المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 تموز/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.july26.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/متفرقات

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى12/من22حتى32/«كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس12/من01حتى11/إِنَّ المَوَاهِبَ الرُّوحِيَّةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرُّوحَ وَاحِد؛ والخِدَمَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرَّبَّ وَاحِد؛ والأَعْمَالَ القَدِيرَةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ اللهَ وَاحِد

 

عنوان تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

إن الله محبة والمحبة رحمة وعدل ومساواة ومغفرة/الياس بجاني

الله ليس قاتلاً/عقل العويط/النهار

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مكتب سلام نفى الأنباء عن استقالته: عار عن الصحة جملة وتفصيلا

مكتب سلام: التوصل إلى حل موقت لمعضلة النفايات يقضي برفعها فورا إلى مواقع حددتها وزارة البيئة

حزب الله” يلجأ إلى تجنيد مشايخه للقتال بسورية في ظل استمرار النزف البشري و هدد المتخلفين بشطبهم من الحوزات الدينية ووقف الدعم المادي عنهم

لبنان: مساع داخلية وخارجية لثني سلام عن الاستقالة الثلاثاء

 ذوو المخطوفين لدى «داعش» يتمنون من المختارة تحريك الملف/ خالد موسى/المستقبل

«الشرعي الأعلى» يشدّد على دعم رئيس الحكومة

اغتيال قيادي في “فتح” ومرافقه في “عين الحلوة”

الفصائل والقوى الفلسطينية دانت اغتيال الأردني: نحرص على حماية السلم الأهلي في لبنان والمخيمات الفلسطينية

محمد المشنوق يعلن بدء عملية إزالة النفايات من الشوارع

 البلديات تواصل ازالة النفايات من دون خطة واضحة ووفاعليـات عكار تـرفض نقلهـا الــى اراضيـها/المشنوق للبنانييـن: سـاندوا الوزارة لحل الازمـة

مقبل يبدأ جولة مشاورات مع الرابية والقوى السياسية حول التعيينات الامنية ويحدد قراره بعد درس الموقف مع سـلام وطرح الملف في مجلس الـوزراء

استقالة سلام جدية والساعات الفاصلة عن جلسة الثلثاء تحدد الاتجـاهات

اتصالات دولية تؤكد التمسك بالخطوط الحمر وهولاند يتمنى عليه التريـث

حركة الموفدين بين الرابية وبيت الوسط متوقفة والتيار يضغط لفتح الحوار

النائب فادي  كـــرم: الرئاســة ليســت لعــون وحــده و جوّ المواجهة كارثي ولتسوية حكومية للملفات الحياتية

متحدرون من اصل لبناني يزورون ضهور الشوير

النائب عاطف  مجدلاني: استقالة رئيس الحكومة واردة

الرئيس أمين الجميل يطلّع من سفير ايران على اجواء الاتفاق النووي/فتحعلي: قـد يرسـي مناخـات التبريــد والتهدئـة

الوزير محمد فنيش: مشـكلة النفايـات متعمدة... ولكل مقاطعته وامارتـه ومزرعتـه و"المســـتقبل" المعني الاوّل بأزمة التعيينات ولا مشكلة في الآلية الحالية

النائب انطوان سعد: لتبني خطة حكومة العام 2010 لمعالجـــة النفايات و التعقيدات هدفها حرمان سلام من الاطلالة عبر الامم المتحدة

باسيل وألان عون المرشحان الابرزان لتولي رئاسة "التيار" ومعركـة مفصلية جوهرها آلية اتخاذ القرار داخـل الحزب

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/7/2015

زهرا: ان كان يظن وزراء انهم سيكونون ملوكاً في حكومة تصريف اعمال فهذا ممنوع وسنحاسبهم

كمال يازجي/النفايات الحقيقية

خاطرة لايلي صليبي/فايسبوك

الحملة على تيار المستقبل واستهدافه في عكار وباقي المناطق وتحميله المسؤولية

النائب السابق مصطفى علوش: عن حكومة الرئيس سلام هل تعيش ساعاتها الأخيرة

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

طلب للتحقيق في رسائل كلينتون الإلكترونية

دونالد ترامب منافس شعبوي قوي يخطف الأضواء في السباق إلى الرئاسة

قوات التحالف تعلن هدنة إنسانية في اليمن لخمسة أيام

مشاورات عربية لإقرار بروتوكول القوة العسكرية المشتركة

تركيا تشن ضربات على “داعش” في سورية و”الكردستاني” في العراق

البحرين تعلن إحباط محاولة لتهريب أسلحة وتستدعي سفيرها من إيران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الغرب لن يقف مكتوف اليدين.. إذا لجأت إيران إلى التصعيد/ثريا شاهين/المستقبل

حرب بديلة؟!/علي نون/المستقبل

الجيل الجديد لحزب الله : طليعة ميليشيات الشرق الأوسط/سلام حرب/موقع 14 آذار

لبنان: عندما تختصر «الزبالة» أزمة وطن/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

سوريا والخيارات السيئة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

خلاف الخليج مع الأميركان تفاصيل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الحرس الثوري الإيراني يقود انقلابا في العراق/داود البصري/السياسة

أنقرة غير مخلصة في حربها على «داعش»/حازم الامين/الحياة

لماذا تغيّـر موقف تركيا من «داعش»؟/داود الشريان /الحياة

السعودية والاتفاق النووي/خالد الدخيل/الحياة

لماذا قطع «داعش» علاقته بتركيا؟/سليم نصار/الحياة

التخاذل الأميركي المريب في مواجهة «داعش»/السيد يسين/الحياة

إيران وقد باتت تحت المجهر/مصطفى كركوتي/الحياة

 

تفاصيل المتفرقات

افتتاحيات الصحف ليوم السبت 25 تموز 2015

نص خطاب نصراله/كلنا نريد لهذه الحكومة أن تستمر ومن يهدد بالاستقالة يأخذ البلد الى المجهول

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى12/من22حتى32/«كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت

"حِينَئِذٍ قَدَّمُوا إِلى يَسُوعَ مَمْسُوسًا أَعْمَى وأَخْرَس، فَشَفَاه، حَتَّى تَكَلَّمَ وأَبْصَر. فَدَهِشَ الجُمُوعُ كُلُّهُم وقَالُوا: «لَعَلَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ دَاوُد؟». وسَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «إِنَّ هذَا الرَّجُلَ لا يُخْرِجُ الشَّيَاطِيْنَ إِلاَّ بِبَعْلَ زَبُول، رئِيسِ الشَّيَاطِين». وعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُم فَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت. فَإِنْ كانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَان، يَكُونُ قَدِ ٱنْقَسَمَ عَلى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ وإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخْرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيْكُم. أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله. أَمْ كَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ القَوِيِّ ويَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبُطِ القَوِيَّ أَوَّلاً، وحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟ مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ. ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد. لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ خَطِيئَةٍ سَتُغْفَرُ لِلنَّاس، وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر. مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي."

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس12/من01حتى11/إِنَّ المَوَاهِبَ الرُّوحِيَّةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرُّوحَ وَاحِد؛ والخِدَمَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرَّبَّ وَاحِد؛ والأَعْمَالَ القَدِيرَةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ اللهَ وَاحِد

"يا إِخوتي : أَمَّا في شَأْنِ المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّة، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا أُريدُ أَنْ تَكُونُوا جَاهِلِين. تَعْلَمُونَ أَنَّكُم، عِنْدَمَا كُنْتُم وَثَنِيِّين، كُنْتُم تَنْقَادُونَ مُنجَرِفِينَ إِلى الأَوْثَانِ البُكْم. لِذلِكَ أُعْلِنُ لَكُم أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَنْطِقُ بِرُوحِ الله، ويُمكِنُهُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ مَحْرُوم!»؛ ولا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ رَبّ!» إِلاَّ بِالرُّوحِ القُدُس. إِنَّ المَوَاهِبَ الرُّوحِيَّةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرُّوحَ وَاحِد؛ والخِدَمَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرَّبَّ وَاحِد؛ والأَعْمَالَ القَدِيرَةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ اللهَ وَاحِد، وهوَ يَعْمَلُ في الجَمِيعِ كُلَّ شَيء. وكُلُّ وَاحِدٍ يُعْطَى مَوْهِبَةً يَتَجَلَّى الرُّوحُ فيهَا مِنْ أَجْلِ الخَيْرِ العَام. فوَاحِدٌ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَم الحِكْمَة، وآخَرُ كَلاَمَ المَعْرِفَة، وَفْقًا لِلرُّوح عَيْنِهِ؛ وآخَرُ الإِيْمَانَ في الرُّوحِ عَيْنِهِ؛ وآخَرُ مَوَاهِبَ الشِّفَاءِ في الرُّوحِ الوَاحِد؛ وآخَرُ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، وآخَرُ النُّبُوءَة، وآخَرُ تَمْييزَ الأَرْوَاح، وآخَرُ أَنْوَاعَ الأَلْسُن، وآخَرُ تَرْجَمَةَ الأَلْسُن. كُلُّ هذَا يَعْمَلُهُ الرُّوحُ الوَاحِدُ عَيْنُهُ، مُوَزِّعًا لِكُلِّ وَاحِدٍ مَوَاهِبَهُ كَمَا يَشَاء."

 

تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

إن الله محبة والمحبة رحمة وعدل ومساواة ومغفرة

الياس بجاني/25 تموز/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/07/25/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D8%A9-%D9%88/

للأسف، تسود حالياً في كل العالم العربي، وفي بعض الدول الإفريقية، وفي غالبية الدول الإسلامية، تسود حالة من الفوضى والجهل المدقع والاضطرابات الأمنية القاتلة والمتفلتة من كل ما هو قانون ومؤسسات ومحاسبة ومخافة من الله ومن يوم حسابه الأخير.

تسود هذه الحالة اللاانسانية بامتياز بنتيجة قلب وضرب وتعهير وتزوير وتشويه المعايير الدينية والإنسانية والأخلاقية وتفصيلها على مقاس عقول وثقافات بالية لجماعات متطرفة وأصولية ودموية تستهين بكرامات البشر ولا تحترم أي قيم أو معتقدات مخالفة لتلك التي تحمل ألويتها. هؤلاء الآتين من مجاهل التاريخ يستهينون ويهينون كرامة الإنسان وكينوته البشرية، وهو الذي خلقه الله على صورته ومثاله وميزه عن باقي المخلوقات الحية كافة بقدرات عقلية ومواهب ووزنات لا تثمن من أهمها الأحاسيس والمشاعر والقدرة على تمييز الخير من الشر والصح من الغلط.

في مقدمة هؤلاء الآتين من غياهب التاريخ دول وحكام كما هو حال حكام إيران المهووسين بالحروب والغزوات، ومنظمات هجينة من مثل النصرة وداعش وبوكوحرام وغيرهم كثر حيث وبسببهم وبنتيجة همجيتهم تسود في الدول والمناطق السالفة الذكر مفاهيم مغلوطة ومشوشة ومجرمة لا علاقة لها لا بالإنسانية ولا بالقانون ولا بتعاليم “الله”، ولا بأية مفاهيم دينية أو أخلاقية.

مفاهيم “جئناكم بالسيف” اللاانسانية هي التي تجيز ممارسات قطع الأعناق والذبح والقتل الإعتباطي والتهجير والسرقات بحجج ابليسية تغطى زوراً بعباءة الأديان وباستغلال مغلوط لله الذي باسمه ترتكب كل هذ الفظائع الوحشية.

عملياً وانسانياً وعقلاً ومنطقاً إن كل هذه الممارسات حيوانية بامتياز وهي وتعود إلى ثقافات ما قبل القرون الحجرية بقرون وقرون، ولهذا على كل إنسان يحترم انسانيته ويؤمن بحق غيره العيش بحرية وبكرامة وبأمن وسلام أن يقف بقوة وبشجاعة بوجه هؤلاء البرابرة المسوقين لهذا الإنفلاتات الإنسانية والدينية والمذهبية التي تسوّق

لشرعة الغاب بكل مفاعيلها الإجرامية والدموية والبربرية.

في مقدمة أولويات التصدي لهذه البربريات تأتي أهمية فرض شرعة حقوق الإنسان العالمية على كل الدول الأعضاء في جامعة الأمم المتحدة ومنع أي دولة من أن تتبني أي دين رسمي لها وإبقاء كل التشريعات فيها بعيدة عن كل الأديان.

المطلوب في وضع القوانية وشرائع الحكم أخذ الروحية الدينية التي تنهي عن كل ما هو شر وفوضى وتفلت، ولكن دون التقيد الحرفي بنصوص ومفردات وتعاليم دينية معينة. إن القوانين والتشريعات يضعها الإنسان لتسيير شؤونه وهذه الشؤون تختلف بين بلد وآخر، وبين مجمتع وآخر، والأهم هي تختلف كلياً بين زمن وآخر.

في الخلاصة، إن الله محبة وتواضع وغفران وعقل وأخلاق وقيم وومسامحة ونقاء وشفافية، وليس الله إجرام وقتل وغزوات وحروب وحسد وطمع وفجع ورفض للآخر، واستقواء وسبي وغنائم واغتيالات وبربرية وهمجية، كما للأسف يصوره ويجسده اليوم الحكام في إيران، وفي دول أخرى تشبه انظمتها النظام الملالوي المذهبي والغزواتي، أو تمارسه بدموية المنظمات التكفيرية والأصولية المنتشرة في العديد من الدول وخصوصاً في الشرق الأوسط وأفريقيا.

من المحزن أنه وحتى الآن هناك قلة قليلة من المثقفين والسياسيين ورجال الدين والحكام في الدول العربية والإسلامية يخافون الله ويعرفونه ويتصرفون بالتالي على أنه عملياً وخطاباً عهو محبة وقبول للآخر وسلام وأمن وتعاون وشفافية وصدق وعطاء ومسامحة وغفران، ومن هنا تأتي ضرورة التضوية على كل ما يكتب وينشر ويقال في هذا السياق التنويري  لمفهوم “الله” في مناطق يسودها الظلام الفكري والإنساني.

في هذا الإطار نستعير من جريدة النهار مقالة رائعة للإعلام المميز عقل العويط عنوانها: “الله ليس قاتلاً” وهي في أسفل

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيPhoenicia@hotmail.com

 

الله ليس قاتلاً

عقل العويط/النهار/25 تموز 2015

هذه الافتتاحية مكرّسة لـ”المؤمنين”، على اختلاف أنواع إيمانهم، وخصوصاً منهم الذين يعتقدون أن الله يمكن أن يقتل، أو يمكن أن ينحاز إلى مباهج الدنيا، أو أن يكون غنياً. هذا كلّه أناقشه، وألفت إليه، في غمرة ما تشهده حياتنا البشرية مطلقاً، وحياتنا الشرقية على وجه الخصوص، من استبداد سياسي وأمني ومجتمعي، وظلم وقهر وانعدام مساواة و… فقر مدقع.

الله رحمن رحيم

هل الله قاتل؟ الجواب الفوري: لا. هو ليس قاتلاً، لدى كلّ المؤمنين به، أياً كانت أديانهم ومعتقداتهم. إنه، عندهم، حبٌّ وعدلٌ وسموٌّ ورحمة. لكن ما شهدته أوروبا المسيحية في القرون الوسطى، وما تشهده مجتمعاتنا الشرقية المسلمة، يقول العكس تماماً، حيث يتمّ، باسم الدين، إما تأجيج النعرات الإلغائية المتطرفة، وإما تأليه لغة القتل والعنف والإلغاء والإرهاب والتكفير، وإما التقوقع العصبوي المهين. في الأحوال كلّها، يستعان بكلّ ما من شأنه التعبير عن القوة العارية، التي لا تتحمّل وجودَ آخر، أياً يكن هذا الآخر. فبأيّ “إله” يؤمن هذا العالم الشرقي، وإلى أين يذهب بنا “المؤمنون”، على اختلاف إيماناتهم؟

لن أناقش هل الله موجود أم لا. هذا ليس موضوعي. الموضوع الذي يشغلني ويشغل عالمنا الشرقي اليوم، هو العنف القائم على أساس ديني، بين غلاة المسلمين أنفسهم، سنّةً وشيعةً من جهة، والعنف الذي يتعرّض له المسيحيون من جهة ثانية، على أيدي التكفيريين الإسلامويين. علامَ يدلّ هذا العنف، في حالتَيه؟ إنه يدلّ على العماء الذي لا يجرّ إلاّ العماء. فالعنف مطلقاً، شأنٌ يعبّر عن انحطاط الحياة البشرية، وعن التخلّف والاستبداد والقهر، فكيف إذا كان يتحصّن بأسانيد يزعم أصحابها أنها ذات أساسٍ كتابيّ. كلّ تحصّنٍ من هذا النوع، هو مسبّة للدين، ومدعاةٌ للعار، لا لأيّ وصفٍ آخر. ما تقوم به الجماعات العنفية المسلحة، أكانت تقف إلى جانب الأنظمة الاستبدادية أم تقف في الجانب التكفيري الإرهابي المناهض لها، إنما يجعلها “تخلق” لنفسها آلهةً قاتلة، خارجةً بذلك على كلّ مفهومٍ لإله التراحم. ما تعيشه شعوبنا الشرقية حالياً من حروب، وما تتعرض له من أعمال قتل جماعية وفردية، شهادةٌ رهيبة وفظيفة على أن “الله” الحقيقي ليس موجوداً في ظهرانينا، ولم يعد هو موضع العبادة. هذا القتل الهمجي، العشوائي والمنظّم، لا علاقة له بـ”الله”، على الرغم من الادعاء بأن الأسانيد والشعارات والرايات المرفوعة، هي، بزعم هؤلاء القتلة، إلهية حصراً. هذه الأفعال المشينة ليست تجسيداً لإرادة إلهية سمحاء. إنها تجسيدٌ لإرادة إلهٍ مسخٍ، هو من اختراع القتلة أنفسهم.

نحن، في سوريا والعراق واليمن ومصر ولبنان…، في حضرة هذا الإله القاتل المسخ. والإله القاتل ليس ليُعبَد، أو ليؤتمَر به، بل ليُنتفَض عليه، وليوضع في الحبس.

التطرف الديني، هو قتلٌ للدين. ما تفعله التنظيمات الإسلاموية المتطرفة، يصبّ في مجمله، ضدّ الدين الإسلامي. وهذا بالضبط ما يدعو إليه “إله التوراة”، وما تهلّل له الصهيونية العالمية، وما تهدف إليه. لا دين للرحمن الرحيم يستطيع أن يحمل عبء هذا القتل الشرقي المتراكم، في العراق واليمن وسوريا ومصر ولبنان. تحميل الدين، ما لا طاقة له عليه، يفضي، في الضرورة، إلى عكس الغاية المرجوّة منه. هكذا تخطئ التنظيمات الإرهابية المتطرفة خطيئة تاريخية كبرى، عندما تعتقد أنها بجرائمها الدموية تثبّت أركان الدين الإسلامي، وتمكّنه في الأرض.

إنه زمن القتل، وشعوبنا الشرقية هم رهائنه. وهو بالتأكيد ليس زمن الله. إنه زمن القتل. كلّ قتلٍ هو نفيٌ لله، وهو قتلٌ له. ا نعيشه من أحوال، يحتّم علينا، وخصوصاً على المعنيين الدينيين، مسؤولية عظمى. وإذا كانت المؤسسات الدينية، تعالج بالمسكّنات، أو بالتهرّب والتغافل، كلّ هذا القتل القيامي، فإن تَنَعُّجها المريب لن يحميها، ولن يحمي الدين الذي تزعم أنها تمثّله.

الدول تتفكّك. المجتمعات تتفكّك. الحياة تنحلّ انحلالاً قيامياً مفجعاً. باسم الدين، يتم الإجهاز على التاريخ والحضارة والحياة والأوطان. لن يبقى على هذه الأرض إلاّ الشهود الذين يحملون الأوجاع إلى مثواها الأخير. مام هذا المثوى الأخير، لن يكون ثمة منتصرٌ واحدٌ في المقتلة. المنتصرون مهزومون، والمهزومون مهزومون. لن يبقى في الحفلة إلاّ الغربان التي تحلّق على علوّ منخفض في انتظار اكتمال مشهد الجثث، لتبدأ وليمتها. ثمة شاهدٌ سيشهد. الله ليس قاتلاً. وإذا كان ثمة إله في هذه المقتلة فهو ليس إلهاً ليُعبَد. الله هو حبٌّ كلُّه، وتَرَاحُم. هذا ما يجب أن يقال للقتلة، من الجانبَين. للأسف، هم لا يفهمون الآن. وربما لن يفهموا إلاّ بعد فوات الأوان!

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

 مكتب سلام نفى الأنباء عن استقالته: عار عن الصحة جملة وتفصيلا

السبت 25 تموز 2015/وطنية - نفى المكتب الاعلامي للرئيس تمام سلام، "الأنباء التي جرى تداولها عن تقديم استقالته"، مؤكدا "ان هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلا".

 

مكتب سلام: التوصل إلى حل موقت لمعضلة النفايات يقضي برفعها فورا إلى مواقع حددتها وزارة البيئة

السبت 25 تموز 2015 /وطنية - أعلن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء تمام سلام، في بيان أنه بعد "الاتصالات المكثفة" التي أجراها سلام بكل من: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري "تم التوصل إلى صيغة حل مرحلي فوري وموقت لمعضلة النفايات في بيروت وضاحيتها ومناطق في جبل لبنان تقضي برفع النفايات من هذه المناطق فورا، الى مواقع تم تحديدها من قبل وزارة البيئة". وجاء في البيان: "في مواجهة معضلة النفايات، التي تحولت مع تأجيل الحلول المقررة سابقا، إلى أزمة ثم إلى مشكلة لكل المواطنين في بيروت وجبل لبنان وعدد من المناطق اللبنانية، ونظرا لأن بيروت هي الحاضنة لكل اللبنانيين، ولوضع حد للأضرار السياسية والاجتماعية والصحية والبيئية والاقتصادية التي تهدد الوطن والمواطنين، وبانتظار انتهاء مناقصات الخطة الوطنية للادارة المتكاملة للنفايات الصلبة بعد اسبوعين، وفي هذا الظرف الاستثنائي الذي شهد اتصالات مكثفة تولاها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وشارك فيها الرئيس نبيه بري، والرئيس سعد الحريري، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط.

تم التوصل إلى صيغة حل مرحلي فوري ومؤقت يقضي برفع النفايات من بيروت وضاحيتها وعدد من مدن محافظة جبل لبنان، الى مواقع تم تحديدها من قبل وزارة البيئة، استنادا إلى قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 12/1/2015، على أن تبدأ هذه الاعمال فورا.

وبموازاة هذا الحل، الذي نشدد على طبيعته المؤقتة، نشكر كل من ساهم فيه لا سيما رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل ورؤساء اتحادات البلديات. وسيستكمل العمل على تقييم العروض الخاصة بالمناقصات، التي تم إطلاقها تطبيقا لقرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 12/1/2015 (الخطة الوطنية للادارة المتكاملة للنفايات الصلبة) على أن يليها، في أسرع وقت ممكن، إقرار دفاتر التلزيم لمناقصات التفكك الحراري في المدن الرئيسية، التي يجري الاعداد لها تطبيقا لقرار مجلس الوزراء رقم 55 تاريخ 1/9/2010، والقرارين المكملين له (قرار مجلس الوزراء رقم 46 تاريخ 30/10/2014 المعدل بالقرار رقم 1 تاريخ 12/1/2015)، وإطلاق المناقصات ذات الصلة".

 

حزب الله” يلجأ إلى تجنيد مشايخه للقتال بسورية في ظل استمرار النزف البشري و هدد المتخلفين بشطبهم من الحوزات الدينية ووقف الدعم المادي عنهم

السياسة/25 تموز 2015

أصدر “حزب الله”, ليل أول من أمس, تعميماً إلى كل الحوزات الدينية التي تتبع له في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وإلى كل رجال الدين من هم دون الخمسين عاماً, بضرورة إملاء استمارات جديدة تفيد عن أماكن سكنهم ووضعهم العائلي. وتندرج الخطوة في إطار الأمور الطبيعية التي يوليها الحزب لبعض الموضوعات التي يهتم عادة بشأنها وتعنيه بشكل أساسي, لكن الغريب هو الفقرة السادسة من الاستمارة التي تدعو صاحب العلاقة إلى التعريف عن الدورات العسكرية التي خضع لها, ومتى كانت المرة الأخيرة التي استعمل بها السلاح, بالإضافة إلى ذكر نوعية الاختصاص الذي خضع له خلال دورات التدريب. وخلال أقل من أربع وعشرين ساعة, تمكن الحزب من تعبئة 2500 استمارة لرجال دين معظمهم تتراوح أعمارهم بين 35 عاماً و50 عاماً. وبحسب معلومات لموقع “أورينت” الالكتروني السوري المعارض, فإن كل هؤلاء يتقاضون مخصصات شهرية من مكتب أمين عام الحزب حسن نصرالله تتراوح بين 200 دولار و500 دولار شهرياً, وأنه جرى الاتصال بهم بشكل شخصي لتعبئة هذه الطلبات, وطلب من كل واحد منهم التقدم بمجموعة أسماء لرجال دين آخرين لكي يتم الاتصال بهم. وهددت المكاتب “الشرعية” التي تعمل ضمن إطار مؤسسات “حزب الله” كل من يتخلف عن الحضور, بشطب اسمه من الحوزة الدينية التي يتبع لها وإيقاف الدعم المادي عنه. وفي هذا السياق, أكد عدد كبير من المشايخ, الذين رفضوا التوجه الى مراكز الحزب وتعبئة الاستمارات, أنه جرى إبلاغهم بتوقيف المخصصات ابتداء من الشهر المقبل, وهو الأمر الذي جعلهم يتقدمون باعتراضات بالجملة إلى مؤسسة دينية شيعية رسمية, لكن الأخيرة طلبت منهم التريث إلى حين اطلاعها على تفاصيل هذه القرارات وخلفياتها. وتعتبر هذه الخطوة التي أقدم عليها “حزب الله” بمثابة انتحار له ولأبناء طائفته, بحسب عدد من وجهاء الطائفة الشيعية, خصوصاً أن الدعوات تصب في خانة تهيئة رجال الدين الذين ينضوون تحت جناح الحزب, وتحضيرهم للالتحاق بدورات عسكرية مكثفة لمدة خمسة عشرة يوماً, على أن يتم نقلهم لاحقاً إلى مواقع في الداخل السوري, في ظل النزف الحاصل الذي يعاني منه الحزب على جبهتي القلمون والزبداني, وبدأ ينسحب على مجموعات النخبة لديه. ورأت شخصيات شيعية مستقلة في خطوة “حزب الله” سلوكاً جديداً نحو مزيد من التطرف والعصبيات المذهبية, وأبدت خشيتها من تفاقم الأمور وتحولها إلى حرب مذهبية بين السنة والشيعة, خصوصاً أن طابع الدعوة ديني بامتياز مما سيجعل الوضع لاحقاً أكثر تعقيداً, سواء في الداخل اللبناني أو لناحية شد العصبيات المذهبية في العالم العربي. من الواضح أن أزمة “حزب الله” إلى تفاعل وإلى مزيد من التشظي, إذ أظهرت استطلاعات سرية للرأي أجرتها مؤسسات تتشارك مع مؤسسات الحزب في عمليات استطلاع, بشأن آراء سكان المناطق الشيعية في الكثير من الأمور, أن هناك لا ما يقل عن ثلاثين في المئة يرفضون الانخراط في الحرب السورية. وبحسب نتائج الاستطلاع, فإن المناطق الاكثر اعتراضاً هي البقاع بالدرجة الاولى تليها الضاحية الجنوبية لبيروت ثم الجنوب.

 

لبنان: مساع داخلية وخارجية لثني سلام عن الاستقالة الثلاثاء

بيروت – “السياسة” والوكالات/25 تموز 2015

تبدو الكارثة البيئية التي حلت بلبنان منذ أسبوع أكبر من أن تحصر, وتداعياتها أوسع من أن تحصى, فإذا كانت حرائق الغابات التي تجتاح لبنان مع كل موسم صيف أو موجة حر انكفأت نسبياً هذا العام بقدرة إلهية, فإن البلد المتروك والمحروم بقدرة وسطوة بعض قادته السياسيين من بقايا دولته ومؤسساتها الدستورية ووزاراته واداراته وبلدياته التي لا تتقن إلا تقاذف المسؤوليات, وجد نفسه تحت وقع ضرر بيئي غير مسبوق ناجم عن انبعاثات جبال النفايات التي تفترش شوارعه وتحول مدنه الى مكب كبير.

وليس أدل الى فظاعة الكارثة من رؤية رجال المؤسسة العسكرية والأمنية المنتشرين على بعض حواجز العاصمة والمحيط يضعون الكمامات تلافياً للروائح النتنة ولالتقاط الجراثيم المنبعثة من حولهم. وإزاء العجز الحكومي والوزاري عن معالجة الازمة التي يتحمل مسؤوليتها المباشرة أهل السياسة ويحصد نتيجتها المواطن, لم يجد وزير البيئة محمد المشنوق سبيلاً إلى الحل سوى بمناشدة اللبنانيين مساندة الوزارة في جهودها لحل الازمة من خلال مساهمتهم في تخفيف النفايات عن طريق فرزها بين ورق وكرتون وزجاج وغيرها, وتركها في المنازل الى حين تحديد اماكن تجميع خاصة في نطاق كل بلدية وبين بقايا المأكولات ووضعها في حاوية النفايات. هذا في الضرر البيئي, اما الضرر الوطني الشامل الذي تنتجه ممارسات السياسيين لحساب مصالحهم الخاصة فلا يوفر اي مواطن, وفق ما قال مصدر وزاري لـ” وكالة الأنباء المركزية”, حيث بات مصير اللبنانيين معلقاً على حبال إيقاع جلسات مجلس الوزراء الاسبوعية, وهو ما ينطبق على جلسة الثلاثاء الحكومية التي تتجه إليها كل الانظار بعدما اعتبرت في خانة المفصلية لجهة إعادة إحياء الحكومة أو إعلان وفاتها بعدما نفد صبر رئيسها تمام سلام من التعطيل والنكايات. وفي هذا السياق, أكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ”السياسية” أن سلام لن يبقى متفرجاً إلى ما شاء الله على حكومة معطلة ومشلولة بسبب مواقف فريق سياسي معين, وأن اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل سيكون مفصلياً إلا إذا شاء المعطلون الرجوع إلى صوابهم والاتفاق على آلية عمل تؤدي إلى تفعيل عمل الحكومة. وحذر من أن “الأمور ذاهبة إلى اتخاذ خطوات غير متوقعة”, معتبراً أن “أفضل السبل لتفعيل العمل الحكومي هو النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية”. وعما إذا كانت هناك اتصالات لإيجاد مخارج للأزمة القائمة, قال جريج “ربما تكون هناك اتصالات بعيداً من الإعلام, ولكن ليس الرئيس سلام من يتولاها, فهو بانتظار أن يرجع الجميع إلى مقاربةٍ عملية تخدم مصلحة البلد ولا تؤدي إلى استقالة الحكومة”. وفي انتظار جلسة الحكومة “المصيرية”, كشفت مصادر وزارية أن طرح استقالة سلام جدي جداً وليس من باب التهويل, لكنها دعت الى ترقب حصيلة الاتصالات الجارية على أكثر من خط, سيما بعد عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري اول من امس الى بيروت حيث يعمل مع سعاة الخير من اجل ارساء تسوية. وأكدت ان اكثر من رسالة محلية وخارجية وصلت الى السراي مقدرة ظروف الرئيس سلام ومتمنية عليه عدم الخضوع للابتزاز ومحاولات دفعه نحو الاستقالة لتعميم الفراغ الشامل في الدولة. وقالت ان النائب وليد جنبلاط نقل إليه رسالة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تتضمن تمنيا بعدم انتهاج مسار الخيار الصعب نسبة لتداعياته البالغة, مشيرة إلى أن المعادلات الدولية والاقليمية التي حملت سلام الى رئاسة الحكومة لن تسمح بالاطاحة به لكونه حاجة وضروره في المرحلة الحساسة داخليا واقليميا.

 

 ذوو المخطوفين لدى «داعش» يتمنون من المختارة تحريك الملف

 خالد موسى/المستقبل/26 تموز/15/قبل بلوغ قضية اختطاف أبنائهم سنتها الأولى بعد أيام قليلة، يسعى أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» الى إعادة الضغط باتجاه تحريك ملف أبنائهم بعد غياب أي أخبار أو معلومات حول مصيرهم منذ أكثر من تسعة أشهر. وهم لهذه الغاية تحركوا بالأمس باتجاه المختارة، حيث التقوا تيمور وليد جنبلاط بحضور وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، حيث تمنّوا عليه العمل على إعادة تحريك هذا الملف بأسرع وقت ممكن. وشدد الأهالي في حديث الى «المستقبل» أمس، على أن « الزيارة تأتي في السياق عينه لزيارة الوزير أبو فاعور وهي من أجل التمني على تيمور وليد جنبلاط إعادة تحريك الملف كون والده من القوى المؤثرة على الساحة الداخلية»، مشيرين الى أن «هذه الزيارة لن تكون الأخيرة بل نحن في إطار تشاور دائم مع بعضنا ولن يدخروا جهداً في اتخاذ أي قرار ممكن أن يسهم في إعادة الزخم وتحريك عجلة ملف أبنائنا خصوصاً بعد الإيجابيات الأخيرة في ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة والذي يريحنا كثيراً«. ويعتبر حسين يوسف، والد العسكري المخطوف لدى «داعش» محمد يوسف، أن «الزيارة للمختارة تأتي في إطار الضغط لتحريك الملف لإيماننا بأن النائب جنبلاط والوزير أبو فاعور والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وكل المعنيين في الملف قادرون على إعادة تحريك ملف أبنائنا خصوصاً بعد الإيجابيات الأخيرة في ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة والتي تريحنا كثيراً وتخفف عنا الضغط من أجل تفعيل عملنا باتجاه إعادة تحريك الملف»، موضحاً أن «هذه الزيارة تأتي بعد تسعة أشهر وأكثر على غياب أي معلومات عن مصير أبنائنا، لذلك لجأنا الى حركة الإتصالات هذه من أجل إعادة تحريك الملف كون النائب جنبلاط قوة مؤثرة في الداخل وهو قادر على إحداث خرق في الملف«. ويشير يوسف الى أن «الأهالي في طور المشاورة لإتخاذ أي قرارات جديدة، وهم لن يدخروا جهداً من أجل القيام بأي خطوة ممكن أن تعيد تحريك ملف أبنائنا بشكل أو بآخر، وهذه الزيارة ستعقبها زيارات أخرى باتجاه العديد من المسؤولين المعنيين بالملف والقادرين على التأثير في هذه المسألة«، لافتاً الى ان «لا معلومات جديدة حول أبنائنا وكل ما يقال هو مجرد تأويلات إعلامية ولا يوجد أي مصادر ومعلومات موثوقة حتى الساعة«.

 

«الشرعي الأعلى» يشدّد على دعم رئيس الحكومة

 المستقبل/26 تموز/15/عبّر «المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى« عن قلقه لتردي الاوضاع المعيشية للناس وتفاقم ملف النفايات وعرقلة أعمال الحكومة، مجدّداً تأييده لرئيس الحكومة «في جهده الدؤوب للإخراج من المأزق الذي أُدخلت فيه الحكومة والبلاد«. وناقش المجلس في جلسة عقدها في مقره بدار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الموضوعات المطروحة على جدول اعماله، واتخذ القرارات المناسبة بشأنها، وعبّر في بيان تلاه عضو المجلس المحامي محمد مراد «عن بالغ اهتمامه وقلقه لتردي الأوضاع المعيشية للناس، وتفاقم ملف النفايات وموضوعات أخرى شبيهة. وفي الوقت نفسه زيادة التصدع في مؤسسات الدولة، والناجم عن غياب رئيس الجمهورية، وتعطيل مجلس النواب، وعرقلة أعمال الحكومة«. وعبّر عن «تأييده لرئيس الحكومة في جهده الدؤوب للإخراج من المأزق الذي أُدخلت فيه الحكومة والبلاد. إن الصحيح الصحيح الذي يبقى انه لا بد من الإقدام من جانب مجلس النواب والأطراف السياسية على انتخاب رئيس للبلاد«. ورأى في ضوء ما جرى في الشهور الماضية بشأن السجون والمعتقلين، ان «هذا الأمر طال جدا ولئن تحقق البت ببعض الملفات إلا انه لابد من البت بالملفات الأخرى لما له من اثر على حياة الناس والصالح العام«، وتوقف عند موضوع ملف العسكريين المخطوفين مؤكدا «ضرورة انهاء هذه المأساة لما في ذلك من اثر ايجابي على مستوى المخطوفين وأهاليهم والوطن«.

وإذ أبدى «خشيته من تفاقم الأزمة الاقتصادية وهجرة الشباب إلى الخارج«، دعا «الدولة إلى تحمّل مسؤولياتها من خلال وضع خطة عملية تنقذ من هذا الواقع المرير والمؤلم«.

 

اغتيال قيادي في “فتح” ومرافقه في “عين الحلوة”

بيروت – “السياسة/25 تموز 2015/اغتيل قائد كتيبة “شهداء شاتيلا” في حركة “فتح” اللواء طلال الاردني ومرافقه اثر كمين لجماعات من “جند الشام” و”فتح الاسلام” بقيادة بلال بدر أثناء مرورهما سيرا على الاقدام قرب معمل الحجارة لآل زعيتر في حي حطين بمخبم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان, ما أدى الى توتر الوضع في المخيم وسماع إطلاق نار كثيف في داخله. وعلى الأثر, سادت حالة من التوتر داخل المخيم وجرت اتصالات مكثفة داخل المخيم لتطويق ذيول الجريمة. وفي هذا الإطار, أفاد مصدر فلسطيني أن بلال بدر شخصياً هو من أطلق النار على الأردني ومرافقه فأردياهما على الفور, مؤكداً ان بدر وجماعته يحضرون لتهجير المخيم وتحويله الى “بارد جديد” أو إلى مربعات أمنية متقاتلة على غرار “اليرموك” السوري, مشيرا الى ان جميع “الفتحاويين” الاوفياء لقضية فلسطين سيفشلون المشروع التكفيري في مخيم عين الحلوة مهما كلفهم ذلك من تضحيات. إلى ذلك, اجتمع أهالي العسكريين المخطوفين لدى “داعش” في المختارة مع تيمور جنبلاط, بحضور الوزير وائل أبو فاعور, ونقلوا عنه وعده “بتحريك الملف ضمن الإمكانات المتاحة”.

 

الفصائل والقوى الفلسطينية دانت اغتيال الأردني: نحرص على حماية السلم الأهلي في لبنان والمخيمات الفلسطينية

السبت 25 تموز 2015 /وطنية - دانت قيادة فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان، في بيان، "عملية الاغتيال الجبانة، التي استهدفت أحد كوادر حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح، قائد كتيبة شاتيلا، العميد طلال البلاونة، المعروف بطلال الأردني، في مخيم عين الحلوة، ظهر هذا اليوم السبت 25/7/2015". ورأت أن "هذه العملية الإرهابية الجبانة، موجهة ضد كل القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، التي أجمعت على ضرورة الحفاظ على المخيمات الفلسطينية في لبنان، باعتبارها عنوانا لحق العودة، خاصة أن هذه العملية الحاقدة المشبوهة، نفذت بعد دقائق من انتهاء أعمال الاجتماع، الذي عقد في المخيم، في مقر القوة الأمنية المشتركة، بمشاركة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية كافة، وتكلل بالنجاح، في وضع آلية لإنهاء ذيول الاشتباكات، التي حصلت مؤخرا في المخيم، ومعالجة تداعياتها ومسبباته ومنع تكرارها، وكذلك إقرار برنامج تحرك شامل وموحد ضد إجراءات الأونروا وقرارارتها الجائرة، بوقف العديد من الخدمات والمساعدات ،التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين". ودعت قيادة المنظمة، اللجان والهيئات الأمنية الفلسطينية المشتركة إلى "متابعة تفاصيل هذه العملية الإرهابية بجدية عالية، للكشف عن مرتكبيها، ومن يقف خلفهم، وتسليمهم للعدالة لمحاسبتهم على جريمتهم النكراء". وإذ ثمنت "الموقف الحكيم والعظيم، الذي تحلت به قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح، وعضهم على الجرح، رغم ألم المصاب، وضبط عناصرهم ومناصريهم، وعدم الانزلاق إلى مشروع الفتنة الداخلية،الذي أراده أولئك العملاء والمشبوهون، الذين يقفون خلف هذه العملية الاجرامية الارهابية، وغيرها من عمليات العبث بأمن مخيماتنا واستقرارها"، دعت "جماهير الشعب في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى نبذ كافة الأساليب والسلوكيات الغريبة عن المعتقدات والأخلاقيات والأدبيات الوطنية والإسلامية، التي ينتمي إليها شعبنا الفلسطيني".

بيان مشترك

وفي بيان مشترك، دانت فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" والقوى "الوطنية والإسلامية الفلسطينية" في لبنان، جريمة اغتيال العميد طلال بلاونة الملقب بالأردني، في مخيم عين الحلوة ظهر اليوم. وإذ استنكرتا "جريمة اغتيال العميد طلال بلاونة- الأردني، القيادي في حركة فتح وقائد كتيبة شهداء شاتيلا، في قوات الأمن الوطني الفلسطيني"، اعتبرتا أن "ارتكاب هذه الجريمة في وضح النهار، وبعد دقائق من انتهاء اجتماع القيادة السياسية الموحدة للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في مقر لجنة المتابعة بمخيم عين الحلوة، هو استهداف للوحدة الوطنية، وللعمل الفلسطيني المشترك، وتحد لكل الفصائل والقوى السياسية في المخيم". ورأتا أن "ارتكاب هذه الجريمة البشعة في مخيم عين الحلوة، يراد منه تفجير المخيم من الداخل، وتنفيذ مخطط التهجير، وشطب حق العودة، الذي لا يخدم إلا العدو الصهيوني". وأكدتا "تمسكهما بالمبادرة الفلسطينية الموحدة لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية - الفلسطينية"، مجددتان "الحرص على حماية السلم الأهلي في لبنان والمخيمات الفلسطينية، ورفض جر المخيمات إلى معارك داخلية أو طائفية أو مذهبية". وشددتا على "ضرورة متابعة التحقيق في هذه الجريمة، وكشف المجرمين وتسليمهم إلى القضاء اللبناني، وتعزيز دور وقدرات القوة الأمنية المشتركة في المخيم".

 

محمد المشنوق يعلن بدء عملية إزالة النفايات من الشوارع

صحف لبنانية/25 تموز/15/بشر وزير البئية محمد المشنوق، بقرب حل مشكلة النفايات، معلنا انه تم وضع لوائح بالأماكن التي ستنقل اليها النفايات الموضبة في بالات، وتسليم هذه اللوائح لرؤساء اتحادات البلديات في المناطق المختلفة، وانه "تجري الآن عمليات التنسيق لرفع النفايات من معامل المعالجة الى هذه الأماكن، وبدء عمليات الكنس والجمع لرفع النفايات من الشوارع والبلدات في هذه المناطق، كذلك سيبدأ هذه الليلة وفي الأيام المقبلة، رفع النفايات من مدينة بيروت بعدما تم التفاهم على الأماكن التي ستوضع فيها البالات المعالجة".

جاء ذلك في بيان للمشنوق قال فيه: "في ضوء الواقع الكارثي للنفايات التي إنتشرت في العاصمة والضواحي والمناطق المختلفة في جبل لبنان، فقد تابعنا بجهود مكثفة اليوم، وتوجيه من دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ تمام سلام، الاتصالات التي شملت عددا من القيادات السياسية ورؤساء إتحادات البلديات في المناطق المختلفة، تم فيها التداول بالتدابير التي يمكن تطبيقها فورا لمعالجة تفاقم الأزمة، ولرفع النفايات التي سبق وتمت معالجتها، الى مواقع جرى تحديدها في وزارة البيئة، وتم عرضها على رؤساء الاتحادات لتسهيل عملية الانتقال اليها والتنسيق مع البلديات المعنية في متابعة هذا الموضوع في الأيام المقبلة نظرا لأن الكميات المتراكمة لا يمكن رفعها في يوم واحد". أضاف: "لقد وضعنا لوائح بالأماكن التي ستنقل اليها النفايات الموضبة في بالات وتم تسليمها لرؤساء الاتحادات، وتجري الآن عمليات التنسيق لرفع النفايات من معامل المعالجة الى هذه الاماكن، وبدء عمليات الكنس والجمع لرفع النفايات من الشوارع والبلدات في هذه المناطق، كذلك سيبدأ هذه الليلة وفي الايام المقبلة، رفع النفايات من مدينة بيروت بعدما تم التفاهم على الاماكن التي ستوضع فيها البالات المعالجة". وتابع: "ان هذه العملية دقيقة، ونسعى الى تنفيذها وسط أجواء سياسية ضاغطة، معولين في ذلك على تفهم المواطنين وإتحادات البلديات والبلديات وجميع هيئات المجتمع المدني". وختم قائلا: "إننا نعمل بصمت، وقد إخترناه اليوم لأن هذا الوقت هو للعمل ولرفع المعاناة عن أهلنا في كل المناطق التي تعيش هذه المأساة. إنني أحيي المواطنين الصابرين في كل مكان، وجميع القوى السياسية التي تساهم معنا، وتواكب الجهود، آملين أن نصل الى نتائج يلمسها المواطنون في أقرب وقت ممكن".

 

 البلديات تواصل ازالة النفايات من دون خطة واضحة ووفاعليـات عكار تـرفض نقلهـا الــى اراضيـها/المشنوق للبنانييـن: سـاندوا الوزارة لحل الازمـة

المركزية/السبت في 25/7/2015/ دفع الفشل السياسي في معالجة ملف النفايات البلديات الى التحرّك "بالتي هي احسن" للتخفيف من آثار كارثة بيئية وصحية تهدد المواطنين بسبب جبال النفايات التي ترتفع يوماً بعد يوم في شوارع العاصمة بيروت وبعض مناطق جبل لبنان منذ اسبوع على اقفال مطمر الناعمة، وسط تذمّر اهالي بيروت كما عدد من المناطق من الرائحة وإقفال الطرقات بالنفايات.

