المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 تموز/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.july21.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا11/من37حتى41/أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

سفر أعمال الرسل19/من01حتى10/إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ ٱلتَّوبَةِ دَاعِيًا ٱلشَّعْبَ إِلى ٱلإِيْمَانِ بِٱلآتي بَعْدَهُ، أَيْ بِيَسُوع

 

عنوان تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

ثورة الطائفة الشيعية في لبنان على حزب الله لم تعد بعيدة/الياس بجاني

شهد شاهد من اهله/محمد عبد الحميد بيضون

استقالة امين عام حركة "أنصار الله" حليف "حزب الله"/"اسـتياء من القتال في سـوريا والنفاق والانحـراف"

21 قتيلاً لـ «حزب الله» في الزبداني

حوالي سبعين قتيلاً من "حزب الله" والفصائل المقاتلة في الزبداني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

يعالون: لن نسمح بعبور أسلحة من سوريا إلى “حزب الله”

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 20/7/2015

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين 20 تموز 2015

جعجع عرض الاوضاع مع العاهل السعودي

الحريري استقبل جعجع في جدة وعرضا التطورات في لبنان والمنطقة

الحركة البيئية: خصخصة جمع النفايات اثبتت فشلها وحل الازمة بيد البلديات

اللبنانيون أبطال «افتراضيون»... و«شوفيني يا منيرة» تغلب على تصرفاتهم ويتسابقون على نشر الجرائم والأحداث على مواقع التواصل لزيادة شهرتهم بين أوساطها

استكشاف لبناني لفرص انتخاب رئيس جديد... «ما بعد النووي»

جنبلاط التقى هولاند وجعجع اجتمع بالحريري غداة محادثاته مع خادم الحرميْن

ريفي استقبل زوجة جورج الريف: لإنزال أشد العقوبات بالجاني وجعله عبرة

 رحلة الاهالي الى الجرود أظهرت ان المنطقـــة فـــي يد "النصرة"/ شـروط "الجبهــة" اوراق ضغـط لتحقيــق مكاسـب اضافيـــة

الحجيري: حزب الله استولى على اراض زراعية ولم يواجه المسلحين...

وفد أهالي العسكريين زار أبو فاعور: الأمور قيد المراوحة وموعودون بإيجابيات

وزيرة خارجية مدغشقر غادرت لبنان

باسيل إستقبل وزيرة خارجية مدغشقر اللبنانية الأصل

النائب مروان حماده: كلام الراعي صرخة وطنية نأمل ان تعيد الرشد الى معطلي الرئاسة

مطمر الناعمة مقفل والنفايات بدأت تجتاح الشوارع/"سوكلين": أوقفنا الجمع وباشرنا رش المبيــدات/المشنوق: أزمة وطنية تحتاج معالجة مـن الجميع

وفد من لقاء مسيحيي المشرق التقى تاوضروس: لوقفة عربية اسلامية في وجه الارهاب

قضية خطف التشـيكيين دخلت دائرة الألغاز/باسيل: اصرار على كشف مصير المخطوفين

3 جرحى في حفل زفاف في صيدا

لقاءات سـياسية وامنيـة للمشـنوق فـي باريس وتنسيق لمكافحة الارهاب ومساعدات عسكرية فورية

رئاسـة لبنان في صلب الرهـان السـياسـي على نتائج "النـووي" ولا اشارات في اتجاه الحل وترقب لخطوة الالتقاء السعودي- الايراني

الحكومـة محاصـرة بالامن والنفايات والتهدئـة تحكـم مجلس الوزراء

لقاءات لبنانية في فرنسا لتفعيل الرئاسة وتنسيق التعاون لمواجهة الارهاب

حفـاوة سـعودية بالغـة لجعجـع وباسـيل يتابــع ملف التشـيكييـن

نواب بيروت يلتقون سـلام للبحث في مشـكلة النفايات/قباني: طمأنة بال في غير محلها والملف لا يحتمل "دلعاً"

جريصـاتي: للعــودة الـى اســس وضعهــا ســلام و "ذاهبون الى جلسة الخميس بروح ايجابية وهدفنا ليس التعطيل"/النفايات مسؤولية وزارة البيئة ونتمنى عدم نقلها الى الحكومة

أبو فاعور: 10 آب موعد البدء بتطبيق الوصفة الطبية الموحدة

الحوت: نرفض الفيدرالية لأنها لا تخدم طموح الشعب

جنبلاط: لبنان لن يقوى على مواجهة التحديات المالية ما لم يحزم أمره بإجراء إصلاحات جذرية

النائب الان عون : موضوع التشريع يجري النقاش فيه

وزير الثقافة ريمون عريجي: فتح الدورة الاستثنائية مرسوم جوهري يجب أن يوقعه الوزراء

النائب الدكتور علي فياض: لاحياء المؤسسات وتفعيلها وعودة البلد الى حالته الطبيعية

النائب ياسين جابر: العيد بانتخاب رئيس للجمهورية

النائب الدكتور قاسم هاشم: بري سيسعى إلى تقريب وجهات النظر عندما يرى أن الفرصة مؤاتية

النائب عمار حوري دعا الحكومة للانعقاد قبل الخميس لبحث ملف النفايات

الرئيس سليمان: الشارع يستغيث لا للتعطيل

التحكم المروري: 5 قتلى و29 جريحا في 19 حادث سير خلال 24 ساعة

معلولي: لوقف موجة الاجرام بتعليق المشانق

زهرا: رئيس الجمهورية ليس حصصا تستعمل او اسهما توزع

"نادي الصحافة" يطلق ورشة عمل حول واقع الاعلام/أبو زيد: خطوة أولى في مسـيرة الدفاع عن قضايانا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وزير الدفاع الأميركي: الاتفاق النووي لا يقيد ما تفعله الولايات المتحدة للدفاع عن أصدقائها وحلفائها

إسرائيل تسعى للحصول على مساعدات عسكرية أميركية في مواجهة ما تعتبره

مجلس الامن صادق على الاتفاق النووي ممهدا الطريق امام رفع العقوبات عن ايران

مندوب ايران في الأمم المتحدة: هناك فرصة لمحاربة الارهاب من خلال التعاون

قائد الحرس الثوري: نرفض اي قرار يضع قيودا على قدراتنا التسليحية

اوباما: قرار مجلس الامن حول رفع العقوبات عن ايران رسالة واضحة مؤيدة للاتفاق النووي

وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر, مطمئناً إسرائيل: الاتفاق النووي لا يمنع استخدام القوة العسكرية ضد إيران

الأوروبيون يأملون أن تلعب إيران دوراً “بناء” في المنطقة

نائب ميركل يربط إقامة علاقات جيدة مع طهران بعدم تهديد أمن إسرائيل

قرار من مجلس الأمن يمهد الطريق أمام رفع العقوبات عن إيران/قائد "الحرس الثوري" رفض بعض أجزائه المتعلقة بقدرات بلاده العسكرية

هجوم إرهابي على دورية للشرطة والبحرين تحتج رسمياً على تدخلات خامنئي الفجة والمرفوضة في شؤونها

 قتيلا في الهجوم الانتحاري في سوروتش التركية

اردوغان ندد بالتفجير في سوروتش: عمل ارهابي

اوغلو: الهجوم الانتحاري في سوروتش نفذه تنظيم داعش

ساركوزي خلال زيارته تونس: ندعم معركة الحضارة ضد الوحشية

صندوق النقد الدولي: اليونان سددت مستحقاتها البالغة حوالى ملياري يورو

رفع العلم الكوبي على السفارة الكوبية الجديدة في واشنطن

فرنسا سلمت مصر اول دفعة من ثلاث طائرات رافال

 مقتل 14 جنديا افغانيا بغارة اميركية

العربي الجديد: النظام السوري يحرّك جبهة الساحل: معركة مقبلة؟

"ديلي تلغراف": على بريطانيا قتال "داعش"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدكتور سمير جعجع للشرق الأوسط/: إيران عطلت الانتخابات اللبنانية وحزب الله يتلقى الأوامر منها وموقف الرياض ثابت تجاه لبنان

شاهدة يابانية محلّلة لتسلسل الاتصالات أمام بداية المحكمة الادعاء: نظمت 64 جدولاً مرتبطاً بالشبكة الزرقاء المراقبة للحريري/كلوديت سركيس/النهار

معادلة النووي بدأت تفرض متغيّراتها داخلياً والتصعيد مفتوح حتى تعطيل الحكومة وفرطها؟/هدى شديد/النهار

مجموعة الأزمات" عن لبنان: الدولة تنحلّ في شكل بطيء و... أكيد انخراط "حزب الله" في دور إقليمي عمّق الانقسام الطائفي/النهار

مواصفات الرئيس العتيد للجمهورية/غسان حجار/النهار

هل يسطع قمر السلام بدراً في المنطقة أم ينقسم هلالين تخسفهما الحروب؟/اميل خوري/النهار

طهران التخريب، طهران الاستقرار/راشد فايد/النهار

وغابت «الملائكة» عن سماء «حزب الله»/علي الحسيني/المستقبل

«حزب الله» على مفترق «النووي».. وأمن إسرائيل/علي رباح/المستقبل

أوباما إن أراد/علي نون/المستقبل

خامنئي القائد عَلٍمَ ووافق ورفْض «الحرس» مرفوض/أسعد حيدر/المستقبل

حقيقة التنازلات الأميركية أمام إيران/إيلي ليك/الشرق الأوسط

إيران وسايكس ـ بيكو الأقليات/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

الاتفاق الذي استنطق بندر بن سلطان/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

الاتفاق النووي يؤجج الصراع على السلطة في طهران.. ويضع القوى الغربية أمام معضلة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

خلافات حول أي النسختين من «قائمة الأمنيات» تعتمد.. الفارسية التي تعتبرها/أمير طاهري/الشرق الأوسط

التوقعات بالنسبة للإستراتيجيات في المنطقة على أثر الإتفاق النووي/العميد المتقاعد/خليل حلو

الصحافي ابراهيم الأمين: انقلاب دموي لأجل لبنان/جريدة الأخبار

تعليقاً على جريمة قتل جورج الريف الوحشية كتب نديم قطيش ما يلي تحت عنوان: أنا كافر/نديم قطيش/المدن

لا فرصة لنجاح الحرب على «داعش»/منى علمي/جنوبية

لماذا نرتعب من الاتفاق النووي الإيراني؟/عقل العقل/الحياة

التزامات إيران التي لا تهمّنا/ محمد قواص/الحياة

الاتفاق النووي كما يراه السوريون/اكرم البني/الحياة

أبهذه الخطوة نلجم الإرهاب/داود الشريان/الحياة

«عقلنا العربي» والاتفاق «النووي» الإيراني/ سمير السعداوي/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا11/من37حتى41/أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

"فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ. وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب. فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: «أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا. أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا".

 

سفر أعمال الرسل19/من01حتى10/إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ ٱلتَّوبَةِ دَاعِيًا ٱلشَّعْبَ إِلى ٱلإِيْمَانِ بِٱلآتي بَعْدَهُ، أَيْ بِيَسُوع

"يا إِخْوَتِي: بَيْنَما كانَ أَبُلُّوسُ في قُورِنْتُس، ٱجْتَازَ بُولُسُ في ٱلمَناطِقِ ٱلعَالِيَةِ مِنَ ٱلبِلادِ ووَصَلَ إِلى أَفَسُس، فوَجَدَ فيها بَعْضَ ٱلتَّلامِيذ. فقَالَ لَهُم: «هَلْ نِلْتُمُ ٱلرُّوحَ ٱلقُدُسَ حِينَ آمَنْتُم؟». فقَالُوا لَهُ: «لا، ولا سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ رُوحٌ قُدُس!». فقَال: «إِذًا بِأَيِّ مَعْمُودِيَّةٍ ٱعْتَمَدْتُم؟». قالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا!». فقَالَ بُولُس: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ ٱلتَّوبَةِ دَاعِيًا ٱلشَّعْبَ إِلى ٱلإِيْمَانِ بِٱلآتي بَعْدَهُ، أَيْ بِيَسُوع». فلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ ٱعْتَمَدُوا بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع. ووَضَعَ بُولُسُ علَيْهِم يَدَيْه، فَنَزَلَ عَلَيْهِمِ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُس، وأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ ويَتَنَبَّأُون. وكانَ ٱلرِّجالُ كُلُّهُم نَحْوَ ٱثْنَي عَشَر. ثُمَّ دَخَلَ ٱلمَجْمَع، وعَلى مَدَى ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ كانَ يَتَكَلَّمُ بِجُرْأَة، وهُوَ يُجَادِلُ ٱلحَاضِرينَ ويُقْنِعُهُم في أَمْرِ مَلَكَوتِ ٱلله. لكِنَّ بَعْضًا مِنْهُم قَسَّوا قُلُوبَهُم ولَمْ يُؤْمِنُوا. وأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِٱلسُّوءِ عَلى طَرِيقِ ٱلرَّبِّ أَمامَ ٱلجُمْهُور. فَٱعْتَزَلَ بُولُسُ عَنْهُم، وٱنْفَرَدَ بِٱلتَّلامِيذ، وكانَ يُحَدِّثُهُم كُلَّ يَوْمٍ في مَدْرَسَةِ تِيرَنُّس. ودَامَ ذَلِكَ مُدَّةَ سَنَتَيْن، حَتَّى إِنَّ جَميعَ سُكَّانِ آسِيا، مِنْ يَهُودٍ ويُونَانيِّين، سَمِعُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبّ."

 

تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

ثورة الطائفة الشيعية في لبنان على حزب الله لم تعد بعيدة

الياس بجاني/21 تموز/15

مع ارتفاع عدد قتلي حزب الله في سوريا وكلهم من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين، تزداد النقمة الصامتة حتى الآن داخل بيئة في كل من الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، علماً أن الحزب بات وطبقاً لتقارير موثقة نُشرت في صحف غربية وعربية يجد صعوبات كبيرة في تجنيد المزيد من الشباب لإرسالهم إلى ساحات القتال العبثي والانتحاري في سوريا حيث يحارب هناك بأجندة وأوامر إيرانية الشعب السوري المطالب بالحرية دفاعاً عن نظام الطاغية بشار الأسد. وعلم أمس أن المئات من الشباب الشيعة يرفضون التجنيد وأن الحزب يلاحق هؤلاء وقد أودع السجن بعضهم وسط نقمة عارمة من ذويهم. هذا ويعتقد عدد لا بأس به من المحللين اللبنانيين والدوليين أن نهاية الحزب الإرهابي هذا باتت قاب قوسين بعد توقيع الاتفاقية النووية بين إيران والدول الستة قبل أيام. وقد ورد في العشرات من التقارير التي نشرت في لبنان والخارج مؤخراً أن الحزب يخفي عدد قتلاه الذين يقتلون في سوريا، كما أنه يقوم سراً يدفن بعضهم هناك. هذا هو بدأ باستعمال كل وسائل الإرهاب والترغيب والترهيب لاحتواء الثورة داخل الطائفة الشيعية اللبنانية والتي كما تشير كل الدلائل الملموسة والحقائق المأساوية المعاشة، لم تعد أبداً بعيدة وحدوثها بات متوقعا، خصوصاً وأن الاعتراضات بازدياد وهي تأخذ في كثير من الأحيان أساليب وطرق علنية تدل على عمق الهوية الواقعة بين قيادة الحزب التي تتبع كلياً لإيران وعسكرها، وبين أبناء الطائفة الشيعية في بيروت والجنوب والبقاع المأخوذة رهينة لدى الحزب وأسياده في إيران الملالي. وفي هذا السياق يمنع الحزب بالقوة أي احتجاجات داخل بيئته من قبل الثائرين ضد تدخله العسكري في سوريا ويجهد عن طريق رجال دين يعملون بآمرته على إيهام هذه البيئة باطلاً أن التكفيريين سيأتون إلى مناطقهم والحزب هو الوحيد القادر على حمايتهم. باختصار الحزب يشق طريقه إلى التقاعد كما توقع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون وغيره من السياسيين في لبنان وخارجه لأن دوره قد انتهى ولم تعد الطغمة الحاكمة إيران بحاجة إلى خدماته.

 

في أسفل تقارير وأخبار ذات صلة بالتعليق أعلاه

شهد شاهد من اهله٠

محمد عبد الحميد بيضون/20 تموز/15

جمال سليمان يترأس تنظيم "انصار الله" وهو تنظيم صغير في بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان خصوصاً مخيمات عين الحلوة والميْة وميْة في محيط مدينة صيدا الجنوبية وهذا التنظيم ممول من حزب الله مع عدد آخر من التنظيمات الميليشيوية بهدف وضع اليد والهيمنة على صيدا وعلى المخيمات في محيطها٠ جمال سليمان اختبر العلاقة مع حزب الله بنعيم التمويل وجحيم التبعية المطلقة التي تصل الى حد استخدامه كأي جهاز مخابرات في عمليات مشبوهة وإجرامية ضد البيئة المحيطة وهو بدأ مرحلة الخلافات مع الحزب نتيجة شح وتراجع التمويل بالإضافة لأسباب متنوعة٠المهم ان جمال سليمان عمل مع الحزب وتعرْف الى اساليبه والى بيئته الحاضنة واوامره وانتهى به الامر اليوم الى اعلان استقالته من الامانة العامة لأنصار الله في بيان معبْر جداً عن واقع حزب الله وبيئته الحاضنة٠يجب ان نقرأ البيان لنعرف كيف ينظر اهل البيت الواحد الى ما يقومون به والى البيئة التي يخدمونها ولكنني سأذكر لكم التعابير التي يستخدمها جمال سليمان في وصف بيئة الحزب واساليبه بعد سنوات من العمل معه والعمل في خدمته وهي تعابير وردت في بيان الإستقالة الموجود في صحف اليوم٠ يقول عن استقالته انها: ضمن التكليف الشرعي ونزولاً على احكام الشريعة السمحاء ونبذاً للظلم والنفاق السائد على مجمل الاصعدة ورفضاً للدخول في متاهات الكيد والانحراف عن الطريق القويم ودرءاً للمفاسد وحرصاً على المصلحة الشرعية العامة ولأنْ الحالة المرضية التي وصلت اليها الامور لا يرضى بها صاحب نخوة او كرامة ورفضاً لكل انواع الظلم والهيمنة والغاء الاخر ولأنْ ليس هناك من عاقل يقبل بهذا التردي والظلم والكيدية والنفاق بأوسع اشكاله ولأنْه ما زال يحمل لواء الجهاد والإستشهاد مهما بلغت التضحيات٠ يضع جمال سليمان الأوصاف الحقيقية لحزب الله ولأساليبه ولبيئته : كلْها نفاق ومفاسد وانحراف وكيد وظلم وهيمنة والغاء للآخرين وخروج على كل الاحكام والقيم الشرعية والاخلاقية٠ماذا ترك للمعارضين؟

 

استقالة امين عام حركة "أنصار الله" حليف "حزب الله"/"اسـتياء من القتال في سـوريا والنفاق والانحـراف"

المركزية/20 تموز/15/ فجّر الامين العام لحركة "انصار الله" العقيد جمال سليمان قنبلة من العيار الثقيل في مخيمات الفلسطينيين في صيدا وصلت شظاياها الى رام الله، عبر اعلانه اعفاء نفسه من مهامه التنظيمية في الحركة التي تتلقى الدعم والتمويل والتسليح من ايران.

ففي حين افادت مصادر مطلعة "المركزية" انها بداية افتراق عن "حزب الله" حليف سليمان، اشارت اخرى الى انها على علاقة بالاتفاق النووي الايراني مع الدول الكبرى وعدم رضاه عن هذا الاتفاق. الا ان مصادر أخرى قالت ان سليمان خرج من الحلبة العسكرية الفلسطينية بعد اصابته بمرض مزمن حال بينه وبين عمله على رأس الحركة، مشيرة الى ان سليمان الذي كان ينوي تنظيم عرض عسكري لحركته في يوم القدس الذي دعا اليه الامام الخميني في اخر جمعة من رمضان، الغى هذا الاستعراض وابلغ مقربيه عزوفه عنه. وتقول المصادر ان سليمان لا يقبل بقتال حزب الله في سوريا ولا يحبذ المنحى الذي سلكه الحزب مؤخرا في اكثر من قضية، فكانت جملة عوامل جعلته ينكفئ عن مهمته في رئاسة انصار الله ويردد امام مقربيه انه لم يعد راضيا عن الحالة التي وصلت اليها الامور من كذب ونفاق وانحراف ووصولها الى المفاسد وخروجها عن الطريق القويم وعن القضية الأساس، وهو تطور لافت وخطوة لها اكثر من دلالة تؤكد على الانشقاق بين الفلسطينيين الاسلاميين والعلمانيين خصوصا في المخيمات الفلسطينية في الجنوب وتحديدا عين الحلوة والمية ومية معقل سليمان وحركته والتي كانت ارتكبت العام الماضي مجزرة في حق عائلة من 8 اشخاص لانها كانت على خلاف سياسي وفكري معها. اشارة الى ان حركة أنصار الله كانت اعلنت فك ارتباطها مع حزب الله سياسياً وعسكرياً وأمنياً منذ اكثر من سنتين ونصف قبل ان تتراجع عن هذه الخطوة وتعيد الامور الى ما كانت عليه سابقا. يذكر أن حركة انصار الله بقيادة الحاج جمال سليمان موجودة في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان ويعتبر مخيم المية ومية في صيدا معقلا اساسيا لها حيث يقيم امينها العام. وتعتبر حركة انصار الله مهمة بالنسبة لحزب الله خصوصا بعد انشقاق سليمان عن حركة فتح عام 1988 في أعقاب أحداث اقليم التفاح بين حركة أمل وحزب الله حيث وقف سليمان الى جانب الحزب خلافاً لتوجيهات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقيادة حركة فتح.

 

21 قتيلاً لـ «حزب الله» في الزبداني

المستقبل/21 تموز/15/نقلت وكالة «فرانس برس» عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة في مدينة الزبداني بين حزب الله والفرقة الرابعة في القوات النظامية السورية من جهة، وفصائل إسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى، منذ بدء قوات النظام وحلفائها هجوماً على المدينة«. وأشارت الى أن المرصد وثّق «مقتل 46 مقاتلاً في صفوف الفصائل الإسلامية والمقاتلين المحليين منذ الرابع من تموز الجاري، في اشتباكات في مدينة الزبداني ومحيطها، إثر هجوم نفذه حزب الله مدعماً بعناصر الفرقة الرابعة ومسلحين موالين للنظام على المدينة بغية السيطرة عليها، إضافة إلى مقتل 21 عنصراً على الأقل من الحزب خلال الهجوم نفسه». وأوضح المرصد أن «معظم المقاتلين في الفصائل المقاتلة في الزبداني هم من أبناء المنطقة، ومن حركة أحرار الشام الإسلامية«، مشيراً الى أن «الغارات التي نفذها الطيران الحربي استهدفت مناطق قرب مبنى المالية وسوق المازوت ومبنى الأمن السياسي في وسط المدينة، كما أدت الى سقوط عشرات الجرحى«. واعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «ما يحصل هدفه «تشتيت جهود تنظيم الدولة الإسلامية على جبهات أخرى قريبة من مدينة حلب بينها مطار كويرس العسكري المحاصر من التنظيم والواقع في الريف الشرقي لحلب«.

 

حوالي سبعين قتيلاً من "حزب الله" والفصائل المقاتلة في الزبداني

المصدر: "رويترز"/النهار/20 تموز 2015 /قتل حوالي سبعين مقاتلاً من الفصائل المعارضة للنظام السوري و"حزب الله"في مدينة الزبداني السورية الحدودية مع لبنان منذ بدء عملية عسكرية واسعة فيها قبل أكثر من اسبوعين، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وقال المرصد السوري: "لا تزال الاشتباكات مستمرة في مدينة الزبداني بين "حزب الله" و"الفرقة الرابعة" في القوات النظامية السورية من جهة، وفصائل اسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى" منذ بدء قوات النظام وحلفائها هجوماً على المدينة. استمرار محاولات "الفرقة الرابعة" و"حزب الله" للسيطرة على محيط الزبداني وقال المرصد: "ارتفع إلى 46 عدد مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلين المحليين الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم منذ الرابع من تموز الجاري، في اشتباكات في مدينة الزبداني ومحيطها، إثر هجوم نفذه حزب الله اللبناني مدعماً بعناصر الفرقة الرابعة ومسلحين موالين للنظام على المدينة بغية السيطرة عليها". كما وثّق "مقتل 21 عنصراً على الأقل من "حزب الله" خلال الهجوم ذاته، والذي دخل يومه السادس عشر". ولم يذكر المرصد اي معلومات عن احتمال سقوط ضحايا في صفوف القوات التابعة للنظام. ومدينة الزبداني هي آخر مدينة حدودية مع لبنان في منطقة ريف دمشق لا تزال في يد المعارضة. ويترافق الهجوم مع قصف جوي كثيف بالصواريخ والبراميل المتفجّرة احصى المرصد سقوط حوالي 600 منها على المدينة. ودخل المهاجمون أجزاء بسيطة من المدينة في اليوم التالي للهجوم، ثم أحرزوا تقدماً صغيراً إضافياً في نهاية الأسبوع، إذ سيطروا على تلة بقين ودرب الشام في جنوب المدينة. وأوضح المرصد وناشطون أن غالبية المقاتلين في الفصائل في الزبداني من أبناء المنطقة، ومن "حركة أحرار الشام الإسلامية". وتشرف الزبداني على الطريق العام بين دمشق وبيروت. وتعتبر استراتيجية لـ"حزب الله" أكثر منها لمقاتلي المعارضة المحاصرين منذ أكثر سنتين فيها. ومن شأن سيطرة الحزب عليها ان تسهل تنقلاته وإمداداته بين سوريا ولبنان. وخلت الزبداني مع تطوّر النزاع تدريجياً من سكانها، لا سيما بسبب نقص الغذاء والمواد الطبية نتيجة الحصار، ولم يبق فيها إلاّ بضعة الاف من المدنيين الذين يقيمون خصوصاً في الأحياء الشرقية، بحسب ناشطين.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

يعالون: لن نسمح بعبور أسلحة من سوريا إلى “حزب الله”

وكالات/21 تموز/15/أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون أن “الولايات المتحدة هي الحليف الأقرب لإسرائيل”، مضيفاً أن “لا بد من التحرك بسرعة لمحاربة الإرهاب”. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي آشتون كارتر: “طهران ودمشق و”حزب الله” و”حماس” يمارسون الإرهاب، معتبراً أن “الاتفاق النووي سيزيد من قوة إيران وحلفائها”. وأكد يعالون أن “سوريا لن تعود كما كانت في السابق ولن نسمح بعبور أسلحة منها إلى “حزب الله””. من جهته أكد كارتر أن “إسرائيل دعامة سياستنا في الشرق الأوسط ولن نسمح لطهران بالحصول على سلاح نووي”. وتابع: “نحن ملتزمون بالأمن والدفاع على حلفائنا في المنطقة وسنقدم كل أشكال التكنولوجيا المتطورة لإسرائيل”. وقال كارتر: “لا بد من أن نبقى مستعدين لمواجهة الإرهاب”، مشيراً الى أنه “لا تزال هناك بعض المخاوف من إيران”، مؤكداً أن “الأولوية لحماية أمن إسرائيل في المنطقة”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 20/7/2015

الإثنين 20 تموز 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عطلة العيد انتهت وغدا تدور العجلة السياسية بإتجاه القضايا الخلافية للعبور الى:

- أولا: انتخابات رئاسية على قاعدة ما أشار إليه الرئيس سلام والبطريرك الراعي حول إمكان فسح المجال أمام المؤهلين للترشح.

- ثانيا: تهيئة الأجواء الهادئة لعقد جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل على قاعدة آلية دستورية واضحة، لكن مسألة النفايات في الشارع ستأخذ معظم وقت الجلسة.

- ثالثا: جولة اتصالات جديدة بإتجاه إنعقاد دورة استثنائية للمجلس النيابي على قاعدة تشريع الضرورة لعدم تفويت مئات ملايين الدولارات على لبنان بموجب منح وبروتوكولات دولية.

وسط كل ذلك الوضع الإقتصادي يطرح نفسه في سياق التحذير من الوضع السياسي المعقد وعدم تحصين الإستقرار الأمني حيث يتوقع أن تأتي نسبة النمو ضئيلة وثمة مخاوف من انحدار هذه النسبة بسبب كساد الموسم السياحي وضعف حركة الأسواق رغم التنزيلات في الأسعار وكذلك شلل القطاع العقاري.

وفي غضون ذلك يسود الترقب للمآل الذي ستبلغه مرحلة ما بعد توقيع الإتفاق النووي خصوصا لجهة رفع العقوبات وحركة المليارات من الدولارات الإيرانية في المصارف العالمية والإقليمية وبينها لبنان. وتقلل مراجع مالية من إنعكاسات تلك الحركة على المصارف اللبنانية في حال حصولها.

واليوم صادق مجلس الأمن الدولي على الإتفاق النووي الموقع بين دول 5+1 وإيران لكن القرار الذي أصدره تضمن التأكيد على إمكان إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا انتهكت إيران الإتفاق في السنوات العشر المقبلة.

وقد قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن قرار مجلس الأمن بخصوص الإتفاق النووي غير مقبول.

بالعودة الى الوضع اللبناني نشير الى أنه عرض في لقاء في جدة بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع.

في أي حال وقبل جلسة مجلس الوزراء الخميس والتي ستبحث ملفا أعده وزير البيئة حول مسألة النفايات نشير الى أن النفايات بدأت تتكدس في الشوارع بفعل إقفال مطمر الناعمة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أم تي في"

بين أولوية حل أزمة النفايات كأزمة بيئية وطنية، وآلية عمل مجلس الوزراء التي يصر التيار الوطني الحر على حلها قبل اي أمر، بدأ لبنان يرزح تحت نظام لامركزية الزبالة بدلا من أن تحل اللامركزية لو طبقت معظم اشكاليات النظام اللبناني.

الأمر مؤسف لكن في ظل استحالة التوصل الى حل سريع لهذه المشكلة الداهمة فان البلاد ستقع ضحية الوباء الشامل بدلا من خيرات الانماء الشامل.

وعلى مسافة ايام من اجتماع مجلس الوزراء، الصورة قاتمة، اذ يتعين على الحكومة ان تجد حلا للحصار العوني كي تتفرغ لمواجهة المعضلة البيئية.

والنفايات ليست المشكلة الوحيدة فالبلاد تسقط تدريجا في فوضى السلاح المتفلت والجريمة المتنقلة. واذا كان لبنان يخشى تاريخيا كل ما يعطل مواسمه السياحية وموقعه كبلد خدمات فهو اليوم يخشى على بقائه كوطن على أيدي ابنائه وليس بفعل اعتداء خارجي.

والخشية ان نتعود على مشاهد القتل اليومي وعلى أنباء الخطف والسلب كما تعودنا الكثير من المظاهر النافية للدولة وتأقلمنا معها.

في السياق وفيما اللبنانيون لم يهضموا بعد جريمة قتل جورج الريف وخطف التشيكيين الخمسة استفاقوا صباحا على محاولة قتل عائلية انتهت بانتحار مرتكبها فماذا يخبئ الغد؟

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لبنان يعوم على نفاياته لكن ابناؤه قادرون على السير في شوارع مرصوصة بالعفن من دون ان يتأثروا، ففي بلادنا نفايات ومهرجانات تحت سقف واحد ترتفع الموسيقى العابقة بالحياة من الجبال الى السهل وكذلك ترتفع جبال الزبالة العالقة على الطرقات وتتمدد شركة سوكلين الى الشوراع قبل ان تفرض نفسها أمرا واقعا على طاولة مجلس الوزراء هذا الاسبوع.

وروائح جلسة ما بعد العيد ليست بأفضل حال سياسيا ما دامت لم تخضع لاعادة تدوير وزاري فالعروض سوف تتجدد من دون فضها والاطراف التي تركت الجلسة الاخيرة على خلاف ستعود الى الطاولة وقد اشتدت مواقفها المبللة بأطراف اتفاق نووي وبالمشهد العام سيكون مجلس الوزراء امام أزمتين هما تصلب في الرأي السياسي ونفايات صلبة ربما تكون قد بلغت أبواب السرايا الحكومية.

وعلى ابواب الملوك حديث آخر وبرائحة رئاسية، لقاء الملك سلمان الدكتور سمير جعجع يعقبه اجتماع جعجع بالرئيس سعد الحريري في جدة، توقيت الاستقبال الملكي على عقارب نووية له مفاعلاته السياسية المبنية على خطوة استباقية تتبعها المملكة والتي ستتضح معالمها بعد عودة جعجع من السعودية. لكن الرئاسة محليا لا تتفاعل والاتفاق النووي الدولي والذي دخل اليوم حيز الاقرار الرسمي من مجلس الامن والاتحاد الاوروبي معا في خطوة اولى على طريق رفع العقوبات عن ايران وسيعبر هذا الاتفاق الى الكونغرس الاميركي للتصويت عليه في غضون ستين يوما بعدما أحالت الخارجية الاميركية نصه الكامل الى مجلسي الشيوخ والنواب.

الظهور العالمي من واشنطن الى نيويورك فبروكسل تقرر مصير ايران ورفع العقوبات عنها وليس أمام العرب سوى الوقوف في مقاعد الجمهور للمراقبة اما تصفيقا واما اعلان خيبة وقد رأى عميد الصحافة العربية محمد حسنين هيكل ان دول الخليج اضعف من ان تشاغب على الاتفاق النووي وليس امامها سوى التحريض على ايران لدى الاميركيين والتشكيك في نياتها وعلى نياتكم الارهابية ترزقون.

تركيا بعد السعودية تتجرع من كأسها وتفجر دولة داعش على ارضها مستهدفة متطوعين جاؤوا لاعادة اعمار كوباني ما أسفر عن سقوط اكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

وكأن البلاد لا يكفيها الشلل الذي يصيب مؤسساتها الدستورية واحدة بعد الاخرى والمشاكل السياسية والامنية التي تضربها تباعا، حتى بدأت تغرق ببحر من النفايات، بعدما توقفت شركة سوكلين عن العمل لتباشر اعتبارا من اليوم برش المبيدات على النفايات المكدسة في الشوارع، منعا لتوالد الجراثيم في مؤشر على توقف عمليات جمع النفايات بسبب عدم قدرة المعامل على استقبال المزيد منها، والى حين صدور قرار عن مجلس الوزراء يعين مواقع جديدة.

وفيما الحلول تنتظر جلسة مجلس الوزراء الخميس فان الجلسة التي ستبحث في الية عمل المجلس، لن تكون بعيدة عن خطف المواطنين التشيكيين وعن تطورات قضية العسكريين المختطفين لدى داعش والنصرة.

سياسيا برزت زيارة رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع الى المملكة العربية السعودية واللقاءات التي اجراها مع كبار المسؤولين السعوديين وفي مقدمهم خادم. الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولقاؤه في جدة الرئيس سعد الحريري.

في التطورات الاقليمية، صدق مجلس الأمن الدولي على إتفاق قيينا النووي بين إيران والغرب في وقت أدى انفجار ضخم الى مقتل 30 شخصا والى اصابة مئة اخرين في منطقة سروج التركية الحدودية جنوبي تركيا، وسط تاكيدات بأن تنظيم داعش قد يكون وراء الهجوم.

اما في اليمن فقد سجل تحرير عدن بالكامل واستسلام المتمردين الحوثيين ما يفتح الباب أمام المقاومة الشعبية للتوسع إلى مدن أخرى مثل تعز ولحج والضالع.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

بالاجماع الدولي صدق الاتفاق النووي. قرار مجلس الامن اليوم يشرعن اتفاق فيينا، الدول الاوروبية تتسابق الى طهران طمعا بالاستثمارات. المانيا وصلت اولا الى الجمهورية الاسلامية لحصد ثمار التوافق الدولي تتبعها عواصم اخرى حجزت تذاكر السفر الى طهران. لم يكتف الاوروبيون هنا بل طرحوا أنفسهم وسطاء سياسيين ما بين الاميركيين والايرانيين حول قضايا الشرق الاوسط انطلاقا من عنوان محاربة الارهاب.

حسم الجدل الدولي وبقي الكونغرس الاميركي ماذا سيصوت؟ وكيف سيجهض البيت الابيض مخططات الجمهوريين؟ الفيتو في يد الرئيس باراك اوباما الذي يستعد لمواجهة الصهيوني ضمنا، نتانياهو يعول على ما سيحصل في الكونغرس كما اوحى اليوم تلك آخر خرطوشة وان كانت مفاعيل التوافق النووي سبقت الحسابات الداخلية الاميركية المدفوعة بتحريض تل أبيب.

شهر واحد لاتضاح سبيل تعامل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وشهران لتبيان المسار الاميركي، لكن بركة اتفاق فيينا يتوقع ان تطال المنطقة في ظل صراع ميداني مفتوح بين الارهاب من جهة وكل العواصم على اختلافاتها من جهة ثانية.

داعش اليوم فجر مركزا كرديا في تركيا في اطار القتال المفتوح بين الكردي والدواعش لكن ماذا بعد؟

داخليا، نفايات تتراكم وتقتحم أولويات اللبنانيين فيسبق الملف الوزراء الى جلسة الخميس في السرايا الحكومية، شركة سوكلين أوقفت أعمالها وتركت الحاويات على الطرقات بعدما امتلأت مستوعباتها فمن يستوعب الازمة؟

ما يهم المواطنين هو الحل السريع لوقاية الناس من امراض قد تحملها النفايات المتراكمة في الشوارع والطرقات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

فيما كان مجلس الأمن الدولي يقر الاعتراف العالمي والأممي بإيران دولة نووية لأهداف سلمية... وفيما كانت راية الثائر فيديل كاسترو ترتفع في قلب واشنطن، بعد نحو نصف قرن من القطيعة والصدام... في هذا الوقت بالذات، كانت شوارع بيروت ومحيطها تتحضر لاستقبال أكوام النفايات... لماذا؟ بكل بساطة لأن الدولة اللبنانية التي ركبت منذ ربع قرن، دفعت أكثر من ألفي مليون دولار أميركي لشركة واحدة، ولم تبن معملا واحدا لمعالجة النفايات... هي الدولة نفسها التي يتهمون من يعارضها ويرفضها ويحاول إصلاحها وإعادة بنائها، بأنه هو من يهدم الدولة... وسط هذا المشهد، يذهب اللبنانيون إلى جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، في ظل تطورين اثنين: الأول ما أكدته معلومات خاصة لل "أو تي في"، من أن النائب وليد جنبلاط وافق - على مضض - على التمديد لرئيس الأركان في الجيش. ما يعني أن مخالفة القوانين مستمرة، لا بل يتم التحضير لارتكابات أكبر فيها... أما التطور الثاني، فأجواء تنقلها أوساط رئيس الحكومة تمام سلام، عن أن حزب الله قام بمسعى معه من أجل تسوية تتضمن عودة العمل الحكومي، مقابل تسهيل إطلاق المناقصة الدولية للبحث عن الغاز اللبناني. وهي المعلومات التي أكدت قيادات تكتل التغيير والإصلاح و8 آذار، عدم صحتها وعدم معرفتها بها إطلاقا. جازمة بأن جريمة انتهاك الميثاق والدستور في الحكومة، مماثلة لجريمة منع لبنان من استثمار ثرواته النفطية، كرمى لمصالح خارجية... وأن هذه القيادات لا تقايض بالحقوق ولا تساوم على المبادئ... في ظل دولة كاملة تتعامل مع كل شيء، وكأنه نفايات.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بعد فيينا يكمل الشعب الايراني انتصاره في مجلس الامن الدولي، خمس عشرة دولة دائمة العضوية اجمعت على رفع العقوبات الظالمة عن الجمهورية الاسلامية ومقدراتها وطاقاتها وحقوقها وكله وفق الشروط الايرانية التي فرضتها الدبلوماسية المحنكة في مقدمات الاتفاق النووي.

في هذه اللحظة عشرات الدول تتهافت على باب ايران والدول الكبرى تعيش ازدواجية مواقف واضحة، لكنها تتسابق من اجل اقتناص فرص الاستثمار مع طهران، واليوم لم تنتظر المانيا قرار مجلس الامن فسبقت كل حلفائها في السداسية وابرمت اولى عقود العهد الاقتصادي الجديد مع ايران، وعلى السكة نفسها تسير ايطاليا ومن بعدها بريطانيا وفرنسا واللائحة تطول.

ومن كيان العدو ارتفع الصراخ اكثر برغم الوعود المهدئة التي حملها وزير الحرب الاميركي الى تل ابيب، في حين يبقى رهان نتنياهو على رفض الكونغرس اتفاق فيينا بعد الاتفاق النووي.

المنطقة بعد هذا الاتفاق موعودة بتبدلات كبيرة والحديث الدولي يكثر عن حلول لازمات معقدة، ولكن لا يحلمنا الاميركيون بأي اعتراف باسرائيل ولا بأي وقف لدعم المقاومة في لبنان وفلسطين ومساندة الشعوب التي تكتوي من الارهاب في سوريا والعراق واليمن كما اكد الامام الخامنئي في خطبة عيد الفطر.

في لبنان الجمر ما زال تحت رماد السياسية، بينما النفايات تحتل بيروت وضواحيها، وبين اليوم والغد تدخل عاصمة الحرف والثقافة ومطبعة الكتاب العربي ومصدرة الادمغة عصر النفايات بعد عبورها تاريخيا بالعصر الفنيقي والروماني والحضارات المعمرة. سويسرا الشرق تعبق اليوم بالروائح النتنة فيما العالم يناقش باللغة النووية،افلا يكفي اللبناني التهديدات الامنية والضغوط المعيشية والاقتصادية؟ سؤال يطرحه المواطن على الدولة مجتمعة من يتحمل المسؤولية عن ترك النفايات تجتاح العاصمة وتشوه صورتها وتسيء لكرامة اهلها وتهدد الجميع بتفشي الاوبئة في موسم الحر؟

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين 20 تموز 2015

الإثنين 20 تموز 2015 الساعة 07:20

النهار

سأل رئيس حكومة سابق: هل بات ممكناً معرفة موعد انسحاب مقاتلي "حزب الله" من سوريا بعد إقرار الاتفاق النووي أم أن ما بعد الاتفاق سيبقى كما قبله لهذه الناحية؟

يقوم مرجع سابق باتصالات بعواصم القرار بعيداً من الإعلام كي يبقى لبنان خارج عملية تقاسُم النفوذ في المنطقة.

ترى أوساط سياسية أنه كلما اقترب "التيار الوطني الحر" من "القوات اللبنانية" فإنه يبتعد عن "حزب الله".

سُمع ديبلوماسي أوروبي يقول إن إسرائيل لن توافق على إقامة دولة فلسطينية إلا بعدما تنتهي من رسم حدود دولتها النهائية ببناء المستوطنات.

السفير

قال زعيم سياسي لبناني إن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بتنقله بين غزة والدوحة يبدو أحرص من بعض القادة العرب على وحدة الفلسطينيين!

اتهمت شخصيات شيعية مستقلة مسؤولاً بارزاً في "14 آذار" بتسريب أجواء اللقاء مع مرجع حكومي سابق بهدف الإساءة لما تسميه "دورها المعتدل".

تشهد بيروت في نهاية هذا الشهر مؤتمراً إسلامياً كبيراً للبحث في كيفية مواجهة التطورات المتسارعة في المنطقة

اللواء

من المتوقع أن يزور موفد إيراني بيروت لإبلاغ حلفاء طهران عن توجهات مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، ولقاء مسؤولين لبنانيين!

يُردّد مرجع روحي مسيحي أمام زواره أنه مضطر لوضع النقاط فوق حروف الاستحقاق الرئاسي، وكشف الأطراف المُعطّلة لأنه "طفح الكيل"!

تساءلت أوساط طرابلسية عن مبررات امتناع الفاعليات السياسية في المدينة عن استقبال المهنئين بالعيد، تعزيزاً لأجواء البهجة والاستقرار السائدة في الفيحاء!

الجمهورية

قالت مصادر إن اللقاء بين مرجع سابق ورئيس تكتل وسطي والوفد المرافق تطرّق إلى كل الملفات الداخلية والخارجية من الملف النووي والأزمة السورية إلى أولوية الإستقرار في لبنان وإعادة تفعيل المؤسسات.

قال مرشح رئاسي أمام زواره إن شيئاً لا يحول دون إجراء الإنتخابات النيابية التي يُشكل إتمامها مدخلاً للحل، ورأى أن كل الحجج التي تُعطى غير مُقنعة وترمي فقط إلى "تمويت" الحياة السياسية لأهداف مشبوهة.

رأى ديبلوماسي عربي أن وضع النظام السوري بعد توقيع الإتفاق النووي أصبح على المحك، وأن مصيره بات معلقاً بطهران.

