المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 تموز/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.july25.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى23/من01حتى12/على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

سفر أعمال الرسل28/من24حتى32/20/من17حتى35/علينا أن نتعب لِكَي نُسْعِفَ ٱلضُّعَفَاء، مُتَذَكِّرينَ كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلَّذِي هُوَ نَفْسُهُ قال: «إِنَّ ٱلعَطاءَ أَعْظَمُ غِبْطَةً مِنَ ٱلأَخْذ

 

عنوان تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

ملاحظات إيجابية على مقابلة العماد عون مع مرسال غانم وضرورة التوبة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قتيل جديد لـ”حزب الله” في معارك الزبداني

آلية العمل والنفايات حجبت الاتصالات الرئاسية فرنسا تُحيي مساعيها لحلحلة العُقد/ خليل فليحان/النهار

جعجع لـ”المدن”: أتوقع تصعيداً إيرانياً على جميع الجبهات

وفاة مواطن من عربصاليم نتيجة اصابته بطلق ناري

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 24/7/2015

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة 24 تموز 2015

لقاءات جعجع مع القيادة السعودية ومشاوراته مع الحريري: لا حلحلة رئاسياً وممنوع هزّ الاستقرار في لبنان

مصير العسكريين المخطوفين بيد "حزب الله"

سلام استمع من سفير ايران الى شرح عن الاتفاق النووي شبطيني:طلبت تكليف أشخاص لدرس معنى كلمة الوكالة وفحواها

"الوطن" القطرية: لبنان دخل مرحلــة جديدة سقف تحرّك "حزب الله" سيكون فرط الحكومة

الحكومة على مفترق طرق الثلثاء: اعـادة احياء او جنازة

اتصالات ربع الساعة الاخيرة تنتظر عودة بري وسلام يتريث

الراعي لمرشح مقبول من الاخرين وازمة النفايات على حاله

الاحرار: لمرشح رئاسي توافقي يلتقي حوله 8 و 14 آذار

جعجع بحث والسفير الالماني الاوضاع في لبنان والمنطقة

وزير الاعلام زار سلام متضامنا: أخشى أن يتخذ قرارا صعبا يحافظ ربما على هيبة الحكومة وعلى كرامته

ريفي لـ”السياسة”: ليس مسموحاً تفجير آخر رئة تنفس في لبنان

اتصالات ربع الساعة الأخير تنتظر عودة بري وسلام يتريث والحكومة اللبنانية على مفترق طرق الثلاثاء: إعادة إحياء أو جنازة

المرعبي زار وحبيش وزير الداخلية: لن يحصل شيء بشأن رمي النفايات الا برضى اهالي عكار وما قيل عن عنتريات أمنية غير وارد

قهوجي استقبل مجدلاني ونصري خوري

الحناوي: لا انتمي إلا الى كتلة سليمان وألتزم قرارها

فتحعلي بعد لقائه عون: رسالة الاتفاق النووي الأساسية المحبة والسلام بين جميع شعوب المنطقة

ضغط خارجي وحاجة محلية فرملا استقالــــــة سلام واهتزاز الاستقرار السياسي يعرض الامني والاقتصادي للخطر

منافذ في جدار الدورة الاستثنائية تتيح توقيع المرسوم حكوميا ومساع حثيثة لصيغة وسطية تؤمن الضمانات وتبدد الهواجس

فريد الخازن: اذا استمرت الممارسة على حالها فسيتحملون مسؤولية تعطيل الحكومة

فريد الخازن:"لا نية لدينا بفرط الحكومة والمطلوب العودة الـــــــى الآلية الدستورية"/كلام مقبل استفــــــــزازي وكيدي ولن نقبل بالتمييز في طريقة التعامل

درباس: سلام اعطى فرصة للاتصالات لاحياء الحكومة او التحضير لجنازتهـا

معمل معالجة النفايات الصلبة في صيـــــدا نموذج يحتذى/زنتوت: لا ينتج اي تلوث ويفرز مواد غير عضوية تولد الطاقة

حوري: نضغط لايجاد حلّ لنفايات العاصمة

جنبلاط: التعرّض لقيــــادة الجيش غير مفيــــد والحفاظ على الاستقرار يفوق بأهميته الاعتبارات الأخرى

"تراجع سعـر الأونصة عالمياً يخفض قيمة احتياطي الذهب محلياً"/وزني: اليورو سيبقى ضعيفاً لمصلحة فاتورة الاستيراد من أوروبا

يوحنا العاشر للانطاكيين في أميركا الشمالية وكندا: لا نهاب الشهـــــــادة في كل زمان ومكان

وزير الداخلية عرض مع المرعبي وحبيش وشبيب أزمة النفايات سفير مصر: مكافحة الارهاب بالتعاون الاقليمي

الرابطة المارونية نظمت مؤتمر "مسيحيو الشرق" الراعي: ليعين كل فريق مرشحا لقيادة الدولة يقبله الآخرون لا انتظار القرار من الخارج

الاب سابا والخوري مخلوف تفقدا مزار مار شربل في بقرقاشا: لا علامات لرشح زيت أو ماء في تمثال القديس

مؤتمر عن مسيحيي الشرق في الولايات المتحدة ومطالبة بمحاربة الإرهاب وتعويض العائلات المنكوبة

قبلان: لانتخاب رئيس جمهورية عند حسن ظن الجميع ويجمع ولا يفرق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ضاحي خلفان: مشعل أخطر على الفلسطينيين من نتانياهوتركيا شنت غارات على مواقع لـ "داعش" واعتقلت نحو 300 في حملة مداهمات واسعة

اتفاق بين واشنطن وأنقرة على فرض منطقة حظر طيران فوق سورية

حاكما ولايتين في نيجيريا: بوكو حرام ما زالت تحتل مناطق في شمال شرق البلاد

وزير الدفاع الاميركي التقى رئيس اقليم كردستان العراق

البنتاغون: مقتل قيادي في القاعدة بغارة أميركية في أفغانستان

"غارديان": إيران تنشد التحدث إلى جيرانها

العربي الجديد : المعارضة تتقدم بإدلب والنظام يشتبك مع القوات الكردية بالحسكة

كيري يحذر إسرائيل من ارتكاب “خطأ جسيم” باللجوء إلى الخيار العسكري المنفرد ضد إيران

الجمهوريون اتهموه بالتعرض لـ"السلب" و"الخداع" من قبل طهران

انتفاضة بحرينية واسعة غير مسبوقة ضد التدخلات الإيرانية الخطيرة

وزير الداخلية البحرينية: طهران تصدر إلينا ثقافة الإرهاب ولا مكان في المملكة للولاء المزدوج

منظمة العفو الدولية تندد بموجة الإعدامات في إيران

وزير الخارجية الإيطالي في إيران الشهر المقبل/هولاند يطلب من روحاني المساهمة في تسوية أزمات الشرق الأوسط

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله" صار شيخ صلح/احمد عياش/النهار

بعد الزبداني.. «حزب الله» يتنقل بين جبهات الانتحار/علي الحسيني/المستقبل

روائح الاحتمالات التصعيدية تسابق جلسة الحكومة/باسمة عطوي/المستقبل

تطوّرات اليمن ناقضت التوقّعات المتسّرعة تمرير النووي يرفع سقوف حلفاء أميركا/روزانا بومنصف/النهار

الله ليس قاتلاً/عقل العويط/النهار

السفير التركي لـ"النهار": الاتفاق النووي "خطوة إلى الأمام" لا تفاهمات جانبية مع إيران ونتمنّى آثاراً إيجابية على لبنان/ريتا صفير/النهار

سليمان فرنجية استقبل قهوجي وابرهيم على الغداء نكاية بعون؟/سهى جفّال/جنوبية

حزب الله" يواجه "أسطورة" الزبداني/منير الربيع/المدن

عصابات العراق الطائفية في حالة جنون؟/داود البصري/السياسة

نفايات بيروت... أو أن تلفظ الأطراف عاصمتها/بيسان الشيخ/الحياة

مساعي «تجار العقوبات» للتعويض عن «الانتصار»/وليد شقير/الحياة

لماذا قطع «داعش» علاقته بتركيا؟/سليم نصار/الحياة

تفويض إيران أمر العرب!؟/حازم صاغية/الحياة

طوابير المهرولين إلى طهران: هذا هو الموجز وهاكم التفاصيل!/عادل مالك/الحياة

لنقود إيران إلى حارة ضيقة اسمها الديموقراطية/جمال خاشقجي/الحياة

لنقود إيران إلى حارة ضيقة اسمها الديموقراطية/جمال خاشقجي/الحياة

ااتفاق الإيراني وتغير قواعد اللعبة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

داعش» ومعركة الاسم/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لعبة البدائل التراجيدية/بول شاوول/المستقبل

مصر والثورات.. والإعلام/أسعد حيدر/المستقبل

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى23/من01حتى12/على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

"كَلَّمَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وتَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا. فَهُم يَقُولُونَ ولا يَعْمَلُون. إِنَّهُم يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَة، ويَضَعُونَها عَلى أَكْتَافِ النَّاس، وهُم لا يُرِيْدُون أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبَعِهِم.

وجَمِيْعُ أَعْمَالِهِم يَعْمَلُونَها لِيَرَاهُمُ النَّاس: يُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُم، ويُطَوِّلُونَ أَطْرَافَ ثِيَابِهِم، ويُحِبُّونَ مَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، وصُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، والتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات، وأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ : رَابِّي! أَمَّا أَنْتُم فلا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ: رَابِّي! لأَنَّ مُعَلِّمَكُم وَاحِد، وَأَنْتُم جَمِيعُكُم إِخْوَة. ولا تَدْعُوا لَكُم على الأَرْضِ أَبًا، لأَنَّ أَبَاكُم وَاحِد، وهُوَ الآبُ السَّمَاوِيّ. ولا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ مُدَبِّرين، لأَنَّ مُدَبِّرَكُم وَاحِد، وهُوَ المَسِيح. وَلْيَكُنِ الأَعْظَمُ بَينَكُم خَادِمًا لَكُم."فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يُوَاضَع، ومَنْ يُوَاضِعْ نَفْسَهُ يُرْفَع."

 

سفر أعمال الرسل28/من24حتى32/20/من17حتى35/علينا أن نتعب لِكَي نُسْعِفَ ٱلضُّعَفَاء، مُتَذَكِّرينَ كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلَّذِي هُوَ نَفْسُهُ قال: «إِنَّ ٱلعَطاءَ أَعْظَمُ غِبْطَةً مِنَ ٱلأَخْذ

يا إِخوتي، مِنْ مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ بُولُسُ إِلى أَفَسُسَ يَسْتَدْعي كَهَنَةَ ٱلكَنِيسَة. ولَمَّا قَدِمُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ تَعَامَلْتُ دَائِمًا مَعَكُم، مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ دَخَلْتُ فِيهِ آسِيَا. فَقَدْ خَدَمْتُ ٱلرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُع، وَبِدُمُوع، وَبِمِحَنٍ لَقِيتُهَا مِنْ مَكَايِدِ ٱليَهُود. ومَا تَهَاوَنْتُ بِأَمْرٍ نَافِعٍ لَكُم، فَكُنْتُ أُبَشِّرُكُم وأُعَلِّمُكُم عَلانِيَةً وفي ٱلبُيُوت، وأُنَاشِدُ ٱليَهُودَ وٱليُونَانِيِّينَ أَنْ يَتُوبُوا إِلى ٱلله، وَيُؤْمِنُوا بِرَبِّنا يَسُوع. وهَا أَنَا ٱلآنَ أَسِيرٌ بِٱلرُّوح، مَاضٍ إِلى أُورَشَلِيم، جَاهِلٌ مَا سَيَحْدُثُ لي فِيها، غَيْرَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلقُدُسَ يُنْذِرُني، في كُلِّ مَدِينَة، أَنَّ سَلاسِلَ وشَدائِدَ تَنْتَظِرُني! لكنِّي لا أُبَالي بِحَيَاتي، ولا قِيمَةَ لَهَا عِنْدِي، سِوَى أَنْ أُتِمَّ شَوْطِي، وٱلخِدْمَةَ ٱلَّتِي وَكَلَهَا إِلَيَّ ٱلرَّبُّ يَسُوع، وهيَ أَنْ أَشْهَدَ لإِنْجِيلِ نِعْمَةِ ٱلله. فَٱهْتَمُّوا بِأَنْفُسِكُم، وَبِكُلِّ ٱلقَطِيعِ ٱلَّذِي أَقَامَكُمُ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُسُ عَلَيْهِ أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوا كَنِيسَةَ ٱللهِ ٱلَّتي ٱقْتَنَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ يَسُوع. والآنَ أَسْتَودِعُكُمْ لله، وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ القَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُم وتُعْطِيَكُم مِيراثًا معَ جَميعِ ٱلمُقَدَّسِين. وَأَرَيْتُكُم دَائِمًا كَيْفَ يَنْبَغي أَنْ نَتْعَبَ لِكَي نُسْعِفَ ٱلضُّعَفَاء، مُتَذَكِّرينَ كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلَّذِي هُوَ نَفْسُهُ قال: «إِنَّ ٱلعَطاءَ أَعْظَمُ غِبْطَةً مِنَ ٱلأَخْذ».

 

تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

ملاحظات إيجابية على مقابلة العماد عون مع مرسال غانم وضرورة التوبة

الياس بجاني/24 تموز/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/07/24/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%B8%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84/

كوننا من المتابعين عن قرب لممارسات وخطاب وتحالفات العماد ميشال عون منذ العام 1988، كما لسقطاته وهرطقاته وكل أعراض جنوحه “المرّضية” عن قيم الإيمان والمنطق والسيادة والاستقلال، وأيضاً لغربته القاتلة عن كل ما هو احترام لعقول وذكاء وتاريخ الآخرين، وكفرة بكل ما هو وفاء “وبقوة”، وغرقه في أوحال النرسيسية والأوهام، إضافة إلى كل مركبات الحقد والاندفاعات الغوغائية التي لا يحسب نتائجها وعواقبها على الغير. في سياق كل هذا لنا بعض الملاحظات الإيجابية نوعاً ما على مقابلته يوم أمس مع مرسال غانم، وهي:

1- كان الرجل طوال المقابلة مرتاحاً وهادئاً ومبتسماً ولم يتلعثم في الأجوبة، وهذه صفات كنا نعرفها جيداً في الرجل قبل أن يبيع نفسه للإيراني والسوري ويتخلى عن كل ماضيه ويغرق في أوحال عبادة السلطة والمال. هذا يعني كما نستنتج بالتحليل الافتراضي أن الرجل ربما بدأ بالخروج من نفق الأوهام والهلوسات، وقد يكون في طريقه لاستعمال الوزنات القيادية الكثيرة التي وهبها الله له لغير الأذية والتدمير وتشويه الحقائق وتسميم العقول.

2- تميزت أجوبته ببعض الواقعية وبعودة فارقة وواضحة إلى العقل والحقائق والإمكانيات، وهو كان هجرها جميعاً وانسلخ عنها من منذ العام 2006 من خلال ممارسات وخطاب وتحالفات ومنطق مريض وغبي هي كلها خلطة ابليسية من الأوهام والهلوسات وعبادة تراب الأرض وعشق الأبواب الواسعة.

3- بدا ولو تلميحاً أنه مدرك لاستحالة وصوله لرئاسة الجمهورية، كما ظهر إدراكه إلى حقيقة كونه أداة، مجرد أداة رخيصة في خدمة محور الشر الإيراني والإرهابي. أداة استأجرها الملالي وهي مدفوعة الأثمان.

4-لكل شيء بداية ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وللوصول إلى الإيجابية المطلوبة من هذا المريض بفيرس السلطة وبكل عاهات قلة الإيمان وخور الرجاء والفسق الأخلاقي، عليه أن يتوب علناً ويؤدي الكفارت ويعتزل السياسة والشأن العام، ويقضي ما بقي له من عمر في الصلاة وفي تأدية الكفارات توبة واستغفاراً على ما ارتكبه من إجرام وأخطاء وخطايا مميتة بحق الموارنة تحديداً والمسيحيين عموماً. هذا الرجل هو عملياً مسيح دجال وقد شوه عقول وأفكار شبابنا المسيحي وقلب معايير الصح والغلط، والوطنية والعمالة، في دواخلهم، وضرب هويتنا الوطنية والقيمية، وعهر كل ثقافتنا وقيمنا المتوارثة منذ 7000 سنة، حتى بات البعض من شرائح مجتمعنا المسيحي يعبده ويسير خلفه كقطعان الأغنام دون بصر أو بصيرة. إن مرض ميشال عون القيمي والأخلاقي والوطني هو قاتل ومعدي وقد نحتاج لسنوات طويلة قبل اقتلاعه من عقول شبابنا.

5-من إيجابيات المقابلة أن عون اعترف ولو بخجل أنه متروك لوحده مسيحياً وليس من يقف معه غير أسياده الملالي في الضاحية الدويلة وفي طهران. أما قوله أنه متميز عن الآخرين فهذا هراء لأنه عملياً وواقعاً معاشاً هو تابع كلياً للملالي ولأدواتهم الإرهابية والعسكرية في لبنان ولا قرار حر لديه. كما أن كل النواب العصي عنده هم ودائع ولا يمون على أي منهم لأنهم يأتمرن بمن مولهم وعينهم نواباً بمن فيهم ابن أخته الآن عون الذي فشل مسيحياً في قضاء بعبدا ونجح بأصوات حزب الله. أما صهره البسيل ولأن لا حزب الله في البترون فهو فشل في دورتين متتاليتين ولم يصل إلى الندوة البرلمانية. أما قمة فشل عون وانكشافه فقد تمظهرت في المظاهرة الساقطة مؤخراً أمام السرايا الحكومية حيث لم يتمكن من جمع أكثر من 100 شاب مغرر بهم.

6- المنطق يقول إن عون انتهى سياسياً، وأن مسيرته منذ الآن وصاعداً ستكون في تراجع انحداري مستمر، أما مرضه في مجتمعنا المسيحي فباقي، وقد نحتاج لسنين طويلة قبل استئصاله من عقول شبابنا الذين غرر بهم ولعب على قلة وزناتهم وعلى ضحالة إيمانهم والرجاء.

في الخلاصة، إن كل ما على هذه الأرض باق عليها، ولن يأخذ أي إنسان مهما على شأنه أي شيء من ثرواتها يوم يسترد الله وديعة الحياة منه. يبقى أن لا شيء يدوم غير وجه الله، كما أن الشر دائماً إلى انكسار وزوال مهما تفشى واستفحل وتجبر وتكبر، في حين أن الخير هو الذي يبقى ويدوم لأن الله هو الخير والشيطان هو الشر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قتيل جديد لـ”حزب الله” في معارك الزبداني

وكالات/سقط قتيل جديد لـ”حزب الله” في معاركه الاخيرة في الزبداني في ريف دمشق ضد مقاتلي المعارضة السورية. والقتيل هو حمزة جعفر زلزلي (كرار) وهو من بلدة العباسية – صور. ولفتت المواقع الى ان كرار قضى خلال محاربة “مرتزقة التكفير والوهابية” وسيشيع في موعد يحدد لاحقاً.

 

آلية العمل والنفايات حجبت الاتصالات الرئاسية فرنسا تُحيي مساعيها لحلحلة العُقد

 خليل فليحان/النهار/25 تموز 2015

شكّك العارفون في الشأن الايراني، ولا سيما في العلاقات الفرنسية – الإيرانية، في أن تعطي طهران فابيوس بعد "التفاهمات" حول البرنامج النووي الايراني ما لم تعطه قبله للموفد الرئاسي جان فرنسوا جيرو لجهة المساعدة على انجاز الاستحقاق الرئاسي. وأتى هذا التوضيح قبيل ساعات معدودة من بدء زيارة المسؤول الفرنسي المقبلة اليوم السبت للعاصمة الإيرانية، وهي الاولى لوزير خارجية اوروبي بعد تلك التفاهمات. وكان الرئيس فرنسوا هولاند أبدى استعداده لاستئناف هذا التحرك على مستوى وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس خلال استقباله "رئيس اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط في قصر الاليزيه الاثنين الماضي وتداول معه بما يمكن القيام به لأقناع طهران، مع التذكير بأن جنبلاط له مرشحه ونواب يؤيدونه. كما ان وزير الخارجية لوران فابيوس ابلغ وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال استقباله له الخميس الماضي مدى تصميمه على معالجة هذا الاستحقاق مع الرئيس حسن روحاني وعزمه على طرح اسماء مرشحين، اضافة الى مواضيع ثنائية اخرى ذات طابع تسويقي للشركات.

يأتي هذا التحرك الفرنسي في غمرة الجدل الدستوري والقانوني الذي يثيره وزير غير متخصص بالقانون ويناقشه وزراء يجهلونه ايضا وسألت "النهار" عددا من الوزراء عن المدة المطلوبة لبت هذه المسألة، فأجابوا: يمكن الجزم بأنها لن تنتهي بجلسة او باثنتين وهي قابلة للتفرع أكثر، وهذا يعني استمرار التعطيل لعمل المجلس وان الرئيس سلام يتوقع المضي بها، مما جعله يلمح الى استقالته في جلسة الخميس، لانه يرفض التسليم بالحالة التعطيلية لتسيير شؤون الدولة والناس، وهناك وزراء يشجّعونه على هذه الخطوة وآخرون يعارضونها من اجل الحفاظ على الحد الادنى من المؤسسات، اضافة الى دول خارجية تمنت عليه صرف النظر عن ذلك حفاظا على كيان الدولة التي تتفكك، وقد تحولت الى تيارات سياسية تحاول فرض شعبيتها ووزنها على الدولة بأكملها باسم الدفاع عن الشركة والتساوي مع زعماء الطوائف الاخرى الممثلين بأوزان مؤيديهم. وأفادت مصادر سياسية ان المعطل الاول لمجلس الوزراء اصبح معروفا، ويبرر الدافع الى التعطيل رفضه التمديد للقادة الامنيين ووجوب تعيين قائد جديد للجيش الآن قبل انتهاء ولايته الممددة في 21 ايلول المقبل. ولا ننسى انه هو نفسه يعطل انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور هذا المركز الأساسي منذ اكثر من 420 يوما. وسأل سفير دولة كبرى بلاده العضو في "مجموعة الدعم الدولية للبنان" التي تشكلت في نيويورك لدعم استقرار لبنان السياسي والامني، من يمنع الجنرال ميشال عون من ابقاء الفراغ الرئاسي اسابيع وأشهرا؟ وأعرب عن خشيته أن يؤدي الموقف من آلية العمل داخل مجلس الوزراء الى استقالة سلام من حكومة لا تنتج، وذلك باسم الحفاظ على ما أوكل الى وزيري التيار من صلاحيات رئيس الجمهورية للمشاركة في تحديد موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء وجدول أعمالها ووقف هذا البند في حال احتجاج اكثر من مكونين أساسيين من أعضائها عليه. واضاف: "اذا كان الجنرال متمسكاً بموقفه انه هو الذي يجب ان يكون رئيس جمهورية المرحلة لأنه الأكثر تمثيلا في مجلس النواب، وشعبيا وهو رئيس التسوية، فكيف يهاجم تيار "المستقبل" ولا يوازن بين الدولتين الإقليميتين المتنافستين، ويمكن القول إنهما تتقاتلان في اليمن، ويمتدح قوة إيران وتفوقها العسكري والنووي ويعتبر السعودية ضده ولا تريده ان يصل الى قصر بعبدا؟ كما ان القائد نفسه يضع شرطا جديدا لتسهيل الانتخابات الرئاسية وهو وضع قانون جديد للانتخابات النيابية لينتخب الرئيس، ولا يأخذ في الاعتبار مواقف القوى السياسية الاخرى وحتى الحليفة له ويجاهر بأن مواقفه هذه مترابطة ولن يتنازل عن اي منها ولو بقي وحيدا من دون ان يكترث للحليف اذا اتخذ موقفا مضادا له. وتوقع في ظل هذه المعطيات ان تسوء الأمور وتكثر الانقسامات السياسية مع استحالة تأمين النصاب القانوني لعقد جلسة انتخابية الا بثلثي مجموع أعضاء المجلس.

 

جعجع لـ”المدن”: أتوقع تصعيداً إيرانياً على جميع الجبهات

المدن/24 تموز/15/من تلة معراب ينظر سمير جعجع الى المشهد السياسي العام في المنطقة. بغض النظر عن التفاصيل الداخلية المعلقة، يستهوي رئيس حزب “القوات اللبنانية” الحديث عن تطورات الشرق الأوسط وأبعد وصولاً الى موسكو وواشنطن. يغوص جعجع في تفاصيل اليمن، كما لو أنه سياسي يمني مخضرم. ينتقل بسرعة الى تطورات سوريا، ومعاركها، وموازين القوى فيها، وبينهما يعرج على لبنان المرتبط بالمنطقة. بين كل هذه الملفات تبرز شخصية جديدة لجعجع لا يعرفها كثر: جعجع السياسي الأبعد من معراب وجبل لبنان. فعلياً تبدو نظرة جعجع الى الداخل كذلك. بعد أن ترك شعارات الحرب السابقة وتلى مراراً فعل الندامة، إنتقل الى مفاهيم يبدو واثقاً منها ومن ضرورتها، وفي أولويتها: الدولة الديمقراطية والمؤسسات الشرعية والطائف. ذلك لا ينطبق وفق الزعيم المسيحي على الداخل اللبناني فقط، بل يتعداه الى المنطقة برمتها. يعمم شعاراته ويسقطها على الدول المحيطة بوصفها الوصفة الأنجع، للأكثريات كما الأقليات، بما أنه رافض لكل ما سوق في المرحلة الماضية من صراع بين أكثرية سنية وأقليات من طوائف أخرى. وحدها الشراكة بنظر جعجع يمكن أن تحمي المسيحيين في لبنان وسوريا والعراق.

خلف جعجع لا يزال شعار حملته الإنتخابية “الجمهورية القوية” حاضراً، بعد أن إنتقل من خانة “المرشح المستحيل” الى “المرشح الدائم”. وعلى الرغم من كل ما يحصل في لبنان، لا يزال متمسكاً بإمكانية تحقيق هذا الشعار، الذي تلتقي معه المملكة العربية السعودية التي استقبلته مؤخراً استقبال الرؤساء رافعة مشروع “قيام الدولة اللبنانية” وتحويله الى أفعال منها الهبات المقدمة للجيش اللبناني. من الزيارة – الحدث و”الجيدة جداً” ينطلق جعجع في حديثه لـ”المدن”. بالنسبة إليه هي إحدى الإشارات من المملكة على الإهتمام بلبنان وخصوصاً بقيام الدولة ودعم الإستقرار فيه. يكرر أنها تأتي في إطار التعارف عن كثب على الإدارة الجديدة، مشيراً إلى أنه جرى التركيز فيها على الشأن اللبناني بالإضافة إلى الجولة في الأفق الإقليمي.

لم تتغير النظرة السعودية بحسب جعجع إزاء سوريا، كل ما يحكى عن إمكانية إعادة تواصل مع بشار الأسد نتيجته صفر، يقول: “لا صحة على الإطلاق لذلك”، وعملياً “نظام الأسد غير موجود، ووضعه المجمد باق بفعل القوة الإيرانية، والخيار السعودي واضح لا تراجع عنه، أي دعم الشعب السوري وخياراته”. الحدث الدولي الأبرز أي الإتفاق النووي الإيراني، يضعه جعجع في سياقه الطبيعي، لا يريد تحميله أكثر مما يحتمل، لا سيما أنه لا يحمل أي ملاحق سياسية متعلقة بالمنطقة، وهو مرتبط بالمسألة النووية فقط، وتفاصيل التخصيب والمراقبة الدولية. من وجهة نظر جعجع لم يحمل الإتفاق لا هزيمة ولا إنتصار لإيران، لكن “النظام هناك لا يمكن أن يحتمل أي هزيمة وتركيبته تتطلب دوماً الإنتصار ولغة الإنتصارات”، لكن ما يقلقه هو “محاولة الإيراني التصعيد أكثر في المنطقة من أجل القول لشعبه وجمهوره بأنه ما زال قوياً ومشروعه موجوداً”.

في المرحلة المستقبلية يعتبر جعجع أنه سيكون لإيران إمكانيات مادية أكبر وعليه فإن الإتفاق سيؤدي إلى التصعيد في الشرق الأوسط، من أجل تحقيق المزيد من المكتسبات ومن الصعب المراهنة على تراخ إيراني في هذه المرحلة. وكغيره من السياسيين يعتبر أن لا سياسة أميركية واضحة في الشرق الأوسط، بل تردد في مكان ما، ويضيف: “يجب الفصل بين أميركا كقوة عظمى وهذه الإدارة الحالية التي تريد إنتزاع أمور معينة كما فعلت مع النووي”.

بالعودة الى السعودية من البوابة اليمنية، يعتبر جعجع أنه لا يمكن الإستهانة بالسعوديين ولا بالدول الخليجية، لكنهم يفضلون عدم استخام القوة إلّا في مكان الدفاع عن النفس كما جرى في اليمن، وغالباً يبحثون عن حلول سلمية، وهذا ما تمت ترجمته في إطلاق “عاصفة الحزم”، وبدء التحضير مع المقاومة الشعبية اليمنية لإستعادة الشرعية في اليمن، وأولى نتائجه ما حصل مؤخراً في عدن.

من اليمن وسوريا والسعودية وغيرها يعود جعجع الى لبنان. يشير إلى أن السعوديين سألوه عن الإستحقاق الرئاسي ومصيره، فقدّم وجهة نظره المتمثلة بأن إيران تمارس نفوذها في لبنان عبر نقاط قوتها المعتمدة على “حزب الله”، وهي لا تريد للدولة أن تكون قوية، لأنه بمقدار ما تكون الدولة ومؤسساتها ضعيفة يستفيد الحزب، ويبقى مسيطراً على القرار الإستراتيجي، ولذلك لا تريد إيران تسهيل الإنتخابات الرئاسية.

لكن ماذا عن الحراك الفرنسي إن كان الأفق مسدود إيرانياً؟ لا يتوقع جعجع تسهيلاً إيرانياً للإستحقاق الرئاسي وإن كان الحراك الدولي جدياً جداً، لكن في المقابل يستبعد أن تكون العرقلة الإيرانية مقدمة لنسف الطائف لأن “الأكثرية تريده ولا يمكن فعل شيء رغماً عن اللبنانيين”.

الحديث عن القوة الإيرانية في لبنان ونسف الطائف يقود تلقائياً الى أحداث 7 أيار وإتفاق الدوحة. يعتبر أنها “محطة مرحلية غير قابلة كي تعاد”، وهنا يستذكر حين وقع على الإتفاق ووضع بجانب توقيعه كلمة “بكلّ تحفظ”. ويقول: “كنت أتوقع ما سيجري في ما بعد وهذا ما حصل”، أما اليوم فالوضع تغيّر، وفق جعجع، ولا قدرة لـ”حزب الله” لـ”جرنا إلى ما لا نريده، لأن لبنان ليس اليمن، ولدينا الحد الأدنى من الدولة والمؤسسات، وعلى رأسها الجيش الذي استطاع حماية لبنان ووحدته ومواجهة أي اعتداء عليه”، وعليه يضع دعوته الى تشكيل لواء لأنصار الجيش في القرى البقاعية الحدودية في إطار “القتال بإمرة الجيش وليس لأهداف حزبية أو سياسية”.

برز جعجع في الفترة الأخيرة بشخصية سياسية جديدة. إبتكر مبادرات وأطلق حركة سياسية جديدة، تقاربَ مع خصمه التاريخي النائب ميشال عون، ليبدو مرتاحاً إلى أقصى الحدود لما قام به بالتوصل إلى ورقة إعلان النوايا، ويقول في هذا الإطار: “قمت بما يمليه عليّ ضميري للحفاظ على المسيحيين وحقوقهم وللحفاظ على الدولة وكل اللبنانيين فيها”.

العلاقة مع الحلفاء يختصرها جعجع بتعبير “جيدة جداً”. لايخفي أنهم يتفقون على أمور، ويختلفون “في مكان ما”، لكنهم وفق جعجع يتفقون في النهاية. يشير إلى الإتفاق على تشريع الضرورة، و”إعلان النوايا” خصوصاً مع تيار “المستقبل”، ليستدل بأن “الصراع في لبنان سياسي بحت، وليس مذهبياً”، ويرفض وضعه في سياق الصراع السني – المسيحي على الصعيد الحكومي، ويعتبر أن “المدخل إلى هذه الأزمة بالنسبة إليه هو بإنتخاب رئيس للجمهورية، وبإقرار قانون إنتخابي جديد وعادل”.

في الشق الحكومي أيضاً، لا يغفل جعجع الإشادة والتنويه بالرئيس تمام سلام وأدائه. يقول: “جاء تمام سلام في المرحلة التي يحتاج فيها لبنان إلى تمام سلام، لكن الرجل وصل إلى مكان وجد نفسه فيه مكبلاً”، ولذلك يتوقع بأن تعود الأمور إلى نصابها في جلسات مجلس الوزراء وهي تحتاج إلى بعض الوقت، وإلى جانبها لا يخفي أن سلام يتمسك جانباً بخيار الإستقالة لأنه يرفض العجز.

بين استقباله في السعودية، والوضع اللبناني المعلق، يفتخر جعجع بوقوفه ضد ما يسمى “حلف الأقليات”، يرى أنه بدعة من قبل محور 8 آذار الإقليمي، وتحديداً النظام السوري، الذي تعرض لمسيحيي لبنان واضطهدهم. وعلى عكس السائد يجزم جعجع أن الجو المسيحي العام أو الأكثرية ليست ميالة لهذا الحلف. وأكثر من ذلك لا يخفي أنه رأس حربة في مواجهة هذا المشروع خصوصاً أن “حماية الأقليات تبدأ بحماية الأكثريات، وقيام الدول الفعلية العادلة في الشرق بأنظمة ديمقراطية وحريات، تستوي فيها حقوق الجميع وواجباتهم”.

 

وفاة مواطن من عربصاليم نتيجة اصابته بطلق ناري

الجمعة 24 تموز 2015

وطنية -افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في النبطية سامر وهبي انه نقل مساء اليوم الى مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية المواطن ع.م.ظاهر /22عاما/ من بلدة عربصاليم الجنوبية مصاب بطلق ناري في صدره وما لبث ان فارق الحياة.ولم تعرف الاسباب حتى الان.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 24/7/2015

الجمعة 24 تموز 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ملف النفايات لن يقفل إلا بشركات عدة خلال شهر وبمطامر خلال أسبوعين وبحلول عاجلة للجمع والفرز والطمر الإستثنائي خلال أيام، وبيروت تستغيث والمستوعبات لم تعد مرئية بسبب تراكم تلال النفايات ووزير البيئة كثف تحركه لمعالجات سريعة في جزء منها ونهائية في الجزء الآخر، لكن هذا الأمر يصطدم بمعوقين:

- الأول رفض بعض المناطق طمر نفايات العاصمة

- والثاني تفتيش الشركات عن مكامن دفاتر الشروط وسط تأكيدات على شفافية عمل الوزارة المختصة.

ومن النفايات الى شكاوى عالية الصرخة حول الإنقطاع العشوائي للتيار الكهربائي. وسبب العطل في سبلين لا يبرر هذا الإنقطاع لفترات طويلة ومتوسطة في العاصمة أيضا في ظل الإستعدادات لموسم سياحي دخل بالفعل دون سياح.

سياسيا، أزمة آلية العمل في مجلس الوزراء متواصلة وتؤثر منذ الآن على أجواء جلسة الثلاثاء المقبل وسط شعور الرئيس تمام سلام بمرارة كونه يريد جلسات منتجة وبآلية عمل دستورية معروفة تقضي بإتخاذ القرارات لصالح الناس بالغالبية الوزارية في مقابل تمسك التيار الوطني الحر بالقرارات بإجماع الوزراء.

في الخارج سجل الآتي:

- نجاة وزير الداخلية الليبي مصطفى الدباشي من الإغتيال في تونس.

- دخول تركيا الحرب عند حدودها ضد داعش وقتل عناصر منه في عمليات داخل الأراضي السورية.

- احتدام المعارك في الزبداني من جراء هجمات مرتدة لمقاتلي المعارضة السورية.

- تقدم المقاتلين المناصرين للحكومة اليمنية بإتجاه قاعدة العند الإستراتيجية.

ماذا في تفاصيل أحداث المنطقة؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

خمسة ايام والنفايات تتكدس جبالا وصحة الناس على كف برميل، روائح تزكم الانوف وبكتيريا تتفشى ودخان ينبعث من قلب المزابل خطا سريعا الى رئات اللبنانيين. وزاد الطين بلة ارتفاع الحرارة التي لامست درجتها الاربعين مقابل انخفاض مستوى الاداء الرسمي العاجز حتى الان عن اقتراح حل لا مؤقت ولا جذري.

محاولات المعالجة تترنح بين جهد منفرد يقوم به الوزير محمد المشنوق وانتظار استنفاذ همة البلديات لاستيعاب نفايات بيروت بشكل مؤقت كما طلب منها اليوم وزير البيئة في اجتماع موسع عقد في الصيفي مع النائب سامي الجميل ورؤساء اتحاد البلديات في جبل لبنان.

اما سوريا غير المستقرة أمنيا فتجهد سياسيا واعلاميا على خط معالجة ازمتها واليوم احتضنت دمشق مؤتمرا عالميا دوليا لمكافحة الارهاب ارادت منه ان تصوب بوصلة الاعلام في الاتجاه الصحيح وهو مكافحة الارهاب، مؤتمر دولي ناجح بالشكل والجوهر يمهد لاعلان دمشق غدا والمشاركة العربية والدولية الواسعة عكست المرحلة الجديدة التي دخلتها سوريا على طريق حل ازمتها فهل دخل الاعلام الذي كان جزءا اساسيا من الحرب على سوريا على خط التحالف لمواجهة الارهاب؟

هو الارهاب الذي استفاقت تركيا متأخرة لمواجهته بعدما شربت من كأسه عمليات امنية واسعة اعتقلت فيها السلطات التركية مئتين وسبعة وتسعين ارهابيا على الاراضي التركية.

وفي تطور عسكري هو الاول من نوعه ضربت المقاتلات التركية من مجالها الجوي مراكز لداعش داخل الاراضي السورية واعلن كل من اردوغان وأوغلو ان الحرب على داعش بدأت ولكنهما ساويا بين داعش والاكراد.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الحكومة تنتظر استحقاق بقائها من عدمه، الثلاثاء، بعد مهلة جديدة قدمها الرئيس تمام سلام افساحا في المجال امام الاتصالات السياسية التي من شانها ان تردع من يريد الاعتداء على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، ومن يريد القفز على قضايا الناس، للدخول في نقاشات دستورية لا تقدم ولا تؤخر.

واكدت مصادر سياسية متابعة للسجالات في البلاد، ان الحرص على صلاحيات رئاسة الجمهورية يبدأ وينتهي عند النزول الى مجلس النواب وانتخاب الرئيس.

وبحر الكلام المتلاطم في الشان الدستوري، لا يضاهيه الا بحر النفايات الذي يجتاح بيروت والضواحي ومناطق الجبل مع تكدس اطنان من النفايات في الشوارع والساحات، وسط غضب شعبي عارم.

وبانتظار الحلول التي تنتظر بلورة الاتصالات البعيدة عن الاضواء، والتي يشارك فيها كبار المسؤولين لايجاد مطامر موقتة، فإن مصادر معنية اكدت لتلفزيون المستقبل ان في شوارع بيروت الادارية لوحدها، ما يفوق الثلاثة آلاف طن من النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

على القلعة الميدانية بوجه الارهاب نصبت منابر الاعلام، في دمشق التقت اصوات المقاومة والممانعة ومن وحي صمود جبهاتها تردد صدى ثوابتها، سوريا بقيادتها وجيشها وشعبها ستبقى قلعة للصمود المقاوم بوجه كل ارهاب اسرائيليا كان او تكفيريا. تجاوزت سوريا خطر التحول وتغيير الاتجاه وفرضت على البعض تغيير الحسابات. وسوريا القوة تزداد قوة بحلفائها الذين دخلوا المسرح الدولي من اوسع الابواب.

ومن باب الخطر الارهابي الذي يهدد الجميع اكدت سوريا الحاجة الى تحالف حقيقي اقليمي ودولي من اجل مواجهة الاخطار بعدما فشل التحالف الذي بنته الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب.

ارهاب بحسب وزير الخارجية السورية بدأ يرتد على داعميه، اصابع البعض بدات تحترق بالنيران التي ايقظوها عند الحدود ولم يفوتوا فرصة الاستفادة من الارهاب حتى بضرب الخصوم، فبدأت حملة تركية ضد معارضي اردوغان وداعش التي اصابت مواقع الجيش التركي عند الحدود مع سوريا وقتلت وجرحت جنودا اتراك.

في لبنان ارهاب من نوع اخر لا يزال يتقدم من دون مقاومة حقيقية، ارهاب بيئي مدعوم بكل انواع الفساد والتقصير الاداري والسياسي سيطر بنفاياته على مساحات واسعة من بيروت وضواحيها. فيما السياسة بمنتفعيها لا زالت تصارع الوقت املا بمكاسب ممكنة ولو كانت على حساب سلامة اللبنانيين وحتى الحكومة السلامية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

صعد تموز إلى أعلى درجاته الحرارية اليوم ونزلت الجبال إلى السهل لكنها اتخذت شكل نفايات استعصت على الحل.. وظلت كل المعالجات تراكم الطامة الكبرى بلديات تتحرك بشكل بدائي.. وعلاجات لم تعثر على مطامر.. وأقصى ما يمكن فعله هو انتقال الأزمة من بلدة الى بلدة المواطنون لا يتفاعلون إلا عبر الإنترنت تغريدا وبوستات مع خروق متواضعة نحو التجمع في وسط بيروت. الحكومة أقل حماسة من شعب الفيسبوك ولا تحركها مستوعبات فائضة في الشوارع ولا روائح جلت القوارض لا أزمة مستعجلة في عرف مجلس الوزراء الذي يندب آليته ويتحسس رئيسه ويتوقع استقالته في ضربة صلاحيات علما أن أزمة بيئية كهذه تستدعي إسقاط الحكومة برمتها في أقرب مستوعب للنفايات لا حياء لمن تنادي.. وأصحاب المعالي مع قياداتهم العليا لن يتأثروا بعبارات القدح والذم.. فهم لا يسيرون على طرقاتنا.. وروائح العفن لا تصل إلى حصونهم.. هم ليسوا بشرا مثلنا ومصالحهم فوق كل اعتبار.. ولو تمت دعوة السياسيين الى حفلة تمديد لهرعوا على الأربع.. لكن أزمة تمس أمن الناس الاجتماعي كهذه لا تستحق اجتماعا طارئا واحدا لتدبر حلول سريعة البلد يحترق .. وهم يشعلون على حريقه "سيجارة".. الناس تلجأ إلى ابتداع طرائق غير صحية للتخلص من النفايات لكن هذا ما يستطيعونه بعدما تركتهم دولتهم في مهب الريح المسمومة فإلى من تركت الأزمة؟ وأي شركات سوف تقبل بنفاياتنا بلا توفير مطامر؟ وأي دور لسوكلين بعد ربع قرن من الحصرية في رفع النفايات؟ وهل صحيح أن وراء القمامة ما وراءها من أموال؟ أزمة الأيام الثمانية تستدعي من الآن اعتماد اللامركزية في النفايات.. وعلى كل بلدية أن تتدبر نفاياتها وإذا ما انتشرت ثقافة وعي الفرز لدى المواطنيين سوف تصل البلديات إلى "زيرو طمر" لأنها ستكون قد بلغت مرحلة بيع النفايات ككثير من الدول.. وبذلك تعود الأموال الممنوحة للشركات إلى بلدياتها.. ويا دار ما دخلك طمر. أما انتظار المناقصات.. فسيعود بنا إلى سوكلين اثنين.. وإلى تلزيم غير قانوني يسرق أموال البلديات ويمنحها لشركات ترمينا كالنفايات في أقرب مستوعب عند أول أزمة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

لليوم السادس على التوالي النفايات سيدة الشوارع والساحات وسيدة الشاشات. هكذا فان النفايات موزعة في كل مكان ويبحث موضوعها في كل المجالس والمنتديات باستثناء المكان الذي يجب أن تبحث فيه قبل اي مكان آخر مجلس الوزراء. ولأن البحث في ملف النفايات المتفجر مؤجل الى الثلاثاء فانه ترك في عهدة البلديات التي تعمل كل واحدة منها على هواها ووفق رؤيتها الذاتية وامكاناتها، علما ان لا شيء يؤكد أن مجلس الوزراء سيتخذ قرارا واضحا يوم الثلاثاء، ما يبقي البلاد معرضة لشتى أنواع الأوبئة ويجعلنا في طليعة الدول الفاشلة والجمهوريات الملوثة.

