المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 حزيران/2015

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.june15.15.htm

 

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 14 و 15 حزيران/15

في وداع الأقليات/غسان شربل/الحياة/15 حزيران/15

الحرس الثوري الإيراني يسحق في العراق والشام/داود البصري/السياسة/15 حزيران/15

سورية: النظام يتراجع و«الدويلات» البديل الجاهز/ جورج سمعان/الحياة/15 حزيران/15

كذبة مقاومة التطبيع/داود الشريان/الحياة/15 حزيران/15

"فتى الكتائب" الشيخ سامي الرئيس السابع للحزب التاريخي التجديد والعودة إلى روح التأسيس والخروج من الزمن الطائفي/ايلي الحاج/النهار/15 حزيران/15

إسرائيل تطالب واشنطن بحماية دروز سورية/وكالات/15 حزيران/15

تل أبيض في مرمى نيران الأكراد وسقوطها يقطع شرياناً حيوياً لـ"داعش" تنويه أميركي وتركيا تخشى كياناً مستقلاً يهدّد حدودها/موناليزا فريحة/النهار15

هل انتقاد متطرفي الشيعة طائفية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 حزيران/15

ظلاميّون وتكفيريّون: «حزب الله» والشبهة «التنويرية»/وسام سعادة/المستقبل/15 حزيران/15

محطة حوران.. التحدّي الكبير لثورة سورية/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط/15 حزيران/15

مَن الأهم للخليجيين.. تركيا أم إردوغان/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/15 حزيران/15

دعم إيراني لطالبان أفغانستان.. و‏مفاوضات لافتتاح ممثلية/الشرق الأوسط/15 حزيران/15

طارق عزيز.. لا صوت يعلو على صوت الانتقام/خيرالله خيرالله/المستقبل/15 حزيران/15

أمراض ٨آذار ثمانية وأمراض ١٤ آذار أربعة عشر/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/14 حزيران/15

لبنان في قاعة انتظار عقد مؤتمره التأسيسي/عبدو شامي/14 حزيران/15

المستقلون في لبنان/كمال ريشا/فيسبوك/14 حزيران/15

بالصور.. تعرفوا الى الدرزي الذي كان مستشاراً للملك السعودي/كمال قبيسي/العربية/14 حزيران/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 14 و 15 حزيران/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/6/2015

سامي الجميل بعد فوزه برئاسة الكتائب: هيا فتى الكتائب الى العمل
هكذا وصف بري "الهرّ الإيراني" أمام مسؤول أميركي "ما في ضوّ بالرئاسة" وحذار حدود النار مع سوريا
هل من حسابات خاطئة خلف الأزمة الحكومية؟ الاستقرار مخرج التحييد عن البركان السوري
مراجعة سياسة الجوار الأوروبية في بيروت
ا
يّ رئيس يبقى قويّاً بعد طول انتظار
جنبلاط تلقّى تعازي سلام وقباني السنيورة: للابتعاد عن النفخ في نار الفتنة
لقاء في كفرمتى... و"وقفة تضامن" في الجاهلية حسن: لحقن الدماء وإعلاء صوت العقل

لبناني بين قتلى الحوثيين في تعز

اللواء أشرف ريفي: عون كنيرون على استعداد لحرق البلد في سبيل مصالحه ومصالح عائلته

فرعون في افتتاح مهرجان عيش الأشرفية: اللبنانيون أمام خيارين إما الاستسلام للاحباط أو الانتصار لإرادة الحياة

بيان مجمع السريان الأرثوذكس في معرة صيدنايا: لحلول سلمية وتوطيد اواصر المحبة بين ابناء الوطن

حناوي من راشيا: تعطيل الحكومة أمر مرفوض وانتخاب الرئيس ممر إجباري لحل العقد والاشكالات القائمة

الجوزو: هناك من يقدم نفسه لرئاسة الجمهورية على انه المنقذ والمخلص

جبران باسيل أنهى زيارته لكندا

سامي الجميل رئيساً لحزب «الكتائب»

لبنان: التعيينات وتعطيل مجلس الوزراء على طاولة حوار «المستقبل» و«حزب ...

السنيورة: المحن تظهر معدن الرجال جنبلاط: سنصمد في وجه مؤامرات ...

قوة اسرائيلية سرقت قطيع ماشية بعدما فشلت في خطف رعاة في خراج شبعا

تبادل لاطلاق النار فجرا بين مسلحين في الشراونة بعلبك والاضرار مادية

مسلحون خطفوا مواطنا من آل الحجيري من بلدة عرسال

الراعي في الذكرى السنوية لتكريس لبنان لقلب مريم: لا يحق لأحد حرمان البلاد من رئيس ولا لأصحاب النفوذ التصرف بالوطن ومصيره بحسب مصال

الاب فرنجية ترأس قداس ذكرى مجزرة اهدن: ماذا نقول لشهدائنا عن احلامهم ببناء دولة ننعم بها تليق بالإنسان وهي بلا رأس منذ أكثر من سنة

وفد من نقابة المعلمين برئاسة محفوض بحث مع سلام زيادة غلاء المعيشة

طلال المرعبي نوه بحكمة جنبلاط: لبنان يخسر كثيرا من هيبته في ظل غياب رئيس الجمهورية

نظام مغيط: سنقفل اوتوستراد القلمون الثلاثاء

تمثال فاطيما وصل إلى مزار أم المراحم على وقع التراتيل والصلوات وتكبير المآذان

لقاء جمع مشايخ وفاعليات البقاع وراشيا: ننوه بصوابية خيارات جنبلاط وحرصه على الوحدة ودرء الفتن

أبو فاعور غادر إلى تركيا

وهاب: معركتنا معركة مصير ووجود وحمايتنا بأن نكون جزءا من محور المقاومة وبحمل السلاح

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن تلقى اتصالات مستنكرة حادثة قلب لوزة

الغريب لاهالي السويداء: كونوا عصبة واحدة للدفاع عن سوريا ولا ترضوا عن الوطن بديلا

وفد من هيئة أبناء العرقوب والمؤتمر الشعبي زار الداوود وتأكيد على الوحدة الوطنية والعيش الواحد في العرقوب وحاصبيا وراشيا

نعيم قاسم لفريق 14 آذار: خير لكم أن تقبلوا أيدينا الممدودة لنسير معا وإلا تخلفتم عن الركب

صفي الدين: كل كلمة تطلق بوجه المقاومة تدعم التكفيريين بشكل مباشر أو غير مباشر

الجوزو: «حزب الله» بات حركة إرهابية

قاووق: لا يقولن أحد إن جبهة النصرة هي غير داعش أو إنها معتدلة وإن الأخطاء فردية

فياض: نحتاج إلى تضامن الجميع لحماية هذا البلد

المقداد: لن نسمح للتكفيريين أن يشوهوا إسلامنا الحنيف أو أن يدنسوا محبة وسلام مسيحيتنا

النائبان فياض وهاشم شاركا في اعتصام لأعادة فتح طريق العباسية الوزاني واكدا اللجوء الى خطوات تصعيدية

ياغي: نحن نحمي الوجود المسيحي في الشرق ونقدم الشهداء دفاعا عن أهلنا

عبدالله: الارهاب التكفيري وجه آخر للارهاب الصهيوني

وصول تمثال العذراء فاطيما إلى مفترق بلدة مزيارة

مطر في قداس على نية ابي نادر: أوقفوا الحرب وتحاوروا وتصالحوا

لحام في احتفالية معلولا باستعادة اجراسها وايقوناتها: أجراس الكنائس والمآذن ستظل تصدح بالدعوة الى الحياة الجديدة لسوريا

الحوثيون يستبقون جنيف بإسقاط عاصمة محافظة الجوف

منع عمر البشير من مغادرة جنوب أفريقيا موقتاً

المحكمة الدولية دعت جنوب افريقيا الى توقيف رئيس السودان 

لندن سحبت جواسيسها بعد حصول روسيا والصين على وثائق سنودن

تشييع جثمان طارق عزيز في عمان وسط حشد من العراقيين والأردنيين

الأكراد يحاصرون «داعش» لقطع شريانه شمال سورية

الحشد الشعبي» في مواجهة أكراد العراق

الاستخبارات الأميركية:لا دليل على تورط السعودية في هجمات 11سبتمبر

اردوغان: الأنتخابات المبكرة حتمية في حال عدم تشكيل حكومة

الجيش الإسرائيلي يستدعي جنوداً اعتدوا بالضرب على فلسطيني أعزل

موسكو تراجعت خطوة عن دعم الأسد لكنها لا ترى بديلاً

 

عناوين النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى18/من01حتى05/َمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.

الزوادة الإيمانية لليوم/سفر أعمال الرسل07/من44حتى50/ أَلسَّمَاءُ عَرْشِي، وٱلأَرْضُ مَوطِئُ قَدَمَيَّ، فَأَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي، يَقُولُ ٱلرَّبّ، وأَيُّ مَكَانٍ يَكُونُ مَقَرَّ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي هِيَ ٱلَّتِي صَنَعَتْ هذِهِ ٱلأَشْيَاءَ كُلَّها

الياس بجاني/مقالتي، البيان المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية المعرية لفشل زيارة باسيل لكنداً حكومياً

عنوانها/بيان الخارجية الكندية وجبران باسيل/اضغط هنا لدخول صفحة المقلة في جريدة السياسة

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في الشبة الكبير في ثقافة عون والصهر والراعي وقاسم، وفي اخطاء 8 و14 آذار كما شخصها محمد عبد الحميد بيضون، وفي خاطرة كمال ريشا التي تجسد فكر المستقلين وحال الاحزاب اللبنانية

ترى، ماذا ذهب يفعل بطريرك الموارنة في دمشق؟ هو، بعظْمة لسانه، قال في تصريح له، إنه ذاهب من أجل السلام./عقل العويط/النهار

أمراض ٨آذار ثمانية وأمراض ١٤ آذار أربعة عشر/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

المستقلون في لبنان/كمال ريشا/فيسبوك

لبنان في قاعة انتظار عقد مؤتمره التأسيسي/عبدو شامي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/6/2015

سامي الجميل بعد فوزه برئاسة الكتائب: هيا فتى الكتائب الى العمل

وصول تمثال العذراء فاطيما إلى مفترق بلدة مزيارة

قوة اسرائيلية سرقت قطيع ماشية بعدما فشلت في خطف رعاة في خراج شبعا

 ريفي: عون كنيرون على استعداد لحرق البلد في سبيل مصالحه ومصالح عائلته

لقاء جمع مشايخ وفاعليات البقاع وراشيا: ننوه بصوابية خيارات جنبلاط وحرصه على الوحدة ودرء الفتن

ارسلان تعليقا على اعتذار جبهة النصرة: الاعتذار بمثابة تسخيف

بيان صادر عن الجيش السوري الحر

الجبهة الجنوبية/غرفة الاعلام العسكري

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن تلقى اتصالات مستنكرة حادثة قلب لوزة

موفد لجنبلاط إلى تركيا لمتابعة قضية (قلب لوزة)

نظام مغيط: سنقفل اوتوستراد القلمون الثلاثاء

الاب فرنجية ترأس قداس ذكرى مجزرة اهدن: ماذا نقول لشهدائنا عن احلامهم ببناء دولة ننعم بها تليق بالإنسان وهي بلا رأس منذ أكثر من سنة؟

لبناني بين قتلى الحوثيين في تعز

الراعي في الذكرى السنوية لتكريس لبنان لقلب مريم: لا يحق لأحد حرمان البلاد من رئيس ولا لأصحاب النفوذ التصرف بالوطن ومصيره بحسب مصالحهم

النائب السابق محمد ياغي،: نحن نحمي الوجود المسيحي في الشرق ونقدم الشهداء دفاعا عن أهلنا

نعيم قاسم لفريق 14 آذار: خير لكم أن تقبلوا أيدينا الممدودة لنسير معا وإلا تخلفتم عن الركب

قاووق: لا يقولن أحد إن جبهة النصرة هي غير داعش أو إنها معتدلة وإن الأخطاء فردية

جبران باسيل أنهى زيارته لكندا

الجوزو: «حزب الله» بات حركة إرهابية

صفي الدين: كل كلمة تطلق بوجه المقاومة تدعم التكفيريين بشكل مباشر أو غير مباشر

بيان مجمع السريان الأرثوذكس في معرة صيدنايا: لحلول سلمية وتوطيد اواصر المحبة بين ابناء الوطن

قلب لوزة... أم قلب الطاولة؟!/خليل المقداد – أورينت نت

بالصور.. تعرفوا الى الدرزي الذي كان مستشاراً للملك السعودي/كمال قبيسي/العربية

مسيحيّو “الثلاثيّة”/الياس الزغبي/لبنان الآن

كذبة «مقاومة التطبيع/ داود الشريان/الحياة

سورية: النظام يتراجع و«الدويلات» البديل الجاهز!/جورج سمعان/الحياة

في وداع الأقليات/ غسان شربل/الحياة

إسرائيل تطالب واشنطن بحماية دروز سورية/"النصرة" تحاول طمأنتهم بعد حادثة قلب لوزة

الحرس الثوري الإيراني يسحق في العراق والشام/داود البصري/السياسة

تل أبيض في مرمى نيران الأكراد وسقوطها يقطع شرياناً حيوياً لـ"داعش" تنويه أميركي وتركيا تخشى كياناً مستقلاً يهدّد حدودها/موناليزا فريحة/النهار

مَن الأهم للخليجيين.. تركيا أم إردوغان؟/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/15 حزيران/15

محطة حوران.. التحدّي الكبير لثورة سورية/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

هل انتقاد متطرفي الشيعة طائفية؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

فتى الكتائب" الشيخ سامي الرئيس السابع للحزب التاريخي التجديد والعودة إلى روح التأسيس والخروج من الزمن الطائفي/ ايلي الحاج/النهار

دعم إيراني لطالبان أفغانستان.. و‏مفاوضات لافتتاح ممثلية

حركة طالبان الأفغانية تعتزم فتح ممثلية في إيران

طالبان طلبت مساعدة طهران في مكافحة «داعش» والقوات الأميركية الموجودة في أفغانستان

ظلاميّون وتكفيريّون: «حزب الله» والشبهة «التنويرية»/وسام سعادة/المستقبل

طارق عزيز.. لا صوت يعلو على صوت الانتقام/خيرالله خيرالله/المستقبل

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى18/من01حتى05/َمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.

"في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟». فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات. ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني."

 

الزوادة الإيمانية لليوم/سفر أعمال الرسل07/من44حتى50/ أَلسَّمَاءُ عَرْشِي، وٱلأَرْضُ مَوطِئُ قَدَمَيَّ، فَأَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي، يَقُولُ ٱلرَّبّ، وأَيُّ مَكَانٍ يَكُونُ مَقَرَّ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي هِيَ ٱلَّتِي صَنَعَتْ هذِهِ ٱلأَشْيَاءَ كُلَّها

"يا إِخْوَتِي، قالَ إِسطِفَانُس: «كَانَ لآبَائِنَا في ٱلبَرِّيَّةِ خَيْمَةُ ٱلشَّهَادَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى، كَمَا أَمَرَهُ ٱلمُتَكَلِّمُ مَعَهُ، عَلى ٱلمِثَالِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ رَآه. هذِهِ ٱلخَيْمَةُ تَسَلَّمَهَا آبَاؤُنَا، فَدَخَلُوا بِهَا مَعَ يَشُوع، وتَمَلَّكُوا أَرْضَ ٱلأُمَم، ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱللهُ مِنْ وَجْهِ آبَائِنَا، حَتَّى أَيَّامِ داوُد، ٱلَّذِي وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ ٱلله، وٱلْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكِنًا لإِلهِ يَعْقُوب. ولكِنَّ سُلَيْمَانَ هُوَ ٱلَّذِي بَنَى لَهُ بَيْتًا. غَيرَ أَنَّ ٱلعَليَّ لا يَسْكُنُ في مَصْنُوعَاتِ ٱلأَيْدِي، كَمَا يَقُولُ ٱلنَّبِيّ: أَلسَّمَاءُ عَرْشِي، وٱلأَرْضُ مَوطِئُ قَدَمَيَّ، فَأَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي، يَقُولُ ٱلرَّبّ، وأَيُّ مَكَانٍ يَكُونُ مَقَرَّ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي هِيَ ٱلَّتِي صَنَعَتْ هذِهِ ٱلأَشْيَاءَ كُلَّها؟"

 

الياس بجاني/مقالتي، البيان المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية المعرية لفشل زيارة باسيل لكنداً حكومياً

عنوانها/بيان الخارجية الكندية وجبران باسيل/اضغط هنا لدخول صفحة المقلة في جريدة السياسة

http://al-seyassah.com/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84/

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في الشبة الكبير في ثقافة عون والصهر والراعي وقاسم، وفي اخطاء 8 و14 آذار كما شخصها محمد عبد الحميد بيضون، وفي خاطرة كمال ريشا التي تجسد فكر المستقلين وحال الاحزاب اللبنانية

http://eliasbejjaninews.com/2015/06/14/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في الشبة الكبير في ثقافة عون والراعي وقاسم، وفي اخطاء 8 و14 آذار كما شخصها محمد عبد الحميد بيضون، وفي خاطرة كمال ريشا التي تجسد فكر المستقلين وحال الاحزاب اللبنانية/14 حزيران/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.recha%20baydoun14.06.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة في الشبة الكبير في ثقافة عون والراعي وقاسم، وفي اخطاء 8 و14 آذار كما شخصها محمد عبد الحميد بيضون، وفي خاطرة كمال ريشا التي تجسد فكر المستقلين وحال الاحزاب اللبنانية/14 حزيران/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.recha%20baydoun14.06.15.wma

 

ترى، ماذا ذهب يفعل بطريرك الموارنة في دمشق؟ هو، بعظْمة لسانه، قال في تصريح له، إنه ذاهب من أجل السلام.

عقل العويط/النهار/13 حزيران/14

يا عيني عليك وعلى السلام، أيها البطريرك!

أيها الراعي، الذي لا تستطيع أن تُحِلّ سلاماً روحياً متواضعاً، لا في "قطيعكَ"، ولا في ظهرانيكَ، ولا أن تستجلب رئيساً "مارونياً" لجمهورية بلادكَ، أثمّة أحدٌ يمكنه أن يبلع هدفاً هائلاً كهذا الهدف الذي تدّعيه؟ أم ثمّة أحدٌ، بَعدُ، يأخذ كلاماً "سياسياً" أو وطنياً، أو راعوياً، لكَ، على محمل الجدّ والمهابة، فيتوهّم، توهّماً فحسب، أن في إمكانكَ أن تُحِلّ سلاماً في ظهرانيّ الأسد المتهالك، أو في بلاد "داعش" و"النصرة"؟! لكنْ، ما دام الأمر، على ما تقول، ليتكَ، عندما كنتَ هناك أيها السيد، أنتَ الذي تحبّ الحوار، ولا تخشاه، حتى مع القتلة (على أنواعهم)، ليتكَ سألتَ عن مصير المفقودين اللبنانيين في سجون بشّار. ليتكَ سألتَ أيضاً عن مصير حبيبنا الأب باولو؟ وعن مصير المطرانَين الحزينَين؟!... أم أنّ السلام الذي تسعى إليه، يا ترى، أكبر من أن تدركه عقولنا المتواضعة، وأعظم وأعمق؟!

 

أمراض ٨آذار ثمانية وأمراض ١٤ آذار أربعة عشر

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

أولاً : تبعية مطلقة للسياسة الإيرانية اي اعتبار النفوذ الإقليمي لإيران اهم من كل شعوب المنطقة ومستقبلها٠ الله خلق هذه الشعوب لخدمة الولي الفقيه وطموحاته وليس لها اي تطلع آخر٠

ثانياً: عبادة الأشخاص (وثنية سياسية ومذهبية)٠الزعيم اهم من الارض والشعب٠الدماء "فدا" الزعيم ولا أهمية لغيره ٠جماعة نصرالله يؤلهون نصرالله وجماعة بري يؤلهون بري ونصرالله وجماعة عون يؤلهون عون ونصرالله وبري اما الباقي فمعبوده الأوراق الخضراء وانظمة الاستبداد ولية النعمة٠

ثالثاً: فساد مطلق في الداخل والفساد هو مكافأة التبعية للخارج٠

رابعاً: غرور السلاح الذي يرافق الفجور الإعلامي والتطاول على كل القيم والمبادىء الاخلاقية٠

خامساً: انعزال او عزل "البيئة الحاضنة" عن محيطها وإسقاط الهوية الوطنية والقومية٠

سادساً: غياب الرؤية المستقبلية والاعتماد على الغيبيات واعتبار الزعيم عالماً بالغيب ومتخاطراً مع السماء٠

سابعاً: عدم الالتزام بأي دستور او قانون او مرجعية او ميثاق او معاهدة او اتفاق او اعلان ٠المرجعية الوحيدة هي السلاح وما يتطلبه او يفرضه النفوذ الإيراني من مهمات لهذا السلاح٠

ثامناً: تخوين كل مخالف للسياسة الإيرانية والميليشيات المذهبية التي تزرعها ايران في الهلال المذهبي والتحريض على كراهية وقتل كل من هو خارج البيئة الحاقدة٠

"أمراض ١٤ آذار أربعة عشر لن اذكر منها سوى الأربعة الاخيرة:

حادي عشر: تفكك الهيكل القيادي٠

ثاني عشر: البقاء اسيرة لرد الفعل وغياب المبادرة٠

ثالث عشر: الدخول في المحاصصة وترك المشاريع الإصلاحية ٠

رابع عشر: الثقة "الغبية"بنبيه بري

 

المستقلون في لبنان

كمال ريشا/فيسبوك

تساءلت وانا المهووس بالعمل الحزبي ومتأكد من ان خلاص المحتمعات هو بالعمل الحزبي والانتماء لحزب، لماذا لا انتمي لحزب، بالمعنى الضيق للكلمة؟.

الاحزاب في لبنان لم تقدم الى اليوم نموذجا دمقراطيا فعليا يسمح بتكافوء الفرص للمنتمين اليها فمن يصل هو الاقرب الى موقع النفوذ، وهو الوحيد الاوحد، وليس مواقع النفوذ.

لم اجد في لبنان حزبا يسمح بنقاش دمقراطي للمواقف ويلزم رئيسه بها.

لم اجد في لبنان، حزبا يتم تداول السلطة فيه، فخير خلف لخير سلف، هو المبدأ السائد في كل الاحزاب.

نقرأ الانظمة الداخلية للاحزاب، نفرح بها ونسر، وننتظر التطبيق، فنجد انها تتضمن بندا غير معلن، وهو عدم الالتزام بالنظام الداخلي للحزب.

نسمح عن تحديد مواعيد لانتخابات حزبية ولكنها لا تحدث.

نسمع عن مواقف يتخذها رئيس الحزب، فيعارضها المنتمون سرا، ولا يجرؤ احدا على المجاهرة باعتراضه.ولا نخصص رئيسا فالكل سواسية.

هتلر مثلا كان رئيس اكبر حزب في اوروبا ستالين ايضا وموسوليني وسواهم فهؤلاء بنوا حروبا لا زالت تداعياتها تتفاعل الى اليوم.

المستقلون، صوت ضمير، لا يبحثون عن مناصب ولا مكاسب فردية ولا شخصية، فهم من صنف ال "ذوات" قائمون بذاتهم ولا يريدون افضالا، وليسوا في حاجة الى احزاب تعطيهم شخصيات معنوية.

وفي حال اصبحت الاحزاب اللبنانية من نوع الاحزاب التي تحترم انظمتها الداخلية سأختار اقربها الي وانتمي اليه فخورا.

 

لبنان في قاعة انتظار عقد مؤتمره التأسيسي

عبدو شامي

14 حزيران/15

الحدث المحوري الأساس هو الثورة السورية، فمنذ انطلاقتها ولبنان موضوع في قاعة الانتظار مصيره معلّق بمصيرها، كل ما يجري في سياسته الداخلية الدَجَليّة بجدارة والشعبوية بامتياز ما هو إلا تضييع وقت لا يقدّم ولا يؤخِّر في مستقبله المتوقف على الحدث السوري الحتمي، أي موعد فرار الأسد الى روسيا أو إيران.

فبقرار دولي، الحرب ممنوعة في لبنان المحتل من العدو الإيراني على الأقل حتى انتهاء النزاع السوري، ووظيفته لا تعدو اليوم عن مخيِّم لاجئين عشوائي الانتشار وعملاق المساحة، 10452 كلم2 مخصصة لإيواء الفارِّين من البلدان المنكوبة في المنطقة على اختلاف جنسياتهم ودياناتهم وأعراقهم واللبنانيون بينهم هم الأقليّة!

وفيما ثوار سوريا المتخمون بالخذلان العالمي وبالطعنات الأسدية والإيرانية والداعشية يقتربون من رقبة "بشار"، يمضي لبنان أوقاته في قاعة الانتظار يمرّر أوقات الملل بحوارات عبثية، أوّلها إذلالي ومستمر رغم كل الإهانات والتهديدات المباشرة بين رمز الانبطاحية الأزرق ورمز الإرهاب الأصفر، وثانيها حوار الجنرال والحكيم تمخّض عن زيارة الأخير المفاجئة للرابية في 2 حزيران للتوقيع على ورقة إعلان نوايا بين الرجلّين رسمت علامات استفهام كثيرة، فالنوايا التي تضمّنتها عبارة عن حَشْوٍ وبديهيات ولزوم ما لا يلزم، لا يُعَوَّل عليها في شيء لأن عون وجعجع ضدان لا يلتقيان إلا إذا ذهب الحكيم الى إيران أو عاد الجنرال الى لبنان، وطالما أن أيًا من الشرطين لم يحدث وطالما أن الجنرال لا همّ له سوى توزيع مناصب الدولة على أفراد عائلته في "الجمهورية العونية الإيرانية" أيًا كان الثمن... لا يسعنا إلا أن نعتذر من جميع المهلّيلين لتلك النوايا والمعوِّلين عليها فهي جزء لا يتجزّأ من تضييع الوقت الذي يبقى سيّد الموقف.

من جهته بطريرك الموارنة الذي يتحمل مع الحزب الإرهابي و"عَونه" مسؤولية الفراغ الرئاسي... ماض في ترجمة "الشركة والمحبة" بأرقى معانيها وهذه المرة عبر تمضية "ويك أند" دعائي لسفّاح العصر "بشار الأسد" في دمشق المحتلة يُستخدم فيه المسيحيون أداة لتليمع صورة مضطهد البشرية الأول في قمّة مسيحية لبحث أوضاع المسيحيين في الشرق... كل ذلك وسط صمت معيب وتبرير مرفوض من ساسة 14 آذار لاسيما الموارنة منهم!

بدوره، الحزب الإرهابي ماض في عملياته الفتنوية، وآخرها الإعلان عن تشكيل "لواء القلعة" في البقاع الشمالي تحت قيادة تاجر المخدرات الشهير "نوح زعيتر" بذريعة قتال التكفيريين وحماية بعلبك والقرى الشيعية، الأمر الذي أعاد نبش حقبة سوداء في التاريخ الإسلامي شهدت تأسيس فرقة "الحشّاشين" الاسماعيلية الشيعية على يد الحسن بن الصباح الذي اتخذ من "قلعة الموت" في بلاد فارس سنة 1090م مركزًا لنشر دعوته الضالة وغسل أدمغة أتباعه عبر مخدّر "الحشيشة" وترسيخ أركان دولته. توسّل الحشاشون أساليب احتراف القتل والاغتيال لأسباب سياسية ودينية متعصبة (ومن تسميتهم أخذ الأوروبيون كلمة assassin  للدلالة على القاتل المحترف المأجور أو القتل خلسة وغدرا). فهل من رابط بين تسمية "لواء القلعة" و"قلعة الموت" معقل الحشاشين في فارس؟!     

سنة على شغور منصب رئاسة الجمهورية، مجلس نيابي مشلول ومخطوف، حكومة معطلة، تناحر على التعيينات الأمنية والادارية، تناتش على الحصص والمحاصصة، تعدٍ وتسلبط من خاطفي الطائفة الشيعية على مناصب من حصة المسيحيين والسنة، تمديد لمجلس النواب عند كل استحقاق انتخابي، وتمديد آخر للمناصب الأمنية الحساسة لتعذّر التوافق على تعيينات... والسؤال ماذا بقي من الديمقراطية، وماذا بقي من دستور الطائف؟!

الحزب الإرهابي يمضي اليوم آخر أيامه الدموية في سوريا، وهو لا شك عائد الى لبنان صاغرًا مهزومًا مدحورًا بما تبقى له من إرهابيين لم توفّق الإنسانية بالارتياح منهم هناك، ولا شك أن الحزب سيبحث عن تعويض عن خسارته سوريا الأسد من خلال وضع إمكاناته الإجرامية كافة في سبيل جلب جميع مكونات لبنان نحو مؤتمر تأسيسي ينال فيه بعضًا مما يُرضيه ويُعزّيه وبعضًا مما كان يضطر الى فرضه بقوة السلاح...

والى ذلك الحين لبنان في قاعة الانتظار مهما أعلن ببغاوات 14 آذار رفضهم القاطع للتخلي عن الطائف متسائلين بسجاجة: كيف نتخلى عن الطائف فيما دول المنطقة تبحث لها عن طائف مماثل ينظم شؤونها؟

ففي نهاية المطاف الأمر الواقع سيفرض نفسه وكما وافق الموارنة بعد الطائف على ما كانوا رافضين إياه قبل ذلك... ستوافق اليوم جميع الطوائف على ما سيتم جرّها إليه، جميعها بما في ذلك الطائفة الشيعية المخطوفة من الحزب الإيراني بالتعاون مع 14آذار الشريكة في الجُرم من خلال التودُّد والتقرُّب من "نبيه بري" وتهميش المعارضين الشيعة الأحرار الذين بيدهم وحدهم إنقاذ لبنان وقلب المعادلة بالثورة على الحزب الإرهابي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/6/2015

الأحد 14 حزيران 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حلت بركة تمثال السيدة فاطيما على لبنان، الذي جال وسط حشود المؤمنين اليوم، ورفع البطريرك الراعي الصوت خلال الاحتفاء بوجودها مستنكرا الاعتداء على الموحدين الدروز في ادلب السورية، داعيا لتجنب ما هو أسوأ ومعالجة الأمر بالحكمة.