البناء

جزم مصدر سياسي متابع بأنّ حلحلة العقد اللبنانية المستعصية، الرئاسية والنيابية والحكومية، لن تبدأ قبل شهر أيلول المقبل، مشيراً إلى أنّ مفاعيل الاتفاق النووي لن تجد ترجمتها الفعلية على الملفات الإقليمية إلا بعد أن تهيّئ الولايات المتحدة الأرضية لذلك مع حلفائها، لا سيما السعودية، لافتاً إلى "أنّ التجارب السابقة تؤكد أنّ هناك فريقاً في لبنان لا يقطع خيط القطن إلا بإشارة من الرياض"!

المستقبل

يقال

ان نائبا وسطيا بارزا اقترح اصدار دفعة واسعة من التعيينات الادارية بما ينشط دم الادارة من جهة ويعيد لم شمل الحكومة من جهة ثانية.

 

جعجع عرض الاوضاع مع العاهل السعودي

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر السلام في جدة مساء أمس الأحد، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وجرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية. وأعلن المكتب الاعلامي لرئيس حزب القوات اللبنانية ان جعجع "أعرب عن شكره وتقديره للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على ما يجده لبنان وشعبه من دعم وحرص على أمنه واستقراره في مختلف الظروف". حضر الاستقبال ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، رئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان.

 

الحريري استقبل جعجع في جدة وعرضا التطورات في لبنان والمنطقة

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري في دارته في جده في المملكة العربية السعودية، رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، وتناول اللقاء عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة.

 

الحركة البيئية: خصخصة جمع النفايات اثبتت فشلها وحل الازمة بيد البلديات

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - اعتبرت "الحركة البيئية اللبنانية" في بيان اليوم، انه "بعد عشرين عاما من الخصخصة المفروضة على بيروت وبلديات جبل لبنان في مجال جمع ومعالجة النفايات، برهنت عن فشل في إدارة هذا المرفق من الناحية المالية إذ أثقلت كاهل الصندوق البلدي المستقل وأوقعت البلديات بديون باهظة، ومن الناحية البيئية والصحية جراء تشويه الطبيعة وتلوث الهواء والتربة والمياه الجوفية والبحر الناتج عن مطمر الناعمة - عين درافيل". وناشدت الحركة "البلديات في لبنان باستعادة صلاحياتها في جمع ومعالجة النفايات وتحمل مسؤولياتها المنصوص عنها في قانون النظافة العامة (مرسوم رقم 8735 - صادر في 23/8/1974) وقانون البلديات (مرسوم اشتراعي رقم 118 - صادر في 30/6/1977) ورفض الخصخصة المرتقبة استنادا إلى القرار رقم 1 الصادر عن مجلس الوزراء بتاريخ 12/1/2015 الذي يعمم إختبار الناعمة عين درافيل على كافة محافظات لبنان".

 

اللبنانيون أبطال «افتراضيون»... و«شوفيني يا منيرة» تغلب على تصرفاتهم ويتسابقون على نشر الجرائم والأحداث على مواقع التواصل لزيادة شهرتهم بين أوساطها

كتب أسامة مروة/الراي/21 تموز/15

• لبنان الذي كان دائماً يتغنّى بالديموقراطية... هل بات أسيراً للرغبات والحالات النفسية لدى بعض مواطنيه؟!

المقيم بات خائفاً من تحوّله إلى ضحية لسبب «تافه» والمغترب يقول «خليني قاعد برا بلا ما انزل وموت»

أسد لبنان كم أظهر أنه ليس بـ «جبان»

أسد الغاب وجد في المسرح اللبناني متنفساً ليرتكب جريمة... كما لو أنه في غابة.

المفترس انقض على ضحيته طعناً ولكماً ورفساً... ومع وجود الجمهور المتفرج، انتشى أكثر وأكثر ولم يبرح المكان بل استمر في طعن ورفس من كان على الرمق الأخير من حياته.

مفارقة عاشها اللبنانيون حضوراً، حضور المتفرج على جريمة قتل حصلت في وضح النهار وتناقلوها لاحقاً مشهداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه هي حال القبضاي اللبناني والذي بدا وهو ينقض على ابن بلده كما يفتك أسد بفريسته.

مفارقة... هل هذا هو لبنان... لبنانيو جدهم المعرفة والفينيق والأحرف الأبجدية إلى العالم وجبران خليل جبران وفيروز «بحبك يا لبنان»، أم أن الحرب العبثية التي شمرت عن زنودها مطلع السبعينات من القرن الماضي وعصفت بالأخضر واليابس وبالحجر والبشر، أفرزت عقلية شريعة الغاب؟

كل يوم جريمة، وما أكثر من يرتكبها الرجال بحق زوجاتهم... وتكر السبحة!

... وإلى النموذج الجرمي..

امرأة تقتل ابنة زوجها لأنها تسبب إزعاجاً للعائلة، ولد يقتل مثيله بعد تحرشه به جنسياً، شاب يقضي على حياة آخر بسبب خلاف على أحقية مرور ليقضي هو الآخر على مستقبله، طعن شخص والجلوس بقربه مع تدخين النرجيلة كأن شيئاً لم يكن، عمليات خطف لأطفال ورجال أعمال وتجار وطلب فدية ضخمة للإفراج عنهم، تعذيب حيوانات على مرأى الأهل والأصدقاء، تناول المخدرات من دون رادع، التحرش الجنسي وممارسة الجنس على الطرقات، عناوين قد تصلح لعبارة «شريعة الغاب» التي تحكم العيش في المزارع وحرب العصابات، إلا أنها باتت من يوميات المواطن اللبناني في الفترة الأخيرة، وسط اقتناع الجميع أن الإنسانية ماتت في قلوب شعب جبل على التضحية وتحول أفراده إلى هاربين من الموت لأسباب تافهة، وإلى طالبي للشهرة «الافتراضية» على وسائل التواصل الاجتماعي.

التهليل لإقرار قانون زواج المثليين في أميركا، تنفيذ مظاهرة من قبل مجموعة شباب يلبسون أحذية نسائية (السكربينة) إحياء لحقوق المرأة، الاحتفال بالاتفاق النووي الإيراني، تبادل النكات بعد المعركة الحكومية الأخيرة بين رئيس الحكومة وأحد الوزراء المسيحيين، تبادل اتهامات التخوين بين أنصاري معسكري 8 و14 أذار (مارس)، أظهرت أن الشباب اللبناني بات فارغاً وبات يهرب من واقعه المعيشي إلى أمور سطحية لو حدثت في الغرب لكانت سبباً في إقالة وزارات وحبس مسؤولين وتغريم شركات.

فشل لبنان في اختيار رئيس يمثلهم لأكثر من عامين، التهجم على الجيش اللبناني، الهجوم على المقرات الرسمية للدولة، إقفال الطرقات بالإطارات المشتعلة وبالخيم، باتت الحال المخيمة على لبنان، وبات عمل الذين لا عمل لهم، وأضحى مصدراً مهماً للقنوات التلفزيونية اللبنانية من أجل زيادة متابعيها ونشر تقاريرها والحصول على أعلى حصة سوقية فيها، وسط تساؤلات عديدة هل تؤدي هذه الأفعال إلى تحقيق إنجازات على المستوى الوطني؟، أم تؤدي إلى زيادة مستويات التطرف العالية أصلاً في لبنان اليوم؟

ولعل المتابع لبعض الجرائم التي حصلت أخيراً في لبنان، بات يرى أن السباق بين الشاهدين عليها لا يقوم على إنقاذ الضحية، لا بل تحول إلى سباق على استخدام الهواتف الذكية وتصوير الجرائم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كـ «فايسبوك» و«تويتر»، بحثاً عن «لايك» إضافي من المتابعين على الصفحات، وشعبية «زائفة» تمنح صاحبها ثقة «كاذبة» بنفسه على أنه القادر على التغيير وتحقيق الإنجازات التي تبقى «افتراضية» وبعيدة عن الواقع بشكل كبير.

وقد يقول المطلع على سير الأمور في وطن الأرز، إن القائمين على الأمن فيه عاجزون عن تأمين الحماية لشعبه الأطفال منهم والشباب كما الكبار، إلا أن الحقيقة تظهر أن التساهل في تطبيق القوانين والمحسوبية التي تفرض نفسها على الأرض هي التي أوصلت البلد اليوم إلى ما يعانيه من مشاكل اجتماعية، وأن الصراع على التعيينات في المراكز العليا بدءاً من رئاسة الجمهورية وصولاً إلى أصغر المناصب في بلد تحول إلى «مزرعة» بفعل التصرفات الهمجية التي باتت تطبع يومياته، تعد المسبب الرئيسي لكل المصائب التي تنزل على رؤوس عائلات تفقد رب أسرها وفلذات كبدها في الأماكن الخاطئة.

ولا بد أن كل من رأى الفيديو الأخير الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عن عملية قتل عن سابق تصور وتصميم لشاب لبناني يدعى جورج الريف على يد طارق يتيم، الذي انقض على ضحيته طعناً ولكماً ورفساً... ومع وجود الجمهور المتفرج، الذي رأى الواقعة من دون محاولة إنقاذ الضحية وعمدهم إلى تصوير الواقعة لنشرها على «فايسبوك» و«تويتر»، اللهم إلا بعض النساء اللاتي صرخن لثني المجرم عن هجومه ولكن لا حول لهن ولا قوة، وجعله يتساءل هل بات لبنان مرتعاً للغريزة الحيوانية في عقول بشرية، وهل بات الوطن الذي كان يتغنى دائماً بأنه بلد الديمقراطية أسيراً للرغبات والحالات النفسية لدى البعض من مواطنيه الذين لا يفكرون إلا بعرض عضلاتهم من دون خوف من العقاب.

وقد يقول البعض إن وسائل التواصل الاجتماعي هي مكان للمزاح والتواصل بين الأقرباء الذين تفرق بينهم المسافات، إلا أن طريقة استخدامها في لبنان يؤكد بلا شك أنه على السلطات منع استخدامها أو فرض قيود عليها، وتجعل الكثيرين على يقين أن «العيشان» الإلكتروني بات يؤذي اللبنانيين وسمعة لبنان على جميع الصعد السياحية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

واقع صعب بات يعيشه اللبناني المقيم والمغترب، فالمقيم على أراضي لبنان بات خائفاً من تحوله إلى ضحية لسبب «تافه» يقضي على حياته، والمغترب بات يقول «خليني قاعد برا بلا ما انزل وموت»، بات تغييره بحاجة إلى معجزة كبير من مسببي هذه الحالة أنفسهم ومن المسؤولين والجهات العليا الحاكمة للبلد، التي ما تنفك تؤكد استقرار الأوضاع في لبنان، في حين أن الوقائع تظهر العكس وتبين التفلت الأمني الحاصل الذي يضاف إلى سلسلة من الويلات الأخرى التي يعاني منها لبنان، كبلوغ أكثر من نصف الشعب خط الفقر، والارتفاع المتواصل في الدين العام، وتأخير الرواتب في القطاعين الحكومي والخاص، وصرف الموظفين، والنمو المتواصل في عدد السكان مع المعارك الدائرة بالقرب منا، وسط لا مبالاة بعض «التافهين» المقيمين في الدولة والذين ينفّذون مقولة «شوفيني يا منيرة» بحذافيرها.

 

استكشاف لبناني لفرص انتخاب رئيس جديد... «ما بعد النووي»

جنبلاط التقى هولاند وجعجع اجتمع بالحريري غداة محادثاته مع خادم الحرميْن

/21 تموز/15 بيروت - «الراي»/ للمرّة الأولى منذ أشهر يطغى ملف الانتخابات الرئاسية على المشهد السياسي في لبنان، حاجباً وهج الأزمة الحكومية المتفرّعة من الشغور الرئاسي والتي تضرب موعداً بعد غد مع جولة جديدة من الصراع الذي يدور على جبهة آخر المؤسسات العامِلة في النظام اللبناني الذي يقف على حافة الفشل. فمن خلف غبار استكمال غالبية الأطراف السياسية استعداداتها لمنازلة عضّ الأصابع في مجلس الوزراء الخميس المقبل، والانشغال بالملابسات الغامضة لخطف التشيكيين الخمسة في البقاع، شخصت الأنظار على باريس وجدّة في ضوء استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور، غداة اللقاء البارز لرئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع مع خادم الحرميْن الشريفيْن الملك سلمان بن عبد العزيز وكبار قادة المملكة.

وذكرت أوساط واسعة الاطلاع في بيروت لـ «الراي» أن «لقاءات باريس وجدّة تأتي في سياق مزدوج، الأول استكشاف آفاق الوضع في المنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والغرب، والثاني استطلاع إمكان إحداث خرْق في الأزمة اللبنانية، التي يشكّل الشغور الرئاسي عنوانها الرئيس». واذا كانت زيارة جنبلاط للعاصمة الفرنسية تكتسب أهميتها من حيث الدور الذي تضطلع به باريس بخصوص الملف الرئاسي منذ بداية الشغور، والذي جعلها تفتح اكثر من خط تواصل مع طهران والفاتيكان، الى جانب مغزى اعلان رئيس الديبلوماسية الفرنسية رولان فابيوس عن رغبة في تطبيع العلاقات مع إيران ما بعد النووي، فإن دلالات محادثات جعجع في السعودية حيث التقى أمس الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري تكمن في بُعديْن:

أوّلهما في الشكل، اذ انها الزيارة الاولى لشخصية سياسية لبنانية يخصّها خادم الحرميْن الشريفيْن بلقاء منذ فترة، وثانيهما في المضمون الذي يرتبط بتوقيت الزيارة التي جاءت بعد توقيع الاتفاق النووي وفي غمرة انهماك المملكة في بحث سبل مواجهة المرحلة الجديدة في المنطقة، وايضاً في عزّ المأزق اللبناني الذي يُخشى ان ينفتح على فصول أكثر تعقيداً في ضوء الشلل الزاحف الى المؤسسات الواحدة تلو الأخرى.وما عكس أهمية المحادثات بين الملك سلمان وجعجع، حرْص الأول على ان يحضرها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان وعدد من الوزراء ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان، علماً ان وكالة الانباء السعودية «واس» أفادت ان الملك سلمان استقبل جعجع في قصر السلام في جدة «وجرى خلال الاستقبال بحْث مستجدات الاوضاع على الساحة اللبنانية. واعرب رئيس (حزب القوات اللبنانية) عن شكره وتقديره للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على ما يجده لبنان وشعبه من دعم وحرص على امنه واستقراره في مختلف الظروف».

ورغم هذا الحِراك المستجدّ خارجياً، فإن مصادر سياسية متابعة في بيروت أبلغت «الراي» عن «عدم تفاؤلها بحلول وشيكة للأزمة السياسية في لبنان»، معتبرة ان «الحكومة دخلت عملياً في مرحلة الموت السريري» وسْط حرص على عدم إعلان وفاتها، ولافتة الى ان «(حزب الله) الراغب في الحفاظ على الاستقرار في البلاد انطلاقاً من انشغاله بالحرب في سورية والعراق سيمضي في سياسة تعليق الدولة واستحقاقاتها ريثما تحين لحظة توظيف اي تسوية لمصلحة إحداث تعديلات في النظام اللبناني تصب في مشروعه في إطار منظومة النفوذ الايراني الجديدة». وتستنتج هذه المصادر بأن «لا أفق في المدى المنظور لأي حِراك داخلي او خارجي من شأنه كسْر المأزق الرئاسي»، معتبرة ان «الجهود ستبقى منصبّة على ضبط ايقاع الأزمة الحكومية بما يحول دون انفلاشها خارج الحدود المرسومة لها»، وإن كانت المصادر نفسها لا تُسقِط من الحساب إمكان حدوث مفاجآت سلبية نتيجة معاندة زعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون في قضية تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش، وهي المعركة التي بات يخوضها من بوابة آلية عمل الحكومة الرئاسية التي ستكون موضع بحث مفصّل في جلسة مجلس الوزراء. ورغم طغيان أزمة النفايات المتكدسّة في الشوارع على الواقع اللبناني، وسْط تقديرات عن انها ستكون البند الطارئ على طاولة مجلس الوزراء، فإن عدم الوضوح لا يزال يسود حيال قضية آلية العمل الحكومي وسْط إصرار رئيس الحكومة مدعوماً من غالبية أفرقاء الحكومة على رفض منطق التعطيل الذي يعبّر عنه تمسك عون، مدعوماً من «حزب الله»، بالتوافق الإجماعي ورفْض اي تصويت على القرارات. وفي سياق متصل، يبدو ان «حزب الله» نجح في سكب مياه باردة على العلاقة المأزمة بين حليفيْه رئيس البرلمان نبيه بري وعون، والتي تجلّت بوضوح في مجلس الوزراء وبدا أن خلفيتها الفعلية تتصل بتحميل بري زعيم «التيار الحر» مسؤولية تعطيل عمل البرلمان. وحسب المعلومات، فإن «حزب الله» توصّل الى إقناع بري بتهدئة الأمور مع عون، وسْط تقارير عن إمكان انضمام كتلة عون الى مؤيدي فتْح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب مقابل مرونة من رئيس البرلمان حيال موضوع عمليات تلزيم بلوكات استخراج النفط وعلى قاعدة عدم الاعتراض على ان تبدأ من أي منطقة، وليس بالضرورة من جنوب لبنان.

 

ريفي استقبل زوجة جورج الريف: لإنزال أشد العقوبات بالجاني وجعله عبرة

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - استقبل وزير العدل أشرف ريفي في مكتبه في الوزارة عائلة جورج الريف الذي قتل على يد طارق يتيم طعنا في الاشرفية. وقال ريفي بعد اللقاء: "استقبلت اليوم عائلة الضحية جورج الريف الذي شاهد كل اللبنانيين جريمة قتله، وقد دان الرأي العام هذه الجريمة بشراستها ووحشيتها". أضاف: "الجريمة لا مبرر لها، وهذا توجه اجرامي فقط لا غير، وتمنيت على الاهل الا يدخلوها في زواريب السياسة ولا في زواريب الاشخاص والدكاكين الصغيرة، وما من لبناني إلا تأثر بها منذ اللحظة الاولى. وهناك اصدقاء مشتركون مع زوجة الضحية رولا، التي كانت مفتشة في قوى الامن الداخلي، المؤسسة التي كنت أديرها انا والعميد جبور، ورولا ما زالت ابنتنا ونحن الى جانبها أخويا وانسانيا وقانونيا، وقد تواصلت مع المدعي العام التمييزي لمتابعة القضية، وهو يشرف شخصيا على التحقيقات، وسأعطي التعليمات للنيابة العامة التمييزية والاستئنافية ولقضاة التحقيق للاسراع في التحقيقات، وأتمنى أن يكون الحكم سريعا". وتابع: "في بعض الاحياء شلل من الزعران والمجرمين يستبيحون حياة الناس، وهذا غير مقبول نهائيا، ويجب ان نعود الى سلطة الدولة وأن تقوم الدولة بواجباتها في حماية الناس، لأنه عندما تتلاشى سلطة الدولة نصبح جميعنا مكشوفين نحن واولادنا، وإذا تقاعسنا في هذه الجريمة وغيرها فنحن جميعا سندفع الثمن". وشدد ريفي على انه "منذ اللحظة الاولى لوقوع هذه الجريمة تابعت كل التفاصيل، وأؤكد لكل اللبنانيين أننا لن نتساهل نهائيا، وسنبقى قائمين بواجباتنا بإصرار أكثر، وهذا الواجب سأقوم به مهما كلف الامر". وقال: "أطمئن رولا الى أننا سنقوم بأقصى ما يمكن لوضع حد لهذه الجرائم". وردا على سؤال، دعا ريفي الى "عدم تحميل القضاة أكثر مما يتحملون. في الاساس كان هناك بطء في العدالة اللبنانية، وجاءنا النزوح السوري الذي زاد على القضاة نسبة 35% من الملفات، في وقت لم نستطع ان نزيد عدد القضاة. ونأسف لأنه بدل أن يكون هناك تعجيل في المحاكمات كان هناك عبء إضافي، ولكن هناك جرائم خاصة مثل جريمة قتل جورج الريف يجب ان تعطى اهمية وان تسرع المحاكمة فيها ليكون الجناة عبرة لمن اعتبر". ولفت الى أن "معدل الجريمة ارتفع لسببين، الأول هو قدوم أعداد كبيرة من النازحين السوريين الذين زادوا نسبة الملفات الجنائية، ولدينا نزلاء في السجون بأعداد إضافية بسبب النزوح السوري، وفي المقابل هناك تفلت للسلطة المركزية ودويلة داخل الدولة، وهذا يضعف السلطة المركزية بما يرتد علينا جميعا. لذا علينا تقوية أجهزة الدولة لأن ضعفها يؤدي الى تطبيق شريعة الغاب، ونحن لن نسمح بإقامة شريعة الغاب مهما كلف الامر". بدورها شكرت زوجة الريف وزير العدل لاستقبالها، وأكدت ثقتها به ودعته الى "عدم التخلي عن هذه القضية واعتباري ابنته، وان الاب لا يترك حق ابنته". ودعت الى "الاقتصاص من الجاني في الشارع نفسه الذي قتل فيه جورج أمام أولاده".

وأشار ريفي في الختام الى أن "هناك دراسة تعد مع القضاة لإنزال أشد العقوبات وجعل الجاني عبرة لمن اعتبر".

 

 رحلة الاهالي الى الجرود أظهرت ان المنطقـــة فـــي يد "النصرة"/ شـروط "الجبهــة" اوراق ضغـط لتحقيــق مكاسـب اضافيـــة

الحجيري: حزب الله استولى على اراض زراعية ولم يواجه المسلحين...

المركزية- أثارت رحلة اهالي العسكريين الى جرود القلمون حيث التقوا أبناءهم المحتجزين لدى "جبهة النصرة"، جملة تساؤلات حول حقيقة المعارك التي خاضها "حزب الله" ضد المسلحين المنتشرين على السلسلة الشرقية. فالمنطقة التي اجتازها الاهالي بعد آخر حاجز للجيش اللبناني في وادي حميد في عرسال، على مدى ساعة من الوقت، بدت كلها تحت سيطرة "جبهة النصرة"، ولم يلحظ ركاب الباصات اي وجود لحزب الله او اي استنفار عسكري غير اعتيادي يدل الى هجوم محتمل قد يتعرض له المسلحون... وخلال الرحلة التي واكبها عناصر من "النصرة" بعد ان تخطت الحافلات الحدود اللبنانية – السورية، تفقد الاهالي مخيمات للنازحين السوريين في الجرود، للوقوف عند "ظروف عيشهم الصعبة" وفق ما قال لهم احد مسؤولي "النصرة"، كما مروا في محاذاة 3 معسكرات تابعة للجبهة. فكيف يتحرك مسلحو "النصرة" في المنطقة بحريّة اذا كان "حزب الله" فرض فعلا سيطرته عليها؟

الحجيري: رئيس بلدية عرسال علي الحجيري اعتبر لـ"المركزية" ان "ما حكي عن معارك في القلمون لا اساس له. فحزب الله دخل الى المناطق الخالية من المسلحين، بين حدود عرسال ونحلة ويونين، واستولى على اراض زراعية كانت خالية من اي وجود مسلح. وعندما وصل الى مناطق نفوذ المسلحين، خاض معركة لم تدم طويلا حيث سقط له قتلى كثر، فأوقف القتال وعاد الى الاراضي الزراعية. وهذا يدل الى ان حزب الله شن حربا اقتصادية على اهالي عرسال، لا اكثر ولا أقل، أما ما يقوله عن معارك مع النصرة وعن سيطرته على اراض واستعادتها من "النصرة"، فهذا امر غير دقيق على الاطلاق ولم يحصل أصلا".

"الجبهة" تضغط: على اي حال، وخلال اللقاء بين الاهالي وابنائهم في احدى المغاور في الجرود، حدد أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلي شروطا جديدة لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين، حيث طالب بالإفراج عن السجينات الخمس، مقابل إفراج الجبهة عن 3 جنود لبنانيين، ومن بين السجينات الخمس جمانة حميد، وسجى الدليمي الزوجة السابقة لزعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، وعلا العقيلي زوجة أبو علي الشيشاني أحد قياديي "جبهة النصرة". وأكد أنّ "في المرحلة الأولى إذا تم إخراج 5 أخوات من السجون سنحرّر 3 شباب من العسكريين، والمرحلة الثانية أنْ يُرفع الحصار عن اللاجئين السوريين وتحسين اوضاعهم المعيشية". أضاف "بقية الجنود المحتجزين لدى الجبهة سيفرج عنهم بعد عودة السوريين المهجرين من قرى في منطقة القلمون إلى بيوتهم، وعلى اللبنانيين تحمل المسؤولية عن سلوك حزب الله". وأشار إلى أنّ "المفاوضات التي كانت جارية منذ شهرين كانت تتمحور حول إطلاق سراح العسكريين جورج خزاقة وبيار جعجع مقابل الإفراج عن السجينات"، مؤكداً أنّ المفاوضات مع الدولة اللبنانية متوقّفة حالياً. أضاف "في المرحلة الماضية طلبنا إطلاق سراح الأسرى الإسلاميين في سجن رومية، أما الآن فلم نعد نريد هذا المطلب، هدفنا إطلاق سراح السجينات". وعن طلب "جبهة النصرة" الحصول على أموال مقابل إطلاق سراح العسكريين، قال "طُرِحَتْ علينا الأموال، وشرعاً يحق لنا الحصول على هذه الأموال، لكننا لسنا بحاجة إليها".

وفي السياق، أشارت مصادر متابعة للمفاوضات عبر "المركزية" الى ان مطالب النصرة الجديدة تندرج في خانة رفع السقف وممارسة الضغوط لانتزاع اكبر قدر ممكن من المكاسب في مرحلة المفاوضات النهائية، حيث يتوقع ان تُزخم قطر اتصالاتها مع تركيا في الايام المقبلة، لوضع صفقة التحرير قيد التنفيذ، وهذا ما عمل عليه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم خلال زيارته انقرة منذ ايام، مؤكدا مرة جديدة ان المفاوضات انتهت.

 

وفد أهالي العسكريين زار أبو فاعور: الأمور قيد المراوحة وموعودون بإيجابيات

الإثنين 20 تموز 2015/وطنية - استقبل وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور في مكتبه في الوزارة، وفدا من أهالي العسكريين. وإثر اللقاء تحدث نظام مغيط شقيق العسكري ابراهيم مغيط المختطف لدى تنظيم "داعش"، فأوضح أن "الزيارة هدفت لتجديد الثقة بالوزير أبو فاعور"، مشيرا إلى أن "الأمور لا تزال في خانة المراوحة ولا سيما مع تنظيم الدولة الإسلامية". ولفت إلى أن "الأهالي موعودون في المرحلة المقبلة بحركة إيجابية، وسينتظرون ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة قبل القيام بأي تحرك". وقال: "إننا سنتابع مسارنا بالتعاون مع أصحاب الأيادي البيضاء ولا سيما الوزير أبو فاعور والنائب وليد جنبلاط الذي سيزوره الأهالي في المختارة قريبا".

يوسف

بدوره، قال حسين يوسف والد الجندي محمد المختطف لدى "تنظيم الدولة الإسلامية": "إن زيارة أهالي العسكريين المختطفين لدى النصرة يوم العيد إنعكس حالة نفسية سيئة جدا لدى أهالي العسكريين المختطفين لدى داعش، وقد توجه هؤلاء إلى عدد من فاعليات عرسال لمحاولة الاتصال بأبنائهم إلا أن كل الإتصالات باءت بالفشل". وجدد يوسف الثقة بأبو فاعور والنائب وليد جنبلاط وكذلك باللواء عباس ابراهيم، وقال: "لا نريد أن ننكر تعب أحد". وناشد الخاطفين أن "يحلوا الملف لأن المأساة التي يعيشها الأهالي كبيرة"، آملا أن "يتجاوبوا مع وجه الأمهات والآباء والأولاد ودموعهم". كما توجه بنداء ثان إلى الدولة اللبنانية بكل أقطابها، داعيا إلى "عدم عرقلة ملف المخطوفين".

 

وزيرة خارجية مدغشقر غادرت لبنان

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - غادرت بعد ظهر اليوم وزيرة خارجية مدغشقر اللبنانية الاصل بياتريس عطا الله لبنان بعد زيارة دامت ثلاثة ايام زارت خلالها بلدة بطمي - الشوفية مسقط رأسها، والتقت عددا من المسؤولين اللبنانيين على رأسهم وزير الخارجية.

وكرمتها جامعة آل عطا الله برئاسة النائب السابق الياس عطا الله الذي جال معها على مختلف الاماكن السياحية والأثرية في عدد من المناطق اللبنانية.

 

باسيل إستقبل وزيرة خارجية مدغشقر اللبنانية الأصل

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وزيرة خارجية مدغشقر اللبنانية الاصل بياتريس عطاالله التي تقوم بزيارة خاصة للبنان. وتم خلال الاجتماع البحث في سبل تعزيز العلاقات بين البلدين على الصعد كافة، لا سيما الاقتصادية والاغترابية. وأبدت عطاالله رغبتها في العمل الحثيث لبناء الجسور بين البلدين وتحويل العلاقة بينهما الى علاقة نوعية. ووعد باسيل نظيرته بالعمل على استكشاف الامكانات الاقتصادية المتوافرة في مدغشقر، لا سيما في المجالين الخدماتي والسياحي. وطلب منها العمل على استيراد بلادها لمنتجات لبنانية. ووجهت عطاالله دعوة الى باسيل لزيارة مدغشقر والمشاركة في مناسبات عدة. من جهته، دعاها وزير الخارجية الى المشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية بنسخته الثالثة، والذي سيعقد في الخامس والسادس والسابع من شهر أيار من العام المقبل في بيروت.

 

النائب مروان حماده: كلام الراعي صرخة وطنية نأمل ان تعيد الرشد الى معطلي الرئاسة

الإثنين 20 تموز 2015/وطنية - رأى النائب مروان حماده في بيان، ان "الكلام الاخير للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والذي حمل مقاطعي جلسات مجلس النواب تبعة أزمة الفراغ الرئاسي، صرخة وطنية صاخبة نأمل ان تعيد الرشد الى معطلي الرئاسة فيمتنعون عن المقاطعة، ويكفون عن مخططهم لتقويض المؤسسات او ما بقي منها، لمصلحة مشاريع مبتورة، أقل ما يقال فيها انها مشبوهة". ودعا "الحكومة الى الاجتماع استثنائيا ومن دون ابطاء لتدارك الكارثة البيئية التي تلوح على اللبنانيين من باب ملف النفايات، مع ضرورة تجاوز اي تعطيل مفتعل على خلفية تعيين من هنا او آلية من هناك، اذ ان هذا الملف الملح الذي تحول داء مزمنا، يمس في الصميم الامن الاجتماعي لجميع اللبنانيين ويعرضهم لمخاطر تلوث بيئي وصحي غير مسبوق في حال اي تلكؤ او تحجج".

أضاف: "نشد، في هذا السياق، على أيدي اهلنا في الناعمة وجوارها في تحركهم للتحرر من كابوس يهددهم في صحتهم منذ عقدين او اكثر، ونحض البلديات في كل لبنان على ضرورة ان تتحمل مسؤوليتها الوطنية، بحيث يكون توزيع النفايات عادلا بين المناطق، فلا تتحول منطقة مكبا ومستودعا لنفايات مناطق اخرى". ولفت الى ان "زيارة اهالي العسكريين المعتقلين لذويهم في الجرود، فضحت امرين اساسيين: اولهما التضليل الذي يمارسه حزب الله في حربه في القلمون السورية وما نتج منها من جروح اصابت مئات العائلات وعادت عليهم بمآس ودماء استخدمها يا للاسف لتغطية هزائمه المتكررة، مما يحتم عودة الحزب من سوريا رحمة بلبنان واهله، وثانيهما تباطؤ المفاوضين اللبنانيين في تعاطيهم مع ملف العسكريين المعتقلين، وضرورة تحررهم من اي ابتزاز او ضغط يمارسه حزب الله عليهم، بحيث تكون مصلحة لبنان في رأس الاولويات فيعود العسكريون قبل الثاني من آب، اي قبل الذكرى السنوية الاولى لاعتقالهم". وختم: "كلمة اخيرة في فلتان بعض الزعران المؤطرين في سرايا مقاومة او ميليشيات خاصة او شركات امنية، اذ بات الحسم مع هؤلاء امرا مفروغا منه لئلا تتكرر مأساة الشهيد جورج الريف، شهيد الخطط الامنية في مناطق لم تطبق منها شيئا بسبب تلكؤ من هنا او عصيان من هناك وممارسة الدولة سياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد".

 

مطمر الناعمة مقفل والنفايات بدأت تجتاح الشوارع/"سوكلين": أوقفنا الجمع وباشرنا رش المبيــدات/المشنوق: أزمة وطنية تحتاج معالجة مـن الجميع

المركزية- لليوم الرابع على التوالي، استمر الاعتصام امام مطمر الناعمة منعاً لإعادة فتحه امام الشاحنات المحملة بالنفايات.. تزامنا، بدأ لبنان يغرق في نفاياته بعدما توقفت سوكلين عن العمل منذ امس، في وقت يبدو افق الحل مسدوداً أقلّه حتى جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل. رش مبيدات: في الانتظار، باشرت شركة "سوكلين" اعتبارا من اليوم رش المبيدات على النفايات المكدّسة في الشوارع منعا لتوالد الجراثيم ما قد يتسبّب بامراض عديدة... واوضحت مصادر الشركة لـArab Economic News ان عمليات جمع النفايات توقفت فعليا بسبب عدم قدرة المعامل على استقبال المزيد منها، والى حين صدور قرار عن مجلس الوزراء يعيّن مواقع جديدة. الا ان الشركة ستواصل بحسب المصادر، عمليات الكنس تخفيفا لانتشار النفايات وتاليا التسبب بتشويه مشهد الشوارع والطرق، "لكننا سنبدأ اليوم برش مبيدات وادوية خاصة لمنع توالد الجراثيم وتكاثرها". ولفتت الى ان عمليات رشّ المبيدات ستبدأ في الضواحي الشمالية والجنوبية لبيروت وفي المتن وكسروان وجبيل الى ان تصل اخيرا الى بيروت على امتداد هذا الاسبوع. واكدت المصادر ان "سوكلين" جاهزة لاي قرار يتخذه مجلس الوزراء، آملة في حل قريب يفضي الى تسوية وضع النفايات في الشوارع والطرق العامة. المشنوق: من جهته، اعلن وزير البيئة محمد المشنوق أن مشكلة النفايات أزمة وطنية وفي حاجة لمعالجة من قبل الجميع، لافتا الى ان طمر النفايات في مطمر الناعمة كان يحصل في طريقة صحية "ولكن عندما بدأ الطمر يضم النفايات العضوية ولدت المشكلة".وشدد في حديث تلفزيوني على أن مطمر الناعمة في حاجة الى صيانة ولا يمكن ان يبقى مقفلا أمام الموظفين. وأشار الى ان بيروت الكبرى منطقة مكتظة بالسكان ومساحاتها ضيقة، لذلك أخذ مجلس الوزراء قرارا بأن تكون مطامر هذه المنطقة في خارجها، كاشفا أن شركات عالمية تقدمت بعروض أوروبية حول شحن النفايات الى بعض الدول منها البرتغال، المغرب، تركيا، ألبانيا وايرلندا بطرق شحن محددة، الا ان الكلفة باهظة جدا، معتبرا ان لا حل جذريا الا بتطبيق المناقصات.

 

وفد من لقاء مسيحيي المشرق التقى تاوضروس: لوقفة عربية اسلامية في وجه الارهاب

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - زار وفد من لقاء مسيحيي المشرق ضم المطران سمير مظلوم، القس الدكتور حبيب بدر، القس نبيل معمارباشي، الدكتور فؤاد ابو ناضر ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، اليوم بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، في مقر اقامته في فندق هيلتون الحبتور، في حضور عدد من المطارنة الاقباط ورئيس الطائفة القبطية في بيروت وعضو اللقاء الاب رويس الاورشليمي. وجرى عرض معمق لاحوال المنطقة ومصر ولأعمال اللقاء ونشاطاته.

وأكد اللقاء ان "تضامن مسيحيي المشرق ووحدة رؤيتهم وحراكهم في ظل تصاعد الاصوليات التكفيرية التي تهدد كل مكونات الشرق، بكل طوائفه وكل قومياته، هو ما يجسده نضالنا من اجل تثبيت المسيحيين حيث هم، رغم كل الجراحات والتعديات والتهجير والاقتلاع، ورغم غياب السلطات المركزية وانهيار المؤسسات". ودعا اللقاء الى "وقفة عربية واسلامية لاعادة فكر حقوق كل انسان وكل جماعة وادارة التنوع في وجه من خطف وجه العروبة والاسلام ويستمر في ارهابه وآخرها خطف ثلاثة مسيحيين في ليبيا"، مشددا على ان "الصمت هو تواطؤ وان عدم تحمل المسؤولية هو تحفيز للمجرم على متابعة جنونه".

 

قضية خطف التشـيكيين دخلت دائرة الألغاز/باسيل: اصرار على كشف مصير المخطوفين

المركزية- الإثنين 20 تموز 2015 / دخل خطف التشيكيّين الخمسة (سيفارك جان، حمصي آدم، جوبيس ميروسلوف، بيسيك مارلين وكوفون بافيل)، الى دائرة الألغاز الأمنية المتعلقة بالخطف في لبنان، الأمر الذي أعاد الى الأذهان عملية خطف الأستونيّين في البقاع العام 2011، والأعمال المُشابهة الأخرى التي تدخل ضمن إطار خطف الأجانب لأهداف مشبوهة. وفي هذا الإطار أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لـ"المركزية" ان السلطات اللبنانية تتابع الموضوع بإهتمام لجلاء مصير المخطوفين وعودتهم سالمين الى بلدهم.

في غضون ذلك تواصل الأجهزة الأمنية على اختلافها عمليات التحري وجمع المعلومات التي من شأنها ان توصل الى الإمساك بخيط يقود الى تحديد مكان وجود التشيكيين وتحريرهم . وتتركز التحقيقات التي تقوم بها شعبة المعلومات ومخابرات الجيش على تحليل الكاميرات التي سحبت من الطرق الرئيسية والفرعية في البقاع لرسم خريطة التنقل، كما يتم الاستماع الى إفادات بعض الأشخاص على سبيل المعلومات، لكن رغم ذلك لم ترشح سوى إشارات ضئيلة حول سير سيارة "الكيا" التي كانت تقلهم وتحمل الرقم 102470، وعثر في داخلها على جوازات سفر التشيكيين وأوراق ثبوتية وأموالاً، وأودِعَت فصيلة جب جنين، إضافة الى معلومات عن شبكة الإتصالات الهاتفية وتحديدا هاتف السائق صائب طعان فياض الذي وفتح آخر مرة على طريق عام كفريا البقاع الغربي. وفي حين تتركز التحقيقات على خلفيات عملية الخطف، وما إذا كانت لأسباب مالية، أو سياسيّة جنائيّة، تبين أنّ أحد أقرباء السائق الذي أقلّ التشيكيين واختفى معهم، هو لبناني موقوف في تشيكيا، والاحتمال الأكبر أن يكون هدف الخطف المقايضة به، لكن لا شيء محسوماً حتى الساعة لأنّ الملابسات لا تزال غامضة.

       

3 جرحى في حفل زفاف في صيدا

المركزية- الإثنين 20 تموز 2015 / وقع اشكال فردي قرابة منتصف الليل خلال حفل زفاف في مطعم عند الاوتوستراد الشرقي بالقرب من قصر العدل في صيدا، بين عدد من المدعوين وموظفي المطعم على خلفية ادخال مشروبات روحية الى المكان ما ادى الى جرح ثلاثة اشخاص اصابة احدهم بليغة في الرأس .وحضرت عناصر الصليب الاحمر الى المكان وعملت على نقل الجرحى الى المستشفى فيما حضرت القوى الامنية وفتحت تحقيقا في الحادث.

 

 لقاءات سـياسية وامنيـة للمشـنوق فـي باريس وتنسيق لمكافحة الارهاب ومساعدات عسكرية فورية

المركزية- الإثنين 20 تموز 2015 /- بدأ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بعد ظهر اليوم زيارة رسمية الى فرنسا يرافقه فيها وفد يضم عددا من قادة الاجهزة الامنية ومسؤولين امنيين للتشاور في سبل التنسيق بين الجانبين وتبادل المعلومات الامنية لاسيما ما يتصل منها بمكافحة الارهاب، وفي شكل خاص رصد الارهابيين القادمين من بعض دول اوروبا ومن بينها فرنسا ، للالتحاق بتنظيم "داعش" وغيره والقتال الى جانبه في سوريا والعراق. وبحسب برنامج الزيارة وفق معلومات "المركزية" فانها تبدأ بلقاء يعقده الوزير المشنوق مع نظيره برنار كازينوف يخصص لتبادل المعلومات حول الارهاب بكل مشتقاته وكيفية تعزيز التعاون بين الاجهزة الامنية في البلدين على المستويين المعلوماتي والامني اضافة الى بحث حاجات لبنان الامنية من ضمن المساعدات التي تقدمها فرنسا في هذا المجال عبر هبة المليار دولارالسعودية التي كلف الرئيس سعد الحريري بإدارتها بطلب من الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز دعما للجيش والاجهزة الأمنية، غداة معركة عرسال في الثاني من آب 2014. وتشير مصادر المعلومات الى ان لبنان قد يتلقى مساعدات عاجلة او فورية في ضوء الزيارة. وفي برنامج اليوم الثاني لقاء يعقده المشنوق في الحادية عشرة قبل الظهر مع الاعلاميين في فندق "برانس دوغال" يتناول فيه الاوضاع الامنية في لبنان والتنسيق الامني مع فرنسا في مواجهة الارهاب. وظهرا يقيم القائم بالاعمال اللبناني في فرنسا غدي خوري مأدبة غداء على شرف الوزير الضيف والوفد المرافق في السفارة اللبنانية في باريس دعا اليها عددا من الشخصيات والفاعليات الفرنسية واللبنانية واعلاميين. وبعد الغداء يزور الوزير المشنوق رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية ( الادارة العامة للامن الخارجي) برنار باجولي قبل ان يعقد لقاء مع وزيرة التنمية الادارية ماريليز لوبرانشو التي زارت لبنان منذ مدة وعقدت لقاء مع وزير الداخلية تمحور حول اللامركزية الادارية وسبل تطبيقها. اما يوم الخميس فيجتمع المشنوق مع وزير الخارجية لوران فابيوس للبحث في العلاقات الثنائية وملف بلدان منطقة الشرق الاوسط عموما ولبنان خصوصا في ضوء توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الست قبل ان يختتم زيارته لفرنسا عائدا الى بيروت. ومعلوم ان فرنسا تبذل جهدا خاصا على خط مساعدة لبنان سياسيا من خلال محاولة فك اسر رئاسة الجمهورية بعدما تجاوز الفراغ عامه الاول ودعمه امنيا وعسكريا من خلال مد الجيش وسائر القوى الامنية بالسلاح والعتاد عن طريق الهبات السعودية لتمكينه من مواجهة الارهابيين المتمددين على حدوده الشرقية وقد خاض معهم مواجهات عسكرية كبيرة كانت ابرزها معارك 2 أب.

       

رئاسـة لبنان في صلب الرهـان السـياسـي على نتائج "النـووي" ولا اشارات في اتجاه الحل وترقب لخطوة الالتقاء السعودي- الايراني

المركزية- الإثنين 20 تموز 2015 /- يكمل الاتفاق النووي الايراني غدا اسبوعه الاول، من دون ان تلوح في افقه بوادر او اشارات في اتجاه الحلول المأمول ان تتمخض عن مفاعيله على المستوى السياسي ولا سيما ما يتصل بأزمات منطقة الشرق الاوسط. ولم ينتج حتى الساعة سوى تشريع ابواب طهران امام المسؤولين الغربيين والاوروبين الراغبين بزيارتها لاقتناص فرص الاستثمار الاقتصادي بعد رفع العقوبات ودخول الاتفاق حيز التنفيذ اعتبارا من مطلع العام.

