المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 تموز/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.july24.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من09حتى16/ لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس07/من36حتى40/إِنَّ المَرْأَةَ تَظَلُّ مُرْتَبِطَةً بِرَجُلِهَا مَا دَامَ حَيًّا. فَإِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ أَنْ تتَزَوَّجَ مَن تَشَاء

 

عنوان تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

طاقم سياسي وديني لبناني عفن يستنسخ نفسه/الياس بجاني

بالصوت والنص والفيديو/ال بي سي/الخبير في الشأن الإيراني الإعلامي اسعد حيدر يقرأ بعلم وموضوعية وبحياد في الاتفاق النووي الإيراني-الغربي/تعليق يتناول نفس الموضوع للياس

خامنئي القائد عَلٍمَ ووافق ورفْض «الحرس» مرفوض!/أسعد حيدر/المستقبل

الشرق الأوسط بعد الاتفاق غير ما قبله!/أسعد حيدر/المستقبل

الاتفاق الآن أو انتظار ربيع 2016/أسعد حيدر/المستقبل

المرشد: كاسترو إيران!/أسعد حيدر/المستقبل

التصعيد الخامنئي «حراثة في الماء»!/أسعد حيدر/المستقبل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هكذا نقل حزب الله منظومة صواريخ "الياخونت" من سوريا إلى لبنان 2015

هل بدأ العصيان على قرارات "حزب الله"؟/طارق السيد/موقع 14 آذار

170 من متطوعي “حزب الله” الجدد تركوا القتال في سورية وفروا إلى لبنان/حميد غريافي/السياسة

عون: أنا مرشح طالما أنا موجود والقانون الأرثوذكسي أكثر إنصافاً للبنانيين»

سلام يلوح بالاستقالة بعد فشل الحكومة في بندي “الآلية” والنفايات

 سلام يضع الجميع أمام مسؤولياتهم.. إذا استمر العناد/المستقبل/ثريا شاهين

 «حزب الله» يصادر الدولة/علي الحسيني/المستقبل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 23/7/2015

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس 23 تموز 2015

سلام في مجلس الوزراء: مؤتمن على المصلحة الوطنية في ظل الشغور الرئاسي

الاستحقاق الرئاسي من توقيع النووي الى فصل الملف عن ازمة سوريا

هل تمهد الزيارات الفرنسية لطهران والاميركية للسعودية للحل اللبناني؟

سلام يواجه المعرقلين بورقة الاسـتقالة ويمهلهم حتى الثلثاء

جلسة "الاستحقاقات" لم تنتج والنفايات تغزو لبنان من دون حل

باسـيل: نية بفتح صفحـة جديـدة فـي العمـل الحكومـي

الكل يسأل يا عمّي اللي سرقوا البلد ليش تَرَكُوا النفايات/محمد عبد الحميد بيضون

لأوّل مرة في العالم... طبيب لبناني يعيد البصر لرجل أعمى منذ 30 عاماً

 قهوجي استقبل زاسبكين ورئيس مكتب التعاون الدفاعي الأميركي

فابيوس والمشنوق عرضا للوضع الأمني في لبنان وضرورة تعزيز مؤسساته

جنبلاط عرض مع سفيري النمسا وقبرص التطورات الراهنة

سليمان ترأس الخلوة4 ل"لقاء الجمهورية": الاولوية لانتخاب رئيس ومعالجة الملفات بشفافية بعيدا عن الكيديات

فليتشر من بنشعي مودعا: لاختيار رئيس باسرع وقت ممكن

النواب السابقون: لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة انقاذ وطنية

اشـكال مع مناصـر للاسـير في عين الحلوة/مصدر امني: 80 مطلوبا متوارون في المخيم

النابلسي :تردي مؤسسات الدولة يجعلنا امام وضع كارثي

جنبلاط زار الميدل ايست: لا بد من تخصيص المطار

المستشار القانوني لريفي إدعى على "الأخبار" بجرم القدح والذم

نواب العاصمة بحثوا في أزمة النفايات قباني: لا نستطيع حل الازمة لوحدنا ونحتاج الى تعاون سائر المناطق

الوفاء للمقاومة: الحكومة الراهنة تعمل وسط أدوات وبنية فساد خلفتها لها معظم الحكومات السابقة

حرب التقى عسيران وتسلم من شفيق طالب كتاب "لبنان في طوابعه"

سامي الجميل استقبل وفد اتحاد بلديات الشياح الحازميه وفرن الشباك ميشال معوض: اوافق على مقاربة رئيس الكتائب لملف النفايات

عون التقى الرياشي موفدا من جعجع

العربي الجديد: معارك حزب الله غير المنتهية بسورية: إلى درعا در

النائب علي فياض : مقاومتنا ستنتصر على العصابات التكفيرية

 باسيل في مؤتمر صحافي: لا توافق من دوننا ونحن مؤتمنون على صلاحيات رئيس الجمهورية في غيابه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كيري: ما تم التوصل إليه هو صفقة جيدة تمنع إيران من استئناف برنامجها النووي

هولاند اجرى محادثة مع روحاني وتمنى مساهمة ايران ايجابيا بتسوية الازمات في الشرق الاوسط

مقتل جندي تركي واصابة آخر على الحدود برصاص اطلق من سوريا

وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي تزور إيران والسعودية الاسبوع المقبل

السعودية: إيران داعمة للإرهاب ومصدر قلق لدول المنطقة وأكدت أهمية دور مصر في تحالف دعم الشرعية في اليمن

حملة للجمهوريين ومؤيدي إسرائيل ضد الاتفاق النووي وروحاني يقلل من أهمية الانتقادات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جعجع.. مشعل.. عدن: الرياض تتأهب/نديم قطيش/الشرق الأوسط

مساعي «تجار العقوبات» للتعويض عن «الانتصار»/ وليد شقير/الحياة

في مآلات إعادة إعمار لبنان/حسام عيتاني/الحياة

خيارات مجلس التعاون للرد على أوباما/راغدة درغام/الحياة

الوجه الآخر للاتفاق النووي مع إيران/طارق الهاشمي/نائب الرئيس العراقي السابق/الحياة

انقلاب «داعش» على الأتراك/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إيران والولايات المتحدة والعرب بعد الاتفاق/رضوان السيد/الشرق الأوسط

قرى أوباما البوتمكينية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

ماذا بعد الاعتراف بإيران قوة إقليمية/رندة حيدر/النهار

إسرائيل "تنام على حرير" الاتفاق النووي؟ لا سلاح نووياً لإيران ولا كيميائياً في سوريا/اميل خوري/النهار

اليونان ولبنان حالتان مختلفتان/مروان اسكندر/النهار

محاصصة حتى..في الزبالة!!/جريدة اللواء - بقلم نون

ثقافة “إنتو مين؟” التدميرية: تقديس الذات وشيطنة الآخر/علي الأمين/جنوبية

انقسام مسيحي على الأولويات/جليل الهاشم/المستقبل

حزب الله بعباءته الجديدة: إسرائيل ليست عدوّاً/عماد قميحة/جنوبية

أيها اللبنانيون اعملوا لبلدكم/سعود السمكة/السياسة

ماذا يجري في لبنان؟/نديم قطيش /المدن

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من09حتى16/ لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ

قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ :«كَمَا أَحَبَّنِي الآب، كَذلِكَ أَنَا أَحْبَبْتُكُم. أُثْبُتُوا في مَحَبَّتِي.  إِنْ تَحْفَظُوا وصَايَايَ تَثْبُتُوا في مَحَبَّتِي، كَمَا حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وأَنَا ثَابِتٌ في مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحِي فِيكُم، فَيَكْتَمِلَ فَرَحُكُم. هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم.

لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُم أَحِبَّائِي إِنْ تَعْمَلُوا بِمَا أُوصِيكُم بِهِ. لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي.

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس07/من36حتى40/إِنَّ المَرْأَةَ تَظَلُّ مُرْتَبِطَةً بِرَجُلِهَا مَا دَامَ حَيًّا. فَإِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ أَنْ تتَزَوَّجَ مَن تَشَاء

يا إِخوتي، إِذَا كَانَ أَحَدٌ، وهوَ في لَهَبِ الشَّبَاب، يَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ يُسيءُ إِلى خِطِّيبَتِهِ، وأَنَّهُ لا بُدَّ مِنَ الزَّوَاج، فَلْيَفْعَلْ مَا يُرِيد. إِنَّهُ لا يَخْطَأ: فَلْيَتَزَوَّجَا! لكِنَّ مَنْ قَرَّرَ في قَلْبِهِ وصَمَّم، وهوَ غَيْرُ مُضْطَرّ، بَلْ هوَ ذُو سُلْطَانٍ عَلى إِرَادَتِهِ، وعَزَمَ في قَلْبِهِ أَنْ يَصُونَ خِطِّيبَتَهُ، فَحَسَنًا يَفْعَل.

إِذًا فَمَنْ يَتَزَوَّجُ خِطِّيبَتَهُ فَحَسَنًا يَفْعَل، ومَنْ لا يَتَزَوَّجُهَا فأَفْضَلَ يَفْعَل! إِنَّ المَرْأَةَ تَظَلُّ مُرْتَبِطَةً بِرَجُلِهَا مَا دَامَ حَيًّا. فَإِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ أَنْ تتَزَوَّجَ مَن تَشَاء، ولكِنْ في الرَّبِّ فَقَط.إِلاَّ أَنَّهَا، في رأْيِي، تَكُونُ أَكْثَرَ غِبْطَة، إِنْ ظَلَّتْ حُرَّة. وأَظُنُّ أَنَّ فِيَّ أَنَا أَيْضًا رُوحَ الله!"

 

تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

طاقم سياسي وديني لبناني عفن يستنسخ نفسه

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسةLعنوان المقال/طاقم سياسي وديني لبناني عفن يستنسخ نفسه/اضغط هنا لقراءة المقالة

 

بالصوت والنص والفيديو/ال بي سي/الخبير في الشأن الإيراني الإعلامي اسعد حيدر يقرأ بعلم وموضوعية وبحياد في الاتفاق النووي الإيراني-الغربي/تعليق يتناول نفس الموضوع للياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/2015/07/23/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D9%81-2/

بالصوت /فورماتMP3/ال بي سي/الخبير في الشأن الإيراني الإعلامي اسعد حيدر يقرأ بعلم وموضوعية وبحياد في الاتفاق النووي الإيراني-الغربي/تعليق يتناول نفس الموضوع للياس بجاني/23 تموز/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/asaad%20hyder23.07.15.mp3

بالصوت /فورماتWMA/ال بي سي/الخبير في الشأن الإيراني الإعلامي اسعد حيدر يقرأ بعلم وموضوعية وبحياد في الاتفاق النووي الإيراني-الغربي/تعليق يتناول نفس الموضوع للياس بجاني/23 تموز/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/asaad%20hyder23.07.15.wma

فيديو/ال بي سي/الخبير في الشأن الإيراني الإعلامي اسعد حيدر يقرأ بعلم وموضوعية وبحياد في الاتفاق النووي الإيراني-الغربي/23 تموز/15

https://www.youtube.com/watch?v=oL1UIJuALcE

مع المقابلة على موقعنا عدد من المقالات للكاتب اسعد حيدر تتناول الملف الإيراني وقد تناول خلال المقابلة مع ال بي سي معظم المواضيع التي اوردها في هذه المقالات وجميعها ذي صلة وثيقة بإيران ونظامها وملفها النووي واطماعها التوسعية وحيثيات الحكم فيها وتاريخ بدأ المحادثات والمفاوضات مع إميركا.

 

في أسفل عدد من المقالات للكاتب اسعد حيدر تتناول الملف الإيراني وقد تناول خلال المقابلة مع ال بي سي معظم المواضيع التي اوردها في هذه المقالات وجميعها ذي صلة وثيقة بإيران ونظامها وملفها النووي واطماعها التوسعية وحيثيات الحكم فيها وتاريخ بدأ المحادثات والمفاوضات مع إميركا.

 

خامنئي القائد عَلٍمَ ووافق ورفْض «الحرس» مرفوض!

أسعد حيدر

الثلاثاء 21 تموز 2015 - /المستقبل/العدد 5441 - صفحة 2

بدأت رقصة «التانغو» السياسية بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية في إيران. كل خطوة لها ما يتبعها ويتسق معها. الانسجام بين «الراقصَين» يحقّق النجاح. لا يمكن اللعب على شروط «الرقصة»، لأنّ المراقبين جاهزون لتسجيل أي خطأ. في السياسة، قَبِلَت طهران طوعاً الدخول تحت «مظلة» الشرعية الدولية. لا يمكنها العمل إلاّ بشروط هذه «المظلة» وقواعدها. لا يمكن أن يكون العضو داخل «المظلة» وخارجها في وقت واحد. لـ«المظلة» الشرعية الدولية شروطها وقواعدها وواجباتها وعوائدها، التي لا يمكن اللعب عليها. مهما كابرت طهران، فإنّها في مفاوضات فيينا خضعت لشروط قاسية جداً، حقّقت تخلّيها عن «السيادة النووية» التي أرادتها. كل المشروع النووي الإيراني من «الإبرة» إلى الصاروخ تحت المراقبة الدقيقة لمدة 15 سنة يُضاف إليها عشر سنوات رقابة تنفيذاً لاتفاقية منع الانتشار. ستفكّك إيران حوالى 13 ألف جهاز طرد مركزي تُوضع في مخزن «مفتاحه» مع الوكالة الدولية، وستكون لها فترة شهر واحد لتفكيك ألف جهاز طرد مركزي في «ناتنز» وتغيّر موقع «فوردو» كلياً بعد إلغاء العمل بالمياه الثقيلة. أيضاً إذا أثيرت شكوك حول أي نشاط سرّي إيراني ستُتاح للوكالة فرصة الدخول المنظّم إلى المناطق المشبوهة بما فيها المواقع العسكرية. إيران كما العراق سابقاً تخلّت عن جزء من سيادتها الوطنية. ستحتاج إيران ستة أشهر من بدء تطبيق الاتفاق للإفراج عن نحو 100 مليار دولار. هذا غيض من فيض. أمّا ما يتعلق بسلاح الصواريخ، فإنّ القرار يدعو إيران إلى وقف التجارب على صواريخ بالستية قادرة على إيصال سلاح نووي لمدة ثماني سنوات.

يُقال إنّ 15 سنة ليست شيئاً في عمر الشعوب وصناعة التاريخ، وهذا صحيح. لكن أيضاً أعمار الأنظمة حتى ولو كانت في الشرق ليست أبدية. انفتاح إيران على العالم له مفاعيله. نظام الولي الفقيه نجح تحت شعار «المقاومة» للمقاطعة الدولية في وضع القيود على حركة الشعب الإيراني دون أن ينجح في وأد تطلّعاته الديموقراطية ونحو الحرية الاجتماعية وحقّه في التنمية وفي حياة اقتصادية تتناسب مع ناتجه القومي. عودة الروح إلى الاقتصاد الإيراني، ستُعطي قوّة دفع حقيقية للمجتمع المدني الإيراني وممثليه. الانتخابات التشريعية القادمة ستؤكد حجم التغيير الذي سيتقرر قبل نهاية آذار 2016. قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري رفض «الاتفاق» لأنّه خرق «خطوطاً حمراء» سبق وأن وضعها المرشد آية الله علي خامنئي. هذا الرفض خطير جداً. السؤال هل يستطيع الجنرال جعفري وبضعة جنرالات آخرين من الوقوف في وجه تنفيذ الاتفاق الذي إلتزمت الدولة الإيرانية به؟ إيران دولة شديدة المركزية. تنفيذ الاتفاق متى بدأ لا يمكن الوقوف في وجهه لأنّه لا يمكن الوقوف في وجه «قطار سريع». تصريح جعفري من نوع «اللهم إني بلّغت». وهو اعتراض لتمهيد تقاعده من «الحرس الثوري» يسمح له لاحقاً بأخذ (ومعه مَن يؤيّده من الجنرالات) موقعاً في الحياة السياسية كما حصل مع زملاء سابقين له مثل الجنرال رضائي والجنرال شمخاني وغيرهما. في نظام مثل النظام الإيراني الجنرال «عسكري» ينفّذ أمر القيادة. آية الله علي خامنئي هو الولي الفقيه وهو «الرهبر» أي القائد. في حالة جعفري وغيره من الجنرالات والسياسيين والمعترضين، عليهم أن ينفّذوا أمر «القائد». لا يمكن لخامنئي أن يقول لهم «معكم حق»، لأنّه اطّلع ووافق مسبقاً على كل نقطة وفاصلة في الاتفاق. لا يمكن لخامنئي أن يقول لم أطلع أو لا أعلم. في الحالتين خاسر وقيادته ستهتزّ. جواد ظريف جاء إلى طهران قبل 48 ساعة من توقيع الاتفاق النهائي الذي يجب أن يُؤخذ كله أو لا يوقّع. الاتفاق «سلّة» متكاملة غير قابلة للتجزئة. ثمة ثغرات في الاتفاق النووي لأنّه لا اتفاق مثاليا كامل الأوصاف. تنفيذ هذا الاتفاق سيتحوّل إلى «ساحة للتجاذبات ومرآة حقيقية لطبيعة العلاقات الأميركية الإيرانية». يمكن شدّ الشروط وإرخاؤها حسب تطوّر الثقة والعلاقات الأميركية الإيرانية. في المستقبل، السياسة هي التي ستحدّد إلى أي مدى ستشدّد الشروط في تطبيق الاتفاق. التشدّد والمرونة من صلب حركة المدّ والجزر في العلاقات بين طهران وواشنطن. في قلب هذا المسار السياسي الاقليمي لإيران، مدى انسجامه مع السياسة الأميركية وأهدافها. كلّما تقدّمت إيران خطوة في الاتجاه الصحيح يتم تخفيف أعباء شروط الاتفاق. رُفِعَ أمس العلم الكوبي في وزارة الخارجية الأميركية. إيران الإسلامية ليست أكثر تشدّداً على الصعيد الايديولوجي من كوبا الشيوعية - الكاستروية. في الأساس الايديولوجيا عابرة. مصالح الشعوب ثابتة وسابقة على كل شيء. إيران ما بعد الاتفاق لن تكون كما كانت قبلها. انتهى زمن الخطابات، بدأت مرحلة الواقعية والعمل!

 

الشرق الأوسط بعد الاتفاق غير ما قبله!

أسعد حيدر

الثلاثاء 14 تموز 2015 -/المستقبل/ العدد 5436 - صفحة 2

الحاجة المتبادلة إلى اتفاق نووي زائد الواقعية السياسية، أوصلت المفاوضين من مجموعة خمسة زائد واحد من جهة وإيران من جهة أخرى إلى الاتفاق مهما تأخر إعلانه. من الطبيعي أن يكون الطرفان قد قدما تنازلات متبادلة وقاسية. دون ذلك لا يمكن النجاح. واشنطن وطهران بذلتا جهوداً ضخمة للنجاح. الرئيس باراك أوباما يريد التأكيد على أنّه كان يستحق جائزة نوبل للسلام وانّه قد يستحقها مرّة أخرى ربما مع شريكه جون كيري. أيضاً أوباما سجل اسمه في تاريخ الرؤساء الأميركيين بتحقيق إنجازات من دون أن يخسر الأميركيون جندياً واحداً ودولاراً واحداً، على عكس الرؤساء الأميركيين السابقين. أوباما نجح في تحقيق المصالحة مع كوبا وغداً مع إيران. أوباما قد يفاجئ العالم في زيارة هافانا وطهران على مثال الرئيس نيكسون في زيارته لبكين بعد الاتفاق. الرئيس حسن روحاني الذي سيردّد دائماً انطلاقاً من تركيبة النظام الإيراني ودستوره أنّه نجح تحت رقابة الولي الفقيه والالتزام بنهجه في إنقاذ الاقتصاد الإيراني. آلية هذا النجاح لا بد أن تترجم داخلياً في إعادة تركيبة التوازنات ومواقع القوى السياسية. لن تبقى إيران كما كانت قبل التوقيع. انتهت مرحلة الثورة وبدأت مرحلة الدولة. من أجل التوصّل إلى اتفاق، قبلت إيران بعيداً عن المكابرة و»سكاكين» الخطاب الايديولوجي «خصي» مشروعها النووي. قدّمت إيران تنازلات تقنية أساسية، فأصبح مشروعها سلمياً مئة في المئة. لتدخل إيران، مقابل ذلك، النادي النووي السلمي وتصبح عضواً فيه يمكنها من تطوير استخداماتها النووية السلمية في مشاريع طبية وصناعية ضخمة جداً تعود باستثمارات مالية ضخمة. قبلت إيران «خصي» مشروعها النووي بالمشاركة مع موسكو التي ستشتري مخزونها من الاورانيوم المخصب والمياه الثقيلة، والصين التي ستتولى بالإشراف مع الخبراء من الدول الغربية في تفكيك «قلب» مفاعل «اراك» بحيث لا يعود يعمل على المياه الثقيلة الذي تثير القلق من استخداماته النووية العسكرية، كما أنها قبلت عملياً إقفال مفاعل «فوردو» المحصن وتحويله إلى مركز أبحاث. فقط مفاعل «ناتانز» سيعمل مع غيره بواسطة 5060 آلة طرد مركزي بدلاً من 19 ألف آلة، إلى جانب ذلك بقاء العقوبات على الاسلحة التقليدية لفترة لم تتوضح حتى صدور النص، كل هذا من الأساسيات تبقى تفاصيل تقنية كثيرة ليس من الضروري الدخول في تفاصيلها هنا. منطقة الشرق الأوسط لن تكون كما كانت قبله. إيران قوّة اقليمية كبرى. ليس هذا جديداً ولا طارئاً، لكن بالتأكيد كسبت إيران في السنوات الأربع الأخيرة حضوراً تفاخر به علناً أنه أصبح من عدن إلى شواطئ البحر الأبيض. السؤال هل تتابع إيران في التمدّد عبر الانخراط في سياسة سلبية أقل ما يُقال فيها المشاركة المباشرة في إشعال النار على طول «الهلال الشيعي»؟ هل تستقوي إيران بالاعتراف بها قوة نووية على محيطها الجغرافي العربي، أم أنها ستلتزم أيضاً بالواقعية السياسية وتعمل على أساس أنها قوة اقليمية كبرى إلى جانب قوى اقليمية لها وجودها ولا يمكنها إلغاؤها؟ ما يزيد من أهمية هذا السؤال انها في الوقت الذي أضرمت أو شاركت في إضرام النار على طول «الهلال الشيعي»، تساكنت مع إسرائيل التي كانت تصفها «بالسرطان الذي يجب استئصاله»، وأصبح هذا الشعار مجرد عنوان لاحتفال سنوي في «يوم القدس»، وفي هذا الجانب يتبلور سؤال واقعي وهو: ما هي الضمانات التي أخذتها واشنطن لحليفتها إسرائيل وما هي تردداتها على مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي لاحقاً؟

هذا السؤال يقود إلى سؤال آخر مهم: ما هي حقيقة الموقف الأميركي من «الشراهة» الإيرانية خصوصاً ما يتعلق بحلفائها العرب؟ الأشهر الستّة بعد التوقيع تاريخية بكل معنى الكلمة، إذ خلالها سيتم اختيار إيران وصلابة الاتفاق ويتم بناء عوامل الثقة مقدّمة للانطلاق في بناء علاقات شاملة قائمة على أسس جديدة. توجد نقاط مشتعلة في المنطقة أبرزها العراق وسوريا واليمن ولبنان.لا شك أنّ لبنان هو الحلقة الأسهل لحل مشاكله. لكنه قد لا يكون الحلقة الأولى للاختبار. اليمن تتقدم على الجميع لأنّها الاختبار البارز لواشنطن لنوايا إيران تجاه السعودية ودول الخليج العربية، في الإسراع في إطفاء النار اليمنية وصياغة حل يحفظ للجميع وجودهم وحقوقهم وواجباتهم. الحل في اليمن يبلور طبيعة العلاقة المقبلة بين واشنطن وطهران. كيفية تصرف الدول العربية وحركتها أساسية في عملية إعادة تنظيم المنطقة وموقعها فيها. لا شيء يضمن النجاح مئة في المئة، لكن من المهم بالنسبة لإيران الاستمرار في واقعيتها السياسية، لأنّ أحوال الدول تتغير خصوصاً في دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية حيث لا يبقى الرئيس في البيت الأبيض أكثر من ثماني سنوات وليس أكثر من ربع قرن بلا حساب ولا محاسبة!

 

الاتفاق الآن أو انتظار ربيع 2016

أسعد حيدر

السبت 11 تموز 2015 - /المستقبل،العدد 5433 - صفحة 2

عندما تصل المفاوضات على اتفاق بوزن الاتفاق النووي، في الدقائق الخمس الأخيرة، على النقطة والفاصلة، تقف عقارب الساعة، وخصوصاً أنّ ما بعد النجاح أو الفشل غير ما قبلهما. أغرب ما في مفاوضات فيينا أنّه في الدقائق الأخيرة، لم يعد أحد مستعجلاً، ولا يبدو أحد الطرفين خائفاً من سقوط حبّات الرمل الأخيرة. الأرجح انّهم يلعبون على أعصاب بعضهما البعض كما في الأفلام الأميركية الطويلة التي تنهمر كل المفاجآت دفعة واحدة، لتبدو العقدة الكبيرة جزءاً من الحبكة التي تجعل «القبلة« بين البطلين «القبلة» التي تعيد الحياة إليهما وتعدهما بمستقبل مزهر بالأولاد والسعادة!.. صعوبة الاتفاق في هذه المفاوضات النووية، ليست فقط في بنودها، وإنّما لأنّ المفاوضين من الوفدين يعملون تحت أنظار معارضة شرسة في العاصمتين طهران وواشنطن. هذه المعارضة لا تريد أساساً الاتفاق. معارضة الجمهوريين في واشنطن من المعدن ذاته للمتشددين في طهران. المعارضتان تعتقدان أنّ الاتفاق يصفي نفوذهما وآمالهما بقوة وبسرعة، ولكن لأن رفض المفاوضات ممنوع، فإنّه جرى زيادة وتكثيف الخطوط الحمراء. وبدت الأربعة في المئة المتبقية من الاتفاق كما حدّدها عباس عراقجي المفاوض الإيراني البارز هي الأصعب والأدق. لذلك يقول الإيرانيون «يجب احترام خطوطنا الحمراء»، في حين يرفع جون كيري وزير الخارجية الأميركي «سيف» الوقت في وجه الإيراني ويقول «لن نقفز للحصول على اتفاق ولن ننتظر إلى الأبد».

إنهاء العقوبات جزء أساسي من الاربعة في المئة المتبقية. لكن يبدو ان مسألة رفع الحظر على الاسلحة التقليدية إضافة إلى تقييد السلاح الصاروخي، قد رفع منسوب المخاوف الإيرانية من ان الهدف الفعلي للمفاوضات هو تقييد إيران وطموحاتها. ربما أيضاً وهو احتمال قائم وتزداد أهميته ان إيران ترى في هذا الشرط، الخطوة الأولى الضرورية من مسار تقديم الضمانات السياسية والعسكرية لإسرائيل، والدخول لاحقاً في مباحثات دولية واقليمية للعثور على حل للقضية الفلسطينية. لا يفسّر هذا الرفض الإيراني ولكن لا يمكن لإيران وهي التي أثبتت أنّها مفاوض نفَسُه طويل ودقيق لا يترك كلمة دون دراسة كل حرف منها، ان تسلم بتقزيم قوّتها العسكرية التقليدية وهي في قلب أربع حروب مفتوحة وقبل التوصل إلى صيغة للتفاوض مهما طال الزمن. علي ولايتي المستشار الأول للمرشد في الشؤون الخارجية أكد ضرورة ألاّ يمسّ الاتفاق «استقلالنا وأمننا ودفاعنا».يبدو أنّ المتفاوضين استعاروا يومَي العطلة لوضع نقطة الختام. لا شيء مستحيل أمام الفشل والنجاح. كل السيناريوات ممكنة. النجاح وإرسال الاتفاق إلى الكونغرس، ترجمته استكمال المفاوضات السياسية حول المنطقة. مهما بالغت واشنطن في تنازلاتها، فإنّ إيران لا يمكنها الهيمنة على المنطقة. العامل المذهبي الذي تحوّل إلى حزام من النار سيحول دون ذلك. مهما سلمت واشنطن واستقوت طهران فإنّ «داعش» لا تهدّد فقط المجتمعات العربية، وإنّما لاحقاً أوروبا وأميركا وأخطار أكبر بكثير من «القاعدة». لذلك لا يمكن لواشنطن إلاّ أن تعمل لخلق توازن عماده وضع سقف ثابت للطموحات الإيرانية، بانتظار الولادة الجديدة للطرف العربي. أمّا إذا فشل الاتفاق وتمّ تمديد مهلة التفاوض إلى الخريف، فإنّ هذا الصيف سيكون مشتعلاً. إيران ستعمل على إبراز قوّتها وانتشارها، وواشنطن ستتابع لعبة الحرب من الخارج لإضعاف الجميع بما فيهم طهران. وهذا كله يفتح أمام «كرة النار« كل الطرق بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية وتشكّل إدارة جديدة وسياسة جديدة أي حتى نهاية ربيع العام 2016. فهل إيران قادرة على خوض كل هذه الحروب مع استمرار المقاطعة؟ وماذا عن الداخل الإيراني والصراع الذي بدأ يصبح مكشوفاً على كل شيء بما فيه جدوى الإنفاق على سوريا المنهارة؟

 

المرشد: كاسترو إيران!

أسعد حيدر

الثلاثاء 7 تموز 2015 - المستقبل/العدد 5429 - صفحة

لم يحصل أن استغرق اتفاق دولي الوقت الذي استغرقه الاتفاق النووي. في قلب هذه المفاوضات عدم الثقة والشك العميق المستند إلى وقائع بين الطرفَين الإيراني والأميركي. من الصعب جداً محو 35 سنة من العداء المباشِر الذي كاد يتحوّل إلى حرب مباشرة إلى جانب الحروب بالوكالة، في فترة قصيرة، ما رفع منسوب التعقيدات، أنّ الإيرانيين مفاوضون صعبون ودقيقون ويخافون من «سيف« المحاسبة في طهران، بعكس بعض المفاوضين العرب وأبرزهم أنور السادات الذي لم يكن يراجع أي فقرة بدقة رغم «الألغام» التي تضمنتها كل كلمة، إلى درجة أنّ وزير خارجيته لم يتحمّل فقدم استقالته وغادر كامب ديفيد. يكفي لتقدير صعوبة المفاوضات، أنّ الاتفاق يقع في عشرين صفحة زائد ملاحق من 80 صفحة، أي حوالى أقل من عشرين ألف كلمة وتطلّبت جلسات مكوكية طوال عشرة أشهر على مستوى وزراء الخارجية ومساعديهم إلى جانب مفاوضات على مستويات مختلفة طوال 12 سنة. الاتفاق النووي يوقّع فجر الأربعاء أو يصبح معلقاً. الإدارة الأميركية يجب أن تقدم الاتفاق إلى الكونغرس صباح 9 تموز لتجري مناقشته طوال شهر. إذا لم يحصل ذلك لا يعود من الممكن تقديمه للكونغرس قبل أيلول. لذلك هذه الفترة هي حكماً خط أحمر سواء شاءت الإدارة الأميركية أو القيادة الإيرانية أم مانعتا ورفضتا. دقّة المواعيد، كشفت بعض أسرار المفاوضات. يُقال إنّه جرى التوصل إلى تسوية حول فترة رفع العقوبات الحسّاسة جداً لإيران وللرئيس حسن روحاني. بدايات الحل تبلورت في تسلم طهران لـ14 طن ذهب كانت مجمّدة في جنوب افريقيا منذ عامين. من أسرار المفاوضات أنّها تناولت مسألة تسلّح إيران وفي مقدّمها السلاح الصاروخي، واستيراد الأسلحة. الغرب يريد استمرار فرض الحظر على السلاح وأنّه «أمر غير مطروح للنقاش». يجري الربط بين التسلّح المفتوح والاستقرار في المنطقة. بهذا فإنّ المفاوضات الأميركية الإيرانية تناولت القضايا الاقليمية، بعكس كل ما يُقال من أنّها محصورة بالملف النووي. هذا الجانب من المفاوضات يهم المنطقة كلها التي تعيش حروباً ونزاعات، إيران طرف مباشِر فيها، وهي: سوريا والعراق واليمن ولبنان.

لا شك أنّ إيران ستبقى دولة قوية مهما «أعطت» مقابل ما «تُعطى». لكن لا يمكن أن تستمر إيران في التسلّح حتى «أسنانها»، وتوزيع السلاح والمال على القوى الملتزمة بها بدون حساب. توقيع الاتفاق ومناقشته في الكونغرس وموافقة الكونغرس عليه قبل 9 آب، تفتح الباب أمام عمليات بناء الثقة واختبار النوايا بين مطلع أيلول ومطلع شباط عام 2016. في هذه الفترة الحسّاسة سيعمل الطرفان الإيراني والأميركي على السواء على إنتاج اتفاقهما في المنطقة، عبر العمل لحلول للنزاعات المشتعلة. من الطبيعي جداً عندما تجري عملية اختبار للنوايا وتنفيذها ميدانياً أن «تتواضع» مطالب إيران، ولا يعود بناء «الهلال الشيعي» من حلب إلى عدن بالنار والحديد مستمراً بلا خطوط حمر. مهما قدّمت واشنطن من تنازلات لطهران، فإنّ أمن الخليج ودولها جزء من الأمن الأميركي، لذلك توجد خطوط حمر لا يمكن التنازل عنها أميركياً ولا خرقها إيرانياً. يبقى، إذا فشل الاتفاق لأي سبب من الأسباب، فإنّ «أحزمة النار»، ستتمدّد وستضطرم أكثر فأكثر، خصوصاً أنّ المتشدّدين الإيرانيين في الإدارة وفي «الحرس الثوري»، سيمسكون السلطة والقرار ويدفعون لوأد المعتدلين في انتخابات مجلس الشورى ومجلس الخبراء قبل 20 آذار من العام المقبل. كذلك «الجمهوريون» في واشنطن سيجدون في الفشل فرصة لوضع نقطة نهاية للتمديد للديموقراطيين. بعد توقيع الاتفاق غير ما قبله إيرانياً. تماماً مثل هافانا. فيديل كاسترو وافق ويشهد التغيير، في طهران المرشد آية الله علي خامنئي سيعيش هذا التغيير ويواكبه في ضبط المتشدّدين وفتح أبواب إيران أمام التغيير وعودة أميركا!

 

التصعيد الخامنئي «حراثة في الماء»!

أسعد حيدر

المستقبل/27 حزيران/15

هل من الممكن أن تفشل المفاوضات الأميركية الإيرانية في اللحظة الأخيرة، ولا يتم توقيع الاتفاق النووي؟ وماذا سيحدث في اليوم التالي للفشل؟ هل يتفق الطرفان على موعد جديد أم سيفشلان؟ وماذا سيحدث في فترة التمديد في زمن «داعش» والطموحات «الامبراطورية» الإيرانية؟ بداية لماذا صعّد مرشد إيران آية الله علي خامنئي بعد عشرين شهراً من المفاوضات ووضع خطوطاً حمراً، علماً أنّ مثل هذه الشروط التي أوردها لا يمكن أن يكون الجواب عليها نعم أو لا في الجلسات الأخيرة، إلاّ إذا كان رفضها أو قبولها قد وقع، علماً أنّه من المستحيل أن يكون المرشد غير مضطلع عليها في الحالتين؟ هل أراد خامنئي وهو يعلم حجم التنازلات التي قَبِلَ بها الوفد الإيراني، أن يبرئ نفسه ويعلّق المسؤولية على كاهل الرئيس حسن روحاني والوفد المفاوض لأسباب داخلية بحتة؟ وهل سيتحمّل المرشد والأصوليون تبعات الفشل شعبياً، علماً أنّ الجميع يأخذ في حساباته اقتراب موعد المحاسبة الشعبية في مطلع العام القادم مع الانتخابات التشريعية ومجلس الخبراء؟ منذ بداية المفاوضات في فيينا وعُمان ولوزان، اعتمد النظام الإيراني، خصوصاً الجناح الأصولي منه، خطاباً واحداً وهو أنّ واشنطن هي التي بحاجة للاتفاق النووي وليست إيران «القويّة والعظيمة والمقتدرة». لذلك من الصعب جداً تسويق الاتفاق المتضمن تنازلات حقيقية وكثيرة وطويلة الأجل لدى الأصوليين.

