المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 حزيران/2015

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.june22.15.htm

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 21 و 22 حزيران/15

يمنى بشير الجميّل تحتفل بزفافها على متن سيارة والدها موديل 1982/22 حزيران/15

الأمين: كسرنا حاجز الصمت بعيداً عن العصبية المذهبية/«لبنانيّون» ضد السلاح والتخوين.. عائدون/علي الحسيني/المستقبل/22 حزيران/15

تساؤلات قلقة حيال تصاعد الحملة العونية أي محاذير لرمي "تصحيح الخلل" على فريق/روزانا بومنصف/النهار/22 حزيران/15

خوفًا على الدروز.. أم على الأسد/ديانا مقلد/الشرق الأوسط/22 حزيران/15

تحييد لبنان يُنهي الصراعات على السلطة وأزماتها المتعاقبة/اميل خوري/النهار/22 حزيران/15

السياسة/غليان شعبي واستنفار رسمي بعد انكشاف التعذيب الوحشي للسجناء الإسلاميين في سجن رومية/22 حزيران/15

إيران ودعم الإرهاب الدولي والنفاق الأميركي/داود البصري/السياسة/22 حزيران/15

المستثمرون في حلف الأقليات/مهى عون/السياسة/22 حزيران/15

هل سيقدم أوباما تنازلا آخر كبيرا لإيران/لاري جيكس وكولوم لينش/السياسة/22 حزيران/15

إيران: تسوية في البرلمان تعطي خامنئي صلاحية الموافقة على الاتفاق النووي/وكالات/22 حزيران/15

كيف ترد واشنطن وطهران على رسائل موسكو الرياض/جورج سمعان/الحياة/22 حزيران/15

أيتام الشرق الأوسط/غسان شربل/الحياة/22 حزيران/15

دولة البغدادي أعظم من دولة بن لادن/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/22 حزيران/15

 ثائرون بلا ثوّار وثوّار بلا ثوريين/وسام سعادة/المستقبل/22 حزيران/15

الأردن.. والتطورات المصيرية في سوريا والعراق/خيرالله خيرالله/المستقبل/22 حزيران/15

إنتهاكات رومية .. أسباب للتطرف و"الدعشنة"/ربيع حداد/المدن/21 حزيران/15
إرتداد حزب الله: الثمن الباهظ/محمد عقل/جنوبية/21 حزيران/15

مجزرة رومية : تبعات خطيرة جداً/لبنان الجديد/21 حزيران/15

قيادة «حزب الله»: «ويكيليكس السعودية» لا أساس له من الصحّة/فايزة دياب/جنوبية/21 حزيران/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 21 و 22 حزيران/15

البابا فرنسيس يطلب الا يعامل المهاجرون مثل بضائع

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/6/2015

قتيل وجريح في إشكال بين شبان من آل جعفر في حي الشراونة

الجيش يقصف تحركات للمسلحين في جرود رأس بعلبك

قوى الأمن: سنحاسب بشدة المتورطين في الاعتداء على سجينين ونتمنى وقف التجاذبات في هذه القضية والتنبه لما يحاك لهذا الوطن

وزير الداخلية عن مشاهد تعذيب سجناء: ندين ما حصل وسنتخذ الاجراءات اللازمة بحق المرتكبين والاستغلال السياسي لهذا الموضوع قلة اخلاق

حمود في اتصال مع الوطنية: يتم التحقيق حاليا مع العنصرين اللذين قاما بتعذيب احد الموقوفين في سجن رومية
استنكار عام لشريطَي الضرب في سجن رومية المشنوق وريفي يتابعان التحقيق وتوقيف عنصرين أمنيين
المشهد السياسي في زمن الانقسام: الحل بانتخاب رئيس والتخلّي عن الرهانات
عون: نريد رئيساً توفيقياً لا توافقياً فخورون بـ"ورقة التفاهم" والتعيينات غير شرعية
حزب الله": المطلوب من الفريق الآخر الاعتراف بالشراكة الحقيقية وليس الإعلامية
حرب و"حزب الله" يردّان على "ويكيليكس"
حدث عربي - أوروبي في موازاة التعطيل الحكومي

ريفي التقى وفدا من هيئة علماء المسلمين: ما حصل في رومية من بقايا عقلية الأسد

إحالة ضباط لبنانيين متورطين بتعذيب سجناء إلى التحقيق

مرجع أمني لجنوبية: سنسجن معتدي ‘فيديو رومية’ في الزنزانة نفسها

الاحدب استنكر ما جرى في سجن رومية: نطالب باستقالة وزير الداخلية

الجسر: تعذيب موقوفي سجن رومية أمر مرفوض ومدان ويجب أن لا يمر من دون حساب

نقيب محامي الشمال: لانزال أشد العقوبات بمرتكبي حادثة رومية

الحريري مستنكراً حادثة روميه: لضرورة محاسبة كل المرتكبين

الحريري مستنكراً حادثة روميه: لضرورة محاسبة كل المرتكبين

دريان: ما شاهدناه من تعذيب للسجناء مخالف للقوانين وليأخذ العدل مجراه ويقتص القضاء من المرتكبين

جعجع: التقارب بين التيار والقوات اول خطوة لتجميع القوى

“14 آذار” تطالب سلام بوقف “الابتزاز العوني”عبر الدعوة لجلسة للحكومة

إسرائيل تدمر طائرة استطلاع تابعة لها بعد سقوطها في لبنان

اليازجي دعا الى الافراج عن كل مخطوف: لا نريد ان نكون متزمتين ومتقوقعين بل علينا الانفتاح على الاخر

حرب: العماد عون يمثل قسما من المسيحيين لا كلهم وهو بدأ ب70 بالمئة سنة 2005 واليوم لا يمثل أكثر من 30 بالمئة

ابو فاعور ممثلا جنبلاط: المساعدة الوحيدة للدروز في سوريا هي دعوتهم الى المصالحة والالتفاف حول جنبلاط

طلال المرعبي: غياب مجلس الوزراء عن الانعقاد يزيد الامور تعقيدا

حبيش: لماذا لا يكشف عون عن حجمه في المجلس ويضعنا امام الامر الواقع؟

رعد: من يراهن على انتصار داعش في سوريا لا يعرف مصلحته

ياغي: سنتصدى للتكفيريين وسنقاتلهم اينما كانوا

قاسم هاشم: تعطيل الحكومة زاد من التداعيات السلبية

حسن فضل الله: سياسة التفرد والاستئثار تهدم مقومات الدولة

عون: نريد رئيسا توفيقيا يحل الخلافات لا توافقيا يسير بها

وهاب: متمسكون بديننا التوحيدي الإسلامي ونرفض أن يفرض علينا بعض شذاذ الآفاق مذاهب أو طرقا معينة

الزعبي ردا على ريفي: عقل الرئيس الأسد عقل حكمة واقتدار ودراية

داعش "يفخخ" المدينة الأثرية في تدمر

غارات على مواقع المتمردين في مأرب

المانيا توقف صحافي في الجزيرة بطلب من مصر

أنجلينا جولي تزور مخيما للاجئين السوريين في تركيا

مذيع «الجزيرة» أحمد منصور يرفض التهم الموجهة إليه

مصر تعين أول سفير لها في اسرائيل منذ ثلاثة اعوام

مرسي يظهر في زي الإعدام «الأحمر» للمرة الأولى

كارتر سيدعو «الأطلسي» للتخلي عن قواعد لعبة الحرب الباردة

 

بعض عناوين النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى10/من08حتى15/مَجَّانًا أَخَذْتُم، مَجَّانًا أَعْطُوا. لا تَقْتَنُوا ذَهَبًا، ولا فِضَّةً، ولا نُحَاسًا في أَكْيَاسِكُم، ولا زَادًا لِلطَّرِيق، ولا ثَوْبَيْن، ولا حِذَاء، ولا عَصَا، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ طَعَامَهُ

الزوادة الإيمانية لليوم/سفر أعمال الرسل09/19حتى30/وأَخَذَ شَاوُلُ يَرُوحُ ويَجِيءُ معَ ٱلتَّلاميذِ في أُورَشَليم، ويتَكَلَّمُ بِجُرأَةٍ بِٱسْمِ ٱلرَّبّ. وكَانَ يُخَاطِبُ ٱليَهودَ ٱلهِلِّينِيِّينَ وَيُجَادِلُهُم

الذين يساقون إلى الرابية ليخطب بهم عون هم قطعان من الأغنام/الياس بجاني

عيد الأب: يوم الوفاء وإظهار العرفان بالجميل/الياس بجاني

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

عنوان المقالة:عيد الأب: يوم الوفاء وإظهار العرفان بالجميل/اضغط هنا

يمنى بشير الجميّل تحتفل بزفافها على متن سيارة والدها موديل 1982

البابا فرنسيس يطلب الا يعامل المهاجرون مثل بضائع

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/6/2015

الحريري مستنكرا حادثة رومية: أثق بأن ريفي والمشنوق لن يكترثا بالأصوات المزايدة التي تستغل قضية محقة لتحقيق مآرب سياسية

 اعتصام في طرابلس احتجاجا على تعذيب سجناء في رومية

ريفي: ما يشاع عن تورط عنصر أمني من طرابلس في تعذيب السجناء غير صحيح وهدفه إشعال الفتنة

إسرائيل تدمر طائرة استطلاع تابعة لها بعد سقوطها في لبنان

“14 آذار” تطالب سلام بوقف “الابتزاز العوني”عبر الدعوة لجلسة للحكومة

غليان شعبي واستنفار رسمي بعد انكشاف التعذيب الوحشي للسجناء الإسلاميين في “رومية”

تحرك قضائي وتوقيف اثنين من المتورطين الظاهرين في مقاطع فيديو صادمة

المستثمرون في حلف الأقليات/مهى عون/السياسة

ريفي التقى وفدا من هيئة علماء المسلمين: ما حصل في رومية من بقايا عقلية الأسد

الجسر: تعذيب موقوفي سجن رومية أمر مرفوض ومدان ويجب أن لا يمر من دون حساب

إنتهاكات رومية .. أسباب للتطرف و"الدعشنة"/ربيع حداد/المدن

حمود في اتصال مع الوطنية: يتم التحقيق حاليا مع العنصرين اللذين قاما بتعذيب احد الموقوفين في سجن رومية

مجزرة رومية : تبعات خطيرة جداً/لبنان الجديد/نسرين مرعب

مرجع أمني لجنوبية: سنسجن معتدي ‘فيديو رومية’ في الزنزانة نفسها

قوى الأمن: سنحاسب بشدة المتورطين في الاعتداء على سجينين ونتمنى وقف التجاذبات في هذه القضية والتنبه لما يحاك لهذا الوطن

وزير الداخلية عن مشاهد تعذيب سجناء: ندين ما حصل وسنتخذ الاجراءات اللازمة بحق المرتكبين والاستغلال السياسي لهذا الموضوع قلة اخلاق

دريان: ما شاهدناه من تعذيب للسجناء مخالف للقوانين وليأخذ العدل مجراه ويقتص القضاء من المرتكبين

الأمين: كسرنا حاجز الصمت بعيداً عن العصبية المذهبية/«لبنانيّون» ضد السلاح والتخوين.. عائدون/علي الحسيني/المستقبل

المشهد السياسي في زمن الانقسام: الحل بانتخاب رئيس والتخلّي عن الرهانات

جنبلاط كرّم أوزيلديز وزار المرجع الحلبي: نبذل جهوداً لحماية الدروز في سوريا

تساؤلات قلقة حيال تصاعد الحملة العونية أي محاذير لرمي "تصحيح الخلل" على فريق/روزانا بومنصف/النهار

تحييد لبنان يُنهي الصراعات على السلطة وأزماتها المتعاقبة/ اميل خوري/النهار

إرتداد حزب الله: الثمن الباهظ/محمد عقل/جنوبية

جعجع: التقارب بين التيار والقوات اول خطوة لتجميع القوى

الـmtv تردّ: أموال الدنيا لا تغيّر كلمة من قيمنا

قيادة «حزب الله»: «ويكيليكس السعودية» لا أساس له من الصحّة/فايزة دياب/جنوبية

جعجع فاجأ طلاب القوات والتيار في خلوتهما: تجميع القوى يغير الوضع

رعد: من يراهن على انتصار داعش في سوريا لا يعرف مصلحته

عون: نريد رئيسا توفيقيا يحل الخلافات لا توافقيا يسير بها

المطران أبرص اقام الصلاة عن روح شهيد الجيش ايلي رحمة في صور

البطريرك اليازجي دعا الى الافراج عن كل مخطوف: لا نريد ان نكون متزمتين ومتقوقعين بل علينا الانفتاح على الاخر

 حرب: العماد عون يمثل قسما من المسيحيين لا كلهم وهو بدأ ب70 بالمئة سنة 2005 واليوم لا يمثل أكثر من 30 بالمئة

عون: نريد رئيسا توفيقيا يحل الخلافات لا توافقيا يسير بها

ريفي التقى وفدا من هيئة علماء المسلمين: ما حصل في رومية من بقايا عقلية الأسد

الراعي بعيد الاب: أوليس عدم انتخاب الرئيس عملية قتل للبلاد ببتر رأسها؟

إيران ودعم الإرهاب الدولي والنفاق الأميركي/داود البصري/السياسة

هل سيقدم أوباما تنازلا آخر كبيرا لإيران/لاري جيكس وكولوم لينش/السياسة

إيران: تسوية في البرلمان تعطي خامنئي صلاحية الموافقة على الاتفاق النووي

ظريف يلتقي اليوم نظراءه البريطاني والفرنسي والألماني

مصر تعين أول سفير لها في اسرائيل منذ ثلاثة اعوام

أيتام الشرق الأوسط/غسان شربل/الحياة

كيف ترد واشنطن وطهران على رسائل موسكو الرياض/جورج سمعانLالحياة

دولة البغدادي أعظم من دولة بن لادن/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

خوفًا على الدروز.. أم على الأسد/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

ثائرون بلا ثوّار وثوّار بلا ثوريين/وسام سعادة/المستقبل

الأردن.. والتطورات المصيرية في سوريا والعراق/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى10/من08حتى15/مَجَّانًا أَخَذْتُم، مَجَّانًا أَعْطُوا. لا تَقْتَنُوا ذَهَبًا، ولا فِضَّةً، ولا نُحَاسًا في أَكْيَاسِكُم، ولا زَادًا لِلطَّرِيق، ولا ثَوْبَيْن، ولا حِذَاء، ولا عَصَا، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ طَعَامَهُ

"قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «إِشْفُوا المَرْضَى، أَقِيْمُوا المَوْتَى، طَهِّرُوا البُرْص، وَٱطْرُدُوا الشَّيَاطِين. مَجَّانًا أَخَذْتُم، مَجَّانًا أَعْطُوا. لا تَقْتَنُوا ذَهَبًا، ولا فِضَّةً، ولا نُحَاسًا في أَكْيَاسِكُم، ولا زَادًا لِلطَّرِيق، ولا ثَوْبَيْن، ولا حِذَاء، ولا عَصَا، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ طَعَامَهُ. وأَيَّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ  َخَلْتُمُوهَا، إِسْأَلُوا فِيها عَمَّنْ هُوَ أَهْلٌ لٱسْتِقْبَالِكُم، وأَقِيْمُوا هُنَاكَ إِلى أَنْ تَرْحَلُوا. وحِيْنَ تَدْخُلُونَ البَيْت، سَلِّمُوا عَلَيْه. فَإِنْ كَانَ هذَا البَيْتُ أَهْلاً، فَلْيَحِلَّ سَلامُكُم عَلَيْه. وإِنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلاً، فَلْيَعُدْ سَلامُكُمْ إِلَيْكُم. ومَنْ لا يَقْبَلُكُم ولا يَسْمَعُ كَلامَكُم، فَٱخْرُجُوا مِنْ ذلِكَ البَيْتِ أَو مِنْ تِلْكَ المَدِيْنَة، وٱنْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُم. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَرْضَ سَدُومَ وعَمُورَةَ سَيَكُونُ مَصِيْرُهَا، في يَوْمِ الدِّيْن، أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيْرِ تِلْكَ المَدِيْنَة".

 

الزوادة الإيمانية لليوم/سفر أعمال الرسل09/19حتى30/وأَخَذَ شَاوُلُ يَرُوحُ ويَجِيءُ معَ ٱلتَّلاميذِ في أُورَشَليم، ويتَكَلَّمُ بِجُرأَةٍ بِٱسْمِ ٱلرَّبّ. وكَانَ يُخَاطِبُ ٱليَهودَ ٱلهِلِّينِيِّينَ وَيُجَادِلُهُم

"يا إِخْوَتِي، بَقِيَ شَاوُلُ بِضْعَةَ أَيَّامٍ مَعَ التَّلامِيذِ في دِمَشْق. وفي ٱلحَالِ أَخَذَ يَكْرِزُ في ٱلمَجَامِعِ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱلله. وكَانَ كُلُّ ٱلَّذينَ يَسْمَعُونَهُ يَدْهَشُونَ ويَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا هُوَ ٱلَّذي كَانَ في أُورَشليمَ يَفْتُكُ بِالَّذِينَ يُدْعَوْنَ بِهذَا ٱلٱسْم، وقَدْ جَاءَ إلى هُنَا لِيَسُوقَهُم إِلى ٱلأَحْبَارِ مُكَبَّلين؟». أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً، ويُفحِمُ ٱليَهودَ ٱلْمُقيمينَ في دِمَشْق، مُبَرهِنًا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلمَسيح. ومَرَّتْ أَيَّامٌ كَثيرَة، فتَشَاوَرَ ٱليَهُودُ لِيَقتُلُوه. وعَلِمَ شَاوُلُ بِمَكيدَتِهِم. وكَانُوا يُراقِبُونَ أَبْوَابَ ٱلْمَدينَةِ نَهَارًا ولَيْلاً لِيَقْتُلُوه. فَأَخَذَهُ تَلامِيذُهُ لَيْلاً، ووَضَعُوهُ في سَلّ، ودَلَّوْهُ منَ ٱلسُّور.

ولَمَّا وَصَلَ إلى أُورَشَليم، حَاوَلَ أَن يَنْضَمَّ إلى ٱلتَّلامِيذ، ولكِنَّهُم كَانُوا كُلُّهُم يَخَافُونَ مِنْهُ، ولا يُصَدِّقُونَ أَنَّهُ تِلْمِيذ. فأَخَذَهُ بَرْنَابَا وجَاءَ بِهِ إلى ٱلرُّسُل، وأَخبَرَهُم كيفَ رأَى شَاوُلُ ٱلرَّبَّ في ٱلطَّريق، وأَنَّ ٱلرَّبَّ كَلَّمَهُ، وكيفَ تكلَّمَ بجُرأَةٍ في دِمَشْقَ بِٱسْمِ يَسُوع. وأَخَذَ شَاوُلُ يَرُوحُ ويَجِيءُ معَ ٱلتَّلاميذِ في أُورَشَليم، ويتَكَلَّمُ بِجُرأَةٍ بِٱسْمِ ٱلرَّبّ. وكَانَ يُخَاطِبُ ٱليَهودَ ٱلهِلِّينِيِّينَ وَيُجَادِلُهُم. أَمَّا هُم فَكَانُوا يَبْغُونَ قَتْلَهُ. وعَلِمَ ٱلإِخوَةُ بِذلِكَ فَٱنْحَدَرُوا بِهِ إِلى قَيْصَرِيَّة، وأَرْسَلُوهُ مِنْ هُنَاكَ إِلى طَرْسُوس."

 

الذين يساقون إلى الرابية ليخطب بهم عون هم قطعان من الأغنام

الياس بجاني/21 حزيران/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/06/21/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%82%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84/

محزن أن نرى قطعان من الأغنام هي شرائح مغرر بها من شعبنا "الغفور" بدأت تساق مؤخراً كل يوم أحد إلى رابية المسيح الدخال حيث يقيم هذا الشارد والموهوم ميشال عون الذي يقوم بعملية نتاق وهرار خطابية أمامها . نعم هؤلاء اغنام وإلا كيف "يهوبرون" لمن خان وطنهم وداس على تضحيات شهدائهم وقبل أن يكون ملحقاً طروادياً ومرتزقاً ذليلاً بقوى الشر الإيرانية-السورية التي تحتل وطننا وتفكك كل مقوماته.  وبعد..  أليس هذا هو زمن محل وبؤس وأشباه رجال ليس فيهم من الرجولة شيء؟

 

عيد الأب: يوم الوفاء وإظهار العرفان بالجميل

الياس بجاني/21 حزيران/15

تحتفل كندا اليوم بعيد الأب وكذلك الولايات المتحدة. في هذه المناسبة نصلي من أجل كل الأباء الأحياء منهم والأموات مذكرين بالوصية الخامسة من الوصايا العشرة: "أكرم أباك وأمك".

في مفاهيمنا الإيمانية الأب هو حجرة زاوية العائلة التي باركها الله ومنحها النعم والعطايا.

من أقوال الأباء القديسين عن الوالدين:

ليكن كلُّ أحدٍ كبيراً في عينيك ولا تهِن الذين هم أقل منك معرفة، ولا تطلب كرامةً من أحدٍ، لكن اتضع لكلِّ الناسِ ولا تغضب من الذي يتعظَّم عليك لأنه قليل المعرفة، لأن من قلةِ المعرفةِ يتعظَّم الأخُ على أخيه.

الأباء والأمهات واجبنا نحوهم الاحترام والتحمل رغم عيوبهم أو مزاياهم

إكرام الوالدين في الكتاب المقدس:

"من اكرم أباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم".

"من احترم أمه فهو مدخر الكنوز".

"من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له."

"من احترم أباه طالت أيامه ومن أطاع أباه أراح أمه".

"الذي يتقي الرب يكرم أبويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له".

"أكرم أباك بفعلك ومقالك بكل أناة لكي تحل عليك البركة منه وتبقي بركته للمنتهي".

"بركة الأب توطد بيوت البنين ولعنة الأم تقتلع أسسها".

"لا تفتخر بهوان أبيك، فان هوان أبيك ليس فخراً لك، بل فخر الإنسان بكرامة أبيه، ومزلة الأم عار للبنين".

"يأ بني أعن أباك في شيخوخته، ولا تحزنه في حياته، وان ضعف عقله فاعذره ولا تهنه وأنت في وفور قوتك، فان الرحمة للوالدين لا تنسي وباحتمالك هفوات أمك تجزي خيراً".

"من خذل أباه فهو بمنزلة المجدف، ومن غاظ أمه فهو ملعون من الرب".

"يا بني اقضي إعمالك بوداعه فيحبك الإنسان الصالح".

إيمانياً إن الجاحدين من البنين بحق إبائهم وأمهاتهم لأي سبب كان، هم عملياً وواقعاً معاشاً واقعين في التجربة بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم، وتخدر ضمائرهم، وقساوة قلوبهم، وعدم خوفهم من الرب ومن يوم حسابه الأخير.

من أجل هؤلاء نصلي في هذا اليوم ليستفيقوا من غيبوبة وتخدر ضميرهم ويعودوا إلى طرق الحق ويزرعوا من جديد في قلوبهم نعمتي المحبة والعرفان بالجميل.

في هذا اليوم، يوم عيد الأب، نصلي خاشعين من أجل راحة نفوس كل الأباء الذين غادرونا إلى العالم الآخر طالبين لهم الراحة الأبدية والسكنة في جنة الخلد إلى جانب القديسين والبررة.

كما نصلي من أجل كل الأباء الأحياء وخصوصاً المرضى، والمعذبين والمحرومين منهم من عطف بنيهم.

عيد مبارك لكل الأباء وألف رحمة تحل على أرواح الأباء الذين انتقلوا إلى العالم الآخر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

عنوان المقالة:عيد الأب: يوم الوفاء وإظهار العرفان بالجميل/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A5%D8%B8%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84/

 

يمنى بشير الجميّل تحتفل بزفافها على متن سيارة والدها موديل 1982

22 حزيران/15/الراي/عشية عيد الأب، كان الرئيس اللبناني الراحل بشير الجميل الغائب الأكثر حضوراً في حفل زفاف ابنته يمنى التي تزوّجت رجل الاعمال روجيه زكار. وقد اختارت يمنى، في يوم دخولها «القفص الذهبي» ان تخرج من منزل ذويها في بكفيا (المتن) الى الكنيسة في برمانا على متن سيارة والدها الهوندا اكورد الفضية اللون الشهيرة موديل العام 1982 التي كان ظهر بها للمرة الاخيرة عبر الاعلام فور إعلان نبأ انتخابه رئيساً للجمهورية في 23 اغسطس 1982 اي قبل 22 يوماً من اغتياله في 14 سبتمبر من العام نفسه وكانت ابنته تبلغ بالكاد عامين. وتميّز حفل العشاء الذي اقيم للمناسبة بأجواء فرحة ميّزها حضور الرئيس امين الجميل، عمّ العروس، وزوجته السيدة جويس، اضافة الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وزوجته النائبة ستريدا، اللذين خطفا الأضواء بتفاعلهما «الراقص» اضافة الى شقيق يمنى النائب نديم الجميّل الذي تم التداول بصور له يراقص السيدة جعجع.