واذا كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن ان الاولوية بعد توقيع النووي للملف السوري، فان الدول المعنية بسائر ازمات المنطقة ترصد بدقة المواقف والخطوات العملية، لا سيما تلك الصادرة عن الجمهورية الاسلامية لتلمس اتجاه الرياح ولائحة اولويات الازمات. ويكاد يكون لبنان من ابرز الدول التي تتطلع الى بصيص أمل ينبعث من النووي ويصيبها بالانفراج السياسي وتحديدا بفك أسر رئاسة الجمهورية بعد فراغ الـ422 يوما قبل ان يبلغ عداد الشغور نصف الالف. ويقول مصدر دبلوماسي لـ"المركزية" ان المسؤولين كما القادة السياسيين في لبنان لم يتبلغوا بعد اي رسالة او حتى اشارة توحي بوضع ملف لبنان على سكة الحل بعد التوقيع، ليس لكون لبنان غير مدرج في قائمة اهتمامات دول الغرب وايران، بل لكون عناصر الاتفاق لم تتبلور في صيغتها النهائية بعد وتوجب المزيد من التمحيص والقراءة الدقيقة والمتأنية بحيث انبرت كل دولة الى اجراء تقييم ذاتي لخريطة الاتفاق النووي وما يستتبعه من خطوات لتتحدد في ضوئه خريطة تسوية الازمات في الشرق الاوسط، ويوضح ان دول المنطقة لا سيما الخليجية منها تنتظر خطوات ايران في اليمن بداية قبل ان تطلق حكمها النهائي على الاتفاق النووي وتتحرك في ضوئه، اما في اتجاه صفحة جديدة تفتحها على قواعد واسس معينة مخالفة لتلك التي حكمت مرحلة النزاع المزمن او تبقى الامور على حالها من القطيعة وهو أمر مستبعد. وتبعا لذلك، يؤكد المصدر ان ملف لبنان عالق عند هذه النقطة بالذات بحيث اذا ما سلكت العلاقات بين السعودية وايران مسلكا جديدا يبدأ بلقاء بين الجانبين توضع الانتخابات الرئاسية على نار حامية. الا ان المصدر يوضح ان لبنان وحتى تلك الساعة لن يبقى متروكا، ذلك ان بعض الدبلوماسيين الغربيين العاملين فيه يتحركون على أكثر من جبهة لتحضير الاجواء الكفيلة باقتناص الفرصة الرئاسية لحظة توافرها، ويشير في السياق الى زيارات يقوم بها بعض هؤلاء الى طهران لاستكشاف المناخ العام وما اذا كان من بوادر حل، لم تحمل حتى اليوم جديدا يذكر. وينطلق هؤلاء بحسب المصدر بتوجه عام من بعض الدول التي تحرك موفديها نحو ايران والسعودية للتمني عليهما حلحلة العقدة الرئاسية اللبنانية، الا انها لم تنتقل بعد من مرحلة التمني الى الطلب المباشر برفع اليد بعدما لمس موفدوها ان ايران غير جاهزة بعد لكونها ما زالت بحاجة الى ورقة لبنان وتوظفها لمصلحة حلفائها فيه خصوصا ان لهم مرشحهم الرئاسي تماما كما للمملكة العربية السعودية مرشحها الذي استقبلته استقبالا حاشدا حرصت على اضفاء كل اشكال الحفاوة عليه، وان اي تراجع في هذه اللحظة بالذات عن مرشح فريق 8 اذار الرئاسي سيشكل نكسة له.

غير ان المصدر الدبلوماسي يشدد على ان المفاجآت السياسية واردة في اي لحظة خصوصا ان ثمة لقاءات عقدت وتعقد بعيدا من الاضواء واتصالات تدور بين اكثر من دولة من بينها الفاتيكان وروسيا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية عنوانها ضرورة انقاذ رئاسة لبنان، الا ان اي نتيجة عملية لم يتم التوصل اليها بعد ويبقى الرهان معقودا على ما قد يحمله "النووي" في الايام المقبلة.

 

الحكومـة محاصـرة بالامن والنفايات والتهدئـة تحكـم مجلس الوزراء

لقاءات لبنانية في فرنسا لتفعيل الرئاسة وتنسيق التعاون لمواجهة الارهاب

حفـاوة سـعودية بالغـة لجعجـع وباسـيل يتابــع ملف التشـيكييـن

المركزية- الإثنين 20 تموز 2015 /- غداة انتهاء هدنة عيد الفطر ، بدا المشهد الداخلي موزعا بين حمى مزدوجة حكومية – امنية انطلقت على وقع تطورات ميدانية بارزة توزعت بين عودة مسلسل خطف الاجانب في لبنان ومجموعة حوادث تنقلت بين المناطق من جهة وملف النفايات العقيم من جهة ثانية ، فيما ستكون خريطة الحلول والتسويات برسم جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل المترنحة عند عقدة آلية العمل الموضوعة بندا اساسيا على جدول اعمال النقاش السياسي.

جلسة مسؤولية: وفي السياق، وصفت مصادر وزارية عبر "المركزية" "جلسة مجلس الوزراءالمقبلة بـ "جلسة المسؤولية"، لان ثمة ملفات "حياتية" واجتماعية وامنية كثيرة تتراكم بدءاً بالنفايات والكهرباء مروراً بالارهاب وصولاً الى الوضع الاقتصادي"، واعتبرت ان "البعض يحاول الهروب الى الامام لكنه يصطدم بالحائط".وسألت "ماذا سنفعل في ما لو وصلنا الى 7اب موعد تسريح رئيس الاركان في قيادة الجيش من دون تعيين بديل؟ سنضطر حتماً الى تمديد تسريحه"، موضحة ان "من رفض تعيين مدير عام لقوى الامن الداخلي منذ شهر ويرفض الان تعيين رئيس الاركان هو نفسه بممارساته السياسية والحكومية يسعى الى التمديد".

واسفت المصادر لان "لا حلول سحرية قريباً وسريعة لملف النفايات، لانه صعب وشائك لا يريد احد تحمّل مسؤوليته"، محذرة من ان "الدولة في حال اهتراء على المستويات كافة، والبلد على "كفّ عفريت" فبمجرد متابعة بسيطة لبعض ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث يُعطى لكل حدث بُعد طائفي او سياسي يكفي لتلمس مدى الخطر الذي بلغه الوضع الداخلي. وتبعا لذلك، دعت المصادر الى فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب لان الكثير من المشاريع الملحة يحتاج الى اقرار"، مشيرة الى ان "نصاب النصف زائداً واحداً لتوقيع المرسوم تأمّن، لكن الاتصالات السياسية قائمة لضمان فتح الدورة وحضور الكتل النيابية كافة وهذا ما يصرّ عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري". وسألت المصادر في هذا المجال "في حال وُضع قانون الانتخابات وقانون استعادة الجنسية على جدول اعمال الجلسة التشريعية المُقررة، فكيف ستتصرّف الكتل النيابية التي تصرّ عليهما في حال لم يتم اقرارهما في الهيئة العامة؟ هل ستنسحب من الجلسة؟

جريصاتي: وتحت سقف المعايير التي حددها الرئيس تمام سلام للعمل الحكومي، يعاود مجلس الوزراء اعماله على وقع المساعي لسحب فتيل التوتر من النقاشات والسماح للحكومة بالانتاج. ومن المقرر ان تخصص الجلسة المنتظرة لاعادة النظر في آلية عمل الحكومة، بعد ان كان "التيار الوطني الحر" رفع سقفه في الجلسة الاخيرة الى مستويات غير مسبوقة داخل السراي وفي محيطه. وفي انتظار الموقف المنتظر من تكتل التغيير والاصلاح في اجتماعه غدا ،أكد عضو التكتل الوزير السابق سليم جريصاتي لـ"المركزية"، ان النفَس الذي نذهب فيه الى الجلسة ايجابي وليس للاشتباك او المشاكسة او التعطيل على الاطلاق، بل هو نفَس عودة ممارسة مجلس الوزراء وكالة صلاحيات الرئيس، الى الاصول الدستورية، والتي تم اعتمادها في الاساس"، مشيرا الى "اننا اخذنا في عين الاعتبار، تسهيلا لعمل الحكومة، ما يسمى بالاتفاق المرن الذي طالب به سلام، اي ان تكون المكونات الاساسية في الحكومة ممثلة في القرارات، وفي الموافقة على بنود جدول الاعمال. هذا سقفنا، ولن نقبل ان يتجاوز أحد الآلية الميثاقية والدستورية".

النفايات: في الموازاة، بدأ لبنان يغرق في النفايات بعدما توقفت شركة سوكلين عن العمل منذ يوم امس فيما استمر لليوم الرابع على التوالي، الاعتصام امام مطمر الناعمة منعاً لإعادة فتحه امام الشاحنات المحملة بالنفايات.. وفي وقت يبدو ان لا حل للمشكلة أقلّه حتى جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، باشرت "سوكلين" اعتبارا من اليوم رش المبيدات على النفايات المكدّسة في الشوارع منعا لتوالد الجراثيم. واوضحت مصادر الشركة ان عمليات جمع النفايات توقفت فعليا بسبب عدم قدرة المعامل على استقبال المزيد منها، والى حين صدور قرار عن مجلس الوزراء يعيّن مواقع جديدة. الا ان الشركة ستواصل بحسب المصادر، عمليات الكنس تخفيفا لانتشار النفايات على الطرق وتاليا التسبب بتشويه مشهد الشوارع والطرق، "لكننا سنبدأ اليوم برش مبيدات وادوية خاصة لمنع توالد الجراثيم وتكاثرها". من جهته، اعلن وزير البيئة محمد المشنوق أن مشكلة النفايات أزمة وطنية وفي حاجة لمعالجة من قبل الجميع. واذ شدد على أن مطمر الناعمة في حاجة الى صيانة ولا يمكن ان يبقى مقفلا أمام الموظفين، اعتبر ان لا حل جذريا الا بتطبيق المناقصات.

جنبلاط – هولاند:في غضون ذلك، تترقب الساحة الداخلية لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد ظهر اليوم مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور وما قد تحمل من جديد على مستوى الازمة اللبنانية الرئاسية في ضوء مساعي فرنسا الحثيثة لتحريك الملف ووضع حد للفراغ المتمادي. وسيعقد جنبلاط ايضا لقاءات مع عدد من المسؤولين من بينهم وزير الخارجية لوران فابوس للتشاور في التطورات الاقليمية واللبنانية. يشار الى ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بدأ زيارة الى باريس على رأس وفد امني رفيع حيث يجتمع مع عدد من الوزراء والمسؤولين للتشاور في سبل تفعيل التعاون في مواجهة الارهاب.

جعجع في المملكة: في الاثناء، استقطبت زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى المملكة العربية السعودية الاهتمامات السياسية محليا واقليميا نسبة لبالغ الحفاوة الذي احيطت به وعبرت عنه طبيعة الشخصيات السعودية التي شاركت في لقائه مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر السلام في جدة وابرزها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان وعدد من الوزراء ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان. وقالت اوساط سياسية مراقبة لـ"المركزية" ان حرص الملك سلمان على احاطة استقبال جعجع ، بما يرمز اليه في هذه المرحلة ، بهذا الكم من الحفاوة والاهتمام يكاد وحده يكفي ليعكس نظرة المملكة والملك الى شخصه بالذات . واوضحت ان صورة اللقاء بمن حضر فيه سعوديا، يؤشر بوضوح الى احتضان المملكة بكل اجنحتها لمرشح قوى 14 اذار لرئاسة الجمهورية وتصنيفه في مرتبة الزعماء الاوائل ، في لحظة تكاد تكون الاهم على المستويين الدولي والاقليمي بعد توقيع الاتفاق النووي ، معتبرة ان هذا اللقاء برمزيته السعودية والعربية واللبنانية اكد تعاطي السعودية وقيادتها مع رئيس حزب القوات اللبنانية من ضمن قاعدة الاحترام الكلي للزعيم اللبناني المسيحي من الطراز الاول. خطف التشيكيين: الى ذلك، لا يزال الغموض يكتنف حتى الساعة عملية خطف التشيكيّين الخمسة (سيفارك جان، حمصي آدم، جوبيس ميروسلوف، بيسيك مارلين وكوفون بافيل) في كفريا في البقاع. وفي وقت تستنفر الاجهزة الامنية للامساك بأي خيط يشير الى خلفيات العملية وهوية منفذيها، وما اذا كانت اهدافها مادية ام يراد منها مبادلة التشكيين بشقيق سائق السيارة التي كانت تقلّهم، اللبناني منير صائب طعان، الموقوف في تشيكيا، أثار الخطف موجة قلق في الداخل كما في عدد من السفارات الاجنبية، خوفا من عودة هذه الظاهرة التي يعود آخر فصولها الى عام 2011 اثر خطف الاستونيين السبعة. في المقابل، أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لـ"المركزية" ان السلطات اللبنانية تتابع الموضوع بإهتمام لجلاء مصير المخطوفين وعودتهم سالمين الى بلدهم.

 

نواب بيروت يلتقون سـلام للبحث في مشـكلة النفايات/قباني: طمأنة بال في غير محلها والملف لا يحتمل "دلعاً"

المركزية- الإثنين 20 تموز 2015 /- وكأن المشاكل المعيشية والامنية والاقتصادية التي يُعاني منها المواطن اللبناني لا تكفي لتُضاف اليها معاناة جديدة - قديمة هي ملف النفايات. فبعد اقفال مطمر الناعمة في وجه الشاحنات الامر الذي يُهدد بغرق الشوارع بجبال من النفايات، تحرّك نوّاب مدينة بيروت لتدارك الوضع قبل وقوع الكارثة فطلبوا الاجتماع برئيس الحكومة تمام سلام للبحث في القضية.عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني اوضح لـ"المركزية" ان "نواب المدينة طلبوا الاجتماع مع سلام، لكن الموعد لم يُحدد بعد بسبب وجوده خارج البلاد"، وشدد على "ضرورة ان يحضر الاجتماع وزير البيئة محمد المشنوق". وعزا وصول ملف النفايات الى هذا الحد من دون حلول الى وجود "طمأنة بال في غير محلها"، منتقداً الاصوات التي ترفع شعارات ان كل قضاء يهتم بنفاياته، اذ ان هذه الشعارات تُذكّرنا بنظام كان سائداً في اليونان القديمة موجود اليوم في اللوكسمبورغ وموناكو، وهو نظام City States” “ اي الدولة- القضاء، لكن هدفه القضاء على الدولة". وطالب قباني بان يكون ملف النفايات على رأس جدول اعمال جلسة الحكومة المُقررة في 23 الجاري، لان الملف لا يحتمل "دلعاً"، واعتبر رداً على سؤال ان "الحكومة مُجتمعة معنية بهذا الملف ومسؤولة وليس فقط وزير البيئة، وهذا ما سنبحثه في اجتماعنا مع الرئيس سلام".

 

جريصـاتي: للعــودة الـى اســس وضعهــا ســلام و "ذاهبون الى جلسة الخميس بروح ايجابية وهدفنا ليس التعطيل"/النفايات مسؤولية وزارة البيئة ونتمنى عدم نقلها الى الحكومة

المركزية- الإثنين 20 تموز 2015 /- يعاود مجلس الوزراء اعماله الخميس المقبل بعد عطلة فرضها عيد الفطر في الشكل، والمساعي لسحب فتيل التوتر من النقاشات والسماح للحكومة بالانتاج، في الباطن. ومن المقرر ان تخصص الجلسة المنتظرة لاعادة النظر في آلية عمل الحكومة، في سياق تجاوب رئيس الحكومة تمام سلام مع مطالب "التيار الوطني الحر" الذي رفع سقفه في الجلسة الاخيرة الى مستويات غير مسبوقة داخل السراي وفي محيطه.. الا ان ملفي النفايات وخطف التشيكيين الخمسة، الملحين، سيفرضان نفسيها على الجلسة، بنودا طارئة من خارج جدول الاعمال. فكيف ستتعاطى الحكومة معهما؟ وهل سيسمح وزراء "التيار" وحلفاؤه بمناقشتهما، وبأي روحية سيدخلون الجلسة؟

"المركزية" وجهت هذه الاسئلة الى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" الوزير السابق سليم جريصاتي، الذي قال ان "المعادلة التي نذهب على اساسها الى الجلسة، بسيطة. هل نعود جميعا الى الممارسة التي ارسى اسسها الرئيس تمام سلام عند نشوء هذه الحكومة وبدء عملها بعد نيلها الثقة؟ هذا السؤال المحوري، وهل نضع حدا معا للانقلاب على الميثاق والدستور في ممارسة صلاحيات الرئيس وكالة بموجب المادة 62 من الدستور؟ هذا السؤال المحوري الاخر. النفَس الذي نذهب فيه الى الجلسة ليس للاشتباك او المشاكسة او التعطيل على الاطلاق، بل هو نفَس عودة ممارسة مجلس الوزراء وكالة صلاحيات الرئيس، الى الاصول الدستورية، والتي تم اعتمادها في الاساس"، مشيرا الى "اننا اخذنا في الاعتبار، تسهيلا لعمل الحكومة، ما يسمى بالاتفاق المرن الذي طالب به سلام، اي ان تكون المكونات الاساسية في الحكومة ممثلة في القرارات، وفي الموافقة على بنود جدول الاعمال. هذا سقفنا، ولن نقبل ان يتجاوز أحد الآلية الميثاقية والدستورية".

اضاف "أما ان ترمى علينا ملفات اليوم في مجلس الوزراء، كما حصل سابقا في ملفي التصدير الزراعي وتوزيع العائدات على المستشفيات، وبعضها مصطنع كالنفايات او الخطف، لحشرنا فقط، فبكل وضوح لا أحد يمكن ان يحشرنا"، معتبرا ان "هذه الملفات سنناقشها لكن بروح الآلية المتفق عليها اساسا، اما ان يخرج احد عن هذه الاسس منفردا، فالامر مرفوض وسنعيد الممارسة الى وجهتها الاصلية وبعدها منفتحون على معالجة اي ملف. نحن نريد مناقشة كيفية معالجة اي ملف، وتكون على النحو التالي "هل توافقنا اولا على ادراج البند على جدول الاعمال؟ هل توافقنا على القرار؟ عندها يناقش بكل سهولة، اي ان ما نريده هو العودة الى الممارسة الاصلية وفقا لاحكام الميثاق والدستور".

تابع جريصاتي "يظنون في شكل مصطنع وفاقع انهم سيحشروننا في موضوع النفايات، للقول "ليتحمل وزراء التيار والتكتل وحزب الله مسؤولية غرق الشوارع بالنفايات"، لكن هذا الملف عولج في مجلس الوزراء سابقا بأن وضع دفتر الشروط وأطلقت المناقصات. وبالتالي وزير البيئة بات المسؤول عن الملف ونقله الى مجلس الوزراء لتحميلنا المسؤولية، مرفوض. وبمقتضى المادة 66 من الدستور، وزير البيئة محمد المشنوق المشهود له بنظافته الفكرية والمالية مسؤول عن الملف، وبالتالي ليتحمل مسؤوليته ويتخذ القرارات. الا اذا اراد تعديل دفتر الشروط، أو اذا حدثت كارثة ويجب محاسبته، وفي هذه الحال سنرى ما يجب فعله. لكن الموضوع في مكان آخر، يجب ان يطبّق المشنوق قرار الحكومة المتخذ اصلا... اما ملف الخطف، فوزارة الداخلية مسؤولة عنه، وما المطلوب من الحكومة في هذا الملف؟ بيان ادانة؟ نعم سندين، ومن منا لا يدين خطف اجانب سياح ومهما كان السبب؟ وقد خطفوا في منطقة الامن فيها مستتب او يفترض ان يكون كذلك، لكن الداخلية مسؤولة خاصة اننا اتخذنا في الحكومة القرار في ما يخص الامن".

ماذا تقول الآلية التي ستطالبون بها؟ "نحن ننادي بتطبيق الدستور، الوكالة معطاة لمجلس الوزراء، وما يجب تطبيقه هو المادة 62 من الدستور لا المادة 65 التي لم تلحظ خلو سدة الرئاسة. لا يمكن تجزئة الوكيل، هل يجزّأ الرئيس؟ موضحا "الاتفاق ان يوقع جميع الوزراء على بنود الجدول وبعدها يوقعون جميعهم على القرارات. قال سلام مرة "أريد اتفاقا مرنا"، فارتضينا ان عند التوافق بين المكونات الأساسية على بند يُدرج، وعند التوافق على قرار يُتخذ. وهذا ما عملنا على اساسه عاما و3 أشهر، فماذا تبدل اليوم؟ لنعد الى الممارسة الدستورية الصحيحة. فتجاهل كلمة 4 مكونات حكومية في بنود جدول الاعمال وفي القرارات، غير مقبول، كيف يكون ذلك؟ نحن لا ننادي بأي جديد بل كانت لنا في السابق كلمة في جدول الاعمال، من يريد تغيير قواعد اللعبة اليوم؟ ولماذا"؟

ختم جريصاتي "جلسة الخميس ندخلها بروح ايجابية متأبطين المصلحة اللبنانية العليا التي تبدأ بانتظام عمل الحكومة وفقا لأحكام الدستور، وبالتالي تفعيله في سبيل تأمين مصالح الشعب اللبناني. وعلى سلام تحديد وجهات الجلسة: اشتباك، مشاكسة، تعطيل؟ الامر في يده"، مضيفا "سنستمع الى احاطة عن الخطف من وزير الداخلية، وعن ملف النفايات من وزير البيئة، مجلس الوزراء انهى عمله فيه، نتمنى الا ينقل الملف الى الحكومة مجددا لاننا سنبدأ في المساءلة. لماذا وصلنا الى هنا؟ لماذا الخطف؟ لما تجاوزنا مهلة 17 تموز ولا بدائل عن مطمر الناعمة؟ هل أحسن الوزير في مهمامه ام قصّر"؟

 

أبو فاعور: 10 آب موعد البدء بتطبيق الوصفة الطبية الموحدة

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - ترأس وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور إجتماعا موسعا لوضع اللمسات الأخيرة لإطلاق العمل بالوصفة الطبية الموحدة، حضره نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، نقيب أطباء بيروت أنطوان بستاني، نقيب أطباء الشمال إيلي حبيب، المدير العام للضمان الإجتماعي محمد كركي، مدير تعاونية موظفي الدولة يحيى خميس، رؤساء طبابة قوى الأمن الداخلي، الجيش، الأمن العام، أمن الدولة، ورئيس جمعية حماية المستهلك زهير برو.

إثر الاجتماع أعلن أبو فاعور "الإتفاق على أن يصدر قرار عن وزارة الصحة بتحديد يوم العاشر من آب المقبل للبدء بتطبيق الوصفة الطبية الموحدة، بعدما انتهت الإستعدادات ووصلت الوصفة إلى نقابة أطباء بيروت، موضحا أن "أسباب التأخير في البدء بالتطبيق هي "محض لوجستية، لأن طبع النماذج تم في الخارج". وشدد على أن "اعتماد الوصفة الطبية الموحدة يعني عدم إمكان قبول الصيدليات، أي وصفة طبية أخرى غير الوصفة الطبية الموحدة، وبالتالي لا يمكن أن تدفع المؤسسات الضامنة بدل أي وصفة طبية أخرى، كما لا يمكن الاعتراف بها من وزارة الصحة والجهات الضامنة والمؤسسات التي تعنى بالدواء وتغطيته للمواطنين أو الموظفين لديها". ولفت إلى أن "نقابة أطباء الشمال التي كانت أول من طبق الوصفة الطبية الموحدة، طبعت نماذج سابقة من هذه الوصفة بكلفة تقدر بنحو 150 ألف دولار، وبموجب ذلك، تم الاتفاق مع الضمان الإجتماعي على أن يصدر وزير الصحة قرارا ينص على القبول بالوصفة الطبية الصادرة عن نقابة أطباء الشمال، إلى حين انتهاء الكميات الموجودة، ليتم بعدها الإنطلاق بالنموذج الموحد".

وذكر أبو فاعور بتشكيل لجنة متابعة تطبيق الوصفة الطبية الموحدة التي تم تشكيلها لحل ما يمكن أن ينشأ من إشكالات وصعوبات في سياق تطبيق الوصفة. وتضم اللجنة ممثلين عن كل من وزارة الصحة والضمان الإجتماعي وتعاونية موظفي الدولة ونقابة أطباء بيروت ونقابة أطباء الشمال ونقابة الصيادلة ونقابة المستشفيات والجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة وجمعية حماية المستهلك. وأضاف أنه سيكون لهذه اللجنة أمين سر من وزارة الصحة، على أن يترأسها الوزير شخصيا لإعطاء عملها طابع المتابعة الكثيفة والحثيثة.

وأكد أنه سيتم إبلاغ نقابة الأسنان بهذا الأمر، "بحيث تنضم النقابة إلى لجنة المتابعة، فيما على أطباء الأسنان التزام دورهم بالوصفة الطبية الموحدة، فيأخذوا النموذج الموجود لدى نقابة أطباء بيروت، إلا إذا قرروا اعتماد نموذج خاص بهم، علما أن ذلك لا يلغي ضرورة التزامهم اعتبارا من العاشر من آب الوصفة الطبية الموحدة". وأمل وزير الصحة العامة أن "يكون إقرار الوصفة الطبية الموحدة الذي يأتي في زمن انهيار الدولة، بمثابة بنيان صرح يذكر بالدولة، كما أن يكون نموذجا عن الاهتمام بمصلحة المواطن في زمن التغاضي عن هذه المصلحة".

 

الحوت: نرفض الفيدرالية لأنها لا تخدم طموح الشعب

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - شدد نائب الجماعة الاسلامية النائب الدكتور عماد الحوت، في حديث الى اذاعة "الفجر"، على "الدور الفاعل للقاء التشاوري الإسلامي الذي عقد في بيروت والذي ضم العديد من الحركات والهيئات الإسلامية، في سعي لجمع الشمل وتوحيد الساحة الإسلامية، لا سيما السنية، في الوقت الذي يشهد لبنان والعالم العربي أزمة تقسيم"، رافضا "فرضية اختزال الساحة الإسلامية في لبنان بالجماعة الإسلامية التي يعتبرها جزءا لا يتجزأ من الساحة السنية". وأكد الحوت "رفض الجماعة لطرح الفيدرالية، لأنه لا يخدم طموح الشعب اللبناني"، منبها من "خطورته"، معتبرا أن "طرح (رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب) العماد ميشال عون هو هفوة ليس إلا"، منبها من "خطورة جر الشارع اللبناني مرة أخرى الى صدام في الشارع، بعد الحالة التي مرت بعد الجلسة الوزارية والسجال الذي دار بين رئيس الوزراء وأحد الوزراء". وعن طرح اسم النائب سليمان فرنجية كمرشح مشترك ل"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، اعتبر الحوت انه "مجرد اختبار او جس نبض الشارع المسيحي".

 

جنبلاط: لبنان لن يقوى على مواجهة التحديات المالية ما لم يحزم أمره بإجراء إصلاحات جذرية

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء"، وقال: "غريبة هي حالة اللامبالاة للشؤون الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية في لبنان رغم أن المعاناة تطال جميع شرائح المجتمع دون تمييز وتفرقة بحسب الإنقسامات السياسية. فالبطالة والفساد والترهل الإداري وإنقطاع الكهرباء وتردي الخدمات العامة هي مشاكل وأزمات بعضها أصبح مزمنا، علما أن معالجتها ممكنة وغير مستحيلة إذا ما توافرت الإرادة السياسية لذلك". وأضاف: "يبدو أن غياب الإكتراث لهذا الأمر يجعل البعض في لبنان يتناسى أن الدين العام آخذ في النمو دون توقف، وهو بات يشكل خطرا كبيرا على البنية الإجتماعية والمالية للبنان وللخزينة بشكل عام. ففي تقرير حديث صادر عن المنتدى الإقتصادي الدولي، إحتل لبنان المركز الخامس بعد اليابان واليونان وإيطاليا وجاميكا من حيث النسب الأعلى للدين العام قياسا الى الناتج المحلي، إذ بلغت هذه النسبة في لبنان نحو 131 في المئة مقارنة بإيطاليا مثلا التي بلغت النسبة فيها 133 في المئة، واليونان التي تعاني اليوم أعمق أزمة إقتصادية في تاريخها وربما تاريخ أوروبا حيث بلغت النسبة نحو 172 في المئة". ورأى أنه "إذا كان العملاق الإقتصادي الياباني يملك مقومات هائلة لإعادة تعويم إقتصاده، وإيطاليا واليونان تستفيدان من وجود أوروبا في حديقتهما الخلفية، فإن لبنان لن يقوى على مواجهة كل هذه التحديات الإقتصادية والمالية ما لم يحزم أمره بإجراء إصلاحات جذرية وعاجلة لمكامن الهدر الأساسية وفي طليعتها قطاع الكهرباء والطاقة، والإفراج عن قانون الأملاك العمومية والإستفادة من المحفظة العقارية للدولة وضبط الهدر في الجمارك وفي مختلف الوزارات والإدارات العامة والمجالس والصناديق من خلال إجراءات جدية وفاعلة وصارمة".

وختم: "إذا كان التفاهم حول الخلافات الإستراتيجية الكبرى مستحيلا نتيجة الكثير من الظروف المحلية والإقليمية، فإن إتخاذ بعض الإجراءات الإصلاحية ممكن من خلال مقاربة الملفات الإقتصادية مقاربة علمية وتقنية، لا مقاربة سياسية".

 

النائب الان عون : موضوع التشريع يجري النقاش فيه

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - أعلن النائب آلان عون في حديث لاذاعة " صوت لبنان 100,3- 100,5" أن "تكتل التغيير والاصلاح سيحدد في اجتماعه غدا موقفه النهائي من جلسة مجلس الوزراء"، واشار الى أن "الجلسة الأخيرة انتهت بتفاهم معين يجب أن يطبق ويبدأ النقاش بآلية عمل الحكومة وعندها تتحدد المرحلة الثانية من عمل الحكومة". واكد ان "التيار على جهوزيته في حال اضطر للقيام بأي ضغط سياسي أو شعبي لمواكبة مجريات المفاوضات التي ستحصل". وتوقع عون ان يشهد الملف خواتم سعيدة ، لافتا الى ان "موضوع التشريع يجري النقاش فيه، والأمور تسير بشكل متواز وقد نصل الى حلول" .

 

وزير الثقافة ريمون عريجي: فتح الدورة الاستثنائية مرسوم جوهري يجب أن يوقعه الوزراء

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - أكد وزير الثقافة ريمون عريجي في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5" أن "جلسة مجلس الوزراء الخميس مخصصة لمناقشة آلية العمل الحكومي ولكن لا نعرف أي سيناريو ستسلكه الجلسة واذا ما كان وزير الداخلية سيطرح قضية المخطوفين التشيكيين ووزير البيئة قضية النفايات". وأشار إلى أن قوى 8 اذار "اتقفت على دعم مطالب التيار الوطني الحر على الرغم من الاختلاف في وجهات النظر في مواضيع أخرى". وعن فتح الدورة الاستثنائية، أكد أنه "وقع مرسوم فتح الدورة ووزراء حزب الله سيوقعون"، معتبرا أن "هذا المرسوم جوهري وملاصق لعمل رئيس الجمهورية ويجب أن يوقع من جميع الوزراء".

 

النائب الدكتور علي فياض: لاحياء المؤسسات وتفعيلها وعودة البلد الى حالته الطبيعية

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - زار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض على رأس وفد من حزب الله عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في دارته في بلدة شبعا الحدودية لمناسبة عيد الفطر السعيد. واعتبر هاشم في تصريح "أن اللقاء يؤكد على وحدة بلدنا والتمسك بعوامل قوته بشكل دائم"، متمنيا "استلهام معاني وقيم هذه الأيام المباركة التي تقع تحت مفاهيم المحبة والتواصل، لأنه بات يشكل أمرا اساسيا اليوم في مسيرتنا الوطنية لتجاوز كل خلافاتنا وتبايناتنا، وللتفتيش عن مساحة للتفاهم والتقارب بين كل المكونات اللبنانية"، داعيا إلى "العودة إلى تفعيل كل المؤسسات في الدولة اللبنانية ومعالجة كل خلافاتنا"، ومتمنيا "أن تكون الأيام القادمة أفضل مما مضى على مستوى الإنعكاس والتأثير الإيجابي في ما يتعلق بتوقيع الملف النووي الإيراني".

وزار الوفد يرافقه النائب هاشم متوسطة شبعا الرسمية بحضور الهيئة الإدارية للمدرسة حيث قدموا لها مساعدة مالية دعما للعام الدراسي القادم. وعلى هامش الجولة اكد فياض "أن هذه الزيارة تأتي في سياقها الطبيعي لأن شبعا لها موقعها الخاص التي طالما شكلت مع محيطها من قرى العرقوب وغيرها حاضنة للمقاومة ولا زالت كذلك، والمقاومة كانت دائما تقف إلى جانب أهلنا في هذه المنطقة، وهي دائما في موقع الاستعداد للدفاع عن هذه المنطقة كما غيرها من المناطق الجنوبية واللبنانية، وقد قدمت كل تضحية في سبيل الدفاع عن الأرض والسيادة وفي سبيل تحريرها، كما أننا لم نألوا جهدا في أي فترة من الفترات من أن نقف إلى جانب أهلنا في ما يتعلق بحاجاتهم الاجتماعية والمعيشية". اضاف :" كنا دائما في ذلك الموقع ولا زلنا، أن الزيارة هي للتهنئة بالعيد ولتأكيد الرغبة الدائمة للتواصل مع أهلنا في هذه البلدة، بالإضافة إلى الإسهام المتواضع لهذه المتوسطة للقيام ببعض الأعمال التي تحتاجها". ورأى "أن بلدنا يمر في هذه المرحلة في ظروف سياسية وأمنية حساسة"، آملا "أن تكون الفترة المقبلة هي فترة انفراج سياسي ليتمكن اللبنانيون بإرادتهم من العمل على معالجة كافة المشاكل التي يعانون منها والتي يأتي في مقدمتها إعادة إحياء المؤسسات وتفعيلها وعودة البلد إلى حالته الطبيعية"، معتبرا "أن هذا من مسؤولية اللبنانيين قبل أي أحد آخر، وأن المناخات الدولية والإقليمية التي تحيط بنا هي أكثر إيجابية، ويجب أن يتلقفها اللبنانيون ويتكيفوا مع هذه التطورات، فلا يربط أحد التعقيدات بتحولات أو تغيرات خارجية، لأن اللبنانيين قادرون على معالجة مشاكلهم"، ومطالبا "الجميع بالتعاطي بإيجابية لتمكين سياسة التعاون والحوار في سبيل أن نجد حلولاً لكافة المشاكل التي يعاني منها البلد"، كما دعا "الجميع لأن يتعاطوا بإيجابية مع الإتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، لأن هذا الإتفاق هو لمصلحة المنطقة العربية والإسلامية وقوتها ومنعتها ولصالح سياسة الإستقرار على مستوى المنطقة، والخاسرون من هذا الإتفاق هم بالدرجة الأولى إسرائيل والعصابات التكفيرية وفي طليعتها داعش". وطالب فياض "كل القوى إلى أن لا تضع نفسها في خانة الخاسرين، وأن تمد اليد وتتعاون في سبيل أن نعمق الأمن والإستقرار على مستوى المنطقة العربية، فهذا هو ما نحتاج إليه جميعا في الوقت الذي لا نجد من أفق مجد للامعان في سياسة التصعيد والحروب وطواحين الدم المفتوحة"، مؤكداً" أن الحلول في كافة الملفات المفتوحة إنما هي ترتبط في البحث عن حلول عادلة ومتوازنة". وتضمنت الجولة قيام الوفد بتقديم واجب العزاء لمناسبة رحيل رئيس بلدية الهبارية السابق الأستاذ علي بركات.

 

النائب ياسين جابر: العيد بانتخاب رئيس للجمهورية

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - اكد النائب ياسين جابر خلال مهرجان نظمه مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي في النبطية ان "عيدنا وفرحتنا عندما يعود الانتظام العام الى مؤسساتنا الدستورية وعند انتخابنا رئيسا للجمهورية وعند عودة التشريع الى المجلس النيابي وساعة يستطيع الجيش والقوى الامنية والمقاومة من القضاء على الارهاب والارهابيين وعلى المشروع التكفيري الذي لا يحمل الا الموت والدمار والخراب والسعي المتواصل لتفتيت الدين الحنيف واستهداف لبنان وشعبه في محاولة لاقامة الامارة التكفيرية التي لن يكتب لها النجاح بفضل تضافر جهود الجيش والقوى الامنية مع المقاومة". وهنأ جابر الاطفال بالعيد ، مؤكدا "اننا في المركز وفي كل عيد نحرص على اسعاد الطفولة البريئة من خلال تقديم مسرحيات غنية بالمعلومات الثقافية والعلمية، هذه الطفولة من حقها ان تفرح بالعيد لان اطفال اليوم هم رجال الغد والسواعد التي ستساهم في بناء الوطن وتعزيز رقيه وتقدمه وازدهاره ". وتخلل المهرجان عروض للسيرك الاوكراني ولفرقة ستارز غروب، حضرها 1500 طفل من ابناء المنطقة والجوار، وجرى في نهايته سحب تومبولا وتوزيع الهدايا على الرابحين.

 

النائب الدكتور قاسم هاشم: بري سيسعى إلى تقريب وجهات النظر عندما يرى أن الفرصة مؤاتية

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم امام وفد من اللقاء التشاوري وفاعليات من منطقتي مرجعيون وحاصبيا وممثلين عن مختلف الاحزاب والمجالس البلدية والشيخ فندي شجاع ان "منطقة الجنوب هي مثال للعيش المشترك"، داعيا الى "التشبه بها وبأبنائها". وشدد على أن "الرئيس نبيه بري سوف يقوم باتصالات مع كل الكتل السياسية لايجاد مخرج للازمة الحالية سواء للحكومة أو المجلس النيابي"، معتبرا ما يجري على صعيد قضية العسكريين المخطوفين "اذلال لهيبة الدولة اللبنانية والكرامة الوطنية". وأكد خلال استقباله وفودا شعبية مهنئة بعيد الفطر في دارته في شبعا أن "هناك اتصالات على أكثر من قناة ومستوى لتقريب وجهات النظر حول الازمات وخصوصا الازمة الاخيرة وهي ازمة الحكومة والتي اضيفت إلى أزمة تعطيل المجلس النيابي، واليوم الكل ينتظر مبادرة ما من هنا أو هنالك او المساعي التي قام بها عدد من اصحاب هذه المساعي، والكل يراهن على دور الرئيس نبيه بري حيث تعود عليه اللبنانيين ان يكون المنقذ في اللحظات المصيرية مع انسداد لحل الازمات المتراكمة والمتعاقبة، واليوم الرئيس بري ينتظر بلورة امور معينة على صعيد الاتصالات الجارية ولم ولن يتوانى كعادته على القيام بأي مسعى أو مبادرة تقرب وجهات النظر وتنهي الازمة القائمة سواء على صعيد تعطيل الحكومة او شل المجلس النيابي". واضاف:"عندما يرى الرئيس بري ان الفرصة مؤاتية وتسمح، سيقوم بمسعى لتقريب وجهات النظر، وهذا الامر لن يطول وهو يتابع اتصالاته مع كل القوى وعلى كل الصعد سواء أكان مباشرا أو غير ذلك للوصول إلى تفاهم ما وفق مقتضيات الدستور اللبناني لان دولته دائما ينطلق من الدستور وكذلك فان دولة الرئيس يراهن على ان لبنان سيحصد ثمار نتائج ما حصل من اتفاق على مستوى الملف النووي لان هذا سيعكس استقرارا على مستوى الاقليم والمنطقة وبالتالي الرئيس بري راهن على هذه الايجابية وسيكون لهذا الاتفاق انفراج وحل لازماتنا على كل المستويات واولى هذه الانفراجات سيكون في انتخابات رئاسة الجمهورية لان مفتاح الحل لجميع الازمات في لبنان هو في انتخاب رئيس للجمهورية". وعن ملف العسكريين المخطوفين ولقائهم باهاليهم قال هاشم:" كنا نتمنى ان يكون هذا الملف قد انتهى قبل العيد، فنحن نثق بمن يقف وراء هذا الملف وهو اللواء عباس ابراهيم الذي استطاع بحنكته وخبرته ووطنيته ان يصل إلى خواتيم معينة تجاه الاسرى لدى النصرة فكان واضحا في هذا الامر وقال ان الامور وصلت إلى خواتيمهما والتفاصيل التي تحتاج إلى تحرك الوسيط. ما يحصل اليوم على صعيد لقاء اهالي المخطوفين العسكريين باهاليهم هو موضوع انساني لكن المستغرب والمستهجن فعلا ان هنالك ورقة استجلاب لهؤلاء العائلات لاستخدامهم كورقة ابتزاز لبعض الاهداف والغايات وارسال بعض الرسائل السياسية، والسؤال: هل مسموح التمادي اكثر في هذا الملف؟ فالموضوع اصبح كرامة وطنية وما يحصل انتهاك للكرامة الوطنية ولهيبة الدولة وهل المطلوب الاستمرار في هذه الهرطقة ام وضع حد وملاحقة من يحاول ابتزاز اهالي العسكريين والدولة اللبنانية بكل ما لها من معنى؟".

 

النائب عمار حوري دعا الحكومة للانعقاد قبل الخميس لبحث ملف النفايات

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - طالب عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري في حديث الى اذاعة "الفجر"، مجلس الوزراء "بعقد جلسة طارئة قبل يوم الخميس لبحث ملف النفايات"، مشددا على أن "صحة المواطنين أهم من أي تعيينات أو محاولة أي فريق تحقيق مكاسب خاصة". وأوضح "أن نواب بيروت سيعقدون اجتماعا مع رئيس الحكومة تمام سلام بصفته نائبا أيضا عن العاصمة للضغط باتجاه إيجاد حل بأسرع وقت ممكن للملف"، مشددا على أن "أي حل يبقى بيد الحكومة مجتمعة تبعا لمعايير علمية وبعيدا عن أي اجتهادات أو وجهات نظر". وأكد حوري أن "من المعيب استمرار المعطلين بتعطيل مجلس الوزراء من أجل وظيفة لهذا أو ذاك"، داعيا إلى "أخذ العبرة من عقد دول اتفاقات نووية فيما يمنع فريق في لبنان الجميع من الاتفاق على أمور بسيطة في ظل الشغور الرئاسي". ورأى أن "المسؤولية مضاعفة من قبل هذا الفريق لإنجاح جلسة الخميس"، لافتا إلى أن "ما من شيء يمنع المجلس من بحث ملفات تعني المصلحة العامة من خارج جدول الأعمال ومن حق رئيس الحكومة طرحها". وعن إمكانية تغيير آلية عمل الحكومة، شدد حوري على أن "المهم هو تغيير بعض العقليات التي تحاول أن تستأثر بالمواقع وتهدد بقلب الطاولة"، مشيرا إلى "أن مجلس الوزراء اتفق على الآلية ومن الممكن تطويرها في حال اتفاقه من جديد"، مؤكدا أن "الأهم تنفيذ مصالح الناس من خلال أي آلية مقترحة". وأكد حوري "دعم رئيس الحكومة تمام سلام وتمسكه بصلاحياته وقواعد عمل مجلس الوزراء"، مشددا على أن "القضية ليست تجاوز أي فريق وإنما عدم تعطيل البلد لصالح طرف أو زعيم".

 

الرئيس سليمان: الشارع يستغيث لا للتعطيل

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - غرد الرئيس ميشال سليمان على تويتر صباحا وقال:"السياسة في الشارع، النفايات إلى الشارع، الشارع يستغيث لا للتعطيل".

 

التحكم المروري: 5 قتلى و29 جريحا في 19 حادث سير خلال 24 ساعة

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - أفادت غرفة التحكم المروري عن سقوط 5 قتلى و29 جريحا في 19 حادث سير خلال ال 24 ساعة الأخيرة.

 

معلولي: لوقف موجة الاجرام بتعليق المشانق

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس مجلس النواب سابقا ميشال معلولي في بيان أنه "بعد مسلسل الجرائم الوحشية التي تعصف بالبلاد من قتل وخطف وتفجير وأشدها هولا مقتل جورج الريف بالطريقة المافياوية لا بد من ان تتحرك الدولة بكل اجهزتها القضائية والامنية لوقف هذا الاجرام غير المسبوق". وقال:"عندما انتخبنا النائب الياس الهراوي رئيسا للجمهورية في شتورة لجأ الى ثكنة بعلبك وكان قبله قد اغتيل رئيسان للجمهورية هما بشير الجميل ورينيه معوض. في ذلك الزمن الرديء كان الجيش مفككا الى ألوية طائفية والقوى الامنية في عجز مستشر. في هذه الاوضاع المأساوية قام الرئيس الهراوي بتنفيذ الاحكام الصادرة في حق المجرمين وعلق المشانق، بعدها ساد الامن المناطق". وختم: "اليوم ليس امام اصحاب القرار لوقف موجة الاجرام هذه الا تعليق المشانق".