الرئيس حسن روحاني يمكنه أن يدافع عن نفسه في حالتَي التوقيع والفشل، بأنّه كان يعمل دائماً تحت إشراف المرشد ولم يتخطّاه في أي قرار، وهو صحيح مئة بالمئة، لذلك فإنّ ارتفاع منسوب الصعوبات الاقتصادية لن تقع مسؤوليتها عليه وعلى فريقه وإنّما على المرشد ومريديه وتحديداً الأصوليين. في قلب تصعيد المرشد، محاولة لإرضاء «العسكر» في إيران لأنّ الاتفاق سيحدّ كثيراً من ميزانيتهم المفتوحة للمشروعَين النووي والصاروخي، وأيضاً لعدم فتح أسرار التسليح الصاروخي أمام المفتشين. إلى جانب ذلك كسب بعض التنازلات الأميركية في الملف السياسي، خصوصاً وأنّ استنزافها قد نجح عملياً وإن بشكل متفاوت على طول «الهلال الشيعي».

إيران كانت قبل عشرين شهراً أقوى وقادرة على رفع «أصبعها» في وجه واشنطن. حالياً تبدو إيران أضعف، وهي إن لم تخسر فإنّها لم تربح. أكثر من ذلك كما هو متوقع في حروب الاستنزاف، فإنّ خسائرها تتراكم وقدرتها على الرفض تضعف، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية. أي قراءة واقعية على طول «الهلال الشيعي»، تؤكد ذلك. [ سوريا: استثمرت إيران الكثير من المال طوال ثلاثين سنة وأكثر ومنذ أربع سنوات بذلت من المال ومن الرجال أكثر، وهي تبدو حالياً أمام النزول في «المغطس» السوري بعد توقيع الاتفاق مع العراق وسوريا معاً. كل ما يخسره «الأسد» تخسره إيران، سواء من الأرض أو النفوذ. سقوط الأسد قائم أو تراجعه نحو «شريط» علوي قائم ولا شيء يضمن انتهاء «الحروب»، وبالتالي المزيد من الانزلاق والانخراط والإنفاق واستفزاز السُنَّة وتعميق الصراعات المذهبية في المنطقة.

[ لبنان: إيران قوية لأنّها أخذت موقع ودور سوريا فيه. لكن دمشق كانت «تحيك» يومياً القرارات من الرئاسة إلى الإدارات. أما إيران فإنّ كل قوّتها هي في وضع لبنان السياسي في «الثلاجة». وفي الختام ستكون مضطرة لإخراجه من «الثلاجة»، وأقصى ما تستطيع تحقيقه أخذ «ضمانات» تتعلق بمستقبل «حزب الله» خصوصاً إذا كانت خسارتها في دمشق استراتيجية. [ العراق: كان يمكن لإيران أن تكون كلمتها واحدة ووحيدة، لكن لأنّها لم تخرج من مذهبيتها، فإنّها خسرت وأصبحت «شريكة» في «الثلث». الأسوأ أنّ الأميركيين عادوا وإيران مضطرة للتعاون معها. المعروف أنّ الأميركيين ليسوا «شركاء» متساهلين خصوصاً وأنّ كلمتهم مسموعة لدى جميع الشرائح العراقية وإن بنسب متفاوتة.[ اليمن: وهي الكارثة، كان يمكن لإيران أن تكون نافِذَة في القرار اليمني عبر الحوثيين وصالح، لكنها أرادت الانفراد واستخدام اليمن «سكيناً» في وجه السعودية وباقي دول الخليج، وأن تمسك بباب المندب وتفرض شروطها حتى على واشنطن. بعد «عاصفة الحزم» إيران محاصرة. الانتصار مستحيل، والخسائر تتزايد. الخسارة الكبرى انّها غير قادرة على عقد اتفاقات تسمح لها بالتمدّد سياسياً ولا بالإمساك بباب المندب، والعالم لن يقبل بأن تهدد أمن السعودية والخليج، وهي مجبرة على الانخراط المادي مع الحوثيين وقبائل اليمن لتضمن ولاءهم لمواقفها وسياستها. المعروف أنّ التعامل المادي مع قبائل اليمن صعب ومكلف جداً.

تستطيع طهران أن تؤجّل توقيع الاتفاق النهائي عدّة أيام وحتى أسابيع، لكن الاتفاق يكون قبل نهاية هذا العام أو لا يكون. أمام الإدارة الأميركية استحقاقات كبيرة، خصوصاً وأنّ حملة الانتخابات الرئاسية بدأت بسلسلة الترشيح الحزبي. الاتفاق ورفع الحصار يكون الآن أو لا يكون، لذلك الممانعة الخامنئية «حراثة في الماء«… قبل التوقيع!

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هكذا نقل حزب الله منظومة صواريخ "الياخونت" من سوريا إلى لبنان 2015

نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر أجنبية قولها أمس، إنّ «حزب الله نجح في نقل أجزاء منظومات متطورة من صواريخ «الياخونت» المضادّة للسفن من سوريا إلى لبنان«، مشيرة إلى أنه «استناداً إلى مسؤولين أميركيين كبار، فإنّ عناصر الحزب نجحوا في تهريب منظومات الصواريخ إلى لبنان وهي مجزأة، ما مكنهم من التهرب من عيون سلاح الجو والاستخبارات الإسرائيلية«. وأوضحت الصحيفة أن «تقديرات المسؤولين الأميركيين أن يكون حزب الله قد نجح في تهريب جزء من مركبات صواريخ الياخونت الروسية المضادة للسفن من صنع روسيا، وأنّه نجح في تهريب الصواريخ نفسها إلى لبنان، إلا أنّهم لم يتمكّنوا بعد من نقل أجزاء أخرى من المنظومة التي لا يمكن تشغيل هذه الصواريخ بدونها«، لافتة الى أن «حزب الله قام خلال تهريب الصواريخ بإطفاء شبكات الاتصال والكهرباء في منطقة الحدود السورية - اللبنانية، لتصعيب مهمة المراقبة على الاستخبارات الإسرائيلية«. أضافت: «حزب الله يمتلك مخزونات سلاح كبيرة داخل الأراضي السورية، تضم صواريخ مضادة للطائرات، كما يمتلك ضمن هذه المخزونات 12 منظومة صواريخ موجهة متطورة ضد السفن، والضربات التي نفذتها إسرائيل في السنة الأخيرة وما قبلها ضد هذه المستودعات حققت نتائج جزئية فقط». ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنيّة وعسكريّة إسرائيلية أنّ «التقديرات تشير إلى وجود هذه الصواريخ مع حزب الله وهو ما قد يتسبب بشلل عمل موانئ إسرائيل المركزية في حيفا وأسدود (اشدود)، وعلى طول المناطق الساحلية لإسرائيل على البحر المتوسط«.

 

هل بدأ العصيان على قرارات "حزب الله"؟

طارق السيد/موقع 14 آذار/23 تموز/14

يشيع الرعب في صفوف جمهوره وأبناء بيئته، يزرع فيهم الحقد قبل أن يجرهم الى جبهات الموت رغماً عنهم تحت عنوان"من ليس معنا فهو ضدنا". لم تعد للعقلانية مكان في "حزب الله" بعدما اصبحت رائحة الموت هي التي تتحكم بتصرفات قادته العسكريين والسياسيين. فبعد سقوطه في المستنقع السوري وما ينتج عنه من استنزاف في صفوف عناصره، بدأ "حزب الله" يعد العدة لتصعيد خطير على صعيد الحرب في سوريا وذلك من خلال لجوئه في المرحلة المقبلة الى اعلان التعبئة العامة في صفوف جمهوره بعد النقص الهائل في عديد عناصره ليس على صعيد القتلى فحسب، بل ايضاً على صعيد رفض الألاف الإنخراط في هذه الحرب مفضلين التزام منازلهم بدل ان يتم تقديهم "قرابين" على مذابح بشار الأسد. بالأمس سرت معلومات داخل بيئة "حزب الله" عن نية الحزب الدعوة الى التعبئة العامة داخل بيئته من دون ان يحدد موعد الاعلان. لكن مجرد تسريب الخبر كان كافيا لإثارة الرعب والذعر في نفوس الأهالي والأبناء خصوصاً وأن الخبر بحد ذاته ترافق مع دعوات من كشافة المهدي التابعة للحزب عن اقامة رحلات مجانية لأبناء "الشهداء" الى الاماكن المقدسة في سوريا والعراق تستمر لفترة اسبوعين، وهو الامر الذي اعتبر بمثابة استدراج لمرحلة سابقة قد تكون محطتها في الداخل السوري وتحديدا في القلمون والزبداني. من الواضح أن "حزب الله" يعاني من استنزاف يومي في سوريا، فهو من جهة لم يعد قادرا على اخفاء اعداد القتلى الذين يسقطون في صفوفه خصوصا في ظل وجود هواتف بحوزة عناصره الذين يقومون بإبلاغ أقارب القتيل لحظة سقوطه، نظراً لعدم ثقتهم بقيادتهم التي غالبا ما تُخفي عن الأهالي خبر مقتل أبنائهم للتخفيف من وطأة الغضب والاعتراض، ومن جهة اخرى كون وسائل اعلام المعارضة السورية باتت سباقة في اعلان اسماء القتلى واعمارهمواماكن سكنهم. قيادة "جزب الله" لمست خلال المرحلة الصعبة التي تمر بها الطائفة الشيعية في لبنان، أن غالبية الجمهور الشيعي الذي كان يؤيد الحزب قبل التدخل في سوريا قد تقلص الى الثلثين لأسباب تتعلق بعدم اقتناع بقية الثلث بجدوى الحرب التي اخذت من كل منزل "شهيد" أو اكثر وخلّفت مئات الأرامل والأيتام من دون ان يرف جبين لقياديي الحزب ولا حتى السؤال عنهم وعن حالاتهم، حتى أن المبالغ التي كانت خصصت لكل عنصر يسقط في سوريا، جرى تقليصها الى النصف تقريباً بعد وعود للأهل بتحويل النصف المتبقّي بعد فترة من الزمن. كل المؤشرات تدل على ان الحزب ذاهب خلال الفترة المقبلة الى مواجهة محتمة مع بيئته، وما الصرخات التي بدأت تخرج في بعض مراسم العزاء ولحظات الدفن والتي تعبر عن الرفض المطلق للحرب في سوريا والتي يشبهونها بـحرب "فييتنام"، سوى إشارة واضحة بأن الناس بدأت تتخطى حواجز الخوف والترهيب والحياء التي تمارسها كوادر الحزب بحقها وتحديدا في الضاحية الجنوبية، وأخر هذه الصرخات والدة قتيل من ال فاعور حصرت دفن ابنها بالعائلة والاقارب بعدما هددت بفضح قيادات حزب الله في حال تجرأ أحدهم على القدوم لتقديم واجب العزاء وحيدها.

 

170 من متطوعي “حزب الله” الجدد تركوا القتال في سورية وفروا إلى لبنان

حميد غريافي/السياسة/24 تموز/15

قال ضابط في “الجيش السوري الحر” بريف دمشق انه “إذا اردت ان تتأكد من هزيمة بشار الاسد العسكرية والمعنوية والنفسية وبلوغه حافة الهوة التي يقترب منها يوما بعد يوم, فما عليك سوى مراقبة عجزه عن استعادة بلدة صغيرة في ريف دمشق مثل الزبداني التي سقطت في ايدي الثوار منذ بدء الثورة على الرغم من تفوقه الميداني العددي بانضمام “حزب الله” الى قواته وشبيحته ونحو 700 من “الحرس الثوري” الايراني وعلى الرغم من قصف الزبداني خلال اسبوعين فقط ب―600 صاروخ وبرميل متفجر وبمدافع الدبابات وكل ما تطول يداه من ذخائر فتاكة”. وقال الضابط ل―”السياسة” ان “الجيش الحر عزز سيطرته على المناطق المشرفة على طريق بيروت – دمشق من الزبداني في اليوم الثامن عشر من الهجوم الذي بدأه شبيحة النظام وقواته المسلحة و”حزب الله” و”الحرس الثوري الايراني”, وهي المناطق التي تبسط هيمنة الثوار على تلك الطريق الحيوية بين لبنان وسورية, التي لو قطعها هؤلاء الثوار لانقطع الشريان الحيوي لعمليات النزوح عبر معبر المصنع اللبناني الى لبنان, وتوقفت عمليات سفر المسؤولين السوريين وأثريائهم الى الخارج عبر مطار بيروت”. بدوره, أكد رئيس “الوطنيين الاحرار السوريين” أحمد جمعة أن “معارك الزبداني تراجعت كثيراً بسبب فقدان النظام والميليشيات اللبنانية والايرانية الأمل في احتلالها والسيطرة عليها, وعجزها عن تسجيل أي نصر مهما كان بسيطاً حفاظاً على ماء الوجه”.

وقال إن “أكاذيب وسائل اعلام النظام السوري و”حزب الله” وخصوصاً تلفزيون “المنار” بشأن احتلالهما سهل الزبداني لم تفدهما في شحن عصاباتهما بزخم جديد لاكمال المعركة, إذ تكشفت امس الحقيقة وهي أن هذه العصابات لم تحتل من هذا السهل سوى ثلاثة مواقع لا يتعدى حجمها الخمسمئة متر مربع من أصل مساحته البالغة 10 آلاف متر مربع, كما ان وصول تعزيزات من “جبهة النصرة” و”حركة احرار الشام” الاسلامية و”جيش الفتح” أحبطت امال بشار الاسد وحسن نصر الله وقيادتها المشتركة برئاسة علي خامنئي في طهران, في الحفاظ على طريق دمشق – بيروت مفتوحة, إذ باتوا يدركون انها قد تقفل في أي لحظة, إلا أن الأمل في بقائها مقفلة مدة طويلة ضعيف بسبب البراميل المتفجرة وصواريخ غراد أرض – أرض وصواريخ كاتيوشا وصواريخ الطائرات المقاتلة التي تمطر المنطقة ليل نهار!!

في سياق متصل, قال قيادي شيعي معارض لـ”حزب الله” في لندن لـ”السياسة”, أمس, إن “نواباً وقيادات امنية من الحزب, بدأت منذ مطلع هذا الشهر زيارة القرى الجنوبية والبقاعية لتحاول إقناع العائلات الشيعية بالسماح لأبنائها او بتشجيعهم على الالتحاق بالحزب للقتال في سورية, مقابل اغراءات مادية لأفراد العائلة قد تعيد حساباتهم إذا تطوع أبناؤهم, إلا أن ظاهرة الاحجام الكبير عن الالتحاق بالحزب ومقاتليه “لمحاربة السوريين لا الاسرائيليين” جعل قياداته لا تتمكن من زج اعداد كبيرة من المقاتلين في ريف دمشق والقلمون وادلب ودرعا واماكن اخرى”. وقال القيادي الشيعي المعارض لايران ان “نحو 170 عنصراً من “حزب الله” كانوا التحقوا به تحت الضغط منذ ثلاثة أشهر, فروا عند أول فرصة الى بيوتهم وقراهم وعائلاتهم في المحافظات الشيعية اللبنانية, وان بعض أهاليهم حمل السلاح في وجه من ارسلهم الحزب لاعتقالهم واعادتهم الى سورية, ما حمل نصرالله ونائبه نعيم قاسم على التدخل لحل مشكلة هؤلاء الهاربين العائدين”.

 

عون: أنا مرشح طالما أنا موجود والقانون الأرثوذكسي أكثر إنصافاً للبنانيين»

المستقبل/24 تموز/15/أكّد رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون استمراره في الترشّح لرئاسة الجمهورية، مجدّداً إصراره على اعتماد «القانون الارثوذكسي» للانتخابات النيابية باعتباره «الأكثر إنصافاً للبنانيين»، وأوضح أن أحداً لم يسأله رأيه بشأن ترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء، وأن الأخير رفض هذا الأمر بنفسه. وقال في حديث إلى برنامج «كلام الناس» على «المؤسسة اللبنانية للارسال» أمس: «لا اقود معركتي ضد أحد وطالما انا موجود انا مرشح للرئاسة». ونفى أن يكون قد قال يوماً «أنا أو لا أحد بل هم يقولون أياً كان سوى العماد عون»، موكّداً انه «إذا لم يكن رئيس الجمهورية يمثل الإرادة المسيحية فلن أنتخبه وأنا أتحمّل الخسارة». وعن الوضع الحكومي، قال: «في ظل الشغور الرئاسي يجب دراسة جدول الإعمال من الوزراء قبل 48 ساعة وإبداء الملاحظات عليه ليعدله رئيس الحكومة». وأشار إلى أن «مجموع الوزراء الـ24 يمثلون رئيس الجمهورية ويتوافقوا على القضايا المصيرية كإعلان الحرب والتعبئة العامة وعدة بنود أخرى»، متسائلاً «هل تريدون أن نشتبك في مجلس الوزراء لنرضي العالم؟». ورأى أن «من الممكن الوصول إلى تفاهم مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في موضوع الرئاسة»، مشدّداً الوقوف «ضد وصول رئيس توافقي الى الرئاسة، وأنا لست مع 8 ولا 14 آذار». وعن زيارة رئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات» ملحم الرياشي إلى الرابية أمس في حضور أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان، قال: «أبلغني كنعان والرياشي عن زيارة جعجع للسعودية ان لبنان بألف خير وان القيادة السعودية راضية عن الدور الذي ألعبه في الحكومة بالحفاظ على الاستقرار». واعتبر أن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع مجموعة 5+1 «قد يساعد في الانتخابات الرئاسية في لبنان»، غير أنه استطرد قائلاً «لا أظن ان الدول على استعداد للدخول بشكل مباشر في المعركة اللبنانية». ولفت إلى ان الأمور في سوريا «ستنتهي لمصلحة النظام الحالي مع بعض التغييرات، والرئيس بشار الأسد باقٍ أقله في مرحلة انتقالية». وكان عون استقبل في الرابية الرياشي موفداً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في حضور كنعان.

 

سلام يلوح بالاستقالة بعد فشل الحكومة في بندي “الآلية” والنفايات

بيروت – “السياسة”: لم تثبت الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان أنها على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها, ففي ظروف بالغة الحساسية والأهمية المتمثلة بالخطر على صحة المواطن في بيروت وجبل لبنان, جراء انتشار النفايات في الطرقات وإمكان انتشار الأوبئة والأمراض, إلى درجة دعوة الأمين العام لقوى “14 آذار” فارس سعيد على “تويتر”, إلى إعلان بيروت “مدينة منكوبة”, انفضت جلسة مجلس الوزراء المنتظرة بلهفة من المواطنين, التي عُقدت أمس, وسط تعزيزات أمنية من جيش وقوى أمن وإقفال محيط السراي بالأسلاك الشائكة وقطع البث المباشر الخاص بوسائل الإعلام خلال الجلسة, بفشل في التوصل إلى حل للمشكلة, وكذلك بشأن آلية عمل المجلس, حيث طُرح موضوع النفايات في الدقائق الأخيرة وأرجأ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الجلسة إلى يوم الثلاثاء المقبل. وذكرت معلومات أن سلام رد على سؤال داخل الجلسة من وزير العدل أشرف ريفي: “إذا لم نصل إلى حل الثلاثاء, هل نذهب إلى الاستقالة”? بالقول: “كل الاحتمالات واردة”, مضيفاً إن المقاربة القائمة على التوافق كانت ناجحة واعتراض وزير أو أكثر لا يجوز أن يمنع المجلس من اتخاذ قرار.

وزير الإعلام رمزي جريج قال في البيان الختامي للجلسة إنها كانت هادئة, وإن سلام قدم باسمه وباسم الحكومة الاعتذار على المشهد الذي حصل في الجلسة السابقة وأعطى صورة غير مرغوبة عن المجلس, وإنه جدد المطالبة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من أجل استكمال تكوين السلطة. ونقل البيان عن سلام قوله إن مسؤولية حل الخلافات تقع على القوى السياسية, وأنه يجب أن يُترك لمجلس الوزراء تسيير شؤون البلاد من دون إبطاء. وأضاف جريج “تناول بعض الوزراء ملفي النفايات والاستحقاقات المالية الداهمة, وجرت نقاشات مستفيضة”. من جهته, عقد وزير البيئة محمد المشنوق, المسؤول المباشر عن معالجة أزمة النفايات, مؤتمراً صحافياً في السراي الحكومي, أعلن فيه أن لدى وزارته “مخططاً لكل المناطق التي تمكنها المساعدة في النفايات وسنلجأ إليها, كما نسعى لإيجاد مطامر في كل المناطق اللبنانية”, وحيا رؤساء البلديات الذين أمنوا مطامر موقتة حتى إيجاد حل, معلناً أن “هناك 22 ألف طن من النفايات على الأرض, تحتاج إلى آلية لنقلها إلى مطامر آمنة”. وإثر عدم الاتفاق على آلية عمل مجلس الوزراء, قالت مصادر وزارية إن سلام كان منفتحاً على أي صيغة لعمل الحكومة, شرط ألا تؤدي إلى التعطيل. في سياق متصل, أكدت مصادر مقربة من سلام أن صبره لن يطول في تحمل مواقف الفريق المعطل داخل حكومته إلى ما شاء الله, وأن قرار الاستقالة أصبح وارداً, لكنه لن يقدم عليه في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان, كما أنه يريد معرفة موقف “حزب الله” من كل ما يطرحه حليفه رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” من مواقف تعطيلية. من جهته, أعاد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج تأكيد ما سبق أن أعلنه الرئيس سلام, من أنه سيستقيل إذا وصل إلى طريق مسدودة. وقال ل―”السياسة” إن “هناك فريقاً داخل الحكومة يريد التعطيل ويصر عليه, لذلك فإن سلام لن يتأخر في تقديم استقالة الحكومة, لأنه لن يسمح لهذا الفريق بالتمادي في التعطيل, أما إذا كانت هناك خلافات سياسية داخل المجلس فهي مشروعة, ولديه من الصبر وطول البال والحكمة ما يجعله يستمر حتى النهاية, ولكن للصبر حدوداً”.

 

 سلام يضع الجميع أمام مسؤولياتهم.. إذا استمر العناد

المستقبل/24 تموز/15/ثريا شاهين

لا تزال الظروف السياسية المحيطة بعمل مجلس الوزراء على حالها. وسيعقد المجلس جلسة جديدة الثلاثاء المقبل، لمتابعة مناقشة ملف النفايات، فضلاً عن مقاربة الآلية، وجدول الاعمال المعروض، هذا اذا تمكن المجلس من مناقشته نظراً للشروط التي باتت معروفة.

وتفيد مصادر وزارية ان الشارع لن يعطل الحكومة، بل المواقف داخل الحكومة هي التي تكون حالة تعطيلية والشارع هو قوة مساندة اكثر منه قوة مواجهة، ولفتت الى انه ليس كل يوم تتغير آلية عمل الحكومة او منهجية العمل فيها، وهي التي جرى اتفاق حولها عندما انتهت ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان. وفي حال حصول معاندة من اي طرف ضد الدخول في جدول الاعمال، يفترض ان يضع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الجميع امام مسؤولياتهم. لكن يفترض ان نكمل بالآلية الحالية، وهي لم تكن فاشلة. فالتعثر الحاصل ناتج عن قرار سياسي عن بعض الاطراف بتعطيل عمل الحكومة وليس عن الآلية. وسألت «من يتحمل ضرب آخر مربع شرعي ودستوري في البلد؟» مضيفة «لا نتمنى التعطيل وعلى كل طرف تحمل مسؤولياته».

وهناك موقف هادئ لكنه صارم في مجال منع التعطيل الحكومي، وهذه المصادر لم تقلل من وجود خطر على الحكومة كلها، لكن ليس هناك من استعداد لتغيير الآلية.

وتقول اوساط وزارية ايضاً ان هناك توجهاً بأن تتم تهدئة الامور، لكن الفريق الآخر يؤتر الاجواء. ونحن متفقون مع رئيس الحكومة حيث لا نستطيع القبول بالتعطيل، انما يجب ان يكون هناك وفاق واتفاق لتمرير المرحلة الراهنة. صلاحيات رئيس الجمهورية هي لمجلس الوزراء كاملا وليست لوزير او لفريق، وصلاحيات رئيس الحكومة واضحة في الدستور. اذا رضي الفريق الآخر بالمنطق، تسير الامور. وتشير هذه الاوساط، الى ان الحل يكمن في انتخاب رئيس للجمهورية وهو الامر الذي يعطله الفريق الآخر، لكن لن يقبل وزراء 14 آذار تعطيل الحكومة من خلال تعطيل مصالح الناس. ومن يريد الحل فليتفضل الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس انه موقف واضح، هناك ارادة ان تمشي الامور لكن يجب الا يكون الاداء وكأن رئيس الجمهورية يجب الا يكون موجوداً.

في المرحلة الاخيرة، اظهرت الوقائع لمصدر وزاري في 14 آذار ان الافرقاء المسيحيين ليسوا شركاء للتيار «الوطني الحر» في حركته الاخيرة، كذلك اظهرت الوقائع انه في خضم التجييش العوني مسيحياً، فان المجتمع المسيحي لا يستجيب للتجييش الطائفي. اذ إن «الاوزان» الكبيرة داخل المجتمع المسيحي رفضت، فلا «القوات اللبنانية»، ولا «الكتائب» ولا النائب سليمان فرنجية وتيار «المردة»، ولا «المستقلين» وافقوا على السير مع التيار العوني في تحركه.

كما اظهرت ان الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، ولو انه برر اسباب عدم نزول عناصر الحزب الى الشارع مع العونيين، لا يريد الذهاب الى خيار الشارع، ولا يريد توقف عمل الحكومة. وهنا يوجد تشديد على استمرار اداء الحكومة وفق آلياتها. كما ان النائب فرنجية الذي يؤيد وصول العميد شامل روكز لقيادة الجيش، كان واضحاً في انه اذا لم يحرز اصواتاً كافية فيم جلس الوزراء فان خياره سيكون التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي.

المكونان الاساسيان ايضاً في الحكومة، حركة «امل» والحزب «التقدمي الاشتراكي»، قالا بالفم الملآن في مجلس الوزراء ان كل تدبير خارج سقف الدستور والتقاليد الدستورية لن يسيرا به. وعندما دخل وزير المالية علي حسن خليل الى اجتماع برئاسة الرئيس تمام سلام، وبمشاركة الوزراء: نهاد المشنوق، وجبران باسيل، ومحمد فنيش. قال خليل «نحن لسنا شرابة خرج».

هناك استغراب كيف ان عون يريد ان يكون رئيساً للجمهورية، وصهره قائداً للجيش، لذا ثمة من يسأل عن الدور المسيحي في قيادة البلد، في سياق موقف التيار «الوطني الحر» وقيادة اقرباء في السلطة.

وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس قال لوزير الخارجية والمغتربين ان بصفته أي درباس، رئيساً للجمهورية في اطار صلاحيات مجلس الوزراء، يطلب اليه اجراء تشكيلات ديبلوماسية للسفراء مثلما يريد درباس. وذلك في غمز من قناة باسيل وطريقة مفهومه لصلاحيات الوزراء. مع ان القانون يقول في صلاحيات الرئيس «ساعة يشاء» اي الشخص الطبيعي الذي اسمه الرئيس وليس مجموعة اشخاص.

الجو المسيحي، وفقاً للمصدر الوزاري نفسه، منزعج من التصعيد، هناك مصالح الناس والاقتصاد. كما ان هناك حول لبنان قتالاً واجراماً ومعارك. والبلد لا يحمل مزيداً من المزايدات التي تؤدي الى الانزلاق في اتجاه الفوضى. نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل يرى ان كل التصعيد كان كلاماً، مختصراً الامر بعبارة بالفرنسية «Parolle«.

 

 «حزب الله» يصادر الدولة

علي الحسيني/المستقبل/24 تموز/15

من عادة «حزب الله» أن يُطهّر نفسه عن بقيّة اللبنانيين وأن يُنزّه أفعاله ويرفعها إلى حد «القداسة» خصوصاً إذا ما لامست أفعاله حد الجرم وجرّ البلاد إلى آتون الخراب إن من خلال تعديه على المؤسسات العامة وإستباحة المال العام، أو من خلال تفرّده بالقرارات المصيرية ورهنه البلد لصالح مشاريع أبعد ما تكون عن مصالح اللبنانيين. بالأمس طالع «حزب الله» اللبنانيين من داخل «دويلته« في حارة حريك، ببيان صادر عن كتلته النيابية تتهم فيه الحكومات المتعاقبة بالفساد وامتداده إلى العهد الحالي وما يتخلله من هدر للمال العام والإبتزاز وتمرير الصفقات والرشاوى، في إشارة واضحة وصريحة تندرج ضمن إطار التهديد بفرط عقد الحكومة، ناقضة بذلك كل ما جاء في السابق على لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله حول الشراكة الوطنية والتمسّك بحكومة تُعبر عن تطلعات اللبنانيين. وهو ما يعني أيضاً، أن الحزب قد ينحو في أي وقت بإتجاه زعزعة الوضع وإعادة عقارب الساعة إلى زمن الفلتان الأمني والمؤسساتي خصوصاً في ظل الأزمات التي يعيشها بين الداخل والخارج. في بيانها حاولت كتلة «الوفاء للمقاومة» الهرب من الموت الذي يلاحق «حزب الله» في سوريا، لتعلق في نفايات بيروت وضواحيها، بيروت التي استهدفها نواب الحزب قبل عناصرهم يوم حوّلوها ذات أيّار إلى ثكنة عسكرية لجحافلهم ورموها برصاصهم مُخلّفين وراءهم قتلى وجرحى قبل أن يتركوها تلملم جراحها على وقع أنين اهلها. ومن المفارقة أن نواب الحزب دعوا المواطنين إلى محاسبة المسؤولين عن الفساد، متناسين فسادهم في مرفأ بيروت وفي مطار الرئيس رفيق الحريري وفي الوزارات والإدارات التي تتبع لملكيتهم العامة والخاصة ولدويلة لا تعترف بحدود للوطن. مفارقة «حزب الله» تجلّت من خلال الحديث عن «الإرتجال الذي يحكم أداء كثير من المسؤولين في لبنان»، علماً أن القاصي والداني يعلم أن الحزب هو من أسّس معاهد ومدارس سياسية تُبشّر بتعاليم الإرتجال والإستئثار بالبلد وبمقدراته، فكان أوّل من رسم الخطوط الحمر في وجه المؤسسة العسكرية وأوّل من نقض حقوق الطوائف الأخرى يوم إنقلب على الشرعيّة وما أنتجته الإنتخابات النيابية، ليفرز بعدها حالة جديدة في البلد اسمها القفز فوق القوانين والأعراف واضعاً عنواناً وحيداً لإنقلاباته «الغلبة لمن يمتلك السلاح». لا يشفع لـ»حزب الله» أمام اللبنانيين، اللعب على غرائزهم وتأليبهم على دولتهم وحكومتهم وهم الذين خبروه في قتله وقتاله في سوريا وفي سيطرته على مناطق وقرى وبلدات بأكملها وإخضاعها لمنطق «دويلته«، وفي إستباحته للمرافئ كافّة وحمايته لفارّين من وجه العدالة وإستئثاره بقرار الحرب والسلم وبمنع الأجهزة الأمنية من مساءلة عناصره تحت أي من الأسباب إلا بعد مراجعته، وفي تورّطه بإرتكابات في أكثر من دولة وتعريض العلاقات اللبنانية بدول شقيقة وقريبة للإهتزاز. فهل بعد هذا كله يعود للحزب حق السؤال عن الأسباب التي أوصلت المواطن إلى هذه الحالة؟ اليوم وبعد مرور ثماني سنوات على حرب تموز التي تفرّد «حزب الله» بقرارها، يعود الحزب إلى نغمة «الإنتصار» ذاتها التي ما انفك يُتحف بها اللبنانيين في مثل هذا الوقت من كل عام ليُعيد على مسامعهم حكايات وبطولات خلّفت مئات الشهداء والأيتام والأرامل وتركت وراءها دماراً وخراباً لم يمحُ «المال النظيف» آثارهما بعد. والأنكى من هذا كلّه، أن الحزب تحوّل إلى شريك للناس التي دُمّرت منازلها بعدما اقتطف مساحات لحساب شركاته الخاصة بحيث صار يجاور الناس في عقاراتها إمّا بمنازل أو بمستودعات.

       

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 23/7/2015

الخميس 23 تموز 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان في عز الموسم السياحي وعاصمته بيروت مكدسة شوارعها بالنفايات التي أن أقفل المواطنون نوافذ بيوتهم لإتقاء الروائح تجنبا للأمراض تعرضوا لأمراض من نوع آخر نتيجة الحر الشديد والإنقطاع العشوائي للتيار الكهربائي.

ومع النفايات المتراكمة والكهرباء المقطوعة تبقى العاصمة دون مستوى الحياة في أي عاصمة أو مدينة في أي بلد آخر في العالم المتمدن.

الرئيس تمام سلام يشعر بالتأكيد مع شكوى أبناء بيروت وسكانها لكن المسألة لا تتوقف عند حدي النفايات والكهرباء بل تتعدى ذلك الى السياسة وتحديدا الى عمل مجلس الوزراء الذي يعهده جميع الساسة عملا مؤسساتيا لمجلس له رئيس وفيه وزراء وفيه ديمقراطية وفيه قرارات بالغالبية وفق المنطق الدستوري لتلافي عرقلة مصالح الناس.

جلسة مجلس الوزراء اليوم كانت جلسة الجلسات فبدلا من الإنصراف الى قضايا الناس وفيها معالجة مسألة النفايات عاد البحث الى جنس الملائكة والى قضية كل وزير رئيس. ومع ذلك أعلن وزير البيئة محمد المشنوق أن معالجة مسألة النفايات بدأت وأنها ستأخذ وقتا غير طويل وأن هناك مطامر ستكون في كل المناطق.

* مقدمة شرة أخبار ال "ام تي في"

دخلت النفايات كل شارع وكل زاروب الا انها عجزت عن دخول مجلس الوزراء، ليس لأنه محصن هندسيا ودستوريا بل لأن النكد السياسي أعطى الأولوية لدرس آلية عمل مجلس الوزراء فكان أن منع المجلس من ايجاد حل للكارثة البيئية وفشل في التوصل الى الآلية المثالية. وما حصل ان رئيس الحكومة اعتذر من اللبنانيين على مشهد اشتباكه مع الوزير جبران باسيل الأسبوع الماضي، لكن أحدا لم يعتذر من اللبنانيين عن مشهد النفايات التي اجتاحتهم.

أمر آخر، لقد اكتشف وزير البيئة أنه لا يحتاج الى مجلس الوزراء لحل أزمة النفايات فهو مفوض ويملك كل الصلاحيات ناقص موقع الطمر طبعا فتذكر واقتنع.

أما الحل فهو أن على اللبنانيين تحمل أطنان النفايات خمسة عشر يوما ريثما تلزم لشركات وكأن الشركات تصطف بانتظار القرار. وخلال هذه المدة ستوزع النفايات على المناطق طوعا للبلديات المتعاونة وقسرا في المناطق غير المتعاونة. هكذا وكأننا أكياس نفايات مقفلة يجب أن نصدق أن حل الأزمة بهذه البساطة. وما دام كذلك، الا يشكل امتناع الحكومة عن اعتماده جرما يعاقب عليه القانون كما يعاقب قاتل جورج الريف أم أن قتل اللبنانيين هو جنحة ارتكبها قاصر؟ 22 ألف طن ثمرة خمسة أيام وأكثر من 66 ألف طن في أسبوعين. انشقي ايتها المكبات وابتلعي هذا الطاقم قبل أن يبتلع هذا الشعب الصامت كالخراف.

* مقدمة نشرة أخبر ال "ان بي ان"

شهد مجلس الوزراء في جلسة ما بعد العيد عملية تبريد أجواء بعد الحماوة التي شهدتها الجلسة السابقة فيما تشخص الانظار نحو جلسة الثلاثاء المقبل.

الرئيس تمام سلام قدم الاعتذار باسمه وباسم الحكومة من الشعب اللبناني على مشهد الجلسة السابقة الذي تجاوز أصول التعامل معتبرا ان الصفحة طويت.

