الأقل في أسرته يجاهر بكراهية آخر من دين أو مذهب أو عرق أو جنسية بصيغة واضحة.. نظم التعليم وأدبيات السياسة والثقافة الدينية والعامة جميعها عندنا تزرع الكراهية.. ثقافة العنصرية سابقة على السوشيال ميديا التي لم تفعل سوى أن صفعتنا وظهرت لنا ما لم يعد بالإمكان احتماله وتجاهله..

 

هل يحرّك نداء البطريرك انتخاب الرئيس؟ استغراب ديبلوماسي لتدنّي الاهتراء الداخلي!

 خليل فليحان/النهار/20 تموز 2015

تضعف الدولة حالة الاهتراء التي تجتازها البلاد بفعل انقسامات القوى السياسية التي تشهر انحيازها الى السعودية او ايران وتحول دون قدرتها على معالجة الازمات التي تتراكم واحدة تلو أخرى. وما يقلق الدول الكبرى والامين العام للامم المتحدة هو تفتت للمؤسسات في لبنان تبلغه مجلس الامن في التقرير الذي قدمته منسقة الامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ قبل أيام نتيجة لخلو الجمهورية من رأسها. وتعود مسؤولية هذا التفتيت الى تخلي العدد الأكبر من رؤساء التيارات والأحزاب السياسية عن مسؤولياتهم في إعادة المؤسسات الى انتظامها وتحديدا عدد لا بأس به من النواب الذين تغيبوا عن الجلسات الـ26 التي دعا  اليها الرئيس نبيه بري وسيظل يفعل كل ثلاثة اسابيع وسيبقى المعطلون من النواب على تعطيلهم لتأمين نصاب الجلسة لانتخاب رئيس للبلاد، إلا اذا تأكد رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" ميشال عون انه هو مرشح التسوية. إلا أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعاه من دون ان يسميه الى التخلي عن هذا الموقف يوم السبت واوحى انه اقرب الى خطاب المرشح سميرجعجع الذي ابدى استعداده لسحب ترشيحه لمرشح يقتنع بانه يؤمن ما يريده من الرئاسة، رغم ان النواب الذين يؤيدون انتخابه يحضرون الى مقر البرلمان لكنهم لا يؤمنون النصاب القانوني للجلسة الانتخابية عددياً. وحضّ البطريرك "كل فريق على إعلان مرشحه الحيادي القادر والجامع لرئاسة الجمهورية". وعلمت "النهار" ان مصادر قيادية ونيابية راجعت المرشحين لمعرفة اي مرشح تنطبق عليه هذه الصفات. وافادت معلومات اخرى وردت الى بيروت ان أوساطا في الفاتيكان اوحت اسم مرشح كان قد تردد اسمه سابقا لكنه لا يلقى تأييدا من عون وليس له شعبية تمثيلية ولا تمثيلا نيابيا ولم يمارس العمل السياسي. ويؤكد مقربون من الرابية ان عون الذي يخوض معركة التعيينات الامنية والمطالبة بتعيين قائد جديد للجيش قبل حلول 21 ايلول المقبل، موعد انتهاء الولاية الممددة له، ربح من المعركة المستمرة عدم التمديد للعماد قهوجي وقطع الطريق على اي اتجاه الى تسليمه رئاسة الجمهورية. وسئل ديبلوماسي غربي عن رأيه في النداء الجديد للراعي من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد، فتمنى "لو ان البطريرك اتبع اسلوبا مغايرا وتوجه الى النواب الموارنة المتخلفين عن حضور جلسات البرلمان بغير تحذير من خطورة الفراغ الرئاسي ومحاسن ملئه"، لكنه أشار الى ان على الجنرال ان يفهم عدم الرضى البطريركي لاستمراره في الترشح وعرقلة اكتمال النصاب لعقد جلسة الانتخاب. ونبّه الى تسيب الامن، مشيراً الى جريمة قتل جورج الريف في وضح النهار في قلب الاشرفية. وقال ان ترك قاتله يذبحه على الطريقة الداعشية ظاهرة خطرة ولا يمكن اعتبارها جريمة قتل عادية كباقي الجرائم، كما ان خطف خمسة تشيكيين في كفريا ليس دليلاً على استقرار أمني بل هو حادث أمني يجعل كل دولة اجنبية تحذر رعاياها من زيارة لبنان. ولم يخف استغرابه ان يصل حال تفتيت المؤسسات الى العجز عن معالجة أزمة النفايات المطروحة منذ تسعة أشهر! وختم: "لا احد يمكنه التكهن بما ستؤول اليه الاوضاع في لبنان اذا استمرت حال المناكفات بين زعمائه".

 

الحكومة تخوض بـ"النفايات" اختبار تماسكها ولا بحث حالياً في ملف التعيينات العسكرية

 سابين عويس/النهار/20 تموز 2015

مع انتهاء عطلة الفطر وعودة البلاد الى دورة العمل العادية، تعود الحركة السياسية الى تشنجها عشية جلسة جديدة لمجلس الوزراء هذا الخميس، وليس في الأفق ما يشي بأنها ستخلو من التشنج. إذا كان ملف النفايات سيحضر على طاولة الحكومة من خارج جدول الأعمال نظرا الى طابع الضرورة الذي يتسم به مع انتهاء مهلة تمديد العمل في مطمر الناعمة في ١٧ تموز الجاري ورفض أهالي المنطقة وفاعلياتها السياسية أي بحث في تمديد العمل مهلة إضافية، فإن طرح هذا الملف سيخضع بدوره للبحث، بإعتبار ان "التيار الوطني الحر" لا يزال على موقفه برفض البحث في أي بند من الجدول او من خارجه قبل بت آلية عمل مجلس الوزراء واستخدام صلاحيات رئيس الجمهورية المنوطة به وكالة بفعل الشغور الرئاسي. وتؤكد مصادر وزارية لـ"النهار" ان لا خيار أمام الوزراء المعترضين الا الموافقة على بحث ملف النفايات قبل الولوج الى جدول الأعمال وأول بند فيه يتناول آلية العمل الحكومي، وذلك بسبب مخاطر تفاقم أزمة النفايات وارتداداتها الخطيرة والسلبية على السلامة العامة والتي تطاول كل المناطق بما ان الأزمة تشكل جامعا بين كل القوى السياسية وفي كل المناطق.

والواقع ان أي قرار سيتخذه المجلس في شأن الاقتراحات التي سيتقدم بها الوزيران المختصان، وزير البيئة في الدرجة الأولى ووزير الداخلية ثانيا، سيطرح مشكلة آلية العمل الحكومي من الباب العريض. وهذا ما سيضع الحكومة أمام اختبار تماسكها  تحت وطأة المواجهات التي عصفت بها أخيرا. وفي رأي المصادر الوزارية عينها ان مجموعة من اللاءات ستتحكم عمليا، كما هو حاصل منذ نشوء أزمة الصلاحيات، بقرارات مجلس الوزراء:

- اولها ان لا تعديل حقيقياً في آلية العمل المتبعة، خصوصا ان "التيار الوطني الحر" سيقف وحيدا في مطلبه، وان حليفه " حزب الله" لن يجاريه في ذلك بعدما تبين ان الحزب يعمل على "القطعة" في مسألة ممارسة صلاحيات رئاسة الجمهورية. وآخر دليل على ذلك موقفه من قراري دعم التصدير الزراعي وتوقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب.

- ثاني هذه اللاءات يتعلق ببند التعيينات العسكرية الذي تراجعت مطالبة "التيار الوطني الحر" به على حساب تقدم المطالبة بتعديل آلية العمل الحكومي. وفي هذا المجال، تؤكد المصادر ان لا نية لدى أي فريق من القوى الأساسية في السلطة للبحث في مسألة التعيينات، مشيرة الى ان الظروف السياسية والأمنية الراهنة ليست مؤاتية اطلاقاً لطرح تعيين قائد جديد للجيش او رئيس للأركان، علما ان المنصب الأخير يستحق قبل قيادة الجيش لأن ولاية رئيس الأركان الحالي تنتهي في ٧ آب المقبل. وينتظر ان يبادر وزير الدفاع سمير مقبل خلال الأسبوعين المقبلين الى طرح هذا الموضوع على مجلس الوزراء. ولا تستبعد المصادر ان يتم الطرح ضمن رزمة متكاملة تقضي بتأجيل التسريح في كلتا القيادتين.

وفي هذا السياق، تشير المصادر الى ان حظوظ مرشح العماد ميشال عون العميد شامل روكز تكون قد تراجعت، داعية في هذا الصدد الى السؤال عن سبب استماتة التيار في طلب تعيين روكز وهل هو يصب في سياق رغبة حقيقية في ايصاله الى قيادة الجيش أم العكس؟

وتجيب المصادر بالقول ان مسار معركة ترشيح روكز بيّن ان الهدف من ورائها يتعلق بحسابات انتخابية خاصة داخل التيار وتصب في إطار التنافس الحاصل بين روكز والوزير جبران باسيل.

وبحسب اوساط معنية، فإن مساعي يبذلها فريق باسيل لإخراج روكز من ساحة المنافسة بإعتبار ان وصول الأخير الى قيادة الجيش سيعبّد الطريق أمامه لتولي رئاسة التيار في الانتخابات المقررة في أيلول المقبل. وفي رأي المصادر، ان "حرق" اسم روكز في قيادة الجيش سيخرجه من السباق. في أي حال، تؤكد المصادر الوزارية ان العماد عون لم يعد قادرا على تغيير ثوابت المشهد السياسي الداخلي القائمة في الدرجة الأولى على حماية الاستقرار والسعي للإفادة من إنجاز الاتفاق النووي والاهتمام الدولي من اجل الدفع في اتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي، علما انه في إعتقاد هذه المصادر ان الطريق لا يزال في حاجة الى تعبيد أولى خطواته المتمثلة في إعادة فتح قنوات التواصل والحوار المقطوعة بين مختلف الأفرقاء ولا سيما على خطي الرابية - بيت الوسط والرابية - عين التينة.

 

هل يغيّر الاتفاق النووي شيئاً في لبنان؟

 محمد مشموشي/المستقبل/20 تموز/15

الذين رهنوا لبنان كله، وفي الشهور الـ14 الأخيرة انتخاباته الرئاسية وحكومته ومجلسه النيابي، بالاتفاق النووي بين ايران والدول الـ6 الكبرى في العالم، يهزجون الآن ويرقصون احتفالاً بالاتفاق باعتباره نصراً غير مسبوق (وإلهياً، هذه المرة كذلك، بحسب الرئيس الايراني حسن روحاني الذي قال انه جاء استجابة لصلوات المؤمنين)، ليس لحليفهم في طهران وحده، بل لهم بالذات فضلاً عن كامل محور «الممانعة» في المنطقة أيضاً. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يفكون اذاً أسر لبنان، أو أقله العقد التي أقاموها بأنفسهم حول رئاسة الجمهورية فيه وتعطيل حكومته وشل عمل مجلس نوابه، بعد أن اعتبروا (أو خُيّل لهم) أنهم حققوا انتصاراً كانوا يحلمون به منذ شهور في هذا الملف؟ لا شيء يشي بهذا حتى الآن، ان لم تكن هناك مؤشرات على النقيض منه تماماً. فهؤلاء ينطلقون من الاتفاق هذا الى شبه غيبوبة ترسو على وهمين: أولهما، أن ايران باتت دولة عظمى لا يمكن لأحد أن يجادل بشأنها، كما قال أحدهم، لمجرد أنها كانت تجلس وحيدة في مواجهة الدول الخمس العظمى زائداً ألمانياً(وليس، كما هي في الحقيقة، باعتبارها دولة مارقة تحاول هذه الدول حشرها في قفص)، وأنها تمكنت اضافة الى ذلك من انتزاع اتفاق لصالحها. وثانيهما، أن انتصار ايران النووي هذا لن يمر وقت طويل حتى يتناسل انتصارات أخرى في كل من سوريا والعراق واليمن وعلى مساحة المنطقة كلها. ومن هنا تحديداً، يرى هؤلاء أن شيئاً لن يتغير في لبنان الى أن تتحقق «الانتصارات» التالية، وفي سوريا بصورة خاصة، ما دامت قيادتهم في «حزب الله» تخوض حربها اللبنانية (فضلاً عن الاقليمية فيها) من ناحية، وما دام بشار الأسد لم يأخذ بعد حصته من النجاح الايراني في مواجهة العالم من ناحية ثانية. هل هذا فقط؟ طبعاً لا، فهؤلاء الذين اكتفوا في الفترة الماضية بالدعوة للنزول الى مجلس النواب وانتخاب مرشحهم للرئاسة، قد يتوهمون بعد الاتفاق الايراني بأن يطوروا «الدعوة» الحبية هذه الى نوع من «الأمر»، بالأسلوب ذاته الذي اعتمدوه عندما ظنوا قبل شهور أن حربهم في سوريا تتجه لصالحهم: سارعوا الى قبول ما يعرض عليكم، والا فلن تجدوا من يقبل بمواصلة هذا العرض بعد الآن! بل وأكثر، اذ قد يبدأون من هنا رحلة كلام جديدة: اذا كنتم تراهنون بعد على الولايات المتحدة، أو حتى على غيرها من الدول الغربية، فقد استسلمت هذه كلها لموقف ايران وقرارها... وليس في ما يتعلق بالملف النووي لهذه الدولة فقط، انما في المسائل الاقليمية التي تنخرط فيها كلها أيضاً. والحال أن هذه هي معضلة لبنان الكبرى، قبل الاتفاق الأميركي - الايراني كما بعده. يرهنون لبنان لملفات ايران العديدة، النووي منها والسياسي والمالي والاقليمي، ثم يتهمون الآخرين بأنهم هم من يراهن على الولايات المتحدة التي كان اسمها «الشيطان الأكبر» ويربط مستقبل لبنان ومصيره بها. كانت هذه معضلة لبنان قبل نشوب الثورات على أنظمة الحكم في سوريا والعراق واليمن، وبقيت كذلك بعدها. وكانت معضلته كذلك قبل الاتفاق الغربي مع ايران، وستبقى بعده أيضاً. لماذا؟، لأن هذه الفئة من اللبنانيين لا تعرف من جهة، ولا تريد من جهة ثانية، كيف توظف ما تراه لديها من «فائض قوة» في سياسات الداخل اللبناني. من هنا حديثها تارة عما تسميه «المؤتمر التأسيسي»، وتارة ثانية عن «القانون الأرثوذكسي»، وثالثة عن «اللامركزية الموسعة» أو «الفيديرالية»، ورابعة عن النظام الرئاسي وانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، وخامسة وسادسة الخ... ولأن الحال في المنطقة على ما هي عليه، من ايران الى سوريا والعراق واليمن، فضلاً عن الحال في ليبيا ومصر وفلسطين وغيرها، فلا يجد هؤلاء في أيديهم الا ابقاء لبنان وشعبه ومصيرهما في الأسر. في خطابهم السياسي، أن ما بعد الاتفاق النووي مع ايران لن يكون كما قبله. لكن ممارساتهم على الأرض، وفي لبنان بالذات، لا شيء تغير أو سيتغير في المستقبل القريب. وتلك هي مرة أخرى معضلة لبنان الكبرى... الجديدة - القديمة.

