المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 حزيران/2015

 

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.june14.15.htm

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 13 و 14 حزيران/15

عندما سيتدحرج كلّ سلاطين الاستبداد البشري و"الإلهي"/عقل العويط/النهار/13 حزيران 2015

سجناء مخدرات ويائسون يشحنهم «الحرس الثوري الإيراني» إلى الموت/كريستوف رويتر/المستقبل/14 حزيران/15

رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي دعت لمحاكمة خامنئي والأسد أمام محكمة الجنايات الدولية وأكدت أن حل أزمات المنطقة بإسقاط خليفة التطرف والإرهاب في إيران/وكالات/14 حزيران/15

المصير الصعب لدروز سورية/الياس حرفوش/الحياة/14 حزيران/15

أميركا لا يمكنها هزيمة “داعش” لخمسة أسباب/آرون ديفيد ميلر/السياسة/14 حزيران/15

مواكب التشييع تدحض مزاعم نصرالله عن الانتصارات/رصاص حزب الله يقتل طفلاً وميليشياته تثير الرعب في بيروت/وكالات/14 حزيران/15

ابن تيمية معاصرنا اللدود/حسام عيتاني/الحياة/14 حزيران/15

المستحيلات الإقليمية/مصطفـى فحـص/لبنان الآن/14 حزيران/15

السويداء أمام ساعة الحقيقة/علي حماده/النهار/13 حزيران/15

التوقيع على الاتفاق النووي.. محسوم/ثريا شاهين/المستقبل/14 حزيران/15

إنهم يسرقون البحر .. والسماء أيضاً/يوسف بزي/المستقبل/14 حزيران/15

العراق وسوريا دولة وحرب واحدة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 حزيران/15

مسيحيّو “الثلاثيّة”/الياس الزغبي/لبنان الآن/13 حزيران/15

خفايا حياة خامنئي (1): الوجه الآخر للزعيم الزاهد/بادية فحص/جنوبية/13 حزيران/15

سايكس بيكو وجدلية حزب الله/عماد قميحة/جنوبية/13 حزيران/15

نصر الله يحرم إطلاق الرصاص مجددا: كمن يطلق الرصاص على عمامتي/سهى جفّال/جنوبية/13 حزيران/15

مدرسة التّوريث السوريّة في لبنان/محمد عقل/جنوبية/13 حزيران/15

هشام دبسي: دفع اليرموك ثمن النّأي بالنَّفس/جنوبية/13 حزيران/15

حروب إيرانية مفتوحة/فواز حداد/جنوبية/13 حزيران/15

مدخل إلى الاصلاح الديني/محمّد علي مقلّد/جنوبية/13 حزيران/15

من هم الدروز؟ يدين الموحدين الدروز بالإسلام ديناً، وبالتوحيد مذهباً وعقيدة/لبنان الجديد/13 حزيران/15

صراع الهويات القاتلة إلى أين/قاسم قصير/لبنان الجديد/13 حزيران/15

ايران تستدعي نصرالله ليكمل دراسته في قم/حسن صبرا/الشراع/13 حزيران/15

تفجير مركز “المارينز” والسفارة الأميركية في بيروت عقدة الإتفاق النووي الإيراني/رياض طبارة/الحياة/13 حزيران/15

حزب الله بعد العودة من سورية: حساب الميدان والسياسة/ثائر غندور/جنوبية/13 حزيران/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 13 و 14 حزيران/15

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 13 حزيران 2015

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 13/6/2015

عائلة  النائب وليد عيد تتقبّل التعازي في الذكرى الثامنة لاستشهاده

سلام التقى وفدا من منظمة العفو الدولية

قيادة الجيش نعت رئيس الأركان السابق محمود بو درغم

الجيش قصف جرود عرسال بعد الاشتباه بتحركات للمسلحين

مقاتلو حزب الله يطلقون الرصاص مجددا على عمامة نصر الله

الجنود الايرلنيون يحتفلون بذكرى شهدائهم في تبنين

جنبلاط يدعو الى "الصمود في وجه المؤامرات": سنبقى فوق المحنة صونا للوحدة

ريفي: أنا ضد وصول عون الى الرئاسة ونقطة على السطر

اوطان لن ينقذها الاّ سايكس بيكو…

الاسبوع المقبل "المهلة الأخيرة" لتسوية الوضع الحكومي ومواقف بري وسلام من قيادة الجيش "حسمت المواقف"  

عون: سابقة التمديد جعلت قائد الجيش والضباط الممدد لهم أجراء مياومين لدى وزيري الدفاع والداخلية

"النصرة" تعترف بحادثة دروز قلب لوزة: سنحاسب المتورطين

السنيورة من كليمنصو: اللبنانيون والعرب ينتظرون منا أن نتعالى عن الجراح والإبتعاد عما يؤدي الى النفخ في نيران الفتنة

قهوجي استقبل السفير السوري ووفدا من معلولا شكره على اعادة اجراس الكنائس والايقونات

احمد الحريري في افتتاح مؤتمر قطاع الشباب: الأولوية للالتفاف حول الجيش ومعارك الدفاع عن الأسد لا تعنينا

سليمان: التمديد في الرئاسة الأولى يسيء الى قيمتها

الداوود: جنبلاط قزم حجم مجزرة جبل السماق واجتماع دار الطائفة أنتج خطأ استراتيجيا

دي فريج: ثمة مخطط لنقل معركة السويداء الى لبنان

النائب محمد الحجار لـ”السياسة”: لن نرضخ لضغوط عون و”حزب الله”

سيدة المنطرة في مغدوشة تستقبل تمثال فاطيما

إعادة تمثال العذراء الى مكانه في معلولا

تسليم اجراس وايقونات مسروقة من معلولا في وزارة الدفاع

المجلس الارثوذكسي استنكر ما صدر في الازهر بحق المسيحيين

لحام من معلولا: أجراسها عادت لتقرع وتدعو الناس الى الصلاة والمصالحة والايمان والصبر

الحاج حسن عرض في مؤتمر صحافي ما أنجز على صعيد ضبط توزيع مياه اليمونة

تعرض ابن رجل الاعمال الوراق لمحاولة توقيف من قبل مجهولين في منيارة

دروز السويداء شاركوا في صد المعارضة

روحاني: نهج حافّة الهاوية سيؤخّر حسم الملف النووي

العربي الجديد: مليشيات الحوثيين تقصف شمال غرب عدن وسقوط قتلى

رجوي: نأمل بمحاكمة خامنئي والأسد في محكمة الجنايات

المعارضة تعلن بدء معركة بريف حماة

المالكي: الجنود تخاذلوا وجبنوا في الموصل

حماية الشعب» الكردية تتقدم نحو تل أبيض التي يسيطر عليها «داعش»

الولايات المتحدة اعلنت نقل 6 معتقلين من غوانتانامو الى سلطنة عمان

أربعة انتحاريين بينهم ألماني وبريطاني يهاجمون مقرات للقوات العراقية

بان كي مون يحذر من تفاقم أوضاع حقوق الإنسان في آسيا الوسطى

بريطانيا تحتفل بعيد الميلاد الرسمي للملكة إليزابيث

 

عناوين النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا10/من21حتى24/ إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس02/من11حتى16/فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ المَسِيح!"

الياس بجاني/مقالتي، البيان المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية المعرية لفشل زيارة باسيل لكنداً حكومياً

عنوانها/بيان الخارجية الكندية وجبران باسيل/اضغط هنا لدخول صفحة المقلة في جريدة السياسة

عندما سيتدحرج كلّ سلاطين الاستبداد البشري والإلهي/عقل العويط/النها

ترى، ماذا ذهب يفعل بطريرك الموارنة في دمشق؟ هو، بعظْمة لسانه، قال في تصريح له، إنه ذاهب من أجل السلام.عقل العويط/النهار

المستقلون في لبنان/كمال ريشا/فيسبوك

مقاتلو حزب الله يطلقون الرصاص مجددا على عمامة نصر الله

مواكب التشييع تدحض مزاعم نصرالله عن الانتصارات/رصاص “حزب الله” يقتل طفلاً وميليشياته تثير الرعب في بيروت

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 13/6/2015

 مسيحيّو “الثلاثيّة”/الياس الزغبي/لبنان الآن

قانصوه يهدّد جنبلاط ويقول : اخاف ان تكون جثته هي من ستمر من هناك 2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 13 حزيران 2015

 سليمان: التمديد في الرئاسة الأولى يسيء الى قيمتها

ريفي: أنا ضد وصول عون الى الرئاسة ونقطة على السطر

قهوجي استقبل السفير السوري ووفدا من معلولا شكره على اعادة اجراس الكنائس والايقونات

إعادة تمثال العذراء الى مكانه في معلولا

سيدة المنطرة في مغدوشة تستقبل تمثال فاطيما

النائب محمد الحجار لـ”السياسة”: لن نرضخ لضغوط عون و”حزب الله”

السنيورة من كليمنصو: اللبنانيون والعرب ينتظرون منا أن نتعالى عن الجراح والإبتعاد عما يؤدي الى النفخ في نيران الفتنة

الداوود: جنبلاط قزم حجم مجزرة جبل السماق واجتماع دار الطائفة أنتج خطأ استراتيجيا

نظام الأسد يحاول تحويل السويداء إلى «كوباني جديدة»!

تفجير مركز “المارينز” والسفارة الأميركية في بيروت عقدة الإتفاق النووي الإيراني/رياض طبارة/الحياة

ايران تستدعي نصرالله ليكمل دراسته في قم/حسن صبرا /الشراع

صراع الهويات القاتلة إلى أين؟

من هم الدروز؟/يدين الموحدين الدروز بالإسلام ديناً، وبالتوحيد مذهباً وعقيدة

"النصرة" تعترف بحادثة دروز قلب لوزة: سنحاسب المتورطين

مدرسة التّوريث السوريّة في لبنان/محمد عقل/جنوبية

نصر الله يحرم إطلاق الرصاص مجددا: كمن يطلق الرصاص على عمامتي/ سهى جفّال /جنوبية

سايكس بيكو وجدلية حزب الله/عماد قميحة/جنوبية

خفايا حياة خامنئي (1): الوجه الآخر للزعيم الزاهد/بادية فحص/جنوبية

اوطان لن ينقذها الاّ سايكس بيكو…/وسام الأمين/جنوبية

هشام دبسي: دفع اليرموك ثمن النّأي بالنَّفس/ هشام دبسي/جنوبية

حروب إيرانية مفتوحة/فواز حداد/جنوبية

مدخل إلى الاصلاح الديني/محمّد علي مقلّد /المدن

عون: سابقة التمديد جعلت قائد الجيش والضباط الممدد لهم أجراء مياومين لدى وزيري الدفاع والداخلية

حزب الله بعد العودة من سورية: حساب الميدان والسياسة/ثائر غندور/جنوبية

أميركا لا يمكنها هزيمة “داعش” لخمسة أسباب/آرون ديفيد ميلر/السياسة

رئيسة “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” مريم رجوي دعت لمحاكمة خامنئي والأسد أمام محكمة الجنايات الدولية وأكدت أن حل أزمات المنطقة بإسقاط “خليفة التطرف والإرهاب” في إيران

وفد من منسقية بيروت زار الضريح/عائلة  النائب وليد عيد تتقبّل التعازي في الذكرى الثامنة لاستشهاده

السويداء أمام ساعة الحقيقة/علي حماده/النهار

المستحيلات الإقليمية/مصطفـى فحـص/لبنان الآن

المصير الصعب لدروز سورية/الياس حرفوش/الحياة

ابن تيمية معاصرنا اللدود/حسام عيتاني/الحياة

التوقيع على الاتفاق النووي.. محسوم/ثريا شاهين/المستقبل

العراق وسوريا دولة وحرب واحدة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إنهم يسرقون البحر .. والسماء أيضاً/يوسف بزي/المستقبل

مرتزقة سوريا: أفغان يخوضون حرب الأسد/سجناء مخدرات ويائسون يشحنهم «الحرس الثوري» إلى الموت/المستقبل/كريستوف رويتر ترجمة: طارق أبي سمرا

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا10/من21حتى24/ إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».

"(بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت. لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ». ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس02/من11حتى16/فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ المَسِيح!"

"يا إِخْوَتِي، مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ مَا في الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذي فِيه؟ كَذَلِكَ لا أَحَدَ يَعْرِفُ مَا في اللهِ إِلاَّ رُوحُ الله. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ العَالَم، بَلِ ٱلرُّوحَ الَّذي مِنَ الله، حَتَّى نَعْرِفَ مَا أَنْعَمَ بِهِ ٱللهُ عَلَيْنَا مِنْ مَوَاهِب. ونَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنْ تِلْكَ ٱلمَوَاهِبِ بِكَلِمَاتٍ تُعَلِّمُهَا ٱلحِكْمَةُ البَشَرِيَّة، بَلْ بِكَلِمَاتٍ يُعَلِّمُهَا ٱلرُّوح، فَنُعَبِّرُ عَنِ ٱلأُمُورِ الرُّوحِيَّةِ بِكَلِمَاتٍ رُوحِيَّة. فَٱلإِنْسَانُ الأَرْضِيُّ لا يتَقَبَّلُ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ ٱلله، لأَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ حَمَاقَة، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ الحُكْمَ في ذَلِكَ لا يَكُونُ إِلاَّ بِالرُّوح. أَمَّا الإِنْسَانُ الرُّوحَانِيُّ فَيَحْكُمُ عَلى كُلِّ شَيء، ولا أَحَدَ يَحْكُمُ عَلَيْه. فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ المَسِيح!"

 

الياس بجاني/مقالتي، البيان المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية المعرية لفشل زيارة باسيل لكنداً حكومياً

عنوانها/بيان الخارجية الكندية وجبران باسيل/اضغط هنا لدخول صفحة المقلة في جريدة السياسة

http://al-seyassah.com/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84/

 

عندما سيتدحرج كلّ سلاطين الاستبداد البشري و"الإلهي"

عقل العويط/النهار/13 حزيران 2015

كم أنا سعيدٌ، أيها القرّاء الأحبّاء، بهزيمة السيد أردوغان. لو استطعتُ، لكتبتُ مهنّئاً، إلى كلّ الذين اقترعوا ضدّه، وخصوصاً إلى الذين أدلوا بأصواتهم لصالح الأحزاب والاتجاهات العلمانية والمدنية والديموقراطية و"الهامشية"، وأيضاً لصالح حزب الشعوب الديموقراطي الكردي. وكم تلذّذتُ، أيها الأصدقاء، بالخسارة التي مُني بها هذا الرجل المتكبّر المتعجرف، في المناطق التي تغصّ باللاجئين السوريين.

قد يتمكن "مندوب الله" هذا على الأرض التركية، من تأليف حكومة أقلوية، لكن ما حدث له ولحزبه الإسلاموي الميمون، ليلة الأحد الفائت، كان صفعة رائعة ولذيذة، سمعتُ دويّها الأنيق في أعماق روحي المجرّحة بالعذاب الشرقي.

كم أحبّ، أيها السادة، أن تُوجَّه في القريب العاجل جداً، صفعاتٌ مماثلة إلى أنداده وأشباهه، من الذين يأخذون مسألتنا الشرقية إلى هاوية التخلف الديني، حيث يتحالف الاستبدادان البشري و"الإلهي"، ويتعانقان، ويتزاوجان، ويتناكحان، كما ليس لأحمقَين مسعورَين أن يتحالفا ويتعانقا ويتزاوجا و... يتناكحا! عقبال كلّ متعجرف محلي لبناني، وإقليمي عربي، وأعجمي، أيها السيد أردوغان!

ترى، ماذا ذهب يفعل بطريرك الموارنة في دمشق؟ هو، بعظْمة لسانه، قال في تصريح له، إنه ذاهب من أجل السلام.

عقل العويط/النهار/13 حزيران/14

يا عيني عليك وعلى السلام، أيها البطريرك!

أيها الراعي، الذي لا تستطيع أن تُحِلّ سلاماً روحياً متواضعاً، لا في "قطيعكَ"، ولا في ظهرانيكَ، ولا أن تستجلب رئيساً "مارونياً" لجمهورية بلادكَ، أثمّة أحدٌ يمكنه أن يبلع هدفاً هائلاً كهذا الهدف الذي تدّعيه؟ أم ثمّة أحدٌ، بَعدُ، يأخذ كلاماً "سياسياً" أو وطنياً، أو راعوياً، لكَ، على محمل الجدّ والمهابة، فيتوهّم، توهّماً فحسب، أن في إمكانكَ أن تُحِلّ سلاماً في ظهرانيّ الأسد المتهالك، أو في بلاد "داعش" و"النصرة"؟! لكنْ، ما دام الأمر، على ما تقول، ليتكَ، عندما كنتَ هناك أيها السيد، أنتَ الذي تحبّ الحوار، ولا تخشاه، حتى مع القتلة (على أنواعهم)، ليتكَ سألتَ عن مصير المفقودين اللبنانيين في سجون بشّار. ليتكَ سألتَ أيضاً عن مصير حبيبنا الأب باولو؟ وعن مصير المطرانَين الحزينَين؟!... أم أنّ السلام الذي تسعى إليه، يا ترى، أكبر من أن تدركه عقولنا المتواضعة، وأعظم وأعمق؟!

تذكّرتُ مَثَلاً كان يردّده البطريرك نصرالله صفير أمام الخلّص من زوّاره: يا كترة صحابي لمّن كَرْمي دبس، ويا قلّة صحابي لمّن كَرْمي يبس. الأحد الفائت، في الذكرى الثالثة لغياب غسان تويني، كم كان ليكون مفيداً التذكير العلني بهذا المَثَل الشعبي، الواقعي، الفذّ، لدى تعداد "حشود الأوفياء" الذين حضروا إلى الكاتدرائية الأرثوذكسية المهيبة للاحتفال بالمناسبة. خارج هذه "الحشود الوفية"، التي جعلتني ندرتُها أستحضر الفراغ في كاتدرائية مار جرجس للموارنة يوم رحيل ريمون إده، لا لزوم لأذكر بالطبع والطبيعة، كلّ الذين قتلوا جبرانه وسميره، أو ساهموا في قتلهما. بل سأركّز، "بافتخار عظيم"، على "وفاء" غالبية الذين بكَوا هاتين المقتلتَين، من أهل الطبقة السياسية الكريمة. لن أنسى، في المناسبة، "وفاء" الذين ناضل غسان بالكلمة الحرّة من أجلهم، ومن أجل حرياتهم الوطنية، وكراماتهم العامة والشخصية، وبسط ملاعب مؤسسته الإعلامية المهيبة لصولاتهم الكرتونية. ثمّ، هل يمكنني أن أنسى "وفاء" البلمنديين له، من أعلى الهرم إلى أسافله، أم يمكنني أن أنسى الطائفة الكريمة التي أعطاها تويني، ما يعطيه الإبن لأمّه، وأحياناً أكثر؟!

أإلهذا الحدّ، أبهذه السرعة، ييبس الوفاء عند الناس؟! تفه على أهل هذه الدنيا!

يحلو لي أن أفترض، تعقيباً على ما كتبْتُهُ في العدد الفائت من "الملحق"، تحت فقرة "فلتكن فيَّ جميع النساء!"، أن امرأةً ساطعة العقل من ذوات الخلْق الإنسانوي والأنتروبولوجي، قالت لي - افتراضاً - إن الفخّ الذي يقع في حبائله "شاعر المرأة"، يجعله مكشوف "الذكورية"، على رغم إنكاره إياها. معها حقّ، هذه السيدة المفتَرَضة. "شاعر المرأة" هو ذكوريّ. بل ذكوريٌّ بامتياز. لكنها، على أهمية الاستنتاج العياديّ هذا، أفترض أنها قد تكون مخطئة في التعميم. وقد تكون مخطئة أيضاً، ولا سيما، إذا تبادر إلى تحليلها، أن العشيق، أو العاشق، الشاعر تحديداً، لا بدّ أن يكون يمارس "ذكوريته" في جانبٍ ما، من جوانب علاقته بعشيقته، أو معشوقته، في متن اللغة الأدبية، أي خارج ملعب "الذكورة" التي ينطوي عليها الجانب "الطبيعي". قد يقع أكثر "شعراء المرأة" في "ذكوريةٍ" نصّية، كهذه. ما ألذّ المرأة مطلقاً، وتحديداً، عندما تكتشف "ذكورية" كهذه، لدى شاعر. لكنها، هي، أو غيرها، ربما تقع في خطأ جسيم، إذا داخَلَها اعتقادٌ تحليليّ، منهجيّ، دلاليّ، كهذا، يمنحها "ذكورية" تعميم هذا الاستنتاج على الشعراء. أبعد من هذه الملاحظة، وخارجها، "يجب" أن تعرف المرأة، ومطلقاً النساء كلهنّ، بل خصوصاً الرجال جميعهم، أن ثمّة – في الافتراض أو في الواقع - رجلاً، "ذَكَراً" ما (ولا بدّ)، يهرب من "ذكوريته" البطريركية، لكي يتحرّر من كلّ "ذكورة"، فلا يبقى من أثرها فيه، إلاّ ما يرتبط بالطبع البشري. وهذا ليس من "الذكورية" في شيء. بل يصير هذا الطبع البشري، الذّكَري، هو بالذات، "الأنوثة"، مغموراً بمياهها، لا بمياهه. وشتّان! على الهامش: مثل هذا "الهرب" الافتراضي، أو الواقعي، يليق به "هربٌ" افتراضيّ، أو واقعي، مماثل، في الجانب "النسوي" الآخر!

"النسوية"، مثل "الذكورية"، كم لا أحبّها!

نخصّص العدد المقبل من "الملحق" لتحدّي أنفسنا، وتحدّي العاملين فيه، كما تحدّي زوّاره وضيوفه، مغتنمين مناسبة مرور خمسين عاماً وعام على صدور عدده الأول. العدد التكريمي هذا، ليس هدفه التلذّذ بالنرجسية، ولا استدراج المدائح، أو استدرارها، ولا أيضاً الوقوع في الأسطرة والأيقنة. لن نسكر من دمعة، وإن كانت مثلّثة التقطير. هدف العدد فقط، تحدّي الذات، مرةً جديدة، ودائمة، والاستمرار في طرح الأسئلة الصعبة عليها، والتعهد أمام أهل الحلم والحرية، أننا لا نستطيع إلاّ أن نواصل الحلم بالحلم والحرية! هدفنا هو هذا: أن نظلّ نحمي هذا الإرث الكبير، وأن نجعل استمرارنا في العمل الثقافي الخلاّق، مستحقاً الحياة المشرّفة، لتمتيع الذات والآخر - لتمتيعهما نعم - بلذّة مراودة ملاعب الحلم والإبداع والحرية! لدى كلّ صياحٍ أسبوعيّ للديك (السبت)، ثمّة امتحانٌ واختبارٌ لنا، كما لو أننا لا نزال في بداية الطريق. لن تأخذنا عجرفةٌ طاووسية، إلى حدّ نظنّ فيه أن بطّيخة أو قرنبيطةً قد فرّخت في رؤوسنا. لن نلقى مصيراً كالمصير الأسوَد الذي قد يلقاه المتعجرفون من سلاطين الكلمة، ولا خصوصاً المصير الذي يجب أن يلقاه الاستبداديون المتعجرفون من سلاطين الأرض و... السماء!

 

المستقلون في لبنان

كمال ريشا/فيسبوك

تساءلت وانا المهووس بالعمل الحزبي ومتأكد من ان خلاص المحتمعات هو بالعمل الحزبي والانتماء لحزب، لماذا لا انتمي لحزب، بالمعنى الضيق للكلمة؟.

الاحزاب في لبنان لم تقدم الى اليوم نموذجا دمقراطيا فعليا يسمح بتكافوء الفرص للمنتمين اليها فمن يصل هو الاقرب الى موقع النفوذ، وهو الوحيد الاوحد، وليس مواقع النفوذ.

لم اجد في لبنان حزبا يسمح بنقاش دمقراطي للمواقف ويلزم رئيسه بها.

لم اجد في لبنان، حزبا يتم تداول السلطة فيه، فخير خلف لخير سلف، هو المبدأ السائد في كل الاحزاب.

نقرأ الانظمة الداخلية للاحزاب، نفرح بها ونسر، وننتظر التطبيق، فنجد انها تتضمن بندا غير معلن، وهو عدم الالتزام بالنظام الداخلي للحزب.

نسمح عن تحديد مواعيد لانتخابات حزبية ولكنها لا تحدث.

نسمع عن مواقف يتخذها رئيس الحزب، فيعارضها المنتمون سرا، ولا يجرؤ احدا على المجاهرة باعتراضه.ولا نخصص رئيسا فالكل سواسية.

هتلر مثلا كان رئيس اكبر حزب في اوروبا ستالين ايضا وموسوليني وسواهم فهؤلاء بنوا حروبا لا زالت تداعياتها تتفاعل الى اليوم.

المستقلون، صوت ضمير، لا يبحثون عن مناصب ولا مكاسب فردية ولا شخصية، فهم من صنف ال "ذوات" قائمون بذاتهم ولا يريدون افضالا، وليسوا في حاجة الى احزاب تعطيهم شخصيات معنوية.

وفي حال اصبحت الاحزاب اللبنانية من نوع الاحزاب التي تحترم انظمتها الداخلية سأختار اقربها الي وانتمي اليه فخورا.

 

مقاتلو حزب الله يطلقون الرصاص مجددا على عمامة نصر الله

خاصّ جنوبية/ السبت، 13 يونيو 2015/بعد أن كانت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يهابها أهالي الضاحية الجنوبية ولا يعزّ له طلب ولا رجاء، يبدو اليوم أن هذه الهيبة فقدها نصر الله. فلا رأي لمن لا يطاع. لم تمر ساعات على اطلاق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رجاء ونداء لأبناء الضاحية بالتوقف عن اطلاق النار خلال التشييعات، حتى اشتعلت سماء الضاحية بالرصاص ولا أحد استجاب رغم نداء وتشديد نصر الله. وقد انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لتشييع احد مقاتلي حزب الله اليوم في الضاحية الجنوبية وبالطبع كما جرت العادة تخلل التشييع اطلاق نار كثيف في الهواء وبمواكبة عدد من السيارات التابعة لحزب الله. هذا رغم تأكيد نصر الله أنه لن يسامح أي شخص يقوم بإطلاق النار في الهواء، “فهو كأنه أطلق النار على عباءته عمامته، والله بينه وبين هؤلاء يوم القيامة”، بحسب بيان أصدره نصر الله. إذا أطلق أبناء الضاحية النار على عمامة وعباءة سماحته غير آبهين، على غرار مقولة للإمام علي: “لا رأي لمن لا يطاع..”.

 

مواكب التشييع تدحض مزاعم نصرالله عن الانتصارات/رصاص “حزب الله” يقتل طفلاً وميليشياته تثير الرعب في بيروت

بيروت, دمشق – وكالات/14/06/15/ يبدو أنه كُتب على السوريين والفلسطينيين الذين كانوا مقيمين في سورية الموت أينما توجهوا أو هربوا, فهم يفرون من الموت في سورية ليصادفوه داخل بلاد اللجوء, ومنها لبنان. كل أسبوع يقع طفل سوري ضحية اعتداء أو قتل, أو ضحية رصاص “حزب الله” الطائش كما عناصره الطائشة. جرت عادة في الضاحية الجنوبية لبيروت وأطرافها هي إطلاق الرصاص مع تشييع قتلى الحزب المُحملين في نعوشهم من سورية. وفي اليومين الآخيرين تم نقل 12 جثة منها واحدة تعود لقائد كتيبة من آل حرب قتل في جرود عرسال مع 11 آخرين تم نقلهم إلى مدافن الضاحية الجنوبية, وأثناء التشييع الذي استمر ساعة تم إطلاق النيران الكثيفة من دون مراعاة لشعور المواطنين المنزعجين منهم, ومن وابل رصاصهم الذي يهدف لإخفاء حزنهم العميق وخيبتهم على قتلاهم وأنهم يزفون القتلى, حيث انحرفت رصاصة طائشة لتصيب طفلاً فلسطينياً سورياً يبلغ من العمر خمس سنوات فقط, ونُقل على الفور إلى مستشفى المقاصد في منطقة الطريق الجديدة ليفارق الحياة بعد ساعتين. وقالت السيدة أمل عمة الطفل الشهيد منير مازن حزينة الذي هرب من بطش مجازر الأسد مع أهله وشقيقتيه إلى مخيم شاتيلا في بيروت انه خلال تشييع عناصر ل¯”حزب الله” في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية, كان “الطفل منير يلعب على أرجوحة امام منزله, بعد ظهر الأربعاء (الماضي) عندما أصابته رصاصة طائشة في رأسه, نُقل على أثرها الى مستشفى المقاصد”, لافتةً إلى أنَّ “حالته كانت حرجة ودخل في مرحلة موت سريري حتى وافته المنية بعد ساعتين من مكوثه داخل العناية الفائقة”. أمل حزينة (وهي كنيتها) أكدت لموقع “أورينت” الالكتروني السوري المعارض أنها لن تسامح “حزب الله” وأمينه العام على ما قام به عناصرهما من تصرفات لا دينية ولا إسلامية, مرة عندما ساعدوا نظام الأسد على محاصرة مخيم اليرموك في دمشق وتجويع أهله وتهجيرهم, وأخرى عندما أطلقوا الرصاص فقتلوا ابن أخيها.

وكشفت أن هناك طفلاً آخر من عائلة السمرة (وهو من ريف حلب) أصيب برجله لكن حالته ليست خطيرة كما حصل مع ابن شقيقها الشهيد. يشار إلى أن مواكب “حزب الله” الخاصة بتشييع قتلاه كانت ناشطة منذ يوم الثلاثاء حتى يوم أمس, حيث شهدت الضاحية وحدها أكثر من 11 جنازة, عدا عن جنازات أخرى في البقاع والجنوب, ما يدل على أن كلام حسن نصرالله عن الإنتصارات التي يتوهم بها لإثلاج قلوب مؤيديه, ليست إلا هرطقات أسطورية وسخيفة. وفي السياق نفسه, أكدت مصادر متقاطعة, أمس, مقتل عنصرين من “حزب الله” في معارك جرود عرسال والقلمون. من جهة أخرى, تفاءل المواطن اللبناني بالخطة الأمنية وظن أن الفرج اقترب وأن الخارجين على القانون المحميين من فرقاء سياسيين سيقتادون إلى السجون, لكن جاءت حادثة أبطالها أنصار ميليشيات “حزب الله” لتنقض كل هذا التفاؤل, بحسب مراقبين, جددوا تأكيدهم أن الدولة في لبنان ثابتة في الغياب حتى إشعار آخر. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لإطلاق نار كثيف واعتباطي في الضاحية الجنوبية من قبل مسلحين ينتمون إلى ميليشيات “حزب الله”. وذكر موقع “العربية” الالكتروني انه حصل على صور حصرية من مصدر إخباري لبناني يظهر استعراضا مسلحا من ميليشيات “حزب الله” عند طريق مطار بيروت الدولي القريب من الضاحية الجنوبية عقر دار الحزب. كل هذا يحدث في وقت لم تُنس دعوة نصرالله أبناء عشائر البقاع لحمل السلاح بذريعة التصدي للإرهاب, وبروز “لواء القلعة” المُزمع تشكيله, الذي يضم عددا كبيرا من الخارجين على القانون في لبنان والمطلوبين بعشرات مذكرات التوقيف, على رأسهم نوح زعيتر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 13/6/2015

السبت 13 حزيران 2015 الساعة 21:44

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عطلة الأسبوع مريحة في الطقس إلى حد ما، فالحرارة على الساحل 29 وعلى الجبال وفي الداخل 24 درجة. لكن انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المناطق اللبنانية، وفي عشرات المناطق في بيروت والضواحي، ولد حالة استياء شعبي.

وفي السياسة اتصالات على ثلاثة خطوط: الأول حكومي حول جلسات مجلس الوزراء، في ظل مواقف لعدد من الوزراء، تتمنى على الرئيس سلام الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء وفق المنطوق الدستوري. الثاني على خط بيروت- القاهرة، للتحضير لزيارة الرئيس سلام للعاصمة المصرية الأربعاء. والاتصال الثالث على خط عمان، تحضيرا لزيارة للزعيم وليد جنبلاط، وانقرة تحضيرا لزيارة الوزير وائل ابو فاعور، والزيارتان تأتيان لترسيخ الهدوء في السويداء على قاعدة الهدوء والوحدة الوطنية في سوريا، خصوصا وان جنبلاط تبلغ ان "جبهة النصرة" ستعاقب عناصرها المشاركين في حادث قلب لوزة. وبالفعل فقد صدر عن "جبهة النصرة" بيان بمحاسبة هذه العناصر، مرفقا بشريط فيديو حول هذا الأمر.

وعلى خط آخر، قصف الجيش اللبناني المجموعات المسلحة التي كانت تتحرك في جرود عرسال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد نحو شهر من انطلاق معركة القلمون، فقدت المجموعات الارهابية مراكزها الأساسية ومرتفعات حاكمة، وخسرت أعدادا كبيرة من كوادرها وقياداتها وعناصرها، بفعل الضربات العسكرية النوعية التي وجهها الجيش السوري والمقاومة الذين واصلوا اليوم التقدم في جرود الجراجير عند قرنة شميس الحصان وقرنة شعبة المسروب ودمرت آليات للارهابيين.

الجيش اللبناني بقي العين الساهرة والارادة اليقظة، راصدا كل دبيب للمسلحين فاستهدف تحركات مشبوهة لهم في جرود عرسال بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة. في وقت أعادت فيه المؤسسة العسكرية، إلى معلولا، تحفا وكتبا مقدسة قديمة ونادرة كانت التنظيمات الارهابية قد استولت عليها حينما غدرت بالمدينة الآرامية العريقة الممتدة على مر الزمن، وكان الجيش قد ضبطها في عرسال.

