المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 حزيران/2015

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.june21.15.htm

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 20 و 21 حزيران/15
بالصور: بهذه السيارة خرجت يمنى بشير الجميل يوم زفافها/موقع القوات/21 حزيران/15

الطفل الفلسطيني مُنير حزينة إلى مثواه الأخير والهتافات تندّد بحزب الله/علي الحسيني/المستقبل/21 حزيران/15

الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الأميركية المركزية، السابق لـ {الشرق الأوسط}: «الميليشيات الشيعية» أكبر خطر على وحدة العراق من «داعش»/21 حزيران/15

فارس سعيد للأنباء: حزب الله سفارة إيران لدى لبنان/21 حزيران/15

هل يستمر التعطيل الحكومي طوال شهر رمضان/خالد موسى/موقع 14 آذار/21 حزيران/15

الضغوط الروسية لانتخاب رئيس «تفاجئ» إيران/ثريا شاهين//المستقبل/21 حزيران/15

"ألوية توحيد العاصمة" لموقع 14 آذار: سنحمي دروز الحضر ونقتل من يحمل السلاح ضدنا/21 حزيران/15

الخوف من «الإخوان»/خالد الدخيل/الحياة/21 حزيران/15

العرب يهاجرون... وأوروبا قلقة/الياس حرفوش/الحياة/21 حزيران/15

مفارقات في المشهد السوري المعارض/أكرم البني/الحياة/21 حزيران/15

«الأردن الكبير»... والدرس اللبناني/حازم الامين/الحياة/21 حزيران/15

أما آن أوان «الملاذات الآمنة» في المنطقة/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط/21 حزيران/15

رجال الدين المناهضين لحزب الله.. صنوف وطبقات/سلوى فاضل/جنوبية/20 حزيران/15

أبعد من مجرد بندقية/حسن مراد/جنوبية/20 حزيران/15

اعطونا نصف إمكاناتكم نجمع مليون شيعي/محمد الحسيني/جنوبية/20 حزيران/15

صراع المثقف والسياسي/محمّد علي مقلّد/المدن/20 حزيران/15

مخيمات عرسال باقية: العقبات كثيرة/لوسي بارسخيان/المدن/20 حزيران/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 20 و 21 حزيران/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 20/6/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 20 حزيران 2015

تسلم جثة خالد احمد العويشي عند نقطة العريضة

ريفي حمل حزب الله والتيار الوطني مسؤولية تعطيل عمل الحكومة

اجراءات أمنية في طرابلس تشيع ارتياحا لدى المواطنين

البابا منح الاباتي حنا رحمة الشركة الكنسية

المطران الجديد حنا رحمة يتقبل التهاني بانتخابه اسقفا على أبرشية بعلبك دير الأحمر الإثنين والثلاثاء في غزير

سينودس الكنيسة الكاثوليكية اختتم أعماله وهنأ المسلمين برمضان: لنبذ العنف والسعي للحوار والاسراع في انتخاب رئيس

زين الدين للموحدين الدروز في سوريا: تراصوا لإفشال مخططات تأجيج نار الفتنة مع جيرانكم ومواطنيكم

سوسان استقبل وفدا من المستقبل: نعيش حالة انتظار في ظل فراغ رئاسي وشلل حكومي وغياب تشريعي

دريان في افتتاح المؤتمر المقاصدي: هناك فئات متشددة وأخرى منفلتة في الدين والهوية والطموح السياسي والأمران غير مقبولين

اليازجي: على شعبنا ان يعي اهمية ان نكون يدا واحدة وعائلة واحدة ونتحدى بذلك ان نكون مبعثرين او مخترقين

الرابطة المارونية تدق ناقوس الخطر الاقتصادي

ألمانيا تعتقل المذيع في «الجزيرة» أحمد منصور وتبحث تسليمه إلى مصر

مصدر في '14 آذار” لـ”القبس”: الروس بحثوا مع الإيرانيين في رئيس غير عون5قبص

جنبلاط كرم السفير التركي: استطاع بناء علاقات ممتازة بين البلدين

العريضي: الحكومة في اجازة مدفوعة الثمن مسبقا وثمنها كبير ومكلف

عون لمن يحمله مسؤولية توقف عمل مجلسي النواب والوزراء: احترموا المعايير والميثاق ووعودكم فتستقيم الأوضاع

قاسم هاشم: رواتب العاملين في القطاع العام أمام معضلة حقيقية

مراد: الحوار السني السني هو لحماية الطائفة وليس لتقسيمها

صالح: تعطيل عمل الحكومة يضع لبنان في قبضة الإرهاب

قبيسي من النبطية: الحوار هو الحل والوطن لا يصان الا بتلاحم ابنائه

البرلمان الإيراني سيقرّ «لائحة التزامات» قبل توقيع طهران الاتفاق النووي

زيارة ولي ولي العهد السعودي.. عودة الدفء مع الكرملين وفتح باب التعاون

«الخارجية السعودية»: التحقيقات مستمرة في الهجمة الإلكترونية التي تعرضت لها الوزارة

العربي الجديد: معركة القنيطرة: تعقيدات ميدانية واستغلال إسرائيلي

النظام السوري يلقي أكثر من 11 ألف برميل متفجر ويقتل 3600 مدني خلال 8 أشهر

انفجار سيارة مفخخة قرب جامع للحوثيين بصنعاء

إقالة ضابطين أميركيين في ألاباما لصلتهما بـ «إنفصاليين»

داعش» يجفف أهوار العراق

«داعش» يسمح بتموين الساحل السوري

 

بعض عناوين النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى10/من01حتى07/“دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي03/من07حتى14/ اسعى حتى أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات.

عيد الأب: يوم الوفاء وإظهار العرفان بالجميل/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في خور رجاء وقلة إيمان قادة موارنة كنسيين وزمنيين هم أحجار عثرات للمؤمنين ولقيامة لبنان

عون والراعي في غربة عن لبنان ومارونيتهما وأحزاب لبنان شركات تجارية/الياس بجاني

الطفل الفلسطيني مُنير إلى مثواه الأخير.. والهتافات تندّد بـ«حزب الله»/علي الحسيني/المستقبل

الضغوط الروسية لانتخاب رئيس «تفاجئ» إيران/ ثريا شاهين/المستقبل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 20/6/2015

هل يستمر التعطيل الحكومي طوال شهر رمضان؟/ خالد موسى/موقع 14 آذار

“حزب الله” شيّع في صور قتيلين سقطا في سوريا

مصدر في '14 آذار” لـ”القبس”: الروس بحثوا مع الإيرانيين في رئيس غير عون

فارس سعيد للأنباء: حزب الله سفارة إيران لدى لبنان

"ألوية توحيد العاصمة" لموقع 14 آذار:  سنحمي دروز الحضر ونقتل من يحمل السلاح ضدنا

سـلام لن ينتظر طويلاً ولـن يتخلى عـن صلاحياتـه/حوري: كلام بوغدانوف "نصيحة" لعون بسحب ترشيحه

 قتيل وجريح في اشكال في مخيم البداوي

 توقيف المعتدي على جهاد صباغ

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 20 حزيران 2015

البابا منح الاباتي حنا رحمة الشركة الكنسية

الوساطات الحكومية مكانك راوح ولصبر ســـلام حـدود

ريفي: التعطيل يوازي ويكمل مغامرة قتال الحزب في سوريا

نصــــــائح دوليــة بتحصيــــن الداخــــل

نجوم اليوم الأول من "ويكيليكس"

جنبلاط كرم السفير التركي: استطاع بناء علاقات ممتازة بين البلدين

ريفي حمل حزب الله والتيار الوطني مسؤولية تعطيل عمل الحكومة

لان التشـريع معطل وتصنيف الارهاب غيـر محـدد ولبنان يتمنى التريث في انشاء القوة العربية المشتركة

سلام صبور وحكيم لكنه لن ينتظر الى ما لا نهاية"/حناوي: ما يقوم به البعض عملية تدميـر للجيش

 قبيسي: الحوار هو الحل والوطن لا يصان الا بتلاحم ابنائه

"فاينانشال تايمز": دروز سوريا يخشون الاضطهاد الديني ومناشـدة للحكومـة الاسـرائيلية بالتـدخل لنجدتهـم

"الأنباء": السويداء محكومة "حياتياً" بالنظام السوري

"هآرتس": تغييرات خطيرة في الجولان واسـرائيل قـد تتدخل فـي سـوريا

الهدنة في "عين الحلوة" هشّة وتعاظم نفوذ الاسلاميين لا يطمئن والقوة الامنية ترفع عديدها وتنسق خطواتها مع الجيش اللبـناني

اعطونا نصف إمكاناتكم نجمع مليون شيعي

 محمد الحسيني/جنوبية

رجال الدين المناهضين لحزب الله.. صنوف وطبقات/سلوى فاضل/جنوبية

أبعد من مجرد بندقية/حسن مراد/جنوبية

صراع المثقف والسياسي/محمّد علي مقلّد/المدن

تسليح الجيش اللبناني: حملة حزب الله لن تعرقل الهبة السعودية/ربيع حداد/المدن

مخيمات عرسال باقية: العقبات كثيرة/لوسي بارسخيان/المدن

سينودس الكنيسة الكاثوليكية اختتم أعماله وهنأ المسلمين برمضان: لنبذ العنف والسعي للحوار والاسراع في انتخاب رئيس

أما آن أوان «الملاذات الآمنة» في المنطقة؟/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

«الأردن الكبير»... والدرس اللبناني/ حازم الامين/الحياة

مفارقات في المشهد السوري المعارض/أكرم البني/الحياة

العرب يهاجرون... وأوروبا قلقة/الياس حرفوش/الحياة

الخوف من «الإخوان»/ خالد الدخيل/الحياة

الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الأميركية المركزية، السابق لـ {الشرق الأوسط}: «الميليشيات الشيعية» أكبر خطر على وحدة العراق من «داعش»

الجنرال الأميركي في أول حوار يجريه مع صحيفة عربية: الأمير محمد بن نايف قضى على «القاعدة» في السعودية.. والأمير محمد بن سلمان حمى حدودها بالغارات الجوية/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى10/من01حتى07/دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة

دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة. وهذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ ٱلٱثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه، وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس، وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع. هؤُلاءِ الٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين، بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل. وفِيمَا أَنْتُم ذَاهِبُون، نَادُوا قَائِلين: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات.

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي03/من07حتى14/ اسعى حتى أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات.

"يا إِخْوَتِي، إِنَّ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ الَّتي كَانَتْ لِي رِبْحًا، حَسِبْتُهَا مِن أَجْلِ المَسيحِ خُسْرَانًا. بَلْ إِنِّي أَحْسَبُ كُلَّ شَيءٍ أَيْضًا خُسْرَانًا، إِزاءَ الرِّبْحِ الأَعْظَمِ وهو مَعْرِفَةُ المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ شَيء، وأَحْسَبُهُ نُفَايَةً لأَرْبَحَ المَسِيح، وأُوجَدَ فيهِ مُبَرَّرًا لا بالبِرِّ الَّذي مِنَ الشَّرِيعَة، بَلْ بالبِرِّ الَّذي منَ الإِيْمَانِ بالمَسِيح، والَّذي هُوَ مِنَ الله، والقَائِمِ عَلى الإِيْمَان. وذلِكَ لِكَي أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات. ولا أَدَّعِي أَنِّي قَدْ حَصَلْتُ على ذلِكَ، أَو أَنِّي بَلَغْتُ إِلى الكَمَال، لكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُهُ، لأَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ أَدْرَكَنِي! أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَا لا أَظُنُّ أَنِّي أَدْرَكْتُ، ولكِنْ يَهُمُّنِي أَمْرٌ وَاحِد، وهُوَ أَنْ أَنْسَى ما ورَائِي، وأَمْتَدَّ إِلى ما أَمَامِي. فأَسْعَى إِلى الهَدَفِ لأَفُوزَ بالجَائِزَةِ العُلْيَا الَّتي يَدْعُونَا اللهُ إِلَيْهَا في المَسِيحِ يَسُوع."

 

عيد الأب: يوم الوفاء وإظهار العرفان بالجميل

الياس بجاني

21 حزيران/15

تحتفل كندا اليوم بعيد الأب وكذلك الولايات المتحدة. في هذه المناسبة نصلي من أجل كل الأباء الأحياء منهم والأموات مذكرين بالوصية الخامسة من الوصايا العشرة: "أكرم أباك وأمك".

في مفاهيمنا الإيمانية الأب هو حجرة زاوية العائلة التي باركها الله ومنحها النعم والعطايا.

من أقوال الأباء القديسين عن الوالدين:

ليكن كلُّ أحدٍ كبيراً في عينيك ولا تهِن الذين هم أقل منك معرفة، ولا تطلب كرامةً من أحدٍ، لكن اتضع لكلِّ الناسِ ولا تغضب من الذي يتعظَّم عليك لأنه قليل المعرفة، لأن من قلةِ المعرفةِ يتعظَّم الأخُ على أخيه.

الأباء والأمهات واجبنا نحوهم الاحترام والتحمل رغم عيوبهم أو مزاياهم

إكرام الوالدين في الكتاب المقدس:

"من اكرم أباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم".

"من احترم أمه فهو مدخر الكنوز".

"من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له."

"من احترم أباه طالت أيامه ومن أطاع أباه أراح أمه".

"الذي يتقي الرب يكرم أبويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له".

"أكرم أباك بفعلك ومقالك بكل أناة لكي تحل عليك البركة منه وتبقي بركته للمنتهي".

"بركة الأب توطد بيوت البنين ولعنة الأم تقتلع أسسها".

"لا تفتخر بهوان أبيك، فان هوان أبيك ليس فخراً لك، بل فخر الإنسان بكرامة أبيه، ومزلة الأم عار للبنين".

"يأ بني أعن أباك في شيخوخته، ولا تحزنه في حياته، وان ضعف عقله فاعذره ولا تهنه وأنت في وفور قوتك، فان الرحمة للوالدين لا تنسي وباحتمالك هفوات أمك تجزي خيراً".

"من خذل أباه فهو بمنزلة المجدف، ومن غاظ أمه فهو ملعون من الرب".

"يا بني اقضي إعمالك بوداعه فيحبك الإنسان الصالح".

إيمانياً إن الجاحدين من البنين بحق إبائهم وأمهاتهم لأي سبب كان، هم عملياً وواقعاً معاشاً واقعين في التجربة بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم، وتخدر ضمائرهم، وقساوة قلوبهم، وعدم خوفهم من الرب ومن يوم حسابه الأخير.

من أجل هؤلاء نصلي في هذا اليوم ليستفيقوا من غيبوبة وتخدر ضميرهم ويعودوا إلى طرق الحق ويزرعوا من جديد في قلوبهم نعمتي المحبة والعرفان بالجميل.

في هذا اليوم، يوم عيد الأب، نصلي خاشعين من أجل راحة نفوس كل الأباء الذين غادرونا إلى العالم الآخر طالبين لهم الراحة الأبدية والسكنة في جنة الخلد إلى جانب القديسين والبررة.

كما نصلي من أجل كل الأباء الأحياء وخصوصاً المرضى، والمعذبين والمحرومين منهم من عطف بنيهم.

عيد مبارك لكل الأباء وألف رحمة تحل على أرواح الأباء الذين انتقلوا إلى العالم الآخر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في خور رجاء وقلة إيمان قادة موارنة كنسيين وزمنيين هم أحجار عثرات للمؤمنين ولقيامة لبنان

http://eliasbejjaninews.com/2015/06/20/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-7/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في خور رجاء وقلة إيمان قادة موارنة كنسيين وزمنيينهم أحجار عثرات للمؤمنين ولقيامة لبنان /20 حزيران/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.eternal%20lebanon20.06.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في خور رجاء وقلة إيمان قادة موارنة كنسيين وزمنيينهم أحجار عثرات للمؤمنين ولقيامة لبنان /20 حزيران/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.eternal%20lebanon20.06.15.wma

 

عون والراعي في غربة عن لبنان ومارونيتهما وأحزاب لبنان شركات تجارية

الياس بجاني

20 حزيران/15

كانَ في إِحْدَى المُدُنِ قَاضٍ لا يَخَافُ اللهَ وَلا يَهَابُ النَّاس وَكانَ في تِلْكَ المَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَة: أَنْصِفْني مِنْ خَصْمي وظَلَّ يَرْفُضُ طَلَبَها مُدَّةً مِنَ الزَّمَن، ولكِنْ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ في نَفْسِهِ: حَتَّى ولَو كُنْتُ لا أَخَافُ اللهَ وَلا أَهَابُ النَّاس، فَلأَنَّ هذِهِ الأَرْمَلةَ تُزْعِجُني سَأُنْصِفُها، لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأْتِي إِلى غَيْرِ نِهَايةٍ فَتُوجِعَ رَأْسِي ثُمَّ قالَ الرَّبّ: إِسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْم أَلا يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ لَيْلَ نَهَار، ولو تَمَهَّلَ في الٱسْتِجَابَةِ لَهُم؟" (لوقا18/من01حتى08)

دون مواربة أو خداع للذات وللآخرين نقول بصوت عال أنه لا وجود لأحزاب في وطننا الحبيب الأم لبنان طبقاً لمعايير تكوين وأنظمة الأحزاب في الدول الغربية والديموقراطية.

عملانياً وواقعا معاشاً فإن كل ما يسمى زوراً أحزاب في لبنان وهنا لا استثناءات مطلقاً هي شركات تجارية وعائلية 100% بعضها يتاجر بالممنوعات والمحرمات أي ضد مصلحة الوطن وبتناقض كامل مع دستوره وهويته وقوانينه وكيانه، وبعضها يلتزم سقوف القوانين.

معظم هذه الأحزاب الشركات تعمل بوظيفة وكلاء لدول خارجية تماماً كما الشركات هي وكلاء لمنتجات مختلفة من سيارات ومفروشات وأدوية وغيرها.

الشركات الأحزاب هذه مرتبطة علناً ودون خجل بدول خارجية مالياً وممولة من قبلها وبالتالي تنفذ سياساتها وتخدم أجنداتها المحلية والإقليمية.

تمويل الدول للأحزاب حقيقة مؤكدة ومعلنة حتى من قبل بعض أصحابها، والسيد نصرالله واضح وشفاف في هذا الأمر وهو دائماً يؤكد بافتخار أن إيران هي مصدر تمويل حزبه.

لتكون كلبناني عضواً، أي موظفاً في أي حزب عليك الالتزام بقوانين وأنظمة الشركة الحزب، والأهم أن تحظى برضى أصحابها، وإلا لا مكان لك فيها. ومن أهم مقومات الرضى صفات الخنوع والتبعية والهوبرة لصاحب الشركة والسير خلفه ومعه على عماها ودون حتى سؤال وإلا يكون مصيره التخوين والطرد.

هذه حقائق ملموسة ومعاشة وبالتالي أي اعتراض على القوانين التي يفرضها صاحب أو أصحاب الشركة في أي إطار أكان تنظيمياً أو ترقيات أو غيرها هي عبثية ولن توصل إلى مكان.

إن نهاية كل من يعترض على قرارات وسياسات صاحب أو أصحاب الحزب هي الطرد والتخوين والتشهير، أو الاستغناء عن الخدمات بأسلوب ناعم ومهذب على خلفية الإحراج فالإخراج والأمثلة بالمئات.

من هنا كل ما ينشر عن انتخابات وقوانين وتحديث لأحزاب لبنانية هو مجرد تعمية للواقع وأحلام يقظة إن لم نقل أوهام وهلوسات ولنا في موجة التوريث الجارية على قدم وساق في الكثير من هذه الشركات الأحزاب خير مثال رادع لعدم التوهم بوجود أحزاب حرة وديموقراطية لبنانية فيها مبدأ تبادل سلطات ومواقع واحترام لرأي الأعضاء.

 في سياق مماثل، غريب أمر بعض الصحافيين والسياسيين السياديين فهم ورغم معرفتهم بأن عون ملحق بحزب الله 100% وفاقد لقراره ومربوط بحبال الجبن والمنافع والزبائنية ومحاط بالأقارب والعقارب وقد أمسى أداة لا غير وطبل وصنج، فهم يستمرون في تنظيرات وحوارات عقيمة ووهمية ويتوقعون من هذا العون الذي لا عون فيه مواقف هو لا يقدر عليها. احترموا أنفسكم يا سادة واحترموا ذكاء وعقول وذاكرة اللبنانيين وكفوا عن سياسة التشاطر والتذاكي فهي دائماً تودي بكم إلى حصاد الخيبات.

أما حال سيدنا البطريرك الراعي الشارد عن كل ثوابت صرحنا البطريركي التاريخية، والمغرب غربة قاتلة عن جوهر تعاليم كتابنا المقدس فحدث ولا حرج حيث تعشعش ثقافة المؤامرة وعلل الاستكبار بأبهى مظاهرها الصادمة والمخيبة للآمال.

بربكم يا ربع الإعلام السيادي هل فعلاً من منطق في مناشدتك عون اتخاذ مواقف لمصلحة غير عون الأوهام وأحلام اليقظة؟

فهذا العون العابد والركع "للأنا" ولكل موبقات النرسيسية والعهر السياسي والحربائية والجحود والفجور والوقاحة الأخلاقية لا يرى ولا يسمع غير عون، فبربكم كفوا عن التعامل معه بغير الإهمال والازدراء.

العون هذا هو متحالف مع الشيطان ويدعي أنه ملاكاً..

قابل ذليلاً بدور الأداة لدى المحتل الإيراني ويزايد على الأحرار..

زبائني يسرق الدولة ويدعي الإصلاح.. وأولويته أهل بيته والمنافع ويدعي العفة...

ينافق برفع شعارات حماية المسيحيين وهو لا يعرف ألف باء المحبة التي هي الله..

يدعي الفهم وهو آتٍ من عهود الجاهلية بعقله وفكره وخطابه وفجعه وما قبلها بعهود..

يدعي خوفه على الدولة وهو يخاف من قيامتها ويغطي مغتصبيها ويتملقهم..

يدعي الرجولة الوطنية وهو في الهريبة كالغزال..

ضرب موقع رئاسة الجمهورية بالتعطيل رابطاً مصير الكرسي بشخصه غب طلب الملالي، وها هو يسعي بإبليسيه لشل المؤسسة العسكرية بربطها بترقية صهره لقيادتها.

نسأل، ألم يحن وقت كشف عورات كل من هم حوله من الزلم والعصي والأتباع والأقارب والعقارب والودائع والتبرؤ منهم وطنياً وسياسياً؟

يبقى أن مصير حال صراخنا وصراخ غيرنا من الموارنة والسياديين المستمر في مواجهة هرطقات عون والراعي وغيرهما من قادتنا الشاردين هو إيماني بامتياز وكحال الأرملة المؤمنة بحقها في الإنجيل مع القاضي الظالم.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الطفل الفلسطيني مُنير إلى مثواه الأخير.. والهتافات تندّد بـ«حزب الله»

علي الحسيني/المستقبل/21 حزيران/15

«يا رب سلّمتك منير، تحنّن عليه يا الله. هذا طفل قُتل مظلوماً فكن له عوناً وارحمه ولا ترحم قاتليه. انا ام الشهيد الطفل مُنير حزينة لن اقبل بتعزيتي، باركوا لي بشهادة الطفل المظلوم».

بهذه الكلمات ودّعت والدة مُنير حزينة طفلها امس إلى مثواه الاخير في مدافن «شاتيلا» المُخصّصة للفلسطينيين المقيمين في لبنان. أمس كانت الرحلة الأخيرة لمنير في هذه الدنيا حيث عبر الطفل المظلوم الى دنيا الآخرة وليستقّر في حفرة صغيرة توازي في المسافة بين المكان الذي أطلق منه القاتل رصاصته على رأسه وبين المكان الذي سقط فيه، وكأنه أراد في آخر يوم له أن يشهد على قاتله وأن يبقى قبره محفوراً في الوجدان ويظل عنواناً لطفل قضى قتلاً من دون ان يرف جفنٌ لقاتله.

سار موكب التشييع بالأمس من داخل منزل عائلة حزينة في مُخيّم «شاتيلا» وقد طاف الجمهور بالنعش داخل أحياء المُخيّم وصولاً إلى جامع «الخاشقجي» ليُصلّى عليه قبل دفنه وسط تنديد علني بالجهة التي تسبّبت بمقتله ودعوات للدولة اللبنانيّة للإقتصاص من القاتل وعدم تمييع القضيّة وخصوصاً أن القاتل هذه المرّة معروف ومكان وجوده كذلك. يقول مازن حزينة والد الطفل «لن نسمح بتمرير مقتل ابني ولو كلّفني الأمر دفع حياتي، فإذا أرادوا ان يعرفوا هويّة القاتل، عليهم أن يُراجعوا أسماء القتلى الذين كان يُشيّعهم «حزب الله» أثناء إصابة مُنير».

رغم دعوات البعض من خارج نسيج المُخيّم عائلة وأقارب الطفل مُنير للتهدئة وعدم إطلاق الإتهامات بحق جهة مُحدّدة، إلا أن الصرخات والهتافات المندّدة التي كان تُطلقها الحشود أثناء سيرها خلف النعش حمّلت «حزب الله» وقيادته مسؤولية ما حصل حتّى ان إحدى قريبات الطفل الشهيد وقفت وسط الجموع لتُعلن على الملأ وبصوت عال «هذه جريمة ارتكبها «حزب الله»، ومن يظن بأنّنا سوف ننسى طفلنا بهذه السهولة نقول له أن الشعب الفلسطيني نفسه طويل وهذه فلسطين والمُخيّمات تشهد على كلامنا.»

بعد دفن مُنير بلحظات وقفت شقيقته الكُبرى على حافّة قبره ثم بدأت بالتحدّث اليه في مشهد موجع أبكى الحاضرين. سألته شعوره داخل حُفرة بالكاد تتسع لجسده الصغير وهو الذي كان يكره الظلمة ويخاف من الامكنة الضيّقة. ردّدت له أغنيّة للأطفال كان يُحبّها ويُعيد سماعها على الدوام، ثم حملت الـ«باد» الخاص به ووعدته بالإحتفاظ به وجلبه معها في كل مرّة تأتي لزيارته ليلعبا سويّاً تماماً في حال شعوره بالضجر. تختنق الكلمات بداخل شقيقة مُنير ثم تغيب عن وعيها للحظات ومع مُحاولة من عمّتها لإيقاظها، تستفيق وهي تصرخ «يا الله ليش الظلم».

ممثلون عن جميع الاحزاب والقوى السياسيّة في لبنان كانوا حاضرين أثناء التشييع، ومن لم يستطع الحضور ابرق برسالة تعزية للعائلة. وحده «حزب الله» كان غائباً بكل فروعه ما عدا الأمنيّة التي كانت تُراقب بالصوت والصورة كل شاردة وواردة، وهنا كان لا بد لبعض اقارب الطفل من اجراء مُقارنة مؤلمة بعض الشيء بين أربعة أطفال فلسطينيين قتلتهم اسرائيل خلال الحرب على غزّة الصيف الماضي مُبرّرة قتلهم أنه وقع عن طريق الخطأ، وبين الطفل منير حزينة الذي لم يعترف «حزب الله» حتّى بموته.

تشييع مُنير بالامس تحوّل الى جملة من الاعتراضات ضد ممارسات «حزب الله» بحق النازحين السوريين من أصول فلسطينية. البعض تحدّث عن اعتقالات كثيرة وتحقيقات مع عدد كبير من الذين يتوافدون الى المُخيّم هرباً من بطش النظام السوري وتحديداً من مُخيّم «اليرموك» ومُحيطه من باب يلدا والحجر والتضامن والقدم وغيرها العديد من المناطق. وفي مُخيّم البرج تحوّل اسم «المقاومة» الى رديف لعصابات القتل وارتكاب الجرائم وتحوّلت نظرة الاهالي لـ«حزب الله» الى ميليشيا ومُرتزقة تبيع القتل بالجملة والمُفرّق.

 

 الضغوط الروسية لانتخاب رئيس «تفاجئ» إيران

 ثريا شاهين//المستقبل/21 حزيران/15

الاهتمام الروسي المستجدّ بضرورة حلّ الأزمة السورية، ينسحب أيضاً على الاهتمام المتزايد لموسكو بالملف اللبناني، أي بانتخابات رئاسة الجمهورية تحديداً وبوجوب عدم استمرار حالة الفراغ في هذا الموقع. إذ إنّ هناك اتصالات روسية أميركية تصبّ في هذا المجال وحركة ناشطة للتوصّل إلى تسوية ما. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً للمصادر الديبلوماسية، وعد الرئيس سعد الحريري خلال زيارته لموسكو بأنّه سيبحث مع كل الأطراف الدولية والاقليمية موضوع تسهيل عملية انتخاب الرئيس في لبنان.

وفي هذا الاطار، تقوم موسكو باتصالات مع إيران، التي بحسب المصادر، يجب في رأي روسيا أن تؤدّي دوراً مساعداً في إنجاز هذا الاستحقاق، عبر السعي إلى مرشح توافقي ليس محسوباً لا على فريق 14 آذار ولا على فريق 8 آذار. الروس يعتبرون أنّه ثبت بعد سنة من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، وترشّح كل من مرشحي 14 و8 آذار لهذا المنصب، أنّه لا حظوظ لديهما بالنجاح، وبالتالي يشجّع الروس الدول الكبرى والاقليمية على أن يفسح الفريقان في المجال أمام مرشحين آخرين. الروس بحثوا هذا الأمر مع طهران فعلياً، وحضّوها على بذل جهودها لانتخاب رئيس في أقرب فرصة ممكنة.

روسيا مهتمّة بالملف الرئاسي، كون الرئيس اللبناني الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة، وموسكو تتّهم الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، بأنّه لا يبذل جهوداً كافية لحماية المسيحيين في الشرق، وأنّه في ظل وجود الجيش الأميركي في العراق هُجِّرت من المسيحيين نسبة عالية جداً وأكثر بكثير ممّا هُجِّر قبل دخولهم. وفي سوريا يتم تهجير المسيحيين، والغرب لا يقوم بأية إجراءات لمنع ذلك، بل يعطيهم سمات الدخول إلى بلدانه وترك بلادهم، وروسيا حريصة على مسيحيي الشرق ومن بينهم لبنان والرئيس بوتين تحدّث حول ذلك خلال لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان أخيراً، في اطار ضرورة الحفاظ على مقوّمات الأقليات لا سيما المسيحيين.

روسيا تباحثت مع إيران في المسألة اللبنانية، وقد وعدت بدراسة الأمر وبذل الجهود. لكن المصادر كشفت أنّ إيران لم تكن مرتاحة للضغوط الروسية في مجال الانتخابات الرئاسية وتحريكها. حتى الآن ليس هناك من بوادر إيجابية أيضاً في ما خصّ ملف العلاقات الخليجية الإيرانية والتي ينعكس توتّرها على هذا الموضوع. إلاّ أنّ المصادر تشير إلى أنّه في السياسة لا شيء مستحيلاً. هناك صفقات بين القوى في السياسة، لكن نضوجها غير واضح بعد زمنياً. إنّما روسيا تجري اتصالات مع كل الأطراف الدولية والاقليمية لإيجاد وسيلة لانتخاب الرئيس. ليس هناك من توقيت معيّن لحل الأزمة الرئاسية لكن الضغط الروسي الجدّي على إيران لتسهيل ذلك قائم. وإذا التقت مصالح الدول الكبرى والاقليمية على حلّ معيّن، فسيتم عندها إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وتعتقد روسيا أنّه كلما استمر الفراغ ساهم ذلك في إيذاء المسيحيين، لذلك يحضّ الروس مختلف الأطراف على التفتيش عن مرشح توافقي، حيث ثبت أنّ الأمر يشكّل مجالاً وحيداً لإنضاج الاستحقاق. ولدى روسيا سياسة واقعية، وهي تدرس التطوّرات والمتغيّرات في كل الدول وفي المنطقة، والجدّية الروسية في الموضوع اللبناني، فاجأت الإيرانيين. وتفيد مصادر ديبلوماسية أخرى، أنّ الفرنسيين أيضاً يقفون إلى جانب رئيس توافقي، وليس هذا فقط موقف روسيا، إلاّ أنّ الأطراف الداخليين يراهنون على أنّ مَن يدعمهم في الخارج سيربح المعركة اقليمياً لا سيما في سوريا، لكي يفرض الحلّ الذي يريده في ملف الرئاسة. وهذا ينطبق تحديداً على الطرف الذي لا يذهب إلى البرلمان للانتخاب، وهو ينتظر أكثر من غيره نتائج المعركة السورية، والمدى الذي تربط بعض القيادات اللبنانية الاستحقاق بتطورات خارجية، ما يعني أنّ الوضع سيبقى على حاله. ويوجد كذلك دور «حزب الله» في سوريا، ولكنه موضوع آخر، أمّا في عمل المؤسسات والانتخابات، فيمكن للقيادات اللبنانية أن تقرّر خوض الاستحقاق. فريق 14 آذار يقبل بتسوية عبر اختيار رئيس توافقي، لكن قوى 8 آذار لا تقبل. والانتظار لمعرفة المصير السوري لا ينعكس إيجاباً على هذا الملف، ويجب أن يقرّر الأطراف الداخليون أنّه يكفي انتظاراً لأنّ الأزمة السورية ستبقى عشر سنوات ربّما!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 20/6/2015

السبت 20 حزيران 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

شهدت بلدان التوتر في المنطقة، ارتفاعا في سخونة الحروب الدائرة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا. وروجت صحيفة اسرائيلية لتغيير مرتقب خلال ساعات في الجولان، في وقت سجلت معارك عنيفة في عدد من المناطق السورية.