 

البابا فرنسيس يطلب الا يعامل المهاجرون مثل بضائع

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - قال البابا فرنسيس في مستهل زيارة له لتورينو في شمال ايطاليا الصناعي، ان المهاجرين لا يجب "ان يحملوا ذنب" الصعوبات الاقتصادية او ان "يعاملوا مثل البضائع"، كما وجه نداء قويا للتصدي "للفساد الذي اصبح متفشيا".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/6/2015

الأحد 21 حزيران 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما كان العماد عون يطرح من الرابية انتخاب رئيس توفيقي قوي، بدل التوافقي القوي، كان الدكتور جعجع يفاجئ لقاء قواتيا- عونيا شبابيا في بيت عنيا، ويلفت إلى أن القوى السياسية مشرذمة، وأن الخطوة الأولى لتجميع هذه القوى هو التقارب بين "التيار" و"القوات".

وبين الموقفين، كان البطريرك الراعي من بكركي، يصف عدم انتخاب رئيس لجمهورية لبنان بعملية قتل البلاد عبر بتر رأسها.

وإذا كانت الأشهر الأربعة عشر الماضية، تظهر مدى أهمية وجود رئيس جمهورية من أجل انتظام البلاد وعمل المؤسسات، فإن أحد المآزق المؤسساتية، وهو المأزق الإجرائي، باق على حاله، وعقد جلسة لمجلس الوزراء ليس بالمتناول، ويبدو أن الأمر ينتظر نتائج اتصالات رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي صرح أن تعطيل الحكومة لم يعد مقبولا، وستكون لرئيس الحكومة تمام سلام مواقف تبني على الاتصالات مقتضاها لدى عودته الى لبنان.

وزير الاعلام رمزي جريج من جهته، استبعد أن يطول أمد التعطيل إلى ما بعد رمضان.

في الغضون، برزت مشكلة من مشكلات السجون، وهذه المرة من باب حصول تعذيب، وقد أخذت حيزا واسعا من المساحة الإعلامية اليوم، وتحدث وزير الداخلية نهاد المشنوق مؤكدا تحمل مسؤولية الأخطاء، ومعلنا اتخاذ الاجراءات المسلكية بحق العسكريين المخالفين.

وكان وزير العدل أشرف ريفي قد طالب بالتحقيق بقضية التعذيب، مؤكدا أن الأمر جريمة انسانية ولن يمر من دون عقاب.

النائب وليد جنبلاط علق على المسألة عبر "تويتر" بالقول: شاهدت للتو مشهد التعذيب في رومية كأنه مشهد في أحد السجون السورية، وأطالب بالإسراع بمحاكمة الموقوفين الاسلاميين.

قبل تفصيل هذه المواضيع، نشير الى أنه فيما كان قادة العدو الاسرائيلي يهولون بضرب المناطق السكنية اللبنانية في حال اندلعت حرب، سقطت في صغبين- البقاع طائرة استطلاع أفيد حتى الآن أنها اسرائيلية من دون تأكيد هذه الهوية. وأشارت معلومات إلى أن طائرة استطلاع أخرى أغارت على حطام الطائرة بعد سقوطها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أشرطة رومية حول تعذيب سجناء تمردوا سابقا في المبنى دال، ولدت اعتراضات في طرابلس، لم يحد من تداعياتها تحرك فوري للقضاء.

وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أعلن بكل جرأة تحمل المسؤولية، ومضى بالمحاسبة المسلكية والقانونية. لكن المشنوق رفض استغلال الحادثة سياسيا، أو إدانة مؤسسة قوى الأمن الداخلي بسبب أخطاء ستة أفراد فيها.

الحادثة ملأت فراغا داخليا يعيشه لبنان، رغم إطلاق مواقف سياسية من هنا وهناك، وإن كانت مفاجآت قواتية تتكرر في ملعب الحوار مع "التيار الوطني الحر"، فسجل سمير جعجع نقطة ثانية لتصبح النتيجة: إثنان- صفر لصالح "القوات".

يتقدم جعجع إلى الأمام ويحقق الأهداف، كما بدا في زيارته لقاء شباب "القوات" و"التيار" في بيت عنيا اليوم، واعدا بالمزيد من الخطوات. أما الخطوات العونية فتختصر بلقاءات متواصلة يعقدها العماد ميشال عون في الرابية مع مناصري "التيار"، لحشد تأييدهم في سياساته الداخلية. وإن كانت قضية الإرهاب الذي يتمدد إقليميا ويهدد المكونات المشرقية بوجودها، أولوية، ومن هنا تتوحد الجهود، كما ظهر بين الموحدين الدروز أهالي السويداء وحضر، ووحدات الجيش السوري التي اطلع على جهوزيتها وزير الدفاع اليوم، متفقدا مطار الثعلة.

وفي ظل انشغال العرب بتطورات ساحاتهم الميدانية، يتحرك الفرنسيون مجددا في المنطقة تحت عنوان إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لكن تل أبيب استبقت زيارة وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس لتعلن عن شروطها، فتضع التحرك الفرنسي عمليا في دائرة كل التحركات التي جرت سابقا ووصلت إلى الفشل.

أما دائرة النجاح فيدفع لها مشروع الاتفاق النووي، وتحضر النقاشات بين طهران والأوروبيين غدا، قبل أيام على إعلان موقف نهائي بين الغرب وإيران. لكن طهران ألزمت مفاوضيها بالحفاظ على المنجزات النووية بعد مصادقة مجلس الشورى بالأغلبية الساحقة على الإلزام، ومن ضمنه رفع الحظر دفعة واحدة بنفس يوم تنفيذ الاتفاق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم تحمل مفاوضات جنيف لليمن وأهله، إلا الدليل على الهمجية السياسية لدول العدوان بعد الهمجية الدموية. فريق يمثل إرادة الشعب وقواه الوطنية وثوابته، تعرض لمحاولات التطويق السياسي، بعدما استسلمت الأمم المتحدة لضغوط أهل العدوان ولم تقدم الضمانات اللازمة لعودتهم إلى صنعاء. ولأن العالم لا يخلو من العقلاء، فإن وفد المكونات في طريقه إلى وطنه، عن طريق مسقط وبضماناتها، بعدما أسقط كل الأقنعة التي واجهها محافظا على تماسك يؤسس للكثير في السياسة والميدان.

في لبنان، 14 آذار تعطل مؤسسات الدولة بسياستها المستأثرة وتعمدها اقصاء مكونات أساسية عن الخريطة السياسية، وبوجه ذلك يثبت "التيار الوطني الحر" في معركة الحفاظ على الحقوق المسيحية، حفاظا عن الوجود، بحسب العماد ميشال عون الذي أضاف: نرفع رأسنا بالاتفاق مع المقاومة نحن ضد الارهاب وباقون ضده مهما حصل.

حكوميا، لا أفق واضحا لموعد جلسة مجلس الوزراء، بل على ما يبدو ان لا عودة لأي جلسة تكون خالية من ملف التعيينات. الاتصالات لم تصل بعد إلى نتيجة مرجوة. والأوساط المسؤولة تنقسم بين مراقب وآخر متحفظ وثالث غير معني بالتصريحات أو التمنيات السياسية العابرة. وعليه فإن المشهد متشابك وربما مشتبك، ولكن تحت سقف السيطرة على الوضع السياسي الراهن وحركة ضعيفة في المتابعات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الحدود مستباحة، اسرائيل تطلق طائرة من دون طيار فوق البقاع، وعندما تسقط ترسل في اثرها طائرة حربية تدمرها. المعلومات لم نحصل عليها من مصدر رسمي لبناني هو آخر من يعلم في منطقة يسيطر عليها "حزب الله"، بل حصلناها من مقاطعتنا معلومات صحافية أجنبية.

هيبة الدولة مستباحة، إذ يتمكن فصيل لبناني "حردان"، وفصيل آخر متضامن معه، من تعطيل العمل الحكومي.

رغم الوقائع الداخلية والاقليمية الملتهبة، نقطتان مضيئتان: لقاء طلاب "التيار الوطني الحر" وطلاب "القوات" تحت رداء سيدة حاريصا، واحتفال لبنان بعيد الموسيقى.

علامات التحلل الأقوى تجلت في انحراف سلطات الدولة العقابية، وفي مقدمها السجون. فالمطالبة بتحويل السجون إلى مراكز لاصلاح السجين لم تعد تصح. إذ ان ما رأيناه في الشريط الموزع عن تعذيب سجناء في سجن رومية، يأخذ الباحثين عن تأمين حقوق السجين واصلاحه، إلى بعد آخر بل إلى تحد أصعب: من يصلح السجان ويضبطه؟

ومهما قيل عن التوقيت غير البريء لتسريب الفيديو، وبأن وقائعه قديمة والغاية منه تحريض أهالي الموقوفين الاسلاميين مطلع رمضان، إلا ان مضمونه يشكل جريمة موصوفة بكل المقاييس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في زمن الفضائح، لا يعود أي خبر مستغربا: ففي بلد يقف بعض زعمائه على أبواب السفارات يشحدون الريال خلف الآخر، الكلام على السيادة قد يتحول تدجيلا. وفي بلد يقف بعض منظريه ومثقفيه أمام سفير، مطالبين بمكرمة ما، شعار الكرامة يصبح اهانة، ويصبح للحقيقة مفهوم آخر.

في هذا الزمن، لا شيء يبدو غريبا، في بلد العجائب، فاذا كان بعض القادة يتآمرون على حقوق نصف الشعب فيغتصبوها، لا عجب ان يعنف بعض الأمنيين سجينا. وإذا كان ساسة هذا البلد ينتهكون أعراض الدستور والقوانين والأعراف والشراكة، لا عجب ان يكون بعض عناصر الأمن معنفا.

ليس الكلام تبريرا لعناصر خالفوا القوانين، فعنفوا موقوفين، لكنه توصيف لواقع شعب بكامله يعذب على يد جلاديه في السياسة والاقتصاد. ليس الكلام تبريرا، بقدر ما هو استغراب لحس الانسانية الفجائية لدى البعض، فرافعو لواء حقوق الانسان اليوم، هم نفسهم داعمو "داعش" و"النصرة"، وهم نفسهم من غطى قادة المحاور وارتكاباتهم وفظائعهم، والأهم انهم هم نفسهم من اعترض على توقيف المتورطين بسفك دم لبنانيين أبرياء عبر سيارات الموت التي جاب انتحاريوها الضاحية والبقاع وبيروت.

اليوم، وفي توقيت لافت أثاروا الموضوع، لغاية في نفس "أشرف"، ما حرك الجبهة الطرابلسية فجأة، لتصيب الرميات وزير الداخلية الذي وجد نفسه محاصرا بنيران زرقاء صديقة لحسابات زرقاء، داخلية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

السؤال ليس عن سر التوقيت، وعن الجهة المستفيدة، وعن الهدف، وعن المسرب.

الفيديوات التي سربت لتعذيب موقوفين في سجن رومية تقشعر لها الأبدان، وتتجاوز كل منطق أخلاقي وقانوني وسياسي، وتنتهك حرمة الإنسان وكرامته. لكن الانقياد الأعمى وراء ردود أفعال يريدها من سرب الفيديويين ليس من الذكاء في شيء.

وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أعلن تحمله المسؤولية، وأكد أن المرتكبين الذين ظهروا في شريطي الفيديو سيحاسبون، وانه لن يرتضي بأن تقتصر المحاسبة على العقاب المسلكي فحسب.

وجدد المشنوق التذكير بأن ما جرى هو نتيجة تراكم سنوات من السياسات الخاطئة تجاه سجن رومية. وعلم تلفزيون "المستقبل" ان وزير الداخلية سيتفقد خلال الساعات القليلة المقبلة سجن رومية، للاجتماع بالضباط المسؤولين وللقاء السجناء الثلاثة الذين تعرضوا للتعذيب.

كذلك أكد وزير العدل أشرف ريفي أنه تم توقيف اثنين من المشاركين في الاعتداء حتى الآن، وتعهد أمام الجميع أنه سيلاحق التحقيقات حتى النهاية، مطمئنا إلى أن طرابلس طوت صفحة الحوادث.

بدوره قال مرجع أمني معني انه لن يتم التهاون مع كل من شارك في هذا العمل، الذي لا يمت بصلة إلى أخلاقنا ومبادئنا. وأضاف المرجع: أنه مع تسجيل الاعتذار الشديد لكل من تعرض لأي اساءة من أي نوع كانت، فإنه سيتم وضع المسؤولين عن هذا العمل، في الزنزانة نفسها، ليكونوا عبرة لمن اعتبر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ليل الخامس من رمضان الموافق سنة ألف وأربعمئة وستة وثلاثين هجرية، ارتدى وزير عدل لبناني ثوب مسحراتي، وخرج إلى الناس يوقظها على تداول مشاهد فيديو للتعذيب في السجون، فاشتعلت المدينة غضبا كاد يتحول إلى فتنة.

أشرف ريفي "ولعها" ونهاد المشنوق أطفأها. لكن من باب تحمل المسوؤليات لا إضرام النيران على قضية تحتاج إلى عود كبريت، تقدم وزير الداخلية بشرح مسؤول عن حادث وقع قبل شهرين، وأراد البعض إستثماره اليوم. وهو حادث مدان مرتين، أولا لأن أسلوب الضرب مرفوض، وثانيا لأن الفاعل هو الأمن والعسكر المولج حماية السجناء لا إهانتهم وتعذيبهم وتصويرهم على هذا النحو، وإن كانوا يحملون صفة الإرهاب.

لن يختلف إثنان على إدانة واقعة رومية التي تعكس أسلوبا بربريا يتقاطع ونمط "داعش"، لكن الاثنين سيختلفان حكما على استخدام هذه المشاهد في مباريات سياسية، وفي وطن يعيش على حدود الإرهاب. والفرق بين وزيرين من الدم الأزرق نفسه، هو المسوؤلية والعمل بموجبها. فالمشنوق لم يخفف من هول الارتكاب في رومية، ولم ينفض عن العسكر غبار الإدانة. لكنه قدم رواية مقنعة للناس ولأهالي السجناء، ورد الحادث إلى زمن كان فيه المبنى "دال" مكتظا ولا يعرف فيه السجين الإسلامي من غيره.

وفي مقابل هذا الأداء الوزاري الحاضر للمحاسبة، كان وزير العدل يجمع لفيف العلماء المسلمين من حوله، ويجلب طبول الليل لقرعها منتصف النهار، ويتشوق إلى زمن حبذا لو يعيده قائد محور مرة واحدة لينتقم، من رومية إلى سجون دمشق.

مشاهد التعذيب في رومية لم تلغ عذابات المتسولين على أبواب السفارة السعودية، فظل جرح ويكليكس نازفا على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما رد الوزير بطرس حرب والإعلامية مي شدياق عبر "الجديد". وإذا كانت ويكليكس قدمت أوراقها من دون تصنيف للبؤساء اللبنانيين، فإن طريقة الشحادة الواردة هي درجات وتتفاوت بحسب الأرقام والمطالب الاجتماعية أو الدينية، على أن "القوات اللبنانية" والـMTV تبقيان الأبرز، نظرا إلى حجم المبالغ المطلوبة ووضعها في خدمة الحرية والسيادة والاستقلال.

و"القوات" تحديدا قدمت نفسها كمتبرعة لدى "المطاوعة" وعضو مؤسس في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، ووضعت حزبها في خدمة العائلة إنقاذا من الإفلاس لا لإنقاذ لبنان. وهي بذلك تكون على استعداد للبيع لمن يدفع أكثر، والتخلي عن حرية القرار والعنفوان والسيادة، وكل بقية المفردات اللغوية التي "طبلت" المنابر وخدشت حياء اللبنانيين، اليوم بعد تبيان مراميها الأصلية.

وإذا اتبعنا التقويم التاريخي لويكليكس الصادرة وثائقها عن عام ألفين واثني عشر، سوف نجد جعجع كان صادقا ومندوبه إلى السفارة كان كالعرافين يتوقع ما سيحدث ويقرأ طالع الخطر الآتي على الحكيم، وما هي سوى أيام حتى تدوي موقعة الزهرة في معراب. هو تنبأ باستعداد زعيم "القوات" للقيام بزيارة للسعودية، وحدث ذلك في السابع عشر من كانون الأول عام ألفين وأربعة عشر، والأهم أنه على استعداد لوضع قراراته في تصرف المملكة، لكن على الأرجح فإن السعودية لن تشتري السياسي اللبناني إلا والعصا معه.

 

الحريري مستنكرا حادثة رومية: أثق بأن ريفي والمشنوق لن يكترثا بالأصوات المزايدة التي تستغل قضية محقة لتحقيق مآرب سياسية

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - أعلن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري أن "الرئيس الحريري أجرى اتصالين هاتفيين بوزيري العدل أشرف ريفي والداخلية نهاد المشنوق، واطلع منهما على نتائج التحقيقات الجارية، بشأن الأشرطة التي نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي، حول تعرض بعض الموقوفين في سجن رومية لممارسات وارتكابات مهينة وغير مقبولة، من ضرب وشتم وإهانة على يد عناصر أمنية مولجة بحراستهم، وتبلغ منهما بأن التحقيقات بهذه القضية مستمرة حتى النهاية، لكشف كل المتورطين فيها وملاحقتهم، واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم". وأشار إلى أن "الرئيس الحريري أعرب عن استنكاره الشديد لما حصل، وشدد على ضرورة محاسبة كل المرتكبين والمتورطين والمسؤولين عن هذه الارتكابات والممارسات اللاإنسانية، وإنزال أشد العقوبات بحقهم، لأنهم بممارساتهم وتصرفاتهم هذه يسيئون للدولة والحكومة وقوى الأمن الداخلي، بقدر ما يسيئون إلى حقوق الموقوفين وكرامتهم التي يكفلها القانون". ولفت إلى أن "الرئيس الحريري أعرب عن تقديره لسرعة تحرك وزيري العدل والداخلية، لملاحقة هذه القضية وكشف ملابساتها"، قائلا: "إنني على ثقة بأن الوزيرين ريفي والمشنوق لن يكترثا لبعض الأصوات المزايدة، التي تحاول استغلال قضية محقة لتحقيق مآرب سياسية ضيقة في هذه الظروف".

 

 اعتصام في طرابلس احتجاجا على تعذيب سجناء في رومية

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محسن السقال، أن عددا من الشبان توجهوا بعد أدائهم صلاة التراويح في مساجد طرابلس، إلى مستديرة النور، حيث نفذوا اعتصاما احتجاجيا على تعذيب سجناء في سجن رومية، مرددين هتافات منددة بما جرى.

 

ريفي: ما يشاع عن تورط عنصر أمني من طرابلس في تعذيب السجناء غير صحيح وهدفه إشعال الفتنة

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - أكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي، ان "ما تتناوله بعض وسائل الإعلام عن تورط أحد عناصر قوى الأمن الداخلي من مدينة الميناء في طرابلس، في عملية تعذيب السجناء، هو كلام غير صحيح وغير دقيق، وكل ما يراد منه إشعال الفتنة بين اللبنانين عامة وأبناء الشمال خاصة". كما أكد انه تم توقيف 5 عناصر من المتورطين حتى الآن.

 

إسرائيل تدمر طائرة استطلاع تابعة لها بعد سقوطها في لبنان

بيروت – ا ف ب: دمر الطيران الاسرائيلي, صباح امس, طائرة استطلاع من دون طيار تابعة له بعد سقوطها في منطقة جبلية في شرق لبنان. وذكر مصدر امني لبناني ان الطيران الاسرائيلي دمر صباح امس “طائرة استطلاع اسرائيلية بعد سقوطها ليلا في جرود بلدة صغبين” في منطقة البقاع, شرق لبنان, من دون ان تتضح اسباب سقوطها. ولم تعلن اسرائيل مسؤوليتها عن الغارة, فيما أوضح صحافي لبناني عاين موقع سقوط الطائرة أن الجيش اللبناني أرسل فريقاً من الخبراء في مروحية للتحقيق والكشف على الحطام. وأظهرت صور أحد أجنحة الطائرة ومحركها وبقايا الحطام بالإضافة الى قطعة عليها كتابات باللغة الروسية. من جهتها, ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام ان خبراء في الجيش اللبناني يتولون معاينة موقع الحادث.

 

“14 آذار” تطالب سلام بوقف “الابتزاز العوني”عبر الدعوة لجلسة للحكومة

بيروت – “السياسة”:22/06/15/يعكس غياب رئيس الحكومة تمام سلام عن لبنان في إجازة خاصة, وإن كانت عودته مرجحة في الساعات المقبلة, استمرار الأزمة الحكومية المفتوحة على احتمالات شتى, من دون أن تلوح في الافق بوادر انفراج محتمل, باعتبار انه لم يحصل تراجع عن المواقف السابقة خاصة من جانب النائب ميشال عون الذي مازال متمسكاً بشروطه السابقة, في مقدمها تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش, فيما يفسح الرئيس سلام في المجال أمام مزيد من المشاورات والاتصالات علها تدفع عون إلى تليين موقفه ما يساعد على عودة اجتماعات الحكومة. وفي السياق, أكدت مصادر وزارية في قوى “14 آذار” ل¯”السياسة” ان “الابتزاز العوني مرفوض, وأنه لابد لرئيس الحكومة من اتخاذ المبادرة وممارسة كامل صلاحياته بالدعوة الى عقد جلسة للحكومة في أقرب وقت لتسيير أمور الناس اليومية والحياتية وتجنباً لمزيد من الخسائر الاقتصادية والمالية, لأن لبنان مهدد بخسارة مئات ملايين الدولارات جراء تهديد دول أجنبية بسحب اتفاقيات مالية معه, إذا لم تجتمع الحكومة وتقرها, ولذلك فإن العودة الى اجتماعات مجلس الوزراء باتت حتمية ولا يجوز ان تبقى الامور اسيرة مطالب رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” الذي يضع مصلحته قبل مصلحة البلد, غير مكترث للانعكاسات السلبية للشلل الحكومي على مرافق الدولة”. من جهته, أكد الوزير بطرس حرب ان من حق النائب عون الترشح للرئاسة لكن لا يحق له ان يعطل الدستور ويمنع انتخاب رئيس الجمهورية, مشيرا الى ان قضية الرئاسة الأولى تحولت قضية اقليمية ودولية لأن اللبنانيين تخلوا عن واجبهم بالنزول الى مجلس النواب. وشدد حرب على ضرورة عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية شهر رمضان. في المقابل, رأى عون ان لبنان يعاني ازمة في تمثيل المسيحيين معتبراً ان اكبر مخالفة دستورية كانت التمديد لمجلس النواب ومنع الانتخابات. وأضاف “إننا نريد رئيساً يساعد على حل الخلافات ليجمع المواطنين تحت اسم الوحدة الوطنية ولن نقبل برئيس ضعيف”, وأعرب عن افتخاره بالتفاهم مع المقاومة قائلاً انه تفاهم ضد اسرائيل والارهاب. إلى ذلك, انعقد امس في حاريصا أول لقاء من نوعه بين طلاب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”, بحضور النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام في “القوات” ملحم رياشي وتخلله حوار وكلمتين لرئيسي مصلحة الطلاب في “القوات” و”التيار”.

وشارك رئيس حزب “القوات” سمير جعجع في اللقاء, حيث اعتبر أن “لبنان يعاني مشكلات كثيرة لكن إذا وجدت السلطة المطلوبة يصبح بإمكاننا أن نواجه هذه المشكلات”.

 

غليان شعبي واستنفار رسمي بعد انكشاف التعذيب الوحشي للسجناء الإسلاميين في “رومية”

تحرك قضائي وتوقيف اثنين من المتورطين الظاهرين في مقاطع فيديو صادمة

بيروت – وكالات: انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي, مساء أول من أمس, مقاطع فيديو صادمة تظهر عناصر من الأمن اللبناني وهم يعذبون بطريقة وحشية وهمجية معتقلين إسلاميين في سجن رومية, أكبر سجون لبنان, الأمر الذي فجر موجة غضب شعبية, خاصة في مدينة طرابلس, فيما حاول وزير الداخلية نهاد المشنوق التخفيف من وطأة الصدمة بتعهده محاسبة الفاعلين. وأعلن المشنوق, في بيان, أمس, أنه أحال المتورطين في عملية تعذيب سجناء في سجن رومية المركزي إلى التحقيق, موضحاً أنه أعطى توجيهاته إلى الجهات الأمنية المختصة بضرورة إجراء تحقيق شفاف وفوري بشأن الحادثة بعدما تبين أن الاشرطة صورت في مرحلة مواجهة أعمال الشغب الأخيرة في السجن. وأعرب عن ادانته للحادث, مؤكداً أنه “لن يتوانى عن اتخاذ كل الاجراءات القانونية لعدم تكرار مثل هذه الارتكابات”.

وأعلن أنه اتفق مع وزير العدل أشرف ريفي على التنسيق لمتابعة التحقيقات في مثل هذه الارتكابات وتطبيق القانون في السجون اللبنانية بما يحقق كامل الحقوق الانسانية للسجناء. يذكر ان سجن رومية, أكبر السجون اللبنانية, شهد في ابريل الماضي أعمال شغب قام بها سجناء المبنى (د) طوال ثلاثة أيام احتجزوا خلالها عدداً من العناصر الامنية قبل أن تتمكن القوى الامنية من اقتحام المبنى وإخماد الشغب.