سن الفيل: وفي السياق، بدأت بلدية سن الفيل بازالة النفايات في حرج تابت، مقابل المركز التربوي.

برج حمود: ولفت رئيس بلدية برج حمود انترانيك اوسب مصرليان في تصريح الى ان "البلدية بدأت ازالة النفايات من المنطقة منذ الايام الاولة للأزمة وهي تضعها مؤقتا في ارض بعيدة من السكان في برج حمود الى حين ان تجد الدولة الحل لأزمة النفايات".

فرن الشباك: واشار رئيس بلدية فرن الشباك-عين الرمانة ريمون سمعان في تصريح الى ان "البلدية بدأت بازالة النفايات من طرقات المنطقة منذ الامس وهي ترميها جميعها مؤقتاً في قطعة ارض بعيدة من التجمعات السكنية بالقرب من الشيفروليه- منطقة النهر الى حين إيجاد الحل النهائي لهذه الأزمة".

المشنوق: واصدر وزير البيئة محمد المشنوق بياناً اشار فيه الى انه "في ظل تفاقم ازمة قطاع النفايات الصلبة يوماً بعد يوم، يعوّل على صبر اللبنانيين وايمانهم بوطنهم وحبّهم له"، داعياً اياهم إلى مساندة الوزارة في جهودها لحل هذه الازمة من خلال مساهمتهم في التخفيف من النفايات عبر جمع الورق والكرتون والبلاستيك والتنك والحديد والألمنيوم والزجاج في كيس خاص يترك في المنزل لحين تحديد اماكن تجميع خاصة في نطاق ك بلدية بصورة اسبوعية، وجمع بقايا المأكولات واي نفايات اخرى في كيس يوضع في حاوية النفايات في الحيّ".

كما دعا المؤسسات التجارية والصناعية الى زيادة حسّ المسؤولية الاجتماعية لديها من خلال التخفيف من كمية الورق والكرتون والبلاستيك وغيرها التي تستخدمها في توضيب سلعها، وخلق المحفّزات المعنويّة والمادية لتشجيع الزبائن على إعادة الورق والكرتون والبلاستيك وغيره إليها". كما دعا المشنوق هيئات المجتمع المدني والوسائل الإعلامية إلى "تكثيف حملات التوعية حول التخفيف وإعادة الاستعمال والتدوير".

فاعليات عكار: ولليوم الرابع على التوالي لا تزال قضية نقل النفايات من بيروت الى المناطق تتفاعل عكاريا التي اعلنت فاعلياتها رفضا مطلقا لهذا الامر.

واسفت رابطة مخاتير القيطع في بيان لجهة ما طرحه البعض لنقل نفايات بيروت إلى عكار الخضراء، ارض الغابات والثروة الحرجية والبيئة الخصبة والفاكهة وخضار لبنان، فأرضها تنبذ كل ما يضرّ بتربتها وشعبها يأبى ان يجاور نفايات الآخرين، فليست ارضا للنفي ومنفى للنفايات، بل متنفس لكل الناس وللاستشفاء".

ودانت الرابطة طمر نفايات المدن على تراب عكار"، واشارت الى اننا "مؤتمنون على عكار ارضا وتربة وشجرة وهواء وشعبا. فترابنا ذهب ولا يجوز تلويثه بالنفايات"، واهابت بالقوى السياسية والمعنيين ان "يكونوا على موقف واحد موحد في رفض هذا المشروع الجهنمي لنا جميعا، وكان الأولى ان يتذكروا عكار بمشاريع إنمائية ترفع من قيمة الإنسان وقدره". وفي الاطار عينه، حذرت جمعية "بلدتي بيئتي" العكارية المسؤولين من مغامراتهم الهدامة والهادفة الى نقل نفايات بيروت وطمرها في عكار، في شكل مهين لكرامة المواطن العكاري الذي يكافح في هذه الظروف الصعبة لتأمين ابسط وسائل العيش لا سيما ان ارض عكار ارض الخيرات والبركة وليست بؤرة للتلوث ومكبا لنفايات الغير". وتمنت الجمعية ايجاد حلّ جذري للنفايات المنزلية من خلال مساعدة البلديات واتحادات البلديات على انشاء معامل لفرز النفايات وتحويلها الى مواد عضوية من طريقة التسبيخ واعادة تدوير النفايات الصلبة لما لها من مردود ايجابي وصحي وبيئي وتخفيف المخاطر عن المواطن اللبناني".

حلبا: كذلك، عُقد لقاء جامع للفاعليات العكارية السياسية والدينية والاجتماعية في مركز الدائرة في بلدة حلبا، بناء للدعوة التي وجهتها دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار، في حضور النائبين معين المرعبي ونضال طعمة، ممثل عن النائب السابق وجيه البعريني نجله وليد، خالد المرعبي ممثلا الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، المطران باسيليوس منصور، الاب المونسنيور الياس جرجس، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، ممثل المفتي الشيخ زيد زكريا الشيخ خالد اسماعيل، مدير اعمال عصام فارس في لبنان سجيع عطية، منسقي "تيار المستقبل" في عكار خالد طه وسامر حدارة وعصام عبد القادر، رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات اجتماعية وناشطين بيئيين.

وبحث المجتمعون في قضية ملف نقل النفايات من بيروت وجبل لبنان إلى محافظة عكار، وكانت مداخلات للعديد من الشخصيات المشاركة التي اجمعت على رفض استقدام نفايات الى عكار من خارجها.

وبعد مناقشة الملف، خلص المجتمعون إلى اصدار بيان رفضوا فيه نقل اي نفايات من اي مكان إلى محافظة عكار"، واكدوا ان "اهالي عكار يقفون موقفا حازما من كل من يتساهل او يتواطأ على مصالحهم وسيأتي يوم ويحاسبون كل المتآمرين على كرامتها".

وحذّروا من "وضع القوى الأمنية في مواجهة المواطنين لتمرير هذا المشروع التآمري الفتنوي على اهالي عكار".

وخلص البيان الى التأكيد على ان "هذا الملف لن يبصر النور ولن تتم الموافقة عليه، وسيشكل اهالي عكار، سداً منيعا في مواجهة هذه المؤامرة على عكار وابنائها الأوفياء".

صور: وحذّر رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني في بيان من "تهريب شاحنات محملة بالنفايات آتية من بيروت الى مكب رأس العين جنوب مدينة صور في محاولة للتخلص من الازمة القائمة في بيروت وضواحيها على حساب المناطق".

واعتبر ان "التهرب من المسؤولية وفشل الدولة في معالجة هذا الملف لا يكون بهذه الطريقة". وهدد "بمنع وقطع الطريق على هذه الشاحنات وحجزها"، واعتبر ان "معالجة ما يحصل لا يكون الا بتحمل الدولة مسؤولياتها والافراج عن اموال البلديات لتقوم بدورها بهذا الخصوص".

طرابلس: وعقد رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس عامر الرافعي اجتماعا في مكتبه في القصر البلدي، شارك فيه رؤساء الدوائر المعنية بالنظافة والنفايات، وتركز البحث حول ما اثير عن نقل نفايات من بيروت الى مكب طرابلس بواسطة شركة "لافاجيت"، بتواطؤ من بلديتي طرابلس والقلمون. واصدر الرافعي بعد الاجتماع بيانا جاء فيه "بعد ما ورد إلينا من اخبار عن نقل نفايات من العاصمة بيروت وتفريغها في القلمون، وإعادة نقلها بواسطة شركة "لافاجيت" لرميها في مكب نفايات طرابلس، بالتواطؤ بين بلديتي طرابلس والقلمون".

واوضح ان "ليس عامر الطيب الرافعي ابن طرابلس الذي احبها واحب اهلها حتى العظم من يقوم بمثل هكذا عمل"، واعلن رفض بلدية طرابلس برئيسها واعضاء مجلس بلديتها كل هذه الشائعات المغرضة، كما رفض استخدام مكب نفايات طرابلس لحلّ مشاكل الآخرين في اي منطقة من لبنان". واشار الى ان "مكب نفايات طرابلس، والذي انتهت مدة صلاحيته منذ سنوات، من الجريمة بمكان استخدامه لمثل هكذا اعمال". تظاهرة: وعصراً، يُنظّم ناشطون من المجتمع المدني وجمعيات اهلية تظاهرة امام السراي الحكومي للمطالبة بحل سريع ومستدام لأزمة النفاياتربعنوان "طلعت-ريحتكم#".

 

مقبل يبدأ جولة مشاورات مع الرابية والقوى السياسية حول التعيينات الامنية ويحدد قراره بعد درس الموقف مع سـلام وطرح الملف في مجلس الـوزراء

المركزية/السبت في 25/7/2015/ قبل اثني عشر يوما على اول الاستحقاقات العسكرية في سلم التعيينات الامنية بعد التمديد لمدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص في مطلع حزيران الماضي، تترقب الاوساط السياسية كافة المصير الذي ستؤول اليه الامور في هذا الملف الذي شكل العقدة الكأداء في الحكومة ودفعها الى حافة الاستقالة، في ضوء التحذيرات التي اطلقها التيار الوطني الحر، حول وجود أزمة حكم انطلاقاً من مشكلة التعيينات الأمنية، ونتيجة لما وصفه بـ "تغييب الكتلة النيابية والسياسية المسيحية الوازنة عن المشاركة في القرار على كل المستويات، بدءاً من التعيينات، وصولاً الى انتخاب رئيس الجمهورية". وتقول مصادر معنية مباشرة بالملف لـ"المركزية" ان نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل سيبدأ جولة مشاورات مع القوى السياسية كافة بمن فيها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون للبحث معهم في الافكار المطروحة كاطار للتسوية ومدى قابليتها للتطبيق، على ان ينهيها الثلثاء المقبل ويضع رئيس الحكومة تمام سلام في حصيلتها قبل ان يفتح الملف ويعرضه على مجلس الوزراء في جلسة خاصة.

ويحرص مقبل وفق ما تقول المصادر على استطلاع آراء جميع القوى السياسية قبل تحديد موقفه النهائي، بحيث يكون قراره مستندا الى التشاور والتوافق اذا ما تيسر، والا وفي غياب التوافق فان وزير الدفاع وبتأييد من معظم الاطراف بمن فيهم حلفاء العماد عون، سيضطر الى اتخاذ قرار بالتمديد لان الفراغ في المؤسسات الامنية والعسكرية في هذه اللحظة بالذات غير مسموح، كما ان تسليم المواقع القيادية الحساسة الى بدائل غير جائز، فاداء القيادة العسكرية اثبت حتى اللحظة مقدرة فائقة في التحكم بالوضع الامني في البلاد وتجنيبها الانزلاق الى الفتنة والنيران المشتعلة في دول الجوار ومواجهة الارهاب بحزم. وتؤكد المصادر ان واقع الحال في المؤسسات الدستورية حيث الشغور والشلل لا يمكن في اي شكل ان ينسحب على المؤسسة العسكرية ولو ان التجاذب كبير في ملف التعيينات والمواقف حوله وصلت إلى أعلى سقف سياسي ممكن، لكن وزير الدفاع وبمساندة رئيس الحكومة ومعظم المكونات الحكومية سيواجهه بالتأكيد بقرار يحفظ استمرارية المؤسسات العسكرية والأمنية، التي تواجه بدورها أول استحقاق شغور في مواقع عليا في الجيش، من رئيس الأركان اللواء وليد سلمان في 7 آب المقبل، الى امين عام المجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير منتصف آب ،ثم قائد الجيش العماد جان قهوجي في 23 ايلول، ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل في اوائل تشرين الاول علما ان الاخير يتعذر قانونياً تأجيل تسريحه مرة رابعة، بسبب انقضاء اثنتين واربعين سنة على وجوده في الخدمة الفعلية. وتعتبر المصادر أن التوجه هو نحو تأخير تسريح بعض القادة الممكن تأخيرهم قانوناً، إذا استمر الخلاف السياسي، او انتظار كل استحقاق لوقته. بهذا المعنى تكون الاولوية حالياً للواء سلمان، المفترض أن يبدأ البحث بأمره جدياً ألاسبوع المقبل مع انطلاق جولة مشاورات الوزير مقبل، حتى حينما يصل الوقت الى سائر القادة تعالج كل وضعية بما يناسب. وتختم المصادر: اما وقد" وصلنا اليها فسنصلي عليها" كما قال الوزير مقبل، فالتحديات التي تواجهها المؤسسة العسكرية لا يمكن التراخي ازاءها او الخضوع للعبة الابتزاز السياسي ليس بقرار محلي فحسب بل دولي لا تنفك الدول الكبرى تؤكده عبر رسائل الى كبار المسؤولين في لبنان بان الامن خط احمر وعواقب التلاعب به خطيرة الى درجة توجب على الجميع البقاء تحت سقف عدم محاولة المس بالمؤسسة وابقائها مستقرة بعيدة عن السياسة ومناكفاتها.

 

 استقالة سلام جدية والساعات الفاصلة عن جلسة الثلثاء تحدد الاتجـاهات

اتصالات دولية تؤكد التمسك بالخطوط الحمر وهولاند يتمنى عليه التريـث

حركة الموفدين بين الرابية وبيت الوسط متوقفة والتيار يضغط لفتح الحوار

المركزية/السبت في 25/7/2015/ تبدو الكارثة البيئية التي حلت بلبنان منذ اسبوع بالتمام والكمال أكبر من ان تحصر، وتداعياتها اوسع من أن تحصى. فاذا كانت حرائق الغابات التي تجتاح لبنان مع كل موسم صيف او موجة حر انكفأت نسبيا هذا العام بقدرة إلهية، فان البلد المتروك والمحروم بقدرة وسطوة بعض قادته السياسيين من بقايا دولته ومؤسساتها الدستورية ووزاراته واداراته وبلدياته التي لا تتقن الا تقاذف المسؤوليات، وجد نفسه تحت وقع ضرر بيئي غير مسبوق ناجم عن انبعاثات جبال النفايات التي تفترش شوارعه وتحول مدنه الى مكب كبير . وليس أدل الى فظاعة الكارثة من رؤية رجال المؤسسة العسكرية والامنية المنتشرين على بعض حواجز العاصمة والمحيط يضعون الكمامات تلافيا للروائح النتنة ولالتقاط الجراثيم المنبعثة من حولهم.

وازاء العجز الحكومي والوزاري عن معالجة الازمة التي يتحمل مسؤوليتها المباشرة أهل السياسة ويحصد نتيجتها المواطن، لم يجد وزير البيئة محمد المشنوق سبيلا الى الحل سوى بمناشدة اللبنانيين مساندة الوزارة في جهودها لحل الازمة من خلال مساهمتهم في تخفيف النفايات عن طريق فرزها بين ورق وكرتون وزجاج وغيرها وتركها في المنازل الى حين تحديد اماكن تجميع خاصة في نطاق كل بلدية وبين بقايا المأكولات ووضعها في حاوية النفايات .اما المؤسسات التجارية والصناعية فتمنى عليها زيادة حس المسؤولية من خلال التخفيف من كميات الورق والكرتون والبلاستيك وخلق المحفزات لتشجيع الزبائن على اعادتها ودعا وسائل الاعلام الى تكثيف حملات التوعية لاعادة الاستعمال والتدوير.

هذا في الضرر البيئي، اما الضرر الوطني الشامل الذي تنتجه ممارسات السياسيين لحساب مصالحهم الخاصة فلا يوفر اي مواطن وفق ما قال مصدر وزاري لـ"المركزية"، حيث بات مصير اللبنانيين معلقا على حبال ايقاع جلسات مجلس الوزراء الاسبوعية، وهو ما ينطبق على جلسة الثلثاء الحكومية التي تتجه اليها كل الانظار بعدما اعتبرت في خانة المفصلية لجهة اعادة احياء الحكومة او اعلان وفاتها بعدما نفذ صبر رئيسها تمام سلام من التعطيل والنكايات علما ان حكومته اساسا شبه معطلة منذ مدة غير قصيرة بسبب مناكفات أركانها و طبيعة تركيبتها الائتلافية التي تختزن الكثير من التناقضات والخلافات لا الاختلافات فحسب، بحيث يتحول أبسط بند من بنود جدول اعمالها الى مشكلة مستعصية ومشروع خلاف لا يجد سبيلا الى الحل.

ابعد من التعيينات: وقال وزير العمل سجعان قزي لـ"المركزية" ان " في الظاهر لا مؤشرات لاي تسوية في ما يختص بآلية العمل الحكومي حتى ان المناخ العام لا يوحي بأي حراك او وساطة في هذا الاتجاه، فالخلاف بلغ عمقا لم يعد في الامكان ارساء حلول سريعة له، وقد تشعب واتجه نحو منحيين سياسي وحصصي وتدحرج الملف ككرة ثلج من التعيينات الامنية وصولا الى الصلاحيات الرئاسية والشراكة الوطنية،كل ذلك من اجل الضغط لتحصيل مكاسب بالقدر المتاح.

وقالت اوساط سياسية قريبة من فريق 14 اذار وتيار المستقبل لـ"المركزية" ان موقف "المستقبل" من مجمل الملفات واضح وضوح الشمس واعلنه اكثر من مرة الرئيس سعد الحريري ويرتكز الى قاعدة انتخاب رئيس جمهورية اولا وكل ما خلا ذلك من قضايا يأتي في المراتب الادنى. وشددت على ان التيار لا يضع فيتو على اي مرشح بمن فيه العماد عون وهو يعتبر التوافق عنوانا اساسيا لانتخاب الرئيس.

وقف الزيارات: وفي السياق علمت " المركزية" ان حركة الموفدين بين بيت الوسط والرابية توقفت في الفترة الاخيرة لكون هؤلاء غادروا البلاد في اجازات خاصة وحرصا على عدم تفسير الزيارات في غير مكانها في هذه الفترة بعدما قيل الكثير حولها ونسجت روايات لم تكن ترقى الى جوهرها.

جدية الاستقالة: وفي انتظار جلسة الحكومة "المصيرية"، وما اذا كان الرئيس سلام سيقرن تلويحه بالاستقالة بالفعل بعدما اعتبر شهر ورقة الاستقالة رد فعل على ما جرى، كشفت مصادر وزارية لـ"المركزية" ان طرح استقالة سلام جدي جدا وليس من باب التهويل، الا انها دعت الى ترقب حصيلة الاتصالات الجارية على اكثر من خط لا سيما بعد عودة الرئيس نبيه بري امس الى بيروت حيث يعمل مع سعاة الخير من اجل ارساء تسوية . واكدت ان اكثر من رسالة محلية وخارجية وصلت الى السراي مقدرة ظروف الرئيس سلام ومتمنية عليه عدم الخضوع للابتزاز ومحاولات دفعه نحو الاستقالة لتعميم الفراغ الشامل في الدولة. وقالت ان النائب وليد جنبلاط نقل اليه رسالة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تتضمن تمنيا بعدم انتهاج مسار الخيار الصعب نسبة لتداعياته البالغة على البلاد . وشددت المصادر على ان المعادلات الدولية والاقليمية التي حملت سلام الى رئاسة الحكومة لن تسمح بالاطاحة به لكونه حاجة وضروره في المرحلة الحساسة داخليا واقليميا .

فنيش: الى ذلك اعتبر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش عبر "المركزية" ان "هناك تعمّداً في ابراز ان مشكلة النفايات سببها عدم بحث الملف في جلسة الحكومة"، وقال "حتماً ليس هذا السبب. فاذا قرر مجلس الوزراء مثلاً التمديد لمطمر الناعمة هل يستطيع تنفيذه؟ هناك مشكلة في البلد تتمثّل بان لكل واحد مقاطعته وامارته ومزرعته والكل يتواطئ مع الكل ويُنفّذ سياسة شعبوية، فكيف سنُدير البلد بهذه العقلية"؟ متمنياً لو اننا "لم نصل الى ما وصلنا اليه اليوم". وفي ملف التعيينات، لفت فنيش الى ان "المطلوب من "تيار المستقبل" التصرّف لانه المعني الاساسي به"، واوضح اننا "والتيار الوطني الحر" نسعى دائماً الى "تبريد الاجواء"، لكن حلّ مشكلة التعيينات لدى "المستقبل"، مشيرا الى ان "لا مشكلة بالنسبة للالية المتّبعة الان، لكن المشكلة في ملف التعيينات الذي اوصلنا الى موضوع الصلاحيات".

قزي: من جهتها، أدرجت مصادر وزارية عبر "المركزية" ممارسات فريق التيار الوطني الحر في ثلاث خانات : الضغط لمصلحة التعيينات الامنية، محاولة استدراج فريق المستقبل لفتح حوار مباشر معه، نسبة لتاثيره الواسع في المعادلة الداخلية اضافة الى تعويم نفسه لاستقطاب شارعه وتوظيف الملفات في الانتخابات الداخلية للتيار التي يخوضها في منتصف ايلول المقبل.

انتخابات التيار: وليس بعيدا، تشهد اجواء التحضيرات لانتخابات التيار حماوة سياسية في ضوء التنافس بين فريقين يقود الاول وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والثاني نائب التكتل الان عون،علما ان ثمة مرشحا ثالثا هو نعيم عون ابن شقيق العماد عون غير ان مصدرا قياديا في "التيار" أوضح لـ"المركزية" ان المعركة يرجّح ان تنحصر بين اثنين في ظل توقعات بانسحاب نعيم عون لصالح الان عون اوالعكس .واشار الى ان "المنافسة قائمة بين خطين، الاول يريد تحويل "التيار" الى مؤسسة ويسعى الى اشراك الجميع في القرارات الحزبية الكبرى. أما الثاني، فيعمل تحت شعار "سأعطيكم الحق في اتخاذ القرارات، لكن انتخبوني أولا"، مضيفا "جوهر المعركة هنا: من يفوز بالرئاسة سيحدد شكل اتخاذ "القرار" في "التيار الوطني الحر.

 

النائب فادي  كـــرم: الرئاســة ليســت لعــون وحــده و جوّ المواجهة كارثي ولتسوية حكومية للملفات الحياتية

المركزية/السبت في 25/7/2015/ تستعد حكومة الرئيس تمام سلام لاختبار تماسكها الذي قد يكون الاخير الثلثاء المقبل بعدما عجزت في جلستها الخميس الفائت عن التوصل الى حلّ في شأن آلية عملها وفشلت حتى في مناقشة ملف النفايات. فهل ستشغّل "القوات اللبنانية" محرّكاتها للوساطة بين الرئيس سلام ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لمنع انزلاق اخر مؤسسة دستورية الى المجهول بعد ان اصاب الفراغ المؤسسة الاولى وعطّل التشريع في الثانية؟ عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم لفت عبر "المركزية" الى ان "القوات" لا تزال تعمل على خط الوساطة بين العماد عون والرئيس سلام للخروج بتسوية للوضع الحالي"، مشيراً الى ان "شلل الحكومة اليوم وما يتردد عن نيّة رئيسها بالاستقالة يُهدد بتسلل الفراغ الى السلطة التنفيذية بعدما اصاب رئاسة الجمهورية"، وسأل "الى اين نحن ذاهبون؟ هل نُدفع الى مؤتمرات تأسيسية في وقت غير مناسب وفي ظل طروف خطيرة؟ واعتبر ان "في غياب التوافق على المسائل الوطنية والسياسية الكبرى فان على الحكومة اقله تخفيف معاناة الشعب اللبناني في القضايا الحياتية والمعيشية كملف النفايات مثلاً"، مشدداً على "ضرورة ان تتوصل المكوّنات السياسية المشاركة في الحكومة الى تسوية للملفات الحياتية اليومية التي تهمّ اللبنانيين، وان يخرجوا من جوّ "المواجهة" لانه كارثي". وشدد رداً على سؤال على ضرورة ان "يكون مفهوم المشاركة الذي يرفعه البعض قائماً على المشاركة الفعلية وليس المقاطعة، اذ لا يجوز لأي فريق ان يملك امكانية ايقاف عمل الحكومة، بل يجب ايجاد آلية قائمة على مشاركة الجميع في القرارات الحكومية". من جهة اخرى، لفت كرم الى ان "من حق العماد عون ان يكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية، لكن هذا لا يعني ان الرئاسة له، فما يحق له يحق لغيره في موضوع الترشّح"، واوضح انه "رغم وجود "اعلان نيّات" بيننا وبين "التيار الوطني الحر"، لكن هذا لا يعني اننا تفاهمنا سياسياً على الملفات كافة، لكن هناك محاولات للتفاهم بيننا حول الرئاسة".

       

متحدرون من اصل لبناني يزورون ضهور الشوير

المركزية/السبت في 25/7/2015/ زار نحو 200 شاب وشابة متحدرين من اصل لبناني من 20 بلداً حول العالم، بلدة ضهور الشوير المتنية، في اطار البرنامج الذي ينظمه لهم المجلس العالمي للشبيبة، برئاسة نسرين اسبر وبالتعاون مع الامين العام العالمي للجامعة طوني قديسي بهدف التعارف وتقوية الرابط بينهم وبين وطنهم الام لبنان. وحملت الزيارة لضهور الشوير عنوان "Mayor's walk" برعاية رئيس بلدية الشوير-عين السنديانة حبيب مجاعص وحضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، رئيس الجامعة الثقافية في العالم اليخندرو خوري، قنصل لبنان العام في لوس انجلوس جوني ابراهيم وقديسي. وجال الجميع في ارجاء البلدة وتعرفوا على طبيعتها وساروا في احراجها واطلعوا على الوجه السياحي والمعالم الاثرية فيها. واختتمت الزيارة بسهرة باستضافة السينودس الانجيلي في ضهور الشوير.

 

النائب عاطف  مجدلاني: استقالة رئيس الحكومة واردة

المركزية/السبت في 25/7/2015/ أكد النائب عاطف مجدلاني، أن "فكرة الاستقالة لدى رئيس الحكومة تمام سلام موجودة، ولا تزال واردة، وفي حال تقدم باستقالته، فلا أحد يلومه على ذلك، رغم خطورة هذه الخطوة في الوضع الراهن". وقال مجدلاني في حديث إذاعي ان "الأطراف كافة تحاول ايجاد الحلول المؤقتة لمشكلة النفايات في بيروت، ومن الممكن ان يظهر الحل خلال 48 ساعة، على أمل في ان تبدأ الاثنين عملية رفع النفايات عن الطرق". ولفت إلى أن "الحل الذي يعمل عليه وزير البيئة محمد المشنوق باعتماد مواقع الكسارات العشوائية لجمع النفايات بانتظار فض عروض الشركات، قد يصلح كحل مؤقت، لكن الحل النهائي لا بد من ان يعود الى الخطة التي أقرتها حكومة الرئيس سعد الحريري قبل الانقلاب عليها، والتي تقترح حلا متكاملا للتخلص من النفايات الصلبة يعتمد التفكك الحراري، ما يحوّل النفايات الى طاقة". وأشار إلى أن "الحكومة أكملت بدفتر شروط يحتوي ثغرات كبيرة، واليوم نحن امام كارثة بيئية كبيرة، لاسيما في بيروت"، لافتا إلى أن "السياسة المناطقية تضع الحواجز أمام حل مشكلة بيروت، وتظهر الاجحاف في حق العاصمة". وأكد أن "المسؤولية هي على عاتق الجميع بدءا من المواطن الى رأس السلطة"، لافتا إلى أن "حرق النفايات يؤدي الى انتشار جزئيات مسرطنة في الهواء، أما إذا بقيت في الأكياس وتم رشها بالكلس فالخطر يكون محدودا". وقال مجدلاني: "على الشركات التي رست عليها المناقصات، أن تأخذ العبرة من معمل صيدا، على أمل انشاء معمل مشابه في بيروت".

 

الرئيس أمين الجميل يطلّع من سفير ايران على اجواء الاتفاق النووي/فتحعلي: قـد يرسـي مناخـات التبريــد والتهدئـة

المركزية/السبت في 25/7/2015/ امل السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي ان "ينعكس الاتفاق النووي على عدد من القضايا العالقة في المنطقة"، مشدداً على "اهمية الاستفادة من الاتفاق النووي وإرساء مناخات التبريد والتهدئة في كل القضايا اللبنانية والاقليمية".

استقبل الرئيس امين الجميل في دارته في بكفيا السفير فتحعلي الذي وضعه في اجواء الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع مجموعة الدول الست. واوضح فتحعلي رداً على سؤال ما اذا كان الاتفاق النووي عاملاً مسهلاً لانتخاب رئيس للجمهورية "ان لبنان يملك قدرات نخبوية بإمكانها ان تلبّي هذه الحاجة الوطنية والدستورية"، مشيراً الى ان "بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورئاسة الجمهورية في لبنان تدخل ضمن القضايا السيادية للبنان". واعتبر ان "اللقاء مع الجميل كان مفيداً وبنّاء تخلله شرح مستفيض حول التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي الايراني وانعكاساته المحتملة بالاضافة الى التطورات الاقليمية، آملاً "انعكاس الاتفاق على عدد من القضايا العالقة في المنطقة". اضاف "كانت وجهات النظر متطابقة على وجوب الاستفادة من الاتفاق النووي الموقع وإرساء مناخات التبريد والتهدئة في كل القضايا اللبنانية والاقليمية. كما عبّرنا عن املنا بإمكان العمل سوياً في المرحلة المقبلة بما يخدم تعزيز العلاقات بين لبنان وايران والتعاون الثنائي في محتلف المجالات". وشدد السفير فتحعلي على "وجوب التعاون بين دول المنطقة لمواجهة خطرين اساسيين يُهددان المنطقة هما الكيان الصهيوني، والارهاب والجماعات التكفيرية، بما يسمح بدفع هذه المخاطر"، محذّراً من ان "اي شرخ في العلاقات بين دول المنطقة ستستفيد منه اسرائيل".

 

الوزير محمد فنيش: مشـكلة النفايـات متعمدة... ولكل مقاطعته وامارتـه ومزرعتـه و"المســـتقبل" المعني الاوّل بأزمة التعيينات ولا مشكلة في الآلية الحالية

المركزية/السبت في 25/7/2015/ لفت وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش الى ان "ازمة الحكومة "سياسية" مرتبطة بملف التعيينات، والمطلوب من "تيار المستقبل" التصرّف لانه المعني الاساسي بالملف"، واوضح اننا و"التيار الوطني الحر" نسعى دائماً الى "تبريد الاجواء"، لكن حلّ مشكلة التعيينات لدى "المستقبل". واذ رفض الاجابة عن سؤال عمّا يتوقعه بالنسبة لجلسة الثلثاء المقبل"، اشار الى ان "لا مشكلة بالنسبة للآلية المتّبعة الان، لكن المشكلة في ملف التعيينات الذي اوصلنا الى موضوع الصلاحيات". وقال "المشكلة ليست عندنا ولا عند الرئيس نبيه بري، المشكلة في الكلام الذي دار بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" في موضوع التعيينات، لذلك من المفترض الالتزام به لمعالجة الملف". واعتبر ان "للتمديد اشكالية قانونية، ولا يجوز ان يحصل بقرار من وزير بل من مجلس الوزراء، وهذا ما تجب معالجته"، متمنياً رداً على سؤال الا "يُقدم الرئيس تمام سلام على الاستقالة في جلسة الثلثاء". من جهة اخرى، شدد فنيش على ضرورة "وضع حلّ عام لأزمة النفايات"، مذكّراً بان "مجلس الوزراء جعل في قرار صادر عنه بيروت والضاحية الجنوبية منطقة واحدة"، وسأل "من الذي لم يُنفّذ قرار مجلس الوزراء في شأن اعتماد استراتيجية المحارق؟ من الذي منع الشركات من التقدّم الى المناقصات في بيروت والضواحي؟ لماذا تفجّرت مشكلة النفايات بسرعة من دون ايجاد مطمر بديل"؟ لافتاً الى اننا "في كل مرّة نطرح هذه التساؤلات من دون تحديد المسؤول".

ودعا الى "عدم تحوير الحقائق وابعاد المشكلة عن اسبابها وعن المسؤولين عنها"، واوضح انه "في جلسة الخميس الماضي لم يُطرح علينا شيء بالنسبة لملف النفايات حتى نقرره، وليس صحيحاً ان الوزير جبران باسيل منع مناقشة الملف قبل بتّ موضوع الالية، بل طرحه وزير البيئة، لكن من دون اقتراح اي حلّ كي نبحث فيه". واعتبر ان "الحلّ الان بالتفتيش عن مطمر بديل ومن ثم اجراء مناقصة"، وسأل "من مصلحة من التسويف والمماطلة"؟ وعازياً تراكم النفايات في الشوارع الى اسباب عدة منها "التواطؤ والاخطاء والتقصير".

ورداً على سؤال عمّا اذا كانوا لا يمانعون طرح ملف النفايات في جلسة الثلثاء، قال فنيش "هناك تعمّد في ابراز ان مشكلة النفايات سببها عدم بحث الملف في جلسة الحكومة، حتماً ليس هذا هو السبب. فاذا قرر مجلس الوزراء مثلاً التمديد لمطمر الناعمة هل يستطيع تنفيذه؟ هناك مشكلة في البلد تتمثّل بأن لكل واحد مقاطعته وامارته ومزرعته والكل يتواطأ مع الكل ويُنفّذ سياسة شعبوية، فكيف سنُدير البلد بهذه العقلية"؟ متمنياً لو اننا "لم نصل الى ما وصلنا اليه اليوم".

 

النائب انطوان سعد: لتبني خطة حكومة العام 2010 لمعالجـــة النفايات و التعقيدات هدفها حرمان سلام من الاطلالة عبر الامم المتحدة

المركزية/السبت في 25/7/2015/ اشار عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب انطوان سعد الى "وجود تخوّف من ان يكون هدف التعقيدات الحكومية حرمان رئيس الحكومة تمام سلام من الاطلالة عبر منبر الأمم المتحدة في دورتها العادية في ايلول المقبل". وقال في حديث لـ"المركزية" "انعقاد جلسة مجلس الوزراء اضافة الى وضع جدول اعمالها ساهما في حسم الجدل حول صلاحيات رئيس الحكومة، لا سيما ان الرئيس سلام هو من وضع على جدول اعمال الجلسة السابقة بندا تضمن آلية عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي".

واشار الى خسارة الرهان على تجييش الشارع المسيحي بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء"، لافتا الى "ان لبنان فقد كثيرا من الهبات والقروض الميسرة، وبالتالي الدول المعنية ستعدّ لغاية العشرة اذا وقعنا في دائرة الشلل الحكومي"، كاشفا "عن تخوف من امكان ان يكون هدف التعقيدات الحكومية حرمان الرئيس سلام من الاطلالة عبر الأمم المتحدة في دورتها العادية في ايلول المقبل، بعد ان تبلغ لبنان اخيرا ان الدول المانحة التي عقدت لغاية اليوم مؤتمرين في نيويورك لمساعدته على يتحمل اعباء النازحين السوريين، لن تعقد مؤتمرها في ايلول من دون الافصاح عن المبررات". ولفت الى "انه بانتظار الاستقالة او الاعتكاف الثلثاء، لا بدّ من انعقاد جلسة لمجلس النواب لاقرار بعض القضايا المالية الهامة، خصوصا القروض الميسرة التي منحتها الدول الاوروبية او اميركا، منعا لخسارتها".

وفي موضوع معالجة ملف النفايات في كل لبنان دعا سعد الحكومة الى تبني خطة حكومة الرئيس سعد الحريري في العام 2010، لان في تطبيقها انتاجاً للطاقة كما هو حاصل اليوم في صيدا، مشيرا الى "ان عدم معالجة الموضوع في وقته اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم بعد اقفال مطمر الناعمة".

 

باسيل وألان عون المرشحان الابرزان لتولي رئاسة "التيار" ومعركـة مفصلية جوهرها آلية اتخاذ القرار داخـل الحزب

المركزية/السبت في 25/7/2015/ تحيط انتخابات رئاسة "التيار الوطني الحر" أجواء معركة حقيقية تدور وقائعها في قلب صفوف الحزب البرتقالي... فالاستحقاق مفصلي وسيحدد النهج الذي سيحكم "التيار"، وآلية اتخاذ القرارات داخله، في السنوات المقبلة... المرشحان الابرزان لخلافة العماد ميشال عون على رأس الحزب هما وزير الخارجية جبران باسيل، والنائب في تكتل "التغيير والاصلاح" ألان عون، أما المرشح الثالث فنعيم عون. غير ان مصدرا قياديا في "التيار" أوضح لـ"المركزية" ان المعركة يرجّح ان تحصر بشخصين اذ ان نعيم عون قد ينسحب لصالح الان عون والعكس صحيح...  يشير المصدر الى ان "المنافسة قائمة بين خطين داخل الحزب، الاول يريد تحويل "التيار" الى مؤسسة ويسعى الى اشراك الجميع في اتخاذ قرارات الحزب الكبرى. أما الثاني، فيقول "سأعطيكم الحق في اتخاذ القرارات، لكن انتخبوني أولا"، مضيفا "جوهر المعركة اذا: من يفز بالرئاسة سيحدد شكل اتخاذ "القرار" في "الوطني الحر"، وهل يأخذه الرئيس في شكل مطلق، علما ان لديه صلاحيات كثيرة، ام ان القرارات، خاصة في القضايا الكبرى، تؤخذ بالتشاور بين رئيس الحزب والمجلس السياسي"؟ وتابع "السؤال المطروح "هل هناك ارادة في اشراك القاعدة "العونية" في القرارات؟ وهل سيجلس كل النافذين في "التيار" الى طاولة واحدة وستكون لهم كلمة في الحزب؟ هذا ما ستحسمه نتيجة الانتخابات... واذ يحرص على التأكيد ان المعركة ليست على التوجه السياسي للتيار الوطني، يقول مصدر قيادي في التيار ردا على سؤال "المشكلة ليست في خطوة النزول الى الشارع التي اقدمنا عليها مؤخرا، لكن المشكلة في تهيئة الجو والصورة للخطوة"، مضيفة "همنا كيفية اعادة "التيار" الى سابق عهده، كما كان منذ عقد او أكثر، تيارا ناشطا يجذب الشباب، يتحاور مع الاخر ولو كان على خلاف معه"... وردا على سؤال حول خوض باسيل معركة "التعيينات" الى نهاياتها، خوفا من المنافسة التي قد يشكلها العميد شامل روكز على رئاسة التيار اذا احيل الى التقاعد، يجيب "الامر وارد، لكن لا يمكن ان نحاسب على النيات" ... واذا كانت اسماء المرشحين للرئاسة شبه محسومة، فإن اسماء المرشحين لموقع نائب الرئيس غير واضحة بعد، خاصة في لائحة باسيل، وفق المصدر، الذي يلفت الى ان الاخير يواجه صعوبة في تحديد خياراته في هذا الصدد... في حين تردد ان لائحة عون قد تضم المحامي انطوان نصر الله نائبا للرئيس لشؤون التيار ورمزي كنج نائبا للرئيس للشؤون الخارجية. ويؤكد القيادي ان اي منطقة ليست محسومة لأي من المرشحَين، كما يحاول البعض الترويج، فالمرحلة اليوم لجوجلة الافكار وفتح قنوات التواصل مع الجميع وهي مرحلة تحمية للانتخابات، المقررة في 20 ايلول المقبل.

واشار المصدر الى ان باب الترشيحات سيفتح في 20 آب، اي قبل شهر من موعد الاستحقاق، وستتنافس لائحتان او ثلاث (على الأرجح اثنتان) تضمان الرئيس ونائبيه الاول للشؤون الخارجية والثاني لشؤون "التيار"، في لوائح مغلقة. ويشارك في العملية الانتخابية كل من يحمل بطاقة انتساب الى "الوطني الحر" اي ما يقارب 16 ألف شخص، لافتا الى ان بعد فتح باب الترشيحات، لا يمكن للمرشحين الظهور في الاعلام للتحدث في برامجهم الانتخابية الا عبر وسائل اعلام "التيار" كموقع التيار الالكتروني وتلفزيون الـotv واذاعة صوت المدى، مستطردا "لا نعرف ان كانت الاذاعة ستكون مفتوحة للجميع"!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/7/2015

السبت 25 تموز 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لولا أزمة النفايات والقطع العشوائي للتيار الكهربائي، لأمكن القول إن الوضع السياسي المحلي هادىء، وكذلك الوضع الأمني ما خلا إغتيال أحد قادة حركة "فتح" في مخيم عين الحلوة.

وفي أزمة النفايات، يبدأ تطبيق الحلول برفع النفايات الليلة، كما قال وزير البيئة.

وفي الخارج، هدنة إنسانية في اليمن، أعلنت عنها قيادة التحالف العربي، وتبدأ منتصف ليل غد وتستمر لخمسة أيام، في وقت غادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان السعودية لقضاء إجازة في الخارج، مكلفا ولي العهد الأمير محمد بن نايف بإدارة البلاد طيلة فترة غيابه.

وفي العراق، تفجير انتحاري في حوض سباحة في شمال البلاد أوقع قتلى وجرحى.

وفي سوريا، استمرت المعارك في الزبداني، لكن الأنظار كانت متجهة إلى الحدود الشمالية التي يعمل فيها الجيش التركي على دحر "داعش"، وإقامة منطقة آمنة بعمق أربعين كيلومترا تشمل ريف حلب.

ومن المنطقة إلى الداخل اللبناني، السيد نصرالله تناول مسألة تعرض "حزب الله" للإغتيال المعنوي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

طوت أزمة النفايات في بيروت وضواحيها أسبوعها الأول، فيما الكارثة البيئية التي تحل بالبلد تبدو أكبر من أن تحصر، وتداعياتها أوسع من أن تحصى في هذا الصيف الحار، ودون أن تلوح في الأفق ملامح حلول جدية تغيبها المزايدات السياسية، بانتظار جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل.

هذه الجلسة قد تشكل مفصلا في مسار الحكومة. هل يعتكف الرئيس تمام؟ معلومات في كل اتجاه لا وضوح فيها، لكن المعلوم أن رئيس الحكومة عبر عن استيائه من المزايدات السياسية وغياب المعالجات، علما أن وزير البيئة أعلن أن رفع النفايات من بيروت سيبدأ الليلة، مبشرا بقرب حل المشكلة.

أبعد من لبنان، كانت دمشق تشهد صدور إعلانها بعد يومين من أعمال المؤتمر الاعلامي الدولي لمواجهة الارهاب التكفيري، الذي أوصى بعمل اقليمي ودولي منظم لمحاربة التنظيمات الارهابية، محذرا من خطرها على السلام والأمن الدوليين.

هذا الإعلان يستبق ما سيقوله الرئيس السوري بشار الأسد في اليومين المقبلين، خصوصا أن تحولات سياسية كبرى تشهدها المنطقة ومحورها دمشق. فتركيا دخلت مجبرة دوامة الصراع المفتوح مع "داعش"، وفي حربها استهداف مدروس للأكراد ما أطاح الهدنة بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني. ليس سهلا ولا عابرا ما يجري في تركيا الآن.

المستجدات تخلط الحسابات الاقليمية والدولية في عز طرح موسكو لجبهة اقليمية ضد الارهاب.

أما الجمهورية الاسلامية فانصرفت بعد بت الاتفاق النووي بترتيب علاقاتها مع دول الخليج، ولهذه الغاية يزور ظريف الديبلوماسية الإيرانية الكويت وقطر والعراق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

مؤمنون أقوياء، مجاهدون أوفياء.. ثمرة النبات الحسن، التي تكفلها أهل الوفاء، فتقبلها ربها بقبول حسن. والله يرزق من يشاء.

مجاهدون وشهداء، هم أبناء مجاهدين شهداء، ثبتوا بالدم وضوح الخيارات، وصدق التضحيات.

وبصدق الكلام كانت تحية الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، واطلالة من فخر المناسبة الى ابعادها. فالنفوس الابية المرفوعة بعظمة الانجاز، لن ترهبها حرب نفسية تدار من هنا وهناك. المقاومة ثابتة بخياراتها بوجه كل ارهاب، والدول التي جلبت الوحوش إلى سوريا لاسقاط النظام والهجوم على محور الممانعة بدأت تدفع الاثمان.

أثمان كثيرة حذر منها سماحة السيد نصرالله، مع التهديد باستقالة الحكومة. فهو تهديد ليس مفيدا بل مضر للبلد، بل هو لعب خطر، وتصرف غير عقلائي قد يأخذ الوطن الى المجهول. فنحن لا نريد للحكومة ان تسقط، فلا تسقطوها بأيديكم، قال السيد نصرالله. المسؤوليات كبيرة، ولا مكان للترف الفكري مع تزاحم الأحداث. ونحن بحاجة الى ادراك وطني لحجم الخطر التكفيري على بلدنا. بل ان مواجهة التكفير مسألة أمن قومي لبناني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

فيما وصلت جولة ادارة النفايات في السويد إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغت الكميات المطمورة في الأرض الى قرابة الصفر، وبحيث صارت هذه المواد مصدرا للطاقة والمال، يتخبط لبنان بنفاياته ويبحث القيمون على هذا الملف- المصيبة عن حلول يائسة بائسة لن تظهر نتائجها قبل أشهر، يتحول لبنان خلالها إلى بلد بشع تتآكله الأمراض.

وفي الاطار سجل سعي ملحوظ لرئيس الكتائب الذي قدم جملة حلول عملية لتخفيف الاختناق بالنفايات وفصل المناطق عن بيروت. ومساء أعلن وزير البيئة انه سيتم رفع النفايات من مدينة بيروت بدءا من الليلة. كما أشار إلى انه تم وضع لوائح بالأماكن التي ستنقل اليها النفايات الموضبة في بالات.

