المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 حزيران/2015

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.june17.15.htm

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 16 و 17 حزيران/15

زيارة قاسم.. لن تغيّر «مشهدية» الهزائم/علي الحسيني/المستقبل/17 حزيران/15

شيعة لبنان المختلفون/معارضو حزب الله في الطائفة يشكون من تهديداته لكن يفشلون بالاتحاد لصده/ثائر عباس/الشرق الأوسط/17 حزيران/15

المقال.. لم يعد كافياً لمواجهة "حزب الله".. بدأ التحرك/خالد موسى/موقع 14 آذار/17 حزيران/15

الانهيار الحتمي الإيراني/داود البصري/السياسة/17 حزيران/15

“القاعدة” في اليمن يعين الريمي زعيماً له خلفاً للوحيشي بعد مقتله بغارة أميركية/السياسة/17 حزيران/15

“حزب الله” يتجه للموافقة على نشر “اليونيفيل” على حدود سورية/حميد غريافي/السياسة/17 حزيران/15

إلى أيّ مدى يمكن السجال أن يصل؟ وما هي الحدود الدستوريّة لاستمراره/سمير منصور/النهار/17 حزيران/15

الانقلاب" بلا خداع/نبيل بومنصف/النهار/17 حزيران/15

هل بقيت أسرار في مفاوضات إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 حزيران/15

دروز سورية بين جمهورية الأسد وخيارات جنبلاط/بهاء أبو كروم/الشرق الأوسط/17 حزيران/15

حزب الله وداعش: ربط الحرب السورية بنهاية التاريخ/وسام سعادة/المستقبل/17 حزيران/15

كي يستحق كيري وظريف نوبل السلام/خيرالله خيرالله/المستقبل/17 حزيران/15

القائد الخالد بن حدادة/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/16 حزيران/15

نقمة جنوبية على "حزب الله"/طارق السيد/موقع 14 آذار/16 حزيران/15

على مَن سيرتد «حزب الله» في لبنان؟/خيرالله خيرالله/المستقبل/16 حزيران/15

مشروع الدّولة في ظلّ ثنائية السلاح/ أدهم الرفاعي/جنوبية/16 حزيران/15

لبنانيون شيعة يتّحدون بوجه الفتنة: الأربعاء بوسط بيروت/سهى جفّال/جنوبية/16 حزيران/15   

العلمانية ليست ملحدة ولا مؤمنة/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/16 حزيران/15

سبّابة الشيخ نعيم/محمد حجيري/المدن/16 حزيران/15

إستبدال الحزب العباءة بالزي العسكري.. نصر أو هزيمة/حنان الصباغ/لبنان الجديد/16 حزيران/15

دروز سوريا بين المطرقة والسندان/علي وهبي/لبنان الجديد/26 حزيران/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 16 و 17 حزيران/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 16/6/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 حزيران 2015
تمثال سيدة فاطيما اختتم زيارته في مجلس النواب مطر صلّى لانتخاب رئيس وإلهام المسؤولين الحوار

سلام إلى القاهرة اليوم للقاء السيسي ومسؤولين

بعثة أوروبية تزور بيروت  

آل مغيط خلال مؤتمر صحفي: سنقوم بخطوات تصعيدية لا أحد يستطيع ان يقمعنا وحقنا مكتسب وسنأخذه

دريان: الخميس أول أيام شهر رمضان المبارك

سلام استقبل وفدا من اتحاد جمعيات عرسال والنائب السابق شماس

سلام خلال توقيع اتفاقية قرض مع الصندوقين العربي والكويتي لتمويل مشروع نقل مياه الليطاني الى الجنوب: حلم قديم يتحقق اليوم

بري تابع مع الحمد والبدر مشروع الليطاني عدوان: لتأمين الاستقرار في ظل ما يحدث حولنا

ندوة في مركز كارنيغي عن "دور روسيا وايران في التغيرات بسوريا والعراق"

التيار المستقل: ندعم الراعي باصراره على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية
النهار" ترصد إنتاجية اللجان النيابية الإدارة في المرتبة الأولى وجلسة يتيمة للتكنولوجيا
طرابلس ترفض شائعات للنيْل من الاستقرار وتسخّف حديثاً عن مخطّط جديد لـ"داعش"
السفير الأوسترالي الجديد لـ"النهار": نتطلع إلى حل للأزمة الرئاسية لا قيود على التأشيرات ولسحب الجنسية من المنخرطين في الارهاب
مالك "الميتسوبيشي" أنهى إفادته أمام غرفة البداية في المحكمة الخاصة بلبنان
المجتمع المدني العرسالي يرفض تهمة الارهاب

بري يحاول و”حزب الله” يرفض: لا حلحلة في الموضوع الحكومي

جعجع استقبل وفدا من الرامغافار وآخر من حلتا البترون

مؤسسة انسان إطلقت حملة Our Hands في اليوم العالمي لعاملات المنازل

جريج في افتتاح مؤتمر الاعلام الإلكتروني: لإنشاء تجمع مهني مؤهل للتحاور مع وزارة الاعلام والمجلس الوطني لتنظيم القطاع

سامي الجميل واصل تلقي اتصالات التهنئة بانتخابه رئيسا للكتائب

حزب الكتائب ينتخب 6 اعضاء اضافيين للمكتب السياسي في 1 تموز

كتلة "المستقبل": لتعزيز قوى الاعتدال والانفتاح و"حزب الله" يتحمل مسؤولية تردي الاوضاع الاقتصادية

رئيس المجلس الاقتصادي الاوروبي زار ونسناس مقر الاتحاد العمالي: لتكثيف الدعم السياسي والمادي والاقتصادي للبنان

الحريري في إجتماع سفراء النوايا الحسنة في باريس: لبنان الكبير أكثر من ضرورة في ظل ما تشهده المنطقة

المنظمات المدنية في عرسال: نرفض لصق صفة الارهاب بعرسال الداعمة للدولة وللمؤسسة العسكرية

سينودوس أساقفة الكاثوليك واصل اجتماعاته في عين تراز

وفد نواب المنية الضنية زار دريان فتفت: جلسة حوار المستقبل وحزب الله كانت هادئة بعكس التصعيد في اعلام الحزب

جنبلاط منح صديق والده احمد الحجاوي ميدالية كمال جنبلاط عربون وفاء وتقدير

سامي الجميّل: "حزب الله" يتصرف خارج اطار الدولة

عذراء فاطيما في مار جرجس للموارنة ومجلس النواب مطر:نصلي لانتخاب رئيس وللسلام كنعان:الدولة تحتاج الى رأس

حسن التقى زاسبكين وسياسيين معزين وتلقى اتصالات دريان: لن نسمح لأي فتنة ان تقع بين المسلمين

مؤتمر الزواج في لبنان بين الواقع والمرتجى في سيدة اللويزة

ندوة لملتقى الأديان عن المواطنة تحضيرا لمؤتمر مواجهة الصراعات

فضل الله: سنبقى على قناعاتنا ولن نرتهن لدولة أو محور

عسيران: لاعادة قراءة الظروف والاحداث لمصلحة لبنان

الحوت: الوطني الحر ذهب بعيدا في محاولته احتكار التمثيل المسيحي

تكتل "التغيير والاصلاح": الرئاسة مصادرة من قراصنة يتنكرون لمن يمثل المكون المسيحي أوزن تمثيل

قبلان في ندوة للشرق والغرب شمس واحدة: المطلوب من الغرب ان يكون شريكا باطفاء نار الشرق لا بزيادة حرائقها

اللقاء الوطني: قوى 14 آذار مسؤولة عن تفاقم الشلل في الدولة

صفي الدين: المقاومة تقوم بواجبها وتحمي الوطن والمقدسات

وفد الانقلابيين الحوثيين يرفض الحوار مع الحكومة اليمنية في جنيف

من هو الزعيم الجديد لتنظيم "القاعدة" في اليمن؟

أردوغان: أحكام الإعدام ضد «الإخوان» في مصر «مذبحة للقانون»

المبعوث الأممي يحمّل الحوثيين مسؤولية عرقلة حوار جنيف

ما هو سر نجاح أبو بكر البغدادي؟

المعارضة تهز العصا للأسد وتدق أبواب مدينة حلب

“داعش” يتلقى الضربة الأكبر في سورية بخسارته مدينة تل أبيض الستراتيجية

الأسد ودي ميستورا يتفقان على متابعة التشاور

دي ميستورا دان اعتداءات مقاتلي المعارضة على المدنيين في حلب

العربي الجديد: أبناء السويداء يهجرون قوات النظام بعدما نكث بعهده

جيب بوش اعلن رسميا ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة

البليونير دونالد ترامب يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية

الرئيس اليمني يؤكد ان وفد الحكومة في جنيف سيناقش فقط تنفيذ القرار 2216

المفوضية العليا للاجئين: 23 الف لاجئ دخلوا تركيا من سوريا بين 3 حزيران و15 منه

بوتين: روسيا ستعزز ترسانتها النووية بـ40 صاروخاً عابراً للقارات

محمد بن سلمان وبوتين يبحثان الأوضاع الإقليمية

 

بعض عناوين النشرة

إنجيل القدّيس متّى18/من11حتى14/إن مَشِيْئَةَ أَبِيْكُمُ الَّذي في السَّمَاوَاتِ هِيَ أَلاَّ يَهْلِكَ أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار.

الزوادة الإيمانية لليوم/سفر أعمال الرسل08/من 01ب 08/فَكَثِيرُونَ مِمَّن بِهِم أَرْوَاحٌ نَجِسَة، كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُمُ ٱلأَرْوَاحُ وهِيَ تَصْرُخُ بِصَوتٍ عَظِيم. وكَثِيرُونَ مِنَ ٱلمُقْعَدِينَ وٱلعُرْجِ نَالُوا ٱلشِّفَاء

دريان: الخميس أول أيام شهر رمضان المبارك

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 حزيران 2015

بعثة أوروبية تزور بيروت 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 16/6/2015

 زيارة قاسم.. لن تغيّر «مشهدية» الهزائم/علي الحسيني/المستقبل

«حزب الله» و«داعش»: ربط الحرب السورية بنهاية التاريخ/وسام سعادة/المستقبل

آل مغيط خلال مؤتمر صحفي: سنقوم بخطوات تصعيدية لا أحد يستطيع ان يقمعنا وحقنا مكتسب وسنأخذه

سلام إلى القاهرة اليوم للقاء السيسي ومسؤولين

 سلام يلتقي الخازن وأبو غزالة وجمعية الصناعيين/مقبل: مشاركتنا فـي القــوة العربية اختـيارية

 بري عرض مـع الحمـد والبـدر المرحلة الثانية من مشروع الليطاني

مقبل اطلع على عمل المحكمة العسكرية

 المحكمة الدولية تواصل استجواب مستورد "الميتسوبيشي"

بري يحاول و”حزب الله” يرفض: لا حلحلة في الموضوع الحكومي

“حزب الله” يتجه للموافقة على نشر “اليونيفيل” على حدود سورية/حميد غريافي/السياسة

المقال.. لم يعد كافياً لمواجهة "حزب الله".. بدأ التحرك!/ خالد موسى/موقع 14 آذار

"حزب الله" والجيش السوري يسيطران على تلتين في جرد الجراجير ومعلومــات عن مقتـــل أميـر القلمـــون فـي "داعـش"

"اقفال طريق القلمون خطوة تحذيرية وسنصعّد ان لم نلق تجاوبا"/مغيط: نريد معرفة مكان العسـكريين واذا كانـوا احيـاء او لا/المفاوضات مـع "داعـش" متوقفـة و"الايجابيـة" كلام فـارغ

 أكثر من 300 يشاركون في انتخابات "المجلس الوطني"/سـمير فرنجية أبرز المرشـحين لتـولي الرئاســة

الشعّار: حلّ الازمة بالتمسّك بالدستور

الملف الرئاسي في "العهدة الالهية" والحكومي رهن الاتصـــــالات

مخارج التعطيل: طمأنة وضمانة لعون بطرح التعيين في مجلس الوزراء

لجنة تنسيق لحماية دروز سوريا برعاية اردنية – تركية- لبنانيــة

جعجع استقبل وفدا من الرامغافار وآخر من حلتا البترون

التيار المستقل: ندعم الراعي باصراره على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية

سعيد: لينزل النواب المسيحيون الى المجلس بدلا من تمثال العذراء و"ادخال سيدة فاطيما الى البرلمان اقحام للديــن في السـياســة"

جنبلاط يمنح الحجاوي ميدالية والده: اخلاصه في السـياسة لا يُقـدر بثمن

انتخابات جمعية المصارف: توافق

نــواب "المنية الضنيـة" يـزورون دريــان/فتفت: لتفعيل الحكومة واذا امكن مجلس النواب

"ديلي تلغراف": خامنئي لديه اشهر معدودة للعيش وصــراع فــــي ايـران علـى خلافتــه

"وول ستريت": مقاتلات جوية اميركية في اوروبا!

 صحيفة إيرانية: ضوء اخضر روسي للتخلص من الأسد

حزب الكتائب ينتخب 6 اعضاء اضافيين للمكتب السياسي في 1 تموز

سامي الجميل واصل تلقي اتصالات التهنئة بانتخابه رئيسا للكتائب

كتلة "المستقبل": لتعزيز قوى الاعتدال والانفتاح و"حزب الله" يتحمل مسؤولية تردي الاوضاع الاقتصادية

تكتل "التغيير والاصلاح": الرئاسة مصادرة من قراصنة يتنكرون لمن يمثل المكون المسيحي أوزن تمثيل

التطوُّرات السوريَّة وتداعياتها علينا/خليل حلو/فيسبوك

نقمة جنوبية على "حزب الله"/ طارق السيد/موقع 14 آذار

على مَن سيرتد «حزب الله» في لبنان؟/خيرالله خيرالله/المستقبل

مشروع الدّولة في ظلّ ثنائية السلاح/ أدهم الرفاعي/جنوبية

«لبنانيون».. حراك في وجه «داعش» و«حزب الله»/علي الحسيني/المستقبل

لبنانيون شيعة يتّحدون بوجه الفتنة: الأربعاء بوسط بيروت/ سهى جفّال/جنوبية

العلمانية ليست ملحدة ولا مؤمنة/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

سبّابة الشيخ نعيم/محمد حجيري/المدن

إستبدال الحزب العباءة بالزي العسكري.. نصر أو هزيمة؟/حنان الصباغ/لبنان الجديد

دروز سوريا بين المطرقة والسندان/علي وهبي/لبنان الجديد

القائد الخالد بن حدادة/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

الأسد ودي ميستورا يتفقان على متابعة التشاور

تركيا اتهمت الأكراد بممارسة "تطهير اتني"

“داعش” يتلقى الضربة الأكبر في سورية بخسارته مدينة تل أبيض الستراتيجية

وفد الانقلابيين الحوثيين يرفض الحوار مع الحكومة اليمنية في جنيف

الانهيار الحتمي الإيراني/داود البصري/السياسة

“القاعدة” في اليمن يعين الريمي زعيماً له خلفاً للوحيشي بعد مقتله بغارة أميركية

دروز سورية بين جمهورية الأسد وخيارات جنبلاط/ بهاء أبو كروم//الشرق الأوسط

شيعة لبنان.. المختلفون/معارضو «حزب الله» في الطائفة يشكون من تهديداته لكن يفشلون بالاتحاد لصده/ثائر عباس//الشرق الأوسط

هل بقيت أسرار في مفاوضات إيران؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الانقلاب" بلا خداع!/نبيل بومنصف/النهار

إلى أيّ مدى يمكن السجال أن يصل؟ وما هي الحدود الدستوريّة لاستمراره؟/سمير منصور/النهار

كي يستحق كيري وظريف «نوبل السلام»/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

إنجيل القدّيس متّى18/من11حتى14/إن مَشِيْئَةَ أَبِيْكُمُ الَّذي في السَّمَاوَاتِ هِيَ أَلاَّ يَهْلِكَ أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار.

"قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَك. مَا رَأْيُكُم؟ إِنْ كَانَ لِرَجُلٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَلا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ والتِّسْعِيْنَ في الجِبَال، ويَذْهَبُ يَبْحَثُ عَنِ الخَرُوفِ الضَّالّ؟ وإِنْ وَجَدَهُ، أَلا يَفْرَحُ بِهِ ؟ أَلحقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِهِ بِالتِّسْعَةِ والتِّسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلّ ! هكَذَا، فَإِنَّ مَشِيْئَةَ أَبِيْكُمُ الَّذي في السَّمَاوَاتِ هِيَ أَلاَّ يَهْلِكَ أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار".

       

الزوادة الإيمانية لليوم/سفر أعمال الرسل08/من 01ب 08/فَكَثِيرُونَ مِمَّن بِهِم أَرْوَاحٌ نَجِسَة، كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُمُ ٱلأَرْوَاحُ وهِيَ تَصْرُخُ بِصَوتٍ عَظِيم. وكَثِيرُونَ مِنَ ٱلمُقْعَدِينَ وٱلعُرْجِ نَالُوا ٱلشِّفَاء

"يا إِخْوَتِي، حَدَثَ ٱضْطِهَادٌ شَدِيدٌ على ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتِي في أُورَشَلِيم، فتَشَتَّتَ ٱلمُؤمِنُونَ كُلُّهُم، مَا عَدَا ٱلرُّسُل، في نَواحِي ٱليَهُودِيَّةِ وٱلسَّامِرَة. ودَفَنَ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ إِسْطِفَانُس، وأَقَامُوا لَهُ مَنَاحَةً عَظِيمَة. وكَانَ شَاوُلُ يَسْعَى إِلى إِبَادَةِ ٱلكَنِيسَة، يَقْتَحِمُ ٱلبُيُوتَ كُلَّها ويَجُرُّ ٱلرِّجَالَ وٱلنِّسَاء، ويُسَلِّمُهُم إِلى ٱلسِّجْن. أَمَّا ٱلَّذِينَ تشَتَّتُوا فَجَالُوا يُبَشِّرُونَ بِٱلكَلِمَة. وَنَزَلَ فِيلِبُّسُ إِلى مَدِينَةٍ في ٱلسَّامِرَة، وأَخَذَ يَكْرِزُ لأَهْلِهَا بِالمَسيح. وكَانَ ٱلجُمُوعُ يُصْغُونَ بنَفْسٍ واحِدَةٍ إِلى أَقْوَالِ فِيلِبُّس، لأَنَّهُم سَمِعُوا وشَاهَدُوا ٱلآياتِ ٱلَّتِي كَانَ يَصْنَعُها. فَكَثِيرُونَ مِمَّن بِهِم أَرْوَاحٌ نَجِسَة، كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُمُ ٱلأَرْوَاحُ وهِيَ تَصْرُخُ بِصَوتٍ عَظِيم. وكَثِيرُونَ مِنَ ٱلمُقْعَدِينَ وٱلعُرْجِ نَالُوا ٱلشِّفَاء.فَعَمَّ تِلْكَ ٱلمَدِينَةَ فَرَحٌ عَظِيم."

 

دريان: الخميس أول أيام شهر رمضان المبارك

الثلاثاء 16 حزيران 2015 /وطنية - صدر عن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان البيان التالي: "لم تثبت رؤية هلال شهر رمضان المبارك هذه الليلة، وعليه فإن يوم غد الأربعاء 17 حزيران 2015م هو اليوم المكمل لعدة شهر شعبان ثلاثين يوما، ويكون يوم الخميس 18 حزيران هو أول أيام شهر رمضان المبارك 1436هجري. وإننا إذ نهنئ المسلمين بهذا الشهر الكريم نسأل اللَّه سبحانه وتعالى أن يجعله شهر خير وبر وبركة، وأن يوفقنا لصيامه وقيامه وآدابه، وإلى العمل بطاعته، وأن يعيد أيامه المباركة على المسلمين واللبنانيين جميعا بالأمن والطمأنينة، إنه سبحانه وتعالى سميع مجيب، وكل عام وأنتم بخير".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 حزيران 2015

الثلاثاء 16 حزيران 2015

النهار

لوحظ إقفال عدد غير قليل من المحال التجارية في عدد من الأسواق وخصوصاً في العاصمة نتيجة الركود الاقتصادي.

سأل نائب درزي عن عديد الجيش الذي يملكه وزير سابق لإرساله إلى سوريا.

سأل نائب مستقل في تحالف قوى 14 آذار في مجلس خاص: "هل يجرؤ مُعرقلو الانتخابات الرئاسية على إعلان الأسباب الحقيقية لموقفهم؟".

يخشى نواب أن يتم التفاهم بين العماد عون والدكتور جعجع على حسابهم إذا اتفقا على تأليف لوائح مشتركة في الانتخابات النيابية المقبلة.

سُمع ديبلوماسي عربي يقول إن التعب الذي حلّ بكل الأطراف المتقاتلين في سوريا قد يساعد على "حلّ التعب".

السفير

قدّر مسؤول عراقي كبير في اجتماع عقد في أوروبا أن هناك 500 عراقي على الأقل يلتحقون يوميا بتنظيم "داعش".

تعثرت خطوة ارسال سفير دولة كبرى الى بيروت قريبا بسبب اصابته بمرض يستوجب اختيار سفير جديد.

طلبت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة عامة صلاحيات استثنائية، إدارية ومالية، لكن أعضاء مجلس الادارة المعين حديثا رفضوا ذلك.

عدّل تيار سياسي بارز نظامه الداخلي مجدداًُ.. لكن بسرعة قياسية.

المستقبل

يقال

إن شعار "لا غزة ولا لبنان" الذي رفعه الإيرانيون في "الثورة الخضراء" عام 2009، لم يعد محصوراً في غزة ولبنان وصار يشمل سوريا أيضاً، وشريحة واسعة من الشعب الإيراني تتداوله بشكل كثيف.

اللواء

يسمع سياسيون لبنانيون نصائح بعدم رفع سقف الخطاب الخلافي في هذه المرحلة، وعدم اللعب بالنار، التي تقترب منهم!

ما يزال مرجع كبير يردّد في مجالسه السؤال: ما الموجب لتغيير القيادة العسكرية اليوم؟

تراجعت احتمالات عقد لقاء بين زعيم وسطي ووزير سابق، بعد تطورات دراماتيكية في بلد مجاور، يمس الفئة التي ينتمون إليها كلاهما؟

الجمهورية

لوحظ أنّ الاشتباك السياسي بين تيارَين وتكتلين عاد إلى سابق عهده، وأنه لم ينسحب على حليفي الطرفين.

وزيران زارا مرجعاً حكومياً إعتراضاً على توجّه وزير للدعوة إلى مناقصة في وزارته، الأمر الذي أخّر الإعلان ودفع الوزير المختصّ لزيارة المرجع والاعتراض على الاعتراض.

قال وزير في "8 آذار" إنّ الأولوية في المرحلة الحالية الحفاظ على الستاتيكو الراهن، لأنّ خلاف ذلك يقود إلى مغامرات غير محسوبة.

البناء

قال وزير سابق أمام بعض زواره إنّ التصريحات العالية النبرة لأحد الوزراء، والتي تضمّنت أوصافاً غير لائقة بحق مرجعيات سياسية كبيرة في البلد، قضت على حظوظه وأقفلت أمامه كلّ الطرق المؤدّية إلى منصب سياسي أعلى كان يطمح إليه، الأمر الذي يصبّ تلقائياً في مصلحة وزير منافس له في تياره على المنصب الرفيع نفسه.

 

 بعثة أوروبية تزور بيروت 

المستقبل/17 حزيران/15

بدأ وفد من بعثة العلاقات مع دول المشرق في البرلمان الأوروبي، زيارة رسمية لبيروت اعتباراً من أمس وتستمر الى بعد غدٍ الجمعة، ويضم النواب ماريسا ماتيا، رامونا مانيسكو، كريستينا وينبرغ وأندريا كوتزولينو. ويلتقي الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، إضافة إلى عدد من المسؤولين والنواب وقادة أحزاب سياسية وممثلين عن المجتمع المدني وعن منظمات شريكة للاتحاد الأوروبي في مجال المساعدات. وتتمحور النقاشات مع المسؤولين اللبنانيين حول العلاقات الثنائية، والأوضاع السياسية والأمنية في لبنان في الإطار الإقليمي الأوسع، بما في ذلك تأثير الأزمة السورية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 16/6/2015

الثلاثاء 16 حزيران 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

صحيح أن الرئيس تمام سلام يقوم غدا بزيارة رسمية للقاهرة لكن هذه الزيارة ليست السبب لعدم انعقاد مجلس الوزراء هذا الاسبوع، والسبب كما قال عدد من الوزراء هو انهماك الرئيس سلام في الاتصالات لتأمين الاجواء المناسبة لعقد جلسات منتجة لمجلس الوزراء بعيدا عن الشروط والسجالات.

وفيما دعا تكتل التغيير والاصلاح الرئيس سلام الى تحديد موعد لجلسة لمجلس الوزراء لفت الوزير عبد المطلب حناوي الى عدم قانونية طلب التيار الوطني الحر ادراج بند تعيين قائد الجيش على أول جلسة لمجلس الوزراء، مشيرا الى ان موعد انتهاء مهام العماد قهوجي في ايلول وليس الآن.

وأكد وزير الاعلام رمزي جريج ان الرئيس سلام الذي يعمل على تفعيل الاتصالات سيستعمل صلاحياته الدستورية كرئيس حكومة في تحديد جدول الاعمال ودعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع.

في الخارج تلاحقت التطورات:

- في سوريا التي اجرى فيها الموفد الدولي دي ميستورا محادثات مع الأسد.

- في مصر التي صدرت فيها احكام قضائية راوحت بين الاعدام والسجن المؤبد لمرسي وقيادات في الاخوان المسلمين.

- في اليمن التي تواصلت فيها المواجهات والغارات بحدة اخف وسط رعاية دولية لمؤتمر في جنيف يضم وفدين من الحكومة والمتمردين.

- وفي جدة التي انعقدت فيها منظمة التعاون الاسلامي. وفي المؤتمر الاسلامي هذا تم التأكيد على دعم الشرعية في اليمن ورفض الانقلاب والتشديد على سرعة تنفيذ القرار الدولي الرقم 2216 القاضي بانسحاب الميلشيات من المدن اليمنية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

تمثال السيدة فاطيما اقتحم ساحة النجمة ووصل الى قلب البرلمان. لكن هذه النعمة الروحية على أهميتها لا يبدو انها ستحقق الأعجوبة الرئاسية المطلوبة ما دام النواب المقاطعون لا يزالون مقاطعين وما دام ممثلو الشعب لم يقوموا بأدنى واجباتهم أي انتخاب رئيس للجمهورية.

مقابل الأزمة الرئاسية المستعصية الأزمة الحكومية تخضع للاتصالات والمشاورات وابرزها بين رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب. والظاهر أن هذه الاتصالات ستؤدي الى فتح الطريق أمام عقد جلسة لمجلس الوزراء السبوع المقبل.

في هذا الوقت واصل تكتل التغيير والاصلاح هجومه التقليدي على قيادة الجيش. لكن اللافت هو الهجوم المستحدث المباشر وغير المباشر على كتلة النائب جنبلاط من خلال الهجوم بالاسم على الوزير شهيب والمبطن على الوزير أبو فاعور واستحقاق رئاسة الأركان.

على الصعيد الدرزي حراك مكوكي للوزير أبو فاعور الذي زار تركيا حيث أجرى اتصالات لاحتواء تداعيات مجزرة قلب لوزة، كما زار اليوم السعودية والهدف ابعاد الدروز عن الوقائع الدموية في سوريا.

اقليميا الرئيس المصري السابق محمد مرسي أضحى أول رئيس مصري يصدر بحقه حكم بالاعدام.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هل سلم البرلمانيون اللبنانيون، بأن الاستحقاق الرئاسي، بات خارج ارادتهم وفي "عالم الغيب"؟ السؤال طرحه ادخال تمثال عذراء فاطيما الى مبنى البرلمان للصلاة، من اجل انتخاب رئيس جمهورية، وبعدما بات البرلمان اسير الشلل واسير عقد الجلسات الانتخابية المتتالية. فيما الوضع الحكومي ليس افضل حالا، وهو يقترب من مربع الشلل ايضا؛ وان كانت الاتصالات لا تزال تتلاحق قبل أن يتخذ الرئيس تمام سلام قراره، بشأن مستقبل جلسات الحكومة.

وفي هذا السياق، أسفت كتلة المستقبل النيابية لأن يكون دور وتأثير حزب الله واعوانه في لبنان؛ ينحصر بالجوانب السلبية عبر تشجيع استمرار تعطيل المجلس النيابي والعمل الحكومي، ولفتت الى ان هذا، وإن دل، فإنه يدل على ازدياد غربة حزب الله عن الشعب اللبناني وابتعاده عن تلبية مصالح المواطنين العليا، وحاجاتهم الملحة.

اقليميا، خبر بارز من مصر، تمثل بقرار قضائي، بإعدام الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

اسقطت سوريا اعنف مشروع ارهابي كان يستهدف السويداء وافشل الموحدون الدروز اخطر مشروع تقسيمي كانت تنفذه المجموعات المسلحة خدمة لاسرائيل. بطولات الجيش وصمود الموحدين الدروز ودماء السوريين القوميين الاجتماعيين صدوا الهجمات الارهابية من مطار الثعلة سقطت الخطة (أ) فلجأ المسلحون الى تنفيذ الخطة (ب) بالهجوم على قرية حضر الدرزية في جبل الشيخ لكن الاهالي استبسلوا بالدفاع المتواصل منذ ساعات.

حتى الآن اسرائيل تواكب العمليات الميدانية وتداوي جرحى ارهابيي النصرة في مستشفياتها القريبة من الحدود السورية ما بين محطتي السويداء وحضر.

جنوبا كانت دمشق تشهد عشية شهر رمضان على سقوط قذائف صاروخية عشوائية اطلقها المسلحون وتتحول حلب نتيجة صواريخ الارهابيين من حلب الشهباء الى حلب الشهداء.

اما الحدود السورية التركية فتشهد على تبدلات استراتيجية بتمدد الاكراد وتراجع داعش وقلق الاتراك من تلك المستجدات الحدودية.

عواصم العالم مشغولة بهمومها. في جنيف مشاورات يمنية تنطلق في الساعات المقبلة ومفاوضات نووية في فيينا لاستكمال صياغة نص الاتفاق النهائي.

لبنان يراقب لا نتائج عملية ظهرت لاستئناف جلسات مجلس الوزراء وحده قطار الحوار يتابع سيره من محطة عين التينة فيرخي استقرارا امنيا وسياسيا.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

عرف بان كي مون ان للمسلمين شهرا اسمه رمضان يجب ان يكون فترة للمصالحة والسلام والوئام وانكر بعض المسلمين للشهر الكريم هذا العنوان سيصوم اهل اليمن رغم العدوان كما فعل اهل غزة قبل اعوام سيصومون تحت النار والحصار ولن يصوم اهل العدوان عن الشرب العمد لدماء الابرياء.

تعمد اهل العدوان محاولات افشال مساعي وقف سفك الدم بحل سياسي في جينيف فحاولوا تطويق المكونات السياسية اليمنية قبل وصولها الى مقر الحوار لكنها وصلت واولى الرسائل التي اوصلتها انها المكون الشرعي القادم من ارض اليمن بثوابت اهله وثقتهم الخبر القادم من البحرين اكد كيد النظام اتجاه اهله.

حكم سياسي بحق رئيس جمعية الوفاق البحرينية الشيخ علي سلمان تحت عنوان قضائي قضى بسجنه 4 سنوات حكم يعبر عن حنق هذه السلطة اتجاه الحراك السلمي الواعي والمنضبط من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة كما اكد حزب الله.

حرب المقاومين المشروعة بل الواجبة ضد الرهاب ما زالت مستمرة في سوريا ولبنان تقدم جديد للمجاهدين وقوات الجيش السوري في جرود القلمون مع استعادة تلة رأس الكوش وقرنة رأس الصعبي في جرود الجرشي..