هذا، ما تزامن مع توجيهات للرئيس السوري باعادة تمثال السيدة العذراء "ع" إلى مكانه الأصلي في معلولا، إضافة إلى قطع أثرية نادرة بينها أجراس تاريخية كان الارهابيون قد استولوا عليها.

في السياسة، بقيت قضية "قلب لوزة" تتفاعل في ظل تأكيد الموحدين الدروز السوريين بأن حمايتهم تكون تحت سقف الوطن والدولة السورية، كما قال شيخ العقل يوسف جربوع.

قيادة "النصرة" حاولت ان تتبرأ من ارهابها وتتنصل من جريمتها، بالقاء المسؤولية على عناصرها المتفلتين. لكن بيان "النصرة" لا ينطلي على أحد، فهي لم تكتف بالقتل الجماعي، بل منعت دفن الشهداء، ولا تزال تضغط على الموحدين الدروز لتغيير ثوابتهم التوحيدية.

"جبهة النصرة" نفسها أمهلت الموحدين أياما تحت طائلة العقاب الجماعي. ومن هنا تبدو محاولتها التبرؤ كذبا وتضليلا اعلاميا. فهي باختصار فرع "القاعدة" في سوريا، ايديولوجيتها الارهابية معروفة وجرائمها على ساحة المنطقة واضحة، فلذلك لا قيمة لبيانها فهي تتحمل مسؤولية الدم الذي يسيل كل ساعة.

وفي الداخل، ثمة إصرار على عودة الحكومة إلى الاجتماع، كما نقل زوار عين التينة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شدد على وجوب اعطاء المجال، لكن ألا يطول الأمر كثيرا لحسم الاتصالات والمشاورات الجارية حول الموضوع.

الرئيس بري أبدى اصرارا على فتح دورة استثنائية للمجلس، لبت قضايا تشريعية ملحة لم تعد تحتمل التأجيل، علما ان ذلك يحتاج إلى وجود حكومة فاعلة وغير مكبلة لمواكبة العمل التشريعي.

إصرار لبناني على تبريد الأجواء، وبهذا تأتي الجلسة السادسة عشرة للحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" يوم الاثنين في عين التينة، ترجمة لهذا الواقع لأنه ما دام الحوار بخير فلبنان بخير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

خلف الهزائم ولهاث الفارين أمام تقدم مجاهدي المقاومة والجيش السوري في جرود السلسلة الشرقية، تتساقط مواقع الجماعات التكفيرية. يستغيث المسلحون توسلا إلى سبيل ينجيهم، وقد تركوا بقاياهم طرائد للموت يلاحقها رصاص المجاهدين.

بعد فرع "القاعدة في بلاد الشام" بمسمى "جبهة النصرة"، حان فصل السقوط على ارهابيي "داعش"، والبداية من قرنة شميس الحصان في جرود الجراجير.

خيار الهروب لقادة الارهاب ومسلحيه، يقابله قرار المقاومة الحازم بالذهاب حتى خط النهاية في تحرير الأراضي اللبنانية من أي وجود ارهابي، فبقاؤهم يعني أن الخطر قائم في كل لحظة، أما عهودهم فهي مثل سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حقيقتهم كشفها أبناء "قلب لوزة" في ريف ادلب بدماء أطفالهم وشيوخهم، ولن ينفع زيف التبريرات للمجزرة ومرتكبيها بتغيير حقيقة ما جرى، فتردد صداها في كل مكان، وأعد أهل السويداء لدرء مثيلاتها كل زناد، فاصطفوا إلى جانب الجيش السوري بإعلان حشد شعبي، غير ملتفتين إلى ما يحكى عن وعود ومحاولات لضمان سلامة أهلهم بالسياسة والخطابات، فلا التكفيري مأمون، ولا الصهيوني مأمول، وليس غير الجيش العربي السوري وحاضنته الشعبية سبيل إلى حماية العرض ووحدة الأرض.

وحدة اليمن ثابتة، رسخها الجيش والثوار، ويدفع ثمنها أطفال اليمن وشيوخه بلهيب العدوان، ورغم التضحيات تبقى هذه الوحدة مع ما أنجزه اليمنيون من صد للعدوان ودحر للمرتزقة والتكفيريين، لازمة للعبور إلى جنيف الأممية لبحث القضية اليمنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هل تدق المخاطر التي يتعرض لها دروز سوريا، ناقوس الخطر في لبنان؟

يكتسب السؤال مشروعيته، انطلاقا من البحث الجاري منذ وقوع مجزرة "قلب لوزة" عن كيفية تأمين الحماية للدروز، وسط حديث قوي عن امكانية نقلهم إلى لبنان ريثما ينجلي الصراع الدائر حول منطقتهم وعليها.

يحذر الخبراء من ان ما يتعرض له الدروز قد يتوسع، ما يحتم بناء أرضية لبنانية صلبة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، تساعد على تحمل أعباء النزوح. والحل يكون في التحلق حول الجيش والانسحاب السريع من سوريا، وبناء جدار حماية عظيم يمنع تسونامي الانهيار السوري من جرف لبنان بكل مكوناته.

وإذا كان للجيش قيادة حكيمة تمكنت من حمايته، حتى الساعة، من سهام التشكيك ومن مخاطر الانزلاق إلى الحرب كظهير ل"حزب الله". فهل تصمد الحكومة بحكمة رئيسها ودرايته؟، وإلى متى يمكن للرئيس سلام تأجيل الصدام بين مكوناتها، من خلال عدم دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد؟.

في الانتظار، العماد عون يواصل حصاره لرئاسة الجمهورية، ويربط استئناف العمل الحكومي بتعيين قائد جديد للجيش، ويعتبر قيادة الجيش فارغة. فيما يواصل "حزب الله" حربه في السلسة الشرقية وسوريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ليس بالضرورة ان يكون كل "داعشي"، قد بايع بالعلن أبو بكر البغدادي. وليس بالضرورة ان يكون كل "داعشي"، قد أرخى لحيته وارتدى زيا غريبا. وليس بالضرورة أيضا ان يكون في يد كل "داعشي" سكين للقتل والذبح.

فللدواعش أوجه مختلفة، وأدوات إجرامهم وتكفيرهم تختلف: فبدل السيف قد يقتلونك بأسلوب حريري، ناعم الملمس. وبدل البطش، قد يهجرونك بسياستهم واقتصادهم واسلوبهم. فمن يسمع تصريحات الوزير أشرف ريفي مثلا، لا بد ان يبادر إلى تسمية معالي وزير العدل باسمه الحركي: أبو أحمد الطرابلسي.

فما الفرق بين وزير يقول للمسيحيين: أرفض وصول زعيمكم والأكثر تمثيلا بينكم إلى أعلى منصب مسيحي في بلد يقوم على الشراكة، وبين "داعشي" يرفض مشاركة المسيحيين في دولته الاسلامية في الرقة والموصل؟

وما الفرق بين وزير، معروف انتماؤه بل ولاؤه وارتباطه، يتهم زعماء المسيحيين بانتمائهم إلى مشروع ايراني، وبين "داعشي" يعتبر المسيحيين في امارته رعايا صليبية؟

المقارنة تطول، والنتيجة واحدة: "دواعش" التكفير على الحدود، و"دواعش" السياسة داخل بلدنا ووزارتنا ومجلسنا النيابي واداراتنا. فهل يجب الصمت عن هذه الحقائق، أو يجب المجاهرة بها لفضحها، حتى لا يصبح دم المسيحيين السياسي حلالا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

طرابلس كانت اليوم تصنع الحدث. نصف وزراء الحكومة تقريبا زاورا المدينة، وأبحروا من شاطئها برفقة آخر رئيس للجمهورية، ونأمل ألا يكون الأخير. ترافقهم شخصيات مدنية واقتصادية، في رسالة واضحة، وهي أن الفيحاء مدينة للحياة ومفتوحة للجميع، وليست قندهار بأي شكل من الأشكال.

طرابلس التي كانت تضحك لزوارها، كانت أيضا تقول إن مستقبل لبنان يمكن أن يرسمه المدنيون، لا حاملو السلاح، وأنها تحت رعاية السلطات الشرعية بعيدا عن سلاطين السلاح، فيما كانت بيروت تتذكر النائب الشهيد وليد عيدو، الذي قتله سلاح الغدر قبل سبع سنوات، فارتفع شهيدا على درب حماية لبنان من هيمنة السلاح وأحزابه وأنظمته.

وعلى بعد أمتار من المثوى الأخير لعيدو، كانت فارغة مرجوحة ابن الخمس سنوات الطفل منير حزينة، الذي أصابه رصاص "حزب الله" غدرا وإجراما دون حسيب أو رقيب. المجرمون الطليقون، مطلقو الرصاص في جنازات قتلى "حزب الله"، قال لهم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، إنه لن يسامح أي شخص يقوم بإطلاق النار في الهواء، "فهو كأنه اطلق النار على عباءته، عمامته، والله بينه وبين هؤلاء يوم القيامة"، بحسب بيان اضطر الحزب لإصداره.

لكن لا رأي لمن لا يطاع. فالبيان نفسه كان صدر في 15 شباط الفائت، ولم يلتزم أحد من محازبي نصرالله ومناصريه. فهو ليس رصاصا طائشا، بل حزب طائش يحمي المجرمين، وهو ليس رصاصا في الهواء، بل رصاص يطلقه زعران على صدور اللبنانيين ورؤوس الأطفال لترويع الآمنين وتخويفهم ولبعث رسائل القوة في كل اتجاه.

أما حادثة بلدة قلب لوزة السورية فبقيت محل متابعة، وكان لافتا البيان الصادر عن "جبهة النصرة" عبر "تويتر"، والذي قالت فيه: ان عناصرها شاركوا في الحادثة من دون الرجوع إلى أمرائهم، وانهم سيحاسبون، لأن ما وقع، خطأ غير مبرر. تداعيات تلك الحادثة شكلت محور الاجتماع الذي عقد في كليمنصو بين النائب وليد جنبلاط، ووفد من كتلة "المستقبل" النيابية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الذي شدد على ضرورة الإبتعاد عن الفتنة والتمسك بالجذور العربية، فيما أكد جنبلاط على اهمية الصمود في وجه المؤمرات التي تمزق العالمين العربي والاسلامي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وحدهم أبناء الأرض يرسمون حدود الموقف، ويسيرون بلا أن يكونوا مسيرين سياسيا، فبعد انشطار الموقف الدرزي حول مجزرة "قلب لوزة"، وإبداء الرأي من ثلاثي أضواء الطائفة، أبدى رجال السويداء رأيهم على الأرض، ومنعوا سيطرة الإرهابيين على مطار الثعلة، ووقفوا إلى جانب الجيش السوري في معركة العبور، في ثاني تحد من نوعه لأقلية تقوم بأعمال الأكثرية، وذلك بعد تجربة الأكراد الرائدة في معارك كوباني.

"النصرة" التي انسحبت من المطار العسكري الإستراتيجي، قدمت اعتذارها إلى الدروز عن مجزرة لم تنل موافقة الأمراء في الجبهة. وفي بيانها، صورت "النصرة" جبهتها على أنها الكف النظيفة التي تلقت الحادث ببالغ الأسى، وأنها فصيل لم يوجه السلاح إلا إلى من اعتدى. لكن البيانات لا تلغي التواريخ الدموية الماثلة بالصورة خطفا وقتلا وتنكيلا. فهل راهبات معلولا اعتدين على "النصرة"، أم عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الذين اقتيدوا من بيوتهم في قلب عرسال؟

ووقائع الأيام السود ل"النصرة" لا تتسع لها سطورنا هنا، وحساباتها اليوم أسود من أيامها في المواجهة الدائرة عند الحدود، وجديدها ل"حزب الله" في منطقة الجراجير، ما اضطر "النصرة" إلى طلب مساندة "داعش"، وهذان الفصيلان هما إخوة في الإرهاب على الرغم من ادعاء الخلاف، ف"داعش" و"النصرة" وما تفرع عنهما من جبهات، فرع من أصل واحد هو "القاعدة" التي تأخذ في بعض الدول المتحضرة شكل "الإخوان".

ما يعني لبنان من كل هذه الفصائل، هو بقاؤها خارج الحدود، ولأن الحد الأدنى من هذا الشرط متوافر، فقد انعكس تطويق الإرهاب إيجابيا، على الرغم من كل الهزات السياسية. وقرار استقرار لبنان أمنيا، بدا أنه ساري المفعول، ولا هم بعد ذلك سواء انعقدت جلسة مجلس الوزارء أم تفرق شملها، ما دام الأمن منعقدا، وبموافقة إقليمة- دولية.

تنسحب هذه الموافقة على الدور المناط بجمهورية مصر العربية، والتفويض اليها الحلول السياسية التي تبدأ من سوريا وتتمدد إلى لبنان. وعلى هذا التفويض تقلع الطائرة الحكومية الأربعاء إلى القاهرة. زيارة الرئيس تمام سلام لمصر على رأس وفد وزاري، لم تندرج ضمن منظومة "الشوق" إلى السيسي، إنما في إطار صيف عربي ستدير القاهرة "نسماته"، لاسيما بعدما هبت من صوب الغرب رياح فرنسية- ألمانية تدعو إلى التعامل مع الأزمة السورية بطريقة براغماتية، وإلى عدم المغامرة بإطاحة النظام السوري مع تعذر البديل.

أمام الدور المسند إلى مصر، والقراءة المستجدة أوروبيا للوضع السوري، تصبح الأوراق اللبنانية تفاصيل صغيرة نستقي وقائعها من عواصم مقررة، ويعود "إعلان النيات" إلى حجمه بين عون وجعجع. هذا الحجم قزمه قائد "القوات" شخصيا، عندما أعلن أنه عبارة عن مبادىء عامة يتفق عليها معظم اللبنانين. والترجمة الحرفية لهذا التصريح، أنه إعلان عام لا طعم له ولا لون، بعد أن وضع في قالب تاريخي نادر لا يحصل إلا كل ثلاثين سنة مرة. وتلك أول ضربة يسددها سمير جعجع بيديه لاتفاق خرج من تحت الصفر، ولا أمل له ببلوغ أي رقم بعد الصفر.

 

مسيحيّو “الثلاثيّة”

الياس الزغبي/لبنان الآن/13 حزيران/15

لم يَعُد خافياً أنّ “محور الممانعة والمقاومة” يبذل جهداً استثنائيّاً لإيهام ما يُسمّى “الأقليّات” بأنّه راعيها وحاميها من “الابادة الأكيدة” على يد كلّ من يناصبونه العداء، حتّى ولو كانوا من نسيج الأقليّات نفسها، أو من المعتدلين عرباً وغرباً، وليس فقط على يد الارهابيّين التكفيريّين.

وليس خافياً كذلك مدى رعونة بعض مجموعات المعارضة السوريّة التي تقدّم بارتكاباتها المشينة خدمات مجانيّة لهذا المحور، وآخرها ما جرى في قرية “قلب لوزة” السوريّة ضدّ أهاليها من طائفة الموحّدين الدروز. وكأنّما هناك تواطؤ ضمني بين “العدوّين الحميمين”، تجلّى بعض مظاهره في جرود القلمون وفي تسليم تدمر، وفي التمرير المتبادل للعناصر والسلاح والنفط.

وقد جاء توظيف جريمة القرية في إدلب سريعاً وفاقعاً، من خلال رفع عقيرة المرتبطين بالنظام السوري  و”حزب الله” إلى أقصى درجات الحضّ على القتل وسفك الدماء ونكء الالتهابات المذهبيّة والعودة إلى  “الحرب المقدّسة”، مقابل أصوات عاقلة تتنبّه لخطورة الاستغلال وتحاول تبريد الرؤوس الحامية.

واستغلال “قلب لوزة” ووضع الدروز في السويداء لم يكن معزولاً عن سياق استغلال المحور نفسه وضع مسيحيّي الشرق، وتحديداً مسيحيّي البقاع الشمالي، من خلال تخويفهم إلى الحدّ الأقصى، والاصطياد في التخويف بهدف الإيقاع بهم في شباكه.

ولم يتردّد الدماغ الأسود المتحرّك بين الضاحية ودمشق وطهران في ابتداع أخطر أساليب الإرعاب والإغراء، فأقدم على إنتاج “ثلاثيّة” جديدة تجمع الجيش إلى “المقاومة” والعدرا (العذراء مريم)، في محاولة مكشوفة لزجّ المقدّس في المدنّس، وتحريك عواطف السذّج من المسيحيّين الذين يرفعون في الملمّات شعارهم الإيماني “العدرا بتحمينا”.

كان على المرجعيّات المسيحيّة العاقلة، الروحيّة والسياسيّة، الإسراع إلى سحب هذا الفتيل القاتل من التداول، وتنزيه اسم العذراء من التجارة الرخيصة به، وتوعية المسيحيّين إلى خطورة الانسياق الضرير في اللعبة السياسيّة الطائفيّة الأمنيّة المدمّرة.

لكنّ ما حصل هو انزلاق شخصيّات وقيادات مسيحيّة في هذه الورطة، وعدم اقتصارها على المسيحيّين البسطاء. فسمعنا كلاماً مباشراً من إحداها في مقابلة تلفزيونيّة جاء فيه: ” حزب الله” وبشّار الأسد يحميان مقدّساتي ووجودي!

كان يمكن أن يكون هذا الكلام عابراً، لولا صدوره عمّن يدّعي أنّه سليل “المردة”، بما يعنيه الاسم والتاريخ من شكيمة وبأس وشجاعة في مواجهة الأخطار، بدون الاتكال على أيّ حماية، ولو اقتضى الأمر التحصّن في الجبال الوعرة واختيار شظف الحياة.

ففي تاريخ المسيحيّين والموارنة تحديداً أخطار إبادة وحروب لا تقلّ عن أخطار اليوم، ولم يكن هناك لا “حزب الله” ولا بشّار ولا شرق وغرب يدخلون في حمايتهم وذمّتهم. فمن أين أتت هذه الذميّة المستجدّة التي تستجير بمن يحتاج هو نفسه إلى من يُجيره؟

وهذا التسليم السياسي والأمني عبر اللجوء إلى “ثقافة” الحمايات، يتمدّد إلى مجموعات مسيحيّة أُخرى، سلّمت قرارها وقدرها إلى الجهة “الحامية” نفسها بورقة “تفاهم”، فاستطابت الاحتماء، ولو على حساب الدولة وأولويّة الجيش اللبناني في الدفاع والحماية لكلّ اللبنانيّين.

كما استطابت الثلاثيّة الجديدة المخجلة والمعيبة بضمّ الرموزيّة الدينيّة المسيحيّة إليها، وأوعزت إلى ناطقين باسمها للتنويه ب”الابتكار” الجديد وتعميمه على مزيد من البسطاء لاستغلال مشاعرهم والاستثمار في تخويفهم.

إنّ أسوأ ما يُصاب به المسيحيّون هو هذه الالتحاقيّة العمياء بحجّة حمايتهم، وتوهّمهم بأنّ أقليّة بجبروتها الراهن تحمي أُخرى، فيستفيقون ذات ليلة على أنّ الأقليّة “الحامية” تحوّلت إلى أكثريّة قاتلة. يهربون من الدبّ ليقعوا في الجبّ، مستجيرين “من الرمضاء بالنار”.

لقد بات المسيحيّون، خصوصاً الموارنة، في حاجة ماسّة إلى صدمة وعي، يقوم بها شخص أو مرجع أو مجموعة، يقرعون عقولهم الخاملة وقلوبهم الراجفة، ويأخذون بيدهم إلى الموقف الخلاصي السليم: استرجعوا رسالتكم في السلام والتوليف بين الأمم والشعوب، واخرجوا من شرنقة الحمايات إلى حضن الدولة. الدولة التي بناها أسلافكم هي ملاذكم وكفيل حريّاتكم ومساحة رسالتكم، فاسعوا إلى تطويرها لتكون حصنكم الثابت والدائم.

في تلك اللحظة فقط، ينجح المسيحيّون في كتابة نصّ نيّاتهم السليمة، فيخرجون من شرذمة الثلاثيّات إلى رحاب الدولة والوطن.

ولا تبقى إلّا الثلاثيّة الخلاصيّة في الأقنوم الواحد: لبنان.

 

قانصوه يهدّد جنبلاط ويقول : اخاف ان تكون جثته هي من ستمر من هناك 2015

http://www.sawtaljabal.com/ar/detailsnews.php?news_id=5572&type=nparticle

وجّه النائب عاصم قانصوه تهديداً إلى رئيس «اللقاء الديموقراطي« النائب وليد جنبلاط على خلفية تنبؤ الأخير بقرب انهيار النظام السوري، وانتظار مرور جثة عدوه على حافة النهر بالقول «اخاف ان تكون جثته هي من ستمر من هناك«.

وقال قانصوه في مقابلة على شاشة قناة «المنار» عن كلام جنبلاط تعقيباً على سقوط اللواء 52 بأن النظام السوري يقترب من السقوط «يقترب هو وقد صار على حافة النهر وهو ينتظر على النهر وكل مرة يقول انه ينتظر الجثة وانا اخاف ان تكون جثته هي من ستمر من هناك. منذ 5 سنوات وهو يقول بعد ستة اشهر وبعد 3 اشهر سقط النظام وراح النظام«. وحول الحادثة التي وقعت في قرية «قلب لوزة» وما أوحى إليه جنبلاط اليوم بانه حصل على نوع من التطمينات بتحييد دروز ادلب والسويداء قال قانصوه «كل ذلك لا يغير بواقع الامور وقد سمعت كلامه، الآن لن أقول انه تراجع بعد المؤتمر الذي اجروه في دار الطائفة وانما تراجع ملطفا حول تقييمه لموضوع جبهة النصرة« . وعن ما قاله جنبلاط بأن الحادث فردي وسيعالجه بالسياسة قال «هوي وطالع حكي شي ثاني قبل الظهر شيء ومساء يكون لديه تصريح مختلف، تعرف انه مهضوم بهذا الامر مثل لعبة اليويو طالع نازل بتصاريحه«. أضاف: «لا يمكننا المراهنة على مكون من مكوناته، وايضا ما علاقته هو او غيره بدروز سوريا؟ ما الصورة التي تحملها غير الصورة المذهبية؟ هؤلاء دروز سوريون يقاتلون في الجيش العربي السوري، قاتلوا عن المسيحي وعن السني والشيعي والعلوي بالساحل، الدروز شريحة من شرائح المجتمع السوري، وهناك اشخاص لا تريد الفهم تراهن دائما على قصة ان هذا النظام هو نظام علوي قابل للسقوط. هذه عدة الاميركيين والاسرائيليين«.

وأكّد أنه «ليس هناك في سوريا ما يسمى بالطائفية والمذهبية وقد أعجبني تصريح المير طلال كان موضوعيا اكثر . الدولة السورية هي التي تدافع عن مواطنيها، الدروز او غيرهم، وهي لم تتركهم في يوم من الايام ككتلة بشرية بمفردهم. هناك ترويج وحملة اعلامية عدائية بمعطيات كاذبة حول وضع النظام السوري، منذ 5 سنوات نسمع بان هناك معركة نهائية طاحنة في دمشق« .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 13 حزيران 2015

السبت 13 حزيران 2015

السفير

دعا رئيس تيار مسيحي بارز أعضاء القيادة التنفيذية الى جلسة تعقد خلال أيام لوضع مسودة جديدة للنظام الداخلي!

لاحظ عائدون من جزيرة سياحية عالمية أن أميرا خليجيا قرر الابتعاد منذ مطلع حزيران عن دائرة القرار في بلده لأسباب سياسية غير معروفة.

يصرّ ديبلوماسيون أميركيون على وضع اعتذار مسؤول خليجي عن عدم المشاركة في مؤتمر كامب دايفيد في خانة "اهانة سيد البيت الأبيض".

المستقبل

يقال

إن رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع يصف "إعلان النيات" بينه وبين الجنرال ميشال عون بأنه عبارة عن مبادئ عامة يتفق عليها معظم اللبنانيين.

اللواء

تتردّد في بعض أندية 8 آذار معلومات عن تغيير في موقف دولة كبرى، بعدما راجت تقارير عن دخولها في بازار بتسوية في دولة مجاورة..

يخشى خبراء حصول نزوح سوري إلى مناطق شمالية، يؤجّج الصراعات مع المحيط، على خلفيات معروفة..

تشهد بعض نقابات المهن لغطاً داخل مجالسها لجهة كيفية التعامل مع تصرّفات أو أخطاء المنتسبين إليها!

الأخبار

تشكيلات ومحسوبيات

أجرى رئيس جهاز أمني قليل الإنتاجية تشكيلات أخيراً شملت 14 ضابطاً، وطغت عليها اعتبارات المحسوبية الشخصية والطائفية. وتشير المعلومات إلى أن رئيس الجهاز أصدر التشكيلات من خارج صلاحياته، من دون العودة إلى مجلس القيادة بحسب الأصول، مع العلم بأن التشكيلات شملت ضباطاً سبق أن تسلموا مراكزهم بموجب أمر نقل صادر عن رئيس الحكومة، وبالتالي من غير الجائز تغيير مواقعهم من دون العودة إلى السلطة صاحبة الصلاحية.

الفساد في النافعة

بعدما شهدت مصلحة تسجيل السيارات في الدكوانة (النافعة) إصلاحات واسعة في السنوات الماضية، عاد التزوير والرشى مجدداً الى دوائرها، إلى حدّ إنجاح الراسبين في امتحانات السوق مقابل ??? دولار أميركي، من قبل لجنة يرأسها ن. ب.، وعضوية ر. س. وم. أ. ورغم الشكاوى المتكررة والمقدمة من نقابات السوق إلى مديرة المصلحة هدى سلوم، لم يُفتح تحقيق في الموضوع.

الجسر يستعجل مناقصات النفايات

أوعز رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر لتحضير إعلان رسمي لإعادة إطلاق المناقصات المتعلقة بإدارة النفايات في المناطق الخدماتية، باستثناء المتن وكسروان وجبيل، وذلك من دون انتظار القرار الذي سيتخذه مجلس الوزراء بناءً على الاقتراح الذي طرحه من خارج جدول الأعمال وزير البيئة محمد المشنوق. وعلم أن رئيس الحكومة تمام سلام أعطى موافقته على الأمر من خارج مجلس وزراء ما يعدّ سابقة.

فتور بين نائبَي صيدا

غاب الرئيس فؤاد السنيورة عن الاحتفال التكريمي الذي أقامته النائبة بهية الحريري، في بيت الوسط قبل أيام، للأمين العام السابق لمجلس الوزراء سهيل بوجي بدعوة من الرئيس سعد الحريري، علماً بأن السنيورة ظهر بعد وقت قصير في المكان نفسه، مترئساً اجتماع كتلة المستقبل النيابية. ويبدو الفتور والتنافس واضحين بين نائبَي صيدا. إذ لا تستسيغ سيدة مجدليون الدور المتعاظم للسنيورة في غياب الرئيس سعد الحريري. وهي، لذلك، تعمل بنشاط لافت جنوباً وتستعين بنجلها أحمد في المناطق

الجمهورية

سَمع وفدٌ روحيّ مِن مرجعية فاعلة في الدولة تَخطّى عملُها ملفّات الداخل، كلاماً طمأنَهم فيه إلى أنّه يَعمل على تسهيل أمور طائفتِهم في سوريا، وإذا لم تنجَح مساعيه فلبنان سيكون ملاذَهم الآمن.

لاحظَت أوساط أنّ الانتصارات الميدانية للمعارضة السورية تترافَق مع دفعٍ سياسيّ لتنظيم المعارضة وتوحيد فصائلِها عبرَ مو?تمرات متلاحقة.

رأت مصادر أنّ الآليّة التوافقية المعمول بها في الحكومة تُشَكّل مصدرَ حماية لجهةٍ سياسية ومطلباً مزمِناً لها لا يمكنُها التراجع عنه..

البناء

كشف سياسي مطلع أنّ نائباً لبنانياً بارزاً يتخذ مواقف تصعيدية ضدّ دولة مجاورة، رغم ما يتعرّض له أبناء جلدته في تلك الدولة من مخاطر وتحدّيات، كان قد حاول التراجع عن مواقفه مرة جديدة، وأبلغ بعض المعنيّين بذلك، إلا أنّه استأنف التصعيد بعد تلقّيه "نصائح" من مسؤولين في دولتين عربية وإقليمية بالبقاء حيث هو لئلا يخسر "الدعم" الذي يحصل عليه منهم.

 

 سليمان: التمديد في الرئاسة الأولى يسيء الى قيمتها

السبت 13 حزيران 2015 /وطنية - اعتبر الرئيس ميشال سليمان أن "لبنان أظهر في السنوات العشر الأخيرة قوة ومناعة تجاه ما يحصل في الدول المجاورة"، مشيرا الى أن "التمديد في الرئاسة الأولى يسيء الى قيمتها". وفي حديث الى برنامج "أقلام تحاور" عبر "صوت لبنان"، رأى سليمان أن "مسيرة تعطيل المؤسسات مستمرة من رئاسة الجمهورية وصولا الى العمل الحكومي"، معولا على "حكمة الرئيس تمام سلام للخروج من الأزمة الحكومية الحالية"، مستغربا "اصرار بعض الأطراف على اتخاذ القرارات بالأكثرية، وهم في الوقت نفسه يقاطعون الجلسات". وأكد أنه "لن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية طالما أن "حزب الله" لا يزال يقحم نفسه في الحرب السورية تحت عنوان محاربة التكفيريين"، داعيا الأفرقاء كافة الى العودة لسقف الحوار الداخلي. وحذر سليمان من "تصنيف الرئيس القوي على أنه يمثل طائفته حصرا"، مشددا على أن "رئيس الجمهورية يمثل لبنان بكامله مسلمين ومسيحيين على حد سواء". واذ رحب ب "اعلان النيات" بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، سأل سليمان "هل من المنطقي وضع مواصفات تعجيزية لرئيس الجمهورية؟ وهل تم التفريط بحقوق المسيحيين في السنوات الماضية؟" مطالبا "بالغاء انتخاب الرئيس بالثلثين بعد الوصول الى حائط مسدود وعدم تمكن أي مرشح من الحصول على الأغلبية المطلقة". وعن اقتراح تكتل "التغيير والاصلاح" باجراء استفتاء شعبي حول رئاسة الجمهورية، قال سليمان: "إن هذا الاقتراح لا يتوافق مع الوضع الراهن ويحرف اتفاق الطائف"، داعيا الى "انتخاب رئيس اليوم والبحث غدا في اجراء بعض الاصلاحات الدستورية". واعتبر أن "الحوارات الثنائية أكان بين تيار المستقبل وحزب الله أو بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تفيد البلد"، مشددا على "ضرورة توسيع دائرة الحوار لتشمل الأفرقاء كافة". ودعا الى "دعم الجيش اللبناني على الحدود ليكون سدا منيعا ضد أي محاولات تسلل للارهابيين"، مستغربا مقولة إن "الجيش غير قادر وحده على محاربة الارهاب وبالتالي حاجته الى المساعدة". وردا على سؤال، لفت سليمان الى أن "الحوار الأميركي الايراني سينعكس بشكل ايجابي على ملفات المنطقة، وربما يعود بالخير على لبنان بطريقة ما"، مشددا على أن "ارتباط البعض بمشاريع خارجية يمنع تطبيق اعلان بعبدا وتحييد لبنان الفعلي عن الصراعات التي تدور من حوله".

 

ريفي: أنا ضد وصول عون الى الرئاسة ونقطة على السطر

السبت 13 حزيران 2015 /وطنية - تمنى وزير العدل اللواء أشرف ريفي في حديث لبرنامج "اليوم السابع" عبر إذاعة "صوت لبنان" 100,3-100,5 إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، مشيرا الى ان هذه "جريمة وطنية"، وحمل كل من لا يحضر جلسات إنتخاب الرئيس "مسؤولية الشغور الرئاسي"، وتوقع الا يغيب وزراء التيار عن الجلسات والإكتفاء بتعليق قرارات مجلس الوزراء، وقال: "كلنا يعلم ان العماد ميشال عون يؤمن غطاء مسيحيا ل"حزب الله" وما هو مطروح هو التعطيل فقط وليس الإعتكاف عن الحكومة".

أضاف: "حتى لو غاب وزراء عون عن الحكومة، فستبقى شرعية وستستمر، والرئيس نبيه بري يكمل ميثاقية الحكومة". وشدد على ان "العماد عون لن يكون رئيس جمهورية للبنان نهائيا وسنمنع وصول أي رئيس للمشروع الإيراني"، مشيرا الى ان "عون هو ضمن هذا المشروع وأنا ضد وصوله الى الرئاسة ونقطة على السطر". وقال: "علينا ان نحذر من أن اي انتشار للجيش اللبناني قد يجرنا الى حرب إستنزاف والجيش لديه آلية دفاع، وأنا لا أؤمن بالبندقية غير الشرعية، ولكن الحزب وضع نفسه ببندقية إستنزافية" . أضاف: "أنا رفضت وتحفظت على نقطتين في مجلس الوزراء، فالجيش مكلف حفظ الأمن في البقاع، ويجب عدم تجزئة المناطق، فعرسال أرض لبنانية ويجب الحفاظ عليها" . ودان ريفي ما حصل مع الدروز في قلب لوزة، وحيا النائب جنبلاط الذي استبق الأمور، كما وجه تحية الى المسؤولين السياسيين في بعض الفصائل السورية التي دانت العمل الذي لا يخدم إلا النظام السوري والوضع الاسرائيلي. ورأى ان "النظام السوري سيسقط ولم يعد ذلك بعيد المدى، وعلينا التحسب لهذه اللحظة وما يعنينا هو تداعيات هذا السقوط لكي يمر بأقل خسائر ممكنة على البلد". وتابع: "ان العميد شامل روكز يعلم ان له كل إحترام ولا ملاحظات على آدائه، ولكن علينا ان نقرأ دقة المرحلة ونخرج من الجدل البيزنطي" . ودعا ريفي الى "التخفيف من الكلام في ملف العسكريين حفاظا على سلامتهم"، مشيرا الى ان "المفاوضات تقدمت كثيرا وسنبقى كفريق عمل في خلية الأزمة التي تقرر مجتمعة إذا ما كنت أنا من يفاوض او الوزير وائل بو فاعور" .