وفي اطار الاستنكار للمجزرة، اتصل الرئيس سلام بالنائب جنبلاط معزيا. كذلك تلقى شيخ عقل الموحدين الدروز اتصالات مستنكرة، بينها من الرئيس السنيورة والبطريرك الراعي ومفتي الجمهورية، مؤكدا ان أفضل تعامل مع هذه المجزرة هو بحقن الدماء واعلاء صوت الحق والحكمة لمصلحة الوحدة الاسلامية ووحدة سوريا ومستقبلها. ورأى النائب ارسلان ان "النصرة" واسرائيل وجهان لعملة واحدة.

حكوميا، الرئيسان بري وسلام في "الهوا سوا"، بحسب الرئيس بري الذي شدد على عدم تجميد البلد. فيما يستمر الرئيس سلام بالتريث في الدعوة لجلسة جديدة، قبل انضاج الاتصالات، إلى ما بعد عودته مساء الأربعاء من القاهرة التي يجري محادثات فيها مع الرئيس السيسي ونظيره المصري.

وفي مقر الرئاسة الثانية، جلسة جديدة للحوار غدا يحضر فيها الوضع الحكومي.

وفي المواقف، وخلال انتخاب رئيس لحزب الكتائب، أكد الرئيس الجميل انه لا يمكن ان يستمر البلد وتبقى الجمهورية معلقة.

في المنطقة، الأزمة السورية لا تزال مشتعلة، عشية وصول دي مستورا دمشق عن طريق بيروت، وجديدها سيطرة المعارضة على قرية البل في حلب، والأكراد واصلوا تقدمهم في اشتباكاتهم مع "داعش" باتجاه تل أبيض شمال سوريا، في خطوة توجس من آثارها التركية اردوغان الذي قال انها قد تشكل خطرا مستقبليا على بلاده.

أما في اليمن، وقبيل انطلاق محادثات جنيف غدا، التي توجه اليها الوفد الحوثي، فتكثفت الغارات على مواقع للحوثيين في تعز، بمقابل استيلاء الحوثيين على منطقة على الحدود مع السعودية.

وفي المشهد الاقليمي أيضا، إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان المفاوضات النووية مع إيران، ستمدد أياما إضافية وليس لأسابيع بحال حصول تقدم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أزمة حكومية مفتوحة، من يجترح الحلول للخروج منها؟.

الرئيس نبيه بري يتروى في مقاربة القضية، تماما كما يتروى الرئيس تمام سلام، فهما "بالهوا سوا"، كما قال رئيس المجلس النيابي. فهل تناقش طاولة حوار عين التينة غدا الأزمة الحكومية؟.

التوتر السياسي بلغ حده بصمت، لكنه وصل إلى حد تشبيه الوزير أشرف ريفي العماد ميشال عون ب "نيرون" المستعد لحرق البلد في سبيل مصالحه. وزير العدل إنطلق في حديثه لجريدة "اللواء" من التعطيل المؤسساتي، ليدعو إلى ما سماه وقف "دلع وغنج" عون. فهل تعبر تصريحات ريفي عن خطاب تيار "المستقبل"؟، وهل تزيد الأمور تعقيدا أم تضغط لإيجاد الحل؟.

التواصل مفقود والتسويات غائبة، واللبنانيون يترقبون نهاية لتعطيل المؤسستين التشريعية والتنفيذية، لكن كيف؟.

المشهد ضبابي، والعواصم الإقليمية والدولية مشغولة بأولوياتها. الأحداث الدموية إقليميا مستمرة، ومساع لجمع اليمنيين في جنيف غدا، في مشاورات إما منفصلة أو في قاعة واحدة، في ظل متغيرات فرضتها الساعات القليلة الماضية.

أما الأيام القليلة المقبلة، فستظهر مسار المفاوضات النووية الإيرانية- الغربية، وفي حال تقدمت الإيجابيات كما هي الآن، سيجري تمديد إضافي لأيام لا لأسابيع، كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري. ومن هنا حتى نهاية الشهر، شد حبال بكل اتجاه، لكن القوى محكومة بإيجاد اتفاق يشكل ضمانة للعواصم المعنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هل اتعظت الأمم المتحدة من جنيف1 السوري، حتى لا يتكرر خطأها في النسخة اليمنية، وحتى لا يتحول مؤتمر يفترض به أن يحل أزمة بلد يدمر، إلى مجرد جوقة للتحاور بين متآمرين عليه؟.

يبدو أن مسار الأمور يوحي بالايجابية. فقد نجحت حركة "أنصار الله" وحلفاؤها في فرض شروطهم شكلا ومضمونا على المؤتمر. فالطائرة المفترض أن تقل الوفد من صنعاء إلى جنيف، انتظرت طويلا قبل ان تقلع، لأن وفد "أنصار الله" رفض المشاركة في مؤتمر خطط له لأن يكون منصة لتشريع العدوان، فيما كانت الاتصالات المكثفة التي جرت على مستويات عدة تنجح في تذليل العقبات.

إذا العد العكسي لانعقاد المؤتمر بدأ، و"أنصار الله" وحلفاؤهم يتوجهون إلى سويسرا وفي جعبتهم أوراق قوة بخلاف الخصوم. ولأن أوراق القوة في المؤتمرات المخصصة لوقف الحروب، يكتبها الميدان، يحمل الوفد الكثير منها، آخرها سيطرة الجيش واللجان الشعبية على عاصمة محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، لتتوسع خطوط التماس بين الجيش اليمني والمعتدين السعودين.

أمراء السعودية متعدون أيضا بنظر رجال قبائل وعشائر تقع ضمن السعودية، ففي موقف لافت رفضت قبائل يام وولد عبدالله وأهالي منطقة نجران، الحرب السعودية، واعتبرت أن جميع قوات النظام السعودي بكافة قطاعاتها المتواجدة في منطقة نجران، محتلة ومعتدية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

"حزب الله" يستكمل معاركه العسكرية، ويقضم المزيد من معاقل "جبهة النصرة" في جرود عرسال وفليطا.

وفي الداخل قضم الدولة مستمر، عبر تعطيل المؤسسات الدستورية والسياسية تحت حجج كثيرة. هكذا يبدأ الأسبوع الطالع غدا من دون تحديد موعد جديد لانعقاد مجلس الوزراء، ما يعني أن الشلل المتمدد من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب، سيتكرس أيضا في العمل الحكومي من أسبوع إلى آخر، محولا لبنان إلى دولة شبه فاشلة.

الفشل السياسي يواكبه فشل في ملف المخطوفين العسكريين، فالملف يراوح مكانه وهو ما دفع عائلة المعاون الأسير ابراهيم مغيط للعودة إلى التصعيد، عبر التلويح بقطع طريق القلمون يوم الثلاثاء.

في هذا الوقت، عاش "حزب الكتائب" تجربة ديموقراطية عبر انتخابات جرت اليوم لاعادة تجديد قيادته.

إقليميا الشأن الدرزي، انطلاقا من مجزرة قلب لوزة، يفرض نفسه وسط اختلاف في وجهات نظر زعماء الدروز، إلى كيفية مقاربة الوضع المستجد في سوريا، مع ما يطرحه هذا الاختلاف من احتمالات خطرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بالأمس تقبل تعاز في اهدن واليوم تقبل تهان في الصيفي. العائلة تحارب الشيخوخة بالتوريث وتجدد شبابها بعقاقير الخلافة. تحت سقف العائلات والولاءات، يجتمع التمديد للأصلاب والأرحام والفروع والأصول، مع تداول السلطة فقط ضمن جدران الطائفة والجماعة والحزب والشخص.

التمديد بالانتخاب، وتداول السلطة بالمبايعة، والديمقراطية بوضع اليد والباس العباءة، ثم يحدثونك عن تعطيل انتخاب الرئيس وشل عمل الحكومة وافقار البلد، وغيرها من الكليشيهات والعناوين في عدة شغل الأوصياء الجدد الذين ورثوا الوصاية عن السوري وغيره، ويجاهدون الجهاد غير الحسن للمحافظة عليها بتواطؤ من بعض الذميين.

وفي المحيط والاقليم، يتراجع منسوب الحل السياسي في سوريا ويتقدم الحل العسكري، وتتضاءل فرص التفاؤل، وللمرة الأولى، في التوصل إلى اتفاق كامل وشامل بين الغرب وايران حول الملف النووي، وهو ما أفصح عنه جون كيري اليوم.

بارقة الأمل الوحيدة تبقى معلقة على سلطانة الملائكة ومعونة النصارى مريم التي ترتفع غالبية الكنائس في لبنان على اسمها، وهي ترفعه معها بعيدا عن وحوش الجحيم وجيوش الشر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل بات نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بوصلة حزبه السياسية، محددا مسار حراكه المستقبلي على المستويين السياسي والأمني؟.

السؤال يأتي بعد كلام أطلقه قاسم على مدى أسبوعين، محددا في الأول بأن انتخابات رئاسة الجمهورية تنتظر القبول بالنائب ميشال عون رئيسا. وفي الثاني مستشرفا بأن، ما وصفه الانجاز التاريخي في القلمون، سينعكس سياسيا، مجددا الاتهام لقوى الرابع عشر من آذار بتعطيل المؤسسات.

وما يقوله قاسم، لن يكون بعيدا عن الحوار المرتقب بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، في جولته السادسة عشرة. فيما المؤسسات الدستورية في البلاد، تدخل في سبات قد يكون عميقا، إذا ما فشلت الجهود في تأمين عودة الحكومة إلى انتاجيتها.

مصادر الرئيس سلام، الذي يغادر الأربعاء إلى مصر لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين المصريين، أكدت لتلفزيون "المستقبل" ان الاتصالات متواصلة وهي لم تثمر حتى اللحظة، وان لا دعوة للحكومة للانعقاد هذا الأسبوع.

بأي حال، فإن هدوء نهاية الأسبوع السياسي خرقه مؤتمر "حزب الكتائب" وانتخابات رئاسة الحزب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بيوت السياسة فارغة وديار بيت الكتائب عامرة. إنتخابات، صناديق، أوراق انتخابية، فرز أصوات، حركة مرور من وإلى الصيفي، ومرشح أقرب إلى الواحد، سامي الجميل، مع متطوع آخر للترشيح هو بيار عطاالله رئيس إقليم الكتائب في مرجعيون حاصبيا.

وسامي سياسي يتمتع بمشروع الزعامة. له بصمات شبابية ريادية من لبنانه إلى لبناننا. صوته في ساحة النجمة رفيع لكنه مدو. يلتقط إشارات الناس، وإن تخفى أحيانا وراء "ناضور". ومن كان يتمتع بهذه القيادة، لم يكن في حاجة إلى انتخابات وراثية صورية، يستقدم إلى صناديقها مرشح ثان لضمان المنافسة غير المتكافئة، مرشح يكرر تجربة حسان النوري عندما نافس بشار الأسد في الانتخابات السورية، وهو القادم من بيت النظام.

سامي، أسد "الكتائب"، خاض انتخابات كان من الممكن تفاديها لكونها أشبه بالتعيين، فهو يحتكم على إرث سياسي أضاف إليه شخصية واعدة، سواء بالتواصل بين التشكيلات السياسية اللبنانية أو عبر رؤيته الطليعية ونبذه الطائفية. ومن امتلك هذه المقومات لن يحشر نفسه في انتخابات بلا منافسين، وراثية جدا عن أب.

أما تقديم "الكتائب" على أنه حزب خاض انتخابات عبر التاريخ من خارج العائلة المالكة، فتلك واقعة غير مثبتة إلا في حالات الوصاية السورية على لبنان وأحزابه. ففي تجربتي إيلي كرامة وجورج سعادة، لم يأت رئيس من آل الجميل، لأن الشيخ أمين كان يشغل منصب رئيس الجمهورية، فيما أولاد آل الجميل كانوا حينذاك في حضانة "الكتائب" ولم يدخلوا مدرستها بعد لصغر السن.

وفي التسعينيات استكمل سعادة ولاية ثانية، ثم منير الحاج وكريم بقرادوني. والرؤساء الثلاثة حكموا برعاية الزمن السوري. لكن الانتخابات جرت اليوم، وربما تكون إيجابيتها أنها ذكرت اللبنانيين بالصندوقة الانتخابية في عصر يتقاسمه الفراغ والتمديد.

والشغور ليس في المؤسسات فحسب، بل في الأنشطة المتجمدة سياسيا، وغياب جلسات الحكومة أسبوعا آخر.

الفراغ المدوي محليا، يقابله زخم دولي- عربي، في طليعته إقلاع طائرة الحوار في اليمن، وجلوس الأفرقاء المتحاربين على طاولة جنيف برعاية الأمم المتحدة. المحادثات اليمنية- اليمنية جاءت بتخصيب سياسي من سلطنة عمان، اللاعب الشاطر في قضايا المنطقة، والذي لم يتعاقد إلا مع الوصول إلى النهايات، إلى درجة أنها أصبحت مسقط رأس الحلول العربية والدولية في آن، من الاتفاق النووي الإيراني وصولا اليوم إلى أزمة اليمن.

والسلطنة لا تقرب السياسة من دون قراءة أفقها الدولية. وعندما بدأت عملية الجمع، فإنها أخذت علما واستمعت إلى خبر لقاء الرئيس أوباما ولي العهد وولي ولي العهد السعوديين، وهو أبلغهما أن ضرب اليمن يوحد اليمنيين ضدكم ولتذهب المملكة إلى الحلول السياسية.

وفي الألعاب الدولية، فإن رئيس المحكمة الجنائية لا يكاد يرصد الرئيس السوداني عمر البشير وقد أقلعت طائرته إلى دولة خارج حدود السودان، حتى يسيل لعابه متحمسا للقبض عليه. لكن مورينو أوكامبو لم يصله علم وخبر بعد، بأن البشير رئيس محمي بصفقة دولية، وأن هذا الرئيس كان جالسا إلى جانب بان كي مون في قمة شرم الشيخ في آذار/ مارس الماضي، ولو أراد القبض عليه لأوعز إلى صبيانه في الخارج توقيفه وسوقه إلى المحكمة الجنائية، لكن البشير نفذ ما طلب منه وقدم جنوب السودان هدية دولية، فسقطت الأحكام عنه، وهو سيعود من جوهانسبورغ اليوم إلى الخرطوم، لتبقى خراطيم أوكامبو متأهبة.

 

سامي الجميل بعد فوزه برئاسة الكتائب: هيا فتى الكتائب الى العمل

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - فاز النائب سامي الجميل، برئاسة "حزب الكتائب اللبنانية"، بحصوله على 339 صوتا مقابل 39 صوتا لمنافسه الزميل بيار عطالله، كما أعلن الأمين العام للحزب ميشال خوري، الذي تلا نتائج الانتخابات الكتائبية، التي جرت على مدى هذا اليوم الطويل، في بيت الكتائب المركزي في الصيفي. كما فاز الوزير السابق سليم الصايغ بمركز النائب الثاني للرئيس، بعدما كان جوزف أبو خليل قد فاز بالتزكية بمنصب النائب الأول. وبعد إعلان النتائج توجه النائب الجميل، الذي أصبح الرئيس السابع للحزب، إلى الكتائبيين بالقول: "في هذه اللحظة يذهب فكري عند كل الشهداء، وكل من استشهدوا لنكون هنا اليوم"، مضيفا: "أشعر بحمل ثقيل جدا، واشعر بمسؤولية كبرى، وسيكون عملي اليومي الى جانب كل الكتائبيين وكل اللبنانيين والأوادم، وكل أم وأب وكل شاب يناضل كل يوم ليبقى في لبنان".

ووعد الجميل كل اللبنانيين بأن "يكون وفيا لكل التضحيات التي يبذلونها"، كما حيا "الرفيق بيار عطالله والكتائبيين"، شاكرا إياهم على "الثقة" التي منحوه اياها. وأكد "سأعمل 24 ساعة و7 أيام في الأسبوع، و365 يوما في السنة"، متقدما من زوجات الكتائبيين ب"الاعتذار"، قائلا: "نومة البيت ستكون صعبة والرجعة الى البيت ستكون صعبة". وحيا والده الرئيس أمين الجميل، واصفا إياه "هذا الرجل الكبير، الذي فتح المجال أمام كل الكتائبيين، بأن يخوضوا هذه المعركة الديمقراطية". كذلك، كرر تقديم بالاعتذار من الجميع، قائلا: "هناك شباب وصبايا صاروا في السماء، وسأزوهم في المدافن، إذ منهم نستمد القوة"، مضيفا "أعطيكم موعدا في الأيام المقبلة". وختم "شعار الكتائب هو العمل، وهيا فتى الكتائب الى العمل".

عطالله

من جهته، وصف الزميل بيار عطالله الانتخابات، أنها "كانت عن استحقاق، بنتيجة 37 صوتا حصلت عليهم"، مؤكدا أن "الحياة الحزبية الصحيحة تكون هكذا".

 

وصول تمثال العذراء فاطيما إلى مفترق بلدة مزيارة

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في زغرتا فريد بو فرنسيس، عن وصول تمثال العذراء فاطيما، إلى مفترق بلدة مزيارة في قضاء زغرتا، المحطة الأولى له في طريقه إلى مزار سيدة ام المراحم في بلدة مزيارة، وستكون هناك محطة ثانية في بلدة إيعال في القضاء. وكانت جموع كثيرة من المؤمنين في استقبال التمثال، تقاطرت من كل بلدات وقرى قضاء زغرتا.

 

 قوة اسرائيلية سرقت قطيع ماشية بعدما فشلت في خطف رعاة في خراج شبعا

الأحد 14 حزيران 2015/وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في حاصبيا طاهر أبو حمدان، ان قوة مشاة إسرائيلية اجتازت عصر اليوم الخط الحدودي في محور جبل الزلقا في خراج بلدة شبعا، وحاولت خطف عدد من رعاة الماشية، لكنهم تمكنوا من الهرب، فعمد عندها عناصر العدو إلى خطف قطيع من الماشية ونقلوه إلى داخل مزارع شبعا المحتلة.

 

 ريفي: عون كنيرون على استعداد لحرق البلد في سبيل مصالحه ومصالح عائلته

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - أعلن وزير العدل أشرف ريفي، أننا "سنطلب من الرئيس تمام سلام دعوة مجلس الوزراء للانعقاد، فالميثاقية متوفرة وأوضاع البلد لا تحتمل تعطيل الحكومة، فالدستور منح رئيس مجلس الوزراء صلاحية تحديد موعد اجتماع مجلس الوزراء ووضع جدول أعماله وعلى الرئيس سلام ألا يتخلى عن صلاحياته". وقال في حوار ل "اللواء" ينشر غدا: "يجب وقف دلع وغنج "ميشال عون"، ولا يجب أن يعطى فرصة لتعطيل مصالح اللبنانيين، وعون كنيرون على استعداد لحرق البلد في سبيل مصالحه ومصالح عائلته، ولا ننسى انه عطل تشكيل الحكومة سبعة أشهر من أجل توزير صهره جبران باسيل الراسب في الانتخابات النيابية خلافا للعرف السائد". أضاف: "ميشال عون لم يعطل مجلس الوزراء ولم يهدد بالنزول الى الشارع عندما "شلحه" حليفه موقع مديرية الأمن العام، ولم نره يتباكى على حقوق المسيحيين وقتها". وتابع: "حزب الله صنع همروجة القلمون ، وهي ليس لها قيمة استراتيجية ، وما يحدد مصير النظام السوري التطورات في الجنوب والشمال، ومشاركة "حزب الله" بالقتال ضد الشعب السوري خطأ استراتيجي".

وقال: "أن الدويلة أصبحت أقوى من الدولة ونظامنا الديموقراطي لا يوجد فيه مرشد، ولكن الدولة أصبحت شاهد زور على ما يقوم به "حزب الله". وتابع: "أنا مهدد بحياتي ولن أتراجع عن مواقفي الوطنية وأرفض توريث الأجيال دولة تحكمها دويلة، فأنا لبناني وعربي ولست صفويا وأرفض ان يسيطر المشروع الصفوي على لبنان". وختم: "السعودية لم تتأثر بمواقف السيد حسن نصر الله، فهو يمثل مصالح ايران ومواقفه أضرت بمصالح اللبنانيين، والمملكة على ثباتها في دعم لبنان وجيشه واستقراره".

 

لقاء جمع مشايخ وفاعليات البقاع وراشيا: ننوه بصوابية خيارات جنبلاط وحرصه على الوحدة ودرء الفتن

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - نوه عدد من علماء ومشايخ وفاعليات منطقتي البقاع وراشيا ب"صوابية خيارات رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الوطنية، وحرصه على الوحدة الوطنية، والتضامن بين مكونات المجتمع، ودرء الفتن والمؤامرات، التي تحاك لأبناء الوطن الواحد". جاء ذلك خلال لقاء عقد في القاعة العامة في بلدة راشيا الوادي، على هامش زيارة وفد من مشايخ وعلماء منطقة البقاع، يتقدمه مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، مفتي راشيا الشيخ احمد اللدن، رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في البقاع القاضي محمد عبد الرحمن، القاضي عبد المجيد سالم، المسؤول السياسي "للجماعة الإسلامية" الشيخ علي أبو ياسين، الشيخ علي الجناني، القاضي طالب جمعة، المنسق العام ل"تيار المستقبل" في البقاع الغربي وراشيا المحامي حمادي جانم، مشايخ وفاعليات طائفة الموحدين الدروز في منطقة وادي التيم، لتقديم واجب العزاء بضحايا مجزرة قرية قلب لوزة في سوريا، التي ارتكبها عناصر من جبهة "النصرة"، وذهب ضحيتها عدد من أبناء طائفة الموحدين الدروز. والتقى الوفد الزائر وكيل داخلية الحزب "التقدمي الاشتراكي" في البقاع رباح القاضي ممثلا وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، قاضي المذهب الدرزي في راشيا الشيخ منير رزق ، الشيخ ماجد أبو سعد، المدير التنفيذي لمدارس العرفان الشيخ بشير حماد، أعضاء المجلس المذهبي الدرزي: الشيخ أسعد سرحال، محمود خضر وابراهيم نصر، الأب ابراهيم كرم، الشيخ جمال الدين أبو ابراهيم، الشيخ محمود أبو ابراهيم، رئيس منطقة البقاع في تعاونية موظفي الدولة نزيه حمود، نائب رئيس جبهة "التحرر العمالي" أكرم عربي، رئيس رابطة مخاتير راشيا كمال ناجي، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال عصام الهادي، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ مروان زاكي، وحشد من المشايخ ورؤساء الاتحادات البلدية والبلديات. وبعد ترحيب من رئيس بلدية راشيا سعد مهنا، تحدث ممثل وزير الصحة، فشدد على "معنى رسالة وليد جنبلاط، التي تؤكد التمسك بالمبادئ والقناعات مهما تعاظمت الجراح، وكبرت المصاعب واشتدت المحن والمعاناة، وكذلك الاصرار على العيش الواحد". وقال: "لن يزيدنا ما يحدث في سوريا، وفي كل العالم العربي، إلا اقتناعا بما نقوله ونفعله"، متمنيا "الخير لكل الشعب السوري، ولكل الموحدين الدروز المسلمين العرب، وأن يكونوا واحدا، وأن لا ينجروا الى أي انفعالات، ولا يستمعوا سوى لصوت العقل، والى صوت مشايخنا وعقلائنا. هذا الصوت المدوي دائما والداعي الى التعقل والترفع والتعالي على الجراح"، داعيا "للشعب السوري المحارب والمناضل في سبيل العدالة والحرية بالنصر".

الميس

وقال الميس في مداخلته: "عندما يستقبلنا المشايخ، لا يستقبلوننا فقط بالعقل، إنما بالقلب أيضا، ذلك أن قلوبهم تنطق أصالة ومحبة".

أضاف "نحن هنا اليوم لنتبادل العزاء، لأن مصاب الطائفة الكريمة هو مصابنا جميعا. كنا نسمع عن بطولات العائلة، بطولات سلطان باشا الأطرش. فالعقل والحكمة التي تحليتم بها، وكذلك المروءة التي تزينتم بها والقلب الكبير، أعطتنا جميعا معنى العنفوان ومحبة الوطن".

وتابع "لا شك بأن الجراح كبيرة. لقد فقدنا عشرات الآلاف على يد الأشرار، وحين حصل ما حصل، إذا بنا نقول للمخطئ أخطأت، لتبقى المسيرة المستمرة. نحن يجمعنا كتاب واحد، نقرأ به جميعا، ننطق به بألسنتنا، نحن وأنتم شعب واحد، مروءة واحدة. أنتم العقل، كل العقل. نحن نأتي لنعزيكم، لأننا نتألم لما تتألمون، نرجو ما ترجون، لن نسمح للأعداء التربص بنا، فمصابنا واحد".

واشاد ب"مواقف النائب وليد جنبلاط الشجاعة، التي تصب دائما في خانة الوحدة الوطنية، والإبتعاد عن التفرقة والتعالي على الجراح".

حماد

من جهته، أكد حماد اننا "لسنا هنا لنعلن موقفا او نبدي وجهة نظر، إنما لنؤكد أمامكم، أننا على ثقة كبيرة وقناعة مطلقة بموقف القيادة السياسية، الذي اعلنه القائد وليد جنبلاط، والذي لا شك انه يلتقي وينسجم مع توجهات وتطلعات مرجعياتنا الروحية والدينية، وهذا الأمر لمسناه بالأمس من مشايخنا في منطقة راشيا"، مباركا "مساعي الخير التي يقوم بها الوزير أبو فاعور الموثوق والواثق بالنجاح لبلوغ المرتجى".

أبو سعد

بدوره، قال أبو سعد: "إننا إخوة، وتقع علينا مسؤولية التصالح والتآلف والتآخي الى اقصى حدود التنازل، طالما ان نداء الخير يلقى آذانا صاغية"، مؤكدا أن "الدماء التي سقطت غالية، فرجاؤنا بعدما طالت الأزمة في سوريا أن تكون قرابين فداء تختم الجراح النازفة، ويتبدل الخوف أمنا وأمانا وسلاما". وخاطب المعزين قائلا: "انتم قوم إن أساتم لا تفوتكم شجاعة الإعتراف والإعتذار ممن أسأتم إليه، وإن أسيء إليكم، فانتم اهل الصبر والاحتمال بما تنوء به الجبال. فحذار من الذين يتربصون بكم وبنا شرا، ولنول دماء العزاء وقودا للتسامح ودرء الفتنة".

جانم

من ناحيته، وصف جانم النائب وليد جنبلاط ب"القائد المقدام الشجاع العاقل، الذي لا يحيد عن الخط القويم الصحيح، لذا ليس جديدا عليه، ونحن اخوة واهل، الى جانب الرئيس سعد الحريري، أن نطمئن على الوطن ووحدته بعيدا عن الإنقسامات والتفرقة"، مشددا على "أهمية تغليب منطق الحكمة، لأن الشجاعة الحقيقية هي في التعالي على الجراح وتغليب المصلحة العامة على منطق الثأر".

وإذ دعا الى "نبذ الفتنة والانقسام"، أكد أن "تيار المستقبل سيبقى كما أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نصيرا للحق ونهجا للاعتدال، وهو اليوم بقيادته وبحرص رئيسه سعد الحريري يحيي المواقف الوطنية الكبيرة للزعيم وليد جنبلاط، الحريص على السلم الأهلي والعيش الواحد، وهو صاحب المواقف الكبيرة في زمن الشدائد والاستحقاقات، التي تحتاج كبرياء الموقف، وشجاعة الرجال".

 

ارسلان تعليقا على اعتذار جبهة النصرة: الاعتذار بمثابة تسخيف

علق رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان على ما جاء في بيان لجبهة النصرة من اعتذار على مجزرة قلب اللوز ، وقال: "لن تنطلي هذه الخديعة الاخرى على الموحدين الدروز أينما وجدوا، هذا الاعتذار هو بمثابة تسخيف لما حصل من هجمة بربرية وحشية بحق الدروز العزل من السلاح في جبل السماق، ولا نزال نؤكد بأن هذه المجزرة بتوقيتها تأتي في سياق المؤامرة الكبرى على سوريا، وتخدم المصالح المشتركة للتكفيريين وإسرائيل وهما وجهان لعملة واحدة" .

 

بيان صادر عن الجيش السوري الحر

الجبهة الجنوبية/غرفة الاعلام العسكري

الى اهلنا في السويداء، والى عموم اهلنا من بني معروف.

ان النظام السوري، ومن يحتل ارضنا من قوات ايرانية ولبنانية وغيرها لم يقدموا لنا ولكم الا الويلات، لم يستثن النظام اية فئة من فئات الشعب في حربه ضد التغيير، اذ اتقن لعبة العنف وتأليب الطوائف السورية على بعضها، فاحرق اول من احرق العلويين، مكبدا اياهم الفاتورة البشرية الباهظة، وخرب البلاد، ودمر مدنها، وهجر نصف سكانها، واستمر بالاستعانة بالخارج، واعتقل ١٥٠ الفا من الرجال والنساء والاطفال، ولا يزال يحاول توريط السوريين بالاقتتال الداخلي على اساس طائفي. منذ يومين اطلق الثوار معركة القادسية لتحرير مدينة بصرى الشام من ميليشيات النظام والاحتلال، وفي بداية المعركة قامت كتائب الثوار بالألتفاف لشرق مدينة بصرى لقطع الأمداد على العدو. لم تسع ولن تسعى قوات الثورة الى دخول مناطق السويداء، ولكن كان المطلوب قطع الامداد من قريتي بكا وذيبين، وما الاشتباكات التي حصلت الا رد فعل على بعض الذين حاولوا الاصطياد بالماء العكر. انتم رجال العهد، ونحن للعهد وافون، لن نخلف معكم وعدا، ولن نتراجع عن اتفاقنا معكم، ولن نتراجع عن عهدنا، الذي قطعناه لانفسنا قبل ان نقطعه لكم. ان طريق الثورة تتجه نحو دمشق، ولا تمر من السويداء، التي نعرف ان فيها رجالا، وانها قادرة على تحرير نفسها حين تزف الساعة. يا اهلنا من بني معروف، رحم الله من مات مظلوما، وبيننا وبينكم التاريخ والمستقبل الذي سنبنيه سويا، لن نطلب منكم ما لا طاقة لكم عليه، ولا تتركوا بعض الشبيحة من عملاء النظام يدمرون مستقبلنا المشترك، الذي لا نراه الا زاهرا. غرفة الإعلام العسكري

 

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن تلقى اتصالات مستنكرة حادثة قلب لوزة

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - تلقى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن سلسلة من الاتصالات المستنكرة لحادثة قلب لوزة في سوريا، والمعزية بالشهداءالذين قضوا فيها. وأبرز المتصلين على التوالي: رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني، السيد علي فضل الله، عضو لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي الأمير حارث شهاب، عدد من الشخصيات والفاعليات السياسية والدينية والرسمية والاجتماعية والإعلامية. وأكد حسن أن "أفضل تعامل مع هذه الحادثة المستنكرة وأفضل عزاء لعائلات الضحايا، يكون بحقن الدماء وإعلاء صوت العقل والحكمة والتعالي فوق الألم والجرح، لمصلحة الوحدة الإسلامية ووحدة سوريا ومستقبلها".

