المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 تموز/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.july27.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق/الأخبار اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/متفرقات

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى23/من13حتى15/تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه.

سفر أعمال الرسل/21/من01حتى14/"بُولُس: مَا بَالُكُم تَبْكُون، وتَحَطِّمُونَ قَلْبي؟ فأَنَأ مُسْتَعِدٌّ لا لِلقُيُودِ فَحَسْب، بَلْ لِلمَوْتِ في أُورَشَليمَ في سَبيلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع".

 

عنوان تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

زبالة في مواقع الحكم وفي روابي أفراد الطاقمين السياسي والديني/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/7/2015.

"حزب الله" يضبط ساعته لبنانياً على التوقيت الإيراني وعون يبحث عن “استدراج عروض” لقبض ثمن تخليه عن الترشح للرئاسة

"حزب الله" يضبط ساعته لبنانياً على التوقيت الإيراني وعون يبحث عن “استدراج عروض” لقبض ثمن تخليه عن الترشح للرئاسة

«حزب الله» يعترض دورية دولية في ياطر

الرئيس حسين الحسيني لـ"النهار": الاستقالة لزوم ما لا يلزم اعتكاف رئيس الحكومة أو وزراء لا يعفي من المسؤولية والجميع أطاح بالدستور.

الرئيس حسين الحسيني لـ"النهار": الاستقالة لزوم ما لا يلزم اعتكاف رئيس الحكومة أو وزراء لا يعفي من المسؤولية والجميع أطاح بالدستور.

ا تطبيع بين فرنسا وإيران على حساب حلفاء باريس لبنان ساحة الاختبار للانفتاح من خلال أزمة الرئاسة

الوزير السابق ابراهيم نجار: إستقالة سلام تحول مجلس الوزراء إلى مرجع رئاسي

النائب أمين وهبي لـ”السياسة”: التوجه الإيراني لن يتضح قبل 2016

درباس بعد لقائه سلام: سيعلن رئيس الحكومة قراره في الوقت المناسب ومن غير المنصف ان يتحمل منفردا كل ما تفعله مكوناتها

السنيورة: السيد نصرالله نصب نفسه مرشدا سياسيا وآمرا وموجها ورقيبا وهو يحاول أن يصادر من رئيس الحكومة حق الاستقالة

نضال طعمة: حديث نصرالله يفتقد إلى معايير حقيقية وموضوعية

وزير الداخلية اجتمع مع اتحاد بلديات إقليم الخروب: لا ينبغي لأحد ان يستغل موضوع النفايات في السياسة ويضعه على الطرقات في وجه الناس

الان عون: مشكلة النفايات ليست في مجلس الوزراء والتكتل لن يشارك في جلسة الثلاثاء بنية التفجير

النائب علي بزي: النفايات الطائفية والمذهبية هي الأكثر خطرا على لبنان

رعد: لا خيار امام اللبنانيين إلا التوافق لملء الشغور الرئاسي

طلال المرعبي دعا سلام الى الاعتكاف لا الاستقالة واتهم اطرافا حكومية بالتعطيل

النائب هاني قبيسي من رب ثلاثين: لا يمكن لاي طرف سياسي ان يصل الى هدفه من خلال تعطيل مؤسسات الدولة

النائب عبد المجيد صالح: التهديد باستقالة الحكومة تزيد الأزمة تعقيدا

فتحعلي بعد لقاء وفد اللقاء الوطني: الإنقسام في المنطقة يخدم الكيان الصهيوني

النائب نوافق الموسوي: لن نستسلم ولن نقبل لوطننا أن يفرض عليه الانتداب المقنع او المباشر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

دراسة توثق 160 موقفاً إيرانياً معادياً لـ”الخليجي” خلال عامين/خامنئي نشر صورة لأوباما في "تويتر" وهو ينتحر

البحرين تنشر صور الأسلحة والمتفجرات والمتورطين المرتبطين بـ”الحرس الثوري”

إيران “تطمئن” الخليج بتزوير الحقائق ووزير خارجيتها حاول التنصل من المخطط الإرهابي في البحرين

ظريف: دول المنطقة وليست طهران مطالبة بتغيير سياساتها

إيران سحبت مئات العسكريين من العراق بعد الاتفاق النووي وقيادي صدري رجح أن تستعين بهم في سورية

قصف القرداحة للمرة الأولى بصواريخ “غراد”

الأسد شكر حلفاءه وأكد أن جيشه متعب لكنه صامد ونعى الحل السياسي للأزمة وأقر بنقص العديد في صفوف قواته

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالله.. خطاب «الهواجس» والتهرّب من الميدان/علي رباح/المستقبل

كل الشكر… لميشال عون/خيرالله خيرالله /العرب

سلام يحسم خياره في ضوء جلسة غد النفايات مرآة انحلال الدولة وغياب المسؤولية السياسية/سابين عويس/النهار

لبنان "جمهورية الكوليرا/علي بردى/النهار

الانهيار المؤسساتي نذير للدول المعنية بلبنان حماوة تواكب وساطة فابيوس مع طهران/روزانا بومنصف/النهار

هل يقرّر عون النزول إلى المجلس ترجمة لقوله: "سيحكم التاريخ علينا بحسب أفعالنا"؟/اميل خوري/النهار

قصاص لعين... عادل!/نبيل بومنصف/النهار

الاستهتار بالوقت دستورياً وصحياً وبيئياً: في أصل النجاسات/وسام سعادة/المستقبل

ماذا يفعل هذا الرجل؟ (اردوغان)/غسان شربل/الحياة

تحول تركي حيال سورية ... متى دور إيران/ جورج سمعان/الحياة

توظيف إيراني لورقة الإرهاب في المفاوضات/بشير عبد الفتاح/الحياة

هل العلاقة مع واشنطن خطأ تاريخي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هل في السعودية صقور وحمائم/طارق الحميد/الشرق الأوسط

ريم.. وجه القهر الأوروبي/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

تزايد خطر «الذئاب المنفردة» في الحرب على الإرهاب/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

الاتفاق بالنسبة إلى إيران.. ربح أم خسارة/د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط

مسارات سوريا واختزال الأعداء/مأمون فندي/الشرق الأوسط

من الخلايا النائمة إلى الخلايا اليقظة/عبدالله ناصر العتيبي/الحياة

 

تفاصيل المتفرقات

ابراهيم مراد في ذكرى الشهداء السريان: مع اللامركزية الإدارية وصولا الى الفدرالية

الراعي: مخطئ من يعتقد أن نفوذه سيزيد بغياب رئيس للبلاد

المطران بولس مطر دشن كنيسة مار الياس في كفرمتى: لنحافظ على العيش المشترك وليكن أساسا لحياتنا ومستقبلناالرهبانية الأنطونية المارونية احتفلت بالرسامة الكهنوتية لثلاثة من رهبانها

النائب ابراهيم كنعان: لا نعول على رسائل المستقبل بل على ترجمة الاقوال الى أفعال وزيارة جعجع للسعودية لا تزعجنا

جبران باسيل من مركبتا: لن نتراجع عن حق تحت أي تهويل أو تخويف ومن يخاف على البلد لا يخالف الدستور ولا يمس بالشراكة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى23/من13حتى15/تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه.

قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون. أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه.

 

سفر أعمال الرسل/21/من01حتى14/"بُولُس: مَا بَالُكُم تَبْكُون، وتَحَطِّمُونَ قَلْبي؟ فأَنَأ مُسْتَعِدٌّ لا لِلقُيُودِ فَحَسْب، بَلْ لِلمَوْتِ في أُورَشَليمَ في سَبيلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع".

"يا إِخوتي، أَقْلَعْنَا مِنْ مِيلِيتُسَ وَسِرْنَا سَيْرًا مُسْتَقيمًا إِلى جَزِيرَةِ كُوش، وفي ٱلغَدِ إِلى جَزِيرَةِ رُودُس، ومِنْهَا إِلى بَاتَرَة. ووَجَدْنَا سَفينَةً عَابِرَةً إِلى فِينِيقِيَة، فَصَعِدْنَا إِلَيْهَا وأَقْلَعْنَا. ولَمَّا ظَهَرَتْ لَنَا قُبْرُس، تَرَكْنَاهَا عَنْ يَسَارِنَا، وتَابَعْنَا بِٱتِّجَاهِ سُورِيَّا، وَنَزَلْنَا في صُور، حَيْثُ كَانَ عَلى ٱلسَّفينَةِ أَنْ تُفْرِغَ حُمُولَتَهَا. وَوجَدْنَا ٱلتَّلامِيذَ هُنَاك، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُم سَبْعَةَ أَيَّام. وكَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُس، بِوَحْيٍ مِنَ ٱلرُّوح، أَلاَّ يَصْعَدَ إِلى أَورَشَليم. ولَمَّا قَضَيْنَا تِلْكَ ٱلأَيَّام، خَرَجْنَا، وَسِرْنَا، وكَانَ ٱلتَّلامِيذُ كُلُّهُم مَعَ ٱلنِّساءِ وٱلأَولادِ يُشَيِّعُونَنَا إِلى خَارِجِ ٱلمَدِينَة. فَجَثَوْنَا عَلى ٱلشَّاطِئِ وَصَلَّيْنَا. ثُمَّ وَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضًا، فرَكِبْنَا نَحْنُ ٱلسَّفينَة، وعَادُوا هُم إِلى بُيُوتِهِم. وَمِنْ صُورَ وَصَلْنَا في نِهَايَةِ ٱلرِّحْلَةِ إِلى بُتُولِمَايِس (أَي عَكَّا)، فَسَلَّمْنَا عَلى ٱلإِخْوَة، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُم يَوْمًا واحِدًا. وفي ٱلغَد، خَرَجْنَا فَذَهَبْنَا إِلى قَيْصَرِيَّة، وَدَخَلْنَا بَيْتَ ٱلمُبَشِّرِ فِيلِبُّس، أَحَدِ ٱلسَّبْعَة، وأَقَمْنَا عِنْدَهُ. وكانَ لهُ أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى يتَنَبَّأْنَ. وأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِدَّةَ أَيَّام، فنَزَلَ مِنَ ٱليَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ ٱسْمُهُ أَغَابُوس. وجَاءَ إِلَيْنَا، فَنَزَعَ حِزَامَ بُولُس، وقَيَّدَ بِهِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه، وقَال: «هذَا مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُس: إِنَّ صَاحِبَ هذَا ٱلحِزَامِ سيُقَيِّدُهُ ٱليَهُودُ هكَذَا في أُورَشَليم، ويُسْلِمُونَهَ إِلى أَيْدِي ٱلوَثَنِيِّين». ولَمَّا سَمِعْنَا ذلِكَ، أَخَذْنَا نتَوَسَّلُ إِلَيهِ نَحْنُ وَٱلإِخْوَةُ في قَيْصَرِيَّة، أَلاَّ يَصْعَدَ إِلى أُورَشَليم. حِينَئِذٍ أَجَابَ بُولُس: «مَا بَالُكُم تَبْكُون، وتَحَطِّمُونَ قَلْبي؟ فأَنَأ مُسْتَعِدٌّ لا لِلقُيُودِ فَحَسْب، بَلْ لِلمَوْتِ في أُورَشَليمَ في سَبيلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع». ولَمَّا لَمْ يَقْتَنِعْ سَكَتْنَا، وقُلْنَا: «لِتَكُنْ مَشيئَةُ ٱلرَّبّ!»."

 

تفاصيل تعليق الياس بجاني وخلفيات التعليق

زبالة في مواقع الحكم وفي روابي أفراد الطاقمين السياسي والديني

الياس بجاني/27 تموز/15

نعم، ودون أدنى شك، إن ما يراه اللبناني في شوارع مدنه وبلداته من أكوام زبالة، وما ينبعث منها من روائح نتنة ومرّضية تدخل انفه وتصيبه بالغثيان والقرف، هي كلها نتائج عادية وغير مفاجئة لما جنته يديه من إجرام بحق نفسه ووطنه، وتخلي عن حريته والبصر والبصيرة، ولما قام به من ممارسات مشينة في الحياة السياسية. وهنا غالبية لا يستهان بها من شرائح شعبنا هي غنمية وتبعية وقابلة بوضعية "الزلم" و"الهوبرجية" و"الزقيفي". هي ارتضت بقيادات نتنة وملوثة واسخريوتية فكانت غلال الحصاد اطنان من الزبالة. هي زرعت الشر والعفن والنتانة فحصت الزبلة. الحل لا يكون في تنظيف الشوارع من الزبالة العضوية بأنواعها وفي إيجاد مطامر ومدافن لها، بل الحل الجذري يكمن في تنظيف البلد من حكام ومسولين هم زبالة، ومن طاقم سياسي هو زبالة، ومن رجال دين كبار هم قبور مزخرفة من الخارج وفي دواخلهم وعقولهم زبالة بزبالة. أما المهم والأساسي في ألف باء الحل فهو التخلص من ثقافة الشخصنة والانتهازية والوصولية والتزلم والغنمية التي هي قمم من الزبالة. ,وإلا فالج لا تعالج والزبالة باقية حتى لو رفعت من الشوارع.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/7/2015

الأحد 26 تموز 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أزمة النفايات في طريقها إلى حلول تدريجية، تبدأ بتجميع النفايات وطمرها مؤقتا في منطقة في بيروت، على أن يتبع ذلك إجراء مناقصة لمطامر في العديد من المناطق اللبنانية، تمهيدا لقيام أكثر من شركة لضمان تصريف النفايات في العاصمة والمناطق.

ويكثف وزير البيئة تحركه في هذا الإطار. فيما أنهى وزير الداخلية إشكالا عند الشوف الساحلي، متعهدا لوفد من إقليم الخروب بعدم نقل النفايات الى مناطقهم.

سياسيا، ما زالت الأجواء غير ضامنة، لجلسة منتجة لمجلس الوزراء بعد غد الثلاثاء، في ظل اتصالات يقوم بها رئيس الحكومة بإتجاه ترك الخلافات السياسية جانبا والعملِ لصالح البلاد والعباد.

ويرتقب أن يكون هناك إجتماع حواري بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" في الأسبوع الطالع، في وقت يسوق الحزب لدعوة أمينه العام السيد حسن نصرالله إلى التحاور بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر".

وفي المحافل السياسية، ترقب لحركة ما بإتجاه رعاية أميركية- روسية لقيام تحالف إقليمي في مواجهة الإرهاب، وقد دعا وزير الخارجية الإيراني دول الخليج العربي إلى مثل هذا التعاون لمواجهة الحركات الإرهابية.

وترقب المحافل اتصالات تركية- سعودية- مصرية حول سوريا والعراق، وسط دعوة أميركية وروسية إلى ضم إيران لهذه التحركات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هل فشلت خطة الحل المؤقت لأزمة النفايات؟ ما هو البديل؟ من يتحمل المسؤولية؟

المواطن ضحية يدفع الثمن في كل مرة. روائح النفايات تفوح في شوارع العاصمة والضواحي. والمخاطر تكمن في امكانية انتشار سريع للأمراض في موسم صيفي يشهد حرارة مرتفعة.

ما إن اتخذ قرار رفع النفايات حتى جاءت الاعتراضات، كما بدا المشهد على اوتوستراد الجية الساحلي، منعا لوصول النفايات إلى اقليم الخروب. هل هو تحرك عفوي، كما وصفه نائب "الحزب التقدمي الاشتراكي" علاء الدين ترو، أم اعتراض سياسي؟

الأزمة ولدت أزمات، فتحركت وزارة الداخلية والبلديات على خط المعالجة وجمعت رؤساء اتحاد بلديات اقليم الخروب، بحثا عن الحل. أما الحلول السياسية فلا يبدو انها ستطل في جلسة الثلاثاء الحكومية، فرئيس الحكومة تمام سلام لن يتخلى عن المسؤولية لأنه يعرف ان مصير البلد متعلق بقرار منه، على حد وصف زائر المصيطبة اليوم الوزير رشيد درباس الذي ذهب إلى القول إن سلام لن يتخلى عن المسؤولية لكن الخيارات أمامه مفتوحة.

غياب المعالجات اللبنانية، استدعت من "الحزب السوري القومي الاجتماعي" الطلب من الرئيس نبيه بري المبادرة إلى الدعوة لحوار شامل بجدول عملي يحصن الاستقرار لأن لبنان ينتظر هذا الحوار، كما قال النائب أسعد حردان.

سوريا، أطل الرئيس بشار الأسد في خطاب خصصه للشعب السوري، بكل صراحة ووضوح وشفافية، فحدد الأولوية: مكافحة الارهاب أولا وأخيرا قبل أية حلول سياسية أو مبادرة كانت، لا مدخل للمعالجة إلا بالقضاء على الارهاب، ولا نجاح للمبادرات ولا التحالفات ولا الخطب الدولية إلا بضرب الارهاب. الرئيس الأسد بدا أكثر ارتياحا من خلال تحديد سقف الحوار، وأعطى المرجعية للشعب السوري انطلاقا من حسم أي مسار سياسي في الحوار، أو بالاستناد إلى الجيش في مواجهة المجموعات الارهابية.

قتال حتى النهاية وصمود، والمعادلة: لا سياسة ولا اقتصاد ولا ثقافة ولا أمان إلا بمواجهة الارهاب. ومنذ قليل أفادت المعلومات عن هروب جماعي لمسلحي "داعش" من مدينة تدمر السورية، بعد مقتل عدد كبير منهم خلال هجوم ضخم شنه الجيش السوري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا حل سياسيا قبل ضرب الارهاب، وسوريا لن تنخدع بالكلام الفارغ، أما الحسم فللميدان.. خطوط عريضة رسمها الرئيس السوري بشار الأسد لمسار المرحلة الحالية. وعلى العربان الذين لم يتعلموا بعد، الكف عن النفاق، واقتلاع الارهاب من جذوره وليس تقليم اظفاره.

وللأخوة الأوفياء في المقاومة اللبنانية تحية، ورد الوفاء بالوفاء: هم أعطوا أقصى ما يستطيعون من أجل سوريا، ساندوا الجيش بخبرتهم وكفاءتهم القتالية، ورووا التراب السوري بدمائهم وهذا أقصى العطاء، فلهم منا الامتنان والتقدير، قال الرئيس الأسد.

في المشهد العام، المنطقة تضج بارهاصات التبدلات الكبيرة: تركيا تشن حربا ضد "داعش". الكيان الصهيوني يقلص استقبال جرحى الارهابيين. ودول العدوان تتحدث عن هدنة في اليمن.

أما لبنان المنشغل بأزمة نفاياته والصفقات وقطع الطرقات، فيقف على صفيح سياسي ساخن، في ظل مواقف خرجت من دارة رئيس الحكومة تمام سلام وفيها تمسك بالصلاحيات ومنها الاستقالة. ولكن الحكومة تجتمع الثلاثاء المقبل لبحث آلية عملها بحسب المفترض، بحضور كل القوى ومنها "التيار الوطني الحر" المتمسك بسلاح حماية صلاحيات رئيس الجمهورية في ظل الشغور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

انفرجت في مكان وتعقدت في مكان آخر. فالعاصمة بيروت استفاقت صباح اليوم على خبر طال انتظاره: شاحنات "سوكلين" بدأت بازالة النفايات من الشوارع والأحياء. ولأن الخبر استثنائي ومنتظر بالحاح منذ ستة أيام، فإن أبناء العاصمة وسكانها استقبلوا الشاحنات بالتصفيق وقرع الطبول.

لكن الارتياح في مكان، قوبل بغضب في مكان آخر، فأهالي اقليم الخروب قطعوا أوتوستراد الجية رفضا لنقل النفايات إلى منطقتهم، ما تسبب بزحمة سير خانقة، وما استلزم بالنتيجة عقد اجتماع في وزراة الداخلية لمعالجة الوضع.

وأتبع الاجتماع الأول باجتماع ثان ينعقد الآن في المصيطبة برئاسة الرئيس سلام وحضور الوزراء نهاد ومحمد المشنوق ووائل أبو فاعور وأكرم شهيب والنائب علاء الدين ترو. فماذا سيتمخض عن يوم النفايات الطويل، وهل انتقلت كرة النفايات الملتهبة من بيروت إلى الاقليم؟

سياسيا، الأسبوع الطالع سيكون أسبوع القرار الكبير بالنسبة إلى بقاء الحكومة أو استقالتها. وفي المعلومات ان الرئيس تمام سلام أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما أن يؤمن توافق الحد الأدنى داخل الحكومة، ما يسمح لها بأن تقوم بالأعمال الضرورية المطلوبة منها. وإما ان يقدم استقالته لأنه لا يريد ان يصبح رئيس حكومة صوريا ولا أن تصبح حكومته عنوان العجز والفشل.

إقليميا، خطاب مفصلي للرئيس بشار الأسد اقر فيه بأن الجيش السوري تعب بعد أربع سنوات ونصف السنة من القتال. كما أقر بوجود نقص بشري في القوى المقاتلة. لكنه في المقابل قلل من أهمية الحل السياسي للأزمة السورية، معتبرا أن أي مسار سياسي لا يضمن محاربة الارهاب لن يرى النور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

من المفارقات اللافتة في المشهد السياسي- الحكومي، ان الفريق المنسوبة إليه تهمة تعطيل العمل الحكومي، يتمسك بالحكومة ولا يترك مناسبة إلا ويؤكد الحرص على استمراريتها. وفي مواقف العماد عون والسيد نصرالله والرئيس بري، ما يغني عن الاسهاب في اظهار هذا الحرص. في حين ان التهديد بفرط الحكومة واستقالتها، يأتي من رئيس الحكومة بحجة ان التوافق بالاجماع، الذي نصت عليه المادة 62 من الدستور، يضرب صلاحيات رئيس الحكومة وينقل المشكلة من شغور موقع الرئاسة الأولى إلى ضمور دور الرئاسة الثالثة، بحسب فريق رئيس الحكومة.

ومثلما تراجع رئيس حكومة سابق عن التزاماته وكلمته في التعيينات الأمنية والعسكرية، بعد تطورات ادلب وتدمر وجسر الشغور في سوريا، يسعى الفريق السياسي المحسوب عليه داخل الحكومة اليوم، إلى التماهي مع التوجهات السعودية القاضية بالتصدي لمفاعيل الاتفاق النووي والمشاغبة على التفاهمات والتسويات التي ستنتج عنه، وهو ما ظهر في اليمن من خلال التصعيد العسكري، وفي زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المفاجئة إلى قطر للالتفاف على زيارة نظيره الايراني اليها محمد جواد ظريف.

وفي التوتير السياسي في لبنان، من خلال الطواف بقميص عثمان صلاحيات رئيس الحكومة، والتلويح بالاستقالة التي لن تحصل بهدف تمرير التمديدات العسكرية وفق معادلة: التراجع عن الاستقالة مقابل الاقدام على التمديد، وهو ما يفسر ربما الكلام المنسوب إلى مصادر رئاسة الحكومة ان الرجوع عن اعتماد الاجماع ليس كافيا للتخلص من التعطيل، ما يعني ان وراء الأكمة ما وراءها، وان المناوشات في مكان والهدف في مكان آخر، وان المطلوب تمرير التمديد أو استمرار التلويح بالاستقالة التي لن تحصل.

ومن التعيينات والصلاحيات إلى النفايات. فبعد رفض أهالي حبالين وعكار، استخدام أراضيهم مكبا للزبالة، أهالي اقليم الخروب يتصدون لاقتراح وليد جنبلاط تحويل سبلين، التي ورث زعيم المختارة ألاف الهكتارات من أراضيها، مكبا لنفايات بيروت. اقتراح جنبلاط أشعل حساسيات استدعت تدخلا مباشرا من نهاد المشنوق ومحمد المشنوق وأحمد الحريري، لمنع تحويل حرق النفايات إلى احراق تحالفات وتصفية حسابات بين جنبلاط والاقليم وما يمثل الاقليم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

صوت المحتجين على نقل النفايات من شوارع بيروت والضواحي، صم آذان اللبنانيين اليوم. والذروة كانت لحظة اقفال الخط الساحلي احتجاجا، وما رافقه من أسر للسيارات المتوجهة إلى الاقليم والجبل والجنوب، وللعائدين من تلك المناطق، ليعلق الناس في مشهد مأساوي بين كماشة المحتجين وحرارة الطقس داخل سياراتهم ولساعات طويلة.

إقفال الطريق الساحلية أعقبه اجتماع موسع في وزارة الداخلية انتهى إلى جملة تأكيدات، من بينها تأكيد الوزير نهاد المشنوق ان لا شيء سيحصل في الاقليم دون موافقة الأهالي.

سياسيا، الصوت الاحتجاجي على الكلام الأخير للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كان مدويا من رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، الذي لفت إلى ان كلام السيد نصرالله تضمن إقرارا دون مواربة ان "حزب الله" هو الذي يحرك "التيار الوطني الحر" ويقف خلف محاولاته ضرب الاستقرار في لبنان مما يؤدي الى انحلال الدولة ومؤسساتها.

وقال الرئيس السنيورة إن السيد نصرالله أضاف الى مهامه مهاما جديدة وهي إملاء الأوامر إلى تيار "المستقبل" بالذهاب إلى حوار مع "التيار الوطني الحر"، لافتا إلى ان السيد نصرالله نصَّب نفسه خبيرا في معالجة النفايات بنتيجة العمل على شل مؤسسات الدولة من قبل "حزب الله" والأطراف الحليفة له. كما نصب نفسه مرشدا سياسيا فأجلس نفسه في موقع المرشد والآمر والموجه والرقيب عندما يحاول ان يصادر من رئيس الحكومة حق الاستقالة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أكلت يوم أكل جهاد العرب. يرتفع هذا الاسم مع كل جسر في بيروت، مع كل شارع، مع كل صفقة تعهد. هذا الذي وزارة الأشغال تعرفه، والوزراء المتعاقبون والردم. هو الذي طفا على وجه الماء وسبح اللبنانيون معه في حادث نفق المطار الشهير، فلا حوسب ولا سئل عن تعهدات تسببت بالغرق.

واليوم يلمع اسم جهاد العرب على وجه النفايات كمنقذ من الأزمة. وزير أشغال الظل. متعهد الدولة لا تناقشه سلطة. ويبدو أن وراء "الكمخة" ما وراءها، من صفقة جديدة تلزم "العرب" نفايات بيروت ومعها جائزة ترضية نفايات الضاحية. بعدما كان قد تقدم بمناقصات لأكثر من محافظة لبنانية ولم يبت بها.

ومع تقدم النفايات في عمر الأزمة خرج حل بقيت مطامره سرية، لكن رائحته عادت وتفوقت على عفن الشوارع، بعد معلومات عن شراء أرض في منطقة سبلين ونقل الركام إليها، بموافقة النائب وليد جنبلاط وتلزيم ل"العرب". وما إن وصلت الأنباء إلى إقليم الخروب، حتى اتخذ الأهالي خطوة حاصرت المواطنين واعتقلتهم في سياراتهم، ودفعت بعضهم إلى العبور من عمق البحر للوصول إلى طريق حر.

أقفلت طريق الجنوب بدءا من الجية. وعانى المارة ما لم يعانوه في أيام الحرب. فأي صفقة تمت اليوم على حساب الدولة والناس؟ وهل تسلك طريقها إلى المطامر السرية؟ كل ما ندركه أن المعالجات غالبا ما يأكل منها السياسيون والمتعهدون مناصفة. وإذا كان لا خير في العرب، فلن نستجديه من جهادهم وما له من فروع في التسميات والأوصاف، لكن ما من صفقة إلا ووراءها مطالب سياسي، فالمتعهدون لا يسطون وحدهم. من هنا وجب التدقيق في ما أعلنه رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل قبل أيام عن صفقات وملايين ومنتفعين سياسيين.

والأزمة مستمرة. فبعد إقفال طريق الجنوب، سدت المنافذ أمام سير الشاحنات. وعقد إجتماع في وزارة الداخلية، أكد فيه المجتمعون أن لا حلول في إقليم الخروب من دون موافقة الأهالي.

أما في تأثير الأزمة على السرايا، فإن رئيس الحكومة رمى الاستقالة حاليا في "الزبالة". لكن الاستقالة متى قدمت فإنها لن تكون إلا ترقية سياسية لتمام سلام. فهو سيصرف الأعمال إلى ما شاء الله. وعند التصريف لن يجتمع مجلس النواب من دون حكومة، ولن ينعقد مجلس الوزارء. وبذلك يتم إلغاء المؤسسات المعطلة، ولا يبقى منها إلا رجل المصيطبة قائدا للمرحلة. على الأرجح لا مصلحة "للمشغلين" السياسيين في استقالة سلام، ولذلك عولجت الأزمة باتصالات من المرجعيات.

 

"حزب الله" يضبط ساعته لبنانياً على التوقيت الإيراني وعون يبحث عن “استدراج عروض” لقبض ثمن تخليه عن الترشح للرئاسة

بيروت – “السياسة”/27 تموز/15/عبر إعلانه غير مرة تمسكه بترشيحه لرئاسة الجمهورية اللبنانية حتى النهاية رغم يقينه باستحالة فوزه بها, يسعى رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون لـ”استدراج عروض”, يقبض بموجبه “ثمن” فك أسر الرئاسة, على أن تكون الصفقة شاملة بحيث تضمن لتياره موقعاً متقدماً في المعادلة السياسية الجديدة. وأكدت مصادر سياسية بارزة في قوى “8 آذار” لـ”السياسة” أن عون بات أكثر من أي وقت مضى على يقين باستحالة وصوله إلى رئاسة الجمهورية لكنه يكابر ويرفض الإقرار بالواقع, وهو ما يفسر تخبطه وخوضه معارك عشوائية بلا عنوان, كمعركته داخل الحكومة التي حشد لها أنصاره في الشارع, من دون أن يعرف هؤلاء الأسباب الحقيقية والجدية لاحتجاجهم في ما بات يعرف بـ”خميس السراي”, ما دفعهم إلى ترديد هتافات “الله لبنان عون وبس”. وأوضحت أن “حزب الله” غير راضٍ على الاطلاق عما آلت إليه الأمور بين حليفيه عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري, سواء في ما يتعلق بآلية العمل داخل الحكومة أو فتح دورة استثنائية لمجلس النواب, مؤكدة أن الحزب أقرب إلى بري في الملفين إلا أنه يجاري عون مضطراً رداً لجمائله الكثيرة وإن كان غير مقتنع بخياراته التي قد تؤدي إلى فرط الحكومة. ووفقاً لمعلومات المصادر, فإن “حزب الله” لا يعارض التقارب بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”, من حيث المبدأ, طالما أن حليفه متمسك بخياراته السياسية, لكن أكثر ما أزعجه هو طرح عون موضوع الاستفتاء في الشارع المسيحي لمعرفة الزعيم الأقوى والأكثر شعبية للوصول إلى الرئاسة, على اعتبار أن ذلك سيكرس رئيس “القوات” سمير جعجع ممثلاً ثانياً للمسيحيين بعد عون, وهو ما سيجعله قطباً أساسياً في المعادلة, سواء حين يحين موعد التسوية لرئاسة الجمهورية أو في ترتيبات المرحلة المقبلة. كما أن طرح عون الفيدرالية رغم أنه عاد وتنصل منها, أثار استياء شديداً لـ”حزب الله”, لكنه امتنع عن الخروج بمواقف وتصريحات رافضة, واستعاض عنها بمواقف حلفاء مقربين منه على غرار زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية والزعيم الدرزي طلال ارسلان. وتبقى نقطة الخلاف الأهم بين “حزب الله” وعون المتعلقة بقيادة الجيش, إذ أن الأول يحاذر المضي في أي خيار يؤدي إلى اهتزاز المؤسسة العسكرية في ظل الجبهات المفتوحة في سورية على مصراعيها ولا يمانع التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي, فيما يعتبر الثاني أن وصول صهره العميد شامل روكز إلى قيادة الجيش “حقاً مكتسباً” ويصر على خوض هذه المعركة حتى النهاية, مهما كانت تداعياتها على المؤسسة العسكرية. وإذا كان عون يرمي من وراء معركته هذه إلى ضرب عصفورين بحجر واحد عبر إيصال صهره لقيادة الجيش وإزاحة قهوجي من المشهد كمرشح توافقي محتمل للرئاسة, فإن الحزب لا يعارض ذلك من حيث المبدأ شرط ألا يؤدي إلى أي خلل بعمل الجيش, ليس بسبب حرصه على مؤسسات الدولة وإنما لحاجته إلى استمرار الستاتيكو الحالي خلال معاركه المستمرة في سورية. وفي ظل تعاظم الخلاف بينه وبين بري وانقطاع الحوار تقريباً بينه وبين “تيار المستقبل”, بات عون يدرك أن حظوظه للرئاسة شبه معدومة, تبعاً للمعطيات الداخلية, كما أن المعطيات الخارجية ليست أفضل حالاً, إذ أن انعكاسات الاتفاق النووي بين ايران الدول الكبرى ليست في صالحه, ذلك أن طهران تريد الظهور, أقله خلال المرحلة الأولى من تطبيق الاتفاق, بمظهر العضو المنضبط في المجتمع الدولي ولن تغامر بتفجير الأوضاع في لبنان وقلب المعادلة, عبر “حزب الله”, من أجل إيصال عون للرئاسة.

وأمام هذا الواقع, كشفت المصادر أن عون, من خلال تصعيده الأخير, الذي يتردد أنه جاء رداً على تسوية سرية تُبحث بين بعض الفرقاء لإيصال قهوجي إلى الرئاسة, يهدف إلى “استدراج عروض” لقبض ثمن تخليه عن ترشيحه للرئاسة, وسط معلومات عن أن الثمن المطلوب هو جملة من الشروط لتعزيز موقع تياره في مكاسب السلطة, أبرزها: الحصول على قيادة الجيش, وإقرار قانون للانتخابات التشريعية يتيح له الحصول على كتلة كبيرة في مجلس النواب. وخلصت المصادر إلى أن الوضع الهش في لبنان سياسياً وأمنياً مرشح للاستمرار أقله حتى نهاية العام الجاري, بانتظار التنفيذ الفعلي للاتفاق النووي من خلال بدء العملية التدريجية لرفع العقوبات عن إيران, سيما أن “حزب الله” ضبط ساعته لبنانياً على التوقيت الإيراني, على أنه يبقى وارداً حدوث خرق في جدار الأزمة, عبر الفرنسيين خصوصاً, إذا نجحوا بإقناع إيران بضرورة حل الأزمة اللبنانية وتقديم ذلك كعربون حسن نية إلى المجتمع الدولي.

 

هل يستقيل سلام ويقلب الطاولة على الجميع؟

بيروت -”السياسة”/27 تموز/15/تتجه الانظار إلى جلسة الحكومة المقررة غداً لمعرفة مسار الامور على صعيد عمل مجلس الوزراء وما إذا كان سيتم التوافق على آلية العمل, أم أنه سيكون لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام رأي آخر يفاجئ فيه الوزراء واللبنانيين بتقديم استقالته, رفضاً للواقع المزري الذي وصلت إليه الاوضاع في البلد على شتى المستويات, خاصة بعد مطالبة رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون بمشاركة الوزراء في وضع جدول اعمال الحكومة, في ظل غياب رئيس الجمهورية, وهو ما يرفضه سلام وغالبية المكونات الوزارية رفضاً قاطعاً. وفي هذا الاطار, أكدت أوساط حكومية قريبة من سلام لـ”السياسة”, أمس, أن “رئيس الحكومة ضاق ذرعاً بممارسات بعض الوزراء الذين يعملون على اختلاق وسائل التعطيل لشل البلد ووضع العراقيل أمام المسيرة الحكومية, من دون الاخذ بالاعتبار أدنى اعتبارات المصلحة العامة”, مشيرة الى ان الرئيس سلام “لن يقبل ببقاء الوضع على حاله من التردي والانهيار وسيتخذ القرار الذي يتوافق مع قناعاته ومصلحة اللبنانيين”, ومشددة على أن “كل الاحتمالات واردة”. وأمام وفود شعبية زارته, أكد سلام انه خلال 24 ساعة ستكون هناك حلول تأخذ مجراها في موضوع النفايات, مشيرا الى ان اي اجراء يتخذه سيكون لمصلحة الناس. ونقل زوار رئيس الحكومة عنه أنه سيأخذ في الاعتبار مطالبة الناس له بعدم الاستقالة لأن هناك مخاطر تواجه البلاد والوضع في حالة العناية وترو. كذلك زارت سلام وفود بيروتية طالبته بعدم الاستقالة والاستمرار في تحمل المسؤولية. وكان سلام التقى الوزير رشيد درباس الذي أكد ان كل الخيارات مطروحة امام رئيس الحكومة, مشدداً على أن أحداً لا يستطيع أن يأخذ مكانه أو أن يأخذ شيئاً من صلاحياته. إلى ذلك, وفيما قطعت تلال النفايات الكثير من شوارع بيروت, قطع أهالي اقليم الخروب الطريق الساحلية عند منطقة الجية ومنعوا شاحنات عدة محملة بالنفايات من المرور باتجاه الاقليم لجمعها في منطقة سبلين. وتسبب قطع الاتوستراد بزحمة سير خانقة امتدت لساعات. وتزامناً, استمرت عمليات الحرق والطمر العشوائية, رغم إعلان وزير البيئة محمد المشنوق ان عمليات رفع النفايات بدأت ليل اول من امس في العاصمة, وانه جرى تسليم رؤساء اتحاد بلديات بيروت لوائح بالأماكن التي ستنقل إليها النفايات موقتاً. وأتت هذه الصيغة بالاتفاق بين الرئيس سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط. وأوضح بيان لمكتب سلام ان العمل سيستكمل لتقييم العروض الخاصة بالمناقصات التي تم اطلاقها في اطار الخطة لنقل النفايات في بيروت.