 

قهوجي استقبل السفير السوري ووفدا من معلولا شكره على اعادة اجراس الكنائس والايقونات

السبت 13 حزيران 2015 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش البيان التالي:"على أثر تمكن قوى الجيش في منطقة عرسال من ضبط ثلاثة أجراس كنائس وكمية كبيرة من الأيقونات والصلبان والرسوم والتحف والكتب المقدسة القديمة والنادرة، كانت قد استولت عليها التنظيمات الإرهابية من بلدة معلولا السورية، استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، السفير السوري في لبنان السيد علي عبد الكريم علي ووفدا من مطارنة وفعاليات بلدة معلولا، حيث توجهوا بالشكر إلى قيادة الجيش على هذا الإنجاز، وألقى باسمهم السيد عبده الحداد كلمة جاء فيها: "باسم أبناء معلولا والسوريين كافة، نتوجه بالشكر إلى الجيش اللبناني، قيادة وضباطا وأفرادا، على كل ما فعلوه من أجل الإنسان والإنسانية، وليس تجاه بلدة معلولا فقط. لقد برهنت المؤسسة العسكرية اللبنانية مرة أخرى، أنها مع الحق وأصحابه، بمعزل عن أي تجاذبات سياسية أو طائفية، كما أثبتت حرصها على الأرض والشعب والتاريخ والحاضر والمستقبل. لقد أصبح اليوم للجيش اللبناني شذرات روح في معلولا، وما فعله هو دين في أعناقنا لن ننساه ما دمنا أحياء. اليوم، يعود التاريخ وتعود الحضارة وتعود الروح، وباختصار "تعود معلولا". من جهته، شكر العماد قهوجي للوفد زيارته، مؤكدا بأن "لا دين ولا عقيدة للارهاب، سوى القتل والسلب وانتهاك حرومات الشعوب ومقدساتها، وأن الجيش اللبناني يضع في سلم أولوياته الحفاظ على التراث الديني والثقافي لجميع أتباع الأديان السماوية، والذي يشكل جزءا ثمينا من الحضارة المشرقية والإنسانية الشاملة".

 

إعادة تمثال العذراء الى مكانه في معلولا

السبت 13 حزيران 2015/وطنية - دمشق - أعيد اليوم تمثال السيدة العذراء الى مكانه الاصلي في مدينة معلولا في ريف دمشق إضافة الى قطع أثرية أخرى منها أجراس تاريخية، كانت التنظيمات الارهابية المسلحة استولت عليها، وذلك بتوجيه من الرئيس السوري بشار الاسد.

 

سيدة المنطرة في مغدوشة تستقبل تمثال فاطيما

السبت 13 حزيران 2015 /وطنية - استقبلت سيدة المنطرة في مغدوشة وحشود من الأهالي تمثال سيدة فاطيما بنثر الورود والارز والصلوات والترانيم والتغاريد والتصفيق المتواصل، حاملين صورها والاعلام الكنائسية والبابوية بمسيرة حاشدة من مفرق مغدوشة حتى البازيليك، حيث استقبلتهم حشود أخرى أتت من القليعة ومرجعيون ورميش وعين ابل وجزين وضواحيها وصور وكل أنحاء الجنوب. وشارك في الاستقبال مطران صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك الياس حداد ومطران صور وضواحيها للموارنة شكرالله نبيل الحاج. وترأس حداد القداس يعاونه لفيف من الكهنة، وقال في عظته: "من فاطيما مدينة الاسرار والتنبؤات الى مزار سيدة المنطرة موطىء العذراء واقعا وتاريخا، تحمل العذراء إلينا رسالة نحتاجها في لبنان والمنطقة ألا وهي السلام، كم نحتاج الى السلام ونحن في بركان يكاد يحصدنا فنصبح وقودا لساعات ونختفي، هذه حالة العديد من اخوتنا في العراق وسوريا". وختم: "تحمل العذراء اليوم رسالة الوحدة في الكنائس ليفهموا رجالها بشكل أعمق ان صلاتهم في الوحدة أفضل من صلاتهم من أجل الوحدة، هذه الوحدة ظهرت بذارها في لبنان عندما احتفلنا مسيحيين ومسلمين بعيد البشارة، هذه ظاهرة أتت بعد عشرين سنة من الحرب وكانت هدية مريم للبنان".

 

النائب محمد الحجار لـ”السياسة”: لن نرضخ لضغوط عون و”حزب الله”

بيروت – “السياسة”: أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار لـ”السياسة” أن “التيار الوطني الحر” برئاسة ميشال عون و”حزب الله” “ماضيان في تعطيل البلد ورهنه لمصالح وأهداف خاصة وخارجية”. وقال إن “هذا الفريق عطل الرئاسة الأولى لأكثر من سنة, وما زال يعطل حتى الآن, فتعطيل الرئاسة أثر على تعطيل مجلس النواب, واليوم ذاهب إلى تعطيل المؤسسة الباقية, وهي السلطة التنفيذية, فالذرائع التي تقدم من قبل التيار الوطني الحر تتمحور حول رغبة هذا الفريق, في أن يكون له ما يريد, وإلا فهو ماضٍ بتعطيل البلد. ويلاقيه في هذا الموضوع, ولأهداف أخرى حزب الله, بطلب من القيادة الإيرانية, لأخذ لبنان رهينة بيدها على حساب مصالح أهله. ومن المؤسف أن لا شيء ظاهراً حتى الآن يشير إلى تراجع هذا الفريق عن ممارسة هذا الدور التدميري, مع ما هو حاصل في محيطنا ويهدد أمننا واستقرارنا”.

وسأل الحجار “هل يعني هذا أننا سنلين أو نرضخ أو نركع أمام هذه المواقف التخريبية في هذا الظرف الصعب? لا أتصور لبنانياً عاقلاً يقبل بهذا الأمر”. وأضاف “واضح أن رئيس الحكومة تمام سلام يريد إفساح المجال أمام المزيد من المبادرات, وإيجاد مخارج لهذا الوضع الشاذ, وإذا لم يسع الفريق المشاكس لملاقاته في منتصف الطريق فهناك خيارات أخرى قد تُستعمل, لأنه غير مقبول أن يستمر التعطيل بهذا الشكل”. وعن هذه الخيارات, قال الحجار “الكل يعرف أن مؤسسة مجلس الوزراء بغياب رئيس الجمهورية تعمل دستورياً بموجب آلية عمل محددة من خلال انتقال صلاحيات الرئيس إلى مجلس الوزراء مجتمعاً, فالأساس في هذه الآلية تسيير شؤون البلد, كما هو حاصل الآن, ولا يحق لأي فريق سياسي أن يستغل هذه الآلية لممارسة التعطيل وشل البلد, وعلى مجلس الوزراء البحث عن آلية أخرى, لأن الأساس كيف نؤمن الحد الأدنى من الاستقرار الداخلي والاقتصادي والاجتماعي, وعدم السماح للفوضى أن تعمل البلد

 

السنيورة من كليمنصو: اللبنانيون والعرب ينتظرون منا أن نتعالى عن الجراح والإبتعاد عما يؤدي الى النفخ في نيران الفتنة

السبت 13 حزيران 2015 /وطنية - إستقبل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، مساء اليوم في دارته في كليمنصو، رئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة، يرافقه أعضاء الكتلة النواب: أحمد فتفت، أمين وهبي، باسم الشاب ومحمد الحجار، حيث عقد إجتماع حضره وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وتيمور جنبلاط، تناول المستجدات على الساحة المحلية والإقليمية. بعد اللقاء قال السنيورة: "قمنا بزيارة لهذا البيت الكبير، بيت الزعيم وليد جنبلاط وبيت والده أيضا الزعيم الشهيد كمال جنبلاط، لنؤكد على هذا الدور الوطني الكبير الذي طالما لعبه هذا البيت، وساكنوه وأهله، ويلعبه اليوم الأستاذ وليد جنبلاط". أضاف: "المحن فعليا، عندما تأتي تبين معادن الرجال، واليوم في هذه المحنة الشديدة التي نمر بها، نكتشف هذا المعدن الصلب الأستاذ وليد جنبلاط، الذي تعالى على هذه الجراح الكبيرة، التي مر بها مجموعة من المواطنين السورييين الأبرياء، الذين سقطوا نتيجة جريمة، يمكن أن نقول عنها مشبوهة بنتائجها، وبما توخى ربما مرتكبوها، أن يحققوا من جراء ارتكابها". وتابع "في هذه المرحلة، طبيعي أن نكتشف أهمية الدور، الذي يقوم به الأستاذ وليد جنبلاط، لأن اللبنانيين والعرب ينتظرون منا جميعا أن نتعالى عن الجراح، ونتصرف بمسؤولية وبحكمة وبروية، والإبتعاد عن التصرف الذي يؤدي الى النفخ في نيران الفتنة، التي يجب أن نبتعد عنها جميعا، وأن نعمل من أجل أن نتجنبها، وبالتالي هذا يقتضي منا في هذه الأونة، التي نمر بها في لبنان وفي منطقتنا العربية، ان نعود الى الجذور، والى الجوامع التي تجمعنا جميعا، وهي الجوامع بكوننا جميعا عربا كنا وسنبقى عربا، بغض النظر عن انتماءاتنا المذهبية والطائفية، فان هناك جامعا كبيرا يجمعنا جميعا، ونتيجة هذه الظروف الصعبة، التي مررنا بها تناسينا هذه الجوامع، التي تجمعنا، وعدنا الى مربعاتنا الصغيرة، والى الامور التي تباعد في ما بيننا، ولذلك هذا اليوم، هو اليوم الذي يقتضي بنا ان نقف جميعا الى جانب بعضنا بعضا، ونؤكد على الدور الاساسي، الذي يجب ان نصل اليه، وهو ان يكون لدينا دولة مدنية بكل معنى الكلمة، والتي يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية، يتساوون جميعا امام القانون، ويعاملون كمواطنين وليس بكونهم ينتمون الى مذهب من هنا ومذهب هناك". وأردف "جئنا اليوم، لنعبر عن تعزيتنا بداية، باسم الرئيس سعد الحريري وباسمي الشخصي وباسم زملائي واعضاء كتلة المستقبل النيابية، والكثرة الكاثرة من اللبنانيين، الذين يعبرون للاستاذ وليد جنبلاط عن أسفهم وتعزيتهم، سائلين الله تعالى أن يجعل هؤلاء الشهداء، الذين سقطو غيلة وظلما وعدوانا في الجنة، ولكن في الوقت نفسه، معاهدين أن نبقى صامدين، وأن نبقى معا سوية في إزاء هذا الكم الكبير من التحديات والمشكلات، التي نعاني منها، ولكن الصمود والتمسك بالمبادئ والاساسيات سيبقى هو العامل، الذي يجمعنا جميعا، وسنواجه هذه التحديات مشتركين سوية في المستقبل ان شاء الله".

جنبلاط

بدوره قال جنبلاط: "باسمي وباسم العرب الدروز في لبنان، أشكر الرئيس سعد الحريري ودولة الرئيس فؤاد السنيورة والإخوان في تيار المستقبل، وجميع الذين واسونا في هذه المحنة. وكما قال دولة الرئيس السنيورة، سنبقى فوق المحنة من أجل الوحدة الوطنية، من أجل التأكيد على الجوامع الوطنية والعربية، أيا كانت قساوة الظروف والجراح. سنبقى فوق المحنة، وسنصمد في وجه هذه المؤامرات، التي تمزق العالم العربي والإسلامي، لكن سنبقى فوق المحنة". وختم: "شكرا للشيخ سعد الحريري وللرئيس السنيورة والمفتي دريان، ولجميع الذين وقفوا معنا في هذه اللحظة الصعبة".

 

الداوود: جنبلاط قزم حجم مجزرة جبل السماق واجتماع دار الطائفة أنتج خطأ استراتيجيا

السبت 13 حزيران 2015 /وطنية - رد الامين العام ل"حركة النضال اللبناني العربي" النائب السابق فيصل الداوود على رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط دون أن يسميه، واصفا المجزرة التي حصلت بحق الموحدين الدروز في جبل السماق في إدلب بأنها "أكبر من الأمور الشخصية والأمور المصلحية الخاصة إن كان على المستوى الإقليمي أو الدولي"، مضيفا "مشكلة جنبلاط مع سوريا هي غير المجزرة التي يتم تناولها بهذه الطريقة". كلام الداوود جاء خلال لقائه، وفدا من ممثلين عن المنظمات الشبابية اللبنانية في دارته في راشيا، الوفد الذي لبى دعوة "منظمة الشباب النضالي"، لزيارة قلعة راشيا في أجواء عيد المقاومة والتحرير والذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس الحركة. ولفت الى أن "النصرة ترتكب المجازر بحق كل الطوائف، واليوم ترتكب المجازر بحق الموحدين الدروز"، واصفا كلام جنبلاط بأنه "تقزيم للمجزرة التي ارتكبتها النصرة الإرهابية بحق جبل السماق إلى موضوع شخصي بحت"، متسائلا "لماذا إثارة الموضوع طائفيا ومذهبيا وتصويره خلافا بين السنة والدروز، وهنا تكمن الخطورة، علما أن جبل السماق يحوي عددا من القرى السنية متكاتفة مع القرى الدرزية، يحمون بعضهم من الإرهابيين "النصرة وداعش" اللذين يشكلان وجهان لعملة واحدة ومخططا واحدا القاعدة ذات الامتداد الصهيوني". وفيما شدد الداوود على "وحدة الشعب السوري في مواجهة الإرهاب التكفيري"، لفت إلى أن "القاسم المشترك لهذا الشعب هو دولته، والتقسيم والتفتيت هو سبب من انتفاء هذه الدولة التي تشكل القاسم المشترك"، متسائلا "لماذا هذا الضرب على القاسم المشترك للشعب السوري؟". واستغرب "ما ينشده جنبلاط من تعاون مع المعارضة السورية المكونة من النصرة وداعش في جنوب سوريا التي تضم نحو ثلاثة آلاف إرهابي يتدربون عند العدو الإسرائيلي ويتلقون الدعم والتسليح منه، فأي معارضة هذه؟". وقال: "نحن مع الشعب السوري لكننا ضد إرهابيي النصرة وداعش الذين ينفذون المخطط الأميركي ـ الإسرائيلي ـ الخليجي ـ التركي لتفتيت المشرق العربي، لذلك، المعركة في جنوب سوريا هي معركة بقاء ووجود ضد العدو الإسرائيلي" داعيا القيادات السياسية إلى "أن تكون يدا واحدة في جبه هذا الخطر التكفيري على المسيحيين والمسلمين والدروز وأن تكون ضمن إطار وطني لا إطار طائفي". وانتقد ما حصل في دار الطائفة الدرزية خلال اجتماعها الأخير ورأى فيه "ارتكاب خطأ استراتيجي وضد مصلحة الدروز"، وقال: "نحن مع وحدة الصف الداخلي الدرزي ضمن الإطار الوطني القومي العروبي وغير ذلك لا يصب في المصلحة الدرزية وطائفة الموحدين الدروز والتعاطي مع التكفيريين هو انتحار وخطأ استراتيجي لجميع الطوائف، ليس على أساس مذهبي، بل على أساس وطني عام"، مضيفا "الدروز أساس في مقاومة كل محتل وإرهابي، فهم سيف العروبة وسيف الإسلام منذ التاريخ"، متسائلا: "كيف يكون ذبح 24 درزيا على أساس خلاف فردي؟ أو ذبح مقعد وذبح البنات والنساء هو على أساس فردي؟، فالبلدة التي دخل إليها التكفيريون فيها أقدم كنيسة تاريخية مسيحية، لذلك ما حصل هو مقدمة لتهجير جميع الأقليات من هذه المناطق بمن فيهم إخواننا من السنة".

أمين

وتحدث زياد أمين باسم وفد "المنظمات الشبابية اللبنانية"، فقال: "جئنا إلى راشيا فيصل الداوود، لنؤكد على أننا مع المقاومة في ضرب الإرهابيين أينما وجدوا، فنحن مع الممانعة والمقاومة وداعمين للجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب"، لافتا الى اننا "نندد بالمجزرة النكراء التي ارتكبها إرهابيو النصرة بحق إخوتنا من الموحدين الدروز، بحق طائفة عروبية قومية مقاومة". وخلص الوفد الى أن "خلاصنا من الإرهاب يكمن في وحدتنا وتماسكنا خلف جيشنا ومقاومتنا في ضربهم للارهابيين أينما وجدوا قبل أن يصلوا إلينا".وكانت منظمة الشباب في حركة النضال قد أولمت على شرف الوفد.

 

نظام الأسد يحاول تحويل السويداء إلى «كوباني جديدة»!

رلى موفق، السبت 13 حزيران 2015(اللواء)/بمساع من التقدمي نجحت الاتصالات في الأردن بتثبيت تفاهمات بين الدروز والفصائل السورية قبل حادثة قلب لوزة

 ما حصل في بلدة «قلب لوزة» في جبل السماق، في محافظة ريف إدلب السورية، من اشتباك بين عناصر من «جبهة النصرة» وعدد من الأهالي الدروز على خلفية مُصادرة منزل لأحد المواطنين بحجة انتمائه إلى جيش النظام، والذي أدى إلى سقوط العشرات من أهالي البلدة، ضاعف من المخاوف والهواجس التي تعتري حال الدروز في محافظة السويداء التي تعيش راهناً تطورات متسارعة مع تهاوي النظام في الجبهة الجنوبية .

 وإذا كانت حادثة «قلب لوزة»، المشبوهة في توقيتها ومسببها (أبو عبد الرحمن التونسي الذي تصفه بعض فصائل المعارضة السورية بداعشي يخترق جبهة النصرة)، فإنها ألقت بظلالها على الواقع المأزوم والتحدّيات التي تواجه دروز جبل العرب، على الرغم من أن دروز إدلب نجحوا خلال الفترة الماضية في صوغ تفاهمات آلت إلى «التعايش» تحت سلطة «جبهة النصرة»، إلى حين جلاء الاتجاهات التي سترسو عليها التسويات المستقبلية لسوريا، كما نجح دروز السويداء في عقد اتفاقات، والتوصل إلى تعهدات، مع جيرانهم أبناء درعا، التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية في آذار 2011، ونجحت فصائل «الجبهة الجنوبية»، التي يشكل الجيش السوري الحر أبرز مكوناتها، في ضمان تلك التعهدات، لا سيما أن «جبهة النصرة» في المنطقة الجنوبية ليست الفصيل ذات الوزن المؤثر في لعبة التوازنات بين الفصائل السورية المعارضة. وأسهمت آنذاك حركة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ، الذي ناصر الثورة السورية منذ انطلاقتها، في تثبيت التعهدات والاتفاقات من خلال اتصالاته الإقليمية مع الجهات الفاعلة ضمن الثورة، وفي مدّ أواصر العلاقة المتينة مع مكوّنات «الجبهة الجنوبية» التي يشكل الأردن عمقها الاستراتيجي واللوجستي وتواجدها السياسي والقيادي .

على أن تسارع الأحداث في محافظة درعا، والتي كان آخرها سقوط «اللواء 52»، الذي يُعتبر من أكبر الألوية وأحدثها تسليحاً، بيد فصائل المعارضة في «الجبهة الجنوبية» شكل نقطة تحوّل في مسار الثورة، وفتح الباب أمام استكمال تحرير المحافظة بالكامل، واتجاه تلك الفصائل لخوض معركة إسقاط مطار «الثعلة» الواقع في منطقة السويداء، والذي انتقلت إليه بعض قوات النظام مع أسلحتها، وهي معركة، في رأي متابعين لمجريات الأمور، لن يكون حسمها سريعاً نظراً إلى أن المطار مُحصّن ومُدجج بالأسلحة الثقيلة . المخاطر على السويداء تنطلق من موقعها الجغرافي، إذ أنها باتت محاصرة لجهة طرق الإمداد التي لم يعد لديها سوى منفذ واحد، عبر بلدة أذرع، والنظام المتواجد في المحافظة يعمل، وفق قراءة متابعين عن كثب، إلى ابتزاز أبنائها عبر محاولات سحب الأسلحة الثقيلة تمهيداً لانسحابه، تاركاً أهلها لمواجهة مصيرهم المجهول، مع فتحه الطريق لـ «تنظيم الدولة الإسلامية» من شرق البادية باتجاه الجنوب عبر الصفا البركانية، وصولاً إلى مشارف السويداء، وهو الواقع الذي عبّر عنه قائد جيش اليرموك بشار الزعبي حين اعتبر ان السويداء أضحت اليوم بين «فكي كماشة الثوار من الجهة الشرقية وداعش من الجهة الشمالية بعدما قام النظام بتسهيل وصول بعض مقاتلي داعش إلى تخوم السويداء بهدف تحويل المنطقة إلى «كوباني» جديدة تستجلب العالم للدفاع عنها، فيما يُظهر الأسد نفسه حامياً للأقليات، بينما سيكون الخاسر في هذه المعركة السويداء وأهلها إذا ما ساروا خلف الأسد ومخططاته ».

إزاء التحولات الجارية، فإن ثمة اقتناعاً راسخاً لدى القيادات الدرزية الفاعلية، ومن بينها جنبلاط، ولدى القيادات السياسية والعسكرية في المعارضة أن تجنيب السويداء والدروز لا يمكن أن يحصل إلا عبر خطوات سياسية وحكيمة تتعدّى التفاهمات الآنية إلى مواقف حاسمة تؤول لترسيخ عوامل الثقة والتفاهم بين جبل الدروز ومحيطه ذات العمق العربي، ذلك أن البدائل عن بناء جسور الثقة والتوصل الى تفاهمات راسخة تضمن خصوصية تلك المنطقة ومكونها الدرزي، لن تكون سوى الدخول في دوّامة من النزاعات والصراعات والحروب المدمرة .

 ويذهب مقربون من الجبهة الجنوبية للجيش الحر إلى الاعتقاد بأن إمكانية إدارة العلاقة بشكل سليم مع أبناء الجبل هي إمكانية متوافرة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وفرصة مؤاتية مع انكشاف حال الاهتراء التي وصل إليها النظام، وإن كان ثمة قلق كبير من إقدام النظام عبر موالين له إلى إحداث فتن وتأجيج الصراع قبل إنجاز التسويات السياسية .

 ووفق هؤلاء، فإن كثيراً من الدروز رفعوا لواء الثورة باكراً، سواء على مستوى النخب والناشطين أو على مستوى المقاتلين الذين التحقوا بالجيش السوري الحر، وآلت بهم الظروف إلى الانتقال للخارج والإقامة المؤقتة في الأردن، وهم بالتالي يمكنهم اليوم أن يلعبوا دوراً إيجابياً في حماية جبل العرب .  ويعوّل هؤلاء على موقع جنبلاط بما يشكله من عامل ثقة لدى الثوار، ومن قدرة على التحرّك مع القوى الإقليمية الفاعلة والمؤثرة من أجل ضمان سلامة أبناء القرى الدرزية وترسيخ صفحة المصالحات بين السويداء وجيرانها، وإعادة تعزيز الترابط مع المعارضة السورية، ضمن احترام الخصوصية الدرزية .  ويأتي اللقاء الذي دعا إليه المجلس الدرزي اليوم، بدفع من جنبلاط، والذي سيشارك فيه مشايخ ورجال دين وشخصيات وفاعليات ليشكل ترسيخاً لمنحى التوافقات السياسية بعيداً عن الضجيج الداعي إلى تحويل الدروز وقوداً للنظام في حربه التي خرّبت النسيج السوري ووحدته .  المسؤولية كبيرة وتاريخية، على أن الحركة التي يقودها جنبلاط   في اتجاه الداخل السوري والخارج، ومعه الفاعليات الدرزية السورية، هي أمام اختبار صعب، لا بل مفصلي، حول ما إذا كانت ستجنّب الدروز دفع ضريبة كبرى في النزاع السوري، وإن كان الرهان على التحرّك الإقليمي كبير جداً .

 

تفجير مركز “المارينز” والسفارة الأميركية في بيروت عقدة الإتفاق النووي الإيراني

رياض طبارة، السبت 13 حزيران 2015(الحياة)

هل سيوقَّع الاتفاق النهائي بين مجموعة 5+1 (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا) وإيران في الموعد المحدد، أي في آخر الشهر الجاري، أم سيمدد الموعد؟ وكم سيستغرق رفع العقوبات؟ وبأي شروط؟ هناك أربع إشكاليات يجب التوقف عندها عند محاولة الإجابة على هذين السؤالين .

أولاً: العقوبات القديمة والدعاوى على إيران

 بدأ فرض العقوبات أميركياً في تشرين الثاني 1979 بعد عشرة أيام من احتجاز إيران موظفي السفارة الأميركية في طهران، إذ أمر الرئيس جيمي كارتر بتجميد موجودات إيران في البنوك الأميركية وفروعها في العالم. قَدرت الإدارة الأميركية قيمتها في حينه بما بين 10 و12 بليون دولار أميركي .

 عندما حصل الانقلاب على الشاه في 11 شباط من تلك السنة، كانت العلاقات التجارية مزدهرة بين الدولتين، بما في ذلك بيع أسلحة أميركية إلى طهران بلغت قيمتها في السنة السابقة للثورة حوالى 2,6 بليون دولار أميركي. وبالطبع كانت هناك معاملات تجارية واستثمارية غير مكتملة بين البلدين جُمِّدت بدورها من الجهتين، ما جعل الأمور أكثر تعقيداً

 واتفق الطرفان في محادثات نظّمتها الجزائر في عاصمتها في كانون الثاني 1981 على إطلاق المحتجزين مقابل تعهد أميركي بـ: عدم التدخل في شؤون إيران الداخلية، وعدم السماح بمقاضاة الخاطفين بعد إطلاق المحتجزين، ومساعدة إيران في المحاكم الأميركية للحصول على أموال الشاه، وإعادة الأموال الإيرانية المحتجزة وقيمتها حوالى 8 بلايين دولار. غير أن معظم هذه الأموال وضع في حساب لتسوية أوضاع إيران مع الشركات الأميركية. وما زال هناك خلاف على عقود سلاح دفعت إيران ثمنها ولم تسلم، تبلغ قيمتها 12 بليون دولار وفق الإيرانيين، و500 مليون دولار وفق الأميركيين، كما أن هناك شبكة من المطالب والمطالب المضادة لم يتم تفكيكها بعد. أما أموال الشاه التي قدرتها إيران في حينه بـ24 بليون دولار، فتجاهلتها أميركا بعد أن توفي الشاه في مصر وليس في الولايات المتحدة، ولكن هذه المسألة لا تعتبر محسومة بعد .

 تجددت العقوبات بعد أقل من سنتين بسبب حادث تفجير مقر المارينز في لبنان باعتباره عملاً إرهابياً. وفي سنة 1995، ونتيجة لحادث هجوم على باص في إسرائيل توفيت فيه الأميركية أليسا فلاتو واتهم فيه «الجهاد الإسلامي المرتبط بإيران»، أصدر الكونغرس الأميركي قانوناً يسمح بمحاكمة حكومات أجنبية، نتج عنه حكم سنة 1998 يطالب إيران بدفع حوالى 250 مليون دولار لعائلة فلاتو، كما طالبها حكم لاحق في السنة نفسها بدفع حوالى 400 مليون دولار لأربعة أميركيين اختطفوا في لبنان وإلى أسَرهم، معظمها ذهبت للصحافي تيري أندرسون وأسرته. كل هذه الأموال وغيرها اقتطعت من الأموال الإيرانية المجمدة. الأهم من ذلك أن هذا القانون فتح المجال لدعاوى كثيرة، مثلاً من ورثة أشخاص قتلوا في تفجيرات مركز المارينز الأميركي سنة 1983 وتفجير السفارة الأميركية في بيروت في السنة نفسها، ربحها المدّعون وبلغت قيمتها بلايين الدولارات من دون الحصول على الأموال من الأصول الإيرانية المجمدة بسبب نفادها. ويعتبر البعض أن القانون الجديد يفتح المجال أيضاً لمتضررين من احتلال السفارة في 1979 أن يطلبوا تعويضاً. يقول أحد محرري «نيويورك تايمز»: «عندما تُرفع العقوبات الاقتصادية على إيران سيلاحِق محامو أصحاب الحقوق الشركات المتعاملة مع إيران بموجب قوانين أميركية تسمح بذلك»، ما قد يؤدي إلى حجز أي أموال لهذه الشركات موجهة إليها من إيران .

ثانياً: دور الكونغرس في رفع العقوبات

 وضعت أميركا دفعة جديدة من العقوبات، من خلال شبكة معقدة من القوانين والإجراءات طاولت أشخاصاً ومؤسسات وتعاملات مصرفية، وذلك ابتداءً من سنة 1995 وحتى سنة 2013. هناك مسألتان يجب التطرق إليهما في هذا السياق. أولاً: بعض هذه العقوبات وضعه الكونغرس والبعض الآخر بموجب أوامر تنفيذية أصدرها رئيس الجمهورية. ثانياً: بعض هذه العقوبات يتعلق بدور إيران المساعد للإرهاب وتشمل عقوبات فرضت بعد حوادث الخطف وتفجير مقر المارينز والسفارة الأميركية في بيروت سنة 1983 بعد هجومات أيلول2001، وبعضها الآخر لدورها في تهديد الاستقرار في المنطقة (الذي قد يعتبر مسانداً أيضاً للإرهاب ولو جزئياً) كما في الوقت نفسه لأمور لا تتعلق بالإرهاب، خصوصاً برنامج إيران النووي والصاروخي .

 بالنسبة إلى المسألة الأولى، يعود الحق برفع العقوبات الرئاسية إلى رئيس الجمهورية، الذي يستطيع أيضاً «تعليق» عقوبات اتخذها الكونغرس وليس «رفعها»، وذلك بعد إعلام الكونغرس بأن السبب لوضع هذه العقوبات قد زال .

 ويستطيع الرئيس نفسه أو رئيس جمهورية بعده رفع التعليق بقرار رئاسي أيضاً. ربح الكونغرس الجولة الأولى في مواجهته أوباما عندما وقع الأخير، بعد أخذ ورد وتهديدات متبادلة، قراراً للكونغرس نال تأييد كل الجمهوريين والغالبية الساحقة من الديموقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، يجبره على تقديم أي اتفاق ينجزه مع الإيرانيين لمطالعته من الكونغرس خلال خمسة أيام من انتهاء المفاوضات، مرفقاً بتقرير من رئيس المفاوضين الأميركيين، وزير الخارجية جون كيري، يفصّل فيه كيف باستطاعته التحقق من امتثال إيران شروط الاتفاق، وكذلك تقييم أوباما كفاية الضمانات بأن إيران لن تسعى لصنع قنبلة نووية، وتفصيل للعقوبات التي تنوي أميركا والدول الأخرى والأمم المتحدة رفعها .

 على الكونغرس بالمقابل أن يتخذ قراراً بشأن قبول الاتفاق أو رفضه خلال 30 يوماً يجمَّد خلالها أي رفع للعقوبات. المشــكلة هي في أن يرفض الكونغرس الاتفاق، ما قد يدفع أوباما إلى وضع فيتو على قرار الكونغرس، الذي يجب عليه الحصول على ثلثي الأصوات في المجلسين لتجاوزه، وهذا غير محسوم حالياً، إذ سيتوقف على نوعية الاتفاق و الضغوط التي ستمارسها إسرائيل من خلال اللوبي الإسرائيلي لرفضه. على كل حال، فكلما طال الوقت كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة في تشرين الثاني 2016 وكلما أصبح الرئيس أقل فاعلية واللوبي الإسرائيلي أكثر فاعلية .

 بالنسبة إلى المسألة الثانية، فالإدارة الأميركية والكونغرس يتفقان على عدم رفع العقوبات المتعلقة بالإرهاب في المرحلة الأولى، ولربما حتى الوصول إلى حلول للمشكلات المتعلقة بإيران في المنطقة وفصلها عن العقوبات الأخرى، خصوصاً تلك المتعلقة ببرنامج إيران النووي والصاروخي. لكن هذه العقوبات مترابطة ومتكاملة، ففي عام 2005 مثلاً أصدرت إدارة بوش الابن سلسلة من الأوامر تم بموجبها تجميد ممتلكات شركات وأشخاص بسبب مساندتهم الإرهاب، ولكن في الوقت ذاته لأسباب أخرى، كمساندة دور إيران المهدد للاستقرار في العراق وعلاقة هؤلاء ببرنامج إيران النووي والصاروخي .

 ثالثاً: دور مجلس الأمن والدول المشاركة بالعقوبات

 توسعت العقوبات على إيران جغرافياً بدءاً من سنة 2006 عندما أصدر مجلس الأمن قراره الرقم 1696 تحت الفصل السابع، الذي أمر إيران بموجبه بإيقاف التخصيب كلياً، وأتبعه بخمسة قرارات كلها -إلا واحداً- تحت الفصل السابع، تم بموجبها تجـــميد أمـــوال وحظر سفر بحق أشخاص وشركات تتعامل مع إيران في برنامجها النووي، وأمر أيران بإيقاف عملها على تطوير الصواريخ البالستية ووضع حظراً على بيع الأسلحة إليها. تجاوبت دول عدة مع هذه القرارات، واتُّخذت إجراءات قانونية على أساسها، من هذه الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا والهند والصين واليابان. المشكلة هنا أن الاتفاق النهائي المنتظر لا يطلب من إيران إيقاف التخصيب بل فقط تخفيض نسبته، ولا يطلب منها إيقاف عملها على تطوير الصوارخ البالستية، أي المطلبين الرئيسين الذين على أساسهما صدرت القرارات الدولية وتبعتها قرارات الدول الآنفة الذكر. سيكون على مجلس الأمن إذاً أن يرفع العقوبات من دون انتفاء الأسباب التي وُضعت العقوبات من أجلها، كما سيكون على بعض الدول التي وضعت العقوبات بناء على قرارات مجلس الأمن أن تفعل الشيء ذاته من خلال قرارات وطنية جديدة. وعلى كل حال، مازال هناك خلاف على جدولة رفع العقوبات وآلية العودة الأوتوماتيكية إليها (snap back) إذا أخلّت إيران بتعهداتها .