وغداة فشل مؤتمر جنيف، دارت معارك في عدن وتعز في اليمن، وشنت طائرات التحالف العربي سلسلة غارات على مواقع قوات صالح والحوثي.

وتدخلت حاملة الطائرات الأميركية "ثيودور روزفلت"، وقصفت مواقع ل"داعش" في سوريا والعراق. ومن على هذه الحاملة قال أحد القادة العسكريين إن الغارات بدأت تضعف "داعش".

وفي لبنان حذر الوزير أشرف ريفي من ارتدادات قريبة للأزمة السورية، داعيا إلى انعقاد مجلس الوزراء، وكذلك المجلس الأعلى للدفاع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم ترو الأمطار الصيفية الهاطلة بعد منتصف ليل أمس، واقع الجفاف السياسي في البلاد، وسط استمرار الشلل في مؤسسات الحكم التي تهدد بتعطل مصالح البلاد والعباد، وإن كان ثمة انتظار لعودة رئيس الحكومة من زيارة خاصة إلى الخارج خلال ساعات، لاستعادة الحرارة إلى خطوط الاتصالات، لعل وعسى تنتج بدء دوران عجلة مجلس الوزراء، وخصوصا أننا نعيش في رحاب الشهر الفضيل الذي يحث على الرحمة والاحساس بالآخرين واحتياجاتهم، فهل هناك أهم من الاهتمام بشؤون اللبنانيين.

خارجيا، واصل الجيش السوري حربه ضد المسلحين مدعوما بتأييد شعبي يتوسع يوما بعد يوم، كما بدا في الجنوب السوري، فأهالي "حضر" الدروز شددوا على الالتزام بثوابت الدولة والحكومة السورية، تماما كما فعل قبلهم أهالي السويداء.

هذا التصدي أفشل مشروعا تقسيميا كانت تمضي به اسرائيل في الخطة "ألف" لديها. إجهاض الخطة الأولى فرض انتقالها إلى الخطة "باء"، بتدخل عسكري عبرت عنه صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم، بإعلانها عن تغيير وصفته بالخطير عند الحدود قد يدفع الدولة العبرية للتدخل المباشر، مما يعني أنها قد تدخل إلى جانب الارهابيين. وترافق ذلك مع إعلان ثماني مجموعات مسلحة عن إنشاء ما يسمى "جيش الفتح" في المنطقة الجنوبية لسوريا.

أبعد من سوريا، كانت ايران عشية استيلاد الاتفاق النووي، تحدد خياراتها، بأن تفتيش المواقع العسكرية الايرانية خط أحمر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

انتهت جولة المبارزة في جنيف، من دون تعديل في حصيلة المواجهة في السياسة والميدان. لم تفلح الرياض ووفدها في كسب ما يعوض هزيمتها على الأرض اليمنية، فتكثفت عدوانا أثبتت مجريات الأحداث عقمه على مدى ثلاثة شهور.

فكما لم تحفظ طائرات العدوان حرمة الأماكن الدينية والسكنية، كذلك سيارات الموت طالت المساجد، هذه المرة الهدف كان مسجد قبة المهدي بالتزامن مع أداء المصلين صلاة الظهر في شهر الرحمة.

الغارات تركزت على مداخل عدن في محاولة لفك طوق الجيش واللجان على المدينة، ومساعدة أنصار الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي لاستعادة مواقع خسروها أمام السياديين من الجيش واللجان الشعبية.

سياديون يؤمنون بان النصر آت، وان اليمن يستحق ان يكون حرا مستقلا كما كان على مر العصور.

أما السياديون في لبنان، فكشفت وثائق ويكيلكس بعضا من أقنعتهم ومواقفهم. مواقف وضعوها في مزاد علني سعودي: ارفعوا التعرفة وخذوا ما يعجبكم.

دبلوماسية سعودية تقوم على منهجين: تحييد وسائل إعلامية واحتواء أخرى، وما أكثر من وقع في اغراء المال وباع الضمائر والذمم استجلابا للريال والدولار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كل القيادات الروحية المسيحية تدق ناقوس الخطر. فبين مواقف البطريركية المارونية وبطريركية الروم الأرثوذكس وبطريركية الروم الكاثوليك، قاسم مشترك كبير وواضح تظهر بين الأمس واليوم، عنوانه الدعوة إلى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وهو موقف يلتقي مع مواقف القيادات الروحية الاسلامية.

ورغم ذلك، يبدو ما كتب للبنان من شغور وتعطيل، وكأنه شر لا بد منه. فالمعطلون مصرون على تعطيلهم، وهو تعطيل يتمدد إلى الحكومة التي لا يعرف أحد إن كانت ستعاود الاجتماع ومتى وكيف؟

في هذا الوقت، يحافظ السجال السياسي على سخونته وعلى نبرته الحادة. فالعماد ميشال عون انتقد استغلال غياب المسيحيين لوضع قوانين انتخابات ظالمة، مشددا على انه لن يقبل ان يتحول لبنان مستعمرة لأحد. في المقابل، انتقد الوزير أشرف ريفي بقسوة "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، معتبرا ان التعطيل الذي يقومان به مغامرة خطرة تكمل بنتائجها السلبية مغامرة قتال "حزب الله" في سوريا.

توازيا، التحضيرات لمعركة دمشق تتكثف، وهي معركة مصيرية لأنها ستحدد مستقبل النظام السوري، كما سترسم مسار الأمور في المنطقة ككل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كان يمكن للأسبوع الجاري ان ينتهي كما انتهى الأسبوع الماضي: سجالات سياسية ومعارك عسكرية. تعيينات أمنية وعسكرية، شرطا لعقد جلسات حكومية، وتسريبات "مستقبلية" لاحراج الرئيس سلام داخليا، رد عليها بمسؤولية، وكلام معجل مكرر لوزير العدل الهدف المعلن منه مواقف من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، والمضمر رسالة بالبريد السعودي إلى وزير من أهل البيت والانتماء.

في حين يتحرك وليد جنبلاط شمالا باتجاه تركيا لحماية بني معروف في ادلب. ويزور الأردن جنوبا لأخذ الضمانات والكفالات للموحدين في جبل العرب. في وقت تسرب اسرائيل عبر إعلامها معلومات عن انقلاب المشهد خلال ساعات في المناطق التي يتواجد فيها الدروز في الجولان، وتمهد لتكرار تجربة الجدار الطيب، وتمهد لتدخل عسكري تحت عنوان حماية الدروز من الذبح، تماما كما فعلت في لبنان وبشكل معلن منذ العام 1981.

كان يمكن لهذا الأسبوع ان يكون كسابقه، لولا الدفعة الجديدة من ويكيليكس التي فضحت الهبة والمكرمة، وجرت كبار رجال الديوان وبلاط السلطان إلى التحقيق، وعرت بعض اعلام السيادة والحرية والاستقلال من ربع ورقة توت الكرامة المزعومة، التي تستروا بها وخونوا بها الآخرين وزايدوا وتعففوا وملأوا السماء صراخا، فإذا بيهوذا تلميذ صغير أمامهم والزانية قديسة مقارنة بهم. محطة السيادة والاستقلال ليست سوى آلة لسحب المال ومحطة وقود لتزويد الجيوب واكتساب المزيد من العيوب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لا تغيير في المشهد السياسي الداخلي. الحكومة معطلة، والمجلس النيابي غير قادر على انتخاب رئيس، والبلاد تتراقص على ايقاع شلل المؤسسات الدستورية.

كل ذلك، وعلى الرغم من كل ما يسرب عن اتصالات ومساع، فإن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، وبعدما لوح بالفيدرالية بحديث صحافي، استغرب اليوم اعتبار مطالبته بالتعيينات ضغطا على مجلس الوزراء. وقال أمام وفود شعبية: نحن دفعنا غاليا ثمن حريتنا ولن نقبل أن نكون مستعمرة لأحد.

وفيما التآكل يضرب المؤسسات، فإن الدعوات استمرت لتحصين البلد وحمايته من تداعيات الحرائق التي تضرب المنطقة. وفي هذا السياق شدد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، على أهمية دفع المسؤولين اللبنانيين لانتخاب رئيس لسدة الرئاسة الشاغرة.

أما "حزب الله" الذي حمله وزير العدل أشرف ريفي، اليوم، مسؤولية الشغور الرئاسي والتعطيل الحكومي، فهو يستمر في تشييع قتلاه الذين يتساقطون في القلمون والداخل السوري، وهو شيع في بلدة شحور في قضاء صور كمال عبدالله خشاب، وعلي محمد عز الدين في بلدة باريش.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

نحن قوم على باب السفارة، والاسترزاق هذه المرة ليس حكرا على طائفة، بل موزع بين تلاوين سياسية وإعلامية على مختلف المذاهب والديانات. فمنذ ليل أمس والأموال السعودية تتطاير على الورق في برقيات سرية صادرة عن خارجية المملكة، لتكشف عن الدفعة الأولى من "طال عمرك"، وتصنفنا على أنا شعب من فئة "شحادين يا بلدنا"، مع إضافة ميزات على بعض الشخصيات المرتزقة التي تمتعت بصفة الوشاية وعدم الثقة بحلفائها.

عينات وضعت المملكة على الراحات، وقدمت البيعة لقاء التمويل. وواءمها أن السعودية تتداول غالبا الأوراق المالية كبدل أتعاب سياسية.

ما يفوق نصف مليون وثيقة بدأ موقع ويكليكس تسريبها، وللبنان منها حصة وافرة، وكل قلبه على يده وعلى الموقع بحثا عن اسمه، من سياسيين وإعلاميين وجمعيات وشخصيات تقصفنا مع كل طلعة فجر بمبادئ الاستقلال والحرية والرأي الذي لا يشترى ولا يباع.

لكن ما لم تكشفه ويكيليكس، هو مصير المليارات الثلاثة التي جاءت على شكل هبة للجيش اللبناني. وفي معلومات صحيفة السفير اليوم أن سمسار هذه المليارات رئيس الديوان الملكي السابق عبد العزيز التويجري، هو قيد الإقامة الجبرية، ويجرى تحقيق معه في صفقة الأسلحة المجمدة فرنسيا وسعوديا، على أن يزور وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان السعودية الاثنين المقبل للبحث في هذا الملف.

فرنسا ستحقق في مصير الأسلحة، والتويجري ممنوع من السفر ريثما تتضح ملابسات السمسرة في المليارات الثلاثة. لكن ماذا عن المليار الرابع الموهوب ملكيا للرئيس سعد الحريري؟ وأي دور سيظهر للتويجري على صعيد العمولات؟

لا يعرف على وجه التحديد ما إذا كانت التحقيقات مع رئيس الديوان السابق، ستشمل المليار الضائع الذي لم يبلغ الخزينة اللبنانية، ولم يتخذ طرقا متعرجة أخرى تصله بالمؤسسات المعنية مباشرة. الحريري الذي أدى مناسك العمرة في الساعات الماضية، يقبض وحده على الأجوبة، فهو حج إلى أرض طاهرة ووقف في حضرة المزارات المقدسة، ومن مساوئ هذه المناسك أن تخرج منها لتعود إلى ممارسة التضليل أو عدم الوضوح، لاسيما أن هناك جيشا ينتظر، ومعارك لا تمهل، وإرهابا مزروعا على الحدود وربما في قلب المدن.

أربعة مليارات لم نزود منها إلا بضعة سلاح وصل متعفنا، فيما الإرهابيون يملكون ما هو متطور من هذا العتاد. وحبذا لو أن عفاريت جاك أسانج يدخلون العنابر والأوراق السعودية- الفرنسية، ليكشفوا عن حقيقة سلاح ضاع بين الصفقات وذوبته العمولات، وبقي الجيش ينتظر.

 

هل يستمر التعطيل الحكومي طوال شهر رمضان؟

 خالد موسى/موقع 14 آذار

 ٢١ حزيران ٢٠١٥

وتراوح الأزمة الحكومية تراوح مكانها منذ أكثر من اسبوعين بفعل اصرار "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على شل جلسات الحكومة، يسعى رئيس الحكومة تمام سلام جاهداً الى إعادة الزخم الى العمل الحكومي من خلال بعض الإتصالات التي يجريها مع الأقطاب السياسية من أجل حلحلة العقد الموجودة. وانكفأ النشاط السياسي أمس، مع سفر سلام الى خارج البلاد إلى أن يعود الاثنين الى بيروت على أن يقرر حينها موضوع توجيه الدعوة الى عقد جلسة في ضوء الاتصالات الجارية. فهل ستنجح هذه الإتصالات في فك العقدة الحكومية وإعادة الحياة الى الحكومة أم التعطيل سيستمر طوال شهر رمضان؟

جريج: لن نخضح لإملاءات البعض

وأمل وزير الإعلام رمزي جريج، في حديث خاص لموقع "14 آذار" أن "لا يستمر الوضع الحكومي هكذا الى ما بعد شهر رمضان المبارك"، مشيراً الى أنه "تمنى على الرئيس سلام دعوة مجلس الوزراء الى الإنعقاد قريباً كما تمنيت عليه أن يستعمل صلاحياته الكاملة التي يكفلها الدستور من أجل دعوة المجلس الى الإنعقاد". وشدد على أن "الرئيس سلام لا زال يتريث في الدعوة إلى عقد الجلسة بانتظار الإتصالات الجارية"، لافتاً الى أنه في حال نجحت الإتصالات سيتم دعوة مجلس الوزراء أقله الاسبوع المقبل، وفي حال لم تنجح هذه الإتصالات فإننا حتماً ذاهبون نحو تأزيم وتعقيد أكثر الى ما بعد شهر رمضان".

لن نخضع

واعتبر أنه "لا يجوز أن يخضع مجلس الوزراء الى بعض المصالح الفئوية والشخصية الضيقة"، مشيراً الى أن " مصالح الناس أهم بكثير من المصالح الشخصية والفئوية الضيقة". ولفت الى أن "من ينظر الى مواقف هذه المجموعة يرى أن الأمور ذاهبة نحو التأزيم ولا حلحلة قريبة في الأفق"، معتبراً أن "هذه المواقف سترتد عليهم لأن مصالح الناس تبقى الأساس أمام مصالحهم الشخصية".

شبطيني: لا شيء مشجع

من جهتها، رأت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني، في حديث خاص لموقعنا، أن "عقدة مجلس الوزراء أصبحت قريبة من الحلحلة في حال نجحت الإتصالات الجارية"، مشيرة الى أنه "حتى الآن لم نتبلغ كوزراء أي دعوة لجلسة قريبة".

إنشاء فيدراليات

ولفتت الى أنه "لا يوجد هناك شيء مشجع، طالما هناك دعوات لإنشاء فيدراليات"، معتبرة أن " بعدما كان من يدعو الى إنشاء فيدراليات اليوم يسعى الى منصب رئيس جمهورية كل لبنان، أصبح اليوم يريد أن يكون رئيس على قسم من اللبنانيين وعلى قطعة جغرافية صغيرة بدلاً من لبنان الكبير".

إعادة حقوق المسيحيين

وسألت:" هل هكذا يريد إعادة حقوق المسيحيين، أم أن بمقارنة حقوقهم مع الطوائف الأخرى يعمل على إستعادة حقوقهم، ولماذا هذا الكلام اليوم في ظل الحروب التي تمر بها المنطقة ويمر بها البلد على الحدود، فهل يريد تقسيم لبنان مع حلفائه؟"، مشيرة الى أن " هذا الفريق تارة يعطل انتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة أنا أو لا أحد وتارة أخرى يعطل مجلس الوزراء بسبب التعينات العسكرية وتعيين قائد جيش جديد، فهل تعيين قائد جيش جديد هو حقه من دون المسيحيين الآخرين؟".

 

“حزب الله” شيّع في صور قتيلين سقطا في سوريا

لبنان الحر/السبت 20-06-2015/شيع “حزب الله” قتيلين جديدين سطقا خلال قتالها في سوريا دعماً لنظام بشار الاسد. والقتيلان هما كمال عبدالله خشاب وشيّع في بلدة شحور في صور وعلي محمد عز الدين وشّع في بلدة باريش في صور ايضا.

 

مصدر في '14 آذار” لـ”القبس”: الروس بحثوا مع الإيرانيين في رئيس غير عون

 لم تفض الاتصالات حول ايجاد حل للشلل الحكومي الى اي نتيجة، فيما اشارت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام الى انه لا يريد 'كسر الجرة” مع 'تكتل التغيير والاصلاح” و”حزب الله”، وهو يفضل التريث واخذ الوقت الكافي من اجل معالجة اصرار العماد عون على تعيين قائد للجيش في أول جلسة لمجلس الوزراء.وفي هذا الصدد، أكد مصدر وزاري في 'قوى 14 آذار” لصحيفة 'القبس” الكويتية، أن 'شركاء في الحكومة، وبينهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لن يقبلوا بتعطيل المؤسسة الدستورية الأخيرة التي لا تزال تعمل في البلاد، مع ازدياد الضغوط الداخلية والخارجية”.وأضاف المصدر أن بري يعتبر أن الشلل الحكومي في هذه المرحلة الدقيقة، بل والخطيرة، إنما يهدد الدولة اللبنانية، ليتقاطع موقفه هذا مع مواقف قوى أخرى ترى أن الوضع اللبناني لامس الخط الأحمر، دون أن تستبعد هذه القوى أن يقود بري حملة إيجاد آلية لعمل مجلس الوزراء ترتكز على الأكثرية المطلقة أو على أكثرية الثلثين وتبعاً للمسألة المطروحة. وقال المصدر الوزاري في 'قوى 14 آذار”، إنه يستطيع التأكيد أن الروس الذين جاهروا باختيار رئيس توافقي، غير عون، تباحثوا في الموضوع مع الإيرانيين الذين إذ يعتمدون على موقف 'حزب الله” من ذلك، فهم لن يعارضوا انتخاب رئيس يحظى بموافقة جميع الأطراف.

 

فارس سعيد للأنباء: حزب الله سفارة إيران لدى لبنان

الأنباء الكويتية/وصف د.فارس سعيد منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار حزب الله بأنه سفارة ايران لدى لبنان وان السيد حسن نصرالله هو السفير الايراني وان السفارة الايرانية باتت قنصلية. ولفت سعيد في حديث لـ «الأنباء»الى ان السفير الايراني لا يزور الرئيس سعد الحريري او د.سمير جعجع او الرئيس فؤاد السنيورة كما يفعل السفير السعودي بالنسبة لاركان 8 آذار. وقال ان ايران لا تريد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، بل هي تريد بيع رئاسة الجمهورية في مفاوضاتها النووية مع الاميركيين والاميركيون لا يشترون. وقد رفضوا حتى الآن وضع نفوذ ايران في المنطقة على الطاولة، وشبه سورية بالنسبة لحزب الله بفيتنام السورية التي لا يستطيع الحزب الخروج منها. ولدى سؤاله عن سبب ترك الايرانيين يتحكمون في انتخاب الرئيس وعدم المحاولة لسحبه من يدهم، قال سعيد لـ «الأنباء»: 14 آذار غير قادرة على تحقيق مشروعها الكامل في لبنان بسبب وجود حزب الله كمعرقل أساسي لعملية بناء الدولة، وهم 14 آذار الوحيد نقيض حزب الله الذي يحاول انقاذ بشار الاسد لمصلحة ايران، فيما هم 14 آذار انقاذ لبنان وهذا يبدأ بانتخاب رئيس جمهورية.

وردا على سؤال حول ما اذا حاولوا التواصل مع الايرانيين، اجاب: لا، لم نتواصل مع الايرانيين، لأن لديهم سفارة في لبنان اسمها حزب الله وهذه السفارة هي التي تحتكر العلاقة الايرانية ـ اللبنانية وهي التي تنفذ مصلحة ايران في لبنان والسفير هو السيد حسن نصرالله.

وعند سؤاله عن السفارة الايرانية في بيروت، اجاب: انها قنصلية، عمليا السفارة الايرانية في لبنان لا تتعاطى بالتساوي مع الجميع، واذا اجريت مقارنة فسفراء دول الخليج منفتحون على الجميع كما يفعل السفير السعودي الذي يزور ميشال عون ونبيه بري، وبينما لم نر يوما السفير الايراني زائرا سمير جعجع او فؤاد السنيورة او سعد الحريري، ايران تخص علاقتها بلبنان بسفارة حزب الله ولا تعتمد سفارة اخرى في لبنان، وهذا الاحتكار يمنع تطور العلاقة بين لبنان وايران بشكل متوازن، سفارة مع سفير اسمه حسن نصرالله وجهاز امني وعسكري وجهاز اعلامي «خوش اماديد» يريدون بيع رئاسة الجمهورية. وحول ردة فعل النائب وليد جنبلاط بالنسبة لما حصل في قلب لوزة السورية، وصفه سعيد بالرصين والشجاع و«زعيم» ويحاول إعطاء الطائفة الدرزية خارطة طريق الى المستقبل، يعني يقول لهم تصالحوا مع المنطقة، بشار الاسد يحاول ان ترتكز سياسته على نقطتين: الاولى ان من يحاربه هو الارهاب وليس الثوار، والثانية انه هو حامي الاقليات في مواجهة اكثرية سنية ويحاول اقحام الدروز في مجزرة بين يدي الجهاديين والاسلاميين حتى يقول انه يحميهم قبل الدروز، خطف مطرانين، وليد كان شجاعا وزعيما حقيقيا. بالنسبة لتصريحات الشيخ نعيم قاسم، نائب الامين العام لحزب الله، قال سعيد: نحن تيار اخلاقي لأننا تيار لبناني صاف ونحن نشعر باننا قاب قوسين من الانتصار في المنطقة لأن سقوط نظام بشار الاسد بات حتميا، وعلى الرغم من الشعور بالنشوة سنتعامل مع الفريق الآخر بأخلاق لا من موقع المنتصر وندعو حزب الله العودة الى لبنان وليس بشروط. الأنباء الكويتية

       

"ألوية توحيد العاصمة" لموقع 14 آذار:  سنحمي دروز الحضر ونقتل من يحمل السلاح ضدنا

 موقع 14 آذار/٢١ حزيران ٢٠١٥

 باتت عملية الانسحاب والشعور بخسارة المعركة بالنسبة إلى قوات النظام السوري أمراً متكرراً، وأصبحت المواجهة حتى الموت من مبادىء الزمن الماضي، إذ استطاع "جيش الحرمون" السيطرة على التلال الحمر خلال ساعات، وتمكنوا من السيطرة الكاملة على الثكنة الاستراتيجية وفتح طرق الامداد بين قرى جبل الشيخ في الريف الغرب في اتجاه العاصمة دمشق وبلدات الريف الشمالي للقنيطرة. التلال الحمراء تقع على الخط الفاصل بين قرى جبل الشيخ في الريف الغربي للعاصمة والريف الشمالي للقنيطرة، وهي قريبة للحدود مع لبنان من ناحية شبعا (14.5 كلم عن لبنان). وهذه المعركة تتابعها بدقة اسرائيل، إذ أشارت صحيفة هآرتس نقلا عن مصادر إسرائيلية، إلى أن "تغييرا خطيرا قد يطرأ على المشهد السوري على الحدود خلال الساعات المقبلة"، لافتة إلى أن "الأمر قد يدفع بإسرائيل لاتخاذ قرار فوري بالتدخل المباشر في الشأن السوري". وبدأ الاستغلال الاعلامي من المؤيدين للنظام السوري واظهار أن الاقليات في خطر، بعدما استطاع "جيش الحرمون" الذي يتضمن في غالبيته فصائل من "الجبهة الجنوبية"، محاصرة بلدة الحضر الذي يسكنها أكثرية درزية "الموالية للنظام"، ويقول مدير وكالة "سوريا برس" ماهر الحمدان لموقع "14 آذار": "تعتبر الحضر ثقلاً عسكريا للنظام في مناطق قرى جبل الشيخ". ولفت إلى أنه "بعد محاصرة الحضر جن جنون النظام ومليشيات اللجان الشعبية وشّنت هجوماً على مواقع الثوار في تلال الحمر وشهدت الجبهة مساء أمس اشتباكات هي الاعنف منذ تحرير التلة فيما منع الثوار قوات الأسد والميشيات من التقدم بل إنسحبت وخلفها عشرات الجرحى والقتلى في جنودها"، وأضاف: "وشن الثوار معركة تأتي بهدف استكمال السيطرة على طريق "بيت جن – جباتا" وذلك من خلال السيطرة على مواقع "سرية 160، سرية المشاة، حاجز الشرطة العسكرية" المتاخمة لقرية حضر الدرزية، وتمكن مقاتلو المعارضة من خلال المعركة من تدمير ثلاثة دبابات لقوات الأسد ودك معاقل الثكنات المذكورة بقذائف الهاون، فيما قامت مروحيات الأسد بشّن قصف عشوائي بالبراميل المتفجرة في محاولة لوقف عمليات التقدم للمعارضة". ولا يخفي الحمدان وجود "عناصر من جبهة النصرة في جيش الحرمون"، لكنه يؤكد أن "حجم الجبهة صغير والقيادة هي لفصائل من الجبهة الجنوبية المعتدلة". ويقول المنسق العام لالوية توحيد العاصمة (أحد فصائل جيش الحرمون) أبو كنان الشامي لموقع "14 آذار" إن "الميليشيات التي تساند النظام السوري لاستعادة التلال الحمر تأتي تعزيزاتها من قريتي حضر وحرفا حيث الغالبية الدرزية"، ووجه جيش الحرمون التطمينات للدروز، لكن الشامي وجه رسالة إلى القريتين وسكانها، وقال: "هذه الطائفة الدرزية عمرها يفوق مئات السنين وبالتالي فإن استمرارها ومصيرها لا علاقة له بوجود النظام السوري من عدمه او باستمراره، ولهذا نوجه النداء إلى الدروز أن يتخذوا خيار الوقوف جانباً وألا يشاركوا نظام الأسد بعملياته، وعلى الأقل الوقوف على الحياد، ونؤكد أننا سنحميهم"، لكنه شدد على أن "من يحمل السلاح منهم في وجهنا فسيكون حكمه كحكم جنود الأسد، أي قتله أينما وجد ونرجوا الحذر من قبلهم واقتضى التنويه من قبلنا".

 

سـلام لن ينتظر طويلاً ولـن يتخلى عـن صلاحياتـه/حوري: كلام بوغدانوف "نصيحة" لعون بسحب ترشيحه

المركزية- اعتبرعضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري ان "من غير المنطقي ان تستمر حالة تعطيل اجتماعات الحكومة، فهناك الكثير من القضايا المعيشية والحياتية التي تهمّ الناس منها موضوع النفايات والقروض المالية، لذلك فإن استمرار التعطيل يعتبر تمادياً باستهداف المصلحة الوطنية". واعرب عبر "المركزية" عن اعتقاده ان "الرئيس تمام سلام لن ينتظر الى ما لا نهاية"، ولفت الى ان "وضع جدول الاعمال والدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء من صلاحيات رئيس الحكومة حصراً، والدستور واضح في هذا المجال، وبالتالي اذا كان الرئيس سلام "يتشاور" مع الاطراف كافة "لحلحلة" الامور فهذا لا يعني ابداً انه سيتخلى عن صلاحياته". من جهة اخرى، علّق حوري على ما نقله سفير لبنان لدى موسكو عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، فقال "كل الدول الكبرى "مُستاءة" من استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وهي تراقب من يُعطّل الاستحقاق، والموقف الروسي اذا عطفناه على مواقف اخرى تجعلنا كلبنانيين "مُجبرين" على تذليل العقبات ونجعل ممن يُعطّل الانتخابات يُعيد النظر بموقفه". ووضع كلام "بوغدانوف في خانة "النصيحة" لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون بسحب ترشيحه".

 

 قتيل وجريح في اشكال في مخيم البداوي

المركزية- سقط قتيل وجريح خلال إشكال وقع بعد منتصف ليل أمس في مخيم البداوي، ما أدى إلى توتر الأجواء في المخيم وانتشار مسلحين في مكان الإشكال، في موازاة محاولات حثيثة قامت بها الفصائل الفلسطينية والقوة الأمنية المشتركة التي استنفرت عناصرها لضبط الوضع. وعلم ان القتيل فلسطيني سوري نازح من مخيم اليرموك قرب دمشق، يدعى أبو ياسر، أما الجريح فمن آل القصير. ولم تتضح اسباب الإشكال، وإذا ما كانت مرتبطة بالإشتباك الذي وقع عصر أمس في المخيم بين عائلتين على خلفية نزاع حول بناء.

 

 توقيف المعتدي على جهاد صباغ

المركزية- اوقفت القوى الامنية الشاب (ع.ح) بعد خمسة ايام على اعتدائه بالضرب على المواطن جهاد صبّاغ في منتجع اكوامارينا-2 ما استدعى نقله الى المستشفى. يذكر أن صبّاغ الذي يعمل موظّف امن في الاكوامارينا-2، كان يقوم بعمله كالمعتاد عندما اراد الشاب (ع. ح) الدخول الى "الكابين" الخاصة به برفقة عدد كبير من اصدقائه الامر الذي يمنعه قانون المنتجع. وعلى الاثر قام صباغ بإبلاغ الشاب بأن لا يمكن السماح بدخول هذا العدد من الاشخاص معه، فما كان من (ع.ح) إلا ان انهال بالضرب ومن معه وبوحشية على صبّاغ ما استوجب نقله الى المستشفى وهو لا يزال يتلقى العلاج علماً ان الطبيب الشرعي اصدر تقريراً بتعطيل جهاد صباغ لمدة اسبوعين.

 

 مقتل مواطن واصابة 2 في اشكال في عرسال

المركزية- وقع اشكال فردي في محلة راس السرج في عرسال بين اشخاص من آل عز الدين وآخرين من آل الحجيري، ادى الى مقتل المواطن ماجد عز الدين واصابة والده وشقيقيه بطلقات نارية بعد ان اقدم المدعو محمود الحجيري على اطلاق النار في اتجاه منزلهم. ونقلوا جميعهم الى مستشفى الرحمة في عرسال.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 20 حزيران 2015

السبت 20 حزيران 2015

النهار

بدأ الحديث منذ اليوم عن امكان التمديد للمجالس البلدية والاختيارية في 2016 اذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل موعد اجرائها.

قال وزير سابق ان قرار عدم اجراء انتخابات فرعية حاسم رغم ان القانون يلزم الداخلية باجرائها.

قال مسؤول حزبي إن زيارة الملك السعودي الى روسيا ربما تترافق مع انهيار نظام الأسد.

تشكو الكنيسة الكلدانية من نقص في المساعدات المخصصة للاجئين العراقيين مقارنة بالسوريين.

حذّرت شخصية بارزة من مسلك تصعيدي للقوى الرافضة تعطيل الحكومة في غضون فترة غير بعيدة.

السفير

أشاد الوزير الأمني الخليجي الأبرز بوزير سيادي لبناني أمام ضيوف لبنانيين استقبلهم مؤخرا.

نصح المرجع الأبرز في "14 آذار" بعدم الإقدام على خطوات يعتبرها العماد ميشال عون استفزازية مثل الدعوة الى عقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء.

عقد لقاء غير معلن بين قيادي في حزب فاعل ومسؤول في تنظيم إسلامي دولي تخلله بحث في كيفية إعادة التواصل بينهما.

المستقبل

يقال

إن وزيراً في تكتل "التغيير والاصلاح" يؤكد أن لا تبديل في الموقف من الأزمة الحكومية إلا إذا كان المطلوب تعديل آلية عمل الحكومة بغياب رئيس الجمهورية وهذا يحتاج الى سنتين على الأقل.

اللواء

يربط مصدر دبلوماسي غربي بين ارتفاع نبرة دولة كبرى في ما خصّ مصير نظام حليف، والتأزّم الحاصل حول الوضع في أوكرانيا..

يسعى قطب وسطي لإيجاد حلّ لمشكلة النفايات الصلبة، نظراً لالتزاماته بوعود قطعها بإقفال مطمر الناعمة في 17 المقبل..

تتّجه مجموعة من التيار العوني، لإعلان حركة إحتجاجية، إذا ما استمرّت التحضيرات لترتيبات الخلافة داخل التيار؟!

الجمهورية

قال رئيس حزب إنّ الأولوية في هذه المرحلة هي لترقّب الأحداث الخارجية والابتعاد قدر الإمكان عن التوتير السياسي الداخلي.

وضعَ ديبلوماسي زيارة رئيس دولة خليجية لدولة كبرى في سياق التحوّل في مواقف الأخيرة من الأحداث في المنطقة.

قالت أوساط وزير وسطي إنّ انتقاده من قبل تكتّل يزيد من عزمه على مواصلة النهج الذي يعتمده، ويخطئ من يراهن على تراجعه.