 

«حزب الله» يعترض دورية دولية في ياطر

المستقبل/27 تموز/15/ذكرت مصادر أمنية في منطقة جنوب الليطاني، أن عدداً من عناصر «حزب الله» اعترضوا بعد ظهر امس، في بلدة ياطر - قضاء بنت جبيل عند محلة رأس العقبة، دورية تابعة لقوات الطوارئ الدولية - الكتيبة الايطالية مؤلفة من آليتين، كانت تقوم بأعمال الدورية الروتينية في منطقة انتشارها في القطاع الغربي، وصادروا كاميرا كانت مثبتة على إحدى الآليات. وتدخلت دورية من مخابرات الجيش اللبناني - مكتب أمن تبنين في محاولة منها لمعالجة الموضوع.

 

الرئيس حسين الحسيني لـ"النهار": الاستقالة لزوم ما لا يلزم اعتكاف رئيس الحكومة أو وزراء لا يعفي من المسؤولية والجميع أطاح بالدستور.

ألين فرح/النهار/27 تموز 2015

استقالة أم لا استقالة، أو مجرّد اعتكاف؟ ثمة دفاع مستميت من اجل بقاء الحكومة، باعتبارها آخر المؤسسات التي ما زالت تعمل، لكن عملياً هذه الحكومة أصابها الشلل كبقية المؤسسات. كان ينقص أزمة النفايات لتسقط ورقة التين الأخيرة عن انهيار كل مؤسسات الدولة. خلاف على آلية عمل الحكومة، لا قرارات قبل البت بالآلية. كل طرف يفسّر آلية العمل كما هو يريد، ويحاول فرضها على الطرف الآخر. بمعنى آخر، كل طرف يتكلم بالدستور ويستبيحه لمصلحته. مكوّنات تخالف بعضها رأي البعض، وكل مكوّن يضع "فيتوات" بالجملة على كل قرار لا يعجبه أو لا يتوافق معه. فشل وشلل وتعطيل وانهيار، والرئيس تمام سلام يهدّد بالاستقالة. إلى من يقدّمها في غياب رئيس الجمهورية؟ الدستور، ماذا يقول في هذا الصدد؟ وأي آلية يجيز للحكومة العمل بها في غياب رئيس البلاد؟

لا ينطق رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني الا بالدستور، وإليه يعود في كل المسائل والقضايا. جازماً يقول إن الدستور واضح ولا لبس فيه، ففي المشكلة الأساس، أي الآلية الواجب اتّباعها في الحكومة في اتخاذ القرارات، أوكل الدستور الى مجلس الوزراء صلاحيات رئيس الجمهورية في حال غيابه. لذا يجب أن تتخذ القرارات وفقاً لما هو منصوص عنه في الدستور. فالمادة 65 هي التي تحدد طريقة اتخاذ القرارات في الحكومة، توافقياً، وإذا تعذر ذلك فتتخذ بالتصويت. "والتصويت يكون، كما عادة مجلس الوزراء في القضايا العادية بالنصف زائداً واحداً. أما القضايا المهمة الـ14 المذكورة في المادة 65 فهي في حاجة الى موافقة ثلثي عدد اعضاء الحكومة، وفي الحالتين يكون النصاب الثلثين. هذا في حال التقيّد بالدستور، لكنهم اليوم يتكلمون خارج الاصول الدستورية، وقد أطاحوا جميعهم بالدستور وبكل الأصول". لا ينفك الرئيس الحسيني يردد ان معالجة هذه القضية هي خارج الأصول الدستورية جملة وتفصيلاً، وذلك منذ بدء عمل الحكومة الى اليوم. لذا في رأيه ان هذه الحكومة هي حكومة تصريف أعمال في ظل مجلس نواب غير شرعي. لذا تصبح الاستقالة التي يهددون بها أو عدمها، هي عينها. كما ان الاستقالة أو عدمها لا تعفي الوزراء من مسؤولياتهم، بما انه لا فراغ في السلطة، لأن الاستقالة لا تقبل إلا مع تأليف حكومة جديدة. فعندما يستقيل رئيس الحكومة يصرّف الأعمال الى حين تشكيل أخرى جديدة. علماً ان مرسوم تشكيلها يبدأ بعبارة "تقبل استقالة الحكومة..." ثم تعيّن حكومة جديدة. وبالتالي تصبح الاستقالة لزوم ما لا يلزم. أما الاعتكاف، في رأي الحسيني، فلا يعفي من المسؤولية "لأنه اذا حصل ضرر ما من جراء الاعتكاف يكون المعتكف، أكان رئيس حكومة أم أحد الوزراء، مسؤولاً شخصياً عن الضرر. يعني أي وزير يعتكف يكون بذلك يخلّ بواجباته طالما لم يحلّ مكانه آخر". من دون لف ولا دوران، يعود الرئيس الحسيني الى الدستور ليقول "إن المدخل للخروج من المأزق المصيري والوجودي الذي نحن فيه والذي يهدّد الكيان، هو تطبيق المادة 74 من الدستور التي تقول بإجراء انتخابات نيابية شرعية أولاً، ثم انتخاب رئيس للجمهورية في شكل شرعي وليس صورياً". أي إقرار قانون الانتخاب كما وضعه وزير الداخلية السابق مروان شربل في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على أساس النظام النسبي مع الصوت التفضيلي، "عند ذلك نكون عالجنا كل حقوق المسيحيين وغير المسيحيين وجميع المواطنين، وبالتالي نسترجع شرعية المؤسسات ونعود الى النظام، لأننا الآن نعيش في اللانظام اللبناني".

 

النفايات والمكبات "المتنقلة" قطعت أوتار العاصمة والمناطق الشمال "متأهّب" والجنوب يحترق ووزير البيئة... يعِدْ

النهار/27 تموز 2015/اعيد مساء امس افتتاح الاوتوستراد الساحلي المحاذي للجية، بعدما اصطفت ارتال السيارات على الجانبين، نتيجة قطعه طوال النهار احتجاجاً على خطة رئيس الحكومة تمام سلام المرحلية القاضية بنقل جزء من نفايات بيروت والضواحي الى مطامر في اقليم الخروب. وتزامنا، دفعت ارتال النفايات ومعها الاخبار عن امكان استحداث مكبات في المناطق، المواطنين والمسؤولين الى اصدار بيانات منددة. وعانى العابرون على اوتوستراد الجنوب ساعات عصيبة بعد قطعها طوال نهار الاحد رفضا لنقل النفايات الى اقليم الخروب. وفي هذا الاطار، تحدث رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض عن نية وزير البيئة محمد المشنوق "اعتماد أراضٍ في الفوّار ومجدليا لجعلها مطمراّ، "محذّرا "من أن بلدات قضاء زغرتا- الزاوية خط أحمر." وفي عكار، (النهار) اعلنت فاعليات استعدادها للنزول الى الشارع اعتراضا على نقل النفايات الى بلداتها. وبناء على دعوة وجهتها دائرة الأوقاف الاسلامية، عقد لقاء في حلبا اكد رفض عكار استقبال اي كمية من النفايات. وقال النائب نضال طعمه "ان المشروع لم يطرح ضد طائفة معينة، وعلى الجميع الانتباه لان هناك من يستغله"، فيما شدد النائب معين المرعبي على تجميد الملف. وفي بعلبك (النهار)، دفع خطر إحراق النفايات رئيس "الهيئة الوطنية الصحية الاجتماعية" النائب السابق إسماعيل سكرية الى عقد مؤتمر صحافي في المدينة، حمل فيه على "تراكم النفايات في الشوارع"، مؤكدا ان "الاخطار الصحية ترتفع مع أساليب الحرق البدائية التي تسبب بانبعاث الغازات السامة الحاملة للمواد المسرطنة". وفي النبطية ("النهار")، عمد بعض الاهالي الى جمع النفايات المتراكمة ورميها في جادة الرئيس نبيه بري التي تربط النبطية بمرجعيون، مما شكل خطرا على السائقين. كما  تولى البعض اضرام النيران فيها. وفي اطار متابعته للازمة، اصدر وزير البيئة بيانا انتقد فيه "الواقع الكارثي للنفايات التي انتشرت في العاصمة والمناطق" كاشفا عن اتصالات "شملت قيادات سياسية ورؤساء إتحادات البلديات تمَ فيها تداول التدابير التي يمكن تطبيقها لمعالجة الازمة". ولفت الى "تحديد مواقع في وزارة البيئة وعرضها على رؤساء الاتحادات"، مشيرا الى "عمليات تنسيق هدفها رفع النفايات من معامل المعالجة الى هذه الاماكن". وكان المشنوق ناشد المواطنين مساندة وزارة البيئة "من خلال جمع الورق والكرتون والبلاستيك والتنك والحديد والألمنيوم والزجاج في كيس خاص يترك في المنزل في حين تحديد أماكن تجميع خاصّةّ". ودعا المؤسّسات التجاريّة والصناعية الى "زيادة حسّ المسؤولية الاجتماعية من خلال تخفيف كميّة الورق والكرتون والبلاستيك، وايجاد المحفّزات المعنويّة والمادية لتشجيع الزبائن على إعادة الورق والكرتون والبلاستيك." بدوره توقف "الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان" عند "الجريمة الجديدة في حق اللبنانيين وزيادة الصراع الطائفي والمذهبي بين القوى في هذا الملف"، محملا "طرفي الصراع في الحكومة نتائج هذه السياسات". ودعا الى المشاركة في اعتصامات وتحركات.

 

لا تطبيع بين فرنسا وإيران على حساب حلفاء باريس لبنان ساحة الاختبار للانفتاح من خلال أزمة الرئاسة

باريس - سمير تويني/النهار/27 تموز 2015/لن يكون التطبيع بين باريس وطهران على حساب حلفاء فرنسا التي تعول على تحقيق اختراقات في الجمود على الساحة اللبنانية وانهاء الازمة الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية بعد تعزيز العلاقات بين البلدين واعادة بناء الثقة المفقودة وتعزيز التعاون الثنائي. فالاتصال الهاتفي الاسبوع الماضي بين الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والايراني حسن روحاني، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ٢٩ تموز الجاري لطهران حيث سيقابل الرئيس روحاني ويجتمع مع نظيره محمد جواد ظريف، يشكلان تعبيراً عن دفع فرنسي من اجل ان تلعب ايران دوراً إيجابياً في تسوية نزاعات الشرق الاوسط، ورغبة من الجانبين الفرنسي والايراني في تعزيز التعاون الثنائي بينهما. غير ان هذا التطبيع، وفق مصادر ديبلوماسية، "لن يكون على حساب الدول الخليجية والإقليمية وعلى حساب أمنها". ولدى الخارجية الفرنسية تصور لما ينتظره المجتمع الدولي من ايران بعدما تم التوقيع على الاتفاق النووي خصوصا في ما يتعلق بالأزمات الإقليمية في الشرق الوسط من لبنان الى اليمن مروراً بسوريا والعراق. وتطمح باريس في هذا السياق الى تحقيق اختراق في الجمود على الساحة اللبنانية وانهاء الازمة الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب فرصة في ظل مخاوف فرنسية ودولية من تفاقم الوضع داخل الحكومة والذي قد يؤدي الى استقالتها. وما تسعى اليه الديبلوماسية الفرنسية للتوصل الى أهدافها الإقليمية هو اعادة إطلاق العلاقات الثنائية بين باريس وطهران، اذ يوفر مناخ ما بعد الاتفاق النووي مرحلة اعادة تعزيز هذه العلاقات التي تدهورت كثيرا في عهد الرئيس السابق احمدي نجاد. وستكون المهمة الاولى لفابيوس من خلال محادثاته في طهران اعادة بناء الثقة التي افتقدت خلال المفاوضات النووية بين البلدين والتباعد في المواقف حتى التضارب في وجهات النظر في شأن أزمات الشرق الاوسط. ومعلوم ان زيارة فابيوس لطهران هي الاولى لوزير خارجية فرنسي منذ اكثر من 12 عاماً، وهي رهان على المستقبل لكنه رهان غير مضمون. فالزيارة يمكنها ان تمهد الطريق للتعاون بين العاصمتين. لكن باريس ما زالت تلتزم موقفا حذرا وهي تنتظر في السياق من القيادة الايرانية "افعالا وليس أقوالا". وستحكم على التزامات ايران تطبيق بنود الاتفاق النووي بكاملها وعلى ادائها السياسي على الساحة الإقليمية بعد عودتها الى الحظيرة الدولية. وتعي فرنسا، التي كانت تشدد على اتفاق نووي قوي، الهواجس الإقليمية وقلق هذه الدول من ان تعتبر ايران ان الاتفاق الذي وقعته يعطيها حرية التصرف في هذه الدول التي تشهد أزمات، كما انها تؤكد ان الاتفاق النووي يحرر المنطقة من الهاجس النووي. وتعي ان ايران هي عامل اضطراب في منطقة الشرق الاوسط وهي تريد اختبار امكان تحولها عامل استقرار في شان الازمة المستفحلة في المنطقة وخصوصا في لبنان وسوريا والعراق واليمن. وفي هذا السياق سيكون لبنان الاختبار لتقدير مدى الانفتاح الايراني وتخلي طهران عن مقاربة فئوية انقسامية وتبني نهج إيجابي يؤدي الى سد الفراغ الرئاسي وإخراج لبنان من شبح الفراغ الدستوري التام واعادة تعزيز دور المؤسسات بدلا من التنظيمات. كما ان الادارة الفرنسية ستعول على امكان تعاون الطرفين لحل أزمات المنطقة من منطق إيجابي وليس تصعيدياً، وهي تعتبر ان تطبيع العلاقات ليس شيكاً على بياض ولا يمكن ان يكون ضد مصالح حلفاء باريس في المنطقة. وكانت باريس أخذت في الاعتبار خلال المفاوضات مصالح المنطقة وامنها، باعتبار ان انعزال ايران هو أشد خطورة من انفتاحها على العالم، اذ تؤمن باريس بأن الانفتاح ستكون نتائجه المباشرة تعزيزا لقوى الاعتدال في الداخل الايراني. غير ان هذا الطرح هو فرضي والتطورات المقبلة خلال تنفيذ الاتفاق خلال الاشهر المقبلة ستفصل بين الفريق الداعم للاتفاق من جهة والمعارض لأي تقارب مع ايران.

 

الوزير السابق ابراهيم نجار: إستقالة سلام تحول مجلس الوزراء إلى مرجع رئاسي

 وكالات/26 تموز/15 /أوضح وزير العدل السابق الخبير الدستوري البروفيسور إبراهيم نجار، إلى أنه في حال قدم الرئيس تمام سلام استقالته ستتحول الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال، لافتا إلى أن هذا الأمر سيفتح مجالا واسعا للاجتهاد. وقال نجار في تصريح إلى صحيفة 'عكاظ” السعودية: إذا فرضنا جدلا أن الرئيس سلام استقال وأخذ يصرف الأعمال، عندها ووفقا لأحكام الدستور يتحول مجلس الوزراء إلى مرجع رئاسي على الرغم من تصريف الأعمال، وبالتالي ينوب وكالة عن رئيس الجمهورية وكل الأعمال المناطة بموجب الدستور برئاسة الجمهورية تصبح من صلاحية مجلس الوزراء، والحقيقة أن هذا الموضوع يطرح موضوعا أخطر من قضية الاستقالة وهو موضوع استمرارية مرفق الجمهورية العام أي مرفق المؤسسات الدستورية. وأضاف: المبدأ الأساسي يقول إنه ممنوع دستوريا أن ندخل في منطق الفراغ الكامل، لذلك في حالة الاستقالة يتابع مجلس الوزراء في تصريف الأعمال ويقوم المجلس بمهام رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى أن جميع الأعمال توضع ضمن الآلية نفسها التي نص عليها الدستور.

 

النائب أمين وهبي لـ”السياسة”: التوجه الإيراني لن يتضح قبل 2016

بيروت – “السياسة”: أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب أمين وهبي لـ”السياسة”, أن “النائب ميشال عون مازال يصعد وحزب الله يشكل فريق إسناد له في كل شيء. أما في حقيقة المواقف, فلا شيء يوحي حتى الساعة بأن الحزب يريد الاستغناء عن الحكومة, ولو أنه لوح بذلك فلربما يكون ذلك مادة للابتزاز”, مؤكداً أن “الفريق السيادي سيبقى متمسكاً بموقفه الداعم لوجود الحكومة قدر المستطاع, من أجل تسيير أمور الناس, كما سنبقى متمسكين بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وفق ما نص عليه الدستور, من دون أن يكون عندنا فيتو على أحد, بمن فيهم العماد عون, لكن هناك مسلكاً سياسياً يجب أن يتبعه المرشح للرئاسة ويقدمه للناس, بما يجعل النواب والكتل النيابية تحكم بأنه في مصلحة البلد أو لا. أما ما نسمعه من “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”, فليس سوى فرض إرادة على اللبنانيين, وكأن المطلوب البصم والموافقة على ما يقترفانه”. واستغرب أنه “في وقت نجد دولاً وشعوباً تقدم شلالات من الدماء في سبيل تداول السلطة, يريدون في لبنان إرجاعنا إلى آليات حزبية وفرض إرادات لا مكان لها في القاموس السياسي”. وعن إمكان تغيير إيران سياستها بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع الدول الكبرى, رأى وهبي أن “الملف لا يزال في مرحلة التسويق, سواء في الولايات المتحدة أو في إيران. وعندما يقر هذا الاتفاق بشكلٍ نهائي من الطرفين سنرى إن كانت إيران ستذهب في اتجاه حسن النوايا وإقامة علاقات حسن جوار مع جيرانها, ومن بينهم لبنان, أم أنها ستنحو باتجاه التصعيد وتصدير الثورة كدأبها منذ تأسيسها, وبذلك لن يسلم لبنان من هذه الارتدادات”. وأضاف وهبي “لكن ربما نرى بعد تصالح إيران مع الشرعية الدولية, سياسة حسن جوار منها مع جيرانها, بحيث تشهد الدول المتوترة اليوم, كلبنان واليمن والعراق, بعض الاستقرار. وفي جميع الأحوال, نحن كفريق سياسي لن نستسلم للإرادة الإيرانية, ولن نقبل أو نوقع على سياسة الإذعان كما يريد “الحرس الثوري” الإيراني من لبنان, ولن نقبل إلا ما تمليه مصلحة اللبنانيين. وإلى أن يصبح الاتفاق الإيراني الغربي قيد التنفيذ, علينا الانتظار حتى مطلع العام 2016 على أقل تقدير”.

 

درباس بعد لقائه سلام: سيعلن رئيس الحكومة قراره في الوقت المناسب ومن غير المنصف ان يتحمل منفردا كل ما تفعله مكوناتها

الأحد 26 تموز 2015

وطنية - استهل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نشاطه في دارته في المصيطبة، بلقاء وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي قال بعد اللقاء "إن الحكومة ليست رئيسا فقط بل وزراء ومكونات، من غير المنصف أن يتحمل الرئيس منفردا كل ما تفعله المكونات أو بعضها".

وأضاف: "إن ما نراه في الشارع هو نتيجة حتمية للشلل الحكومي، هناك شلل منهجي يتسرب إلى أوصال الدولة، بدءا من الشغور في موقع الرئاسة الاولى وتعطيل مجلس النواب، والان جاء دور مجلس الوزراء".

وتابع: "إن رئيس الحكومة لن يذهب إلى مكان بأرجل سواه، له رجلان وله ارادة وله قرار، سيعلن رئيس الحكومة قراره في الوقت المناسب، لكنه لا يتخلى عن المسؤولية، فهو يعرف أكثر من غيره أن مصير البلد متعلق بقرار منه، واعتقد أن هذا الرجل الذي ورث عن عائلته تراثا كبيرا في تحمل المسؤولية، لن يتخلى عنها".

وردا على سؤال حول توجهات الرئيس سلام في الايام المقبلة، رد درباس إن "كل الخيارات امام دولة الرئيس مفتوحة، لا أحد يستطيع أن يأخذ شيئا من صلاحياته، الإستقالة هي من صلاحياته، كذلك دعوة مجلس الوزراء وإعطاء مجلس الوزراء إجازة، وجدول الاعمال وترتيبه، كل هذه الامور هي من صلاحياته ولا يقبل البحث فيها مع أحد، والان هو يشعر أن النفايات التي تمتلئ بها كل بيروت هي عبء على ضمير كل مسؤول وهو يسعى، ولكن حذار، هذه ليست مسألة تقنية فنية، بل هي جزء لا يتجزأ من أثار الشلل الحكومي". وختم درباس: "ما زلنا في المشكل".

لقاء الجمهورية

واستقبل الرئيس سلام وفدا من لقاء الجمهورية برئاسة الوزير السابق محمد يوسف بيضون، في زيارة تضامن ودعما لمواقفه في الحفاظ على اخر المؤسسات الدستورية العاملة في البلاد. وإثر اللقاء أدلى بيضون بتصريح جاء فيه: "بتكليف من الرئيس ميشال سليمان الموجود حاليا خارج البلاد، قام وفد من لقاء الجمهورية بزيارة الرئيس سلام لابلاغه تأييد فخامة الرئيس ولقاء الجمهورية، لمواقفه الوطنية والدستورية، وناشده الاستمرار في تحمل المسؤولية الوطنية الجسيمة الملقاة على عاتقه في هذه المرحلة الحرجة، حتى يتجاوز البلد الصعوبات الحالية بأقل قدر ممكن من الخسائر".

لقاء بيروت

والتقى الرئيس سلام وفدا من لقاء بيروت الوطني، تحدث باسمه غابي تامر الذي اعرب عن "تأييد بيروت لمواقف الرئيس سلام الوطنية المشرفة، ودفاعه المستمر عن آخر المؤسسات الدستورية، والتصدي لسياسات التعطيل والشلل التي يمارسها بعض الاطراف السياسية، غير عابئة بالاضرار الفادحة التي تلحقها هذه السياسات الانتحارية بمصالح العباد والبلاد".وتمنى وفد اللقاء البيروتي على الرئيس سلام متابعة مسؤولياته الوطنية والحكومية والتصدي بقوة لكل من يحاول تقويض الاستقرار الذي ينعم به لبنان حاليا رغم العواصف الحارة التي تضرب المنطقة. وطالب الوفد رئيس الحكومة "بايجاد الحلول المناسبة الحضارية والدائمة لازمة النفايات في العاصمة بيروت" . واستقبل الرئيس سلام وفدا من عائلة المرحوم جورج الريف الذي طالب بتسريع اجراءات التحقيق تمهيدا لمحاكمة المتهم بقتل ولدهم.

 

السنيورة: السيد نصرالله نصب نفسه مرشدا سياسيا وآمرا وموجها ورقيبا وهو يحاول أن يصادر من رئيس الحكومة حق الاستقالة

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - استنكر رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، ما قاله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه أمس عن الأوضاع الداخلية والشأن الحكومي، اضافة الى "الكلام الذي توجه فيه الى تيار المستقبل حيث أعلن بكل وضوح انه يدعم التيار الوطني الحر في حركته الانقلابية على الدستور وعلى الحكومة". وقال: "لقد أقر السيد نصرالله دون مواربة ان حزب الله هو الذي يحرك التيار الوطني الحر، ويقف خلف محاولاته ضرب الاستقرار في لبنان مما يؤدي الى انحلال الدولة ومؤسساتها وتعطيل مؤسسة مجلس الوزراء وقبلها منع انتخاب رئيس للجمهورية وتعطيل العمل التشريعي والرقابي لمجلس النواب. وكل ذلك يفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية ويزيد الاحتقان الاجتماعي ويدفع الأمور في لبنان نحو المزيد من التدهور الوطني والسياسي والأمني".

أضاف: "ان السيد نصرالله لم يكتف بإعلانه مساندة محاولة الانقلاب الذي ينفذه التيار الوطني الحر، بل انتقل إلى مكان وموقع آخر ذهب فيه إلى حد تحذير وتهديد وسائل الاعلام اللبنانية، في سابقة خطيرة، من مغبة الاشارة أو استخدام الافلام الايرانية المعارضة للسلطة في ايران لكونها تنتقد المسؤولين في ايران، وهذا يؤكد مجددا ان في ادبيات حزب الله وثقافته السياسية لا مكان للرأي الآخر". وتابع: "لقد أضاف السيد نصرالله إلى مهامه أمس، كأمين عام لحزب الله مهاما جديدة، وهي إملاء الأوامر الى تيار المستقبل بالذهاب الى حوار مع التيار الوطني الحر. لكن المضحك المبكي انه حدد سلفا اطار هذا الحوار الذي أمر به، وحدد مواضيعه ونتائجه، وهو يفترض بطبيعة الحال، انه على تيار المستقبل ان ينصاع الى مشيئته، من دون اي اعتراض".

واردف: "ان السيد نصرالله بكلامه هذا قد تجاوز كل الحدود فنصب نفسه خبيرا في معالجة النفايات التي تتفاقم مشكلتها بنتيجة العمل على شل مؤسسات الدولة من قبل حزب الله والأطراف الحليفة له بحيث اصبحت مشكلة النفايات تعبيرا حقيقيا وساطعا عن ازمة الحكم المشلول من قبل صاحب القول. ومثل النفايات في هذا كمثل الكهرباء المستباحة والعاجزة وغيرها من المرافق العامة والتي يقبض عليها وعلى قرارها حزب الله وحلفاؤه وفي مقدمهم التيار الوطني الحر، وهو أيضا نصب نفسه مرشدا سياسيا بحيث انه وضع نفسه في مكان لا يحسد عليه فأجلس نفسه في موقع المرشد والآمر والموجه والرقيب. وهو في هذا السياق عندما يحاول ان يصادر من رئيس الحكومة حق الاستقالة مشيرا الى ان استقالته وعدمها سيان، يقول في الوقت عينه أيضا ان الاستقالة تودي بالبلاد الى الخراب محملا اياه المسؤولية، وهذا بحد ذاته تناقض في المنطق وتحد في الشكل والمضمون وكل ذلك مغلف بصلف دأب على الإمعان فيه. وفي هذه المناسبة لا بد من التنويه بالدور الوطني والمسؤول الذي يمارسه رئيس الحكومة تمام سلام الذي يتمتع بثقة الكثرة الكاثرة من اللبنانيين والذي له من الحكمة والأناة والدراية ما يجعله أعلى من أي املاءات". ورأى "ان كلام السيد نصر الله يظهر تماما انه يستعمل العماد عون والتيار الوطني الحر لتحقيق مآربه، وفي المقابل يحتمي ويستقوي العماد عون بما يعلنه السيد نصر الله وحزبه ويحاول التحريض الداخلي لتحميل طائفة مسؤولية الانتقاص من حقوق طائفة أخرى". وختم بالقول: "ان الحل بوضوح شديد هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية كخطوة فورية، واستعادة الدولة لهيبتها من خلال استعادة المؤسسات الدستورية لدورها. ان حزب الله مطالب بالعودة الى منطق الدولة منعا لمزيد من الانقسام والفتن وأخذ البلاد بعيدا الى المجهول. ان التقدم على مسار هذا الحل هو الذي سيؤدي الى متابعة ومعالجة قضايا الناس الحياتية والمعيشية والتي يجب ان تتقدم على أية مصالح شخصية او حزبية ضيقة وهو الذي يوئد الفتنة لعن الله من ايقظها".

 

نضال طعمة: حديث نصرالله يفتقد إلى معايير حقيقية وموضوعية

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - رأى النائب نضال طعمة أن "حديث السيد حسن نصرالله يفتقد إلى معايير حقيقية وموضوعية أولاها أن مقارنة ارتباطه الخارجي بارتباط الآخرين غير واقعي وموضوعي، فنحن لم نرهن قرارنا لأحد ولا نعتبر أن أحدا قد تخلى عنا لأننا أصلا لم نعتمده رهانا ولا ربطنا مصيرنا به، أما صداقاتنا وعلاقاتنا الإيجابية، فهي ثابتة ومستمرة وهدفها مصلحة لبنان وشعبه وليس الارتباط العقائدي بأحد، خيارنا لبناني وكل من يسعى لمصلحة لبنان هو صديقنا، وكل من أراد أن يسوقنا في معايير عمياء لا يعني لنا شيئا".

وقال في تصريح اليوم: "أطل السيد على اللبنانيين ليعلن للجميع ارتباطه الوثيق بالمحور الإيراني، وليفسر لنا أن إيران يستحيل أن تتخلى عنه، لأن ثمة رابط عقائدي في ما بينهم، وهنا نسأل السيد حسن واللبنانيين عامة، هل من مصلحة وطنية للبنانيين في تكريس ارتباط فئة منهم بجهة إقليمية بشكل نهائي غير قابل للنقاش؟ ومن جهة أخرى حاول السيد حسن أن يظهر الاتفاق النووي وكأنه كسب لمحوره على الآخرين، وأن الطرف الآخر في البلد قد تم التخلي عنه، هكذا قالها بكل صراحة وبساطة. فلو كان ذلك صحيحا، لماذا ما زالوا يعطلون الحكومة ما داموا قد انتصروا؟ لماذا ما زالوا يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية؟ هل انتصروا ليتابعوا مشروع التعطيل؟ ما يعني بكل بساطة أن مشروعهم في البلد هو سبي المؤسسات ومصادرة دورها". أضاف: "الانتصار الحقيقي هو أن يتمكن هذا البلد من حل أزماته الداخلية، هو تمكنه من رفع نفاياته من الشوارع، في إطار رؤية إصلاحية شاملة، وهذا يتطلب تنشيط الحكومة وعودة عمل المؤسسات، ولا يمكن أن يحصل بأي شكل من الأشكال في ظل التعطيل الذي يتباهى به فريق سياسي في البلد، مستغلا دقة المرحلة وحساسية الوضع في المنطقة".

وختم: "إذا كنا قد استبشرنا خيرا بنفي دولة الرئيس سلام نيته في الاستقالة ودخول البلد في المجهول المطلق والفراغ التام، وإذا كنا ننظر بإيجابية إلى الحل الموقت الذي اعتمد لحل أزمة النفايات، فإن هذه الإيجابية مرهونة بشرطين اثنين، أولهما عدم تحميل مناطق محرومة في الأساس وزرا ليست قادرة على احتماله، ولا ننطلق هنا من منطق الفصل بين المناطق بل من منطق الواقع العملي، فلا يجوز أن تتحمل منطقة بعينها أوزارا فوق طاقتها، فيما تنتظر حلولا لمعظم مشاكلها، وثانيهما أن نستغل الوقت لإيجاد خطة وطنية شاملة لوضع آلية صحية لمعالجة قضية النفايات".

 

وزير الداخلية اجتمع مع اتحاد بلديات إقليم الخروب: لا ينبغي لأحد ان يستغل موضوع النفايات في السياسة ويضعه على الطرقات في وجه الناس

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، اجتماعا لاتحاد بلديات اقليم الخروب برئاسة رئيس بلدية شحيم محمد منصور. وحضر الاجتماع وزيرا البيئة محمد المشنوق والزراعة اكرم شهيب النائب علاء الدين ترو، والأمين العام لتيار "المستقبل" احمد الحريري، وممثلون عن بلديات اقليم الخروب اعضاء الاتحاد. خصص الاجتماع الذي استمر حوالى الساعتين، للبحث في التطورات والتداعيات التي رافقت نقل النفايات من مدينة بيروت الى مكب في اقليم الخروب واقفال الاتوستراد بيروت الجنوب.

بعد انتهاء اللقاء، قال وزير الداخلية: "كان اجتماعا جديا وضروريا، ولو انه أتى متأخرا، مع رؤساء اتحاد بلديات اقليم الخروب. أكدت لهم باسم الحكومة انه لا ولن يحصل أي شيء في الاقليم بشأن المطامر أو المحارق أو أي امر له علاقة بالنفايات من دون موافقة اهل الاقليم او رضاهم، وهذا أمر محسوم ولا ينبغي لاحد ان يستغله في السياسة ويضعه على الطرقات في وجه الناس، لأن وضع هذا الأمر في وجه الناس يشكل ظلما لهم لا يقبله لا أهل الاقليم ولا المظلومين ولا الحكومة". أضاف: "اتفقنا على استمرار التشاور في موضوع ايجاد حل لمسألة نفايات الاقليم ايضا فضلا عن بيروت الادراية ونحن مستمرون بالاتصالات".

وختم: "اعود واؤكد للجميع في اقليم الخروب وخارجه انه لن يحصل أي أمر من دون موافقة ورضى أهل الاقليم وممثليهم البلديين والشرعيين". بدوره قال محمد منصور: "نحن لا نتحدث مناطقيا بل باسم منطقة هي جزء أساسي من لبنان، ما أحب ان اؤكده اولا اننا لا نقبل مطلقا قطع الطريق الدولية، مهما كانت الاسباب، هذه الطريق هي للعموم لا علاقة لها بموضوع النفايات لا من قريب او بعيد. ونتيجة المشاورات مع وزير الداخلية الذي اكد انه لا يمكن لاي شاحنة ان تتوجه الى الاقليم الا برضى اهل الاقليم، اذا تم الاتفاق على هذا الامر الذي سيبحث في جلسات لاحقة مخصصة لنقاش هذا الموضوع، نناشد اهلنا في منطقة اقليم الخروب،اننا حريصون على كل الوضع السياسي في لبنان بالتنسيق مع الزعيم وليد بك جنبلاط والرئيس سعد الحريري، ستبقى مشارواتنا مستمرة لانهاء هذا الموضوع. وسنعقد اجتماعا لاتحاد بلديات الاقليم وسيتم على ضوئه اتخاذ القرارات المناسبة". ثم تحدث الوزير شهيب فقال: "المشكلة قد وقعت اليوم وكلنا يتعاون على الأصعد كافة من أجل حلها وهي مشكلة تراكمية ليست بجديدة فوصلنا الى ما وصلنا اليه".

أضاف: "بيروت هي أم الجميع وهي عاصمة لبنان. في بيروت تعلم فيها أبناؤنا وفيها مستشفياتنا واداراتنا وهي عزيزة علينا تماما ككل مناطق هذا البلد. عندما أتحدث عن اقليم الخروب فأنا اعني الاقليم والشوف وعاليه وكل جبل لبنان، وما نحاول فعله من خلال التوزيع الذي حصل نتيجة قرار مجلس الوزراء ان نخفف مرحليا في مرحلة موقتة عن المدينة التي هي عاصمتنا والتي هي بيت الجميع. هدفنا في هذا الظرف أن نخفف عن كاهل أهلنا في بيروت لنه لا مساحات في بيروت، لا للطمر ولا للمعالجة اليوم، انما السعي لحل المشكلة بالطريقة العلمية البيئية السليمة". وتابع: "ان ردة الفعل التي حصلت اليوم هي نتيجة عدم التواصل والتحضير وعدم التحضير المسبق، لكن ما يجري فعله له بعد مرحلي موقت لمرحلة زمنية قصيرة، ريثما يتم انشاء محارق بناء على القرار المتخذ في العام 2010 والذي قد يجعلنا نتخلص من كل مشكلة النفايات". وختم: "معظم المناطق تجد مواقع في هذا الظرف وبقيت العاصمة، لا يمكننا تركها، فيها اهلنا وبيتنا. الهدف من اجتماع اليوم هو المصلحة العامة ومصلحة الوطن والاستمرار في حماية مجتمعنا حيث تشكل النفايات احدى مشاكله المزمنة".

 

الان عون: مشكلة النفايات ليست في مجلس الوزراء والتكتل لن يشارك في جلسة الثلاثاء بنية التفجير

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - أوضح النائب ألان عون ان "مشكلة النفايات ليست مشكلة في مجلس الوزراء بدليل أنه في الأمس تم التوصل إلى حل موقت"، مؤكدا "أنهم كفريق سياسي قاموا بواجبهم بعدة محطات منذ رفضهم التمديد لسوكلين وصولا إلى دفتر شروط المناقصة وانطلاقها". ورأى أن "لبنان لا يستطيع الإتكال على الطمر والتقنيات التقليدية لأنها أثبتت محدوديتها وعدم قدرة لبنان على استيعابها"، مشددا على "أنهم كتكتل التغيير والإصلاح هم أكثر طرف حمل لواء ملف البلديات". وفي ملف الحكومة، أشار الى أن "كل وزير يمثل جزءا من رئيس الجمهورية لأن صلاحيات الرئيس انتقلت للحكومة"، مشددا على انهم ليسوا "دعاة تعطيل حكومة ولا دعاة إستقالة سلام بل يسعون إلى تفعيل الحكومة "وفق أعراف يجب أن تكون معتمدة". وأكد "أنهم في تشاور مع الجميع، وليسوا ذاهبين إلى جلسة مجلس الوزراء نهار الثلاثاء بنية التفجير، وأنه من غير الوارد أن يضغط حزب الله على التيار الوطني الحر لأن هذا ليس منطق التعاطي بين الفريقين". وإعتبر أنه "لا يجوز إتهام التكتل بالتعطيل إذا مارسوا الألية التي كان متفقا عليها في البداية"، وطالب "الحكومة القيام بواجباتها بخصوص موضوع التعيينات الأمنية". وختم: "ان رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش جزء من الميثاق بين اللبنانيين".

 

النائب علي بزي: النفايات الطائفية والمذهبية هي الأكثر خطرا على لبنان

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - استغرب عضو كتلة "التنمية والتحرير" النيابية النائب علي بزي، خلال القائه كلمة في احتفال تأبيني في بلدة تبنين لمناسبة ذكرى مرور اسبوع على وفاة المغترب ايوب وزنة، "كيف ان الخارج يبدي حرصا على لبنان وعلى استقراره اكثر من بعض الداخل في لبنان الذي لم يدرك بعد اهمية العودة الى لغة العقل والحوار". وجدد المطالبة ب"ضرورة الاقلاع عن سياسة تعطيل عمل المؤسسات" مؤكدا ان "اقصر الطرق لقيام الدولة هي بتفعيل عمل المؤسسات الدستورية وليس بتعطيلها". ورأى بزي "ان موضوع النفايات رغم اهميته وخطورته على صحة الوطن والمواطن والذي يجب معالجة ازمتها القديمة الجديدة الا ان ازمة النفايات الطائفية والمذهبية هي الاكثر خطرا وفتكا على لبنان ووجوده".