في السياسة الوضع ليس أفضل حالا، فالخلاف على آلية العمل داخل مجلس الوزراء يكاد يفجر الحكومة ويكاد يدفع الرئيس تمام سلام الى الاستقالة. وفي المعلومات ان الرئيس سلام يفكر جديا في الاستقالة وأنه قطع نصف الطريق الى هذا الأمر بعدما اكتشف ان ثمة مكونات حكومية تريد شل العمل الحكومي وان ثمة مكونات أخرى لا تريد تسهيل التوصل الى حل للأزمة الحكومية. وتردد في هذا الاطار ان سلام ينتظر عودة الرئيس نبيه بري الى بيروت نهاية الأسبوع وبالتالي سيفسح في المجال أمام الاتصالات التي يزمع الرئيس بري اجراءها ليبني على الشيء مقتضاه وليقرر موقفه النهائي من الاستمرار أو لا في تحمل مسؤولياته كرئيس للحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بدأت بالتعيينات وتدحرجت الى الاليات والصلاحيات واستقرت في النفايات. لم يغير اي طرف في موقفه، جلسات الحكومة تدور في حلقة مفرغة وتقع بين منزلتين اما السجالات واما الاعتذارات والحوار بات اشبه بحوار الطرشان، فلا اتفاق على اي من النقاط الخلافية. صلاحيات رئيس الحكومة قابلتها صلاحيات رئيس الجمهورية. التكتل مدعوما من حزب الله يطالب بالتوافق محصنا بحق النقض الفيتو والرئيس سلام مدعوما من جنبلاط والمستقبل مع التوافق من دون فيتو ومع تصنيف قرارات مجلس الوزراء ثلاث فئات ادارية - سياسية وميثاقية. وعلى اساس هذا التصنيف يتم التوافق على القطعة وبالمفرق وهو ما يرفضه التكتل والحزب. وبين التوافق بالمفرق والتوافق المحصن بالفيتو، تقف الحكومة امام احتمالين: الاستقالة وتصريف الاعمال. معلومات ال otv تؤكد ان الحديث عن استقالة الرئيس تمام سلام غير وارد فلا الافرقاء من 8 و14 والتيار الوطني الحر في وارد فرط الحكومة ولا الرئيس سلام في وارد التخلي عن مسؤولياته الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة وما يحكى في هذا الاطار، لا يتعدى رفع السقوف وتحسين شروط التفاوض خصوصا وان استقالة الحكومة في الظرف الراهن في ظل الشغور الرئاسي وغياب المجلس النيابي سيقود الى ازمة نظام تقود الى المؤتمر التأسيسي وبداية رحلة البحث عن بديل للطائف وهو الامر الذي يتحاشى الجميع حتى الساعة علنا او ضمنا، الاقرار به. في هذا الوقت تفرض النفايات ايقاعها على حياة اللبنانيين ويومياتهم واللامركزية الادارية التي تحدث عنها الطائف منذ ربع قرن ولم تبصر النور، تسجل حضورا بارزا وقويا من بوابة النفايات في غضون ايام.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة 24 تموز 2015

الجمعة 24 تموز 2015 /النهار

قال مسؤول إنه يخشى أن تدخل الطائفية الى ملف النفايات في إطار توزيع كميات منها على المناطق.

لفتت دعوة النائب وليد جنبلاط إلى "تخصيص" المطار وما إذا كانت شركات راغبة فعلاً في الأمر.

قال رئيس سابق أمام زوّاره إن دولة إقليمية ستشهد تغييرات داخلية قريبة.

ردّد نائب أمام زوّاره أن "سوكلين أعدّت طبخة النفايات بغيابه".

يقول بعض متابعي سير المحكمة الدولية إن حيثيّات الحكم باتت شبه مكتملة ولم يبقَ سوى توقيت إصداره

السفير

عاد زائر سياسي لبناني من زيارة أوروبية بانطباع أن ديبلوماسيا لبنانيا يتصرف في احدى السفارات بصفته منسقا لتيار سياسي حزبي!

تناول قطب مسيحي شمالي في "8 آذار" الغداء هذا الأسبوع على مائدة سفير دولة غربية كبرى.

طلبت جهة ديبلوماسية عبر مرجعية سياسية من أحد الحقوقيين درس فكرة اقامة دعوى ضد الكاتب العربي محمد حسنين هيكل بتهمة "الاساءة الى علاقات لبنان الخارجية"!

المستقبل

يقال

إنّ مسؤولاً في "حزب الله" أبلغ في يوم واحد الرئيس تمام سلام بأنّه متمسّك بالحكومة حتى النهاية، والنائب ميشال عون بأنّه يدعم تحرّكاته في وجه الحكومة حتى النهاية.

اللواء

وصف مصدر قيادي في حزب يميني زيارة رئيسه إلى عاصمة عربية واسعة التأثير بأنها تندرج ضمن سياق علاقة استراتيجية وتخطت المصالح المباشرة..

يلمس زوّار عاصمة أوروبية ذات نفوذ في الشرق، "معطيات جيّدة" لصالح تحريك ملف الرئاسة قبل نهاية هذا العام!

بدأ رجال أعمال تحريك مشاريع إستثمارات في بلد يعود تدريجياً إلى الشرعية الدولية

البناء

لفت متابعون إلى أنّ ملفاً اغترابياً ساده الانقسام والتباعد لفترة طويلة من الزمن، يأخذ طريقه بهدوء إلى الحلحلة، حيث باتت الجهات المتباعدة تشارك جنباً إلى جنب في نشاطات ولقاءات لها علاقة بالاغتراب، وخصوصاً تلك التي يبادر إليها رجال أعمال ومسؤولون في الهيئات الاقتصادية، بدعم وحضور نيابي ورسمي لا سيما من قبل المسؤولين عن ملف المغتربين

الجمهورية

توقفت أوساط متابعة أمام تصريح وزير سابق ونائب حالي بأن تياره لا يخشى التهويل بإستقالة الحكومة.تحدثت أوساط سياسية عن توجّه دولي وتحديداً أميركي لإعطاء المحور المقابل لطهران تعويضاً سياسياً - ميدانياً مقابل "النووي".قالت أوساط نيابية إن الكلام والسعي للإطاحة بالطائف يرمي إلى توجيه ضربة للسعودية في لبنان.

 

لقاءات جعجع مع القيادة السعودية ومشاوراته مع الحريري: لا حلحلة رئاسياً وممنوع هزّ الاستقرار في لبنان

المصدر: "النهار" – خاص/25 تموز 2015

حركة الاتصالات التي شهدتها الساحة الداخلية والعربية وأبرزها الزيارة التي قام بها رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الى المملكة العربية السعودية شكّلت محطة أساسية في التعامل مع التطورات ما بعد الاتفاق النووي بين ايران والغرب. وفي حصيلة لهذه الحركة التي أطلعت عليها "النهار" من المعنيين بها مباشرة يتبيّن أنه يجب عدم انتظار أي حلحلة في لبنان لا سيما منها ما يتصل بالانتخابات الرئاسية التي ما زال القرار الاساسي في شأنها بيد ايران في وقت لا تزال الازمة العراقية مستمرة ومثلها الحرب في سوريا حيث يتبيّن أن هناك ستاتيكو يتحكم في مسار هذه الحرب التي كبدت "حزب الله" حتى الآن وفق معلومات مؤكدة بما يتراوح بين 1500 و2000 قتيل. في المقابل، ينعم لبنان باستقرار بفضل الامكانات التي يتمتع بها الجيش والقوى الامنية مما يجعل الوضع الداخلي تحت السيطرة فيما أنشأ الجيش خط دفاع في القلمون يستطيع أن يتصدى لكل قوى المعارضة في حال توحدت وقررت مهاجمة لبنان. ومن غرائب الأمور، أنه وعلى رغم كل التطورات في المنطقة فان لبنان يستضيف هذا الصيف مئة مهرجان واحتفال بموجب تراخيص منحتها وزارة السياحة. وفيما يتعلّق بأزمة النفايات ألقى هؤلاء المعنيون باللائمة على الوزراء المختصين لأن القرار الحكومي متخذ بتنفيذ خطة منذ 6 أشهر وجاء موعد اقفال مطمر الناعمة وفق هذه الخطة التي أخذها النائب وليد جنبلاط على عاتقه ولا داعي لتحميله أي مسؤولية. لكن موضوع النفايات كشف عطلا في جوهر الحكومات التي يجري تشكيلها مما يتطلب اعتماد صيغة حكومات التكنوقراط مستقبلاً. ول زيارة الدكتور جعجع الى السعودية والتي كان الهدف الأساسي منها التعارف، قال المعنيون أنها أتت بعدما أصبحت هناك في المملكة قيادة ديناميكية تتحرك بسرعة وأكبر دليل هو اليمن حيث استطاعت المملكة بعد تدريب المنشقين عن جيش علي عبد الله صالح أن يسيطر هؤلاء على محافظة عدن ومناطق أخرى. وقد كان تدخل ايران في اليمن بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير". وباتت السعودية في مواجهة شاملة مع ايران في سوريا وغير سوريا على قاعدة رفض تقسيم أية دولة عربية معتبرة مشروع دولة "داعش" بأنه "تخريف". والمملكة مستعدة لهذه المواجهة على قاعدة "الرطل بدو رطل ووقية". فيما يتعلّق بالموقف السعودي من الانتخابات الرئاسية في لبنان أبلغت قيادة المملكة الزعماء اللبنانيين الذين زاروها أنها تعتبر هذا الملف بيد اللبنانيين أنفسهم وبشكل أدق أنها تعتبره موقعاً مسيحياً وفي تقدير قيادة المملكة أن التقارب بين المسيحيين سيكون حول مشروع الدولة وليس حول أي مشروع آخر.وترى قيادة المملكة أن حل موضوع "حزب الله" هو في ايران ولكن على قوى 14 آذار أن تقوم بما يجب من أجل مشروع الدولة والاستقرار في لبنان، والمملكة ستكون الى جانبها في هذا المضمار لكن هذه القوى لا تعمل بما فيه الكفاية.

ويرى المعنيون بهذه الاتصالات أنه لو كان الرئيس سعد الحريري في لبنان لكان 99 في المئة من المشاكل وجد حلاً، اذ أن المطلوب أن تكون هناك قيادة على الارض. وأشار هؤلاء الى حوار صريح دار بين الرئيس الحريري وبين الدكتور جعجع في لقائهما الأخير في جدة، وكان هناك تباين في النظر الى موضوع رئاسة الجمهورية. فبينما يدعو الحريري الى اعتماد مرشح وسطي لاحراج ايران يعتبر جعجع أن ايران غير آبهة بحسن نوايانا ولذلك لا بد من ثبات 14 آذار في مواقفها لا سيما وأنها تواظب على حضور جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولا تحارب في سوريا وهناك تجربة اتفاق الدوحة الذي رعته دول عدة ولم يصمد سنة واحدة. كما دعا جعجع الى التركيز على أولوية قانون استعادة الجنسية وقانون الانتخاب في اطار تشريع الضرورة. وفيما يعتبر الحريري أن مشروع الانتخابات المختلط الذي يحظى بموافقة "المستقبل" و"الاشتراكي" و"القوات" لا يشمل المكوّن الشيعي يعتبر جعجع أن هناك إمكان للتقارب مع الرئيس نبيه بري في شأن ما هو أكثري وما هو نسبي في القانون. وكانت هناك دعوة من العماد عون الى جعجع للاتفاق على القانون الارثوذكسي فكان جواب الأخير أنه ملتزم بالقانون المختلط الذي أكد جنبلاط لجعجع أنه سائر فيه. فيما يتعلّق بالرأي العام المسيحي تشير الاستطلاعات الى أن مؤيدي "القوات اللبنانية" يوازون مؤيدي "التيار الوطني الحر". في مقابل نسبة 40 في المئة ممن لا رأي لهم وشددت المصادر ذاتها على أهمية الاتفاق بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" الذي أزال الجو العدائي المزمن بين الجانبيْن. وشددت على عدم المس بالاستقرار القائم في لبنان وعدم هزّه، وطالبت بالمضي قدماً في تطبيق اتفاق الطائف بشكل كامل.

 

مصير العسكريين المخطوفين بيد "حزب الله"

 وكالات/25 تموز/15/موقع 14 آذار

بعد رحلة أهالي العسكريين إلى الجرود لزيارة ابنائهم العسكريين لدى "جبهة النصرة"، وبعد رفع المطالب من أمير الجبهة أبو مالك الشامي إلى 3 عسكريين مقابل 5 سجينات وانسحاب "حزب الله" من القرى القلمونية وعودة اللاجئين إليها مقابل الافراج عن باقي العسكريين، بدأت المؤشرات توحي بعجز الدولة عن حل الملف. اعتبرت أوساط متابعة للملف منذ بدء معركة عرسال أن "القضية دخلت نفق مجهول ولا نرى أي ايجابية لعودة العسكريين في الوقت القريب، إلا في حال عادت النصرة عن مطلبها الثاني المتمثل بانسحاب "حزب الله" أو أقدم الأخير على الخروج من القرى القلمونية بناء لطلب النصرة".

وقالت: "إن حزب الله يتحمل مسؤولية هذا الملف لأنه السبب الرئيسي في دفع المقاتلين إلى التواجد في الجرود اللبنانية فضلاً عن أنه السبب في تهجير السوريين من منازلهم ودفع إلى العيش في مخيمات في جرود عرسال"، مضيفة: "كانت المطالب في بداية الأمر مقتصرة على مراعاة اللاجئين، فارتفعت إلى مبادلة مع سجناء إلى أن وصل الامر بربط مصير العسكريين بتدخل "حزب الله".

واعتبرت أن "مطلب انسحاب حزب الله من قرى القلمون لا يمكن تحقيقه بسهولة لأن الحزب ليس صاحب قرار في هذا الأمر بل إيران هي التي تعطيه الأوامر"، معتبرة أن "اصرار النصرة على هذا المطلب يعني أن لا عودة للعسكريين إلا مع نهاية الأزمة السورية، إلا في حال حصل أي جديد أو تسوية وافقت عليها النصرة"، داعية الحكومة إلى "التركيز أكثر على الملف لأنه طال كثيراً ويجب احداث أي خرق في المفاوضات لاستعادة العسكريين". وسألت: "حزب الله يدفع بشباب لبنان إلى الموت من أجل بقاء النظام السوري ولتنفيذ أجندة إيران، فهل ينسحب من القرى السورية من أجل لبنان وابناء المؤسسة العسكرية؟".

 

سلام استمع من سفير ايران الى شرح عن الاتفاق النووي شبطيني:طلبت تكليف أشخاص لدرس معنى كلمة الوكالة وفحواها

الجمعة 24 تموز 2015/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في السراي صباح اليوم، وزيرة شؤون المهجرين أليس شطبيني، التي قالت بعد اللقاء: "إن الزيارة هي لتقديم التهنئة لمناسبة عيد الفطر ولدعمه في مواقفه وفي طريقة تفكيره وتصرفاته في مجلس الوزراء بعد المناقشات المطولة المتعلقة بما يسميه البعض آلية أو مقاربة، لاتخاذ القرارات في مجلس الوزراء". وأضافت: "بالنسبة الي كررت لدولة الرئيس اليوم ما كنت قلته امس في جلسة مجلس الوزراء وطلبت منه أن يكلف أشخاصا لدرس معنى كلمة الوكالة وفحواها فهي ليست قضية دستورية. الدستور قال إن الصلاحيات تناط وكالة بمجلس الوزراء الذي يعد شخصا معنويا. هو ليس شخصا طبيعيا. والدراسة التي يجب أن تتم هي حول صلاحية المجلس أو الشخص المعنوي وكيف تدار بصفته وكيلا. إذا التفسير هو للوكالة وليس لقضايا دستورية للوزراء".

وتابعت "أعتقد أن الفريق الآخر دائما يتكلم على الشراكة، أنا أقول إن عقد الشراكة يختلف تماما عن عقد الوكالة، نحن شركاء في البلد وفي الدولة وفي لبنان، ولكن في ما خص وكالتنا عن غياب رئيس الجمهورية، هي وكالة وغير شراكة. وأود أن ألفت الفريق الذي لا يؤمن بما يقوله دولة الرئيس سلام، إلى ضرورة عدم الخلط بين عقد الوكالة وعقود أخرى، منها عقد الشراكة الذي نتكلم عليه". وقالت: "إضافة إلى ذلك، تكلمنا على الأمور التي تتعلق بالوزارة وصندوق المهجرين، وفي الحقيقة نحن شكونا من الشح الكبير والظلم اللاحق بالوزارة ، لاننا عندما نطلب شيئا يقولون لنا إن لا أموال، وفي هذه الحال كيف يمكن وزارة المهجرين أن تعمل ما لم يكن هناك أموال. ولفتنا نظر دولة الرئيس إلى أنه ما الذي يفيد من بناء الجبل من دون أن نعيد البشر الى الجبل بمصالحة. وأضافت "هناك مشاكل إنسانية وعائلية تنشأ جراء التأخير في دفع التعويضات، وبالفعل ان الشح في التعويضات يثير مشاكل عائلية داخل العائلات في البلدات، وخصوصا في بلدة بريح". تابعت "لا أحد يشتكي من هدر الأموال ولكن في المقابل أعطوني أموالا لتعويض الناس، وأتمنى على دولة الرئيس ان يهتم بنا في المرحلة المقبلة، نحن سبق ان طالبنا في السابق، ونعرف أن الظروف صعبة ووزير المال قال أن لا أموال بتاتا لنا أو لغيرنا، وبالكاد تدفع رواتب الموظفين".

وردا على سؤال عن مصير جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل وملف النفايات، قالت: "كل الملفات لها حلول ولكن هناك فريق يرفض اتخاذ اي قرار في مجلس الوزراء قبل البت في موضوع الآلية وعملها".

وعن موقف الرئيس سلام في حال عدم توافر الحل قالت: "إن بال الرئيس سلام طويل ويسعى دائما إلى إيجاد الحلول، ففي السياسة علينا أن نبحث دائما عن الحل، وهي تعني السعي الى ايجاد أفضل الحلول وأحسنها للقضايا المطروحة".

السفير الإيراني

واستقبل الرئيس سلام سفير الجمهورية الإيرانية الإسلامية محمد فتحعلي الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ تمام سلام وقدمنا اليه التهاني لمناسبة عيد الفطر السعيد، تحدثنا في مختلف التطورات السياسية الجارية من حولنا في هذه المنطقة. وقدمنا الى دولته شرحا مختصرا حول الإتفاق النووي الذي تم التوصل إليه أخيرا وعبرنا عن أملنا أن يكون لهذا الإتفاق الآفاق الإيجابية الطيبة على مستوى المنطقة برمتها، أكدنا أن هذا الإنجاز هو برسم كل المنطقة . وكما تعرفون فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنذ اللحظة الأولى لتأسيسها كانت تتمتع برؤية شاملة لمصلحة المنطقة. وفي هذا الإطار، نتمنى ان تتمكن دول هذه المنطقة وحكوماتها وشعوبها من خلال تضافر الجهود وتكثيف المساعي المشتركة أن تتصدى لمكافحة ومواجهة الأخطار المشتركة والعدو المشترك الذي يهدد دول هذه المنطقة في حاضرها ومستقبلها ومصيرها".

أضاف: "نحن نرى ان المنطقة تواجه اليوم عدوين أساسيين هما وجهان لعملة واحدة، العدو الأول هو التيار التكفيري والعدو الثاني هو الكيان الصهيوني. و أود أن أؤكد مرة أخرة انه من خلال الرؤية والتعاون والمساعي المشتركة في إمكاننا جميعا أن نتصدى كشخص واحد لكل هذه التحديات والأخطار المحدقة بهذه المنطقة التي نعيش جميعا في ربوعها. نحن على ثقة تامة بأنه من الآثار الإيجابية والسديدة لهذا الإتفاق النووي فتح آفاق رحبة ومؤاتية في المستقبل القريب إن شاء الله أمام المزيد من التعاون والتآزر بين دول وشعوب هذه المنطقة".

وفد الماني

واستقبل الرئيس سلام وفدا المانيا من المؤسسة المصرفية الألمانية في حضور رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق عدنان القصار.

القاضي حمود

ومن زوار السراي اليوم المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود

 

"الوطن" القطرية: لبنان دخل مرحلــة جديدة سقف تحرّك "حزب الله" سيكون فرط الحكومة

المركزية- لفتت صحيفة "الوطن" القطرية الى ان "بعد الاتفاق النووي بين أميركا وإيران، لم يبقَ من الشالات الحمراء والبيضاء التي التفّت طويلاً على أعناق قياديي "ثورة الأرز"، بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، سوى صور فولكلورية يحتفظ بها "ثوّار الأرز" في مكاتبهم، وفي صالونات منازلهم، أمّا "حزب الله" حليف طهران الرئيسي، فيرقص فرحاً احتفالاً بإبرام الاتفاق، رغم أنّ الرقص مرفوض في أدبياته". واضافت "على رغم أنّ الاتفاق النووي وقّع بين دولتين بعيدتين جغرافياً عن لبنان، ثمّة من يتلقّى التهاني به في بيروت، وثمّة في المقابل من يفتح بيت عزاء". ورأت انه "عملياً، لا خيار فعلياً لدى غالبية الأحزاب المنضوية تحت لواء 14 آذار، فقد راهنت جميعها على أنّ المفاوضين الدوليين لن يخضعوا لشروط إيران، كما افترضت المثيل فيما خصّ طهران، فجاء الاتفاق الذي وقّع في 14 تموز مفاجئاً لها".

واشارت الى ان "حزب الله" يظهر بمظهر الرابح الأكبر من الاتفاق الأميركي- الإيراني الذي هو اتفاق إستراتيجي وإن كان عنوانه نووياً، وما صورة الرئيس الأميركي باراك أوباما البليغة يوم توقيع الاتفاق على شاشة "المنار" في ظلّ أجواء احتفالية، إلاّ توطئة لقراءة المتغيرات المتوقعة في المرحلة المقبلة". ولفتت الى "ان الجميع يتوقّع أن يُحدث اتفاق فيينا تحولاً جذرياً في الخرائط السياسية للشرق الأوسط بأسره، وليس سراً انّ ساعد "حزب الله" يقوى كلّما قوي ساعد إيران في المنطقة، ولذلك كلّ الأنظار تتّجه في هذه الأيام إلى "حزب الله"، وكلّ تحرك يقوم به يُعطى تفسيرات جمّة، وثمّة من يربط تعطيل الحكومة اللبنانية من قبل العماد ميشال عون وحليفه "حزب الله" بتبلور خريطة تقاسم النفوذ الأميركي– الإيراني في المنطقة". واشارت الى ان "الوضع الرئاسي بحسب ما هو ظاهر سيبقى على ما هو عليه، إذ لا توحي المعطيات الواردة من واشنطن وطهران بأنّ أي جديد سيطرأ على المشهد اللبناني العام، ويُحكى عن تفاهم أميركي– إيراني غير مباشر حول الإبقاء على "الستاتيكو" اللبناني في السياسة والأمن حتّى رسم حدود الفضاء الإقليمي الجديد وتقسيم الحصص والنفوذ، وهذا يعني أنّ لبنان دخل في مرحلة جديدة أساسها تمديد حالة الستاتيكو السابقة، وسقف تحرّك "حزب الله" سيكون فرط الحكومة وتحويلها حكومة تصريف أعمال".

 

الحكومة على مفترق طرق الثلثاء: اعـادة احياء او جنازة

اتصالات ربع الساعة الاخيرة تنتظر عودة بري وسلام يتريث

الراعي لمرشح مقبول من الاخرين وازمة النفايات على حاله

المركزية- في بلد تكاد تكون فيه كل مقومات العيش اللائق مفقودة، والاداء السياسي عقيما والمعالجات الحكومية معطلة، لم يعد مستغربا ان تغزو النفايات مدنه وشوارعه ويصاب اهله واطفاله بالامراض والاوبئة جراء الانبعاثات الخطيرة من جبال النفايات المكدسة، من دون ان يحرك أحد منهم ساكنا او ينظم مظاهرة احتجاج ولو صغيرة، اعتراضا على الامر الواقع القاتل المفروض عليهم فرضا، بسبب تناتش المصالح وتوزيع الحصص. ولم يعد مستغربا ايضا ان يلوح رئيس حكومته بالاستقالة بعدما نفذ صبره ولامست الممارسات التعطيلية المتعمدة للمؤسسة الدستورية الخطوط الحمر واكثر.

فعلى رغم ما انتهت اليه جلسة مجلس الوزراء أمس من سلبية، وعدم بروز أي امل بامكان تغيير واقع الحال او ارساء حل لحزم الازمات، لم تخرج المواقف السياسية عن تصلبها ولم تعر اهتماما لما قد يؤول اليه مستقبل البلاد المترنحة على شفير هاوية سحيقة تحذر كل دول العالم من السقوط فيها، فيما يصم بعض السياسيين اذانهم ويمضي في مسلسل التعطيل وسياسة النكايات ورفع سقف المواقف الشعبوية.

احياء ام جنازة؟ في الاثناء، تتجه الانظار الى جلسة الحسم الحكومية الثلثاء المقبل، لتلمس اتجاهات الرياح ومعرفة مصير الحكومة السلامية، خصوصا ان لا حلول سحرية يمكن ان تخرج بها في ما يتعلق بآلية عمل الحكومة بعد مواقف رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل امس.

وفي هذا السياق، اوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ "المركزية" ان "الرئيس سلام قد يكون اعطى الحكومة قبل جلستها المقررة الثلثاء المقبل مهلة للاتصالات السياسية، اما لاعادة احيائها او للتحضير لجنازتها". واشار الى ان "رئيس الحكومة لن يسمح بهدم صلاحياته الدستورية، ويرفض ان ينتظر ان "يأذن" له والٍ من مكان ما بان يعقد جلسات الحكومة"، لافتاً الى ان "هذا خروج عن المألوف".

من جهته، اعتبر وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي ان ا"لأمور وصلت إلى الخطوط الحمر مع الرئيس سلام"، محمّلاً من يعطل، مسؤولية ما آلت إليه الأمور"، ونفى ما تردد عن عزمه الاستقالة من الحكومة والتحول إلى وزير ملك يُساهم في إسقاطها حين تحين اللحظة الملائمة، مؤكدا ان "رأيه حرّ ومستقل وانه لا ينتمي سياسيا إلا إلى كتلة الرئيس ميشال سليمان، ويلتزم بأي قرار تتخذه الكتلة".

الخازن: في المقلب الاخر، في وقت تؤكد اوساط سلام ان خيار الاستقالة يراوده جديا، اذا اصر فريق "التيار الوطني الحر" على مبدأ "الاجماع" في وضع جدول اعمال الجلسة أو في اقرار اي بند، أشار عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب فريد الياس الخازن لـ"المركزية" الى ان "لا احد يعطل. فالمطلوب واضح: اتفاق على آلية العمل حسب الدستور. لا نية عند احد بتعطيل الحكومة او فرطها، لكن كان هناك الية معينة عمل المجلس وفقها في الاساس، ويجب الالتزام بها والعودة اليها. هذه ليست شروط تعجيزية بل شروط باسم الدستور والقوانين وتهدف لتفعيل عمل الحكومة".

اتصالات بسلام: وفي ظل صمت مطبق من حلفاء العماد عون الذين لا ينفكون يعلنون رفضهم استقالة الحكومة ويتمسكون باستمرارها ولا يؤيدون اللجوء الى الشارع لتحقيق المطالب، يبقي الرئيس سلام على "شعرة معاوية" قبل ان يقطعها، بعدما طفح كيله، منتظرا حصيلة الاتصالات التي يتوقع ان تفعل مع عودة الرئيس نبيه بري الى بيروت في نهاية الاسبوع علها تعيد المياه الحكومية الى مجاريها. وكشفت اوساط سياسية مطلعة ان سلام تلقى سيلا من الاتصالات المحلية والدولية ومن دبلوماسيين عرب واجانب في بيروت تمنوا عليه التريث قبل اتخاذ اي قرار نظرا لحساسية الوضع في البلاد الذي إن تعرض لاي انتكاسة قد ينزلق الى حيث لا يريد احد من اللبنانيين.

مواقف نصرالله: وسط هذه الاجواء، تترقب الاوساط السياسية المواقف التي سيطلقها عصر غد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في احتفال تخريج ابناء الشهداء في مجمع "شاهد" التربوي، بحيث تتظهر في ضوئها الاتجاهات السياسية لفريق 8 اذار على المستوى الحكومي وغيره من قضايا الساعة المطروحة على بساط البحث. يشار الى ان السيد نصرالله سيطل ايضا قبل ظهر الثلثاء المقبل حيث يلقي كلمة في المؤتمر العالمي لاتحاد علماء المقاومة الذي ينعقد في قصر الاونيسكو تحت عنوان "متحدون... من اجل فلسطين، زوال اسرائيل حتمية قرآنية وتاريخية".ويتوقع ان يتناول الى جانب الملف الفلسطيني وثوابت الحزب المعروفة التطورات في المنطقة عموما ولبنان خصوصا وتوقيع الاتفاق النووي.

نداء الراعي: في الملف الرئاسي وفي اعقاب المواقف التي اطلقها امس رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون لا سيما لجهة نهائية ترشحه ما دام موجودا، وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في كلمة في مؤتمر مسيحيي الشرق الأوسط في جامعة سيدة اللويزة نداء إلى "كل فريق سياسي وكتلة نيابية، كي يعين مرشحه النهائي المقبول من الآخرين، على أن يكون مميزا بصفة رجل دولة معروفا بتاريخه الناصع وبقدرته وحكمته على قيادة سفينة الدولة في ظروفنا السياسية والاقتصادية والأمنية الصعبة للغاية"، مؤكدا أن "المسيحيين اليوم هم حاجة بلدان الشرق الأوسط الملحة والقصوى وما من أحد يستطيع اقتلاع الكنيسة والمسيحيين من هذا المشرق، لأن الله زرعها وزرعهم في أرضه".

النفايات: في غضون ذلك، ولليوم السادس على التوالي بقيت ازمة النفايات متسيدة المشهد على الساحة الداخلية، بعدما توسعت رقعة انتشارها الى مساحات واسعة وتحولت مداخل الشوارع الى بؤر نفايات لا تخلو من اي نوع من الجراثيم والاوبئة، لا بل ان حرقها تسبب بانبعاثات سامة وخطيرة ما "زاد في الطين بلة".

والازمة بكل تشعباتها حضرت في اجتماع عقد في بيت الكتائب المركزي في الصيفي بين وزير البيئة محمد المشنوق ورئيس الحزب سامي الجميل في حضور رؤساء اتحاد بلديات جبل لبنان. وفي وقت اوضح وزير البيئة محمد المشنوق اننا "لن نلجأ الى القوى الامنية ولن نقوم بأي عمل بالقوة، لكن نعتمد على التجاوب من قبل الأهالي والبلديات لا سيما أن ازمة النفايات موجودة لدى الجميع ونعمل معا على اخراجها من عنق الزجاجة"،

أسف الجميل "لأن مجلس الوزراء لم يسمح لنا بأن نتحدث في ازمة النفايات ونتخذ قرارات"، مشيراً الى ان "هناك من يعتبرون ان الكلام في الآلية اهم من معالجة هذا الملف".

جنبلاط والجيش: على خط آخر، اعتبر رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط إن التعرض لقيادة الجيش غير مفيد ولا يصب في خدمة الأهداف التي تسعى المؤسسة العسكرية للقيام بها في ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة يعلمها القاصي والداني، وغنيٌ عن القول أن الحفاظ على الإستقرار يفوق بأهميته كل الإعتبارات الأخرى.

 

الاحرار: لمرشح رئاسي توافقي يلتقي حوله 8 و 14 آذار

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - لاحظ المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار، في بيان، بعد اجتماعه برئاسة النائب دوري شمعون انه "ومع مرور الوقت على الشغور الرئاسي، يتأكد ان معطلي النصاب يرتكبون جريمة بحق الوطن والدولة. وليس صدفة أن تشل باقي مؤسسات الدولة وتتفاقم الأزمات ويتهدد الكيان وسط لامبالاة فريق "حزب الله" ـ "التيار الوطني الحر" الذي يمضي في سياسته الهدامة". واشار الى انه "لا ندري إذا كان من الممكن المراهنة على ايران بعد توقيع الاتفاق النووي لتطلب من الفريق المعطل وضع حد لممارساته السلبية، فإننا نحمل هذا الفريق مسؤولية التداعيات الكثيرة على الوطن والمواطنين، ونطلب منه الخروج من موقفه السلبي والدخول في دينامية البحث عن مرشح توافقي يلتقي حوله كل من فريقي 8 و 14 آذار، علما ان التوافق يؤدي الى تقوية الرئيس العتيد ويتيح له لعب دور فاعل على الصعيدين الخارجي والداخلي". وأسف الحزب "لأزمة النفايات غير المسبوقة في الظروف الطبيعية والتي عجزت الحكومة عن تفاديها رغم الوقت الكافي الذي كانت تتمتع به لإيجاد الحلول الناجعة لها. ونضم صوتنا الى الاصوات التي ارتفعت واصفة هذه الأزمة بالوطنية وان نتائجها لا توفر اللبنانيين الى اي فريق انتموا"، آملا أن "تحزم الحكومة أمرها بعيدا عن الشلل الذي يهددها وان تتصدى بسرعة لهذه الأزمة قبل أن تصبح مستعصية"، مؤكدا على أن "المسؤولية يجب ان تتحملها كل الأطراف الحكومية وان تحظى بدعم كل اللبنانيين". ولفت الى ان "تلك المشكلة لم تكن لتحصل لو تم تطبيق اللامركزية الإدارية وهي بند أساسي من بنود اتفاق الطائف الذي نتشبث بتطبيقه أكثر من اي يوم مضى". ولاحظ الحزب "أنها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها رعايا أجانب للخطف وفي مناطق تتحكم بها ميليشيات الأمر الواقع"، لافتا الى ان "التشيكيين قد خطفوا في البقاع رغم الخطة الأمنية مما يدل على طول باع الخاطفين"، معتبرا ان "الخطف يضرب ثقة المواطنين بدولتهم كما ثقة الدول الأخرى بها، لذلك نهيب بالسلطات المختصة بذل قصاراها لتحرير المخطوفين وإنزال أشد العقوبات بخاطفيهم"، مذكرا "بقضية المهندس جوزف صادر التي باتت مهددة بالنسيان، وندعو الى إيلائها أكبر قدر من الاهتمام لردع كل من تسول له نفسه القيام بأعمال الخطف ولوضع حد لمعاناة أهله وأحبائه". ودعا الحزب اخيرا الى "اتخاذ قرار حاسم في كل ما من شأنه المساهمة في إطلاق سراح العسكريين رغم تعقيدات هذه القضية ".

 

 جعجع بحث والسفير الالماني الاوضاع في لبنان والمنطقة

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - إستقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب اليوم، السفير الالماني في لبنان كريستيان كلاجس، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي. وجرى عرض للاوضاع السياسية العامة في لبنان، بالإضافة الى جولة أفق حول التطورات في المنطقة.

 

وزير الاعلام زار سلام متضامنا: أخشى أن يتخذ قرارا صعبا يحافظ ربما على هيبة الحكومة وعلى كرامته

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - استقبل رئيس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الحكومي، وزير الاعلام رمزي جريج الذي قال بعد اللقاء: "اجتمعت بدولة الرئيس تمام سلام لأعرب لدولته عن تضامني معه وتأييدي ودعمي للمواقف التي اتخذها ويتخذها في مجلس الوزراء، في ما يتعلق بالمقاربة المعتمدة لاتخاذ القرارات في ظل الشغور الرئاسي. هذه المقاربة تؤمن مشاركة فاعلة من قبل الكتل والوزراء من دون أن تؤدي الى تعطيل وشل عمل الحكومة. إن أولى مقتضيات المشاركة تفرض الالتزام بالميثاق الوطني الذي نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني، وكذلك الفقرة ياء من الدستور، وأولى مقتضيات هذا الميثاق هي أن تحترم مواعيد الاستحقاقات الدستورية وفي طليعتها انتخاب رئيس جمهورية جديد". أضاف: "إن تعطيل هذا الانتخاب عن طريق الاحجام عن حضور جلسات انتخاب الرئيس هو ضربة للمشاركة المسيحية على رأس الدولة وانتهاك للدستور وللميثاق الوطني. أما بالنسبة الى صلاحيات رئيس الجمهورية أثناء فترة الشغور الرئاسي، فهناك صلاحيات لصيقة بشخص رئيس الجمهورية منها ترؤس مجلس الوزراء، ترؤس الاحتفالات الرسمية، منح الأوسمة، منح العفو، اعتماد السفراء. كل هذه الصلاحيات لصيقة برئيس الجمهورية ولا تنتقل الى مجلس الوزراء. أما سائر الصلاحيات فهي تنتقل الى مجلس الوزراء أثناء فترة الشغور استنادا الى المادة 62 من الدستور، التي تنيط بمجلس الوزراء وكالة عن الرئيس صلاحية رئيس الجمهورية خلال فترة الشغور. وعندما تناط صلاحية بهيئة كمجلس الوزراء، فإن هذه الهيئة يجب أن تمارس هذه الصلاحية وفقا للآلية الدستورية الملحوظة في الدستور وهي الآلية المنصوص عليها في المادة 65 أي التوافق أو التصويت، بأكثرية الحضور أو بثلثي أعضاء الحكومة، في بعض المواضيع المحددة في تلك المادة وعددها 14 موضوعا". وتابع: "بالنسبة الى هذه الصلاحيات المنتقلة الى الحكومة بسبب الشغور الرئاسي، اعتمد دولة الرئيس سلام التوافق ولم يلجأ الى التصويت. وعلى أساس هذا التوافق تمت انجازات كثيرة وكان التوافق يتم بأكثرية محسوسة وملحوظة في مجلس الوزراء وتجري الأمور، ولم يعمد دولة الرئيس الى إجراء التصويت. لكن التوافق لا يعني الاجماع ولا يعني التعطيل، فرئيس الحكومة لا يمكن بعد الذي حصل خلال الجلستين الماضيتين أن يقف متفرجا على مجلس وزراء معطل".

وختم: "أخشى ما أخشاه أن يتخذ دولة الرئيس قرارا صعبا يحافظ ربما على هيبة الحكومة وعلى كرامته ورصيده الشخصي. إن هذا الأمر مرتبط بكيفية معالجة الفريق الآخر والموقف الذي يتخذه، بعد صحوة ضمير لكي لا نلقي بالبلد في فراغ كامل".

نشابة

ومن زوار السراي، الدكتور هشام نشابة.

 

ريفي لـ”السياسة”: ليس مسموحاً تفجير آخر رئة تنفس في لبنان

بيروت – “السياسة”/25 تموز/15 /أكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي لـ”السياسة” “أننا لن نسمح بأن تذهب الأمور إلى النهاية”, مستبعداً استقالة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام “باعتبار أن الحكومة هي الملاذ الأخير للجميع”. وقال “صحيح أن هناك استياء وتململاً وغضباً, لكن مصلحة البلد فوق كل اعتبار وعلينا الاستمرار في تحمل المسؤولية لإنقاذ البلد من العواصف المحيطة, وهذا ما يرتب على الفرقاء السياسيين مسؤوليات وطنية كبيرة لتحصين الجبهة الداخلية وحماية السلم الأهلي وتعزيز الاستقرار الذي هو حاجة للجميع”. شدد ريفي على ضرورة تقطيع المرحلة الحالية بالحد الأدنى من التداعيات على البلد, لافتاً إلى أنه “ليس مسموحاً لأحد تفجير آخر رئة تنفس في لبنان وعلينا أن نعمل من أجل مصلحة المؤسسات وتفعيل دورها”.بدوره, استبعد رئيس “حزب الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون, في تصريحات إلى “السياسة”, استقالة للحكومة, مرجحاً التوصل إلى حل للأزمة بحكمة الرئيس تمام سلام وقدرته على تدوير الزوايا. واعتبر أن رهان العماد ميشال عون على إسقاط الحكومة خاسر, لأن حليفه “حزب الله” لن يجاريه في ذلك, على اعتبار أن لا مصلحة له بإسقاطها, خصوصاً بعد توقيع إيران الاتفاق النووي مع الدول الكبرى وإرادتها إثبات حسن نواياها تجاه مَن وقعت معهم, ولن تسمح لـ”حزب الله”, المتورط أصلاً في الحرب داخل سورية, أن يطيح الحكومة ويضع لبنان في المجهول. رداً على إصرار عون على المضي بترشحه للرئاسة حتى النهاية, قال شمعون ان الأخير “اعتاد خوض المعارك الخاسرة, ولولا دعم “حزب الله” لكان على هامش الحياة السياسية منذ زمن”. واعتبر أن عون “لن يستطيع بعد اليوم ادعاء أنه الرقم الأول في السياسة, والمثال على ذلك فشل دعوته أنصاره للنزول إلى الشارع, حيث لم يلب هذه الدعوة سوى 230 شخصاً معروفين بالأسماء, وهذا دليل على أن حلفاء عون, وفي مقدمهم “حزب الله”, كانوا ضد هذا التحرك”.

 

اتصالات ربع الساعة الأخير تنتظر عودة بري وسلام يتريث والحكومة اللبنانية على مفترق طرق الثلاثاء: إعادة إحياء أو جنازة

بيروت – “السياسة” والوكالات/25 تموز/15 /في بلد مثل لبنان تكاد تكون فيه كل مقومات العيش اللائق مفقودة, والأداء السياسي عقيماً والمعالجات الحكومية معطلة, لم يعد مستغرباً أن تغزو النفايات مدنه وشوارعه ويصاب أهله واطفاله بالامراض والاوبئة جراء الانبعاثات الخطيرة من جبال النفايات المكدسة, من دون أن يحرك أحد منهم ساكناً او ينظم مظاهرة احتجاج ولو صغيرة, اعتراضاً على الأمر الواقع القاتل المفروض عليهم فرضاً, بسبب تناتش المصالح وتوزيع الحصص. كما لم يعد مستغرباً أن يلوح رئيس الحكومة تمام سلام بالاستقالة بعدما نفد صبره ولامست الممارسات التعطيلية المتعمدة للمؤسسة الدستورية الخطوط الحمر وأكثر. على رغم ما انتهت إليه جلسة مجلس الوزراء أول من أمس من سلبية, وعدم بروز أي أمل بإمكان تغيير واقع الحال أو إرساء حل لحزم الازمات, لم تخرج المواقف السياسية عن تصلبها ولم تعر اهتماماً لما قد يؤول إليه مستقبل لبنان المترنح على شفير هاوية سحيقة تحذر كل دول العالم من السقوط فيها, فيما يصم بعض السياسيين آذانهم ويمضي في مسلسل التعطيل وسياسة النكايات ورفع سقف المواقف الشعبوية. في الأثناء, تتجه الانظار الى جلسة الحسم الحكومية الثلاثاء المقبل, لتلمس اتجاهات الرياح ومعرفة مصير الحكومة السلامية, خصوصاً أن لا حلول سحرية يمكن أن تخرج بها في ما يتعلق بآلية عمل الحكومة بعد المواقف الأخيرة لرئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل.