وعلمت الـnbn ان الجلسة ستكون حاسمة بالنسبة للرئيس تمام سلام اما الاتفاق النهائي على مقاربة للعمل الحكومي او المضي في تسيير أمور البلاد والعباد واما الاستقالة.

وزير العدل أشرف ريفي سأل الرئيس سلام خلال الجلسة عن جديته في هذا الخيار فقال "كل شي وارد" وفي معلومات الـnbn ان جلسة اليوم تلقت أكثر من اشارة اعتبرتها مصادر رئيس الحكومة انها ايجابية وقالت المصادر للnbn ان الرئيس سلام يعطي فرصة جديدة ونهائية آملا الاتفاق وتجنب كأس الفراغ الشامل.

وأكدت ان سلام اتخذ قرارا لا عودة عنه ان كل صيغة تؤدي الى التعطيل لن يوافق عليها مهما كلفه الامر.

في أزمة النفايات البحث جار عن مطمر بيروت وضاحيتها وباقي المناطق خارج الناعمة بحسب قرار سابق لمجلس الوزراء. وبالانتظار كان وزير البيئة محمد المشنوق يعلن عن مسكنات للازمة تقوم برفع النفايات ونقلها الى مواقع تؤمنها الوزارة بالتعاون مع البلديات والمجتمع المدني لان الحل بشكله النهائي يحتاج الى صبر ووقت يبدأ بفض العروض خلال خمسة عشر يوما والاعلان عن الشركات الفائزة بالالتزام على ان تباشر العمل خلال ستة اشهر او أقل.

في دمشق استمع المبعوث الاممي مجددا الى الثوابت السورية التي تعتبر انهاء الحرب وتخفيف وتجفيف مصادره وتمويله ودعمه كاولوية اساسية معطوفة على الدعم السوري لمبادرة موسكو الداعية لقيام جهد اقليمي للقضاء على الارهاب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

حاولت الحكومة اللبنانية طمر أزمتها العميقة في كوب ماء وفنجان قهوة. لم ترفعها نهائيا من وسط البلد، ولم تجد لها حلا يحرقها عضويا، من دون أن يحرق أعضاءها أو يخنق أجواء السلم الهش بقنابل السياسات الدخانية. اكتفى رئيسها ووزراؤها برش بعض مضادات الانفجار على الأزمة المتفجرة، وباحتواء تكومها حول مستوعبات السقوف العالية والمطالب المتناقضة. حتى استعانوا بعد أربع ساعات من النقاش، بعوادم لغوية لنقل الأزمة من أسبوع إلى أسبوع... لكن جلسة الحكومة نفسها شهدت حوارا صريحا. تمام سلام قال بوضوح أنه لا يقبل بحكومة لا تحكم. وتكتل التغيير والإصلاح قال بوضوح مقابل، أنه لن يرضى بوكالة لا شراكة حقيقية فيها. حزب الله كرر صراحته الدائمة: ضد سقوط الحكومة، وضد ضرب ميشال عون. ذكر وزراء الحزب بأن هناك ظلما واقعا منذ عشرة أعوام وخدعة التحالف الرباعي، فتفضلوا بمعالجته... وزراء جنبلاط عادوا إلى هدوئهم. الآخرون اكتفوا بالتذكير باستحقاقات آتية وبتحديات مرتقبة... تلبد الجو، لكن باحترام. الجميع بدا وكأنه لا يزال تحت صدمة الخميس الماضي المزدوجة، داخل القاعة وفي الشارع. أوحى سلام بذهابه نحو خطوة حاسمة. خياراته استقالة أو اعتكاف أو حل... التكتل أوحى بأن تراجعه غير وارد. أدواته ممانعة على الطاولة وخارجها.. تصارح الطرفان بكل ود. فهما يدركان أن الحلول خارج السرايا ربما. وأن الكباش الإقليمي أكبر من لبنان على الأرجح. نحن يُراد لنا أن ندفع الأثمان وأن نكون الضحايا لا غير. لكن في وجه هذه التبعية الخارجية والهيمنة الأجنبية والاستسلام للاستزلام، وسط من ينتظر زيارة فابيوس إلى طهران، وزيارة كارتر إلى الرياض ومحطة سلمان في واشنطن ... هناك من يرفض ويقول ويسأل: ماذا عن قرار لبنان واللبنانيين؟ قد يتخذ سلام خطوة وقد يعود عنها... وقد تم اختراع تسوية قبل الخميس المقبل... لكن المهم ألا يقبل اللبنانيون بتسوية مخترعة لوطنهم على طريقة ابتزاز سوكلين، وألا يقبلوا بالاستقالة من حقهم في تقرير مصيرهم، كي لا يتحولوا منفيين من وطن... انتفى وجوده.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

لا جديد تحت شمس لبنان. فضيحة تعطيل الحكومة واضحة وضوح الشمس في سماء السياسة، ونتيجتها في أنوف اللبناني وأمام عيونهم تجلت في بدء التحذير من خطر انتشار النفايات على صحة اللبنانيين وصحة الأطفال خصوصا.

لا جديد تحت شمسنا ومكانها تراوح النفايات في الشوارع. والجلسة الحكومية التي انعقدت انقضت من دون مواجهة لكن من دون نتيجة. فقد حاول الرئيس تمام سلام إشاعة جو من التوافق والوئام داخل الجلسة، التي حولها وزراء ميشال عون إلى جلسة كأنها لم تكن.

والنتيجة خروج الوزير جبران باسيل للاعتذار من اللبنانيين على أداء الحكومة، مشيدا بأداء سلام، الذي كان اتهمه تياره بالداعشية، ومهددا بأن لا قرارات بلا توافق، أي بكلام آخر من دون موافقة وزراء عون. الجلسة التالية ستكون يوم الثلاثاء المقبل.

في هذه الأثناء تحاول بلديات العاصمة وبيروت الإدارية ان تحل أزمة النفايات عبر حلول جزئية ومؤقتة. في حين يبقى المشهد خطيرا على صحة اللبنانيين وعلى البيئة وعلى صورة لبنان التي باتت مرتبطة بأكياس النفايات وروائحها.

ومن باريس حصل وزير الداخلية نهاد المشنوق على وعد من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن تسدّد الدول المانحة ما تعهدت به إلى لبنان لمواجهة كلفة النازحين السوريين. كما وعد الوزير الفرنسي بالدفع نحو انتخاب رئيس للجمهورية خلال زيارته المنتظرة إلى إيران للقاء المسؤولين هناك.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

في داخل مجلس الوزراء الآلية فاقت أهمية آليات رفع النفايات، لا مصالح تعلو على مصلحة السياسيين هم اجتمعوا في سرايا نظيفة على بلد متسخ وبدلا من أن يلجأوا إلى قرار برفع النفايات فورا استغرقوا في مناقشة خلافات سياسية سقيمة. ولأن الآلية أهم فقد خصصت لها جلسة أخرى يوم الثلاثاء المقبل ورميت مسؤولية النفايات على وزارة البيئة لتطبيق خطتها المتعثرة وطبقا لوعد الوزير محمد المشنوق فإن اللبنانيين سوف يلمسون تحسنا تدريجيا في الأيام المقبلة لم يجد الوزراء أنفسهم في حاجة إلى بذل جهد أكبر يوازي جبال النفايات المرتفعة وتركوا الكارثة البيئية مشنوقة الحل بعدما تعهد الوزير المختص بتطبيق خطته من دون أن يعرف أين ستكون عمليات الطمر ومن سيتبرع باستضافة هذا الزائر الثقيل لا عزاء للنفايات ولا إعلان حالة طوارئ أو حتى جلسة استثنائية. أما الآلية فلها كل الاهتمام الوزاري وعليها يعود مجلس الوزراء الثلاثاء إلى الاجتماع وقال مصدر وزاري ل"الجديد" إن رئيس الحكومة تمام سلام سيقف أمام طريقين هما إما اللجوء إلى آلية بلا توافق وإما الاعتكاف وبأقل الأضرار تجميد العمل الحكومي، وبهذا المعنى فإن جلسة الثلاثاء غير محمودة العواقب وسيكتمل مشهد البلاد المتأزم إذا ما ارتفعت أكوام النفايات لتجري مناظرة مع ارتفاع أصوات الوزراء.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ليس تراكم النفايات في شوراعنا اصعب عوائق الحكومة، فتراكم الازمات على طاولة مجلس الوزراء يكاد يطمرها، قصة منذ بدايتها قصة الفساد النتن المتعاقب مع الحكومات، الفساد الذي تجلى في الشوارع بتلال اللامبالاة وترك المواطن يواجه نتانة الروائح الناجمة عن الاهتراء الذي يصيب البلد.

الدولة هي اول المسؤولين وهي اول العاجزين، الدولة التي لم تبحث عن حلول طارئة اعجز ما تكون عندما تلقي مسؤولياتها على مواطنيها، اسئلة كثيرة لدى المواطنيين عن اي بلد يعيشون فيه وأي سياسيين يتحكمون به؟

وسؤال مع الاسئلة برسم المعنيين، من منع العارضين من التقدم بعروضهم لمناقصة بيروت والضاحيتين مرتين متتاليتين؟ وهل يتم الضغط باغراق بيروت والضاحيتين لاجل مقاول معين؟!

لا نتيجة معينة يلخصها المشهد الممتد في بيروت وضواحيها سوى اننا على شفى جرف هارن اسس بنيانه بسياسة مدروسة على مدى سنوات طالما ساقت الناس بالامر الواقع والابتزاز والصفقات.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس 23 تموز 2015

الخميس 23 تموز 2015

النهار

يتداول ناشطون سياسيون رسالة هاتفية من مستشار سياسي الى مسؤول سوري يقول له فيها "قائدي".

قال مسؤول إحدى الشركات في مجلس خاص: "إن إرضاء سياسي قد يعيد فتح مكب الناعمة".

طلب رئيس أحد الأحزاب الى إعلاميين أصدقاء له تبديل مواقفهم من مسؤول سياسي وتأييده علناً.

قال وزير إن الحكومة تشبه بناءً آيلاً الى السقوط.

تردّد أن وزراء يستخدمون هواتفهم الخليوية لتسجيل ما يحصل في جلسات مجلس الوزراء من مشادات كلامية وإسماعها لمسؤولي أحزابهم.

السفير

توقف مرافقو وفد رسمي في باريس عند ظاهرة تعمد القائم بالأعمال اللبناني هناك، إقصاء بعض الصحافيين عن مناسبات السفارة وزوارها.. لأسباب غير مفهومة!

تردد أن رئيس مجلس ادارة مؤسسة عامة سيقيم مأدبة تكريمية على شرف رئيس وأعضاء كتلة نيابية وسطية.

لفت انتباه وفد حزبي زار عاصمة خليجية غياب المسؤول الثاني في البلد المذكور عن كل برنامج الزيارة.

المستقبل

يقال

إنّ مرجعاً معنياً نفى ما نُشر في إحدى وسائل الإعلام أمس من معطيات حول قضية خطف التشيكيين الخمسة في البقاع الغربي فجر السبت الماضي، مؤكداً أنّها "مفبركة".

اللواء

لا يستبعد دبلوماسي غربي إحتدام الشقاق حول الملفات الإقليمية خلال الأشهر الستة المقبلة..

يُشجّع وزير مواكب للإتصالات، التصلُّب في مجلس الوزراء لمواجهة الإفتئات على الصلاحيات مهما كانت النتائج..

لم يشأ وزير معني الإفصاح عمّا إذا كان أوجد المخرج لاستمرار صرف رواتب موظفي الدولة، بالرغم من عدم إقرار الموازنة..

الجمهورية

قالت أوساط إن الاتفاق النووي أدّى إلى تصليب مواقف الدول الإقليمية المعنية لا تليينها.

إستبعدت مصادر سياسية أي حلول أو تسويات في المنطقة قبل انطلاق الحوار السعودي-الإيراني.

تترقب أوساط سياسية مواقف وحركة رئيس حزب بعد لقاءات عقدها في دولة خليجية.

الاخبار

الباطون يغطي الصيفي

إثر انتخاب النائب سامي الجميل رئيساً لحزب الكتائب، ارتفعت "بلوكات" من الباطون أمام بيت الصيفي حتى غطت الواجهة الأمامية للمبنى التراثي. وتندرج "جدارية الباطون" ضمن الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها الجميل من حوله. الإجراءات أثارت تساؤلات عما اذا كان إن الجميل الإبن أكثر أهمية من والده الرئيس أمين الجميل الذي كان يداوم في الصيفي!

دريان صالح حمود

بعد قطيعة دامت شهوراً، تلقى الشيخ ماهر حمود اتصالاً من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عبّر فيه الأخير عن "المودة والتقدير" اللذين يكنهما لحمود، ووعده بعقد جلسة قريبة تجمعهما. الإتصال جاء على خلفية ما نشرته "الأخبار" أمس عن رفض دريان استقبال وفد الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الثلاثاء، لأن حمود هو أمينه العام، ولأن الوفد كان سيضم الشيخ أحمد نصار، وللمفتي على الشيخين مآخذ. ونفى دريان في اتصاله مع حمود ما ورد في الخبر. وفيما لم يصدر المفتي بيان نفي رسمي، تولى المكتب الإعلامي للإتحاد الأمر. ولفت البيان إلى أن دريان وعد بإرسال ممثل عنه للمشاركة في فعاليات المؤتمر الذي ينظمه الإتحاد في 28 تموز الجاري. علماً بأن المفتي لم يتجاوب مع دعوته للحضور شخصياً وإلقاء كلمة في المؤتمر الذي يتحدث عن الوحدة الإسلامية من أجل فلسطين.

وغياب في دار الفتوى

سجل غياب كل من مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان عن الإجتماع الدوري لمجلس المفتين الذي انعقد أمس في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. علماً بأن دريان عين سوسان عضواً في المجلس الشرعي الأعلى ضمن "كوتا" الأعضاء الثمانية، بتوصية من الرئيس فؤاد السنيورة. في حين سجل غيابه بعد استعادته لرضى النائبة بهية الحريري أخيراً. أما زكريا فكان ضمن مفتي المناطق الذي عزلهم دريان إثر انتخابه بعد عينهم سلفه الشيخ محمد رشيد قباني.

البناء

لوحظ أنّ بعض نواب بيروت يتعاطون مع أزمة النفايات على طريقة "تربيح الجميلة" لأبناء المناطق الأخرى سواء الذين يقيمون في العاصمة أم لا. فمقابل الخدمات الاستشفائية والعلمية وغيرها التي حظي بها أبناء المناطق في العاصمة، وهي ليست مجانية، يريد نوابها أن يستوعب هؤلاء نفاياتها وأضرارها الصحية والبيئية في بلداتهم وقراهم، بدلاً من البحث عن حلّ للأزمة يقي كلّ اللبنانيين مخاطرها سواء كانوا في بيروت أو خارجها.

 

سلام في مجلس الوزراء: مؤتمن على المصلحة الوطنية في ظل الشغور الرئاسي

الخميس 23 تموز 2015/وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية، العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم وزير الداخلية نهاد المشنوق.

المقررات

على أثر الجلسة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية: "بناء على دعوة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند الساعة العاشرة والنصف من يوم الخميس الواقع فيه 23 تموز 2015 في السرايا الحكومية برئاسة دولة الرئيس وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم الوزير نهاد المشنوق بداعي السفر. في مستهل الجلسة كرر دولة الرئيس، كما في كل جلسة، المطالبة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقتن من أجل استكمال تكوين السلطة في ظل نظامنا الديموقراطي، باعتبار أن استمرار الشغور الرئاسي يجعل البلاد جسما من دون رأس، وينعكس سلبا على عمل سائر المؤسسات الدستورية.

بعد ذلك صرح دولة الرئيس بأنه يقدم باسمه وباسم الحكومة الإعتذار من الشعب اللبناني على المشهد الذي حصل في جلسة المجلس الأخيرة والذي تجاوز أصول التعامل وأعطى صورة غير مرغوبة عن مجلس الوزراء، معتبرا ان ما حصل هو صفحة طويناها، وآملا الا يتكرر وان يتمكن مجلس الوزراء من متابعة عمله. وأضاف دولة الرئيس انه تم الإتفاق على البحث في موضوع المقاربة المعتمدة لطريقة عمل مجلس الوزراء، معتبرا ان المقاربة التي اتبعت والقائمة على اعتماد التوافق في ظل الشغور الرئاسي، كانت تجربة ناجحة خلال مرحلة من الوقت، ثم جرى في مرحلة لاحقة اعتماد مقاربة جديدة تقوم على ان التوافق لا يعني الإجماع اذا كان هذا الإجماع يؤدي الى تعطيل مجلس الوزراء، وان اعتراض وزير أو أكثر على أحد المواضيع لا يجوز ان يمنع المجلس من إتخاذ قرار بشأن هذا الموضوع.

ثم قال دولة الرئيس ان ثمة كلاما قيل في صدد هذه المقاربة ان رئيس الحكومة يتخلى عن بعض صلاحياته، فلم أتوقف عند هذا الكلام، باعتبار انني - في ظل الشغور الرئاسي- مؤتمن في الدرجة الأولى على المصلحة الوطنية، وانني حرصت على إبعاد المواضيع السياسية ذات الطابع الخلافي عن طاولة المجلس، لأن مسؤولية حلها تقع على القوى السياسية، ويجب ان يترك لمجلس الوزراء تسيير شؤون البلد والعباد، ولا سيما ان هناك أمورا ملحة على الصعيد المالي والإقتصادي يجب التصدي لها دون إبطاء.

بعد هذا العرض جرت مناقشة مستفيضة لطريقة عمل مجلس الوزراء، فأدلى كل من الوزراء بوجهة نظره بصدد هذه الطريقة، وبمفهوم التوافق المعتمد كمقاربة لعمل مجلس الوزراء.

كما تناول بعض الوزراء ملفي النفايات والاستحقاقات المالية الداهمة وجرت مناقشة في صدد هذين الملفين، ثم رفعت الجلسة بعدما تقرر عقد جلسة عند العاشرة من صباح يوم الثلثاء المقبل لإستكمال البحث في موضوع مقاربة عمل مجلس الوزراء".

 

الاستحقاق الرئاسي من توقيع النووي الى فصل الملف عن ازمة سوريا

هل تمهد الزيارات الفرنسية لطهران والاميركية للسعودية للحل اللبناني؟

المركزية- لا يخفي بعض السياسيين اللبنانيين قلقهم من ان يكون رهانهم على ربط الاستحقاق الرئاسي اللبناني بمفاعيل توقيع الاتفاق النووي على المدى القريب، اصطدم بالامر الواقع الذي أظهر ان تحقيق هذا الرهان يحتاج الى وقت طويل وربما أطول من زمن الفراغ الذي بلغ عاما وشهرين حتى الساعة. ويقول سياسي عائد من جولة على عدد من عواصم دول القرار لـ"المركزية" ان الرهان انتقل اليوم من مرحلة توقيع النووي الى مربع فك ارتباط ازمة لبنان بالازمة السورية عبر بوابة اعادة مد جسور التواصل بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية اللتين تملكان مفاتيح ازمات المنطقة والقدرة على الحل والربط. ويشير الى ان زيارات بعض كبار المسؤولين الى روسيا وفرنسا أخيرا، حيث تمنى هؤلاء على نظرائهم لعب دور في محاولة ايجاد حل للازمة الرئاسية المتمادية، خرجت بنتائج تدل الى ان قناعة تولدت بوجوب ولوج هذا الحل من زاوية العمل على فصل لبنان عن ازمة سوريا، بعدما ربطتها بعض القوى السياسية في الداخل من خلال التزامها بمشاريع اقليمية ومن بينها ألازمة السورية وحولت الاستحقاق الى ورقة تستخدم في الكباش الاقليمي. ويضيف بان روسيا وعدت بالتحرك في هذا الاتجاه لا سيما مع الدول المؤثرة، بالتوازي مع الحراك الفرنسي وبالتنسيق مع الفاتيكان والولايات المتحدة الاميركية التي شهدت علاقاتها مع روسيا وثبة نوعية في ما يتصل بالسعي الى ارساء حل للازمة السورية حيث سجلت اكثر من زيارة اميركية الى روسيا في المرحلة الاخيرة، وهو ما عكسه تحرك المبعوث الاممي للازمة السورية ستيفان دو ميستورا والتطورات الميدانية السورية التي تؤشر الى ان جميع القوى في سوريا تتحضر للمفاوضات. وفي هذا المجال توضح مصادر سياسية سورية لـ"المركزية" ان ثمة خطوطا حمرا لا يمكن لاي فريق تجاوزها تتمثل بوضع دمشق وخط اللاذقية – دمشق والحدود اللبنانية – السورية الممنوع خرقها. وتبعا لذلك، يوضح السياسي المشار اليه ان ايران اعادت تقديم خطة النقاط الاربع التي سبق ان قدمتها للموفد الاممي سابقا الاخضر الابراهيمي وترتكز الى وقف اطلاق النار وفتح حوار وطني سوري وتشكيل حكومة وطنية واسعة التمثيل وتسهيل اعمال الاغاثة والمساعدات الانسانية. واعربت عن استعدادها لتطوير الخطة وجعلها اكثر قابلية للتنفيذ. ويكشف ان مسؤولين ايرانيين ابلغوا بعضا من نظرائهم الاوروبيين بان طهران جاهزة للعمل على ايجاد حل للازمة السورية بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي ويمكن ان تلعب دور الوسيط وهي افلحت في دور مماثل على المستوى الانساني بالتعاون مع سويسرا وقد يشكل هذا التعاون نموذجا يحتذى على المستوى السياسي.

ويلفت الى ان روسيا لم تعد توافق ايران على استراتيجيتها في ما يتصل بالتعامل مع الوضع السوري. اما الولايات المتحدة الاميركية فلا مؤشرات الى تغيير سياستها تجاه سوريا على رغم المراجعة الاستراتيجية التي تتم بعيدا من الاضواء.

 

سلام يواجه المعرقلين بورقة الاسـتقالة ويمهلهم حتى الثلثاء

جلسة "الاستحقاقات" لم تنتج والنفايات تغزو لبنان من دون حل

باسـيل: نية بفتح صفحـة جديـدة فـي العمـل الحكومـي

المركزية- "السيل بلغ الزبى" وكَيل الرئيس تمام سلام طفح" ، لم يعد حبل صبره طويلا كفاية لتحمل المزيد من عرقلة العمل الحكومي ولا لفصول المماطلة المتعمدة في جلسات مجلس الوزراء. شهر ورقة الاستقالة في وجه المعرقلين والمعطلين وحدد الثلثاء المقبل موعدا أخيرا لمراجعة القوى السياسية خياراتها وابراز جدية في مقاربة آلية العمل الحكومي بما يخدم المصلحة الوطنية والانصراف للاهتمام الحكومي بشؤون اللبنانيين وقضاياهم الملحة، والا فانه جاهز للاستقالة.

وضع سلام جميع المكونات الحكومية امام مسؤولياتها وأمهلها خمسة ايام لتحديد موقفها النهائي، فإما استمرار العمل الحكومي وإلا فانه ليس مستعدا بعد اليوم لوضعه في موقع لا يرتضي لنفسه ان يكون فيه، رئيسا لحكومة معطلة ومشلولة غير قادرة على الانتاج في زمن الفراغ الرئاسي والشلل المجلسي.

خلاصة وحيدة خرجت بها جلسة "مكانك راوح" الحكومية اليوم، على رغم جدول الاعمال المثقل بالبنود والملفات الحياتية الضاغطة والاستحقاقات المالية الضرورية وأزمة النفايات المستفحلة التي لا تلقى سبيلا الى الحل، وسط عقم المعالجات وانسداد افق الامال، اذ ان ما تمخض عن جلسة اليوم اشار الى انها مفتوحة وعرضة لمزيد من التفاقم، بعدما تحولت الشوارع الى مكبات عملاقة تضيف اليها حرارة الطقس اخطارا صحية وبيئية كارثية.

مسار الجلسة: وكانت الجلسة التي تمحورت حولها كل الاهتمامات السياسية الى درجة انكفاء معظم النشاطات اليومية لاهل السلطة وتركزت انظار اللبنانيين على نتائجها، بدأت وفق ما كشفت مصادر وزارية لـ"المركزية" بتقديم الرئيس سلام اعتذاره باسمه الشخصي وباسم مجلس الوزراء من الشعب على المشهد الذي ظهر في الجلسة السابقة وأعطى صورة غير مرغوبة عن المجلس، في إشارة إلى ما دار بينه وبين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، معتبراً أنها "صفحة وطويناها، وأشار إلى أن المقاربة القائمة على التوافق كانت تجربة ناجحة واعتراض وزير أو أكثر لا يجوز أن يمنع المجلس من اتخاذ قرار إذ "يجب أن يُترك لمجلس الوزراء تسيير أمور البلاد سيما أن هناك مواضيع لا تحتمل التأجيل، واعلن انفتاحه على أي صيغة شرط عدم تعطيل عمل المجلس. ووسط اجواء هادئة ونقاش مستفيض، مضى الوزراء في تأكيد احترامهم لرئيس الحكومة وشخصه وغاصوا في الحديث مداورة عن عمل الحكومة عبر عروض تتصل بآلية العمل لم يرق اي منها الى مستوى تقديم اقتراحات او حلول عملية، فبقي النقاش يدور في حلقة مفرغة وكل على موقفه. وقالت المصادر ان وزراء فريق 8 اذار لا سيما وزيري التيار الوطني الحر استخدما تعابير دستورية جديدة كمبدأ الشراكة وضرورة تعزيزه وتكريس حقوق المسيحيين فكان تأكيد من الرئيس سلام ان الشراكة مؤمنة. وادرجت المصادر منطق وزيري التيار في اطار محاولة تكبير الحجر لتغطية الاخفاق في ملف التعيينات الامنية وتغليفه بغطاء الشراكة والحقوق المسيحية والهروب من مكان الى اخر للتعمية على الحقائق.

النفايات: اما ملف النفايات، فلم يحظ وفق المصادر الا بحيز ضيق من النقاش الحكومي، حيث ان وزير البيئة محمد المشنوق، وبعد التذكير بأن قرار مجلس الوزراء السابق شدد على ضرورة إيجاد مطمر لبيروت وضواحيها وباقي المناطق خارج منطقة الناعمة، اكد السعي لإيجاد مطامر في كل المناطق ضمن آلية كاملة لنقل النفايات بمؤازرة القوى الأمنية، مطمئناً إلى أن منذ اليوم سنلاحظ انخفاضاً في نسبة تكدّس النفايات في الطرقات، وحيا رؤساء البلديات الذين أمنوا مطامر مؤقتة حتى ايجاد حل. واكد الوزراء ان المجلس كان اتخذ القرارات في هذا الشأن ولا حاجة لعرض الملف عليه مجددا فللوزير المختص مطلق الصلاحية في اتخاذ الاجراءات المناسبة الكفيلة بحل المشكلة.

جلسة الثلثاء: واثر الجلسة اوضح وزير الاعلام رمزي جريج ان هناك أمورا ملحة على الصعيد الاقتصادي والمالي والمعيشي، على مجلس الوزراء التصدي لها ونقل عن سلام قوله "يجب أن يترك لمجلس الوزراء تسيير أمور البلاد لا سيما أن هناك مواضيع لا تحتمل التأجيل"، معلنًا أنه تم التوافق على عقد جلسة يوم الثلاثاء المقبل لاستكمال بحث الية العمل".

المشنوق: وقال الوزير المشنوق ان"لدينا مخططا عن كل المناطق التي يمكنها مساعدتنا في نقل النفايات وسنلجأ الى كل منطقة تستطيع المساعدة وهي في وارد أن تتعاون معنا وأعلن انه بعد 15 يوما ستتولى شركات موضوع النفايات في كل المناطق اللبنانية، وقال: "نحن نحاول جديا عدم رمي النفايات عشوائيا"، لافتا الى "ان هناك الكثير من المتطوعين الذين يؤمنون مطامر صغيرة ويساهمون في التخفيف من النفايات، ونحن شاكرون لهم ونؤكد أن الموضوع قيد المعالجة".

باسيل: وفور انتهاء جلسة مجلس الوزراء، توجه وزير الخارجية الى مقر الوزارة وعقد مؤتمرا صحافيا اعلن فيه اعتذاره عن اداء الحكومة وقال " تأكدنا ان هناك نية بفتح صفحة جديدة في عمل مجلس الوزراء من خلال الدستور، مشيرا الى ان وقف التعطيل يكون بعدم المخالفة وسير عمل الحكومة يكون بالتوافق واحترام الاصول القانونية والدستورية ، وشدد على اننا لن نسمح بأن يكون هناك فيتو على القادة الأربعة الذين يمثلون المسيحيين،" فنحن لا ندافع فقط عن النائب ميشال عون بل عن سمير جعجع وسليمان فرنجيه وامين الجميل ايضا".

مبادرات ذاتية: وازاء العقم السياسي في معالجة جذرية لازمة النفايات التي تخطت المقبول والمعقول وفي مبادرات ذاتية، بدأ بعض البلديات في المناطق، بكنس النفايات التي اجتاحت الشوارع "بالتي هي احسن"، مع غياب اي حلول عملية، وعمدت الى جمع النفايات في مكان بعيد عن المناطق السكنية. اما المواطنون المنزعجون من روائح النفايات في العاصمة فعمد بعضهم الى احراقها ما تسبب باندلاع حرائق كبيرة اضطرت فوج اطفاء مدينة بيروت الى إخماد أكثر من 140 حادث حريق مفتعل في عدد كبير من مستوعبات النفايات والحاويات وناشد الفوج في بيان السكان "عدم إضرام النيران في النفايات أو المستوعبات بقصد حرقها للتخلص منها لأن في ذلك ضررا أكبر .من جهتها اعلنت شركة اوجيرو ان احراق النفايات في العاصمة ادى الى توقف 4 الاف خط هاتفي.

رسالة جعجع لعون: وبعيدا من الازمة الحكومية وتداعياتها، بقيت خطوط التواصل المسيحي مفتوحة بين معراب والرابية بعد عودة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من زيارة الى المملكة العربية السعودية، فزار رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات "ملحم رياشي، موفدا من جعجع النائب ميشال عون ،ونقل اليه رسالة من جعجع تؤكد دعم المملكة للحوار المسيحي وتشجيعها للتقارب بين الطرفين. واشارت المعلومات الى ان رياشي وضع العماد عون في اجواء زيارة جعجع الى السعودية.

 

الكل يسأل يا عمّي اللي سرقوا البلد ليش تَرَكُوا النفايات ؟

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/الجواب انهم لم يتركوا النفايات ولكن اختلفوا على الحصص٠ لا تقبل الطبقة السياسية ان يكون لنا حتًى طبقة نفايات او اي طبقة ثانية او ثالثة٠البلد خاضع لمبداء وحدانية الطبقة اي مبداء "طبقة واحدة لا طبقتان" على غرار شعار "لبنان واحد لا لبنانان" لكي لا يكون هناك محاسبة او مراقبة ويكون السياسي القوي هو الذي يستطيع الحصول على حصّة اكبر طبعاً لنفسه ولأقربائه ولا يترك للمواطن سوى بعض نفايات الخدمات٠الزعامة في لبنان هي الحصّة ابتداءً من الأموال العامة وانتهاءً بالنفايات٠خافوا من الطبقة السياسية وليس من طبقة النفايات٠النفايات تتحلل اما الطبقة السياسية فتتحجر وتتكلس وتصبح كلفتها على البلد كل يوم اكبر من اليوم الذي سبقه.

 

لأوّل مرة في العالم... طبيب لبناني يعيد البصر لرجل أعمى منذ 30 عاماً

الجديد/في إنجاز طبي غير مسبوق، أجرى البروفيسور اللبناني الياس جرادة عملية نوعية ونادرة لرجل أعمى في السابعة والخمسين من عمره أعاد له من خلالها نظره بعدما فقده منذ 30 عاماً. وأوضح الطبيب جرادة في مقابلة متلفزة أنّ العملية نادرة جداً لا بل هي الأولى من نوعها، حيث تمّ نقل القرنية مع الخلايا الجذعية من عين إلى عين ثانية في الوقت نفسه. وقال البروفيسور جرادة إنّ المريض كان مصاباً بعينه اليسرى منذ أكثر من ثلاثين سنة، إذ تعرّضت عينه لشظية خلال الحرب اللبنانية، فأُصيبت بنوع من تلف بالقرنية وبالجزء الأمامي من العين، حينها خضع المريض لعملية زرع قرنية ثلاث مرات متتالية، ولكن عينه كانت في كل مرة ترفض القرنية، وحصل بعدها تلف للخلايا الجذعية على أطراف القرنية التي تمدّ العين بالخلايا الصحيحة، إلى أن أصبحت العين من دون قرنية ولا خلايا جذعية. وأضاف الطبيب أنّ المريض عاش طوال ثلاثين سنة بعين واحدة، إلى أن أصبح يعاني من انسداد بشريان الشبكية في عينه اليمنى الصحيحة، ففقد البصر فيها كلياً، وقال إنّه تمّ خلال العملية التي أجراها له "استبدال الجزء الأمامي للعين اليمنى بما أنّه سليم، فوضعنا الخلايا الجذعية مع القرنية في العين اليسرى".

 

 قهوجي استقبل زاسبكين ورئيس مكتب التعاون الدفاعي الأميركي

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، السفير الروسي الكسندر زاسبكين يرافقه الملحق العسكري اللواء رافيل كورماشوف، وتناول البحث الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة. كذلك استقبل رئيس مكتب التعاون الدفاعي الأميركي في لبنان العقيد ريتشارد كويرك، وتم البحث في العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين.ثم استقبل الملحق العسكري الفرنسي العقيد اوليفييه لامبروس في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته في لبنان، قدم خلالها خلفه العقيد كريستيان لويس هيرو، كذلك استقبل عضو الحزب الديموقراطي اللبناني اكرم مشرفية.

 

فابيوس والمشنوق عرضا للوضع الأمني في لبنان وضرورة تعزيز مؤسساته

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - وزعت السفارة الفرنسية في لبنان بيانا اشارت فيه الى استقبال وزير الخارجية لوران فابيوس لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وان اللقاء تناول "بصورة رئيسة الوضع الإقليمي والأزمة السياسية التي يمر بها لبنان حاليا.  وذكر فابيوس بدعم فرنسا الثابت لاستقلال لبنان ووحدته وسيادته وحسن أداء مؤسساته. كما عبر عن قلق فرنسا إزاء الانسدادات المؤسسية الحالية". وعرض الوزيرانفابيوس و المشنوق" للوضع الأمني في لبنان وضرورة تعزيز مؤسساته". وأعربا "عن رضاهما إزاء التعزيز الجاري للجيش وقوى الأمن الداخلي اللبنانية لمواجهة التهديدات التي تلقي بثقلها على أمن البلد وتماسكه" وأشارا" إلى التعاون النشيط جدا بين فرنسا والمؤسسات الأمنية اللبنانية ".

 

جنبلاط عرض مع سفيري النمسا وقبرص التطورات الراهنة

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - إستقبل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو بعد ظهر اليوم، سفيرة النمسا في لبنان أورسولا فاهرينغر، وسفير قبرص هومير مافروماتيس وعرض معهما التطورات السياسية الراهنة.

من جهة ثانية، ابرق جنبلاط إلى الرئيس البرتغالي السابق ماريو سواريز معزيا بوفاة زوجته ماريا باروزو.