 

هل يُرزق لبنان رئيساً بعد الاتفاق النووي وتُعطي ورقة "إعلان النيّات" أولى ثمارها؟

 اميل خوري/النهار/20 تموز 2015

هل تنتج الاتصالات الجارية بين معراب والرابية وبين عين التينة وقيادات من تكتلات مختلفة رئيساً للبنان فتكون ورقة "إعلان النيات" قد أعطت ثمارها وأثبتت حسن النيات وصدق الارادات، ويكون الاتفاق النووي قد فتح كوة في جدار الازمة الرئاسية كما توقع الرئيس نبيه بري، وتأكدت قدرة الزعماء في لبنان على "لبننة" الانتخابات الرئاسية ولو في ربع الساعة الاخير، ويكون للبنان رئيس من أبوين لبنانيين معروفين وليس من آباء أجانب، ويثبتون أيضاً أنهم قادرون، عند الضرورة، على اجتراح عجائب الحلول، وأنهم باتفاقهم يستبعدون مقولة أن ايران هي التي قررت تعطيل الانتخابات الرئاسية، وهي التي عادت وقررت تسهيل إجرائها بعد الاتفاق النووي؟ والسؤال المطروح هو: كيف يمكن التوصل الى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية من خارج قوى 8 و14 آذار وتنطبق عليه صفات ومواصفات الرئيس الوفاقي والتوافقي؟

ثمة من يقول إن التوصل الى اتفاق على مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية وعلى مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين بعد الاتفاق على آلية عمل الحكومة، قد يكون المدخل الى هذا الاتفاق، إذ ان الموافقة على هذين المشروعين تعيد الى المسيحيين حقوقهم أكثر مما يعيدها مجرد انتخاب رئيس قد لا يستطيع، بحكم الظروف الموضوعية، استعادة شيء منها. ذلك ان الرئاسة الاولى ليست وحدها مصدر قوة وحماية للمسيحيين، خصوصاً عندما ينقسمون على انفسهم ويصبحون على خلاف مع شريكهم المسلم حول مواضيع اساسية وقضايا مصيرية، كما يصبح مصير رئاسة الجمهورية نفسها في خطر أحياناً. أما كيف يمكن أن يكون مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية ومشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين وانتفاء الاشكال حول عمل الحكومة وهي تماس صلاحيات الرئيس بالوكالة، فبالدعوة الى جلسة نيابية عامة ينتخب فيها رئيس للجمهورية، وفي الجلسة نفسها تتم المصادقة على هذين المشروعين اللذين يوقعهما الرئيس تمهيداً للدعوة الى اجراء انتخابات نيابية على اساسهما، وبتشكيل حكومة تشرف على هذه الانتخابات. وعندما يقوم مجلس نيابي جديد يمثل تمثيلاً صحيحاً شتى فئات الشعب وأجياله وتنبثق منه حكومة جديدة تتألف من مكونات هذا المجلس، فإنه يصير في الامكان تعديل ما يحتاج الى تعديل في دستور الطائف وتصويب ما يجب تصويبه وإيضاح بعض بنوده الملتبسة، أو يقرر المجلس اعادة النظر في اتفاق الطائف توصلاً إلى اعتماد صيغة نظام يكون أكثر ملاءمة لما استجدّ من تطورات ومتغيرات، كما يصير في امكان هذا المجلس ان يبت موضوع حياد لبنان او تحييده وفقاً لـ"إعلان بعبدا"، سواء بصيغته التي اقرت في هيئة الحوار أو بصيغة معدلة. وإقرار حياد لبنان أو تحييده يسهل التوصل الى اتفاق على الصيغة التي ترضي جميع اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم وتجعلهم يشعرون بالاطمئنان والأمن والأمان والعيش براحة بال داخل دولة مستقلة سيدة حرة. الواقع ان من عطّل الانتخابات الرئاسية حتى الآن هما "حزب الله" و"تكتل التغيير والاصلاح"، وان في استطاعتهما معاً أو أحدهما تأمين نصاب جلسة الانتخاب بحضورها، وإلا تحمّلا وحدهما مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي وتداعياته. لقد صار لدى الجميع في الداخل والخارج اقتناع بأن لا حظوظ بالفوز بالرئاسة لأي مرشح من 8 و14 آذار، وبات لا بد من الاتفاق على مرشح تسوية أو توافقي، وهو ما دعا اليه البطريرك الكاردينال الراعي، وهو ما كان يحصل كلما انقسمت القوى السياسية الاساسية في البلاد وكان انقسامها حاداً. واللافت ان ورقة "اعلان النيات" بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" ورد فيها: "التأكيد على أن وثيقة الوفاق الوطني قد طبقت بشكل مبتور، مما يوجب تصويب المسار من خلال العودة الى مرتكزات الميثاق الوطني وأحكام الدستور المتعلقة بالمناصفة الفعلية وصحة التمثيل النيابي الفعال والشركة الصحيحة بين مكونات المجتمع اللبناني كافة، بما يحفظ قواعد العيش المشترك، وترجمة ذلك في قانون انتخاب يؤمن القواعد المشار اليها اعلاه، وفي انتخاب رئيس للجمهورية قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة المكونات الاخرى والايفاء بقسمه وبالتزامات الرئاسة بما يؤمن الشركة الفعلية الميثاقية والمصلحة الوطنية العليا". فهل يكون الاتفاق على انتخاب مثل هذا الرئيس بداية ترجمة ورقة "اعلان النيات" فيكون للبنان رئيس على أيدي لبنانيين؟

 

قادة الاغتراب اللبناني: الاتفاق النووي سيشعل حروباً في المنطقة

حميد غريافي/السياسة/20 تموز/15

قال الأمين العام لـ”المجلس العالمي لثورة الأرز” اللبنانية في واشنطن المهندس طوم حرب, أمس, إن إيران “لم تحقق فعلاً من اتفاق جنيف النووي سوى الافلات من حرب أميركية – اسرائيلية – تحالفية عليها كانت لو وقعت لأنهت دور إحدى الدول الأكثر تطرفا وأشد تمسكا بالجهالة والتخلف في العالم, كما هو حال كوريا الشمالية, حتى لو كانت تمتلك السلاح النووي”. وقال حرب القريب من نيابة الرئاسة الاميركية في واشنطن لـ”السياسة” إن “الاتفاق النووي الذي يفرج عن مليارات الدولارات الإيرانية المجمدة في البنوك الأميركية والعالم الغربي “سيشجع جماعات التطرف الديني وعلى رأسها آية الله خامنئي, على تطبيق كامل برامج مغامراتهم في سورية والعراق واليمن والبحرين ولبنان بشكل مباشر, وعلى نشر الفوضى الأمنية والسياسية وربما العسكرية في منطقة الخليج, خصوصاً أن الولايات المتحدة بقيادة باراك أوباما, الذي يعتبر هو ومعظم أعضاء حزبه انه قد يكون ختم عهد حكمه خلال السنتين المقبلتين بـ”نصر مبين” بوضع قدمي إيران في القمقم وترك كامل جسدها خارجه تفعل ما تشاء, لن يخرجوا إلا بقبضات من الرمل”. بدوره, أعرب “رئيس المجلس العالمي لثورة الأرز” جو بعيني لـ”السياسة” في لندن من سيدني الاسترالية ان نظام أوباما “قد يكون أغرق العرب في المنطقة والعالم في أتون من الحروب المقبلة بتركه الحبل النووي رخواً وغير محكم على أعناق الايرانيين, في خطوة جديدة أين منها “وعد بلفور “البريطاني” في فلسطين الذي تسبب طوال ما يقارب 67 عاماً بتشليع أوصال الامة العربية وهدر ثرواتها, ما أدى الى وقوع حروب داخلية مستمرة فيها, فيما سيكون “الوعد النووي الأميركي” لإيران أشد سوءا ومآسي ومخاطر, إذ لا يمكن الوثوق بوعود آيات الله الايرانيين والشيعة لا في ايران ولا في أي مكان في الأرض بأنهم لن يتحايلوا مرة أخرى ولن يخرقوا عهدهم ووعودهم باستئناف برنامجهم النووي سراً أو حتى علناً بعد سنوات قليلة, ما من شأنه ان يحول دول الخليج ومصر والعراق “وسورية الجديدة” وتركيا, الى دول نووية تهدد العالم برمته”. وفي السياق نفسه, قال احد قادة “الاتحاد الماروني العالمي” في الولايات المتحدة الذي يمثل نحو 14 مليون مغترب لبناني في العالم, إن “إفلات رجال الدين الايرانيين الأكثر تطرفاً من داعش وجبهة النصرة وبوكوحرام وتنظيم القاعدة, من قيود اتفاق الدول الغربية الخمس اضافة الى ألمانيا مع إيران, سيحول هذه الدولة المارقة من جديد الى “شرطي الخليج”, بل الى “شرطي الشرق الأوسط”, بحيث قد تستخدم كل وسائلها القمعية في المنطقة العربية لإفراغها من المسيحيين والاقليات الأخرى, وهذه سياسة مشتركة للايرانيين مع داعش وتوابعه كادت تفرغ العراق وسورية واليمن وليبيا من أقلياتها المسيحية وغير المسيحية”. وأعرب المسؤول من نيويورك عن اعتقاده ان “يشعل الاتفاق النووي هذا الحروب المستقبلية بين دول عربية واسلامية مثل مصر والسعودية وتركيا وسواها من جهة, وبين إيران من جهة أخرى, سواء كانت هذه الحروب ستجري بالأسلحة التقليدية الراهنة أو بالاسلحة النووية التي بدأ العرب يلهثون خلف امتلاكها بعد اتفاق باراك أوباما مع آيات الله”.

 

الاتفاق النووي لماذا الآن؟

مهى عون/السياسة/20 تموز/15

بعد 12 عاماً من المحادثات وبعد نحو 35 عاماً من الحصار الاقتصادي المتشدد, ها هي إيران تدخل اليوم النادي النووي من أوسع أبوابه, باعتراف الدول الكبرى الست والاتحاد الأوروبي, بعد توصل وزراء خارجية إيران ومجموعة الست وممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يقضي بالاعتراف بحق إيران في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية, وبرفع العقوبات المفروضة عليها, بالإضافة إلى إخراج الملف النووي الإيراني من البند السابع لميثاق الأمم المتحدة. وإذا كان طبيعياً أن تصل هذه المشاورات والمحادثات إلى نتيجة إيجابية, بسبب عدم تخلي الفريقين عنها لمدة تجاوزت العقد من الزمن, فحصولها اليوم جاء بحكم المنطق, نتيجة تدخل عناصر غير مرئية دفعت باتجاه هذه الحلحلة, كما ان من غير الطبيعي أن تكون العوائق السابقة باتجاه هذه الحلحلة متأتية من الموقف الإيراني, فالإيرانيون كانوا متلهفين أكثر من سواهم لإتمام عملية التوقيع على الاتفاقية النووية, وتلهفهم تبرره الحاجة لإنقاذ اقتصادهم المتدهور نتيجة التشديد التدريجي والتصاعدي للعقوبات الاقتصادية التي مورست عليهم وأدت إلى وصول نظام الملالي إلى حافة الانهيار, مع العلم أن هذا الانهيار كان بدأ منذ العام 2005, وكان آخذاً بالاتساع تدريجياً نتيجة ازدياد البطالة وهيمنة التضخم المالي, ما أدى بمستوى المعيشة إلى ملامسة خط الفقر المدقع لدى الغالبية العظمى من الطبقة المتوسطة. والجدير بالذكر, أن هذا التأزم الداخلي لم يمنع المفاوض الإيراني يوماً من إظهار جانب المكابرة والتعنت والمزايدة في سياق كل المفاوضات, إلا أن الوضع الاقتصادي الزائد في التردي على الصعيد الداخلي كان سيضطرهم, عاجلاً أم آجلاً, إلى التراجع عن خطوات التعنت والمكابرة, ما كان سينعكس سلبياً على صورة جبروتهم على صعيد المنطقة. وهذا ما لم يكن ليرضاه لهم الرئيس الأميركي, نظراً إلى المصالح الأميركية المتعلقة والمراهنة مباشرة على الصورة الفوقية للجبروت الإيراني, لذا رأيناه يمدهم بطوق النجاة, عبر التعجيل في مجريات الاتفاقية الأخيرة.

وإذا كان لا بد من البحث خارج إطار أي تنازلات من إيران, عن أسباب الحوافز التي حملت الدول الست على المضي في هذا الاتفاق, فالسؤال الذي بات يطرح نفسه هو, لماذا اليوم وليس قبل سنة أو أكثر؟ خصوصا أن أي تنازل لم يحصل من إيران, التي خرجت بحصة الأسد من هذا الاتفاق الأخير. اتفاق تم التخلي ضمنه عن مطلب إنهاء المشروع النووي, زائد إنهاء الحصار العسكري والاقتصادي المفروضين سابقاً, زائد ترك الأبنية النووية ورفع العقوبات عنها, وتمكين إيران من استرجاع جزء من إيداعاتها النقدية في البنوك الغربية حيث ستحصل على نحو المئة مليار دولار كدفعة أولى من أموالها المجمدة. وبالعودة إلى السؤال السابق حول توقيت إبرام الاتفاق, لا بد من الإشارة إلى أهمية الأحداث السياسية التي سبقته ورافقت مرحلة وصوله إلى خواتمه المرتقبة, فالرئيس الأميركي باراك أوباما كان صرح قبيل الاتفاق, بأنه يعتقد أن الروس بدأوا يشعرون, أن نظام الأسد بدأ يفقد سيطرته على مساحات كبيرة من المناطق داخل سورية لحساب تنظيمات متطرفة كـ”داعش” و”جبهة النصرة”. وبما أنه, كما بات معروفاً, من غير المستحب, أميركياً وإسرائيلياً, سقوط النظام, نتيجة استمرار هذا الاستنزاف وبهذه الطريقة, كان لا بد من التدخل الأميركي, تماهياً مع الضوء الأخضر الروسي المعطى من أجل ذلك. ومن ناحية أخرى, لا بد من التسليم بأن ضغوطات خليجية وسعودية كانت تمارس من دون انقطاع على الإدارة الأميركية, للتخلص من النظام الجائر, خصوصا وأنه بات في الآونة الأخيرة يصدر الإرهاب باتجاه دول الخليج, بسبب عجزه عن ضبطه داخل الحدود السورية.