 إن أهمية العقوبات الأميركية ليست في قيمة الأموال والممتلكات الإيرانية المحتجزة، والتي لا تشكل سوى قسم صغير من المجموع حول العالم، بل في العقوبات الأميركية الأخرى، خصوصاً المصرفية منها، التي تبعتها فيها أوروبا، والتي تجعل تعاملات إيران التجارية بالدولار واليورو صعبةً جداً، إن لم تكن مستحيلة، فالأموال الإيرانية المحتجزة حول العالم التي تقدر بما بين 50 و100 بليون دولار (لا أحد يعلم بالضبط) ناتجة في معظمها عن مبيعات النفط غير المسددة بسبب العقوبات المصرفية الأميركية والأوروبية، ومعظم هذه المبيعات هي للصين والهند واليابان ولشركات بريطانية وهندية وكورية ويونانية، ما دفع إيران إلى بيع نفطها في بعض الأحيان بعملات غير الدولار واليورو، أو بطريقة تبادل السلع (barter).

رابعاً: ضغوط وحرب إسرائيلية

وأخيراً، هناك ضغوط من دول عربية وغير عربية، كفرنسا وتركيا، لربط جدولة رفع العقوبات بتوقف إيران عن تدخلها في شؤون دول المنطقة، خصوصاً لبنان وسورية والعراق واليمن والبحرين وغيرها. الموقف الأميركي حتى اليوم يتعاطف مع هذا الطرح، كما ظهر من زيارات قام بها مسؤولون كبار لهذه الدول، وهذا لربما ما دفع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، نشر مقالة استباقية في «نيويورك تايمز» (في 25 نيسان من هذه السنة) بعنوان «رسالة من إيران» يقول فيها «إن مساحة انخراطنا البنّاء تتعدى بكثير المفاوضات النووية. العلاقات الجيدة مع جيران إيران هي على رأس أولوياتنا. حان الوقت لإيران والمعنيين الآخرين للبدء بمعالجة أسباب التوتر في الخليج الفارسي الكبير. الحوار الإقليمي يجب أن يرتكز على أسس معترف بها وأهداف مشتركة، خصوصاً احترام السيادة، وسلامة الأراضي، والاستقلالية السياسية لكل الدول، وحصانة الحدود الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفضّ النزاعات بالطرق السلمية، وعدم جواز التهديد أو استعمال القوة، ودعم السلم والاستقرار والتقدم والازدهار في المنطقة ».

 يقول عدد متزايد من المعلّقين الأميركيين إن عدم إرضاء إسرائيل قد يجعلها تقوم في نهاية الأمر بحرب لإفشال الاتفاق أو إعاقة تطبيقه. الحرب كما يقول هؤلاء، لن تـــكون ضد إيران مباشرة، لأن ذلك ليس محسوباً، ولكن ضد «حزب الله» لإظهار أن إيران ما زالت راعية للإرهاب، إذ إنها تساند منظمات عدوانية تعتبرها أميركا إرهـــابيـــة. هذه الضغوط الإسرائيلية تعرفها جيداً الإدارة الأميركية، ما دفعها لأن تَعد إسرائيل بمساعدات عسكرية غير مسبوقة، لجهة حجمها ونوعية الأسلحة المتطورة التي تشملها .

 خلاصة القول أن طلبات حلفاء أميركا، العرب والأوروبيين وغيرهم، لربط رفع العقوبات بعدم تدخل إيران بالأمور الداخلية لجيرانها، والضغوط الإسرائيلية المباشرة، ومن خلال الكونغرس الأميركي، إضافة إلى تعدد العقوبات وصعوبة تفكيكها، كل ذلك قد يؤخر حصول اتفاق إلى ما بعد آخر الشهر الجاري، كما سيجعل تطبيق أي اتفاق -إذا حصل- على مراحل عدة، ويستغرق وقتاً طويلاً، لربما حتى ما بعد عهد أوباما، وعندها… يخلق الله ما لا تعلمون .

سولانا يدعو لشراكة مع إيران: الوحيدة المؤهلة لمحاربة «داعش»

السفير 13 حزيران/15

لو أرادت طهران أن تقدِّم مرافعة حول محورية دورها الآن، لما فعلت ذلك أفضل ممّا فعله السياسي والأكاديمي المعروف خافيير سولانا. الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، دعا من بروكسل إلى تحالف استراتيجي مع إيران، مع كبح مقاومة السعودية اليقينية لهذا الخيار. طهران، برأيه، تمثِّل الدولة الوحيدة المؤهَّلة والجاهزة لمحاربة «داعش»، خصوصاً أنَّه حذَّر من أنَّه لا يمكن استبعاد تمدّد التنظيم الإرهابي إلى دمشق.

هذه الخلاصات أوردها سولانا في مؤتمر أقامه المركز البحثي «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية»، بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والسياسيين المعروفين، كما تحدثت فيه وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني.

مفصلاً مسألة انعدام إمكانية قيام دول أخرى بأدوار حاسمة الآن، قال سولانا «في النهاية، إذا أردنا أن نكون نزيهين مع أنفسنا، فسنقول إنَّ إيران هي الوحيدة المستعدة لقتال داعش فعلا». جاء ذلك في سياق تشديد السياسي الإسباني على أنَّ «داعش» يشكّل «وضعاً معقداً» يستوجب إستراتيجية طويلة المدى، كما يشدّد أنَّ «داعش موجود ليبقى لذا يجب أن نحسب على المدى الطويل».

البلد الأكثر انكشافاً على هذا التهديد هو سوريا وليس العراق، إذ يعلق: «أنا مستعد للقول إنَّ داعش لن يسيطر على العراق، لكني لست مستعداً للقول إنَّ داعش يضع يده على دمشق».

لم يكن سولانا الوحيد الذي حذَّر من هذا السيناريو. وزير خارجية السويد السابق كارل بيلد دعا الحضور إلى تحريك مخيلتهم بتصوّر الكابوس الممكن، متسائلاً: «أي عواقب ستنزل بعموم العالم العربي، إذا كان داعش سيلقي عظاته من المسجد الأموي الكبير في دمشق». أما وزيرة خارجية إيطاليا السابقة إيما بونينو فكانت أكثر تشاؤماً، قائلةً إنَّ الإستراتيجية الأفضل هي «مساعدة الأردن ولبنان وتونس، تلك الدول التي لم تشهد هذا الكابوس بعد».

في تفاصيل حسابات سولانا، بشأن انعدام الشريك الإستراتيجي في المعركة ضدّ الإرهاب، بيَّن أنَّ السعودية غير مستعدة للعب دور حاسم ضد «داعش»، شارحا تحوّل موقف الرياض، إذ بدأت كعنصر أساسي في «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن الوضع انقلب لاحقاً: «القيادة السعودية الحالية ليست مهتمة بهزيمة داعش، بل هي مهتمة أكثر باليمن».

التهديد الذي يسببه التورط في حرب اليمن للدور السعودي، هو أمر توقعه سابقاً المستشار السابق للأمن القومي الأميركي زبيغينو بريجنسكي خلال حديث إلى «السفير» مؤخراً. قال حينها إنَّ السعودية «نقطة انطلاق لحركات وهابية، لا أعتقد أنَّه علينا أن ندعم هذا لأنه سيساهم في الصراع»، قبل أن يضيف «سيكون أفضل بكثير لو يصل السعوديون بأنفسهم إلى هذا الاستنتاج، بألا ينخرطوا في صراعات ستكون مكلفة جداً لهم، وقد تهدد سيادتهم الاقتصادية، انظر إلى اليمن كيف يتغيّر».

مصر أيضاً، برأي سولانا، غير مؤهَّلة لمشاركة حاسمة، نظراً إلى انشغالها بأوضاعها الداخلية. هكذا لم يبق في الساحة، وفق رؤيته، سوى طهران، خصوصاً أنَّ توقيع اتفاق نووي سيجعل دورها أكثر رسوخاً.

يقول إنه في حال التوصل إلى اتّفاق، فإنَّ «الوضع سيتغير جذريا»، بالنسبة إلى إيران والمنطقة ككل. ليس فقط بفعل الاتفاق، بل أيضا لردّ الفعل عليه. أول المنفعلين ستكون الرياض، إذ يؤكد سولانا أنَّ «السعودية ستردّ ردا سيئا جداً» على إنجاز الاتفاق النووي.

هذا الرد يشمل جانبين وفق قراءته. الجانب السياسي بدأت مفاعليه مسبقاً، لأنَّ السعودية «تضغط على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كي لا نترك إيران تصبح لاعباً إقليمياً كبيراً»، مشيرا إلى أنَّ ذلك يمثِّل «المعركة الكبيرة». الرد وارد أيضاً على الجبهة الاقتصادية، إذ يتوقع سولانا أنَّ الرياض «ربَّما تغرق الأسواق بالنفط»، لمنع إيران من عائداته بعد رفع العقوبات وتضاعف قدرتها التصديرية.

لكن يبقى أنَّ إتمام الاتفاق النووي هو مسألة لها شروطها الخاصة أيضاً. تقديرات سولانا، الذي يتمتع بعلاقات واسعة مع صناع القرار في الغرب، تقول إنَّ الاتفاق لن يُنجز في موعد نهاية حزيران الحالي، بل ستمتدّ المفاوضات إلى وقت أطول. هناك مشكلتان أسياسيتان برأيه، ترسَّختا بعدما وضع المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي خطوطاً حمراء: أولاً تفتيش المواقع العسكرية، وثانياً طلب «محادثات» (أو استجوابات) مع العلماء الايرانيين الذين كانوا منخرطين في إطلاق البرنامج النووي الايراني.

لكن المعركة ليست فقط «صراع سنة وشيعة»، بحسب رأي العديد من المشاركين في الندوة البحثية، بل أيضاً صراع «داخل معسكر السنة». إذ جرى الحديث عن المشاكل التي تواجه الدول التقليدية، خصوصاً في الخليج، ومحاولات الإسلام السياسي لتغييرها. هذا ما أشار إليه أيضاً الرئيس الأميركي باراك أوباما، حين حذَّر قادة الخليج من أنَّ التهديد الأكبر لا يأتيهم من إيران بل من داخل مجتمعاتهم.

بالنسبة إلى الصراع الأول، يقول سولانا إنَّه من الأفضل «ألا يربحه أحد»، بل عمل الغرب على تحقيق تسوية رغم صعوبتها. أما في الصراع الآخر، فيرى أن «الأفضل أن يربحه السنة الأقل تشدداً».

هنا تبرز مسألة الترويج للمصالحة والتطبيع مع جماعات متطرفة، حتى لو كانت مصنفة «إرهابية». المنطق الذي يبنى عليه ذلك هو أن الخيار بات: العمل مع أهون الشرور لتفادي اشتداد أعظمها. أحد من نظّروا لذلك هي الباحثة والناشطة السورية المعارضة بسمة قضماني. جالسة إلى جانب سولانا وبونيو، أمام جمهور من النخبة السياسية والأكاديمية، دعت القضماني إلى الحوار مع «جبهة النصرة» - «فرع من تنظيم القاعدة»، مبررة ذلك بالمحاججة أنَّه يجب فعل كل ما يمكن «كي لا ينضموا إلى داعش»، ما دامت «النصرة لديهم عنوان يمكن الذهاب إليه».

تدهور قدرات القوات السورية مسألة أشار إليها متحدثون عديدون، رأوا أنّها ربّما لحظة الضغط والضعف المناسبة التي ستجبر الحكومة على القبول بتسوية. هذه الخلاصة بشأن «مناخ ملائم للصفقة» كانت وكالة «رويترز» قد أوردتها أيضاً، من خلال حديث إلى مصادر مشاركة في قمة «مجموعة السبع» في ألمانيا قبل أيام. أوردت حينها أنَّ المسألة تدور حول إقصاء الرئيس السوري بشار الأسد والتسوية مع عناصر في نظامه.

بدا أن لدى سولانا معطيات تمكنه من التعليق على ذلك. أشار إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف الشهر الماضي، معلقاً بالقول إنَّ «رحلة كيري إلى سوتشي كانت بالفعل لمناقشة هذه النقطة: كيف نتعامل مع العلويين... وقد تم إنجاز تقدم في هذا الاتجاه».

 

ايران تستدعي نصرالله ليكمل دراسته في قم  

حسن صبرا /الشراع/13 حزيران/15

ماذا سيفعل حسن نصرالله، بعد اتفاق ايران مع اميركا، حول ملفها النووي، وحول النفوذ الايراني في المنطقة، من العراق الى سورية، ومن لبنان الى اليمن ودول الخليج العربي؟. الجميع يعلم ان ايران بعد الاتفاق مع اميركا ستُسقط علناً ما أسقطته فعلاً وهو (مرك بر اميركا) الموت لأميركا لترفع ما أخفته طويلاً وهو العيش افضل مع اميركا، فهل يمجد نصرالله بأميركا ليقنع الاميركان ان الايرانيين تحولوا فعلاً، ام سيظل على خطابه المعادي للولايات المتحدة؟ وماذا سيقول عندها للقطعان التي تتبعه؟  أغلب الظن ان ايران ستستدعي حسن نصرالله، لإكمال دراسته الدينية في حوزة مصباح يزدي، استاذ أحمقي نجاد، الذي انتهى دوره لينضم الى من سبقه، في أرشيف النظام الايراني الحالي، مرحباً بالقادم الجديد نصرالله نفسه. سبق لهذا النظام، ان أرسل حفيد الخميني السيد حسين الى قم، لإكمال دراسته الدينية بعد ان بدا انه تجاوز الخطوط الحمر، التي يضعها هذا النظام لجماعاته المختلفة، كما سبق له ان استدعى مقتدى الصدر اكثر من مرة، لإكمال دراسته في قم، بعد ان كان يشكل حرجاً لطهران، الساعية لعلاقات استراتيجية مع اميركا، وهي تتسلم منها حكم العراق. الآن ماذا ستفعل ايران بحزب الله في لبنان؟  أغلب الظن ان ايران ستسعى للإفادة الى الحد الاقصى من قوة حزب الله الفائضة عن حاجة لبنان، دولة ووطناً ومجتمعاً، وهي تعلم قبل غيرها، ان هذه القوة الفائضة عجزت وتعجز وستعجز، عن إرغام الوطنية اللبنانية، على الخضوع للمشروع العنصري الفارسي، بالقوة المسلحة، خاصة وان حزب الله لن يكون بعد سقوط بشار الاسد وتغير طبيعة النظام السوري، كما هو اليوم، صحيح انه يقاتل في سورية، لإبقاء الهمجي حاكماً بلاد الامويين، وعاصمتها العربية، لكنه القتال الدفاعي عن النفس، ليس في وجه التكفيريين كما يزعم، وهو بدأ عدوانه على الشعب السوري، قبل ان تخلق استخبارات الاسد وسليماني هذه القوى التكفيرية، وقبل ان توفر ادارة باراك اوباما المعدوم الضمير، كل الفرص والمبررات لكي تظهر فرق التكفيريين المشبوهة والمعادية للوطنية السورية، ولعروبة الامويين.

حزب الله يريد ان يستثمر الآن، ما تبقى من حكم بشار الاسد، كي ينتـزع من لبنان سلطة حكمه، كما انتـزعت الادوات الفارسية سلطة حكم العراق، من خلال تعديل الدستور استناداً الى مؤتمر تأسيسي هو الغاية القصوى للمشروع الايراني في لبنان، لفرض المثالثة خطوة أولى.

اما الاخطر فهو ان النظام الايراني الحالي لن يرضى ببقاء رئيس جمهورية مسيحي في لبنان، لأن هذا الرئيس لا يمكن ان يبايع ولي الفقيه في طهران علي خامنئي، او من سيليه. صحيح انه يعتمد على غطاء مسيحي يوفره له هذا التافه المجنون ميشال عون، لكنه يستخدمه حتى يحقق من خلاله مشروعه لتغيير طبيعة النظام اللبناني.

أكذوبتان يستخدمهما النظام العنصري في ايران للسيطرة على العراق ولبنان:

 *أكذوبة الغلبة العددية للشيعة في العراق على السنّة، وإحصاءات المحايدين في بلاد الرافدين تؤكد تقارب أعداد السنة والشيعة فيها.

 *الأكذوبة الثانية، ان تعداد الشيعة في لبنان يفوق تعداد السنّة، وواقع الامر ان السنّة يفوق عددهم شيعة لبنان بما لا يقل عن مئة الف انسان.

اما الكارثة الكبرى على ايران ومشروعها بما يسمى الديموقراطية العددية في لبنان، فهي قادمة من صلب المشروع الفارسي الذي هجر اكثر من مليون ونصف مليون سني سوري، الى لبنان، بعد ان دمر حزب الله والهمجي منازل ومصالح اكثر من عشرة مليون مواطن سوري، نسبة السنّة بينهم اكثر من 99%.

انه المنطق الجدلي الذي يقول ان ايران تحصد في لبنان نتيجة ما تفعله في سورية فتخسر الاثنين معاً، الاغلبية في لبنان والعلوية في سورية. أغلب الظن ان حسن نصرالله وبشار الاسد يتسابقان في من يصل اولاً الى طهران، بشار كلاجىء سياسي وحسن نصرالله كتلميذ في حوزة دينية في قم.. هل أعطيناكم تفسيراً للتوتر الذي يعيش فيه ابو هادي منذ فترة؟ فكّـروا في أمره.

 

صراع الهويات القاتلة إلى أين؟

لبنان الجديد/13 حزيران/15

المجزرة التي إرتكبت من قبل مقاتلي جبهة النصرة ضد عدد من أبناء الموحدين الدروز في قرية قلب لوزة في ريف إدلب ليست حدثاُ عادياً أو مجرد جريمة سياسية ، إنّها إحدى صور تجليات الصراع على الهويات القاتلة في المنطقة العربية والإسلامية . قد يكون صحيحاً كما قال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أنّ هناك عدد كبير من السوريين يقتلون يومياً بسبب الصراع القائم في سوريا ، لكن مجزرة قرية قلب اللوزة تمت على أساس ديني أو مذهبي وليس على أساس سياسي ، فمن إرتكب هذه الجريمة يعتبر الموحدين الدروز مشركين أو كفرة يجب قتلهم ، وهذا ما جرى مع المسيحيين والإيزديين والأشوريين والمسلمين الشيعة و المسلمين السنة والزيديين، حيث يتم قتل هؤلاء إما بسبب إنتمائهم لمذهب أو دين أو طائفة أخرى أو بسبب الخلاف الفكري والسياسي والحزبي . فهناك من يعتقد أو يظن أو يؤمن أنّه على حق وكل الآخرين على باطل وأنّه  له الحق لقتل الأخر لمجرد الخلاف الفكري أو الفقهي أو السياسي معه ، وإذا كان القاتل اليوم من جبهة النصرة فقد يكون من داعش أو من تنظيم سياسي أو حزبي اخر. المشكلة أنّنا نعيش اليوم عصر ما اسماه الكاتب والروائي الفرنسي – اللبناني أمين معلوف في أحد كتبه : الهويات القاتلة . فكل واحد منّا يريد فرض هويته على الآخر ويريد للأخر أن يكون مثله أو أنّه مستعد لقتله ، وتراجع منطق القبول بالأخر وبالتنوع وبالإعتراف بالتعدديات الدينية والسياسية والمذهبية والفكرية . وكلنا نتحمل مسؤولية ما جرى وما يجري، وإذا كان البعض يظن أنّه يمكن الوقوف بوجه هذه الجرائم فقط بالعمل العسكري والامني وبحمل السلاح لمواجهة الاخر يكون مخطئاً ، لأن المشكلة أعمق من ذلك بكثير في ظل سيادة العقل الواحد والمنطق الواحد والنظام الديكتاتوري الواحد والحزب الواحد والعقل الواحد والحقيقة الواحد وفي ظل تراجع منطق الدولة والمواطنة وسيادة منطق القانون والحق . طبعاً نحن نتضامن اليوم مع الموحدين الدروز في قرية قلب لوزة ، كما تضامناً سابقاً مع كل الذين تعرضوا لجرائم القتل لأسباب سياسية أو فكرية أو عقائدية وبغض النظر عمن يكون القاتل أو المجرم،  إن في سوريا أو العراق أو اليمن أو فلسطين المحتلة أو البحرين أو السعودية أو في مصر وفرنسا أو في أي بلد اخر. لكن المشكلة التي نعيشها اليوم أنّ ما يجري هو صراع حقيقي على الهويات وكل واحد يريد أن يعمم هويته على العالم ولا أحد مستعد لتقبل تعدد الهويات والأفكار والعقائد والأديان ، وإن كانت الصراعات في المنطقة العربية والاسلامية هي الأكثر دموية  اليوم ولن تنتهي هذه الصراعات إلا بالعودة إلى الحقيقية البديهية وهي الإعتراف بالتنوع والتعددية وأنّ لا إكراه بالدين.

 

من هم الدروز؟/يدين الموحدين الدروز بالإسلام ديناً، وبالتوحيد مذهباً وعقيدة

 لبنان الجديد/13 حزيران/15

المصدر " كتاب المظاهر الثقافية عند الموحدين الدروز"

يدين الموحدين الدروز بالإسلام ديناً، وبالتوحيد مذهباً وعقيدة. مذهبهم ليس ديناً تبشيرياً ولا تصوفاً مطلقاً أو رهبنة، بل هو فرعٌ من فروع الدين الإسلامي. برز في الإسلام وترعرع مع الشيعة وتبلور في الاسماعيلية، وبدت معالمه وانضمت في مذهب التوحيد الفاطمي، ليستخلص القول أن المذهب التوحيدي على اجتهادات لم تأخذ بها بعض المذاهب الإسلامية الأخرى، لكنه بالرغم من ذلك متفرع من الدين الإسلامي وأن مصادر التشريع تنحصر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ثم اجتهادات الأئمة وكبار دعاة المذهب التوحيدي ومنظمي أصوله وفروعه.  الموحدين الدروز، بغض النظر عن توزعهم الجغرافي بهويتهم الثقافية والدينية وخصوصيتهم المذهبية، ويقاومون بالقدر عينه كل الطروحات الانفصالية أو التقسيمية، مؤكدين ما قاله أحد أبرز زعمائهم كمال جنبلاط بأن لا تعارض بين انتمائهم العربي العميق وبين هويتهم اللبنانية الوطنية، وعلى الرغم من كونهم أقلّية مذهبية وطائفية لم يشعروا يوماً بالعقدة الأقلويّة على المستوى الوطني أو القومي فقد اعتبروا أنفسهم دوماً جزءاً من الأكثرية العربية والإسلامية مميزين بين شخصيتهم الوطنية والقومية، وهذا ما يؤكد خصوصيتهم واندماجهم في آن معاً. الخلوة بيت العبادة عند الموحدين الدروز وهي مكان متواضع خالٍ من كل زينة وزخرف وترف، يجلس فيها الأجاويد وعلى الأرض بكل بساطة ودون تكلف، يجد الطالبون فيها طلبهم ليحيوا فيها حياة روحية جميلة يُعمّقون أثناءها اطلاعهم وتأملاتهم الروحية.

عند الموحدين تبدأ حياة الإنسان منذ لحظة ولادته بعد أن يكوّن جنيناً من أب وأم، وكان ثمرة زواجهما فيحسبانه بركة من الله تعالى ويتعهدانه بالرعاية والعناية والتربية، أما تربية الولد عند الموحدين فقليلاً ما تختلف عن تربيته بحسب المفهوم الإسلامي وما تفرضه معظم الأديان، وتقتضي البدء بتلقينه أصول ومبادىء الدين الإسلامي وتعاليم المذهب التوحيدي. والزواج عند الموحدين هو سنة من سنن الأنبياء وِشرعة من شرائع البقاء وصون عن الفحشاء ووقاية من رب الأرض والسماء. والزواج في الدين الإسلامي لا يُسمى مقدساً كما هو الحال في الدين المسيحي وكذلك عند الموحدين الدروز، إذ هو عقد مبنيٌّ على الإعلان والوضوح والقبول على قاعدة مفاهيم الشرف والدعم والحقوق المتوازية بين الرجال والنساء في القبول، ولا يجوز فيه الإجبار أو الإكراه لأي من الفريقين، أي الرجل والمرأة. وعلى الموحد عند زواجه الاجتهاد في أن يختار زوجة ديّنة رصينة طيبة الأصل أي التربية، كذلك النسب لما لذلك من أثر عظيم في النسل وتربية الأولاد وصلاحهم وحلالهم.

أما الموت فهو مصير كل مخلوق حيّ وهو عدلٌ ورحمة من الله تعالى، ومصير الروح مرتبط بإرادة الخالق رب العالمين لا بإرادة سواه، ولا يعرف مصيرها إلاّه لقوله تعالى ويسألونك عن الروح قُل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً سورة الإسراء. ومن مراسم الدفن يتم نقل الميت إلى المقبرة حيث يسير المشايخ أمام النعش وهم يهللون بقولهم : لا إله إلا الله دائم باقي وجه الله - لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعند الوصول إلى موضع الصلاة، توضع الجنازة في الوسط حيث يكون وجه المتوفي موجهاً نحو الشرق ويُغطى التابوت بغطاء أبيض وتكتب عليه عبارة الله حق . ثم يتقدم أحد المشايخ من معارف الفقيد للشهادة والتعريف بحسناته وفضائله ومكارم أخلاقه، والشهادة بحد ذاتها عند الموحدين أمانة وصادقة، حيث تأديتها بلا زيادة أو نقصان، ثم يدعو له بالرحمة طالباً ذلك من المشايخ والحضور، بعدها يتقدم المصلّين بمحاذاة صدر الميت مستقبلاً القبلة نحو البيت الحرام. مجتمع الموحدين الدروز ينقسم إلى فئتين أساسيتين: فئة العقّال أو الأجاويد وهم الذين يعيشون حياة روحية إذ يلازمون الفرائض الدينية ويلمّون بأحكام المذهب وعلومه وحقائقه، وإن بدرجات متفاوتة، ثم يستطرد بذكر العديد من المشايخ والقادة الروحيين الذين كان لهم الأثر الكبير في تماسك وإعلاء شأن الموحدين... كالأمير سيف الدين التنوخي والشيخين حسن ويوسف العقيلي، والشيخ حسن الدمشقي الشافعي المعروف بالميمساني، والشيخ يوسف الكفرقوقي، والشيخ ابراهيم الهجري، والشيخ علي الفارس، والشيخ أمين طريف بالإضافة لكبير مشايخ العقل الشيخ محمد أبو شقرا..

 

"النصرة" تعترف بحادثة دروز قلب لوزة: سنحاسب المتورطين

المدن/السبت 13/06/2015 

أفضت الجهود التي بذلتها فصائل المعارضة السورية ووجهاء ريف إدلب، إلى انتزاع اعتراف من "جبهة النصرة" بمسؤوليتها حول حادثة مقتل 23 شخصاً من أهالي قرية قلب لوزة في جبل السماق بريف إدلب، حيث أصدرت "النصرة" بياناً، السبت، أعلنت فيه أسفها لما حصل وتوعّدت بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة، متعهّدة بأنها ستحمي سكان المنطقة الدروز من أي تهديد قد يتعرضون له. وقال بيان النصرة " تلقت جبهة النصرة ببالغ الأسى الحادثة التي وقعت في قرية قلب لوزة في (..) والتي شارك فيها عناصر من جبهة النصرة دون الرجوع إلى أمرائهم، وبمخالفة واضحة لتوجيهات قيادة جبهة النصرة"، ولفت البيان إلى أن النصرة أرسلت "وفوداً ولجاناً" لتبيان ما حصل "وتطمين أهالي القرية والتأكيد على أن ما وقع هو خطأ غير مبرر وتم بدون علم القيادة، وما زالت القرية وأهلها آمنين مطمئنين تحت حمايتنا وفي مناطق سيطرتنا". وأعلن البيان أن "كل من تورط في تلك الحادثة سيقدَّم لمحكمة شرعية ويُحاسب على ما ثبت في حقه من دماء، وما ذاك إلا تحكيم لشريعة ربنا التي ما أُسست النصرة منذ البداية إلا لرفع رايتها وتطبيق أحكامها".

الحادثة التي نشرت "المدن" تفاصيلها بناءً على شهادات حصلت عليها من أبناء المنطقة، لاقت استنكاراً واسعاً طاول دول الجوار، خصوصاً لبنان، حيث عقد "المجلس المذهبي" للموحدين الدروز اجتماعاً طارئاً في بيروت، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية، وصدر عنه بيان وموقف من رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط، طالب بالتهدئة وبأن المشكلة سيتم حلّها بالسياسة، من خلال اتصالات مفتوحة مع فصائل المعارضة والأطراف الإقليمية الفاعلة.

وكانت فصائل منضوية في "جيش الفتح" الذي يقاتل شمالي سوريا، وفي مقدمتها حركة "أحرار الشام الإسلامية" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" قد أصدرت بياناً، الليلة الماضية، استنكرت فيه الحادثة وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة.

وقال بيان فصائل "جيش الفتح": "تلقى شعبنا المكلوم بألم كبير أنباء الواقعة المؤلمة، التي وقعت في محافظة إدلب المحررة بحق أهالي قرية  قلب لوزة من أبناء الطائفة الدرزية، الذين يشهد لهم في شمال سوريا بدورهم الطيب والإيجابي في نصرة الثورة السورية وإيواء أبناء وطنهم الذين نزحوا من كافة مناطق محافظة إدلب تحت وطأة قصف النظام الأسدي وإجرامه". وأضاف البيان " نستنكر هذه الأحداث المؤسفة التي زادت من ألمنا ونحن نشاهد في نفس الوقت كيف يُقصف شعبنا يومياً ببراميل النظام المجرم في مختلف أرجاء سوريا. إنَّ ما حدث في قرية قلب لوزة منافٍ لتعاليم ديننا الحنيف الذي منع ظلم الناس وإراقة دمائهم بغير حق من أي طائفة أو عرق كانوا. سنقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع باقي الطوائف لمنع تكرار هذه الحادثة في المناطق المحررة" وأكد البيان "على ضرورة تقديم جميع المتورطين لمحكمة شرعية محايدة". وعلى جبهة الريف الغربي للسويداء، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي الجبهة الجنوبية وقوات النظام في محيط مطار الثعلة العسكري في السويداء، فيما كثّف النظام من غاراته الجوية على مناطق ريف درعا الشرقي، المحاذية لريف السويداء الغربي، حيث تعرّضت بلدة أم ولد، التي نزح معظم سكّانها، إلى 14 غاراة منذ ليل الجمعة-السبت، ليصبح عدد الغارات الإجمالي منذ انطلاق معركة مطار الثعلة العسكري على القرية حوالى 37 غارة بحسب ما وثّق نشطاء في درعا، فيما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن تعرض بلدة صيدا إلى غارتين، ومدينة درعا إلى 3 غارات من دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا. وعن المعركة التي تجري في ريف السويداء الغربي، قال المرصد إن الاشتباكات تجددت "في جزء من مطار الثعلة العسكري ومحيطه، عند الأطراف الغربية للسويداء والمحاذية لمحافظة درعا، وسط قصف عنيف ومتبادل بين الطرفين" مشيراً إلى أن "اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام وقوات الدفاع الوطني من أبناء المنطقة ومن أبناء محافظة السويداء" تشارك في المعركة حالياً.من جهة ثانية، تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تفيد عن إعلان "جبهة النصرة" اشتراكها في معركة المطار العسكري في السويداء. وفي هذا السياق، نفى مصدر عسكري لـ"المدن" صحة الأنباء، وقال إن "جبهة النصرة في المنطقة الشرقية من ريف درعا ليس لديها قوات كافية لتخوض أي معركة، خصوصاً مع البيانات التي أصدرتها فصائل الجبهة الجنوبية برفض التعاون معها"، واعتبر أن هذه الأنباء "يستفيد النظام منها لتوتير الأجواء أكثر بين درعا والسويداء، نظراً لحساسية المعركة الحاصلة في مطار الثعلة، التي بدأت تدخل مرحلة استعصاء وربما تتحول إلى معركة استنزاف بين الطرفين، إذا لم تحصل تسوية مشتركة بين السويداء ودرعا تخرج النظام من المطار وتنزع فتيل اقتتال كبير قد يحصل بين المنطقتين".

 

مدرسة التّوريث السوريّة في لبنان

محمد عقل/جنوبية/السبت، 13 يونيو 2015 /لم يكن مفاجئاً إتيان سامي الجميّل رئيساً لحزب الكتائب المتخذ العائلة شعاراً وعقيدة. لكن البارز – الثابت هو مدرسة التوريث التي لن تنتهي بسليل عائلة المشيخة المارونيّة – الكتائبية. وهو ما سينسحبُ على تيمور سليل الزعامة الدرزيّة – الجنبلاطية. وقل الشيء عينه عن طوني سليل زعامة الفرنجيين.  شيء ما يتمدد ويتجدّد مخترقاً الأعراف العائلية، التي سلّمنا بها ويتسلّل إلى المؤسسات الديموقراطية العريقة. وللتذكير فقط: لبنان بلد ديموقراطي بنظام برلماني حُرّ.