 

رعد: لا خيار امام اللبنانيين إلا التوافق لملء الشغور الرئاسي

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "لا أمن ولا استقرار للبنان الوديع في عالم تحكمه الذئاب الكاسرة وتهيم فيه قطعان الوحوش المفترسة، ولولا المقاومة المتناغمة مع الجيش لما كان لبنان ليشهد أمنا واستقرارا داخليا طوال الفترة الماضية والراهنة". كلام رعد جاء خلال توقيع كتاب "جباع قصبة اقليم التفاح" للكاتب مصطفى كركي، بحضور النواب عبد اللطيف الزين، علي بزي، ياسين جابر، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسسين، رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح سامي دهيني، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات واهالي.  وأضاف رعد: "لا خيار امام اللبنانيين اليوم مهما شرق بعضهم أو غرب في ولاءاته واتجاهاته ورهاناته ، إلا أن يعودوا للتوافق في ما بينهم الذي هو السبيل الوحيد لملء الشغور الرئاسي وتحريك عجلة كل المؤسسات الدستورية وانتظام الحياة السياسية والإدارية والمعيشية في البلد". وقد تخلل الحفل كلمة للكاتب كركي تحدث فيها عن الكتاب وما تضمنته صفحاته من تاريخ بلدة جباع. كلمة بلدية جباع وجمعية البر والاحسان الاسلامية، القاها رئيس بلدية جباع عدنان نعمة، شكر فيها الحضور وكل من ساهم وعمل في انجاح هذا العمل الذي يحكي عن تاريخ البلدة. كما كانت كلمة للسيد حسين. وفي الختام تم توقيع الكتاب وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

 

طلال المرعبي دعا سلام الى الاعتكاف لا الاستقالة واتهم اطرافا حكومية بالتعطيل

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - حذر رئيس تيار القرار اللبناني الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، خلال استقبالاته في دارته في عيون الغزلان عكار حشدا من الفاعليات، من "دفع رئيس الحكومة على الاستقالة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر في بلدنا" مشيرا الى ان "سلام يتحمل اعباء مضنية ممن شاركوه بالحكومة والبعض منهم يضعون العصي بالدواليب". وقال: "في غياب رئيس الجمهورية وفي ظل الشلل الحاصل بمجلس النواب والانقسام الحاد بين الافرقاء ماذا سيحل بالبلد في حال استقال رئيس الحكومة، ومن سيسير امور الناس وهمومهم وما اكثرها؟"، داعيا "الى تحمل المسؤولية وعدم ترك البلاد عرضة للمغامرات، والعودة الي كنف المؤسسات ومعالجة القضايا في اروقتها". واضاف: "من المؤسف ان سياسة النكايات والتملك هي السائدة... انني اقترح على رئيس الحكومة في حال عدم ايجاد حلول لانعقاد مجلس الوزراء ان يعمد الى الاعتكاف بدلا من الاستقالة نظرا لمخاطر هذه الخطوة التي تضع البلاد على شفير الهاوية". وفي موضوع النفايات، استغرب "كيف لم يتم طرح هذا الموضوع في اجتماع الحكومة الاخير لانه كان يجب وضع حلول لكل المناطق اللبنانية لا ان نصل الى حائط مسدود، فازمة جديدة تشكل مادة بيئية وسياسية للاستثمار"، داعيا "كل محافظة الى ان تهتم بموضوع نفاياتها والابتعاد عن خلق مشاكل جديدة في المناطق"، آملا في ان "تنتظر عكار اليوم مشاريع تنموية وليس جعلها مكبا للنفايات".

 

النائب هاني قبيسي من رب ثلاثين: لا يمكن لاي طرف سياسي ان يصل الى هدفه من خلال تعطيل مؤسسات الدولة

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - احيت حركة "امل" ذكرى اسبوع توفيق مراد في حفل تأبيني حاشد في حسينية بلدة رب ثلاثين، حضره شخصيات سياسية، حزبية، مخاتير، رؤساء بلديات ولفيف من رجال الدين في المنطقة. استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم وكلمة ترحيبية بالحضور، والقى كلمة حركة امل النائب هاني قبيسي الذي اكد على "ان اسرائيل هي المستفيد الاول من هذه الفوضى العارمة في المنطقة وتحييد البوصلة عنها كعدو وتصويرها كأنها صديق من قبل البعض، وهي تقف تتفرج علينا نتقاتل". وتابع: "لن تتمكن الدول العربية من التوصل للديموقراطية بلغة السيف، فلغة السيف ليست للاسلام، بالمقابل نجد اجهزة الاستخبارات الغربية تريد شرذمة المنطقة وتحاول اشغالنا ببعضنا، والمستفيد الاول هي اسرائيل من تدمير الجيوش العربية، ونحن نمشي واثقي الخطى ان لبنان يجب ان يكون بعيدا عن التفكك. انهم يزرعون الخلافات بيننا كي يبقوننا متفرقين، ونحن نصر على سيرنا على طريق الوحدة". واردف قبيسي: "لنحمي هذا البلد وانجازات المقاومة يجب ان نحافظ على وحدة لبنان، والحامي الاول للشعب هي مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي لم يتوان عن مواجهة اسرائيل ومواجهة الفتنة على الحدود الشرقية. يجب علينا ان نتحاور وان نلتقي في ما بيننا ونصل الى وحدة موقف تحمي الدولة وتحمي الشعب اللبناني، وعندما ينفجر الوضع السياسي ويعمم الى الشارع يقع لبنان بحالة من الضياع تظهر الدولة والشعب في وسط المشكلة".

ولفت الى انه "لدينا الآن مشكلة كل العالم حلتها الا وهي النفايات، لا يتفق الجميع على حل هذه المشكلة، فهذه الوزارة تقول نحن مع فرز النفايات وتلك الوزارة نحن مع احراق النفايات، بدأت الدولة بمعالجة هذه المشكلة لأنه لا يعقل ان يبقى لبنان في هذه المشكلة التي يجب ان تعالج بشكل سريع وبقرار جريء، وبالتالي نبعد كل الخلافات السياسية عن الخدمات التي يحتاجها المواطن، فالمواطن يحتاج الى كهرباء وماء ونظافة شوارع وتربية وتعليم، نعم المواطن بحاجة الى كل خدمات الدولة، واذا ربطنا خدمات المواطن بالخلافات، لا يمكن ان يصل الى المواطن اي خدمة صغيرة، لأنها تلغي نفسها بالمشكلات السياسية ويقف الوطن وتتعثر الدولة وتصبح المؤسسات في خطر". وتابع قبيسي: "لا يمكن بالنسبة لاي طرف سياسي ان يصل الى هدف يريد الوصول اليه من خلال تعطيل مؤسسات الدولة، ويأتي البعض ويقول نحن لا نحضر اجتماع مجلس الوزراء ولا نذهب للمجلس النيابي الا اذا حققتم لنا كذا وكذا وكذا، يجب علينا المرابضة داخل المؤسسات والحرص على الدولة من داخل المؤسسات ونقاش المشكلات داخل المؤسسات، هكذا نستطيع ان نحمي كل مؤسسات الدولة لان الخلافات السياسية تضيع الموقف وتضع البلد في ضياع دون ان نستطيع الوصول الى اي مكان، نقول هذا الكلام لاننا اذكى من دخول الفتنة الى وطننا، لأن هناك من يخطط الى ادخالها وتشويه سمعة الجيش اللبناني، وهناك من يعطل المجلس النيابي عن عمله، والآن هناك من يسعى الى تعطيل عمل الحكومة ويصبح البلد بلا مؤسسات". وتساءل: "الى اين الذهاب في هذه المسيرة السياسية؟ في هذا الواقع وفي هذا الاسلوب من العمل السياسي من ابناء الوطن الواحد؟ نحن نؤكد ونجدد الدعوة الى حوار وتواصل بين كل اطياف الوطن واحزابه لنوحد الموقف، ونقول علينا ان نحمي مؤسسات الدولة وعدونا الاوحد هي اسرائيل، وعلينا من خلال النقاش ان نصل الى حلول لمشاكلنا وهكذا تكون الديموقراطية وهكذا يمكن للانسان ان يعبر عن رأيه في اي مشكلة كانت صغيرة او كبيرة"، داعيا الجميع الى "الحفاظ على الجهد الذي بذل على الساحة اللبنانية من الامام الصدر الذي ضحى بنفسه لأجلنا وترك عائلته وبيته وقاد مشروعا رياديا عنوانه الاساس المقاومة والتنمية الاجتماعية والمساواة وقانون انتخاب عادل، نعم هذه العناوين التي اطلقها الامام الصدر هي لخدمتنا جميعا هي لأجل الشعب اللبناني، وعندما نقول ان هذا الوطن يحسب بالطائفية لا بالسياسة، بهذا الاسلوب ندمر هذا الوطن ولا نبنيه". اضاف: "علينا ايها الاحبة ان نسير على درب الآباء الطيبين الذين زرعوا المحبة والود في ساحات بلداتنا بالتعامل بين ابناء القرى بكل اخلاص. ونحن نفتخر بذلك الانتماء الى تلك العائلات الطيبة ليبقى هذا الوطن بخير علينا السير على دربهم". وختم قبيسي: "الله سبحانه وتعالى يجزي من عمل اجرا وهؤلاء الطيبون وعدهم الله بجنان الخلد ينتظرونهم ليلقون عليهم السلام ويقولون لهم ادخلوا هذه الجنة بما كنتم تعملون من عمل طيب، هذه هي مسيرة آبائنا وهذا ما نعدكم بالسير عليه، ليبقى هذا الجبل جبل المقاومة وجبل التآخي وجبل العيش المشترك الذي رسمه الامام الصدر، نتقدم من العائلة الكريمة باسم دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري وباسم قيادة الحركة وباسمي الشخصي بخالص العزاء سائلين المولى ان يتغمده برحمته الواسعة".

 

النائب عبد المجيد صالح: التهديد باستقالة الحكومة تزيد الأزمة تعقيدا

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - أكد النائب عبد المجيد صالح، أن اطلاق "التهديدات بإستقالة الحكومة لن تساعد في حل أي أزمة، بل ستزيدها تعقيدا، في ظل الشغور الحاصل في رئاسة الجمهورية، والتعطيل في المجلس النيابي"، داعيا إلى "التكاتف والتحاور للخروج من كل الازمات التي تلم ببلدنا". كام صالح جاء خلال حفل تأبيني أقامته حركة "أمل" وأهالي بلدة عدشيت، بمناسبة ذكرى اسبوع على وفاة المرحوم علي حسن سعد، في حسينية عدشيت، بحضور رئيس المكتب السياسي للحركة جميل حايك، والنائب عبد اللطيف الزين، والمسؤول الثقافي لاقليم الجنوب ربيع ناصر على رأس وفد من قيادة الاقليم. بعد آيات من الذكر الحكيم، ألقى صالح كلمة الحركة، فقدم واجب العزاء باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتطرق إلى الوضع الداخلي، فقال: "ان الإمام السيد موسى الصدر أسس لمقاومة دحرت العدو الصهيوني عن لبنان"، لافتا إلى انه "في الوقت الذي تغرق فيه بيروت بالنفايات، بعد انتهاء عقد سوكلين واقفال مطمر الناعمة، نرى ان هناك ازمة مفتعلة من اجل المحاصصة، التي يتحمل وزرها المواطن من صحته وصحة ابنائه"، متسائلا: "من المسؤول عن هذه الكارثة الانسانية، التي تطال كل الشرائح وكل الطوائف؟". ودعا للعودة "إلى لغة الحوار، الذي دعا اليه الرئيس بري بين المؤسسات، وبين الطوائف، فلا يمكننا الجلوس مكتوفي الأيدي في ظل المخاطر التي تلم بأوطاننا، لاسيما الحركات المتأسلمة المتمثلة (بداعش) واخواتها، فلا سبيل لنا سوى الحوار لحل الخلافات السياسية"، مضيفا: "هناك تهديدات بإستقالة الحكومة، لن تساعد في حل أي مشكلة أو أزمة، بل ستزيدها تعقيدا في ظل الشغور الحاصل في رئاسة الجمهورية، والتعطيل في المجلس النيابي، فلنتكاتف ونتحاور للخروج من كل الازمات التي تلم ببلدنا".

ثم كانت كلمة لإمام البلدة المسؤول الثقافي لقليم الجنوب في الحركة، السيد ربيع ناصر. وختاما، أقيم مجلس عزاء عن روح المرحوم.

 

فتحعلي بعد لقاء وفد اللقاء الوطني: الإنقسام في المنطقة يخدم الكيان الصهيوني

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية ـ اعتبر سفير ايران محمد فتحعلي خلال إستقبال وفد من "اللقاء الوطني" برئاسة الوزير السابق عبد الرحيم مراد، في مقر السفارة - بئر حسن، أن "الجلسة كانت طيبة وبناءة، لكون اللقاء الوطني يضم نخبا سياسية فاعلة على الساحة اللبنانية".

وقال: "لقد تحدثنا بشكل مسهب حول التطورات السياسية الجارية في المنطقة، وإغتنمت الفرصة لتقديم شرحا مفصلا حول الإتفاق النووي، الذي تم التوصل إليه مؤخرا، وتداعياته على المنطقة". وأضاف: "نعتقد أن هناك مصيرا واحدا ينتظر هذه المنطقة، وأن هناك عدوا واحدا مشتركا يتربص بمصير دولها وشعوبها، وأن أي شرخ في العلاقات بين دول المنطقة يصب في صالح الكيان الصهيوني ومخططاته لهذه المنطقة، وبناء عليه، نعتقد أن دول المنطقة بحكوماتها ودولها وشعوبها، ينبغي أن تسخر كل الطاقات والإمكانات المتوفرة، لتعمل كرجل واحد في مواجهة هذه الأخطار السياسية المحدقة بنا جميعا، أولا العدوان الصهيوني الغاشم، وثانيا التيارات التكفيرية والإرهابية المتطرفة". ورأى أن "التعاون الجماعي الإقليمي ينبغي أن يصب في مواجهة الأعداء، ومجال خدمة المصالح المشتركة العليا لأبناء هذه المنطقة، ولاشك أن أي شقاق في صفوف هذه المنطقة لا يخدم التوجهات والمصالح المشتركة، وبطبيعة الحال فإن التفاهم وتبادل وجهات النظر هو أفضل السبل لحلحلة كل المشاكل العالقة على المستوى الإقليمي بين دول المنطقة". من جهته، أشار مراد إلى أن "اللقاء تناول البحث في القضايا العربية واللبنانية"، مشيدا بالدور الذي تلعبه "الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة". وأمل في أن "يحصل تعاون بين دول المنطقة وايران، وتواصل بين مصر والسعودية وايران، مباركا "انتصار ايران في ملف المفاوضات النووية واتفاقها مع الدول الغربية، مشددا على "ضرورة الوحدة لمواجهة الهجمة التكفيرية في المنطقة".

 

النائب نوافق الموسوي: لن نستسلم ولن نقبل لوطننا أن يفرض عليه الانتداب المقنع او المباشر

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي، "الجميع إلى التنبه، لأن هناك من يريد إغراق اللبنانيين، والغاية من هذا التأزيم المطلق هو إخضاع لبنان، وإركاعه أمام الإرادة التي تأتي من الصحاري، فلبنان لم يعتد على الاستسلام، ونحن لن نستسلم، بل سنبلسم جراحاتنا بأيدينا، ولن نقبل لوطننا أن يفرض عليه الانتداب المقنع او المباشر". وقال الموسوي خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور أربعين يوما على استشهاد كمال عبد الله خشاب في حسينية بلدة شحور الجنوبية، "ان شبابنا في هذه القرية وغيرها من القرى نهضوا حينما هددت مقدساتنا ووجودنا في الوطن والمنطقة، محميين بدعاء الأمهات والآباء والأجداد والجدات، حاملين السلاح ذودا عن المقدسات والوطن والشعب والأمة، ولم يقصروا في ذلك، وكان الواحد منهم إذا جرح لا ينتظر حتى يبرأ جرحه على نحو كامل، بل يشتاق إلى ساحات المواجهة التي لم تعرفه إلا بطلا جسورا مقداما، وهذا ما عرف عن شبابنا في سوح الجهاد، وهم الذين مشوا في خطى العباس وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فحين نقف هذا الموقف يكبر قلبنا، ونشعر بعزة على ما نحن فيه، ويشهد العالم الصديق منه والعدو على أن ما فعلناه في دحر العدوان الصهيوني كان عملا مشرفا تفخر به الأمم الحرة، وما نفعله اليوم من درء للعدوان التكفيري هو ما يسعى إليه العالم أي الإنسان لا الحكومات ولا الأنظمة، خصوصا حينما يرى الشر المستطير للتكفيريين وهم يذبحون ويأسرون ويسبون ويبيعون البنات في سوق النخاسة". اضاف: "إننا نقف شامخين لأننا حمينا أهلنا ووطننا، ومنعنا ذل السبي والأسر والاعتقال والذبح عنهم، فنحن لم نقصر في أي وقت من الأوقات، وكنا نقوم بكل ما يفترض أن نقوم به منذ أن كنا يافعين، فعندما كان أهلنا ينامون في بيوتهم، كانت هناك عيون ساهرة في الأودية وفي المواقع، ترابط وتخطط وتهاجم من أجل أن يتحقق التحرير". واشار الى ان "العالم اليوم يجمع بجميع مؤسساته على أن مقاومة "حزب الله" هي المقاومة الأولى في العالم على مستوى التسليح والخبرة والقتال، ولا ينازعها أحد بمعزل عن الأيديولوجيا، فبعض المسؤولين العسكريين، ومنهم مسؤولون عسكريون إسرائيليون يقولون إن ما يمتلكه "حزب الله" هو أكبر مما تمتلكه بعض الدول، فهذه المؤسسة المقاومة قد بناها أبناؤنا وإخواننا الذين لا نعرفهم إلا حينما يستشهدون أمثال القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية الذي هو من المؤسسين العظام للمقاومة الإسلامية في لبنان، وحتى الآن فإن الناس لا تعرف قدره، ولكنها عرفت به بعد استشهاده، وكم من الأسماء التي لا تزال غير معروفة، والتي نسأل الله أن يطيل في أعمارها".

وتابع: "إن الشهداء الذين قدمتهم هذه البلدة وغيرها من البلدات، هم من الذين أسهموا في بناء هذه المؤسسة التي إسمها المقاومة، ويشهد لها العالم في التفوق ويقف أمامها باحترام، ولكن في المقابل هناك بعض الذين يشنون علينا الحملات بسبب هذه المقاومة التي حررت لبنان وحمته ولا زالت تحميه من العدوان الصهيوني ومن العدوان التكفيري، ولولا هذا العمل المقاوم الذي قمنا به من خلال تصدينا للإرهاب التكفيري، لكانت قرى لبنانية بأكملها قد أصبحت تحت السيطرة التكفيرية، ولكان الخطر قد امتد إلى العاصمة وإلى غيرها من المدن، فعلى الرغم مما نقدمه في هذا المجال، يشن البعض علينا الحملات، في حين أن مسؤوليتهم التي ادعوا أنهم يحملونها ألا وهي العبور إلى الدولة، تبين لنا في نهاية المطاف أن كل ما رموا إليه هو العبور إلى الشركة الخاصة لا إلى الدولة، واليوم نحن أمام واقع ليس إلا تراكما لأكثر من عشرين سنة من عملية ممنهجة قامت على تجويف الدولة ومؤسساتها وإرهاقها وإضعافها، ودفعها إلى العجز والشلل من أجل أن تحل الشركات الخاصة المملوكة من معروفين محل الدولة في تحمل المسؤولية تجاه المواطن" .

واكد "اننا قادرون على تحمل المسؤولية أيا كانت المسؤولية، وعندما يوكل الأمر إلينا من ألفه إلى يائه، فإننا نقوم بأمور كثيرة من التدريب إلى المقاومة إلى الدفاع والتحرير، ولكننا كنا دائما إما مستبعدين عن القرار، أو يحول بيننا وبين المشاركة فيه أطماع يتذرع أصحابها بالفتنة الطائفية حتى يمنعونا عن الخوض فيها، وما نشهده اليوم من حال هو أن الشعار الحقيقي بات العبور إلى الشركة وليس إلى الدولة التي فككوا مؤسساتها الدستورية وأجهزتها الإدارية وجوفوها من أعمالها، وأنشأوا هيئات خاصة تصادر سلطات الوزارات، ثم تحولت هذه الخاصة (ما نسبته %82 في أحد المجالات) من أعمال الدولة إلى هيئة توزع بدورها أعمالها على شركة أو شركتين معروف من يملكهما" . واشار الى "اننا اليوم أمام واقع يدعونا إلى أن نضع النقاط على الحروف، ولذلك نقول إننا لن نقبل لأهلنا الذين ما بخلوا على وطنهم وأمتهم وشعبهم بدمائهم أن يتطاول عليهم أحد بالإساءة إليهم عبر التقصير بأداء واجباته في حدها الأدنى، وإذا كان مطلوبا أن نتحرك نحن والأخوة في حركة أمل بصورة ذاتية لتحمل المسؤولية، فلن نتأخر عن ذلك، وما تأخرنا يوما من الأيام، وإنما حرصنا على أن يبقى لهذه الدولة كيان موحد حتى لا يقال إن منطقة من المناطق اللبنانية أقامت استقلالا ذاتيا، أو أننا في صدد التقسيم أو في إطار الافتراق عن الوطن، فنحن صبرنا حتى لا نسمح لأحد أن يستغل الآلام لينفذ منها إلى تحقيق التقسيم الطائفي والسياسي والجغرافي في لبنان، ولكن السيل قد طمر الربى بعدما بلغ الزبى، وأصبحنا أمام مسؤوليات لا تحتمل التأخير، ولذلك ندعو الجميع اليوم إلى الارتفاع عن المكائد السياسية التي لا تغيب عنا لا حياكتها ولا أهدافها، فالوقت ليس للمكائد السياسية، لأن المنطقة تشتعل بأسرها، وليس الآن هو أوان إظهار المهارات في الكيد السياسي".

وقال: "إن المسؤولية الوطنية تفترض بالجميع السعي إلى إعادة بناء الدولة الموحدة، ونحن لن نقبل بلبنان المقسم، بل نريد لبنانا واحدا بطوائفه جميعا، ولكننا في الوقت نفسه لا نريد مؤسسات دستورية يقف على رأسها من يدار من الخارج، فيكون مجرد مفوض سام لقوة استعمارية تأتي من وراء البحار أو الصحاري، بل نريد رئيسا للجمهورية يعبر عن القاعدة الشعبية المسيحية الحقيقية، ولا نريد موظفا في شركة ما يأتي ليصير رئيسا للبلاد وهو يقبل ليل نهار يد أميره قبل أن يقبل يد ملكه، ونريد أيضا للمؤسسات الدستورية أن تعود إلى العمل، ولمجلس الوزراء أن يتحمل مسؤولياته بالعمل على أساس ميثاقي توافقي كما توافقنا منذ البدء، لا أن يدفع البعض لتكرار خطأ تهميش طائفة كما فعلوا في الأعوام 2006 و2007 و2008، حيث استبعدنا نحن جميعا في حزب الله وحركة أمل عن المشاركة في القرار الوطني، فهل يريد البعض في لبنان هذه المرة تكرار هذا الأمر مع ممثلي الطائفة المسيحية" . وختم: "إننا نطلب من الجميع أن يعودوا إلى المجلس النيابي ليواصل عمله التشريعي ويتحمل مسؤولياته، لأنه في غياب العمل التشريعي لا يمكن لممثلي الشعب أن يعبروا كما ينبغي عن موقف الشعب إزاء تصرف السلطة التنفيذية أكان إهمالا أم تقصيرا، ولذلك فإننا ندعو الجميع إلى التنبه، ودولة الرئيس تمام سلام هو القادر على فهم ما يجري من حوله، وعليه أن ينظر جيدا، لأن ثمة هناك من غرق الليرة اللبنانية في عام 1992، وهناك من يريد إغراق اللبنانيين في العام 2015، والغاية من هذا التأزيم المطلق هو إخضاع لبنان، وإركاعه أمام الإرادة التي تأتي من الصحاري، فلبنان لم يعتد على الاستسلام، ونحن لن نستسلم، بل سنبلسم جراحاتنا بأيدينا، ولن نقبل لوطننا أن يفرض عليه الانتداب المقنع او المباشر".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

دراسة توثق 160 موقفاً إيرانياً معادياً لـ”الخليجي” خلال عامين/خامنئي نشر صورة لأوباما في "تويتر" وهو ينتحر

السياسة/27 تموز/15/أحصت دراسة حديثة 160 موقفاً عدائياً من إيران تجاه دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً البحرين والسعودية. ونقل موقع “العربية نت” عن الدراسة التي أعدها مدير مركز الخليج للدراسات الستراتيجية عمر الحسن رصدها للتصريحات السلبية التي أطلقها مسؤولون إيرانيون بحق البحرين, مشيراً إلى أن “المملكة ومنذ ما قبل إعلان استقلالها في مطلع سبعينيات القرن الماضي كانت ومازالت هدفاً مباشراً للمخططات الإيرانية”. وذكرت الدراسة أن “هناك نحو 160 تصريحاً وموقفاً إيرانياً عدائياً تجاه البحرين رصدتها خلال فترة البحث التي امتدت في الفترة من 2011 وحتى 2013. وأوضحت أن هناك 16 تصريحاً عدائياً لمسؤولي اللجان في مجلس الشورى الإيراني, و14 تصريحاً لكل من المتحدث باسم الخارجية الإيرانية السابق رامين مهمان برست, ووكيل وزارة الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان, وثمانية تصريحات لوزير الخارجية الإيراني السابق بالانابة علي أكبر صالحي وستة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وتطرقت الدراسة إلى افتتاحيات الصحف والمقالات السلبية, حيث جاءت في الترتيب الثاني بعد تصريحات القادة وكبار المسؤولين الإيرانيين وذلك بعدد 26 مادة صحافية, فيما جاءت تصريحات حلفاء إيران من قنوات إعلامية وأحزاب ومسؤولي فصائل سياسية توزعت بين لبنان والعراق ودول أخرى في الترتيب الثالث بعدد 19 تصريحاً. وأضافت أنه جاء في المرتبة الأخيرة التصريحات غير الرسمية المنسوبة لرجال دين ورؤساء مؤسسات وتجمعات غير سياسية بعدد 15 تصريحاً. ولفتت الدراسة إلى أن التصريحات والمواقف العدائية الإيرانية لم تقتصر على البحرين وحدها, وإنما تضمنت باقي دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً السعودية, موضحة أن افتتاحيات ومقالات رأي وتقارير وتغطيات الصحف الإيرانية كشفت “امتداد رؤى وأفكار النظام الإيراني إليها ومساندتها له في توجهه نحو تشويه صورة البحرين والسعودية”. في سياق منفصل, نشر خامنئي صورة في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي للرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يهم بالانتحار بمسدس سدده على صدغ رأسه من دون أن يسميه, لكنه جعله ظلاً لصورة رجل شبيه بأوباما, وتضمنت الصورة راية الولايات المتحدة على صدر المنتحر. وقال خامنئي تعليقاً على الصورة إن “الرئيس الأميركي (أوباما) قال إن في استطاعته ضرب المنشآت العسكرية الإيرانية ونحن لا نريد الحرب ولن نبدأها ولكن”, في إشارة إلى العبارة التي قالها أوباما خلال كلمة ألقاها في 18 يوليو الجاري.أما جواب خامنئي على “ولكن” فكان الصورة التي نشرها أسفل التغريدة لأوباما المنتحر, وكرر نشرها مرتين في صفحته بـ”تويتر” الذي يتابعه نحو 141 ألف شخص ودشنه قبل ست سنوات, فيما يملك حسابين آخرين بالفارسية والاسبانية, لكنه لم ينشر الصورة في أي منهما.

 

البحرين تنشر صور الأسلحة والمتفجرات والمتورطين المرتبطين بـ”الحرس الثوري”

السياسة/27 تموز/15/نشرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية “بنا” صوراً للأسلحة والمتفجرات التي تم إحباط تهريبها عبر البحر, وصوراً للمعتقلين والمتورطين المرتبطين بـ”الحرس الثوري” الإيراني. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في بيان, مساء أول من أمس, اعن اعتقال بحرينيين كانا على متن قارب يحمل الأسلحة والمتفجرات هما مهدي صباح عبد المحسن محمد (30 عاماً), وعباس عبدالحسين عبدالله محمد (30 عاماً). وذكرت أن الأول تلقى تدريبات عسكرية في إيران وجند الثاني, وانهما حاولا تهريب “نحو 43.8 كيلوغرام من مادة الـ”C4″ المتفجرة, وثمانية أسلحة أوتوماتيكية من نوع كلاشنيكوف, و32 مخزناً لطَلْقات الرشاش كلاشنيكوف, وكمية من الطَلْقات والصواعق”. وأظهرت أعمال البحث والتحري أن “المقبوضَ عليه الأول تم تجنيده من قبل المدعو جعفر أحمد سلمان الهارب والموجود في إيران واسمه الحركي “أبو تراب”", كما كشفت التحريات عن “ضلوع عدد من الأشخاص في عملية تهريب المتفجرات, حيث تم تحديد هوياتهم والقبض عليهم وهم: توفيق إبراهيم علي (34 عاماً), وجعفر ميرزا جعفر (31 عاماً) اللذان تم تجنيدهما من قبل المقبوض عليه الأول المدعو مهدي, وعبدالحسين جمعة حسن (29عاما) الذي تم تجنيده من قبل المدعو جعفر ميرزا جعفر, وتلقى تدريبات في معسكر تابع لـ”الحرس الثوري” الايراني على التجسس واستخدام المواد المتفجرة والرماية بالكلاشنكيوف بمعية المقبوض عليه الأول المدعو مهدي”, وفقاً للبيان.

 

إيران “تطمئن” الخليج بتزوير الحقائق ووزير خارجيتها حاول التنصل من المخطط الإرهابي في البحرين

ظريف: دول المنطقة وليست طهران مطالبة بتغيير سياساتها

كتب – شوقي محمود/السياسة/27 تموز/15

إذا كانت إيران سعت من خلال إيفاد وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى دول المنطقة لطمأنة مجلس التعاون الخليجي حيال الاتفاق النووي الذي أبرمته قبل نحو أسبوعين مع الدول الكبرى, فإنها فشلت في مهمتها التي بالكاد بدأت, ذلك أن مواقف الوزير الإيراني من الكويت, المحطة الأولى في جولته الاقليمية, لا تبشر بالخير لأنها اعتمدت على تزوير الحقائق وقلب الوقائع, من دون إبداء أي مؤشرات على نية طهران تغيير سياساتها وأنشطتها المزعزعة للاستقرار, من لبنان مروراً بسورية والعراق وصولاً إلى البحرين واليمن.

ففي مؤتمر صحافي عقده, أمس, قبيل اختتام زيارته الكويت ومغادرته إلى الدوحة ومنها لاحقاً إلى بغداد, رد ظريف على ما كشفته البحرين عن إحباط تهريب أسلحة ومتفجرات آتية من إيران عبر البحر بالقول “للأسف إن ذلك جاء للحيلولة دون التعاون, والتوقيت هو خير دليل, ولا أدري لماذا بعض الدول تقلق من التخفيف وحل الأزمات”, متناسياً أن وزارة الداخلية البحرينية كشفت بالوقائع تفاصيل شحنة الأسلحة والمتفجرات المضبوطة, ونشرت أسماء وصور المعتقلين المتورطين الذين أقروا بتلقيهم تدريبات في إيران وبارتباطهم ب¯”الحرس الثوري”.

وعن زيارته الكويت في ظل التوتر الإيراني – البحريني واستدعاء المنامة سفيرها في طهران للتشاور, قال ظريف “لقد قمنا بهذه الزيارة للإعلان عن ضرورة التعاون ونعتقد أن كل الدول في المنطقة بحاجة إلى رؤية مستقبلية جديدة”.

واضاف “نهدف من هذه الجولة إلى تمتين العلاقات مع دول الجوار, حيث توجد مصالح مشتركة ولابد من الاستفادة منها لمواجهة التحديات, واختيار الكويت جاء للإعلان عن المبادئ الثابتة للسياسة الخارجية لإيران الحريصة على حسن الجوار والتعاون, ولابد من الاستفادة من المصالح المشتركة بين بلدان المنطقة ومواجهة الأخطار والتحديات في ظل وجود أواصر مشتركة أكثر من الاشياء التي يمكن ان تفرق, كما أن الخطر يهدد الجميع وليس دولة واحدة فقط”.

وحاول الوزير الايراني العزف على أوتار الماضي بقوله إن “الجمهورية الاسلامية الايرانية بغض النظر عن السياسات الخطأ لبعض الجيران سابقاً في ما يتعلق بدعم صدام حسين, فإنها مستعدة وبرحابة صدر للتعاون مع كل دولة جارة في المنطقة”.

ورداً على سؤال بشأن مدى استعداد إيران لتغيير سياساتها الخارجية تجاه دول المنطقة, زعم ظريف أن “الذي تحتاج إليه المنطقة ليس تغيير السياسة الايرانية بل تغيير بعض الدول سياستها التي تريد الصراع والحرب في المنطقة”, مضيفاً “نحن لم ندعم حرباً دامت 8 سنوات كانت مفروضة علينا, ولكن دعمنا الشعوب والحكومات في هذه المنطقة, ولم نقل في يوم من الايام إن هذه الدول كانت تدعم صدام ولكن قمنا بإدانته والتعاون مع الدولة التي تم الهجوم عليها, واستضفنا الكثير من مواطني هذه الدول وكانت إيران ملاذاً لهم وهم ضيوف عليها”.

وبعد محاولته تزوير المعطيات والحقائق التي تؤكد أن السياسات الايرانية في المنطقة تهدد الأمن والاستقرار, أعلن ظريف أن بلاده “تمد يدها لدول المنطقة, لكن لابد أن تتوافر إرادة مشتركة كما هو الحال لدى المسؤولين الكويتيين, ونتمنى أن تتوافر لدى جميع دول المنطقة حتى يمكن التعاون لمواجهة التحديات والأخطار والتطرف والإرهاب والطائفية, إذ لا يمكن لأحد في المنطقة أن يلغي أي دولة أخرى”.

وبشأن ما تريده بلاده من اليمن حيث تدعم المتمردين الحوثيين, قال الوزير الإيراني “نريد حكومة قائمة على ارادة الشعوب وعدم فرض الاجانب عليها, ووقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية, وتبني الحوار الوطني بين اليمنيين من دون تدخل اطراف اخرى, وتشكيل حكومة شاملة تضم جميع الاطراف اليمنية ولها علاقات طبية مع الجيران”.

واضاف “نحن نقدم كل المساعدات الى اليمن ولكن للأسف هناك بعض الجيران لا ينظرون إلى اليمن بهذه النظرة”, على حد قوله.

 

إيران سحبت مئات العسكريين من العراق بعد الاتفاق النووي وقيادي صدري رجح أن تستعين بهم في سورية

بغداد – باسل محمد/السياسة/27 تموز/15/كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر لـ”السياسة” أن مئات العسكريين الإيرانيين الذين كانوا يدعمون القوات العراقية وقوات “الحشد” الشيعية في جبهات القتال ضد تنظيم “داعش”, شمال وغرب بغداد, انسحبوا من مواقعهم بالقرب من بغداد ومدينة سامراء في الجهة الشمالية وعادوا إلى ايران. وأوضح أن نحو 260 عسكرياً ايرانياً تركوا العراق عائدين الى بلادهم في اليوم الاول من عيد الفطر تلاهم انسحاب 180 آخرين في اليومين الثاني والثالث من أيام العيد, وعند الاستفسار عن الموضوع بشأن ما إذا كان الأمر يتعلق بعطلة العيد أو بخطة إعادة انتشار, جاء الجواب من قيادة “الحشد الشعبي” بأن هؤلاء العسكريين الإيرانيين غادروا العراق بشكل نهائي, في إطار خطة لتقليص عديد العسكريين الإيرانيين الذين بلغوا في إجمالي المناطق العراقية أكثر من 6000 آلاف عسكري. وأضاف القيادي “إذا كنا نتحدث عن انسحاب للعسكريين الإيرانيين من العراق, فالموضوع حتماً له علاقة بالاتفاق النووي الذين وقعته ايران مع الدول الكبرى قبل نحو أسبوعين, ما يرجح فرضية أن النظام الأيراني أعطى تعهدات للغرب بتغيير مواقفه في العراق وسورية ولبنان, سيما أن المرجع الديني الشيعي الأعلى في مدينة النجف علي السيستاني حض الإيرانيين بعد توقيع الاتفاق النووي على القيام بخطوات تهدئة وتفادي المواجهة مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي وتحسين علاقات ايران بالعالم العربي”.

واعتبر القيادي أن سحب إيران مئات العسكريين من العراق خطوة مفيدة للغاية على مستوى كسب المزيد من مواقف التحالف الدولي باتجاه دعم القوات العراقية بطريقة أفضل وأكثر فاعلية, مشيراً إلى أنها قد تكون في إطار خطة واسعة لسحب كل العسكريين الإيرانيين المتواجدين في العراق على أن يبقى عدد محدود منهم في محافظة ديالى, شمال شرق بغداد, التي تقع على الحدود مع ايران وتكتسب أهمية خاصة للأمن القومي الإيراني.