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

صيام سياسي قبل بدء شهر الصوم وللمرة الأولى في بلاد الطوائف المتنوعة فإن الصيام سيكون جامعا بين السياسيين اللبنانيين لكن من دون تحديد موعد الإفطار. الحكومة أمسكت عن الجلسات ورئيسها يزور القاهرة غدا التي أفطرت على أحكام دسمة ضد الإخوان وفي طليعتهم الرئيس السابق محمد مرسي. زيارة ما بعد الإعدام تتخذ شكل الاستطلاع السياسي على ملفات إقليمية أسندت إلى مصر وتحديدا الملف السوري المفتوح على لبنان ولن يترك الرئيس سلام فراغا في لبنان لكون الفراغ هو واقع الحال الذي لا يلوي على مؤسسة. وبصعوبة بالغة يجري إجلاس المتحاورين حول طاولة التلاقي ليتضح في ما بعد أن الحوار بين حزب الله والمستقبل يسير وعين التينة ترعاه وتوفر له كراسي متحركة لكونه حوار "الضهر المكسور فالخليلان توأمان في السياسة وفي آلام الديسك أيضا. معاون بري له الأسبقية بمفعول رجعي معاون نصرالله لازمته العوارض منذ دخول حزب الله في معركة القلمون ووزير الداخلية نهاد المشنوق يعاني مرض الديسك لكونه يحمل البلد على أكتافه وبمجموعه فإن الحوار مقسوم الظهر لكن الإخوة في المرض الواحد يجاهدون لمنع انهيار السلسلة وعدم الوصول إلى الشلل النصفي. وعلى قاعدة لم الشمل خرجت الجلسة السادسة عشرة للحوار أمس ببيان درء الأخطار وبسطور فلكلورية بدأ يضربها الديسك وهذه السطور لا تمنع كتلة المستقبل في اليوم التالي من تحميل سياسة حزب الله وأداء حزب الله كل أوزار الكون. ووفق بيان الكتلة اليوم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة فإن الحزب مسؤول عن نمو حركات التطرف واستمرار تعطيل المجلس النيابي وقد أضافت الكتلة أيضا التعطيل الحكومي والحزب تسبب بتدهور الاقتصاد وبتوفير الغطاء السياسي لتكتل ميشال عون الذي يربط مصالح البلاد بقضايا عائلية وربما في اجتماعها المقبل نجد أن كتلة المستقبل قد اتهمت الحزب بإطالة ساعات الصوم في شهر رمضان وتلك مسألة خاضعة للنقاش وتحتمل وجهة نظر. ورمضان كريم على إبادة قادة من التنظيمات الإرهابية، أبو الوليد المقدسي أمير داعش في القلمون جرت تصفيته في بيت أهله وعلى بعد أمتار يقتل اليوم أمير قلموني آخر في وادي حميد ويدعى "أبو" بلقيس العراقي، في وقت حاصر الأكراد تنظيم داعش بسيطرتهم على تل أبيض ومعبرها الإستراتيجي الذي سيمنع الإمدادات القادمة من تركيا ويضيق على داعش طرق التجارة وتهريب المقاتلين الأجانب وبيع النفط الخام وإقفال الخط الذي يربط بين الرقة والدولة التركية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

خلط الاوراق الاقليمية يتسارع: الايجابية في الشكل عن الكلام على جنيف يمني، تلغيها سوداوية الواقع والمواقف. ايجابية الشكل في شأن زيارة دي ميستورا لدمشق، تضعفها دوامة المراوحة السياسية وحماوة الميدان المشتعل بثلاثة ابعاد: الجيش السوري وحلفاؤه من جهة، التكفيريون بشقيهم الداعشي والنصراوي من جهة ثانية، والاكراد من جهة ثالثة.

مشهد مصر لا يقل تعقيدا، احكام اعدام بالجملة بحق محمد مرسي وقيادات اخوانية تجعل الشارع الاخواني يغلي، في لحظة حرجة لهذه المنظمة الاسلامية التي فقدت بطش راعيها الاقليمي من خلال اطاحة انتخابات تركيا بالزعامة المطلقة لرجب طيب اردوغان.

وسط هذا الجو، تبدو الورقة اللبنانية مجمدة: لا تقع، ولا تثمر حلا. الحكومة في دوامة اتصالات غير منتجة حتى الساعة، الدستور ضحية تسويات وتسويفات بعض الاطراف، الحوارات تغري في الشكل وتزيد من فراغها في المضمون.

لا حل ولا خراب على ما يبدو، على رغم سيناريوات التكفيرين التي يحكى عنها هنا وهناك، في مقابل تحصين الحدود الذي يسجل يوميا ايجابيات متراكمة عبر سيطرة المقاومة على نقاط جديدة، في وقت بدأت التصفيات تأخذ مداها داخل صفوف التكيفريين انفسهم. وفي الانتظار، ترقب لا اكثر، يبقى اليد على الزناد، تماما كما هو حال اهل السويداء التي جالت فيها كاميرا ال otv.

 

 زيارة قاسم.. لن تغيّر «مشهدية» الهزائم

علي الحسيني/المستقبل/17 حزيران/15

يتناوب قادة «حزب الله» في الصعود الى الجرود للقاء عناصرهم بغرض بث روح النضال في صفوفهم ورفع معنويّاتهم بعد الهزائم المُتلاحقة التي لحقت بهم منذ اعلن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بدء معركة القلمون والتي تكبّد بها «حزب الله» لغاية اليوم ما يفوق مئتي قتيل خلال شهرين تقريباً إضافة إلى الاعداد الكبيرة من الجرحى معظمهم اصابتهم خطرة.

كان نصرالله أوّل من افتتح الرحلات البريّة الى الجرود حيث التقى يومها مجموعات من عناصره بعد التخبّط الذي اصابهم هناك وما رافقه من مقاطع مصوّرة كان بثّها الثوّار عبر موقع «يوتيوب« يظهر خلالها عناصر من الحزب وهي تفرّ من أرض المعركة، وهو ما خلّف جملة من التساؤلات في صفوف جمهوره الذي راح يُقارن يومها بين مشاهد تقهقر الإسرائيليين على ارض الجنوب في زمن الاحتلال، وبين هروب عناصر «حزب الله». يومها عبّرت مجموعات الحزب المتواجدة في القلمون أمام نصرالله عن إنزعاجها من تصرفّات عدد من قياديّيهم العسكريين خصوصا في ما يتعلّق بإرسال صغار السن للمشاركة في الحرب.

بعد زيارة نصرالله كرّت سبحة وفود قياديين في «حزب الله» لزيارة الجرود، فكانت الخطوة الثانية لرئيس الهيئة الشرعيّة في الحزب الشيخ محمد يزبك وقد التقطت له يومها مجموعة من الصور وهو يرتدي اللباس العسكري في محاولة اخرى لدعم عناصر حزبه، ثم استتبعتها زيارات مماثلة لعدد من نوّاب ووزراء الحزب ظلّت طي الكتمان وذلك بأمر من القيادة العليا في محاولة تهدف الى ايهام المعنيّين بأن هناك فصلاً تاماً بين العسكر والسياسة داخل منظومة وتركيبة الحزب ولما قد يترتّب عليها من امور في وقت لاحق لا تخدم آلية العمل التي ينتهجها «حزب الله«.

بالأمس وزّعت الدائرة الإعلاميّة في «حزب الله» صورة يظهر فيها نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بلباس عسكري وهو يقف بين مجموعة من عناصر الحزب في القلمون، وقد أتت هذه الزيارة من ضمن سياسة رفع معنويّات العناصر التي أمر بها نصرالله للقول لهؤلاء العناصر الذين يسقط منهم العديد في كل يوم، أن القيادة معهم والى جانبهم وذلك بعد الحركة الإعتراضيّة التي وُوجه بها عدد من المسؤولين السياسيين في الحزب خلال اللقاءات التي يعقدونها سواء مع العناصر أو مع الأهالي، ومن هؤلاء أحد النوّاب البارزين عن قضاء «بنت جبيل» حيث تعرّض لهجوم لاذع من والدة احد القتلى عندما سألته عن حال أولاده الذين يُتابعون تحصيل علمهم خارج البلاد.

يبدو أن صرخات عناصر «حزب الله» بدأت تُسمع في حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة. نعوش الموت لا تهدأ تُرافقها تحركّات اعتراضيّة لعدد من الأهالي يجري التعتيم عليها. أسئلة كثيرة تتعلّق بالأسباب التي تؤدّي إلى سقوط هذا العدد من عناصر الحزب بشكل يومي لكن من دون إجابات شافية. البعض لا يريد ان تتحوّل مشاهد الموت اليوميّة إلى أمر عادي في حياتهم، والبعض الآخر بدأ يسأل عن القضيّة التي يُقتل هؤلاء الشُبّان لأجلها، وفي الحالتين هناك أمّهات تُمني نفسها بإطلالة لنصرالله ولو بعيدة بعض الشيء يُعلن فيها عن نيّة حزبه سحب عناصره من الوحول السوريّة المُتحرّكة.

الأكيد أن «حزب الله» يمر في فترة عصيبة تنعكس على أداء عناصره الموزعين على جبهات الموت، لكن المؤكّد ان نقمة عارمة على سياسة الحزب التي ينتهجها تسود بيئته وجمهوره. بيئة دفعت من لحمها الحيّ ومن خيرة شبابها في سبيل الدفاع عن عقيدة ارتبط منذ الازل بالصراع مع الإسرائيلي فقط. وجمهور لم يبخل لا بحاله ولا بماله لدعم صفوف مقاومة بايعها بالدم في زمن الإنكسار كما الإنتصار. وما صورة قاسم بالأمس إلّا تعبير واضح عن المأزق الذي يعيشه حزبه، وهو ما تُرجم من خلال التعليق الذي خرج من داخل بيئة «حزب الله» بعد مشاهدة الصورة «الشيخ قاسم، سيلفي والهزائم كثيرة خلفي«.

 

«حزب الله» و«داعش»: ربط الحرب السورية بنهاية التاريخ

وسام سعادة/المستقبل/17 حزيران/15

من متفرّقات هذا الزمان أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية« أو «داعش« أصدر مجلة جديدة له، باللغة التركية، علاوة على «دابق« التي يتوجّه بها للغربيين، وسمّى التنظيم مجلته التركية باسم «القسطنطينية«، طالما المدينة مسمّاة هكذا في بعض الأحاديث النبوية أو الحواشي عليها، وليس طبعاً لارضاء احيائية بيزنطية عالقة في بعض الصدور .. والحناجر.

يأتي هذا في وقت تمضي فيه الأقلام الممانعة في «عثمنة داعش«، فما غير مقاومة العثمنة قادر على الربط بين تكتيل الأقليات المسلمة وغير المسلمة، وعلى استبقاء العقيدة العروبية البعثية «الوحدوية«، ورهنها لنظام ولاية الفقيه الايراني؟ وفي وقت يتبارز فيه تسطيحان للوعي، أحدهما يسوّد كل صفحات السلطنة العثمانية، ويعتبرها انحطاطاً أو استعماراً، وثانيهما يبيّض كل صفحاتها، بل يبيّض أسوأ صفحاتها (المرحلة الحميدية) ويغفل أروعها أو أكثرها راهنية للتفكير بما طرحته من اشكاليات (خصوصاً مسارات الاصلاح الحثيثة في مرحلة «التنظيمات«).

لكن تنظيم «داعش« يذكر العالم من خلال مجلته الجديدة بهويته. بالنسبة له لم تكن القسطنطينية أو الأستانة دار الخلافة في أي يوم من الأيام، بل أنه لا يعترف بفتح السلطان محمد الثاني لها. لا يشع التنظيم بذرّة نوستالجيا عثمانية. بالعكس، نظرته الى التاريخ العثماني أكثر سلبية من نظرة أي ممانع يريد أن يؤلّف بين العروبة والأقلوياتية والخمينية.

التنظيم يسمّي مجلاته بأسماء «نهاية التاريخ«: «دابق« (وليس لها علاقة بمعركة مرج دابق) و«القسطنطينية«. «دابق« هي التي وردت في الحديث: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق.» كذلك القسطنطينية: «فتح القسطنطينية مع قيام الساعة«. ولئن كانت دابق على ما يستدل ملحمة حربية منتظرة، فقد نحت تفاسير الأحاديث لاعتبار فتح القسطنطينية المنتظر سيحدث بلا قتال ويكون ايذاناً بقيام الساعة. «داعش« تنظيم يبدو على عجلة من أمره لجهة قيام الساعة. تعريفه كسلفي جهادي يظلّ ناقصاً ما لم يؤخذ بعين الاعتبار هذا البعد المستعجل لنهاية التاريخ، وقيام الساعة: البعد المهدوي، اما المستشرف بأن الساعة قد اقتربت، واما الضامر دوراً للبشر في التعجيل بها. وبهذا البعد، فان «داعش« يشترك في المهدوية مع «حزب الله« و«أنصار الله«، مع فارق ان كلّ فصيل جعل نهاية التاريخ عنده وفقاً لسردية منتخبة، ووجهة مفضّلة. ليس هناك هذا النفس المهدويّ عند «جبهة النصرة« مثلاً. بالتوازي، لا شكّ ان «داعش« يعبّر عن ذهنية «ابادية« لا تقارن بالذهنية «التنكيلية« عند «حزب الله« أو «النصرة«، لكنه، لا يربط قيام الساعة التي يعلّق حركته بها، بالصراع المذهبي، وانما باستمرار الصراع مع «الروم«، أي الامبراطورية الرومانية (تاريخياً لم تنوجد امبراطورية اسمها «بيزنطية«) وورثتها. أما «حزب الله« فالصراع الذي ينهي التاريخ عنده قائم على أساس مفهوم «الرّجْعَة«، رَجعة طرفي النزاع الدامي الذي انفجر بين قرون مديدة في بدايات زمن الخلافة، لكنه يربط به الجماعات غير الاسلامية ربطاً، كما لو كان هذا النزاع هو صراعها الوجوديّ هي أيضاً.

أكثر ما يزعج «حزب الله« في هذه الفترة أن يقارن بينه وبين «داعش«، وأكثر ما يفسد هذه المقارنة في المقابل هو ابتذالها كيفما كان. في الوقت نفسه، لا مفرّ من المقارنة والمباينة بين الحزب وداعش. ليس نافلاً أن يكون كل منهما مهموماً بإنهاء التاريخ في أمد منظور، وربط قيام الساعة بتواقيع الحرب السورية. طبعاً، كل من الحزب وداعش يخضع في الوقت نفسه لضغط داخلي مقابل للتقليل من «استعجال النهايات« أو «التعجيل بها«. في ايران ولاية الفقيه، يجري التشديد على أهمية التصبّر والانتظار، كلما قويت نزعة تعجيل علامات الظهور. وفي تنظيم الدولة، يجري التشديد على أهمية عدم الاسراع باسقاط النظام السوري، الى أن تقوم الساعة.

 

آل مغيط خلال مؤتمر صحفي: سنقوم بخطوات تصعيدية لا أحد يستطيع ان يقمعنا وحقنا مكتسب وسنأخذه

الثلاثاء 16 حزيران 2015 /وطنية - عقد آل مغيط مؤتمرا صحفيا عند السابعة وعشر دقائق، بحضور عائلة المخطوف إبراهيم وأطفاله ماريا وعمر وحمزة، وذلك بعد أن كانوا قطعوا طريق طرابلس الدولية في محلة القلمون. وتحدث بداية نظام مغيط وقال: "مع إقتراب دخول سنة على هذه المأساة والكارثة التي نعيشها نقول لكم يا أيها المسؤولون، يا حكومة الموت البطيء، ها قد تعبنا من التسول أمام مكاتبكم ومن إستجداء ضمائركم، لم نعلم أنكم حين أرسلتم أبناءنا الى مصيرهم المجهول أنكم كنتم بعتم الوطن قبل أبنائه. نحتاج اليوم الى صرخة ضمير إستيقظوا، إستيقظوا، إستيقظوا، هذا الشعب لن يصمت، لن يرتاح، لن يستكين، لن نكون الحلقة الأضعف خلقنا أحرارا وليس من حقكم أن تستعبدونا. نحن اليوم بصدد تحضير خطوات تصعيدية ستحرقكم، سننغص مضاجعكم ستجدوننا نقف أمام أبوابكم مثلما كان همكم حرق أعصابنا بإختلاق الكذب والأقاويل تلك التي خدرت أعصابنا لفترة لكن التخدير زال، الآن نحن أقوى وعائدون أقوى وسنستمر أقوى بإذن الله. لا أحد يستطيع ان يقمعنا، حقنا مكتسب وسنأخذه لستم موكلين عنا انتم لستم مسؤولون إتضح أنكم ازلام سفارات فقط تأتمرون بأوامر خارجية، لا تلتفتون الى شعبكم ولا الى وطنكم ولا الى أبناء وطنكم". اضاف: "نحن اليوم نصرخ من وجعنا وألمنا، هذه الطفلة أبسط حقوقها أن ترى والدها أن يغمرها بحنانه أين حقوق الطفل في وطن أباه مخطوف ومسؤولون ضائعون يتخبطون على الكراسي والمناصب، نحن نتجه الى المجهول أما أنتم فبعتم الوطن وبعتم الوطنية وبعتم الشرف والأخلاق". ثم تحدث مختار القلمون علي الزنط وقال: "ما أشبه اليوم بالبارحة، فبالأمس القريب وقفنا هنا ونظمنا بالتعاون مع المسؤولين والمعنيين إعتصاما تضامنيا لنصرة أبنائنا المختطفين في جرود عرسال. وكان هذا الإعتصام حضاريا وراقيا بإمتياز فلم نتعرض لأي شخصية أو حزب أو كائن من كان، ولم يسجل فيه أي خروج على الدولة ولا على الأمن والإستقرار. ولكن هذا الإعتصام لم يجد نفعا فعقدنا مؤتمرا صحافيا لنعلن من خلاله صرخات مدوية عساها تلامس مسامع المسؤولين وتدغدغ مشاعرهم وتوقظ ما تبقى من ضمائرهم ولكن للأسف الشديد كانت تلك الصرخات كصرخة في واد أو نفخة في رماد".

وتابع: "المهم أردنا التصعيد أكثر فنزلنا الى وسط بيروت وهناك كلنا يعلم الأحداث التي جرت وتوالت وما شاركها من صراعات سياسية، وفي نهاية المطاف ملف هؤلاء المختطفين يجب أن يكون بسرية تامة بعيدا عن الضوضاء وعن وسائل الإعلام حرصا على سلامة المخطوفين وتسريعا في إعادتهم الى بلادهم سالمين وآمنين. كلام رائع جدا وأخذنا بهذا الكلام المعسول ولكن للأسف الشديد كانت كالعود عرقوب فعدنا بخفي حنين عدنا الى نقطة الصفر. فأردنا بعد هذه المدة الطويلة حوالى السنة مضى على هؤلاء، عدنا الى هنا فجاء الصحافيون مشكورين ولكن لن نرسل صرخات لن تصل وإنما لنرسل تساؤلات والإجابات عنها كلنا يعلم ولكن أردنا أن نسمع ونسمع الاجابات من المعنيين مباشرة. هل أبناؤنا المختطفون ينتسبون الى الجالية اللبنانية أم الى قطر آخر أو كوكب آخر هل هم لبنانيون؟ وإن كانوا لبنانيين هل فقط عليهم واجبات وليس لهم حقوق. لو أن أحد اولاد المسؤولين أو الزعماء أو الأسياد كان ضمن هؤلاء المختطفين هل كان التعامل مع ملفهم بنفس الطريقة التي تتم اليوم؟ طبعا كلا.

وسؤال موجه مباشرة الى هؤلاء المسؤولين هل تصور أحد منهم أن أمهاتهم وأزواجهم وبناتهم وأطفالهم هم بين هؤلاء يعيشون الخوف كل لحظة على أبنائهم؟ يعيشون المشقة ويتكبدون الخسائر والجلوس في الشوارع ويتكبدون حر الصيف وقر الشتاء وشماتة العداء؟

ثم سؤال المهم أيضا هل يعقل أن دموع الأمهات وصرخات الأطفال وآهات الآباء لم تحرك ساكنا في ضمائر هؤلاء؟ أقول لو كان التفاوض أو التقايض يؤثر على هيبة الدولة لأثر على هيبة تركيا فقد نزل أردوغان الى المطار وقبل رؤوس الذين كانوا عند داعش، إيران لم تخسر هيبتها عندما فاوضت، الحزب لم يخسر هيبته عندما فاوض.لماذا تكون الهيبة فقط مع أبنائنا؟ هذا سؤال مهم وبيت القصيد وأنهي بسؤال أين ملفنا وعند من ومع من من المسؤولين حتى نتابعه لنصل الى نهاية الأحزان؟، من يهتم بهذا الملف حتى نذهب إليه وعسى ولعل إن شاء الله أن تكون عودة أبناؤنا في القريب العاجل".

 

سلام إلى القاهرة اليوم للقاء السيسي ومسؤولين

المستقبل/17 حزيران/15

يتوجه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام صباح اليوم الى القاهرة، على رأس وفد وزاري يضم الوزراء ميشال فرعون وأرتور نظريان وأكرم شهيب، للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء ابراهيم محلب والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وشيخ الأزهر أحمد الطيب، ومن المتوقع أن يتناول البحث مجمل الأوضاع اللبنانية والمصرية والعربية والعلاقات الثنائية بين البلدين، على أن يعود سلام والوفد المرافق مساء الى بيروت.من جهة أخرى، واصل سلام امس اتصالاته ولقاءاته بهدف عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد. وأكد عدد من زواره أن أعصابه قوية للغاية، وهو يقوم بالاتصالات اللازمة لايجاد مخرج ايجابي للوضع الحكومي. وفي هذا الاطار، اجتمع سلام في السرايا الحكومية مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل الذي قال بعد اللقاء: «تبادلنا الرأي مع دولته في قضايا سياسية والوضع في مجلس الوزراء وأبديت له رأيي. نحن اليوم أمام مصير بلد واقتصاده، لدينا منتجات زراعية وصناعية يجب تصديرها ولا نستطيع لأن ذلك يتطلب قراراً من مجلس الوزراء ودعماً من قبل الدولة لتصريف منتجاتنا. لذلك علينا دعم الجيش وتعزيز الأمن وكل القضايا المصيرية في البلد ومن غير المقبول أن نبقى هكذا، وأعتقد أن الرئيس سلام أعصابه قوية للغاية وهو يقوم بالإتصالات اللازمة لايجاد مخرج إيجابي لهذا الوضع».أضاف: «بحثنا أيضاً في قضية إنشاء القوة العربية المشتركة التي سنقوم بدراستها خصوصاً وأن مؤسساتنا شبه معطلة والدول العربية لديها فكرة عن وضعنا، لذلك سندرس الموضوع بشكل مطول قبل إبداء رأينا في مشاركتنا الإختيارية».

والتقى سلام رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي أوضح أنهما تداولا في «الأوضاع العامة التي تشهد إنكماشاً سياسياً ينعكس سلباً على الأوضاع المعيشية والإقتصادية والمالية خصوصاً وأننا على أبواب موسم سياحي. ولمست لدى الرئيس سلام تحسساً عميقاً بما نعانيه من مصاعب وسط العواصف الإقليمية التي لا ترحم أحداً وتكاد تلامس بنارها الموسم السياحي الواعد الذي بات على الأبواب».

أضاف: «الرئيس سلام مصر على مواجهة الأحداث الإقليمية داخلياً بدراية وحكمة لإبقاء لبنان بمنأى عن شظاياها، فالمصلحة الوطنية تُحتم علينا جميعاً توخي الحذر مع تنامي التطورات المقلقة من حولنا. وكان الرأي متفقاً على إيلاء الشأن الداخلي الأولوية المطلقة بعيداً من أي استفزاز أو عرقلة، لأن ضرر أي تعطيل في مسار العمل الحكومي ينعكس سلباً على الجميع. وأبدى الرئيس سلام رغبته الحثيثة في أن يصبر قليلاً ولكن لديه مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتقه وسيتخذ قراراً بإعادة اجتماع الحكومة ومجلس الوزراء لتسيير أمور الناس التي لم تعد تتحمل هزات أو مطبات. لذلك الرئيس سلام وبما لديه من وعي سياسي وضمير يسعى بما أوتي من قوة وجهد الى إقناع الأفرقاء الذين يعارضون مسار الحكومة خصوصاً وأن هناك آلية متبعة لتسيير الامور في الحكومة ألا وهي العرف الذي تبنيناه جميعاً منذ زمن بحيث يمكن لمجلس الوزراء أن يجتمع بأكثرية الثلثين وأن يأخذ القرارات المناسبة لتسيير أمور الناس، وسنظل نسعى نحن والرئيس سلام للوصول الى اعادة التفاف جميع أعضاء الحكومة بانتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتحل كل مشكلاتنا وتعود المؤسسات الى دورتها الطبيعية ونبرهن للعالم أن لبنان بلد ديموقراطي بامتياز».

واستقبل سلام في حضور وزير البيئة محمد المشنوق، وفداً من «مؤسسة طلال أبو غزالة الدولية» برئاسة طلال أبو غزالة الذي قال: «تباحثت مع الرئيس سلام في ثلاثة مواضيع مهمة وتقدمت باقتراحات مناسبة بما يخدم هذا البلد العزيز. الاقتراح الاول: يتعلق بإنشاء اتحاد أو ائتلاف للخدمات على المستوى العربي يكون مقره بيروت، وهذا القرار أتى بناءً على توصية من الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وبتكليف لي للقيام بهذه المهمة، وباشرنا باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة وأنجزناها وحصلنا على الموافقات الرسمية لإنشاء هذا الائتلاف، علماً أن تجارة الخدمات كما يعرف الجميع تشكل 80% من الناتج القومي المحلي، أي أنها الجزء الأساسي في الاقتصاد والتوظيف والعمالة. ان وجود هذا الائتلاف في لبنان يعني أن لبنان سيكون مركزاً لمؤسسات واتحادات وشركات خدمات للوطن العربي يتفاعل معها ومع الاتحاد الدولي لقطاع الخدمات، وطلبت من الرئيس سلام رعايته لإطلاق المشروع بحضور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية».

أضاف: «الاقتراح الثاني: يتعلق بمشروع بدأته بصفتي رئيساً لفريق تقنية المعلومات والاتصالات في الامم المتحدة وهو تحويل الكومبيوترات المستعملة، لتصبح جاهزة للاستعمال من جديد. وهذا مشروع تطوعي وليس ربحياً نحصل من خلاله على الاجهزة المخزنة في الوزارات والشركات وفي القطاع الخاص بقرار من الحكومة لنعيد تأهيلها ونهديها إلى المؤسسات المحتاجة بدلاً من إتلافها أو إبقائها في المخازن عبئاً على الوزارات. والاقتراح الثالث: يتعلق بنظام المحاسبة في الدولة، ولا شك أن لبنان في تطوره الحالي ورغبته في استمرار تطوره الحضاري يحتاج الى تحويل نظامه المحاسبي الى النظام المتعارف عليه دولياً، والذي نصدره نحن في مجمع المحاسبين العرب الذي أترأسه بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للمحاسبين لتعميم التحول الى النظام المحاسبي المعتمد دولياً في القطاع العام. هذه العملية تعني أننا نطبق معايير المحاسبة من حيث الرقابة واظهار البيانات المالية الصحيحة التي تشجع الداعمين والممولين للاعتماد على بيانات الدولة المالية. وأنا أضع هذه الاقتراحات الثلاثة ونفسي في تصرف الدولة وفي تصرف الرئيس سلام شخصياً».

كما التقى سلام رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل على رأس وفد شرح له أوضاع الصناعة وشؤونها في ظل الأوضاع الراهنة.

وبحث مع وفد من اتحاد جمعيات عرسال برئاسة صادق علي الحجيري، في أوضاع البلدة والنشاطات الانمائية والاجتماعية التي تقوم بها الجمعيات المنضوية في الاتحاد.

ومن زوار السرايا النائب السابق جميل شماس.

 

 سلام يلتقي الخازن وأبو غزالة وجمعية الصناعيين/مقبل: مشاركتنا فـي القــوة العربية اختـيارية

المركزية- بحث رئيس الحكومة تمام سلام اليوم في السراي التطورات الراهنة مع نائبه وزير الدفاع سمير مقبل الذي قال بعد اللقاء:" تبادلنا الرأي في قضايا سياسية والوضع في مجلس الوزراء وانا أبديت له رأيي، نحن اليوم امام مصير بلد واقتصاده، لدينا منتجات زراعية وصناعية يجب تصديرها ولا نستطيع لأن ذلك يتطلب قرارا من مجلس الوزراء ودعم من قبل الدولة لتصريف منتجاتنا. لذلك علينا دعم الجيش وتعزيز الأمن وكل القضايا المصيرية في البلد ومن غير المقبول ان نبقى هكذا، واعتقد ان الرئيس سلام أعصابه قوية للغاية وهو يقوم بالإتصالات اللازمة لايجاد مخرج إيجابي لهذا الوضع. كما بحثنا في قضية انشاء القوة العربية المشتركة التي سنقوم بدراستها خصوصا وان مؤسساتنا شبه معطلة والدول العربية لديها فكرة عن وضعنا ، لذلك سندرس الموضوع بشكل مطول قبل إبداء رأينا في مشاركتنا الإختيارية .

الخازن: والتقى الرئيس سلام رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء" تداولنا في الأوضاع العامة التي تشهد إنكماشا سياسيا ينعكس سلبا على الأوضاع المعيشية والإقتصادية والمالية خصوصا واننا على ابواب موسم سياحي . ولمست لدى الرئيس سلام تحسسا عميقا بما نعانيه من مصاعب وسط العواصف الإقليمية التي لا ترحم أحدا وتكاد تلامس بنارها الموسم السياحي الواعد الذي بات على الأبواب. ورئيس الحكومة على مواجهة الأحداث الإقليمية داخليا بدراية وحكمة لإبقاء لبنان بمنأى عن شظاياها، فالمصلحة الوطنية تُحتم علينا جميعا توخي الحذر مع تنامي التطورات المقلقة من حولنا. وكان الرأي متفقا على إيلاء الشأن الداخلي الأولوية المطلقة بعيدا عن أي استفزاز أو عرقلة ، لأن ضرر أي تعطيل في مسار العمل الحكومي ينعكس سلبا على الجميع. وأبدى الرئيس سلام رغبته الحثيثة بأن يصبر قليلا و لكن لديه مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتقه وسيتخذ قرارا بإعادة اجتماع الحكومة ومجلس الوزراء لتسيير امور الناس التي لم تعد تتحمل هزات او مطبات، لذلك الرئيس سلام وبما لديه من وعي سياسي وضمير يسعى بما أوتي من قوة وجهد لإقناع الأفرقاء الذين يعارضون مسار الحكومة خصوصا وان هناك آلية متبعة لتسيير الامور في الحكومة الا وهي العرف الذي تبنيناه جميعا منذ زمن حيث يمكن لمجلس الوزراء أن يجتمع باكثرية الثلثين وان يأخذ القرارات المناسبة لتسيير امور الناس وسنظل نسعى نحن والرئيس سلام للوصول الى اعادة التفاف جميع اعضاء الحكومة بانتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتحل كل مشاكلنا وتعود المؤسسات الى دورتها الطبيعية ونبرهن للعالم ان لبنان بلد ديمقراطي بامتياز.

أبو غزالة: واستقبل الرئيس سلام في حضور وزير البيئة محمد المشنوق، رئيس مؤسسة طلال ابو غزالة الدولية الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت اليوم بلقاء الرئيس سلام وتباحثت معه في ثلاثة مواضيع هامة وتقدمت باقتراحات مناسبة بما يخدم هذا البلد العزيز.

الاقتراح الاول: يتعلق بإنشاء اتحاد او ائتلاف للخدمات على المستوى العربي يكون مقره بيروت، وهذا القرار اتى بناءً على توصية من الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وبتكليف لي للقيام بهذه المهمة، وباشرنا باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وانجزناها وحصلنا على الموافقات الرسمية لإنشاء هذا الائتلاف، علما ان تجارة الخدمات كما يعرف الجميع تشكل 80% من الناتج القومي المحلي، اي انها الجزء الأساسي في الاقتصاد والتوظيف والعمالة، ان وجود هذا الائتلاف في لبنان يعني ان لبنان سيكون مركزا لمؤسسات واتحادات وشركات خدمات للوطن العربي يتفاعل معها ومع الاتحاد الدولي لقطاع الخدمات، وطلبت من الرئيس سلام رعايته لإطلاق المشروع بحضور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

الاقتراح الثاني: يتعلق بمشروع بدأته بصفتي رئيسا لفريق تقنية المعلومات والاتصالات في الامم المتحدة وهو تحويل الكومبيوترات المستعملة، لتصبح جاهزة للاستعمال من جديد وهذا مشروع تطوعي وليس ربحيا نحصل من خلاله على الاجهزة المخزنة في الوزارات والشركات وفي القطاع الخاص بقرار من الحكومة لنعيد تأهيلها ونهديها إلى المؤسسات المحتاجة بدلا من إتلافها او إبقائها في المخازن عبئاً على الوزارات.