ومدرسة التوريث هذه، جذورها في سورية الأسد الذي اشتغل عليها وكرّسها، وثبتها في لبنان، وساعده اتفاق الطائف من العرف في النص، عبر ترويكا المذاهب، في مخلوق عجائبي ارتضاه اللبنانيون على مدى تاريخهم المعاصر، واعتبروه حلاً طيلة ثلث قرن من وصاية نظام الأسدين في لبنان. قد يقول قائل إنها أنظمة الشعوب العربية – الإسلامية – الخليجيّة. توريثية جميعها. هذا صحيح. ولكن الفارق أن نظام الأسدين الذي دخل لبنان عنوة وبالتعاون مع هؤلاء. ثبت في لبنان طيلة ثلث قرن مدرسة التوريث هذه، التي بدأت بالتمديد للإلياس الهراوي ثم بالتمديد لإميل لحّود، وطرح الوصاية بديل الانتخابات الحرّة الديموقراطية. وعَلَّب لوائح الانتخابات النيابية حين أملتها الظروف الإقليمية. وهو ما أوصلنا إلى منطق السّير في ركاب ثوابت التمديد لمجلس النواب، ثمّ لتعليب مجلس الوزراء، وصولاً إلى فراغ الرئاسة الأولى. هذا يحصل في لبنان الدولة الوحيدة في بلاد العرب التي كانت تُنتخب فيها المواقع والمجالسُ كلها. ها هي تعاني من التمديد والتوريث والفراغ. للتذكير فقط: لبنان بلد ديموقراطي بنظام برلماني حُرّ مدرسة التوريث العريقة التي تمدّدت وتجدّدت في لبنان ها هي تشل مجلس الوزراء، وتُمدّد لمجلس النواب، وتعطّل انتخاب رئيس للجمهورية. تلك هي باختصار أهم “إنجازات” مدرسة التوريث لنظام الأسدين. وهي تفصل فعلها هذا في لبنان البلد العريق بالديموقراطية والتجديد والانتخابات. لعلنا الآن نعرف لماذا بدأت عملية التدمير في لبنان قبل حوالى نصف قرن لتحترق الآن بلاد العرب. مدرسة التوريث هذه، جذورها في سورية الأسد الذي اشتغل عليها وكرّسها، وثبتها في لبنان هذا هو التوريث من رأس الهرم السوري، الذي غيّر طبيعة المؤسّسات وإدائها في لبنان ووظف التوريث في الأحزاب الدينية والمذهبيّة التي خلقها ورعاها وحماها. ولكن السؤال: لماذا حين وصل التوريث إلى سامي الجميّل صار حراماً؟ وهو حلال في زعامات فرنجيّة، وجنبلاط، والحريري. لماذا التعطيل حلال في مجلس الوزراء، والتمديد والتوريث حلال في مجلس النواب؟ لماذا الفراغ حلال في الرئاسة الأولى سنة ويزيد؟ ولماذا بالتالي تعطيل لبنان حلال؟ بينما توريث سامي الجميل حرام. لماذا نرى القذى في عين حزب الكتائب، ولا نرى الخشبة في عين روّاد التوريث والتعطيل؟

 

نصر الله يحرم إطلاق الرصاص مجددا: كمن يطلق الرصاص على عمامتي

 سهى جفّال /جنوبية/السبت، 13 يونيو 2015 /تستمر حالة الفوضى واللاقانون الدائمة في الضاحية الجنوبية والتي بلغت ذروتها في الأسابيع الأخيرة بحفلات إطلاق رصاص في السماء ابتهاجا أو حزنا، بشكل يومي، راح ضحيتها طفل بريء بين الحياة والموت هو منير حزينة. وكانت جنوبية قد ألقت الضوء على هذه الممارسات الخطرة واللاخلاقية في الضاحية الى أن وقعت الواقعة وتذكر حزب الله المناشدة بوقف اطلاق الرصاص كما فعل مرارا من دون عقاب أو قصاص.  عادت موجة إطلاق الرصاص في الضاحية الجنوبية خلال تشييع مقاتلي حزب الله. ومع كلّ مناشدات أهالي الضاحية بوقف اطلاق النار الذي أصبح مصدر إزعاج وخطر ورعب لهم، وبعدما أن وقعت الواقعة وأصابت هذه المرة الرصاصات رأس الطفل السوري الفلسطيني منير حزينة الذي يصارع الموت الآن في مستشفى المقاصد صدر بيان عن الأمانة العامة لحزب الله جاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن عادت موجة اطلاق النار في تشييع الشهداء يودّ الامين العام سماحة السيد حسن نصر الله ان يؤكّد للجميع الذين يقومون بهذا الفعل ان عمل بعيد أقصى البعد عن الأخلاق والايمان والاسلام، وانه محرّم عند كافة مراجع التقليد الشيعة. وهو مصدر أذية للناس الأبرياء، وهو حتمًا عمل لا يرضى به الله ورسوله والشهداء الأطهار. ليتحرك كل من الجيش اللبناني والقوى الأمنية بفرض الخطة الأمنية والحدّ من حالة الفوضى والبلطجة في الضاحية ويؤكّد سماحته أنه لن يسامح أي شخص يقوم بإطلاق النار في الهواء، فهو كأنه اطلق النار على عباءته عمامته، والله بينه وبين هؤلاء يوم القيامة”. انتهى الببان. نذكر هنا أن حزب الله بشخص أمينه العام قد طالب وناشد مراراً بوقف إطلاق النار بتكليف شرعي الا انه لا من سمع ولا من تجاوب.. كما أنه سبق لنصر الله أن ناشد مناصريه في 15 شباط 2015 بالقول: “اتوجه اليكم بكل اصرار واناشدكم بكل ما هو عزيز عندنا وعندكم ان يمتنع الجميع عن اطلاق النار بشكل قاطع وان يتعاون الجميع لمنع ذلك”. كما أنه سبق أن أكّدت العلاقات الاعلامية في حزب الله على منع إطلاق النار خلال إطلالة السيد نصر الله في 2008: “يمنع منعا باتا اطلاق النار وذلك تحت طائلة الملاحقة القضائية والامنية من قبل القوى الامنية”. اطلاق النار محرّم عند كافة مراجع التقليد الشيعة وهو مصدر أذية للناس الأبرياء وهو عمل لا يرضى به الله ورسوله إذا لا التهديدات الصادرة عن حزب الله بالملاحقة القضائية والأمنية ولا مناشدة نصر الله الروحية لهم رادعة، فما من مناسبة تمر الا وتنهمر الرصاصات ويقع المزيد من الأبرياء. فالموضوع لا يحلّ بهذه الطرق والمطلوب خطة أمنية جدية رادعة وليترك حزب الله أمن الضاحية لمن هو أهل لها.

اطلاق رصاص

وليتحرك كل من الجيش اللبناني والقوى الأمنية بفرض الخطة الأمنية والحدّ من حالة الفوضى والبلطجة في الضاحية. تماما كما فرضت هذه الخطة على جميع المناطق اللبنانية.

 

سايكس بيكو وجدلية حزب الله

عماد قميحة/جنوبية/السبت، 13 يونيو 2015 /اعتبرت اتفاقية سايكس بيكو مؤامرة قسّمت الدول العربية. في الحقيقة يجب زيارة اضرحة سايكس وبيكو وتمجيدهما لوضع هذه الحدود، ففي انفسنا حدود مرسومة قبل سايكس وبيكو.   ما برحت الحركات الاسلاموية والقومية معها، ومنذ توقيع اتفاقية تقاسم النفوذ بين فرنسا والمملكة المتحدة في مايو (ايار) 1916 بين الدبلوماسي الفرنسي جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس حتى يومنا هذا الى اعتبار هذه الاتفاقية بمثابة المؤامرة التقسيمية التي قطعت اوصال الامة من اجل اضعافها كما يدعون. طبعا هذا الادعاء الخيالي المؤامراتي فيه الكثير من الخداع والتلفيق المغاير للواقع شأنه شأن الكثير من الشعارات الخطابية التي لا يراد منها الا مخادعة الجماهير باساليب دنيئة لتحقيق مآرب ذاتية ليس الا، وهذا ما يثبته التاريخ والجغرافيا لاي عارف بهما. أما المفارقة الغريبة هي ان الاستعمار الذي غالبا ما اتهم بفرض التجزئة والتقسيم، يمكن بسهولة اكبر اتهامه بفرض التوحيد، واحيانا بالمبالغة في ذلك، فالذين صاروا عراقيين، او لبنانيين، كانوا كما يدلل التاريخ والحاضر سينشئون كيانات أصغر بكثير فيما لو تُركوا لشأنهم حينذاك، تماما كما يحصل الان.

مع الإشارة هنا الى ان هذه الاتفاقية (سايكس بيكو) كان يجب التعاطي معها كمحطة ضرورية تجسد المدماك الأول في مفهوم بناء الدولة الحديثة، خصوصاً وان بلاد “الاستعمار” قائمة على موازين الحدود فيما بينها، ولكن بدون اعتبارها مؤامرة بل كتقسيمات ضرورية.

على حزب الله الان قبل الغد ان يعود الى أحضان الوطن واعتبار مفهوم الدولة بالمعنى الحديث للكلمة وحزب الله في هذا المجال هو واحد من هذه الحركات التي لا تؤمن بحدود الأوطان ولا يقيم لها أي وزن وذلك بخلفية عقائدية. ومن هنا وعلى ضوء هذا الفهم الخاطئ كان حزب الله يعمل دائما على منع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وكلنا يذكر حينها كيف عمل جاهدا من اجل منع حصول هذا الترسيم تحت حجج واهية كان واحدة منها هو مطلب بدء الترسيم من منطقة الحدود الجنوبية المحتلة. وعليه فلم يجد حزب الله أي حراجة تذكر بالذهاب للقتال في سوريا او في أي مكان اخر ومن هنا أيضا رفع الحزب شعار توحيد الجبهات بين الجنوب اللبناني وبين الجنوب السوري واعتبارهما جبهة واحدة، حتى وان بقيى شعار فتح جبهة الجولان من قبل الحزب لا يعدو اكثر من كونه شعارا تجيشيا لم يسمن ولم يغن من جوع، ولم يكن له أي اثر عملي الا ان هذا لا يعني بان طرحه غير مستند لاديولوجيا قائمة على رفض مفهوم الحدود. المفارقة الغريبة ان الاستعمار غالبا ما اتهم بفرض التجزئة والتقسيم، يمكن بسهولة اتهامه بفرض التوحيد وللأسف فان تدهور الأوضاع الميدانية على الساحة السورية لصالح القوى المناوئة لنظام بشار الاسد وتراجع معارك حزب الله الى منطقة القلمون وجرود عرسال فرض كل ذلك على الحزب ادبيات مختلفة. فصرنا نسمع فجأة بان الحزب يدافع عن “الحدود اللبنانية” التي رفض هو ترسيمها من قبل، وصار ينادي بجبهة تحمي لبنان بعدما كان هو من وحدّ الجبهتين. هذه المغالطات التي مارسها الحزب وفرضها على اللبنانيين، سوف يعاني منها لبنان في المرحلة المقبلة، خصوصاً ان الحركات التكفيرية التي ادعى الحزب انه يحاربها تحمل المفهوم نفسه والاعتقاد نفسه باعتبار ان هذه الحدود الوطنية انما هي مؤامرة استعمارية يجب تحطيمها.

حزب الله راس بعلبك

وعليه نكرر للمرة المليون بان على حزب الله الان قبل الغد ان يعود الى أحضان الوطن واعتبار مفهوم الدولة بالمعنى الحديث للكلمة انما هي تدبير انساني متطور لا علاقة له بالمفاهيم الدينية، تماما كما تفعل ايران، وبان اول مشوار العودة لا يكون بارجاع مقاتليه من سوريا فقط، بل بالرجوع عن مفاهيم بالية لم تجلب لنا وللمنطقة من حامليها سوى البؤس والمزيد من التشرذم وذلك عبر القول والاعتراف بان سيكس بيكو كانت بمثابة النعمة على المنطقة وليست نقمة ولا معنى لاحترام الدولة بدون احترام حدودها.

 

خفايا حياة خامنئي (1): الوجه الآخر للزعيم الزاهد

بادية فحص/جنوبية/السبت، 13 يونيو 2015/ يكشف المخرج الإيراني المنفي محسن مخملباف بفيلمه الوثائقي عن الحياة المترفة التي يعيشها المرشد القائد السيّد علي خامنئي فهو يأكل أفخر أصناف الطعام وينفق الملايين لاقتناء الخيول وجمع أنواع الخواتم المرصعة بأحجار كريمة، وذلك بعكس ما يصوّره الاعلام في ايران الذي يظهره زاهدا ومتواضعا كي يضفي هالة من القداسة على شخصه.  قال جومو كيانتا مؤسس كينيا الحديثة: “حين جاء المبشرّون إلى أرضنا، كانوا يحملون بأيديهم الكتاب المقدس، ونحن كنا نملك الأرض. بعد سنوات عديدة، حملنا نحن الكتاب المقدس، وصارت أرضنا بأيديهم”. بهذه العبارة يبدأ المخرج الإيراني المنفي محسن مخملباف فيلمه الوثائقي “خفايا حياة خامنئي”، الذي عرى فيه شخصية مرشد الثورة، وقدمها للناس على حقيقتها، مسقطا عنها كل الإضافات المقدسة التي نسجها خامنئي بنفسه أوبمساعدة جهازه الاستخبارتي الأمني. يظهر الفيلم أن خامنئي يعيش حياة ترف وله هوايات مثل كثيرين، ويعيش حياة يمكن أن يعتبرها بعص الإيرانيين نلتجة عن تصرفه بأموال الشعب. والفيلم يفضح كيفية تبذيره أموال الشعب على نفسه وعائلته وحاشيته وجيوشه المنتشرة في المنطقة، فيما الفقر والعوز يهددان البلاد. ويكشف أن خامنئي من الاشخاص الذين يحرصون على الاطلاع على كل شاردة وواردة، وعلى معرفة كل شيء عن كل شيء، لكن هذه الميزة تتراجع إذا كان الأمر يتعلق بتفاصيل حياته وعلاقاته الشخصية وطريقة عيشه، وارتباطاته بمحيطه الضيق والواسع وأسلوب إدارته للبلاد. ويؤكد الفيلم أن المغالاة في السرية والتعتيم التي يعتمدها خامنئي في حياته، لم تأت من فراغ، إنما بناء على نصائح علماء متخصصين بالنفس البشرية والمجتمعات الدينية، وتطبيقا لمقولة: “من ليس له سر ليس له سحر”.

يثبت مخملباف في “خفايا حياة خامنئي” أن مرشد الثورة ليس سوى “شاه” آخر، مع فارق غير بسيط، هو أن الشاه المخلوع كان متصالحا مع فساده بينما الشاه الجديد يدعي العفة!

وعلى خطى الشاه المخلوع يسير الشاه الجديد في الأكل والشرب والصرف على جمع المقتنيات والهوايات الشخصية ورفاه العائلة والأقارب والحاشية… نظام الطعام: يهتم أطباء متخصصون بالتغذية، بانتقاء أنواع اللحوم التي ينبغي أن يتناولها خامنئي، وبناء على نصائحهم، فهو يتناول من الأسماك السلمون المرقط، الذي يرسل إليه من مزارع خاصة على ضفاف نهر “لار”، إضافة إلى الكافيار الرشتي، وهو من أجود أنواع الكافيار الإيراني الذي لا يعثر عليه إلا في أوقات معينة من السنة في بحر الخزر مقابل شواطئ مدينة رشت في الشمال، ويرسل إليه بواسطة إمام الجمعة في المدينة. من الطيور: لا يتناول خامنئي لحم الدجاج والبط أبدا، وينصحه أطباؤه بتناول لحم طيور الدراج والسمان والنعام لخلوها من الدهون والكليسترول. وقد أنفق خامنئي مبلغ 500 ألف دولار على شراء آلة أميركية الصنع لفحص الطعام، تصدر إشارة في حال كان مسموما بعد إضافة مادة كيميائية، وجريا على عادة الملوك والسلاطين فإنه لا يتناول طعامه قبل أن يتذوقه أحد حراسه.

 الخيول: يبلغ عدد الأحصنة التي يملكها خامنئي 100 حصان، ثمنها يناهز 40 مليون دولار، أغلاها ثمنا حصانه المعروف باسم “ذو الجناح” قيمته تتجاوز 7 مليون دولار. وقد خصص لخيوله مزرعتين: مزرعة “ملك آباد” في مدينة مشهد، التي تقوم على أرض مساحتها 10 آلاف متر مربع، ويعيش فيها 70 حصانا، ومزرعة “لواسانات” التي تبلغ مساحتها 3 آلاف متر مربع ويعيش فيها 30 حصانا.

لخامنئي علاقة خاصة بخيوله، فهو يصطحب معه في سفراته الداخلية حصانه “ذو الجناح”، ويشاركه نجله مجتبى في هذا الهوس، حيث يصطحب هو الآخر حصانه “سهند” أينما سافر، وقد خصصا لنقلهما طائرة c130، إضافة إلى كاميونات شحن لنقلهما برا.

 هواية الجمع: يهوى خامنئي جمع العباءات والعصي والخواتم والغليونات، ولديه تشكيلة منها تساوي أثمانها ملايين الدولارت.

 الغليونات: في البدء كان خامنئي مدخنا عاديا، يحمل علبة الدخان في جيب سترته كأي مدخن، أجبره حرصه على “البرستيج” حين أصبح رئيسا للجمهورية على ترك السيجارة، يومها قرر ومير حسين موسوي، رئيس الوزراء آنذاك، أن يقلعا عن التدخين، لكن خامنئي استبدل السيجارة بالغليون، ومنذ ذلك الوقت نشأت علاقة بينه وبين الغليون، وهو يملك حاليا مجموعة كبيرة من الغليونات الثمينة يصل عددها إلى 200 غليون، وتبلغ قيمتها 2 مليون دولار، ثمن أحدها يصل إلى 250 ألف دولار، ويعود تاريخ صنعه إلى 300 سنة، وهو مغطى بالذهب ومرصع بالحجارة الكريمة، وبعضها هدايا من رؤساء جمهوريات وزعماء عالميين..

 الخواتم: يملك خامنئي تشكيلة نادرة من الخواتم الثمينة، تعدادها 300 خاتما لا مثيل له في العالم، ثلاثة منها وصلت إليه من مدينة القدس من جهة غير معروفة، تعتبر تحفا فنية تاريخية، وهنالك خاتم رابع، من العقيق النادر الكثير القدم، يتجاوز ثمنه 500 ألف دولار.

العصي: وفقا لمعلومات قديمة نسبيا، يملك خامنئي أكثر من 170 عصا “أنتيك”، يثمنها العارفون بحوالي مليون ونصف المليون دولار، إحداها يتجاوز ثمنها 200 ألف دولار، مرصعة بالجواهر الثمينة ويتجاوز عمرها 170 عاما.

العباءات: عدد العباءات التي يملكها خامنئي 120 عباءة، ثمنها يقارب 400 ألف دولار، إحداها يتجاوز سعرها 30 ألف دولار، وأغلب عباءاته بيضاء اللون، وكلها من وبر الجمل الخالص. يتبع..

 

اوطان لن ينقذها الاّ سايكس بيكو…

وسام الأمين/جنوبية/السبت، 13 يونيو 2015/وإذ تتلاشى الأوطان في بلادنا، وتنكشف عورات الشعوب العربية المسلمة التي كانت قد ثارت بداية على حكامها المستبدين قبل ان تغريها الطائفية وتتوحّش لتقوم تنهش بعضها بعضا، فإنه أصبح يخشى أن تزول تلك الأوطان وتنقسم بدورها الى كيانات مذهبية وعرقية بشكل نهائي. فعهد الدكتاتوريات العسكرية المغلّفّة بالشعارات القومية والاشتراكية ذهب دون رجعة، ولكن المؤسف أن اللحمة الوطنيّة في اقطارنا العربية والتعايش بين الأكثريات والأقليات الدينية والعرقية يبدو أنه ذاهب دون رجعة أيضا.

تعرّت الشعارات الوطنيّة والقوميّة فجأة فظهرت على حقيقتها كمشاريع طائفية ومذهبيّة تخدم رعاة إقليميين،في لبنان أصبح شعار المقاومة طائفيا منذ مدّة، وشعار الدولة أصبح طائفيا بالمقابل، وفي سوريا أيضا النظام يدافع عن جكمه العائلي الطائفي، وثورة الجماعات الاسلامية طائفية بدورها، مشروع داعش في العراق وسوريا طائفي، والحشد الشعبي العراقي طائفي أيضا. أما بالنسبة للمشاريع الوطنية فهي منبوذة، ومن ينادي بالالتزام بحدود تلك الاوطان وعدم الانخراط في صراعات الدول الاقليمية الكبرى هو منبوذ بدوره من قبل “طائفته القبيلة” وضعيف ومتهم بالاستسلام وبالعمالة للغرب الذي قسّم بلادنا باتفاقية المؤامرة “سايكس بيكو”. ولكن هل يعلم هؤلاء أن الحفاظ على أوطان “سايكس بيكو” أصبح حلما حقيقيا يصعب تحقيقه بعد ان اصبح عنوانا للوحدة لا للإنقسام؟  والى ان تنضج حلولا دولية تخرج بلادنا مما عليه من حروب اهلية وتذابح وانقسام…فان المشروع الوطني الوحيد الذي يمكن ان نظل متمسكين به نحن الأوفياء لأوطاننا …هو مشروع سايكس بيكو…

 

هشام دبسي: دفع اليرموك ثمن النّأي بالنَّفس

 هشام دبسي/جنوبية/السبت، 13 يونيو 2015  

 برهن الموقف الفلسطيني الرسمي، المتعلق بأزمات الدول العربية، عن ثبات وصلابة في أكثر من أزمة، واستند الى التزام سياسة النأي بالنفس عن الصراع الداخلي في أي بلد مضيف للاجئين، على قاعدة الاعتراف بالشرعية السياسية القائمة، والطلب إلى تلك "الشرعية"، عدم استخدام وتوظيف الفلسطينيين في الصراعات الداخلية لتلك الدول.  ولكنّ النظام السوري لجأ إلى دفع أتباعه من التنظيمات الفلسطينية وجيش التحرير العامل تحت أمرته، لممارسة مهام عسكرية وأمنية واستخبارية. ضد قوى المعارضة السورية، ما أسفر عن رد فعل غاضب ادى إلى اشتباك سياسي وتحول لاحقاً إلى اشتباك عسكري. بهذا السلوك انهى النظام السوري، بحسب دبسي، أي مساحة للتحييد على قاعدة مطالبة الفلسطينيين بموقف: “إما معي أو ضدي”. التوزع العام للمهجرين الفلسطينيين القادمين من سوريا على المناطق اللبنانية (4078 عائلة في صيدا مقابل 2411 في بيروت 2060 في البقاع و1975 في الشمال و2019 في صور لذا انهارت السياسة الفلسطينية، سياسة “النأي بالنفس” لعدم توفر الركن الآخر المتعلّق بالنظام أي “عدم استخدام الفلسطينيين في الصراع”. الأمر الذي صعّد الاشتباك المسلّح إلى نهايته الفاصلة حيث قصف المخيم بطائرات الميغ والصواريخ المتوسطة والمدفعية الثقيلة وهكذا تشكّل في وعي الفلسطينيين يوم نكبة جديد، يوم الأحد 16/ 12 / 2012 اسمه (نكبة مخيم اليرموك) وتبع ذلك مخيمات أخرى على الأراضي السورية. والله أعلم لمن دُفعت تلك الفاتورة في سبيل بقاء واستمرار النظام.

… وتشتّت اليرموك

 تقول احصاءات بعض مراكز الأبحاث أن نحو 80% من الفلسطينيين البالغ عددهم 530 ألف في سورية قد اضطروا إلى النزوح من أماكن سكنهم الأصلية إلى أماكن أخرى. وبلغ عدد الفلسطينيين المهجّرين قسراً من سوريا إلى لبنان ذروته في بداية العام 2013 حيث شارف هذا العدد على الثمانين ألف مهجّر، ثم انخفض هذا الرقم، بحسب إحصاءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى نحو 55409 بداية حزيران 2014، ليتراجع إلى نحو 44431 مهجراً في تشرين الثاني من العام نفسه. وتظهر جملة من الأسباب المفسّرة لهذا التراجع أهمها قرار الحكومة اللبنانية بإقفال الحدود أمام هؤلاء المهجرين والضيق الذي وجد المهجرون أنفسهم حياله في لبنان. شكّل قرار الحكومة اللبنانية ورقة النزوح: 24 تشرين الأول 2014 سبباً لتشتت عائلات المهجّرين، كما وجد الفلسطينييون الذي اضطروا للذهاب المؤقت إلى سوريا أنفسهم حيال عدم إمكانية العودة إلى لبنان، مثلما توسّل بعض المهجّرين لبنان كمحطة لينتقل منه إلى البلدان العربية والأوروبية.

فلسطينيو سوريّة في لبنان

 في توزّع المهجرين على المناطق اللبنانية يظهر أن 49.83 % من هؤلاء قد أقاموا داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، و51.17 % أقاموا في مختلف المناطق اللبنانية. ونالت المخيمات الفلسطينية في مدينة صيدا (وخصوصاً عين الحلوة) الحصة الأكبر من استيعاب المهجرين تليها وبفارق كبير المخيمات

الفلسطينية الأخرى وذلك ينسجم مع التوزع العام للمهجرين الفلسطينيين القادمين من سوريا على المناطق اللبنانية (4078 عائلة في صيدا مقابل 2411 في بيروت 2060 في البقاع و1975 في الشمال و2019 في صور). ما هي صفة “اللاّجئ الفلسطيني”؟  السلطة اللبنانية التي لم توقع اتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين، لا تمتلك أي نص قانوني لبناني يحدد صفة اللاجئين الفلسطينيين المهجرين قسراً من سورية إلى لبنان. وبالتالي تم التعاطي معهم بصفتهم أجانب يدخلون إلى لبنان ويحصلون على سمة دخول لمدة أسبوع قابلة للتجديد وفق الشروط القانونية المنصوص عليها. وبالتالي تم التعاطي مع اللاجئين الفلسطينيين بصفتهم سيّاح دخلوا لبنان. وقد صدرت قرارات عدة من المديرية العامة للأمن العام تقضي بالتجديد لإقاماتهم لكنها قرارات غير دورية مما جعل اقامة معظم اللاجئين غير قانونية. مع العلم ان التجديد للاقامة الشرعية لا يتعدى الثلاثة أشهر، ويتفاوت الوقت المطلوب لتجديد الاقامة لتصل في بعض الأحيان إلى شهر ونصف وتخضع لمزاجية مسؤولي مراكز التجديد التابعة للأمن العام. 530 ألف فلسطيني في سورية اضطروا إلى النزوح من أماكن سكنهم الأصلية إلى أماكن أخرى/كيف يجدّد الفلسطيني إقامتُه في لبنان؟

 ويفيد الاستبيان الذي أجراه مركز تطوير خلال شهر آذار 2015 إلى أن نحو 98% من اللاجئين قد صار وجودهم غير قانوني، أي أن اقاماتهم قد انتهى مفعولها، ولا يعرفون في ظل غياب سياسة لبنانية محددة تجاههم كيف ستجري آلية التجديد، فمنهم من ينتظر أن يفتح الأمن العام اللبناني باب التجديد حتى يباشر بتجديد اقاماته، وبالتالي يعاني من عدم حرية التنقل ما يعرّض البعض للتوقيف من قبل الأجهزة الأمنية ثم يفرج عنهم بعد التوقيع على ضرورة تجديد إقاماتهم. وبسبب عدم وجود تجديد آلي للإقامة فإن أحد أهم احتياجاتهم تجديد اقاماتهم القانونية.

مخيم اليرموك في سوريا

لذلك يعاني اللاجئون الفلسطينيون الهاربون من نيران الحرب السورية من انكشافٍ قانوني في أوضاعهم، ولم يقتصر الأمر على قرار الحكومة اللبنانية إغلاق الحدود أمام هؤلاء وإعادتهم القسرية إلى سوريا منذ منتصف العام 2014 وذلك في مخالفة واضحة للاتفاقيات والبروتوكولات المتعلقة بوضع اللاجئين، بل إن الإجراءات التي تتخذها السلطات اللبنانية تعيق إمكانية منح هؤلاء اللاجئين الوضع القانوني المطلوب ما يؤثّر على حقهم في التنقل. ومنذ صدور قرار عن الأمن العام اللبناني بتاريخ 25/9/2014 يتيح للاجئين الفلسطينين القادمين من سوريا تسوية أوضاعهم مجاناً ولمرة واحدة، بات التعامل مع اللاجئين لا يأخذ بالأسباب القسرية التي دفعتهم للتهجير، وإنما يتم وفق شروط بالغة التعقيد، وينظر إلى وجودهم وكأنه وجود عادي يستوجب الكثير من الشروط الخاصة والتعجيزية. وبذلك، وفي ظل عدم قدرة اللاجئين على الإيفاء بالشروط المطلوبة، باتت تنتهي تباعاً صلاحية الإقامات المؤقتة الممنوحة لهم. وطالب دبسي في ختام كلامه بتخفيف القيود المفروضة على السكن والتنقل؛ فمفاعيل الحرب المتمادية تقتضي أن تترافق مع جهود متواصلة للتخفيف من وطأتها وآثارها السلبية المتمادية. هشام دبسي هو مدير مركز تطوير للدراسات ونُشر هذا الموضوع سابقًا في مجلة شؤون جنوبية.

 

حروب إيرانية مفتوحة

فواز حداد/جنوبية/السبت 13/06/2015/يعتبر العالم العربي حسب الاجتهاد الإيراني، المجال الحيوي للهيمنة الإيرانية الموعودة، عالم برمته يقع ضمن استراتيجيتها، إذ لكل بلد من هذه البلدان، ثغرة هي الإسلام تتسلل منها، سواء كانت شيعية أو سنية أو يزيدية... المعركة اليوم في سورية، معركة ايرانية بالدرجة الأولى، والنظام السوري يستفيد منها. تخوض إيران معاركها في عدة اتجاهات، وعلى عدة جبهات، تستغل علاقاتها المذهبية وتتعاطف مع المعارضات التي تتوسل الدين في شعاراتها، ولو كانت المقاومة والممانعة تعادي أمريكا وإسرائيل. البراغماتية تحلل لها التعاون مع أمريكا و"داعش" بقيادة المرشد خامنئي الذي اتقن لعبة السياسة، مستغلاً العجز العربي، والتجاهل الغربي، والملف النووي العالق مع الأمريكان. وضعت إيران المنطقة بأسرها ضمن نطاق طموحاتها، وعلى مراحل، لا استثناء لبلد، استراتيجيتها السعي إلى أن تكون القوة الإقليمية الكبرى المنافسة لإسرائيل وتركيا، باستخدام قوتها الدعوية المذهبية، مع التلويح بالتاريخ الإمبراطوري في الداخل المتململ. فالتمدد في البلدان المجاورة وغير المجاورة يحي الآمال التوسعية لأجيال قديمة واجيال طالعة تحلم باستعادة مجد الإمبراطورية الغابر. يتبدى بمغازلة شعبوية إيرانية آخذة بالتفاقم، تحصد مؤيدين من ايديولوجيات متنوعة، معهم الأوفياء للمقاومة الذين اهتزت قناعاتهم جراء النقلة من العداء لأمريكا إلى التصالح معها، مع هذا لم يفقد خامنئي جمهور "الموت لأمريكا"، فالذي عادي أمريكا جهراً، تعاقد معها سرا تحت غطاء النووي. وأرضى أيضاً التواقين للثأر من الأمويين، بحجة مختلقة؛ الدفاع عن المراقد المقدسة، سوّقها حزب الله، بإقامة احتفالات الانتصار على دمشق، في قلب دمشق.  ومن سكرات النصر واللطم كانت الدعوة للقضاء على السنة، وتشريدهم، على أنهم من أنصار "داعش" و"النصرة". أما حظ الإسلام، فانتزاعه من الأعراب.

لا تواجه إيران في اليمن معضلة فارقة، فالحوثيون وصالح يشاغلون السعودية، ريثما يتدخل الغرب لحلحلة أزمة اليمن، جدواها أن تطول زمناً يرهق السعودية والخليج معا. الجائزة الكبرى سورية، التي يعدها خامنئي درة التاج الإيراني. مؤخراً بات يخشى عليها من سلسلة العمليات المؤثرة للمعارضة السورية المسلحة في الشمال والجنوب، فالتوسع على الأرض مطرد، وتوحيد الفصائل أحرز نجاحاً. يهدف الإيرانيون إلى إيقاف زحفها، وتفكيك توحدها الذي كان أساس اندفاعتها على الجبهات، بالتعويل على تراجع الدعم، بحيث أي تباطؤ في تقدمها يعني أن العمليات برمتها ستتعرض للتخلخل. ما يمهد للتراجع عن مكاسبها واندحارها. إذا كان لنا أن نصدق التصريحات الإيرانية عن عدم ارسالهم قوات برية ضخمة من الميلشيات الطائفية إلى سورية، فهذا يعني أن فاتورة إيران باهظة، النظام لا يؤمن له، إذا استطاع الصمود لن يعطي الإيرانيين أكثر مما اعطاهم. أما إذا شارف على الانهيار، فسيقبل بشروط المعونة الإضافية. عندئذ تشهد سورية جحافل الميلشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية والأفغانية والباكستانية، واسطولا من الطائرات والبواخر، ما يساعد النظام ليس على الصمود، وإنما على إعادة احتلال سورية من جديد، فالخطط جاهزة، وتصور سورية تحت إدارة إيرانية جاهز أيضا. ترى ما الثمن الذي ستباع به سورية إلى إيران؟ طبعاً الكثير من المحللين اللبنانيين سيبررونه على انه منعطف تاريخي سيغير وجه العالم العربي.