وفي هذا السياق, أوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ل¯”وكالة الأنباء المركزية” ان “الرئيس سلام قد يكون أعطى الحكومة قبل جلستها المقررة الثلاثاء المقبل مهلة للاتصالات السياسية, إما لاعادة إحيائها وإما للتحضير لجنازتها”, مؤكداً أن “رئيس الحكومة لن يسمح بهدم صلاحياته الدستورية, ويرفض ان ينتظر ان “يأذن” له والٍ من مكان ما بان يعقد جلسات الحكومة”, لأن ذلك “خروج عن المألوف”.

من جهته, اعتبر وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي ان “الأمور وصلت إلى الخطوط الحمر مع الرئيس سلام”, محملاً من يعطل مسؤولية ما آلت إليه الأمور, ونفى ما تردد عن عزمه الاستقالة من الحكومة والتحول إلى وزير ملك يُساهم في إسقاطها حين تحين اللحظة الملائمة, مؤكداً أن “رأيه حر ومستقل وانه لا ينتمي سياسياً إلا إلى كتلة الرئيس ميشال سليمان, ويلتزم بأي قرار تتخذه الكتلة”.

وفي وقت تؤكد أوساط سلام ان خيار الاستقالة يراوده جدياً إذا أصر فريق “التيار الوطني الحر” على مبدأ “الاجماع” في وضع جدول اعمال الجلسة أو في اقرار أي بند, أشار عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب فريد الياس الخازن إلى ان “لا احد يعطل. فالمطلوب واضح: اتفاق على آلية العمل حسب الدستور. لا نية عند احد بتعطيل الحكومة او فرطها, لكن كان هناك آلية معينة عمل المجلس وفقها في الاساس, ويجب الالتزام بها والعودة اليها. هذه ليست شروطا تعجيزية بل شروط باسم الدستور والقوانين وتهدف لتفعيل عمل الحكومة”. وفي ظل صمت مطبق من حلفاء العماد عون الذين لا ينفكون يعلنون رفضهم استقالة الحكومة ويتمسكون باستمرارها ولا يؤيدون اللجوء الى الشارع لتحقيق المطالب, نقل وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن وزير الصناعة حسين الحاج حسن (حزب الله) , كلاماً في غاية الأهمية مفاده أن “أمن لبنان متعلق بسلام”. بحسب المعلومات المتوافرة, فإن سلام, الذي طفح كيله, ينتظر حصيلة الاتصالات التي يتوقع ان تفعل مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى بيروت في اليومين المقبلين علها تعيد المياه الحكومية إلى مجاريها. وكشفت أوساط سياسية مطلعة ان سلام تلقى سيلا من الاتصالات المحلية والدولية ومن ديبلوماسيين عرب واجانب في بيروت تمنوا عليه التريث قبل اتخاذ أي قرار نظرا لحساسية الوضع في البلاد الذي إن تعرض لأي انتكاسة قد ينزلق الى حيث لا يريد احد من اللبنانيين. ي غضون ذلك, ولليوم السادس على التوالي بقيت أزمة النفايات متسيدة المشهد على الساحة الداخلية, بعدما توسعت رقعة انتشارها الى مساحات واسعة وتحولت مداخل الشوارع الى بؤر نفايات لا تخلو من اي نوع من الجراثيم والاوبئة, لا بل ان حرقها تسبب بانبعاثات سامة وخطيرة ما “زاد في الطين بل

 

المرعبي زار وحبيش وزير الداخلية: لن يحصل شيء بشأن رمي النفايات الا برضى اهالي عكار وما قيل عن عنتريات أمنية غير وارد

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - اجتمع وزير الداخلية البلديات نهاد المشنوق مع نائبي عكار معين المرعبي وهادي حبيش في مكتبه بعد ظهر اليوم، وتم البحث في امور تتعلق بمنطقة عكار وما تناوله رئيس بلدية بيروت بلال حمد عن مشروع عقد لرمي النفايات في عقار ضمن منطقة عكار. بعد الاجتماع، قال المرعبي: "نيابة عن نواب واهالي عكار المقهورين والمظلومين من القرارات الهمايونية التي اتخذها رئيس بلدية بيروت بلال حمد والتي تعد قرارات غير شرعية وغير قانونية ولا تراعي المالية العامة بأي شيء، خصوصا وانه لا يملك الصلاحيات بأن يقوم بتوقيع عقد مع اي صاحب ارض او اي مكب من اجل رمي النفايات فيها. ولمسنا تفهما كاملا من معالي وزير الداخلية وطمأننا ان هذه المسألة لا يمكن ان تحصل وان المؤازرات والعنتريات الامنية التي تم الحديث عنها غير واردة ولن يحصل اي امر بشأن رمي النفايات الا برضى اهالي عكار، وعلى ابناء عكار ان يطمأنوا اذ لن يكون هناك اي ضرر او اي تحد لهم". أضاف: "هذا بالنسبة لموضوع النفايات التي اخذت هذه الهمروجة من دون فعالية والتي يتحمل مسؤوليتها رئيس البلدية ووزير البيئة. وهنا اسمح لنفسي وليسمح لي وزير الداخلية، وقد أكون أتجاوز قليلا من اللياقة فيما سأقوله، انه يجب على ابناء بيروت وعلى اللبنانيين جميعا ان يطالبوا باستقالة كل من رئيس البلدية ووزير البيئة". وتابع: "الامر الثاني وضعنا معالي الوزير الذي نلتقي به دوريا بموضوع مطالب عكار والمظالم خصوصا القرار 99 الذي اتخذته الحكومة الحالية والتي يرأسها تمام سلام والذي يطالب كإبن بيروت وكنائب عن بيروت ان تساعده عكار، ولكن خلال سنة واربعة اشهر اي منذ ايار 2014 لم نجد منه اي تجاوب بالنسبة لموضوع نسيان عكار بهذا القرار، حيث صرف 503 ملايين دولار لكل لبنان ولم تخصص عكار او المنية او الضنية بشيء. أين الانماء المتوازن الذي نص عليه الدستور، وأين الحرص على المالية العامة من خلال صرف 300 مليار ليرة لمجلس الانماء والاعمار من خلال دفع سلفة من حساب 503 ملايين دولار".

وختم: "نتمنى تصحيح هذا الامر وان يتجاوب معنا الجميع وطنيا حتى نتجاوب مع كل حاجة وطنية، ان لبنان بأزمة كبيرة نحن مضطرون لاتخاذ هذا الموقف. نحن نلوم الوزراء والنواب ولا نلوم اهالي بيروت لان دمنا وروحنا فداهم لكن لا يمكن ان تحل مشاكل كل الناس على حساب عكار واهالي عكار في المظالم، نتمنى من الكل التجاوب والتفهم".

 

قهوجي استقبل مجدلاني ونصري خوري

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة قبل ظهر اليوم، النائب عاطف مجدلاني، وبحثا في التطورات. كما استقبل سفير قبرص هومير مافروماتيس، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين جيشي البلدين. ثم استقبل الأمين العام للمجلس الأعلى السوري-اللبناني نصري خوري، وبحث معه في الأوضاع على الحدود اللبنانية - السورية. كذلك التقى وفدا من رؤساء بلديات قضاء بعبدا، ضم: انطوان راضي، ادمون غاريوس، جان أسمر وبيار بجاني، وتم البحث في مجالات التعاون الإنمائي والبيئي بين الجيش وبلديات المنطقة.

 

الحناوي: لا انتمي إلا الى كتلة سليمان وألتزم قرارها

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - اعتبر وزير الشباب والرياضة عبدالمطلب الحناوي أن "الأمور مع الرئيس تمام سلام وصلت إلى الخطوط الحمر، ومن يعطل هو من يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور"، مؤكدا أن "مجلس وزراء معطلا لا يكون مجلس وزراء، وأن الأمور عند سلام وصلت إلى الخطوط الحمر، وذلك من حقه". وأشار الى أن "طرح تغيير قائد الجيش في هذا الوقت هو في غير محله، خصوصا في ظل الفراغ الرئاسي"، وسأل: "ماذا فعل العماد جان قهوجي؟ هل ارتكب جريمة؟ هو لم يرتكب جريمة، بل حافظ على الجيش، وسهر على مكافحة الإرهاب وحفظ أمن الحدود والداخل". وطالب حناوي "بسرعة انتخاب رئيس للجمهورية حتى تحل كل هذه المشاكل، لأن انتخاب الرئيس هو الممر الأساسي لإنهاء كل الأزمات الموجودة في لبنان". وتعليقا على ما تردد عن عزمه الاستقالة من حكومة سلام، والتحول بالتالي إلى وزير ملك يساهم في إسقاطها حين تحين اللحظة الملائمة، أكد حناوي أن رأيه حر ومسقل وأنه لا ينتمي سياسيا إلا إلى كتلة الرئيس ميشال سليمان، ويلتزم أي قرار تتخذه الكتلة إزاء مختلف التطورات، مقللا من أهمية ما ينشر من "تحليلات لا تمت الى الواقع بصلة".

 

فتحعلي بعد لقائه عون: رسالة الاتفاق النووي الأساسية المحبة والسلام بين جميع شعوب المنطقة

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - استقبل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته بالرابية، السفير الإيراني محمد فتحعلي، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، وكانت الفرصة مؤاتية وتحدثنا معه عن الكثير من التطورات السياسية على الصعيدين اللبناني والإقليمي. وشرحت له خلال هذه الزيارة عن الاتفاق النووي، بشكل مستفيض، وما سيعكسه من تحولات على الساحة اللبنانية. كما تحدثنا عن التطورات على الساحة المحلية، وعبرنا عن أملنا في أن تكون لهذا الاتفاق ايجابيات تنعكس على المنطقة". أضاف: "نعتقد أن هذا الانتصار هو برسم المنطقة، التي تواجه أخطارا عدة، ولها أعداء شرسون، أولهم الكيان الصهيوني، وثانيهم التيارات التكفيرية الارهابية المتطرفة. وهذان العدوان يمثلان وجهين لعملة واحدة. وبالتالي، هذه المنطقة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى التضامن، مما سيمكنها من مواجهة الأخطار والتحديات". وردا على سؤال عن كيفية انعكاس الاتفاق النووي إيجابيا على لبنان، قال: "نعتقد أن هذا الاتفاق هو عموما لشعوب المنطقة بكاملها، ورسالته الأساسية هي المحبة والسلام والوئام بين جميع شعوب المنطقة". أضاف: "إن الجمهورية الاسلامية الايرانية آلت منذ تأسيسها أن تأخذ رسالة المحبة والتعايش الأخوي السلمي بين كل شعوب المنطقة. وبطبيعة الحال، فإن الجمهورية اللبنانية تحتل مكانة مرموقة ومتميزة في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية".

وأمل في أن "يكون لهذا الاتفاق انعكاس إيجابي في مجال تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، فهذان البلدن يتمتعان بمزايا على هذين الصعيدين، وهذا الأمر قطع أشواطا حول التحفيز وتشجيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، التي كانت متوقفة بسبب العقوبات الظالمة التي كانت مفروضة على إيران طوال الفترات الماضية".

 

ضغط خارجي وحاجة محلية فرملا استقالــــــة سلام واهتزاز الاستقرار السياسي يعرض الامني والاقتصادي للخطر

المركزية- لم يكن تلويح رئيس الحكومة تمام سلام بالاستقالة من باب التهويل ولا حشر القوى السياسية في زاوية مواقفها التي عرقلت العمل الحكومي ومنعته من الانتاج ولو بالحد الادنى، ولا حتى من بوابة التعبير عن الغضب الذي حقنه به المعرقلون الى درجة الاشمئزاز . فابن البيت البيروتي الوطني تحمّل ما لا يحمله "أيوب" في حكومة التناقضات والمشاكسات وصبر الى حيث لم يعد للصبر حدود، وفق ما يقول نائب بيروتي، ويضيف: لكن الرئيس سلام بات يستشعر بوجود مخطط مرسوم الاهداف من أجل تعطيل الحكومة لمجرد التعطيل تحت عناوين ليست سوى غطاء للحقائق والمرامي التي يسعى اليها هؤلاء، فقرر اتخاذ القرار بنفسه قبل ان يدفعه اليه احد. وتقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان فكرة الاستقالة لم تراود الرئيس سلام منذ تسلمه مهامه في رأس المؤسسة الدستورية الثالثة فهو مدرك تماما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان ، الا انه وللمرة الاولى، ادرج الفكرة كأحد الخيارات الممكن اللجوء اليها، اذا ما قرر البعض في حكومته المضي في نهج التصلب والتمترس خلف شعارات على طريقة "عنزة ولو طارت" ، مستفيدين من طول باعه وتنازلاته في سبيل المصلحة الوطنية . وتكشف ان رئيس الحكومة وبعدما شهر ورقة الاستقالة في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، تلقى سيلا من الاتصالات المحلية والدبلوماسية والدولية التي تمنت عليه التريث والتروي قبل الاقدام على اي خطوة نظرا لدقة الوضع وخطورته ، ذلك ان فرط العقد الحكومي اليوم سيسدد ضربة قاتلة للدولة التي لم تعد قائمة الا عبر الحكومة في ظل الفراغ في سدة الرئاسة الاولى والشلل في المجلس النيابي. وتوضح ان ابرز الاتصالات اللبنانية كان من الرئيس سعد الحريري الذي ابدى تفهمه التام لوضع سلام وهو الذي عانى من سياسة العرقلة في حكومته وتداعياتها التي بلغت حدود تقديم وزراء 8 اذار استقالاتهم حينما كان يعقد لقاء مع الرئيس الاميركي في البيت الابيض. اما الاتصالات الخارجية فتمحورت حول حث سلام على عدم الخضوع لممارسات الساعين الى دفع البلاد نحو الفراغ الشامل خشية السقوط في المحظور الذي يخشاه كل حريص على الوطن ، وتشير الى ان الاستقرار السياسي يشكل احد ابرز دعائم الاستقرار الامني والاقتصادي. فالاول اذا ما تعرض لأي انتكاسة سيدخل لبنان في أتون الحرب المشتعلة في دول الجوار ولن يكون في مقدور احد آنذاك سحبه منها لكون دول الغرب منهمكة في أزمات المنطقة الاكثر خطرا ، في حين ان الثاني المرتبط في شكل وثيق بالاستقرار الامني لا يمكن ان يبقى في منأى عن تداعياته السلبية. وقد حذر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من خطورة استمرار شل المؤسسات الدستورية التي تصيب اولى شظاياها الاستثمارات بما لها من اهمية على مستوى الاستقرار الاقتصادي. وتعرب المصادر عن اعتقادها ان عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من ايطاليا ، وهي متوقعة في نهاية الاسبوع الجاري من شأنها ان تحرك عجلة الاتصالات لتبريد الاجواء الحكومية الملتهبة واعادة تصويب البوصلة نحو الاستقرار السياسي الذي يشكل اكثر من حاجة وضرورة ليس للبنان فحسب وانما لدول المنطقة ، خصوصا بعد توقيع الاتفاق النووي وبدء مرحلة النقاش في التسويات المفترضة لأزمات منطقة الشرق الاوسط لا سيما في سوريا واالعراق واليمن ، ذلك ان لا افق لتسويات مماثلة في ظل "لبنان" غير مستقر او منهار ، مشيرة الى ان الوضع اللبناني موضوع في رأس اولويات الاهتمام الاوروبي وفق ما تبين من خلال المعلومات التي ترشح عن جدول محادثات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في طهران في 29 الجاري.

 

منافذ في جدار الدورة الاستثنائية تتيح توقيع المرسوم حكوميا ومساع حثيثة لصيغة وسطية تؤمن الضمانات وتبدد الهواجس

المركزية- خلافا للاجواء الحكومية الملبدة بغيوم آلية العمل والعابقة بروائح ازمة النفايات، يبدو مصير فتح الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي أكثر انشراحا وقابلية للحل، بحسب ما تقول اوساط مواكبة لحركة الاتصالات على محور فكفكة العقد الحائلة حتى الساعة دون تأمين عدد التواقيع الوزارية المطلوبة ، ذلك ان خطوط الاتصالات فتحت في الساعات الاخيرة على مصرعيها لمعالجة كل مطلب من مطالب الفرقاء المتحفظين على حدة . فوزراء التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يتبنيان وجهة النظر ذاتها ، فتح الدورة يشترط ادراج بندي مشروعي قانون الانتخابات النيابية الجديد واعادة الجنسية للمغتربين المتحدرين من أصل لبناني، وهو مطلب على رغم صعوبة تلبيته باعتبار ان المشروعين غير جاهزين كما ان توصية كانت صدرت من المجلس بوجوب عدم اقرار قانون الانتخابات قبل انتخاب رئيس جمهورية لتكون له كلمة فيه، الا ان حلهما ليس مستعصيا والعمل جار بين اكثر من فريق لتوفير المخرج الذي يحفظ ماء الوجه للجميع . وتقول مصادر نيابية مسيحية لـ"المركزية" ان ما يطرح من مخارج في هذا الصدد قد يكون معقولا ومقبولا نسبة لحراجة الوضع وضرورة التشريع في ضوء الاستحقاقات المتراكمة والملحة .

التيار": من جهته، قال مصدر في تكتل "التغيير والاصلاح" لـ"المركزية"، ان "المشاركة في اي جلسة لمجلس النواب مربوطة ببنود جدول اعمالها"، الا انه اكد ان "لهذه القضية حلا، ولا احد يتصرف فيها بكيدية، يمكن ايجاد تسوية تؤمّن حضورنا الجلسة". واضاف "هناك اتصالات تدور اليوم لادارج بنود نراها ضرورية على جدول الاعمال كقانوني الانتخاب واستعادة الجنسية، والباب ليس موصدا امام مشاركتنا في الجلسة." الا ان مصدرا مسيحيا آخر عكس صورة اكثر قتامة بالاشارة الى ان المطلب لم يعد مقتصرا على ادراج البندين بل على اقرارهما بعدما "لمسنا محاولة للالتفاف علينا ، ولا بحث في سائر بنود جدول الاعمال اذا لم يقر المشروعان، لكنه اشار الى ان الاتصالات مفتوحة مع المعنيين من اجل الوصول الى الحل. اما وزراء رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان الذين فاجأ موقفهم الجميع حينما تحفظوا عن توقيع مرسوم فتح الدورة ، فيبحثون بدورهم العروض والطروحات المقدمة لتوفير الضمانة التي ينشدونها في ما يتصل بصلاحيات الرئيس في رد القانون او الطعن به ، اذ غير جائز ان يتولى مجلس الوزراء هذه الصلاحية وهو نفسه اقر القانون. وقالت الاوساط المواكبة للاتصالات ان ثمة طرحا يجري تداوله يقضي بأن يشكل رئيس الحكومة تمام سلام او رئيس مجلس النواب نبيه بري الضمانة الى حين انتخاب رئيس جمهورية فيأخذ المبادرة برد القوانين او ارسالها كلها الى الرئيس الجديد، واوضحت ان هذا الطرح ما زال خاضعا للدرس والبحث بين القوى السياسية المعنية ، معتبرة ان التوازن في السلطات سيبقى مفقودا ما دام رئيس البلاد غير موجود ، وحتى ذلك الحين غير مقبول تجاوز صلاحياته او المس بها من اي طرف، انما في الوقت نفسه لا يمكن وقف عجلة العمل التشريعي في ظل المطروح من استحقاقات يجب البت بها سريعا لا سيما المالية والاقتصادية ورواتب الموظفين والهبات التي بدأت تتحول الى دول اخرى بعدما تعذر اقرارها.

 

فريد الخازن: اذا استمرت الممارسة على حالها فسيتحملون مسؤولية تعطيل الحكومة/"لا نية لدينا بفرط الحكومة والمطلوب العودة الـــــــى الآلية الدستورية"/كلام مقبل استفــــــــزازي وكيدي ولن نقبل بالتمييز في طريقة التعامل

المركزية- الحلقة المفرغة التي دار فيها النقاش حول آلية عمل الحكومة في جلسة مجلس الوزراء امس، دفعت رئيس الحكومة تمام سلام الى ارجاء البحث فيها الى الثلثاء المقبل، في وقت بدأت أوساطه تؤكد ان خيار الاستقالة يراوده جديا اذا اصر فريق "التيار الوطني الحر" على مبدأ "الاجماع" أكان في وضع جدول اعمال الجلسة أوفي اقرار اي بند، ما يعطل في نظره انتاجية الحكومة... وفي السياق، أشار عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب فريد الياس الخازن في حديث لـ"المركزية" الى ان "لا احد يعطل. والمطلوب واضح: اتفاق على آلية العمل حسب الدستور. لا نية عند احد بتعطيل الحكومة او فرطها، لكن كانت هناك الية معينة عمل المجلس وفقها في الاساس، ويجب الالتزام بها والعودة اليها. هذه ليست شروطاًتعجيزية بل هي شروط باسم الدستور والقوانين وتأتي لتفعيل عمل الحكومة". هل تم الاتفاق الثلثاء على الآلية؟ لا يمكن ان اعرف ذلك، والسؤال يجب ان يوجه الى رئيس الحكومة والوزراء. يُقال ان خوضكم معركة "صلاحيات الرئيس" يخفي ضمنا معركة انجاز التعيينات الامنية؟ قال الخازن "في موضوع التعيينات، سمعنا وزير الدفاع سمير مقبل يتحدث منذ يومين عن انه سيستشير النائب وليد جنبلاط في تعيين الموقع الدرزي في الجيش، فماذا يعني ذلك؟ كأنه يقول "اريد الوقوف على خاطر كل الناس باستثناء الطرف المسيحي". هل من كلام اوضح من ذلك؟ هكذا يفسر كلامه. هو المسؤول الاول عن هذا الملف يقول سأستشير القيادات السياسية بحسب الطوائف والمذاهب، ويقول العكس عندما نصل الى المسيحيين، كيف يفسر ذلك؟ غير انها كيدية وتمييز واضح في طريقة المعاملة؟ وهذا ما لن نقبل به، لا من وزير الدفاع ولا من سواه". هل تعودون الى الشارع اذا لم يتم التوصل الى آلية؟ اذا استمرت الممارسة على ما هي عليه، تكون الحكومة وبعض اركانها، يحاولون افتعال مشكلة لسبب نجهله، فمفتاح الحل في يد الحكومة. وزير الدفاع يتكلم استفزازيا اي انه يفتعل مشكلا، وعندها سنرى ما يمكن ان نفعله". وختم الخازن "باب المعالجة ليس موصدا لكن من يريد ايصاده يتحمل مسؤولية تعطيل الحكومة، لان المفتاح والحل موجودان، واللياقة ايضا، لكن ليس في التعاطي معنا للاسف".

 

درباس: سلام اعطى فرصة للاتصالات لاحياء الحكومة او التحضير لجنازتهـا

المركزية- بتشاؤم انطلاقاً من اجواء جلسة الحكومة "اللامُنتجة" امس، اوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان "رئيس الحكومة تمام سلام قد يكون اعطى الحكومة قبل جلستها المقررة الثلثاء المقبل مهلة للاتصالات السياسية اما لاحيائها او للتحضير لجنازتها".

وقال لـ "المركزية" "ما يحصل في العاصمة بيروت من تراكم للنفايات في شوارعها وما صرّح به وزير البيئة محمد المشنوق كما لو انه يشرح لنا عن اعصار نيوزيلندا بانه خبر "خير"، يؤكد ان لا جدارة في الحكم". ورداً على سؤال هل ان الاستقالة واردة الثلثاء المقبل؟ اشار درباس الى ان "الرئيس سلام لن يسمح بهدم صلاحياته الدستورية، لانه لن يسمح بان ينتظر ان "يأذن" له والٍ من مكان ما بان يعقد جلسات الحكومة"، لافتاً الى ان "هذا خروج عن المألوف". ورداً على سؤال عمّا ادلى به رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون امس في شأن آلية عمل الحكومة، قال درباس "في كل مرّة يطرحون "Formule " تناسبهم".

 

معمل معالجة النفايات الصلبة في صيـــــدا نموذج يحتذى/زنتوت: لا ينتج اي تلوث ويفرز مواد غير عضوية تولد الطاقة

المركزية- الى جانب قدرته الاستيعابية التي يمكن ان تساعد في استقبال نفايات العاصمة المكدسة في الشوارع- اذا حظي الطرح باجماع حكومي وبلدي- يشكّل معمل معالجة النفايات الصلبة في صيدا، نموذجا يمكن ان يحتذى ولايجاد حل عملي لأزمة القمامة التي انفجرت في شوارعنا منذ اسبوع.. وفي وقت رفض رئيس بلدية صيدا محمد السعودي استقبال المدينة نفايات اي منطقة لبنانية أخرى، أشار مديرعام معمل معالجة النفايات الصلبة في صيدا نبيل زنتوت لـ"المركزية"، الى "اننا جديون في عرض خدمات المعمل وفي اقتراحنا ان يستقبل نفايات بيروت او غيرها من المناطق، لكن الموضوع اليوم في يد نواب المدينة ورئيس بلديتها الذين يتابعون القضية مع رئيس الحكومة ووزير البيئة، الا اننا كمعمل ومن الناحية التقنية، جاهزون للمضي في الاقتراح قدما، ولو لم نكن متأكدين من ان المعمل يستطيع استيعاب كمية اضافية من النفايات لما كنا قدمنا هذا الإقتراح". أضاف "هناك شروط معينة تضعها بلدية صيدا وأنا لا أستطيع مخالفة هذه الشروط، التي تتعلق بالعوادم، علما انها خالية من المواد العضوية، والتي يرفض رئيس البلدية طمرها في المنطقة".

وأوضح زنتوت ردا على سؤال ان "طاقة المعمل الإستيعابية تبلغ 500 طن من النفايات ونحن نستقبل في الوقت الحاضر من إتحاد بلديات صيدا والزهراني نحو 250 طنا يوميا، لذلك يستطيع المعمل استقبال كمية 250 طنا أخرى بكل سهولة"، مضيفا "طريقة عملنا تتم على الشكل الآتي: أولا يتم فرز كامل لكل المكونات في النفايات لاسيما منها المواد العضوية التي تتم معالجتها بطريقة لا هوائية وبيولوجية لتصبح لاحقا جاهزة لتوليد الكهرباء والطاقة، والمنتج النهائي يكون سمادا عضويا متجانسا وخاليا من الروائح ويمكن استعماله زراعيا لتوليد الطاقة. ثانيا: بعد الفرز، نحصل على عوادم، خالية من المواد العضوية يتم رشها بمواد محددة، حتى لا تنبعث منها الروائح ويتم تنشيفها ومن ثم تطمر الى ان نجد حلا لها، ونسبة هذه العوادم تبلغ 15 في المئة من كل النفايات التي نستقبلها. ولفت الى ان في "حال تم الاتفاق على ارسال كميات نفايات الى المعمل من خارجها، فاننا جاهزون لكن لا نستطيع ادخال كمية نفايات هائلة دفعة واحدة الى المعمل، الا ان العملية ستحصل تدريجيا وخلال اسبوع، ننتهي من هذه الكميات". لماذا لا يتم إنشاء معامل معالجة للنفايات في المناطق اللبنانية كافة على غرار معمل صيدا؟ يجيب زنتوت "لا شيء يمنع ذلك، وأقترح على رؤساء اتحاد البلديات ان يقتنعوا بالحضور الى هنا ليطلعوا على هذه التجربة عن كثب. فصيدا عانت كثيرا من هذه المشكلة وتمكنا من حلها من خلال إنشاء هذا المعمل، مضيفا "المعمل يمكن انشاؤه في اي منطقة ولا ينتج عنه اي روائح او تلوث، خصوصا في مدينة بيروت، التي تملك المساحات، كما القدرات المالية، حيث لا تحتاج الى استثمار خاص، فتحل مشكلة نفاياتها".

 

حوري: نضغط لايجاد حلّ لنفايات العاصمة

المركزية- اسبوع مرّ والنفايات تفترش طرقات وشوارع العاصمة وبعض مناطق جبل لبنان مع ما تحمله من روائح ومخاطر مضرّة بصحة اللبناني وبيئته. اسبوع مرّ ورائحة العجز والفشل السياسي تعبق في الاجواء تاركة للبلديات حلّ ما تيسّر، خصوصاً بعدما فشلت الحكومة في جلستها امس، حتى في مناقشة الملف. عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري الذي يعمل ونوّاب بيروت على ايجاد حلّ ولو مؤقت يُنقذ العاصمة من "شرّ" النفايات، اوضح لـ "المركزية" اننا "نضغط لايجاد حلّ للملف من قبل الحكومة"، لافتاً الى اننا "نعقد لقاءات على مدار الساعة مع الرئيس تمام سلام". واذ رفض الدخول في نقاشات حول ما حصل في جلسة الحكومة امس وما ادلى به وزير البيئة محمد المشنوق، لان ما يهمّنا الان على حدّ تعبيره حلّ مشكلة النفايات المنتشرة في شوارع العاصمة"، اكد اننا "سنضغط في اتّجاه ايجاد حلّ".

 

جنبلاط: التعرّض لقيــــادة الجيش غير مفيــــد والحفاظ على الاستقرار يفوق بأهميته الاعتبارات الأخرى

المركزية- اعتبر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ان "التعرّض لقيادة الجيش غير مفيد ولا يصب في خدمة الأهداف التي تسعى المؤسسة العسكرية للقيام بها". أدلى جنبلاط بتصريح جاء فيه "في أوج الشلل الذي بات يصيب كل مفاصل الدولة ومؤسساتها، وفي ظل الإستمرار في تعطيل مصالح الناس لأسباب ومبررات غير مقبولة، تبقى مؤسسة الجيش اللبناني هي المؤسسة الأم التي تحمي الوطن إزاء المخاطر المتزايدة من كل حدب وصوب، وهي تستحق من القوى السياسية كافة إبعادها عن السجالات والتجاذبات لتحافظ على المعنويات المرتفعة لجنودها وأفرادها ولتستطيع القيام بالمهام الموكلة إليها. من هنا، فإن التعرض لقيادة الجيش غير مفيد ولا يصب في خدمة الأهداف التي تسعى المؤسسة العسكرية للقيام بها في ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة يعلمها القاصي والداني. وغنيٌ عن القول أن الحفاظ على الإستقرار يفوق بأهميته كل الإعتبارات الأخرى.

 

"تراجع سعـر الأونصة عالمياً يخفض قيمة احتياطي الذهب محلياً"/وزني: اليورو سيبقى ضعيفاً لمصلحة فاتورة الاستيراد من أوروبا

المركزية- لفت الخبير المالي الدكتور غازي وزني إلى أن "أزمة اليونان لم تنعكس ارتفاعاً في سعر أونصة الذهب، بل انخفض أكثر من 6 في المئة، وكأن الذهب لم يعد في الوقت الراهن الإستثمار الآمن والمربح والمُجدي للمستثمرين"، عازياً ذلك إلى "تراجع الطلب العالمي على الذهب، إضافة إلى عدم اهتمام المصارف المركزية بشرائه لزيادة احتياطاتها، وذلك منذ تدخل البنك المركزي الأميركي في السوق المالية للذهب". وعن انعكاس هذا الوضع على الواقع الداخلي اللبناني، قال وزني: يملك لبنان احتياطات توازي 9،3 ملايين أونصة ذهب، من هنا إن انخفاض سعر الأونصة عالمياً يؤدي إلى تراجع قيمة احتياطي الذهب في لبنان، علماً أن الإحتياطي غير قابل للاستعمال بفعل القوانين المرعية، لكنه يعزز الثقة بالليرة اللبنانية لدى المستثمرين في الخارج، وتقدّر قيمته راهناً بنحو 11 مليار دولار بعدما سجلت نحو 15 ملياراً عندما بلغ سعر الأونصة أعلى مستوياته عالمياً. انخفاض اليورو: أما بالنسبة إلى تأثير تراجع سعر صرف اليورو في مقابل الدولار على الإقتصاد اللبناني، فقال: يتراوح سعر صرف اليورو راهناً بين 9،1 و11،1 دولار نتيجة سياسة البنك المركزي الأوروبي الذي اتخذ إجراءات احترازية للحفاظ على استقرار اليورو. لكن يمكن القول إنه بعد اتفاق المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي مع اليونان، سيبقى اليورو ضعيفاً في الفترة المقبلة، لأن اقتراحات الحل لأزمة اليونان لم تعالج المشكلة في المديين القريب والمتوسط، بل ستزيدها تعقيداً وصعوبة.

وعن تأثير هذه التطورات على عملية تصدير المنتجات اللبنانية إلى أوروبا، قال "نصدّر اليوم إلى دول اليورو ما يقارب الـ 4،1 مليار دولار سنوياً"، موضحاً أن "الأزمة التي تواجهها منطقة اليورو لن تؤثر كثيراً على حجم الصادرات، كما أن تراجع سعر صرف اليورو في خلال الأشهر الستة الأخيرة بنحو 15 في المئة، لا ينعكس على الصادرات اللبنانية إلى منطقة اليورو"، وتابع: لكن في المقابل، يستفيد لبنان من عمليات الإستيراد من منطقة اليورو البالغ نحو 3،6 مليارات دولار، لجهة خفض فاتورة الإستيراد بما يفوق الـ700 مليون دولار، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على ميزان المدفوعات والإستقرار النقدي. لكن وزني أبدى أسفه الشديد لكون السلع المستوردة من منطقة اليورو إلى الأسواق اللبنانية، لم تشهد تأثيراً إيجابياً لانخفاض سعر صرف اليورو وبالتالي لم تنخفض أسعارها، وذلك بسبب غياب الرقابة الفعلية من قبل أجهزة الدولة من جهة، وجشع التجار من جهة أخرى، وتذرّعهم بوجود "ستوكات" عليهم تصريفها قبل خفض الأسعار.

 

يوحنا العاشر للانطاكيين في أميركا الشمالية وكندا: لا نهاب الشهـــــــادة في كل زمان ومكان

المركزية- رأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اجتماع الجمعية العامة لأبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية، الذي حضره بالإضافة الى الوفد الحبري والكهنوتي المرافق، مطارنة وأساقفة وكهنة وممثلون عن كافة رعايا الأبرشية الانطاكية في اميركا الشمالية. والقى البطريرك كلمة، تحدث فيها عن واقع الأبرشية هناك وعن الوحدة الأنطاكية، وتخللها عرض فيلم عن واقع الدمار في سوريا وعن جهود العمل الإغاثي في البطريركية وحاجاته. ثم خاطب البطريرك المشاركين، قائلا "أنا سعيد لوجودي بينكم، وأنتهز الفرصة لأصافح كلا منكم وأنقل إليه محبة الأهل في كنيسة أنطاكية الواحدة التي تمد جناحها على ما خلف البحار وترسم صورة أبدية لشهادتها ليسوع المسيح في كل أصقاع الدنيا. نحن لا نخاف لأننا نفتخر بكم. أنتم أبرشيتنا وكنيستنا في أميركا الشمالية وكندا. نحن كنيسة واحدة. وأنتم في قلب أنطاكية وأنطاكية في قلوبكم. نحن عائلة واحدة وجسد واحد". وتطرق إلى واقع الوجود المسيحي في الشرق والأوضاع الاقليمية، فقال "من هنا من هذا المكان أطلق صوتي شرقا وغربا وأقول لكل العالم: دعونا نعيش، دعوا شعبنا يعيش ولا تجعلوا هذا المشرق حلبة للصراعات. ما يجري في أرضنا هو إرهاب أعمى لم نعتده". وتابع "نحن هنا اليوم لنقول للدنيا أن المسيحيين معجونون بتراب هذا المشرق. المسيحيون هم قطعة من قلب ديارنا وهي منهم قطعة من قلب. نحن متيقنون أن وجه التاريخ يكتبه المنتصر ولكننا نعرف أن زيف التاريخ يكشفه حق الناصري يسوع المعلق على صليب مجده. نحن لا نهاب الشهادة ليسوع المسيح في كل زمان ومكان ولكننا في الوقت عينه أبناء السلام وعجنة باذر السلام. لدينا يا إخوة مطارنة وكهنة يقبعون في الخطف منذ أكثر من سنتين وسط صمت دولي مخز ومعيب وهما مطرانا حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي. ولدينا كهنة ورهبان وراهبات وشعب وشهداء ذنبهم الوحيد أنهم يحملون كينونة مسيحية. لدينا إخوة أجبروا على الهجرة وآخرون فرضت عليهم الجزية. لدينا أناس يحملون أكفهم على أيديهم وهم يقطنون تحت مرمى الصواريخ التي لم توفر لا مدرسة ولا مدنيا ولا عسكرياً في دمشق وفي كل بقاع سوريا. لدينا لبنان يئن تحت جمر حسابات الخارج ولظى الصراعات وحمى الفراغ الدستوري ونار الخطف أيضا". وختم "نحن لا نتكلم عن حماية للمسيحيين وكأن المسيحيين هم فئويون، وكأنهم منعزلون عن غيرهم. نحن نؤكد ونقول إن حماية المسيحيين وغيرهم هي بإحلال السلام في ربوعهم. حماية هذا المشرق تكون بغرس الزيتون وتعزيز أسس السلام ولا تتم لا بالطائرات ولا بدفق السلاح ليقصف مدنيين عزلا. حماية الشرق وناسه تكون بإسكات نار الحروب فيه. حمايته تكون بالنظر بعين الإنسانية إلى كل ما يجري لا بعين المصالح". وكان البطريرك يوحنا العاشر التقى قبيل المؤتمر مجلس أمناء IOCC "الجمعيات المسيحية الأرثوذكسية الخيرية". حيث نقل لهم صور حية لما يجري في سوريا وعرض لجهود البطريركية في العمل الإغاثي، وذلك من خلال برامج دائرة الإغاثة البطريركية. كما تم التطرق إلى أهمية العمل الإغاثي وضرورة تأمين مصادر تمويله وتوسيع مجالاته وامتداداته على أرض الواقع من أجل القيام بخدمة أفضل وسط تزايد الحاجة. كما التقى غبطته أيضا بجمعية المرأة الأنطاكية.

 

وزير الداخلية عرض مع المرعبي وحبيش وشبيب أزمة النفايات سفير مصر: مكافحة الارهاب بالتعاون الاقليمي

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - اجتمع وزير الداخلية البلديات نهاد المشنوق مع نائبي عكار معين المرعبي وهادي حبيش في مكتبه بعد ظهر اليوم، وتم البحث في امور تتعلق بمنطقة عكار وما تناوله رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت بلال حمد عن مشروع عقد لرمي النفايات في عقار ضمن منطقة عكار. بعد الاجتماع، قال المرعبي: "نيابة عن نواب واهالي عكار المقهورين والمظلومين من القرارات الهمايونية التي اتخذها رئيس بلدية بيروت بلال حمد والتي تعد قرارات غير شرعية وغير قانونية ولا تراعي المالية العامة بأي شيء، خصوصا وانه لا يملك الصلاحيات بأن يقوم بتوقيع عقد مع اي صاحب ارض او اي مكب من اجل رمي النفايات فيها. ولمسنا تفهما كاملا من معالي وزير الداخلية وطمأننا ان هذه المسألة لا يمكن ان تحصل وان المؤازرات والعنتريات الامنية التي تم الحديث عنها غير واردة ولن يحصل اي امر بشأن رمي النفايات الا برضى اهالي عكار، وعلى ابناء عكار ان يطمأنوا اذ لن يكون هناك اي ضرر او اي تحد لهم". أضاف: "هذا بالنسبة لموضوع النفايات التي اخذت هذه الهمروجة من دون فعالية والتي يتحمل مسؤوليتها رئيس البلدية ووزير البيئة. وهنا اسمح لنفسي وليسمح لي وزير الداخلية، وقد أكون أتجاوز قليلا من اللياقة فيما سأقوله، انه يجب على ابناء بيروت وعلى اللبنانيين جميعا ان يطالبوا باستقالة كل من رئيس البلدية ووزير البيئة". وتابع: "الامر الثاني وضعنا معالي الوزير الذي نلتقي به دوريا بموضوع مطالب عكار والمظالم خصوصا القرار 99 الذي اتخذته الحكومة الحالية والتي يرأسها تمام سلام والذي يطالب كإبن بيروت وكنائب عن بيروت ان تساعده عكار، ولكن خلال سنة واربعة اشهر اي منذ ايار 2014 لم نجد منه اي تجاوب بالنسبة لموضوع نسيان عكار بهذا القرار، حيث صرف 503 ملايين دولار لكل لبنان ولم تخصص عكار او المنية او الضنية بشيء. أين الانماء المتوازن الذي نص عليه الدستور، وأين الحرص على المالية العامة من خلال صرف 300 مليار ليرة لمجلس الانماء والاعمار من خلال دفع سلفة من حساب 503 ملايين دولار".

وختم: "نتمنى تصحيح هذا الامر وان يتجاوب معنا الجميع وطنيا حتى نتجاوب مع كل حاجة وطنية، ان لبنان بأزمة كبيرة نحن مضطرون لاتخاذ هذا الموقف. نحن نلوم الوزراء والنواب ولا نلوم اهالي بيروت لان دمنا وروحنا فداهم لكن لا يمكن ان تحل مشاكل كل الناس على حساب عكار واهالي عكار في المظالم، نتمنى من الكل التجاوب والتفهم".

زايد

وكان المشنوق استقبل سفير مصر الدكتور محمد بدر الدين زايد، وجرى عرض للاوضاع والعلاقات بين البلدين وامور ذات اهتمام مشترك. وكانت مناسبة تم فيها استعراض التطورات المحلية والاقليمية في ضوء التحديات التي تشهدها بعض البلدان العربية.

وبعد اللقاء، قال زايد: "ناقشت مع معالي الوزير نهاد المشنوق الكثير من الابعاد الاقليمية والتطورات الجارية في المنطقة حاليا، وتطرق الحديث ايضا الى العلاقات اللبنانية المصرية وسبل تفعيلها في كافة المجالات، وهناك حرص مشترك وتطابق في وجهات النظر فيما يتعلق بالشأن الاقليمي في هذه المرحلة الدقيقة، وحرص نقلناه الى معالي الوزير على استقرار الاوضاع في لبنان وتجاوز الازمات الراهنة".

سئل: تعاني المنطقة من موضوع الارهاب هل من تعاون مشترك بين لبنان ومصر في هذا المجال؟

اجاب: "من حيث المبدأ هناك توجه استراتيجي دائم في مصر للتعاون مع كل الاشقاء العرب في كل المجالات، خصوصا في الاطر الاقليمية المرتبطة بنا سواء افريقيا او عربيا او متوسطيا لانه كما نعلم ان قضية الارهاب تحتاج الى مواجهة شاملة لانه لا يمكن مواجهة الارهاب من دون مواجهة شاملة والدليل ان هذه التجربة اثبتت نجاعتها في نيجيريا مثلا، اذ ان مواجهة تنظيم بوكو حرام الارهابي ليست ممكنة من دون التعاون مع جيران نيجيريا، وبالتالي نحن جميعا في مواجهة خطر واحد علينا التعاون والتكاتف، وهناك موضوعات كثيرة جدا للتبادل في هذا المجال، سواء بتبادل المعلومات او بعمليات التدريب المشترك الى آخره. لا يمكن مكافحة الارهاب والتخلص منه الا بتحقيق قدر كبير من التعاون الاقليمي".

سئل: ما هي القراءة المصرية لنتائج الاتفاق النووي الاميركي - الايراني؟

اجاب: "نحن لدينا في مصر موقف ثابت، نحن ضد الانتشار النووي وضد سباق التسلح في المنطقة، ومصر تدعو بشكل دائم الى اخلاء المنطقة من السلاح النووي، وبالتالي اي ترتيبات او اي اتفاق يؤدي الى تقليص القدرات النووية الايرانية او الاسرائيلية مصر تؤيده بقوة وتتبنى هي قضية اخلاء المنطقة من السلاح النووي. اما بالنسبة الى البرامج النووية السلمية فنحن نشجع عليها".

محافظ بيروت

ومساء استقبل وزير الداخلية محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، وبحث معه في أمور تهم العاصمة، وخصوصا أزمة النفايات القائمة.