البناء

لفت وزير سابق إلى أنّ نائباً بارزاً استغلّ مناسبة ظهوره الإعلامي في برنامج حواري على إحدى شاشات التلفزة، ليكيل المديح لرئيس الحزب والكتلة اللذين ينتمي إليهما، الأمر الذي اعتبره الوزير السابق بمثابة ترجمة لمفاعيل المصالحة بين النائب ورئيسه، بعدما تردّدت معلومات عن خلافات كبيرة بينهما أدّت إلى خسارة الأول حظوته التي جُيّرت لمصلحة نائب ووزير شاب.

 

البابا منح الاباتي حنا رحمة الشركة الكنسية

السبت 20 حزيران 2015 /وطنية - جاءنا من امانة سر البطريركية المارونية ما يلي: "منح قداسة البابا فرنسيس الشركة الكنسية لحضرة الاباتي حنا رحمه، الراهب اللبناني الماروني، الذي انتخبه مجمع مطارنة الكنيسة البطريركية المارونية المقدس، مطرانا لابرشية بعلبك - دير الاحمر، في دورة اذار الماضي، خلفا لسيادة المطران سمعان عطالله الذي قدم استقالته من ادارة الابرشية لبلوغه السن القانوني، وفقا للقوانين الكنسية. وهذه نبذة موجزة عن حياته: من مواليد عيناتا، بعلبك - الهرمل، ابرشية دير الاحمر. دخل الرهبانية اللبنانية المارونية العام 1983. ودرس الفلسفة واللاهوت في جامعة الروح القدس الكسليك، حيث حاز على إجازة في اللاهوت وعلى ماجستر في الفلسفة.

سيم كاهنا في 29 تموز 1990. حائز على دكتوراه في تاريخ وعلم الاديان من جامعة السوربون - فرنسا (1996)، يتقن اللغات العربية والفرنسية والانكليزية ويلم بالايطالية والسريانية والعبرانية واليونانية.

شغل المناصب التالية:

- مدير معهد نورث ليبانون في جديدة زغرتا.

- رئيس دير مار شربل بقاعكفرا.

- مرشد اقليم كاريتاس - بشري.

- خدم في رعايا: مار جرجس - دير عشاش (ابرشية طرابلس)، عيناتا والمشيتية (ابرشية دير الاحمر)، رعية سيدة لبنان (باريس)

- استاذ في كليتي ادارة الاعمال واللاهوت في جامعة الروح القدس حاليا.

- المدير العام للمدارس في الرهبانية اللبنانية المارونية حاليا.

- نائب عام لابرشية بعلبك - دير الاحمر منذ 1999 الى يوم انتخابه مطرانا.

منحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة الاباتية في 28 شباط 2012".

 

الوساطات الحكومية مكانك راوح ولصبر ســـلام حـدود

ريفي: التعطيل يوازي ويكمل مغامرة قتال الحزب في سوريا

نصــــــائح دوليــة بتحصيــــن الداخــــل

المركزية- لا تشبه امطار حزيران المفاجئة والنادرة في هذه الفترة من السنة واقع الجفاف السياسي الذي تعيشه البلاد، وسط استمرار المأزق الداخلي على حاله من الجمود والرتابة مع انعدام اي معطيات ملموسة ازاء الشلل المتنامي السائد في مؤسسات الحكم والحكومة . ولا تحمل حركة الوساطات ولا المبادرات التي يقودها في شكل خاص رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ما يؤشر الى حلول قريبة المدى ، يمكن ان تحمل التيار الوطني الحر وزعيمه النائب العماد ميشال عون على التراجع عن مطلب التعيينات الامنية بندا اول على جدول اعمال مجلس الوزراء، ما لم يحصل على ضمانات مثبتة مقرونة بالقول والفعل بتحقيق "شروطه" او على الاقل الحصول على جوائز ترضية "من العيار الثقيل"، خصوصا بعدما استشعر من اكثر من واقعة سياسية محلية واقليمية ، وآخرها ما نشر من معلومات عن مواقف لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان فرصه الرئاسية تضمحل.

وطبقا لهذا الواقع ، وفي انتظار عودة رئيس الحكومة تمام سلام من زيارة خاصة خلال الساعات المقبلة ، للاطلاع على جديد الوساطات وما انتجت ، فان بورصة ترجيحات عقد جلسة حكومية نهاية الشهر الجاري راوحت مكانها باعتبار انه غير جائز مرور مدة طويلة من دون انعقاد مجلس الوزراء، حتى لو كانت الجلسة مجرد "تثبيت وجود" لا اكثر الى حين نضوج حل يكفل عودة الدوران الى عجلة العمل الحكومي او تمرير الوقت حتى موعد الاستحقاقات الامنية موضع "التجاذب السياسي" برغم طابعها الامني البحت.

مصير المساعدات: وبين من يقول ان مجلس الوزراء سيعود للاجتماع في الأسابيع المقبلة، ومن يرجح ان عطلته القسرية ستستمر الى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر، ثابتة واحدة: التعطيل مستمر ومصالح الناس الحياتية والاقتصادية والزراعية والصناعية والتربوية معلقة، والهبات الاوروبية والدولية للبنان مهددة. من هنا، بدأ بعض القطاعات الحيوية لا سيما الاقتصادية يرفع الصوت محذرا من الاسوأ، كما تحرك الدبلوماسيون لدى عدد من الوزراء، مطالبين بتفعيل عمل الحكومة، والا فان مساعدات بلدانهم المخصصة للبنان ستضيع ، وفق ما تردد.

حناوي: وبحسب ما اوضح وزير الشباب والرياضة عبدالمطلب حناوي لـ"المركزية"، فان حركة الاتصالات لايجاد حل لم تنقطع. وقال ان "التعطيل الممارس اليوم ليس واردا في اي قاموس او دستور، وهدفه تحقيق مصالح خاصة"، مضيفا "رئيس الحكومة تمام سلام صبور وحيكم وينتظر نتائج اتصالات يتولاها في شكل خاص رئيس الرئيس بري والنائب جنبلاط لتقريب وجهات النظر وايجاد مخرج للازمة "، لافتا الى ان "وطنية سلام تقول ان ينتظر الاتصالات علها تثمر حلحلة، لكن هل ينتظر الى ما لا نهاية ؟ لا اظن". واذ اشار الى ان من يسعى لمكاسب فئوية وعائلية لا تهمه مصالح الناس ولا استمرار التعطيل الى ما بعد رمضان، بعكسنا نحن"، اعتبر ان "ما يمارسه فريق سياسي بطلب تعيين قائد محدد للجيش، يدمر المؤسسة العسكرية وهو سابقة في تاريخ لبنان".

ريفي: من جهته، رفع وزير العدل اشرف ريفي الصوت في وجه "التعطيل المتمادي الذي يكاد يُطبق على آخر ما تبقى من انتظام لعمل المؤسسات، ويُهدّد مصالح اللبنانيين ومصير لبنان"، معتبرا ان "التعطيل الذي يقوم به "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر"، بالتكافل والتضامن مغامرة خطيرة، توازي بخطورتها ونتائجها السلبية مغامرة قتال "حزب الله" في سوريا، لا بل إنه يُكمّلها". ورأى أن "ما يجري في المنطقة عامة وفي سوريا خاصة يُحتّم علينا أن نحصن لبنان لحمايته من التداعيات السلبية التي يمكن أن ترتدّ عليه نتيجة أي تطور دراماتيكي في سوريا، فالنظام فيها بات يترنّح وسقوطه بات أقرب من أي وقت مضى"، مضيفا "تبعاً لذلك لا خيار أمامنا إلا الاستعداد لحماية لبنان وهذا لا يتم إلا بالاتفاق على خطة وطنية"، مشيرا الى "أننا نرى أن هناك ضرورة للاستعجال في دعوة الحكومة الى الاجتماع، وهناك ضرورة لاجتماع مجلس الدفاع الأعلى ولو حصل تحت مسمى آخر، كما هناك ضرورة لتفعيل وزيادة الاجتماعات اللبنانية- اللبنانية، لاستدراك ما يمكن أن يحصل (اجتماعات الحوار)، وهناك ضرورة قصوى للاستعجال في انتخاب رئيس للجمهورية."

عين الحلوة: أمنيا، يبدو الوضع في عين الحلوة "نارا تحت الرماد" بعد الاشتباكات الاخيرة التي دارت في حي طيطبا بين مجموعات تابعة للعميد المفصول من فتح محمود عيسى " اللينو"، وبين جماعة جند الشام بقيادة المطلوب بلال بدر. وفي السياق، أعربت مصادر فلسطينية مطلعة عبر "المركزية" عن خشيتها من تعاظم قوة الاسلاميين المتشددين الذين باتوا يسيطرون على 6 احياء في المخيم امام تراجع القوى الاخرى، مشيرة الى ان الاسلاميين الذين انخرطوا في ما يسمى "الشباب المسلم" تلقوا تجهيزات عسكرية وهم على اعلى مستوى من التدريب القتالي ويخططون للاستيلاء على المخيم في اي لحظة تندلع فيها اشتباكات على ارضه، من هنا تتوقع عودة الاشتباكات في اي لحظة طالما ان وقف اطلاق النار هش وليس من قوة لبنانية او فلسطينية تدعمه او تتبناه .

تداعيات السقوط: وليس بعيدا ، كشفت اوساط سياسية في قوى 14 اذار عن نصائح تلقاها المسؤولون بوجوب تحصين الداخل الى اقصى حد، خشية ترددات اي تطورات قد تطرأ في سوريا بعد كثرة الحديث عن قرب تهاوي نطام الرئيس بشار الاسد وما نقل عن اكثر من مسؤول في هذا الشأن ، واوضحت ان تطورا من هذا النوع قد يحمل حلفاء النظام على ردة فعل توجب التنبه لها ولئن يبقى مستواها غير معروف او ضمن التوقعات الا ان الحذر واجب.وفي هذا المجال ادرجت الاوساط تجدد الحراك الاوروبي والدولي في اتجاه البحث عن مخارج للازمة الرئاسية في لبنان ، ذلك ان انتخاب رئيس جمهورية يحصن البلاد سياسيا وامنيا في ما لو تبدلت المعطيات الاقليمية، مشيرة الى ان فرنسا حركت مجددا التها الدبلوماسية في هذا الاتجاه بحيث ستوفد مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو الى ايران في محاولة لاجتراح حل قد يخرج لبنان من دوامة الفراغ. واضافت ان سقوط النظام بات حتميا وواقعا لا مفر منه الا ان المعضلة تبقى في البديل اذ ان النقاش في المحافل الدولية انتقل من التجاذب حول التمسك بالرئيس بشار الاسد في اي مشروع تسوية او حل الى مقلب البحث عمن يدير البلاد التي يبدو انها متجهة الى نظام الاقاليم ، على ان تتوحد الجهود الدولية بعد ذلك من اجل مواجهة المنظمات التكفيرية والارهابية.

وفي الاثناء قالت المصادر الى ان الانظار ستبقى مسلطة على معركة دمشق التي تعتبر الواقعة الكبرى والحد الفاصل بين سوريا - نظام الاسد وسوريا الجديدة ، خصوصا ان التحضيرات لها تبدو في أوجها.

 

نجوم اليوم الأول من "ويكيليكس"

"ليبانون ديبايت":سرب موقع "ويكيليكس" مجموعة من الوثائق السرية مصدرها وزارة الخارجية السعودية، وتشمل هذه الوثائق أكثر من نصف مليون برقية ووثائق أخرى للخارجية. وقد برز فيها عدد كبير من الوجوه والمؤسسات اللبنانية البارزة التي تبادلت رسائل واتصالات سرية مع سفارات المملكة حول العالم. وفي ما يلي ابرز الوجوه التي ذكرت في اليوم الأول من البرقيات السرية المسربة ضمن الدفعة الأخيرة على موقع ويكيليكس:

اشارت احدى البرقيات السرية إلى أن رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع مستعد شخصيا لزيارة المملكة لعرض وضع "القوات" المالي المتدهور وعجزهم عن تأمين تكاليف حمايته الشخصية.

وبحسب وثيقة اخرى مسربة، فقد طلبت القناة اللبنانية "mtv" من السفارة السعودية في لبنان دعمها ماديا بمبلغ 20 مليون دولار لوجود تعثرات مادية عليها، وبناءً على طلبها تشكلت لجنة سعودية واقرت تزويد الـ"mtv" بمبلغ 5 ملايين دولار اميركي فقط.

وكشفت ويكيليكس أيضاً في احدى وثائقها المسربة، ان حزب الله يسوده توترات اثر اختراقه من قبل المخابرات الاميركية لهم في الجنوب اللبناني، وان الاميركان استطاعوا اختراقهم تحديدا من خلال النائب في حركة امل علي بزي.

اما الوزير بطرس حرب فقد كشفت الوثيقة عن رغبته هو ومجموعة من القوى الوطنية في لبنان بتشكيل تجمع مستقل سياسيا بعد الانتخابات النيابية 2013 تدعمه المملكة معنويا وسياسيا وماديا.

من جهة اخرى، اشارت وثيقة مسربة، الى ان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد طلب من السفير السعودي، اثناء زيارة هذا الاخير له، رفع اسم شقيقه هاني قاسم عن لائحة "ترقب القدوم" في السعودية.

وبدورها تقدمت الاعلامية مي شدياق من السفارة السعودية في لبنان بطلب دعم مادي لمشروعها الخيري لانشاء معهد اعلامي، بحسب ما أشار إليه موقع ويكيليكس.

فيما منع السيد تحسين خياط وعائلته من السماح لهم بالحصول على تأشيرات للدخول الى السعودية بسبب مواقفهم المعادية للملكة، وفق ما افادت به أيضاً احدى الوثائق المسربة.

بدوره طلب نقيب الصحافة عوني الكعكي تمويلا من المملكة كما تشير إحدى برقيات الخارجية السعودية.

كما واشارت احدى البرقيات المسربة على موقع ويكيليكس، الى ان رئيس تحرير مجلة الهديل بسام عفيفي طلب من السعودية مساعدته على تأمين مسكن آمن في لبنان.

 

جنبلاط كرم السفير التركي: استطاع بناء علاقات ممتازة بين البلدين

السبت 20 حزيران 2015 /وطنية - كرم رئيس "اللقاء الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط، ونجله تيمور، في قصر المختارة اليوم، سفير تركيا إينان أوزيلدز، بحفل وداعي لقرب انتهاء مهماته الدبلوماسية في لبنان. وأقيم في المناسبة حفل استقبال شارك فيه وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز برئاسة رئيس مؤسسة "العرفان التوحيدية" الشيخ علي زين الدين، ورؤساء اتحادات بلديات الشوف في اقليم الخروب الشمالي محمد بهيج منصور، والجنوبي حسيب عيد، والسويجاني نهى الغصيني، والشوف الاعلى روجيه العشي، ورؤساء بلديات الشوف الاعلى.

وألقى النائب جنبلاط كلمة قال فيها: "على مدى سنوات نشأت علاقة صداقة مع السفير، وفي الوقت نفسه علاقة ثقة واحترام مع الحكومة التركية ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، ووزير الخارجية احمد داود اوغلو، وقد استطاع السفير بناء علاقات سياسية واقتصادية ممتازة بين البلدين، طبعا ثمة عقبات معينة اعترضت ولا تزال، لكنها دولة كبرى ونرى في هذا الشرق المظلم كيف ان تركيا تتمتع بنظام ديموقراطي فعال، وتجاربها كبيرة امام ما يجري في العالم العربي، باستثناء في الوقت الحاضر تونس".

وأضاف: "باسمي وباسمكم اشكر السفير أوزيلدز على كل جهوده، حيث استطاع تأمين تواصل مع المسؤولين الاتراك تمثل برسالة صارمة الى المجموعات المسلحة المتعددة والمتنوعة في شمال سوريا لاستنكار مذبحة "قلب لوزة"، وكما سبق وذكرت بان معالجة الوضع في سوريا التي تنهار رويدا رويدا ومعالجة وجودنا ان في شمال او في جبل العرب هي معالجة سياسية. ونعمل مع الدولة التركية جهدا بمساعدة من السفير، وكذلك جهدا مع المملكة الاردنية الهاشمية فقط لتأمين الحماية وعدم تعرض هذه الشريحة العربية الدرزية للضرر"، مشيرا إلى انه "لو ان بعض الدول الكبرى وافقت آنذاك والتي لا تزال تعترض حتى اليوم على طرح الحكومة التركية اقامة منطقة آمنة فوق الحدود السورية لمنع الطيران السوري، الذي يدمر يوميا البشر والحجر لكنا ربما وفرنا الكثير من العذابات على الشعب السوري، لكن ثمة قرار دولي اعترض الارادة التركية". ورد أوزيلدز شاكرا جنبلاط ونجله على الاستقبال، واعرب عن تعازيه الحارة لضحايا مجزرة "قلب لوزة" في ادلب، مشددا على "أهمية العلاقات المميزة التي تربط تركيا بلبنان، لا سيما العلاقات التاريخية بين تركيا وطائفة الموحدين الدروز"، مؤكدا استعداده الدائم للتعاون على المستوى الشخصي مستقبلا، من اجل التخفيف من آلام الشعوب في هذه المنطقة". ثم قلد النائب جنبلاط السفير التركي ميدالية كمال جنبلاط تقديرا لجهوده، بمشاركة سفراء، تونس حاتم الصائم، وروسيا الكسندر زاسبكين، والهند انيتا نايار، والمكسيك جيم غارسيا امارال، وكندا ميشال كاميرون، وهولندا هستر سمسون، واليابان سيتشي اوتسوكا، والنروج سفين آس، وكولومبيا جورجين خليل الشاعر ملاط، والارجنتين ريكاردو لايرييرا، ورومانيا فكتور ميرسيا، والصين جيانغ جيانغ، والدانمارك رولف هولمبو، وتشكيا سفاتوبليك كومبا، وشيلي خوسيه ميكال منشاكا، وبلجيكا الكس ليناتريس، والاورغواي مارتا بيزانيللي، والسفيرين ناجي ابي عاصي ومراد جمال، والمستشار الاول في السفارة اردا اولوتاس، والناطق باسم القوات الدولية في جنوب لبنان ومستشارها السياسي السابق تيمور غوكسيل، ومديرة البروتوكول في وزارة الخارجية ميرا فيوليدس. وحضر الوزيران اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، وكل من النواب: نعمة طعمة، مروان حمادة، هنري حلو، فؤاد السعد، غازي العريضي، علاء الدين ترو، ايلي عون، والوزراء والنواب السابقين، نايلة معوض، طارق متري، ايمن شقير، فيصل الصايغ، والسادة، كارلا شهاب، ورامي النمر، ودايفيد غاردنير، ونجيب عون، ورجينا قنطرة، والزميل جهاد الزين، والشيخ وجدي ابو حمزة، وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي، ومفوض الخارجية زاهر رعد، والسيدة نورا جنبلاط. وكان قصر المختارة شهد زيارة وفودا شعبية ومناطقية عدة التقاها تيمور جنبلاط، وتابع معها قضايا ومواضيع خدماتية وانمائية وحياتية عامة، بحضور وزراء ونواب من "اللقاء الديموقراطي"، تقدمها رجال دين وفاعليات ومجالس بلدية واختيارية، أبرزها من الدفاع المدني ضم ممثلين عن المناطق اللبنانية، حيث طالبوا بتثبيت المتطوعين ودعم المؤسسة، وتنظيم مؤتمر بهذا الخصوص، كذلك وفدا من بلدة دميت، تحدث باسمه رئيس البلدية نعيم غنام، معاهدا "الاستمرار في المسيرة والوقوف الى جانب تيمور"، ووفدا من نيحا تحدث باسمه وهيب غيث والمختار الشيخ محمد ابو شقرا ونائبة رئيس البلدية راغدة ذبيان، وحسان فرحات ويوسف مزهر، أكدوا دعمهم "لانطلاقة تيمور والوفاء له"، وعماطور تحدث باسمه رئيس البلدية ذوقان عبد الصمد، معلنا التأييد لتيمور، وشحيم تحدث باسمه الشيخ اياد عبدالله، مؤكدا "ان دار المختارة ستبقى كما كانت على الدوام في خدمة الجميع، لا سيما أبناء اقليم الخروب"، ووفد نسائي من ثانوية بعقلين الرسمية ومجلس ادارتها ولجنة الاهل، ومثله من سيدات مدرسة العبادية الرسمية لمطالب تخص المدرسة، و"الاتحاد النسائي التقدمي" في رأس المتن، وتلقى سلسلة مراجعات من مجالس بلدية واختيارية عدة ومواطنين.

 

ريفي حمل حزب الله والتيار الوطني مسؤولية تعطيل عمل الحكومة

السبت 20 حزيران 2015 /وطنية - عقد وزير العدل اللواء أشرف ريفي مؤتمرا صحافيا في دارته في طرابلس، تناول فيه أبرز المستجدات والتطورات على الساحتين الداخلية والإقليمية، واستهله قائلا: "بالأمس قمت بجولة على أسواق طرابلس الداخلية التجارية، فهي تشكل جزءا من المدينة الأثرية التاريخية وكانت الحركة فيها طبيعية والناس يعيشون حياتهم غير مبالين لما كتب في بعض وسائل الإعلام عن إمكانية اهتزاز الوضع الأمني أو الاستقرار". أضاف: "أقول للجميع طرابلس آمنة كبقية المناطق اللبنانية، ولا صحة بتاتا لما كتب أو نشر. لقد طوت المدينة هذه الصفحة السوداء، واستفاقت ورمت خلفها هذا الكابوس الأسود وإلى غير رجعة بإذن الله. لقد تآمر بعض من كان في مواقع السلطة السياسية وفي المواقع الأمنية على خيار المدينة السياسي، انتهت هذه المرحلة ولن تعود، أهل طرابلس يحددون خيارهم الحر ولا يستطيع أحد أن يفرض عليهم خيارا لا يريدونه. فخيار طرابلس أن تكون جزءا من لبنان وأن تعيش تحت كنف الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، وفي مقدمها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والمؤسسات الأمنية والمدنية الشرعية. خيار طرابلس أن تكون واحة للأمن والاستقرار والعيش المشترك الإسلامي والمسيحي. خيار طرابلس أن تكون مدينة للعلم والعلماء والإبداع والاعتدال وأن يعيش مسلموها كمسيحييها عيشة مشتركة واحدة، لا فرق فيها بين سني وشيعي ودرزي وعلوي. خيار طرابلس أن تعمل لتحريك الدورة الاقتصادية ليخرج فقراؤها من فقرهم وأن تجد فرص العمل المطلوبة للعاطلين عن العمل".

وتابع: "أطمئن الجميع أن طرابلس آمنة ومستقرة، ولا صحة بتاتا كما وزعت بعض الغرف السوداء، ولذلك أدعو جميع اللبنانيين والشماليين خاصة، لزيارة المدينة فهي العاصمة الثانية لهذا الوطن، وهي منفتحة على جميع أبنائه ولجميع أبنائه. ويشكل هذا الشهر الفضيل، أعاده الله على اللبنانيين وعلى المسلمين خاصة بالخير والبركة، موسما لتجارة المدينة وهم يراهنون عليه لتعويض خسائرهم السابقة، ونحن سنعمل بكل ما أوتينا من طاقة وقدرة على إنجاح هذا الموسم، وهذا واجب علينا وحق لأهل طرابلس".

وقال: "منذ أيام أصيب الطفل منير حزينة برصاصة طائشة في رأسه نتيجة إقدام بعض حملة السلاح على إطلاق النار العشوائي أثناء عملية تشييع أحد مقاتلي حزب الله. يوم أمس فجع اللبنانيون بوفاة هذا الطفل الملاك، لقد هزتنا هذه الوفاة، وقتل هذا الطفل مظلوما ورغم هول الجريمة غادر الحياة وهو مبتسم". إننا نتقدم من والد مازن ووالدته وشقيقته بأحر العزاء ونقول لهم أن لهم في لبنان دما بريئا سقط في غير موقعه، إنه ثمن إضافي تدفعونه معنا لظاهرة أدمت قلوب اللبنانيين، وهي ناتجة عن تفلت السلاح غير الشرعي من رقابة الدولة اللبنانية وسيطرتها، نتوجه إلى عائلته بعزائنا الكبير راجين الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جنانه". إن وفاة هذا الطفل، الذي حمله أهله من المعارك إلى لبنان آملا في حمايته، يلزمنا أن نتخذ الإجراءات الجادة لمعاقبة الجاني كائنا من يكون، وأن نبحث جديا في إيجاد السبل الناجحة للتخلص من ظاهرة إطلاق النار العشوائي بشكل نهائي. وقد أوعزت إلى السلطة القضائية المختصة لكشف الفاعلين وملاحقتهم".

واردف: "لا يخفى على أحد صراحة المرحلة التي يمر فيها لبنان، نتيجة تطورات المنطقة والتطورات الداخلية، موقع الرئاسة شاغر منذ أكثر من سنة، المجلس النيابي أي السلطة الاشتراعية شبه معطلة، الحكومة وهي السلطة التنفيذية كانت تعمل بوتيرة مقبولة إلا أنها ومنذ أسبوعين عطلت. وفي ظل هذا المسار المدمر الذي ينقل التعطيل والدمار من موقع إلى آخر، في ظل هذا المسار المدمر الذي تنتهجه بعض القوى السياسية في استعادة لسلوك معهود لديها في تعطيل المؤسسات الدستورية الواحدة تلو الأخرى، لا بد من طرح الأمور والحقائق كما هي أمام الرأي العام اللبناني ليتحمل كل منا مسؤوليته".

وتابع: "يكاد هذا التعطيل المتمادي أن يطبق على آخر ما تبقى من انتظام لعمل المؤسسات، وهو يهدد مصالح اللبنانيين الحيوية ومصير لبنان.إن هذا التعطيل الذي يقوم به "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر"، بالتكافل والتضامن هو مغامرة خطيرة، توازي بخطورتها ونتائجها السلبية مغامرة قتال "حزب الله" في سوريا، لا بل إنه يكملها".

وشدد ريفي على أن "حزب الله قد ضرب مصالح اللبنانيين عرض الحائط من خلال ادعائه حقوق فئة من اللبنانيين"، مؤكدا أن "هذا الادعاء مرفوض إذ لا تجزئة لحقوق المواطنين اللبنانيين على أساس انتمائهم الطائفي".

وأضاف: "لقد تسبب هذا الفريق منذ أكثر من سنة بالفراغ الرئاسي تحقيقا لشهوة السلطة عند البعض، وتنفيذا لمشروع مدمر للبنان لدى البعض الآخر. يكرر هذا الفريق اليوم السلوك نفسه في تعطيل الحكومة، وهو يتحمل أمام الله وأمام الوطن وأمام اللبنانيين مسؤولية ارتكاب جريمة موصوفة تهدد الدولة ومؤسساتها. لذلك نتوجه بكل محبة وتقدير لدولة الرئيس تمام سلام، إلى الدعوة سريعا لعقد جلسة لمجلس الوزراء كي نحافظ على الدولة والمؤسسات. فالتعطيل يكاد يحدث حالة شلل كاملة ويكاد ينقل الدولة إلى حالة موت سريري وهذا ما نرفضه قطعا ويرفضه كافة اللبنانيين الذين يعملون لمصلحة وطنهم".

وأشار إلى أنه "لا يسعنا في هذه اللحظات إلا أن نستذكر رجالنا الكبار، الذين لعبوا دورا تاريخيا في إنقاذ لبنان يوم كان يمر بلحظات حرجة داخليا وإقليميا أو دوليا. ولا نخال الرئيس تمام ابن البيت السياسي العريق، إلا واحدا من هؤلاء. ونحن على ثقة أن دولته سيتخذ القرار التاريخي للحفاظ على الدولة ومؤسساتها في مواجهة من يريد إسقاطها".

ورأى ريفي أن "ما يجري في المنطقة عامة وما يجري في سوريا خاصة يحتم علينا أن نحصن لبنان لحمايته من التداعيات السلبية التي يمكن أن ترتد عليه نتيجة أي تطور دراماتيكي في سوريا، فالنظام فيها بات يترنح وسقوطه بات أقرب من أي وقت مضى. وتبعا لذلك لا خيار أمامنا إلا الاستعداد لحماية لبنان وهذا لا يتم إلا بالاتفاق على خطة وطنية يشارك فيها كافة اللبنانيين لحماية الوطن. إننا نرى أن هناك ضرورة للاستعجال بدعوة الحكومة للاجتماع، وهناك ضرورة لاجتماع مجلس الدفاع الأعلى ولو حصل تحت مسمى آخر. هناك ضرورة لتفعيل وزيادة الاجتماعات اللبنانية - اللبنانية، لاستدراك ما يمكن أن يحصل (اجتماعات الحوار)، وفوق ذلك، هناك ضرورة قصوى للاستعجال بانتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الشغور الرئاسي الذي يعتبر جريمة بحق الوطن وبحق الشراكة الوطنية".

وقال: "على حزب الله أن يتخذ القرار التاريخي للخروج من سوريا قبل فوات الأوان. كفى مكابرة، كفى أخطاء استرايتيجية، كفى ضحايا مجانيين يسقطون في غير موقعهم. علينا أن نحصن وطننا بمظلات أمانٍ سياسية وعسكرية وأمنية واجتماعية واقتصادية، وبأسوار دفاع على الحدود يقوم بها الجيش اللبناني وحده وبمؤازرة الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية الشرعية فقط. هذا ما وددت أن أصارح به اللبنانيين، خاصة بعد وفاة الطفل حزينة الذي سقط صريعا في غير موقعه، ومع الوضع العام، خاصة المستجدات الحاصلة حولنا في الوضع السوري الداخلي". وردا على سؤال أجاب: "ليس هناك خوف كبير من انفجار الوضع الداخلي اللبناني، هناك قرار إقليمي ودولي لحماية لبنان من النار السورية، هناك توافق وتلاقي مصالح لبنانية لحماية لبنان. إنما هناك لحظات تاريخية دقيقة جدا وهي قرب التطورات الدراماتيكية في سوريا، هناك كلام كثير على أن القدرة العسكرية السورية قد تلاشت، والقدرة الاقتصادية السورية ضعفت، وعلينا أن نتحصن للحظة سقوط سوريا، علينا أن نتوقع لما يحصل في اليوم التالي لسقوط النظام. لذلك أدعو الجميع لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتحمل كل منا مسؤوليته لحماية الوطن من تداعيات هذه اللحظة". وعن المخاوف من تدفق النزوح السوري وتسرب مسلحين من سوريا إلى لبنان قال: "لقد دعوت الحكومة لاجتماع فيما يخص هذا الموضوع، ودعوت أيضا لاجتماع لما يسمى مجلس الدفاع الأعلى، ولو سميناه احتراما لمشاعر البعض لنقرر ناحية تداعيات سقوط النظام السوري، من موجات نزوح إضافية ومسلحين وتوترات أمنية. أنا على ثقة تامة أن لدينا القدرة العسكرية والأمنية لاستيعاب والحؤول دون تفاقم هذه الأزمات".

وردا على سؤال أجاب: "علينا أن نتخذ عبرا من التاريخ، لطالما سمعنا عن الجدل البيزنطي. كان البيزنطيون يتشاورون إن كانت الملائكة إناثا أم ذكورا، وكان العدو يحيط ويطوق بيزنطيا. آسف أن أقول أن يومها سقطت بيزنطيا، يجب علينا أن لا نعيد نفس التجربة فيما حصل بهذه الواقعة. علينا أن نتعالى عن خلافاتنا السياسية والإقليمية كذلك الأمر، وأن نتكاتف لحفظ لبنان وصونه. تاريخيا كنا نعيش سوية، قرارنا الحالي والمستقبلي أن نعيش سوية، لا خيار أمامنا إلا التكاتف وحماية الوطن وإلا سندفع الثمن جميعنا".