الأمان الذي تقدمه إيران للغرب، أقوى ضماناً من ميليشيات سنية، وجهها الأبرز "داعش"، كما لا أمان للنصرة الأقل منها وطأة، تريد أسلمة العلويين والدروز والإسماعيليين، بينما القوة الضاربة لإيران "فيلق القدس" ومعه "حزب الله"، قد أخذا على عاتقيهما إلا يقتربا من "القدس"، وإذا أرادا فالطريق إليها طويل، يمر عبر بغداد، فدمشق، فبيروت، ثم صنعاء، والكثير من المدن العربية، بحيث لن يصلا إلى القدس، حتى لو كان الأبد طوع أمرهما. إذا كان لابد من إيقاف هذا المسلسل الواقعي والمفترض، بما يمنع تقسيم سورية، فعلى المعارضة المسلحة والسياسية، الاعتماد على قدراتها القتالية والدعم العربي، وألا تعول على الموقف الأمريكي إلا بفهمه على حقيقته، أوباما لا يستطيع تجاوز استراتيجيته الإسرائيلية، وهي دوام الحرب بضع سنوات أخرى، بزج بلدان المنطقة في حروب دينية بينية وداخلية، توفرها إيران بإشعال نيران الخلافات الطائفية، تعيد العرب إلى بدايات القرن الماضي. حقيقة الموقف الأمريكي، لا تعبر عنه أسطوانة أوباما الممجوجة، "لا مكان للأسد في مستقبل سورية" وإنما الدبلوماسية الأمريكية التي عطلت مشروع حماية أرواح المدنيين السوريين من البراميل المتفجرة... من دون أي عذر معقول، سوى أنها تريد حرباً غير محدودة، تستمر بتوسيعها، وعدم اقتصارها على منطقة دون أخرى، حروب مفتوحة.

 

مدخل إلى الاصلاح الديني

محمّد علي مقلّد /المدن/السبت 13/06/2015/منذ أن طرح شكيب ارسلان السؤال: لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون، والإجابات على هذا السؤال لم تنقطع. من محمد بن عبد الوهاب حتى داعش مرورا بكل حركات الاصلاح الديني هناك خيط رفيع يجمع بين الإجابات وهو تحميل المسؤولية للغرب ( المسيحي الملحد الاستعماري ، ناشر الحضارة المادية). شذ عن ذلك قلة من المصلحين، من بينهم الأفغاني وتلميذه محمد عبده الذي قال قولته الشهيرة، في الغرب إسلام من غير مسلمين وعندنا يوجد مسلمون ولا يوجد إسلام. وهو الذي حمّل رجال الدين المسؤولية قائلا :

ولكن ديناً كنت أرجو صلاحه .... أحاذر أن تقضي عليه العمائم

الجواب على هذا  بسيط جداً : التخلف العربي الاسلامي بدأ منذ انهيار الدولة العباسية ، ومرت على العالم العربي قرون وقرون وخضع لغزوات المغول والتتار وهولاكو والحروب الصليبية والسيطرة العثمانية قبل أن يأتي الاستعمار. من جهة ثانية ، البلدان العربية السباقة إلى التقدم هي التي احتكت بالغرب( مصر ولبنان وتونس)

تأسست البوذية حين قرر الأمير الشاب بودا مغادرة القصر متخلياً عن نسبه النبيل وعن الجاه والسلطة، باحثاً عن صيغة لممارسة شعائره الدينية في حياة التقشف والرهبنة وبين الفقراء. هكذا فعل مريدوه ومقلدوه والمبشرون من بعده. في المسيحية كما في الاسلام ، حصل العكس، إذ سرعان ما سعى المبشرون إلى جعل الدين سبيلا للعبور إلى البلاط ، وجعلوه أداة في خدمة القصور وأصحابها، ووسيلة للحصول على درجة من درجات السلطة.

التحاق الدين بالسياسة والسلطة هو الذي شوه معنى الرسالات السماوية. وعليه ، فإن إزالة التشوه تبدأ، إذن، بإنقاذ الدين من سطوة السلطة ومصالحها الدنيوية وانتشاله من بطن السياسة، وإعادته إلى حيث ينبغي أن يكون، مصدراً لسلام  داخلي يعيش المؤمن في ظله علاقة وئام مع الأفراد في محيطه، وعلاقة صفاء وخشوع أمام الخالق، تاركاً أمر تنظيم العلاقة بين المجتمع والدولة باعتباره شأناً سياسياً دنيوياً .

أولى الخطوات الضرورية تكمن في إجراء مصالحة بين الدين والمجتمع وأخرى مع الثقافة المعاصرة وثالثة مع الإيديولوجيات الدينية والعلمانية، يتم من خلالها تخليص العلاقة مع هذه المستويات الثلاثة من طابع الخصومة وإدراجها في سياق التكامل والتفاعل

اختزال الدين بطقوسه جعل الفقه يتخلى عن دوره في كشف المعاني العميقة للدين، تاركاً للعاملين في الحقل الديني( المعمم والداعية وقارئ العزاء والمؤذن وغاسل الموتى وخادم المسجد، الخ) تعميم الفهم السطحي للدين، ما ترك تأثيره على طبيعة الدراسات الدينية ، انخفاضاً في مستوى التعليم الديني من الجامعي إلى الحوزوي وطغياناً للكمية على النوعية ، وبدل تخريج الفقهاء والمجتهدين سيطر الوعي الديني الشعبي على التأويل والاجتهاد والفقه، واستسهل الجهلة الإفتاء وصدقوا قول الشاعر: أنا نبي لا ينقصني إلا اللحية والعكاز والصحراء. أليست هذه هي حال داعش؟!

الخروج من مأزق الطقوس يتطلب قراراً جريئاً في التعامل مع التراث. ذلك أن الفكر الديني الشعبي طرح مجموعة من الثنائيات المغلوطة، التي وضعت وجها لوجه وفي موقع الخصومة، كلا من  التراث والحداثة ، الأصالة والمعاصرة، القديم والجديد. إن فتح باب الاجتهاد معناه بالدرجة الاولى الانطلاق من أن كل جيل جديد مؤهل أكثر من سلفه للتعامل مع النصوص والوقائع والأحداث، وأن حلول المشكلات المعاصرة لا توجد في بطون الكتب، وأن تكريم التراث يتم باستلهامه لا باستحضاره، وأن السلف الصالح ، مهما علا شأن أي منهم ، هم أقل دراية من المثقف المعاصر الذي يتزود بما توفره له العلوم والمعارف يوما بعد يوم. وفي هذا المجال لا بد من وضع حد لتأويلات وتفسيرات تزور النصوص ، ولتقديس النصوص البشرية ومساواتها بالنص الإلهي.

موقف رجال الدين المسلمين السلبي من العلمانية والعلمانيين نابع من فهم مغلوط لهذه الظاهرة السياسية الفكرية، ساوى بينها وبين الإلحاد. ولم يكن موقفهم من المفكرين الاسلاميين أقل سوءا، اعتقاداً منهم أن الشأن الديني حكر على طائفة المعممين، وأن إسهامات الفلاسفة في هذا الشأن هي ضرب من التطفل والعدوان. ذلك يفترض قيام مصالحة مع الفلاسفة والمفكرين المعاصرين الذين أغنوا النص الديني بقراءات جديدة.

مثل هذه المصالحة تحتاج إلى ثقافة دينية جديدة وإلى تنظيم حديث للكهنوت الاسلامي. صحيح أن عدم وجود "كنيسة إسلامية" يمنح رجال الدين هامشاً من الحرية ليختاروا نوعية تكوينهم الثقافي ، لكن لهذه الحرية وجهاً سلبياً يتمثل بإعفائهم من أي ضابط علمي أو معرفي، ما يبيح لأي كان انتحال صفة رجل الدين أو المفتي أو المجتهد أو العلامة، وتصير الألقاب وسيلة للكسب لا تعبيرا عن مستواهم الثقافي وعن درجة تحصيلهم العلمي. ربما كان الحل الأفضل لهذه الظاهرة هو التمثل بالتجربة الدرزية أو البروتستانتية التي لا تعترف بتفرغ رجل الدين لمهمات دينية. وأخيرا وليس آخراً، نجاح أي حركة إصلاح ديني رهن بتخلي المؤسسة الدينية عن مهمات هي من صلاحيات الدولة، وبإلغاء كل ما من شأنه منازعة الدولة أو مشاركتها أو منافستها في مجال القضاء أو الجباية المالية أو الاشراف على الشأن العام.

   

عون: سابقة التمديد جعلت قائد الجيش والضباط الممدد لهم أجراء مياومين لدى وزيري الدفاع والداخلية

السبت 13 حزيران 2015 /وطنية - جدد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، القول إن "التمديد للقادة الأمنيين غير شرعي، وليس له أي صفة، وأن الاستنسابية في تطبيق قانون الدفاع واللجوء إلى التمديد غير القانوني، يمسان بمعنويات الضباط، الذين يستوفون شروط التعيين وبحقوقهم"، معتبرا أن "التمديد، السابقة المخالفة بالاضافة إلى خطورتها القانونية، تشكل خللا في المستقبل، على تطبيق قانون الدفاع، وقد أخذت طابع مصلحة أفراد، وليس مصلحة الجيش والقوات المسلحة، وجعلت من قائد الجيش والضباط الممدد لهم أجراء، مياومين لدى وزيري الدفاع والداخلية". ورأى أنه "لا يكفي أن نكون مع الجيش فقط عندما يقاتل، بل يجب أن نكون معه أيضا في مجلس النواب، وأن نسعى لتسليحه، من دون عمولة".

كلام عون جاء أمام وفد شعبي من قضاء جبيل، زاره في منزله في الرابية اليوم، حيث خاطب عون مناصريه قائلا: "يا أبناء وأحفاد شعب لبنان العظيم، نلتقي معكم اليوم استكمالا للقاءات، التي نجريها مع مختلف القطاعات في التيار الوطني الحر، المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة، وذلك لنطلعكم على أجواء ما يحصل في البلد. هذه الأجواء غير الصحية كثيرا، ولكن يجب أن نكون جاهزين معا لاتخاذ مواقف استباقية تشمل كل لبنان في الوقت المناسب". أضاف: "تمارس علينا اليوم سلطة ديكتاتورية، مدعومة ببعض المجموعات النيابية، لا تأخذ في الاعتبار الصلاحيات والمراكز المتعلقة بالطائفة المسيحية. هذا يعني أنهم يمارسون سياسة ما لهم لهم، وما لنا لنا ولهم!"، منبها "لقد أهملوا الدستور وارتكبوا كل المخالفات، غير مكترثين لقوانين أو لحقوق أحد. مما يعني أننا خرجنا من الديمقراطية إلى الديكتاتورية، كما اننا نسمع صدى ذلك التعسف في مواقفهم الإعلامية. إنهم عاجزون عن أخذ أي قرار أساسي للمحافظة على البلد".

وتابع: "يتذكر الجميع كم قدمنا من نصائح منذ بدء الأزمة السورية، للحفاظ على سلامة لبنان، وكم وجهنا من نداءات لعدم النأي بالنفس عن طرابلس وعكار وعرسال، ولكنهم للأسف لم يصغوا إلينا، لا بل وجهت لنا الإتهامات، وتركوا سيادة لبنان للمجموعات المسلحة التي أخذت تنمو وتتطور. وبعد أن وصلنا إلى هذه المرحلة من الفلتان، قام اللبنانيون بالدفاع عن الأرض، وتحديدا المقاومة اللبنانية، التي تنظف اليوم الحدود اللبنانية- السورية المقابلة لعرسال"، آملا أن "ينتهي قريبا هذا الموضوع، لنهتم بأمور أخرى". وأردف: "لقد حذرنا أيضا من أزمة النزوح إلى لبنان، ومن الأعداد التي تدخل إلى الأراضي اللبنانية، وعدم قدرة الدولة على تحمل هذه الأعباء. في الوقت الذي يزداد يوميا العجز في الميزانية، مع الزيادة الكبيرة بالمصاريف، ولا نعلم إلى أين نحن ذاهبون في هذه الأزمة. هذا العجز المتمادي في مواجهة الأزمات يساهم في تفكيك الدولة وهي تنهار يوميا، وهم مصرون على إقصاء القادرين على معالجة الأزمة، ومنعهم من الوصول إلى مراكز القرار. ولذلك، إن الوضع في تدهور مستمر!".

وأشار "لقد سمعنا في اليومين الأخيرين، كلاما كثيرا نصحنا بالبحث عن وطن آخر، فنقول لأصحاب هذا الكلام: إننا لن نترك لبنان لأن داعش لم ولن تصل إليه، وعليه، فإننا نعيد النصيحة لأصحابها، وندعوهم هم ليبحثوا إلى أين سيذهبون. أرضنا هويتنا ولسنا نحن من سيرحل، أما هم فهويتهم دفتر الشيكات ووطنهم المصرف. يغادرون عند أول أزمة لأنهم سكان وليس مواطنين. نحن أبناء هذه الأرض، لبنان أرضنا الأم، ونحن من سيحافظ عليه". وقال: "كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الجيش والتعيينات، وأن الفراغ قد طال القيادة والمجلس العسكري والوضع غير شرعي"، مؤكدا "نحن نشكل الدرع الواقية للجيش، ونسعى دائما إلى الحفاظ على معنوياته، وقد كنا دائما إلى جانبه في جميع المواقع، في طرابلس، وعكار، وعرسال، وعبرا، ونهر البارد وأينما كان".

أضاف "نسمع الكثير من الأفكار والتعليقات، وهي غير صحيحة إطلاقا. لذلك لا يكفي أن نكون مع الجيش فقط عندما يقاتل، بل يجب أن نكون معه أيضا في مجلس النواب، كذلك عندما ندافع عن حقوق الأفراد، ونسعى لتسليحه، ولكن من دون عمولة. لذلك، فإذا كنا نريد أن نحافظ على الجيش وعلى معنوياته، فلا يمكن أن نتغاضى عن أمور نعتبرها مهمة، ولا أن نسكت عن التلاعب بقانون الجيش الذي له مساوئ كثيرة على الجيش وعلى المواطنين، كما عند مخالفة القوانين في جميع القطاعات"، معتبرا أن "هذه الأمور قد زادت كثيرا في هذه الأيام، كما زاد الاستنساب في تطبيق القانون وبات هو القاعدة، فما يطبق على زيد لا يطبق على عمر". وتابع "نحن نعلم أن التمديد للقادة الأمنيين غير شرعي، وليس له أي صفة، لقائد الجيش، لرئيس الأركان، لمدير المخابرات، لمدير قوى الأمن الداخلي"، مؤكدا أن "الاستنسابية في تطبيق قانون الدفاع واللجوء إلى التمديد غير القانوني، يمسان بمعنويات الضباط، الذين يستوفون شروط التعيين وبحقوقهم. إذا، فهذه السابقة والمخالفة - بالاضافة إلى خطورتها القانونية- تشكل خللا في المستقبل على تطبيق قانون الدفاع، وقد أخذت طابع مصلحة أفراد، وليس مصلحة الجيش والقوات المسلحة، وجعلت من قائد الجيش والضباط الممدد لهم أجراء، مياومين لدى وزيري الدفاع والداخلية، بعد أن كانوا سلطة معينة تتمتع بحصانة مجلس الوزراء. فهم صاروا مرتبطين برغبات الوزراء الذين أصبحوا رؤساءهم المباشرين، أي أنه أصبح بإمكان وزير الدفاع أن يطرد قائد الجيش من خلال ورقة يوقع عليها". وأكد "نحن لن نقبل بأن يكون لدينا قادة مسؤولين معينين في الوظائف الكبيرة حصانتهم مفقودة، حيث بات أصغر ضابط في الجيش يملك حصانة لا يملكها قائد الجيش، وأصغر ضابط في قوى الأمن الداخلي يتمتع بحصانة مفقودة لدى المدير العام لقوى الأمن الداخلي"، لافتا إلى أن "هذه القرارات صارت مهينة للغاية بحق أصحابها وبحق من يمثلون. ويجب أن نحافظ على كرامة الوظيفة، والموقع السلطوي وحصانته، فلا نضع أناسا حصانتهم أقل من حصانة مرؤوسيهم. هذا الأمر لا يجوز"، خاتما "هذه القرارات يجب أن تلغى، وسواء ألغيت أم لا، فلن نقبل بها، ونحن على حق والحق لن يهزم".

 

حزب الله بعد العودة من سورية: حساب الميدان والسياسة

ثائر غندور/جنوبية/السبت، 13 يونيو 2015

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة بالنسبة لحزب الله الذي يرفض أي نقاش حول حربه السورية، ويتهم من يُعارضونه بأنهم “خونة” و”عملاء”. لكن جردة للتحولات الميدانية في الحرب السورية وأدبيات حزب الله حيالها، منذ دخوله عام 2012، عسكرياً وسياسياً وأمنياً لدعم النظام السوري بوجه الثورة، تُشير إلى أن الأمور ليست بالصورة الوردية التي يسعى الحزب وقيادته إلى رسمها.

ففي مايو/أيار 2013 سادت لهجة الانتصار على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. قال في الذكرى 13 لتحرير الجنوب، لجمهوره المحتشد: ” كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجدداً”. عندما قال نصرالله تلك العبارة، كان مقاتلوه على أبواب تحقيق انتصار في القصير السورية. وفي الخطاب عينه تحدث نصرالله عن تلقيه رسائل من أهالي شبان يُطالبون بالسماح لأبنائهم بالذهاب إلى القتال في سورية، رغم أنهم “وحيدون لدى أهلهم”. ووصف نصرالله المرحلة حينها بأنها: “مرحلة جديدة اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها وتحصين لبنان، وحماية ظهره وهذه مسؤولية الجميع (…) سنكمل هذا الطريق، سنتحمل هذه المسؤولية، وسنتحمل كل التضحيات والتبعات المتوقفة على هذا الموقف وعلى هذه المسؤولية”.

كما دعا نصرالله في ذلك الخطاب، الأطراف اللبنانية إلى التقاتل في سورية بدل لبنان: “نحن نجدد دعوتنا إلى تجنيب الداخل اللبناني أي صدام وأي صراع، نختلف على سورية، أنتم تقاتلون في سورية، نحن نقاتل في سورية، فلنتقاتل إذاً هناك. لبنان جنّبوه، لماذا علينا أن نتقاتل في لبنان”؟

توالت “انتصارات” حزب الله في الميدان السوري، وتوّجها بالسيطرة على مدن وبلدات القلمون السوري في مايو/أيار 2014. لكن هذه “المرحلة الذهبية” لم تدم طويلاً. ففي القلمون اعتمد مقاتلو المعارضة السورية من فصائل إسلامية وغير إسلاميّة أسلوب حرب العصابات وبدأوا بتوجيه ضربات متتالية لنقاط الحزب المنتشرة في القلمون الغربي. راهن حزب الله على عامل الطقس، إذ اعتبر أنّ مقاتلي المعارضة “سيموتون برداً وجوعاً” في الشتاء، لكن “حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر”. تزامن هذا الأمر مع تطورات ميدانيّة في شمال سورية وجنوبها، إذ تعرّض الجيش السوري والمليشيات المقاتلة معه لنكسات عسكرية.

في بداية العام الحالي رفع نصرالله سقف الخطاب عالياً، وأعلن أنه قادر على الحسم في سورية لمصلحته. خطاب نصرالله هذا، جاء بالتزامن مع تطورات إيجابية شهدها التفاوض بين إيران والدول الغربيّة حول الملف النووي الإيراني. فأعلن الأمين العام للحزب في نهاية شهر يناير/كانون الثاني من العام الحالي الحرب على “جيش لحد السوري”، وذلك في إشارة إلى “الجبهة الجنوبية” في الجيش السوري الحرّ وتصويرها على انها “جيش عميل” مثلما كان جيش انطوان لحد المتعاون مع اسرائيل في لبنان. وبعد نحو أسبوع من هذا الخطاب، توجّهت قوات من حزب الله ولواء الفاطميين (مهاجرون أفغان يُقيمون في إيران) بقيادة إيرانيّة للجنوب السوري، في مسعى للسيطرة على مناطق جنوب درعا، وتحديداً الحدود مع الأردن والجولان السوري المحتل. كان لهذه المعركة هدف واضح، وهو استكمال “حصار دول الخليج” عبر السيطرة على الحدود مع الأردن. لكن مقاتلي الجيش الحرّ استطاعوا صدّ هذا الهجوم، والانتقال إلى موقع المبادر عسكرياً، وهو ما تُرجم بالسيطرة على اللواء 52.

ثم حاول حزب الله والإيرانيون عزل مدينة حلب عن ريفها، والوصول إلى بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية المذهبية الحساسة، المحاصرتين في ريف حلب، وهو ما يعني تقطيع أوصال المعارضة في الشمال السوري، وتهديد مباشر “للعدو” التركي. فشل الهجوم في شمال سورية، وهو ما تزامن مع فشل ذريع في محاولة استعادة مدينة دوما.

بعد هذه “النكسات” العسكرية بدأ التحوّل بخطاب نصرالله. جاءت “عاصفة الحزم” في اليمن لتشكّل “مخرجاً” لنصرالله. ركّز نصرالله في خطابات ثلاثة على اليمن، ليشنّ هجوماً غير مسبوق على السعوديّة من الباب اليمني.

وفي شهر مايو/أيار السابق، أعلن أن الحزب يُخطط لمعركة في جرود القلمون، لكنه رفض تحديد أهداف هذه المعركة. وهو ما ترك الباب مفتوحاً أمام نصرالله، لإعلان الانتصار في اللحظة التي يُريد. كما أن عدم تحديد الأهداف يُمكن أن يُعد نتيجة لفشل مقاتلي الحزب في تحقيق الأهداف التي أعلنها نصرالله من قبل. أمّا في أسباب المعركة، فمنها “تحرير الأراضي اللبنانية التي احتلها التكفيريون”. وهكذا، عادت “الأولوية اللبنانية” لخطاب نصرالله بعد سنتين من وضع سورية كأولوية، وإعلان القدرة على الحسم والانتصار فيها. لكن هذه العودة، لم تأتِ من باب مراجعة سياسيّة بل نتيجة لهزيمة باتت معالمها أكثر من واضحة في الميدان السوري.

حزب الله

أسس هذا الخطاب، لعودة حزب الله إلى لبنان. بدأت معالم هذه العودة تتضح مع تسريبات نشرتها وسائل إعلام موالية للحزب، ونقلت فيها عن نصرالله قوله لجرحى الحزب: “كل من يثبط أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن. شيعة السفارة الأميركية خونة وعملاء وأغبياء، ولن يستطيع أحد أن يغير قناعاتنا ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحداً”. ويأتي هذا الكلام ليتناقض مع دعوات الحوار التي أطلقها سابقاً، ومع لقاءات الحوار مع تيار المستقبل التي هدفت إلى منع انتقال الحرب من سورية إلى لبنان.     

 

أميركا لا يمكنها هزيمة “داعش” لخمسة أسباب

آرون ديفيد ميلر/السياسة/14/06/15

في الللقاء الاخير بين الرئيس الاميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بحث الجانبان ستراتيجية الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”. وأوضح أوباما ما يطلبه من الجانب العراقي بما في ذلك تنفيذ الوعود الخاصة بتسليح الميليشيات والقبائل السنية.

والمعروف من الناحية الواقعية ان هناك اشياء كثيرة يمكن للولايات المتحدة القيام بها لمواجهة تنظيم داعش, فبمقدورها, على سبيل المثال, زيادة عدد القوات الخاصة المطلوب نشرها في المنطقة, وتخصيص جنود اميركيين كمراقبين ومنسقين لمساعدة الوحدات العسكرية العراقية المتقدمة, وتزويد الميليشيات السنية المدربة مباشرة بالاسلحة وزيادة عدد الهجمات الجوية ضد “داعش”.

الا ان الذي لا تستطيع الولايات المتحدة تنفيذه هو الحاق الهزيمة التامة بتنظيم “داعش” وما يمكنها فعله حاليا الانخراط في حرب طويلة المدى جدا وحتى في هذه الحالة نجد ان النصر وفقا لمفهومه التقليدي لا يزال هدفا صعب المنال للاسباب الخمسة التالية:

1- لن تموت الدولة الاسلامية الا بعد ولادة “شرق اوسط” جديد: لن يولد الشرق الاوسط من جديد في السنوات القليلة المقبلة هذا اذا حدثت ولادة جديدة اصلا, والمعروف ان تنظيم داعش الاسلامي او التنظيم الذي سبقه وهو تنظيم القاعدة في العراق جاء على شكل انتفاضة سنية ردا على غزو اميركا للعراق وعلى السيطرة الشيعية الاقليمية ومما ساعد على نشاط هذا التنظيم انتصار الشيعة في العراق وتلقيهم المزيد من الدعم والتأييد على انسحاب القوات الاميركية السريع من البلاد واليوم تزداد فعالية هذا التنظيم الاسلامي نتيجة لحالات القصور الاقليمي.

ونجح في بعض الدول التي تعاني من عدم وجود حكومة فعالة مثل سورية وفي بعض الدول التي توجد فيها حكومات سيئة كالعراق.

وامتد نفوذ الدولة الاسلامية “داعش” الى اليمن وليبيا وسيناء اعتمادا على مساحات الاراضي الشاسعة التي تصعب السيطرة عليها, وسهولة الحصول على الاسلحة والاموال وسرعة انتشار الايديولوجيات الدينية المشبوهة التي تدعو الى دعم الجماعة السنية التي راحت تبحث عن هوية جديدة تجذب اليها الجموع, ولهذا يمكن القول ان هزيمة داعش وازالة هذا التنظيم من الوجود يتطلب حدوث تغييرات كثيرة في الهياكل التنظيمية القائمة في كل من سورية العراق.

ويتلخص علاج هذه المشكلة في نظام حكم جيد يجمع بين كل من الشيعة والسنة.

2- هزيمة “داعش” تتطلب حلا للازمة السورية:

من المعروف ان “داعش” تنظيم عراقي في الاصل والآمال تنعقد على اصلاح الأوضاع هناك الا ان سورية هي المركز الديني الرئيسي بالنسبة لهذا التنظيم كما انها تظل القاعدة الاساسية للتوسع, ومما يسهل على “داعش” تنظيم وحشد المزيد من المؤيدين له تلك السياسات الوحشية التي يتبعها نظام بشار الاسد وهم اسرع واكثر استعدادا من اي قوات سنية اخرى يحاول الغرب تدريبها وتجنيدها وفوق هذا كله نجد ان معظم السنة يريدون قتال الاسد اكثر من إرادتهم قتال “داعش” وفي بعض الأحيان نجد ان التنظيم يتعاون مع النظام السوري من اجل اضعاف مجموعات سنية اخرى منافسة وفي ظل هذا الاضطراب وتلك الفوضى يستمر “داعش” في الانتعاش, وحتى اذا انتهت الحرب الباردة “بصورة او بأخرى” سيكون “داعش” – في الغالب – هو أكثر المستفيدين بل ان الكثيرين يتوقعون له المزيد من التوسع باعتباره اليوم اكبر قوة برية في المنطقة ولا تزال دمشق اكبر عاصمة عربية يهددها حاليا.

3- لا يوجد جيش اقليمي قادر على الحاق الهزيمة ب¯”داعش” نحن لا نرى ان الحل العسكري هو الحل المناسب لمشكلة هذا التنظيم وكل ما يمكن ان تحققه القوة العسكرية هو وقف مكاسب “داعش” والبدء في وضع الاساس لانهاء وجود هذا التنظيم لاحقا, اما اليوم فإن هذا الهدف ليس قابلا للتحقيق ولا توجد حاليا قوة – او مجموعة قوى- راغبة او قادرة على تحقيق هذا الهدف, ولا تزال الرغبة في تشكيل قوة عسكرية مشتركة مجرد فكرة مطروحة, وعلينا الا ننسى مستوى القوة العسكرية العراقية الذي اتضح في معركة الرمادي والذي لم يكن بالمستوى المأمول على الاطلاق, وفي الوقت ذاته توجد اعتبارات سياسية تحول دون تدريب وتسليح الميليشيات والقبائل السنية, كما ان الاكراد لا يزالون في موقف ضعف والقوة التي يملكونها حاليا “البشمركة” لا تزال قوة محلية بل ان الميليشيات الشيعية ستواجه ظروفا صعبة – كما يتوقع الكثيرون- في محاولتهم مواجهة تنظيم “داعش” في المناطق ذات الاغلبية السنية, كما ان الاعتماد على ايران سيهدد التوازن بين السنة والشيعة في العراق, والحل النموذجي يتمثل في وجود جيش عراقي وطني قوي لديه الارادة الوطنية والطاقة والقدرة ليس فقط على استعادة الاراضي المفقودة وانما ايضا الاحتفاظ بها والثبات فيها الا ان هذا الهدف لا يزال حلما بعيد التحقيق.

4 ¯ الولايات المتحدة تنقصها الرغبة في هذا القتال:

يمكن للولايات المتحدة ان تهزم »داعش« في ميدان القتال… في العراق بالتأكيد, وربما في سورية ايضا, الا ان المشكلة تكمن بعد ذلك (سواء بالنسبة للادارة الاميركية الحالية, او حتى بالنسبة لادارة اميركية من الجمهوريين) في مسألة بالغة الحساسية ¯ وهي ضرورة استمرار الرغبة الاميركية في الالتزام بضبط الامور في ميداني القتال بالعراق وسورية بعد ذلك. والمعروف اليوم ان الشعب الاميركي والكونغرس اصبحا اكثر عزوفا عن الدخول في مغامرات محفوفة بالمخاطر والمجازفات بعد سنوات من التدخل في الشرق الاوسط من دون تحقيق مكاسب ملموسة. هذا بالاضافة الى ما اتضح من ان استخدام القوة العسكرية اصبح ¯ ببساطة ¯ اداة استثمار من اجل تحقيق اهداف سياسية. وليس هناك سبب وجيه يجعلنا نعتقد ان الوضع السياسي في العراق او سورية في المسقبل القريب سيصبح افضل من مثيله في افغانستان والعراق خلال السنوات العشر الاخيرة عندما لجأت الولايات المتحدة الى نشر عشرات الالاف من الجنود وانفاق تريليونات الدولارات.

5 ¯ الافتقار الى التفويض:

لوحظ ان ادارة اوباما عادت الى تركيز انتباهها على العراق بعد ان لجأ »داعش« الى قطع رؤوس بعض الاميركيين, واستعداده ¯ كما بدا ¯ لوضع خطط لشن هجوم ضد اهداف اميركية. واظهر استطلاع اميركي للرأي العام في فبراير الماضي تأييد الحكومة في اتخاذ اجراءات عنيفة ضد »داعش« لكن ظهرت ¯ في الوقت ذاته ¯ مخاوف من حدوث تورط اميركي كبير في العراق وسورية. وبدا ان غالبية الاراء تسمح للادارة الاميركية بالمزيد من الحرية السياسية لاتخاذ الاجراءات الحاسمة ضد »داعش« لكن في حدود معينة.

والسؤال المطروح هو: ما معنى هذا كله? وما الذي ينبغي ان تفعله الادارة الاميركية في ما يتعلق ب¯ »داعش«?

للرد على هذا الاستفسار, قال المطلعون على بواطن الامور ان ذلك قد يعني لجوء اميركا الى قصف قوات »داعش« بالطائرات, او نشر قوات عسكرية اميركية خصوصا في مراكز محددة. وليس هناك اي تفويض بان تشكل الولايات المتحدة جيشا وطنيا كبيرا لتنفيذ مهمات كبرى مثل ما سبق حدوثه في العراق وافغانستان منذ عام .2001

ان تحديد افضل وسيلة للتعامل مع »داعش« والمصادر الصحيحة التي يمكن الاستعانة بها او استخدامها في هذا التعامل لاتزال تمثل تحديا اساسيا للادارة الاميركية الحالية والادارة التي ستخلفها.

وقد يؤدي هجوم ارهابي كبير يشنه »داعش« ضد الولايات المتحدة الى قلب الموازين وانتهاج اميركا سياسة اكثر عدوانية, وحتى اذا حدث ذلك, فان القيود ذاتها ستظل موجودة واليوم وبعد مرور اربعة عشر عاما على احداث الحادي عشر من سبتمبر(2001) يشعر الاميركيون ان عليهم هزيمة الفروع الارهابية التي انبثقت عن تنظيم »القاعدة« ومن بينها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).

وعلى الاقل نرى ان بامكان الاميركيين الحد من امكانات هذا التنظيم, واجباره على ان يظل في موقف الدفاع والوقوف في وجهه (عند نقاط معينة) اذا اراد الاستيلاء على المزيد من الاراضي العراقية, كما انه بالامكان حشد اعداد كبيرة من سكان المنطقة, ومن الحلفاء المحليين ضد هذا التنظيم, والاهم من ذلك (بالنسبة للاميركيين) العمل على عرقلة اي هجوم عدواني مباشر من جانب »داعش« ضد اهداف غربية او على اي جزء من الاراضي الاميركية.

الا اننا نقول في النهاية, ان هزيمة كاملة ليست هدفا قابلا للتحقيق في الوقت الحالي, وهي مسألة تحتاج الى المزيد من التفكير والدراسة خلال فترة الحرب الطويلة المقبلة.

* وكيل مركز وودرو ويلسون للدراسات الستراتيجية والسياسية, وعمل كمفاوض اميركي فيما يتعلق بشؤون الشرق الاوسط, وكمحلل ومستشار لدى الادارات الاميركية الجمهورية والديمقراطية

والمقالة نشرت في »ريال كلير ويرلد«

* ترجمة ¯ محمد صفوت

 

رئيسة “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” مريم رجوي دعت لمحاكمة خامنئي والأسد أمام محكمة الجنايات الدولية وأكدت أن حل أزمات المنطقة بإسقاط “خليفة التطرف والإرهاب” في إيران

باريس – نزار جاف/السياسة/14/06/15

أكدت رئيسة “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” مريم رجوي أن حل الأزمات في المنطقة يكمن في قطع دابر نفوذ نظام الملالي والتصدي له بقوة, محذرة الدول الغربية من مغبة مساومته في الملف النووي على حساب حقوق وحرية الشعب الإيراني.