 

موفد لجنبلاط إلى تركيا لمتابعة قضية (قلب لوزة)

أورينت نت - صحيفة (عكاظ)/توجه الوزير اللبناني وائل أبو فاعور أمس إلى تركيا بتكليف من النائب وليد جنبلاط وذلك لمتابعة قضية «قلب لوزة»، فيما نفت مصادر مقربة من النائب جنبلاط أن يكون الأخير يقود مخططا لنقل دروز إدلب إلى لبنان، مشيرة إلى أن النائب جنبلاط حريص على بقاء الدروز السوريين في أرضهم ومع جيرانهم. وكانت فصائل مقاتلة من بينها الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام والجبهة الإسلامية أصدرت بيانا استنكرت فيه الحادثة وجاء فيه: نستنكر هذه الأحداث المؤسفة، معتبرة أن ما حدث في قرية «قلب اللوزة» مناف لتعاليم ديننا الحنيف الذي منع ظلم الناس وإراقة دمائهم بغير حق من أي طائفة أو عرق كانوا، مؤكدة على ضرورة تقديم جميع المتورطين لمحكمة شرعية محايدة. من جهة ثانية، أكد القيادي في الجيش الحر العميد الركن محمد أنور أن قيادة جيش الفتح أوقفت كافة مرتكبي حادثة قلب اللوزة وستتم إحالتهم الى محكمة شرعية محايدة حيث سيمثل أمامها كافة الأفرقاء من سكان القرية ومن العناصر المسلحة التي اشتبكت مع السكان وسوف يأخذ كل ذي حق حقه. وأضاف العميد لـ«عكاظ»: الكتائب المقاتلة عازمة على مواجهة هذه التجاوزات التي تسيء للثورة السورية ولكن ما يجب تأكيده أن ما حصل ليس مجزرة ذات وجه طائفي بل نضعها في إطار الحادثة المرفوضة بالشكل والمضمون.

 

نظام مغيط: سنقفل اوتوستراد القلمون الثلاثاء

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - راى نظام مغيط شقيق المعاون الاسير ابراهيم مغيط انه "بناء على الوضع الخطير الذي وصلنا اليه وبما لمسنا من اهمال مطلق بدون مراعاة لمشاعر الأهالي المنهكين من التعب، ومنعا للمزايدات على اهل الجراح، سيقفل أهل المعاون الاسير ابراهيم مغيط في القلمون أوتوستراد القلمون بتاريخ 16/ 6/ 2015 من الرابعة عصرا حتى العاشرة ليلا كخطوة تصعيدية تحذيرية، حيث سيتم شرح الخطوات التالية بمؤتمر صحافي. واشار الى ان هذه الخطوة ستقوم بها العائلة منفردة.

 

الاب فرنجية ترأس قداس ذكرى مجزرة اهدن: ماذا نقول لشهدائنا عن احلامهم ببناء دولة ننعم بها تليق بالإنسان وهي بلا رأس منذ أكثر من سنة؟

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - ترأس الاب اسطفان فرنجيه قداسا لمناسبة ذكرى مجزرة اهدن التي تصادف في 13 حزيران، عاونه فيه لفيف من الكهنة، في باحة قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه في اهدن، حضره رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجيه وعقيلته والاهل.

كما، حضر ممثل الرئيس حسين الحسيني نجله حسن، ممثل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون وليد الاشقر، وزير الثقافة ريمون عريجي، النائبان اسطفان الدويهي وسليم كرم، الوزيران السابقان فايز غصن ويوسف سعادة، النواب السابقون: كريم الراسي، سليم سعادة، فريد الخازن واميل اميل لحود، عضو المكتب السياسي في "حزب الله" غالب ابو زينب على رأس وفد من الحزب، ممثل النائب اميل رحمه نجله رالف، ممثل النائب السابق جبران طوق نجله وليام، ممثل النائب السابق جان عبيد عقيلته لبنى، محافظ البقاع بشير خضر، الرئيس السابق للحزب القومي جبران عريجي، رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي طوني لطوف، رئيس المركز الوطني كمال الخير، رئيس مركز شبل عيسى الخوري المحامي روي عيسى الخوري، المحامي توفيق معوض ، مسعد بولس، المهندس زياد مكاري ، رؤساء اتحادات البلديات في الشمال ورؤساء بلديات من كل لبنان وحشد من الفعاليات السياسية والامنية والقضائية ورجال دين. كما شارك اعضاء المكتب السياسي في المرده وأهالي الشهداء، حشد من كوادر المرده من مختلف الاقضية الشمالية والمناطق اللبنانية وأهالي زغرتا.

العظة

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى فرنجيه عظة جاء فيها: "منذ سبع وثلاثين سنة نلتقي في إهدن في هذا المكان الشاهد على ايام العز وايام الحزن لنحيي معا ذكرى الثالث عشر من حزيران، ذكرى استشهاد إبن إهدن البار وقائد فذ خرج من تربتها هو الشهيد طوني بك فرنجية وزوجته فيرا وطفلتهما جيهان وكوكبة من أبناء هذه الأرض الطيبة. الذكرى تعود كل سنة، والظروف تتغير والعالم يتغير: وجوه تناضل، وجوه رحلت، وجوه تعبت، وجوه حجبها المرض، أطفال يشدون الرحال إلى عيش الشباب وشباب ينطلقون بثبات إلى الرجولة، إلى تحمل المسؤولية وحمل شعلة الحفاظ على الأرض من أجل الحفاظ على حرية التفكير والتعبير وحرية المعتقد، والثابت هو الإيمان بالله، والإيمان بأن الحب هو الطريق الوحيد لخلاص الإنسان والسبيل الفريد لخلاص الأوطان وبناء السلام".

أضاف: "إن ما تشهده منطقتنا من حروب متنوعة أودت بحياة الآلاف من الأبرياء وهجرت الآلاف من بيوتهم وقراهم ومدنهم وأوطانهم وأدت إلى التدمير والخراب، كل ذلك يدفعنا جميعا، مسلمين ومسيحيين. في هذا الشرق، إلى التفكير بحاضرنا وأولوياتنا وإعادة قراءة تاريخنا لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ما وصلنا إليه لعيش حاضر أفضل ولبناء مستقبل واعد لأولادنا وأحفادنا بكل جدية ومسؤولية وجرأة؛ لأن الموت يحصد الجميع والدمار لم يفرق بين أحد، والجهل يفتك بنا دون رحمة".

وتابع: "ماذا نقول لشهدائنا ولجرحانا الذين ضحوا بحياتهم في سبيل وحدة لبنان؟ ماذا نقول للشهيد طوني فرنجية ولرفاقه عن العيش المشترك، عن العروبة وعن الإسلام؟ ماذا نقول للشهيد رشيد كرامي وللمغفور له الرئيس سليمان فرنجية اللذان تعاونا ودفعا الأثمان الغالية من أجل وحدة لبنان وعروبته والعيش المشترك فيه؛ وساهموا في إطفاء نار الطائفية في ذلك الزمان؟ ماذا نقول لهم عن الحرية وحقوق الإنسان وكرامته وحقه باختيار إيمانه ومعتقداته؟ ماذا نقول لهم عن أحلامهم ببناء دولة ننعم بها في حياة تليق بالإنسان، ودولتنا بلا رأس منذ أكثر من سنة؟ ماذا نقول لمن قال "لن يمر التقسيم إلا على أجسادنا"، ونحن نرى "أقوياء العالم" كما يسميهم قداسة البابا فرنسيس يسعون إلى تقسيم المقسم وزرع الفتن والدمار؟ وبتنا جميعا نتساءل عن إمكانية السلام وجدوى وإمكانية العيش الواحد في هذه الأرض مع المسلمين. وفي وسط كل تلك الأسئلة نسمع صوت البابا فرنسيس يقول لنا وللعالم أثناء زيارته لساراييفو: "إن السلام ممكن، إنه "مخطط الله". وتابع: "نحن نعيش في الحرب العالمية الثالثة التي تخاض جزئيا، لأن بعض أقوياء العالم يتكلمون عن السلام ثم يقومون ببيع الأسلحة من تحت الطاولة ، وببساطة إن الكلام عن السلام لا يكفي، عليك أن نصنع السلام . والذين يتحدثون عن السلام ويرعون الحرب ويشجعونها من خلال بيع الأسلحة، هم منافقون".

وقال: "يأتينا الجواب الثاني من دمشق بالذات، من المدينة التي إحتضنت بولس الرسول، وذلك من خلال النداء الذي وجهه بطاركة أنطاكية الخمس في قمتهم المسيحية المشرقية ألانطاكية منذ أيام خلت والذين توجهوا به الى أبنائهم المسيحيين في المدى الانطاكي الذي فيه "دعي التلاميذ مسيحيين أولا" (أعمال الرسل 11: 16)، وحيث أرادنا الله أن نكون له شهودا... يقول أصحاب الغبطة: "نرفع الصوت ونصلي لله على الدوام لأجلكم لأنكم، في هذا الزمن المظلم، "تعيشون عيشة تليق بالإنجيل" ولا تخجلون بالشهادة لربنا يسوع المسيح الذي "سحق الموت وأنار الحياة" وتتحملون المشقات متكلين "على قدرة الله" ومتسلحين "بروح القوة والمحبة والبصيرة". ويتابع النداء توجيهاته قائلا: "ولا تنسوا أن تعملوا جاهدين من أجل وحدة بلدانكم ورقيها وقيام الدولة المدنية فيها". ويوجه أصحاب الغبطة في ندائهم خمس رسالات:

- الرسالة الأولى إلى أبنائهم من أجل إقامة "أطيب العلاقات مع إخوتنا المسلمين، شركائنا في الوطن والمصير، الذين نعيش معهم في هذه الأرض والذين نتقاسم وإياهم في هذه الأيام ويلات العنف والإرهاب الناتجين عن الفكر التكفيري وعبثية الحروب التي تؤججها مصالح الكبار مستخدمة تفسيرا مغلوطا للدين".

-الرسالة الثانية الى المسيحيين أيضا ليفهموا ان هناك مسلمين يشعرون بوجعهم ويتألمون لآلامهم. "وهم يعملون مع مرجعياتهم الدينية والفقهية، لاستئصال جذور الفكر التكفيري".

-الرسالة الثالثة إلى المسلمين أيضا ليقوموا بواجبهم في مواجهة الفكر التكفيري وتجفيف منابعه من خلال تربية دينية تعمم ثقافة الانفتاح والسلام وحرية المعتقد وإلغاء مقولة "دار الحرب" و"الذمية" وإلى إقرار المواطنة".

ويصف الآباء هذا الزمن بالرديء "حيث يساق الناس كالغنم"، "ويستبيح فيه الإرهابيون كل شيء باسم الله، خدمة لأهوائهم ولمصالحهم ومصالح كبار هذا العالم. وفي وقت يسود فيه الخوف والعنف والسبي والخطف والقتل والدمار والتهجير، ويجبر الإنسان على تغيير دينه من مجرمين لم يعرفوا الله ولا رحمته، ولم يفهموا أنه قد ارتضى بحكمته أن يقيم عباده على التعدد.

- الرسالة الرابعة الى المسيحيين ضحايا الإرهاب ليعلموا ان الله يدين وسوف يدين "قاتليكم الذين لا يدركون أنهم بقتلكم يحكمون على ذواتهم بالشقاء الأبدي وعلى أوطانهم بالتخلف".

هؤلاء المجرمون والقتلة الذي يتكلم عنهم النداء ليسوا الذين يقتلون الجسد بأيديهم بل هم أيضا الداعمون والمتفقهون والمتقاعسون والمتفرجون والمحرضون والساكتون عن الإدانة والمتجاوبون مع ما يزرعه العدو من بذور المذهبية والطائفية وهم المتخاذلون والمنظرون على جيشنا وقواتنا الأمنية والمقاومة الذين يدافعون عن كل واحد منا وعن الحضارة البشرية بأسرها. فالحرب ليست إسلامية ومسيحية وليست سنية وشيعية وليست أكثرية وأقلية، بل هي حرب ضد التكفيريين الذين يريدون فرض ما يريدون على البشر بالقوة والعنف وبطريقة وحشية لم ير التاريخ مثلها. فعلى اللبنانيين والعرب ان ينسوا خلافاتهم السياسية التي باتت لا معنى لها امام الأخطار التي يسببها الصراع الوجودي مع التكفيريين الذي شوه الإسلام وضرب المسلمين قبل أن يضرب الاخرين وامام الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وما ينتج عنها من فقر وهجرة".

- الرسالة الخامسة الى القاصي والداني مذكرين الجميع "بأننا أصيلون في هذه الأرض، ومتجذرون بترابها الذي سقي بعرق جبين آبائنا وأجدادنا. ونؤكد أكثر من أي يوم مضى أننا باقون فيها لنبنيها مع شركائنا في المواطنة. فنحن مؤتمنون على هذه الأرض التي سالت دماؤنا دفاعا عنها، وتقدست بدماء شهدائنا. ونحن ندعو كل من يدعي الاهتمام بمصيرنا إلى أن يساعدنا على البقاء والتجذر في أرضنا، من أجل حراثتها وتنميتها والاستفادة من خيراتها لا أن يسهل نهب تراثنا وخيراتنا وتدمير حضارتنا واستعباد إنساننا أو إرغامه على الهجرة. ونطلق الصرخة ونطالب أيضا بإيقاف الحرب على أرضنا ودعم أسس الاستقرار في كل أنحاء المنطقة. في هذا الوقت الذي يقتل فيه الانسان باسم الله نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بأن نتيقن أن "المحبة أقوى من الموت". فالقتل باسم الله هو طعن في صميم الله. إخلاصنا لمسيحنا القائل "طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يدعون" يحتم أن نكون رسل سلام في هذا الشرق. دورنا أن نواجه كل فكر أو ايديولوجية تقدس العنف والقتل والانتقام. إيماننا بالله لا يمكن أن نترجمه إلا محبة وسلاما للبشر ودفاعا عن أرضنا وكنائسنا ضمن حرية أبناء الله التي من أبسط قواعدها احترام التعددية والاختلاف".

وقال: "أعتذر إن أطلت عليكم، ولكني لم اجد كلاما يجيب على تساؤلاتنا وتساؤلاتكم أبلغ من كلام آبائنا بالروح ، وهذا الكلام يشجعنا ويشجعكم على الحفاظ على ثوابت الآباء والأجداد. وهذه الثوابت تتلخص بالحفاظ على إيماننا وحريتنا وان نظل "ملحا للأرض" "والخميرة الصغيرة التي تخمر العجين" من اجل خلاص العالم وانفتاح على العالمين العربي والإسلامي وايمان ثابت بلبنان والعيش المشترك فيه، ثوابت رسخها أبناء اهدن والمنطقة عبر العصور، رجال دنيا ودين، من بطاركتها مخلوف وعميرة والمكرم الدويهي الى بطل لبنان يوسف بك كرم الى بطل الجلاء حميد بك فرنجية الى المؤرخ جواد بولس الى الشهيد طوني فرنجية الى الرئيسين سليمان فرنجية والشهيد رينيه معوض . هذه دعوتنا، وهذه قضيتنا ولهذا السبب نحن هنا. وهذا ما تحملونه يا صاحب المعالي الوزير سليمان فرنجية رئيس تيار المرده في قلبكم ونهجكم وسياستكم، وهذا ما يعرفه العالم عنكم من ثبات في المواقف، وثبات على الثوابت، وحكمة في التصرف، وحب للبنان بكل طوائفه ومذاهبه ومناطقه ولكل بريء ومظلوم. عضدكم الله بحكمته لتتابعوا حمل رسالة هذا البيت وهذه المدينة بكل أمانة، وتساهموا كما ساهم اسلافكم في توطيد المحبة والوعي والسلام في محيطكم بهدف اخماد النار المذهبية والطائفية التي زرعها ويزرعها الاشرار في شرقنا، والهدف منها كما يقول اصحاب الغبطة في ندائهم هو "ان يعيش مغتصبو الارض الفلسطينية بسلام وطمأنينة".

وختم: "من إهدن نرفع الصلاة مع أبينا صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي رأس كنيستنا وراعينا الحبيب ومع صاحب السيادة المطران مارون العمار النائب البطريركي في نيابة اهدن زغرتا ومع الكهنة الافاضل لراحة انفس شهدائنا وعلى رأسهم الشهيد طوني بك فرنجيه وزوجته وابنته ورفاقه ونصلي من اجل السلام في بلادنا العربية معبرين عن محبتنا وتعازينا الى العائلة الكريمة وبخاصة للأستاذ روبير فرنجية الذي تحمل عبء الرسالة لسنوات بعد استشهاد شقيقه، وكان السند الكبير لوالده ولأبناء المنطقة في أصعب الظروف وأدقها، وننقل محبتنا وتعازينا إلى السيدات لميا، صونيا ومايا أخوات الشهيد، إلى ابن الشهادة صاحب المعالي وقرينته السيدة ريما ونجله طوني الذي بدأ بتحمل مسؤولياته بكل جدارة وحنكة وبكل جرأة واندفاع إلى الحبيب باسل، وإلى كل العائلة وعائلات الشهداء الأبطال والأصدقاء. رحم الله الشهداء ونشر سلامه في بلادنا وحفظكم جميعا". اثر القداس، تقبلت العائلة التعازي في باحة القصر.

 

لبناني بين قتلى الحوثيين في تعز

السياسة 15 حزيران/15/أكد قائد المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية بمدينة تعز اليمنية الشيخ حمود سعيد المخلافي مقتل إيرانيين اثنين ولبناني في مواجهات مع جماعة الحوثي شرق المدينة. وقال في حوار مع قناة “الجزيرة” الفضائية إن القتلى الثلاثة خبراء عسكريون وسقطوا في مواجهات قبل شهر وتم نقل جثثهم بسرعة خارج مدينة تعز. وأكد المخلافي وجود خلافات بين الحوثيين وقوات ما كان يعرف بالحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وشدد على أن الحوثيين “يعيشون حالة من الصدمة والانهيار لخسائرهم في تعز التي لم يكونوا يتوقعونها لشراسة المقاومة”, مضيفاً أنهم “يدركون أن دحرهم من تعز يعني هزيمتهم في محافظة إب”.

 

الراعي في الذكرى السنوية لتكريس لبنان لقلب مريم: لا يحق لأحد حرمان البلاد من رئيس ولا لأصحاب النفوذ التصرف بالوطن ومصيره بحسب مصالحهم

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بمشاركة بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام قداسا احتفاليا في بازيليك سيدة لبنان - حاريصا، لمناسبة الذكرى السنوية لتكريس لبنان لقلب مريم الطاهر وزيارة تمثال سيدة فاطيما الى لبنان، عاونه فيه السفير البابوي في لبنان المونسنيور غابريال كاتشيا، المطارنة: نبيل شكر الله الحاج ، حنا علوان وانطوان بيلوني، رئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب مالك ابو طانوس، رئيس مزار معبد سيدة لبنان حاريصا الاب يونان عبيد ونائبه الاب خليل علوان ، لفيف من المطارنة ، آباء الرهبان ، الراهبات، الاب انطونيوس ابراهيم عن طائفة الاقباط الكاثوليك وحشد من المصلين. وتولت خدمة القداس الالهي جوقة سيدة حاريصا للاطفال.

العظة

بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "تعظم نفسي الرب"، (لو 1:46)، ومما جاء فيها: "نشيد مريم العذراء في يوم زيارتها لإليصابات بعد بشارة الملاك لها، هو نشيد الكنيسة، بمؤمنيها ومؤسساتها، في مسيرتها التاريخية على وجه الدنيا. فالله، الذي نعظمه بابتهاج الروح مع مريم، هو المخلص القدير على صنع العظائم؛ القدوس الرحوم الذي يشمل بحنانه فقراء هذا العالم والمتواضعين والجياع، بكمال أمانته لوعده المقدس. فنضع بين يدي عنايته شعوبنا في بلدان الشرق الأوسط وأوطاننا التي تتآكلها النزاعات والانقسامات والحروب، وتستبد بها كل قوى العنف والإرهاب والمرتزقة، مدعومة ويا للأسف من دول مشرقية وغربية بالمال والسلاح والحماية السياسية، وفتح الحدود أمامها". أضاف: "إننا نجدد اليوم تكريس ذواتنا ووطننا لبنان وبلدان الشرق الأوسط لأمنا مريم العذراء، لقلبها الطاهر المملوء حنانا وحبا للبشر إخوة ابنها، عملا بتوصية من سينودس الأساقفة الروماني من أجل الشرق الأوسط. وننشد معها نشيد التعظيم لله، مجددين هذا التكريس. إنه تكريس يتخذ أبعادا جديدة من ثلاث مناسبات روحية وكنسية: من عيد قلب يسوع الأقدس، وقد احتفلنا به أول من أمس وهو مصدر الحب والرحمة الذي ملأ قلب مريم العذراء أمه؛ ومن حُضور شخص العذراء سيدة Fatima بيننا في زيارة لوطننا، وقد استقبلها اللبنانيون بتقوى شعبية فائقة في كل المحطات منذ وصولها إلى مطار بيروت بعد ظهر يوم الجمعة؛ ومن سنة الرحمة التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس. يذكرنا عيد قلب يسوع الأقدس بحبه الكبير للخطأة وقد افتداهم بموته على الصليب، وما زالت ذبيحة ذاته متواصلة من أجلهم في ذبيحة القداس، والكنيسة كلُها تصلي من أجل توبتهم إلى الله، فيخلصوا ويخلص العالم من الشر الذي يرتكبونه. وتذكرنا سيدة فاطيما بما قالته للرعيان الصغار الثلاثة لوسيا وياسنت وفرنسيسكو في ظهوراتها سنة 1917، وهي "الدعوة إلى تكريس العالم لقلبها الطاهر، وتلاوة الوردية كل يوم، وإلى التوبة والصلاة، وتقديم التضحيات من أجل ارتداد الملحدين والخطأة ونهاية الحروب".

وتابع: "تدعونا سنة الرحمة الإلهية، المتمثلة في قلبي يسوع ومريم الأقدسين، ليرجع جميع الناس بالتوبة إلى رحمة الله، ويتصالحوا معه بالمسيح، ويصالحوا بعضُهم بعضا. وتذكر الرحمة الإلهية أن لا خلاص للبشرية من دون اللجوء إلى رحمة الله اللامتناهية. إننا نشجع في المناسبة كل ما تقوم به، في هذا السياق، جماعات الرحمة الإلهية في لبنان".

أضاف: "من أجل هذه الغاية كرس البابا لاون الثالث عشر العالم لقلب يسوع الأقدس في سنة 1899، وكرسه المكرم البابا بيوس الثاني عشر لقلب مريم الطاهر سنة 1942، أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945). وعاد القديس البابا يوحنا بولس الثاني فكرسه لسيدة فاطيما في 21 حزيران 1981 بعد إطلاعه على سر فاطيما الثالث الذي كان مكتوما، ولم يعلنه أي بابا من قبله". وقال: "نحن اليوم من جديد نكرس أرضنا المشرقية المقدسة التي تجلى عليها سر الله، واعتلن تصميمه الخلاصي: على أرض العراق مع إبراهيم أبي الآباء؛ وفي مصر مع موسى محرر شعب الله؛ وفي فلسطين والأراضي المقدسة حيث صار ابن الله إنسانا من مريم ابنة الناصرة بالروح القدس؛ وفي أورشليم حيث رفع الفادي الإلهي على صليب الجلجلة وقام من بين الأموات، وحل الروح القدس في علية الرسل، وولدت الكنيسة؛ ومن أورشليم وإنطاكية أم الشعوب راحت تحمل إنجيل الخلاص إلى العالم كله. وفي لبنان أجرى المسيح آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة في قانا الجنوبية، وأعلن إنجيله مصحوبا بالآيات على ساحل صور وصيدا؛ وفي دمشق كان ارتداد شاوول من مضطهد عنيف للكنيسة إلى بولس رسولها الغيور؛ وعلى أرض سوريا لمع من بين آباء الكنيسة القديس يوحنا الدمشقي وانتخب بابوات في عصور المسيحية الأولى، وعاش القديس مارون". وتابع: "لذلك نعيد تكريس هذه الأرض المشرقية، وهي مسيحية في الأساس، وقبل ظهور الإسلام بستماية وست وثلاثين سنة، وأُرسيت عليها ثقافةٌ مسيحيةٌ ما زالت تتفاعل إيجابيا مع الثقافة الإسلامية منذ ألفٍ وأربعماية سنة. إننا نكرسها لكي تندمج الثقافتان في حضارة واحدة مشتركة، وتكون نموذجا لعيش الأديان والثقافات معا، بوجه المحاولات الدولية المعاكسة القائمة والمفتعلة في منطقتنا".

وقال: "إننا، في المناسبة، نستنكر ونأسف لهذا التقاتل الهدام الجاري بين الأخوة من أبناء الدين الواحد في منطقتنا. وآلمنا جدا بالأمس الاعتداء على الأخوة الموحدين الدروز في قرية قلب لوزه بريف أدلب بسوريا، وقد وقع ضحية المجزرة عشرات القتلى. إننا نعزي عائلاتهم وسماحة شيخ العقل وكل الأحباء من طائفة الموحدين أينما وجدوا. ونعرب لهم عن تضامننا معهم وقربنا منهم. وندعو إلى الله أن تتم تسوية هذه الكارثة الكبيرة والبغيضة بكثير من الحكمة والروية، تجنبا لما هو أسوأ".

وتابع: "إن تجديد التكريس يقتضي منا الإلتزام بما يمليه علينا إيماننا المسيحي: الله الذي أحبنا وخلقنا وافتدانا وأشركنا بحياته الإلهية، يقتضي منا جواب حب، حدده الرب يسوع بحفظ كلامه ووصاياه (راجع يوحنا 14: 21). هذا الحب عاشته مريم العذراء، إبنة الناصرة، بكلمة "نعم" لإرادة الله وتصميمه. فصنع فيها العظائم، وبواسطتها وتعاونها الواعي والسخي، حقق تصميمه الخلاصي". أضاف: "أما جوهر كلام الله ووصاياه والغاية فهما معرفة إرادته، والتعاون معه في تحقيق تصميمه لخلاص العالم وإجراء العظائم في الإنسان وتاريخ البشر.

في هذا الضوء تظهر قيمة كل إنسان وكرامته وقدسيته: إنه معاون الله في مواصلة الخلق والفداء، وفي تغيير وجه العالم المظلم. والمسيح يطلب هذا التعاون لكي يعلي شأن الإنسان وقيمة حرية خياره كما أوحى ليوحنا الرسول في سفر الرؤيا: "هاءنذا واقف على الباب أقرعه. فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب، دخلت إليه وتعشيت معه وتعشى معي" (رؤ 3: 20). إنها الشركة الكاملة بين الله والناس!". وتابع: "أمنا مريم العذراء هي القدوة لنا بامتياز في هذه الشركة. عندما أرسل الله إليها الملاك جبرائيل، كان يبحث عنها، وأراد تعاونها، فقرع باب حريتها. أصغت مليا إلى كلام الملاك الذي نقل إليها تصميم الله عليها، فتخلت عن مشروع حياتها "كفتاة مخطوبة ليوسف"، وأجابت بإيمان وثقة وحب: "أنا أمة الرب. فليكن لي بحسب قولك" (لو1: 38).

بهذا الجواب سلمت نفسها لإرادة الله، وتعلقت بصخرته. فقد دعاها لتكون الوسيطة بقدرة الروح القدس فتكون أم كلمة الله بالجسد، ولتشارك في عمل الفداء، فتصبح أما بالنعمة لجسده السري الذي هو الكنيسة. ولذا طوبتها إليصابات، بوحيٍ من الروح القدس: "طوبى لتلك التي آمنت بأن ما قيل لها من الله سيتم "(لو1: 45). وحيت شجاعة مريم وسخاها وتجردها من ذاتها. هذه الثلاثة: الشجاعة والسخاء والتجرد، على أساس من الإيمان، تشكل الشروط للتعاون مع الله في تحقيق تصميمه الخلاصي، وفي تغيير وجه العالم المظلم".

أضاف: "على مثال مريم العذراء، ابنة الناصرة، يبحث الله عن كل واحد منا، عن كل إنسان، ليتعاون معه في الحالة والمسؤولية التي هو فيها، من أجل تحقيق تاريخ الخلاص عبر تاريخ البشر. إن مساحات التعاون مع الله وتصميمه الخلاصي تشمل الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة. وتشمل الأفراد والجماعات، الأصحاء والمرضى، الصغار والكبار".  وقال: "نود أن نتوجه بنوع خاص إلى نواب الأمة والكتل السياسية والعاملين في الشأن العام، لنقول لهم أن الله يبحث عنكم أنتم أيضا، بحكم النظام الطبيعي الذي وضعه الخالق لكي يتعاون معكم من أجل الحكم بالعدل وإحلال السلام وتأمين خير المواطنين وسعادتهم وتحقيق ذواتهم، هم الذين سبق ومحضوكم ثقتهم، بل سلطتكم. "فالشعب هو مصدر السلطات"، كما نقرأ في مقدمة الدستور. فلا يحق لأحد حرمان البلاد من رئيس لها منذ ما يزيد على السنة، الأمر الذي يتسبب بتعطيل سلطة المجلس النيابي التشريعية، ويعثر عمل الحكومة، ويوقف التعيينات في المؤسسات العامة. ولا يحق لأحد رمي البلد والشعب في حالة من الفوضى والفقر والعوز. ولا يحق لأصحاب النفوذ التصرف بالوطن ومصيره ومؤسساته بحسب أهوائهم ومصالحهم".