 

لان التشـريع معطل وتصنيف الارهاب غيـر محـدد ولبنان يتمنى التريث في انشاء القوة العربية المشتركة

المركزية- تقول مصادر سياسية مطلعة على التفاصيل المتصلة بامكان انضمام لبنان الى القوة العربية المشتركة لمواجهة الارهاب لـ"المركزية" ان الشلل الذي اصاب المؤسسة التشريعية، على علله وتداعياته البالغة السلبية شكل مخرجا لأزمة كان يمكن ان تتورط فيها الساحة اللبنانية وتزيد من الانقسام العمودي بين مختلف القوى السياسية وحتى بين بعض هذه القوى والسلطة الرسمية في ما لو كان اقرار القوانين متاحا. ذلك ان الملاحظات التي رفعتها وزارة الخارجية اللبنانية حول المشروع الذي أقرته القمة العربية في شرم الشيخ، في 28 و29 آذار الماضي وركزت في شكل اساسي على عدم تعريف الارهاب الذي ستنشأ القوة لمواجهته، باعتبار انه يمكن ان يكون بابا للتدخل في شؤون الدول، ولئن لم يؤخذ بها، بحيث أقرّ رؤساء الأركان العرب في اجتماعهم في القاهرة في 22 نيسان و24 أيار الماضيين المشروع من دونها، الا انها شكلت مؤشرا الى صراع باطني قد يكون عامل تفجير اضافيا داخل الحكومة السلامية هي راهنا في غنى عنه على قاعدة " اللي فيا مكفيا". وما يزيد الطين بلة ان التقرير السنوي لوزارة الخارجية الاميركية عن الارهاب في العالم صنف حزب الله في خانة ابرز التنظيمات الارهابية وكرر"الموقف الاميركي من ان الحزب الذي يحصل على دعم هام من ايران، لا يزال التنظيم الارهابي الابرز والاقوى في لبنان، حيث يحظى بدعم شعبي في اوساط اللبنانيين الشيعة، ومن بعض المسيحيين". وأشار الى ان "حزب الله يواصل نشاطاته كميليشيا مسلحة خارج سيطرة الدولة وكلاعب سياسي قوي قادر على عرقلة او اسقاط الحكومة اذا شاء". وتبعا لذلك، توضح المصادر ان بعض الدول الذي يدور في الفلك الاميركي، قد يصنف الحزب من ضمن التنظيمات الارهابية ويعتبره يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي" وهو ما لن ترضى به لا قيادة الحزب ولا وزارة الخارجية اللبنانية التي طلبت إضافة فقرة الى المشروع تعتمد الصيغة الحرفية في نص الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب، اي انه " كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به...يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس"، مع التأكيد انه"لا تعد جريمة، حالات الكفاح بمختلف الوسائل، بما في ذلك الكفاح المسلح، ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقرير المصير". ومع ان لبنان اعطى موافقة مبدئية على الانضمام لما له من فوائد على مستوى حمايته وتأمين سلامة اراضيه من اي أخطار قد تتهدده خصوصا انه من أكثر الدول العربية الممكن ان تتعرض للاستهداف بفعل تواجد منظمات ارهابية على حدوده، وتعقد للغاية اجتماعات عمل في السراي الحكومي بعيدا من الاضواء لدرس الخطوة، فان هذه الموافقة تبقى مشروطة ومقيدة ما دامت تحتاج الى موافقة مجلس الوزراء حيث سيكون مصيرها الرفض الحتمي اذا لم يؤخذ بملاحظات "الخارجية". وعند هذه النقطة تقول المصادر، وتلافيا للوصول اليها في الظرف الراهن، فان غياب التشريع باعتبار ان الانضمام يوجب قوانين خاصة من مجلس النواب كونه اتفاقاً عربياً متعدد الأطراف، شكل مركب النجاة من ملف خلافي جديد وفصول سجالية تبدو الساحة الداخلية احوج ما تكون اليوم الى الابتعاد عنها، بحيث وجدت السلطة المعنية ما يبرر تمنيهاعلى امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، منح لبنان فترة سماح حتى تستقيم الامور الدستورية والتشريعية لتوفير ظروف صدور قرار الانضمام الى هذه القوة بما يوجب من التزامات مالية، وحتى ذلك الحين، تختم المصادر، قد يخلق الله ما لا تعلمون".

 

سلام صبور وحكيم لكنه لن ينتظر الى ما لا نهاية"/حناوي: ما يقوم به البعض عملية تدميـر للجيش

المركزية- بين من يقول ان مجلس الوزراء سيعود للاجتماع في الأسابيع المقبلة، ومن يرجح ان عطلته القسرية ستستمر الى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر، ثابتة واحدة: التعطيل مستمر ومصالح الناس الحياتية والاقتصادية والزراعية والصناعية والتربوية معلقة، والهبات الاوروبية والدولية للبنان مهددة. من هنا، بدأ بعض القطاعات الحيوية يرفع الصوت محذرا من الأسوأ، كما تحرك الدبلوماسيون لدى عدد من الوزراء، مطالبين بتفعيل عمل الحكومة والا فان مساعدات بلدانهم المخصصة للبنان ستضيع.

في غضون ذلك، تستمر الاتصالات لايجاد حل، حسب ما يؤكده وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ"المركزية"، الذي يرى ان "التعطيل الممارس اليوم ليس واردا في اي قاموس او دستور، وهدفه تحقيق مصالح خاصة وفئوية"، مضيفا "رئيس الحكومة تمام سلام صبور وحكيم وينتظر نتائج اتصالات يتولاها في شكل خاص رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لتقريب وجهات النظر وايجاد مخرج للازمة الحالية". وقال "لرئيس الحكومة واجبات دستورية ووطنية، الوطنية تقول ان ينتظر الاتصالات علها تثمر حلحلة، لكن هل ينتظر الى ما لا نهاية؟ لا اظن"، مضيفا "من صلاحيات رئيس الحكومة الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء وتحديد جدول اعمالها. وعند توافر نصاب الثلثين تكون الجلسة دستورية وحضور المكونات الطائفية يؤمن الميثاقية، فتنعقد حينها بشكل طبيعي ".

هل يستمر التعطيل الى ما بعد شهر رمضان؟ أجاب حناوي "من لا تهمه مصالح الناس، ويريد تأمين مصالحه الشخصية والعائلية، لا يؤثر فيه استمرار التعطيل الى ما بعد رمضان، لكن مصالح الناس تهمنا نحن ولذا نريد جلسة في اسرع وقت، مصلحة المزارعين والصناعيين وانتاجهم المتوقف بسبب اقفال المعابر الحدودية يهمنا، وكانت "ايدال" كلفت درس هذا الوضع والعودة الى مجلس الوزراء لدعم النقل البحري، لكنهم لم يوافقوا على طرح الموضوع في الجلسة الماضية، واليوم يرفضون اي بند غير التعيينات. فحرام تعطيل مصالح الناس واضاعة الهبات. من دون ان ننسى الانذار الذي وجهه وزير المالية عن رواتب موظفي القطاع العام"، وتابع "يقولون ان جلسة خاصة لبحث هذه المواضيع قد تعقد، ونحن نقول ليفعلوا ما يريدون شرط تيسير شؤون الناس". وعن قول "التيار الوطني الحر" انه يريد جلسة حكومية شرط وضع المجلس يده على التعيينات الامنية، رأى حناوي ان "مبرراتهم لا يقبلها لا عقل و لا منطق. لا يريدون الا بند التعيينات وقائد الجيش وتعيين العميد شامل روكز، ونحن نقول لهم ارفعوا ايديكم عن الجيش، ما تفعلونه عملية تدمير للمؤسسة العسكرية، فلم يسبق ان طالب تيار سياسي عبر تاريخ لبنان كله، بتعيين قائد محدد للجيش؟ اذهبوا الى الطرق القانونية، القضية تطرح في وقتها، فما الجريمة التي ارتكبها قائد الجيش جان قهوجي"؟ مضيفا "عند الاستحقاق، يقوم وزير الدفاع بوظيفته، يطرح الاسم او الملف على المجلس، لكن اذا لم يحصل توافق، فماذا يفعل؟! وتابع "هل يعقل تعيين قائد جيش قبل الانتخابات الرئاسية؟ لينزلوا الى البرلمان وينتخبوا رئيسا بدل ان يقاطعوا الجلسات، فالرئاسة تشكل الممر الوحيد لحل كل الملفات العالقة اليوم".

 

 قبيسي: الحوار هو الحل والوطن لا يصان الا بتلاحم ابنائه

المركزية- أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي ان "المؤامرات التي تجري من حولنا في المنطقة تستدعي بعض التنازلات لنحفظ لبنان ونتمكن من انقاذ هذا الوطن"، مضيفا "من يخطط للمؤامرة في منطقة الشرق الاوسط يريد ايصال هذه المؤامرة الى لبنان، بعض التنازلات ولغة الحوار التي أكد عليها الرئيس نبيه بري هي لنصل الى واقع ننجز فيه استحقاقاتنا ومنها انتخاب رئيس للجمهورية وتسهيل عمل الحكومة واعادة المجلس النيابي الى العمل". وقال قبيسي خلال تمثيله بري في احتفال في النبطية، "مع الاسف هناك من يعمل على تشويه صورة الاسلام من خلال ربيع عربي وفوضى خلاقة مدعومة بارهاب قائم على قطع الرؤوس وشق الصدور وتفجير السيارات المفخخة في ساحات المدن العربية لضرب الاستقرار في منطقتنا والحياة والعيش المشترك القائم في منطقة الشرق الاوسط، منذ الرسول الاكرم عاشت كل الاديان بمحبة وسلام في منطقتنا، المؤامرة في هذه الايام تستهدف تشويه دين الاسلام، والامر الاخر تشويه صورة الممانعة والصمود حيث انطلق الامام الصدر في المقاومة لتحرير الارض، تلك المقاومة التي هزمت اسرائيل، الوصول الى الحرية والديموقراطية لا يكون بحد السيف والسيارات المفخخة، نعم هو تشويه للدين والثقافة المقاومة والممانعة التي ادت الى انتصارنا على العدو الصهيوني". واردف "نعمل بقيادة حكيمة هي قيادة الرئيس بري على مواجهة كل المؤامرات، لذلك في لبنان نسعى الى حل الامور بالتلاقي والحوار والمحبة والتواصل مع كل اطياف الوطن اللبناني، هذا الوطن المهدد بان تستدرج الفتنة اليه، وان يصل الارهاب اليه عن اكثر من طريق، نقول لا يمكن ان يصان الوطن الا بتلاحم ابنائه ووحدة بنيه، وهو قول الامام الصدر: "ان افضل وجوه الحرب مع اسرائيل هي الوحدة الوطنية الداخلية"، والوحدة الوطنية الداخلية تصلح لمواجهة كل المؤامرات في لبنان وسوريا والعراق واليمن، سندافع بكل ما اوتينا من قوة عن ثوابتنا وعن وطننا وعن وحدة شعبنا ونريد لهذا الوطن الذي تحرر من العدو الصهيوني ان يبقى عزيزا كريما يحافظ على العيش المشترك وعلى وحدة الكلمة".

 

"فاينانشال تايمز": دروز سوريا يخشون الاضطهاد الديني ومناشـدة للحكومـة الاسـرائيلية بالتـدخل لنجدتهـم

المركزية- اشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" في مقال لجون ريد نشر بعنوان " الدروز يناشدون إسرائيل في شأن ابناء دينهم في سوريا" الى انه "يمكن للأقلية الدرزية في إسرائيل ان تتابع من اعلى مرتفعات الجولان بلدة حضر السورية ذات الأغلبية الدرزية التي يحاصرها الجهاديون، وعلى بعد مئات الأمتار فقط يمكن سماع اصوات طلقات مدفعية متفرقة"، لافتة الى ان "حضر آخر بلدة درزية ما زالت في ايدي الحكومة السورية على طول خط وقف إطلاق النار في الجولان ويحاصرها مسلحون من "جبهة النصرة"، الجماعة ذات الصلة بالقاعدة".

واوضحت الصحيفة ان "الدروز كانوا عادة يتمتعون بحماية الجيش السوري، لكن مع تراجع سطوة النظام، يخشى الكثيرون ان يتعرضوا لاضطهاد ديني عنيف، كالاضطهاد الذي تعرّض له المسيحيون والأيزيديون على يد تنظيم الدولة الإسلامية. وتزايدت هذه المخاوف في العاشر من حزيران عندما قتلت "جبهة النصرة" 20 درزيا في قرية شمال شرقي سوريا"، مشيرة الى ان "القلق على مصير الدروز في سوريا ادى إلى تدفق تعاطف الدروز في إسرائيل، والذين يقدر عددهم بنحو 130 الفا ويتركزون في الجولان والجليل، وناشد الكثير منهم الحكومة الاسرائيلية التدخل لنجدة المحاصرين". وشددت الصحيفة على ان "اي إبداء للتعاطف من جانب إسرائيل يضعها في مأزق، فالسياسة الإسرائيلية الرسمية إزاء الصراع في سوريا هي الحياد، واي إجراء تتخذه قد يصبّ في مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد او حليفه "حزب الله"، الخصم اللدود لإسرائيل". واعتبرت "فاينانشال تايمز" ان "تدخل دروز الجليل في الاحتجاجات هذا الأسبوع يزيد من الضغط على حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لأن دروز إسرائيل، على النقيض من دروز الجولان، يخدمون في الجيش الإسرائيلي ويمكنهم ممارسة ضغوط داخل إسرائيل".

 

"الأنباء": السويداء محكومة "حياتياً" بالنظام السوري

المركزية- كشفت مصادر الحزب "التقدمي الاشتراكي" لصحيفة "الأنباء" الكويتية ان "السويداء محكومة بإمداداتها الغذائية والمائية والكهربائية وبمختلف عناصر الطاقة، بإدارة النظام في دمشق مباشرة، وان رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط عرض هذه الأمور الحيوية في عمان، في معرض البحث عن ممر حياتي الى هذه المحافظة في حال قطع النظام عنها كل هذه الإمدادات".

 

"هآرتس": تغييرات خطيرة في الجولان واسـرائيل قـد تتدخل فـي سـوريا

المركزية- اشارت صحيفة "هآرتس" نقلا عن مصادر إسرائيلية مطلعة، إلى ان "تغييراً خطيراً قد يطرأ على المشهد السوري على الحدود خلال الساعات المقبلة"، لافتة إلى ان "الأمر قد يدفع بإسرائيل لاتخاذ قرار فوري بالتدخل المباشر في الشأن السوري".

واشار مراسل الصحيفة الى محاولات من بعض الفئات او المجموعات التي تسعى إلى تمكين الوجود الإسرائيلي في منطقة الجولان، وان هناك محاولات لتفتيت الجيش السوري، لكنه تمكن من إبقاء سيطرته على بعض المواقع الاستراتيجية ومنها التلال الحمر– الجسر البري الاستراتيجي، والتي يحاول تنظيم "جبهة النصرة" السيطرة عليها لكي يمدد نفوذه إلى منطقة القلمون، واضاف المراسل الى مخطط لاستغلال ورقة الأقليات، في إظهار ان إسرائيل تحمي الأقليات بهدف استهداف طائفة الموحدين الدروز".

 

الهدنة في "عين الحلوة" هشّة وتعاظم نفوذ الاسلاميين لا يطمئن والقوة الامنية ترفع عديدها وتنسق خطواتها مع الجيش اللبـناني

المركزية- "نار تحت الرماد" هذا هو الوضع في مخيم عين الحلوة، بعد الاشتباكات الاخيرة التي دارت في حي طيطبا بين مجموعات تابعة للعميد المفصول من فتح محمود عيسى "اللينو" والتي تطلق على نفسها التيار الاصلاحي في فتح وتتبع مباشرة للعميد محمد دحلان المفصول هو الاخر من فتح، وبين جماعة جند الشام بقيادة بلال بدر والتي خرجت عن صمتها ووزعت بيانا في المخيم اعتبرت فيه ان جماعة فتح اعتدت على عناصرها فما كان منها الا الرد. من جهتها، أعربت مصادر فلسطينية مطلعة عبر "المركزية" عن خشيتها من تعاظم قوة الاسلاميين المتشددين الذين باتوا يسيطرون على 6 احياء في المخيم امام تراجع القوى الاخرى، مشيرة الى ان الاسلاميين الذين انخرطوا في ما يسمى "الشباب المسلم" تلقوا تجهيزات عسكرية وهم على اعلى مستوى من التدريب القتالي ويخططون للاستيلاء على المخيم في اي لحظة تندلع فيها اشتباكات على ارضه، من هنا تتوقع عودة الاشتباكات طالما ان وقف اطلاق النار هش وليس من قوة تدعمه او تتبناه لبنانية او فلسطينية بل جاء بناء لمناشدة اهالي المخيم الذين تضرروا او اصيبوا في الاشتباكات... من جهته وضع الجيش اللبناني المخيم تحت الرقابة واتخذ اجراءات مشددة في محيطه وفي منطقة التعمير اقتضتها المرحلة الحالية خوفاً من تمدد انشطة الجماعات الارهابية المشبوهة الى جوار عين الحلوة.

في غضون ذلك، انتهى الاجتماع الفلسطيني الطارئ الذي ترأسه قائد الامن الوطني الفلسطيني في اللواء صبحي ابو عرب في مقر القوة الامنية المشتركة وبمشاركة كافة القوى، الى تأكيد دورالقوة الامنية المشتركة في حفظ الامن والاستقرار في المخيم ودعمها وتعزيزها، فضلا عن الاتفاق على تشكيل لجنة لاحصاء الاضرار التي نجمت عن الاشتباك الذي وقع في "حي طيطبا" لدراسة امكانية التعويض عليهم. أبو عرب: وفي السياق، قال ابو عرب لـ"المركزية"، "اتخذنا جملة تدابير من شأنها اعادة الهدوء والاستقرار الى المخيم وتحصينه من اي فتنة، ومن هذه الاجراءات ما هو سري، اضافة الى زيادة عديد القوة الامنية وتفعيل دورها كي تتصدى لكل الحالات الشاذة والطارئة على ان تأخذ دورها مجددا في حماية المخيم واهله ومنع العبث بأمنه واستقراره، مشيرا الى ان هناك تنسيقا دائما مع الجيش اللبناني في اي خطوة نتخذها للحفاظ على امن المخيم وجواره". وفي شأن فلسطيني آخر، علمت "المركزية" ان اجتماعا عقد في منزل الأمين العام لحركة أنصار الله جمال سليمان في مخيم المية ومية بمشاركة ممثلين عن حركة فتح وحماس من أجل معالجة مشكلة انسحاب عناصر حركة فتح من القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في المخيم. وذكرت مصادر فلسطينية أن الوضع طبيعي في المخيم ولا يوجد أي استنفار مسلح خلافا لما يشاع وان الأمور تتجه نحو حل الخلاف. وذكر مصدر في القوة الامنية المشتركة في المية ومية ان عمل هذه القوة لم يتأثر بإنسحاب عناصر حركة فتح وهي تقوم بدورها، مؤكدا ان الامور ستعود الى طبيعتها خصوصا ان سبب انسحاب الحركة ليس عمل هذه القوة الامنية بل خلافات مالية.

 

اعطونا نصف إمكاناتكم نجمع مليون شيعي

 محمد الحسيني/جنوبية/السبت، 20 يونيو 2015  

يخاف حزب الله وانصاره من أي رأي مغاير لرأيهم. فمنذ يومين وقفت مجموعة من الأحرار وقفة سلمية رفضاً للقتال الذي يشنه الحزب في سوريا بإسم الطائفة. إعلام الحزب تهجم على هؤلاء ساخراً من قلة العدد، لكن بين المعترضين و «جمهور المقاومة» هناك فرق... فرق بالإمكانيات المادية التي يشتري بها حزب الله كل شيء.  شهد التجمع الذي أقامه عدد من الشخصيات المدنية الشيعية في ساحة رياض الصلح في بيروت يوم الأربعاء الماضي جملة تعليقات ومواقف، وسخّرت الماكينة الإعلامية الممانعة والتابعة لحزب الله تحديدا بعض عناصرها وأقلامها كعادتها لكيل السباب والشتائم تحت مسميات وعناوين مختلفة . موقع العهد الإخباري ترك شؤون الأمة وشجونها وشؤون الحزب ومصائبه ليتحدث عبر أحد المستكتبين لديه، أصحاب الأقلام المسبقة الدفع ليشن هجوما على هذا التجمع وهذه الشخصيات بطريقة ساخرة مبتذلة تفتقد لأدنى مقومات المهنية الإعلامية والصحفية. أخذ الكاتب على هذا التحرك قلة العدد، ساخرا من التجمع المذكور وأهدافه وغاياته على جري عادتهم في التشهير والانتقام والتخوين والتهم الجاهزة، ومقارنا بين العدد الذي لبى دعوة هذه الشخصيات وبين ما أسماه “جمهور المقاومة ” دون التطرق إلى الإمكانات المحدودة جدا التي يملكها هؤلاء والإمكانات الهائلة التي يملكها حزب الله.

إمكانات محدودة جدا، لكنها رؤية سياسية واسعة وحالة اعتراض سياسية سلمية على سياسات حزب الله التدميرية بحق الوطن والطائفة، إمكانات محدودة جدا، استطاعات أن تقول كلمتها في زمن الترهيب الذي يعتمده حزب الله ضد معارضيه ومخالفيه في الرأي، وفي زمن التخوين الذي يلجأ إليه عندما يستشعر علو الصوت ويسمع صدى الإعتراض. إمكانات محدودة جدا، قالت كلمتها بكل جرأة وسلمية وسجلت اعتراضها على سياسة تكاد تخنق البلاد والعباد وتكاد تقضي على ما تبقى من آثار الطائفة الشيعية ومقدراتها ومكوناتها الاجتماعية والدينية والسياسية والثقافية. إن الإمكانات المادية الهائلة المتوفرة لحزب الله تستطيع أن تصنع جمهورا تحت مسميات مختلفة ومنها “جمهور المقاومة “إلا أنها لم تبن دولة ولم تستطع تقديم الحلول الملائمة لمشاكلنا الأقتصادية والإجتماعية والتربوية والصحية، كل همها ثقافة الحرب والقتل وثقافة “الإستشهاد” ليس في لبنان وحسب بل على مساحة الوطن العربي عموما، وثقافة الإستشهاد على قداستها إلا أنها ليست هدفا لا في الدين ولا في الإسلام ولا في تعاليم الطائفة الشيعية ومعتقداتها. إن الإمكانات الضخمة التي يمتلكها حزب الله تستطيع شراء وطن يرزح تحت نير الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، وتستطيع شراء شعب بكاملة يرزح تحت نير البطالة والفقر والتشرد والبحث عن لقمة العيش، وهكذا يستقطب حزب الله ما يسميه “جمهور المقاومة” قياسا على نسبة الحضور في التجمع الذي أشرنا إليه آنفا.

إن هذه الإمكانات لو قدرت لهذه الشخصيات الشيعية التي قادت هذا التحرك الجريء لاستطاعت أن تجمع مليون شيعي ومليون اعتراض على حزب الله وسياساته وممارساته وأفعاله، ولاستطاعت أيضا أن تخرج المجتمع الشيعي من أتون هذه الحروب القاتلة، ولاستطاعت أن تخرج الشباب الشيعي من دوامة القتل تحت مسمى الإستشهاد لا سيما وأن الغالبية العظمى من هؤلاء الشباب إنما تنتسب لحزب الله لقاء بدلات مادية لا يمكنها الحصول عليها من خلال فرص عمل أخرى، في وطن يشكو أبناؤه وشبابه البطالة وقلة فرص العمل.

اعطونا نصف إمكاناتكم المالية والإعلامية والاجتماعية نجمع لكم مليون شيعي معارض لسياسات الحرب والقتل والتخوين والتشهير. إن هذا التجمع الذي ملأ صداه لبنان والوطن العربي، وهذه الوقفة الصادقة والجريئة في ساحة رياض الصلح، لو لم تكن ذات سطوة وصدى، لما اضطر حزب الله إلى استكتاب أصحاب الأقلام لديه، وإلى تسخير ماكينته الإعلامية وجمهوره الفيسبوكي الأرعن على مواقع التواصل الإجتماعي لكيل الشتائم والسباب على خمسين شخصية بحسب ما جاء في المقال الذي نشره موقع العهد الأخباري.

إذا خمسين شخصية وهيك..

 

رجال الدين المناهضين لحزب الله.. صنوف وطبقات

سلوى فاضل/جنوبية/السبت، 20 يونيو 2015  

من هم المناهضون لسياسة التحالف الشيعي الأقوى، وبالأخص حزب الله الذي يحكم ويدير الطائفة كفريق أول في استنتساخ لتفرّد مضى باسم الطائفة أيضا. وما هي توجهاتهم؟ وكم فئة هؤلاء؟

يتداول العديد من المراقبين مقولة التفرد بالرأي داخل الطائفة الشيعية على انها حالة وحيدة غير مسبوقة لدى الطوائف الأخرى.. من هنا قمنا بكشاف بسيط حول فئة معينة مناهضة لسياسة التفرد بالرأي هذه، وتبيّن وجود مجموعة مهمة تلعب دورا في عملية التنويع والتعددية داخل الطائفة، وان لم نتعد البحث الى الفئات والشخصيات الأخرى غير الدينية كالعلمانيين والمثقفين والشعراء والأدباء والحزبيين والأفراد والمؤسسات داخل المجتمع اللبناني.

الامام الخميني والسيد حسن نصر الله

فبسبب طابع وتركيبة حزب الله الدينية، القائمة على فكرة ولاية الفقيه المعاصرة، والتي إستنبطها الإمام الخميني لأجل تشديد الحكم الديني على المسلمين الشيعة في العالم أجمع.. كانت فكرة الحزب إحاطة نفسه برجال دين فكرة مهمة وضرورية. فعلى رأسه منذ تأسيسه حتى اليوم لم يصل الا رجل دين. ويردد العارفون بسياسة الحزب الداخلية انه لا مستقبل لما يعرف بالأمين العام “المدني”. بل يجب ان يكون رجل دين معمم.

كما سلّم حزب الله أكثر المناصب لديه في جميع مؤسساته الى رجال دين، ولو بالإشراف، ليصبغ اي عمل من أعماله السياسية بالصبغة الشرعية، وهو أمر مفروغ منه كون الحزب – رغم انه مؤسسة سياسية – الا انها وبأدبيات هذه المؤسسة لا يمكن النهل الا من المعين الديني الإسلامي بالنسبة إليه.

لكن في مقابل كل هذا الديني السياسي الحزب الالهي كان ثمة طاقم ديني آخر مختلف يقف وقفة مضادة للحزب. وهم معممون لهم مواقفهم التي لا تتطابق تماما مع سياسة الحزب بل قد تصل حد النقيض والخلاف والمناكفة.

وهؤلاء فئات وأنواع. من هذه الفئات:

فئة اولى كانت تعمل ضمن اطار الحزب وانقلبت عليه نتيجة صراعات داخلية وأبرز هؤلاء الأمين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي، والسيد علي الأمين مفتي صور وجبل عامل السابق، والشيخ حسن مشيمش، والشيخ الشهيد النائب خضر طليس، والشيخ زهير كنج..

فئة ثانية لم تنضو ضمن اطار حزب الله، بل ناكفته منذ البدايات وكان ولا يزال لها طابع المناكفات الثقافية الواقعة والتي تصب الحرية والعروبة في إطارهما، وتحت عنوان الاختلاف الفكري، ومن ابرز هؤلاء العلامة السيد محمد حسن الامين والعلامة السيد الراحل هاني فحص..

فئة ثالثة كالشيخ عباس الجوهري(نيو ليبانون)، والسيد ياسر ابراهيم، والشيخ عباس حايك، والشيخ محمد علي الحاج(ربانيون بلا حدود)، والشيخ محمد الحاج حسن(التيارالشيعي الحر)، والشيخ عبد الحسين صادق(إمام مسجد النبطية)، والشيخ حسين اسماعيل، وعدد لا بأس به من رجال الدين الفرادى والذين لا يجمعهم سوى العمل كل ضمن إطاره الخاص لمواجهة التفرد بالرأي داخل الطائفة الشيعية التي يملك زمامها كل من حركة أمل وحزب الله.. وهذه الفئة لا تملك التمويل اللازم لمواجهة حزب الله وحركة أمل ولا السلطة القادرة على فعل شيئ سوى التحرك ضمن الاطار الإعلامي.

فئة رابعة هي السيد محمد علي الحسيني (المجلس الاسلامي العربي) الذي كان عنصرا متفرغا في حزب الله وتحوّل الى رجل دين بعد وساطة من مدير مكتب الولي الفقيه الخامنئي الشيخ أسد قصير الذي فتح له الباب ليكون رجل دين معمم.. حيث قام بعد خلافه مع مسؤوليه في لبنان الى الانفصال وتأسيس المقاومة العربية الاسلامية واعلان الخلاف العلني الذي ادى به الى السجن بعد اتهامات بعلاقات مع (مجاهدي خلق) المعارضة للنظام الايراني.

فئة ثانية لم تنضو ضمن اطار حزب الله، بل ناكفته منذ البدايات وكان ولا يزال لها طابع المناكفات الثقافية الواقعة والتي تصب الحرية والعروبة في إطارهما، وتحت عنوان الاختلاف الفكري، ومن ابرز هؤلاء العلامة السيد محمد حسن الامين والعلامة السيد الراحل هاني فحص..

فئة خامسة هي الشيخ محمد حسين الحاج (المجمع الثقافي الجعفري) الذي يحاول الذي يمسك العصا من الوسط من خلال نسج علاقاته مع كل من طرفي التحالف الشيعي أي أمل وحزب الله مقابل فتح علاقات مع فريقي 14 و8 آذار تحت عنوان “تعارف الاديان” والحوار، علما ان للشيخ محمد حسين الحاج تاريخ طويل في الخلاف مع حزب الله انتهى بهدنة منذ قترة قصيرة.

ولا يمكن القول بأن هؤلاء متفقون فيما بينهم، وان كانوا غير مختلفين. وهم متفقون على الخلاف على سياسة حزب الله بشكل أساس وحركة أمل بشكل ثانوي. ويبقى الامر في صدى تحركهم قدرتهم على جذب الشيعة بشكل عام إليهم.

 

أبعد من مجرد بندقية

 حسن مراد/جنوبية/السبت، 20 يونيو 2015  

 منذ أن انتشرت صورة المسلحين الشيوعيين معلنةً عن مشاركة الحزب في الدفاع عن لبنان بوجه "الإرهاب التكفيري" والموضوع لا زال يتفاعل خاصةً مع توالي التحقيقات المكتوبة والمصورة لوسائل إعلام موالية لحزب الله. 

يخطئ من يظن أن الانتقاد والتهكم الذي ساد في أوساط اليساريين عامةً والشيوعيين السابقين خاصةً هي ردة فعلٍ مجردة من أي سياق. في الشكل قد يبدو الأمر كذلك، انما في المضمون هو انتقاد واعتراض على مسيرة الحزب السياسية منذ منتصف التسعينات.

كثيرون لم ينتسبوا تنظيمياً للحزب، لكن لم يمنع أن تشكل المسيرة الغنية لهذه المؤسسة العريقة حجر الزاوية في وعيهم السياسي: من المشروع السياسي الذي حمله ونضاله النقابي، إلى دوره في الحركة الوطنية، وصولاً لكونه أحد الحاضنين لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد أيلول الأسود (دون الغوص فيما عليها) واطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) التي دفعت ثمناً مضاعفاً (أولاً في مواجهة الاحتلال وثانياً للحفاظ على استقلالية قرارها ممن أصبح يعرف اليوم بمحور الممانعة) ؛ كما أن سيرة قيادات الحزب ومفكريه تركت بدورها أثراً بالغاً عليهم كاستشهاد فرج الله الحلو.

لكن الطامة الكبرى هي أن الحزب الشيوعي وصل إلى حد تبني بروباغندا حزب الله ببعدها المذهبي

بعد اتفاق الطائف، استمر الحزب الشيوعي بطرح برنامجه للإصلاح السياسي، لكن من ينظر حينها – ولو بصورة عابرة – للواقع الحزبي يتعجب كيف يمكن الجمع بين مشروعٍ تغييري ديمقراطي على المستوى الوطني، و ممارسات تنظيمية لا تمت بصلة للتعددية واحترام الآخر المختلف. فكل من عارض القيادة مطالباً بشفافية وديمقراطية على المستوى التنظيمي، وكل من طالب بمراجعة مواقف الحزب من تقييمه لعلاقة لبنان بالنظام السوري ودوره الأمني كان مصيره الفصل الذي ترافق في أحيان ليست بقليلة بافتراءات شخصية وتشهير لمجرد هذا الخلاف في مقاربة المسائل السياسية. بالمناسبة، معارضو اليوم كانوا حينها في موقع القرار الحزبي، فهم ليسوا – كما يصورون اليوم – التغييرين الديمقراطيين الفعليين، بل يتناولون أزمة الحزب وكأنها مشكلة تنظيمية بحتة، يرفضون الاعتراف أن الأزمة في جوهرها هي خيارات سياسية لا تمت بصلة إلى المفاهيم الديمقراطية، هؤلاء المعارضين لا يختلفون عن قيادة الحزب بشيء.

ان النظرة الموضوعية لأداء الحزب في السنوات العشرة الاخيرة تظهر أن المؤسسة الحزبية لم تستخلص العبر من الماضي، لم يفقه البعض حتى الساعة أن الشعوب التي لا تتمتع بالحرية تعجز عن التصدي لأي “هجمة إمبريالية أميركية صهيونية استعمارية كونية”، اجتياح العراق في العام ٢٠٠٣ كان خير دليل، ما زالوا يرفعون شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” بكل ما جنى علينا من ويلات. ليس صعباً على أي مراقب أن يدرك أن مفاهيم الديمقراطية والحريات (العامة والفردية) لم تعد في صلب أولويات الحزب، صحيحٌ أنه ينادي بنظام ديمقراطي، لكن على أرض الواقع يريده مفصلاً على قياسه حصراً، أما من لا يشاركه الرؤية السياسية فهو ليس أكثر من عميلٍ ممنوعٌ عليه التنعم “بديمقراطيته”.