ولقد كشف أوباما في حوار أجراه مع صحيفة “نيويورك تايمز”, عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل به قبل أسبوعين, واستهل حديثه بالتطرق إلى النزاع في سورية. واستشف أوباما من كلامه, أن هناك شعوراً لدى الإدارة الروسية بأنه رغم كون آفاق هزيمة وإطاحة التنظيمات المتشددة بالنظام السوري لا تبدو وشيكة, إلا أنها أصبحت تشكل تهديداً يتعاظم يوماً بعد يوم, ما اعتبره أوباما فرصة سانحة أمام الإدارة الأميركية لإجراء محادثات جادة مع موسكو بشأن الأزمة السورية. وأشار أوباما أيضاً خلال حديثه, إلى أنه أكد للإدارة الروسية, أن النظام السوري يفقد شرعيته أكثر فأكثر, كلما أمعن في قتل شعبه, وهذا ما يعطي دعماً للتنظيمات المتطرفة. وحول قوله: “سواء شهدنا تغيراً كبيراً في الموقف الروسي, أو مجرد خطوات صغيرة, هناك باعتقادي انفتاح روسي حيال الأزمة السورية”.. يمكن استنتاج أن إرخاء قبضة روسيا عن الملف السوري واحتمال تخليه عن النظام, سمح بكر السبحة على الصعيد الإيراني المرتبط مباشرة مع الموقف الروسي بما خص سياسته في سورية. وتعنته لم يكن يوماً بسبب رفضه التخلي عن النظام السوري, لكن بسبب عدم استعداده للتخلي عن مكاسبه في مناطق نفوذه التقليدية كالعراق ولبنان, ما عدا اليمن, حيث على ما يبدو تم الاتفاق على إعادة تسليمها لحكومة عبد ربه منصور هادي. وفي السياق نفسه, تأتي دعوة الرئيس الأميركي لإيران للتفكير في موضوع دفع الأثمان, بهدف حمل طهران على التخلي عن النظام السوري مقابل حصولها على مكاسب في أمكنة أخرى. يبقى أن هذه الصفقة ومراحل تطورها, وصولاً إلى الفصل الأخير منها, لم تراع الهواجس القائمة لدى أكثر من دولة عربية, كانت أعلنت إيران نية ضمها لإمبراطوريتها الشمولية, حيث إن الاتفاق الذي أبرم بين إيران والمجتمع الدولي لم يأت, من قريب ولا من بعيد, على طموحات إيران وسياستها التوسعية, اللهم إذا لم تكن هي الولايات المتحدة بالذات التي أبقت هذه النقاط طي الكتمان, نظراً لحاجتها الدائمة إلى الدور الإيراني في سياق تنفيذ الأجندة الأميركية حيث تدعو الحاجة, وبالتالي غض النظر عن سياسات إيران المزعزعة للاستقرار وتدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية لجيرانها, وصولاً إلى غض النظر حتى عن دعمها الميليشيات المتطرفة, كما ميليشيا »الحشد الشعبي« التي أصبحت شيئاً فشيئاً وكأنها جزء من المنظومة العسكرية لدولة مثل العراق, في ظل صمت غربي عجيب.

 

إيران تودّع الخميني؟

علي بردى/النهار/20 تموز 2015

هذا اليوم مشهود لإيران في الأمم المتحدة. يتوقع أن يرفع أعضاء مجلس الأمن أيديهم كي يرفعوا عنها العقوبات الدولية القارصة. يلجم اتفاق فيينا طموحاتها النووية. لكنه يعترف بها حارساً رئيسياً للتوازنات الإقليمية المستقبلية. به ترتسم ملامح "الشرق الأوسط الجديد". يبدو هذا الإستثمار مجزياً للولايات المتحدة. غير أنه يبعث القليل من الأمل والكثير من القلق لدى جيران الجمهورية الإسلامية. ينظر الى تصويت مجلس الأمن على قرار رفع العقوبات الذي يرجح أن يعطى الرقم ٢٢٣١ على أنه ايذان ببدء تنفيذ اتفاق فيينا بين ايران ومجموعة 5 + 1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الى ألمانيا. يشطب عملياً المفاعيل الرئيسية لستة قرارات (1696 و1737 و1747 و1803 و1835 و1929) أصدرت قبل عشر سنين. تختلف القراءات للاتفاق. تجنب الرئيس الأميركي باراك أوباما - الحائز جائزة نوبل للسلام - خوض حرب قال إنها "غير ضرورية" مع الجمهورية الإسلامية. وضع نصب عينيه هدفاً يمنعها من صنع قنبلة نووية. احتفى بتعزيز استراتيجية منع الإنتشار النووي. بيد أن الإتفاق فتح الباب واسعاً في المنطقة أمام سباق الحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، وأمام سباق لشراء الأسلحة التقليدية. هذا استثمار اقتصادي هائل لشركات التكنولوجيا النووية وصنع الأسلحة، فضلاً عن الاستثمارات المالية الضخمة في مجالات تطوير عمليات استخراج النفط وتكريره وتصديره، وسوى ذلك من المجالات. يتعدى الأمر تحرير المليارات من الأرصدة الإيرانية المجمدة خصوصاً في مصارف الدول الغربية. يمكن ايران أن "تغش" في تنفيذ هذا الإتفاق. تاجر البازار يفعل ذلك أحياناً. غير أنه لا يجازف بخسارة تجارته في أي حال. همس ديبلوماسي ألماني: إذا كان المفاوض الإيراني نجح في "بلف" نظرائه من القوى الست الكبرى، سيجد حتماً من يقول له: أحسنت! دعك من اسرائيل التي لن تكون لها حصة من هذا الإستثمار. لا مكان هنا لشركات صنع التكنولوجيا النووية والأسلحة والنفط الإسرائيلية في المنطقة.

أما الدول الأخرى فوضعها يختلف. هناك سؤال مشروع عن استمراريّة "سياسات التنمّر" الايرانية المتشددة على رغم انهيار مفاهيم تصدير الثورة الإسلامية التي أطلقها آية الله روح الله الخميني. أدت هذه السياسات الى تأجيج النعرات المذهبية على امتداد العالم العربي. أثارت الشيعة في لبنان وسوريا والعراق والبحرين، وأخيراً اليمن. تتساءل السعودية ودول الخليج التي تنعم برخاء نسبي عما إذا كانت ايران ما بعد الإتفاق النووي "دولة مسؤولة" في هذه المنطقة الملتهبة. ثمة علاقة جدلية معقدة بين المخاض الديبلوماسي الذي أوصل الى هذا الإتفاق، وما جنته ايران طوال زهاء 35 عاماً من السياسات المتشددة. على غرار ما كانته في أيام الشاه محمد رضا بهلوي، أعادها الاتفاق حارسة لتوازن جديد تسعى الولايات المتحدة اليه. وضع الإيرانيون جانباً "سلاحهم النووي النظري". عساهم يفعلون ذلك بسياسات التشدد الخمينية بغية إعطاء معنى ايجابي لهذا التوازن.

 

إيران بعد الاتفاق: على من تُصرَف الأموال؟

وسام سعادة/المستقبل/20 تموز/15

ما كان الاتفاق النووي الايراني الغربي حتمياً. كان يمكنه أن لا يتم. كان يمكن للمفاوضات أن تفشل ولو في اللحظة الأخيرة. هذا لم يحصل ليس لأن المدة الزمنية التي تفصل اتفاق الاطار عن الاتفاق النهائي كانت مدة تمارين معروفة مسبقة وتشويقية فقط لأغراض سينمائية، أو تمارين تصبّر صوفيّ ليس الا، أو أعمال زخرفة خطابية وتقنية لنص الاتفاق الواضح مضمونه النهائي و«مضمونية توقيعه» سلفاً. كانت هناك قضايا خلافية بامتياز، والحساب كان دقيقاً للنقاط التي على أساسها يكون التوقيع أو لا يكون. الجانب الايراني لم يستطع في نهاية المطاف التقدم خطوة واحدة على طريق فتح ثغرة في الحظر على استيراد الأسلحة والتكنولوجيا الحربية، مع أنها كانت معركة ظلّ يخوضها حتى الرمق الأخير قبل أن يحتسبها في النهاية بالمعادلة التالية: رفع العقوبات، والنجاح بالتسريع به، في مقابل سد الثغرات في آلية المراقبة الدولية بما يرضي جانباً من نقد الجمهوريين للمسودة - الاطار، يدخل سيولة مالية، وايران بأمسّ الحاجة اليها، وان كان الطريق الى ذلك سيعبّد بتدمير منشآت عديدة، بل معظم البرنامج النووي الايراني المحقق، واستبعاد كل ما كان قيد الامكان وغير محقق، وكل هذا كان بتكلفة مليارات الدولارات. اكثر من ذلك، حتى الحجم المتاح لايران من انتاج الطاقة النووية للاغراض السلمية سيبقى محدوداً، ولن تتحول الطاقة النووية فيها الى مركزية في كهربة وتصنيع البلاد وتقدم ابحاثها الطبية بل ستبقى طاقة رديفة. عين ايران كانت على السيولة المالية العائدة اليها من رفع العقوبات عن ريع النفط والغاز فيها. كيف ستستخدم ايران المال واين، هل للانضمام الى ركب الثورة الصناعية الاسيوية الكبرى التي تتقدمها فيها باكستان، رغم كل مشكلات هذه الاخيرة، مثلما تتقدمها باكستان نوويا، وبترسانة عسكرية نووية ايضاً؟ ام للمواظبة على الاستثمار في «حزب الله» و«انصار الله» وأمثالهما؟ هذا سؤال يصعب تغييبه. والأهم حين يتطوع انصار «حزب الله» للإجابة، عليه تذكيرهم بأنهم ليسوا، وليس العرب، المعنيين بالإجابة، وانما الايرانيون. الصراع على الاجابة هو صراع بين الايرانيين، والى حد كبير صراع بين «ايرانَين»: آسيوية نهوضيّة، وخمينيّة مكابراتية. لا مكان في المقابل للتشبيهات بـ«لحظة تجرّع السم» في نهايات الحرب الايرانية العراقية. لا خامنئي ولا اوباما تجرّعا كأساً شبيهة اليوم. الكوكتيل الذي في الكأس من تركيبة مختلفة. فالحرب لم تكن في الوارد اصلاً لو ان المفاوضات فشلت. لا واشنطن في وارد القيام بها، ولا اسرائيل في وارد تجاوز التنديد الدعائي بالبرنامج الايراني، ولا روسيا كانت لتسهّل الطريق الى هكذا حرب، وصفقة مضادات الطائرات الأخيرة كانت مؤشراً حاسماً. سيناريو الحرب كان سيبقى مستبعداً، مؤجلاً، لو لم يحصل الاتفاق. كذلك القنبلة النووية، ثمة مبالغة غير قليلة في التصوير بأن ايران كانت على قاب قوسين أو أدنى من تفجيرها.

الجانب الايراني كان يدرك تماماً ان لا حرب ستعاقبه في حال فشل الاتفاق، وهو يدرك ايضاً حاجة الغرب للتقاطع معه على «القُطعة»، بشكل يزيد وينقص، سواء في الشرق الاوسط او من ناحية الخطر الجهادي شرقه، المتمثل بحركة طالبان وتنظيم خراسان والانفصالية البلوشية. لكن ايران كانت بحاجة الى السيولة. الحصار الاقتصادي والمالي فرض اصلاً على تجربة فاشلة تصنيعياً وتنموياً بعد الثورة، وغير متوازنة من الاساس قبل الثورة، وغير قادرة على ان تشبع الحاجات بالريع النفطي وحده في بلد بهذا الاتساع وهذا العدد من السكان، هذا قبل الدخول في كيفية تحويل ارصدة هذا الريع الى الشرائح المنتفعة من النظام «الثوري»، والى اثنيات ومناطق دون اخرى والى قضايا ما وراء الحدود بدلاً من قضايا الايرانيين، وقبل الدخول في تقليص عائدات الريع النفطي بسبب الحصار والعقوبات.

ان يكون هذا المال المفرج عنه، طاهراً، نظيفاً، فهذا يعني، بعرف الايرانيين، الناس، ان يصرف بالشكل الذي يسمح لإيران بالانتقال من الطور الريعي والزراعي المتخلف والصناعي المتقادم والحرفي المتراجع والسياحي المندثر الى الطور الانتاجي المتكامل. ان تحجز ايران مكانتها في الخارطة السياحية لآسيا، في الخارطة الصناعية لآسيا، في الخارطة الزراعية لآسيا، فهذا يمكن ان يحققه ترشيد استخدام المال الريعي المفرج عنه، انما بشرط استثماره في غير الريع، وتخفيض استثماره في ريع التنظيمات المتشددة والفئوية في عدد من البلدان العربية التي صار كثير من الايرانيين يتعاملون معها كسارقة قوتهم. قبل الاتفاق، كان المواطن الايراني ينظر الى سارقين: الاستكبار العالمي الذي يحتجز ماله، والمقاتل العربي تحت راية ولاية الفقيه الذي يصرف عليه بسخاء فيما المواطن الايراني في حالة مقلقة حياتياً. اليوم اعتدل بعض المشهد: الاستكبار الكبير سيفرج عن المال، بقي الاستكبار .. الصغير، استكبار من تكمن مصلحته في حرف طريق الشعب الايراني عن الحرية والرفاه. أيضاً على الصعيد العسكري، الاتفاق مدخل للاختيار بين مسارين: فإما الإرتضاء بأبدية الحظر على استيراد الأسلحة المتطورة والبقاء بهذا الجيش الايراني المترهل جواً وبحراً وفي دباباته، ناهيك عن تخلف البنية التحتية للمواصلات وتداعيات ذلك على حركة الجيش، في مقابل انتعاشة منظومة «الحرس الثوري» الايرانية والعربية - التابعة، واما الاستفادة من المال العائد، ومن آفاق تطوير العلاقة مع الغرب، لبناء جيش ايراني جديد. في الحالة الاولى طبعاً سيزيّن للحرس الثوري انه يقيم امبراطورية «قزلباش مهدويين» عبر المنطقة، لكن في شروط القبول بنووية اسرائيل وباكستان العسكرية، وحداثة قطع الجيش التركي بل والجيوش العربية. وهذا سيبرز أكثر فأكثر منظومة «الحرس» كظاهرة طفيلية على ايران واقتصادها ودفاعها وأمنها وثقافتها وحضارتها.