وختم الراعي: "إن تكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر، هو تكريس لوساطتها كأم إلهية ليسوع، وأم لنا على صعيد النعمة. ذلك أن ضراعتها تستنزل علينا النعم التي تضمن خلاصنا الأبدي. فمحبتها الوالدية تحملها على أن ترافق بعنايتها إخوة ابنها في مسيرتهم التاريخية، وسط ما يتخبطون فيه من مخاطر ومحن، حتى يعيشوا بسكينة وسلام، ويبلغوا إلى الوطن السعيد (البابا يوحنا بولس الثاني: أم الفادي، 40). إليك يا مريم، يا سيدة لبنان وسيدة فاطيما، نرفع صلاتنا في فعل التكريس هذا، وأنت تشعرين بما يؤلمنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، وبخاصة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، من صراعات بين الخير والشر، بين النور والظلمات. إليك نصلي وأنت تسمعين بقلب الأم صراخ ضحايا الحروب والعنف والإرهاب، وصراخ الخاضعين للتعذيب والتشريد والنزوح والتهجير. تقبلي نداءنا الذي نوجهه مباشرة إلى قلبك، واشفعي بنا جميعا لدى ابنك الفادي الإلهي. فأنت تعرفين أن تخاطبي قلبه الأقدس، قلب المحبة والرحمة والحنان. إزرعي السلام في أرضنا، والمحبة في قلوبنا، والحقيقة في عقولنا، والخير في إرادتنا، وصوت الله في أعماق ضمائرنا. فنرفع معك نشيد المجد والتعظيم للثالوث المجيد الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين".

 

النائب السابق محمد ياغي،: نحن نحمي الوجود المسيحي في الشرق ونقدم الشهداء دفاعا عن أهلنا

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - كرم اتحاد بلديات غربي بعلبك 300 مسن من أبناء بلدات الاتحاد في مطعم الحلاني في بعلبك، برعاية مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" النائب السابق محمد ياغي، وحضور رئيس اتحاد بلديات الشلال زاهي الزين، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة، رئيس اتحاد بلديات الشلال علي عساف ورؤساء بلديات، مدير العمل البلدي لحزب الله في البقاع حسين النمر، مسؤول التعبئة التربوية في البقاع حسين الحاج حسن، مسؤول العمل البلدي لحركة "أمل" في البقاع هيثم اليحفوفي وفعاليات اجتماعية.

ياغي

وألقى ياغي كلمة شكر فيها "اتحاد بلديات غربي بعلبك على هذه البادرة السنوية الطيبة لتكريم آبائنا وأهلنا"، وتوجه إلى المكرمين بالقول: "نحن نكبر ونعتز ونفتخر بكم لأنكم الأصل، ولأنكم ثبتم على طريق الحق في أيام الصعاب والمحن والفتن، وبقيتم أقوياء بإيمانكم، وأشداء بإرادتكم وتصميمكم، وأباء أعزاء". وأشاد بالمقاومين "الذين ثبتوا ويثبتون في مواقع الجهاد، في مواجهة كل إرهابي وتكفيري يستهدف وجود هذا المجتمع وبقاء هذا الوطن، واستمرارية هذا البلد وهذه الأمة. وقد أثبت المجاهدون في كل الساحات أنهم مقاتلون أشداء، يعيرون لله جماجمهم ويوكلون عليه، ولا يخافون في الله لومة لائم". ورأى ياغي أن "ما تشهده ساحتنا اليوم، هو الحلقة الأخيرة من الصراع بين الحق والباطل، فدعاة الحق يواجهون الباطل المتمثل بالإرهاب التكفيري، دفاعا عن الأوطان والأديان والوجود".

وتابع: "إن شر الشرور في هذا العصر هم هؤلاء القتلة المتوحشون والمجرمون الذين يدعون الإسلام، والإسلام منهم براء، لأنهم يستهدفون الإنسان في وجوده وأديانه ومعتقداته، أصحاب الرايات السود الذين ستهزم راياتهم وتنكس، سنسحقهم بحول الله وقوته وسنقضي عليهم ولن نبقي منهم باقية. وإن الذين يراهنون على جيوش الفتح وينظرون لهم هم أمثالهم يقفون إلى جانب الباطل، هم أعوان الباطل وهم مجرمون". وقال ياغي: "مخطئ من يعتقد أننا قادمون على سايكس بيكو جديدة، بل إننا قادمون على وحدة هذا الوطن وهذه الأمة، ولن يكون هناك تقسيم للمقسم كما يدعي البعض، ولا تجزئة المجزأ كما يخوف البعض الآخر". وأعلن البدء "بعملية تنظيف واسعة على أرض السلسلة الشرقية التي كانت بؤرة للقتل والسيارات المفخخة والعناصر الإرهابية التي كانت تتحصن في السلسلة، ولقد تمكن المجاهدون من تحرير تسعين بالمئة من أراضي السلسلة الشرقية، وسنكمل كي لا يبقى إرهابي وتكفيري واحد على أرضنا. وظنت داعش أن بمقدورها مفاجأة المجاهدين بالهجوم المباغت الذي شنه المئات من قطعان المرتزقة وشذاذ الآفاق، فكان الرد حاسما، وكان عدد قتلاهم وجرحاهم بالعشرات، وهم يفتشون عن مخارج للهرب من المنطقة". ورأى أنه "لو قدر لهجومهم المتوحش أن ينجح لدخلوا إلى قرانا المسيحية وفعلوا ما فعلوا، ولكن هيهات أن ينالوا ذلك، لأن رهبان الليل وأسد النهار ساهرون على أمن شعبنا وقرانا، سواء أكانت مسيحية أم مسلمة، فنحن ندافع عن كل الوطن، ولا يظنن أحد بعد مجزرة إدلب أنه بمنأى عن مجازرهم ووحشيتهم، والشواهد تؤكد ذلك". وختم ياغي: "اليوم وباعتراف قادة مسيحيين شرفاء، نحن نحمي الوجود المسيحي في الشرق ونقدم الشهداء دفاعا عن كل أهلنا وعن شعبنا وعن مجتمعنا اللبناني الواحد الموحد في مواجهة الخطر الإرهابي والتكفيري، ونحن المنتصرون لأننا أصحاب حق، وقضيتنا قضية حق، ورأس الأفعى التي تدعم هؤلاء الإرهابيين هي آيلة إلى السقوط"

 

نعيم قاسم لفريق 14 آذار: خير لكم أن تقبلوا أيدينا الممدودة لنسير معا وإلا تخلفتم عن الركب

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - أحيا "حزب الله" ذكرى أسبوع استشهاد احد قادته أحمد محمد حرب باحتفال جماهيري حاشد في حسينية بلدة الحلوسية الجنوبية، في حضور نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، مسؤول منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين، ولفيف من رجال الدين من مختلف الطوائف الدينية، وحشد من الفاعليات والشخصيات. تخلل الاحتفال قراءة عطرة من القرآن الكريم للقارىء جمال رضا ومجلس عزاء حسيني للشيخ خير الدين شريف، ثم عرض مصور لوصية الشهيد ومقتطفات من محطاته الجهادية.

وألقى قاسم كلمة تناول فيها الشأن السياسي، متحدثا عن 3 نقاط: "أولا: إن تنظيم القاعدة ومتفرعاته من داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات هم مشروع تدميري وإلغائي في هذه المنطقة، بدليل ما فعلوه من تخريب وقتل ودمار، وقلب لحياة الناس بشكل غير عادي، والقلق الكبير الذي تعيشه المنطقة بسببهم، فتنظيم القاعدة لا يقبل إلا من كان على شاكلته أو يقتلونه، ولا يوجد أفكار أو آراء أخرى أو حضور إنساني خارج عن دائرة قناعاتهم، وهم لا يقبلون من يخالفهم، بل يتصرفون معه على قاعدة أنه مخالف لهم، فإما أن تكون الناس معهم 100% أو لا وجود لهم، ونحن إذا لم نقل إن القاعدة أسوأ من إسرائيل، لقلنا إنها تساويها في كل شيء، ونلاحظ هذا التصادف الكبير بين القاعدة وإسرائيل نشأة وسلوكا، فإسرائيل نشأت بفعل تجميع اليهود من كافة أقطار العالم ليأتوا إلى فلسطين ويطردوا أهلها ويجلسوا مكانهم ويفرضوا قناعاتهم، والقاعدة وأخواتها جاؤوا من مختلف أقطار العالم وتجمعوا في سوريا والعراق، وهم يحاولون إنشاء دولتهم تماما كما أنشات إسرائيل دولتها، وهنا أوجه التشابه بين الطرفين، وأما في ما يتعلق بالسلوك، فيوجد تنافس بينهما، حيث أن إسرائيل ارتكبت المجازر بحق أهل فلسطين ودمرت بطائراتها ودباباتها البشر والحجر، وكذلك القاعدة فإنها ارتكبت المجازر بحق السوريين والعراقيين وكل الأماكن التي تواجدت فيها من خلال السيارات المفخخة أو الإنتحاريين أو القتل العشوائي الذي طال الأطفال والنساء من دون أي شفقة أو رحمة، ودمرت بقذائفها وسيوفها البشر والحجر على حد سواء، وأضف إلى ذلك أن إسرائيل أنشأت برعاية دولية، والقاعدة أنشأت في أفغانستان وسهل لها أن تكون في سوريا والعراق برعاية دولية، وهذا يعني أن المشكلة في هذا العالم هي أن هناك من يرعى الإرهاب المنظم من أجل أن يفرض قناعاته وبرامجه علينا".

اضاف: "إن الإرهابيين التكفيريين لا يستمعون لأحد، ولا عهود لهم أمام أحد، بدليل ما فعلوه مؤخرا بالموحدين الدروز، حيث إنهم قتلوهم ذبحا على الرغم من العهود التي أعطيت ليبقوا في أماكنهم، وقبل قتل الدروز قتلوا من المسيحيين والإيزيديين، ومن السنة قبل الشيعة، حيث أن الأعداد التي قتلت من أهل السنة على يد داعش تفوق مرات ومرات ما قتل من كل الطوائف والمذاهب الأخرى، وهذا ما يؤكد أن هؤلاء قتلة مجرمين لا يريدون أحدا، والحل الوحيد معهم هو قتالهم واقتلاعهم من أرضنا ومن أي موقعة نستطيع من خلالها أن نقضي على هذه الجرثومة السرطانية التي تشابه جرثومة إسرائيل، فلا يوجد حل آخر، وان أي حل يطرحه بعض المساكين غير قتال التكفيريين، فإننا نقول لهم أين أنتم وفي أي قرن تطرحون هذا الحل، فهؤلاء لا يمكن التفاهم معهم، ولا يقبلون أحدا، ومشروعهم تدميري، والحل معهم لا يكون إلا بقتلهم". وتابع: " ثانيا: إن مجاهدي المقاومة الإسلامية أنجزوا إنجازا تاريخيا عظيما في جرود عرسال والقلمون بالتعاون مع الجيش العربي السوري، وهذا الإنجاز المقاوم هو إنجاز للحاضر والمستقبل، وهو تاريخي ومؤثر، وسيكتشف الجميع لاحقا أنه سيؤثر على المعادلات السياسية في هذه المنطقة، وسيسجل في يوم من الأيام أن الساحة تغيرت بعد هزيمة الإرهاب التكفيري في منطقة القلمون وجرود عرسال كما سجل ورسم في عدوان تموز عام 2006 أن الساحة تغيرت بعد هزيمة إسرائيل، بالرغم من أن البعض كان يهول علينا بأن هؤلاء التكفيريين هم جزارون وبطاشون، فهم بالأصل يعتمدون هذا الأسلوب لإخافة الآخرين حتى يدخلوا إلى البلدان بسهولة، ونحن نقول إن هؤلاء يهولون على الضعفاء والجبناء وعلى أمثالهم، ولكن لا يهولون على المقاومين والمجاهدين الشرفاء، فانتهى زمن التهويل والإمارة في لبنان، ونحن الآن في زمن التثبيت والتنظيف في آن معا كي لا يبقى للبعض صوت قادر على أن يصنع مستقبلا لهذا الإرهاب التكفيري، وسيرى الجميع هذا في الأيام القادمة إن شاء الله تعالى".

واشار الى انه "يجب أن تتكاتف كل الجهود من أجل مواجهة الخطر التكفيري، وهذا مسؤولية الجميع، ونكرر أننا لو لم نواجه التكفيريين مسبقا لدخلوا إلى بيوتنا في كل بقعة ومنطقة في لبنان، وخير لنا أننا واجهناهم بعيدا عن بيوتنا، وضربنا مشروعهم وكسرناه عند حدودنا اللبنانية قبل أن يدخلوا إلى عمق مناطقنا، وإلا لكانت الأثمان ستكون باهظة أكثر.

إن البعض يقول "إنكم مقاومة ضد إسرائيل، وقد اعترفنا لكم بذلك، ولكن لا نقبل بكم بعدما أصبحتم مقاومة متشعبة الأهداف والأبعاد"، ونحن نقول لهؤلاء الذين يتفلسفون إنهم لم يقبلونا مقاومة في البداية، وكانوا يقولون العين لا تقاوم المخرز، ولكن عندما أصبحت المقاومة قوية وانتصرت وطردت إسرائيل وقهرت جيشها الذي لا يهزم ولا يقهر، حينها اعترفوا أننا مقاومة ولكن إلى العام 2000، ونسأل هؤلاء لو لم نكن حاضرين كمقاومة في العام 2006 من كان سيواجه هذا العدوان، ومن كان سيسحق هؤلاء الإسرائيليين ويوقفهم عند حدهم، ولكن البعض وللأسف لا يريد ذلك، لأنه يعطل على المشروع الإسرائيلي، أما نحن فقد قاومنا إسرائيل لأنها عدوة ومحتلة، وإننا سنواجه أي إفراز من إفرازات إسرائيل كما واجهنا إسرائيل من قبل، والقاعدة هي واحدة من إفرازات إسرائيل، وعندما نقاوم القاعدة فإننا نقاومها من موقعنا كمقاومة لإسرائيل، ولذا نحن نقاوم إسرائيل والقاعدة والمشروع التكفيري وكل الأذناب الذين يحاولون تثبيت هذا المشروع بما يستلزم من أجل أن نحرر أرضنا وشعبنا في هذه المنطقة، فالمقاومة هي مقاومة تحرير، ونحن لا نقاوم مقاومة من أجل أن نلعب بالتوازنات القائمة في المنطقة، ولذلك فإن كل فرد من أفرادنا قاتل الإرهاب التكفيري أو العدو الإسرائيلي فهو في موقع المقاومة في أي مكان وموقع كان، والمقاومة لم تعد فكرة ولا مشروعا للنقاش، بل أصبحت خيارا ثابتا للحاضر والمستقبل، وسنفديها بأرواحنا وسننتصر إن شاء الله تعالى، ولقد أثبت أبطالها أن التكفيريين فزاعة قابلة للهزيمة، فكما قهروا الجيش الذي لا يقهر سيقهرون هذا الإرهاب المتوحش مهما كانت الصعوبات والعقبات".

واردف: " ثالثا: هناك من يغطي الإرهاب التكفيري في لبنان والمنطقة ويبرر أعمالهم، فتارة يقولون إننا نحن السبب في مجيئه إلى لبنان، وطورا يقولون لو لم نقاتلهم ما كانوا ليقاتلونا، وهنا نسأل هل نحن السبب في مجيء الإرهاب التكفيري إلى الصومال وأفغانستان ونيجيريا وسيناء وليبيا وغيرهم من البلدان، وهل الصورة التي نراها اليوم في العراق وسوريا تظهر أن من لا يقاتلهم يكفون عنه، على العكس تماما، فهم يريدون ألا يقاتلهم الطرف الآخر حتى يدخلوا إلى القرى والبلدات من دون قتال، ومن ثم يفرضون على الجميع رؤيتهم أو يقتلونهم، وعندها تصبح المنطقة لهم بشكل كامل، ولكن وللأسف فإن من يغطي هذا الإرهاب التكفيري يبرر له ويقبل به ويرضى أن يكون ذليلا معه، بينما لا يقبل بالمقاومة ولا يرضى أن يكون عزيزا معها، فهؤلاء الجماعة يعانون من مرض نفسي، وعقولهم باتت معطلة، لأن المقاومة انتصرت في كل موقع، وعممت النصر على كل الأخيار والأحرار وأصحاب الأرض، ولم تمس أي عقيدة أو رأي أو موقف أو ملك لأي إنسان، بينما هؤلاء لم يتركوا حجرا ولا بشرا".

ورأى قاسم "ان هؤلاء الذين يبررون للارهاب التكفيري يتوقعون أن يغيروا المعادلة في لبنان والمنطقة بالأجرة، ويعتقدون أن التكفيريين يسدون خدمة لهم بضرب المقاومة ومشروعها لكي يتسلموا بعد ذلك كل شيء في لبنان، إلا أن هؤلاء واهمون، لأن التكفيريين سيسحقونهم قبلنا، وإن عجزهم عن مواجهتنا الآن سيؤدي إلى التطاول عليهم لأنهم لقمة سائغة، ونحن نرى أن الخسائر التي تقع اليوم في المشروع المؤيد للتكفيريين هي أكبر بكثير من الخسائر التي تقع في المشروع المقاوم، ولن يجد هؤلاء إلا الخيبة، لأن المقاومة حق، وأن رجالها يقدمون التضحيات والجهاد في سبيل الله تعالى، وهم منصورون إن شاء الله تعالى، وأما المراهنون على الإرهاب التكفيري فسيخسرون، كما هم خاسرون سلفا".

واكد "ان جماعة فريق 14 آذار ينتظرون خطاباتنا للشتم والرقص على الفتنة، ولن يعجبهم أي موقف نتخذه حتى ولو كان أشرف موقف في العالم، ولذلك سيقولون الأبيض أسود والأسود أبيض، لأننا نحن أصحاب الموقف، ونحن أصبحنا معتادين على ذلك، فعندما يخطب أي مسؤول من مسؤولي حزب الله بدءا من سماحة الأمين العام حفظه الله وصولا إلى الآخرين، نجد في اليوم التالي الصحف مملوءة بردود على بعض الكلمات الموجودة في خطاباتنا، لدرجة أننا لا ندري ماذا يناقشون وعلى ماذا يجاوبون ويردون، فلا نفهم مما يقولون سوى أنهم يصرخون، ولذلك نحن لا نرد عليهم لأنهم جماعة مساكين ولا يرون الحق، فهم يصرخون ونحن نعمل، وينتظرون وينظرون ونحن نحرر، والنتيجة لمن يعمل ويحرر، وليس لمن يصرخ وينظر، وسنقولها بالفم الملآن: إننا لن نقبل الإرهاب ولا الاحتلال ولا الهيمنة حتى لو ملأوا الدنيا صراخا وبحت أصواتهم".

وتابع: "اليوم إذا نظرنا إلى البلد نرى أن جماعة فريق 14 آذار دائما يقولون إنهم يريدون الدولة، ولكن في الحقيقة إذا أردنا أن نعطي جائزة نوبل للتعطيل فإنهم أكثر من يستحقها، لأنهم عطلوا الدولة في كل مراحلها، وبدأوا بالأصل بتعطيل المجلس النيابي من خلال امتناعهم عن حضور جلساته، خاصة عندما كان يناقش مشروع سلسلة الرتب والرواتب الذي هو لمصلحة العمال والموظفين والإداريين والجيش وقوى الأمن الداخلي، مما اضطر الرئيس نبيه بري لتأجيل الجلسة تحت عنوان أن مكونا ميثاقيا لم يحضر الجلسة، وهو جماعة حزب المستقبل ومعه جماعة من فريق 14 آذار، فتعطلت جلسات المجلس النيابي، ولهذا فإن هؤلاء هم رواد التعطيل للمؤسسات في لبنان" .

وختم قاسم: "يجب أن يفهم جماعة فريق 14 آذار شيئا أننا شركاء في لبنان، ونحن لن نقبل أن يكون هذا الوطن حكرا عليهم، فطالما فشلوا في بناء الدولة بعدما استأثروا بها لفترة من الزمن، فإن الحل يكمن في أن نتعاون معا، ونحن نمد أيدينا على قاعدة عدم الإستئثار، وإذا كانوا ينتظرون المتغيرات الدولية والإقليمية، فهي لن تكون لمصلحتهم، فهم انتظروا سوريا ثلاثة أشهر ومن ثم ثلاثة أشهر أخرى حتى مضت أربعة أعوام ونيف، ولم يتغير الوضع فيها كما يرغبون، بل ازداد سوءا عليهم، وإذا كانوا يراهنون على أن هذا الانتظار سوف يتعبنا، فإننا نقول لهم لا تنتظروا تعبنا، فنحن نتجلى بالتضحيات ونقوى أكثر فأكثر، واليوم نحن أقوى من أي وقت مضى، ولن تستطيعوا اللحاق بنا، فخير لكم أن تقبلوا أيدينا الممدودة لنسير معا، وإلا تخلفتم عن الركب".

 

قاووق: لا يقولن أحد إن جبهة النصرة هي غير داعش أو إنها معتدلة وإن الأخطاء فردية

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، "أن النصرة وداعش كلاهما تكفيري، فلا يقولن أحد إن جبهة النصرة هي غير داعش، أو إنها معتدلة وإن الأخطاء فردية"، متسائلا "هل كان الهجوم على الجيش اللبناني في عرسال أو ذبح العسكريين اللبنانيين واختطافهم لما يقارب السنة، عملا فرديا؟"، مطالبا قوى فريق 14 آذار "أن يرحموا اللبنانيين ويكفوا عن خطاب التحريض المذهبي الذي بات يشكل تهديدا للاستقرار والسلم الأهلي والوحدة الوطنية".

واشار إلى "ان شعارات وأقنعة الإعتدال قد سقطت عن قوى 14 آذار بدعمهم وتسهيلهم للعصابات التكفيرية في جرود عرسال، فيمكن أن نسمي هذه القوى اليوم بكل شيء إلا بصفة الاعتدال، لأن هذه الصفة هي أول ضحايا التحريض المذهبي، وأي اعتدال هذا أو هل أنه من الوطنية والكرامة والسيادة بشيء أن يكون هناك من يشيد بجبهة النصرة فرع القاعدة وإنجازاتها في سوريا، وهي في الوقت نفسه تخطف وتذبح العسكريين اللبنانيين".

كلام الشيخ قاووق جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد عادل حمادي في مجمع القائم في بلدة الصوانة الجنوبية، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في "حزب الله" أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والشخصيات وحشد من الأهالي. وأكد قاووق "أن المقاومة لا تعبأ بالضجيج والصراخ ممن يصفون أنفسهم زورا بالإعتدال، وهي لا يهون عليها أن يبقى التكفيريون محتلين لأرضنا، أو أن يبقى العسكريون مختطفين ورهائن بيد جبهة النصرة وداعش، أو أن يبقى لبنان رهينة تحت سكينهم، ولذلك فهي وبكل جرأة وعلنا وعدت ووفت واقتحمت قلاع التكفيريين واعتلت قمم الجبال وألقت بداعش والنصرة إلى قعر الهزيمة، وستكمل المعركة حتى تطهير كل جرود عرسال من أي وجود لداعش والنصرة"، مشددا على "أن هذا الإنجاز هو لسيادة واستقلال كل الوطن واللبنانيين، وأن المقاومة قامت بذلك من واجبها الوطني، متسائلا هل المسؤولية الوطنية التي تشمل كل اللبنانيين ولا تتجزأ تفرض على قوى سياسية معروفة أن تحرض مذهبيا لتحمي القتلة والذباحين والمختطفين للعسكريين اللبنانيين".

ولفت الى "أن لبنان اليوم يشهد أعظم الإنتصارات على أعظم الأعداء، وأن التاريخ سيكتب أن لبنان انتصر بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة على أعظم عدوين ألا وهما الإسرائيلي والتكفيري، فبالرغم من كل الغارات والتمويل والقرارات الدولية من قبل المجتمع الدولي وأميركا إلا أنهم فشلوا في وقف تمدد داعش في العراق، وبإرادة المقاومة استطعنا أن نوقف تمدد داعش وأن نسحقها في جرود عرسال والقلمون، والدنيا كلها تشهد أنها قد حققت ما عجز عنه التحالف الدولي الذي يضم 80 دولة".

ورأى قاووق "أن لبنان اليوم وبفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة هو في أعلى مستويات المنعة والحماية أمام التمدد الداعشي"، مشددا على "أن داعش والنصرة هما فرعان لنهج تكفيري واحد، ولا يختلفان على ذبحنا وتكفيرنا واستباحة دمائنا وأموالنا وأعراضنا، بل يختلفان فقط على الإمرة وتعجزهم القدرة، فهم يكفروننا ويكفرون كل من لم يكن على نهجهم، ويطلبون التوبة وإعلان الإسلام مجددا، وإما القتل أو الرحيل بأحسن الأحوال، وهم يقومون بذلك منذ عام 2011 قبل أن يتدخل "حزب الله" في سوريا"، لافتا إلى "أن إسرائيل قد وجدت في التكفيريين الذين باتوا في خندق واحد معها فرصتها الاستراتيجية، وهي تدعمهم علنا في الجولان وتستقبل جرحاهم في المستشفيات حيث تعالجهم ويزورهم رئيس حكومتها، وبالتالي فالذين يريدون الإستعانة بإسرائيل لإسقاط النظام في سوريا هم يرتكبون أكثر من خطيئة وهم جيش لحد سوري، وهم عملاء لإسرائيل". وأشار الى "أننا ما كنا ننتظر إنصافا ولا جزاء ولا شكرا ممن اختاروا أن يكونوا في الخندق الآخر، وهم الذين أنكروا على المقاومة انتصارها في تموز عام 2006، وهم أنفسهم الذين ينكرون عليها انتصاراتها اليوم في القلمون وجرود عرسال، فلم تتغير الأسماء ولا الأهداف"، مؤكدا أننا "في المقاومة قد صبرنا كثيرا على أذى من الداخل اللبناني، لأننا حريصون على السلم الأهلي وقطع طريق الفتنة، ولكن الحقيقة أن الأسماء والأحزاب الذين دعموا وسهلوا لقادة المحاور هم أنفسهم الذين سهلوا ودعموا داعش والنصرة في احتلال جرود عرسال والقلمون عبر المال الخليجي التكفيري الذي إن لم يتوقف دفقه فلن يتوقف سيل الدم في بلاد الأمة من مشرقها إلى مغربها"، لافتا إلى "أن خطاب التحريض المذهبي لا يقل عداوة وقتلا وإجراما من إجرام داعش والنصرة بل هو أشد وأكثر فتنة، ووظيفته الوحيدة في يومنا هذا هي تأمين الحماية للمسلحين التكفيريين في جرود عرسال". وختم قاووق قائلا: "أن الدول التي تريد أن تستعين بإسرائيل لمواجهة إيران ومحور المقاومة إنما ترتكب ما هو أكبر من فضيحة ألا وهو الخيانة المكشوفة"، شاجبا صمت وسكوت حركات إسلامية عن تحالف التكفيريين مع إسرائيل في الجولان، وعن اتصالات ولقاءات بين دول عربية تكفيرية والإسرائيليين. وقد تخلل الاحتفال قراءة عطرة من القرآن الكريم ومجلس عزاء حسيني، وعرض مصور لوصية الشهيد ومقتطفات من محطاته الجهادية.

 

جبران باسيل أنهى زيارته لكندا

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارته الرسمية الى كندا، التي تميزت بطابع اغترابي وآخر سياسي. في شقها الاغترابي، التقى باسيل أبناء الجالية في هاليفاكس- نوفا سكوتشيا، فانكوفر- بريتيش كولومبيا، مونتريال- كيبيك وأوتاوا، تورونتو- أونتاريو وادمنتون- ألبيرتا. وأشاد خلال لقاءاته ب"مدى انخراط المنتشرين اللبنانيين بالمجتمع الكندي المضيف من النواحي الاقتصادية والانمائية والاجتماعية والسياسية". وشدد في الكلمات التي ألقاها خلال هذه اللقاءات على "ضرورة تزخيم دورهم والبناء على وحدتهم، لما في ذلك من منفعة على العلاقات بين لبنان وكندا". وسمع من عدد من المسؤولين الكنديين اشادات ب"الدور المميز للجالية اللبنانية"، لامسا "تقديرا كنديا عاليا لها". من جهتهم، وعد مسؤولون كنديون، بناء على طلب باسيل ب"بذل مساع بغية إطلاق خط طيران مباشر بين كندا ولبنان". أما في الشق السياسي، فقد عقد باسيل سلسلة لقاءات مع المسؤولين المحليين في كل القطاعات التي زارها، ومع المسؤولين الفيديراليين أثناء زيارته إلى العاصمة أوتاوا.

على المستوى النيابي، التقى باسيل رئيس مجلس النواب الكندي أندرو شير، الذي خصه بعد اللقاء الثنائي ب"ترحيب مميز أثناء جلسة المناقشة العامة داخل قاعة البرلمان". كما أقامت لجنة الصداقة البرلمانية الكندية- اللبنانية غداء عمل على شرفه، في مقر مجلس النواب، عرض خلاله باسيل "أبرز التطورات على الساحة اللبنانية" وأوضح للنواب الكنديين "خطورة التحديات، التي يواجهها لبنان في ظل تعدد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط". على المستوى الوزاري، التقى باسيل عددا من المسؤولين الكنديين أبرزهم: وزير الامن القومي ستيفان بلانيه، ونظيره وزير الخارجية روب نيكولسون. وكانت مناسبة ليشدد فيها باسيل على "الثوابت اللبنانية في عدد من الملفات المحلية والاقليمية والدولية"، فتناول "الدور السلبي، الذي تلعبه اسرائيل في عرقلة مبادرات السلام، وفي انتهاكها المتواصل للسيادة اللبنانية".