 

سليمان ترأس الخلوة4 ل"لقاء الجمهورية": الاولوية لانتخاب رئيس ومعالجة الملفات بشفافية بعيدا عن الكيديات

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - ترأس الرئيس العماد ميشال سليمان اليوم الخلوة الرابعة لـ"لقاء الجمهورية"، في فندق "تامار لانكستر"، وجرى البحث في أعمال اللقاء وآخر التطورات. والقى سليمان كلمة قال فيها: "فيما دول العالم تفرح وتهلل وتبارك وتشحذ الهمم وتعقد الآمال بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية، يحتفي الشعب اللبناني بالفراغ، وتكاد الكيديات والعنديات تغرق البلاد بالتعطيل والنفايات". أضاف: "نتطلع إلى الشعب اللبناني ونحن من أفراده، نراه مجروحا حتى الصميم بسبب معاناة ولدتها تجربة المجرب. ننظر إلى المؤسسة العسكرية ونحن الذين تدرجنا في صفوفها، نجدها تحتاج إلى من يساندها، لا إلى من يضيف إلى تعب عناصرها تعبا". وتابع: "نتطلع إلى قيادة الجيش ونحن أحد قادتها، نراها تواجه السواطير من كل حدب وصوب، ممن يعرفون طيبا أن مفعول بعض المفردات أبلغ أحيانا من حد السيف. نراهن على جمهورية قادرة وقوية ونحن من تولى رئاستها قبل الفراغ، فنصلي ونعمل مع المخلصين دون كلل ولا ملل كي لا نكون الرئيس الأخير في سدة الطائف والمناصفة". واردف: "إن لقاء الجمهورية المنعقد اليوم للمرة الرابعة لمناقشة أهدافه التي تصبو إلى تعزيز الجمهورية، والتي لا يمكن أن تجد سبيلها للتنفيذ قبل انتخاب الرئيس، يؤكد ما يلي:

اولا: التركيز على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية وواجب النواب تأمين نصاب عقد الجلسة وعدم جدوى الالتفاف على هذه المسألة من خلال الدعوة الى انتخابات نيابية قبل انتخاب الرئيس، ما يشكل خللا في توازن السلطات. بالاضافة إلى ضرورة حصر جدول أعمال الدورة الاستثنائية.

ثانيا: الطلب إلى الحكومة اللبنانية والمؤسسات والإدارات العامة، إيلاء الشأن الاقتصادي والخدماتي المزيد من الاهتمام لتأمين الحد الأدنى من المتطلبات الحياتية الملحة، ومعالجة الملفات الضرورية بشفافية، بعيدا عن الكيديات، سواء في ملف النفايات، إنقاذا للموسم السياحي الذي يحرك بدوره الدورة الاقتصادية، وتحصينا لهذه الحكومة ولعدم شل انتاجيتها في ظل غياب رئيس البلاد.

ثالثا: التمسك بإتفاق الطائف والعمل الدؤوب على تحصينه بدلا من السعي عن قصد أو عن عدم معرفة إلى ضرب المناصفة من خلال الدعوات التأسيسية المتعددة الأوجه أيا كانت مسمياتها أو التباكي على الحقوق المذهبية، والتزام تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة، لأن أي مغامرة من هذا النوع، ستؤدي حتما إلى المزيد من الشرخ الوطني ولن تحقق مبتغاها، وستضفي المزيد من التعقيدات بدلا من حلحلتها بالتفاهم.

رابعا: دعوة جميع الأحزاب والتيارات والقوى والنخب السياسية والفكرية والإعلامية، إلى عدم التهويل بالشارع للضغط على المؤسسة العسكرية، لا من خلال الترهيب ولا عبر التشكيك بقيادتها، وتركها تقوم بواجبها الوطني والميداني لمحاربة الارهاب، ومساعدتها قدر المستطاع على ضبط الأمن، ولا سيما الأمن الوقائي الذي يحبط أعمال الخطف ويمنع وقوع الجريمة ويحفظ الاستقرار.

خامسا: التطلع إلى اتفاق فيينا من النظرة اللبنانية الصافية والعمل على تأمين أفضل السبل للاستفادة من هذا الاتفاق بما يخدم المصلحة الوطنية العليا، بعيدا عن الرهانات المتعلقة بانتصار هذا المحور أو ذاك، مع ما تعنيه في هذا الصدد، ضرورة العودة إلى "إعلان بعبدا" لضمان تحييد لبنان عن صراعات المحاور وسباقها المرتقب لتقاسم النفوذ في دول المنطقة". وتابع "لقاء الجمهورية" مناقشة أهدافه، وعين يوم الخميس 1 تشرين الأول موعدا للاجتماع المقبل".

 

فليتشر من بنشعي مودعا: لاختيار رئيس باسرع وقت ممكن

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - استقبل رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجيه، اليوم في دارته في بنشعي، السفير البريطاني طوم فليتشر في زيارة وداعية، ترافقه السكرتيرة في السفارة نيكولا دي ليزيو، حيث عقد اجتماع شارك فيه عن المرده الدكتور جان بطرس وتخلله عرض لمختلف المستجدات على الساحة اللبنانية. اثر اللقاء اكد فليتشر سروره لزيارة الشمال ولقاء فرنجيه، لافتا الى انه التقاه لمرات عديدة خلال الاربع سنوات الماضية. وقال: "ان المحادثات كانت ممتازة حيث تطرق الحديث الى استقرار لبنان ودعم الشعب اللبناني ودعم بلادي للجيش اللبناني، وخصوصا في مهماته على الحدود دفاعا عن لبنان. كما تطرق الحديث الى مستقبل لبنان في السياسة وحاجة الشعب اللبناني لاختيار رئيس باسرع وقت ممكن". واضاف: "تكلمنا عن المنطقة التي تواجه تحديات عدة، واعربت عن سروري وتفاؤلي وانا اغادر لبنان بان هذا البلد لديه قوة ومرونة لتخطي هذه التحديات، واتمنى للقادة اللبنانيين وللشعب اللبناني القوة والشجاعة لتخطي المحنة، ونحن دائما نؤكد أننا نقف بقوة الى جانب الشعب اللبناني لمواجهة التحديات التي تعترضه".

 

النواب السابقون: لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة انقاذ وطنية

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - عقدت الهيئة الادارية لرابطة النواب السابقين اجتماعها الدوري في مقر الرابطة، وناشدت في بيان تلاه رئيس الرابطة نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي "مجلس الوزراء ان يعمد الى طي خلافاته والتصدي الى الاخطار التي تهدد الوجود اللبناني. وفي مقدمة هذه الاخطار النازحون السوريون المنتشرون على الاراضي اللبنانية، وعددهم قد تجاوز المليون ونصف مليون نازح دون اي حسيب او رقيب ودون اية محاولة لاعادتهم الى بلادهم، وما عدم معالجة قضية النفايات الا الدليل الساطع على هشاشة الوضع الحكومي وضرورة الخروج من هذه الحالة". اضاف بيان الرابطة:"اما الخطر الثاني فهو الحركات التكفيرية التي تجتاح دولا عربية مثل العراق وسورية واليمن وليبا، هذا الخطر يفرض تقوية الجيش والقوى الامنية عدة وعددا وتطبيق قانون 1969 بانشاء انصار الجيش".

وتابع البيان: "ويزيد من تداعيات هذين الخطرين تدهور الاوضاع الاقتصادية والسياحية والاجتماعية". ودعت الرابطة "الهيئات المدنية للتحرك على جميع الاصعدة للخروج من هذه الاخطار، وذلك باعادة النظام الديموقراطي البرلماني بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة انقاذ وطنية".

 

اشـكال مع مناصـر للاسـير في عين الحلوة/مصدر امني: 80 مطلوبا متوارون في المخيم

المركزية- شهد مخيم عين الحلوة توترا صباح اليوم بعدما اقدم محمد بركات على اطلاق النار على الفلسطيني من "عصبة الانصار" خالد علاء الدين الملقب بخالد الخميني في حي الطوارئ، ما ادى الى اصابته بطلقات عدة في ظهره، نقل على اثرها الى مستشفى النداء الانساني داخل المخيم. وفي التفاصيل، ان خالد حضر الى حي الطوارئ لحل موضوع عالق بينه وبين احد انصار الشيخ الفار احمد الاسير ويدعى (محمد ب.)، فتطور الاشكال بينهما الى اطلاق نار اصيب خلاله خالد. وعلق مصدر امني لبناني على الاشكال عبر "المركزية"، قائلا "ثبت ما كنا نقوله عن ان مجرمي الارهابي الاسير فروا الى مخيم عين الحلوة رغم نفي العديد من فاعليات المخيم"، مشيرا الى ان "هناك احصائية لدى القوى الامنية اللبنانية تؤكد ان اكثر من 80 متورطا في الاعتداء على الجيش في معركة عبرا من جماعة الاسير متوارون في عين الحلوة، وان عددا مماثلا متوار من المطلوبين للدولة والقضاء اللبناني وبينهم تجار ومهربو مخدرات متوارون ايضا في المخيم. وفي هذا المجال، يشير السياسي الى ان الانظار تبدو شاخصة في اتجاه زيارة وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الى طهران في 29 الجاري مكلفا من الرئيس فرنسوا هولاند، حيث سيثير ضرورة فصل الملفين اللبناني والسوري لتعبيد درب الاستحقاق الرئاسي في اطار جس نبض ايران للتعاون بعد توقيع الاتفاق النووي واستعدادها لتسهيل الحلول لازمات المنطقة والزيارات الاميركية – السعودية المتبادلة التي تمهد بدورها طريق الحل.

 

النابلسي :تردي مؤسسات الدولة يجعلنا امام وضع كارثي

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - أكد الشيخ عفيف النابلسي خلال استقباله محافظ الجنوب منصور ضو على أن "تردي مؤسسات الدولة يجعلنا أمام وضع كارثي ، وحال النفايات المكدسة على الطرقات في بيروت الكبرى يكشف عجزالسلطة عن معالجة الملفات التي تهم المواطنين". وأشار الى "ان هذا المشهد هو إهانة لكل مواطن فالأمر لم يعد يحتمل، ونحن أمام سلطة لا تكترث لهموم المواطنين ومشاكلهم وإنما سلطة تتنافس على الحصص والمغانم، وهو الحال الذي يعيشه اللبنانيون منذ مدة طويلة، وكل الحكومات التي تعاقبت لم تكن على قدر المسؤولية المهنية والوطنية والأخلاقية" .

 

جنبلاط زار الميدل ايست: لا بد من تخصيص المطار

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - زار رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يرافقه النائب غازي العريضي، مقر الادارة العامة لشركة طيران الشرق الاوسط، تلبية لدعوة من رئيس مجلس الادارة محمد الحوت، وجالا في منشآت الشركة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وبعدما استقبل الحوت وأعضاء مجلس إدارة "الميدل ايست" وكبار الموظفين فيها جنبلاط والعريضي، بدأت الجولة في مركز الشحن الجوي الجديد Center Cargo، حيث شرح الحوت لجنبلاط اهداف بناء هذا المركز الجديد الذي جهز بتقنيات حديثة ومتطورة تلبي الشروط وفق المعايير الدولية المطلوبة في هذا المجال، منوها بدور المركز في تأمين خدمات الشحن الجوي بين لبنان والخارج، وبالعكس. ثم انتقل الجميع الى مركز التدريب في أكاديمية الشرق الاوسط للطيران الذي أنشئ حديثا، واطلع جنبلاط على أهم التقنيات المتوافرة في المركز، وخصوصا جهاز التدريب التشبيهي Similator، ومدى أهمية هذا المركز الجديد في اعادة الدور الريادي الى بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي في مجال النقل الجوي في المنطقة. وتفقد الجميع دائرة الحجوزات في شركة طيران الشرق الاوسط، واطلع جنبلاط من المعنيين بالأمر على سير العمل في هذا المركز، خصوصا لجهة تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات في مجال الحجوزات للمساقرين عبر المطار وعلى متن طائرات شركة طيران الشرق الاوسط. وبعد انتهاء الجولة، كانت كلمة مقتضبة لجنبلاط قال فيها: "لبيت اليوم دعوة شركة طيران الشرق الاوسط والسيد محمد الحوت، وقمنا بجولة تفقدية اطلعنا خلالها على المنشآت الجديدة في الشركة، ولا شك في أن ما تقوم به شركة الميدل ايست برئاسة السيد محمد الحوت هو إنجاز كبير، ونتمنى أن يستكمل هذا الإنجاز لكي يعود لبنان ومطار رفيق الحريري الدولي في بيروت مركز استقطاب، ولكن هذا ليس بالامر الكافي، لأنه عندما يجول المرء أحيانا في المطار، وإذا ما صدقت بعض الملاحظات من بعض الموظفين في الطيران المدني، نجد أن هناك تراجعا كبيرا في عدد المراقبين الجويين، وتراجعا أحيانا في خدمات شركة "ميز"، لذلك لا بد أن يكون هذا الإنجاز كاملا في بلاد مختلفة، وربما لا بد من تخصيص المطار، وهذه الفكرة قديمة كان قد طرحها الرئيس رفيق الحريري. وهنا نتساءل لماذا لا تنشأ هيئة لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وتكون مستقلة وتتحمل وحدها مسؤولية كل شيء في المطار؟" أضاف جنبلاط: "أشكر السيد محمد الحوت، ونتمنى لشركة الميدل ايست، خصوصا في هذه الظروف الصعبة، كل النجاح". بعد الجولة توجه الجميع الى مكتب الحوت في مقر الادارة العامة لشركة "الميدل ايست" حيث عقدوا اجتماع عمل.

 

المستشار القانوني لريفي إدعى على "الأخبار" بجرم القدح والذم

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - قدم المستشار القانوني لوزير العدل اللواء أشرف ريفي القاضي محمد صعب صباح اليوم، بواسطة وكيله المحامي فاروق خير الدين، شكوى جزائية ضد جريدة "الأخبار" وكل من إبراهيم الأمين ورضوان مرتضى بجرائم نشر أخبار كاذبة وذم وقدح وتحقير على خلفية المقال الذي نشر في الجريدة المذكورة بتاريخ 3/7/2015. وقد بين القاضي صعب في مقدمة شكواه الدافع وراء تقدمه بالشكوى المذكورة وفق ما يلي: "شكل الإعلام اللبناني عنصرا مؤثرا في تكوين الرأي العام اللبناني والعربي، بفعل الثقة التي يتمتع بها، حيث أثبت على مدى سنوات طوال أنه يتسم بالمصداقية والشفافية والموضوعية، حتى أصبحت وسائل الإعلام اللبنانية المرئية والمكتوبة والمسموعة محط أنظار وإهتمام الشارع العربي. ولطالما لعب الإعلام اللبناني الحر دورا مهما ومكملا لدور المؤسسات الدستورية وعلى رأسها القضاء، في إرساء ثقافة الحرية والعدالة وفي نقل الحقيقة دون أي حسابات أو إعتبارات من أي نوع، خاصة في إطار توعية الرأي العام ووضع حد لسياسة التضليل التي ينتهجها البعض لإخفاء الحقيقة وتشويه صورتها الواقعية. إنطلاقا من هذا الدور البالغ التأثير، مارس الإعلاميون اللبنانيون مهمتهم المقدسة بإحتراف عال وبأدبيات تفرضها طبيعة المهنة والرسالة التي تحملها، مما جعل لكلماتهم ومقالاتهم الوقع الكبير في نفوس وعقول القراء. إلا ان المؤسف والمؤسف جدا، أن تقوم وسيلة إعلامية بتشويه الحقائق وتلفيق الأكاذيب وسرد الروايات التي تجافي الحقيقة وتناقض الوقائع الثابتة بالأدلة القاطعة وبأحكام قضائية مبرمة في أسلوب أقرب الى القصص الخيالية منه الى الواقع، وهو ما حصل في المقال الذي نشرته صحيفة الأخبار في عددها رقم 2631 تاريخ 3/7/2015 الصفحة الرابعة بقلم المدعى عليه رضوان مرتضى تحت عنوان "القضاء يحكم لمستشار ريفي، 150 مليون ل.ل تعويضا عن بيع 370 نسخة من كتاب. فالمقال المذكور لم يكتف بالتشهير بالمدعي إنطلاقا من صفته كقاض ودوره كمستشار قانوني لوزير العدل، بل أصاب هيبة ومصداقية القضاء ككل في الصميم، حيث ضرب بعرض الحائط كل التحقيقات التي تمت في القضية والإعترافات الموثقة بمحاضر رسمية، والقرارات الصادرة عن جانب النيابة العامة وقضاة التحقيق، والأحكام القضائية الصادرة عن المحاكم بمختلف درجاتها، وتبنى رواية ملفقة ثبت زورها، على أنها الحقيقة المطلقة التي يجب أن يطلع عليها الرأي العام مما يعكس سوء نية فاضحة لديها في إستهداف القضاء بشكل عام والمدعي على وجه الخصوص. لذلك فإن المدعي يجد نفسه مضطرا للتقدم بهذه الشكوى لوضع حد لهذا الإنتهاك الفاضح لمصداقية الإعلام اللبناني وللإساءة التي طالت نخبة من انزه قضاة لبنان وللتشهير الذي طال المدعي من قلم يسيء الى رسالة الصحافة قبل غيرها".

 

نواب العاصمة بحثوا في أزمة النفايات قباني: لا نستطيع حل الازمة لوحدنا ونحتاج الى تعاون سائر المناطق

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - عقد نواب العاصمة بيروت اجتماعا عصر اليوم في "بيت الوسط"، في حضور رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس بلال حمد، وتداولوا في موضوع ازمة النفايات في العاصمة والحلول المطروحة لمعالجتها.

بعد الاجتماع، تحدث قباني باسم المجتمعين فقال: "التقينا اليوم في "بيت الوسط" للبحث في الأزمة الطارئة التي تعيشها العاصمة مثل كل المناطق، والمتعلقة بالنفايات وهي الازمة الاكثر حدة في بيروت بسبب صغر مساحتها، وكونها مدينة مكتظة بالسكان والابنية. وتداولنا في مختلف الامور التي نحتاجها من اجل المساعدة في حل ازمة النفايات. أكرر أننا لا نستطيع حل هذه الازمة لوحدنا وفي نطاق مدينة بيروت الادارية للسبب الآنف الذكر. نحن نحتاج إلى تعاون من سائر المناطق، وبالتالي كما كانت بيروت دائما تستقبل سكان كل لبنان عندها، هي اليوم تطلب ايضا ان يكون هناك تعاون من المناطق معها". أضاف: "خلال الاجتماع تم الاتصال بكل من دولة رئيس الحكومة الاستاذ تمام سلام ودولة الرئيس سعد الحريري، وهما نائبان عن بيروت، وقد تبنينا بعض المطالب الإنمائية لمنطقة عكار، والتي تتلخص بإنشاء فرع للجامعة اللبنانية في عكار خاصة وأن هناك مبنيين متوفران يمكن وضعهما بتصرف الجامعة، كما أن هناك فائضا في الأساتذة الذين يستطيعون ملء الحاجات التعليمية في هذا الفرع المطلوب. كما أننا ندعم إنشاء أي فرع للجامعة اللبنانية في أي منطقة محرومة وتحتاج إلى إنشاء فروع فيها". وتابع: "الموضوع الثاني هو حاجات عكار الإنمائية. والمعروف أن هناك قرارا صدر، وبعده مرسوم، بتخصيص مبلغ 503 ملايين دولار في أيار من العام 2014، خصصت منها عكار بسبعة ملايين دولار فقط، ونحن نعتبر أن هذا الأمر مجحف بالنسبة إلى هذه المنطقة التي فيها نسبة غير قليلة من سكان لبنان، تصل إلى 16%، وتحتل مساحة كبيرة من مساحة لبنان، ونطالب بأن تأخذ عكار حقها العادل من الإنماء الذي كنا وما زلنا نتمناه". وختم: "أود أن أؤكد أن الرئيسين تمام سلام وسعد الحريري متضامنان ويتبنيان المطالب التي طرحها نواب بيروت وسنعمل جميعا من أجل تحقيقها بإذن الله". من جهته، قال حمد: "عقدنا اجتماعا مع نواب العاصمة، والتواصل قائم مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ليس من اليوم بل قبل أن تبدأ الأزمة في 18 الشهر الجاري، كما أننا على متابعة حثيثة مع الرئيس سعد الحريري ومع رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، وكذلك مع وزير البيئة محمد المشنوق". أضاف: "لقد عقدنا اجتماعا لمجلس بلدية بيروت واتخذنا فيه قرارين، ونواب بيروت يدعمون، والحمد لله، ما قام به المجلس البلدي. القرار الأول يقضي بمطالبة مقام مجلس الورزاء بأن تستمر شركة "سوكلين" بما كانت تقوم به قبل 18-7-2015، على صعيد بيروت الإدارية، ما عدا الطمر الذي توقف حتما بتوقف مطمر الناعمة. أما القرار الثاني، فهو أننا نعد عقدا مع شركة خاصة تملك عقارا أو أكثر خارج النطاق البلدي لمدينة بيروت، لأنه لا يوجد داخل المدينة عقار ضخم يمكنه أن يستوعب ما كان يطمر في الناعمة، على أن تقوم هذه الشركة باستلام بقايا النفايات وترميها أو تطمرها في موقع خارج المدينة. وهناك اتصالات مستمرة لتنفيذ ذلك بدعم من نواب العاصمة".

 

الوفاء للمقاومة: الحكومة الراهنة تعمل وسط أدوات وبنية فساد خلفتها لها معظم الحكومات السابقة

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - توقفت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان بعد اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، عند "الواقع الاجتماعي والحياتي الراهن للمواطنين والمشاكل المتدحرجة التي تعكس الاهتراء السياسي والاداري الذي أصاب الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، ومدى الارتجال الذي يحكم أداء كثير من المسؤولين، مع تمدد الفساد إلى العديد من المواقع والتسبب بهدر المال العام وممارسة الابتزاز وتمرير الصفقات المريبة وتلقي الرشاوى وتقاسم المغانم في أكثر من مرفق ومستوى، إلى الحد الذي لم يبق في نفوس المواطنين اي احترام أو مهابة للدولة ولقوانينها وحتى للسلطات فيها". وقالت: "ليست مشكلة النفايات والعجز الحكومي عن معالجتها سوى واحدة من مفردات هذا الوضع المهترئ الذي وصلت اليه البلاد في ظل سلطات تفتقد روح المسؤولية العامة، وتدخلات تقطع الطريق عمليا على المحاكمة والمحاسبة، وفقدان التخطيط لمشاريع الاصلاح والتطوير فضلا عن مشاريع التنفيذ وحسن ادارتها ومواكبتها. وإذا كان هذا الاهتراء قد نما مع معظم الحكومات دون أي علاج، فإن الحكومة الراهنة في هذا الظرف الاستثنائي، تعمل وسط آليات وأدوات وبنية فساد خلفتها لها معظم الحكومات السابقة. ومن حق اللبنانيين هنا أن يسألوا عن المسؤول عن عدم تنفيذ قرار مجلس الوزراء الصادر منذ العام 2010 حول اعتماد التفكك الحراري واجراء المناقصات اللازمة؟ ثم من الذي منع تقدم العارضين الى المناقصة المعلنة لبيروت والضواحي؟".

ورأت أن "عدم تنفيذ القرارات ضمن المهل المحددة يكشف عن غايات ومصالح لجهات مستفيدة من ديمومة الواقع الحالي، وايصال مشكلة النفايات الى أزمة وطنية تشوِه صورة البلد وتهدد صحة وسلامة أبنائه.

وإذ يختلط اليوم نتن الفساد في الدولة مع نتن الروائح المنبعثة من النفايات التي توزعت بين الأحياء وعلى الطرقات، لا يصح أبدا أن تلقي الحكومة هذه المشكلة وتداعياتها على عاتق المواطنين والمجالس البلدية، التي لا تزال حقوقها من الخليوي والصندوق البلدي محتجزة. ان الحلول الطارئة هي مسؤولية الدولة كلها، بسلطاتها وأجهزتها ومؤسساتهاكافة ولن يقصر المواطنون في التعاون لمعالجة مشكلة تهدد صحتهم وبيئتهم، خصوصا عندما يشعرون بجدية المسؤولين وصدقهم ونزاهة تعاطيهم مع الحلول الواقعية المعتمدة من قبلهم".

وأسفتت "أن يجد اللبنانيون أنفسهم مضطرين في هذه المرحلة المعقدة للانشغال بشأن من المفترض أن يكون من بديهيات عناية واهتمام السلطة والحكومات المتعاقبة منذ زمن بعيد".

وجددت "في الذكرى التاسعة للانتصار التاريخي الذي أنجزته المقاومة ضد العدو الاسرائيلي وحربه العدوانية على لبنان عام 2006، التزامنا الديني والوطني والانساني بالمقاومة التي تمثل مع الجيش والشعب معادلة الانتصار التي تحمي لبنان ضد أي تهديد أو عدوان محتمل.

إن الهزيمة التي تلقاها الكيان الصهيوني على أيدي رجال المقاومة قضت على أحلامه التوسعية وهزت دعائم بنيته الأمنية والعسكرية وأصابته بخيبة كبرى جراء عجزه عن تحقيق أهداف تلك الحرب العدوانية وأحبطت ثقة الادارة الأمريكية بقدرته على مواصلة دوره الوظيفي في اضعاف المنطقة واخضاع شعوبها". وأكدت "أننا لا نزال ندعو في لبنان الى استثمار الانتصار على اسرائيل لتعزيز الوحدة الوطنية لشعبنا ولبناء دولة قوية وقادرة وعادلة تليق بشعبها المضحي والشجاع. كما اننا نتوجه الى شهداء المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي والعدو التكفيري, بأزكى السلام على أرواحهم الطاهرة والى كل المجاهدين والجرحى وعوائلهم الشريفة بأسمى آيات الاعتزاز والامتنان، مجددين عهدنا لهم جميعا بالوفاء لهم والالتزام بنهجهم وحفظ انجازهم وتحقيق كامل أهدافهم مهما بلغت التضحيات".

واعتبرت ان "الاتفاق النووي بين ايران ودول العالم الكبرى يشكل مفترق تحول كبير في تاريخ العلاقات الدولية، بعدما استطاعت الجمهورية الاسلامية الايرانية أن تنتزع اعترافا دوليا بحقها الطبيعي والمشروع في امتلاك وانتاج الطاقة النووية ورفع العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها تعسفا، وفرض الاحترام لهويتها ولإرادة شعبها ولدورها وتأثيرها في الساحة الاقليمية والدولية". وأشارت الى ان "هذا الاتفاق سيعزز دون شك قدرة الجمهورية الاسلامية وفعاليتها في نصرة القضايا المحقة والمشروعة للشعوب والدول المستضعفة, وسيجعل من صمود الشعب الايراني وثباته على مبادئه وهويته, ومن حكمة ودقة وشجاعة وحزم قيادته ومن الأداء الجدي والصادق لمسؤوليه، نموذجا ومصدر إلهام سنجد بصماته واضحة في تفاعل الشعوب الحرة والدول الناهضة في أكثر من مكان في العالم". ورأت الكتلة ان "استمرار العدوان السعودي-الأميركي الظالم على اليمن وشعبه، في ظل الصمت الدولي الفاضح على مستوى السلطات والمنظمات وهيئات المجتمعات المدنية رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على بدايته ورغم الجنايات الكبرى والانتهاكات الفظيعة للقوانين والاعراف الدولية ولحقوق الانسان، سيشكل إدانة دائمة ووصمة عار أبدية للنظام السعودي لن يغفرها الشعب اليمني وشعوب المنطقة والعالم، فضلا عن أنه سيعقد امكان وجهود أي تسوية سلمية للنزاع بين البلدين، وسيزيد من مخاطر استدامة النزاع وكارثية ارتداداته". وختمت: "إن مراكمة الفشل لن تفضي مطلقا الى أي نجاح، وان المكابرة لن تفرض وقائع ميدانية تغير بالقوة من حقيقة سخط ورفض الشعب اليمني القاطع لهيمنة وتسلط النظام السعودي على بلاده وقراره".

 

حرب التقى عسيران وتسلم من شفيق طالب كتاب "لبنان في طوابعه"

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - استقبل وزير الإتصالات بطرس حرب بعد ظهر اليوم في مكتبه في الوزارة، النائب علي عسيران يرافقه الدكتور نادر السراج والسيد شفيق طالب الذي قدم إليه كتابه "لبنان في طوابعه".وأثنى حرب على المؤلف الذي جمع كل هذه الطوابع في كتاب. كما تناول البحث مع عسيران الأوضاع العامة وشؤون البلاد.

 

اليمونة ودعت سفير لبنان في العراق بمأتم رسمي وشعبي

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - شيعت منطقة البقاع وبلدة اليمونة سفير لبنان في العراق هزاع نواف شريف، الذي لف نعشه بالعلم اللبناني، في موكب رسمي وشعبي انطلق من منزل شقيقه رئيس بلدية اليمونة السابق طلال شريف. حضر التشييع ممثل رئيس مجلس النواب ورئيس حركة "أمل" الأستاذ نبيه بري مسؤول الحركة في البقاع مصطفى الفوعاني يرافقه وفد من قيادة الحركة، رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك ممثلا بابنه حسن، إضافة إلى شخصيات سياسية وديبلوماسية وعكسرية ودينية وقضاة ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات. وأم الشيخ خير الدين شريف الصلاة على الجثمان، الذي ووري في الثرى في جبانة اليمونة.

 

سامي الجميل استقبل وفد اتحاد بلديات الشياح الحازميه وفرن الشباك ميشال معوض: اوافق على مقاربة رئيس الكتائب لملف النفايات

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي اليوم، وفد اتحاد بلديات الشياح - الحازمية وفرن الشباك ضم رؤساء بلديات: الشياح ادمون غاريوس، الحازمية جان اسمر وفرن الشباك ريمون سمعان في حضور رئيس اقليم بعبدا الكتائبي رمزي ابو خالد واميل السمرا، وتم خلال اللقاء البحث في امور المنطقة. وتم التوافق على "ضرورة الأخذ بالحلول التي طرحها النائب الجميل في المؤتمر الصحافي الذي عقده لا سيما ايجاد مطامر في اسرع وقت ممكن واقرار لامركزية النفايات". بعد اللقاء تحدث غاريوس باسم الوفد فقال: "هدف الزيارة تهنئة الرئيس النائب سامي الجميل برئاسة حزب الكتائب اللبنانية، وتداولنا بأمور تهم المنطقة وساحل المتن الجنوبي. الموضوع الساخن هو موضوع النفايات الذي يشكل ازمة كبيرة نعيشها لم يعد يمكن تحملها بشكلها الحالي، المطلوب اليوم من مجلس الوزراء حلول سريعة والا فنحن ذاهبون الى مشكل بيئي كبير جدا". اضاف: "ما نطلبه هو ان تؤمن لنا الدولة عقارات بمناطق بعيدة عن السكن لنتمكن من معالجة نفايات مناطقنا وطمر ما يمكن طمره فلا يجب ان يطمر اكثر من 15 بالمئة من هذه النفايات اذا كان العمل سيتم بطريقة سليمة ووفق الأصول وبتقنيات حديثة. نحن اضعنا وقتا طويلا في هذا الموضوع وكان يجب ان نكون سباقين في تقديم هذا النوع من الخدمات". وردا على سؤال حول هل يمكن للبلديات جمع النفايات ومعالجتها وفرزها قال: "طبيعي يمكننا ان نؤمنها وصحيح انه سيكون هناك صعوبة في البداية ولكن سيكون لدينا تقنية صحيحة ومستدامة لجمع النفايات ومعالجتها ونغلق هذا الملف بصورة نهائية".

ميشال معوض

واستقبل الجميل رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض الذي قال بعد اللقاء: "جئت اهنىء الشيخ سامي بانتخابه رئيسا لحزب الكتائب مرحبا بتولي الشباب المسؤوليات في البلد فهذا النهج يعطي دفعا للحياة السياسية في البلد".

وعن ملف النفايات قال: "لقد حذرت منذ ثلاثة اسابيع اللبنانيين اننا سنصل الى ازمة نفايات، وانا اوافق جدا على مقاربة الشيخ سامي، للقراءة بالأرقام لكلفة النفايات التي يتكبدها المواطن اللبناني وهي من الأغلى في العالم"، معتبرا ان "الحلول التي اقترحها رئيس الكتائب منطقية".

وختم: "نحن بالأساس نتعاطى مع ملف النفايات من باب الإحتكار، وهذا الإحتكار رفع كلفة جمع النفايات الى الأغلى في العالم. ان مسؤولية الدولة اللبنانية السيادية هي في وضع خطة توجيهية للنفايات تتضمن المطامر دون ان تترك الصارع مفتوحا بين مافيا سياسية واقتصادية وبين المواطنين".

 

عون التقى الرياشي موفدا من جعجع

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - استقبل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في الرابية صباح اليوم ، رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" ملحم رياشي، موفدا من رئيس الحزب سمير جعجع في حضور النائب ابراهيم كنعان.

 

معين المرعبي : نرفض نقل نفايات بيروت الى مطمر سرار

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - رد النائب معين المرعبي على اقتراح استعمال مطمر منطقة سرار في عكار لحل مشكلة نفايات بيروت بالتهديد بأن الشاحنة التي ستدخل عكار محملة بنفايات بيروت لن تخرج منها . وقال لاذاعة " لبنان الحر" أن "مكب سرار ليس مكبا شرعيا للنفايات لانه غير مجهز بعازل ما يؤدي الى تسرب النفايات الى المياه الجوفية كما أنه غير مجهز للفرز أو غيره من العمليات"، مشيرا الى "أن الدولة متخاذلة عن واجبها أصلا تجاه هذا المكب لجهة تجهيزه بيئيا". اضاف :"يريدون إرسال نفايات غير مفرزة لمجرد نقلها والتخلص منها فيما المكب غير مجهز لاستقبالها". وأسف المرعبي ل"الطريقة التي تتعاطى بها حكومة الرئيس سلام مع ملف النفايات"، واصفا المشكلة بأنها تقاسم على قطعة جبن. كما أسف لطريقة تعامل حكومة سلام مع منطقة عكار أصلا. وشدد على أن خطة الوزير المشنوق فاشلة".

 

العربي الجديد: معارك حزب الله غير المنتهية بسورية: إلى درعا در

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : منذ الثالث من مايو/ أيار الماضي وعناصر حزب الله يخوضون المعركة تلو الأخرى للسيطرة على المناطق السورية المحاذية للحدود مع لبنان، من دون إيصال هذه المعارك إلى خواتيمها وتحقيق الانتصار. على مدى أكثر من 10 أسابيع زجّ الحزب مقاتليه في ثلاث معارك متتالية من دون الانتهاء من أي معركة منها. وكان واضحاً منذ البداية صعوبة تحقيق الأهداف، وهو ما دفع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله للامتناع عن ذكر أهداف هذه المعارك. وعند الانتقال من معركة لمعركة، يتجاهل إعلام الحزب المعركة السابقة. بداية المعارك كانت في القلمون الغربي. حضّر القادة العسكريون للحزب على مدى أشهر لهذه المعركة، التي سمّاها نصرالله في أحد خطاباته بـ"معركة الربيع" التي ربط حصولها بذوبان الجليد. في الثالث من مايو انطلقت هذه المعركة، وأعلن إعلام حزب الله عن السيطرة على عدد كبير من التلال في الجرود، وقد أعطى هذا الإعلام لكلّ تلّة قيمة استراتيجيّة كبرى، إلا أن عمليات المعارضة السورية في القلمون استمرت في الانطلاق من جرود بلدة الطفيل، وهي الجرود التي يُفترض أن الحزب سيطر عليها من الأيام الأولى للمعركة.

شكّلت معركة القلمون الغربي تحدياً أساسياً لحزب الله، الذي ردّد مقربون منه عند سؤاله عن احتمالات الفشل بالقول إنه بعد كل التحضيرات العسكرية والميدانية فإن الفشل في هذه المعركة يطرح أسئلة عن جدوى وجود الحزب في سورية. وللإشارة، فقد بدأت هذه المعركة بعد سلسلة هزائم قاسية للحزب والنظام السوري في الجنوب السوري (معركة شهر شباط/ فبراير) والشمال السوري (فشل الهجوم شمالي حلب خسارة إدلب وسهل الغاب).

وقبل حسم معركة القلمون الغربي، مهّد نصرالله لمعركة جرود بلدة عرسال اللبنانيّة. اتهم في أحد خطاباته في منتصف مايو مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال بتشكيل نقطة عبور للسلاح من الأراضي اللبنانية إلى الزبداني وريف دمشق عبر جرود القلمون. وفي السابع والعشرين من مايو، أطلق الحزب معارك جرود عرسال. وبين هاتين المعركتين، فشل الحزب في توريط الجيش اللبناني بهذه المعارك، إذ كان يسعى الحزب لأن يُبادر الجيش إلى معركة جرود عرسال. لكن قيادة الجيش فضّلت تعزيز خطوط عن الحدود اللبنانيّة، ودخلت وحدات من الجيش إلى داخل عرسال بعد مناشدات من أهلها. وفي الوقت عينه، امتنعت المعارضة السورية عن توجيه سلاحها إلى الجيش، لمعرفتها أن هذه هي رغبة الحزب.