ولم يستبعد القيادي الصدري وجود محادثات سرية عراقية – أميركية – إيرانية شجعت طهران على سحب مئات العسكريين من العراق وإعادتهم الى بلادهم, من دون أن يعني ذلك وجود محادثات مباشرة بل ربما تكون محادثات غير مباشرة, وبالتالي نجحت حكومة حيدر العبادي بإقناع الأيرانيين بهذه الخطوة. وأكد أن تعثر الستراتيجية العسكرية الإيرانية في معركة محافظة الأنبار, غرب العراق, كان من الأسباب الرئيسية المباشرة التي دفعت طهران لاتخاذ هذا القرار, سيما أن الفشل الميداني شكل مشكلة كبيرة للقوات العراقية ولحكومة العبادي وللتحالف الشيعي الذي يرأس هذه الحكومة, لافتاً الى أن هذه الستراتيجية لم تعد مجدية في رأي كثيرين من القيادات العسكرية العراقية التي رفعت تقاريرها بهذا المعنى الواضح الى العبادي, باعتباره القائد العام للقوات المسلحة, وبالتالي يوجد تقييم لدى الرئاسات الثلاث العراقية (البرلمان والحكومة والجمهورية) بشأن ضرورة تقنين التواجد العسكري الأيراني بطريقة تسهم في تشجيع التحالف الدولي على بذل المزيد من الجهود لدعم العراق في الحرب على “داعش”. ووفق رؤية القيادي الشيعي, فإن سحب مئات العسكريين الايرانيين سيؤدي إلى تخفيف الاحتقان الطائفي الذي تسببت به التفجيرات الأخيرة واستهدفت السكان الشيعة وتلاها إطلاق قذائف هاون من بعض مجاميع “الحشد” الشيعية على مناطق سنية, في رد فعل يذكر العراقيين بسنوات الاقتتال الطائفي بين العامين 2005 و2008.

وتحدث القيادي الصدري عن الفائدة الكبيرة التي ستترتب على سحب مئات العسكريين الإيرانيين من العراق على أن تتواصل هذه الخطوة في الفترة القريبة المقبلة, لأن من شأن هذا السلوك أن يقوض سطوة بعض الميلشيات التي وصفها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالميليشيات الوقحة كـ”عصائب أهل الحق” بزعامة قيس الخزعلي, كما وصف أخرى بـ”دواعش الفساد”, وبالتالي خروج الإيرانيين معناه ضعف شوكة هذه الميليشيات. لكن القيادي حذر في الوقت نفسه من أن تكون الخطوة الإيرانية مقدمة لتعزيز عديد العسكريين الإيرانيين والميليشيات العراقية في سورية للدفاع عن نظام بشار الأسد بشكل مختلف ومكثف, على اعتبار أن في العراق يوجد تحالف دولي يدعم القوات العراقية بالتدريب والتسليح والغارات, وبالتالي ربما تفضل طهران التركيز على الساحة السورية في المرحلة المقبلة.

 

قصف القرداحة للمرة الأولى بصواريخ “غراد”

دمشق – وكالات/السياسة 27 تموز/15/استهدف الثوار للمرة الأولى بصواريخ “غراد” مدينة القرداحة مسقط رأس بشار الأسد مساء أول من أمس, ما أدى إلى اشتعال النيران في الأحراج المجاورة لها. وذكر موقع “اورينت نت” الإلكتروني أن رئيس مركز دعاة الجهاد في سورية غرد على صفحته الشخصية قائلاً “الآن جاء دور القرداحة”. واستهدفت المدينة بستة صواريخ “غراد”, تضامناً مع مدينة الزبداني الواقعة في ريف دمشق الغربي, التي تتعرض لهجوم عنيف من قوات النظام وميليشيات “حزب الله” اللبناني. وبث ناشطون صوراً تظهر اندلاع حرائق كبيرة في احراج القرداحة, فيما لم يذكر إعلام النظام وقوع أي خسائر في الأرواح وزعم أنها اقتصرت على الماديات. وتعد مدينة القرداحة معقل عائلة الأسد ومنبع الشبيحة الذين انتشروا على مختلف الأراضي السورية ليعيثوا في الأرض فساداً, ويوجد بها قبر رأس النظام الراحل حافظ الأسد الذي طالما هدد الثوار بالوصول إليه انتقاماً لآلاف الشهداء الذين سقطوا على يديه أيام الثمانينات. ويعاني النظام السوري وحليفه “حزب الله” من سلسة هزائم على الأرض, حيث خسر معظم أراضي محافظة إدلب الشمالية الغربية.

 

الأسد شكر حلفاءه وأكد أن جيشه متعب لكنه صامد ونعى الحل السياسي للأزمة وأقر بنقص العديد في صفوف قواته

دمشق – وكالات/السياسة 27 تموز/15/أقر رئيس النظام السوري بشار الأسد, أمس, بوجود “نقص” في الطاقة البشرية لدى قواته, ونعى الحل السياسي للأزمة معتبراً أن أي حديث عنه “أجوف وعديم المعنى”وفي كلمة ألقاها, أمس, أمام رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والمهنية في قصر الشعب وبثها تلفزيون النظام مباشرة, قال الأسد إن “طاقة الجيش هي القوة البشرية فإن أردنا من الجيش أن يقدم أفضل ما لديه علينا أن نقدم أكثر من لدينا”. وأضاف ان “كل شيء متوافر لكن هناك نقص في الطاقة البشرية”, مؤكداً في الوقت نفسه ان نسبة الالتحاق في الجيش ازدادت خلال الشهرين الماضيين. وشدد على ان “القوات المسلحة قادرة بكل تأكيد على حماية الوطن وحققت إنجازات وكسرت المعايير المتعلقة بالتوازن … بكل تأكيد هي قادرة وبراحة” على إنجاز مهماتها. لكنه أشار الى ان “العقبة التي تقف في وجه القوات ليست مرتبطة بالتخطيط ولكن لدينا مشكلة بالتعب. من الطبيعي أن يتعب الجيش ولكن التعب شيئ والهزيمة شيء آخر”, مؤكداً “امتلاك الارادة والثقة بالانتصار”. وقال “لا يوجد انهيار وسنصمد وسنحقق الانتصار”. واضاف انه في “بعض المناطق حمل أهلها السلاح مع الجيش وهذا كان له تأثير فى حسم المعارك بسرعة وبأقل الخسائر”, مشيراً الى ان “الحرب ليست حرب القوات المسلحة فقط بل حرب كل الوطن”. وفي إطار تبريره الهزائم التي لحقت بقواته في الأسابيع والشهر القليلة الماضية, قال الأسد “أحياناً نضطر في بعض الظروف أن نتخلى عن مناطق من أجل نقل تلك القوات الى المناطق التي نريد أن نتمسك بها. نحن في مرحلة مصيرية لا حلول وسط فيها”. وأضاف “لا بد من تحديد مناطق هامة تتمسك بها القوات المسلحة لكي لا تسمح بانهيار باقي المناطق”. وأعلن الأسد أنه يؤيد أي حوار سياسي حتى وإن كان تأثيره محدوداً على حل الأزمة, لكنه اعتبر أن الحديث عن حل سياسي للأزمة “أجوف وعديم المعنى”, مؤكداً أن نظامه يخوض “حرب وجود نكون أو لا نكون”. وأكد أن “تعامل الغرب مع الإرهاب ما زال يتسم بالنفاق فهو إرهاب عندما يصيبهم وثورة وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان عندما يصيبنا”. وأشار إلى أن التبدلات الغربية لا يعول عليها طالما أن “المعايير مزدوجة”, مضيفاً “لم نعتمد إلا على أنفسنا منذ اليوم الأول وأملنا الخير فقط من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري”. وأشاد في هذا الإطار بحلفائه, وتحديداً روسيا والصين اللتين “شكلتا صمام الأمان الذي منع تحويل مجلس الأمن إلى أداة تهديد للشعوب ومنصة للعدوان على الدول وخاصة سورية”, على حد قوله. كما أثنى على دعم إيران و”حزب الله” اللبناني, مضيفاً إن “اخوتنا الأوفياء في المقاومة اللبنانية امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم في الجيش وكان لهم دورهم المهم وأداؤهم الفعال والنوعي مع الجيش في تحقيق انجازات”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالله.. خطاب «الهواجس» والتهرّب من الميدان

علي رباح/المستقبل/27 تموز/15

غاب الميدان وحضرت الهواجس. هكذا أطلّ الأمين العام لـ»حزب الله« السيّد حسن نصرالله أول من أمس في خطاب لم يعهده اللبنانيون من قبل. في حفل تخرّج أبناء شهداء «حزب الله«، تهرّب السيّد من الحديث عن ساحات القتال التي تسقط فيها أعداد كبيرة من قتلى الحزب. لم يأتِ على ذكر الزبداني، هناك حيث تعرّض «رجال الله» لكمين في سهلها قبل ساعة من حديثه. لم يتجرّأ على ذكر اليمن و»الأهداف السعودية» فيه، بعد تحرير عدن من الحوثيين وتقدّم قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي في محافظات أب والضالع وتعز. حصر السيّد حديثه الطويل بتوجيه رسائل داخلية وخارجية بنكهة «الاتفاق النووي»، غير الواضحة صورته لنصرالله قبل غيره. أهمّ ما حمله خطابه هو التناول العلني للهواجس المتعلّقة بالإدارة المالية للحزب، الذي نفى السيّد أن يكون لديه مشاريع مالية وتجارية واستثمارية. كما نفى كل ما يُحكى عن توظيفه لشبكات بيع المخدرات أو تبييض الاموال أو سرقة السيارات، مؤكّداً أنه والحركات المقاومة يتلقون دعماً مادياً كافياً من ايران.

تناول الشقّ المادي يأتي في لحظة حساسة. ولو لم تكن هناك أسئلة داخلية عن مستقبل «حزب الله« وعلاقته بإيران ومستوى الدعم وشكله والدور الاقليمي المرسوم له، لما استفاض نصرالله في شرحه بهذا الشكل العلني. الجميع يعلم أن ايران أمّنت نمط حياة لكثيرين، داخل بيئة «حزب الله«، لا تحلم بها نسبة كبيرة من الايرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر. عانى جزء كبير من الايرانيين أزمة معيشية حقيقية قابلها انفلاش مالي في لبنان، ظهر بوضوح بعد حرب تموز. هذا الانفلاش ليس سراً، فالمنظومة الإعلامية لـ»حزب الله« انتقدت يومها «مظاهر البذخ والسيارات رباعية الدفع»! حتى إن نصرالله قارب هذه المسألة في أحد اللقاءات المغلقة التي تم تسريب وقائعها في احدى صحف المنظومة. لا مجال للشكّ في أن هذا الموضوع هو محل نقاش داخل الإدارة الإيرانية، وسط وجود توجّهين متباينين حول كيفية إدارة ايران واقتصادها وثروتها وملياراتها المجمّدة التي سيُفرج عنها المجتمع الدولي في إطار الاتفاق النووي. ويمكن التوقّف عند تطرق نصرالله الى اسمَيْ السيّد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني في معرض حديثه عن الدعم الإيراني، وكأنه يشير إلى أنّهما ليسا على قلب رجل واحد، أقلّه في ما خصّ ملف «حزب الله«. حتى إن نصرالله أشار الى حديث خامنئي في خطبة عيد الفطر، واكتفى بإشارة عرضية الى مجمل تصريحات روحاني حول «حزب الله«، من دون أن يشير الى عبارة «مُنصّصة» تظهر هذا الدعم، خصوصاً بعد الاتفاق النووي الذي أعقبه حديث لروحاني عن اختيار إيران «الاعتدال«.

إقليمياً، ظهر غضب نصرالله بوضوح لدى حديثه عن تركيا وتنظيم «داعش«، وكأنه يعرب عن انزعاجه من العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي في وجه «داعش«. ألم يقل السيّد ان «داعش« يُشكّل خطراً وجودياً أكبر من الخطر الاسرائيلي؟ فلماذا ينزعج من محاربة الأتراك لهذا الخطر الوجودي، عوضاً عن تقديم التحية الى كل من يواجه الارهاب؟«.

ليس خفياً أن تركيا سعت منذ انطلاقة الثورة السورية الى إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا. عبّر الإيرانيون مراراً عن ارتياحهم لموقف «الشيطان الأكبر» الرافض لأي منطقة عازلة أو أي حظر للطيران. سارت الحرب في شمال سوريا بما لا تشتهيه سفن إيران. دفن الاتراك خطة ستيفان دي ميستورا لحل جبهة حلب على طريقة الحل الحمصي (خطة لا تخدم إلا النظام وميليشياته)، كما فشل «حزب الله« وقاسم سليماني في السيطرة على ريف حلب وتعرّضا لنكسة كبيرة فيه. الساعات القليلة التي سبقت خطاب نصرالله أوحت بأن هناك بوادر صفقة ما بين الأتراك والولايات المتحدة، قد تكون السبب المباشر لفقدان نصرالله صوابه. تحدّثت بعض الصحف التركية عن صفقة بين أنقرة وواشنطن تفضي الى سماح تركيا لقوات التحالف الدولي باستخدام قاعدة «إنجرليك» الاميركية في حربها على «داعش«، كما تسمح للتحالف باستخدام القواعد التركية مثل باتمان وديار بكر في الحالات الطارئة، مقابل إنشاء منطقة آمنة بين مارع وجرابلس على الحدود التركية - السورية بعمق 50 كيلومتراً، وفرض حظر للطيران فوقها. يعلم «حزب الله« أن إنشاء منطقة مدنية تحت حماية تركية، يعبّر بصريح العبارة عن وجود، ولأول مرة، شرعية وسلطة على الارض السورية غير شرعية الاسد وسلطته. وستُعتبر هذه المنطقة اختباراً جدّياً لتركيا ولـ»المعارضة المعتدلة». فإذا قدّموا نموذجاً قابلاً للحياة، من الممكن أن تتوسّع هذه المنطقة لاحقاً لتشمل مع الوقت أوسع مساحة ممكنة من الشمال السوري. لبنانياً، كان واضحاً أن السيّد يتمسّك بالحكومة، ربما لأنه لا يتحمّل تبعات عدم الاستقرار الداخلي فيما ينشغل حزبه «على طريق القدس». لكن رغم ذلك، وعوضاً عن تقديم تصوّر لكيفية الحفاظ على الحكومة، فضّل نصرالله فرض الأوامر باعتباره المرشد الأعلى للدولة اللبنانية. وتماشياً مع القول الشعبي «لا بيرحم ولا بيخلّي رحمة الله تنزل»، قدّم السيّد معادلة داخلية واضحة، حذّر بموجبها رئيس الحكومة تمام سلام من الاستقالة تحت طائلة أخذ البلد الى المجهول، وطالب «المستقبل« بالتحاور مع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، ما يعني الرضوخ لآليته الحكومية. يفرض نصرالله معادلاته الداخلية ويعلن أنه طرف في النزاع القائم حول آلية الحكومة، ويتلطى خلف مواقف عون المتصلبة ويكرّس السجال حول آلية عمل الحكومة بدل الدعوة الى انتخاب رئيس، ومن ثمّ يطالب «المستقبل« بالنزول من برجه العاجي! لا بأس، فالقرار الايراني تجاه لبنان لم ينضج بعد، ومن المبكر أن يتواضع السيّد. هواجس نصرالله كثيرة. هاجسه من النقاشات الايرانية الداخلية حول «النووي» ونظرة فريقَي الحكم هناك الى إدارة شؤون البلاد، وتأثير كل ذلك على أذرع إيران الخارجية. هاجس أثر الحرب النفسية في جمهوره وقادة حزبه. هاجس الحفاظ على الحكومة من دون تقديم تنازلات. والهاجس الأخطر الذي يلاحقه، هو تلك الهتافات التي أطلقها جمهور الاصلاحيين خلال انطلاقة «الثورة الخضراء» قبل أن يقمعها «الباسيج«: «لا غزة ولا لبنان.. إيران أولاً»! قد يكون الحل الأنسب لكل هذه الهواجس هو باتباع وصفة مفيدة مرّت في خطاب السيّد: «آخر شي مرجوعنا لليموناضة». نعم، فالليموناضة تهدّئ الأعصاب.

 

كل الشكر… لميشال عون

خيرالله خيرالله /العرب/27 تموز/15

يقبل ميشال عون، في ضوء ما يقوله، أن يكون رئيسا على الدويلة اللبنانية في دولة 'حزب الله' التي تكاد أن تكون مجرد مستعمرة إيرانية لولا مقاومة اللبنانيين الشرفاء. ثمة فائدة وحيدة من الحديث التلفزيوني الأخير للنائب المسيحي ميشال عون. في هذا الحديث الذي أجراه مع عون الزميل مرسيل غانم، تحدّث زعيم “تيّار التغيير والإصلاح” بثقة عن مستقبل النظام السوري بقيادة بشّار الأسد. توقع عون بقاء هذا النظام مسيطرا على سوريا في ضوء الاتفاق الذي توصلّت إليه مجموعة الخمسة زائد واحد مع إيران في شأن ملفّها النووي.

من يستمع إلى ميشال عون في الحوار الطويل مع مرسيل غانم، يتأكّد من أن النظام السوري ساقط لا محالة. أكثر من ذلك، هذا النظام سقط وصار في مزبلة التاريخ. لكنّ من يرى في نفسه زعيم المسيحيين في لبنان يرفض أخذ العلم بذلك، كونه لم ينضج سياسيا بعد، على الرغم من تجاوزه الثمانين. هذا من جهة. لكنّ الأهمّ من ذلك، أن الرجل لا يريد، من جهة أخرى، أن يتعلّم شيئا من تجارب الماضي، بما في ذلك تجاربه الشخصية. تتلخّص هذه التجارب بعبارة واحدة. كلّ ما يقوله ميشال عون لا علاقة له بالواقع، لا من قريب ولا من بعيد. عكس ما يقوله هو الصحيح، وهو الواقع. هناك شخص يعتبر نفسه سياسيا لبنانيا يمتلك “حق” أن يكون رئيسا للجمهورية. هكذا بكلّ بساطة. يرى ميشال عون أن هذا حقّ له، ربّما كان حقّا موروثا عن والده، لا علم لأي لبناني بوجوده. لم يأخذ اللبنانيون علما بهذا الحقّ. الحاجز الوحيد الذي يقف في وجه ميشال عون وطموحاته هو أهل السنّة في لبنان، فضلا عن موقف المملكة العربية السعودية. بالنسبة إليه، تدير السعودية أهل السنّة في لبنان وتسيرّهم وفق أهوائها. ذهب النائب المسيحي إلى حدّ اتهام الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، بأنّه وضع “فيتو” على توليه رئاسة الجمهورية. هذا يشير إلى أن الأمير سعود الذي بقي وزيرا للخارجية طوال أربعين عاما، كان بالفعل دبلوماسيا استثنائيا يمتلك ثقافة واسعة وخبرة طويلة ويعرف الناس، ويفرّق بين السياسي الجدّي والسياسي المهرّج الذي على استعداد للعب دور الأداة لدى الأداة الإيرانية المعروفة في لبنان. الأرقام لا تكذب. هناك أرقام متعلّقة بعدد المسيحيين الذين تسبب ميشال عون في تهجيرهم من لبنان عندما كان على رأس حكومة مؤقتة، رفض المسلمون المشاركة فيها، لا تتجاوز مهمتها توفير الظروف المناسبة لانتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس أمين الجميّل. غادر الجميّل القصر الرئاسي في بعبدا في سبتمبر 1988، لدى انتهاء ولايته الرئاسية. سارع ميشال عون، وقتذاك، إلى الإقامة في القصر وبقي فيه حتى الثالث عشر من أكتوبر 1990. غادر القصر هاربا بعدما ترك فيه زوجته وبناته الثلاث، وذلك عندما اشتد القصف السوري. لجأ إلى السفارة الفرنسية حيث بقي فترة لجأ بعدها إلى فرنسا. ما يُطمئن في كلام ميشال عون عن مستقبل النظام السوري أن كلّ توقعاته السياسية كانت مجرّد أحلام ليلة صيف. فخلال وجود “الجنرال” في قصر بعبدا، دخل في مواجهة مع النظام السوري وتعهّد بتحطيم رأس حافظ الأسد. اتكل على حليفين معروفين هما صدّام حسين وياسر عرفات كانا على خلاف مع حافظ الأسد. أين المشكلة في استخدام ميشال عون في توجيه كلام كبير، من النوع البذيء إلى الأسد الأب، خصوصا أنّ نتائج كلامه سيتحمّلها لبنان واللبنانيون؟

ماذا كانت نتيجة تطاول ميشال عون على حافظ الأسد؟ النتيجة أكثر من معروفة. انتهى ميشال عون لاجئا في فرنسا، ووضع حافظ الأسد يده على لبنان، كلّ لبنان، بعدما كانت هناك منطقة لبنانية تشمل قصر بعبدا ووزارة الدفاع خارج السيطرة السورية.

مثلما أخطأ ميشال عون في توقعات الأعوام 1988 و1989 و1990، لا يوجد أدنى سبب كي تصحّ توقعات 2015، هو الذي قال في بداية الثورة السورية إن النظام سيسيطر، تماما، على الوضع بعد أيّام. من يتذكّر تصريحه المشهور عن “يوم الثلاثاء”. قصد، وقتذاك، في العام 2011 أنّ المسألة مسألة أيّام وينتهي كلّ شيء لمصلحة النظام! هناك سياسيون، من بينهم ميشال عون، لا يفهمون بالسياسة. لدى هذا النوع من السياسيين فائدة وحيدة. يكفي للمرء الرهان على عكس ما يتوقعونه حتى يكسب رهانه!

لا يستطيع ميشال عون استيعاب أنّ لا مستقبل له حتّى لو أمضى كلّ يوم من أيام ما تبقى من حياته في مهاجمة أهل السنّة. كيف يمكن للبنانيين أن يأتوا به رئيسا للجمهورية وهو استخدم المدافع والدبابات التي زوده بها صدّام حسين من أجل قتل المسلمين في ما أسماه “حرب التحرير”، ثم الانقضاض على “القوات اللبنانية” في ما سمّي “حرب الإلغاء”. حرّر لبنان من اللبنانيين وألغى المسيحيين من المعادلة السياسية، إلى حدّ كبير. تلك كانت نتيجة السنوات التي أمضاها ميشال عون في قصر بعبدا. هل من عاقل يمكن أن يعيده إلى القصر، على الرغم من وجود بعض التأييد له في بعض الأوساط المسيحية، خصوصا أنّه يعزف على وتر حسّاس جدا لدى الطبقة المسيحية ما دون المتوسّطة؟ إنّه وتر إثارة الغرائز المذهبية والطائفية الذي يختزله بـ”استعادة حقوق المسيحيين”. هل من إساءة أكبر من هذه الإساءة إلى مسيحيي لبنان الذين آمنوا، دائما، بالدولة المدنية والنظام الديمقراطي وحقوق المواطن اللبناني بعيدا عن السلاح غير الشرعي الذي انتفضوا في وجهه في الماضي؟

لعلّ أخطر ما في حوار ميشال عون مع مرسيل غانم تجاهله التام للدولة التي أقامها “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، على حساب الدولة اللبنانية. يقبل ميشال عون، في ضوء ما يقوله، أن يكون رئيسا على الدويلة اللبنانية في دولة “حزب الله” التي تكاد أن تكون مجرّد مستعمرة إيرانية لولا مقاومة اللبنانيين الشرفاء. يقاوم لبنانيون من كلّ الطوائف هذا التوجّه الإيراني. هل هذا ما يفسّر نقمة ميشال عون على أهل السنّة وعلى المسيحيين الذين يعترضون على توجهاته؟

في النهاية، لا يمكن إلّا توجيه شكر من الأعماق إلى “الجنرال” على طمأنته أهل بلده على مستقبل النظام السوري. الرجل لا يعرف سوى ارتكاب الأخطاء التي تبلغ في معظم الأحيان مستوى الجرائم. ففي أواخر الثمانينات نفّذ كلّ ما كان مطلوبا منه سوريا، خصوصا عندما دمّر المناطق المسيحية على أهلها. وفي أيّامنا هذه ينفّذ كل المطلوب إيرانيا عندما يعطّل انتخابات رئاسة الجمهورية. سيتبيّن قريبا هل ستتغيّر إيران في لبنان في ضوء التفاهم مع الإدارة الأميركية في شأن ملفّها النووي وفي شأن ما قد يكون أبعد من ذلك.

في كلّ الأحوال، يكون عون لعب الدور المحدّد له، وذلك على حساب لبنان واللبنانيين، خصوصا المسيحيين منهم. هل من لعبة أخرى، غير لعبة الأداة، برع فيها “الجنرال” منذ بدأ يحلم برئاسة الجمهورية؟

 

سلام يحسم خياره في ضوء جلسة غد النفايات مرآة انحلال الدولة وغياب المسؤولية السياسية

سابين عويس/النهار/27 تموز 2015

إذا كانت البلاد الغارقة في نفاياتها قد انشغلت في متابعة آليات معالجة هذه الأزمة وسط مناخ سياسي محموم مهدد بالانفجار على خلفية تلويح رئيس الحكومة بالاستقالة، فإن أزمة النفايات المستفحلة أبرزت واقعاً مأسوياً يعكس حجم الانحلال والانهيار الذي بلغته الدولة مؤسسة وقيادة وسلطات وشعب. صحيح ان أزمة النفايات دخلت في بازار الخلافات السياسية، مستدعية معالجة سياسية في الدرجة الأولى لتغطية القرارات والإجراءات التقنية المطلوب إتخاذها لاحتوائها، لكنها عكست الواقع الميؤوس منه الذي بلغته البنى التحتية المستهلكة فوق طاقتها وفي غياب أي إستثمارات جديدة لصيانتها وتحسينها وتطويرها. فوسط كل المعمعة التي أثارتها أزمة النفايات، بدا كل الاهتمام السياسي منصبّا على كيفية لمّها وجمعها والبحث عن مكان لطمرها، وسط مناخ من المزايدات السياسية من عدد من القوى الرافضة إستقبال نفايات العاصمة. وبلغت الأزمة حدودا تهدد بإستقالة رئيس الحكومة العاجز عن تطبيق أي قرار من دون موافقة القوى السياسية مجتمعة، اذ لم تعد المسألة متوقفة على النفايات بل أصبحت أزمة صلاحيات وأزمة ثقة، بما ان أي فريق لا يثق بالآخر لتقبل نفاياته في منطقته. والصورة المأسوية المعبرة عن هذا الواقع هي تحول ٨٦١ منطقة من لبنان الى مكبات عشوائية لا تراعي الشروط والمعايير الصحية. تعزو مصادر سياسية بارزة المشكلة إلى تقصير الدولة في تحمل مسؤولياتها وتلهي المسؤولين فيها بالتقاذف السياسي بدلا من التخطيط ووضع الاستراتيجيات الكفيلة بتسيير الدولة وشؤون المواطنين، حتى تحولت البلاد الى " الدولة المدينة" او ما يعرف ب" city state"، على غرار ما كانت عليه أوروبا سابقا، علما ان الوضع في لبنان بلغ حدود الدولة الحي او الشارع لا المدينة! ورأت المصادر ان غياب التخطيط لملف النفايات أدى الى تفاقم هذه المشكلة وبلوغها هذا المستوى، مشيرة الى ان المشكلة برزت في القرار الرسمي الذي اشترط تلزيم المطامر للقطاع الخاص من ضمن المناقصة، علما ان مسؤولية تحديد مواقع المطامر يجب ان تكون على الدولة خصوصا بالنسبة الى العاصمة، وهذا ما منع أي شركة من التقدم لمناقصة بيروت. وينتظر ان ينسحب هذا التقصير  الذي تزامن مع مناخ سياسي مشحون على جلسة مجلس الوزراء غداً الثلثاء، المخصصة للبحث في هذا الملف. ومعلوم ان هذه الجلسة لن تخلو من المناخ التصعيدي المتشنج خصوصا أنها تنعقد على خلفية إستكمال البحث في مسألة آلية العمل الحكومي، كما تنعقد بعد موجة التصعيد الي قابل فيها "حزب الله" تلويح الرئيس تمام سلام بالاستقالة.  إذ جاء في كلام للأمين العام للحزب ان استقالة الحكومة لن تقدم ولن تؤخر، داعيا سلام وتيار "المستقبل" الى الحوار مع "التيار الوطني الحر". وفي هذا الكلام، اكد الحزب ان موقفه الداعم لرئيس التيار العماد عون لن يتوقف على الدعم السياسي، بل يصل الى حد تعطيل الحكومة، ولكن بفارق ان التعطيل لا يتحمل مسؤوليته الحزب او عون بل رئيس الحكومة. وفي حين تجنب سلام الرد على نصر الله أمام زواره الذين سألوه عن الموضوع، اكد ان كل الخيارات لا تزال مفتوحة أمامه وان تلويحه بالاستقالة ليس ناجما عن رغبة في المناورة او الضغط بل هو نتيجة انزعاج حقيقي لديه من الأوضاع التي آلت اليها الحكومة في ظل التعطيل الذي تتعرض له ويمنعها من الإنتاج. وينقل الزوار عنه تساؤله عن الفائدة المرجوة من الحكومة إذا كانت ستظل في مناخ التعطيل المقنٓع الذي تمارسه بعض مكوناتها. ولمس هؤلاء ان سلام لا يزال يتريث حتى الثلثاء ليرى الأجواء التي ستسود الجلسة.  فإذا ظهرت نية حقيقية للتجاوب والعمل من اجل تفعيل الحكومة، فهذا أمر جيد، وإذا كانت الأمور مستمرة في إتجاه التعطيل، فإن رئيس الحكومة سيدرس جيدا خياراتها ويتخذ ما يحافظ على كرامته وعلى موقع رئاسة الحكومة، إنطلاقا من رفضه ان تكون مكسر عصا او يكون هو نفسه أسير الصراعات السياسية.

 

لبنان "جمهورية الكوليرا" !

علي بردى/النهار/27 تموز 2015

يشغل اللبنانيون أنفسهم بقضايا عالمية كبرى. يحلّلون الآن مغازي اتفاق فيينا بين ايران و"مجموعة ٥ + ١" للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الى ألمانيا. يتساءلون عما إذا كانت ثمة ملاحق سريّة لأبعاد أخرى، سياسية ومالية واقتصادية. غير أنهم يكتفون بالتذمّر ليس إلا من خُرَقاء الطبقة السياسية التي تغرق جمهوريتهم بالقمامة! "بفضل" هذه الطبقة السياسية المصابة بـ"الكوليرا السياسية" والتي تباع وتشرى بأحزابها وجماعاتها وتنظيماتها وشخصياتها، تحوّلت الدولة خربة. لا ترى هذه الطبقة علاجاً في ما ينص عليه الدستور وما تقتضيه القوانين المرعية. يرضخ أكثرها لوصفات و"تمنيات" و"نصائح" وتعليمات وفتاوى تأتي من خارج الحدود. تتصدر الولاءات الخارجية كل مصلحة وطنية، بما فيها تلك المرتبطة بالمعيش اليومي للناس. بعض الدواء مغشوش. بعض الغذاء فاسد. قفوا على أبواب المستشفيات والعيادات. إذا طالت أزمة النفايات، هناك خطر جدّي لامكان عودة أمراض فتاكة الى لبنان، قد يكون أولها الكوليرا. ماذا تربحون من "جمهورية الكوليرا"؟ الذين يعدون أيام لبنان من دون رئيس للجمهورية كأنما يقولون للآخرين إن هذا "البلد المقاوم" يمكنه الإستمرار من دون رئيس. هذا تبجح مقيت. يقابلهم من قرر احصاء الأيام لإحقاق العدالة في قضية اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري. هذه غاية نبيلة. غير أن الدولة لا تقوم بلا مؤسسات. لا أمة تستقيم بتغييب سيادة القانون. صارت مشهودة الجنايات التي يرتكبها المجرمون. الدواء بسيط. "طلع الشعر" على ألسنة المسؤولين الدوليين من كثرة ما ناشدوا الطبقة السياسية إعلاء المصالح الوطنية على المكاسب الفردية والفئويّة الضيقة. يحضونها على عدم التفريط بالإرث العريق للتجربة الديموقراطية في لبنان. عبث كل هذا الكلام. يعتبر بعضهم أن خلف هذا الكلام "نيّات مبيتة" أو "اصطياداً في الماء العكر". يفضل السياسيون اللبنانيون انتظار انعكاسات الإتفاق مع ايران على الأوضاع في لبنان وعلى أزمات ومشاكل بلدان أخرى في المنطقة... هذه علة من العلل في سنوات ما بعد انتهاء الحرب الأهلية. لم يطو بعضهم تلك الصفحة السوداء. بعضهم يدرك طريقه لتحرير القدس من الإحتلال الإسرائيلي الغاشم بيد أنه لا يعرف الوجهة الى انشاء مكب صحيح للقمامة، دعك من سبل فرزها وتدويرها حتى الإفادة من مكوناتها. نِعْمَ المفارقات أن لبنان صمد حتى الآن، وعلى رغم إصابة طبقته السياسية بـ"كوليرا سياسية"، في تلافي انتقال أسوأ حروب المنطقة اليه. ذاكرة اللبنانيين حيّة من مقاتل أمراء الحرب. طبقتهم السياسية من تلك الحقبة السوداء. لا يشفي الغطاء الدولي لبنان من طبقته السياسية. لو كان كذلك، لما تحوّل "جمهورية كوليرا". لأمكنه الإفادة إذذاك من انتهاء عصر المواجهة بين الولايات المتحدة وايران.

 

الانهيار المؤسساتي نذير للدول المعنية بلبنان حماوة تواكب وساطة فابيوس مع طهران

روزانا بومنصف/النهار/27 تموز 2015

لا تنفصل التطورات المتسارعة في الايام العشرة الاخيرة في لبنان عن تداعيات تطورات خارجية مرتقبة، وفق ما تتفق على ذلك مصادر سياسية من جانبي الاصطفاف السياسي، على رغم ان جذورالازمة الحالية سابقة لما حصل من توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الست الكبرى. بل انه مع الاعلان عن الزيارة الاولى التي يعتزم القيام بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لايران، مدشناً عهد انفتاح مع الجمهورية الايرانية بعد قطيعة سنوات عدة، وعلى جدول اعماله وفق ما ذكرت معلومات فرنسية فتح ملف الرئاسة اللبنانية وحض طهران على الافراج عن الانتخابات، تعاملت مصادر في 8 آذار مع التصعيد الداخلي وسريان معلومات عن احتمال اعلان رئيس الحكومة تمّام سلام استقالته كأنه بمثابة لي لذراع ايران ابان الزيارة الديبلوماسية الفرنسية. فمشهد الانهيار المؤسساتي في بيروت يشكل نذيرا خطيرا تقلق منه كل الدول المعنية بالوضع اللبناني ولا تريده ايران لاعتبارات تتعلق بحساباتها الخاصة وحماية "حزب الله" في عز انخراطه في الحرب السورية. ومن جهة اخرى يشكل الانهيار المؤسساتي الدستوري عاملا مؤثرا يمكن ان تضغط به بقوة الدول الغربية، وفي مقدمها فرنسا بالاصالة عن نفسها وبوكالتها عن الدول الاقليمية والغربية الاخرى على ايران التي يزورها فابيوس الاربعاء في 29 الحالي، أي على وقع تهديدات باستقالة الحكومة قد تكون حصلت أو على وشك الحصول بما يفرض حكما الموضوع اللبناني بتداعياته الخطيرة على جدول اعمال المباحثات وربما يخفض قيمة الاوراق التفاوضية في يد طهران باعتبار ان الوضع في ظل استقرار هش غيره على شفير انهيار وفوضى. وهو الامر الذي قد يحشر طهران اكثر في حال عدم وجود حكومة بغض النظر عن استعداداتها أو جهوزيتها للمساومة حول ملف الرئاسة اللبنانية، علما ان تكرار الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله للمرة الثانية الدفع في اتجاه ان يفتح "تيار المستقبل" حواراً مع العماد ميشال عون حول آلية عمل الحكومة والتعيينات الامنية يؤشر الى ان موضوع الرئاسة لا يزال خارج رادار اهتمامات ايران اقله في المرحلة الحالية. اذ ان المنطق يقول بضرورة الحوار في اصل المشكلة أي انتخابات الرئاسة التي تفرع عنها خلاف حول آلية وضع جدول الاعمال واتخاذ القرارات في مجلس الوزراء في ظل استمرار الشغور الرئاسي. وكان الامين العام للحزب رمى بكرة الازمة في ملعب "تيار المستقبل" في 10 تموز أي قبل توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الغربية وعاد فكرر المنطق نفسه قبل يومين في 25 تموز أي بعد توقيع الاتفاق وذلك في معرض رده على معلومات تحدثت عن تهديد الرئيس سلام بالاستقالة، الامر الذي يوجه رسالة عبر لبنان أيضاً بأن ايران غير جاهزة أو غير راغبة بتحريك الوضع اللبناني ابعد من الحدود التي يدور فيها الان، في الوقت الذي يسري في بعض الاوساط ان اندفاع الامور تحت وطأة الخلاف السياسي، بغض النظر عن المتسبب الحقيقي به في ظل تقاذف التهم والمسؤولية من بينها اتهام نصرالله لتيار المستقبل بدفع الامور الى الفراغ كما قال، سيفرض حكماً فتح ملف لبنان بسرعة تحت وطأة عدم امكان انتظار الامور فيه اكثر مما حصل حتى الآن.

ثمة عامل ضاغط آخر الى جانب عامل الدفع في اتجاه الفراغ المؤسساتي والدستوري وهو ما بات عليه مضمون المواقف الاخيرة التي يعلنها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والذي توّجها قبل ايام قليلة في مناسبة مؤتمر حول المسيحيين في الشرق بحضه "كل فريق سياسي وكتلة نيابية عندنا من اجل ان يعيّن مرشحه النهائي المقبول من الجميع لانتخابات الرئاسة..."، معتبرا انه بانتخاب رئيس تعود الحياة الطبيعية الى المؤسسات الدستورية. ويعد هذا الموقف تطوراً بالنسبة الى موقف الكنيسة من حيث خروجها الى ما يمكن اعتباره الخطة ب بعد اتهامها بمساهمتها في تكريس حصرية المرشحين الاساسيين الاربعة بعد تثبتها من ان سنة وثلاثة اشهر من المراوحة في المعطيات نفسها لن توصل الى ملء الشغور في موقع الرئاسة الاولى.