 

الرابطة المارونية نظمت مؤتمر "مسيحيو الشرق" الراعي: ليعين كل فريق مرشحا لقيادة الدولة يقبله الآخرون لا انتظار القرار من الخارج

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - نظمت الرابطة المارونية مؤتمر "مسيحيو الشرق الاوسط: تراث ورسالة"، بالشراكة مع كنائس الشرق الاوسط، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وحضوره، في جامعة سيدة اللويزة - زوق مصبح، في حضور وزيري الخارجية والمغتربين جبران باسيل والثقافة ريمون عريجي، السفير البابوي غبريالي كاتشا، سفير روسيا ألكسندر زاسبكين، والنواب: نعمة الله أبي نصر، مروان فارس، غسان مخيبر، عاطف محدلاني، جيلبيرت زوين واميل رحمة، الدكتور فرج كرباج ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، العميد ميلاد اسحق ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الوزيرين السابقين فريج صابونجيان وسليمان طرابلسي، نقيب المحررين الياس عون، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي المقدم جورج منصور، ممثل المدير العام للأمن العام العميد الركن جوزف إسحق، ممثل المدير العام لأمن الدولة المقدم ريمون أبو معشر، سفير لبنان في الفاتيكان العميد جورج خوري، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، قائمقام كسروان الفتوح جوزف منصور رئيس أساقفة زحلة والفرزل وتوابعها للروم الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، ولفيف من المطارنة والآباء العامين الذين يمثلون مختلف الكنائس المسيحية في الشرق. استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الرابطة المارونية ثم تولى الاعلامي ريكاردو كرم تقديم الاحتفال بكلمة أضاء فيها على أهداف المؤتمر.

جرجس

وألقى رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور فادي جرجس كلمة، قال: "نلتقي اليوم لنسمع العالم صوتنا لنقول إننا ضد كل المشاريع التي تبني مصالحها واجنداتها على حساب وجودنا الحر نحن لا نطلب الحماية ولا نحن إلى عهد الحمايات ولكننا لا نقبل الاضطهاد ولا التهميش ولا الذمية".

مطر

وتحدث ممثل جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر الذي وجه إلى البابا فرنسيس عبر السفير البابوي "تساؤلات عمااذا كانت المسيحية في الشرق على طريق الإبادة فهي بداية لنهاية المسيحية في العالم؟ وثانيا في هذه الحرب العالمية الثالثة لن يكون المسيحيون وحدهم ضحايا وسبايا في هذا الشرق. وثالثا لن يكون العالم الاوروبي والغربي قياداته الفاعلة بريئة من دم هذا الصديق".

ابي اللمع

وألقى رئيس الرابطة المارونية سمير ابي اللمع كلمة جاء فيها: "هذا المؤتمر ليس صرخة انفعالية تجاه ما يجري في عالم نحن من صميمه وفي ذاته انه دعوة هادئة الى التفكير العميق في مسائل كيانية ديموغرافية وجغرافية، ومتغيرات تهدد الهوية العربية وتطاول الحضارتين المسيحية والاسلامية على حد سواء. مسيحيو الشرق، وعبر التاريخ، اسهموا اسهامات جليلة في انتاج الحضارة العربية والاسلامية، حتى اعتبروا حتى الماضي القريب، بوابة الاسلام ووسائطه على حضارة الغرب. وعندما كان الحديث يتناول اوضاعهم في المشرق العربي، كان يتركز على دورهم المحوري في صناعة الشخصية العربية وريادتهم في النهضة، سواء من حيث الثقافة والتربية والاقتصاد او لجهة التزامهم العروبة المتنورة وقضايا امنهم العادلة. حضور المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط كان ولا يزال حضور رسالة والرسالة بذل وتضحية وعطاء؟

لقد اردفوا هذا العالم وثقافة ارضه بروحية الانجيل وتعاليم الرسل فعم الانفتاح والتنوع، وقامت حركات التحرر والنهضة والابتكار. بهذه الروحية قرر المسيحيون ان يعيشوا مع اخوانهم المسلمين في هذه الارض فكانت بينهم حقبات مضيئة في التعاون والتآخي، وكانت حقبات مظلمة لم يكن الاجنبي بعيدا عن افتعالها. هذه الحقبات عكرت صفو علاقاتهم وضربت صيغة التعايش بينهم لفترات فكانت مجازر 1915 وضحايا الابادة الارمنية، وما طاول الاخوة السريان والاشوريين والكلدان من قتل وتهجير وتنكيل. ولا ننسى المجاعة التي تسبب بها حصار جبل لبنان وهلاك ثلث سكانه، يومها آلم الصمت العربي الشاعر ابراهيم اليازجي عن هذه المجازر والمجاعة فقال: "تنبهوا واستيقظوا ايها العرب، فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب، خلوا التعصب عنكم واستووا عصبا، على الوئام، ودفع الظلم تعتصب. اليوم، وبالرغم من الهدوء الذي ينعم به لبنان على المستوى الامني، فان المتغيرات الدراماتيكية التي تعصف ببعض البلدان المجاورة تبعث على القلق الشديد. صحيح ان الهجرة التي تعم هذه البلدان، تشمل مسيحيين ومسلمين وأتنيات اخرى، الا ان تهجير المسيحيين سببه الاساس تصاعد المد الاصولي الاسلامي المتطرف. في هذا السباق، يقول الصديق العزيز محمد السماك في احدى محاضراته: ثمة امران لا يمكن تبريرهما ولا السكوت عنهما، الامر الاول هو ضعف الشعور الاسلامي العام عن ابعاد الهجرة المسيحية من الشرق وخطرها على مكوناته البشرية والفكرية والثقافية والروحية المتعددة، وكذلك خطر تنامي الاصولية على سمعة الاسلام وصورته في العالم. والامر الثاني هو تصاعد الشعور الغربي المتعاطف مع المسيحيين الشرقيين، والداعي الى المطالبة بتسهيل هجرتهم وتوطينهم في الدول التي يهاجرون اليها وهو امر خطير ايضا، سيؤدي حتما الى تذويبهم في بيئة غريبة عن عاداتهم وتقاليدهم، ويفقدهم حق العودة الى اوطانهم.السؤالان المطروحان على الجميع:

الاول: ماذا يفترض بالاخوة المسلمين ان يفعلوا تجاه المد الاصولي الرافض للغير؟

ان الحفاظ على دور المسيحيين في الشرق وحضورهم كان ولا يزال مسؤولية مشتركة بين المسيحية والاسلام، لان غياب المسيحيين عن ارض الرسالة التي شهدت ولادة السيد المسيح وحياته وموته وقيامته، انما هو تغييب للكنيسة الجامعة عقيدة وشعبا ووأد للتاريخ واستهداف للديانتين المسيحية والاسلامية على حد سواء. ان على المراجع الاسلامية والمسيحية المبادرة معا الى رفع الصوت عاليا والتصدي للموجة العاتية التي تحرف رسالة الاسلام وفرغها من مضامينها السامية ونبذ التطرف من اي جهة اتى والوقوف في وجه الفكر التكفيري وردات الفعل عليه، ورفض القبول بصراع الحضارات كقدر لا مفر منه. ولا ننسى اهمية دور الكنائس فيدعم بقاء ابنائها حيث هم، وبث روح الصمود فيهم، من هنا ينبغي تضافر الجهود بين جميع الطاقات المتوافرة في كنائسنا، وخصوصا في ميداني المقدمة الاجتماعية والتعليم، وهذا يتطلب وضع استراتيجية تقوم على التعاون الانساني مع مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل من اجل خير الانسان، بغض النظر عن دينه ومعتقده.

والسؤال الثاني: ما هو دور المجتمع الدولي؟ وهل يترك بركان التطرف مسترسلا في قذف حممه حارقا حضارة مشرقية وما تمثله من تنوع وغنى انساني؟.

نحن لا نسأل المجتمع الدولي حماية الاقليات في هذا الشرق، لاننا لا اقلية جاءت بها الصدف التاريخية، بل نحن ابناء الارض، وجدنا فيها منذ فجر المسيحية، وهو الفجر الذي انبزغ مع اجدادنا وقد تركوا مغريات الدنيا وتبعوا كلمة المخلص وبلغوا معه ذوي الفداء شهادة لايمانهم.

ان المجتمع الدولي، مدعو اليوم الى التوقف عن عسكرة النزاع في الشرق الاوسط والنظر الى هذا الشرق بعين القيم والمبادئ التي حددتها شرعة حقوق الانسان، فلا يدعم دولا او انظمة او قيادات لا تعترف بالآخر او تقمع الآخر، او ترفض المساواة بين البشر.

وهو مدعو ايضا الى وضع مشروع انقاذي تنموي اقتصادي اجتماعي يساهم في عودة المهجرين الى اراضيهم وبيوتهم فيعود الاف الى نينوى والموصول وداهوك والحسكة وحلب ووادي النصاري وبيت لحم ووادي النيل، والى اي ارض تهجر منها انسان.

ان لبنان كان ولا يزال يشكل النموذج الامثل للقاء الاديان والحضارات وتفاعلها ونبذ التطرف، ومن واجبنا جميعا المحافظة عليه وعلى وجهه التعددي وعيشه الواحد المتكافئ بين عائلاته الروحية التي عليها صوغ ميثاق حياة والبناء على المشتركات العديدة التي تجمعها، وتجاوز كل ما يمكن ان يعبث بالمرتكزات الاساسية التي تقوم عليها فلسفة وجوده كبلد متحد وقيمة مضافة عاش قيم الديموقراطية، وكان رائد الحداثة والتجدد والشرارة التي اضاءت التطلعات واسمهت في نقل العالم العربي من الاستكانة والركود الى آفاق التقدم الرحب.

لقد كان للمسيحيين الدور الابرز في عملية الانتقال هذه وبث روح الحداثة في المحيط، مما يرتب عليهم اليوم مسؤوليات جساما، للحفاظ على هذا الارث العظيم، من خلال تجذرهم في ارضهم، والثبات في اداء رسالتهم واستلهام تعاليم الكنائس جسرا بين الارض والسماء.

ان علينا استيعاب العاصفة واحتواؤها وهي ستمر كسابقاتها، وان تجعل من كل ألم جديد وجها لامل جديد وسيكون ذلك متاحا اذا اتحدت القلوب وحسنت النيات وتجانست الاقتناعات ورصت الصفوف.

ان وحدة مسيحيي الشرق تبدأ بوحدة مسيحيي لبنان. هذه مسلمة مؤكدة وان الوصول اليها يتعلق بكل واحد منا وعلى الجميع طرح خلافاتهم جانبا والذهاب مع شريكنا المسلم نحو تحقيق الغاية الرئيسية التي تصون لبنان وحضوره الفاعل في هذا الشرق.

والبداية اليوم تكون بانتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد في هذه المرحلة الصعبة الدقيقة من تاريخنا فتنتظم الحياة الدستورية، ويجلو الصدأ عن اجهزة الدولة وتنطلق دورة التشريع وتتحرر السلطة الاجرائية من العواصف المكبلة لها.

هكذا، ننقذ لبنان وننشله من براثن المجهول فيعود الينا وتعود اليه وعسى ان تكون الاخطار التي تعصف بمسيحيي الشرق، وهي عابرة، باذن الله حافظا لمسيحيي لبنان لكي يعودوا الى الدولة والانخراط في مؤسساتها.

ان المسيحيين في لبنان يجدون في الدولة المدنية القوية، الديموقراطية الخيار الوحيد بين قوميات تهاوت واصوليات تكفيرية تلغي الاخرى. ان واجب المسيحيين في لبنان هو التزام قضايا هذا الشرق الذي جعلنا الله فيه خميرة طيبة، وهو يفترض انخراطنا في الشأن العام وعدم انعزالنا عن قضاياه المحقة. ان حق لبنان على المسيحيين الا يتخلوا عنه اذا ارادوا فعلا ان يبقى في صلب المعادلة الوطنية ينيرون الشرق شهودا للحق، نكهتهم محبة وصفح وايمان الى ان يحل الروح القدس فيهم انسانية نصيرة للحق والرجاء".

الخازن

والقى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن كلمة رأى فيها أن "وضع المسيحيين في المشرق العربي إلى مزيد من الحراجة والدقة واستمراره على النحو السائد لا يعني عمليا سوى انتظار نهاية المسيحية في البلاد التي شهدت وودتها ونشأتها وازدهارها و انطلاقها إلى بقاع الأرض ولا يخفى على احد ان مثل هذه النهاية تنطوي على انهزام فكري وعقائدي كبير فضلا عن إفراغ المنطقة من الحضور المسيحي التاريخي فيها ومن شأن مؤتمر اليوم وضع أسس متينة لكل مبادرة جادة ترمي إلى تعزيز ال حضور المسيحي في لبنان و المشرق العربي".

اده

وألقى الوزير السابق ميشال اده كلمة سأل في مستهلها: "هل كان من الممكن اصلا ان ينعقد مثل هذا المؤتمر في موضوعه ومراميه النبيلة الا في لبنان؟ اجل الا في لبنان على امتداد الجغرافيا العربية وغير العربية ايضا، في هذه المنطقة التي اصطلح على تسميتها بالشرق الاوسط. فالاجتماع البشري ليس محض جغرافيا انه تاريخ كذلك، ومن حيث الاساس وفي مجرى هذا التاريخ وتضاعف حدثانه، تميزت بقعتنا الجغرافية هذه بانفطارها بيئة مجتمعية على التنوع الديني والتعدد الثقافي، وليس بالاحادية لا الدينية ولا الثقافية، هذا قبل ان يصبح لبنان دولة حديثة مستقلة في مطالع القرن المنصرم رسخت كيانها المجتمعي الاصلي على اساس ذلك التنوع، في ظل نظام برلماني ديموقراطي لحمته وعماده العيش المشترك القائم على التمثيل السياسي المنصف المتوازن لجميع عائلاته الروحية اي على احترام الآخر المختلف وقبوله باختلافه". اضاف: "هذه الخاصية اللبنانية هذه الحقيقة اللبنانية بالعيش المشترك المصون دستوريا، هي ما رسخ لبنان وحافظ على استمراره وديمومته فلبنان هو الدولة العربية الوحيدة الرائدة التي لا ينص دستورها على دين محدد بعينه دينا للدولة".

وقال: في ظل تطور عالمنا المعاصر في اتجاه المزيد من الترابط فان هذه الوقائع النوعية ديموغرافيا وجغرافيا وحتى بصورة النزاعات المتصاعدة في ما حملني منذ فجر القرن الحادي والعشرين على الانتباه الى ظاهرة جديدة بات عالمنا ينطبع بها، الا وهي المسألة الآتية: كيف يمكن غير المسلمين ان يعيشوا معا وسوية مع المسلمين وكيف يمكن المسلمين ان يعيشوا معا وسوية مع غير المسلمين في بلداننا وفي بلدان العالم قاطبة؟ اما الجواب الشافي على هذه المسألة بالنسبة الى بلدان الشرق والغرب الشمال والجنوب فهو الانتبان الى الحقيقة اللبنانية اجل الى جوهر صيغتنا اللبنانية، الى الاعتراف بالآخر المختلف واحترامه والقبول به وبالعيش معه باختلافه". وتابع: "لبناننا الذي كان يعتبر في ما مضى همزة وصل بين الشرق والغرب بات اليوم ضرورة للشرق والغرب معا على حد قول القديس الراحل الكبير يوحنا بولس الثاني الذي رأى ان "لبنان اكثر من بلد انه رسالة". وختم: "لست املك الا ان اعرب عن اقتناع راسخ في عمق اعماقي ان روحية التجذر والانفتاح التي تميز بهما التراث الماروني العريق والمسيحي عموما بتفاعله الخصيب مع مسلمي هذه البقعة من قبل واليوم ومن بعد، وليس ابدا الانعزال والذوبان. نعم، هذه الروحية هي مفتاح التغلب الاكيد على هذه العواصف البربرية الظلامية الهوجاء في منطقة الشرق الاوسط والمتنقلة، باتت بتفجراتها في بلدان العالم بأسره".

أبي نصر

وقال النائب أبي نصر: "قبل عقدين من الزمن، خرج علينا من الغرب بعض المفكرين اليهود يبشروننا بأن صراع الحضارات واقع حتما، وأن الاختلافات الثقافية والعقائدية ستكون المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر، وسرعان ما لاقاهم من الشرق أسامة بن لادن بالقول "إن الحرب قائمة أصلا بين الإسلام والصليبيين". اضاف: "هكذا وقع العرب في فخ التحريض، ونجح عدوهم في استنزافهم من الداخل. نجح المحرضون بقوة الإرهاب، في تحويل البلدان العربية إلى ساحة اختبار لنظرية صراع الحضارات".وتابع: "أما نحن في لبنان فلم نقع في فخ صراعات الحضارات، لأننا منذ إعلان دولة لبنان الكبير سنة 1920 وإعلان الاستقلال سنة 1943، تحدينا الجميع، وراهنا على أنه يمكن للحضارتين المسيحية والإسلامية أن تؤسسا لدولة واحدة، موحدة، أرضا وشعبا ومؤسسات، الأمر الذي لم يحصل حتى الآن في أية دولة من دول العالم، لا في قبرص، ولا في السودان، أو الهند والباكستان ولا في دول البلقان أو غيرها". وسأل: "هل المطلوب أن تفشل هذه التجربة اللبنانية الفريدة من نوعها؟" وقال:"إن الإجحاف اللاحق في حق المسيحيين من جراء قوانين الانتخابات النيابية، وقضم بعض صلاحيات رئيس الجمهورية وعدم اعتماد مبدأ الإنماء المتوازن والتلاعب بديموغرافية البلد لمصلحة هذه الطائفة على حساب تلك، وعدم إعطاء المغتربين حقوقهم الطبيعية، في استعادة الجنسية والإقتراع والترشح وتمثيلهم في المجلس النيابي أسوة بما هو معمول به في الكثير من دول العالم، كلها عوامل تؤثر سلبا على ميثاق العيش المشترك، لكننا متمسكون به وبالصيغة، وسنعمل جاهدين على تطويرها عبر مؤسساتنا الدستورية، انطلاقا من مبدأ لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". ورأى ان "واقعنا في لبنان هو أننا كلنا أقليات، وبالتالي لا يمكن، ولا يجوز، لأي طائفة مهما كثر عددها، وعظم شأنها، وكبرت إمكاناتها، أن تستأثر بالحكم في لبنان، ولنا من تجارب الماضي العبر". وقال: "يدرك مسيحيو الشرق أن الحرب القائمة لا تستهدفهم بمفردهم، لكنهم يشعرون بأنهم يدفعون الثمن الأغلى، لقد أصبحوا قلة تبحث عن حماية نفسها بعدما كانوا نخبة تتصدر نهضة العرب. عاد الغرب يعرض عليهم اليوم، إغراء التهجير لحمايتهم، بعدما كانوا رأس الحربة في الدفاع عن مشرقية هذه الأرض، واستقلالية قرارها، ورفضها للاحتلال والاستعمار على أنواعه. لقد آمن مسيحيو الشرق بالعروبة، وناضلوا في سبيل القوميات بديلا عن الأنظمة الدينية".

وسأل ايضا "لو قيض لليازجي اليوم، أن يعود حيا، فهل ينشد نشيد العروبة؟ وعن أي قومية عربية تراه يستطيع الدفاع أمين الريحاني؟ وعن أي بعث عربي يمكنه أن يتحدث ميشال عفلق؟ وعن أي ثورة اجتماعية يبشر بها فرج الله الحلو"؟. واضاف: "من حظ هؤلاء، أنهم ماتوا قبل أن يروا أحلامهم تتفجر دما وحروبا وتكفيرا وتدميرا. هكذا لم يترك أصحاب الفكر في لبنان والعالم العربي، أي وسيلة إلا واعتمدوها، للانفتاح والاندماج مع محيطهم العربي الإسلامي". وتابع: "أما نحن المسيحيين في لبنان، فقد دفعنا ثمن انفتاحنا وتعاوننا مع الشريك الآخر، تخلينا عن لبنان الصغير حيث كنا الأول، وآثرنا لبنان الكبير، لبنان العيش المشترك، فانتشرنا على كل الأرض اللبنانية، ولم نرد أن نتقوقع في منطقة جغرافية معينة، بل اندمجنا مع كل المجتمعات، ومع كل الطوائف والمذاهب، وفي كل المناطق والقرى والدساكر، فهل يجوز أن نعاقب على هذا الانفتاح والتعاون والإندماج؟ وأن ندفع الثمن عبر قانون انتخاب فصل الدوائر الانتخابية على قياس التجمعات الطائفية؟ فلم يؤمن لنا تمثيلا صحيحا في المجلس النيابي ومراكز القرار"؟

وأضاف: "نحن مسيحيي الشرق، أهل هذه الأرض، لسنا بطارئين عليها، وإذا كان من مسؤوليتنا أن نبقى روادا في الدفاع عن حرية الإنسان وكرامته، وأن نكون سباقين في طرح المشاريع القومية والوحدوية، فإن من مسؤولية المسلمين، وهم الأكثرية الساحقة في هذا الشرق، أن يعلنوا بوضوح رفضهم للتكفيريين والتصدي لهم، من واجب المسلمين إذا كان الإسلام فعلا دين رحمة ومودة، وهو كذلك، أن يحترموا وجود المسيحيين، ووجود أي أقلية ثقافية أو دينية، وأن يمنعوا اقتلاعها من أرضها وهذا حق وواجب عليهم وعلى أنظمتهم وليس منة من أحد".

وقال: "هل تدرك الأكثرية الإسلامية المؤمنة بالقيم الإنسانية أنه إن تركت الأمور على ما هي عليه اليوم، قد يأتي دورها وتضطهد كسائر الأقليات، لا يكفي اتهام القوى الظلامية بالسعي إلى استئصال المسيحية من هذا الشرق؟ داعش لم يكن وليد صدفة، فهو يحصد ما زرعته بعض الأنظمة العربية التي سهلت ومولت مجيئه. هل نسينا دعوة معمر القذافي لموارنة لبنان إلى اعتناق الإسلام، حتى يرتاحوا ويريحوا؟ ماذا كان موقف الدولة اللبنانية وجامعة الدول العربية وسائر الأنظمة العربية من أمثال دعوات كهذه تصدر عن بعض المسؤولين في العالم العربي والإسلامي؟ ماذا فعلت الأنظمة العربية وفي مقدمها الدول النفطية للسعي الى عودة المهجرين المسيحيين وغير المسيحيين إلى ديارهم، واستعادة أرضهم وتعويض؟ ماذا باستطاعة مختلف الكنائس المسيحية، واللوبي المسيحي المشرقي المنتشر في العالم، أن تفعل لمساعدتهم ودعمهم ماديا ومعنويا وسياسيا لإبقائهم في أرضهم، لأن الصلاة وحدها لا تكفي، كذلك كتب التعزية، وبيانات الاستنكار كما البكاء على أطلال الحضارات. كلها مواضيع مهمة سينكب المؤتمرون على درسها ومناقشتها بكل جرأة وموضوعية، لأن أرض المسيح تكاد تخلو من المسيحيين". وأكد ان "المحافظة على كل الأقليات في لبنان والمشرق العربي هي، في النتيجة، مسؤولية الأنظمة القائمة، بدءا بتطبيق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين كل المواطنين، كلنا سواسية أمام القانون، فليس هناك ابن ست وابن جارية، الإنماء يجب أن يكون متوازنا في كل المناطق، فلا تمييز بين منطقة وأخرى إنمائيا، ولا بين مواطن وآخر في إدارات الدولة ومراكز القرار. هكذا يتحقق العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وهكذا تبنى الأوطان". وختم: "الأرض أرضكم، وأنتم نورها وملحها وإشعاعها، نحن لا نرضى بأن يتاجر أو يساوم أحد بمأساتكم، بشروا شعوبكم والعالم أجمعين، بأنه لا بد للعدالة من أن تنتصر، وأن المسيحيين هم أهل رجاء وقيامة، ولن تكون الغلبة للموت".

فيرغسون

وألقى الامين العام للكنائس المصلحة في العالم كريس فيرغسون كلمة شدد فيها على "الدور الذي تؤديه الكنائس المصلحة في الشرق العربي"، ملقيا الضوء على "التحديات التي تواجه المسيحيين في كل من سوريا و العراق فلسطين ومصر ولبنان"، داعيا إلى "التحرك بثبات وعمق لمواجهة الوضع المعقد في المنطقة"، مشددا على "ضرورة التعاضد والتعاون والتضامن لمواجهة التحديات و دفع الصعاب للاحلال السلام و العدالة وأن الكنائس المصلحة معنية بوضع كناس الشرق لأنها تضم اتياعا لها في معظم بلدانه"، مشيرا الى "حاجة المسيحيين في الشرق إلى مؤسسات تدعم وجودهم".

ممثل بطريرك موسكو

والقى المطران ارسيني سوكولوف ممثلا بطريرك موسكو البطريرك كيريل كلمة شدد فيها على "أهمية المؤتمر أن المسيحية خلقت في الشرق الأوسط وهي أساس التراث المسيحي الذي يرتكز عليه إيماننا"، ملاحظا أن "اعلان رسالة الانجيل بالسلام هو صعب لكن ليس بالمقدار نفسه من الصعوبة التي واجهت المسيحيين الاوائل في الشرق"، لافتا إلى أن "الشرق كان في فترة من الفترات مسيحيا وعلينا أن نعمل معا لنبقى. إن مسيحيي اليوم يواجهون التحديات التي واجهها مسيحيو الأمس أننا نجتمع لبحث سبل العمل معا من أجل مواصلة الرسالة".

السفير البابوي

وقال السفير البابوي: "الموضوع المقترح خلال هذا اللقاء الذي تنظمه الرابطة المارونية وعنوانه "مسيحيو الشرق" واسع للغاية ومن الممكن تناوله بوجهات نظر متنوعة، تاريخية جغرافية سياسية، واجتماعية واقتصادية. اود تأكيد الاهتمام والمخاوف والجهود المتنوعة دائما للبابوات والكرسي الرسولي وخصوصا الآن. ويمكن ان تبدأ بالمجمع الفاتيكان الثاني الذي طغى من جديد على الكنيسة في الشرق عموما". واضاف: "اول سفرة لبابا خارج ايطاليا في الوقت المعاصر، كانت للبابا بولس السادس الى الاراضي المقدسة خلال الفترة نفسها التي عقد فيها المجمع الفاتيكان الثاني ومن بعده، البابوات زاروا مرات عدة بلدانا في المنطقة". وتابع: "خلال فترة صعبة للغاية للبنان، ضاعف البابا يوحنا بولس الثاني الجهود على المستوى الدولي للمحافظة على لبنان فكان السينودس الاستثنائي الذي ادى الى الارشاد الرسولي بعنوان "أمل جديد للبنان". ونتذكر جهود البابا القديس للحؤول دون حرب الخليج". وذكر ب"زيارة البابا فرنسيس للأراضي المقدسة ولقائه في الفاتيكان رؤساء فلسطين واسرائيل في اطار أخوي، على أمل ان يساهم في حل المعضلة السياسية الكبيرة في الشرق الاوسط". وتوقف عند مداخلات البابا "في خصوص الحرب في سوريا والعراق". وتحدث عن "مهمة مسيحيي الشرق اليوم"، مشددا على ان "منطقة الشرق الاوسط هي مهد المسيحية وان مهمة المسيحيين التبشير بفرح الانجيل". واضاف: "يمكن القول إنه بمعونة الله تمكن مسيحييو الشرق ان يواجهوا ظروفا صعبة وان يستشهدوا من اجل ايمانهم". وقال ان "الكنيسة اليوم مدعوة الى تعبيد طريق الوحدة بالروح. ذكر بقول البابا فرنسيس بأنه "لا يتخيل الشرق الاوسط من دون مسيحييه". واكد ان "الكرسي الرسولي يعمل على ثلاثة محاور للحفاظ على مسيحيي الشرق:

المحور الاول هو تعزيز السلام والحوار والتفاوض لان الحرب والصراعات وعدم الاستقرار هي الاسباب الرئيسية لهجرة المسيحيين. ويعتبر الكرسي الرسولي ان على المسيحيين ان يكونوا وسطاء للتعايش وللوحدة. المحور الثاني هو النمو الاجتماعي والاقتصادي الذي يوفر الشروط الاساسية للحياة الكريمة.المحور الثالث هو الحوار الصادق والجدي مع المسلمين وهذا الحوار يؤدي دورا اساسيا في المنطقة". ولفت الى ان "ما عرفه خلال وجوده في المنطقة يشجعه على النظر بثقة وامل نحو مستقبل لبنان والمنطقة".

باسيل

وألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "نتحدث اليوم وكل يوم منذ تولينا وزارة الخارجية والمغتربين، وما قبل، عن المسيحيين في الشرق...من الشرق والغرب والشمال والجنوب. وذلك لأننا الأصل والوصل والفصل في منطقتنا، كما قلنا في مجلس الأمن الدولي. لماذا؟ لأننا الرسالة في هذا البلد ولأننا الرسل في هذه المنطقة ولأننا نحمل في عمق أعماق ديانتنا مفاهيم وقيم تمثل كل المؤمنين في العالم. فهي قيم إنسانية جامعة قوامها المحبة والتسامح والانفتاح وقبول الآخر وقدرة فهمه وتقبله والعيش معه.ولذلك نحن عنوان التنوع، وهذه المنطقة وهذا البلد لا يعنيان شيئا من التنوع من دوننا ولأنه بغيابنا سيكون هناك أحادية وظلامية تنتقل من هذه المنطقة وتتمدد إلى العالم، فتحاربنا وتلاحقنا وتحاول قطع نسلنا أينما كنا. لذلك نحن هنا، خلقنا هنا ونبقى هنا، لأن منبع رسالتنا هنا. وبرحيلنا لا نهجر المنطقة بل نهجر الرسالة ونجفف منبع الرسل. قدرنا وخيارنا الصليب وطريق الجلجلة، إن استصعباناها لسنا بمسيحيين ولا برسل، ولا يجوز أن نستصعبها طالما نهاية الطريق هي القيامة وطالما لا قيامة للمنطقة وللبنان من دوننا". اضاف: "من هنا نفهم تاريخ عيشنا في جبالنا وحفرنا لصخورها. "أنت الصخرة يا بطرس" هو فعل ثبات وإيمان قام به أجدادنا على صخور جبل لبنان. وكان لبنان هذه الصخرة الواقفة على ضفاف مساحات من الرمال التي لا تنفك تتحرك لتبلعها أو لتصحرها بالفكر والإيديولوجيا، إن لم يكن بالجغرافيا والجيولوجيا. إلا أننا حولنا بإيماننا هذه الصخور الى بساتين نأكل من ثمارها مروضين طبيعة حمتنا بقدر ما حميناها".

وتابع: "نتحرك ليس لدق ناقوس الخطر، بل حتى لا تصبح مناسباتنا دقا ونقا وبكاء على أطلال ذاكرة جماعة تكون قد هجِّرت من أرضها ومهد حضارتها وديانتها. لقد أنكروا علينا القيامة في الماضي عندما زوروا واقعة الحجر المقلوب على القبر ودفعوا الأموال لحراسه تشويها لمجد القيامة. وها هم وأعوانهم اليوم يدفعون الأموال لتشويه فكرنا المشرقي وإسلامنا المشرقي المعتدل ولدفننا أحياء، فنكون ذميين سياسيين كالأحياء المدفونين. يريدوننا أن ندفن ونبقى ساكتين ونتخلى عن أبهى قيمنا وهي شهادة الحق، فنكون متفرجين على الباطل، واقفين على مسافة واحدة من الخير والشر كوقوف بعض الساسة والمواطنين على مسافة واحدة من الإصلاح والفساد وعلى مسافة واحدة محايدة بين خيار الناس والاختيار عنهم". وقال: "نحن نحمل رسالة وجدان ووجود ونشع بالطاقة الإيجابية في وكينونتنا، فالمبادئ المسيحية تقوم على دور الفرد والجماعة في شهادة لأعمال مبنية على تعاليم السيد المسيح لتكون على صورته ومثاله، هو الذي تغلب على الاضطهاد، وما قبل بالتسوية أمام بيلاطس، فمات وقام وأسس لجماعة لا تستسلم وأحيا كنيسة لا تموت، بل تقف وتقاوم بإيمانها ومحبة رعاياها ورجاء راعيها.وتبقى المحبة أعظم ما فيها". واضاف: "هذا ما حمل المشرقيين على التجذر في أرض اشتهاها الغزاة منذ ألفي سنة فلم يستسلموا أمام الإمبراطورية الرومانية ولم ينحنوا أمام أي بلاط أو نظام بربري أو مملوكي أو عثماني. فهل يستسلمون اليوم أمام داعشية متنوعة بأشكالها؟.الشهادة للحق هي شهادة حملناها في وجه من أشهر السيوف والجوع لإبادة أسلافنا رافضين الاستسلام لوحشية تحاكي ما نعايشه اليوم من ذبح لناسنا ونهش لتراثنا. هي شهادة حملتنا إلى التنسك للتعبير عن تمسكنا بجذور وأرض. هي شهادة قد تحملنا إلى التضحية الكبرى، شهادة من نوع آخر، لا تخاف ولا تهاب تقديم الجسد ذبيحة حتى تستمر الروح"

وتابع: "لن نرضى في ظل ما نعايشه باختزال دورنا والاعتداء على حقوقنا، فإيماننا بقوة القيامة هو الذي يدفعنا إلى أن "نقوِّم القيامة" بسبب ما نراه من استهتار واستخفاف بوجودنا في الشرق وفي لبنان وفي مؤسساته الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية وهو الذي يبقينا في مشرق تهدد بتمزيقه الإنتماءات المنغلقة على بعضها.لا نموت، لا نركع، لا نسكت ولا نخاف. نقوِّم القيامة حتى نحافظ على حقوقٍ ووجود وكرامة.شهادة نستنسخها عن المسيحيين الأوائل الذين سقطوا شهداء على درب التحرر من مار إسطفان إلى مار بطرس مرورا بمارت تقلا وسواهم. هي عبر ووقفة عز لا حدود لها ورثناها من أجداد أجدادنا ونفتخر اليوم بأمجاد أمجادهم، وسنتركها أمانة في أعناق أحفاد أحفادنا". ودعا "حتى لا يضطر بعضنا إلى اللجوء إلى ما لا نبتغيه، إلى يقظة شاملة، مسيحية أولا ووطنية ثانيا، تحمينا وتدافع عن مشرقيتنا المنفتحة وتجعلنا لا نتراجع بعد اليوم عن آخر معقل لحريتنا في لبنان أو آخر خط من خطوط ذاتيتنا" وأضاف: "هذه المشرقية التي نقاتل من أجلها هي أيضا حاجة إستراتيجية للدول كافة، فحاضر أوروبا من ماضينا ومستقبلها من حاضرنا وما يهددنا يهددها، فإن استسلمنا ستسقط أرضنا ويسقط الشرق وسيلحق به الغرب سقوطا، ولن تنفع عندها دموع التماسيح ولا تلاوة أفعال الندامة. لذلك نقاوم بالسياسة وبكل ما هو مشروع ولن يغلبنا أحد ولن يكتب لنا السقوط، لأن السقوط لغير المؤمنين. فنحن في الدين مؤمنون وفي المبادئ وفي السياسة مؤمنون وفي الوطن، وهو ما يجعلنا نجاهر بأننا مؤتمنون على دورنا ورسالتنا في لبنان، بلد التعددية ومنارة الحريات في شرق أوسط تمزقه كراهية "النصرة" وإجرام "داعش" ومن يقف وراءهما ممن لا حول له ولا دين. أما الحول والقوة فهي من الله للمشرقيين الأصيلين، مسلمين ومسيحيين".

الراعي

ووجه البطريرك الراعي في كلمته نداء إلى "كل فريق سياسي وكتلة نيابية كي يعين مرشحه النهائي المقبول من الآخرين، على أن يكون مميزا بصفة رجل دولة معروفا بتاريخه الناصع وبقدرته وحكمته على قيادة سفينة الدولة في ظروفنا السياسية والاقتصادية والأمنية الصعبة للغاية"، مؤكدا أن "المسيحيين اليوم هم حاجة بلدان الشرق الأوسط الملحة والقصوى"، معتبرا أنه "ما من أحد يستطيع اقتلاع الكنيسة والمسيحيين من هذا المشرق، لأن الله زرعها وزرعهم في أرضه".

وقال: "يسعدني أن أشارك في هذا المؤتمر العالمي بموضوع "مسيحيو الشَّرق الأوسط: تراث ورسالة" الذي تدعو إليه وتنظمه الرابطة المارونية مع كنائس الشَّرق الأوسط، وتستضيفه مشكورة جامعة سيدة اللويزه ذوق مصبح. فيطيب لي أن أحيي جميع المشاركين ورئيس الرابطة ومجلسها ورؤساء الكنائس وممثليهم ورئيس الجامعة والقيمين عليها والمحاضرين". وأضاف: "يتساءل كثيرون عن مصير مسيحيي الشرق الأوسط"، وكأنهم في خطر الزوال.أما أنا فأقول: المسيحيون اليوم هم حاجة بلدان الشرق الأوسط الملحة والقصوى. فهم كانوا في أساسها، إذ يرقى وجودهم في هذا المشرق إلى ألفي سنة، وهم أرسوا على أرضه الثقافة المسيحية قبل ظهور الإسلام بستماية سنة، فأصبحت أرضنا بيبلية. لم يكن حضورهم في البلدان البيبلية مجرد انتماء سوسيولوجي أو نجاح اقتصادي وتجاري، بل كان حضور إرسال إلهي (راجع مر16: 15) التزموا بموجبه إعلان الإنجيل ونشر ثقافة المحبة والأخوة والسلام . هذا ما يريد تأكيده موضوع هذا المؤتمر "تراث ورسالة مسيحيي الشرق الأوسط".

وتابع: "حضور المسيحيين كان وسيظل، واليوم بمزيد من الاندفاع، للشهادة والخدمة والرسالة، فلا تقوقع ولا ذوبان. يعتبر المجمع البطريركي الماروني "أن التقوقع يلغي رسالتنا، والذوبان يقضي على هويتنا". أليس في هذه المنطقة تجسد ابن الله، يسوع المسيح، لفداء الجنس البشري وخلاص العالم؟ أليس فيها أسس كنيسته لكي تواصل عمل الفداء والخلاص؟ إذن، ما من أحد يستطيع اقتلاع الكنيسة والمسيحيين من هذا المشرق، لأن الله زرعها وزرعهم في أرضه. وبالتالي يبقى النهج المسيحي نهج حبة الحنطة: الموت والقيامة. "فدم الشهداء بزار المسيحيين"، على ما كان يردد آباء الكنيسة. وهذا ما نعرفه بالاختبار من مجرى التاريخ". وأضاف: "حضور المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط حضور تراث ورسالة، كما يحدده موضوع هذا المؤتمر. فقد غذوا تاريخها وثقافات أرضها بحضارتهم الإنجيلية، الروحية والاجتماعية والإنمائية: عززوا الانفتاح والتنوع في وجه الانغلاق والأحادية، نقلوا قيم الحداثة، ساهموا في نشأة الأحزاب السياسية وفي بناء الدولة الحديثة، كانوا رواد حركات التحرر من حال الانتداب، كما كانوا في أساس إحياء الحضارة العربية، المسيحية - الإسلامية، ونهضتها. ولقد سجل التاريخ وجوها لا تنسى، يضيق بنا الوقت لذكر اسمائها وهي كثيرة. هذا الماضي ليس مجرد ذكريات، بل هو اليوم واجب الأمانة والاستمرار والابتكار الذي يستمد المستقبل منه رؤياه".

وارف: "من نتائج النهضة العربية التي أسهم فيها المسيحيون إسهاما أساسيا، استنباط مفهومين هما حاجة دائمة لبلدان هذا المشرق: العروبة والتعددية. فالعروبة، بمفهومها الأصيل، هي عروبة الإنسان لا الدين، وعروبة الانفتاح والحداثة الإيجابية لا الانغلاق والتعصب. أما التعددية فهي تعددية الثقافات والجماعات، التي يرتكز عليها كل مجتمع حضاري متقدم، وتعززها دولة مدنية حديثة قادرة. وليست تشرذم طوائف وكيانات على حساب الوحدة الوطنية. وكان التركيز في هذا الإسهام على أن المحور الثابت والأساس للعروبة والتعددية إنما هو الإنسان، وقدسية حياته، وكرامته وحريته وحقوقه". أضاف:"يسجل التاريخ تداخلا غير منفصم بين المسيحية والشرق الأوسط. وقد أراده الله وأدركه المسيحيون بأنه وجود رسالة موكولة إليهم. بهذه الروح دخلوا في علاقة العيش السلمي مع الدين الإسلامي الجديد في المنطقة، بالرغم من الاختلاف العقائدي والثقافي. وساد التعاون في بلاط الخلافتين الأموية والعباسية، وفي الثقافة والحضارة العربية. كما ساد الاحترام المتبادل ضمن دولة تحترم تنوع المعتقدات. لكن سرعان ما مر هذا العيش معا في مراحل صعبة ومظلمة أثناء عهود الفاطميين والمماليك والعثمانيين الأتراك. ثم استقر بعض الشيء عند استقرار الأمبراطورية العثمانية، وقيام الإمارتين المعنية والشهابية في جبل لبنان، لتعود المحن في بدايات القرن العشرين لتشتد بقساوة مع قيام حركات التتريك والقومية والتطهير العرقي في تركيا فكانت المجازر والإبادة المروعة سنة 1915 التي وقع ضحيتها مليون ونصف المليون من الشعب الأرمني ومئات الألوف من اليونانيين والسريان والأشوريين والكلدان. وكانت المجاعة في جبل لبنان التي حصدت ثلث سكانه، بسبب الحصار البري والبحري الذي ضرب عليه".

وتابع: "هذا على صعيد الدولة الحاكمة، أما على صعيد الشعب، فقد بلغ التعاون المسيحي - الإسلامي درجة مرموقة في العمل المشترك في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. فكان للمفكرين والصحافيين المسيحيين دور بارز على صعيد الثقافة والصحافة، وفي الدعوة إلى الوحدة العربية في وجه التعسف التركي".

وقال:"أما لبنان، فيشكل نموذج العيش معا، بالمساواة بين المسيحيين والمسلمين، في نظام يفصل بين الدين والدولة، مع حفظ الإجلال الكامل لله ولشرائعه واحترام جميع المكونات الدينية المتنوعة، وضمانة أحوالها الشخصية، وفي نظام ديموقراطي برلماني يتيح للمسيحيين والمسلمين، على تنوع طوائفهم، المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، على أساس الميثاق الوطني وصيغته التطبيقية ووثيقة الوفاق الوطني التي دخلت مبادئها في الدستور الجديد عام 1990. ولبنان بتعبير القديس البابا يوحنا بولس الثاني: "قيمة حضارية ثمينة"، وهو "أكثر من بلد، بل هو رسالة حرية، ونموذج في التعددية والعيش معا، للشرق كما للغرب، وصاحب تقاليد غنية وعريقة في التعاون بين المسيحيين والمسلمين، وفي الحوار والتوافق من أجل خدمة الإنسان. وهذه شروط للحرية والسلام واحترام الآخر".