 

زهرا: رئيس الجمهورية ليس حصصا تستعمل او اسهما توزع

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - اقامت منسقية جبيل في القوات اللبنانية عشاءها السنوي برعاية رئيس الحزب سمير جعجع ممثلا بالنائب انطوان زهرا في "مجمع اده ساندس السياحي"، كرمت خلاله الصحافي اميل خوري ورئيس بلدية جبيل زياد الحواط في حضور الخوري ساسين رومانوس ممثلا راعي ابراشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من اذار فارس سعيد، نقيب المحررين الياس عون ، رئيس حزب السلام اللبناني روجيه اده، الامين العام الاسبق لحزب الكتلة الوطنية جان الحواط ، نائب رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم نجيب الخوري، رئيسة الصليب الاحمر اللبناني سوزان عويس وممثلين عن احزاب قوى 14 اذار وحشد من الفاعليات والمحازيين والمناصرين .

ابي عقل

بداية النشيد الوطني اللبناني ثم نشيد القوات اللبنانية الى كلمة عريفة الاحتفال الزميلة ماريا موسى بعدها القى منسق قضاء جبيل شربل ابي عقل كلمة رحب فيها بالحاضرين متحدثا عن "العلاقة التي تربط جعجع بابناء هذا القضاء وبالتضحيات التي قدمها رئيس الحزب في سبيل لبنان في زمن الحرب المفروضة والسلم المفخخ" . واستغرب "انتقاد البعض لاعلان النوايا الذي انجز بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية"، لافتا الى ان "الدكتور جعجع يتصرف اليوم كرجل دولة وكصاحب قضية في آن واحد لانه يعرف جيدا ان الاخطار الداهمة تقتضي لم الشمل وتحويل الخصام على الساحة المسيحية الى تنافس شريف ومشروع من اجل لبنان". وقال: "ان شرط وصول رئيس قوي للجمهورية لا يبرر التعطيل والفراغ، فحقوق المسيحيين لا يمكن الحفاظ عليها الا من خلال انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن الشراكة الفعلية، وما نشهده من تفلت وفوضى وصراعات في الحكومة وخارجها ما هو الا نتيجة طبيعية لتعطيل الاستحقاق الرئاسي. ان الجمهورية القوية هي التي يقودها رئيس مؤمن بلبنان السيد الحر المستقل ". اضاف: "ولا نغالي اذا قلنا انه، حتى في ظل افتعال الشغور في رئاسة الجمهورية بدفع من النظام الايراني وخدمة لمشروعه ، وحتى في ظل الاستقواء بالسلاح ، فاننا نطمئن الغيارى الى ان لا خوف على المسيحيين ، طالما ان القوات اللبنانية هنا وحيث يجب ان تطون ، وليتذكر اصحاب الذاكرة القصيرة ان القوات كانت وستبقى الحصن والقلعة والملجأ في الملمات والساهرة على لبنان والحرية والحق والحقيقة" . وختم: "اجل القوات هنا، كما جبيل من البحر الى القمم، ثابتة، عنيدة وصامدة ومنفتحة السماء حدودها والكرامة سقفها" .

خوري

ثم القى المكرم خوري كلمة شكر فيها القوات اللبنانية على هذا التكريم، معتبرا انه "تكريم لكل قلم حر يقدم مصلحة لبنان على كل مصلحة ويضعها فوق كل اعتبار لان الوطن هو دائما على حق"، متمنيا ان "يأتي يوم قريب يكرم فيه لبنان " القوات اللبنانية " على ما بذلته وضحت من اجله وكانت التضحية الكبرى عندما فضل رئيسها ظلمة السجن على ظلم الوصاية السورية وكل وصاية وفضل الزنزانة على مقعد وزاري يدفع ثمنه تراجعا عن مبادئه الثابتة ومواقفه الوطنية الجريئة" . وقال: "في هذا العشاء السنوي لمناسبة الذكرى العاشرة لخروج الدكتور جعجع من المعتقل ، ادعو الى ان تكون كل قوة في لبنان حزبية وسياسية واقتصادية وامنية، قوة للبنان لا قوة عليه ، ولكي تكون كذلك ينبغي ترجمة النشيد الوطني اللبناني افعالا، لا ان يبقى اقوالا، او نشيدا يخرج من الافواه ويقف عند الشفاه، بل حروفا ذهبية محفورة في القلوب" . وتابع: "النشيد الوطني يقول " كلنا للوطن " فهل كنا كلنا للوطن ، ام ان البعض كان لوطن آخر ؟ هل كلنا نسير به نحو " العلى والعلم " ام ان البعض يسير به نحو الهاوية ؟ هل جعلنا " السيف والقلم ملء عين الزمن " ام ان البعض جعل القلم في موقع السيف ، والسيف في موقع القلم ؟ هل جعلنا " سهلنا والجبل منبتا للرجال " ام لاشباه رجال ؟ هل جعلنا " قولنا والعمل في سبيل الكمال " ام جعلنا القول بلا عمل فلم نبلغ الكمال . هل جعلنا " الشيخ والفتى يهبان عند صوت الوطن " ام جعلنا الشيخ في مكان والفتى في مكان آخر ؟ هل جعلنا " بحر لبنان وبره درة الشرقين ومالىء القطبين " ام جعلنا بحره بحرا للهجرة وبره برا لللاجئين والطارئين ؟ هل جعلنا " اسمه عزه . ومجده ارزه ورمزا للخلود " ام فرطنا في عزه وفي مجد ارزه برفع اعلام غير علمه . لقد دعا النشيد الوطني الى ان يصون " الرب لبنان الى مدى الازمان " فهل ساعدنا الرب على صونه كي نستحق لبنان ولا يقال عنا اننا لا نستحقه" .

حواط

بعده القى الحواط كلمة استهلها بتوجيه التحية الى " الحكيم الصديق والصدوق " الذي قدم الكثير من اجل بقاء لبنان"، معلنا "الاستمرار الى جانبه في هذه المسيرة من اجل المحافظة على كرامة الانسان والوطن" . واعتبر حواط ان "هذا التكريم هو لكل جبيلي ساهم في مسيرة نهضة المدينة وآمن بوطنيته ولبنانيته فجبيل مدينة استثنائية بتاريخها وحضارتها وثقافتها ونحن كمجلس بلدي اضفينا عليها صورة للمسستقبل المشرق بالتعاون مع كافة اطياف المجتمع الجبيلي"، مشيرا الى ان "ما حصل في جبيل هو نتيجة ايمان بقضية وطن وبان لا شيء مستحيل ، ونتيجة دعم الشباب للبقاء في هذا البلد كما نحن نريد" . وختم قائلا: " لن نستسلم ولن نركع ولن نخاف بل بالعكس سنبقى متشبثون بهذه الارض ومتعلقون بجذورها من اجل بناء لبنان الذي نحكم به والذي يمثلنا" .

عون

ثم القى نقيب المحررين الياس عون كلمة قال فيها : "ان يكرم اميل خوري في مدينة الحرف التي ابجدت العالم ، وانارت الظلمات ، وفتحت المعارف الانسانية على آفاق وامداء مثقلة بالوان الحضارة ، يعني ان الوفاء ما زال ماثلا ، وان التقدير لهذا الرجل الذي شرف الصحافة اللبنانية بحضوره المتألق ، وبراعته المبدعة ومتابعته الدؤوب للاحداث والوقوعات على ما يزيد على ثلثي قرن ، وهو من شيم الذين تمكن منهم العرفان ، وملك عليهم منطق الحق يؤدونه شهادة لمن يستحق ، خصوصا اذا كان من ذوي الاقلام الحرة التي التزمت مصلحة لبنان ودافعت عن كيانه، ونظامه الديمقراطي الحر ، والعيش الواحد بين ابنائه في ظلال سيادة تامة غير منقوصة" . اضاف:ان "اميل خوري شيخ الصحافيين ، وعميدهم ، ودرة في تاج الصحافة اللبنانية ، لم يلوث براعته بما يخرج عن قناعاته الوطنية سعيا وراء منفعة او مكسب آني ، بل كان عنيدا في الدفاع عن مبادئه ، وثباته في ايمانه الوطيد بوطن الارز ، وطن الاباء والاجداد ، الذين سقوا ارضه بالدم والعرق ، وجعلوا من كل حبة من تراباته ايقونة تحكي حكاية العنفوان والتجذر في القيم . وليس غريبا هذا السلوك على ابن غلبون هذه القرية الجبلية الضاربة عميقا في رحم التاريخ ، غلبون التي انجبت نخبة الرجال الرجال في دنيا السياسة والقانون والطب والادب والصحافة والتربية والمال والتجارة".وتابع: "اننا نشكر " القوات اللبنانية " ممثلة بالاستاذ شربل ابو عقل على بادرتها هذه تجاه قامة اعلامية نفخر بها ونعتز ، وهي خطوة ايجابية ، بانية تسجل لها ، لان المكرم ليس رجلا عاديا ، انما هو يشغل موقعا بارزا في ذاكرة الصحافة اللبنانية الى جانب عمالقة كان لهم القدح المعلى في تطوير المهنة واعلاء مداميكها، نحن لا نكرمك بل انت الذي تكرمنا بقبولك التكريم . فانت العلم الخفاق في سماء الاعلام اللبناني والعربي ، ورسول الحق والحقيقة في زمن عز فيه الحق والحقيقية ، وتحول البطل مفخرة ، والتضليل شطارة والخطأ صوابا . الا دمت لنا فارسا من فرسان الكلمة الحرة ، ونبراسا للاحرار ، وعضدا للبنان تمجد ارزه وتبارك" .

زهرا

بعد ذلك القى زهرا كلمة نقل فيها تحيات رئيس الحزب الى الحاضرين واعتذاره عن عدم الحضور لاضطراره للسفر الى السعودية لتقديم واجب العزاء بوفاة وزير خارجيتها السابق الذي "كان صديقا مخلصا للبنان"، متحدثا عن "العلاقة التي تربط رئيس الحزب باهالي قضاء جبيل منذ ان كان مناضلا في سبيل الدفاع عن لبنان السيد الحر المستقل". واعتبر ان "تكريم تاريخ وحاضر امثال اميل خوري وحاضر ومستقبل كزياد الحواط هو تكريم لنا جميعا لاننا هكذا نحب لبنان ونريد ان نراه ونعيش فيه"، مهنئا "جميع اللبنانيين ولاسيما المسلمين بعيد الفطر"، متمنيا "عيدا مباركا وللبنان الاستقرار والامن والازدهار بالرغم من كل ما نمر به من ازمات ". وقال : "الازمة الاكبر وأم الازمات هي ازمة الشغور الرئاسي، وللاسف بعد ان سمعنا بعض " الابطال " الذين يعتبرون انهم انتصروا في توقيع الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والاميركية وايران عندما قالوا ما بعد النووي ليس كما قبله ، وكأننا كنا مغشوشين بنواياهم تجاه لبنان والسيادة والحدود والشعب اللبناني وكأننا لم نشبع منهم انتهاكا للسيادة وارتهانا للكرامات ومحاولة فرض الامر الواقع على شعب والمؤسف اكثر ان هؤلاء لا يقرأون التاريخ جيدا ليعلموا اننا لا نركع ولا نستكين ولا نخضع لاحد ". وسأل زهرا "بماذا انتصروا هل نحن والعالم الى هذا الحد من الغباء، الم نر ان اسرائيل مطمئنة الى هذا الاتفاق مما يعني تطمينهم ضمنيا من ايران وليس من اميركا ، لان اسرائيل تعرف جيدا اميركا لكنها لا تطمئن الا عندما تقول لها ايران بانها ليست عدوتها" . اضاف :"بالرغم من الاستقرار النسبي الذي يعيشه لبنان فان اسوأ التطورات التي تحصل في منطقة الشرق الاوسط هو ما يجري في لبنان ، فنحن نفهم انه في العراق واليمن وليبيا وتونس وغيرهم هناك تحركات شعبية وقمع وصراعات مسلحة تضرب الاستقرار ولكن لا يمكننا ان نفهم انه في لبنان حيث الجميع عاش على ظهر حربه الاهلية نكون نعيش بعد 25 سنة على اتفاق الطائف تجارب الاستئثار والهيمنة من اناس لم يتعظوا من التاريخ ، ولا يمكن ان نفهم كيف اننا ننغمس ونورط انفسنا بصراعات الاخرين الى حد ان تؤثر على استقرارنا الهش ، ولا يمكن ان نفهم ان يتنازل اللبنانيون عن حقهم في انتخاب رئيس الجمهورية ويريدون منا ان نقتنع انه علينا انتظار التسويات ، الا يعرف هؤلاء انهم مثل " الشاطرين " سيوافقون على التسويات ايا يكن الرئيس المقبل اذا ما تخلوا عن مسؤولياتهم الوطنية ، الا يعرفون انه اذا لم يجتمع المجلس النيابي اليوم سيجتمع يوما ما نتيجة تسوية ما وسيوافقون على اسم الرئيس الذي سيسمى من دون ان يكون لهم رأي فيه ، فهل هذه هي وطنيتهم وحرصهم على لبنان او هكذا يأتون برئيس قوي للجمهورية ، وهل هكذا يتكلمون عن شاركة وحقوق ام انهم يفرطون بكل شيء حققه لبنان واللبنانيون حتى اليوم" . وقال :"بالنسبة لنا اولى الاولويات انتخاب رئيس للجمهورية والفرصة الوحيدة للمجيء برئيس صنع في لبنان نزول كل النواب اليوم قبل الغد الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية والا سينزلون رغما عنهم في وقت لا يختارونه للبصم على رئيس ليس من اختيارهم واليوم نستطيع المجيء برئيس قوي عكس ما يظن البعض ، رئيس قوي بالتوافق حول شخصه ودعمه وليس بتاريخه بل مستقبله فالتوافق يعني التسوية والتسوية تعني ان لا يبقى احدا في مكانه ويأتي اليه الاخرون ، فكل الاطراف ستلتقي في نقطة ما ، ولكن لا تحصل تسوية اذا كان البعض " يبلط " في مكانه ويطلب من الاخرين المجيء اليه لاتفاق على تسوية ، فبهذه الطريقة لا نستطيع التوصل الى توافق وانتخاب رئيس" .

ورأى زهرا ان "تعطيل رئاسة الجمهورية خلقت بقية الازمات"، مشيرا الى ان "القوات اللبنانية لا تعترف بالوقت الضائع وهي مستمرة باطلاق المشاريع لما فيه مصلحة لبنان". وتطرق الى الوضع الحكومي قائلا : "عندما رأت القوات ان من سمى نفسه بغفلة من الزمن وبتسوية حكومة المصلحة الوطنية، واصبحت مصالحهم الشخصية تتحكم باللعبة بادرت الى محاولة اقناع كل الاطراف بالحكومة التي ليست منها بانه ليس هكذا تولد " الابل " ، فلا يمكن ان يبقى كل واحد متمترس في موقعه ومصالح الناس معطلة ، بل حاولوا القيام بتسوية لتفعيل عمل الحكومة بالرغم من معرفتنا بقدرة البعض المستقوي على الدولة بدويلته التي تدين بالولاء لكل شيء الى لبنان على اطالة امد الشغور ، ولان تعطيل عمل الحكومة يعطل حياة اللبنانيين جميعا، لذلك عليهم العودة الى تفعيل المجلس النيابي لان الشغور بعد استقواء البعض بالتسوية النووية يبدو طويل الامد ، والى وضع عقد استثنائي يحترم المادة 33 من الدستور ووضع قانون للانتخابات النيابية ولاسترجاع الجنسيته والقضايا الملحة ، لانه لم يعد باستطاعتنا السير على تقليد مستمر منذ العام 1992 نحن غير معنيين بسلامة العمل الحكومي الا من الناحية الوطينة ، لذلك ندعوكم للعودة الى تنشيط كل المؤسسات بما فيها المجلس النيابي شرط الالتزام بالدستور" .

وتحدث زهرا "عن الدور المنوط بالحكومة في حال الفراغ الرئاسي لاسيما للمواضيع الميثاقية"، معتبرا ان "اي فذلكة اخرى عن آلية عمل الحكومة خروج عن الدستور يوقع في الفوض التي نعيشها اليوم ولو كانت النوايا ايجابية، ولو قصد رئيس الحكومة تطمين المسيحيين انه لا يسعى لسلب صلاحيات الرئيس الماروني ، فاليوم اصبح كل وزير يعتبر نفسه بديلا من الرئيس " فشروا " الـ 24 وزير مع احترامنا لهم جميعا رئيس الجمهورية ليس اسهما توزع وليس حصصا تستعمل ، بل هو رمز وحدة الوطن ولا يمكن تقسيمه على الفرقاء ، فليس هكذا نتعامل مع رئاسة الجمهورية ان كنا ندعي الحرص عليها ، ولا هكذا نحافظ على كرامة الرئاسة وكرامة المسيحيين بل بالنزول فورا الى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس لانه غدا لناظره قريب، وكما كل مرة الذين يكابرون ويضعون الشروط اليوم لانتخاب رئيس ، غدا سينزلون الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس ليس من اختيارهم" .

جعجع

ثم اذيعت كلمة متلفزة للدكتور جعجع هنأ فيها الصحافي اميل خوري ورئيس البلدية زياد الحواط على هذا التكريم متحدثا عن "العلاقة الوطيدة التي تربطه بالمكرمين".

ورأى ان "خوري منذ 50 سنة لعب دور الجندي باسلوبه وارائه وهو مستمر بما يؤمن به في سبيل قضية واحدة هي القضية اللبنانية"، سائلا الله ان "يرسل للبنان صحافيين متفانين وملتزمين في سبيل بلدهم امثال اميل خوري عندها يكون لبنان والصحافة بالف خير" .

وبالنسبة لحواط قال جعجع : "هذا الشاب الواعد لم اكن اتوقع ان يقوم بما قام به من خلال موقعه في رئاسة البلدية حيث تمكن من نقل مدينة جبيل من مكان الى آخر مختلف تماما حيث اصبحت جبيل الوجهة السياحية الاولى اقله على مدن الساحل في لبنان وموقعا سياحيا واثريا واجتماعيا ومستقبلا" . وهنأ جعجع حواط واعضاء المجلس البلدي على كل "الانجازات التي تحققت" ، معتبرا ان "رئيس البلدية شكل نوعا من نموذج لكل الشباب الطالع الذي يحب بلده ويريد ان يعطيه من قلبه، ويؤكد انه عندما يكون لدى الانسان النية والامكانات اللازمة قادر على اعطاء بلده افضل ما يكون" . وفي الختام سلم النائب زهرا وابي عقل الدروع للمكرمين .

 

"نادي الصحافة" يطلق ورشة عمل حول واقع الاعلام/أبو زيد: خطوة أولى في مسـيرة الدفاع عن قضايانا

المركزية- ينطلق نادي الصحافة بحلة جديدة تضاف الى نشاطاته المعنية بهموم الصحافيين في لبنان، نظرا الى المعاناة التي يشهدها هذا القطاع بعد تعرّض عدد من الصحافيين للصرف من عملهم من دون السؤال عن مصير مستقبلهم المهني. وبهدف اعلاء الصوت، ينظم نادي الصحافة غدا ورشة عمل حول واقع الاعلام في لبنان، تلقي الضوء على مشاكل القطاع المرئي والمسموع من جهة والالكتروني من جهة اخرى. واشار رئيس النادي الزميل بسام ابو زيد لـ"المركزية" الى ان انطلاقة الورشة تهدف الى معالجة الوضع الاعلامي في لبنان من النواحي كافة، خصوصا ان عمل الصحافيين هدفه التأثير في الرأي العام"، لافتا الى "ان هذه الورشة خطوة أولى تسعى الى بحث واقع القطاعات الاعلامية للوصول الى توصيات هي بمثابة ركيزة العمل الصحافي، من خلال تضامن الصحافيين في ما بينهم، والالتزام بالقانون وبالمعايير المهنية والاخلاقية التي تعتبر سلاح الدفاع عن الحقوق، اضافة الى البحث عن مسعى لمساعدة الصحافيين خصوصا كبار السن منهم على الاستمرار في حياة كريمة وجيدة من خلال العمل على انشاء صندوق تعاضد". ولفت الى "ان المؤسسات الاعلامية تعاني جراء الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمرّ فيه البلاد، اذ تم خفض مداخيلها واعلاناتها، وغاب عنها المال السياسي، وتاليا لا بدّ من الوقوف الى جانب هذه المؤسسات ودعمها كي تستمر ويستمر معها الصحافيون والاعلاميون في عملهم"، معتبرا ان دور النقابات ونادي الصحافة هو حمل هموم الصحافيين وقضاياهم". واعلن ان الورشة ستبحث ايضا في موضوع الاعلام الالكتروني وتأثيره على الرأي العام بعد ان أثبت قدرته وتأثيره على الاعلام المرئي والمسموع، وما عداه من وسائل، انطلاقا من مركزية عامل السرعة في انتشار الخبر".

برنامج الورشة: ويتضمن برنامج الورشة كلمة لرئيس نادي الصحافة بسام ابو زيد، رئيس لجنة الاعلام النيابية النائب حسن فضل الله، وزير الاعلام رمزي جريج. ويتخللها اربع جلسات، الاولى بعنوان "واقع الاعلام المرئي والمسموع في لبنان وواقع الصحف، يديرها الصحافي وليد عبود، ويتحدث فيها رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان طلال المقدسي، رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام ورئيس تحرير اذاعة صوت لبنان شربل مارون. الجلسة الثانية بعنوان الواقع النقابي وتحدياته ومشاكل الصحافيين والمصورين، يديرها الصحافي انطوان مراد، يتحدث فيها نقيب المحررين عوني الكعكي، نقيب المصورين عزيز طاهر والمحامي بول مرقص. الجلسة الثالثة بعنوان الاعلام الالكتروني، يديرها الصحافي عماد عاصي، ويتحدث فيها رئيس تحرير وكالة "الانباء المركزية" فيليب أبي عقل، والسادة: ربيع الهبر، ربيع سعادة ورئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ. الجلسة الرابعة بعنوان كليات الاعلام والخريجين يديرها الزميل هاني صافي، ويتحدث فيها الزميل غسان الحجار، عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية جورج صدقة، عميد كلية الاعلام في جامعة AUST جورج فرحة، عميد كلية الاعلام في جامعة NDU جو عجمي. وتختتم الورشة بتوصيات.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وزير الدفاع الأميركي: الاتفاق النووي لا يقيد ما تفعله الولايات المتحدة للدفاع عن أصدقائها وحلفائها

إسرائيل تسعى للحصول على مساعدات عسكرية أميركية في مواجهة ما تعتبره

القدس: «الشرق الأوسط»/21 تموز/15

سعى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر خلال زيارة إلى إسرائيل أمس إلى طمأنة الأخيرة من تبعات الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا أن إسرائيل تبقى «حجر الزاوية للاستراتيجية الأميركية» في المنطقة. وإسرائيل هي المحطة الأولى في الجولة التي يقوم بها كارتر في المنطقة عقب الإعلان الأسبوع الماضي عن التوصل إلى اتفاق تاريخي بين إيران ومجموعة 5+1. وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق مع إيران، مشيرا إلى أنه غير كافٍ لمنع طهران من حيازة أسلحة نووية قد تستخدمها ضد إسرائيل. وأكد نتنياهو أن الخيار العسكري يبقى مطروحا على الطاولة لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية. ويبدو من غير المرجح أن تقوم إسرائيل باللجوء إلى شن ضربة عسكرية أحادية الجانب، وقد تسعى للحصول على تعويضات عن التهديد الذي تتعرض له. وقبيل اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون، أكد كارتر أن البلدين «سيعملان معا للحفاظ على سلامتنا وأمننا في هذه المنطقة المضطربة». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: «إسرائيل حجر زاوية الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط». بدوره، تجنب يعالون الإشارة إلى الخلاف بين البلدين في بيانه قبل الاجتماع، وقال: «بيننا مصالح مشتركة بالإضافة إلى قيم مشتركة». وتابع يعالون: «واليوم، سيكون أمامنا فرصة لمناقشة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. الأوضاع حقا تتطور وتتغير كل يوم تقريبا، ولهذا علينا تعديل استراتيجيتنا لمواجهة التحديات». وإسرائيل هي القوة النووية الوحيدة لكن غير المعلنة في الشرق الأوسط. وتبلغ قيمة المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة إلى إسرائيل 3 مليارات دولار أميركي سنويا، بالإضافة إلى دعم مشاريع أخرى بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ. وبحسب الصحافة الإسرائيلية فإن إسرائيل تسعى للحصول من الولايات المتحدة على تعويضات عسكرية أخرى لتساعدها على الدفاع عن نفسها من مخاطر الاتفاق الجديد مع طهران، لكن نتنياهو لم يقم حتى الآن بتخفيف انتقاداته الحادة.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس عن مسؤولين في وزارة الدفاع استعدادهم للبدء بمحادثات حول تلقي تعويضات مماثلة، إلا أن نتنياهو ما زال مترددا كونه يعتقد أن هذا قد يعطي مؤشرا على موافقة إسرائيل على الاتفاق. وبالإضافة إلى الخطر الذي تشكله إيران في حال امتلاكها السلاح النووي على إسرائيل، يقول نتنياهو إن رفع العقوبات سيتيح لطهران تعزيز تمويل حلفائها في المنطقة من حزب الله في لبنان إلى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. وكان كارتر أكد في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى إسرائيل أن الاتفاق مع إيران لا يمنع البنتاغون من إبقاء الخيار العسكري على الطاولة لمنع إيران من حيازة القنبلة الذرية. وقال الوزير الأميركي إن «أحد الأسباب التي تجعل هذا الاتفاق اتفاقا جيدا هو أنه لا يحول بتاتا دون إبقاء الخيار العسكري» الأميركي على الطاولة إذا ما سعت إيران إلى حيازة السلاح النووي. من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أنه «في الوقت الذي وصف فيه العالم اتفاق الأسبوع الماضي بأنه انتصار الدبلوماسية على الحرب والقوة، فإنه من المؤسف أنه ما زال هناك من يتحدث عن الاستخدام غير المشروع للقوة لتحقيق أغراضهم الباطلة، ويصرون وبشكل عبثي على الحفاظ على خيار واحد غير فاعل سلفا». وسيركز نتنياهو حاليا كل جهوده من أجل الضغط على الكونغرس الأميركي لرفض الاتفاق، وحشد عدد كافٍ من النواب الديمقراطيين والجمهوريين لمنع رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران. وقال نتنياهو الأحد لقناة «سي بي إس» الأميركية الأحد: «يمكن لهذا الاتفاق أن يعرقل إمكانية حيازة إيران قنبلة أو قنبلتين في السنوات المقبلة انطلاقا من المبدأ القائل إنهم لا يغشون لكنه يفسح المجال لتطوير قنابل كثيرة خلال عقد». وسيلتقي كارتر بنتنياهو اليوم قبل أن يتوجه إلى الأردن والسعودية. وكان كارتر أعلنه بوضوح قبل أن يصل إلى إسرائيل: «لن أسعى لتغيير رأي أحد في إسرائيل. ليس هذا هو الهدف من زيارتي». وبدلا من ذلك يسعى كارتر، وهو أول مسؤول حكومي أميركي يزور إسرائيل منذ الاتفاق النووي، إلى الابتعاد عن التوترات السياسية الناتجة عن الاتفاق وإجراء مناقشات تفصيلية هادئة بشأن تعميق العلاقات الأمنية، حسب وكالة «رويترز». وقال كارتر للصحافيين المرافقين له: «يمكن أن يختلف الأصدقاء ولكنْ لدينا عقود من التعاون الصلب مع إسرائيل». وأضاف: «لا الاتفاق ولا أي شيء آخر نفعله من أجل تعزيز استراتيجيتنا الدفاعية في المنطقة يفترض أي شيء بشأن السلوك الإيراني.. لا يوجد أي شيء في المائة صفحة (نص الاتفاق) يضع قيودا على الولايات المتحدة أو ما تفعله الولايات المتحدة للدفاع عن أصدقائها وحلفائها بمن فيهم إسرائيل». وأشار كارتر أيضا إلى التزام أميركا تجاه حلفائها في حمايتهم من عدوان إيراني محتمل. وقال مسؤول دفاع أميركي بارز طلب عدم نشر اسمه إن إيران ستواصل على الأرجح محاولة استغلال الدول الضعيفة في الشرق الأوسط، مضيفا: «أنا لا أتوقع تغيرا في أنشطتها». وبشأن المساعدات لإسرائيل، قال المسؤول: «ليس لدينا أي صفقة كبيرة أو إعلان أو شيء نجلبه للإسرائيليين نساوم بشأنه».

 

مجلس الامن صادق على الاتفاق النووي ممهدا الطريق امام رفع العقوبات عن ايران

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - تبنى مجلس الامن الدولي اليوم قرارا بالاجماع يصادق على الاتفاق النووي الموقع بين ايران والقوى الكبرى، ويمهد الطريق امام رفع العقوبات الدولية التي تنهك اقتصاد الجمهورية الاسلامية. وبحسب نص القرار، سيتم وقف العمل تدريجيا بسبعة قرارات صادرة عن المجلس منذ ال 2006 تتضمن عقوبات على ايران، بشرط التزام ايران حرفيا بالاتفاق. ويقضي الاتفاق برفع تدريجي ومشروط للعقوبات مقابل ضمانات بعدم اقتناء طهران للسلاح الذري. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنتا باور ان "هذا الاتفاق لا يبدد كل قلقنا لكنه في حال طبق سيجعل العالم اكثر امانا"، داعية طهران الى "اقتناص هذه الفرصة" واعدة بان الولايات المتحدة ستساعد طهران، في حال قامت بذلك، على "الخروج من عزلتها". كما دعت القوى العظمى الى "ابداء الوحدة نفسها لمعالجة ازمات اخرى مثل الحرب في سوريا". وعلق السفير الروسي فيتالي تشوركين على ذلك بقوله "اننا لا نطوي صفحة فحسب بل فصلا كاملا من خلال خلق واقع جديد"، مضيفا "نأمل ان تتكيف جميع الدول بسرعة مع هذا الواقع الجديد وتسهم في انجاح الاتفاق". وحذر السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر من جهته بان "الاسابيع المقبلة ستكون حاسمة"، مضيفا "سنحكم خطوة بخطوة على ارادة ايران في انجاح هذا الاتفاق".

 

مندوب ايران في الأمم المتحدة: هناك فرصة لمحاربة الارهاب من خلال التعاون

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - أكد المندوب الايراني في الأمم المتحدة خداداد سيفي أن "هناك فرصة مناسبة لمحاربة الارهاب والتطرف ومن خلال التعاون لمواجهة التحديات"، مشيرا الى أن "هناك فرصة لمكافحة الارهاب". واذ أوضح سيفي أن "بلدان كثيرة تعاني من هذه الظاهرة"، اعتبر أنه "من خلال التعاون يمكن التوصل الى ارضية مشتركة للقضاء على الارهاب"، وقال: "نعلن أن ايران مستعدة على اساس الاحترام، الوصول الى حل، وأن اعمال التطرف والشغب يجب الوقوف بوجهها". وختم: "نحن في ايران ليدنا النية للتعاون، بينما اسرائيل تملك سلاحا نوويا"، مشيرا الى أنه "على الامم المتحدة ان تسلط الضوء على هذا الامر".

 

قائد الحرس الثوري: نرفض اي قرار يضع قيودا على قدراتنا التسليحية

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - رفض قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، في حديث الى وكالة "تنسيم"، "أي قرار يصادق عليه مجلس الامن الدولي يقضي بوضع قيود على القدرات التسليحية" لبلاده، و اعتبره لا قيمة له أبدا، وأي قرار يتعارض مع الخطوط الحمر لايران، يفتقد المصداقية". وأمل ألا "يهدر مجلس الامن وقته للمصادقة علي مثل هذه القرارات". وأكد أنه "لا يوجد هناك أي مسؤول في ايران يعارض التفاوض من أجل التوصل الى اتفاق جيد في موضوع البرنامج النووي". ورأى أن "أهم عامل لتقويم الموضوع النووي والتوصل الى اتفاق جيد، هو التطابق التام والكامل والشفاف وغير الغامض الذي لا يتعارض مع الخطوط الحمر التي اعلنتها طهران"، مؤكدا أن ما يهمه باعتباره مسؤولا عسكري "هو الالتزام التام والشفاف ومن دون أي غموض للخطوط الحمر الحيوية للغاية، والحفاظ علي رفع مستوي القوة الدفاعية لدى إيران، وخصوصا ان الامام الخامنئي وباقي المسؤولين الايرانيين، أكدوا بالاجماع أن الحصيلة النهائية للاتفاق النووي يجب أن تصاغ على أسس قانونية". وتوقف عند تباهي المسؤولين الاميركيين بقوتهم العسكرية واستصغار قوة ايران، قائلا: "ان هذه التخرصات وكما تفضل الامام الخامنئي، انما هي تهويل وتضخيم ليس الا. ان الأميركيين وخصوصا وان الامام الخامنئي وباقي المسؤولين الايرانيين، أكدوا بالاجماع أن الحصيلة النهاية للاتفاق النووي، يجب أن تصاغ على أسس قانونية"، مشيرا الى ان "الاميركيين و كيان الاحتلال الصهيوني، يطلقون مثل هذه التخرصات، في حين أن "حزب الله" في لبنان والمقاومة الفلسطينية، مرغا أنوف الاميركيين والصهاينة في التراب لأكثر من مرة، ولذا لن يصدق أحد بمثل هذه التهديدات والمزاعم التي تجري علي لسان الاميركيين، وتبعث على السخرية اذ أنها تثبت عجز أميركا والصهاينة وضعفهم".

 

اوباما: قرار مجلس الامن حول رفع العقوبات عن ايران رسالة واضحة مؤيدة للاتفاق النووي

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "القرار الذي صدر عن مجلس الامن وصدق بموجبه على الاتفاق بين ايران والقوى العظمى حول الملف النووي الايراني، هو رسالة واضحة مؤيدة للاتفاق". وقال اوباما: "ان اعتماد هذا القرار بالاجماع سيوجه رسالة واضحة مفادها ان عددا كبيرا جدا من الدول، يعتبر ان الدبلوماسية هي بالتأكيد، افضل مقاربة للتأكد من ان ايران لن تتمكن من الاستحواذ على السلاح الذري".

 

وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر, مطمئناً إسرائيل: الاتفاق النووي لا يمنع استخدام القوة العسكرية ضد إيران

21/07/15/تل أبيب – ا ف ب: حاول وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر, خلال زيارة الى اسرائيل, أمس, طمأنة الدولة العبرية من تبعات الاتفاق المبرم بين ايران والدول الكبرى في جنيف, مؤكداً أن اسرائيل تبقى “حجر الزاوية للستراتيجية الاميركية” في المنطقة.

وقبيل اجتماعه مع نظيره الاسرائيلي موشيه يعالون, أكد كارتر ان البلدين “سيعملان معا للحفاظ على سلامتنا وأمننا في هذه المنطقة المضطربة”, مضيفاً ان “إسرائيل حجر زاوية الستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط”. من جهته, تجنب يعالون الاشارة الى الخلاف بين البلدين في بيانه قبل الاجتماع, قائلاً إن “بيننا مصالح مشتركة بالاضافة الى قيم مشتركة”. وأضاف “اليوم, سيكون امامنا فرصة لمناقشة تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط. الاوضاع حقا تتطور وتتغير كل يوم تقريباً, ولهذا علينا تعديل ستراتيجيتنا لمواجهة التحديات”. وتبلغ قيمة المساعدات العسكرية الاميركية المقدمة الى اسرائيل 3 مليارات دولار اميركي سنوياً, بالاضافة الى دعم مشاريع اخرى بما في ذلك منظومة القبة الحديد المضادة للصواريخ. وبحسب الصحافة الاسرائيلية, فإن الدولة العبرية تسعى للحصول من الولايات المتحدة على تعويضات عسكرية اخرى لتساعدها على الدفاع عن نفسها من مخاطر الاتفاق الجديد مع طهران, لكن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لم يقم حتى الآن بتخفيف انتقاداته الحادة. وفي إطار زيارته اسرائيل, تفقد كارتر الحدود مع لبنان في زيارة تقييمية للمخاطر التي تؤكد اسرائيل ان “حزب الله” اللبناني يشكلها على أمنها, فيما سيلتقي اليوم نتانياهو قبل أن يتوجه إلى الأردن والسعودية. وكان كارتر أكد في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته الى اسرائيل ان الاتفاق مع ايران لا يمنع وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” من إبقاء الخيار العسكري على الطاولة لمنع ايران من حيازة القنبلة الذرية. وقال الوزير الاميركي ان “احد الاسباب التي تجعل هذا الاتفاق اتفاقا جيدا هو انه لا يحول بتاتاً دون إبقاء الخيار العسكري” الاميركي على الطاولة إذا ما سعت ايران الى حيازة السلاح الذري.

 

الأوروبيون يأملون أن تلعب إيران دوراً “بناء” في المنطقة

21 تموز/15/السياسة/بروكسل – أ ف ب: عبر الاتحاد الأوروبي, أمس, عن أمله في أن تلعب إيران دوراً “بناء” من أجل استقرار الشرق الأوسط, وذلك في اجتماع لوزراء خارجية الدول الـ 28 الأعضاء بحث في الآفاق التي فتحها الاتفاق الذي أبرم الأسبوع الماضي بشأن النووي الإيراني. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عند وصوله إلى الاجتماع “نأمل أن نرى إيران أقل سلبية تتصرف كقوة بناءة في المنطقة”. وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي يمكن أن يلعب دوراً مهماً جداً في المعتقدات الإيرانية والعلاقات مع الولايات المتحدة صعبة جداً, لذلك علينا لعب دور من أجل تشجيع إيران على التفكير في موقف أكثر اعتدالاً في المنطقة”. ويأمل الوزراء الأوروبيون أن يطلق الاتفاق الذي وصفه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأنه “إنجاز ديبلوماسي كبير”, آلية تسمح بحل نزاعات أخرى في المنطقة. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير “آمل أن يعطي الاتفاق مع إيران دفعاً لمقاربات مماثلة من أجل تسوية النزاع في سورية مع أننا لا نزال بعيدين عن حل”.

 

نائب ميركل يربط إقامة علاقات جيدة مع طهران بعدم تهديد أمن إسرائيل

21 تموز/15/السياسة/طهران – ا ف ب, رويترز: أكد نائب المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وزير الاقتصاد سيغمار غابريال, من طهران, أمس, أن أمن إسرائيل يشكل شرطاً لعلاقات جيدة بين إيران وألمانيا, وهو ما رفضته طهران على الفور. وقال غابريال, وهو أهم مسؤول اوروبي يزور طهران منذ توقيع الاتفاق النووي الأسبوع الماضي, بحضور وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانة “يجب أن تدركوا أنه بالنسبة لنا نحن الألمان, أمن إسرائيل يرتدي أهمية كبرى. أدرك مدى صعوبة النقاش ونحن في ألمانيا نعتقد أيضاً أن الفلسطينيين لهم الحق في إقامة دولتهم”, مضيفاً ان “علاقات جيدة مع ألمانيا تعني أنه يجب عدم تهديد أمن اسرائيل”. ورداً على الوزير الألماني الذي التقى كبار المسؤولين الإيرانيين في مقدمهم الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني, أكدت الناطقة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم مجددا على المواقف المختلفة للبلدين بخصوص اسرائيل, قائلة إن “مواقفنا مختلفة تماماً مع ألمانيا بشأن المسائل الاقليمية, وخلال السنوات ال¯35 الماضية عبرنا مرات عدة عن مواقفنا بشكل واضح جداً”, و”بالطبع سنعبر عن قلقنا بخصوص التهديدات القائمة بما يشكل تهديدات النظام الصهيوني”, خلال المحادثات بين المسؤولين الإيرانيين والوزير الألماني. وفي مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية الصادرة أمس, أوضح غابريال أنه سيطرح خلال زيارته طهران أن تكون ألمانيا وسيطاً بين إيران وإسرائيل, وسيؤكد ضرورة أن تعترف الحكومة الإيرانية بحق إسرائيل في الوجود. وقال إن “وجود علاقات مستقرة وجيدة حقاً مع ألمانيا هي التي يمكنها ان تتطور إذا تم قبول هذا في السياسة الايرانية. سأواصل توضيح ذلك أثناء زيارتي الى ايران”, مشيراً إلى أنه فيما يعد الاتفاق النووي خطوة أولى نحو تطبيع العلاقات مع ايران فإنه يجب القيام بمزيد من الخطوات من حيث دور طهران في الصراعات بالمنطقة وخاصة العلاقات مع اسرائيل. واضاف إن “ألمانيا يمكنها وتريد أن تقدم نفسها كوسيط في هذا” (اي العلاقات بن طهران وتل أبيب).

 

قرار من مجلس الأمن يمهد الطريق أمام رفع العقوبات عن إيران/قائد "الحرس الثوري" رفض بعض أجزائه المتعلقة بقدرات بلاده العسكرية

21 تموز/15/السياسة/نيويورك, طهران – وكالات: تبنى مجلس الأمن الدولي, أمس, قراراً بالإجماع يصادق على الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى ويمهد الطريق أمام رفع العقوبات الدولية عن طهران. وقال سفير نيوزيلندا جيرارد فان بوهيمن, الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي بعد التصويت, “لقد تم اعتماد مشروع القرار بالاجماع”, حيث صوت مندوبو الدول الـ15 الأعضاء في المجلس برفع الأيدي. ويشكل اعتماد القرار مصادقة للامم المتحدة على الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرم بين ايران والقوى الكبرى في 14 يوليو الجاري بعد 18 يوماً من المفاوضات الماراثونية في فيينا, شكلت ختاماً لمحادثات استمرت 21 شهراً بين الجانبين. وبحسب نص القرار, سيتم وقف العمل تدريجياً بسبعة قرارات صادرة عن المجلس منذ 2006 تتضمن عقوبات على ايران, بشرط احترام طهران الاتفاق حرفياً.

وتبني القرار يطلق عملية تدريجية ومشروطة لرفع العقوبات عن إيران مقابل ضمانات بأنها لن تطور قنبلة ذرية. ويدعو القرار الى “تطبيق كامل للجدول الزمني الوارد” في الاتفاق المبرم في فيينا ويحض الدول الاعضاء على تسهيل العملية. ويكلف القرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ”القيام بعمليات التحقق والمراقبة الضرورية للالتزامات النووية التي اتخذتها ايران” مثل الحد من عدد اجهزة الطرد المركزي او خفض مخزونها من المواد الانشطارية, ويطالب طهران بـ”التعاون التام” مع الوكالة. وعند تلقي المجلس تقريراً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد التثبت من ان البرنامج النووي الايراني بات سلميا بالكامل, عندها “يتم الغاء” القرارات السبعة التي اتخذتها الامم المتحدة منذ 2006 لفرض عقوبات على ايران وهي القرارات 1696 و1737 و1747 و1803 و1835 و1929 و.2224 وتقضي هذه القرارات بحظر بيع ايران معدات او خدمات على ارتباط بالانشطة النووية الايرانية وتجميد اموال شخصيات وشركات ايرانية وفرض حظر على الاسلحة التقليدية والصواريخ البالستية, غير أن إجراءي الحظر سيبقيان ساريين لمدة خمس سنوات بالنسبة الى المعدات والخدمات المرتبطة بالانشطة النووية ولمدة ثماني سنوات بالنسبة الى الاسلحة والصواريخ. وبعد عشر سنوات عند انتهاء مدة اتفاق فيينا تغلق الأمم المتحدة ملف ايران, لكن في حال خالفت طهران أياً من التزاماتها, فسيكون بوسع المجلس عندها اعادة فرض كامل مجموعة العقوبات بشكل شبه تلقائي. ويكفي ان ترفع احدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن, التي تملك حق الفيتو فيه, قراراً ينص على ان العقوبات تبقى مرفوعة ثم أن تضع فيتو على هذا القرار نفسه حتى تفرض العقوبات مجدداً. وهذه الآلية الاولى من نوعها التي توصف بـ”العودة الى الوضع السابق” ستبقى سارية طوال مدة الاتفاق, اي عشر سنوات, غير ان الدول الكبرى اعلنت منذ الان نيتها تمديدها لخمس سنوات اضافية بموجب قرار جديد لتبقى سيفاً مصلتاً على ايران لمدة 15 عاما بالاجمال. وبعد التصويت على القرار في مجلس الأمن, أمس, قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنتا باور ان “هذا الاتفاق (النووي) لا يبدد كل قلقنا لكنه في حال طبق سيجعل العالم أكثر أماناً”. ودعت طهران الى “اقتناص هذه الفرصة”, واعدة بأن الولايات المتحدة ستساعد طهران, في حال قامت بذلك, على “الخروج من عزلتها”. وفي موقف مفاجئ, اعتبر “الحرس الثوري” أن قرار مجلس الأمن الذي يصادق على الاتفاق النووي غير مقبول. ونقلت وكالة “تسنيم” الايرانية عن قائد “الحرس الثوري” محمد علي جعفري قوله إن “بعض أجزاء المسودة تجاوزت بوضوح الخطوط الحمراء للجمهورية الاسلامية خاصة ما يتعلق بقدرات إيران العسكرية. لن نقبله أبداً”. بدوره, وافق الاتحاد الاوروبي, أمس, على الاتفاق النووي, في أول تحرك نحو رفع العقوبات الاقتصادية الاوروبية ضد طهران. وفي رسالة تستهدف بشكل رئيسي الأصوات المتشككة في الكونغرس الاميركي والمقاومة القوية من اسرائيل, شدد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل على أنه لا يوجد حل أفضل آخر متاح. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “انه اتفاق متوازن يعني أن ايران لن تحصل على قنبلة نووية.. انه اتفاق سياسي كبير”. وأكد ديبلوماسيون أوروبيون ان الاتحاد الاوروبي سيواصل حظر إمداد ايران بتقنية الصواريخ الباليستية الى جانب العقوبات المفروضة بسبب انتهاكات حقوق الانسان.