الاقتراح الثالث: يتعلق بنظام المحاسبة في الدولة، ولا شك ان لبنان في تطوره الحالي ورغبته في استمرار تطوره الحضاري يحتاج الى تحويل نظامه المحاسبي الى النظام المتعارف عليه دوليا والذي نصدره نحن في مجمع المحاسبين العرب الذي اترأسه بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للمحاسبين لتعميم التحول الى النظام المحاسبي المعتمد دوليا في القطاع العام، هذه العملية تعني اننا نطبق معايير المحاسبة من حيث الرقابة واظهار البيانات المالية الصحيحة التي تشجع الداعمين والممولين للاعتماد على بيانات الدولة المالية. وأنا اضع هذه الاقتراحات الثلاثة ونفسي في تصرف الدولة وفي تصرف الرئيس سلام شخصيا". جمعية الصناعيين: واستقبل سلام رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل على رأس وفد شرح له أوضاع وشؤون الصناعة في ظل الأوضاع الراهنة.

 

 بري عرض مـع الحمـد والبـدر المرحلة الثانية من مشروع الليطاني

المركزية- عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة المرحلة الثانية من مشروع الليطاني مع رئيس مجلس الادارة ومدير عام الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي عبد اللطيف الحمد ومدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبد الوهاب البدر والممثل المقيم للصندوق نواف الدبوس ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر ونائب الرئيس ياسر بزي في حضور وزير المال علي حسن خليل

وقال الحمد: نشكر دولته على استقباله لنا ونؤكد اهتمام الصندوق الكويتي والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي على دعم لبنان في المشاريع كافة خصوصاً المشروع الحيوي والاساسي وهو مشروع الليطاني الذي يعتبر من المشاريع القومية الكبيرة ليس فقط بالنسبة الى لبنان انما ايضاً للأمة العربية. لان المحافظة على المياه هو التحدي الاكبر بالنسبة للأمة العربية ولتفادي حروب المستقبل التي ستدور حول المياه كما تفضّل وأكد

الرئيس بري على ذلك. نحن سعداء ان نكون في بيروت في هذه المناسبة للتوقيع على اتفاقية القروض الثانية مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي لتأكيد اهتمام الصندوقين بمشاريع لبنان وخصوصاً المشاريع الحيوية فيه.

وقال البدر: لا اقدر ان اضيف شيئاً على ما تفضل به.

وكما قال نحن مهتمون في مشروع الليطاني ونؤكد ان الصندوقين يد واحدة لدعم مشاريع التنمية في لبنان، ونأمل ان نستمر في العمل خصوصاً بالنسبة الى المشاريع مثل مشروع الليطاني الذي يشكل دعماً كبيراً للتنمية والاقتصاد في لبنان.

ثم التقى الرئيس بري الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب السابق اسامة سعد وعرض معه للاوضاع الراهنة.

 

مقبل اطلع على عمل المحكمة العسكرية

المركزية- إطلع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل اليوم من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وهيئة المحكمة برئاسة العميد الركن خليل إبراهيم، على سير عمل المحكمة لاسيما الأحكام التي أصدرتها في الاونة الأخيرة .

وعرض المجتمعون على الوزير مقبل بعض المطالب التي من شأنها تأمين حسن سير العمل في المحكمة العسكرية.

 

 المحكمة الدولية تواصل استجواب مستورد "الميتسوبيشي"

المركزية- لليوم الثاني على التوالي تواصل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الإستماع الى الشاهد السري PRH075 الذي استورد شاحنة "الميتسوبيشي كانتر" الى لبنان وذلك عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، في جلسة عقدتها غرفة الدرجة الأولى برئاسة القاضي دايفيد راي، تابع خلالها وكيل الدفاع عن المتهم سليم عياش في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري المحامي توماس هينيس، إستجوابه المضاد للشاهد، مستفسرا عن بعض التفاصيل التي كان يتبعها الشاهد في إجراءات شحن السيارات وتخليص البضائع. واشارالشاهد الى انه استورد الشاحنة عبر الحدود الشمالية بإسم صديق له ومن ثم حوّل ملكيتها على الأوراق عند كاتب العدل بإسم شقيقه قبل أن يبيعها. وهنا تدخل ممثل المدعي العام القاضي الكسندر ميلين الذي أشار الى ان المالك الشرعي الأخير بحسب الأوراق الثبوتية كان شخصا من الشارقة في الإمارات المتحدة وبعدما قطعت الحدود الى لبنان لم تسجل رسميا. ورد الشاهد على هذا الأمر بالقول: انه سلم شاري "الميتسوبيشي" أوراقا تتعلق بوزن الشاحنة وشهادتي التصدير والجمارك اللبنانية ولم يطلبا منه أي شيء إضافي. وجدد الشاهد القول ان فرع المعلومات استجوبه وأخيه لأكثر من مرة بعد جريمة إغتيال الرئيس الحريري وتم توقيف شقيقه على خلفية هذا الملف لأكثر من عشرة أيام. وخلال الجلسة تبين ان الشاهد السري كانت له مشكلات سابقة مع الضرائب وتهرب منها وقال ردا على سؤال عن ذلك: هكذا تجري الأمور في لبنان.

 

بري يحاول و”حزب الله” يرفض: لا حلحلة في الموضوع الحكومي

بيروت – ”:السياسة/17 حزيران/15

فشلت جلسة الحوار الثالثة عشرة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” التي عقدت أول من أمس, في حل مشكلة التعطيل العوني للحكومة, ورفض “حزب الله” التدخل لإقناع العماد ميشال عون بالعودة عن قراره المتمثل بربط كل الأمور بتعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش. وقال مصدر سياسي متابع ل¯”السياسة” إن الحزب وقبل الذهاب إلى عين التينة (مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري) للقاء وفد “المستقبل”, أرسل وزيره محمد فنيش مع الوزير جبران باسيل للقاء الرئيس تمام سلام, ليبلغه أنه متضامن مع عون حتى النهاية. هذا في الشكل, أما في المضمون, فيبدو أن “حزب الله” هو الذي يخوض معركة شل الحكومة ويتخذ من عون واجهة له. فالحزب يريد من الجيش اللبناني المشاركة الفاعلة في معركة عرسال, خصوصاً في المرحلة المقبلة, والتي ستكون الأصعب عسكرياً. وفي ظل التوازنات الحالية التي ترعاها قيادة الجيش, فإن هكذا تورط غير ممكن. من هنا يخوض الحليفان معركة شل الحكومة والمؤسسة العسكرية على حد سواء. وفي المعلومات فإن الرئيس نبيه بري, حاول تليين موقف “حزب الله” من دون جدوى. وقد ظهر الخلاف واضحاً داخل جلسة الحوار الأخيرة, وفي نهاية المطاف خرج المتحاورون ببيان ملتبس لا يحسم باتجاه إعادة تفعيل الحكومة. ولكنه لا يعني إعلاناً صريحاً بسقوط الحكومة. وهنا يكمن دور بري الذي يعمل مع النائب وليد جنبلاط على تدوير الزوايا وإيجاد مخرج ما.

وأضاف المصدر: أما الرئيس سلام فلا يزال على تريثه, بعدم الإقدام على أي خطوة قد تستفز الطرف الآخر, علماً أن عون وحلفاءه هم الذين يستفزون ويتحدون الجميع. ولكن حسابات المرحلة دقيقة وتتطلب حكمة في معالجتها, لذا من المستبعد أن يدعو سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء, قبل جلاء صورة المشاورات الداخلية الجارية, وكذلك الحركة الديبلوماسية العربية الناشطة بعيداً من الأضواء.

 

بسبب خسائره الكبيرة في القلمون ولإخراج ميليشياته من أوحال الحرب

“حزب الله” يتجه للموافقة على نشر “اليونيفيل” على حدود سورية

لندن- كتب حميد غريافي:السياسة/17 حزيران/15

بعد فشله الذريع في استقطاب مقاتلي “جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر” لدخول عرسال بعد انتشار الجيش حولها على نطاق واسع, بدأ “حزب الله” في نهاية الاسبوع الفائت توجيه دفة المعارك نحو البلدات المسيحية مثل القاع ورأس بعلبك, التي شهدت معارك وصفتها أبواق الحزب الايراني بأنها “عنيفة وطاحنة” زاعمة ان ميليشيات الحزب قتلت من المهاجمين السوريين العشرات وأصابت عددا من آلياتهم, فيما أكدت المعارضة السورية خسارة عصابات حسن نصرالله في مرتفعات البلدتين وتكبدها عدداً من القتلى والجرحى اضافة الى ثلاثة اسرى.

وأكدت أوساط أمنية لبنانية, أمس, أن فتح “حزب الله” جبهتين قتاليتين أخريين الى جانب جبهة عرسال السنية مع المناطق المسيحية, “هدفه إشغال الجيش اللبناني بجبهة حربية أوسع تزيل عن كاهل الحزب الخسائر التي يتكبدها في الارواح والعتاد, وتنزل عنه عبء عمليات التجنيد شبه الاجبارية التي لم تعد أبداً بنفس المستوى السابق من المتحمسين والمغشوشين والشيعة الشباب”, فيما تؤكد جماعات مقربة من “حركة أمل” الشيعية بقيادة نبيه بري “ان حسن نصرالله لم يعد بذلك الرفض القاطع لنقل قوات دولية من “اليونيفيل” الى جبهة الحرب على الحدود السورية شرق لبنان, بل قد يكون أوصل موافقته المبدئية على نشر نحو خمسة آلاف جندي دولي في مرتفعات عرسال وصولا الى حدود البقاع الغربي الجبلية جنوباً وحدود عكار شمالاً, ما سيزيل عن كاهله ضخامة المسؤولية لإنقاذ جماعاته وإخراجهم من أوحال سورية”.

وقالت الأوساط الامنية ل¯”السياسة” إن “قيادتي الجيش واستخباراته وقوى الأمن الداخلي تدرك جيداً ألاعيب “حزب الله” التي لم تعد تنطلي على أحد, وهي – حسب بعض قادتها – لن تهب لمد يد المساعدة لجرائم نصرالله في سورية خصوصاً في قرى وبلدات القلمون السورية التي طالما كانت صديقة للقرى اللبنانية وتتشارك معها بعض جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في غياب نظامي البلدين عنها, وها هو “حزب الله” مع شبيحة الاسد يقتحمون هذه القرى ويقتلون شبابها ويدمرون منازلها ويحرقون محاصيلها”.

من جهتها, أعربت مصادر روحية مسيحية لبنانية عن قناعتها بأن هجمة نائب الأمين العام ل¯”حزب الله” نعيم قاسم “الشرسة والخارجة على الأخلاق السياسية والاعراف المتبعة في التخاطب بين الناس, قد لا يكون هدفها الوحيد سوى إشعال البلاد من الداخل, فيما الجيش يحاول إطفاء حرائق “حزب الله” على حدود لبنان الشرقية والجنوبية, وجر الاطراف السنية والمسيحية والدرزية إلى خوض حرب قبل أوانها تغطي فشل قاسم ومعلميه في الضاحية وطهران في ما يقومان به من اعتداءات وقتل وتخريب في سورية, حيث أكدت التنسيقيات المعارضة في حمص ان 74 من أصل 82 قتيلا وجريحا سقطوا لجبهة النصرة والجيش السوري الحر في القلمون منذ بداية الحرب فيها قبل نحو شهر, هم من السوريين الملتحقين بالثوار, وان الباقين هم لبنانيون بينهم دروز, وهذا ينفي كل مزاعم “حزب الله” الكاذبة عن وجود داعش هناك”.

وقالت المصادر الروحية ل¯”السياسة” إن “ثورة التجريح والحقد والتطرف المذهبي والديني التي أصابت لوثتها نعيم قاسم, إنما جاءت على خلفية إصابته بخسائر فادحة في معارك جرود عرسال ورأس بعلبك خلال الاسابيع الثلاثة الماضية التي حصدت نحو 40 من ميليشيات الحزب بينهم اربعة من القادة البارزين المحسوبين على قاسم الذي شارك شخصياً في تشييع اثنين منهم في الجنوب والبقاع”.

ميدانياً (وكالات), سيطر جيش النظلم السوري و”حزب الله”, أمس, على تلة رأس الكوش, وقرنة رأس الصعبة, في جرد الجراجير في القلمون. إلى ذلك, تحدثت معلومات صحافية غير مؤكدة عن مقتل امير القلمون في “داعش” ابو بلقيس البغدادي في وادي حميد شرق عرسال, في ظروف غامضة. كما أكدت معطيات ان المسؤول العسكري ابو بكر والمفتي الشرعي السابق ابو الوليد المقدسي اللذين اتيا من الرقة, قضيا أيضاً, فيما لا يزال حيا ابو موفق ابو السوس وهو من القصير, وهو المسؤول العسكري الذي قاد الهجوم ضد “حزب الله” في جرود رأس بعلبك.

 

المقال.. لم يعد كافياً لمواجهة "حزب الله".. بدأ التحرك!

 خالد موسى/موقع 14 آذار/17 حزيران/15

تحت شعار "عملاً للوحدة ورفضاً للفتنة وللانشقاق المذهبي وخطاب التخوين والحفاظ على الهويّة الوطنيّة الجامعة بوجه الهويّات العابرة للحدود"، دعت مجموعة من الناشطين وصحافيين تحت اسم "لبنانيّون" بصفتهم الشخصيّة، إلى وقفة حرّة ومسؤولة لتحييد لبنان عن خط الزلازل في المنطقة وذلك عند الخامسة من بعد ظهر اليوم الاربعاء في ساحة رياض الصلح - وسط بيروت.

هذه الدعوة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، هي تأتي ضمن التحركات الإعتراضية التي بدأت تخرج في لبنان في الآونة الاخيرة للتعبير عن حال القلق الذي يعيشه الشعب اللبناني بكل أطيافه وتلاوينه المذهبيّة والسياسيّة من جرّاء إنغماس "حزب الله" المتواصل في الحرب السوريّة والإنعكاسات السلبيّة التي نتجت من مشاركته هذه على لبنان واللبنانيين، بعدما عمل الى جر الإرهاب الى الداخل اللبناني.

الأمين : لا حل للتقوقع بمنطق الدولة

الصحافي علي الأمين، هو احد اعضاء اللجنة التحضيرية لمجموعة "لبنانيّون" التي تنوي التحرّك اليوم ضمن الإطار الفردي البعيد عن تنميق الأحزاب السياسيّة، ويعتبر في حديث خاص لموقع "14 آذار" أن "هذا التحرك يأتي في إطار قول كلمة لمجموعة من الناشطين في الشأن العام في وجه تمدد المخاطر التى نراها على مستوى الوضع السوري والتي تنعكس على البلد، سواء إنعكاسها بما نراه من تعطيل اساسي بمسألة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وما يجري على مستوى الحكومة اليوم، والخطر الذي نراه وكأن مؤسسات الدولة تتآكل على حساب ظواهر مرضية متمثلة في الحالة المذهبية التي تتقدم اليوم في السلوك وفي الأداء وفي السياسة على الهوية الوطنية"، مشيراً الى ان "طريقة التعاطي مع الأحداث السورية تزيد من خطر الإنقسام الداخلي وتزيد من مخاطر إنهيار الدولة وتلاشي الهوية الوطنية لحسابات الهويات الضيقة أو الهويات الدينية".

العودة الى شروط الدولة

وشدد على "أننا كنشطاء وصحافيين نحاول أن نقول من خلال هذه الوقفة أن لا حل للتقوقع والهروب الى الأمام ولو عبر تجاوز الحدود وعبر خلق عناوين قد تبدو بلحظة ما مجال حماية وطمأنينة على طريقة الحديث عن الولاء المذهبي أو الهوية المذهبية التي تبرر تجاوز الحدود، فهذا المسار الذي نراه هو مدمر للجماعات اللبنانية الطائفية أو الطوائف اللبنانية ومدمر لفكرة المواطن والدولة، علماً أننا نريد أن نقول من خلال هذا التحرك أن لا خيار أمام اللبنانيين عموماً ولكل من خرج على قواعد وشروط الدولة، إلا في العودة الى الدولة وقواعدها الدستورية والقانونية، والإلتزام بمقتضيات الشراكة الوطنية"، لافتاً الى "أننا لا نريد من خلال هذا الكلام التحدي ولا المساجلة، ولكننا نطلق صرخة ونخاطب ضمير الجميع من دون إستثناء بأن المطلوب في هذه المرحلة وفي ظل المخاطر الوجودية على البلد، أن يكون هناك وقفة ضمير والعودة الى معايير وشورط المواطنة والدولة والمؤسسات الدستورية، لأنه بغير ذلك فإن الخطر لا يهدد فئة من اللبنانيين فحسب بل يهدد الجميع".

وقفة ضمير

وأشار الى أن "السلوك السياسي ما بين الأحزاب اللبنانية لم يصل الى الذي يتعاطى مع المخاطر المحدقة بالبلد بما تقتضيه من وقفة على مستوى تأكيد وحدة البلد، وهذه الوحدة لا يمكن تأكيدها إلا من خلال الإلتزام بقواعد وشروط الدولة والدستور وبشروط الشراكة الوطنية"، مشدداً الى ان "هذه الدعوة موجهة لكل اللبنانيين الذين يشعرون بأنهم مثلنا لا ننتمي الى اي جهة سياسية أو حزبية، بل مواطنون لبنانيون عاديون خائفون على مصالح وطننا".

بركات: المجزرة آتية لتأخذنا جميعاً

بدوره، يعتبر الصحافي محمد بركات، وهو أحد اعضاء اللجنة أيضاً، في حديث خاص لموقعنا، أن " هذا التحرك ياتي ضمن سلسلة من التحركات نتيجة المجزرة الحاصلة في سوريا، في حق السوريين وجزء من الطائفة الشيعية، وهذه المجزرة مستمرة وفي أي وقت يمكننا التحرك"، مشيراً الى "أننا قررننا التحرك اليوم لأننا لم نعد مؤمنين بأن المقال يكفي والكتابة على مواقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك وتيتر" تكفي، وبرأينا ان لم نعلي الصوت أكثر فالمجزرة آتية لتأخذنا جميعاً".

دفاعاً عن وجودنا

وشدد على أن "هذا التحرك هو للدفاع عن وجودنا كمعترضين في هذه البيئة، لأننا كما نرى من خلال البروباغندا الإعلامية وكلام إعلام "حزب الله" الذي يخون كل معترض داخل بيئتهم ويتهموه بالعمالة، وما حملة المقالات والكلام السياسي الأخير كأنه ينذر بموجة اغتيالات جديدة أو بموجة اعتداءات تحت أسماء وأشكال مبهمة ومتنوعة على كل من يعترض أو يرفع صوته"، مشيراً الى أن " الحزب يلجأ الى هذا المسار لأنه أحس أن منطقه بدأ ينهار بالتزامن مع إنهياراتهم العسكرية ونظام الاسد في الداخل السوري، فنحن نريد أن نقول من خلال وقفتنا هذه أن هناك إمكانية لإستخدام العقل، وهناك إمكانية لحصول تراجع والعودة الى لبنان وإقامة مصالحة تاريخية مع الشعب السوري، قبل أن يصبح العمق الوحيد للبنانيين وللشيعة البقاع الغربي والشمال والجنوب تحديداً هو العدو الإسرائيلي في المقبل الثاني، لأن الجرح مع السوريين ومع اي نظام سوري جديد سيأتي سيكون كبير ولن يبقى أي منفذ لشيعة البقاع والجنوب سوى العدو الإسرائيلي".

لينتبه الحزب الى اين هو ذاهب؟

ورأى أنه "قبل الوصول الى هذا المكان، نربد القول فلينتبهوا الى اين هم ذاهبون ونريد أن نسجل موقفاً تاريخياً أن هناك قلة قليلة من أبناء الجنوب والبقاع ليسوا مع الحرب في سوريا وتريد القول وترف صوتها من أجل أن تقول رأيها، وهي تريد أن تقول ان هذه الأقلية تدفع ثمنا كبيراً، ففي حال خسر حزب الله ستدفع الثمن معه وفي حال انتصر فستدفع الثمن أضعافً، فسيقوم بالهجوم علينا نتيجة فائض القوة لديه"، مشدداً على ان " حزب الله عندما ينتصر، ينتصر وحده، وعندما يخسر يخسر لبنان بأكمله ويتدمر، وهذا ما حصل فعلاً إبان حرب تموز 2006 بعد وصفه أهالي الضاحية بأشرف الناس وأطهر الناس والصامدون، فيما الآخرون لم يصنفهم في صفوف هؤلاء بل في صفوف العملاء والخونة، فكل هذا المنطق مرفوض، فنحن لبنانيون بالدرجة الأولى والأخيرة وما يجمعنا هو الهوية الوطنية".

دعوة لجميع اللبنانيين

ولفت الى أن "هذه الدعوة موجهة الى كل اللبنانيين من دون استثناء للمشاركة معنا اليوم، فنحن لا يهمنا العدد ولا يهمنا النوعية، بقدر ما تهمنا الرسالة التي سنوجهها من خلال هذا التحرك"، مشدداً على أننا نريد أن نقول لحزب الله وهو عائد من سوريا بعد ان أصبح اليوم في جرود عرسال في حين كان في السابق في جسر الشغور وفي درعا وإدلب، ألا يجلب الحرب معه إلينا، فكما دخل من دون أن يستشيرنا، فعليه ان لا يأتي بالحرب الى الداخل".

 

"حزب الله" والجيش السوري يسيطران على تلتين في جرد الجراجير ومعلومــات عن مقتـــل أميـر القلمـــون فـي "داعـش"

المركزية- سيطر الجيش السوري وحزب الله على تلة رأس الكوش، وقرنة رأس الصعبة، في جرد الجراجير في القلمون. كما استهدف حزب الله بالاسلحة الثقيلة تحركات لمسلحي داعش في جرود رأس بعلبك في منطقة الزويتية ما اسفر عن اصابات في صفوف المسلحين، وفق ما أفادت وسائل اعلام مقربة من "الحزب". أمير القلمون: الى ذلك، تحدثت معلومات صحافية عن مقتل امير القلمون في "داعش" ابو بلقيس البغدادي في وادي حميد شرقي عرسال، في ظروف غامضة. كما اكدت معطيات ان المسؤول العسكري ابو بكر والمفتي الشرعي السابق ابو الوليد المقدسي اللذين اتيا من الرقة، قضيا ايضا، فيما لا يزال حيا ابو موفق ابو السوس وهو من القصير، وهو المسؤول العسكري الذ قاد الهجوم ضد "حزب الله" في جرود رأس بعلبك. من جهة ثانية، تريث ناشطون في تأكيد الخبر، لان لا دلائل على ما حصل سوى معلومات ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، معيدة سبب مقتل هؤلاء في حال تأكد الامر الى الصراع الداخلي، خصوصا بعد انشقاق ابو الوليد المقدسي عن داعش منذ فترة قريبة.

 

"اقفال طريق القلمون خطوة تحذيرية وسنصعّد ان لم نلق تجاوبا"/مغيط: نريد معرفة مكان العسـكريين واذا كانـوا احيـاء او لا/المفاوضات مـع "داعـش" متوقفـة و"الايجابيـة" كلام فـارغ

المركزية- يقفل ذوو العسكري المخطوف لدى "داعش" ابراهيم مغيط، أوتوستراد القلمون في الاتجاهين من الرابعة بعد ظهر اليوم حتى الثامنة والنصف ليلا، في خطوة تحذيرية كما أكد شقيقه نظام لـ"المركزية"، "ستلحقها تدابير تصعيدية أخرى ان لم نلمس تجاوبا من المعنيين في الدولة". ولفت الى "اننا ومنذ تاريخ 23/12/2014 ولغاية اليوم، لم نبلغ أي معلومة جدية عن العسكريين المحتجزين خاصة لدى "داعش"، حتى ان احدا لا يطمئننا ما اذا كانوا أحياء او لا"، مضيفا "نريد اليوم ابلاغ الجميع اننا لم ننس ملف العسكريين، وعليهم ان يوقفوا التعاطي معنا بفوقية ومن يقول انه يفاوض عليه ان يعطينا أدلة ملموسة على ذلك، وليؤكد لنا أقله ان كان أهلنا ما زالوا على قيد الحياة، فهم عاجزون عن تطميننا حتى من هذه الناحية". واذ اشار الى ان خطوة قطع الطريق اليوم فردية وتأتي بمبادرة منه، أعلن ان عددا من اهالي العسكريين سيشاركون فيها، وأنا أدعوهم كلهم الى التصعيد لايصال صوتنا". وقال مغيط ان "لا مفاوضات نهائيا اليوم مع "داعش" ولا اتصال مع التنظيم، والمسؤولون لا يعرفون أين العسكريون ولا وضعهم الصحي"، مشيرا الى ان "نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي كان مكلفا الملف منذ تسليم الشهيد علي العلي والمدني الآخر منذ شهرين من قبل داعش الى السلطات اللبنانية". وعن الايجابيات التي أشيعت عن المفاوضات مع "النصرة"، لفت الى ان "كل شخص يقول شيئا، ونحن كأهال نقول لو "بدا تشتي غيمت"، الاجواء الايجابية التي أشاعوها في الماضي عن اطلاقهم خلال 10 ايام وغيرها تبين انها كلام فارغ وفي الهواء، حتى ان بعض الاهالي تبلغ من "النصرة" ان لا مفاوضات، لا ندري ان كان هذا الكلام للضغط او سواه، لكن عندما تتحدث الدولة عن مهلة ايام وبعدها لا يصدر شيء، فهذه مصيبة كبيرة".

وأوضح مغيط ان "الوسيط القطري لم يسحب يده من المفاوضات لكن لا ندري ان كان في بيروت او لا"، مضيفا ان "المفاوضات مع "النصرة" شيء ومع "داعش" شيء آخر، فامكانية الحل واردة مع الاول بعكس الثاني، والحلحلة مع التنظيم لم تحصل عندما كانت واردة، حيث قيل لنا في اواخر العام الماضي ان "داعش" ارسل اسماء للمقايضة الا ان الدولة لم تتسلمها وفق ما قال لنا الوزير وائل ابو فاعور". وختم "ستكون لنا خطوات مقبلة ان لم نلق تجاوبا رسميا وسنتحرك ونصعد الى حين انتهاء الملف"، معلنا "اننا لا نريد ان نضر الناس والتصعيد لن يكون على حساب المواطنين، بل على حساب المسؤولين في الحكومة وامام بيوتهم وداخلها اذا اقتضى الامر".

 

 أكثر من 300 يشاركون في انتخابات "المجلس الوطني"/سـمير فرنجية أبرز المرشـحين لتـولي الرئاســة

المركزية- تنتخب الهيئة العامة للمجلس الوطني لـ14 آذار، عند العاشرة من صباح الأحد 28 الجاري رئيس المجلس وهيئة مكتبه في مجمع "البيال"، على ان يتم في الموعد نفسه توزيع بطاقة تعريف سياسية للمجلس الوطني ونظام داخلي يسمح بتكوين ديموقراطي لادارة المجلس.

وأفادت أوساط المجلس "المركزية" ان الدعوة وجهت الى نحو 350 شخصا للمشاركة في العملية الانتخابية، هم ممن واظبوا على المشاركة في كل اجتماعات 14 آذار سواء في البيال او في عبرا وغيرها من المناطق. ورجحت ان تؤول رئاسة المجلس الى النائب السابق سمير فرنجية الذي سيكون ابرز المرشحين للمركز خاصة أنه يحظى بدعم كبير من أعضاء المجلس، مشيرة الى ان أحدا لن ينافسه على المنصب ان هو ترشح، غير ان اللعبة الديموقراطية ستأخذ مجراها الطبيعي اذا ترشح أكثر من شخص. وأوضحت ان الهيئة العامة للمجلس ستجتمع كل 3 أشهر، الا ان هيئة المكتب ستلتئم في شكل دوري وأسبوعي وكلما دعت الحاجة، وستصدر توصيات كما ستنتدب ممثلها في الأمانة العامة لقوى 14 آذار. واذ أقرت ان فكرة المجلس الذي يضم شخصيات مستقلة، أثار تحفظا لدى أحزاب 14 آذار، مع بداية الحديث عنه، أكدت ان الالتباس زال بعد توضيح حقيقته، فالمجلس ليس حزبا للمستقلين ولا جسما جديدا يضاف الى مكونات 14 آذار، بل هو مساحة وطنية مشتركة تجمع شخصيات عابرة للطوائف والمناطق تتعاطى الشأن الوطني على قدم المساواة.

 

الشعّار: حلّ الازمة بالتمسّك بالدستور

المركزية- شدد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار على ضرورة ان "يُحافظ الجميع على الدستور، سواء لجهة صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء او رئاسة مجلس النواب او رئاسة الجمهورية او مُطلق اي مؤسسة دستورية"، لافتاً الى ان "الالتزام بالدستور هو الضمان والامان".

واشار عبر "المركزية" الى "مساعٍ "جيّدة" تُبذل لتذليل العقبات امام عقد جلسة للحكومة، والرئيس تمام سلام سيتّخذ القرار المُناسب في الوقت المناسب"، واعتبر رداً على سؤال انه "اذا تمسّك الجميع بالدستور ستُحلّ الازمة التي نمرّ بها".

ودعا الشعّار اهالي عرسال الى "التمسّك بمؤسسات الدولة وفي مقدمها الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي".

 

الملف الرئاسي في "العهدة الالهية" والحكومي رهن الاتصـــــالات

مخارج التعطيل: طمأنة وضمانة لعون بطرح التعيين في مجلس الوزراء

لجنة تنسيق لحماية دروز سوريا برعاية اردنية – تركية- لبنانيــة

المركزية- عكس مشهد ادخال تمثال عذراء فاطيما الى مبنى البرلمان في ساحة النجمة للصلاة من اجل انتخاب رئيس جمهورية، على أهمية البعد الروحي للزيارة، انعدام آمال اللبنانيين بالطاقم السياسي وقدرته على انهاء الفراغ بعدما لم تترك الوقائع السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي بعد عام ونيف سوى هامش هزيل جدا لـ"أعجوبة" انتخابية تحمل النواب المقاطعين على تأمين النصاب، وبات التسليم الى" القدرات الربانية" امرا لا مفر منه علّها تحقق ما عجز او تلكأ عنه سياسيو لبنان.

واذا كان الملف الرئاسي وضع في العهدة الالهية، فان التعطيل الحكومي يبقى في عهدة الاتصالات التي يجريها الرئيس تمام سلام، بعدما وسع مروحة مشاوراته بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل اتخاذ القرار حرصا على عدم الاقدام على اي دعسة ناقصة او الدخول في مواجهة او تحد مع اطراف في حكومته. وقالت مصادر سياسية مطلعة على حركة المشاورات لـ"المركزية" ان الرئيس بري يحرص على عدم تعطيل مجلس الوزراء لان تداعياته ستصيب اللبنانيين عموما من دون استثناء، ولم يعد في استطاعة البلاد المنهكة سياسيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا تحمل المزيد من الشلل وهو أوعز لوزرائه بحضور جلسات مجلس الوزراء كافة . ونقل عنه بعض زواره أن مشكلة التعيينات لا يجوز ان تعرقل عمل الحكومة، اذ ان للملف آلياته واسلوب معالجته بعيدا من الضوضاء الاعلامية ، واذا كان من تباين في التوجهات في هذا الشأن، فغير مقبول ان ينعكس على عمل مجلس الوزراء ويشله كما هو حاصل اليوم . واضاف هؤلاء نقلا عن رئيس المجلس "ليس مقبولا تعيين قائد جيش في وجود قائدوفي غياب التوافق، وتاليا يجب انتظار موعد الاستحقاق للبحث في تعيين الخلف، وفي الانتظار ضروري تفعيل عمل الحكومة .