وتوافق الجانبان على "ضرورة مكافحة آفة الإرهاب الداعشي الذي يزعزع أمن واستقرار الشرق الأوسط، وبات يهدد جميع دول العالم، ومنها كندا، لا سيما على ضوء تنامي ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب الوافدين منها إلى دول المنطقة، حيث يقدر المسؤولون الكنديون أعدادهم بالمئات". وشرح باسيل الموقف اللبناني من "خطورة أزمة النزوح السوري وتداعياته"، وأكد له المسؤولون الكنديون "دعم بلادهم للجهود اللبنانية في هذا المجال". هذا وشكر المسؤولون الكنديون لبنان على "انضمامه الى مجموعة العمل الدولية، التي بادرت كندا الى إنشائها، بهدف تعزيز الحوار بين الأديان"، منوهين ب"دور لبنان الريادي في مجال الدفاع عن الحريات، وحفاظه على قيم التعددية والديموقراطية".

 

الجوزو: «حزب الله» بات حركة إرهابية

المستقبل/15 حزيران/15/أكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن «حزب الله سيندم على مواقفه الإجرامية ضد أمته وأهله واخوانه، وسوف يكتشف أنه ارتكب جريمة تاريخية ضد الشيعة في لبنان والعالم، لأنه تحوّل الى حركة إرهابية، تقدم شباب الشيعة قرابين على مذبح الولي الفقيه الفارسي». وأشار الجوزو في تصريح له أمس، الى أن «حزب الله تجرد من الإنسانية، فخسر عطف الشعب اللبناني، وخسر عطف حليفه (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال) عون، لأن لبنانيا واحدا لا يرضى أن يكون لبنان رهينة في يد الفرس، يحركونها كما يشاؤون«، موضحا أن «السياسة في لبنان تفتقد بشكل كبير الاخلاق، مثل أي شيء آخر، وهناك من يقدم نفسه لرئاسة الجمهورية على انه المنقذ والمخلص، وهو يحمل تاريخا غارقا في الدماء والقتل وكراهية الآخر«. وقال: «إنهم يحرضون أهل قلب لوزة على أخوانهم وجيرانهم في الوطن، لكي ينضموا الى الحرب الفارسية«، مذكرا بأن «جبل الدروز هو جبل العرب، وعرف عن أهاليه تمسكهم بعروبتهم، فهم قاوموا الاستعمار الفرنسي بقوة«، مشيرا الى «سبب هذه الأحداث كلها هو الفرس، الذين أشعلوا نار الفتنة المذهبية في كل العالم العربي، ولن يقع بنو معروف في ما وقع فيه اصحاب الفتنة من أخطاء جسيمة«. ولفت الى أن «الأحداث في العراق وسوريا أثبتت أن الفرس وأتباعهم، تخلوا عن كل المعاني الاخلاقية والانسانية، وتحولوا الى وحوش وبرابرة، همهم الوحيد هو القتل والذبح والغدر والخيانة«، مؤكدا أن «شعار الجمهورية الفارسية الإسلامي سقط، وظهر قادة هذه الدولة المارقة على حقيقتهم، بأنهم لم يعرفوا الإسلام يوما، ولم يتذوقوا طعمه، وأنهم برابرة ومجوس».

 

صفي الدين: كل كلمة تطلق بوجه المقاومة تدعم التكفيريين بشكل مباشر أو غير مباشر

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد علي حسن فنيش في مجمع الرسول الأكرم في بلدة معروب، بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين ومسؤول منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين، إلى جانب عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

وألقى السيد هاشم صفي الدين، كلمة قال فيها: "لم نكن نتوقع شيئا من الذين شرعوا الأبواب في البلد للتكفيري ليرتاحوا سياسيا وقانونيا ولينفذوا كل مشاريعهم لأهداف ضيقة، فهم كانوا كما ظننا بهم لوقوفهم إلى جانب هؤلاء التكفيريين وما زالوا، ومن الطبيعي أن لا نجدهم في مواقع الدفاع عن لبنان لأنهم لم يكونوا كذلك في يوم من الأيام، فهذا هو تاريخهم وثقافتهم وطريقتهم وأساليبهم، ولذا لا نتفاجأ عندما نجدهم دائما في موقع الإستئثار بالسلطة من التعيينات إلى التحكم بكل القرارات وصولا إلى التحكم بموعد انعقاد المجلس النيابي".

واعتبر "أن كل كلمة تطلق بوجه المقاومة التي تدافع عن لبنان في القلمون وفي السلسلة الشرقية تدعم هؤلاء التكفيريين سواء كان مطلقوها عن علم أو عن غير علم، أو بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذه هي الحقيقة التي يعرفها كل الناس".

ودعا "جميع الشرفاء والوطنيين والحريصين على بلدنا خصوصا وعلى منطقتنا عموما أن يتصدوا للارهاب التكفيري كي لا تغرق هذه المنطقة في الفتنة أكثر مما هي غارقة، وللمشاركة معنا في مواجهته، لأن هذا هو المنطق الصحيح والطبيعي الذي تحفظ فيه الأوطان"، مشددا على "أن المطلوب اليوم ليس أن يخون من يقاتل دفاعا عن البلد بوجه التكفيريين، بل المطلوب أن يأتي كل من توانى وتراجع وتنازل وقصر في يوم ما ويستدرك الموقف ليكون شريكا في مواجهة هؤلاء التكفيريين، لأن كل من يشارك في قتالهم وفي الوقوف بوجههم سواء بالموقف أو بأي شيء آخر سوف يكون من المساهمين مساهمة فعلية وجدية ببقاء الوطن واستمراره بعزة وكرامة".

وشدد صفي الدين على "ضرورة أن يسأل كل من قصر وتوانى في الدفاع عن لبنان في مواجهة التكفيريين، وليس نحن الذين ندافع عن بلدنا في مواجهة هذا المشروع بل يجب أن يسأل كل أولئك الذين يشنون علينا حملتهم الإعلامية السيئة والبشعة"، مشيرا إلى "أن بعض اللبنانيين يمتلكون الإمكانيات والقدرات لمواجهة التكفيريين، والبعض الآخر قادر على اتخاذ قرارات هامة من خلال الموقع الذي يشغلونه في السلطة والتي تضر بهؤلاء الإرهابيين، ولكنهم للأسف يقصرون في ذلك".

وقال "إننا قادرون على الصبر والتحمل مع بذل الدماء والتضحية والإيمان والثقة في مواجهة التكفيري، وإلحاق الهزائم به لأننا أهل حق وصدق، ولأننا أصحاب تجربة ونعرف تماما من هو هذا العدو، ومن يحركه وما الذي يريد أن يصل إليه، ولأننا نعتمد على كل هذه العناصر المضيئة والمشعة والساطعة في سماء مقاومتنا وبلدنا، ولأننا نملك مجاهدين أبطال من عوائل كريمة وشريفة وصادقة وحسينية أثبتت طوال التجربة أنها أهل الوفاء والصدق، وأنها ليست من الذين يقولون لبيك يا حسين ومواقفهم تكون في مكان آخر، وأثبت هؤلاء الأطهار وعوائل الشهداء والمجاهدين الشريفة والكريمة وهذا المجتمع المقاوم أنهم ممن تربى على قول لبيك يا حسين وهو يتقدم بكل قوة وثقة وإقدام للشهادة بين يدي أبي عبد الله الحسين في كربلاء"، لافتا إلى أننا "لا زلنا في قلعة المقاومة ندافع عن بلدنا في وجه الإسرائيليين، وجاهزون دائما لإلحاق الهزيمة بهم، لأن أنوار المقاومة لا زالت حاضرة في بيوتنا وقرانا وفي ثقافتنا وكتبنا ومدارسنا وفي كل شيء من حولنا، ولا زلنا نحن في هذه التجربة العظيمة التي هي مفخرة شعوب عالمنا الإسلامي والعربي".

وختم قائلا: "إن هذه المقاومة أثبتت بأهلها وشعبها وقيمها وتضحياتها ومجاهديها وشهدائها أنها قادرة على صنع المعادلات وكتابة تاريخ جديد، وأما إذا كان البعض يريد أن يكتب جغرافيا وسياسة ومعادلات جديدة في هذه المنطقة على حساب أبنائنا ونسائنا وأعراضنا وكرامتنا وشرفنا، فإنني أقول لهم بثقة كاملة إن المقاومة التي كتبت تاريخ الإنتصار بوجه الإسرائيلي ستكتب تاريخ هذه المنطقة بثقافتها وقيمها وجهادها وانتصاراتها"، مشيرا إلى "أن المقاومة قد هزمت النصرة وداعش متفرقين ومجتمعين في كل جبل وعلى كل تلة وفي كل مكان تواجدت فيه هذه المقاومة التي تحقق الانتصارات وتلحق بالتكفيريين الهزائم، والدليل على ذلك تلك المئات الكيلومترات التي تحررت في القلمون"، مؤكدا أنه "لدى المقاومة الحكمة والسياسة والدراية ما يكفي لكي تجعل الجميع مطمئنا لمستقبل تكون المقاومة مؤتمنة عليه".

وقد تخلل الاحتفال قراءة عطرة من القرآن الكريم ومجلس عزاء حسيني، وعرض مصور لوصية الشهيد ومقتطفات من محطاته الجهادية.

 

بيان مجمع السريان الأرثوذكس في معرة صيدنايا: لحلول سلمية وتوطيد اواصر المحبة بين ابناء الوطن

الأحد 14 حزيران 2015 /وطنية - أصدرت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، البيان الختامي لأعمال المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، الذي عقد اجتماعات مغلقة في دير مار أفرام السرياني في معرة صيدنايا، برئاسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع مار اغناطيوس أفرام الثاني. وتلا البيان المعاون البطريركي المطران جان قواق، وجاء فيه: "تدارس الآباء شؤون الكنيسة الروحية والتربوية وظروف المنطقة حيث يمر المواطنون بأوضاع دقيقة وحرجة ويدفعون أثمانا باهظة ان كان بأرواحهم أو ممتلكاتهم أو تهجيرهم من بيوتهم. وهذا ما يذكر بمذابح الابادة السريانية "سيفو" التي يحتفل هذا العام بالذكرى المئوية الأولى لحدوثها. وأكدوا ضرورة ايجاد حلول سلمية تريح المواطنين من كل النواحي. فهذا النزيف شوه صورة الوطن وجعل الناس، ولا سيما المسيحيين منهم، يغادرون البلاد الى المجهول وهم يحلمون بالأمن والسلام والاستقرار. وأثناء مداولاتهم، شددوا على توطيد أواصر المحبة والتعاون بين جميع أبناء الوطن، للوصول الى ما يرضي الله ويريح الضمائر ويطمئن الكل. كما ناشدوا الضمير العالمي، داعين أصحاب القرار الى تحقيق أمنية المواطنين باحلال السلام والمصالحة وعودة المخطوفين وخاصة مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم. كما تأسفوا للصمت العالمي ازاء ما يحدث في سوريا والعراق من أعمال عنف تخريبية واجرامية ومن تدمير للمعالم الأثرية والحضارية وهدم دور العبادة وتحويل بعض الكنائس الى مساجد، وآخرها كاتدرائية مار أفرام السرياني للسريان الارثوذكس في الموصل. وفي الختام، رفع الآباء الى الله ليبارك مساعي الصالحين وفاعلي السلام فتسود لغة العقل والمنطق وتعود الحياة في بلادنا الى طبيعتها فيعيش الناس على أساس المساواة في الحقوق والمواطنة".

 

قلب لوزة... أم قلب الطاولة؟!

خليل المقداد – أورينت نت

قد لا يختلف اثنان على أن جبهة النصرة قد نجحت حتى الآن في عدم الإنجرار إلى الكثير من الأفخاخ والشراك المنصوبة لها، وهو ما مكنها من إكتساب شعبية وحظوة لدى الشارع السوري منحها غطاء وشرعية ومذ دخلت أرض الشام، رغم إنتمائها للقاعدة المصنفة على قواهم الإرهاب، التي يضع الغرب معاييرها متى أراد وكيف يشاء. ومثلما أن معظمنا يتفق على نظافة يد النصرة طائفيا وإجتماعيا من خلال عدم تورطها في أي أحداث ذات بعد طائفي، فإننا متفقون كذلك على أن الكثير من المغرضين سيسارعون إلى ربط أحداث قلب لوزة بحديث أبو محمد الجولاني على الجزيرة وبالتالي تخويف الجميع وتنفيرهم من جبهة النصرة رغم امتثالها لأمر الله عز وجل القائل: (لا إكراه في الدين) وقوله عز وجل: (لكم دينكم ولي دين)، فهي وللأمانة لم يحدث أن حاولت إكراه أحد على تغيير دينه او مذهبه.

لست هنا في وارد إدانة او نقد بقدر ما أحاول توضيح الصورة في هذه العجالة, فالمتربصون بجبهة النصرة كثير، وليس آخرهم النظام بل حتى إن بعض اعدائها هم من تلك الفصائل السورية المسلحة التي قد لا تظهر عداوة للجبهة لسبب من الأسباب ربما خوفا أو طمعا في مصلحة آنية، لكنها وبلا أدنى شك قد تكون بإنتظار الفرصة الملائمة للإنضمام للركب الذي سينقض على الجبهة عندما تحين الفرصة، فأعداء النصرة إختاروا أن يؤجلوا المواجهة معها بإنتظار إنجلاء غبار معاركهم مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتمدد في طول البلاد وعرضها مستفيدا من أي فرصة سانحة أو ضعف على إحدى الجبهات. من هنا فإن أحداث بلدة قلب لوزة في ريف إدلب قد أتت في وقت حساس للغاية وربما يؤذن ببداية فصل جديد عنوانه "شيطنة جبهة النصرة" وصولا إلى تهيئة الرأي العام السوري لشرعنة قتالها، سلاحهم في ذلك قادة وفصائل لم يذكر لهم فضل في قتال جدي ضد قوات الأسد بل تحضير وإعداد لما بعد سقوطه خدمة لأجندات وضعت لوأد أي محاولة لولادة دولة إسلامية أو حتى ديمقراطية مستقلة على الأرض الشامية، وقلب اللوزة قد تتحول إلى الشماعة التي قد يقلبون بها الطاولة على النصرة إن إستطاعوا. إن احداث بلدة قلب لوزة وما خلفته من عدد كبير للضحايا وبغض النظر عن حيثياتها لجهة المتسبب فيها أو المسؤول عنها يجب أن تدق ناقوس الخطر وأن تكون درسا يتعلم منه الجميع، وخاصة جبهة النصرة لجهة التعاطي بحكمة وموضوعية مع القرى والبلدات التي تعيش فيها أقليات إثنية او دينية، والتنبه إلى مسألة عدم ترك الحبل على الغارب في معالجة هذه القضايا بل فإنني اجد أن من واجب جبهة النصرة إيفاد الثقات من العناصر والقادة عند معالجة هكذا قضايا كي لا تفتح باباً يلج منه العملاء والمغرضون المتربصين بالجبهة, فيهدموا ما بنته دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين على أرض الشام المباركة, فمعركتنا مع الاحتلال الفارسي الصفوي لسورية طويلة ومريره ولا يجب أن نسمح لأحد بأن يقوم بحرف البوصلة عن الهدف الرئيس المتمثل في تحرير وطننا وإسقاط نظام الطاغية الطائفي الذي أهلك الحرث والنسل. إن من واجبنا أن ندق ناقوس الخطر حباً لا كرهاً، ونصحاً لا إتهاماً فدقة المرحلة وصعوبتها وشدة تعقيداتها وما فيها من فتن وإمتحانات كفيلة بأن تجعل الحليم حيراناً، إضافة إلى ما نحن مقبلون عليه من احداث جسام لا زلنا نعيش إرهاصات ما قبل حدوثها، كل هذا يفرض علينا أن ننصح ونذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

 

بالصور.. تعرفوا الى الدرزي الذي كان مستشاراً للملك السعودي

كمال قبيسي/العربية/14 حزيران/15

للدروز العرب، ومنهم نصف مليون مهددون بأخطار حالية في الشمال والجنوب السوريين بشكل خاص، علاقة قديمة بالسعودية، تعود إلى زمن مؤسسها الملك عبدالعزيز، فقد كان له مستشار شهير منهم، هو اللبناني فؤاد حمزة، الكاتب والدبلوماسي والباحث الذي بدأ في 1926 مترجما للملك، ثم أصبح وزيره وأول سفرائه ومستشاره حتى وفاته بعد 26 سنة في بيروت. أحدث من ذكروه، هو الكاتب الكويتي سامي النصف في مقال جدير بالاحترام عن الموحدين الدروز، كتبه بعنوان "إياكم وبني معروف" ونجده بعدد اليوم الأحد من صحيفة "الأنباء" الكويتية، ويمكن لقارئ "العربية.نت" مطالعته اليوم أيضا في موقعها الذي نشرته فيه. نقرأ في نهاية المقال أن الدنيا عندما ضاقت على ثوار الشام آنذاك بقيادة الأمير سلطان باشا الأطرش "فتح لهم الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه أبواب بلده، لذا عقدوا مؤتمرهم في النبك بوادي سرحان بالمملكة عام 1928 وبقي الثوار 5 سنوات بالمملكة، وكان أول سفير سعودي ومستشار الملك والقائم على شؤون الخارجية السعودية هو السعودي من أصل لبناني فؤاد حمزة، وهو من دروز لبنان". ومن هذه العبارات استمدت "العربية.نت" فكرة العودة إلى أرشيفات ما كتبوه عن فؤاد حمزة كأحد أشهر "بني معروف" علاقة بالسعودية في تاريخها، لتكتب عنه أيضا، خصوصا بعد المجزرة التي لحقت بالطائفة، حين قتلت "جبهة النصرة" 20 من شبانها ليل الأربعاء الماضي في قرية "قلب لوزة" بمحافظة إدلب في الشمال السوري.

وأصبح المترجم وزيرا وأول سفير

كانوا يسمونه فؤاد بك حمزة، وللمقربين هو "أبو سامر" إلا أن اسمه الكامل كان فؤاد بن أمين بن علي حمزة، المولود في 1899 بقرية "عبيه" القريبة من مصيف "عاليه" الجبلي في لبنان، وهو من عائلة درزية يصفونها بعريقة من أصل قحطان، عرب الجنوب.

وكان حمزة معلما في مدارس حكومية بالقدس ودمشق، وملما باللغة الإنجليزية، ولهذا السبب قدمه شكري القوتلي، قبل أن يصبح رئيسا لسوريا فيما بعد، إلى الملك عبدالعزيز، فاختاره ليعمل لديه مترجما خاصا، إلا أن المترجم تولى سريعا أعمال مديرية الشؤون الخارجية، وبعدها وكيلا لها، وتلاها بتقدير خاص من الملك الذي منحه الجنسية السعودية مع لقب سفير، وكان أول منصب سفير للمملكة الناشئة.بعدها عينه الملك وزير دولة، ثم وزيرا مفوضا في باريس، وبالمنصب نفسه فيما بعد بأنقرة، ثم شغل المنصب الأهم، وهو مستشار للملك الذي أوفده في مهمات دبلوماسية عدة بالخارج، منها إلى أوروبا والولايات المتحدة "للتعريف بسياسة المملكة ومنهجها" على حد ما طالعت "العربية.نت" عنه في موقع "ويكيبيديا" المعلوماتي، وطابقته بمعلومات منشورة متفرقة في وسائل إعلام سعودية بشكل خاص.

وأوصى بمكتبته لدارة الملك عبدالعزيز

من المعلومات الأرشيفية أيضا أن فؤاد حمزة، المؤلف لثلاثة كتب عن #السعودية ، شارك برئاسة الملك عبدالعزيز في مؤتمر "لوبن" للتفاوض مع عاهل العراق، الملك فيصل. كما تولى مفاوضات وصاغ اتفاقيات ونفذ مهمات خاصة، إلى درجة أصبح معها ملما بالصورة الحقيقية لشخصية الملك ومشاريعه وما ينويه، وتطورت علاقته به لتتفرع إلى علاقات وثيقة أقامها مع أمراء البيت السعودي.

واعتل فؤاد حمزة بمرض القلب الذي حمله على طلب العلاج في بيروت، وفيها عام 1951 توفي بعمر 52 سنة، في وقت كان ينهي فيه كتابا ألفه عن الآثار في السعودية، فدفنوه في قرية "عبيه" بعد أن أوصى بتقديم مكتبته التي كانت تحتوي على 1257 كتابا، وتضم مجموعات نادرة من المؤلفات هدية إلى مكتبة دارة الملك عبدالعزيز، إلا أنه ترك أيضا وثائق مهمة وصوراً ومذكرات.

لقاء الابن بالملك سلمان حين كان أميراً للرياض

وقبل7 سنوات، حين كان الملك سلمان أميراً للرياض ورئيساً لمجلس إدارة "دارة #الملك_عبد_العزيز ، زاره في مكتبه أحد أبناء فؤاد حمزة، وهو الدكتور عمر الذي قدم إليه في مارس 2008 ما تركه والده من وثائق ومذكرات "ترتبط كمصادر بتاريخ الملك عبدالعزيز والمملكة"، وفق خبر طالعته "العربية.نت" منشورا ذلك العام بصحيفة "الاقتصادية" السعودية. وشكره أمير الرياض آنذاك على مبادرته، وقال له: "إن ما قدمته أسرة فؤاد حمزة يعد امتدادا لما بذله، رحمه الله، للوطن، وإضافة مهمة لمصادر المعلومات التاريخية في دارة الملك عبدالعزيز، وستجد كل العناية والاهتمام من مركز الوثائق والمخطوطات في الدارة"، على حد تعبير الأمير الذي نراه في الصورة التي تنشرها "العربية.نت" وهو يقلده وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى تقديراً له ولأبيه.

 

مسيحيّو “الثلاثيّة”

الياس الزغبي/لبنان الآن/13 حزيران/15

لم يَعُد خافياً أنّ “محور الممانعة والمقاومة” يبذل جهداً استثنائيّاً لإيهام ما يُسمّى “الأقليّات” بأنّه راعيها وحاميها من “الابادة الأكيدة” على يد كلّ من يناصبونه العداء، حتّى ولو كانوا من نسيج الأقليّات نفسها، أو من المعتدلين عرباً وغرباً، وليس فقط على يد الارهابيّين التكفيريّين.

وليس خافياً كذلك مدى رعونة بعض مجموعات المعارضة السوريّة التي تقدّم بارتكاباتها المشينة خدمات مجانيّة لهذا المحور، وآخرها ما جرى في قرية “قلب لوزة” السوريّة ضدّ أهاليها من طائفة الموحّدين الدروز. وكأنّما هناك تواطؤ ضمني بين “العدوّين الحميمين”، تجلّى بعض مظاهره في جرود القلمون وفي تسليم تدمر، وفي التمرير المتبادل للعناصر والسلاح والنفط.

وقد جاء توظيف جريمة القرية في إدلب سريعاً وفاقعاً، من خلال رفع عقيرة المرتبطين بالنظام السوري  و”حزب الله” إلى أقصى درجات الحضّ على القتل وسفك الدماء ونكء الالتهابات المذهبيّة والعودة إلى  “الحرب المقدّسة”، مقابل أصوات عاقلة تتنبّه لخطورة الاستغلال وتحاول تبريد الرؤوس الحامية.

واستغلال “قلب لوزة” ووضع الدروز في السويداء لم يكن معزولاً عن سياق استغلال المحور نفسه وضع مسيحيّي الشرق، وتحديداً مسيحيّي البقاع الشمالي، من خلال تخويفهم إلى الحدّ الأقصى، والاصطياد في التخويف بهدف الإيقاع بهم في شباكه.

ولم يتردّد الدماغ الأسود المتحرّك بين الضاحية ودمشق وطهران في ابتداع أخطر أساليب الإرعاب والإغراء، فأقدم على إنتاج “ثلاثيّة” جديدة تجمع الجيش إلى “المقاومة” والعدرا (العذراء مريم)، في محاولة مكشوفة لزجّ المقدّس في المدنّس، وتحريك عواطف السذّج من المسيحيّين الذين يرفعون في الملمّات شعارهم الإيماني “العدرا بتحمينا”.

كان على المرجعيّات المسيحيّة العاقلة، الروحيّة والسياسيّة، الإسراع إلى سحب هذا الفتيل القاتل من التداول، وتنزيه اسم العذراء من التجارة الرخيصة به، وتوعية المسيحيّين إلى خطورة الانسياق الضرير في اللعبة السياسيّة الطائفيّة الأمنيّة المدمّرة.

لكنّ ما حصل هو انزلاق شخصيّات وقيادات مسيحيّة في هذه الورطة، وعدم اقتصارها على المسيحيّين البسطاء. فسمعنا كلاماً مباشراً من إحداها في مقابلة تلفزيونيّة جاء فيه: ” حزب الله” وبشّار الأسد يحميان مقدّساتي ووجودي!

كان يمكن أن يكون هذا الكلام عابراً، لولا صدوره عمّن يدّعي أنّه سليل “المردة”، بما يعنيه الاسم والتاريخ من شكيمة وبأس وشجاعة في مواجهة الأخطار، بدون الاتكال على أيّ حماية، ولو اقتضى الأمر التحصّن في الجبال الوعرة واختيار شظف الحياة.

ففي تاريخ المسيحيّين والموارنة تحديداً أخطار إبادة وحروب لا تقلّ عن أخطار اليوم، ولم يكن هناك لا “حزب الله” ولا بشّار ولا شرق وغرب يدخلون في حمايتهم وذمّتهم. فمن أين أتت هذه الذميّة المستجدّة التي تستجير بمن يحتاج هو نفسه إلى من يُجيره؟

وهذا التسليم السياسي والأمني عبر اللجوء إلى “ثقافة” الحمايات، يتمدّد إلى مجموعات مسيحيّة أُخرى، سلّمت قرارها وقدرها إلى الجهة “الحامية” نفسها بورقة “تفاهم”، فاستطابت الاحتماء، ولو على حساب الدولة وأولويّة الجيش اللبناني في الدفاع والحماية لكلّ اللبنانيّين.

كما استطابت الثلاثيّة الجديدة المخجلة والمعيبة بضمّ الرموزيّة الدينيّة المسيحيّة إليها، وأوعزت إلى ناطقين باسمها للتنويه ب”الابتكار” الجديد وتعميمه على مزيد من البسطاء لاستغلال مشاعرهم والاستثمار في تخويفهم.

إنّ أسوأ ما يُصاب به المسيحيّون هو هذه الالتحاقيّة العمياء بحجّة حمايتهم، وتوهّمهم بأنّ أقليّة بجبروتها الراهن تحمي أُخرى، فيستفيقون ذات ليلة على أنّ الأقليّة “الحامية” تحوّلت إلى أكثريّة قاتلة. يهربون من الدبّ ليقعوا في الجبّ، مستجيرين “من الرمضاء بالنار”.

لقد بات المسيحيّون، خصوصاً الموارنة، في حاجة ماسّة إلى صدمة وعي، يقوم بها شخص أو مرجع أو مجموعة، يقرعون عقولهم الخاملة وقلوبهم الراجفة، ويأخذون بيدهم إلى الموقف الخلاصي السليم: استرجعوا رسالتكم في السلام والتوليف بين الأمم والشعوب، واخرجوا من شرنقة الحمايات إلى حضن الدولة. الدولة التي بناها أسلافكم هي ملاذكم وكفيل حريّاتكم ومساحة رسالتكم، فاسعوا إلى تطويرها لتكون حصنكم الثابت والدائم.

في تلك اللحظة فقط، ينجح المسيحيّون في كتابة نصّ نيّاتهم السليمة، فيخرجون من شرذمة الثلاثيّات إلى رحاب الدولة والوطن. ولا تبقى إلّا الثلاثيّة الخلاصيّة في الأقنوم الواحد: لبنان.

 

كذبة «مقاومة التطبيع

 داود الشريان/الحياة/15 حزيران/15

لقاء أنور عشقي «رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والسياسية» في جدة، ودوري غولد «المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية»، خلال ندوة نظمها «مجلس العلاقات الخارجية الأميركي» في واشنطن، أصبح قضية في بعض الإعلام العربي. الحملة على السعودية، بعد هذا اللقاء، تذكّرنا بنظيرتها التي شُنت اثر المصافحة بين الأمير تركي الفيصل، ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق داني ايالون، خلال إحدى جلسات مؤتمر ميونيخ للأمن، قبل خمس سنوات. على رغم ان الأمير تركي اجبر ايالون على الاعتذار، وحين طلب الأخير من تركي الفيصل أن يلقاه ويصافحه، قال الأمير: أنتَ من يجب أن يأتي إليّ. وعندما تقابلا وجهاً لوجه، قال أيالون للأمير: اعتذر عما قلت. فقبِل الأمير الاعتذار؟ وتمسك بموقف بلاده. في تلك الجلسة نسي بعض الإعلام أن الأمير رفض الجلوس مع داني ايالون بسبب السلوك السيء مع السفير التركي لدى إسرائيل، وتم التركيز على فعل المصافحة، وفسر إعلاميون وصحافيون الموقف بأنه مشروع تطبيع سعودي مع إسرائيل، تماماً مثلما حدث مع لقاء عشقي. موقف السعودية من التطبيع موجود في نص «المبادرة العربية»، ولا يحتاج الى اجتهادات صحافيين ومحلّلين سياسيين لفهمه، فضلاً عن أن مصافحة مسؤولين عرب، على رأس العمل، مع مسؤولين إسرائيليين، لم تنقطع منذ أوسلو، لكن أحداً في الإعلام العربي لا يتحدث عنها باعتبارها تطبيعاً. أما إذا تمت مصافحة من سعوديين، وإن كانوا لا يشغلون منصباً رسمياً، فإن «أصدقاء» السعودية في الإعلام العربي يفتحون مناحة. قبل أسابيع التقى ممثلون من دول عربية إسرائيليين، خلال اجتماع عقد في الأردن، بمشاركة أوروبية وأميركية. كان الهدف دفع التعاون الأمني بين دول عربية وإسرائيل، ولم يتحدث «البواسل» في الإعلام العربي عن هذا اللقاء، فضلاً عن ان هؤلاء لم يهاجموا الراحل ادوارد سعيد حين طالب المثقفين العرب في مقال له في جريدة «الحياة»، بالمبادرة للاتصال بالمثقفين الإسرائيليين، ودعوتهم الى النقاش في الجامعات ومراكز الثقافة والمنابر العامة في العالم العربي. قائلاً «ماذا استفدنا من السنوات التي رفضنا خلالها التعامل مع إسرائيل؟ لا شيء سوى إضعافنا وإضعاف تصورنا لمناوئينا». لا شك في ان بعض «المناضلين» العرب اكتشف خيبة «ممانعة» أحزابه ومنظماته، وقرر مداراة فشله بشعار «رفض التطبيع» وتضخيمه، وجعل السعودية كبش فداء لهذا التضليل. الأكيد أن المبالغة في رفض التطبيع باتت غطاء لتعويض الخور الذي وصل اليه حال ما يسمى «الممانعة»، لكنه غطاء لم يعد قادراً على حماية الشعارات المزيفة التي قادتنا الى المهالك.