من جهته, أكد وزير العدل أشرف ريفي أن تعذيب بعض السجناء في سجن رومية جريمة بحق الإنسانية ولا يمكن أن تمر من دون عقاب. وأعلن أن مدعي عام التمييز يتابع شخصياً هذا الملف والمجرمون سينالون العقاب المناسب, مشدداً على أن التحقيق سيكون عدلياً وليس مسلكياً. وأضاف “من موقعي سأتابع هذه الجريمة مع كافة المعنيين بالأخص مع هيئة العلماء المسلمين”, مشيراً إلى أن “هذه الجريمة من بقايا عقلية بشار الأسد”. بدوره, أعلن النائب العام الاستئنافي القاضي سمير حمود, أنه يتم التحقيق مع عنصرين من قوى الامن الداخلي ظهرا في أحد الأشرطة وهما يعذبان أحد الموقوفين في سجن رومية. وفي طرابلس التي ينتمي إليها غالبية الموقوفين الإسلاميين, عقد اجتماع بعد ظهر أمس في مسجد السلام برئاسة الشيخ سالم الرافعي وبحضور عدد من رجال الدين في محاولة لامتصاص غضب الأهالي, وسط دعوات إلى اعتصامات للمطالبة باستقالة المشنوق. وكانت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء أول من أمس مقاطع فيديو مسربة من سجن رومية, تظهر عمليات تعذيب همجية, حيث يقوم السجانون بضرب السجناء بالعصي, مع توجيه الإهانات والشتائم لهم ولمعتقداتهم الدينية, وهو ما أدى إلى انتشار موجة من الغضب الشديد بين اللبنانيين, سيما بعد تعرف الأهالي إلى أبنائهم المعتقلين. ويظهر السجناء في المقاطع وهم جاثون على ركبهم وعراة تقريباً وأيديهم موثقة إلى الخلف, فيما يقوم السجان بضربهم بعصاه الغليظة بطريقة وحشية, بالإضافة لاستفزازهم لفظياً ووضع العصا في أماكن حساسة. وفي السياق, قال الصحافي أحمد موفق زيدان, نقلاً عن نشطاء حقوقيين, على موقعه في “تويتر”, إن “الشخص الذي كان يضرب الشيخ عمر الأطرش في الفيديو المسرب هو علي عاصي من القوة الضاربة لحزب الله”. وكان الأطرش اعتقل في يناير 2014, وذكرت وسائل إعلام لبنانية أنه اعترف بأنه ينقل سيارات مفخخة من سورية وأنه ينقل “انتحاريين” من جنسيات عربية من لبنان إلى سورية. ويظهر في الفيديو عنصر لبناني وهو يركل الشيخ الملتحي على وجهه طالباً منه تقبيل قدمه بعد أن يكون قد أشبعه ضرباً على أرضية مملوءة بالماء. ولعل هذه المقاطع تظهر حقيقة الاعترافات المزعومة وقيمتها القانونية, بحسب ما ذكرت صفحة “أخبار عرسال” على “تويتر” التي أضافت: “كلنا شفنا بالعين المجردة كيف اتعذب الشيخ عمر الاطرش ليعترف انه ارهابي ولكل حادث حديث”. من جهة أخرى, تعرف أهالي مدينة طرابلس على بعض أبنائهم الذين تظهر صورهم, بشكل واضح, في المقاطع المصورة ما أثار موجة من الغضب الشعبي في عاصمة الشمال.

 

المستثمرون في حلف الأقليات

مهى عون/السياسة/22 حزيران/15

تعاني الثورات الشعبية في المنطقة العربية حالياً, خصوصا في بلاد الشام, من الحاجة إلى مواجهة ظاهرة الأقليات المنخرطة بشكل معيب في دعم ومساندة النظام الجائر والقاتل, حيث لا يبرر الخوفُ الذي زرعته السلطة الجائرة حديثاً في نفوس هذه الأقليات من احتمال الانقراض أو التهجير أو الاضطهاد على يد الأصوليات التكفيرية والإرهاب, انحرافَها وارتماءها المقيت في أحضان هذه السلطة, فرغم تشكيل 85 في المئة من سكان الوطن العربي مجموعة متجانسة لغوياً ودينياً وثقافياً, وهي من المذهب السني, لم تلاقِ التكوينات المختلفة في الدين والمذهب واللغة والسلالة والثقافة, أيَّ مواقف عدائية بارزة من هذه الأكثرية خلال تعايشها الطويل معها, بل على العكس كان تقبل الأكثرية الأقليات واستيعابها مصدر غنى وتنوع على الدوام في العالم الإسلامي قاطبة, ولم يكن التحول العدائي إلا من هذه الأقليات عندما تردت علاقة الأكثرية مع الأنظمة الجائرة وانتفاضها عليها, فعندها تحولت الأقليات قنابل موقوتة قابلة للانفجار في التوقيت المناسب لحاجة المستثمرين في هذه البلدان, وبتنا نشهد حالة من الانفصام والتفكك في هيكلية الشعوب العربية ليست بعيدة كثيراً من الحروب الأهلية, على خلفية اعتبار هذه الأقليات الأكثرية السنية عدوة لها, واعتبار القيمين على الثورات الأقليات من صلب النظام, وبالتالي فإن حربها أمر طبيعي ويندرج ضمن حرب النظام الجائر وأصوله وفروعه. وليس حلف الأقليات ونزعتها للتقوقع المزري في أزمنة الأزمات والحروب بالطارئ على تاريخها في المنطقة العربية, وإلى حين تضع الحرب أوزارها سوف يظل حلف الأقليات موضوعَ تجاذبات واستثمار على أنواعه, إن من السلطات الداخلية أو الجهات الخارجية, التي تساهم في إثارة نزعة الخوف عند الأقليات الدينية والإتنية, بدليل منحها رغم قلة عديدها خلال مراحل زوال الانتداب الغربي عن بلاد المشرق العربي, عنوة وبشكل غير ديمقراطي وبدساتير وقوانين غير متوازنة, امتيازات كبيرة ووضعها في حالة استنفار دائم للمحافظة عليها والقتال من أجلها, لضمان احتماء هذه الأقليات الدائمة بها في أوقات الشدة, ولتُوجد لنفسها سبباً للتدخل من أجل الذود عنها. وهكذا استفاد المسيحيون بمختلف مذاهبهم, كما الشيعة والأكراد بعد انسحاب قوات الانتداب, من ميزات نراهم اليوم يستشرسون في الدفاع عنها, ولو بتكريس مشاعر الكره والفصل والرفض والنفور تجاه مكون الأكثرية السنية.

وعلى سبيل المثال, يلعب النظام السوري المتهاوي اليوم ورقته الأخيرة مع الأقليات, من مسيحية ودرزية وعلوية وشيعية وسواها… ويراهن -كما يفعل الغرب- عليها وعلى ادعاء حمايتها مما يسميه بطش الثورة وفظاعات التكفيريين والتطرف الديني الإسلامي, مراهناً على خوفها, ومستفيداً من تصنيفه الحركات الثورية والشعبية جميعها في خانة الإرهاب. ولم يعد حلف الأقليات (العلويين والدروز والإسماعيليين والمسيحيين والأكراد) يشكل قنابل موقوتة فقط في سورية, فمروراً بلبنان الفائق التنوع في تركيبته (الشيعة, الدروز, المسيحيون, الأكراد, الترك, العلويون), إلى الخليج , إلى مصر (الأقباط, النوبيون, البربر, الغجر), وصولاً إلى المغرب العربي عموماً (البربر, الشيعة, الطوارق), باتت أوضاع الأقليات عموماً في غليان, وبات التعصب الأعمى سيد الموقف.

وبناء على ما مر, لا يمكن الاستمرار في سياسة النعامة حيال هذه الأوضاع المتفجرة, ولا بد من تضافر جهود مختلف الأطراف الشعبية الواعية والمتنورة, من مجتمع مدني وسياسي نزيه, إلى نزع فتيلها, لأن الذي يحصل في العراق هذه الأيام سوف يرتد عاجلاً أو آجلاً إلى مختلف الأقطار العربية. وفيما لو تم تطبيق الفيدرالية في العراق وأتت هذه الفيدرالية بالعافية عليه, فسوف تكون نموذجاً يُحتذى في بلدان عربية عدة تعاني طوائفها العرقية والدينية من العزل السياسي والاجتماعي والثقافي, كما كانت الحال في العراق منذ تأسيسه عام 1921. المطلوب أن تأخذ الأقليات في العالم العربي حقوقها كاملة, وأن تتساوى في امتيازاتها مع بقية المواطنين, بحيث تنصهر مع هذه الأكثرية تحت عنوان المواطَنة فتخرج من حالة الرعايا والإتنيات والطوائف -حيث يلازمها الشعور الدائم بالغربة وتلجأ إلى التقوقع- إلى حالة المواطنة بعيداً عن التعصب والانعزال, على أن تأخذ وتحافظ على حقوقها بشكل ديمقراطي صحيح, لا أن تتعدى مكاسبها عددَها فتتحول بشكل فاقع إلى حال تتناقض مع كل مفاهيم الديمقراطية الحق, فتضطر لفرض هذا الاعوجاج إلى اللجوء لمختلف الجهات الخارجية, ناهيك عن السلطات المحلية القائمة والمراهنة على هكذا انحرافات.

 

ريفي التقى وفدا من هيئة علماء المسلمين: ما حصل في رومية من بقايا عقلية الأسد

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - استقبل وزير العدل أشرف ريفي، وفدا من "هيئة علماء المسلمين" برئاسة الشيخ احمد العمري وحضور الشيخ سالم الرافعي، في مكتبه في طرابلس، وبحث المجتمعون في موضوع الاشرطة التي سربت من سجن رومية. وبعد اللقاء، قال ريفي: "نحن في وطن، دولة القانون فيه ودولة الانسان ستتابع التحقيقات حتى النهاية وسينال فاعلو هذه الجريمة العقاب اللازم، التحقيقات التي بدأت هي تحقيقات عدلية وليست تحقيقات مسلكية، انها جريمة بكل معنى الكلمة، التحقيق هو عدلي، باشراف مدير عام التمييز، والتوقيفات ستكون عدلية وليست مسلكية نهائيا، نحن نعرف ان العسكريين عندما يخطئون يعاقبون جزائيا ويعاقبون عقابا ثانيا هو مسلكي اضافة للعدلي". ووعد "اللبنانيين كافة، من موقعي كوزير للعدل في لبنان، بمتابعة هذه الجريمة شخصيا وبالتعاون مع المعنيين كافة وبالاخص مع هيئة العلماء المسلمين التي تشرفت اليوم باستقبالها وسمعت شكاوى الاهالي وكافة التفاصيل المتعلقة بهذه الجريمة، واليوم سماحة الشيخ احمد العمري معنا ورئيس هيئة العلماء المسلمين والدكتور سالم الرافعي نائب الرئيس، سنتابع القضية سوية ومع المعنيين كافة ومع دار الفتوى ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان".

حوار

سئل: صدرت بعض البيانات التي حملتكم المسؤولية مع وزير الداخلية، ماذا تقولون عن هذا الامر؟

أجاب: "الجميع يعلم اخلاقياتنا، انا ابن مدرسة تحترم الانسان، كنت بموقع مسؤول امني ولم يسجل اني سمحت بالمس باي احد نهائيا، نعرف انه ليست من اخلاق اللبنانيين هذه التصرفات وليست من عقلياتنا وليست من عاداتنا، انها بقايا عقل اصبح من الماضي، عقل بشار الاسد، اذا كان من يطالبني بذلك هو ابن مدرسة بشار الاسد، ولاحقا بعد ايام سيكون احد ايتام بشار الاسد، فليسمح لنا ولا يزايد علينا، سنكون بوجههم وسنقوم بحماية اهلنا مهما كلف الامر".

سئل: سبق وكانت هناك مطالبات للجنة التحقيق واتهم وزير الداخلية انه على علم وان الاهالي نظموا اعتصامات وطالبوه بالاستقالة ومن ثم خرج بمؤتمر صحافي نكر فيه كل هذه الاعمال، اليوم هناك وقائع، كيف تبررون هذه الافعال واين الاحكام والتوقيفات الفعلية، هناك اكثر من 10 اشخاص ظهروا بالتعذيب وليس شخصين؟

أجاب: "لن تبرر هذه الاعمال، هذا ليس خطأ بل جريمة بكل معنى الكلمة، لا تبرير للجريمة الا العقاب، سينال الفاعلون عقابهم مهما كلف الامر". أضاف: "وزير الداخلية ابلغني بعد اتصال ان هناك موقوفين اثنين والتحقيقات مستمرة وانا كلفت مدير عام التمييز بالاشراف المباشر الشخصي على هذه التحقيقات لا ان يكلف احدا آخر، لا تبرير لهذا الامر، انا قلت لغاية هذه اللحظة هناك موقوفان اثنان والتحقيقات ستتابع الى توقيف اي عنصر يثبت اشتراكه او معرفته او تخطيطه او مساعدته بهذه الجريمة".

سئل: الى اي مدى هذه التسريبات بالتوقيت الذي نشرت فيه بشهر رمضان المبارك يمكن ان تعيد تفجير الشارع الطرابلسي من جديد؟

أجاب: "الشارع الطرابلسي محصن، اليوم هناك حالة غليان عند الاهالي بشكل خاص وعند كل الناس وكل من يحترم الانسان، انما اهل طرابلس واعون تماما لقيمة الامن والامان في المدينة، سيطالبون بمتابعة التحقيقات وانا اتعهد امام الجميع اني سألاحق بالتحقيقات حتى النهاية، فنحن كطرابلسيين حريصون على امن المدينة واستقرارها، لن نقع فريسة، انا لا الوم لماذا سربت الاشرطة، بل اقول لماذا ارتكبت الجريمة، لا نستطيع ان نلوم من سرب انما علينا ان نكون حذرين. نحن حريصون على امن طرابلس واستقرارها، وانا امس اكدت ان طرابلس طوت صفحة الاحداث تماما وسنتابع بكل مسؤولية هذه الجريمة مع وعينا الكامل لضرورة امن المدينة والحفاظ على استقرارها، نحن في شهر فضيل وفي موسم تجاري وعلينا واجب ان نحفظ لهم موسمهم ونحفظ امن طرابلس واستقرارها، والطرابلسيون واعون تماما، وكلنا نتذكر انه يوم فجر مسجدا السلام والتقوى كنا في هذا المنزل تماما والجروح تنزف من ايدينا، اكدنا اننا لن نتساهل في الذهاب الى الفتنة المرادة، نحن واعون".

سئل: "السجون لا تزال تحت امرة وزارة الداخلية، فكيف يمكن تفعيل لجان حقوق الانسان من ضمن وزارتكم للكشف على السجون والتعذيب الذي يحصل داخلها؟

أجاب: "لا شك ان السجون تحت امرة وزارة الداخلية، بالمقابل كانت هناك خطة خمس سنوات لاعادة السجون من كنف وزارة الداخلية الى كنف وزارة العدل، وانا آسف لاقول انه لم يؤت بأي عمل تنفيذي عملاني ونحن بصدد اعادة الهيكل التنظيمي لوزارة العدل لنلحظ جسما يكون قادرا على اخذ ادارة السجون على عاتقه، والهيكل التنظيمي يلحظ شيئين: مديرية للسجون يكون فيها عديد كامل من مدنيين متخصيين بادارة السجون ليستلموا ادارة السجون عوضا عن العسكر، ومديرية ثانية لحقوق الانسان تضم لجانا لمناهضة التعذيب سواء في اماكن التحقيق او التوقيف او السجون، ضمن هذا التصور نحفظ كرامة الانسان وحقوقه. الامور تسير ولكنها تحتاج الى وقتها الطبيعي انما نحن بهذا الاتجاه وانجزنا الجزء الاكبر من الهيكل التنظيمي والامور صارت في لحظاتها الاخيرة".

سئل: الاشرطة التي سربت اكدت وجهة نظر الاهالي بان هناك تعذيبا، ما هي الطريقة التي ستتبع لمنع التعذيب مرة اخرى؟

أجاب: "انا اليوم لحظت ضمن اطار الهيكل التنظيمي ان تكون هناك مديرية لحقوق الانسان ومن ضمنها لجان قضائية تشرف على السجون واماكن التحقيق والتوقيف، ويمكن ان يتم تشكيل فوري- استثنائيا ضمن صلاحية مدعي عام التمييز ووزارة العدال- للجان قضائية للاشراف على هذا الامر".

سئل: من سيتحمل مسؤولية هذه الانتهاكات داخل السجون؟

أجاب: "كل من شارك وتثبت عليه المسؤولية، سيتحمل المسؤولية. لن نسمح بتهريب اي انسان مشارك ولو بجزء من هذه الجريمة المدانة. هناك مسؤولية تجاه اهلنا ووطننا وكرامتنا".

سئل: هناك معلومات يتم تداولها في الشارع الطرابلسي بان هناك اشرطة اخرى اضافية ستنشر وتسرب في الايام المقبلة، وقد يظهر فيها بعض قادة المحاور يتعرضون للتعذيب داخل سجن رومية، فهل لديكم معلومات؟

أجاب: "ليست لدي معلومات. فوجئنا بالاشرطة صباحا، واي شريط نتعامل معه بكل مسؤولية نفرغه ونتحقق منه ونحوله لمدعي عام التمييز الذي يشهد على التحقيقات، اي انسان يملك اي معلومة، شريط او صورة عادية او معلومة معينة، يمكن ان يقدمها لمدعي عام التمييز او لي انا، وسنتابع بكل مسؤولية".

سئل: كل من نتكلم عنهم اليوم هم موقوفون اسلاميون، فبعد 8 سنوات من دون محاكمة اما آن لهذا الملف ان ينتهي؟

أجاب: "سبق واعلنت انه خلال شهر تموز المقبل ينتهي ملف فتح الاسلام والاحكام تكون صدرت، وانا عند وعدي تماما، اتابع الملف مع المجلس العدلي الذي صارت احكامه اقرب للعدالة والرحمة واجراءاته سريعة، والملف سينتهي معي في الشهر السابع".

 

الجسر: تعذيب موقوفي سجن رومية أمر مرفوض ومدان ويجب أن لا يمر من دون حساب

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - اعتبر النائب سمير الجسر، في بيان، أن "ما تناقلته وسائل الاتصال عن تعذيب لموقوفين في سجن رومية أمر مرفوض ومدان، لما فيه من هدر للكرامة الإنسانية، ويجب أن لا يمر من دون حساب. وان الموقوف او المحكوم لا يفقد حقوقه الإنسانية وحق الحفاظ على كرامته مهما كانت عقوبته او الجرم المنسوب إليه". وناشد وزير الداخلية "بما نعرف عنه من حرص على كرامات الناس ان يتخذ الإجراءات المناسبة بحق الذين اعتدوا على الموقوفين بالتعذيب والإهانة، وتحويلهم إلى المحكمة المختصة للاقتصاص منهم".

 

إنتهاكات رومية .. أسباب للتطرف و"الدعشنة"

ربيع حداد/المدن/21 حزيران/15

صور غوانتانامو وأبو غريب لاحت بصمت، في تسجيلات مصورة سربت من سجن رومية، تتحرك فيها الصور مع مؤثراتها الصوتية والبصرية التي يولّدها تعذيب سجناء مكبلي اليدين، عراة كما حال عري سجانيهم وجلاديهم من أدنى صفات المسؤولية أو حتى من ادنى شعور بالإنسانية.

حكي كثيراً عن انتهاكات بحق السجناء في سجن رومية، الآن دحض الحديث بالوثائق، بالصوت والصورة، تجسّد إنقلاب دور الجلاد إلى الضحية والضحية إلى جلاد، في المشهد تجلّت نظرية عبادة "البوط" العسكري في أبهى حللها، عنصر من المفترض أن يكون تابعاً لمؤسسة أمنية رسمية، يركل معتقلاً خاوياً إلّا من صوت يملكه للصراخ تعبير عن ألم، يركله بما أوتي من قوة على وجهه، يخاطبه آمراً بتقبيل "البوط"..

عدا عن الركل، ضرب بالسوط، تعرّض للعرض، وشتم الأمهات، عشرات المعتقلين، رصّوا عراة بتلاحم، وانهالت عليهم أسواط جلّاديهم، وجلّادي ما تبقى من أدنى حقوق للإنسان في لبنان، هي مشهدية العار، ربما بدافع التباهي أو بدافع الحقد، لكن الحقد لن يولّد إلّا حقداً، وإنتحاريين في هذا الزمن، هكذا تمّت صناعة الإرهاب وتنميته في السجون، إن في سوريا أو العراق، وما جرى في سجن رومية قد يكون مدخلاً لتكرار تجربة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي مع السجون، تلك الإنتهاكات التي شجعت نمو عصابات داعش.

قد تشكّل هذه الفيديوهات المسرّبة من سجن رومية، قنبلة موقوتة في نفس أي شخص يشعر بمظلومية، أو يرى نموذج التعاطي في مؤسسات الدولة مع أناس من أطياف مختلفة، لاسيما أن فئة من المساجين وهم محسوبون على "حزب الله" والنظام السوري يطلق سراحهم من قبل القضاء أو تصدر بحقهم احكام مخففة كالوزير السابق ميشال سماحة مثلاً،  فيما المعتقلون المحسوبون على فريق منهاض لـ"حزب الله" والنظام السوري، قابعون في السجون تحت التعذيب منذ سنوات ومن دون محاكمات.

ليس في الأمر لبس، هناك أبناء طائفة يشعرون بالظلم على مرور سنين، فيما قياداتهم يحدثونهم عن الإعتدال من دون توفّر أي ظروف من شأنها إلغاء أسباب التطرف، فمشهدية رومية قد تجمع أكثر من أبو غريب وغوانتانامو ومعتقلات النظام السوري.

سارعت وزارة العدل إلى طلب التحقيق لكشف ملابسات هذه الأشرطة، إذ يعتبر وزير العدل أشرف ريفي عبر "المدن" أنه "لا يمكن السكوت عن هذه الفضيحة، ولا يمكننا أن نقبل بإهانة أي إنسان"، مشيراً إلى أن "الإجراءات اللازمة ستتخذ بحق كل العناصر المرتكبين، وستتم إحالتهم إلى المجلس العدلي"، كاشفاً أن "هناك مشروعاً كان معداً سابقاً وتعمل عليه وزارة العدل الآن، من أجل وضع السجون تحت سلطة وصايتها لتلافي هكذا إنتهاكات مستقبلية"، لكنه يعتبر أن "الأمر يحتاج إلى الكثير من التحضيرات لنضوجه".

وزارة الداخلية من ناحيتها اعتبرت أن هذه الأشرطة صوّرت في مرحلة مواجهة التمرد الأخير في السجن، ودعت إلى تحقيق شفاف في هذه القضية، وقد أحال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق المرتكبين إلى القضاء لإنزال أشد العقوبات بحقهم.

هي ممارسات تتنامى كل يوم، وتدفع ببيئة معينة إلى التطرف، خاصة وانها تأتي في وقت افرج القضاء عن مجموعة مرتبطة بـ"حزب الله" والنظام السوري كانت مهمتها اختطاف السوريين المعارضين للنظام وتسليمهم إليه.

 

حمود في اتصال مع الوطنية: يتم التحقيق حاليا مع العنصرين اللذين قاما بتعذيب احد الموقوفين في سجن رومية

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - اشار النائب العام الاستئنافي القاضي سمير حمود في اتصال مع "الوكالة الوطنية للاعلام" الى انه يتم التحقيق حاليا مع عنصرين من قوى الامن الداخلي اللذين قاما بتعذيب احد الموقوفين في سجن رومية، والذي توزعت صورته على اليوتيوب.