أضاف: "من هذا التراث، تنطلق دعوة لبنان التاريخية ورسالته، التي فيها للمسيحيين عامة وللموارنة خاصة، دور رائد، بفضل مدارسهم وجامعاتهم ومؤسساتهم المدنية والكنسية، وبفضل ثقافتهم المسيحية التي ينقلونها إلى شركائهم في الوطن، ويتلقون منهم إيجابيات ثقافتهم الإسلامية. وهكذا وطدواالعيش معا على أسس ثلاثة: المساواة والمشاركة والتكامل، وهي بمثابة حجر الزاوية في البناء اللبناني. هذا النموذج اللبناني أجرى تحولا تاريخيا في العلاقة المسيحية - الإسلامية بالمطلق. فقد نقلها من التوتر وعدم التكافؤ إلى التوافق والتكامل، ومن التعصب إلى الإعتدال. خصوصية لبنان هذه جعلت منه دولة بجناحين، مسيحي ومسلم، متكافئين، بحيث يشكل كل جناح، على تنوعه وغناه، قيمة مضافة، تؤلف جمال التنوع في الوحدة. كما أنها تمكنه من الإسهام في إخراج العالم العربي من مخاضه الحضاري إلى إقرار الوحدة في التنوع والحريات العامة، والعمل بمقتضيات العدالة والسلام وحقوق الإنسان. ومن المعروف أن هذه القيم هي من صميم الثقافة المسيحية. ولذلك الحضور المسيحي في بلدان الشرق الأوسط حاجة وضرورة. وبدل السؤال عن مصير المسيحيين، ينبغي أن يتساءل العالم العربي عن مصيره من دون دور فاعل للمسيحيين". وتابع: "أما اليوم، وقد تعثر دور لبنان في مساهمته بسبب انجراره في محاور النزاع الإقليمي السني - الشيعي، فكانت ارتداداته السلبية عليه بنزاع سياسي بين فريقين شطرا البلاد، حتى الوصول إلى عدم إنتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة وأربعة أشهر، وبعد 26 دورة انتخابية فاشلة. وهم اليوم، مع الأسف الشديد، في انتظار القرار من الخارج. فإننا معكم، ومن هذا المؤتمر، الذي يبرز دور لبنان والمسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، نوجه النداء إلى كل فريق سياسي وكتلة نيابية، كي يعين مرشحه النهائي المقبول من الآخرين، على أن يكون مميزا بصفة رجل دولة معروفا بتاريخه الناصع وبقدرته وحكمته على قيادة سفينة الدولة في ظروفناالسياسية والاقتصادية والأمنية الصعبة للغاية". وختم: "بانتخاب رئيس للجمهورية من هذا النوع تعود الحياة الطبيعية إلى المؤسسات الدستورية والعامة، وتجرى الإصلاحات السياسية والإدارية اللازمة، وتتشدد مكونات الدولة القوية والقادرة والمنتجة عندها يستطيع لبنان أن يقدم إسهامه في الحلول السلمية للنزاعات والحروب وممارسة العنف المتبادل، التي لا نتائج لها سوى المزيد من الهدم والقتل والتهجير. نأمل أن يؤتي هذا المؤتمر ثماره المرجوة في ما يعالج من مواضيع تختص بدور المسيحيين البناء في أوطانهم الشرق أوسطية، بفضل ما هم مؤتمنون عليه من "تراث ورسالة"، عشتم وعاش لبنان". ثم وزعت دروع تقديرية على المتكلمين في المؤتمر باسم الرابطة وعلى الذين ساهموا في انجاحه.

 

الاب سابا والخوري مخلوف تفقدا مزار مار شربل في بقرقاشا: لا علامات لرشح زيت أو ماء في تمثال القديس

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - بقاعكفرا - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" بدوي حبق ان رئيس دير وبيت مار شربل في بقاعكفرا الأب جوني سابا وخادم رعية البلدة الخوري ميلاد مخلوف، تفقدا بتكليف من النائب البطريركي العام على منطقة الجبة المطران مارون العمار، مزار القديس شربل في بقرقاشا، عند مدخل بلدة بقاع كفرا. وتجمع أبناء المنطقة والجوار والمارة على الطريق بكثرة حوله، إيمانا منهم بأنهم شاهدوه يرشح بالماء والزيت. وظل المؤمنون يتوافدون منذ مساء أمس، حتى ساعات الصباح الأولى، وقد تبين لسابا ومخلوف أن تمثال مار شربل في المزار لا تظهر عليه أي علامات لرشح الزيت أو الماء. ولحظة الكشف عليه، جرى الاتصال بالمطران العمار، وتم التأكيد أن العلامات العجائبية ليست موجودة. وأبلغ المطران العمار، الأبوان سابا ومخلوف متابعتهما للموصوع.

وفي هذا الإطار، قال سابا ومخلوف: "إن القديس شربل حاضر، وأعجوبته الكبيرة هي حضوره الدائم بيننا".

 

مؤتمر عن مسيحيي الشرق في الولايات المتحدة ومطالبة بمحاربة الإرهاب وتعويض العائلات المنكوبة

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - عقدت المنظمة الكاثوليكية لمجموعة الكنائس الشرقية في أميركا "CAMECT بالتعاون مع محطة نورسات اللبنانية وجمعية IDC، مؤتمرا عن مسيحيي الشرق في الكنيسة الكلدانية في مدينة ساوثفيلد في ديترويت ولاية مشيغين- في الولايات المتحدة الأميركية. ودعا بيان صادر عن المؤتمر "المرجعيات والحكومات والدول بإيقاف داعش ومحاربة الارهاب والتعويض على العائلات المنكوبة والمهجرة".

ستانتون

واستضاف المؤتمر الذي انعقد على مدار يومين العديد من الخبراء، فحاضر الدكتور غريغوري ستانتون وهو مؤسس منظمة "Genocide Watch" عن الجوانب القانونية للمجازر والابادات، ووصف أن "ما يجري اليوم على يد داعش، هو مجزرة حقيقية ويجب أن يطالب أصحاب الحق بالتعويضات اللازمة وان ما يجري اليوم في الشرق الأوسط على يد داعش لا يقل جريمة عن مجازر الهولوكوست والابادة الأرمنية وغيرها من المجازر". وقال: "يجب محاكمة تلك الجماعات بحسب القوانين الدولية والتعويض على المتضررين".

كلاسي

وتحدث رئيس مجلس ادارة "نورسات" المدير العام لـ"تيلي لوميار" جاك الكلاسي عن تاريخ المسيحية في الشرق وعن "أعداد المسيحيين التي تناقصت وتقلصت في كل دول الشرق الأوسط وباتوا لا يشكلون الا نسبة ضئيلة من سكان المنطقة".

وأشار الى "خطورة افراغ الشرق من المسيحيين الذين يتعرضون الى شتى أنواع الاضطهاد والعنف والارهاب والقتل مما دفعهم الى الهجرة التي ليست أفضل حالا من حالة من بقوا في أرضهم". وطالب بإيقاف الأصوليات المدعومة من الحكومات ووسائل الاعلام وفي طليعتها داعش التي استباحت كل القيم الدينية والانسانية وأعمالها لا يقبل بها أي دين أو أي منطق". وتطرق الى "الدور السلبي" لوسائل الاعلام "التي تنشر العنف وتلعب دورا أساسيا في تأجيجه والتحريض على الارهاب"، وطالبها "بلعب الدور الايجابي".وتوجه الى الغرب قائلا: "لا تخافوا على المسيحيين ان تركوا الشرق، بل خافوا على الشرق ان تركه المسيحيون. فما طال دول الشرق الأوسط من ارهاب سوف يطال العالم بأجمعه". وعن أهمية دعم العائلات وتبنيها، وتحدث رئيس جمعية ARF (Adopt -A-RefugeeFamily) باسل بقال عن نسبة المسيحين العراقيين المهاجرين الى الولايات المتحدة و"التي باتت تشكل 25% من نسبة المسيحيين في العراق".

غابي

وتناول رئيس جمعية الإغاثة الطبية وإعانة مسيحيي العراق MERCI الدكتور موسيب غابي الناحية الطبية والصحية لمسيحيي العراق فتحدث عن المستوصفات وغرف الطوارىء التي افتتحت في مراكز اللاجئين المسيحيين في العراق بعد نزوحهم من بيوتهم.

غريب

وتحدث الاستاذ المحاضر في جامعة واشنطن (العاصمة) الدكتور ادمون غريب عن الناحية التاريخية والعلاقة بين الإسلام والمسيحية في الشرق وتطرق الى دور المسيحيين في النهضة العربية في مختلف المجالات.

حلقة حوار

وختم اليوم الاول بحلقة حوار ضمت الاساقفة غريغوري منصور، فرنسيس قلابات ورئيس مجلس ادارة نورسات جاك الكلاسي والمدير التنفيذي لنورسات ريمون ناضر، وتضمنت خلاصة أعمال المؤتمر. وكان بطريرك الكلدان مار لويس ساكو قد أرسل رسالة مسجلة إلى المؤتمرين، شرح فيها أوضاع المسيحيين في العراق. وكان المؤتمر بدأ بقداس احتفل فيه أساقفة أميركا المطران غريغوري منصور، عبدالله زيدان وفرنسيس قلابات، وقد صمد القربان المقدس طيلة النهار ورافقته الصلوات على نية إنجاح المؤتمر، وعلى نية مسيحيي الشرق الأوسط. واختتم المؤتمر بقداس احتفل فيه في كاتدرائية والدة الاله الكلدانية في ساوثفيلد.

 

قبلان: لانتخاب رئيس جمهورية عند حسن ظن الجميع ويجمع ولا يفرق

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة ان "الحوار مدخل أساسي لكل عمل ينتج اصلاحا ومعروفا، وعلينا ان نعود الى سيرة النبي محمد ومواقفه وتوجهاته وسلوكه حتى نحظى بالسعادتين في دنيا الآخرة، فنكون مع الطرح الحسن والقول الطيب والسير على الطريق المستقيم، فنبقى موحدين مخلصين متقين، فالغضب لا ينتج الا حقدا وتوترا انما المعروف والاصلاح والاحسان والقول الطيب هو الذي ينتج تعاونا والفة". وقال: "على المسلمين أن يعودوا الى تعاليم النبي محمد وسيرة أهل البيت ليتعلموا سبل الخير والفلاح، وخصوصا أننا لا نزال نعيش روحية شهر رمضان وما يتضمنه من معان ودلالات وقيم إيمانية وأخلاقية، فيكون لنا من هذا الشهر الزاد والورع والتقوى، فلقد تزودنا فضائل وقيما في شهر رمضان تحتم ان نبقيها حية في نفوسنا لنكون قدوة للاخرين، فنسير في خط الاستقامة الذي يوصلنا الى الاصلاح والاحسان والتواضع والمحبة، حتى ندخل قلوب الناس بالطرق السلمية من خلال الانفتاح والتشاور والحوار، فلقد خرجنا من شهر رمضان وبقيت معنا قيم هذا الشهر لتؤثر بنا ونعمل على هديها، لأن الله أمرنا بأن نكون نعم الاخوة المحبين لإخواننا وأهلنا وشركائنا في الوطن، فنتعاون معهم في السراء والضراء منطلقين من ايماننا واسلامنا، ونجهد ليكون العقل هو الحاكم بين الناس، مما يحتم علينا أن نكون عقلاء في أعمالنا وتوجهاتنا وإصلاحنا وإحساننا وأخلاقنا، فنكون مؤمنين متقين محبين بعيدين عن الانانية". وطالب قبلان "الدولة اللبنانية بأن ترعى هموم الناس وتحل مشاكلهم وتحسن إدارة شؤونهم، ولا سيما أن ما نشاهده من نفايات سامة ومضرة لا يقبله عقل ولا ضمير، فهذه المشاهد على الطرق وفي الازقة تضر بسمعتنا وبصحتنا، لذا علينا أن نعالج الامور بحكمة وهدوء وأدب، فنبتعد عن كل غضاضة وإساءة ونجهد لإيجاد الحلول المناسبة لكل مشاكلنا وازماتنا، منطلقين من الحوار. إن وطننا أمانة في اعناقنا علينا ان نحفظها من خلال حفظ لبنان بدولته وشعبه ومؤسساته وسلامة بيئته، وعلينا ان نبادر الى انتخاب رئيس للجمهورية يكون عند حسن ظن الجميع، يجمع ولا يفرق، وعلينا ان نقلع عن المشاكل والخلافات ونبتعد عن الانانية والشر، لأن لبنان في حاجة الى دعم واصلاح ومعروف وصلاح بين الناس، وحفظ لبنان يبتدئ بحفظ جيشه ونظامه ودولته ومؤسساته وشعبه".

وطالب اللبنانيين "بأن يعودوا الى العقلانية فيحكم العقل كل أمورنا وشؤوننا، بعيدا عن الانفعال والارتجال، وعلى اللبنانيين أن يكونوا عند حسن الظن بهم، فيبتعدوا عن الغرور ويكونوا عونا لبعضهم البعض، لأننا نريدهم ان يكونوا احبة اصدقاء متعاونين على البر والتقوى، ولا يتعاونوا على الاثم والعدوان، وعليهم ان يلتزموا الحوار لحل المشاكل فيكونوا في اخلاق حسنة لنكون في خير وعافية، فيحفظوا وطنهم ويدعموا الجيش ويكونوا معه في السراء والضراء ليبقى الوطن مستقرا والمواطن آمنا مطمئنا، فالجيش درع الوطن وحامي الشعب".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ضاحي خلفان: مشعل أخطر على الفلسطينيين من نتانياهو

السياسة//25 تموز/15/هاجم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل, معتبراً أنه أخطر على الفلسطينيين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.وقال خلفان في سلسلة من التغريدات نشرها أول من أمس, على حسابه الشخصي على موقع “تويتر” إنه “بوجود خالد مشعل تضمن إسرائيل عدم التوافق الفلسطيني- الفلسطيني”, مشيراً إلى أنه لو كان يشكل خطراً على إسرائيل لقامت بالتخلص منه بسهولة “لكن هم عارفين تمام, أحمد ياسين كان متوافقاً في المواقف مع فتح, قتل!!” واعتبر خلفان أن محاولة قتل خالد مشعل في الأردن لم تكن حقيقية “كانت تمثيلية مفبركة لو ضرب لما عاش.!!”, مضيفاً “لذلك خالد مشعل أخطر على الفلسطينيين من نتانياهو نفسه”. وقال إنه “لو كان في خالد مشعل خيراً لتعاون مع فتح التي أطلقت أول شرارات المقاومة ضد إسرائيل, لكن لا خير فيه”. انتقد الزيارة التي قام بها مشعل إلى السعودية, وقال في واحدة من تغريداته “خالد مشعل وجد أميركا تصافح إيران, فجاء إلى المملكة بعد أن طرده خامنئي!!!” أشار خلفان إلى ثروة مشعل بالقول “المليونير خالد مشعل في بحبوحة من العيش لا يعرف عن معاناة الغزاوية شيئاً, حفلات أعراس عملها ما يعملها حدا”. وأضاف أنه “اعتباراً من اليوم يعتبر خالد مشعل خارج التاريخ السياسي, اكتبوا هذه الملاحظة”.

 

تركيا شنت غارات على مواقع لـ "داعش" واعتقلت نحو 300 في حملة مداهمات واسعة

اتفاق بين واشنطن وأنقرة على فرض منطقة حظر طيران فوق سورية

أنقرة – ا ف ب, رويترز, الأناضول/25 تموز/15/كشفت مصادر تركية, أمس, أن الاتفاق بين أنقرة وواشنطن بشأن السماح للطائرات الأميركية باستخدام قاعدة انجرليك التركية لشن هجمات على تنظيم “داعش” في سورية, يتضمن إقامة منطقة حظر طيران على أجزاء من شمال سورية الواقعة بمحاذاة الحدود مع تركيا.

وذكرت صحيفة “حرييت” الصادرة أمس, أن الاتفاق الذي يسمح للطائرات الاميركية باستخدام قاعدة انجرليك في جنوب تركيا يتضمن إقامة منطقة حظر طيران من 90 كيلومتر بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين, مشيرة إلى أن منطقة حظر الطيران ستقدم الدعم لمنطقة آمنة مقررة على الأرض يمكن ان تمتد حتى 50 كيلومتراً في عمق سورية, وستعمل على منع تسلل المتطرفين والتخفيف من تدفق المزيد من اللاجئين إلى تركيا.

وكشفت المعلومات أن طائرات النظام السوري لن تتمكن من التحليق في منطقة حظر الطيران وسيتم استهدافها في حال فعلت ذلك, وان قوات التحالف ضد “داعش” بقيادة أميركية ستقوم عند الضرورة بطلعات استطلاع وتنفيذ ضربات في المنطقة. واضافت الصحيفة, ان الاتفاق الذي جاء بعد أشهر من المفاوضات بين أنقرة واشنطن, ينص على ان “الطائرات الاميركية المجهزة بقنابل وصواريخ ستكون قادرة على استخدام قاعدة انجرليك الجوية” لشن غارات ضد “داعش”, وستقدم تركيا الدعم لتلك الغارات بالمدفعية. لا يتضمن الاتفاق وصول أي قوات برية أميركية إلى تركيا, لكن سيسمح لكتيبة يصل عددها إلى 50 موظفاً عسكرياً أميركياً بالدخول لتقديم الدعم التقني. والاتفاق يتعلق فقط باستخدام قاعدة انجرليك الجوية القريبة من مدينة أضنة على مقربة من الحدود السورية, غير أن الطائرات الحربية الاميركية ستتمكن من استخدام قواعد باتمان وديار بكر وملاتيا في شرق تركيا في حالات الطوارئ. من دون تحديد موعد دقيق, ذكرت الصحيفة ان قاعدة انجرليك ستفتح “في وقت قريب جداً” أمام القوات الاميركية للاستخدام في شن غارات بسورية, وسط أنباء عن أن ذلك سيتم في مطلع أغسطس المقبل. وجاء الكشف عن هذه المعلومات في حين شن سلاح الجو التركي, فجر أمس, أولى غاراته على مواقع لتنظيم “داعش” في سورية, وذلك بعد اربعة ايام على هجوم انتحاري نفذه التنظيم في قرية تركية قريبة من الحدود. ذكرت مصادر تركية أن ثلاث مقاتلات “اف-16 من سلاح الجو التركي قصفت ثلاثة مواقع لـ”داعش” في المنطقة الحدودية في سورية المقابلة لمدينة كيليس (جنوب), وذلك غداة اشتباك حدودي بين الجيش التركي وعناصر التنظيم, إثر مقتل ضابط بحادث إطلاق نار حدودي.

وأعلن الرئيس رجب طيب اردوغان أن الضربات الجوية كانت “خطوة أولى”, مشيراً الى أن الاجراءات ضد المتشددين والأكراد واليساريين ستستمر. وقال للصحافيين في اسطنبول ان على الجماعات المتشددة أن تلقي أسلحتها أو أن “تواجه العواقب”. دوره, أعلن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو, في بيان أمس, أن “تركيا مصممة على اتخاذ كل الاحتياطات للدفاع عن أمنها القومي”, وذلك غداة اجتماع مع القادة العسكريين وأجهزة الأمن. وذكرت صحيفة “حرييت”, نقلاً عن مسؤولين أتراك, أن الحكومة تفكر في نشر بالونات مراقبة يمكن التحكم بها على طول حدودها بطول 900 كيلومتر مع سورية ومضاعفة خط حواجزها لعرقلة تحرك المتطرفين. توازياً, أطلقت السلطات التركية صباح أمس عملية مداهمات واسعة في اسطنبول شارك فيها خمسة آلاف شرطي بدعم من المروحيات ضد ناشطين مفترضين من تنظيم “داعش” و”حزب العمال الكردستاني”. وأفاد بيان صدر عن مكتب أوغلو أنه “تم توقيف عدد إجمالي بلغ 251 شخصاً لانتمائهم الى جماعات ارهابية”, موضحاً أن المداهمات جرت في 13 محافظة تركية.

ولاحقاً, أعلن أوغلو في تصريح صحافي أن عدد الموقوفين بلغ 297 شخصاً من بينهم 37 أجنبياً, مشيراً إلى مشاركة الآلاف من عناصر الأمن في العمليات المتزامنة التي شهدتها 16 محافظة, ضد منظمات “داعش”, و”حزب العمال الكردستاني” و”الجبهة الثورية لتحرير الشعب” الإرهابية. ما قتلت ناشطة من اليسار المتطرف في تبادل اطلاق نار مع الشرطة في احد احياء اسطنبول, بحسب وكالة أنباء الاناضول الرسمية. والناشطة عضو في “الجبهة الثورية لتحرير الشعب” وهي مجموعة ماركسية تقف وراء هجمات عدة في تركيا.

 

حاكما ولايتين في نيجيريا: بوكو حرام ما زالت تحتل مناطق في شمال شرق البلاد

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - اعلن حاكما ولايتي بورنو ويوبي الاكثر تضررا من هجمات جماعة بوكو حرام في نيجيريا، ان "المتمردين الاسلاميين المتطرفين في هذه الجماعة ما زالوا يحتلون مناطق كبيرة في شمال شرق البلاد، على الرغم من الانتكاسات العسكرية التي واجهوها اخيرا". وقال حاكما الولايتين خلال الاجتماع الشهري للمجلس الاقتصادي الذي عقد في ابوجا: "ان الجماعة المتمردة التي اسفرت هجماتها عن سقوط اكثر من 15 الف قتيل منذ 2009، تسيطر على خمسة اقاليم على الاقل في الولايتين".

 

داود أوغلو: تركيا لا يمكنها ان تقف مكتوفة امام التهديدات

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - اكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان "تركيا لا يمكنها أن تقف مكتوفة بينما يستهدفها الأكراد واليساريون وتنظيم "داعش". وتابع ان "العملية الأمنية التي بدأت اليوم ليست منفردة بل جزء من عملية شاملة". العمليات ليست آنية بل ستتواصل". وقال: ان "الجيش التركي دمر بالكامل أهدافا ل"داعش" كانت تمثل تهديدا على الحدود، وان القوات التركية لم تدخل الاراض السورية لتدمير مواقع لداعش".

 

وزير الدفاع الاميركي التقى رئيس اقليم كردستان العراق

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - التقى وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر اليوم رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في اليوم الثاني من زيارته للعراق بهدف تقييم الجهود المبذولة لمحاربة تنظيم "داعش". واجرى كارتر بعيد وصوله الى اربيل عاصمة الاقليم لقاء مع بارزاني في حضور مسؤولين عسكريين في حكومة الاقليم.

 

البنتاغون: مقتل قيادي في القاعدة بغارة أميركية في أفغانستان

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - اعلنت وزارة الدفاع الاميركية اليوم ان "قياديا كبيرا في تنظيم القاعدة قتل مع مسلحين اثنين آخرين في غارة اميركية على افغانستان".

واوضحت الوزارة ان "العملية التي جرت في 11 تموز في ولاية باكتيكا ادت الى مقتل ابو خليل السوداني القائد العملاني الكبير في تنظيم القاعدة"، وذلك في بيان تم توزيعه على الصحافيين المرافقين لوزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر في زيارته الى العراق.

 

"غارديان": إيران تنشد التحدث إلى جيرانها

المركزية- نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية تقريراً بعنوان "إيران تنشد التحدث إلى جيرانها، من أجل السلام"، اشارت فيه الى "ان جهودا تبذل من أجل عقد لقاءات بين سياسيين ايرانيين رفيعي المستوى وجميع جاراتها الخليجيات من أجل تخفيف التوتر الناجم عن الاتفاقية التي تم التوصل إليها بين إيران ومجموعة 5 + 1 حول برنامجها النووي. وضمن هذه الجهود سيزور محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني قطر الأسبوع المقبل، وهناك مساع لعقد لقاء قمة مع سياسيي ست دول خليجية". ولفتت الى "ان إيران تريد توطيد العلاقات مع جيرانها مع أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي صرح في نهاية الأسبوع بأن بلاده ستستمر في دعم أصدقائها في لبنان والعراق واليمن".

 

العربي الجديد : المعارضة تتقدم بإدلب والنظام يشتبك مع القوات الكردية بالحسكة

الجمعة 24 تموز 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : سيطرت فصائل المعارضة السورية، مساء اليوم الخميس، على نقاط لقوات النظام، قرب بلدة الفوعة في ريف إدلب الشماليّ، في حين استطاعت الأخيرة، إحراز تقدّم على حساب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في مدينة الحسكة، قبل أن تشتبك مع وحدات حماية الشعب الكردية على جبهات عدة.وأوضح الناشط الإعلامي،ّ مراد الأيهم، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أنّ "جيش الفتح، سيطر، مساء اليوم، على نقاط لقوات النظام ومليشيات إيرانية موالية لها، شرق بلدة الفوعة (ذات الأغلبية الشيعية)، وذلك بعد قيامه بتفجير عربة BMP مفخخة، في أحد تجمعاتهم، على تلة خربة، في أطراف مزارع الصواغية، موقعاً عشرات القتلى بينهم". ويأتي ذلك، وفق الأيهم، في ظل استمرار حملة "نصرة الزبداني"، التي كان "جيش الفتح" قد بدأها، قبل نحو أسبوع، واستهدف خلالها مواقع النظام ومليشياته، في قريتي كفريا والفوعة ومنطقة دير الزغب القريبة، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمدافع محلية الصنع والدبابات. من جانب آخر، قال الناشط الإعلامي، أبو جاد الحسكاوي، إنّ "قوات النظام، مدعومة بمليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، اقتحمت اليوم، منطقة المقبرة في حيّ غويران، حيث يتمركز عناصر تنظيم الدولة، وسيطرت عليها، ما يجعل الحيّ بكامله تحت سيطرة النظام والقوات الكردية".وأضاف في تصريحه لـ "العربي الجديد" أنّ "مواجهات أخرى، دارت بين الطرفين، اليوم، إثر محاولة النظام ووحدات الحماية الشعبية، اقتحام حيّ النشوة الغربيّة، لليوم الخامس على التوالي، تحت غطاء جويّ ومدفعيّ". وفي تطوّر "مفاجئ"، حسب تعبير الحسكاوي، خاضت قوات النظام بالاشتراك مع مليشيا "القوة الضاربة" (تتبع إيران بشكل مباشر، ويقودها فايز النامس)، معارك ضد مليشيا وحدات الحماية الكردية، عقب محاولة الأخيرة السيطرة على كل من مدرسة الأمل ومبنى البريد الجديد، قرب حديقة سوار المحطة، في وقت شهدت فيه منطقة الكراجات داخل حي تل حجر اشتباكات بين الطرفين. وكان تنظيم الدولة الإسلامية، قد استهدف بهجوم مفاجئ، قبل نحو شهر، مواقع النظام السوريّ في مدينة الحسكة، ليخوض الطرفان معارك كرّ وفرّ أعقبها تدخّل من وحدات حماية الشعب الكردية بمساندة طيران التحالف الدولي، لصالح النظام.

 

كيري يحذر إسرائيل من ارتكاب “خطأ جسيم” باللجوء إلى الخيار العسكري المنفرد ضد إيران

الجمهوريون اتهموه بالتعرض لـ"السلب" و"الخداع" من قبل طهران

واشنطن – رويترز, ا ف ب/25 تموز/15/في تحذير هو الأول من نوعه بهذا الوضوح, أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري, أمس, أن إسرائيل سترتكب “خطأ جسيماً” إذا قررت اتخاذ إجراء عسكري منفرد ضد إيران بسبب برنامجها النووي.وجاء موقف كيري خلال رده على سؤال في مقابلة مع برنامج “توداي” على تلفزيون “ان.بي.سي” عما إذا كان الاتفاق النووي الذي توصلت إليه الدول الكبرى مع إيران الاسبوع الماضي يزيد احتمالات أن تشن اسرائيل هجوماً عسكرياً أو الكترونياً على طهران. وقال الوزير الأميركي “سيكون هذا خطأ فادحاً… خطأ جسيماً له عواقب خطيرة على إسرائيل وعلى المنطقة ولا أظن أن هذا ضروري”. وكان كيري شن مساء أول من أمس هجوماً مضاداً حاداً على منتقدي الاتفاق النووي مع ايران, وأبلغ المشرعين الاميركيين المتشككين في جدواه بأنه سيكون ضرباً من الخيال التفكير في أن الولايات المتحدة قد تتمكن ببساطة من “تدمير” المعرفة التي تملكها ايران في المجال النووي.

وفي شهادة له أمام الكونغرس الاميركي للمرة الأولى منذ إبرام الاتفاق النووي التاريخي الأسبوع الماضي, واجه كيري اتهامات من الجمهوريين بتعرضه “للسلب” و”الخداع” من قبل المفاوضين الايرانيين.

ورداً على الاتهامات, أكد وزير الخارجية أن معارضي الاتفاق يقدمون في المقابل بديلاً غير واقعي اعتبره “نوعاً من الترتيب الخيالي الذي يشمل الإذعان الكامل لايران”, مضيفاً “الحقيقة هي أن ايران تمتلك حالياً خبرة واسعة في تكنولوجيا دورة الوقود النووي. لا يمكننا تدمير تلك المعرفة”. وحذر من أنه إذا رفض الكونغرس الاتفاق “فإن النتيجة ستكون تراجع الولايات المتحدة الاميركية عن كل القيود التي حققناها وضوءا أخضر كبيرا لايران لمضاعفة وتيرة تخصيب اليورانيوم. وسنكون قد بددنا أفضل فرصة سنحت لنا لحل هذه المشكلة بالوسائل السلمية”.

وجاء كلام كيري مع بداية فترة مراجعة تستمر 60 يوماً يعلن الكونغرس في نهايتها ما إذا كان سيقبل الاتفاق أو يرفضه. وفي مستهل جلسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ, وجه رئيس اللجنة الجمهوري بوب كوركر انتقاداً لاذعاً لكيري على الشروط التي تضمنها الاتفاق, قائلاً “لا يختلف عن نزيل فندق يغادره ولا يستره سوى برنس الحمام .. أعتقد أنه قد تم تجريدك من كل شيء”.

ووبخ كوركر كيري ومسؤولين آخرين بالإدارة الاميركية على نهجهم في الدفاع عن الاتفاق بقولهم ان البديل الوحيد هو المزيد من الحروب في الشرق الاوسط, معتبراً أن البديل الحقيقي هو اتفاق أفضل.

بدوره, انتقد عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ماركو روبيو الرئيس باراك أوباما لإبرامه “اتفاقاً مروعاً”, معتبراً أن الاتفاق كافأ ايران على “سجلها الوحشي في مجال حقوق الانسان”.

في المقابل, قال السيناتور بن كاردين, أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ, انه لم يقرر بعد كيف سيصوت على الاتفاق النووي مع ايران, لكنه أضاف أنه يشعر بأن المفاوضين الاميركيين حققوا تقدماً كبيراً. وإضافة إلى كيري, أدلى كل من وزيري الخزانة جاك لو والطاقة ايرنست مونيز بشهادتيهما أمام اللجنة في اطار جهود إدارة أوباما لإقناع المشرعين والاميركيين والحلفاء القلقين في الشرق الاوسط بالاتفاق النووي. ورداً على انتقادات الجمهوريين بأن الاتفاق يرفع العقوبات بسرعة أكبر من اللازم, أكد وزير الخزانة جاك لو أن الاتفاق النووي لن يمنع الولايات المتحدة من فرض عقوبات اضافية على طهران بسبب قضايا مثل انتهاكات حقوق الانسان إذا شعرت واشنطن أن هذا ضروري.

 

انتفاضة بحرينية واسعة غير مسبوقة ضد التدخلات الإيرانية الخطيرة

وزير الداخلية البحرينية: طهران تصدر إلينا ثقافة الإرهاب ولا مكان في المملكة للولاء المزدوج

المنامة – وكالات/25/07/15:شهدت البحرين انتفاضة سياسية ورسمية وشعبية وأهلية غير مسبوقة ضد التدخلات الإيرانية في شؤون المملكة, وسط دعوات إلى ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لردع طهران ووقف أنشطتها التخريبية.وجاءت هذه الانتفاضة تلبية لدعوة من وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الذي قال في تصريح صحافي, مساء أول من أمس, “إنني أخاطب كل من في قلبه حب واخلاص وولاء للبحرين, وأدعو إلى استنكار ورد وطني مخلص تجاه هذه التدخلات الإيرانية الخطيرة بشأن الأمن البحريني”. وأكد أن “مملكة البحرين لم ولن تتردد يوماً في حماية شعبها” بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة, مشيراً إلى أن “التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين مرفوضة شكلاً ومضموناً”. وأوضح أنها “أخذت أبعاداً متعددة خارج نطاق العلاقات الدولية التي تحترم حسن الجوار, ومن بينها التصريحات السياسية المعادية, مروراً بتهريب مواد متفجرة وأسلحة وذخائر إلى مملكة البحرين وإيواء الهاربين من العدالة, وفتح المعسكرات الإيرانية لتدريب المجموعات الإرهابية التي تسعى إلى استهدف أرواح الأبرياء فضلاً عن الحملات الإعلامية المضللة والمستمرة تجاه مملكة البحرين”. وأضاف الشيخ راشد “إننا في المقابل سعينا إلى تعزيز العلاقة معها, وكانت كل تحركاتنا على الدوام إيجابية مراعاة لحسن الجوار”. وتوجه إلى الإيرانيين بالقول “نقول لهم إنكم متورطون في الإخلال بأمن البحرين, وإنكم دربتم على استخدام الأسلحة والمتفجرات, وإنكم تصدرون إلينا ثقافة الإرهاب, وإنه كلما اتجهت الأمور لدينا إلى الاستقرار والتعافي الوطني عمدتم إلى إثارة القلاقل والتصعيد من خلال تدخلاتكم في شأننا الداخلي”. وأشار إلى أن “دول مجلس التعاون تعمل كمنظومة أمنية متكاملة نحو هذا التهديد, وأن عليها في سبيل تحقيق الأهداف الأمنية لشعوب المنطقة أن تعزز تعاونها المستمر مع العمل على تطوير تحالفاتها الدولية التي تساعد على تحقيق ذلك, ولكن الأمر يقتضي في البداية تصحيح ركائز البيت الخليجي من تلك الولاءات المزدوجة. وفي ما يتعلق بالشأن البحريني فإن الولاء المزدوج مرفوض, ويجب أن لا يكون له وجود, وهو يشكل مخالفة قانونية دون شك. وإن ما أوجد مساحة الى ذلك هو خلط المنبر الديني بالسياسة, وهو الأمر الذي سعت إليه الأجندة الإيرانية من خلال تسييس الحوزات الدينية في قم”.

وأكد الشيخ راشد أن “الأولوية يجب أن تكون استنكاراً وطنياً وموقفاً بحرينياً صريحاً من خلال المؤسسات الوطنية, والعلماء والمشايخ الأفاضل والفعاليات الرسمية والأهلية, ومن خلال من يمثلون الشعب البحريني ومن يقيمون على أرضه, وإذا كان هناك من يتخلف عن هذا الاصطفاف الوطني فهو أراد لنفسه القبول بأعمال العنف والإرهاب وبالتدخلات الايرانية التي من شأنها زعزعة أمن البحرين”, مشيراً إلى أن من يحرص على أمن البحرين وسيادته ومن يشارك في هذا الموقف الوطني السيادي هو جدير بالاحترام والتقدير من قبل الجميع. وبعيد الإعلان عن موقف وزير الداخلية, توالت عاصفة المواقف المنددة بالتدخل الإيراني في شؤون البحرين من المؤسسات الرسمية والدينية والفعاليات الشعبية والاجتماعية وشرائح المجتمع كافة.ورفض وزير شؤون الاعلام عيسى بن عبدالرحمن الحمادي التدخلات الايرانية السافرة والمستمرة بالشؤون الداخلية لمملكة البحرين.

وقال في تغريدات أطلقها عبر “تويتر” إن “تسييس الخطاب الديني وتغذيته طائفياً رهان خاسر للجميع”, وإن “المواقف الوطنية المخلصة يجب أن تكون ثابتة وتقول لا للتدخلات الايرانية السافرة في البحرين بشؤوننا الداخلية”. وشهد هاشتاغ (لا للتدخلات_الايرانية البحرين) إقبالاً كبيراً من البحرينيين وأصحابهم وأصدقائهم, تفاعلاً مع حملة الاستنكار الواسعة التي تشهدها المملكة تجاه التدخلات الإيرانية.

وفي السياق, أكد رئيس مجلس النواب أحمد بن إبراهيم الملا أن شعب البحرين يقف صفا واحدا ضد التدخلات الإيرانية السافرة والمستمرة, التي تجاوزت كل حدود ومفاهيم مواثيق حسن الجوار واحترام استقلالية وسيادة الدولة, مشيراً إلى أن الإصرار الإيراني الموغل في إثارة الفتنة والفوضى, يؤكد التورط الإيراني في سلسلة الأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد, التي لن تجد إلا التصدي الحازم بقوة القانون وبتماسك الشعب مع قيادته الرشيدة في حماية أرضه وضمان مستقبل شعبه والجيل المقبل. كما أصدر أعضاء مجلس النواب بياناً أعلنوا فيه إدانتهم البالغة واستنكارهم الشديد للتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين, واعتبار ذلك تعدياً سافراً على السيادة الوطنية, مؤكدين أن المضي في هذا النهج من جانب إيران لن يزيدهم إلا إصراراً وتمسكاً بالثوابت الوطنية والوقوف صفاً واحداً في وجه من يحاول إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. بدوره, دان مجلس الشورى التدخلات الإيرانية المتكررة والسافرة التي لا تهدف إلا إلى بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني مملكة البحرين, وانتهاك سيادتها واستقلالها, داعياً إيران إلى وقف هذه التدخلات والخطابات التي تحمل الكثير من لغة التحريض, سعياً منها لإشاعة أجواء التوتر في المنطقة وعدم الاستقرار.كما صدرت عشرات المواقف المماثلة من الأوقاف الجعفرية والأوقاف السنية, ورؤساء الأندية الرياضية, وجمعية الصحافيين البحرينية ووسائل الإعلام, وفعاليات اقتصادية وسياسية ودينية وأهلية وجمعيات وسياسيين وناشطين وقبائل ونقابات عمالية وجمعيات وعائلات وفنانين ونقاد ومخرجين.

 

منظمة العفو الدولية تندد بموجة الإعدامات في إيران

لندن – أ ف ب/25 تموز/15/نددت منظمة العفو الدولية بما اعتبرته “موجة إعدامات” في ايران, متحدثة عن تنفيذ عقوبة الإعدام لنحو 700 محكوم منذ بدء العام الجاري. وذكرت المنظمة الحقوقية التي تتخذ مقراً في لندن أول من أمس, أن “السلطات الإيرانية أعدمت 694 شخصاً بين الأول من يناير و15 يوليو الجاري”, وهو عدد غير مسبوق في البلاد, مضيفة “بهذه الوتيرة الصادمة ستتجاوز إيران عدد عمليات الإعدام المسجلة في البلاد” للعام 2014 بكامله. وقال مساعد مدير برنامج المنظمة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا سعيد بومدوحة إن هذا الحد الأقصى “يرسم صورة مخيفة لجهاز الدولة الذي يقوم بأعمال قتل على نطاق واسع”. من جهة أخرى, نددت منظمة “هيومن رايتس واتش باستمرار عمليات الإعدام في إيران خلال شهر رمضان, حيث أعدم أربعة أشخاص على الأقل. كما نددت المنظمة كذلك بصدور عقوبات الإعدام عن “محاكم غير مستقلة وغير محايدة

 

وزير الخارجية الإيطالي في إيران الشهر المقبل/هولاند يطلب من روحاني المساهمة في تسوية أزمات الشرق الأوسط

باريس – أ ف ب, الأناضول/25 تموز/15/أجرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند محادثات مع نظيره الإيراني حسن روحاني بشأن “شروط تطبيق” الاتفاق بشأن البرنامج النووي لطهران. وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان, أنهما “تبادلا التهنئة بالاتفاق الذي أبرم في فيينا في 14 يوليو الجاري” و”اتفقا على تعزيز التعاون الثنائي في هذه الأجواء الجديدة”. وأضاف البيان أن هولاند “النووي ان تساهم إيران بشكل إيجابي في تسوية الأزمات في الشرق الأوسط”. وأكد أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى إيران في 29 يوليو الجاري, تندرج في إطار التعزيز للتعاون بين البلدين. وقال روحاني في تغريدة على موقع “تويتر” إنه “في اتصال هاتفي رحب الرئيس فرنسوا هولاند بالاتفاق النووي والدور البناء لإيران في المفاوضات التي تقود إلى السلام في الشرق الأوسط”. وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للرئاسة الإيرانية أن روحاني أبدى استعداد بلاده للتعاون مع فرنسا لإرساء وتعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة. وأشار إلى الإمكانيات والطاقة الواسعة لإيران وفرنسا لتطوير تعاونهما الثنائي قائلاً “لقد فقد البلدان خلال الأعوام العشرة الماضية الكثير من الفرص لتوطيد وتطوير العلاقات, وحان الوقت للتعويض عما سبق”. وكان فابيوس أعلن في تصريح لإذاعة “فرانس إنتر” الثلاثاء الماضي, عزمه على زيارة طهران عقب الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني.

من جهة ثانية, يزور وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني إيران في الرابع والخامس من أغسطس المقبل. وكان جنتيلوني أعلن عن الزيارة ومواعيدها في تغريدة على موقع “تويتر” في 17 يوليو الجاري, لكن لم يتم تأكيدها حينها “لأسباب امنية”. وذكرت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان, أمس, أن جنتيلوني سيزور إيران في الرابع والخامس من أغسطس المقبل, لينضم بذلك إلى العديد من المسؤولين الأوروبيين الذين أعلنوا عزمهم على زيارة طهران بعد التوقيع على الاتفاق النووي في الرابع عشر من يوليو الجاري. وتأتي زيارتا الوزيرين الفرنسي والإيطالي بعد زيارة مماثلة لوزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابريل, أول مسؤول غربي بارز يزور إلى الجمهورية الاسلامية منذ التوقيع على الاتفاق. وسيجري رئيس النمسا هاينز فيشر في سبتمبر المقبل, أول زيارة لرئيس أوروبي إلى إيران منذ العام 2004, بحسب ما اكد مكتبه أول من أمس. وستستمر الزيارة من السابع إلى التاسع من سبتمبر المقبل. ومن المتوقع إن يفسح الاتفاق النووي الطريق أمام اتصالات أكبر بين إيران والدول الكبرى في مجالات أخرى, وخصوصا التصدي لتنظيم “داعش” الإرهابي

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله" صار شيخ صلح!

احمد عياش/النهار/25 تموز 2015

ليس من صورة معبّرة عن حال لبنان أفضل من صورة "حزب الله" الذي صار منوطاً به إيجاد معادلة يتعايش فيها لبنان بين طموح العماد عون الى رئاسة الجمهورية وبين طموح لبنان الى استمرار الحكومة في العمل لتسيير شؤون البلاد في ظل أزمات أكثرها تعقيداً شغور منصب رئاسة الجمهورية. ولكي يدرك المرء معنى هذا الواقع عليه أن يخرج رأسه من النفايات التي يجري دفن رأس البلاد فيها لكي يشاهد ما يدور من حول الوطن؟ فمن الزبداني، المنطقة السورية الجميلة، التي يجهد الحزب مع براميل الاسد الى تحويلها الى ركام، الى عدن حيث يندب ولي الفقيه الايراني مصير مشروعه في باب المندب اليمني هناك هلال مشروع سيطرة ملالي إيران يتآكل ليبزغ بدلا منه بدر شعوب تتوق الى الحياة حتى ولو كان هذا التوق يلبس قميص إتفاق نووي.وليس من ضير تكرار القول ان الضاحية الجنوبية لبيروت كانت غارقة في الحزن عندما كانت طهران تنفجر فرحا بتوقيع النووي فامتلأت شوارع العاصمة الايرانية بالألوان فلم يشاهد بينها عباءة سوداء. ن وراء دخان حرائق نفايات لبنان وروائحها الحكومية والرئاسية يتبيّن أن مصير لبنان حتى إشعار آخر سيكون مكبا لنتائج مرحلة ما بعد النووي. فلا رئيس جديد للجمهورية ولا من يحزنون، بل فقط هناك إدارة للفراغ ولو بالحد الادنى.من هنا نفهم لماذا ينطق أهل "حزب الله" في لبنان بمواعظ التهدئة فيما هم يرغون ويزبدون من سوريا الى اليمن. وكي لا نخدش حياء من يؤمنون بمقولة "نيال من له مرقد عنزة في لبنان" نحيلهم فقط الى بعض من تاريخ هذه البلاد التي استحقت خلاله بألقاب من نوع "وكر الجواسيس" و"كرخانة الشرق" و"ملجأ الفاشلين في الانقلابات" وغيرها. ونضيف عليها اليوم "ملاذاً لآل الاسد وعشيرة علي عبدالله صالح وذوي الزعيم الحوثي". ندما يراد أن تكون للبنان وظائف على قياس هذه الالقاب يبدو صراخ ذوي النيات الحسنة مثيرا للضحك والشفقة لأنهم يا أبتاه يجهلون ما يتمنون. فعلى من يقرأ هؤلاء مزاميرهم عندما ينادون بالشفافية فيما هناك طبقة سياسية بأمها وأبيها تنهش كعكة مغانم حتى ولو كانت من النفايات؟ كيف تقول لـ"حزب الله" توقف عن سفك الدماء في سوريا فيما دولة لبنان بأمها وأبيها سيرك للفرجة واللهو يسمح لـ"حزب الله" أن يتصرف على أساس أن هذه البلاد بلا بواب؟ سنسلم جدلاً بموعظة "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"... كما سنسلم جدلا بأن تبييض الاموال مضافاً اليها بما يجود به الحرس الثوري الايراني على جنوده في لبنان يتكفل بمؤونة من قالوا أنهم جنود في جيش ولي الفقيه. لكن نحاول فلا نستطيع أن نسلّم جدلا بهذه اللامبالاة المخيفة التي يتم التعامل بها مع متاعب تيار "المستقبل" الذي ما زال حتى الآن آخر حصون الاعتدال في لبنان. أين الوليّ؟

 

 بعد الزبداني.. «حزب الله» يتنقل بين جبهات الانتحار

علي الحسيني/المستقبل/25 تموز/15

دخول الزبداني قرار لا رجعة عنه. هذا ما يؤكده إعلام «الممانعة» بشكل يومي وهذا ما يسعى «حزب الله» إلى تحقيقه خلال الأيام المقبلة بعدما استقدم لمعركته هذه الآلاف من عناصره جاء بمعظمهم من جبهات متعددة وتحديداً من القلمون والقصير مُعزّزين بمساحات واسعة يفردها إعلام الحزب تُظهر المدينة وكأنها وكر للإرهاب التكفيري وبالتالي فلا بأس من تسويتها بالأرض بحجّة القضاء عليه.