الوضع السياسي ليس أجمل، بل انه المنتج الأول لشتى أنواع النفايات النافية للدستور. من هنا نجد كيف ان طبقة من السياسيين تمعن في تطويق رئيس الحكومة، وتدفعه إلى الاعتكاف والتخلي، وتسعى إلى تعطيل مجلس الوزراء.

بفعل انحسار دور الدولة، تزدهر الجريمة والفوضى بأشكالها كافة. واغتيال أحد مسؤولي حركة "فتح" في عين الحلوة يندرج في هذه المنظومة.

وفي مجال سياسي آخر، أعلن السيد حسن نصرالله ان أميركا كانت وستبقى الشيطان الأكبر قبل الاتفاق النووي وبعده. أما داخليا، فاستغرب نصرالله التلويح باستقالة سلام محذرا من خطورة الفراغ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أسبوع أول، ولبنان غارق بالنفايات. أسبوع كامل فضح الصفقات والسمسرات، وكشف وساخة عقود، وعقد تركيبة سياسية حولت لبنان مزبلة، وكشفت ان دولتنا عاجزة عن جمع نفاياتها، فيما دول الاقليم تخصب نوويا، ودول العالم تغزو فضائيا.

لبنان غارق بأوساخه، بل غارق بأوساخ سياسة نحو عشرين عاما، نهبت خلالها الأموال، وغابت الخطط، وانعدم فيها التخطيط. هي سياسة الوصول إلى الهواية، بل دفش اللبنانيين نحوها، للايحاء بأنهم هم فقط حبل النجاة، بعدما كانوا هم نفسهم، الجلاد.

أزمة النفايات مستمرة، كما كل الأزمات المتراكة في السياسة والحكومة: الأنظار على جلسة الثلاثاء، التي يستبقها رئيس الحكومة بالتهويل باستقالة، يحاول رغم جدلية فحوى دستوريتها، استعمالها درعا للتهرب، والهرب من مطلب الشراكة وتطبيق القانون.

وفيما يبقى الثلاثاء لناظره قريب، استبق الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الجلسة بتجديد الدعوة إلى الحوار بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، مشددا على ان "حزب الله" ليس وسيطا بل هو طرف وحليف، ومحذرا رئيس الحكومة من خطوة في المجهول، اذ ان الاستقالة لن تقدم أو تؤخر، بل تأخذ البلد الى الفراغ والمشكل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على جبال النفايات يمضي اللبنانيون إجازاتهم هذا الصيف. جبال ترتفع يوميا في شوارع العاصمة بيروت وضواحيها، فيما يصر ميشال عون ومن ورائه "حزب الله" على تعطيل مجلس الوزراء ربما لاحراج رئيس الحكومة.

هناك من يقول للبنانيين إما أن تنفذوا ما أقرره، أو ستغرقون في التعطيل وستنهار كل أسباب عيشكم وستصل أكوام النفايات إلى عتبات بيوتكم.

وفيما يكتشف الغرب كوكبا يحمل بذور الحياة، للمرة الأولى في التاريخ ويشبه كوكب الأرض، كانت آخر تقليعات الموضة في العاصمة اللبنانية وضع الكمامات على الأنوف في سبيل حلول فردية بسبب غياب الحل السياسي.

حرائق السياسة ترجمها الغاضبون على الأرض بحرق مستوعبات الزبالة، خوفا من الأمراض التي ستحملها الأيام الآتية، إذ ستلامس الحرارة الأربعين. وبحسب الأطباء فإن الحرق قد تكون نتائجه أكثر سوءا.

وهذا المساء بشر وزير البيئة محمد المشنوق اللبنانيين انه ابتداء من هذه الليلة سيبدأ رفع النفايات من بيروت وتم تسليم رؤساء اتحادات بلديات لوائح بالأماكن التي ستنقل اليها اليها النفايات الموضبة في بالات.

أما الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فقد خصص غالبية خطابه بالدفاع عن الاتفاق الايراني مع الغرب، مطمئنا جمهوره ان ايران لم تتخل عن "حزب الله" خلال المفاوضات. وتطرق نصرالله إلى وضع الحكومة، محذرا من أخذ البلد الى المجهول عبر التهديد بالاستقالة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من آخر المقام كان المقال: نحذر من أخذ البلد إلى فراغ، لأن ذلك يعني أخذ البلد إلى المجهول، وللذي يهدد ويلوح بالاستقالة من الحكومة، نقول هذه لعبة خطرة وتصرف غير عقلاني وغير مسؤول، كلنا يريد لهذه الحكومة أن تستمر وأن تعمل فلا تسقطوها بأيديكم. ووضع السيد حسن نصرالله نقطة على هذا السطر، في حفل تخريج جيل الشهيد علي أحمد يحيى.

النقطة على السطر، سبقتها فواصل عدة، من الحرب النفسية التي تشن على المقاومة إلى الحروب العسكرية التي خيضت ضدها، إلى حرب العقوبات الاقتصادية الأميركية. فقال السيد: نحن بالحلال لا نستثمر فكيف بغيره، ووصمة الإرهاب موسوم بها "حزب الله" منذ قيام ساعته وهو على رأس اللائحة الأميركية، وما تجديد واشنطن القول إن "حزب الله" هو منظمة إرهابية إلا لطمأنة حليفتها إسرائيل، بعدما وضع الأميركي يده النووية بيد الإيراني.

ومن باب المراهنين على لفظ "حزب الله" أنفاسه بعد الاتفاق النووي الإيراني، فإيران ما قبل الاتفاق هي هي ما بعده. أميركا وبأدبيات مرشد الثورة بقيت الشيطان الأكبر، والجمهورية الإسلامية الداعمة للمقاومة رفضت في مفاوضاتها الولايات المتحدة الأميركية إدخال إي ملف آخر غير الملف النووي، وكل الأوراق متروكة إلى ما بعد تنفيذ الاتفاق.

ولتركيا التي استفاقت على خطر "داعش"، قال السيد: صباح الخير، فمنذ اندلاع الأزمة السورية حذرنا مما وصلنا إليه اليوم، وقلنا إن الغرب ومعه بعض العرب جاؤوا بكل تكفيريي العالم وضخوا أعدادهم الكبيرة في سوريا والعراق، سهلوا لهم السفر وفتحوا أمامهم الحدود ووفروا لهم التغطية الدينية والشرعية، ومولوهم بالمال والعتاد، إلى أن فقدوا السيطرة عليهم وتحولوا تهديدا لحكوماتهم ولأمنهم القومي، فانقلب السحر على الساحر والأفعى لن تلدغ صاحبها بل ستأكله.

وبالعودة إلى لب الأزمة اللبنانية التي انبعثت مجددا من رائحة النفايات التي تحاصرنا، وجه السيد دعوة لتيار "المستقبل" إلى النزول من برجه العاجي ولقاء تكتل "التغيير والإصلاح" على حوار سواء، فهناك جهة لديها مطالب وتطالب بالحوار، وهناك جهة معنية بالمطالب وتدير ظهرها للحوار، فتحاوروا لحل المسائل العالقة ولا يراهنن أحد على متغيرات إقليمية ودولية لا أفق يلوح لها.

وفي الحصيلة لا لفراغ يسير بجانب فراغ، ويردم بلدا في هوة سحيقة، النفايات أولى أن تكون فيها. ولرئيس الحكومة الذي يلوح بالاستقالة، تقاعدت الحكومة عن حقوق المواطنين فلا تستقيلوا من واجباتكم اتجاههم ولا تعتكفوا عما فعلتم، اتخذ القرار بتمام صائب، وبالموقف الصلب عالج أزمة حكومة مهددة بنفايات صلبة، كي لا يقول المواطن إن الضرب في الميت حرام.

 

زهرا: ان كان يظن وزراء انهم سيكونون ملوكاً في حكومة تصريف اعمال فهذا ممنوع وسنحاسبهم

 ٢٥ تموز ٢٠١٥/ صحف لبنانية ووكالات

رأى عضو كتلة 'القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا انه رغم عدم مشاركة 'القوات” بالحكومة فإن 'مصائب البلد هي مصائبنا ولا يمكن للقوات ان تفصل نفسها عنها”، ملاحظاً ان 'رائحة خلافات الحكومة اكثر من رائحة النفايات بالشوارع وطبعاً نشهد تجاوزا للدستور واختراع امر ما يؤكد نظرة ان كل فرد هو رئيس”. ولفت في حديث للـMTV الى ان 'الحكومة مجتمعةً تتحمل مسؤولية ما وصل اليه ملفات النفايات لانها تهربت من مسؤولياتها ورمتها على وزير البيئة وحده”، مؤكد ان 'كل ما يحكى محاولة لرمي المسؤولية بلا حلول مستدامة”.

زهرا شدد على ان النفايات مسألة تخص اللبنانيين جميعاً، سائلاً: 'اين المسؤولية المشتركة بين المناطق؟” ودعا على الاقل بدل دفع اموال للشركات الى التعويض على المناطق المستقبلة للنفايات انمائياً. وذكّر ان 'اقفال مطمر الناعمة اعلن موعده منذ أشهر عدة ولم فشلت مناقصات تلزيم النفايات؟” ورأى ان 'ثمة خلط مريع في تحميل المسؤوليات بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ولا احد يتمكن من محاسبة اي وزير”. وعن الازمة الحكومية، اوضح زهرا ان 'القوات” تدعو للتوافق بين مكونات الازمة الحكومية المالية و”لكننا نعتبر انفسنا حزب الالتزام بالدستور فلا نجاة لاحد خارج الدستور”. وقال انه حين 'ننزّل” رئاسة الجمهورية لمستوى الحصص والاسهم نكون نضربها نهائياً فمن الضروري المبادرة لانتخاب رئيس وهكذا نحافظ عليها. واشار الى ان 'انزال مستوى الرئاسة لملفات بسيطة وصولا الى النفايات لتبرير التعطيل ليس من حق احد”. واكد زهرا ان 'الدستور لحظ بغياب الرئيس ضرورة انتخاب رئيس فوراً وكذلك لحظ اناطة صلاحيات الرئيس وكالة  بمجلس الوزراء اما كيف يعمل المجلس فيذكرها الدستور بالمادة 65 التي تقول ان مجلس الوزراء يجتمع بغالبية الثلثين ويتخذ قراراته بالتوافق واذا تعذر فالقرارات العادية تأخذ بالغالبية المطلقة من الحضور اما المواضيع الاساسية الـ14 تتخذ بغالبية الثلثين”. وشدد على ان 'الحرص على حقوق المسيحيين يبدأ بانتخاب رئيس وليس بتعطيله كائناً من كان المعطّل وتفسير الدستور لا يحتمل أي تأويل”، ملاحظا ان 'ما أوصلنا الى هنا حسن نية الرئيس تمام سلام بمحاولة تطمين المسيحيين واعتماد اليات لا علاقة لها بالدستور”. وعن طريقة المخرج من المأزق، اكد زهرا انها تكون 'بالالتزام بحرفية الدستور وتسهيل عودة العمل للمؤسسات من خلال اصدار مرسوم يتم الاجماع عليه بفتح عقد استثنائي يلتزم بالدستور”. واضاف: 'نسعى لفتح دورة استثنائية تحترم الدستور وتلتزم بمواضيع قانون الانتخابات وقانون استعادة الجنسية على راس جدول الاعمال ونحن نتحدث مع الجميع عن ذلك”. ورأى ان 'خريطة الطريق لعودة الانتاج للمؤسسات تبدأ من هنا وحين يعود مجلس النواب للعمل من الضروري عودة الانتاج للحكومة ايضاً مع اولوية انتخاب رئيس مع انه يبدو ان الافق مسدود”. وعن معركة قيادة الجيش، اعتبر زهرا ان 'اي ترشيح لمركز من الفئة الاولى ومنها مركز قيادة الجيش لا يتم عبر وسائل الاعلام وهذا امر خاطئ”، سائلا: اليس القول ان ذلك حق للمسيحيين نيلاً من التزام قائد الجيش الوطني ومن دور الجيش الذي يخوض اشرف معاركه في هذه الفترة؟” واكد ان 'الجيش يقدم الشهداء ويخوض دوره الوطني الكامل فيما نجد البعض انه يضعه على المشرحة.. واليس جان قهوجي مسيحياً؟ أاصبحت حقوق المسيحيين فقط بتعيين شامل روكز مثلاً؟” ورفض القبول بالفراغ بقيادة الجيش ايضاً. وذكّر ان 'القوات حاولة لملمة الوضع الحكومي بعدما جرى في الجلسة السابقة”، مؤكد ان 'ورقة اعلان النوايا لا تعني الاتفاق في كل الملفات مع التيار الوطني الحر مع اننا نحاول الوصول لتفاهم عليها”. وشدد على انه 'ليس من مصلحة احد استقالة الرئيس سلام وان كان يظن بعض الوزراء انهم سيكونون ملوكاً في حكومة تصريف الاعمال فهذا ممنوع وسنحاسبهم”. وعن اتهامات بعض الصحافة بشأن زيارة الدكتور سمير جعجع للسعودية وطلبه الاموال منها، قال زهرا ان 'الاعلام الاصفر المطروح في المزادات لن ارد عليه و”فشروا” فهم معروضون للبيع وليس الدكتور جعجع او القوات”. وذكّر ان 'زيارة د. جعجع ليست الاولى للسعودية وهو التقى الملك الراحل اكثر من مرة بعيدا عن الاعلام وهذه المرة تزامنت الزيارة مع مرحلة جديدة بالمنطقة والملك سلمان فاجأ د. جعجع والجميع باللقاء في اول الزيارة وقبل اجراء اللقاءات الاخرى وحضر هذا اللقاء مسؤولي المراكز الحساسة بالمملكة”. واعتبر ان 'المبادرة من الملك السعودي تعني انه اراد التاكيد لكل المعنيين ان المملكة تقدر صاحب المواقف الذي لا يلين او لا يساوم فسمير جعجع لم يتطوع خلافا لكل ألسنة السوء بعد هجوم نصرالله على الرياض للدفاع عنه بل قال انه مع مصلحة لبنان”. واكد ان 'الدور السعودي تميز بانه لم يميز بين لبناني واخر فدعم الدولة والجيش والحكومة وحقق الانماء بكل المناطق كما تفعل دول الخليج كلها”. وجزم ان 'جعجع لا يؤمَر ولا احد يستطيع ان يوجه الامر بل يمكن مناقشته بمصلحة لبنان وكذلك فإن السعودية تؤيد كل ما يقدّم العلاقات بين اللبنانيين وهذا الكلام نقله رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي للعماد ميشال عون”.

واعاد التشديد على الا استياء سعودياً من ورقة اعلان النوايا 'وهم اصلا لا يتدخلون في هذه المواضيع”.وعن المرحلة المقبلة بعد الاتفاق النووي بين ايران والغرب، توقع زهرا تصعيدا في المنطقة، قاتئلاً: 'خرجت ايران من المفاوضات النووية بنفوذ جزئي في العراض برضى اميركي من دون تواصل جغرافي مع سوريا وفي اليمن نشهد تراجعا للحوثيين ولذا فان ما تبقى لها فتات من اوراق القوة لن تتخلى عنها بسهولة”.

 

كمال يازجي/النفايات الحقيقية

فايسبوك/25 تموز/15/

1– أن تعتصم بعض البورجوازيات الtrendy امام السراي الحكومي، ومعهن بعض العذارى من نوادي "المجتمع المدني"، هذا لا يُخيف احداً، ولا يقول شيئاً لا يعرفه اصحاب السلطة. أن يشعر الناس بالإشمئزاز من منظر القمامة ورائحتها، فهذا أمر مفهوم، ويُمكنهم أن يتوقعوا ذلك، دون حاجة الى استعراض.

٢ – أن تتكلم عن فساد السياسيين بالإجمال، دون أن تفضح الفاسدين في كل حالة على حدة، والذين تستروا عليهم، وتقدّم الوقائع والأدلة، فكلامك لا يمس احداً، وكأنك لا تقول شيئاً.

٣ – أن تشكو من فساد الطبقة السياسية ليل نهار، وتكون مؤيداً متحمساً لقوى سياسية شاركت في السلطة وفي الفساد منذ ربع قرن، فهذا نوع من انفصام الشخصية يجب ان تنتبه اليه.

فلتكن أزمة النفايات، اولاً وقبل كل شيء، مناسبة للتخلص من التناقضات والأوهام والفضلات العالقة في رأسك.

 

خاطرة لايلي صليبي/فايسبوك

فايسبوك/25 تموز/15/الأوطان أيضًا تُحتضَر. منها ما يُدفن ويندثر، ومنها ما يبقى على قيد الموت. والشعوب أيضًا تنتحر. منها ما يرتمي في هاوية الإفلاس، ومنها ما يرتمي في أحضان أكلة لحوم البشر. وطني على قيد الحياة بفضل اثنين: طائر الفينيق، وقلَّة الموت.

 

الحملة على تيار المستقبل واستهدافه في عكار وباقي المناطق وتحميله المسؤولية

اذاعة الشرق/ما هي حقيقة نقل نفايات العاصمة الى مناطق الشمال؟ وما سر هذه الحملة على تيار المستقبل واستهدافه في عكار وباقي المناطق وتحميله المسؤولية؟ ومن يقف وراء الافتراءات التي طالت قياداته فيما خص شراء أرض في عكار لطمر النفايات؟ ماذا جرى في اللقائين مع الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق؟ ترقبونا في برنامج حديث الشمال مع الاعلامي عبدالله بارودي عبر اذاعة الشرق من بيروت على الموجتين 88.3 و 88.7 اليوم السبت الساعة الرابعة بعد الظهر مباشرة على الهواء.. ضيوف الحلقة: النائب هادي حبيش، رئيس اتحاد بلديات القيطع أحمد المير، رئيس بلدية عيون الغزلان خالد المرعبي، رئيس بلدية عكار العتيقة خالد البحري.. وخلال الحلقة نسلط الضوء على بدء تنفيذ مشروع انارة دوار السلام عبر الطاقة الشمسية مع رئيس جمعية مدنيون لطرابلس هيثم شلق، ونطلع على حقيقة ما جرى من منع لموظفي فرنسبنك من أداء صلاة الجمعة في المسجد ..

 

النائب السابق مصطفى علوش: عن حكومة الرئيس سلام هل تعيش ساعاتها الأخيرة

القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش سئل عن حكومة الرئيس سلام هل تعيش ساعاتها الأخيرة فقال لإذاعة الشرق : إنّّ الآفاق لا شك مسدودة لكن ّ الأسباب التي أدّت إلا إنشائها لا تزال قائمة وهي ملء الفراغ وعدم الوصول إلى غياب كل السلطات ’ خاصة أنّ لا إحتمال في حال إستقالت هذه الحكومة أن تشكل حكومة جديدة في ظل غياب رئيس للجمهورية , مستبعداَ الوصول إلى حكومة عسكرية

وعن أزمة النفايات رأى أنّه عملياَ هي وجه من وجوه الأزمة الكبيرة التي نعيشها هي أزمة النظام , نظام المحاصصة الذي أنشء عام 43 نظام الطوائف وهي حقيقة شركة الإقطاع السياسي , هذه هي الإشكالية والتي لم تؤد إلى حل أي شيء , نحن نتحدث عن أزمة النفايات لأننا نواجهها اليوم ولا ننسى عجقة السير والتلوث , عندنا مشاكل كثيرة لا توجد لها حلول

كذلك أشار إلى ضرورة إيجاد الحلول وقت الممكن لا عندما نجبر على إيجاد ها , مشيراَ إلى أنّ أزمة النفايات توجد لها بالتأكيد حلول وتوضع لها آليات ولكن في هذا الوقت الحكومة لا يمكنها إجاد الحلول السحرية , مرجحاَ حصول التمديد كما حصل التمديد للقيادات الأمنية

وحول رفض إستقبال نفايات العاصمة ولدى سؤاله عن السبب قال د علوش : نحن نتحوّل إلى مجموعة من القبائل الصغرى , لافتاَ إلى وجود مساحات واسعة يمكنها تحمّل المسؤولية ولا بد من إعادة تنظيم القطاع

وتعليقاَ على الموضوع الحكومي الذي يعتري طريق عملها أشار د علوش إلى وجود لغمين الأول آلية عمل مجلس الوزراء فمن الناحية الدستورية لا يمكن لأحد أن يلحظ عدم وجود رئيس للجمهورية لأنه عملياً حدث ذلك سابقاَ , لكن الفترة الآن أسوأ كل الوضع بالبلد مشلول , مشيراَ إلى أنّ آلية مجلس الوزراء كانت توافقية في بداية العهد وكنا أمام إحتمالين الأول أنّ الموضوع الرئاسي لن يطول كثيراَ والثاني هو حسم النيات , لم تكن هناك نيات تعطيل , لكن اليوم ليس أمامنا سوى العودة إلى الآلية الطبيعية وهي مواضيع تحتاج إلى الثلثين ومواضيع تحتاج إلى النصف زائد واحد

القيادي في تيار المستقبل أكد أنّ الوضع لا يزال على حاله لأن المجموعة المعطلة لا تزال كما هي والملف اللبناني لا يزال مفتوحاً على المجهول

وعن طرح شعار حقوق المسيحيين من قبل التيار العوني رأى انه بمجرد أن يطرح زعيم حقوق الطوائف يصبح الزعيم الأوحد , لكن المفاجىء أنّ هذا الشعار البراق والشعبوي لم يجمع الناس من أجل النزول إلى الشارع وكشفت اللعبة

وحول زيارة د جعجع إلى المملكة السعودية وحول ما تردد عن أنّ السعودية سوف تعتمد قرار المواجهة مع إيران رأى أنّ الواضح هو وجود قوى إقليمية أخرى تم إستقبالها ويتم التواصل معها من أجل تصليب التحالف بمواجهة إيران , إنّ الإتفاق النووي الإيراني لا يتضمن أي شيء يحلحل الأمور الأخرى والكوارث التي تسببت بها إيران لا سيما إحتلال المناطق المحيطة بها تحت شعار تمديد سلطة الولي الفقيه و فالقوتان الموجودتان هي تلك المتمسكة بمنطق الوحدة العربية ومنطق الفرس والمواجهة مفتوحة , كذلك رأى أنّ الصراع قائم والمواجهة مفتوحة سوريا تدفع يومياَ الثمن دما ودماراَ , والمنطقة تُركت لترسم نفسها بنفسها من خلال الفوضى الكاملة والدمار الكامل

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

طلب للتحقيق في رسائل كلينتون الإلكترونية

واشنطن – أ ف ب/26 تموز/15/تلقت وزارة العدل الأميركية طلباً للتحقيق في استخدام هيلاري كلينتون بريدها الإلكتروني الخاص لمراسلات حكومية عندما كانت وزيرة للخارجية. وقال مسؤول في الوزارة في بيان مقتضب, إن “الوزارة تلقت طلباً يتعلق باحتمال تعرض معلومات سرية للخطر”, مؤكداً بذلك جزءاً من معلومات نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”, إلا أنه أكد أن الأمر لا يتعلق “بطلب تحقيق جنائي”, خلافاً لما ذكرته الصحيفة. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أول من أمس, أن محققين داخليين طلبا من وزارة العدل الاميركية فتح تحقيق جنائي لمعرفة ما إذا كانت هيلاري كلينتون تبادلت معلومات حكومية حساسة على بريدها الإلكتروني الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية.

 

دونالد ترامب منافس شعبوي قوي يخطف الأضواء في السباق إلى الرئاسة

نيويورك – أ ف ب/26 تموز/15/ خطف دونالد ترامب الأضواء في السباق إلى البيت الأبيض, بعد أن بات يتصدر العناوين, ويقدم مادة دسمة لمقدمي البرامج السياسية الساخرة, فيما أفقد زملاءه الجمهوريين هدوءهم. ومنذ إطلاق حملته في 16 يونيو الماضي, جذب قطب العقارات الملياردير الاهتمام في كل يوم تقريباً, خصوصاً عندما هاجم المهاجرين المكسيكيين والسيناتور جون ماكين أسير الحرب السابق. ووصف ترامب منافسه الجمهوري ليندسي غراهام “بالوزن الخفيف كليا”, وأعلن رقم هاتفه الجوال علناً أمام الجمهور في خرق للقواعد السياسية المتعارفة. وسخر كذلك من الحاكم السابق لولاية تكساس ريك بيري بقوله إن قيامه بوضع نظارات هو “كي يعتقد الناس أنه ذكي”, أكثر من كونه يتعلق بتدهور بصره. كما هاجم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ووصفها ب¯”أسوأ وزير خارجية في تاريخ بلادنا”, وقال “ستنهزم وأنا من سيهزمها”. وختم ترامب أسبوعاً جديداً متصدراً الاستطلاعات, حيث أظهر آخر استطلاع نشره موقع “يوغوف” أول من أمس, أن نسبة تأييده بلغت 28 في المئة, متقدماً بأشواط عن أقرب منافس جمهوري له, حاكم ويسكنسن سكوت ووكر مع 13 في المئة بين ناخبي الحزب. وبثت شبكة “سي أن أن” الخميس الماضي, مباشرة مشاهد وصوله بطائرة خاصة كتب عليها اسمه بأحرف كبيرة ذهبية, إلى الحدود بين ولاية تكساس مع المكسيك لإدانة الهجرة غير الشرعية والإعلان عن حبه لمواطني أميركا اللاتينية.

وعلى نقيض ذلك, عندما أعلن حاكم أوهايو جون كاسيتش ترشحه, بالكاد حظي بالانتباه, في حين كان مسعى المرشح الجمهوري راند بول لاستعادة بعض الأضواء عقيماً, عندما نشر فيديو يظهره وهو يحرق كتاب قانون الضرائب المؤلف من 70 ألف صفحة.

ولا يعرف الجمهوريون كيف يمكنهم ردع منافس شعبوي لا يمكن التنبؤ بأفعاله. وقال المدير في “أن بي سي” تشاك تود “هذا ما تسعى الحملات الجدية إلى معرفته”, مضيفاً “إنهم قلقون في أنه كلما زادوا الهجوم وحاولوا تهميشه, أصبح أقويا”. على صعيد آخر, طلبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من المواطنين المهتمين المسلحين عدم تقديم الحراسة الأمنية في مراكز تدريب عسكرية, مؤكدة أنها قادرة على تولي الأمن بعد الهجوم على مركزين تابعين لها. وبدأ الأميركيون يتوافدون إلى مراكز تجنيد, مسلحين بمسدسات وبنادق لتولي الحراسة الأمنية بعد الهجوم على مكتب لتجنيد “المارينز” ومركز للاحتياط في تشاتانوغا بولاية تينيسي. وقال المتحدث باسم “البنتاغون” بيتر كوك إن وزارة الدفاع تثمن “الدعم الكبير”, لكنها تحذر من أن المتطوعين هؤلاء يمكن أن يتسببوا بضرر أكثر منه بالفائدة.

 

قوات التحالف تعلن هدنة إنسانية في اليمن لخمسة أيام

صنعاء, الرياض – “السياسة” والوكالات/26 تموز/15/أعلنت قوات التحالف بقيادة السعودية, أمس, عن “هدنة إنسانية” لمدة خمسة أيام ابتداء من منتصف ليل اليوم الأحد, استجابة لطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي بهدف إفساح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان. وأفاد بيان للتحالف, نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”, انه “تقرر أن تبدأ الهدنة الإنسانية اعتباراً من الساعة (11.59) مساءً بتوقيت اليمن يوم الأحد (10 شوال 1436هـ ) الموافق (26 يوليو 2015م) ولمدة خمسة أيام”, وفقاً لطلب الرئيس هادي, “لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني الشقيق, حيث تتوقف فيها الأعمال العسكرية من قبل قوات التحالف, وفي حال قيام الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسيتم التصدي لها من قبل قوات التحالف, مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري, والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها”. وأشار بيان التحالف إلى أن الهدنة جاءت بناء على طلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. ميدانياً, استعاد لواء عسكري موال للرئيس هادي, أمس, السيطرة على أجزاء من منطقة العقلة النفطية القريبة من مدينة عتق الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي في محافظة شبوة شرق اليمن, كما سيطر على مواقع ونقاط ستراتيجية مؤدية إلى منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية. وقال مصدر قبلي لـ”السياسة” إن اللواء يضم نحو ثلاثة آلاف مقاتل أغلبهم جندوا أخيراً من أبناء مناطق قبلية عدة في شبوة قدم من منطقة العبر بمحافظة حضرموت في طريقه إلى مدينة عتق لاستعادة السيطرة عليها من قوات صالح وميليشيات الحوثي, مشيراً إلى أنه خاض أمس لليوم الثاني على التوالي معارك عنيفة مع الميليشيات لاستكمال السيطرة على العقلة التي كانت أول منطقة في محافظة شبوة تسقط في يد الميليشيات.

وأشار إلى أن وساطة قبلية فشلت في إطلاق سراح 70 مجنداً من أبناء منطقة بيحان في شبوة كانوا قد التحقوا باللواء في وقت سابق واعتقلتهم الميليشيات في نقطة تفتيش بعد عودتهم من منطقة العبر لاستلام رواتبهم, مرجحاً انفجار الوضع في بيحان حيث يحشد رجال القبائل قواتهم لمهاجمة الميليشيات وإطلاق سراح أبنائهم الأسرى. وفي محافظة لحج, أكد مصدر في المقاومة الجنوبية لـ”السياسة” أن المعارك تواصلت أمس بين المقاومة وميليشيات صالح والحوثي أمام مثلث العند وجبل منيف وبالقرب من معسكر الشهيد لبوزة ومنطقة النخيلة ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى في صفوف المقاومة إلى تسعة و65 جريحا, في مقابل 17 قتيلا من الميليشيات بينهم القيادي في جماعة الحوثي أبو علي العوام.

كما قتل ثلاثة من الميليشيات بعملية نوعية للمقاومة نفذتها صباح أمس في جسر عقان بمنطقة كرش, وسط أنباء عن فرار عشرات المسلحين من الميليشيات من مناطق جعولة واللحوم ودار سعد شمال عدن إلى محافظة لحج.

وأضاف المصدر “إن المقاومة تتقدم على شكل حرف “L” من اتجاه رأس عمران باتجاه مدينة الوهط بمحافظة لحج, وتتقدم من مدينة دار سعد بمحافظة عدن باتجاه مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج عن طريق مدينة صبر”, لافتاً إلى أن المقاومة باتت على بعد 20 كيلومترا فقط من قاعدة العند التي يتواجد فيها عدد كبير من مسلحي الميليشيات. وفي مدينة تعز, تواصلت المواجهات بين المقاومة الشعبية وبين الميليشيات في جبل جرة وحي الزنوج والجمهوري وحي البريد, ما أدى إلى مقتل اثنين من المقاومة وأربعة من الميليشيات, وسط تحليق كثيف للمرة الأولى لطائرات “الأباتشي” التابعة لقوات التحالف في سماء تعز. وشهدت منطقتا عكد ومودية في محافظة أبين اشتباكات بين المقاومة والميليشيات ما أدى إلى انسحاب الأخيرة من ثلاثة مواقع بسبب النقص في الذخيرة والعتاد العسكري والقصف العنيف من قبل الميليشيات, في وقت تحدثت مصادر جنوبية عن أسر المقاومة في منطقة الأزارق بمحافظة الضالع 120 مسلحاً حوثياً. في غضون ذلك, شن طيران التحالف 11 غارة على تجمعات للميليشيات في مناطق السد القديم وصرواح والشعلة ووادي الجفينة ومعسكر كوفل وقرية الأشراف بمحافظة مأرب, وقصف تجمعات لهم في شارع الستين ومعسكر اللواء 35 مدرع في المطار القديم ومفرق ماوية بمدينة تعز ومثلث عاهم بمدينة حرض بمحافظة حجة.

كما شن غارات متزامنة مع قصف عنيف بالبوارج البحرية التابعة للتحالف على مواقع وتجمعات الميليشيات في مدينة الفيصل ونقطة الرباط في دار سعد والمدينة الخضراء المحيطة بمدينة عدن, وقصف تجمعات للحوثيين في وادي خيوان وعدف وخبش بمحافظة عمران.

وطالت الغارات معسكر الدفاع الجوي وخفر السواحل ومعسكر الدفاع الساحلي ومركز مكافحة التهريب في منطقة المخا بمحافظة تعز, في حين أفادت مصادر محلية أن أحمد الشرفي نائب رئيس أركان كتيبة “الكرار” الحوثية قتل أول من أمس في غارة لطيران التحالف على مقر الكتيبة بمحافظة صعدة. من جانبها, أعلنت جماعة الحوثي مقتل 55 مدنيا بقصف طيران التحالف منطقة المخا.

 

مشاورات عربية لإقرار بروتوكول القوة العسكرية المشتركة

القاهرة – الأناضول/26 تموز/15/ أجرت جامعة الدول العربية مشاورات, لتحديد موعد عقد اجتماع مشترك لوزراء الخارجية والدفاع العرب في القاهرة, لإقرار البروتوكول الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية رفضت نشر اسمها, أن الجامعة العربية أرسلت مذكرة للدول الأعضاء أمس, تقترح أن يكون يوم 29 يوليو الجاري, موعداً لعقد الاجتماع, وتنتظر موافقة الدول أو تحديد موعد آخر يتم الاتفاق عليه. وعقدت في مارس الماضي, قمة عربية على مستوى رؤساء الدول في مدينة شرم الشيخ المصرية, دعا خلالها المشاركون إلى ضرورة إنشاء قوة عربية مشتركة “لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة”. وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في تصريحات صحافية سابقة, أن “ما تم التوصل إليه خلال الاجتماعين الماضيين يمثل إنجازاً مقدراً وهاماً على طريق استكمال بناء منظومة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب, تنفيذاً لقرار القمة العربية في شرم الشيخ, الذي دعا إلى إنشاء وتشكيل قوة عربية مشتركة”, مشيراً إلى أن القوة العربية المزمع تشكيلها “ستكون مستعدة للتدخل في أي مكان”.

 

تركيا تشن ضربات على “داعش” في سورية و”الكردستاني” في العراق

أنقرة – ا ف ب, الأناضول, رويترز:26 تموز/15

شنت القوات التركية, أمس, سلسلة جديدة من الضربات الجوية والمدفعية مستهدفة تنظيم “داعش” في سورية والمتمردين الأكراد في “حزب العمال الكردستاني” بشمال العراق, في حملة متصاعدة تؤكد أنقرة أن هدفها القضاء على الارهاب. ويأتي التصعيد العسكري التركي بعد أسبوع من أعمال عنف سقط فيها قتلى واتهمت السلطات التركية التنظيمين بالوقوف ورائها. وأكدت الحكومة التركية, في بيان صادر عن مكتب رئيسها احمد داود اوغلو, ان المقاتلات التركية قصفت ليل اول من امس سبعة أهداف ل¯”حزب العمال الكردستاني” في قواعده الخلفية بمعقله شمال العراق, ما دفع الأخير إلى التنديد بالهجمات, وإعلان أن الهدنة الهشة المتفق عليها مع أنقرة في 2013 “لم يعد لها أي معنى”. وبعد الغارات الليلية, أعلن أوغلو ان الطائرات الحربية التركية نفذت هجمات جديدة نهار أمس على أهداف لكل من تنظيم “داعش” في سورية و”الكردستاني” في شمال العراق, فيما كانت القوات البرية التركية تدك أهدافاً للمتطرفين والمتمردين الأكراد. وقال أوغلو “لا يشككن أحد في تصميمنا … لن نسمح بأن تتحول تركيا إلى دولة خارجة على القانون”, مؤكداً أن العمليات العسكرية ستستمر ما دامت تركيا بلاده تواجه تهديداً. وأوضح أن “العمليات العسكرية والأمنية ضد التنظيمات الإرهابية, ليست موجهة ضد هدف واحد, وإنما هي عملية مرحلية ستتواصل”, معلناً أن القوات الأمنية اعتقلت 590 عنصراً على صلة مع التنظيمات الإرهابية الثلاثة (“داعش”, المتمردون الأكراد, وحزب الجبهة الشعبية الثورية اليساري المتطرف) خلال عمليات الليلتين الماضيتين في 22 ولاية. وأعلن أوغلو أنه اتصل برئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني, وأن الأخير أكد تضامنه مع تركيا, وأن “العمليات العسكرية التركية (سواء ضد داعش أو “الكردستاني”) تستند إلى أسس عادلة”. من جهته, أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الأراضي التي سيتم تطهيرها من “داعش” في شمال سورية ستصبح “منطقة آمنة”. وقال في مؤتمر صحافي انه “عند تطهير مناطق في شمال سورية من تهديد “داعش” ستتشكل مناطق آمنة بطبيعة الحال”, مضيفاً “أيدنا دائماً وجود مناطق آمنة ومناطق حظر طيران في سورية. الأشخاص الذين نزحوا يمكنهم الانتقال لتلك المناطق الآمنة”. ويؤكد موقف وزير الخارجية التركي معلومات نشرتها الصحافة التركية, أول من أمس, عن الاتفاق بين أنقرة وواشنطن بشأن السماح للطائرات الأميركية باستخدام قاعدة انجرليك التركية لشن هجمات على تنظيم “داعش” في سورية, يتضمن إقامة منطقة حظر طيران على أجزاء من شمال سورية الواقعة بمحاذاة الحدود مع تركيا. وتشكل الضربات التركية ضد “داعش” منعطفاً في سياسة الرئيس رجب طيب اردوغان الذي واجه انتقادات تتهمه باتباع سياسة غض الطرف عن المنظمات المتطرفة التي تقاتل في سورية والعراق, غير أن عملية “مكافحة الارهاب” توسعت لتشمل ضربات على “حزب العمال الكردستاني” في العراق المجاور, حيث للحزب المحظور معسكرات تدريب ومواقع عدة في دهوك, إحدى المحافظات الثلاث لاقليم كردستان في شمال العراق. وتثير الضربات الجوية تساؤلات بشأن مستقبل الهدنة الهشة بين تركيا و”الكردستاني” الذي يخوض منذ عقود تمرداً دامياً في جنوب شرق البلاد, قتل فيه عشرات الآلاف, سعياً لحكم ذاتي. وكانت الحكومة التركية قد أكدت أنها لن تتهاون مع المتمردين الاكراد, خصوصاً بعد تبني “الكردستاني”, الأربعاء الماضي, قتل شرطيين تركيين عثر على جثتيهما قرب الحدود السورية, وذلك رداً على هجوم انتحاري دموي وقع الاثنين الماضي في مدينة سوروتش التركية, واستهدف ناشطين يساريين مؤيدين للقضية الكردية. ووسط أجواء التوتر المتصاعد في أنحاء تركيا, استخدمت الشرطة في ساعة متأخرة من ليل أمس الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق تظاهرة في حي كاديكوي باسطنبول, شارك فيها مئات الأشخاص للتنديد بجرائم “داعش”.

 

البحرين تعلن إحباط محاولة لتهريب أسلحة وتستدعي سفيرها من إيران

رويترز والحياة/26 تموز/15/قالت وزارة الداخلية في البحرين اليوم (السبت) إن السلطات أحبطت محاولة لتهريب أسلحة عن طريق اثنين من مواطنيها على علاقة بإيران وأعلنت استدعاء سفيرها في طهران للتشاور بعد ما وصفته بتكرار التصريحات الإيرانية المعادية.

جاءت هذه الإجراءات التي أعلنتها المنامة عشية جولة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في عدد من الدول العربية تهدف لتخفيف حدة التوتر بعد اتفاق نووي تاريخي أبرمته طهران مع القوى العالمية. ومن المنتظر أن يزور ظريف قطر والكويت والعراق غدا الأحد.

وتشعر معظم دول الخليج بالقلق من أن يؤدي الاتفاق الذي وقع في 14 تموز (يوليو) إلى تحسين العلاقات بين طهران وواشنطن بشكل قد يؤدي لزيادة الدعم الذي تقدمه إيران لجماعات شبه عسكرية في الشرق الأوسط. وقالت وزارة الداخلية إن "المحتجزين اعترفا باستلام الشحنة التي شملت متفجرات وأسلحة آلية وذخيرة من إيرانيين خارج المياة الإقليمية البحرينية". وأضافت الوزارة أن "أحد المحتجزين تدرب في معسكر تابع للحرس الثوري الإيراني العام 2013".وأعلنت البحرين عن عدد متزايد من الهجمات خلال العامين الماضيين باستخدام متفجرات محلية الصنع تسبب بعضها في سقوط قتلى واتهمت مجموعة شيعية محظورة تسمى "سرايا الأشتر" بالمسؤولية. وتنفي إيران أي تدخل في البحرين رغم إقرارها بدعم المعارضة الساعية للحصول على حقوق سياسية واقتصادية أكبر للشيعة هناك.وقالت البحرين في حزيران (يونيو) إنها "صادرت متفجرات ومواد تستخدم في صنع القنابل كانت معدة للاستخدام في البحرين والسعودية فيما وصفتها محاولة إيرانية لاستخدام الحدود البحرينية كقاعدة للهجوم على أهداف في المنطقة". وقالت البحرين في بيان استدعاء سفيرها من طهران إن "التصريحات تعكس الموقف العدائي لإيران تجاه المملكة وتمثل تدخلا في شؤونها الداخلية". ولم يتضمن البيان تفاصيل. لكن معلقين متشددين في إيران تحدثوا مرارا عن حقوق إيرانية في أراضي البحرين. واتهمت الحكومة البحرينية يوم الجمعة إيران بالسعي لزعزعة استقرار البحرين بتدريب بحرينيين على الأسلحة والمتفجرات وتصعيد العنف في الجزيرة كلما "حققت البحرين تقدما واستقرارا وطنيا". وفي تفصيل عملية الاعتقال التي جرت في 15 تموز (يوليو) قالت الداخلية البحرينية إن "خفر السواحل اعترض قاربا متجها إلى البحرين بعد لقاء مع قارب آخر خارج المياه الإقليمية البحرينية مباشرة". وقال البيان "وقد اعترف المتهمان أنه بتنسيق من أشخاص إيرانيين قاما باستلام أربع حقائب في عرض البحر". وحدد البيان الشخصين المحتجزين بأنهما مهدي صباح عبد المحسن محمد وعباس عبد الحسين عبد الله محمد وكلاهما في الثلاثين من العمر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الغرب لن يقف مكتوف اليدين.. إذا لجأت إيران إلى التصعيد

ثريا شاهين/المستقبل/26 تموز/15

ما هي الأبعاد الحقيقية لكلام مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي حول استمرار دعم إيران لحلفائها في المنطقة بعد توقيع الاتفاق مع الغرب حول البرنامج النووي، وما أبعاد معارضته للقرار الصادر عن مجلس الأمن حول الاتفاق؟ تقول مصادر ديبلوماسية مطلعة ان التفاوض الذي تم كان في الأساس على النووي، ولم تكن هناك صلاحية للتفاوض على المنطقة، وهذا الملف وُضع الآن جانباً. وإيران ستستخدم الاتفاق والقوة التي يعطيها لها، لتعزيز دورها في المنطقة. الغرب يعتبر أنّه عندما تندمج إيران بالمجتمع الدولي، ونظراً إلى حاجتها للاستثمارات الأجنبية، لا يمكن لها أن تكمل في «دعم الإرهاب»، إنّما ينبغي عليها أن تدخل في حلول في المنطقة. لكن من الصعب تحقيق هذا التوقع على المدى المنظور، إذ من المؤكد أنّ إيران ستقوى، ومن الصعب أن تتراجع عن تصلّبها مثلاً في موضوع الرئاسة اللبنانية، أو انخراط «حزب الله» في القتال في سوريا. كما أنّها لن تتساهل في مسألة إزالة رئيس النظام السوري بشار الأسد، فطهران طلبت قبل إنجاز الاتفاق النووي من روسيا تمويل الأسد التي فعلت ذلك. الموضوع الاساس هو أنّ رفع الحظر المالي وبدء إزالة العقوبات سيباشران بعد نحو ستة أشهر، والأموال التي ستسترجعها إيران والدور الذي ستؤدّيه هذه الأموال، معطوفاً على علاقاتها الدولية الجديدة، قد يزيد من نفوذها.

لكن الغرب في المقابل، وفقاً للمصادر، لن يتساهل في إبقاء الرئيس الأسد في منصبه في سوريا، كما لن يتساهل في إزالة «حزب الله» عن لائحة الإرهاب، لمجرد توقيع الاتفاق. أي أنّه لن يتساهل في المواقف التي يدعمها، ومن ضمن الاتفاق ستزال كل العقوبات عن إيران باستثناء ما يتصل بالتهديد الإرهابي وبالأزمة السورية. إذ ستبقى العقوبات سارية. وإذا أرادت إيران استقطاب الاستثمارات الخارجية فيأمل الغرب أن يكون معلوماً لديها أنّه من الصعب عليها أن تستثمر في دعم أعمال يعتبرها هو إرهابية.

وإذا أصبحت إيران أقوى بعد الاتفاق فسيزيد ذلك الصراع في المنطقة في المرحلة المقبلة، وستقدم بالتالي، التمويل الإضافي للميليشيات الحليفة لها في لبنان واليمن والعراق وللنظام السوري. كذلك ستعمد بالتوازي إلى تحسين وضعها الداخلي اقتصادياً. إلاّ إذا وضع الحرس الثوري يده على الأموال ومنع الرئيس حسن روحاني من القرار في ذلك، وعمل على إضعافه، وهذا الأمر يحسمه تطوّر الوضع الداخلي الإيراني. إيران في خضم زيادة نفوذها، لكن هذا لا يعني أنّ الغرب سيقف مكتوف اليدين ازاء ذلك. وهو سيعمل لمنعها من السيطرة على المنطقة. لكن في خضم ذلك يتوقع مرحلة من تأجج الصراع وليس فترة حلول. لكن الأمر لا يعني أن هناك «ديل» معيناً لسيطرة إيران على المنطقة، هناك أطراف كثيرة في العالم ستكون ضدّ زيادة نفوذ إيران، لا سيما الغرب وإسرائيل والخليج.