جاء كلام رجوي, وهي أيضاً زعيمة منظمة “مجاهدي خلق”, كبرى الحركات المعارضة للنظام الإيراني في المنفى, خلال المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية الذي عقد أمس في باريس بحضور نحو 100 ألف من الإيرانيين ونحو ألف شخصية سياسية من جميع أنحاء العالم.

وشددت رجوي, في كلمتها, على أن الميليشيات الشيعية في العراق أكثر خطورة من تنظيم “داعش”, مؤكدة أن إنهاء النفوذ الايراني في العراق وسورية واليمن والمنطقة هو الحل الأمثل للأزمات.

وتطرقت إلى الأوضاع في سورية حيث “ينهار البيت الذي بناه الملالي على الرمال المتحركة”, مشيرة إلى أنه رغم “إنفاق نظام الملالي سنوياً مليارات الدولارات لإبقاء بشار الأسد في السلطة, إلا أن الطاغية في سورية بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة”.

وأعربت عن أملها في محاكمة المرشد الأعلى علي خامنئي بجانب بشار الأسد في محكمة الجنايات الدولية غداة الانتصار (أي انتصار الثورة السورية), لارتكابهما جرائم حرب ومجازر بحق 300 ألف من الشعب السوري رجالاً ونساء وأطفالاً”.

أما بشأن العراق, فاعتبرت رجوي أن “نظام الملالي خسر الحكومة العميلة له أي حكومة المالكي, وكان ذلك بداية أفوله ليس في العراق فحسب وإنما في المنطقة بأسرها”, مؤكدة أنه “إذا فقد نظام الملالي بغداد ستتعرض سلطته للخطر في طهران”.

وعن اليمن, قالت رجوي “أراد خامنئي الاستيلاء على هذا البلد, لكي يحصل على موقع أعلى في المفاوضات النووية في خضم أزمات المنطقة, إلا أنه أثار ضده أكبر تحالف اقليمي لدول المنطقة”, مشددة على أن “جبهة النظام الإيراني في الشرق الأوسط ستنهار حالما يسقط بشار الأسد أو حينما تتقوض صفوف قواته في العراق أو في اليمن”.

وإذ اعتبرت أنه لا يمكن للنظام التقدم في هذه الحروب الثلاثة (سورية والعراق واليمن), لفتت إلى أن انسحابه منها سيؤدي إلى انهياره, لتخلص إلى أنه لم يبق أمام النظام في إيران سوى سبيل واحد هو إما الهزيمة وإما السقوط.

ورأت أن الحل في العراق “يكمن في طرد قوات النظام (الايراني) وإشراك السنة في السلطة وتسليح عشائر السنة”, وأن الحل في سورية “يكمن أيضاً في طرد قوات النظام منها ومساندة الشعب السوري في إسقاط ديكتاتورية الأسد”, كما أن الحل في اليمن “يكمن في الوقوف بوجه هذا النظام وهو ما بدأه التحالف العربي ويجب مواصلته حتى اقتلاع جذور النظام من المنطقة”.

وشددت رجوي على أن الحل “يكمن في قطع دابر هذا النظام من المنطقة بأسرها وإسقاط خليفة التطرف والإرهاب الحاكم في إيران”, في إشارة إلى خامنئي.

وتطرقت زعيمة المعارضة الإيرانية إلى الأوضاع الداخلية في بلدها التي وصفتها بأنها متأزمة ومضطربة, مشيرة إلى أن 1800 حالة إعدام في عهد الرئيس حسن روحاني, الذي يوصف في الغرب بالمعتدل, لم تنجح في قمع حركات الاحتجاج التي عمت سائر أرجاء إيران ومختلف الأوساط والأطياف من أجل المطالبة بالحرية.

وأكدت أن غالبية الشعب الإيراني تعارض النظام, كاشفة أن “هناك 15 مليون مواطن يعيشون في الضواحي وفي حارات مكونة من بيوت الصفيح, وهؤلاء يحترقون فقرا وحرمانا, كما أن هناك شباباً تتراوح أعدادهم بين 10 ملايين و15 مليون شاب لا يجدون فرصة للعمل وهناك ملايين العائلات التي انحنت ظهورها تحت وطأة الغلاء الفاحش”, مشيرة إلى أن كل هؤلاء “يعانون من ألم مشترك ويطالبون بتغيير عظيم”, وقيام نظام سياسي يؤمن بفصل الدين عن السياسة وبالمساواة بين الرجل والمرأة وبحقوق القوميات والأقليات العرقية والدينية.

وبشأن البرنامج النووي, أكدت رجوي أنه كان أحد أهم دعائم السلطة في نظام ولاية الفقيه خلال ربع قرن مضى, لكنه بات اليوم من أسباب ضعف النظام, وهو ما أجبره على الرضوخ في المفاوضات مع القوى الكبرى خوفاً من انتفاضة شعبية ضده.

وإذ قللت من أهمية أي اتفاق محتمل بين إيران والدول الكبرى “لأن النظام مصيره السقوط الحتمي”, توجهت رجوي إلى الدول الغربية بالقول “إذا كنتم لا تريدون أن يتسلح نظام ولاية الفقيه بالقنبلة النووية, فأوقفوا المساومة معه ولا تساوموه بشأن حقوق الإنسان للشعب الإيراني واعترفوا بمقاومة هذا الشعب من أجل الحرية”.

 

وفد من منسقية بيروت زار الضريح/عائلة  النائب وليد عيد تتقبّل التعازي في الذكرى الثامنة لاستشهاده

المستقبل/14 حزيران/15

بشرى الوجه/أحيت عائلة النائب وليد عيدو الذكرى الثامنة لاستشهاده ونجله خالد امس، في منزلها في فردان حيث تقبلت التعازي من المحبين والأصدقاء الذين استذكروه وافتقدوا كلماته التي تنضح بالحق، مؤكدين التمسك بالعدالة لأن الحقيقة ستظهر مهما حاولوا إخفاءها.

تقدم الوفود الرسمية التي قدمت التعازي إلى العائلة النائب عمار حوري ممثلاً الرئيس سعد الحريري، رئيس كتلة «المستقبل« النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، النواب: أحمد فتفت، جان أوغاسابيان، سيرج طورسركيسيان، باسم الشاب، محمد الحجار وأمين وهبي، الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، النواب السابقون: محمد الامين عيتاني، سليم دياب وغنوة جلول، مدعي عام التمييز السابق القاضي سعيد ميرزا، مستشار الرئيس الحريري لشؤون الشباب البيروتي العميد محمود الجمل، مسؤول العلاقات العامة في مكتب الرئيس الشهيد عدنان فاكهاني، وشخصيات دينية واجتماعية واقتصادية وتربوية ووفود شعبية.

وقال السنيورة: «لا يزال من ارتكب هذه الجريمة لم يكشف بعد، لكن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. كذلك من ارتكب الجرائم بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن كان معه ومن سبقه ومن تلاه». وجدد الوعد والعهد بـ«استمرار المسار لنصل إلى ما يتوخاه كل لبنان بأن يتوقف سير الجرائم وفكرة الهروب من وجه العدالة، لنحمي ديموقراطيتنا وإلا سيبقى هذا السيف مصلتاً على رؤوس الجميع»، مؤكداً «أننا صامدون ومستمرون في المسار الذي نريده أن يبقى لاكتشاف من ارتكب هذه الجريمة». وبعد ثماني سنوات، لم يتغير شيء بالنسبة الى زوجة الشهيد عائدة التي تجلس إلى جانب صورة زوجها وابنها خالد والدموع في عينيها وكأن الجريمة وقعت بالأمس، تروي حكايات تستذكر فيها حكمة الزوج وطيبة الابن. أما نجلا الشهيد زاهر ومازن فيريان أن حال البلد تتجه نحو الأسوأ وإلى الوراء، متسائلين «لو أن شهداء ثورة الأرز أحياء اليوم، فهل سيكون الوضع كما هو؟». وأكدا تمسكهما بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. الى ذلك، زار وفد منسقية بيروت في تيار «المستقبل»، يتقدمه المنسق العام في بيروت بشير عيتاني، ضريح الشهيد في جبانة الشهداء حيث وضع اكليلاً من الزهر وتلا الفاتحة عن روحه الطاهرة. وقال عيتاني: «نجدد العهد في ذكرى استشهاد عيدو لكل الشهداء الذين سقطوا على مذبح الحق والعدالة والحرية بأننا سنتابع نضالنا لاحقاق العدل والديموقراطية، فنحن أهل حق ولا بد للحق أن ينتصر على الباطل«. وأكد أن «نضالنا طويل وشاق لكننا مستمرون، فكلما سقط منا بطل ولد أبطال، ونقول لأعداء الحرية والكرامة ان إجرامكم لن يخيفنا ولن يكم أفواهنا، وان قافلة الشهداء الذين سقطوا لم تزدنا سوى اصراراً وعناداً وتمسكاً بالثوابت الوطنية وبالوطن وبنهج شهيدنا الرئيس رفيق الحريري ومسيرة دولة الرئيس سعد الحريري في بناء وطن حر وسيد ومستقل«.

 

السويداء أمام ساعة الحقيقة

علي حماده/النهار/13 حزيران 2015

في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة قفز الى الواجهة واقع الموحدين الدروز السوريين الحساس، فبعد جريمة بلدة قلب لوزة في ادلب التي ارتكبتها مجموعة من "جبهة النصرة" يقودها مسؤول تونسي، أدى اقتراب الثوار في الجبهة الجنوبية من حدود محافظة السويداء إثر سقوط اللواء ٥٢ التابع لجيش النظام، ومحاصرة مطار الثعلة العسكري الواقع داخل المحافظة، وبدء ظهور علامات جدية على انهيار النظام التام في المحافظات الجنوبية... أدى ذلك كله الى ارتفاع منسوب التوتر في صفوف الطائفة التي جرى زرع الخوف في صفوفها من الثورة والثوار، تارة على وقع ارتكابات تنظيم "داعش" المطل من خلف الحدود مع البادية، وطوراً عبر ضخ من منتسبين الى النظام. وأدى تزامن حادثة ادلب واقتراب الثوار من السويداء الى تعقيد الامور، وحصول موجة ارتباك مردها الى اقتراب ساعة الحقيقة، على قاعدة ان الكل بات مدركا ان النظام يتهاوى، وان بشار ما عاد جزءاً من حاضر سوريا ولا مستقبلها، وان المجتمع الدولي من أوروبا والى أميركا وروسيا بات في صدد البحث الجدي في تفاصيل مرحلة ما بعد خروجه من دمشق. هذا معطى جديد أمام أبناء جبل العرب، فقد أمضوا الاعوام الاربعة السابقة في المشي بين "حبات المطر"، من خلال المواءمة بين موالاة غير شاملة للنظام، وتعاطف معنوي وانساني وميداني مع الثورة لا سيما مع ابناء المحافظة المجاورة لدرعا. طوال اربع سنوات شكل "الانقسام الخلاق" في السويداء بين من موالاة النظام ومساعدة الثوار الدرعاويين انسانياً وإغاثياً نوعاً من ضمان يساعد في بقاء قدر من الاستقرار في المحافظة، تقي الدروز شرور النظام من جهة، وانتقام الثوار من جهة. وفي مراحل عدة من الصراع في سوريا كنا نشهد تقدماً لخيار على آخر، وبالعكس بحسب التطورات الميدانية. لكن الحقيقة ان الدروز هناك، على انقسامهم، حاولوا طوال تلك المدة ان يخففوا ثقل الصراع على الطائفة فلا يقدموا لبشار جميع شبانهم القادرين على حمل السلاح، ولا ينساق مؤيدو الثورة بينهم الى ما يتعدى الدعم الطبي والتمويني، وفي بعض الاحيان استقبال ناشطين من درعا سراً.

حتى الأمس القريب، قيل ان الخيار "الوسطي" هذا جنّب الدروز الكثير من أهوال الصراع. فمقارنة بالعلويين المرتبطين عضوياً بالنظام سقط من أبناء السويداء ألفاً وثلاثمئة قتيل قاتلوا في صفوف النظام بينما سقط من العلويين في المرحلة عينها ما يقارب ستين ألف قتيل أو أكثر. ولكن مع خروج النظام من ثلاثة أرباع سوريا، ووصول تنظيم "داعش" الى وسط البلاد، وتقدم فصائل المعارضة شمالاً وخصوصاً في إدلب، بات اهل السويداء أمام استحقاق الحسم بين خيارات معقدة، ولا سيما ان المعادلة التي استمرت أربعة أعوام انتهت على أساس أن بقاء النظام في السويداء بموافقة أهلها مؤداه الى الصدام المحتوم مع الثورة والجوار. ولذلك أتت ساعة الحقيقة للاختيار بين الحياة الوطنية المشتركة مع الغالبية السورية، وبين النظام الذاهب الى جهنم.

 

المستحيلات الإقليمية

مصطفـى فحـص/لبنان الآن/14 حزيران/15

تخوض فصائل المعارضة السورية المسلّحة منذ أكثر من شهر مواجهةً مفتوحة مع القوات العسكرية الموالية لبشار الأسد في شمال غرب سوريا، وقد استطاعت المعارضة تحرير محافظة إدلب وريفها وصولاً إلى جسر الشغور، إضافة إلى مساحات واسعة من شمال سهل الغاب، ما يمكن اعتباره ديموغرافيًا أن المعارضة أحكمت سيطرتها الكاملة على مناطق ذات طابع سكاني سنّي، وأصبحت على تماس مباشر مع مناطق العلويين في غرب سهل الغاب وريف اللاذقية، لتغدو المناطق الموالية للنظام وخزانه البشري، تحت مرمى نيرانها.

هذا التغير الميداني وضع النظام سياسياً تحت مرمى نيران خصومه الإقلييمين، أنقرة والرياض والدوحة، الذين اجتمعوا على إسقاطه، وأجمعوا على ضرورة وحدة الأراضي السورية، وعدم السماح بقيام كنتونات طائفية او عرقية مستقلة.

المعارك التي تخوضها قوات المعارضة في شمال غرب سوريا، تزامنت مع اندلاع أعمال عنف إثنية في شمال غرب إيران، في مدينة مهاباد الكردية، احتجاجاً على حادثة انتحار فتاة كردية، بعدما حاول رجل أمن إيراني الاعتداء عليها. ظاهرياً اعتُبرت هذه الحادثة السبب المباشر لتحرك الأكراد الايرانيين، وضمنياً فقد جاء التحرك رداً على تاريخ مليء بسياسات التمييز العرقي والمذهبي التي تمارسها سلطات طهران بحق الأـقليات الإثنية والعرقية، منذ قيام دولة إيران الحديثة أي قبل قرن تقريباً.

منطقياً لا يمكن ربط الحالتين ببعضهما. الأولى هي نجاح عسكري لقوات المعارضة السورية، نتيجة تقاطع مصالح عواصم إقليمية مستجدّ في سوريا، ولهذا النجاح بعدٌ جيوستراتيجي مبنيّ على استحالة القبول بكيان علوي مستقل. أما الثانية فهي ردّة فعل على حادثة اعتداء، لكنها كشفت حجم مأزق العلاقة بين المركز والأطراف في ايران، وأزمة الأقليات المتصاعدة، وخطرها على استقرار ايران الداخلي ووحدة اراضيها.

تاريخياً لم تصمد جمهورية مهاباد الكردية، التي أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني عن قيامها في شمال غربي ايران سنة ١٩٤٦ بغطاء سوفياتي أكثر من ١١ شهراً، فقد كانت ضحية تسوية بين واشنطن ولندن وموسكو، حيث رفعت موسكو الغطاء عنها لاحقاً، بعد أن أُقِرّ لها بالسيطرة على جزء من ثروة ايران النفطية، فأعطى الديكتاتور السوفياتي جوزف ستالين الأوامر لجيشه بالانسحاب من شمال وشمال غرب ايران، الأمر الذي سمح للجيش الايراني دخول مدينة مهاباد، واعتقال زعيم الانفصاليين الشيخ قاضي محمد وإعدامه.

اليوم فإن القضية الكردية عادت إلى الواجهة على وقع أزمات المنطقة المعقّدة، وشعور الأكراد المنتشرين في أكثر من دولة أن الفرصة باتت متاحة أمامهم لرد الاعتبار لقضيتهم، والمجاهرة بنوازع انفصالية كانت حتى وقت قريب مجرد رغبات غير معلنة، وتجربة كردستان العراق مثالاً. ففي سوريا يجهد الأكراد لاستغلال فرصتهم التاريخية، وذلك بالتفلت من سيطرة الدولة المركزية من جهة، ومن جهة أخرى عدم الانضمام الى قوى المعارضة، ووضع شروط مسبقة في حال التعاون معها، حيث تسمح لهم هذا الوضع بمراكمة مشروع استقلالي على المدى البعيد، على غرار التجربة الكردية في العراق، فتأتي احداث مهاباد هذه اللحظة الإقليمية، لتنبّه النظام الايراني من خطورة اللعب بكرة الثلج الكردية، وإلى أن إضعاف السلطة المركزية في بغداد، والدفع إلى تقسيم سوريا سيؤثران مباشرة على الأمن القومي الايراني، واستقرار ايران الداخلي وسلامة اراضيها.

 أما تركيا التي تبدو أقلّ اضطراباً من غيرها في الأزمة الكردية الحالية، فهي تتكئ على نجاحها النسبي في إدارة حوار مع الأكراد من اجل التوصل الى تفاهم طويل الأمد معهم بمساعدة أربيل، هذا الحوار سمح للأكراد بتأسيس أول حزب رسمي لهم سنة ٢٠١٢ "حزب الشعوب الحرة" الذي حصل على نسبة ١١٪ في الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة، ليضع الطبقة السياسية الكردية أمام خيارات صعبة تاريخيًا، بين الاستمرار في المعارضة لكن من داخل مؤسسات الدولة هذه المرة، وعبر الشراكة في الحكم، وبشروط الدولة، يضاف الى ذلك ايضا، نجاح حزب العدالة والتنمية الحاكم في استمالة التيارات الدينية الكردية، ونجاح الحكومة التركية في توقيع اتفاق سلام مع حزب العمال الكردستاني أدى إلى انسحاب مقاتيله الى جبال قندوز.

هذا لا يلغي قلق تركيا من تنسيق بعض الأكراد مع جماعات كردية مسلّحة في سوريا تتعاون مع طهران والأسد، وهذا من شأنه ألا يحمي انقرة من توسع المطالب الانفصالية لدى أكراد تركيا، مستفيدين مع تطور الوضع الكردي السوري واحتمال انعكاسه على الأكراد في ايران، الذين استعادوا أحلام مهاباد مجدداً. في المقلب السوري تقف أنقرة بحزم في وجه طهران، باستحالة قبولها قيام كيان علوي في حال انكفاء الأسد الى الساحل، فقضية تقسيم سوريا الى كيانات عرقية ودينية خط أحمر بالنسبة للأمن القومي التركي، لا يمكن لأحد تجاوزه، فهو سيؤثر مباشرة على استقرار إقليم هاتاي التركي ذو الأغلبية العلوية، حيث توجد جماعات انفصالية تطالب بالوحدة مع الجانب العلوي السوري، كما سيشجع الأقلية العلوية الكردية ٣٠٪ من الأكراد على استثمار تقسيم سوريا لصالح نزعاتها الانفصالية.

 وإذا كانت طهران ترى أن تقسيم سوريا سيكون تعويضاً لخسارتها الكبرى فيها، فإنّها لا تستطيع أن تمنع وصول حمى التقسيم الى العراق، الذي ستخسر فيه الشيعية السياسية موقعها السلطوي في حال خسرت الجزءين السنّي والكردي، وسيتحول الوسط والجنوب الشيعيين الى منطقة جغرافية تخضع للنفوذ الايراني، بلا أي دور سياسي، إضافة الى ان تدحرج كرة الأقليات كفيل بتمزيق وحدة الاراضي الايرانية، فنفوذ باكو وأنقرة على الآذريين الإيرانيين كبير، وهم يشكلون ٢٢٪ من الشعب الايراني، ومتغلغلون في إدارات الدولة والمناصب العليا القيادية، ولدى بعضهم رغبة في تخفيف قبضة سلطة الدولة المركزية، والحصول على نوع من الحكم الذاتي، وهناك طرف انفصالي ناشط يدعو الى الوحدة مع جمهورية اذربيجان، عدا أن ورقة البلوش وعرب الأهواز ليست بحاجة الى من يشعلها، فهي تزداد تفاقماً يوما بعد يوم، خصوصاً مع لجوء طهران الى الخيار الامني بدل التنموي في التعامل مع قضية الحقوق الثقافية والاجتماعية للقوميات. تركيا معنية بوحدة الأراضي السورية، بقدر ما إيران معنيّة بوحدة الأراضي العراقية، والطرفان يحاولان الالتفاف على مسألة الأقليات التي تؤرق أمنهما القومي، ولكن هل هناك مغامر يرغب في التفلت من ثوابت الأمن الجماعي للمنطقة ويعبث بالمستحيل الإقليمي؟ في النهاية لا أحد يستطيع آن يمنع الشعوب من حقها في تقرير مصيرها.

*مصطفى فحص كاتب سياسي، ومحلل سابق في قسم السياسات الاقليمية في معهد العلاقات الدولية موسكو - MGIMO.

 

المصير الصعب لدروز سورية

 الياس حرفوش/الحياة/14 حزيران/15

الدروز في سورية اليوم، مثلهم مثل باقي الطوائف، منقسمون بين موالاة النظام خوفاً من بطشه، وموالاة المعارضة تحسباً للمستقبل وما يحمله من احتمال انهيار حكم بشار الاسد وسيطرة الاكثرية السنّية في سورية على الحكم. يشذ عن هذا التعميم وضع الطائفة العلوية. هذه الطائفة التي تحمي النظام وتحتمي به في الوقت نفسه. ومن سوء حظها ان آل الاسد وضعوها في موقع الضحية هذا، فباتت صورتها في عيون اكثرية السوريين صورة الطائفة التي تحمي قمع النظام لأكثرية مواطنيها وسرقة ثرواتهم والدوس على كراماتهم. غير ان الدروز عرفوا كيف يبقون بعيدين عن هذه الموالاة المطلقة. لم يقطعوا بالكامل مع النظام، فشارك بعض ابنائهم الى جانب قواته في المعارك التي تدور في مناطقهم، غير انهم من جهة أخرى ظلوا على تواصل مع المعارضة، وخصوصاً مع «الجيش السوري الحر»، وخصوصاً في درعا، يساعدون ما استطاعوا في المجالات التموينية والطبية والانسانية، بل يحمون احياناً من يلجأ من مقاتلي المعارضة اليهم طلباً للحماية.

غير ان النظام الذي يضع في رأس وظائفه دور «حماية الاقليات»، لم يكن سهلاً عليه ان يكتفي بهذا الدور الوسطي، لا من الدروز السوريين ولا من سواهم. فعلى هذه الأقليات ان تدفع الولاء للنظام ثمناً للحماية، ومهما بلغت بشاعة ارتكاباته. فهو يسعى الى الولاء الكامل من قبل الجميع، في ظل نظرية «الحرب الكونية» التي يخوضها مع الارهاب. وبات مطلب الولاء هذا أكثر إلحاحاً مع تفاقم الوضع الميداني للنظام أكثر من أي وقت، منذ بداية الثورة الشعبية عليه قبل اكثر من اربع سنوات.

من هنا جاء الدور الاساسي الذي لعبه عدد من المقاتلين الدروز في السويداء الى جانب قوات النظام في المعركة الاخيرة التي انتهت بهزيمة مقاتلي المعارضة هناك وانسحابهم من المناطق الاستراتيجية التي سبق ان سيطروا عليها في هذه المحافظة. لقد وجد الدروز أنفسهم بين خيار الوقوف على الحياد في المعارك التي تحصل في مناطق تواجدهم، والتفسير الوحيد لذلك من جهة النظام هو موالاتهم للمعارضين، او المشاركة في المعارك، كما حصل، ما يعني في نظر المعارضة اصطفافهم مع النظام، مع ما يترتب على ذلك من ردود فعل، خصوصاً من قبل المجموعات الاكثر تطرفاً في المعارضة، مثل «داعش» و»جبهة النصرة»، وهي مجموعات تكفيرية في الاصل، وليست في حاجة الى تبريرات لارتكاب جرائمها في حق من تعتبرهم مخالفين لها في الرأي أو في العقيدة.

في هذا الاطار جاءت المذبحة التي تعرض لها الدروز في إحدى قرى ريف ادلب على يد أحد قادة «جبهة النصرة» من غير السوريين. جريمة كهذه لا يمكن ان تحسب الا في مصلحة النظام وفي مصلحة الخيارات التي يطرحها على المواطنين: أنتم معي أم مع هؤلاء الارهابيين؟ والنتيجة الطبيعية لهذا الخيار الصعب ان النظام لا يتورع عن ترك المناطق التي يعجز عن حمايتها او الاحتفاظ بالسيطرة عليها في يد «الداعشيين» بعد ان يخليها جنوده، كما فعل في الرقة وتدمر وفي عين العرب. وهو ما يعني ان ابناء هذه المناطق يدفعون الثمن مرتين: مرة على يد جلاوزة النظام ومرة أخرى على يد مجرمي هذه التنظيمات الارهابية، الذين يقتصر الحل الذي يقدمونه في سورية أو في أي مكان آخر يسيطرون عليه على حماية من يدينون لهم بالولاء والطاعة وقتل الآخرين.

من البديهي القول ان النظام الطائفي لا يستطيع التعامل مع المواطنين الا من منطلقات طائفية. هكذا تصبح ازمة الاقليات في سورية، باستثناء الاقلية الحاكمة حالياً، ازمة عيش ومصير. ينطبق هذا على المسيحيين والدروز مثلما ينطبق على الاكراد. فالحل الذي يضم الجميع الى الوطن على قدم المساواة اصبح حلاً بعيد المنال. وامام الحلول الطائفية الباقية، سواء من قبل النظام او من قبل الجماعات التكفيرية في المعارضة، لا يبقى امام هذه الاقليات سوى الخنوع او الرحيل او ... دفع الجزية بما تيسّر للسلطة الحاكمة.

 

ابن تيمية معاصرنا اللدود

 حسام عيتاني/الحياة/14 حزيران/15

قرر الأردن مطلع الشهر الحالي منع نشر وبيع كتب محيي الدين أحمد ابن تيمية في خطوة قيل إنها ترمي إلى تطويق التطرف. يحمل هذا الإجراء على تساؤلات كثيرة، أبسطها عن معنى حظر كتاب في زمن ثورة الاتصالات والفضاء المفتوح، وصولاً إلى الدور الحقيقي الذي يؤديه ابن تيمية أو أي متهم آخر بحمل الفكر المتطرف في ما يجري اليوم حولنا. غير واضحة، بهذا المعنى، صورة العصر في أذهان المسؤولين الذين قرروا منع كتب ابن تيمية. وغير واضحة أكثر الطريقة التي يعتقدون أن الإرهاب والتطرف ينتشران بها.

تبدو حادثة المنع نموذجية في دلالاتها على تنوع المشكلات التي يواجهها العرب اليوم. ثمة خوف عميق من وباء مجهول الأسباب يتفشى، من دون قدرة على وقفه عند حد أو التغلب عليه أو علاجه. يدفع الخوف هذا إلى اتخاذ تدابير غير مبررة تشير إلى العجز أكثر مما تشير إلى الفعل والقدرة. من جهة ثانية، يُبرز الخوف ارتباكاً عميقاً في التعامل مع الماضي، البعيد والقريب، ومع شخصياته وأفكارها وكتبها وسلوكها، ويحيلها إلى أشباح لا تنفع في درء شرورها إلا تعاويذ سحرة الجمارك وقرارات المنع والمصادرة.

ينشأ الرعب من ابن تيمية من تبنٍ راسخ لتفسير معاكس للواقع. قد يكون منطق السلطات التي حظرت الكتب أقرب إلى الاعتقاد أن الإرهاب ظهر بعدما فتشت مجموعة من القراء بين الكتب القديمة واكتشفت فتاوى ابن تيمية وقررت أن تخرج على السلطات وعلى الناس شاهرة سيوفها ساعية إلى ضرب أعناق الخلق. يصح وصف هذه النظرة بـ «الثقافوية» التي تعزل الآراء والأفكار وأوانيها من كتب وما شاكل، عن سياقاتها الاجتماعية والسياسية والتاريخية. فينقلب ابن تيمية معضلة تستحق أن يدور النقاش حول أثرها على الشبان وكيف ينبغي منع وصول كتاباته إلى الناشئة لئلا تغرر بهم. الأمر ذاته حصل قبل عقود مع مؤلفين آخرين وكتب أخرى. منذ الأربعينات طاردت السلطات الكتابات الشيوعية والاشتراكية بذريعة أنها تحض على الإلحاد وتنشر الفساد في الأرض وتحرض على العصيان والتمرد. ظلت مؤلفات اليساريين تتعرض للتضييق والمنع حتى انهيار الاتحاد السوفياتي وتبخر النموذج الذي كان أولي السلطان يعتقدون أن الكتابات اليسارية تتخذه قدوة له ونبراساً. المهم أن الأعوام القليلة التي أعقبت نهاية «الخطر الشيوعي» بيّنت أن إيماناً مجهولاً قد يكون أخطر من إلحاد معلوم.

تبوأ الإسلام الجهادي مقعـــده في الحيـــاة الــــعامة وباشر نشــاطاتــه في مهاجمة رموز السلطة فامـــتد من مصر إلى الــجزائر إلى دول الخــليج وإلى خارج المنطقة العربية، بحــيث كان عقد التســعينات عقــد الجهاديين الغاضبين الـــذين ما إن تخــتفي موجة منهم حتى تطل موجة أعنف وأشرس. لكن كل هذا لا تفسره أدبيات وكتــــب ابن تيمية ولا سيد قطب ولا ابن قيم الجوزية ولا أي «متشدد» أفتى بقتل أو حرق أو بتكفير فرد أو ملة أو مجتمع. يجب النظر في أماكن خارج الكتب. إلى الشوارع التي تضم المكتبات وأناسها وأوضاعهم والبؤس الذي يتجرعونه من دون أمل بغدٍ أقل فدحاً.

تفكك المجتمعات العربية وانهيارها وافتضاح أكذوبة الدولة الوطنية هي ما أتى بالعنف كوسيلة تعبير وتغيير في آن. وليس أكثر مخادعة للنفس وللآخرين من القول إن «داعش» و «النصرة» و «أنصار الله» وما يدخل في باب التدين المسلح، عملوا على تفتيت الدولة والسلطة والمجتمعات. وما من فائدة ترتجى من الغرق في نقاش مشابه لذاك المتعلق بأسبقية البيضة أو الدجاجة. لقد انهارت مشاريع المجتمعات العربية، خصوصاً في المشرق، قبل أن تتحول إلى مجتمعات متماسكة، وأن تحل مشكلات الهويات والانتماءات ما دون الدولتية، وكارثة العلاقات بين الأقليات والأكثريات التي تفاقمت إلى أن أفرزت جمهوريات الطوائف المعصومة. وانهارت هذه المجتمعات بفعل تهميش مزدوج فرضه، من ناحية سياسية، إقصاء العنف الدموي الذي تم توسله كسبيل وحيد للإمساك بالسلطة، ومن ناحية اقتصادية، عولمة لا ترحم نقلها إلينا طفيليو سلطات الاستبداد. أين موقع ابن تيمية في هذه اللوحة؟ من الذي استعاده من القرن الثالث عشر الميلادي؟ لا مفر من القول إن ساذجاً من يعتقد أن فتاوى رجل مات قبل أكثر من سبعمئة سنة تساهم في رسم صورة الحاضر العربي. صحيح أنه كان معادياً للأقليات (بمصطلحات اليوم) ولأهل الذمة والكتابيين، وأنه كان مفرطاً في تشدده، لكن الأصح أنه لم يخرج مطلقاً عن أمر السلطة حتى عندما زُجّ به في السجن في الاسكندرية ودمشق. فقه الخروج والتمرد لا ينتمي إلى تلك المرحلة، بل هو ابن البيئة التي أجهضت الثورات العربية، ذلك الأمل الذاوي - والأخير ربما هذا القرن - بالانخراط في العصر. لكن ما العمل وقد أثخنت الوعي جراح التفكير السحري والهويات الصغرى والبحث الدائم عمن نلقي عليه تبعات فشلنا، من الامبريالية إلى ابن تيمية؟

 

التوقيع على الاتفاق النووي.. محسوم

ثريا شاهين/المستقبل/14 حزيران/15

لاحظت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع أنّ الدول الكبرى لديها مصلحة حتى اللحظة الأخيرة من الموعد الأقصى لتوقيع الاتفاق حول النووي مع إيران، أن لا تعلن أي شيء حول حسم هذا التوقيع. والطرفان الغربي والإيراني يناوران حتى 30 حزيران الجاري بسبب رغبة كل فريق في تحسين موقعه التفاوضي في مرحلة من التغلب على العقبات لتسهيل التوقيع الذي يريده الطرفان. فالرئيس الأميركي باراك أوباما يعتبره استحقاقاً مهماً قبل انتهاء ولايته، وإيران تريده بسبب ضعف اقتصادها، إلى حد الانهيار. وإذا وجد الطرفان أنهما أحرزا تقدماً جوهرياً في اتجاه الاتفاق فسيتم التمديد للتفاوض أياماً معدودة ليس أكثر. مبدئياً، وفقاً للمصادر، بات التوقيع محسوماً، وهو كناية عن اتفاق سياسي، في حين أنّ الجزء التقني سيستمر التفاوض حوله حتى اللحظة الأخيرة، وقد يمدّد ذلك إلى ما بين عشرة أيام وخمسة عشر يوماً.