وبحسب المصادر نفسها فانه لا يمكن عزل مواقف البطريرك عن محاولته رفد الوساطة الديبلوماسية الفرنسية بورقة قوية تعبر عنها الكنيسة المارونية، بحيث تكون الوساطة الفرنسية مدعّمة بموقف المرجعية المسيحية الابرز من خارج الاصطفافات السياسية والانقسامات في شأن المرشحين على رغم ما ينسب من ضعف أو تراجع تأثير الكنيسة المارونية في الاستحقاق الرئاسي الابرز في لبنان، اذ لا يخفى ان موقع بكركي بالنسبة الى الخارج يظل مهماً في ظل الاعتبارات المعروفة عن انقسام المسيحيين في وقت تعول الكنيسة على وساطة غربية عموما وفرنسية أو فاتيكانية خصوصا من اجل التحدث مع ايران في ملف الرئاسة. ولذلك عدت الدعوة الى مرشح "يقبل به الجميع"، بما تعنيه في كلام البطريرك من ان المرشحين المطروحة اسماؤهم علناً غير مقبولين من الجميع، ومن غير الجدوى الاستمرار في المراوحة، بمثابة تزويد الوسطاء ما يحتاجونه لمهمتهم.

 

هل يقرّر عون النزول إلى المجلس ترجمة لقوله: "سيحكم التاريخ علينا بحسب أفعالنا"؟

اميل خوري/النهار/27 تموز 2015

بات واضحاً لجميع من في الداخل والخارج ان لا خروج من الازمات التي يتخبط بها لبنان إلا بانتخاب رئيس للجمهورية لأن جسماً بلا رأس يصيب كل اعضائه بالشلل، فهل صار مقاطعو جلسات الانتخاب مقتنعين بذلك؟ إن لـ"حزب الله" عذره اذا ظل يربط قراره بايران، لكن لا عذر للعماد ميشال عون في ان يستمر في ممارسة لعبة التعطيل التي تذهب بلبنان الى الفراغ الشامل ومنه الى الفوضى العارمة والمجهول، خصوصاً عندما يؤكد ان قراره مستقل وحر وغير مرتبط بأي خارج وهو يملك حرية اتخاذه. وهذا يحمّله مسؤولية اكبر حيال الوطن والمواطن، ويجعله مسؤولاً قبل غيره عن استمرار تعطيل انتخاب رئيس ودفع لبنان نحو المجهول لانه يصبح كمن يمسك الكرة بين يديه ولا يرميها في الملعب لتبدأ اللعبة. واذا كانت لايران مصلحة في دفع لبنان نحو الفراغ الشامل الذي لا خروج منه عندئذ إلا بتعديل دستور الطائف او بتغييره، فأي مصلحة للعماد عون في ان يفعل مثلها؟ وهل هو واثق من استعادة حقوق المسيحيين في اتفاق جديد يكون بديلاً من اتفاق الطائف؟

لقد كان على العماد عون ان يترشح كمنافس للدكتور سمير جعجع ضمن المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية لا ان يلقي مؤيدوه بأوراق بيض في صندوق الاقتراع لتظل جلسات الانتخاب معطلة، وقد مضت على هذا التعطيل سنة واربعة اشهر. وكان عليه في ضوء نتائج التصويت ان يقرر إما الاستمرار في الترشح محاولاً كسب اصوات تمكنه من الفوز بالرئاسة في دورة اقتراع ثانية، وإما الاتفاق مع حلفائه على مرشح آخر منافس لجعجع اذا لم ينسحب هو الآخر لمرشح توافقي. هذه هي اللعبة الديموقراطية الصحيحة والسليمة التي كان يمارسها زعماء احزاب ونواب وسياسيون من قبل ولم يفكروا يوماً في تعطيل نصاب الجلسات لئلا يذهبوا بالبلاد الى الفراغ. حتى ان الخارج الذي كان يتدخل في الانتخابات الرئاسية لم يكن يتدخل لتعطيل الانتخابات كما يفعل الخارج اليوم، وتحديداً ايران، انما كان يتدخل لترجيح كفة مرشح على مرشح آخر. والسؤال المطروح هو: ما الذي سيفعله العماد عون بعدما تأكد أن لا هو ولا سواه من الاقطاب الموارنة لهم حظوظ بالفوز بالرئاسة؟ هل لا يزال يأمل في ان يفرضه الخارج رئيساً للجمهورية، وهذا الخارج هو ايران اذا كانت تريد المضي في سياسة التوسع في المنطقة للتأكيد ان الاتفاق النووي لم يكن ضد هذا التوسع، ام ان العماد عون سيأخذ باقتراح البطريرك الكاردينال الراعي فترشح قوى 8 آذار من يستطيع الفوز بالاكثرية النيابية المطلوبة، وترشح قوى 14 آذار من ينافسه على منصب الرئاسة الاولى، فلا يظل صوت البطريرك الراعي كمن يصرخ في برية، ولا صوت الرئيس نبيه بريه كذلك؟

أما اذا كان العماد عون لا "يهضم" ترشيح من يسمى "حيادياً" للرئاسة الاولى لأن الحيادي في نظره هو أشبه بالفراغ... فلينزل الى مجلس النواب ويخوض معركة من يرشحه والعمل على توفير الاكثرية النيابية المطلوبة لفوزه. أما ان يستمر في الترشح ليستمر تعطيل النصاب وتبقى البلاد بلا رئيس الى اجل غير معروف وتحكمها حكومات داخل حكومة واحدة، ووزراء كل واحد منهم يعتبر نفسه رئيساً، فهو موقف غير مسؤول يحمّل كل من يتخذه تبعة التعطيل وتحويل لبنان دولة فاشلة لا يمكن حكمه إلا بوصاية عليه وكأنه لم يبلغ بعد سن الرشد. وعلى العماد عون ان يتذكر ما جاء في مقال له في صحيفة "الوول ستريت جورنال" وكان في باريس: "سيحكم التاريخ علينا جميعاً بحسب افعالنا"، فكيف سيحكم عليه التاريخ عندما يعطل انتخاب رئيس للجمهورية، وباصراره على الترشح للرئاسة ما دام حياً، ولا يفسح لمرشح آخر يكون أوفر حظاً منه بالرئاسة؟ إن لبنان اليوم هو اشبه بطائرة مخطوفة لا يعرف من فيها اين ستهبط بهم، أو بطائرة توقف محركها ويعمل الجهلة و"الداعشيون" على توقيف محركها الآخر لتسقط بمن فيها... إن قرار انقاذ لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية هو في يد العماد عون ما دام يقول إن قراره حر وغير مرتبط بأي خارج، وانه اذا كان حقاً مع استعادة حقوق المسيحيين فاستعادتها تبدأ بانتخاب رئيس هو المسيحي الوحيد في المنطقة، وبعد انتخابه تصبح الابواب مفتوحة للبحث في كل الامور.

 

قصاص لعين... عادل!

نبيل بومنصف/النهار/27 تموز 2015

لم يعرف اللبنانيون، حكاما وسياسيين ومواطنين، تجربة لعينة "مدنية" في زمن السلم مثل ازمة النفايات الاخيرة ليس بواقعها البيئي والخدماتي البشع فحسب بل ببعدها المعنوي المذل. تكاد هذه الكارثة تمثل قصاصاً لصورة اللبنانيين الذين لا يخرج منهم ناج واحد من تبعاتها. ومن أسوأ ما يواكب أيامها القاتمة ان تساوى فيها الضحية والمسبب، والمسؤول السياسي والمواطن، حتى وُصمنا جميعاً بتلك الصورة التي لا تختلف أبداً عن أكوام "العطر" المنتشرة على امتداد مناطقنا. "انتشر" اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي يمعنون في ما يحترفونه بلغة الشتائم من كل العيارات المقذعة والمتهكمة والدونية في حق الطبقة السياسية والمسؤولين بعشوائية وتعميم حارق لا يرحم ولا يقيم خط تمييز بين مسؤول حقيقي وآخر منتهك لكل معايير المسؤولية وصولا الى قطع شريان الجنوب والاعتصام غضباً. بدا ذلك أبعد من ظاهرة شعب أحرقه الاهمال المديد والفساد الشره الذي لا يعرف حدوداً ولا توقفه روادع. بدا الامر أشبه بتعويض عن ثورة مستحيلة وقهر مزمن لا يجد متنفساً إلا بالشتيمة. ولكنه عكس كذلك سوء الطالع الذي يضع هذا المواطن - الناخب أمام أسوأ ما اقترفته إرادته، فأسلس القياد لطبقة استفاق يوماً ليكتشف انها إما متواطئة وفاسدة أو عاجزة مستسلمة وربما تكون قلة نادرة من اترابها ضحية مثله تماماً.في المقلب الآخر كاد المشهد يكون خيالياً وليس من هذا الواقع. ليس في العالم حقاً، حتى في العالم الثالث المتخلف اذا سلمنا بهذا التصنيف القائم، مسؤول وليس مسؤولاً سواء بسواء إلا في لبنان. تَرَكُوا الناس على قوارع النفايات والبهدلة والإذلال والخطر الصحي والبيئي اكثر من أسبوع ولم نفقه بعد ماذا يجري ولماذا اجتاحتنا القاذورات والقمامة وشوهت صورة البلد بهذا الشكل المسخ الى هذه الحدود وسط مسؤوليات ضائعة ومضيعة، معروفة ومجهولة، تماما كالمشهد المقزز وروائحه العفنة. كارثة متوارثة ومتراكمة بقديمها وحديثها هي أشبه بفضائح الكسارات والمقالع وكل المفاسد المصلحية الشرهة التي تضج بها اروقة الدولة ودوائرها ووزاراتها وإداراتها وبلدياتها المنتخبة أيضاً وايضاً، ثم النتيجة صفر مكعب في المسؤولية وتحديد المسؤولية والمسؤولين. اما المحاضرون في العفة فلم تعد تتسع لهم الشاشات والمنابر المفتوحة هي أيضاً على شتى أصناف غسل الذمم والايدي بغباء أو بتواطؤ أو بشهوة التنافس العشوائي. أي قصاص هذا لمجموع مكونات الرأي العام اللبناني الذي كان يتباهى بأنه الاكثر حيوية بين "نظرائه" في المنطقة، فاذا بنا في أسفل الدرك جميعا؟ ولكنه قصاص عادل لانه كشف فينا كل هذا الانهيار، فهل من يحدد لنا معنى "المسؤولية" في هذا الجحيم الفواح؟

 

الاستهتار بالوقت دستورياً وصحياً وبيئياً: في أصل النجاسات

وسام سعادة/المستقبل/27 تموز/15

عندما يُخاض في أمر قانون الانتخابات ينبغي عدم إغفال عامل الوقت. التصرّف كما لو أنّ المطلوب الاهتداء الى القانون الأفضل، لا يهمّ متى وكم من الوقت قبل الاستحقاق. فقد ظلّ يؤدي منذ نهاية الحرب، الى تداول المشاريع تفكّهاً، والمبارزة بين أكثرها تحديثية وبين أكثرها تمثيلية، ومحاولة أكل عقول الناس بالشطحات المبتكرة، الى ان يدهمنا الاستحقاق، فيعتمد أكثر القوانين اعتباطية، وأبعدها عن الدستور وعن المساواة بين الناخبين، وأقربها الى التقرير المسبق للنتيجة في معظم الدوائر. وتكرّر ذلك بشكل متفاوت خمس مرات بعد الحرب، الى ان أدّت هذه «العادة»، عادة الخوض في أمر قانون الانتخاب بشكل يستهون الجريان الزمني، ثم بشكل يستخدم الزمن كحجة ضاغطة لتمرير أي شيء، الى فساد العادة نفسها، وبعد أن اقترب الاستحقاق الانتخابي التشريعي قبل سنتين وليس ثمة من مشروع متفق عليه، وثمة التزام كابح بعدم العودة الى قانون الستين بأي شكل، وثمة انشطار حاد على خلفية مشروع «القانون الأرثوذكسي»، كانت النتيجة أنّ الاستحقاق نفسه طار، وتأجل الى الآن مرتين، والثالثة قادمة، والرابعة. ومع ان مسوّغ التمديد الذاتي للمجلس كان التمكن من اشباع مسألة القانون الانتخابي درساً، فمن الذي ما لا يزال أساساً يتذكره الآن؟ مشروع «قانون الانتخاب« ليس خبراً ولا حدثاً في الوقت الحالي، بعد أن قُتِلَ بحثاً!. انتخابات الرئاسة في الموازاة. ليس هناك طبعاً نص دستوريّ يقول بأنه على النواب انتخاب رئيس جمهورية تحت طائلة ابطال نيابتهم، لكن كل ما في الدستور واضح بأن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة وحامي الدستور ورمز وحدة البلاد وبالتالي لا يعقل أن ينتهي عهد ولم ينتخب الخلف، وكل ما في الدستور يعتبر أنه ليس هناك ما يتقدّم على انتخاب رئيس قبيل فراغ السدّة، وبشكل أكثر تشديداً في حال الشغور. مع ذلك كان طغيان فكرة عبثية وتعجيزية عن التوافق المطلق لانتخاب رئيس، واصرار مسوّقي هذه الفكرة على طرح اسم غير توافقي، وتعليق البلد على الاحتمال الصعب للتوافق المطلق على الاسم اللاتوافقي، والذي يعتبر الرئاسة اقطاعته بالفطرة، وغير المتبنى حتى بشكل جدي ممن يعجن الامور بهذا الشكل. وكان تطيير الجلسات النيابية عندما يكون الموضوع انتخاب الرئيس، والايذان بعقدها عندما يتعلق بالتجديد الذاتي للمجلس أو غير ذلك من الأمور. كل هذا هو من تبعات الكارثة الذهنية نفسها، المتمثلة في جعل التفاوض السياسي - والنظام اللبناني يقوم بالفعل على مقدار كبير من التفاوض بين الجماعات وبين العواصم -، غير مرهون بأمد، بما في ذلك المواقيت المحددة دستورياً، وما الدستور أساساً غير تلك المواقيت واحترامها؟.

الأمر نفسه يطرح بشكل آخر في موضوع النفايات. هنا المسألة لا تحتمل سنتي تمديد كما حصل للمجلس أو سنة وبضعة أشهر شغور كما حصل للرئاسة - والحبل على الجرار في الحالتين. هنا الموضوع يستفحل ساعة بساعة، ليس لأن انتخاب رئيس واقرار قانون انتخاب وانتخاب مجلس جديد موضوعات غير مهمة قياساً على موضوع النفايات كما يروّج بعض الفطاحل، بل لأنه جرى اعتماد القاعدة نفسها: طرح موضوع بصرف النظر عن عامل الوقت المحدد لمعالجة النافر وما لا طاقة للناس على تحمله. والموضوع هذه المرة يجسّد عامل الوقت بامتياز: فالزبالة بعد ساعة ليست نفسها بعد ساعتين، كماً ونوعاً وايذاء لصحة الناس والبيئة المحيطة. لا يمكن أن تؤجّل تجميع النفايات من الشوارع الى ان يتم التوصل الى أفضل حل بيئي ممكن، وبصرف النظر عن النسبية الزمنية لهذا الممكن. عبثي القول أنه ينبغي أخذ هذه النفايات المتراكمة مناسبة لاعادة انتاج لبنان أخضر مئة بالمئة، وعدم السماح لـ»هم» بتمييع القضية، وتضييع المناسبة. نعم صحيح: الحلول المطروحة عقيمة وترقيعية، لكن أولاً يبعد عن المواطنين الضرر المباشر الواقع عليهم بيئياً وصحياً، ثم يفتح الباب لصراع بيئي ممتد. «الغيرة على المناسبة» لدى بعض حركات «المجتمع المدني» شكل من أشكال التلوث الذهني. التضحية بالمناسبة وعدم الاستهتار بعالم الوقت كثيراً ما يكونان من علامات الرشد والجذرية الحقة في التعاطي، سياسياً كان أو مدنياً.

والسياسة، بيئية كانت أم غير بيئية، ليست «فن الممكن» بالمطلق، ليست فن الممكن غير المرهون بزمان، وليست أيضاً فن التهويل بالزمان لاقرار أي شيء أو طمر أي شيء، وانما للوقت قيمته. السياسة هي معرفة كيفية التعامل مع الوقت. وقت النفايات هو وقت بيئي - صحي - اجتماعي بالدرجة الأولى. وقت المؤسسات السياسية هو وقت دستوريّ أولاً. طرح الأمور دائماً كما لو انه ينبغي البحث عن حل النفايات في مجتمع المدينة الفاضلة، وعن رئيس وبرلمان المدينة الفاضلة، هو طرح عبثي ومدمّر. عندما تقرّر أمراً تقرّره في وقت محدّد. معنى ذلك أنه لديك وقتاً محدّداً للتداول في كل أمر، ومنه ما يتحدّد نصياً، كالدساتير والقوانين، ومنها ما يتحدّد عينياً: ترفع الضرر المباشر بسرعة، ولا تجعل الضرر المباشرة «مناسبة لتصحيح كل خلل». استبقاء النجاسات طمعاً في الطهارة الكاملة هو في أصل كل النجاسات.

 

ماذا يفعل هذا الرجل؟ (اردوغان)

غسان شربل/الحياة/27 تموز/15

لكل زعيم زعيم آخر يؤرقه. ظلّه يأكل معه من صحنه. ينافسه على الموقع في كتب التاريخ. ويدس السم في يومياته. وعاشق الزعامة لا يرتضي الموقع الثاني في السلطة أو الكتب. صفة الرجل الثاني ليست ممتعة إلا إذا كانت محطة انتظار لإزاحة الرجل الأول.

ينظر رجب طيب أردوغان إلى منافسيه الحاليين ويرجع بابتسامة استخفاف. يذهب إلى الانتخابات ليرسخ قناعته بأنه الملاكم الكبير الوحيد على الحلبة. لا يعترف بصفة الخصم الكبير إلا لرجل ينام في قبره. اسم الرجل كمال أتاتورك. ويحتفظ بصفة العدو الكبير لرجل يقيم في سجنه التركي. واسم الرجل عبد الله أوجلان. كان ذلك قبل اندلاع الجحيم في سورية. وكان شهر العسل بين أنقرة ودمشق مفتوحاً وطويلاً. استقبلني أردوغان في إسطنبول التي يعشق. وكان شديد الهدوء على غير عادته. وأنا ككل صحافي أبحث عن عنوان مهم ومثير. سألته عن سورية فاستخدم كلمتي أخي وصديقي في وصف علاقته بالرئيس بشار الأسد. قلت اذهب إلى الموضوع الإيراني. سألته إن كان يعتبر إيران عدواً أو خصماً فأصر على أنها دولة جارة ويمكن في أقصى الحالات أن تعتبر منافساً في الإقليم وعلى قاعدة الحوار والتعاون. قلت أذهب أبعد. سألته عن رد فعله إذا استيقظ ذات يوم على نبأ دخول إيران النادي النووي فاكتفى بالقول: هذا موضوع يدرسه العسكريون في حينه. قلت أكسر رتابة الحوار بسؤال شبه استفزازي. لاحظت أنه يجلس تحت صورة أتاتورك. سألته مشيراً بإصبعي إلى الصورة: «ماذا يفعل هذا الرجل في عهد حزب العدالة والتنمية؟». رد بابتسامة مقتضبة لتغطية انزعاجه واستفسر عن السؤال التالي. وكأنه أراد إفهامي أن ليس من حق الصحافي أن يمازح السلطان بسؤال خبيث.

اندلعت النار السورية. ما كان وداً عميقاً بين أردوغان والأسد تحول كرهاً سافراً ومشاعر ثأرية. كأن الانتقام هو مستقبل كل غرام.

لازمني سؤال ماذا يفعل هذا الرجل حين تدفق آلاف المقاتلين الأجانب للانخراط في القتال الدائر في سورية. صحيح أن الحدود التركية-السورية تمتد نحو 900 كيلومتر. وصحيح أنها تغص بأمواج اللاجئين السوريين الهاربين من النار التي يسكبها جيشهم. لكن الصحيح أيضاً هو أن الجيش التركي، وهو من الأقوى في المنطقة، لا يمكن أن يكون غافلاً عن تسرب آلاف الجهاديين إلى سورية عبر المعبر التركي. ماذا يفعل هذا الرجل؟ عاد إلي السؤال نفسه حين زرت مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان في كانون الثاني (يناير) الماضي في غرفة عمليات على خط المواجهة مع «داعش». كان بارزاني يتساءل عن السبب الذي دفع «داعش» إلى التصرف وكأن الأكراد هم عدوه الأول. وتردد في الشهور الماضية في أوساط الأكراد وخارجها أن «الخيط التركي» هو ما جعل تنظيم «داعش» يحاول قصم ظهر إقليم كردستان العراق مستفيداً من الترسانة المتطورة التي غنمها من الجيش العراقي في الموصل ومواقع أخرى. بعد الذي جرى في كوباني شعرت برغبة في الاستماع إلى صالح مسلم رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سورية والذي قاد عملياً معركة كوباني من موقعه. غادر مسلم تحفظه السابق وقال لـ «الحياة»: «داعش أداة تدمير تركية تستخدم لإحداث تغيير ديموغرافي في مناطق الأكراد». فقلت في نفسي ماذا يفعل هذا الرجل؟ لا أريد تبني اتهامات تربط «داعش» بأجهزة تركية على غرار ما كان قائماً بين حركة «طالبان» وأجهزة باكستانية. لا أدلة لدي. لكنني تساءلت بعد الحوار مع بارزاني ثم مسلم لماذا تصدر الأكراد لائحة أعداء «داعش» في حين كان يفترض أن يتصدرها آخرون؟ أردوغان رجل المواقف التي تذهب بعيداً لكنه أيضاً رجل الانعطافات. أيقظت هجمات «داعش» جمر الأكراد في سورية وكذلك في تركيا. استدار لمنع ولادة «إقليم كردي في سورية» إذ يكفيه سم وجود إقليم كردي في العراق. شم في نتائج معركة كوباني رائحة عدوه الثاني عبد الله أوجلان. أرسل طائراته لتقصف «داعش» و»حزب العمال الكردستاني» في الوقت نفسه. وفتح أمام الطائرات الأميركية قواعد تركية لاستخدامها.واضح أننا أمام صفحة جديدة في الأزمة السورية. وفي لعبة حجز المواقع والأدوار والأوراق خصوصاً بعد الاتفاق النووي. يريد أردوغان منع اندراج المناطق الكردية في سورية في كيان متصل الحلقات. يريد أيضاً إقامة «جزر آمنة» يسكنها أعداء الأسد. أعطى باراك أوباما القواعد ويسعى للالتفاف على خطوطه الحمر. ماذا يفعل هذا الرجل؟ تذكرت حين وضعت العنوان أنه يصلح أيضاً لمقال عن علي عبد الله صالح. وربما لمقال عن ميشال عون. أعان الله أهل الشرق الأوسط.

 

تحول تركي حيال سورية ... متى دور إيران؟

 جورج سمعان/الحياة/27 تموز/15

انخراط أنقرة في عمليات التحالف الدولي ليس وحيداً في المشهد الاستراتيجي الجديد في المنطقة. دوافعه الإقليمية لا تقل أهمية عن الدوافع الداخلية. وبالتالي لا تقتصر نتائجه على الصراع بين حزب العدالة والتنمية وخصومه السياسيين. بل تتعداه إلى ما وراء الحدود الجنوبية. دخلت تركيا عملياً «مرحلة سياسية وأمنية جديدة بالكامل»، كما عبر الرئيس رجب طيب أردوغان. إنها نار الأزمة السورية التي قفزت فوق الخطوط الحمر. تجاوزت الحدود ودخلت المرحلة التركية بامتياز. تنظيم «الدولة الإسلامية» ليس مَن بدَّل قواعد اللعبة مع الدولة التي تغاضت طويلاً عن تحركاته وتنقل عناصره وتدفقهم إلى بلاد الشام. إنها «كردستان سورية»، هي الهاجس الأكبر لحكومة أحمد داود أوغلو، فبين أبرز أهداف هذه الوزارة ضرب «داعش» وتبديد طموح الكرد شمال سورية بإقامة إقليم مشابه لكردستان العراق.

سقطت شروط أردوغان التي وضعها قبل سنة للمساهمة الفعلية في عمليات التحالف الدولي. أسقطها «داعش» مثلما أسقطها «حزب الاتحاد الديموقراطي» و «قوات الحماية الشعبية» ومعهما «حزب العمال الكردستاني». لا تحتمل أنقرة نارين على حدودها الجنوبية، فيما تراجعت أسهم حزب العدالة، كما بينت الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ولا شك في أن الرئيس أردوغان يريد تخيير الناخبين، بعد ترجيح الذهاب إلى انتخابات مبكرة، بين الفوضى أو الاستقرار. وهذا لا يستقيم فيما الحريق يلتهم الحدود الجنوبية ويتجاوزها. قبل ذلك جربت أنقرة الدفع بحلفائها للذهاب أبعد من إدلب التي انتزعتها الفصائل الإسلامية من قوات النظام. لكن واشنطن حالت دون ذلك. منعت كل الأطراف المعنية في الشمال والجنوب من الخروج على «قواعد ضبط الحرب». لم تسمح بالتقدم نحو حلب التي رغب حزب العدالة في انتزاعها كلياً من يد النظام لعله يعزز مواقعه الداخلية. وأوقفت توجه «الجيش الحر» نحو حماه. مثلما ضغطت لوقف اندفاع «عاصفة الجنوب» نحو دمشق أو ريفها الغربي. ثمة مخاوف من تقدم الفصائل الجهادية من حدود لبنان الشمالية، فبعض المراقبين لا يخفي هواجسه من احتمال اندفاع «داعش» أو «النصرة» شمالاً نحو عكار وغيرها، إذا قيض لهم الاستيلاء على حمص وريفها كاملاً. واكب المرحلة السابقة عشية الاتفاق النووي تراجع دراماتيكي لقوات النظام، وتقدم سريع لفصائل المعارضة بمختلف ميولها. لذلك حرّك اللاعبون الدوليون المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. كانوا يخشون ولا يزالون أن يتواصل اندفاع المعارضين على نحو يهدد سورية بالتقسيم والتفتيت وسقوط مناطق واسعة بأيدي «داعش» و «النصرة». والحرب الدائرة اليوم في الزبداني والجنوب والشمال قد لا تغير كثيراً في المعادلات على الأرض بقدر ما تساهم في إطلاق الحراك السياسي. ولا شك في أن انعطافة تركيا وانخراطها في حرب التحالف على «الدولة الإسلامية» سيعززان دورها في هذا الحراك السياسي. لقد ارتاحت بعد الاتفاق التاريخي بين إيران والغرب. لم يعد هاجسها قنبلة نووية بيد جارتها الجمهورية الإسلامية. ستندفع نحو مزيد من الروابط التجارية والنفطية والغازية مع الجمهورية.

الأزمة السورية لم تبدل موقف تركيا فحسب، إيران هي الأخرى ستكون قريباً أمام استحقاق مماثل. تخوض صراعاً داخلياً بين مختلف أجنحتها السياسية والعسكرية في ضوء تداعيات الاتفاق النووي والتزاماتها، وسعي الشريحة الكبرى من مجتمعها إلى استكمال العودة الطبيعية إلى المجتمع الدولي والإفادة من العائدات المالية والاقتصادية للاتفاق في مشاريع إعادة البناء الداخلي بدل إهدارها في حروب خارجية لم تعد لها طاقة على إدارتها وتمويلها. لا يمكنها تجاهل ما يلحق بحلفائها في اليمن من هزائم وتراجع. وثمة حدود لقدرتها على مواصلة الحرب التي تخوضها في بلاد الشام. صحيح أنها لا يمكن ولا يعقل أن تتخلى عن ورقتها السورية، إذا كانت مرتاحة إلى وضع العراق. لكن الصحيح أو المنطق الذي أملى عليها تقديم تنازلات في برنامجها النووي سيملي عليها مبدئياً تغييراً في موقفها من الحرب في سورية.

التشدد الذي تبديه في الأزمة السورية لا يخفي في جانب آخر أنها تعاني من تحلل معظم المؤسسات في هذا البلد، خصوصاً الإنهاك الذي يضرب القوات النظامية التي لا تزال تقاتل في أكثر من خمسين موقعاً من دون قيادة عمليات أو أركان. حتى بلغ الأمر حد تجنيد «حزب الله» الذي استنفد قدرته على حشد عناصر لبنانية، مقاتلين سوريين يتولى تدريبهم وتمويلهم. وهي تدرك أن المعاندة في قبول تسوية سياسية عندما يحين أوانها بين الكبار قد تدفع هؤلاء إلى تغيير قواعد الحرب بما يلحق مزيداً من الهزائم بالنظام وأعوانه الداخليين والخارجيين. يكفي أن يعيدوا النظر مع تركيا وشركائها في قضية تسليح بعض فصائل المعارضة. ولا يغيب عن بال طهران ما لا يغيب عن بال موسكو وهو أن سورية ستحتاج إلى بلايين الدولارات لإعادة إعمارها. وهو ما لا طاقة لهما على تحمله لا اليوم ولا في المستقبل القريب والبعيد. لذا لا مفر من الانفتاح عاجلاً أو آجلاً على القوى القادرة على التمويل، أي الغرب ودول الخليج العربي. وهذا دافع من دوافع توجه روسيا إلى بناء علاقات مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الأخرى.

ولا يختلف موقف عدد واسع من الدول العربية التي كان بعضها لا يزال يصر على وجوب الحسم العسكري لإسقاط النظام. أمامها استحقاقات كبرى. يكفي انشغالها بحرب اليمن التي لا بد عاجلاً أو آجلاً أن ترسو على تسوية سياسية تعطي للحوثيين وطائفتهم حصتهم في السلطة. في حين قد يخرج فريق الرئيس السابق علي عبد الله صالح بخفي حنين من كل هذه المغامرة. إلى قضية اليمن هناك التهديد الذي تمثله «الدولة الإسلامية». التفجيرات التي نفذها إرهابيوها في السعودية والكويت ودول عربية أخرى حتى الشمال الأفريقي، واعتقال عدد كبير من مجنديها في المملكة، تكشف نية «داعش» وحجم أهدافه التخريبية في كل المنطقة. وإذا كانت هذه الدول تلتقي مع الولايات المتحدة في رفضها بقاء الرئيس بشار الأسد، فلا بد لها أن تتقدم خطوات نحو البحث عن تسوية تنتهي آجلاً في تغيير النظام، وتحفظ لكل المكونات حقها وحصتها في السلطة، على غرار «المحاصصة» في لبنان والعراق. وهذا بالضبط ما دفع المعارضة السورية، «الائتلاف الوطني السوري» و «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي»، إلى التوافق في بروكسيل أخيراً على «وثيقة سياسية» استعداداً للتفاوض على «الهيئة الانتقالية» التي نص عليها بيان جنيف الأول. وهي خطوة تلتقي مع شعار روسيا أن الحل يكون نتاج تفاهم سوري- سوري. وتسقط من يدها اللعب على مقولة معارضة الداخل ومعارضة الخارج. أضاعت المعارضة وقتاً ثميناً قبل التفاهم على الحد الأدنى. راهنت عبثاً على شق الطائفة العلوية. ولم تفلح اتصالاتها مع بعض الوجوه الفاعلة من أهل الساحل. ولم تحسن التعامل من البداية مع الكرد والأقليات الأخرى. ولا شك في أن مخاوفها من مفاعيل الاتفاق النووي وتداعياته على المشهد الاستراتيجي في الإقليم دافع أساسي لإعادة النظر في وسائل عملها سياسياً وعسكرياً، وإعادة تموضعها وترتيب علاقاتها في الداخل والخارج. مثلما شكل صعود «داعش» وغيرها من القوى المتطرفة تهديداً لوجودها ومشاريعها المستقبلية وتأثيرها في أي تسوية. وحال دون تقديمها بديلاً معقولاً ومقبولاً لدى الخارج، ومطمئناً للأقليات التي تعاني من إرهاب التكفيريين وغيرهم.

دخلت الأزمة السورية طوراً جديداً. لم تعد الأولوية لمواجهة «الدولة الإسلامية» ثم النظر في التسوية. التدخل العسكري التركي سيعزز الحرب على «داعش»، والتوجه الأميركي نحو توفير الحماية للعناصر السورية التي أخضعتها لتدريبات خاصة، يواكبهما حراك سياسي. خطان متوازيان فلا أولوية لواحد على الآخر. روسيا لم تتوقف مساعيها وهي اقتنعت بالعودة إلى جنيف الأولى، والمبعوث الدولي استعاد نشاطه. وثمة فصائل إسلامية مقاتلة تسعى إلى تلميع صورتها لدى الغرب. وسيحاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري استطلاع رأي نظيره الروسي سيرغي لافروف في دور إيران في الحرب على الإرهاب، إذا كانت جادة في استكمال شرعية نظامها دولياً بعد الاتفاق النووي. لا يعني ذلك أن الحل على الأبواب. هناك موقف الرئيس بشار الأسد ومعه مجموعة المستفيدين من الحرب. فهو لا يزال يعيش أوهام الحسم العسكري، فيما الغرب على موقفه الرافض أي دور له في مستقبل البلاد. مثلما هناك موقف الناشطين على الأرض من فصائل مقاتلة لا ترى في الحديث إلى النظام لقيام «المرحلة الانتقالية» سوى «خيانة عظمى»! والأهم أن الحرب على «داعش» ستطول ومعها التسوية التي تشكل عاملاً مساعداً في هذه الحرب... إلا إذا كانت القوى الإقليمية لم تستنزف كل قدراتها بعد وليس ما يدعوها إلى العجلة.

 

توظيف إيراني لورقة الإرهاب في المفاوضات

بشير عبد الفتاح/الحياة/27 تموز/15

من بين أوراقٍ شتى عمدت إيران إلى توظيفها خلال المفاوضات النووية مع السداسية الدولية، هرع المفاوض الإيراني إلى استغلال حالة الهوس الغربي والعربي بمحاربة الإرهاب الذي ضرب أطنابه في المنطقة، عبر إغراء المجتمع الدولي بدور حيوي وفاعل تضطلع به طهران في هذا الصدد، حال إتمام توقيع اتفاق نهائي يمهد السبيل لرفع العقوبات عن كاهل الجمهورية الإسلامية. فبادئ ذي بدء، انطلقت طهران تنفي أية صلة بالتورط في أية نشاطات إرهابية في المنطقة، معتبرة أن الإرهاب المنتشر حالياً في ربوعها إنما هو صنيعة أميركية بالأساس، لتصعيد حالة التخويف من الإسلام. وبالتوازي، طفقت طهران تقدم نفسها كفارس نبيل ومحارب شجاع يرنو إلى استئصال شأفة الإرهاب من جنبات المنطقة، حيث أكد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أن الولايات المتحدة وقوى أخرى تتقاعس عن التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وإن إيران وحدها هي التي أخذت هذه المهمة على عاتقها، حيث أرسلت 1000 مستشار عسكري إلى العراق، إضافة إلى وحدة خاصة، كما نفذت عدداً من الهجمات الجوية ضد تنظيم «داعش» وأرسلت مساعدات عسكرية تقدر ببليون دولار.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك في طهران مع نظيره السوري جهاد اللحام مطلع الشهر الجاري، أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن بلاده دعمت على الدوام دول المنطقة في مسار محاربة الإرهاب، مؤكداً أنها اليوم تحارب الإرهاب في سورية والعراق من أجل مستقبل المنطقة والإنسانية جمعاء. وقبل أيام، أكد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف من فيينا، أن إبرام الاتفاق النووي النهائي بين بلاده والسداسية الدولية من شأنه أن يضع أساساً صلباً لتحالف دولي فاعل لمحاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة.

وإبان مشاركته كضيف شرف، في قمتي منظمتي «بريكس» و»شنغهاي» الأخيرتين اللتين عقدتا قبل أيام في مدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكيرستان، أکد الرئيس الإيراني حسن روحاني دور إيران والهند الحساس جداً في صون الاستقرار ومكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره في المنطقة. وفي السياق ذاته، أجادت إيران تسويق دورها المثير في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، خصوصاً بعدما ترددت واشنطن بادئ الأمر في قبول ذلك الدور على خلفية اتهام نظام الولي الفقيه بالضلوع في دعم الإرهاب في الشرق الأوسط ومساندة نظام بشار الأسد الدموي، لكنها سرعان ما تراجعت عن هذا الرفض وقبلت مرغمة بدور إيراني يلفه الغموض في محاربة «داعش».

لقد كان إصرار واشنطن بداية على استبعاد طهران من هذا التحالف، وهو ما بدأ يدفع طهران نحو تشكيل ما يشبه التحالف المضاد أو المعرقل مع كل من روسيا وسورية الأسد، وقد بدأت تتبنى الأطروحات الروسية ذاتها التي تعتبر أي تحرك عسكري في العراق وسورية بغير مظلة من القانون الدولي أو تفويض من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بمثابة عدوان على سيادة الدولتين وانتهاك صارخ للقانون الدولي بذريعة محاربة الإرهاب. وبينما اعتبرت طهران أن التحالف الدولي والهجمات الجوية سوف تشعل المنطقة، وصفت مؤتمر باريس، الذي التأم للتباحث بهذا الشأن ولم تدعَ إليه، بالمسرحية الهزلية. ثم جاء التنسيق الأميركي الإيراني في محاربة «داعش»، خصوصاً بعدما صادق الزعيم الروحي الإيراني آية الله علي خامنئي للجيش الإيراني على التعاون مع الولايات المتحدة في العراق وكردستان خلال تلك الحرب، كما طلب من الجنرال قاسم سليماني قائد قوات القدس، وهي وحدة خاصة في الحرس الثوري، التنسيق والعمل مع القوات التي تقاتل التنظيم بما في ذلك الولايات المتحدة، فيما أكد مسؤولون إيرانيون استعداد بلادهم للتعامل مع الأميركيين كما حدث سابقاً في العراق وأفغانستان.