 

مجزرة رومية : تبعات خطيرة جداً

لبنان الجديد/نسرين مرعب/21 حزيران/15

 تمّ الحديث مؤخراً عن توتر قريب ستشهده مدينة طرابلس على الصعيد

 تمّ الحديث مؤخراً عن توتر قريب ستشهده مدينة طرابلس على الصعيد الأمني ، شيوع هذا الكلام أقلق المدينة وأهلها وأدخلها في حالة من الترقب والتخوف ، الأمر الذي دفع وزير العدل أشرف ريفي لإستدراك الهواجس و التأكيد في حينها أنّ : "ان الاحداث الامنية في طرابلس انتهت الى غير عودة" إلا أنّ مناخ التخويف لم يتوقف عند هذا الحد بل تتابع وفي سياقه برزت وسائل الإعلام التي أشار عدد منها عن إمكانية اهتزاز الوضع الأمني أو الاستقرار في طرابلس.  ما أضاء عليه الإعلام جعل الوزير ريفي يعلق مجدداً (البارحة بالتحديد) ويؤكد أن "طرابلس آمنة كبقية المناطق اللبنانية " ،  كما و عمد إلى قطع الشك وإنهاء التوقعات السوداوية  بقوله أن "طرابلس استفاقت ورمت خلفها الكابوس الأسود إلى غير رجعة". إلا أنّ كل هذه الطمأنات ، سقطت مساء الأمس في تسريب لمقطعي فيديو وفي إنتشار لا محدود لهما عبر مواقع التواصل الإجتماعي . المقطعان المصوران يظهران عدد من السجناء وكيف  يتعرضون للتعذيب بطريقة وحشية بعيدة كل البعد عن الإنسانية، وإن كان هوية السجين في أحدهما قد عرفت لبنانية ، غير أنّ هوية من يقوم بفعل التعذيب ظلت موضع إلتباس ، فمنهم من قال القوى الأمنية ومنهم من قالوا "لكنته سورية" .... عدم الجزم بتحديد شخص المعنف ، كما عدم التعرف على الإنتماء المناطقي للسجناء الذين ظهروا ، لجم الوضع البارحة وكبح النفوس الثائرة ، غير أنّ صباح اليوم أزال الغموض عن المشاهد وأظهر "المستور" ، فتم التأكيد أن ما صوّر في لبنان وفي سجن لبناني  .. وتمّ التعرف أيضاً على هوية ثلاثة من المساجين فكانوامن عرسال و من طرابلس و عكار ، "عمر الاطرش (عرسال)  - وائل الصمد  (القبة) - قتيبة الاسعد( وادي خالد) " . الحالة التي ظهر بها المساجين من ذلّ وإحتقار للكرامات ، هيّجت طرابلس وعكار وأدخلتهما في حالة من الغضب ، فما أظهر الفيديو برأي الكثيرين ، فاق الهمجية والوحشية التي مارسها النظام في عهد الوصاية ... وهنا نتساءل ؟ هل يتفجّر الوضع الأمني في طرابلس إنطلاقاً من هذا المشهد المصوّر ؟ وهل يعود ملف رومية للواجهة ؟! الساحة الطرابلسية مفتوحة اليوم على كل الإحتمالات ، خاصة وأن أسهم وزير الداخلية خاسرة بالأصل في هذه المدينة ... فكيف سيبرر المشنوق ما شاهده أهالي طرابلس وعكار وعرسال من تعنيف ؟ وكيف سيعيد الثقة بين المواطن والقوى الأمنية ! ما شاهدناه أكدّ أن السجون اللبنانية سجون وصاية ، وأنه ما من رقيب ولا حسيب ،  فيوم تتحول الزنزانات لتعنيف "ِشاذ" ولا أخلاقي ، ويوم يصبح الشرطي "بمكانة الرب" ، والسجين "مستعبد" ... يصبح الوطن على بوابة الإنفجار

 

مرجع أمني لجنوبية: سنسجن معتدي ‘فيديو رومية’ في الزنزانة نفسها

 خاص جنوبية/الأحد، 21 يونيو 2015/أفاد مصدر أمني رفيع لموقع “جنوبية أنه “تعليقا على ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع مسجلة تظهر قيام عنصر من قوى الامن الداخلي بالتعرض بالضرب والاهانات لبعض السجناء في سجن رومية، أنه وبالرغم من التوقيت المشبوه لنشر هذه المقاطع وما يمكن ان تؤدي اليه من اجواء وردود فعل سلبية في هذا الشهر الفضيل فإنه لن يتم التهاون مع كل من شارك في هذا العمل الذي لايمت بصلة لأخلاقنا ومبادئنا”. وأضاف المرجع الأمني أنه “ومع تسجيل الاعتذار الشديد لكل من تعرض لأي إساءة من أي نوع كانت فإنه تمت احالة العناصر المسؤولين عن هذا العمل الى التحقيق الذي بحري بإشراف النيابة العامة التمييزية بغية وضع الامور في نصابها وإحالة المسيئيين الى القضاء العسكري لينالوا اشد العقاب”. وأنهى المرجع الأمني كلامه بالتاكيد على أنه “سيتم وضع المسؤولين عن هذا العمل في نفس الزنزانة ليكونوا عبرة لمن اعتبر”. وكانت انتشرت يوم أمس مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر قيام عناصر بتعذيب السجناء في سجن رومية عقب آخر تمرد حصل داخل السجن، عبر جلدهم والتنكيل بهم بطريقة وحشية.

 

قوى الأمن: سنحاسب بشدة المتورطين في الاعتداء على سجينين ونتمنى وقف التجاذبات في هذه القضية والتنبه لما يحاك لهذا الوطن

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة، البلاغ التالي: "على أثر إنتشار صور ومقاطع فيديو عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الإجتماعي يظهر فيه عنصران من قوى الأمن الداخلي من المكلفين تنفيذ مهمة حفظ أمن ونظام في سجن رومية في أثناء عملية تمرد في المبنى (د)، أحدهما يعتدي بالضرب على سجينين ويتلفظ بكلمات نابية. إنطلاقا من مبدأ الشفافية الذي تعتمده المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، اعطت أوامرها بإجراء التحقيقات الفورية اللازمة. من خلال التحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات وبإشراف القضاء المختص تم تحديد هوية عنصرين من العناصر المتورطة حيث أوقفا، فيما التحقيقات جارية ومستمرة لكشف هوية باقي المتورطين وإحالتهم أمام القضاء. ان هذه المديرية العامة وحرصها التام على إحترام حقوق الإنسان، لديها الجرأة الكافية للإعتراف العلني بالخطأ المرتكب الذي يشكل جرما وإعتداء على كرامة الإنسان من قبل قلة قليلة من عناصرها خلال تنفيذ عملية أمنية ضخمة حفاظا على أمن الوطن والمواطن، وهي ستحاسب بشدة المتورطين والإعلان عن التدابير المتخذة بحقهم أمام الرأي العام. ان المديرية العامة تتمنى على الجميع ان يضعوا ثقتهم بمؤسسة قوى الأمن الداخلي وبالقضاء ووقف التجاذبات في هذه القضية، والتنبه لما يحاك لهذا الوطن وبخاصة في هذا الوقت بالذات".

 

وزير الداخلية عن مشاهد تعذيب سجناء: ندين ما حصل وسنتخذ الاجراءات اللازمة بحق المرتكبين والاستغلال السياسي لهذا الموضوع قلة اخلاق

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - دان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تعذيب موقوفين في سجن رومية، وأكد أن الاجراءات اللازمة ستتخذ بحق المرتكبين. كلام المشنوق جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة، في حضور مستشاره لشؤون السجون العميد منير شعبان، تناول فيه الأشرطة المسربة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتضمن مشاهد تعنيف وتعذيب بحق بعض الموقوفين في أحد السجون اللبنانية. وقال المشنوق: "تعمدت البدء بهذا الفيلم لأنني في المرة الماضية وضعت فيلم اعتداء المساجين على قوى الامن اثناء عملية المداهمة في المبنى "د" لاقول انني اتحمل المسؤولية بالمرة الاولى، واتحملها في المرة الثانية، اي لا اتحمل فقط مسؤولية المداهمة، اتحمل مسؤولية الاخطاء التي حدثت او الارتكابات التي حدثت خلال المداهمة". أضاف: "عرفت امس الساعة 11,30 ليلا، واتصلت بالمفتش العام لقوى الامن الداخلي العميد جوزف كلاس وبالعميد منير شعبان وطلبت منهما الذهاب الى سجن رومية اليوم لاجراء تحقيق واستخراج السجناء والبحث معهم بما حصل، مع ان الامر مضى عليه اكثر من شهرين كما اعتقدت في اللحظة الاولى واعتبرت ان هذا عمل كبير لا يمكن تركه". وتابع: "اليوم صباحا تبين ان هذه العملية حصلت خلال مداهمة المبنى "د" عندما قام المساجين المكتظين والذي وضعهم سيء، بحركة تمرد كبيرة وتصرفوا على انهم لا يقبلون ان يكون وجودهم في السجن وفق القانون، في الفترة اللاحقة تم فصلهم عندما تم ترميم المبنى "ب" واصبح وضعهم شبه طبيعي والكثير من الاشياء التي كانوا يطالبون بها تم الاستجابة لهم فيها لأنه عمليا اصبح هناك امكانية جغرافية لتحقيق هذه المطالب، والتواصل بين الضباط المعنيين وبين السجناء يتم لتلبية كل المطالب المحقة". أضاف: "الامر الآخر الذي حصل اننا بدأنا بترميم المبنى "د" ليكون وضعهم معقولا بعد التدمير الذي حصل. ما سأبدأ بقوله انني بدون ادنى شك ادين هذه العملية التي حصلت ولن اتركها وسأتخذ كل الاجراءات القانونية والمسلكية بحق العسكريين والمسؤولين عنهم نتيجة الصور التي رأيناها. ليست المرة الاولى التي اعلن فيها هذا الشيء، في المرة الماضية لمحت إلى أن هؤلاء العسكريين لم يقوموا وحدهم بارتكابات، هناك 4 عسكريين آخرين قاموا بارتكابات واحلتهم إلى القضاء العسكري بتفاهم مع النائب العام التمييزي ووزير العدل، لكنني في المرة الماضية لم ارد ان اتحدث بشكل واضح لان هذه مؤسسة امنية ولا يجوز الحديث عنها بتباسط وكأننا نتحدث عن مخالفة بسوبر ماركت او مخالفة بناء. هذه مؤسسة امنية قائمة على المعنويات، وعلى ان يتبنى المسؤولون عنها اعمالها، لكن لا يتبنون ارتكاباتها".

وتابع: "الامر الثالث هو ان هذا الموضوع لم يتكرر ولن يتكرر بعد انتهاء المداهمة بالمبنى "د"، لأن هذا امر لن اسمح به تحت اي ظرف ولأي سبب، لكن يجب ان نأخذ بالاعتبار انهم دخلوا مبنى فيه 1000 سجين، والذين دخلوا هم مئات من العسكريين، وبالتالي قيام 4 او 6 عسكريين بارتكابات من هذا النوع ليس غريبا وقد يحصل الفرق".

وشدد على "اننا الدولة العربية الوحيدة التي تحول عسكريين مرتكبين بحق مساجين الى القضاء العسكري. ولم يحصل يوما في العالم العربي ولا في لبنان سابقا ان تحول عسكريون على القضاء العسكري نتيجة ارتكابات قاموا بها، نحن الدولة العربية الوحيدة التي سمحت، بعد مداهمة المبنى "د" وحركة التمرد التي حصلت، للجنة من الصليب الاحمر الدولي بأن تدخل السجن وتستمع الى كل المساجين، وأيضا باعتراف رئيس اللجنة الذي أتى يشكرني لاننا الدولة العربية الوحيدة التي سمحت بدخول لجنة للصليب الاحمر الدولي الى السجن والاستماع الى المساجين". وقال: "الامر الرابع الذي اريد التأكيد عليه، هو انني لن أسمح تحت اي ظرف من الظروف بأن يتم الاعتداء او الارتكاب او تعذيب اي سجين من المساجين. هؤلاء مساجين مرتكبون لأعمال بعضها ارهابية وبعضها عادية، ولكن لهم كل حقوق السجناء التي ينص عليها القانون في لبنان والذي يمكن ان نحققه ايضا من القانون الدولي". وذكر بأننا "دولة امكاناتها محدودة، ومنذ 50 سنة أو اكثر لم يبن أي سجن. الآن لدينا موازنة ونعمل مع مجلس الانماء والاعمار على بناء سجن حديث يأخذ في حده الأقصى 100 سجين. ولكن امكانية الاستيعاب في لبنان لا تتجاوز 2500 سجين بحده الاقصى، بينما نحن لدينا الآن 7800 سجين". أضاف: "الامر الخامس، قمت بتشكيلات بين الضباط في سجن روميه بعد المداهمة وقبل ان تظهر هذه الصور، ولكن بعدما عرفت من بعض السادة العلماء بارتكابات حدثت من قبل بعض العسكريين، احلتهم على القضاء العسكري، الا انني لم اتحدث عن هذا الامر، وهذا الامر لا يحتمل المزايدة، كل من تحدثوا عن هذا الامر كانوا في الحكم ومكثوا سنوات ولم يفعلوا اي شيء".

وتابع: "خلال هذه الحكومة التي عمرها سنة فقط، استطعنا ان نحقق تطورا كبيرا بالمعنى الامني والانساني، واستطعنا على الاقل ان نضع على السكة بناء سجن يحقق حقوقا انسانية طبيعية لعدد كبير من السجناء. سأسعى مرة أخرى عندما تنتظم أعمال الحكومة ان نحصل على ميزانية ثانية لبناء سجن آخر مع كل الجهد الذي اقوم به مع أصدقاء ومع مسؤولين ماليين بأن نحصل على تبرعات لبناء سجن آخر لانه لا يوجد حل آخر". واسترسل: "لقد زرت كل الدول العربية التي لديها امكانات مالية وطلبت منها مساعدتنا لبناء سجن، زرنا السعودية وقطر والامارات والكويت، لم يساعدني أحد، لانهم لا يرغبون بوضع اي جهد مالي على مبنى سجن ايا كان فيه المساجين". وقال: "الامر السادس، لا افرق بين سجين اسلامي وآخر غير اسلامي. فالسجين صاحب حق انساني ايا كانت هويته وايا كان ارتكابه وايا كان انتماؤه".

وأوضح ان "الانتماء ليس ادانة، فكل انسان حر بانتمائه السياسي الذي يناسبه ولكن هذا الانتماء الذي اوصلهم الى السجن هو الاعمال الارهابية، ومع ذلك انا غير معني بهذا الامر. القضاء هو الذي يتخذ القرار ويحكم ونحن ننفذ الاحكام".

أضاف: "الامر السابع، انا ورثت هذا السجن وهذا الوضع وورثت هؤلاء المساجين. لست انا من سجنهم، ولم يكونوا في اوتيل وانا نقلتهم الى السجن. فهم كانوا في السجن، وكان وضع السجن اسوأ بكثير. الفرق انه منذ شهر كانون الثاني الى اليوم، استطعنا ان نحوله الى سجن طبيعي بعدما كان سجنا توجد فيه غرفة عمليات والمساجين مرتاحون ويتصرفون بحرية ويصدرون تعليمات واوامر بمزيد من الاعمال الارهابية".

وشكر اهالي الموقوفين "فقد قرأت بيانهم الآن، ويدعون فيه الى التعقل والحكمة والوعي. هذه المسألة لا يجوز استغلالها سياسيا، لان استغلالها سياسيا هو قلة أخلاق وهو تحميل هذه الحكومة مسؤولية مسؤولة عنها كل الحكومات الماضية لعشرات السنوات ولا تستطيع حكومة خلال عام ان تنهي ملفا عمره 20 و30 سنة منذ احداث الضنية اكثر من 15 سنة".

وكرر تأكيده "انني مسؤول عن كل حق انساني لكل سجين ايا كان انتماؤه، وانا اقوم بكل جهدي ولكن ضمن امكانات الدولة وامكاناتي الشخصية، وعندما اعرف بحصول اي حادث من هذا النوع اتخذ كل الاجراءات القضائية وليس فقط المسلكية. وهناك فرق كبير بين العقوبة المسلكية والعقوبة القضائية". وشدد على ان "المتورطين بتعذيب السجناء سيدخلون السجن بعقوبات قضائية وعدلية، ولا يجوز ادانة لا مؤسسة قوى الامن ولا ابطال قوى الامن، الذين قاموا بعملية انقذوا فيها فضيحة من فضائح الحكومات السابقة، التي كان اسمها المبنى ب".

وأكد ان "هناك اخطاء تحصل. فمن اصل 500 عسكري، هناك 6 ارتكبوا أخطاء خلال مداهمة المبنى. هذا صحيح، ويعاقبون وفق القانون، وتتخذ بحقهم كل الاجراءات. قمت بكل الاتصالات اللازمة اليوم، مع وزير العدل ومدعي عام التمييز ومدير عام قوى الامن ورئيس شعبة المعلومات، وكان العميد كلاس والعميد شعبان كل فترة قبل الظهر موجودين في سجن رومية وهذا الامر سأتابعه حتى النهاية، لن اقبل بأي ارتكاب غير انساني او اعتداء على اي مسجون، ايا تكن الاسباب، وكل التسهيلات التي يمكن ان نقدمها للمساجين ضمن القانون، سنقوم بها ومعظمها حصل من التبرعات اكثر من مال الميزانية".

وقال: "نبحث عن تركيب حمامات وسخانات وبرادات بتكلفة تقريبا 100 الف دولار غدا ستكون موجودة في السجن، وسيكون لكل جناح مندوب، تجتمع فيه ادارة السجن، وتنسق معه بكل الحاجات القانونية والانسانية للمساجين، وهذا الامر بدأ بعد انتهاء انتقال المساجين من المبنى "د" او انقسامهم بين المبنى "د" والمبنى ب"، كاشفا أن "هناك عددا محدودا من المساجين ليسوا موجودين في سجن رومية، بل هم موجودون في سجن الريحانية التابع للشرطة العسكرية في الجيش اللبناني، وهؤلاء المساجين هناك، بحقهم كثير من التحريض واحداث الشغب داخل السجن، لذلك لا مكان نفصلهم داخل رومية، اضطررنا لنقلهم الى سجن الريحانية، حيث هم موجودون، لا مفقودون، ولا وضعهم الصحي فيه شيء، واي احد من اهلهم يريد رؤيتهم، طبيعي ان يطلب من القضاء، ونساعد على التجاوب".

وعن مجرى التحقيق، كشف "اليوم تم توقيف عسكريين اثنين لاستكمال التحقيق، ففي الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك اثنان ظاهران، والآخرون لا تظهر وجوههم، يجب استكمال التحقيق لايجادهم. والتحقيق مستمر منذ أمس".

وقال: "أنا لا أتواجد في سجن رومية، لكنني عندما رأيت الصور تصرفت بما تمليه علي مسؤوليتي وضميري، لأنني لا أسمح أبدا أن يحصل هذا الأمر. نحن حولنا هؤلاء للقضاء العسكري، ولا بلد في العالم العربي يحول عسكريا للقضاء العسكري، نتيجة ارتكابه في السجن. ومعروفة نظرة الدول المحيطة. في ايام حكومتنا لن يحصل اعتداء، ولا اي عمل يوحي بالسجون التي لطالما كنا ضدها، وكنا دائما نتحدث عن السجون السورية، وتصرفها اتجاه المساجين. لن اكون لا شاهدا ولا شريكا في اي عمل من هذا النوع، بل سأكون مسؤولا عن منع حدوث اي شيء مهما كلف".

أضاف "ان مناقلات الضباط والعسكريين الحاصلة بشكل دوري، لا اعلن عنها، لأن هذه مؤسسة أمنية، والكلام عنها لا ينبغي ان يحصل كل يوم، وكأننا نتسلى باخبارها. هذه مؤسسة لها معنوياتها ومسؤولياتها، ولم تقصر في الكثير من المسؤوليات، التي قامت بها. وهذه مؤسسة فيه شرفاء وابطال وشباب يلتزمون القانون. اخطاء يرتكبها عدد من العسكريين، لا تعني ابدا ادانة المؤسسة، ولا تعني الانتقاص من الاعمال البطولية التي تقوم بها قوى الامن في كل مجال".

وتابع "اننا لن نكتفي بالعقوبات المسلكية تحت اي ظرف من الظروف، لا استطيع ان اتصرف بقوى الامن والجيش، باعتبار ان هذه المسألة، يجب ان يراها الرأي العام كل يوم. لا انكر مسؤوليتي، ولكني لست موجودا في السجن. انا اتحمل المسؤولية عندما اتصرف بتجاهل الموضوع. ولكن عندما اتابعه قضائيا ومسلكيا، لا اكون قد تركت الموضوع لغيري. ولكن، ان كان هناك اشخاص يريدون ان يجعلوا من هذا الموضوع مزايدات سياسية تصيب مؤسسة قوى الامن، لن اسمح بذلك".

وجزم بأن "مؤسسة قوى الامن الداخلي، تقوم بعملها في الكثير من المجالات، وهذه اخطاء تحدث، وهذه ارتكابات لن اسمح بها، تحت اي ظرف من الظروف، طالما انا موجود في وزارة الداخلية، ولن اسمح بالتسامح فيها. سأؤكد على ان يأخذ القضاء العسكري كل الاجراءات والعقوبة القضائية". وكشف أن "هناك عسكريين من الذين داهموا المبنى "د"، طردوا من السلك. ولكني لا اقول هذا الكلام حرصا على سمعة سلك قوى الامن، وعلى تماسكه وحرصا على كرامته"، معلنا "غدا سأرى السجناء الثلاثة، الذين تعرضوا للتعذيب، وسأستمع إليهم"، لافتا "من الواضح، خلال مشاهدتنا الفيديو، ان العسكريين لم يختاروا سجينا اسلاميا لانه اسلامي، بل اختاروا سجينا، لان السجناء بعيدون عن بعضهم فاختيارهم كان عشوائيا".

وقال: "سأقابل السجناء الثلاثة، وسأتأكد من ان العميد شعبان والعميد كلاس واللواء بصبوص وكل الضباط المعنيون سيتابعون هذا الامر يوميا بكل الحقوق الانسانية للسجناء، وهذه المسألة ليست خارج اهتمامي، واعود واؤكد ليست مسؤوليتي محاسبة السجناء، لا على ما ارتكبوه، ولا على انتمائهم السياسي"، مؤكدا "مسؤوليتي ان انفذ الاحكام القضائية، واتأكد من ان الحقوق الانسانية لكل السجناء محققة بالقدر، الذي يمكن ان تتحمله ميزانية الجولة وامكانيات قوى الامن". وعن توقيت بث الشريط، قال المشنوق: "لا اعرف، ولا اريد ان ادخل في الاستغلال السياسي لهذا الامر. صحيح ان هناك استغلالا سياسيا، وهناك كلاما كبيرا يقال كل الوقت، وكأن المطلوب مني ان اظهر كل يوم على شاشات التلفزة، وادين قوى الامن الداخلي. قد تحصل مخالفات في اي سلك عسكري، الا ان الفرق انني اعتبر الكلام عن المخالفات تشهيرا. انا لا احب ان ادخل به". وذكر بأن "هذه الحكومة عمرها 14 شهرا، وفي هذه الفترة تم تحويل 15 ضابطا الى المجلس التأديبي، ولم اتحدث في الاعلام عن هذا الموضوع، لان هذا عمل جدي وليس شغلا اعلاميا، بمعنى تشهر بالمؤسسة وتصيبها تحت شعار ارضاء الرأي العام. لا اعتقد ان الرأي العام، الذي يهمه سلامة البلد وامنه، يهمه ان تقوم قوى الامن بمسؤولياتها وتستمر بتمساكها وبمعنوياتها"، مشيرا "عندما نأخذ منهم معنوياتهم وندينهم على وسائل الاعلام كلما ارتكب ضابط مخالفة، وكأن كل الضباط ارتكبوا لا يخدم هذا الامر لا الامن ولا السلم الاهلي في البلد". وذكر "قلت في المؤتمر الصحافي الماضي، أن لجنتين احداهما من قوى الامن الداخلي من 14 طبيبا ولجنة من الصليب الاحمر الدولي زاروا، السجن واستمعوا إلى كل السجناء، وبصراحة كان تقرير اطباء قوى الامن شفافا وصادقا ومباشرا، اكثر من تقرير الصليب الاحمر الدولي، واخذنا هذا الامر بالاعتبار ونتابع كل قضية وحدها"، لافتا إلى أن "سجن رومية فيه 700 عسكري، وعملية المناقلات تحتاج إلى سنة. اجرينا مناقلات لعدد من الضباط تقريبا 7، جرى تشكيلهم لضبط على الاقل الوضع من فوق، ونأخذ الاجراءات اللازمة تدريجيا". وقال: "من يريد ان يستغل هذا سياسيا، هذه مسؤوليته، لكن اذكر اننا في الحكومة منذ سنة، وهذه المسؤولية تقع على كل الحكومات السابقة، على الاقل منذ العام 90. كل الحكومات اهملت هذا الملف، ومطلوب معالجته دفعة واحدة خلال 10 اشهر، هذا غير ممكن. هذا يعالج اولا بالقضاء، سواء بتسريع اصدار الاحكام، وصدرت احكام كثيرة ومسؤوليتي ان احمي السجناء انسانيا، وان تصلهم حقوقهم، وان يكون الوضع مضبوط امنيا داخل السجن". وختم "احاول قدر الامكان وافكر للامام والاخطاء تحصل وحصلت، ومن هنا اقول: انني ادين هذه الارتكابات، ولن اتركها، حتى يتم الاقتصاص من الذين ارتكبوا هذه الاعمال من دون اي حساب لاي جهة، او اي انتماء، او اي اتهام لاي سجين".

 

دريان: ما شاهدناه من تعذيب للسجناء مخالف للقوانين وليأخذ العدل مجراه ويقتص القضاء من المرتكبين

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - تابع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من تعذيب بالمساجين خلال اتصاله مع وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل اشرف ريفي، واطلع منهما على الاجراءات التي ستتخذ من معاقبة كل من يظهره التحقيق في هذا الاطار. وقال المفتي دريان: "ما شاهدناه من تعذيب للسجناء هو مخالف للقوانين وللقيم والمبادئ الانسانية وينبغي اخذ كافة الاجراءات الصارمة بحق من قام بتلك الارتكابات للحيلولة دون تكرار هذه الاعمال التي تسيئ الى سمعة لبنان والى دولة القانون والمؤسسات، وليقتص القضاء ممن ارتكب هذه الاعمال التي لا تمت الى الانسانية بصلة وللسجناء حقوق تنص عليها منظمة حقوق الانسان". اضاف: "باسم العلماء في لبنان نقول ما حصل امر مسيئ للانسانية وللدولة وما سمعناه من وزيري الداخلية والعدل يطمئننا ان حق المساجين واعادة كرامتهم هو في عهدة الدولة التي نثق بها وينبغي معاملة السجناء اثناء توقيفهم وحجزهم معاملة انسانية واخلاقية وحفظ كراماتهم وتسريع المحاكمات العادلة للسجناء، فمنذ سنوات يطالب الحقوقيون وجماعات حقوق الانسان بانهاء مسألة السجناء بالمحاكمة ولذلك هذا الفصل الجديد يضيف اساءات ما كان ينبغي ان تحصل لو انهم حوكموا في اوقات محددة". وختم المفتي دريان بالقول: "هذه مشكلة مضنية ومسيئة فليأخذ العدل مجراه وليقتص القضاء ممن ارتكب".