 

هجوم إرهابي على دورية للشرطة والبحرين تحتج رسمياً على تدخلات خامنئي الفجة والمرفوضة في شؤونها

21 تموز/15/السياسة/المنامة – وكالات: استدعت وزارة خارجية البحرين القائم بأعمال السفارة الإيرانية لدى المملكة بالإنابة مرتضى صنوبري, وسلمته مذكرة احتجاج رسمية إثر التصريحات التي صدرت أخيراً عن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي. وأكد وكيل وزارة الخارجية البحريني السفيـر عبد الله عبد اللطيف عبد الله أن هذه التصريحات “تعد تدخلاً فجاً ومرفوضاً في الشأن الداخلي وتعدياً واضحاً على سيادة واستقلال مملكة البحرين, وتمثل خرقاً لمبادئ الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي, فضلاً عن أنها تحمل توصيفات خاطئة ومغلوطة عن الوضع في مملكة البحرين”. وشدد عبد الله “على ضرورة الكف فوراً عن مثل هذه التصريحات والتركيز بدلاً من ذلك على تحسين أوضاع الشعب الإيراني الصديق, والإلتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة واحترام سيادتها واستقلالها, والتقيد التام بقواعد التعامل الدولي بين الدول ذات السيادة”, مؤكداً أن “مملكة البحرين ستتخذ كل ما من شأنه حماية مصالحها والمحافظة على أمنها واستقرارها وضمان سلامة شعبها”. وكان خامنئي أعلن في خطاب ألقاه السبت الماضي, أن بلاده “لن تتخلى عن دعم أصدقائها في المنطقة, ولا الشعوب المضطهدة في فلسطين واليمن والشعوب والحكومات في سورية والعراق وشعب البحرين المضطهد ومقاتلي المقاومة في لبنان وفلسطين”, على حد زعمه. على صعيد آخر, أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أن انفجاراً استهدف أول من أمس دورية للشرطة في قرية العكر الغربي. ووصفت وزارة الداخلية في تغريدة على موقع “تويتر” التفجير بـ”العمل الإرهابي”, مشيرة إلى أنه تم فتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث, وهو الثاني من نوعه خلال 24 ساعة. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن مصدر أمني قوله, إن “عملاً إرهابياً وقع بقرية العكر الغربي تمثل بتفجير قنبلة محلية الصنع, حيث استهدف دورية أمنية أثناء قيامها بالواجب في تأمين الشوارع بالمنطقة”. وأشار إلى أن التفجير “أدى إلى تعرض أحد أفراد الدورية لإصابة بسيطة, وقد تم نقله للمستشفى لتلقي العلاج اللازم”, موضحاً أن “عمليات البحث والتحري جارية لتحديد هوية المتورطين في هذا العمل الإرهابي, للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة”, كما “تم إخطار النيابة العامة بالواقعة”. وكانت وزارة الداخلية أعلنت الأربعاء الماضي, عن مقتل شخص إثر انفجار قنبلة كان يحاول زرعها في منطقة العكر الشرقي شرق البلاد, مشيرة إلى أن الشخص الذي قتل كان يستهدف “حياة الشرطة”, من دون ذكر تفاصيل إضافية.

 

30 قتيلا في الهجوم الانتحاري في سوروتش التركية

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - قتل اليوم 30 شخصا على الاقل، في هجوم انتحاري في مدينة سوروتش التركية على الحدود السورية، كما اعلن مسؤول حكومي. ووقع الانفجار في مركز ثقافي في سوروتش الواقعة قبالة مدينة كوباني السورية، فيما رجح مسؤولون اتراك ان يكون تنظيم "داعش" نفذه.

 

اردوغان ندد بالتفجير في سوروتش: عمل ارهابي

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالهجوم الانتحاري الذي اوقع اليوم 28 قتيلا على الاقل و100 جريح في مدينة سوروتش التركية قرب الحدود السورية، ووصفه بأنه "عمل ارهابي". وقال خلال زيارة للشطر الشمالي من قبرص الذي تحتله تركيا منذ 1974: "نحن في حداد بسبب عمل ارهابي اوقع 28 قتيلا والعديد من الجرحى. انا اندد وألعن باسم شعبي، مرتكبي هذه الوحشية". اضاف: "يجب ادانة الارهاب بغض النظر عن مصدره"، داعيا الى "حملة دولية لمكافحة الارهاب". ووقع الانفجار في مركز ثقافي في سوروتش، الواقعة قبالة مدينة كوباني السورية حيث فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة بعد دقائق على التفجير في تركيا. ورجح مسؤولون اتراك ان يكون الهجوم الانتحاري من تنفيذ متطرفي تنظيم "داعش" الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا السنة الماضية.

واذا ثبتت مسؤولية "داعش" عن التفجير فإنه سيكون اول ضربة ينفذها على الاراضي التركية.

 

اوغلو: الهجوم الانتحاري في سوروتش نفذه تنظيم داعش

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - اعلن رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو ان "العناصر الاولى للتحقيق تفيد بان تنظيم الدولة الاسلامية يقف وراء الاعتداء الانتحاري الذي استهدف اليوم مدينة سوروتش التركية المجاورة للحدود مع سوريا، واوقع ثلاثين قتيلا على الاقل".

وقال في مؤتمر صحافي عقده في انقرة: "ان العناصر الاولى للتحقيق تكشف ان الانفجار هو اعتداء انتحاري قام به تنظيم داعش".

 

ساركوزي خلال زيارته تونس: ندعم معركة الحضارة ضد الوحشية

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - أعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي خلال زيارته تونس اليوم، عن دعمه ل"معركة الحضارة ضد الوحشية في هذا البلد الذي شهد إعتداءات دموية"، وقال في متحف باردو حيث وضع اكليلا من الورود تكريما لضحايا الهجوم الذي ادى الى مقتل 21 سائحا اجنبيا وشرطي تونسي: "ان الهدف من الزيارة هو ما تعيشه تونس من أوقات صعبة، وعلى أصدقاء تونس أن يكونوا هنا عندما تكون الامور على ما يرام وعندما لا تكون كذلك". واشار الى انه "من الضروري عقد قمة لاصدقاء تونس لتعبئة الوسائل الاقتصادية من أجل السماح بإرساء الديموقراطية التونسية بسلام".وبعد لقائه الرئيس التونسي صباح اليوم، قال ساركوزي: "ان الربيع العربي الوحيد الذي نجح فعلا هو الربيع التونسي. تونس ديموقراطية ولانها ديموقراطية يهاجمها اليوم كل الذين يرفضون الديموقراطية وفي العمق الحضارة".

اضاف: "ان تونس تحتاج الى وقائع عملية اكثر من تشجيعنا وخطبنا اقوالنا. والمعركة من اجل امن تونس هي المعركة من اجل كل الدول الحرة". وتابع: "تونس تحتاج الى وقائع عملية أكثر من الخطب والاقوال، والمعركة من أجل أمن تونس هي المعركة من أجل كل الدول الحرة". ويرافق ساركوزي في زيارته وفد يضم وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي، الامين العام المساعد لحزب الجمهوريين ايريك سيوتي ورئيس كتلة الجمهوريين في الجمعية الوطنية كريستيان جاكوب.

 

صندوق النقد الدولي: اليونان سددت مستحقاتها البالغة حوالى ملياري يورو

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - اعلن صندوق النقد الدولي، ان "اليونان لم تعد في حالة تخلف عن السداد حيال الصندوق، بعدما دفعت متأخرات مستحقاتها والبالغة حوالى ملياري يورو". واصبح بامكان اثينا الان الحصول مجددا على تمويل وقروض من صندوق النقد الدولي الذي ساهم الى جانب المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي في انقاذ البلاد. وقال المتحدث باسم الصندوق جيري رايس في بيان: "يمكنني ان اؤكد ان اليونان سددت اليوم كل مستحقاتها لصندوق النقد الدولي، وهي لم تعد في حالة تخلف عن السداد". وبفضل 16،7 مليارات يورو افرج عنها بشكل عاجل الاتحاد الاوروبي الجمعة، سلمت اليونان الاثنين دفعتين تخلفت عن سدادهما في 30 حزيران و13 تموز الى صندوق النقد الدولي يبلغ مجموعهما ملياري يورو.

 

رفع العلم الكوبي على السفارة الكوبية الجديدة في واشنطن

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - رفع اليوم العلم الكوبي على السفارة الكوبية الجديدة في واشنطن، اثناء حفل نظم اثر اعادة العلاقات الدبلوماسية رسميا بين كوبا والولايات المتحدة. ورفع علم كوبا بالوانه الثلاثة الاحمر والابيض والازرق على مقر البعثة الدبلوماسية الكوبية في واشنطن، التي رفعت الى مستوى سفارة بعد ساعات قليلة من رفع العلم الكوبي على مبنى وزارة الخارجية الاميركية.

 

فرنسا سلمت مصر اول دفعة من ثلاث طائرات رافال

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - تسلمت جمهورية مصر العربية اليوم اول ثلاث من 24 طائرة "رافال" طلبتها في شباط من فرنسا في اطار عقد، شكل النجاح الاول لتصدير هذه الطائرة بعد عقد من الجمود. وسلمت الطائرات الثلاث التي تعد افضل انتاج مجموعة داسو للصناعات الجوية، الى المسؤولين المصريين في حفل اقيم في قاعدة ايستر الجوية جنوب فرنسا. وستقلع الى مصر غدا.

 

 مقتل 14 جنديا افغانيا بغارة اميركية

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - قتل 14 جنديا افغانيا على الاقل صباح اليوم في غارة اميركية على حاجز للجيش في ولاية لوغار جنوب كابول حيث ينتشر متمردو طالبان، كما اعلنت السلطات المحلية. وقال حاكم منطقة بركي براك محمد رحيم امين حيث حصلت الغارة "ان مروحيتين اميركيتين هاجمتا في الساعة 00،6 صباح اليوم (30،1 ت غ) حاجزا للجيش الافغاني"، مضيفا ان "النيران اندلعت في الحاجز ودمر بالكامل، وقتل 14 جنديا افغانيا".واكد المتحدث بإسم حكومة الولاية دين محمد درويش هذه الحصيلة.

 

العربي الجديد: النظام السوري يحرّك جبهة الساحل: معركة مقبلة؟

الإثنين 20 تموز 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : أثار الهجوم الأخير لقوات النظام السوري، في أول أيام عيد الفطر، على محاور عدة في جبل التركمان في ريف اللاذقية شمال غرب سورية، موجة من التساؤلات عن دوافع هذا الهجوم، خصوصاً أنه جاء على منطقة لم تشهد أي مواجهات مع قوات المعارضة المسلّحة منذ نحو عامين. وجاء هجوم النظام المدعوم بـ"مليشيات الدفاع الوطني" ولواء "درع الساحل" المشكّل منذ نحو شهرين، من ثلاثة محاور ممثلة ببيت حلبية وبيت ملك وبيت عوان، وهي قرى صغيرة نسبياً في جبال التركمان، مترافقة مع قصف جوي وبري عنيف، تمكّنت خلاله هذه القوات من السيطرة على تل عثمان، قبل أن تصل مؤازرات لقوات المعارضة وتنجح في صد الهجوم، واستعادة زمام المبادرة من جديد.

ويتضح من خلال العمل الأخير، أن النظام ركز على مناطق صغيرة نسبياً في جبال التركمان، لا تملك قيمة استراتيجية عالية، كقمة جبل الـ45 وقمة النسر ونبع المر. وهذه المناطق جميعها مرتفعة بالمقارنة بتلة عثمان. كما لم يكن واضحاً فحوى التركيز على اقتحام قرية بيت عوان، وهي قرية صغيرة لا تتجاوز ثلاثين منزلاً سُوّي معظمها بالأرض، جراء القصف الجوي خلال خمسة أعوام، تكشفها أكثر من 7 مراصد، ويحدها من الغرب بيت فارس بحدود 3 كيلومترات، فيما يكشفها من الشمال الغربي برج الـ45، ومراصد مدينة كسب وجبال تشالما، وتحدها من الجنوب مراصد بيت حلبية والسولاس وبيت ملك، ليكون هذا الهجوم على ما يبدو استراتيجياً أكثر من كونه هجوماً بسيطاً. مجموعة من الأسباب قد تكون وراء هجوم قوات النظام، تتنوّع بين النصر الإعلامي التي تحاول كسبه هناك، وجس نبض قوات المعارضة، تخوّفاً من مواجهات محتملة بعد وصول "جيش الفتح" إلى قرى سهل الغاب بما يهدد الساحل السوري، فضلاً عن إشغال فصائل المعارضة في ريف اللاذقية عن المعارك الجارية في ريف إدلب الجنوبي. بينما تصنّف بعض الأوساط الإعلامية ما يجري كبداية لمعركة كبرى سيبدأها النظام خلال الشهر المقبل. ويرى العميد الركن أحمد رحال، المنشق عن النظام السوري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن النظام يهدف من المحاولة الأخيرة إلى "تأمين قراه ومناطقه إذا كان هناك تقسيم مقبل، فالساحل مهيأ للانفجار وبدء المعارك في أي لحظة"، مبيّناً أن "الساحل السوري مهمش وفقير ولا تصله إمدادات كافية، وقد تتمكّن قوات النظام من دخول جبال التركمان، فذلك ليس أمراً صعباً، على الرغم من أنه ليس أمراً سهلاً أيضاً".

ويمكن الاستدلال على حديث رحال ميدانياً من خلال ما يقوم به النظام، منذ سيطرة قوات "جيش الفتح" على مدينة جيش إدلب وتقدّمها باتجاه الساحل، إذ عمد إلى إنشاء تحصينات من خلال السيطرة على عدّة قمم جبلية على شكل قوس، تبدأ من قمة الـ45 قرب بلدة كسب في منطقة التركمان، مروراً بقريتي كفرية ودورين، وانتهاء بقمة النبي يونس في جبل الأكراد، تتخلّلها عشرات القمم التي تمّ تجهيزها كنقاط إسناد ودشم، وإنشاء خنادق دفاعية تحيط بهذه التلال، تُسوّرها حقول من الألغام. وجرى تسليح كل نقطة بمختلف أنواع الأسلحة، وتنظيم الربط الناري بين هذه النقاط، لتكوّن في مجموعها خطاً دفاعياً قوياً، وقد أنشئ خط دفاعي آخر بعمق 3 إلى 5 كيلومترات. من جهته، يرى عضو الهيئة العامة للثورة في الساحل، مجدي أبو ريان، أن "ما حصل لا يسمى اقتحاماً، والعملية فاشلة جداً، وهي محاولة للنظام لإحداث ضجة إعلامية وكسب معركة وهمية، لمنح التفاؤل، وسحب البساط من تحت أقدام قوات المعارضة. فهذه الجبهة لم تشهد أي معارك منذ سنتين"، مبيّناً لـ"العربي الجديد" أن هذا "كان اختباراً للواء درع الساحل التشبيحي ودوره المقبل في حماية القرى الموالية للنظام".

ويتفق قائد "لواء النصر" التابع لـ"الفرقة الساحلية الأولى"، عقيل جمعة، (التشكيل الأقوى حالياً في ريف اللاذقية التابع للجيش الحر) مع ما يذهب إليه أبو ريان، ويؤكد لـ"العربي الجديد" أن "النظام يريد إيهام مؤيديه بأن لواء درع الساحل سيعمل فعلاً لحماية الساحل".

وتم تأسيس لواء "درع الساحل" قبل نحو شهرين، من خلال حشد النظام أبناء الطائفة العلوية، بعد الخسائر المتوالية في إدلب. ويتبع اللواء لقوات الحرس الجمهوري، ويضم بضعة آلاف من المقاتلين، يقدم لهم النظام رواتب شهرية عالية، ويُخصصون للقتال في الساحل السوري، انتشروا بادئ الأمر في قرية الصنوبر على طريق جبلة اللاذقية وبلدة اسطامو شمال غرب القرداحة بنحو 20 كيلومتراً، قبل أن ينتشروا في مناطق سيطرة النظام في جبال التركمان والأكراد في ريف اللاذقية.

من جهة أخرى، تقول مصادر في "جبهة النصرة"، إحدى الفصائل التي تصدت للاقتحام الأخير، إن "النظام يهدف، عبر المحاولة الأخيرة، إلى إشغال مقاتلي ريف اللاذقية عن مساندة جيش الفتح في معارك سهل الغاب وريف إدلب، خصوصاً في تل المشيرفة التي تطل على طريق أريحا-اللاذقية، وهي أعلى نقاط قوات النظام في جسر الشغور، والتي تعني السيطرة عليها ضمان بقية النقاط كحمكية وحواجز العلوين والمنشرة وتل ليلاس، وبالتالي سهل الغاب سيصبح في الأسفل، وستسهل السيطرة عليه من هذه النقطة، فضلاً عن التحضير لمعركة أخرى في منطقة القرقور". على أن بعض المراقبين، بالإضافة إلى جميع هذه الأسباب، ذهبوا إلى أن العملية الأخيرة تأتي كامتداد للمناوشات التي يقوم بها النظام منذ مدة، بهدف التمهيد لعمل عسكري ضخم سيبدأ في الشهر المقبل، ويسعى النظام من خلال هذه المناوشات والعمليات المتفرقة إلى استنزاف فصائل المعارضة بالذخيرة، ومعرفة نقاط الضعف والقوة لديها، مشيرين إلى إرسال المقاتلين الذين قدموا قبل شهر ونصف الشهر من طهران إلى خطوط مناطق المواجهات القريبة من المعارضة في ريف اللاذقية، استعداداً للمعركة المقبلة

 

"ديلي تلغراف": على بريطانيا قتال "داعش"

المركزية-/20 تموز/15/نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" افتتاحيتها تحت عنوان "على بريطانيا قتال تنظيم الدولة الإسلامية"، اشارت فيها الى "ان طريقة استجابة الدول الغربية المشوشة للأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط، هي التي دفعت برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الاستعانة بسلاح الجوي الملكي البريطاني RAF لقصف مواقع "تنظيم الدولة الإسلامية" وذلك بعد مرور عامين على رفض مجلس العموم البريطاني طلبه بقصف معاقل الرئيس السوري بشار الأسد". أضافت " في ذلك الوقت، كانت الحجج التي قدمت ضد طلب كاميرون قوية، وتتمثل بالخوف من الانجرار الى التورط في حرب أهلية هناك"، موضحة "أن بريطانيا اليوم مشاركة في الحملة العسكرية ضد "تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق، لذا ليس هناك أي سبب يمنعها من المشاركة في الحملة العسكرية ضد تنظيم "الدولة" في سوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدكتور سمير جعجع للشرق الأوسط/: إيران عطلت الانتخابات اللبنانية وحزب الله يتلقى الأوامر منها وموقف الرياض ثابت تجاه لبنان

الشرق الأوسط/21 تموز/15/جدة: أسماء الغابري

أقر سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، أن إيران هي المسؤولة عن تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان، موضحًا أن ذلك يأتي عبر استخدامها لحزب الله اللبناني الذي يتلقى أوامره من وراء الحدود. وقال خلال حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في جدة، بعد زيارته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس، إن «إيران أدت إلى تعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان حتى إشعار آخر، مستخدمة في ذلك حزب الله اللبناني، الذي يتلقى أوامره من وراء الحدود، وينفذ المطلوب كما ينبغي من الطرف الذي يدعمه ويموّله» وفي ما يلي نص الحوار:

* ماذا تم في لقائكم بخادم الحرمين الشريفين، وما هي الأمور التي ناقشتموها؟

- تحدثنا عن الخطوط العريضة التي تخص لبنان، والتي طالت بقية الأحداث في المنطقة، ومنها سوريا، والتوسع في هذه الأمور والدخول في التفاصيل كان مع المسؤولين السعوديين، التي تحدثنا من خلالها عما يتعلق بالوضعية اللبنانية.

والسعودية، كما هو معروف، تتعامل مع لبنان الدولة ككيان، ولم تنحز يومًا إلى حزب أو ميليشيات، ولم تدعم هذا أو ذاك، وبوضوح تام لم تقفز السعودية على الدولة في لبنان لتمول ميليشيا أو تنظيم مسلح، فهي دائمًا تقدم كل الجهود وكل المساعدات للدولة اللبنانية. ونحن الآن نجد السعودية تقف مع لبنان والحفاظ على حدوده والبنية التحتية في البلاد، كما عهدناها على اختلاف المراحل والظروف التي مرت بها البلاد.

* متى ستكون الانتخابات الرئاسية في لبنان؟ وما الذي ينبغي أن يحدث لكي تتم هذه الخطوة؟

- كنت أتمنى أن تطرحي هذا السؤال على السلطات الإيرانية، فهي التي بمقدورها الإجابة أفضل مني، لأن من يعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان، هي إيران. وعلى الرغم من متابعتي للأوضاع اللبنانية عن كثب، فإنني وبكل صراحة لا أدري متى ستتم الانتخابات في بلادي.

* قلت قبل أشهر إنك «مشروع رئيس حتى النهاية».. وإن «ملائكة اللحظة الرئاسية ستكون حاضرة».. هل ما زلت مؤمنًا بهذه العبارات؟

- دائمًا مشروع «ملائكة اللحظة» موجودة، لكن لا أحد يستطيع التكهن بما سيحدث بالضبط، ولا مشكلة في ذلك، فالمشكلة تأتي من أشياء أخرى ومؤثرات أخرى. نعم توجد عوامل داخلية مؤثرة في تشكيل الوضع النهائي، لكن تأثيراتها تظل ثانوية قياسًا بتأثير عوامل خارجية. وعلى سبيل المثال، إيران أدت إلى تعطل الانتخابات الرئاسية حتى إشعار آخر، مستخدمة في ذلك حزب الله اللبناني، وهو الحزب الموجود على الأرض اللبنانية، بينما يتلقى أوامره من وراء الحدود، وينفذ المطلوب كما ينبغي من الطرف الذي يدعمه ويموله.

* عقدتم سلسلة لقاءات مع عون خلال الأسابيع الأخيرة، إلى أي نتائج أفضت هذه الاجتماعات؟

- الاجتماعات التي تمت مع عون في الفترة القريبة الماضية، أدت إلى التخلص من إرث ثقيل وسيء استمر في الثلاثين عامًا الأخيرة بين حزبين. كان من الممكن أن تكون بيننا خصومة سياسية، لكن هذا لا يبرر الوصول إلى ما وصلنا إليه من الحدّية والعداء. وبمجرد أن يتم التخلص من إرث العداوة والخصام الحاد، نطوي صفحة الماضي، ونفتح صفحة جديدة للمستقبل، عنوانها في أسوأ الحالات «الخصام السياسي الشريف لا يتعارض مع الديمقراطية»، وفي أفضل الحالات سيكون العنوان، هو «التعاون على أكبر عدد ممكن من النقاط السياسية». وحتى الآن توصلنا إلى خطوة سياسية واحدة، وهي ضرورة إقرار قانون انتخابات جديد، ونعمل جاهدين على أن يشمل الاتفاق نقاطًا أخرى، مع علمنا أن أمامنا الكثير من العمل، لكن نستطيع القول إن القطار انطلق على الأقل.

* هل يمكن أن يكون للاتفاق النووي الأخير انعكاس إيجابي على موضوع الرئاسة اللبنانية؟

- صعب جدًا التكهن، لكن أنا شخصيًا أميل إلى أن العكس هو الذي سيحدث، وأتمنى أن أكون مخطئًا. أعتقد أن الاتفاق الذي أبرمته إيران بخصوص الملف النووي سيطلق يدها ويمنحها حرية أوسع في تدخلاتها الخارجية؛ مما يؤدي في النهاية إلى أن مجمل الأزمات في المنطقة ستستعر. قطعًا، سيكون للتحالف الذي تقوده السعودية لتحرير اليمن تأثير على الأوضاع في المنطقة، وسيحدّ من التدخلات الإيرانية، ولكي نحصل على حلول لأي مشكلات علينا أن نضمن توازن القوى أولاً، فهذه لغة التاريخ. وبكل بساطة، قبل بدء عمليات التحالف العربي، لم يكن هناك توازن قوي في المنطقة، ولم نشهد شيئًا من التوازن إلا بعد هذا التحالف الذي يناصر الشرعية في اليمن تلبية لنداء أطلقته القيادة الشرعية هناك. وبالتالي، فإن التحالف العربي هو عامل مساعد في عودة الأمل لإيجاد الحلول لبعض الأزمات التي تمر بها المنطقة، وهذا لا يعني أن الأمل بالحلول لم يكن موجودًا قبل هذا التحالف، لكن ما أريد قوله إن الأمل تضاعف الآن.

* تدخل حزب الله في سوريا.. هل هو بهدف تأييد النظام في دمشق؟ أم خوفًا من تداعيات الأزمة وتأثيراتها؟

- برأيي، لا هذا ولا ذاك، فالتدخل جاء تنفيذًا لاستراتيجية ضمن مشروع كبير لتكريس ولاية الفقيه، ليس في لبنان أو سوريا فحسب، بل يشمل المنطقة بشكل كامل.

* تقصد محاولة لإحياء الإمبراطورية الفارسية؟

- لا.. ليس بالضرورة. ما يجري هو بالأحرى يستهدف خدمة ولاية الفقيه، وفي نهاية الأمر تؤدي إلى النتيجة نفسها.

* في حال أحرقت «الكروت» الرابحة لإيران في المنطقة العربية، أمثال عبد الملك الحوثي، نتيجة ما تقوم به قوات التحالف من تطهير للأراضي اليمنية والحد من التمدد الفارسي، هل ستتخلى إيران عن الحوثي؟ أم ماذا تتوقع أن تفعل معه؟

- أتوقع أنها ستحاول الحفاظ عليه حتى اللحظة الأخيرة، فإيران لها سنوات طويلة تستثمر في عبد الملك الحوثي، ولن يتخلوا عنه بسهولة، وسيحاولون دعمه حتى اللحظة الأخيرة، وإن سقط سيأخذونه إلى إيران بانتظار أيام أفضل.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، بعض قيادات القاعدة احتفظت بهم إيران في طهران، ليس محبة ولا تأييدًا، ولكن لاستخدامهم سياسيًا، والاتكال عليهم في مهام أخرى. وقت الثورات العربية.

* هل كانت ثورات شعبية؟ أم مؤامرة؟

- أنا، وبخلاف الكثير من الآراء التي تطرح: نظرية المؤامرة التي نعرف إلى أي مدى هي متداولة في المنطقة، وإلى أي مدى هي سيئة. لكن أوضاعًا كثيرة في المنطقة تجعلنا نقبل بكل النظريات، فلا تقولوا لي إن النظام الذي وضع في سوريا كان هو الطبيعي، وهو الذي كان يجب أن يكون الحاكم وليس غيره. شخصيًا كنت أنتظر ثورة في سوريا منذ زمن بعيد. صحيح أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تمكن من السيطرة على الأوضاع، وكانت له شخصية مختلفة. لكن بعد وفاته بقيت الأوضاع نحو خمسة أعوام عائمة ولا أحد قادر على الإمساك بها، فالنظام لم يعد هو النظام السائد في عهد الأب. هناك شعب يريد العيش ككل الشعوب، لكن لا يجد أوضاعًا طبيعية تمكنه من ذلك في سوريا، ولذا حدث ما حدث عند ظهور أول فرصة لقيام ثورة. والثورة السورية بدأت سلمية، ومع ذلك راح ضحيتها عشرات آلاف سوري في أول ستة أشهر، قبل أن يحمل الثوار أسلحتهم في وجه النظام بعد مرور الأشهر الستة الأولى. وما حدث في تونس هو نتاج ما فعله النظام هناك، وحسنا فعل زين العابدين الذي فضل الخروج من الحكم ومغادرة البلاد. وما يجري في المنطقة هو مخاض كان يجب أن يجري منذ زمن بعيد، لكنه تأخر إلى أن انفجر بحادثة بوعزيزي في تونس، لتنفجر بعد ذلك الأسباب في المنطقة. لكن، هذا لا يعني أن باستطاعة أحد أن يفتعل أزمة ويبدأ تنفيذ ثورة ليسقط أي نظام حاكم، كما كان يحدث في القرن الماضي. وأعتقد أن الشرق الأوسط تجري صناعته من جديد الآن، فالمخاض لم ينته، والملاحظ أن العامل الأساسي في كل الثورات التي شهدتها المنطقة العربية، هو الاستناد إلى القوى المحلية وليس الخارجية، في البدايات على الأقل. ومع ذلك، أقول إن الأوضاع ليست طبيعية بالمطلق وغير مقبولة، وكنت أتمنى ألا أرى هذا المخاض دمويًا، فالذي يحدث من مواجهات دموية لا يليق حدوثه في القرون الوسطى.

* هل ترى أن تنظيم داعش يقوم بحرب بالوكالة عن دول أخرى؟ وكيف يمكن القضاء عليه؟

- لا أرى أن تنظيم داعش يقوم بالحرب نيابة عن الآخرين، فـ«داعش» يخوض حربه، فلو عدنا إلى الخلف قليلا قبل أن يوجد تنظيم داعش، كان يوجد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ولم يكن ليوجد هناك لولا وجود الفوضى، فأينما وجدت الفوضى وانعدمت الحلول السياسية تظهر التنظيمات المتطرفة. لو افترضنا من بعد الغزو الأميركي للعراق وجد حل سياسي متوازن بين كافة مكونات الشعب العراقي، هل كنا شاهدنا ظهورًا للقاعدة؟ وحتى إن ظهرت القاعدة، ستكون على مدى أضيق بكثير وكان تم القضاء عليها والانتهاء منها، ولكن تدهور القوى السياسية في العراق خلق بيئة خاصة لوجود تنظيمات إرهابية أخرى إلى جانب القاعدة أمثال «داعش». وفي الوقت الذي اندلعت فيه الثورة في سوريا ودبت الفوضى في أرجاء البلاد، انتقلت خلايا «داعش» الموجودة في العراق إلى سوريا، ولو كان هناك تدخل عسكري في سوريا في الستة أشهر الأولى، لم يكن هناك مجال لـ«داعش» الذي ولد في العراق وتربى في سوريا وأصبح يافعًا في كليهما، لولا وجود الفوضى. والقضاء عليه لن يتم إلا بمحاربته عسكريًا، إلى جانب إصلاح الأوضاع وإيجاد الحلول السياسية، لأنه إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه ولم توجد مناخات سياسية وقيام دول حقيقية في العراق وسوريا، سيولد تنظيم أسوأ من «داعش».

* هل تعتقد بمصداقية الشعار المرفوع الآن في عدد من الأوساط المسيحية اللبنانية ومفاده: أن هناك تغولاً على الحقوق المسيحية؟ بلغة أخرى ماذا يريد المسيحيون في الدستور والقوانين المنظمة للانتخابات؟

- هناك عدد من الأحزاب المسيحية أكثريتها أحزاب وطنية، بكل معنى الكلمة وكيانية، قد يطرح البعض الأمور بشكل غير لائق ويجب أن يطرح بشكل أو آخر.

النظام السوري الذي حاول أن يقمع الأكثرية في سوريا بين سنة 1990 حتى 2005، أبعد المسيحيين كليًا، وأصبحت أماكنهم فارغة، مما دفع الآخرين بحكم قوانين الطبيعة إلى ملء هذا الفراغ، والآن يجب إعادة «ما لقيصر لقيصر»، والقيام ببعض الخطوات التي من خلالها يستعيد المسيحيون مواقعهم الفعلية في الدولة، بطريقة سلسة ومن دون صدام مع الآخرين، فنحن لدينا ما يكفي من صدامات ومشكلات في المنطقة. المشكلة ليست صعبة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قانون الانتخابات الجديد وقانون استعادة الجنسية، يؤديان الكثير مما هو مطلوب، ولم يتبق سوى بعض الخطوات الأخرى التي تطالها اليد بالتفاهم مع الفرقاء لكي يرتاح الشارع كليًا.

* كيف تنظرون إلى ما قدمته حكومة التوافق حتى الآن؟

- في حالة الفراغ كالتي نحن فيها، مهما قدمت أي حكومة تكون مشكورة. ولكن نحن لم نكن مع تشكيل هذه الحكومة، تحديدًا، وبقينا خارجها، فالحكومة هي سلطة تنفيذية يجب أن تعمل كل يوم وليست طاولة للحوار. ونحن كان لدينا رأي وهو أن تتشكل حكومة تكنوقراط لكي تقوم مقام رئيس الجمهورية في حال الفراغ، ولكن بنهاية المطاف، لأن هذه الحكومة التي تحمل كل تناقضات الدنيا وتتخبط شمالاً ويمينًا، رغم وجود عناصر جيدة فإن وجودهم بحد ذاته لا يكفي، فنحن بحاجة إلى الحد الأدنى من الانسجام لتتمكن هذه الحكومة وأي حكومة، من الوفاق. ورغم محاولة حكومة التوافق، فإنها غير قادرة، نظرًا لتركيبتها المشوهة خلقيًا.

* كيف تقرأون التحرك الأخير للتيار الوطني الحر بزعامة ميشيل عون على مستوى الشارع والحكومة؟

- نحن الآن في مرحلة حوار مع التيار الوطني الحر ومتفقون منذ البداية، وأعتقد أنه من الحكمة المحافظة على الاستقرار في الوقت الحالي.

* كيف ترى الحل في سوريا؟ هل هو عسكري أم سياسي؟

- النظام في سوريا نظام غير معقول على الإطلاق، فنحن في لبنان عشنا معاناة بسببهم مدة 35 سنة. عشناها بشكل مباشر، وما يعانيه الشعب السوري اليوم أضعاف مضاعفة عما عشناه، ومن المفترض ألا يكون لهذا النظام وجود في الحياة، والمشكلة الحالية التي يجب إيجاد حلها، هي الفوضى التي تعيشها سوريا، ولا بد من إيجاد وضعية بديلة. النظام كنظام أصبح وجوده واجهة فقط، أما فعليًا وعلى مستوى التأثير، فلم يعد في سوريا نظام إلا كممثل فقط. والعامل الفعلي في سوريا هو إيران، وحزب الله شريان لها، ومن يمسك بزمام الأمور فعليًا في دمشق، هي إيران.

 

شاهدة يابانية محلّلة لتسلسل الاتصالات أمام بداية المحكمة الادعاء: نظمت 64 جدولاً مرتبطاً بالشبكة الزرقاء المراقبة للحريري

كلوديت سركيس/النهار/21 تموز 2015

استمعت غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي دايفد راي الى افادة محللة في مكتب المدعي العام مسؤولة عن جدول تسلسل الاتصالات، اليابانية السدي كاي كاميه، وهي بحسب ممثل الادعاء غرايم كامرون، عملت بهذه الصفة سابقاً لدى لجنة التحقيق الدولية، وأعدت 64 جدول اتصالات ترتبط بالشبكة الزرقاء، وثلاثة جداول تسلسل اتصالات لرسائل نصية ترتبط بالشبكة الارجوانية وأشرفت على اعدادها ضمن مكتب المدعي العام. وأوضح كامرون ان هذه الجداول تحدد كل اتصال وتوقيته ونوعه، سواء أكان اتصالاً صوتياً أم رسالة نصية ومدتها والجهة المرسلة او المتلقية ومضمونها، ومعلومات تتعلق بالجهاز المستعمل من الهاتف الهدف، ومعلومات تتعلق ببرج الاتصال وقطاعه عند بدء إجراء الاتصال أو عند انتهائه. واعلنت ممثلة الادعاء فيبيا وونغ ان الادعاء سيستدعي "ممثلين لشركتي الهاتف الخليوي وشركة الخطوط الارضية الثابتة في لبنان للإدلاء بافاداتهم عن وضع بيانات الاتصالات وحفظها وانتاجها وتأمينها للادعاء، وكذلك مزودي خدمات الهواتف الخليوية في لبنان الذين سيخبرون عن البيانات الاولية ونقلها، وذلك بعد العطلة القضائية". وعرضت الشاهدة رقماً خلوياً أزرق قالت ان الادعاء "يزعم انه ضمن أرقام الهواتف الاخرى التي استخدمت للمراقبة والتخطيط في 14 شباط 2005". واوضح كامرون ان "الادعاء لم يتعرف بعد الى صاحب هذا الرقم ولكنه في قرار الاتهام الشخص رقم 7 وكان معه رقم هاتف ازرق في الشبكة الزرقاء ورقم هاتف في الشبكة الحمراء. والرقمان استخدما في مراقبة الرئيس رفيق الحريري. وموقف الادعاء انه عندما غادر الحريري مجلس النواب كان المفترض ان يتوجه الى قصر قريطم، لكنه توجه الى مقهى "ايتوال"، واتصل المتهم عياش بمنطقة جنوب بيروت باستخدام الهاتف الازرق للاتصال بالشخصين رقمي 7 و 5 اللذين احضرا "الفان ميتسوبيشي" عبر النفق وانتظرا الاتصالات حتى خرج الحريري من المقهى، وكان متوجهاً الى قصر قريطم فلقي حتفه. وبالتالي أدى الشخص السابع دوراً مهماً في المراقبة اضافة الى الاتصالات قبل اغتيال الحريري. وفي فترة محددة كان في صميم فترة المراقبة اضافة الى الخامس". وقالت الشاهدة، رداً على القاضي راي، ان عدد الطلبات التي وجهها الادعاء الى شركات الاتصالات اللبنانية "هي ضمن مئات الطلبات". وقدمت شرحاً توضيحياً لجداول الاتصالات. والبرج الخليوي المشغل للاتصال عند بدايته وانتقاله الى برج خليوي آخر بتنقل المستعمل. واضافت ان "الاتصال يحصل ضمن برج خليوي واحد ولا يمكن تشغيل برجين خليويين في آن واحد من متصل واحد". وأشارت الى ان البيانات هي لمدة معينة من ايلول 2004 الى كانون الاول 2005 ثم مددت الفترة الزمنية. وبالنسبة الى الرسائل النصية القصيرة ذكرت الشاهدة ان"ثمة رقما جرى تسليط الضوء عليه يزعم الادعاء انه من الشبكة الارجوانية". وأضافت انها تحصل على سجلات كاملة لمحتوى الرسائل النصية القصيرة من احدى شركتي الخليوي من دون الاخرى، و"في بعض الأحيان وعند البحث في سجل بيانات الاتصالات يمكن ألا نعثر على كل محتوى الرسائل النصية القصيرة. ونتوقع من ممثلي شركات الهواتف ان يدلوا بشهاداتهم في شأن ارشفة محتوى الرسائل النصية الصغيرة".

 

معادلة النووي بدأت تفرض متغيّراتها داخلياً والتصعيد مفتوح حتى تعطيل الحكومة وفرطها؟

هدى شديد/النهار/21 تموز 2015

ما بعد الاتفاق النووي لم يعد كما قبله. وأول ترجمة للمعادلة الجديدة ستكون بتعطيل الحكومة تمهيداً لجعل مؤسسات الدولة الثلاث موحّدة في المسار التعطيلي كما في المصير الإنقاذي المعلّق حتى إشعار آخر. المعلومات المتقاطعة من اكثر من مصدر تشير الى ان الحكومة قد تعطلت، حتى وان لم يعلن ذلك في انتظار تبلور خريطة تقاسم النفوذ الاميركي - الإيراني في المنطقة، ومنها لبنان. فماذا سيحصل في جلسة مجلس الوزراء هذا الخميس؟ وما مصير مرسوم فتح الدورة الاستثنائية؟ يتكتم "التيار الوطني الحر" على موقفه الذي يحمله الى الجلسة، مدعوماً في الخلفية من حلفائه "حزب الله" و"المردة" والطاشناق. وهو في الشكل لن يقبل الا بالبحث في آلية عمل الحكومة في ظل الشغور الرئاسي، كما لن يقبل بأي آلية إذا لم يكن لمكوّن أساسي واحد فيها الحقّ في الموافقة على عرض اي موضوع. ويعتبر المقرّبون من الرابية انه لن تنفع في كل مرة محاولة الفريق الآخر اخراج "أرنب من سلٰته" بهدف الضغط لاعادة تفعيل الحكومة وقراراتها ، اذا لم يتمّ الاتفاق اولاً على الآلية. أما ملف النفايات الذي يطرح، فمن وجهة نظر "التيار" وحليفه "حزب الله" لا يحتاج الى قرار جديد في مجلس الوزراء، وان لدى وزير البيئة محمد المشنوق ما يكفي من القرارات المتخذة في هذا الملف وما عليه سوى تطبيقها. ويدرك هذا الفريق ان مقاربة العمل الحكومي التي يطرحها يمكن ان تتحوٰل ورقة قوّة بيد الفريق الآخر المعترض على اجراء التعيينات الامنية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وان تكون اداة لتعطيل مطلبهم بإجراء هذه التعيينات، والذهاب تالياً الى التمديد التلقائي للقيادات الموجودة، بقرار من وزير الدفاع خارج مجلس الوزراء. فهم يتحوّطون لذلك، ويقولون انهم مستعدون للذهاب الى حد ّ محاكمة وزير الدفاع امام محكمة الرؤساء والوزراء على تفرّده بقرار بهذا المستوى، لم يقدر مجلس الوزراء على القيام به مجتمعاً.

وفي موضوع فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، علم من مصادر هذا الفريق ان العمل جارٍ لإيجاد مخرج، من خلال التعهٰد بوضع اقتراح قانون يتعلّق بحق المغتربين في استعادة الجنسية، واقتراح قانون آخر انتخابي، من اجل المضي بتوقيع مرسوم فتح الدورة، وهذا التعهّد الذي يعمل على تأمينه حزب الله باتصالاته مع "تيار المستقبل" باعتباره مع حلفائه في ١٤ آذار هم من يملك القدرة على القرار في هيئة مكتب مجلس النواب. وحتى هذه الساعة، لم يعط "المستقبل" موافقته. هذه المواجهة غير المعلنة في الحكومة كما في المجلس، قرأها مصدر مطلع في الرابع عشر من آذار، خلافاً للاقتناع السائد في محيطه، انطلاقاً من معادلة الاتفاق النووي، التي تجعل الحكومة في وضع صعب ومعقَّد في الشكل. فالفريق الرابح في خريطة توزٰع النفوذ في الإنفاق مع الغرب، والتي تحيّد دول الخليج، وتحفظ للولايات المتحدة نفوذها في المنطقة الى جانب ايران، لن يقبل بحكومة ليس له فيها سوى وزيرين أحدهما للصناعة والآخر لشؤون مجلس النواب. فهذه الحكومة لم تعد تتلاءم ونفوذ "حزب الله"، والأمور لم تعد تتلاءم مع ما يريد، ولذلك يتوقّع ان يمضي وراء العماد ميشال عون في عملية تصعيد مفتوحة، لأسباب داخلية وخارجية، عنوانها المطالب المسيحية في الظاهر، فيما المطلوب إعادة توزيع نفوذ جديد في المعادلة الحكومية. من هنا لا يستبعد المصدر المواكب للاتصالات الجارية، أن يعمد "حزب الله" مع حلفائه الى حلّ مشكلة الحكومة بتعطيل آلية عملها، تمهيداً لفرطها وتحويلها حكومة تصريف اعمال، ومصير مرسوم فتح الدورة سيكون مرتبطاً بالتعطيل الحكومي. كما لا يستبعد المزيد من شدّ الحبال وتأزم الوضع السياسي، اذ ان ديناميكية جديدة قد بدأت ترتسم في المنطقة ولبنان جزء منها، والأمور ستشهد تغيرات سريعة، بدءاً من الحكومة. وما بعد الاتفاق النووي لن يبقى كما قبله، فالتحولات لم تبدأ معه بل منذ آخر بيان أميركي يندّد بتدخّل "حزب الله" في سوريا، ومنذ آخر موقف تصعيدي لـ"حزب الله" ضد "القوات اللبنانية"، والموقفان لم يعد احد يتذكّرهما، لأن مفاعيل الاتفاق النووي بدأت منذ زمن وقبل ان يوقٰع.

وماذا عن معادلة ما بعد تعطيل كل المؤسسات الدستورية في لبنان؟ إنه المؤتمر التأسيسي الذي ينكر في العلن ويعمل له في السر، يقول المصدر، والعين على الفريق الذي ربح في الاتفاق مع الغرب وسيعمل لترجمة نفوذه سياسياً على الارض.