الطروحات –المخارج: وقالت المصادر السياسية ان العاملين على خط الاتصالات والمعالجات يبحثون في جملة اقتراحات يمكن ان يشكل واحد منها المخرج المنشود لازمة الحكومة من بينها طمأنة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى ان ملف التعيينات الامنية سيعرض على مجلس الوزراء خلافا لما حصل بالنسبة الى التمديد لمدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص لمدة سنتين، خصوصا ان موقع قيادة الجيش حساس ويتسم بأهمية خاصة توجب عرضه والتوافق عليه في مجلس الوزراء، واضافت ان نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل يؤكد انه لن يتفرد في القرار وسيجري في الوقت المناسب وقبيل الاستحقاق مشاورات مع الاطراف السياسية كافة من دون استثناء.ومن بين المطروح ايضا ترفيع ضباط وغيرها من الاقتراحات التي يجري البحث فيها بعيدا من الاضواء بهدف ايجاد تسوية ومنع المضي في التعطيل، علما ان هذه الطروحات تنسق بين السراي وعين التينة ووزارة الدفاع وممثلي الافرقاء السياسيين.

واعتبرت ان اكثر من شأن ملح يفرض نفسه على جدول المعالجات خصوصا ما يتصل بمشاريع مالية يفترض اقرارها سريعا .وتبعا لذلك توقعت ان يوجه الرئيس سلام دعوة لمجلس الوزراء للانعقاد الاسبوع المقبل لمتابعة البحث في جدول الاعمال السابق وهو من صلاحياته، واذا ما طرح وزيرا التيار الوطني الحر ملف التعيينات يناقش واذا لم يتم التوافق في شأنه يرجأ ما دام الوقت متاحا، ويتابع البحث في سائر البنود.

مقبل: وفي السياق، زار وزير الدفاع اليوم الرئيس سلام واعلن بعد اللقاء "اننا امام مصير بلد واقتصاده، لدينا منتجات زراعية وصناعية علينا تصديرها ولا نستطيع، لان ذلك يتطلب قرارا من مجلس الوزراء ودعما من الدولة لتصريف منتجاتنا. وعلينا تعزيز الامن ودعم الجيش ومن غير المقبول ان نبقى هكذا، واعتقد ان الرئيس سلام أعصابه قوية للغاية وهو يقوم بالإتصالات اللازمة لايجاد مخرج إيجابي لهذا الوضع".

مؤشرات حل دولية: الى ذلك، لمس زوار بري وسلام وجود اكثر من معطى دولي اوروبي واميركي تحديدا لحل العديد من ملفات وازمات المنطقة. ولفتوا الى ان بري وسلام يعلقان امالا نتيجة كلام يسمعانه من الموفدين والديبلوماسيين يؤكد ان ثمة مساع وترتيبات تحضر منذ اليوم لتترافق مع المحادثات النووية النهائية بين الولايات المتحدة الاميركية وايران والتي تقترب من توقيع الاتفاق بين الجانبين في اواخر الجاري، واعتبرت انعقاد المحادثات اليمنية في جنيف احدى هذه الملفات التي سيكون من ضمنها الملف اللبناني، مؤكدة ان مشاركة مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان في مؤتمر يعقد في المملكة العربية السعودية راهنا هي من بين الايجابيات التي ستبرز تباعا في اجواء وافاق المنطقة خصوصا تلك التي لا يبدو حل ملفاتها متعذرا اومستحيلا ومنها بالطبع الازمة اللبنانية وهي امتداد للصراع القائم دوليا واقليميا ولا تحتاج سوى الى تفاهمات بين المعنيين خارجيا ومحليا.

الى مصر: من جهة ثانية، يغادر رئيس الحكومة غدا الى القاهرة على رأس وفد وزاري لإجراء مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات المشتركة بين البلدين، وآخر تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة العربية. كما يجتمع مع نظيره إبراهيم محلب، وتتناول المحادثات سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعميقها في المجالات كافة.

الحوار: في غضون ذلك، اشارت مصادر نيابية في "تيار المستقبل" لـ "المركزية" الى ان جولة الحوار (13) امس ناقشت موضوع تعطيل عمل مجلس الوزراء ومجلس النواب، وكان ممثلو "حزب الله" هادئين خلافا للتصعيد الذي دمغ خطابات ما قبل الجولة". واوضحت انه "اتّفق "في المبدأ" على تفعيل عمل المؤسسات، لكن لا شيىء عملياً"، ولفتت الى ان "المشكلة تكمن في دعم "حزب الله" ما يقرره رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية".وفي موضوع عرسال، اشارت المصادر الى ان "ممثلي الحزب كرروا موقف الامين العام السيد حسن نصرالله لجهة الطلب من الجيش تسلّم زمام الامور في البلدة وجرودها".

الوضع الدرزي: في مجال آخر، وفي اطار الاتصالات الدرزية لاحتواء تداعيات مجزرة "قلب لوزة"، رصد حراك لوزير الصحة وائل أبو فاعور بين عواصم اقليمية اذ ما ان عاد من تركيا حيث اجرى اتصالات مع عدد من الاطراف المعنية ، غادر قبل ظهر اليوم إلى جدة في ما وصفته مصادر متابعة بمحطة في حلقة التفاهمات التي لم تكتمل بعد من اجل صون الدروز وابعادهم عن الصراع في سوريا، وقد تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن دروز سوريا والحزب التقدمي الاشتراكي وجبهة النصرة بضمانة تركية اردنية لبنانية لابقاء مناطق الدروز في منأى عن الصراع شرط عدم دخول الجيش السوري اليها، ويبدو وفق المصادر ان نتيجتها تظهرت سريعا بانسحاب الجبهة من ادلب . واشارت الى ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط كان اعرب عن استعداده لرعاية مصالحة بين دروز سوريا ومحيطهم السني في السويداء. وتوقعت ان يزور جنبلاط الخميس المقبل الاردن في هذا الاطار. وكان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن التقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي قال بعد اللقاء "اننا لن نسمح لاي فتنة ان تقع بين المسلمين لانها ان وقعت فلن يستطيع أحد حمل نتائجها".

 

جعجع استقبل وفدا من الرامغافار وآخر من حلتا البترون

الثلاثاء 16 حزيران 2015 /وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع وفد من الهيئة التنفيذية لحزب الرامغافار برئاسة ميكاييل واجيان، وفي حضور منسق "القوات" في بيروت المهندس عماد واكيم، "لآخر التطورات المحلية والاقليمية، ولاسيما وجوب انتخاب رئيس للجمهورية وأهمية إقرار قانون للانتخابات النيابية لانتخاب مجلس نيابي جديد، فضلا عن وضع المسيحيين في المنطقة". كما شكر الوفد جعجع على تنظيم احتفال في معراب بمناسبة الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية.

وفد من حلتا

من جهة أخرى، التقى جعجع وفدا من رعية حلتا في البترون برئاسة المختار رشيد طنوس والأب زياد اسحق، وفي حضور منسق منطقة البترون في "القوات اللبنانية" الدكتور شفيق نعمه.

 

التيار المستقل: ندعم الراعي باصراره على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية

الثلاثاء 16 حزيران 2015 /وطنية - هنأ "التيار المستقل"، في بيان أصدره اثر اجتماعه الاسبوعي في مقره الرئيسي في بعبدا برئاسة اللواء عصام ابو جمرة "الاخوة المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك، آملا أن يحل الشهر الكريم وقد استتب الامن والاستقرار في ربوع لبنان والمنطقة". كما توجه "بأصدق التهاني لحزب الكتائب لما تخللته عملية انتخاب قيادته من مظاهر الديموقراطية". وأعلن التيار دعمه للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "في اصراره على نواب الامة ضرورة اعطاء عملية انتخاب رئيس الجمهورية أولوية مطلقة على ما عداها من أعمال التشريع تنفيذا للدستور وتسهيلا لتحقيق الاستقرار والامن في لبنان". واذ استنكر التيار المستقل "الجرائم المركبة تعصبا على الاقليات في المنطقة"، تقدم "بأحر التعازي من أهل ضحايا قلب لوز الابرياء وذويهم"، مطالبا المجتمع الدولي "بوضع حد للمآسي التي تئن منها كل شعوب البلاد العربية".

 

سعيد: لينزل النواب المسيحيون الى المجلس بدلا من تمثال العذراء و"ادخال سيدة فاطيما الى البرلمان اقحام للديــن في السـياســة"

المركزية- تحفّظ منسق الامانة العام لقوى 14 آذار فارس سعيد على خطوة ادخال تمثال عذراء فاطيما الى مجلس النواب اليوم، وقال لـ"المركزية"، "فلنفصل الدين عن السياسة في لبنان ولنفصل المؤسسات الدستورية عن دور العبادة والرموز المقدسة. فمجلس النواب هو مكان مخصص للتشريع، والكنائس والجوامع أمكنة مخصصة للعبادة، وادخال تمثال السيدة العذراء الى حرم المجلس النيابي، يشكل اقحاما للدين في السياسة، الامر الذي يعرّض مبدأ الدولة الى تفسيرات وتأويلات نحن في غنى عنها". وطالب "الكنيسة عموما والقيمين على زيارة سيدة فاطيما الى لبنان خصوصا، بان يتحملوا مسؤولياتهم ولا يقحموا التمثال والدين في السياسة، فهذا الخلط يؤذي لبنان ووحدته الداخلية وما تبقى من مؤسسات مدنية وعلى رأسها المجلس النيابي"، مضيفا "ان كان هناك هم مسيحي لانتخاب رئيس، فبدل انزال السيدة العذراء الى البرلمان، لينزل 64 نائبا مسيحيا اعطاهم الدستور حق الانتخاب الى المجلس ولينتخبوا رئيسا، بدلا من استبدالهم بالسيدة العذراء". وتابع سعيد "السيدة العذراء غير مضطرة الى دخول الحرم الامني لمجلس النواب، شرطة المجلس مشكورة لانها لم تخضع التمثال الى تفتيش، لكننا غير مضطرين لاخضاع رموزنا الى التفتيش واقحامها في حرم امني او سياسي في هذا البلد".

 

جنبلاط يمنح الحجاوي ميدالية والده: اخلاصه في السـياسة لا يُقـدر بثمن

المركزية- كرّم رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط صديق والده الشهيد كمال جنبلاط، الحاج احمد الحجاوي ابن بلدة شحيم، حيث منحه ميدالية "المعلم الشهيد" كعربون وفاء وتقدير، وذلك في إحتفال رمزي اقيم في منزل نجله مدير مستشفى شحيم الحكومي محمد الحجاوي في منطقة فريسين في كترمايا، حضره المدير العام السابق لوزارة المهجرين هشام ناصر الدين ممثلا النائب جنبلاط، النائب علاء الدين ترو، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، وكيل داخلية الحزب "التقدمي الاشتراكي" في اقليم الخروب سليم السيد واعضاء الوكالة، رئيس بلدية كترمايا بلال قاسم، رئيس بلدية سبلين محمد خالد قوبر، رئيس بلدية مزبود محمد حبنجر، الشيخ اياد عبد الله. والقى الحجّاوي كلمة تحدّث فيها عن "العلاقة التاريخية التي كانت تربط والده مع المعلم الشهيد"، مشيراً الى ان "هذه اللفتة اليوم انعشت ذاكرة والده الذي كان من المقربين والمخلصين للمعلم الشهيد"، ومشدداً على "الاستمرار في السير على خطى كمال جنبلاط واستمرار المسيرة مع المختارة لما فيه خير الوطن والمنطقة". ثم تحدث ناصر الدين فقال "لقد كلفني وشرفني رئيس الحزب ورئيس جبهة النضال الوطني واللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، بتمثيله في زيارة الحاج احمد، وهذا مدعاة سرور كبير، لأنه تربطنا علاقة قديمة جداً مع الحاج احمد الحجاوي، علاقة نضالية طويلة جداً. وها نحن اليوم نزور هذا البيت الكريم مع كوكبة من الرفاق المناضلين في الحزب "التقدمي الاشتراكي"، لكي نقول للحاج احمد كلمات تقدير وشكر ومحبة على مواقفه ونهجه الذي نعتز به".

اضاف "لقد كان الحاج احمد منذ زمن بعيد مرتبط ارتباطا سياسيا بدار المختارة وبالمعلم الشهيد كمال جنبلاط، هذا الارتباط الذي شكّل نهجا قويما في العلاقة السياسية والنضالية على مدى عشرات السنين. وبعد استشهاد المعلم استمر في العلاقة مع النائب جنبلاط، واستمرت العلاقة ايضا مع كل الرفاق والمسؤولين. لقد منح بإخلاصه لدار المختارة صفة الرجل المميز، فكما احب المختارة، المختارة احبته ايضا، واخلص لها وعمل من اجلها ومن اجل الخط السياسي الذي تمثله، فكان المعلم ومن ثم رئيس الحزب يقدرونه ويحترمونه كثيراً".

وختم ناصر الدين "اما في السياسة فاخلاصه لا يقدر بثمن، ومواقفه كانت دائما نبراسا للمناضلين وقدوة تحتذى لأنه كان قد عبد الطريق، التي سار الكثيرون منا عليها وهي درب طويلة جداً. وفي هذه المناسبة ان دار المختارة، الوطنية والعربية، التي ارتبط بها قضاء الشوف من الاقليم الى الشوف الاعلى، تؤكد دائما وابداً على وحدة الكلمة ووحدة الصف ووحدة الموقف الوطني والعربي الذي نعتز بأننا ننتمي اليه، ومن اجله قدم الاقليم وغيره التضحيات والشهداء والدماء من اجل ان يبقى هذا الخط ويحفظ. وتقديراً لكل هذا قرر النائب وليد جنبلاط منح الحاج احمد الحجاوي الوسام الاكبر، ميدالية المعلم الشهيد كمال جنبلاط لتعلق على صدره". ورد احمد الحجاوي بكلمة مختصرة فقال "ان ما قمنا به نعتبره واجباً علينا، ونؤكد استمرار المسيرة والعلاقة مع النائب جنبلاط وقصر المختارة"، مشيرا الى "انه كان على تواصل دائم مع المعلم الشهيد في المنطقة وفي بيروت، وعمل الى جانبه في الدورات الانتخابية انذاك".

 

انتخابات جمعية المصارف: توافق

المركزية- دعت جمعية المصارف جمعيتها العمومية إلى الإنعقاد في 29 حزيران الجاري، لانتخاب مجلس إدارة جديد ورئيس للجمعية، وإبراء ذمّة المجلس الحالي والإستماع إلى التقرير الإداري للجمعية. وحتى حلول الموعد، تجري المشاورات على قدم وساق، في ما بين أركان القطاع المصرفي للوصول إلى مبدأ "التوافق" الذي طالما تميّزت به انتخابات جمعية المصارف بامتياز، ما يجنّبها أي معركة انتخابية. وللغاية، كشفت مصادر متابعة لـ"المركزية"، أنه "يجري التداول باقتراحات عديدة لتفادي حصول معركة في انتخابات مجلس الإدارة، كما تُطرح صيَغ مختلفة، منها مستحدثة وأخرى سبق أن حصل مثلها في تاريخ الجمعية كالمداورة وغيرها، لأن لا رغبة لأحد في خوض معركة انتخابية في مثل هذه الظروف". لكن المصادر أكدت أن "المحسوم في الأمر هو الخيار التوافقي، سواء بالتجديد أو التزكية".

 

نــواب "المنية الضنيـة" يـزورون دريــان/فتفت: لتفعيل الحكومة واذا امكن مجلس النواب

المركزية- اشاد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت "بحكمة الرئيس تمام سلام"، لافتاً الى انه "لا يريد ان يظهر بأي وجه انه يقوم بعمل فيه تحد، لكن عندما تقتضي مصلحة البلد، بالتأكيد سيحسم وسيدعو لاجتماعات لمجلس الوزراء لاتّخاذ القرارات اللازمة".

التقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفداً من نواب المنية الضنية ضم النواب: احمد فتفت، قاسم عبد العزيز وكاظم الخير. وقال فتفت باسم الوفد "لمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم احببنا كنواب المنية الضنية ان نحيي المرجعية الدينية الأولى في لبنان صاحب السماحة، وان ننقل له تحيات اهالي منطقة المنية والضنية الملتزمين بدار الفتوى وبتوجيهاتها على الصعيد الشرعي والديني والإنساني، وتم التداول بكافة الشؤون المتعلقة بدار الفتوى وعلاقتها بالمناطق، وبعض شؤون الأوقاف تحديداً في منطقة المنية".

واشار الى ان "الحوار امس كان هادئا بعكس التصعيد الكبير الذي يظهر في اعلام "حزب الله" الذي يشمل السباب والشتائم والاتهامات والتهويلات بالفراغ الدائم، في الداخل كان الكلام هادئا، شمل موضوع رئاسة الجمهورية وموضوع الفراغ وموضوع إعادة تفعيل الحياة السياسية في المؤسسات السياسية الأساسية وتحديداً مجلس الوزراء اولا، واذا امكن المجلس النيابي، ليس هناك قرارات، ولكن البيان الذي صدر اصرّ على إعادة تفعيل عمل المؤسسات". اضاف "يبدو ان الرئيس تمام سلام فعلا يتمتع بالكثير من الحكمة، وهو لا يريد ان يظهر بأي وجه انه يقوم بعمل فيه تحد، لكن عندما تقتضي مصلحة البلد، بالتأكيد سيحسم وسيدعو لاجتماعات لمجلس الوزراء لاتّخاذ القرارات اللازمة. هناك قرارات ضرورية وحياتية جداً اصبحت تمسّ كل الاقتصاد اللبناني، مثل القرارات المرتبطة بتصدير المنتجات الزراعية والمنتجات الصناعية، وهذا سيؤثر على كل المناطق اللبنانية من دون استثناء، فمزارعو لبنان موجودون في البقاع والجنوب كما في جبل لبنان والشمال، وبالتالي هذا موضوع وطني عام يحتاج الى قرارات سريعة. وهناك قرارات امنية فهمنا من قائد الجيش انها ضرورية، وبالتالي إعادة تفعيل مجلس الوزراء ضرورة، لكن الرئيس سلام يعالجه بكثير من الحكمة والتروي على امل ان يعود البعض الى عقلانيته التي لم تظهر امس". واشار فتفت رداً على سؤال الى اننا "مطمئنون الى دور الجيش، وتأييد المواطنين له، وهذا ليس بجديد"، مذكّراً بان "اهالي عرسال اصدروا بيانا في شهر 12 عام 2011 ، اي منذ اربع سنوات يطالبون بانتشار الجيش في عرسال، فبالتالي تأييد اللبنانيين واهالي عرسال بالذات للجيش قديم، ونحن ساندنا هذا المطلب منذ اربع سنوات، الان الجيش موجود، وتعهد بحماية عرسال ضد اي اعتداء من الخارج من اي كان، اكان من خارج الحدود او من داخل الحدود". حملة "كتر خيرك": واستقبل مفتي الجمهورية، وفداً من حملة "كتر خيرك"، الذي قدم للمفتي دريان درعا تكريمية عربون تعاون وشكر وتقدير للدعم الذي بذله لانجاح الحملة.

 

"ديلي تلغراف": خامنئي لديه اشهر معدودة للعيش وصــراع فــــي ايـران علـى خلافتــه

المركزية- تشهد إيران صراعاً متفاقماً على خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي في ظل تدهور صحته في شكل متزايد في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد خضوعه لسلسلة من العمليات لعلاج سرطان البروستات. وقال دبلوماسيون غربيون يشاركون في مفاوضات الاتفاق النهائي في شأن البرنامج النووي الإيراني ان مثل هذا الصراع الشرس بين المتنافسين على خلافة خامنئي (75 عاماً) قد يُعرقل المحادثات الجارية بين إيران والدول الكبرى، إذ سيسعى المتشددون لإظهار "ثوريتهم" عبر الإعلان عن رفض إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة". وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، استناداً إلى تقارير لوسائل إعلام إيرانية ان الرجل الذي يهيمن على الحياة السياسية الإيرانية منذ وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني في العام 1989 لديه اشهر معدودات للعيش فقط"، والمح تقرير الصحيفة إلى ان "انتخاب احد حلفاء خامنئي المخلصين، المتشدد آية الله محمد يزدي ( 84 عاماً) رئيساً لمجلس الخبراء، وهي الهيئة الدينية المسؤولة عن اختيار المرشد الأعلى الجديد للبلاد حين يشغر المنصب، يصبّ في إطار الصراع الخفي على السلطة". وبحسب دبلوماسيين غربيين، فإن رئيس النظام القضائي الإيراني المتشدد صادق لاريجاني وهو احد الأشخاص المقربين من خامنئي، يُجهّز نفسه لمنصب المرشد الأعلى الجديد عندما يجتمع مجلس الخبراء لاتّخاذ القرار في حال غياب خامنئي". وذكر تقرير الصحيفة ان "في إطار الصراع على السلطة، تجري حالياً عملية تطهير ضد مزيد من آيات الله المعتدلين، الذين عبّروا عن رغبتهم في الترشح لخلافة المرشد الأعلى. وفي هذا السياق، أطلق لاريجاني اخيراً تحقيقاً قضائياً في مزاعم الفساد التي وُجّهت إلى آية الله المعتدل محمود هاشمي شهرودي وهو حليف رئيسي للرئيس الايراني الأسبق المعتدل علي اكبر هاشمي رفسنجاني. ويعتقد دبلوماسيون انه من خلال هذا التحقيق، فإن فرص شهرودي في الترشح للانتخابات قد انتهت فعلياً، بحسب تقرير "ديلي تلغراف".

 

"وول ستريت": مقاتلات جوية اميركية في اوروبا!

المركزية- ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن "القوات الجوية الأميركية قد ترسل مقاتلات "F-22 Raptor" إلى اوروبا في إطار زيادة قواتها في القارة على خلفية توتر العلاقات مع روسيا". ونقلت الصحيفة عن وزيرة القوات الجوية الأميركية ديبورا لي جيمس قولها ان "خطوات روسيا تعتبر "اكبر خطر"، داعية حلفاء واشنطن في الناتو إلى "زيادة نفقاتها الدفاعية"، ومعربةً عن "قلقها من نيّة بعض الدول الأوروبية، خصوصاً بريطانيا، تخفيض نفقاتها العسكرية". ونقلت الصحيفة ان "وزارة الدفاع الأميركية تدرس إمكانية نشر اسلحة ثقيلة في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا من اجل تأمين سراياها المنتشرة في دول البلطيق والتي يبلغ عددها الإجمالي 150 شخصا، وكذلك تركيز آلياتها القتالية بالقرب من الحدود الروسية في قواعد عسكرية في بولندا ورومانيا وبلغاريا وهنغاريا".

 

 صحيفة إيرانية: ضوء اخضر روسي للتخلص من الأسد

المركزية- نشرت صحيفة "افكار" الايرانية على صفحتها الاولى عنواناً يقول "ضوء اخضر روسي للتخلص من بشار الأسد". واشارت الصحفية الى ان "موسكو وصلت إلى اقتناع بأنها يجب ان تُضحّي بالأسد من اجل اوكرانيا، وهي تعمل مع الولايات المتحدة على تشكيل حكومة وحدة وطنية". وذكرت الصحيفة المحسوبة على الإصلاحيين في إيران، ان "معارضي الأسد يحققون انتصارات في الشمال والجنوب ويضيّقون الخناق على جيش النظام ويقتربون من دمشق".

 

حزب الكتائب ينتخب 6 اعضاء اضافيين للمكتب السياسي في 1 تموز

الثلاثاء 16 حزيران 2015 /وطنية - حددت الأمانة العامة لحزب الكتائب في بيان، "الأول من تموز تاريخا لانتخاب 6 اعضاء اضافيين للمكتب السياسي، من بينهم حكما امرأتان، يتم انتخابهم من قبل الرئيس ونائبي الرئيس الجدد والمكتب السياسي الجديد، ليصبح العدد 22 عضوا يكتمل بانتخابهم عقد القيادة الحزبية الكتائبية. وفتح الباب امام الكتائبيين للتقدم بترشيحاتهم قبل 26 الجاري".

 

سامي الجميل واصل تلقي اتصالات التهنئة بانتخابه رئيسا للكتائب

الثلاثاء 16 حزيران 2015 /وطنية - واصل النائب سامي الجميل لليوم الثاني على التوالي، تلقي اتصالات التهنئة بانتخابه رئيسا لحزب الكتائب اللبنانية. ومن أبرز المتصلين: البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزيران نبيل دو فريج والياس بو صعب، النواب: وليد جنبلاط، روبير غانم، نضال طعمه، محمد الحجار، جورج عدوان، سيرج طور سركيسيان، خالد زهرمان، ابراهيم كنعان وهاغوب بقرادونيان، حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، الوزراء السابقون: شكيب قرطباوي، جوزيف الهاشم، إدمون رزق، ابراهيم حلاوي، منى عفيش، كريم بقرادوني وعدنان القصار، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعه، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، مستشار الرئيس سعد الحريري غطاس خوري، رئيس حركة "الاستقلال" ميشال معوض، رئيس جبهة "الحرية" فؤاد ابو ناضر، الأباتي بولس نعمان، وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الياس الزغبي.

 

كتلة "المستقبل": لتعزيز قوى الاعتدال والانفتاح و"حزب الله" يتحمل مسؤولية تردي الاوضاع الاقتصادية

الثلاثاء 16 حزيران 2015 /وكنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة تلا بعده النائب خالد زهرمان بيانا توجهت في مستهله الى "اللبنانيين عموما والمسلمين على وجه الخصوص بالتهنئة الحارة والصادقة بحلول شهر رمضان المبارك على امل ان تحمل معها الايام المقبلة تعزيزا للاستقرار في لبنان بحيث يتمكن الشعب اللبناني من تجاوز محنته بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية يستطيع جمع اللبنانيين ويكون محور توافقهم ويقود سفينة الدولة اللبنانية بعيدا عن الأمواج والعواصف العاتية للتطرف والتناحر التي تضرب المنطقة، والتي تكاد تحطم الدول والمجتمعات المحيطة بلبنان ويستفيد منها العدو الإسرائيلي". اضافت: "إن تشابك العوامل والصدمات والضغوط والتحديات في المنطقة أسهمت في مفاقمة حدة التطرف والعنف وأوصلتهما إلى حالة أصبحت تهدد الكيانات القائمة، كما وتهدد العيش الواحد بين مكوناتها، ويظهر ذلك جليا من خلال ما يتبين من معاناة كل من الشعبين السوري والعراقي التي يفاقمها التدخل الإيراني في شؤونهما، هذا اضافة إلى ما يحدث في اليمن أيضا من تدخل إيراني سافر ويتعدى هذه الدول إلى التدخل في شؤون دول عربية أخرى، عبر "حزب الله"، والأدوات الإيرانية المماثلة، وهي كلها تسهم في تفاقم آفة التطرف والعنف في المنطقة العربية".

وكررت "دعوتها "حزب الله" للانسحاب من سوريا والعودة الى لبنان"، معتبرة ان "الأدوار المحلية والاقليمية التي يقوم بها "حزب الله" هي التي تتحمل قسما كبيرا من المسؤولية في نمو حركات التطرف والتحول الى العنف المدمر والتي يجب التصدي لها من خلال تعزيز قوى الاعتدال والانفتاح والتأكيد على نبذ العنف والعودة إلى اعتماد القواعد والقيم التي تجمع بين مكونات المجتمعات العربية والتأكيد على المبادئ القومية المستندة إلى المصالح المشتركة والتي تجمع بين تلك المكونات".

واعربت الكتلة عن أسفها ان "يكون دور وتأثير "حزب الله" واعوانه في لبنان ينحصر بالجوانب السلبية، عبر تشجيع استمرار تعطيل المجلس النيابي والعمل الحكومي. فبعد تعطيل وخطف رئاسة الجمهورية ينتقل التعطيل والابتزاز إلى تعطيل عمل مجلس الوزراء المؤسسة الوحيدة التي بإمكانها حاليا أن تحقق بعض المعالجة للحالة الناتجة عن استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، وتسهم في حماية المواطنين والحفاظ على مصالحهم. وهذا ان دل فإنه يدل على ازدياد غربة "حزب الله" عن الشعب اللبناني وابتعاده عن تلبية مصالح المواطنين العليا وحاجاتهم الملحة". واكدت ان "تعطيل عمل الحكومة ينعكس بشكل سلبي وكبير على الأوضاع الاقتصادية والمالية للبلاد حيث تتفاقم حالة الركود الاقتصادي وتتراجع القطاعات الاقتصادية ويزداد عجزها عن تأمين فرص العمالة الجديدة. وبالتالي إلى تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين كما تتراجع الخدمات ولا سيما في ظل استمرار الوضع السيىء للكهرباء خلافا للوعود التي أطلقها وزراء الطاقة الثلاثة المتعاقبون"، معتبرة ان "الحالة التي اصبح عليها الاقتصاد اللبناني يشكل أمرا خطيرا يتحمل مسؤوليته "حزب الله" الذي يستمر في تأمين الغطاء السياسي لتكتل "الاصلاح والتغيير" الذي يربط مصير البلاد ومصير العيش المشترك الإسلامي - المسيحي بمصالح شخصية وعائلية ضيقة ومحصورة". وهنأت الكتلة "حزب الكتائب وقيادته المنتخبة والرئيس الجديد النائب الشيخ سامي الجميل بمناسبة الانتخابات الأخيرة".

 

تكتل "التغيير والاصلاح": الرئاسة مصادرة من قراصنة يتنكرون لمن يمثل المكون المسيحي أوزن تمثيل

الثلاثاء 16 حزيران 2015 /وطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، وبحث في التطورات الراهنة. وعقب الاجتماع، تلا الوزير السابق سليم جريصاتي مقررات التكتل، فقال: "أولا، تركز النقاش على معالم تفكك الدولة، وإندثار الديمقراطية، والركائز، والمبادىء الميثاقية والدستورية والقانونية لنظامنا السياسي الذي إرتضيناه في الطائف. يمدد مجلس النواب لنفسه مرتين، وسلطة المساءلة والإبطال، أي المجلس الدستوري تعطل أو تحابي بحجة ضيق الوقت. أما الرئاسة فهي مصادرة من قراصنة، يتنكرون لمن يمثل المكون المسيحي أوزن تمثيل بمعايير الديمقراطية والتمثيل الشعبي، حيث يتم إقصاؤه بصورة متكررة كي لا يستقيم الحكم بعد الطائف، وكي يستمر الإنقلاب عليه بأبشع صور وأشكال التسلط، والإستئثار بالسلطة، ومخالفة الميثاق والدستور والقانون".

أضاف: "أما مجلس الوزراء، فحدث ولا حرج، ذلك أن من يطالب باجتماع المجلس هو تكتل التغيير والإصلاح. ونكرر هذه المطالبة لتصحيح الخلل والمسار المخالف للدستور والقانون، والإمعان في إختزال السلطة الإجرائية بوجود حكومة مكتملة الأوصاف الدستورية، فضلا عن إيلائها وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية في حال خلو سدة الرئاسة". وكرر التكتل "مناشدة رئيس مجلس الوزراء دعوة المجلس للانعقاد كي يوضع حد لهذا النوع الخطير من إختزال السلطة الإجرائية، وطعن الطائف بالصميم. نحن طلاب جلسة مجلس الوزراء لتصحيح المسار قبل أي شيء آخر، إذ لا يكفي أن يرد علينا ممن لا يقرأنا، أو يسمعنا أو يتعمد عدم قراءتنا أو سماعنا وفهمنا على الوجه الصحيح، اننا ننكر على رئيس مجلس الوزراء صلاحياته الدستورية. واننا ننصحهم بصدق جميعا، عدم فتح ملف الصلاحيات الدستورية، والمواقع والسلطة في الطائف. كما ونطالب رئيس المجلس بإلحاح بأن يمارس سلطته كرأس للسلطة الإجرائية، فيبادر إلى وضع حد لمن يتجاوز هذه السلطة وينحرها من الوزراء المتنطحين إلى أدوار تفوق أشخاصهم، وقدراتهم، وأحزابهم وانتماءاتهم. من هنا، كفى تسويفا وتورية، فشعبنا واع ويعرف من يعطل ليستأثر بالسلطة ويتسلط على مكونات عصية على الظلام".

وأردف: "في 7 آب تنتهي مهلة تأجيل تسريح رئيس الأركان في الجيش اللبناني. فهل سوف تكرر المخالفة، ونتمادى في إنتهاك الدستور والقانون، وعلى يد من؟ إن سجل مخالفاتكم يزيد من ورطتكم، وهو مفتوح للمعالجة على كل المستويات، أي المعالجة الجذرية كي لا تتأسس مواقع وسلطات، وأعراف على مثل هذه الممارسات الشاذة. نحن حريصون على قيادة الجيش، وعلى تحصينها كمؤسسة حاضنة كما نحرص على سائر المواقع والقيادات الأمنية. فمن كف قيادة الجيش؟ ومن أفقدها الحصانة؟ بالتأكيد هم الذين أولوها خدمة بقرار من وزير، حيث يسمونها ولاية، وكأن لقائد الجيش ولاية. هذه إهانة للموقع والجيش والوطن أجمع. يطالب التكتل بإعادة الهيبة والحصانة للموقع العسكري الوطني الأول في الدولة، وفك أسر القيادة، فالدستور قد حصنها بأكثرية موصوفة تعيينا وإقالة".