الأمر الأساسي بالنسبة إلى الطرفين، هو المضمون في التفاوض أو الخلاصة التي سيتوصل إليها المفاوضون، وليس الوقت. الآن يتم العمل في التفاوض المكثف الحاصل على الملاحق الخاصة بالاتفاق. بحيث تتم تعديلات في مشروع الاتفاق من أجل تقريب وجهات النظر لحصول الاتفاق والنقاط التي لم يحصل توافق عليها، سيصار الى إعادة التفاوض حولها، إلى حد المساومة السياسية. وسيصل الطرفان إلى حل سياسي أولاً، أي أنّ الاتفاق سيكون مبنياً على توافق سياسي على الخطوط العريضة. والهمّ الأساسي هو الوصول إلى نتيجة في التفاوض. الأولوية في البحث بين الغرب وإيران هي التفاوض حول النووي، ونجح الطرفان في الابتعاد عن المواضيع الاقليمية ما عدا بعض التبادلات في وجهات النظر بصورة عرضية حولها. والتفاوض كان انطلق على أساس هذا الابتعاد حتى أنّ التطورات الاقليمية إن كان في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لم تؤثر على مجرى التفاوض الغربي مع إيران.

وتوقفت المصادر عند موقف كل من إسرائيل وإيران الذي يقول إن الاتفاق لن يوقف عمل إيران لتحقيق القنبلة.. إذ تشير إلى أنّ من الصعب في الأساس العودة إلى الوراء في مسيرة التفاهم مع إيران حول النووي، هذا أولاً. وثانياً، الاتفاق لدى حصوله سيجمّد البرنامج النووي على مدى 10 سنوات، تصل أيضاً إلى 15 سنة. أي أنّه حتى وقت طويل، لن تتقدّم إيران على الاطلاق في هذا الموضوع، والآن لم تصل إيران بعد إلى القنبلة النووية. حتى لو قامت بعد 15 سنة باستئناف نشاطها النووي لأغراض عسكرية، فإنّه يلزمها وقت لتصل إلى إنجاز القنبلة.

وتقول المصادر ان الرقابة التي ستفرضها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب الاتفاق الذي سيوقع، ستبقى سارية المفعول، ولن تنتهي في سنوات محدودة. بمعنى آخر، إذا قررت إيران أن تنجز القنبلة بعد السنوات ال15 الواردة في الاتفاق فستكشف الوكالة ذلك. والاتفاق الموقّع سيكون جيداً، لأنّ إيران كانت وقعت على اتفاقية منع الانتشار النووي وعلى البروتوكول الإضافي، الذي يسمح للوكالة بأن تفتش أينما أرادت ورأت ذلك واجباً، وفي أي وقت تشاء. والبروتوكول تحديداً، يعطي القدرة على التفتيش بشكل أوسع بكثير، من اتفاقية منع الانتشار النووي، ما يشكل ضمانة لسنوات طويلة ما بعد السنوات التي سينص عليها الاتفاق. وبالتالي، سيتم كشف أي تحرك مستقبلي لإيران على هذا الصعيد. كل ذلك للدلالة على انه لا يمكن لإيران القيام بإنجاز القنبلة بصورة سرية. لكن هناك مسألة مهمة يعمل الغرب من خلال الاتفاق الذي سيوقع على ان لا تخل إيران به، انه تخوّف من عدم التنفيذ وعدم السماح للمفتشين بالتفتيش، تماماً كما كان يفعل الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي استمر في التلاعب عشر سنوات. من هنا يجري في عملية التفاوض العمل لضمان تنفيذ إيران التزاماتها. ويتم العمل على وضع بنود ذات صلة برد العقوبات في حال المخالفة واعتماد طريقة محددة لذلك. ان رفع العقوبات يحتاج إلى سنتين أو ثلاث وفقاً لتنفيذ إيران للاتفاق. وفكرة الغرب تعليق العمل بالعقوبات وليس رفعها كلياً لدى تنفيذ حيز كبير من الاتفاق من جانب إيران، هو ورقة ضغط دولية، لضمان العودة سريعاً إلى العقوبات، تحسباً لأي إخلال بالاتفاق، هذه النقطة بالذات تشكّل ليس ناحية تقنية فحسب، إنما أيضاً لها بُعدها السياسي في عملية وقف البرنامج النووي الإيراني.

 

العراق وسوريا دولة وحرب واحدة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 حزيران/15

قبل عام، حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما تبرير سبب الاختلاف في التعاطي مع الأزمتين، ترسل درونًا ومستشارين وأسلحة إلى العراق، وتبعث بطانيات وأدوية إلى سوريا. قال إن إدارته ملتزمة بأمن العراق لأنه يمثل لبلاده قيمة استراتيجية، أما سوريا فإن التعاطي معها سيستمر على مستويين سياسي وإنساني، ولا ينوون التورط هناك بأكثر من ذلك. معظم الحكومات تتحدث عن عراق وسوريا، لكن هذا التقسيم مجرد خرائط ورقية قديمة، لم يعد له أثر على أرض الواقع. لا يوجد هناك بين العراق وسوريا، كحدود وقوات حرس، وجوازات، وجيوش فاصلة. العديد من النقاط أصبحت مجرد محطات تمويل لمقاتلي «داعش» والعابرين من وإلى الأنبار. وحدت الحرب والإرهاب بين البلدين. «داعش» هي السباقة والأكثر دقة عندما سمت نفسها بـ«دولة العراق والشام الإسلامية». وسبق أن كتبت حينها، بعد سقوط الحدود، كيف أن المرء يفقد قدرته على فهم عمق الأزمة عندما يسير وفق القواعد التقليدية، مثل علامات الحدود، والأعلام، والدول والأديان. الآن الصورة أكثر وضوحا. ما يحدث في العراق اليوم جزء لا يتجزأ من الحدث السوري، ولم تعد الحدود سوى مجرد خط قديم باهت على الورق في وزارات الخارجية. اليوم نحن أمام مستطيل أزمة يوحد البلدين من باب الهوى الحدودي السوري أقصى الشمال مع تركيا، إلى أقصى جنوب العراق عند منفذ الجديدة السعودي، وغرب العراق، حيث منفذ طربيل الأردني. وصار مقاتلو «داعش» في محيط العاصمة السورية دمشق، مثلما هم أيضا في محيط العاصمة العراقية بغداد. إذا أرادت الدول المعنية مواجهة الكارثة المزدوجة، ووقف تمدد «داعش»، فعليها أن تتعامل مع العراق وسوريا كدولة واحدة، النجاح والفشل في واحدة يؤثر على الثانية. ولم يعد يصلح تعريف هذه الدول، وخصوصا الولايات المتحدة، أن العراق دولة نفطية استراتيجية وأن سوريا مجرد مزرعة فجل؛ لأننا أمام توأم سيامي، وصارت الحرب تقريبا واحدة. هذه المصيبة المزدوجة تعني أن فكرة الاعتماد على حكومة بغداد الضعيفة لن تحقق الكثير، وأن مساندة الميليشيات الشيعية في العراق من خلال «الحشد الشعبي» ستوسع من الجرح، وتعظم من التحول السني الجماعي ضد الحكومة العراقية، وبالطبع تزايد العداء ضد الولايات المتحدة، وفي الأخير تجعل «داعش» حقا دولة تمثل غالبية السنة في البلدين! الخيار المعقول المتبقي، بعد فشل الحلول الأخرى، دعم القوى السنية المعارضة في سوريا ومثلها العشائر السنية في العراق لمقاتلة «داعش» السنية. والتوقف عن استخدام الحشد الشعبي وميليشياته الشيعية في العراق تحت إدارة الإيرانيين، لأنه يخدم أهداف تنظيم داعش السني. أيضا لا بد من تصحيح الوضع المأساوي المستمر. فلا يعقل أن تسكت غالبية السوريين السنة، وهم ثمانون في المائة من السكان، على نظام الأسد بعد أن قتل منهم أكثر من ربع مليون. ولن يبدأ الإيرانيون وحليفهم الأسد القبول بحل سياسي، ويؤدي إلى مداواة الغالبية السنية، إلا بمواجهة القتل اليومي من الجو ومنعه. فطيران الأسد يُسمح لَهُ بالتحليق وإلقاء براميله المتفجرة على الأحياء المدنية في عملية تطهير عرقية مستمرة، وفي نفس الوقت يحظر على المعارضة التسلّح بما يمنحهم الدفاع عن مناطقهم من طيران الأسد، وزيادة في الألم والمهانة يرفض المجتمع الدولي فرض حظر طيران يوقف المأساة. دون فهم هذه الصورة المأساوية، ومعالجتها، فإن «داعش» سيتمدد ويتمدد، وسيجد المزيد من المقاتلين والموالين له، أكثر من المائة ألف حاليا يقاتلون له في سوريّا والعراق.

 

إنهم يسرقون البحر .. والسماء أيضاً

يوسف بزي/المستقبل/14 حزيران/15

هناك مستثمرون عقاريون، شركات بناء، أصحاب مشاريع هندسية، رجال أعمال.. يشكلون اليوم أسوأ مظاهر الطمع المتوحش، أشبه بالغيلان النهمة، رموز الجشع الوقح والعديم الأخلاق. هؤلاء هم أسوأ مظاهر التربح والنهب المنظم.

بكل بساطة، إنهم يسرقون البحر وشواطئه، ويحولونه إلى ملكية خاصة. يستولون على الفضاء المفتوح، على وجه المدينة ورأسها ورئتها. ولا شيء يردعهم، لا القوانين ولا شروط البيئة ولا حقوق السكان ولا حتى اعتبارات العمران. رأسمال غبي وبلا تهذيب واستفزازي.

هو الفجور الفادح الذي يحول الشواطئ إلى منتجعات مسوّرة ومخصوصة للأثرياء، ويعزل المدينة عن البحر عزلاً خانقاً وكئيباً، بما يفاقم بشاعة العيش وبشاعة الاكتظاظ الإسمنتي، في قضم لا يتوقف لكل فسحة بحرية، لكل منفذ على شاطئ، لكل صخرة على موج، لكل منبسط رملي على المياه. قضم يحيل بيروت إلى مدينة محرومة من بحرها ومن هوائها وأفقها. يكفي أن نبدأ من الشمال الغربي، حيث المرفأ، ثم يليه «البيال» الذي احتل واجهة الوسط التاريخي، وبعده المشروع «الغامض» لسوليدير عند الواجهة البحرية للزيتونة، يليه «الزيتونة باي» الفاحش ومرفأ «المارينا» لليخوت، ليلاصقه مسبح السان جورج، الذي تليه مسابح خاصة تقفل المشهد البحري وصولاً إلى عين المريسة وسلسلة المطاعم والمقاصف التي بدورها احتلت الشاطئ، فسحة قليلة إلى المسبح الخاص بالجامعة الأميركية، ومن بعده الشاطئ الذي استحوذ عليه فندق الريفييرا، ويجاوره مرفأ للصيادين، وصولاً إلى أرض وشاطئ المنارة الجديدة، التي تحول محيطها كله إلى مقاه ومقاصف خاصة، ومن هناك تمدد «المسبح العسكري» حتى مدينة الملاهي، وكل الشاطئ خلفها هو منتجعات خاصة. ومن هناك صعوداً إلى الروشة حيث الجرف الشاهق مغلق. ومن مبتدأ الروشة إلى وسطها، تحتل سلسلة مطاعم ومقاهٍ كل المطل البحري، لتبقى الفسحة الصغيرة التي تظهر قبالتها صخرة الروشة، وفوراً من هناك، حيث أرض ميناء الدالية يصير الشاطئ مجدداً أرضاً محظورة وملكية خاصة، يجاورها على نحو متصل منتجع «الموفنبيك»، وبعده أيضاً قامت سلسلة من العقارات (مقاهٍ ومطاعم) استحوذت على كل المنافذ إلى الشاطئ، وصولاً إلى الرملة البيضاء.. آخر شاطئ عمومي مفتوح. وها هو اليوم مهدد جدياً، على ما يبدو، بأن يسقط تحت احتلال شركات الاستثمار التواقة لـ»سرقة» آخر ما تبقى لسكان بيروت من متنفس. وإذا انتبهنا أن ما بعد الرملة البيضاء، يأتي موقع «الإيدن روك» والشاطئ الذي يليه (السمرلاند والكورال بيتش)، وكل هذه المساحة هي أيضاً ملكية خاصة ومنتجعات بحرية خاصة، فلا يكون قد بقي من بحر حر ومفتوح حقاً سوى الرملة البيضاء. فإن تم سيناريو الاستيلاء والاستملاك ومن ثم البناء، عند شاطئ الرملة البيضاء، فهذا يعني فعلاً مصادرة بحر بيروت كله. وإذا كان من المعروف أن استملاك الشواطئ، ووضع اليد عليها، وفرض أمر واقع يتمثل بعشرات المنتجعات السياحية والفنادق، على طول الساحل اللبناني، قد تم في سنوات الحرب والفوضى، فإن استمرار القضم والاستملاك على هذا النحو، طوال السنوات القليلة الماضية، يشير بوضوح إلى عمق الشراكة بين نخبة المال ونخبة السياسة، كجسم واحد، لا يتورع عن النهب العلني وعن إشهار فساده من دون خجل. ويكفي أن نعرف أن كل محاولات فرض ضرائب أو غرامات أو إعادة النظر في أوضاع الأملاك البحرية أو تحصيل تعويضات مالية لمصلحة الدولة أو البلديات، تفشل، ما يدل على تلك الشراكة المافياوية بين من هم في السلطة ومن هم أصحاب «المشاريع الاستثمارية».

أي مواطن من بيروت يود الذهاب إلى البحر كي يتنعم بالسباحة والاسترخاء لساعات صيفية قليلة، عليه أن يدفع قرابة الـ30 دولاراً أميركياً، فقط كي يتاح له الوصول إلى شاطئ نظيف. أي أن هناك من يؤجر البحر بالساعات لسكان بيروت. هذه تجارة فريدة من نوعها في العالم، طالما أن لا بحر مجانياً لا في حدود بيروت ولا خارجها تقريباً. الجشع العقاري الذي يستحوذ على سماء بيروت بالأبراج المتطاولة، والمتكاثرة كالفطر حتى في أضيق الزواريب، والتي تحجب النظر إلى حد شعور الواحد منا أنه يعيش في صندوق هائل، وحيث يعيش سكان تلك الأبراج في عزلاتهم «الفخمة»، كغيتوات معلقة في الهواء، لا يخرجون منها إلا نحو «مولاتهم» و»مقاصفهم» و»منتجعاتهم».. هو نفسه الجشع، المجبول باحتقار «عمومية» المدينة وازدراء الاختلاط والتواصل، الذي «يسرق» البحر والكورنيش، كما يحاول أيضاً الاستيلاء على الحدائق والمساحات الخضر. هؤلاء الذين يتنعمون بالسماء وبالبحر من دون سائر السكان، هم للمفارقة يمضغون يومياً ضجرهم الوجودي، سقم تسلياتهم، ملل رفاهيتم، تفاهة استهلاكيتهم.. لفرط غربتهم عن نبض الحياة المدينية وصخبها ومغامراتها، ولفرط ابتعادهم عن طاقة الشوارع وأرصفتها الباذخة بتجاربها الإنسانية، المفعمة بالمفارقات وبمتع التعارف. وربما لهذا السبب يكنون هذه الضغينة للمساحات المفتوحة، لروح المدينة، للرحابة. إنهم يريدون الاستيلاء عليها وقتلها.

 

مرتزقة سوريا: أفغان يخوضون حرب الأسد/سجناء مخدرات ويائسون يشحنهم «الحرس الثوري» إلى الموت

المستقبل/14 حزيران/15

كريستوف رويتر ترجمة: طارق أبي سمرا

عديدُ جنود الدكتاتور السوري بشار الأسد في تضاؤل، ما يضطره للجوء إلى المرتزقة في معركته المستمرة مع الثوار. كثيرٌ من مقاتليه الأجانب يأتون من أفغانستان: مُراد مثلاً، المحتجز حالياً في حلب كأسير حرب.

خاض حرباً دامت من فجرٍ إلى آخر فقط. وعندما أشرقت الشمس للمرة الثانية على مدينة حلب السورية، كان المزارع الأفغاني مُراد، لا يزال منكمشاً مرتعداً في الطابق الثاني من المنزل المفترض أن يدافع عنه حتى الموت. على الأقل، تلك هي الأوامر التي كان قد تلقاها من الضابط الإيراني المسؤول عنه. كيف وصل إلى هذه المدينة التي مزقتها الحرب، بعيداً كل البعد عن قريته في جبال أفغانستان؟ يقول أن جُلّ ما أراده رخصة إقامة إيرانية. لكنه، وفي ختام رحلته، وجد نفسه يقاتل في الحرب الأهلية السورية كمرتزق لدى نظام بشار الأسد.

ذاك الصباح في حلب، لم يعرف مُراد كم من عناصر وحدته تبقوا على قيد الحياة. كان يجهل أين هو ومن كان يقاتل. مخازن رشاشه الأربعة فرغت منذ ساعات. وعندما تسبب انفجار عنيف بانهيار المنزل، وجد نفسه يفكر في بناته. يقول: «رحت أصرخ ظانّاً أنني أختنق. ثم حلّ السكون على كل شيء من حولي». وصل رجال سحبوا مُراد من تحت الأنقاض وهو لا يزال يصرخ. كان محظوظاً، ولو أنه لم يرَ الأمر على هذا النحو بدايةً. يقول: «إعتقدت انهم سيقتلونني على الفور. لكنهم ضمّدوا جراحي واقتادوني إلى مقرهم. كان هنالك أحدٌ يتكلم بعضاً من الفارسية، فقال لي انه ما من داع للخوف».

كان ذلك منذ سبعة أشهر. منذئذ، يقبع مُراد برفقة أفغاني آخر في سجن مُرتَجَل تابع «للجبهة الشامية»، أحد أكبر تشكيلات الثوار في حلب. هما محتجزان في قبوٍ مضاء على النيون، قرب مولد كهربائي يهدر باستمرار. الجدران على وشك التداعي نتيجة انفجارات لا تعد ولا تحصى هزّت المدينة. إضافة إلى الأفغان، تم أسر باكستانيين وإيرانيين من قبل مجموعات ثوار أخرى جميعها تقاتل على الجبهات الأمامية. الحرب في المدينة السورية الشمالية حلب كما على تخوم كل من حماة ودمشق وصولاً إلى درعا في الجنوب اتخذت وجهاً أفغانياً. أو وجهاً ذا ملامح آسيوية واضحة للتحديد. كثيرٌ من هؤلاء الأفغان الذين أُرسلوا إلى المعركة ينتمون إلى الهزارة، وهي أقلية شيعية من أفقر الفقراء في أفغانستان .

نفاد الجنود

بدأت الدكتاتورية الأسدية تنفد من الجنود وصارت تعتمد بشكل متزايد على المرتزقة. لقد شكلت الديموغرافيا السورية بالفعل منذ البداية، غريماً لم يقوَ النظام على هزيمته بشكل كامل أبداً. للحؤول دون انهيار القوات الحكومية السورية، راحت وحدات ذات خبرة عالية من ميليشيا حزب الله اللبنانية تقاتل نيابة عن الأسد منذ العام 2012. الإيرانيون والعراقيون والباكستانيون واليمنيون انضموا إليهم لاحقاً؛ جميعهم شيعة من أنحاء مختلفة من العالم صار النظام يعوّل عليهم أكثر فأكثر. لكن كلما طالت الحرب من دون تحقيق النصر، صعب على حلفاء الأسد تبرير هذا العدد المتنام من الجثث. فقد خسر حزب الله في الـ2013 على سبيل المثال، 130 مقاتلاً لدى استيلائه على القصير. خسر أكثر من ذلك بكثير للمحافظة على مواقعه في هذه المدينة، فراح يكتب «حادث سير» على شهادات وفاة مقاتليه الذين يسقطون في سوريا.

أما العراقيون، فجميعهم تقريباً قد عادوا إلى ديارهم؛ بدل أن يقاتلوا بأنفسهم، يتحكمون عن بعد، وبشكل واسع بسير العمليات. تُشرف الميليشيا العراقية «عصائب أهل الحق» على سبيل المثال، على انتشار المتطوعين الباكستانيين في سوريا. لكن ما من مجموعة إثنية حاضرة على جميع جبهات النظام بقدر حضور الهزارة الأفغان. من الصعب الحصول على أرقام دقيقة، لكن يُعتقد أن قرابة الـ700 منهم فقدوا حياتهم في حلب ودرعا وحدهما. والأسوأ أن معظمهم لم يأتوا إلى سوريا بكامل إرادتهم.

يعيش في إيران قرابة المليونين من الهزارة، معظمهم مهاجرون غير شرعيين. يشكلون خزاناً لا ينضب من اليائسين، جَنَّد الباسداران (الإسم الذي يعرف به الحرس الثوري الإيراني) ألوفاً منهم خلال السنة ونصف السنة الماضية للقتال في سوريا.

مُراد الحميدي البالغ من العمر 45 عاماً والذي يقبع حالياً في سجن حلب، هو مزارع من شمال أفغانستان، من قرية شهرزاد خان التي يطلق عليها إسم الـ»400 منزل». كان يملك حقلاً صغيراً مساحته 2500 متر مربع. لكن الكهرباء والمياه والمدارس لم تكن متوافرة. هرب بدون وثائق سفر صالحة في حوزته إلى إيران، حيث عمل بشكل غير شرعي في مقلع للحجارة، إلى حين إلقاء القبض عليه في سبتمبر/ أيلول 2013. «إتهموني ببيع المخدرات، لكن الأمر ليس صحيحاً»، يقول. ويضيف أنه ضُرب على مدى 15 يوماً كما تعرض للجلد بواسطة كابلات ثقيلة. الندبة الدائرية على ظهره قد تشكل برهاناً على ما يرويه عن حرقه بواسطة سيجارة. يقول: «هم عنصريون في إيران. لا يريدوننا في بلدهم لمجرد كوننا أفغاناً. نادراً ما يحصل أحد منا على أوراق لجوء». أوراق كهذه كانت ستسمح له بإرسال أولاده إلى المدرسة والحصول على بعض المواد الغذائية على الأقل.

«فجأة، صار هناك مداهمات»

يقول مُراد أنه حكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات. بعد أن أمضى السنة الأولى من عقوبته في سجن «إيفن» سيئ السمعة في طهران، تلقى زيارة غير متوقعة من شخص يرتدي زيّ الباسدران (الحرس الثوري) الأخضر.

ـ ما سبب سجنك، سأله الرجل.

[ المخدرات، أجابه مُراد.

ـ هل تريد أن تستبدل آخر خمس سنوات من عقوبتك بعقوبة أخفّ؟

مُراد لم يرفض العرض، فقال له الضابط أنه عليه الإلتحاق بالحرب في سوريا لمدة شهرين: مهامه ستكون بسيطة كالحراسة مثلاً. ووعده أنه قد يحصل على رخصة إقامة لدى عودته. عندها، وافق الأفغان الآخرون في الزنزانة على مقايضة ما تبقى من فترة عقوبتهم بدل شهرين من الخدمة في سوريا. وُعدوا براتب شهري قدره مليونا تومان إيراني، أي ما يعادل سبعمائة دولا أميركي.

سعيد أحمد حسين، الرجل المحتجز برفقة مُراد في حلب، ذَكَرَ نفس المبلغ. لقد أمضى حسين سنوات في العمل في قطاع البناء في منطقة سكنية شمال طهران. يقول: «فجأة، صار هناك مداهمات وكنت واحداً من ال150 مهاجراً غير شرعي الذين اعتقلوا. كنا جميعنا من الهزارة. ثم أتى أشخاص من الحرس الثوري وعدونا بالمال ورخص إقامة مقابل ذهابنا طوعاً إلى سوريا. لكنهم قالوا أيضاً أنهم سيرسلوننا إلى هناك على أي حال. قَبِل الجميع بعرضهم».

من السجن، أرسلوهم إلى قواعد عسكرية مختلفة بالقرب من طهران لتلقي تدريب على استخدام الكلاشنيكوف. «قال لنا المدرب أننا سنقاتل الإرهابيين في سوريا»، يتذكر مُراد. ألبسوهم لباساً مدنياً ونقلوهم، بالحافلات، إلى مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، ثم، في طائرة ركاب، إلى دمشق. «كان على متن الطائرة عائلات. لم يكن من المفترض أن يعلم أحد أننا جنود»، يروي مُراد.

ضابطان إيرانيان رحبا بهم لدى وصولهم إلى دمشق وقدما لهم الشاي. نُقلوا إلى أبعد من ذلك، إلى مدينة اللاذقية الساحلية، ومن ثم بالباص إلى قاعدة عسكرية على مشارف حلب حيث مكثوا لمدة عشرة أيام. «لم يعُد الإيرانيون يتحلّون بهذه الوديّة. وأقل منهم السوريون الذين اعتنوا بنا. كانوا يصرخون علينا كلما تحدثنا بالفارسية».

في إحدى الليالي، وُزعت عليهم الأسلحة واللباس العسكري وسيقوا في السيارات إلى نقطة تجَمُّعٍ لثلاثمئة أفغاني. «مشينا على الأقدام حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً»، يقول مُراد. أضاف: «أشاروا في الظلام إلى مبنى متعدد الطوابق وأمروا عشرة منا باقتحامه ثم المحافظة على موقعهم في داخله بأي ثمن! ظلوا يرددون أنه لا يمكننا أن نستسلم لأن الإرهابيين سيقطعون رؤوسنا». راح مُراد يردد وكأنه ممسوس: «لا تستسلموا، لا تستسلموا».

«عنيدون بشكل لا يُصَدَّق»

يقول إثنان من قادة الثوار شاركا في المعركة ذاتها، لكن من على الطرف المقابل، أن الأفغان كانوا يحاربون كالآلات. «هم عنيدون بشكل لا يُصًدًّق، يركضون أسرع منا ويواصلون إطلاق النار حتى بعد محاصرتهم. لكن بمجرد أن يفقدوا اتصالهم اللاسلكي مع مقرّ القيادة، يصابون بحالة من الهلع».

«كنا خائفين جميعاً»، يقول مُراد. يُتابع: «سألت نفسي ما الذي افعله هنا، فهذه ليست بلادي. عندما سأله المترجم لماذا سمح لنفسه بالتورط في مثل هذا الوضع في المقام الأول، غضب مُراد للمرة الوحيدة خلال حديثي معه. «خمسون متراً بخمسين من التربة الرديئة! كيف بمقدور خمسة أشخاص أن يعيشوا منها؟!» رفع يديه بوهن وتابع يروي قصته: «بدأنا نركض. لحسن حظنا، كان المبنى خالياً، فانتشرنا بين الطوابق المختلفة. تعرضنا لإطلاق نار ولم نلاحظ حتى أنه لم يكن هناك أحد غيرنا. كان في داخل المنزل ضابط إيراني راح يصرخ عليّ قائلاً: إما تقاتل أو اقتلك بنفسي! أفرغت كل ما عندي من ذخيرة من دون أن أدرك على ماذا كنت أطلق النار».

يقول أبو حسنين، احد القائدَيْن من الثوار اللذين شاركا في معركة تلك الليلة: «لم يكن لمواصلتهم القتال أي معنى إطلاقاً. لكنهم لم يستسلموا. فقمنا بتفجير المبنى بأكمله». كان ذلك هو الانفجار الذي دفن مُراد وسعيد تحت الأنقاض. هما الوحيدان من المجموعة الأصلية اللذان بقيا على قيد الحياة.

هما الآن سجينان في مدينة أخطر من أي سجن، معرضان يومياً لأن يمزقهما ارباً برميل متفجر يلقيه الجيش ذاته الذي أتيا للمحاربة في صفوفه. البراميل هذه دليل على يأس النظام الذي مُنيَ بهزائم عسكرية كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة. الفترة الممتدة بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحاً هي «وقت البراميل» في شرق حلب. هو وقت دحرجة معظمها من المروحيات العسكرية. صارت تُصنَّع بكميات هائلة، تُمطر من السماء وتدمر كل شيء على الأرض في محيط عشرين متراً بعد انفجارها.

«تعالَ بعد الساعة التاسعة»، يوصي الرجل المسؤول عن السجناء الأفغان. إنه الأحد 3 مايو/ أيار، قبل وقت قصير من توجه فريق «دير شبيغل» الصحافي إلى السجن الذي أقامه الثوار. سمعنا عندها دوي انفجار ضخم في مكان مجاور لحيّ «سيف الدولة». كنا نرى باستمرار في طريقنا للقاء السجناء، اشخاصاً بادية ملامح الذعر على وجوههم، بعضهم يبكي، يسيرون نحو حي «سيف الدولة». شعرنا بداية، أن ما يحدث أمر غريب، فمعظم البراميل المتفجرة تصيب أبنية مدمَّرة شاغرة. حتى لو كان هناك خسائر بشرية، فالناس لا يركضون عادة في الشوارع. الموت غدّار في حلب والمئة الف شخص الذين بقوا في المدينة، يعبّرون عن مقاومتهم الصلبة والعنيدة من خلال رفضهم مغادرة منازلهم.

ما وراء اليأس والأمل

غير أن هذا البرميل المتفجر، الذي سقط قبل فترة وجيزة من الساعة التاسعة صباحا، قد أصاب المدرسة الوحيدة في الحيّ، وهي عبارة عن مبنى من أربعة طوابق، تحوّل إلى حفرة مليئة بالركام. ما تبقى من الطوابق معلق في الهواء فوق الحفرة كخرق عملاقة ممزقة. هذا الأحد كان يوم امتحانات، أي اليوم الوحيد الذي ما زال التلامذة يجتمعون خلاله معاً. هو اليوم ذاته الذي تُقام فيه الامتحانات في الجزء الغربي من المدينة ايضاً، والواقع تحت سيطرة النظام. من شبه المؤكد أن الطيارِين كانوا يعلمون ماذا يفعلون تماماً.

على الفور، قُتِل ستة أطفال على الأقل ومدرس. لم يكن الأطباء واثقين إن كان عدد من الأطفال الآخرين سيبقون على قيد الحياة. في وقت متأخر من بعد ظهر ذلك اليوم، توقف رجل يركب على دراجة نارية بمحاذاة الركام وسأل اولئك الذين كانوا لا يزالون يحفرون إن وجدوا ابنته. يقول إنه قصد كل مستشفيات المدينة كما كل المشارح من دون ان يتمكن من العثور عليها. إقتصر جواب الحفارين على هزّ رؤوسهم بصمت. «إبنتي»، قال متنهداً، بنبرة كأنها آتية من وراء اليأس والأمل، ثم غادر على دراجته النارية.

كما لو أن مصيريهما قد تشابكا للحظات، كان مُراد الأفغاني قد تفوَّه قبل وقت قصير وبنبرة شبيهة جداً بنبرة رجل الدراجة النارية، بنفس الكلمة تقريباً: «بناتي». لم يصلهم أي خبر من والدهم منذ أكثر من سنتين. ليس لديه أي أشقاء في القرية ووالداه قد توفيا. فقط حماته ما زالت على قيد الحياة، لكنها فقيرة جداً هي أيضاً. «من يعتني بعائلتي؟ هل لديهم ما يكفي من الطعام؟ هل لديهم ملابس؟ هل استطاعوا تحمّل فصل الشتاء؟»

يقول إن مصيره ليس في يد الله. عَبْر وساطة إمامٍ والهلال الأحمر، حاول ثوار من «الجبهة الشامية» مبادلته وأفغاناً آخرين برجالهم المحتجزين في سجون النظام. لكن ذلك لا يبعث على الأمل بالنسبة لمُراد. يعتقد أن التبادل سيكون نوعاً آخر من الرعب. «ماذا سأفعل إن سلموني مجدداً إلى الجيش السوري. سيضعونني مرة أخرى في إحدى وحدات المغاوير الانتحارية كما حدث سابقاً. لا أريد أن أقوم بذلك مرة ثانية. أريد أن أعود إلى أفغانستان». عودة إلى البؤس الذي حاول يوماً الهرب منه.

لكن الحكومة الأفغانية لا تبدو مهتمة بشكل خاص باختفاء آلاف من مواطنيها الذين ابتلعتهم الحرب السورية. «لا يوجد لدى وزارة الخارجية أي وثيقة رسمية تتعلق بأفغان أجبروا على الذهاب إلى سوريا من أفغانستان أو إيران»، يقول المتحدث باسم الخارجية الأفغانية شكيب مستغني. تابعَ: «لا يمكن التعويل على الوثائق التي يُعثر عليها على شبكة الإنترنت». وبالطبع أضاف: «إن الحكومة الأفغانية تتابع بجدية مسألة المقاتلين الأفغان في سوريا وتحاول إنقاذ حياتهم».

«لا يبدو في الوقت الراهن، أنه سيكون هناك من تبادل للأسرى»، يقول الشيخ عبد القادر فلص الذي يقود المفاوضات. يتابع: «لقد بادلنا في الماضي ضباطاً سوريين، والنظام مستعد للإفراج عن السجناء مقابل مقاتلين إيرانيين ومن حزب الله بشكل خاص. لكن مقابل الأفغان: لا شيء. لقد اتصلنا باللجنة الدولية للصليب الأحمر: مجدداً لا شيء. سيبقى هذان الاثنان معنا حتى نهاية الحرب على الأرجح».

استطاع على الأقل، قائد من الثوار يقوم بمفاوضات على ستة أفغان آخرين في حلب، أن يتكلم عبر الهاتف مع واحد من أقوى الضباط السوريين: العقيد سهيل الحسن الملقّب بالنمر من قبل أنصاره. جواب العقيد كان موجزاً: «إفعل بهم ما تشاء. اقتلهم إن أردت، فهم ليسوا سوى مرتزقة. بإمكاننا أن نرسل لك الآلاف منهم».

كاتب التحقيق: كريستوف رويتر، مراسل لمجلة «دير شبيغل« الألمانية في الشرق الأوسط. نشر بالألمانية، وفي 11 مايو/ أيار 2015 نُشر بالانكليزية على الموقع الالكتروني لمجلة «دير شبيغل

«: http://www.spiegel.de/international/world/afghan-mercenaries-fighting-for-assad-and-stuck-in-syria-a-1032869.html