وبينما أفادت تسريبات غربية بوجود تنسيق غربي سري مع إيران على صعيد العمل الميداني بالتوازي مع دور آخر معلن في التحالف الدولي ضد «داعش» يتجلى في قيام النظام الإيراني بتقديم الدعم والاستشارات لأكراد العراق في مواجهة مسلحي التنظيم الإرهابي، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن تقريراً سنوياً صدر في آذار (مارس) الماضي عن الاستخبارات الوطنية الأميركية، استبعد إيران و»حزب الله» اللبناني من قائمة التحديات الإرهابية التي تواجه الولايات المتحدة. ومع تواتر المعلومات عن جهود حثيثة تبذلها القيادة الروسية هذه الأيام بغرض إقناع الرياض بتقبل الدور الإيراني في محاربة «داعش»، تستبد بكثير من العرب السُنة مخاوف من أن تكون مساعي تسويق مشاركة إيران في محاربة الإرهاب عقب توقيع الاتفاق النووي النهائي معها، مقدمة لتحالف إيراني مع القوى الكبرى يعزز مصالحها ويعظّم مكاسبها على حساب العرب والمسلمين السُنة، من خلال غض الطرف عن توسع النفوذ الإقليمي الإيراني وتأليب التجمعات الشيعية توطئة لتمكينها، حتى وإن كان الثمن وحدة دول المنطقة واستقرار شعوبها.

 

هل العلاقة مع واشنطن خطأ تاريخي؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/27 تموز/15

بسبب توقيع الإدارة الأميركية اتفاقا مع النظام الإيراني حول برنامجها النووي، بما يعنيه من إنهاء للعقوبات والانفتاح على إيران، اعتبره البعض موقفا لئيما من واشنطن ضد حلفاء قدامى، كانوا معها أوفياء على مدى خمسة عقود ونيف. البعض اعتبره يستوجب إعادة النظر في العلاقة. العلاقة بين السعودية وبقية دول الخليج العربية مع الولايات المتحدة ليست عادية، بل هي قطعًا أفضل ما أنتجته الدبلوماسية في منطقتنا، ومن لا يعرف محطاتها، وما حققته، فهو لا يثمنها ولا يفقه كثيرا في السياسة. العلاقات تقام عادة في إطار المصالح، واحترام المواثيق، ويجب أن تخرج عن خرافات نظريات المؤامرة، ولا تُحمّل أكثر مما تحتمل، وما ألزمت نفسها به. فهي تبنى على المصالح واحترام الاتفاقات، بما فيها غير المكتوبة. والعلاقة مع واشنطن ليست ذات روابط قومية أو دينية أو عاطفية. ركائزها النفط، والتجارة، والتوافق السياسي حول كثير من القضايا، وليس كلها. والاختلاف بين الجانبين كان موجودا، وسيستمر، لأنها ليست علاقات متطابقة، فهي لا تماثل تلك التي بينها وبين بريطانيا، لكنها أفضل من العلاقة مع بعض الدول العربية والإسلامية.

الأميركيون اكتشفوا في الخليج دولا مستقرة وملتزمة باتفاقياتها، بخلاف دول مثل ليبيا وإيران متقلبة وعدائية. ووجدوا توافقا مع الخليجيين في معظم القضايا، وهناك قائمة طويلة من تاريخ المناسبات والقضايا. حتى عندما اختلف السعوديون حول قضايا استراتيجية، مثل إنهاء سلطة الشركات الأميركية على شركة البترول «أرامكو»، تم حل الخلاف بطريقة ودية وملائمة للطرفين، بخلاف البترول الإيراني والليبي والعراقي الذي عانى لعقود بسبب سوء إدارة النزاع.

وإذا وضعنا العلاقة في إطارها، التي أرساها الزعيمان الملك عبد العزيز مع الرئيس أيزنهاور في عام 1945 على ظهر المدمرة «كوينسي»، لوجدنا فوائدها في كل الأزمات التي مررنا بها حتى هذا اليوم، مع ملاحظة أن العلاقة مع واشنطن قديمة منذ الحرب العالمية الأولى، لكن الأميركيين كانوا يمتنعون عن الانخراط في العمل السياسي والعسكري خارج قارتهم، تاركين الساحة للقوى الأوروبية. دول الخليج، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تجاوزت كل المحن الخطيرة منذ الخمسينات، فهي واجهت المد الناصري في الستينات، والبعثي العراقي في السبعينات، والتحرش الشيوعي اليمني الجنوبي في نفس العقد، والإيراني منذ الثمانينات، والغزو العراقي في التسعينات، وتصدت للتهديدات الإيرانية في مطلع القرن الجديد. دون تحالفات كبرى يصعب على الدول تجاوز مثل هذه الأخطار، التي كانت مرتبطة أيضا بتحالفات دولية كبرى إبان الحرب الباردة. وليست صدفة أن الدول التي لا تزال واقفة على قدميها حتى الآن تتشابه في سياساتها وبالطبع تحالفاتها، دول الخليج والأردن والمغرب. وباستثناء الجزائر، كل الأنظمة الأخرى انهارت أو تبدلت تماما.

هذا سياسيا، والحال مماثل في المجال الاقتصادي. فليس صدفة أن دول الخليج تنتج 15 مليون برميل يوميا، في حين عجزت إيران عن إنتاج سوى ثلاثة ملايين برميل، رغم كل محاولاتها واستعانتها بالروس والصينيين لثلاثين عاما. فشلت لأن الولايات المتحدة رفضت منحها التقنية والخبرات، مع أن الطبوغرافية الإيرانية مماثلة لجارتها الخليجية. وإيران تملك ثاني أكبر احتياطي نفط في الشرق الأوسط بعد السعودية. وكذلك العراق الذي يأتي في المرتبة الثالثة، وربما هو الأول، لكنه بسبب نزاعاته مع الغرب وتحالفاته مع الشرق فشل في تطوير صناعته البترولية. هذه من نتائج العلاقة السياسية وليست صفقات تجارية بذاتها. طبعا، كانت دائما هناك خلافات بين الفريقين، الخليجي والأميركي، حول قضايا أبرزها فلسطين. كانت تمثل إشكالا كبيرا، إنما لم يسمح لها بأن تخرب كل العلاقة، مدركين أن العرب الذين تحالفوا مع الاتحاد السوفياتي لم يجنوا من ورائه أي حقوق أو أرض أو انتصار. وكانت هناك خلافات أخرى، معظمها وقتية. مثلا، السعودية رفضت منح واشنطن حق استخدام أراضيها لضرب أفغانستان عام 2001، في حين أن إيران هي التي قبلت. وفي نفس الوقت كانت السعودية أهم بلد قدم معلومات ومساعدة للأميركيين لمطاردة تنظيم القاعدة في العقد الماضي. الآن، يوجد خلاف داخل المعسكر، بين الدول الخليجية والولايات المتحدة، حول الاتفاق الغربي مع إيران. وهو يمثل أسوأ الخلافات في تاريخ الجانبين، إلا أنه لا يرقى إلى مستوى يؤدي للقطيعة، ولا تبديل التحالفات، على الأقل هذا تقديري الشخصي. والذين كتبوا شامتين، أو مستنكرين العلاقة بمجملها، لا ينظرون إلى ما هو أبعد من هذه الأزمة التي بالتأكيد ستتطلب جهدا دبلوماسيا كبيرا لإصلاحها. وهي ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها الحكومة الأميركية قرارات في المنطقة لا تتفق مع الرأي في الرياض، وهذا أمر طبيعي في ظل وجود مصالح أخرى لكل دولة.

 

هل في السعودية صقور وحمائم؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/27 تموز/15

تزامنًا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني للكويت وقطر والعراق، انطلقت حملة تصريحات إيرانية موجهة للمنطقة، وعلى كل المستويات، للخصوم والأتباع، قام بها مناديب إيران بالمنطقة، حسن نصر الله، وبشار الأسد، ونوري المالكي، لكن الأهم هو ما صدر عن مساعد وزير الخارجیة الإيراني. ففي مقابلة نقلتها وكالة «إرنا» قدم مساعد وزير الخارجیة الإيراني حسین أمیر عبد اللهیان قراءة طهران لواقع المنطقة بعد مفاوضات الاتفاق النووي، والموقف من السعودية، واحتوت قراءة عبد اللهيان على مغالطات عدة، حيث تحدث بلغة انتصار مصطنعة، ربما لتغطية التنازلات المقدمة بالاتفاق النووي، مكررا تصريحات المرشد الإيراني، عن أن إيران تدافع عن حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وبشار الأسد، إلى قوله إن السعودية حاولت تعطيل الاتفاق النووي، والتصريح بأن «أمن المنطقة بما فیها السعودیة هو من أمن إیران، لكن سیاسة بعض المتشددین داخل السعودیة الیوم تجر المنطقة إلی الصراع وزعزعة الأمن والاستقرار، والدلیل سلوك السعودیة في البحرین والیمن، ودورها السلبي تجاه قضایا المنطقة مثل العراق وسوریا ولبنان، ولذلك أؤکد لكم أننا نرحب بالحوار مع السعودیة، ونأمل بأن تتخلی في أسرع وقت عن سیاسة الحروب»! والسؤال للمسؤل الإيراني هنا هو: منذ متى كان في السعودية حمائم وصقور؟ الحقائق تقول، ومنذ الثورة الخمينية، إن السياسة السعودية تجاه إيران كانت واضحة، وحاسمة، وبادرت مرارًا، وبمراحل كل الملوك الذين مروا على السعودية من حينها، وحتى اليوم، لتقديم حسن النوايا تجاه إيران مع حسم واضح تجاه الأمن القومي، ورفض التدخل في شؤون دول المنطقة، سواء من قبل إيران أو غيرها. والمعروف، والثابت، أنه ليس في السعودية صقور وحمائم، بل دولة، ورجال دولة، ونهج واضح عقلاني. السعودية لم تجند ميليشيات طائفية بالعراق، ولبنان، واليمن. والسعودية لم تقف مع المجرم القاتل في سوريا ضد شعبه كما تفعل إيران الراعية للإرهاب. والسعودية لم تشجع انقلابًا في اليمن، ولم تسعَ لحرب فيه، بل إنها استصدرت قرارًا أمميًا لحماية الشرعية هناك. وتدخلت السعودية بالبحرين لحماية الدولة، والأمن، وكما فعلت يوم غزا صدام الكويت، بينما تسعى إيران لتقويض أمن الدول العربية. السعودية لم ترد على أي عمل إرهابي إيراني بالأراضي الإيرانية، ولم تمول إيرانيًا، ولم تؤجج الطائفية، ولم تؤوِ إرهابيًا إيرانيًا، وكما تفعل إيران بإيوائها إرهابيي «القاعدة»، وتعتذر عن تسليمهم خشية انتقام «القاعدة» من طهران، وكما يردد الإيرانيون بأحاديثهم مع المسؤولين السعوديين! وإيران نفسها لم تحترم ما عرف باتفاقية نايف - روحاني، ولا الاتفاقية الأمنية الموقعة مع السعودية رسميًا في عام 2001. فكيف يقال بعد كل ذلك أن أمن السعودية من أمن إيران؟ وأن في السعودية صقورًا وحمائم؟ بل وما هي أصلا قيمة زيارة وزير خارجية إيران للكويت وقطر والعراق، بعد كل هذه التصريحات، وخصوصا بعد كشف البحرين عن خلية إرهابية تدربت بإيران؟ الحقيقة أن إيران لا تجيد صناعة السجاد وحسب، بل تتفوق بصناعة الأوهام!

 

ريم.. وجه القهر الأوروبي

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/27 تموز/15

«لا أستطيع تخيل شكل مستقبلي ما دمت لا أعرف إن كان بإمكاني البقاء في ألمانيا أم لا».. قالتها بابتسامة وعينين مفتوحتين، متابعة: «لديّ أحلام كما غيري من الناس. أرغب في الذهاب إلى الجامعة وهذه أمنية. ليس أمرا جميلا أن نشاهد كيف يمكن لأناس آخرين أن يفعلوا ما يطمحون إليه فيما شخص آخر عاجز عن الإمساك بحياته». كانت لحظة استغاثة تلفزيونية سيوثقها التاريخ حتما.. من يمكنه النجاة من مشاعر التعاطف حيال وجه شفاف وعينين معبرتين كعيني ريم، الطفلة الفلسطينية ذات الأربعة عشر ربيعا، وهي تروي معاناتها وأسرتها بألمانية فصيحة، وتحكي عن مخاوفها من احتمال ترحيلها من ألمانيا قبل أن تنهمر دموعها. بدت ريم التي تصدرت نظراتها الحائرة أغلفة العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية الألمانية وجه القهر الأوروبي للقادمين الجدد إليها.

خلال ثوان وجدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المصنفة أنها أقوى نساء الأرض نفسها في موقف لا تحسد عليه، وهي التي كانت قد لقنت رئيس وزراء اليونان درسا قبل أيام. لكن دموع ريم ومحنتها التي شاهدها الألمان ومعهم العالم وضعت ميركل وحكومتها في موقف محرج، خصوصا أن تلك اللحظات أثارت بشكل مكثف أسئلة حقيقية بشأن المعضلة الإنسانية للهاربين إلى أوروبا من دول الشرق الأوسط، وهو ما دفع بنخب سياسية ألمانية إلى التحرك سريعا من أجل تغيير القوانين الخاصة باللاجئين في ألمانيا.

ندوة تلفزيونية بين طلاب وميركل أمر يتكرر حدوثه من حين لآخر، لكن تلك المواجهة بين ميركل والطفلة ريم كانت شيئا آخر تماما. لقد شرحت ريم لإحدى عشر دقيقة في الندوة لميركل حكايتها، بدءا من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث نجمت عن ولادتها هناك مضاعفات أثرت عليها صحيا وجعلتها غير قادرة على السير بشكل طبيعي، وما أعقب ذلك من مسار طويل ومعقد عاشه أهلها إلى أن تمكنوا من نيل تأشيرة علاج في ألمانيا قبل خمس سنوات، ومنذ ذلك التاريخ هم يعيشون على أمل مزدوج: شفاء ريم والحصول على الموافقة على لجوئهم إلى ألمانيا. لكن قبل أسابيع جاءهم الرد بأن طلبهم تم رفضه. الأرجح أن ريم، التي تفوقت في دراسة اللغة الألمانية، تحمست حين دعيت للمشاركة في لقاء تلفزيوني مع ميركل كي تعبر لها عن محنتها، وهو ما حصل فعلا، لكن ما لم تتوقعه ريم هو أن نقاشها مع ميركل سيخلف كل هذا الاهتمام لدى الرأي العام الألماني والأوروبي. صحيح أن المستشارة الألمانية فشلت في مواساة الفتاة، رغم أنها ربتت على كتفها، لكن ردها حين قالت لها إنه ليس بإمكان كل طالبي اللجوء البقاء في ألمانيا وبأن السياسة أحيانا تكون قاسية أثار في وجهها موجة من ردود الفعل. لقد نال ميركل نقد لاذع حين أجابت عن تساؤلات ريم بشكل سياسي تقني. صحيح أنها كانت صريحة وواضحة، لكن قضية اللاجئين ليست قضايا جماعية، بل هي قضايا أفراد وتحتاج حكايات كل فرد منهم لأن تروى وتقال تماما كما حكاية ريم. هذا النقاش بدأ يعلو في ألمانيا وأوروبا، فالضجة التي أثارتها مواجهة ميركل مع ريم فتحت العيون على مخاوف آلاف اللاجئين المهددين بالترحيل القسري في أي لحظة. لقد نجحت ريم بعد اللقاء التلفزيوني في تغيير مسار حياتها، وأكد مسؤولون أنه لن يتم ترحيلها وعائلتها وأنها ستبقى في ألمانيا. لكن ماذا كان سيحصل لم لو تبك ريم ولو لم نشاهد دموعها التي أيقظت التعاطف وحركت المشاعر؟ هناك اليوم من ساعد ريم، وهي فعلا تستحق أن تحقق ما تطمح إليه.. لكن من سيساعد الآخرين؟ لعل ما خلفته حكاية ريم من نقاش واهتمام يفتح المجال أمام من لم تتح له رواية معاناته على التلفزيون.

 

تزايد خطر «الذئاب المنفردة» في الحرب على الإرهاب

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/27 تموز/15

«لقد اعترف بالحقيقة، وأظهر الولاء. صدر الأمر، والقلب يدق. لقد قبل الأمر. الفراشات تصيب الهدف. حالة الترقب انتهت، إحساس بالراحة»، تلك هي الكلمات التي سرد من خلالها مقاتل «داعش» الملقب بأبي عبد الله البريطاني نداءه يوم 10 مايو (أيار) على موقع التواصل «تويتر» لكل من يسعى في الغرب لأن يصبح «جهاديا». وفي رسالة مترجمة على موقع «سايت إنتليجنس غروب»، قال أبو عبد الله محذرا: «لا تترد ولا تفكر مرتين». «هي أفكار تدور في رأسك. كم سيكون عدد القتلى؟ كيف سيتصرفون؟ لكنك سرعان ما تخرج من هذه الحالة». كان هذا هو الوجه المتوعد الكئيب لـ«الذئاب المنفردة» الذين تراهم قوات مكافحة الإرهاب الأميركية كخطر داهم على البلاد، فهم يختلفون عن غيرهم، متخبطون، ومهرة في استخدام الإنترنت، وشغوفون بتطوير أنفسهم، ومن الصعب العثور عليهم. هوياتهم المجهولة مخيفة للحد الذي جعل خبيرا في الإرهاب الشرق أوسطي يعبر عن مخاوفه بصوت عالٍ الأسبوع الماضي، على إثر جرائم القتل التي هزت مدينة تشاتانوغا بولاية تينيسي الأميركية التي نفذها يوسف عبد العزيز، قائلا إن جريمة واحدة أخرى مثل تلك التي نُفذت، كفيلة ببث الرعب بين عموم الناس من تهديدات «الذئاب المنفردة». الرعب هو بالتحديد، وبكل تأكيد، ما يسعى مستقطبو الشباب عبر الإنترنت إلى خلقه، إلا أن المسؤولين الأميركان يقولون إن أفضل رد فعل هو هدوء وثبات الشرطة ووكالات الاستخبارات، ومرونة الناس في التعامل مع الحدث. «إنها مشكلة سوف نواجهها في المستقبل القريب»، حسب مسؤول يتعامل مع المشكلة عن كثب، وأضاف أن وضع الولايات المتحدة يعتبر أفضل من باقي مناطق العالم، إلا أن قدرتنا على تحمل الألم أقل من غيرنا.

وبعد هجمات تشاتانوغا، حذرت الإدارة الأميركية من أنه ليست هناك حلول سريعة وسهلة للمشكلة. وفي كلمة أمام هيئة المحاربين القدامى بمدينه بيتزبرغ الثلاثاء الماضي، قال أوباما: «إن تهديد الذئاب المنفردة والخلايا الصغيرة يصعب تنبؤه ومنعه»، ووعد «ببذل كل ما في وسعه في سبيل حماية البلاد»، بيد أن المسؤولين يقرون بأن أفضل الإجراءات هي أبسطها، وهي أن يلاحظ عامة الناس علامات تدل على السلوك العنيف، لكنها لا تصاب بالذعر عند حدوث الهجمات.

أظهر جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، قدرا كبيرا من الصراحة في كلمته هذا الأسبوع بمدينة سيلت ليك عند حديثه عن «الأرواح المضطربة»، التي يحاول المتطرفون حشدها عن طريق الإنترنت. «رسالتهم هي السفر لأرض الخلافة في ما يسمى بلاد العجائب. انضم إلينا هنا في العراق أو سوريا، وإذا لم يكن بمقدورك السفر، اقتل شخصا ما أينما وُجدت. اقتل أي شخص يرتدي زيا موحدا، ويفضل من يعمل بالجيش أو القضاء، المهم أن تقتل».

لم يبالغ كومي في ما قال، ففي 24 مايو غرد مقاتل من «داعش» لقب نفسه بأبو عولقي قائلا: «لا أستطيع أن أفهم إخواني في الغرب كيف يسيرون بالقرب من ضابط شرطة، من غير توجيه طعنة له!». الأسبوع الماضي، وجّه مقاتل في «داعش» يدعى سيف الله اليماني نداء للأميركان من أصل أفريقي قائلا: «أعلم أن هناك إخوة سودا يحاربون التهميش والعنصرية، ويحتاجون إلى العون، وأدعوهم لاعتناق الإسلام وإعلان البيعة».

ففي تلك التعليقات المتطرفة، تبدو الدعوة الوحشية للقتال مقترنة بأوهام مستقاة من ألعاب الفيديو. هذا ما جعل أحد خبراء مكافحة الإرهاب الأميركان مثل ميشال لايتر، المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب، لا يميل إلى استخدام تعبير «الذئاب المنفردة»، ويفضل استخدام تعبير «المعتدون المنفردون»، إذ إن التعبير الأخير لا يشتمل على إيحاء يضخم من قدراتهم بشكل مسرحي.

في حديثه حول ما وصفه بـ«المشكلة التي تزداد تعقيدا» وتشكل مصدر قلق للمسؤولين الأميركيين، قال كومي إن الـ«إف بي آي» لا يستطيع فك الشفرات القوية التي تعطيها شركات الاتصالات للمستخدمين. وقال إنه لم يطلب من الكونغرس هذا الشهر، فرض مزيد من المراقبة على الاتصالات، لكنه طلب مساعدة فنية من شركات الاتصالات، حتى يتسنى لهم الاطلاع على البيانات المشفرة «من أجل الحصول على المعلومات الإلكترونية لضمان أمن الولايات المتحدة». في الحقيقة، يعني هذا اللجوء إلى «أبواب خلفية» لفك التشفير، وهو الأمر الذي يجد مقاومة من أغلب الشركات. سوف يشكل عصر «الذئاب المنفردة» اختبارا لقدرة الدولة على خلق توازن بين متطلبات الأمن والحريات المدنية، ويُأمل هذه المرة أن يتم ذلك بشكل أكثر حكمة من الإجراءات المشددة، التي اتخذت في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2011، فالمهمة هذه المرة تبدو أدق. سوف تتسبب مزيد من الهجمات في مطالب مجددة بمراقبة الاتصالات وتشديد الإجراءات الشرطية مما يخلق مزيدا من المتطرفين.

لا يستطيع أحد إنكار المهارات التكنولوجية للمتطرفين، فكل يوم تقريبا يقدم موقع «سايت إنتليجنس غروب» ترجمة لتعليقات جديدة عن كيفية فك الشفرات، والحصول على المعلومات الخاصة بمستخدمي الإنترنت، وإرسال رسائل آمنة عن طريق الإنترنت وغيرها من التقنيات، لدرجة أن أحدهم ابتدع لعبة «فلابي بيرد» التي تحاكي أسلوب «داعش». وفي تغريدة توبيخ عبر موقع التواصل الاجتماعي، قال متطرف لقب نفسه بـ«كاكماك»: «أينما كنت وبأي وسيلة متاحة، فبمقدورك أن تتحرك. أم أنكم لا تجيدون سوى الكلام ولا تتحركون؟».

يقول مسؤول أميركي إن أنسب رد فعل لتلك السخرية، هو التزام الهدوء وتجنب الخوض في لعبة الإرهابيين.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

الاتفاق بالنسبة إلى إيران.. ربح أم خسارة؟

د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط/27 تموز/15

تناول الإعلامي القدير الأستاذ عبد الرحمن الراشد في مقالته بصحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 26 يوليو (تموز) 2015، المعنونة بـ«خلاف الخليج مع الأميركان تفاصيل» في جزئها الأول، جوانب خلُص بها إلى أن الاتفاق هو في حد ذاته انحناءة بزاوية تسعين درجة من نظام إيران، وأن الغرب قد رَكّعَ إيران، وأن ما لدى دول الخليج، وتحديدًا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والكويت وقطر من إمكانية يحول دون أن يجعل إيران بديلا لها.

نسير مع القارئ في هذه المقالة لنرى حقيقة ما إذا ربحت إيران أم كانت خاسرة من هذا الاتفاق النووي.

بداية، وللوصول إلى مقاربات لهذا التساؤل، فإنه يتعين علينا بادئ ذي بدء أن نضع معايير لقسطاس خسارة إيران أو نجاحها من هذا الاتفاق. فهل المعيار يرتكز على عقد مقارنة بين ما حققته إيران وما خسرته من هذا الاتفاق في مقابل دول الخليج والعكس؟ أم نعقد المقارنة بين إيران والدول الغربية وتحديدًا الدول التي سعت لفرض عقوبات دولية وقامت بفرض عقوبات أحادية عليها؟ أم أن قسطاس الربح والخسارة بين إيران نفسها قبل وبعد الاتفاق وما إذا كانت رابحة أم خاسرة؟

أتفق تمامًا مع الأستاذ عبد الرحمن الراشد في أن إيران لن تكون بأي حال من الأحوال بديلا عن دول الخليج وثقلها الإقليمي والدولي، حتى وإن عادت إلى أوج قوة اقتصادها وإن كان بعد سنوات.

ولكن السؤال هنا: هل من عقد الاتفاق كان يسعى لتحقيق هذه المعادلة؟ أي أن الوصول إلى هذا الاتفاق يعني إزاحة دول الخليج والاستغناء عنها؟ واقع الحال أن كلا الطرفين، ونقصد هنا إيران ومجموعة «5+1»، لم يكن ذلك ضمن حساباته. فلا النظام الإيراني قادر على ذلك، ولا مجموعة «5+1»، وتحديدًا الولايات المتحدة، تسعى لخسارة حلفائها التقليديين في المنطقة.

ما الذي تحقق في هذا القسطاس إذن؟ يكفي التصريحات الغربية المباشرة بعد توقيع الاتفاق وحتى قبلها، ومنها تصريح وزير الخارجية البريطاني الذي أكد على ضرورة التعاون مع الجانب الإيراني، انطلاقًا من دورها وحضورها الإقليمي لنستدرك أن النظام الإيراني حقق مبتغاه هنا، والذي ظل يُصرّ عليه والمتمثل في اعتراف الدول الغربية بنفوذها وحضورها الإقليمي، لينتقل من مجرد تعاون غير رسمي إلى تعاون مُعترف به، بل ومطلوب من قبل الغرب نفسه، وهو ما جعل مستشار المرشد للشؤون السياسية والدولية يقول إن إيران تطالب بأن يكون لها حضور ودور أكبر في القضايا الإقليمية.

هل في المقابل يتوجب علينا القول إن دول الخليج هي الخاسرة هنا؟ يتوقف الأمر هنا على جانبين:

الأول: هامش المساحة الذي يقصد الغرب منه بأن إيران دولة إقليمية مؤثرة ولا بد من حضورها في ملفات المنطقة، ومدى دفع النظام بهذا الهامش إلى أقصى درجاته.

الثاني: تلك المساحة التي يتوجب على دول الخليج والدول العربية فرضها بحيث يأتي هامش المساحة للنظام الإيراني وفق أهميتها الإقليمية وضرورة حضورها، وليس وفق طموحاتها ورغباتها التي لا تخفى على أحد، ويصرح بها المسؤولون الإيرانيون علانية، ولا يجدون فيه غضاضة، فها هو عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين الإيرانيين يقول: «حين تدعو الضرورة لإرسال أسلحة إلى حلفائنا في المنطقة، فإننا سنفعل ولن نخجل من ذلك».

وعودًا إلى الاتفاق النووي، ولمعرفة ما إذا كانت إيران خاسرة أم رابحة، فإنه لا مفر من تمحيص ذلك وفق المنظور القريب والمنظور البعيد لتبعات هذا الاتفاق. فعلى المنظور القريب فإن هذا الاتفاق في حد ذاته انحناءة بزاوية تسعين درجة من نظام إيران، كما تفضل الأستاذ عبد الرحمن الراشد، ولكن يرتهن الأمر على منظورنا لهذه الانحناءة:

الأول: هل هذه الانحناءة تكتيكية حتى مرور العاصفة، وتُجسد بدورها ما يُعرف في القاموس السياسي للمرشد الإيراني بـ«المرونة البطولية» التي تأتي في أبسط صورها بأن تتماشى مع الخصم في خطواته، لأن رد الفعل بصورة عكسية في ذات الوقت يؤدي إلى أضرار جسيمة لك، وبالتالي تسايره علّك تعود لاحقًا وتنتهز فرصةً أفضل؟ أم أنه ركوع إيران لمطالب الغرب ورغباته؟

الحقائق تجيب عن هذا التساؤل، وتتمثل في:

• احتفاظ إيران بجميع منشآتها النووية.

• انتزاع الموافقة من الطرف المقابل بالاستمرار بالاحتفاظ بدورة التخصيب الكاملة، وهو في الواقع درة تاج الاتفاق النووي بالنسبة إلى إيران.

• برنامج نووي متكامل تم تأييده من قبل مجلس الأمن.

انتعاش اقتصادي واستثمارات مستقبلية منتظرة حتى ولو بعد حين.

• العودة إلى السوق النفطية ورفع معدل الإنتاج، إذ من المتوقع أن يصل تصدير النفط الإيراني مع نهاية 2016، إلى ما يقارب مليونين ونصف مليون برميل، وهذا هو الهدف المنشود من النظام الإيراني والعودة إلى موقعها الطبيعي إلى في منظمة أوبك، وليس القصد أن تعوض الغرب عن نفط دول الخليج العربي.

• رفع القيود عن البنك المركزي الإيراني والتحويلات المالية، وكذلك شركة النفط الإيرانية، وبالتالي رفع القيود والتردد من التعامل مع إيران في الجانب الاقتصادي.

إذن ما خسائر المدى القريب للجانب الإيراني من هذا الاتفاق؟ وهل يعوضها المدى البعيد له؟ لنمحص التالي:

• تقييد البرنامج النووي لمدة عشر سنوات. ولكن ما المنظور البعيد لذلك؟ يكفينا هنا ما يراه أعتى المتشددين لهذا الاتفاق لندرك نتيجة المنظور البعيد، إذ يرى أن قمة نجاح هذا الاتفاق في حرمان إيران من الحصول على القنبلة النووية لمدة عشر سنوات، ثم يحيل الأمر برمته بعد ذلك إلى الرئيس والإدارة التي ستأتي لاحقًا للبيت الأبيض ليتصرف وفق ما يراه مناسبا.

هل الإرث التاريخي يُنقش على الصخور، أم يُكتب على رمال شواطئ البحر ويُدعى له أن لا تمحوه أمواج البحر؟

• ستُحرم إيران من استيراد الأسلحة لمدة خمس سنوات وتقنية الصواريخ الباليستية لمدة ثماني سنوات، ولكن يأتي المدى البعيد ليُعيد لها ذلك.

أما في ما يتعلق بعمليات التفتيش وتحديدًا المنشآت العسكرية، فإنها أعقد بكثير مما نتوقع، وقد تركت مساحة يتقنها الإيرانيون بشكل كبير وهي مسألة التسويف والمماطلة لا تتسع مساحة هذا المقال للخوض فيها. إذن فالـ90 درجة ما هي إلا انحناءة المرونة البطولية التي جنى منها النظام الإيراني مكاسب، يتبعها مباشرةً 270 درجة أخرى يحقق فيه النظام الإيراني مكاسب أخرى على المدى القريب والبعيد. كل ما تقدم لا يزال رهنا بمدى التزام الأطراف بالاتفاق وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقبل هذا وذاك مراجعة الكونغرس الأميركي له. القول بأن قسطاس هذا الاتفاق يصب في جهة ربح النظام الإيراني لا يعني أننا نصفق له، كما أن خسارته لا تعني أننا شامتون فيه. إن الأمر برُمته يتمثل في ضرورة قراءة الأمور بواقعية لكي تبنى الاستراتيجيات وفق معطيات صحيحة تُعطي لإيران حضورها في المنطقة وملفاتها وفق هامش اعتبارها دولة إقليمية وليس وفق رغباتها. بين الرغبات والهامش الإيراني تأتي المساحة الخليجية والعربية التي لا يمكن المساومة عليها أو تركها للآخرين ليقرروا أبعادها أو يجتزوها.

 

مسارات سوريا واختزال الأعداء

مأمون فندي/الشرق الأوسط/27 تموز/15

ترى ما هي المسارات التي يمكن أن تأخذها الأزمة السورية؟ هل هو مسار الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عاما ودفع لبنان فيها الثمن غاليا، ولسخرية القدر لم يستقر لبنان إلا بعد دخول القوات السورية؟ أم أن مسار سوريا هو العراق بعد إزاحة صدام حسين عن الحكم في 2003. وما تلاها من اجتثات البعث وحل الجيش الذي أوصل العراق بعد اثني عشر عاما إلى ما هو عليه الآن من حالة سيولة واضطراب سياسي؟ أم أن مسار سوريا هو التقسيم على أساس طائفي يكون الساحل فيه للعلويين، وجبل العرب للدروز، إلى آخر التقسيمة الطائفية التي يعرفها الجميع؟ أم أن مستقبل سوريا هو الـ(status quo anti) أي كما كانت قبل الثورة السورية؟ أن يعود النظام القديم ببعض التعديلات؟ أسئلة كثيرة لا بد من التفكير فيها، إذا كنا أو ما زلنا نعتقد أن مستقبل سوريا كبلد عربي يهمنا.

مرت أربع سنوات على ثورة سوريا التي أصبحت حربا أهلية فيما بعد. أربع سنوات والعالم العربي منقسم ليس بالتساوي بين من ينتظر سقوط الأسد، ومن ينتظرون نجاحه في حسم الصراع المسلح لصالحه. ولكن بعد أربع سنوات لم يحسم الصراع لا للنظام ولا للمعارضات بأنواعها، لا غالب ولا مغلوب، التعادل بلا أهداف هي نتيجة المباراة، رغم أنه من العيب الشديد أن نشبه صراعا ثمنه فادح على مستوى خسارة آلاف الأرواح من البشر بمباراة، ولكن فقط لتقريب الفكرة، فهل سيبقى العالم العربي سجين فلسفة «ادي زوبه زقة؟» أي فقط بقيت أيام ويسقط النظام أو أيام وتسحق المعارضة، من دون أن نكلف أنفسنا حساب ثمن هذه الفلسفة على بلد محوري بالنسبة للعالم العربي.

قبل البحث في مسارات سوريا وإلى أين تذهب، لا بد من تفكيك المخاوف التقليدية التي أصبحت صورا ذهنية جاهزة تملكت من الرؤوس، وأعرف أن هذا ربما لا يعجب قراء كثرا منهم أصدقاء لي، ولكن لا بد من التعامل مع الأفكار المختلفة إذا كنا جادين في البحث عن حل لأزمة طال أمدها، وبتكلفة إنسانية عالية جدًا. وبعد تفكيك الأفكار المسبقة والصور الذهنية الجاهزة، لا بد من التعامل مع الدروس المستفادة من حرب لبنان الأهلية، ومن تجربة تفكيك المؤسسات في العراق حتى تتمكن سوريا من التعافي، ويجب ألا يكون عندنا شك أن أمد التعافي طويل. الخوف التقليدي من مسار status quo anti، هو القائل أن عودة النظام القديم بتعديلات تعني انتصارا لإيران. هذا التخوف يحتاج إلى تفكيك. بداية، تعايش العالم العربي مع علاقة سورية - إيرانية أيام الأسد الأب، ولكن هذا لم يمنع حافظ الأسد من الالتزام العربي، سواء في دخول لبنان كقوة ضامنة لاتفاق الطائف أو التزامه بدخول تحالف تحرير الكويت، رغم أنه كان ضد صدام في حربه مع إيران. إذن التعاطي السياسي مع المتناقضات السورية لم يكن يوما أزمة بالنسبة للدبلوماسية العربية. أضف إلى ذلك أن الفرس تاريخيا لم يسيطروا على سوريا، كما سيطر الرومان والأتراك العثمانيون والفرنسيون. الحقيقة هي أن الخوف المبرر تاريخيا بالنسبة للسوريين، هو من تركيا وليس من إيران. إذ سيطر العثمانيون قرونا على سوريا واقتطعوا منها لواء الإسكندرون. واليوم ينسق رجب طيب إردوغان مع واشنطن للتدخل في سوريا بحجة مواجهة «داعش»، رغم أن خوف إردوغان الحقيقي يأتي من الأكراد فقط، ومن احتمالية قيام دولة كردية، وليس من «داعش». الأكراد لا «داعش» هم مصدر الخطر الحقيقي على تركيا. النقطة التي أريد التركيز عليها هي أن العيون على طهران، رغم أن الخطر قادم من أنقرة وهنا المقلب الحقيقي. وهذا ما أقصده بتفكيك الصور الذهنية الجاهزة فيما يخص ما هو خطر على الأمن القومي العربي. سوريا كبلد يمكن سلخها من إيران، ولكن الخوف كل الخوف هو سقوط جزء منها تحت السيطرة التركية، وهذا أمر صعب حسمه أو التعامل مع تبعاته. سيناريو التقسيم من أخطر المسارات. فتقسيم سوريا يعني تفكيك سايكس بيكو تمامًا، ومعه تتساقط أحجار الدومينو بداية من الأردن وبقية الهلال الخصيب وربما إلى الخليج. وهذا المسار يحتاج إلى تأمل وتفكير جاد في اللوحة الاستراتيجية الأكبر الخاصة بالأمن القومي العربي. المسار اللبناني هو مسار مكلف للغاية، ولا طائف هناك لسوريا، ولا توجد سوريا أخرى للدفع بقواتها لخلق حالة استقرار في سوريا. سيناريو الحرب الأهلية الممتدة كما في حالة لبنان ومن قبلها السودان له تبعات وخيمة، لا بد أن يتأملها الراغبون في إزاحة الأسد بأي ثمن. الدروس المستفادة من تجربة لبنان هي أن «الطائف» لا يقضي على الطائفية، حتى لو أحدث صيغة استقرار. وسوريا أعقد بكثير من لبنان من حيث التركيبة السكانية الداخلية وتوازناتها واللوحة الجيوسياسية الأكبر. المسار الأخير هو مسار العراق من خلال تفكيك حزب البعث وحل الجيش العقائدي وتفكيك المؤسسات، وهذا رأينا تبعاته خلال الاثني عشر عاما الماضية. لن يستطيع العالم العربي التعاطي مع (عراق) منفجر آخر إلى جانب العراق. كل ما أريد قوله حتى لا ندخل في حوار يلخص المقال بأكمله، وكأنه يدعو لبقاء النظام السوري، أو على أنه تنظير لما قاله وزير الخارجية البريطاني مؤخرًا، لا بد أن نفكر بشكل خلاق وفيه قدرة على تجنب شخصنة صراع خطير ومكلف للسوريين والعرب في الوقت ذاته. حل الأزمة في سوريا يحتاج إلى تفكير خارج الصندوق التقليدي الخاص بالتمدد الإيراني. الخطر على المنطقة من بقاء الأسد لن يكون بحجم الخطر إن وقعت سوريا بقبضة «داعش» وجماعة البغدادي أو الإخوان. حل الأزمة السورية يحتاج أولا إلى الانتقال من فلسفة «ادي زوبه زقه» إلى تأمل كل المسارات والسيناريوهات المحتملة، وترتيبها من الأسوأ إلى الأقل سوءا، فالوضع الراهن لا يمكن احتماله أو تقبله لا للسوريين ولا لبقية العرب. إيران ليست العدو الإقليمي الوحيد للعرب. فالجوار غير العربي ممثلا في إسرائيل وتركيا وإيران كله له مطامع في عالم عربي أصابته حالة من الوهن، فكرة أن إيران هي العدو الوحيد والتصدي لها في لبنان يشبه التصدي لها في اليمن أو في سوريا هي فكرة غير استراتيجية في أحسن حالاتها، فكرة العدو الذي يناسب كل الحالات تشبه فكرة الملابس التي تقول بمقاس واحد يناسب الجميع (one size fits all) وهذه فكرة محدودة خصوصا في سوريا، حيث هناك جزء منها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وجزء آخر تحت الاحتلال التركي، والبقية نفوذ إيراني وليس احتلالا. إذن الأعداء الثلاثة مجتمعون في الحالة السورية، واختزالهم كما في إعلان القهوة «الثلاثة في واحد»، هو اختزال مخل وخطر على الأمن القومي العربي

 

من الخلايا النائمة إلى الخلايا اليقظة

عبدالله ناصر العتيبي/الحياة/27 تموز/15

لسنوات طويلة، ظلت طهران ترعى «الخلايا النائمة» في دول المنطقة وتمدها بأسباب البقاء، سواء على المستوى المادي أم على المستوى الفكري. وكانت في كل مرة تنكشف علاقتها بهذه الخلايا، تلتف حول عنق الحقيقة وتغلف موقفها بغطاء ديبلوماسي من الكلمات الباردة.