 

طبول الحرب الطائفية الانتقامية في العراق

داود البصري/السياسة/20 تموز/15

في العراق النازف حتى الثمالة تدور اليوم رحى معارك دموية موجعة تؤسس لمرحلة رهيبة من الدمار الإقليمي الشامل, فطبول الحرب وشعارات الثأر تدوي في مختلف أنحاء العراق مؤذنة بدورات جديدة من حرب تدميرية داخلية باتت تحرق الأخضر واليابس وتهدد بامتدادات أفقية وعمودية على المستويين الداخلي, وحتى الإقليمي المحيط. حكومة حيدر العبادي التي قامت على أنقاض حكومة هزائم نوري المالكي و تخبطاته القاتلة يمكن إعتبارها حكومة حرب ميليشياوية تكثر من الكلام أكثر من الأفعال, وهي حكومة لم تضع بصماتها على أي إنجاز حقيقي أو إصلاحي أو تغييري سوى عبر الخوض في مسارب الأزمة السابقة نفسها, ومحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه عبر حملة علاقات عامة تحاول تجميل الوجه الطائفي البشع للحكومة دون أن تتمكن من أخفاء البشاعات أو دفنها تحت السجادة, فهي في الوقت الذي إستعانت فيه بقوة الميليشيات الممولة الموجهة والمقادة إيرانيا, وسمحت بالتواجد العلني والمفضوح لقادة الحرس الثوري الذين يتجولون في العراق بحرية مطلقة رغم المعارضة الإسمية الأميركية وكأنهم في بلدهم ولربما أكثر ورغم حجم الزفة الإيرانية الهائل إلا أن هزائم حكومة المالكي قد تجددت مع حكومة العبادي عبر فقدان السيطرة على الأنبار في فضيحة عسكرية مثيرة للتأمل؟

إذ أن الهزيمة باتت تكرر نفسها, حكومة العراق كانت في حالة إنشغال تام من أجل رتق خرق ضياع الموصل, لكن ضياع الأنبار قد خلط الأوراق من جديد وجعل مياه ودماء عديدة تجري تحت مختلف الجسور العراقية و عمق من حالة التناحر الطائفي الذي عمقته تدخل المرجعيات الدينية في العمليات العسكرية, وبروز دور العصابات الطائفية المسلحة التي همشت الجيش العراقي و أستغلت حالة الفراغ القيادي و الإنكسار النفسي و المد الطائفي الجارف لتمارس بلطجة رثة مدعومة بأجندات إيرانية المصدر هدفها إنهاء الجيش العراقي بالكامل وتشكيل مؤسسة الحرس الثوري العراقي التي ستكون تحت الرعاية و القيادة الإيرانية المباشرة من خلال رجال النظام الإيراني المعتمدين في العراق ومنهم من مارس الإرهاب الدولي ومحكوم بالإعدام لأدواره الإرهابية من أمثال نائب قائد الحشد الطائفي جمال جعفر أو أبو مهدي المهندس. اليوم وفي ظل التوجه الحكومي المدعوم ميليشياويا لإدامة حالة الحرب ومحاولة استرداد المدن المفقودة وفي طليعتها المدينة العقدة وهي الفلوجة التي كانت وما زالت رمزا للمقاومة العراقية منذ الأيام الأولى للإحتلال الأميركي, فان الحرب لإسترداد الفلوجة لسيطرة الدولة المركزية قرعت طبولها من خلال تصريحات طائفية مثيرة لقائد »فيلق بدر« هادي العامري الذي اعتبر الفلوجة غدة سرطانية ينبغي إستئصالها, ثم أتبع ذلك التصريح المعيب بآخر لنائب القائد العام للحشد الإرهابي أبو مهدي المهندس هدد فيه الفلوجة وأهلها بأوخم العواقب ويتمثل ذلك طبعا في التهجير و التغيير الديموغرافي, وتسليط الميليشيات أسوة بما حصل في تكريت قبل شهور مضت, ولكن في الفلوجة الوضع مختلفا بالمرة, فبعد الإعلان الحكومي عن بدء عمليات السيطرة عليها تمهيدا للسيطرة على الأنبار بالكامل تحدثت قيادات طائفية عن تخطيطها لحرب سريعة لن يطول أمدها تنتهي بالهيمنة التامة بسبب قوة النيران وتوفر آلاف البراميل القذرة التي ستستعمل في الحرب أسوة بما يحدث في معارك الجيش السوري ضد شعبه. ولكن وازاء المقاومة الشرسة وسقوط العشرات من قيادات الميليشيات في فخاخ محكمة فإن موضوع اجتياح الفلوجة قد تجمد ولف مصير العمليات الغموض التام في ظل تصريحات متناقضة ومتضاربة لعل أبرزها تصريح وزير الداخلية محمد الغبان, وهو أصلا من قيادات ميليشيا »بدر« الطائفية الإيرانية الولاء الذي نفى بدء العمليات في الفلوجة رغم الإعلان عن مصرع العديد من قيادات الميليشيات في الفلوجة ؟.. من نصدق؟ البيانات الحكومية المتناقضة المتذبذبة, أم الوقائع الميدانية وصور جنازات القتلى. غموض معركة الفلوجة يطرح إشكاليات كثيرة حول مصير عمليات الأنبار ومن ثم الموصل في ظل الخسائر البشرية المريعة التي تتكبدها تلك الميليشيات والتي بات لها ردود فعل خطيرة في الشارع العراقي, ويبدو أن صيف العراق الملتهب سيزداد التهابا وسخونة محرقة مع التخبط العسكري والرغبة الطائفية العارمة في الانتقام, وبما يجعل العراق بأسره في مهب الريح في ظل تخبطات سلطة طائفية تكثر من العويل والصراخ ورفع شعارات الثأر الانتقامية بدلا من إدارة الأزمة في بلد قد تفشى الخراب فيه بشكل مروع؟و أضحى استمرار وجوده مسألة وقت لاغير. كل عوامل التشظي والدمار وحروب الانتقام تتفاعل اليوم في عراق الطوائف والملل والنحل المتشابكة حتى النهاية؟

 

سيناريوات ما بعد الاتفاق النووي

 عبدالله ناصر العتيبي/الحياة/20 تموز/15

يعتقد بعضهم، وأنا منهم، أن اشتباك الغرب مع إيران حول برنامجها النووي لا يمكن أن يتوقف بمجرد توقيع الطرفين على اتفاق من 150 أو 200 صفحة. المسألة أعمق بكثير من «وصايا وتعليمات» حبر مسكوب على ورق، فنوايا الفريقين الطيبة وغير الطيبة ليس من المنتظر أن تتقاطع خلال السنوات القليلة المقبلة. سنشهد خلال الأسابيع والشهور المقبلة الحديث عن خروقات للاتفاق الموقع، وستتحدث الأطراف المعنية عن الحاجة إلى صياغة ملاحق جديدة للاتفاق يكون دورها فقط ترميم ما اخترق وانتهك من بنود. ستظل الأزمة المفتعلة من الطرفين قائمة. حتى يبدأ وحش الزمن في قضمها قطعة قطعة، إلى أن يودع الجزء الصغير المتبقي في النهاية بعد 20 أو 30 عاماً في متحف المشاكل الدولية المعلقة.علّمنا التاريخ أن هذا النوع من الاتفاقات الأممية لا ينتهي بحفلة توقيع ومظاهرة فرح في شارع، وإنما هو خاضع دائماً لحلول الزمن لا الورق. لكن السؤال دائماً يبقى: ما هو تأثير هذا الاتفاق الظاهري على إيران؟ وكيف سيتفاعل الشعب الإيراني مع زوال حالة الطوارئ التي كانت تفرضها النخبة الحاكمة بحجة مواجهة المؤامرة الدولية؟ هناك سيناريوان متوقعان للحال الإيرانية بعد الأزمة، أميل إلى الثاني وأستبعد الأول. السيناريو الأول يتمثل في عودة إيران إلى مظلة الشرعية الدولية من جديد، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على سلوكها الأمني والسياسي في المنطقة في المستقبل القريب. بعض الدول تسلك في منهجها السياسي سلوك الأفراد الاجتماعي، فبمجرد شعورها بأنها مستبعدة من الشرعية الدولية، تبدأ في خلق المشاكل في محيطها لتجبر الآخر على الخضوع للتفاوض من أجل إعادتها إلى دائرة المنفعة اقتصادياً وسياسياً، وهذا ما فعلته إيران خلال العقد الأخير. ذهبت إيران إلى العراق لتفرض هناك رؤيتها المذهبية ومنهجها السياسي بعد سقوط نظام صدام حسين، وجعلت من أرض الرافدين مستنقعاً للاستقطاب الطائفي ملغية بذلك مفهوم الدولة بالكامل. وجاءت إلى سورية لتدعم نظاماً فاشياً يقف في زاوية وكل العالم في زاوية أخرى. واخترقت اليمن لتصنع مفهوماً جديداً للتمرد الخارج على الشرعية الدولية. وحاولت أن تخترق الدولة المصرية في أكثر من مناسبة باستخدام العامل الديني. وفعلت مثل ذلك في تونس والمغرب والسودان ودول أخرى في المنطقة. واليوم بعد الاتفاق الظاهري ستتراجع إيران عن هذا المسلك بعدما حققت هدفها الاستراتيجي الرئيس. ستخرج من العراق، وتتخلى عن نظام بشار الأسد، وتوقف دعم الحوثيين في اليمن، وتتخلى عن سياسة تصدير الثورة. ستتوقف النخبة الحاكمة تماماً عن دعم الجماعات الإرهابية وتعود إلى الداخل الإيراني وتبنيه، وتعمل على ازدهار الاقتصاد بمساعدة الأموال المحررة والمداخيل غير الخاضعة لقيود العقوبات الدولية. يقول هذا السيناريو إن إيران ستصبح دولة صالحة في إقليمها بمساعدة هذا الاتفاق، وما كان سلوكها السلبي خلال السنوات الماضية إلاّ رد فعل منطقياً لاستبعادها من حديقة النور العالمية. السيناريو الثاني هو استمرار إيران في التورط في المشاكل الإقليمية والذهاب بعيداً في ذلك، بل التطرّف والإيغال في هذه الأزمات من أجل تعويض غياب تأثير الأزمة النووية على شعبها. النخبة الحاكمة في إيران التي اغتصبت الحكم في العام 1979، تعرف أن غياب الضغوط الدولية عن الواقع الإيراني وازدهار الاقتصاد وتمتع الشعب بنعيم الثروة المفاجئة سيحمل استحقاقات شعبية من الصعب الخضوع لها والانقياد لنتائجها. تدرك هذه النخبة الحاكمة، المصمم قالبها ليناسب طبقة معينة، أن الشعب الإيراني بلا ضغوط خارجية وحال طوارئ داخلية سيرتفع سقف مطالبه إلى أن يصل إلى مؤسسة الحكم مطالباً بتمدينها وتغيير هيكلها، لتستوعب المشاركة الشعبية في عموم المدن والأرياف الإيرانية ومختلف الأعراق والطبقات المجتمعية. نظام الحكم في إيران حاله كحال الأنظمة المتطرفة والديكتاتورية والأوليغاركية الأخرى، يسعى دائماً إلى إدخال شعبه في الأزمة تلو الأزمة لإشغاله عن التطلع إلى ما هو أكبر من مجال تفكيره اليومي، سواء أكانت هذه الأزمات اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية. المهم أن يبقى المواطن دائماً مشغولاً بنصف الدائرة السفلي الاجتماعي والاقتصادي والديني ليبقى النصف العلوي الذي هو مسألة الحكم بعيداً من تطلعاته ومساعيه الإصلاحية. الاتفاق النووي الجديد سيطيح بالملالي في إيران أو سيغرق المنطقة في جولة جديدة من الاضطراب. وفي كلا الحالين سيكون للزمن دوره المتوقع في معالجة الأزمات.

 

تحالف الغرب مع السعودية ليس منحة

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/20 تموز/15

السير كريستوفر ميير السفير البريطاني السابق لدى الولايات المتحدة وألمانيا، والزميل البارز لمعهد الخدمات الملكية المتحدة، نشر مقالاً في الزميلة صحيفة «الغارديان» اللندنية تحت عنوان «الفوضى في الشرق الأوسط تعني أن وقت التحالف مع إيران قد حان»، ملخصه أنه طالما لم تعد هناك قدرة على إسقاط نظام بشار الأسد بسبب الدعم الروسي الإيراني، وفي أعقاب ظهور تنظيم داعش المفاجئ واستقطابه للمقاتلين الغربيين، فـ«شئنا أم أبينا، نحن في تحالف على أرض الواقع ضد (داعش) وإلى جانب الأسد، وإيران، العدو العتيد لحليفتنا المملكة العربية السعودية»، ثم يتوصل سعادة السفير إلى نتيجة حتمية يطالب بها بلاده والغرب بإيقاف كل الأعمال العسكرية ضد «داعش»، وهذا هو المذهل، عبر «ترك المنطقة تحل مشكلاتها بنفسها»، ثم يختم مقاله بهذه العبارة: «إذا تمكن تنظيم داعش من التوسع في الشرق الأوسط، ألن يؤدي هذا حتمًا إلى استنتاج أن إيران يجب أن تكون حليفنا الاستراتيجي في المنطقة خلال القرن الواحد والعشرين؟». ثلاث نقاط رئيسية تغفلها هذه التحليلات غير الواقعية عن فك التحالف الغربي السعودي وتوجيهه نحو إيران، التي أصبحت عقيدتها السياسية مقبولة فجأة لدى الدول الغربية، أولها أن الغرب جرب التحالف مع السعودية ودول الخليج لستة عقود ويستطيع أي مراقب تأكيد أن هذا التحالف كان عاقلاً ولم يتسبب بأي أزمات إقليمية أو عالمية. وثانيها أن الإرهاب السني، كما يسميه الغرب، ناتج عن تنظيمات متطرفة تحاربها الحكومات الخليجية بلا هوادة وتعتبرها معركتها الأولى، بشهادة الغرب، أما الإرهاب الشيعي فهو حالة معاكسة حيث يدعمه النظام الإيراني نفسه كما في حزب الله أو ميليشيا الحشد الشعبي أو الحرس الثوري وغيرها من التنظيمات المتطرفة. والنقطة الثالثة، وأهمها من وجهة نظري، أن التحالف الغربي الخليجي ليس منحة تقدمها الدول الغربية لنظرائها في الخليج، بقدر ما هو مصلحة استراتيجية عميقة أثبتت أهميتها لكلا الطرفين ولم يستفد منها طرف واحد فقط.

ولعل استراتيجية «ترك المنطقة تحل مشكلاتها بنفسها»، التي يمكن القول إن نغمتها تتزايد في الدوائر الغربية يومًا بعد الآخر، تفترض أن محاربة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط هي عمل خيري تتفضل به الولايات المتحدة وحلفاؤها على دول المنطقة، بالطبع هذا طرح سياسي براغماتي بحت ولا يمت بصلة للطرح الاستخباراتي من الغرب نفسه، باعتبارهم يعون جيدًا أن ألف باء مكافحة الإرهاب تعني أن محاربته في محيطه أفضل وأسهل ألف مرة من محاربته بعد أن يصل لحدودك، مثلاً التنظيمات الإرهابية التي نشأت في سوريا، انتعشت وتمددت وترعرعت بعد رفض الغرب نصائح حلفائهم العقلاء، بضرورة القضاء على هذه التنظيمات قبل أن تستفحل وتنتشر، وهو ما حدث لاحقًا بنفس السيناريو الذي تم التحذير منه، أما المثال العملي الآخر الذي ينسف فكرة «ترك المنطقة تحل مشكلاتها بنفسها»، ظاهرة القرصنة في القرن الأفريقي، عندما لم تكن يومًا مشكلة تخص الدول المحيطة بها، بل كانت مشكلة هددت الملاحة العالمية بأسرها. التحالف الغربي السعودي تحالف تتقاطع فيه المصالح بشكل رئيسي وطبيعي، واستمراره فيه منفعة للمنطقة وللعالم أجمع، كما أن ترميمه ومراجعته وحتى تصحيح مساره يصب في استمرار نجاحه، أما التلويح بفك عراه والانتقال للجهة الأخرى من الخليج ففيه ضرر لكل الأطراف، فكما ستخسر السعودية ودول الخليج العربية تحالفها الاستراتيجي ومصلحتها منه، ستكون الخسارة كبيرة أيضًا على مصالح الغرب في المنطقة بالمراهنة على دولة يصنفها الغرب نفسه محورًا للشر ودولة مارقة، قبل أن يفعل الاتفاق النووي فعلته وتتحول لدولة صديقة ومتوازنة.