وقال: "الاستهدافات الرخيصة أمثلة حديثة. ونقول لوزير الزراعة أكرم شهيب، "التزم بما تعهدت به في لجنة الزراعة والسياحة النيابية، ولا تستغل موقفنا لتجييش المزارعين ضدنا. نحن طلاب انعقاد مجلس وزراء ولا نقبل منك أي نوع من أنواع الابتزاز". مجلس الوزراء ينعقد ويلتزم الميثاق والدستور والقانون أولا. لذلك، فإن هذا النوع من الممارسات لن ينفع معنا، فلن نكل قبل أن يتعطل تعطيلكم، فالمواجهة مفتوحة والسكوت جريمة بحق الوطن والشعب. وأنتم على مشارف سماع صوت هذا الشعب الهادر إن لم تضعوا حدا للاقصاء والتهميش المتكرر والمتمادي بحق رموزنا وحقوقنا الميثاقية والدستورية".

أضاف: "كما أن هناك استهدافا رخيصا ولكن من نوع آخر، ونقصد به الطفلة إيلا طنوس. حيث تجدر الإشارة إلى أننا بررنا هذا البند الانساني استثنائيا، وعلى أساس أنه البند الأخير قبل مسألة التعيينات العسكرية والأمنية. هكذا قلنا وهكذا قالوا. وهنا يسأل التكتل، أين أصبح المبلغ المخصص من الدولة لمعاونة والدي إيلا؟ فرق الضمان يدفع إلى المستشفيات. إذا، هنا أيضا، من العار استخدام حالة انسانية بامتياز لتسجيل موقف سياسي، قبل أن يصل ذوي الطفلة أي قرش مساعدة من هذه الدولة".

وتابع: "ثم بحث التكتل في الخطاب السياسي، الذي وصل إلى درك لم نعتده في لبنان. فأحدهم من سلالة الفرنج، يرغب إلى عمادنا بالتفتيش عن وطن آخر مع أعوانه. وثان أحرق طرابلس، يشبه عمادنا بنيرون يحرق البلد ليولي نسيبا تتوافر فيه معايير الكفاءة والجدارة والاختصاص المنصوص عنها في المادة 95 من الدستور، وليس طبعا صلة القربى من بينها. وثالث يلقي الحرم الرئاسي علينا، وكأننا مستوردون وداخلون إلى رعيته".

وختم: "عيب هذا الكلام الذي لم يتجرأوا بمثله على أعداء لبنان من إرهاب اسرائيل والتكفير المعتدي على أرضنا وشعبنا. أذل من وتد من يتوجه إلينا وإلى عمادنا ومن يمثل، بكلام ناب في معرض قضية بحجم وطن وميثاق".

 

التطوُّرات السوريَّة وتداعياتها علينا

خليل حلو/ رأي حر في 16 حزيران 2015

مناطق النفوذ في سوريا في تحرُّك ديناميكيّ هذه الأيام وهي موزَّعة بين النظام وحلفائه، وقوى الثورة السوريَّة، وجبهة النصرة، وتنظيم داعش، والقوَّات الكرديَّة، وإحتمالات تطوّر الوضع الميدانيِّ هناك مفتوحة على مصراعيها، وحماية لبنان من هذه التطوُّرات واجب على الجميع أكانوا متورِّطين في الحرب السوريَّة أم لا، لأنَّه إذا تجاوزت الحرب حدود سوريا بإتجاه لبنان، لن تحميه لا التصاريح الناريَّة والعنتريَّة التي يطلقها البعض، ولا المطالبة بحقوق طائفة يختزلها البعض الآخر، ولا المواقف التي تركِّز على تبادل الصفقات ذات المكسب الماديِّ والمصالح الضيِّقة التي يتمسَّك بها بعضهم... في هذا الخضم لم نسمع ونر إلَّا القلائل من المسؤولين يحاولون إستشعار المستقبل في حال تطوُّرت الأوضاع الميدانيَّة في سوريا، ويبدون حسًّا بالمسؤوليَّة، ولكن هذا لا يكفي، إذ لم نرَ مجلس الدفاع الأعلى يجتمع، ولو بغياب رئيس الجمهوريَّة، لدراسة الإحتمالات وكيفيَّة مواجهتها. إنَّ الوضع في سوريا هو على مفترق بالغ الأهميَّة، وإحتمالات سقوط النظام أصبحت واردة، ولو ليس بالغد القريب، واحتمالات مهاجمة حمص من قبل قوى الثورة السوريَّة واردة جدًّا، كما أنَّ احتمالات مهاجمتها من قبل داعش واردة ايضًا وفي هذه الحال مع إحتمال إسقاط مطارات عسكريَّة مُهِمَّة للنظام من قبل داعش أيضًا وخروقات من قبلها بإتجاه لبنان، وكذلك تقدُّم الثوَّار من الجنوب وارد مع فتح معركة دمشق، وكذلك تقدُّم داعش بإتجاه دمشق وارد جدًّا، وغيره من الإحتمالات البالغة الأهميَّة... وفي مقابل ذلك يستمر البعض من الزعماء والمسؤولين في التصرُّف وكأنَّنا في المريخ كما ورد عن لسان أحد السفراء الأجانب. هذا الوضع الداخليِّ يستوجب مسائلة بعض الزعماء عن السياسات التي يتَّبعونها لتجنيب لبنان تداعيات ما يمكن أن يحصل في سوريا، بدلًا من تقاذف الإتهامات السخيفة، كما يجب مسائلة من يحاربون في سوريا عن جدوى ما يفعلونه لحماية جمهورهم، وهو الأهم بالنسبة إليهم، وإلى حماية لبنان. إنَّه وقت المسائلة... وهذا الكلام برسم قادة الرأي والجمهور المتنوِّر.

 

نقمة جنوبية على "حزب الله"

 طارق السيد/موقع 14 آذار/16 حزيران/15

فرغ الجنوب اللبناني من اهله وناسه وما عاد للحياة هناك "طعمة ورائحة" بعدما توجّه الاف الشباب من القرى والبلدات للمشاركة في الحرب السوريّة، الحرب التي حوّلت الجنوب بأكمله إلى مجرد صورة مُزينة بشريط أسود تحكي قصص مختلفة عن شبان منهم من قُتل دفاعا عن ارضه، ومنهم من سقط للدفاع عن كرسي بشار الأسد. بين من سقط اثناء قيامه بواجبه الجهادي وبين من سقط في مواجهة اسرائيل ثمة فرق شاسع في النظرة اليه. الجنوبيون يتحسرون على زمن مضى كانت فيه شهادة أبنائهم فخرا وعزا لهم وكانت صورهم تزين جدران بيوتهم وترفع من شأنهم امام الناس على عكس صور القتلى الذين يسقطون اليوم في سوريا والتي بدأت تخفي معالم الصراع مع اسرائيل وتحتل الساحات وواجهات الابنية لكن من دون ان يكون لها اي تأثير لا في النفوس ولا امام الغير.

قسّم "حزب الله" موت عناصره الى فئتين، واحدة خلّدها التاريخ وجعلها ابرز محطاته، واخرى نبذها التاريخ وجعلها من بقايا مخلفاته. النظرة الى عناصر الحزب لم تعد هي نفسها التي كانت عليه قبل العام 2005 إذ تحول العنصر بنظر شريحة واسعة من أبناء البيئة المحسوبة على "حزب الله" الى مقاتل يتلقى راتب شهري كجيش مرتزق مقابل قتاله على ارض الغير خدمة لأنظمة ما زالت تمعن في اغراق الطائفة الشيعية في حروب وصراعات منذ زمن حرب المخيمات الفلسطينية مرورا بالاقتتال الداخلي بين حزب الله وحركة امل في اقليم التفاح، وصولا الى التورط في الحرب السورية اليوم وما ينتج عنه من استعداء مذهبي سواء في لبنان او في الدول المجاورة.

يستغل "حزب الله" حاجات الناس وفقرها واصحاب النفوس الضعيفة خصوصا في القرى والبلدات النائية التي لم يمنع الحزب نفسه وصول خدمات الدولة اليها بغية ابقائها في حاجة مستمرة اليه. يقول احد القياديين القُدامى في الحزب الشيوعي اللبناني كانت له مشاركات لسنوات طويلة في العمل المقاوم ضد اسرائيل قبل أن يُسيطر "حزب الله" على كل شبر من ارض الجنوب أنه لولا الخدمات التي يُقدمها الحزب لعناصره من مساهمة كبيرة في اعمار المنازل ومساعدة الشبان على فرشها بالكامل بالاضافة الى المعونات الشهرية وغيرها الكثير من الامور، لما كان يوجد اليوم جنوبي واحد مؤيد له لا في العسكر ولا في السياسة.

يُذكّر القيادي نفسه بحادثة حصلت معه منذ سنوات، يومها زاره احد المسؤولين في "حزب الله" للتقرب منه وضمّه الى الحزب خصوصا وان هناك اكثر من خمسين شابا من الحزب الشيوعي كانوا مستعدون للإنضمام الى "حزب الله" في ما لو وافق القيادي، لكن القيادي اعلن حينها موافقة الانخراط في العمل العسكري تحت شرط وهو اعطائه الحرية المطلقة في العمل وابقائه بعيدا عن التوجهات السياسية والدينية وجعل العمل العسكري منوطا فقط بالواقع الميداني ومقتضياته، الا ان قيادة الحزب لم تكتفي برفض عرضه، بل عمدت الى التضييق عليه وعلى العديد من الشبان امثاله حتى اجبروه على مغادرة البلد لفترة تزيد عن عشر سنوات.

اعتراضات كثيرة داخل البيئة الجنوبية، فعلى هذه الارض التي ناضلت لاكثر من ثلاثين عاما من اجل تحرير نفسها من المغتصب الاسرائيلي، هناك مغتصب اخر لكنه يلبس ثوب الحمل يسرق من الاهالي أبنائهم ويرسلهم الى جبهات الموت ومن ثم يعيدهم اليهم داخل صناديق خشبية. وهنا يقول والد احد هؤلاء الشبان الذين عادوا من سوريا مؤخرا محملين في نعوش " كنا نحلم بنيل الشهادة اثناء صراعنا مع اسرئيل، وبعدها تحول حلمنا الى العيش بأمان لنكمل مع أبنائنا ما تبقى لنا من عمر في هذه الدنيا. اما اليوم فقد تحخولت احلامنا كلها الى كوابيس، لا ندري متى يرن هاتفنا ليخبرونا عن مقتل أبنائنا واحفادنا."

 

نعيم قاسم... والأيدي المقطوعة

 موقع 14 آذار /١٦ حزيران ٢٠١٥

 يبدو أن زيارة واحدة لقياديي "حزب الله" إلى جرود القلمون، والتقاط بعض الصور مع عناصر "إيران" اللبنانيين هناك، كافية بالنسبة إلى للشعور بنشوة السيطرة على مفاصل البلد وتعطيله رئاسة وحكومة ومجلس نواب، فهي شبيهة بخطوة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني الذي يقفز من لبنان إلى سوريا إلى العراق لالتقاط الصور، مؤكداً الحضور الايراني ميدانياً، لكنه بالتأكيد يدرك أنه سيلتقط صورة سقوط النظام قريباً، بعدما بات واضحاً أن كل ميليشيات ايران فشلت في ابقاء النظام على حاله.

ربما من يزور جرود القلمون يشعر بأن حزبه أنقذ العالم والشعوب بسيطرته على مساحات جغرافية قاحلة، ناسياً أن هذا الأمر كلفه مقتل أكثر من 60 شخصاً من الشباب اللبناني، قتلوا من أجل المال ولحماية النظام السوري، وأمام العدد الفائق لقتلى الأزمة السورية فلن يذكر أي أحد ضحايا الحزب في هذا التاريخ، خصوصاً أنهم سقطوا في معركة لا شأن لوطننا بها، فضلاً عن أنهم سقطوا لمعركة خاسرة، ومعالمها الميدانية بدأت مع تحرير مدينة إدلب.

التواجد بين مقاتلي الحزب في الجرود حرّك العواطف الايرانية لدى نائب الامين لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي أطل علينا بتصريح يقول فيه لقوى "14 آذار": "نحن أقوى من أي وقت مضى، ولن تستطيعوا اللحاق بنا، فخير لكم أن تقبلوا أيدينا الممدودة لنسير معا، وإلا تخلفتم عن الركب". وهو الشخص نفسه الذي قال منذ أيام "عون او لا رئاسة".

"نحو أقوى من أي وقت مضى" صدق في ذلك الشيخ قاسم، فالحز أقوى من اي وقت مضى في اللعب على الوتر الطائفي والتجييش المذهبي، أقوى بالتطرف إلى الشيعية الفارسية، أقوى بالقتل والتعذيب والاعتقال في حق السوريين الأحرار، هو أقضى بالقضاء على ما تبقى من دستور وقوانين في هذا البلد، أقوى بفئة الميليشيات وحشد الزعران ووصفهم بالمقاومين، اقوى بعناصر غير منضبطين ويرتكبون الجرائم ويهون القتل فباتوا في الجرود بحجة الدفاع عن لبنان، أقوى بالتسلط والقمع... نعم أقوى لأن "حزب الله" يعطل وجود رئيس جمهورية في هذا البلد، وأقوى لأنه لا يسمع للشريك الآخر ويعتبر أن الأمر له في كل شيء.

السلاح وحده يؤمّن فائض القوة لـ"حزب الله" وكوادره ومنهم الشيخ قاسم، ومن دون يتحول الحزب إلى مكون هزيل لا قيمة له، سوى انه منبر لايران في لبنان، وبات واضحاً من تصريحات هؤلاء أن "حزب الله" يشعر بالخطر وبات يستخدم كل قوته العسكرية والسياسية لشل لبنان وابقائه رهن التطورات في سوريا بعدما أدرك انه على طريق التقوقع والضعف، فهو اليوم يعتبر نفسه الاقوى، خصوصاً في ظل فتات النظام السوري لكن ماذا إن سقط النظام المتهالك، هل سيكون "اقوى من أي وقت مضى".

"لن تستطيعوا اللحاق بنا" ومن قال لكم يا شيخ أن قوى "14 آذار" تريد اللحاق بكم، فأنتم أصبحتم في الوحول حتى رؤوسكم، وشعاركم اليومي "القتل من أجل إيران"، فأين أنتم.. الاجرام والقتل والقمع والاحتلال وأين نحن أصحاب الدولة والسيادة وحب الحياة وأجندة لبنان أفضل.

قوى "14 آذار" مشهورة بيدها الممدودة، وافعال الرئيس سعد الحريري تشهد على هذا الأمر، ففي العام 2008 اجتاحت ميليشياتكم بيروت وهددت اللبنانيين بالسلاح ومددنا يدنا وفي العام 2009 وبعد الفوز الكاسح في الانتخابات مددنا يدنا للشراكة مع "حزب الله"، واسقطتم حكومة الحريري ودخلتم الحرب السورية وجذبتم الارهاب إلى لبنان وضربتم الحوار ومدنا يدنا في حكومة شراكة، ورغم تعطيل موقع الرئاسة ومجلس النواب ومحاولة شل مجلس الوزراء مد "المستقبل" يده في جلسات حوار في عين التينة... تأكد شيخ قاسم أننا لن نسير سوياً إلا إذا عدتم إلى لبنانيتكم وانسحبتم من سوريا، لأنكم قريباً ستصبحون الأضعف ونحن أصحاب اليد الممدودة لصالح هذه الجمهورية.

 

على مَن سيرتد «حزب الله» في لبنان؟

خيرالله خيرالله/المستقبل/16 حزيران/15

ماذا سيفعل «حزب الله» في نهاية مغامرته السورية؟. على مَن سيرتدّ في لبنان ولمَن سيهدي انتصاره الوهمي الذي جلب له عداء الشعب السوري بأكثريته الساحقة؟.مهما طال الزمن، لا يمكن للشعب السوري إلّا أن ينتصر، وذلك على الرغم من كلّ المناورات التي تستهدف وحدة سوريا ووحدته الوطنية والتي تستهدف، بين ما تستهدف، ابناء الطائفة الدرزية التي كانت دائما من أعمدة الكيان السوري، مثلما هي عمود اساسي من الأعمدة التي يقوم عليها لبنان. كان «حزب الله» يستطيع الحديث عن «انتصار» بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان تنفيذا للقرار الرقم 425 الصادر عن مجلس الأمن. كان ذلك في مثل هذه الأيّام من العام 2000 . ولأنّه كان في الإمكان الكلام وقتذاك عن انتصار، تصرّف الحزب بطريقة حضارية، إلى حدّ ما، في جنوب لبنان. بغض النظر عن الظروف التي احاطت بالانسحاب الإسرائيلي في تلك الأيّام، فإنّ المواطن اللبناني لا يمكنه تجاهل تضحيّات شبان بذلوا الدم من أجل تخليص الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي والانحاء أمام تضحياتهم.

كلّ ما بعد العام 2000 كان بحثاً عن انتصارات وهمية، كانت في الواقع انتصارات على اللبنانيين لا أكثر ولا أقلّ. جاء الآن دور السوريين ينتصر عليهم «حزب الله» لمجرّد أن ايران دعته إلى التورّط في الحرب التي يشنّها النظام على شعبه. من اختراع قضية مزارع شبعا، التي رفض النظام السوري الاعتراف بلبنانيتها، وصولاً إلى التورط في الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه من منطلق مذهبي بحت، كان كلام كبير وكثير عن انتصارات ووعود. الكلام شيء. والواقع شيء آخر. هل يعتبر رفض تسليم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه انتصارا؟. هل يمكن وصف نتائج حرب صيف العام 2006 بالانتصار؟. جديد السنوات الأربع الأخيرة كان التورّط في سوريا. أخطر ما في الأمر ليس الطابع المذهبي لهذا التورّط فقط. هناك جانب آخر، من الضروري التركيز عليه. يتمثّل هذا الجانب في احتقار «حزب الله» للسيادة الوطنية اللبنانية وما بقي منها وارسال مقاتليه إلى سوريا من دون أخذ في الاعتبار للحدود القائمة بين بلدين مستقلين يوجد تبادل للتمثيل الديبلوماسي بينهما، أو هكذا يُفترض.

ذهب «حزب الله» إلى سوريا في ظلّ حسابات ايرانية. في النهاية، الحزب لواء في «الحرس الثوري» الإيراني والأمين العام للحزب يقول صراحة أنّ مرجعيته هي الوليّ الفقيه في ايران وليس الدستور اللبناني. لم يكن ذهابه إلى سوريا مستغرباً سوى لدى الذين لا يعرفون شيئاً عن طبيعة الحزب وعن كونه استثماراً ايرانياً في لبنان. صار الحزب الآن استثماراً ايرانياً في لبنان وسوريا وحتّى في البحرين واليمن وربّما في دول عربية أخرى في المنطقة. في غضون أسابيع أو أشهر قليلة، سيتغيّر الوضع في سوريا جذرياً. النظام الذي يدافع عنه «حزب الله» صار في مزبلة التاريخ. هذا عائد أوّلاً وأخيراً إلى أن النظام، الذي تاجر بالسوريين واللبنانيين والفلسطينيين طوال نصف قرن تقريبا، مرفوض من شعبه. الكذبة التي اسمها النظام السوري طالت أكثر مما يجب بكثير.

ما نفع التلال «الشامخة» التي يسيطر عليها في القلمون وغير القلمون فيما المعارك الحقيقية تدور في محيط دمشق وفي حوران حيث سقط اللواء 52. هذه المعارك الحقيقية تقترب من الساحل السوري حيث الثقل السكّاني العلوي. ماذا سيفعل «حزب الله» بعد طيّ صفحة النظام السوري نهائيا؟. إلى أين سيذهب لتحقيق انتصارات جديدة تضاف إلى انتصار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان عبر اداته المسيحية المعروفة؟. هناك سلسلة من الأسئلة تطرح نفسها، بل تفرض نفسها. من بين هذه الأسئلة سؤال متعلّق ببلدة عرسال التي لا تزال ايران تعتقد أنّها عقبة على طريق قيام دولة علوية ذات امتداد في الداخل اللبناني، في مناطق دويلة «حزب الله» البقاعية تحديدا. ستكون مهمّة الحزب حماية هذه الدولة العلوية.

من الطبيعي التساؤل كيف سيتعاطى الحزب مع عرسال التي باتت في حماية الجيش اللبناني. هل جريمة عرسال أنّها بلدة سنّية لجأ إليها السوريون الذين هجّرهم «حزب الله» من قراهم وبيوتهم، كما حصل في القصير مثلا؟. ما هو طبيعي أكثر التساؤل كيف سيتعاطى الحزب مع المعترضين على سلوكه داخل الطائفة الشيعية؟. هؤلاء، اعترف حسن نصرالله أخيرا بوجودهم وسمّاهم «شيعة السفارة». إنّه تنازل كبير من جانبه، هو الذي كان يرفض في الماضي الاعتراف بوجود تيّار شيعي مستقلّ يؤمن بمشروع الدولة اللبنانية. الأكيد أنّ الذين هاجمهم الأمين العام لـ»حزب الله» ليسوا شيعة السفارة الإيرانية ولا أي سفارة أخرى. لو كانوا كذلك، لكان في استطاعتهم التورّط في ذبح الشعب السوري وتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان إلى ما لا نهاية...من دون حسيب أو رقيب، أقلّه إلى الآن.

نعم، إلى الآن مع فقط كبيرة. ذلك أن المشاركة في الحرب على الشعب السوري لا يمكن أن تمرّ من دون محاسبة بغض النظر عمّا سيرتكبه «حزب الله» في لبنان من أعمال شنيعة لتغطية فعلته.

 

مشروع الدّولة في ظلّ ثنائية السلاح

 أدهم الرفاعي/جنوبية/الثلاثاء، 16 يونيو 2015  

 مشروع الدّولة الذي نؤمن به ليس خواطر ذاتية أو حصيلة املاءات مذهبية أو اعتبارات طائفية، بل هو تصور لكلّ الوطن بكل مكوناته و أجزائه وأطيافه على عكس مشروع الهيمنة والتسلط المتّبع من قبل حزب الله الذي يحدّ من قدرات الدّولة سياسيّا واقتصاديّا واجتماعيّا.  مشروع الدّولة هو لكلّ اللبنانيين من دون أن يشعر أحد منهم أنّ شيئا يفرض عليه من فوق، بل يشعر أنّه أمر ينبع من داخل تطلّعاته وهمومه وآماله، وتكون ارادته الحرّة التي تتوافق مع ارادة غيره من اللبنانيين السبيل الوحيد لتحقيقها. غير أنّ مشروع الدّولة لا يمكنه النّهوض في ظلّ ثنائيّة السّلاح فهو عنصر ضعف في بنائها. فهو أدّى الى حرمان الدّولة من حقّها الطبيعي في الحرب والسّلم، واستقواء حزب الله العسكري داخليّا وخارجيّا أدّى الى زعزعة الاستقرار الدّاخلي وتراجع تصنيف لبنان دوليّا، وسلاح حزب الله أدّى الى تحفيز بعض الجهات اللبنانية على التسلح على حساب سلطة الدّولة. كما أنّ هذا السّلاح هو العامل الأساسي والحقيقي في تعطيل الاستحقاق الرّئاسي الذي يعتبر المركز المسيحي الأوّل في لبنان.

انّ ثنائيّة السلاح هي العامل الأوّل في تأمين البيئة الحاضنة لعمليّات الخطف التي تنفّذها مجموعات معروفة بأسماءها وأماكن تواجدها، لكنّها محميّة من جهات سياسية محسوبة على مشروع حزب الله ممّا يحول دون ملاحقتها وسوقها للعدالة. فعلى أي سلاح نتكلّم؟ على السّلاح الذي يحمي المجرمين والمخرّبين والعابثين بأمن المواطن اللبناني؟ أم على السلاح المزعوم بأنّه مقاوم الذي تارة نراه موجّه الى الدّاخل اللبناني وتارة أخرى نراه مشاركا في حروب اقليميّة لا علاقة للبنان فيها لا من قريب ولا من بعيد.

يفتقد لبنان مصداقيّته لدى المجتمع الدّولي بسبب مخالفات حزب الله الصّارخة

اضافة الى ذلك، انّ ازدواجيّة السلاح في لبنان يحرم الدّولة من حقّها في اتّخاذ قرارات المتعلّقة بالحرب والسّلم. فبذلك مخالفة صريحة وعلنيّة لما يتضمّنه الدّستور من حقّ الدّولة وحدها بجيشها وقواها الأمنيّة في اعلان الحرب والسّلم وصون الاستقرار الدّاخلي. وأكبر مثال على ذلك هو حرب تمّوز 2006، فبحجّة تحرير أسرى لبنانيين قام حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين على الحدود اللبنانيّة الاسرائيلية متخطّيين بذلك الخطّ الأزرق المعترف به رسميّا من قبل الأمم المتّحدة فقامت حرب شنعاء ضروس دمّرت البنى التّحتيّة اللبنانيّة من طرقات، جسور، أبنية سكنيّة، محال تجاريّة، مصانع، محطّات وقود ومحطّات توليد الطاقة الكهربائيّة، اضافة الى مقتل الآلاف من اللبنانيين الأبرياء و العزّل الذي لا حول لهم ولا قوّة، ممّا أدّى الى تراجع الاقتصاد اللبناني ثلاثين سنة الى الوراء وبخسارة ماليّة كبرى.

فبحسب مجلس الانماء والاعمار ومنظّمة العفو الدّوليّة قد توقّفت الاستثمارات العربيّة والأجنبيّة التي قدّرت سنة 2006 بحوالي خمسة مليارات دولار بالاضافة الى نزوح ربع سكّان لبنان من أماكنهم وتنفيذ أكبر عمليّة اجلاء لآلاف الرّعايا العرب والأجانب. ومن جهة أخرى، لولا حدوث حرب تمّوز 2006 كان لبنان موعودا بصيف سياحيّ بامتياز وباستثمارات تقدّر بستّة مليار دولار وبنسبة نموّ تتجاوز الـ7 بالمئة حسب وزارة الاقتصاد اللبنانيّة وتأمين آلاف الوظائف للشباب اللبناني.

حرب تموز 2006

أيضا، مشروع الدّولة لا يقوم على ازدواجيّة السّلاح، فسلاح الدّولة وسلاح حزب الله مشروعان متناقضان ولا يمكن التوفيق بينهما. فالسّلاح الشرعي الموجود بيد الدّولة هو الذّي يحمي جلّ اللبنانيين بخلاف سلاح حزب الله الغير شرعي الذي يخدم المشروع الايراني في المنطقة على حساب طائفة بأكملها أو بالأحرى على حساب وطن. فالدّولة هي السّاهرة على أمن المواطنين وحمايتهم من الارهاب، السرقة، القتل، الاحتيال، والتّجنّي في الليل والنّهار. فهي القانون والدّستور و القضاء والعدالة لا شريعة الغاب التي يتّخذها حزب الله منهجا متّبعا في أعماله وممارساته اليوميّة.

أضف الى ذلك، الانهيار الأمني والاجتماعي النّاتج عن ثنائيّة السلاح في شتّى أرجاء الوطن، الأمر الذي دفع وحفّز بعض الجهات اللبنانيّة في بعض المناطق على شراء السّلاح و توزيعه على الشّباب العاطل عن العمل لمواجهة سلاح حزب الله وهذا ما يريده حزب الله لزعزة الاستقرار ونشر الفوضى مما يضعّف الدّولة بجميع مكوّناتها من جهة ومن جهة أخرى يقوّي أصحاب النفوذ، أصحاب السّلاح ذوي القمصان السّود.

ووفقا للنّهج المتّبع من قبل حزب الله عسكريا في نواح عدّة من تعدّي على القوانين الدّاخليّة وعلى الدّولة من جهة ودخوله في الوحول السّوريّة من جهة أخرى كلّ ذلك أدّى الى زعزعة الاستقرار الدّاخلي اللبناني السياسي والاقتصادي والاجتماعي مما أدّى الى تراجع تصنيفه دوليّا فقد احتل لبنان المرتبة 199 عالمياً والمرتبة 15 عربياً من حيث الإستقرار السياسي وفقا لمجموعة مؤشرات البنك الدولي السنويّة عن الحكومة و الإدارة الرشيدة.

وبالاضافة يفتقد لبنان مصداقيّته لدى المجتمع الدّولي بسبب مخالفات حزب الله الصّارخة من تجاوز للحدود و اعتداء على حقوق الآخرين و فتح حروب اقليميّة (الحرب السّوريّة) و داخليّة (7 أيّار الأسود) ممّا يشكّل خرقا للاستراتيجيّة الدّفاعيّة المنصوص عليها في الدّستور اللبناني. فلا يجوز أن يكون هناك سلاح شرعي في لبنان الّا سلاح الجيش والقوى الأمنيّة اللبنانية تحت أمرة قائد الجيش ورئيس الجمهوريّة الذي يعاونه المجلس العسكري. فثنائيّة السّلاح تشكّل عقبة أساسيّة في عدم قيام دولة قويّة، فكيف يمكن أن يكون هناك جيشان في دولة واحدة؟ فإنّ سلاح حزب الله يفرض نفسه في اليوميّات اللبنانيّة ومنها الاقتصاديّة حيث يتمتّع حزب الله بخط عسكري في المطار والمرفأ يهرّب من خلاله جميع أنواع السّلع والموادّ والأجهزة من دون أيّة ضرائب مما يحرم خزينة الحكومة من مئات الملايين من الدّولارات.

مشروع الدّولة لا يقوم على ازدواجيّة السّلاح، فسلاح الدّولة وسلاح حزب الله مشروعان متناقضان

استطرادا، انّ الاستحقاق الرّئاسي هو الشغل الشّاغل للأحزاب اللبنانيّة في الوقت الرّاهن على عكس الأشهر الماضية حيث كان بعضهم يهمّش موقع الرّئاسة فأحد أعضاء كتلة نيابيّة قال أنّ الرئيس الحالي ميشال سليمان لا يميّز بين الذهب والخشب، فهل هذا الكلام مقبول من نائب في المجلس النيابي أن يخاطب به رئيس جمهوريّته؟ فموقع الرّئاسة هو الموقع المسيحي الأوّل في لبنان وهو الأوحد في الشّرق الأوسط وجميع الدّول العربيّة لذلك هو ضمانة المسيحيين في الشرق، فرئيس الجمهورية هو الحامي للدستور وهو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة، فلذلك انّ الاستحقاق الرّئاسي له دور بارز في قيام دولة قويّة مبنيّة على أسس وركائز واضحة متّبعة الدّستور. ماذا نريد؟ نريد دولة حديثة قويّة بقوانينها وديمقراطيّتها. فلا مساومة على أيّ من خصائص الدّولة ومهامها وخاصّة ما يتعلّق بثنائيّة السّلاح. فنحن نريد دولة عصريّة لا يتعطّل فيها عمل المجلس النّيابي من أجل تشريع القوانين أو انتخاب رئيس جمهورية أو مناقشة مشروع موازنة. فما نتطلّع اليه هو دولة متجدّدة بمؤسساتها وهيكليّتها و أجهزتها.

 

«لبنانيون».. حراك في وجه «داعش» و«حزب الله»

علي الحسيني/المستقبل/16 حزيران/15

تحت شعار «عملاً للوحدة ورفضاً للانشقاق المذهبي وخطاب التخوين والحفاظ على الهويّة الوطنيّة الجامعة بوجه الهويّات العابرة للحدود«، دعت مجموعة من الشُبّان العاملين في المجال الإعلامي والمجتمع المدني تحت اسم «لبنانيّون» بصفتهم الشخصيّة، إلى وقفة حرّة ومسؤولة لتحييد لبنان عن خط الزلازل في المنطقة وذلك عند الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم غد الاربعاء في ساحة رياض الصلح وسط بيروت.