كانت طهران تعتمد هذه الإستراتيجية لبعض الوقت، لكن يبدو أن «كل الوقت» أجبرها على أن تدعم «الخلايا اليقظة» بدل الخلايا النائمة. كانت «منظمة بدر» في العراق (تأسست في 1980) و «حزب الله» في لبنان (تأسس في 1982) هما كل الخلايا اليقظة للنظام الإيراني في المنطقة إلى وقت قريب، وكان لكل منهما ظروفه الخاصة التي جعلت منه تشكيلاً يقظاً. فالأول استمد يقظته من حاجة الإيرانيين إلى وجود قوى ظاهرة وواضحة للعيان في العمق العراقي للعمل على إسقاط نظام صدام حسين وتقويضه من الداخل، وخلق حال إرباك للجبهة الداخلية تساهم في تعجيل انتصار الخمينيين، ولمّا لم تكن الخلايا النائمة لتفي بهذا الغرض الرئيس، كان لزاماً على الإيرانيين أن يتبنوا «فيلق بدر» قولاً وفعلاً وإعلاماً ورسمياً، لعله يحقق ما لم يحققه المجهود الحربي. أما «حزب الله» في لبنان، فلم يكن هناك داعٍ لصناعته في الخفاء، فالظروف اللبنانية حينها - ولا تزال - كانت مواتية لإدخال التشكيلات ذات الوجوه المحلية والمرجعيات الأجنبية، كون البلد كان (وما زال) مقسماً على المسطرة الطائفية والإثنية، وخاضعاً لإمرة عصا الفرقة التي كانت - ولا تزال - على استعداد لاستضافة الشيطان والملاك على طاولة واحدة. كان من السهولة جداً اختيار المكان والزمان المناسبين لزراعة «حزب الله»، وكان من الأسهل إدخال الحزب في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية اللبنانية، اعتماداً على تناقضات الوضع اللبناني وقابلية زعامات الطوائف والأقليات والجماعات المتحاربة للتنقل من حضن إلى آخر، سعياً خلف المصالح الشخصية والمكاسب الآنية. لكن السؤال يبقى: لماذا تسعى إيران دائماً إلى تجاوز حدودها وخلق شبح الخميني من جديد في دول المنطقة؟ منذ الثورة الخمينية في العام 1979 وحتى اليوم والنظام الحاكم في طهران يعمل على توطيد حكمه الشمولي بطرق شتّى. جاء الخمينيون للإيرانيين على ظهر الثورة مبشرين بالديموقراطية، لكنهم استبدلوها ما إن خضعت لهم الرقاب بالديكتاتورية. ولتجاوز مأزق النظرية الديموقراطية والتطبيق الديكتاتوري، سعوا على الدوام إلى إبقاء الشعب في حال طوارئ تنسيه الشعارات الأولى للثورة التي كانت تتحدث عن حرية الشعب ورفاهه وحكمه لنفسه. اختار النظام طريقة حكم مرسومة بعناية تجعل الناس في مختلف الأراضي الإيرانية، غصباً أو إيماناً، خاضعين لفكرة ولاية الآيات وانفرادهم بالسلطة المطلقة.

ت خلال السنوات الست والثلاثين الماضية لإلهاء الشعب الإيراني وتضليله وتجهيله، لكن كانت هناك طريقتان رئيستان ظلتا على الدوام فاعلتين حتى اليوم. الأولى هي إفقار الشعب الإيراني ووضعه تحت القبضة الأمنية الحديدية، بحيث ينشغل دائماً بنصف الدائرة السفلى المتمثل في الجري القاتل خلف الرغيف، ورعاية هذا الماراثون اليومي الذي يشترك فيه الصغير والكبير والفارسي والبلوشي والعربي والكردي والآذري والتركماني، بهراوات الباسيج وسياطهم. كانت هذه الطريقة كفيلة بإبقاء الناس في النصف السفلي من الدائرة من غير أن تكون لهم القدرة، فضلاً عن الرغبة في النظر إلى «زخرف الحكم» في نصف الدائرة العلوي. «لنأكل أولاً ثم نمد نظرنا إلى ما هو خلف سور الحاجة والفقر»، ظل الإيرانيون طوال هذه السنوات مخلصين لهذا القول، مؤمنين به، شادين بالنواجذ عليه، في بلد يعتبر بالمقاييس كافة من أغنى بلاد العالم. الطريقة الثانية كانت مد الأذرع الثورية خلف الحدود واستعداء الجيران وإشغالهم بالخلايا النائمة واليقظة، وكل ذلك من أجل خلق حال طوارئ سياسية تتكامل مع حال الطوارئ الاقتصادية الداخلية فتعميان وتضللان وتجهّلان المواطن الإيراني ليبقى أسيراً للخمينية الاستبدادية. وكانت الإستراتيجية في الطريقة الثانية مثلما ذكرت في أول المقالة تتمثل في دعم الخلايا النائمة في الدول التي يتعذر خلق خلايا يقظة فيها، لكن شرط أن تنشط هذه الخلايا بين الحين والآخر لزرع الحس الخميني القادر على إبقاء العلاقة «الخارجية - الداخلية» مشتعلة مع المواطن الإيراني. لكن يبدو أخيراً أن الشعب الإيراني بات يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى عدد أكبر من الخلايا اليقظة، فتململه بدأ يظهر للعلن، وثورته الصامتة أخذت في الاتساع أكثر فأكثر، ورفضه لحكم الآيات صار جزءاً من برنامجه اليومي، وهو ما جعل النظام يفكر جدياً في خلق مزيد من الخلايا اليقظة علّها تساعد في عودة الأمور إلى طبيعتها، ولاسيما بعدما فقدت «منظمة بدر» و «حزب الله» الكثير من رصيدهما في الشارع الإيراني. الحوثي كان خياراً مناسباً لخلية يقظة. فوجوده في جنوب الجزيرة العربية كان ملائماً جداً لأن يكون أحد الأهداف الرئيسة لعملية التضليل والتجهيل من جديد، فهو يقبع في خاصرة السعودية التي هي، وفق الأدبيات الخمينية، العدو الأول للثورة في إيران. كان الحوثي خياراً مناسباً لخلية يقظة، لكنه كبر من غير مناسبة وتشكل جسداً وقفز على الحكم في اليمن، وهذا ما لا يتناسب مع الهدف الرئيس من إيجاده المتمثل في الكر والفر والبقاء في منطقة وسطى بين الحكم وبين الثورة. الخلية اليقظة لا يمكن أن تكون «خلية حكم»، وهذا ما لم يفهمه عبدالملك الحوثي، بينما وعاه منذ البدء حسن نصرالله المؤمن والفقيه بالنظرية الخمينية، والذي لم يفكر مطلقاً في حكم لبنان؛ لأنه يعلم أن نهايته ونهاية حزبه مرتبطتان بتحول الخلية اليقظة إلى خلية حاكمة. هنا وهناك وفي هذه المنطقة وتلك، واليوم جاء دور البحرين، لكن البحرين ستظل كما كانت شوكة في قلب الخمينية إلى الأبد. وغداً سيجيء دور دولة خليجية أخرى، وستكون أصلب وأقوى أيضاً، ففي النهاية عندما يتعلق الأمر بمواجهة ما بين نظام ودولة، ستتغلب الدولة، وتنقذ في طريقها شعب النظام وسجناءه.

 

 

تفاصيل المتفرقات

ابراهيم مراد في ذكرى الشهداء السريان: مع اللامركزية الإدارية وصولا الى الفدرالية

الأحد 26 تموز 2015

وطنية - أحيا حزب الإتحاد السرياني العالمي، كعادته في كل سنة، ذكرى شهداء السريان الذين سقطوا دفاعا عن لبنان بعنوان "إننا متجذرون في هذه الأرض تجذر أرز الرب، نعيش رسالتنا ونستشهد في سبيلها"، في ساحة شهداء السريان في منطقة السبتية، في حضور الرئيس ميشال سليمان ممثلا بمستشاره الاعلامي الاستاذ بشارة خيرالله، الرئيس أمين الجميل والنائب سامي الجميل ممثلين برئيس مجلس الإعلام ساسين ساسين، الرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب الدكتور باسم الشاب، الرئيس العماد ميشال عون ممثلا بإدي معلوف، وزير العدل اللواء اشرف ريفي ممثلا بخالد علوان، وزير العمل سجعان قزي ممثلا بمنير الديك، النائبة ستريدا جعجع ممثلة بمارون مارون، رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون ممثلا بمفوض المتن المهندس جورج ابي سمرا، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلا بعضو الهيئة التنفيذية الدكتور ادي ابي اللمع، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد الركن وليد عون، المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالنقيب جوزف الغفري، رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي ابراهيم مراد، الامين العام ل "تيار المستقبل" أحمد الحريري ممثلا بهادي الديري، رئيس حزب الهنشاك الكس كوشكريان، رئيس جبهة الحرية غسان ابو جودة، راعي ابرشية جبل لبنان وطرابلس للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا، مطران بيروت للسريان الارثوذكس دانيال كورية، امين عام المؤتمر التأسيسي للفيديرالية في لبنان الدكتور الفريد رياشي، رئيس بلدية الجديدة البوشرية السد انطوان جبارة، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت بلال حمد ممثلا بخليل برمانا، رئيس منظمة طلاب الوطنيين الأحرار سيمون درغام، نقيب الممثلين جان قسيس، ممثل طائفة الكلدان في الروابط المسيحية جورج سمعان، عبود بوغوص عن رابطة الارمن الكاثوليك وحشد من الشخصيات الحزبية والإجتماعية والمدنية واعضاء مجالس البلدية والمخاتير والكشاف السرياني والمؤسسات السريانية.بداية النشيد الوطني ونشيد السرياني العالمي، ثم قدم رئيس بلدية الجديدة - البوشرية - السد كلمات نشيد لشهداء السريان الذين سقطوا في الحرب اللبنانية، ثم وضعت أكاليل من الورد على نصب شهداء السريان، تلا ذلك كلمة لمنسق الحزب في زحلة ميشال ملو.

ساسين

وكانت كلمة لساسين قال فيها: "هنيئا لقوافل الشهداء الذين ارتوت بدمائهم أرض الوطن وحفظونا بشهادتهم وأرواحهم وحموا مقدساتنا وحضارتنا ومستقبلنا". واعتبر ان "الارهاب واحد سياسيا كان ام دينيا او عرقيا فالدكتاتورية وقمع الحريات والتسلط والغاء هوية الآخر كلها اوجه متعددة لعملة واحدة هي الإرهاب والتكفير لأنهما يفضيان الى إلغاء الآخر وتكفيره لنسف وجوده بكل مقوماته"، مشيرا الى ان "اللبنانيين مطالبون بالعيش المشترك واحترام التعددية والتنوع والأهم بإبراز التسامح وقبول الآخر في ظل الظلامية والتطرف والتكفير والإرهاب ودكتاتوريات الأنظمة وتفشي السلاح غير الشرعي والأجندات الخارجية على حساب المصالح الوطنية العليا". وقال: "لم يسقط شهداؤنا لنسكت عن السلاح غير الشرعي وعن توريط لبنان في حروب الآخرين وتعطيل الدولة والتمنع عن انتخاب رئيس للجمهورية وشل المؤسسات ونسف مجلس الوزراء وضرب مصالح المواطن والوطن، فلننتخب رئيسا اليوم قبل غد وليتوقف مسلسل التضليل والتفريط بحقوق المسيحيين تحت شعار تحصيلها وهما".

العلية

اما ممثل الوطنيين الأحرار اميل العلية فقال: "يوم دق الخطر على أبواب الوطن وكان البعض ثعالب يهربون من هنا ويراوغون هناك، كان أبناء الطائفة السريانية نمورا احرارا يفدون لبنان بأرزاقهم وأرواحهم. التاريخ السرياني حافل بالملاحم البطولية دفاعا عن الوجود الحر والطائفة السريانية طائفة شهداء، فهي أعطت لبنان الكثير الكثير وما تزال".

أبي اللمع

بدوره أشار ابي اللمع في كلمة الى أن "السريان سطروا بطولات كبيرة على أرض لبنان وسقط منهم شهداء عديدون في أكبر المعارك التي حصلت في البلد". وقال: "لم نحسن حتى الآن بناء الدولة والنموذج اللبناني، والعلاقة السليمة بين المسلمين والمسيحيين في هذا البلد لا تكفي لبناء بلد الرسالة وينقصنا الكثير من الأمور ووحدة لبنانية متينة وهذا لا يتحقق إلا عندما يجد اللبناني نفسه في هذا البلد بكامل حقوقه ونحن نتطيع حل هذا المشكل وعلينا مسؤولية كبيرة لأننا كلبنانيين نمثل نموذجا لكل الشرق ومن غير المعقول ألا نكون على قدر هذه المسؤولية كمسيحيين ومسلمين في هذا البلد".أضاف: "لا يمكن لأي حضارة أن تستمر في هذه المنطقة إذا لم تكن تقوم على التنوع. لست خائفا، ولن يصح إلا الصحيح في هذه المنطقة ومن يحاول سلب روح الإنسان في الشرق سينهى وستعود الأمور الى مجراها الطبيعي". وأكد ان "الوحدة مطلوبة والمطلوب قبل كل شيء انتخاب رئيس للجمهورية والقوات لن تكف عن المطالبة به"، داعيا "من انغمس بحروب غريبة عن بلاده إلى ان يتخلى عن أحلام لا تمت الى اللبنانيين بصلة".

مراد

أخيرا، كانت كلمة لمراد قال فيها: "نضالنا كسريان شاء ان يكون جنبا الى جنب مع الأحرار والكتائب والقوات اللبنانية كشركاء بالدم ليبقى لبنان قلعة الحرية والتعددية والمسيحيين في هذا الشرق، ولولا شهدائنا لما بقي لنا متر واحد لنعيش فيه حريتنا وكرامتنا على هذه الارض. نحن مقبلون على تحديات خطيرة، والتاريخ يعيد نفسه والمطلوب الإستعداد لأن لبنان بخطر والوجود المسيحي في الشرق والإعتدال الاسلامي، ومنصب رئيس الجمهورية اللبناني المسيحي في الشرق بخطر الى اقتصادنا وامننا الصحي والغذائي بخطر، ولبنان اصبح لبنان الخطف والقتل وبيع القيم والمبادىء". وسأل: "ماذا ننتظر كأحزاب مسيحية كي نثور من جديد ونمنع الدويلات من السيطرة على الدولة والوقوف في وجه تغيير الوجه الحضاري للبنان؟ ماذا ننتظر لنقف في وجه مؤامرات توطين الفلسطينيين ومن جديد مسألة توطين اللاجئين السوريين؟ اننا كحزب اتحاد سرياني عالمي لا ننتظر التحالفات واللقاءات الدولية كي نعمل والجميع يعلم اننا نناضل على قدر حجمنا في لبنان ولكننا ثابتون على موقفنا الداعم للدولة السيدة الحرة والمستقلة وفيها الجيش اللبناني الوحيد حامي استقلاله وحدوده. نحن نناضل لبقاء المسيحية متجذرة بأرض سوريا والعراق، نناضل ويسقط لنا شهداء باسم المجلس العسكري السرياني السوري لنبقى في أرضنا المقدسة ويبقى شرقنا متنوعا ويبقى الوجود المسيحي حاضرا".

وتوجه الى "بعض من يقول لماذا لا نستقبل اللاجئين السوريين والعراقيين المسيحيين ونوطنهم في لبنان: من قال اننا نريد لمسيحيي سوريا والعراق ان يأتوا الى لبنان؟ ومن قال اننا نريدهم ان ينذلوا على أبواب المؤسسات الخيرية وتعرض صورهم في الإعلام وهم يأخذون الإعاشات والحصص الغذائية لنقبض الأموال عليهم من الخارج؟ ومن قال اننا نريد ان نفرغ نينوى وأرض آشور وآرام من الحضور التاريخي؟ من يقول هذا فهو خائن".

أضاف: "نحن نريد من الأحزاب المسيحية وحلفائنا الذين لهم علاقات دولية قوية ان تساعدنا على تسليح شبابنا ليدافعوا عن كرامتهم ووجودهم وصليبهم ليبقى مغروزا في هذا الشرق. نحن كحزب نناضل باللحم الحي وبأموالنا الشخصية لنشتري السلاح لأننا لم نتلق أي دعم من أي دولة عربية أو غربية. سنستمر في نضالنا في لبنان وسوريا والعراق حتى آخر قطرة دم من أجل مشرقيتنا ومسيحيتنا ولبنانيتنا". وتوجه مراد الى الحلفاء وقال: "نحن مع عودة الإبن الضال الى بيت أبيه، ولكن الإبن الضال الذين يتلونون على مدى عشرون عاما ويتنقل من نظام الى نظام ومن حزب الى حزب ومن زعيم الى زعيم ليصبح له نائبا ام وزيرا على دم الشهداء، فقبل ان نمد يدنا ونفتح قلبنا له، عليه الإعتذار والإقتناع ان الوحدة المسيحية أساس للبنان ولاسترداد الحقوق والمحافظة على كياننا. نحن مع التحالفات المسيحية والوحدة المسيحية ونحن أكدنا دعمنا للوحدة بين المسيحيين وخصوصا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ولكن هذه الوحدة يجب ان تتعدى وقف الخلافات في الجامعات بل يجب ان يكون هناك اتفاق تام واستراتيجي مسيحي اولا ووطني ثانيا لأننا إذا لم نتفق على استراتيجية معينة، ستبقى النوايا حبرا على ورق". وتوجه الى الحلفاء في "تيار المستقبل" وقال: "المحافظة على الإعتدال يتطلب جرأة ان نساعد بعودة حقوق المسيحيين وتحصين حقوقهم من أجل المحافظة على التنوع".

وقال: "مستعدون لتقديم الشهداء عندما كنا نقدم الشهداء لم نطالب بمناصب ولا بحقوق لأن مصير البلد والوجود المسيحي كان على المحك، ولكن اليوم حقوقنا عند حلفائنا وليس عند اخصامنا السياسيين، حقوقنا بالمجلس النيابي ومجلس الوزراء ومن غير المسموح ان يستمر تهميشنا وان يطلق على شبابنا وبناتنا تسمية "أقليات" وليس من المسموح بعد اليوم الا نتمثل في الإدارات، والإحصاءات موجودة من يوم تأسيس حزبنا وأثبتت حقنا بنائبين نريدهم منكم أيها الحلفاء وليس من أي أحد آخر".

وأعلن ان "التركيبة اللبنانية تتطلب تأهيلا الآن"، متبنيا "نظام اللامركزية الإدارية وصولا الى الفيديرالية بأسرع وقت، فالفيديرالية تحفظ كرامة المواطن، وتطور الوطن وتلغي ان نكون غنما عند الإقطاع السياسي، وتوقف الفساد والسرقة وتجعلنا نتنافس حضاريا وليس بالسلاح وهي معتمدة في أهم الدول المتطورة، فهي ليست تقسيما إنما حدود واحدة وحكومة وأرض وشعب واحد ولكن على أساس التعددية وتنوع الثقافات". وختم مراد: "لماذا نتهم ونخون كمسيحيين عندما نطرح مشروعا لتطور البلد؟ ان مقولة من كفرشيما الى البترون سقطت مع سقوط مقولة طريق القدس تمر بجونية وطريق الشام تمر بالأشرفية، وهدفنا ألا يسقط لنا شهداء بعد اليوم وان نبني مستقبل الأجيال المقبلة من دون نزاعات وحروب".

 

الراعي: مخطئ من يعتقد أن نفوذه سيزيد بغياب رئيس للبلاد

الأحد 26 تموز 2015 /طنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، يعاونه المطرانان بولس صياح وحنا علوان، ولفيف من الكهنة، في حضور النائب السابق ادمون رزق وحشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة في الأحد العاشر من زمن العنصرة، بعنوان "من لا يجمع معي فهو يبدد (متى 12: 30)"، قال فيها: "يسوع هو المحور والقاعدة لكل إنسان وجماعة. فالإله صار إنسانا بشخص يسوع المسيح، ليعيد اتحاد كل إنسان مع الله، وليجمع الشعوب في الوحدة برباط الحقيقة والعدالة والمحبة. هذا الاتحاد عاموديا بالله وهذه الوحدة أفقيا بين جميع الناس تسمى في الكتاب المقدس شركة، ويحققها الروح القدس. فبات من واجب كل واحد منا العمل على هذين البعدين: الاتحاد بالله والوحدة مع الناس. ولذا، جزم الرب يسوع في إنجيل اليوم: "من ليس معي فهو علي. ومن لا يجمع معي فهو يبدد (متى12: 30)". وأضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. ويطيب لي أن أحييكم جميعا أنتم الآتين من مختلف المناطق. فأحيي بنوع خاص رعية مار سابا عبدين الحاضرة مع كاهن الرعية الخوري لويس العلم، والخوري ايلي العلم وراهبات الوردية ولجنة إدارة الوقف ومنظماتها الرسولية، لاسيما منها اخوية الحبل بلا دنس وجوقة الرعية وشعبها. إننا نصلي لكي تظل زاهرة بالإيمان، وليفيض الله على عائلاتها كل خير ونعمة وبركة. كما احيي الوزير والنائب السابق ادمون رزق مع الخوري ميشال قمبر، ولجنة وقف مار يوسف - جزين. وأحيي أيضا جماعة رسالة حياة، مؤسسا وعمدة وأعضاء. وأشكرهم على أسبوع الرسالة الذي أحيوه في كل من رعايا قنات وبرحليون وبلا وبيت منذر، بالتعاون مع كهنة هذه الرعايا. وإذ نشكرهم على هذه المبادرة الروحية، نسأل الله أن يكافئهم بكل خير، وأن ينمي جماعتهم التي تعنى بخدمة المحبة الاجتماعية تجاه العائلات الفقيرة والأشخاص المشردين والمحرومين من مسكن ودفء وعائلة، وتجاه المرضى المدنفين على الموت، الذين يعتنون بهم في مستشفى خاص بهم في أدما - كسروان، وقد دشناه معهم ومع العديد من المحسنين. ونرحب أيضا بجماعة سيدات الإنجيل الآتية من أبرشيتنا المارونية في أوستراليا. هؤلاء السيدات في مدينه سيدني، إلى جانب راعي الأبرشية، في الخدمة الاجتماعية والخيرية والكنسية. وقد تعرفنا إلى هذه الجماعة وقدرنا عملها الراعوي والاجتماعي، أثناء زيارتنا الراعوية للأبرشية في تشرين الثاني الماضي. ونتمنى لهن دوام النجاح في الخدمة، وطيب الإقامة بين الأهل في لبنان. ونرحب ايضا بوفد البيت الزغرتاوي للمغترب، الذي يحضر لاول مؤتمر اغترابي في اهدن، نسأل لهم من الله الخير والتوفيق". وتابع: "من ليس معي فهو علي. ومن لا يجمع معي فهو يبدد (متى12: 30). يوجه الرب يسوع كلامه هذا إلى الفريسيين الذين رفضوا الاعتراف بقدرته الإلهية على إخراج الشيطان من الرجل الذي مسه بروحه الشرير، فسلب منه النظر والنطق وأضحى أعمى وأخرس. فقالوا، حسدا وحقدا، إن يسوع يخرج الشيطان لأنه هو رئيس الشياطين، بعل زبول، لهذا كشف يسوع أمرهم بأنهم ضده، ويعملون عمل إبليس الذي يفرق ويبدد، فيما المسيح جاء ليجمع ويوحد ويخلص. على هذا الأساس بنى كنيسته لتجمع، وتظهر أمام الجميع أداة الوحدة وعلامتها. الكنيسة باللفظة السريانية (كنوشتا)، تعني الجماعة، من فعل جمع - كانش. إنها الجماعة التي يجمعها المسيح بكلمته، كلمة الحقيقة والمحبة التي تحرر وتجمع، وبنعمة أسراره السبعة، التي أنشأها لتجمع وتوحد عموديا مع الله، وأفقيا بين جميع الناس".

وأردف قائلا: "لقد امتلأ الفريسيون حقدا على يسوع، لأنه اجتذب الناس إليه بمحبته ووداعته وبفعل الخير، فيما كانوا هم يتسلطون عليهم ويسودونهم. وخصوصا لأن الشعب، من بعد أن شاهد آية إخراج الشيطان من الرجل الأعمى والأخرس، رأى في يسوع المسيح المنتظر، المعروف في الكتب المقدسة بابن داود. ولذلك قالوا: لعل هذا هو ابن داود (متى12: 22). هذا الاعتقاد أغاظ الفريسيين، لأنه يأخذ من وهجهم الكاذب والمفتعل. هذا الأمر ليس جديدا. فالحسد هو في أساس الشرور، منذ بداية تاريخ البشر. فقايين قتل أخاه هابيل حسدا، في مطلع تاريخ البشر؛ واسطفانوس أول الشهداء قتل رجما بالحجارة حسدا، في مطلع العهد المسيحي. وكم من قتل معنوي بإفساد صيت شخص وسمعته الحسنة ونجاحه حسدا بالنميمة والتجني والأكاذيب!، أمثال هؤلاء لا يجمعون مع المسيح بل يفرقون ويبددون. وكذلك أولئك الذين يحرضون على النزاعات والخلافات، ويزكونها، ويعارضون محاولات التقارب والجمع والمصالحة، بل يعادون ويعارضون من يسعى إليها، كما نشهد عندنا في غالب الأحيان، ونقولها بأسف شديد".

وأضاف: "ثم يؤكد الرب يسوع أن كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب. وكل مدينة أو بيت ينقسم على نفسه لا يثبت (الآية 25). أليس كل عائلة لا يحافظ فيها الزوجان أو أحدهما على العهد الزواجي تصاب بالانقسام وفك الرباط الزواجي بالطلاق، أو الفسخ أو البطلان أو بالهجر أو بكسر الحياة المشتركة. فيتحول الحب بغضا، والسعادة الزوجية بؤسا؛ وتقع الصدمة النفسية على الأولاد؛ ويقوم عداء بين عائلتي الزوجين، فيما الزواج، أراده الله الخالق، من أجل تقارب العائلات فيما بينها. أليست الكنيسة نفسها، عندما تشبث رعاتها وأبناؤها بآرائهم ومفاهيمهم اللاهوتية والعقائدية، وانفصلوا عن تعليم السلطة التعليمية التي يمثلها رأس الكنيسة، خليفة بطرس على كرسي روميه، والمجمع المسكوني، سادها التمزق والانقسامات. فكانت الحركة المسكونية، بصلوات وحوارات بين الكنائس، من أجل إعادة وحدتها كجسد المسيح الواحد. كذلك كل دولة تسودها الحروب الداخلية الأهلية، فإنها تسقط وتتدمر بيد أهلها. أما إذا حافظت على وحدتها استطاعت أن تنتصر على الحروب الخارجية. هذا الأمر نشهده حاليا في بعض من دول الشرق الأوسط، التي تتمزق بيد أهلها وعلى يد جيوش ومرتزقة تحالفوا معهم على تدميرها وقتل شعوبها وتهجيرهم وإقحامهم على العيش في الذل. لكننا ما زلنا نوجه النداء إلى الحكام المحليين وإلى الأسرة الدولية، مع الصلاة إلى الله، من أجل إيقاف الحروب في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وسواها من البلدان في منطقتنا، وإيجاد الحلول السلمية للنزاعات، والعمل الجدي من أجل إحلال السلام العادل والشامل والدائم فيها".

ولفت الراعي إلى ان "هذه الحالة المرة من الانقسام الذي يدمر، نعيشها أيضا في لبنان على المستوى السياسي. فثمة فريقان كبيران يعيشان نزاعا سياسيا على خلفية مذهبية، ويشطران البلد إلى اثنين، ويتجاهلان أكثرية الشعب الصامت والصابر والرافض لهذا الانقسام ولهذا النزاع. وقد بلغ الانقسام إلى هذا الحد الخطير وغير المقبول والمنافي لكل قاعدة طبيعية وديمقراطية وقانونية، وهو الإمعان في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، بعد أن طوينا سنة وشهرين من الفراغ في سدة الرئاسة، وسنة و4 أشهر منذ بداية مهلة الانتخاب، وذلك، لأهداف مخفية ولعجز الكتل السياسية والنيابية عن اتخاذ أي مبادرة فعلية للخروج من هذه الأزمة المشينة. فتأتي الجلسة الانتخابية، الواحدة تلو الأخرى، والكل يعلم مسبقا أنها ستكون فاشلة لعدم اكتمال نصابها، فيا للعار!. أما عدم وجود رئيس على رأس البلاد فيعني الفوضى، كما هو حاصل اليوم في الإدارات والمؤسسات العامة، وفي المؤسستين الدستوريتين البرلمان والحكومة. ولذلك لا قرار حتى بشأن لم النفايات والأمن الصحي والبيئي، وهذا مخز للغاية، بل تشبث في المواقف الشخصية والفئوية، وما وراءها من حسابات رخيصة. يخطئ كل من يعتقد أن نفوذه يزيد بغياب رئيس للبلاد، وبغياب الحسيب والرقيب، فتبقى قائمة القاعدة التي تقول: السحر ينقلب على الساحر".

وتابع: "هذه كلها أبعاد تحذير الرب يسوع: من ليس معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يبدد (متى12: 30). هذا الكلام ليس فقط كلاما روحيا انما كلام اجتماعي، سياسي، انمائي، اقتصادي. فليس الانجيل مفصولا عن حياتنا اليومية، إن هذا الكلام هو دعوة إلى جمع الأضداد بالحوار، وإلى جمع المتخاصمين بالمصالحة. هذه الدعوة ترفع من شأن كل إنسان يسعى إلى الجمع لا إلى التفرقة، إلى الحوار لا إلى التباعد، إلى المصالحة لا إلى النزاع". وقال: "يا رب، أنت تجمعنا حول سر قربانك في هذه الذبيحة المقدسة والوليمة السرية. فكما جمع الخبز من حبات منتثرة في السهول، كذلك اجمعنا نحن أيضا، وكل الناس، واجعلنا جسدك السري المتماسك بالوحدة، وحولنا إلى خبز تفان وعطاء في خدمة العائلة والمجتمع والكنيسة والوطن. وأهلنا أن نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الالهية، ووفدا من رعية عبدين الذي القى بإسمه خادم الرعية الخوري لويس العلم كلمة، حيا فيها مواقف البطريرك الوطنية طالبا البركة الابوية للرعية. ثم، استقبل البطريرك الرئيس السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي، ووفدا من رابطة البطريرك اسطفان الدويهي برئاسة بطرس وهبة الدويهي الذي شكر غبطته على مبادرته لاحياء ذكرى المكرم البطريرك الدويهي في 2 اب "ذكرى ولادته". كذلك، التقى وفدا من البيت الزغرتاوي برئاسة مؤسسه انطونيو يمين، الذي طلب منه "رعاية المؤتمر الاغترابي الاول، الذي سيقام في اهدن بين 9 و14 اب المقبل، ثم الدكتور نزار يونس والنائب السابق ادمون رزق الذي القى كلمة حيا فيها مواقف البطريرك، مؤكدا ان "الوادي المقدس مصدر ايمان جامع لكل اللبنانيين".

 

المطران بولس مطر دشن كنيسة مار الياس في كفرمتى: لنحافظ على العيش المشترك وليكن أساسا لحياتنا ومستقبلنا

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - دشن رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، كنيسة مار الياس الجديدة في كفرمتى وكرس مذبحها، خلال قداس احتفل به ظهر اليوم، مختتما زيارة رعائية للبلدة. وشارك في القداس النائب الأسقفي المونسنيور أنطوان سيف ولفيف من الكهنة، في حضور الوزير أكرم شهيب، النائبان فؤاد السعد وفادي الهبر، رئيس بلدية كفرمتى حسين الغريب، رئيس الصندوق الوطني للمهجرين العميد نقولا الهبر، زاهي الغصيني ممثلا الحزب التقدمي الإشتراكي وجهاد متى ممثلا حزب القوات اللبنانية، رؤساء بلديات القرى المجاورة ومخاتيرها وأبناء البلدة. وبعد الإنجيل المقدس كرس المطران مطر باب الكنيسة ومذبحها بميرون الحياة المقدس، وألقى عظة، حيا فيها جهود أبناء كفرمتى وفاعلياتها التي أثمرت بحمد الله وعونه كنيسة تحمل اسم النبي الياس شفيعا لها، وقال: "في صبيحة هذا اليوم المبارك أشعر بفرح كبير بقدومي اليكم باسم الرب يسوع المسيح لأحمل بركة السماء الى هذه الرعية وهذه البلدة المباركة وأشكر الله على كل ما تحقق في بناء هذه الكنيسة الجميلة التي هي رمز لمحبتكم للرب ولإيمانكم الوطيد به وثقتكم بالله وبأنفسكم وبأخوتكم وبالمستقبل انه فعل إيمان بلبنان، بهذا الجبل الاشم بكل أهله بالمنطقة العائدة الى ذاتها وأصالتها التي هي أصالة اللبنانيين الكرام والمحبين بعضهم لبعض".

اضاف: "أحيي كفرمتى وأهلها، صنوبرها الاخضر وزيتونها البركة، أحيي أهلها الكبار الأشاوس من كل الطوائف، أحيي وحدتها ومحبتها، أحيي حضرة رئيس البلدية الذي كانت له يد الخير مع لجنة الوقف والكهنة في بناء هذه الكنيسة وقد قام بكل هذه الخدمات باسم كفرمتى كلها لا بل باسم كل هذا الجبل العزيز. وأحيي بصورة خاصة معالي الوزير أكرم شهيب الصديق والذي منذ عشرين سنة سرنا معه معا مع النواب الكرام وجميع الوجوه الكريمة في كل هذا الجبل في أبرشية بيروت التي هي ممتدة على المتنين والشوفين إضافة الى العاصمة العزيزة بيروت عاصمة لبنان، انها بحق تختصر لبنان الجميل وهذا الجبل الأشم.

وتابع مطر: "يا اخوتي لبنان بني هنا في هذا الجبل بفكرة واضحة هي لنا جميعا اننا شعب متنوع وواحد في آن معا نريد ان نعبد الله كل على طريقته ولا دخل لأحد في الدنيا بطريقة انسان لعبادته للرب، هذا ما أسسنا عليه هذا الوطن العزيز الغالي، كما أسسناه على المودة الجامعة بين كل أطيافه باحترام الجميع للجميع والمساواة في الحقوق والواجبات وان نكون اخوة متضامنين، هكذا سرنا الزمن كله وهكذا تبلورت فكرة لبنان الذي ظن البعض في الدنيا البعيدة والقريبة انه وطن كرتوني وانه وطن غير طبيعي فأظهرت الاحداث بعد كل هذه السنوات وبعد صمود لبنان بوحدة أهله انه سيكون حجر الزاوية في الشرق الآتي ان شاء الله الذاهب الى السلام والوئام، هذا الشرق كله سيدرك قيمة لبنان الذي بني على أساس تنوعه ووحدته واحترام الناس للناس فيه، فيدركون هناك حيث هم بكل بلدان منطقتنا ان الناس للناس وان الناس لا يعيشون معزولين بعضهم عن بعض بل يتشابكون بالايدي يؤلف اوطانا يرضى الله عنها ويذكر اسمه فيها تقديس وتعالى الى الابد، لبنان الذي بناه آباؤنا وأجدادنا صار حجر الزاوية لكل هذه المنطقة بنعمته تعالى، هذا حصل بنعمة الله وقوة الكبار، الكبار من قادتنا في هذا الجبل الأشم وفي لبنان كله الذين عقدوا العناصر والخناصر لكي يكون لبنان حياة كريمة حرة ورسالة واضحة للحرية والكرامة لأبناء الشرق جميعا".