وفي انتقاد خامنئي للقرار الصادر عن مجلس الأمن، فهو كأنّما ينتقد الاتفاق، لأنّ القرار يمثّل الاتفاق. إنّها خطوة في اتجاه إضعاف فريق روحاني والإصلاحيين. وإذا استمر الأمر، فقد لا يسمح لروحاني بتوفير الأموال للإصلاح الاقتصادي الذي انتُخب على أساسه وفاوض على اساسه. كميّة الأموال التي ستتوفر من إيران لدعم حلفائها في المنطقة، مرتبطة بالقرار الداخلي الإيراني، وإذا أضعف روحاني فسيقوم الفريق المتطرّف بالتصرّف بالأموال في المنطقة كما يشاء.

في كل الأحوال، إيران ستعزّز دورها في المنطقة على الأقل في المرحلة المقبلة. لكن لن تكون هناك هيمنة إيرانية نهائية، لأنّ الأطراف الدولية والاقليمية المتضررة من ذلك لن تسمح به. الصراعات في المنطقة بعد حل النووي، ستبقى مثلما هي. والأموال التي ستصرفها إيران على التسلح، قد تكون هناك جهات اخرى تصرف أكثر منها على مشروعها المضادّ لإيران، وبحسب المصادر، هناك دول تصرف على التسلح عشر مرّات المبلغ الذي تصرفه إيران لهذه الغاية. وإسرائيل أيضاً تصرف أكثر من إيران على التسلح. إنّها تصرف بنحو ملياري دولار أكثر من إيران على ترسانتها. إيران كقوة عسكرية ليست قادرة ان تسيطر على المنطقة. لديها الميليشيات، وهي ستستمر في مساعدتها، لكن ليس بفارق ضخم يؤدي الى تغيير المعادلات في المنطقة. إنّما في الوقت نفسه لا حلول مرتقبة. وليس صحيحاً ما يتم توقعه إيجاباً، ان الحلول ستتوافر في اليوم التالي للاتفاق النووي. إذ سيبقى وضع لبنان بلا رئيس مثلما هو في المرحلة الراهنة، كما ستبقى أوضاع كل من سوريا والعراق واليمن، بالتوازي مع زيادة مساعدات للميليشيات التابعة لإيران في المنطقة. مع الإشارة إلى أنّ إيران لم توقف تزويد حلفائها بالأسلحة على الرغم من الحظر عليها. هناك ترقب لجولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في المنطقة، وما إذا ستحصل اتصالات حول حوارات غربية مع طهران بالتوازي بالنسبة إلى حلول في المنطقة. الغرب على الرغم من التصريحات يعتقد ان على إيران أن تدخل في حلول وسط، وانّ الأمور ستتطوّر في هذا الاتجاه. كما أنّ الأنظار متجهة لبداية سنة 2016 حيث يتوقع بدء تطبيق الاتفاق النووي وانعكاساته عملياً على الوضع الداخلي الإيراني وعلاقة إيران بالمنطقة.

 

حرب بديلة؟!

علي نون/المستقبل/26 تموز/15

أنهى «إتفاق فيينا» مشروع القنبلة النووية الإيرانية، وأنهى معه أي مشروع إسرائيلي لعسكرة المواجهة مع طهران.. بل إنّ الاتفاق في ذاته، وُضِعَ، لأنّ واشنطن، (في عهد جورج دبليو بوش كما في عهد مستر أوباما)، وَضَعت الحلول العسكرية على الرفّ، وفرضت على إسرائيل الأمر ذاته.ويدفع الاستطراد المولود من مناخات هذا الاتفاق، إلى تعزيز فرضية ابتعاد الطرفَين المعنيَّين به، عن الدخول في مواجهة ميدانية مباشِرة.. وذلك في كل حال، لم يحصل في ذروة الاشتباك الأمني (الإرهابي) والسياسي والإعلامي والعقابي بينهما، ومن المنطقي بالتالي، افتراض ابتعاده أكثر فأكثر، بعد الاتفاق، حتى مع الأخذ تماماً بكل الضجيج المتبادَل عن استمرار الخلافات في شأن القضايا الاقليمية المتفجِّرة... ومصطلح «القضايا الاقليمية المتفجِّرة» المطّاط هذا، ليس في الواقع، سوى التكثيف التحريفي الإعلامي البارد لسلّة الأزمات والحروب والفتن التي رعتها وترعاها طهران في سبيل طموحاتها الامبراطورية، والتي تصاعدت «للمفارقة» بعد إتمام التأكّد من انتهاء أحلام إسرائيل التوسّعية والبدء في الرحلة الطويلة لترسيم حدودها، من داخلها وليس من خارجها، أو على حساب هذا الخارج. غير أنّ حديث الخلافات المستمرّة حول حرائق المنطقة، من اليمن إلى سوريا، يعني شيئاً بالنسبة إلى واشنطن، وشيئاً آخر بالنسبة إلى إسرائيل: إذا كانت الأولى تعوّل على الاستثمار في المناخات الإيجابية التي أنتجها اتفاق فيينا وتوسيع دائرتها باتجاهات داخلية إيرانية متّصلة بتركيبة السلطة، وخارجية باتجاه العنوان الجذّاب الخاص بـ»محاربة الإرهاب»، فإنّ الثانية، أي إسرائيل، تفترضه حمّال فرص لها لـ»تعويضها» عن خسارتها الخيار العسكري في مواجهة المشروع النووي.. وهذا «التعويض» يضع خطّاً أحمر إزاء إيران، لكنه يتحوَّل إلى الاخضر إزاء ما تعتبره «مخاطر استراتيجية» تهدّد «أمنها» وتحديداً من جهة «حزب الله» وترسانته الصاروخية. وبهذا المعنى، قد تجد حكومة المجانين في إسرائيل التوجُّه إلى ما تعتبره ضرباً لأذرع إيران في لبنان «تعويضاً» مناسباً لها عن منعها من التعرُّض لإيران نفسها! ومقوّمات ذلك التوجّه متراكمة على مدى السنوات التي تلت حرب العام 2006، والتي لم تكف العسكريتاريا الإسرائيلية خلالها لحظة واحدة عن النفخ في «المخاطر» التي تتهدّدها من حدودها الشمالية مع لبنان. ما ساعدها على ذلك، في كل حال، هو أنّ «حزب الله» نفسه ساهم ويساهم في مراكمة تلك المقوّمات، من خلال تعرية وتحطيم شعاراته، وتشويه سمعته في سوريا أساساً، وفي العراق واليمن والبحرين فرعاً.. عدا استمراره في اعتماد أداء استفزازي انقسامي مُنفّر على الصعيد الداخلي اللبناني. في مقابل هذا الافتراض المركّب، هناك افتراض آخر، بسيط ومنطقي: لماذا تتورَّط إسرائيل في حرب خطيرة ومُكلفة مع «حزب الله» تحت حجّة الحدّ من أخطاره عليها، طالما أنّه يتكفّل بنفسه في حرق نفسه، وصورته و»مقاومته» في سوريا وفي الوجدان العربي والإسلامي العام؟.. وطالما أنّ سياسات إيران، في ديار العرب والمسلمين، قدّمت ولا تزال تقدّم، «خدمات» ما كانت تحلم بها إسرائيل وغيرها؟!

 

الجيل الجديد لحزب الله : طليعة ميليشيات الشرق الأوسط

 سلام حرب/موقع 14 آذار/26 تموز/15

لا ريب أنّ القتال الدائر فيالشرق الأوسط قد فرض على حزب الله تغييرات عميقة بعد أن تحول إلى لاعب إقليمي يشارك في صراعات على مستوى المنطقة بأوامر من ايران. بفعل هذا التبدّل الاستراتيجي، نقل حزب مراكز عملياته الرئيسية المتمركزة في وقت سابق قرب الحدود الاسرائيلية اللبنانية إلى الداخل السوري ، وكذلك الى العراق واليمن.

عقيدة قتالية جديدة بدأت تظهر في أوساط القيادات العسكرية للحزب بفعل الواقع الجديد الذي بدأ في سوريا وقد لا ينتهي في اليمن؛ يصف الحزب نفسه بأنّه يمثل الآن "رؤيا طليعية ليكون على رأس جميع الألوية العسكرية التابعة للولي الفقيه ومدرسة لمن يرغب بتعلم مهاراته" اي بعبارة أخرى أن يقود الميليشيات المدعومة من إيران أخرى وليؤدي الدور الموكل إليه كفيلق أجنبي Légion étrangère أو مجموعة مرتزقة تدافع عن المجتمعات الشيعية وتوسّع النفوذ الإيراني في المنطقة. التزامات حزب الله الإيرانية باتت محسومة على حساب أي التزام لبناني برغم عدم التقاء المصالح الايرانية واللبنانية في أغلب الملفات. ومع هذا، ومن خلال التقية والباطنية أحياناً، والصلف والمكابرة أحيانأً أخرى، يستكر الحزب بتمرير السياسة الايرانية في لبنان وما حوله.

يمكن وصف حزب الله بعقيدته الجديده بأنّه الجيل الثالث؛ فبعد الجيل المؤسس الذي قاتل المحتل الإسرائيلي وعملائه طوال عقدين حتى العام 2000 والذي كان متأثراً بفكر الخميني مباشرة والعداء المطلق للغرب، جاء الجيل التالي الذي شارك في أنشطة عسكرية في العراق المحتل وصولاً الى حرب تموز 2006 وما سبق ذلك وما لحق من الدعم المقدم لحركة حماس والجهاد الاسلامي وللحوثيين وحتى للمليشيات التي شاركت في أيار 2008 في لبنان. أما مع العام 2011، أي بداية الثورة السورية، فقد ظهر جيل جديد من حزب الله يمتلك أنواع أحدث من الأسلحة البرية والجوية والبحرية، وتقنيات متقدمة كانت ضرباً من الخيال فيما سبق وربما حكراً على الإسرائيلي. للجيل الثالث قادته وعناصره اليافعين وعلى رأسهم جهاد ومن ثم مصطفى عماد مغنية، وأيضاً علي أحمد يحيى، الذي سقط بعد والده الشيخ "أبو ذر" الذي سقط خلال تحرير رشاف عام 2000، بينما سقط الإبن خلال القتال في سوريا، وشتان بين المقتلين. لهذا الجيل أيضاً نوع إضافي من الأعداء هم من يسميهم "التكفيريون" والذي يحاول إعلامه ان يبرر قتاله لهم بأنهم أعداء مشتركين مع الغرب والعالم أجمع! فالحزب الذي كان يعمل جاهداً للتكتم على قتلاه واصاباته قدر الامكان فيما عدا هؤلاء الذي يسقطون في مواجهة "اسرائيل"، بات الآن وفق العقيدة الجديدة أكثر "وقاحة" في تبجيل القتلى والمشاركة في القتال.

الإسرائيليون يهيئون أنفسهم لأي خرق لجبهتهم من خلال الأنفاق ومن خلال الأجسام الطائرة المفخخة، ولكنهم أكثر راحة بطبيعة الحال خصوصاً أن العقيدة الحالية لحزب الله وضعت مسلكاً مغايراً لـ"طريق القدس" يمر عبر جميع المدن السورية التي لا تخضع لبشار الأسد، وربما لعدن التي خسرها الحوثيون. كما هو الحال في العراق، وقد ارسلت حزب الله سوى عدد قليل من المدربين من ذوي المهارات العالية والمقاتلين إلى اليمن ومنهم خليل حرب، وهو مسؤول رفيع المستوى وعلى جانب كبير من الخبرات الأمنية، بالإضافة الى أبو علي الطبطبائي لرفع المستوى التدريبي للحوثيين مقابل التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والتي يخطط الحزب لاستدراجها الى حرب عصابات.

ومن باب "الانصاف" إن جاز قول ذلك، ووفق ما نقله العديد من المطلعين على مجريات المسائل الداخلي في الحزب، فإنّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد "قاوم" في بداية الأزمة السورية إرسال مقاتليه إلى سوريا لدعم بشار الأسد، على الرغم من الطلبات المتكررة من القادة الإيرانيين. وقد شارك نصرالله برأيه غالبية قادة الحزب خشية "تقويض مكانتهم الداخلية في لبنان، ظهورهم كمشاركين في السوريين السنة وخوفهم من استغلال اسرائيل لهذا الوضع للأخذ بثأر حرب تموز 2006". إذعان نصرالله للإملآت الإيرانية جاء متدرجاً مع اصرار المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي على ذلك. غير أنّ المعلومات المسربة تشير الى توجس الأمين العام من "أستبداله بشخص آخر أو مجموعة تدين بولاء أكبر لإيران وخصوصاً من المحيطين به والذين شحعوه على رفض التدخل في سوريا ليتبيّن أن لهم علاقات مباشرة مع الإيرانيين لا تمر من خلال السلسلة القيادية للحزب".

محصلة التدخل في سوريا وغيرها ومن خلال مايقارب من 8 آلاف مقاتل، قد ضمنت لحزب الله تحوله علنياً إلى قوة طائفية إقليمية ووضع هيكلية كفيلة بتنفيذ ذلك منها تشكيل قيادتين جديدتين على الأقل تابعتين للحزب أولها في الداخل السوري والثانية على الحدود اللبنانية مع سوريا منذ عام 2013 كان ولا زال لمصطفى بدرالدين الموقع الأول بادارتهما. دفع الحزب الثمن غالياً معركته التي يعتبرها وجودية في سوريا بعد أن كانت هجفها بداية هو دعم نظام الأسد. هذا الأمر ما يؤكده تكتمه على الأرقام: فقد سقط للحزب مئات القتلى الذين تجاوزوا الألف، كما أن هناك آلاف الجرحى والاصابات الخطيرة، وكذلك مقتل قيادات متمرسة منها فوزي أيوب وغيره. وتنقل مصادر مقربة من حزب الله أنه من الأثمان التي كان على الحزب تكبدها هو اضطراره الى "تطويع" مئات العناصر بسرعة كبيرة لسد النقص الحاصل ما انعكس خروقات أمنية شديدة نظراً لعدم قدرة جهاز المكافحة والأحوال وغيره من القطاعات الامنية في الحزب من التحري الدقيق عن خلفية "المتطوعين" الجدد. كما أن هؤلاء "المتطوعون" اندفعوا الى الجبهات بفعل الحوافز المالية بالدرجة الأولى مع تراجع القناعات العقائدية الى حدّ كبير. وإن كانت العقيدة لا يمكن ان تفوز وحدها بالمعارك من دون مال، فإنّ المال وحده لن يضمن النصر.

 

لبنان: عندما تختصر «الزبالة» أزمة وطن

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط/26 تموز/15

أذكر من أيام الشباب شكوى اللبنانيين من أن «كل شيء في لبنان زفت (إسفلت) إلا الطُّرُق!». تلك الأيام يحنّ إليها اليوم مَن هم في مثل سنّي، الذين ما زالوا يتذكّرون ذلك الزمان الجميل على الرغم من «الزفت».. لأننا بتنا في وضع «أزفت». كنا حينذاك نشكو ما نسميه «الطبقة السياسية» وننتقد «الإقطاع السياسي» و«الزعامات التقليدية» من دون أن ندري ما ينتظرنا في الآتي من الأيام.. لم نكن نتصوّر – مثلاً – أن يدعي شخص ما الحق الحصري بتمثيل المسيحيين، بعدما كانت الساحة المسيحية تتسع لتنافس إميل إده و«كتلته الوطنية» وبشارة الخوري و«كتلته الدستورية»، وكانت هاتان الكتلتان تتسّعان لممثلي مختلف الطوائف. وفيما بعد، كانت الساحة المسيحية رحبة بما فيه الكفاية ليس فقط للرئيس فؤاد شهاب والبطريرك بولس المعوشي، بل لتنافس «الأقطاب الثلاثة الكبار» كميل شمعون وبيار الجميل وريمون إده. بل حتى إبان الحرب اللبنانية، وسعي بشير الجميل «لتوحيد البندقية المسيحية»، ظل هناك مسيحيون يقودون أحزاب «الحركة الوطنية» بيسارييها وعروبييها، رافضين التسليم باحتكار «اليمين» الوجود المسيحي كله.

وما كان المشهد مختلفًا في الجانب المسلم. إذ كان الميدان السنّي مفتوحًا أمام «التعدّدية»، وما كان بمقدور أي زعيم سنّي ادعاء السعي لاحتكار العروبة والوطنية والاعتدال الإسلامي. وكانت «التعدّدية» أوضح في الطائفة الشيعية، سواءً في البقاع أو الجنوب ولم تتمكّن زعامة واحدة من احتكار الحلبة السياسية. وعلى صعيد الموحّدين الدروز كانت «الثنائية» أصلاً سمة موروثة من باطن التاريخ العربي والانقسام القديم القيسي واليمني، واستمرت لاحقًا تحت مختلف التسميات.

اليوم، بينما تكاد بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية تختنق تحت ثقل تلال النفايات أو «الزبالة»، غدا من الممكن اعتبار «زفت» الماضي الجميل نعمةً حقيقية.. مقارنةً بـ«زبالة» الحاضر البائس!

بالأمس طلب وزير البيئة، وهو رجل طيب وعاقل، من اللبنانيين مهلة بضعة أشهر لإيجاد مطامر نفايات مناسبة لحل «أزمة الزبالة»، لكنه نسي – على ما يبدو – أن أزمة وجودية تعصف بالوطن ما زالت مستعصية على الحل بعد مرور أكثر من سنة عليها.

نسي أو تناسى الوزير أن الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية تجاوز سنة كاملة بسبب إصرار نائب اسمه ميشال عون على احتكار التمثيل المسيحي، وممارسة شعاره القديم «الحرية والسيادة والاستقلال» في بلد صار بجهده الشخصي.. أبعد ما يكون عن الحرية والسيادة والاستقلال! النائب عون يعتبر أنه وحده «الضامن» لحقوق المسيحيين، ووحده «الدرع الواقية» لهم ضد «الداعشية السياسية». كما أتحفنا أخيرًا صهره وزير الخارجية، مع أن منطق الأشياء يقول إنه في دولة أنشئت أساسًا بناء لرغبة المسيحيين ولطمأنتهم.. لا ملاذ للمسيحيين إلا بالدولة. نعم «الدولة» بمؤسساتها وسيادتها هي الملاذ، وليس «الحرس الثوري الإيراني» الذي يتستر بـ«حماية الأقليات» في حرب إبادة خرقاء يخوضها «على حسابه»، ومن أجل نفوذه، ضد محيط متلاطم من الإسلام السنّي يمتد من إندونيسيا إلى غيانا!

اليوم عندما يعطّل النائب عون آليات عمل «الدولة»، وينكأ صهره من داخل مجلس الوزراء جروح الطائفية البغيضة، لبيع أتباعه في الشارع المسيحي انتصارات وهمية يحققها «البطل المنقذ»، فإنه يراهن على سذاجة أولئك الذين لا يريدون الإقرار بأن حزب الله – الفرع اللبناني لـ«الحرس الثوري الإيراني» – هو ضابط الإيقاع الحقيقي والقوة المحرّكة والضاغطة في «تحالف» وهمي غير متوازن غايته تغطية مشاريع هيمنة أجنبية على مستوى الشرق الأوسط. ثم إن «عونيي» الشارع المسيحي يتوهّمون أن حزب الله يجهل، أولاً، ماضي عون السياسي، وثانيًا، أنه مستعد لتسليم «الجنرال» الحكم الفعلي في لبنان. في حين أن الحزب يعرف تمامًا خلفيات «الجنرال»، وأن هدف الحزب الاستراتيجي هو الهيمنة المُطلقة على لبنان، ومن ثم ربطه بكتلة الهيمنة الإيرانية الممتدة من إيران إلى البحر المتوسط مرورًا بالعراق وسوريا. من سوء طالع الشارع المسيحي اللبناني أن الظروف العامة في المنطقة خدمت حتى الآن، ولو ظاهريًا، المخطط الإيراني. وبالتالي، بدلاً من محاسبة عون ومن راهنوا رهاناته، ثمّة من يهمس بأن الرجل «رؤيوي» و«حكيم»، ورهانه على الاتفاق الأميركي – الإيراني ضد «السنّية السياسية» في محله. غير أن واقع الأمور لا يذهب بالضرورة في هذا الاتجاه. إذ ما زال من المبكّر الجزم بتفاصيل اتفاق واشنطن وطهران على الصعيد السياسي، ولا سيما أن في المنطقة لاعبين مؤثّرين ستجد واشنطن نفسها مضطرة لتحاشي تحدّيهم.

ثم إن حجم «السنّية السياسية» ومرونتها وقدرتها على التأقلم، إقليميًا ودوليًا، حقائق لا تختصرها ظواهر مثل «داعش» أو أمثال هذا التنظيم من الجماعات المتطرّفة المشبوهة التي ترفع ألوية الإسلام زورًا. أضف إلى ذلك أن واشنطن تدرك في قرارة نفسها أنها تجازف بالكثير إن هي اختارت طريق المواجهة في الشرق الأوسط.. وهي التي كانت قد برّرت كل تنازلاتها الأخيرة برغبتها بتسوية المشكلات وتخفيف التوتر والخروج من أماكن التورط العسكري المكلف. وبطبيعة الحال، في لبنان، وبالأخص من مناصري عون و«عروبيي» الأسد و«طائفيي» حزب الله، مَن ينسى أنه إذا كانت إيران دولة يحكمها نظام ديني أمني رأسه «الولي الفقيه» وفي صلب بنيته ميليشيا «الحرس الثوري»، فإن الولايات المتحدة دولة ديمقراطية تقوم على مبدأ تداول السلطة. وهذا يعني أن رهن مصير الوجود المسيحي، بل والأقلياتي المشرقي كله، بتفاهم بين «الولي الفقيه» ورئيس أميركي دستوري له فترة رئاسية محددة.. مغامرة كارثية حقًا. في أي حال، ثمة من يربط ارتفاع نبرة «الجنرال» وأتباعه خلال الأيام الماضية بورود تقارير من طهران بالذات تفيد باستعداد القيادة الإيرانية جديًا للتفكير بأحد ثلاثة أسماء مطروحة لرئاسة الجمهورية في لبنان، ليس بينها اسم عون! هذا تطوّر إيجابي، ولعله يحل أزمة لبنان مع رجل طارئ على السياسة، وقد يسهّل العمل الحكومي ويريح اللبنانيين من «الزبالة»، لكنه حتمًا لن يحل أزمة الوطن مع ذهنيات مريضة.

 

سوريا والخيارات السيئة

طارق الحميد/الشرق الأوسط/26 تموز/15

نحن أمام حدثين سياسيين متناقضين في سوريا كلاهما يظهران استمرار الخيارات السيئة تجاه الأزمة السورية، إقليميًا، وعربيًا، وبالطبع دوليًا؛ الأول هو شروع تركيا في عملية عسكرية على الأراضي السورية، والثاني إعادة الحكومة التونسية لعلاقاتها الدبلوماسية مع النظام الأسدي!

فبعد تماهٍ تركي مع الجماعات الإسلامية بسوريا، والتغاضي عن «داعش» طوال العامين الماضيين، قررت تركيا الشروع بعملية عسكرية ضد «داعش» مبررة ذلك بأن بشار الأسد «إما غير قادر أو غير مستعد لمواجهة تلك الجماعة الإسلامية المتطرفة»، مع ملاحقة الأتراك أيضًا للمتشددين الأكراد، لكن دون التزام تركي حقيقي بدعم المعارضة السورية المعتدلة، وتحديدًا الجيش الحر؛ مما يعني أن تركيا مستمرة بارتكاب نفس أخطاء التحالف الدولي الذي يضرب «داعش» دون تعزيز حقيقي للمعتدلين السوريين، الجيش الحر، وكذلك في العراق، حيث يستمر تجاهل السنة المعتدلين، والمغيبين سياسيًا، وعسكريًا! وعليه، فنحن أمام تحرك تركي بسوريا، لكن دون اتخاذ موقف حقيقي ضد الأسد، وإنما تدارك لإهمال الأتراك مع الجماعات الإسلامية هناك، كما أننا أمام خطأ سياسي تونسي فادح من خلال إعادة العلاقات الدبلوماسية مع مجرم دمشق، رغم كل جرائم الأسد المختبئ في دمشق تحت حماية إيران، وميليشياتها الشيعية، ورغم تشريد ملايين السوريين. فالأتراك يتحركون الآن دون ضغط حقيقي على الأسد الفاقد السيطرة على جل سوريا، والتوانسة يعيدون العلاقة مع الأسد بدلاً من اتخاذ إجراءات كفيلة تمنع انضمام التوانسة لـ«داعش»، حيث يقاتل بصفوف التنظيم المتطرف أكثر من ثلاثة آلاف تونسي! وكل ذلك يقول لنا إن لا رؤية عربية حقيقية تجاه سوريا للآن، ورغم كل الدماء السورية، خصوصًا من قبل دولة يتغنى البعض بأنها أشعلت جذوة ما عرف بالربيع العربي؛ أي تونس، ولا رؤية إقليمية حيث يتحرك الأتراك عسكريًا دون رؤية حقيقية للحد من جرائم الأسد، ووضع حد لنهايته الحتمية، وذلك عبر تعزيز قدرات الجيش السوري الحر، وكذلك دون تعهد تركي، وبتنسيق عربي دولي، لإقامة مناطق آمنة على الحدود التركية - السورية لتمثل نواة حقيقية لوضع حد للنظام الأسدي المنتهي أصلاً. ولذا، فنحن أمام تحركات تكتيكية بالأزمة السورية، لا عمل يسير وفق رؤية استراتيجية للقضاء على الأسد، أو الشروع في تدشين عملية سقوطه! يحدث كل ذلك والمنطقة تعيش «دوار» الاتفاق النووي مع إيران التي تملك رؤية واضحة لما تريده بالمنطقة، وتعتمد استراتيجيتها على الحفاظ على النفوذ بسوريا، وليس الأسد بالضرورة، مع غياب الرؤية العربية والإقليمية بالمنطقة، وسوريا مثالاً، ولو من باب المصالح، طالما أن الجانب الأخلاقي غير مهم عربيًا، خصوصًا أن تونس الجديدة الديمقراطية تصالح المجرم الأسد! والرؤية العربية، والإقليمية، مطلوبة اليوم لوضع حد للتمدد الإيراني الذي تعد سوريا مركزه وغرفة عملياته، ولوضع حد لجرائم الأسد المترنح. ومع غياب تلك الرؤية، فإن كل الخيارات تجاه سوريا لا تزال سيئة للأسف!

 

خلاف الخليج مع الأميركان تفاصيل

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 تموز/15

البعض من السعوديين والعرب نظر بفرح أو غضب أو شماتة إلى الاتفاق الغربي مع إيران على برنامجها النووي، اعتبره انتصارًا كليًا لإيران، وهزيمة نهائية لدول الخليج. على رِسْلكم، نعم توجد أزمة وخلاف حقيقي إنما تفصيلي، والأرجح أنه لن يغير كثيرًا في العلاقات مع واشنطن. علينا أن نأخذ في الاعتبار مسألتين أساسيتين؛ ضخامة المصالح الخليجية مع الولايات المتحدة، وضآلة القدرات الإيرانية التي لا يمكن أن تحل محل أربع دول خليجية مهمة في علاقة المصالح، وهي السعودية والإمارات وقطر والكويت. هنا أناقش لماذا إيران ليست البديل عن الخليج، وذلك وفق نظرية المعادلة الصفرية، ما يكسبه خصمك تخسره أنت من رصيدك. إيران تنتج من النفط ثلاثة ملايين برميل في اليوم مقابل 15 مليون برميل يوميًا إنتاج جاراتها الأربع. وقدراتها الإنتاجية متهالكة بسبب الحصار التقني والاقتصادي، وستحتاج إلى أكثر من عشر سنوات حتى تصلحها وتضاعف إنتاجها! تقدير خبراء البترول أن إنتاجها، في عام 2020، وبعد تطوير إمكانياتها، سيزيد مليونًا فقط، أي سيصبح أربعة ملايين برميل. هذه أرقام حقيقية في حساب العلاقات الدولية ولا يفترض أن ننشغل بقراءة أخبار رحلات رجال الأعمال عن شركات السلاح والنفط والصناعة والبنوك لعقد صفقات ثمينة مع إيران استباقًا للانفتاح الموعود. بالنسبة لهم، إيران سوق إضافية وليست بديلة. ولن تكون المتاجرة معها بهذه السهولة بسبب مركزية الحكومة، وصراع مؤسسات الحكم على مداخيل البلاد. فالحرس الثوري، مثلاً، سعى للسيطرة على قطاعات إنتاج مهمة بما فيها المصافي البترولية. والنظام لا يزال ينظر بعين الريبة إلى الاتفاق، مثل دول الخليج، طبعًا لسبب معاكس. ففي طهران هناك من يتوجس من أن الاتفاق مؤامرة غربية لتغيير النظام من الداخل. وحكومة إيران، مثل دول الخليج، تعيش بنسبة ثمانين في المائة على مداخيلها من مبيعات النفط، وليس من صناعاتها أو زراعاتها!

وهناك مَن صوّر المائة وخمسين مليار دولار، التي ستحصل عليها نتيجة الاتفاق، كأنها كنز سيغير وجه إيران. أولاً، هي ليست مكافأة، بل أموال إيرانية كانت محجوزة ضمن العقوبات، ورفض الغرب إرجاعها إلا عندما يقبل الإيرانيون بالتفاوض نوويًا، وهذا ما حصل. ثانيًا، المبلغ ليس ضخمًا، فإيران تعاني من عجز وفقر مادي، ولديها بنية تحتية متآكلة نتيجة الحصار الطويل، تتطلب أموالاً أكبر من المبلغ المسترد. حتى طائراتها المدنية، نصفها لم يعد صالحًا للطيران، كما صرح أول من أمس مدير «إيران إير» وقال إنهم ينوون شراء مائة طائرة جديدة.

مهما انتقدنا الاتفاق، الحقيقة أن الغرب به ركع إيران، ودول الخليج لن تخسر، بل ستكسب لأنه يقيد الخطر النووي. ولو صدقت توقعات الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن إيران ستتغير بفعل الاتفاق، فهو، أيضا، في صالح دول الخليج، والمنطقة، والعالم، أن تتحول طهران إلى نظام مسالم. الخلاف والغضب الخليجي من الجانب الأميركي على التفاصيل، لأن الاتفاق كان يمكن أن يكون أكثر صرامة، ويقيد سياسة إيران العدوانية.

ما نراه حولنا دعاية إيرانية ضخمة تصور التراجع انتصارًا. رقص حكومة روحاني وحلفائها فرحًا لإقناع الجمهور الإيراني، والموالي له، أن إيران انتصرت في معركة الخمسة والثلاثين عامًا ضد الغرب. وهذا ليس صحيحًا حتى الآن. النظام فاوض وجمد ووقع لأنه يحاول أن ينجو من مصير الدول المماثلة له. لقد عوقبت ليبيا اقتصاديًا فتآكل نظام القذافي وتهاوى مع أول انتفاضة ضده. وعوقبت سوريا اقتصاديًا حتى ضعفت وتقزم النظام في مواجهة الربيع العربي. وسبقه نظام صدام العراق، حيث استسلمت بغداد في أسبوع واحد. ولا ننسى الاتحاد السوفياتي، الذي بسبب الحصار أنهك حتى سقط، وتفكك إلى إحدى عشرة جمهورية عام 1991.

ومع أن الحكومة الأميركية استعجلت، وكان بإمكانها الحصول على تنازلات أفضل، إلا أن الاتفاق بذاته انحناءة بزاوية تسعين درجة من نظام طهران، الذي كان يرفض تمامًا، في الماضي القريب، أي إيقاف أو تجميد أو اشتراطات على مشروعه النووي، وكان يعتبرها خيانة في حق الأمة. النظام أنفق مليارات الدولارات على برنامجه النووي الذي كلفه أكثر، لأنه يعمل ويتعامل بالسرية، وخسر بسبب عقوبات عليه فرصا اقتصادية ومالية رهيبة. وتدهور اقتصاده في عملته قبل عامين، حتى صار الدولار حاليًا يعادل 25 ألف ريال إيراني!

أدرك النظام أنه لن يعيش طويلاً نتيجة تدهور مداخيله والحصار عليه، فجاء بروحاني المعتدل رئيسًا، ليبدأ تنازلاته مع الغرب قبل السقوط، وخصوصًا بعد أن رأى مصير الأنظمة المشابهة له مثل صدام والأسد والقذافي. الأشكال الوحيد أننا لا نعرف إن كان النظام يمارس مسرحية كاذبة تعطي الانطباع بأنه قرر أن يتغير ويلحق بركب العالم، الأكيد أنها شجعت الإدارة الأميركية على إبرام اتفاق يحفظ لحكومة إيران ماء وجهها، أمام مواطنيها، بأن الصفقة لا تلغي النووي، بل تؤجله.

نحن نعتقد أن واشنطن كان بإمكانها الانتظار حتى تحصل على اتفاق يعطل سياستها العدوانية وليس برنامجها النووي فقط، ومن الواضح أن طهران كانت مستعدة لو استمر الضغط عليها، إلا أن البيت الأبيض مستعجل في الحصول على اتفاق يعتقد أنه يفي بالمطلوب، وأنه قادر على تغيير سلوك إيران لاحقًا. ماذا عن علاقة الخليجيين بالولايات المتحدة؟ هل كان التحالف معها خطأ منذ البداية؟ غدًا، البقية.

 

الحرس الثوري الإيراني يقود انقلابا في العراق

داود البصري/السياسة/26 تموز/15

بعد الخسائر البشرية الموجعة لجماعة الحشد الشعبي في معارك الفلوجة والأنبار وغربي العراق , اطلقت بعد سلسلة من التصريحات والتهديدات اللفظية من قبل قادة ذلك الحشد وفي طليعتهم الإرهابيان أبومهدي المهندس وهادي العامري والإرهابي “العصائبي” قيس الخزعلي , جميعها تصب في مجرى السخط على العملية السياسية , وتعرب عن النوايا الصريحة والمكشوفة بقيادة عملية تغيير جذرية عسكرية وسياسية ضد النخبة الطائفية الحاكمة عبر إزاحتها والسيطرة على مقاليد الحكم في العراق , بعملية قد تكون إنقلابا عسكريا ميليشياوياً مدعوماً إيرانيا وبتخطيط من قيادة الحرس الثوري الإيراني التي تحاول جاهدة تعزيز قبضتها الأمنية والستراتيجية على المواقع التي هيمنت عليها في دول الشرق الأوسط, كالعراق وسورية ولبنان.

فالحرس الثوري اليوم بات يسيطر على قواعد ومرتكزات ومواقع مهمة في الشرق القديم, وفي دوله المركزية كالعراق وبلاد الشام, ومنها يتطلع إلى تفعيل خلاياه السرية والكامنة في دول الخليج العربي , خصوصا إن إنهيار النفوذ الإيراني في اليمن بعد عملية عاصفة الحزم قد جعل من عدوانية الحرس الثوري هي المتغلبة في النظام الإيراني الذي يعاني من إنقسامات داخلية حادة زادتها شراسة حجم الضربات الموجعة التي تلقاها الإيرانيون وحلفاؤهم وعملاؤهم في الشرق, ففي سورية وبعد تضعضع النظام وإنهيار روحه المعنوية بعد سلسلة الهزائم المروعة تحول الإيرانيون ليكونوا هم الطرف الأول في الحرب الشرسة الدائرة هناك, وها هو علي أكبر ولايتي المستشار الستراتيجي للولي الإيراني الفقيه يصرح علنا عن أهمية الدور الإيراني في دعم أنظمة العراق والشام و”حزب الله” في لبنان, وكذلك عصابات الحوثي في اليمن.

مالم يقله علنا ولكن يعرفه القاصي والداني هو ذلك الدور الخبيث في دعم المخربين في البحرين, وبقية الخلايا السرية الطائفية في الخليج العربي, كالسعودية والكويت, وفي العراق اليوم تدور رحى معركة كبرى حول مصير ومستقبل النفوذ الإيراني فيه في ظل التحديات الداخلية الشرسة وإتساع حجم النفوذ الإيراني من خلال تشكيلة الميليشيات المتنوعة التي ظهرت في الساحة العراقية, وبأسماء متنوعة وخرافية ومذهبية في دلالاتها وطبيعتها, وسحبها للبساط من تحت أقدام القيادة العسكرية العراقية ووزارة الدفاع التي توارى تأثيرها في ظل قعقعة السلاح والضغوط الإيرانية الهائلة, وحجم المستشارين الحرسيين وإرتفاع وتيرة الحرب الطائفية القذرة, وتصاعد عمليات التطهير الطائفي في المدن العراقية المنكوبة بحروب “داعش والغبراء” , ففي محافظة ديالى المتوترة بالحرب والموت والدمار مؤشر مستقبلي واضح على طبيعة المستقبل العراقي المظلم في ظل فوضى الميليشيات والطوائف المتصارعة.

حجم الغضب في أوساط التيار الإيراني في العراق قد بلغ القمة بعد الفشل في تحقيق أي حسم حقيقي لصالحهم وإستمرار النزيف القاتل لقيادات الحرس الثوري وأتباعهم المدربين والحلفاء من قيادات الحشد التي باتت طهران تقيم سرادقات العزاء لهم وبحضور المسؤول عن العراق قاسم سليماني , عدم نجاح المشروع الإيراني المذهبي في العراق جعل قيادات الإرهاب الإيراني من العراقيين كالمهندس والعامري يشعرون بالحنق ويطالبون الحكومة بإستحقاقات ومطالب متناسبة مع خسائرهم , الإنقلاب الميليشياوي في العراق ليس مجرد إحتمال, بل أنه حقيقة ميدانية تنتظر الفرصة المناسبة والظروف الملائمة, الوجود الإيراني في العراق ليس مجرد حالة عابرة , بل أنه مبرمج لليوم الموعود, وهويوم الإنقلاب السياسي والعسكري التام الذي يلغي الوضعية السياسية القائمة, ويفرض على العراق لوناً طائفياً واحداً ومركزياً, ويحقق هدف إلحاق العراق كتابع ذليل لدولة الولي الإيراني الفقيه , لذلك ليس مفاجئا بالمرة أن يصحوالعراق ذات يوم والشعب يستمع للبيان الإنقلابي والقيادة العراقية الجديدة التي تجعل من هادي العامري رئيسا للجمهورية, وأبو مهدي المهندس رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة, وبحماية الحرس الثوري… إنه الاحتمال الأرجح والمتوقع في عراق يراد له أن يكون عراق العجم.

 

أنقرة غير مخلصة في حربها على «داعش»

حازم الامين/الحياة/26 تموز/15/

الأرجح أن الحرب التركية على «داعش» بدأت. هذا القول، الذي قد ينطوي على بداهة بعد إغارة طائرات تركية على مواقع التنظيم الإرهابي في شمال سورية وشرقها، إنما ينطوي بالفعل على قناعة بأن هذه الحرب ما كانت قبل اليوم قناعة أو ممارسة لدى حكومة أنقرة. لا بل أكثر من ذلك، فالوقائع تؤكد أن تركيا تغاضت عن حقيقة توسع التنظيم داخل سورية عبر حدودها، وعن رفده بمقاتلين أجانب كانت رحلتهم من بلدانهم إلى سورية عبر تركيا نزهة سهلة.

ثم إن هدنة سنوات بين «داعش» وأنقرة كانت سائدة وتجلت في غير محطة ومكان. فالدولة الوحيدة التي نجحت في مبادلة رعايا مخطوفين لدى «داعش» كانت تركيا (أفراد القنصلية التركية في الموصل)، كما تولت أنقرة التوسط لمختطفين غير أتراك لدى التنظيم ونجحت في أحيان كثيرة في إطلاقهم. وإلى اليوم يستمر خيط رفيع من العلاقة، فالتنظيم لم يسارع إلى تبني تفجير سروج، خلافاً لما فعل في تفجيرات أخرى في العالم لم تكن له يد فيها أصلاً، وتردده في تبني التفجير على رغم ترجيح وقوفه وراءه يقول إنه ليس بصدد قطع شعرة معاوية مع أنقرة. آلاف المقالات والدراسات كانت خلصت إلى أن هذه الحرب آتية لا محالة، وأن التغاضي التركي سيرتد على أنقرة. الدروس كثيرة وأنقرة اختبرتها على نحو لا تخطئه العين ولا العقل، بدءاً من باكستان راعية «القاعدة» وضحيته لاحقاً، وصولاً إلى النظام السوري المستمر في توظيفه عنف «داعش» لكي يستعيد أنفاساً يبدو أنه لن يستعيدها. لكن الحرب التركية على التنظيم الإرهابي انعقدت اليوم على معضلة تركية أخرى سيجد التنظيم فيها فرص توظيف واستثمار لا بأس بها، وستتخبط فيها حكومة أنقرة أيضاً، وهي أن «داعش» قرر أن أعداءه في هذه المعركة هم الأكراد على طرفي الحدود، وسيسعى بذلك إلى مخاطبة أكثر من حساسية. فهو سيجد بين العرب من يرغب في توظيف ضغينته القومية في هذه الحرب، ومن المرجح أن يستدرج أيضاً ضغائن تركية على هذا الصعيد. أما الحكومة التركية، التي يبدو أنها سارعت إلى إعلان الحرب تفادياً لاستثمار الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في ضائقة الأكراد المستجدة، فستجد نفسها في خندق لم تألف القتال فيه، أي أنها ستخوض معركة «الدفاع عن الأكراد» في مواجهة تنظيم ليست بريئة من نشأته وتضخمه.

تمتد الحدود التركية السورية على مسافة أكثر من ثمانمئة كيلومتر، ولـ «داعش» نفوذ على الكثير من النقاط الحدودية، ويقدر المراقبون الأتراك عدد عناصر التنظيم من المواطنين الأتراك بأكثر من ألفي مقاتل. وحتى الآن يبدو أن منفذي العمليات داخل تركيا أتراك. أما سنوات القتال في سورية، فأسست لبيئة تهريب واحتضان وتهريب وتجارة في الكثير من المدن التركية، لا سيما تلك القريبة من الحدود مع سورية. إذاً المهمة صارت معقدة ولم تعد تقتصر على عدو خارج الحدود. في الداخل ثمة عاملان يشتغلان لمصلحة التنظيم ويسهلان مهمته التركية: «العدو الكردي» ثم البيئة اللوجستية التي تأمنت خلال سنوات «الجهاد» في سورية. و «داعش» يملك خبرات في هذا النوع من الصراعات، فهو استورد تجارب «القاعدة» في علاقتها مع الجماعات الأهلية في الكثير من المناطق. وعلى رغم الفوارق الكبيرة بين تركيا وباكستان، البلدين المسلمين غير العربيين، فإن المقارنة قد تفيد هنا. فحكومتا البلدين، في مرحلتي «الجهاد»، إسلاميتان ربطتهما بـ «المجاهدين» علاقات تفاوتت بين ذروة العنف وذروة الاحتضان، وتولت قنوات مشيخية ومسجدية تصريف حاجات متبادلة. الحدود الطويلة أيضاً وصعوبة ضبطها بعد التغاضي عن استباحتها وجه تشابه أكيد. وإذا كان البشتون في باكستان وأفغانستان عنصر لحمة (إيجابياً) ألغى الحدود وسهل لطالبان ومن ثم لـ «القاعدة» مهمة نقل النزاع إلى داخل باكستان، فإن الأكراد على طرفي الحدود السورية التركية عنصر لحمة (سلبي) بالنسبة لـ «داعش» لأنهم «عدو قومي» لجماعات أهلية عربية وتركية. لن تكون المهمة التركية المستجدة نزهة. حرب أنقرة على «داعش» ليست مهمة ينفذها الجيش خارج الحدود. مؤشرات كثيرة تدل على أن التنظيم الإرهابي أنشأ على مدى سنوات «الجهاد» في سورية بيئة عمل وخلايا داخل الحدود التركية وفي مدن كثيرة. وسيضاعف صعوبة المهمة التركية الجديدة الوضع السياسي المضطرب للحزب الحاكم وللموقع الذي اختاره في النزاع السوري. وربما استدعت هذه الاعتبارات تردد أنقرة في خوض الحرب إلى نهايتها، واللجوء إلى أشكال مواربة من المواجهة، تُبقي خلالها على خيوطٍ توازن فيها بين حرب تستجيب للضغوط الدولية والداخلية، وبين رسائل ضمنية بعدم رغبتها في القضاء على التنظيم وتهديد وجوده. وتردد «داعش» في تبني تفجير سروج قد يكون مؤشراً على هذه الوجهة.

أن تكون الحكومة التركية مخلصة في حربها على «داعش» فهذا يعني تحولاً هائلاً في شكل الصراع، لا يبدو أن الوقائع ذاهبة إليه. ثم إن قطار العودة عن الخيارات فات أنقرة. سكة «الجهاد» لا تعمل في كل المراحل وفق مصالح منشئيها، والعودة عن المهمة خطوة لم يسبق أن نجحت في بلد تولى المهمة التي تولتها تركيا طوال السنوات الأربع الفائتة في سورية. طبعاً لا يعني ذلك أن تركيا مهددة على نحو ما كانت مهددة باكستان، أو أن النظام فيها لطّخ وجهه بـ «الجهاد» على نحو ما فعل علي عبدالله صالح أو بشار الأسد، إنما يعني أن الطريق الذي لا عودة عنه، لن يكون معبداً، وأن رجب طيب أردوغان سيخسر المزيد من أرصدته في نظام سياسي يتيح محاسبته. أنقرة سائرة إلى هذه الحرب رغماً عنها، وستجد نفسها في موقع غريب عما تفترضه هوية حزبها الحاكم. أي في موقع خوض حرب عن الأكراد، ضد جماعة (إسلامية) تشكلت تحت أنظارها أو في ظل غض نظرها. لهذه المهمة أثمان ستُدفع عما قريب. الأرجح أنها بداية نهاية مرحلة «العدالة والتنمية» والتي استمرت لأكثر من عشر سنوات.