إذاً، اضطر الحزب لخوض المعركة وحيداً في جرود عرسال. وفي الأيام الأولى، أعلن إعلامه السيطرة على مساحات واسعة من الجرود في ظلّ نفي من المعارضة السورية، وتحديداً جبهة النصرة. ثم جاءت "الجولة الإعلاميّة" التي نظّمتها جبهة النصرة لأهالي المخطوفين من الجيش اللبناني لديها، تحت عنوان لقاء إنساني بين المخطوفين وأهلهم، لتُؤكّد فشل الحزب في السيطرة على جرود عرسال. فبحسب ما نقله "الزوار"، فإنهم تنقلوا لساعات في مناطق سيطرة "النصرة"، التي تنشر حواجز علنية كما ردد الأهالي. ثم غابت معركة جرود عرسال عن الإعلام الحليف لسورية ولحزب الله، وعن الميدان، من دون تحقيق أهدافها. وفي الثالث من يوليو/ تموز بدأ الحزب معركةاحتلال مدينة الزبداني، التي تُعد ساقطة عسكرياً بسبب حصارها من جميع الجهات. إذ يُسيطر حزب الله والجيش السوري على التلال المحيطة بها منذ فترة طويلة، وتعيش المدينة في ظلّ حصار مستمر منذ سنتين. وبعد نحو ثلاثة أسابيع فشل الحزب في السيطرة على هذه المدينة، التي سجّل المدافعون عنها "ملحمة" بالمعنى العسكري، كما يقول العارفون بهذا الشأن.

السيطرة النارية على المدينة من التلال المحيطة، تجعل تحرك أي شخص داخلها هدفاً سهل المنال للمحاصرين والقوات المهاجمة الذين يتمتعون بميّزات السيطرة الجوية وغزارة النيران وخطوط الإمداد المفتوحة والقدرة على تبديل المقاتلين ومعالجة الجرحى. وقد سعى حزب الله للسيطرة على الزبداني قبل يوم القدس (17 يوليو)، ليُعلن نصرالله انتصاراً يرفع معنويات مناصريه، وخصوصاً أنه لم يتمكن من إعلان انتصار حاسم في القلمون الغربي وفي جرود عرسال، لكن ذلك لم يتحقق. ثم جاء الموعد الثاني، الذي انتشر في أوساط مناصري الحزب، بأن السيطرة على المدينة ستكون قبل عيد الفطر، وهو ما لم يحصل أيضاً.

بين هذه المعارك الثلاث، أعلن الأمين العام لحزب الله في العاشر من يونيو/ حزيران بداية المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بعد هجوم مقاتلين من التنظيم على نقطة للحزب عند الحدود اللبنانيّة وقتلوا العناصر المتواجدين فيها. لكن هذه المعركة لم تبدأ فعلياً بعد، إذ لم يجر اشتباك حقيقي بين مقاتلي حزب الله المنتشرين في سورية ومقاتلي "داعش". كما أن تدقيقاً لاحقاً في المعلومات بخصوص الهجوم الذي حصل في التاسع من يونيو، يبيّن بأن من قام به هم مقاتلون انشقوا عن "داعش" بسبب عدم قتاله حزب الله في معارك جرود عرسال، وافتعال معركة مع جبهة النصرة في الوقت عينه. كما أن من صدّ الهجوم وقتل المهاجمين بعد السيطرة على موقع حزب الله في رأس بعلبك هو الجيش اللبناني، الذي قصف الموقع بنيران غزيرة واستخدم السلاح المروحي.

عودة الجنوب إلى الواجهة

في ظلّ استمرار معركة الزبداني، التي يبدو أن المدافعين عنها يستخدمون تكتيكاً عسكرياً فاجأ القوات المهاجمة، يجري التحضير لشنّ معركة على الجنوب السوري. وبحسب مصادر المعارضة السورية، فإن حزب الله والحرس الثوري الإيراني يُحضران لشنّ معركة مشابهة لمعركة شهر فبراير/ شباط الماضي بهدف تحقيق الأهداف التي فشل الهجوم في تحقيقها. وتتلخّص هذه الأهداف بالسيطرة على مثلث يقع بين درعا والقنيطرة وريف دمشق من دير العدس إلى الهبارية، وتبلغ مساحته سبعة كيلومترات مربعة.

يُحاول حزب الله والإيرانيون استغلال عاملين لصالحهما: الأول الارتباك في صفوف الجبهة الجنوبية، وهو ارتباك نتج عن فشل الهجوم على مدينة درعا، وقبل ذلك فشل إحكام السيطرة على مطار الثعلة العسكري. والعامل الثاني، فشل قيادة الجبهة الجنوبيّة من بناء علاقة متينة مع دروز السويداء، وجذبهم إلى جانب المعارضة، خصوصاً مع عدم القدرة على تأمين ضمانات لحمايتهم من "داعش". وقد عمل الإيرانيّون على هذه النقطة، بحيث إن المزاج العام لـ"دروز السويداء يُعتبر قريباً من الإيرانيين"، بحسب ما يقول مصدر في المعارضة السورية مطلع على العلاقة مع السويداء لـ"العربي الجديد"، لكنّه يُضيف بأن هذا الميل "لا يعني استعداداً للقتال إلى جانبهم خارج حدود السويداء، وذلك بعد تكرر خيانة مقاتلي النظام لهم في عدد من المعارك أبرزها درنة ودير داما". ويلفت إلى أن الميل الأبرز بين مشايخ السويداء هو حماية القرى والبلدات، من دون خوض معارك خارجية. لكن هذا لا يعني عدم قدرة الإيرانيين على حشد مئات من المقاتلين الدروز المنضوين في صفوف المليشيات القومية أو حزب الله السوري للمشاركة في معركة الجنوب، بهدف استجلاب ردّ على المناطق الدرزية وخلق صراع دموي بين درعا والسويداء، كما يقول المصدر المعارض، الذي يُشير إلى أن النظام السوري وحلفائه الإيرانيين يعملون على ذلك منذ فترة.

 

النائب علي فياض : مقاومتنا ستنتصر على العصابات التكفيرية

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - أقام حزب الله مهرجانا تحت عنوان "الشهادة والانتصار" في باحة بركة بلدة ميس الجبل، بمناسبة الذكرى السنوية لشهداء المقاومة الاسلامية في البلدة، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، رئيس بلدية ميس الجبل مرتضى قبلان وشخصيات. افتتح المهرجان بتلاوة آيات من القرآن الكريم والنشيدين الوطني اللبناني وحزب الله، ومن ثم قدمت مسرحية تحكي عن سيرة شهداء المقاومة الإسلامية في بلدة ميس الجبل، بعدها أضاء رئيس البلدية شعلة كبيرة إعلانا عن افتتاح منارة شهداء بلدة ميس الجبل.

فياض

بعد ذلك تحدث فياض الذي قال:"أن الانتصار الذي حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بفعل توقيع الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، هو ليس منة من أميركا ولا منة من أحد، وإنما هو حق انتزعته الجمهورية الإسلامية بفضل ثبات قيادتها وسياساتها الحكيمة وتضحيات شعبها ووضوح أهداف قادتها، ولذلك فإنها قدمت نموذجا لما يجب أن تكون عليه دولنا العربية والإسلامية للحفاظ على الكرامة والسيادة والمنعة والعزة الإسلامية"، مشيرا الى أن "إيران لم ترد من وراء هذا الاتفاق إلا أن يكون خدمة للأمتين العربية والإسلامية، وأن يكون في سبيل أن تبقى مجتمعاتنا العربية والإسلامية عزيزة ومنيعة ومستقلة وقادرة على أن تقف في وجه كل أولئك الدول الذين يسعون إلى إضعاف هذه الأمة، وإلى إلحاقها بسياسات التبعية لنفوذهم ومصالحهم". وأكد أن "إيران ماضية في موقعها النضالي إلى جانب مجتمعاتنا العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وما ستحققه من عوائد جراء هذا الاتفاق إنما سيخدم في نهاية المطاف استقرار مجتمعاتنا وقوتها وعزتها وفي طليعتها المجتمع والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية"، مضيفا "أن إيران ستبقى إلى جانب كل المجتمعات المقهورة والمظلومة، وإلى جانب كل المقاومات في كل هذه المنطقة التي تعاني ما تعانيه، والتي تسعى إلى مواجهة مشروعات الفتنة والتقسيم والإنهاك والإضعاف لكل مجتمعاتنا العربية والإسلامية". وشدد فياض على "ضرورة أن يستفيد جميع اللبنانيين من عوائد هذه التحولات التي حصلت خصوصا وأننا في مجتمع يعاني من مواطن ضعف كثيرة على المستوى الاقتصادي والأمني والسياسي، وأن نستفيد من المواقف التي أبدتها دائما الجمهورية الإسلامية في إيران والتي لا تزال تبديها في موقع الاستعداد لمساعدة الشعب اللبناني"، مطالبا "جميع اللبنانيين أن يتلقفوا هذه الفرصة بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والسياسية، وأن يمدوا اليد لملاقاة اليد الإيرانية التي كانت على الدوام لمصلحة الشعب اللبناني بكل مكوناته الطائفية والسياسية والتي لا تزال كذلك في هذا الموقع". وأكد "أن لا شيء يغير من مواقعنا ومواقفنا في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي وتهديداته، فنحن جاهزون ويدنا على الزناد، وكما انتصرنا عليه في المواجهات السابقة، فإننا سننتصر عليه بإذن الله تعالى إن أعاد الكرة في أي عدوان على أرضنا أو شعبنا أو مجتمعنا، وكذلك نحن واثقون تماما أن مقاومتنا هذه ستنتصر على كل العصابات التكفيرية التي تريد أن تقسم هذه الأمة وتضعفها وتنهك مقدرات القوة فيها".

 

 باسيل في مؤتمر صحافي: لا توافق من دوننا ونحن مؤتمنون على صلاحيات رئيس الجمهورية في غيابه

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم في الوزارة، قال فيه: "نحن مضطرون بعد جلسة مجلس الوزراء ان نوضح للرأي العام ما يحصل في الجلسة، لأننا نرى ان التسريبات التي ترشح لا تكون مطابقة لما يحصل. حتى ان التصريحات، والاعلان الرسمي يأخذ وجهة نظر واحدة، اذ انه بوجود رئيس الجمهورية جرت العادة ان يتحدث رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. اما الآن فإن النقاش والصراع يحصل بيننا وبين جهة اخرى يعلن فقط عن وجهة نظرها. لذا اضطررنا الى التوضيح". اضاف: "وسأسرد لكم ما الذي تحدثنا عنه وما فعلناه في الجلسة:

أولا: كان اعتذار من قبلنا من اللبنانيين على تصرف الحكومة ان كان بمخالفة الدستور والقوانين او بمخالفة الاصول التي عمل عليها مجلس الوزراء بإصدار القرارات. وهذا الامر غير مألوف وغير اعتيادي وقد سبب تاليا مشهدا غير مألوف حصل في الجلسة الماضية.

وقد سمعنا بكثير من التقدير الكلام المسؤول لرئيس الحكومة، وقد قدرناه للياقته واخلاقه ولممارسته والضمانات التي سمعناها وتم احترامها. ووجدنا ان هناك نية لفتح صفحة جديدة. ونود التأكيد ان الصفحة الجديدة ليست لموضوع شخصي ولا لعلاقات شخصية، لأن هذه العلاقات لم يسدها الا الاحترام والتقدير على الدوام. ان الصفحة الجديدة بالنسبة الينا هي لعمل مجلس الوزراء من خلال الدستور والقوانين، وتصويب العمل ليكون ضمن الدستور".

وتابع: "إن موضوعنا تمحور حول الممارسة الدستورية في ظل غياب رئيس الجمهورية، كي لا نتحدث عن آلية ومقاربة. وبالنسبة لنا الامر هو ممارسة قائمة على التوافق لأن هناك امرا ميثاقيا في البلد نحن نمثل جزءا منه بما نمثل، اذ لا توافق من دوننا والا لا قيام للتوافق، وهناك امر دستوري فرضه الدستور علينا وهو ليس خيارا لا لوزير او لرئيس الحكومة: في ظل غياب رئيس الجمهورية نحن لدينا وكالة عنه. وبالتالي ان التوافق المفروض بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لعمل الحكومة، من موعدها الى جدول اعمالها الى ادارتها والامور الطارئة التي تستجد عليها، الى قراراتها لا تستقيم الا بتوافق بين الشخصين. واليوم هناك شخص موجود هو رئيس الحكومة وهناك شخص غائب هو رئيس الجمهورية، ونحن بوكالتنا عن رئيس الجمهورية نمثل هذا الشخص ولو جزئيا. ونحن بالتالي مؤتمنون على هذه الصلاحيات في غيابه، من موعد الجلسة مرورا بجدول الاعمال اضافة الى الامور الطارئة وصولا الى القرارات، وهذه الامور لا تتم الا بالتوافق".

واردف: "وهاتان الممارستان اللتان نملكهما كوزراء وكوكلاء عن رئيس الجمهورية هما ما بنيت عليهما ما سمي بآلية "الممارسة الدستورية" والذي كان التوافق عنوانا لها في كل مراحلها. ولما يغيب التوافق يغيب كل شيء عن عمل الحكومة، وتغيب الحكومة حتى. وهذا ما شكل عنوان كل المرحلة الماضية. عندما ينقص التوافق لا يستقيم العمل وتاليا لا تصدر قرارات، ولا يكون هناك حكومة، اكنا نتحدث عنها من باب المكونات او القوى السياسية او الطوائف، ومهما كانت التسميات فإن النتيجة ذاتها الا وهي التوافق.

وعند الكلام عن ابعاد النقاط الخلافية التي لا يكون هناك توافق عليها، كان هذا الامر يصح في الممارسات السابقة بوجود رئيس الجمهورية حتى، مجلس الوزراء كان يتوقف. وكان رئيس الجمهورية هو الذي يوقفه احيانا وهناك شواهد وسوابق كثيرة في عهد الحكومة الحالية، اذ اوقف رئيس الجمهورية مجلس الوزراء عندما لم يتم تعيين اللجنة العليا للانتخابات. كما ان رئيس الحكومة اوقف مجلس الوزراء السابق وعلق اكثر من جلسة. كما ان فريقا سياسيا اوقف مجلس الوزراء عندما لم تتم تعيينات قوى الامن الداخلي".

وقال: "نحن لسنا اقل من سوانا ولم لا يكون مسموحا لنا ما هو مسموح لغيرنا؟ وحتى اذا غيبنا هذا الامر فإنه اذا وجد اي موضوع خلافي، فإن البديل من عدم وجود التوافق لا يكون بمخالفة الدستور. واذا لم نتوافق على تعيين أمني، فهذا لا يعني ان نخالف القانون وان يعمد وزير يختزل كل صلاحيات مجلس الوزراء الى ارتكاب مخالفة قانونية. هذا هو صلب الموضوع، وبالتالي فإن وقف التعطيل يكون بعدم المخالفة لا ان يكون المعترضون على المخالفة هم المعطلون، وسير عمل الحكومة يكون بالتوافق واحترام الاصول الدستورية والقانونية. ولا يعني هذا الامر انه يمكننا السكوت عما نسمعه في مجلس الوزراء او خارجه، لأن لذلك تأثيرا على موضوع الشراكة ووجودنا وعلى كرامتنا، ومن يستخف ويهز برأسه عندما نتكلم عن كرامتنا، نحن نفهمه لانه لا يشعر بهذا الموضوع كما يلزم او لا يشعر بإحساس الناس، عندما يكون في موقع تمثيلهم وربما ليست لديه هذه الصفة، ولا يشعر بالازعاج اذا ما تم الاتفاق على حقوقهم او المس بكرامتهم".

اضاف: "نحن مثلا لا يمكننا السماح بأن نكون نحن الأربعة أطراف التي تمثل 90 بالمئة من المسيحيين، ان نضع عليهم فيتو جماعيا ولا نسمح لاي واحد منهم ان يكون رئيسا للجمهورية. نحن لا ندافع هنا فقط عن ميشال عون، نحن ندافع عن سمير جعجع وسليمان فرنجية وأمين الجميل مع حفظ الألقاب. لا يمكن ان نلغي اشخاصا ونمس بتمثيلهم وشعورهم ونقول انه لا يحق لهم الوصول الى رئاسة الجمهورية. تخيلوا مثلا ان نقول نحن، لا يستطيع الرئيس الحريري ولا ميقاتي ولا سلام ولا الوزير كرامة ان يكونوا في رئاسة الحكومة، ماذا سيحصل حينها في البلد اذا ما قلنا تصريحا كهذا؟".

وقال: "مرة وعلى عشرين مرة وذلك بحسب الأصول الدستورية اصبح هناك اختيار للرئيس ميقاتي على رأس الحكومة، ورأيتم حينها ما حصل في البلد. نحن نزلنا الى الشارع بطريقة سلمية، هل تذكرون التكسير والسلاح وانخض لبنان بكل أجزائه إضافة الى تسكير الطرقات، وكل ذلك لعمل قمنا به وفق حقنا الدستوري الذي اعطانا ان نسمي هكذا، وهذا حصل مرة من عشرين مرة. نحن بعد الطائف لم يحق لنا ولا مرة، فأن نطالب اليوم نكون بذلك نعطل انتخاب الرئيس، انه حقنا الدستوري الذي اعطانا اياه الدستور والنصاب الا نوافق على الإتيان برئيس لا يمثلنا. هذه الأمور عندما تحصل بالخارج او يكون الحديث عنها داخل الجلسة تؤثر بطبيعة الحال على كل الوطن والدولة وليس فقط على عمل الحكومة. ونتيجة النقاش وصلنا الى إستنتاج اننا نوافق على آلية المتبعة القائمة على التوافق، ان كان بالمرونة لان التوافق يؤدي الى المرونة، اذا كنا سنكون جميعنا متوافقين بمرونة على هذه آلية وتطبيقها او إن كنا غير متوافقين، يعني سنذهب الى التشدد بالدستور اي الاجماع، عندما وجدنا الصيغة التي تقول التوافق وعلى الأمور غير الاساسية، والموضوع الذي نحن بصدده اكثر من أساسي انه البلد برمته، انما على الأمور غير الاساسية "منقطع" مكون، هذه تندرج من جدول الاعمال لاقرار البنود".

واشار الى انه "بهذه الخلاصة التي انتهينا اليها هناك عنوان واحد وهو التوافق، لان من يعتقد انه يستطيع إمرار بند من دون التوافق داخل الجلسة، ونحن اذا لم نكن موافقين عليه يعني اننا لم نوافق على وضعه في الجدول، كما اتفقنا في الالية اي عندما يعترض احد ما على بند لا يمكن إمراره، النتيجة نفسها لا جدول ولا قرارات بإمكانكم ان تبدأوا من حيث تريدون. اذا لم يكن هناك توافق لا توجد قرارات وبالتالي ليس هناك من عمل سليم للحكومة. وإدارة الظهر والمواربة والتشاطر عن الموضوع الأساسي بأن نأتي كل أسبوع ونطرح امرا في الاعلام ثم نأتي الى الجلسة ونقول كيف ستتركون هذا الملف؟".

وتابع: "من هو بالفعل حريص ليذهب الى الموضوع الأساسي ولا يطرح الأمور الوهمية ولو كانت مشاكل وبحاجة الى الحلول، كما طرح في هذه الجلسة موضوعا بحاجة الى حل وهو النفايات. ان هذا الموضوع لسنا نحن من نسأل عنه، نحن منذ العام 2010 أرسلنا سبعة كتب وطالبنا بإجراء مناقصات وتحدثنا عن الهدر ونبهنا من اننا سنصل الى هذه المرحلة".

وأردف: "وصلنا في احدى المرات الى التصويت في مجلس الوزراء وخسرنا. ان موضوع النفايات الذي سمحنا بطرحه اليوم واستمعنا الى الوزير المختص، اكتشفنا ان ليس هناك ما هو مطلوب من الحكومة انما المطلوب تطبيق القرارات التي كانت قد اتخذتها من قبل لحل هذه المشكلة. ان المعني بتطبيق هذه الحلول فليطبقها، ولا نتشاطر كل مرة ونغرق الاعلام والرأي العام بقضايا فقط لنهرب ونتهرب من القضايا الاساسية اي موضوع الشراكة في هذا البلد".

وختم: "نحن امام موضوع الشراكة مقابل التعطيل، من يريد ان يعطل شراكتنا ودورنا ووجودنا وكرامتنا لا يستطيع القيام بالبلد. هذه هي المعادلة التي نأمل اليوم ان نكون فهمنا بعضنا البعض بشكل جيد جدا، وان نكون امام فرصة جديدة حتى في موضوع التعيينات اما هناك مغالاة في الخطأ لاننا سنصل الى استحقاقات جديدة، وهناك اصرار ممن ارتكب الخطأ على تكراره وعلى مخالفة القانون وعدم تطبيق الدستور، وهذا يعني المزيد من الاحتقان والتصادم في البلد، او تكون مناسبة للذهاب الى الحلول الدستورية والقانونية وحينها نكون نسير بإتجاه تسير شؤون البلد واحترام بعضنا البعض".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كيري: ما تم التوصل إليه هو صفقة جيدة تمنع إيران من استئناف برنامجها النووي

 وكالات/٢٣ تموز ٢٠١٥/ اعتبر وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن الاتفاق النووي مع إيران يقطع الطريق عليها لامتلاك سلاح نووي من خلال ضمانات محددة. وأضاف كيري، خلال جلسة استماع لوزراء الخارجية والطاقة والخزانة أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بشأن الاتفاق النووي الإيراني، أن ما تم التوصل إليه هو صفقة جيدة تمنع إيران من استئناف برنامجها النووي، خصوصاً أنها كانت تملك مواد انشطارية تكفل لها إنتاج 12 قنبلة نووية وأكثر من 19000 جهاز طرد مركزي وأنه كان باستطاعتها إنتاج قنبلة نووية واحدة سنوياً. وأوضح كيري أن الاتفاق يتضمن تخلي إيران عن 98% من مخزونها من اليورانيوم المخصب وتفكيك ثلثي أجهزة الطرد المركزي والتخلي عن مفاعل المياه الثقيل ووقف العمل في مفاعل 'آراك” لمدة 15 عاماً، كاشفاً عن قيامها في السابق بتخصيب اليورانيوم في منشآت تحت الأرض. وحذر كيري من عدم إقرار الكونغرس ومجلس الشيوخ للاتفاق مؤكداً أن إيران ستحصل في هذه الحال على ضوء أخضر لمضاعفة مخزونها النووي من دون وجود إجراءات تفتيش دولية، وأن الخيار الوحيد هو حل دبلوماسي شامل يعتمد على خطة العمل التي تم التوصل إليها في فيينا. وحذر كيري في الوقت نفسه إيران من عدم التزام الاتفاقية، لأن الولايات المتحدة في هذه الحالة ستعيد فرض العقوبات واتخاذ إجراءات أخرى، مؤكداً أن الخيارات كلها ستكون متاحة أمام الولايات المتحدة للرد.

 

هولاند اجرى محادثة مع روحاني وتمنى مساهمة ايران ايجابيا بتسوية الازمات في الشرق الاوسط

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - اعلنت الرئاسة الفرنسية ان "الرئيس فرنسوا هولاند اجرى محادثات مع نظيره الايراني حسن روحاني، حول شروط تطبيق الاتفاق حول البرنامج النووي لطهران". وقالت الرئاسة في بيان انهما "تبادلا التهنئة بالاتفاق الذي ابرم في فيينا في 14 الحالي، واتفقا على تعزيز التعاون الثنائي في هذه الاجواء الجديدة". اضافت:"ان الرئيس هولاند تمنى ان تساهم ايران بشكل ايجابي في تسوية الازمات في الشرق الاوسط".

 

مقتل جندي تركي واصابة آخر على الحدود برصاص اطلق من سوريا

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - قتل جندي تركي واصيب آخر على الاقل، اليوم، برصاص اطلق من الجانب السوري من الحدود، وفق ما أعلنت وكالة أنباء "الاناضول" الرسمية. وقتل الجندي في بلدة كيليس التركية الحدودية بحسب الوكالة، بعد ثلاثة أيام على مقتل 32 شخصا في هجوم انتحاري نسب الى تنظيم "داعش" في بلدة سوروتش. وافادت وكالة انباء "دوغان" ان "اربعة جنود اصيبوا كذلك في اطلاق النار الذي اتى من منطقة خاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف في سوريا".

 

وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي تزور إيران والسعودية الاسبوع المقبل

الخميس 23 تموز 2015 /وطنية - تقوم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني بزيارة الى ايران والسعودية الاسبوع المقبل، وذلك بعد توقيع الاتفاق مع ايرن حول برنامجها النووي، بحسب بيان صدر اليوم. وتابع البيان ان "موغيريني التي لعبت دورا اساسيا في المفاوضات حول النووي الايراني، ستزور السعودية الاثنين وايران الثلاثاء للتباحث في العلاقات الثنائية وقضايا دولية ومتابعة تطبيق الاتفاق".

 

السعودية: إيران داعمة للإرهاب ومصدر قلق لدول المنطقة وأكدت أهمية دور مصر في تحالف دعم الشرعية في اليمن

الرياض – وكالات: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير, أمس, أن “إيران دولة داعمة للإرهاب ومصدر قلق لدول المنطقة”. وفي مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري عقب محادثاتهما في جدة, قال الجبير إن “إيران تدعم الإرهاب وتخلق الشغب بالمنطقة وهو ما يجب مواجهته بحسم”, مطالباً طهران بالاستفادة من الاتفاق النووي مع الدول الكبرى لتعزيز وضع شعبها. ورحب بأي اتفاق مع إيران يمنعها من امتلاك الأسلحة النووية ويتضمن آلية لعودة العقوبات في حال عدم التزامها بشروط الاتفاق النووي, لافتاً إلى أن هناك تشاوراً مع الجانب الأميركي بالنسبة للتفاصيل. وفي الشأن اليمني, أكد الجبير أن مصر جزء أساسي لإعادة الشرعية في اليمن ولا يمكن التشكيك في موقفها, مشيراً إلى أن الرياض على علم بالاجتماعات في القاهرة بشأن اليمن. وشدد على أن “مصر كانت من أولى الدول التي دعمت تحالف الشرعية باليمن عسكرياً وسياسياً”, لافتاً إلى أن عودة السفير السعودي إلى عدن ستكون في أقرب وقت لكنها ستكون مرتبطة بالوضع الأمني. وبعد أن شدد على أن التعاون بين السعودية ومصر في مكافحة الإرهاب “قائم ومستمر”, قال الجبير “نتطلع إلى الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة”, مهنئاً مصر بهذا الإنجاز العظيم الذي حققته في فترة وجيزة من الوقت.

كما عزى الحكومة التركية بضحايا العملية الإرهابية الأخيرة على الحدود مع سورية, معرباً عن إدانته للإرهاب أينما كان. وفي الشأن السوري, أكد الجبير أهمية إيجاد حل للأزمة يعتمد على مبادئ “جنيف1, مشدداً على أن الحل في سورية يجب أن يشمل رحيل رئيس النظام بشار الأسد. من جهته, قال شكري إن محادثاته في السعودية تضمنت بحث التهديدات التي تشكلها المنظمات الإرهابية. وأكد وضوح موقف بلاده من التحالف الداعم للشرعية في اليمن, مضيفاً “نحن جزء أساسي من ائتلاف دعم الشرعية في اليمن”. وبشأن موضوع مكافحة الإرهاب, قال شكري إن خطر الإرهاب يواجه جميع الدول العربية والعالم و”علينا التعاون لمحاربته”, مشيراً إلى أن بلاده تعمل مع السعودية من “منطق الثقة وليس الشك”. وشدد على التزام مصر في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية واستعادة الاستقرار في اليمن, مشيراً إلى أن استقبال القاهرة لممثلين عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح كان في إطار البحث عن السبل السياسية لحل الصراع في اليمن. وأكد “تدعيم أواصر العلاقة الستراتيجية والأخوة والتضامن مع السعودية”, مشيراً إلى أن زيارته إلى المملكة جاءت في إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعزيز العلاقة بين البلدين والتكامل والتضامن في المجالات كافة. وكان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف, استقبل وزير الخارجية المصري في قصره بجدة ليل أول من أمس, حيث أجرى الجانبان محادثات بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وعلاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن “اللقاء بحث في آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة إلى جانب المستجدات التي تشهدها الساحات العربية والإسلامية والدولية”. وكان شكري أكد قبيل توجهه إلى السعودية أهمية التنسيق المستمر والتشاور بين القاهرة والرياض بشأن الأوضاع الإقليمية والدولية. وقال “إن العلاقات الستراتيجية بين مصر والسعودية وثيقة وتصب في مصلحة البلدين ولا غنى عن تكثيف المشاورات”, مشيراً إلى أنه سيتم بحث أوجه العلاقات الثنائية المصرية – السعودية كافة والتشاور في الأوضاع الإقليمية والدولية, في مقدمها اليمن وليبيا وسورية والعراق وتطورات المشهد العربي. ولفت إلى مناقشة التطورات بشأن القوة العربية المشتركة واتفاق فيينا النووي وتأثيره على الأمن القومي العربي والاستقرار بالمنطقة.وجاءت زيارة شكري إلى السعودية في إطار جولة تقوده إلى الإمارات لبحث العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.

 

حملة للجمهوريين ومؤيدي إسرائيل ضد الاتفاق النووي وروحاني يقلل من أهمية الانتقادات

واشنطن, طهران – رويترز, ا ف ب, الأناضول/24/07/15/ تعهد جمهوريون بارزون بذل قصارى جهدهم لإثناء إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما عن تنفيذ الاتفاق النووي المبرم مع ايران, في حين تستعد أكبر جماعة ضغط مناصرة لإسرائيل لإطلاق حملة شاملة لاقناع المشرعين برفض الاتفاق. ومع تزايد الضغوط لعرقلة الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه في فيينا الاسبوع الماضي, يعكف كبار المسؤولين في إدارة أوباما على حملة مضادة أمضوا فيها بالفعل ساعات في لقاءات ومحادثات هاتفية لإطلاع أعضاء الكونغرس على تفاصيل الاتفاق المقترح. وأطلع وزير الخارجية جون كيري ووزير الطاقة ارنست مونيز ووزير الخزانة جاك لو كامل أعضاء الكونغرس بمجلسيه على تفاصيل الاتفاق في جلسات منفصلة مغلقة أول من أمس, استعداداً لجلسة علنية ليل أمس للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

وبعد أن بدأ الكونغرس مراجعة للاتفاق تستغرق 60 يوماً, قال رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر للصحافيين “نظراً لأن ابرام اتفاق سيئ سيهدد أمن الشعب الاميركي.. فإننا سنفعل كل شيء ممكن لمنعه”.

أما أوباما فيؤكد أن عقد اتفاق مع ايران هو البديل الوحيد عن نشوب مزيد من الحروب في الشرق الاوسط. ومارست اسرائيل ضغوطاً على المشرعين لعرقلة الاتفاق, حيث عقد السفير الاسرائيلي رون ديرمر لقاءات خاصة أول من أمس مع مجموعة تضم نحو 40 عضوا بمجلس النواب. وقال مسؤولون من المعسكر المؤيد لاسرائيل إن لجنة الشؤون العامة الاميركية – الاسرائيلية “أيباك”, وهي أقوى جماعة ضغط مناصرة لاسرائيل, ستنشر نحو 300 من أعضائها في الكونغرس الأسبوع المقبل لمحاولة إقناع المشرعين وخاصة الديمقراطيين الذين لم يحسموا أمرهم بالاعتراض على الاتفاق. وذكرت المصادر المؤيدة لاسرائيل أن “ايباك” تنسق خططها مع جماعات حليفة مثل جماعة “مواطنين من أجل ايران خالية من الاسلحة النووية” التي ترعى حملة دعاية تلفزيونية عامة, وسط ترجيحات بأن تنفق هذه الجماعات أكثر من 20 مليون دولار. ويمهل قانون وقعه أوباما على مضض في مايو الماضي أعضاء الكونغرس حتى 17 سبتمبر المقبل لاتخاذ قرار بشأن قبول أو رفض الاتفاق بين ايران والقوى الكبرى, وهو ما يمكن أن يؤثر على رفع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران, وليس على الاتفاق برمته.

ويتمتع الجمهوريون بالغالبية في مجلسي الكونغرس, لكن أوباما هدد استخدام “الفيتو” إذا رفض المشرعون الاتفاق النووي, وهو ما سيجعلهم بحاجة إلى غالبية الثلثين لتخطي “الفيتو”, ما يعني كسب اصوات عدد من الديمقراطيين الأمر الذي يبدو بعيد المنال.

وفي هذا السياق, قال مسؤول في إحدى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل “هي قفزة قوية لكنها ليست مستحيلة”. ومساء أول من أمس, خرجت تظاهرة في شارع تايمز سكوير بنيويورك للتنديد بالاتفاق النووي, داعين الكونغرس إلى رفضه.

وحسب جيفري وايسنفيل, أحد منظمي المظاهرة, فإن نحو 10 آلاف شخص تجمعوا للتنديد بالاتفاق الذي يهدد, كما قالوا, الأمن العالمي وأمن اسرائيل. وشارك في المظاهرة خصوصاً نواب جمهوريون ومؤيدون لليمين الاسرائيلي ومجموعات مسيحية انجيلية.

وقال الحاكم السابق لولاية نيويورك جورج باتاكي في كلمة امام المتظاهرين “انه اتفاق رهيب يجب رفضه. يتوجب على الكونغرس ان يقوم بعمله وان يتحرك من اجل الشعب الاميركي ومن اجل امنه”. وتحدث في المظاهرة ايضا الان ديشويتز وهو استاذ في جامعة هارفرد ومعرف بميوله اليسارية مؤكداً أن الاتفاق سيئ. في غضون ذلك, نفت مستشارة الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض سوزان رايس أن تكون الإدارة الأميركية قد أخفت عن الكونغرس أي اتفاقيات “جانبية سرية” بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران.

وأوضحت أنه “بالنسبة لقضية الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني, فليس هناك سر, هي مسألة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية, تم التفاوض عليها والتوصل إلى اتفاق للتعامل مع هذه القضية وهي الأبعاد العسكرية المحتملة (لبرنامج إيران النووي) التي كانت إحدى القضايا الرئيسية العالقة مع إيران ضمن إطار مجموعة 5+1. من جهة أخرى, دافع الرئيس الايراني حسن روحاني عن الاتفاق النووي, معتبراً أنه يعبر عن إرادة الامة ويحمل قيمة تجعله أهم من الجدل الداخلي بشأن تفاصيله. وأكد أمام مؤتمر طبي, ان الاتفاق يعبر عن أمنيات الشعب الايراني وان إلغاءه سيتجاهل ما كان يسعى إليه الايرانيون حين انتخبوه رئيساً العام .2013 وقال روحاني “هذه صفحة جديدة في التاريخ. لم تحدث عندما توصلنا للاتفاق في فيينا يوم 14 يوليو بل حدثت في الرابع من أغسطس 2013 عندما انتخبني الايرانيون رئيساً لهم”, متسائلاً “كيف يمكن لإيراني ألا يشجع فريقنا التفاوضي?” في اشارة الى وزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس هيئة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي اللذين كانا حاضرين أثناء إلقاء كلمته. وأضاف “اخترت أفضل المفاوضين في ايران. يتحلون بالمعرفة والشجاعة”. وهاجم روحاني منتقدي الاتفاق, مشيراً إلى أنه لاحظ أنهم يدققون في بنوده وفي قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي صدر بعده “بنداً بنداً”, لكنه أضاف “لا بأس.. لكن ما حدث أكثر قيمة وأهمية من هذا”. وفي إقرار بانعكاسات العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني, أكد الرئيس أن من المهم ضمان استمرار تخصيب اليورانيوم لكن ضمان “عدم توقف” حياة الايرانيين اليومية لا يقل أهمية, لافتاً إلى أن التجارة تقلصت في ظل العقوبات الى مستوى “العصر الحجري”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جعجع.. مشعل.. عدن: الرياض تتأهب

نديم قطيش/الشرق الأوسط/24 تموز/15

لا تنتظر مراكز القرار في العالم تغييرات جذرية تتصل بمصير الاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي. الاتفاق دخل دائرة الوقائع السياسية والاستراتيجية في حسابات كل القادة والعواصم.