 

سورية: النظام يتراجع و«الدويلات» البديل الجاهز!

 جورج سمعان/الحياة/15 حزيران/15

 لن يسقط النظام السوري غداً. تراجعه المتواصل يزيد في إرباك الساعين إلى تسوية من أجل الحفاظ على ما بقي من هياكل الدولة، خصوصاً المؤسسة العسكرية. فهذه يراهن عليها كثير من اللاعبين جسماً لا بد منه لاحقاً في مهمتين: مواجهة الحركات الإرهابية، والحفاظ على السلم الأهلي بين المكونات المختلفة. الدينامية الجديدة التي تفرضها مكاسب المعارضة الأخيرة تقضي على كل آمال النظام بالبقاء، لكنها في الوقت نفسه تفاقم تفكك البلاد التي لن يكون مصيرها أفضل من مصير العراق. فأرض الرافدين لم تعد دولة عربية بالمعنى القومي. الكرد يعيشون مستقلين في إقليمهم ينتظرون نضج الظروف لإعلان دولتهم. وشركاؤهم العرب يتقاسمون ما بقي من أقاليم بين شيعة وسنة، لا يبدو أنهم سيأتلفون وإن عجل ذلك في تحولهم غنائم في تقاسم إقليمي تتعدد أطرافه. ومآل سورية لن يكون أفضل. لن تعود «قلب العروبة النابض». الكرد شمالاً وشرقاً يستعجلون ربط مناطقهم في ما بينها ربطاً محكماً، وإن على حساب شركاء آخرين لإقامة كردستان الغربية على غرار جارتها الشرقية. والعلويون يديرون معاركهم الأخيرة بما يعزز حماية مناطقهم الحيوية. ومذبحة قلب لوزة بعثت قضية أخرى هي مصير الدروز والأقليات الأخرى.

لكن مناطق سيطرة المعارضة ليست واحدة. تراجع قوات النظام لا يصب في خانة إدارة واحدة سياسية وعسكرية. فلا القوى السياسية المعارضة توافقت على توحيد موقفها وبرامجها. ولا الفصائل العسكرية انضوت في غرفة عمليات مشتركة. وكثرة المؤتمرات واللقاءات التي تعقد في هذه العاصمة وتلك، هدفها الأول ضمان هذه العواصم حصتها في النظام المقبل أكثر مما هو العمل على توحيد هذه القوى. والتقدم في جبهتي الشمال والجنوب لا يصب في خانة قوة واحدة على الأرض.»جيش الفتح» الذي يقاتل في الجبهة الشمالية يضم كتائب إسلامية مع «جبهة النصرة»، ويحظى بدعم تركي - خليجي. ولا يرتاح إليه الغرب. أما القوى التي تقاتل في الجنوب فتبدو أكثر تنظيماً من الناحية العسكرية لتلقيها تدريباً خاصاً في الأردن، في إطار برنامج تديره الاستخبارات الأميركية. علماً أن اعتراضات من وسط الحزبين في أميركا خفضت المخصصات لهذا البرنامج، والذريعة هي التقدم الذي تحرزه حركات التطرف على الأرض. وقد فشلت في عمان أخيراً المحادثات بين وفد «الائتلاف الوطني» ومسؤولين في «الجبهة الجنوبية» التي رفض قادتها أيضاً اعتبار «حركة أحرار الشام» جزءاً من هذه الجبهة. مقابل هذا التشتت تبقى قوى التطرف هي الأقوى والأصلب عوداً في الميدان.

بالطبع هناك عوامل كثيرة وراء تراجع قوات النظام، أولها الإنهاك الذي أصاب الجيش والخسائر التي مني بها، فضلاً عن الانشقاقات الكبيرة، خصوصاً في الجبهة الجنوبية. والثاني هو نتيجة للعامل الأول، أي اقتناع النظام بوجوب حصر اهتـــمامه بالدفــــاع عن المناطق الحيوية التي تشكل سبباً لبقاء النظام وثباته. أو أنها تشكل نواة خريطة «الـــدولة العلوية. وهنـــاك تبدل في موقف روسيا لأسباب كثيرة باتت معروفة. وهناك كلام جدي عن أفكار مشتركة بينها وبين الولايات المتحدة. وحتى إيران التي تزج بمزيد من الميليشيات للدفاع عن النظام لا تريد سقوطه أو تغيير رأسه بلا ثمن. تدعم بقاءه، لكنها لن تتمسك به، ولا شيء يحــــول، بعد بلورة مصير الاتفــــاق النــــووي آخر الشهر، دون أن تضعه ورقة للمساومة بين أوراق كثيرة تتعلق بمستقبل دورها وحجمها في الإقليم... ولكن ليس على حساب خسارتها موطئ قدم في بلاد الشام يهدد مستــقبل «حــزب الله» في لبنان.

لكن كل المكاسب التي تحققها المعارضة، وكل الاتصالات والمشاورات والمؤتمرات التي توحي بأن التسوية قاب قوسين وأدنى، تتجاهل أن عناصر وشروطاً أساسية في تقرير وجهة الأزمة في سورية تظل بأيدي السوريين أنفسهم. فإذا كان اللاعبون الخارجيون يعدون للتغيير فإن مسؤولية المعارضة تصبح مضاعفة. على كل الفصائل السياسية التوافق على قيادة واحدة وبرنامج سياسي واحد لإدارة البلاد في المرحلة الانتقالية. وعلى القوى المقاتلة الاندماج في غرفة عمليات واحدة، وإلا لن تلقى الدعم والاطمئنان إلى دورها بعد سقوط النظام. إن استعجال هاتين الوحدتين وحده كفيل بدفع الدول الكبرى في الإقليم وخارجه إلى استعجال التسوية. فهما تشكلان وقوداً ضرورياً لانطلاق قطار الحل. وبقدر ما هو مطلوب من الفصائل السياسية أن تتخلى عن نهج الإقصاء أو بالأحرى الاستئثار، لا بد من توحيد الجسم العسكري وكل الجبهات. لم يعد مسموحاً أن يدافع بعض «الائتلاف» عن «النصرة» و«سوريتها» وإمكان تخليها عن التشدد الذي أملتــــه ظـــروف معينة... إلا إذا تمكـــنت قـــوى راجحة في الجبهة من دفعها خارج «القاعدة». واعترفت بالمشروع السياسي الذي تجمع عليه القوى السياسية، والذي يترك للشعب السوري أن يقرر بنفسه شكل النظام وهوية الدولة مستقبلاً بما يراعي وجود أقليات وأعراق ومذاهب مختلفة في البلاد. غير ذلك يستحيل توحيد الكتائب المقاتلة وإقناع القوى الخارجية بوجوب التغيير الحتمي للنظام.

في غياب هذه الشروط لن يقتنع أهل الداخل السوري والخارج أيضاً بوجود بديل يمكنه أن يمسك بإدارة البلاد بعد ترحيل النظام. فقد أثبت على رغم تراجعه في أكثر من جبهة أنه لا يزال يسعى إلى تسويق نفسه رقماً لا غنى عنه للحفاظ على ما بقي من الدولة، والأهم من ذلك لضمان أمن الأقليات الذي يتمسك به الأميركيون والروس هدفاً مركزياً وعنصراً لا غنى عنه في أي تسوية. وبات من المسلّم به أنه يلعب ورقة «داعش»، فيخلي للتنظيم ما أمكنه من مناطق ويسهل له العبور لمواجهة خصومه في الفصائل المعارضة الأخرى. كما أن المجزرة التي ارتكبتها «النصرة» في البلدة الدرزية قلب لوزة شمالاً، وتهديد السويداء على أيدي «داعش» وغيره من المتشددين، يقدمان خدمة مجانية إلى النظام وخططه وشعاراته، ويدفعان بالمكون الدرزي إلى البحث عن موقع يقيه ما حل بالأقليات في العراق بعد سقوط الموصل. لن يستطيع الدروز تسويق سياسة الحياد. فلا النظام تفهم موقفهم وموقف شبابهم الذين تخلفوا عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، أو أبدى استعداداً لتسليحهم ما لم يمدوه بالرجال. ولا المعارضة راقها امتناعهم عن الانخراط في الحرب إلى جانبها. وهم بالطبع لا يستسيغون الوقوف مع فصائل متشددة ترى إليهم كفاراً خارجين على الدين. وما حدث في قلب لوز سيعزز مخاوفهم من الحركات المتشددة. ولن يثقوا بما يقدم إليهم من عهود وتطمينات... ولا يرغبون في التوجه نحو إسرائيل. قد لا يبقى لهم سوى بالأردن الذي من مصلحته ومصلحتهم التوصل إلى تفاهم يقطع الطريق على احتمال تدخل تل أبيب، وعلى اقتراب حركات التطرف من الحدود الشمالية للمملكة الهاشمية. ولكن تبقى هناك مصلحة للنظام في تسهيل اقتراب «داعش» من الحدود الشرقية للسويداء، ليقول لأهلها أن لا مفر أمامهم سوى الانضمام إلى جيشه. وليقول للعالم أن لا بديل من النظام لحماية الأقليات. وهي رسالة تخاطب الغرب والروس الذين يؤكدون باستمرار حرصهم على الأقليات ومصيرها ومستقبلها. وليراهن ربما على تدخل إسرائيلي تحت ضغط دروز الداخل والجولان المحتل أو خوفاً من انتشار حركات التكفير على الحدود مباشرة.

«المسألة الدرزية» ليست وحدها الطارئ في مسار الأزمة السورية. نتائج الانتخابات البرلمانية التركية ستؤدي إلى إعادة النظر في السياسة الخارجية لأنقرة. قد يجد رجب طيب أردوغان نفسه مضطراً إلى ذلك، إذا كان لا بد من تحالف «العدالة والتنمية» مع «حزب الشعب الجمهوري» من أجل تشكيل الحكومة الجديدة. وربما وجد نفسه مضطراً إلى الحوار مع إيران، وليس مع السعودية وحدها، نزولاً عند رغبة الرئيس الأميركي الذي حض أهل المنطقة على حل مشكلاتهم مباشرة مع الجمهورية الإسلامية. وإيماناً منه أيضاً بأن طهران ستجد قريباً مصلحة في التخلي عن الأسد لئلا تنقطع كل خيوطها مع النظام الذي سيخلفه في دمشق عاجلاً أم آجلاً. ولا يغيب هنا أن حكومة أردوغان توسطت قبل سنوات لتسوية الملف النووي الإيراني. وقد تتوسط اليوم لحل المشكلات في المنطقة بين إيران والدول العربية. وما يدفع إلى مزيد من التقارب بين البلدين هو الفوز الذي حققه «حزب الشعوب الديموقراطي»، وتعثر التفاهم بين كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد. ولا شك في أن طهران وأنقرة لا ترغبان في رؤية قيام دولة كردية مستقلة شمال العراق، ويقلقهما تشكل إقليم كردي في سورية.

في أي حال، من المبكر الحديث عن تسويات نهائية، ما دامت الحرب على «داعش» ستطول. وما دامت الإدارة الأميركية تركز على العراق أولاً حيث لا تملك استراتيجية متكاملة، كما صرح الرئيس أوباما «لأن ذلك يتطلب التزامات من العراقيين أيضاً». وما التزمه ويلتزمه العراقيون اليوم هو مواصلة الصراع المذهبي والعرقي. وهو ما يمد بعمر «دولة الخلافة». في هذه الأثناء، سيكون على السوريين أن ينتظروا طويلاً حتى يأتي الدور على «دواعشهم». لذلك ستتفاقم الحروب بين فصائل المعارضة سقط النظام أم لم يسقط. ولن تكون صورة سورية غير صورة العراق. المشرق العربي سيبقى بمعظمه بلا دول وجيوش مركزية. لم تتبلور بعد الخطوط النهائية التي ستفصل بين المكونات الاجتماعية، الدينية والمذهبية والعرقية. ولم تتبلور بعد صورة المصالح الحيوية للدول الكبرى المعنية بالثروة النفطية وبالمواقع الجيوسياسية. ويمكن الدول الإقليمية الكبرى، تركيا وإسرائيل وإيران، أن تطمئن وترتاح إلى غياب القوة العسكرية التي طالما كانت تشعر بتهديدها، سواء جاءت من سورية أو العراق... أو حتى من مصر. يقتصر الوضع اليوم على ميليشيات وجيوش فئوية مهمتها الحفاظ على حدود «الدويـــلات» فقط!

 

في وداع الأقليات

 غسان شربل/الحياة/15 حزيران/15

قال السياسي: «لا تقرأ الحاضر بلغة الماضي. العراق الذي كنت تعرفه راح. العراق الحالي أخطر من السابق على نفسه وعلى جيرانه. التهمت العصبيات العملية السياسية. الدولة مجرد غطاء تستكمل تحته الحروب الأهلية وعمليات الفرز السكاني. هناك الشيعة وحشدهم الشعبي. وهناك العشائر السنية التي تخسر مرة حين يجتاحها «داعش» وأخرى حين يحررها «الحشد الشعبي». وهناك كردستان العراق التي دفعت دماً لاسترجاع «المناطق المتنازع عليها». والمعركة بين «الحشد الشعبي» والبيشمركة آتية مهما تأخرت. لا تسأل عن الايزيدين والمسيحيين والشبك فهم إما تبخروا أو أنهم في الطريق». وأضاف: «سورية التي كنت تعرفها راحت. سورية الحالية أخطر من السابقة على نفسها وجيرانها. يتقاتل السوريون اليوم على حدود المكونات. لا تختصر المشكلة بوجود «داعش». الواقع الذي أنجبه يمكن أن ينجب لاحقاً ما هو أخطر منه. إننا في خضم حرب مذهبية إقليمية. من يمتلك القوة الكافية سيحصل على جزء من حطام الدولة السورية. الأقليات القوية سترسم حدود أقاليمها بالدم. الأقليات الضعيفة سيأكلها هذا النزاع. هل يحق لتونسي من «النصرة» أن يقتل عشرين درزياً سورياً رفضوا الامتثال لأوامره؟ هل سمعت استغاثات العرب والتركمان من ممارسات الميليشيات الكردية السورية التي تقاتل «داعش»؟ إنها تتحدث عن عمليات تطهير وتنظيف. وضع المسيحيين السوريين يذكر بذعر المسيحيين العراقيين». لامس السياسي جوهر المشكلة. تفككت الدولة المركزية. سقطت الحدود الدولية. التحقت الجيوش بعصبياتها العميقة والميليشيات. سقط التعايش وغرقنا في حروب المكونات. لم يعد السؤال عن الحدود الدولية صار عن الحدود داخل الحدود. أين تنتهي حدود الشيعة في ما كان يسمى العراق؟ أين هي حدود السنة؟ وأين حدود الأكراد؟ أين هي حدود السنة في ما كان يسمى سورية؟ وأين حدود العلويين؟ وأين حدود الأكراد؟ وماذا عن الدروز؟ أتذكر الآن ما سمعته في العراق. قال السائق: «هذا مخيم الايزيديين الذين فروا من جبل سنجار... إنه مخيم من بقي منهم. ينتظرون هنا أبناء تأخروا وأحفاداً لن يصلوا. ويسألون عن بنات تعرضن للسبي ويعرضن الآن للبيع بحفنة من الدولارات». كانت المرأة المسنة تجلس قرب مدخل الخيمة. لم يبق لديها دمع لتغسل تجاعيد وجهها. كانت تنظر كمن لا يرى. خجلت من التحديق في عينيها. رأيت فيهما جبالاً من القهر والذل. راوغت الموت وفرت. لكنه عبقري ومجرب اصطاد من عائلتها ابناً وثلاثة أحفاد. تحاشيت فتح جروحها. طلبت من السائق أن يتابع طريقه. لاحظ المرافق شدة تأثري. خشي أن اختصر مأساة العراق بنكبة الايزيديين. قال إنه طرد هو الآخر من منزله في بغداد. سألته إن كان السبب انتماؤه الكردي فأجاب: «لا، طردت لأنني سني أقيم في حي شيعي وبذريعة أن شيعة طردوا من أحياء سنية». عدت إلى الفندق في إربيل. سألت الشاب العامل خدمة فاسداها إلي. قلت أجامله. سألته عن مدينته بعدما استوقفتني لهجته فقال: «أنا من الموصل. الحقيقة أنني كنت من الموصل». أثارت «كنت» حشريتي. روى أن والده تلقى اتصالاً حاسماً: «لا مكان لكم هنا». سارعت العائلة إلى الفرار. حكى بحرقة أن الموصل أرض أجداده وأجدادهم وأن المسيحيين عاشوا فيها منذ مئات السنين إلى جانب جيرانهم المسلمين. لفتني أنه طرد من المدينة قبل سقوطها في يد «داعش». أيقظت الإطلالة المدوية لـ»داعش» وأشباهه ذعر الأقليات. ضاعف الهجوم الإيراني في الإقليم حدة النزاع السني - الشيعي. احتمت الأقليات الكبرى بأسلحتها وتحالفاتها واندفعت في مجازفات كبرى مضطرة حيناً ومختارة أحياناً. وضع العرب السنة في العراق ليس سهلاً على الإطلاق. صدام «حزب الله» اللبناني بالكتلة السنية في سورية ليس بسيطاً على الإطلاق. أما الأقليات التي تعوزها الأنياب والعمق الجغرافي والرصيد السكاني فتبدو مرشحة لخسارات قاتلة. ومن يدري فقد نكون في موسم وداع الأقليات. الأقليات الكبيرة القادرة ستهاجر إلى أقاليمها والأقليات الصغيرة العاجزة ستجهز جوازات السفر استعداداً لعبور البحر. سقوط العروبة الحضارية الرحبة نكبة للأكثريات والأقليات معاً. شيوع التطرف المذهبي يعزز النكبة لأنه ينسف حلم اللقاء تحت مظلة الدولة. تتضاعف نكبة الأقليات الصغيرة حين تسلس قيادها لسحرة صغار أصابتهم لوثة ادعاء الأدوار التاريخية ولشرهين مقامرين يصرون على احتكار الوليمة حتى ولو سبحوا في دم من يزعمون إنقاذهم.

 

إسرائيل تطالب واشنطن بحماية دروز سورية/"النصرة" تحاول طمأنتهم بعد حادثة قلب لوزة

تل أبيب, دمشق – الأناضول, ا ف ب: طالبت إسرائيل الإدارة الأميركية بالمساهمة في حماية أبناء الطائفة الدرزية في سورية عسكرياً. وذكرت صحيفة “هآرتس”, الصادرة أمس, أن “اسرائيل طلبت من واشنطن مساعدة أبناء الطائفة الدرزية في سورية عسكريا, لصد هجوم الفصائل المسلحة السنية عليهم في منطقة جبل الدروز”, مشيرة إلى أن “الطلب الاسرائيلي قُدم لرئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي, خلال زيارته إسرائيل الأسبوع الماضي”. وأضافت الصحيفة ان “عدداً من السكان الدروز في محافظة السويداء السورية قالوا في مكالمات هاتفية مع اقربائهم في اسرائيل, ان هناك اتصالات تجري حاليا بين ممثلي الطائفة والميليشيات المسلحة, خصوصاً جبهة النصرة, من اجل إبقاء القرى الدرزية خارج النزاع”. من جانبه, قال المختص في الشؤون الإسرائيلية الفلسطيني فرج رمانة: “إن إسرائيل تحاول منذ انطلاق الثورة السورية اللعب على المتناقضات”, ولم يستبعد “تنفيذ الموساد, عمليات داخل الأراضي السورية وغيرها في المنطقة لإرباك الموقف على الأرض”. في سياق متصل, أعلنت “جبهة النصرة”, الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”, أنها ستحاكم الاعضاء المتورطين في عملية تبادل لاطلاق النار في محافظة ادلب شمال غرب البلاد أسفر عن مقتل 20 شخصاً على الاقل من الدروز. وسعت الجبهة في بيان رسمي نشر على “تويتر”, مساء أول من أمس, إلى تهدئة المخاوف من مزيد من الهجمات على الاقليات, معلنة أن بعض اعضائها تصرفوا من “دون الرجوع إلى أمرائهم, وبمخالفة واضحة لتوجيهات قيادة جبهة النصرة”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر ان قياديا تونسيا في الجبهة “حاول الاربعاء الماضي مصادرة منزل مواطن درزي في قرية قلب لوزة في منطقة جبل السماق”, بحجة ان “صاحبه موال للنظام, الا أن أفراداً من عائلة صاحب المنزل حاولوا منعه, فحصل تلاسن, ثم احتجاج, ثم إطلاق نار”. وأضاف مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان القيادي في “النصرة” الذي يقدم نفسه باسم “السفينة” استقدم “رجالا واتهم سكان القرية الدرزية بالكفر, وبدأ إطلاق النار مع مرافقيه عليهم, ما تسبب بمقتل عشرين شخصا بينهم مسنون وطفل واحد على الأقل”.

وذكرت “النصرة” في بيانها أنها ارسلت على الفور لجنة الى قلب لوزة “للوقوف على الحادث بأنفسهم وتطمين أهالي القرية والتأكيد على أن ما وقع هو خطأ غير مبرر”. وأضافت: “ما زالت القرية وأهلها آمنين مطمئنين تحت حمايتنا وفي مناطق سيطرتنا, وإن كل من تورط في تلك الحادثة سيقدَّم لمحكمة شرعية ويُحاسب على ما ثبت في حقه من دماء”. وهناك اربع او خمس قرى درزية في محافظة ادلب الواقعة تحت سيطرة “جبهة النصرة” وكتائب معارضة.

 

الحرس الثوري الإيراني يسحق في العراق والشام

داود البصري/السياسة/15 حزيران/15

وسط نيران المعارك المحتدمة في الشرق , وفي خضم حالات التشابك بين الأجندات والمشاريع الإقليمية حول مستقبل وطبيعة الأنظمة السياسية المستقبلية في المنطقة , بدأ النظام الإيراني المتورط في مصائب وملفات الفتنة الطائفية في الشرق يدفع إستحقاقات ذلك التورط وبأثمان غالية جدا هي دماء قياداته النوعية من مستشاري الحرس الثوري الذين خاضوا صفحات الحرب الطويلة ضد العراق بين عامي 1980 -1988, والذين لهم خبراتهم في المجال العسكري , فقد سقط العشرات من كبار ضباط حرس ثورة نظام الملالي في الساحتين العراقية والسورية حتى تحول النزيف الحرسي ظاهرة خطرة باتت تهدد أسس وقواعد النظام الذي يعيش حرب إستنزاف حقيقية مهلكة لقدراته وإمكاناته المحدودة أصلا, وبما إنعكس على الوضع الإقتصادي الداخلي الإيراني وأشر على تراكمات أزمة إجتماعية وسياسية بنيوية قد تعصف بالسلام الأهلي الهش أساسا لذلك النظام. لاريب أن سقوط ضباط الحرس على تخوم تكريت والرمادي والفلوجة ودمشق الشام وإدلب وبصرى الحرير ودرعا وحوران وكل قطعة أرض دنستها أقدام ذلك الحرس في الشرق العربي هي بمثابة إستحقاق إيراني واجب الدفع لحماية تخوم النظام الذي يتحدث طويلا عن تمدده وتوسعه الستراتيجي ضمن إطار الخط الممتد بين كابول وبيروت, مرورا ببغداد ودمشق, قبل أن ينعطف إنعطافته الحادة صوب الجنوب العربي في اليمن بعد أن فشل مخربوه وعملاؤه ودعاته في إختراق أمن مملكة البحرين العربية الحرة التي ظلت شوكة في عيون نظام الحقد تدميه وتجرحه وتقض مضاجعه كل يوم. النظام الإيراني وهو يدفع بقوات النخبة الخاصة الشديدة الولاء للنظام لم يتعود أبدا إرسال جنوده للخارج, بل كان معتمدا على الجيوش والميليشيات الطائفية التي يشكلها من أهل المناطق المجاورة, ففي الحالة العراقية الرثة مثلا إعتمد نظام طهران على خزين ستراتيجي من الوكلاء والعملاء من أهل الأحزاب الطائفية الإيرانية الرؤية والولاء والعقيدة والمنهج والتوجه كحزب “الدعوة” الإرهابي مثلا, أوتنظيم آل الحكيم الإيراني أصلا (المجلس الأعلى) أوبقية فروع عصابات الحرس الثوري التي يقودها اليوم الإرهابيان هادي العامري قائد عصابة “بدر” الإرهابية العميلة, أوالإرهابي الدولي أبو مهدي المهندس الذي يصول ويجول اليوم في العراق ويمارس مهمات وزير الدفاع الفعلي رغم أنه محكوم غيابيا بالإعدام في الكويت, ومطلوب لسلطاتها, وكذلك السلطات الأميركية, خصوصا إن سلسلة جرائمه لايمكن أن تسقط بالتقادم لكونها موجهة ضد الجنس البشري, ومع ذلك فهو يصول ويجول بحرية في العمق العراقي, وتحت التغطية الجوية الأميركية, وأمام عيون المخابرات المركزية و”الموساد” وبقية الجماعة المعروفين أوالغامضين!

ظاهرة تمدد الحرس الثوري واتساع مساحات وحجم خسائره لابد أن تتبعها بكل تأكيد مرحلة الاستنزاف القاتل المؤدي للانحلال والضعف والتراجع, وما يفرزه ذلك الوضع المحرج من تداعيات, لقد اعتمد النظام الإيراني على نظام الحشد الشعبي الكفائي في العراق لكن ذلك الحشد وجله إيراني الطابع والولاء يواجه اليوم تحديات استنزافية حقيقية في ظل اتساع حجم خسائره ووصوله إلى مرحلة الإرهاق التام وعجزه عن حسم المعارك ميدانيا في ظل التخوف من الوجود الأميركي وصراع الأجندات القاتل, مما يضطر الحرس الثوري الإيراني للتدخل المباشر , أما في الحالة السورية فإن إفلاس النظام السوري وإنهيار معنوياته وتلاشي قدراته العسكرية وهروب جنوده وضباطه بات يفرض على الإيرانيين توسيع قاعدة تدخلهم الملتزم حماية النظام لكونه عمقهم الستراتيجي وسقوطه الوشيك يعني سقوط تجربة التبشير الإيرانية بالكامل وانحسار النظام لحدوده مما يصيبه في مقتل. لابد والحالة تلك أن تتعمق جراح المؤسسة العسكرية الإيرانية , وأن يسقط الكثير من عناصرها صرعى, خصوصا إن الثورة السورية قد دخلت حاليا في منعطف الحسم الشامل ,فالنظام يحتضر بوضوح رغم المقويات الإيرانية التي ماعادت قادرة على تنشيط الأعضاء الميتة لنظام دمشق المتهاوي. هزيمة الإيرانيين في دمشق وبعدها بغداد ستكون تاريخية وكارثية بكل أبعادها مما سيطرح ألف علامة استفهام حول سيناريوهات المستقبل القريب ومفاجآت المرحلة المقبلة التي ستبهر العالم, وماعلى نظام طهران سوى تقديم المزيد من الخسائر حتى يوم الهزيمة النهائية وقد لاحت بشائرها بوضوح.

 

تل أبيض في مرمى نيران الأكراد وسقوطها يقطع شرياناً حيوياً لـ"داعش" تنويه أميركي وتركيا تخشى كياناً مستقلاً يهدّد حدودها

موناليزا فريحة/النهار/15 حزيران 2015

تل أبيض، المعقل الحيوي لتنظيم "الدولة الاسلامية"، باتت في مرمى نيران المقاتلين الاكراد. غارات الائتلاف الدولي التي يبدو أنها استنفدت طاقتها في العراق، مهدت الطريق لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية للتقدم في اتجاه المدينة الواقعة في محافظة الرقة. السقوط المحتمل لتل أبيض يوجه ضربة قوية الى "داعش" في سوريا، ويمهد لتوسيع رقعة سيطرة الاكراد على طول شريط حدودي من شمال شرق سوريا الى كوباني، الامر الذي من شأنه أن يزيد قلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تل أبيض الاستراتيجية هي أحد المعاقل الحيوية لـ"الدولة الاسلامية". لا تبعد سوى مسافة 80 كيلومتراً شمالا من مدينة الرقة، "عاصمة الخلافة". وهي تكتسب أهمية استراتيجية للتنظيم لوقوعها عند الحدود التركية ولطالما شكلت نقطة عبور للمقاتلين الاسلاميين والعتاد من تركيا.

ومنذ الخميس الماضي، تحركت القوات الكردية في اتجاه المدينة بدءا بهجوم على بلدة سلوك الواقعة على مسافة نحو 20 كيلومترا جنوب شرق تل ابيض والتي كان يستخدمها التنظيم قاعدة بشرية ومخزنا لعتاده.

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان "وحدات حماية الشعب" الكردية باتت منذ السبت على مسافة خمسة كيلومترات من تل أبيض، وان مقاتيلها يتقدمون نحو المدينة الاستراتيجية بمؤازرة فصائل معارضة سورية ودعم من غارات طائرات قوات الائتلاف.