 

لماذا تغيّـر موقف تركيا من «داعش»؟

داود الشريان /الحياة/26 تموز/15/

كان وقف تدفُّق المقاتلين الأجانب، أهم بنود مؤتمر بروكسيل للتحالف ضد «داعش» والذي عُقد في 3 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكنه يقع خارج سلطة التحالف، وهو قرار تركي. وحدها أنقرة قادرة على تنفيذه، ولديها أطول حدود مع سورية والعراق. وهي تردّدت في الانضمام إلى التحالف، ووضعت شروطاً، ثم برّرت رفضها بالشك في الأهداف النهائية للمتحالفين. اليوم تغيَّر موقف تركيا، شنّت غارات على «داعش» في عمق الأراضي السورية، وفتحت قواعدها أمام التحالف للهجوم على التنظيم. لماذا تغيَّر موقف أنقرة من مواجهة «داعش»؟

صالح مسلم رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سورية، أجاب عن هذا السؤال في الجزء الأول من حواره مع «الحياة»، الذي نُشر أمس. قال مسلم: «نحن على اقتناع بأن «داعش» ليس سوى أداة يستخدمها آخرون في مهمة تدميرية لأغراض معينة. حين يطرح تنظيم برنامجاً غير واقعي وغير قابل للتطبيق، فهذا يعني وجود أهداف غير معلنة»، وأضاف: «طرفان رئيسيان يوجّهان «داعش» ويدعمانه: الأول الذي يريد تغيير ديموغرافية المناطق الكردية والقضاء على الأكراد وتطلعاتهم، والثاني هو الجهة التي تخاف من التأسيس للحلول الديموقراطية التي تتبلور في مناطق وجود الأكراد في سورية». وسأله الزميل غسان شربل: هناك من يتحدّث عن خيط تركي يحرّك «داعش» ضد الأكراد في العراق وسورية، فقال: «نعم. لدينا شكوك كبيرة في هذا الموضوع، ولدينا دلائل كثيرة، خصوصاً لدى قيام التنظيم بغزو كوباني. ظهرت دلائل عبر مراقبة الحدود، حيث كان هناك من يعبر الحدود للانضمام إلى صفوف التنظيم، وكانت هناك اجتماعات عند الحدود بين جنود أتراك و «داعش»، وإمداد «داعش» بالأسلحة عبر الحدود. كانت منطقة تل أبيض المعبر الرئيس بين تركيا و «داعش» في الرقة». وأكد اتهام تركيا قائلاً: «إنه ليس مجرد اتهام، هناك حقائق موجودة، وطرحناها أمام الأتراك لدى اجتماعنا بهم». وتحدّث عن استخدام تركيا بعض أطراف الائتلاف السوري لهذا الهدف قائلاً: «راجع البيانات التي يصدرها سالم المسلط الناطق باسم «الائتلاف» الذي يضطر أحياناً إلى التوضيح والاستدراك». وأكد أن الخيط الذي يربط بعض «الائتلاف» بـ «داعش» يمر في اسطنبول، هذا ما نعتقده. «الائتلاف» لن يكون حراً في رأيه إذا بقي في اسطنبول. وحين يخرج يكون هناك بحث آخر».

لعل أنقرة اكتشفت متأخرة أن نافخ الكير «إِما أن يحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحاً خبيثَة»، ولكن إذا تفهّمنا الأهداف السياسية لتحالف تركيا مع تنظيم «داعش»، واستخدامه في الهيمنة على سورية لمنع تكرار تجربة الأكراد في العراق، وربما تنفيذ أجندة تقسيم المنطقة، كيف نستطيع تفسير انخراط أعضاء في «الائتلاف» السوري في هذا الدور؟ هل أصبحت محاربة المواطنين السوريين الأكراد، جزءاً من أهداف الثورة السورية؟ إن صح كلام صالح مسلم، فإن الثورة السورية ستفضي إلى كوارث أقلها التشرذُم والتقسيم.

 

السعودية والاتفاق النووي

خالد الدخيل/الحياة/26 تموز/15/

يطرح الاتفاق النووي على المنطقة، وعلى السعودية تحديداً، إشكاليات مختلفة عن تلك التي تهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إحداها: هل كان للدول العربية، ومن بينها السعودية، دور في الصيغة التي انتهى إليها الاتفاق؟ المساهمة هنا قد تكون بفعل ما، أو بعدم القيام بأي فعل. إذا أخذنا الاتفاق على أنه نتيجة صراع إقليمي ودولي على المنطقة، فهذا يعني أنه نتيجة مساهمة أطراف عدة، تختلف مساهماتها وزناً وأهمية. الدول العربية المعنية مباشرة بالدور الإيراني، وتحديداً السعودية ومصر، هي أحد هذه الأطراف. ساهمت هذه الدول في تمدد الدور الإيراني بما لم تفعله. لم تفعل شيئاً تحسباً لنفوذ إيراني في العراق تحت الاحتلال الأميركي. ربما كان ذلك نتيجة قناعة بأن واشنطن لن تسمح بوجود مثل هذا النفوذ في بلد عربي على حسابها، وحساب حلفائها العرب. ثم فوجئ الجميع بأن واشنطن في عهد الجمهوري جورج بوش الابن، والديموقراطي باراك أوباما، سلمت بهذا النفوذ. فعلت واشنطن ذلك لأنها كانت في حاجة إلى دور إيراني في إدارة هذا البلد تحت الاحتلال. لماذا كانت واشنطن في حاجة لدور إيراني في بلد عربي، وليس لدور عربي؟ قد تكمن الإجابة في القرار الأميركي بتدمير الدولة العراقية بعد الاجتياح مباشرة. جاءت مع الاحتلال طبقة سياسية جديدة (شيعية) لحكم العراق. وهذه الطبقة حليفة لإيران، ولأميركا في الوقت نفسه. كان لا بد من تدمير دولة بدأت مع الهاشميين، واستمرت بعد ذلك مع اليسار والقوميين، وآخرهم البعث. في رأي الطبقة السياسية الجديدة كانت هذه الدولة لسنة العراق. وهي بذلك ستمثل، بجيشها وبيروقراطيتها، عقبة كأداء أمام مشروعها الذي يتمتع بدعم إيراني، وربما بمبادرة إيرانية. كان لا بد من تدمير الدولة وإعادة بنائها على أسس تنسجم مع مرئيات ومصالح الطبقة الجديدة وحليفها الإيراني. والنتيجة نراها الآن: دولة طائفية ضعيفة، ونفوذ إيراني، وميليشيات، وحرب أهلية قد تنتهي بتقسيم العراق. وهو تحديداً ما تريده إيران: عراق ضعيف ومنقسم، يمثل عمقها الاستراتيجي، ولا يشكل تهديداً لها كما كان عليه أيام البعث. أين الأميركيون من كل ذلك؟

السؤال الأهم: أين كانت السعودية ومصر من كل ذلك؟ سبق للراحل الأمير سعود الفيصل أن قال لبرنامج «تشارلي روز» الشهير إن السعودية كانت قد قالت لإدارة بوش الابن بأنه ليست هناك حاجة أو مبرر لغزو العراق واحتلاله، للتخلص من صدام حسين. لكن بوش لم يقتنع بذلك. ولا مفر من الإقرار بأن نتيجة موقف بوش هي أحد المعطيات التي ساهمت في فرض الاتفاق النووي. يتكامل مع ذلك غياب الفعل العربي عن علاقة سورية بإيران منذ أيام حافظ الأسد. لم يتصور أحد كما يبدو أن الطائفية ومبدأ تحالف الأقليات كانا في العمق أساس هذا التحالف بين دمشق وطهران. كانت هناك ثقة في أن عروبة الأسد وقومية حزب البعث لن تسمحا بأن تصبح سورية في يوم ما تحت الاحتلال الإيراني. صحيح أن أحداً في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي لم يكن بوسعه التنبؤ بانتفاضات الربيع العربي، وأن هذا الربيع سيتحول إلى شتاء قارس، وبالتالي ممراً لنفوذ فارسي إلى الشام. لكن الحالة العراقية، وقبلها الحالة الفلسطينية، تكشفان أن غياب الفعل العربي وغياب المبادرة سمة اجتماعية سياسية تأسست على حسابات قصيرة النظر، تفتقر إلى أدنى درجة من الخيال والتصور لما يمكن أن تكون عليه مآلات الأمور والأحداث في مستقبل الأيام. وهذا ناتج عن غياب مشروع للدولة أولاً، وللمنطقة تالياً. ومن ثم ليس مفاجئاً والحال هذه أن تُركت سورية، قبل العراق، لتكون ممراً لإيران إلى لبنان، وأن تنشئ إيران هناك ميليشيا حزب الله على مقاسها وصورتها السياسية والدينية تحت نظر سورية، وأيضاً تحت شعار «مقاومة إسرائيل». قبل الجميع بهذه الميليشيا على هذا الأساس. ثم فوجئوا بأن هذه الميليشيا كانت في الحقيقة أداة لحماية النظام السوري، وحماية تحالف الأقليات الذي تنتمي إليه قيادة النظام، وطبعاً تحت الشعار نفسه، «مقاومة إسرائيل».

غياب الفعل العربي والتصور العربي لمستقبل المنطقة أسس للمساهمة العربية في الاتفاق. في كل مرة يسأل فيها الرئيس باراك أوباما، أو وزير خارجيته، جون كيري، عن سبب إخراجهما للسلوك السياسي لإيران من المفاوضات تأتي إجابتهما واحدة: الأولوية هي منع إيران من الحصول على سلاح نووي. ربط هذا الهدف النووي بالسلوك السياسي سيعقد الأمور، وقد يضعف التحالف الدولي لاختلاف مرئيات أطرافه حول ذلك السلوك، وقد لا نصل في الأخير إلى شيء. وعليه فإن كل ما عدا الهدف النووي يمكن التعامل معه في شكل أفضل بعد إنجاز هذا الهدف كأولوية. ولعل ما قاله أوباما لتوماس فريدمان من الـ «نيويورك تايمز» يختصر رؤية الإدارة لهذا الموضوع. يقول فريدمان إنه خلال المقابلة التي استمرت 45 دقيقة ظل الرئيس يؤكد مجادلة واحدة: «لا تحكموا عليّ من خلال إن كانت هذه الاتفاقية ستحدث تحولاً في إيران، أو ستنهي السلوك العدواني لإيران تجاه جيرانها العرب، أو ستحدث انفراجاً في العلاقة بين السنّة والشيعة. احكموا عليّ من خلال شيء واحد: هل ستمنع هذه الاتفاقية إيران من امتلاك سلاح نووي خلال العقد المقبل؟ وهل هذه النتيجة هي الأفضل لأميركا، وإسرائيل، وحلفائنا العرب، من أي خيار آخر على الطاولة؟»، (نيويورك تايمز، 14 تموز/ يوليو 2015).

هذا يعني أن فصل التقني عن السياسي في المفاوضات التي انتهت بالاتفاق كان متعمداً. أميركا لم تطرح مسألة اعتراف إيران بإسرائيل. وطهران لم تربط تعهدها بعدم امتلاك سلاح نووي بتخلي إسرائيل عن ترسانتها النووية، في إطار جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. من الناحية التقنية، قدمت إيران كل التنازلات المطلوبة لإنجاز الاتفاق. هل تنازلت الإدارة سياسياً؟ لا. لم تتنازل. لا تزال تعتبر أن إيران تتبع سياسة عدوانية، وتدعم الإرهاب، وتوظف آلية الميليشيا في دورها الإقليمي (من بين مصادر عدة، انظر «نيويورك تايمز»، العدد المشار إليه). في السياق نفسه، تبدو الإدارة نشطة حالياً في التنسيق مع حلفائها في المنطقة لتطوير سياسات الحلفاء وقدراتهم لمواجهة السلوك السياسي الإيراني. كل ذلك صحيح. لكن الصحيح أيضاً أن تعامل الإدارة مع الوضع في المنطقة منذ 2011، ومع إيران تحديداً، لا ينسجم مع ما تقوله الآن. الأمر الذي يترك مساحة واسعة للسؤال. وإذا كان سلوك الإدارة السابق هو لتسهيل التوصل إلى الاتفاق، فالمفترض أن يتغير هذا السلوك بعد الاتفاق. هل سيؤدي رفع العقوبات عن إيران، مثلاً، إلى رفعها أيضاً عن الحرس الثوري و «فيلق القدس»، والميليشيات الأخرى التابعة للحرس، والتي تعتبرها أميركا منظمات إرهابية؟ ثم كيف يتفق أن الإدارة تريد مواجهة السلوك العدواني لإيران، وفي الوقت نفسه تريد دوراً لها في محاربة «داعش»؟ ماذا تقصد الإدارة تحديداً بأنها تنتظر تغيراً في السياسات الإيرانية كإطار لكل ذلك، وكيف؟ هنا يتبدى الفراغ الذي تسبب به غياب الحضور العربي. موقف إيران واضح. مشروعها طائفي. إنما لديها مشروع. على الجانب الآخر غاب العرب عن المفاوضات بقرار عربي. ليس هناك مشروع بديل للمشروع الإيراني. والمثير للدهشة أنه بعد أكثر من أربع سنوات من الانتفاضات الشعبية، والحروب الأهلية، والإرهاب، وتفشي الطائفية، وبعد كل التدخلات الخارجية، من الغزو الأميركي للعراق، إلى تنامي النفوذ الإيراني، ليس هناك أدنى مؤشر على تحرك عربي لمواجهة هذه الحالة الشاذة والخطيرة. والأكثر إثارة للدهشة أن بعض العرب، خصوصاً بعض من ينتمي لـ «التيار القومي العربي»، بات فجأة يتفهم الدور الإيراني، انطلاقاً مما يسمى توازنات القوة والمصلحة. مصر تحاذر الاصطدام مع إيران، ومرتبكة أمام الوضع في سورية. الأردن محشور بين إسرائيل وسورية والعراق. والمغرب العربي يبدو بعيداً مما يحدث في المشرق. السعودية هي الوحيدة التي تواجه إيران مباشرة في سورية، واليمن والبحرين. وهي محقة في ذلك تماماً. لكنها لا تطرح مشروعاً يلتف حوله العرب، ويتجاوز حدود وقف التدخلات الإيرانية. هنا يبدو أوباما محقاً عندما قال في حديثه إن مواجهة إيران تتطلب تعزيز القدرات العسكرية للحلفاء وإصلاحات اجتماعية وسياسية أيضاً. أمام ذلك تبدو الخطوات المطلوبة للتأثير العربي على تداعيات الاتفاق. منها: أن يكون التحالف ضد «داعش» تحالفاً ضد الطائفية. لا يمكنك محاربة «داعش» والتحالف مع الحشد الشعبي في الوقت نفسه. تشجيع واشنطن على المضي في جعل السلوك الإيراني هدفاً لسياساتها وحلفائها بعد الاتفاق، أن يكون تخلي إيران عن الميليشيا كآلية لدورها شرطاً للحوار معها، إقناع مصر بضرورة مواجهة النفوذ الإيراني، وفصل موضوع «الإخوان» عن المشاركة في إعادة صياغة التحالفات الإقليمية لإعادة التوازن للمنطقة، وحماية للمحيط العربي. مرة أخرى، كل ذلك يتطلب مشروعاً إقليمياً يؤسس لدولة وطنية بطبيعة مدنية، ويسحب الورقة الطائفية من التداول. هناك ورقة أخرى تعتاش منها إيران، هي الورقة الفلسطينية. لا بد من سحبها أيضاً. لا بد من الاستمرار في طريق امتلاك الطاقة النووية. وإذا قررت إيران امتلاك سلاح نووي فلا بد من امتلاكه أيضاً. ستقول هذه مطالب كثيرة. صحيح، لكنك ستفاجأ بأنه ليس كل المطلوب. هذا نتيجة ترك الأمور تتراكم عاماً بعد آخر، وأزمة بعد أخرى.

 

لماذا قطع «داعش» علاقته بتركيا؟

سليم نصار/الحياة/26 تموز/15/

سنة 1931 حقق الممثل بوريس كارتوف شهرة سينمائية عالمية بسبب نجاحه في أداء دور شخصية فرانكنشتاين. ولم يكن فرانكنشتاين سوى شخصية خرافية، ابتكرتها الكاتبة ماري سيللي، لطالب سويسري كان شغوفاً بعلوم الفيزياء، وتجارب المختبرات. وقد ساعدته تلك الهواية على خلق شخصية في منتهى البشاعة والوحشية والنزعة الميّالة إلى ارتكاب الشرور والآثام. واعترف، في سياق السيناريو، أنه جمع أجزاء جسد تلك الشخصية من قطع الجثث التي سرقها من المقابر. وكان جزاؤه الموت على يدي مخلوقه فرانكنشتاين!

وبسبب إقبال الجماهير في كل دول العالم على مشاهدة النسخ الأميركية والفرنسية والألمانية وحتى اليابانية، تحول الممثل بوريس كارتوف إلى أسطورة يقلد حركاتها الشبان والأطفال. هذا الأسبوع أطلقت الصحف الأوروبية على الهجوم الانتحاري داخل الأراضي التركية وصفاً رمزياً يحمل في معانيه دلالات كثيرة. قالت إنه «انتقام فرانكنشتاين»، ملمحة بذلك إلى أن المخلوق اعتدى على خالقه. وهي بذلك تشير إلى الدور الأساسي الذي قامت به تركيا، بمساندة دول خليجية، من أجل خلق دويلة سنيّة تكون بمثابة البعبع الذي يوازن سيطرة دولة المالكي الشيعية في العراق. وأعلنت الحكومة التركية أن التفجير الضخم الذي تبناه «داعش» وقع في حديقة مركز ثقافي في سوروتش جنوب البلاد، ونتج عنه مقتل 30 شخصاً وجرح مئة. وأعلن رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو، في مؤتمر صحافي، أن العناصر الأولى للتحقيق تكشف أن الانفجار هو اعتداء انتحاري قام به «داعش». والملفت أن هذه العملية كانت الأولى التي يقوم بها التنظيم فوق الأراضي التركية منذ إعلان «الدولة الإسلامية» في حزيران (يونيو) 2014. وقد اتهمت الصحف في حينه تركيا بأنها مثلت دور الحاضنة لهذا المشروع السياسي المريب، بحيث إن ثمانين في المئة من الأسلحة الثقيلة ومعدات الميدان نُقِلت إلى شمال سورية عبر الأراضي التركية.

في رده على تلك الاتهامات، قال رجب طيب اردوغان إن الجهاديين، بالنسبة إليه، أرحَم من نشاطات الجالية الكردية المعارضة التي يزيد عدد أفرادها على 15 مليون شخص. وفي ضوء هذا التغيير، تتساءل المحافل الدولية عن السبب الذي فرض على تركيا انتهاج خط جديد... أم أن «داعش» يمتحن جدية الانعطافة السياسية وتوقف أنقرة عن مواصلة تقديم التسهيلات اللوجستية. حقيقة الأمر أن موقف تركيا والدول الممولة سراً لهذا التنظيم قد تعرض للمساءلة والمراجعة، خصوصاً إثر انكشاف مشروع أبو بكر البغدادي ورفاقه ممن ساهموا في نشر أفكار هذا التيار المتطرف والمتخلف. ويرى المراقبون أن التقدم الذي أحرزه خلال فترة قصيرة يعود الفضل فيه إلى عناصر مسرَّحَة من الجيش العراقي وإلى ضباط خدموا في جيش معمر القذافي. هؤلاء جميعهم يشكلون نواة قيادة قوية سبق لها أن واجهت تنظيمات محلية معارِضة. لهذا السبب استطاعت خلال سنة أن تحتل ثلث مساحة العراق ونصف مساحة سورية. أي أن مساحة سيطرتها تزيد على مساحة بريطانيا. عقب سيطرة «داعش» على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار في العراق، عُقِد اجتماع مشترك بين مسؤولين أميركيين وأتراك بهدف وقف تنظيم «داعش»، وطرد عناصره من الحدود الجنوبية لتركيا. كذلك عُقِد في باريس اجتماع آخر ضم عدداً من القيادات السياسية المعنية بهذا الشأن طالب خلاله وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس بضرورة مساندة موقف رئيس وزراء العراق حيدر العبادي. وتبينت بعد فترة قصيرة ضحالة الرؤية التي قدمها العبادي. وهي تتضمن فكرة حشد المزيد من مقاتلي عشائر السنّة، وتجنيد المزيد من الجنود.

في الثاني من رمضان الماضي، قرر تنظيم «داعش» إظهار قدرته الإجرامية باقتراف سلسلة أحداث دموية وقعت في ثلاث قارات: الأولى، بطلها طالب تونسي يدعى سيف الدين الرزقي. وقد أطلق نيران رشاشه على السياح الأجانب وقتل منهم 38 شخصاً. وبعدما أردته الشرطة، صدر عن التنظيم بيان يؤكد انتقام البغدادي من الأجانب «الكفار». وكان من نتيجة تلك العملية أن تم تصنيف تونس في عداد الدول الخطرة وغير الآمنة! الحادثة الثانية وقعت في مسجد الإمام الصادق الشيعي في الكويت، بواسطة شاب سعودي ينتمي إلى «داعش». وكانت حصيلة التفجير قتل 30 شخصاً وإصابة أكثر من مئتين آخرين. الواقعة الثالثة نفذها ياسين الصالحي الذي يعمل في مصنع كيميائي قريب من مدينة ليون الفرنسية. فقد اقتحم بسيارته بوابة المصنع وراح يلقي عبوات ناسفة صغيرة بهدف إشعال المواد الملتهبة. وفي الصباح عثرت الشرطة على رأس مقطوع معلق على جدار المصنع، تبين أنه رأس مدير المصنع الذي يعمل فيه الصالحي! وكان لا بد من تأثير النزوح المسيحي المتواصل عن العراق وسورية إلى استنفار المؤسسات المسيحية في الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية من أجل الضغط على الحكومات ودفعها إلى البحث عن حلول إنسانية مرضية. ويكفي أن يفرض نزوح مئة ألف مسيحي من الموصل ومناطق سهل نينوى، كي تصبح هذه الهجرة الكثيفة مسألة بالغة الخطورة للفئات المعنية من كلدان وأشوريين وكاثوليك وأرثوذكس.

وكان من الطبيعي حيال الوضع القائم أن تتراجع أعداد هذه الأقليات بسبب اضطهاد «داعش» لها، وإرغامها على دفع الجزية أو الانتماء إلى المكونات الجديدة. لذلك اضطرت الكنائس في بلدان الاغتراب إلى تقديم دعم محدود إلى نصف مليون عراقي مسيحي، أجبرتهم الحاجة إلى البقاء في أرض أجدادهم بعدما فرضت الهجرة الأولى، الناجمة عن غزو أميركا للعراق سنة 2003، هرب مليون مسيحي.

ويبدو أن استخدام القوة المفرطة سهَّل جذب مجموعات جهادية من خارج أراضي «الخلافة»، الأمر الذي شجع «الدولة الإسلامية» في ليبيا على إعدام 21 مصرياً قبطياً في شباط (فبراير) الماضي. والثابت أن النجاح الذي أحرزه «داعش» قد ساعده على الخروج إلى آسيا وأفريقيا بحجة استقطاب جماعات تدين له بالولاء والطاعة. وفي خطاب ألقاه هسين لونغ، رئيس وزراء سنغافورة، أكد أمام جمهور كبير أن جنوب شرقي آسيا أصبح مركز استقطاب لأنصار «داعش». واعترف أن هذا المركز جنّد أكثر من خمسمئة مقاتل إندونيسي، إضافة إلى العشرات من ماليزيا. وهؤلاء، في نظره، شكلوا كتيبة مقاتلة سافر أعضاؤها إلى سورية للانضمام إلى الوحدات المحاربة. ومن أجل وقف موجة الانضمام إلى تنظيم «داعش» عقدت استراليا قمة إقليمية ضمت ثلاثين ممثلاً عن دول وشركات تعمل في المجال الالكتروني مثل «غوغل» و «فايسبوك» و «تويتر». وافتتح القمة رئيس وزراء استراليا توني أبوت، الذي دعا الحاضرين إلى إيجاد حلول عملية بهدف التغلب على ايديولوجية الحركات المتطرفة التي جذبت إلى سورية والعراق آلاف المقاتلين. وذكرت مصادر رسمية في سيدني أن ما يزيد على مئة استرالي انضموا إلى الإرهابيين في الشرق الأوسط، وقتِل منهم 30 على أقل تقدير. وكان للجاليات المسلمة في بريطانيا حصتها الكبرى في برنامج مكافحة «داعش». والسبب أن عدداً كبيراً من طالبات المدارس والجامعات حرصن على الهرب إلى سورية عبر تركيا، الأمر الذي دفع الآباء والأمهات إلى الاستنجاد بالدولة وحثها على التدخل. وقد استجاب رئيس الوزراء ديفيد كامرون إلى نداءات الأهل، معلناً يوم الإثنين الماضي عن خطة رسمية لمكافحة التطرف الإسلامي. وقد حرص على استشارة كبار القيادات الدينية من شيوخ ورؤساء روابط إسلامية، قبل أن يضع ما وصفه بـ «استراتيجية الخريف». وهي خطة سيتم تطبيقها على امتداد خمس سنوات مخصصة لمواجهة التطرف في المملكة المتحدة. وهدفها يكمن في التصدي للمجموعات التي تعمل في الخفاء على تجنيد شباب بريطانيين، وحثهم على التوجه إلى سورية والعراق.

واعترض رضا نديم، الناطق باسم لجنة الشؤون العامة للمسلمين في بريطانيا، على الطرق المستخدمة لمكافحة التطرف، وقال أنها بعيدة عن تحقيق الاندماج بالمجتمع كونها تربط صفة الإرهاب بنشاطات كل مسلم في هذه البلاد.

تشير الصحف الايطالية إلى اتساع نفوذ «داعش» في ليبيا بصورة ملفتة للانتباه، خصوصاً بعد تجنيد المئات من المهاجرين الأفارقة. وقد أكسبته عملية التوسع هذه قوة إضافية قلب بسببها ميزان القوى داخل ساحة الصراع على الحكم. وقبل التحرش بتركيا هذا الأسبوع، قام «داعش» في 22 أيار (مايو) الماضي بتعكير الأجواء السعودية من طريق مواطن ينتمي إلى التنظيم بتفجير مسجد في القطيف. وكانت حصيلة تلك العملية مقتل عشرين شخصاً وإصابة أكثر من مئة. وترجح مصادر الأمم المتحدة أن البغدادي توخى من تكرار الضربات إثارة النعرة المذهبية بين السنّة والشيعة. كما يطمح إلى زيادة الشعور بالأمن في أوساط مؤيديه، ودفع المعارضين إلى الانضمام إليه. والهدف من كل هذا ترهيب الشيعة الذين يعتبرهم عدوه الحقيقي... وزعزعة الاستقرار في بلاد تشارك في الائتلاف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وعلى ضوء هذا التوجه، قام «داعش» بتفجير مسجدين شيعيين في اليمن، ما تسبب بموت أكثر من 140 شخصاً. وفي أعقاب هذا العمل، قامت السعودية بحملة اعتقالات شملت 431 شخصاً غالبيتهم مواطنون، إضافة إلى يمنيين ومصريين وسوريين وأردنيين وجزائريين وتشاديين. وعددت وزارة الداخلية أبرز النشاطات الإرهابية التي تورط في ارتكابها الموقوفون.

وكان من الطبيعي أن يغطي لقاء وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكبار المسؤولين السعوديين، كل القضايا المتعلقة بأمن الخليج وسلامة المنطقة. علماً أن الجنرال راي اوديرنو، رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي، كان قد أعلن قبل أسبوع أن هزيمة «داعش» تحتاج إلى مدة تتراوح ما بين عشر سنوات وعشرين سنة. وقد فسرت الجامعة العربية هذا التصريح بأنه تأكيد لتورط الولايات المتحدة في مساعدة «داعش»، كونه يحقق لها الفرصة التي يحتاجها اوباما لإعادة تأهيل إيران في النظام الدولي!

 

التخاذل الأميركي المريب في مواجهة «داعش»

السيد يسين/الحياة/26 تموز/15/

أصدر رئيس أركان حرب الجيش الأميركي بياناً بالغ الغرابة أثار الدهشة الشديدة لدى عديد من المحللين السياسيين والمفكرين الاستراتيجيين. فقد قال إن مواجهة «داعش» عسكرياً بالغة الصعوبة، وأنه يتوقع أن تستمر هذه المواجهة حين تبدأ من عشر سنين إلى عشرين سنة!

وإذا كان صاحب هذا التصريح هو قائد أقوى الجيوش العالمية بإجماع الخبراء العسكريين وهو الجيش الأميركي، فإن ذلك يثير العديد من التساؤلات المهمة. وليس أدل على قوة الجيش الأميركي من مقارنة البحرية الأميركية ببحرية كل الدول الأوروبية مجتمعة. سنجد - كما سبق للكاتب الأميركي بول كنيدي صاحب الكتاب الشهير «صعود وسقوط القوى العظمى» أن أميركا تملك على الأقل سبع حاملات طائرات في حين أن الجيش الفرنسي يملك بالكاد حاملة طائرات واحدة! وقد وصف في مقالة التشكيل العسكري لحاملة الطائرات الأميركية والتي تضم عشرات الطائرات وألوف الجنود من مشاة البحرية إضافة إلى عشرات سفن الحراسة. ومعنى ذلك أن حاملة الطائرات الأميركية تتحرك وكأنها جيش متكامل متحرك.

ولو نظرنا إلى الموازنة العسكرية للجيش الأميركي سنجد أنها تفوق كل موازنات الدول الأوروبية مجتمعة، وأنها تمثل أكبر موازنة عسكرية في التاريخ! والسؤال المحوري كيف - والحال هكذا - يعجز هذا الجيش الأميركي المهول بحاملات طائراته وصواريخه ودباباته ومشاته عن مواجهة عصابة «داعش» الإرهابية، والأنكى من ذلك -كما قرر رئيس الأركان الأميركي- أن المسألة تحتاج إلى عشرين عاماً كاملة للقضاء عليها؟ ولذلك ينبغي أن نقف طويلاً بالتحليل النقدي امام هذا التصريح المريب!

هل هو تصريح سياسي يخفي وراءه عدم رغبة الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة «داعش» لأن لها مصلحة ما في استمرار تمدد التنظيم، سواء في سورية والعراق أو قفزه إلى ليبيا واليمن وغيرها من البلاد العربية، لأن هناك هدفاً استراتيجياً أميركياً هو التمزيق النهائي لخريطة العالم العربي، وهدم دوله وتحويلها إلى دويلات وقبائل متحاربة حتى تصبح إسرائيل هي الدولة العظمى في إطار رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط؟ هل المبرر هو ضمان الهيمنة الكاملة على الدول العربية النفطية ضماناً لتدفق النفط في ظروف غير مؤاتية لهذه الدول؟

في تحليلي النقدي لهذا التصريح الغريب - والذي يعلن مسبقاً الهزيمة الأميركية أمام عصابات «داعش» - آثرت أن أعود إلى «نظرية الجيل الرابع للحروب» التي تتردد كثيراً في التحليلات الاستراتيجية المعاصرة لتفسير سلوك الجماعات الإرهابية التي تطبق استراتيجيات وتكتيكات حربية جديدة سمحت لها بتحقيق انتصارات مشهودة ضد جيوش نظامية. ولعل نموذج تمدد «داعش» في سورية كان يمثل المشهد الأول وإن كان يعد مشهداً غير ممثل - إن صح التعبير- لأن تمدد «داعش» في سورية تم بعد انهيار الدولة السورية بعد الثورة التي قامت ضده والتي أدت في الواقع إلى حرب أهلية بين فصائل متعددة متناحرة، بحيث لا يمكننا أن نقول إن الجيش السوري هزم أمام عصابة «داعش»، لأن الأطراف الضالعة في الحرب متعددة ومتنوعة في خلفياتها الإيديولوجية وعقائدها وأنماط تحالفاتها، سواء مع دول غربية أم دول عربية. ولذلك يمكن القول إن المشهد النموذجي تمثل في امتداد «داعش» إلى العراق بعد إعلان «الخلافة الإسلامية» المزعومة ونجاحها في احتلال مساحات شاسعة ومدن استراتيجية عراقية حتى أن هذه العصابات «الداعشية» أصحبت تهدد العاصمة بغداد!

هل صحيح أن الجيش العراقي هزم في المعركة أم أنه انسحب أمام «داعش» نتيجة تآمر وتواطؤ قياداته العسكرية التي لم تستطع أن تدافع عن شرفها العسكري أمام شراذم من العصابات الإرهابية؟ وهل صحيح أن هذا الجيش العراقي المزعوم الذي شكلته ودربته وأنفقت عليه أميركا ملايين الدولارات – بعد أن سرحت الجيش العراقي بعد غزوها الإجرامي للعراق - لم يستطع أن يدافع عن أرض بلاده؟

لقد حاول الخبراء الاستراتيجيون تفسير نجاحات «داعش» بأنها التعبير الأمثل لما أطلقوا عليه «الجيل الرابع من الحروب». وأصحاب هذه النظرية يقسمون الحروب الحديثة إلى أربعة أجيال. الجيل الأول هو الحروب الكلاسيكية بين الدول، والجيل الثاني نشأ بفضل التكنولوجيات التي اخترعت في القرن التاسع عشر والتي سمحت بإنتاج أسلحة لها قوة نيران عالية غير مسبوقة، وقد يكون اختراع «المدفع الرشاش» أحد وسائل هذه الحرب والتي غيرت مسار الحروب لأنها أعطت كتائب المشاة قوة نيران غير مسبوقة. والجيل الثالث شهد تطوراً ملحوظاً قام على أساس الهجوم المفاجئ Blitzkrieg الذي اشتهر به الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية. أما الجيل الرابع من الحروب فيتسم بسمات جديدة مختلفة عن كل الحروب السابقة، وهي الحرب التي يمكن في تعريفها اعتبار أنها صورة متطورة من صور التمرد المسلح.

هي حرب لا تمييز فيها بين «العسكري» و «المدني» وهي لا تمارس في ميدان محدد للمعركة Battlefield كما كان الحال في الحروب السابقة حين تذكر مثلاً معركة ستالينغراد والتي هزم فيها الجيش السوفياتي الجيش الألماني ورده على أعقابه وطارده على مستوى أوروبا كلها حتى وصل إلى برلين واحتل قسماً منها. ولكن حروب الجيل الرابع تمارس في ما يطلق عليه «فضاء المعركة» Battle Space ولعل المساحة الشاسعة بين سورية والعراق التي تمدد فيها تنظيم «داعش» تمثل خير تمثيل هذه الفكرة. وذلك لأن معارك «داعش» لم تحارب في إطار ميدان معركة محدد الملامح ولكنها مورست في هذا القضاء الشاسع. وإذا أضفنا إلى ذلك أنه من بين ملامح حروب الجيل الرابع استخدامها البالغ الذكاء للعالم الافتراضي من خلال الترويج لعقائدها ونشر صور مذابحها للرهائن لبث الرعب في النفوس على شبكة الإنترنت، لأدركنا أن وصف فضاء المعركة وصف بالغ الدقة حقاً، لأن هذا النمط الجديد من الحروب لا يحارب على الأرض فقط ولكن يحارب في الفضاء من خلال غزو عقول البشر لجذبهم إلى صفوف المقاتلين الإرهابيين. ولعل ما يؤكد ذلك أن مقاتلين إرهابيين من جنسيات متعددة ومن بينها جنسيات أوروبية سافروا إلى سورية والعراق للانضمام إلى عصابات «داعش». في ضوء هذا التحديد الدقيق للسمات الفارقة لحروب الجيل الرابع يمكن القول إن هناك صعوبة حقيقية للجيوش النظامية في مواجهة العصابات الإرهابية لأن المقاتلين يختلطون بالمدنيين في فضاء المعركة من ناحية، ولأن الجيوش النظامية غير مدربة على ممارسة حرب العصابات كما ثبت في هزيمة الجيش الأميركي في كل من فيتنام وأفغانستان والعراق. ولكن تحدي الجيل الرابع من الحروب يمكن مواجهته -في ضوء الإرهاب المعولم – بأن تغير الجيوش النظامية- ومنها الجيش الأميركي عقائدها العسكرية وأن تنحي جانباً المدرعات والطائرات والغواصات وأن تدرب قوات المشاة وكأنها «قوات صاعقة» تتميز بخفة الحركة والقدرة على المناورة. هكذا تحدث بعض كبار الخبراء الاستراتيجيين عن الطريقة الفعالة لمواجهة «داعش» وهذه الفكرة تحتاج إلى مناقشة أعمق في المستقبل القريب.

 

إيران وقد باتت تحت المجهر

مصطفى كركوتي/الحياة/26 تموز/15/

باتت إيران محط أنظار العالم بعد توقيع اتفاق الملف النووي مع المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إذ يُنتظر منها، أو هكذا يُعتقد، أن تتحول «قوةً للخير» تبتعد عن سياستها المغامِرة بدعمها أنظمة متهاوية، أو مشاريع أنظمة فاشلة، أو إرهاباً أعمى، لا تُثمِر غير الدمار.

هذه هي التوقعات المنطقية لنهج إيران ما بعد الاتفاق، لا سيما بعد إذعانها لشروط المفاوض الدولي والغربي، على رغم ما قاله زعيمها الروحي خامنئي من أن بلاده ستواصل سياستها ضد «الاستكبار والغطرسة». فكأن خامنئي يؤكد ضمنياً تنازل بلاده أمام الغرب، ولكن على رغم ذلك، «فإننا» لن نتوقف عن معاداة «الاستكبار والغطرسة»، العبارة التي باتت ممجوجة منذ زمن، وفقدت أي معنى لها، والتي تعيد إلى الأذهان مقولات مماثلة رددها قادة عرب كثيرون بعد هزائم متكررة أمام إسرائيل.

لكن يبدو أن خامنئي لا ينتبه لاضطرار أستاذه الراحل آية الله الخميني إلى وقف أطول حرب في القرن العشرين، حرب الثماني سنوات مع العراق في 1988، حين شبّهه بـ «تجرّع السم». في كل الأحوال يقدم الاتفاق لإيران فرصة تاريخية لتحسين موقفها في المنطقة عموماً ومع جيرانها في الشاطئ المقابل من الخليج خصوصاً. ويفترض أن يساعد طهران على اتخاذ خطوة حيوية أخرى، غير التوقيع على الاتفاق، تكون ذات طبيعة استراتيجية مهمة تجاه عرب المنطقة. فالآثار التي يتركها نفوذ إيران في الأحداث واضحة المعالم من دون لبس في أربع عواصم عربية على الأقل. ففي دمشق وبيروت تشكل قوة طهران ونفوذها عاملاً مصيرياً لا جدال حوله في المستقبل السياسي لسورية ولبنان. فطهران تحقن منذ 2011 بلايين الدولارات في شرايين نظام الرئيس بشار الأسد الفاقد الصلاحية والمكروه من قسم كبير من شعبه. كما تدعم وتحتضن الدور الداعم للأسد الذي تلعبه ميليشيا «حزب الله» وزعيمها حسن نصر الله. وفي بيروت تُمسِكُ الميليشيا ذاتها برقبة لبنان كرهينة في يدها وتحول دون قيام ممثلي اللبنانيين في البرلمان بلعب دورهم الدستوري باكتمال النِصاب القانوني لانتخاب رئيس للبلاد. فقد فشل مجلس النواب في جلسة الأربعاء (15/7/2015) في انتخاب رئيس للمرة السادسة والعشرين، إذ مضى على لبنان الآن، وهو من دون رئيس جمهورية، نحو من 430 يوماً، ما يزيد تعريض البلاد لمزيد من الاحتقان السياسي والطائفي، وذلك في بلد «يسير على كف عفريت» في منطقة لا حدود لأخطارها.

على صعيد آخر، يبدو أن دور إيران في العراق تقسيمي وغامض في أحسن الأحوال. فلم يعد سراً كيف أن دعم سياسة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الطائفية التوجه، وإصرار «الحرس الثوري» على التمسك بها، ساهما لسوء الحظ في خلق شروط ولادة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وانتشاره السريع والواسع في مناطق الأنبار وحتى الموصل، المدينة الثانية في العراق. ومن المحزن أيضاً العبث القاتل الذي لا تتوانى طهران عن بث لهيبه في اليمن عبر تقديم المساعدات من دون حدود لميليشيات الحوثي وعساكر الرئيس السابق علي عبدالله صالح. فهذا الدور لم يلهب فحسب حرباً أهلية شرسة بين اليمنيين، بل حفر شرخاً في جسد اليمن الاجتماعي والسياسي قد تطول وتصعب معالجته. فإيران تعبث في حرب دامية في بلد بعيد جداً عن حدودها ولا مستقبل لطهران فيها ما عدا طعن السعودية في ظهرها.

فهنا الآن، مع الاتفاق حول الملف النووي، ثمة فرصة لفتح أكثر من باب للتعاون وليس المواجهة. وهذا يعني شيئاً واحداً فقط وهو اتخاذ طهران خطوات وإجراءات لتطبيع علاقاتها مع بقية دول العالم. فالاتفاق، إذا ما نُفذ بحكمة، يضعها لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، على طريق التحول قوةً للخير في المنطقة وما وراءها. لكنْ كي يحدث هذا، على إيران في المقام الأول وعاجلاً أن تطمئن جيرانها المباشرين، لا سيما القوى المكونة لـ «التحالف العربي» التي تخوض حرباً دفاعية في اليمن، في شأن نواياها المستقبلية. ويتوقع كثيرون أن تقوم إيران بعد توقيعها على الاتفاق بإعادة ترتيب أولوياتها: فهل هي الاهتمام بالتنمية وإخراج البلاد من حالة الإنهاك الشاذة، أم الاستمرار في السياسة الطائشة هنا وهناك والاستمرار بحربٍ لا مستقبل سياسياً أو أمنياً لها؟ فدول مجلس التعاون الخليجي الست رحبت بدرجات مختلفة بالاتفاق النووي، إذ رأت فيه أساساً واقعياً ليس على الجبهة الأمنية فحسب، بل الأهم لما يشكله من فرص كبرى للتعاون الاقتصادي والتجاري مع إيران بجيلها الشاب المتطلع نحو الانفتاح على العالم وليس الحرب معه.

وتتطلع دول مجلس التعاون نحو منطقة مستقرة في الخليج والشرق الأوسط. ومن الطبيعي أن تشعر بقلق مصيري في هذه المرحلة التي شهدت في السنوات القليلة الماضية تدميراً شبه كامل لاثنين من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، سورية والعراق، وانحسار إمكانية أي دور إقليمي واسع لأكبر دولة عربية، مصر. لذلك، يتعين على القيادة الإيرانية بكل مكوناتها طمأنة جيرانها العرب حول نواياها في الأشهر والسنوات المقبلة. ويتوقع جيران إيران باعتبارها الدولة الأقوى (بعد إسرائيل) في الشرق الأوسط وشرق آسيا، اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتخفيف التوتر في المنطقة والإسهام العاجل في وضع حد لاتساع الحرب المتوحشة في سورية والعراق واليمن وردعها عن لبنان.

فهل إيران قادرة على التغير؟

 

تفاصيل المتفرقات

افتتاحيات الصحف ليوم السبت 25 تموز 2015

موقع القوات اللبنانية

النهار

سلام لا يُناور والثلثاء مهلة حاسمة اجتماع الصيفي: 48 ساعة لبيروت نظيفة؟

صار لأزمة النفايات أيضا عدادها في لبنان اسوة بالازمات السياسية، أذ تطوي اسبوعها الاول وسط تفاقم تداعياتها الشديدة الاذى بيئيا وصحيا الى حدود واسعة مع ارتفاع درجات الحرارة واتساع رقعة الحرائق في مختلف المناطق. وبدا انتظار المعالجات السياسية الملحة اشبه برهان على فراغ نظرا الى الانسداد الذي يخشى ان يكون حاصر الحكومة في ازمتها السياسية المتصلة بموضوع الخلاف على آلية عمل مجلس الوزراء والذي رحل من جلسة الخميس الماضي الى جلسة الثلثاء من دون اي ضمانات تكفل التوصل الى مخرج لهذه الازمة في الجلسة المقبلة. ولعل ابلغ دليل على السباق الجاري بين التوترات الاجتماعية الناشئة عن أزمة النفايات والتوترات السياسية التي لا تزال تحكم ازمة الحكومة ان زوار السرايا الحكومية يعكسون اجواء قاتمة حيال التصورات والاحتمالات التي قد تنشأ عن استمرار تعطيل مجلس الوزراء مما ينفي عن تلويح رئيس الوزراء تمام سلام بإمكان استقالته وتحول الحكومة حكومة تصريف أعمال اي طابع تهديدي او مناوراتي، بل ان هذا الخيار يبدو كأنه وضع فعلا على الطاولة الخلفية في السرايا في انتظار الاختبار الحاسم الاخير الثلثاء المقبل. وبينما لوحظ ان فريق “التيار الوطني الحر” سعى بقوة الى نفي وجود اي احتمال جدي لاستقالة رئيس الوزراء لم يقترن ذلك بمرونة لجهة تفسير هذا الفريق موضوع الآلية الحكومية خصوصا لجهة التمسك بالشركة الوزارية مع رئيس الوزراء في تقرير بنود جدول اعمال جلسات مجلس الوزراء وهي النقطة التي باتت تشكل فتيل التفجير السياسي داخل الحكومة. وقالت اوساط وزارية مطلعة لـ”النهار” ان ثمة مساعي جدية لتعطيل هذا اللغم قبل انفجاره في جلسة الثلثاء لان الجميع باتوا يدركون ان الرئيس سلام قد “طفحت كأسه” على رغم ان موقفه يحظى بتأييد غالبية مكونات الحكومة، ولكن المضي في لعبة التعطيل بات يشكل بالنسبة اليه مخططا واضحا لشل الحكومة وفي هذه الحال فهو لن يقبل ان يغطي هذه الخطة ما دامت مفاعيلها آيلة الى تحويل واقع الحكومة الى تصريف اعمال مقنع. واشارت الاوساط الى ان المهلة المتبقية لجلسة الثلثاء يفترض ان تشهد جهودا مختلفة تماما عن تلك التي سبقت الجلسة الاخيرة التي بقي كل شيء بعدها على حاله والا فان رئيس الوزراء لن يكون مستعدا لتلقي كرة النار التي يراد للحكومة ان تتآكل فوقها وخصوصا مع تصاعد النقمة الشعبية الى ذروتها جراء أزمة النفايات التي حال تعطيل الحكومة دون التصدي لها بالسرعة اللازمة.