 

الاتفاق النووي: يافطة كاذبة

مأمون الفندي/الشرق الأوسط/20 تموز/15

النووي الإيراني هل هو يافطة تغطي تحتها اتفاقًا جيواستراتيجيًا (بمعنى إطلاق يد النفوذ الإيراني في الإقليم)، أم أنه كما لمحت تغريدة الرئيس الإيراني حسن روحاني يافطة تخفي تحتها صفقة جيواقتصادية (تخص النفط والغاز تحديدا)؟ الاتفاق النووي الإيراني اليوم واقع لا بد من التعامل مع تبعاته وليس رفضه، ولكن لكي نتعامل مع هذه التبعات لا بد من تفكيك الاتفاق كيافطة وما تخفي خلفها. بداية، ورطة الاتفاق النووي قبل أن نتحدث عما يخفي وراءه أو عن مدى دقة تفاصيله الفنية، هي في كونه تجسيدًا حقيقيًا للفارق بين عقليتين ستتجلى تبعاتهما بوضوح أكثر بعد الاتفاق: عقلية طويلة البال تأتي من عالم صناعة السجاد الإيراني والذي تأخذ فيه صناعة السجادة الواحدة عامين وربما عملية بيعها عامًا آخر من التفاوض على السعر، وهذه عقلية روحاني والمرشد ومعهما وزير خارجيتهما جواد ظريف، وبين عقلية أوباما القادمة من عالم ماكدونالدز والوجبات السريعة التي تريد اتفاقًا مستعجلاً وبأي ثمن.. بين عقلية السجاد وعقلية ماكدونالدز يدفع الإقليم ثمن اتفاق وهمي، وهذه النقطة الحضارية تحتاج إلى مقال منفرد لشرحها.

المهم هنا هو أن الإيرانيين دخلوا مجال المفاوضات حول ملفهم النووي بعقليتهم ذات البال الطويل والسعر المبالغ فيه لذلك طالت المفاوضات ولذلك أيضًا باعوا مجموعة 6+1 سجادة عادية على أنها أفخر أنواع السجاد. تحدث الإيرانيون عن أشياء كثيرة نووية ليست عندهم، عن آلاف من أجهزة الطرد المركزي، وتفاوض الغرب معهم من أجل أن يصل الرقم إلى النصف، ومثل تاجر السجاد، النصف هذا هو سعر السجادة وفوقه ربح معقول وكذلك عدد محركات الطرد المركزي التي أصبحت اليوم قانونية هي أكثر مما تملكه إيران من أجهزة طرد تعمل، فالإيرانيون رغم أنهم حققوا مكسبًا كبيرًا فإن من اشترى السجادة كان سعيدًا بأنه مفاوض جيد (شاطر في فن الفصال في البازار). إيران اليوم بهذا الاتفاق العبثي دولة نووية أو تكاد باعتراف دولي. ومع ذلك ليس هذا كان هدف إيران من المفاوضات، هدف إيران ينحصر في ثلاثة أبعاد؛ البعد الأول هو ترميم سمعة نظام ينهار من الداخل، وإنعاشه اقتصاديًا، والاعتراف بنفوذ إيران في الإقليم، وأن أي ترتيبات إقليمية لا بد أن يكون لإيران رأي فيها، وتلك الثالثة هي النقطة الجوهرية التي تخص عالمنا العربي. وإطلاق يد النفوذ الإيراني في الإقليم من العراق إلى سوريا إلى لبنان هو ما تحت هذا الاتفاق والمهم من زاوية النظر الإيرانية، فكما كتبت في مقال سابق هنا، ما يهمنا كعرب ليس نفوذ إيران النووي المستقبلي الذي يقلق إسرائيل والغرب، ولكن ما يدفع ثمنه العرب اليوم هو تأثير نفوذ القوة التقليدية الإيرانية المتمثلة بالميليشيات التي هي مصدر رئيسي للخراب في الإقليم. وفي تصريحات المرشد الأعلى الإيراني الأخيرة كان واضحًا أن الحديث عن النووي شيء وتحالفات إيران الإقليمية شيء آخر، وأنه يحاول أن يكون هذا الأمر واضحًا والشركات الغربية تهرول نحو طهران من أجل صفقات تجارية وبهذا يشرعن الجيواقتصادي ما هو جيوسياسي في الاتفاق.

الشق الاقتصادي المباشر يخص شركات النفط الأميركية وخصوصًا العاملة في المنطقة مثل اكسون موبيل العاملة في حقل الغاز القطري المشترك بين إيران وقطر، ربما لذلك قال روحاني في تغريدته «وخصوصًا» قطر. لكن الأمر أكبر وأعقد من هذه التلميحة بكثير، فالناظر إلى سوق النفط يرى بوضوح أننا أمام أربع كتل نفطية تنتج من 10 ملايين برميل فما فوق بقليل وهي المملكة العربية السعودية (10.6 مليون) وروسيا (10 ملايين) والولايات المتحدة الأميركية (10 ملايين) ثم ما يمكن تسميته بالكتلة الشيعية التي يمكن خلال عام أن تنتج 10 ملايين برميل يوميًا وهي الآن تنتج ما يقرب من 8 ملايين بين إيران والعراق. دخول أكثر من مليون برميل أخرى إلى السوق اليوم سيدفع أسعار البترول ما بين 40 إلى 50 دولارًا للبرميل وهذا جيد للاقتصاد الأميركي خصوصًا والغربي عمومًا. البترول عند 40 دولارًا للبرميل يضع الرئاسة الأميركية في يد الديمقراطيين مرة أخرى، وهذا إضافة إلى المنافع الاقتصادية يصب في فكرة الإرث الرئاسي المتملكة من عقل الرئيس الأميركي باراك أوباما، ذلك الرجل الذي يريد أن يبرر حصوله على جائزة نوبل من خلال التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران. طبعًا هناك ما يمكن أن يسمى بغرور الرياسة الذي لا مجال لمناقشته هنا، فالأميركيون لا ينتخبون رئيسهم كي يكون له إرث تاريخي فهذا أمر يخص غروره وحده، أما الناخب فيختار الرئيس من أجل تحسين أوضاعه وأوضاع المجتمع، ولكنها كما قلت نقطة لا مجال لفرد مساحة لها هنا. البرميل عند 40 أو 50 دولارًا يمنح الديمقراطيين فرصة أفضل لرئاسة أميركا، البترول عند هذا السعر جيد بالنسبة للديمقراطيين وسيئ بالنسبة للمملكة العربية السعودية وسيئ بالنسبة لروسيا وربما للاقتصاد العالمي. كان الهدف الخفي لتخفيض أسعار النفط هو تركيع روسيا وعملية التركيع مستمرة. العامل غير المفهوم في هذا هو أن روسيا كانت داعمة إيران الأولى وسندها رغم أن إيران اليوم تشارك بشكل فعال في عملية تركيع روسيا. فهل التحالف بين روسيا والمملكة العربية السعودية قادم لا محالة إذا أخذنا في الاعتبار غضبة المملكة من الاتفاق والتي تجلت في مقال الأمير بندر بن سلطان الأخير؟ وهل صفقة المليارات العشرة هي عربون صداقة روسية سعودية قادمة، ولكن هل سيكون في هذا ارتباط بين السياسي والاقتصادي بمعنى أن يتغير الموقف تجاه سوريا في هذا السياق؟ طبعًا نعرف أن 10 مليارات دولار لا تعني الكثير بالنسبة لروسيا فتلك أموال يمتلكها كسيولة حفنة من أصدقاء بوتين المقربين. المهم في هذا كله هو أن الاتفاق النووي الإيراني الغربي هو يافطة مزورة تخفي خلفها الكثير من الاقتصادي للسياسي فاربطوا الأحزمة لأن المطبات الهوائية القادمة كثيرة.

 

كيف يروج أوباما لصفقته مع إيران

جيمس روبن/الشرق الأوسط/20 تموز/15

على طول الطريق الطويل نحو الاتفاق النووي المبرم الثلاثاء الماضي مع إيران، ظلت إدارة الرئيس أوباما تقترح مرارًا وتكرارًا أن ذلك الاتفاق ليس إلا جزءًا من تحول استراتيجي كبير في مقاربة واشنطن مع طهران. وتعكس الخبرات السابقة في مجال الحد من التسلح خلال حقبة الحرب البادرة، أن ذلك الاتفاق الأخير ليس إلا خطأ كبيرًا قد يهدد المكاسب الأمنية المكتسبة بشق الأنفس. ينبغي على الإدارة الأميركية حاليًا السعي لتبرير الاتفاق وعلى أسس تتعلق، حصريًا، بقضايا الأمن القومي الأميركي.

وعلى الرغم من شروع الرئيس ومجموعة مستشاريه في تغيير لهجة خطابهم مؤخرًا، فإنهم وبمزيد من التكرار عبر السنوات القليلة الماضية، داوموا على توصيف مختلف المحادثات النووية من واقع أنها جزء لا يتجزأ من استراتيجية أكثر شمولاً نحو إقامة «توازن جديد» بين السنة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط والخليج. والعواقب المؤسفة للمزاعم الحالية والسابقة المبالغ فيها، كانت تحييد الجمهوريين المعتدلين والأصدقاء من الزعماء العرب، الذين أسند الكثير منهم خطوات التقليل من المخاطر الناشئة عن البرنامج النووي الإيراني، وعارضوا في الوقت نفسه أي محاولة لتحسين العلاقات مع الحكومة الإيرانية. ومؤخرًا في أبريل (نيسان)، عند الإعلان عن الإطار المحدد لاتفاق الثلاثاء، كان الرئيس أوباما يشدد على فكرة مفادها أنه مع تخفيض الولايات المتحدة لوجودها في منطقة الشرق الأوسط، فإن العلاقات الجيدة مع إيران قد تساعد في تأسيس لنوع جديد من توازن القوى هناك. وفي مقابلة مطولة مع توماس فريدمان، من صحيفة «نيويورك تايمز» في تلك الأثناء، تصور الرئيس أوباما أن وجود اتفاق نووي وتخفيف للعقوبات الاقتصادية من شأنهما تغيير المقاربة الشاملة تجاه إيران، ثم «من الممكن أن نبدأ في تجربة نوع من التوازن في المنطقة، ومن ثم يشرع السنة والشيعة، وبالتالي السعودية وإيران في محاولة تهدئة حالة التوترات بينهم».

صارت تلك التصريحات ومثيلاتها مبتذلة للغاية من وجهة نظر بعض المراقبين، من واقع الخطاب البطولي الذي يتيه به السيد أوباما، وإنجازه للتقارب التاريخي مع إيران بالمقارنة مع الزيارة التاريخية غير المسبوقة التي قام بها ريتشارد نيكسون إلى الصين عام 1972. بكل تأكيد، وفي مقابلة أخرى مع توماس فريدمان يوم الثلاثاء، استدعى السيد أوباما مرارًا التجربة الدبلوماسية التاريخية للرئيس نيكسون مع الصين، معززًا من فكرة أن إيران «سوف تكون ويجب أن تكون قوة إقليمية»، وهي بالضبط طريقة التفكير التي تدفع بالمؤيدين المحتملين للمقاربة الأكثر محدودية بعيدًا عن واجهة الأحداث، وذلك من الأمور المؤسفة، نظرًا لأن الاتفاق الإيراني يعد إنجازًا راسخًا من زاوية السيطرة على الأسلحة النووية، وليس من حيث إنه تحول جيوسياسي واستراتيجي عميق.

يقدم الاتفاق، وببساطة، تخفيفًا للعقوبات الاقتصادية في مقابل فرض حدود واسعة على القدرات الإيرانية في تخصيب اليورانيوم، وهو الجزء الأصعب في بناء السلاح النووي. ومن خلال فرض القيود على المعدات اللازم استخدامها لذلك الغرض تحديدًا، فسوف تواجه إيران صعوبة كبيرة في تحويل البرنامج النووي المدني لديها إلى برنامج للأسلحة النووية. وفي المقابل، وبموجب ضوابط صارمة، يجري رفع العقوبات المالية عنها مع رفع الحظر على مبيعات النفط الإيراني، مما يسمح للحكومة في طهران بالوصول إلى الأموال المجمدة واستقدام الاستثمارات الغربية. تتجاوز فوائد الاتفاق تكاليفه بشكل كبير. وفي حين أن الاتفاق لن يمنع إيران من صناعة السلاح النووي إذا عقدت العزم على ذلك، إلا أنه يجعل من سلوك ذلك السبيل من الصعوبة بمكان. وكذلك، فإن إجراءات التفتيش والتحقق الواسعة سوف تيسر بكثير من اكتشاف أي محاولة في ذلك الاتجاه. أما تخفيف العقوبات، والسهولة التي يمكن من خلالها إعادة فرضها مجددًا، توفر حافزًا قويًا لإيران لعدم الاقتراب من تلك المخاطرة. بالإضافة إلى الحلفاء القلقين في الخارج، فإن المشكلة الأخرى المتعلقة بربط الاتفاق النووي بتحسين العلاقات الأميركية - الإيرانية، هي حقيقة مفادها أن تلك الروابط قد لا تتحسن فعليًا، خصوصًا إذا كانت السياسات الإقليمية الإيرانية - مثالاً بتوفير الدعم الحيوي لنظام بشار الأسد في سوريا وإسناد المنظمات الإرهابية - تتخذ مسارًا أكثر عدوانية.

لا أحد يعرف ما إذا كان الاتفاق النووي سوف يستتبع منهجًا إيرانيًا أكثر اعتدالاً حيال سوريا، والعراق، ولبنان. وأعتقد أنه لن يتغير، نظرًا لأن قوات الحرس الثوري الإيراني تظل مكونًا رئيسيًا لدى تحالف المرشد الإيراني الأعلى، وهم، وليس وزير الخارجية، ذوو التوجهات المعتدلة، يعتبرون دعاة المواقف العدائية الحاسمة في المنطقة. ومن الأفضل بكثير توضيح الكيفية التي يعزز ويخدم بها الاتفاق المصالح القومية الأميركية، وهل سوف تعمد إيران إلى تغيير سياساتها الإقليمية من عدمه. إن أفضل التشبيهات للاتفاق النووي مع إيران هي اتفاقيات الحد من التسلح في فترة الحرب الباردة، حيث قيدت محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية (SALT) من التحديث السوفياتي للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ومنحت الولايات المتحدة درجة غير مسبوقة من الوصول إلى المجتمع السوفياتي المغلق.