وكانت "وحدات حماية الشعب" الكردية، وهي القوة الكردية السورية الرئيسية، تمكنت منذ أيار الماضي من استعادة أكثر من 200 بلدة وقرية مسيحية وكردية صغيرة في شمال شرق سوريا، الى مناطق جبلية استراتيجية كان يسيطر عليها "داعش". والاسبوع الماضي، بدأ مقاتلوها هجوما على محافظة الرقة، بعدما غنموا في طريقهم ذخائر وأسلحة وآليات تركها الجهاديون، وذلك بالطريقة نفسها تقريباً التي غزا بها مقاتلو "الدولة الاسلامية" العام الماضي مواقع القوات العراقية واجتاحوا ثلث العراق.

وصرح القائد في "وحدات حماية الشعب" الكردية ومسؤول العلاقات العامة في "جبهة تل ابيض" حسين خوجر لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" ان القوات الكردية وصلت الى مشارف تل ابيض، وأن "الاشتباكات تدور الآن عند اول حاجز للمدينة على اطرافها".

وروى الناشط الكردي ارين شخموص الذي يرتاد يوميا الجبهة مع القوات الكردية "ان مدينة تل ابيض باتت محاصرة بشكل شبه كامل".

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن انه لم يبق في مدينة تل ابيض سوى 150 جهادياً هددوا بالانسحاب ما لم يتلقوا تعزيزات من الرقة ، الا أن "قادة التنظيم لن يتمكنوا من ارسال امداداتهم لان غارات التحالف الدولي تستهدف ارتال التنظيم".

وفي تقدير المسؤول الكردي ادريس نعسان ان سقوط تل أبيض صار مسألة وقت، ذلك أن المقاتلين الاكراد يحاصرون البلدة من الشرق والغرب والجنوب، فيما الحدود التركية تطوّق الجهاديين من الشمال.

ولاقت التطورات في شمال سوريا تنويهاً مباشراً من واشنطن، إذ صرح نائب المبعوث الرئاسي الاميركي الخاص الى الائتلاف الدولي بريت ماكغورك لشبكة "أن بي سي" الاميركية للتلفزيون بأن القوات الكردية ووحدات أخرى في سوريا تحقق مكاسب ميدانية كبيرة ضد "الدولة الاسلامية"، و"توجه ضربة الى التنظيم وتقترب جدا من قطع طريق الامداد الرئيسي للتنظيم الى عاصمته الرقة".

وتمثل السيطرة المتوقعة للاكراد على تل أبيض فعلاً خسارة مهمة لـ"داعش" معنوياً واستراتيجياً، إذ انها تقطع طريق الامدادات الى الرقة، وتجعل شمال حلب نقطة الاتصال الوحيدة لـ"الدولة الاسلامية" مع العالم الخارجي.

أردوغان

في غضون ذلك، أثار تقدم القوات الكردية بمؤازرة غارات التحالف قلق السلطات التركية التي تخشى سيطرة الاكراد على كامل الطريق التي تربط مدينة عين العرب المعروفة ايضاً بكوباني، بمدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية الواقعة في الشرق على الحدود مع العراق.

وبلا مواربة، رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "هذه التطورات قد تؤدي الى إنشاء كيان يهدد حدودنا". وبنبرته الاستعلائية ، رأى أن "على الجميع ان يأخذ في الاعتبار حساسيتنا تجاه هذا الموضوع".

وكانت تركيا استقبلت الاسبوع الماضي نحو 15 الفاً من السوريين الذين هربوا من الاشتباكات الاخيرة قبل اقفال الحدود. الا أن أردوغان قال ان مقاتلي "حزب الاتحاد الديموقراطي" الكردي و"حزب العمال الكردستاني" يسيطرون على الاماكن التي يغادرها اللاجئون.

وتعتبر تركيا مع حلفائها الغربيين "حزب العمال الكردستاني" تنظيماً "ارهابيا". كذلك تتهم انقرة "حزب الاتحاد الديموقراطي" بانه الجناح السوري لهذا الحزب.

والواضح أن الخلاف بين أنقرة وواشنطن على أولويات النزاع السوري متعدد الوجه. فحكومة أردوغان ترى وجوب اطاحة الرئيس السوري بشار الاسد أولاً، فيما تركز استراتيجية الرئيس باراك أوباما على هزيمة جهاديي "الدولة الاسلامية". واتهمت أنقرة مراراً بدعم المقاتلين الاسلاميين وتسهيل انتقالهم الى سوريا عبر أراضيها.

"سوريا أولاً"

وعلى رغم الامتعاض التركي، يلاحظ أن التنسيق بين المقاتلين الاكراد والائتلاف الدولي الذي منعت غاراته "الدولة الاسلامية" من استقدام تعزيزات، ينجح في توجيه ضربات موجعة الى "داعش" في قلب معقله السوري. وهذا النجاح الذي يتزامن مع تعثر على الجبهة العراقية، دفع خبراء الى اعادة تركيز الضوء على شعار "العراق أولاً" الذي يركز عليه اوباما في معركته ضد "الدولة الاسلامية".

وكتب الباحث حسن حسن، وهو أحد مؤلفي كتاب "الدولة الاسلامية - داخل جيش الرعب" في حسابه بموقع "تويتر" إن ما يحصل في شمال سوريا يشكل نموذجا لطريقة الافادة من غارات الائتلاف. وهو كان كتب في مقال في مجلة "فورين أفيرز" أن الحملة الجوية على "داعش" في العراق بلغت مرحلة المراوحة، وأن مزيدا من الغارات لن يساعد في المعركة الاميركية على "داعش"، وإنما سيزيد زعزعة التوازن الطائفي في البلاد، موضحا أن "الاكراد والشيعة أفادوا كثيراً من الغارات. لقد تمكنوا من حماية اراض وبنى تحتية وطاقة على حساب الحرب على داعش". ومن هذا المنطلق، أعتبر أن سوريا هي الجبهة الفضلى لمحاربة التنظيم.

 

مَن الأهم للخليجيين.. تركيا أم إردوغان؟!

سلمان الدوسري/رئيس تحرير «الشرق الأوسط»

الشرق الأوسط/15 حزيران/15

وكأنَّ الجميع بحاجة لهذه الصدمة التي أحدثها الأتراك في صلب نظامهم الحاكم من خلال الانتخابات الأخيرة. الأكراد احتاجوها ليؤكدوا أنهم لا يعيشون على الهامش كما أريد لهم. القوى السياسية الأخرى لتثبت أن النظام السياسي لم يتصدع وما زال قويًا وقادرًا على استيعاب الجميع. حزب العدالة والتنمية نفسه احتاج هذه الصدمة قبل أن يستبدَّ فتتلاشى شعبيته التي «كانت» يوما طاغية. الدول العربية كادت تختطف منها تركيا، وهي التي لا تريد أن تضيع منها كما ابتعدت عنها في مراحل تاريخية.

ما بين المتحمسين من العرب لكل ما هو تركي، والكارهين لكل ما هو «إردوغاني»، تظلّ الحقيقة التي لا يمكن عكسها بالمشاعر أو الأمنيات، هناك اختلاف كبير بين تركيا وإردوغان، كالاختلاف بين الخلافة في دولة إسلامية، والرئاسة في جمهورية ديمقراطية، تركيا مهمة إقليميًا واستراتيجيا، ولا يمكن الاستغناء عنها، والرئيس طارئ ومتغير بحسب النظام في بلاده. على قدر ما قدم إردوغان مشروعًا تنمويًا نهض ببلاده اقتصاديًا بشكل لا يمكن إغفاله وحقق نموذجًا يحتذى اقتصاديًا، على قدر ما أخفق في تأسيس علاقات استراتيجية لبلاده مع دول العالم. تسببت سياساته في عزل تركيا عن حلم الانضمام للاتحاد الأوروبي، كما أفضت إلى علاقات أقل ما توصف بعدم الارتياح مع الولايات المتحدة الأميركية، أما في حدود المنطقة العربية فيمكن القول إن أنقرة لا تملك علاقات متميزة إلا مع قطر، بينما علاقاتها الأخرى تراوح مكانها ما بين المتوترة والمتأزمة وشبه المقطوعة كما هي مع مصر، أو في خانة البرود مثلما هي مع دول الخليج، وفي ظل انهماك السيد إردوغان في تأسيس مشروع يتناقض في معظمه مع مصالح غالبية شركائه العرب، سيكون من الصعب على أنقرة إقامة علاقات استراتيجية مفيدة لها وللآخرين، وطالما استمرّ الرئيس التركي يفضل التحالف مع جماعات على حساب التحالف مع دول كبرى.

كل المؤشرات لا تشي بتغيير قادم في سياسات تركيا الخارجية، ولا برغبة حقيقية في تقديم مصالح المنطقة العليا على مصالح ضيقة وآنية وشعبوية زائلة، لا يمكن لدول الخليج، مثلاً، أن تغفل أن التحالف مع تركيا، وهي الدولة السنية العاقلة، هو تحالف مهم وضروري ستنعكس مصالحه على الكثير من الملفات في المنطقة، لكن مشكلة سياسة أنقرة أنها تفضل أن تتسيَّد أكثر من أن تتشارك، وربما استقبل الخليجيون زيارة السيد إردوغان لإيران في الأيام الأولى لانطلاق «عاصفة الحزم»، بشيء من الاستغراب والتوجس وحتى الغضب، ليس لأن إردوغان زار إيران، فلا أحد يطلب منه أن يقاطعها مثلاً، الكارثة كانت في التوقيت الذي جرت فيه الزيارة، في نفس الوقت الذي كان وكلاء إيران يحاربون السعودية ودول الخليج ويقصفون الحدود الجنوبية. كل النيات الحسنة لا تجعل الخليجيين يقرأون تلك الزيارة سوى أنها ضد مصالحهم، وترفع الضغط عن خصمهم الإيراني.

بقي أن أشير إلى أنه على الرغم من أن تركيا تقدم نفسها كدولة ديمقراطية، وهي كذلك، مع أنها بالطبع ليست في مستوى الديمقراطية الغربية، إلا أن بعض المثقفين الأتراك المحسوبين على إردوغان وحزب العدالة والتنمية، يمارسون لعبة لا تليق بالدول الديمقراطية، فهم يتعاطون فكريًا بإقصاء وشوفونية مع كل وجهات النظر الخليجية التي لا تتقارب مع سياسة زعيمهم، ويجدون أي اختلاف هو عملية غير منطقية ويجب ألا تتم، فمنطقهم أن الدول الخليجية ليست ديمقراطية أصلاً لكي ينتقد أو يختلف مثقفوها مع السياسة التركية، وهم هنا يتناسون أولاً، أن الدول الخليجية لم تقدم نفسها على أنها واحة الديمقراطية، ثانيا، أن الأتراك يتناولون باستمرار الشأن الخليجي بطريقة مستفزة وساخرة وشتائمية، ولم يطلب منهم أحد الابتعاد عن الشأن الخليجي.

المهم أن تركيا دولة إقليمية لا يمكن الاستغناء عنها، وحتى لو ابتعدت عن محيطها بفعل سياسات معينة، فإن ذلك أمر مؤقت وطارئ وإن طال الزمن.

 

محطة حوران.. التحدّي الكبير لثورة سورية

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط/15 حزيران/15

ما كان ممكنًا أن يكون توقيت المجزرة التي ارتكبها عناصر من «جبهة النصرة» في قرية قلب لوزة بجبل السمّاق (الجبل الأعلى) في شمال محافظة إدلب أسوأ بالنسبة لمآلات الثورة السورية ومضامينها السياسية. هنا، أنا لا أتكلم عن حجم المأساة، لأن سوريا شهدت منذ مارس (آذار) 2011 مجازر أكبر وأفظع. ولا يجوز الإفراط في التركيز على «الأقلية» التي تعرّضت للمجزرة، بينما ارتكب أضعاف أضعافها بحق «الأكثرية» طيلة السنوات الأربع الأخيرة. ليس من الإنسانية في شيء تناسي حقيقة ساطعة، بقدر ما هي مؤلمة، هي أن ثمة قيادات في سوريا توهّمت أن بمقدورها الهروب إلى الأمام من أخطاء حساباتها وسوء فعالها، فاختارت تكرارًا أن تغطي كل جريمة ترتكبها بجريمة أكبر. وهكذا، بنتيجة الدعم الخارجي والتواطؤ الدولي، بلغنا المأساة الفظيعة التي نعيش.

إن الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق نحو 25 من أبناء قلب لوزة «جزء من كل»، ونموذج من نماذج انهيار الدولة – وفق المفهوم السياسي للدولة – من دون توافر البديل الناضج الثوري لها. لكن لماذا ما حدث في قلب لوزة كان مفجعًا، وكان التوقيت سيئًا، بل كارثيًا؟

الجواب هو أن المجزرة ارتكبت قبل ساعات معدودات من بدء ثوار الجنوب السوري معركة تحرير مطار الثعلة العسكري. وكما أن سكان قلب لوزة، ومعها 16 قرية أخرى مجاورة في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، من الموحّدين الدروز، فإن بلدة الثعلة المتاخمة للمطار تشكل البوابة الغربية لمحافظة السويداء، التي يعيش فيها أكبر تجمّع للدروز في العالم.

لقد عاش الموحّدون في جبل السمّاق وسفوحه الجنوبية الشرقية منذ نحو ألف سنة حافظوا خلالها على أفضل العلاقات مع إخوانهم وجيرانهم. وعندما قامت «ثورة الشمال السوري» في مطلع العشرينيات ضد الفرنسيين كان البيت الذي لجأت إليه عائلة المناضل إبراهيم هنانو، بطل الثورة الكبير، بيت الوجيه الدرزي محمد علي القصّاب في قرية مرتحوان. ثم عندما اندلعت الثورة الحالية عام 2011 وقفت القرى الدرزية في الشمال السوري مع الثورة، فأمنت الملاجئ والأغذية واعتنت بالجرحى والمصابين.

أما في الجنوب، في محافظة السويداء، فإن سكانها كانوا وما زالوا منذ 400 سنة جزءا من نسيج حوران، ولا حاجة لتوثيق الحقب التاريخية فهي معروفة لكل من قرأ تاريخ سوريا المعاصر، سواء إبان الثورات الوطنية ضد الانتداب الفرنسي، أو المشاركة في الحركات الوطنية والأحزاب والقوى القومية في فترة ما قبل انحرافها وتشوّهها.

للأسف الشديد، يجب الإقرار بأن نظام الأسد نجح في عدد من الرهانات القاتلة في طريقه لتدمير سوريا، وكان أفظعها وأقساها الإفراط في القمع الدموي وإطالة أمده لتدمير أي اعتدال عند الأكثرية السنيّة. ومن ثم، بعد تغليب خطاب الغضب والشك والانتقام في الشارع السنّي الجريح، باشر ابتزاز الأقليات الدينية والمذهبية بهذا الغضب فحشرها أمام خيارين مريرين: إما القبول بحماية نظام هو في حقيقة الأمر يحتمي بها، أو مواجهة خطر التطرّف الانتقامي. وفي سبيل زيادة فرص طغيان التطرّف، أقدم النظام بالفعل على فتح أبواب السجون مفرجًا عن عدد كبير من الحَركيين الذين يعرف جيدًا تاريخهم السياسي والعنفي. وفي وقت لاحق، غضّ النظر عن تنامي الجماعات المتطرفة وتمدّدها، وعلى رأسها «داعش»، كما فعل في الرقّة وريف حلب وتدمر وريف دمشق الجنوبي.

وحقًا، قال أحد دمى النظام السوري في لبنان، أخيرًا، ما معناه أنه عندما ظهر «الجيش السوري الحر» قرّر النظام العمل على إضعافه عبر ترك التنظيمات الإرهابية المتطرفة تنمو في البلاد عمدًا، وهكذا تقضي على هذا «الجيش»، فيجد السوريون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما: أما النظام أو التطرف الإرهابي. دعم إيران وروسيا المباشر، ثم تواطؤ الولايات المتحدة، أهديا النظام هامش مناورة ممتازًا. بل لقد أدى إحجام واشنطن عن العمل جديًا على إسقاط النظام، برفضها تكرارًا تقديم أي دعم نوعي للمعارضة، إلى توقف الانشقاقات في صفوف الجيش والطبقة السياسية، وإحباط نسبة عالية من أبناء الأقليات ودفعها إلى السكوت والتزام الحياد. وفي هذه الأثناء، كان توافد الجماعات المتطرّفة «المهاجرة» من غير السوريين – وأحيانًا من غير العرب – على الساحة السورية يغيّر شيئًا فشيئًا طبيعة الثورة، ويقضي تدريجيًا على هدفها الأساسي. كذلك أخذ الإحباط والضيق يتسلل إلى أفئدة مناضلي الثورة الذين خذلهم المجتمع الدولي، وعاقبهم على اعتدالهم وسعيهم إلى سوريا حرّة ومستقلة وديمقراطية، تعيش فيها كل مكوّناتها بحرية وكرامة وعدالة.

في أي ظرف طبيعي، لا بد من تحرير مطاري الثعلة وخلخلة العسكريين في محافظة السويداء، مع العلم أن النظام لم يفعّل المطارين إلا لقصف الثوار وتدمير قرى حوران وريف القنيطرة. غير أن ربط بعض السذّج والمشبوهين بين تحرير مطارين عسكريين و«دخول السويداء»، بما يستبطن التأديب والمساءلة بعد ساعات مما حدث في قلب لوزة، كان ربطًا خاطئًا. وبسرعة البرق استغل النظام الفرصة. وبعد أيام من محاولته سحب الأسلحة الثقيلة لتسهيل اقتحام «داعش» للسويداء عقابًا على رفض 27 ألف من شبابها الخدمة العسكرية والقتال ضد إخوانهم، «تحمّس» النظام فجأة لتدعيم المطار. ما سيحدث في حوران سيحدد مآل الثورة السورية. إن أبناء السويداء، والدروز في كل مكان لا يراهنون، على بشار الأسد ولا على داعميه، لكن مصلحة الدروز وكل مكوّنات سوريا، أكثرية وأقليات، تكمن في استعادة الثورة السورية هدفها السياسي، وإبعاد مَن يريد تصنيف السوريين والتسابق لمنحهم شهادات في الإيمان والوطنية. إذا كان العالم قد أشاح بوجهه حتى اليوم عن معاناة سوريا قبل أن تسقط تحت قبضة التطرّف، فكيف لنا توقّع سكوته عنها وهي بؤرة للتطرف؟

وإذا كنا اليوم نناشد العالم كله التنبه لمأساة الروهينغيا المسلمين في ميانمار (بورما)، فكيف نقف صامتين إزاء القضاء على الثقة بوطن واحد في سوريا يسمو على الطوائف والمذاهب والعشائر؟

 

هل انتقاد متطرفي الشيعة طائفية؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 حزيران/15

وجد البعض صعوبة في استخدام مصطلحات التقسيم الطائفية «شيعة» و«سنة» و«علويين»، عند وصف الأحداث المشتعلة في العراق وسوريا واليمن. وهذا شعور رفيع، لأنه ليس مستساغا فرز الناس وتقسيمهم بناء على معتقداتهم، الحقيقة أنه كان السلوك المهيمن لعقود طويلة في معظم الدول العربية، باستثناء لبنان بعد الحرب الأهلية في السبعينات. كان هذا في الماضي عندما كان خلاف السياسة على الآيديولوجيا الفكرية المدنية والانتماءات «الوطنية»، من اليسار إلى البعث والقومية. الآن، الدين هو السياسة، ورجال الدين هم رجال سياسة، والجماعات صارت الأحزاب؛ «حزب الله» و«دولة العراق والشام الإسلامية» و«أنصار الله» و«جبهة النصرة» و«عصائب الحق»، والقائمة تزيد على المائة. في الماضي القريب كانت هناك أحزاب البعث العربي، والقومية العربية، والقومية السورية، والاشتراكية الناصرية، والشيوعية. ولم تكن المجتمعات البسيطة بعيدة عن هذا الحراك، قامت فيها منظمات ماركسية لينينية مثل «الجبهة الشعبية الديمقراطية في الجزيرة العربية». وعندما بدأ الترويج لتبني الطرح الديني لتصحيح المسار السياسي العربي الفاشل، كان كثيرون يظنون أنه فكر وحدوي يجمع بين غالبية سكان المنطقة، حتى مع غير العرب، كالفرس والأكراد، ويتعايش مع مؤمني الأديان الأخرى، وأنه أكثر نقاء. لكن بعد مضي أربعين عاما اتضح أن الإسلام السياسي عمل سياسي بحت، ومع أول اختلاف في المصالح بين «حزب الله» الشيعي و«الإخوان المسلمين»، قبل أربع سنوات، انتهت سنوات العسل بين أكبر فريقين، ولجأ الطرفان للتكفير المذهبي والاستعداء الديني على بعضهما بعضا. ثم تشرذمت الطائفة الواحدة، واختلفت بينها، وصار يتم ذبح الناس، أيضا بناء على انتماءاتهم، كما يحدث اليوم بين «جبهة النصرة» و«داعش» السنيتين. في ظل حروب المتعصبين، ليس بوسع المتابع للمشهد إلا أن يصفها باسمها الذي تتسمى به، شيعية وسنية. وقد هال البعض هذا التصنيف لأنه يأتي مقرونا دائما بالحروب والجرائم البشعة. استنكر البعض عليّ توصيف الشيعة بالإرهاب، كما سبق أن استنكر الطرف الآخر توصيفي السنة بالإرهاب. وهؤلاء هم من يخلط، فالفارق واضح بين اعتبار الجماعات السنية والشيعية إرهابية، واعتبار الإرهاب بذاته شيعيا أو سنيا أو علويا.

وهناك فريق من مثقفي الشيعة، مثل مثقفي السنة، يعتبرون «حزب الله» تنظيما أخلاقيا مقدسًا لا يجوز أن يوضع في نفس طابور المنظمات الإرهابية الأخرى. طبعًا، هذه وجهة نظرهم، لكني منذ البدايات كنت أرى في حزب الله فكرا متطرفا إقصائيا، يؤمن باستخدام العنف حتى ضد أبناء طائفته لمن لا يتفق معه، وكان مسؤولا عن عمليات اغتيال واسعة ضد خصومه العرب في لبنان وخارجه. أما كون الحزب أمضى معظم سنواته يواجه إسرائيل، فلا يبرر له أن يفرض فكره ووجوده على الآخرين. والأمر نفسه ينطبق على الجماعات السنية التي تُمارس العنف. وقد أمضينا عقدا ونصف العقد ضد تنظيمات السلفية الجهادية، مثل «القاعدة»، ولاحقا «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيتين. وبالتالي الموقف مبدئي وليس انتقائيا، ضد الجماعات السنية والشيعية التي تُمارس العنف، وينطبق كذلك على الفكر العلوي التنظيمي عند جماعة الأسد في سوريا، التي لا تحتاج إلى أن تسمي نفسها «داعش» العلوية لأنها موجودة كدولة. الصورة يفترض أن تضيء لنا على طول الطريق وليس في آخره، بأن التحزب الطائفي والاقتتال عليه جريمة وطنية. وتخطئة الميليشيات الشيعية، لا تعني طائفية سنية، طالما أننا ندين الفريقين بالمسطرة الأخلاقية نفسها.

أهمية المثقفين أنهم قادة المجتمع. ورغم أنهم أقل الفئات تضحية وانخراطا في القتال، فهم من يهدي قوى المجتمع المختلفة أو يؤثر فيها. ولأن أزمات الربيع العربي شوّشت الرؤية، وصارت الناس تخلط بين الأسد والعلويين، و«حزب الله» والشيعة، و«داعش» والسنة، صارت الحاجة أعظم إلى الوعظ الأخلاقي. ضد الطائفية والمذهبية في السياسة. وتخطئة التحزب الديني سياسيا، كمبدأ لا يجوز الاحتيال عليه تحت أعذار مختلفة لتبرير الجرائم السياسية. من دون الوقوف المبدئي سنستمر نحفر في هذه الحفرة الكبيرة التي انحدر إليها المجتمع دون وعي منه. ولا يمكن الخروج من هذه الأزمة من دون أن يكون لعموم المثقفين مواقف واضحة شاجبة، لا متبرئة فقط، ضد القتل الطائفي، وضد التموضع السني الشيعي، وضد علويي النظام السوري، وضد استيلاء الحوثيين على المجتمع في اليمن باسم الإمامة، وممارسة العنف باسم الدين. وفي الأخير لا أحد يربح في الحروب المذهبية التي يمكن أن تستمر لعقود طويلة دون هدف.

 

"فتى الكتائب" الشيخ سامي الرئيس السابع للحزب التاريخي التجديد والعودة إلى روح التأسيس والخروج من الزمن الطائفي

 ايلي الحاج/النهار/15 حزيران 2015

يُمثّل الرئيس الجديد لحزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل الجيل الثالث من الكتائبيين بعد جيلي والده الرئيس أمين الجميّل وجدّه المؤسس الراحل بيار الجميّل. "فتى الكتائب" الذي تذكّر نبرته الخطابية إلى حد ما بعمه الراحل الرئيس بشير الجميّل هو الرئيس السابع للحزب التاريخي بعد بيار الجميّل (1936)، إيلي كرامة (1984)، جورج سعادة (1986)، منير الحاج (1998)، كريم بقرادوني (2001)، وأمين الجميّل (2005).

رحلة طويلة منذ 79 عاماً أثبتت فيها الكتائب أنها لا تسير إلا بقيادة العائلة في ظلال الله والوطن. من آل الجميّل إلى آل الجميّل تعود. ومَن كان من أحزاب لبنان وتياراته السياسية بريئاً من العائلية فليرجم الكتائب بحجر. حتى الأحزاب العلمانية أو الملحدة لم تفلت من هذا القدر في عملها السياسي. الحزب السوري القومي الإجتماعي؟ عندما فتحت أمامه أبواب البرلمان أرسل إليه ابن عبدالله سعادة وابن أسد الأشقر. الحزب الشيوعي اللبناني أفلت، لكنه تائه بين جرود القلمون والوتوات وحركة "اليسار الديموقراطي" والرفاق حائرون يا رفيق لينين.

أما لبنان فكله عائلات يعرف بعضها بعضاً وتتشابه . "مثلنا مثلكم" قال مرة الرئيس الراحل سليمان فرنجية لرفيقه في "الجبهة اللبنانية" الشيخ بيار الجميّل الذي كان يعتدّ بحزبه المنظم المنتشر في كل لبنان والمترفع عن التقليد السياسي. والمؤسس بيار الجميّل مثال أعلى عند حفيده "الشيخ سامي" الذي باتت الكتائب برئاسته وفي عهدته مع رفاقه من شبان وصبايا متحمسين لنفخ روح جديد في الحزب القديم. أمام من يثق بهم لا يخفي الرئيس الجديد للكتائب، والذي نضج بسرعة في السياسة والقيادة، تطلعه للعودة بالحزب إلى اندفاعة البدايات في الثلاثينيات، والإيمان الأول، والسلوكيات الأخلاقية الأولى. تغيّر الزمن كثيراً صحيح، لكن فتى الكتائب الثائر على ما يراه أخطاء وخطايا بات يمتلك أدوات تحقيق الأحلام انطلاقاً من مكتب "الرئيس" البيت المركزي وحوله مجموعة نشيطة ومثقفة تحاور على الأقل. تأخذ وتعطي. والشيخ سامي نفسه إذا سمع أو قرأ رأياً كان يخالفه فإنه يعيد النظر وإذا اقتنع فإنه ينتقل بالفكرة إلى التحقيق، ولا عقدة هنا أو عنجهية.

تغيّر كثيراً هذا الحزب قبل أن يبدأ التغيير، بدليل انتخاباته بدل تعيينات رئيسه كما كان يحصل في الماضي، وكما لا يزال يحصل في أحزاب أخرى، وبالأحرى غالبيتها. لم تكن هذه الظاهرة واردة في الحزب الحديدي في ما مضى. وشهيرة تلك الرواية المتناقلة عن الشيخ بيار الجميّل الجدّ عندما استاء استياءً بالغاً لدى إعادة انتخابه رئيساً للحزب مطلع السبعينيات بسبب ظهور ورقتين بيضاوين لدى فرز الأصوات، ورقته هو وأخرى يقال إنها لعضو المكتب السياسي آنذاك كريم بقرادوني. يضيف الرواة إن الشيخ بيار قال لأعضاء المجلس المركزي والمكتب السياسي آنذاك: "إذا كنتم لا تريدونني رئيساً للحزب فإنني أستقيل!".

القدر جعل بيار الجميّل ينظر إلى نفسه هذه النظرة. ماذا يفعل إذا كان "هذا الحجر في هذا البيت عمره 500 سنة"، على ما يخبر الرئيس أمين الجميّل بعض زواره في بكفيا؟ العراقة موجودة تفعل فعلها لكنها تتحول في بعض العائلات روح أريستوقراطية نبيلة. وفي كتاب مذكرات لأحد القضاة في زمن المتصرفية قرأت أن جدّ الشيخ بيار، الشيخ بشير الجميّل كان "طبيب المتصرفية". سيمرّ زمن طويل قبل أن يصبح حفيده "قديس الكتائب" و"صيدلي الجمهورية" وابناه رئيسين للجمهورية.

حلم أكبر يسكن الرئيس الجديد للكتائب: ألا تظل رسالة الحزب ، فكرة لبنان والدفاع عنها، محصورة في البيئة المسيحية، بل تعبر خطوط التماس النفسية إلى البيئة غير المسيحية. ما دامت المصالحة بين اللبنانيين تجسدت يوم 14 آذار 2005 وتعمّدت من ثم بدم شقيقه الوزير الشهيد بيار الجميّل، فما الذي يمنع أن تضم القيادة الكتائبية الجديدة لبنانيين يؤمنون برسالة الحزب الأصيلة بصرف النظر عن المعتقد الديني. ألم تكن عبارة "الدين لله والوطن للجميع" عند الشيخ بيار المؤسس؟ مع "فتى الكتائب" الشيخ سامي تقترب لحظة تجسيد هذه المقولة على ما يبدو. سيكون الكتائب حزب المسلمين والمسيحيين، وحتى مفرداته وخطابه سيتغيّر مع البقاء في الجوهر. في الستينيات والسبعينيات كان شعار تلمحه على الجدران قبيل الإنتخابات النيابية: "إذا تهدد الخطر لبنان فبمن تفكر ؟ الكتائب!". تحوّل الشعار بفعل ظروف الحرب إلى "إذا تهدد المسيحيين..." والفارق لفظي. فالدفاع عن لبنان هو دفاع عن المسيحيين، والمسلمين أيضاً". سيغادر الشيخ سامي رئيس الكتائب المنطق الطائفي إلى رحاب التفكير عن جميع اللبنانيين ولهم. أعطوا وقتاً للوقت ولا تستعجلوا. و"قوموا نهنّي".