 

الأمين: كسرنا حاجز الصمت بعيداً عن العصبية المذهبية/«لبنانيّون» ضد السلاح والتخوين.. عائدون

  علي الحسيني/المستقبل/22 حزيران/15

لم يكن تحرّك مجموعة من الشُبّان والشابات تحت اسم «لبنانيّون» في السابع عشر من الجاري لحظة جميلة في وجدان اللبنانيين عموماً والطائفة الشيعيّة خصوصاً ومضت الى حال سبيلها، بل هو حركة مُستمرّة طالما أن هُناك خللاً في التعاطي من قبل فئة بغت على الأكثريّة وأخذت لبنان واللبنانيّين رهينة لسلاحها ومشاريعها تحت ذريعة حماية وجودها من خطر الجماعات «التكفيريّة«. لم يكن التحرّك منذ الأساس موجّه ضد فئة مُحدّدة كما حاول إعلام «حزب الله» أن يوهم الناس بقدر ما كان نابعاً من شعور بالإحساس بالمسؤوليّة تجاه الخطر والخطأ الفكري والتاريخي الذي يزرعهما الحزب في عقول الشباب ورفضاً لولائم الموت المجّانيّة التي يدعوهم إليها في سوريا وخشية أن يتحوّل هذا التدخّل إلى صراع مذهبي يكون لبنان أحد ارتداداته خلافاً للمبادئ التي أرساها علماء من الطائفة الشيعيّة ليس بدءًا من زمن السيد موسى الصدر ولا انتهاءً بمواقف السيد هاني فحص. من نافل القول إنّ تحرّك «لبنانيوّن» أحدث صدمة إيجابيّة في نفوس جزء غير قليل من اللبنانيين وترك انطباعاً مؤكداً لدى شريحة واسعة بأن هناك آراء داخل الطائفة الشيعيّة تتمايز مع توجّهات «حزب الله» وتحديداً في ما خصّ التدخّل في الحرب السوريّة ودعواتها المتكرّرة له للانسحاب منها والاكتفاء بمن سقط فيها لغاية اليوم وعدم الإجهاز على «الثلثين» وهم العارفون في الأصل بأن النزول إلى ساحة رياض الصلح لن يُغيّر في الموازين لكنّه بالتأكيد سيعكس صورة مُشرّفة عن مجموعات مُستقلّة تعمل تحت سقف عنوانه دولة المواطنة، لا سفارات خارجيّة توجّهها ولا آنظمة تُحرّكها.

الانزلاق بالحرب السوريّة كان عنوانهم الأبرز ورُبّما الأوحد، ولم تكن هناك أي موانع ليُعبّروا عن رؤيتهم لهذه الحرب والخطر الذي يتأتى منها داخل منطقة «حارة حريك» في الضاحية الجنوبيّة لولا فُسحة الحُريّة الضيّقة لدى أصحاب القرار فيها وعدم اتساع صدرهم لتحرّك صيغت حروفه وعناوينه بالفكر وبحبر القلم، لا بقتل الأبرياء والعُزّل ولا عبر الزجّ بالشباب في آتون موت بدأ يستفد «الاحتياط». والأمر الآخر والاخطر أن في «حارة حريك» من يُفسّر النصيحة عمالة والكلمة خيانة والموقف ارتهاناً وعمالة.

التحرّك سيُكمل طريقه وسيظل يرفع الصوت عالياً إلى أن يسمعه «الصائمون» عن السمع وستبقى الحناجر تُنادي بالخروج من الحرب السوريّة حتّى ولو آصابها ما أصاب ابراهيم القاشوش الذي اقتلع النظام السوري حنجرته بعدما قتله خوفاً من أن يبقى صوته. وهنا يقول الصحافي علي الأمين عبر «المستقبل»: نحن منذ الأساس لم نتحدّث عن انقلاب لا جماهيري ولا في الموازين خصوصاً وأننا منطقيّون في تفكيرنا وخياراتنا وتوجّهاتنا ولا ننجرّ وراء الاتهامات البالية التي تطالنا، فنحن دعينا إلى قوّة المنطق لا السلاح وإلى الحوار لا التخوين ولم نقل إن ما بعد السابع عشر من حُزيران لن يكون كما قبله لأنّنا نؤمن بأن لبنان وطن للجميع وبأن لا بديل عن المتّسم بالهويّة اللبنانيّة في وجه مشاريع التقسيم التي تُخاض في المنطقة.

ويُشير الامين إلى «أنّنا منذ البداية لم نسر وراء أوهام مثل إحداث تغيير جماعي وسريع، لكن من دون الإغفال أن هناك علاقة معنيّة بمصلحة الوطن تربط بين تحرّك «لبنانيّون» بعدد من التجمّعات وشخصيّات من المُجتمع المدني المعنية بعيداً عن الانشقاقات والاصطفافات المذهبيّة والحزبية، وكل هذه الشرائح نادت بالأمس بالخروج من سوريا وبعودة الشباب إلى وطنهم لكن من دون أن تأخذنا الأوهام إلى أبعد من المنطق. ونؤكّد أن التحرّك هو من ضمن سلسلة تحرّكات من المُفترض أن تُستكمل لاحقاً ويُفترض على الجميع أن يتحرّك ضمن الإطار نفسه.» ويشرح الامين أن «النزول إلى ساحة رياض الصلح كان مسبوقاً بتعبيرات وكتابات ومواقف وبعض اللقاءات المُعلنة وغير المُعلنة في سياق الاعتراض على تدخّل «حزب الله»، وهو أوّل تحرّك علني في الشارع لفئة لها وجهة اعتراضية على ممارسات الحزب». وبما أن من قام بهذا التحرّك يُدرك تماماً الكلفة والتبعات التي يُمكن أن تحصل من قبل الحزب، يؤكّد الأمين أن «لبنانيّون» كسروا حاجز الصمت من خلال محاولتهم التعبير عن مواقف تنطلق من قوّة المنطق وموضوعيّه أكثر مما ينطلق من عصبيّته المذهبيّة، وعندما قاربنا موضوع الفتنة المذهبيّة والقتال في سوريا فإنّنا تناولنا الموضوع من موقفنا الوطني وليس من خصوصيتّنا الشيعيّة وإن كنا حريصين عليها وعلى أن نستخدمها في سياق وطني وليس فئوي.»

 

المشهد السياسي في زمن الانقسام: الحل بانتخاب رئيس والتخلّي عن الرهانات

النهار/س. م./22 حزيران 2015

هل يمكن الاستمرار في حال الجمود والتعطيل التي تعانيها البلاد نتيجة التعنت والخطاب السياسي التصعيدي؟ والى أي مدى؟ في غمرة السجال السياسي المستمر والانقسام في البلاد، يطرح مرجع حكومي سابق هذا السؤال ليخلص الى القول ان "البلاد باتت في حاجة الى صدمة ايجابية تضع حداً للتعنت الحاصل لغايات ومآرب سياسية وحسابات شخصية، وتعيد انتظام العمل في المؤسسات الدستورية المعطلة"، لافتاً الى أنه "من المستحيل، بل من غير المسموح الاستمرار في هذا الواقع المأزوم الى ما لا نهاية، وقد آن الأوان لوضع حد له بعدما دفع بالبلاد الى مرحلة خطيرة". ويخاطب المرجع "المعطلين ومانعي انتخاب رئيس الجمهورية ومنفذي رغباتهم" بأنهم "وضعوا البلاد، في ظل تطورات دولية واقليمية فاصلة، على مفترق خطير، إذ تواجه تحديات جسيمة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فيما الرأي العام اللبناني منقسم على نفسه نتيجة حملات الشحن والتعبئة التي يمارسها القيّمون على شؤون البلاد والطبقة السياسية عموماً"، مبدياً الخشية من "تحكّم رهانات متسرعة في مواقف بعض القوى السياسية والحزبية من دون أي اعتبار للتوازنات في المجتمع اللبناني". ويشخّص الواقع من وجهة نظره، فيرى ان "الساحة السياسية يتنازعها أفرقاء تباعد بينهم مواقف حادة وفي معظم الحالات مبنية على الحسابات الشخصية، وبعضهم يتصرف كأنه الواحد الأحد في هذا المجتمع لا شريك له ولا غريم، ومعظمهم يراهن على قوى اقليمية ودولية دعماً لحساباته واعتباراته، متناسياً ان الظرف في المنطقة لم يكن يوماً مهيأ لغالب ومغلوب على هذا الصعيد، والموازين تتفاوت في أذهان مختلف الاطراف تبعاً لرهاناتهم، بينما الخشية ألا يدرك كل فريق حدوده إلا بعد فوات الأوان وخراب البصرة"... ويرى المرجع المذكور ان "هناك سبيلاً أوحد لدرء الخطر عن وطننا الصغير، هو طريق المصالحة والوفاق بين أهله من خلال التخلي عن الرهانات على قوى خارجية، والاحتكام الى التعقل والاعتدال والانفتاح انطلاقاً من الاعتراف بوجود الآخر. مصيبة لبنان أن بعض المسؤولين والقوى المتحكمة به في واد، والناس في مكان آخر". ويخلص الى التأكيد أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة هو انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، وسيظل التعطيل وصمة عار في جبين القوى المعطّلة"... قراءة هادئة تبدو أقرب الى تحذير أو نداء استغاثة، فهل من يسمع؟

 

جنبلاط كرّم أوزيلديز وزار المرجع الحلبي: نبذل جهوداً لحماية الدروز في سوريا

المختارة - "النهار"/22 حزيران 2015/زار رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط المرجع الروحي في طائفة الموّحدين الدروز الشيخ ابو سليمان حسيب الحلبي في بلدة بطمة الشوفية، يرافقه وكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي رضوان نصر، في حضور عدد كبير من الفاعليات الروحية. وتناول جنبلاط الواقع السياسي العام، والتطورات في سوريا، والاتصالات التي يجريها لحماية طائفة الموحدين الدروز هناك. وكرّم جنبلاط، ونجله تيمور في قصر المختارة، السفير التركي إينان أوزيلديز، في احتفال وداعي لقرب انتهاء مهماته الديبلوماسية في لبنان، وأقاما له استقبال شارك فيه وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز برئاسة الشيخ زين الدين. والقى جنبلاط كلمة قال فيها: "على مدى سنوات نشأت علاقة صداقة مع سعادة السفير، وفي الوقت نفسه علاقة ثقة واحترام مع الحكومة التركية ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، ووزير الخارجية احمد داود اوغلو، وقد استطاع السفير بناء علاقات سياسية واقتصادية ممتازة بين تركيا ولبنان. طبعا ثمة عقبات معينة لكنها دولة كبرى، ونرى في هذا الشرق المظلم كيف ان تركيا تتمتع بنظام ديموقراطي فعّال، وتجاربها كبيرة امام ما يجري في العالم العربي، باستثناء تونس في الوقت الحاضر. وشكر لاوزيلديز جهوده "اذ استطاع تأمين تواصل مع المسؤولين الاتراك تمثل برسالة صارمة الى المجموعات المسلحة المتعددة والمتنوعة في شمال سوريا لاستنكار مذبحة قلب لوزة، وكما سبق ان ذكرت، ان معالجة الوضع في سوريا التي تنهار رويدا رويدا، ومعالجة وجودنا ان في الشمال او في جبل العرب هي معالجة سياسية. ونبذل جهداً مع الدولة التركية بمساعدة سعادة السفير، وكذلك مع المملكة الاردنية الهاشمية فقط لتأمين الحماية وعدم تعرّض هذه الشريحة العربية الدرزية للضرر".

ورد أوزيلدز بكلمة شكر فيها جنبلاط وتيمور على الاستقبال، وأعرب عن تعازيه لضحايا مجزرة قلب لوزة في ادلب، مشددا على "العلاقات المميزة التي تربط تركيا بلبنان، ولا سيما العلاقات التاريخية بين تركيا وطائفة الموحدين الدروز، ومع النائب جنبلاط ثمة علاقة شخصية مبنية على الصداقة والاحترام". ثم قلّد جنبلاط السفير التركي ميدالية كمال جنبلاط تقديرا لجهوده، بمشاركة سفراء، تونس حاتم الصائم، وروسيا الكسندر زاسيبكين، والهند انيتا نايار، والمكسيك جيم غارسيا امارال، وكندا ميشال كاميرون، وهولندا هستر سمسون، واليابان سيتشي اوتسوكا، ونروج سفين آس، وكولومبيا جورجين خليل الشاعر ملاط، والارجنتين ريكاردو لايرييرا، ورومانيا فكتور ميرسيا، والصين جيانغ جيانغ، والدانمارك رولف هولمبو، وتشكيا سفاتوبليك كومبا، وشيلي خوسيه ميكال منشاكا، وبلجيكا الكس ليناتريس، والاورغواي مارتا بيزانيللي.

من جهته التقى تيمور وفودا راجعته في شؤون انمائية.

 

تساؤلات قلقة حيال تصاعد الحملة العونية أي محاذير لرمي "تصحيح الخلل" على فريق؟

 روزانا بومنصف/النهار/22 حزيران 2015

يبدو غريباً ان يسمع البعض سفراء أجانب وصلوا حديثاً الى لبنان يعلقون على اداء بعض الشخصيات السياسية مستخدمين العبارات نفسها التي سادت حول أداء هذه الشخصيات قبل اكثر من عقدين على رغم ان هؤلاء السفراء حديثي العهد بلبنان وسياسييه ولم يعايشوا المراحل السابقة. يسري ذلك بنوع خاص على زعيم التيار العوني العماد ميشال عون الذي التصقت به صفات مانعة لوصوله الى رئاسة الجمهورية عام 1989 وعادت هي نفسها مجددا كمؤشر على عدم نجاحه خلال هذه المدة الفاصلة عن الزمن الحالي في تبديد الانطباعات التي شكلت ولا تزال تشكل حائلا دون وصوله الى الرئاسة. ومع استعادة الزعيم العوني مضمون الخطابات التي كان يطلقها زمن اقامته في قصر بعبدا كرئيس للحكومة العسكرية في معرض محاولته تزخيم حشد شعبي لمطالبه المتعلقة بتعيين صهره العميد شامل روكز في قيادة الجيش وتعطيله الحكومة حتى تلبية مطالبه، اكتسب منطق رفض انتخاب عون رئيسا صدقية اكبر ليس في الداخل فحسب بل ايضاً في الخارج الذي بات يحمل الأفرقاء المسيحيين مسؤولية الاستهانة بموقع المسيحيين في البلد وعدم انتخاب رئيس للجمهورية، بالتزامن مع رسم علامات استفهام جدية تساهم في مراجعة الحسابات حول التسليم بصهره قائداً للجيش بمعزل عن كفاية هذا الاخير واهليته لهذا المنصب نتيجة عدم فصل عون بين صلة القرابة ومؤهلات العميد روكز .

المنحى الخطير الذي تأخذ المواقف العونية الوضع اليه لا يتمثل في تعطيله الحكومة وعدم المساهمة في انعقاد جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية فحسب من اجل الضغط لانتخابه رئيساً وتعيين صهره في قيادة الجيش، بل هو في خطاب يرتكز على استعادة حقوق المسيحيين من اصحاب القرار وممن سلبوا هذه الحقوق. ومع ان عون لا يسمي فريقاً معيناً، فانه وفي ضوء تحالفه مع "حزب الله" من جهة وتالياً عدم اعتباره ان حقوقه مهدورة مع هذا الفريق وفي ضوء دعم الحزب ما يسميه سعي حليفه المسيحي الى استعادة حقوقه على غرار الانتقاد الذي وجهه نائب الحزب حسن فضل الله "للتفرد والاستئثار في البلد واقصاء الآخر وتهميشه والتي يعتمدها فريق داخلي ضد مكون اساسي في البلد هي المسؤولة عن الشلل في المؤسسات الرسمية"، فان التقديمات مطلوبة من الطائفة السنية وفق هذا المنطق من زاوية تصويرها انها من يستولي على الحقوق المسيحية. الأمر الذي بات يرسم علامات استفهام كبيرة ليس لدى تيار المستقبل فحسب بل لدى شخصيات سنية مهمة ليست حليفة لهذا التيار والتي ترى في ركوب "حزب الله" موجة تعطيل العماد عون للحكومة من اجل الضغط من اجل تعيين مرشحه قائدا للجيش عاملاً مكملاً لوقوف الحزب وراء دعم عون للرئاسة وتالياً تحول الانتخابات الرئاسية ورقة قوية في يد ايران. فحين يعمد الحزب الى اعتبار ان حقوق المسيحيين مهدورة ويحيد نفسه عن موقع الاستئثار والتفرد في قرارات البلد علماً انه من يسيطر على مقدراته وعلى قرار الحرب والسلم وعلى انتاجية الحكومة وعملها فضلا عن انه كان ولا يزال شريكاً مع الافرقاء الاخرين للنظام السوري الذي سلب من المسيحيين حقوقهم زمن الوصاية السورية ولم يعترض على ذلك كما لم يسع الى تصحيح هذا الخلل لاحقاً باعادة اي من المناصب التي كانت تعود للمسيحيين مثلاً، فانما يثير خشية لدى مسؤولين سنة من ان ركوب الموجة الجديدة المعطلة للحكومة انما باتت ترسم مساراً يحتم طرح حل شامل متكامل لا يقل عن اتفاق الطائف من أجل اعادة الامورالى نصابها في البلد بعدما غدا صعباً الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وحده من دون الاتفاق على سلة متكاملة من المسائل السياسية. وعلى رغم الاعتقاد ان وصول الحزب الى انجاز الوصول الى مؤتمر تأسيسي او اياً كانت تسميته تبقي الحاجة قوية الى تصدر العماد عون الدفع في هذا الاتجاه وليس الحزب، فان الشخصيات السنية غير المتحالفة مع تيار المستقبل او حتى المناوئة له تعتقد ان حاجة الحزب الى عون ستتراجع على الأثر. لكن حتى الآن، فان كل الخطاب العوني الذي يقول انه تصالح مع تيار المستقبل ما ساهم في تأليف الحكومة ولم يعد يستهدف السنة كما كان يفعل من قبل بات يرسم علامات استفهام اكثر خطورة على عكس ما يعتقد انه يحاول ان يقول انه يستطيع ان يشكل الضمان متى حصل من السنة على موافقتهم لانتخابه رئيساً وتعيين مرشحه لقيادة الجيش. فهناك اقتناع ظل يسري لبعض الوقت وحاول ان يدفع به البعض عن امكان محاولة تقليل الخسائر والاتيان بعون رئيسا تفاديا لما هو اسوأ، الا انه مع مرور الوقت تكشفت ممارسات بددت هذا الاقتناع كليا ولم تعد تسمح بالعودة اليه اطلاقا فضلا عن اثارة المخاوف من تقديم تنازلات في تعيينات امنية تصب لمصلحة فريق 8 آذار. اذ ان كل الخطاب الذي يعتمده زعيم التيار وان كان يخفي قدراً كبيراً من المصالح الشخصية، فانه لا ينفصل في الوقت ذاته عن اهداف سياسية يتم السعي الى استثمارها عن فضلا معطيات محلية واقليمية تحول دون اخذ هذه المطالب منعزلة عن هذه المعطيات. ومن هذه الزاوية بالذات ما بات يثير الاستياء من اعتداء يطاول موقع رئاسة الحكومة وصلاحياتها كجزء من ان المسايرة قد تعطي انطباعا بان وراء محاولة الاستيعاب ذنوبا يتم التكفير عنها.

 

تحييد لبنان يُنهي الصراعات على السلطة وأزماتها المتعاقبة

 اميل خوري/النهار/22 حزيران 2015

بات لدى كثير من اللبنانيين وقادتهم اقتناع بأنه لم يعد في الامكان حكم لبنان بالطريقة التي يحكم بها الآن، لأنها طريقة لم تعد تؤمن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الدائم والثابت. لقد حكم لبنان في الماضي بآلية النظام الديموقراطي الذي كانت الاكثرية بموجبه تحكم والاقلية تعارض، الى ان تصبح الاقلية اكثرية في انتخابات نيابية حرة ونزيهة فتحكم. واذا كان لبنان قد نجح في تطبيق الديموقراطية العددية او الاكثرية فلأن الاحزاب كانت احزابا وطنية والخلافات بينها سياسية وليست مذهبية، بحيث كان في الامكان تمثيل كل مذهب بشخصيات من وزن واحد ولم يكن كما هو اليوم حكراً على شخصيات يسميها هذا الحزب او ذاك او هذا التكتل او ذاك ويرفض القبول بسواها لأن التعددية داخل معظم المذاهب باتت معدومة او شبه معدومة.

لذلك بات على الزعماء في لبنان ان يختاروا آلية حكم جديدة تضمن له الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، فإما يعود الى النظام الديموقراطي كما كان في السابق، وهذا يتطلب قيام احزاب وطنية، واما بعودة التعددية الى داخل كل مذهب كي يستطيع رئيس الحكومة اختيار من يمثل المذهب من بين شخصيات عدة مع مراعاة الوزن وليس التوازن فقط، ولا يبقى اختيارها كما هي اليوم حكرا على حزب او تكتل، واما اختيار بدعة "الديموقراطية التوافقية" مع انها اثبتت فشلها، وقد فرضت الطائفية المستشرية هذه الديموقراطية التي تجعل انتخاب رئيس الجمهورية بالتوافق والا ظلت البلاد بلا رئيس والى أجل غير معروف، وتشكيل الحكومة يتم ايضا بالتوافق والا استمرت ازمة تشكيلها الى أجل غير معروف، ونتائج الانتخابات النيابية تصبح غير ذي اهمية عندما يتساوى الرابح فيها بالخاسر عند تشكيل الحكومات اذ يتمثل كل منهما فيها بحسب حجمه. واذا كانت العودة الى النظام الديموقراطي متعذرة في ظل الطائفية، وكان لا بد من تطبيق "الديموقراطية التوافقية" وهي تشكل في الواقع شبه فيديرالية طوائف، فان الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومات يتعرضان لأزمات قد تطول وتفتح على البلاد ابواب الفراغ. وثمة من يرى في تحييد لبنان عن صراعات المحاور الحل المناسب للجميع سواء تحرر لبنان من الطائفية او لم يتحرر منها، لأن التحييد يصب في مصلحة اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم ويجعلهم يطمئنون الى حاضرهم ومستقبلهم ولاسيما منهم المسيحيين، ولا يبقى لبنان بانحيازه الى هذا المحور او ذاك ساحة لصراع الآخرين على ارضه.

ثم ان تحييد لبنان ينهي من جهة اخرى الصراع على السلطة سواء كان سياسياً او مذهبياً، ويصير في الامكان اختيار الاصلح والأكفأ والأقدر للرئاسات الثلاث الى اي حزب او مذهب انتمى وكخطوة اولى على طريق الغاء الطائفية السياسية، لا ان تبقى حصراً بالطوائف الثلاث الكبرى كما هي حالياً. وثمة من يقترح اللامركزية الواسعة حلاً وسطاً. الرئيس الجديد لحزب الكتائب سامي الجميّل قال في حوار تلفزيوني ان الوقت حان للبحث عن آلية جديدة لادارة التنوع في لبنان خصوصاً في ظل ما يجري في المنطقة والاوضاع فيها ذاهبة الى تغيير كبير جداً، ومن غير المقبول أن يكون لبنان معطلاً ولا يذهب نحو تغيير يتعلق باعادة النظر في طريقة ادارته. ورأى انه في ظل الانقسام حول المحاور الاقليمية يجب الحفاظ على لبنان النموذج بانقاذ ما تبقى من وحدة حال بين اللبنانيين وذلك بأن يقتنع الجميع بأن أحداً لا يستطيع أن يحكم لبنان وحده. أما الوزير السابق ميشال إده فيرى ان الحفاظ على النظام الطائفي النموذجي يكون بتغيير الممارسة السياسية السيئة والمشوهة له. فلبنان هو البلد العربي الوحيد الذي لا ينص دستوره على دين رئيس الدولة، وهذا سر تمسك لبنانييه، مسيحيين ومسلمين، به وسر صمود لبنان بنظامه القائم على التمثيل السياسي للعائلات الروحية. ويرى ايضاً ان كل المجتمعات اصبحت تعددية، فيها أقلية مسلمة أو أقلية مسيحية، وان النظام الديموقراطي الأكثري في المجتمعات غير المتجانسة دينياً لا يعترف فعلاً بالآخر ولا يقيم وزناً له. ففي البلدان التي تضم جاليات مسلمة فقدت التجانس ولم تتمكن من ايجاد حل لاندماج المهاجرين المسلمين في مجتمعاتها. أما العماد ميشال عون فقد فاجأ الساحة السياسية برمي قنبلة قديمة الصنع فيها هي اعتماد "الفيديرالية" نظاماً للبنان عله يستطيع أن يكون رئيساً ولو على ولاية أو إقليم فيها... بعدما فقد الأمل في أن يكون رئيساً لكل لبنان.