وفق هذا المنطق السياسي، كان من الطبيعي أن يعادي الحزب الشيوعي الثورة السورية منذ يومها الأول. لكن، ولأن البعض يعلم في قرارة نفسه أن النظام ساقط أخلاقياً، يلجأ إلى تسويق حججٍ واهية منفصلة عن الواقع والمنطق تستهدف معارضي النظام للوصول إلى مفضالة تبرر الاصطفاف إلى جانب بشار الأسد و التقاعس الأخلاقي والسياسي عن دعم الثورة (العمالة للعدو، المال الخليجي، المؤامرة الكونية…). هي عقلية تسلطية ترفض وجود من يملك أولويات مختلفة عنهم، اولويات خاطئة ربما، لكنها مبنية على مقاربة سياسية أخرى و ليست ارتهاناً خارجياً كما يسوقون. يكفي أن تسود هذه العقلية حتى لا يكون الفرد أو المؤسسة على اقتناعٍ بالحاجة للخروج زمن الدكتاتوريات التي ارساها جمال عبد الناصر. ففي مقابلته مع جريدة الأخبار في ١١ ايار، يقول خالد حدادة فيما يخص العلاقة مع النظام السوري :” لا يوجد قطيعة معه. لا مشكلة لدينا في إيصال ملاحظاتنا”، وكأن بشار الأسد الحمل الوديع. ويتجلى هذا الأمر باللجوء لمنطق الثنائياتأي ضرورة الاختيار بين داعش والنظام السوري، الهدف منه تبرير الانحياز لبشار الأسد عبر الإصرار على رؤية سوريا كما يحلو للبعض وليس كما هي على أرض الواقع، فيصرون على إلصاق تهمة الداعشية بكل من يعارض النظام السوري.

لكن الطامة الكبرى هي أن الحزب وصل إلى حد تبني بروباغندا حزب الله ببعدها المذهبي. صحيحٌ أنه يتم اللجوء لبعض “الروتوش” لإضفاء طابع وطني على الدعاية الإلهية، لكن في الجوهر يساهم بتصوير الفتنة الطائفية وكأن مسؤول عنها السنة حصراً، من هنا الاقتراب من دعاية حزب الله إذ يعطونه صك براءة.

استمر الشيوعيون على منوالهم هذا حتى دخلوا مؤخراً المعركة العسكرية وهنا بيت القصيد.

يستحيل أن لا تكون هذه الخطوة بالتنسيق مع حزب الله، لكن بالتأكيد مهما بلغت امكانات الشيوعيين العسكرية فإنها لن تصل إلى مستوى ما راكمه حزب الله طوال سنوات من عتاد وخبرات، بالتالي الحزب ليس بحاجة لدعم عسكري من هذا النوع. هي ليست أكثر من خطوة رمزية ذات أبعاد سياسية، الهدف منها إضفاء طابع وطني على نشاط حزب الله العسكري خاصة وأن الرياح العسكرية لم تعد تهب بالكامل على هواه ما يفرض عليه انغماسا أكبر في المستنقع السوري و ما يترتب عليه من انعكاسات على الداخل اللبناني. هذا الأمر يشير إلى مأزق سياسي يعيشه حزب الله حتى يلجأ لغطاء من هذا النوع سواء من احزاب موالية له أو من مجموعات أهلية (لواء القلعة). أن يصل حزب الله إلى مرحلة يستعين فيها بالحزب الشيوعي فإنه لأمرٌ ملفت، حزب الله لم يكن يوماً بحاجة لغطاء شيوعي – سياسياً كان أو انتخابيا – رغم الإلحاح والاستماتة الشيوعية في تأدية هذه الوظيفة وتحديداً بعد العام ٢٠٠٥.

أما إذا تبنينا بروباغندا الشيوعيين التي تحاول إقناع الرأي العام بأن هذه الخطوة أتت بإرادة شيوعية بحتة فتلك مشكلة أخرى، إذ تشير إلى الحالة المتردية التي وصل إليها الواقع اللبناني بفعل حزب الله، إذ بات قدوةً لأحزاب أخرى تسعى لأن تحجز موقعاً لها في الحياة السياسية من خارج مفهوم الدولة و الحياة السياسية الطبيعية.

يستحيل أن لا تكون هذه الخطوة بالتنسيق مع حزب الله، لكن بالتأكيد مهما بلغت امكانات الشيوعيين العسكرية فإنها لن تصل إلى مستوى ما راكمه حزب الله

في الحالتين يبقى ملفتاً زج اسم جمول في المعركة؛ ليس بالضرورة أن يكون حزب الله على تنسيق إعلامي مع الشيوعيين، لكن بالتأكيد يدرك اللجوء لهذه الحجة، ما يشير إلى تآكل رصيد حزب الله كحركة مقاومة، وبات يلجأ إلى رصيد غيره للاستمرار بنشاطه العسكري. أما إذا كان الشيوعيون أصحاب المبادرة من ألفها إلى يائها، فهي تدل على حالة الترهل التي وصل إليها هذا الحزب العريق بحيث لم يعد يحيا سياسياً إلا بحمل البندقية (بالمناسبة، شتان ما بين بندقية جمول التحررية و بندقية اليوم الدونكيشوتية).

الحزب الشيوعي

باختصار الخلاف ليس على خلفية النشاط العسكري هذا، بل المقصود هي المراهقة السياسية ككل، هي الاساءة لتاريخ ليس ملك أفرادٍ بعينهم. عقلية سياسية متحجرة ومقاربة سطحية للواقع الداخلي والاقليمي هي محط انتقاد الكثيرين، وما الخطوة العسكرية الأخيرة (رغم رمزيتها) إلا عامل مفجر. لو أن الحزب كان مشبعاً بثقافة ديمقراطية لاختلفت مقاربته للأحداث السورية منذ أن اندلعت الثورة قبل أربع سنوات، و لما وصل به الحال إلى هذا المستوى من الانحطاط.

كتب يوماً أحد الأصدقاء على صفحته الخاصة: “نحنا لا نشمت بالحزب الشيوعي اللبناني بقدر ما نتحسر على ما آلت إليه حاله”.

 

صراع المثقف والسياسي

محمّد علي مقلّد/المدن/السبت 20/06/2015 

من 1953، تاريخ انتسابه إلى الحزب الشيوعي، حتى عام 1990، نشر كريم مروة كتابين الأول، عام 1974، عنوانه، كيف نواجه الأزمة؟ والثاني، عام 1985 وموضوعه المقاومة الوطنية اللبنانية. الأول تتويج لمرحلة نهوض، والثاني، دفاع مستميت عن المقاومة التي كانت تتعرض للتنكيل.

كتابان فقط في أربعين عاما، ثم حوالي عشرين كتابا في عشرين عاما.  نتاجه الفكري والسياسي صار غزيرا بعدما بدأت أزمة الحزب. ذلك أن النضال اليومي لا يوفر ظروفاً ملائمة للابداع الفكري، كما أن موجبات العمل اليومي تنحاز إلى السياسي وتكبح الجانب الثقافي والفكري فيه. السياسي يستعجل اتخاذ القرار، فيما المثقف أو المفكر يتأنى لأن همه هو البحث عن الحقيقة. المثقف يميل إلى طرح الأسئلة والتساؤلات وإثارة الاشكاليات، بينما يميل السياسي إلى تقديم الأجوبة، وأجوبته جاهزة. وفيما ينحاز المثقف للشك طريقاً إلى اليقين، ينحاز السياسي للجزم والحزم ويرى في الشك والتشكيك تخاذلا وتردداً ونقصاً في الشجاعة والاقدام.

أزمة الحزب بدأت منذ عام 1983، في وهج بطولات الشيوعيين وتحرير بيروت والجبل، لأن ما كان يريده الحزب الشيوعي من المقاومة لم تكن تريده دول القرار الاقليمي، خصوصا بعد رفضه الامتثال لقرار الانخراط في حرب المخيمات. كريم مروة المثقف استشعر بها فوضع كتابه الثالث، حوارات، وأصدره عام 1990، ، فيما السياسي الذي فيه كان يكبت هذا الشعور ويملي عليه تأجيل هذا التاريخ إلى مواعيد متلاحقة إلى 1993، ثم إلى1999، لتبلغ ذروتها، بحسب رأيه، ابتداء من عام 2000". السياسي الذي في كريم مروة لم يعترف بوجود أزمة في الحزب في الثمانينات، مع أن  شهداء الحزب  قضوا في عام 1987، ضحية جانب من جوانبها، عنيت به إصرار القيادة على التحالف مع خصوم الخندق الواحد.

التباين، بين السياسي والمثقف داخل شخص كريم مروة ، بدأ إذن في أواخر الثمانينات، ولم يكن واضحاً في حينه. المثقف شعر بالأزمة لكن السياسي حال دون كشف أسبابها الحقيقية.

في عام 1993  بدأت الكفة تميل لصالح المثقف، حين قرر كريم مروة التخلي عن مسؤولياته في القيادة الحزبية والتفرغ للكتابة. كان عاما حاسما. لم يتمكن "رسمياً" من تنفيذ قراره إلا بعد عشر سنوات، لكنه نفذه تنفيذاً عملياً حين انتصر للمثقف الذي فيه على السياسي الذي فيه، انتصرت عنده الأسئلة على الأجوبة، ثم تحولت الأسئلة إلى تساؤلات، وأخذت مداها فبدت تشكيكاً بكل شيء، بحثاً عن اليقين الضائع.

تشكيك، لكن بشهامة ونبل، فهو يشكك بكل الماضي لكنه لا يتبرأ منه. قرأ المتشددون شكه ولم يقرأوا التزامه، ولذلك أخذوا عليه ذهابه بعيدا في النقد حين حمّل لينين وماركس والثورة الاشتراكية مسؤولية الكارثة والانهيار. كما أخذوا عليه ليونته في السجال مع الفكر الاسلامي. وكان ذلك للسبب ذاته المتعلق بالتناقض بين آليات العمل السياسي التي تفترض المرونة والمهارة في استخدام المناورة ، وأليات البحث الفكري والصراع الإيديولوجي.

القطيعة المعرفية في فكر كريم مروة حصلت يوم طلق العمل السياسي بالثلاث وتفرغ للكتابة في ميدان الفكر السياسي. عندها ظهرت جرأته على نفسه وتاريخه وأخطائه وتجربته الحزبية من غير أن يتحول النقد عنده إلى تبرؤ من ماضيه الغني بالصالح والطالح. غير أن جرأته ظهرت أكثر ما ظهرت في موضوعين اثنين : نقده اللغة الخشبية التي كانت الحركة الشيوعية واليسارية ما تزال متمسكة بها رغم كل الانهيارات، ونقده تجربة الحرب الأهلية اللبنانية.

في الموضوع الثاني كان كريم أكثر جرأة وأكثر ارتباكا في آن. أكثر جرأة لأنه قرر مع قلة من قيادة الحزب القيام بقراءة نقدية شجاعة لتجربة الحرب الأهلية، متسائلاً ، "ألم يكن ممكناً أن يتجنب العقلاء... أن يفعلوا المستحيل لمنع انفجار الحرب الأهلية بتلك السرعة المذهلة، ويعملوا لمنع استمرارها بعد أن انفجرت كالبركان؟!"

أما ارتباكه فعائد إلى عبء السياسي على المثقف. كريم مروه صار يحكي عن "بلدي الخالد لبنان" وعن اليسار في "بلدي لبنان"، وعن "الوطن النهائي" مع أنه لا وجود برأيه في كوكبنا وفي الكون كله لشيئ نهائي، بعد أن كان هذا الوطن جزءا من أمة ومن أممية. تحول مطلبه من لبنان الحكم الوطني الديمقراطي الذي يفسح في المجال أمام الاشتراكية، فصار لبنان الديمقراطي فحسب، لبنان الدولة المدنية، دولة القانون والمؤسسات، لا دولة "الأفراد والعائلات والسلالات الاستبدادية".

هذه الدولة كانت موجودة بمواصفات الحد الأدنى، غير أن أحزاب التغيير والتقدم شاركت بتدميرها وتدمير الوطن من أجل الأمة. حين انتقل كريم من السياسة إلى الثقافة، سعى إلى البناء، فاقترح صيغة جديدة لبناء الوطن وصيغة جديدة لبناء اليسار. كلاهما للنقاش.

 

تسليح الجيش اللبناني: حملة حزب الله لن تعرقل الهبة السعودية

ربيع حداد/المدن/الجمعة 19/06/2015 

ينظر الجيش إلى نفسه على أنه مؤسسة مستهدفة في هذه المرحلة، في السياسة كما في الميدان، ومن قبل مجموعات مسلّحة خارج الحدود، ومن قبل نيران داخلية، إن في محاولات التشكيك بدوره وأدائه وقدرته على حماية الحدود، أو على صعيد استهدافه من قبل تيارات سياسية على خلفية تعيينات عسكرية وتوظيفها لصالح خدمات سياسية، وآخر المحاولات الهادفة إلى ضرب الجيش تأتي في سياق حملة إعلامية يقودها فريق "8 آذار"، وقد سجلت هجمات عديدة على الهبات المقدمة للجيش لا سيما هبة المملكة العربية السعودية البالغة قيمتها ثلاث مليارات دولار.

قبل أيام خرجت تقارير صحافية تحدثت عن أن الصواريخ التي حصل عليها الجيش من فرنسا بموجب الهبة السعودية، غير صالحة للإستعمال، سرعان ما أصدرت قيادة الجيش بياناً نفت فيه هذا الأمر، إلى جانب ذلك يسجّل تحفظات من قبل "حزب الله" على السلاح الأميركي المقدم للجيش، إذ لا تتوانى قيادات من داخل الحزب عن إنتقاد هذا الدعم قائلة : "كيف تدعم الولايات المتحدة الجيش اللبناني بصواريخ من نفس النوعية التي تزود بها فصائل المعارضة السورية المسلّحة؟ وكيف يدعون الدفاع عن لبنان ويمنحون من يستهدفه نفس السلاح الذي يمنحونه إلى مستهدفيه؟".

كل تلك الحملات لا تلقى أصداء في اليرزة، وليست إلّا محاولات لتشويه سمعة الجيش، ومحاولات عرقلة لحصوله على أي سلاح نوعي، وفق ما تشير مصادر متابعة لـ"المدن"، وتضيف أن هم "حزب الله" الأساس هو منع الجيش من الوصول إلى الجهوزية الكاملة للدفاع عن الأراضي اللبنانية، وذلك بهدف أن يبقى الحزب هو القوة الأبرز في البلاد.

تنفي مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ"المدن" كل هذه الإشاعات التي تطلقها جهات عديدة لاستهداف الجيش، وتقول إن الهبة السعودية تسير في طريقها الصحيح ولا يستطيع أحد عرقلتها أو تعطيلها، وتقول: "إن هذه الإتفاقية موقعة بين ثلاث دول وموثقة بشكل ان لا احد من الاطراف يمكنه وقفها من دون اعلام الطرفين الاخرين ولبنان هو احد الاطراف الثلاثة ولا يمكن تاليا اتخاذ قرار من هذا النوع من دون علمه، اضف الى ان ادبيات الدول الثلاث لا تسمح بالاقدام على عدم الالتزام بالاتفاق".

أكثر من ذلك تشير مصادر خليجية لـ"المدن" أن الهبة صادرة بموجب أمر ملكي صادر عن العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ما يعني أنها هبة ملكية، وهذا لا يمكن التراجع عنه ولا إلغاءه أياً كانت الظروف أو التغيرات.

وتأتي هذه الحملة بعد أخرى شنها المحور نفسه على السعودية، إذ سيقت إشاعات عن أن المملكة أوقفت تحويل الأموال اللازمة لتسديد أكلاف السلاح المطلوب من الجيش اللبناني، هذا الأمر تنفيه أيضاً مصادر "المدن" وتشير إلى أنه بموجب الإتفاقية الموقعة بين الأطراف الثلاثة، فإن تحويل الأموال يتم على دفعات وعند الإنتهاء من تجهيز الأسلحة التي ستحوّل إلى الجيش، أي أن تحويل الأموال هو عملية أوتوماتيكية لا يعرقلها أحد، ووفق ما تؤكد المصادر فإن المبلغ الأول الذي تم تحويله إلى شركة "أوداس" الفرنسية يبلغ 500 مليون دولار، على أن يتم تحويل مبلغ مماثل خلال الفترة المقبلة. وتؤكد مصادر "المدن" أن خطة التسليح مستمرة من دون عراقيل أو تغيير أو تبديل، لا سيما أن هناك لجنة عسكرية من الجيش متخصصة لمتابعة الموضوع، وإلى جانب السلاح الفرنسي الممول سعودياً ستأتي مساعدات أميركية للجيش أيضاً. وعلمت "المدن" أن ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، سلمان بن عبد العزيز، سيزور فرنسا في 24 من الشهر الحالي، للقاء المسؤولين الفرنسيين وسيتناول في جانب من لقاءاته مسألة تعزيز الجيش اللبناني، كما أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان سيزور الرياض وكذلك سيتم البحث في شق من المباحثات بكيفية تعزيز الجيش. هذه الزيارات والتمسك بالهبة، تقول مصادر سياسية لـ"المدن" أنها تأتي كخلاصة سعودية تعتبر أن معركتها الرابحة في لبنان تكون من خلال تعزيز الجيش لا سيما في مواجهة قدرات "حزب الله" الكبيرة، وعليه لا يمكن تغيير هذا المسار بل سيتعزز أكثر، في هذه المرحلة.

 

مخيمات عرسال باقية: العقبات كثيرة

لوسي بارسخيان/المدن/السبت 20/06/2015 

قبل أشهر قيل إن طاولة الحوار بين تيار "الممستقبل" و"حزب الله" قد حققت إنجازاً جديداً، متمثلاً بالإتفاق على نقل اللاجئين في مخيمات عرسال الى مناطق أخرى. أشهر مرت من دون أن يدخل هذا الإتفاق حيز التنفيذ، ولتندلع بعدها معارك جرود القلمون، من دون أن يقارب هذا الملف جدياً، خصوصاً أن في قوى "8 آذار" من يروج لنظرية الخوف من تسرب المسلحين الى هذه المخيمات وتحويلها الى دروع بشرية.

لا يبدو ان المسألة حاليا على جدول أولويات النقاش السياسي الداخلي، خصوصاً أن البحث عالق عند الطرح الذي قدمه وزير الداخلية نهاد المشنوق لنقل عدد من تجمعات اللاجئين من عرسال، بإنتظار موافقة الأطراف السياسية، ولا سيما "حزب الله"، على خريطة الأماكن المقترحة لنقلها في مختلف المناطق البقاعية.

ويوضح النائب عاصم عراجي لـ"المدن" ان "الرفض المبدئي على نقل مخيمات عرسال الى أماكن أخرى، جاء من قبل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لأن الأول يحتاج الى "مسمار جحا" في عرسال، ليشير إلى البلدة بشكل دائم بوصفها منطقة تأوي الإرهاب".

في المقابل، يلفت منسق تيار "المستقبل" في عرسال بكر الحجيري لـ"المدن" ان "المخيمات الموجودة في عرسال أصبحت تقريبا في الدائرة الامنية للجيش المنتشر حول عرسال ولم تعد تشكل حالة ضاغطة كالسابق"، ويؤكد أن "التيار واضح في اخضاع التعاطي مع المخيمات داخل عرسال لما يرتئيه الجيش مناسبا، وهو بالتالي ليس حارسا على المخيمات ولا يتخذ موقفا عدائيا منها"، مضيفاً: "لسنا محامي دفاع عن اي شيء افتراضي، ولا يمكننا ان ننفي انه في ظرف امني محدد يمكن ان تتحول هذه المخيمات الى بؤر أمنية تأوي الارهابيين، وبالتالي كل شيء يحتاج الى دراية ورقابة وانتباه".

ويشدد الحجيري على ان النظرة الى المخيمات تختلف من الموقع السياسي لكل جهة، معتبراً ان "اي مكان فيه فقر وظلم، من الطبيعي ان يصبح مصدر قلق في هذه الظروف، وكان يجب منذ البداية معالجة الموضوع، لأن اهماله تم عن سابق تصور وتصميم، خصوصاً أن "حزب الله" من موقعه السياسي رفض نقل المخيمات لأنه يعول عليها عسى أن تتسبب بخلل في عرسال، يستدرج الحركات الإرهابية، ما يبرر بالتالي تدخل الجيش وقصف عرسال"، ويرى أن "حزب الله يستفيد من حالة الفلتان الأمني في عرسال، وهو الأمر الذي يخدم رؤيته حول تقسيم المنطقة".

غير ان ثمة معضلة أخرى لنقل هذه المخيمات من عرسال، يكشفها أكثر من رئيس بلدية في البقاع عند التطرق إلى الموضوع، خصوصاً في ظل التخمة التي وصلت اليها القرى، السنية تحديداً، حيث أصبح عدد اللاجئين فيها أكبر من أعداد أبنائها، فيما الإنتقال الى القرى الشيعية محفوف بنظرة "عدائية"، تجاه معارضي النظام في سوريا، تفرض حذراً امنياً تجاه اي محاولة لنقل اللاجئين من عرسال الى بيئة مغايرة سياسيا، كما أن التحفظ في القرى المسيحية، مبدئي، حيث القلق دائم من "الخلل الديمغرافي"، اذا ما تحول النزوح المؤقت الى هجرة دائمة، على غرار اللجوء الفلسطيني الى لبنان.

وفي ظل هذا الواقع، يعتبر عراجي ان حل مشكلة مخيمات اللاجئين في عرسال، وتدارك الخطر الأمني الذي قد تتسبب به يكون "بإقامة المخيمات على الحدود، وهناك اراض مشتركة بين لبنان وسوريا يمكن اللجوء اليها"، شارحا أنه لدى طرح الوزير المشنوق المخيمات في إجتماع لكتلة "المستقبل" قبل أشهر، أعربتُ على صعيد شخصي كنائب البقاع عن معارضتي الشديدة لنقل نحو 30 الف لاجئ الى بر الياس التي صارت تحوي نحو 70 الف لاجئ".

ميدانيا، توقف في بر الياس العمل منذ اسابيع في مجمع جديد كان يتم تجهيزه بالبنى التحتية حكي حينها انه سيستقبل أعدادا من اللاجئين الى عرسال ويكون تابعا لمخيم قرية العودة أكبر تجمع للسوريين في البقاع  انشأه اتحاد الجمعيات الإغاثية. وبعد ان صّون وبدأ رصفه بالحجارة، منع المشرفون على المخيم من استكماله، تزامنا مع مداهمات نفذها جهاز مخابرات الجيش لمخيم قرية العودة اسفرت عن توقيف يعرب العيسى الملقب بـ"أبو جبل"، وهو مفتي في تنظيم "داعش"، ومتهم بإنشاء خلايا ارهابية في الأراضي اللبنانية.

منذ ذلك الحين، لم تلوح في أراضي البقاع أي بوادر لإنشاء تجمعات جديدة، وهو ما يعزز فرضية ان يكون نقل مخيمات عرسال مؤجل في الوقت الحالي، ما لم يتم ذلك تحت ضغط ظروف أمنية قاهرة.

 

سينودس الكنيسة الكاثوليكية اختتم أعماله وهنأ المسلمين برمضان: لنبذ العنف والسعي للحوار والاسراع في انتخاب رئيس

السبت 20 حزيران 2015

وطنية - اختتمت أعمال سينودس الكنيسة البطريركية للروم الملكيين الكاثوليك في عين تراز بليتورجيا قداس احتفل به الآباء المشاركون صباح اليوم ورفعوا الأدعية "من أجل أن يزيل الله تعالى الغيمة السوداء التي تخيم على منطقتنا راجين أن تتابع الجهود الحثيثة لإحلال السلام في المنطقة، وزيادة اللحمة والوفاق بين أبنائها المسحيين والمسلمين"، داعين الجميع إلى "التآخي والتضامن وعيش الوحدة والمحبة".

وتقدموا من المسلمين في كل البلدان العربية والعالم بالتهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، راجين أن "تعم قيم هذا العيد على جميع الفرقاء ولا سيما المتحاربين فيوقفون القتل والدمار وينشدون المحبة والسلام".

وأصدروا نداء عن "الجهود المبذولة على مستوى الكنائس شرقا وغربا، لأجل تثبيت وتوحيد تاريخ مشترك لعيد القيامة المجيدة"، ونداء آخر عن "الأزمة في سوريا وأهمية دور الكنيسة في بذل المساعي لاجل تحقيق السلام في المنطقة".

ودعوا "جميع المؤمنين إلى التشبث بأرضهم والبقاء في هذه الأرض، مهد المسيحية وأن يتعظوا بكلمات المخلص: "لا تخف أيها القطيع الصغير"، فيستمرون في شهادتهم ويكونون نورا وملحا وخميرة".

وصدر بيان أشار إلى أن "بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم غريغوريوس الثالث لحام كان افتتح عند العاشرة من قبل ظهر الإثنين الماضي أعمال السينودس في المقر البطريركي الصيفي - عين تراز بالصلاة إلى الروح القدس بمشاركة أعضاء المجمع، واستهل أعمال السينودس بكلمة نوه فيها باللقاء السنوي الذي يجمع أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك من سائر الأبرشيات "ليعملوا بوحي الروح القدس ويفكروا معا لحمل آمال جديدة إلى أبناء رعاياهم لاسيما في الأزمة الراهنة وخصوصا في سورية". وتوجه بكلمة "تشجيعية إلى أبناء كنيستنا"، مستندا فيها إلى "الرسالة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس إلى مسيحيي الشرق الأوسط، في مناسبة عيد الميلاد المجيد من السنة الماضية"، مستحضرا بعض الأفكار التي وردت فيها "خصوصا دعوة قداسته المسيحيين ليكونوا أداة حوار وصانعي سلام وسبيل مصالحة، لكونهم الكنز الأثمن بالنسبة للمنطقة". وعرض لأهم المواضيع التي سيتطرق إليها السينودس على الصعيد الروحي والإداري والقانوني والرعوي والليتورجي، معلنا أن "الموضوع الأهم سيطال وضع العائلة ومدى انعكاس واقعها على الكنيسة والمجتمع".

وقال البيان: "نوه البطريرك بالوحدة والشراكة التي تجمع بين بطاركة الشرق كافة. فهي بالغة الأهمية، وهي شهادة روحية إيجابية وذات دلالة مسكونية كبيرة في المنطقة، التي بات أبناؤها على اختلاف انتماءاتهم يتقاسمون "مسكونية الدم" على حسب تعبير قداسة البابا فرنسيس. وتطرق إلى الأوضاع المأساوية التي تعانيها بلادنا المشرقية، خصوصا سوريا والعراق، شاكرا قداسة البابا ومجمع الكنائس الشرقية والمؤسسات المسيحية المختلفة، والكاثوليكية منها بشكل خاص، على تضامنهم معنا ودعمهم لبلادنا وشعبنا، مطلقا الصوت لحث الجميع لينضموا إلى مسيرة القيامة والحياة. وختم برفع الشكر لله على إعلان قداسة راهبتين فلسطينيتين في هذا الظرف العصيب من حياتنا كمسحيين شرقيين، معتبرا ذلك بمثابة نعمة كبيرة للكنيسة والعالم العربي بالتحديد، وهما مريم يسوع المصلوب والمدعوة مريم العربية، إبنة الجليل، ومن كنيسة الروم الكاثوليك، وماري ألفونسين غطاس مؤسسة راهبات الوردية وهي من القدس ومن جذور روم كاثوليك".

أضاف: "قبل مباشرة أعمال السينودس، إستقبل الآباء في المقر البطريركي، تمثال "عذراء فاطيما" الذي يطوف به في لبنان، في زيارة تاريخية. وصلوا مع وفود المؤمنين الآتين من القرى والبلدات المجاورة، ملتمسين شفاعتها لأجل السلام في لبنان والمنطقة، ومودعين أعمال المجمع المقدس تحت حمايتها. هذا وأجرى آباء المجمع خلوة روحية، ألقى خلالها الأب الياس آغيا البولسي عظة روحية حول شخصية السيد المسيح له المجد، تعمقوا من خلالها بالصفات التي أطلقها يسوع على نفسه، والتي ينبغي أن يحياها كل راع في خدمته لأبناء رعيته.

وقال: "اتخذ سينودس هذا العام طابعا مسكونيا مميزا. فكما زار سينودسنا في العام الماضي غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، فرحنا باستقبال غبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، مع الوفد المرافق، في زيارة تاريخية إلى مجمعنا اعتبرت استكمالا للعمل المشترك والتفكير المتبادل لتقريب المسافات وتخطي العقبات لخير الكنيستين. هذا وقد سبقت هذه الزيارة، زيارة أجراها غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث مع عدد من أساقفة كنيستنا، إلى المقر البطريركي في معرة صيدنايا، إبان انعقاد سينودس كنيسة السريان الأرثوذكس".

أضاف: "كالعادة استقبل آباء السينودس السفير البابوي سيادة المطران غبريليه كاتشيا الذي شاركهم في جلسة خاصة، نقل خلالها تحيات قداسة البابا فرنسيس وبركته للمجتمعين. فبادله الآباء رفع الشكر والتحية لشخصه ومن خلاله لقداسة البابا، ومحملين إياه رسالة شراكة ومحبة، معبرين فيها عن الامتنان العميق لمواقف قداسته الداعمة والمشجعة لأبناء المنطقة، مثنين على وقوفه جنبا إلى جنب مع الإنسانية المهمشة والمعذبة، ومثمنين المبادرة التي أطلقها بشأن تحديد وتثبيت تاريخ مشترك لعيد القيامة المجيدة، ودعوا المؤمنين إلى الصلاة لأجل تحقيق هذه الأمنية الغالية على قلوب جميع المسيحيين. أما أهم المواضيع التي تناولها المجمع فكانت وضع العائلة في مجتمعنا، إذ قدم قدس الأباتي سمعان أبو عبدو، حديثا لآباء المجمع سلط فيه الضوء على التحديات الكبيرة التي تعاني منها هذه الأسرة، ومن ذلك تحدي الحب بمفهومه المسيحي، والأزمة الاقتصادية، وغياب وجود الله في حياة العائلة، والحوار المفقود بين أفراد الأسرة الواحدة، والإعداد اللازم للزواج، والإعلام والإعلان في المجتمع الاستهلاكي الذي يعيشه إنسان اليوم. وقد أكد الآباء، على ضرورة العمل على تأسيس مراكز التنشئة المسيحية في الأبرشيات والرعايا والمدارس، لتهتم بشكل خاص بالتعليم المسيحي، والعمل على إطلاق كرازة جديدة للعائلة، مشجعين على إنشاء مراكز للإصغاء تساعد العائلات على تخطي مشاكلها. وفي الإطار عينه، طالب الآباء الحكومات بالعمل الجدي على إيجاد خطط لتطوير وتحسين وضع العائلة في مجتمعاتها. وأكدوا على دور الكنيسة في مرافقة المتقدمين من سر الزواج، وضرورة التمسك بالدورات الإعدادية للزواج وإلزامية إجرائها، ومرافقة العائلات الحديثة منها، وذلك بتأسيس جماعات عيلية في الأبرشيات".

وتابع: "استعرض الآباء واقع الأبرشيات. وتوقفوا مطولا عند وضع الأبرشيات في سورية، التي تضررت كثيرا في جميع قطاعاتها، من جراء الأحداث الدامية الجارية، والتي دخلت عامها الخامس. وتداعوا إلى مد يد العون لمساعدتها على مجابهة الأزمة في مختلف وجوهها وإلى استنهاض همة أبنائنا وبذل المساعي المحلية والعالمية للمساعدة، مناشدين لذلك المجتمع الدولي وكل قادر، فردا كان أم مؤسسة، وداعين إلى الاهتمام بالنازحين الذين بلغت أعدادهم الملايين، ويعيش العدد الأكبر منهم في ظروف تفتقر إلى أدنى حدود الكرامة الإنسانية والحياتية. وفي الإطار عينه، ناقش الآباء الأزمة المقلقة المخيمة على المنطقة عامة، وأبدوا ألمهم من جراء ما يجري فيها، داعين الجميع، إلى الاهتمام برفع الظلم عن أهلها، الذين يعيشون ظروفا حياتية صعبة. لذلك دعا الآباء جميع الأطراف في المنطقة عموما، إلى نبذ العنف ورمي السلاح، والسعي إلى الحوار والتلاقي لوضع خطة إنقاذية سريعة وتفضيل المصالحة على كل مصلحة. كما دعوا الدول الكبرى الضالعة في الأزمة الشرق أوسطية إلى التوقف عن توريد الأسلحة والمال والمسلحين، والعمل بجدية لاستعادة الأمن والسلام والازدهار، وشحذ الهمم لإعادة الإعمار. محفزين المغتربين من أبناء الكنيسة لأن يكونوا سفراء بلدانهم في مناطق انتشارهم، وأن يشكلوا قوة ضاغطة لإعادة السلام، ويهبوا إلى مساعدة أهلهم لأجل الصمود في أرضهم. كما رفع الآباء الصلاة من أجل الشهداء والمخطوفين والأسرى، من كل المذاهب والأديان، ذاكرين بنوع خاص المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم والكهنة والمخطوفين كافة".