تسببت المحادثات الاستراتيجية الأولى والثانية في وجود معارضة قوية للغاية ضدها داخل الكونغرس، حينما كان يُنظر إلى تلك الاتفاقيات من زاوية أنها جزء من تحسين أوسع للعلاقات الأميركية - السوفياتية. وفي حقيقة الأمر، لم يتم المصادقة قط على جولة المحادثات الاستراتيجية الثانية (SALT II)، ويرجع ذلك في جزء منه إلى انشغال مجلس الشيوخ في الكونغرس بمشكلات أخرى كبيرة تخص السياسة الخارجية، ومن بينها غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان ونشره للقوات العسكرية في أنغولا وكوبا.

أُغفلت تمامًا حقيقة أن المؤسسة العسكرية والاستخبارات الأميركية أسندت جولة المحادثات الاستراتيجية الثانية (SALT II) في خضم العواصف السياسية الكبرى آنذاك. وبسبب أن الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان قرر مواصلة الالتزام الأميركي بالحدود العددية الرئيسية المذكورة في الاتفاقيات، كان توقف الزيادة المطردة في العدد الإجمالي للصواريخ والقاذفات الروسية وقتها. وعلى غرار الاتفاقيات السابقة مع الاتحاد السوفياتي، فإن الاتفاق المبرم مع إيران يوم الثلاثاء الماضي، يقلل وبشكل كبير من التهديد النووي الإيراني المحتمل من الخصم ويوفر الوصول إلى المجتمع الإيراني المغلق نسبيًا. ولكن لا يعني ذلك الإلغاء التام للبرنامج النووي الإيراني، كما يرغب الكثيرون. ووصولاً لأقصى قدر ممكن من دعم الكونغرس والدعم الدولي، يتعين على السيد أوباما التركيز في الوقت الحالي على مكاسب الأمن القومي الأميركي من ذلك الاتفاق، وتجنب أي اقتراحات أخرى بأن الاتفاق كان يهدف لأن يكون جزءًا من استراتيجية كبرى إزاء المنطقة. يمكن للعلاقات الأميركية - الإيرانية أن تتحسن ذات يوم إذا تغيرت سياسات طهران المزعزعة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.ويمكن للبيت الأبيض التطلع إلى حدوث ذلك، ولكنه لا ينبغي عليه انتظاره. وسواء حدث ذلك من عدمه، فهو أمر عديم الصلة بالحكمة المستفادة من اتفاقية الحد من التسلح المبرمة الثلاثاء الماضي.

 

شغف أوباما الخطير

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/20 تموز/15

أصدق من التوقع، هو الواقع. وفي الزحام وكثرة الكلام يضيع كثير من الكلمات الكاشفة، التي تقول كثيرا من المعاني في قليل من الكلام. ما جرى في فيينا هو: اتفاق أوباما مع خامنئي، هكذا يجب أن يوصف في «جوهر» المسألة، وليس اتفاق الدول 5+1 مع إيران، كما يجب أن يوصف بأنه اتفاق سياسي وليس اتفاقا تقنيا. والباقي مجرد تكملة للأصل ونافلة للفريضة. الرئيس الأميركي أوباما متشرب باقتناع جارف عميق وهوس شخصي وشغف يتملكه بصحة ما يصنعه مع إيران الخمينية في المنطقة، رغم أن كل المؤشرات تقول عكس شغفه هذا. لا ندري على وجه اليقين مصدر هذا الشغف والإيمان الجارف، حتى أكثر من خامنئي نفسه الذي كان يبدو هو المتمنع طيلة سنوات أوباما حول هذه الصفقة! المهم أن ما يفعله أوباما، رغم كل سيل الدعاية والتحسين والكلام الأجوف و«المتناقض» عن حسنات الاتفاق مع إيران، ورغم جولات مبعوثيه لترويج الاتفاق في المنطقة، كل هذا مغامرة كبرى ضد مصالح أميركا قبل أن يكون ضد مصالح المنطقة. هل يعي أوباما مخاطر سياسته؟ وهل تخلى، أو سيتخلى، الإيرانيون الخمينيون عن أساس جمهوريتهم الثورية؟ في الفقرات التالية اقتباسات آثرت نقلها وإفرادها، لتتضح الصورة، بضم الأجزاء المتباعدة بعضها إلى بعض. نقرأ:

* «لا نضمن أن تكون إيران دولة معتدلة، ولا نضمن أن توقف تدخلاتها في سوريا أو دعمها لـ(حزب الله) اللبناني».

(الرئيس الأميركي باراك أوباما مروجا لاتفاقه مع الإيرانيين).

قلنا مرارًا إننا لا نتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الشؤون الإقليمية أو الدولية ولا حتى القضايا الثنائية. هناك بعض الاستثناءات مثل البرنامج النووي الذي تفاوضنا عليه مع الأميركيين لخدمة مصالحنا». «إيران لن تسمح بتقويض مبادئها الثورية أو قدراتها الدفاعية».

(مرشد إيران علي خامنئي في خطبة عيد الفطر قبل أيام بطهران).

* «ما من شك في أن الاتفاق سيقود إلى علاقات أوثق مع الجيران».

(رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني، على حسابه بـ«تويتر»).

* المادة الثانية. الفقرة الخامسة: «الإيمان بالإمامة والقيادة المستمرة، ودورها الأساس في استمرار الثورة التي أحدثها الإسلام».

(دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية).

* «اعتراف أميركي رسمي بمكانة إيران الإقليمية القوية».

(الكاتب الأميركي نوح فيلدمان، المناصر لاتفاقية فيينا مع إيران، بمقال نشرته «الشرق الأوسط» نقلا عن «بلومبرغ»).

* «هناك تباطؤ واضح في خطى أوباما في ما يتعلق بالشأن السوري، ومن أسباب ذلك عدم رغبته في مواجهة الذراع الإيرانية هناك، التي تتمثل في ميليشيا (حزب الله)، حيث يعد ذلك مخاطرة قد تفسد المحادثات النووية. ولم يعد لهذا العذر وجود الآن».

(الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس، المقرب من إدارة أوباما بمقالة مروّجة لاتفاق فيينا مع إيران).

نصوص إن ضممت بعضها إلى بعض تشكلت لك صورة لا تسر الناظرين عن عمق الأزمة، وخطورة القفزة الأوبامية الشغوفة. إيران لم تتغير، واشنطن أوباما هي من تتوهم.

 

تبريرات الاتفاق النووي: لزوم ما لا يلزم الملف السوري أكثر فأكثر نحو روسيا؟

 روزانا بومنصف/النهار/20 تموز 2015

يخشى ديبلوماسيون أجانب في بيروت ان تكون الغالبية في العالم العربي توقفت عن الاستماع الى الرئيس الاميركي باراك اوباما في موضوع الاتفاق النووي مع ايران حيث باتت تبريراته الدفاعية عنه هي من اجل تسويق مضمونه تعني الكونغرس والداخل الاميركيين اكثر منه الخارج الذي بات معنيا بتداعيات الاتفاق وانعكاساته باعتبار ان هواجس اهل المنطقة كانت ولا تزال في مكان آخر. فهو لم يستطع اقناع دول المنطقة بالمنطق او المقاربة التي اعتمدها طوال عامين من المفاوضات بين الجانبين وليس من المرجح ان تقتنع هذه الدول بعد الاعلان عن اتفاق يشكك في مضمونه خبراء وديبلوماسيون اميركيون كثر فضلاً عن غالبية في الكونغرس الاميركي. لا بل يذهب بعض السياسيين الى الاعتقاد انه كما ان الرئيس جورج دبليو بوش ترك ارثاً صاخباً ومثيراً للجدل في موضوع الحرب على العراق، خصوصاً ان كل المبررات التي قدمها لهذه الحرب تبين انها غير صحيحة، فإن السنين القليلة المقبلة كفيلة بان تضع اوباما في الموقع نفسه الذي بات عليه سلفه أولاً: متى تبين انه اعاد استيعاب ايران من ضمن المجموعة الدولية من دون اثمان تذكر، ان بالنسبة الى ملفها النووي في حال استأنفت السعي الى قنبلة نووية ولم تستطع الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات على ايران. وثانياً في حال تفاقم الضرر الذي تتسبب به ايران في المنطقة، خصوصاً اذا تبين ان كلام مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي قبل يومين من ان "الاتفاق لن يغير سياسة بلادنا في مواجهة الادارة الاميركية المتغطرسة ولا دعمنا لاصدقائنا وشعوبها في المنطقة" هو أبعد من مجرد تبرير للتفاوض مع "الشيطان الاكبر" امام الجمهور الايراني المتشدد ورفعاً لسقف التفاوض المحتمل مع الولايات المتحدة حول أزمات المنطقة لاحقاً، وفق ما يرى البعض تحت عنوان الرفض المسبق لأي "انفراج اوسع مع واشنطن". ذلك ان ايران مدركة ان ثمة ضغوطاً ستمارس من اجل محاولة تحجيم نفوذها اقليمياً، وان هناك خصوماً لها في المنطقة اكثر من الاصدقاء الذين تغذيهم بالدعم والاموال وهي ترغب في طمأنة المتشددين انها لن تعدل سلوكها في مقابل تحديدها الاثمان الباهظة التي سيتطلبها التعاون معها في الموضوع الاقليمي.

السؤال المقلق الذي شغل ولا يزال العديد من المراقبين هو هل يأخذ الرئيس الاميركي من ايران وقف قدرتها على انتاج اسلحة نووية كما أخذ من رئيس النظام السوري اسلحته الكيميائية فحسب ويترك كل الباقي على حاله على ان يهتم خلفه بكل ما تبقى من ازمات المنطقة. وكثر يعتقدون ذلك لكن ما يلفت البعض ان اوباما شكر في انجاز الاتفاق الاخير مع طهران الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا التي كانت عاملاً مساعداً في انجاز الاتفاق على نحو مفاجىء بالنسبة اليه نظراً الى استمرار التوتر بينهما على خلفية الازمة الاوكرانية فيما بات معروفاً كيف صدر الاقتراح بنزع الاسلحة الكيميائية من النظام السوري عن روسيا بالذات ايضا. لذا يعتقد البعض ان الاجابة معروفة مسبقاً في ضوء المواقف المعلنة للرئيس الاميركي من عدم رغبته بالتدخل في سوريا باي شكل مقدماً المبررات تلو المبررات تحت طائل عدم المخاطرة بانهيار المفاوضات مع طهران المنخرطة في دعم النظام السوري ومن ثم انشغاله المحتمل بتثبيت ارثه. الا ان ما كشفه الرئيس الاميركي نفسه من اتصال اجراه معه الرئيس الروسي قبل اسبوعين من انجاز الاتفاق مع ايران حول سوريا وشعوره كما قال بان روسيا بدأت تشعر بأن النظام السوري يفقد سيطرته على الاراضي السورية، وهو ما سيوفر فرصة جديدة لاجراء مشاورات جديدة حول سوريا مع الحكومة الروسية، يترك المجال لتكهنات متضاربة في الواقع. اذ ثمة من يرى بان الرئيس الاميركي قد يضع شيئاً جدياً على النار في الموضوع السوري في ما تبقى من ولايته، في حال تراجعت اكثر فاكثر قدرة النظام السوري على الاستمرار وبات مهددا بالانهيار المفاجئ. كما ان الدول التي تحفظت عن مفاوضاته مع ايران وطبيعة الاتفاق النووي كالدول الخليجية واسرائيل قد تضغط من اجل اثمان في مقابل ارضائها وعدم اثارة مزيد من العراقيل امام دفاع الرئيس الاميركي عن الاتفاق من خلال مطالبته بالعمل جدياً، مع انتهاء اضطراره الى مسايرة طهران، الى محاولة العمل على جنيف 1 كما على الملفات المقلقة مع طهران، من بينها دعمها لما تعتبره واشنطن منظمات ارهابية. في حين يرى آخرون ان اشارته الى روسيا وأهمية ما قدمته في الاتفاق مع ايران قد يفيد بأن اليد العليا في شأن سوريا قد يرتبط بروسيا اكثر مما يرتبط بالادارة الاميركية التي لا تشعر نفسها معنية بأكثر مما اعلنته حتى الآن أي الاسلحة الكيميائية وموضوع الارهاب المتصل بتنظيم الدولة الاسلامية فضلاً عن مساعدة الاكراد. وهو ما قد يثير اطمئناناً بالنسبة الى البعض وقلقاً بالنسبة الى البعض الآخر في المنطقة لجهة قدرة روسيا على التأثير في اي تفسير او تسويق اقتراحات في شأن سوريا وايران في مقابل الولايات المتحدة، علماً ان الدول الاوروبية بدت في الظاهر في غالبية المفاوضات مع ايران بمثابة كومبارس لمفاوضات ثنائية اميركية ايرانية تماماً على غرار ما بدت حين تجاهل الرئيس الاميركي استعداداتها للتعاون في توجيه ضربة عسكرية للنظام فيما هو تراجع عنها بذرائع مختلفة.

 

شيء من الاحترام!

علي نون/المستقبل/20 تموز/15

هل يفترض رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، أن ما رفضته إيران قبل الاتفاق النووي، ستقبل به بعده؟ وهل يمكن وضع التوجّه إليها الآن بطلب تغيير سلوكها وسياساتها في اليمن وسوريا، خارج سياق ترويض الرافضين لذلك الاتفاق، والالتفاف على القائلين بأن الدول الست وعلى رأسها الولايات المتحدة ضيّعت فرصة جرّ طهران إلى اتفاق شامل؟ وهل يصح الافتراض، أن تلك الدول العظمى مُصابة بقصور في أدائها الدبلوماسي ولم تعرف ماذا فعلت تبعاً لاصطفافها خلف سياسة باراك أوباما وهدفه المركزي بالانتهاء من قصة النووي هذه بأقل قدر ممكن من الخسائر؟ أم إن القصور هو في القراءات والتحليلات التي تدّعي ذلك! إيران قبل اتفاق فيينا، أخذت الكثير من أوباما، من العراق إلى سوريا، وفاوضت بالنار إذا صحّ التعبير، ثم أخذت مع هذا الاتفاق، إكسير بقاء اقتصادها وماليتها العامة على قيد الحياة والاستقرار، ومن باب التبسيط الذي لا يليق بأحد، افتراض أنها بعد ذلك كله، ستتبرّع بتقديم شهادات على حسن سلوكها في مواقع القتال. أو أنها ستتراجع الى الخلف، بعد أن قطعت حقل ألغام العقوبات من دون أن تصاب بأضرار مميتة.