جنبلاط وقيادة الجيش

ووسط هذه الاجواء المشدودة، اتخذ دفاع رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط أمس عن قيادة الجيش دلالة بارزة اذ ادرج موقفه في خانة الرد الضمني على مواقف رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون من القيادة العسكرية في اطار سعي عون الى تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش وقطع الطريق على التمديد المرجح لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وبرز هذا البعد الجديد في موقف جنبلاط من قوله ان التعرض لقيادة الجيش “غير مفيد ولا يصب في خدمة الاهداف التي تسعى المؤسسة العسكرية الى القيام بها في ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة يعرفها القاصي والداني”، لافتا الى ان “الحفاظ على الاستقرار يفوق بأهميته كل الاعتبارات الاخرى”.

جعجع

وفي سياق سياسي آخر، علمت “النهار” أن حصيلة المحادثات التي أجراها رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع مع قيادة المملكة العربية السعودية ومشاوراته مع الرئيس سعد الحريري في جدة تشير الى أنه يجب عدم انتظار أي حلحلة في لبنان وخصوصاً ما يتصل بالانتخابات الرئاسية التي لا زال القرار الاساسي في شأنها في يد إيران؟ لكن الموقف السعودي من الانتخابات الرئاسية في لبنان يرى أن هذا الملف في ايدي اللبنانيين أنفسهم وبشكل أدق أنها تعتبره موقعا مسيحيا. وفي تقدير قيادة المملكة أن التقارب بين المسيحيين سيكون حول مشروع الدولة وليس حول أي مشروع آخر. وترى قيادة المملكة أن حل موضوع “حزب الله” هو في إيران ولكن على قوى 14 آذار أن تقوم بما ينبغي من أجل مشروع الدولة والاستقرار في لبنان، والمملكة ستكون الى جانبها في هذا المضمار، لكن هذه القوى لا تعمل ما فيه الكفاية. 48 ساعة؟ اما على صعيد أزمة النفايات، فقال مصدر كتائبي لـ”النهار” إن الاجتماع الذي انعقد أمس في البيت المركزي للحزب في الصيفي وضم وزير البيئة محمد المشنوق ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ورؤساء اتحادات البلديات في جبل لبنان، خلص إلى حل لأزمة النفايات خلال 48 ساعة. وأوضح أن المجتمعين بحثوا في الحلول الممكنة واتفقوا على أن تنقل النفايات بعد جمعها إلى أمكنة سماها المشنوق “مرائب” Parkings، على أن تكون مفروزة ومضغوطة ومصفاة من السوائل وموضبة في مكعبات بلاستيكية محكمة الاقفال، وذلك لمدة أسابيع أو ثلاثة – اربعة أشهر ريثما تتسلم الشركات الجديدة المهمة وتنقلها إلى حيث تعالج وتطمر نهائيا. وتتولى “سوكلين” موقتاً بالآلات والمعدات المتوافرة لديها، وبناء على طلب من الوزارة، أعمال الفرز والتوضيب على الأرض التي تشغلها في الكرنتينا والتي تعود ملكيتها إلى الدولة بعد انتهاء العقد مع الشركة باعتبار أن المسألة استثنائية وطارئة. وأضاف أن المسألة متوقفة حالياً على وزير البيئة الذي أبلغ المجتمعين أنه سيتخذ قراراً خلال 24 ساعة يحدد بموجبه الكسارات القديمة التي ستستقبل النفايات الموضبة موقتاً، مشيرا الى أنه في بداية الاجتماع كان يتجه إلى تحميل البلديات والاتحادات البلدية مسؤولية موضوع النفايات برمته، لكنه جُبه بإصرار على أن الموضوع من صلاحية الوزارة، ولا جهة غيرها يمكنها  تحديد أمكنة التجميع في انتظار فض عروض الشركات في كل المناطق خلال أسبوعين . ولفت المصدر الكتائبي إلى أن النائب الجميّل كرّر مراراً أن الشركات غير قادرة على فرض مواقع جمع النفايات كما أن لا بلدية يمكن أن تقبل بوضع نفايات في نطاقها، ولو موقتاً. وهذه المسؤولية تالياً هي مسؤولية الدولة، وتحديداً وزارة البيئة.

ومن جهته، عرض الوزير المشنوق ملفاً من 16 صفحة عن الكسارات التي تحتاج أمكنتها إلى استصلاح في كل لبنان. وانتهى المصدر الكتائبي الى أن الشوارع والأحياء ستعود نظيفة خلال 48 ساعة في ضوء التزام وزير البيئة تحديد أمكنة التجميع الموقتة.

السفير

الحل في المطمر والمطامر حقوق للطوائف.. ولا قرار!

بيروت الكبرى مزبلة حكومية كبرى

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والعشرين بعد الاربعمئة على التوالي. ..من الآن وحتى موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، يفترض أن يتحدد مسار الرياح، التي تضرب الحكومة، إن في اتجاه احتوائها، او في اتجاه تفاعل الالتهابات السياسية في داخلها، التي ضيّقت صدر رئيس الحكومة تمام سلام منها، وحملته على التلويح بخطوات يضع فيها الجميع امام مسؤولياتهم، على ما تقول أوساطه. واذا كان الترهّل الحكومي، وفي ظل المتاريس السياسية المنصوبة داخل الحكومة، لا يشي بإمكان ان تؤدي مشاورات اليومين المقبلين السابقين لجلسة الثلاثاء، الى مخرج سحري، يعيد نفخ الروح في جسم الحكومة المحتضرة، فذلك يبدو أقل وطأة من «غزوة النفايات» التي تضرب لبنان، وحوّلت عاصمته الى مكبّ واسع للنفايات، تغمر شوارعها، وتسدّ الطرقات في بعض الأحياء، وتنشر فضلاً عن الروائح الكريهة، الأوبئة والجراثيم في الهواء، فيما يطلق المواطنون الشتائم ضد الجميع، بعدما استقال الجميع من مسؤولياتهم. وكما يبدو، فإن هذه المشكلة، ثقيلة ومستعصية، وتتفاقم على مدار الساعة، وتتطلب المعالجة السريعة والفورية الى حد اعلان حالة طوارئ بيئية، خاصة أنها باتت أشبه بـ «سلاح فتّاك» يُشهر في وجه الجميع وهو جاهز للانفجار في أية لحظة. الا أن المشكلة الأكبر تبدّت في أن أهل الحل والربط الحكومي، عالقون من جهة، في دائرة التنظير والمزايدات السياسية، ويعانون من جهة ثانية، من انفصام في الشخصية، فخلعوا ثوب المسؤولية، التي توجب عليهم وحدهم التصدي وابتداع حلول لهذه الكارثة، وبرّأوا انفسهم «من دم هذا الصدِّيق»، وأخذوا يتكلمون لغة الناس، المهددين بكارثة تقضّ مضاجعهم، وتهدّد حياة أطفالهم بالأوبئة والأمراض. هي بلا شك، مسؤولية الحكومة قبل أي أحد آخر، ولا عذر لها في التقاعس عن مواجهة هذه الغزوة الخطيرة، ومهما كانت الأسباب، خاصة أن في يدها الكثير من الخطط والقرارات المتفق عليها سابقا، وكلها تقود الى حلول، فلماذا لا تبادر الحكومة الى ذلك، ما الذي يمنعها، هل بسبب عجز، ام تقصير، او نتيجة ضغط مافيات من هنا وهناك؟ ولقد فرض الغياب الحكومي، التوجّه الى «مسكّنات موضعيّة» في بعض المناطق، تُرجمت بتدابير مؤقتة؛ محليّة وبلديّة، عاجلة وضمن الإمكانيات، لاحتواء هذه الغزوة القاتلة وانبعاثاتها، والحدّ من ارتفاع هضاب، لا بل جبال النفايات، في الشوارع والاحياء. على أن اللافت للانتباه ، في هذا السياق، أن مجلس الوزراء لا يملك نظرة واحدة الى هذه المشكلة، كما لا تبدو في الافق صورة حلّ، بل آراء متقاطعة ومتشابكة لا ترسو في مرفأ واحد. فوزير البيئة محمد المشنوق عبّر لـ «السفير» عن تشاؤمه ازاء هذا الموضوع، وعن امتعاضه من عدم تعاون الفرقاء معه لإيجاد الحلول المؤقتة، في ظل رفض معظم المناطق التي اختارها للحل الانتقالي.

 وشكا المشنوق من منع عمال «سوكلين» من سحب عصارة مطمر الناعمة التي تتسبب بأضرار جسيمة لنظام تشغيل المطمر، وتتسبب بانبعاثات وروائح، ورأى ان لا حلول حقيقية لهكذا مواضيع من دون الدولة وادارتها الرسمية. معتبرا ان إحراق النفايات في الشوارع كيفما اتفق وفشل معظم البلديات في إدارة الأزمة، يعني أننا أمام حالة فشل وإفلاس عامة، تبدأ بكل السلطة السياسية الممثلة بمجلس الوزراء الذي لم يقدِّر لا سابقا ولا بالأمس في جلسته الأخيرة خطورة هذا الموضوع على كل المستويات… ولا تنتهي عند السلطات المحلية. وقال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ «السفير: نحن في العام 2010 اتخذنا قرارا بانشاء محارق، ومنذ خمس سنوات لم يتم تنفيذ شيء حتى الآن، لماذا، والسؤال ايضا لماذا منع العارضون للمناقصات من التقدم والاشتراك بها؟ وأشار فنيش الى ما سمّاها «لعبة مصالح» تحكم هذا الموضوع، وأكد أنه لا بد من الحل الجذري لهذه المسألة، ولا بد سريعا من ان نلزّم انشاء محارق، وبالتالي المطلوب عدم الاستمرار في تضييع الوقت والمماطلة والتسويف، وليس صعبا ابدا ان يتم ايجاد مطمر لنفايات بيروت والضواحي. هناك امكانية لذلك، والمطلوب فقط هو ان يتخذ القرار الرسمي والجدي، وفي المقابل، الا تتعاطى القوى السياسية مع هذا الموضوع كملف شعبوي وكقطعة جبنة لتقاسمها. واكد وزير المال علي حسن خليل لـ «السفير»: ان هذا الموضوع مهم جدا وحساس جدا ويتطلب المعالجة السريعة. ولا بد بداية من معالجة آنية تنقلنا الى المعالجة الجذرية. وقال: يجب ان يكون الحل الجذري والنهائي لهذه المسألة، عبر الذهاب الى تنفيذ الخطة المقررة في هذا الشأن، ووضعها موضع التطبيق، والتوجه نحو الخيار الاستراتيجي بمحارق وفق مواصفات عالمية. وحدد وزير العمل سجعان قزي عبر «السفير» ثلاث مراحل للحل؛ الأولى، ازالة النفايات الحالية، ليستعيد البلد بيئته النظيفة نسبيا، والثانية، انهاء المناقصات سريعا، وبدء تنفيذ العقود الجديدة، على ان تؤمن الدولة، لا سواها، المطامر لهذه الشركات، لأن ترك الشركات وحدها تتدبر امرها لإيجاد مطامر، سيدخلها في روتين النظام اللبناني للفساد. أضاف قزي: اما المرحلة الثالثة، فهي اعادة النظر في كل مشروع معالجة النفايات في البلاد على اسس حديثة وعصرية، لا تؤدي فقط الى جمع النفايات ومعالجتها، انما لاستخراج الطاقة الكهربائية، وغير ذلك، لتكون النفايات احد موارد الخزينة اللبنانية، وبشكل عام لا يجوز ان يبقى البلد في ظل الوضع الحالي، ويجب ان يرفع السياسيون اياديهم عن شركات معالجة النفايات، فما جنوه من هذه الشركات من التسعينيات الى اليوم كاف لكي يعمّروا قصورا بعدما هدموا البلد.

بدوره، قدم وزير الزراعة اكرم شهيب عبر «السفير» ما سماه حلا مرحليا، وقال: نظرا للواقع اللبناني، وللصراع السياسي والمالي والمناطقي، ومع الاسف الطائفي، إن لم اقل المذهبي، لا حل لنفايات بيروت والضاحيتين الا عبر «سنسولين»، الاول في الاوزاعي حيث تطمر فيه ردميات حرب تموز 2006، مع قسم من نفايات المنطقة الجنوبية لبيروت. والسنسول الثاني في الكرنتينا، وتطمر فيه نفايات المنطقة الشمالية لبيروت. وأوضح شهيب ان الذهاب الى هذا الحل، مردّه الى ان هاتين المنطقتين موبوءتان تاريخيا نتيجة الصرف الصحي. واضاف: هذا حل مرحلي افضل من الواقع الذي نحن فيه، ولا ارى غير هذا الحل، نتيجة عدم جدية الحلول وكذلك نتيجة الصراعات السياسية والمالية. وفي النهاية لا حل على المدى البعيد الا بلامركزية قرار الحل. اما في الجبال فكل قضاء يتولى مرحليا ايجاد حل للطمر.

اما وزير الثقافة روني عريجي فأكد أن المشكلة كبيرة جدا وخطيرة. وقال لـ «السفير»: مع الاسف، كنا نتوقع أن نصل الى ما وصلنا اليه. وفي الاساس كان من الضروري ان يتم استباق هذه المشكلة بمعالجات جذرية. اضاف: نحن امام موضوع وطني، وليس موضوعا طائفيا او مذهبيا، او انه يعني فئة من اللبنانيين من دون غيرهم، بل هو يعني الجميع ويطال الجميع، وبالتالي يجب النظر اليه من هذه الزاوية، ومقاربته بما يتطلبه من حلول ومعالجات، ولكن مع الاسف، ومع تفاقم المشكلة حاليا، لا توجد حلول جذرية فورية، بل اعتقد انه من الضروري الذهاب الى حلول مؤقتة بانتظار اطلاق المناقصات وبدء الشركات عملها، لكن على الا تكون الحلول المؤقتة عشوائية، بل فعّالة، وتحفظ قدر الامكان الصحة العامة وسلامة المواطنين.

ووصف الوزير ميشال فرعون موضوع النفايات بـ «الخطير جدا». وقال لـ «السفير»: إن تفاقم هذه المشكلة، يهدد بكارثة، مع الأسف تأخرنا كثيرا في مقاربة هذا الموضوع ومعالجته، ولذلك إن تعذر الحل الجذري حاليا، فلا بد من حلول مؤقتة للعلاج، علما ان هناك حلولا مطروحة على طاولة البحث في مجلس الوزراء. وأشار فرعون الى ان اهمية هذا الموضوع دفعته في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء الى ان يهدد بمقاطعة جلسات المجلس، إن لم يتم البحث في موضوع النفايات.

وزير العدل اشرف ريفي قال بدوره لـ «السفير»: ان الامر الأكيد الذي يمكن ان يساعد في الحل الجذري، هو بضرورة الذهاب الى اقرار اللامركزية الادارية المنصوص عليها في اتفاق الطائف، والتي تعطي صلاحيات للبلديات في كل شيء، سواء ما يتعلق بالنظافة ام الامور البيئية او التنموية. ورأى وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، أن الحل يكون بالتعميم، وقال لـ «السفير»: إن الحل الوحيد لموضوع النفايات، يكون بالتعجيل في انجاز المناقصات، على ان يتم، وبشكل مؤقت، توزيع نفايات بيروت والضاحيتين على المطامر في المناطق.

الأخبار

سلام: وصلت إلى «الخط الأحمر»!

تتفاقم الأزمة الحكومية وأزمة النفايات التي تحوّلت إلى جبال على طرقات العاصمة وجبل لبنان تهدد صحة المواطنين الذين بدورهم لم يقوموا بأي تحرّك جدّي لدفع الحكومة إلى الاسراع في حل الأزمة، وسط « بلادة» واضحة من منظمات المجتمع المدني. من جهته، الرئيس تمام سلام لن يحتمل الأزمة وحيداً، ولا تنفعه التمنيات بالتروي. الاستقالة أقرب من أي وقت مضى لليوم الثامن على التوالي، يستمر تكدّس النفايات في شوارع العاصمة وبلدات جبل لبنان، لتتحوّل أكوام النفايات إلى جبال بين الأزقة والبيوت تنبعث منها السموم والغازات السامة مع ارتفاع درجات الحرارة، فيما تستمر الحكومة ومعها الطبقة السياسية بالغرق في النزاعات، ويستمر المواطنون بالغرق في المخاطر الصحية. والحل؟ لا حلّ في المدى المنظور! على ما يطمئن المسؤولون الحكوميون مواطنيهم الذين أصابهم «الخدر» بدورهم، ولم يتحركوا حتى اللحظة للدفاع عن أبسط حقوقهم، في الوقت الذي يتابع فيه السياسيون سياسة الاستهتار بكلّ شيء، من النفايات إلى الأمن الاجتماعي. وإذا كانت حجّة الفرقاء السياسيين ضرورة الحفاظ على الحكومة تخوّفاً من انفلات البلاد أمنياً وسياسياً وعسكرياً، مع ما يعنيه ذلك من مراعاة لمصالح القوى السياسية و«تسويف» معالجة الأزمات إلى حين إيجاد صيغ ترضي مصالح الجميع الفئوية والفردية، المترابطة بدورها بالمحاور الإقليمية والدولية، فإن الانفلات الأمني والسياسي في حال سقوط الحكومة لن يهدّد حياة المواطنين وصحّتهم، بالقدر الذي تهدّدهم فيه أطنان النفايات الملقاة تحت الشرفات وعلى مداخل البيوت والأبنية في عزّ فصل الصيف! ومن أزمة النفايات إلى أزمة الإصرار السعودي على متابعة المواجهة مع كل ما يمت إلى إيران وسوريا وحزب الله بصلة، من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، منعاً لانعكاس الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى على شكل تحصيل أوراق قوّة لمحور المقاومة، واستباقاً لتحصيل مكاسب سعودية يمكن استثمارها في أي تسوية مقبلة. ولا يخرج استمرار إصرار «الفريق السعودي» في لبنان على عدم تقديم أي تنازلات، سواء في ملفات التعيينات الأمنية ورئاسة الجمهورية، يراها النائب ميشال عون ومعه حزب الله حقاً مشروعاً، عن سياق الاندفاع السعودي الميداني الذي ظهر في الأيام الأخيرة من إدلب إلى الجنوب السوري إلى عدن. غير أن استمرار المأزق الحكومي، وعدم بتّ ملفات النفايات وآلية عمل الحكومة، أوصلا رئيس الحكومة تمام سلام، بحسب مصادر وزارية قريبة منه، إلى إبلاغه القوى السياسية أنه «وصل إلى الخطّ الأحمر». وما «يصدم» سلام هو تخلّي الحلفاء عنه؛ فالنائب وليد جنبلاط كان وعده بالعمل على منع إقفال مطمر الناعمة إلى حين الانتهاء من المناقصات، ولم يفعل! كذلك لم «يتدخل الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل ووزارة الداخلية للقيام بخطوات عملية»، إضافة إلى اتهام سلام التيار الوطني الحر بـ«الإصرار على منع القرارات العملانية»، فيما اعتبر مقربون من سلام زيارة وزير البيئة محمد المشنوق أمس إلى بيت الكتائب «رسالة إلى الآخرين». وتقول المصادر إن «الرئيس لن يحتمل طويلاً هذا الاستخفاف بحياة المواطنين في ملف النفايات، في الوقت الذي تقوم فيه القوى السياسية بترك وزير البيئة محمد المشنوق وحيداً». وتقول المصادر إن من «الواجب إعلان حالة طوارئ في البلاد، لأن هذا هو الدرك الأسفل، أن تطمر النفايات العاصمة». ويبدو تهديد سلام بالاستقالة، وليس بالاعتكاف، جدياً، إذا استمر «العقم» في حلّ أزمتي النفايات وآلية عمل الحكومة أكثر، وهو ما تؤكّده مصادر وزارية أخرى في قوى 14 و8 آذار معاً، تواصلت مع الرئيس خلال اليومين الماضيين. وتقول مصادر وزارية إن «الاتصالات التي سبقت جلسة مجلس الوزراء الأخيرة نجحت في تأخير استقالة سلام»، إلا أنها «آتية لا محالة، في حال استمر الوضع على ما هو عليه»، مشيرةً إلى أنه «لا اتصالات جدية تجري على هذا الصعيد، بل تمنيات يتلقاها رئيس الحكومة من أطراف داخلية وخارجية تحاول إقناعه بالتروّي والتحمّل على أمل أن تفرج قريباً». وأشارت المصادر إلى أن «ما يحصل في الحكومة تجاوز أصول التعامل مع رئيسها»، وهو «قال لوزراء في الحكومة تحدثوا إليه أمس، إن استقالته هي الرد الوحيد على التعطيل الذي يحاول بعض الأطراف فرضه على العمل الحكومي»، وهو أكد أن هذه «الاستقالة باتت قريبة جداً في حال لم يتم التجاوب معه، وأنه سينتظر يوم الثلاثاء المقبل ليرى أجواء جلسة الحكومة المقرر عقدها». وأشارت المصادر إلى أن «سلام لم يعد بمقدوره التحمل والانتظار، خصوصاً بعد أن بلغت مشكلة النفايات حداً لا يمكن السكوت عنه، وهناك أطراف لا تريد تحمل مسؤولياتها، غير آبهة بتأثير هذا الملف على الشعب اللبناني». ونفت المصادر وجود مبادرات يقوم بها أي طرف، مؤكّدة أن «كل الكلام مع سلام لا يتعدى كونه نوعاً من محاولات لتبريد أعصاب رئيس الحكومة». وفي بيت الكتائب، التقى وزير البيئة رئيس الحزب سامي الجميل بحضور رؤساء اتحادات بلديات جبل لبنان. وأبدى الجميل أسفه «لأن مجلس الوزراء لم يسمح بمناقشة أزمة النفايات واتخاذ قرارات في شأنها»، وأشار إلى أن «هناك من يعتبر الكلام في الآلية أهم من معالجة هذا الملف».

المستقبل

«الطيران المدني» يتصدّى لحرق النفايات قرب المدرجات ويطلب توسيع سياج المطار

جعجع لـ«المستقبل»: أيّدنا الطائف كضرورة والآن عن قناعة بين «حابل» النفايات و«نابل» الاستحقاقات، وأوّلها جلسة الحكومة الثلاثاء المقبل، بقيت البلاد تنوء تحت رحمة الأزمات المفتوحة من الشغور الرئاسي إلى التعطيل الحكومي مروراً بالشلل التشريعي، من دون ظهور بصيص أمل داخلي أو خارجي يمكن أن ترسمه نتائج الاتفاق النووي بين الدول الست وإيران على حدّ تعبير رئيس حزب «القوّات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، الذي استبعد بروز انفراجات في المنطقة من بينها انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكداً لـ«المستقبل» أنّ إيران وراء انسداد الأفق الرئاسي، وأنّ الحلّ يكمن بالتمسّك بالدستور وباتفاق الطائف الذي «أيّدناه كاتفاق ضرورة والآن نتمسّك به عن قناعة». وفي معرض تقويمه للسجال الدائر حول آلية عمل الحكومة أسف جعجع لتحوّل الاهتمام إلى كيفية «مأسسة الفراغ في الموقع الرئاسي الأوّل بدلاً من انتخاب رئيس». فيما استثنى من الأزمات المعقّدة الوضع الأمني الداخلي، مبدياً ارتياحه للاستقرار «الذي ينعم به اللبنانيون والذي يمثّل درّة وسط الحرائق التي تعصف بالمنطقة»، مؤكداً أنّ كل الفصائل الإرهابية على الحدود «لو اجتمعت فهي لن تستطيع إحداث أي خرق ضدّ الجيش الذي يحصّن الجبهة بصورة محكمة».

النفايات

أمّا في ملف النفايات فلم يختلف مشهد أمس عن الأيام التي سبقته، حيث أقفلت النفايات بعض الطرق في العاصمة واستمرت عمليات الحرق والطمر العشوائية بانتظار الفرج المأمول. فيما أعلن وزير البيئة محمد المشنوق أنّ اتفاقاً تمّ على «أن تختار وزارة البيئة مجموعة أماكن لوضع النفايات فيها لفترة موقتة لا تتجاوز التسعة شهور بانتظار المناقصات». كما حذّرت وزارة الزراعة من رمي النفايات «في المساحات الحرجية التابعة لها أو حرقها أو طمرها». وفي هذا الصدد تفاعلت أمس قضية رمي وحرق نفايات الضاحية الجنوبية بمحاذاة سور المطار لجهة المدرج الغربي الذي كشفت «المستقبل» النقاب عنه في عدد أمس. وكشفت مصادر معنية لـ«المستقبل» أنّ المديرية العامة للطيران المدني أرسلت كتاباً أمس إلى شركة «ميز» المعنية بصيانة المطار، طلبت فيه «تسييج» البقعة التي يجري رمي النفايات فيها وحرقها على مساحة أربعة كيلومترات ونصف كيلومتر لمنع الفاعلين من رمي النفايات فيها، خصوصاً أنّ ملكية العقار تعود للطيران المدني. ومن جهتها أحالت شركة «ميز» هذا الكتاب إلى مجلس الإنماء والإعمار لدرسه، وهو ما أكّدته مصادر في المجلس.

الحياة

أهل الحكم عاجزون أمام أزمة النفايات وعكار تجدد رفضها تحويلها مكباً للعاصمة

تزايدت نقمة اللبنانيين على الدولة بكل مكوناتها في ظل تكدس نفاياتهم بشكل مخيف على الطرق في بيروت وجبل لبنان، من دون التوصل إلى حلول لمعضلة إيجاد مطمر بديل لمطمر الناعمة الذي مُدد له بما فيه الكفاية، ما ينبئ بكارثة صحية وبيئية غير محسوبة العواقب.

كل الشتائم مباحة، وكل السخرية من الحكام يتم تداولها في العلن. الناس تختنق في منازلها من الروائح المنبعثة من القمامة التي باتت تمتد لأمتار طويلة على الأرصفة وعلى زوايا المفترقات وتسد طرقاً فرعية وترتفع أكياس النفايات بما يشبه التلال التي يجري رشها بين الحين والآخر بمادة كلسية للقضاء على التعفن والحشرات والقوارض، أو يعمد الناس إلى حرقها، ما يزيد من مخاطر الانبعاثات السامة من قمامة غير مفروزة تحوي أطناناً من الأخطار الكيماوية على المحيط. والمشهد في الشارع أصبحت له مظاهر جديدة، بات السائقون يضعون كمامات على وجوههم لتلافي روائح الحرائق أو النفايات المتحللة. أما على وسائل التواصل الاجتماعي، فلم ينج أحد من سخرية الناس الذين أُسقط في يدهم. تارة صور للزعماء السياسيين يرتدون لباس عمال التنظيفات، وتارة صور للعمال أنفسهم مذيَّلة بعبارة «اشتقنالكم»، وتارة «لبنان يحقق أطول مزبلة في التاريخ لدخول كتاب غينيس»، ناهيك بانتقادات للصفقات التي يحاول السياسيون إجراءها على حساب صحة المواطن. وفي المقابل، عجز مطبق من المعنيين بالأزمة، لأن لا حلول ناضجة لديهم، حتى إن المجلس البلدي لبيروت لم يتمكن من الاجتماع لغياب الحلول. والاقتراحات المتداولة «مهينة»، فالتفتيش عن مطمر لنفايات العاصمة وجبل لبنان بعيد منهما، يتركز على منطقة عكار (شمال لبنان)، التي ترفض الأمر رفضاً باتاً، ويجري التداول بمنطقة «سرار»، وهي تستخدم حالياً مطمراً لنفايات عكار، التي تتراوح بين 200 و300 طن، علماً أن عكار تشكل نحو 10 في المئة من مساحة لبنان وسكانها يشكلون 16 في المئة من عدد سكان لبنان. وتكثفت أمس الاتصالات لإقناع عكار بقبول نفايات بيروت وجبل لبنان، وشارك فيها رئيس الحكومة تمام سلام وزعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة (الذي تماثل إلى الشفاء بعد خضوعه لعملية جراحية) ووزيرا الداخلية نهاد المشنوق والبيئة محمد المشنوق. وطاولت الاتصالات نواب عكار وفاعلياتها، إلا أنها لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية حتى اللحظة، إذ تعتبر فاعليات عكار أن منطقتها «منسية ومهملة ولا يجوز تذكرها بمسألة النفايات، فلم تصرف لها أي اعتمادات لتأهيل البنى التحتية المتعلقة بالصرف الصحي ولا لتأهيل المستشفى الحكومي، فضلاً عن أن المنطقة تفتقر إلى فروع للجامعة اللبنانية أسوة ببقية المناطق».

على أن المكب المطروح يفتقد إلى العوازل لمنع تسرب عصارات القمامة إلى المياه الجوفية التي تستخدم في عكار مياه شفة.

الثمن لعكار

وعلى رغم إقرار السياسيين بحق عكار في تلبية مطالبها والاعتراف بأن نسبة 63 من سكان المنطقة هم تحت خط الفقر، وفق إحصاء الأمم المتحدة، فإن التداول يتركز على المطالب القابلة للتحقيق بشكل سريع، ومنها تصريف الموسم الزراعي والتعويض على المتضررين في المناطق الحدودية مع سورية، لأنهم يقرون أيضاً بأنه لا يمكن طمر نفايات العاصمة وجبل لبنان في المنطقة من دون دفع الثمن في المقابل. وكان نائبا عكار من «المستقبل» هادي حبيش ومعين المرعبي زارا أمس الرئيس السنيورة، وقابلا وزير الداخلية نهاد المشنوق، وناقشا ما تناوله رئيس بلدية بيروت بلال حمد عن مشروع عقد لرمي النفايات في عقار ضمن منطقة عكار. ووصف المرعبي قرارات حمد بأنها «همايونية»، وقال: «أسمح لنفسي وليسمح لي وزير الداخلية، يجب على أبناء بيروت واللبنانيين جميعاً أن يطالبوا باستقالة كل من رئيس البلدية ووزير البيئة». ونقل عن المشنوق تفهمه وجهة نظر أهالي عكار ومطالبهم المشروعة، وقوله إن ليس هناك من خطوات في موضوع النفايات إلا بالتفاهم معهم «ولا تأخذوا بأي كلام يتسم بالتحدي ولا تعطوه أهمية وأنا أرفضه جملة وتفصيلاً، وبالتالي لا مصلحة لنا في الدخول في سجال مع أهلنا من شأنه أن يولد توتراً ليس في محله ونحن في غنى عنه». وكان حبيش رفض «أي كلام عن نقل النفايات إلى منطقة عكار»، معتبراً أن «هذا قمة في الاستهزاء بواقع المنطقة التي تعاني إهمالاً وقلة اهتمام على كامل المستويات، وكأنه لا يكفيها ما تواجهه من مشاكل وإهمال حتى يصار إلى التعاطي مع المنطقة بهذه الطريقة وتحويلها مكباً للنفايات بدل أن تتحول إلى محافظة مزدهرة أسوة ببقية المحافظات». ودعا حبيش «الحكومة بكل أطيافها السياسية إلى اتخاذ قرار جريء واستثنائي بإنصاف عكار بمشاريعها الإنمائية الملحة التي لم تعد تحتمل التأخير، ومن ثم مطالبة أبناء المنطقة بتحمل جزء من هذه المشكلة».وكان ورثة خلدون خالد عبد القادر المرعبي أكدوا في اتصال لوكيلهم مع «الحياة» أن لا صحة لوجود أي علاقة للمرعبي وورثته بموضوع النفايات.

المقالع بدائل موقتة

وكان وزير البيئة أثار خلال اجتماع في بيت «الكتائب» مع رئيس الحزب سامي الجميل وعدد من رؤساء اتحاد بلديات جبل لبنان، إمكان «تأمين أماكن لرصّ النفايات بعد توليفها في بالات بانتظار المعالجة النهائية لها في مطامر تتولاها الدولة». وأعلن أنه «اتُّفق على أن تختار وزارة البيئة من مجموعة أماكن مقترحة، من مقالع وغيرها، لوضع النفايات فيها لفترة موقتة لا تتجاوز الـ9 أشهر»، شارحاً أنه «سيطلب من المتعهدين الذين سيفوزون بالمناقصة، التي سيُعلن عنها خلال 15 يوماً، أن يتعهدوا رفع هذه النفايات وطمرها حسب الأصول المقررة في العقود».وأكد «أننا لن نلجأ إلى القوى الأمنية ولن نقوم بأي عمل بالقوة، لكن نحن نعتمد على التجاوب من قبل الأهالي والبلديات لا سيما أن أزمة النفايات موجودة لدى الجميع ونعمل معاً على إخراجها من عنق الزجاجة». ولفت المشنوق إلى أن «هذه الإجراءات ستساعد في حلّ مشكلة عدد من الأقضية»، آملا بـ «حصول تجاوب منها عندما نختار الأماكن التي ستوضع فيها النفايات للمعالجة بصورة موقتة»، كما تمنى أن «تعقد اجتماعات أخرى كي نخفف من أزمة الــنفايات في كل المناطق». وانتقد الجميل «عدم سماح مجلس الوزراء لنا بأن نتحدث في أزمة النفايات ونتخذ قرارات»، مشيراً إلى أن «هناك من يعتبرون أن الكلام في الآلية أهم من معالجة هذا الملف». وقال: «عيب أن نترك الناس بهذا الشكل للثلثاء (موعد جلسة الحكومة) وعيب أن نترك وزير البيئة ثلاثة أيام من دون شعور بالمسؤولية. ربما لا يسيرون على الطريق ولا يرون ما نراه ويعيشون في برج عاجي».

نفايات طرابلس

وبرز أمس تخوف من أن تواجه مدينة طرابلس مشكلة تراكم النفايات بسبب نقص في عدد الآليات التي تعمل على رفعها. وعرض وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، المشكلة مع وفد من مجلس بلدية المدينة». كما اتصل بالرئيس سلام لإطلاعه على حاجات مدن الفيحاء، وقال درباس إنه «بناء لتوجيهات الرئيس سلام، أجريت اتصالاً بالوزير محمد المشنوق لزيادة عدد آليات جمع النفايات، فأبدى موافقته على المشروع والتنسيق مع وزير الداخلية».

لرمي النفايات أمام منازل الوزراء

وكان نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت التقى ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني ووضعهم بصورة التحركات التي يقوم بها نواب العاصمة مع رئيس الحكومة، وزير البيئة، رئيس مجلس بلدية بيروت وسائر المعنيين. وطالب الحوت «رئيس الحكومة بالدعوة لاجتماع طارئ للحكومة اليوم السبت لاتخاذ القرارات الضرورية لمعالجة أزمة النفايات الطارئة، وإيجاد الحلول السريعة بالإضافة إلى خطة استراتيجية لمعالجة جذرية لمشكلة النفايات»، داعياً «اللبنانيين إلى تجميع نفاياتهم أمام مقار الأحزاب والوزراء الذين يرفضــون تلبية هذه الدعوة الطارئة، فمصلحة المواطنين تتقدم على أي مزايدات».وتوقف الحوت «أمام منطق فدرالية النفايات التي يسعى البعض إلى تكريسها، مذكراً أن العاصمة بيروت تحتضن اللبنانيين من مختلف المناطق»، مؤكداً «تضامنه مع المناطق في ما يتعلق بموضوع الإنماء المتوازن».

الجمهورية

إنشغال سياسي وديبلوماسي بمصير الحكومة… وأول إطلالة لنصرالله بعد «النووي» اليوم

تلويح رئيس الحكومة تمام سلام بالاستقالة أو وَضعه هذا الاحتمال من ضمن الخيارات التي قد يلجأ إليها، شَغل الوسطين السياسي والديبلوماسي في محاولة لاستكشاف مدى جدية هذا التوجّه، وما سيكون عليه الوضع في حال إقدام سلام على هذه الخطوة، الأمر الذي تمّ تفسيره بأنه رسالة جدية إلى المعطّلين بأنّ رئيس الحكومة ليس بوارد الخضوع لشروطهم وابتزازهم، لأنّ أولويته هي تسيير شؤون البلاد والعباد، ولن يسمح بأن يسجّل عليه مسايرته للمعطّلين الذين عليهم أن يأخذوا تهديده بالاعتبار، فإمّا التعقّل والتراجع عن الممارسة التعطيلية لمصالح الناس، وإمّا الاستقالة التي ستحمّلهم مسؤولية ما آلت إليه الأمور، وتُحرّر سلام من القيود التي تحاول هذه الجهات وضعها من أجل تكبيله لانتزاع مآربها الخاصة. وفي موازاة تَرقّب ما سيكون عليه مصير جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل وخطوة سلام، تترقّب الأوساط أيضاً كلمة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله اليوم، خصوصاً انها إطلالته الأولى بعد الاتفاق النووي والتي من المتوقع أن يضمّنها قراءة مفصّلة لهذا الاتفاق وما بعده، وتحديداً لجهة العلاقة الإيرانية مع الغرب والدور الإيراني في المنطقة، فضلاً عن التطرّق إلى الأزمة الحكومية. وسط ترقّب جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل لاستكمال النقاش في آلية العمل الحكومي، وترقّب خطوة رئيس الحكومة تمام سلام المقبلة، بَدا ان لا حلول في الافق لا لأزمة النفايات التي نَفضت الحكومة يدها منها فرَمَت الكرة في ملعب البلديات، ولا لآليّة العمل الحكومي التي يستمر التبايُن حولها، ما حَدا بمصدر سياسي بارز للقول لـ«الجمهورية» انّ الآلية ليست أصعب من «النووي الايراني» الذي أمكن الوصول الى اتفاق حوله بين ايران ودول الغرب.

أوساط سلام

وحذّرت أوساط سلام من استمرار البعض باللعب على حافّة الهاوية لأنّ البلد لا يتحمّل مناورات من هذا الشكل قد تقضي على آخر مقوّمات المؤسسات الدستورية. وأبدَت المصادر لـ«الجمهورية» ثقتها بأن تُفضي الإتصالات الجارية على أكثر من مستوى الى ترطيب الأجواء لئلّا يؤدي تجميد العمل الحكومي الى شلل غير محمود يمتد من الشغور الرئاسي الى الشلل النيابي فتجميد العمل الحكومي، وهو ما يؤدي الى فلتان غير محسوب النتائج لا يتحّمل مسؤوليته سوى السّاعين الى إدارة البلد بوسائل سلبية تحت شعارات واهية لم تقنع احداً الى اليوم لأنه لم يستطع أحد وضعها إلّا في خانة الكيدية السياسية ولأهداف لا يتلاقى حولها عدد كبير من مكوّنات الحكومة واللبنانيين».

«عملية انتحار موصوفة»

قالت مصادر وزارية تتابع حركة الإتصالات لـ»الجمهورية» انه من المُبكر البحث من اليوم عن مصير الحكومة في جلسة الثلثاء ولا حاجة للندب والتشاؤم. فالتطورات المتسارعة في المنطقة وحجم الإتصالات الجارية ستضعان حدوداً لجموح البعض باتجاه تطيير الحكومة بالحد الأقصى او تجميد العمل فيها على الأقل. ولفتت المصادر الى انّ الحديث عن استقالة رئيس الحكومة لا تتحمّل مسؤوليته أوساط رئيس الحكومة، ذلك انّ مثل هذه الخطوة عملية انتحار موصوفة لوَطن وليس لشخص رئيس الحكومة ومَن معه من الوزراء الذين أكّدوا حرصهم على الحد الأدنى من التضامن الحكومي الهَشّ أصلاً. وقالت انّ المشكلة في الموضوع لا تقف عند خطوة دستورية مَحضة، فالجهة التي يمكن ان ترفع اليها هذه الإستقالة لقبولها والطلب اليها الإستمرار في تصريف الأعمال كما يقول الدستور غير موجودة طالما انّ رئيس الجمهورية الذي أنيطَت به هذه الصلاحية الشخصية والفردية لا يمكن تجييرها لأحد بما فيها الحكومة مجتمعة التي تتولى تصريف اعمال الرئيس وكالة في العديد من الصلاحيات التي لا تتجاوز ما هو عام منها الى ما هو شخصي. وإزاء تشاؤم البعض قالت المصادر انّ عدداً من الوزراء والقيادات السياسية يمكنها ان تعبّر عن آرائها وتَوقّع ما يمكن ان تؤدي اليه تصرفات البعض، إلّا انها لا تمتلك صفة النطق باسم رئيس الحكومة ومكونات عدة منها تراهن على وَعي الأقلية لخطورة استمرار العمل السياسي الكيدي الذي يؤدي الى شَلّ الحكومة في لحظة من اللحظات. واشارت الى انّ حركة الإتصالات التي توسعت في الساعات الماضية وستستمر في مقبل الأيام ستُثمِر في النتيجة ضبطاً للتطورات والمواقف الحكومية ولا بد ان تحمل الجلسة مخرجاً ما، ذلك انّ مواجهة الإستحقاقات المقبلة على مستوى التعيينات العسكرية في قيادة الجيش ستُوقِف البحث في الآلية الحكومية لتفتح الحديث من جديد حول مسألة التمديد او تعيين البدائل في المواقع العسكرية الأربعة التي ستشغر في المرحلة المقبلة، بدءاً من رئيس الأركان في الجيش في 7 آب المقبل وصولاً الى مدير المخابرات في 20 ايلول المقبل وقائد الجيش في 23 منه وما بينهما مصير اللواء محمد خير الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، والذي أنيطت به مهمة رئاسة الهيئة العليا للإغاثة منذ فترة.

المرّ: لتحرّك إنقاذي

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المرّ «انّ الاوضاع التي وصلت اليها البلاد من جرّاء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، والشلل في السلطات العامة، ولا سيما منها مجلس الوزراء ومجلس النواب والمجلس الدستوري، بات معها النظام معطلاً ويعاني فراغاً يُطاول كل سلطاته العامة». ورأى المرّ، في كلمة له خلال الاحتفال بوَضع اللوحة التذكارية على مبنى القصر البلدي الدكوانة ـ ما روكز، أنّ «البلديات والمخاتير والهيئات الاهلية بما انها مجالس محلية مُنتخبة من الشعب، لا يمكنها الوقوف موقف المتفرّج على المأساة التي يعيشها المواطنون». ودعاها الى «تحرّك إنقاذي ربما يساعد على ايجاد بداية الحلول للازمة التي يعيشها اللبنانيون واتخاذ المواقف الوطنية المناسبة». وقال: «انّ الخطوة المهمة الضرورية التي تحلّ الجزء الاكبر من المشكلات هي ضغوطكم على النواب لحضور جلسات مجلس النواب المخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية». لكنه اشار الى انّ «التحرّك الإنقاذي لا يعني الحلول مكان الجيش والقوى الامنية او محلّ السلطة التنفيذية الممثّلة برئيس الحكومة، لأنّ رئيس الوزراء يقوم بواجبه الوطني على أحسن ما يرام ويعاونه عدد كبير من الوزراء».

ونَوّه المرّ بـ«المواقف التي اتخذتها قيادة الجيش خلال الفترة الاخيرة وأثبتت فيها أنها على مسافة متساوية من جميع الأفرقاء، وانّ مواقفها وقراراتها كانت حكيمة وحازمة عند الحاجة». وقال إنّ القوى العسكرية والامنية مجتمعة تمكّنت من الوقوف في وجه الانعكاسات السلبية للأوضاع في الشرق الاوسط على لبنان. ودعا المرّ الحكومة الى اتخاذ بعض الخطوات حتى تُمكّن السلطات المحلية من القيام بالدور المطلوب منها، وأبرزها «توزيع اموال الصندوق البلدي المستقلّ بكاملها على البلديات من دون اقتطاع ايّ مبلغ منها للشركات التي تتولى اليوم شؤون النفايات. وإطلاق يد البلديات والمخاتير في تنظيم جمع النفايات ونقلها الى الاماكن التي يتمّ الاتفاق عليها بين البلديات (محارق ومكبّات) بحيث يتولى اتحاد البلديات تنظيم الحلول وإيجادها لكل قضاء على حدة». وناشدَ الجميع «التواضع والتنازل عن الكبرياء والتخلّي عن الانانية والهدوء والتروي والعمل بصمت في سبيل وحدة الصف وتحمّل المسؤولية والتضحية والمساعدة على إيجاد الحلول رحمة بالناس، وإعادة الامل اليهم في بناء البلد والحفاظ على الاجيال الصاعدة وحماية المؤسسات الوطنية ودعمها للوقوف في وجه التيارات المتطرفة».

الرفاعي

وسط هذا المشهد، اكّد المرجع الدستوري الدكتور حسن الرفاعي لـ»الجمهورية» أنّ «استقالة رئيس الحكومة بالأساس هي مضرّة لمجرى الحياة السياسية في لبنان، علماً انّ حكومة تصريف الاعمال في حالتنا الحاضرة يمكنها ان تجري استشارات لاختيار رئيس الجمهورية».لافتاً الى انه «بمجرد ان يتلفّظ رئيس الحكومة بالاستقالة يُعيد الثقة الى من أعطاه إيّاها، أي الى مجلس النواب، فتكون الاستقالة واقعة في موقعها الدستوري». الّا انّ الرفاعي اقترح على رئيس الحكومة تمام سلام ان يؤلف لجنة من المختصّين في القضاء الاداري والدستوري، وفي طليعتهم الدكتور جوزف شاوول، فتقرر اللجنة كيفية قيام الحكومة باتخاذ القرارات اثناء قيامها بصلاحيات رئيس الجمهوية بالوكالة. ورأى الرفاعي انّ ممارسات الوزراء الذين يعتبرون ان مجلس الوزراء القائم بالوكالة بصلاحيات رئيس الجمهورية تُتخَذ بالاجماع هو خطأ دستوري كبير، فالقرارات تؤخذ بغياب رئيس الجمهورية كما لو كان حاضراً، أي انّ هناك قرارات تستوجب موافقة ثلثي عدد مجلس الوزراء، وهناك قرارات يُكتفى فيها بالأكثرية المطلقة، اي النصف + 1. فهؤلاء الوزراء مارسوا وفرضوا نظريات تُخالِف كلياً ما اتفق عليه فُقهاً واجتهاداً ودستوراً. الحكومة التي تقوم بالوكالة بصلاحيات رئيس الجمهورية لها كامل الصلاحيات، باستثناء إرسال رسائل الى مجلس النواب او حلّ مجلس النواب. أمّا ما تبقّى، فالحكومة تتصرف وتتخذ القرارات وكأنّ رئيس الجمهورية موجود، ومن يخالف من الوزراء رأي الاكثرية، أكانت اكثرية الثلين أم اكثرية النصف+1، إمّا ان يرضخ أو يستقيل».