وقال: "لم يغب عن تفكير آباء المجمع، الوضع في فلسطين، فقد صلوا من أجل إحلال السلام في ربوعها، شاكرين قداسة البابا ودولة الفاتيكان على الاعتراف بدولة فلسطين، وقد رفع درجة التمثيل من قاصد رسولي إلى سفير بابوي. واستعرض الآباء أيضا وضع البطريركية في مصر والسودان، وكانت فرصة سانحة لتهنئة مصر برئيسها المشير عبد الفتاح السيسي راجين لمصر مرحلة جديدة من التآخي والأمن والأمان. كما أعربوا عن مشاركة المصريين فرحتهم بافتتاح قناة السويس في شهر آب المقبل، وهو حدث تاريخي استغرق عشرة أشهر وتحقق من خلال موارد مصرية وشعبية. واستمع الآباء أيضا إلى تقارير متعددة عن شؤون أبناء كنيستنا في بلاد الانتشار، قدمها مطارنتنا هناك، الذين اجتمعوا في أثناء انعقاد السينودس لبحث مواضيع تخص أبرشيات الانتشار".

أضاف: "هذا وتوقف الآباء عند الوضع اللبناني الحرج، في ظل الفراغ الرئاسي وما ينجم عنه من عواقب مقلقة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، وعلى مستوى مؤسسات الدولة وسير عملها. ودعوا المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية للحفاظ على الدستور، إذ بدونه لا قيام للدولة ولا انتظام للمؤسسات. وقد بارك الآباء لقاءات الحوار بين القيادات وشجعوا على متابعتها على كل الأصعدة. وعبروا عن دعمهم للجيش والقوى الأمنية في عملها، شاكرين لهم سهرهم على الأمن في البلاد ومصلين لراحة نفوس الشهداء. وتوقفوا عند حقوق وواجبات أبناء طائفتنا في الوظائف والإدارات العامة، كون الروم الكاثوليك من الطوائف الكيانية المؤسسة للبنان. وحثوا المسؤولين، من وزراء ونواب وفعاليات في الطائفة وخارجها، أن يطالبوا باستعادة مواقع الروم الكاثوليك في المؤسسات والإدارات، خدمة للتنوع الديني والحضاري والوجودي والحواري المكون للبنان. داعين أبناء كنيستنا إلى التضامن، لأن قوتنا بوحدتنا، مشجعين إياهم على الصمود والبقاء، والانخراط في الجيش والقوى الأمنية وإدارات الدولة. كذلك استمع آباء المجمع إلى تقرير عن إكليريكية القديسة حنة في الربوة، قدمه رئيسها الأرشمندريت نعيم الغربي فناقشوه وأبدوا ملاحظاتهم مشددين على ضرورة البحث الجدي عن الدعوات الكهنوتية والاهتمام بها من أجل خير كنيستنا ومستقبلها، ووضعوا بعض التوصيات بخصوص تنشئة الإكلريكيين، وتطويرها مع متطلبات العصر ومستجداته".

وتابع: "ناقش الآباء قضايا قانونية وراعوية، خصوصا تلك المتعلقة بالاحتفال بسر الزواج ووضع العائلة، على أن ترفع خلاصة الأعمال، باسم مجمعنا، إلى المشتركين في السينودس المنوي عقده في روما في تشرين الأول المقبل والمخصص للعائلة حيث سيشارك فيه غبطة البطريرك والمطران جورج بقعوني. وناقش الآباء الوضع في أبرشية الأردن، وقدم سيادة المدبر البطريركي المطران إيلي بشارة الحداد تقريرا حول الأبرشية، واستمعوا إلى كلمة المطران ياسر عياش. وتقرر أن يتابع المدبر البطريركي عمله في إدارة الأبرشية حتى انتخاب مطران جديد. أعلن الآباء تمسكهم بعدم بيع الأراضي والممتلكات الكنسية. وتدارسوا في هذا الصدد مشروع وضع نظام ضابط لبيع ممتلكات وأراضي الكنيسة وانتقال ملكيتها. على أن تراعى في ذلك القوانين الكنسية وتوجيهات الكرسي الرسولي، بحيث تؤمن تلك العمليات خدمة المؤمنين ونشاطات الكنيسة. إنتخب السينودس ثلاثية (مؤلفة من ثلاثة أسماء) لأبرشية فنزويلا، رفعت إلى الكرسي الرسولي. كما تقرر تعيين سيادة المطران جورج بكر، النائب البطريركي في مصر والسودان، عضوا في الصندوق الطائفي العمومي، الذي يرأسه سيادة المطران عصام يوحنا درويش إلى جانب المطرانين جاورجيوس (إدوار) ضاهر وبولس برخش. وانتخب الآباء المطران جورج بقعوني رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة للمشاركة في سينودس العائلة في تشرين الأول المقبل". وختم البيان: "قرر الآباء، تلبية لتقوى المؤمنين، وخدمة للعمل المسكوني عن طريق القداسة، إدخال أعياد قديسين من مختلف الطوائف الشرقية والغربية، في روزنامة كنيستنا الطقسية. فتمت الموافقة على اللائحة التالية يعيد لقديسيها بحسب ما هو مقرر في طقس كنيستهم الأصلية، على أن توضع لهم بعض الصلوات الخاصة بهم وهم شربل فرنسيس الأسيزي، رفقا، ريتا، نعمة الله الحرديني، دون بوسكو، إغناطيوس ده لويولا، تريز الأفيلية، البابا يوحنا بولس 2، تريز الطفل يسوع، البابا يوحنا 23، منصور ده بول، مريم يسوع المصلوب والقديسة ألفونسين".

 

أما آن أوان «الملاذات الآمنة» في المنطقة؟

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط/21 حزيران/15

الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لا تحل نفسها بنفسها، ولا تذوب أو تتحلل بمرور الزمن، بل تحتاج إلى الصدق مع النفس ومع الآخرين، واتخاذ الخطوات العملية الشجاعة الكفيلة بتغيير واقع مرفوض. ولدى التفكير في سياسة الرئيس باراك أوباما إزاء منطقتنا تذكرت المقولة الشهيرة للسياسي الأميركي الراحل هنري كلاي: «سيدي، أفضل أن أكون على صواب من أن أكون رئيسًا».

اليوم بالإمكان اختصار مقاربات واشنطن في العراق وسوريا ولبنان بما يلي: في العراق، دعم السلطة التي تعاون غزو 2003 والتمدّد الإيراني في تنصيبها. وفي سوريا، تجاهل المآسي و«الخطوط الحمراء» بعد مرور 4 سنوات و3 أشهر من الانتفاضة الشعبية. وفي لبنان، القبول الضمني بهيمنة حزب الله على مقدّرات البلاد في أعقاب صيغة القرار الدولي 1701 «التحييدية» عن حدود إسرائيل.

في الحالات الثلاث كان وراء المقاربات الأميركية التحمّس المطلق للتفاهم مع إيران، والاستفادة من وجود حالة «داعشية» متطرّفة تبرّر هذا التفاهم، ومن ثم تطويره إلى تحالف كامل.

هذه القراءة تختلف ظاهريًا عن مضمون تقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي عن الإرهاب في العالم عن عام 2014، الذي نشر بالأمس، وبالأخص إزاء إيران وبعض أتباعها في المنطقة؛ إذ وردت في التقرير اتهامات، بل إدانات، لحزب الله اللبناني على ما يفعله داخل لبنان وخارجه، وتوّجت بوصف الحزب بـ«التنظيم الإرهابي الأبرز والأقوى في لبنان»، واتهامه بأنه تسبب باستثارة ردّات فعل «سنّية متطرّفة»، فضلاً عن استدعاء تنظيمات متطرّفة مثل «داعش» و«جبهة النصرة» إلى الداخل اللبناني. وأخيرًا وليس آخرًا، أشار التقرير صراحةً إلى أن «الحرس الثوري الإيراني له وجود في لبنان منذ بداية الثمانينات، وهو ينسّق عن كثب مع (حزب الله) في شأن العمليات العسكرية والتدريب».

هذا في لبنان، حيث لا رئيس للجمهورية بعد مرور أكثر من سنة على شغور منصب الرئاسة، وحيث يمنع حزب الله انتخاب رئيس جديد.. إلا إذا كان النائب ميشال عون المستعد لأن يكون «نسخة لبنانية عن حسن روحاني» تحكم تحت سلطة «المرشد»، الذي هو في هذه الحالة أمين عام حزب الله.

أما في العراق، فيبدو أن واشنطن مقتنعة بأنها أنجزت ما فيه الكفاية عبر تنحية نوري المالكي والاستعاضة عنه بزميله ورفيقه حيدر العبادي، بل يظهر أنها تريد أن تصدق، وتريدنا أن نصدقها، بأن العبادي بوجود أمثال هادي العامري وقيس الخزعلي و«طائفية» الحشد الشعبي، وسير القيادة الكردية باتجاه إنجاز الاستقلال الفعلي، قادر على محاربة «داعش» وإعادة بناء «عراق واحد» يعيش مواطنوه سواسيةً في ظل سيادة القانون.

ولكن المشهد المأساوي يتكامل في سوريا، حيث لم يطرأ تغيّر جدّي على المقاربة الأميركية بعد أربع سنوات وبضعة أشهر من الانتفاضة الشعبية. وخلال هذه الفترة قُتل من السوريين أكثر من 350 ألفا وهُجّر وشُرّد أكثر من عشرة ملايين، واستخدمت في قتلهم كل أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحظورة دوليًا.

مرارًا طرح اقتراح إنشاء «مناطق حظر طيران» و«ملاذات آمنة» في المناطق الحدودية تقي السوريين حِمم القصف وأصناف السموم، إلا أن إدارة أوباما كانت ترفض هذا الإجراء الدفاعي الهادف أساسًا إلى حماية المدنيين الأبرياء، بحجة أنه يستوجب التزامات ميدانية، مع أنها فعلت ذلك عندما هدّدت «داعش» العراق. وبمرور الوقت تبين أن سوريا كلها غدت «ملاذات آمنة» لكل ألوان المتطرّفين المتوافدين عليها من أقطار الدنيا لخوض «حرب دينية غير مقدّسة»... على حساب مصلحة الشعب السوري، وعلى أنقاض مدنه وأحلامه ومستقبل أبنائه.

لقد شكّل المسلمون العرب السنّة معظم وقود حرب السنوات الأربع من المدنيين، وكانت خسائر الطوائف الأخرى، وبالذات الطائفة العلوية، كبيرة على صعيد العسكريين، غير أن الحرب السورية تتجّه الآن نحو مرحلة أخرى خطرها من نوع مختلف.

نحن الآن، على الأرجح، في طريقنا إلى مرحلة رسم خرائط التقسيم بعدما تراجعت قدرات نظام آل الأسد على الصمود على الرغم من الدعم السخي الذي تلقاه ويتلقاه من رعاته الإقليميين. وبالنظر إلى أن خيار الهيمنة انتهى، ما عاد أمام النظام وداعميه سوى إنقاذ ما يمكن إنقاذه مجسّدًا بما درج البعض على تسميته «سوريا المفيدة»، في الجزء الغربي من البلاد. وهذا، بعد استحواذ «داعش» على وسط بادية الشام، وبعد مباشرة الانفصاليين الأكراد رسم حدود منطقتهم على امتداد الحدود التركية.

ولكن تفاصيل الحدود ما زالت تنتظر اللمسات النهائية، فهل يسكت العرب عن تهجير تل أبيض، وتستسلم تركيا إزاء ضم الأكراد مدينة أعزاز والبلدات التركمانية، في ريف حلب، لتسهيل مدّ الكيان الكردي إلى عفرين، ومنها إلى البحر؟ وماذا سيفعل المسيحيون في حال تحوّل التقسيم إلى حقيقة واقعة، وهم الذين يتوزّعون على معظم المحافظات، ويشكلون نسبة عالية من سكان المدن؟ وهل يستطيع العلويون الانفراد بدولة علوية يشكل سنّيو المدن (اللاذقية وبانياس وطرطوس وجبلة) نسبة كبيرة من سكانها؟ وكيف يتصرّف الدروز الذين لا يريد لهم النظام البقاء على الحياد ولا يثق بعض المعارضين بميلهم إلى الحياد؟ وماذا سيحلّ بباقي الأقليات مع انحسار شبكة الأمان وتصاعد الرغبة في الحسم؟

إسرائيل، التي التزمت الهدوء طيلة أربع سنوات، تتحرّك الآن لحجز مكانها عندما لاح لها أنه أوان فرض «الحمايات» كمبرّر لطمأنة الأقليات أو كسب ولائها. وبدأت التلميح من منطلق «التجاوب» مع ضغوط أقليتها الدرزية لحماية دروز سوريا. وكانت تركيا قد لوّحت مرارًا أنها لن تقف مكتوفة الأيدي... مع أنها وقفت. «الملاذات الآمنة» في شمال سوريا وشمالها حلٌ مناسب آن أوانه رغم استمرار السلبية الأميركية، لأنها إذا أقرّت بالتنسيق مع الأردن جنوبًا ومع تركيا شمالاً، فستقطع الطريق في الجنوب على إقحام إسرائيل وإرباك المعادلة الإقليمية، وقد تحول في الشمال دون الانزلاق نحو «دويلة كردية» تخلق من المشكلات أكثر مما تحلّ. بل إنها قد تشكّل الحل.. حتى في اليمن!

 

«الأردن الكبير»... والدرس اللبناني

 حازم الامين/الحياة/21 حزيران/15

قال الكاتب الأردني فهد الخيطان، في سياق تحفّظه عن مقولة «الأردن الكبير»: «لا نريد أكثر من الأردن»، وذكّر الخيطان أصحاب المقولة بالتداعيات المُدمّرة لـ «مقولة موازية» عن «حزب الله الكبير» بعد أن خرج الحزب من لبنان إلى سورية. لكن الخيطان ليس الصوت الوحيد الذي صدر عن وطنية أردنية معترضة على توسيع المهمة الأردنية لتشمل جنوب سورية وغرب العراق. ثمة أصوات أخرى صدرت عن وطنية أردنية أيضاً، لكنها وطنية مثلومة بشحنة شرق أردنية، ولا تخلو من نزق طائفي. فأن تكون متحمساً لقتال حزب الله في سورية، ومتحفظاً عن دور لبلدك خارج الحدود، فهذا يعني أنك تحب بلدك وتكره لبنان، وهذا داء مستفحل في اليسار العربي الذي لطالما شكّل لبنان تحدياً لمقولاته. هذا النقاش يصلح للتأمل بـ «المهمة الأردنية» بعد ظاهرة تسلّم الملك عبدالله الثاني الراية الهاشمية في عيد الجلوس السادس عشر. وهو نقاش صحي على كل حال، إذا ما قورن بغياب النقاش اللبناني حول مهمة حزب الله في سورية. ذاك أن مقالات قليلة معترضة على هذه المهة لا تعني نقاشاً. أما في الأردن، فالمهمة خارج الحدود لم تبدأ على نحو مباشر، ولم يتخطَّ جندي أردني الحدود بعد، ولعبة الرموز (استحضار الثورة العربية الكبرى والراية الهاشمية) ما زالت في مستواها الداخلي. والحال أن المملكة وجدت نفسها وسط فراغ سنّي كبير وهائل يعصف بالبادية الشمالية والغربية، وفي هذه الصحراء لا بد من نفوذ، وإلا تسرّب «داعش». لكن هذه المقولة تصلح أيضاً لاستخدامات أخرى: أليس حزب الله كان باشرها وارتدّت وبالاً عليه وعلى لبنان، وهنا يبدو تذكير الخيطان في مكانه تماماً.

نعم، أدارت المملكة ما يعنيها من الملف السوري خلال السنوات الأربع الفائتة، على نحو أكثر حكمة ودراية مما أداره حزب الله. لم تذهب مع أحد إلى الأخير. أعلنت أنها جزء من الخيارات العربية، وأن النظام في سورية فقد أي شرعية، لكن ذلك لم يُملِ عليها خطوات ميدانية تُهدد استقرارها. أبقت على السفارة السورية في عمان، ولولا خروج سفير النظام بهجت سليمان، عن آداب العلاقات الديبلوماسية، لكان مقيماً حتى اليوم هناك. وفي مقابل ذلك، احتضنت المملكة فصائل سورية تقاتل النظام في الجنوب وصولاً إلى ريف دمشق. كان المطلوب ألا تُهزم هذه الفصائل، ولكن ألا يسقط النظام قبل تبلور بديل غير مُهدِّد لاستقرار المملكة. فعلت المملكة ذلك مستفيدة من رعاية أميركية لهذه الوجهة. وفعلته أيضاً مُدركة أنه لا بد من صيغة للتعامل مع ترنّح النظام في دمشق. فأحياء قليلة في عمان تفصل بين مقاه يتجمّع فيها معارضون سوريون للنظام، ترعاهم أجهزة المملكة الأمنية والسياسية، عن السفارة السورية التي تتولّى تصريف الأعمال القنصلية لعشرات آلاف من السوريين اللاجئين.

هذه الواقعية المفرطة، كانت حصيلة خبرات تحصّلت من تعامل الأردن مع موجات النزوح الهائلة التي عصفت بعمان منذ إعلان إمارة شرق الأردن. النزوح السوري هو النزوح الرابع، إن لم يكن الخامس. نزوحان فلسطينيان كبيران قي 1948 و1967، ونزوح عراقي في 2003، والنزوح السوري اليوم. وتخلّلت هذه النزوحات الكبرى نزوحات صغرى، كنزوح الإخوان المسلمين السوريين إلى عمان في 1982 وهو بلغ عشرات آلاف العائلات، ونزوح الفلسطينيين من الكويت في 1991، والذي تجاوزت كتلته البشرية مئتي وخمسين ألف فلسطيني.

إذاً، القول إن عمان لا تتّسع لمشروع «الأردن الكبير» صحيح، لكنه غير واقعي. فوظيفة الأردن لطالما كانت أكبر من الطموح «الوطني» في العيش في مملكة هذه حدودها. المنطقة لطالما طافت على المملكة من دون رغبة هذه الأخيرة، وكانت مهمة الدولة العميقة هناك امتصاص هذه الطوفانات من دون أوهام تضخم الدور.

اليوم، ما تغيّر ليس تضخماً في شعور المملكة بنفسها وبقدرتها، فالانتقال من الدور الاستيعابي إلى المبادرة خارج الحدود ربما أملته معطيات مختلفة، تتعلّق بالمهمة الأردنية نفسها. وأن يذهب العاهل الأردني إلى البادية ليعلن منها أن حماية العمق العشائري الشرقي والشمالي هي مهمة القوات المسلّحة أيضاً، فهذا ليس إعلاناً لتجاوز الحدود، على نحو ما أعلن حسن نصرالله تجاوز الحدود اللبنانية، إنما التذكير بأن التوازن خارج الحدود جزء من أمن المملكة، وأن ما يتقدّم في أولوياتها هو مصلحتها في حدودها الراهنة، لا أكثر.

في عمان، تسمع من يقول لك أن لا مستقبل للنظام في سورية، وأن السلطات تتعامل مع هذا الأمر بصفته حقيقة وواقعاً، لكنك تسمع أيضاً أن لا مصلحة لأحد بأن يسقط بشار الأسد قبل تبلور بديل، وقبل وجود خيار لما بعد السقوط.

لكن يبدو أن عمان أدركت أخيراً، احتمالات دراماتيكية سورية. فهي تشعر أن النظام في سورية يُخلي بإرادته الساحة لـ «داعش»، وهو استهدفها بانسحابه من تدمر، حيث أصبح «داعش» على بعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع الأردن. العدة الرمزية التي استحضرت في احتفالات عيد الجلوس، تؤشّر إلى أن الحديث عن المهمة خارج الحدود يهدف إلى التعامل مع هذا الاحتمال، لا إلى وهم «الأردن الكبير». «الراية الهاشمية» و «الثورة العربية الكبرى» في مواجهة تحديات «الخلافة» وراياتها وإغراءاتها.

المتغيّر أن النظام يمكن أن يهوي من تلقائه، لا سيما في مناطق على الحدود مع الأردن، وهي تبلغ نحو 385 كيلومتراً. وعمان مختبر معلومات على هذا الصعيد، وهي تتحوّل بفعل الواقعية المفرطة في المملكة إلى برامج عمل منزوعة من مؤشرها العاطفي ومضامينها القيمية.

تدرك الدولة الغامضة في عمان، أن الدفع بـ «داعش» إلى الحدود مع الأردن هو من الأسلحة الأخيرة للنظام في سورية، وهذا أمر لم يكن جزءاً من المعادلة التي أقامتها معه منذ بداية الثورة في سورية. ومثلما تحوّلت إلى وعاء لاجئين طاف على موقعها وعلى حجمها، لا بد من الاستعداد لطوفان آخر وشيك سيحمل للأردن، إذا لم يستعدّ له، حملة الرايات السود.

المسألة هنا مختلفة تماماً عن اجتياز حزب الله الحدود اللبنانية. الحساب الأردني هنا يتقدّم الوظيفة الإقليمية للمملكة.

 

مفارقات في المشهد السوري المعارض

أكرم البني/الحياة/21 حزيران/15

ثلاث مفارقات يمكن التوقف عندها اليوم في قراءة واقع المعارضة السياسية وما تعانيه من قصور في ممارسة دورها المفترض أمام التطورات الميدانية المتسارعة في المشهد السوري. أولاً، بينما تستعر المعارك على أشدها في الجنوب والشمال السوريين، لا تزال أطياف من المعارضة السياسية تهتم بعقد المؤتمرات، وآخرهما في مصر وتركيا! وكأن ما يجري لا يعنيها، وكأن ما تم عقده من مؤتمرات خلال السنوات المنصرمة لم يكن كافياً، فكيف الحال حين يبدو غرض هذه المؤتمرات إعادة تقاسم الحصص والمواقع، طالما لا تضيف قراراتها جديداً من حيث الجوهر الى المواقف السياسية المعلنة للمعارضة في وثيقتي القاهرة في 2012، وطالما تكرر الالتزام بخيار الحل السياسي وفق بيان «جنيف 1» وقيادة مرحلة انتقالية تؤسس لدولة المواطنة الديموقراطية.

ولكن على من تعول المعارضة السورية في تحريك عجلة الحل السياسي؟! هل على ضعفها وتشتتها وانفلات القتال على مختلف الجبهات؟! أم على تشدد النظام سياسياً وإعلانه خطوطاً حمراً للتفاوض لا يمكن المساس بها تتمثل بالدستور ورئاسة الجمهورية والجيش وأجهزة الأمن؟! أم على تقدم تنظيم داعش وتبلور الطابع الإيديولوجي الاسلاموي لمختلف الجماعات المسلحة التي لن ترضى بغير شرع الله حاكماً؟! أم على استمرار تضارب مصالح الأطراف الإقليمية والعالمية المؤثرة في الصراع السوري وتالياً عجز المجتمع الدولي عن خلق إرادة حازمة تضع حداً لهذه المأساة؟!

للأسف يكرر بعض قادة المعارضة فكرة تقول بأن أي صراع مسلح أو قتال أهلي لن يخمدا إلا بحل سياسي، ويعتقدون بأنهم كمعارضين سياسيين أصحاب الحق في هذه النقلة، وما عليهم سوى الانتظار وترتيب أنفسهم وتأكيد حضورهم في المناورات الإقليمية والدولية كي يكونوا أصحاب الكلمة الأعلى في هذه المهمة، غافلين عن ارتباط دورهم السياسي بالوزن الشعبي الذي يحوزونه على الأرض، وعن استحالة أن تمنحهم الجماعات المسلحة ثقتها وهي القادرة على خلق كفاءات سياسية تمثلها، بخاصة أنه لا يخفى على أحد أن هذه الجماعات تجد المعارضة السياسية مارقة ومنتفعة، أو ملحدة تريد استبدال شرع الله بنظام الكفار الديموقراطي، مستثنية قلة من المعارضين بدأوا يداهنون هذه الجماعات ويدافعون عن معاركها ومسلكياتها ويغازلون صحة خياراتها الإيديولوجية والسياسية!

ثانياً، تعجب من معارضة دأبت على المطالبة بوقف العنف كمقدمة للشروع بحل سياسي، لكن بعضها الذي تفتنه اليوم «انتصارات» الجماعات المسلحة، صار من أشد المطالبين باستجرار سلاح نوعي للمقاتلين، ومن أكثر المتحمسين للحسم العسكري، من دون تحسب لدور سطوة القوة العارية في تنحية الحقل السياسي أكثر فأكثر وتهميش المجتمع المدني وتدمير الحاضنة الشعبية وخسارة فئات لها مصلحة في التغيير الديموقراطي لكنها ترفض منطق العنف والسلاح!

ويفاجئك من معارضة دأبت طوال سنوات على تقديم خطاب جامع حول الشعب الواحد وحقوق المواطنة المتساوية وتصمت بعض فصائلها عن فرض نمط الحياة الاسلاموية إرهاباً على الناس، وعن الانتهاكات التي تمارس بحق المختلفين دينياً ومذهبياً، والأنكى حين يعتبر بعض قادتها ما تم من اندفاعات عدوانية ضد منتمين لأقليات مذهبية، مجرد أخطاء عابرة يمكن تجاوزها، مكررين خطاب التطمينات عن الإسلام الرحيم والعادل، وأيضاً الاتهامات بحق كل من ينتقد ما يجري من تجاوزات، بأنه متخاذل أو خائن للثورة غرضه التعمية عن عنف النظام وتأجيل أولوية مواجهته وتغذية الفتنة التي يحاول زرعها بن الأديان والمذاهب! وتستغرب كيف توصلت فصائل مسلحة تختلف بمرجعياتها الدينية إلى توحيد صفوفها في ما يسمى جيوش الفتح وإعلان مراكز مشتركة لقيادة معاركها، بينما لا تزال المعارضة السياسية عاجزة عن توحيد صفوفها أو ضبط إيقاع نشاطاتها، ولا تزال أطراف منها تزدري الأطراف الأخرى وتتبادل الاتهامات وأحياناً الشتائم بسبب التنازع على موقع أو منصب أو لمجرد الاختلاف في الرأي أو الاجتهاد!

ثالثاً، بينما تلتحق بالجماعات الجهادية الآلاف من الكوادر والكفاءات من الدول العربية والغربية لنصرة مشروعها الاسلاموي، يتناقص بشدة الوجود السياسي والمدني المعارض في البلاد، وإذا كان أمراً مفهوماً أن يخفت الرهان على جدوى العمل من الداخل وأن يتراجع معارضون عن وعودهم بالعودة الى الديار بسبب تفاقم الأوضاع وخطورتها، فأمر غير مفهوم أبداً إهمال التواصل مع ملايين السوريين في مخيمات اللجوء وعدم خلق قنوات سياسية ثابتة ومستقرة للتفاعل معهم بما في ذلك انتقال بعض الكوادر والقادة للعيش بينهم، ليس فقط لتخفيف همومهم ومعاناتهم وضمان سلامة إغاثتهم، وإنما أيضاً لكسب ثقتهم وتحصينهم، قولاً وسلوكاً، بالروح الوطنية والديموقراطية في مواجهة قوى متطرفة تبذل جهوداً حثيثة لجرهم الى أجندتها.

أخيراً، لا يضاف جديد عند وضع المسؤولية على النظام في ما وصلت إليه الأوضاع بتنكره لأسباب الصراع السياسية ولجوئه الى القمع والعنف المفرطين، أو إرجاع الأمر إلى سلبية المجتمع الدولي وتقصيره في وضع حد لهذه المحنة، أو القول، لتخفيف عمق المأساة، بأن الشعوب لا بد أن تدفع إثماناً باهظة لقاء تحررها. فما يجب أن يتضح في ضوء المفارقات السابقة هو المسؤولية التي تتحملها المعارضة السياسية أيضاً، ولا نقصد هنا إحلال الرغبات مكان الواقع بل رؤية ما كان يمكن أن ينجز ولم ينجز وتالياً المبادرة لتصحيح ما يمكن تصحيحية قبل فوات الأوان، إن لجهة اهتمام المعارضة السياسية بمعاناة الناس وما يكابدونه والتواصل معهم وبذل ما يفترض من جهود مخلصة لنيل ثقتهم ودعمهم، وإن لجهة مراقبة مسلكياتها لتقديم صورة صحية عن معارضة تقرن أقوالها بأفعالها وتظهر مسؤوليتها السياسية والعملية بتبني الخيار الديموقراطي وجاهزيتها للدفاع عنه والتضحية في سبيله، ضاربة المثل بنبذ الأساليب الخاطئة والتآمرية في إدارة خلافاتها واحترام التعددية والمشاركة والالتزام بقيم الحرية وحقوق الإنسان.

 

العرب يهاجرون... وأوروبا قلقة

 الياس حرفوش/الحياة/21 حزيران/15

لم نكن بحاجة إلى الرقم المفزع الذي نشرته المفوضية العليا للاجئين هذا الأسبوع لنعرف حجم المآسي التي تمر بها غالبية البلدان في منطقتنا العربية. ستون مليوناً من البشر هجروا بيوتهم العام الماضي، أكثر من نصفهم من الأطفال، ذهبوا إلى الملاجئ والخيم أو ما تيسر من المنافي. أما العناوين التي يتم تشتيت هؤلاء المساكين منها فهي كما تتوقعون: سورية، العراق، اليمن، ليبيا، جنوب السودان، الخ...بكلام آخر، العالم العربي يفرغ من سكانه. ليست الحدود وحدها هي التي تنهار بين الدول. البشر أيضاً يهربون كيفما استطاعوا، بالشاحنات، بقوارب الصيد، على أقدامهم في العراء تحت الشمس الحارقة. بشر كانوا في زمن ما مواطنين في دول، وأصبحوا الآن مشرّدين على قارعة الطرق، أو على ضفاف الشواطئ، بانتظار دولة ما، منظمة ما، مساعدة ما، تقيهم العطش والجوع.

لا يبالغ المفوض الأعلى للاجئين، البرتغالي أنطونيو غوتيريس، إذ يقول: «عندما نشاهد التلفزيون، يخيل إلينا أن العالم كله في حالة حرب». لا بد من فهم ذلك على ضوء انعكاسات الهجرات على أوضاع العالم كله، أمنياً واقتصادياً وديموغرافياً، لنستطيع تقدير حجم التغيير الجذري الذي تشهده الكرة الأرضية بكل قاراتها نتيجة ما يجري في منطقة الشرق الأوسط. أكثرية الستين مليون نازح ولاجئ الذين تتحدث عنهم المفوضية آتية من دول عربية. وتشكل الحرب في سورية السبب الأكبر لارتفاع أرقام اللجوء منذ عام 2011. تصف المفوضية عملية النزوح هذه بأنها أكبر عملية نزوح للسكان في العالم على الإطلاق. ما يقارب نصف السوريين اليوم لاجئون أو نازحون (7 ملايين ونصف مليون نازح و4 ملايين لاجئ حتى أواخر عام 2014). والفارق بين النازح واللاجئ لا يعني شيئاً في واقع الأمر، ذلك أن النازحين لن يستطيعوا العودة إلى بيوتهم وسينتهون لاجئين في مخيم ما في بلد ما.

ليست خريطة العالم العربي هي التي تتغير وحدها، جغرافياً وديموغرافياً. فأوروبا، القارة المقيمة على حدود المنطقة العربية تتغير أيضاً تبعاً لذلك. وبسبب هذا القرب الجغرافي، أصبحت ايطاليا واليونان أكثر بلدين تشهد شواطئهما وجزرهما آثار اللجوء. آلاف القتلى شاهدنا جثثهم على الشاشات بعد أن قضوا في عرض البحر قبل وصولهم إلى الشواطئ، أما الذين يصلون وهم على أتعس حال فيشكرون ربهم على النجاة من أهوال البحر ومن أهوال بلدانهم. أحد المعلقين البريطانيين وصف ظاهرة الهرب المتمادية إلى الجنوب الأوروبي. قال أن نظرة بسيطة إلى المشهد عند تلك الشواطئ تكفي للتأكد من أن دول الجنوب الأوروبي تنزلق أكثر فأكثر إلى ما أطلق عليه مصيراً متوسطياً لهذه الدول، بدل المصير الأوروبي الذي كانت تطمح إليه. غير أن القلق لا ينحصر في ايطاليا واليونان، اللتين يمكن أن تضاف إليهما إسبانيا بسبب هجرة أهل الشمال الأفريقي عبرها إلى أوروبا. فهذه الدول الثلاث التي تعتبر أفقر من زميلاتها في الشمال الأوروبي تسعى إلى تقاسم عبء المهاجرين مع الدول الأخرى. لهذا يمتد القلق إلى القارة كلها، التي أصبحت أوضاعها الاقتصادية وضماناتها الاجتماعية مغرية لكل طالب لجوء. وستكون القمة الأوروبية في بروكسيل في أواخر هذا الأسبوع مخصصة لمناقشة خطة عمل متكاملة لمواجهة هذه الأزمة. فالدول الأوروبية تشعر أن الحدود وقوانين الهجرة وإجراءات الدخول لم تعد صالحة لمواجهة من يمكن أن نسميهم بالانتحاريين، المستعدين لمواجهة أي خطر للوصول إلى أوروبا. وهكذا، فمثلما يطمح تنظيم «داعش» إلى إزالة الحدود بين الدول العربية، تأتي موجة الهجرات هرباً من «داعش» وأمثاله لتفعل الشيء نفسه بالنسبة إلى حدود معاهدة شينغن، التي نظمت ذات يوم إجراءات الدخول إلى بلدان القارة القديمة.