ولذلك، صعب في المبدأ، وضع كلام مسؤول غربي رفيع المستوى من طراز كاميرون، في سياق المراهقة السياسية، لكن سهل في المقابل وضعه كمشاركة من لندن، بالأداء الخبيث لباراك أوباما في واشنطن، ودائماً تحت سقف المعادلة القائلة بأن مفاوضي إيران أخذوا منها ما يعنيهم، وتركوا ما دون ذلك. وهذا يتصل، بكل الاشتباك الإقليمي الدائر في المنطقة العربية، ومن اليمن إلى سوريا مروراً بالعراق. والواضح في المقابل، أن القيادة الإيرانية، ليست في وارد شدّ رأس حصانها إلى الخلف، أو لجم اندفاعها الفتنوي، أو وضع حدّ لسعيها إلى تفعيل وترجمة «رؤيا» الولي الفقيه.. او إظهار أي إشارات إلى قبولها ما تعتبره تغييراً في التكتيك مع استمرار استراتيجية القضاء على سلطتها.. ومن داخل إيران وليس من خارجها، وباعتماد نمط الحرب الناعمة بدلاً من المواجهة الحربية المباشرة والفظّة والمكلفة!

طرفا «اتفاق فيينا» يتابعان «شرحه»، وكل من مكانه. لكن الفارق بين الإيراني وغيره، هو أنه يمارس خبثاً مؤدلجاً ويقول كلاماً «أوضح» من كلام الغربيين، ويعتبر أن تصعيد خطابه هو جزء من عدّة التصدّي للنيات الإقصائية حياله، أي يُبدي إزاء العرب والمسلمين المنكوبين بسياساته، «احتراماً» أرفع مستوى من ذلك الذي يعتمده هؤلاء، وآخرهم كاميرون نفسه. ضحايا المشروع الفتنوي الإيراني، أي السوريون واليمنيون والعراقيون والفلسطينيون والجزء الأكبر من اللبنانيين، لا يطلبون من مستر كاميرون، وقبله وبعده مستر أوباما، سوى القليل من الاحترام لمعاناتهم وعقولهم. وذلك يستدعي، أول ما يستدعي، التخفيف قدر الإمكان، من الكلام الفارغ والتصريحات المتذاكية، والكف عن امتهان الخبث بهذه الطريقة.. فهذه مثلبة تحتاج إلى بعض الذكاء ولا تستحق كل هذه الشرشحة!

 

 صرخة «أنصار الله» بوجه «حزب الله»!

رأفت نعيم/المستقبل/20 تموز/15

ما هي الخلفية الحقيقية لقرار جمال سليمان، أمين عام حركة «انصار الله» الفلسطينية المدعومة من «حزب الله» وإيران، إنهاء مسؤوليته التنظيمية كأمين عام للحركة. البيان المقتضب الصادر عن سليمان لم يحدد السبب الفعلي لهذا التنحي، وبقي محصوراً بالعموميات وببعض التلميحات غير المباشرة الى عدم رضى عن الواقع الفلسطيني. وقال سليمان في بيانه: «أعتبر نفسي بمنأى عن المسؤولية لأن الحالة المرضيّة التي وصلت اليها الأمور لا يرضى بها صاحب نخوة وكرامة وانا لم أكن يوماً الا الضمانة الرئيسية لشعبي وقضيتي رافضاً كل انواع الظلم والهيمنة وإلغاء الآخر»، لافتاً الى ان «التخلي عن المسؤولية جاء ليأخذ الأمر مساره الصحيح في تبيان الامور التي لم تعد تطاق وليس هناك من عاقل يقبل بهذا التردي والظلم والكيدية والنفاق بأوسع اشكاله على الاطلاق«. الا ان مصادر فلسطينية مطلعة اعتبرت ان قرار سليمان التنحي هو بمثابة «صرخة» ثانية بوجه حليفه وداعمه الرئيسي «حزب الله» سبقتها في العام 2012 صرخة أولى بإعلان فك ارتباط الحركة العسكري والأمني والسياسي مع «حزب الله» وقطع العلاقات القائمة بأشكالها كافة، على خلفية تراجع دعم الأخير لهذا التنظيم، وتهميشه لدوره فلسطينياً وبسبب استعاضة الحزب عن «أنصار الله» في المخيمات بدعم تنظيمات أخرى وبتشكيل نواة لسرايا المقاومة في هذه المخيمات من أفراد فلسطينيين وإمدادهم بالمال والسلاح على حساب قسم كبير من الدعم الذي كان يذهب لـ«أنصار الله»!

كما تأثرت العلاقة بين الطرفين بتطورات الملف السوري كون احد ابناء سليمان يدعم الثورة في سوريا! ولوحظ انه منذ ثلاث سنوات غابت مسيرة يوم القدس العالمي التي كانت تنظمها «انصار الله» في المخيمات بدعم من الحزب، لدواعٍ وُصفت حينها بالأمنية! ومنذ ذلك الحين انكفأ نشاط «انصار الله» تدريجياً الى الأطر الفلسطينية الموحدة التي شكلت لضبط الوضع الأمني في المخيم ولا سيما اللجنة الأمنية الموحدة والقوة الأمنية المشتركة وبقيت حركتها محصورة الايقاع ضمن الحراك الفلسطيني العام مع الحفاظ على هامش من الخصوصية في العلاقة مع الفاعليات اللبنانية. وعلمت «المستقبل» في هذا السياق ان سليمان اتخذ القرار بإطلاق الصرخة الثانية على اثر اغتيال المسؤول في سرايا المقاومة مروان عيسى في مخيم «عين الحلوة« وما تردد حينها من ان «حزب الله» كان ينتظر من «أنصار الله» أن تقوم بمبادرة عملية تجاه الحزب في هذا الملف وغيرها من الاغتيالات التي استهدفت عناصر من «السرايا« في المخيم لجهة كشف مرتكبيها وتسليمهم، لكن يبدو ان عدم رضى الحزب على اداء «أنصار الله» انعكس مزيداً من التقليص للدعم الذي كانت تتلقاه الحركة منه. وبالمقابل كان سليمان ينتظر من الحزب ان يقف الى جانبه في معالجة تداعيات حوادث المية ومية في نيسان من العام الماضي ومقتل الفلسطيني احمد رشيد مع تسعة آخرين والتي اتهم فيها عناصر من «انصار الله» وما زال بعضهم موقوفاً في هذه القضية.

عويد

وما لم يقله بيان جمال سليمان، عبّر عنه ضمناً المسؤول التنظيمي في «أنصار الله» ماهر عويد الذي كشف في حديث لـ»المستقبل» انه ومسؤولين في الحركة التقوا منذ ايام وفداً أمنياً عسكرياً من «حزب الله» وأوصلوا إليه هذه الصرخة، وقال: «نعتز بعلاقتنا بـ«حزب الله»، فمنذ عام 1990 ولليوم وكل امكانياتنا المادية والسلاح هي من «حزب الله» ونفتخر ونعتز اننا الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي شاركنا في المقاومة ابان عدوان تموز. ومنذ ايام جلسنا مع الحاج حسن حب الله ووفد امني عسكري من «حزب الله» للتنسيق مع الواقع الفلسطيني، وأوصلنا إليهم صوتنا. فصحيح أن اخوتنا في «حزب الله» يدعمون بعض الفصائل الفلسطينية ويدفعون لأسرانا وشهدائنا لكن في الملف الداخلي هناك تقصير من اخواننا في الحزب ولا أريد الغوص بالتفاصيل. وهناك فصائل تأخذ إمكانيات واضحة من «حزب الله» لكن في ملف الواقع الفلسطيني الداخلي هناك تقصير من الأخوة في «حزب الله« كما هناك تقصير من بقية الأخوة في الواقع الفلسطيني«. وعما إذا كان لتشكيل «سرايا المقاومة« في المخيمات علاقة بـ»صرخة» «أنصار الله» قال عويد: «هذا الموضوع أعطي أكبر من حجمه، وبحسب معلوماتي المؤكدة انه منذ اكثر من عشر سنوات كان هناك شخص من الأخوة يريد تأسيس السرايا في المخيمات فراجعنا «حزب الله» وابلغوا هذا الشخص ان هذا الامر غير مسموح لأن هناك جهات رسمية فلسطينية تتعاطى بموضوع المخيمات، لكن للأسف بعض المرجعيات الفلسطينية - اللبنانية تعطي الموضوع اكثر من حجمه.. حالياً كأفراد سرايا المقاومة موجودة في المخيمات لكن ليس كحالة مثل تلك الموجودة في مناطق لبنانية معينة«. ورداً على سؤال عما اذا كان «حزب الله» منزعجاً من «أنصار الله» لأنها لم تقتص من قتلة مروان عيسى أوضح: «أولاً، تبين أن استدراج واغتيال مروان عيسى كان الهدف منه مالياً وليس أكثر، منفذو هذه الجريمة ونتيجة شح مالي لديهم أرادوا توجيه رسالة الى الجهة التي كانت تدعمهم بأنهم يقومون بعمل يستحق هذا الدعم! «حزب الله» لم ولن يطلب منا الانتقام أو عدمه، وإذا أراد أن يقتص من أحد فيده طولى وهو يدافع عن الأمة كلها ولن يعجز اذا أراد أن يقتص من أي إنسان داخل المخيم أو خارجه .«!

وحول ما إذا كان لملاحقة وتوقيف كوادر من «أنصار الله» في حوادث «المية ومية« علاقة بقرار سليمان الأخير أكد عويد: «لا أريد أن أغوص بالتفاصيل، ولكن هناك 35 مطلوباً من إخواننا في هذا الملف وهم مظلومون، وجزء كبير من هذا الملف مسيس«.

وعن رد فعل كوادر ومناصري «أنصار الله» على بيان سليمان قال: «لقد زاد من تماسك الحركة وتمسكها بالامين العام.. ولليوم كشورى في الحركة ندرس هذا الموضوع ولم نوافق على استقالته وهناك وفود تزوره وتضغط عليه للعودة عن الاستقالة.« يذكر أن الارتباط بين جمال سليمان و«حزب الله» إبان حرب «أمل« «حزب الله» في العام 1990 حين كان سليمان ضابطاً في حركة «فتح« وكان حينها على رأس كتيبة تساند «امل« في وجه تمدد «حزب الله» في إقليم التفاح، قبل أن ينشق عن فتح ويقاتل حينها الى جانب «حزب الله» ضد «أمل« و«فتح« نفسها.. وبعدها بسنوات قليلة أعلن سليمان إنشاء تنظيم عسكري سماه «حركة أنصار الله» واتخذ من مخيم «المية ومية« معقلاً له. واعتمد «حزب الله» على تنظيم «انصار الله» في العديد من المهمات الأمنية والعسكرية بقي معظمها سراً، وبقي يمده بالمال والسلاح. وحتى العام 2006 كان «أنصار الله» الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي بقي يتواجد في مواقع متقدمة على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة في مواجهة العدو الإسرائيلي. وفي عدوان تموز، ومنذ ذلك التاريخ شارك «أنصار الله» في إطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات الاسرائيلية.. لكن العد العكسي للعلاقة بين سليمان و«حزب الله» بدأ فعلياً بعد الاحتلال الأميركي للعراق حين قضى أحد أبناء سليمان هناك أثناء قتاله الى جانب تنظيمات أصولية، ثم لاحقاً عندما توجه ابنه الثاني الى سوريا للقتال مع الثوار.

 

أهمية ما يحصل في عدن

خيرالله خيرالله/المستقبل/20 تموز/15

أن تخرج عدن، في معظمها، من سيطرة الحوثيين (انصار الله)، يعتبر تطوّراً في غاية الأهمّية على الصعيد اليمني. هناك للمرّة الأولى منذ انطلاق «عاصفة الحزم»، منذ نحو أربعة أشهر، تغيير كبير له مغزاه على الأرض. ثمّة حاجة إلى مثل هذا التغيير، أقلّه من أجل منع موازين القوى القائمة من تحقيق الهيمنة الإيرانية على اليمن. كان لا بدّ من كسر الجمود في اليمن. في حال استطاعت القوى التي تتمتع بالشرعية والتي تعتبر معادية للحوثيين وللقوات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح استعادة عدن، سيكون في الإمكان عندئذ الإقدام على خطوة جبّارة. إنّها خطوة في اتجاه عودة الشخصيات التي تمثّل الشرعية إلى الأرض اليمنية. هذه الشخصيات موجودة منذ فترة طويلة خارج البلد. كانت هذه نقطة ضعف تحسب عليها وتصبّ في مصلحة «انصار الله» الذين استطاعوا محاصرة العاصمة الاقتصادية لليمن والادعاء أن لا وجود لقوة قادرة على مواجهتهم على الأرض. سمح موازين القوى الذي نجم عن سيطرة الحوثيين على صنعاء قبل عشرة اشهر بتمددهم في كلّ الاتجاهات... وصولاً إلى عدن. حصل ذلك بعد الالتفاف على تعز في الوسط. هذا الأمر لم يكن ممكناً لولا التحالف العميق الذي استجدّ على العلاقة بين علي عبدالله صالح والحوثيين.

استفاد «انصار الله» إلى حدّ كبير من الحلف الذي أقاموه مع علي عبدالله صالح وذلك بعد وصولهم إلى صنعاء في ايلول/سبتمبر الماضي. جاء ذلك بعد انتصارهم الكبير في محافظة عمران مسقط رأس آل الأحمر، زعماء قبيلة حاشد. هذا الانتصار في عمران فتح لهم ابواب العاصمة التي باتوا يسيطرون فيها على كل المرافق والمؤسسات الحكومية، بما في ذلك البنك المركزي. الآن ثمّة معطيات جديدة على الأرض. هناك للمرّة الأولى انتصار عسكري كبير على «انصار الله». إلى الآن لم يحصل مثل هذا الانتصار وذلك منذ بدأت مسيرة الحوثيين اواخر التسعينات من القرن الماضي وبدء حروبهم مع السلطة المركزية في العام 2004. خاض الحوثيون، قبل أن يصير اسمهم «انصار الله» ست حروب مع علي عبدالله صالح. آخر تلك الحروب كانت في بداية العام 2010. لم تنته أي حرب من هذه الحروب بهزيمة ساحقة للحوثيين، على الرغم من فقدانهم عدداً لا بأس به من قادتهم. ففي الحرب الأولى خسروا حسين بدر الدين الحوثي الأخ الأكبر لعبدالملك الحوثي. كان حسين الحوثي من مؤسسي الحركة وكان معروفاً بأنّ لديه علاقة قويّة بالإيرانيين وتوابعهم، خصوصاً بعدما أقام فترة لا بأس بها في قمّ. تكمن أهمّية ما حصل في عدن في أنّها الهزيمة الأولى الحقيقية للحوثيين. لذلك، يمكن البناء عليها سياسياً، خصوصا إذا أُمكن إحكام السيطرة على المدينة وإعادة عبد ربّه منصور وخالد البحاح، الذي هو أيضاً نائب الرئيس ورئيس الوزراء، إليها.

ترافق تراجع الحوثيين في عدن مع مشكلات تعرّضوا لها في محافظة مأرب المهمّة من كلّ النواحي والتي كانوا يعتقدون أن في استطاعتهم السيطرة عليها متى وجدوا ذلك مناسباً لهم.