جريج وشبطيني

وكان وزير الاعلام رمزي جريج اعتبر، بعد زيارته السراي الحكومي عصر أمس، انّ رئيس الحكومة لا يمكن بعد الذي حصل خلال الجلستين الماضيتين أن يقف متفرّجاً على مجلس وزراء معطّل، مُبدياً خشيته من أن يتخذ سلام «قراراً صعباً يحافظ ربما على هيبة الحكومة وعلى كرامته ورصيده الشخصي»، مشيراً الى «أنّ الأمر مرتبط بكيفية معالجة الفريق الآخر والموقف الذي يتخذه، بعد صحوة ضمير لكي لا نُلقي بالبلد في فراغ كامل». من جهتها، طلبت الوزيرة أليس شطبيني من سلام «أن يكلّف أشخاصاً لدرس معنى كلمة الوكالة وفحواها فهي ليست قضية دستورية. الدستور قال إنّ الصلاحيات تُناط وكالة بمجلس الوزراء الذي يعدّ شخصاً معنوياً. هو ليس شخصاً طبيعياً. والدراسة التي يجب أن تتمّ هي حول صلاحية المجلس أو الشخص المعنوي وكيف تُدار بصفته وكيلاً. إذاً، التفسير هو للوكالة وليس لقضايا دستورية للوزراء».

«حزب الله»

وفي غمرة التأزم السياسي، تترقّب الاوساط السياسية المواقف التي سيعلنها الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله عصر اليوم في احتفال تخريج أبناء الشهداء في مجمّع شاهد التربوي – طريق المطار. وعشيّة كلامه، أكّد نائبه الشيخ نعيم قاسم استمرار الحزب في دعم سوريا، مؤكداً انه «سنكون في كل موقع يتطلّبه مشروع المقاومة». وقال من دمشق حيث شارك في المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري برعاية الرئيس السوري بشار الأسد، «إننا اليوم أمام سوريا التي تجاوزت خطر التحوّل وتغيّر الاتجاه، ولم يعد بالإمكان أن تسقط سوريا أو أن تتجه خارج دائرة محور المقاومة، وهي الآن في مرحلة إعادة دورها المحوري تمهيداً لمعالجة نتائج الحرب».

الراعي

ومع بقاء الازمة الحكومية بلا حلّ، شأنها شأن الأزمة الرئاسية، وَجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نداء إلى «كل فريق سياسي وكتلة نيابية، كي يعيّن مرشّحه النهائي المقبول من الآخرين، على أن يكون مميزاً بصِفة رجل دولة معروفاً بتاريخه الناصع وبقدرته وحكمته على قيادة سفينة الدولة في ظروفنا السياسية والاقتصادية والأمنية الصعبة للغاية»، مؤكداً أنّ «المسيحيين اليوم هم حاجة بلدان الشرق الأوسط الملحّة والقصوى، وما من أحد يستطيع اقتلاع الكنيسة والمسيحيين من هذا المشرق، لأنّ الله زرعها وزرعهم في أرضه».

وأوضح الراعي، في كلمة في مؤتمر مسيحيي الشرق الأوسط الذي نظّمته «الرابطة المارونية» في جامعة «سيدة اللويزة أنه «بانتخاب رئيس للجمهورية من هذا النوع تعود الحياة الطبيعية إلى المؤسسات الدستورية والعامة، وتجرى الإصلاحات السياسية والإدارية اللازمة، وتتشدد مكوّنات الدولة القوية والقادرة والمُنتجة. عندها يستطيع لبنان أن يقدّم إسهامه في الحلول السلمية للنزاعات والحروب وممارسة العنف المتبادل، التي لا نتائج لها سوى المزيد من الهدم والقتل والتهجير».

وزيرة دفاع ايطاليا

على صعيد آخر، علمت «الجمهورية» انّ وزيرة دفاع ايطاليا روبرتا بينوني ستزور لبنان في الايام المقبلة للقاء المسؤولين، وفي مقدّمهم سلام ووزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والبحث معهم في موضوع التعاون العسكري بين ايطاليا ولبنان والمساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني، والدور الذي تؤديه الكتيبة الايطالية العاملة في اطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، والتي ستتفقّدها. وتأتي زيارة بينوتي بعد زيارة قام بها وزير خارجية ايطاليا باولو جينتيلوني منذ نحو عشرة ايام، وهو يستعد للتوجّه الى ايران في الرابع والخامس من آب المقبل.

اللواء

3000 طن نفايات في شوارع العاصمة.. وتصاعد الحركة الاحتجاجية ليلاً

سلام لن يبقى صامتاً.. ومزايدات سياسية تدفع عكار للتملّص من عبء الحلّ

إذا كانت النفايات المتراكمة في شوارع بيروت شكلت احراجاً ضخماً لكل الطبقة السياسية، وأظهرت حجم العجز عن وضع القرارات أو اتخاذ القرارات موضع التنفيذ، خرج زوّار الرئيس تمام سلام بانطباعات غاية في التشاؤم من ان الرجل يقف امام مفترق حقيقي في ما يختص بجلسة الثلاثاء المقبل. فالمسألة بدأت تمس هيبة الدولة والرصيد الشخصي للرئيس سلام، وفقاً لتعبير وزير الإعلام رمزي جريج، الذي زار السراي لاعلان تضامنه مع رئيس الحكومة. في وقت كان فيه وزير البيئة محمّد المشنوق يجتمع في بيت الكتائب المركزي في الصيفي مع رئيس الحزب النائب سامي الجميل، في حضور رؤساء اتحاد بلديات جبل لبنان، بحثاً عن مخارج لازمة النفايات التي بلغت ما يزيد عن 3000 طن في شوارع العاصمة، التي بدت يتيمة وكئيبة وغاضبة وحانقة على من أطاح بالخطة الوطنية التي اقرت في مجلس الوزراء عام 2010 لمعالجة النفايات الصلبة، فإذا بالعاصمة وحدها بعد خمس سنوات تدفع ثمن السياسات الكيدية والسياسات المرتجلة، والقفز فوق التخطيط والنظرة البعيدة وتنفيذ ما يتفق عليه، وكأن الحكم ليس استمراراً، كما يُؤكّد النظام العام، بل كيدية ولو على حساب حياة النّاس وصحتهم وعافية ابنائهم ومصالحهم الحيوية والاقتصادية. وبدا من سير المواقف والاجتماعات والاتصالات ان مأزق النفايات فرض نفسه بقوة على الوسط السياسي إلى درجة ان رئيس الكتائب النائب الجميل تساءل ايهما اهم: آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء أم معالجة أزمة النفايات? رافضاً ان يبقى وزير البيئة وحيداً أو مستفرداً. ويلتقي رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع مع موقف الذين يعلنون التضامن والتقدير لأداء الرئيس سلام، لكنه لاحظ، في لقاء جمع عدداً من الإعلاميين في معراب أمس ان «الرجل وصل إلى مكان وجد نفسه فيه مكبلاً»، مشيراً (أي جعجع) إلى ان الرئيس سلام يتمسك بخيار الاستقالة لأنه يرفض العجز، متوقعاً، في المقابل ان تعود الجلسات إلى نصابها، وهي تحتاج إلى بعض الوقت. واستبعد جعجع تسهيلاً ايرانياً لانتخابات الرئاسة، وإن كان الحراك الدولي جدياً جداً، كاشفاً انه شرح للقيادة السعودية وجهة نظره من الاستحقاق الرئاسي، وكيف ان إيران تضغط على «حزب الله» فهي لا تريد دولة قوية، رافضاً نظرية حلف الأقليات، ومتوقعاً تصعيداً ايرانياً في المنطقة بعد الاتفاق النووي، «من أجل القول لشعبه وجمهوره بأنه لا يزال قوياً»، مؤكداً بأنه لا يمكن الاستهانة بالسعوديين أو الدول الخليجية، وإن كانوا يفضلون عدم استخدام القوة إلاَّ في الدفاع عن النفس، نافياً صحة المعلومات عن إمكانية التواصل مع نظام بشار الأسد، «فالخيار السعودي واضح ولا تراجع عنه، أي دعم الشعب السوري وخياراته»، معتبراً زيارته إلى المملكة بانها «جيدة جداً»، وهي أتت في إطار التعارف عن كثب مع الإدارة السعودية الجديدة.

جلسة الثلاثاء

اما في ما يخص الآلية، فنقلت  وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني موقف وزراء الرئيس ميشال سليمان الثلاثة للرئيس سلام، ومفاده تأييد تصوره في ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، ورفض ما يثيره الوزير جبران باسيل في جلسات مجلس الوزراء من ان الوزراء الـ24 يمثلون الرئيس، موضحة بأن هناك فرقاً ما بين الوكالة والشراكة، مشيرة إلى ان الرئيس سلام يُدرك واجباته جيداً وسيتحمل المسؤولية. ولا تتحدث مصادر وزارية عن حل جاهز لمقاربة العمل الحكومي مطروح للبحث في جلسة الثلاثاء، مؤكدة ان الحكومة لم تلفظ انفاسها الأخيرة بعد، وأن هناك اتصالات جديدة ستقوم قبل حلول موعد الجلسة. ولفتت المصادر نفسها لـ«اللواء» إلى ان الرئيس سلام افسح في المجال امام استكمال البحث مجدداً بآلية العمل داخل مجلس الوزراء في فرصة أخيرة قبل إعلان أي «احتمال وارد» سلبي أو غيره، مع علمه اليقين ان المواقف قد لا تتبدل، وأن هناك من يعمل لإسقاط الحكومة أو لتعطيل عملها، خلافاً لكل ما يعلن عكس ذلك. وسألت المصادر: ما هي المصلحة في عدم التفتيش عن حلول؟ وهل هناك مثلاً من يريد تخريب البلد، أو إيصال النظام السياسي إلى مرحلة تفرض اللجوء إلى المؤتمر التأسيسي؟ وأكدت ان المواطنين يريدون ان تعالج امورهم، وليسوا مهتمين بالتالي بتوقيع 19 أو 24 وزيراً المراسيم، معربة عن اعتقادها ان الرئيس سلام لن يترك البلاد تتخبط بأوضاع صعبة، وهو مدرك لمسؤولياته، اما إذا بقي الحائط مسدوداً، فإن أي خيار كخيار الاستقالة قد يكون وارداً جداً. وأشار وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر في تصريح لـ«اللواء» إلى انه ليس من مصلحة أي فريق سياسي تعطيل البلاد في ظل الظروف الراهنة، داعياً الجميع إلى التحلي بالوعي. وإذ رأى ان مصير جلسة الثلاثاء يعود للرئيس سلام الذي يريد استكمال البحث بمقاربة العمل الحكومي والنفايات، أعلن انه والوزير علي حسن خليل يؤيدان الرئيس سلام والدستور وتفعيل عمل الحكومة، مشيراً إلى ان الاتصالات للوصول إلى مخرج ليست مقفلة. وسأل: هل ان المطلوب ألاَّ تتخذ الحكومة أي قرار في ظل الشغور الرئاسي؟ مذكراً بما تمّ الاتفاق عليه بالنسبة لآلية العمل الحكومي لجهة تحييد البنود الخلافية، مؤكداً بأن هناك مسائل ملحة وحياتية لا تحتمل عدم بتها. وفي سياق متصل، أبلغت مصادر نيابية في قوى 14 آذار «اللواء» ان البيان الأخير لكتلة الوفاء للمقاومة أظهر وكأن حزب الله لم يعد يريد بقاء الحكومة، متوقعة ان يستتبع ذلك ردّ من الكتل النيابية، ولا سيما كتلة «المستقبل» في اجتماعها المقبل.

أزمة النفايات

وبالعودة إلى أزمة النفايات، وفيما تتبارى البلديات خارج العاصمة والقوى السياسية التي توفّر الغطاء لها في رفض المساهمة في حمل العبء المتعلق بالنفايات، نجحت المزايدات السياسية والنكايات المناطقية في تحويل 20 كيلومتراً مربعاً، اوهو مساحة بيروت إلى مكب للنفايات: يبعث نهاراً شتى اصناف الروائح الكريهة، ويشهد ليلاً حرائق تُهدّد البنية التحتية للكهرباء والمياه والهاتف. والواضح ان الأزمة دخلت مرحلة المزايدات العكارية، ففريق مع طمر النفايات وفريق ضد، في ظل تساؤلات عن أسباب هذه الغيرة المفاجئة، فمطمر «سرار» يدخله يومياً 300 طن بشكل عشوائي، وهو يوفّر للبلديات مداخيل مهمة، ولو جرى اعتماد وسائل حديثة لكان في الإمكان استيعاب كميات أكبر وبشروط بيئية أفضل. اما الفريق المعارض فإنه على حدّ قول مصادر مطلعة، يمارس عملية ابتزاز ضد بلدية بيروت وشركة «سوكلين» لحصد مكاسب شعبية وشخصية تفوح منها روائح الفساد. والذين يتصلون بوزير البيئة محمّد المشنوق، يلاحظون بأن الرجل تُرك وحيداً في مواجهة مشكلة النفايات، ليس بالنسبة لبيروت وحدها، بل لكل المناطق، وهو يرى ان الوضع لم يعد يحتمل، ويشكو في مجالسه الخاصة من نكث الوعود التي اغدقت عليه، ثم سحبت سواء في ما يتصل بمحرقة صيدا أو عكار، ويعتقد انه لم يعد يمتلك حلولاً، حتى لو كانت سحرية، وإن كان يرى ان الحل الوحيد المتاح حالياً هو العودة إلى فتح مطمر الناعمة، وهذا الأمر في يد النائب وليد جنبلاط، أقله لحين فتح المناقصة الثالثة لبيروت المقرّر موعدها في 7 آب المقبل، ويهمس في اذن أحدهم، حسب ما نقل زواره «لعل ابن عمي في وزارة الداخلية والمسؤول عن البلديات تكون لديه أفكار جديدة.. اما انا فلم تعد لدي حلول». ويخشى المقرّبون من الوزير المشنوق ان تكون الضغوط التي مورست لمنع الشركات من التقدم للمناقصتين السابقتين من أجل الوصول إلى صفقة تتم بالتراضي. وفي المعلومات ان المشنوق سيطلب من مجلس الإنماء والاعمار إصدار توضيح في شأن النص الذي وضعه في دفتر الشروط، خلافاً لقرار مجلس الوزراء الذي قرّر انه في حال لم يتمكن المتعهدون من إيجاد مطامر فإن على الدولة ان توجد هذه المطامر.

هل يعني ذلك ان الرجل استسلم لقدره؟

يجيب الزوار، يمكنك ان تقول كذلك، فالرجل لم تعد امامه سوى مناقصة بيروت، لكنه يقول انه في الإمكان استعمال الكسارات القديمة مطامر، لكن هذا الاجراء يحتاج إلى عملية مالية معقدة، لا حل لها إلاَّ عبر قرار من مجلس الوزراء باعتبارها املاكاً خاصة، ولكن هل يستطيع مجلس الوزراء اتخاذ قرار في ظل «الفيتو» الموضوع من حلف «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» بان لا قرار يتخذ في أي بند قبل حل آلية العمل، ولو بلغت اكوام النفايات في بيروت تلالاً في الشوارع، وعادت إلى الضاحية الجنوبية بعد رفض حركة «امل» نقل النفايات إلى «الكوستا برافا». في هذا الوقت، بات المشهد في بيروت والضواحي الجنوبية والشمالية مأساوياً، حيث اغلقت الكثير من الطرق الفرعية تلقائياً بسبب تمدد النفايات التي غطت مساحتها، فيما استمر مسلسل إحراق المستوعبات ليلاً، وتصاعدت حركة الاحتجاجات في شوارع بيروت، إذ رميت الحاويات في وسط شوارع السوديكو وتقاطع بشارة الخوري – البسطة وكورنيش المزرعة، حيث صودف مرور الفنان عاصي الحلاني. ودعت مجموعة من الناشطين إلى اعتصام جديد امام السراي الحكومي مقابل تمثال رياض الصلح عند الخامسة من عصر غد السبت احتجاجاً على استمرار أزمة النفايات دون إيجاد حل لها، وعمد مواطنون إلى قطع الطريق في منطقة الرحاب في بئر حسن بالنفايات واضرموا النار فيها لبعض الوقت، وعملت فرق الإطفاء لاخماد النيران وإعادة فتح الطريق.

الديالا

الاسبوع المقبل يقرَّر مصير الحكومة وسلام عاتب لترك الحلفاء وزير البيئة وحيداً

المحاصصة بشأن عروض النفايات ادت الى الازمة ومرجعان كبيران لم ينالا حصتهما

العونيون : لماذا التهديد بالاستقالة وعدم الالتزام بالميثاقية والدستور ؟ انه الهروب

هل يكون الثلاثاء موعدا لـ «دفن» الحكومة وتشييع جنازتها ام لاحيائها واعطائها «حبوب منشطات» عبر الاتصالات التي ستتكثف بعد عودة الرئيس نبيه بري التي ينتظرها الرئيس تمام سلام بفارغ الصبر في ظل قدرة «الاستاذ» على تدوير الزوايا واجراء المزيد من الاتصالات.

ما يجري في البلاد اكبر من ازمة حكومية وازمة نفايات، بل ازمة الطبقة السياسية بكل مفاصلها وشراهتها على «نهب كل شيء وتدميره» وعلى قتل كل ما هو جميل ونقي في بلدنا تحت شعارات مختلفة، وبالتالي كل شيء يتم بالمحاصصة والنهب وبالتساوي، ولأن ملف النفايات هو ملف محاصصة وسرقات يشترك فيه الجميع دون استثناء. سيبقى متفجرا حتى تنظم عملية النهب. وكل ما يجري الآن من تجاذبات مرده لعدم نيل مرجعيتين كبيرتين حصتهما من «التوزيعات المالية». فالطبقة السياسية اللبنانية وبعد ان «حلبوا» الدولة وأوصلوا الدين العام الى 70 مليار دولار وأفلسوا كل قطاعاتها وحولوا خدماتها الى رواتب للموظفين وخدمة الدين العام فقط، وبعد ان نهبوا الدولة لجأوا الآن الى الشركات التابعة لها من سوكلين الى الخلوي الى الحوض الرابع الى التلزيمات الى الكهرباء، مما ادى الى انفجار الخلافات حتى الوصول الى تسوية، «تنظم» عملية النهب بينهم وعندها تعلن الحلول عبر عروض بالتراضي كما يحصل في ملف النفايات حاليا. لكن المشكلة في البلد تبقى ايضا أن الرأي العام اللبناني «غير المبالي» وغير المكترث ولا يقوم بالمحاسبة بوجه الذين سلبوه حقوقه وكرامته، حتى ان الناس وللأسف واحيانا كثيرة تصوّت لجلاديها او انها وضعت «كواتم صوت على عقولها» بعد ان اغرقتها الطبقة السياسية بالصراعات المذهبية والطائفية واصبح هم الطائفة اكبر من هم الوطن والسؤال اين المجتمع المدني؟ اين الاحزاب الحقيقية؟ اين الشباب فـ «الزبالة» دخلت البيوت واصوات المحتجين ما زالت دون المستوى المطلوب، وهذا ما يعطي الطبقة السياسية قوة للمزيد وممارسة النهب كرمى لعيون الورثة والعائلة والجيب والى غيرها من الألقاب. فالرئىس تمام سلام «القرفان» والمنزعج ليس من التيار الوطني فقط بل من الحلفاء ايضا الذين تركوا وزير البيئة لوحده يواجه ملف النفايات وتراكماته السلبية التي انتجتها الطبقة السياسية وحتى ان الوزير محمد المشنوق لم يحظَ حتى الان بموعد للقاء النائب وليد جنبلاط الذي يملك الحل والربط في مطمر الناعمة ولا حلول في الافق الا بالتمديد للمطمر لشهرين او ثلاثة حتى فض العروض. واعتقد الرئيس سلام وخلال زيارة النائب وليد جنبلاط في 8 تموز محاطا بوزيريه وائل ابو فاعور وأكرم شهيب والنائب غازي العريضي عندما طرح ملف مطمر الناعمة، حيث رد جنبلاط «ما يهمك يا دولة الرئيس بتنحل» فاعتقد سلام ان الحل قد تأمن وان وليد بك سيوافق على التمديد للمطمر لشهرين او ثلاثة. لكن ذلك لم يحصل ووقع ما لم يكن في الحسبان وانفجرت قضية النفايات في وجه الرئيس سلام تحديدا ووزير البيئة محمد المشنوق المحسوب علىه ثانيا وتم تحميله ازمة عمرها سنوات وسنوات، وهو غير مسؤول عنها وتركه الجميع وحيدا فيما اضطر للاعتذار عن المشاركة بحلقة تلفزيونية عن النفايات بعد الاعلان عنها تحت حجة «ماذا يمكن ان اقول للناس التي تريد حلولا». وفي المعلومات انه لغاية الثلاثة ايام الماضية فان اي شركة لم تتقدم بعروض بعد لجمع النفايات من بيروت والضاحية حتى ان بعض رجال الاعمال الذين تقدموا بعروض تم الضغط عليهم من مرجعيات سياسية للانسحاب. هكذا حصل وتم تبرير الانسحاب بأن هناك شرطا تعجيزيا وضعته الدولة ويقضي بأن يؤمن المتعهد ارضا للطمر وهذا امر مستحيل في ظل نفوذ الزعماء السياسيين على المناطق وكل زعيم في منطقته هو الحاكم والآمر والناهي. وتضيف المعلومات ان الوزير المشنوق سيعلن للمتعهدين بأن الدولة ستساعدهم في ايجاد المطامر لحضهم على تقديم العروض وبالتالي ستحدد الايام المقبلة اذا تم تقديم عروض جدية بعد تسهيلات الدولة وهذا امر مستحيل ايضا.

وحسب المعلومات فان الشركات التي سترسو عليها العروض في النهاية معروفة وتعود لرجال اعمال بالشراكة مع كل مرجعية سياسية في منطقة. اما في بيروت فالشركة ستكون للجميع وبالتساوي، خصوصا ان طن النفايات في لبنان هو الاغلى في العالم وحتى من فرنسا واسبانيا وكل دول اوروبا حيث يتم طمره والاستفادة منه لانتاج الكهرباء كما يحصل في فرنسا وغيرها الآن. وبالتالي فان الشركات التي سترسو عليها العروض ستستفيد بملايين الدولارات سنويا وهذه اكبر عملية نهب للمواطن. كما ستكون المحاصصة للكبار فقط وهذه اللعبة يبدو انها اكبر من الرئيس تمام سلام ومن وزيره محمد المشنوق الذي لن يستطيع الوقوف في وجه مافيات النفايات اذا لم يحصن بغطاء شيعي غير متوافر حتى الآن. اما على صعيد الازمة الحكومية المفتوحة في غياب المعالجات وتمسك كل طرف بمواقفه في ظل تسريبات بأن اسقاط الحكومة يمكن ان يشكل البداية لحل متكامل للازمات في لبنان من رئاسة الجمهورية الى المجلس النيابي الى رئاسة الحكومة وان تكون استقالة الحكومة مدخلا لتدخل اقليمي ودولي بالملف اللبناني وطرح الحلول دفعة واحدة خصوصا بعد توقيع الاتفاق النووي رغم ان مصادر سياسية تستبعد هذا الخيار كليا.

الأنوار

الخلافات الحكومية تراوح مكانها… والنفايات تزحف الى قمم الجبال

تهديد الرئيس تمام سلام بحسم الوضع الحكومي في جلسة يوم الثلاثاء المقبل، لم يحدث اي تطور في الوضع السياسي ولم يبدل اي شيء في المواقف التي تكررت امس وحافظت على تصلبها. وتعول مصادر سياسية على اتصالات تجريها اوساط داخلية وخارجية علّها تخفف من حدة المواقف وتتيح استمرار الحكومة ولو بالحد الادنى. وقال الوزير رشيد درباس امس ان الرئيس سلام اعطى الوزراء مهلة لمراجعة المواقف اما لاعادة احياء الحكومة او التحضير لجنازتها. واضاف ان رئيس الحكومة لن يسمح بهدم صلاحياته الدستورية، ويرفض ان ينتظر الاذن له بان يعقد جلسات الحكومة، لافتاً الى ان هذا خروج عن المألوف. من جهته، اعتبر الوزير عبد المطلب الحناوي ان الأمور وصلت إلى الخطوط الحمر مع الرئيس سلام، محمّلاً من يعطل، مسؤولية ما آلت إليه الأمور. ونفى ما تردد عن عزمه الاستقالة من الحكومة والتحول إلى وزير ملك يُساهم في إسقاطها حين تحين اللحظة الملائمة.

اتصالات داخلية وخارجية

وفي ظل صمت مطبق من حلفاء العماد عون الذين لا ينفكون يعلنون رفضهم استقالة الحكومة ويتمسكون باستمرارها ولا يؤيدون اللجوء الى الشارع لتحقيق المطالب، يبقي الرئيس سلام على شعرة معاوية قبل ان يقطعها، بعدما طفح كيله، منتظرا حصيلة الاتصالات التي يتوقع ان تفعل مع عودة الرئيس نبيه بري الى بيروت في نهاية الاسبوع. وكشفت اوساط سياسية ان سلام تلقى سيلا من الاتصالات المحلية والدولية ومن دبلوماسيين عرب واجانب في بيروت تمنوا عليه التريث قبل اتخاذ اي قرار نظرا لحساسية الوضع في البلاد التي ان تعرضت لاي انتكاسة، قد تنزلق الى حيث لا يريد احد من اللبنانيين. وسط هذه الاجواء، تترقب الاوساط السياسية المواقف التي سيطلقها عصر اليوم امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في احتفال تخريج ابناء الشهداء في مجمع شاهد التربوي، بحيث تتظهر في ضوئها الاتجاهات السياسية لفريق 8 اذار على المستوى الحكومي وغيره من القضايا المطروحة على بساط البحث.

مشكلة النفايات

في غضون ذلك، ولليوم السادس على التوالي، بقيت ازمة النفايات في واجهة المشهد على الساحة الداخلية، بعدما توسعت رقعة انتشارها الى مساحات اكبر وتحولت مداخل الشوارع الى بؤر نفايات لا تخلو من اي نوع من الجراثيم والاوبئة، لا بل ان حرقها تسبب بانبعاثات سامة وخطيرة ما زاد في الطين بلة. وقد استمرت امس عمليات الحرق في العديد من شوارع بيروت رغم التحذيرات، كما تمددت المكبات العشوائية الى المناطق الجبلية البعيدة. والازمة بكل تشعباتها حضرت في اجتماع عقد في بيت الكتائب المركزي في الصيفي بين وزير البيئة محمد المشنوق ورئيس الحزب سامي الجميل في حضور رؤساء اتحاد بلديات جبل لبنان. وفي وقت اوضح الوزير اننا لن نلجأ الى القوى الامنية ولن نقوم بأي عمل بالقوة، لكن نعتمد على التجاوب من قبل الأهالي والبلديات لا سيما أن ازمة النفايات موجودة لدى الجميع ونعمل معا على اخراجها من عنق الزجاجة، وأسف الجميل لأن مجلس الوزراء لم يسمح لنا بأن نتحدث في ازمة النفايات ونتخذ قرارات، مشيراً الى ان هناك من يعتبرون ان الكلام في الآلية اهم من معالجة هذا الملف.

والجديد في تداعيات الازمة مساء امس، أن عددا من الشبان قطعوا طريق حلبا – القبيات عند مفترق كوشا، بعد ورود معلومات عن نقل نفايات من بيروت الى عكار.

الشرق الأوسط

نداء البطريرك الماروني لتسمية مرشحين للرئاسة اللبنانية «مقبولين من الجميع» يقطع على عون وجعجع طريق بعبدا

بعد 14 شهرًا على شغور موقع رئاسة الجمهورية

بيروت: يوسف دياب

النداء الذي وجّهه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس، إلى الأفرقاء السياسيين اللبنانيين بأن يعيّن كلّ منهم مرشحًا للرئاسة «يكون تاريخه ناصعًا ومقبولاً من الآخر»، شكّل الدليل القاطع على أن رأس الكنيسة المارونية في لبنان سلّم باستحالة وصول أي من المرشحين الأساسيين إلى قصر بعبدا (مقر رئيس الجمهورية)، وهما مرشح فريق «14 آذار» رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومرشح فريق «8 آذار» رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. ومن ثم، الإقرار بحتمية انتخاب رئيس توافقي يحظى بقبول الجميع وخارج الاصطفافات السياسية التي كانت سببا في شغور سدّة الرئاسة على مدى 14 شهرًا بالتمام والكمال. البطريرك الراعي اغتنم افتتاح «مؤتمر مسيحيي الشرق» الذي بدأ أعماله أمس في جامعة سيدة اللويزة في زوق مصبح، بضواحي بيروت الشمالية الشرقية في جبل لبنان، ليطلق نداءً بالغ الدلالة توجه فيه إلى «كل فريق سياسي وكتلة نيابية كي يعيّن مرشحه النهائي المقبول من الجميع لرئاسة الجمهورية، وأن يكون المرشح معروفًا بتاريخه الناصع وبقدرته وحكمته على قيادة الدولة».

وأكد الراعي أنه بـ«انتخاب رئيس تعود الحياة الطبيعية إلى المؤسسات الدستورية والعامة وتجرى الإصلاحات السياسية اللازمة والإدارية، وعندها يستطيع لبنان أن يقدم إسهامه في الحلول للنزاعات في المنطقة التي لا ينتج عنها سوى المزيد من القتل والدمار والتهجير». وشدد البطريرك الماروني على أنه «ما من أحد يستطيع اقتلاع الكنيسة من هذا المشرق». وأردف «هناك من يتساءل عن مصير مسيحيي الشرق الأوسط، فالمسيحيون هم اليوم حاجة لبلدان الشرق، لأن وجودهم يرقى إلى ألفي سنة وهم أرسوا الثقافة المسيحية على أرضه، وعزّزوا الانفتاح والتنوّع وساهموا في نشأة الأحزاب وبناء الدولة وكانوا في أساس إحياء الحضارة العربية المسيحية والإسلامية وبدل السؤال عن مصير المسيحيين، ينبغي أن يتساءل العالم العربي عن مصيره من دون دور فاعل للمسيحيين فيه».

هذا الموقف لم يرَ فيه فريق النائب عون استبعادًا للأخير من المعادلة الرئاسية. إذ ذكّر عضو تكتله البرلماني «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون، بأن النائب ميشال عون «لم يطرح نفسه في أي وقت على أنه مرشح بالقوة ويريد أن يفرض نفسه على الآخرين». وتابع لـ«الشرق الأوسط» أن «المطلوب أن يتفق الجميع على الوصول إلى مخرج، لأن هناك خلافًا جوهريًا حول التعاطي مع الرئاسة، فالمسيحيون يريدون الرئيس وفق مواصفات معينة، والآخرون يريدونه بمواصفات لا تمثل الشارع المسيحي». وأضاف: «إن المواصفات التي وضعها البطريرك للمرشح الرئاسي تنطبق على العماد عون، الذي ما زال يتعاطى مع الأمور وفق حسابات تجعله مقبولاً من الجميع وليس مرفوضًا من أي فريق سياسي، والمطلوب من الآخرين أن يقتنعوا بهذه المعايير».

أما النائب السابق فارس سعيد، منسّق الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، فكانت مقاربته لكلام البطريرك مختلفة، إذ رأى فيه تطوّرًا إيجابيًا ولافتًا. واعتبر أن «موقف البطريرك الراعي في افتتاح مؤتمر مسيحيي المشرق يأتي بعد كلامه الصريح في جبيل، الأسبوع الماضي، عندما دعا النواب المقاطعين لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية أن ينزلوا إلى المجلس النيابي وينتخبوا رئيسًا». وأوضح سعيد لـ«الشرق الأوسط»، أن «البطريرك يستخدم اليوم كل الوسائل المناسبة للدفع باتجاه انتخاب رئيس للبلاد، لكن كلامه لا يقابله أي استلطاف من قبل بعض القوى المسيحية (النائب ميشال عون مسيحيي الثامن من آذار). في السابق كان البطريرك يقول إن انتخاب الرئيس المسيحي هو شأن المسيحيين، واليوم يعتبر أن انتخاب الرئيس هو شأن وطني وهذا تطوّر إيجابي جدًا». وعمّا إذا كانت بعض المواقف الإقليمية والدولية التي توحي بإمكان الوصول إلى حلحلة رئاسية بعد الاتفاق النووي الإيراني، أوضح سعيد أن «عدم قدرة اللبنانيين على حلّ أزمة النفايات، تدل على أنهم غير قادرين على حلّ أزمة الرئاسة. ولا شكّ أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات، وأنا أقرأها بعيون أمل لا بعيون قلق». ورأى أن «المعادلة الموجودة أمام اللبنانيين باتت أمام خيارين، إما انتخاب رئيس وإنقاذ الجمهورية، وإما الإطاحة باتفاق الطائف، ونحن في 14 آذار سنقف سدًّا منيعًا في وجه كل محاولات المس بهذه الوثيقة الدستورية وسندافع عنها، لأن اللعب بمعادلة الطائف هو لعب بمصير لبنان».

 

نص خطاب نصراله/كلنا نريد لهذه الحكومة أن تستمر ومن يهدد بالاستقالة يأخذ البلد الى المجهول

السبت 25 تموز 2015

وطنية - استغرب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كيف أنه "بدل أن نذهب إلى معالجات جادة، يحدث تلويح بالفراغ تهديد بأن رئيس الحكومة يستقيل"، سائلا عن الهدف من هذا التلويح؟ ورأى ان "الحل الوحيد أمام القوى السياسية، خصوصا تلك المشاركة في الحكومة، أن تتحدث مع بعضها"، داعيا تيار "المستقبل" إلى ان "ينزل من برجه العاجي، يذهب ويلتقي هو وتكتل التغيير والإصلاح"، لمناقشة الملفات والمطالب بشكل مباشر، محذرا من ان "الذي يهدد بالاستقالة يأخذ البلد إلى فراغ"، وبالتالي إلى المجهول و"هذه لعبة خطرة"، و"تصرف غير عقلاني وغير مسؤول". وقال: "كلنا يريد لهذه الحكومة أن تستمر لأنه طالما لا يوجد رئيس جمهورية لا يوجد خيار آخر، نريد لهذه الحكومة أن تعمل، لا نريد لهذه الحكومة أن تسقط، لا تسقطوها بأيديكم".

جاء ذلك في كلمة ألقاها نصرالله عبر الشاشة، في حفل "تخريج أبناء الشهداء - جيل الشهيد علي أحمد يحي"، الذي أقيم في قاعة "شهاد"- طريق المطار، واستهلها بالحديث عن المناسبة "في الاحتفال الأول قبل سنوات، قلت لكم، لأبناء وبنات الشهداء، إن آباءكم الشهداء اختاروا هذا الطريق بملء إرادتهم وعملوا وجاهدوا وثابروا وواصلوا العمل حتى وصلوا إلى ما كانوا يحبون ويتمنون، حتى وصلوا إلى لقاء الله سبحانه وتعالى، وإن عليكم أن تحفظوا وصيتهم وتواصلوا طريقهم حتى تصلوا إلى ما وصلوا إليه. الأخ الشهيد علي يحيى هو من مصاديق الرجال والشباب وأبناء الشهداء الذين التزموا بهذه الوصية وبهذا التوجيه وختمها بدمه، بالشهادة".

ولفت إلى أن "الشهيد علي هو نجل الشهيد سماحة الشيخ المؤمن المخلص والطاهرالمضحي الشيخ أحمد يحيى رضوان الله تعالى عليه، وهو الشهيد ابن الشهيد ابن الشهيد، الشهيد علي وهو الذي ينتمي من جهة الأب إلى عائلة الشهداء ومن جهة الأم أيضا إلى عوائل الشهداء، وهو جدير بأن يحمل هذا الجيل اسمه، كما أن عددا من أبناء الشهداء المجاهدين المقاومين التحقوا بآبائهم في هذه السنوات الأخيرة بعد الاحتفالات الماضية، هذا الحفل هو لتكريمهم أيضا. وبالرغم أنكم تابعتم ذكرأسمائهم واللقاء مع عائلاتهم، ولكن أنا ـ تبركا ـ أود أن أعيد ذكرالأسماء، أسماء أبناء الشهداء الذين استشهدوا في الآونة الأخيرة وبحسب الترتيب الزمني لشهادتهم: الشهيد خضر نجل الشهيد نصر الله نصر الله، الشهيد محمد حسين نجل الشهيد إبراهيم الرجب، الشهيد جهاد نجل الشهيد القائد عماد مغنية، الشهيد حسن نجل الشهيد علي ابراهيم، الشهيد فؤاد نجل الشهيد محمد غنوة، الشهيد محمد نجل الشهيد علي خزعل.

مع التنويه والاشارة إلى أن عددا كبيرا من أبناء الشهداء هم الآن في صفوف المقاومة وفي جبهات القتال أيضا، يعني نحن هنا لا نتحدث عن أبناء شهداء في موقع احتفالي وإنما عن أبناء شهداء في الجبهات أيضا في مواقع العلم والعمل والطاعة والتقوى، أسأل الله تعالى أن يتقبلهم جميعا وأن يتقبل جميع الشهداء الأعزاء وأن يمن على عائلاتهم بالبركة والثبات وحسن الثواب والأجر في الدنيا والآخرة".

وتوجه بالشكر "إلى عوائل الشهداء الكرام الذين احتضنوا أبناء وبنات الشهداء وقاموا بتربيتهم ورعايتهم وحفظهم وصيانتهم وتحصينهم والوصول بهم إلى هذه المرحلة"، وخص بالشكر "زوجات الشهداء اللواتي كن أمهات شهداء واللاتي بذلن زهرة شبابهن ومهجة حياتهن في تربية هؤلاء الأعزاء، وكذلك الأجداد والجدات الذين رعوا وربوا وحصنوا وأعانوا على هذا الأمر". كما شكر "مؤسسة الشهيد"، والداعمين والمساهمين "وفي مقدمهم الجمهورية الإسلامية في إيران"، وكل من ساهم ودعم وساعد في لبنان وكل أنحاء العالم.

وللخريجين، أعاد "التوصية بما كنا قد وصينا به أبناء وبنات الشهداء، هم مسؤولون على درجة عالية من المسؤولية، لهم الفخر والشرف العظيم أنهم ينتسبون إلى شهداء قدموا دماءهم في سبيل الله وفي سبيل كرامة أمتهم وشعبهم، ويجب أن يكونوا دائما بمستوى هذه المسؤولية، يجب أن يواصلوا طريق الإباء، طريق الإيمان والتدين والعلم والمعرفة والتقوى والورع والخلق الحسن، وأيضا طريق الجهاد والمقاومة والعطاء والجود وبالذل بلا حدود، وهم أهل لذلك إن شاء الله".

وقال: "أول ما خطر في بالي، عندما خططنا للقاء في هذا الاحتفال، يوم العيد (...) كثير من العائلات مثل بيروت والضواحي والضاحية الجنوبية على وجه التحديد، أهل الجنوب ذهبوا إلى الجنوب، أهل البقاع ذهبوا إلى البقاع، أهل الجبل ذهبوا إلى الجبل، بقية المحافظات الشيء نفسه، هذا الأمر لا يقتصر على الضاحية، وإنما على كل وأغلب المدن. الناس "طلعوا إلى الضيع" في العيد، وعيدوا يوما، اثنين وثلاثة حسب العطلة، وشعروا بالأمن والأمان، وليس أي أمن وأمان، الأمن والأمان مع الكرامة والعزة والحرية، مع الإحساس بالوجود. الشعب اللبناني واللبنانيون عيدوا هذا العيد بهذا المناخ، في منطقة، في محيط مضطرب ومتلاطم، هذا كان شعوري يوم العيد.

أول ما تذكرت الشهداء، ألا يجب على كل لبناني، بل على كل مقيم في لبنان، فلسطيني أو سوري، نازحين مهجرين مقيمين، أن يقفوا لحظة مع أنفسهم، وخصوصا اللبنانيين، كل اللبنانيين، ليسألوا أنفسهم هذا السؤال: لماذا نحن اللبنانيين نعيد بأمن وأمان وعزة وكرامة وحرية في بحر متلاطم من الصراعات والحروب والاضطراب الأمني وسفك الدماء. بفضل الله بالدرجة الأولى، لكن ببركة من، بسبب من؟ بدماء الشهداء، بتضحيات الشهداء، شهداء المقاومة بكل فصائلها، شهداء الجيش، شهداء القوى الأمنية، شهداء الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني الموجود في لبنان، كل هؤلاء الذين استشهدوا على مدى عقود حتى انتصرت المقاومة، وحتى تثبتت معادلة الردع مع العدو الإسرائيلي، وحتى تم تحصين الداخل اللبناني من الشبكات الإسرائيلية المعلوماتية والعملياتية ومن التكفيريين في الداخل أو عند الحدود".

وأردف قائلا: "لولا هذه التضحيات وهؤلاء الشهداء وهذه الدماء وهؤلاء الجرحى وهذه الآلام وهذا الصبر وهذا الفداء وهذا العطاء، هل كان للبنان أن ينعم بما ينعم به الآن؟ كل واحد يستطيع أن يرجع إلى ضميره وإلى وجدانه ليقدم إجابة حقيقية وصادقة بعيدا عن الحسابات وعن المناكفات السياسية الضيقة، وبعيدا عن الحقد والحسد والكراهية.

الحقيقة واضحة وجلية لكل ذي عينين، يجب على اللبنانيين وكل المقيمين في لبنان أن يعرفوا هذه النعمة وأن يشكروا هذه النعمة ليس من أجل الشهداء، الشهداء ليسوا بحاجة إلى شكرنا وإنما من أجل أنفسنا لتدوم هذه النعمة علينا، لأنه بالشكر تدوم النعم، وهذا أيضا من أسباب هذا الإيمان القوي الذي نجده في أبناء الشهداء وفي هذا الجيل الذي تتحدث عنه الآن إسرائيل والإعلام الإسرائيلي، عندما يتحدثون عنه، عن الجيل الثالث في المقاومة.

ويتحدثون بحسابات وبتأمل وبتدقيق، هذا الإيمان الذي يتوفر لدى هذا الجيل وهذه الأجيال وهذه الثقة لدى الكثيرين في لبنان وفي المنطقة أيضا بصوابية هذا الطريق وصدقية هذا الخيار، سببه أنهم لمسوا وشهدوا وشاهدوا ثمرة هذه الإنجازات وهذه الدماء".

أضاف: "إذا كان الجيل الأول في المقاومة قاتل ولم يكن لديه وضوح سياسي بالمعنى السياسي المادي، أننا نحن ننتصر، نهزم إسرائيل، نطردها، كان إيماننا بالنصر، إيمان الجيل الأول، كان إيمانا غيبيا، إيمانا يعتمد على الثقة بالله فقط والثقة بوعد الله سبحانه وتعالى فقط، وإلا كل المعطيات والحسابات المادية كانت لا تشير إلى هذه النتيجة، بل كان البعض يتحدث عن جنون المقاومين ومجافاتهم للوقائع وبعدهم عن الواقعية وما شاكل.

هذا الجيل، هذه الأجيال الحاضرة، تمارس المقاومة، تؤمن بالنصر ليس فقط لأسباب غيبية، ليس فقط لإيمانها بالوعد الإلهي وثقتها بالوعد الإلهي، بل من موقع شهودي وتجريبي أيضا، لأنها بأم العين شاهدت وباليد لمست ومن خلال العيش المباشر عايشت ما تجسد أمامها من هذا النصر الذي صنعته دماء الشهداء بإمكانيات متواضعة وضعيفة ومحدودة. الأجيال الحاضرة هي تؤمن بهذا النصر الذي نتحدث عنه في كل يوم وفي كل مناسبة، وأعيد الحديث عنه أيضا في هذه المناسبة من موقع التجربة، من موقع الإيمان بالغيب، ومن موقع التجربة الحقيقية والواقعية التي شهدناها ونشهد الآن انتصاراتها وثمراتها".

وتابع: "منذ العام 1982، منذ انطلاقة هذه المقاومة طبعا هناك عنوان كبير واكبها حتى اليوم، وما زال وسيستمر حتى النصر النهائي إن شاء الله. هذا العنوان هو السعي الأميركي- الإسرائيلي المتحالف مع بعض الأنظمة العربية وبعض الأدوات اللبنانية المحلية ـ وأقول أدوات ـ من أجل ضرب هذه المقاومة وسحقها وإنهاء وجودها إذا أمكن، وإذا لم يمكن فالعمل على عزلها وتطويقها وإضعافها أيضا جهد الإمكان، وعملوا على ذلك منذ الأيام الأولى بوسائل مختلفة. طبعا أنا لن أتعرض الآن لكل ما فعلوا وعملوا و.. و... و...، وانما سأقف في ما يعمل الآن أو في المدى القريب على هذا الصعيد لأخلص أيضا إلى نتيجة لأنه في بعض هذه الأمور تحتاج إلى تحديد مسؤوليات، وضمنا أكون علقت على بعض التطورات التي حصلت في لبنان والمنطقة مؤخرا".