هو تحرّك جديد يُضاف إلى الحركات الإعتراضية التي بدأت تخرج في لبنان في الآونة الاخيرة للتعبير عن حال القلق الذي يعيشه الشعب اللبناني بكل أطيافه وتلاوينه المذهبيّة والسياسيّة من جرّاء إنغماس «حزب الله» المتواصل في الحرب السوريّة والإنعكاسات السلبيّة التي نتجت من مشاركته هذه والتي حوّلت لبنان من ساحة صدى للصراعات الإقليميّة إلى أرض معركة فعليّة بعدما استجرّ اليها الحزب الإرهاب، من كل حدب وصوب. الصحافي محمد بركات هو احد اعضاء اللجنة التحضيرية لمجموعة «لبنانيّون» التي تنوي التحرّك يوم غد ضمن الإطار الفردي البعيد عن تنميق الأحزاب السياسيّة وإن غلبت الهويّة المذهبيّة على معظم أسماء الأشخاص الذين يقفون وراء التحرّك هذا. يقول بركات « منذ شهرين تقريباً وهناك إجتماعات ولقاءات تحضيريّة للقيام بحركة تُعبّر عن الخوف والخطر المذهبي الذي يتهدّد لبنان من جرّاء تدخل حزب الله في الحرب السوريّة»، نافياً بشكل مُطلق وجود اي رابط بين إطلاق تسمية شيعة السفارة الاميركية وبين التحرّك بحد ذاته أو ولادته، فهذه الحركة تربطهاعلاقة فقط بعدد من شخصيّات المُجتمع المدني المعنية بمصلحة الوطن بعيداً عن الإنشقاقات والإصطفافات المذهبيّة والحزبية«.

وبرأي بركات أن توقيت التحرّك والدعوة إلى وقفة تضامنية جاء نتيجة الشعور باللحظات التاريخية التي يمر بها لبنان والمنطقة، في ظل تفتت أنظمة وتبدّد أخرى وهناك فتنة تبدو وكأنّها تلوح في الأفق في محاولة من البعض لتسعير حرب مذهبية بين السُنّة والشيعة علما، أنها ليست حرباً حقيقية لكن هناك من يستعمل الفقراء ويستغلّ حالاتهم وبعض المغرّر بهم من الجهتين ليكونوا أشبه بوقود تستعمله جهات اقليمية في سبيل مصالحها مثل ايران أو غيرها من الدول الاخرى«. وما إذا كانت توجد ضمن التحرّك بعض الشخصيّات من خارج الطائفة الشيعيّة يقول «نحن بإنتماءاتنا المختلفة ورغم أن معظمنا ولد شيعيًّا على الهوية كون انتمائنا للوطن فقط، نشعر بخطر مذهبي فعلي يتهدّد الحياة اللبنانية. نعم هناك من هم من غير الشيعة موجودون ضمن الحراك للقول بأننا لسنا مذهبيين بل نحن وطنيون ولبنانيون بالدرجة الاولى ونريد تثبيت موقف عنوانه العريض «لسنا مع مشروع تنظيم داعش ولا مع مشروع السيد حسن نصرالله، بل مع دولتنا ومؤسّساتها والتمسّك بصيغة العيش المشترك. نريد مواجهة المشروعين ونحن كلبنانيين نرفض هيمنة المذهبيين، كما أن جزءاً كبيراً منا علمانيون رغم وجود احد رجال الدين المعروفين وهو الشيخ عباس الجوهري«.

أمّا سبب التسليط على فئة مذهبيّة مُحدّدة داخل التحرّك، فهذا برأي بركات له علاقة بالأزمة الفعلية التي يعاني منها البلد ككل من جراء ما يقوم به «حزب الله» في سوريا أو غيرها، في الوقت الذي لا نجد فيه لتيّار «المُستقبل» أي ميليشيا عسكرية لا في سوريا ولا في غيرها وكذلك الامر بالنسبة إلى النائب وليد جنبلاط الذي يُصرّ على عدم انجرار ابناء طائفته وراء حرب الفتن المذهبيّة وحمل والسلاح. كل اللبنانيين على خلاف مع «حزب الله» في حربه السورية حتى داخل الحزب هناك مجموعات تعارض هذا التدخل، ولذلك لا يجوز حصر هذا الرفض بنا أو بأي مجموعة مُستقلّة تخرج للاعتراض على هذا التدخل، وإلا فليحاسبوا رئيس مجلس النوّاب نبيه بري الذي يرفض التدخل بهذه الحرب«. وبرأي بركات أن «اللحظة هي التي تحكم وليست الأهواء المُسبقة، ولذلك نحن نقوم بردّ فعل على تدخّل «حزب الله» في الحرب السورية، وهناك لبنانيون كُثر سواء كانوا سياسيين أو اجتماعيين أو حتّى رجال دين اعادوا تموضعهم بناء على الحرب هذه. مع الإشارة إلى أنه لم تتم دعوة سياسيين ومحازبين لحضور اللقاء، بل تركّزت الدعوات على الجهات المستقلة والافراد، كما لا توجد على الاطلاق أي قوى سياسية ترعى أو تدعم هذا اللقاء، فكل شخص يشعر بمواطنيته وبأنه لبناني مرحب به خرج عن الإنضواء تحت اي علم حزبي وسياسي. والتحرّك هذا قد ينتج منه في مرحلة لاحقة أطر أو تطوير ما«.

 

لبنانيون شيعة يتّحدون بوجه الفتنة: الأربعاء بوسط بيروت

 سهى جفّال/جنوبية/الإثنين، 15 يونيو 2015  

 الوحدة

صوناً للحريات ورفضاً للشقاق المذهبي وخطاب التخوين، وحفاظاً على هويتنا الوطنية الجامعة بوجه الهويات المذهبية العابرة للحدود، يدعوكم لبنانيون بصفتهم الشخصية، إلى وقفة حرة ومسؤولة، لتحييد لبنان عن خط الزلازل في المنطقة، وذلك في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، الساعة الخامسة من بعد ظهر الأربعاء 17 حزيران الجاري. صوناً للحريات ورفضاً للشقاق المذهبي وخطاب التخوين، وتحت شعار “عملاً للوحدة ورفضًا للفتنة” يدعوا لبنانيون، بصفتهم الشخصية وانتمائهم الوطني إلى وقفة حرة ومسؤولة، لتحييد لبنان عن خط الزلازل في المنطقة، وذلك في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، الساعة الخامسة من بعد ظهر الأربعاء 17. هي صرخة “لا” بوجه ثقافة الموت والطائفية. صرخة “لا” بوجه مشروع فتنوي يكاد أن ينهي طائفة بأكملها. هم مجموعة من الأشخاص الذين قرروا الخروج عن صمتهم لقول “كفى انغماسا في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل”. هذه بداية تحرك قد لا يغيّر موازين القوى لكنه الخطوة الاولى وكل عمل له بداية “هو تحرك لمجموعة من ناشطين مدنيين من البيئة الشيعية خرجوا من العقد الطائفية وينظرون الى الصيغة الوطنية لأنهم يرون الأفق الذي بدأت تتضح معالمه من خلال انغماسنا الكبير واللانهائي في سوريا والذي ينذر بشر قادم نحو لبنان”، بحسب تعريف رئيس المركز العربي الشيخ عباس الجوهري، أحد الداعين إلى الوقفة الوطنية، خلال شرحه عن طبيعة هذا التحرّك في حديث لموقع “جنوبية”.

ويتابع الجوهري: “هذه الأسباب دفعت إلى تنظيم هذه الوقفة الحرّة والمسؤولة والجريئة، رفضًا لعدم حصر الرؤى والتوجهات المنطلقة من بيئتنا في دعم خيار الذهاب للقتال في سوريا واستجلاب الشرارة السورية الى لبنان”. ويضيف: “هذه الوقفة هدفها صون الوحدة اللبنانية واحترام الالتحام الجغرافي بسورية، والدعوة إلى احترام الكيان اللبناني في زمن تلاشت فيه الهويات الوطنية وبرزت فيه الهويات المذهبية والفرعية”.

ولفت الجوهري الى أنّ “هذه الصرخة موجّهة إلى كلّ من يسمع من المحيط العربي والاسلامي لكي نظهر مشهدا لا تختصره المواقف والدعوات إلى رؤية شمولية، فيما يجري اليوم في سوريا الخوف من تمدّده المشهد الدموي إلى لبنان، لذا يجب مواجهته باستراتيجية وطنية جامعة”.وأكّد الجوهري أن “هذه الصرخة تأتي لكي نقول إننا بحاجة إلى فعل شيء يفيد ويحمي لبنان وليس فقط الركون إلى موقف رفض ما يفعله الآخرون”. وشرح الجوهري أنّ “هذه الفكرة خرجت من مجموعة ناشطين هم بالدرجة الأولى هويتهم وطنية وهويتهم الفرعية “شيعية”، لكنّهم متمسكون بمشروعهم الوطني من عمق تحسّسهم بالخطر على باقي الشيعة”. لافتًا الى أنه “انطلاقًا من هذه الفكرة قامت جهات فردية ولجان ومؤسسات وجمعيات الى طرح وتنظيم هذه الفكرة منها موقع جنوبية، موقع لبنان الجديد وتجمّع لبنان المدني وهيئات أخرى”. وفي الختام أكّد الجوهري أنّ “هذا التحرّك لن يقف عند هذه الوقفة بل هي صورة رمزية لتحرّك دائم يثبت فكرة مخالفة الرأي السائد في الوسط الشيعي. وهي وقفة رمزية”. وأضاف: “أنا ادعو كلّ من يشاركنا الرأي ويؤلمه المشهد اللبناني للعمل معنا من أجل تثبيت هذه اللُّحمة ورفض كل أشكال الفتن”.

ضد الفتنة

أما الناشط السياسي وعضو “تجمع لبنان المدني” مالك مروة فأكد مشاركته في هذا التحرّك. وقال في حديث لموقع “جنوبية” أنّ “هذا التشنج الطائفي الحاصل غير مقبول لأنه وصل لمرحلة تؤدي إلى حرب”. مضيفًا: “نحن متأكدون أن أغلب الناس لا تريد حربا بل تريد وطنا جامع”. وتابع: “على هؤلاء التحرّك للضغط على الفريق المتشنج طائفيا ومطالبته بالعودة إلى الوطن وتسليم سلاحه الى الجيش اللبناني أو اعتماد استراتيجية للسلاح لوقف الفتنة”. هذه الصرخة لكي نظهر مشهدا لا تختصره المواقف والدعوات إلى رؤية شمولية، فيما يجري اليوم في سورياوأكّد مروّة: “هذه بداية تحرك قد لا يغيّر موازين القوى لكنه الخطوة الاولى وكل عمل له بداية وهذه الوقفة خطوة أولى”. ولفت الى أنّ “هذا التحرك يعني الشيعة كما يعني جميع اللبنانيين وعليهم التحرّك والقول إنّهم غير موافقين على الحرب في سوريا”، وتابع: “نحن لا نتحرك بصيغة شيعية بل لوقف الحرب في سوريا لأنها تنذر بأنّها حرب طويلة لا نهاية لها”.

 

العلمانية ليست ملحدة ولا مؤمنة

 الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/الإثنين، 15 يونيو 2015  

العلمانية فلسفة سياسية سهلة يسيرة واضحة تقول لليهود ممنوع عليكم إقامة دولة يهودية دينية باسم التوراة وممنوع على المسيحيين إقامة دولة دينية باسم الإنجيل وممنوع على المسلمين إقامة دولة دينية باسم القرآن إن محرمات التوراة والإنجيل والقرآن يمكن أن تكون ممنوعات في قوانين الدولة وليس محرمات وإن فضاء المجتمع مفتوح لأتباع الديانات لكي يهدوا الناس إلى قيمها. نعم يوجد في الشريعة محرمات وواجبات سياسية وقضائية واقتصادية لكنها محدودة

والدولة العلمانية من واجباتها أن تحمي حرية المعتقدات الدينية وممارسات الشعائر الدينية وطقوسها ومناسكها كل ذلك من أجل أن لا تزعم الدولة أي رجال الدولة بأنهم يمثلون الدين في الدولة وليس الشعب وحتى لا تزعم الدولة أي رجال الدولة بأن دولتهم هي دولة الله؟

الدولة إما أن تمثل الشعب وإما أن تمثل الله فالعلمانيون يعتقدون بأن الدولة تمثل الشعب لا الله سبحانه وتعالى والدينييون يعتقدون بأن الدولة فريضة دينية وبالتالي تمثل الله لا الشعب وتحكم بما أنزل الله لا بما أنزل الشعب وإن معادلة الدينيين ليست كاملة ولا تامة لأن الله لم يُنْزِل نصوصاً كشف لنا بها كيف نبني الدولة ولم يفرض علينا بنصوص أن نبني له دولة كما فرض علينا أن نصلي ونصوم لأن الله لم يفرض علينا أن نبني دولة ونسميها بعد ذلك بدولة الله أو دولة الدين، لأنه لم ينزل الله نصوصا كافية لسد حاجات الدولة من القوانين ولم ينزل الله نصوصا فيها نظام سياسي أو نظام اقتصادي أو نظام قضائي. نعم يوجد في الشريعة محرمات وواجبات سياسية وقضائية واقتصادية لكنها محدودة جدا لا يصح بناء عليها أن نبني دولة باسمها إن الدولة بحاجة لآلاف القوانين وبحاجة لأنظمة ودساتير وهذه ليست موجودة في نصوص الشريعة لأن الشريعة ليس من وظيفتها أن توفر ما تحتاجه الدولة إن الدولة فكرة انسانية بشرية (تدبيرية) وليست فكرة عبادية دينية إنها متطورة بتطور الحياة ونصوص القرآن ونصوص الدين ليس فيها ما يبني دولة وهذا من بديهيات الدين عند أهل المعرفة والبصيرة وأقول للأخت فاطمة التي تعيش في ألمانيا هل ألمانيا منعتك يوما من أداء واجب؟ هل فرضت عليك أن ترتكبي حراما؟ فماذا يريد الله من الدولة سوى ذلك أي سوى أن لا تفرض عليك الدولة أن ترتكبي حراما وأن تمتنعي عن أداء واجب؟ إن كل دولة حبيبة لله إن لم تفرض على الإنسان أن يرتكب حراما وأن يمتنع عن أداء واجب..

 

سبّابة الشيخ نعيم

محمد حجيري/المدن/الثلاثاء 16/06/2015 

لم نلاحظ شاباً يسمع خطبته مسجلة على كاسيت في الشارع، ولم نر صورته على زجاج سيارة

على ما أذكر، إن لم تخني الذاكرة، لم أسمع في يوم من الأيام، نائب أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، يتحدث في أمور دينية مع أنه يحمل لقب المشيخة ويرتدي ثيابها، ويضع على رأسه عمامة بيضاء.

في كل مرة أتابعه في نشرات الأخبار، أجده بوتيرة واحدة، مواقف سياسية تتعلق باستراتجيات المنطقة، المحلية والاقليمية، سبابتة مرفوعة ونبرته عالية الى حد الصراخ، يلقي كلمات تتضمن تهديداً ووعيداً وتحذيراً، خصوصاً حين يخاطب الداخل اللبناني و"أمريكا". دائماً يتحدث بمنطق مختصره "حزب الله امامكم والبحر من ورائكم فأين المفر"، أو يقول لـ14 آذار: "خير لكم أن تقبلوا أيدينا الممدودة لنسير معا وإلا تخلفتم عن الركب"، و"أمام الفريق الآخر خيارين: إما انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية أو الفراغ إلى أجل غير مسمى".

لا خيارات وسطية لدى الشيخ قاسم، دائما يخير خصومه في السياسة بين خيارين كلاهما مشكلة، هو المتمرس في التحدي والحدية والعسكرة، حتى وإن كان في مناسبة حزينة لـ"حزب الله" أو عزاء أو تخرج طلاب أو تحجيب جيل جديد من الفتيات، فلهجته لا تتغير. يختلف عنه السيد حسن نصرالله الذي يسايس قليلاً في خطابه، يرفع من وتيرة لهجته أحياناً، ويخفف مرات، يصعد كثيراً، يناقض نفسه، ينكت، يمازح، يقترب من المنحى البراغماتي، يستعمل أحيانا النفس الإيماني العاشورائي، يجادل. في الحروب قد يخرج أرنباً من كمه. في كل الأحوال، يختلف من حيث الأداء عن الشيخ نعيم، وإن كانا بجوهر واحد ومصدر واحد ولهدف واحد.

فالشيخ نعيم صاحب النبرة والنارية و"الصقرية" في أحسن الظروف، أصبعه المرفوعة تتكلم أو تسبق لسان في الكلام. السبابة لسان اليد واليد لا تهدأ، لكن لا يبدو أن الشيخ يفلح في الاقناع والتواصل والتقارب مع الآخرين. كأنه لا يجيد سوى التوتير والاستفزاز. حتى داخل جمهور "حزب الله"، لا يتمتع بالشعبية. لم نلاحظ شاباً يسمع خطبه مسجلة على كاسيت في الشارع، ولم نر صورته على زجاج سيارة.

الشيخ نعيم قاسم الذي أوكلت إليه مهمة اصدار كتاب "حزب الله المنهج ـ التجربة ـ المستقبل"، يشرح رؤية "حزب الله"... في الأيام القليلة الماضية، ارتدى البدلة العسكرية والتقطت له بعض الصور مع مقاتلي "حزب الله"، قيل إنها في جرود عرسال أو القلمون. بدت البدلة كأنها تكمل نبرة الشيخ نعيم الحادة، أو تعيده إلى صورته الطبيعة المناسبة. في الصورة شيء من عُدّة المعركة الدائرة، بروباغندا لرفع المعنويات. مع كثرة "الانتصارات" وازدياد عدد القتلى والجنازات، ضاع الواقع الحقيقي في غياهب الجرود. صارت المعركة كأنها معركة صُور بعدما كانت معركة أصوات، اذ لا تنفع نبرة الشيخ الحادة مع الجماعات المسلحة في جرود القلمون والقاع. فهؤلاء ليسوا في الداخل اللبناني، ولا ينفع معهم كلام. قبل الشيخ نعيم، كان وكيل الخامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، يرتدي البدلة المرقطة ويلتقط الصور. قبلهما أيضا راجت صور قيل إنها للسيد نصرالله في القلمون لناحية بريتال وعسال الورد. كل هذه الصور هي لرفع المعنويات وسط الخيبات والقلق والتوجس...لا عجب أن تكون نبرة الشيخ نعيم قاسم حادة ومتطرفة ومطعّمة بحركة سبابته، ما دام أن جوقة المثقفين والشعراء والصحافيين الذين يدورون في فلك "حزب الله" و"مقاومته" يتسابقون في البحث عن لهجات حادة وأصابع مرفوعة وسلوكية متطرفة. فهم حين يحللون، فلغة سبابتهم تغلب تفكيرهم. نرى ذلك في البرامج الحوارية المتلفزة، التي شهدت الكثير من اللحظات المثيرة والمحرجة، سواء بضرب الكوؤس أو الشتم وحتى الصفع والكباش. وفي الصحافة المكتوبة، أقل تهمة توجّه لمعارضي "حزب الله" هي التخوين والتكفير، من دون أن ننسى التهديد بتكسير العظام او تحسس الرقاب.

 

إستبدال الحزب العباءة بالزي العسكري.. نصر أو هزيمة؟

حنان الصباغ/لبنان الجديد/16 حزيران/15

يحاول"حزب الله" أن يخبىء معنويات جنوده الهابطة عبر الإعلام الحربي وعبر الإنتصارات التي يعلنها كل دقيقة والتي هي بالحقيقة لا تعدو كونها إنجازات قليلة بالنسبة للجرود، لكن يبدو أن المعنويات الهابطة ظهرت للعلن بمجرد بدئه بإرسال كوادره إلى المعارك ببذات عسكرية أمثال رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك" والذي ظهر مباشرة بعد أن تم الإعلان عن سقوط 14 عنصرا بحسب بعض الوسائل الإعلامية و9 عناصر بحسب الإعلام الحربي، ثم نتفاجأ بصور وسيلفي لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الجرود مع الععناصر مرتديا أيضا البذة العسكرية. وعلى ما يبدو أن بعد كل خسارة للحزب يصعد رجلا من رجال "المقاومة"، ليرفع الإحباط من قلوب المقاتلين خصوصا وإن أردنا المقاربة بين الإطلالتين في الجرود لكل منهما نجد أن يزبك ظهر بعد سقوط عدد كبير من العناصر والشيخ قاسم ظهر بالصور بعد الإعلان أيضا عن مقتل ما لا يقل عن 14 عنصرا وعدم قدرة الحزب على انتشالهم وسحبهم. وانطلاقا من هنا، من يقول أن حزب الله بأحسن حالاته فهو مخطىء إذ أن الأسلوب الذي اعتمده الحزب من الإطلالات الدائمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والبروباغندا الإعلامية في الكلام بالإضافة إلى اللافتات التي ترفع في قلب المعركة والثناء على العناصر بالإضافة إلى "همرجات" الإعلام الحربي، كلها أساليب تؤثر بدرجة كبيرة على نفسية المقاتلين وتعيد إليهم الثقة بعد إحباط عاشوه كما أنها دليل على مدى التعب والتوتر النفسي الذي يحيط بالعناصر ومن يرسل كادرا مقربا إلى هذه الدرجة من الامين العام لحزب الله ويخاطر به في الجرود معناه أن الخسارة كبيرة والجو المشحون بهواجس الإحباط والفشل مسيطر على نفسية المقاتلين.

والجدير بالذكر أنه كلما زادت المعنويات زادت معه نسبة النجاح حيث يصبح تخطي المصاعب هاجسا يلوح في فكر الجندي أو المقاتل. وقد تنبه "حزب الله" لهذا الأمر واستغله جيدا، حيث أن فشل الكثير من الجيوش عبر مر التاريخ، كان سببه المعنويات النفسية الهابطة أو الشعور بأن القائد تخلى عن العسكريين ما يسبب حالة انهيار الأعصاب بين المقاتلين وبالتالي يفقدون حماستهم، لذلك لجأوا إلى هذا الأسلوب من رفع المعنويات وظهر يزبك بالبذة العسكرية، هذا الظهور ليس فقط مجرد استعراض إنما له أبعاد أكبر من ذلك بكثير حيث أن صقل شخصية المقاتل وتشجيعه ليبقى محمسا ومليئا بروح القتال هي الكلمات ومع كل إطلالة لأحد شخصيات كوادر الحزب نسمعهم يهتفون بأقوال "نفتخر بشهدائنا، النصر قادم، أنتم رجال الله"، وهذا الأمر ينطبع في ذهن المقاتلين وربما ما قام به يزبك وقاسم في الجرود هو التصرف على هذا المنوال، والجدير بالذكر هنا أنه حسب علم النفس، فالنفس البشرية وثقتها بقدراتها تتأثر بالمحيط، لذا خوفا من التضييق النفسي خصوصا في ظل الأحداث المتسارعة وفي ظل تزايد أعداد العناصر التي تسقط ورؤية أصدقائهم لهم وهم يسقطون، كان المخرج والتشجيع بزيارة إلى الجرود.

 

دروز سوريا بين المطرقة والسندان

علي وهبي/لبنان الجديد/26 حزيران/15

بكثير من الدراية والحكمة حاول الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط معالجة ذيول المجزرة التي أقدم على إرتكابها عناصر من جبهة النصرة في بلدة قلب اللوز في ريف إدلب في الشمال السوري منذ عدة أيام بحق السكان من طائفة الموحدين الدروز ، والتي أدّت إلى سقوط  أكثر من أربعين ضحية قضى معظمهم ذبحاً على ما جاء في بعض التقارير الصحفية . وقد شكلّت هذه المجزرة صدمة لدى الدروز في لبنان وكان لها وقع الصاعقة على الزعامات الدرزية . وكان لافتاً موقف النائب وليد جنبلاط الذي استطاع أن يخفض منسوب الإستفزاز بين الدروز في سوريا وفصائل المعارضة المسلحة ، ومن بينهم جبهة النصرة ذات الطابع السني ،عندما وصف المجزرة بأنّها حادث فردي  ، وأنّ النظام هو المسؤول عما آلت إليه الأوضاع في سوريا ، أخذاً في الإعتبار وضع دروز سوريا كأقلية تتعايش مع الحروب هناك بين مطرقة النظام وسندان الجماعات المعارضة المسلحة. وربما وعلى ضوء موقف النائب جنبلاط وبحصيلة الإتصالات التي أجراها مع مسؤولي العواصم الإقليمية المؤثرة في الميدان السوري وخصوصاً  تلك التي لها تأثير مباشر على جبهة النصرة ، جاء الرد من زعيم الجبهة إيجابياً محاولاً التنصل من المسؤولية عن هذه المجزرة وحصرها ببعض العناصر الغير منضبطة ، والتي ستتعرض للمساءلة والمحاسبة لأنّها خرجت عن تعليمات أميرها وبسبب مخالفتها الواضحة لتعليمات القيادة . إلا أنّ دراية النائب جنبلاط ومحاولة تنصل أمير جبهة النصرة من المسؤولية لا تحاكيان المشهد السوري الواقعي ، بحيث لا يمكن إخراج هذه المجزرة من البرميل المذهبي المتفجر في سوريا وفي باقي دول المنطقة المشتعلة بنار الحروب الطائفية والمذهبية . وبالتالي من الصعوبة بمكان تأمين الحماية للأقليات الدينية المنتشرة على أراضي الدول التي تجتاحها هذه الحروب العبثية كسوريا والعراق ومن بينهم طائفة الموحدين الدروز . لقد وجد الدروز في سوريا أنفسهم بين خيار الوقوف على الحياد في المعارك التي تدور في مناطق تواجدهم ، والتفسير الوحيد لذلك من جهة النظام هو موالاتهم للمعارضة ، أو خيار المشاركة في المعارك إلى جانب النظام ما يعني إصطفافهم إلى جانبه مع ما يترتب على ذلك من ردود فعل خصوصاً من قبل الجماعات الأكثر تطرفاً في المعارضة مثل داعش والنصرة ، وهي مجموعات إرهابية وتكفيرية في الأصل وليست بحاجة إلى تبريرات لإرتكاب جرائمها بحق من تعتبرهم مخالفين لها في الرأي أو في العقيدة أو في الموقف . في هذا الإطار جاءت المذبحة التي تعرض لها الدروز في سوريا على يد أحد قادة جبهة النصرة من غير السوريين كرد على الدور الذي لعبه عدد من مقاتلي الموحدين الدروز في السويداء إلى جانب النظام في المعركة الأخيرة التي انتهت بهزيمة مقاتلي الجماعات المعارضة هناك وإنسحابهم من المناطق الإستراتيجية التي سبق أن سيطروا عليها في هذه المحافظة. من الطبيعي أنّ هذا النوع من الجرائم لا يمكن أن يأتي إلا في مصلحة النظام الذي يستغله في مصلحة الخيارات التي يطرحها على المواطنين ( أنتم معي أم مع هؤلاء الإرهابيين؟ ) ، في الوقت الذي لا يتورع فيه النظام من ترك المناطق التي يعجز عن حمايتها بيد الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي تستسهل عملية قتل وذبح كل من لا يدين لها بالولاء والطاعة . لا شكّ أنّ أزمة الأقليات في سوريا بإستثناء الأقلية العلوية الحاكمة أزمة عيش ومصير ، ينطبق هذا على المسيحيين والدروز مثلما ينطبق على الأكراد. والتعاطي مع هذه الأقليات سواء من قبل النظام أو من قبل الجماعات الإرهابية لا يترك لهم غير الخيارات الصعبة إما الخنوع أو الرحيل أو دفع الجزية بما تيسر !!!

 

القائد الخالد بن حدادة

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/16 حزيران/15

لحظة سمعتُ بعزم خالد حدادة على الإنخراط في المعركة ضد التكفيريين في جبال القلمون قُلت: "حُسِمتْ".

فذكرُ إسم الدكتور حدادة لوحده كافٍ لقلب موازين القوى لمصلحة حلفاء نظام بشار الأسد وكي يضعضع صفوف أعداء الأمة. أتاكم خالد بجياد الرهبة. أطلقوا صيحات الإنتصار. إرفعوا الرايات. إنفخوا في الأبواق. ولّى زمن الهزائم. تذوّقوا طعم الإنتصارات. إنخراط خالد حدادة، كأمين عام الحزب الشيوعي اللبناني في المعركة أراح بالفعل مجاهدي حزب الله المنتشرين على قمم  القلمون وطمأن الجيش العربي السوري إلى متانة مؤخرته. ومن يعرف الأمين حدادة يدرك أنه متى قال فعَل. وإن نوى حسم. تاريخه في مواجهة الأمبريالية وأمريكا والرجعية العربية يشهد. فأعيدوا حساباتكم. خالد هنا وعلى خطوط المواجهة وفي قلب الميدان. تساءل كثيرون كيف سيخوض الخالد بن حدادة المعارك؟ بأي أسلحة وبأي تشكيلات وتكتيكات؟ وجاءهم الجواب من قائد منطقة الوتوات: "كيف نؤمّن السلاح وكيف ندرّب وكيف نستعدّ، فهذا لا شأن لأيّ كان به".يا ديّوس خبّرنا ما منقول لحدا! من حزب الله؟ من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؟ من بادر ماينهوف؟ من الجيش الأحمر الياباني؟

لا شأن لأي كان في لبنان بأمر عسكري يخصّ القائد حدادة. وللمشككين قال: "الحزب (الشيوعي الأم) الذي قاوم الاحتلال وحرّر الأرض لم ينتظر إذناً من هذا النظام البائد ليقوم بواجبه بالدفاع عن الأرض".

لوهلة من يسمع مثل هذا الكلام العالي النبرة والعنجهي والمتمرّد يظن أن مطلقه الشيخ نعيم قاسم. يا لوداعة الشيخ نعيم أمام هذا اللينيني العنيد.

كنا بدويلة صرنا بدويلتين: واحدة إلهية تسترشد بتوجهات الولي الفقيه والثانية ملحدة من دون مرجعية. قرار حدادة مستقل تماماً عن حلف وارسو والمنظومة الشيوعية الدولية وعن الدولة السورية والدولة اللبنانية  و"الطغمة الحاكمة". لينين بقبرو مش سائل عنو خالد حدادة.

كثيرون حاولوا نصح الرفيق خالد بالتروي وعدم خلط الأوراق في الشرق الأوسط بعدما علموا بنية حدادة تحرير سوريا ومواصلة الزحف على تركيا لإسقاط  الطاغية إردوغان، إتصل بالوتوات كل من بان كي مون، فلاديمير بوتين، الرئيس الكوبي راوول كاسترو بإسم شقيقه فيديل. الرئيس الصيني هو جينتاو. زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وكان جواب الرفيق خالد لكل المتصلين واحداً: إتخذت القرار ونقطة على السطر. شو ناشف هذا الرجل! وإلى ما سبق يرخي القائد حدادة ستاراً من التعتيم الشديد على عديد قواه المقاتلة، بعكس وئام وهاب الذي ردّ على مجزرة "قلب اللوزة" في إدلب بالإعلان عن جهوزيته وقدرته ـ كممثل شرعي لدروز الشرق الأوسط ـ على تشكيل جيش (درزي) من 200 ألف مقاتل أي ما يعادل ثلثي الجيش السوري التابع للدكتور بشار، حفظه الله. وألمح وهاب بنقل المواجهات إلى لبنان لطرد مناصري النصرة من وطن الأرز. في المحصّلة: بين خالد حدادة ووئام وهاب يكتمل النقلُ بالزعرور!