 

مجموعة الأزمات" عن لبنان: الدولة تنحلّ في شكل بطيء و... أكيد انخراط "حزب الله" في دور إقليمي عمّق الانقسام الطائفي

النهار/21 تموز/15

"يحافظ لبنان على وجوده بفضل جهازه المناعي الاستثنائي. غير أن هذه القدرة على البقاء تحوّلت ذريعة لتعطيل طبقته السياسية وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انهيار البلاد". هذا الاستنتاج وغيره، شكّل مادة تقرير "مجموعة الازمات الدولية" عن لبنان والذي صدر امس متضمناً "جردة" لتداعيات الصراع السوري والانفتاح على ايران على الواقع اللبناني، ودعا الى اتخاذ خطوات ملموسة تخفف التوتر، محذرا من "الانحلال البطيء والأكيد للدولة". وإذ نبه إلى حالات الاستقطاب والارباك التي تعيشها الطوائف، طالب بإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية من دون انتظار تدخل خارجي. ومما جاء فيه:

"أخفقت الأطراف التي تخشى انهيار التوازن السياسي الهش في انتخاب رئيس أو تمكين رئيس الوزراء من الحكم، وفضّلت الشلل على أي خيار تعتقد أن من شأنه إحداث تغيير عميق في الوضع. يفرز الصراع في سوريا كل أنواع المشاكل، القديمة منها والجديدة والتي، على المدى البعيد، ستحمل كل احتمالات زعزعة الاستقرار. وعلى رغم أن هذا الوضع يتطلب التصدّي له على نحو عاجل، الا انه من غير الواقعي توقُّع اتخاذ تدابير جريئة. غير أنه يمكن السياسيين - بل يجب عليهم- أن يتّخذوا خطوات ملموسة من شأنها أن تخفّف حدة التوترات في انتظار الاعوام التي قد تستغرقها تسوية الصراع في سوريا.

يستمر لبنان في "أداء وظائفه" في احتواء أزمة تتوالى فصولها ببطء، وإجراءات أمنية ينتج منها استقطاب متزايد وترتيبات غير رسمية بين الخصوم يتوقَّع منها التعويض عن غياب رئيس الجمهورية، وسلطة تنفيذية فاعلة، وجهاز قضائي مستقل، ورؤية اقتصادية، وسياسة لمعالجة شؤون اللاجئين. وفي حين يستمر في الصمود أمام التهديد والضغوط الخارجية، فإنه منغمس في هذا التحدّي المرهق الى درجة يسمح فيها لنفسه بالتردّي والانحلال على نحو بطيء لكن أكيد.

ثمة عوامل تعمل لمصلحة لبنان، فقد توقف عن كونه حلبة رئيسية لمحاولات تغيير موازين القوى الإقليمية. حلّ محلّه كل من سوريا، والعراق، واليمن وليبيا (إضافة إلى فلسطين). القوة العسكرية والتنظيمية الكبيرة التي يتمتع بها "حزب الله" منعت أي محاولة لتحدّيه. ولا تزال الذكريات المريرة للحرب الأهلية تشكّل تحصيناً للدولة والمجتمع ضد الانخراط مرة أخرى في صراع داخلي جدّي.

إلاّ أن الديناميكيات التي تشهدها البلاد تشبه على نحو غريب تلك التي سبقت الحرب الأهلية. فقد عادت ثقافة الميليشيات، التي سادت في الماضي (...) إلى الظهور. والفوارق الاجتماعية والاقتصادية القديمة باتت أكثر عمقاً. وتدفُّق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين يعيد إلى الأذهان الموجة السابقة من اللاجئين الفلسطينيين، الذين أدى رفضهم من شرائح واسعة من المجتمع وما تلا ذلك من تسييس لقضيتهم، إلى تحوّل ما كان في البداية مبعث قلق تهديدا رئيسيا للأمن. انخراط "حزب الله" في دور إقليمي أدى إلى تعميق الانقسام الطائفي (...) ويشهد الجيش المؤسسة العابرة للطوائف والتي تعتبر العمود الفقري لما تبقّى من الدولة، حالة استقطاب متزايد.

وثمة مصدر آخر للقلق يتمثل في الإرباك غير المسبوق الذي تشهده الطائفة السنيّة، إلى جانب الشيعة والمسيحيين. يعكس خطاب قيادتها المفترَضة والمتمثلة في "تيار المستقبل"، الإحباطات المتنامية لقواعدها، بينما تخفق في مخاطبة هذه القواعد في شكل فاعل. ونظراً الى تراجع اهتمامها وانخراطها في مخاوف القواعد ومشكلاتها، بات المجال متاحا امام تيارات متنافسة، بعضها متطرّف أو حتى عنيف، لتمثيل هذه الطائفة التائهة، والمنقسمة والغاضبة، والمصابة بالذهول من قوة عزيمة "حزب الله"، وتطور الموقف الأميركي حيال إيران والعنف المستمر ضد السنّة على أيدي النظامين في سوريا والعراق. في المقابل، فإن تحوّل الطائفة التدريجي نحو مواقف أكثر راديكالية، الأمر الذي يثير مخاوف وجودية من الأصولية السنية لدى الجماعات الأخرى، يساهم في تنامي الدعم الذي يحظى به "حزب الله"، بصرف النظر عن كلفة الصراع المتصاعد. كما أن إحجام الجيش عن التصدّي للنشاط الشيعي العسكري، وقت يقوم بقمع مثيله السني، كونه يشكّل خطراً أكثر إلحاحاً، يساهم في تعميق الانقسام.

الطبقة السياسية، التي نمت وتغذّت على الصراعات، عازمة على الاكتفاء باحتواء الأزمة، وتفضّل تحاشي حدوث مواجهة دموية تعرف تماماً أنه لا يمكن الانتصار فيها وأنها ستكون مكلفة للجميع. وفي حين تشكل الاتفاقات المحلية غير الرسمية التي عقدتها بدائل موقتة فاعلة، فهي تساعد في المحافظة على الوضع الراهن وفي الوقت ذاته، في تآكله تدريجاً (...). من المرجح أن يفاقم سوء الإدارة، مصحوباً بالسياسات غير الديموقراطية وغير الدستورية، المشكلات الى درجة يصبح فيها التغيير الجذري الوسيلة الوحيدة لمعالجة هذه المشكلات. من مصلحة الطبقة السياسية الانتهازية تأجيل تلك اللحظة، لكن المفارقة هي أن ذلك يمكن أن يشكل أيضاً دافعاً يمكن تحويله لمصلحة البلاد، إذا سمح الوقت والظروف الإقليمية بذلك (...) تشمل الخطوات الصغيرة لكن البناءة التي يمكن اتخاذها إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية التي تأخر إجراؤها كثيراً، من دون انتظار تدخل خارجي لتحديد نتائجها، كما كانت الحال تاريخياً أو كذريعة تستخدم للتأجيل، وتبنّي سياسة حيال اللاجئين السوريين تقلّص التهديدات الأمنية وتطبيق محاكمات قضائية عادلة للسجناء الإسلاميين وإخضاع عناصر الأمن للمساءلة عن الانتهاكات التي تتم ممارستها ضد السجناء، واللاجئين والمجموعات الضعيفة الأخرى. إذا أخفقت الطبقة السياسية والآخرون الذين يمكنهم التأثير في المسار في اتخاذ خطوات مماثلة فإن البلاد لن تنجح إلاّ في تجاوز الحالات الطارئة التي تواجهها في الوقت الحاضر على حساب رهنها لمستقبلها".

 

مواصفات الرئيس العتيد للجمهورية

غسان حجار/النهار/21 تموز/15

أما وقد بدأت مسيرة البحث عن رئيس جديد للجمهورية، برعاية فاتيكانية، وبالتنسيق مع عواصم القرار، فان ثمة دفاتر شروط ومواصفات وضعها أو سيضعها معظم المؤثرين في القرار اللبناني أو المعنيين بهذا الشأن، تمهيدا للتوافق على الاسم الذي ربما تبدأ دوائر القرار الترويج له في وقت قريب. يقول متابعون ان ثمة بحثاً جدياً، ومساعي عملية، باشرها الفاتيكان قبل مدة بعيدا من الاضواء، ويسعى الكرسي الرسولي إلى الإفادة من اجواء الاتفاق النووي، ومن التوافق الدولي حول حماية استقرار لبنان، للوصول إلى اتفاق يحمي هذا البلد بما هو نقطة التقاء، ومركز انطلاق لمصالح ونشاطات عبر المنطقة تفيد منه الدول والأجهزة والشركات والمنظمات الدولية، ولحماية ما تبقى من الوجود المسيحي في منطقة مهد المسيح بعد تهجير طال مسيحيّي العراق وسوريا اخيراً. وينظر المسؤولون في الفاتيكان بقلق إلى الطريقة التي يعتمدها المسؤولون المسيحيون في لبنان في مجمل الملفات، لكنهم يتفهّمون ذلك والضبابية التي تغلف معظم ملفات المنطقة. من هنا يقدّرون حجم الضياع الذي لا يستثني احداً. لكن الديبلوماسية الفاتيكانية، المعروفة ببعدها التام عن الاعلام في الملفات السياسية، تتابع من كثب الشأن اللبناني. وهي تعرض بخجل رؤيتها لمواصفات الرئيس المقبل، وتسعى لكسب التأييد حيالها، كمقدمة لطرح الاسماء التي ينطبق عليها دفتر الشروط. وربما يكون احد الكرادلة يخفي في أكمامه اسماً أو اسماء يرى انها تنطبق على الرؤية الرومانية. ما هي تلك المواصفات؟

أولاً: ألا تكون للرئيس المقبل عداوات كبيرة وبالتالي ليس من فيتوات حادة عليه. وبهذا المنطق يجب ألا يسجل وصوله تحدياً لفريق، أو انتصاراً لفريق على آخر. وبهذا المنطق يفضل ألا يكون من صقور 14 أو 8 آذار، وإن كان منتمياً بالفكر والتعاطف والتأييد، تماماً مثل رئيس الحكومة تمّام سلام. ثانياً: ألا يكون اسمه مرتبطاً بالفساد المستشري في مفاصل الدولة اللبنانية، لأن الرئيس الفاسد يكون مرتهناً مسبقاً لكل مَن شاركه الفساد ولطبقة من السياسيين والاداريين والامنيين والاعلاميين الذين يمكن ان يشكّلوا ضغطاً أو عبئاً عليه. ثالثاً: ان يحظى برضى كنسي أو بالاحرى عدم رفض مسيحي، لأن الرضى يمكن ان يكون كرة ثلج تكبر يوماً بيوم إذا ما توافر الغطاء الكنسي الأعلى له، والذي يمكن أن ينسكب على كنيسة لبنان عبر السفارة البابوية. رابعاً: ان يكون الرئيس العتيد منفتحاً على العالمين العربي والاسلامي لان لبنان لا يمكن ان يعيش في عداء مع محيطه، ولا ان ينمّي العداء سواء مع السنة أي الاكثرية في المنطقة، أو مع الشيعة الذين تزداد فاعليتهم. خامساً: ان يكون صاحب رؤية ورؤيا وتروّ للتعامل مع ملفات كثيرة عالقة وشائكة. هل من مرشحين تنطبق عليهم تلك الشروط؟

 

هل يسطع قمر السلام بدراً في المنطقة أم ينقسم هلالين تخسفهما الحروب؟

 اميل خوري/النهار/21 تموز/15

يرى سفير سابق للبنان أن التعليقات على الاتفاق النووي سوف تستمر خصوصاً عندما يبدأ تنفيذ بنوده. وإذا كان ثمة من أيد هذا الاتفاق ومن عارضه أو تحفّظ عنه لاختلاف في قراءة مضمونه، فليس هو الاتفاق الوحيد الذي اختلفت حوله المواقف حتى وهو لا يزال على الورق، فإن مباشرة تنفيذه في ظل خلاف على تفسير بعض بنوده قد يجمده أو يعطله. والسؤال الذي لا جواب قاطعاً عنه حتى الآن هو: هل يشقّ الاتفاق النووي الطريق إلى سلام شامل في المنطقة ويجعل القمر وهو بدر يسطع نوره فوقها، أم ينقسم هلالين أحدهما سنّي والآخر شيعي ما يجعل نور كل هلال يسطع فوق منطقته، أو ينخسفان إذا تصادما؟... فإذا كان الاتفاق النووي سيشق طريق السلام إلى المنطقة، فمطلوب من الدول المعنية وضع جدول بأولويات الحلول للحروب القائمة في أكثر من دولة بدءاً بحرب اليمن توصلاً إلى تحقيق تقارب سعودي – إيراني يساعد على إيجاد حلول لكل الأزمات التي تعصف بدول المنطقة، ومن الحل في اليمن الى حل في سوريا بعدما بات الجميع مقتنعاً بأن الحل فيها سياسي وليس عسكرياً بدليل أن الحرب فيها لم تكن حاسمة رغم مرور ما يقارب الخمس سنوات، ثم إنهاء الحرب في العراق وفي ليبيا كي يصير في الإمكان إقامة جبهة عربية وإقليمية ودولية واحدة تواجه الإرهاب وتنتصر عليه في أسرع وقت ممكن. ولا بد عند إنهاء الحروب في دول المنطقة من وقف تسليح وتمويل مجموعات لا عمل لها سوى زعزعة الأمن والاستقرار والقيام بأعمال عنف وارتكاب جرائم اغتيال ما يحول دون تحقيق الازدهار ومحاربة الفقر والبطالة، وهذه من أهم عناصر الإرهاب والذهاب إلى الانتحار وخلق البيئات الحاضنة. ومن الطبيعي ألا يكتمل السلام في المنطقة من دون أن يتحقق مع إسرائيل التي وإن كانت تمتلك السلاح النووي فإنها تظل في خوف وقلق على مصيرها إذا لم تصبح دولة من المنطقة وليس كما هي الآن دولة في المنطقة. وأهمية هذا السلام مع اسرائيل أنه يتحقق بمشاركة إيران التي لا تعترف بها وتدعو إلى إزالتها من الوجود. أما إذا كان الاتفاق النووي لن يحقق كل ذلك ولن يغيّر شيئاً في سلوك إيران حيال دول المنطقة، كما بدا من خطاب المرشد علي خامنئي، مثلما لم يغير نزع السلاح الكيميائي السوري شيئاً من سلوك نظام الرئيس بشار الأسد، فإن المنطقة تكون سائرة نحو حروب مستمرة قد لا تتوقف إلا بتقسيمها وهو ما تريده إسرائيل وتخطط له منذ زمن. لذلك لا بد من مراقبة سلوك إيران بعد الاتفاق النووي وعند مباشرة تنفيذه، فإذا ظلت تغذي الحرب في العراق وسوريا واليمن وتمول الأحزاب والتنظيمات وتسلحها لزعزعة الامن والاستقرار في كل دولة، ولا تستثني حتى لبنان من ذلك، فلن يكون عندئذ أمل في قيام دولة قوية وقادرة في المنطقة على مواجهة أي عدوان لاسرائيل وفرض السلام العادل عليها، كما لن تجد الحرب على الارهاب في المنطقة وخارجها نهاية قريبة لها. لقد أعلن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان ما بعد الاتفاق النووي هو غير ما قبله، من دون ان يفصح اكثر من ذلك. فهل ستخضع المنطقة في نظره لهيمنة ايران وسياسة الغالب والمغلوب التي لا توصل الى مواجهة اسرائيل ولا الى مكافحة الارهاب؟ إن الاشهر المقبلة قد تجيب على كثير من التساؤلات والتوقعات، كما انها قد تجيب على من ينظرون الى الاتفاق النووي بتفاؤل وعلى من ينظرون اليه بتشاؤم. ولكن أياً تكن النظرة إليه فإن المطلوب من الزعماء في لبنان ألا ينتظروا الى ما بعد الاتفاق كما انتظروا ما قبله، بل أن يعملوا بسرعة على ملء الشغور الرئاسي بانتخاب رئيس يحل انتخابه مشكلة الخلافات حول آلية عمل الحكومة وتشريع الضرورة في مجلس النواب، إذ انه آن الأوان لأن يحكم اللبنانيون أنفسهم ليستحقوا وطناً ودولة، لا أن يظلوا محكومين من خارج ولا يستحقون لا وطناً ولا دولة.

 

طهران التخريب، طهران الاستقرار

 راشد فايد/النهار/21 تموز/15

سؤال ساذج يجب ان يطرحه كل متابع للاتفاق النووي الدولي مع ايران: لماذا يجمع كل المهنئين والمرحبين، من عرب وعجم، وقياديين وطامحين سياسيين، على انه سيوفر الاستقرار للمنطقة؟ فالجميع، من أوباما الى رئيس "المجلس العام الماروني"، ومن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي الى وزيري الخارجية التركي والعراقي، قالوا العبارة نفسها: الاتفاق سيأتي بالاستقرار إلى المنطقة. حتى ان الرئيس الايراني لمح، يوم الاربعاء الفائت، الى ان أولى ايجابيات الاتفاق ستظهر في اليمن ولبنان. لكن لماذا يكون الاتفاق النووي بين الدول الكبرى الـ 6 وايران، مدعاة للتفاؤل بهدوء وسلم يحلان على المنطقة؟ الجواب تعطيه الوقائع التي يغضنها المرحبون والمهللون، في تعليقاتهم: ايران هي القوة المخربة من لبنان الى اليمن، وهي الادارة الناظمة لإغراق المنطقة في الفوضى. والمنتظرون هدوء الشرق الاوسط، بعد الاتفاق النووي، يعتقدون ان عودة طهران تحت مظلة الشرعية الدولية، تجعلها تحترم سيادات الدول وحقوق الشعوب في خياراتها، وتاليا استقرارها. لم تحد طهران عن نهج اثارة الفوضى في المنطقة منذ عودة الخميني اليها، وربما مذ كان في فرنسا، وبعض كثير مما تفعله "داعش" و "النصرة" اليوم، كان جزءاً من أساليبها. لم تفعل ذلك مباشرة، بل بالواسطة، عن طريق تنظيمات شكلتها في كل بلد فيه حيز لخلاف سياسي أو اختلاف مذهبي. كل ذلك تحت راية تحرير القدس حيناً، وتأديب "عملاء اسرائيل"، أحياناً. ارادت طهران، وكادت تنجح في تحويل الشيعة العرب الى جاليات فارسية في بلدانهم، بإحياء حقد ديني ملتبس منذ أكثر من 1400 سنة، وجعلت من عودة المهدي المنتظر ألعوبة سياسية تبرر، عبر دسّ اعلامي، سفك المزيد من الدماء في "سواراقيا"، وتتيح اقناع الفتيان والبالغين بالمشاركة في القتال، وفق ما يتكشف في بيئة حزب الامين العام في لبنان. ليس حال العراق اليوم، ببعيد عن هذا المنطق "الديني" المفتعل، الذي يرفده في سوريا شعار سياسي هو "الدفاع عن محور الممانعة"، وهو ما تتظلله أيضا في لبنان. واذ رأت طهران في اليمن والبحرين حقوقا ديموقراطية لشعبيهما، لم ترَ الحقوق نفسها للأهوازيين، والآذريين والأرمن والأكراد، في أراضيها، أي اكثر من نصف سكانها، الممنوعين حتى عن تعلّم لغاتهم الأم، فدعمت الحوثيين، وسعت، وتسعى، إلى احتضان بحرانيين وإلباسهم ثوبها: نجحت في الأولى، بتواطؤ علي عبد الله صالح، وتعثرت في الثانية بالوعي الوطني البحراني. لكن الإستقرار المرهون بانصياع ايران للشرعية الدولية لا يبدو سهلا وبسيطا. فالإتفاق النووي سيظهًّر الشروخ في بنية النظام، لا سيما مع تسريب البنود في الملاحق العلنية والسرية. ومن الآن إلى أن يصبح ناجزا، أميركيا، ستجري مياه كثيرة تحت الجسور، واستعراض عضلات سياسية، وغير سياسية، على امتداد ساحة "التخريب".

 

 وغابت «الملائكة» عن سماء «حزب الله»

علي الحسيني/المستقبل/21 تموز/15

لم يتطابق حقل معركة الزبداني التي كان قد بدأها «حزب الله» منذ شهر تقريباً مع حسابات بيدره، فالحزب الذي اراد الهروب من مآزق حرب طويلة تستنزف عناصره بشكل يومي في دمشق والقلمون، قرّر القفز إلى الامام عبر معركة لم يُعد لها بالشكل المطلوب ولم يختر التوقيت المناسب لخوضها، فسقط في شرّ التبعية من دون أن يُحقق «نصرا» أراد أن يُهديه لجمهور متعطش إلى زمن الإنتصارات. يعجز «حزب الله» عن احداث خرق ملموس على جبهة «القلمون»، فلا الوعود بالنصر تحقّقت، ولا قضم المساحات آتت أكلها حتّى اصبح وضع عناصره أشبه بمركب تائه في عرض البحر تتقاذفه الأمواج العاتية من جهة إلى اخرى، وخطط نقل العناصر بين الجبهات لا تعني سوى مزيد من الخسارة، لكنها تبقى إجراءات ضرورية يهدف الحزب من ورائها، الى تخفيف حدة توتر عناصره وإن كان الموت يُحاصرهم في كل مكان يذهبون اليه. قد يسأل البعض عن سر فتح معركة «الزبداني» في هذا التوقيت بالذات وخصوصاً أنها بلدة مُحاصرة منذ سنتين تقريباً. وقد يستغرب البعض فتح الحزب ممرات للعديد من العناصر المسلحة التي كان يُقاتلها في القلمون بإتجاه الزبداني، ثم إنقلابه على إتفاقات سابقة كان آخرها مع الفصائل المسلحة داخل البلدة والتي قضت بعدم تعرضه مع جيش النظام لها، مقابل عدم استهدافها طريق عام دمشق - بيروت وعدم قطع مجاري المياه عن العاصمة السورية. إنقضاض «حزب الله» على الإتفاقية غير المُعلنة مع مُسلحي الزبداني جاء نتيجة تخبطه في «القلمون» و»الغوطة» الشرقية إضافة إلى سقوط المئات من عناصره في فترة قصيرة قياساً مع مدة تدخله في الحرب السورية من دون أن يُحرز أي تقدم لا في الميدان ولا في نفوس عناصره الذين ابتلعت بعضهم جبال المنطقة ووديانها. وكان أحد ضباط النظام فصّل عبر وسيلة اعلامية تابعة للحزب، كيف لجأ المسلحون إلى حيلة إشعال نيران كالتي أشعلتها عناصر النظام والحزب في بعض مناطق القلمون، كدليل للعناصر الذين تاهوا بعد هجوم مضاد نفذه المسلحون ضدهم، ما جعل من هؤلاء صيدا سهلا للقتل والأسر، بعد لجوئهم إلى أماكن تواجد المسلحين عن طريق الخطأ.

تأفف بيئة «حزب الله» الممتدة من الضاحية الجنوبية إلى الجنوب فالبقاع، ينعكس بطبيعة الحال عامل توتر على قيادة الحزب وعلى سير معاركها في سوريا، فجمهور الحزب يطالب بإنجازات فعليّة تمكّنه من غض الطرف الى حد ما عن النعوش التي يستقبلها على الدوام، وعن الجرحى الذين توصف حالاتهم بالحرجة لدرجة تجعل من بعضهم يتمنون لو أنهم «إسشتهدوا»، كما هو حال عنصر من عائلة فرحات، كان فقد نظره ورجليه ويده اليُمنى بلغم أرضي في الغوطة، في ظل عجز من الأهل عن فعل أي أمر يُمكن ان يُهدئ من حالة ولدهم.

يكتوي «حزب الله» بنار حروب يُلاحقها هو من مكان إلى آخر ويتبرّع بقتل عناصره بالمجان في سبيل قضايا لا تعود عليه بالنفع ولا بالفائدة ولا على أبناء طائفته. شبح الموت يخطف منه خيرة «الشباب» ويُحاصر بيئته من الجهات كافة. يُقابل هذا كله صرخات ألم ترتد إلى مطلقيها بصناديق خشبية تروي حكاية عائلات دفعت من عمرها ولحمها الحي، لتحافظ على أبناء أخذهم «الواجب الجهادي» وخلّف وراءه أيتاماً وأرامل، ودموع أمهات يتحرقن شوقاً لعودة أبنائهن وينتظرن عند عتبات المنازل، في وقت تقوم عائلات سورية كانت تدعم النظام، ببيع منازلها في مناطق الساحل خوفاً على حياة أبنائها. الأمر المستغرب في الحرب التي يخوضها «حزب الله» اليوم في سوريا، أن «لا ملائكة تقاتل الى جانب عناصره على غرار الحرب التي خاضها ضد اسرائيل في تموز 2006«، بحسب إدعاءاته حينها، يومها كانت تُنسج الروايات وتُختلق القصص عن «ملائكة» ساهمت بـ»النصر» إلى جانب المقاتلين، وعن عنصر «انطلقت صليات صواريخ راجمته وحدها صوب المستعمرات بعدما عجز هو عن تنفيذ المُهمّة بعد تعرّضه لإصابة بالغة في يده«، وغيرها الكثير من الروايات التي كانت تدل على حجم الحرب وشرعيتها الدينية والسياسية والعسكرية بالنسبة إلى الحزب وجمهوره. اليوم تغيب كل هذه القصص من البال لأسباب لم يُحدثنا عنها إعلام الحزب الحربي، أقلّه حتى اليوم. عنصر من «سرايا المقاومة« كان قد اصيب في القلمون منذ سنة، سُمع يتحدث الى مجموعة من أصدقائه عن تلك الفترة، يقول من باب الدعابة: «الحرب في سوريا وتحديدا في القلمون هي عبارة عن صفقات بين جميع الاطراف من ضمنهم حزب الله، وفي حالة كهذه تقف الملائكة على الحياد وتكتفي بالمراقبة وبإحصاء عدد القتلى».

 

«حزب الله» على مفترق «النووي».. وأمن إسرائيل

علي رباح/المستقبل/21 تموز/15

انتهى «ماراثون» التوقيع على «الاتفاق النووي» بين إيران ومجموعة الـ»5+1». وكما جرت العادة، فإن أصحاب البشرة السوداء والسمراء يملكون القدرة على الركض وإحراز اللقب. هكذا فاز الرئيس الأميركي باراك أوباما باللقب وبكأس «التوقيع»، ليهديه الى «الإصلاحيين» في إيران، أصحاب المشاريع المتمايزة عن مشاريع السيّد علي خامنئي والحرس الثوري. وهكذا، وبدهاءٍ وخبثٍ كبيرين، نجحت الإدارة الأميركية في تحويل الخلاف والسجالات بين إيران والمجتمع الدولي الى صراعٍ داخل البيت الإيراني الواحد.

مشروعان داخل إيران ظهرا بوضوح قبيل وعقب التوقيع على الاتفاق النووي. المشروع الأول يقوده الرئيس حسن روحاني بدعمٍ من الفريق الإصلاحي والمجتمع الدولي، يهدف الى تحسين الاقتصاد الداخلي، لتصبح إيران قوة اقتصادية عظمى (على الطريقة التركية). والمشروع الثاني، يقوده السيّد علي خامنئي مدعوماً من الحرس الثوري داخلياً و«حزب الله إقليمياً، ويهدف الى تصدير الثورة كسبيل لفرض النفوذ، حتى لو جاع الشعب. شهد يوم السبت الماضي خطابين كانا بمثابة التجسيد الواقعي لهذين المشروعين. خطاب صباحي للسيّد خامنئي، قال فيه إن «الاتفاق النووي مع القوى العظمى لن يغيّر سياسة إيران في مواجهة الغطرسة الأميركية، ولا في دعم إيران لأصدقائها في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن والبحرين». وحديث مسائي للرئيس روحاني، أكد فيه أن «الاتفاق النووي يؤدي الى توثيق العلاقات بين إيران والجيران العرب».

من المؤكد أن الأمر يتعدى تقسيم الأدوار بين رأسَي النظام الإيراني. فإذا نجح مشروع الإصلاحيين، المدعومين من الغرب، فسيشكّل ذلك انتكاسة كبيرة للمحافظين، الساعين الى توسيع حروبهم تمهيداً لفرض النفوذ. وبين هذين الخطابين والمشروعين، يقف «حزب الله« على مفترق طرق يحدّد مصيره ومستقبله. فكيف يقرأ «حزب الله« الاتفاق النووي؟ وما هو موقفه من تجاذبات البيت الإيراني؟ وما هي هواجسه الفعلية؟ في عام 2013، وعقب انطلاق المفاوضات المباشرة بين إيران و»الشيطان الأكبر»، أطلّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد نصرالله في خطاب عاشورائي، ليشمت بـ»14 آذار» على اعتبار أن «الأميركيين باعوا جماعتهم». يومها لم يعبّر حديثه عن شماتةٍ بالفريق الآخر بقدر ما كانت رسالة الى إيران التي «لن تبيع جماعتها». وقبل أيام على توقيع الاتفاق، قال السيّد في خطابه بمناسبة يوم القدس إنه «لو أعطوا إيران كل ما تريده في الملف النووي وما لا تحلم به، شريطة اعترافها بوجود دولة إسرائيل، فإن جمهورية الإمام الخميني بقيادة السيّد خامنئي وبحكومتها وبمجلس نوابها، لن توافق على بند من هذا النوع». وعقب التوقيع على النووي، وبينما كانت التجاذبات الإيرانية الداخلية آخذة بالتفاقم، قال مسؤولو حزب الله إن «الحزب بعد النووي هو نفسه حزب الله المقاومة ونصرة فلسطين».

حرص «حزب الله« على التأكيد أن المقاومة باقية وتتمدّد، وبأن فلسطين هي وجهتها، حتى إذا مرّ طريقها في سوريا، ذلك الطريق الذي يبدأ ولا ينتهي. لكن الحزب أثبت أنه مسكون بهواجس الحفاظ على مشروعيته، ليقينه أن دخول إيران في المنظومة الدولية، يعني التزامها بالقرارات الدولية وبالقانون الدولي. أي أن ممارسات «الحرس الثوري«، الذي هو جزء من هيكليته، والمتمثّلة باختراق الحدود وسيادة دول المنطقة، باتت من الخطوط الحمر الدولية. ربما لهذا السبب استشرس «المقاومون» في الأيام القليلة الماضية في الحديث عن سقوط الدولة اللبنانية وضرورة الذهاب الى مؤتمر تأسيسي، علّه يعوّض انتكاسة «مشروعيته» بمكاسب داخلية.

لكن هل تسعى واشنطن بالفعل الى ضرب «حزب الله« وسلاحه؟

على الرغم من خطاب الممانعة المعادي لـ»الشيطان الأكبر»، إلّا أن هذا «الشيطان» لم يعطِ يوماً انطباعاً بأنه ضد تضخّم دور «حزب الله« في الداخل اللبناني. غداة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم تعارض واشنطن انتاج توافق دولي عرف بـ»التحالف الرباعي». وأثناء غزوة بيروت في «7 أيار»، كان كثيراً على الموقف الأميركي أن يوصف بالخجول. ما يهم واشنطن، كما تل أبيب، هو أمن إسرائيل. وبعدها لا يهم إن هيمن حزب الله على الدولة اللبنانية، أو حارب السوريين على «طريق القدس». بل على العكس تماماً. قد تعزّز واشنطن دور الحزب في محاربة «الإرهاب والتكفير» في المنطقة. وبذلك تبقى إسرائيل سعيدة لما يجري في المنطقة، كما قال نصرالله في خطابه الأخير، ويُستنزف الحزب في سوريا والمنطقة بعيداً عن القدس وتراب فلسطين. حتى في ذلك مصلحة مشتركة بين الأميركيين ونصرالله، الذي بات يرى أن «الإرهاب» يشكل خطراً وجودياً أكبر من الخطر الإسرائيلي! من المؤكد حتى اللحظة أن الاتفاق النووي جاء في سياق الطرح «الإصلاحي» على حساب استراتيجية الولي الفقيه الذي عمل سنوات على بنائها. اتفاق يرى فيه اللواء سعيد قاسمي، أحد المحافظين المتشددين المقربين من المرشد، نهاية نظام الولي الفقيه. وبينما يخوص الإصلاحيون والمحافظون صراعاً على مستقبل إيران وليس حاضرها، يقف «حزب الله« على «ضفة النهر» يراقب مرور جثث السلاح ورفاق السلاح.. و»ما باليد حيلة». مرّت جثة الكيماوي السوري، لتلحق بها جثة «السلاح النووي العسكري» الإيراني، وها هو العدو الإسرائيلي يتحدث اليوم عن أن «صواريخ حزب الله أخطر عليه من النووي الإيراني»! فهل تمر جثة «المنظومة الصاروخية» لـ»حزب الله«، الذي بات محكوماً بالالتزام بالقرارات الدولية، كما سيده الإيراني، بعد أن كان يركلها برجله لعقود طويلة؟ المنظومة الإعلامية لحزب الله تُهلّل للاتفاق النووي؟ إن كيد الممانعة عظيم!

 

أوباما إن أراد

علي نون/المستقبل/21 تموز/15

لن يغيّر الاختلاف في «شرح» «اتفاق فيينا» بين إيران والدول الست الكبرى، شيئاً من صيرورة ذلك الاتفاق حكماً مبرماً. ولن يغيّر أي شيء، بما فيه المطوّلات المرتقبة في الكونغرس الأميركي، أو مزايدات المحافظين وقادة «الحرس الثوري» في طهران، أي حرف في النصّ الذي كُتب، والذي أقرّه مجلس الأمن بعد الاتحاد الأوروبي، بسرعة قياسية. كما لن تعدِّل القراءة المتفاوتة لتداعيات ذلك الاتفاق، ولا كثرة اللغط المرافق له، شيئاً من حقائقه الثابتة، وفي رأسها انه كرّس المقايضة بين مشروع «القنبلة النووية» الإيرانية ورفع العقوبات الدولية...

لكن أحكام المنطق تستدعي بعض الاستطرادات. من نوع ان الإصرار المتبادل من فريقي الاتفاق على حصره في الشق النووي، والاعلان عن استمرار النزاع حيال كل شيء آخر تقريباً(!) يعني تلقائياً (أو يُفترض أن يعني تلقائياً) أن السياسة الإغرائية التي اعتمدها أوباما خلال مرحلة التفاوض، يجب أن تتغير تبعاً لانتهاء وظيفتها! وذلك يدفع حسابياً، الى توقّع سياسة أميركية مغايرة إزاء النكبة السورية مثلاً وأولاً وأساساً! خصوصاً وأن «المرشد» الإيراني قطع نصف المسافة من جهته، وأكد بوضوح استمرار النهج المعتمد من قبل بلاده في سوريا واليمن والعراق ولبنان وفلسطين. والحاصل، هو ان الضجيج الصدامي المتبادل بين الطرفين يكاد يتخطى وظيفته التبريرية. وإذا كان الأمر لا يسبب الكثير من الحرج للطرف الإيراني، فإنه بالنسبة الى صاحب القرار في واشنطن يزيد من وتيرة الضغط عليه، من الداخل والخارج، كي يعطي تبريراته بعض الصدقية، أي أن يؤكد ويفعّل ما يقوله من أن الاتفاق النووي، هو نووي فقط! ولا يعني نسفاً لكل التراث المتراكم في دوائر الادارات الأميركية المتعاقبة إزاء إيران وسياساتها العدوانية والداعمة للإرهاب. ولا تسليماً لها في الملفات الحارقة في المنطقة العربية والإسلامية! وذلك، إذا ركب المنطق على سيبة مستوية وليست ملتوية، يفترض أن يُترجم سريعاً على الأرض في سوريا قبل غيرها وأكثر من غيرها. من خلال العودة الى اعتماد مقاربة طبيعية لا يُجادل في صحتها عاقلان، تفيد بأن محاربة الارهاب «الداعشي» تستدعي ضرب القطب الجاذب لذلك الارهاب، أي بقايا سلطة بشار الأسد وارتكاباتها وفظاعاتها وكيماوياتها وجرائمها، والخروج من نكتة «تدريب» المعارضة المعتدلة الى السماح لتلك المعارضة بالحصول على أنواع محدّدة من الأسلحة، وخصوصاً تلك المضادة للطيران الحربي، ورفع الحظر عن مشروع اقامة منطقة آمنة في الشمال، وغير ذلك من التفاصيل الميدانية، الكفيلة إذا اكتملت بتقصير عمر النكبة السورية، وبناء معادلة ممكنة لمحاربة الإرهاب، شبيهة فعليًّا، بتلك التي بُنيت في العراق تحت اسم «الصحوات». .. لكن، هل يريد أوباما ذلك أساساً، أم انه في مكان آخر؟! هل يريد تقصير عمر النكبة السورية وإنهاء الإرهاب «الداعشي» أم ان الأمر، وفق تصوراته وتصورات أركانه، سيحتاج الى سنوات طويلة؟!

 

خامنئي القائد عَلٍمَ ووافق ورفْض «الحرس» مرفوض!

أسعد حيدر/المستقبل/21 تموز/15

بدأت رقصة «التانغو» السياسية بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية في إيران. كل خطوة لها ما يتبعها ويتسق معها. الانسجام بين «الراقصَين» يحقّق النجاح. لا يمكن اللعب على شروط «الرقصة»، لأنّ المراقبين جاهزون لتسجيل أي خطأ. في السياسة، قَبِلَت طهران طوعاً الدخول تحت «مظلة» الشرعية الدولية. لا يمكنها العمل إلاّ بشروط هذه «المظلة» وقواعدها. لا يمكن أن يكون العضو داخل «المظلة» وخارجها في وقت واحد. لـ«المظلة» الشرعية الدولية شروطها وقواعدها وواجباتها وعوائدها، التي لا يمكن اللعب عليها.

مهما كابرت طهران، فإنّها في مفاوضات فيينا خضعت لشروط قاسية جداً، حقّقت تخلّيها عن «السيادة النووية» التي أرادتها. كل المشروع النووي الإيراني من «الإبرة» إلى الصاروخ تحت المراقبة الدقيقة لمدة 15 سنة يُضاف إليها عشر سنوات رقابة تنفيذاً لاتفاقية منع الانتشار. ستفكّك إيران حوالى 13 ألف جهاز طرد مركزي تُوضع في مخزن «مفتاحه» مع الوكالة الدولية، وستكون لها فترة شهر واحد لتفكيك ألف جهاز طرد مركزي في «ناتنز» وتغيّر موقع «فوردو» كلياً بعد إلغاء العمل بالمياه الثقيلة. أيضاً إذا أثيرت شكوك حول أي نشاط سرّي إيراني ستُتاح للوكالة فرصة الدخول المنظّم إلى المناطق المشبوهة بما فيها المواقع العسكرية. إيران كما العراق سابقاً تخلّت عن جزء من سيادتها الوطنية. ستحتاج إيران ستة أشهر من بدء تطبيق الاتفاق للإفراج عن نحو 100 مليار دولار. هذا غيض من فيض. أمّا ما يتعلق بسلاح الصواريخ، فإنّ القرار يدعو إيران إلى وقف التجارب على صواريخ بالستية قادرة على إيصال سلاح نووي لمدة ثماني سنوات. يُقال إنّ 15 سنة ليست شيئاً في عمر الشعوب وصناعة التاريخ، وهذا صحيح. لكن أيضاً أعمار الأنظمة حتى ولو كانت في الشرق ليست أبدية. انفتاح إيران على العالم له مفاعيله. نظام الولي الفقيه نجح تحت شعار «المقاومة» للمقاطعة الدولية في وضع القيود على حركة الشعب الإيراني دون أن ينجح في وأد تطلّعاته الديموقراطية ونحو الحرية الاجتماعية وحقّه في التنمية وفي حياة اقتصادية تتناسب مع ناتجه القومي. عودة الروح إلى الاقتصاد الإيراني، ستُعطي قوّة دفع حقيقية للمجتمع المدني الإيراني وممثليه. الانتخابات التشريعية القادمة ستؤكد حجم التغيير الذي سيتقرر قبل نهاية آذار 2016.

قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري رفض «الاتفاق» لأنّه خرق «خطوطاً حمراء» سبق وأن وضعها المرشد آية الله علي خامنئي. هذا الرفض خطير جداً. السؤال هل يستطيع الجنرال جعفري وبضعة جنرالات آخرين من الوقوف في وجه تنفيذ الاتفاق الذي إلتزمت الدولة الإيرانية به؟

إيران دولة شديدة المركزية. تنفيذ الاتفاق متى بدأ لا يمكن الوقوف في وجهه لأنّه لا يمكن الوقوف في وجه «قطار سريع». تصريح جعفري من نوع «اللهم إني بلّغت». وهو اعتراض لتمهيد تقاعده من «الحرس الثوري» يسمح له لاحقاً بأخذ (ومعه مَن يؤيّده من الجنرالات) موقعاً في الحياة السياسية كما حصل مع زملاء سابقين له مثل الجنرال رضائي والجنرال شمخاني وغيرهما. في نظام مثل النظام الإيراني الجنرال «عسكري» ينفّذ أمر القيادة. آية الله علي خامنئي هو الولي الفقيه وهو «الرهبر» أي القائد. في حالة جعفري وغيره من الجنرالات والسياسيين والمعترضين، عليهم أن ينفّذوا أمر «القائد». لا يمكن لخامنئي أن يقول لهم «معكم حق»، لأنّه اطّلع ووافق مسبقاً على كل نقطة وفاصلة في الاتفاق. لا يمكن لخامنئي أن يقول لم أطلع أو لا أعلم. في الحالتين خاسر وقيادته ستهتزّ. جواد ظريف جاء إلى طهران قبل 48 ساعة من توقيع الاتفاق النهائي الذي يجب أن يُؤخذ كله أو لا يوقّع. الاتفاق «سلّة» متكاملة غير قابلة للتجزئة. ثمة ثغرات في الاتفاق النووي لأنّه لا اتفاق مثاليا كامل الأوصاف. تنفيذ هذا الاتفاق سيتحوّل إلى «ساحة للتجاذبات ومرآة حقيقية لطبيعة العلاقات الأميركية الإيرانية». يمكن شدّ الشروط وإرخاؤها حسب تطوّر الثقة والعلاقات الأميركية الإيرانية. في المستقبل، السياسة هي التي ستحدّد إلى أي مدى ستشدّد الشروط في تطبيق الاتفاق. التشدّد والمرونة من صلب حركة المدّ والجزر في العلاقات بين طهران وواشنطن. في قلب هذا المسار السياسي الاقليمي لإيران، مدى انسجامه مع السياسة الأميركية وأهدافها. كلّما تقدّمت إيران خطوة في الاتجاه الصحيح يتم تخفيف أعباء شروط الاتفاق. رُفِعَ أمس العلم الكوبي في وزارة الخارجية الأميركية. إيران الإسلامية ليست أكثر تشدّداً على الصعيد الايديولوجي من كوبا الشيوعية - الكاستروية. في الأساس الايديولوجيا عابرة. مصالح الشعوب ثابتة وسابقة على كل شيء. إيران ما بعد الاتفاق لن تكون كما كانت قبلها. انتهى زمن الخطابات، بدأت مرحلة الواقعية والعمل!

 

حقيقة التنازلات الأميركية أمام إيران

إيلي ليك/الشرق الأوسط/21 تموز/15

يعكف الرئيس أوباما وإدارته حاليًا على الترويج للاتفاق النووي المبرم مع إيران، مشيرين إلى أن المفاوضين الأميركيين تمسكوا بموقف صارم في مواجهة ضغوط مارستها إيران في اللحظات الأخيرة لنيل مزيد من التنازلات. إلا أنه لدى مقارنة الاتفاق المعلن بذلك الوارد في وثيقة البيت الأبيض حول «إطار العمل» الذي تم التوصل إليه في أبريل (نيسان)، سنكتشف أن الغرب قدم بالفعل كثيرا من التنازلات لإيران خلال الأيام الأخيرة للمفاوضات في فيينا. مع ذلك، يبقى الموقف الصارم الذي تحدث عنه البيت الأبيض صحيحا نسبيًا في حالات قليلة، حيث أصر قادة إيران علانية على أنهم سيمنعون دخول مفتشين دوليين لأية مواقع عسكرية، وحاول المفاوضون الإيرانيون الفوز بقرار برفع فوري لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الأسلحة التقليدية المتجهة لإيران. في كلتا الحالتين، رضيت إيران بحلول وسط بهدف التوصل لاتفاق نهائي. ومع ذلك، فإن التنازلات جاءت في أغلبها من قبل الغرب، وبصورة أكبر. على سبيل المثال، في أبريل، روج البيت الأبيض لفكرة أن «إيران أبدت التزامًا مطلقًا بعدم إجراء إعادة معالجة أو أعمال بحث وتطوير بمجال إعادة المعالجة على الوقود النووي المستهلك». ومع ذلك، فإن الاتفاق الجديد يسمح لإيران بإعادة معالجة مثل هذا الوقود بعد مرور 15 عامًا. كما ينص الاتفاق النهائي على أن طهران بمقدورها البدء في إنتاج أجهزة طرد مركزي متقدمة وفاعلة لتخصيب اليورانيوم في غضون ثماني سنوات. ويأتي ذلك على الرغم من أن وثيقة البيت الأبيض الصادرة في أبريل لمحت بقوة إلى أن جهود البحث الإيرانية بمجال أجهزة الطرد المركزي المتطورة سيتم إرجاؤها لمدة 10 سنوات.