ضجيج الكونغرس الأميركي لن يعطله. ولا الاعتراض الإسرائيلي ولا «الملاحظات» العربية والخليجية تحديدًا.

لا مناص إذن من التعاطي مع الاتفاق باعتباره واحدًا من عناصر أي معادلة سياسية واستراتيجية أو سياسة ستبنى أو موقف سيتخذ.

تتفرع عن القرار ونتائجه وتداعياته صراعات داخلية. صراعات بين أجنحة إيران في الداخل. ظهر هذا جليًا في موقف الحرس الثوري الإيراني الذي اعتبر قائده الجنرال محمد علي جعفري أن قرار مجلس الأمن الذي تبنى الاتفاق «غير مقبول» وأن «بعض أجزاء المسودة تجاوزت بوضوح الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية وخصوصًا ما يتعلق بقدرات إيران العسكرية»، مشددًا على أن الحرس «لن يقبله أبدًا».

وتتفرع عنه صراعات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في داخل الولايات المتحدة، في سياق معركة سياسية واستراتيجية و«ثقافية» كبيرة مع الرئيس باراك أوباما وإرثه في الحياة السياسية الأميركية.

وتتفرع عنه صراعات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وخصومه في الداخل الإسرائيلي.

إلى ذلك تتفرع عن الاتفاق صراعات ومناكفات بين إيران وخصومها في المنطقة.

الخبرة والتجربة مع إيران تقول إن دولة الملالي لن تتأخر عن السعي إلى ترجمة الاتفاق النووي مع الغرب مزيدًا من النفوذ في الشرق الأوسط. وهذا يخالف بعض الافتراضات بأن إيران ستجنح إلى التسويات والحلول والتفاهمات والتهدئة، فهي أولاً ليست إيران واحدة، واشتباكها الداخلي سينعكس في الخارج، وسيكون للحرس دور مهم في إطالة عمر الالتهابات المندلعة في المنطقة.

وبالتالي من المتوقع أن يشتد التجاذب السعودي الإيراني من هذه الزاوية تحديدًا، حيث ستسعى الرياض بشراسة إلى منع طهران من تثبيت مكتسباتها الراهنة في المنطقة دعك عن زيادتها، كما ستسعى للدفاع عن مرتكزات السلم الأهلي في دول الإقليم وسلامة دوله وهوياته الوطنية.

لعل واحدة من الساحات التي ستكون مسرحًا للتجاذب والاشتباك السعودي الإيراني هي بيروت، بعد أن كانت المدينة محيدة نسبيًا بتسويات الحد الأدنى والاتفاق على إدارة دولة فاشلة في لبنان عبر هيكل مؤسسات مفرغة من مضامينها وفاعليتها.

كان لافتًا أن يذهب الجنرال ميشال عون مدعومًا من حزب الله إلى تصعيد مستوى الاشتباك مع الحكومة اللبنانية ورئيسها ومع اتفاق الطائف، بصفته «النظام» في لبنان، عشية توقيع إيران لاتفاقها النووي بعد تعايش هادئ نسبيًا أنتج الكثير من القرارات الحكومية التي استفاد منها الجنرال عون كما غيره. لا شك أن التصعيد العوني المدعوم والمرعي مباشرة من حزب الله مرتبط باستحقاقات ومهل زمنية بشأن تعيين قائد جديد للجيش اللبناني، في سبتمبر (أيلول) أو عدد من كبار الضباط قبل هذا التاريخ. كما يرتبط باستحقاق حلول موعد تسريح صهره العميد شامل روكز، ومرشحه لقيادة الجيش. كل هذا صحيح، لكن أمام عون أشهر قبل الدخول في حالة الطوارئ السياسية والمطلبية والحقوقية التي أعلنها، ما يعزز الاعتقاد أن التصعيد العوني ظاهر، و«الحزب اللاهي» ضمنًا يرتبط أكثر بتحمية إيرانية جدية للمنازلة مع المملكة العربية السعودية في بيروت، كواحدة من الساحات، المنازلة ما بعد توقيع الاتفاق النووي.

لعله في سياق التحمية نفسه جاء استقبال المملكة العربية السعودية للدكتور سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، بوصفه مرشح العرب لرئاسة الجمهورية، التي طال الفراغ في سدتها، في مقابل الجنرال عون بوصفه مرشح محور المقاومة للرئاسة. وبصرف النظر عن عدم قدرة أي من المحورين على إيصال مرشحه، والاتجاه الأكيد إلى مرشح توافقي أكد على حتميته الرئيس سعد الحريري في خطابه الرمضاني الأخير، فإن صورة التجاذب والتحمية هي هذه.

معلوم أن عددًا من القادة اللبنانيين كانوا وما زالوا ينتظرون زيارة تشبه زيارة جعجع إلى الرياض، مما يعني أن استقباله هو قرار سعودي محسوب في سياق المواجهة السياسية مع إيران في لبنان، من بوابة رئاسة الجمهورية، وحلقة من حلقات الدفاع عن الهويات الوطنية في دول المنطقة ما بعد الاتفاق النووي. تعكس هذه التحمية بالرسائل المبطنة، سخونة ستشهدها الأسابيع المقبلة في لبنان واليمن وسوريا وغيرها. فاستقبال جعجع سعوديًا يعني أن المملكة لن تسمح لإيران بترجمة الاتفاق في لبنان من بوابة رئاسة الجمهورية، أو الظن بأن سقف الرياض منخفض في عملية التفاوض والكباش الإقليمي على الساحة اللبنانية. وعلى الرغم من تقليل السعودية رسمياً للتفسيرات السياسية لزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الا ان ذلك لم يمنع مراقبين كثرًا من وضع الزيارة في سياق سياسي وافتراض احتمالات سياسية لها. فقد جاء استقبال مشعل في الرياض، لا سيما مستوى اللقاءات التي عقدها، بعد قطيعة بين الحركة والسعودية. وهو استقبال له دلالاته البالغة في هذا التوقيت. ليس خافياً أنه في سياق تحصينها للساحات الداخلية تعتبر الرياض أن المصالحة بين الإخوان، وبين مصر ضرورة استراتيجية كي لا تنجرف مصر في صراع يستنزف قدرتها على النهوض إلى دورها العربي الذي تستحقه. ليس بعيدًا من هذه السياقات، التسخين الميداني الذي ترجم في عملية تحرير عدن والتهيؤ لعودة الشرعية إلى اليمن وإعادة التوازن الفعلي إلى هذا البلد وإعادة تكوين السلطة بالبناء على المرتكزات الفعلية للهوية الوطنية فيه. بين جعجع ومشعل وعدن، مع فارق القياس بين الحالات الثلاث، المملكة تتأهب. مرحلة ما بعد النووي بدأت.

 

مساعي «تجار العقوبات» للتعويض عن «الانتصار»

 وليد شقير/الحياة/24 تموز/15

في27 نيسان (أبريل) الماضي، رد الرئيس الإيراني حسن روحاني على اتهام نواب متشددين إياه وأحد قادة «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» بـ «التبعية لأميركا» في التفاوض على «النووي»، فدعا «المستفيدين من العقوبات» الدولية على إيران الى «أن يفكروا بتغيير عملهم ودرس وسائل أخرى لملء جيوبهم». التهمة بالتبعية لأميركا، في حينها، جاءت على خلفية التنازلات التي كان الوفد الإيراني أخذ يقدمها في المفاوضات، بما فيها تحويل مفاعلي «فوردو» و «أراك» من إنتاج اليورانيوم الى وظائف أخرى، منها الأبحاث...

عاد «الحرس الثوري» فاحتج قبل يومين بلسان قائده محمد علي جعفري، على تضمين قرار مجلس الأمن الذي صدر الإثنين الماضي، والذي فيه قوننة لاتفاق فيينا، استمرار الحظر على توريد أنواع من الأسلحة، تشمل تكنولوجيا تطوير الصواريخ الباليستية، لمدة 5 سنوات... فاعتبرها «تجاوزاً للخطوط الحمر»، و «تقييداً للقدرات التسليحية الإيرانية...». قد يكون روحاني هيأ في تصريحه قبل أشهر للمعركة التي سيخوضها في الداخل مع المتشددين، خصوصاً أركان «الحرس الثوري»، الذين اقتطعوا جزءاً من الاقتصاد الإيراني لمصلحتهم، وأقاموا مؤسسات على هامش مؤسسات الدولة والقطاع الخاص واستثمارات ومنشآت اقتصادية للتحايل على العقوبات من أجل ضمان استمرار تمويل تزايد قوة «الحرس» في الداخل ومشاريعه التوسعية في الخارج. قام هؤلاء بذلك بحجة مواجهة العقوبات، لكن الفساد الذي استشرى بحكم الاقتصاد الموازي الذي أنشأوه، بات جزءاً من النقمة الشعبية على ما آلت إليه أحوال الإيرانيين الذين خضعت حياتهم اليومية لمفاعيل العقوبات، فيما استطاع «الحرس» ومناصروه تجاوزها بالاستثمارات التي أقاموها.

إلا أن «تجار العقوبات» كانت لهم وظيفة سياسية، لا تقتصر على الإفساد والإثراء بتمويلهم الحروب المباشرة وبالواسطة التي قاموا ويقومون بها في العراق وسورية واليمن ولبنان وفلسطين وغيرها، من تدخلات طهران في أوضاع داخلية لدول عربية.

إذا كان روحاني يرمي الى الحؤول دون استخدام «تجار العقوبات» المال الذي سينجم عن رفع هذه العقوبات في الوضع الداخلي، فإن هذا سيطلق من دون شك صراعاً داخلياً على كيفية استثمار المال الجديد الذي سيضخ في عروق الاقتصاد الإيراني. ومع أن العقوبات التي سترفع هي تلك المتعلقة ببرنامج إيران النووي، وأن تلك المتعلقة بنشاط طهران «الداعم للإرهاب»، وبسياساتها الإقليمية «التي تزعزع استقرار جيرانها» مؤجلة، فإن وجهة إنفاق الأموال بعد أن يبدأ الإفراج عنها تدريجاً، بالتزامن مع خطوات تنفيذ الاتفاق، ستكون موضوع نزاع داخلي طبعاً، لكن المرشد الأعلى للثورة السيد علي خامنئي حسم الأمر لمصلحة استثمار جزء من هذه الأموال في نشاط «الحرس الثوري» الخارجي، حين أكد أن بلاده لن تتوقف عن «دعم شعوب العراق وسورية (وحكومتيهما) واليمن والبحرين والمجاهدين في لبنان وفلسطين». هذا يعني أن الوظيفة السياسية الخارجية لتجار العقوبات لن تتغيّر. فضلاً عن أنها تحتاج وضعية سياسية داخلية متفوقة، لأنه من غير المعقول أن يكون لهم هذا القدر من التأثير في دول عدة في المنطقة إذا تراجع نفوذهم الداخلي.

قد يظن البعض أن آمال روحاني بتغيير عمل «تجار العقوبات» ستصاب بالخيبة، وقد تشهد الساحة الإيرانية الداخلية تجاذباً حول هذه المسألة، إلا أن القيادة الإيرانية موحدة حول الوظيفة السياسية الخارجية للأموال قبل رفع العقوبات وبعدها، فروحاني وفريقه لا يختلفان عن «الحرس الثوري» والمرشد في استثمار المكاسب التي حققتها طهران في الدول المذكورة، بالتفاوض مع الغرب والولايات المتحدة على النفوذ الإقليمي. لن يقف المحور العربي المتضرر من هذه السياسات الإيرانية متفرجاً، وهذا يؤذن باشتداد الصراع الميداني في كل الساحات التي عددها خامنئي، وفق أوضاع كل ساحة. وإذا كان الإصرار على استعادة اليمن من نفوذ طهران، بدليل تحرير مدينة عدن، مؤشراً الى ذلك، فإن حاجة طهران الى أن تعوّض عن التنازلات التي قدمتها في النووي، سيطلق مرحلة جديدة من مساعيها لإثبات قوتها، فالحملة الدعائية الكثيفة التي أعقبت التوقيع على الاتفاق، على أنه انتصار لإيران في وجه «الاستكبار العالمي»، والتي روّج لها حلفاء طهران أكثر من المسؤولين الإيرانيين أنفسهم، سرعان ما تكشفت عن تنازلات، بات بعض المسؤولين الإيرانيين يقرون بها لمجرد اعتراضهم على بنود في قرار مجلس الأمن. ولذلك يحتاج هؤلاء الى إظهار الانتصار في ميادين الصراع الأخرى. وقد تكون المهلة المعطاة في الاتفاق نفسه، لإبرامه نهائياً، آخر السنة، هي الفسحة الزمنية التي تعطي فرصة لأذرع طهران أن تحقق بعض الانتصارات. الجديد هو أن الساحة لم تعد خالية أمامها، كما كانت في السابق.

 

في مآلات إعادة إعمار لبنان

 حسام عيتاني/الحياة/24 تموز/15

تغرق شوارع بيروت وجبل لبنان بالنفايات في ظل نزاع سياسي يعوّق تدبّر اللبنانيين شؤونهم ويكاد يوقف دورة الحياة العادية في هذا البلد. معروف أن الحفاظ على نظافة المدن يرقى إلى البداهات في واجبات السلطات المحلية والحكومات. وليس من خلاف حول الأهمية الكبرى لجمع النفايات والتخلص منها في عالم يعاني من أزمات بيئية تهدّد بعض جوانبها بانقراض الحياة فيه. في لبنان، ارتبطت أعمال التنظيف بما اصطلح على تسميته إعادة الإعمار التي شهدها بعد وضع الحرب الأهلية أوزارها في أوائل تسعينات القرن الماضي. أزمة التخلص من النفايات اليوم تندرج، على ما بات جلياً، في أزمة شاملة يمرّ بها لبنان بدأت تخرج إلى العلن مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 2005. نظرة أوسع إلى منجزات فترة إعادة الإعمار التي استمرت عقداً بين منتصف التسعينات وأواسط العقد الماضي، تعطي فكرة عن أحوال الناس والمجتمعات والسياسات في لبنان. فإضافة إلى خصخصة عملية جمع النفايات التي قُدّمت وقت حصولها كخطوة متقدّمة على طريق تخفيف أعباء الدولة و»ترشيقها»، ثمة صروح نشأت في تلك الفترة مثل مجمّع الجامعة اللبنانية في بلدة الحدث ومستشفى بيروت الحكومي والمطار الدولي والمدينة الرياضية وعشرات الجسور والطرق السريعة، ناهيك عن مدارس عالية القدرة الاستيعابية في المناطق وقبل هذا وبعده وسط بيروت الذي دمرته الحرب واعتبر درّة التاج في إعادة الإعمار.

يستطيع كل ذي بصيرة الحكم على مآلات هذه المؤسسات والمنشآت التي كلّف بناؤها المواطنين اللبنانيين بلايين الدولارات والغرق في ديون لا أفق للخلاص قريباً منها، في أقل من دقيقة واحدة: كارثة كاملة. المدينة الرياضية أقرب ما تكون إلى الخرابة، المستشفى الحكومي والمجمع الجامعي وقعا في قبضة الفساد المحلي، الكثير من المدارس في المناطق تشكو من قلة التلاميذ وسط مبان اكبر من الحاجة. اكثر من نصف وسط بيروت يشبه مدن الأشباح لأسباب تتراوح بين اخراج هذه المنطقة من النسيج المديني المحيط ووقف السياحة العربية وفرض اجراءات امنية غير مفهومة ولا مبررة. آية ذلك أن إعادة اعمار لبنان تأسست على مجموعة من الأوهام والأحلام انقلب أكثرها كوابيس. لقد اتضحت ضحالة التسوية التي انهت الحرب الأهلية وعدم قدرتها على ادارة لبنان سياسياً واقتصادياً بعد خروجه من التقاطع العربي- السوري- الأميركي الذي اسفر عن اتفاق الطائف. عادت النزاعات الطائفية والمذهبية عودة حادة لم يشهد البلد مثيلاً لها منذ قيامه. وبدا أن التراضي وتوزيع الغنائم على المنتصرين المحليين والإقليميين في الحرب واللذين حَكما حقبة التسعينات مجرد جرعة مُسكّنة لآلام التعايش المضني والممضّ بين الطوائف التي سرعان ما انتبهت، بعد رفع مخالب وصاية النظام السوري عنها، الى مظلومياتها التي لا تنتهي. الأدهى أن حاصل جمع المظلوميات هذه لا يكفي لعلاجه توزيع الثروات والسلطات والمناصب المتاحة. اللبنانيون مظلومون الى درجة لا تكفي معها ثروات الأرض لإرضائهم. وتحول جروح المظلومية ورضوضها المبرحة دون قدرتهم على الاتفاق على حد ادنى من التسويات اللازمة لتسيير امورهم. نتائج اعادة الإعمار ومنشآته، تتفكك وتنهار الواحدة تلو الأخرى امام اعين لا مبالية. اتفاق الطائف موضع تشكيك يومي من دون بدائل جدية سوى حديث نزق عن مؤتمر تأسيسي. الاقتصاد من سيء الى أسوأ. الهجرة حلم من الأحلام القليلة التي توحّد الأعداد الغفيرة. ولا يبقى هنا غير ديون هائلة يرزح تحتها اناس أوكلوا مصائرهم الى من لا يملك مصيره في الأصل.

 

خيارات مجلس التعاون للرد على أوباما

 راغدة درغام/الحياة/24 تموز/15

الآن وقد ختم الرئيس باراك أوباما تركته التاريخية بالاتفاق النووي مع إيران وبإحياء علاقة ثنائية قوامها الشراكة الإستراتيجية بين واشنطن وطهران، أمام دول مجلس التعاون الخليجي خيارات محدودة ليست كلها سيئة أو سلبية. الوقت ليس وقت الندب أو الندم. منذ البداية، أوضحت الولايات المتحدة ان المصالح لغتها وأن آخر همومها أن تُتهَم بالخيانة والانقلاب على الحليف. واضح الآن ان «الصبر الإستراتيجي» مارسته الديبلوماسية الإيرانية بحنكتها المعهودة واعتمدته الديبلوماسية الأميركية تكتيكاً مدروساً للوصول الى تحقيق غايات النقلة النوعية في العلاقة مع ايران. ما سيترتب على تلك النقلة ينطوي على شراكة أمنية أميركية - إيرانية تريدها طهران، تنصّب نفسها فيها الطرف الموثوق به للانتصار على «داعش» وأمثاله ممن يمثل التطرّف السنّي ويتسم بالإرهاب، وتقدم نفسها فيها الراعي للمصالح الأميركية البديل عن مجلس التعاون الخليجي. لا يكفي ان تصرخ دول في مجلس التعاون احتجاجاً أو أن تتسرّع الى التهديد بتلقين درس هنا أو المكابرة هناك. الأمر يتطلب مقاربةً إستراتيجية جديدة وواعية وحكيمة تشمل الاستعداد للتخلي عن فكر «المواقف الثابتة» باعتباره مصدر الكرامة ورفض التنازل. لا عيب في التأقلم مع وقائع أفرزها «الصبر الإستراتيجي» - ليس بمعنى الانحناء والخضوع أمامها، وإنما بمعنى الإقرار بها وأخذها في الحساب لدى الجلوس إلى طاولة رسم الإستراتيجيات في مقاربة شاملة تنطلق من مراجعة النفس والاعتراف بالأخطاء واستعادة الثقة بالذات والجرأة على المفاجأة. باراك حسين أوباما خَتَم على صنع سيرته وتركته للتاريخ ختم البيت الأبيض، ولن يتراجع. قد ينجح الكونغرس بحجب رفع العقوبات الأميركية عن إيران، إنما الأرجح أن يسيل لعابه وهو يدقق في تدفق الوزراء ورجال الأعمال الكبار من ألمانيا وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا إلى طهران للاستفادة من الانفتاح وأسواق النفط أو السلاح.

فما إن بدأ يجفّ حبر قرار مجلس الأمن الذي حوّل التفاهم بين إيران و5+1 إلى اتفاق دولي، حتى اسرع الى طهران نائب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وزير الاقتصاد والطاقة زيغمار غبريال لحصاد ما استثمرته ألمانيا في ايران - وهو ضخم لأن ألمانيا نصّبت نفسها المدافع الأول عن المصالح الإيرانية. ألمانيا تنظر الى ايران كما تنظر الى اسرائيل من منطلق علاقاتها مع العرب. فهي ترى ان ايران لم تعتدِ على أي جار عربي بغزوه عبر الحدود - شأنها شأن اسرائيل وفق الفكر الألماني. وبالتالي ان الطرف المعتدي في الحالتين هو العرب بغض النظر عن الأدوار الإيرانية في سورية مثلاً، بالتدخل العسكري هناك أو في لبنان حيث ايران نفسها و «حزب الله» معها يقرّان بالتحالف بينهما ونفوذ القرار الإيراني في لبنان. فألمانيا قد «تتعاطف» مع اللبنانيين في هذا الصدد لكنها «تتحالف» عملياً مع ايران حيث مصالحها الاقتصادية. حاول زيغمار غبريال رفع الغبار عن السمعة الألمانية فطرح في طهران مسائل حقوق الإنسان وأوضاع المرأة وسمع الجواب بأن ذلك ليس من شأنه أو شأن بلاده. لم يخطر على باله طرح الأدوار الإيرانية الإقليمية التي أصرّ على دعم طهران في رفض التحدث عنها أثناء المفاوضات. لم يحتجّ على التدخل العسكري الإيراني في سورية شأنه شأن الـ 5 الآخرين، لأن هذه الدول قرّرت تصنيف التدخل الإيراني العسكري في سورية والعراق في خانة سحق «داعش» ومكافحة الإرهاب. قرّرت الدول الخمس المكلفة ضمان احترام قرارات مجلس الأمن ان تغض النظر عن انتهاكات ايران لقرارين تم تبنيهما بموجب الفصل السابع الملزم تضمنا منع ايران من تصدير السلاح والرجال والعتاد خارج حدودها - لا الى معركة ميدانية ولا الى ميليشيات.

حتى وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس، الذي كان أكثر الوزراء الست تدقيقاً في نصوص الاتفاق النووي، سارع الى طهران لمناقشة «كل المواضيع» في أول زيارة لوزير خارجية فرنسي للجمهورية الإسلامية منذ 12 سنة. كان فابيوس صريحاً عندما قال لإذاعة فرنسا الدولية «صحيح ان فرنسا كانت صارمة للغاية. هل تُعاقَب الشركات الفرنسية؟ جوابي هو لا لأنه في الماضي كان لنا وجود مهم في ايران. ما لنا (من خبرة) في الكثير من المجالات ممتاز، والإيرانيون جديون».

بريطانيا متأهبة للاستفادة من الانفتاح والتطبيع مع ايران وهي كانت في طليعة استعادة العلاقات الديبلوماسية معها. الصين جاهزة كالعادة لقطف الثمار، بالذات نفطياً، وفي الأسواق الإيرانية حيث للبضاعة الصينية آفاق. روسيا تُعتبر الحليف الأقرب الى ايران سيما في علاقاتهما الثابتة في الشأن السوري والقرار الإستراتيجي الإقليمي وفي الحرب على الإرهاب السنّي، وموسكو جاهزة للاستفادة من السوق العسكرية الإيرانية ومتأهبة ليس فقط لتصدير السلاح اليها وإنما لإنماء القدرات النووية السلمية. لعل الولايات المتحدة تبدو أقل المستفيدين من الصفقة النووية مع ايران، لكن الرغبة الأميركية الصارمة انطلقت من رفض المواجهة العسكرية مع الجمهورية الإسلامية ومنع اسرائيل من جرّ الولايات المتحدة الى مواجهة عسكرية مع ايران. المؤسسة العسكرية الأميركية ستستفيد لأن الولايات المتحدة ستحاول طمأنة دول مجلس التعاون الى استمرار العلاقة التحالفية معها من خلال بيع السلاح وربما من طريق «مظلة أمنية» تتطلب استثمارات خليجية ضخمة في المؤسسة العسكرية الأميركية. بالتأكيد اسرائيل ستستفيد مهما تظاهرت بأنها تتعالى على زيادة الدعم العسكري الأميركي التي حملها وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إليها هذا الأسبوع. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يتظاهر بالاحتجاج القاطع على الاتفاق النووي، إنما في الواقع، هو احتجاج ضعيف منذ البداية. واليوم تتسرّب أنباء بأن نتانياهو سيغيّر إستراتيجيته العازمة على حضّ أعضاء الكونغرس على رفض الاتفاق النووي. سيتصرّف بإستراتيجية جديدة على ضوء ما حصل. سيستمر في الخطاب السياسي التصعيدي، لكنه مرتاح جداً الى ما أضفاه الاتفاق التاريخي من اعتراف بشرعية ايران وشرعية فرض الدين على الدولة. فهذا ما يسعى وراءه وسيمضي الى الحصول على اعتراف دولي بشرعية الدولة اليهودية في اسرائيل. والسابقة الإيرانية مفيدة لإسرائيل.

أشتون كارتر عقد محادثات في السعودية والأردن في أعقاب زيارته اسرائيل وحمل الى البلدين تطمينات ثنائية أمنية. وزير الخارجية جون كيري سيتوجه الى الدوحة الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع دول مجلس التعاون لإعطاء التطمينات السياسية.

على دول مجلس التعاون أن تتجهّز بإستراتيجيات مبدعة وجديدة ومدهشة. ذلك أن الغرب والشرق اعتادا على نمطية السياسات الخليجية وبات الإثنان يأخذان في الحساب هامشاً من التوقعات بناءً على تلك النمطية. وللصراحة، لقد أعطى بعض دول مجلس التعاون ذخيرة للتنبؤات ولأخذ ردود فعلها كمادة مضمونة في الحسابات، الاستياء والتذمّر ثم الانسياق إلى الخيارات المحدودة. هذا مؤذٍ للمصالح الخليجية والعربية بعامة وربما من المفيد الآن استنهاض جدوى المفاجأة والإدهاش. أولاً، ليس في المصلحة العربية اعتبار الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية هزيمة للعرب - حتى ولو كان حقاً كذلك في تفسير بعضهم. نفسية الهزيمة بحد ذاتها مؤذية ومكلفة ولا داعي لها. إيران رابحة بالتأكيد من الاتفاق النووي الذي يرفع العقوبات عنها، ويخرجها من العزلة، ويصنّفها شريكاً إستراتيجياً، ويؤهّلها لاعباً إقليمياً مهماً. إنما هذا لا يعني تلقائياً أن الربح الإيراني يساوي الخسارة العربية. الرابح واضح، وهو طهران. إنما الخاسر ليس بالضرورة الرياض أو القاهرة سيما إذا أحسنت العواصم العربية المعنية التفكير إستراتيجياً وخرجت بمفاجأة الإدهاش الإستراتيجي. ثانياً، مثل هذا الإدهاش يتطلّب التفكير في الحلول الضرورية والملحّة للنزاعات في الدول العربية ويتطلّب التخطيط الجدي لما ستؤول إليه منطقة الشرق الأوسط بعد 10 سنوات، أي بعد نفاد الوصاية الدولية على الطموحات الإيرانية. هذا يعني أن على أصحاب القرارات العربية وعلى القيادات الخليجية بالذات عقد العزم على معالجة جذرية للنزاع في اليمن إما بتصعيد عسكري حاسم أو عبر تسوية سياسية تنطوي على تنازلات مؤلمة. وفي الحالتين لا مناصَ من أخذ زمام المبادرة إلى خطة إنقاذ وتنمية تضع حداً للكارثة الإنسانية المؤلمة في اليمن.

بكلام آخر، لا داعي لانتظار بوادر حسن النية أو سوء النية من إيران في أعقاب الاتفاق النووي، ولا فائدة من التوسل إلى الولايات المتحدة وشريكاتها في نادي 5+1 للتأثير في طهران ولجم شهيتها الإقليمية في اليمن أو كبح عزمها على امتلاك سورية - أو جزء منها بعد تقسيمها - لتكون ممراً إستراتيجياً لها إلى إسرائيل وعبر «حزب الله» في لبنان. فلقد اكتسبت دول خليجية سمعة في الحرب السورية تستغلّها طهران اليوم وهي تحيك الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة تحت عنوان الشراكة الميدانية لسحق «داعش»، وفي بال طهران زجّ جميع أقطاب المعارضة السورية المسلّحة تحت عنوان مكافحة الإرهاب في سورية. وفي بالها أيضاً بناء شراكة أميركية - إيرانية أمنية في العراق تمهيداً لترتيبات أمنية بديلة عن مجلس التعاون الخليجي. طروحات هذه الترتيبات معروفة وأوضحتها طهران وهي عازمة على المثابرة الإستراتيجية لتصل إلى أهدافها. الدول العربية الفاعلة تعتمد تقليدياً أنماط ردود الفعل الإستراتيجية بدلاً من المثابرة الإستراتيجية والاستفادة من زخم المبادرة.

فإذا كان مصير سورية التقسيم، فليكن سريعاً بدلاً من المزيد من القتل والتشريد بهدف استكمال التنظيف العرقي الضروري للتقسيم الطائفي. إذا كان رفض التقسيم جدياً، على الدول العربية المعنية تبنّي إستراتيجية تصعيديّة جديّة، الأرجح أنها غير راغبة فيها ولا هي قادرة عليها. وبالتالي، على القيادات المعنية اتخاذ قرارات جديدة عنوانها إما الانخراط العسكري الكامل أو الانخراط السياسي مع طهران مهما كان ذلك مؤلماً لها. وإذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي عازمة على منع تفكيك المجلس كجزء من إستراتيجية طهران لإنشاء نظام أمني جديد، من الضروري لها الإمعان في ورشة فكر تأخذ في الحساب شقّ المجلس نفسه وشقّ الوزن العربي في موازين القوى الإقليمية وما يتطلبه من سياسات جذرية نحو مصر. إنما في الوقت ذاته، مثل هذه الورشة الفكرية يجب أن تدقّق في إمكانية الاستفادة من طروحات لنظام أمني جديد يضم إيران والعراق ومصر وتركيا إلى جانب دول مجلس التعاون. فلتأخذ هذه الدول مسار تلقي الطرح وأخذ زمام المبادرة. أخيراً، هناك رأيان حول الاتفاق النووي، أحدهما ينذر بتسليط إيران على الدول العربية وتمكينها من السطوة، والآخر يبشّر بعلاقات آمنة وتعاونية بين إيران الاعتدال والدول العربية بعد التخلص من التطرّف في الصفوف العربية والإيرانية، السنّية والشيعية. كلا الاحتمالين يتطلب جديداً في الفكر والفعل العربي غير ذلك المعهود تقليدياً. فلقد حدث اهتزاز في المعادلات الإقليمية والدولية، وهذا يتطلّب أكثر من ردود فعل على تداعياته. يتطلّب نقلة نوعية في الفكر والإستراتيجية العربيين.

 

الوجه الآخر للاتفاق النووي مع إيران

 طارق الهاشمي/نائب الرئيس العراقي السابق/الحياة/24 تموز/15

بعد ما يزيد عن عشرين شهراً من مفاوضات مكثّفة بين إيران من جهة، والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا من جهة أخرى، تم الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني. دليل جديد يبرز أهمية طاولة المفاوضات كبديل لساحات المعارك والحروب، وخيار مجدٍ بل ومثمر في حلّ النزاعات الدولية حتى الشائك والمعقّد منها، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الى القول إن الاتفاق يمثل دليلاً قوياً وشاهداً على قيمة الحوار والتفاوض، معبّراً عن إعجابه بالمفاوضين. الاتفاق، بقدر تعلّق الأمر بالمصالح لم يكن متوازناً، ذلك أن الطرف الذي قدم تنازلات هائلة تمسّ السيادة والكرامة هو إيران، ومن الآن فصاعداً سيحصي الغرب حتى أنفاس إيران، وليس فقط صناعاتها العسكرية وبرنامجها النووي والمغامرات المتعلّقة بها، بعدما أبقى على العقوبات المتعلّقة بدعم الإرهاب. تجربة الغرب مع العراق ستتكرر.

المفاوضات لم تنجح لمجرد أن المتفاوضين يملكون حساً استثنائياً ورغبة في السلام، ويتميزون بمهنية راقية في التفاوض، ولا هي الأجواء المريحة مرة في فيينا وأخرى في باريس وثالثة في بروكسيل... لا هذه ولا تلك. ما أنجح المفاوضات وأجبر إيران على قرارات مؤلمة، هو من جانب، إبقاء الغرب على الخيار العسكري ماثلاً بالأساطيل البحرية على مرمى حجر في مياه الخليج العربي محمّلة بالطائرات وصواريخ «كروز» و «توماهوك»، التي تضاعفت خلال فترة التفاوض، ومن جانب آخر تنامي غضب شعبي ولا سيما من الشباب، قد يخرج عن السيطرة إذا لم تتدارك الحكومة الإيرانية الوضع الاقتصادي المتردّي بسرعة، وتضع حداً للعقوبات الاقتصادية القاسية التي أثقلت كاهل الوطن والمواطن. الغرب فاوض إيران وهي تحت الضغط، لذلك نجحت المفاوضات، ولو لم تكن هناك ضغوط لما حصل اتفاق، بل تسويف ومماطلة، كذب وتضليل وتقيّة، مناورات لا نهاية لها، «الشيطان الأكبر» ومعه «محور الشر»، يتقنانها من دون شك، ومع ذلك لا أحد يبز إيران في هذه المهارات، فالإيرانيون والحق يقال، أساتذة (ماسترز) في هذا الشأن، وعلى رغم ذلك فشلوا هذه المرة والفضل للضغوط التي مورست عليهم. في حساب الربح والخسارة، إيران بالمطلق هي الطرف الخاسر، والمفاوضات في قضها وقضيضها كانت تجري في مساحة مصالح إيران الحيوية فحسب، وما آلت إليه هذه المفاوضات بل ما تم الاتفاق عليه، هو ببساطة حصيلة مقايضة بين مصلحة إيرانية اقتصادية ومصلحة إيرانية استراتيجية تكنولوجية، حررت فيها إيران أموالها المجمّدة لكنها قيّدت نشاطاتها النفطية والبنكية والملاحية والتجارية، ووافقت على تحجيم مخرجات برنامجها النووي وتعليق طموحاتها النووية. الغرب لم يفرّط بموارده بل وظّف أموال إيران نفسها في كبح جماح برنامجها النووي. ليس هذا فحسب، بل إن القبول بإخضاع منشآتها النووية على اختلافها للمراقبة، بل وحتى المرافق والأماكن الحساسة، ما يوحي بأنها عسكرية بحتة، هو تفريط بالسيادة، وهكذا تكون إيران قد باعت سيادتها وكرامتها بثمن بخس. لن يغير الشعار المستهلك «الموت لأميركا» «الموت لإسرائيل»، من واقع الحال بعد الآن، إذ إن الحقائق تشير الى أن ايران اختارت فعلاً وبدل ذلك، شعار «الموت للسيادة».

المحافظون في إيران وفي مقدّمهم «الحرس الثوري»، على دراية بهذه الحقائق ولهذا يرفضون، أما الإصلاحيون فهم يتجاهلون في خطابهم التنازلات الاستراتيجية التي وافقت عليها إيران، ومن بينها استخدام ثلث أجهزة الطرد المركزي فقط، وتخفيض التخصيب الى 3,67 في المئة بدلاً من 29 في المئة، وتسويق اليورانيوم المخصب الى الخارج، وإجبارها على شراء الوقود النووي من روسيا، وتحويل مفاعل آراك من إنتاج الماء الثقيل الى الماء الخفيف، وتحويله بالكامل الى أغراض سلمية. لن تبني إيران أي مفاعل نووي جديد على مدى 15 سنة، وضع تجارب مفاعل فوردو تحت إشراف المجتمع الدولي... الخ، فالمحافظون بالكاد يذكرون حسنات أو مكتسبات ذات مغزى، غير حديث لا يسمن ولا يغني من جوع، كالحديث عن الانتعاش الاقتصادي المنتظر بعد تحرير ثروة إيران من الحجز، وإطلاق الاقتصاد من الحصار، وانتهاء عزلة إيران وعودتها الى المجتمع الدولي، والاعتراف بها قوة نووية، وأنها الدولة الأقوى في الشرق الأوسط... إلخ.