 

إرتداد حزب الله: الثمن الباهظ

محمد عقل/جنوبية/الأحد، 21 يونيو 2015

نفي النصيحة الرئاسية المصرية للوفد اللبناني لم يلغ إمكانية انهيار نظام اﻷسد. ولبنان في هذه الحال هو المعني اﻷول من مخاطر تداعيات قد تغير الواقع المهزوز.

هذا ما تؤكده واشنطن وتتحسب لحصوله كل من موسكو وتهران. ويتهيأ له حزب الله في إشارات غير مباشرة. وما يفسر ذلك هو اﻹرتباك الذي بات واضحا على كل جبهات المواجهات إن في الداخل أو في الغرب والجنوب أو في الشمال. والقذائف بدأت تصب وسط دمشق. وجيشاً الدفاع والهجوم اﻷسديان دمرا قرابة 50 بناء في منطقة المزة. تحسباً ﻹمكانية اجتياح محتمل لدمشق عينها.

حزب الله يترقب. وهو الفريق اﻷول الذي يتوجس خيفة من حصول هذا المكروه. ﻷنه لن يتقبل الخسارة بسهوله. ومن هنا تبدأ التداعيات. والخطر اﻷقرب هو ارتداد حزب الله على لبنان لتغيير المراوحة السياسية. والعمل على إلغاء هذه المراوحة يكون بتصفية حسابات سياسية. وكان أعلن النائب محمد رعد عن هذا الشعور بـ”تصفية الحساب بعدين”. ويكون ذلك بعمل أمني- عسكري. ﻻعتبار الحزب هو الجهة الوحيدة القادرة على ذلك. خصوصاً وأن ما يجري في اليمن يعتبر أكثر من نصف خسارة للمحور اﻹيراني – حزب الله. وﻷن “انتصارات القلمون “ستبدو هزيلة ومطوقة بجيش حرمون اﻷقرب لخاصرته الجنوبية. ويعتبرها خبراء عملية التفاف على دمشق.

وقد يصل اﻷمر بعملية التفاف ترسانة الحزب الجاهزة المتحركة إلى إمساك لبنان بقبضة حديدية. تفرض أمراً واقعاً جديداً.ورئيساً ممانعاً من 8 آذار. وقد تصل اﻷمور إلى تصفيات جسدية لشخصيات وازنة من 14 آذار أو غيرها إذا عارضت بقوة. فالمزح هنا ممنوع.وهو ما سيطرح المظلة الدولية للبنان إلى خرق فاضح.

وحزب الله لن يقدم على هذه الخطوة بدون تشاور وتنسيق مفتوح مع مرجعيته اﻹيرانية. والنظام السوري بدوره سيتجه ﻹقامة دويلة الساحل العلوية. لتشكيل خط ساحلي يساند اكتمال إطباق الحزب على لبنان. وإن مثل هذا السيناريو سيكون واقعياً إذا ما فشلت المفاوضات اﻷميركية – اﻹيرانية. مع ملاحظة تمديدها إلى إيلول.

مهلة تمديد التفاوض ونتائجها إلى أيلول المقبل توحي بإمكانية حصول هذا السيناريو. مع تأكيد روسيا الدائم على التمسك باﻷسد وهو ما يشير إلى عدم اتفاق روسي – أميركي نهائي على مرحلة ما بعد اﻷسد. وهذا اﻹنتظار سلاح ذو حدين:

– الشيطان اﻷكبر يستثمر الضغوطات العسكرية على بوابات دمشق. والضغوطات اﻹقتصادية على إيران. وهو ما اعترف به الشيخ روحاني بصراحة. وغطس تهران في مستنقع الدم السوري.

– إيران تستثمر بإمكانية اجتياح حزب الله للبنان وإخضاعه كله “الممانعين”. كذلك اﻹبقاء على كانتون الدويلة العلوية. كما ألمح خبراء إيرانيون.ويكون حزب الله أثبت مصداقية قراره بالحرب في سورية. ليقول ﻷنصاره إن الخسائر البشرية في القلمون لم تذهب سدى. بل هي التي أخضعت لبنان. وأسقطت المراهنة على أعداء الحزب.

دون نسيان “داعش” التي ستستثمر كل ذلك بمزيد من اﻹنتشار والسيطرة والتوسع في الفراغ الذي تركه كل من الحزب والنظام.وحينها ستنفتح سورية كلها على احتماﻻت مفتوحة. وقد تكون ليبيا مكررة.

إن تغليب هذا السيناريو هو احتمال قائم. وخيار أقرب لدى حزب الله.للضغط على واشنطن والمظلة الدولية في لبنان. ويتحول هذا اﻹحتمال إلى واقع إذا ما صدق التحذير الرئاسي المصري وجاء نفيه من موقع التأكيد. أما الذي يسرع بتواتر أحداث هذا السيناريو فهو أي انهيار مفاجئ لنظام اﻷسد. بدءاً بإسقاط دمشق عاصمة اﻷسد الذي بات يحكم ربعها.

 

جعجع: التقارب بين التيار والقوات اول خطوة لتجميع القوى

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - اكد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع "ان اول خطوة لتجميع القوى هو التقارب الذي يحصل بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وسوف نستجمع معنا قوى اخرى على برنامج سياسي واضح لنتمكن من ايصال اي طرح مستقبلي ولبنان اليوم يعاني من مشاكل كبيرة لكن نستطيع المواجهة في حال وجود سلطة فعلية وهنا تكمن اهمية اللقاء اليوم. واني اهنىء مصلحة الطلاب في القوات وقطاع الطلاب في التيار الوطني الحر على المبادرة اليوم التي قاموا بها".

أضاف: "هم الذين اقترحوا هذا اللقاء الاول لتكملة الخطوات التي بدأنا بها. أنا والجنرال عون مسروران بهذه الخطوة، ونتمنى على بقية القطاعات ان تنتهج نهج الطلاب لنكثف الاجتماعات توصلا الى ما نطمح اليه".

 

الـmtv تردّ: أموال الدنيا لا تغيّر كلمة من قيمنا

June 21, 2015/تعليقاً على تسريبات "ويكيليكس" يهم الـmtv أن لا تترك لألسنة السوء التمادي في نسج الاكاذيب والأساطير ذلك أن الأرقام في ويكيليكس تتغير في المعلومة ذاتها من قيمة 20 مليون دولار فتصل بعد سطرين الى ما دون ٣ ملايين ريال، بينما قيم الـmtv فهي ثابتة لا تتغير وراسخة رسوخ الجذور الصلبة في قيم سيادة لبنان والحريات التي هي مبرر وجودنا. نحن من دفع ويدفع ثمن السيادة والحريّة سنوات من الاغلاق التعسفي، ولم ولن نغير قيمة من قيمنا. ليستريح الغيارى على إستقلالية الاعلام ما دامت الـmtv بخير وأموال الدنيا كلها لا تغير كلمة من معجمنا ولا من قيمنا.

 

قيادة «حزب الله»: «ويكيليكس السعودية» لا أساس له من الصحّة !

فايزة دياب/جنوبية/الأحد، 21 يونيو 2015  

بالتعاون مع منظمة «ويكيليكس» نشرت جريدة «الأخبار» بعددها يوم السبت 20 حزيران برقيات سرية من السفارات السعودية حول العالم. هذه الوثائق روّجت لها جريدة «الأخبار» بأنها ستفضح «المستور» وستكشف «الأسرار». في حين أنّها لم تكشف إلا فضائح لها علاقة بحزب الله، الذي نفت قيادته صحّة هذه الوثائق.  تحت عنوان «حق التشهير بـ”زوار السفارة” كتبت جريدة «الأخبار» عن إنجازها بفضح المدعومين مالياً من السعودية عبر نشر وثائق «ويكيليكس»، معتبرة أنها «انتزعت حقاً، صحيح أن هامشه لا يزال ضيقاً، لكنه صار حقاً مكتسباً في عقل الرافضين قبل الراغبين. وهو حق التشهير بمن يخالف أصول الحياة، وبمن يقتل ويسرق ويعتدي وكأنه يفعل ذلك في ليل لا يراه أحد». في كل الوثائق التي نشرتها الجريدة لم يتبين أي معلومات تدلّ على تمويل السعودية لأطراف حزبية أو سياسية او اعلامية من أجل القيام بأعمال إرهابية أو تسليح أو تنفيذ مخططات مشبوهة، بل كان واضحاً أنّ اغلبية تلك الوثائق تتضمّن الدعم المالي من أجل استمرار هذه الأحزاب والمؤسسات التي تعاني من أزمات مالية.

فعند تصفّح ما نشرته جريدة «الأخبار» من وثائق «سرية» لمراسلات بين السفارة السعودية في بيروت والخارجية السعودية، يتبين أنّ كل ما جاء فيها هو معروف ومكشوف لعموم اللبنانيين مع اختلاف انتماءاتهم، حتّى أنّ الأحزاب والشخصيات السياسية اللبنانية التي ذكرت في الوثائق لم تنكر يوماً بأنّها تتلقى دعماً من المملكة. حتّى أنّ السفارة السعودية في بيروت لا تتلقى الشكاوى وطلبات المساعدة المالية من أصدقاء المملكة فقط، بل إنّ وثيقة سرية بين السفارة السعودية في بيروت والخاجية السعودية، تكشف طلب نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وهو يتوسّط لدى السفارة السعودية في بيروت لرفع قرار منع سفر شقيقه هاني قاسم إلى المملكة “لأنّه يدير حملة حجّ”، حفاظاً على مدخوله المالي. تحت هذه العناوين كشفت «الأخبار» عن وثائقها «جعجع: انا مفلس… ومستعد للقيام بما تطلبه المملكة | العسيري: فلنعطه مالاً»، و«mtv قصة التمويل والملايين»، و«نقيب الصحافة للملك: رفضتُ إغراء إيران… أنا مديون!»، و«السفارة: لا تمويل إضافياً لشرارة»، و«مي شدياق تطلب تمويل معهدها الإعلامي»، و«الحريري وداوود الشريان»…

أغلب ما جاء في «حقّ التشهير» هو الدعم المالي إن لمؤسسات إعلامية أو لأحزاب وشخصيات سياسية. لكنّ السؤال: ما الجديد الذي كشفته الأخبار؟ فالكل يعلم أنّ قوى الرابع عشر من آذار مدعومة من المملكة العربية السعودية، وأنّ المملكة تقدم الدعم المالي للبنان في العلن والسرّ. فهي لم تخفي دعمها يوماً للبنان ومؤسساته العامة، كالجيش اللبناني… ولعدد من الأحزاب الموالية لها وأبرزها «تيار المستقبل».

لكن هل الدعم الخارجي يقتصر على قوى 14 آذار؟ فأيضاً وباعتراف قوى الثامن من آذار وخصوصاً حزب الله الذي يصرح علناً وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله أنّ الحزب يتلقى الدعم المالي والإمداد بالسلاح من إيران، كما باقي قوى الثامن من آذار.

وكما الأحزاب، المؤسسات الإعلامية في لبنان، دون استثناء تتلقى دعماً مالياً من أطراف خارجية، كلٌ مؤسسة يأتي دعمها بحسب السياسة التي تنتهجها، ومن بين هذه الوسائل الإعلامية جريدة «الأخبار» التي تدعي «العفة» اليوم وتنشر وثائق «لإدانة» مؤسسات إعلامية أخرى، متجاهلة أنّ تمويلها ليس من «عرق الجبين» بل من سفارة خارجية هي السفارة الإيرانية.

الطريف أنّ “ضرب مصداقية” هذه الوثائق صدر عن قيادة “حزب الله”، التي أصدرت بياناً نفى ما ورد في إحدى الوثائق، من أنّ “مصدراً في حزب الله اعتبر النائب في حركة أمل علي بزّي اختراقاً من الاستخبارات الأميركية لحركة أمل وعبرها حزب الله”، وقال التالي بيان صادر عن حزب الله بعد ساعات من خروج الوثائق إلى العلن:

“تعليقاً على ما ورد على لسان السفير السعودي في لبنان نقلاً عما أسماه مصدر مطلع قريب من حزب الله ومنشور في الويكيليكس يتعلق بإتهامات تجاه النائب علي بزي، يهمّ العلاقات الإعلامية في حزب الله أن تؤكد أن ما ورد على لسان المصدر المذكور لا يمت بصلة إلى حزب الله بأي شكلٍ من الأشكال، وما ذكر على لسان ذلك المصدر المجهول وغير المعروف لدينا لم يُنقل على لسان أي مسؤول في حزب الله، كما أن مضمونه لا أساس له من الصحة، ولذلك فإننا ننفيه نفياً قاطعاً”.

إذا “حزب الله” كذّب هذه الوثائق، وضرب مصداقيتها. وهذا يكفي.

 

جعجع فاجأ طلاب القوات والتيار في خلوتهما: تجميع القوى يغير الوضع

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "أول خطوة لجمع القوى السياسية في لبنان هو التقارب الذي يحصل بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وسوف نستجمع الى جانبنا قوى أخرى حول برنامج سياسي واضح لنتمكن من ايصال أي طرح مستقبلي". كلام جعجع جاء خلال زيارة مفاجئة قام بها الى دار "بيت عنيا" في حريصا حيث عقدت مصلحة طلاب القوات وقطاع الشباب في التيار أول خلوة بينهما"، وقال: "أحببت القيام اليوم بالزيارة للتأكيد ان ما نقوم به ليس مجرد خطوة تكتيكية لها علاقة ببعض المواضيع المطروحة في الوقت الراهن بقدر ما هي خطوة على مستوى أكبر وتاريخية". ورأى ان "تجميع القوى السياسية هو الوحيد القادر على تغيير الوضع في لبنان باعتبار أن إحدى مشاكلنا الكبيرة هو تشرذم الفرقاء السياسيين في البلد". وقال: "اذا لم تتوافر قوى سياسية كبرى في لبنان تجتمع على أهداف مشتركة، فلن يتم التمكن من دفع الأمور نحو الامام، وجميعنا يملك أحلاما كبيرة نطمح الى تحقيقها مستقبلا". أضاف: "لبنان اليوم يعاني من مشاكل كبيرة، ونستطيع المواجهة في ظل وجود سلطة فعلية في البلد وهنا تكمن أهمية اللقاء اليوم". وفي الختام، هنأ جعجع مصلحة الطلاب في القوات وقطاع الشباب في التيار على المبادرة التي قاما بها. وكان جعجع عقد خلوة مع الطلاب بعيدا من الاعلام في حضور النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والاعلام في القوات ملحم الرياشي، استمع خلالها الى هواجسهم وطروحاتهم. وكان اللقاء التعارفي بين مصلحة الطلاب في القوات وقطاع الشباب في التيار استهل صباحا في بيت عنيا في حريصا بصلاة في كنيسة سيدة لبنان قبل أن يدخل المشاركون إلى قاعة مغلقة عقدوا فيها خلوة استمرت لمدة نصف ساعة. وألقى رئيس مصلحة الطلاب في القوات جيرار سمعاني كلمة لفت فيها الى ان "اللقاء اليوم تم بتوجيهات "الحكيم" وبالطبع شباب التيار معنا هنا بتوجيهات من الجنرال ميشال عون حتى نستكمل اللقاء التاريخي الذي حصل بينهما وبنفس روحية إعلان النوايا". وشدد على ان "شباب وصبايا القوات وشباب وصبايا التيار مؤتمنون على إنجاح هذه التجربة لأن نجاحها هو نجاح لمستقبلنا في هذا الوطن الذي قدمنا كل التضحيات من أجله، كما أنه نجاح للحياة السياسية الديموقراطية من خلال خطاب راق حضاري نقدمه للأجيال الآتية من بعدنا".بدوره، اعتبر رئيس قطاع الشباب في التيار انطون سعيد ان "اللقاء الاول سيستكمل بلقاءات اوسع، والحواجز بيننا وبين القوات سقطت حتى ولو اختلفنا في السياسة". وقال: "بعدما تبادل الجنرال عون والدكتور جعجع النوايا، آن لنا أن نكسر الجليد. من هنا جاء لقاء التعارف بين الفريقين، وتحديدا بين المسؤولين في قطاع الشباب ورؤساء المكاتب الشباب، في البداية لن نتمكن حتما من خوض غمار مختلف الملفات، ولكن هناك نقطتين أساسيتين نتفق على مناقشتهما هما عودة الحياة السياسية إلى الجامعات والانتخابات الطالبية، إذ إننا لا نستطيع التغاضي عنهما وستشكلان الأرضية التي من خلالها سنبني للمستقبل". واختتم اللقاء بمأدبة غداء ضمت المشاركين وكنعان والرياشي ومندوبي الوسائل الاعلامية.

 

رعد: من يراهن على انتصار داعش في سوريا لا يعرف مصلحته

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان "داعش ستزحف الى المملكة العربية السعودية وهي في الاصل مفخخة فيها وتنتظر التوقيت المناسب فقط للانفجار". وقال خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في بلدة كفرفيلا - اقليم التفاح: "الذين يراهنون على انتصار داعش في سوريا لا يعرفون مصلحتهم لكن الكراهية والحقد الذي يغلي في صدورهم هو الذي يدفعهم الى هذا الرهان فهم يفضلون ان تنتصر داعش على ان تنتصروا انتم يا اهلنا الذين هزمتم العدو الاسرائيلي الذي كان يشكل اعظم قوة اقليمية في المنطقة". وختم: "ترفعون شعارات السيادة الوطنية، وانتم لا تملكون ان تنفذوا مضمون صفقة لتسليح الجيش اللبناني بالسلاح الذي يحتاجه".

 

عون: نريد رئيسا توفيقيا يحل الخلافات لا توافقيا يسير بها

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - استقبل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية وفدا شعبيا من بيروت، وألقى كلمة قال فيها: "لم نبدل رأينا بكم، سنبقى نناديكم يا أحفاد وأبناء شعب لبنان العظيم".

أضاف: "يمر لبنان اليوم بأزمة كبيرة، وذلك بالإضافة إلى أننا لم ننتخب بعد رئيسا للجمهورية. نحن نعاني اليوم من مشكلة كبيرة، وهي دور المسيحيين في الحكم اللبناني. لأننا خسرنا منذ عام 1990 حتى اليوم دورنا الأساسي في هذه السلطة. لن نستعيد هذا الدور إن لم نكن أهلا له، ونقوم بتثبيت وجودنا على الساحة اللبنانية. من الممكن أن يتحول حضوركم اليوم إلى حضور أكبر، حيث سيجتمع التيار الوطني الحر من كل أنحاء لبنان للمطالبة بإعادة حقوقنا المفقودة. سنتطرق معكم اليوم إلى عدة مواضيع، نختلف بها مع الفريق الآخر في الحكم وهي محقة بالنسبة لنا. ولا نتكلم فقط عن خلافاتنا مع الحكومة الحالية".

وتابع: "أولا، ارتكبوا الكثير من المخالفات الدستورية، وكان أبرزها قضية التمديد لمجلس النواب، بما في ذلك حرمانكم من إدلاء رأيكم وتجديد ثقتكم بمن تريدونه سواء كان النائب الحالي أو من ترغبون بوصوله إلى المجلس. لقد شكل هذا الموضوع أكبر مخالفة دستورية، وكأن محاميا لوكيل يقوم بتجديد الوكالة للآخر ويكلفه بالمصاريف من دون أن يسأل رأيه. لقد تكررت مخالفة التمديد لمجلس النواب مرتين. حاولوا التمديد لرئيس الجمهورية، بعد أن أصبح التمديد عادة عندهم، ولكننا نجحنا بتوقيف هذه المخالفة الدستورية. كما وقد حصلت عدة مخالفات أخرى، ومنها قضية التعيينات الأمنية، حيث أنهم استخدموا "حيلة" غير قانونية واعتبروها قانونية، كما سبق وفعلوا عند التمديد للمجلس النيابي، وقاموا بالتمديد لقائد الجيش الحالي بطريقة غير شرعية. إن المادة 65 من الدستور اللبناني تنص على أن قائد الجيش يتم تعيينه في مجلس الوزراء ويتمتع بحصانة من هذا المجلس، لأن السلطة العسكرية مهمة جدا وهذه الحصانة تتيح له التصرف بسلطته من دون أن يتعرض مركزه لأي هزات".

وقال: "افتعلوا خلافا في مجلس الوزراء باعتبار أنهم لن يتفقوا حتى قبل أن يجتمعوا، وقالوا: "لن نتفق على هذا الموضوع. فلنذهب للتمديد". ومدد وزير الدفاع لقائد الجيش بقرار صادر عنه. من هنا، سقطت الحصانة عن قائد الجيش وأصبح بوضع غير شرعي، يشبه حالة مجلس النواب غير الشرعية وغير المحصنة، في حين أصبح لوزير الدفاع الحق في فرض رغباته على قائد الجيش، لأن الوزير هو من مدد له وأصبح يتحكم به كما يريد، وصولا إلى إمكانية ترحيله من منصبه عندما يخالف قائد الجيش تنفيذ رغباته. ونضيف إلى كل هذه المخالفات الدستورية، الإهمال المتمادي في الإدارة، حيث أن المجالس الإدارية التي أقدموا على تعيينها عندما كانوا متسلطين في الحكم ما زالت نفسها موجودة اليوم. لقد نجونا من التعيينات في المحافظات، مع العلم أن هناك موقعا كان يجب أن يتغير ولم يحصل ذلك. أما في ما خص القائمقامين، استقال القائمقام الأساسي ولم يتم تعيين بديل عنه، وطال الفراغ في كثير من الأحيان. إنهم غير قادرين على تعيين قائمقام، فكيف الحال إذا تكلمنا عن موقع رئاسة الجمهورية؟ هناك عدة غايات سياسية وراء كل هذا التعطيل، وأولها رغبتهم في الاستمرار في السيطرة على الحكم في لبنان. ففي مرحلة سابقة، كان التعيين عند كل الطوائف في الدولة سياسيا من دون أن يكون للكفاءة دورها في ملء المراكز إلا ما كان يحصل عند الأقليات".

أضاف: "هذا التعيين السياسي ما زال حتى اليوم، لا بل أصبح هناك طائفية مزدوجة: طائفية على مستوى كل لبنان أي مسلمين ومسيحيين، وطائفية سياسية ثانية موجودة داخل كل طائفة، إذ لا يتعين إلا من الحزب الذي ينتمي إليه المسؤول، مما أدى إلى خسارة معظم اللبنانيين لحقوقهم الطبيعية، هذه أيضا من الأمور التي نختلف بها مع الطرف الآخر. هناك عدة خلافات حول قضية التشريع. ففي لبنان دائما تتأخر القوانين وتتعرض للتعقيدات. لا ينفذون أي قانون لمصلحة الدولة، ومنها قانون تملك الأجانب الذي يحفظ ملكية الأرض للبنانيين، لأن الوطن من دون أرض وشعب لا قيمة له. الأرض من دون شعب تصبح مشاعا، والشعب من دون أرض يصبح لاجئا. إحذروا هذه اللعبة الخطيرة، لا تبيعوا أرضكم وتمسكوا بأملاككم".

وتابع: "بالعودة إلى موضوع التعيينات الأمنية، كلها اليوم غير شرعية وخاطئة، لأنها تعرضت للتمديد، كما وان السلطات التي لها الحق في تأخير التسريح من الجيش هي من تعين الأشخاص. تمديد جديد حصل في الفترة الأخيرة، وهو التمديد لمدير قوى الأمن الداخلي. يمددون لفترات طويلة، ومدة سنتين أدت إلى خطف دورتين، فكل سنة تمديد تؤدي إلى خطف دورة جديدة في السلك العسكري. ففي هذه الحالة، حرموا عددا كبيرا من الأشخاص المسؤولين في هذه المؤسسات من تولي المراكز الأمنية المهمة. لقد أخذوا على العماد عون مأخذا أنه يدافع عن تعيين "صهره" العميد شامل روكز في قيادة الجيش، وقالوا إن نقطة ضعفه هو انه "صهر" العماد عون، على الرغم من كل الصفات التي يعترفون بها للعميد روكز، من الشجاعة والبطولة وعدم الإنحياز والأخلاق العالية. لا أهمية لكل هذه الصفات فقط لأن العميد روكز هو "صهر" العماد عون! بكل تواضع جميعكم تعلمون من هو العماد عون. عندما كنا نهرق دماءنا لكي ندافع عن حرية وسيادة واستقلال لبنان كان من يعيرنا اليوم، تحت وصاية السوريين، يتفرج علينا ويتمتع بحسنات وخيرات لبنان، وكانت دماؤنا تباع تأكيدا لموالاتهم لسوريا".