لا شكّ أن ما حدث في عدن أمر في غاية الأهمّية، بل منعطف. لكن هذا لا يعني أن الأزمة في اليمن ستنتهي غداً. على العكس من ذلك، يبدو الوضع في اليمن مقبلاً على مزيد من التعقيدات. هذا عائد إلى أسباب عدّة. في مقدّم هذه الأسباب أن الحوثيين يمكن أن ينكفئوا في اتجاه الشمال ولكن من دون أن يكون لديهم أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو تنموي للبلد. كلّ ما لديهم شعارات لا قيمة لها. كشفت الحوادث أن لا هدف آخر للحوثيين سوى تحويل اليمن مستعمرة ايرانية. كلّ المطلوب استخدام اليمن لتهديد الأمن الخليجي، بما في ذلك أمن المملكة العربية السعودية التي لم يكن ممكناً أن تقف مكتوفة في مواجهة هذا التحدّي الكبير. ليس لدى الحوثيين سوى الشعارات التي لا توفر غير البؤس لليمنيين. ماذا تعني صرخة «الموت لأميركا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود»، عندما يتبيّن أن طموح ايران، التي تراهن على «انصار الله» العيش في الحضن الأميركي الدافئ؟ لنفترض أن الحوثيين عادوا إلى شمال الشمال، بما في ذلك صنعاء، ما الذي لديهم يقدمّونه إلى اليمنيين غير الكلام عن مكافحة الفساد، علما أنّهم منغمسون فيه إلى ما فوق رؤوسهم؟

مشكلات اليمن لا تنتهي بموضوع الحوثيين أو عندهم. هناك مشكلة الجنوب التي لا تبدو قابلة للحلّ، خصوصًا أن العودة إلى الانفصال لم تعد حلّاً. لا وجود في الوقت الراهن لجيش جنوبي ولا وجود لزعيم يمكن أن يكون بحد ذاته مشروعاً سياسياً للجنوبيين كي يتحلّقوا حوله. فوق ذلك كلّه، ما حصل في ربع قرن، أي منذ الوحدة، أدّى إلى تغيير طبيعة المجتمع في المحافظات الجنوبية، خصوصاً في ظل انتشار «القاعدة» في حضرموت وشبوه وأبين. الذين يعرفون حضرموت، يبدون مخاوف كبيرة من النتائج التي ستترتّب على وجود المتطرفين فيها، خصوصاً في مدينة المكلا. كذلك، هناك رعب من انتشار «القاعدة» في شبوه التي كان يمكن أن تكون من أغنى المحافظات اليمنية. كان لا بدّ من استعادة عدن من الحوثيين، كان لا بدّ من إيجاد موطئ قدم للشرعية. الحملة الجوية تحتاج إلى حملة برّية، إنّها على الأصحّ تمهيد لحملة برّية. المهمّ الآن أن تكون عدن بداية وأنّ تكون عودة الشرعية إليها في سياق مشروع واضح يساعد في إيجاد قاعدة لحل في اليمن، وإن في المدى الطويل. مرّة أخرى، يجد الحوثيون نفسهم أمام السؤال البديهي: هل يريدون أن يكونوا جزءاً من الحياة السياسية في اليمن، أم أن طموحاتهم لا تزال من النوع الذي لا حدود له وهو شبيه بالشعارات الفارغة التي يطرحونها. الأمل أن تخلق حوادث عدن بداية صحوة لدى «انصار الله» فيقتنعوا أخيراً بأن بلدهم لا يمكن أن يكون مستعمرة ايرانية من جهة وأن اليمن لا يحكم من صعده من جهة أخرى.

 

من سيرة الذعر السوري

الكاتب السوري مصطفى علوش/موقع 14 آذار/20 تموز/15

من سيرة الذعر في زمن البعث، زمن الأسد الأب والابن، أننا كنا نظهر للحياة اليومية بعشرات الأقنعة؛ فالصراحة والصدق والحب والحرية من المفاهيم التي ترعب المستبد وقطيعه المذعور. حتى في غرف نومنا كنا نخاف. من كثرة الأقنعة والتورية والتذاكي، ضاعت وجوهنا الحقيقية. نحكي أمام رؤسائنا في العمل غير ما نحكيه في الشارع، وغير ما نحكيه مع أنفسنا. في العمل كان يجب أن نشكر جميع رؤسائنا، من رئيس القسم الذي نعمل فيه، إلى رأس الهرم، مروراً برئيس التحرير ومدير التحرير، وموظف الاستعلامات والوزير ومعاونيه، ومختار الحيّ. في ظلّ المستبد، عشنا كمخصيين، تماماً. يكفي أن يسأل عنصر أمن عن أيّ إنسان في الحيّ، ليموت من الرعب والذعر. الذعر هو المنتج الأول لسياسة البعث وراعيه الأكبر.

الذعر من كل شيء:

- من الفرّان وابنه لأنه بعثي وسارق صغير.

- من الشرطي لأنه شرطي وهو مرتشٍ.

- من المدرّس في المدرسة، ومن المدير، من الموجه والمستخدم.

- من آخر الشهر وأوله، من الغلاء، من أيّ جملة عابرة للحدود وفيها شيء من الحرية.

- من زملاء المدرسة والجامعة لأن بعضهم يكلف أمنياً بالبعض الآخر.

- من أيّ موظف في أيّ دائرة حكومية.

- من الرياضيين والرياضة.

- من الثقافة لأنها تنير العقول وتنوّرها.

- من الأب والأم، من الفنان الشامل والممثل الشامل.

- من المسرح والسينما، والتلفزيون.

وكان هناك "السيّاف السوري" من شرفته كما وصفه نزار قباني، يتفرج علينا مستمتعاً، ويتلذذ بمنظرنا ونحن نموء كقطط الشوارع، ننتظر أن نأكل وننام وننجب ككل كائن بيولوجي على وجه الأرض.

نعم، "ضبعنا جميعاً"، وإن خرج حرّ عن القطيع فيكون مصيره النفي أو الموت أو السجن.

كان المطلوب أن نصفق له:

- في الصباح إن استيقظ وتناول فنجان قهوته.

- وفي الظهيرة إن تناول غداءه ونام.

- إن خطب فينا، إن استقبل، أو ودّع.

- إن شرّح لنا المؤامرات الكبيرة والصغيرة.

- إن ولدت زوجته.

- إن ذكر اسمه في درس رياضة أو ديانة أو في احتفال ديني أو قومي.

وصرنا نتباهى في قوة التصفيق، نتماهى مع الخوف، ونعيد خوفنا مضاعفاً لأبنائنا، على حدّ زعم مصطفى حجازي في "سيكولوجية الإنسان المقهور".

السيّاف سعيد مستقر وهو يراقب صمتنا الأبدي، لكنه أيضاً كان يتفقدنا بين الحين والآخر ويجري علينا دراسات أمنية، فيرسل عناصره إلى الأحياء، إن تقدمنا إلى وظيفة، إن ذهبنا إلى الخدمة الإجبارية، إن نوينا الزواج والإنجاب. كانوا يسألون عن كل شيء، لون عيوننا، ماذا نقرأ بعد العاشرة ليلاً، ماذا نقول، ماذا نهمس، ماذا نقول لنسائنا في الغزل، ما عدد أطفالنا، ولماذا فلانة لا تنجب، ولماذا فلان يخاصم والده.

إن عُبّد طريق، فهذا من إنجاز السيّاف. إن بُني مشفى للأمراض العقلية، فهذا إنجاز تاريخي يُحسَب له. إن رشّت البلدية البرغش والذباب في الشوارع، فهذا أيضاً من منجزاته العظمى. إن تغير المناخ، إن هطل المطر، إن أثلجت، إن تغيرت قواعد اللغة العربية، فهذه كلها من تفريخ إنجازاته الكبرى.

في صحافته، إن كتبنا عن رئيس بلدية مدعوم، فهذا خطّ أحمر. وإن كتبنا عن بطل رياضي لم يرسل شكره إليه، قالوا إنك تخطئ. إن كشفنا سرقة، لسارق كبير، قالوا اكتبوا عن السرقة لا السارق، والمساحة الأوسع له ولزوجته ونسله البعثي، وهم يدشّنون ويقصّون شرائط النفاق.

في ظلّ سعادته، كان المطلوب تكسير الأقلام الحرّة أو نفيها، أو قتل أصحابها.

نحن الشعب، مطلوب منّا أن ننام من التاسعة ونطفئ الأضواء، ونتمسك بالمنطلقات النظرية لحزب البعث، ونقرأها كنصوص مقدسة.

أن نرعى كالغنم الحشائش في الربيع، لنتمكن من إمرار الشهر والفقر والبؤس.

كنا شعباً من الخوف والانتظار.

نقرأ لوركا سرّاً، ونسخر سرّاً، ونضحك على نكتة سياسية سرّاً. ونبكي سرّاً.

في المدرسة تلاحقنا دروس القومية، ودروس التاريخ، تاريخه طبعاً، وفي الجامعة معسكراته الجامعية، وفي الشارع لافتات المناسبات والانتصارات!

أكثر من ذلك أيضاً، في الشعر لا يجوز أن تشتم أو تلمّح إلى عرشه أو نسله. وبحجة النظم الفراهيدي وأصوله كانوا يحطمون المواهب، وإن تجرأ شاعر نفوه إلى أقرب سجن.

في كل بيت علِّقت تلك الجملة، "الجدران لها آذان"، وصارت الجدران تنصت إلى أحاديثنا وآهاتنا، وكنا نظهر أمام تلك الجدران بأقنعة.

مع الذعر أفقرونا، ونهبوا كل ما نملك من أحلام وطاقات وثروات، وإن قلنا "لنا حق هنا"، رجمونا، وزرعوا الشوارع بالملل والقرف.

غسلوا أدمغتنا بزيفهم، وانتصاراتهم "الهزائم"، ومحوا ذاكرتنا العامة من شكل الحبّ الحقيقي.

كنا بقايا بشر، نعدّ الأيام لنصل الى موتنا القريب، ومن أمثالنا الشعبية لقّنونا: "نمشي الحيط الحيط ومنقول يا ربي الستر، ومن يأخذ أمّنا نقول له يا عمّنا".

خربوا كل شيء؛ العادات، التقاليد، الشرف، الصدق، الضمير... كان الزوج يشي بزوجته إلى أقرب فرع أمني، إن رفضت معاشرته، والولد يشي بأبيه. كان الترخيص بمطعم فلافل يحتاج إلى موافقة أمنية.

كنا شعباً من الخوف، شعباً من الاختناق العام واليأس.

سمحوا فقط بازدهار صناعة بيوت الدعارة، وتركوها تنتشر في الأحياء السكنية والمقاصف الرديئة، وعلى وقع أنغام الداعور كانت حثالات الناس ترقص آخر الليل وتعربد.

بيوت دمشق العربية القديمة حوّلوها مطاعم. واضطرّت المكتبات العريقة لتغيير عملها.

تلك الأساطير العفنة، "الحكومات المتعاقبة"، كانت تتفنن في تنويمنا بالتصريحات.

 

رئيس إيران السابق محمود أحمدي نجاد يتهم خامنئي بعرقلة عودة المهدي!

حسن صبرا/الشراع/19 تموز/15

لسنا في نقاش حول حقيقة وجود المهدي من عدمها لكننا نناقش واحداً من أشد المؤمنين بوجود ابن للإمام الحسن العسكري الذي يطلق عليه (المهدي المنتظر)، وهو رئيس إيران السابق محمود أحمدي نجاد فهذا المؤمن جداً بوجود المهدي هو أحد أكثر الذين أساؤوا لهذه الخرافة في نظر كثيرين من الشيعة. يتباهى نجاد بأنه كان محاطاً بهالة من نور أثناء إلقاء كلمته كرئيس لإيران في الاجتماع السنوي لقادة العالم في الأمم المتحدة، وان هذه الانوار هي من حضور المهدي وان هذا النور ألهمه التوفيق بكلمته، مع الاشارة إلى ان قاعة الأمم المتحدة خلت من معظم قادة العالم ومن بقي منهم كانت ابتسامات السخرية تعلو على شفاههم تعبيراً عن الحالة المزرية لرئيس إيران وهو يلقي كلمته المضحكة. أما الأكثر إثارة للسخرية فهو قول نجاد نفسه ان نهاية عام 2009 ستشهد حضور المهدي المنتظر، وفي مطلع عام 2010 برّر نجاد عدم حضور المهدي بأنه نتيجة مؤامرة أميركية - صهيونية منعت ما يسمى بالمهدي من الحضور. آخر إبداعات نجاد حول المهدي مزاعمه بأن هناك مؤامرة أميركية – صهيونية لاعتقال المهدي إذا حضر.

وكان نجاد نفسه ذهب في إظهار طاعته للمهدي، انه يحمل قرارات مجلس الوزراء والسلطة التنفيذية في إيران إلى بئرٍ في إحدى ضواحي طهران ويلقيها داخله ليحصل على إجابات من المهدي حول صوابية هذه القرارات أو تحذيراً منها وطبعاً لم يقل أحمدي نجاد لجمهوره كيف تصل هذه القرارات إلى المهدي وكيف يحصل هو عليها، ولم يكشف نجاد ان كانت السلطات الايرانية تضع حراسة لهذا البئر لمنع الأميركان أو الاسرائيليين من اعتقاله، كما لم يكشف لنا نجاد لماذا تريد أميركا وإسرائيل اعتقال المهدي؟ ولماذا لم يضف نجاد احتمال قيام ((داعش)) باعتقال المهدي وهو يقرأ ان ((داعش)) تكفّر الشيعة مثلاً. مرة أخرى نحن لا نناقش مسألة وجود المهدي من عدمها، لكننا نحاول أن نُظهر ان الذين لا يؤمنون بوجود المهدي هم أكثر رحمة به من الذي يزعم شدة الايمان به.

وأكثر من هذا نحن نرى في مواقف نجاد وتصريحاته المضحكة انه يوجه رسائل جدية لمرشد إيران علي خامنئي؟ خامنئي هذا يحمل لقب نائب الامام، والامام هنا هو المهدي وخامنئي هو نائبه، فإذا حضر الأصل التغى دور النائب أو في أبسط الحالات يسلّم الوكيل صلاحيات الإمام إلى الأصيل، لكأن نجاد يقول: ان خامنئي هو صاحب مصلحة حقيقية لتغييب المهدي حتى يظل متربعاً على عرش المرشدية الايرانية. خامنئي وليس الأميركان أو الإسرائيليين، هو الذي يعرقل عودة المهدي. خامنئي هو الذي يملك القدرة على اعتقال المهدي لأنه وفق منطق نجاد هو الذي يعرف مكان اختبائه. والحقيقة ان نجاد يريد إظهار اعتراضه على العلاقات الاستراتيجية التي يبنيها خامنئي مع الأميركان وعبرهم مع إسرائيل، ونجاد يريد أن يعرقل هذه العلاقات فلا يجد إلا حكاية المهدي وسيلة شديدة التأثير داخل إيران كي يستخدمها.