 

الأسد ودي ميستورا يتفقان على متابعة التشاور

17 حزيران/15/دمشق – أ ف ب: اتفق رئيس النظام السوري بشار الأسد ومبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا, أمس, على متابعة التشاور لإيجاد حل سياسي “ناجع” للأزمة. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الأسد التقى دي ميستورا “وتم الاتفاق في نهاية اللقاء على متابعة التشاور من أجل إيجاد حل سياسي ناجع للازمة في سورية وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعها”. وأشارت إلى أن دي ميستورا أطلع الأسد “على نتائج مشاوراته في جنيف مع سوريين يمثلون أطيافاً مختلفة من المجتمع السوري”. كما تطرق اللقاء بين الجانبين إلى “المجزرة التي ارتكبها الإرهابيون (الإثنين الماضي) في مدينة حلب بحق المدنيين والأطفال الأبرياء”, التي أدت إلى مقتل 34 شخصاً وإصابة 190 آخرين في قذائف من مواقع مقاتلي المعارضة على أحياء خاضعة لسيطرة النظام في غرب حلب. واعتبر الأسد خلال اللقاء “أن التزام الصمت حيال الجرائم التي يقوم بها الإرهابيون من شأنه أن يشجعهم على الاستمرار في إرهابهم”, مضيفاً “لا بد للعالم برمته من أن يعي الخطر الذي يشكله هذا الإرهاب على أمنه واستقراره وأن يتخذ موقفاً واضحاً وجريئاً ضد كل من يمول ويسلح ويسهل حركة الإرهابيين”. وكان دي ميستورا دان قبل لقاء الأسد في بيان, “الهجوم الخطير جداً على المدنيين من جانب قوات المعارضة المسلحة” في حلب, مؤكداً أن “هذا الهجوم لا يبرر بأي حال من الأحوال أي عملية انتقام قد تقوم بها الحكومة السورية على المناطق الآهلة باستعمالها القنابل البرميلية”. وأطلق دي ميستورا في 5 مايو الماضي محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الأطراف الإقليمية والمحلية المعنية بالنزاع السوري بينها إيران, في محاولة لاستئناف المفاوضات السياسية بشأن إنهاء النزاع, حيث ستستمر هذه المشاورات حتى يوليو المقبل, وبعدها يقدم تقييما عنها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

 

تركيا اتهمت الأكراد بممارسة "تطهير اتني"

“داعش” يتلقى الضربة الأكبر في سورية بخسارته مدينة تل أبيض الستراتيجية

17 حزيران/15/اقجه قلعة (تركيا) – ا ف ب, الأناضول: تلقى تنظيم “داعش” الضربة الأكبر منذ تصاعد نفوذه في سورية, وذلك بعد سيطرة المقاتلين الأكراد على مدينة تل ابيض الستراتيجية على الحدود مع تركيا التي تشكل طريق امداد حيوية للمتطرفين. وتمكن المقاتلون الاكراد ومقاتلو المعارضة السورية بعد خمسة ايام من الهجوم المدعوم بغارات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن, من السيطرة فجر امس, بشكل كامل على مدينة تل ابيض في محافظة الرقة, معقل تنظيم “داعش” في شمال سورية, بعد اشتباكات عنيفة ضد المتطرفين, تسببت بفرار الالاف من السكان. وبذلك, يخسر التنظيم واحدة من ابرز طرق امداده مع تركيا, إذ لم يعد يسيطر الا على معبر جرابلس الحدودي مع تركيا في محافظة حلب (شمال), وإن كانت عمليات نقل الاسلحة والمقاتلين تتم عن طريق التهريب لا عن طريق المعابر المقفلة من الجانب التركي رسمياً. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلو الفصائل على مدينة تل ابيض بالكامل, بعد طرد اخر عناصر تنظيم داعش منها”, مضيفا “منذ هذا الصباح (أمس) لم تطلق رصاصة واحدة في تل ابيض”. واوضح القيادي الكردي احمد سايكسو ان “مقاتلي التنظيم انسحبوا من دون قتال يذكر … كان انتصاراً سهلاً”.ورفع المقاتلون الاكراد ومقاتلو المعارضة أعلامهم داخل المدينة. وقال شرفان درويش, الناطق الرسمي باسم قوات “بركان الفرات” المعارضة التي تقاتل الى جانب الوحدات الكردية, “نستمر في تمشيط المدينة لتهيئة عودة اهاليها”, لافتا الى “وجود ألغام وسيارات مفخخة وجثث مرمية على الارض”. من جهته, اعتبر المحلل ايمن جواد التميمي من منتدى الشرق الاوسط للابحاث ان سقوط المدينة في ايدي الاكراد يعد “الخسارة الاكبر حتى الان لتنظيم داعش في سورية”, موضحاً أن تل ابيض تعد “طريقا رئيسية لنقل المقاتلين والاسلحة والسلع من تركيا الى الاراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم”.

كما تشكل تل ابيض طريق امداد رئيسية للتنظيم الى مدينة الرقة الواقعة على بعد 86 كيلومتراً. ويسيطر التنظيم على كامل محافظة الرقة منذ نحو سنة, لكنه خسر في الاشهر الاخيرة اكثر من خمسين قرية وبلدة في الريف الشمالي لصالح الاكراد.

وقال عبد الرحمن ان هذه الخسارة تعد “الانهيار الاكبر للتنظيم منذ اعلانه دولة الخلافة في شهر يونيو 2014. وبحسب عبد الرحمن, “بات على الدواعش في دير الزور (شرق) ومحافظة الرقة اجتياز مئات الكيلومترات للوصول الى الحدود التركية عبر حلب”, بعد ان بات الاكراد يسيطرون “على شريط حدودي بطول 400 كيلومتر يمتد من ريف حلب الشمالي الشرقي (عين العرب) وصولاً الى الحدود العراقية”. واعتبر الباحث في شؤون التطرف في مؤسسة كويليام في لندن تشارلي وينتر ان النجاح الكردي في تل ابيض “اكثر أهمية على المدى الطويل من كوباني”, (عين العرب) المدينة الحدودية مع تركيا التي تمكن المقاتلون الاكراد من صد هجوم تنظيم “داعش” عليها بمؤازرة غارات التحالف الدولي في شهر يناير الماضي. ويوجه تفوق الاكراد في هذه المعركة وفق وينتر, “ضربة لأسطورة النصر الالهي الثابت” التي يحاول التنظيم الترويج لها منذ ظهوره في سورية العام 2013. ويثير تقدم الاكراد في الجانب السوري من الحدود مخاوف تركيا التي تصنف وحدات حماية الشعب الكردية “ارهابية”, إذ تخشى انقرة ان يبادر اكراد سورية على غرار اكراد العراق, الى تأسيس اقليم مستقل على طول الحدود التركية, يوحد مناطق عفرين وكوباني والجزيرة, وهو ما يطلق عليه الاكراد تسمية “روجافا”.

وفي هذا السياق, اتهمت الحكومة التركية القوات الكردية بممارسة “تطهير اتني” بحق السكان غير الأكراد في شمال سورية. وقال الناطق باسمها بولند ارينج, ليل اول من امس, إن “المناطق التي تتعرض للقصف, تخضع لتطهير اتني من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي (ابرز حزب كردي في سورية) ووحدات حماية الشعب الكردي وكذلك من داعش”, مضيفاً “نلاحظ على الارض محاولة جارية (من جانب الاكراد) لدفع الشعوب العربية والتركمانية الى المنفى وتطهير (شمال سورية) عبر استبدالهم بعناصر اخرى”. واشار إلى أن أنقرة تخشى أن يحاول أكراد سورية إقامة منطقة حكم ذاتي على الأراضي السورية على طول الحدود التركية عبر توحيد الكانتونات الثلاثة القائمة, كوباني والجزيرة وعفرين, التي لم يعترف بها نظام دمشق أبداً. في سياق متصل, اعلنت المفوضية العليا للاجئين لدى الامم المتحدة في جنيف, أمس, ان 23 الف لاجئ دخلوا الى تركيا من سورية بين 3 و15 يونيو الجاري. وأوضح الناطق باسم المفوضية وليام سبيندلر أن “معظم الوافدين الجدد سوريون هربوا من اعمال العنف التي ترتكبها مجموعات مسلحة متناحرة, لكن هناك أيضا 2100 عراقي قادمون من الموصل ومدن اخرى” عبروا الحدود إلى تركيا.

 

وفد الانقلابيين الحوثيين يرفض الحوار مع الحكومة اليمنية في جنيف

السياسة/17 حزيران/15/جنيف – ا ف ب: أعلن المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم, أمس, بعيد وصولهم الى جنيف للمشاركة في محادثات السلام التي تشرف عليها الامم المتحدة, انهم يرفضون اي حوار مع الحكومة اليمنية وطالبوا بإجراء محادثات مباشرة مع السعودية. وتسعى الامم المتحدة الى اقناع وفدي الحكومة اليمنية من جهة والمتمردين من جهة ثانية بالموافقة على هدنة لوقف المعارك في حال عدم التوصل الى اتفاق.وفي مؤتمر صحافي في جنيف, اعلن العضو في وفد المتمردين محمد الزبيري ان الحوثيين وحلفاءهم يرفضون اي حوار مع الحكومة اليمنية ويطالبون بالتباحث مع السعودية.

وقال “نرفض اي حوار مع هؤلاء الذين لا يملكون اي شرعية”, متسائلا “كيف نتحاور مع هؤلاء الذين يقتلون اطفالنا?” على حد زعمه. وكان وفد المتمردين الحوثيين, المدعومين من ايران, وحلفاؤهم من الموالين للمخلوع علي صالح قد غادر صنعاء بعد ظهر الاحد الماضي على متن طائرة تابعة للامم المتحدة, الا انها توقفت في جيبوتي نحو 24 ساعة. واتهم المتمردون مصر والسودان بعدم السماح لطائرتهم بالتحليق في اجوائهما. وزعم عادل الشجاع احد اعضاء مجموعة صالح ضمن وفد المتمردين بعد وصوله الى جنيف ان “التأخر كان قرارا اتخذ في الرياض كمحاولة منها لعرقلة المحادثات, فالرياض طلبت من حلفائها ان ينفذوه” في اشارة الى تأخر الرحلة التي انطلقت الاحد الماضي من صنعاء وتوقفت طويلا في جيبوتي. واكد الشجاع ان “الاميركيين وسلطنة عمان تدخلوا” ليكمل الوفد طريقه الى جنيف. وفي بيان على صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”, شكر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام سلطنة عمان “على جهودها الطيبة” لضمان مواصلة الرحلة الى جنيف.

 

الانهيار الحتمي الإيراني

داود البصري/السياسة/17 حزيران/15

من يضحك أخيرا يضحك كثيرا! بهذه العبارة الموجزة يمكن قراءة مشهد الإنهيار الإيراني الحتمي في الشرق القديم, فمظاهر القوة الميليشياوية والطائفية الإيرانية المتواجدة في عدد من الساحات العربية التي تمكنت منها السطوة الإيرانية كالعراق والشام ولبنان وحتى اليمن, وبعضا من البؤر في المنطقة, لاتعبر عن مصدر قوة ونشوة إيرانية مفرطة كما يوحي المشهد الموقت بذلك, بل إنها في حقيقتها تعبير عن حمولة ثقيلة باتت إيران تأن من وطأتها في ظل ظروف إقتصادية وسياسية وإجتماعية غير مريحة بالمرة, ويترافق ذلك مع حالة شاملة من الإستنزاف الإقتصادي والبشري والمعنوي وحتى الإعلامي, فمئات الجثث المحروقة أوالرؤوس المقطوعة لعناصر وقيادات الحرس الثوري الإيراني في معارك الشرق باتت توسع مساحات المقابر الإيرانية وتعيد للأذهان وبمأسوية وشراسة ذكريات سنوات الحرب الطويلة الموحشة الكئيبة مع العراق.

تلك الحرب التي استغلها النظام, عقائديا ومعنويا وسياسيا, وصفى من تحت ردائها وخلف هدير طبولها ومدافعها خصومه السياسيين المباشرين كجماعة “مجاهدي خلق” أو الجماعات اليسارية والشيوعية والتقدمية الأخرى كحزب “تودة” الشيوعي مثلا الذي طار مع رياح وعواصف تلكم الحرب.

اليوم إنقلبت الأوضاع بسبب التورط الإيراني المباشر في حروب الشرق, وفي إخماد الثورات العربية, وفي تخريب السلم الأهلي كما حصل ويحصل في الساحتين العراقية والسورية, فالإصرار الإيراني على إدامة أوراق التشابك الطائفي العراقي من خلال دعم الجماعات المرتبطة بها تاريخيا وإعادة بعض الوجوه الإرهابية القديمة التي عملت طويلا ومبكرا في المشروع التخريبي الإيراني في المنطقة, مثل نائب قائد الحشد الشيعي العراقي الحالي الإرهابي الدولي بومهدي المهندس, لايحقق الأهداف الإيرانية المطلوبة بل يؤدي إلى نتائج عكسية على المستويين, الإقليمي والدولي لأنه يفضح وعلى الملأ الطبيعة التبشيرية والإنقلابية للنظام الإيراني التي لم تتغير وخططه لتصدير الثورة ودعم الإنقلابات ومساندة جماعات التخريب كما تجلت الصورة بشكل واضح في اليمن المدمر وكما يحاول أهل المشروع الإيراني الطائفي المريض وهم يصطدمون بجدار الصمود الوطني الرائع لمملكة البحرين الذي أذهل كل مخططات ثعابين قيادات الحرس الثوري وأذلها, لقد إستوعبت مملكة البحرين الهجوم الإيراني الشرس وأمتصته وتحولت اليوم من الدفاع للهجوم عبر سياسة تجفيف منابع الإرهاب الإيراني العقائدي من خلال عمليات قطع الإرتباط التنظيمي بواسطة عمليات إسقاط الجنسية وسحبها عن خونة الوطن وناكري الجميل, وهي سياسة أثبتت نجاعتها والبحرين لاتحتاج إلى نفاق المنظمات الدولية التي تكيل بمكيالين ولا تراعي دقة وحراجة المواقف الأمنية والسياسية أو الخطر الوجودي المحيط بأنظمة المنطقة, النظام الإيراني سيواجه بعد إنهيار النظام السوري الحقيقة العارية المرة بعد أن يقطع إرتباطه الجغرافي المباشر بعصابة المرتزقة من “حزب الله” اللبناني الذي سيعزل مثل فايروس معد, كما أن المشروع الإيراني في العراق رغم قوته الظاهرية فإنه خاو وفاشل من الداخل بسبب الصراعات البنيوية الحادة والمتناقضة بين أبناء المشروع الطائفي الواحد بسبب التنافس على الزعامة والثروة والسلطة وهو ما سيعجل بإنهيار المشروع الطائفي العراقي بشكل حتمي بعد إفلاس الطبقة السياسية السائدة حاليا والتي فشلت في مواجهة الوقائع والمستجدات الوطنية الملحة.

لقد تمدد المشروع الإيراني أكثر بكثير من قدرته على التحمل أو إدارة الأوضاع بسبب محدودية الطاقة الإيرانية المعتمدة على البهرجة والمبالغة الإعلامية أكثر من إعتمادها على عناصر قوة حقيقية.

إيران تنزف بغزارة اليوم وبشكل مرعب يؤذن بنهاية اللعبة والمغامرة الإيرانية في الشرق وصولا للانكماش التام المؤذن بالرحيل ومغادرة المسرح… كل إرهاصات الانهيار الإيراني باتت واضحة ومتجلية في ظل عالم وواقع إقليمي متغير وبطريقة دراماتيكية, وسيكون الانهيار الإيراني صاعقاً ومفاجئاً يعيد تشكيل الصورة الإقليمية من جديد… فترقبوا وعلى الطبيعة الانهيار الإيراني المقبل القريب, وقديما قيل في الأمثال الشعبية “اللي يعيش في الحيلة… يموت في الفقر”.

 

“القاعدة” في اليمن يعين الريمي زعيماً له خلفاً للوحيشي بعد مقتله بغارة أميركية

صنعاء – “السياسة”:17 حزيران/15/أكد تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” مقتل زعيمه ناصر الوحيشي في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار بمدينة المكلا عاصمة حضرموت شرق اليمن, معلناً تعيين القائد العسكري قاسم الريمي خلفاً له. وهدد “القاعدة” في فيديو مصور بثه على شبكة الإنترنت تلاه القيادي في التنظيم خالد عمر باطرفي ليل أول من أمس, الولايات المتحدة باستهداف مصالحها بشكل كبير, متعهداً مواصلة القتال ضدها حتى تنفيذ مطالبه بوقف دعم إسرائيل والانسحاب من الدول العربية. وقال باطرفي الذي قاد عملية السيطرة على مدينة المكلا في الثاني من أبريل الماضي “إننا في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ننعى لأمتنا المسلمة القائد أبي بصير ناصر بن عبد الكريم الوحيشي الذي قضى إثر غارة أميركية استهدفته مع اثنين من إخوانه المجاهدين”. وأضاف أنه “إثر هذا الحدث ورغم انشغالنا بقتال الحوثيين وأنصار المخلوع (الرئيس السابق على عبد الله) صالح في 11 جبهة باليمن ورغم الظروف الأمنية القاهرة, إلا أن الله يسر اجتماع أكبر عدد ممكن من أهل الشورى في الجماعة وتم الاتفاق على أن خير خلف هو الشيخ أبو هريرة قاسم الريمي حفظه الله وقد تمت مبايعته على ذلك”. ووصف الوحيشي بأنه كان “بطلاً ومضى إلى الله ثابتاً على العهد”, مستعرضاً مسيرته في أفغانستان ومعارك تورا بورا. وأوضح أن الوحيشي “كان أمين سر الشيخ المجدد المجاهد (زعيم القاعدة السابق) أسامة بن لادن وأحد المقربين منه وشارك مع الرعيل الأول في النكاية بأميركا منذ التسعينات”.

وأضاف أن “مقتل الرجال ما كان ليفت من عضد الإسلام وقد تحول جهادنا من جهاد نخبة إلى جهاد أمة, ما يزيدنا طول أمد الحرب إلا صبراً, فطاولوا بالحرب فنحن أهلها”. وفي تهديد مباشر إلى الولايات المتحدة قال باطرفي “إلى راعية الكفر أميركا, لقد أبقى الله لكم من يسوء وجوهكم وينكد عليكم عيشكم ويذيقكم مرار الهزيمة حتى تكفوا عن دعم اليهود المحتلين لفلسطين وتخرجوا من بلاد المسلمين وترفعوا أيديكم عن دعم الحكام المستبدين وإلا فهي الحرب التي لا تطيقونها تأتي على اقتصادكم فتحوله يباباً وتأتي على مصالحكم فتقوضها”. وفيما كانت شبكة “سي إن إن” نقلت عن مسؤولين أميركيين ويمنيين قولهم إن الهجوم الذي قتل فيه الوحيشي نفذ الجمعة الماضي, إلا أن شهود عيان أكدوا أن الأهالي تجمعوا عند مرفأ المدينة مساء الثلاثاء الماضي عندما وقع انفجار كبير قتل فيه ثلاثة أشخاص تناثرت أطرافهم في الشارع, حيث فر السكان مذعورين. وأضافوا أن مسلحي “القاعدة” وعلى غير العادة طوقوا المنطقة وجمعوا الأشلاء, ما جعلهم يعتقدون أن زعيماً للمتشددين من بين القتلى. وتنظيم “القاعدة في الجزيرة العربية” مدرج على اللائحة الأميركية للمنظمات “الإرهابية الأجنبية” وقد عرضت واشنطن 45 مليون دولار مكافأة لمن يرشدها إلى ثمانية من قادته وبينهم الوحيشي

 

دروز سورية بين جمهورية الأسد وخيارات جنبلاط

 بهاء أبو كروم//الشرق الأوسط/17 حزيران/15

اعتقد الموحدون الدروز في سورية أن انجازهم في ثورة 1925 إنما أتى في سبيل قيام دولة عربية عادلة، وهم من الذين غرسوا فكرة التحرر في المنطقة ورسخوا إمكانية التمرد على الاستعمار لا بل اليقين بقدرة الانتصار عليه. الحراك الوطني للدروز أتى في إطار الشراكة وليس الاستئثار، ولقد قدم سلطان باشا الأطرش إنجازه للشعب السوري ولسورية في شكل عام ولكل العرب، من دون أن يطلب شيئاً له في المقابل أو أن يصرف نفوذه أو نفوذ طائفته مكاسب وامتيازات في النظام السياسي. وفي المراحل اللاحقة كان الدروز أوفياء لفكرة الدولة التي تجمعهم مع شركاء آخرين في حلقة قومية متعالية عن الفوارق، فكانوا متعلقين بالدولة العربية السورية باعتبارها خياراً حقيقياً وواقعياً لكل السوريين، لكن هذه الأخيرة تبدّلت ظروفها في أوقات لاحقة حيث آلت في نهاية الأمر إلى آل الأسد، وبعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 بقي الأمر ملتبساً عند بعض الدروز، فمنهم من فضل البقاء بحضن النظام باعتبار أنه الدولة، وفضل آخرون الالتحاق بالثورة لأن الجمهورية العربية السورية في شكلها الرسمي لم تكن إلا جمهورية آل الأسد. وهنا وقع الالتباس. لا شك في أن نظام آل الأسد وعلى مدى عقود مارس التدجين السياسي بحق معظم الفئات والشرائح، بحيث اقتصرت النخب السياسية على جماعة النظام وأفرغت القيادات الدينية من تلك التي تخالف التوجه العام. وحال دروز سورية كانت تتأثر بكل هذه الوقائع، لذلك يصعب على كثيرين منهم ملامسة حجم التحولات التي تجري من حولهم، حيث ينجح بشار الأسد في تخويفهم من تلك التحولات، ويساعد على إخافتهم أيضاً ما يحصل من ارتفاع حدة التطرف والبربرية التي تقترب من ديارهم.

صحيح أن كثيرين من السوريين، والدروز منهم، يعتبرون أن خياراتهم تقع بين حدين لا ثالث لهما، وهما التكفير أو الاستبداد، وبالتالي فالتعايش الذي كابدوه مع الاستبداد أخف وطأة عليهم من التكفير الذي تتضح تجلياته في العراق وشرق سورية. وهذا التباس آخر. الدروز لم تكن لديهم امتيازات في النظام القديم حيث كانوا جنوداً أوفياء، لكن ماذا عن النظام الجديد، ما معالمه، وماذا عن المرحلة الانتقالية وما الخيارات المطروحة عليهم؟ في هذه الحال يتضح أن الخيار الذي يطرحه عليهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي هو خيار تأسيسي يتعلّق بمرحلة ما بعد الأسد، أي مرحلة تتضمن سياقاً انتقالياً ونظاماً لا يكون مركزياً بالمستوى الذي كانت عليه الأمور سابقاً، وبالتالي فالبُعد الذي يحمله المستقبل للدروز هو بعد يتكون من أساس مجتمعي ضمن العلاقات الاجتماعية القائمة على وحدة المصير مع أطياف الشعب السوري.

لكن الأمور قد تتخذ منحى آخر، فتظهر تعددية طائفية إنما بصيغة متهالكة تعقب الصراع السني - الشيعي وتكون من تداعياته، وقد تغيب عنها الديمقراطية لعقود، وتتضمن كثيراً من المخاطر بالتالي. فما هو، والحال هذه، السياق الذي يؤول إلى تأمين الحضور القومي والسياسي والتاريخي للدروز، وما شكل الضمانات التي تتيح لهم البقاء والطمأنينة، بخاصة أن ما كان قائماً لم يكن دولة إنما كان شكلاً من أشكال حكم الأقلية التي ظهرت مؤخراً بفجورها المذهبي القبيح؟ ما يطرحه عليهم وليد جنبلاط يتعلق بالضمانة التي تتأمن تلقائياً عبر رسم الاستراتيجية المشتركة مع المحيط، رسم المصير المشترك مع المجتمع في السهل الحوراني الذي يشكل الامتداد الطبيعي للجبل والذي تغلب عليه العلاقات التاريخية التي عكر صفوها نظام الأسد، بخاصة في ما إذا تأمّن استعداد هؤلاء لتجاوز الأمور وبناء شراكة مستقبلية. لماذا يرفض بعض الدروز في السويداء هذه الشراكة؟ وما البدائل المتاحة؟ وهل لا يزال البعض يعتقد بإمكانية تحسن ظروف النظام؟ المطلوب من دروز السويداء بالنسبة للأسد، يقتصر على إشغال المعارضة وعدم طمأنتها من جهة الشرق لتأخير معركة دمشق، وبالتالي فالموضوع بالنسبة للأسد يرتبط بكسب الوقت. لكن مقابل ذلك، وفي هذا الوقت، فالموضوع بالنسبة الى دروز السويداء يرتبط بالمصير والوجود، وهنا الفارق بين رهانات الأسد ومصير الدروز. وانقلاب الأدوار في مسألة الحماية يظهر بجلاء: فالموضوع اليوم يتعلق بحماية الدروز للأسد وليس العكس، وبالتالي تترتب على ذلك مسؤوليات كبيرة. فهل يتحمل الدروز المسؤولية عن إهدار فرصة الشعب السوري في الانتصار على الأسد ويقعون في ما أوقع به حزب الله شيعة لبنان؟

 

شيعة لبنان.. المختلفون

معارضو «حزب الله» في الطائفة يشكون من تهديداته لكن يفشلون بالاتحاد لصده

بيروت: ثائر عباس//الشرق الأوسط/17 حزيران/15

قد يعتقد البعض أن الوقت الآن مناسب للاستفادة من «التململ الشيعي» في لبنان جراء انخراط «حزب الله» في الحرب السورية وتكلفتها العالية على الشارع الشيعي، أمنيا وسياسيا وبشريا، مع توالي الجنازات في القرى الشيعية في لبنان، لكن الشارع الشيعي اللبناني أثبت - حتى اللحظة - أنه لا يزال عصيا على الاختراق من قبل خصومه. فكيف بزمرة قليلة من الناشطين الشيعة الذي يواجهون الحزب بمنطق يختلف عن منطقه الذي يحظى بشعبية واسعة في الأوساط الشيعية التي كانت خائفة من إسرائيل، ثم انتقلت اليوم إلى الخوف من إسرائيل و«التكفيريين» وهي التسمية المعتمدة للتنظيمات المتطرفة أمثال «داعش» و«جبهة النصرة». يعاني الشيعة اللبنانيون المعارضون لـ«حزب الله» من وقوعهم بين مطرقة الحزب وسندان معارضيه. فالحزب الذي انتقل من عدم الاعتراف بهم، إلى تهديدهم، كان في بعض الأحيان أكثر رأفة بهم من خصومه الذين «استعملوا» هؤلاء كفلكلور للتعددية الوطنية في المناسبات، ثم لجأوا إلى «حزب الله» للتحاور معه عند وقوع الخطر من الفتنة السنية - الشيعية باعتباره الممثل الوحيد لشيعة لبنان. ولعل نقطة الضعف الأبرز لدى هؤلاء، هي خطابهم الوطني في زمن الطوائفيات. فغالبية المعارضين للحزب يرفضون أن يكونوا «مشروعا شيعيا» في مواجهة مشروع «حزب الله»، مفضلين التزام خيار الدولة والخطاب الوطني.

وأتت برقيات «ويكيلكيس» التي نشرتها عدة صحف قبل أربع سنوات، من بينها صحيفة «الأخبار» اللبنانية لتلقي الضوء على مواقف مجموعة من الشيعة اللبنانيين كانوا يتناقشون مع أركان السفارة الأميركية في الوضع السياسي الداخلي، وتأثير «حزب الله» في الشارع الشيعي، وكيفية مواجهة هذا التأثير. وقد شهر الإعلام الموالي للحزب بهؤلاء، وتم تصنيفهم على أنهم «خونة»، وأعطوا اسما هو «شيعة السفارة» أو «شيعة فيلتمان» بالإشارة إلى السفير الأميركي الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان.

وقد تسلط الضوء على المعارضين الشيعة، بعد اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في عام 2005، فخرج هؤلاء إلى العلن لأول مرة، وألفوا ما عرف بـ«اللقاء الشيعي» الذي ضم معارضين للحزب. غير أن هذا اللقاء تعرض لضربة قاصمة من قبل «14 آذار» بذهابها في وقت لاحق إلى تحالف انتخابي مع «حزب الله» وحركة «أمل»، القوة الشيعية الثانية. ويتهم الكاتب والصحافي قاسم قصير تيار «المستقبل» بتفشيل اللقاء. ويعدد قصير، الملم بملف الحركات الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط» عدة أسباب لعدم قدرة المعارضين للحزب على إثبات أنفسهم في المواجهة المفتوحة معه، أبرزها «تشتت هذه القوى وانقسامها وعدم وجود قاسم مشترك بينها»، مشيرًا إلى أن عددا من هؤلاء تم استعمالهم من قبل تيار المستقبل وقوى «14 آذار» للاستفادة منهم تكتيكيا من دون دعم حقيقي. ويضيف قصير سببا جديدا هو النظام الانتخابي الأكثري الذي يمنع هؤلاء من التمثل في البرلمان، بالإضافة إلى «سوء خطاب المعارضين الذي لا يراعي حساسيات البيئة الشيعية التي يمثلها»، معتبرًا أن هؤلاء همهم الأساسي هو انتقاد «حزب الله» وحركة «أمل» من دون الانتباه إلى ما يفكر به المواطنون الشيعة وما يراعي هواجسهم. وأوضح أن «اقتصار عمل هؤلاء على الجانب النخبوي أثر على حركتهم وقلل من وصولهم إلى الناس»، متحدثا عن عامل آخر هام هو الفساد المالي وإساءة التصرف بالأموال التي تلقاها بعض هؤلاء لتنفيذ مشاريع. ولفت إلى أنه لم يتم تنفيذ أية مشاريع ملموسة لها علاقة بتحسين أوضاع الناس، بغض النظر عن عدم دقة مقارنة قدراتهم بقدرات «حزب الله».

ويقر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أن المعارضين الشيعة «مظلومون» من قبل 14 آذار، إلا أنه أكد أنهم ليسوا وحدهم فـ«أيضا الأرمن المعارضين للطاشناق مظلومين وغيرهم أيضا». وقال سعيد لـ«الشرق الأوسط»: «كل من يظن أنه قادر أن يغير قوى الأمر الواقع داخل طائفته غلطان. لذلك في أي حلحلة تصبح مع حزب الله لا يمكن أن يكون للمعارضين الشيعة دور، رغم أننا نسعى لذلك». وأضاف: «نحن نعترف بهذا التقصير ونعمل من أجل حلحلة الوضع عبر إنشاء المجلس الوطني لقوى (14 آذار) ونريد أن يكون دورهم فعالا أكثر في الأيام المقبلة».

ويرى الكاتب اللبناني محمد شبارو أن ما جعل «شيعة السفارة»، بالمفهوم المعارض لـ«حزب الله»، لقمة سائغة للحزب وتهديداته واعتداءاته، هي «14 آذار» بحد ذاتها، بأحزابها وتياراتها، المتفردة دومًا بالقرار، والرافضة لأي صوت مضارب، وهو عمليًا ما أدى إلى سقوط فكر «14 آذار»، كقوى عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب، وتحولها إلى مجلس ملّي لبعض الأحزاب المسيطرة على شارع طائفي معين. وقال: «في عام 2005، ومع انطلاق ثورة الأرز، لم يكن الشارع الشيعي خارج (الثورة)، كان حضوره من حضور باقي الطوائف، سنّة ودروز وموارنة، وإن خارج القيد الطائفي. في ذلك الوقت، شاركت أعداد ضخمة من الشيعة المعارضين للوجود السوري، في لبنان، والذين رأوا في جماهير ساحة الشهداء خير ممثل لهم ولنظرتهم إلى لبنان. لكن بعد عام 2005، انتهجت أحزاب السيادة والاستقلال سياسة إقصائية واضحة، لم تراعِ فيها أي حيثية تذكر لـ«شيعة السفارة»، بدءًا من الحلف الرباعي، مرورًا بكل السياسات المتبعة مع «حزب الله» وحركة «أمل» والتي كرستهما ممثلين وحيدين للطائفة الشيعية. ولفت إلى أنه «حتى على أبواب الانتخابات النيابية عام 2009، دخلت إلى بيت الطائفة، إما بأسماء إقطاعية، أو بأسماء هامشية غير قادرة على خرق الشارع، ولا حتى تقديم أي برنامج أو فكر مضارب، نظرًا إلى سمعتها وصيتها المعروف بقاعًا وجنوبًا». ورأى أن أحزاب وتيارات «14 آذار» لم تقدم مشروعًا واحدًا للعبور الجدي إلى الدولة المدنية. على العكس، قدمت منذ عام 2005 مشروع الدولة الطائفية المركبة وفق المحاصصة بين تيارات يمثل كل منها طائفة. تماهت مع السائد لبنانيًا حدّ العمى، بدلاً من أن تقدم جديدًا يسهم في العبور إلى الدولة. قدمت مشروعًا يضم «المستقبل» عن السنّة، و«القوات» و«الكتائب» عن الموارنة، وبقية غبّ الطلب انتخابيًا أو للمناكفة مع «حزب الله» وحركة «أمل».