على أبواب تقدم «حزب الله» إلى داخل الزبداني، لن يتمكّن الأهالي أن يُقدموا لبلدتهم أكثر مما قدموه خلال الشهرين المنصرمين، فوسط الحصار الخانق المفروض عليهم والبراميل المتفجرة التي تنهال فوق رؤوسهم يوميّاً بالإضافة إلى الصواريخ الموجهة التي تصطادهم داخل منازلهم، لم يعد الأهالي يمتلكون سوى الصلوات والدعوات لإبعادهم عن المذابح التي يمكن أن تُرتكب بحق من تبقّى منهم على قيد الحياة بعد دخول المدينة التي تحوّلت إلى اسطورة في النضال والموت. كثيرة هي الأسباب التي تدفع «حزب الله» إلى فتح جبهات جديدة، فكما كان لتدخله في الحرب السورية منذ بدايتها أسباب ربطها بحماية المقامات الدينية وإبعاد شبح الإرهاب عن القرى الشيعيّة، ها هو يُعطي اليوم أسباباً ممثالة ليُبرّر إشعاله معركة الزبداني. تحجّج الحزب بقرب الزبداني من الحدود اللبنانية واستهداف «الإرهابيين» لطريق بيروت دمشق بشكل مستمر ما يمنع عليه إيصال الإمدادات لعناصره في الداخل السوري، مع العلم أن الحزب كان عقد قبل أشهر صفقة مع ثوّار الزبداني بعدم التعرض لهم مع الحصار عنهم مقابل عدم استهدافهم الطريق المذكورة وعدم قطعهم المياه عن سكان العاصمة السورية قبل أن ينقلب هو على الاتفاق.

بالتزامن مع قرب فرض سيطرته على الزبداني، بدأ «حزب الله» يعترف بشراسة المعارك التي خاضها وتكبّده خسائر فادحة في العديد والعتاد خصوصاً في منطقة السلطان التي خسر فيها لم لا يقل عن مئة عنصر والتي شكل سقوطها بالنسبة له مدخلاً عريضاً لبسط سيطرته على سهل الزبداني والتحضّر للمرحلة النهائية. لكن في المقلب الأخر وتحديداً في الشق الداخلي هناك سؤال يطرح نفسه حول مردود هذا «الانتصار» وانعكاسه على لبنان خصوصاً وأن اللبنانيين تعوّدوا على استثمارات الحزب لانتصارته كما هزائمه، بانقلابات ومطالبته بامتيازات تُزيد من استئثاره بالبلد وبتسلّطه من خلال سلاح حوّله من عامل قوّة في وجه إسرائيل إلى ورقة ضغط في الداخل تُمكّنه من جني الأرباح السياسية في اللحظات الصعبة والمصيرية. ن الواضح أن غض طرف جمهور «حزب الله» عن مُحاسبة أو مساءلة الحزب وقيادته حول إغراقه في هذه الحرب التي أدت إلى كل هذه الخسائر الكبيرة في الأرواح حتّى اليوم، يُزيد من تفرّد الحزب بالقرار الشيعي وغير الشيعي، والمضي في سياسة نحرها على جبهات لا تنتهي، وهو ما يضع هذا الجمهور في مواجهة مستمر مع أشقّائهم في البلد ومع جيرانهم من الشعب السوري خصوصاً أهل الزبداني الذين استقبلوا جمهور «حزب الله« خلال حرب تموز وجعلوهم أهل البيت، ليأتي الحزب اليوم ويُكافئهم على حسن ضيافتهم بقتلهم وبتدمير منازلهم. أكثر من مئتي عنصر من «حزب الله» سقطوا في غضون أقل من شهر في الزبداني وحدها، ما عدا الانعكاسات السلبية التي ما زالت ترتد على كل لبنان من جرّاء إصرار الحزب على الاستمرار في هذه الحرب حتّى النفس الأخير أو حتّى القضاء على ثلثيّ بيئته أو جمهوره، ورغم هذا يُكمل الحزب سيره في رحلة انتحار كان بدأها بطريق القصير مروراً بدمشق ثم القلمون فالزبداني، والكلام عن قرب وضع حد نهائي للمأساة التي تُعاني منها بيئة الحزب من جرّاء الخسارات التي تُلاحقها، يُقابله من الجهة الأخرى أحاديث عن استعدادات جديدة يتحضّر لها «حزب الله» لفتح جبهة جرود عرسال وجبهة الحدود اللبنانية - السورية قرب بلدة شبعا.

 

روائح الاحتمالات التصعيدية تسابق جلسة الحكومة

باسمة عطوي/المستقبل/25 تموز/15

منذ أن تم تحديد يوم الثلاثاء المقبل كفرصة أخيرة لاستعادة إنتاجية الحكومة، ليكون بعدها «لكل حادث حديث»على حد تعبير رئيس الحكومة تمام سلام، حتى قفزت إلى الواجهة احتمالات تصعيدية قد تواجه البلاد والعباد الاسبوع المقبل وحكومة «المصلحة الوطنية»، نتيجة الازمة التي تعصف بها على خلفية بند التعيينات الامنية وآلية العمل الحكومي وآخرها أزمة النفايات. لكن ما يمكن تسجيله على هامش هذه الازمة التي يصر فيها الرئيس سلام، على الحصول على ضمانات واضحة لعدم التعطيل من قبل وزراء 8 آذار في حال تم الإتفاق على آلية العمل الحكومي، هو الإشادة التي تبديها قوى 8 آذار بالرئيس سلام وتمسكها بحكومته، وعلى رأس هؤلاء حليفَا التيار «الوطني الحر« أي «حزب الله« و«تيار المردة«، في الوقت الذي تحضر ملائكة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لرأب الصدع الحكومي وتجنيب البلاد كأس الفراغ المرة كما قالت مصادر وزارية لـ«المستقبل». لكن الصورة الاجمالية للمشهد الحكومي هي على الشكل التالي، رئيس الحكومة متمسك بصلاحياته وتسيير أمور الناس، يسانده في ذلك وزراء قوى 14 آذار ووزراء اللقاء التشاوري واللقاء الديمقراطي، في المقابل يتمسك وزراء التيار الوطني الحر بالبت بآلية العمل الحكومي ومن ثم بند التعيينات، ويساندهم في ذلك وزراء كل من حزب الله والمردة، في الوقت الذي ينبه فيه وزراء حركة أمل من الفاتورة الكبيرة التي ستدفعها البلاد نتيجة التعطيل الحكومي، فما الذي ينتظر الحكومة الاسبوع المقبل؟ جيب عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب آلان عون «المستقبل» بالقول: «سنتابع يوم الثلاثاء المقبل النقاش حول الالية، لكن المساعي الحاصلة اليوم للوصول إلى النتائج المرجوة والتي يقوم بجزء منها حزب الله، وموقفنا واضح وهو كالتالي لن نناقش أي بند إلا بعد حسم وتحديد آلية العمل الحكومي». ويشدد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ«المستقبل»، على أن «الكرة في ملعب تيار المستقبل الذي عليه إعادة الحوار مع التيار الوطني من النقطة التي إتفقوا عليها، لكي نتمكن بعدها أخذ البلد إلى التفاهمات التي يمكن أن تخرج البلد من أزمته». لى الضفة الاخرى لمجلس الوزراء يؤكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«المستقبل»، على أن «الرئيس سلام لن يرضخ للإملاءات وليس مستعداً للتنازل شعرة عن صلاحياته، وبالرغم من أن لا جديد إيجابياً على صعيد الاتصالات الجارية لاحتواء الازمة الحكومية، بالتالي ما ننتظره هو «أن يقذف الله نوراً في الصدور».

ويشدد وزير الزراعة أكرم شهيب لـ«المستقبل»، على «أن المشكلة ليست في الحكومة وأداء الرئيس سلام، بل بالخلاف السياسي العمودي الحاصل في البلاد، وإلى الآن لا جديد على صعيد الاتصالات ولا خروج من الازمة إذا لم يصر إلى تفاهم خارج مجلس الوزراء، يقوده الحكماء والعقلاء في البلد للتوصل إلى تسوية تحفظ دور وموقع رئيس الوزراء وتحافظ على إنتاجية الحكومة وتأخذ في الاعتبار وجهات نظر القوى السياسية الاخرى». من جهته يرى وزير الاعلام رمزي جريج لـ«المستقبل»، «أنه لا يمكن لوزير أو أكثر عرقلة مجلس الوزراء لأسباب مزاجية، كما لا يمكن للرئيس سلام الوقوف متفرجاً على نزاعات ليس المجلس مكاناً لحلها». وتشدد وزيرة المهجرين أليس شبطيني لـ«المستقبل»، «أن لبنان يحتاج لوجود الحكومة واستمرارها وعلى الجميع معاونة الرئيس سلام كي لا يضطر لأخذ خطوات تصعيدية».

ما يمكن إستنتاجه مما سبق أن جميع القوى السياسية لا تزال على موقفها وفي الوقت نفسه تعمل على تجنب الفراغ الحكومي وإعطاء فرصة للاتصالات، بعدما شاعت أنباء عن أن استقالة الرئيس سلام خلال الجلسة المقبلة غير مستبعدة نتيجة قرفه من شلل الحكومة، وهذا ما يوافق عليه فنيش بالقول: «لا أعرف بالتحديد ما هي توجهات رئيس الحكومة، لكن إذا لم يحصل تفاهم بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر فالأكيد أن الأزمة الحكومية ستستمر، وبالتالي المشكلة ليست بالآلية بل بين التيار والمستقبل وفي بند التعيينات تحديداً والتمديد في المراكز الشاغرة الذي هو إجراء غير دستوري، وقد بذلنا كحزب الله جهداً كبيراً للتوصل إلى حل في هذا الموضوع ولم نوفق إلى الان، لكن في المواضيع السياسية هناك دائماً حلول والكرة هي في ملعب تيار المستقبل الذي عليه إعادة الحوار من النقطة التي تم الاتفاق عليها مع التيار الوطني، لكي نستطيع بعدها أن نأخذ البلد إلى تفاهمات تخرجه من أزمته».

من جهته يؤكد عون «أن وزراء التيار سيتابعون النقاش في جلسة الثلاثاء حول آلية الحكومية، وإن كانت المساعي الحاصلة لم تأت بجديد والتي يقود جزء منها حزب الله، وبالتالي فوزراء التيار لن يقبلوا بالتطرق إلى أي بند على جدول الاعمال سواء التعيينات أو أي بند آخر إلا بعد حسم وتحدي آلية العمل الحكومي».

يطلق درباس على الحالة التي تعيشها الحكومة حالياً بأنها «تعطيل الحكومة»، ويقول: «الرئيس سلام أعطى فرصة ثانية لتجنب هذا التعطيل، لكنه لن يرضى أن يرضخ للإملاءات وليس مستعداً للتنازل عن شعرة من صلاحياته ولن يفرط بالدستور وهذا كان سلوكه منذ تشكيل الحكومة وإلى الآن، ولن يرد على الافتراءات التي تقول إنه يسرق صلاحيات رئيس الجمهورية، علماً أني سمعت كلاماً واضحاً من أحد وزراء حزب الله قال فيه: «إن مصير لبنان متعلق ببقاء الرئيس سلام في الحكومة وهذا رأي وزير تيار المردة أيضاً«.

ويضيف: «يحاول الرئيس سلام امتصاص الأزمة لكن حلها ليس داخل الحكومة، إذ لا يمكن إلزام كل أطراف الحكومة بالنزاع الحاصل بين مكونين من مكوناتها، ومن الخطر أن نزج طلباتنا الشخصية في أتون الصراع الطائفي وحقوق المسيحيين، الحكومة هي بمثابة حارس الهيكل الذي يمكنه من السقوط، وبالرغم من ذلك لا جديد على صعيد الاتصالات الجارية لمنع سقوط الهيكل إلى أن يقذف الله نوراً في الصدور».

يشير جريج إلى أن «جلسة الثلاثاء ستكون حاسمة، إما الاتفاق على مقاربة جديدة للعمل وإما سيأخذ الرئيس سلام موقفاً حاسماً في هذا الموضوع، علماً أن حل الملفات السياسية ليس في مجلس الوزراء الذي عليه تسيير أمور الناس، وبالرغم من أن مواقف وزراء 8 آذار لم تكن عنيفة لكنها كانت متصلبة ولا تتفق مع وثيقة الوفاق الوطني والمادة 62 من الدستور، وبالتالي لا يمكن لوزير أو أكثر أن يعرقل عمل الحكومة لأسباب مزاجية ولا يمكن أن نكمل على هذا المنوال وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية، إذ لا يمكن للرئيس سلام الوقوف متفرجاً على نزاعات ليس مجلس الوزراء مكانها».

يشيد شهيب بمناقبية وإدارة الرئيس سلام لجلسات مجلس الوزراء، ويقول: «ليس هناك رجل سياسي أعقل وأكثر صبراً من الرئيس سلام، للحفاظ على ما تبقى من البلد علينا الحفاظ عليه وعلى حكومته واستنباط الحل لإدارة الازمة التي تعيشها البلاد، لكن المشكلة ليست بالحكومة بل بالخلاف السياسي العمودي الحاصل في البلاد، رئيس الحكومة متمسك بصلاحيات موقعه وما منحه إياه الدستور وهو على استعداد للتوافق شرط ضمان عدم التعطيل تحت شعار الحقوق المسيحية والتعيينات وأخيراً آلية عمل الحكومة، وحتى ولو كانت هذه المطالب محقة إلا أن الكلام عن الميثاقية والوفاق الوطني وحماية الدستور يمكن أن يترجم في مجلس النواب من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونحن حريصون على حكمة ومسؤولية العقلاء في هذا البلد للوصول إلى الحل المنشود، والتفاهم خارج مجلس الوزراء من أجل الوصول إلى تسوية تحفظ دور وموقع الرئاسة الثالثة وتحافظ على إنتاجية الحكومة وتأخذ في الاعتبار وجهات نظر القوى السياسية الاخرى».

تتمنى شبطيني ألا يضطر رئيس سلام أن يتخذ مواقف تصعيدية يوم الثلاثاء المقبل، بالرغم من التشنج الحاصل في الوضع الحكومي، ومهمة السياسيين هو إيجاد الحلول المناسبة لكل الازمات، معتبرة «أن لبنان يحتاج لوجود الحكومة واستمرارها وعلى الجميع معاونة الرئيس سلام كي لا يضطر لأخذ خطوات تصعيدية».

 

تطوّرات اليمن ناقضت التوقّعات المتسّرعة تمرير النووي يرفع سقوف حلفاء أميركا

 روزانا بومنصف/النهار/25 تموز 2015

تبدو التطورات الاخيرة في اليمن التي مكنت تحالف الدول الخليجية من تحقيق تقدم ميداني ملموس بتحرير عدن من سيطرة الحوثيين، بالنسبة الى مصادر سياسية متابعة، عامل فرملة نسبية للتوقعات التي رسمت آفاقاً فورية متسرعة بعض الشيء للمنطقة على وقع الاتفاق النووي بين الدول الغربية وايران. فالمردود المباشر للاتفاق والذي ترجم او ظهر بالتزامن مع اعلانه، شكل محاولة للجم الطموحات والقدرات الحوثية ومن ورائها الطموحات الايرانية في اليمن قياساً على الاقل بالتصريحات والحملات العنيفة التي شنت على المملكة العربية السعودية لاطلاقها عاصفة الحزم ضد تمرد الحوثيين وتوقعت الفشل الذريع لها. ومعلوم ان الاتفاق لعب دوراً مباشراً في اطلاق المعركة ضد الحوثيين بالتزامن مع الاعلان عن التوصل الى اتفاق اطار للنووي الايراني كما لعب دورا في ابراز تقدم مهم لهذه المعركة مع الاعلان عن صيغته النهائية. وهذا المؤشر وحده ينبغي بالنسبة الى سياسيين متابعين ان يلجم نوعا ما التوقعات او السيناريوات التي تدفع بالامور في اتجاه واحد وحيد بالتزامن مع تجاهل جملة عوامل متداخلة في المنطقة المفتوحة على تطورات مفاجئة وغير مرتقبة في كل لحظة كما في المؤشر الذي تمثل باتاحة تركيا للولايات المتحدة استخدام قاعدة عسكرية على اراضيها وشن الطائرات التركية غارات ضد مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية على الأراضي السورية. الى هذا التطور العملاني المتصل بالوضع في اليمن، برزت مساعي الادارة الاميركية الى العمل على مسارين متوازيين في محاولة تهدئة الاعتراضات الخارجية لحلفاء الولايات المتحدة على الاتفاق اولا من اجل تخفيف التوتر في العلاقات التي اثارها الانفتاح على ايران وثانيا تمهيدا لبدء الكونغرس الاميركي مناقشة الاتفاق وبحثه من اجل عدم تأثير حدة المواقف الخارجية للحلفاء الاقليميين على الداخل الاميركي. فزار وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر اسرائيل والمملكة السعودية الى جانب الاردن واطلق مواقف حاول التأكيد فيها عدم تبدل تساهل الولايات المتحدة ازاء ما يقلق الدول الحليفة في المنطقة من ايران. فيما يستعد وزير الخارجية الاميركي جون كيري للقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الثالث من الشهر المقبل من اجل البحث في سياسة تساهم في صد " التحركات التي تدعمها ايران في دول اخرى "استكمالا لمسعى الادارة الاميركية لتمرير الاتفاق النووي في الكونغرس الاميركي وتخفيف مفاعيل اعتراضه على الرأي العام الاميركي. وتمثل هذه المساعي فرصة بالنسبة الى الدول الحليفة لواشنطن من اجل رفع سقف مطالبها من اجل دعمها والوقوف الى جانبها والحصول على ضمانات اضافية في الصراع السياسي القائم في المنطقة في هذا التوقيت ما دام الرئيس الاميركي في موقف دفاعي عن الاتفاق وسيبقى لبعض الوقت وربما الى نهاية ولايته. ولا يبدو ان مواقف مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي الاخيرة التي القاها في مناسبة عيد الفطر معتبرا ان "الاتفاق لن يغير في سياسة بلادنا في مواجهة الادارة الاميركية المتغطرسة ولا دعمنا لاصدقائنا في المنطقة..." كان مساعداً للادارة الاميركية الراغبة في الحصول على موافقة الكونغرس او الساعية الى طمأنة حلفائها في المنطقة حتى لو انه كان لموجبات استيعاب رد فعل المتشددين في ايران. اذ بدا ذلك وعلى غير ما عبر عنه الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف محرجاً لهذه الادارة ولو ان الرئيس اوباما اكد مرارا انه عمل على اتفاق نووي وليس على أي امر اخر مع ايران. الا ان السلوك الايراني العدائي من شأنه ان يزيد الضغوط على الرئيس الاميركي من اجل التشدد في مواقفه ازاء ايران كما ازاء سلوكها في المنطقة خصوصا انه تبين له ان الاتفاق النووي لا يمكن ان يكون مستقلا عن جملة مسائل في المنطقة، ومن هنا اصراره على طمأنة حلفائه والعزم على تقويتهم. ومن هذه الزاوية ايضا يرى متابعون كثر التطورات الاخيرة في اليمن وكذلك ادراج مسؤولين في "حزب الله" على قائمة الارهاب والتذكير بوضعية الحزب كمنظمة ارهابية في بيان محدد اي ان التشدد الايراني المعلن في ظل الضغط الخارجي والداخلي على حد سواء على اوباما سيجعل الوضع صعبا امامه لتطبيع الوضع مع ايران بالسرعة التي يعتقدها البعض او للتسليم لها من خلال مزيد من انسحابه من المنطقة، وهو السبب الذي يرى كثر ان هذا الانسحاب سيكون مناسبة اضافية لايران لتأكيد توسع طموحاتها قبل وصول ادارة جديدة . وثمة دعوة الى انتظار الاشهر المقبلة قبل الجزم بدور متقدم لايران على طاولة المفاوضات في جنيف 3 او ما شابه بالنسبة الى سوريا على سبيل المثال. اذ ان الافعال المتطرفة من جانب المتشددين في ايران قد تساهم في اثارة صعوبات حقيقية امام ادارة اوباما الذي استفادت ايران من وجوده في الرئاسة الاميركية ومن سياسته بالانسحاب من المنطقة ورغبته الكبيرة في انجاز تاريخي يسجل له بانهاء العداء معها. الا ان ذلك لا ينفي الرهان في الوقت نفسه على متغيرات في الداخل الايراني لمصلحة الاعتدال الذي قال الرئيس روحاني قبل ايام قليلة في معرض دفاعه عن الاتفاق ان هذا الاخير يمثل صفحة جديدة في التاريخ فتحت لدى انتخابه العام 2013 مشيراً الى ان الايرانيين سعوا الى انهاء العقوبات وفي اتباع سياسة الاعتدال".

 

الله ليس قاتلاً

عقل العويط/النهار/25 تموز 2015

هذه الافتتاحية مكرّسة لـ"المؤمنين"، على اختلاف أنواع إيمانهم، وخصوصاً منهم الذين يعتقدون أن الله يمكن أن يقتل، أو يمكن أن ينحاز إلى مباهج الدنيا، أو أن يكون غنياً. هذا كلّه أناقشه، وألفت إليه، في غمرة ما تشهده حياتنا البشرية مطلقاً، وحياتنا الشرقية على وجه الخصوص، من استبداد سياسي وأمني ومجتمعي، وظلم وقهر وانعدام مساواة و... فقر مدقع.

الله رحمن رحيم

هل الله قاتل؟ الجواب الفوري: لا. هو ليس قاتلاً، لدى كلّ المؤمنين به، أياً كانت أديانهم ومعتقداتهم. إنه، عندهم، حبٌّ وعدلٌ وسموٌّ ورحمة. لكن ما شهدته أوروبا المسيحية في القرون الوسطى، وما تشهده مجتمعاتنا الشرقية المسلمة، يقول العكس تماماً، حيث يتمّ، باسم الدين، إما تأجيج النعرات الإلغائية المتطرفة، وإما تأليه لغة القتل والعنف والإلغاء والإرهاب والتكفير، وإما التقوقع العصبوي المهين. في الأحوال كلّها، يستعان بكلّ ما من شأنه التعبير عن القوة العارية، التي لا تتحمّل وجودَ آخر، أياً يكن هذا الآخر. فبأيّ "إله" يؤمن هذا العالم الشرقي، وإلى أين يذهب بنا "المؤمنون"، على اختلاف إيماناتهم؟

لن أناقش هل الله موجود أم لا. هذا ليس موضوعي. الموضوع الذي يشغلني ويشغل عالمنا الشرقي اليوم، هو العنف القائم على أساس ديني، بين غلاة المسلمين أنفسهم، سنّةً وشيعةً من جهة، والعنف الذي يتعرّض له المسيحيون من جهة ثانية، على أيدي التكفيريين الإسلامويين. علامَ يدلّ هذا العنف، في حالتَيه؟ إنه يدلّ على العماء الذي لا يجرّ إلاّ العماء. فالعنف مطلقاً، شأنٌ يعبّر عن انحطاط الحياة البشرية، وعن التخلّف والاستبداد والقهر، فكيف إذا كان يتحصّن بأسانيد يزعم أصحابها أنها ذات أساسٍ كتابيّ. كلّ تحصّنٍ من هذا النوع، هو مسبّة للدين، ومدعاةٌ للعار، لا لأيّ وصفٍ آخر. ما تقوم به الجماعات العنفية المسلحة، أكانت تقف إلى جانب الأنظمة الاستبدادية أم تقف في الجانب التكفيري الإرهابي المناهض لها، إنما يجعلها "تخلق" لنفسها آلهةً قاتلة، خارجةً بذلك على كلّ مفهومٍ لإله التراحم. ما تعيشه شعوبنا الشرقية حالياً من حروب، وما تتعرض له من أعمال قتل جماعية وفردية، شهادةٌ رهيبة وفظيفة على أن "الله" الحقيقي ليس موجوداً في ظهرانينا، ولم يعد هو موضع العبادة. هذا القتل الهمجي، العشوائي والمنظّم، لا علاقة له بـ"الله"، على الرغم من الادعاء بأن الأسانيد والشعارات والرايات المرفوعة، هي، بزعم هؤلاء القتلة، إلهية حصراً. هذه الأفعال المشينة ليست تجسيداً لإرادة إلهية سمحاء. إنها تجسيدٌ لإرادة إلهٍ مسخٍ، هو من اختراع القتلة أنفسهم.

نحن، في سوريا والعراق واليمن ومصر ولبنان...، في حضرة هذا الإله القاتل المسخ. والإله القاتل ليس ليُعبَد، أو ليؤتمَر به، بل ليُنتفَض عليه، وليوضع في الحبس.

التطرف الديني، هو قتلٌ للدين. ما تفعله التنظيمات الإسلاموية المتطرفة، يصبّ في مجمله، ضدّ الدين الإسلامي. وهذا بالضبط ما يدعو إليه "إله التوراة"، وما تهلّل له الصهيونية العالمية، وما تهدف إليه. لا دين للرحمن الرحيم يستطيع أن يحمل عبء هذا القتل الشرقي المتراكم، في العراق واليمن وسوريا ومصر ولبنان. تحميل الدين، ما لا طاقة له عليه، يفضي، في الضرورة، إلى عكس الغاية المرجوّة منه. هكذا تخطئ التنظيمات الإرهابية المتطرفة خطيئة تاريخية كبرى، عندما تعتقد أنها بجرائمها الدموية تثبّت أركان الدين الإسلامي، وتمكّنه في الأرض.

إنه زمن القتل، وشعوبنا الشرقية هم رهائنه. وهو بالتأكيد ليس زمن الله. إنه زمن القتل. كلّ قتلٍ هو نفيٌ لله، وهو قتلٌ له. ا نعيشه من أحوال، يحتّم علينا، وخصوصاً على المعنيين الدينيين، مسؤولية عظمى. وإذا كانت المؤسسات الدينية، تعالج بالمسكّنات، أو بالتهرّب والتغافل، كلّ هذا القتل القيامي، فإن تَنَعُّجها المريب لن يحميها، ولن يحمي الدين الذي تزعم أنها تمثّله.

الدول تتفكّك. المجتمعات تتفكّك. الحياة تنحلّ انحلالاً قيامياً مفجعاً. باسم الدين، يتم الإجهاز على التاريخ والحضارة والحياة والأوطان. لن يبقى على هذه الأرض إلاّ الشهود الذين يحملون الأوجاع إلى مثواها الأخير. مام هذا المثوى الأخير، لن يكون ثمة منتصرٌ واحدٌ في المقتلة. المنتصرون مهزومون، والمهزومون مهزومون. لن يبقى في الحفلة إلاّ الغربان التي تحلّق على علوّ منخفض في انتظار اكتمال مشهد الجثث، لتبدأ وليمتها. ثمة شاهدٌ سيشهد. الله ليس قاتلاً. وإذا كان ثمة إله في هذه المقتلة فهو ليس إلهاً ليُعبَد. الله هو حبٌّ كلُّه، وتَرَاحُم. هذا ما يجب أن يقال للقتلة، من الجانبَين. للأسف، هم لا يفهمون الآن. وربما لن يفهموا إلاّ بعد فوات الأوان!

 

السفير التركي لـ"النهار": الاتفاق النووي "خطوة إلى الأمام" لا تفاهمات جانبية مع إيران ونتمنّى آثاراً إيجابية على لبنان

ريتا صفير/النهار/25 تموز 2015

على غرار بعثات ديبلوماسية عدة، تشهد السفارة التركية في بيروت "تسليما وتسلما" في منصب سفير. ففي الاسابيع المقبلة، يغادر اينان اوزيلديز لبنان بعد قضاء 5 اعوام فيه عائدا الى انقرة، مسلّما "الامانة" الى السفير التركي الجديد ثاغاتاي ايريثييس، ممثل تركيا الحالي لدى منظمة "ايكاو" في مونتريال. اللافت ان التغيير الديبلوماسي التركي يتزامن ومرحلة تحول تشهدها البلاد، داخليا واقليميا. مرحلة قد تبدأ مع توقيع مجموعة 5+1 الاتفاق النووي مع ايران ولا تنتهي بالتفجير الارهابي الذي هزّ مدينة سوروج الحدودية مع سوريا. ين الحدثين، يقرأ اوزيلديز التغييرات وانعكاسها على لبنان. ففي لقاء مع "النهار"، قبيل مغادرته بيروت، يسلط الضوء على ترحيب بلاده "المتفائل" بالاتفاق النووي، مستعيدا مبادرة تركيا والبرازيل في مجلس الامن قبل اعوام في هذا المجال. وفي استعادة لمواقف وزير خارجية بلاده مولود تشاووش أوغلو، يرى ان انقرة تنظر الى الاتفاق "كخطوة الى الامام لتسوية المشكلة النووية في ايران ووضع قدرتها تحت رقابة دولية"، مرجحا ان يكون للاتفاق ومع التخفيف التدريجي للعقوبات "نتائج ايجابية على تركيا وعلى العلاقات مع إيران. وكما يتمنى كثر، ستكون له نتائج مشجعة على المسائل الاقليمية عبر الحد من التشنج"، متداركا ان "... كل شيء يبقى مرتبطا بالتطبيق".

رغم الاختلاف بين طهران وانقرة حيال الملف السوري، يتمنى اوزيلديز حصول تقارب في هذا المسعى. يعود مجددا الى مواقف اوغلو التي ناشدت طهران اعتماد "تصرف اكثر بناء وايجابية في المسائل الاقليمية"، اضافة الى ترقب الاخير ان "تبدل ايران سياستها الخارجية في العراق واليمن وسوريا". سورياً ايضا، يحظى التحرك الذي يقوم به المبعوث الدولي ستيفان دو ميستورا باهتمام تركي، تعبر عنه الاتصالات الجارية بين الديبلوماسية التركية في نيويورك وانقرة مع المسؤول الدولي. اتصالات تتزامن مع نفي انقرة لاحتمال حصول تفاهمات جانبية بين ايران والغرب في ما يتعلق بملفات المنطقة. "لا يمكن الحديث عن تفاهمات جانبية" بحسب اوزيلديز، الذي يرى ان "دي ميستورا يبذل جهودا لبلورة افكار جديدة وتحديد اي نوع من الاتصالات يفترض الشروع بها لازالة العراقيل امام الوضع في سوريا. تمثل ايران لاعبا مهما في هذا المجال، ونتطلع الى نتائج هذه الاتصالات".

الكلام على ان الاتفاق النووي سيعزز التقارب بين دول المنطقة ولاسيما تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر يلقى صداه في انقرة. "نتحدث اكثر فاكثر عن قيام محورين"، الا انني اقول بان لتركيا سياسة خارجية اكثر توسعا وترتكز على مبادئ. لا نرى هذا النوع من الاصطفاف على اساس طائفي. من هنا، لا يمكن الكلام على محور سني وآخر شيعي". ويضيف: "دعمنا كأتراك التحالف في اليمن. ومن الواضح ان ايران وتركيا ليستا في الخانة نفسها في ما يتعلق بسوريا وكذلك في العراق. غير ان ذلك لا يمنع قيام حوار او تعاون بين ايران وتركيا". يحضر الموضوع الاقتصادي. يؤكد اوزيلديز ان حجم التجارة بين البلدين يراوح ما بين 14 و15 مليار دولار، مرجحا ان يؤدي رفع العقوبات الى زيادة هذا الرقم، ويقول: "ننتظر، وعلى غرار كثر، تحسن المناخ الاستثماري.لا اعتقد ان السياسة الاقليمية تؤثر في هذا الملف".

كثرت المعطيات عن سعي انقرة الى دخول سوريا او اقامة منطقة حظر جوي في الداخل السوري قبل أن تسمح أخيراً لواشنطن باستخدام قاعدة انجيرليك. غير ان هذا الكلام يبدو مبالغا فيه وفقا للسفير التركي الذي يذكر بوجود حدود طويلة بين البلدين، ملاحظا ان هذه المنطقة "تبدو حساسة جدا وقابلة للخرق. ومع صعود "داعش" في الجهة الجنوبية رأينا ضرورة اتخاذ تدابير عسكرية لتدعيم الحدود. طرحت فكرة حظر جوي. مجددا، لا يمكننا فرضها في شكل احادي. تركيا عضو في التحالف الدولي ضد "داعش". استضفنا قبل اسبوعين، اجتماعا اميركيا - تركيا ناقش كل الاحتمالات(...)". عددت التفسيرات للانفجار الذي هز منطقة سوروج الحدودية والذي اودى بحياة 31 شخصا. ومن وجهة نظر اوزيلديز، فان العمل الارهابي "يدلل على خطر "داعش" في تركيا وضدها(...) قامت الشرطة التركية بتوقيفات. صدرت على اثرها تعليقات مفادها ان الاعتداء جاء كرد على هذه التدابير. انه حدث حزين لكنه يشكل في الوقت نفسه انذارا كي نعزز التدابير الامنية على امتداد الحدود، وضد "داعش"". يكاد الخطر "الداعشي" يوحد دول المنطقة في حربها على الارهاب. يبلغ الحديث لبنان المعرّض بدوره "لارتدادات" النووي عبر احتمال ان يسهل الاتفاق انتخاب رئيس. "هذا امل يتم التعبير عنه منذ مدة"، يقول اوزيلديز، "ثمة ترجيحات ان يحصل تقارب او تتحقق ازالة جليد حيال المواجهات في المنطقة. رغم الاستقرار، تبدو مشكلات لبنان مرتبطة ببقية المسائل الاقليمية سواء في سوريا او بالعلاقات بين ايران والمملكة العربية السعودية. ثمة امل في ان تكون للاتفاق النووي آثار ايجابية على الساحة اللبنانية. لا معادلة واضحة. يمكن ان نتصور تقاربا او ازالة للتشنج في العلاقات الاقليمية من شأنها ان تؤدي الى آثار ايجابية على لبنان". يقر اوزيلديز بوجود "قلق" نتيجة "اقصاء" العالم العربي عبر الاتفاق، الا انه يشير في المقابل الى الزيارات الاميركية الى دول الخليج بهدف "شرح الاتفاق في شكل افضل والتخفيف من قلق بعض الدول".

 

سليمان فرنجية استقبل قهوجي وابرهيم على الغداء نكاية بعون؟

 سهى جفّال/جنوبية/الجمعة، 24 يوليو 2015  

في المشهد السياسي الظاهر يبدو أن ملف رئاسة الجمهورية جامد، إلّا أنه في الواقع ووراء الكواليس تجري مباحثات لتحريك هذا الملف وتحريره من عقدة المرشّح الواحد، بحثًا عن مرشّح توافقي يكسر الجليد. وكان اللّافت لقاء النائب سليمان فرنجية مع العماد قهوجي واللواء عبّاس ابراهيم مؤخراً؟ فهل هذا اللقاء هو رسالة موجهة لعون؟ وهل رجحت كفة فرنجية؟   بعيدًا عن أزمة النفايات العالقة في لبنان بين التعطيل الحكومي والمناكفات السياسية فإن المشهد السياسي الحالي يعكس تدهور وضع الجنرال ميشال عون وانخفاض حظوظه للوصول الى قصر بعبدا. والواضح أن استراتيجية المرشّح الواحد استبعدت عون، خاصّة بعد التصريحات الأخيرة لزعيم التيار الوطني الحرّ التي دعا فيها الى الفيدرالية وتقسيم البلاد. وكانت هذه التصريحات فرصة استغلّها حلفاؤه المسيحيون قبل خصومه للقصف على جبهة التيار. أوّلهم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الّذي أكّد على رفضه لهذا الطرح، عدا عن اتخاذه موقف المتفرّج وعزوفه عن المشاركة في التحرّك العوني الأخير. وذلك على الرغم من تأكيد التيارين المسيحيين انهما متمسكان بالتحالف بينهما حتى الساعة.

لكن في الواقع فإن مغالاة التيار الحرّ في مطالبه وضعت الجنرال في مأزق، فلم يبق له “صاحب”. فالشرخ بين عين التينة والرابية يزداد يومًا بعد يوم، إذ ان النقاط الخلافية تراكمت مؤخرا إلى حدٍ أصبحت معه “المساكنة الالزامية” ومعادلة حليف “الحليف” مهددة بالإنهيار.

وفيما يخص كرسي الرئاسة الشاغرة، بات من الواضح للأوساط السياسية المتابعة أن أسهم النائب فرنجية زادت عن أسهم الجنرال عون، ورجّحت كفّته عند سائر الأطراف وخاصّة لدى قوى 8 أذار التي سلمت جدلاً في قرارة نفسها باستحالة وصول الجنرال إلى سدّة الرئاسة لذا فالبديل الأوفر حظًا هو زعيم المردة. وفي هذا السياق، سرّب مؤخراً خبر عن لقاء جمع بين فرنجية وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على مائدة غداء في بنشعي. لكن في ظلّ هذه الأوضاع المشحونة وتبادل التراشق بين العونيين وقهوجي هل يمكن أن تعتبر هذه الزيارة بريئة؟ أم انها رسالة الى عون لينهي حُلم الرئاسة خاصّة في ظلّ تكتّم المجتمعين عن هذا اللقاء وعدم الافصاح عمّا جرى تداوله فيه. أوساط تيار المردة لم تنفِ ولم تؤكّد حدوث هذه الزيارة، ولم تعلّق. بينما مصادر مقرّبة من اعتبرت أنها مناسبة اجتماعية عادية، وأن الموضوع الرئاسي غير مطروح في الوقت الراهن. وأكّد المصدر أن العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وتيار المردة علاقة متينة تاريخيًا، وتمايز فرنجية عن عون ليس له أبعاد ولا من الضروري أن يؤدي إلى خلاف. مضيفًا انه “في حال أصبح فرنجية المرشّح الثاني للرئاسة فإن عون سيتنازل له عنها دون تردّد”.

 

حزب الله" يواجه "أسطورة" الزبداني

منير الربيع/المدن/الجمعة 24/07/2015 

يستمر "حزب الله" في حربه على مدينة الزبداني. ما يقارب العشرين يوماً ولم يحرز الحزب أي تقدم صوب المدينة، بعد أن تمركز في بعض التلال في محيطها، وتقدم في السهل بغطاء صاروخي ومدفعي كبير جداً. في الوقائع الميدانية، لا تزال المدينة صامدة، ومقاتلوها يواجهون أي محاولات للتقدم باتجاهها، لم يستطع الحزب تسيير المعارك فيها على غرار ما فعل في القصير، فالمعركة مختلفة والطبيعة غير متشابهة، وبالتالي نجحت الزبداني بالصمود وبمنع الحزب من التوغل إلى داخلها. في توصيف هذا الواقع الميداني، تقول مصادر "حزب الله" لـ"المدن" إن "معركة الزبداني إستثنائية، فهي ليست كطبيعة القصير المسطحة والمستوية، وبالتالي ليس سهلاً دخولها، بل فيها الكثير من الهضاب والتلال والأنفاق الطبيعية التي حفرتها مياه الشتاء (السواقي) وهي عميقة جداً، ويستطيع المسلحون الإختباء فيها والإنطلاق منها لتنفيذ عملياتهم، بالإضافة إلى أن داخل المدينة التي تبلغ مساحتها حوالى 300 كلم مربع أنفاقاً قديمة تم حفرها إبان الإنتداب الفرنسي حيث كان أهل المنطقة يواجهون القوات الفرنسية منها"، وتعترف المصادر بأن "القتال الذي يخوضه المقاتلون في مواجهة الحزب إنطلاقاً من الأنفاق شرس جداً". يرتكز الحزب في حربه على الزبداني على مفهوم القصف بعيد المدى، واستخدام قوة نارية كبيرة جداً، أي إمطار المدينة يومياً بمئات الصواريخ والقذائف بالإضافة إلى إستخدام الجيش السوري للبراميل المتفجرة. هذه السياسة يطلق عليها الحزب اسم السيطرة بالنار، وكل محاولة هجوم وتقدّم يريد الحزب القيام بها يجب أن تسبقها كثافة نارية أو "الرعب بالنار"، لكن اللافت هو حجم صمود أبناء هذه المدينة وقدرتهم حتى الآن على صد هجمات عناصر "حزب الله"، وبالتالي عامل الطبيعة يلعب دوراً في هذا الإطار لأن الصواريخ والبراميل لا تطال مراكز تموضع المسلحين. المعركة التي بدأت منذ 4 تموز، لم يستطع "حزب الله" حتى الآن تحقيق المبتغى منها، إذ أن التقدم الذي تم إحرازه هو في سهل الزبداني وبعض التلال المحيطة بالمدينة، بالإضافة إلى عدد من الدروب (درب الكلاسة، درب الشام)، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هناك فصلاً بين الزبداني المدينة، وسهل الزبداني، حيث سيطر "حزب الله" مؤخراً على هذه المنطقة المنبسطة والمكشوفة والتي تبلغ مساحتها فقط 60 كلم مربع، فيما المدينة ما زالت عصية.

في المقابل يستمر أبناء المدينة بالإصرار على الدفاع عن مدينتهم، يؤكدون أنهم لن يخرجوا منها ولن يسمحوا لـ"حزب الله" باقتحامها، أما بشان التسويات وما شابه، فينفونها نفياً قاطعاً، مؤكدين أن جميع من يقاتل الحزب داخل المدينة هم من أبنائها وليس فيها أي غريب، وبالتالي لا أحد مستعداً للخروج من أرضه. وتشير مصادر "المدن" إلى أن "المقاتلين يستخدمون تكتيكات عديدة في صد أي هجوم يشنه "حزب الله"، مرتكزين على مفهوم حرب العصابات الإستنزافية، أي شن ضربات متفرقة على مواقع الحزب ومواكبه المتقدمة باتجاه المدينة"، وتؤكد أن "الحزب فعلياً ما زال بعيداً عن مدينة الزبداني أكثر من عشرة كيلومترات، وتنفي كل إدعاءاته بتحقيق إنتصارات". وأبرز هذه العمليات التي شنتها المجموعات المقاتلة هي عملية الجبل الشرقي الإستباقية قبل يومين، حيث استطاع المقاتلون التقدم والسيطرة على حاجزين للنظام بالإضافة إلى تكبيد الحزب والجيش السوري خسائر بالأرواح، وتؤكد مصادر المعارضة في الزبداني لـ"المدن" أن العمليات ضد "حزب الله" كلها ستكون على هذه الشاكلة، أي عمليات استنزافية ومباغتة.

لكن ذلك لا يعني أن المدينة ستنجح في صد "حزب الله" طويلاً، على الرغم من الصمود "الأسطوري" فيها الذي يشبهه البعض إضافة الى العوامل الجغرافية والعسكرية والسياسية بمعركة مارون الراس التي خاضها "حزب الله" في وجه العدو الإسرائيلي. أمام السيناريوهات المفتوحة، يبقى أن أي تقدم إلى داخل أحياء المدينة دونه محاذير والكثير من الخسائر التي سيتكبدها "حزب الله"، ما يعني أن أي خطوة ستكون مكلفة، وأن الحصار والقصف الصاروخي والمدفعي وإلقاء البراميل المتفجرة سيبقى مستمراً وستزداد وتيرته.