وقال: "لي مأخذ عليكم، بالنسبة للصمت عن الفساد في الدولة. هناك قسم كبير من الشعب يجدد للفاسدين. من واجبكم أن تنتبهوا لهذا الموضوع ولا تسكتوا عنه، لأن أموالكم هي المسروقة. يجب أن تعلموا أن تلك الأموال هي أموالكم، فلا تدفعوا الضرائب كما لو كانت خوة وانتهى الأمر. الضريبة ليست خوة، تلك هي أموالكم يجب أن تترجم بطرقات ومدارس ومستشفيات وكل ما يمكن أن يؤول لخدمات عامة. جميعكم تعلمون أنه منذ حوالي السنة والنصف ذهبت إلى إيطاليا للقيام بمبادرة كي أوفق بين اللبنانيين، فالتقيت هناك بالسيد سعد الحريري ووضعنا جهدا لكي نؤمن حدا أدنى من التوافق لكي نؤلف الحكومة، ولضبط الوضع في لبنان، وقد كانت النتيجة جيدة الحمدالله. وقد أكملنا كل هذه المساعي، لكي نحافظ على الاستقرار، والحمدلله أيضا أنه في كل الأزمة التي حصلت والنار التي طوقت لبنان من الشمال إلى الجنوب، والنار والحديد الذي لف البحر الأبيض المتوسط من الخليج العربي إلى لقيانس والأطلنطيكي، من المغرب إلى المشرق، من تونس، ليبيا، مصر، اليمن، سوريا، العراق، غزة. استطعنا أن نحفظ لبنان. كانوا يقولون سابقا، إنها "تحبل أينما كان وتلد في لبنان، أما اليوم فنقول لهم إنها حبلت في لبنان، وولدت أينما كان".

أضاف: "ما أستغربه، هو أنني أعمل من أجل التوافق والاعتدال، وقد أصبحنا اليوم نحن المرفوضين، لذلك تجدر الاشارة إلى أن هذا الأمر خطير على من يقوم به. فلدينا أساليب كثيرة لكي نثبت حقنا ولنغير الوضع القائم بأي وسيلة مشروعة، لأن هذا الموضوع غير مقبول وهو مرفوض بشكل قاطع. نسمع من وقت لآخر بأن العماد عون ضد المسلمين، ولكنني أذكرهم بأن هذه المبادرة لا تزال طازجة، ولم أكن ضد المسلمين وهم يعرفون على أي أساس قمنا بها. هم يعرفون أننا عندما قمنا بتفاهم مع المقاومة - نحن نرفع رأسنا بهذا التفاهم - فقد وقعناه ضد اسرائيل. من هنا نقول، لمن هو مع اسرائيل فليعلن ذلك وليجرؤ على القول إنه معها.

ثم إننا ضد الارهاب، ونقول ذلك علنا. وتجدر الإشارة إلى أن جميع الدول العربية والعالم قد شكل تحالفا ضد الارهاب، ونحن قبل كل العالم كنا ضد الارهاب وسنبقى كذلك. لذلك فمن يؤيد الارهاب، ليعلن ذلك أيضا إذا كان قادرا على إعلانه. إذا، نحن ضد هذه الأمور، لكي نحافظ عليكم وعلى جميع اللبنانيين، كما أننا لم نفرق بحياتنا بين لبناني وآخر. وهذه هي المرة الأولى التي أتحدث فيها عن المسيحيين. فعندما اغتالوا رفيق الحريري كنا أول الواقفين في ساحة الشهداء لنستنكر تلك الجريمة. كذلك، عندما حاولت اسرائيل الدخول إلى لبنان وضربته، كنا أيضا أول الواقفين إلى جانب المقاومة. وعندما هدد السوريون وليد جنبلاط ومروان حمادة وقفنا في المجلس وقلنا إن هذا الأمر لا يجوز ودافعنا عنهما. لذلك لا يقولن أحد بأننا ندافع عن المسيحيين فقط، لأننا ندافع عن اللبنانيين جميعا وعن حقوقهم. ومن هو مثلنا فليجرؤ وليعلن ذلك، وأنا أكيد أن ما من احد مثلنا. لماذا اتخذنا هذا الموقف؟ اتخذناه لأنني لم أجد أحدا في هذه الدولة يقف إلى جانب الحق، وهذا الأمر لم يترك لي صاحبا".

وتابع: "أنا لا أتحدث هنا عن الشعب اللبناني، فأنتم الأصدقاء والمحبين، وهناك الكثير من اللبنانيين الذين يحبونني، ولكنني أتحدث عمن يمارسون السلطة، إذ لم يكن لي صاحب منهم، لأنهم جميعا يخافون من الحق ومن أمور ارتكبوها قد لا أكون على علم بها. جميعهم يخافون من أعمالهم الفاسدة التي لا علم لي بها. لا يزال هناك نقطة اخيرة، أود أن أقولها لكم، وهي عن الرئيس التوافقي أو بالأحرى الكذبة الكبيرة. من هو الرئيس التوافقي وما هي صفاته؟ يجب على الرئيس أن يخرج بالأكثرية وليس بالإجماع. الرئيس التوافقي يجب أن يكون الجميع راضيا عنه. ولكن ما معنى أن يكون الجميع راضيا عنه؟ لبنان كله مختلف مع بعضه اليوم. لذلك فإذا كان الرئيس توافقيا ستستمر جميع الخلافات، في حين أن على الرئيس أن يساعد على حل الخلافات كي يصبح لدينا مواطنون قادرون على أن يكونوا مجموعين بوحدة وطنية. بوجود الرئيس التوافقي يستمر الفساد على حاله، وكل منهم يأخذ حصته وتستمر الحالة، في حين أن لبنان لم يعد يحتمل. أما الرئيس التوفيقي، فليس بحاجة لأن يتوافقوا عليه، إنما هو من يستطيع أن يوفق في ما بينهم. وهذا ما نعمل نحن لأجله، وهو لا يعجبهم. لذلك، فإذا كانوا يريدون أن يبقوا على خلافاتهم في ظل رئيس توافقي، نحن لن نسير بهذه اللعبة، لأننا نريد رئيسا توفيقيا يحكم ويضع رصيده، ويكون ممثلا، لكي يحل الخلافات وليس ليسير بها، ويبقى لبنان ممزقا وتبقى أمواله مهدورة، ويبقى الشعب يرمينا بالشتائم".

وختم عون: "لم أر أحدا من الشعب لا يقول إلا سوى أن جميع السياسيين فاسدون. لا تقولوا هذه الكلمة فهي معيبة، بل قولوا إن هناك سياسيين فاسدين وآخرين كفوئين يعملون من أجل الوطن. وبالمناسبة سأخبركم هذه القصة: عندما رفضنا التمديد لمجلس النواب واعتكفنا عن المشاركة في الجلسة، كان هناك أشخاص من المجتمع المدني المثقف يرفضونه أيضا، ففرحنا لرؤيتهم يتظاهرون ضده، ولكن كانت المفاجأة أنهم أخذوا صور جميع السياسيين محملين إياهم مخالفة التمديد، وكانت صورتي أول الصور التي رشقت بالبدورة، على الرغم من أنني كنت أول الرافضين له".

 

المطران أبرص اقام الصلاة عن روح شهيد الجيش ايلي رحمة في صور

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - شدد راعي ابرشية صور ومحيطها للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميخائيل ابرص، على التضحية والشهادة في سبيل القضايا السامية التي تحفظ الانسان وكرامته، متسائلا: "كيف ان كانت هذه القضايا في سبيل الوطن لمواجهة الارهاب الذي يهدد الكيان اللبناني في مكوناته البشرية وتراثه الانساني والحضاري". كلام ابرص جاء خلال قداس احتفالي، اقيم في كنيسة مار توما الكاثوليكية في صور بمناسبة ذكرى الشهيد في الجيش اللبناني ايلي رحمة الذي اقيمت الصلاة عن روحه بحضور عائلته وابناء من الطائفة في صور ومحيطها. ووضع الحضور باجواء مقرارات السينودس الذي عقد الاسبوع المنصرم في لبنان وبخاصة تفعيل دور العائلة واحترام اكليل الزواج وفتح الحوار ما بين الاباء والابناء من اجل تصويب الحياة الانسانية و الاجتماعية نحو الافضل.

وتوجه ابرص بالتهاني الى البنانيين بعامة والمسلمين بخاصة بقدوم شهر الصيام بالتهاني، وان يكون صوما مباركا تكلله الرحمة الالهية والمحبة والاستقرار في هذا الوطن والمنطقة، داعيا الى "اخراج لائق للازمات اللبنانية وبخاصة استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية"، متمنيا "ان تجتمع الكلمة لما فيه مصلحة الجميع والوطن".

 

البطريرك اليازجي دعا الى الافراج عن كل مخطوف: لا نريد ان نكون متزمتين ومتقوقعين بل علينا الانفتاح على الاخر

الأحد 21 حزيران 2015

وطنية - ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، قداس الاحد الثالث بعد العنصرة بمعاونة كل من المطارنة الياس الكفوري، انطونيوس شدراوي، سرجيوس عبد، دمسكينوس منصور، سلوان موسي، افرام كرياكوس وجوزيف زحلاوي، الاساقفة كوستا كيال، نقولا اوزون وغريغوريوس خوري، الارشمندريت يعقوب خوري ورئيس معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الاب بورفيريوس جورجي ولفيف من الكهنة والشمامسة، وقد خدمت جوقة المعهد بقيادة جيلبير حنا، في حضور نائب رئيس مجلس النواب وزير الدفاع سمير مقبل، الوزيرين رمزي جريج والياس بو صعب، نائب رئيس مجلس النواب السابق عصام ابو جمرا، نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي والعميد وليم مجلي ممثلا نائب رئيس مجلس النواب السابق عصام فارس، النواب اسعد حردان، غسان مخيبر، نضال طعمة، عاطف مجدلاني، جوزيف المعلوف، انطوان سعد، رياض رحال، الوزراء السابقين طارق متري، يعقوب الصراف، ابراهيم النجار، بشارة مرهج، الياس سابا، نقولا نحاس، غابي ليون ومنى عفيش، رئيس جامعة البلمند الوزير السابق ايلي سالم ونوابه جورج نحاس، نديم كرم وميشال نجار، النواب السابقين كريم الراسي، مروان فاضل، عبدالله حنا وكميل المعلوف، الرئيس السابق لجمعية المصارف عبدالله الزاخم، رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية جون مفرج، رئيس بلدية اميون غسان كرم، شخصيات وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك اليازجي عظة نوه فيها ب"اجتماع دير سيدة البلمند البطريركي، تحت كنف السيدة العذراء، اكليروسا وشعبا، ومع الاخوة المطارنة والاساقفة الذين توافدوا من سائر انحاء العالم. بحيث ان وجودكم اليوم فرح كبير لنا، وبركة كبيرة في ان نقيم هذا القداس الالهي معكم ايها الاحباء، مع شعبنا الطيب، لاسيما عندما نجتمع حول الكلمة الالهية، حول الحمل الذبيح من اجل خلاص العالم، وان نكون مجذوبين اليه ومتحدين به، بذلك نتحد مع بعضنا البعض ولا احد بامكانه ان يفرقنا عن بعضنا".

وشدد على "ان الفرح يغمرنا بوجود كل هذه الوجوه الطيبة معنا في هذا القداس الالهي، وهو ما يحمل معاني عديدة، بحيث يعبر بشكل واضح وصارخ عن وحدة الكنيسة، فهذه هي الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، الشعب الطيب، المؤمن، الكهنة والاساقفة والمطارنة والبطريرك، حاملين في قلوبنا الكنيسة جمعاء، في قلوبنا وفي صلواتنا، عندما نجتمع ونتكلم عن الوحدة، يعني ان فرحك هو فرحي، وان حزنك هو حزني، لان ألمك هو ألمي وذلك بغاية الاهمية، لاننا نكون الجسم الواحد في الكنيسة، اذ انه عندما نجتمع ويتوافد المطارنة والاساقفة من ابرشياتهم المنتشرة في الوطن وبلاد العالم لنجتمع في المجمع المقدس ونصلي ونتناقش في العديد من المواضيع والقضايا لان هناك في الكنيسة ما نسميه المجمعية، الشورى والاخوة، وهذه هي صورة الكنيسة الارثوذكسية المجمعية الشاملة والجامعة والواحدة".

واردف: "الوحدة التي نتكلم عنها في الكنيسة هي ارتباط وحضور وليس شكليا، وليست عواطف، هذا الارتباط وهذه الوحدة تنطلق من الايمان، من دستور الايمان، وهي لا تنتهي عندما يذهب كل الى بيته، بل تتغلغل في قلوبنا وافكارنا وكل كياننا، وتتفجر حياة في كل اشكال تصرفاتنا وحياتنا وافعالنا ومشاريعنا واقوالنا، الكنسية والروحية والادارية والدينية والوقفية وغيرها. نعم هذا الارتباط هو ارتباط عضوي. بحيث ان تألم عضو تألم كل الجسد، واذا فرح عضو بالجسد ينتقل هذا الفرح الى كل الجسد. من هنا فان ارتباطنا، وحدتنا، مجمعيتنا هي متجذرة في ايماننا وحياتنا، هذه الوحدة هي مشتهى صلاة يسوع الى ابيه السماوي، في الصلوات الوداعية عندما توجه الى ابيه السماوي بالقول اولئك الذين اعطيتني اياهم اسألك ان يكونوا واحدا. بالتالي مسيرتنا نحو تماسكنا ووحدتنا وان نلملم بعضنا البعض لاننا نقوى ببعضنا البعض، وان نعبر عن هذه الوحدة".

واكد ان" مسيرة الكنيسة هي هذه المسيرة الواحدة، هي مسيرة البذل والعطاء والانفتاح نحو الاخر، نحن ننظر الى المصلوب الذي رفع على الصليب وبذل نفسه من اجل خلاص كل العالم، هي مسيرة عطاء لكل الناس وكل العالم. وقد تسلمنا هذه الرسالة من الكنيسة التي هي عمود الحق المنتصب لخير العالم. نحن رسل سلام وليس خصام، نحن رسل محبة ووداعة وليس خصومات، يكفينا ما نرى في كل العالم، وحولنا بشكل خاص، وفي لبنان وسوريا، وما يجري في كل المنطقة، نرى القتل والحروب والتهجير والدمار وانتهاك كرامات الناس، والحديث هنا وهناك عن الخصومات وعن التقسيم، لا احد يريدنا ان نكون مجتمعين مع بعضنا البعض، كما قد يكون انهم لا يريدوننا ان نكون متحدين مع بعضنا البعض، لكننا نحن اكبر من ذلك بكثير لاننا لن ندع احدا، من كل قوى هذا الدهر، ان يغدر بنا، ونبتعد عن بعضنا لا سمح الله". واشار الى "الصلاة التي سترفع، نهاية القداس الالهي، في ذكرى مرور ال36 عاما على رقاد المثلث الرحمة البطريرك الياس الرابع، وذكر عندما ذهب الراحل الى اميركا وقابل الرئيس كارتر الذي قال له ان بناء على كتابات يهودية ان فلسطين هي ارض الميعاد التي وعد بها الله لليهود. فكان جواب البطريرك ان ابراهيم ابو الاباء اليهودي عندما اتى الى فلسطين لدفن زوجته سارة لم يكن لديه مدفن لانه كان غريبا. فطلب حينها شراء مدفن لدفنها. فنحن نتذكر في هذه الايام جميع ابائنا واجدادنا ممن وقفوا وقفة رجال ليس في الشؤون الكنيسة وحسب بل في الشؤون الوطنية والمتعلقة بالبلد. ونحن امام ما يجري في ديارنا وبلادنا نستمر في رفع الصوت عاليا ان هذه الديار وهذه البلاد غالية على قلوبنا، وكما دفع اباؤنا دماءهم من اجل سلام هذه البلاد وخير انسان هذه البلاد، نتابع هذه المسيرة وهذه الطريق، ونحن على استعداد لتقديم كل ما نملك بنعمة الله، من اجل ان نكون رسل سلام ودعاة حق وسط هذا العالم المتوجع والذي يئن وينتظر ابتسامة وكل ما يمكن ان يمنحه راحة وطمأنينة وسط كل ما يتجاذبه من اوجاع".

واكد ان "مسيرتنا في الكنيسة هي هذه المسيرة، بحيث ان مشاريعنا وافكارنا وتصوراتنا هي تلك التصورات التي تجمع وتقود الى الوحدة، واي امر مهما علا، وان قاد لا سمح الله الى انقسام وما شابه هو ساقط بحد ذاته، مسيرتنا مسيرة التضامن والمحبة وان نكون يدا واحدة، لا سيما في هذه الايام التي نعاني ما نعاني فيها. لذلك سنجتمع في المجمع المقدس، في الدورة التي تبدأ الثلاثاء بكل القضايا التي تهم حياتنا وابناءنا، قضايانا امور حياتنا ابرشياتنا، المستجدات الاخيرة على الارض، الهجرة، التهجير، شباننا، اوضاع ابنائنا، كل ذلك ضمن الامكانيات التي تسمح لنا بالمواجهة وليس البكاء على الاطلال، بل باتخاذ خطوات عملية تساهم في ابقاء اولادنا، مسلمين ومسيحيين، في بلادهم وديارهم وارضهم. فنحن لا نحب الهجرة والتهجير والتقسيم والكلمات الغريبة عن آذاننا، وغير المحببة الى قلوبنا. نحن نريد الحق، وان لا يكيل العالم بمكيالين". وتطرق الى قضية المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، وقد "مر على اختطافهما اكثر من سنتين، وحتى الان ما زلنا نسأل ونتابع مع جميع الهيئات والمنظمات والدول، على كافة المستويات، والجواب واحد لا شيئ جديد. وكأن الارض انشقت وابتلعت الاثنين، اذ ان الكاميرات الموجودة في كل انحاء العالم ترى كل شيئ الا هذين المطرانين. نحن لا نذكر المطرانين فقط ونكتفي بذلك، انما نذكر كل مخطوف. نريد عودة الجميع من عسكريين ومدنيين وكل مخطوف ليعود الى بيته وعائلته، ويعم السلام ونمسح دمعة الحزن عن كل وجه ان استطعنا لذلك سبيلا". واشار الى "الدعوة الموجهة للجميع مساء الخميس لاطلاق شعلة المركز الانطاكي الارثوذكسي للاعلام، وهو يأتي ضمن منظومة السعي تجاه شعبنا وضميرنا ووجداننا وربنا وبلدنا بكل صدق، اذ اننا لسنا اصحاب شعارات ورؤى واحلام وتبقى هذه الرؤى احلام، المركز هو ثمرة مؤتمر الوحدة الانطاكية، الذي عقد العام الماضي، وتوصياته التي درست، وقد شكلت لجان للمتابعة، وسيتم البحث فيها في المجمع للتعاون والتعاضد بين كل الابناء الارثوذكس في الوطن وبلاد الانتشار".

وشدد على اننا "عندما نلملم بعضنا ونكون يدا واحدة نكون اولئك الاشخاص المنفتحين، لا نريد ان نكون متزمتين ومتقوقعين، انما على خلاف ذلك نحن نقوى ببعضنا البعض، وعلينا ان ننفتح على الاخر ونطل بالسلام والمحبة على الاخر، وعلى اخوتنا المسلمين بشكل خاص، ونتقدم منهم بالمعايدة ببداية شهر رمضان الكريم، وندعو الله ان يكون هذا الشهر شهر بركة وخير على البلد والعالم. توجهنا للجميع ان نكون دعاة سلام ومحبة ووحدة. وهذه مسؤوليتنا الكبيرة".

ورأى ان هذه المناسبة "تدفعني للحديث عن طائفتنا وكنيستنا. لاننا نريد التعاون مع بعضنا البعض، وكسر الهوة التي نشعر بوجودها في بعض الاوقات بالحديث عن الاكليروس والشعب. اذ ان الاكليروس والشعب واحد، كلنا واحد، وكلنا اخوة، اكليروسا وشعبا، والكنيسة واحدة وهي تخص الجميع، ونسعى لذلك ونفكر كيف يتم ذلك، هذا تطلعنا ونسعى اليه بكل جد، حتى بنعمة ربنا نؤدي الشهادة التي يراها الجميع، بمحبة بعضنا البعض، واعمالنا الصالحة. يقول الانجيل سراج الجسد هو العين، لانها هي من ترشد الانسان الى النور كي لا يمشي في الظلام، فاذا كانت عينك بسيطة، طاهرة وبريئة انذاك جسدك كله يكون نيرا. واذا كان النور الذي فيك ظلام فالظلام كم يكون. من البطريرك الى المطارنة والمجمع المقدس الى الاخوة الوزراء والنواب والمسؤولين وابناء هذا البلد والى كل انسان هذه الاية الانجيلية موجهة لتذكر كل واحد منا ان يكون تلك العين النيرة الطاهرة ليقود شعبة الى مرتع الخلاص". وختم اليازجي بقول للرسول بولس: "لا تخف، الظلمة ظلمة والعتمات عتمات، والصعوبات صعوبات وهذا حق، انما اتوجه عبر فضاء واثير الاعلام الى كل اخوتنا في الوطن وبلاد الانتشار، واقول لا تخافوا، لان الرسول قال لنا لنبقى في سلام مع الله بربنا يسوع المسيح ، وليس هذا فقط لاننا نفتخر ايضا بالشدائد، عالمين ان الشدة تنشئ الصبر، والصبر ينشئ الامتحان، والامتحان ينشئ الرجاء، والرجاء لا يخزي. لان محبة الله قد افيضت في قلوبنا. فلتفض محبة الله في قلوبكم جميعا. وان نكون سويا ونشهد للعائلة الواحدة، شهادة ان تعالى وانظر كيف نتعاطى مع بعضنا البعض، ونكون اداة شهود له". وتخلل القداس ترقية الكاهن فيليب هول الى ارشمندريت والباسه الصليب. وفي نهاية القداس اقيمت ذكرى ال36 لوفاة البطريرك الراحل الياس الرابع.

 

 حرب: العماد عون يمثل قسما من المسيحيين لا كلهم وهو بدأ ب70 بالمئة سنة 2005 واليوم لا يمثل أكثر من 30 بالمئة

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - اعتبر وزير الإتصالات بطرس حرب "أن على الحكومة أن تعمل وتجتمع وتتخذ القرارات، لكن بذهنية تصريف الأعمال طالما أن البلاد بلا رئيس للجمهورية، وهنا يختلف الموضوع بين أن تكون الحكومة قائمة في وجود رئيس للجمهورية أو من دون رئيس للجمهورية". ووصف الوزير حرب في حديث إلى اذاعة "صوت لبنان" موقف التيار الوطني الحر الذي يفرض انعقاد جلسة الحكومة لبحث بند معين وإلا فلا جلسات بالابتزاز السياسي"، مضيفا "نفهم أن يكون للكتل السياسية أو لوزراء في الحكومة مطالب ومواقف، وهذا حق طبيعي، إنما آلية البحث بأن يوافق رئيس مجلس الوزراء على إدراج البند في جدول أعمال الجلسة، وهذا ما تم فعلا، إذ أن الرئيس سلام كان قد وافق على الموضوع وجرى طرحه لمرتين في مجلس الوزراء، إلا أن الكلام الذي نسمعه بأن الوزيرين العونيين لن يقبلا بأن يبحث مجلس الوزراء في شيء آخر في جدول الأعمال قبل بت هذا الموضوع هو غير مقبول". وقال: "واقع الحكومة أنها تعمل على أساس الدستور وهناك طرف سياسي يحاول دفعها لمخالفة الدستور فتصبح تحت رحمة هذا الفريق وهكذا تكون خرقت الدستور فيما الطرف المشار إليه هو نفسه الذي خرق الدستور وعطله ولا يزال يمعن في تعطيله في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية وهذا الطرف هو ذاته الذي يعطل مجلس النواب في مواجهة القضايا الملحة التي لا تقبل التأجيل، والآن يبدو أنه جاء دور المؤسسة الأخيرة: السلطة التنفيذية لضربها وتعطيلها وإلا "نروح نعمل اللي بدنا ياه" وهذا ما لا نقبل به بتاتا".

وقال: "لا يجوز بأي صورة من الصور أن نعطي الإنطباع بأنه بسبب وجود فريق رأيه كذا على الحكومة أن تتوقف عن الإجتماعات إما خوفا من هذا الفريق وإما انصياعا وإذعانا له، وهذا ما نرفضه"، مضيفا "إن رئيس الحكومة يتعرض لضغوط كي يعقد جلسة لمجلس الوزراء بشروط وزيري التيار العوني، كما يتعرض لضغوط مقابلة من قبلنا نحن الوزراء الذين يمثلون الأكثرية وأكثرية الكتل الكبيرة في الحكومة ونطالبه بعقد جلسات الحكومة".

وردا على سؤال عما يقوله العماد ميشال عون بأنه يمثل المسيحيين في الحكم ولديه أرجحية التعيين، قال حرب: "الفرق بيننا وبين العماد عون هو أننا نعرف حدودنا فيما هو لا يعرف حدوده. بالتأكيد للعماد عون تمثيل لقسم من المسيحيين لكنه لا يمثل كل المسيحيين، وما يطالب به عون تحت عنوان استرجاع حقوق المسيحيين هو ضرب لحقوق المسيحيين، ففي غياب رئيس الجمهورية أهم منصب مسيحي في الدولة لا يكون العماد عون يدافع عن حقوق المسيحيين حين يطالب بهذا الشكل بتعيين قائد للجيش والبلد بلا رئيس جمهورية والقائد لم تنته ولايته بعد. وإذا كان العماد عون حريص فعلا على حقوق المسيحيين كما يدعي، فليرد الرئيس المسيحي على رأس الدولة، ومن هنا تبدأ حقوق المسيحيين".