ويقول الكاتب والصحافي اللبناني علي الأمين، أحد المصنفين من «شيعة السفارة» إنه لا يمكن وصف حال الشيعة المعترضة على «حزب الله» بأنها «قوى شيعية تريد أن تشبه حزب الله وتنافسه على القرار السياسي للطائفة». ويضيف الأمين الذي يدير موقع «جنوبية» المتخصص بشؤون الجنوب اللبناني: «معظم القوى الشيعية تعتبر نفسها في البعد السياسي منتمية إلى أطر وطنية تبتعد عن الجانب الآيديولوجي المذهبي - الطائفي. وإذ يشدد لـ«الشرق الأوسط» على أن لا مشروع شيعيًا لهذه القوى، يجزم بأنها تنتمي بطبيعتها إلى الهوية اللبنانية وعنوانها السياسي الذي يجعل لبنان وطنا، والهوية الوطنية هي الهوية المتقدمة على كل الهويات. ويرى الأمين أن حزب الله أوغل في هويته الآيديولوجية التي تجعله يعتقد أن من حقه أن يكون موجودا أينما احتاج الأمر، سواء في اليمن أو العراق أو سوريا، وهذا غير موجود لدى معارضيه الشيعة وجزء كبير من الشيعة غير المسيسين.

ويعتبر الأمين أن أحد أهم عناصر قوة حزب الله، إضافة إلى العسكر والمال والسياسة، هو أنه يتغذى بنفوذه من العناصر المتطرفة في المقابل، فيستفيد من «داعش» كما يستفيد «داعش» وغيره من المتطرفين من الحزب لخلق النفوذ في بيئاتها. وهذا ما يجعل الحزب يذهب بعيدا في المزيد من التعبئة المذهبية التي تجعل الناس تعيش الخوف من الخطر الوجودي، مما يجعل من الصعوبة بمكان أمام الخيارات المعتدلة أن تثبت وجودها.

ويشير الأمين إلى أن التيارات المعارضة للحزب في البيئة الشيعية هي «أطراف لها هويتها العربية والوطنية ولدى بعضها الصفة الشيعية». ويقول: «إنها قوى متنوعة منها ما له عنوان وطني، ومنها عنوان تقليدي (العائلات الكبرى) ومنها أيضا عنوان ديني يختلف مع «حزب الله» في رؤيته. لكن هذه القوى على اختلافها عارضت تدخل حزب الله في سوريا»، معتبرا أن مخاطر هذا التدخل بدأ الناس يتلمسونها اليوم، خصوصا أن الحزب بدأ بخطاب الدفاع عن الأسد، ووصل به الأمر اليوم إلى خطاب الدفاع عن لبنان، موضحًا أن الخسائر البشرية الكبيرة غير المتوقعة تلعب دورها. وقال: «هناك نوع من القلق وسؤال (إلى متى؟) بات موجودا داخل الطائفة، وهذا قد يؤدي إلى إمكانية سماع الأصوات المعتدلة. واستدرك: «لا أريد أن أقول إن هناك تحولا، لكننا في لحظة تأمل، خصوصا أن الحزب انتقل من خطاب القوة إلى لغة مختلفة فبدأ يتحدث عن أنه (لو ذهب نصفنا أو ثلاثة أرباعنا سنكمل) وهذا مؤشر على خطاب الخوف أو التخويف القائم بعدما كان يعد دائما بالانتصارات». وإذ يرى أنها «لغة لها تأثير سلبي على الجمهور»، مشيرا في المقابل إلى أن لها تأثير آخر يساهم بالمزيد من إمساك الحزب للقرار داخل الطائفة.

وفي جميع الأحوال، يرى الأمين أن ثمة فرصة الآن للقوى المعارضة للحزب للتعبير عن موقفها، وفرصة أكبر لخطوات عملية نحو المزيد من التأكيد على العودة إلى الدائرة الوطنية، وهذا هو الخيار الاستراتيجي لهذه القوى في سعيها إلى حماية لبنان وتحصينه من الداخل وحماية الطائفة من التداعيات المحتملة للتغيير الحقيقي في سوريا. ويشدد على أن يكون هذا كله في سياق تأكيد على الهوية اللبنانية كهوية متقدمة، على أساس الشراكة كمجموعات طائفية ومذهبية، مما يفرض على الجميع أن يحترم حقوق الشراكة الوطنية».

ويشدد الأمين على أن خيارات الطائفة الشيعية في لبنان هي تلك التي عبر عنها الإمام موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين والقيادات الشيعية اللبنانية الأخرى التي كان لها دور في تثبيت الكيان اللبناني والتأكيد على الهوية الوطنية اللبنانية.

على الصعيد الشخصي، يرفض الأمين الذي يعيش ويعمل في ضاحية بيروت الجنوبية، أن يدخل في «ادعاءات» حول الضغوط التي يتعرض لها. مكتفيا بالقول إنها «تجربة مكلفة». ويقول: «من المؤكد أن كل من يريد أن يأخذ موقفا معارضا يعي أنها مسألة مكلفة»، ويبرر ذلك بالقول: «الناس لديها مصالحها، وحزب الله يمسك بمصالح الناس، وقد تخطى بذلك الرئيس نبيه بري الذي تراجعت خصوصيته. فالمعارض (للحزب) إذا أراد أن يذهب لمراجعة البلدية في بعض شؤونه سيلاقي مصاعب، وكذلك في مؤسسات الدولة الرسمية وحتى القطاع الخاص. ليخلص إلى القول إن تكلفة معارضة الحزب هي «تكلفة عالية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا».

وفي الإطار نفسه، يشير الناشط السياسي، وعضو تجمع «لبنان المدني» مالك مروة إلى أن صحيفة «الأخبار» كانت أول من استعمل تعبير «شيعة السفارة»، معتبرا أن هذه التسمية يمكن أن تستعمل مع أي شخص يختلف مع «حزب الله» وهي طريقة لتخوينه وهدر دمه في مكان ما. ويرى مروة أن مضمون ما نشر في برقيات «ويكيليكس» عن الشخصيات الشيعية المعارضة لا يمكن أن يقارن بما قاله حلفاء «حزب الله» في هذه البرقيات. ويفضل مروة استعمال تعبير «المختلفون» بدلا من المعارضين، معتبرا لـ«الشرق الأوسط» أن غالبية هؤلاء خيارهم هو الدولة والعودة إليها، وبناء وطني يتسع فيه الجميع. ويشدد على أن هؤلاء لا يمتلكون مشروعا شيعيا ثانيا، لكنهم مضطرون أن يتحدثوا اللغة الطائفية، وأن يتكلموا كشيعة لأن النظام السياسي في لبنان يصنف الناس وفق انتماءاتها الطائفية.

ويلمح مروة إلى أن عدم تأطير «المختلفين الشيعة» عملهم في هيئة أو حزب، مرده أن هذا التأطير سيجعلهم في مواجهة الخطر المباشر. ويقول: «فضل الكثيرون العمل على الصعيد الفردي تجنبا لمخاطر العمل كمجموعة»، ويشدد مروة على أن الخروج من الاستقطاب الطائفي القائم يحتاج إلى مساهمة كبيرة جدا. ويرى أن الشيعة في لبنان، وغيرهم من الأقليات في المنطقة، يحتاجون إلى الخطاب السني المعتدل. وإذ يؤكد أن غالبية السنة في المنطقة هم معتدلون، يرى أن الظواهر المتشددة تستهدف الاعتدال السني بالدرجة الأولى. ويأخذ على المكونات السياسية والطائفية الأخرى في لبنان عدم اعترافها بوجود شيعة يختلفون عن «حزب الله»، ويحصرون حوارهم معه، مما يضعف دور المختلفين الذي يواجهون باللحم الحي ماكينة سياسية عسكرية اقتصادية تدفع ملايين الدولارات سنويا. ويضيف: «الشيعة المستقلون في لبنان، هم أكثر أناس تركوا، وهم يتابعون نضالهم من دون كلل أو ملل» معتبرا أن تأثير هؤلاء بات كبيرا إلى حد أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اعترف بخطرهم، بعد أن كان يتجاهلهم طويلا ويعتبرهم غير موجودين.

ويؤكد مروة أن «الإيرانيين والسوريين ابتدعوا مسألة (حصرية المقاومة)، ووضعوها بيد (حزب الله) وبقية المكونات صفقت له، واعترفت له بهذا الحق، مما أعطاه مشروعية معينة في نظر الناس العاديين». واعتبر أن المواجهة لا تكون بخطاب شيعي مضاد، بل بخطاب وطني. وعبر مروة عن شعور متنامٍ بين أبناء الطائفة الشيعية في لبنان حين قال: «نحن نقف ضد حزب الله حرصا عليه وعلى الشيعة ولبنان. وتلويث يده بالدم السوري مرفوض تمامًا، وهو مشروع خاسر، ونقول له دائما: «سلم سلاحك للجيش اللبناني، ولنبحث في كيفية حماية أنفسنا».

ويبدي مروة أسفه لأن خصوم حزب الله يحاولون استعمال الشيعة المستقلين في المواسم التي يحتاجونهم فيها، كالانتخابات أو عند حصول مشكلات في البلد، أما عندما يريدون حل المشكل، فيذهبون إلى «حزب الله». ومع هذا كله، يرى مروة بارقة أمل «لأن وهم القوة جربته كل الطوائف اللبنانية قبل الشيعة، وكان الخاسر دوما لبنان واللبنانيين، وهذا ما سيكتشفه الشيعة آجلا أم عاجلا». مشيرًا إلى أن الحل الثاني هو «حروب أهلية لا تنتهي».

 

هل بقيت أسرار في مفاوضات إيران؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 حزيران/15

يقال إنه لم يفت الإسرائيليين سماع ما كان يدور في الفنادق السويسرية التي اجتمع فيها المتفاوضون الأميركيون والإيرانيون بشأن برنامج طهران النووي، بعيدا عن عيون وآذان الدول المتطفلة.

شدة السرية لم تفلح، فما تسرّب ونشر عنها صدم الأصدقاء، وفضح المتفاوضين، وأفسد ما كانوا يتمنون إخفاءه عن ثلاث جماعات، المعارضين الجمهوريين في الكونغرس الأميركي، وإسرائيل، ودول الخليج العربية. وأسدت عملية التسريب خدمة عظيمة بكشف أسرار تفاهم إطار الاتفاق النووي، واضطرت الفريقين إلى تعديل خططهما. وحتى بعد الإفشاء والصدمة لا تزال هناك شكوك ومخاوف إن بقيت أسرار أفلح الفريقان في إخفائها، وما هي. ومع أن إدارة الرئيس باراك أوباما حرصت على تصحيح العلاقة وتقديم الكثير من التطمينات والتعهدات، إلا أن في الخليج من لا يزال متشككا، فالزوج لا يخون مرة واحدة، عندما يفعل، كما سمعته من أحدهم.

أما كيف تمكن الإسرائيليون من افتضاح السر الكبير؟ يقال إن فيروسا دسّه الإسرائيليون إلكترونيا في كومبيوترات الفنادق الثلاثة، وكان له الفضل في جمع المعلومات حول ما قيل وكتب، دون أن يحس أحد بتطفلهم. وإن الروس هم من فضح المتلصصين من خلال شركة لهم متخصصة في مكافحة التجسس الإلكتروني. قالت إنها عثرت على الفيروس الإسرائيلي في كومبيوترات الفنادق الثلاثة التي استضافت المتفاوضين. ورغم أننا ندرك أن الإسرائيليين هم من أفضل من يطور تقنية «الهاكنغ» في العالم واختراق الكومبيوترات، أستبعد أن يكون الإسرائيليون قد جمعوا معلوماتهم إلكترونيا فقط، بل الأرجح أنهم حصلوا عليها بالطريقة القديمة، عبر أحد المشاركين أو المطلعين، في الوفد الأميركي أو حتى الوفد الإيراني. ففي داخل النظام من هو ضد الاتفاق، وهناك من هو ضد النظام نفسه. وقد يكون الإيحاء بأن الاختراق إلكتروني من أجل دفن آثار الفاعلين. طبعا عمليات التجسس الإلكترونية تطورت وصارت، تنفذ إلى الهواتف الجوالة، والكومبيوترات المحمولة والثابتة، وشبكات الهاتف، وحتى أجهزة الإنذار الإلكترونية في داخل المباني، وكذلك كاميرات الأمن والحراسة في المباني وتديرها عن بعد لمعرفة ما يدور. مع هذا، أستبعد أن يكون المتفاوضون بهذا الغباء ويسمحوا لأي من هذه الأجهزة بأن توجد معهم في نفس الغرفة. فالمعروف أن الكثير من المؤسسات الرسمية الحساسة تمنع بتاتا إدخال الهواتف والكومبيوترات بأنواعها لغرف المفاوضات والمكاتب الخاصة.

حدسي أن التسريب بشري ومن أحد الفريقين، حتى لو كان أعضاؤهما، ومن يخدمونهم، يخضعون لرقابة أمنية من حكومتيهما، فذلك لا يمنع نقل الأسرار لطرف ثالث. ويدرك معظم المتفاوضين احتمالية الاختراق البشري والإلكتروني، أيضا. في المفاوضات لا تدوم الأسرار، والخيار الأفضل للسياسيين ليس بالمحافظة عليها، بل إذاعتها والتعاطي معها لاحقا، لأنها ستفتضح. هذا ما قاله أحد المسؤولين الأميركيين لصحيفة «الوول ستريت جورنال» بعبارة مختلفة، إن الاكتشاف احتمال وارد، دائما. المهم ليس السرية بل الدفاع عن السر.

والمفاوضات ذاتها، بين الأميركيين والإيرانيين، لم تكن سرا، بل اللغز المحير كان حول غموضها. فقد زاد الأمر تشكيكا أن الوفد الأميركي حرص على منع اطلاع حلفائه، مثل الإسرائيليين والخليجيين، على مجريات التفاوض. الغموض زاد الشكوك، ماذا سيعطي الأميركيون للإيرانيين والعكس أيضا؟ تلك كانت أسئلة مصيرية بالنسبة للحكومات، مع أنها تعرف أنها أسرار مؤقتة فقط إلى وقت انتهاء الاتفاق. ونجاح الإسرائيليين في فك الأقفال فاجأ الأميركيين. ولم يدخر الإسرائيليون جهدا في سبيل فضح تفاصيل التنازلات الأميركيّة، حتى كادوا يقضون على المفاوضات، لولا أن الإدارة في واشنطن سارعت لتصحيح بعض موقفها وتوضيحه، ثم سعت لإقناع الأطراف المتشككة، مثل الخليجية، بأنها ستعوضهم بما يطمئنهم، وفي سبيل ذلك عقدت اجتماع كامب ديفيد مع القيادات الخليجية. لا أتخيل، وأستبعد، أنه بقي من أسرار مفاوضات البرنامج النووي الإيراني ما هو مهم ولم يفش بعد، ولو اكتشفنا خطأنا لاحقا، حينها يتوجب منح الإدارة الأميركية جائزة الأوسكار على أدائها السينمائي الرائع.

 

الانقلاب" بلا خداع!

 نبيل بومنصف/النهار/17 حزيران 2015

لا يدري اللبناني "المتلقي" موجات الابتكارات اللفظية التي تسعى الى تسويغ الشلل الزاحف على مفاصل الدولة والمؤسسات ما اذا كان عليه ان يصم آذانه ويعمي بصره أم يستسلم لمسلسل استهباله اليومي. تجري مع تقدم طلائع الازمة الحكومية الواعدة باكتمال نقل الفراغين الرئاسي والبرلماني بزعرور الشلل الحكومي عملية تعبئة منهجية لادخال البلاد في الفصول الاقرب الى التهويل بطبائع انقلابية، وهي لا تحتاج في توقعاتها الى العرافات وقارئات الكف. تجري هذه العملية تحت عناوين الملفات الداخلية المتشابكة على وقع عد عكسي للفصول الاشد هولا في الحرب السورية التي يُفتضح معها اكثر فأكثر الخبث الدولي والذي من شواهده الناطقة التفرج على مآس ومجازر نادراً ما عرفتها البشرية. يراد لنا ان نبتلع الوهم والخداع وان نصدق ان ملف التعيينات الامنية بات الكأس الذي فاض به كيل الجمهورية العاثرة البلا رأس منذ سنة وشهر والتي بلا برلمان بعدما تحولت وظيفته عدّاداً صامتاً آلياً لجلسات الضحك على الذقون لانتخاب رئيس الجمهورية المغيب وتعطلت معه جلسات التشريع وترك الناس على ارصفة الفوضى.

يراد لنا ان نحني الرؤوس كلما طلع علينا عظيم ومنظّر "استراتيجي" (لم يعد هناك في لبنان من يرتضي ألا يكون في هذه المرتبة) لإغداق أفضالهم علينا في اكذوبة الفصل بين التصعيد الداخلي والجحيم الخارجي لإسباغ مشروعية مزعومة على دفع لبنان الى الهاوية. بل يراد لنا اكثر ان نصدق ان سفراء العالم، المتورط حتى العظم في التفرج والتواطؤ على حروب المنطقة، هؤلاء السفراء هم صِمَام اماننا ومظلة حمايتنا من انجراف السياسيين المتهورين وان لا خوف على لبنان ما دامت عيونا حنونة دولية ترمقنا ولو عند الهاوية. آخر التقليعات المواكبة للأزمة الحكومية ان التصعيد مضبوط تحت سقوف وخطوط حمر داخلية واقليمية ودولية. ولكن ألم يكن الوضع مماثلا عندما شغرت كرسي بعبدا؟ لماذا سمح إذاً بالفراغ؟ ثم لماذا سمح بتمدد التعطيل الى مجلس النواب وبعده الى الحكومة؟ واي ضبط مزعوم هذا فيما لا يخفى على احد ان هذا الذي يجري ليس إلا خريطة طريق لدفع لبنان الى الهاوية؟ حتى الافرقاء الذين يرفعون لواء التصعيد تراهم لا يأبهون لتبشير الناس بتقويض الحكومة تحت معادلة ولا اغرب هي إخضاعها للاشتراطات الخارجة عن "توافق الضرورة" المثبت في آلية عمل مجلس الوزراء، ومن ثم التهويل على القوى الشريكة بوجوب عدم اتخاذ أي اجراء "تصعيدي" يستفز المصعّدين! ماذا يسمى ذلك غير انقلاب زاحف يراد لمفاعيله ان تتكرس تباعاً "بهدؤ"؟ ليتهم يغدقون علينا اخيرا بتسمية غير مخادعة لآخر افضالهم وبرعاية الدول التي تتغنى بالاستقرار في لبنان!!

 

إلى أيّ مدى يمكن السجال أن يصل؟ وما هي الحدود الدستوريّة لاستمراره؟

 سمير منصور/النهار/17 حزيران 2015

للسجال السياسي أن يأخذ مداه إلى ما لا نهاية، فهو أمر طبيعي في كل الظروف وخصوصا في بلد متنوع الى درجة الانقسام في معظم الحالات كلبنان. ولكن لكل سجال حدود ويصبح من الضروري وضع حد له من خلال الاحتكام إلى الدستور واحترام بنوده ومقتضياته، ولاسيما عندما يلامس السجال خطر التهديد بتعطيل المؤسسات، وهذا ما هو حاصل في لبنان هذه الأيام ويتعلق بعنوانين كبيرين هما: الاستحقاق الرئاسي المعطل منذ نحو سنة وشهرين، والخلاف حول تعيين قائد جديد للجيش بين فريق يطالب بالتعيين قبل انتهاء ولاية القائد الحالي العماد جان قهوجي، وآخر يطالب باستمهال التعيين ريثما تنتهي تلك الولاية (الممددة من خلال تأجيل التسريح) في أيلول المقبل. وبعضهم يرى أن من الأفضل تعيين قائد للجيش بعد انتخاب رئيس للجمهورية، ويدعو إلى انجاز هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن من خلال مقاطعة جلسات الانتخاب وتعطيل النصاب القانوني اللازم لانعقادها وانتخاب الرئيس. وإذا كان الاستحقاق الرئاسي مؤجلاً، بل "مُصادَراً" حتى إشعار آخر ربطاً بانتظار تطوّرات إقليمية ودولية – ولا مبرّر للانتظار على الإطلاق ولا مسوّغ قانونياً ودستورياً له – فإن الاستحقاق الآخر محكوم بمدة معيّنة أقصاها أيلول المقبل تاريخ انتهاء مدة "تأجيل التسريح"، ولا يمكن أن يبقى الأمر معلّقاً بحيث يرمي شبح الفراغ بخطره على المؤسّسة العسكرية في ظروف لعلها الأدق والأخطر في تاريخها. ومع استمرار السجال السياسي حول قيادة الجيش في ظل الشغور في رئاسة الجمهورية، يبقى السلوك الطبيعي هو الاحتكام الى الدستور ولا سبيل آخر غيره، إلا إذا كان الهدف تعميم الفراغ!

عن هذا الواقع يقول الخبير الدستوري الدكتور خالد قباني: "طالما أن تأجيل التسريح بُني على أسباب قانونية (قانون الدفاع الوطني) ومرتكزة على وقائع معينة ترتبط بأمن البلاد والاخطار التي تتعرض لها وبالوضع القائم في المنطقة، وبالمصلحة الوطنية العليا وبالواقع السياسي الداخلي ومنه عدم التوافق على تعيين قائد جديد للجيش، ولعل أبرز سماته عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وطالما أن كل هذه الأسباب والوقائع لا تزال قائمة، فليس من الملاءمة ولا من مصلحة البلاد أن يطرح هذا الموضوع في هذه الظروف تحديداً، حيث تشكل المؤسسة العسكرية الدرع الحامية للأمن الوطني وتبدو في أعلى درجات التماسك والانسجام داخل القيادة العسكرية، فضلاً عن دورها المهم في الدفاع عن الحدود من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب". ويتساءل قباني: "ما المصلحة الوطنية في طرح هذا الموضوع في هذه الظروف المعقدة والخطيرة وفي الوقت الذي أصبحنا فيه على مشارف نهاية مدة "تأجيل التسريح" لقائد الجيش، ولا تعارض بينها (مدة التأجيل) وبين الشأنين القانوني والواقعي، وقد أقرت ضمن الأطر القانونية؟".

ورداً على سؤال يقول: "إن الإصرار على طرح التعيين الآن والتهديد بتعطيل مجلس الوزراء هو أمر لادستوري ولاقانوني ولا يمتّ إلى المصلحة الوطنيّة بصلة. ولا يستطيع فريق سياسي أن يهدّد بتعطيل جلسات مجلس الوزراء، ولا هو صاحب الصلاحية في دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد أو عدم الانعقاد وتحديد زمانه ومكانه، والدستور واضح في هذا الصدد، وكل ما يستطيعه وفقاً لأحكام الدستور، هو التغيّب عن جلسات مجلس الوزراء، علماً أن غياب فريق سياسي عن هذه الجلسات ليس من شأنه جعلها غير شرعية طالما أن شروط انعقاد مجلس الوزراء وفق المادة 65 من الدستور متوافرة، وليس لأحد أن يعطي لنفسه حق تعطيل العمل في مؤسسة دستوريّة ولاسيما عندما نعلم أن هذا التعطيل ينسحب على مصالح اللبنانيين وحقوقهم وحياتهم اليومية. فهل سيلجأ المهددون الى التعطيل عن طريق القوة؟ وهل يعتبرون ذلك سلوكاً دستورياً ووطنياً؟ وإذا كان رئيس مجلس الوزراء يتروّى، انطلاقاً من حكمته ووطنيّته وبعد نظره، في دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد تأكيداً على التوافق الوطني والتضامن الحكومي، إلا أن هذا الواقع لا يستقيم ولا يمكن أن يستمرّ، لأن المؤسسات الدستورية لا تقبل الفراغ ولا تُحكم به، وهذا التروي للرئيس تمام سلام له حدوده، وهي مصلحة البلاد العليا، وهذه مسؤولية دستورية ووطنية لا يمكن أن يتخلّى عنها".

ويرى قباني أن "الحل الذي يحسم الأمور لمصلحة الوطن والمواطن ويعيد للحياة السياسية حيويتها وطبيعتها ويؤمن للبنان الاستقرار والحماية الدستورية والواقعية، هو انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، والتعاون على إنجاز هذه المهمة الوطنية واجب على الجميع، وكل ما عدا ذلك إنما هو استمرار للدوران في حلقة مفرغة ومضيعة للوقت".

وسط هذه الأجواء يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن "حزب الله" الاستمرار في مساندة حليفه رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في معركته الهادفة إلى تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش، في مقابل مشاركة عون للحزب في التغيّب عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية؟ وما هو تأثير موقف الحليفين الآخرين، الحليف النائب سليمان فرنجيه و"حليف الحليف" الرئيس نبيه بري اللذين يدعمان عون في ترشيح العميد روكز ولكن مع إضافة: "وإذا كان ذلك متعذرا فمع استمرار العماد قهوجي تجنباً للفراغ"؟ وأخيراً ثمة سؤال لا بد منه: هل يدفع العميد روكز الذي يشهد الجميع بكفايته ومناقبيته، ثمن صلة القرابة السياسية (صهر العماد عون) وهو ما يدفعه السياسيون عادة؟!

 

كي يستحق كيري وظريف «نوبل السلام»...

خيرالله خيرالله/المستقبل/17 حزيران/15

ليس مستبعدا توصّل الولايات المتحدة ومعها المجتمع الدولي الممثل بمجموعة البلدان الخمسة زائداً واحداً إلى اتفاق مع إيران في شأن ملفّها النووي قريبا. في كلّ الأحوال، تتصرّف واشنطن وطهران وكأنّ هذا الاتفاق حصل وأن المطروح الآن البحث في مرحلة ما بعد الاتفاق والنتائج التي ستترتب عليه. الأكيد أن دول المنطقة، في مقدّمها دول الخليج، ليست بعيدة عن هذه الأجواء وهي تتصرّف من منطلق أن الأولوية الأميركية هي للملفّ النووي الإيراني ولتطبيع العلاقات مع إيران. وهذا يفرض على دول الخليج اعتماد أجندة خاصة بها حفاظا على مصالحها...

ما يشير إلى أنّ الاتفاق حاصل، بغض النظر عمّا إذا كان هناك توقيع رسمي في الثلاثين من حزيران ـ يونيو الجاري، استعجال بعض الأوساط الدولية العمل منذ الآن لترشيح وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف لنيل جائزة نوبل للسلام. لا يشبه هذا الجهد الذي يقوم به اللوبي الإيراني سوى ذلك الذي بذل من أجل منح الرئيس باراك اوباما الجائزة بعيد توليه الرئاسة وقبل أن يصبح ممكنا القول أنّه حقّق إنجازا ما. تبيّن مع مرور الوقت، أن الهمّ الأخير لأوباما هو تحقيق السلام، خصوصا في ضوء صعود «داعش» ومتابعة النظام السوري عملية القضاء على شعبه، فضلا عمّا نشهده في العراق واليمن ودول أخرى في المنطقة، بما في ذلك إيران نفسها. ففي إيران، هناك قمع للإيرانيين أنفسهم وللأقلّيات العربية والكردية والسنّية بطريقة ناعمة احيانا وفظّة في احيان أخرى، ولكن بما لا يثير اهتمام وسائل الإعلام العالمية! موضوع ترشيح كيري وظريف لجائزة نوبل للسلام أمر جدّي. بل جدّي أكثر من اللزوم. هناك لوبي إيراني قويّ جدا في الولايات المتحدة نفسها وفي اوروبا يدفع في هذا الاتّجاه. العمل جار على قدم وساق من أجل تصوير الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني كأنّه يحلّ كل مشاكل الشرق الأوسط وحتّى مشاكل العالم. مرّة أخرى، لا يمكن لعاقل الاعتراض على اتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني ولكن شرط أن تكون هناك مقاربة لهذا الاتفاق من جوانب مختلفة لا تفصل بين الملف النووي الإيراني وإمكان حصول إيران على السلاح النووي من جهة وبين سياستها التوسّعية في المنطقة من جهة أخرى.

 في النهاية، ما الذي تستطيع إيران عمله بالسلاح النووي غير إدخال دول المنطقة في سباق تسلّح؟ سبق للاتحاد السوفياتي أن امتلك آلاف الرؤوس النووية. هل حالت هذه الرؤوس ومعها الصواريخ العابرة للقارات دون إنهيار ما كان إحدى القوتين العظميين في العالم؟ يستأهل كيري وظريف جائزة نوبل للسلام في حال واحدة فقط، وذلك عندما يكون الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني مساهمة في دعم الاستقرار في المنطقة كلّها. حتّى الآن، ليس ما يثبت أن إيران على استعداد للعب دور إيجابي على الصعيد الإقليمي. القنبلة النووية الحقيقية التي تمتلكها إيران والتي يتوجّب التفاوض معها في شأن تعطيلها هي الغرائز المذهبية. ما نشهده في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن أفضل دليل على ذلك.

في العراق تعمل إيران على زيادة الشرخ المذهبي. هناك ميليشيات شيعية تدعمها إيران من أجل منع قيام مؤسسات تبني دولة عصرية الولاء فيها للعراق وليس للدين والمذهب.

أكثر من ذلك، تعمل إيران على خلق كلّ الظروف التي تساهم في إيجاد حاضنة عراقية لتنظيمات سنّية متطرّفة مثل «داعش» وما شابه ذلك. كلّ ما تصبو إليه إيران هو تفكيك دولة مثل الدولة العراقية وقفت في الماضي سدّا منيعا في وجه توسّعها في كلّ الاتجاهات. وفي سوريا، لا همّ إيرانيا في هذه الأيّام سوى تقسيم البلد وتأكيد أن تحرير السوريين لدمشق لا يعني أن النظام فقد كلّ أوراقه. ولذلك، تزجّ إيران ميليشيا «حزب الله» في الحرب التي يشنّها النظام على الشعب السوري. ما نشهده حاليا وضع في غاية الخطورة تسبب به الدعم الإيراني للنظام السوري وذلك من منطلق مذهبي بحت.

وفي لبنان، هناك اصرار لدى إيران على منع إنتخاب رئيس للجمهورية وعلى توريط الجيش اللبناني في حروب تستهدف عرسال وجرودها لا تخدم مصلحة لبنان واللبنانيين. مثل هذه الحرب التي يرفض الجيش حتّى الآن الدخول فيها هي بمثابة نسخة طبق الأصل عن تلك الحرب التي يخوضها «حزب الله» مع الشعب السوري. ما مصلحة لبنان واللبنانيين في أي حرب للجيش مع عرسال وأهلها؟ أليس أهل عرسال مواطنين لبنانيين قبل أيّ شيء أو أيّ إعتبار آخر؟

يمكن ايراد عشرات الأمثلة عن الممارسات الإيرانية التي لا تخدم الاستقرار في المنطقة ولا تساهم بأي شكل في نشر ثقافة السلام. يمكن الحديث طويلا عن الدور الإيراني في البحرين. ويمكن التركيز على ما فعلته إيران في اليمن من أجل تحويل هذا البلد العربي المهمّ مستعمرة من مستعمراتها وقاعدة تهدّد منها المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الأخرى.

ما فعلته إيران، وما زالت تفعله في اليمن جريمة كبرى في حقّ هذا البلد الذي يحتاج شعبه إلى صيغة تحفظ أوّل ما تحفظ الوحدة الوطنية فيه، بما يسمح بمعالجة مجموعة من المشاكل التي تهدّد بحرب أهلية تجعله يتحوّل إلى ليبيا أخرى. بدل لعب دور إيجابي في اليمن، بذلت إيران كلّ ما تستطيع من جهود من أجل إثارة الغرائز المذهبية التي هي جديدة على البلد. هل الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني سيؤدي إلى توقف إيران عن عمل ما تعمله في اليمن أم العكس هو الصحيح؟ يستحق كيري وظريف جائزة نوبل للسلام في حال كان جهدهما من أجل التوصل إلى اتفاق في شأن الملف النووي الإيراني سيعود بالخير على المنطقة وسيخدم السلام والاستقرار فيها. المؤسف أنّ ذلك ليس واردا...أقلّه إلى الآن. ما هو وارد أن يحقّق الرئيس باراك اوباما طموحه في إنهاء عهده بإقامة علاقات طبيعية مع إيران ليس إلّا.

من حقّ الولايات المتحدة العمل من أجل ذلك. لا تحتاج إلى إذن من أحد. ولكن هل يختزل الملفّ النووي الإيراني مشاكل الشرق الأوسط وأزماته... أم أنّ كلّ المطلوب مساعدة المشروع التوسعي الإيراني المبني على الاستثمار في الغرائز المذهبية؟ إذا كانت مساعدة مشروع من هذا النوع مساهمة في السلام، فألف سلام على جائزة نوبل وعلى السلام...