 

دعم إيراني لطالبان أفغانستان.. و‏مفاوضات لافتتاح ممثلية

حركة طالبان الأفغانية تعتزم فتح ممثلية في إيران

طلبت مساعدة طهران في مكافحة «داعش» والقوات الأميركية الموجودة في أفغانستان

لندن: «الشرق الأوسط» - كابل: محمود رحماني/15 حزيران/15

رحبت الحكومة الإيرانية، بطلب طالبان أفغانستان، فتح ممثلية لها في طهران عاصمة إيران. وكشف قائد بحركة طالبان أفغانستان، عن زيارة وفد رفيع المستوى، الأسبوع الماضي، إلى طهران في محاولة لفتح ممثلية لها في إيران.

وقال القائد الذي رفض ذكر اسمه، إن وفدًا من 11 شخصًا برئاسة رئيس مجلس شورى «كويتها» وهي مدينة حدودية باكستانية تحتضن عددًا من قيادات حركة طالبان الأفغانية، إن «الملا أختر منصور أجرى الأسبوع الماضي، زيارة لطهران استغرقت 3 أيام، التقى خلالها وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وقائد الحرس الثوري قاسم سليماني». وأضاف المسؤول الأفغاني، أن «الوفد قدم طلبًا رسميًا إلى ظريف من أجل السماح لطالبان بفتح ممثلية في طهران، إضافة إلى طلب مساعدة من إيران، لمكافحة تنظيم داعش والجنود الأميركيين في أفغانستان». وأوضح القائد أن الوفد عاد إلى أفغانستان في 9 يونيو (حزيران) الحالي، وأن الحكومة الإيرانية رحبت بطلب حركة طالبان. وكانت الحركة الأصولية التي حكمت أفغانستان من 1996 إلى 2001 أعلنت أنها أرسلت وفدًا إلى طهران، في الأيام الماضية، ليبحث مع مسؤولين إيرانيين الوضع في أفغانستان. وأوضحت الحركة أن وفدًا رفيع المستوى بقيادة مدير مكتب ممثلية الحركة في الدوحة الملا طيب أغا، قام أخيرًا بزيارة إلى إيران. والملا محمد طيب أغا يتحدث العربية بطلاقة، وشغل منصب مدير مكتب الملا محمد عمر زعيم طالبان أفغانستان. حتى سقوط الحركة الأصولية نهاية عام 2001 بفعل الضربات الأميركية. ولفتت مصادر أفغانية مطلعة إلى أن وفد طالبان التقى مسؤولين إيرانيين لبحث الوضع الحالي في أفغانستان والمنطقة والعالم الإسلامي، وكذلك وضع اللاجئين الأفغان المقيمين في إيران. ونقلت وكالات أنباء عن قيادي في الحركة قوله إن وفدًا من حركة طالبان تقدم بطلب للسلطات الإيرانية في الشهر الماضي خلال زيارة وفد الحركة إلى طهران من أجل فتح مكتب لها في طهران. وتعارض طهران الاتفاقية الأمنية التي أبرمتها حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني مع الولايات المتحدة، وناقشت الأمر معه خلال زيارته الأخيرة لطهران. وتعتبر هذه الزيارة الثالثة لوفد من طالبان إلى إيران خلال السنوات الثلاث الماضية. وأكدت مصادر باكستانية في مدينة كويتا لـ«الأناضول» زيارة الوفد إلى إيران، دون أن تكون لديها معلومات عن سبب الزيارة. وكويتا مدينة باكستانية تقع غرب البلاد قرب الحدود مع أفغانستان، وهي عاصمة إقليم بلوشستان، ويقطنها نحو 2.5 مليون نسمة من بينهم عدد كبير من الأفغانيين. وتأتي هذه الأنباء بعد أن ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إيران دأبت في الفترة الماضية على تقوية علاقاتها مع حركة طالبان سرا وبعيدا عن الأضواء، وهي اليوم تدفع رواتب بعض مقاتلي الحركة وتمدهم بالسلاح. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أفغانيين وأوروبيين قولهم إن لإيران هدفين في دعم طالبان، الأول، هو مواجهة النفوذ الأميركي في المنطقة، والثاني، إعطاء نفسها ثقلا نوعيا جديدا لمنافسة الثقل الذي أصبح تنظيم داعش يحظى به بعد أن امتد نفوذه للأراضي الأفغانية.

وأشارت الصحيفة إلى بعد استراتيجي في الخطوة الإيرانية، ففي ضوء تصاعد النشاط العسكري لطالبان والآفاق الجديدة لمحادثات السلام بينها وبين حكومة كابل، فإن هناك احتمالا بأن تعود طالبان للسلطة عن طريق المشاركة في الحكم.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أجرت حوارا مع أحد قادة طالبان يدعى «عبد الله» وهو معتقل سابق في السجون الإيرانية بأنه تلقى طلبا إيرانيا بالإفراج عنه مقابل القتال في أفغانستان ومبلغ مالي 580 دولارا شهريا ضد مقاتلي «داعش» الذين يجندون مسلحين إلى صفوفهم في أفغانستان خاصة في مناطق حدودية لإيران، مشيرا إلى أن عشرات بل مئات المقاتلين من طالبان أفغانستان يتلقون الدعم المالي والأسلحة من النظام الإيراني مقابل مقاتلة «داعش» في أفغانستان وعدم السماح لهم بالاقتراب من الحدود الإيرانية.

وتشير معلومات إلى أن إيران حسنت علاقاتها مع حركة طالبان خاصة بعد التقارب الأفغاني الباكستاني واستمرار عمليات الجيش الباكستاني في منطقة وزيرستان ضد المسلحين، وكان وفدا طالبانيا من مكتب قطر زار مؤخرا العاصمة الإيرانية طهران بشكل سري والتقى فيها بالمسؤولين الأمنيين، وأفادت المعلومات أن محور المحادثات تركز حول كيفية التصدي لمقاتلي «داعش» الذين يجندون الأفراد إلى صفوفهم استعدادا لبدء القتال الرسمي خلال الفترة المقبلة في أفغانستان والمنطقة، وترى إيران أنها المستهدف الأول من توسع «داعش» في حدودها الشرقية وأن «داعش» هو العدو المشترك بينها وبين طالبان في أفغانستان وبالتالي فلا مانع من التقرب إلى طالبان لمواجهة الخطر الأكبر هو تنظيم داعش.

كما تفيد التقارير بأن هناك أربعة مكاتب أو ممثلية أو ما يشبه بأربعة مجالس الشورى لطالبان هذه المكاتب تقع في طهران ومدينة مشهد وقم إضافة إلى مدينة كرمان.

ويقول خبراء في الشأن الأفغاني لـ«الشرق الأوسط» إن إيران قلقة أيضا من أن السياسة الرسمية في كابل، وهي تتجه نحو التقارب إلى إسلام آباد وهي تسعى من خلال تحسين علاقاتها مع طالبان إلى إيجاد موقع لها في أفغانستان المستقبل.

وازداد القلق مؤخرا حول توسع تنظيم داعش وقيام ولاية خرسان المنسوبة إلى هذا التنظيم بتجنيد مقاتلين إلى صفوفه في مختلف المناطق في الشمال والجنوب والشرق الأفغاني، وأخيرا اندلعت معارك عنيفة بين مقاتلي طالبان ومن ينسبون أنفسهم إلى داعش في ولاية ننجرهار، مما أدى إلى مقتل العشرات من الجانبين وقتل عشرة من أفراد طالبان ذبحا على يد «داعش» في الولاية، هذه الموضوع أثار مخاوف كل من روسيا والصين وإيران وحتى الهند من تمدد تنظيم الدولة إلى أفغانستان وشن هجمات تستهدف مصالحها في أفغانستان أو في داخل أراضيها عبر مقاتلين إسلاميين يتوافدون من دول آسيا الوسطى إلى اللحاق بركب «داعش».

وأفاد تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن إيران عززت بهدوء علاقاتها مع حركة طالبان الأفغانية، وتعمل الآن على تجنيد وتدريب مقاتليها.

وكشف مسؤولون أفغان، نقلت عنهم «وول ستريت جورنال»، أن إيران زادت بهدوء من إمداداتها من الأسلحة والذخيرة والتمويل لحركة طالبان، وتجند وتدرب الآن مقاتليها، مما يشكل تهديدا جديدا للوضع الأمني الهش في أفغانستان.

وقال هؤلاء المسؤولون إن «استراتيجية إيران في دعم طالبان ذات شقين، أولا، إضعاف النفوذ الأميركي في المنطقة ومواجهة تنظيم داعش داخل مناطق طالبان في أفغانستان».

ورأى التقرير أن الحملة العسكرية لطالبان وكذا الزخم الجديد لمفاوضات السلام بينها وبين كابل أيضا قد يدفعان بعض أعضائها للعودة إلى أحضان السلطة في نهاية المطاف.

وقد نفت طهران مرارا تقديم المساعدات المالية والعسكرية لطالبان في محادثات مع مسؤولين أفغان وغربيين. «كلما ناقشنا معهم ذلك، يتمسكون بالإنكار والنفي»، كما قال مسؤول أفغاني رفيع سابق.

بينما قال السيناتور الجمهوري جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة، إن «زيادة الدعم الإيراني لحركة طالبان هو استمرار لسلوكها العدواني في اليمن وسوريا والعراق ولبنان»، وهو دليل آخر على استمرار التجاهل المتعمد للإدارة لحقائق على الأرض في ضوء العدوان الإيراني على المنطقة.

ورفض مسؤولون أميركيون التعليق بشكل محدد على توثيق العلاقات بين إيران وطالبان، ولكنهم قالوا إن الدبلوماسية مع إيران لا يؤثر فيها القلق من النفوذ الإيراني في زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقد استخدمت طالبان منذ فترة طويلة الأراضي الباكستانية مقرا لها وقاعدة رئيسة للتجنيد. لكنَ مسؤولين أفغان وغربيين يقولون إن «إيران قد برزت كحليف مهم لطالبان عبر جهاز الحرس الثوري».

ما هو أكثر من ذلك، كما يقولون، إن «طهران تستغل المهاجرين الشيعة الأفغان داخل حدودها لتجنيد مرتزقة جدد للقتال في سوريا دعما لنظام الأسد».

بينما يرى مسؤولون عسكريون واستخباراتيون في دعم إيران لحركة طالبان تحالفا مناسبا. فتاريخيا، كانت العلاقات بين إيران، الدولة الشيعية وطالبان الحركة السنية المتشددة، متوترة. فقد أوشكت إيران على خوض حرب ضد نظام طالبان في عام 1998 بعد قتل 10 من دبلوماسييها عندما احتجزوا في قنصليتهم بمدينة مزار الشريف في مدينة شمال أفغانستان.

كما أن إيران لم تعارض الإطاحة بطالبان في عام 2001، وحافظت منذ ذلك الوقت على علاقات ودية مع الحكومة المدعومة من الغرب في كابل.

لكن إيران بدت غير مرتاحة للوجود العسكري الأميركي على حدودها، ولذلك قدم ضباط الحرس الثوري أسلحة لطالبان وهذا منذ عام 2007 على الأقل، وفقا لتقرير وزارة الدفاع الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) 2014.

ثم شهد تحالف إيران مع طالبان منعطفا جديدا في يونيو 2013 عندما دعت طهران رسميا وفد طالبان للمشاركة في مؤتمر حول الإسلام ولقاء كبار المسؤولين الإيرانيين. وقال مسؤولون أمنيون أفغان إنه بحلول خريف ذلك العام كان لديهم دليل واضح على أن إيران تقوم بتدريب مقاتلي طالبان داخل حدودها. وتشرف طهران اليوم على ما لا يقل عن أربعة معسكرات لتدريب طالبان، وفقا لمسؤولين أفغان وأحد مقاتلي طالبان «عبد الله»، وتوجد في طهران ومشهد وزاهدان وفي محافظة كرمان. وكشف مسؤول أفغاني كبير، وفقا لما نقل عنه التقرير: «في البداية، كانت إيران تدعم طالبان ماليا.. ولكن الآن تقوم بتدريبهم وتجهزهم أيضا».

وقد سهل انسحاب القوات الأميركية والمتحالفة معها لمقاتلي طالبان والمهربين عبور الحدود واختراقها. في الماضي، كان للولايات المتحدة قدرات كبيرة للمراقبة، كما قال سيد وحيد قتالي، وهو سياسي مؤثر من غرب مدينة هيرات، التي تملك فيها إيران نفوذا منذ فترة طويلة. وأضاف: «لكن الآن، غادر الأميركيون لتتحرك إيران بحرية أكبر».

وقال مسؤول أجنبي، كما نقل عنه مراسل الصحيفة، إن «إيران أضفت طابعا رسميا على تحالفها مع طالبان من خلال السماح للحركة بفتح مكتب في مدينة مشهد، والحفاظ على وجود هناك على الأقل منذ بداية عام 2014. وقد اكتسب المكتب الكثير من النفوذ، حتى إن بعض المسؤولين الأجانب يصفونها بأنها (مشهد الشورى)، وهو مصطلح يستخدم لوصف مجالس قيادة طالبان». وكشف مسؤولون أفغان وأجانب إن ضابط الاتصال الرئيسي بين طهران وطالبان هو رئيس المكتب السياسي للحركة في قطر الملا محمد طيب أغا. وكانت زيارته الأخيرة إلى إيران في منتصف مايو (أيار). وقد نفت طالبان تلقيها دعما من إيران أو أي دولة أجنبية أخرى، ولكنها تقول إنها تريد علاقات جيدة مع الدول المجاورة لأفغانستان.

ورأت المصادر الغربية أن دعم إيران لحركة طالبان له ما يبرره استراتيجيا، إذ يقول مسؤولون أفغان إن «طهران تقاتل تنظيم داعش في سوريا والعراق، وهي قلقة من خط الجبهة الجديد الناشئ على مقربة من حدودها الشرقية». وكما قال مسؤول أمني أفغاني: «تسعى إيران لمواجهة (داعش) بطالبان

 

ظلاميّون وتكفيريّون: «حزب الله» والشبهة «التنويرية»

وسام سعادة/المستقبل/15 حزيران/15

ما الفارق بين مصطلح «الظلامية« السجاليّ الذي شاع يساريّاً ضد «حزب الله« و«حركة التوحيد« في الثمانينيات، وضدّ حركات اسلامويّة أخرى في البلدان العربية الأخرى، وبين مصطلح «التكفيريّون« الذي يستخدمه «حزب الله« ضدّ «داعش والنصرة« ثم يتوسّع فيه ليتقصّد الأنسجة الأهلية للثورة السوريّة، فضلاً عن المناهضين لتدخل الحزب في الحرب السوريّة بشكل عام؟ المصطلحان سجاليّان، وفي السياق الذي يعنينا - «ظلامية« حزب الله و«تكفيرية« من يحاربهم في سوريا اليوم - يتّصل كلّ منهما بوقائع احتراب أهلي.

يبقى أنّ مخاصمة «الظلاميّة« تفترض رأساً «تنويرية« الموقع المضاد لها. وهذا مبرّر، جزئياً، في حال صدر الاتهام من موقع يساريّ أو ليبراليّ، أي من موقع تيارات تتنازع بأشكال مختلفة تركة عصر التنوير الغربي (أي تحديداً أفكار فلاسفة القرن الثامن) والاقتباسات العربية منه. فبالاتكاء على تركة عصر التنوير، سيصبح متاحاً اعتبار العداء الثقافي للغرب كما تطرحه الخمينية ظلامياً، واعتبار كل من يناهض كونية مفهوم الانسان، واستقلال العقل العلمي عن العقل الغيبي أو المتصالح مع الغيب ظلامياً، وكل من يرفض اعتبار الحق الطبيعي مصدر التشريع الوضعي ظلامياً. وكانت تترادف في الأدبيات اليسارية مصطلحات «ظلامية وغيبية«. لكن ثنائية «تنويرية وظلامية« قامت على مبالغات لم يحتملها الواقع، ومن طرحها عاد فسحبها من التداول. يعود ذلك بطبيعة الحال الى ميزان القوى، لكنه يكشف بأنّ هذه الثنائية سجالية، ودعائية، أكثر منها مواجهة فكرية عميقة. كما يفضح تشوّش التنويريين المزعومين. فهم بدلاً من ادراك أنّ عصر التنوير متعدّد الأوجه، وأنّ مساهمة رجال الدين فيه (الأنوار السكوتلندية) لم تكن بأقل من مساهمة صالونات فلاسفة باريس (أنوار الدهريين واللادينيين)، راحوا يختزلون التنوير في خط مستقيم يتيم واحد، وبدل ادراك أن من وقف بوجه التنوير لم يكن فقط أفكار الماضي وانما فكر معاد للتنوير يمارسه على طريقته، وفي حدوده، تنويراً مضاداً، فقد خلصوا الى انه اما ان تكون تنويرياً واما ان تكون ظلامياً. اليوم يجري التمييز في تاريخ الأفكار بين أنوار معتدلة وأخرى جذرية، وبين أنوار ساطعة وأخرى قاتمة، ولئن كانت علاقة مهمة بين التنوير وبين نقد الاستبداد فإنها ليست علاقة مطلقة. فولتير وديدرو التنويريان جداً في فرنسا، كانا صديقين للمستبدة المستنيرة كاثرين الثانية الساعية لاستعادة القسطنطينية، والمتربعة على عرش روسيا القيصرية. يمكن أن تكون تنويرياً وصديقاً للاستبداد هنا، وخصماً له هناك. يمكن أن تبرّر الظلام في مكان ما باسم التنوير.

بدل تشغيل الرأس بهذه المسائل - علماً أن التعريف الأبسط للتنوير هو أن تشغّل رأسك بحرّية، ساجل اليساريّون الاسلاميين بسذاجة. قالوا لهم، اما ان يكون المرء تنويرياً واما ان يكون ظلامياً، واذا كان ظلامياً فهو يريد ان يرجعنا الى «القرون الوسطى«. شاع آنذاك في الأدبيات نحت «قروسطية«، وهذا مصطلح مسخ، لا يدرك مروّجوه بعد أن النظرة الى «القرون الوسطى« تبدّلت على نحو ايجابي مع تراكم أعمال المؤرخين جيلاً بعد جيل، فضلاً على ان «القرون الوسطى« بالمدلول الغربي، لا تمارس تحقيباً كونياً يشمل كل الحضارات. زد عن ان مفهوم «القرون الوسطى« حديث نسبياً ولم ينتج في غضون القرون الوسطى.. في المقابل، عندما يصف «حزب الله« «الجهاديّين« بأنهم «تكفيريّون«، فإنّ المبهم هو المفهوم الايجابي في مقابل التكفيريين (والحزب لا يردّ التكفيريين الى شيء ما يطلق عليه «التكفيرية« بل يردّهم الى «الوهابية« على وجه الاطلاق، دون ان يفصح لنا ما اذا كان يعتبر كل وهابي تكفيرياً). فماذا يسمّي الحزب الفريق المقابل للتكفيريين؟ التنويريّون؟ اللاتكفيريّون؟ لا. هو يقول ان هؤلاء يكفّرون كل من ليس معتقده معتقدهم، ويكفّرون الناس لأتفه الأسباب. أي أنه يقول إن الصراع بينه وبينهم هو على مفهوم التكفير، ومرجعيته، وضوابطه الشرعية، فهم تكفيريون بلا ضوابط منهجية، وهو تكفيريّ بضوابط منهجية. في الوقت نفسه، منذ تعليق السيد حسن على جريمة تفجير الصحن الحيدري قبل اثني عشر عاماً الى اليوم، يرد الحزب أخصامه هؤلاء الى «ذهنية القرون الوسطى«، بشكل يسيء الى نضارة القرون الوسطى هذه، ويسيء فهم الحركات الاحيائية الدينية العنيفة الحديثة، أو بشكل يختلط فيه التاريخ على المرء، فيحسب أن الحزب يكفر بالقرون الوسطى حبّاً بديفيد هيوم والمدام دو ستيل وعمانوئيل كانط!

 

 طارق عزيز.. لا صوت يعلو على صوت الانتقام

خيرالله خيرالله/المستقبل/15 حزيران/15

ليس طارق عزيز، المسيحي العراقي المنتمي إلى حزب البعث والرجل المريض، وحده الذي توفّى في سجن عراقي عن سبعة وتسعين عاماً. توفّى أيضا ما كان ما يرمز إليه طارق عزيز في العراق الذي عرفناه والذي كان لا يزال فيه مكان لمواطن ينتمي إلى أقلّية معينة يستطيع أن يحتل موقعاً، ولو غير مؤثر، في السلطة. كان هناك اصرار على الإنتقام من طارق عزيز. كان هناك اصرار على الإنتقام من كلّ ما يمثّله. الهدف واضح كلّ الوضوح. في ظل نظام الميليشيات الشيعية التي تحكم العراق، والتي تسيّرها ايران، لا صوت يعلو على صوت الإنتقام. إنّها سياسة الإنتقام من كلّ ما هو عربي في هذا البلد الذي كان إحدى ركائز النظام الإقليمي الذي نشهد حاليا فصلا أخيرا من عملية إنهياره.

لم يكن طارق عزيز مهمّاً في يوم من الأيّام. ففي عهد صدّام حسين، وقبله في عهد احمد حسن البكر الذي تميّزـ نسبياـ بنوع من العقلانية ترافقت مع فكرة محاولة بناء دولة ذات مؤسسات، كان طارق عزيز ذلك المواطن المسيحي الذي يستطيع، في دولة البعث، الوصول إلى موقع وزير للإعلام أو للخارجية وحتّى أن يكون نائباً لرئيس الوزراء. كان جزءاً من الديكور المستخدم لإعطاء صورة مغايرة للواقع عن نظام لم يتقن سوى سياسة واحدة، هي سياسة الإلغاء. كان يحسم بالإلغاء، أي بالقتل، كلّ خلاف مع الآخر.

لم يمتلك طارق عزيز يوماً صلاحيات كبيرة. بكلام أوضح لم يكن يوماً صاحب القرار أو حتّى صاحب قرار، عندما يتعلّق الأمر بقضايا ذات شأن. كان دائما في خدمة صدّام حسين. كان عليه أن يقول له ما يمكن أن يرضيه ويفرحه ويستجيب لرغباته. لم يمتلك يوما صلاحية الإعتراض أمام صدّام أو مناقشة أي موقف أو قرار يتخذه «السيّد الرئيس». اقتصر دوره على دور المسؤول الصغير الذي عليه تنفيذ اوامر الزعيم من دون أيّ نوع من الأسئلة.

لذلك، كانت كلّ التهم التي سيقت لطارق عزيز امام المحكمة التي مثل أمامها بعد الإحتلال الأميركي من النوع الذي لا علاقة له بالحقيقة والواقع. أكان ذلك بالنسبة إلى الأكراد أو بالنسبة إلى الأحزاب الدينية، على رأسها «حزب الدعوة»، الذي ينتمي اليه نوري المالكي ورئيس الوزراء الحالي الدكتور حيدر العبادي. كان دور طارق عزيز محصوراً في استرضاء صدّام حسين. لم يكن يحقّ له الدخول في أي نقاش. لم يتجرّأ حتّى على التدخل في قضية تخص نجله الذي سُجن في عهد صدّام لأسباب مرتبطة بقضية تافهة اراد عبد حمود (السكرتير الشخصي لصدّام) تضخيمها لأسباب شخصية. ثمّة ثلاثة احداث، بين أحداث كثيرة، تعطي فكرة عن طبيعة دور طارق عزيز إبان عهد صدّام.

الحدث الأول هو سكوته عن مغامرة غزو الكويت في العام 1990 من القرن الماضي. لم ينبس طارق عزيز، الذي كان وزيرا للخارجية، ببنت شفة لدى إعلان الرئيس العراقي وقتذاك أمام رفاقه في مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب عن إتخاذ القرار القاضي بالقيام بتلك المغامرة المجنونة في الكويت. لم يكن طارق عزيز شيئا يذكر في حضرة صدّام أو أحد افراد العائلة مثل حسين كامل أو علي حسن المجيد أو عديّ أو قصيّ. لم يستفد صدّام من احتكاك طارق عزيز بالعالم الخارجي، وهو إحتكاك سمح له بإدراك النتائج التي يمكن أن تترتب على جريمة احتلال بلد جار مسالم مثل الكويت... فضّل طارق عزيز الصمت دائما، حفاظا على حياته أوّلا. لم يكن لديه سوى الأخبار المفرحة ينقلها إلى صدّام. الدليل على ذلك الحدث الثاني الذي يعطي فكرة عن الرجل وموقعه في النظام. هذا الحدث رواه برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق لصدّام الذي كان مديرا للإستخبارات حتّى العام 1983، ثمّ سفيرا لدى الأمم المتحدة في جنيف بين 1988 و 1998. يقول برزان، الذي أعدم في العام 2007، أنّه رافق طارق عزيز إلى طهران في مهمّة تتعلّق بنقل رسالة من صدّام إلى الرئيس الإيراني وقتذاك هاشمي رفسنجاني. كان ذلك بعيد إحتلال الكويت وبدء المجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتحدة حشد قوات في الأراضي السعودية تمهيدا لعملية التحرير التي تمّت في شباط ـ فبراير 1991.

كانت رسالة صدّام إلى رفسنجاني طويلة. كانت دعوة إلى ايران من أجل الإنضمام إلى العراق في مواجهة «الشيطان الأكبر» الأميركي. كان صدّام حسين يمتلك ما يكفي من الغباء للإعتقاد أن ايران في حال عداء مع أميركا، كما أنّها في وارد انقاذ نظامه أو الدخول في مواجهة مع «الشيطان الأكبر». ردّ رفسنجاني على الرسالة الطويلة برسالة أطول منها تضمّنت مزايدات على الموقف العراقي وعلى العبارات التي استخدمها صدّام. لكنّه ختم رسالته الشفهية بعبارة «...أما شرف مواجهة الشيطان الأكبر في الكويت، فهو شرف عظيم نتركه لكم».

استنادا إلى برزان التكريتي، نقل طارق عزيز كلّ ما ورد من أخبار سارّة في رسالة رفسنجاني، باستثناء العبارة الأخيرة التي كانت أهمّ ما فيها، بل لبّها. لم يتجرّأ على نقل الحقيقة. اضطر برزان إلى طلب موعد من صدّام، قبيل عودته إلى جنيف، ليقول له إن هناك عبارة، ربّما نسي «ابو زياد»، أي طارق عزيز، نقلها لكم!

كان الحدث الثالث في كانون الثاني ـ يناير 1991، عندما إلتقى طارق عزيز بصفة كونه وزيراً للخارجية نظيره الأميركي جيمس بايكر في جنيف. في الجلسة التي انعقدت بين وفدين عراقي وأميركي، سلّم بايكر الوزير العراقي رسالة خطّية تدعو إلى الإنسحاب من الكويت من دون شروط، وإلّا أعادت اميركا العراق إلى «العصر الحجري». إكتفى طارق عزيز بقراءة الرسالة. إعتذر عن عدم قدرته على تسليمها إلى «رئيسه». بقيت الرسالة على الطاولة التي جلس إليها الوفدان. لا تزال الرسالة، إلى الآن، محفوظة في فندق «إنتركوتيننتال».

هذه ثلاثة أمثلة عن ثلاثة أحداث تعطي فكرة عن دور طارق عزيز في العراق. كان الدور أقرب إلى اللا دور من أي شيء آخر. على الرغم من ذلك، كان هناك اصرار لدى الذين تولوا السلطة في العراق على الإنتقام منه بطريقة بشعة تنمّ عن رغبة في القضاء على كلّ ما له علاقة بالتسامح والعيش المشترك الذي عمره مئات السنين في بلد متعدد الطوائف والمذاهب والقوميات. كان الإنتقام إنتقاماً من مسيحي عراقي ذنبه أنّه كان بعثياً خدم في بلاط صدّام حسين.

لم يكن ترك طارق عزيز يموت في السجن، من دون عناية صحيّة، مجرّد إنتقام من البعثي الذي حافظ على حدّ أدنى من الوفاء لصدّام حسين الذي لا يمكن بأي شكل الدفاع عن إجرامه. كان ذلك تعبيرا عن أن «داعش» لا يمثّل التطرّف لدى السنّة فقط، بل هناك دواعش شيعية أيضا خلقت حاضنة للفكر الديني المتطرف بغض النظر عن المذهب الذي ينادي به هذا الفكر أو يدّعي الدفاع عنه.

لم يكن طارق عزيز رجلاً مثالياً، خصوصا أنّه سعى إلى تلميع النظام العراقي في الغرب. كان مواطناً مسيحياً عراقياً آمن في مرحلة معيّنة بالفكر البعثي وخدم نظاماً قمعياً كان يفترض أن يكون علمانيا. كان يمثّل حالة توفّر بعض الطمأنينة للأقليات الدينية العراقية لا أكثر. انتهى بطريقة تؤكّد أنه لم يعد من مكان في العراق سوى للأحزاب المذهبية التي لا تؤمن سوى بالانتقام، خصوصاً من السنّة ومن المسيحيين. مثل هذه الأحزاب التي يمثّلها نوري المالكي أو حيدر العبادي لا تبني دولاً حديثة بمقدار ما أنّها تؤسس لحروب دينية ومذهبية مستمرّة لم تعد محصورة بالعراق بكلّ أسف.

رحم الله طارق عزيز الذي عاش فقيراً، والذي وجد في الأردن من هو على استعداد لاستقبال جثمانه ودفنه بطريقة لائقة تؤكد أنه لا يزال في المنطقة من يمتلك بعضاً من نخوة وحدّاً أدنى من الأخلاق العربية الأصيلة...