 

عصابات العراق الطائفية في حالة جنون؟

داود البصري/السياسة/25 تموز/15

حملات الموت المجانية في العراق, وتواصل عمليات القتل الطائفي المتزامن مع عسكرة كاملة للمجتمع العراقي وتوالي حروب التصريحات الساخنة والزيارات المكوكية لكبار القادة العسكريين الأميركيين للعراق من رئيس الأركان وحتى وزير الدفاع, هي أمور ساخنة ميزت صيفا عراقيا ساخنا اختلطت فيه حميع الأوراق, وانصهرت فيه كل المشكلات المتوارثة التي حولت حال المواطن العراقي لجحيم مطبق ولليل داج وسط أزمات لا تنته بل لربما ينتهي العراق ذاته قبل أن تنتهي. ولعل أخطر الأزمات التي يواجهها العراق حاليا استمرار نزيف الدم وسط رؤى وقناعات و شعارات طائفية رثة باتت تشكل إطارا عاما مدمرا للحالة العراقية. فمعارك الأنبار والفلوجة استنزفت طرفي القتال وخصوصا جماعة الحشد و معهم الحرس الثوري الإيراني الذين قدموا مئات الضحايا في معارك كر وفر جعلت كل أهل الرؤى الطائفية الزاعقة في حالة هياج ميداني انعكست أحواله المأساوية على السلم الأهلي في العراق, فمع كل قتيل عراقي يسقط في معارك المدن العراقية تتعمق الخنادق والعداوات الطائفية, وتنعكس أوضاع التوتر على أحوال الناس وأوضاعهم من خلال العمليات الانتقامية للجماعات والعصابات الطائفية السائبة, والحالة في محافظة ديالى تعبر عن أخطر صور الانتقام الطائفي. فالتفجير الأخير في السوق الشعبي في خان بني سعد لم يكن ضحاياه من الشيعة فقط, بل أن هنالك ضحايا كثر من أهل السنة شملتهم تلك العملية الإرهابية في ليلة العيد, إلا أن الجماعات الطائفية المسلحة مارست بعدها تطهيرا عرقيا مرفوضا وعدوانيا عبر دعوتها للأهالي من أهل السنة بمغادرة المنطقة فورا, خصوصا ان قائد الحشد الشعبي ورجل إيران الأول في العراق العميد الحرسي هادي العامري قد تولى المسؤولية الأمنية الأولى لتلك المحافظة القلقة والمختلطة, وهو بنفسيته الحاقدة وبروحه المريضة, وبطائفيته المتوحشة يمثل خطرا كبيرا على الحالة الطائفية فتوليه المسؤولية و حياة ملايين العراقيين معناها كوارث حقيقية ستقع على الأرض وبما سيصعد من حال الصراع الطائفي ويجعل عملية تحرير الأنبار والفلوجة أشبه بالمهمة المستحيلة, فالقضية لم تعد قضية “داعش” فقط بل قضية هويات طائفية, فمصير الفلوجة في حال هيمنة جماعة الحشد الشعبي عليها سيكون مظلما خصوصا أن من كلف مهمة السيطرة ليست الدولة الحاضنة و الراعية لكل العراقيين بل العصابات الطائفية المرنبطة بإيران والتي سبق لزعاماتها كالإرهابي الدولي أبو مهدي المهندس أو هادي العامري أن توعد مدينتي الفلوجة والرمادي بعواقب وخيمة و مهلكة وهو ما سيحفز الروح الطائفية ويجعل الكثير من الأطراف المحايدة وحتى الوطنية تلوذ بمظلة “داعش” لحماية نفسها وليس للدفاع عن “داعش”.

الحكومة العراقية بقيادة حزب الدعوة وحيدر العبادي تحديدا أثبتت فشلها الذريع في أن تكون حكومة كل العراقيين بل تحولت لكانتون طائفي ومصلحي مريع و أضحت توفر الغطاء السياسي والرسمي وحتى الاعتباري الدولي لجرائم عصابات الحشد التي دخلت بعد خسائرها الأخيرة في حالة جنون طائفي مطبق عبر عن نفسه بعمليات قتل طائفية لدرجة حرق الأبرياء في ديالى وهم أحياء انتقاما لخسائرهم في الفلوجة والصقلاوية ومحور الأنبار وهي خسائر مريعة ومرشحة للزيادة واوجدت توترا شعبيا شاملا في مدن الجنوب العراقي لدرجة أن شيوخ العشائر العراقية الجنوبية قد أحجموا عن إرسال أبناء قبائلهم للقتال تحت رايات جماعات الحشد بعد توافد مئات الجثث يوميا ما أوجد حالة من الرعب والوجوم والغضب الشعبي, وكما أسلفت فإن ضعف الحكومة العراقية القاتل, والفشل الذريع لرئيسها حيدر العبادي في إدارة الأزمة بعد أن أفلتت الخيوط الرئيسة من بين يديه عبر هيمنة قيادات الحشد من رجال إيران على القرار العسكري العراقي حتى تلاشى وأضمحل تقريبا دور وزير الدفاع و هيئة الأركان العراقية التي تكتفي بالزيارات البروتوكولية والتصريحات الإعلامية التافهة, فيما يتولى العامري والمهندس وبقية الشلة الإيرانية إدارة الأزمة وإنعكاساتها الميدانية, حتى قادة الحرس الثوري الإيراني وخصوصا السردار قاسم سليماني جن جنونه لخسائر جماعتهم في العراق كما تجلى حالة وهو يحضر في طهران حفل تأبين أحد القادة العراقيين المرتبطين بإيران وهو أبو منتظر المحمداوي الذي قتل في معارك الفلوجة. نون طائفي مطبق أدى لحمامات دم عراقية مجنونة لا نحسبها ستخمد طالما كان الفاشلون هم من يحكم العراق.

 

نفايات بيروت... أو أن تلفظ الأطراف عاصمتها

بيسان الشيخ/الحياة/25 تموز/15

ليس شغور موقع الرئاسة الأولى لما يناهز السنتين ولا تعطيل المؤسسات الرسمية والعمل الحكومي ما كشف عري لبنان وفشله الحكومي والمجتمعي، بل توقف عمال النظافة في مدينة بيروت عن العمل ليومين فقط. فقد كان ذلك كفيلاً بإغراق المدينة في وسخها ووضعه نصب أعين سكانها الذين لا يعرفون كيف يواجهون أزمة من هذا النوع ولم تسعفهم خبراتهم السابقة في الاستعداد لها. فهم اتقنوا عموماً تدبير شؤونهم بمعزل عن الدولة وما توفره او لا توفره من خدمات، حتى نشأت اجيال كاملة لم تختبر معنى الحياة اليومية ضمن شروط أساسية تؤمنها الدول لمواطنيها في أحلك الديكتاتوريات. وسبق للبنانيين ان تحايلوا على انقطاع الكهرباء والمياه بمولدات وخزانات تعبر أحياءهم وتنهك موازناتهم ولا سبيل للاستغناء عنها. وعوضوا غياب القطاع العام ومجانية بعض خدماته كالطبابة والتعليم والضمان الاجتماعي وغير ذلك، بقطاع أهلي- طائفي، يخدم الرعايا بحسب توزعهم الجغرافي وانتمائهم الحزبي او السياسي. وصار غياب الاول يغذي ازدهار الثاني والعكس، حتى انتفت المصلحة من تعزيز دور المؤسسات العامة التي باتت محكومة بالفشل المسبق. ما النفايات، فاكتشف اللبنانيون أخيراً انهم لا يملكون لها حلاً. فإذا بها مما يستوجب أداء حكومياً منظماً لم يختبروه من قبل.

وأيقظت صور النفايات المتراكمة في بيروت أخيراً، ذاكرة المدينة في مطلع التسعينات، مباشرة بعد انتهاء الحرب الأهلية. كان المشهد يتلخص بأكوام القمامة في منطقة الاسواق (التي تعرف اليوم بـ «سوليدير») وقطعان الكلاب الشاردة تجوب الشوارع وتثير الرعب. وكان مما استعين به آنذاك لطي صفحة الحرب، المباشرة بتنظيف الشوارع وإعدام تلك الكلاب بطريقة منهجية واحتفالية، وتوكيل القطاعات الاساسية في البلد الى شركات خاصة، على أمل ان ينجح الاقتصاد حيث تفشل السياسة. وأحيلت النقاشات الكثيرة والمحتدمة، التي انطلقت بحثاً عن دور الدولة في حماية مصلحة المواطنين وتحديد مسؤولياتها تجاههم، الى الأدراج، كما اعتبر من رفض من اللبنانيين تفرد القطاع الخاص بالتحكم في المرافق الحيوية بأنه ينتمي الى «نوستالجيا يسارية تعيش خارج الزمن». وضعت البلاد أمام خيارين أحلاهما مر. فإما القبول ببقاء الدمار وترك المدينة مسرحاً للكلاب الشاردة وأكوام النفايات، او الاذعان لتغوّل قطاع خاص قام على محاصصة طائفية واضحة، من دون اي ضابط يراعي مصلحة الناس في الأداء وحصد الارباح.

واليوم جاءت أكوام النفايات المتراكمة في بيروت لتذكرنا بأن ذلك نتيجة طبيعية لسنوات من سوء الادارة العامة والفساد في مرحلة ما بعد الحرب، لكن يبقى الأخطر أنها كشفت خللاً اجتماعياً وقيمياً عميقاً في علاقة العاصمة بالاطراف. ذاك ان لرفض المناطق اللبنانية استقبال نفايات بيروت، وإغراقها بها من دون اي شعور بالذنب او بالمسؤولية، رمزية تتجاوز «تبادل الخدمات» وتوزيع الادوار وما سخّفه وزير البيئة بالقول إن مستشفيات بيروت وجامعاتها تستقبل المرضى والطلاب من كافة المناطق، وبالتالي على الأخيرة رد الجميل وقبول طمر القمامة لديها! فتــــحديد أدوار المناطق والمدن يأتي نتيجة لتطوير دورة انتاج محلي تصب في صلب الاقتصاد الــعام وتنعكس على السكان عبر خصائص ومكتسبات مهنية واجتماعية. هكذا تصنف مثلاً مدن ومناطق بأنها زراعية، او صناعية او سياحية أو أكاديمية (مع نشأة المدن الجامعية)... الخ. وتتحدد بموجبها علاقتها مع مركز السلطة. ما في حالة لبنان، فالقليل الذي أنجز قبل الحرب، دمر كلياً ولم ينشأ بديل عنه في فترة السلم. وبهذا يبدو توزيع الادوار الذي اقترحه الوزير مهيناً، أكثر من أي شيء آخر.

فإذا سلمنا جدلاً بهذا المنطق، وهو غير منطقي في كل الاحوال، فإن جموع اللبنانيين المتوافدين الى بيروت لاستخدام مرافقها الخدمية، يعوضون افتقار مناطقهم لتلك المرافق، كما يدفعون ثمنها غالياً من جيوبهم الخاصة لدى القطاع الخاص المديني، ولا يتلقونها مجاناً من الوزير أو حكومته، وذلك لا يلزمهم بالتالي بالمساهمة في حل مشكلاته. وبهذا المعنى، ينطوي رفض طمر قمامة بيروت لديهم، على شيء من رفضها كمدينة ورفض دورها كعاصمة. فخلال عقود مضت، راقب اللبنانيون على مضض ازدهار جزيرة صغيرة جداً من بلدهم، على حسابهم وحساب مناطقهم. فكلما انتعشت بيروت، زاد عبء الدين العام عليهم، وأُفقرت مدنهم وتهمشت. وعليه اتخذ كثيرون موقفاً معادياً من الوسط التجاري حتى أمس قريب، فقاطعوه مقاطعة تامة، وانكفأوا على اسواقهم وجامعاتهم ومستشفياتهم. الحال أن غضباً دفيناً ومتراكماً على بيروت كشفته الايام الاخيرة على نحو فج وقاسٍ. ذاك أن ابناء المناطق المهملة، لا سيما في الارياف المهمشة والمنسية، غير معنيين بهموم مدينة لا تعترف بهم ولا ترى فيهم سوى مكب لفضلاتها حتى بالمعنى السياسي. وهم اليوم ينتقمون لذلك الدور الذي حصرتهم به عاصمتهم ورموزها، فجعلتهم خزان أصوات في الموسم الانتخابي، وجامعي قمامة على مدار السنة. أما أبناء المناطق «المستقلة» نسبياً عن العاصمة وخدماتها، وحيث يوفر الزعماء المحليون شبكة رعاية مقبولة نسبياً، فلا يرون سبباً في تحمل هذا العبء وما يخلفه من تلوث في ارضهم ومياههم وهوائهم. هكذا بدا ان ثمة اعادة رسم للفضاءين العام والخاص، واستعادة للادوار ضمن حسابات جديدة ليست بيروت جزءاً منها. وذلك كله، إن دل على شيء فليس عن تخلي الأطراف عن المركز، بل عن قصور الأخير في ان يكون مركزاً جامعاً وان يجعل الانماء متوازناً بما يكفي لتوزيع الاعباء والمكتسبات في شكل متكافئ. هكذا ولاسباب كثيرة، أفرغت بيروت من دورها كعاصمة لهذا الكيان المركّب الذي سمي بـ «لبنان الكبير»، لمصلحة مراكز قوة وسلطة تلتف حولها مناطق وأرياف، فتجد فيها مصالحها وتدير شؤونها وتتحمل وزر نفاياتها في لبنانات صغيرة متذررة.

 

مساعي «تجار العقوبات» للتعويض عن «الانتصار»

 وليد شقير/الحياة/25 تموز/15

في27 نيسان (أبريل) الماضي، رد الرئيس الإيراني حسن روحاني على اتهام نواب متشددين إياه وأحد قادة «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» بـ «التبعية لأميركا» في التفاوض على «النووي»، فدعا «المستفيدين من العقوبات» الدولية على إيران الى «أن يفكروا بتغيير عملهم ودرس وسائل أخرى لملء جيوبهم». التهمة بالتبعية لأميركا، في حينها، جاءت على خلفية التنازلات التي كان الوفد الإيراني أخذ يقدمها في المفاوضات، بما فيها تحويل مفاعلي «فوردو» و «أراك» من إنتاج اليورانيوم الى وظائف أخرى، منها الأبحاث... اد «الحرس الثوري» فاحتج قبل يومين بلسان قائده محمد علي جعفري، على تضمين قرار مجلس الأمن الذي صدر الإثنين الماضي، والذي فيه قوننة لاتفاق فيينا، استمرار الحظر على توريد أنواع من الأسلحة، تشمل تكنولوجيا تطوير الصواريخ الباليستية، لمدة 5 سنوات... فاعتبرها «تجاوزاً للخطوط الحمر»، و «تقييداً للقدرات التسليحية الإيرانية...». قد يكون روحاني هيأ في تصريحه قبل أشهر للمعركة التي سيخوضها في الداخل مع المتشددين، خصوصاً أركان «الحرس الثوري»، الذين اقتطعوا جزءاً من الاقتصاد الإيراني لمصلحتهم، وأقاموا مؤسسات على هامش مؤسسات الدولة والقطاع الخاص واستثمارات ومنشآت اقتصادية للتحايل على العقوبات من أجل ضمان استمرار تمويل تزايد قوة «الحرس» في الداخل ومشاريعه التوسعية في الخارج. قام هؤلاء بذلك بحجة مواجهة العقوبات، لكن الفساد الذي استشرى بحكم الاقتصاد الموازي الذي أنشأوه، بات جزءاً من النقمة الشعبية على ما آلت إليه أحوال الإيرانيين الذين خضعت حياتهم اليومية لمفاعيل العقوبات، فيما استطاع «الحرس» ومناصروه تجاوزها بالاستثمارات التي أقاموها. لا أن «تجار العقوبات» كانت لهم وظيفة سياسية، لا تقتصر على الإفساد والإثراء بتمويلهم الحروب المباشرة وبالواسطة التي قاموا ويقومون بها في العراق وسورية واليمن ولبنان وفلسطين وغيرها، من تدخلات طهران في أوضاع داخلية لدول عربية.

إذا كان روحاني يرمي الى الحؤول دون استخدام «تجار العقوبات» المال الذي سينجم عن رفع هذه العقوبات في الوضع الداخلي، فإن هذا سيطلق من دون شك صراعاً داخلياً على كيفية استثمار المال الجديد الذي سيضخ في عروق الاقتصاد الإيراني. ومع أن العقوبات التي سترفع هي تلك المتعلقة ببرنامج إيران النووي، وأن تلك المتعلقة بنشاط طهران «الداعم للإرهاب»، وبسياساتها الإقليمية «التي تزعزع استقرار جيرانها» مؤجلة، فإن وجهة إنفاق الأموال بعد أن يبدأ الإفراج عنها تدريجاً، بالتزامن مع خطوات تنفيذ الاتفاق، ستكون موضوع نزاع داخلي طبعاً، لكن المرشد الأعلى للثورة السيد علي خامنئي حسم الأمر لمصلحة استثمار جزء من هذه الأموال في نشاط «الحرس الثوري» الخارجي، حين أكد أن بلاده لن تتوقف عن «دعم شعوب العراق وسورية (وحكومتيهما) واليمن والبحرين والمجاهدين في لبنان وفلسطين». هذا يعني أن الوظيفة السياسية الخارجية لتجار العقوبات لن تتغيّر. فضلاً عن أنها تحتاج وضعية سياسية داخلية متفوقة، لأنه من غير المعقول أن يكون لهم هذا القدر من التأثير في دول عدة في المنطقة إذا تراجع نفوذهم الداخلي. قد يظن البعض أن آمال روحاني بتغيير عمل «تجار العقوبات» ستصاب بالخيبة، وقد تشهد الساحة الإيرانية الداخلية تجاذباً حول هذه المسألة، إلا أن القيادة الإيرانية موحدة حول الوظيفة السياسية الخارجية للأموال قبل رفع العقوبات وبعدها، فروحاني وفريقه لا يختلفان عن «الحرس الثوري» والمرشد في استثمار المكاسب التي حققتها طهران في الدول المذكورة، بالتفاوض مع الغرب والولايات المتحدة على النفوذ الإقليمي. ن يقف المحور العربي المتضرر من هذه السياسات الإيرانية متفرجاً، وهذا يؤذن باشتداد الصراع الميداني في كل الساحات التي عددها خامنئي، وفق أوضاع كل ساحة. وإذا كان الإصرار على استعادة اليمن من نفوذ طهران، بدليل تحرير مدينة عدن، مؤشراً الى ذلك، فإن حاجة طهران الى أن تعوّض عن التنازلات التي قدمتها في النووي، سيطلق مرحلة جديدة من مساعيها لإثبات قوتها، فالحملة الدعائية الكثيفة التي أعقبت التوقيع على الاتفاق، على أنه انتصار لإيران في وجه «الاستكبار العالمي»، والتي روّج لها حلفاء طهران أكثر من المسؤولين الإيرانيين أنفسهم، سرعان ما تكشفت عن تنازلات، بات بعض المسؤولين الإيرانيين يقرون بها لمجرد اعتراضهم على بنود في قرار مجلس الأمن. ولذلك يحتاج هؤلاء الى إظهار الانتصار في ميادين الصراع الأخرى. وقد تكون المهلة المعطاة في الاتفاق نفسه، لإبرامه نهائياً، آخر السنة، هي الفسحة الزمنية التي تعطي فرصة لأذرع طهران أن تحقق بعض الانتصارات. الجديد هو أن الساحة لم تعد خالية أمامها، كما كانت في السابق.

 

لماذا قطع «داعش» علاقته بتركيا؟

سليم نصار/الحياة/25 تموز/15

سنة 1931 حقق الممثل بوريس كارتوف شهرة سينمائية عالمية بسبب نجاحه في أداء دور شخصية فرانكنشتاين. ولم يكن فرانكنشتاين سوى شخصية خرافية، ابتكرتها الكاتبة ماري سيللي، لطالب سويسري كان شغوفاً بعلوم الفيزياء، وتجارب المختبرات. وقد ساعدته تلك الهواية على خلق شخصية في منتهى البشاعة والوحشية والنزعة الميّالة إلى ارتكاب الشرور والآثام. واعترف، في سياق السيناريو، أنه جمع أجزاء جسد تلك الشخصية من قطع الجثث التي سرقها من المقابر. وكان جزاؤه الموت على يدي مخلوقه فرانكنشتاين! وبسبب إقبال الجماهير في كل دول العالم على مشاهدة النسخ الأميركية والفرنسية والألمانية وحتى اليابانية، تحول الممثل بوريس كارتوف إلى أسطورة يقلد حركاتها الشبان والأطفال. ذا الأسبوع أطلقت الصحف الأوروبية على الهجوم الانتحاري داخل الأراضي التركية وصفاً رمزياً يحمل في معانيه دلالات كثيرة. قالت إنه «انتقام فرانكنشتاين»، ملمحة بذلك إلى أن المخلوق اعتدى على خالقه. وهي بذلك تشير إلى الدور الأساسي الذي قامت به تركيا، بمساندة دول خليجية، من أجل خلق دويلة سنيّة تكون بمثابة البعبع الذي يوازن سيطرة دولة المالكي الشيعية في العراق. وأعلنت الحكومة التركية أن التفجير الضخم الذي تبناه «داعش» وقع في حديقة مركز ثقافي في سوروتش جنوب البلاد، ونتج عنه مقتل 30 شخصاً وجرح مئة. أعلن رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو، في مؤتمر صحافي، أن العناصر الأولى للتحقيق تكشف أن الانفجار هو اعتداء انتحاري قام به «داعش».والملفت أن هذه العملية كانت الأولى التي يقوم بها التنظيم فوق الأراضي التركية منذ إعلان «الدولة الإسلامية» في حزيران (يونيو) 2014. وقد اتهمت الصحف في حينه تركيا بأنها مثلت دور الحاضنة لهذا المشروع السياسي المريب، بحيث إن ثمانين في المئة من الأسلحة الثقيلة ومعدات الميدان نُقِلت إلى شمال سورية عبر الأراضي التركية.

في رده على تلك الاتهامات، قال رجب طيب اردوغان إن الجهاديين، بالنسبة إليه، أرحَم من نشاطات الجالية الكردية المعارضة التي يزيد عدد أفرادها على 15 مليون شخص. في ضوء هذا التغيير، تتساءل المحافل الدولية عن السبب الذي فرض على تركيا انتهاج خط جديد... أم أن «داعش» يمتحن جدية الانعطافة السياسية وتوقف أنقرة عن مواصلة تقديم التسهيلات اللوجستية. حقيقة الأمر أن موقف تركيا والدول الممولة سراً لهذا التنظيم قد تعرض للمساءلة والمراجعة، خصوصاً إثر انكشاف مشروع أبو بكر البغدادي ورفاقه ممن ساهموا في نشر أفكار هذا التيار المتطرف والمتخلف. ويرى المراقبون أن التقدم الذي أحرزه خلال فترة قصيرة يعود الفضل فيه إلى عناصر مسرَّحَة من الجيش العراقي وإلى ضباط خدموا في جيش معمر القذافي. هؤلاء جميعهم يشكلون نواة قيادة قوية سبق لها أن واجهت تنظيمات محلية معارِضة. لهذا السبب استطاعت خلال سنة أن تحتل ثلث مساحة العراق ونصف مساحة سورية. أي أن مساحة سيطرتها تزيد على مساحة بريطانيا. قب سيطرة «داعش» على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار في العراق، عُقِد اجتماع مشترك بين مسؤولين أميركيين وأتراك بهدف وقف تنظيم «داعش»، وطرد عناصره من الحدود الجنوبية لتركيا. كذلك عُقِد في باريس اجتماع آخر ضم عدداً من القيادات السياسية المعنية بهذا الشأن طالب خلاله وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس بضرورة مساندة موقف رئيس وزراء العراق حيدر العبادي. وتبينت بعد فترة قصيرة ضحالة الرؤية التي قدمها العبادي. وهي تتضمن فكرة حشد المزيد من مقاتلي عشائر السنّة، وتجنيد المزيد من الجنود. في الثاني من رمضان الماضي، قرر تنظيم «داعش» إظهار قدرته الإجرامية باقتراف سلسلة أحداث دموية وقعت في ثلاث قارات: الأولى، بطلها طالب تونسي يدعى سيف الدين الرزقي. وقد أطلق نيران رشاشه على السياح الأجانب وقتل منهم 38 شخصاً. وبعدما أردته الشرطة، صدر عن التنظيم بيان يؤكد انتقام البغدادي من الأجانب «الكفار». وكان من نتيجة تلك العملية أن تم تصنيف تونس في عداد الدول الخطرة وغير الآمنة!

الحادثة الثانية وقعت في مسجد الإمام الصادق الشيعي في الكويت، بواسطة شاب سعودي ينتمي إلى «داعش». وكانت حصيلة التفجير قتل 30 شخصاً وإصابة أكثر من مئتين آخرين.

الواقعة الثالثة نفذها ياسين الصالحي الذي يعمل في مصنع كيميائي قريب من مدينة ليون الفرنسية. فقد اقتحم بسيارته بوابة المصنع وراح يلقي عبوات ناسفة صغيرة بهدف إشعال المواد الملتهبة. وفي الصباح عثرت الشرطة على رأس مقطوع معلق على جدار المصنع، تبين أنه رأس مدير المصنع الذي يعمل فيه الصالحي! كان لا بد من تأثير النزوح المسيحي المتواصل عن العراق وسورية إلى استنفار المؤسسات المسيحية في الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية من أجل الضغط على الحكومات ودفعها إلى البحث عن حلول إنسانية مرضية. ويكفي أن يفرض نزوح مئة ألف مسيحي من الموصل ومناطق سهل نينوى، كي تصبح هذه الهجرة الكثيفة مسألة بالغة الخطورة للفئات المعنية من كلدان وأشوريين وكاثوليك وأرثوذكس.

وكان من الطبيعي حيال الوضع القائم أن تتراجع أعداد هذه الأقليات بسبب اضطهاد «داعش» لها، وإرغامها على دفع الجزية أو الانتماء إلى المكونات الجديدة. لذلك اضطرت الكنائس في بلدان الاغتراب إلى تقديم دعم محدود إلى نصف مليون عراقي مسيحي، أجبرتهم الحاجة إلى البقاء في أرض أجدادهم بعدما فرضت الهجرة الأولى، الناجمة عن غزو أميركا للعراق سنة 2003، هرب مليون مسيحي.

ويبدو أن استخدام القوة المفرطة سهَّل جذب مجموعات جهادية من خارج أراضي «الخلافة»، الأمر الذي شجع «الدولة الإسلامية» في ليبيا على إعدام 21 مصرياً قبطياً في شباط (فبراير) الماضي. والثابت أن النجاح الذي أحرزه «داعش» قد ساعده على الخروج إلى آسيا وأفريقيا بحجة استقطاب جماعات تدين له بالولاء والطاعة. وفي خطاب ألقاه هسين لونغ، رئيس وزراء سنغافورة، أكد أمام جمهور كبير أن جنوب شرقي آسيا أصبح مركز استقطاب لأنصار «داعش». واعترف أن هذا المركز جنّد أكثر من خمسمئة مقاتل إندونيسي، إضافة إلى العشرات من ماليزيا. وهؤلاء، في نظره، شكلوا كتيبة مقاتلة سافر أعضاؤها إلى سورية للانضمام إلى الوحدات المحاربة. من أجل وقف موجة الانضمام إلى تنظيم «داعش» عقدت استراليا قمة إقليمية ضمت ثلاثين ممثلاً عن دول وشركات تعمل في المجال الالكتروني مثل «غوغل» و «فايسبوك» و «تويتر». وافتتح القمة رئيس وزراء استراليا توني أبوت، الذي دعا الحاضرين إلى إيجاد حلول عملية بهدف التغلب على ايديولوجية الحركات المتطرفة التي جذبت إلى سورية والعراق آلاف المقاتلين. وذكرت مصادر رسمية في سيدني أن ما يزيد على مئة استرالي انضموا إلى الإرهابيين في الشرق الأوسط، وقتِل منهم 30 على أقل تقدير.

وكان للجاليات المسلمة في بريطانيا حصتها الكبرى في برنامج مكافحة «داعش». والسبب أن عدداً كبيراً من طالبات المدارس والجامعات حرصن على الهرب إلى سورية عبر تركيا، الأمر الذي دفع الآباء والأمهات إلى الاستنجاد بالدولة وحثها على التدخل. وقد استجاب رئيس الوزراء ديفيد كامرون إلى نداءات الأهل، معلناً يوم الإثنين الماضي عن خطة رسمية لمكافحة التطرف الإسلامي. وقد حرص على استشارة كبار القيادات الدينية من شيوخ ورؤساء روابط إسلامية، قبل أن يضع ما وصفه بـ «استراتيجية الخريف». وهي خطة سيتم تطبيقها على امتداد خمس سنوات مخصصة لمواجهة التطرف في المملكة المتحدة. وهدفها يكمن في التصدي للمجموعات التي تعمل في الخفاء على تجنيد شباب بريطانيين، وحثهم على التوجه إلى سورية والعراق. واعترض رضا نديم، الناطق باسم لجنة الشؤون العامة للمسلمين في بريطانيا، على الطرق المستخدمة لمكافحة التطرف، وقال أنها بعيدة عن تحقيق الاندماج بالمجتمع كونها تربط صفة الإرهاب بنشاطات كل مسلم في هذه البلاد. شير الصحف الايطالية إلى اتساع نفوذ «داعش» في ليبيا بصورة ملفتة للانتباه، خصوصاً بعد تجنيد المئات من المهاجرين الأفارقة. وقد أكسبته عملية التوسع هذه قوة إضافية قلب بسببها ميزان القوى داخل ساحة الصراع على الحكم.

وقبل التحرش بتركيا هذا الأسبوع، قام «داعش» في 22 أيار (مايو) الماضي بتعكير الأجواء السعودية من طريق مواطن ينتمي إلى التنظيم بتفجير مسجد في القطيف. وكانت حصيلة تلك العملية مقتل عشرين شخصاً وإصابة أكثر من مئة. وترجح مصادر الأمم المتحدة أن البغدادي توخى من تكرار الضربات إثارة النعرة المذهبية بين السنّة والشيعة. كما يطمح إلى زيادة الشعور بالأمن في أوساط مؤيديه، ودفع المعارضين إلى الانضمام إليه. والهدف من كل هذا ترهيب الشيعة الذين يعتبرهم عدوه الحقيقي... وزعزعة الاستقرار في بلاد تشارك في الائتلاف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وعلى ضوء هذا التوجه، قام «داعش» بتفجير مسجدين شيعيين في اليمن، ما تسبب بموت أكثر من 140 شخصاً. في أعقاب هذا العمل، قامت السعودية بحملة اعتقالات شملت 431 شخصاً غالبيتهم مواطنون، إضافة إلى يمنيين ومصريين وسوريين وأردنيين وجزائريين وتشاديين. وعددت وزارة الداخلية أبرز النشاطات الإرهابية التي تورط في ارتكابها الموقوفون. وكان من الطبيعي أن يغطي لقاء وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكبار المسؤولين السعوديين، كل القضايا المتعلقة بأمن الخليج وسلامة المنطقة. علماً أن الجنرال راي اوديرنو، رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي، كان قد أعلن قبل أسبوع أن هزيمة «داعش» تحتاج إلى مدة تتراوح ما بين عشر سنوات وعشرين سنة. وقد فسرت الجامعة العربية هذا التصريح بأنه تأكيد لتورط الولايات المتحدة في مساعدة «داعش»، كونه يحقق لها الفرصة التي يحتاجها اوباما لإعادة تأهيل إيران في النظام الدولي!

 

تفويض إيران أمر العرب!؟

حازم صاغية/الحياة/25 تموز/15

إذا صحّ كلام البعض عن أنّ الولايات المتّحدة «فوّضت» إيران تسيير المنطقة، فهذا التفويض سيُعدّ بالطبع خطأً فادحاً. فليس بإيران تُقاتَل «داعش»، بل يحصل، والحال هذه، أن تلتفّ أعداد أكبر فأكبر من السنّة حول أبي بكر البغداديّ. ثمّ إنّ «تفويض» طهران، صاحبة المشروع الشيعيّ والمذهبيّ، سيكون تفويضاً للحروب الأهليّة في المنطقة وحضّاً على المزيد منها. وفي البداية والنهاية، يستحقّ سلوك إيران في سوريّة والعراق ولبنان العقاب، لا المكافأة. غلب الظنّ أنّ الذين يتحدّثون عن «تفويض» كهذا يبالغون، إن لم نقل إنّهم يتوهّمون، فيسحبون الاتّفاق في المجالين النوويّ والماليّ، الناجم عن رفع العقوبات، على سائر أوجه العلاقة الأميركيّة – الإيرانيّة. بيد أنّ ذلك لا يمنع من ظهور رغبة أو نيّة أميركيّة بأن تملأ إيران الفراغ المترتّب على انكماش الدور الأميركيّ. وأصحاب مثل هذه الرغبة قد يجدون في الانسحاب البريطانيّ من الخليج، قبل قرابة نصف قرن، سابقةً تعزّز أمانيهم. مّا الحجّة التي قد تتقمّصها الرغبة فستكون قدرة إيران على حلّ النزاعات والوفاء بما تلتزمه على هذا الصعيد، بالمعنى الذي كان يوصف به حافظ الأسد. لكنْ كما في حالة الأسد، سيخلط أصحاب الرغبة بين التسبّب بالنزاع أو تأجيجه وبين «حلّه» الذي لا يعدو، في واقع الأمر، السيطرة على النزاع وإبقاءه ناراً تحت الرماد.

مع هذا، سيظهر من يقول، بطاقة أكبر على الإقناع، إنّ عجز العرب عن إيجاد حلول للمشكلات هو ما يزكّي التعويل على دور إيرانيّ. ففي العقود الماضية لم ينجح العرب، دولاً أو جامعةً، في إنهاء نزاع واحد إنهاءً فعليّاً. وحين كانت الدول العربيّة الأكبر والأقوى تتّفق على سياسات حدّ أدنى، أو أوسط، لم تكن النتائج تتجاوز الترقيع الذي يترك أسباب الانفجار تتراكم وتنمو في الخفاء. وإذا كان لبنان منذ أربعين عاماً مثلاً ساطعاً، فإنّ العراق والتفرّج عليه منذ 2003 يقدّمان المثل الأشدّ مأسويّة. أمّا سوريّة فاستُعرضت فيها، منذ ثورتها في 2011، قدرة على العجز لا تساويها إلاّ القدرة على التخريب. وهذا ناهيك عن المسائل السودانيّة أو الصحراء الغربيّة أو المشكلة الكرديّة. فإذا أضفنا أنّ إسرائيل فشلت بدورها في توفير حلّ للمسألة الفلسطينيّة، وأنّ قيادتها الليكوديّة ترفض أصلاً توفير حلّ كهذا، فهمنا الرغبة في تولّي إيران، بعد أن تصبح «أشدّ اعتدالاً»، مثل هذه المهمّات. وأسباب القصور العربيّ كثيرة، وكثيراً ما تمّ التطرّق إليها. لكنّ ثلاثة منها تستحقّ التوقّف عندها، مرّة بعد مرّة.

فأوّلاً، ليس هناك حيّز مستقلّ للسياسة بين حيّزي العلاقات الأخويّة – الأهليّة والعلاقات الحربيّة والنزاعيّة. لقد لوحظ، مثلاً لا حصراً، إبّان التفاوض المصريّ – الإسرائيليّ، أنّ أنور السادات يغلّب واحدة من لغتين في مخاطبته مناحيم بيغن: إمّا «نحن إخوان» نذلّل خلافاتنا بالأخوّة، أو مقاطعة عمليّة التفاوض والحرد وإعلان الفشل. ثانياً، لا تتقدّم السياسات العربيّة إلاّ بوصفها سياسات الحاكم الذي يحظى بمبايعة كاملة من شعبه. وهذا ما يجعل المزاج يتحكّم بها كما يُضعف تمثيليّتها، وينعكس على سلوكها الرجراج. في المقابل، كان بنيامين نتانياهو حين خاطب الكونغرس للمرّة الأولى، كي يحضّه على رفض الاتّفاق النوويّ مع إيران، أكّد على حجم الخلافات داخل الكنيست الإسرائيليّ والذي يفوق كثيراً مثيله بين أعضاء الكونغرس. هكذا انتزع رئيس حكومة إسرائيل تصفيقاً متواصلاً. وثالثاً، تعيش السياسة عندنا أسيرة إرباك دائم يلازم ثقافتنا السياسيّة، مصدره التباين بين الشرعيّة والسيادة. لقد استغرق أوروبا زمن طويل كي تحرّر مصادر الشرعيّة من المسيحيّة وتجعلها تتطابق حصريّاً مع السيادة الوطنيّة. أمّا عندنا فلا تزال السيادة تستقي الكثير من شرعيّتها من اعتبارات عابرة للوطن، بل عابرة للأزمنة، كالإسلام وفلسطين و «الأخوّة» العربيّة. صحيح أنّ إيران وإسرائيل تشاركان الدول العربيّة بعض هذه المواصفات، لا سيّما جعل الدين مصدراً لجزء من الشرعيّة، وهو جزء كبير في إيران وصغير في إسرائيل. لكنّ الفارق، فضلاً عن ديموقراطيّة الدولة العبريّة، أنّ البلدين المذكورين دولتان وأمّتان معاً، ما يحرّر قرارهما المركزيّ من التضارب الذي تتسبّب به عربيّاً «الأخوّة» والشراكة مع دول أخرى في الإسلام وفلسطين. هذا، على عمومه، ما يُغري البلدين بملء الفراغ الذي تخلّفه السياسات العربيّة، وبالإفادة من التخبّط والعجز اللذين يلازمانها، كما يغري بعض الغربيّين بمداعبة أفكار خطيرة كهذه بين فينة وأخرى.

 

طوابير المهرولين إلى طهران: هذا هو الموجز وهاكم التفاصيل!

عادل مالك/الحياة/25 تموز/15

قبل ساعات قليلة من الإعلان عن التفاهم الخاص بالاتفاق النووي الإيراني، اتصلت المستشارة أنغيلا مركل بمستشارها الاقتصادي، وزير الاقتصاد، وأبلغته أن الاتفاق تمّ إنجازه. وبعد ساعات قليلة، كان الوزير الألماني يهبط في مطار طهران يرافقه مئة من رجال الأعمال الألمان في مختلف المجالات، وكانت ألمانيا أول المتهافتين على خطب ود إيران وإقامة علاقات عمل، بعد القطيعة الغربية المعلومة لطهران.

وكرّت السبحة. وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، سارع إلى الإعلان عن سفره إلى إيران، وحرص على القول إنه يلبّي دعوة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف (قبيل الإعلان عن الاتفاق)، علماً أن وزير خارجية فرنسا كان في طليعة الوزراء الذين شاركوا في الأيام الأخيرة من مداولات فيينا، ووجّه التهم القاسية الى إيران وسياساتها، وأدّى موقفه هذا إلى تأخير الإعلان عن الاتفاق بالصيغة النهائية.

وفي وقت متزامن، كان رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، يبلغ مجلس العموم عن الرغبة في استئناف العلاقات مع إيران، وأنه سيعاد فتح القنصلية البريطانية في طهران قبل نهاية العام الحالي.

وهكذا، تكثّفت طوابير المهرولين من شتّى أصقاع الأرض، سعياً وراء قطف ثمار التوصّل إلى الاتفاق على الملف النووي، مؤكدين المقولة الشهيرة: «ليست هناك صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، بل مصالح دائمة». قد كانت أخبار المفاوضات الماراتونية بين الدول الخمس الكبرى زائد ألمانيا وإيران، تملأ الدنيا وتشغل الناس. والآن، وقد أعلن عن التوصّل إلى «الصفقة النووية»، ماذا يمكن أن يقال؟

كُتِب الكثير عن الموضوع، وسيُكتب أكثر سواء لناحية التداعيات التي سيفضي إليها «التاريخ الجديد في المنطقة»، أو لجهة ممارسة كل طرف ابتزاز الطرف الآخر:

أولاً: الكل تنازل والكل أخذ. أما مسألة الربح والخسارة فقضية نسبية تتوقف على قراءة الاتفاق وتفسيره. فإيران كانت في جانب والعالم كلّه في جانب آخر، ثم إنّ الفترة الطويلة التي اقتضتها عمليّة التفاوض أكّدت مجدداً طول الصبر والأناة لدى المفاوض الإيراني، وأن صموده هذا الوقت كله منحه ميزة للتفوّق على سائر مفاوضي الدول الخمس الكبرى وألمانيا. ثانياً: وقبل التوغّل أكثر في مضمون الاتفاق، علينا أن نلاحظ الحرب النفسيّة التي تخاض من جانب الأطراف على اختلافها. فالمرشد الأعلى السيد علي خامنئي، حافظ على استعمال المفردات نفسها التي كانت متداولة قبل الاتفاق، ومن ذلك تركيز الهجوم على «أميركا المستكبرة». وأضاف محتفظاً لإيران بموقع القوّة، وتوقّع أن تهاجمها الولايات المتحدة ذات يوم وأن تُمنى بالفشل. وعندما نُقل مضمون هذا الكلام إلى وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري، عبّر عن عدم الارتياح وقال: «هذا كلام مزعج». الثاً: في المقابل، فور الإعلان عن التوصّل إلى التفاهم، نشبت المعارك السياسية في دوائر واشنطن، وتعهّد الحزب الجمهوري الذي يملك الأكثرية في مجلسي الشيوخ والنواب، العمل على رفض الاتفاق «بكل الوسائل المتاحة». علماً أن الكونغرس إذا ما صوّت بأكثرية أعضائه على رفض الاتفاق، فباستطاعة الرئيس باراك أوباما أن يمارس حق الفيتو ضد قراره.

وفي كل حال، أمام الكونغرس فترة تمتد نحو 60 يوماً للتصويت، وردّ مجلس الشورى في إيران بتمديد التوقيت نفسه، ربّما في تنافس غير معلن، وعليه فسينتظر رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، تصويت الكونغرس كي يطرح الموضوع على التصويت. رابعاً: لكل طرف مرافعته عن الاتفاق، وكل طرف يعتبر نفسه منتصراً في المعركة التفاوضية الطويلة. ففي سياق مطالعة أوباما، نقرأ ما يلي: «الاتفاق النووي أفضل وسيلة لتجنّب سباق تسلّح ومزيد من الحروب في الشـــرق الأوسط»، ويضيف: «من دون الاتفاق، لن تكون هناك قيود على برنامج إيران النووي، وسيكون بمقدور إيران الاقتراب من صنع قنبــــلة نووية، ومن دون اتفاق نخاطر بمزيد من الحروب في الشرق الأوسط. وإذا لم تنتهز أميركا الفرصة لإبرام اتفاق، فستحكم علينا الأجيال المقبلة بقسوة...».

ويمضي أوباما في دفاعه عن الاتفاق حيال الرأي العام الأميركي: «أنا لا أضمن أن تكون إيران دولة معتدلة، ولا أضمن أن توقف تدخلاتها في سورية أو دعمها لـ «حزب الله». وأضاف: «الولايات المتحدة لا تعمد إلى تطبيع العلاقات مع إيران كما فعلنا مع كوبا»، لماذا؟ يجيب: «الخلافات مع إيران ما زالت عميقة». هنا، لا بد من التركيز على عبارة رئيسيّة في معرض الكلام عما يتّصل بعلاقات الولايات المتحدة وإيران، ألا وهي «أزمة انعدام الثقة» في شكلٍ نهائي، وهذا ما حكم التعامل مع إيران منذ قيام الثورة الإسلامية في 1979، وسيبقى متواصلاً حتى مع التوصّل إلى الاتفاق النووي. لذلك، عندما تطرح مسألة الضمانات: مَن يضمن مَن؟ تقفز إلى الأذهان رواسب أربعة عقود من أزمة الثقة المفقودة بين الجانبين. فلا بد من التركيز على أن ما تمّ التوصل إليه، هو «اتفاق الضرورة» بالنسبة الى مختلف الأطراف.