 

الخوف من «الإخوان»

 خالد الدخيل/الحياة/21 حزيران/15

< كشفت أحداث الربيع العربي سوءات عربية كثيرة جداً. من بينها ظاهرة الخوف من كل شيء تقريباً. الخوف من الربيع والمستقبل المجهول الذي يعد به. وعلى علاقة بذلك الخوف من الإسلام السياسي، خصوصاً من «الإخوان المسلمين». سيقول لك البعض إن هناك ما يبرر هذا الخوف. وسيقول لك آخرون أن ليس هناك أي مبرر. لكن ليس هذا هو المهم. الأهم هو ظاهرة الخوف نفسها، وهيمنتها على المشهد، والكيفية التي يتم بها التعبير عن هذا الخوف، ودلالة كل ذلك. حلّ الخوف محل كل شيء آخر. حلّ محل التفكير، وصراع الأفكار والقيم، وابتداع بدائل. شلّ الخوف القدرة على التنافس. حلّ محل الحوار وصدام الخيارات والنظريات. صار الخوف مبرراً لإلغاء التناقض والتعددية، وبالتالي إلغاء كل أشكال التواصل عدا الإلغاء المتبادل. أعاد الخوف الجميع، حكومات وإعلاماً ومثقفين، إلى المربع الأول.

مع ظاهرة الخوف هذه انتشرت ولا تزال، خصوصاً في مصر، عنصرية خانقة ضد كل ما له علاقة بـ «الإخوان»، تشبه المكارثية التي شهدتها الولايات المتحدة ضد كل ما هو يساري في خمسينات القرن الماضي. في هذه الأجواء بات من السهل على القضاء أن يصدر أحكاماً بالإعدام ضد الرئيس السابق محمد مرسي، ومئات من جماعة «الإخوان». في المقابل يستسهل القضاء نفسه تبرئة الرئيس الأسبق حسني مبارك وكل رجاله على رغم أن الثورة قامت ضدهم، وعلى رغم أن هذا القضاء يستظل بغطاء هذه الثورة. كيف يمكن تربيع هذه الدائرة؟ إذا كان ما حصل ثورة، فلماذا هذا الخوف من «الإخوان»، وغير «الإخوان»؟ توقف هنا قليلاً، وسجل الملاحظة التالية: انتهت المكارثية تماماً في أميركا منذ نهاية الستينات، ولم يزدهر اليسار. احتفظت أميركا باستثنائيتها الغربية في ضعف التيار اليساري داخلها. تبين أن المكارثية كانت نوعاً من الخوف الغريزي المعبّر عن عداء أحمق للتعددية ولحرية التعبير.

سيقال: ما علاقة «الإخوان» بالتعددية، وحرية التعبير؟ هذه جماعة دينية تعترض من حيث المبدأ على هذه القيم. وهذا سؤال محق، لكنه ينطوي على مأزق. لأنه سؤال لا يصح إلا عندما يكون دفاعاً عن بديل حقيقي، بديل فكري وسياسي لـ «الإخوان»، وللإسلام السياسي بكل أطيافه. في الإطار العربي الحالي، خصوصاً في مصر، هذا السؤال مزيف، لأنه يطرح دفاعاً عن خيارات متشابهة: أيها الأقل استبداداً، وتغولاً على التعددية وحرية الرأي؟

 ولو تأملت في هذا المآل قليلاً لاكتشفت أنه بذاته يمثل تراجعاً (وليس ثورة) الى الخلف يتلفع بمكارثية عدوانية تغطية لهذا التراجع. الخيار ذاته كان الوحيد المتاح منذ أكثر من 60 سنة، خصوصاً بعد حادثة المنشية عام 1954. الفارق أن النظام الناصري آنذاك بدا على الأقل أنه يقدم بديلاً سياسياً واجتماعياً للملكية، ولـ «الإخوان» أيضاً. أخذ هذا البديل اسم الناصرية. ثم تبين أن هذه الناصرية أقل وأضعف من أن تكون بديلاً لأي شيء. لذلك اختفت بسرعة بعد وفاة عبدالناصر في خريف 1970.

في هذا السياق يمكن تصور مبرر الخوف من «الإخوان» على النحو التالي: لو استولوا على الحكم في أي بلد سيهمشون كل من يختلف معهم مذهبياً أو فكرياً، أو سياسياً، أو حتى اجتماعياً. بل سيلغون الحقوق السياسية لكل هؤلاء، وربما حقوقهم المدنية. حكم «الإخوان»، بعبارة أخرى، هو حكم شمولي، لا يعترف لا بالقيم الديموقراطية، ولا بالآخر. هذا ما حصل في السودان، وغزة، وأفغانستان. لذلك لا بأس من منع هذه الجماعة من حقها السياسي حماية للغالبية وحقوقها. لكن ما حصل في السودان لم يحصل، حتى الآن على الأقل، في المغرب وتونس. ما يعني أن الأمر احتمال، حتى ولو أنه الأرجح. وحصل ما هو أشد وطأة في إيران الشيعية. ما يعني من ناحية أخرى، أن هذا الاحتمال وارد في حال سيطرة حركة دينية على الدولة، أو تدخل الدين في عمل الدولة. لكن يسقط التبرير على وجاهته لسبيين واضحين: الأول أنه لا يستند إلى بديل يمكن الدفاع عنه، والثاني، وهو نتيجة للأول، أنه تبرير للتغطية على حكم استبدادي آخر، تحت شعار ليس «إخوانياً». وفي هذه الحالة نحن أمام صراع شموليات واستبدادات ينفي بعضها الآخر. لـ «الإخوان» في هذا الإطار الهزيل ميزة لا تتوافر لمخالفيهم، وهي أنهم يملكون أساساً فكرياً يستندون إليه في خياراتهم السياسية. خصوم «الإخوان» لا يتصرفون بطريقة مختلفة، والأرجح أنهم يفعلون ذلك لأنهم لا يملكون بديلاً فكرياً وسياسياً.

ومن ثم فإن ما يحصل ليس تعبيراً عن موقف، أو رأي آخر، بقدر ما أنه تعبير عن حال خوف غريزي متمكن، يتم التعبير عنه بآلية الإقصاء نفسها، والقيم المناهضة للحرية، التي يتهم بها «الإخوان» تأكيداً لحال الخوف ذاتها. في مصر، ضاق الجيش ذرعاً بمنافسه الوحيد على الشارع. تعايش معه لعقود لأنه كان يمسك بعصا القوة. ثم جاءت الثورة وهددت بقلب هذا التوازن في غير صالحه. وحتى لا يتكرر ذلك، كان لا بد من استئصال هذا المنافس، وإعادة تأسيس حال ردع نفسية أمام إمكان ثورة أخرى تهدد بسقوط المعادلة السياسية برمتها. من هنا جاءت غلاظة القضاء مع «الإخوان» ورئيسهم، وتسامحه مع الرئيس الذي قامت عليه الثورة ومع رجاله. إلى جانب ذلك، فإن كل ما كان محل اعتراض واحتجاج في عهد مرسي يتمتع به الآن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن دون اعتراض. من حسن حظ مصر أن لديها جيش وطني قوي حماها من الانزلاق الى حرب أهلية. لكن مع تغير المرحلة، والإقليم، وتغير مصر ذاتها، لن يكون الجيش وحده ضمانة كافية. لن ينجح النظام في ترميم حال الردع الداخلية لزمن طويل. سيستمر النظام موضوعاً للإحتجاج الداخلي، والنقد الخارجي. وهذا لن يساعد كثيراً السياحة والاستثمارات الخارجية، الأمر الذي سيجمد المأزق الاقتصادي ومعه سيزداد انكشاف النظام. لا يمكن إبقاء المكارثية ضد «الإخوان» لزمن طويل. الناس ستسأل عن الإنجازات والبدائل. الأمر يحتاج إلى إنجازات اقتصادية، والى إعادة صوغ شرعية الدولة، وإعادة تأسيسها دستورياً. وكل ذلك يتطلب منطلقات فكرية وقانونية وسياسية، الأمر الذي يفرض تقديم البديل المطلوب. وهو ما لم يحصل حتى الآن.

 

الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الأميركية المركزية، السابق لـ {الشرق الأوسط}: «الميليشيات الشيعية» أكبر خطر على وحدة العراق من «داعش»

الجنرال الأميركي في أول حوار يجريه مع صحيفة عربية: الأمير محمد بن نايف قضى على «القاعدة» في السعودية.. والأمير محمد بن سلمان حمى حدودها بالغارات الجوية

لندن: هدى الحسيني/الشرق الأوسط/21 حزيران/15

أكد الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الأميركية المركزية، السابق، في حوار مطول خص به «الشرق الأوسط»، أن دول التحالف لن تنشر قوات أجنبية، لا في العراق ولا في سوريا، قائلا «إنها مهمة العراقيين»، ودعا إلى ضرورة تشكيل قوات عربية سنّية على الأرض في سوريا.

وقال الجنرال بترايوس في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه لا مكان في العالم لتنظيم داعش المتطرف، مؤكدا أن لا بشار الأسد (الرئيس السوري) ولا «داعش» يمكن أن يكونا جزءا من الحل في سوريا. وأكد وجود مستشارين من قوات «فيلق القدس» الإيراني في اليمن مشيرا إلى أن «إيران تريد تحويل الهلال الشيعي إلى نصف القمر بهدف السيطرة على المنطقة».

ورأى إيجابيات في الاتفاق النووي «المتوقع مع إيران، لكن تساءل ماذا سيحصل بعد فترة 10 أو 15 سنة خصوصا أن إيران بين ثلاث دول تعتبرها أميركا داعمة للإرهاب. وأبدى تفاؤلا ملحوظا بالقوة العربية المشتركة، ورأى أن العدو المشترك دفع كل دول مجلس التعاون الخليجي لدعم المملكة العربية السعودية، وكذلك فعلت مصر التي أثنى على رئيسها عبد الفتاح السيسي وعلى جيشها، كما أثنى على الجيش اللبناني الذي قال إنه تابع مواجهته للإرهابيين في معارك «نهر البارد» ولا يزال يتابع عملياته حتى الآن. ورأى أنه من حق السعودية المحافظة على حصتها في سوق النفط وتجنب فقدان زبائنها.

وتذكر بترايوس سنواته في العراق. ويقول: «كنا شيوخ أكبر قبيلة هناك». وأثنى على الجيش العراقي الذي دافع عن بلاده بشراسة، لكن القادة خذلوه. وقال إنه وافق على إجراء هذه المقابلة المطولة لأهمية صحيفة العرب الدولية «الشرق الأوسط» وبسبب احترامه للمنطقة واهتمامه بها. وفي كل نقاط الحوار كان يشدد على وحدة العراق.. وقال «من يستطيع أن يقسّم ديالى أو الموصل أو بغداد حيث الاختلاط المذهبي أقوى من (القاعدة) و(داعش) و(الميليشيات الشيعية)». وعن هذه يعترف الجنرال بترايوس بأنها أنقذت بغداد، لكنها في المستقبل ستكون أخطر من «داعش» على وحدة العراق، إذا لم تعترف بالحكومة العراقية التي يجب أن تكون الكلمة الأخيرة لها. استقبلني الجنرال بترايوس بقوله باللغة العربية: «أنا من بلاد الرافدين»، أسأله هل فعلا تعتبر نفسك من هناك؟.. يجيب: «نعم أنا من بلاد ما بين النهرين». وهنا نص الحوار

* عندما غادرت بلاد ما بين النهرين، هل تركت جيشا مع إرادة للقتال؟ إذا كان ذلك صحيحًا فما الذي غيّر الوضع في العراق منذ «الصحوة»؟

- الجيش وقوات الأمن العراقية قاتلوا وماتوا من أجل بلادهم بأعداد كبيرة جدا خلال «الصحوة» وفي السنوات التي تلت، وبالتأكيد طوال السنين التي كنا فيها هناك ويستمرون بهذه المهمة.

لكن، منذ نهاية 2011 وحتى هجوم «داعش» العام الماضي، فإن الجيش لم يواصل تدريباته، بل صار يقف على نقاط التفتيش. القادة الذين أثبتوا أنفسهم خلال المعارك، حل محلهم وفي حالات كثيرة، موالون من مذهب محدد، كنت أنا شخصيا طردتهم خلال «الصحوة» قبل أن نقدم المساعدات العسكرية.

* من أبعد القادة؟

- الحكومة العراقية وسلسلة القيادة، ثم إن العرب السنّة الذين كانوا عادوا جزءًا من نسيج المجتمع خلال الصحوة وظلوا فاعلين أصيبوا بصدمة بعد أحداث أواخر عام 2011 و2012 عندما صدرت اتهامات كبيرة ضد شخصيات سنّية بارزة مثل نائب الرئيس طارق الهاشمي، وضد رافع العيساوي وزير المالية والنائب السابق لرئيس الحكومة نوري المالكي خلال «الصحوة».

* هل يمكننا القول إن كل تلك الاتهامات كانت من اختراع نوري المالكي؟

- ما أستطيع أن أؤكده، أننا راجعنا كل وثائقنا، ولم نجد شيئا يطال الدكتور رافع العيساوي، أما عن الآخرين فلا أستطيع أن أتكلم عن التفاصيل الأمنية وكانت كثيرة ربما قاموا بعمليات أمنية خلال تلك الفترة المضطربة هم وآخرون، قبل أن نحقق تقدمًا في «الصحوة».

كما تذكرين، إن «الصحوة» خففت العنف في العراق بنسبة 85 في المائة، ولاحقا أكثر. كان الهدف الرئيسي إعادة توحيد البلاد، وبالذات إعادة العرب السنّة إلى نسيج المجتمع العراقي، وإعطائهم الأسباب لدعم العراق والحكومة العراقية. أحب أن أشير إلى أننا لم نشترهم، احتجنا لستة أشهر من التفكير حول كيفية إعادة إدخالهم ومكافأتهم أيضا، بعد ذلك تسلمت الحكومة العراقية المسؤولية وتحطمت كل الوعود، لذلك كان هناك لدى الفئات السنّية شعور بالتهميش والخيانة خصوصا أنهم قاتلوا «القاعدة» في العراق، وقاتلوا المتمردين السنّة، غامروا بحياتهم، مات الكثير منهم ليكتشفوا أن الحكومة العراقية ليست مستعدة لدعمهم. وما حصل بحق السنّة، أدى إلى تهيئة أرض خصبة لنمو التطرف والتمرد من جديد. بعدها تنظيم القاعدة في العراق الذي كان تم تدميره في السنوات السابقة، اتجه نحو سوريا، استغل الحرب الأهلية ضد بشار الأسد، واستعاد قوة جديدة، صادر أسلحة جديدة ومعدات ووجد مصادر تمويل عبر تهريب النفط، والخطف والعمليات الإجرامية وفرض الخوّات والضرائب، ومن ثم عاد إلى العراق أولا إلى محافظة الأنبار وبعدها توجه نحو محافظة نينوى وعاصمتها الموصل.

* كيف تهاوى الجيش العراقي في الموصل، هل لأنه لم يتلق الأوامر من القادة أم لأن القادة عجزوا عن ذلك؟

- في بعض الحالات، هرب القادة قبل أفراد الجيش. الجنود العراقيون سيقاتلون ومستعدون للموت من أجل بلادهم، إنما يجب أن يشعروا بأن قيادتهم ستكون معهم، وأنه في حالات ما ستأتيهم الإمدادات، وأن حماية جوية متوفرة لهم، هم بحاجة إلى الشعور بأن ظهورهم محمية. إذا رأيت قائدك يخرج من الباب الخلفي وأنت مستمر في القتال من دون أوامر، وليس هناك من وسيلة للإنقاذ ولم تتدرب منذ أكثر من ثلاث سنوات، للأسف سينهار كل شيء ولن يكون هذا مفاجئًا.

هل تعرفين أن الجنود في الرمادي، قاتلوا بشدة، «الفرقة الذهبية» و«الفرق الخاصة» كانوا هناك لأكثر من شهر يقاتلون ببسالة، لكنهم اضطروا للانسحاب. لم ينهاروا، تركوا أسلحة نعم، لكن عرفوا أن لا خطة هناك لإعادة تنظيمهم.

عندما نواجه وضعا مثل هذا، يذكرنا أن العدو له دور. تذكري «داعش» كان بحالة الدفاع عن النفس، «أبعد عن الجدار حول بغداد، وعن محافظتي ديالى وصلاح الدين». لكن، لا يزال «داعش» يتمتع بقدرة عالية. أرسل مجموعات كبيرة من السيارات المفخخة، ولا يوجد جيش في العالم كله قادر على مواجهة هذه الموجة، إلا إذا كان يدرك أن قوة أخرى تتحرك لإنقاذه.

* هذا يعني أنك لا تزال تعتقد بالجيش العراقي، وليس بأن «الميليشيات الشيعية» ستتحول إلى الحرس الثوري العراقي؟

- أعتقد أنه من الواجب من أجل وحدة العراق ووحدة أراضيه، أن أي قوات أخرى، «الميليشيات الشيعية»، أو «الحرس الوطني السنّي»، أو الجيش العراقي، أو قوات الأمن العراقية، أو حرس الحدود، يجب أن تكون مرجعيتها الحكومة العراقية، ورئيس الوزراء العراقي المنتخب هو القائد الأعلى للجيش ومعه وزراء الدفاع والداخلية وهيئة القيادة.

«الميليشيات الشيعية» أنقذت بغداد ويجب الاعتراف لها بذلك، لكن القوة التي تحافظ على منطقة تم تطهيرها من «داعش» يجب أن تكون شرعية بنظر الناس، وأظن أن «الميليشيات الشيعية» تعرف أن أبناء الرمادي والموصل لن يرحبوا بها.

* عندما قال الرئيس باراك أوباما إنه ليس لديه استراتيجية للتغلب على «داعش» هل كان يلوم المؤسسة العسكرية لأنها لا تتجاوب معه، أم لأنه شعر بأن المؤسسة ليست في جو الحرب؟

- أعتقد أنه كان يقصد أن هناك قطعا إضافية تحتاجها الاستراتيجية، حيث أعلن فورًا أنه سيرسل 450 جنديا، وهناك تقارير أنه يدرس رفع العدد.

* إذا لم تكن هناك استراتيجية فعلى أي أساس يرسل هذه الأعداد؟

- هناك استراتيجية وهي واضحة، بأن الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي، يوفر للعراق: المراقبة الأمنية والاستطلاع، والمساعدة في التدريبات والآليات، وبرامج أمنية متعددة، وإصابة أهداف دقيقة من الجو، ومستشارين على مستوى الفرق، وهناك تفكير بترفيع المستوى إلى الألوية.

المفهوم موجود والرئيس كان يقصد القدرات المطلوبة في ظل الاستراتيجية القائمة. لن ننشر قوات قتالية في العراق، إنها مهمة العراقيين، وإذا عجزوا فيجب علينا أن ننتظر حتى يصبحوا قادرين، حتى ولو أن الوقت ليس إلى جانبنا، لأنه يجب أن نبقي «داعش» في حالة الدفاع عن النفس، ثم ونحن ندحر «داعش» إلى الوراء علينا أن نستعيد الرمادي.

من جهة ثانية، «داعش» في حالة هجوم في سوريا ويجب مع الوقت معالجة ذلك الوضع، لكن التركيز الآن هو على بلاد ما بين النهرين.

* لماذا؟

- لأنه لا تزال هناك القدرة على المحافظة على وحدة البلاد، وإبقاء العراق موحدًا. ثم هناك الركائز الأساسية لذلك: رئيس وزراء التزم علنًا بالمصالحة مع السنّة العرب، والتزم بعلاقة بناءة مع الحكومة الكردية، أعلن في بيان عن تشكيل «الحرس الوطني العراقي».

* لكنه حتى الآن لم يفعل أي شيء من كل ما ذكرته؟

- مجرد أن أعلن ذلك في بيانات أمر مهم جدًا، إنه يبذل جهدا لتحقيق ذلك. التقيت الأسبوع الماضي في واشنطن مع رئيس مجلس النواب العراقي سالم الجبوري، وهو سنّي وكان شديد القناعة بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي ينوي تحقيق ما قاله، وبالإضافة إلى مساعدتنا في دحر «داعش» علينا أن نشدد على أمرين: الجبهة الأمامية والقتال ضد «داعش»، لكن مركز الثقل لكل الجهود العراقية هي بغداد، وهذا يستدعي من رئيس الوزراء أن يكسب دعما برلمانيا كافيًا، ودعمًا سياسيًا على مستوى البلاد، ليقود العراق في الاتجاه الذي يعترف به الجميع أي أن تكون هناك حكومة عراقية تمثل وتستجيب لكل العراقيين، وهذا يعني السنّة، والشيعة، والأكراد، والإيزيديين، والشبك، والتركمان، والمسيحيين.

* هناك من يقول إن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق وهادي العامري رئيس «منظمة بدر» يعملان خلف الكواليس لمنع عبادي من تحقيق أي نجاح؟

- السياسة في العراق صعبة، إنها ليست لضعفاء القلوب. رئيس الوزراء عبادي يعيش السياسة في العراق منذ البداية، وخطط لتحالف أتاح انتخابه رئيسًا للوزراء، ويعمل بجد لتحقيق ما يجب عمله أي إعادة توحيد المجتمع العراقي.

* لكن كما يقال، صار من الصعب إعادة النسيج العراقي، أو السوري، كما كانا في السابق. وهناك نظريات وأقاويل في العالم العربي أن كل الحدود المعروفة والمعترف بها ستتغير، وبعض الدول مثل العراق وسوريا سوف تتقسم وكأنه سيكون هناك مكان لقيام «داعش»، هل توافق على أي شيء من هذا؟

- إطلاقا. لا مكان في العالم العربي، أو في أي عالم لـ«داعش». إنها منظمة متطرفة، لا تقبل الآخرين الذين لا يرون العالم حسب وجهة نظرها، حتى من المسلمين. هذا ليس صراع حضارات، إنه صراع ضمن حضارة، وهناك صراع داخل العالم السنّي، وبكل تأكيد هناك اختلافات في العالم الشيعي، وبالطبع هناك اختلافات عرقية ومذهبية. وكما قلت مع بداية «الصحوة» عندما توليت قيادة العراق: الأمل ليس من دون أمل. وسيادة الأرض يمكن المحافظة عليها، إذا نجحت السياسة العراقية في تجميع العراق كدولة واحدة، تماما كما حصل خلال «الصحوة» واستمرت على هذا المنوال لسنوات بعد ذلك.

بالمناسبة إلى الذين يقولون إنه يجب تقسيم العراق، أسأل: أين سترسمون الحدود على الخريطة، ومن هو الذي سيفعل ذلك؟ ماذا سيحل بملايين العراقيين في المناطق المجاورة. ماذا سيحل بمحافظة ديالى مثلاً التي هي منقسمة بالتساوي تقريبا ما بين السنّة والشيعة وبعض الأكراد. ماذا سيحصل في بعض مناطق بغداد التي لا تزال متداخلة رغم كل التهجير العرقي من قبل «القاعدة» و«الميليشيات الشيعية». من الواضح أن «الميليشيات الشيعية» مع الوقت عليها أن تلبي الحكومة، ويجب جلبها إلى داخل هيكلية الدولة، لأن الحكومة العراقية يجب أن تحتكر وحدها استعمال القوة داخل حدودها.

* عندما سقطت الرمادي أخيرا، لم تسمح الحكومة للسنّة بالدخول إلى بغداد، ظلوا عالقين على الجسر قبل إرسالهم إلى كردستان. هذا يشعرنا بأن هناك نوعا من الكراهية ما بين السنّة والشيعة؟

- أعتقد أن الأمر كان مقلقًا، ومن حق العراقيين أن يشعروا بالقلق، كان هناك توضيح من الحكومة العراقية بأنهم متخوفون من وجود عناصر من «داعش» معهم.

* كانوا عجائز وأطفالا ونساء؟

- هذا صحيح، ويجب على الحكومة العراقية أن تعالج هذا وكذلك التحالف، لأن سقوط الرمادي كان ضربة استراتيجية مميزة. عمليًا العراق خسر مقر مقاطعة محافظة الأنبار، وخسر أيضا القاعدة العسكرية حيث مقر القيادة العسكرية للأنبار. إنها خسارة استراتيجية من حجم كبير، لأن السرد الذي كان سائدًا بأن «داعش» يتراجع ويخسر ولم يعد يحقق نجاحات، تشوه وظهر سطحيًا، ولذلك فإن كل الجهود يجب أن تنصب على إبعاد «داعش»، والعراقيون يفعلون ذلك، نشروا قوات، أظن بأنهم سيحيدون الفالوجة أولاً، لقد تحركوا من السامراء نزولاً باتجاه الجنوب الغربي لبحيرة «الثرثار» يجب أن تبذل الجهود لاعتقال أو قتل الإرهابيين الموجودين ضمن خلايا في المدن ويفجرون سيارات في بغداد والمدن الأخرى.

* هل يعني أنك تشجع أولاً على تحرير الأنبار قبل الموصل لأنها استراتيجيًا أهم؟

- أنا لست في موقع القيادة، الآن، لكن أرى أن التشديد يجب أن يكون حول استرجاع الفالوجة والرمادي.

* وماذا عن الموصل؟

- هناك خطة لذلك.

* هل يستطيع العراقيون استرجاع المحافظتين معًا؟

- أعتقد أنهم سيركزون على محافظة واحدة أولاً، ثم لا تنسي أن عليهم تحرير «بيجي» للوصول إلى الموصل، من بيجي عليهم الذهاب نحو الجبال، وبالتأكيد نحو حترة – خيارة وضواحي الموصل. في الواقع، الآن القوات العراقية وقوات البيشمركة نجحوا بتطويق الموصل قطعوا الطريق الأساسي الذي يأتي من سوريا إلى الموصل.

كنت في أربيل قبل أشهر قليلة، والتقيت الرئيس مسعود برزاني. هناك خطة فعالة، لكنه اعترف بأن من عليه تحرير الموصل والمحافظة عليها يجب أن يكون شرعيًا بنظر الشعب وهو أول من يعترف بأن البيشمركة ليست القوة التي يجب أن تحافظ على الموصل. قد تساعد في تطهير بعض المناطق، هو يعرف أن المناطق العربية السنّية يجب أن تسيطر عليها قوات محلية عربية سنّية.

* ماذا حدث بـ«الحرس الوطني» للسنّة؟

- قال رئيس الوزراء عبادي إنه ينوي تشكيله، قرر ذلك أخيرًا.

* هل بدأ ذلك؟

- هناك التدريبات قائمة في «قاعدة الأسد» وستجري التدريبات في «قاعدة التقادم» الجوية الواقعة ما بين الفالوجة والرمادي، كنا نسميها «تي كيو»، بالإضافة إلى التدريبات في التاجي، وبسمايا، وبغداد بالطبع.

* هل تشعر بالخيانة وأن نجاحاتك تحولت إلى هزيمة مع سقوط الموصل والرمادي وعودة الحياة إلى «القاعدة» وبروز «داعش» في سوريا والعراق؟

- أظن أن مشاعر كل من كان له الفخر بأن يخدم في العراق هي الأسف العميق على الشعب العراقي. عندما تركت العراق قلت: إن العراق والعراقيين سيبقون دائمًا في عقلي وقلبي. وكان هذا حقيقيا بالنسبة لكل واحد منا، خصوصا الذين فقدوا أصدقاء وشركاء عراقيين ومن التحالف، والذين عرفوا الشعب العراقي بكل دفئه وضيافته.

* هل تشعر بالخيانة؟

- شعرت بالحزن الشديد، كان حدثًا مأساويًا، نحن عملنا ما كان يجب عمله عندما طلبت دولنا منا ذلك.

* هل تلوم نوري المالكي؟

- نعرف ما حدث. نعرف أنهم حاولوا اعتقال الزعماء السياسيين للعرب السنّة، نعرف أن قوات الحكومة العراقية حاربت بالسلاح مظاهرة سنّية مسالمة. وضعوا هذه المشاهد على «يوتيوب»، وهذا ما أثار السنّة، وقد حدث هذا مرارًا. نعرف أن القادة الجيدين أبعدوا ليحل مكانهم مخلصون مذهبيون في بعض المناطق الأساسية مثل الموصل، ونعرف أن أفرادًا كثيرين كنت أصررت على طردهم في السابق، أعيدوا. ونعرف أن سلسلة القيادة كانت وظيفيا مختلة في الوقت الذي كان يجب أن تكون على كفاءة وفاعلية. وأيضا هجر القادة جيوشهم، وبعدها صار الانهيار معديًا.

أنا رأيت هذا في المعارك، عندما يلحظ العدو ذلك، يعتقد أن الطرف المقابل انهار، وهذا ما حدث في الموصل.

أحب أن أقول إنني مصلاوي (قالها بالعربية) أمضيت أول سنة لي في العراق في نينوى، كنت قريبا من أبناء الموصل، المدينة المتعددة الطوائف والمذاهب، فيها السنّة والشيعة والأكراد والشبك والمسيحيون. إنها مكان تاريخي، وأن تري «داعش» يحطم كل تلك الحضارات في حترا وسنجار أمر مأساوي. لقد ضحينا معًا، وتذكرين أن عدد القوات والشرطة العراقية الذين ماتوا وضحوا وهم يدافعون من أجل وطنهم في الجزء الأخير من «الصحوة» يفوق بأضعاف عدد ضحايا الحلفاء.

* كم من الوقت احتجت للتحضير لـ«الصحوة»؟

- بدأنا وضع المحتوى عام 2006، وفي ديسمبر 2006 أشرفت على الخطة في الولايات المتحدة الأميركية. ثم عدت إلى العراق في شهر فبراير (شباط) حيث توليت القيادة، وخضنا معارك ضارية لمدة ستة أشهر، وكنت قلت ستكون سيئة جدًا قبل أن يتحسن الوضع، لأننا كنا نسترجع الأراضي من «القاعدة» ومن المتمردين السنّة و«الميليشيات الشيعية»، ركزنا في السنة الأولى على «القاعدة» والأكثر عنفا من السنّة، وبعد تدميرهم في ربيع عام 2008 ركزنا بسبب قرار صدر من رئيس الوزراء المالكي واتجهنا نحو البصرة حيث دارت معركة حامية، أرسلنا الكثير من الإمدادات وشاركت طائرات هليكوبتر هجومية في المعركة وهزمناهم هناك، ثم هزمناهم في مدينة الصدر والكاظمية. نوري المالكي حارب «الميليشيات الشيعية» أيضًا.

* كأنكم بطريقة غير مباشرة ساعدتموه للتخلص من منافسيه؟

- لم نر الأمور هكذا في ذلك الوقت. كل ما رأيناه كان محاربة المتطرفين من الشيعة والسنّة. كل جهودنا كانت تطهير العراق من التطرف.

* يقول بعض الأميركيين إنه ما لم تعالج الولايات المتحدة النظام التعسفي السوري فإنها لن تستطيع الحد من التجنيد لصالح «داعش»، وإن «داعش» آجلاً أم عاجلاً سيقوم بعمليات داخل أميركا؟

- «داعش» أوحى بعمليات إرهابية ضد أميركا، وضد حلفائها في أوروبا وضد شركائها في منطقة الخليج. تذكرين تكساس، وبالطبع سافر أفراد من كل الدول للقتال في صفوف «داعش» والجاذب المغناطيسي هو بشار الأسد، الرجل الذي قضى على مظاهرة سلمية سنّية بالعنف. قتل ما يزيد على 250 ألف سوري، عدة ملايين تهجروا خارج البلاد، وملايين أخرى داخلها، وتم تدمير البنى التحتية لأجزاء كبيرة من سوريا. إنه الأداة الرئيسية للتجنيد، هو الذي يدفع الكثير من الأفراد إلى الانضمام إلى «داعش»...

* بسبب وحشيته؟

- نعم. لذلك لا يستطيع بشار الأسد أن يكون جزءًا من الحل. لا أعرف ما هو الحل الأقصى، ولا أعتقد أن هناك بدائل كثيرة، لكن لا بشار الأسد ولا «داعش» يمكن أن يكونا جزءًا من الحل.

* تقول مصادر الحكومة البريطانية إنه يجري العمل على صفقة مع روسيا، يتم خلالها نفي بشار الأسد شرط أن تبقى أسس الدولة قائمة، كالجيش والقوات الأمنية. أولاً هل تعتقد أن مثل هذه الصفقة ممكنة؟ وثانيًا: هل تقبل روسيا إيجاد حل وسط حول سوريا إذا لم تجر تهدئة فورية على أوكرانيا؟

- هذا أتركه للدبلوماسيين ولمستشاري الأمن القومي في الدول المعنية. لكن كما قلت، هناك عدة نتائج يمكن تصورها لسوريا، وكل ما يمكنني أن أقوله وبثقة إن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءًا من الحل النهائي، إذ طالما بقي هناك سيكون هناك سنّة عرب على استعداد للذهاب والقتال، لكن توجد عدة مسارات للوصول إلى الحل النهائي وكلها تتطلب قوات على الأرض يستطيع التحالف دعمها في قتالها ضد «داعش» أولاً، ثم تواجه العناصر الأخرى التي تعرقل الوصول إلى النتيجة المتفق عليها. وفي مرحلة ما قد تقرر عدة دول من التحالف ودول أخرى المشاركة.