في أبريل أيضًا، أعلن مسؤولون رفيعو المستوى بالإدارة أن الاتفاق النووي سيسمح للمفتشين بالدخول «في أي وقت وفي أي مكان» داخل المواقع النووية المشتبه بها. بيد أن الاتفاق الجديد يمنح إيران حق الحصول على إخطار قبل التفتيش بـ24 يومًا، علاوة على إمكانية رفضها زيارة المفتشين لمواقع محددة على الإطلاق. أيضًا، وافقت الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة للتفاوض على رفع الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على الأسلحة التقليدية لإيران في غضون خمس سنوات، وإنهاء العقوبات المفروضة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني خلال ثماني سنوات، وهما قضيتان لم تتطرق إليهما وثيقة البيت الأبيض الصادرة في أبريل.

الملاحظ كذلك أن «خريطة الطريق» التي أصدرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، حيال كيفية تسوية قضايا عالقة منذ أمد بعيد بخصوص جهود إيران لبناء سلاح نووي تثير مزيدا من المخاوف، حيث يتسم وصف كيفية قيام الوكالة بذلك بقدر خطير من الغموض. كما أنه حتى مايو (أيار)، تمثل الموقف الأميركي في ضرورة إفصاح إيران عن هذا التاريخ قبل رفع أية عقوبات عنها. الآن، تم التخلي عن هذا الشرط لرفع العقوبات. ومع أن اتفاق أبريل كان مجرد اتفاق إطاري، ومن الطبيعي أن تطرأ عليه بعض التغييرات في صورته النهائية، فإن الحقيقة تبقى أن جميع تلك التنازلات عند النظر إليها بصورة مجملة تمثل تراجعًا من جانب فريق المفاوضين الأميركي منذ الربيع. وفي حديث لي مع فاليري لينسي، المديرة التنفيذية لمشروع ويسكونسن حول السيطرة على الأسلحة النووية، قالت إن وثيقة أبريل «تركت مساحة كافية للتراجع بهدف خلق انطباع بأنه لم يجر تقديم تنازلات في لوزان، لكن عندما قرأت الاتفاق بات واضحًا أمامي أنه تم التنازل عن بعض الأمور فيما يخص تفاصيل التعامل مع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وإعادة معالجة البلوتونيوم وعمليات التفتيش».

الملاحظ أن التنازلات المتعلقة بتطوير إيران لأجهزة طرد مركزي متقدمة في العام الثامن تثير القلق بصورة خاصة. في هذا الصدد، أخبرني بليز ميتشال، مدير برنامج الأمن الوطني لدى «بايبارتيزان بوليسي سنتر»، أن هذه الاتفاق يعد بمثابة «خطوة إلى الخلف». وأوضح أن أجهزة الطرد المركزي المتطورة بإمكانها تخصيب كميات أكبر من اليورانيوم بسرعة أكبر عن الأجهزة القديمة التي تمتلكها إيران وتنتمي لطراز «آي آر1».

أيضا أخبرني ديفيد ألبرايت، المفتش السابق على الأسلحة والذي يترأس حاليًا «معهد العلوم والأمن الدولي»، بأن التنازل المرتبط بأجهزة الطرد المركزي جاء بمثابة مفاجأة. وأضاف: «يبدو أنه يفتح الطريق أمام إيران لتوسيع دائرة أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لديها في وقت مبكر عما هو متوقع أو مرغوب». وتوقع أن تمكن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة «آي آر6» أو «آي آر8» التي سيسمح لإيران بتركيبها بحلول العام الـ13، تمكّن إيران «من تقليل الفترة الزمنية الفاصلة بينها وبين امتلاك سلاح نووي إلى أيام أو بضعة أسابيع».

كما أعرب ألبرايت عن قلقه إزاء التنازلات التي تسمح لإيران بإعادة معالجة الوقود المستهلك. واستطرد موضحًا أن «هناك قيودا قوية على البرنامج النووي الإيراني لمدة 10 سنوات، ثم تتلاشى. إن هذا الاتفاق مجرد تقييد مؤقت لقدرات إيران النووية».

في المقابل، يبدي بعض الخبراء تفاؤلاً أكبر حيال الاتفاق. مثلاً، قال داريل كيمبل، المدير التنفيذي لاتحاد السيطرة على الأسلحة، إنه رغم أنه كان يفضل استمرار الحظر الكامل على إعادة معالجة الوقود المستهلك في الاتفاق النهائي، فإن الاتفاق يتضمن أيضا تعهدًا بأن إيران لا تنوي إعادة معالجة الوقود المستهلك. وأضاف كيمبل: «من المهم للغاية ألا نغرق في التفاصيل بدرجة تلهينا عن الصورة الكبرى. مثل أي اتفاق، هناك دومًا صورة أفضل كان يمكن أن يخرج بها، لكن بوجه عام يعد هذا الاتفاق قويا للغاية، إذ إنه يمكن التحقق من الالتزام به بفاعلية». أما بالنسبة للبند الذي يمنح إيران حق تلقي إخطار بعمليات التفتيش للمواقع المشتبه بها قبلها بـ24 يومًا، أصر أوباما، الجمعة، على أن هذا الوقت غير كاف لإخفاء منشأة صناعية نووية كبرى، مضيفًا: «هذا ليس بالشيء الذي تخفيه داخل خزانة أو تنقله لمكان آخر».

قد ينطبق هذا القول على المنشآت الكبرى مثل تلك الموجودة في ناتانز، حيث توجد الآلاف من أجهزة الطرد المركزي، لكن عندما كان يجري بناء مفاعل ناتانز والمفاعل السري في فوردو، الذي كشفته الاستخبارات الأميركية عام 2009، لم يكن بهما هذا النمط من الأجهزة الضخمة أو أية مواد نووية يصعب إخفاؤها في غضون 24 يومًا. وعلق ألبرايت بقوله: «عندما تم رصدها ورغب خبراء في الذهاب إلى هناك، لم يكن هناك في هذه المواقع أية معدات طرد مركزي، ناهيك بأية مواد.. إذا كان أمامك 24 يومًا، سيصبح بإمكانك تنظيف الموقع».

إلا أن ألبرايت اعترف بأن بمقدور الأقمار الصناعية الأميركية رصد أي شاحنات تدخل أو تخرج من المواقع المشتبه بها، لكنه أضاف أن هذا النمط من المعلومات الاستخباراتية يظل غير مؤكد. وتزداد خطورة مشكلة إخطار الـ24 يومًا إذا كانت المنشأة المشتبه بها أصغر بكثير. وعن ذلك، قال ألبرايت: «إذا كان المفاعل كبيرا، فإنه سيكون من العسير للغاية إخفاء آثار المواد المخصبة، لكن إذا كان مفاعلا صغيرا للغاية، فإنه سيكون بمقدورهم تفريغه وإعادة طلائه واستبدال القرميد، وسيكون من الصعب للغاية رصد هذه الإجراءات».

وفي شهادة أدلى بها أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الثلاثاء الماضي، طرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق، مايكل هايدن، وجهة نظر مشابهة عندما قال إن المراقبة الفنية وحدها من دون عمليات تفتيش قوية للمواقع المشتبه بها لن تكون كافية لرصد أي محاولات خداع إيرانية. في المقابل، أعرب كيمبل عن اعتقاده بأن هذه المخاوف تغفل الحافز القوي الذي ستملكه إيران تجاه الحرص على عدم التورط في أي غش بخصوص هذا الاتفاق، لأنه بإمكان الولايات المتحدة والأطراف الأخرى المفاوضة إعادة فرض العقوبات عليها حال انتهاكها للاتفاق. بيد أنه لا يتفق جميع الخبراء مع هذا الرأي، بما في ذلك أحد كبار مستشاري أوباما السابقين المعنيين بالشرق الأوسط، دينيس روس. وتوقع روس أنه: «بالنظر إلى سجل إيران، فإنها من المحتمل ستعمد إلى الغش على الهوامش في محاولة لاختبار أدوات التحقق واستكشاف كيفية تغيير الخط الأساسي للاتفاق». ومن المقرر عقد نقاشات حول جميع النقاط سالفة الذكر على امتداد الصيف. إلا أنه مع انطلاق هذا الجدال، من الجدير بالذكر أن وزير الخارجية جون كيري وفريق العمل المعاون له قدموا تنازلات حتى النهاية بهدف الحفاظ على اتفاق مثل بالفعل انحسارًا للموقف التفاوضي الأميركي عام 2013. آنذاك، أعلن أوباما أن الاتفاق المقترح سيقايض رفع العقوبات بتفكيك البرنامج النووي الإيراني. أما في ظل الاتفاق المبرم هذا الأسبوع، فإن البنية التحتية النووية تبقى في معظمها من دون مساس، بينما لا ينطبق القول ذاته على العقوبات التي أمل أوباما في أن تشكل عامل ضغط على إيران لإجبارها على سبل الوصول لسلاح نووي.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

إيران وسايكس ـ بيكو الأقليات

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/21 تموز/15

أدت اتفاقية سايكس - بيكو قبل مائة عام، بين فرنسا وبريطانيا إلى تقاسم التركة العثمانية في المشرق العربي، وتحويل الولايات العربية التي كانت تحت سيطرة السلطنة العثمانية إلى ممالك وجمهوريات. لكن فرنسا وبريطانيا قامتا آنذاك بمراعاة الموروث العثماني المتبع منذ قرون في إدارة شؤون الولايات والأقاليم العربية، وانتبهتا إلى الوقائع السياسية والاجتماعية، لحظة ترسيم الحدود وإعطاء تلك الإمارات والولايات طابع دول مستقلة تحت سلطة الانتداب، على الرغم من تراجع البعد الديني لدى الأغلبية العربية المسلمة وصعود النزعة القومية عند أغلب المكونات الطائفية في المجتمعات العربية كردة فعل على الممارسات العرقية التركو - عثمانية. بعد قرن تقريبًا، فشلت الأنظمة القومية العربية في الحكم بعد سقوط الدولة العثمانية وخروج الاستعمار، وفي بناء دول وطنية حديثة ترعى التعدد، والتساوي في الحقوق والواجبات بين جميع مواطنيها، بعيدًا عن انتماءاتهم الدينية أو القومية، وتسبب ذلك بتنامي النزعة الانعزالية لدى الأقليات الدينية. كما أن سياسة التمييز الطائفي والمذهبي التي انتهجتها، أسفرت عن تنامي النزعة الانفصالية عند الأقليات القومية، وتوج هذا الفشل بوصول العسكريتاريا الأقلوية إلى الحكم، وممارستها اضطهادًا سياسيًا ضد باقي الأقليات، وتشتيتًا ممنهجًا لديموغرافيا الأغلبية، لكي تتمكن من إضعافها وحكمها، كما حدث في العراق وسوريا. وقد أدى الغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام صدام حسين، إلى زعزعة ثوابت الموروث العثماني في الحكم، وانتقال السلطة من أقلية وطنية محمية بأغلبية عربية، إلى أغلبية وطنية تحولت سريعًا إلى أقلية عربية، جراء تصرفات معادية مارسها بعض رموزها تجاه محيطه العربي من جهة، ومن جهة ثانية عدم تقبل المحيط العربي لهذا التحول، باعتباره خارج سياق ثوابته وأعرافه المتبعة منذ قرون في شكل الدولة ونظام الحكم، مما فتح الأبواب أمام طهران كي تدخل بغداد دون منافس، وتضع اليد على شيعة العراق؛ منافسيها دينيًا وثقافيًا، واحتواء الأكراد، من أجل تسهيل سيطرتها واستفرادها بالعملية السياسية العراقية، وضمها إلى محور دمشق بيروت كجزء من مجالها الحيوي. حاليًا من بوابة الاتفاق النووي مع الغرب، تحاول طهران استكمال الانقلاب الذي بدأته واشنطن سنة 2003 على ما تبقى من خريطة سايكس - بيكو المتهاوية في شرق المتوسط، وإلغاء الامتيازات العثمانية في السلطة والجغرافيا الموسعة، لصالح جغرافيا ضيقة تخضع لسلطة أقليات عرقية ودينية، يساعدها في ذلك القبول الضمني لدى إدارة البيت الأبيض، بتغيير الخريطة السياسية لهذه المنطقة، وترويج بعض دوائر صنع القرار الأميركي لفكرة انتهاء شكل الدولة المعروفة منذ عقود في سوريا والعراق، واستحالة العيش بين مكوناتها، مما سوف ينتج عن هذا التشظي، قيام دويلات أمر واقع بطابع طائفي وعرقي، ستكون إيران الراعي الرسمي لقيامها وحمايتها، على غرار التجربة الاستعمارية التي رافقت سقوط الدولة العثمانية وتقسيم الوطن العربي.

بعد الصفعة التي تلقتها طهران في اليمن، والضربة الاستباقية التي نفذتها عاصفة الحزم في تقويض مشروع حكم الأقلية الحوثية للأغلبية اليمنية، اندفعت طهران من أجل الحفاظ على ما تبقى لها من مساحات تخضع لسيطرة قوات الأسد في سوريا، والتي باتت تعرف بسوريا المفيدة الممتدة من دمشق إلى الساحل مرورًا بحمص وحماه، وقامت باستبدال ميليشيا الحشد الشعبي التي تخضع لسلطتها المباشرة بالقوات المسلحة الرسمية العراقية، وإضعاف نفوذ الحكومة المركزية لصالح الأحزاب الطائفية، وإفشال المصالحة الوطنية بين الشيعة والسنة، الذين فقدوا الثقة بحكومتهم من جهة، ولا يمكنهم التعايش والقبول بتسلط «الداعشو – بعثي» على حياتهم ومستقبلهم من جهة أخرى، فيما يستمر تعطيل الحياة الدستورية في لبنان، والتلويح الدائم بضرورة عقد مؤتمر تأسيسي جديد يراعي تحولات المنطقة.

تنتظر طهران شرعنة نفوذها في المنطقة العربية الممتدة من شواطئ الخليج العربي حتى سواحل البحر المتوسط، وتجهد من أجل انتزاع اعتراف دولي على ما تبقى لها من امتداد جغرافي متعارف على تسميته بالهلال الشيعي، الذي تقطعت أوصاله وضاقت مساحاته جراء النزاعات المسلحة ذات الطابع الطائفي والعرقي الذي يدور بين مكوناته، وسيطرة تنظيم داعش على مساحات كبيرة من العراق وسوريا، حيث المجال الحيوي الأهم لإيران، وقلقها من خسارتها للجغرافيا الواصلة بين بغداد ودمشق وبيروت، وهي تحاول الاستقواء بواشنطن بوجه دول المنطقة، فيما غاب عن بالها أن الزعيم السوفياتي فلاديمير لينين قام بفضح اتفاقية سايكس - بيكو عندما رفضت فرنسا وبريطانيا الاعتراف بالدور الروسي في فلسطين ببعده الأرثوذكسي، فهل يقف وريث الإمبراطورية القيصرية والاتحاد السوفياتي فلاديمير بوتين مكتوف الأيدي، فيما إيران تحاول سلبه آخر موطئ قدم له في سوريا، فيما الرسائل السياسية السعودية تتصاعد، عبر وزير الخارجية عادل الجبير وتحذيره من العبث باستقرار المنطقة، والرسائل الميدانية عبر المقاومة اليمنية؟

 

الاتفاق الذي استنطق بندر بن سلطان

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/21 تموز/15

الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن لربع قرن، والخبير الاستخباراتي والأمني السعودي السابق، كتب رسالة نشرتها صحيفة «إيلاف» الإلكترونية عن الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا بين القوى الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، يفهم منها أن العراب باراك أوباما يرتكب بهذا الاتفاق خطأ استراتيجيا وهو بكامل الإدراك لتداعياته، مما سيحيل المنطقة إلى مزيد من الفوضى، قياسا على اتفاقية بيل كلينتون مع كوريا الشمالية التي أمست بعد الاتفاقية دولة نووية. ولأهمية صاحب الرأي، تناقلت وسائل الإعلام الغربية الرسالة التي سلبت من الاهتمام ما كان من نصيب الاحتفاء بالاتفاق، ما دعا مستشار مكتب الرئيس أوباما إلى الرد بأن «الرسالة مثيرة جدا» كون الأمير «يتحدث عن زمن آخر، ومتعاطف مع حزب آخر يبدأ اسمه بحرف الجيم»..

رسالة الأمير بندر في «إيلاف» ليست مفصلة، ولكنها مفهومة، واستشهاده باتفاق كلينتون مع كوريا الشمالية جاء لتطابق المناسبتين، وليس لإظهار أن السعوديين لا يتفقون مع الحزب الذي يبدأ اسمه بحرف الدال..

من الأهمية بمكان، القول إن الزمن الآخر، وكل الأزمنة ذات العلاقة، جديرة بالدراسة والتمحيص لاستخلاص التجربة وفهم تاريخ المنطقة واتجاه جريان الأحداث فيها، وإن العكس هو سبب الوقوع في الأخطاء المريعة ومن ثم تحمل عواقبها. يمكن ذكر أمثلة كثيرة على اختلاف أو توافق واشنطن مع الرياض خلال فترات حكم كلا الحزبين إبان عمل الأمير بندر في واشنطن، مواقف وقصص ظهر منها القليل للإعلام، والكثير يفترض أن يكون في جعبة أوباما ومستشاريه. منها وفي زمن ليس ببعيد اللقاء الذي جمع الأمير بندر مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن صيف عام 2002 في مزرعة الأخير في كراوفورد بتكساس، وكانت قد راجت أقاويل عن استعداد واشنطن لعمل عسكري ضد العراق لإسقاط نظام صدام حسين. أوضح الأمير بندر أن السعودية ضد هذا التوجه، وأنها لن تكون طرفا داعما لوجيستيا لهذه الحرب. كان الموقف السعودي لا يتفق مع رأي نائب الرئيس، ديك تشيني بأنه «إذا أقصي صدام حسين فإن المتطرفين سيفرون، وسيزداد دور المعتدلين». التحليل السعودي كان يرى العكس، أن التطرف سيعم المنطقة، وأن المعتدلين سيتوارون خلف الشمس. تمسك كل طرف برأيه وحصلت الحرب، وغني عن القول معرفة أي منهما كان على حق.. بما يشبه الفوز بكأس العالم، كاد وزير خارجية إيران، والمفاوض أمام القوى العالمية الست، محمد جواد ظريف يطير فرحا بتوقيعه على الاتفاق النووي. هل هذه فرحة النجاة من غضب الغرب؟ أم رفع العقوبات الاقتصادية؟ بالدرجة الأولى، تبدو أنها فرحة عودة العلاقة مع واشنطن، وكل ما يأتي بعد ذلك نافلة.

لا يمكن للمرء في هذه المرحلة التاريخية المهمة، إلا أن يقرأ بتمعن مضمون الاتفاق وتداعياته. القانوني الذي كتب نص الاتفاق متلبس بشيطان، تعمد أن تكون بعض أجزاء الاتفاق أشبه بالطلاسم، مع ذلك يمكن ملاحظة ثغرات حول آلية تنفيذ الاتفاق بتفاصيله الفنية. رغم هذا لا أشك في التزام إيران بالاتفاق، لسببين، الأول أن الهدف الذي من أجله خاضت غمار التجربة النووية، أي أن تكون قوة مهيمنة في الشرق الأوسط، قد تحقق لها في العراق وسوريا ولبنان وغزة، وبدرجة أقل في البحرين واليمن. والسبب الثاني أنها تواقة لبداية صفحة جديدة مع واشنطن، ولن تتردد في توطيد علاقتها معها على كل المستويات.

لا تستهينوا بخصومة أميركا لإيران وأثرها في الصورة العامة للأخيرة في العالم. على مدار عقدين ونصف من الزمن، حاولت إيران أن تضايق أميركا بضرب مصالحها في المنطقة انتقاما من مهانة الازدراء، وانتقاص القدر اللذين كانت واشنطن تمعن فيهما. في سبتمبر (أيلول) من كل عام، موعد انعقاد الجمعية العامة في نيويورك، كانت وفود الدول تحظى باستقبال رسمي لائق عدا الفريق الإيراني الذي كان يبدو كأنه عابر سبيل في حفل عائلي. طهران اليوم فهمت الدرس، بأن خصومتها مع الغرب تعني تجردها من قيمتها الدولية، أدركت أنه مهما بدا الاختلاف في سياسات الطرفين فإن قطع العلاقة يعني أن تعيش منبوذة، مكروهة، مشبوهة، وأقل احتراما. أما واقع ما بعد الاتفاق فهو معقد على كل الأطراف، الغرب وإيران ودول الخليج. في الداخل الإيراني، الأجنحة ليست متفقة، ولكن المرشد الأعلى لن يفرط في هدية أوباما، وسيحميها على الأقل لخمس سنوات قادمة، وهي مدة كافية لإعادة إنعاش الاقتصاد الإيراني وتوطيد العلاقة التجارية مع أوروبا وأميركا، مع أهمية التذكير، أن المسافة الزمنية التي تفصل بين إيران وتصنيع القنبلة النووية من 6 - 12 شهرا، قد تقضيها وكالة الطاقة الذرية وهي تتجادل وتوضب أوراقها وتكتب تقاريرها.

العرب بالعموم، ودول الخليج خاصة، والسعودية بشكل أخص، تؤيد اتفاقا يوقف جموح إيران النووي، ولكنها تعتقد أن إيران قدمت أقل مما حصلت عليه، والغرب تنازل أكثر مما نال، ومع تبدد التفرد بالحلم النووي، تبقى إيران بعد الاتفاق منتعشة اقتصاديا، قدرتها على الإنفاق العسكري مضاعفة مع تلاشي الضغوط الغربية، وزيادة مساحة تحركاتها. إصرار أوباما على الاتفاق، بمغامرته بحلفائه العرب، وتحديه للكونغرس، يشي برغبة عميقة للتصالح مع الإيرانيين مهما كلف الأمر، وتغير في نظرته إليهم من خصوم إلى حلفاء محتملين للقضاء على «داعش» وهندسة حل مشترك للقضية السورية وتوافق متوقع للمسألة العراقية واليمنية واللبنانية. خلال زهاء عامين من المفاوضات، كان أوباما موهوما بأن عودة العلاقة مع إيران ستصب في صالح الولايات المتحدة، أو على الأقل أن خصومته معها لم تكن ذات جدوى للأميركيين لا في العراق ولا أفغانستان. في المؤتمر الصحافي له بعد توقيع الاتفاق، انهالت على الرئيس الأميركي أسئلة الصحافيين حول مستقبل المنطقة بعد هذه الاتفاقية، نحو 15 سؤالا كان جوابها واحدا لم يتغير: «استطعنا أن نمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، ولا علاقة للاتفاق بالسلوك الإيراني في المنطقة، وعلى من يرفض هذا الاتفاق في الشرق الأوسط أو الكونغرس أن يقول لنا ما هو البديل عنه سوى الحرب». جواب فقير بالحقيقة ضعيف في الحجة، الرد المناسب عليه جاء من رئيس الحكومة الإسرائيليلة بنيامين نتنياهو، بأن البديل ليس الحرب كما يزعم أوباما، بل «اتفاق أفضل». نتنياهو ليس قلقا من عدم التزام إيران بالاتفاق، بل يخشى أن المائة مليار دولار، الدفعة الأولى من حزمة المكافأة الأميركية لطهران، ستذهب لتسليح حزب الله.

كل عوامل التشاؤم ليست خافية، فالاتفاق النووي شرّع ممارسات إيران الإرهابية وتقبلها بسلوكها الإجرامي، وهذا سيعيد ترتيب أوراق المنطقة وكأننا في شرق أوسط بإصدار جديد، سيحتم على الخليجيين، وليس فقط السعودية، إعادة النظر في أمور اعتبروها سابقا من الرفاهية، فيما يخص لحمتهم الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية، والإقدام على إقامة تحالفات جديدة، وتنظيم بيتهم الداخلي ليكون أكثر استقرارا. ربما الرياح القادمة تحمل نذرا لا تسر، ولكنها فرصة إيجابية للتهيئة وإعادة البناء على أسس ذاتية.

الأصدقاء يا سمو الأمير مصدر قلق منذ أكثر من عقد، وهذا مقبول، فالعلاقة مع الكبار مثل الذهب، تحتاج إلى المرور على النار بين الحين والآخر لتزداد ألقا، أما أن يكونوا مصدرا للضرر فمن دواعي الكدر الحذر من الصديق، وإن دعت الضرورة، فالحذر بالتأهب لا بالترقب، كما علمنا المتنبي: فما ينفع الأسد الحياء من الطَّوَى.. ولا تُتَقى، حتى تكون ضواريا..

 

الاتفاق النووي يؤجج الصراع على السلطة في طهران.. ويضع القوى الغربية أمام معضلة

خلافات حول أي النسختين من «قائمة الأمنيات» تعتمد.. الفارسية التي تعتبرها

لندن: أمير طاهري/الشرق الأوسط/21 تموز/15

من السابق لأوانه معرفة كيفية تطبيق أو حتى ما إذا كانت الصفقة التي تم الإعلان عنها بشأن برنامج إيران النووي، ستطبق بالشكل الذي أعلن عنه. فالصفقة عبارة عن قائمة بأمنيات الجانبين، إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا بقيادة الولايات المتحدة. قائمة الأمنيات التي صيغت من 159 صفحة ستصبح قابلة للتطبيق بعد اتخاذ عدة خطوات أغلبها متعرجة. فبعد مصادقة مجلس الأمن الدولي عليها، أمس، فإنها تنتظر مصادقة الكونغرس الأميركي. وقد يستغرق التطبيق الكامل للاتفاقية 15 سنة، سيصبح الرئيس باراك أوباما بعدها مجرد ذكرى. والبيت الأبيض منهمك بالفعل في مساومات شديدة مع أعضاء بمجلس الشيوخ لضمان أصواتهم مقابل التشديد على بعض البنود المغلظة ضد إيران في الاتفاقية.

من جانبها، رفضت إيران حتى الآن نشر نسخة رسمية من قائمة الأمنيات باللغة الفارسية، ووصفت وزارة خارجيتها حتى الترجمة الفارسية لملحق الاتفاقية الحالي بـ«غير الرسمي». وليس من الواضح أي النصين سيشكل المرجعية لاتخاذ القرار بالنسبة للمرشد الأعلى على خامنئي الذي رفض حتى الآن اعتماد أو حتى رفض الصفقة، رغم أنه قد وجه الشكر للفريق المفاوض الإيراني على «جهده الشجاع». وقد درس خامنئي اللغة الإنجليزية لأكثر من 20 عامًا وقد يستطيع التعامل مع النص الإنجليزي، بيد أنه سيحتاج إلى النص الفارسي للفهم الصحيح للمصطلحات الفنية المستخدمة والتغلب على تعقيدات اللغة القانونية.

وليس من المعتاد لأي دولة الشروع في تغيير سياسة ما من دون فهم المعاني المتضمنة باللغة الأم لتلك الدولة. وفى حال عرض الصفقة على مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، يبرز التساؤل عن اللغة التي ستعرض بها. على أي حال اللغة الرسمية للدبلوماسية في إيران هي الفرنسية، وليست الإنجليزية، فالارتباك بسبب اللغة لا يتوقف هنا. والنصوص المختصرة التي نشرتها إيران باللغة الفارسية صممت كلها كي توحي للقارئ أن إيران قد أحرزت نصرًا دبلوماسيًا عظيمًا، وأنها قد مرغت أنف الولايات المتحدة الأميركية في التراب، وحتى صحيفة «كيهان» التي تعكس وجهة نظر خامنئي، استخدمت نفس اللغة، ولذا فالنسخة الفارسية مشكوك في صحتها، إن لم تكن معادية بشكل صريح «للفتح المبين» للرئيس حسن روحاني.

بيد أنه في النسخة العربية تحتفي الصحيفة بـ«إذلالها للشيطان الأكبر» ولإجبارها القوى العظمى على الاعتراف بالجمهورية الإسلامية كقائد للمنطقة. ويتساءل رضا تابيش، عضو المجلس الإسلامي (البرلمان): «هل يعنى ذلك، من وجهة نظر الملالي أن العرب لا يستحقون أن يعرفوا الحقيقة؟». لا شك أن «الصفقة» المعلنة قد هبطت بطبقة الخميني الحاكمة ومن خلفها بالمجتمع ككل. فعلى الرغم من الفشل في ترتيب «احتفال تلقائي» بالصفقة، فإن غالبية الإيرانيين يؤيدون صفقة تمهد لرفع الحظر. فقد تعب الإيرانيون من نظرة العالم الخارجي لهم كمتعصبين وإرهابيين. وعليه، فهم يرحبون بأي صفقة من شأنها المساعدة في استعادة الاحترام الذي فقدوه بعدما تقلد الملالي مقاليد الحكم في البلاد. ويتمنى البعض كذلك لو أن تطبيعًا في العلاقات مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة، يؤدي إلى بداية للسلام بين الغرب وإيران.

وفي هذا السياق، يقول الناشط في مجال حقوق الإنسان عازار أحمد: «عندما يدخل الجمل برأسه فسوف يتبعه بقية الجسم بكل تأكيد». ويضيف: «نرحب بأي تحرك في سبيل دعم التواصل مع الدول التي تحترم حقوق الإنسان أكثر مما تحترم الأماكن كما تفعل كوريا الشمالية، وسوريا، وزيمبابوي». على أي حال، فإن الصفقة المعلنة قد بدأت فصلاً جديدًا من الحرب الآيديولوجية التي مزقت الحركة الخمينية لأكثر من عقد من الزمان. ويتمثل العنصر الأول في الصدع الجديد في الاختلاف حول ما جرى الاتفاق عليه.

من جهته، تساءل حميد راسائي، عضو البرلمان الإيراني: «ألا ينبغي أن يتم إخبار الإيرانيين بلغتهم ما الذي تقرر نيابة عنهم؟».

الواضح أن جذور التشاحن الآيديولوجي بين الفرق المتشاحنة أعمق من ذلك، ذلك أن البعض يرغب في أن تغلق طهران فصل الثورة وتعيد تنظيم نفسها كدولة قومية طبيعية في عالم من الدول القومية. ومن بين هؤلاء عالم الاجتماع هرمز مسعودي، الذي قال: «لا يمكن أن نغفل أن هذه بلاد حقيقية بها شعب حقيقي يرغب في حياة حقيقية. كل الدول التي مرت بثورات انتهى بها الحال يومًا بإغلاق فصل الثورة، والبدء من جديد في العيش كعضو عادي في المجتمع الدولي». وعبر صادق زيبا كلام، مستشار الرئيس روحاني، عن الفكرة ذاتها بأسلوب مختلف، إذ قال: «لم يوكلنا أحد بمهمة تصدير الثورة ومحاربة إسرائيل وأميركا. يجب أن تكون مهمتنا الأولى التعامل مع احتياجات شعبنا وحل مشكلاته». إلا أن مثل هذه الآراء تثير سخط أنصار «الثورة الدائمة» الذين يتوجسون من أي محاولة للتطبيع، خوفًا من أن تنهي وجود الدولة الآيديولوجية. ومن بين هؤلاء حجة الإسلام محمد مهدي فاطيميبور، الذي صرح بأن: «هناك من يحاولون الإبقاء على مصطلح الجمهورية الإسلامية، لكن، خاويًا من محتواه، والرئيس روحاني يتحرك في هذا الاتجاه الذي يبعد تمامًا عن روح الإيمان، ويعد بمثابة حلم أميركي». بل وبلغ الأمر حد اتهام فاطيميبور روحاني بـ«تزييف الخطاب الأساسي للإسلام منذ بعثة النبي حتى اختفاء الإمام الخفي وعودته. إنه يحتفل بإبرام هدنة مع إبليس».

وبالنسبة للمعنيين بالفكر الآيديولوجي للجمهورية، فإن أي تطبيع مع العالم الخارجي يرقى لمستوى خيانة الثورة. وفي هذا الصدد، تساءل صادق فارامارضي، رئيس اتحاد الطلاب المسلمين في طهران: «لماذا يحتفلون؟ على المرء أن يحتفل بانتصارات المقاومة وليس انسحابها، حتى وإن كان مجرد انسحاب تكتيكي». ويدرك من يتابعون المشهد السياسي الإيراني خطوط الصدع داخل نظام منقسم على نفسه ما بين الرغبة في التمسك بالمثالية العسكرية تجاه جميع القضايا وضرورة التسوية التي يفرضها الواقع. والملاحظ أن أنصار التطبيع موجودون بالمستويات كافة، خاصة داخل جهاز الخدمة المدنية والحقل الأكاديمي ومجتمع الأعمال. وفي هذا الصدد، أعرب فرهاد درويش، رجل أعمال، عن اعتقاده بأن: «إيران السوق الأخيرة غير المستغلة في العالم. ويعد الانفتاح على العالم الخارجي أمرًا طيبًا ليس لشعبنا فحسب، وإنما للاقتصاد العالمي بأسره».

وتجد وجهة النظر هذه أصداءً قوية لها حتى داخل الدائرة الصغيرة لصانعي السياسات الاقتصادية المحيطة بالرئيس روحاني الذين حصل كثيرون منهم على درجة الدكتوراه من جامعات أميركية وتأثروا بشدة بفكر اقتصادات السوق. أما وجهة نظر النخبة العسكرية، فلا يزال يكتنفها الغموض. يذكر أن بعض الجنرالات أصدروا تصريحات داعمة للشعارات التقليدية الخاصة بمحو إسرائيل من على الخريطة وتدمير الولايات المتحدة وخلق قوة مسلمة عالمية كبرى بزعامة إيران. مع ذلك، فإن المؤسسة العسكرية بأكملها تشارك بقوة في شبكات الأعمال، وستستفيد بصورة هائلة حال إقرار استراتيجية التطبيع بالفعل. ومن بين العناصر الأخرى التي تغري المؤسسة العسكرية باتجاه التطبيع، إمكانية الحصول على الأسلحة المتطورة أميركية الصنع. وتعود الزيادة الأخيرة في الموازنة العسكرية، نحو 23 في المائة، في جزء منها إلى حسابات ترى أن إيران ستتقدم بطلبات شراء ضخمة لأسلحة خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتكمن المفارقة في أن فكرة التطبيع تحظى على ما يبدو بشعبية أيضًا في أوساط رجال الدين الذين حرصت غالبيتهم على إبقاء مسافة بينهم وبين النظام. ويخشى كثيرون منهم من احتمال أن ينتهي الحال بالآيديولوجية الراهنة بتحريض الإيرانيين ضد الدين ذاته.

وقال روحاني في خطاب ألقاه مؤخرًا: «لا يمكنك أن ترسل الناس إلى الجنة بالقوة، وليس من مهام الحكومة إجبار الناس على الالتزام بواجباتهم الدينية». من جهته، عبر آية الله حسن أقاميري عن الفكرة ذاتها، لكن على نحو مختلف؛ حيث قال: «إن الإسلام الغاضب صاحب الوجه العبوس ينفر الناس. إن المجتمع المسلم الحقيقي يشدد على السلام والتسامح والتفاهم». في المقابل، فإن معارضي رجال الدين يرون أن أصوات «الاعتدال» المتعالية حاليًا تشير إلى عملية إعادة تمترس تكتيكية فحسب. ومن بين هؤلاء مسعود هونارماندي، رجل أعمال، الذي قال: «الملالي يخشون ما هو قادم، لذا يحاولون المراهنة بحذر، بحيث إذا استمر النظام فإنهم سيحتفظون بذلك بامتيازاتهم. أما إذا سقط، فإنهم سيزعمون أنهم سبق وحذروا من التجاوزات». وبحلول مارس (آذار) المقبل، ستقف وجهتا النظر المرتبطتين بمستقبل إيران أمام اختبار حقيقي يتمثل في إجراء انتخابات البرلمان وأخرى لمجلس الخبراء الذي يختار «المرشد الأعلى». وقد وعد فصيل رافسنجاني قوى غربية بأنه سيفوز في الاثنين حال تنفيذ اتفاق نووي يبث الروح في الاقتصاد الإيراني المتداعي. ومع ذلك، فإن الكثير يعتمد على من يسيطر على العملية الانتخابية. يذكر أن خامنئي وفريقه لا يزالون يملكون سلطة استخدام حق الفيتو ضد أي مرشحين محتملين، وبعد الانتخابات إلغاء أي نتائج لا تروق لهم. كما أن سيطرتهم على المؤسسة العسكرية والجهاز الأمني تمكنهم من «ترتيب» النتائج المرغوبة.

مع ذلك، فإن أنصار التطبيع في موقف أقوى عن أي وقت مضى منذ أواخر تسعينات القرن الماضي، حيث يسيطرون على جزء كبير من الجهاز الحكومي وكذلك من الموازنة الوطنية، بجانب شبكة من مصالح الأعمال التي قد تمنحهم ميزة على كثير من الأصعدة.

ورغم أن التكهن بمستقبل إيران مهمة بالغة الخطورة، فإن أمرًا واحدًا يبقى في حكم المؤكد، سواء جرى تنفيذ الاتفاق النووي المعلن بالفعل أم لا، فإن الصراع على السلطة داخل طهران سيزداد حدة وصولاً إلى المواجهة في الربيع المقبل. هذا الوضع يطرح على القوى الأجنبية المهتمة بإيران معضلة: هل ينبغي أن تعاون أنصار التطبيع على توسيع دائرة نفوذهم في طهران أم تنتظر نتيجة المعارك الانتخابية في الربيع المقبل؟

 

التوقعات بالنسبة للإستراتيجيات في المنطقة على أثر الإتفاق النووي

العميد المتقاعد/خليل حلو/20 تموز/15

من المتوقع أن تعمد القوتان الإقليميتان السنـّيتان في المنطقة أي المملكة العربية السعودية وتركيا بالتشدد والتعاون أكثر في مواجهة إيران في مختلف الساحات ولا سيما سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين، وتخفيف وتيرة الحرب الباردة بينهما والقائمة على الصراع على النفوذ في العالم العربي السنـّي. أما إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، فليس من المتوقع أن تفرط بعلاقاتها بواشنطن، ولكن في المقابل ستسعى لتوسيع تحالفاتها في المنطقة وفي آسيا وأفريقيا لمواجهة مختلف التنظيمات المتحالفة مع إيران.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فيشكل الاتفاق نقطة إنطلاق لحركة دبلوماسية أكثر حيوية بين مختلف الدول الإقليمية، حيث ستتكل واشنطن على هذه الدول ولا سيما المؤثرة منها بشكل رئيسي للعمل على إيجاد حلول لأزمات المنطقة بدلاً من أن تكون هي في وسط هذه الأزمات. وهذا ما بدأ فعلاً في العراق حيث تساند القوات الجوية الأميركية الميليشيات الشيعية في مواجهة داعش والقاعدة، إلى جانب تدريب القوات العسكرية وقوات الشرطة العراقية.

من المتوقع أيضاً أن تنشط الاتصالات بين واشنطن وطهران لإيجاد حل للحرب السورية في الوقت المناسب، وهذا الوقت لا يبدو قريباً أو منظوراً خلال الأشهر القادمة. هذه الإتصالات ستقوم حتماً على أسس مقررات جنيف 1 ونشؤ سلطة جديدة في دمشق تشارك فيها كافة الأطراف السورية ما عدا داعش والجهاديين. ولكن بالرغم من بارقة الأمل هذه التي تلوح في بدايات العام المقبل، إن واشنطن وطهران ليستا في شهر عسل، وسيبقى الشرق الأوسط منطقة ساخنة وصعبة حيث يتوجب على الولايات المتحدة الإبقاء على توازنات بين حليفها العالم السنـّي العربي والتركي، وشريكتها إيران، بدون أن تتدخل بشكل مباشر في الحروب الدائرة على الأرض، لكي تحمي مصالحها دون دفع الثمن الباهظ لذلك.

 

الصحافي ابراهيم الأمين: انقلاب دموي لأجل لبنان

جريدة الأخبار/20 تموز/15

كتب الصحافي ابراهيم الأمين في افتتاحية جريدة الأخبار اليوم الإثنين التالي نصه عن ضرورة وقوع انقلاب يعيد ما يعيد من العدالة : "عندما لا يتحرك الناس لإنقاذ ضحية من براثن قاتلها، وعندما لا يهتم الناس سوى بشعائر التعزية، وعندما يلجأ الطائفيون الحقيرون الى العبث بمشاعر الناس... كل ذلك يعني أمراً واحداً: إننا في مجتمع يحتاج الى من يعلّمه أصول الحياة من جديد. من يعلّمه المشي وقيادة السيارة والذهاب الى المدرسة والعمل، والى من يعلمه كيفية احترام القانون، وكيف يأكل ويشرب ويلبس ويغني ويسافر وينتج و... إلخ.

وليكون ذلك، يجب أن يعرف الناس أن هذا الدرس ليس اختيارياً. لم يعد في الامكان ضبط اللبنانيين إلا بقوة الحاكم المستبد. ولا ضرورة للسؤال، هنا، عن العدالة المطلقة، وعن حريات كلها سموم، ومنفوخة باسم الاديان والطوائف والحساسيات والحسابات والرأسمال الحر والثقافة والشعر والابداع وحقوق الانسان، كلها حريات تريد أن تعيش خلافاً للقانون، مثلها مثل الذين يمسكون بمفاصل الدولة على اختلافها.

لم يعد لبنان يحتاج الى بيانات لتوصيف ما يجري فيه، ولا الى بيانات تدعو الى تطبيق القانون، ولا الى صرخات تطالب بتطبيق العدالة، ولا الى دراسات حول واقع هذا القطاع أو ذاك، ولا الى مقالات تندّد أو تحيّي، أو خلاف ذلك. لبنان في حاجة الى أن يستيقظ أهله، ذات صباح، ليجدوا الامور مختلفة تماماً عن أمسهم. ولا بأس في أن يقوم بالانقلاب من ليس في قلبه رحمة، لا على صغير ولا على كبير، وأن يكون قاسياً الى حدّ اختلاط التعسف بتطبيق القانون، وأن يكون دموياً أيضاً، حيث يجب. وكل الاخطاء التي يقوم بها حاكم مطلق لا تساوي، في غالبيتها، ربع أخطاء يستمر في ارتكابها كل من يمارس نفوذه اليوم على العباد، باسم الطائفة والمذهب والمال.

ما حصل في الصيفي فظيع الى أبعد من أهوال حرب أهلية كاملة. إنه الاشارة النهائية الى سقوط البلاد، الى سقوط كل شيء يجعلها قابلة للإصلاح بطرق تقليدية. حتى ردود الفعل القائمة حتى الآن لن تجعلنا أقل تطلباً لناحية الانقلاب الدموي، الذي لا يبقي على كل من له صلة بالحاكمين اليوم، ولو تطلب الامر ارتكاب جرائم جماعية بحق هؤلاء وعصاباتهم المنتشرة في كل حدب وصوب. وليحصل ذلك من دون السؤال عن وحدة وطنية تافهة، أو عن وحدة طوائف أكثر تفاهة، أو عن وحدة اجتماعية لا وجود لها إلا في بيانات التفّه الذين يسيطرون على البلاد اليوم. لن ينفع لبنان أقل من انقلاب يجعل الرعب حقيقياً ومانعاً الناس حتى من الاعتراض همساً!"

 

تعليقاً على جريمة قتل جورج الريف الوحشية كتب نديم قطيش ما يلي تحت عنوان: أنا كافر

نديم قطيش/المدن /20 تموز/15

جورج الريف الذي أردي في وضح النهار، لخلاف على أسبقية المرور هو نحن جميعاً. جثته هي جثثنا نحن. جثة الدولة مدرجة بالدماء. جثة المؤسسات والأمن والإستقرار والحد الأدنى من تماسك العقد الإجتماعي بين اللبنانيين الذين باتوا يعيشون في غابة.

إتسعت حدود الغابة. لم تعد ضمن حصون قلعة النظام المافيوي بمعظمه، الذي يديره، عقلاء نظام المافيا. باتت غابة، للرعاع فيها ايضاً كلمة فصل. ككل شيء في لبنان، سرعان ما إتخذت القضية أبعاداً سياسية وسرعان ما دخلت في زواريب التسييس. البله الطائفي دفع بتعليقات الى الواجهة حملت الجريمة على محمل التسييب الإسلامي، الشيعي تحديداً، الذي قتل مسيحياً في منطقة مسيحية!! لم تصمد هذه التفاهة إلا ساعات قليلة ليتبين أن، التسيب الاسلامي الشيعي، بريء هذه المرة. إتضح أن القاتل محسوب على، أو قريب من، شخصية إقتصادية لبنانية مسيحية في صلب ١٤ آذار سياسياً! زاد من حدة التسييس قفز العونيين لتبني القضية والنفخ فيها، ما جعل للقاتل فوراً بيئة حاضنة او تبريرية او تخفيفية. فالضحية “فيها إن” إن ناصرها عونيون. والقاتل “في جريمته إن” إن نافحه عونيون!!