وإذا ما نصّ الاتفاق على «تجميد» الطاقة النووية الإيرانية وعدم استعمالها إلاّ للأغراض السلمية»، فإن إيران حصلت على العديد من المكاسب، لعلّ في طليعتها رفع العقوبات المفروضة عليها منذ سنوات طويلة، والتي تركت ولا شك آثاراً سلبيّة في الداخل. ويضاف أن إيران ستسترد أموالها المجمّدة منذ سنوات، ونحن هنا نتحدّث عن بلايين الدولارات (وهناك كلام عن مبلغ يزيد عن 180 بليوناً) هي قيمة الأموال مع فوائدها منذ تجميدها، وهذا يعني أن إيران ستنعم بواقع جديد سينعكس على حياة أفراد شعبها كافة.

وفي سياق متّصل، ترى الدول الغربيّة «إيران الجديدة» جنّة من المشاريع والاستثمارات المشتركة، ومن هذا المنطلق تحدّثنا عن بداية تكوّن طوابير المهرولين إلى طهران منذ الساعات الأولى للإعلان عن الاتفاق.

خامساً: يُطرح تساؤل: مَن الذي تغيّر، إيران أم الولايات المتحدة؟ إن حالة التغيير فرضت نفسها على مختلف الأطراف التي شملتها عملية التفاوض. لكن في نهاية الأمر، لم يبلغ التغيير حدّ أن تصبح إيران أميركا وأميركا إيران.

وفي تركيز واشنطن وإدارة أوباما على «الإنجاز النووي الكبير»، بمنع إيران من استخدام طاقتها النووية لأهداف عسكرية، وجد السيد خامنئي الفتوى الملائمة لهذا التدبير، ففي خطابه الأخير أشار إلى «أن إيران لا تريد استخدام أسلحتها النووية، والمضي في سياسة تخصيب اليورانيوم ولو بنسبة متدنيّة كما قضى الاتفاق، لأن الإسلام يمنع إيران من استخدام القدرات النووية للأغراض العسكريّة أو غير السلميّة».

وفي ما يتعلّق بمواقف أوباما من الموضوع النووي الإيراني، يقول مصدر متابع عن قرب لتفكير الرئيس، إنه يركّز على الفترة المتبقية له في البيت الأبيض ليبذل ما استطاع لنشر السلام في أي مكان من العالم. ويُذكر أن أوباما مُنِح جائزة نوبل للسلام، وعندها قامت ضجّة إعلاميّة عالميّة طُرح فيها الوضع على الشكل التالي:

في العادة، تُمنح الجائزة لشخصيّة عالميّة عملت فعلاً من أجل السلام والابتعاد من الحروب... فكان الجواب: لعلّ منح الجائزة لأوباما ولو في صورة استباقيّة، حافز له على دفع مسيرات السلام، ولعلّ هذا الطرح يُجيب عن تركيزه على عدم إرسال أي جندي أميركي إلى أي منطقة نزاع في العالم. إلا أن تطوّرات العراق أرغمته على إعادة إرسال ستمئة «تقني أميركي» لتدريب بعض العناصر العراقية على مواجهة «داعش» وأخواته. ونصل في النهاية إلى الجزء الأهم من «تردُّدات» الاتفاق النووي، وهو ما يتّصل بالوضع الإقليمي البركاني المتفجّر، والفوائد التي تجنيها بعض مواقع التوتّر الملتهبة في المنطقة. فقد عُلّق الكثير من الآمال والأحلام على شمّاعة «الاتفاق النووي»، وحتى لا نخدع أنفسنا علينا مصارحة أنفسنا قبل أي طرف آخر. لبنان وُعد بهبوط الوحي على نوّابه لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة بُعَيْدَ التفاهم على «النووي»، وهذه أحلام كاذبة. فالوضع في لبنان ليس في مرحلة متقدّمة من سلّم الأولويات لدى صنّاع القرار من الفاعلين والمؤثرين. وتهمس بعض الأوساط المتابعة أميركيّاً للأوضاع الإقليمية، أن ترتيب أهميّة الأولويات هو الآتي: حرب اليمن، ثم العراق، ثم سورية، وبعدها لبنان ربّما. لذلك، لا فائدة تُرتجى من البقاء في حال انتظار «الشخص» الذي يمكن أن يأتي من كوكب آخر! في كل حال، إذا كانت ستطرأ على الوضع في لبنان متغيّرات إيجابية، فهذا لن يكون إلاّ بعد تفاهمات جدّية وجديدة على قواعد صلبة، بين القوى الإقليمية الفاعلة. وبوضوح أكبر، إن التغيير في نهج الأزمة ومسارها تملك مفاتيحه قوّتان إقليميتان: المملكة العربيّة السعودية وإيران. قد بدأنا بـ «التفاهم النووي»، ويجب أن نختم به بالآتي: الآن وفي ضوء كل ما جرى، فإن البداية لحلحلة بعض مكامن الأزمات الطاحنة هي التوقف عن خداع الذات، واعتماد الأسلوب العقلاني في النظر إلى مسار الأحداث. وكل ما جرى حتى الآن على صعيد الاتفاق النووي، ليس إلاّ الموجز. أما التفاصيل فتأتي لاحقاً، حيث يتّضح مدى قوّة كل طرف من «الأطراف النووية»، في ترجمة الاتفاق عندما يأتي الأمر إلى إعادة تموضع مراكز النفوذ الإقليميّة والدوليّة في المنطقة. ... وعندها فقط يمكن الحديث الذي تم تناوله مطولاً، وهو: «الشرق الأوسط الجديد»، لكن ليس ذلك الشرق الذي أعلنت عنه الآنسة كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مع انطلاق الشرارات الأولى لعدوان إسرائيل على لبنان في تموز (يوليو) 2006. وكل اتفاق نووي والعرب موجودون على الخريطة قبل أن يسحقهم المزيد من الضغوط إلى حدّ الاختناق. ي كل حال، للاتفاق النووي الكثير من الأحاديث والمضاعفات والتداعيات التي ستؤرّخ أحداث المنطقة: ما قبل الاتفاق وما بعده.

 

لنقود إيران إلى حارة ضيقة اسمها الديموقراطية

جمال خاشقجي/الحياة/25 تموز/15

بعد التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني، راجت بين الساسة الأوروبيين والأميركيين فكرة الدفع بحوار بين السعودية وإيران لحل مشكلات المنطقة. ظاهر الاقتراح منطقي، فلو اتفق البلدان لكان ممكناً حل معظم مشكلات المنطقة، وبغض النظر عن التصريحات الإيرانية غير المشجعة، التي لا تزال محتقنة بعبارات «دعم محور المقاومة» و «المناضلين في المنطقة»، التي لا تعني غير الاستمرار في السياسة نفسها التي أدت إلى المواجهة مع المملكة، ولكن لنفترض أن الرياض استجابت لدعوة أصدقائها في الغرب وفتحت باباً للحوار مع طهران، فكيف سيمضي هذا الحوار؟

الإيرانيون يحبون الجدل، والمفاوضات الماراثونية، وكذلك التملص من الالتزامات، وفي حال إعلان السعودية الموافقة على حوار مباشر معها، سيهرع وزير خارجيتهم محمد ظريف إلى الرياض، ومعه 10 من الخبراء، من أساتذة في العلوم السياسية والاقتصاد ومؤرخين ومنظرين، مع كم هائل من الابتسامات والقبل، وحديث لا ينتهي عن «الوحدة الإسلامية»، بل حتى الدعاء والدموع، في الوقت ذاته لن تتوقف شحنات البراميل المتفجرة الإيرانية الصنع المرسلة الى نظامي بشار الأسد وحيدر العبادي، ولو استطاعوا لأرسلوا مثلها الى الحوثيين وصالح. الحل هو في دفعهم نحو هدف محدد، لا يحتمل إلا القبول أو الرفض، ليكن حارة ضيقة اسمها «الديموقراطية لسورية واليمن»، ثم بعدها تكون المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران، فإما أن يقبلوا بالتفاوض هناك وإما أن ينتهي كل شيء ولا تبقى غير مواجهة تاريخية أيضاً.

لو قال لهم رئيس الوفد السعودي المفاوض وزير الخارجية عادل الجبير، نريدكم أن توقفوا تدخلاتكم في المنطقة، لقالوا نحن لا نتدخل، نحن ندعم ثورة في اليمن ونظاماً شرعياً في سورية. لو قبل الجبير بمنطقهم التفاوضي ورد مفنداً أن الحوثيين ليسوا ثورة، وإنما انقلاب ألغى القوى اليمنية الأخرى، وأن بشار لم يعد نظاماً شرعياً، وشعبه يرفضه، فسيجادل الإيرانيون بأن الحوثيين ثورة شرعية، ويعرضون صوراً لحشود هائلة جمعوها في صنعاء قبل أسابيع في يوم القدس العالمي، الذي لا يحتفل به غيرهم مع أنصارهم، فيقول ظريف، وابتسامة تعلو محياه: «ماذا تسمي هذه يا أخي؟ هل يستطيع انقلاب مرفوض أن يجمع كل هذه الملايين»؟ ثم يتدخل عضو آخر في الوفد الإيراني، أستاذ في العلوم السياسية ويسأل: «ما هو تعريفك للنظام الشرعي»؟ ولو انجر السعوديون إلى منطقهم، وقدموا بعد يوم أو يومين دراسة مفصلة تتضمن التعريف الصحيح للنظام الشرعي وأدلة تثبت الانقلاب الحوثي، لقدم الإيرانيون ردهم بعد يوم آخر، وبينما تستمر هذه المفاوضات العقيمة، تصل شحنة ثانية وثالثة من البراميل المتفجرة لبشار، لتسقط ناراً وقتلاً على رؤوس أطفال ونساء في حلب ودرعا، في الوقت نفسه تأتي الأخبار بوصول مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى موسكو لدفع الروس لتقديم قرار لمجلس الأمن يقضي برفع حصار التحالف عن مطارات وموانئ اليمن، «لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المدنيين هناك»، في محاولة للالتفاف على النكسات العسكرية التي تعرضوا لها.

هكذا هو التفاوض مع إيران، ولكن البلدين في حاجة إلى مصالحة حقيقية، فهما يندفعان نحو مواجهة ستضر بهما لا محالة إن استمر هذا «الشغب» الإيراني كما سماه عادل الجبير، فكيف يمكن استغلال الأجواء الإيجابية بالمصالحة التاريخية بين إيران والولايات المتحدة؟ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في طريقه إلى جدة، ولعله سيحث السعودية على التفاوض مع إيران، فهم يريدون أن يغسلوا أيديهم من سلبيات الاتفاق الذي لم يعالج سياسة طهران التوسعية في المنطقة، ورضخوا لإصرارها على اتفاق نووي فقط.

ولكن كما سبق القول، فإن التفاوض مع طهران عمل غير مريح ومجدٍ إذا كان في عموم المسائل. الأفضل هو دفعها إلى حارة ضيقة لا تحتمل خلافاً حولها، هي «حارة الديموقراطية» لحسم الصراع بين البلدين في اليمن وسورية، وتأجيل العراق على أساس أنها أصلاً في تلك الحارة ابتداء، فحكومة العبادي على عوارها وطائفيتها حكومة منتخبة. ستقول لهم السعودية: «إننا نقبل بتمكين الغالبية في البلدين من الحكم، مثلما قبلنا بتحكم الغالبية الشيعية الموالية لكم في العراق». سيحاول الإيراني التملص كعادته، ويقول: ما لكم وما للديموقراطية، أنتم لا تمارسون الديموقراطية فيكف تريدونها حلاً في سورية واليمن؟ الرد أن الحرب والفتنة وانهيار الدولة والنزاع على الحكم ليس في السعودية أو إيران، نحن دولة ملكية إسلامية مستقرة، وأنتم جمهورية إسلامية مستقرة، لنحافظ على استقرار بلدينا، ونلتزم بعدم التدخل في شؤون بعضنا البعض، لن نناقش عوار ديموقراطيتكم، ولن نتحدث عن أحداث 2009 في بلادكم، ولا عن المرشح المعتقل ابن النظام مير حسين موسوي وأنصاره الإصلاحيبن، هذه قضيتكم الداخلية، ولكن سورية واليمن جمهوريتان، يبدأ دستوراهما بأن الشعب هو مصدر السلطات، بالتالي لنوقف التدخل في البلدين، وليكن بقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، يعاقب أية دولة ترسل سلاحاً أو ميليشيات، وينسحب «حزب الله» وكل الفصائل الشيعية التي أرسلتموها إلى هناك، وفي اليمن تهيأ الأجواء لانتخابات حرة، بانسحاب الحوثيين من المدن والثكنات العسكرية، ويطلق سراح المعتقلين، ويعود الرئيس الشرعي، وندعم معاً إرسال قوات حفظ سلام للبلدين، ولتشترك مع بلدينا كل الدول التي وقعت معكم اتفاق فيينا، فالانتخابات تحتاج إلى إعداد يستغرق عاماً أو أكثر في سورية، ودون ذلك في اليمن، نساعد ملايين السوريين في العودة إلى بلادهم، ومن لا يستطيع يصوت حيثما هو. صفة سلم منطقية، تتفق مع روح المصالحة بين شيطاننا الأكبر (إيران) وشيطانكم الأكبر (الولايات المتحدة). في الغالب سيعودون إلى طبيعتهم الأولى، التملص، لكن نحاصرهم بقرارات أممية وبالاستمرار في سياسة الحزم والعزم، برفع مستوى الدعم للثورة السورية، ومؤازرة الأتراك، وحثهم على الوفاء بتعهداتهم بالتدخل في الشمال هناك، فلا يخف ضغطنا إلا أن نرى منهم استجابة لهذا المشروع، أما غير ذلك فهو الاستمرار في المواجهة الكبرى التي لا تحتمل أنصاف الحلول، فإما نحن بمشروعنا الديموقراطي التشاركي الذي يستوعب الجميع، وبناء شامنا ويمننا التعددي، وإما هم بمشروعهم الطائفي الضيق.

 

ااتفاق الإيراني وتغير قواعد اللعبة

طارق الحميد/الشرق الأوسط/25 تموز/15

يفترض أن نتجاوز الآن النقاش حول من انتصر ومن خسر في الاتفاق النووي الإيراني، وننتقل إلى التفكير جديًا بتبعات ذلك الاتفاق، وخصوصًا بحال تمريره في الكونغرس الأميركي، فالأكيد الآن أن قواعد اللعبة قد تغيرت بالمنطقة تمامًا. وهذا التغيير لا يعني بالطبع أن حال المنطقة سينتقل للأفضل، بل ربما للأسوأ. في حال تمرير الاتفاق النووي، والغربي، مع إيران، فالأكيد أن الصراع مع إيران بالمنطقة سيأخذ أشكالاً مختلفة تمامًا، ومسرحًا مختلفًا أيضًا، فبعد الاتفاق سيكون الصراع مع إيران ليس بمناطق الصراع: سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، بل سيكون صراعًا دبلوماسيًا أيضًا بالمحافل الدولية، حيث سيكون لإيران موطئ قدم هناك، وسيكون صراعًا اقتصاديًا، وتكنولوجيًا، وخلافه. بعد الاتفاق ستدخل إيران الدول الأوروبية عبر الأبواب، وليس النوافذ، أو من خلال شركات وهمية، وستكون هناك عقود استثمارية، وانفتاح اقتصادي. والأمر نفسه سيتم في بعض الدول العربية التي ستهرول لإيران، ومثلها جماعات، وأحزاب، تعتقد أن الاتفاق الإيراني الغربي فرصة للانتهازية السياسية على أن تحسن تلك الأحزاب أوضاعها، أو تعود للارتماء بأحضان إيران، وأبسط مثال على ذلك الإخوان المسلمون الذين لا يمكن الثقة بهم، أو التعويل عليهم. والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن الاتفاق مع إيران سيمنح آمالاً حتى للمتطرفين السياسيين، مثل نوري المالكي الذي خرج مهاجمًا السعودية، وكذلك المجرم بشار الأسد الذي يرى نظامه أن الاتفاق النووي مع إيران قد يمثل له طوق نجاة. كل ذلك يقول إن قواعد اللعبة بالمنطقة قد تغيرت، وإن الصراع مع إيران قد أخذ منحى آخر، سياسيًا، ودبلوماسيًا، واقتصاديًا، وإعلاميًا، وهو ما يتطلب أدوات أكثر جدية، وفعالية، من قبل قوى الاعتدال بالمنطقة لمواجهة إيران، ونفوذها التخريبي بالمنطقة. صحيح أن ما يمكن أن تقوله دول المنطقة سياسيًا، ومنها السعودية، مختلف عما تعتقده حول الاتفاق النووي مع إيران، إلا أن الأفعال يجب أن تكون مختلفة، والأدوات كذلك. فالآن وقت العمل الجاد، والمنظم، والمبادرة، وليس ردود الفعل. الآن وقت وضع قائمة أولويات، وأهداف محددة، وأخذ زمام المبادرة، ولا بد من تحركات تضع إيران في حالة دفاع، وليس العكس. اليوم ليس وقت مقاطعة، ولا انكفاء، بل مبادرة، وانطلاق، وحضور. من الخطأ الآن التركيز فقط على من خسر ومن كسب بالاتفاق الإيراني، فالأكيد هو أنه لا يمكن الوثوق بإيران. والأكيد أيضًا أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وقادم الأيام لن يكون سهلاً، وعلى من يريد التفوق بالصراع القادم أن يسعى للعب دور جدي قائم على المبادرة، والتحرك المحسوب، سياسيًا، ودبلوماسيًا، واقتصاديًا، وإعلاميًا، فلا يمكن أن نخوض هذه المعركة بنفس الأدوات القديمة، وهذا ينطبق على إيران أيضًا، وهنا تكمن ورطة إيران الحقيقية، حيث ليس بمقدورها أن تكمل هذا النهج العدواني الآن وبنفس الأدوات الإجرامية المتخلفة، من قاسم سليماني، إلى الميليشيات الشيعية المتطرفة، فهل نستوعب ذلك؟ هذا هو المرجو.

 

داعش» ومعركة الاسم

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/25 تموز/15

صار العديد من الحكومات تحث وسائل الإعلام على تجنب استخدام مصطلح «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، الاسم الذي أطلقه التنظيم الإرهابي على نفسه منذ سنتين، بعد أن أعلن زعيمه نفسه خليفة، وتوسيع نفوذه من الاسم السابق «دولة العراق الإسلامية»، ليضم سوريا إليه.

عندما أعلن التنظيم في أبريل (نيسان) عام 2013 عن إطلاق اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على نفسه، قرر الإعلام، وفي قناة «العربية» تحديدًا، أن نسميه «داعش». كنا ندرك أن التنظيم يريد أن يستخدمنا، أي منصات الإعلام في أنحاء العالم، لبناء صورة تخدم أغراضه. وقد جاءت الاعتراضات حينها من أناس غررت بهم أدبيات الإرهابيين حينها، احتجوا على التسمية والتغطية لأنها مهينة للمدافعين عن الإسلام ضد المحتل الغربي، أو السنة المضطهدين، أو الدفاع عن عرب الأنبار، أو هم الثوار ضد نظام الأسد في سوريا. وفعلاً، هناك نشاطات مشتركة كانت تشوش على فهم الكثيرين، إنما أغلبهم اكتشف لاحقًا أن «داعش» ليس إلا تنظيم القاعدة الشرير، حتى لو تبنى قضايا حقة.

و«داعش» ليست تسمية ساخرة، كما قيل وكتب في وسائل الإعلام الغربية، بل تمثل حروف التنظيم الأولى التي تختصره. وبالطبع التسمية المختصرة لا ترضي التنظيم، لأنه عن عمد يريد أن يجعل اسمه «الدولة الإسلامية في العراق والشام» عنوانًا بريديًا للمسلمين في كل مكان، هذه هويته وهذه أرضه ومشروعه وهو من يمثلهم! حتى إن التنظيم مرة قام بجلد أحد الأطفال في الأنبار لأنه تجرأ على تسميته بـ«داعش» التي اعتبرها إهانة له، ونشر الفيديو عبرة لمن هم خاضعون لحكمه.

ومعركة التسميات قديمة مع المتطرفين. قبل أربعة عشر قرنًا حارب المسلمون الأوائل تنظيمًا مثل «داعش» تمامًا، يكفر المسلمين ويعلن الخروج على الدولة، سمى نفسه بـ«جماعة المؤمنين»، إلا أن المسلمين سموه بـ«الخوارج». التاريخ يعيد نفسه، ونحن نواجه مشكلة فكرية لا يمكن الاكتفاء بمحاربتها بالسلاح، بل بالفكر، ومن ذلك تحديه اسمًا وموضوعًا. وقد انساقت وسائل إعلام عربية وأجنبية وراء التسمية، تكررها في نسبة الجرائم البشعة لـ«تنظيم الدولة الإسلامية»، وليست التسمية عملاً خاطئًا بقدر ما هي غير ضرورية، في ظل وجود تسميات صحيحة ومهنية، وتجنب المسلمين الأذى المزدوج؛ الأول في الدول الإسلامية حيث يكسب التنظيم من اسمه تحريض شباب المسلمين للانخراط في صفوفه، والثاني في المجتمعات الأخرى، بتحريض غير المسلمين ضد المسلمين في مجتمعاتهم التي يشتركون في العيش معهم فيها، مثل أوروبا وروسيا والصين والهند، وتحقيق تقسيم العالم وفق رؤية بن لادن، حين سماه بـ«الفسطاطين».

وكانت الحكومة الفرنسية أول من حذّر من استخدام الاسم، «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وأن خطر الاسم مثل خطر الفعل الإرهابي. ولاحقًا، تمنى رئيس وزراء أستراليا على الإعلام عدم استخدام اسم التنظيم، لأنه يخلط بين المسلمين والإرهابيين. ليس صحيحًا أن الجميع من العلم والدراية بحيث يعي أن «داعش» تنظيم إرهابي مثل التنظيمات الفاشية المنتشرة في العالم. فعامة المسلمين البسطاء، وصغار السن، قد يصدقون أن التنظيم إسلامي يدافع عنهم بسبب اسمه، «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وعلمه الذي يحمل «الله أكبر». اسمه يختصر التاريخ والدين، ويسهل مهمة المدافعين عنه من متطرفي المسلمين، الذين هم أخطر من مقاتلي التنظيم، وأكثر جمهورًا. والأذى الثاني، أن ربط «الإسلام» بنشاطات التنظيم يوحي لغير المسلمين في أنحاء العالم بأن الجرائم من فعل دين الإسلام وأتباعه. ودائمًا، سهل إلصاق الجريمة بجنسية أو عرق أو دين أو فكر إذا كثف الإعلام ربطها به، كما هو الحال مع «داعش». «داعش» تنظيم ذكي جدًا، ينفق جهدًا كبيرًا لترويج الصورة نفسها؛ أنه يمثل الإسلام والمسلمين، في صراع مع العالم كله. وهو يعرف نفسية الجمهور الذي يتوجه إليه، المسلمين في أنحاء العالم، بإعلان نفسه دولة، أو خلافة، تضرب في عمق التاريخ ويمكن أن تجد قبولاً عندهم، وقد يدعمونها ويقاتلون دفاعًا عنها، أيضًا. لهذا حرص على أن ينشر اسمه كاملاً «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مدركًا أن وسائل الإعلام الشعبية هي خير من ينقل هويته وعنوانه في سوريا والعراق ورسائله إلى ملايين المسلمين في أنحاء العالم. وهذا ما يميز «داعش» عن تنظيم القاعدة، الذي لم يبالِ كثيرًا بسيكولوجية الرمزية، ولا ببناء ماركة من تصميمه. حتى اسمه «القاعدة» قرره له الإعلام الدولي منقولاً عن مصطلحاته مثل «قاعدة الجهاد»، ولم يروج لرايته، واشتهر له اسمان؛ «القاعدة» و«أسامة بن لادن»، واندثر بمقتله، وتفرق شمل التنظيم بعده، وفشل خليفته الظواهري في شغل الفراغ القيادي بأن يحل محله

 

لعبة البدائل التراجيدية

بول شاوول/المستقبل/25 تموز/15

عندما صرّح السيد حسن نصرالله أن طريق فلسطين تمر بدمشق والقلمون ودرعا والزبداني، لم يأت قولاً جديداً علينا. كلام عتيق، مُحفتر، بالٍ، ذكرنا بتصريحات أبو أياد «طريق فلسطين تمر بجونية» وذلك عندما كانت الثورة الفلسطينية قد غرقت في الحرب «اللبنانية» ووحولها. فلماذا لم تكن جونية أقرب من الجنوب في ادراك القدس المحتلة، وفلسطين كلها وكان الجنوب عندها في أيدي المقاومة الفلسطينية، واسرائيل تحتل أراضي من ثلاث دول عربية أيضاً؟ العدو يحتل كل هذه الأجزاء واختار أبو أياد وعددٌ من «أبوات» زمان «فتح لاند» جونية لتسهيل أمور هزيمة العدو. ويومها كانت «فلسطين» جزءاً من الحرب اللبنانية وزواريبها. ومدنها وأزقتها. بل كأن بيروت كانت عند بعضهم «تل أبيب» و»جونية» و»الجبل» القدس! وقولة أبو اياد يومها كانت تهديداً بتقسيم لبنان الذي كان أصلاً «مقسماً» كانتونات «مذهبية» والجيش كذلك والدولة والجغرافيا والشوارع والمنازل والمطابخ والمآكل والمشارب. كلام جوهره تقسيمي يخدم اسرائيل ويشوه المقاومة الفلسطينية، والوجود الفلسطيني في لبنان. وكان عندنا يومها «الحركة الوطنية» وشرائح من المسيحيين والمسلمين مؤيدين لها أو جزءاً منها، وعلى الأخص بعض الأحزاب اليسارية والشيوعية (السوفياتية) والقومية والعلمانية التي انخرطت في حرب تمذهبت وضلّت بوصلتها. ضلت «منظمة التحرير» وجهتها في لبنان، فمن الطبيعي ان تضل طريقها إلى فلسطين: كأنها لعبة البدائل التراجيدية وأقوال الجنون وفائض القوة وعبثيتها والتفريط ببلد كامل اسمه لبنان لمصلحة اسرائيل تحديداً وكان لهذه الأخيرة ان تنشرح وترتاح لمثل هذه الطرق المتباعدة والمستحيلة للوصول إليها. فالتحرير بات يحرر لبنان من وجوده ويؤصل الاحتلال الصهيوني. هنا لبنان بديل من فلسطين واليوم مع السيد حسن سوريا (ولبنان واليمن والعراق والبحرين بدائل من الجولان والقدس).. بولاء بالجملة!

انها لعبة النظام السوري أصلاً. بل اللعبة المشتركة بين كل القوى التي سعت إلى ابتكار بدائل من وجهتها القتالية. أي خربطة الأولويات التي كانت عناوين ناقصة للمعارك و»النضالات». ولكن اذا صحت مثل هذه المقولات من منطق أصحابها، فعليهم إذاً ان يعمّقوا لعبة البدائل: من رمي اسرائيل واليهود في البحر، إلى رمي الشعب اللبناني في مجاهل التهجير، والموت. الرئيس حافظ الأسد حوّل معركته لاسترداد الجولان إلى حرب معلنة على لبنان: من تحرير الجولان وهي جزء من هزيمته الكبرى إلى استثمار لبنان وهو جزء من الأمة العربية. فكأن لبنان بات بالنسبة إليه الارض المحتلة التي يجب تحريرها، والجولان الأرض المحررة التي يجب المحافظة على طمأنينة الجيش الاسرائيلي فيها. ولا فارق هنا بالنسبة إلى منظمة التحرير والنظام السوري في اعتبارهما ان الجيش اللبناني بات محتلاً لبنان على غرار الجيش الاسرائيلي الذي يحتل فلسطين. وعلى هذا الأساس بات من الواجب «القومي» تقسيمه لتسهل المعركة مع الجيش الاسرائيلي! وهكذا كان، هزمهم الجيش الصهيوني فعليهم اذاً الانتقام من الجيش اللبناني. هزمهم الكيان الصهيوني، فعليهم إذاً هزيمة الدولة اللبنانية: اسرائيل تحولت من كيان إلى دولة ولبنان تحول من دولة إلى كيانات: هناك في اسرائيل شرعية اللاشرعية، وفي لبنان لا شرعية الشرعية. نصف الشعب الفلسطيني والجولان مرتهن للاحتلال الصهيوني فلماذا لا يكون الشعب اللبناني مرتهناً لنا أو نتقاسمه مع الدولة العبرية. والنضال داخل الأراضي المحتلة شبه معدوم آنئذ فليكن. اذاً النضال داخل الأراضي اللبنانية وبالدم اللبناني وبالوجود اللبناني. هكذا رُسمت خطوط عديدة من خريطة فلسطين على مساحة لبنان وعلى جثث اللبنانيين ومدنهم وقراهم المدمرة.

[ جملة فراغية

بعد نحو أربعين عاماً تطُنُّ هذه الجملة «الفراغية» لأبو اياد في عقل السيد حسن نصرالله وفي ذاكرته، (فيا للتماهي العظيم)، فيصرخ وهو الذي عجز عن انقاذ الأسد والنظام نعم، «طريق فلسطين تمر بدمشق والزبداني والقلمون ودرعا... وحمص!» لكن تصريحه ناقص، اذ كان عليه أن يكمل تعداده الطرق العربية وغيرها إلى فلسطين: من اليمن (وحلفاؤه الحوثيون ممانعون ومقاومون!) فإلى البحرين، فإلى العراق، فأفغانستان، وجبال الهملايا (ربما غداً أو بعد غد) أي كل الطرق التي تنقطع فيها دون اسرائيل بل التي تُريح اسرائيل تماماً تماماً. وكان يمكن ربما أن يستذكر السيد حسن أكثر: فيضم 7 أيار وغزوة بيروت والجبل إلى تلك الطرق المقدسة التي تفتتح القدس والمقاومات المقدسة في فلسطين. وأكثر: كان يجب أن يثري خرائطه بأخرى سياسية: طريق فلسطين تمر بالمجلس النيابي ورئاسة الجمهورية والحكومة والكبتاغون واللحوم الفاسدة والأدوية المزورة وبتخفيف الحكم على ميشال سماحة وكذلك على العميل فايز كرم... لكي لا تنسى سلسلة الاغتيالات والتهديد والتخوين والتكفير التي أصابت عدداً من الرموز السياسية السيادية اللبنانية. بمعنى آخر كأن الكلمة المفقودة في خطاب السيد حسن نصرالله هي ايران بالذات. وبمناسبة توقيع الاتفاق النووي بينها وبين أوباما كان يمكن اضافة ان طريق فلسطين تمر بالنووي الإيراني.

[ طريق غير مذكورة

لكن هناك أيضاً طريق غير مذكورة في خطاب السيد حسن: لم يدرج الجولان مثلاً كطريق قريب من مقاتليه في سوريا إلى فلسطين. ولو! كل هذه الدروب والمتاهات والمسافات المتباعدة أقرب من نبضات القلوب إلى فلسطين... والجولان المحتل: «ليس من أولوياتنا» (كما صرح بعض من حزب الله) بل أكثر «اسرائيل الآن ليست من أولوياتنا». طبعاً يقصد فلسطين! فكيف تكون دمشق طريقاً إلى فلسطين، واسرائيل المحتلة ليست من أولويات الحزب ولا إيران ولا الممانعة ولا سرايا الدفاع ولا الحرس الثوري ولا فيلق القدس (اسم الفيلق «القدس» وهو فالقها).

(ويمكن ان نفهم (على طريقتنا؟) ان خرائط حزب الله المرسومة لم تُدرج غزة في خطوطها! عال لكن الغريب، ان السيد حسن عندما يُورد كل هذه المناطق السورية كطريق إلى تحرير فلسطين، نسي ان النظام السوري وعلى مدى أربعين عاماً كان يحكم سوريا من أقصاها إلى أقصاها. والسؤال: لماذا لم يحرر نظام الأسد الجولان وفلسطين (أو يحاول) من القلمون، ودرعا ودمشق وحلب وحمص والزبداني وكانت تحت سلطته. وكان الأسد يتباهى عندها بجيش من مليون جندي وبترسانة طائرات وغواصات وأسلحة ثقيلة؟ هل يعني السيد حسن ان تلكؤ النظام عن التحرير هو الذي جاء بإيران إلى سوريا (وبه) لتحل محله وهي الذي ابتكرت «المقاومة» وعززتها، وسلمتها الجنوب.

[ وراثة النظام السوري

ألم يُصبح قرار الحرب والسلم انطلاقاً من الجنوب في أيدي إيران وسوريا؟ إذاً ماذا كان يمنع النظام السوري و»الملالي» الطهورون الأنقياء من استرجاع (أو محاولة) استرجاع فلسطين؟ أتكون إيران مثلاً، هي التي تريد ضمناً إسقاط النظام السوري لتسهل عليها سلوك الطرق المؤدية إلى فلسطين؟ وإلاّ كيف يكون لحسن نصرالله أن يصرح بمثل هذه الأقوال ولمّا يزل النظام قائماً بالنسبة إليه؟ لكن هل يمكن أن نفهم أن إيران (كما نظام الأسد في لبنان) اختارت لعبة البدائل: احتلال سوريا بديلاً من محاربة إسرائيل، لتكون هي حامية الجيش الصهيوني في الجولان وأبعد منه. فينعم بالطمأنينة التي استلذها أيام النظام البعثي؟ وماذا يعني في المقابل قول عدد من القيادات الفارسية «أن سوريا ولاية من الولايات الإيرانية؟». ألا يعني أن خيار السيطرة على البلد العربي العريق (قلب العروبة النابض بأهله لا بنظامه!) للمخطط التوسعي الإيراني، وراء خطاب نصرالله أو أمامه؟ كل ذلك يوحي أن خطاب نصرالله وتصريحاته الأخيرة (يضاف إليها أقوال الملالي)، تعني إرادة إسقاط النظام، أم وراثته «حياً»، أو الاعتراف بسقوطه نهائياً؛ وإلاّ كيف يحق لزعيم تنظيم ميليشيا مسلح لبناني أن يعلن ما أعلنه في سوريا الأسد!؟ أهو كلام احتلالي لسوريا؟ أو إعلان ذوبان سوريا في بلاد فارس؟ لكن عندما «اقتيد» حزب الله إلى سوريا بأمر عمليات إيراني، لم يستشر أمينه العام أحداً، منتهكاً إرادة الشعب اللبناني وبيئته (فالكبار لا يسألون الصغار، ولا يسأل «الحاكمون» بأمرهم المحكومين. فهؤلاء مجرد أشياء، أو لوازم، أو قطعان، منزوعو العقول والكرامة. إنها لعبة 99,99 في المئة التي اعتمدها الاستبداديون لتحويل شعوبهم نكرات وأشباه مخلوقات وآنية فارغة تطن بصراخهم وأصواتهم ونرجسياتهم. يظن العبيد أحياناً أن كل من حولهم عبيد. وعبد القوي قوي. عبدٌ قوي. بقوة مستعارة. وحزب الله ليسوا أكثر من عبيد عند إيران، وعليهم إذن أن يساووا بينه وبين اللبنانيين والسوريين! وإذا كان الأطفال أسرار آبائهم، فالحزب اللبناني سرّ إيران الفارسي. وها هو استكمالاً لخطب الملالي يعلن، بدلاً من الشعب السوري، وحتى نظامه المتهاوي، وباسمه، أن فلسطين تمر من سوريا، فلماذا لا يكون لبنان كله الطريق «القادومية» الأقصر إلى فلسطين؟ فهو، أي الحزب، دشن طريق «فلسطين» من بيروت نفسها (كما دشن أبو أياد طريق جونيه)، فإلى اليمن، فالعراق، فالبحرين (أوتوستراد عربي طويل)، فإلى أوروبا نفسها (فحدود إيران تمتد على خرائط مطامحها ومصالحها)... وصولاً إلى النفط، والاتفاق النووي. ومن حق حزب الله أن يحتفل بهذا النصر الإسرائيلي الذي حققه «محور الشر» (في نظر الإيرانيين) إلى محور الإرهاب (في نظر الأميركيين).

[ رعب إسرائيل

اتفق إذاً «حاضن الإرهاب» مع «الشر المطلق»، وهذه مدعاة منطقية للاحتفال بالنصر، الذي، سلك طريقه «بسهولة» إلى فلسطين. والدليل أن إسرائيل «قلقة» منه، و»متوجسة» و»مرعوبة». فهي الدلائل «النفسية» والسياسية على أن الطريق إلى القدس وتدمير إسرائيل قد عُبّدت أخيراً مع الأميركان! وها هي إسرائيل ترتجف وترتعش وتصطك أسنانها ونواجذها رعباً! بل ولماذا لا تعتبر أن «أهازيج» حزب سليماني، وزجلياته، ونشوته بالانتصار، بتجسد أيضاً بالإفراج عن الأموال الإيرانية في البنوك العالمية (بدأ مجلس الأمن في اتخاذ التدابير)، باعتبار أن المال «الحلال» من إيران، جزء من مستلزمات تحرير القدس، وتعبيد الأوتوسترادات، وتأمين الأجواء والبحار إليها. فالمال سلاح خصوصاً بالنسبة إلى حزب الكبتاغون، وتبييض الأموال والأدوية المزورة واللحوم الفاسدة، إذاً اكتملت القوة! ورسمت الخرائط، وها هي الاستراتيجيات العسكرية (إيران كسوريا تمتلك ترسانة حربية قوية لا تعرضها في كل مناسبة، لترويع العالم، وإسرائل فقط بل لتعلن أن تحرير فلسطين اقرب إليها من نبضات قلبها!

لكن ماذا لو حاولنا تفسير الأمر بنقيضه، أو بمجازه؟ فإذا كانت إيران سبق أن أقامت حلفاً مع «الشيطان الأكبر» في العراق فسيطرت عليه بقرار أميركي، وسوريا (حماية مشتركة لنظام الأسد وفيلق الأسد وحزب الله والحرس الثوري)، وإذا كانت إيران على وشك الاستيلاء على اليمن، بتواطؤ أميركي، وإذا سبق أن تم تعاون بينهما في أفغانستان، (كما سبق أن تم تعاون بين أميركا والقاعدة في الحرب الباردة!)، وإذا كانت إيران عرقلت كل الاتفاقات والمقترحات والمؤتمرات التي اقترحت حلولاً للمسألة الفلسطينية، خدمة لإسرائيل التي ترفض كل الحلول، فلماذا لا نعتبر أن الربيع العربي، مثلاً، «متّن» التحالف بين أميركا وإسرائيل وإيران، (تحديداً من الاتفاق النووي)، وفي كل المستويات في يد إيران، أي في يد إسرائيل، لتكتمل المؤامرة على الشعب الفلسطيني وعروبته وقضيته، وعندها يمكن (ربما بحسب تمنيات الإسرائيليين والإيرانيين وأوباما) إغلاق ملف المقاومة الفلسطينية (كما حاولت إسرائيل وإيران والنظام السوري في لبنان، في الثمانينات)، وتقبض ثمن ذلك هيمنة على لبنان، وسوريا... والعراق... تماماً كما قبض النظام السوري ثمن تصفيته المقاومة الفلسطينية، هيمنته على لبنان، بترحيب إسرائيلي أميركي!

لكن كل هذه المقاربات ونقائضها، والتي تفرض على الشعوب العربية، تصبح في غير محلها! فإيران التي تمكنت من اجتياح الحدود العربية وسيادتها، أنتجت الربيع العربي، ثم وبعد استفحال جنونها، حركت النهوض العربي والإسلامي الواسع، بداية من اليمن (حيث تقهقر الحوثيون عملاء إيران والرئيس المخلوع)، وها هي الهزائم تطاردها، من لبنان (بعد هبة شعبية في ثورة الأرز)، إلى سوريا (حزب الله في الحضيض!)، فإلى اليمن (استرجعت عدن كلها)، فإلى العراق (الذي لن يستقر إذا بقي الاحتلال الفارسي مقيماً فيه)، فإلى البحرين... الهلال الكبير، أقصد لقاء الهلالين الإيراني والإسرائيلي، والهلال الثاني والثالث والرابع باتت بلا ضوء، ولا أجنحة! تتخبط في تقهقرها المعلن!

 

مصر والثورات.. والإعلام!

أسعد حيدر/المستقبل/25 تموز/15

لم تمر ذكرى ثورة 23 يوليو وكأنها لم تكن، كما كان يحصل في العقود الأربعة الأخيرة. ثورتا 25 يناير و30 يونيو، أعادتا للثورة الأولى جزءاً من حقوقها التي وئدت. صوره وخطاباته انتشرت في المواقع الاجتماعية التي يرتادها الشباب الذين لا يكفي انهم لم يعرفوه، وإنما عاشوا ووعوا على إدانته وتصحير كل ما قام به من مشاريع وما زرعه في العقول والقلوب من حب الأمة العربية «الهادرة من المحيط الى الخليج». سقوط سوريا والعراق واليمن وتعليق بقاء لبنان دولة وحتى وطناً على فراغ كامل الأوصاف من تحت الى فوق في الرئاسة، ونحر الفلسطينيين وحقهم بالوجود أعاد جمال عبدالناصر من الذاكرة الى الميدان. عاد جمال عبدالناصر الى مصر وإلى العرب وتذكروه وهم يواجهون اليوم كل هذه الهجمات التي تعمل على تمزيقهم قبل إلغائهم. لا شك أيضاً، أن محاولة اغتيال مصر من سيناء، على يد «داعش» ومن «يدوعش» معها، جعل الجميع يصرخون أين ناصر؟ ل الدبابات والطائرات لن تعيد الأمن الى سيناء وسيناء الى القاهرة. كل جندي مصري يسقط اليوم في سيناء يجب أن يكون لبنة في بناء مصر الحديثة.

إسكان سيناء بالملايين وبناء المدن والمشاريع الاقتصادية هو الحل. تقدم المصريين للعيش في سيناء أفضل لهم ولكرامتهم من الهجرة الى أسواق العمل فيها قهر لا يستحقه أي إنسان.

ثورات مصر الثلاث رصيد غني تتمنّى الشعوب كافة الحصول عليه، حان الوقت لمواجهة الواقع. لكن كل هذا شيء، ووقوفها وحدها شيئاً آخر. يد واحدة لا تصفق. حان الوقت للتضامن والوحدة خارج شعارات الوحدة المعروفة. على الآخرين مساعدة ودعم مصر، وعلى مصر أن تختار الضفة التي ستقف عليها نهائياً. لا يمكن ترك سوريا وحدها، لأن مصر الحالية تفيض بالمشكلات. على القاهرة أن تحسم موقفها من عدن الى حلب، كما فعلت وتفعل إيران. خيراً وليس آخراً، مصر لم تكن يوماً غنية، لا بل كانت دولة فقيرة وما زالت، مصر في عزّ ثورة يوليو كانت أفقر من اليوم وكانت محاصرة ومحارَبة كما لم يحصل مع دولة غيرها. رغم ذلك نشر جمال عبدالناصر طموحه ومشاريعه حتى ولو كان بعضها خاسراً كما حصل في اليمن، لأنه عرف أن الاعلام القومي حتى بوجود محمد حسنين هيكل لا ينشر فكره وموقفه ولا يصنع جبهة قوية تقف حتى في معاركه الخاسرة. لذلك وقف مع الإعلام خصوصاً في لبنان. جعل من الإعلام اللبناني منارة لكل ثورته ونشاطاته، فانتشرت قاعدته الشعبية من المحيط الى الخليج. كان يقرأ عمود الأستاذ الراحل ميشال أبو جودة وهو يأخذ الفطور. لم يبخل يوماً على الإعلام في لبنان رغم فقره. كان يعتبر أن وقوف الإعلام اللبناني الى جانبه يحمي ظهره ويضيء حركته. علم جمال عبدالناصر منذ اللحظة الأولى أنه قادر على المواجهة ضد كل إعلام الغرب الذي كان يتهمه بكل الاتهامات، لأن العرب يسمعون صوته ويقرأون أحلامه ويقفون معه.عرف جمال عبدالناصر أن صناعة التاريخ صناعة متكاملة أحد أركانها الإعلام وكان له ما أراد.