* مثل روسيا؟

- لا يمكنك استبعاد ذلك، لأن ما يجري في أوكرانيا يمثل تحديًا في هذا الصدد. لكن لا يمكن استبعاد احتمال تدخل روسيا، فهي التي أشرفت على اتفاق تخلي سوريا عن أسلحتها الكيماوية.

* وماذا عن إيران؟

- الأمر هنا أكثر تعقيدًا، فإيران وقفت وبقوة إلى جانب بشار الأسد، أرسلت «قوات القدس» موّلته، زودته بالمستشارين، وكذلك ساعدته بحزب الله اللبناني الذي يخسر عددا كبيرًا من مقاتليه، ويتساءل المرء كيف ستتحمل أمهات جنوب لبنان وكيف سيدعمن موت أبنائهن للدفاع عن شخص، يعرفن جيدًا أنه مسؤول عن قتل ما يزيد على 250 ألف إنسان.

* الرئيس الإيراني حسن روحاني قال: سنعمل كل شيء للدفاع عن النظام السوري. هل تعتقد أن إيران قادرة على ذلك؟

- اسمعي، مسموح للزعماء السياسيين بتصريحات مبالغ بها وأعتقد أن ما قاله روحاني يصب في هذه الخانة.

* عندما سقطت بيجي مع مصفاتها بيد «داعش» من المؤكد أنها سببت موجات من الصدمات في سوق النفط..

- في الواقع، كانت هناك فترة قصيرة نسميها «زيادة المخاطر»، (عالمي الجديد الآن) بحيث أضيفت 10 دولارات على سعر البرميل الواحد، لكنها لم تستمر، لأن قليلاً من النفط كان يخرج آنذاك من شمال العراق، والتصدير كان نحو 100 إلى 200 ألف برميل في اليوم لأن خط إمدادات النفط كان قد قطع. عندما سقطت بيجي كان الخوف أكثر على الجنوب، لأن 90 في المائة من نفط العراق يصدر من البصرة ومحافظة ميسان.

* هذا يعني أن الذين يقولون إنه إذا تركنا «داعش» يتعمق أكثر في العراق فإن سعر برميل النفط قد يصل إلى ما فوق المائة دولار.

- هذا كان الخوف. سعر النفط الخام هو الذي سيُدفع بعد شهرين، حيث يتم الشراء لموعد لاحق. والخوف كان أنه عندما نصل إلى الوقت المحدد فإن عددًا من المنشآت النفطية للإنتاج والتصدير قد تكون تعطلت. بصراحة أنا لم أفكر هكذا وخمنت ذلك وأن «زيادة المخاطر» ليست ضرورية، وبالفعل بعد أسبوعين أكد السوق عدم جدوى المخاوف.

* قلت إن المملكة العربية السعودية تحاول المحافظة على حصتها في سوق النفط ولا تعتمد سياسة موجهة ضد المنتجين الأميركيين؟

- السعودية تحاول المحافظة على حصتها في السوق وتجنب فقدان زبائنها، تعرفين ذلك لأنها في حالات عدة تقبل بأسعار أقل للعقود الآجلة، ثم إنها لم تخفض من إنتاجها. في الولايات المتحدة، فإن منتجي النفط الرملي (Shale) استمروا في زيادة الإنتاج، ويقتربون من القمة. هدف السعودية المحافظة على حصتها، ولا تتوهم بأنها تستطيع شل الإنتاج الأميركي (Shale). المنتجون المؤثرون في العالم اليوم هم في الولايات المتحدة، في السابق كانوا في السعودية حيث كان لديها مليون برميل من الطاقة الفائضة. عندما فرضنا العقوبات على إيران ذهبنا وطلبنا من السعودية أن تضخ كل طاقتها النفطية لنؤكد للسوق وليعرف ماذا سنفعل قبل تطبيق العقوبات على إيران التي سحبت مليون برميل من السوق، ثم فقدنا مليونا آخر بسبب الأحداث في ليبيا، لكن في الفترة نفسها فإن الإنتاج الأميركي زاد إلى 3 ملايين في اليوم، وهذا تجاوز المشكلة، لأن الزيادة والطلب في العالم لم تتوافقا مع زيادة العرض. لهذا لدينا سوق طاقة مرحرحة حيث هناك أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا أكثر من الطلب.

* تعليقًا على ما قلت، رأى بعض المراقبين أن السعودية في توجهها النفطي تفكر بروسيا وإيران؟

- ما يهم السعودية هو أن تضخ النفط بكثرة للحصول على عائدات عالية، وأن تحافظ على حصتها في السوق. مرت بهذه التجربة سابقًا، وافقت بطلب من أعضاء منظمة «أوبك» على تخفيض إنتاجها، بالمقابل زاد أعضاء آخرون في «أوبك» الضخ وسيطروا على السوق. ولم تستطع السعودية استرجاع ذلك، وفي وقت تستورد الولايات المتحدة أقل كمية لأنها تنتج أكثر وتحصل أيضا على النفط من كندا، فإن من حق السعودية أن تحافظ على زبائنها في العالم.

* يقال إن أكبر خطر يهدد أسعار النفط وإمداداته هو الفوضى في الشرق الأوسط، يضاف إليها تردد الغرب في التدخل؟

- أولاً لا أرى ترددًا غربيًا في التدخل بعد تشكيل التحالف العسكري.

* والملاحظ أن الغرب يأخذ وقتًا طويلاً..

- لكن التدخل يتعاظم بالقرارات الأميركية الأخيرة والدول الأخرى ترسل قوات، وأظن أنه في مرحلة قريبة سيكون هناك التزام بمساعدات أكثر. ولا أظن أن لهذا علاقة بأسعار النفط، لأن الإنتاج النفطي يتزايد. العراق ينتج أكثر في الجنوب، والآن حكومة الإقليم الكردستاني تنتج أكثر وبعض إنتاجها يذهب للحكومة العراقية وبعضها لاستعمالها. ثم لا اختلال في النفط الكويتي، أو السعودي، أو الإماراتي، أو العماني.. الاختلال الوحيد كان في الإنتاج السوري، وفي السودان والقرن الأفريقي، وكلها كميات صغيرة بالأصل. هناك نقص المليون برميل من إيران بسبب العقوبات، والمليون الآخر من ليبيا بسبب العنف. وهذا تم تعويضه بالزيادات في العالم. أعتقد أن هؤلاء المراقبين على خطأ.

* تعهدت إيران بحماية المصالح الأمنية المشتركة بينها وبين اليمن. كاستراتيجي وعسكري هل يمكن أن توضح لي أين تكمن هذه المصالح المشتركة، وكيف ترى تقدم إيران في العالم العربي؟

- صار أمرا ثابتا في المنطقة والعالم أن إيران تريد أن تحول الهلال الشيعي إلى نصف القمر. وهدفها هو السيطرة على المنطقة. إنها تعمل بطريقة ملحوظة جدًا في سوريا، و«قوات القدس» تدعم الميليشيات الشيعية في العراق باستثناء جماعة مقتدى الصدر، إنها تدعم حزب الله اللبناني، في الماضي دعمت «حماس»، واليوم تدعم «الحوثيين» في اليمن وهذا تطور خطير جدًا. كان هناك وضع حساس من المشاركة في السلطة في اليمن بين السنّة والشيعة، مع العلم أن شيعة اليمن مختلفون عن الشيعة الإيرانيين، لكن مع هذا دعمتهم إيران، وهذا تم التحقق منه وإثباته؛ إذ يوجد مستشارون من «قوات القدس» في اليمن، ومن الخطر أن نرى ذلك يتحول إلى حرب أهلية بحيث يصبح من الصعب التحكم بالأوضاع كما الحال في سوريا والعراق وليبيا والآن اليمن، لأن المتطرفين يستغلون الوضع. وفي اليمن، أعتقد أن أخطر فرع لـ«القاعدة في العالم»، هو «قاعدة شبه الجزيرة العربية» حيث إبراهيم العسيري، الماهر بصنع القنابل والملتوي عقليا الذي أرسل شقيقه لتفجير نائب وزير الداخلية السعودي آنذاك الأمير محمد بن نايف (ولي العهد السعودي) ونشكر الله لأنه ظل حيًا. محمد بن نايف بطل حقيقي في السعودية حيث قاد المعركة التي هزمت «القاعدة» هناك، والآن يعالج أخطارًا جديدة متمثلة في «داعش» الذي يريد أن يأتي بالإرهاب والعنف إلى السعودية. لذلك، فإن التطور في اليمن خطير جدًا فـ«القاعدة» أطلقت سراح إرهابيين من السجن، وهي تمدد بصماتها، وللأسف اضطرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى المغادرة، والآن نرى الوضع الصعب جدًا. يمكن للمفاوضات الحالية في جنيف أن تعيد بعض ترتيبات لاقتسام السلطة كما في السابق، حيث كان هناك سلام في إحدى أفقر الدول في العالم. وهذا يشكل مشكلة كبيرة للسعودية.

* لكن في السابق لم يكن هناك وجود إيراني عندما كانت الأمور مستقرة نوعًا ما.

- بالطبع، ثم لا ننسى الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

* كيف تقنع إيران اليوم بأن لا مصالح أمنية مشتركة بينها وبين اليمن؟

- إذا كانت إيران تساعد بقوة الجانب الذي حرك هذا العنف، لا أرى أين هي المصالح المشتركة، إنها مصالح إيران. ومن حق السعودية أن تدافع عن نفسها ونلاحظ كيف أن وزير الدفاع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يدير حملة جوية ويدافع عن الحدود الجنوبية – الغربية للسعودية.

* قال هادي العامري (منظمة بدر) إن الولايات المتحدة بمفردها لا تستطيع أن تهزم «داعش»، وإن إيران لوحدها لا تستطيع ذلك، وإن عليهما أن يتفقا للتغلب على عدو مشترك. أولاً هل تتفق مع هذا المنطق؟ ثانيًا: إن التنافس الخفي بين أميركا وإيران حول العراق يساهم في عدم استقرار البلاد..

- أولاً صحيح أن الولايات المتحدة وإيران تريدان هزيمة «داعش»، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كل دول مجلس التعاون الخليجي وكل دول التحالف، وبصراحة كل العالم باستثناء المتطرفين.

* هل يمكن إلحاق الهزيمة بـ«داعش»؟

- يجب إلحاق الهزيمة بالتنظيم، إذا كان لا بد من هذه المعركة، لكنها ستكون معركة طويلة وقاسية جدًا، وتتطلب ثباتًا هائلاً وعزيمة وصبرًا والتزاما.

* وتنسيقًا ما بين الولايات المتحدة وإيران؟

- هناك فرق بين المصلحة المشتركة والعدو المشترك. علينا أن نتذكر أن «قوات القدس» الإيرانية دعمت «الميليشيات الشيعية» التي قتلت الآلاف من القوات الأميركية والعراقية وقوات التحالف على مدى سنوات، وهذا أمر صعب. ثم من ناحية ثانية فإن هذه الميليشيات قد تكون خطرًا بعيد المدى، وأكبر على وحدة العراق من «داعش»، وإذا افترضنا أن السنّة العرب مع الوقت رفضوا «داعش»، إذا اقتنعوا بأن بغداد تريد إعادة بناء النسيج الحقيقي للمجتمع العراقي، فعلينا أن نقلق من «الميليشيات الشيعية» إذا لم تستجب أو تعترف بسلطة الدولة. من هنا القول إن «مركز الجاذبية» هو بغداد. بكل تأكيد، يجب إلحاق الهزيمة بـ«داعش» في ساحات الحرب وعلى الخطوط الأمامية خصوصًا أنها صارت قوات تقليدية الآن، لم تعد تمردًا. صحيح هناك عناصر إرهابية مزروعة في المدن، لكن «داعش» يجب دحره على جبهات القتال لأنه صار قوات تقليدية. لكن هذا لن يكون ممكنًا إذا لم تؤد السياسة في بغداد إلى دفع السنّة العرب لرفض «داعش». الآن لا يزال الوضع غير مؤكد عما إذا كانت اليد الممدودة من بغداد مخلصة، وعما إذا كانت ذات جوهر ومعنى.

البيانات السياسية لرئيس الوزراء العبادي لها معنى، وهذا مهم، لكن يجب ترجمتها. على كل بدأ تنفيذ البعض منها، كما يجري في «قاعدة الأسد»، وفي أماكن أخرى، أو في المناطق الكردية، أو في المساعدة على إنشاء قوات سنّية، وهذه يجب أن تكون قوات عراقية محض.

* هل ترى الجنرال قاسم سليماني كنسخة مكررة من صدام حسين بمعنى أن الاثنين يبالغان بشدة قبل أن يخسرا؟

- سوف نرى.

* قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إن أحدًا في المنطقة لا يصدق أن الاتفاق النووي مع إيران سيمنعها من إنتاج «قنابل» نووية، ثانيًا، انتقد طريقة المفاوضات بأن لا إسرائيل ولا دول الخليج تشارك فيها وهي المعنية. وقال: إذا لم تكن جالسًا حول الطاولة فمن المؤكد أنك على قائمة الطعام. هل توافق على هذه النقاط؟

- مرة ثانية، لا نعرف ماذا تتضمن الصفقة، لكن إذا اعتمدنا على ما أعلن في إطار العمل حول الترتيبات الانتقالية مع العلم أن ما جاء في الورقة الأميركية يختلف عما جاء في الورقة الإيرانية. لنفترض أنه تقريبًا ما أعلنه الأميركيون، أعتقد أن بعض الأمور الأساسية واضحة وهي: إن 20 في المائة من اليورانيوم الإيراني المخصب انتهى، تخفيض أعداد الطرد المركزي بشكل كبير، 3.5 في المائة من أكوام اليورانيوم المخفض تقلص بشكل كبير، مفاعل «أراك» أعيدت هندسته بحيث لا يؤدي إلى إنتاج قنبلة بلوتونيوم، المفاعل المحفور تحت الأرض بالقرب من قم لن يُستعمل للتخصيب، وسيكون هناك تحقيق فعال يمنح الثقة، وأيضا إطالة الوقت المطلوب لإنتاج القنبلة إلى ما لا يقل عن السنة. مع العلم أن بعض الإجراءات ستطبق لمدة 10 سنوات، وبعضها الآخر 15 سنة، يبقى السؤال: وماذا بعد هذه السنوات، ثم إن الحقيقة الأخرى، ولنفترض أن الصفقة أوقفت وأعادت إلى الوراء احتمالات البرنامج النووي الإيراني هذه إيجابيات لكن هناك سلبيات أخرى ومنها أن إيران سيعاد دمجها بالاقتصاد العالمي، وسوف تعيد إنتاج نفطها إلى المعدل السابق وربما أبعد وهي بين الدول الثلاث الأولى في العالم التي ثبت أن لديها احتياطيا نفطيًا وغازًا، سيكون لديها مبالغ ضخمة من المال، الخطر إذا استمرت في القيام بما تقوم به منذ سنوات كثيرة خصوصًا أنها واحدة من الدول الثلاث التي تعتبرها الولايات المتحدة داعمة للإرهاب عبر «قوات القدس» وحزب الله اللبناني. فهي وراء عمليات الأرجنتين، وبلغاريا، ولحسن الحظ أن الانتحاري في تايلاند فجر نفسه، إضافة إلى عمليات أخرى، كما أنها كلفت مجموعة لاستئجار قاتل من مكسيكو ليغتال السفير السعودي في واشنطن عادل جبير، الذي هو الآن وزير الخارجية، وفي نفس الوقت دبلوماسي موهوب جدًا، وبصراحة زميل مقرب من عدة مواقع كنت تسلمتها خلال الحرب.

هذا نوع من الأمور التي يجب أن نستعد لها. وعلينا أن نعترف بضرورة أن تكون لدينا خطة عما سنقوم به إذا توقف البرنامج النووي إنما استمرت إيران بدعمها للنشاطات الإرهابية.

* لكن نتنياهو يقترح جلوس إسرائيل ودول الخليج في المحادثات، متخوفًا من أنه إذا لم تكن جالسًا حول الطاولة فأنت ستكون على قائمة الطعام؟

- هذه مفاوضات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا مع إيران، وحسب معلوماتي فإن الدبلوماسيين الأميركيين بذلوا أقصى ما يستطيعون لتزويد إسرائيل والدول الخليجية بالمعلومات، ربما لم تكن بالسرعة المطلوبة إنما الجهود مستمرة ولهذا دعا الرئيس أوباما كل قادة دول مجلس التعاون إلى «كامب ديفيد» قبل أسابيع.

* يقول بعض المراقبين العسكريين إنه وعلى الرغم من أن الجيش المصري قوي لمواجهة أي عدو خارجي فإنه غير قادر على مواجهة العمليات الإرهابية داخل مصر؟

- علينا أن نتذكر أن «الإخوان المسلمين»، خلال حكمهم أساءوا جدًا لمصر، صحيح أن الرئيس (محمد مرسي) انتُخب لكنه فشل، كان حكما تقسيميا، يهمش الكثيرين، وتحدى التقاليد المصرية حيث عاشت كل المذاهب والأقليات معًا بسلام، ولهذا عاد الشعب المصري إلى الشوارع، وأعد الرئيس عبد الفتاح السياسي وحكومته دستورًا يشمل الجميع؛ إذ إنه ليس إسلاميًا صرفًا كما السابق. ومن المؤكد أن المؤسسة العسكرية المصرية تدرس بجدية كيفية مواجهة الإرهابيين والمتمردين الذين يحاولون تفجير المراكز العسكرية والأمنية التي تدعم الحكومة، كما يجري في سيناء، فالأمر هناك مقلق. ثم لأول مرة رأينا مصر تغلق حقيقة الأنفاق التي كانت تُستعمل لمد حماس وأعادت فتح معبر رفح. لنمسك الخشب هنا.

* هناك أيضا ليبيا؟

- بالطبع حيث يتم تهريب السلاح، ثم إن ليبيا هي المكان الذي يحاول المتطرفون مثل «قاعدة المغرب العربي»، و«أنصار الشريعة»، والآن «داعش» استغلال المناطق التي لا حكم فيها أو حيث الحكم فيها غير كفء، من أجل أهدافهم.

* هل ترى قوة عربية مشتركة تبرز في المستقبل القريب؟

- إني أراها الآن تحلق في الأجواء. أرى دول مجلس التعاون الخليجي تحلق معًا فوق اليمن، وتبدأ باتخاذ خطوات جديدة لدمج دفاعاتها الجوية، وتدرس احتمالات مجموعات عسكرية خليجية موحدة.. إن العدو المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي دفعها لدعم المملكة العربية السعودية كما تفعل دول أخرى في المنطقة مثل مصر.

* على المدى البعيد، هل ترى حزب الله في لبنان كقوة يحسب لها حساب؟ وهل يستطيع لبنان الدولة الكوزموبوليتانية الصغيرة، تحمل قوة آيديولوجية؟

- أعتقد أن حزب الله اللبناني قوة يحسب لها حساب حاليًا، يجب أن ننظر إلى العالم كما هو وليس كما نحبه أن يكون، ولا يمكن أن ننفي أن الحزب يحسب حسابه، ثم إنه قوة سياسية في البرلمان اللبناني حيث لديه العدد المعرقل بالإضافة إلى قوته العسكرية. وفي كل زمن توجد قوة عسكرية في بلاد لا تستجيب للحكومة تشكل مشكلة. الوضع في لبنان صعب، لكنه نوعًا ما عملي الآن لأنه سمح للبنان بالاستمرار من دون انفجار كبير منذ نهاية الحرب الأهلية إنه ليس بالوضع المثالي إنما في الوقت نفسه فالمنطقة ليست بالمكان المثالي. لكن هل يستطيع لبنان الاستمرار بالتعثر إلى الأمام أم أنه سيسقط ثانية في دوامة العنف. أظن أن السياسيين اللبنانيين يتطلعون أحيانا إلى الهاوية، أي استئناف العنف، ثم يتراجعون. أعتقد أن كل القوى في لبنان قلقة جدًا من «داعش» والمتطرفين الآخرين. وبصراحة فإن الجيش اللبناني واجه المتطرفين بقوة وشجاعة كما حصل في نهر البارد. عندما كنت على رأس «القيادة المركزية الأميركية» أعجبت جدًا بأداء الجيش اللبناني وهو مستمر بذلك مع العلم أن عليه أن يقوم بعمليات في أوضاع حساسة جدًا مع تغطية سياسية، ومع هذا أبحر الجيش عبر كل هذه الصعوبات، وقام بمهامه وهو مستمر بذلك، ونحن نقدم له المزيد من الدعم كما نفعل مع الأردن.

الأردن دولة مهمة أخرى في المنطقة، دولة ينظر شعبها إلى نتائج «الربيع العربي». بعدما نزلوا إلى الشوارع أدركوا أن ذلك الربيع لن يكون كما أملوا، ورأوا أن العائلة المالكة قد تقوم بمهمة حسنة، فانسحبوا من الشوارع وسمحوا للملك عبد الله الثاني الاستمرار في عملية الإصلاحات وساعد على إيجاد تفاعل سياسي بطريقة حكيمة.

وبمناسبة الحديث عن الدول التي تفاعلت بإيجابية، هناك تونس، وقد التقيت الرئيس الباجي قائد السبسي عندما زار واشنطن، والتقيت سابقًا السيد راشد الغنوشي. القادة لهم دور وتونس في هذا المجال محظوظة جدًا بأن يكون رئيسها السبسي وزعيم المعارضة الغنوشي، والاثنان اتفقا على التنازل من أجل مصلحة البلاد، هذا ما يحتاج أن يفهمه القادة في اليمن.

* إذا فشلت المحادثات النووية مع إيران ماذا سيحدث؟

- لقد كرر رئيس الولايات المتحدة أنه لن يسمح لإيران بأن تمتلك أسلحة نووية، وأستطيع أن أؤكد لك أن القدرات العسكرية لتحويل كلماته إلى أفعال جاهزة، المسرح تم إعداده إذا اضطررنا، صحيح أنه ليس بالنتيجة المفضلة، لكن الرئيس كان واضحًا، لم يكن ما قاله مجرد كلمات في مؤتمر صحافي، إنما التزام صارم ومحدد وواضح.

* بعض التقارير الفرنسية أشارت إلى أن التحالف نجح في اختراق «داعش»، هل نصدق هذا؟

- مع أنني لست في ذلك العالم الآن، إلا أن الكل يسعى لذلك، ولهذا هناك وحدات من عدة حكومات، قائمة لفعل هذا الشيء.

* روسيا لا تبني قدرات عسكرية هجومية في الخارج لكنها فقط ترد على التهديدات الأمنية للتوسع الأميركي على حدودها.

- من قال هذا؟

* الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هل يجب أن نصدقه أو كما قال أيضا إن روسيا والولايات المتحدة شركاء في قضايا عدة؟

- مما لا شك فيه أن هناك مصالح مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة منها مثلاً محاربة التطرف والإرهاب في دول آسيا الوسطى بما فيها أفغانستان، بحيث لا يمر هؤلاء عبر تركمنستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وكازاخستان، باتجاه روسيا.

من الواضح أنه من مصلحة الجميع أن لا تنجح صناعة المخدرات غير الشرعية بأن ترسل نتاجها كالهيروين إلى روسيا ومواطنيها، وأيضا من المصالح المشتركة رؤية دول آسيا الوسطى مزدهرة وهناك مصالح مشتركة أخرى.

* وفي الشرق الأوسط؟

- الهدف طبعًا الاستقرار، ولا أعتقد أن روسيا تحتفل لأن حروبًا أهلية كثيرة مشتعلة في الشرق الأوسط خصوصًا حيث لها مصلحة مثل سوريا. لكن، هذا لا يمنع من القول إن ما وقع في أوكرانيا غير مقبول، ولا يمكن أن نسمح لدولة بأن تغزو جاراتها وقد أكد هذا الموقف قادة أوروبا، والولايات المتحدة والحلف الأطلسي بتثبيتهم المقاطعة ودراسة خيارات أخرى وتأكيد إصرارهم على دعم أوكرانيا ماليًا بعشرات المليارات. يريدون أن تدرك روسيا أن خرق قواعد إجراءات ما بعد الحرب الباردة عمل مدمر غير بناء وحاليًا تدفع ثمن هذا، إنها تستعمل احتياطيها، بعض الشركات لم يعد باستطاعتها الاستدانة لإيفاء ديونها، الاقتصاد في حالة انكماش، وبصراحة الناس بدأوا يعانون بسبب هذا. إلى متى سيسمح بوتين باستمرار المعاناة، وهل يمكن إجراء مفاوضات صريحة وواضحة تعترف بمصالح روسيا في أوضاع جيرانها، إنما تعترف أيضا بأن غزو هؤلاء الجيران غير مقبول.

* مثل دول البلطيق؟

- كلا، إطلاقا، إن دول البلطيق أعضاء في الحلف الأطلسي.

* هل يستطيع الحلف الدفاع عن هذه الدول الصغيرة؟

- بكل تأكيد. قبل يومين التقيت الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ وليس هناك أدنى شك حول عزم الحلف على تطبيق الفصل الخامس.

اتفاق الدفاع الجماعي، ولهذا تستمر التمارين مع القوات الأميركية كالتي تجري في بولونيا، ويجري درس إعادة نشر معدات وموارد الحلف، إنما يجب أن نكون صريحين ونعترف بأن لروسيا مصالح تاريخية في أوكرانيا والإبحار في البحر الأسود، وفي شبه جزيرة القرم. يجب أن نعترف بذلك وأن ندير مفاوضات جادة وصريحة مع روسيا حول هذا. لكن لن نقبل بالتدخل الروسي أو بالتحريض على العنف.

* هناك في الإدارة الأميركية من يقول إنها قررت إدارة ظهرها للشرق الأوسط..

- لا أرى كيف يكون هذا ونحن نرى آلاف القوات في العراق، عشرات الآلاف في منطقة القيادة المركزية..

* والآن تريد إنشاء قاعدة جوية في أشبيلية في إسبانيا لدعم مهمات ضد «داعش» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

- هناك الكثير من المبادرات، قد يقول البعض إن التحالف يمكنه أن يفعل أكثر، بالطبع بعد سقوط الرمادي يجب أن نعيد دراسة الاستراتيجية، وما المصادر التي نحتاجها لتطبيق تلك الاستراتيجية والأهم نشر مستشارين من التحالف مع الألوية، إلخ.. ومضاعفة الجهود في بغداد «مركز الجاذبية»، حيث يجب أن يكون لدينا الهيكلية الصحيحة والعمل مع الدبلوماسيين هناك. أتذكر الآن الشراكة التي كان من حظي التمتع بها مع السفير الأميركي ريان كروكر، بالطبع الوضع الآن مختلف إذ ليس هناك 165 ألف جندي أميركي، لقد كنا شيوخ أكبر قبيلة في العراق. لكن يبقى للولايات المتحدة نفوذ واسع ولا تزال تعتبر وسيطا صادقًا تفكر بمصلحة كل العراقيين بمن فيهم الأكراد وكل الأقليات

* ألا ترى كردستان مشكلة؟

- أعتقد في يوم من الأيام سنرى ذلك، لكن القادة الأكراد يقيمون العلاقات مع بغداد حتى لو أنها غير مثالية، وكل طرف يعتقد أن الطرف الآخر لم يف بوعوده. قد تكون حكومة كردستان راجعت المواقف عندما منعت تركيا البشمركة من العبور لمساعدة كوباني. هذا خرق الثقة بين الطرفين، وأدركت القيادة الكردية أنها في حاجة إلى علاقة مع بغداد حتى وهي تحاول تحقيق علاقات أفضل مع أنقرة التي تأثرت بكوباني.

* هل تجاوب الحلف الأطلسي مع تركيا؟

- نشر صواريخ «باتريوت» الدفاعية، حصل تنسيق في برامج أخرى، وهناك محادثات مستمرة حول نشاطات مشتركة.

* إردوغان متهم بفتح حدوده لـ«داعش»؟

- كل الدول في المنطقة أدركت ضرورة دحر «داعش»، التنظيم تطور مع الأيام. أكرر من جديد من أجل دحر «داعش» وتحقيق الهدف المطلوب بغض النظر عما هو، يجب المساعدة في تشكيل قوات عربية سنّية معتدلة على الأرض. نستطيع أن ندعم ذلك بالطريقة نفسها التي دعمنا بها الأكراد في «كوباني» وما زلنا ندعمهم في مواقع أخرى.

* وتدعمون المعارضة السورية؟

- نعم هذا معروف، ندعم المعارضة السياسية والعسكرية لكنها أخذت وقتًا طويلاً. طبعًا هناك من يجادل بأن نسبة الدعم كانت كافية، لكن نتائج المعارك لا تشير إلى ذلك. الآن هناك أحد أفضل ضباط الجنرالات في الجيش الأميركي الجنرال مايكل فاغاتا قائد العمليات الخاصة في القيادة المركزية، يشرف على تدريب القوات السورية، وإلى جانبه ضابط بثلاث نجوم الملازم جيمس كيري يشرف على العمليات ضد «داعش» في العراق.

* هل شعرت بالحزن أو الغضب عندما رأيت الأسلحة الأميركية الحديثة بين أيدي «داعش»؟

- أنا لا أعرف من سلم هذه الأسلحة، وليس من مفاجأة أن بعض الأسلحة التي توفرت لبعض العناصر انتهت بين أيدي عناصر أخرى. أنا لا أعرف كيف حدث ذلك، هل سرقوها؟ هل هناك سوق سوداء، إنما الأمر مقلق.

* أي حياة تفضل أكثر، العسكرية أم المدنية ومن يعطي الأوامر اليوم للجنرال؟

- الكثير من الناس أعطوني أوامر في السابق والكثير اليوم أيضا. على كلٍ أشعر بالفخر كوني خدمت 37 سنة في الجيش الأميركي وفي مواقع قيادية منذ تفجيرات نيويورك 2001، وآخر ست مهمات لي كانت قيادية منها ثلاث في العراق وواحدة في أفغانستان وقبل ذلك أمضيت سنة في البوسنة.

وكان لي حظ أن أكون مديرًا لـ«سي آي إيه» لمدة سنة وأحببت ذلك الموقع، ومن حظي الآن أن أكون مع شركة (KKR) لأنني اكتشفت تحديات جديدة لأنها تحلل الأوضاع السياسية وأجواء الاستثمار. في السنة الماضية قمنا بأول استثمار في أفريقيا (إثيوبيا)، والبلقان (مقرنا بلغراد) وأول استثمار في المكسيك. في الأشهر الماضية زرت المنطقة عدة مرات وكنت في أغلب الدول الخليجية باستثناء البحرين، كما زرت إسرائيل وكردستان العراق، وأخيرًا الهند وسنغافورة وكندا. أشعر أنني محظوظ أن أفعل هذا إلى جانب الحياة الأكاديمية، كما ألقي المحاضرات وألتزم بمساعدة قدامى المحاربين.

بروفايل

* يمكن القول إن الجنرال ديفيد بترايوس غني عن التعريف.

تعود أصوله إلى هولندا، هاجرت عائلة والده سيكستوس بترايوس مع بداية الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة، ومن والده استمد الجنرال العزيمة الفولاذية، برع في التخصص في العلاقات الدولية (جامعة وودرو ويلسون) ولاحقا بدأ يتسلق السلم العسكري ليخدم في البوسنة في عداد قوة تحقيق الاستقرار التابعة للحلف الأطلسي. كتب أطروحته عن مكافحة العصيان في فيتنام، وعام 2003 قاد الفرقة المحمولة جوا (101) في بغداد، ومن ثم في الموصل، وعام 2007 خلف الجنرال جورج كايسي في قيادة القوات المتعددة الجنسيات في العراق. وضع خطة أطلق عليها لاحقا «عقيدة بترايوس». كسب العقول والقلوب وقاد «الصحوة»، أعاد سنّة العراق إلى قلب العراق فساعدوه في القضاء على «القاعدة». بعد دوره التاريخي في العراق تسلم قيادة «القيادة الأميركية المركزية» التي تنسق العمليات العسكرية الأميركية في العالم كله. بعدها صار مديرا لـ«سي آي إيه» ليغادر بعد سنة إلى العالم المدني بما فيه من تحديات جديدة ودقيقة.

يروي أنه منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي صار شريكا في شركة (KKR) (كولبرغ كرافيس وروبرتس)، وهي شركة استثمار عالمية تدير 100 مليار دولار فيما يزيد على 100 شركة في العالم، وتوظف نحو مليون شخص ومقرها الرئيسي نيويورك. إلى جانب هذا فإن الجنرال بترايوس أستاذ زائر في «سيتي يونيفيرستي» في نيويورك، حيث يدير ندوة «عقد شمال أميركا المقبل» وأستاذ (ويدني) (Widney) في جامعة جنوب كاليفورنيا وزميل متقدم في جامعة هارفارد.