أضاف: "هم سيواصلون العمل كما قلت. اليوم بعد الاتفاق النووي، الهاجس الكبير في المنطقة إيران ما بعد الاتفاق النووي، ويأتي ضمن هذا الهاجس حزب الله والمقاومة في لبنان، إن هذا سيؤدي إلى تقويتها إلى تعزيزها، ولذلك نجد أن أوباما شخصيا، وفي أكثر من كلام وحديث، ووزير الخارجية الأمريكي جان كيري في الأيام القليلة الماضية تحدثا بوضوح عن حزب الله وإعادة وصفه بمنظمة إرهابية وإعادة تأكيد السياسة الأميركية في مواجهة حزب الله من أجل طمأنة إسرائيل وحلفاء أميركا في المنطقة بأن أميركا لن تسمح بتداعيات قوة من هذا النوع.

هذا يعني أن المقاومة في لبنان حاضرة بشكل أكيد وكبير في معادلات المنطقة وفي حسابات أكبر قوة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية".

واستطرد: "طبعا قبل أن أعرض لبعض الأمثلة بإيجاز، أريد أن أقول النتيجة مسبقا، وأعود إلى النتيجة لاحقا، أنهم عملوا وأنفقوا مئات ملايين الدولارات وربما مليارات الدولارات وسخروا الكثير من الوسائل، وأيضا قاموا بعدد من الحروب، ولكن كانت هذه النتائج دائما عكسية، وكان الله تعالى يمن علينا بالحفظ والصون والنصر والغلبة والتثبيت والقوة والتقدم. هذه النتيجة سأعود إليها لاحقا.

إذا جئنا لنستعرض بعض الأمثلة، بالدرجة الأولى لكن لن أقول أولا، لكن بالدرجة الأولى والعنوان الأخطر والأكبر هو الحروب التي شنت على المقاومة وعلى مدى سنوات، وآخرها حرب تموز 2006، هذه الأيام هي أيام ذكراها، وكان الهدف واضحا: سحق المقاومة في لبنان، إنهاء المقاومة في لبنان، إنهاءها ماديا وجسديا وضرب بيئة المقاومة بشكل حاسم وقاطع ونهائي، حتى لا تقوم لأي مقاومة قيامة في يوم من الأيام في هذا البلد، لكن الحمد لله فشلوا.

إذا نأتي على العناوين:

أولا: التأكيد الأميركي المتجدد في الأيام الأخيرة على وصف حزب الله بالإرهاب وبالمنظمة الإرهابية. طبعا هذا لا يقدم ولا يؤخر، هذا ليس شيئا جديدا، منذ انشأوا لائحة إرهاب وضعونا على لائحة الإرهاب كجهة وكأشخاص. ما صدر مؤخرا أيضا من قرار أميركي أو لائحة أميركية جديدة تستهدف عددا من القادة الجهاديين في حزب الله وأنه مثلا عقوبات مالية ومصادرة أموالهم ومن هذا الكلام. وسابقا أيضا قبل أسابيع صدرت أو ضمت إلى لائحة الإرهاب السعودية أسماء أخوة آخرين.

في هذا السياق أود أن أقول إن هذا أيضا لا يقدم ولا يؤخر شيئا. طبعا هذه التجربة كلها التي سنتحدث عنها وعن تجربة أميركا مع إيران التي انتهت إلى ما انتهت إليه لكن "على مكبر كثير"، نحن نأخذها على قدر حجمها، هذا النوع من العقوبات على إخواننا هو لن يقدم ولن يؤخر شيئا لأنه أولا إخواننا ليس لديهم أموال ولا لديهم أموال، لا بالبنوك العالمية ولا في غير المصارف العالمية ولا يمررون زيارات ولا سفرات. لا تعطوهم تأشيرات، لا تسمحوا لهم بنقل أموالهم عبر المصارف وما لديهم من الأموال في الخارج صادروها، صحتين على قلبكم ولا مشكلة".

أضاف: "لكن طبعا هذا له بعد معنوي وسياسي، لكن نحن نفخر به أن تعاقبنا الولايات المتحدة الأميركية، الشيطان الأكبر والتي ستبقى الشيطان الأكبر، قبل الإتفاق النووي وبعد الإتفاق النووي، هذا بحث آخر نعود إليه لاحقا. نحن نفخر ونعتز بأن تعاقبنا الولايات المتحدة الأميركية لأننا نقاوم وندافع عن بلدنا وحريته وأمنه وسيادته وكرامته ووجوده وبقائه، سواء في وجه المشروع الصهيوني الذي تدعمه وتتبناه، أو في وجه المشروع الأميركي الذي دعمته وتبنته، المشروع التكفيري، لكن ما يجب التوقف عنده هنا هو الاستهداف للاقتصاد اللبناني ولرجال الأعمال اللبنانيين وللتجار اللبنانيين ولمؤسسات لبنانية وشركات لبنانية سواء كان هؤلاء اللبنانيون مقيمين أو مغتربين.

هناك استهداف مقصود ومدروس وواضح لهؤلاء، مع العلم أنني أنا في أكثر من مناسبة قلت: نحن في حزب الله ليس لدينا مشاريع مالية ولا تجارية ولا استثمارية ولا ندخل في هذا العالم لا من قريب ولا من بعيد، وقلت بوضوح أيضا قبل سنوات، هذا لم يعد مخفيا، ولذلك نحن عندما نأخذ مالا من إيران نحن لا نحتاج لويكيلكس نحن نتحدث بشكل علني وبشكل واضح ونقول نحن نحصل على دعم مالي ومادي من الجمهورية الإسلامية ونفتخر بأننا نتلقى دعما من هذا النوع، ونفتخر بأن الجمهورية الإسلامية تدعم هذه المقاومة وحركات المقاومة، هذا ليس فيه أي لبس.

والدعم الذي تقدمه لنا الجمهورية الإسلامية هو كاف لنا بحمد الله عز وجل، لقد أغنانا الله بفضله وليس لدينا أموال نشغلها لا مع هذا التاجر ولا مع تلك الشركة ولا مع هذه المؤسسة. وأنا أقول هذا حاسما قاطعا صادقا.

أولا لأنه نحن لدينا موقف، رؤية لها علاقة أن الحزب كحزب، كجهة أن يدخل بهذا النوع من الأعمال الاستثمارية - بمعزل عندنا فلوس أو ليس عندنا فلوس- وثانيا، حتى لا نفتح الباب لإلحاق الأذى بأي من التجار أو المغتربين أو الشركات ليتهموا لاحقا بأنه أنتم عندكم أموال من حزب الله وتقومون بتوظيفها واستثمارها، الصدق منجاة، صادقين، واضحين، شفافين، لا يوجد شيء من هذا.

مع ذلك، هناك إصرار أميركي ومن خلفه إسرائيل وبعض الدول العربية وبعض أجهزة المخابرات في المنطقة على المس برجال الأعمال وبالتجار وبالمؤسسات وبالشركات اللبنانية، والهدف هو النيل من هذه البيئة، من هذا البلد، من قدرته الاقتصادية والحياتية، لأنه بالنهاية هذه المؤسسة أو تلك الشركة هي تشغل إما مئات العاملين أو آلاف العاملين وتؤمن حياة كريمة لعدد كبير من العوائل. عندما تستهدف وتضرب هم بالنهاية يلحقون الأذى بهذه البيئة وبهذا المجتمع.

وإن كان هذا، أيضا بمثل السياق كله الذي سأحكي فيه، هو لن يقدم ولن يؤخر شيئا لا في وعينا ولا في إرادتنا ولا في تصميمنا كمقاومة وكتيار مقاومة وكبيئة مقاومة على مواصلة الطريق. تتذكرون في حرب تموز لماذا تعمد العدو قصف الدكاكين والأسواق والمحلات التجارية والمصانع والمعامل، مع أنه هناك لا يوجد مقاتلين ولا يوجد سلاح ولا ذخيرة، لا يوجد أي سبب لقصف هذه الأهداف، لأن هذا أيضا جزء من الاستهداف".

وأردف: هنا ما أردت أن أقوله في هذا السياق إن على الدولة اللبنانية، على الحكومة اللبنانية - آخر شيء مرجوعنا لليموناضة - أن على الدولة اللبنانية وعلى الحكومة اللبنانية مسؤوليات في حماية اللبنانيين وهي لا تفعل ذلك، دلوني أين حمت الدولة اللبنانية أو الحكومة اللبنانية هؤلاء اللبنانيين. مصرف لبنان المركزي وحاكميته يوجد عليها مسؤوليات، القضاء اللبناني يوجد عليه مسؤوليات، أنا لا أدخل الآن في تفاصيل، هذا نتكلم به نحن وهم على جنب، ولكن أريد في هذا الخطاب أن أطرح هذه القضية كقضية وطنية، ليس كقضية شخصية أو طائفية أو حزبية أو ما شاكل. المستهدفون حاليا أو سابقا، أموالهم ليست لحزب الله على الإطلاق، هم مثل بقية التجار اللبنانيين، يعملون ويكدحون، ولذلك مسؤولية الدولة أن تحميهم وأن ترعاهم وأن تدافع عنهم، لا بمجرد أن تاتي إشارة من وزارة الخزانة الأميركية لبنان كله يرفع العشرة ويستسلم و"ينرعب"، ولا يملك حتى إرادة أن يدافع عن بعض مواطنيه".

وقال: "على كل، هذا واحد من العناوين، التي عمل عليها وما زال يعمل عليها، محاولات إبعاد تجار لبنانيين، أو رجال أعمال لبنانيين من كثير من بلدان هذا العالم، يأتي في سياق هذا الاستهداف، كما كان الاستهداف للبنية الاقتصادية في حرب تموز هو جزء من هذا الاستهداف.

أضاف "ثالثا: العمل الدؤوب على تشويه سمعة حزب الله، والمس بمصداقيته، وخصوصا مصداقيته الأخلاقية، سواء كجهة أو كقادة ومجاهدين ومسؤولين. كجهة، أيضا منذ سنوات نشاهد على المواقع الالكترونية ومجلات وصحف ووسائل الإعلام ومقالات، كلام لا يستند إلى أي دليل، أكاذيب في أكاذيب، ولكن اكذب اكذب اكذب، عسى أن تشوه صالحا. مثلا اتهام حزب الله بأنه يعمل على ترويج أو توظيف شبكة بيع مخدرات في العالم- قال نحن صرنا نبيع مخدرات- أو مثلا شبكات تبيض الأموال، أو شبكات سرقة أو ما شاكل. هذا كله موجود، ليس له أي أساس من الصحة، نحن بالعمل الحلال، بالتجارة الحلال غير مؤمنين، كيف بالتجارة الحرام، نحن بالتجارة الحلال لم نقبل أن ندخل حتى لا نتلوث في مكان ما، فكيف بما هو حرام، وفي فقهنا حرام وفي شريعتنا حرام".

واستطرد "لكن على كل، هذا جزء من عملية تشويه. وكذلك في ما يتعلق بقيادات وشخصيات ومسؤولين وكوادر في حزب الله. سابقا وما زال هذا السياق مستمرا، موضوع الاغتيال الجسدي، حيث يستطيعون أن ينالوا جسديا، من أي من قادتنا أو كوادرنا فعلوا ذلك. اغتيال أميننا العام وأستاذنا الكبير سماحة السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، اغتيال سماحة الشيخ راغب حرب رضوان الله تعالى عليه، اغتيال الحاج عماد الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، اغتيال الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس، اغتيال الشهيد القائد غالب عوالي، الشهيد القائد علي صالح، شهداء عدد كبير، أبو علي رضا ياسين الخ..لكن من لم تصل إليهم أيديهم بالاغتيال الجسدي، يعملون على اغتيالهم معنويا".

وتابع "اليوم، أنا لن أدخل لا في أسماء ولا في تفاصيل، حتى لا أذهب وأدلكم على مواقع تذهبون وتفتشون عليها، أكون أعمل لها دعاية. لكن هناك مواقع الكترونية إسرائيلية ومخابراتية متخصصة، عملها أن تركز على إخواننا وقياداتنا ومجاهدينا تنسب إليهم اتهامات على المستوى الشخصي، على المستوى الأخلاقي، على المستوى المالي، على المستوى السلوكي، لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، يأتي هذا في سياق الاغتيال المعنوي، وهؤلاء منزهون ومبرؤون عن الاتهامات الموجهة إليهم. لكن عندما يعجز العدو عن مواجهة هؤلاء، وبعضهم قادة لهم تاريخ في العمل الجهادي ولهم تضحيات ولهم إنجازات كبيرة، عندما تعجز إسرائيل عن النيل منهم جسديا تسعى إلى النيل منهم معنويا، وهذا يجب أن يتم الانتباه إليه ويجب مواجهته وعدم القبول به، طبعا هذا جزء من المعركة، بالنسبة لهؤلاء الإخوة، بالنسبة لعائلاتهم يجب أن يعرفوا أن هذا جزء من المعركة، كما يتم اغتيالنا أو يحاولون اغتيالنا جسديا هم يحاولون اغتيالنا معنويا وهذا أمر يجب أن نتوقعه دائما، على طول المسيرة".

وأردف "اليوم، على سبيل المثال، هناك فيلم إيراني لمخرج إيراني ضد الثورة الإسلامية في إيران، يتعرض لسماحة السيد القائد، ويتكلم عن حياة سماحة السيد القائد، أكاذيب وأكاذيب وأكاذيب. يعرف الشعب الإيراني أنها أكاذيب، ولكنهم يملكون جرأة الكذب تحت عين الشمس إلى هذا الحد، عسى أن هذه الأكاذيب يمكن أن تؤثر في هذه الزاوية أو في تلك الزاوية. في كل الأحوال، وسائل الإعلام، خصوصا اللبنانية، يجب أن تنتبه إلى هذا الأمر، ويمكن بعضها بنية حسنة، تحاول أن تفند أو تدافع أو تشرح، ولكن أحيانا نشر هذه الأمور يساعد العدو أكثر مما يدافع عن الصدق".

ولفت إلى أنه "في مواجهة الاغتيال المعنوي، سيكون رجالنا ونساؤنا وقادتنا ومجاهدونا وعائلاتنا الشريفة- إن شاء الله- تملك نفس روحية الصبر والثبات والاحتساب ومواصلة الطريق، كما حال عوائل الشهداء، الذين قتل أبناؤهم وأزواجهم وأهلهم وأخوانهم".

وقال: "رابعا: ماكينة ترويج الأكاذيب حول الوضع المعنوي للمقاومة وبيئتها الخاصة، من 2005 بالتحديد، لأنه حافظينهم، لا أريد أن أعود إلى قبل، حتى الآن، الآن إذا تفتحوا الصحف، بعض المجلات، تشاهدوا بعض التلفزيونات أو تشاهدوا بعض المواقع الالكترونية نفس الأدبيات لم يغيروها من عشر سنين، هذا دليل أنه يوجد نوع من، يعني لا يوجد غنى حتى بالمصطلحات يعني. من 2005 لليوم عندما يريدون أن يتكلموا عن حزب الله، حزب الله مأزوم، إذا أحد يدخل يجد كلمة مأزوم من 2005 إلى اليوم ما شاء الله. حزب الله مربك، حزب الله ضعيف، يزداد ضعفا، حزب الله يلفظ أنفاسه الأخيرة، حسنا، واحد يلفظ أنفاسه الأخيرة يوم اثنين، شهر اثنين، يلفظ أنفاسه الأخيرة، حسنا، عشر سنين يلفظ أنفاسه الأخيرة. الآن تقرأ أمس وقبل أمس حزب الله في أيامه الأخيرة، يلفظ أنفاسه الأخيرة، لماذا؟ قال بسب الاتفاق النووي. والله حيرتونا، شيء يقول خائف من حزب الله أنه الآن ستتدفق الأموال عليه من فوق رأسه ومن تحت قدميه، ولحقوا على حزب الله ماذا سيفعل بلبنان وبالمنطقة، وشيء طالع معه أن حزب الله يلفظ أنفاسه الأخيرة، يعني اتفقوا لأنه هم من نفس الجهات".

أضاف "في كل الأحوال، أنه والله يوجد تململ في صفوف حزب الله، دلوني على هذا التململ، الواحد يستطيع أن يقعد ويتكلم الشيء الذي يريد، ويعمل مسلسلات، ما شاء الله كم كان هنالك مسلسلات في شهر رمضان وخيالات واسعة، طيب التململ في صفوف حزب الله، والتمرد في صفوف حزب الله. عوائل الشهداء تقول لقيادة حزب الله أعيدوا إلينا أبناءنا، هل آتي إليكم برسائل عوائل الشهداء والتي تقول: أرسلوا أبناءنا إلى الجبهات كي تصدقوا؟ أين هم هؤلاء، عوائل الشهداء الذين تتكلمون عنهم؟ طبعا هم ليسوا حاضرين كي يحضروا ماذا يقولون عوائل الشهداء، يوجد برنامج يعرض على قناة المنار منذ مدة، والآن هم جددوه منذ مدة أيضا، أحيانا الآن بالإعادة أحرص أن أراه وأحضره، تسمع آباء الشهداء وأمهات الشهداء وزوجات الشهداء وأبناء وبنات الشهداء، تشعر أنك أمام أناس ليسوا من هذا الزمن، تفتخر بمعنوياتهم، وتفتخر بشجاعتهم وتفتخر بإيمانهم الكبير، وتفتخر بصبرهم واحتسابهم، يوجد نموذج رائع مجهول، طبعا يوجد أناس لا يسمعون لعوائل الشهداء، وليس لديهم الوقت ليحضروا عوائل الشهداء، لأنهم من مناخ آخر، لكن من يريد أن يتكلم عن عوائل شهدائنا فليسمع عوائل شهدائنا، ولا يقعد بعيدا".

وتابع "مع أنه حتى هذه اللحظة، لا يوجد مثل هذا الشيء، لنفترض أن أب شهيد وأم شهيد وزوجة شهيد وإبن شهيد من شهداء هذا الخط، عنده رأي وعنده اعتراض، طيب واحد ونحن منذ 82 إلى اليوم لدينا آلاف الشهداء، وآلاف عوائل الشهداء، هم الذين يشكلون الرأي العام لعوائل الشهداء، على كل، هذا كله آت في هذا السياق، لكن هم أنفسهم، لأن الكذاب ينسى، هو يفبرك في نفس الوقت حزب الله ضعيف ويلفظ أنفاسه الأخيرة، والذي يوجد تمرد في داخله، والذي يوجد فيه حالة تململ، والذي عوائل الشهداء وعوائل المجاهدين قاموا قيامتهم على قيادته، والذي ماذا قصته، وما هي حكايته ومعنوياته؟ ومرتبك ومأزوم، وترجع تقلب الصفحة، ماذا يقولون لك؟ حزب الله يريد السيطرة على لبنان، حزب الله يعطل الرئاسة ويريد الفراغ، لأنه يدفع إلى مؤتمر تأسيسي، لأنه يريد إعادة صياغة النظام اللبناني على أسس جديدة، وحزب الله يريد إلغاء الطائف، وحزب الله يتدخل ويتصرف كأنه قوة إقليمية، حزب الله وحزب الله. طيب يا أخي حيرتمونا، نحن هكذا أم هكذا؟ لكن هذا على كل حال بسبب تخبطهم، لأن كل ما قالوه عن حزب الله ليس له أي أساس من الصحة، أنتم ترون في وسائل الإعلام أي خطأ صغير لأننا لسنا معصومين، وإخواننا ليسوا معصومين، نحن لا ندعي العصمة أبدا، ممكن أن يكون هناك من قد أخطأ، والخطأ الصغير يعمل منه قضية وطنية، وأحيانا تنسب إلينا أخطاء لا أساس لها من الصحة، كلها هذه هي جزء من هذه الحرب".

وقال: "خامسا: تسخيف وتوهين الانجازات والانتصارات، واعتبار كل تضحياتنا أنها هدر لكل طاقات اللبنانيين ولدماء اللبنانيين، وأنها تذهب سدى، مثلما حصل في حرب تموز، هم سخفوا ولم يعترفوا أصلا بالإنتصار، ووصلوا إلى مرحلة التسخيف والتوهين، مثلما صار في كل ما قامت به المقاومة إلى جانب الجيش السوري والقوى الشعبية في سوريا، ولو تكلمنا عن الحدود، عن القصير وعن القلمون وعن جرود القلمون وعن جرود عرسال، وإبعاد هذه الجماعات التكفيرية ومحاصرتها، وإبعاد خطرها عن القرى والبلدات اللبنانية، هو يوهن ويسخف ويتهم".

أضاف "تشعر أحيانا أيها الإخوة والأخوات، أن الموضوع هو ليس موضوع تقييم سياسي أو تقييم أمني أو تقييم إستراتيجي، لأنه يوجد الآن الكثيرون يتكلمون إستراتيجيا، فإنك سوف تشعر أن الموضوع في عمقه يوجد حقد وكراهية أكثر مما هو خلاف سياسي، لأن الحقد عندما يصل إلى هذا المستوى يعمي، هؤلاء يتنكرون للحقائق التي يعترف بها كل العالم وحتى العدو، حتى العدو يعترف بهزيمته وفشله في حرب تموز، ولكن هم يتنكرون لهذه الحقيقة. أنا لا أظن أن السبب سياسي أو فكري أو نقص في المعلومات أو ضعف في التحليل، وإنما السبب برأيي هو الحقد والكراهية والحسد والعداء الذي يعمي القلوب والعقول والأبصار، وإذا استمروا في هذا الطريق، طبعا هذا أمر مؤسف جدا".

وقال: "سادسا: الطعن والتشكيك في علاقتنا مع حلفائنا الداعمين لنا، مثل إيران وسوريا. لنتكلم عن إيران قليلا باعتبار الإتفاق النووي: تتذكرون في ال 2006 في وقت الحرب، وبعد ال2006 لقبل كم يوم، ماذا كان الخطاب الآخر؟ أنا لا أتكلم عن جهات في لبنان فقط، كلا، في لبنان وفي العالم العربي وفي الإعلام الخليجي وفي أماكن كثيرة، أن إيران تستخدم حزب الله، لن أتكلم عن جهات أخرى، من خدمة ملفها النووي، وصولا إلى الإتفاق النووي، يا جماعة حزب الله ويا جمهور حزب الله غدا إيران سوف تبيعكم، عندما تعمل إتفاق مع الأمريكان، هذا الكلام كم مرة قيل عبر السنوات الماضية؟ وكم مرة سمعتموه أيها الأخوة وأيتها الأخوات ويا أيها الناس القاعدين وترون في التلفزيون؟ في الصحف وفي المجلات وفي المقابلات وفي التصاريح وفي الخطب كانوا يشتغلون على وعينا، وعلى وعي بيئتنا وعلى وعي جمهورنا، على أساس أنكم أداة في المشروع الإيراني، وتستخدمكم إيران خدمة لمشروعها النووي ومفاوضاتها النووية، وعندما تصل إلى إتفاق سوف تبيعكم، وسوف تكونون جزءا من صفقة البيع الإيرانية - الأميركية، ألم يشغل على هذا الموضوع؟".

أضاف "طبعا كنا باكرا نقول إن إيران ليست هكذا وسوريا ليست هكذا، كوننا نتكلم مع إيران، الجمهورية الإسلامية علاقتها مع حلفائها هي علاقة عقائدية وأخلاقية قبل أن تكون مصالح سياسية، وتكلمنا كثيرا ولن أعيد نفس الكلام، طيب اليوم ماذا يقولون؟ "ذاب الثلج وطلع المرج"، من طلع معه الحق؟ نحن أم أنتم؟ من الصادق ومن الكذاب؟ الكذاب وليس الكاذب، لأن طبعه وملكته هي أن يكذب، من؟ هل إيران باعت حلفاءها في المفاوضات النووية؟ طيب لا تريدون أن تصدقوا محمد جواد ظريف الدكتور والوزير المحترم، فلتصدقوا صاحبكم جون كيري، أمس جون كيري ماذا يقول؟ يقول: إيران ووزير خارجية إيران في كل اللقاءات بيني وبينه رفضوا أن نناقش في أي ملف آخر إلا الملف النووي، نعم وعدونا أنه فيما بعد إذا أنجز الإتفاق النووي، يمكن أن نتكلم في بعض الملفات، لا أحد باع ولا أحد إشترى".

واستطرد "لكن المساكين هم أنتم، أذهبوا وأنظروا إذا باعوكم أم لم يبيعوكم، وأكثر من هذا، الجمهورية الإسلامية التي تواجه، لأن الإتفاق لم يصبح بعد نهائيا، بعد الكونغرس الأميركي يجب أن توافق عليه ومجلس الشورى في إيران يجب أن يوافق عليه، يوجد جهد كبير إسرائيلي وبعض الخليجي و... و... و... لمنع وصول هذا الإتفاق إلى نهايته المطلوبة والسعيدة، يوجد شغل، ومن جملة الشغل، أنه أنتم أيها الأمريكان ماذا تعملون؟ أنتم تساعدون في حل مشكلة إيران، هذا سوف يقوي إيران، وسوف يقوي إيران في المنطقة، ولن يغير السياسة الإيرانية، مصلحة إيران أن تسكت، لكن إيران وقفت في يوم العيد، وقف سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف، ليصف أميركا بما وصفها، وليجدد وليؤكد موقف إيران من حركات المقاومة ومن قضايا المنطقة ومن حلفائها، وكان لحزب الله وللمقاومة في لبنان مكان خاص في هذا التأكيد وفي هذا التجديد، وكذلك في مناسبات مختلفة، سماحة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران الشيخ حسن روحاني، وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف وبقية المسؤولين أكدوا على هذا المعنى".

أضاف "طيب إذا نحن في هذا الموضوع نتعاطى بكل ثقة وإطمئنان كاف وكامل منذ ال 82 إلى اليوم، وجاءت الوقائع لتثبت وتؤكد صدق هذه الثقة ومصداقية هذه الثقة وهذه العلاقة مع حلفائنا، أما أنتم كم مرة باعوكم وخذلوكم وتركوكم، ولم يسألوا عنكم، هذا إذا كانوا يضعونكم في الجو أساسا؟"، معتبرا ان "هذه بعض الأمثلة أكتفي بها واللائحة طويلة، لأقول أيها الإخوة والأخوات: أن كل ما عملوا عليه ذهب هباء منثورا، وكل ما سيعملون عليه سيذهب هباء منثورا، لا قتل القادة والكوادر ونسائنا وأطفالنا هذا سيغير في مسارنا شيئا، وإنما كلمة السيد عباس التي هي كلمة الإمام رضوان الله عليه الإمام الخميني: أقتلونا فإن شعبنا سوف سيعي أكثر فأكثر، وهي موجودة كجزء من ثقافتنا ووجداننا، ولا إغتيالنا المعنوي ولا التضييق الإقتصادي والمالي ولا الأكاذيب ولا التحريض ولا التشويه".

وأكد أن "إيماننا ووعينا وثقتنا بالله وبأنفسنا أكبر بكثير، من أن تمس به كل هذه المؤامرات الإعلامية، وكل أشكال الحرب النفسية، نحن يدنا في الحرب النفسية هي العليا، يدنا هي العليا، لأننا ننطلق من الوقائع الصادقة، ولا نتحدث بالأكاذيب ولا نطلق الأكاذيب، الدليل هو الحقائق الخارجية والوقائع الخارجية، أين هي المقاومة اليوم؟ وأين هي مسيرة المقاومة؟ وأين هو حزب الله اليوم؟ وأين كان بالأمس؟ عندما نجد أن هذه المسيرة بالرغم من كل ما جرى عليها هي تزداد اتساعا وشعبية وجمهورا وقوة وحضورا وتأثيرا، ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى الإقليمي، عندما تحسب لها الإدارة الأمريكية كل هذا الحساب، وعندما تعتبر إسرائيل أن تهديدها المباشر في المنطقة، لا أتحدث عن تهديد وجودي، أن تهديدها المباشر في المنطقة يتمثل في هذه المقاومة، وتأتي أميركا لتطمئن إسرائيل بعد الإتفاق النووي، حول هذه المقاومة، هل تكون المقاومة ضعيفة أوتلفظ أنفاسها الأخيرة؟".

وإذ سأل "أليس هكذا يقيم هؤلاء؟ الذين لديهم أجهزة استخبارات ومراكز دراسات وتجميع معلومات وإحاطة معلوماتية واسعة، أين معلوماتكم عن معلوماتهم؟"، قال: "لذلك يقومون من مدة إلى أخرى بإجراء استطلاعات رأي في بيئتنا بشكل خاص وفي البيئة اللبنانية عامة، ولكن في بيئتنا بشكل خاص، يوجهون أسئلة محددة ليروا هل هذه الحرب النفسية، هذا الحجم من الأكاذيب، هذا الحجم من وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت والصحف والمتكلمين والمتشككين والمتربصين قدر على ان يغير شيئا بالرأي العام؟ لم يقدر بأن يغير شيئا. لماذا؟ لأنه هو يستند إلى الأكاذيب، أما ثقة الرأي العام فهي تستند إلى الوقائع التي يشاهدونها، وتزداد قناعتهم يوما بعد يوم بصوابية خيارات هذه المقاومة وسلامة طريق هذه المقاومة".

وقال "اليوم مثلا من المستجدات المهمة جدا في موضوع التطورات المهمة جدا في موضوع داعش، هل تذكرون قبل عدة أعوام تكلمنا أنا وإخواني في كل من المناسبات مع بداية الأحداث في سوريا، قلنا إن الغرب وقوى اقليمية في المنطقة جاؤوا وسيأتون بكل تكفيري العالم وبكل وحوش الأرض إلى سوريا ليسقطوا النظام وإلى العراق ليغيروا المعادلة وليشنوا حربا على محور المقاومة في المنطقة، وان هؤلاء الذين سيأتون بهم سينقلبون عليهم، وأن السحر سينقلب على الساحر، وأن الأفعى لن تلدغ صاحبها بل ستأكله ايضا، ألم نتحدث بهذا منذ سنوات؟ وكان الجميع يعتبر أنهم يمسكون باللعبة مظبوط، السعودية تمسك اللعبة مظبوط، تركيا تمسك اللعبة مظبوط، وقطر والاردن وبعض دول الخليج الاخرى وأميركا وبريطانيا وفرنسا الخ.. الجميع يمسك باللعبة مظبوط وكله تحت السيطرة".

اضاف "ضخوا هذه الأعداد الكبيرة التي جاءت إلى سوريا وإلى العراق، قاموا بتسهيل السفر إليها، أدخلوها إلى الحدود، أعطوها المال، أعطوها السلاح، وقاتلوا معها وأمنوا لها كامل التغطية الدينية والشرعية والسياسية والإعلامية وغيرها. هل هذا الكلام صحيح أم لا؟ ولكن الآن بدأوا جميعا يدفعون الأثمان. ولكن هذا ما قلناه نحن، نحن العدد البسيط من الإخوة المتواضعين في لبنان، ليس لدينا مراكز دراسات عالمية، وليس لدينا أجهزة مخابرات عالمية، ونعترف بتواضع إمكاناتنا على كل صعيد، بكل وضوح وبكل بساطة قدمنا هذه الرؤية، وقلنا إن الوضع سيذهب بهذا الاتجاه، وأنتم ستفقدون السيطرة على هؤلاء، وسينقلب هؤلاء عليكم، وسيتحولون إلى تهديد لدولكم ولحكوماتكم ولأمنكم القومي، وقال غيرنا هذا ايضا".

وتابع "إذا، ما هي النتيجة اليوم؟ باستثناء الذي يحصل بالدول العربية، غير الرعب الذي أوجدته داعش في دول الخليج وفي الأردن، منذ سنة إلى اليوم، ما الذي يحصل بفرنسا؟ ماذا الذي حصل في بريطانيا؟ ما الذي يحصل في تونس؟ ما الذي يحصل في بلدان أخرى هذا اليوم؟ اليوم، الجديد في تركيا، الذي أقول اليوم وأجدد، لا شك في رعايتها لداعش وتمويلها لداعش وتقديم التسهيلات الكافية لداعش وفتح الحدود لداعش، ولكن الآن رئيس وزراء تركيا يقول: إن داعش تشكل تهديدا للأمن القومي التركي: صباح الخير وصح النوم. طبعا ولكي لا يزعج مشاعر داعش وضع بجانبهم الأكراد واليساريين، هؤلاء إضافة فقط، ليغطي المعركة مع داعش، واهم من يصدق، سواء أميركا وأجهزة المخابرات الأميركية أو السعودية أو التركية أقوى اجهزة المخابرات في العالم، فليسمعوا جيدا: أنتم واهمون بأنكم تستطيعون أن تسيطروا على هذه المجموعات، أنتم تستطيعون أن تشغلوها في تقاطع أهداف، هي تستفيد منكم لأهدافها، ولكن هؤلاء تركيبتهم وعقليتهم وثقافتهم والماهية الخاصة بهم، والآلية الخاصة بهم، كله من نوع الأفعى الذي ينقلب على من يرعاه ومن يهتم به ومن يربيه ومن يستخدمه، هذا الذي يحصل الآن، ولذلك هذا تطور مهم".

واردف "أمس ال "اف بي اي" تقدم تقريرا ـ الان ستقولون ما علاقته بلبنان، سأصل إلى علاقته بلبنان ـ أمس ال "اف بي اي" الاميركية تقدم تقريرا أمنيا تقول فيه إن داعش أخطر على الأمن القومي الأميركي من تنظيم القاعدة. أف! تنظيم القاعدة يعني 11 ايلول، تنظيم القاعدة الذي دائما كان في رأس اللائحة، الآن ال "أف بي آي" تقول لا، باتت داعش برأس اللائحة، وعندنا في لبنان من لا يعتبر داعش تهديدا! أبدا ليست تهديد، إخواننا وحبايبنا وثوار وهلا بهم وغيره، أليس كذلك؟ وهذا ليس من اختراعي، هذا ليس معلومات خاصة، هذا موجود على التلفزيونات. عندما يستمع اللبنانيون إلى جهة أو عدة جهات تقول هذه هي المخاطر، هذه هي التهديدات، قبل سنوات يحكى عنها، هذه هي سبل المواجهة، ويخرج أناس ليقولوا هذه ليست تهديدات، وليست مخاطر، ولا يوجد داع لكل هذا الكلام، وإذا هذه مخاطر فسبل مواجهتها هي التالية (سبل) لا تسمن ولا تغني من جوع. بعد كل هذه التجربة أين ستصبح قناعة الناس، رأي الناس، قبولها، ثقتها، المصداقية بالنسبة لها؟".

وقال: "نحن اليوم، على ضوء كل هذه التطورات، في محفل الشهداء وبين يدي عوائل الشهداء، أحب أن آخذ آخر مقطع بالشأن اللبناني الداخلي وخصوصا بالشأن الحكومي وأختم إن شاء الله خلال دقائق. نحن في هذا المحيط، طبعا بالأيام القليلة الماضية شغلتنا وشغلت اللبنانيين جميعا أولوية النفايات، للأسف الشديد أنا أخجل أن أتكلم بهذا الموضوع، وأشرح فيه وكيفية معالجته لأن هذه واحدة من النقاط التي يجب على اللبنانيين أن يتوقفوا عندها كثيرا، أن الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية والوزرات اللبنانية المعنية التي تفشل في معالجة ملف النفايات، وهو ملف عادي بأي دولة في العالم، وتدخل فيه الحسابات السياسية والطائفية والمناطقية والشخصية والمالية والتجارية، ويعاني اللبنانيون ما يعانونه حتى الآن هو دليل الفشل الذريع، ولذلك دائما إذا تذكرون، عندما كانوا دائما يطالبوننا بقرار الحرب والسلم وتسليم سلاح المقاومة، كنا نقول لهم أنشئوا دولة حقيقية، وبعدها تعالوا وتكلموا بهذا الموضوع".

ورأى أن "الدولة التي تعجز عن حل موضوع النفايات، مع العلم أن هذا له حلول علمية وفنية، وكما يقال ستاندر، وموجودة بكل العالم، بل هناك بعض الخبراء قالوا لي بأنه يمكن على طريقتنا بالإدارة تحويل التهديد إلى فرصة، يمكن تحويل تهديد النفايات إلى فرصة، يمكن أن تصبح النفايات أيضا تعود بأموال للبلد، هناك بعض الخبراء قالوا هذا. أنا لا أعرف "أنا مش خبير بهذه الأمور" لكن هل هناك إدارة في الدولة جدية وصادقة ونزيهة ومخلصة، وهمها الحقيقي بيئة سليمة ورفع النفايات بأقل كلفة ممكنة على اللبنانيين؟ أنا أقول: هذا غير موجود، مش أشك، هذا غير موجود، ومن يريد أن يزعل فليزعل، تكفي هذه المصيبة التي يعيشها كل البلد. على كل هذه مسؤولية الحكومة، أنا لا أود أن أدخل بها.

أولا: التثبيت الواقعي على ضوء هذه المعطيات التي نحن فيها في البلد وفي المنطقة، التثبيت الواقعي لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة في لبنان، لأن هذا يحمي البلد من أي تهديد إسرائيلي من أي تهديد إرهابي أو تكفيري.

ثانيا: إدراك وطني، نحن بحاجة إلى إدراك وطني لحجم الخطر التكفيري على بلدنا، هذا الأمريكان يتحدثون هيك، وفي تونس هيك، وبتركيا هيك، وفي السعودية هيك، وبالأردن أيضا وبدول المنطقة، إلى متى ينتظرون في لبنان لتحديد حجم الخطر التكفيري على بلدنا، والتوحد في مواجهته بعيدا عن أي حسابات ضيقة، بأنها مسألة أمن قومي لبناني، ولو نحن بلد يجب أن نتحدث عن أمن قومي لبناني، لم دائما نبقى نصغر بلدنا؟.

ثالثا: التعاون من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد، وعدم التفريط به بأي ثمن.

رابعا: في الشأن الحكومي هنا سأتحدث بكلمتين: نحن ندعو إلى بت المسائل العالقة. بأكثر من مناسبة قلنا: يا أخي هناك مشكلة وذاهبون إلى مشكلة، هناك قوى سياسية أساسية في البلد تقول: نحن نود أن نعيد نقاش ونثبت آلية عمل الحكومة، وآلية اتخاذ القرارات في الحكومة، أليست الحكومة هي من تدير البلد؟ علينا أن نناقش بالآلية ونتفق عليها لأننا اتفقنا بداية على آلية تم تعديلها، ثم تم تجاوزها، نود إعادة تثبيت الاتفاق على آلية. لم هذا الموضوع لا يحسمظ لم يؤجل من أسبوع لأسبوع؟ ومن أسبوعين لأسبوعين؟ ومن ثلاثة لثلاثة؟ من يؤجل؟ ماذا ينتظر؟ وعلى ماذا يراهن؟ إذا كان ينتظر الوضع الإقليمي والوضع الدولي أنتم من عدة أيام دعوتمونا لعدم المراهنة على الأوضاع الإقليمية والدولية، ونحن قلنا لكم قبل لم تصدقونا، كنا نقول لكم لا تنتظروا الوضع الإقليمي والدولي. الآن باتوا ينظرون أنه لا، الاتفاق النووي ليس له انعكاسات على لبنان، يا أخي له أو ليس له، دعوه جانبا، قلنا لكم سابقا، ونعود ونقول لكم مجددا: لا تراهنوا ونحن أيضا لا نراهن، إنسوا الوضع الإقليمي، إنسوا الوضع الدولي، إذا نسينا الوضع الإقليمي والوضع الدولي، ما هو الخيار أمام اللبنانيين إذا لم يحدث حوار، ولم يحصل تفاهم ولم يحدث كلام؟ لا نتيجة، البلد يضيع بكل صراحة، لا نهول على بعضنا، البلد سيذهب إلى الفراغ أنتم ستأخذون البلد إلى الفراغ".

ولفت "نحن قلنا بأكثر من مناسبة: تكتل الإصلاح والتغيير لديه مطالب ونقاش، تفضل يا مستقبل أجر نقاشا، يا تيار المستقبل بالتحديد. أنا في آخر خطاب قلت لا يضيعن أحد الموضوع: المشكلة هنا البحث بالآلية، أنتم معنيون بشكل أساسي بهذا النقاش، البحث بالتعيينات أنتم معنيون بشكل أساسي بهذا النقاش، بالأمور الثانية أنتم معنيون بشكل أساسي، تفضلوا أجروا نقاشا وحوارا مع تكتل التغيير والإصلاح التيار الوطني الحر، "ما فيهم يديروا ظهورهم"، للأسف، أنا أحب أن أقول لكم، اللبنانيون يحبون الاستماع إلى أخبار جميلة، حتى نكون واقعيين الآن إذا خرجنا كلنا وقلنا: لا يوجد نفايات في البلد هل لا يعود نفايات في البلد؟ إذا جئننا وقلنا البلد لا تمام وبألف خير طئمنوا بالكم، لا، من قال لكم هيك؟ هناك جهة لديها مطالب تقول أريد إجراء حوار، وهناك جهة ثانية معنية بالمطالب تدير ظهرها، ولا تود إجراء حوار، ونحن طالبنا تيار المستقبل في آخر جلسة حوار بين حزب الله وتيار المستقبل في عين التينة برعاية دولة الرئيس نبيه بري، قلنا لهم يا إخواننا اجلسوا فاوضوا ناقشوا احكوا، هذا الموضوع يحتاج لحل، لا تديروا ظهركم، لكنهم مصرون أن يديروا ظهرهم، نؤجل الجلسة إلى الثلاثاء، وبعد الثلاثاء ماذا؟".

واعتبر أنه "بدل أن نذهب إلى معالجات جادة، يحدث تلويح بالفراغ، تهديد بأن رئيس الحكومة يستقيل، هذا ما اطلعنا عليه في وسائل الإعلام، وقد لا يكون صحيحا، لكن بعض المصادر ذكرت هذا الشيء، أنه ربما يكون الخيار عند رئيس الحكومة ان يستقيل، وكان الخميس سيستقيل، ولكن مداخلات دولية وخارجية منعت من هذه الخطوة. هذا التلويح ما هو هدفه؟ الضغط ان العالم هناك واحد يقول لك يا أخي أود أن اتفق معك على آلية لاتخاذ القرار بالحكومة، أود أن أجري معك شراكة حقيقية تقول له لا، أنا لا أوافق، إذا كان لا يعجبك أنا أستقيل والبلد يذهب إلى الفراغ. على أساس نحن المتهمين بأننا نود أخذ البلد إلى الفراغ، الظاهر أنتم تأخذونه، التلويح بالاستقالة ـ ودعوني أكون واضحا ـ التهديد بالاستقالة أو التلويح بالاستقالة لن يقدم ولن يؤخر شيئا أبدا وغير مفيد ومضر ومؤذ للبلد. الحل الوحيد أمام القوى السياسية، خصوصا تلك المشاركة في الحكومة، أن تتحدث مع بعضها".

وقال: "أيضا من أجل أن نكون واضحين، خلال الأيام أو الأسبوعين الماضيين حكي عن وساطة لحزب الله، أيضا لأكون واضحا، نحن لسنا وسطاء، نحن طرف، نحن حليف، نحن جزء من هذا الموضوع، نحن لسنا وسيطا، لا، ولا أعتقد نحن نستطيع أن نلعب دور وساطة، لأنه نحن طرف. نعم نحن نتكلم مع الجميع، مع كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة ونتواصل معها ونتباحث معها ونقدم لها أيضا اقتراحات وأفكارا، وندعوها إلى العمل الجاد. لا أحد ينتظر وساطتنا لأنه لا يوجد شيء اسمه وساطة حزب الله. يوجد شيء وحيد مطلوب من اليوم إلى الثلاثاء، وإذا الثلاثاء لم تعمل نتيجة بعد الثلاثاء شيء وحيد: تيار المستقبل ينزل من برجه العاجي، يذهب ويلتقي هو وتكتل التغيير والإصلاح، أين؟ هذه التفاصيل أنا غير معني فيها، ويحصل نقاش مباشر على هذه المطالب وعلى هذه القضايا. غير ذلك، أنتم تعطلون البلد وليس نحن، والذي يهدد بالاستقالة يأخذ البلد إلى فراغ. وأنا أريد أن أقول ما يلي: نحذر من الفراغ أو نحذر من أخذ البلد إلى فراغ لأنه يعني أخذ البلد إلى المجهول. هذه لعبة خطرة، ضعوا خطين تحت كلمة خطرة، هذه لعبة خطرة، هذه دخول بالمجهول، هذا تصرف غير عقلائي وغير مسؤول، لا أحد يأخذ البلد إلى هذا المكان، كلنا يريد لهذه الحكومة أن تستمر، لأنه طالما لا يوجد رئيس جمهورية لا يوجد خيار آخر، نريد لهذه الحكومة أن تعمل، لا نريد لهذه الحكومة أن تسقط، لا تسقطوها بأيديكم، لا تسقطوها بأيديكم".

أضاف "قبل أسابيع، فريقنا كان متهما بأنه يريد أن يسقط الحكومة، الآن من يهدد بإسقاط الحكومة؟ الآن لم يعد الفراغ خطرا، الآن لم يعد الوضع صعبا، الآن أصبح لبنان خارج التهديد ووقت الترف الفكري، أنه نعم، نستقيل ويذهب البلد إلى الفراغ. الآن المسألة أكبر من هذا بكثير. هذا الطريق الذي ندعو إليه ونأمل أن يكون موضع عناية واهتمام. مجددا، أقول لأبناء الشهداء وبنات الشهداء وعوائل الشهداء ولكل هذا الجمهور المقاوم والشريف والمبارك والثابت والمؤمن والواعي والمتحمل المسؤولية: معكم وبكم وبالتوكل على الله سبحانه وتعالى، بإرادتكم وعزمكم ووعيكم وإيمانكم وتضحياتكم وثباتكم ووحدتكم وتماسككم ومعنوياتكم العالية سنتجاوز هذه المرحلة وكل هذه المراحل، وأعود وأؤكد بين يدي دماء شهدائنا التي صنعت الانتصارات".

وختم "أيها الإخوة والأخوات: ضعوا الحرب النفسية جانبا، نحن دخلنا زمن الانتصارات وغادرنا زمن الهزائم. وهذا ما يصنعه الله بنا، ونصنعه نحن بإرادتنا ودماء شهدائنا. بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".