قفز الى الواجهة بله من نوع آخر. بعض “النشطاء” المدنيين أربكهم أن لا تكون الجريمة وتغطية المجرمين والتعامي عليهم وإدارة مؤسسات الأمن والقضاء بإستنسابية “من جماعتنا، ومن غير جماعتنا”، كلها صفات حصرية لحزب الله. اربكهم أن في صلب ١٤ آذار من لا يقل عن حزب الله اشتراكاً في ثقافة اللادولة حين تمس مصالحه. ذهب نشطاء هذا النوع من البله الى إختراع قصص بوليسية، من نوع أن القاتل هو من كان مطارداً، ولأنه لا يدري هوية من يلاحقه إستدرجه الى منطقته، الى مكان يشعر فيه بالتفوق، لكن “للأسف”، حتى حين إكتشف أن مُطارِدَه ليس خطراً على النحو الذي ظنه، تغلبت، “للأسف مرة أخرى” طبيعته الإجرامية على تعقله وقتل جورج الريف بدم بارد.

أحسب أن التفصيل في سرد هذه الوقائع مرده الى أن القاتل محسوب على رجل اعمال لبناني ينتمي سياسياً الى ١٤ آذار، ما يعني أن الجريمة لا يمكن أن تكون جريمة وحسب. أن القاتل قاتل بلا أي إضافات. “فالاربعتش آذاريون” لا يمكن أن يكونوا من صنف الوحوش الذين هم الآخر دائماً. فهو حزب الهي اولاً، ثم حين إكتشف بعض النشطاء خطأ الإفتراض أصبح التفتيش عن سياقات أخرى للجريمة هو بوابتنا الى النكران وتطهير النفس! الموجع أن القاتل من اصحاب السوابق المرعبة. سبق له أن أطلق الرصاص في ملهى ليلي وكان بصحبة الشخصية المحسوب عليها. درجت حينها تبريرات تشبه ما يتم لوكه الان. وسبق له أن إعتدى مراراً على أناس، ربما ظن أنهم خطيرون قبل أن يكتشف أنهم ليسوا كذلك، ثم “للأسف” تغلبت طبيعته الإجرامية على عقله!! الموجع أنه وجد من يحميه. وجد من يتدخل مع الامن والقضاء لضبضبة الموضوع. لتخفيف الاحكام. لإخراجه من السجن. لمنع المحاكمة عنه. او لأي مناورة أمنية قانونية يجيدها مافيويو النظام في ٨ و ١٤ آذار! وهو قتل جورج الريف لأنه حُمي في السابق، ويعرف أنه محمي الآن. أخطأ فقط في رفع دوز الجريمة بما لا يمكن احتماله. مع ذلك وجد من ينقب له عن أسباب تخفيفية ومن يخترع له “العروض الجانبية” للتغطية على “العرض الرئيسي”. جورج ديب قُتل. قاتله معروف. جريمته موثقة. وبالتالي ليس من مبرر على الإطلاق أن تطول المحاكمة أو أن تدخل نفق إمتصاص تداعياتها بالتحالف مع الوقت ضد ذاكرة اللبنانيين. التوقيف بحد ذاته غير مطمئن. هو حتى اشعار آخر إبرة مورفين. المحاكمة العلنية والسريعة هي الحل. العلنية اولاً، تماماً كما الجريمة.

إنتقدني البعض لأنني كتبت على صفحتي على الفايسبوك أقول أن التأخر في المحاكمة والإعدام هو دعوة للناس لأن تأخذ حقوقها بيديها. ساء بعض “المدنيين” أن يسمعني أعلن كفري بالدولة والنظام والقضاء والأمن، وأعبر عن رغبتي في وجود فرقة إغتيالات خاصة تأخذ حقوق الناس من القتلة والمجرمين. نعم هذه دعوة متطرفة. ودعوة عصبية. ونعم هي إعلان كفر تام بالنظام العام في لبنان وبالدولة وبالعبور اليها. وهي ليست “كوول” ولا “كيوت” ولا تناسب رهافة بعض “المدنيين” من أصدقائي ورفاقي، ولا تلتقي مع “أيقونة دولة القانون” التي ينبغي أن نظل نرددها حتى حين يكون بيننا نخبتنا فاسدون وقتلة وحماة فاسدين وقتلة. أنا كافر ولن يعيد إيماني إلا المعجزات. الدولة عاجزة عن معجزة قيامة الموتى. صحيح، لكنها ليست عاجزة عن الإسراع في محاكمة علنية صارمة لقاتل جورج الريف ولقتلة ايف نوفل ولعشرات القتلة الآخرين. هذه معجزة ترمم بعض الإيمان. إستعادته تتطلب معجزات أكبر. آسف ان كان كلامي لا يستوي مع بعض كهنة ١٤ آذار وحراس هيكل لغوها عن الدولة والقانون والنظام العام. ولكن مجرد اضطرارنا للنقاش في ما يفترض أنه بديهي هو دليل على أي قعر وصلنا اليه في مسألة الشأن العام!

 

لا فرصة لنجاح الحرب على «داعش»

منى علمي/جنوبية/ 20 تموز/15

يحتدم الجدل منذ وقت غير قصير بين المحللين السياسيين والخبراء الأمنيين حول أنجع السبل للتصدي للإرهاب واستئصاله.. فثمة فريق يؤمن بأنه ليس هناك إطلاقا ما يبرّر الجرائم الإرهابية، لا سيما تلك التي تنطوي على فظائع صادمة كتلك التي يقترفها تنظيم «داعش»، وقبله العمليات الخطرة ضد المدنيين التي ادعى مسؤوليته عنها تنظيم «القاعدة» كهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2011 في نيويورك وواشنطن.

وفي المقابل، يرى آخرون أن تجفيف منابع الإرهاب لا بد أن يشمل مقاربات سياسية عقلانية وواقعية، ويعد أن تحليل الجذور الدينية والفكرية والبيئية والسياسية والمصلحية للحركات والتنظيمات الإرهابية خطوة لا بد منها لفهم كيفية تحوّل الإحباط والغضب إلى حركات تنتهج العنف، أو كيف تعمد بعض الجماعات إلى تشويه المفاهيم التعليمية والتلقينية عند الشباب فتحرفهم عن الفهم السليم للدين وتجندهم لخدمة مخططاتها المتطرفة.

كثر الحديث عن تنظيم «داعش» المتطرف وعن سبل محاربته. وحتى اليوم، ركّز التحالف الغربي والعربي من جهته على ضرب قوة التنظيم العسكرية في العراق من خلال حرب جوية مع دعم أرضي تولته قوات عراقية مسلّحة يغلب عليها الطابع الطائفي. وأعلنت «خلية الصقور» الاستخباراتية، الخميس الماضي، بحسب موقع «المدى» العراقي، عن مقتل أكثر من 53 عنصرًا في التنظيم، بينهم قياديون؛ أبرزهم المسؤول العسكري للتنظيم ومسؤول تجهيز الانتحاريين، بقصف جوي عراقي في ثلاث عمليات منفصلة غرب مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار في غرب العراق.

غير أن هذا النهج، الذي قد يبدو في الظاهر مناسبًا للجميع، مع إصابة كثير من مسؤولي التنظيم، لا يأخذ في الاعتبار – إلا قليلاً – الواقع القائل إن «داعش» تنظيم إرهابي لها حساباته ومخطّطاته الخاصة، وإن الإرهاب هو أسلوب من أساليب الحرب التي تستخدمها تنظيمات من هذا النوع لتحقيق أهداف سياسية شتى. ذلك أن قتال «داعش» في ميدان المعركة فقط ستكون له نتائج محدودة ما لم يترافق، فعليًا، مع عملية سياسية شاملة.

لقد تمكن تنظيم داعش من تأمين ديمومته، لا بل شهد كثيرا من التغيّرات والتحوّلات إبّان الحرب الدائرة في سوريا، وأيضا نتيجة الفراغ الأمني الذي أعقب رحيل القوات الأميركية الأخيرة من العراق. بالنسبة لكثيرين، يتمثل الهدف الأساسي للتنظيم في «إقامة دولة إسلامية» – وفق مفهومه طبعًا – في مناطق الكثافة السنّيّة في العراق وفي سوريا، إلا أنه في شهر أبريل (نيسان) الماضي، كشفت مجلة «دير شبيغل» الألمانية ملفّات سرّية يملكها سمير عبد محمد الخلفاوي، المعروف أيضا باسم «حجي أبو بكر»، وهو عضو في تنظيم داعش وضابط استخبارات سابق في الجيش العراقي، تضمنّت معلومات ومخططات لما يعرّفه اليوم باسم «الدولة الإسلامية» المزعومة. وأظهرت هذه المخططات كيف ينظر حجي أبو بكر إلى الدين باعتباره وسيلة فعّالة للتجنيد تحت راية «الدولة الإسلامية» المزعومة، ومصدرًا لا ينضب لتدفق المقاتلين.

لقد كان لهذا الكيان الجديد، الذي نشأ وتطوّر في خضم الفوضى العارمة في سوريا والعراق، هدف أساسي واحد: بناء دولة تسمح للسنّة باستعادة زمام السلطة بعدما خسروها في الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة حاليًا بشكل أساسي. وهكذا وقع الخبراء ووسائل الإعلام في فخ حجي أبو بكر، وانغمسوا في مناقشات وتحاليل مطوّلة ومعمّقة حول ما إذا كان تنظيم داعش إسلاميا أم لا. وفي هذا السياق، انكبّوا على دراسة كثير من أشرطة الفيديو المرعبة حول أساليب «داعش» الهمجية التي تظهر فظائع الذبح والحرق والقتل إغراقًا التي استهدفت كل من اعتبره التنظيم «عدوًا للإسلام»، مركّزين بشكل حصري على وحشية الآيديولوجية المزعومة، كما على نجاحاتها العسكرية، ومطالبتها بالعودة إلى أيام الخلافة.

أما اليوم، فإن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يريده «داعش»؟

منذ أن نشأ التنظيم، عمد إلى فرض الشريعة في المدن التي يسيطر عليها، وإلى فصل البنين عن البنات في المدارس، وإلى إجبار النساء على ارتداء النقاب، كما أدخل المحاكم الشرعية لبسط «عدالته»، مستهدفًا الأقليات الذين إما أجبرهم على اتباع تعاليمه وقوانينه أو قام بتصفيتهم بوحشية على غرار الإيزيديين (في شمال غرب العراق) الذين عمد التنظيم إلى استعبادهم وسبي نسائهم.

أدّت هذه التصرّفات إلى تكوّن اقتناع لدى كثيرين بأن هدف «داعش» الرئيسي هو تأسيس خلافة تحكمها شريعة الله. ولكن هل هذا حقًا الهدف الأساسي أو الوحيد للتنظيم؟

بغض النظر عما إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة أم لا، وعلى الرغم من أنها نجحت في استقطاب كثير من الشباب المسلم من مختلف أنحاء العالم الذين شعروا بالتهميش في مجتمعاتهم، فإن الواقع على الأرض يشير إلى عكس ذلك؛ ففي الوقت الذي ما زال فيه السنّة في بغداد يقاتلون للدفاع عن «إقليمهم»، عمد «داعش»، بحكم قوة الأمر الواقع، إلى عرض «إقليم» آخر عليهم تحت حجة «الأمة الإسلامية».

وهكذا تمكّن «داعش» من السيطرة على مئات الأميال المربّعة بين سوريا والعراق، حيث انعدمت سلطة الدولة.. فمنذ البداية، استطاع التنظيم المتطرف بسط حكمه على معابر على الحدود السورية مع تركيا وصولاً إلى المدن المتاخمة للعاصمة العراقية بغداد. ومن ثم، نجح في إرساء شكل من أشكال الحكم وإنشاء ما يشبه شكل «دولة» في المناطق التي يسيطر عليها، مركّزًا على استغلال الاقتناع السائد بين «كثرة كاثرة» من السكان السنّة بأنهم مضطهدون على يد الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة بزعامة نوري المالكي، وأنهم محرومون من الموارد الأساسية في البلاد ولا يحق لهم المشاركة في السلطة.

ولقد تنطبق المقولة التالية على «داعش»، إذ ترى البروفسورة لويز ريتشاردسون، مؤلفة الكتاب الشهير «ماذا يريد الإرهابيون: فهْم العدو لاحتواء الخطر» أن الإرهاب «ظاهرة معقدة، وهو تكتيك يلجأ إليه كثير من الجماعات لغايات متعدّدة ومختلفة».

وعليه، فإن جزءًا مما يريده بعض أعضاء «داعش» هو استعادة السلطة المفقودة؛ حيث أشار تقرير مجلة «دير شبيغل» إلى أن وراء تطور فكرة «داعش» لدى حجي أبو بكر وكثير من البعثيين الذين ساهموا في إنشاء التنظيم، قرار بول بريمر، رئيس سلطة الاحتلال الأميركي في بغداد حينذاك، الذي قضى بحل الجيش بمرسوم في مايو (أيار) 2003. وذلك القرار، كما هو معروف، حرم الآلاف من الضباط السنّة المتمرّسين لقمة عيشهم. ولاحقًا، اتسع تهميش السنّة ليطال القبائل العراقية الكبيرة لا سيما غرب البلاد وشمالها. وتأكيدا على ذلك، عدّ الشيخ رعد سليماني، وهو شخصية عراقية بارزة في قبيلة الدليم الكبيرة، في مقابلة سابقة أجرتها معه «الشرق الأوسط» في العاصمة الأردنية عمّان، أن «نحو 90 في المائة من قوى (داعش) مؤلفة من عشائر عراقية»، شارحًا أن التهميش السياسي والاجتماعي لأهل السنّة في العراق يمثل أحد الأسباب التي تفسّر دعم القبائل والعشائر العراقية لـ«داعش».

أضف إلى ما تقدم، المظالم التي تعرّض لها السنّة في ظل حكم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي اتبع نهجًا طائفيًا صريحًا؛ إذ جاءت حملة القمع العنيفة التي شنها المالكي إثر الاحتجاجات في المناطق السنّيّة خلال عام 2013 ضد عشرات الآلاف من السنّة في مدن الرمادي والفلّوجة والموصل وكركوك، لتفاقم الأمور سوءًا وتؤجّج سخط المعارضة، ومن نماذج تلك الحملة الغارة التي شنّت على مخيم احتجاج في الحويجة يوم 23 أبريل 2013 وأدّت إلى مقتل 44 مدنيًا، وفقا لتقرير لجنة برلمانية. ولذا، عندما اجتاح «داعش» ثلث أراضي العراق خلال الصيف الماضي، رحب كثيرون من السنّة به في بداية الأمر، وعدوه محرّرًا لهم. ويعتقد مراقبون جيّدو الاطلاع أن الغالبية العظمى في المناطق الخاضعة لسيطرته ما زالت تؤيده، على الرغم من أن عددًا من المواطنين يعترضون على ممارساته الوحشية، وهذا ما قاله مصدر في الموصل تحدثت معه «الشرق الأوسط» أخيرًا.

ما يجب قوله، هنا، هو أنه حتى الآن يشعر السنّة في العراق بأن حكومة بغداد برئاسة حيدر العبادي، الذي خلف المالكي والذي ينتمي للخلفية المذهبية والحزبية ذاتها، تتجاهل وضعهم، وقد يكون خير مثال على ذلك «مشروع الحرس الوطني» الذي ما زال مطروحًا للنقاش أمام البرلمان على الرغم من أن مجلس الوزراء وافق عليه. ويهدف هذا «المشروع» إلى ضم مختلف الميليشيات والقوات المحلية مثل «قوات التعبئة الشعبية» و«أبناء العراق» و«قوات البيشمركة» الكردية، تحت مظلة واحدة هي «الحرس الوطني». ووفق مخطّط الحكومة، فمن المفترض أن يُنشر هذا «الحرس الوطني» في كل المحافظات العراقية وأن يصار إلى استدعائه عند الحاجة لأغراض مكافحة الإرهاب في فترات الحروب وحالات الطوارئ أو الكوارث الطبيعية. وكانت شبكة «الجزيرة نت» قد ذكرت أنه منذ 24 يونيو (حزيران) الماضي يبدو أن التعديلات التي وافق عليها مجلس الوزراء العراقي بشأن قانون «الحرس الوطني» تقرر وضعها على السكة.

يذكر أن المطالب السنّيّة الأخرى تشمل مشاركة أكبر في العملية السياسية، والعفو العام عن السجناء الذين لم يشاركوا مباشرة في التفجيرات الإرهابية، مع العلم بأنه كان قد ألقي القبض على الآلاف من السنّة بعد انتهاء الاحتلال الأميركي في أعقاب موجة من الهجمات الإرهابية، ومن البديهي أنه لم يشارك بالضرورة فيها جميع الموقوفين. وهذا فضلا عن إدراج البعثيين السابقين في النظام السياسي.. وقد استند «داعش» إلى كل هذه المطالب ليفرض نفسه قوة يحسب لها حساب في العراق.

إلى ذلك، تشير البروفسورة ريتشاردسون، وهي مديرة جامعة سانت آندروز في اسكوتلندا، إلى أن الإرهاب «خليط قاتل مكوَّن من عناصر مهمشة، ومجتمع مؤات، وآيديولوجية مشرِّعة». والواضح إذن أنه بالنسبة إلى «داعش» ليست الآيديولوجية «المزعومة» هي الهدف الأساسي للتنظيم الذي يركز في الوقت عينه على أهداف قريبة وبعيدة المدى، لا بل إن تأسيس «الدولة الإسلامية» المزعومة ليس سوى واجهة لمخطّطات خفية كبرى. (الشرق الاوسط)

 

لماذا نرتعب من الاتفاق النووي الإيراني؟

عقل العقل/الحياة/21 تموز/15/ اتفاق إيران النووي مع القوى الدولية، استقبل من قبل الشعب الإيراني بالفرح والاحتفالات التي عمت المدن الإيرانية، ارتعب البعض في المنطقة بأن هذا انتصار للنظام الإيراني، والاعتراف بإيران النووية وقد لا يكون هذا دقيقاً. الشعب الإيراني، الذي عبر عن معاناته وما دفعه جراء هذا المشروع الخاص بالنظام وليس للمواطن الإيراني، الذي عانى الحصار والبطالة والتضخم والعزلة عن العالم، في الوقت الذي نجد أن مقدراته الاقتصادية في الأعوام الماضية تذهب إلى الخارج؛ لدعم تنظيمات موالية له في دول المنطقة. حكاية النووي الإيراني، ولا شك في أنها استغلت من النظام وتم تصويرها وكأنها قضية وطنية، ولكن هذه هي حال الأنظمة الشمولية سياسياً ودينياً، التي تختلق الأزمات مع العالم وتضحك على شعوبها بمثل هذه المشاريع، التي تطيل عمر النظام، فأنا أعتقد أن هذه الورقة سقطت من يد النظام أمام شعبه وحلفائه بالمنطقة، فالشيطان الأكبر أصبح الآن هو من سعت إليه طهران، فكم سمعنا عن اتهام الإعلام الإيراني وأتباعه العرب بتبعية الأنظمة العربية مع هذا الشيطان! وأن هذه الأنظمة هي عميلة للغرب الرأسمالي. الآن، إيران تدخل هذا النادي وتحتفل به، أما المقاومة التي كانت ترفعها إيران وتعد بتحرير القدس، فضاعت وتبخرت كما هي العادة الإيرانية باستخدام ورقة المقاومة لدغدغة مشاعر بعض العرب والمسلمين.

البعض من العرب يتخوف من هذا الاتفاق، وأن إيران سوف تطلق يدها في المنطقة، للهيمنة والعبث وتصدير الثورة، ومن يستمع لهذا الخطاب يعتقد أن إيران كانت جارة مسالمة مع دولنا العربية في الماضي وهذا غير صحيح، فكلنا يتذكر تبجح المسؤولين الإيرانيين باحتلالهم أربع عواصم عربية، وكل أسبوع نشاهد قاسم سليماني رئيس الحرس الثوري الإيراني وهو يقود مجموعاته العسكرية في أرض العراق، لا يمكن أن تكون إيران أكثر تدخلاً وعربدة مما تقوم به الآن، ولكن باعتقادي أن هذا الاتفاق سيعيد إيران دولة مسالمة للمجتمع الدولي إن صمد هذا الاتفاق في العقد القادم كما هو مقرر له، وقد يكون انعكاسه على الشعب الإيراني ليس لمصلحة النظام كما يعتقد الكثيرون، فأرصدته الضخمة المجمدة بالغرب، التي سيفرج عنها، يفترض أن تستخدم في التنمية في الداخل الإيراني، ولاسيما مع الرفع التدريجي للعقوبات عنها، فالنظام الإيراني لن يجد العدو الوهمي الذي يضحك به على شعبه، فالقضايا الداخلية كلها كانت مؤجلة من النظام في سبيل مشروعه النووي، الآن انتهت اللعبة وتصدير الأزمة وقمع المعارضة في الداخل كله باسم تحقيق حلم الأمة الإيرانية كما كان يسوقه النظام في السابق.

القوى الدولية، ولا سيما في الغرب، لها تجارب عملية في الاحتواء العسكري والسياسي مع أنظمة كانت تعاديها، ولديها استراتيجيات طويلة المدى مع توافر أدوات وإمكانات هائلة لتحقيق تلك الأهداف، فالاتحاد السوفياتي، الذي كان وضعه لا يقارن بالنظام الإيراني من حيث القوة الاقتصادية والإيديولوجية، دخلت معه الدول الغربية في حرب باردة، واستطاعت أن تنهكه من الداخل حتى سقط، فما بالنا بإيران؟

 

التزامات إيران التي لا تهمّنا

 محمد قواص/الحياة/21 تموز/15

يتسلى المتفائلون في تسويق فرضيةّ مفادُها أن «الصفقة الجيدة» التي تحدثَ عنها الرئيسُ الأميركي باراك أوباما في شأن البرنامج النووي الإيراني ستقودُ إيران نحو اعتدالٍ وربما انقلاب في ممارسة السياسة. وبين التفاؤل والسذاجة خيطٌ رفيع. ولئن كان في تلك الخريطة المستشرفة منطق، فما نعرفه عن طهران بالملموس لا يتحملُ الوثوقَ بآفاق جلّها نتاجُ تنجيم وأكثرها يندرجُ في ميادين التمني. فإذا ما استقدمت إيران العالمَ إلى مائدةٍ على شرفها وحدها، واستدرجته لتوقيع ما يشبه المعاهدة، معها وحدها، فذلك عائدٌ، في العقل الحاكم في طهران، إلى خريطة طريق أخرى، وهذه المرة ليست مستشرفة، بل ناجزة، منذ أن قاد الخميني الجمهورية الإسلامية. لقد عمل فريقُ الرئيس حسن روحاني، بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وفق ما رسمه الوليُّ الفقيه علي خامنئي. حتى أن هذا الأخير كان حاضراً على طاولة المفاوضات، فتُحصِّنُ تصريحاته النارية مناعةَ مفاوضِه في جنيف أو فيينا. في ذلك يرددُ الخبثاء أن انتخاب روحاني، أو السماحَ به، هو في الأصل مناورةٌ من المرشد للخروج من هذا النزاع مع الشيطان الأكبر، وفق المخارج التي يرسمها المرشد. وفي مهازل ذلك، تستمرُ الصحف المقربةُ من المرشد في انتقاد الاتفاق الذي تمّ التوقيعُ عليه بمباركته.

تقدّمَ العالمُ باتجاه إيران مفاوضاً، بما يوحي أن العالمَ قابلٌ بإيران كما هي عليه، فلا يرومُ تغييراً أو انقلاباً أو تبدلاً في شكل ومضمون وسلوك نظام الوليّ الفقيه. تقدّمَ العالمُ باتجاه إيران مفاوضاً وهو مدركٌ أدوار إيران في المنطقة، من أفغانستان إلى اليمن، مراقبٌ عبثها في العراق وسوريا ولبنان. تقدّمَ العالمُ في هذا التمرين مقللاً مما تثيره تلك المقاربة «الحنونة» من شكٍّ وريية وقلق لدى دولٍ في المنطقة تُعتبر حليفاً تاريخياً للغرب عامة والولايات المتحدة خاصة. فلماذا سيكون على طهران أن تغيّر حصاناً رابحاً؟

يعوّل المتفائلون على تبدّل في سلوك إيران إزاء ملفات المنطقة. في سورية ينتظرون تسويةً تساهمُ فيها إيران بإيجابية. وفي العراق من يتنبأ بتراخي القبضة الإيرانية بما يوسّع هامش مناورة العراقيين على حساب سطوة الجار القوي. وفي لبنان من يصلي لأن تأتي «فيينا» برئيس لجمهوريتهم، فيما في المنطقة من يستجدي صلوات أخرى تنهي حرب اليمن باتجاه تطبيع لعلاقات إيران بدول الخليج. ويقول لسانُ حال الحاكم في طهران إننا مارسنا بلطجةً سياسية وعسكرية وأمنية فأثمر الزرع نبتاً تمّ قطافه. مارست طهران - الثورة ما سماهُ الغرب نفسه إرهاباً منذ احتجاز رهائن السفارة الأميركية في طهران (1979)، مروراً بتفجيرها وتفجير ثكنة مارينز في لبنان (1983) وخطف رعايا غربيين هناك في الثمانينات، وليس انتهاء بمسلسل التفجيرات في باريس وعواصم أخرى. تدخلت إيران بالدم والنار لفرض هيمنة في شؤون المشرق ودول الخليج. فاقم الحكم في إيران تنامي الفتنة السنّية الشيعية، على نحو باتت المنطقة مقسّمة منقسمة على أساس مذهبي مقيت. وفق هذه الشروط وهذه المواهب فازت طهران بمباراتها.

لا تهمنا تداعياتُ هذا «الفوز» على إيران في المستقبل البعيد، ومدى نجاعته في إحداث تغيير إيجابي داخل العقليّة الحاكمة في طهران. هو «فوز» دليلُه قلق دول المنطقة منه. وفي القلق وجاهةٌ لن تبددَها تطميناتُ سيّد البيت الأبيض ورُسُله إلى عواصم المنطقة. في بديهية الأشياء أن تعليق، وليس إلغاء، برنامج إيران لصنع قنبلة نووية شأنٌ يتعلقُ بأمن إسرائيل وهواجسها، وليس هماً عربياً في الجوهر. ذلك أن ما يقلق العرب هو الطبيعة العدوانية للنظام في طهران وليس قنبلته النووية. فلم يكن العرب ليقلقوا من برنامج نووي إيراني، لو كان نظام طهران صديقاً لا يتسلل غازياً إلى يومياتهم ويتدخلُ في مصير غَدِهِم. بكلمة أخرى «إنجاز» فيينا في تدابيرِه وتفاصيله التقنية شأنٌ لا يهمنا، بل يجب أن لا يهمنا في جانبه النووي. بمعنى آخر، ليس مهماً ما تلتزم به إيران في ذلك الاتفاق، بل ما يلتزم به العالم مكافأة لها. ما يهمنا أن الاتفاق يزوّد إيران بوفورات نقدية، ثم بانفتاح اقتصادي مع العالم ينعشُ قطاعاتها الاقتصادية، بما يوفّر لنظام إيران أدواتٍ إضافية لممارسة ما اعتاد أن يمارسه، ولا سبب يدعو لعدم الاستمرار في ممارسته.

في الدعوة إلى التعامل بإيجابية مع منجز فيينا تبسيطٌ لا يتّصل بحكمة. المبادرةُ في ذلك تقع على عاتق إيران وحدها. الإيرانيون وحدهم من يقرر كيف سيقاربون الاتفاق في بعديْه البيتي والخارجي. لم يُسجَّل للعربِ تدخل في شؤون إيران الداخلية، ولم يسجَّل لطرف عربي أنه اعتبر دعم الأحوازيين أو استغلال صدامات ماهاباد أو تمويل السنّة في بلوشستان... إلخ، جزءاً من أمنه الاستراتيجي، كما لم يسجّل أن إيران نفسَها وجدت دليلاً في هذا الشأن. بالمقابل يُسجِّل العرب، وبإقرار إيران، تدخلَ طهران في شؤونهم في ملفات لا داعي لتكرارها. وعلى ذلك، المطلوب من المعتدي أن يقررَ ما إذا كان «فيينا» مناسبةً للإمعان في غيّ، أو الارتقاء نحو نضج ينظر للعالم والجيران بعين الحكماء لا بنزق المراهقين.

 

الاتفاق النووي كما يراه السوريون...

اكرم البني/الحياة/21 تموز/15

تتباين ردود أفعال السوريين ومواقفهم من توقيع الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، نتيجة تباين اصطفافاتهم واختلاف قراءاتهم وحساباتهم حول تأثيره المرتقب في مجرى الصراع الدموي المحتدم في البلاد، وهم المدركون أهمية الساحة السورية عند طهران وما تقدّمه من دعم متعدّد الوجوه لتمكين السلطة ومدّها بأسباب الصمود. بداية، من البديهي أن يهلّل أنصار النظام لهذا الاتفاق باعتباره منعطفاً ونصراً تاريخيَّين، من دون اكتراث بحجم التنازلات التي قدّمتها إيران ورضوخها لغالبية اشتراطات الغرب، فما يهمّهم المنافع الناجمة عن عودة حليفهم إلى الأسرة الدولية، مرة كضربة سياسية قوية توجّه الى أعدائهم في الداخل والخارج، عنوانها اعتراف دولي بنفوذ طهران الإقليمي وبدور لها أكثر حضوراً وفاعلية في معالجة أزمات المنطقة، ومرة ثانية لكونها تفتح موضوعياً نافذة طال انتظارها، للتخفيف من عزلة سورية والحصار المفروض عليها، ومرة ثالثة لأن تحرير أرصدة إيران ورفع العقوبات عنها، يمنحانها قدرة أكبر على دعم النظام اقتصادياً وعسكرياً، ولا بأس في الطريق من تجيير الحدث كثمرة من ثمار نهج الممانعة الذي يجبر الغرب دائماً على التسليم والخنوع!

في المقابل، تتنوع مواقف المعارضة السورية التي تبدو في غالبيتها خاسرة من إبرام الاتفاق، وإذ لا تعيره الجماعات الجهادية أي اهتمام طالما أن الجميع أعداؤها، سواء اختلفوا أو اتفقوا، فثمة معارضون دانوا الاتفاق بصفته محاولة غربية لتقوية حليف للنظام بات يمتلك تأثيراً نافذاً في الوضع السوري، الأمر الذي قد يطيل عمر الصراع الدموي ويحبط الخطوات المترددة أصلاً للتقدّم في مسار الحل السياسي، مفضياً إلى تعزيز تشدّد النظام وإصراره على الحسم العسكري، الأمر الذي بدأت نذره تتضح من خلال توسيع عملياته الحربية ضد الوجود المسلّح في أرياف دمشق وحلب والحسكة وتدمر، فضلاً عن تقوية أدوار حلفائه اللبنانيين والعراقيين، واستجرار أرتال المتطوعين من إيران وأفغانستان والعراق ولبنان، للقتال في سورية.

وطالما أن الإرادة الدولية لا تزال غائبة عن المشهد السوري، يرى هؤلاء أن مكاسب الاتفاق الاقتصادية لن تذهب لمعالجة أزمات إيران الداخلية، بل ستقوّي الغطرسة والنزعة الإمبراطورية، وتشجّع طهران على تعزيز نهجها التدخّلي في الملفات الساخنة وبؤر التوتر، وعلى توسّل لغة القوة والعنف لتحصين نفوذها الإقليمي وتوسيعه، ودليلهم أن الموارد الإيرانية ومنذ انتصار الثورة الإسلامية، لم تستخدم لمعالجة أزمات الداخل، بل لتمويل مشاريع تصدير هذه الثورة وتوسيع النفوذ الخارجي، من دون اكتراث بأن منح تلك الجماعات الجهادية المتطرفة فرصة ثمينة لمزيد من التعبئة المذهبية وتسعير العنف، وفتح الباب على مصراعيه أمام الفوضى وانفلات صراعات متخلّفة ومدمّرة في غير مكان. وفي حين يخلص معارضون ومثقفون سوريون الى نتائج مغايرة، فهم يستبعدون توظيف مكاسب الاتفاق الاقتصادية فوراً في حلبات الصراع والتوتر، بخاصة أن إيران تحتاج إلى ما يفوق بكثير الأموال المجمدة لمعالجة بعض أزماتها ومشكلاتها المزمنة، ويرجح هؤلاء أن تنعكس التهدئة والمصالحة مع الغرب، تهدئةً ومصالحةً مع دول الإقليم، ما يفضي إلى انسحاب تدريجي لطهران من دور عسكري مباشر لعبته نتيجة ضعف الحلفاء كما حالتي العراق وسورية، وتالياً إلى إبعاد شبح حروب إضافية عن منطقة تفيض بنزاعات قديمة دفعت الشعوب ثمنها دماً وفشلاً تنموياً، والدليل عند بعضهم هو فكرة تقول إن تخصيب اليورانيوم والتدخل الإقليمي كانا عند القيادة الإيرانية مجرد ورقتي ضغط لانتزاع اعتراف وشراكة دوليين، وبخاصة مع الولايات المتحدة، ما يعني أن ما تحقّق لا يقتصر على البرنامج النووي، بل يرجح أنه شمل ملفات شائكة تهم الجميع، في سورية ولبنان والعراق واليمن، تم التباحث في شأنها تحت الطاولة وبناء أفكار مشتركة حولها، قد تكون إحداها دوراً إيرانياً ضاغطاً على النظام السوري لحضّه على المشاركة جدياً في الحل السياسي، بما في ذلك التشجيع على تبلور قوى من داخل التركيبة السلطوية تزداد قناعة بضرورة المعالجة السياسية، وتضع على عاتقها إنقاذ ما يمكن إنقاذه!.

أما الدليل عند آخرين، فهو الموقف المعلن الرافض للاتفاق من أوساط النخبة المحافظة ومتشدّدي الحرس الثوري، ثم ما يشي بخلافات جدية حول المستقبل بدأت تظهر على السطح بين الإصلاحيين والمتشددين، ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن الصراع بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران هو حقيقة وليس خدعة، وأن طي الملف النووي يعطي دفعة قوية للتيار الإصلاحي الذي يغلب وسائل النفوذ السياسي والاقتصادي على أساليب السيطرة العسكرية، بخاصة أن ثمة شارعاً عريضاً يقف معه، والقصد أن الشعب سيغدو بعد الاتفاق وبعد انهيار أسطورة الشيطان الأكبر، رقماً قوياً في المعادلة، إن في مطالبته بتحسين شروط عيشه، وإن في مناهضة حروب الاستنزاف وأي تبديد لمكاسب الانفتاح على مغامرات خارجية! فكيف الحال مع تراجع زخم المتشدّدين وانحسار سطوتهم، وقد وصلوا إلى طريق مسدودة بعد منحهم فرصاً عديدة وهدروا ثروات هائلة في مطاردة حلمهم التوسعي ومشروع نووي خاسر؟! وكيف الحال مع الدور الرادع الذي لعبته عاصفة الحزم في مواجهة التمدّد الإيراني، منذرة بحجم الأخطار التي ستنجم عن اللعب بنار توسيع النفوذ والهيمنة؟! وكيف الحال ولا يزال درس الاتحاد السوفياتي ماثلاً في الأذهان، وقد انحسر دوره الخارجي وانكمش دعمه لما يسمى حركات التحرر الوطني، بعد توقيع اتفاق الحدّ من الأسلحة الاستراتيجية؟! أخيراً، وبعيداً من مواقف السلطة والمعارضة، تلمس لدى غالبية السوريين إحساساً عميقاً بالألم والمرارة حين تنجح إيران في فك الحصار والانفتاح على العالم، وتقدم تنازلات مؤلمة تمهيداً لمعالجة أزماتها وتحسين حياة شعبها، بينما لا تزال أساليب العنف والقهر والتدمير تفتك بمقدراتهم ومقومات عيشهم وتعايشهم، ليغدو وطنهم أشبه بخنادق وميادين قتال لتصفية الحسابات، ربما حتى آخر سوري!.

 

أبهذه الخطوة نلجم الإرهاب

داود الشريان/الحياة/21 تموز/15

تفشّي ظاهرة الإرهاب في دول المنطقة، وتزايد استقطاب الشباب الأحدث عمراً للانخراط في التنظيمات الإرهابية، يذكّراننا بتفشّي ظاهرة المخدرات بداية الثمانينات من القرن العشرين. في تلك الفترة انخرطت غالبية مؤسسات المجتمع العربي في مواجهة الظاهرة الجديدة، اصبحنا جميعاً نتحدث عن المخدرات. نقلنا أساليب تناولها، وتهريبها إلى أفلام السينما، ومسلسلات التلفزيون، وصارت موضوعاً حاضراً في حواراتنا وشاشاتنا، وفي نهاية المشهد أصبحنا في حال تطبيع مع الظاهرة القذرة. في فيلم «العار» الذي أُنتِج عام 1982، ومن بعده فيلم «الكيف» الذي أُنتِج عام 1985، جسّدنا حال التماهي مع المخدرات، أصبحت ميداناً يصنع الأبطال. صار الابن الجاهل زعيماً يثير الإعجاب، في الفيلم الأول، وتحوَّل الطبيب في الفيلم الثاني مدمناً، بعدما صنع توليفة تشبه الحشيش، لكنها تخلو من المخدرات، في محاولة لإقناع أخيه بأن المخدرات وهم. لكن الخلطة غيّرت حياة الطبيب مادياً فتمادى، وهو غير مدرك أنها أعجبت تجّار المخدرات الذين أضافوا إليها مسحوقاً من حبوب الهلوسة. كنا نشاهد هذه الأفلام ونتفاعل مع حبكتها وأبطالها، من دون أن تترك لدينا أثراً حول ضرر المخدرات التي تحوّلت إلى فكرة نتسلى بحكاياتها، ونعجب بأبطالها، مثل كل الأفكار التي تلهم كتّاب الدراما، ومن تلك الأفلام ولدت أغاني «المكوجية»، وتدهور الذوق العام، وبقيت المخدرات. نحن اليوم نعاود الكرّة. نمارس حالاً من التطبيع مع الإرهاب. استمرأت شاشاتنا مشاهد نحر البشر، حتى أصبح قتل المواطن اللبناني جورج الريف في قلب بيروت، حادثاً عادياً يجري تداوله بين الصغار والكبار، باعتباره مشهداً مثيراً للفضول، كأننا نشهد مقطعاً من فيلم مرعب. تأمّل شاشات القنوات الإخبارية في منطقتنا، وقارن تعاملها مع جرائم «داعش»، و «القاعدة»، و «عصائب أهل الحق»، و «الحشد الشعبي»، و «النصرة»، وغيرها من التنظيمات الإرهابية، بتعامل القنوات الغربية. ستجد أن الأخيرة تمر على أخبار الإرهاب بمقاييس مهنية صارمة، وأن الثانية أصبحت مثل طفل فَرِح بلعبة خطرة، يعبث بها وبنا. بل لا نبالغ إذا قُلنا إن بعض القنوات الإخبارية مارس تحريض الشباب على الذهاب إلى سورية، على نحو أشد من تحريض بعض الدعاة، من خلال أسلوبه في التركيز على مشاهد القتل، ونقل كل ما يصل إليه عبر مواقع الإنترنت، من دون تمحيص. لا شك في أن محاربة الإرهاب تبدأ من لجم شهية الشاشات والقنوات الإخبارية لمشاهد القتل، والاستغناء عن الدعاة الإسلاميين في مخاطبة الشباب، لأن خطابهم ملتبس بين التنديد بالإرهاب، والإيحاء به. الأكيد أن الحل سيكون ممكناً إذا غيّرنا الدندنة، وعلّمنا القنوات الإخبارية الأصول المهنية، وفتحنا آفاقاً لصنّاع الأمل، ونجوم الإبداع والأدب والفكر والفن. القضية ليست مستحيلة، لكنها بحاجة إلى قرار شجاع.

 

«عقلنا العربي» والاتفاق «النووي» الإيراني

 سمير السعداوي/الحياة/21 تموز/15

بين رفض «الحرس الثوري» «المساومة» على البرنامج الصاروخي الإيراني وتمسك مرشد «الجمهورية الإسلامية» علي خامنئي بـ»حلفاء» طهران في المنطقة، تتبلور ملامح العلاقة الإيرانية – الأميركية بعد إبرام الاتفاق النووي الثلثاء الماضي.

وبعيداً عن تكهنات تلامس أحياناً حدود نظرية المؤامرة، بوصول التفاهم بين واشنطن وطهران إلى أبعد من حدود الاتفاق النووي، وما يستتبع ذلك من تغييرات مفترضة في المعادلة على الساحتين الإقليمية والدولية، فان ثمة مفاعيل لـ «التطبيع النووي» مع الإيرانيين، لعل أبرزها يتمثل في قدرتهم مستقبلاً على «مكافأة» حلفائهم مادياً وربما سياسياً أيضاً في شكل من الأشكال، وإن كان لا يزال مبكراً التكهن في هذا الشأن، خصوصاً في ظل وصف خامنئي الاتفاق النووي بانه «استثنائي»، بمعنى أنه لا ينسحب على مجمل الموقف الإيراني من أميركا والغرب، وأيضاً في ظل تأكيد الرئيس باراك أوباما في حديثه إلى «نيويورك تايمز» غداة الاتفاق، بأنه «لا يثق بالقيادة الإيرانية» وقوله: «نعرف أنها ستمتلك مالاً أكثر لإنفاقه على الإرهاب»، في إشارة إلى الإفراج عن ودائعها ورفع الحظر الاقتصادي عنها.

لكن كيف يستوي «الانفتاح» الغربي على إيران، مع مواقفها «المناقضة» (لئلا نقول النافرة)، في اليمن والعراق وسورية وفلسطين وغيرها؟ وهنا لا بد من استحضار التمايز في المواقف والذي يصل حد الصدام، بين أميركا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى. ولعله النموذج الذي تطمح إيران إلى اتباعه، أي اعتراف بها قوة غير خارجة عن الشرعية الدولية، في ما يتعلق بالموضوع النووي، مع مواصلة نهجها «الممانع»، يضاف إلى ذلك إمكان استفادتها من الانفتاح لتمرير طموحاتها في أن تصبح شريكاً أساسياً في صوغ تسويات للأزمات الإقليمية التي غالباً ما اتهمت بالمساهمة في إشعالها!

لكن ما يهمنا في الأمر هو تكييف عقلنا العربي مع نظرية «فك الارتباط بين الأزمات» التي يعتبر الأميركيون أسيادها، فحال الحرب مع الروس في أوكرانيا، لا تمنع واشنطن من السعي إلى تنسيق مع موسكو في قضايا أخرى. وقد أثبتت ثرثرة بنيامين نتانياهو وعدم تقبله الاتفاق النووي، أن عقله ربما يكون أقرب إلى عدم استيعاب نظرية فك الارتباط تلك، أو لعله يناور لنيل أكبر قدر ممكن من المكاسب لإسرائيل تعويضاً لها عن قبول اتفاق «على مضض». لكن بطبيعة الحال ثمة هواجس تبدو مشتركة لدى معظم اللاعبين الإقليميين والدوليين، كهاجس مكافحة إرهاب «داعش» الذي لم ينعكس ملفه سلباً على العلاقات الإيرانية – التركية، على رغم توجس طهران من دعم أنقرة للفصائل المتشددة في سورية والذي لا يعادله سوى توجس تركي في المقابل من تحرك الأكراد الذي لا يبدو أنه يقابل بالقدر ذاته من التحفظ على الجانب الإيراني. على رغم ذلك، لم تعكس العلاقات الإيرانية - التركية تباين مصالح الجانبين في المنطقة. بالتالي قد لا ينعكس على العلاقات الإيرانية مع الغرب، التناقض الحاد في المواقف من الأزمات... ولا من الصراع مع إسرائيل الذي حرصت تل أبيب وطهران، كل بطريقتها، على تأكيد استمراريته. لا الاتفاق النووي ولا الانفتاح على طهران، يعنيان عودة كاملة لإيران إلى «الحظيرة الدولية»، على الأقل، بالشكل الذي يوحي به على خطأ، قياس الأمور بمنطق «الأبيض» و»الأسود»، ذلك أن «الرمادي» هو الغالب في الأمور العملية، من منطلق قياس المصالح أو على الأقل الحد الأدنى منها.