على رغم التصويت بالإجماع من جانب أعضاء مجلس الأمن، تباينت المواقف على الصعيد العربي بين مرحّب ومهنئ، وآخر موافق بحذر، وثالث فضّل التريّث والانتظار، ورابع رافض ومتشائم... المحصّلة، استقبال عربي فاتر على رغم أن الاتفاق حصل واكتسب الشرعية الدولية، لكن أبرز الرافضين والمندّدين كان إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. الرفض لغرض الرفض ليس إلا، وسيلة وليس غاية، وهي فرصة لن تعوّض أبداً يمكن استثمارها في ابتزاز الرئيس أوباما المتهافت جداً على إنجاح الاتفاق، حيث لا شيء في السجل على مدى سبع سنوات، يصلح لكتابة إرث رئيس يفخر بإنجازاته وليس لديه حتى الآن سوى ما اشتهر به أوباما من غياب الرؤية، والتردد، والحركة الوئيدة، والتنصّل من الالتزامات، وتغيير المواقف في اللحظة الأخيرة، وتقديم التنازلات من دون مبرر... هذا اللهمّ إلا إذا كان الرئيس أوباما يعتبر أن تشريع زواج المثليين إنجاز إنساني وحضاري يمكن أن يفتخر به رئيس! بينما يصرخ نتانياهو رافضاً ومندداً ومتخوفاً من الاتفاق النووي، فإن عينيه على عقود مؤجلة ومطالب كانت رفضتها الإدارة الأميركية، إضافة الى قائمة تسليح جديدة، يسعى الى الحصول من خلالها على امتيازات استراتيجية أو أمنية أو اقتصادية. ألم يتحدث الرئيس عن دعم غير مسبوق لإسرائيل؟ إذاً، عليه أن يبرهن عن ذلك، لقد حان الوقت للسداد، لن يتراجع الرئيس أوباما، وهو أكد ابتداءً أنه سيواجه رفض الكونغرس بالفيتو، بل سيسعى الى تشريع الاتفاق النووي بأي ثمن، والثمن هنا إرضاء إسرائيل واللوبي الصهيوني، ومن المتوقع أن يضطر للسخاء والكرم بما لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقة الأميركية - الإسرائيلية. هذا ما سيحصل، والخاسر الوحيد هو نحن، العرب، حيث حُرمنا من حق المشاركة في المفاوضات ابتداء، كما فشلنا في استثمارها بالابتزاز لاحقاً، بينما لا يزال لدينا الكثير يمكن أن نطالب به الإدارة الأميركية.

 

انقلاب «داعش» على الأتراك

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/24 تموز/15

بخلاف ما يقوله المشككون، فإن الرواية الرسمية التركية معقولة. الأرجح أن تنظيم داعش هو وراء التفجير في بلدة سروج، جنوب شرقي البلاد، والذي خلف أكثر من ثلاثين قتيلاً. فانقضاض التنظيم ليس مفاجأة بل إنه متوقع، حتى إن الرئيس الأميركي لم يفوّت الفرصة للاتصال بالرئيس التركي، وإقناعه بوقف تدفق المقاتلين عبر الحدود إلى سوريا. وهذا يدفع للمراجعة والتساؤل، أين الخلل في الأحداث الماضية؟ الحقيقة أن موقف تركيا ضد النظام السوري جاء طبيعيًا حتى ازدادت القضية تعقيدًا مع مرور الوقت. ففي السنة الأولى، وإلى منتصف الثانية، كانت الانتفاضة سورية خالصة؛ شباب سوري حمل السلاح بعد عمليات القتل الواسعة ضده من قبل قوات النظام وأجهزته. وكان موقف أنقرة مؤيدًا للحركة المعارضة التي تشكلت من عدة تنسيقيات محلية وتظللت تحت مظلة «الائتلاف» و«الجيش الحر». وبنهاية السنة الثانية كان النظام يترنح، فقد خسر الكثير من المدن الرئيسية، وكانت أطراف العاصمة دمشق تشهد معارك ليلية بين الجانبين. بعد هذا التاريخ، أمران حدثا في نفس الفترة؛ الأول، سوريا صارت تمثل قضية كبيرة في العالم الإسلامي، تشبه مأساة البوسنة في التسعينات، بسبب عمليات القتل والتدمير الواسعة التي ارتكبها النظام، وأشاعت غضبًا ضد اللامبالاة الدولية، وفشل الوساطات بلا عقوبات، ومنع تسليح المعارضة. الأمر الثاني، دخول إيران وحلفائها عسكريًا في سوريا لرفد النظام المتهاوي في دمشق. وصار المقاتلون من «الجهاديين» على الجبهتين يتدفقون إلى الداخل. في الوقت الذي كانت الطائرات الإيرانية تنقل مقاتليها، وميليشيات العراق ولبنان تعبر الحدود بالآلاف، كان مقاتلون يعبرون من الجانب التركي ضد النظام. وهكذا تحولت سوريا إلى مغناطيس جاذب ومحور حرب إقليمية وطائفية. وكان الغرب يراها حربًا داخل معسكر المسلمين لا شأن له بها. تركيا أغمضت إحدى عينيها عن العابرين لدعم الثورة السورية، ثم مالت إلى أهون الشرين: «جبهة النصرة»، كما يقول ناقدوها. و«النصرة» ليست إلا تنظيمًا آخر لـ«القاعدة» لكن دون فيديوهات ذبح الرهائن. ظنت أنقرة أنه لا يمكن مواجهة ميليشيات عراقية ولبنانية وأفغانية وإيرانية «جهادية» إلا بجماعات تشابهها، مثل «داعش» و«النصرة»، وهذا التفكير الخاطئ تسبب في إضعاف وتجاهل أهل القضية: «الجيش الحر» والقوى المماثلة، التي لا ترفع شعارات دينية، لكنها صاحبة قضية وطنية ومشروع سياسي يستطيع أن يلم معظم السوريين تحت شعاره. بالطبع، من يعرف سيرة تنظيم «القاعدة» ليس صعبًا عليه أن يتنبأ كيف سينتهي «داعش». مثله، بادر «داعش» مبكرًا باختطاف وقتل غربيين، مثل العبث بذيل الثعبان جلب على نفسه أعداء يفوقونه قدرات. وهذا طبع التنظيمات الإرهابية، فهي لا تملك قضايا وطنية، ولا أخلاقية، بل جماعات فوضوية تدميرية تعتقد أنها قادرة على هزيمة العالم كله، وهي في طريقها إلى الجنة. كما أن أنقرة انخرطت في خلافات المنطقة وفوضى الربيع العربي. مع هذا تركيا تبقى الدولة الوحيدة القادرة على تحقيق التغيير في سوريا. وليس غريبًا انقلاب «داعش» على تركيا، ولاحقًا «النصرة»، لأن التنظيم صار محاصرا بعد أن منعت آلاف المقاتلين من المرور عبر أراضيها، وأوقفت مواقعه الإلكترونية. ويجب ألا ننسى أن «داعش» الذي حقق انتصارات كبيرة، حقق أيضًا للنظامين السوري والإيراني ما يريدانه؛ تخريب الثورة، وتشويه صورة الحركة الوطنية السورية، والإضرار بمعسكر الحلف المضاد، مثل تركيا ودول الخليج. ورغم الفوضى والضغوط أعتقد أن أنقرة، مثل بقية حكومات دول المنطقة، هي في وسط معركة التوازنات، لا تستطيع ترك جارتها الجنوبية، سوريا، تحت سيطرة إيران، خاصة بعد توقيع الغرب الاتفاق حول برنامجها النووي، الذي يفك كل القيود عن نظام طهران، وقد يزيد ثقتها للمزيد من التمدد في المنطقة. بإمكان الأتراك أن يعيدوا علاقتهم مع القوى السورية الوطنية لأنها تملك شرعية وقضية حقيقية، ولا يستطيع العالم تجاهلها.

 

إيران والولايات المتحدة والعرب بعد الاتفاق

رضوان السيد/الشرق الأوسط/24 تموز/15

عندما أراد أنصار إيران ونصر الله من المصريين والعرب الآخرين التعبير عن فرحهم بالاتفاق بين إيران والمجموعة الدولية، من أمثال محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي وبشار الأسد والمالكي، ما ذكروا «انتصارات» حزب الله على الشعب السوري في القصير والقلمون.. وتلة موسى كما فعلوا من قبل، بل ذكروا حرب العام 2006 ضد إسرائيل، وانزعاج إسرائيل من الاتفاق، وتمكُّن إيران ونصر الله من «إخراج» أميركا من المنطقة! وهم دعوا العرب الخليجيين بالتحديد للالتئام بإيران في طرائق التجاذب والتفاوض مع الولايات المتحدة – تمامًا مثلما كان اليساريون العرب يطلبون من الدول العربية بعد كل معركة مع إسرائيل، الاقتداءَ بها وبالدول الشيوعية في إقامة الكيبوتزات وجيش الشعب، للوصول إلى «النجاحات» التي تحققت لإسرائيل وللأنظمة الشيوعية! إنّ أول شروط مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية والدولية، هو الخروج من حالة الخيبة والكآبة وفقد الثقة بالنفس والآخرين. وأنا أرى أنه بعد عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ما عاد هناك مبرر للضياع الذي يُحسُّ به المثقفون والمعلِّقون السياسيون والصحافيون. فقد اتضح الطريق الذي نحن قادرون على سلوكه للدفاع والتصدي، وليس في اليمن فقط؛ بل في سائر الأنحاء المضطربة بسبب التدخلات والانقسامات: دبلوماسية قوية ونشِطة في المنطقة ومع العالم الإسلامي والعالم الأوسع، وقوة عربية تسند هذه الدبلوماسية بحسب ما تقتضيه المصلحة تحت السقف الدولي أو في موازاته. وبهذه الحالة الاستراتيجية والنفسية والشعورية والعقلية نستطيع تأمل الوضع الراهن والحالة في المنطقة قبل الاتفاق النووي وبعده. ما كان من الطبيعي أن يستمر الحصار على شعب كبير مثل الشعب الإيراني بسبب سياسات حكومته في المنطقة وتجاه العالم. لقد كانوا يتظاهرون في طهران ومشهد خلال شهر رمضان بسبب ارتفاع أسعار «الفراخ» من نصف دولار «للفرخة» الواحدة إلى 5 دولارات. و40 في المائة من الشعب الإيراني تحت خط الفقر. وقد زارني قبل شهور أكاديمي إيراني كبير، قال لي إنّ مرتبه يعادل 198 دولارًا، وسألته: كيف تعيشون؟ فأجاب خَجلاً: بالفساد والصفقات الصغيرة ومداهنة المسؤولين الفاسدين والتقرب بشتى الوسائل من أحد العاملين في أجهزة الولي الفقيه أو الحرس الثوري! أما مسألة النووي فلو كانت علاقات الحكومة الإيرانية بالعرب معقولة، لكان يمكن استخدام المسألة (سواء أكانت وهمية أم حقيقية) لكبح النووي الإسرائيلي. وعلى أي حال فإنّ الاتفاق الأخير أبقى إيران على «عتبة النووي» للعقد المقبل. فيمكننا نحن العرب الوصول خلال خمس سنوات أو عشر إلى العتبة ذاتِها وبالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة، كما فعلت ألمانيا والبرازيل واليابان وغيرها. ولذلك فدعونا نخرج من أَوهام النوويات والعبقريات الإيرانية والنصراوية إلى المشكلات الحقيقية التي بدأنا أخيرًا بمواجهتها بصدقٍ وصراحة مع النفس والآخرين.

ما غيَّر أوباما استراتيجيته التي جاء بها أو بواسطتها للسلطة: عدم خوض حروب جديدة بالمنطقة والعالم، والاعتراف بتعدد القوى في المجال الدولي والإقليمي، والدخول في مفاوضاتٍ توصلُ إلى شراكاتٍ معها إنْ أمكن. وإلى جانب هذه الاستراتيجية الجديدة، كانت هناك وما تزال لديه ولدينا نحن استراتيجية مواجهة التطرف والإرهاب ورموزه حتى اليوم هي في معظمها قاعدية و«داعشية»، وقد صارت في تخطيطها وحركاتها عالمية مهولة. وكما تفترق أو تختلف التقديرات بيننا وبين أوباما في الأمرين (أمر التعددية الإقليمية والدولية، وأمر مواجهة الإرهاب)؛ فكذلك تختلف التقديرات بين إدارة أوباما وإسرائيل: إسرائيل تعتبر إيران أخطر عليها من «داعش»، وصارت أخيرًا تعتبر النظام السوري (باعتبار استيلاء إيران عليه)، أخطر من «الإرهاب الإسلامي»!

إنّ لدينا كما صار واضحًا عشية عاصفة الحزم أربعة تحديات رئيسية: مواجهة حالة التفكك في الدول والمجتمعات، ومواجهة الإرهاب وخلفياته وأصوله في «الإسلام الجهادي» و«الإسلام السياسي»، ومواجهة التدخل الإيراني العسكري والأمني والمذهبي، ومقابلة (والتعامل العاقل مع) المتغيرات في المشهد الإقليمي والنظام الدولي. إنّ التحديين الأول والثاني (التفكك والإرهاب) هما الأخطر في التحديات الأربعة؛ لأنّ التماسك الكياني والدولتي، والمستند إلى التماسك الاجتماعي - السياسي، هذان التماسكان هما اللذان يحولان حتى الآن دون بروز «مجموعة استراتيجية» عربية تستطيع الانطلاق للفعل في الاتجاهات كافة: الدبلوماسية والأمنية والعسكرية. وقد حدثت حالة التفكك هذه بسياسات وأفعال الأنظمة الأمنية والعسكرية منذ السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وهي التي أدت إلى ضياع العراق، والفوضى الهائلة في سوريا وليبيا اليوم. بل إنّ تلك الأنظمة التي وضعت المجتمعات في مواجهتها هي التي خلقت مساحة الفراغ التي يرتع فيها التطرف والإرهاب. والخيار المتاح الآن في الحالتين مواجهة الظاهرتين معًا: الاستمرار في مكافحة الإرهاب والتطرف ولو بالتعاون مع الغربيين المتضررين منه مثلنا، وإزالة الأنظمة (مثل النظام السوري) التي أدت إلى هذه الحالة المزرية. والنجاح المنتظر في مصر سيدفع بالضرورة باتجاه النجاح في ليبيا. بل إنّ النجاح في اليمن، سيدفع باتجاه النجاح في الخلاص من الأسد و«داعش» في سوريا. وخلال ذلك علينا العمل على استعادة الإسلام ممن خطفوه دونما مكابرة. لقد انفجر الدين بأيدي الدول والمجتمعات، وبعد الأمن الدولتي لا بد من استعادة الاستقرار والتماسك باستعادة الأمن الديني.

ولنصل إلى تحدي التدخل الإيراني، الظاهر منه في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وهو هناك أمني وعسكري. لكنْ هناك أيضًا الهجمة المذهبية، وهي ليست قاصرة على محاولات التشييع أو نشر التشيع الديني والسياسي، بل هناك اليوم «تشيع عربي» أو في أوساط الشيعة ذوي الأصول العربية والذين يبدون أكثر إصرارًا من الإيرانيين على الغلبة والتهجير والكراهية. وهذا الأمر نشهده نحن في لبنان، ويشهده العراقيون ويشهده البحرينيون والكويتيون واليمنيون. بالأمس جاء إلينا في لبنان نائب كويتي شيعي غرضه من المجيء زيارة قبر عماد مغنية الذي حاول اغتيال أمير الكويت عام 1986. والشيعة الكويتيون مثل اللبنانيين غير مظلومين، والنظام معهم. وقد هب الشعب الكويتي عن بكرة أبيه عندما تعرضوا للإرهاب. إنّ هذه الحالات الجديدة تحتاج بالفعل إلى صبرٍ وتواصل، لكنْ لا تفيد في كبحها في المدى المتوسط غير إجراءات الدولة الوطنية والحكم الصالح. لا يمكن أن نقاتل الدواعش، لاستبدالهم بدويلات بالداخل أو وجوه غَلَبة أُخرى مثلما يحصل في لبنان والعراق وسوريا واليمن. ولا غبار على الحركة الدبلوماسية الخليجية والعربية مع العالم والناشطة دومًا، والعلاقات بالدول الإسلامية الكبرى والوسطى ممتازة. ولا بد من عملٍ أكثر مع تركيا للحيلولة دون تدخلاتها الإعلامية من جهة، والتنسيق أكثر بشأن سوريا والعراق. لقد بدأنا بجمع قوانا وإبرازها، وسيكون ليوم الجمع ما بعده: تعدو الذئاب على مَنْ لا نيوبَ له وتتقي صولة المستأسد الضاري

 

قرى أوباما البوتمكينية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/24 تموز/15

في تعليقه على الأزمات المتعددة التي يواجهها العالم اليوم، كثيرًا ما كان الرئيس باراك أوباما يزهو بـ«دبلوماسية القرن الواحد والعشرين» التي ينتهجها والتي من المفترض أنها تناقض المدرسة القديمة التي، حسبما يزعم، لا بد أن يتم إلقاؤها في مزبلة التاريخ. على نحو ما، نجح أوباما في الترويج لطريقة دبلوماسية جديدة تقوم على الاعتقاد بأن التصور أكثر أهمية من الواقع؛ فالمهم هو كيف تبدو الأشياء، وليس ما تكون عليه فعلاً. وكمفهوم، فإن هذه الرؤية للعالم الحديث قد تشكلت على يد الكاتب الفرنسي غاي ديبور في كتابه الآسر، الصادر عام 1967 بعنوان «مجتمع الفرجة». في هكذا مجتمع ليس ثمة صواب وخطأ، ولا خير وشر. فقط هنالك ما يبدو أنه خير وما لا يبدو كذلك. فالمهم هو سطح الأشياء، الواجهة والديكور. من أهم افتراضات ديبور أن المتفرج، ولنقل الجمهور على عمومه، لديه فترة اهتمام قصيرة للغاية، وغير قادر على الإلمام بقدر كبير جدا من الصور لوقت طويل. اجعلهم سعداء في اللحظة وفي الغد يكون شأن آخر.

الروس بدورهم، لديهم عبارة رائعة لوصف طريقة أوباما: دبلوماسية بوتمكين.

رسم غريغوري بوتمكين، وكان وزيرا لدى إمبراطورة روسيا كاثرين الثانية، عالما افتراضيا للإمبراطورة الساذجة. كان يوظف خبراء في ديكورات المسارح لابتداع قرى نموذجية على الطرق المختارة لجولاتها إلى الأقاليم، يقطنها سكان مؤقتون يتم استجلابهم من موسكو، ويظهرون بمظهر الفلاحين السعداء الذين يهللون لمرور الموكب الإمبراطوري. كان أولئك السكان المؤقتون يربحون أموالا لا بأس بها، وكانت الإمبراطورة سعيدة، بينما استطاع بوتمكين أن يطل بمظهر رجل الدولة.

هذا هو ما ظل أوباما يمارسه على صعيد السياسة الخارجية الأميركية على مدى السنوات السبع الماضية.

بالنسبة إلى أوباما، كانت «مبادرة السلام» أول قرية بوتمكينية، إذ أطلقها على وقع صخب كبير، ووعد بتدشين دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل في غضون عام. أما أبواقه في الإعلام الأميركي فوصفوه بـ«رئيس السلام». وقد جعل على رأس المشروع واحدا من أبرز رجال الدولة الموقرين في التاريخ الأميركي الحديث، هو السيناتور جورج ميتشل. ولكن ما وإن انسدل ستار العرض، نسي أوباما الأمر برمته إلى حد أنه لم يجد وقتا لمقابلة ميتشل المصاب بخيبة الأمل والذي اضطر إلى الرحيل.

والقرى البوتمكينية الأخرى لدى أوباما تشمل بورما وكوبا، اللتين يشير إليهما باعتبارهما اثنتين من نجاحاته. وواقع الحال أن تملق أوباما للحكام المستبدين في كلتا الحالتين لم يؤد إلى أي تغيير بخلاف الواجهة. في بورما أضحت الطغمة العسكرية أكثر سيطرة على مقاليد الأمور من أي وقت مضى، ومجزرة أقلية الروهينغيا مستمرة من دون هوادة. أما في كوبا، فتواصل زمرة آل كاسترو الحكم بقبضة حديدية وبناء سجون جديدة.

وفي شأن أوكرانيا، جاءت قرية أوباما البوتمكينية في هيئة لواء أميركي تم إرساله إلى ست دول أوروبية، وهي خطة جعلت حتى بوتين، متصلب الوجه، يبتسم. وفي سوريا، جرى تدشين قرية أوباما البوتمكينية على وقع صوت وغضب «الخطوط الحمراء» التي ذكرها، وانتهى الحال إلى الاختباء وراء الروس على طريقة ميكي ماوس، خلال «عملية جنيف» المجهضة. أما آخر قرية بوتمكينية، والتي ربما نالها النصيب الأكبر من الترويج، فهي ما يسمى بـ«الاتفاق» الذي من المفترض أن يمنع إيران من بناء قنبلة نووية كانت تقول دائما إنها لا ترغب في بنائها. جاوز أوباما بهذا الأمر عدة عقبات وبأسرع ما أمكنه ذلك. لقد جرى تقديم نص غامض لم يوقع عليه أي شخص على أنه «اتفاق» قبل أن يتم استخدامه كأساس لقرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وكان القرار مطلوبا لسببين: أولا، من شأن القرار أن يسبغ إجراء قانونيا على «اتفاق فيينا»، الذي لم يكن وثيقة قانونية، والذي تفاوضت عليه مجموعة 5+1 وهي في حد ذاتها كيان مؤقت ليس له وجود قانوني. ثانيا، من شأن القرار أن يجعل أي معارضة من جانب الكونغرس غير مؤثرة من الناحية القانونية. وكانت هذه أول مرة في التاريخ يستخدم فيها رئيس أميركي هيئة دولية، وهي في هذه الحالة مجلس الأمن الدولي، لتجاوز الرغبات المنظورة لجهة التشريع الأميركية.

وكراع لمشروع القانون وعضو دائم بمجلس الأمن في آن معا، عملت الولايات المتحدة على الترويج لنص القرار والتصويت عليه. ومع هذا، فإيران، وهي ليست عضوا بمجلس الأمن، لم تكن مضطرة إلى التصويت ومن ثم تحتفظ بخيار قبوله أو رفضه.

تلك النقطة أثارتها خلال السنوات القليلة الماضية شخصيات في المؤسسة الخمينية. فقد رفض «المرشد الأعلى» علي خامنئي أن يعتمد لا «الاتفاق» ولا مشروع القرار القائم عليه. كما أن كثيرا من كبار القادة العسكريين، بمن في ذلك قائد الحرس الثوري، الجنرال عزيز جعفري، ووزير الدفاع حسين دهقان، قالوا على الملأ إنهم لن يقبلوا بالقرار أبدا. وعين مجلس الشورى الإسلامي لجنة خاصة لـ«إعادة النظر» في كل من الاتفاق والقرار، وهو ما يوضح أنه بالنسبة إلى إيران، فإن شيئا لم يتم حسمه بعد. وحتى وزارة الخارجية الإيرانية كانت قد أبدت تحفظا في مراهنتها، في بيان مطول يعرض تفسيرا بديلا لنص القرار. ويرفض النظام نشر النص الفارسي لـ«الاتفاق» أو مجرد السماح لأعضاء البرلمان بالاطلاع عليه. إن الاستراتيجية التي تتبعها إيران هي تبني نهج يقوم على «الانتقاء والاختيار» في كل شيء، فهي تقبل من «الاتفاق» ما يروق لها، مثل تخفيف بعض العقوبات، وترفض الإجراء الذي من شأنه أن يضع إيران تحت «رقابة» قوى ست، خلال العقد القادم أو نحو ذلك. في الوقت ذاته، وعد أوباما بمنع الكونغرس من فرض عقوبات جديدة وهو يقوم بتخفيف العقوبات القائمة.

لا أعرف إن كانت القيادة الخمينية تريد بناء قنبلة أم لا. ولكن لو أنهم فعلوا، فإن قرية أوباما البوتمكينية لن تمنعهم من القيام بذلك في الوقت الذي يختارونه. وفي نفس الوقت، يعزز الاتفاق موقف المتشددين في طهران الذين يعتقدون أنهم يمتلكون تفويضا مطلقا لتحقيق أحلامهم الإمبراطورية. فقد أعلن خامنئي بالفعل «منطقة نفوذه» في الشرق الأوسط وهو يحاول بناء ما يصفه مستشاره علي أكبر ولايتي بـ«تحالف إقليمي» تحت قيادته. بكل صراحة، سيكون من الأفضل لو أن كيري وأوباما توقفا عن التورط في أمور لا هما يفهمانها ولا مهتمان بها فعلا، فقد جعلت «دبلوماسية بوتمكين» التي ينتهجانها من العالم مكانا أكثر خطرا.

 

ماذا بعد الاعتراف بإيران قوة إقليمية

رندة حيدر/النهار/24 تموز 2015

الاتفاق النووي مع إيران هو سابقة دولية بكل معنى الكلمة لها انعكاساتها على المدى البعيد على مستقبل شعوب دول المنطقة كلها وليس فقط على إسرائيل التي تصور البرنامج النووي الإيراني بأنه يشكل خطراً على جوهر وجودها، وترى في إيران عدوة شرسة لها.

ان الدول العظمى التي يتسابق اليوم وزراء خارجيتها ورجال أعمالها على زيارة إيران أملاً في الحصول على حصة من الاموال الإيرانية التي سيفرج عنها بعد رفع العقوبات، تفاوضت مع إيران ووقعت اتفاقاً معها نيابة عن العالم ولكن بصورة خاصة نيابة عن شعوب المنطقة كلها. ومن حق هذه الشعوب ان تعرف فعلاً ما اذا كان هذا الاتفاق كما يقول الرئيس الأميركي سيبعد الحرب ويعيد الامن والاستقرار. لقد هدفت المفاوضات النووية مع إيران في الدرجة الاولى الى الحؤول دون تحول إيران دولة نووية الامر الذي من شانه ان يكسر احتكار إسرائيل لهذا السلاح ويغير موازين القوى في المنطقة ويعجل في سباق التسلح النووي بين دول المنطقة. كما كان هدفها احتواء الضغط الذي مارسته إسرائيل وتهديداتها باستخدام الخيار العسكري للقضاء على البرنامج النووي الإيراني. لا نريد الوقوع في التضخيم الإسرائيلي لمغبة الاتفاق النووي مع إيران واحتمال تحولها دولة على عتبة النووي، ففي النهاية لو نجحت إيران في كسر الاحتكار الإسرائيلي للسلاح النووي في المنطقة فان هذا مدعاة للأمل وليس للخوف. كما يحق للشعب الإيراني ان يعيش بكرامة وان يتحرر من العقوبات الدولية المفروضة عليه والتي شلت اقتصاده وأعاقت نموه وازدهاره. ولكن يبقى السؤال الاساسي كيف ستترجم إيران الاعتراف الدولي بمكانتها الاقليمية على صعيد سياساتها تجاه الدول المجاورة لها والعربية تحديداً؟ ان الدول العظمى التي تفاوضت مع إيران ليست لها حدود مشتركة مع هذا البلد، ولا تعاني تمويل إيران للميليشيات المسلحة التي تشكل دولة ضمن الدولة، وليست مصابة بداء الصراعات المذهبية التي تقسم المجتمعات العربية عمودياً. واذا كانت هذه الدول العظمى، ولا سيما منها الأوروبية، بدأت تستشعر في الفترة الاخيرة الخطر الجهادي والتطرف الاصولي الذي يفتك بالمنطقة ويعيدها الى عصور الظلام، فانها بمنأى عن النتائج المباشرة المترتبة على الصراع المذهبي الدموي الدائر هنا، وعلى النزاع الناشب بين محور الدول السنية بزعامة السعودية والمحور الشيعي بزعامة إيران. تراهن الدول العظمى على ان الاتفاق مع إيران سيشكل مدخلاً لدور إيراني بناء وايجابي في المنطقة. والامل ان يكون هذا الرهان يستند الى وقائع فعلية لا الى تمنيات وافتراضات.

 

إسرائيل "تنام على حرير" الاتفاق النووي؟ لا سلاح نووياً لإيران ولا كيميائياً في سوريا

اميل خوري/النهار/24 تموز/15/

هل صحيح أن الاتفاق النووي أبكى اسرائيل أم أنها تتباكى لتخفي حقيقة موقفها منه؟ وهل صحيح ان هذا الاتفاق سيعيد القضية الفلسطينية إلى سلّم الأولويات توصلاً الى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؟ متابعون لمسار التوصل الى الاتفاق النووي يرون ان اسرائيل لا تجد نفسها متضررة منه لأنها تخلصت لمدة 15 سنة من سلاح نووي كانت ستنتجه ايران بعدما تخلصت من السلاح الكيميائي السوري. ولكن ما دام المرشد الأعلى علي خامنئي يؤكد أنه لن يتخلى عن أصدقائه في المنطقة، وهو يقصد الجهاديين الشيعة في العراق والحوثيين في اليمن، وجهاديين في فلسطين المحتلة و"حزب الله" في لبنان، وسيستمر في تمويلهم وتسليحهم خصوصاً بعد رفع العقوبات الذي يوفر المال الكافي لهذه الغاية، فمعنى ذلك أنه لن تقوم دولة عربية قويّة في المنطقة تستطيع مواجهة اسرائيل ومواجهة تنظيم "داعش" وأخواته، فتبقى الحرب مستعرة تدمر ما تبقى فيها، فيما اسرائيل تتفرج وتفرح لعرب يقاتلون بعضهم بعضاً بالوكالة عنها، وتبقى الطريق الى القدس لا تمر في حيفا ويافا وتل أبيب إنما في القلمون والزبداني، كما كان مطلوباً أن تمرّ في الماضي في جونية...

فأي وضع مريح لاسرائيل أكثر من هذا الوضع الذي يبقيها دولة نووية من دون سواها في المنطقة العربية، والميليشيات تمولها وتسلحها ايران لتمنع قيام دولة قوية في المنطقة تستطيع التصدي لعدوان اسرائيل ومكافحة الارهاب، وتستمر الحروب الداخلية في عدد من الدول العربية، إما لصراع على السلطة، وإما لمواجهة الارهاب وقد بات العدو الأكبر، وتتحول الاسلحة الفتاكة والطائرات الحربية عن اسرائيل الى داخل كل دولة ولا أحد يعرف متى تنتهي، وهي تواصل قتل الشعب العربي والشعب الفلسطيني ويكتفي المتقاتلون بتهديد اسرائيل بالخطابات النارية وتدميرها بالكلام... في حين ان الاسلحة التي استخدمها العرب في حروبهم ضد بعضهم البعض لو أنهم استخدموها ضد اسرائيل لكانوا حرروا الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة وفرضوا السلام الشامل والعادل عليها. واذا كان الاتفاق النووي سيأتي بالسلام الى المنطقة، وتتوقف ايران عن تمويل، وتسليح، الميليشيات المناصرة لها في كل دولة لتقوم الدول القوية والقادرة على حفظ الأمن والاستقرار، ولا تظل الميليشيات هي القادرة على زعزعة الأمن والاستقرار والقضاء على الازدهار الذي تمنع وجوده بيئات حاضنة للارهاب، وانضمام الشباب اليائس والبائس اليه، فإن اسرائيل ستكون هي المستفيدة أيضاً من ذلك، لأن المنطقة عندما تدخل مرحلة السلام، فإن اسرائيل ستكون جزءاً منه. واذا ظلت دول عربية تخوض حروبها الداخلية ولا تخوضها ضد اسرائيل، فان الدولة العبرية تكون في أحسن أحوالها، فالحرب بين العرب تريحها، والسلام لن يتحقق من دونها. إن من يعتقد ان ايران ستصبح هي الأقوى في المنطقة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً بعد الاتفاق النووي قد يكون على خطأ، فكيف لايران ان تحارب اسرائيل والدول العربية منقسمة على نفسها والحروب تدمر بنيتها التحتية والفوقية؟ واذا أرادت ايران المساهمة في صنع سلام شامل في المنطقة، فان اسرائيل تكون المستفيدة أيضاً لأنها تشكل جزءاً من هذا السلام. واذا واصلت ايران تمويل الميليشيات وتسليحها فلن تقوم في المنطقة دولة عربية قويّة بل دويلات تتناحر وارهاب يضرب في كل مكان. وهي حالة تجعل اسرائيل "تنام على حرير" داخل حدود آمنة، ولا شيء يقلقها سوى قيام دولة عربية قويّة متماسكة بوحدتها الداخلية وبجيوش قويّة، ولا أزمات حادة تنهكها ولا ميليشيات تزعزع الأمن والاستقرار فيها. وهكذا تكون اسرائيل هي الرابحة في كل الحالات.

 

اليونان ولبنان حالتان مختلفتان

مروان اسكندر/النهار/24 تموز 2015

يصر بعض أصحاب الاختصاص في علم الاقتصاد وبعض من يشعرون بالقدرة على التحليل انطلاقاً من قناعات ايديولوجية، على أن ما واجه اليونان سيواجه لبنان، وان المعطيات متشابهة على صعيد حجم الدين العام بالنسبة الى الدخل القومي في البلدين وتفشي ممارسات الرشوة والاعتماد المفرط على عطاءات الدولة. لقد رضخت اليونان لشروط الاوروبيين وصندوق النقد الدولي. ومن أهم الشروط القاسية التي قبل بها رئيس الوزراء اليوناني، وحصل على موافقة مجلس النواب عليها، رفع معدل الضريبة على القيمة المضافة من 13 في المئة الى 23 في المئة، ورفع سن التقاعد الى 67 سنة لتمديد استحقاقات نهاية الخدمة، واخضاع خدمات الجزر اليونانية التي تستقبل العدد الاكبر من السياح للضريبة على القيمة المضافة. لا شك في ان هذه الشروط قاسية، ولم يكن من مجال لقبولها لولا تلويح وزير المال الالماني باقتراح لإخراج اليونان من منطقة الاورو لمدة خمس سنوات. وهذا الاقتراح الذي قدمه على ورقة واحدة في اجتماع وزراء المال للاتحاد الاوروبي ظهر وكأنه يهدد استمرارية الاورو كوحدة نقدية لـ19 دولة من اعضاء الاتحاد. ومعالجة موضوع اليونان كما انجزت القت بأثقال كبيرة على هذا البلد، وفي الوقت نفسه فرضت اعادة النظر في الشروط المفروض توافرها لاستمرارية منطقة الاورو، وهذه العملية تطالب بها فرنسا وايطاليا، في حين تبدو بريطانيا التي لم تدخل هذه المنطقة كأنها الانجح على صعيد تحقيق معدل النمو بين دول الاتحاد، في ما عدا اسبانيا التي حققت نموًا بمعدل 3.3 في المئة عام 2014. الفروقات بين الوضع في لبنان والوضع في اليونان كبيرة. هنالك بالتأكيد ممارسات للرشوة والنفوذ في لبنان تضاهي ما يشهده المراقب في اليونان، والدين العام في لبنان على تصاعد وقد نقرب من مستوى الدين العام الى الدخل القومي في اليونان الذي بات مع الاتفاق الأخير على مستوى 200 في المئة بينما هو في لبنان حتى تاريخه على مستوى 145 في المئة.

أهم ما يميز بين البلدين أربعة مؤشرات وممارسات.

القطاع المصرفي

مجمل الودائع في المصارف اليونانية في بلد عدد سكانه 12 مليون نسمة يبلغ 120 مليار أورو، بينما يبلغ حجم ودائع والمصارف اللبنانية في لبنان وخارجه 140 مليار أورو. المصارف اليونانية هي في الواقع مفلسة حسابياً، فديونها للمصرف المركزي الاوروبي والمفوضية الاوروبية تبلغ 88 مليار أورو، تضاف اليها ثلاثة مليارات من المليارات السبعة التي توافرت لليونان. كما ان صندوق النقد الدولي، الذي وفت اليونان ديونه المستحقة عليها من المليارات السبعة، يقدر ان انقاذ المصارف اليونانية سيوجب ضخ 25 مليار اورو اضافية لهذه المصارف لتعيد رسملتها، ولكي تتمتع بحيز من السيولة لتمويل المستوردات وانجاز التحويلات. وقبل نهاية هذه السنة، ستوازي أعباء المصارف اليونانية 116 مليار أورو اي ما يعادل تقريباً مجموع ودائعها. ونسبة الديون المشكوك في تحصيلها هي 40 في المئة لدى هذه المصارف. في المقابل، ليست المصارف اللبنانية مدينة لأي طرف والسيولة الفائضة في القطاع المصرفي تزيد على 30 مليار دولار، والديون المشكوك في تحصيلها تبلغ نسبتها 4 في المئة فقط.