وقال: "نحن نؤمن بان المستقبل لله ولأبنائه الطيبين الكرام، نحن نصلي في هذا الصباح على نية هذا الوطن العزيز الغالي، ونقول للمسؤولين عنه جميعا، كونوا معا تحاوروا من جديد، لا حوارات من هنا وهناك مع قيمتها وأهميتها تحاوروا كلكم معا، ثقوا بربكم وبعضكم ببعض، انقذوا بلادكم مما هي تتخبط فيه وهذا أمر ممكن وأمر سيكون ان شاء الله، نحن في لبنان نتبجح بأمور كثيرة ولكن أهم شيء صنعناه هو العيش المشترك، هذا صنع في لبنان فلنحافظ عليه وليكن أساسا لحياتنا ومستقبلنا، كل ما عملناه معا في التاريخ كان مباركا وكل ما عملناه كل على انفراد بركته أقل كانت، لذلك لنكن معا في كل حين ولنكن معا بكل اخلاص وصدق وأمانة هكذا تبنى الاوطان وهكذا تبقى".

وأردف مطر: "قداسنا هذا الصباح هو شكر للرب نكرس هذه الكنيسة على اسم مار الياس الحي النبي العظيم الذي عاش 2800 سنة واسمه باق اليوم والى الابد، ماذا قال ايليا النبي، قال لبني اسرائيل الذين نسوا ربهم اذكروا الله عودوا الى ربكم هذا الصوت النبوي أليس هو المطلوب لكل أهل الشرق اليوم ان تذكروا الله، طبعا ذكر حاضر لكن يضاف اليه الإنصياع لمشيئته، مشيئة الله ان نكون اخوة ان نكون متعاونين لا يكفي ذكر الله بل نسمع كلامه ونخضع لمشيئته ان نكون اخوة متعاونين هذه ارادة الله علينا، يا ايها الاخوة كونوا واثقين حيث يحضر الله في القلوب هناك البركة وهناك الاخوة، حيث يغيب الله تغيب الاخوة ولي دلالة على ذلك هل يوجد اخوة من دون أب؟ ابدا اذا كان هناك أب هناك أخوة، الأب هو الله لجميع الناس يجمعهم على الخير اذا غيبوه اندثروا وصاروا كل واحد مشتتا كل الى جانب، لذلك ايليا النبي يقول اذكروا الله واعبدوه كسر الاصنام لا تعبدوا ذاتكم ولا مصالحكم ولا أهواءكم، الله اولا هو يبارك رزقكم وعيالكم وأوطانكم ويضع كل شيء في نصابه فتسلم الاوطان كلها وتسلم البلاد، لذلك نخضع اليوم لمشيئته تعالى ونقول يا رب زر هذه البلاد، علم أهلها المحبة والتضامن والاخوة عندئذ سنعرف الخير ونعرف السلام الآتي بالمستقبل، مبروكة هذه الكنيسة، مبروكة هذه البلدة، ليحيا فيها أهلها كما في السابق، الحياة الحلوة والاخوية، التضامن في السراء والضراء، والسعي وراء الخبز معنا التكاتف بالخير وبكل معنى من معاني الحياة، هذا فرح عظيم لنا وفخر ان نعيش معا في هذا الجبل الاشم وبكل لبنان".

وتابع: "لذلك نشكر الله على ما تفضل وأعطانا ونسأله ان نستمر في هذه الحال الى الابد وان نعمل كلنا العمل الصالح أدامكم الله ذخرا خميرة صالحة من عجينة لبنان، أدام الله كفرمتى ومنطقة عاليه وجوارها واني في نهاية كلامي أذككركم جميعا بان هذه المنطقة لها فضل على تأسيس العيش المشترك والواحد منذ زمن بعيد الذين يعرفون التاريخ يعرفون التنوخيين والسيد عبدالله الذي يكرمه اخواننا بنو معروف ونكرمه نحن ايضا من دمشق دعا الى احترام كل الناس بكل طوائفهم منذ تلك الايام السيد عبد الله، لذلك صوته اليوم يجب ان يدوي بكل الأسماع من دمشق الى بيروت الى كل عاصمة من عواصم الدنيا احترموا بعضكم بعضا، هناك مكان لجميعكم لتكونوا اخوة متضامنين، ان كنتم قد قلتم ايها الاحباء هذا الكلام لأسيادكم منذ مئات السنين فأنتم أبناء لهؤلاء تكملونهم ونحن وإياكم يدا واحدة وقلبا واحدا في هذا السبيل وهذا الإنطلاق والرب معنا ومعكم، ولتكن كفرمتى كريمة مصانة من كل شر ومنطقة عاليه والجبل أساسا للبنان ووحدته لان هذا الجبل هو الاساس مع محبتنا لكل المناطق، فليبقي الله لنا هذا الجبل بكل أهله خميرة للبنان والمنطقة ولكم منا ألف محبة وصلاتنا لتوفيقكم جميعا".

بعد ذلك كرس المطران مطر المذبح بزيت الميرون المقدس، داعيا الله الى تكريسه الى الابد. بعد القداس أقامت رعية كنيسة مار الياس كفرمتى حفل غداء على شرف المطران مطر والحضور في صالون الكنيسة ألقى خلاله الشاعر عادل خداج قصيدة من وحي المناسبة وكذلك أجود خداج وتحدث رئيس البلدية حسن الغريب باسم البلدية وباسم اهالي بلدة كفرمتى وقال: "نرحب بكم سيادة المطران أجمل ترحيب انتم الداعين الى المحبة والتضامن والاخوة والعيش المشترك فأهلا وسهلا بك في بلدتك الثانية الناعمة وكفرمتى".

ورد المطران مطر بكلمة قال فيها: "كل شيء هذا الصباح يبعث على الفرح، هذا اللقاء المبارك، افتتاح الكنيسة، هذا الترحيب من قبل حضرة رئيس البلدية الذي نجل والاعضاء والمخاتير والوزير شهيب والنواب، وانا أقول بكل صراحة وكل محبة شعرت اليوم انني بين اهلي دروزا ومسيحيين، نحن أهل منذ مئات السنين وسنبقى ونقول لكم بصراحة في بعض المرات الغيوم تغطي الجبل ولكن الغيوم تذهب والجبل يبقى على ثباته وذاته، نحيي اهل الجبل وبني معروف الكرام والاخوان المسيحيين بكل تحية، طبعا سمعنا شعرا بعذوبته من ينبوعه تطيب وسمعنا كلاما عن التحفيز وتقوية الجبل اقتصاديا واجتماعيا، هذه يلزمها جلسة خاصة، ولكن نحن كفرمتى كانت وستبقى عزيزة علينا".

 

الرهبانية الأنطونية المارونية احتفلت بالرسامة الكهنوتية لثلاثة من رهبانها

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - إحتفلت الرهبانية الأنطونية المارونية، امس، بترقية 3 من الرهبان الأنطونيين: جورج أبو نصر، حبيب تنوري وبيار الخوند، إلى الدرجة الكهنوتية، بوضع يد رئيس أساقفة أبرشية حيفا والأراضي المقدسة المارونية المطران موسى الحاج في الكنيسة الكبرى لدير مار الياس - انطلياس. حضر الاحتفال، إلى الرئيس العام للرهبانية الأباتي داود رعيدي، رئيس أساقفة أبرشية بعلبك - دير الأحمر المارونية المطران سمعان عطاالله، والآباء المدبرون، وأهالي الكهنة الجدد، وحشد من الفاعليات الروحية والمدنية والاجتماعية وكهنة ورهبان وراهبات وأصدقاء ومؤمنين، خصوصا من بلدات الكهنة الجدد ومناطق خدمتهم الرسولية. وتولى الخدمة الإلهية جوقة الجامعة الأنطونية بإدارة المايسترو الأب توفيق معتوق الأنطوني. وبعدما قدم الاحتفال الأب الياس كعوي وعرف بالكهنة الجدد، دخل المطران الحاج الكنيسة يحيط به الأباتي رعيدي والأباتي أنطوان راجح والأب روبير معماري، والشمامسة المرشحون للكهنوت، يرافقهم عرابوهم: الأباتي بولس تنوري والأبوان ماجد مارون وميشال القزي. وخلال القداس، وقبل المناولة الإلهية، قدم الأباتي رعيدي الشمامسة أبو نصر وتنوري والخوند، فباركهم المطران الحاج ليبدأ رتبة الرسامة، حيث وضع يده عليهم ليمنحهم النعمة الإلهية ويمسح أيديهم بالميرون المقدس ويوشحهم بالشارات الكهنوتية ويضع على رؤوسهم الكأس المقدسة، ليطوفوا بها في أرجاء الكنيسة وبين المؤمنين الذين واكبوهم بالدعاء والتصفيق والتهليل والزغاريد.

وبعد أن ناول المطران الراسم الكهنة الجدد، توزعوا في الكنيسة ليقدموا خبز الحياة أولا لوالديهم ومن ثم لجميع المؤمنين.

وألقى المطران الحاج عظة المناسبة، وقال فيها: "إنه يوم مميز في حياة إخوتنا الشمامسة الثلاثة، جورج وبيار وحبيب، الذين سيقبلون اليوم درجة الكهنوت المقدس، على يدي أنا الضعيف، وهذه أول رسامة أقوم بها بعدما تعرضت السنة الماضية لوعكة صحية قبيل سيامة أربعة من إخوتنا الرهبان الأنطونيين. مناسبة تعود بي إلى خمسة وثلاثين عاما، يوم وقفت في باحة دير مار أشعيا شماسا، ونلت نعمة الكهنوت المقدس، واليوم أطلب منكم الصلاة لأجلي لنبقى، إخوتي الكهنة الجدد وأنا، أمينين على الدعوة التي دعينا إليها".

اضاف: "هذه المناسبة تكلمنا بذاتها. إخوتنا الثلاثة ينالون اليوم الروح القدس، وسوف يتغيرون من بشر عاديين إلى رسل أقوياء بقوة الذي يقويهم، إلى مكرسين لنشر الإنجيل المقدس طوال حياتهم، من خلال تكرسهم في الرهبانية الأنطونية المارونية.

يوم رسمت كاهنا كان عدد الرهبان الأنطونيين لا يتجاوز الخمسين، أما اليوم فالعدد يفوق بأضعاف كثيرة ما كنا عليه سابقا، ويناهز 170 راهبا، وهذه نعمة من الرب على الرهبانية الأنطونية كما على سائر الرهبنات الذين يشهدون بحياتهم للملكوت عبر رسالات متنوعة. وبقدر ما تكون الرهبانية أمينة في عيشها لدعوتها، فإن استمراريتها تكون مضمونة. نشهد اليوم اندثار بعض الرهبانيات في الغرب لانتفاء الدعوات الجديدة لديها، والتي تعتبر أن دورها ورسالتها في الكنيسة لم يعد لها من مبرر، فبدأت بتصفية أملاكها وأديارها. بالمقابل هناك جماعات رهبانية جديدة تنشأ بأساليب جديدة هدفها العيش بروح الأخوة والأمانة للإنجيل وتعاليم الكنيسة، وهي تنتشر بكثافة في الكنيسة ولدينا نماذج جديدة عندنا هنا في لبنان والشرق. فلنمجد الله على هذه النعمة في كنيسة المسيح على أنه يرسل إليها كهنة على حسب قلبه منذ الفي سنة ومن دون انقطاع وعلى إرساله كهنة رهبان منذ التأسيس وحتى يومنا هذا". وتابع: "لقد لبيتم دعوة المسيح لكم بعدما سمعتم نداءه يقول "إتبعني" واليوم يرسلكم أمامه للتعليم والتبشير والتدبير. والجدير بالذكر أن المسيح دعا إلى تركه أكثر مما دعا إلى اتباعه. رفض مثلا ممسوس الجراسيين بأن يتبعه، وكذلك الشاب الغني وغيره، بينما قبل برطيما الأعمى ليتبعه في الطريق أي إلى أورشليم وإلى الصليب. يدعوكم يسوع كما الرسل والتلاميذ لاتباعه كتلاميذ يشاركون في إعلان ملكوت السماوات.

لا شيء بعد الرسامة سيكون مثل الذي كان قبلها. فالكاهن هو كاهن الرب أينما حل، يحمل الشعب في قلبه وصلاته ودوره أن يكون شاهدا لمسيحه، موزعا نعمه على الدوام. يد الكاهن امتداد ليد المسيح لشفاء، وفم الكاهن امتداد لفم المسيح ليعلم الحق ويشهد له. والكهنة والرعاة يمثلون المسيح الراعي في هذا الكون وفي الكنيسة.

بعد الرسامة يصبح الإسم الرسمي "أبونا" وهي تدل على عظم الدور الذي سوف تقومون به فتكونون آباء روحيين للجميع، لوالديكم ومعلميكم والذين هم أكبر منكم سنا، ولكل مؤمن وكل إنسان. إنها الرعاية التي سلمها اليوم الرب يسوع للقديس بطرس يسلمها إياكم أيها الشمامسة الأحباء. الرب يسوع إلهنا هو مصدر ومبدأ الكهنوت الأوحد، "لأنه هو عظيم أحبار اعترافنا" (عب 3/1). منه كل كهنوت، إن في العهد القديم أو في العهد الجديد. وكهنوت المسيح هذا يمتد من الأزل إلى الأبد ويمر بالكهنوت المسيحاني الذي أنشأه يسوع المسيح في شخصه لخدمة الشعب الكهنوتي الذي هو الكنيسة. المسيح إذا مصدر كهنوت رؤساء الكهنة والكهنة والشمامسة وهو "يقدسهم ويزينهم ويكملهم" وقد اختارهم وأعطاهم السلطان على توزيع أسراره الإلهية وعلى كنوز ملكوته. ترتسمون في الكنيسة، تأخذون منها السلطة في إعطاء الأسرار، لتعودوا بدوركم تعطونها خدمة ورسالة وإشعاعا وقداسة. الكهنوت نير يوضع على أكتافنا ولكنه نير طيب وحمله خفيف، تحملونه بكل عذوبة وتغتنوا منه مدى الحياة، إنه من الوزنات العظيمة التي علينا المتاجرة بها لنربح الكثير وننال الطوبى من السيد لدى عودته".

واردف: "ترتسمون في عهد قداسة البابا فرنسيس، الذي ينفح الكنيسة بروح جديد قوامه الفقر والتجرد والأمانة في عيش الانجيل والكرازة به. وقد عرفتم أيضا القديس البابا يوحنا بولس الثاني. هؤلاء هم مثال لنا وقدوة. ولقد طبعوا الكنيسة بحياتهم وجسدوا المسيح المعلم والفقير والمطيع. ونحن الذين اخترنا الحياة المكرسة في قلب الكنيسة، مطلوب منا ليس التفتيش عن ضمانات للشيخوخة ولا الوظيفة التي تؤمن لنا ما نريده من مال وجاه وحاجيات، بل على العكس، أن أكون الكاهن والراهب الطائع في كل شيء تطلبه مني الكنيسة، وما تطلبه هو أمر واحد، ملكوت الله وبره. تطلب الكنيسة ما طلبه المسيح من تلاميذه: "كونوا قديسين، كونوا كاملين، كما أن أباكم السماوي قدوس وكامل". سوف يستقبلكم المؤمنون بالهتاف لأنهم يرون فيكم صورة المسيح الراعي، ويقولون لكم: "طوبى للآتي باسم الرب"، فاعرفوا أنه يحتاج إلى من يدله على طريق المسيح ويكون قدوة أمامه في كل شيء.

ترتسمون على مذابح الرهبانية الأنطونية التي تجددت على يد رهبان قديسين في مطلع القرن السابع عشر والهدف من رسالتها، كما في الأمس كذلك اليوم، هو التبشير والتعليم والتقديس، للمسيحيين وغير المسيحيين. هذه الوديعة تتسلمونها أنتم اليوم من الذين سبقونا ومن الذين يجاهدون في شتى الرسالات، في التقديس والتعليم والرعاية والإرشاد، في لبنان وسوريا والأراضي المقدسة وبلاد الانتشار، والهدف هو البرنامج الذي رسمه السيد المسيح الذي يمنحكم نعمته وقوته لتكونوا رعاة على حسب قلبه قائلا لكم: "إذهبوا وتلمذوا وعلموا كل الأمم، وأنا معكم كل أيام حتى انقضاء الدهر"، سيروا ولا تنظروا إلى الوراء، أنتم معي في عملي من أجل خلاص العالم. أنتم مكرسون لهذه الغاية". وهذا ما أوصى بها الرسول بولس تلاميذه تيموتاوس وتيطس وفيلمون.

أيها الشمامسة الأحباء، سوف تصيرون مسؤولين عن إنجيل يسوع المسيح وإيصاله إلى كل أصقاع الأرض. ستكونون مسؤولين عن قربان يسوع، تقدمون ذبيحته كل يوم وتحولون الخبز والخمر إلى جسده وإلى دمه قوتا لنفوس الجائعين إلى الحق والخير فهو قوت الأرواح وعربون النعيم. ستمنحون أيضا قوة لمغفرة الخطايا، إذ إن الرب يسوع قال لرسله: "من غفرتم خطاياهم غفرت لهم ومن أمسكتم عليه خطاياه أمسكت". سوف تنالون هذا السلطان فتحملونه لا بقوتكم بل بقوة الذي يرسلكم إلى العالم، فعلة من أجل المحبة وجمع الصفوف والاهتمام بالضعفاء والفقراء. ونحن اليوم نضع أيدينا الضعيفة على رؤوسكم امتدادا لوضع يد الرسل الأولين وبتواصل غير منقطع، كلنا نسير في سفينة واحدة هي سفينة الكنيسة، والروح القدس يقودها والمسيح هو قبطانها ونحن معاونون في رحلتها عبر أمواج هذا العالم، حتى تصل إلى ميناء الخلاص" .

وقال الحاج: "أنتم تنالون اليوم كهنوت الخدمة والرعاية، إنه كهنوت من أجل رعاية القطيع بالذات. والكاهن مفرز لخدمة الناس جميعا وله دوره الخاص ومكانته في قلب الله وقلب الكنيسة. أقول لكم كلام المسيح: "لا تخافوا". سوف تضعون يدكم بيد المسيح فلا تتركوه أبدا، وابقوا على حماستكم الأولى كما جاء في سفر الرؤيا. والعذراء مريم ستكون أمكم لأنها أم الكهنة بصورة خاصة، فاتخذوها حاميتكم وراعيتكم في ظل ابنها يسوع المسيح.

واليوم في الرهبانية الأنطونية وفي سائر الرهبانيات والأبرشيات، نشكر الله إرساله إلينا كهنة جددا يعاونون في هذه الخدمة وهم من صفوفكم أيها الأهل الكرام. لقد خرجوا من عائلات مسيحية مؤمنة وصاروا بركة لها ولرهبانيتهم وللكنيسة. فلنشكر الله أيضا على عائلاتنا التي تشجع وتنمي الدعوات منذ طفولة أبنائها، ولنبارك الرب على هذه النعمة. ولنشكر بالإضافة إلى العائلات التي قدمت هؤلاء الشباب، المسؤولين عنهم منذ الابتداء وصولا إلى الكهنوت، والجامعات التي أفادوا من تعليمها، وكل من تعب في تحضيرهم لهذا اليوم، فليعطهم الرب على قدر تضحياتهم نعما وفيرة لأشخاصهم ولرسالتهم، فبفضلهم تفرح الرهبانية اليوم بهؤلاء الكهنة الجدد، وهو الذي يكمل فينا ومعنا كل عمل صالح.

فلنصل جميعا من أجل كهنتنا الجدد ليكونوا في قلب الرهبانية والكنيسة رعاة صالحين يخدمون الكنيسة ويقومون بعملها لتبقى خميرة الدنيا بشهادتها للإنجيل، وغيرة المحبة والمصالحة. أطلب منكم صلاة خاصة من أجل الرئيس العام والمدبرين وكل الكهنة والرهبان الأنطونيين.

ويا أيها الكهنة الجدد، صلوا من أجل أهلكم والذين تعبوا عليكم، ومن أجل كل الذين سوف تخدمونهم في المستقبل، لأن الله قريب منكم اليوم بما وهبكم إياه، فاستفيدوا من هذه النعمة لتمنحوا باسمه من حولكم بركتكم. وكلنا أمل بأن عملكم معنا في كنيسة المسيح، سيكون مرضيا لديه بشفاعة العذراء مريم ومار الياس الحي.مبروك للكهنة الجدد، مبروك للكنيسة، ومبروك للرهبانية الأنطونية المارونية بنعمة الآب والابن والروح القدس، له المجد إلى الأبد. آمين". في النهاية، تقبل الكهنة الجدد وأهاليهم تهاني الحاضرين

 

النائب ابراهيم كنعان: لا نعول على رسائل المستقبل بل على ترجمة الاقوال الى أفعال وزيارة جعجع للسعودية لا تزعجنا

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - أكد أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان أننا "لسنا نحن من زرع الفساد على مدى 20 عاما، لنحصد ما نراه اليوم، على صعيد ازمة النفايات"، لافتا الى أن "هناك أموالا مستحقة للبلديات لم تصل اليها، بل ذهبت الى احتكار جمع النفايات من دون حلول"، معتبرا أن "النفايات اكبر عنوان سرقة وتجارة لتحقق مافيا النفايات الأرباح الطائلة"، مذكرا "نحن من عارضنا الاحتكار". وقال كنعان في حديث الى إذاعة صوت لبنان 93,3: "نحن نمثل ونرفع لواء رؤية حقوقية ودستورية وتشاركية، واستهدافنا يطال مشروعنا"، سائلا: "هل بتنا نحتاج الى قرار من مجلس الامن لرفع النفايات من الشوارع؟ مؤكدا "ممنوع استغلال هموم وحقوق الناس بالسياسة. والمشكلة الكبيرة ان حاميها حراميها والمطلوب العودة خطوتين الى الوراء وتطبيق القانون".

وذكر ب"أن تكتل التغيير والإصلاح، هو من جمد أموال البلديات لتصل الى البلديات، لا ان تصرف في غير وجهتها الصحيحة، يوم استلم وزيرا التكتل شربل نحاس ونقولا صحناوي حقيبة الاتصالات"، مشيرا الى أنه "يجب إيقاف استغلال أموال البلديات والنفايات من اجل مصالح بعض المتنفذين بالبلد"، معلنا "نريد حلا، لا استغلال وجع الناس لفرض التمديد او التجديد لشركات ومصالح، فنحن نحصد ما زرعوا على مدى سنوات من سمسرات وعدم معالجة لأزمة النفايات". وقال: "يريدوننا ان نقبل باستمرار الاحتكار والفساد والمحاصصة، او نتهم بالتعطيل. ونحن لا نقوم الا بقناعاتنا ومصلحة من نمثل وندافع عنها، بكل الخطوات الديموقراطية المتاحة". أضاف "عندما ناضلنا من اجل الحرية والسيادة والاستقلال، قالوا عنا مجانين. فصمدنا وقاومنا ونجحنا. ونضالنا من اجل الشراكة لن يتوقف، او يكسر، او يسلم بالامر الواقع". وتابع "لا يريدون تطبيق الدستور واحترام القانون وتداول السلطة، ويحملون المعاصي لمن يتصدى لهذا المسار. فمن يعطل الدولة هو من يتجاوز الدستور ويضرب الديموقراطية لا من يدفع في اتجاه تصحيح الخلل".

وردا على سؤال عن اتصالات ورسائل من "تيار المستقبل" لحل الأزمة الحكومية، أجاب: "لا نعول بعد اليوم على هذه الرسائل، بل على ترجمة الاقوال الى أفعال، لأن التجارب اثبتت ان هناك من لا يلتزم بما يتعهد به. ونحن لا نريد الحوار من اجل الحوار واضاعة الوقت بل التعاطي بمسؤولية. وللتذكير، فقد ساهمنا في ابعد مدى في تحقيق الاستقرار في البلاد، من خلال خطواتنا الانفتاحية منذ سنوات وحتى اليوم، ونرفض الصيف والشتاء تحت سقف واحد. ولا يمكن ان تتمتع رئاستا الحكومة والمجلس النيابي بما لا يرضونه لرئاسة الجمهورية من شرعية تمثيلية. ونحن نعتبر في ضوء ما يحصل، ان المطلوب تدجين التيار والقبول بالتسويات، ولن نرضخ، ولن نقبل بغير قناعاتنا". وتعليقا على زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للسعودية، قال: "هذه الزيارة لا تزعجنا، والتنسيق قائم ومستمر بعد اعلان النيات. ومسؤول الاعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي، زار الرابية موفدا من جعجع بعد العودة من الرياض، ووضع العماد ميشال عون في أجواء الزيارة في حضوري"، مطمئنا الجميع أنه "لا عودة الى الوراء، والتقارب المسيحي- المسيحي سيستمر". وردا على سؤال عما قاله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف الدريان، أجاب: "ونسأل سماحته بكل احترام، هل من يطالب بالاستقرار وبالحقوق وبالشراكة هو ظالم او مظلوم؟ ونحن نعتبر أن استهداف المسيحيين هو استهداف للمسلمين ايضا، لان اختلال التوازن يضرب الكيان والجمهورية". وردا على سؤال عن انتظار الحلول، أجاب: "نحن نبادر ولا ننتظر الخارج للحل او الاختيار عنا بطرحنا العودة الى الشعب والاستطلاع واحترام تداول السلطة. ولكن، وللأسف، فالتأثير الخارجي على بعض المكونات الأساسية في لبنان كبير وواضح والخوف من الديموقراطية الحقيقية ما بعده خوف. والحياد المطروح بالنسبة الى الرئاسة هو حياد عن العدل واللامركزية والانماء والإصلاح والتمثيل الصحيح، وهو انحياز لضرب الشراكة والدستور وضعضعة الكيان".

انتخابات التيار

وردا على سؤال عن انتخابات "التيار الوطني الحر"، أجاب: "باب الترشيح لانتخابات التيار لم يفتح بعد، ومن حق كل كادر ومسؤول ان يطمح، وصلة القربى ليست عيبا، اذا كان الشخص عمل وتعب ولديه المؤهلات. وللتذكير، فعندما بدأنا النضال كنا طلابا ولم نفكر بمناصب او مشروع سلطة، بل بقناعات ومشروع حرية، والدليل عشنا النفي و الاضطهاد، ولم يكن هناك من جوائز ترضية. واليوم، فسقف التنافس في التيار هو الديموقراطية واحترام الآخر وعدم الانجرار الى الخلفيات الشخصية، أو التشهير، وهناك أفكار ونظرة مختلفة لبعض الأمور تناقش ديموقراطيا داخل التيار، وهو ما يجب ان نحافظ عليه". وردا على سؤال، إن كان هو مرشحا توافقيا كما يقال، أجاب: "لست مرشحا توافقيا لرئاسة التيار، وعندما اريد ان اترشح أقوم بذلك على رأس السطح. ولست طالب مواقع، ولكن اذا دعت الحاجة لان أكون في موقع معين لاخدم قضيتي وتياري فسأكون حاضرا. واليوم، وحتى موعد الانتخابات، فأنا اوظف امكاناتي حتى 20 آب، موعد فتح باب الترشيح في سبيل استمرار رسالة التيار بعد 20 أيلول، بصيغة جامعة، وعند انتهاء المسعى سأعلن موقفي النهائي".

وختم "نحن نقدم تجربة انتخابية حزبية رائدة. علينا ان نكون مسؤولين عن مثاليتها ونجاحها. وبالنسبة لي، ففخور بتجربتي البرلمانية والمؤسساتية والخدماتية والمناطقية والحزبية ولاحاسب عليها، وفخور بأنني من مدرسة العماد ميشال عون اللبنانية والنضالية والاصلاحية".

 

جبران باسيل من مركبتا: لن نتراجع عن حق تحت أي تهويل أو تخويف ومن يخاف على البلد لا يخالف الدستور ولا يمس بالشراكة

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية - زار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بلدة مركبتا في قضاء المنية ـ الضنية، حيث كان في استقباله جمع من أهالي البلدة عند مدخلها الرئيسي وفي ساحتها العامة، قبل أن يشارك في القداس الإلهي الذي أقيم في كنيسة مار مخايل، في حضور رئيس المركز الوطني للعمل الإجتماعي في الشمال كمال الخير. بعد ذلك، أقيم للوزير باسيل لقاء شعبي في باحة الكنيسة، تحدث خلاله رئيس بلدية مركبتا نظير الشامي، الذي رحب بباسيل واشاد ب "دوره في الوزارات التي تسلم مهامها، ومنها وزارة الطاقة والمياه التي شهدت البلدة في عهده تنفيذ مشاريع إستفادت منها في مجالات مياه الشفة ومياه الري"، وطالب باسيل "باستمكال تنفيذ المشاريع فيها ومنها مشروع إنارة الطرقات العامة في البلدة على الطاقة الشمسية".

بعد ذلك، تحدث باسيل، فقال: "إن معنى وجودكم هنا هو مثل وجودنا في لبنان ومثل وجودنا كلنا في الشرق. نجهد بشكل يومي لعيش مشترك ليس بشكل نظري، فرسالتنا هي رسالة محبة وانفتاح، هكذا هي تعاليمنا المسيحية، ولم تكن غير هذا، ولم نأخذ شيئا بالسيف، وفي كل درب المسيح لم يأخذ شيئا إلا بالمحبة والكلمة الطيبة. نحن أتباعه وسنبقى على هذا الطريق نؤمن بالقيم الإنسانية التي تجمع وتوحد وتضع الإنسان في مرتبة عالية وتقربه من الخير. هذه شهادتنا التي نقوم بها اليوم هي جزء من تراثنا الوطني تجاه بعضنا وتجاه أهلنا، لذلك عندما نتحدث عن الشراكة فلأننا الشريك الصالح الذي يعرف معنى الشراكة الوطنية والحفاظ على رسالة لبنان، ورسالتنا في لبنان والشرق والعالم تقتضي الحفاظ على لبنان المتعدد والمتنوع الذي فيه شراكة حقيقية".

أضاف: "إن الذي يبتعد عن الشراكة هو الذي يسبب مشكلات الوطن السياسية والأمنية والإقتصادية، وكل أحد يفتعل مشكلة اليوم في الوطن لأنه إبتعد عن الشراكة نحن نمد له يدنا ونقول له تعال لعندنا إلى الشراكة الوطنية، نحن الشريك الصالح نريد أن نكون شركاء معك في الوطن، وعندما يبتعد يفتعل مشكلة سياسية وفراغ في رئاسة الجمهورية، وتعطيل للمؤسسات الدستورية، ومن يعطل المؤسسات الدستورية هو من يعتقد أنه يستطيع أن يحكم البلد لوحده، ويبعد شريكه في هذا البلد، وإن من يبتعد عن الشراكة هو من يفتعل المشكلات الأمنية ويأتي بالإرهاب إلى هذا البلد، ولو من غير إرادته المباشرة، إنما بسبب تغييب الشراكة والإستفراد بسياسات يعتقد أنه عبرها يقدر أن يضع يده على البلد، وهو ببعده عن الشراكة يسمح بدخول الإرهاب والإرهابيين والفكر التكفيري إلى البلد، ويعتقد أنه يقوى بذلك على شريكه في الوطن بعامل آخر غير وطني جاء به من خارج الوطن بأي طريقة، مع أن الفكر التكفيري لا محل له في لبنان، وهم يحاولون إسترضاءه للإستقواء به على الآخر، ويسبب لنا مشاكل أمنية".

وعن ازمة النفايات قال: "إن من إبتعد عن الشراكة هو من قام بسياسات إقتصادية إعتقد إنه يستطيع عبرها أن يحكم البلد لوحده، وأنه يفهم بالإقتصاد والمال والنفايات والكهرباء والنفط والإتصالات والنقل، حتى أوصل البلد إلى المكان الذي ترونه. مشكلة الزبالة هي زبالتهم السياسية، هي نفاياتهم الدستورية والقانونية، وعدم إستماعهم لنا منذ 7 سنوات، عندما رفعنا لهم عن سوكلين منذ قدومنا لأول مرة إلى الحكومة، سبع كتب كتبناها طالبناهم فيها بحل موضوع النفايات، ومعالجة الهدر الذي يحصل في الدولة، ووصلنا مرة إلى التصويت في مجلس الوزراء وخسرنا في التصويت، لأنهم لا يريدون أن يسمعوا، يريدون أن يهدروا مال الدولة، لأنهم يريدون أن يسرقوا مالنا، ثم يأتون اليوم ليشكوا، لماذا؟ لأنهم بعيدون عن الشراكة، الشراكة ليست كلمة أو شعار، بل هي مفهوم وعمل يومي يقوم به الإنسان".

وقال "نحن وإياكم في أي مكان كنتم، ومع كل لبناني يحب هذا البلد، ويؤمن أن هذا البلد لا يبقى إلا بالشراكة، نحن وإياه على طول الخط لنقدر ليس فقط بتقديم المساعدة في المياه والإنارة، بل في إنارة عقولهم أولا، لأنه عندما تتنور عقولهم تتنور طرقاتنا وبلدنا، لأن العتمة التي يجب إزالتها علينا إزالتها من القلوب والنفوس حتى عندما نأتي لنضيء نستطيع ذلك لا أن يحاربونا لأننا نريد أن نضيء، وليس عندما نريد أن نقوم بشيء جيد للبلد نحارب بدلا من أن نفرح ببعضنا، لأننا نشتغل من مبدأ الشراكة للكل، ولم نقم يوما بأي عمل إلا عبر هذا المبدأ، ونحن مهما تحدثنا عن حقوق المسيحيين فإننا نبقى قبل كل شيء لبنانيين، وعندما نتحدث عن حقوق المسيحيين لأننا نريد لبنان واللبنانيين، وهذا مطلب للكل، والكل يعرف أنه لن نكون في أي يوم متطرفين بالمعنى الطائفي والديني والمذهبي، فنحن متطرفون بلبنانيتنا وبمطالبتنا بحقوقنا، وهذا صلب الإعتدال اللبناني".

وتابع: "أقول للذي لا يفهمنا ولا يتقبل مطالبنا إنه ليس معتدلا، فاليوم لا يستطيع أي مسلم لبناني أن يسمعنا نتحدث عن حقوقنا ومطالبنا إلا أن يشعر أنه مرتاح ويشاركنا ويرفع صوته أكثر منا، لأنه يعرف أنه إذا مست حقوقه سنكون متطرفين في المطالبة بحقوقه، ولا نقبل أن يمس به أحد، ونحن في كل مرة جرى فيه المس بأي فريق سياسي أو مجموعة بشرية أو طائفة قمنا ودافعنا عنها بشراسة، وتطرفنا في الدفاع عنها، لأننا معتدلون بمسيحيتنا ولبنانيتنا... الذي ينزعج من تحقيق المساواة بين اللبنانيين يكون هو المتطرف برفضه الآخر، ونحن متطرفون في قبول الآخر، وليس قبوله في أن نعيش سويا بمفهوم العيش في أن نسكن بجوار بعضنا، كلا، قبول بعضنا هو أن نكون شركاء على طاولة القرار، شركاء في المجلس النيابي ومجلس الوزراء وفي كل مؤسسة في الدولة كبيرة كانت أم صغيرة، هذا هو المفهوم الذي يقوم عليه لبنان، وأي مس به يعني إلغاء التوازن والتخريب، وأنه لا أحد يستطيع أن يخيفنا أو يهول علينا بأي إجراء يقوم به، لأنه إنما يكون يزيد في ارتكابه الأخطاء وتعطيل البلد، وهو يتحمل مسؤولية أخذ البلد إلى مكان خطأ، ونحن لن نتراجع عن حق تحت أي تهويل أو تخويف، ومن يخاف على البلد لا يخالف الدستور والقانون ولا يمس بالشراكة ولا حقوق الناس ولا يمد يده إلى جيوبهم، ولا يهدر المال العام".

وسأل باسيل: "ماذا فعلنا إذا طالبنا بتطبيق الدستور والقانون والعدالة واشتغلنا لنؤمن للناس حقوقهم، ودخلنا إلى كل وزارة وموقع واشتغلنا به بضمير ووطنية لكل اللبنانيين؟. الكهرباء ليست لبيت دون الثاني والنفط ليس لمنطقة دون أخرى، والمياه لا تعطى لبيت وتقطع عن آخر، والحقوق عندما نطالب بها نفعل عبر تأمين قانون إنتخابي تعطى فيه الحقوق للكل، وعندما تحدثنا بقانون إنتخابي عادل يعني عادلا للكل، ولا نمد يدنا إلى حقوق الآخرين عندما نطالب بحقوقنا بل نطالب بحقوقنا وحقوق الآخرين معا، نحن لا نعامل بهذه الطريقة ولا يرد علينا بتخويفنا وتهويلنا، كل واحد يعمل ما يستطيع أن يعمل، ونحن موجودون للمطالبة بحقوقنا، ونستطيع أن نعمل بقدر ما يساعدنا الله أن نعمل".

وتوجه إلى أهالي بلدة مركبتا بالقول: "نأمل أن تبقوا بهذه الوطنية التي نعرفها عنكم، والحب للآخر، ونحن في أي مكان كنا فيه نشع محبة، ووجودنا هنا فعل إيمان بلبنان الواحد الذي لا يقسم، ووجود راشكيدا ورأسنحاش في البترون تأكيد على أنه لن نجعل لبنان يقسم، لأن لبنان سيبقى موحدا، إنما الآخرون عليهم مسؤولية أن لا يأخذونا إلى أماكن تضر بوحدة لبنان، بل أن يذهبوا إلى أماكن تحقق المساواة وتعطينا الحقوق، لأن هدفنا هو الحرية والمساواة وتأمين حقوق كل لبناني في هذا الوطن، حقوقه في السياسة والعيش الكريم وحفظ كرامته، لأن هذه الأمور هي التي تبقي لبنان منارة في هذا الشرق وعلامة فارقة فيه، مثلما أنتم منارة في هذه المنطقة وفي لبنان كله، ونحن نفتخر بكم لما تعطونه من وقفة عز وكرامة باسمكم وباسم كل اللبنانيين".

وبعدها، تسلم باسيل درعا تذكارية عربون شكر من أهالي البلدة.