طبيعة التزامات الدين العام

سيبلغ الدين العام اليوناني حدود الـ300 مليار أورو أوائل السنة المقبلة، والدخل القومي تدنى بنسبة 20 في المئة خلال السنوات الخمس الاخيرة. وتشير التقديرات الى ان الدخل القومي هذه السنة سيتقلص بنسبة 4 في المئة اضافية. والدين العام اليوناني دين خارجي يعود القرار في شأنه الى المصرف المركزي الاوروبي، والى السلطات الالمانية، في حين ان الدين العام اللبناني هو بنسبة 82 في المئة للبنانيين، وغالبية الدين العام بالعملة اللبنانية، ولدى لبنان احتياط ذهبي بقيمة 12 مليار دولار واحتياطي عملات اجنبية بنحو 32 مليار دولار. أما اليونان، فليس لديها أي احتياط ما دامت ديونها تفوق ودائعها المصرفية، وتفوق الدخل القومي بنسبة الضعفين على الأقل. بكلام آخر، القرار بالنسبة الى الدين العام اللبناني هو في المقام الاول للبنانيين، في حين ان القرار في اليونان هو في يد الاتحاد الاوروبي، وهذا فارق جوهري.

التحويلات من المواطنين

لبنان بلد الاربعة ملايين نسمة يحقق تحويلات من ابنائه العاملين في الخليج وافريقيا على مستوى تسعة مليارات دولار سنويًا، ويضاف الى هذه المبالغ النقدية التي يحملها لبنانيون وافدون من بلدان لا تسمح بالتحويلات المصرفية بالعملات الاجنبية، والكل يتذكر كارثة كوتونو وأن أحد الركاب كان يحمل حقيبة فيها 25 مليون دولار انتشرت على سطح البحر بعد سقوط الطائرة وفقدان هذا اللبناني حياته. تضاف الى التحويلات عبر المصارف التي تبلغ تسعة مليارات دولار، المبالغ النقدية المحمولة والمبالغ النقدية المتوافرة لاطراف سياسيين وهذه تقدر بملياري دولار، فتكون الحصيلة الاجمالية نحو 12 مليار دولار، تساوي تدفقاً سنوياً بمعدل 3000 دولار لكل لبناني، وهي أموال تتوافر للاستهلاك والاستثمار وتسهم في المحافظة على معدل نمو ولو منخفضاً، من غير ان يتعرض لبنان لضمور دخله القومي كما حدث في اليونان حيث وازت خسارة الدخل القومي 25 في المئة منذ خمس سنوات وحتى تاريخه والتحويلات الخارجية من اليونانيين الى اليونان لا تزيد على مليار دولار سنوياً، أي ما يقل عن 840 دولاراً لكل يوناني سنوياً.

رقابة مصرف لبنان

مارس مصرف لبنان رقابة مشددة على طبيعة ودائع المصارف اللبنانية وعلى أوجه استعمالها، وفرض نسب احتياط مرتفعة نسبياً، كما وفرض على المصارف اللبنانية التقيد بتوصيات بازل، في حين ان هذه التوصيات التي تتعلق بنسبة الاموال الخاصة الى التزامات وطبيعة القروض ونوعها، لم تتمكن المصارف الاوروبية من التقيد بها فأقر مجلس ادارة بنك التسويات الدولية في بازل تأخير التزامات هذه المصارف بالنسب المشار اليها حتى سنة 2019. لكن مصرف لبنان أراد التحوط الى أعلى نسبة ممكنة، ففرض تقيد المصارف اللبنانية بتوصيات بازل 3 قبل نهاية سنة 2015، أي ان سيولة المصارف يجب ان تكون على مستوى 15 في المئة من الالتزامات. وهذه السياسة اسهمت في تعزيز وضع المصارف وتالياً المودعين، خصوصاً ان ديون المصارف خارج الودائع غير موجودة أو مستحقة، و30 في المئة من مداخيل المصارف اللبنانية تعود الى فروعها الخارجية.

الوضع في لبنان على صعيد النقد والديون الخارجية أفضل بكثير من وضع اليونان، لكن الأمر الوحيد في لبنان الذي هو أسوأ منه في اليونان يتمثل في عجز مجلس النواب عن الانعقاد لانتخاب رئيس، وتأخير اقرار تسليفات خارجية ضرورية لمشاريع انمائية حيوية، منها انجاز أعمال سد بسري لكفاية حاجات بيروت مستقبلاً من المياه، وتأخير انجاز الشروط القانونية لعقد اتفاقات البحث والتنقيب عن النفط والغاز. ربما استفاد النواب اللبنانيون، الذين قلما يقرأون غير الصحافة المحلية، من ادراك كون المكسيك الغنية بالنفط وموارده براً وبحراً والتي كانت تحظر انجاز اتفاقات للتنقيب عن النفط والغاز منذ 70 سنة إلا لشركتها الوطنية، قد شرعت ما يسمح بإنجاز اتفاقات جديدة وأعلنت عن ذلك وحددت موعداً لتقديم طلبات الشركات المعنية، فلم تجد من الشركات الكبرى أي اهتمام، وانحصر الاهتمام بشركتين فقط، احداهما تشارك شركة النفط الوطنية. فأسعار النفط والغاز لم تعد مشجعة وخصوصاً للتنقيب في أعماق البحر.  أيها السادة، استفيقوا الى ان مستقبل لبنان وشبابه النابض بالطموح بين ايديكم وانتم جددتم لأنفسكم ولاية كاملة ولم تفعلوا شيئاً حتى تاريخه، فهل تستحقون لقب "النيابة" أي الحفاظ على مصالح المواطنين والوطن؟

 

محاصصة حتى..في الزبالة!!

جريدة اللواء - بقلم نون/23 تموز/15

يبدو أن أزمة النفايات أكثر تعقيداً من مسألة إيجاد مطمر هنا أو هناك، وأن الصراع على المحاصصة أكثر احتداماً، مما يظهر في المناظرات المعلنة! ومما زاد الطين بلة تنامي أزمة الثقة، بين الأطراف المعنية والمتنافسة في ملف النفايات، خاصة بين وزارة البيئة ورئيس جبهة النضال وليد جنبلاط ، الذي يملك وحده مفتاح مطمر الناعمة، الذي أدى إقفاله الاحتجاجي والقسري، إلى تكدّس تلال النفايات في شوارع العاصمة وضواحيها. المعروف أن زعيم المختارة تجاوب مرّتين مع مساعي إرجاء إقفال مطمر الناعمة، الأولى لمدة سنة، والثانية لمدة ستة أشهر، انتهت قبل أيام قليلة، في 17 تموز الجاري، وفي المرتين، وعلى مدى ثمانية عشر شهراً، لم تفِ الإدارات المعنية، وخاصة وزارة البيئة، بوعودها بإيجاد الحلول والأماكن البديلة لمطمر الناعمة! الطريف في أزمة النفايات اللبنانية، أنه في الوقت الذي تتعامل فيه الدول المتحضرة مع النفايات الصلبة كمصدر لتوليد الطاقة، وإنتاج الأسمدة المفيدة للزراعة، ما زال المسؤولون في بلد الإشعاع والنور، يُعامِلون النفايات كمسبب لتلويث البيئة، وإفساد المياه الجوفية، في المناطق المحيطة بالمطامر، من دون الالتفات إلى الحلول الحديثة والمتطوّرة، والتي تقضي بإنشاء المَعامِل والمحارق التي تحوّل أطنان الزبالة إلى مصادر لتوليد الطاقة الكهربائية بأرخص الأثمان، والعمل على الاستغتاء عن الطمر في جوف الأرض، مع كل ما تشكله هذه العملية المتخلفة من أضرار جسيمة على البيئة، وعلى الحياة البشرية. ثمة شركات دولية أبدت استعدادها للدخول في عمليات معالجة النفايات وإنشاء معامل متطورة لتوليد الكهرباء منها، خاصة وأن البلد يُعاني من عجز مزمن في حسم أزمة الكهرباء! بلدية صيدا ضربت مثالاً ناجحاً في مسألة التخلص من النفايات وتحويلها إلى طاقة لإنارة الشوارع، ومع ذلك لم تحذُ البلديات الأخرى، ولا الإدارات المعنية حذو التجربة الصيداوية الرائدة، والتي ساهمت في إنهاء مأساة جبل النفايات في عاصمة الجنوب! في فيينا وستوكهولم، والعديد من العواصم الدولية الأخرى، توجد معامل معالجة النفايات إلى جانب المستشفيات والدور الحكومية المهمة، لأنها لا تشكّل أي خطر على تلوث الهواء!أما في بيروت، فثمة من لا يتورّع عن طمر شوارعها بالنفايات، حتى يحصل على حصته من «الزبالة»!

 

ثقافة “إنتو مين؟” التدميرية: تقديس الذات وشيطنة الآخر

علي الأمين/جنوبية/الخميس، 23 يوليو 2015  

صناعة القسمة والتفتيت تقوى حين تتخذ بعداً دينياً. وصناعة الوحدة والتفاعل وقبول الآخر تتطلب فكرا ومشروعا قابلا للشراكة والتعديل والتطوير والتحديث. وهذا يتنافى مع الايديولوجيا، التي تنبذ الحقيقة السياسية في المجتمعات والدول. بما هي نتيجة تفاعل بين افكار ومصالح محكومة لوحدة الشعب وتنوعه تحت مظلة الدولة والوطن.  يمكن القول بثقة إن ثقافة “إنتو مين؟” تودي بلبنان الى مزيد من الانهيارات رغم ارتفاع شارات النصر. ذلك أن هذه الثقافة التي تزدري الآخر، تذهب الى حدّ عدم الاعتراف بوجوده، وتنطوي على ادّعاء المعرفة الكاملة، والتي تقارب الألوهة، إن لم تدعها. ليس في ثنايا هذه الثقافة ما ينطوي على ميل إلى الاكتمال بالآخر سياسيا وثقافيا ووطنيا وقوميا وانسانيا. هي سمة الايديولوجيات الدينية وغير الدينية. الفارق في ما بينها ليس النوع، بل الكمّ، انطلاقا من ان متبني هذه الايديولوجيات يعتقدون ان الحقيقة الناجزة هي في ما يعتقدون به، وهذا أمر مشروع. لكن ما هو غير مشروع ومبرر الانطلاق من هذا الاعتقاد لتبرير فرضه على الآخرين بالقوة، واعتماد وسائل وآليات تترجم مقولة ان الغاية تبرر الوسيلة.

عندما يخاطب تنظيم داعش وأقرانه مناصريه وجمهوره، لا يقارب هذا الجمهور، المنصت الى خليفة الله على الأرض، الشك او الريبة مما يقول ويفعل. ليست مسيرة القتل ولا الحرق ولا الانتحار التي يمارسها الا وسائل من أجل هدف سام هو انشاء دولة الله على الأرض. في الأصل يتعامل اصحاب الايديولوجيات الدينية مع من يخالفهم في قناعاتهم بدونية. وفي الايديولوجيات الدينية تحديدا تساهم التربية الدينية، داخل مجتمعاتنا العربية والاسلامية، بتعميق هذا الشعور المرضي. هو الذي ينطلق من مفهوم الهداية، والذي يترجم، على المستوى الاجتماعي في معظم الأحيان، بنوع من الاستعلاء. تماما كما يحصل حين صعود الموجات الدينية في المجتمع. او بنوع من الانزواء عن المجتمع ورفضه او تكفيره حين تتراجع هذه الموجات. وفي الحالتين تساهم الايديولوجيات الدينية في تضخيم هذا الشعور لدى متبنيها، ليصبح هؤلاء اسرى خيار ازدراء الآخر “الضال” او تكفير المجتمع وتعنيفه. ودائما على قاعدة: “نحن اهل الهداية والايمان وهم الضالون او الكافرون”… والثنائيات في هذا المجال كثيرة.

“وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين”. لا تجد هذه الآية القرآنية مكانا لها في الايديولوجيات الدينية، لأنها تنطوي على إقرار باحتمال ان يكون اصحاب الايديولوجيات على خطأ في الوجهة او الرأي او السلوك. كما هو احتمال الصواب في ما يقولون. لكن الأهم ان الحقيقة او الصواب هما غاية مشتركة وشرطهما الآخر. لكن لا شك ان استخدام الآيات القرآنية في عالم الايديولوجيات الاسلامية يتسم بنزعة تذهب في كثير من الأحيان الى تحويل هذه الآيات الى وسائل تبرير الأفعال والسلوك، أيّا كان هذا الفعل والسلوك. يكفي ان نجد هذا التصادم بين ايديولوجيات إسلامية متقاربة ومتصارعة. لدى كل طرف ما يكفي ليبرر أمام أتباعه شرعية استعداء الطرف الآخر وقتله.

ثقافة “إنتو مين؟” كفيلة باستكمال تدمير الدول والمجتمعات، لأنها ثقافة تذهب بالمجتمع نحو تقديس الذات على حساب شيطنة الآخر، وتنطوي في احسن الأحوال على شعور بالشفقة على الآخر او اتهامه بالجهل وعدم الادراك. وهذه الثقافة هي التي توفر سبل تفتيت المجتمعات. اذ تبدأ، في نموذج الايديولوجيات الاسلامية، بتقسيم الناس بين مسلم وكافر. ولا تنتهي بتقسيم الجماعة المسلمة بين اسلام اصيل واسلام غير اصيل. بل تصل في التفتيت إلى ادلجة الاجتهادات المذهبية في داخل كل مذهب وتحويلها الى دين تقاس هداية الناس وصلاحهم على ميزانه. صناعة القسمة والتفتيت تقوى حين تتخذ بعداً دينياً. وصناعة الوحدة والتفاعل وقبول الآخر تتطلب فكرا ومشروعا قابلين للشراكة والتعديل والتطوير والتحديث. وهذا يتنافى مع الايديولوجيا، التي تنبذ الحقيقة السياسية في المجتمعات والدول، بما هي تفاعل بين افكار ومصالح محكومة لوحدة الشعب وتحت مظلة الدولة والوطن. ثقافة “إنتو مين؟” توهم اصحابها – هذا ان كانوا صادقين – بأنهم ظلّ الله على الأرض، والمهتدون على هذه الأرض، القابضون على حقيقة السياسة والاجتماع، الذين يحق لهم ما لا يحق لغيرهم. يتوهمون أنهم بذلك يحققون سعادة المجتمع وغايات وجوده. ولينظر كل منا حوله فسيرى دولاً تتهاوى ومجتمعات تتفتت وكلاً يتحصن في جعبة تكفير تكفيه عناء التفكير والتأمل.

 

انقسام مسيحي على الأولويات

جليل الهاشم/المستقبل/24 تموز/15

يسود حراك داخل الشارع المسيحي وأروقة قياداته السياسية على خلفية التصعيد الشعبوي العوني لجهة المطالبة بـ«حقوق المسيحيين»، خصوصاً ان هذا العنوان ما زال يمثل عائقاً نظرياً أمام تسهيل اجتماعات مجلس الوزراء والتئام جلسة تشريعية لمجلس النواب.

الانقسام المسيحي في شأن «حقوق المسيحيين»، يبدأ في الصرح البطريركي، حيث قالت أوساط كنسية إن موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي واضح، وهو أبلغ جميع الذين اتصلوا به مراجعين، إن لا حل لما يسمّى «حقوق المسيحيين» قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، هذا الامر يتقدم المطالب ويلغي ما عداها. وتضيف ان الراعي يصرّ على ملء الشغور الرئاسي قبل البحث في اي مطلب آخر، لان الرئيس هو الذي سيوقع اي مشروع إصلاحي من اي نوع، سواء كان للمسيحيين أو لغير المسيحيين، وتاليا قبل انتخاب الرئيس لن تكون هناك أي جدوى لأي بحث من أي نوع كان. وتضيف أن البطريرك الراعي لن يجاهر بأي موقف علني في وجه هذا الفريق المسيحي أو ذاك، خصوصاً أن المساعي التي يعوّل عليها غبطته لإخراج انتخابات الرئاسة من عنق الزجاجة، تعود الى مساعٍ دولية تضطلع بها فرنسا والفاتيكان، مشيرة الى أن فرنسا تعوّل كثيراً على المساعي التي سيبذلها وزير الخارجية لوران فابيوس في طهران أثناء زيارته لها في الأيام القليلة المقبلة، لإيجاد صيغة مقبولة لحل الأزمة الرئاسية.

في التيار «الوطني الحر»، الصورة ليست أيضاً وردية، بل إن النقاش يدور بين تيارين، الاول يعتبر ان إثارة موضوع «حقوق المسيحيين»، لا يتم بالصيغة التي يطرحها مؤخراً التيار الثاني، المتضرر من توقيع ورقة «إعلان النيات»، مع حزب «القوات اللبنانية».

ويجاهر الفريق الأول بأن الصبر والتأني ووضع جدول واضح للحوار مع «القوات» هو ما أوصل الى «إعلان النيات» في حين أن الحوار مع تيار «المستقبل» شابه الكثير من الغموض، والارتجال، ولذلك هو تعثر ويتعثر ولم يصل الى النهايات المطلوبة عونياً ووطنياً، ما أدى الى استدارة سياسية، وتفلت في الهجوم على تيار «المستقبل» ورئيسه، ونبش أوراق عفا عنها الزمن. ويضيف أنصار التيار الأول، أن تغطية فشل الحوار مع «المستقبل»، بمحاولة تهميش النائب ابراهيم كنعان، لحسابات عونية داخلية، وتسعير حدة الخلاف السياسي في البلاد، في هذه المرحلة الدقيقة، لن تؤدي سوى الى مزيد من الشرذمة سواء داخل التيار او خارجه. وتضيف، أنه إذا كانت ورقة «إعلان النيات» مع «القوات» غير مقبولة، من جمهور عوني، وبعض القيادات فالأجدى العمل على تطوير هذه الورقة، بدل العودة بعقارب الساعة الى الوراء. وفي سياق متصل عونياً، تشير مصادر قريبة من مدير مركز «ستاتيكتيس ليبانون» ربيع الهبر، أن الأخير رفض تكليف الجنرال عون له القيام باستطلاع رأي المسيحيين في شأن الزعيم الأقوى مسيحياً، مشيرة الى أن الهبر أبدى حرصاً على صدقيته المهنية، واشترط وجود شركة ثانية تعمل الى جانب شركته تكون مكلفة من قبل «القوات اللبنانية». وتضيف أن الهبر الذي يثق بعمله، يعتبر أن النتيجة مهما كانت ستلقى اعتراضاً من الطرف الآخر، وسيتم التشكيك بصدقية النتائج التي ستسفر عنها، وتالياً حرصاً على المهنية يجب ان تشترك شركة ثانية من قبل «القوات» وإلا فإن الهبر لن يجري الاستطلاع. على مقلب حزب «الكتائب اللبنانية»، تشير المعلومات الى أن الحزب حدّد موقفه منذ اليوم للشغور الرئاسي، وهو ما زال يصرّ على وضع عملية انتخاب رئيس في أول سلّم الأولويات، قبل البحث في أي مطلب آخر، وهو تالياً أقرب الى موقف البطريرك الراعي، مع مراعاة وجود ثلاثة وزراء من الحزب في الحكومة الحالية.

فالحزب يوازن بين مقتضيات العمل الحكومي من جهة وأولوية انتخاب الرئيس من جهة ثانية، من دون أن يُخضع الحزب أولوية انتخاب الرئيس للمساومات. النائب سليمان فرنجية، من جهته، يواصل انتقاد تسرع التيار العوني في تقليب الأولويات، وهو أبلغ جميع الموفدين من قبل التيار، أن سياستهم تعيد البلاد الى اللغة التي كانت سائدة في العام 1975، ليس هناك مسيحيون بسمنة إذا انتموا للتيار العوني، ومسيحيون بزيت إذا كانوا خارج التيار، فهذا المنطق ساد العام 1975، حين كان الهمّ المسيحي ينحصر في أولئك الذين يترددون على الصيفي، أما باقي المسيحيين فعليهم تدبّر أمورهم بأنفسهم. وأبلغ فرنجية موفدي الجنرال أن انتخاب الرئيس أولوية، و«حقوق المسيحيين» ليست حكراً على تعيين الجنرال شامل روكز قائداً للجيش، مع تأكيد فرنجية تأييده وصول روكز لقيادة الجيش، «ولكن أن يبقى الأمر محصوراً به من دون سواه، فهذا امتهان لكرامة المؤسسة العسكرية، بضباطها وعسكرييها، فهناك العديد من الضباط الذين يتمتعون بالكفاية اللازمة والمؤهلات التي تخولهم تولي قيادة الجيش التي يجب أن لا تشخصن الى هذه الدرجة».«القوات اللبنانية» من جهتها تعتبر أنها غير معنية بالشأن الحكومي، لأنها غير ممثلة بالحكومة، أما في شأن «حقوق المسيحيين»، فهي تركت الجنرال عون يتخبط منفرداً في الشارع، من دون أن توجه إليه لوماً أو عتباً، وفي المقابل أعلنت «القوات» أنها تتمسّك بشروطها لفتح دورة استثنائية لمجلس النواب لجهة تضمّن جدول الأعمال في أول بنوده، إقرار قانون للانتخابات واستعادة الجنسية.

 

حزب الله بعباءته الجديدة: إسرائيل ليست عدوّاً

عماد قميحة/جنوبية/23 يوليو 2015  

يبدو أنّ الإتفاق النووي جعل حزب الله يتخبط وحيدًا، ويحاول تفهم ما حصل لكي يتأقلم في الوضع الجديد. والجديد هو أن يتكيّف مع أن يعتاد على ما يخيط له الايراني من عباءة جديدة كبديل عن عباءة المقاومة، اسمها هذه المرة "محاربة الارهاب". فهل ستبقى إسرائيل "عدوّه"؟  دعك من تفاصيل النقاش السياسي، ومما طرأ على مسيرة حزب الله في السنوات الأخيرة من تحول استراتيجي، على الاقل في نظر جمهور واسع يمتد على مساحة العالمين العربي والاسلامي. فالحديث عن هذا التحول لم يأت من فراغ ولا لمجرد التحامل وإنما فرضته سلوكيات ميدانية. فقد تحول حزب الله من حزب مجاهد يقاوم الاحتلال الاسرائيلي كونه محتلاً وعدوًا مغتصبًا لأراض لبنانية، لا كون هذا العدو يشكل حجر عثرة أمام المصالح الايرانية في المنطقة. فالفارق واضح تمامًا بين الخلفيتين، فإسرائيل العدو للبنان والعرب هي ليست نفسها إسرائيل عدوة المصالح الايرانية. لأن التلازم بين الأمرين ليس سرمديًا، والثابت في الحالة الاولى هو غيره في الحالة الثانية التي يكون فيها محكومًا فقط لقاعدة المصالح. حيث لا ديمومة واستمرار في عالم مصالح الدول، وإن مساحة التقاطع الايجابي بالعداء لاسرائيل بين “المقاومة” من جهة وإيران من جهة أخرى، قد تضيق بلحظة مصلحية ترى فيها إيران أن مصالحها الآن قد لا تستوجب حالة العداء لاسرائيل. هذا إن لم نقل أن المهادنة والمجاراة لها قد تكون هي الوسيلة التي تراها إيران انجح لتأمين مصالحها. فحزب الله قد نجح طيلة الفترة الماضية باللعب على تلك المساحة المشتركة من العداء الايراني واللبناني العربي لاسرائيل، واستفاد منها ليقدم نفسه على أنه حزب مقاوم مدعوم إيرانيا، واستطاع أن يحقق إنجازات لا يمكن لذي عينين أن ينكرها له، ليس أقلها تحرير جنوب لبنان، والمساهمة في دعم حركات المقاومة بالداخل الفلسطيني كالجهاد وحماس.

يمكن ترى إيران أن مصالحها الآن قد لا تستوجب حالة العداء لاسرائيل

كما أنّه نجح إلى حدّ كبير باستمرار التلطّي خلف تاريخه المقاوم، حتّى وهو يدافع عن المصالح الايرانية بالمنطقة، وعند السعي لتحقيق مكاسبه الحزبية والسياسية التي يعمل عليها من أجل تقوية حضوره وبالتالي الحضور الايران عبر استعمال يافطة المقاومة والعداء لاسرائيل وخلفها اميركا طبعا.

عباءة العداء لاسرائيل واميركا هي العباءة “المقدسة” التي يمكنها أن تستر خلفها اي موبقة

فصوت الجنوبي والشيعي والبقاعي والبيروتي في الانتخابات النيابية اللبنانية كان “رصاصة في جعبة مقاوم”، ومرشحّو حزب الله لأصغر مجلس بلدي إنما هم “مقاومون” في مقابل أي لائحة أخرى تحتوي على آخرين يتحولون إلى مجرد “عملاء” حتماً. حتّى وإن كان من ضمن هؤلاء من هو خارج للتو من السجون الاسرائيلية كما جرى مع المناضل الشيوعي أنور ياسين، وكذلك هي الحال مع خصومه السياسيين. فكان يكتفي ببساطة أن يقدمهم على أنهم يريدون شرًا بالمقاومة أو بواحدة من ادواتها كشبكة الاتصالات ليصبح مباحا له أن يتجاوز كل الدساتير والنظم اللبنانية من أجل اسقاطهم وحتى نفيهم خارج البلاد.

غير المعلوم كيف سيبدو حزب الله شكله الجديد بعباءته الجديدة

بقى حزب الله طيلة هذه السنوات يمارس دوره الطبيعي كرأس حربة بالدفاع عن المصالح الايرانية، متدثرا بعباءة العداء لاسرائيل واميركا، هذه العباءة “المقدسة” التي يمكنها أن تستر خلفها اي موبقة مهما كبر حجمها واشتد وقعها، من معامل الكبتاغون مرورا بالاتجار بالادوية المزورة، واجتياح بيروت ووصولا حتى المشاركة بالقتال الى جانب نظام بشار الاسد.

الاتفاق النووي

أمّا وقد جاءت لحظة الحقيقة، ونًزع عن أكتاف الحزب رداء العداء لاميركا ومن خلفها طبعًا ربيبتها اسرائيل، وصار لأي حديث عن مناهضة المشروع الاميركي بالمنطقة من قبل المحور الايراني هو اقرب ما يكون لمزحة سمجة بعد التوقيع على الاتفاق بين ايران والغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الاميركية… فإنّ هذا التوقيع جعل من حزب الله فجأة وحيدًا في مساحة مكشوفة تحت الشمس، وأمام عيون العالم. في وقت يحاول جاهدًا أن يعتاد على ما يخيط له الايراني من عباءة جديدة كبديل عن عباءة المقاومة، اسمها هذه المرة “محاربة الارهاب“، فإن كنا اعتدنا على حزب الله بعباءة المقاومة الجميلة والرائعة، فمن غير المعلوم كيف سيبدو شكله الجديد بعباءته الجديدة.

 

أيها اللبنانيون اعملوا لبلدكم

سعود السمكة/السياسة/24 تموز/15

لا شك ان معظم ابناء المجتمعات الخليجية يحبون لبنان رغم ما عاناه ويعانيه من ازمات حادة ومتلاحقة على مدى اربعة عقود منذ بدأت تلك الحرب الملعونة وانجبت هذه الحزمة من الازمات والتي كل واحدة منها تشكل وحدها عبارة عن قنبلة موقوتة, الا ان لبنان رغم كل ما فيه من اوجاع مؤلمة فانه يصر على استقراره في استثنائيته التاريخية في الفرح والحزن في الحرب والسلم حتى على صعيد موقعه في التاريخ, فهو ايضا استثنائي… فتجده حاضرا في قلب الالفية الثالثة وهي الالفية التي ادخلت المجتمع البشري الى عالم الحداثة “بوتيرته” المتسارعة حيث يتم فيه اختزال الزمن في عملية تفعيل ابداعات الحداثة المعرفية الا انه واقعيا غائب عن ابداعات القرن الحالي, بل غدا بعيدا حتى عن القرن السادس عشر حين قام العالم الالماني فون جيركه باختراع الكهرباء عام 1681 وتبعه العالم الاميركي توماس اديسون عام 1880 باختراع المصباح الكهربائي فلبنان ومنذ بدأت الحرب الملعونة في ابريل عام 1975 وهو يعيش في حالة خصام مع الكهرباء وبقية الخدمات الحياتية التي اصبحت تنجز اليوم في معظم دول العالم وفق آخر صيحات الحداثة.

لبنان كان قبل تلك الحرب الملعونة متميزا باستثنائيته على كل الصعد فقد كان البلد العربي الوحيد الذي يشكل متنفسا للمظلومين والمحرومين من حقوقهم السياسة من ابناء الوطن العربي من المحيط الى الخليج, ولبنان قبل تلك الحرب الملعونة كان يرفع راية الفخر لما يتميز به من لحمة وحميمية في التعايش السلمي بين الطوائف والمتعدد الديانات والمذاهب, ولبنان قبل تلك الحرب الملعونة كان منارة للحرية والديمقراطية ومدرسة كبيرة لصناعة الفن والثقافة والادب والمهنية الصحافية التي تتميز بحرفية غاية في المهارة وكان المستوى المعيشي للفرد اللبناني يعتبر في تلك الفترة فوق المتوسط. اربعون سنة مضت على تلك الحرب الملعونة وما زال لبنان يعيش حالة تقهقر وانحدار على كل المستويات رغم ما يحتويه من ثروات متعددة الا ان هناك اصرارا عجيبا على الجلوس والنحيب وندب الحظ لماذا? لا احد يعرف الجواب!

تارة هناك من يقول: اسرائيل, وهناك من يقول: الحرب في سورية! طيب والحل, هل يبقى لبنان يعيش في حالة من البؤس والهلع الى ابد الابدين? لبنان فيه طبيعة خلابة مزدوجة المناخ صيفا وشتاء, لبنان مستودع آثار قابع في اعماق التاريخ, شعب يملك حيوية متميزة في الاستثمار وصناعة السياحة, مجتمع مل من التقسيمات الاجتماعية والابعاد الطائفية والدينية والمذهبية واصبح يتشوق لطبيعته التاريخية وحياة الالفة والتسامح والتعايش السلمي. لبنان يريد الخلاص من حالة التلكؤ والمراوحة التي يعيشها اليوم ووصفة الخلاص ليست في الخارج كما يتوهم البعض, وحتى لو صح هذا الوهم الا ان الطبيب لا يستطيع علاج المريض اذا كان هذا المريض غير مهتم بصحته! اذا الحل من الداخل ليبدأ اللبنانيون بمساعدة انفسهم ولتأت حكومة تتحلى بالعمل الجاد وتملك ارادة العمل المنتج وليتحمل رؤساء الاحزاب مسؤوليتهم الوطنية ازاء وطنهم, ساعتها سوف يظهر لبنان ابداعاته وسوف تتشابك سواعد ابنائه الشباب بوحدتهم الوطنية وسوف يرفعون قواعد البيت ويثبتون اساسته لتدور عجلة الاستثمار وتتتفتح ازهار السياحة ويعود للبنان حيويته وضياؤه, فقط: “اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” (صدق الله العظيم). آخر العمود: قبل ستة اشهر كتبنا في هذه الزاوية نشيد بالخطوة التي اتخذها معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد بترقية اللواء عصام النهام الى منصب وكيل مساعد في جهاز امن الدولة وقلنا ان مثل هذه الترقية للواء عصام انما هي تعبير عن النهج الجديد الذي اخد يتبعه معالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد في رفع الكفاءات الى المناصب القيادية وقلنا ان اللواء النهام مشهود له بالسلوك الامني الراقي وبالمهنية المتميزة ولم يمض على تسلمه المنصب ستة اشهر إلا وصاحب السمو حفظه الله ورعاه يقلده وسام “ذو الرصيعة” تكريما له على ما بذله من جهد استثنائي وسرعة قياسية في القاء القبض على الجناة الذين ارتكبوا جريمة مسجد الامام الصادق وان هذا التكريم من سمو الامير هو ارفع اضاءة وشهادة على حسن اختيار معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد للواء النهام الذي تميز بمهنيته الاستثنائية.

 

ماذا يجري في لبنان؟

نديم قطيش /المدن/الخميس 23/07/2015 

في فيلم حروب صغيرة للراحل مارون بغداد، يحذر مقاتل رهينته من محاولة الهرب من السجن، وألا ينخدع بالهدوء المحيط بمكان إحتجازه. وليقنعه بزيف المشهد حوله، يحرر، على مرأى منه، حصاناً، ينطلق من مكان الإحتجاز بإتجاه الخارج، وما إن يعبر الى بقعة مفتوحة على الأبنية المحيطة حتى ترديه رصاصة قناص، يتردد صداها في الأفق. ينظر، حينها، المقاتل الى رهينته ويقول له "إنها بيروت. لا تثق بما تراه عيناك"!! ونحن أيضاً، كحال هذه الرهينة. علينا ألا نثق بما تراه عيوننا في بيروت. فالمشهد مشهد نفايات، وروائح صفقات، ماضية وآتية. لكن الحقيقة في مكان آخر. والمشهد من زاوية ثانية، مشهد صلاحيات وحسن إدارة وتمثيل. لكن أيضاً الحقيقة في مكان آخر. الأزمة المثارة حول جلسات مجلس الوزراء، وآلية عمل المجلس وطريقة وضع جدول الأعمال ومناقشة بنود من خارجه، والتي يتصدرها وزراء الجنرال ميشال عون، هي في الواقع أزمة-قناع لأزمة أعمق. الصدارة العونية لمشهد الأزمة هي صدارة بالوكالة عن حزب الله الذي يخوض معركة دقيقة في قلب النظام اللبناني. ففي الوقت الذي يحتاج فيه حزب الله، لبقاء الحكومة وإستمرار عملها كضمانة أخيرة للإستقرار الهش في لبنان، يثابر، عبر عون ووزرائه، على نعي النظام وقدرته على الإيفاء بمتطلبات الشراكة الوطنية وفق معادلة الطائف. يبقي حزب الله هيكل النظام ويوكل الى عون تفريغه من الداخل، فيصيب عصفورين بحجر. لا يعرض لبنان للإهتزاز، كغرفة عمليات خلفية، تسند مجهوده الحربي في سوريا وغير سوريا، ولا يسمح للنظام بالإقلاع كأن شيئاً لم يكن في سوريا. النقاش في آلية مجلس الوزراء هو نقاش في صلب النظام السياسي اللبناني وإختلاف عميق عليه وعلى شكله وبنتيه وعلى منطق الشراكة الطوائفية فيه. وما طرح الفدرالية عبر الجنرال عون، بما يخاطبه هذا الطرح من رغبات كامنة ومعلنة عند أفرقاء مسيحيين آخرين، سوى نوع من الطلقات التحذيرية التي، يُسرّ لها حزب الله. فهو، وإن كان غير متحمس للفدرالية، كما عبّر وحليفه الوزير سليمان فرنجية، الا أن الطرح بذاته يخدم الفكرة التي دأب عليها حزب الله منذ العام 2005، وهي التأكيد الدائم على وجود خلل في ميزان الشراكة في البلاد. هذا في الحد الأقصى، وهو حد تغيير النظام وتجاوزه الى ما بعد الطائف بعد الضربة الموجعة التي حققها إتفاق الدوحة بإدخاله "مراسيم تطبيقية" خاصة في الدوحة ألحقت بالنص الاساسي وهو الدستور، وكان من بينها حصول الشيعية السياسية على الثلث المعطل في قرار السلطة التنفيذية. أما في الحد الأدني، فتوفر الطروحات العونية، أكان طرح الفدرالية أم المجاهرة الصافية بأزمة الشراكة، بما تفرزه من نتائج تعطيلية، عدة شغل إضافية لحزب الله للإستمرار في أخذ البلاد رهينة، تبقى بتصرف لعبة شد الحبال بين السعودية وإيران وحسابات المنازلة والتسوية في الإقليم. يختبئ حزب الله خلف عون، ويخوض به، وبهواجسه، معركته داخل النظام السياسي، ومعركة إيران في توازنات المنطقة، وفي الأثناء يدعو له بالصحة وطول العمر