واردف: "طبعا إن تعيين قائد الجيش أمر مهم، إنما للجيش اليوم قائد وقد تم تأخير تسريحه بموافقة العماد عون وجماعته بقرار من وزير الدفاع السابق فايز غصن المنتمي إلى 8 آذار، وكانوا في الوزارة والوزارة كانت مستقيلة ولم يعترضوا ولم تقم القيامة وقتها كما لم يقل أحد كلمة حول الفراغ في الجيش. اليوم نحن نقول الآتي: تنتهي ولاية قائد الجيش الممدة في أيلول المقبل، ويوم تنتهي الولاية، يطرح الموضوع على مجلس الوزراء، فإن كانت البلاد لا تزال من دون رئيس لن نقبل بتعيين قائد جديد للجيش، علما أنه سبق لي أن أعلنت تأييدي لمرشح العماد عون العميد شامل روكز، ومع تمسكي بهذا الموقف، أدعو العماد عون وحزب الله للتفضل إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية وبعده يتم تعيين قائد الجيش، سواء كان العميد شامل روكز أو سواه، وإذا طرح اسم العميد روكز على طاولة مجلس الوزراء سأصوت للعميد شامل روكز عندما يكون هناك رئيس جمهورية".

وأضاف: "حقوق المسيحيين هي أن يتركوا لرئيس الجمهورية حرية تعيين الوزارة التي يشكلها وتعيين الوزراء واختيار الحقائب لا أن يتعطل تشكيل الوزارة سنتين كما جرى في عهد الرئيس سليمان لأن العماد عون كان يريد تعيين صهره وكانت عينه على وزارة محددة، وفرض وزارات من الرابية وليس من القصر الجمهوري في بعبدا، وهذه ممارسات تقضي على صلاحيات رئيس الجمهورية ولا تعززها".

وتعليقا على القول بأن شعبية العماد عون متنامية خصوصا في بعبدا وجبيل والمتن قال حرب: "هل لبنان محصور في جبيل وبعبدا والمتن؟ وماذا عن البترون وبشري والكورة وزحلة؟ أليست من لبنان؟ العماد عون حقق نجاحا حيث كميات الأصوات الموآزرة كالمتن حيث الأرمن وبعبدا وجبيل حيث أصوات الشيعة، ولا ننكر على العماد عون أنه يمثل قسما من المسيحيين، لكنه بدأ ب70 بالمئة سنة 2005 واليوم لا يمثل أكثر من 30 بالمئة من المسيحيين. يجب أن يعرف كل واحد مدى حجمه وأن يتصرف على هذا الأساس، والذي يرى أن حجمه أكبر من البلد فمرده ربما لأنه لا يرى جيدا. القضية تحتاج إلى معالجة مع العماد عون، فمن حقه الترشح لرئاسة الجمهورية لكن ليس من حقه هو أن يفرض نفسه على الناس كأن لا أحد سواه، كما لا يحق له تعطيل الدستور والإنقلاب عليه وتعطيل مجلس النواب ومنع انتخاب رئيس الجمهورية فيما لبنان في ظرف دقيق في محيط ملتهب والمنطقة مشتعلة وتغلي بالثورات".

وكرر أنه "لا يمكن لأحد الإدعاء بأنه يمثل المسيحيين لوحده، فقليل من التواضع لتكون الدنيا بألف خير، إنما المشكلة بأن البعض لا يتمتع بالتواضع ولديه شبق غريب للسلطة يفوق كل تصور ويتجاوز كل الأصول والقوانين والمبادئ والدساتير والقوانين وهذا ما يطيح بالبلد والسلطة والدولة اللبنانية التي هي في الخلاصة الحماية الجدية الوحيدة للوجود المسيحي الحر في لبنان".

وكشف حرب "أن الحكومة ستعقد جلسة لها خلال شهر رمضان خلافا لما يشاع عن انقضاء الشهر الفضيل بلا جلسات، وفي حال لم تعقد الحكومة جلسة تكون الحكومة انتهت، ونحن نرفض أن نكون "خيال صحرا" أو فرق عملة، ويفترض بالرئيس سلام أن يكون أحرص منا على ممارسة صلاحياته ويدرك الواقع، وإذا كان سيفسح المجال بعض الشيء للتبريد وإيجاد المخارج فلا يعني ذلك أنه سيتنازل عن حقه في تحديد جدول اعمال الجلسات الحكومية".

وردا على سؤال إذا انعقدت الجلسة وحضر وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله وانسحبوا عندما يطرح بند غير بند التعيينات العسكرية، قال حرب: "يكمل مجلس الوزراء من دونهم، وتبقى الجلسة ميثاقية بحضور وزراء من كل الطوائف، والرئيس نبيه بري كان موقفه في غاية الوضوح وهو أن وزراءه لن ينسحبوا قبل مغادرة رئيس الحكومة وهكذا سيبقى الشيعة متمثلين وكذلك المسيحيين والدروز والميثاقية متوفرة كما النصاب إذ أن المتوقع انسحابهم لا يبلغون الثلث زائد واحدا".

واعتبر طلب العماد عون "غير طبيعي ويناقض كل المبادئ الديموقراطية"، وقال: "أفهم أن يكون لوزيريه طلب يطرحانه على مجلس الوزراء فإما يوافق عليه وإما لا، وتنتهي القضية، أما ما لم أفهمه بعد وأستعجل انعقاد الجلسة لجلائه بالممارسة، كيف يعني؟ سينزل وزيرا عون ويطالبان ويعطلا الجلسة؟ كيف سيعطلانها؟ الإنسحاب هو طريقة التعطيل الوحيدة ويمكن للجلسة الإستمرار من دونهما، أما إذا بقيا، فماذا سيفعلان؟ هل "سيخبطان على الطاولات" لمنع مواصلة الجلسة أعمالها؟ والسؤال الذي يلي، هل سيتنازل الرئيس سلام عن صلاحياته كرئيس حكومة في موضوع تحديد جدول الأعمال؟

ما أعرفه أن الرئيس سلام متمسك بصلاحياته، وحين تفقد الجلسة نصابها أو ميثاقيتها ساعتئذ يرفع الجلسة وليس إذا انسحب فريق لا يشكل الثلث زائد واحدا".

وعن لقاء عون وجعجع، رأى حرب إيجابية في اللقاء ورحب به "لأنه يزيل الإحتقان ويخفف من الكراهية"، متمنيا "أن يتطور الحوار ليبلغ القضايا الخلافية المتعلقة بالدولة والسيادة والسلاح غير الشرعي والصراع في سوريا وكيفية وضع اليد على الدولة والدولة ضمن الدولة، كل ذلك مما لم يرد في ورقة إعلان النوايا".

وفي ما يتعلق بالإستطلاع الذي أعلن العماد عون عن نيته إجراءه، قال حرب: "الدستور أتى على كلمة انتخاب ولا شيء اسمه استطلاع، ومن الذي قال أن من حق العماد عون والدكتور جعجع القيام باستطلاع محصور؟ لقد منح الدستور حق الترشح للرئاسة لجميع الموارنة واللبنانيين والإتفاق بين العماد عون والدكتور جعجع لا يعفينا من العودة إلى الدستور، وموقف الدكتور جعجع في هذا المجال برأيي هو لمجاملة عون، لإدراك جعجع أن الإستطلاع ما هو إلا مزحة. في ماضي لبنان كانت لدينا رجالات وقامات سياسية مسؤولة تحترم الدستور وتمارس العمل السياسي برقي واحترام، ولو مارست تلك الشخصيات ما يمارسه العماد عون من تعطيل لما تمتع لبنان يوما بانتخاب رئيس جمهورية. بل على العكس كان أؤلئك المسؤولون يقدمون مصالح البلاد على المصالح الشخصية ولم تكن تهمهم المراكز إنما كانوا يخوضون المعارك السياسية بديموقراطية، ولنا في العميد ريمون إده خير مثال وكذلك الرئيس كميل شمعون".

وعن وثائق ويكيليكس، لفت الوزير حرب إلى أنه "قد يكون انتقد غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إذ أن غيابه يعطل التواصل معه بشكل أو بآخر، لكنني لم انتقده بالشكل الذي صور" مشيرا إلى أن "الوارد في التقارير المسربة من ويكيليكس تفسير المسؤولين السعوديين للامور التي بحثناها معهم".

وشدد على أن "لا تأثير لهذا الأمر على علاقته مع الحريري، وأنا أدعو إلى عودته إلى لبنان، والكل يتحمل المخاطر، وإدارة السياسة في لبنان من داخل لبنان أفضل من إدارتها من الخارج".

وفي موضوع انتهاء عقدي شركتي الخلوي، وإعلان مناقصة إدارة القطاع، قال حرب: "انتهى العقدان مع الشركتين اللتين تديران قطاع الخليوي ومن الطبيعي أن تجري الدولة مناقصة"، لافتا إلى أن "البعض لا مصلحة له بقبول اجراء المناقصة لأنه يريد ابقاء الوضع على ما هو عليه ونحن نريد تحسين وتطوير الإتصالات خدمة للبلد والمواطنين"، مضيفا "سمعت ملاحظات لم اجد فيها جدية ابدا والمناقصة جارية".

وفي الشأن السوري، قال حرب: "النظام السوري سقط ولو كان الرئيس بشار الاسد لا يزال يدافع عن عدد من المواقع والمناطق، والمجتمع الدولي يبحث اليوم عن نظام بديل عن نظام الأسد".

وأوضح "أن العاقلين مدركون لخطورة الوضع في المنطقة اليوم، وما يدعونا أن نكون خائفين هو أن التحول الذي يجري في المنطقة هو تحول لاعادة رسم الخرائط" مضيفا "المؤسف أن لقسم من القوى السياسية مصلحة في سقوط لبنان، إذ أن الطروحات التي نسمعها من البعض تسقط الحدود". وختم:"هناك توجه للعمل والسعي ليكون للمجتمع الدولي وسائل وخطة لحماية لبنان ومنع تمدد الارهاب وذلك بالتوسع في تطبيق القرار 1701".

 

عون: نريد رئيسا توفيقيا يحل الخلافات لا توافقيا يسير بها

الأحد 21 حزيران 2015

وطنية - استقبل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية وفدا شعبيا من بيروت، وألقى كلمة قال فيها: "لم نبدل رأينا بكم، سنبقى نناديكم يا أحفاد وأبناء شعب لبنان العظيم".

أضاف: "يمر لبنان اليوم بأزمة كبيرة، وذلك بالإضافة إلى أننا لم ننتخب بعد رئيسا للجمهورية. نحن نعاني اليوم من مشكلة كبيرة، وهي دور المسيحيين في الحكم اللبناني. لأننا خسرنا منذ عام 1990 حتى اليوم دورنا الأساسي في هذه السلطة. لن نستعيد هذا الدور إن لم نكن أهلا له، ونقوم بتثبيت وجودنا على الساحة اللبنانية. من الممكن أن يتحول حضوركم اليوم إلى حضور أكبر، حيث سيجتمع التيار الوطني الحر من كل أنحاء لبنان للمطالبة بإعادة حقوقنا المفقودة. سنتطرق معكم اليوم إلى عدة مواضيع، نختلف بها مع الفريق الآخر في الحكم وهي محقة بالنسبة لنا. ولا نتكلم فقط عن خلافاتنا مع الحكومة الحالية".

وتابع: "أولا، ارتكبوا الكثير من المخالفات الدستورية، وكان أبرزها قضية التمديد لمجلس النواب، بما في ذلك حرمانكم من إدلاء رأيكم وتجديد ثقتكم بمن تريدونه سواء كان النائب الحالي أو من ترغبون بوصوله إلى المجلس. لقد شكل هذا الموضوع أكبر مخالفة دستورية، وكأن محاميا لوكيل يقوم بتجديد الوكالة للآخر ويكلفه بالمصاريف من دون أن يسأل رأيه. لقد تكررت مخالفة التمديد لمجلس النواب مرتين. حاولوا التمديد لرئيس الجمهورية، بعد أن أصبح التمديد عادة عندهم، ولكننا نجحنا بتوقيف هذه المخالفة الدستورية. كما وقد حصلت عدة مخالفات أخرى، ومنها قضية التعيينات الأمنية، حيث أنهم استخدموا "حيلة" غير قانونية واعتبروها قانونية، كما سبق وفعلوا عند التمديد للمجلس النيابي، وقاموا بالتمديد لقائد الجيش الحالي بطريقة غير شرعية. إن المادة 65 من الدستور اللبناني تنص على أن قائد الجيش يتم تعيينه في مجلس الوزراء ويتمتع بحصانة من هذا المجلس، لأن السلطة العسكرية مهمة جدا وهذه الحصانة تتيح له التصرف بسلطته من دون أن يتعرض مركزه لأي هزات".

وقال: "افتعلوا خلافا في مجلس الوزراء باعتبار أنهم لن يتفقوا حتى قبل أن يجتمعوا، وقالوا: "لن نتفق على هذا الموضوع. فلنذهب للتمديد". ومدد وزير الدفاع لقائد الجيش بقرار صادر عنه. من هنا، سقطت الحصانة عن قائد الجيش وأصبح بوضع غير شرعي، يشبه حالة مجلس النواب غير الشرعية وغير المحصنة، في حين أصبح لوزير الدفاع الحق في فرض رغباته على قائد الجيش، لأن الوزير هو من مدد له وأصبح يتحكم به كما يريد، وصولا إلى إمكانية ترحيله من منصبه عندما يخالف قائد الجيش تنفيذ رغباته. ونضيف إلى كل هذه المخالفات الدستورية، الإهمال المتمادي في الإدارة، حيث أن المجالس الإدارية التي أقدموا على تعيينها عندما كانوا متسلطين في الحكم ما زالت نفسها موجودة اليوم. لقد نجونا من التعيينات في المحافظات، مع العلم أن هناك موقعا كان يجب أن يتغير ولم يحصل ذلك. أما في ما خص القائمقامين، استقال القائمقام الأساسي ولم يتم تعيين بديل عنه، وطال الفراغ في كثير من الأحيان. إنهم غير قادرين على تعيين قائمقام، فكيف الحال إذا تكلمنا عن موقع رئاسة الجمهورية؟ هناك عدة غايات سياسية وراء كل هذا التعطيل، وأولها رغبتهم في الاستمرار في السيطرة على الحكم في لبنان. ففي مرحلة سابقة، كان التعيين عند كل الطوائف في الدولة سياسيا من دون أن يكون للكفاءة دورها في ملء المراكز إلا ما كان يحصل عند الأقليات".

أضاف: "هذا التعيين السياسي ما زال حتى اليوم، لا بل أصبح هناك طائفية مزدوجة: طائفية على مستوى كل لبنان أي مسلمين ومسيحيين، وطائفية سياسية ثانية موجودة داخل كل طائفة، إذ لا يتعين إلا من الحزب الذي ينتمي إليه المسؤول، مما أدى إلى خسارة معظم اللبنانيين لحقوقهم الطبيعية، هذه أيضا من الأمور التي نختلف بها مع الطرف الآخر. هناك عدة خلافات حول قضية التشريع. ففي لبنان دائما تتأخر القوانين وتتعرض للتعقيدات. لا ينفذون أي قانون لمصلحة الدولة، ومنها قانون تملك الأجانب الذي يحفظ ملكية الأرض للبنانيين، لأن الوطن من دون أرض وشعب لا قيمة له. الأرض من دون شعب تصبح مشاعا، والشعب من دون أرض يصبح لاجئا. إحذروا هذه اللعبة الخطيرة، لا تبيعوا أرضكم وتمسكوا بأملاككم".

وتابع: "بالعودة إلى موضوع التعيينات الأمنية، كلها اليوم غير شرعية وخاطئة، لأنها تعرضت للتمديد، كما وان السلطات التي لها الحق في تأخير التسريح من الجيش هي من تعين الأشخاص. تمديد جديد حصل في الفترة الأخيرة، وهو التمديد لمدير قوى الأمن الداخلي. يمددون لفترات طويلة، ومدة سنتين أدت إلى خطف دورتين، فكل سنة تمديد تؤدي إلى خطف دورة جديدة في السلك العسكري. ففي هذه الحالة، حرموا عددا كبيرا من الأشخاص المسؤولين في هذه المؤسسات من تولي المراكز الأمنية المهمة. لقد أخذوا على العماد عون مأخذا أنه يدافع عن تعيين "صهره" العميد شامل روكز في قيادة الجيش، وقالوا إن نقطة ضعفه هو انه "صهر" العماد عون، على الرغم من كل الصفات التي يعترفون بها للعميد روكز، من الشجاعة والبطولة وعدم الإنحياز والأخلاق العالية. لا أهمية لكل هذه الصفات فقط لأن العميد روكز هو "صهر" العماد عون! بكل تواضع جميعكم تعلمون من هو العماد عون. عندما كنا نهرق دماءنا لكي ندافع عن حرية وسيادة واستقلال لبنان كان من يعيرنا اليوم، تحت وصاية السوريين، يتفرج علينا ويتمتع بحسنات وخيرات لبنان، وكانت دماؤنا تباع تأكيدا لموالاتهم لسوريا".

وقال: "لي مأخذ عليكم، بالنسبة للصمت عن الفساد في الدولة. هناك قسم كبير من الشعب يجدد للفاسدين. من واجبكم أن تنتبهوا لهذا الموضوع ولا تسكتوا عنه، لأن أموالكم هي المسروقة. يجب أن تعلموا أن تلك الأموال هي أموالكم، فلا تدفعوا الضرائب كما لو كانت خوة وانتهى الأمر. الضريبة ليست خوة، تلك هي أموالكم يجب أن تترجم بطرقات ومدارس ومستشفيات وكل ما يمكن أن يؤول لخدمات عامة. جميعكم تعلمون أنه منذ حوالي السنة والنصف ذهبت إلى إيطاليا للقيام بمبادرة كي أوفق بين اللبنانيين، فالتقيت هناك بالسيد سعد الحريري ووضعنا جهدا لكي نؤمن حدا أدنى من التوافق لكي نؤلف الحكومة، ولضبط الوضع في لبنان، وقد كانت النتيجة جيدة الحمدالله. وقد أكملنا كل هذه المساعي، لكي نحافظ على الاستقرار، والحمدلله أيضا أنه في كل الأزمة التي حصلت والنار التي طوقت لبنان من الشمال إلى الجنوب، والنار والحديد الذي لف البحر الأبيض المتوسط من الخليج العربي إلى لقيانس والأطلنطيكي، من المغرب إلى المشرق، من تونس، ليبيا، مصر، اليمن، سوريا، العراق، غزة. استطعنا أن نحفظ لبنان. كانوا يقولون سابقا، إنها "تحبل أينما كان وتلد في لبنان، أما اليوم فنقول لهم إنها حبلت في لبنان، وولدت أينما كان".

أضاف: "ما أستغربه، هو أنني أعمل من أجل التوافق والاعتدال، وقد أصبحنا اليوم نحن المرفوضين، لذلك تجدر الاشارة إلى أن هذا الأمر خطير على من يقوم به. فلدينا أساليب كثيرة لكي نثبت حقنا ولنغير الوضع القائم بأي وسيلة مشروعة، لأن هذا الموضوع غير مقبول وهو مرفوض بشكل قاطع. نسمع من وقت لآخر بأن العماد عون ضد المسلمين، ولكنني أذكرهم بأن هذه المبادرة لا تزال طازجة، ولم أكن ضد المسلمين وهم يعرفون على أي أساس قمنا بها. هم يعرفون أننا عندما قمنا بتفاهم مع المقاومة - نحن نرفع رأسنا بهذا التفاهم - فقد وقعناه ضد اسرائيل. من هنا نقول، لمن هو مع اسرائيل فليعلن ذلك وليجرؤ على القول إنه معها.

ثم إننا ضد الارهاب، ونقول ذلك علنا. وتجدر الإشارة إلى أن جميع الدول العربية والعالم قد شكل تحالفا ضد الارهاب، ونحن قبل كل العالم كنا ضد الارهاب وسنبقى كذلك. لذلك فمن يؤيد الارهاب، ليعلن ذلك أيضا إذا كان قادرا على إعلانه. إذا، نحن ضد هذه الأمور، لكي نحافظ عليكم وعلى جميع اللبنانيين، كما أننا لم نفرق بحياتنا بين لبناني وآخر. وهذه هي المرة الأولى التي أتحدث فيها عن المسيحيين. فعندما اغتالوا رفيق الحريري كنا أول الواقفين في ساحة الشهداء لنستنكر تلك الجريمة. كذلك، عندما حاولت اسرائيل الدخول إلى لبنان وضربته، كنا أيضا أول الواقفين إلى جانب المقاومة. وعندما هدد السوريون وليد جنبلاط ومروان حمادة وقفنا في المجلس وقلنا إن هذا الأمر لا يجوز ودافعنا عنهما. لذلك لا يقولن أحد بأننا ندافع عن المسيحيين فقط، لأننا ندافع عن اللبنانيين جميعا وعن حقوقهم. ومن هو مثلنا فليجرؤ وليعلن ذلك، وأنا أكيد أن ما من احد مثلنا. لماذا اتخذنا هذا الموقف؟ اتخذناه لأنني لم أجد أحدا في هذه الدولة يقف إلى جانب الحق، وهذا الأمر لم يترك لي صاحبا".

وتابع: "أنا لا أتحدث هنا عن الشعب اللبناني، فأنتم الأصدقاء والمحبين، وهناك الكثير من اللبنانيين الذين يحبونني، ولكنني أتحدث عمن يمارسون السلطة، إذ لم يكن لي صاحب منهم، لأنهم جميعا يخافون من الحق ومن أمور ارتكبوها قد لا أكون على علم بها. جميعهم يخافون من أعمالهم الفاسدة التي لا علم لي بها. لا يزال هناك نقطة اخيرة، أود أن أقولها لكم، وهي عن الرئيس التوافقي أو بالأحرى الكذبة الكبيرة. من هو الرئيس التوافقي وما هي صفاته؟ يجب على الرئيس أن يخرج بالأكثرية وليس بالإجماع. الرئيس التوافقي يجب أن يكون الجميع راضيا عنه. ولكن ما معنى أن يكون الجميع راضيا عنه؟ لبنان كله مختلف مع بعضه اليوم. لذلك فإذا كان الرئيس توافقيا ستستمر جميع الخلافات، في حين أن على الرئيس أن يساعد على حل الخلافات كي يصبح لدينا مواطنون قادرون على أن يكونوا مجموعين بوحدة وطنية. بوجود الرئيس التوافقي يستمر الفساد على حاله، وكل منهم يأخذ حصته وتستمر الحالة، في حين أن لبنان لم يعد يحتمل. أما الرئيس التوفيقي، فليس بحاجة لأن يتوافقوا عليه، إنما هو من يستطيع أن يوفق في ما بينهم. وهذا ما نعمل نحن لأجله، وهو لا يعجبهم. لذلك، فإذا كانوا يريدون أن يبقوا على خلافاتهم في ظل رئيس توافقي، نحن لن نسير بهذه اللعبة، لأننا نريد رئيسا توفيقيا يحكم ويضع رصيده، ويكون ممثلا، لكي يحل الخلافات وليس ليسير بها، ويبقى لبنان ممزقا وتبقى أمواله مهدورة، ويبقى الشعب يرمينا بالشتائم".

وختم عون: "لم أر أحدا من الشعب لا يقول إلا سوى أن جميع السياسيين فاسدون. لا تقولوا هذه الكلمة فهي معيبة، بل قولوا إن هناك سياسيين فاسدين وآخرين كفوئين يعملون من أجل الوطن. وبالمناسبة سأخبركم هذه القصة: عندما رفضنا التمديد لمجلس النواب واعتكفنا عن المشاركة في الجلسة، كان هناك أشخاص من المجتمع المدني المثقف يرفضونه أيضا، ففرحنا لرؤيتهم يتظاهرون ضده، ولكن كانت المفاجأة أنهم أخذوا صور جميع السياسيين محملين إياهم مخالفة التمديد، وكانت صورتي أول الصور التي رشقت بالبدورة، على الرغم من أنني كنت أول الرافضين له".

 

ريفي التقى وفدا من هيئة علماء المسلمين: ما حصل في رومية من بقايا عقلية الأسد

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - استقبل وزير العدل أشرف ريفي، وفدا من "هيئة علماء المسلمين" برئاسة الشيخ احمد العمري وحضور الشيخ سالم الرافعي، في مكتبه في طرابلس، وبحث المجتمعون في موضوع الاشرطة التي سربت من سجن رومية. وبعد اللقاء، قال ريفي: "نحن في وطن، دولة القانون فيه ودولة الانسان ستتابع التحقيقات حتى النهاية وسينال فاعلو هذه الجريمة العقاب اللازم، التحقيقات التي بدأت هي تحقيقات عدلية وليست تحقيقات مسلكية، انها جريمة بكل معنى الكلمة، التحقيق هو عدلي، باشراف مدير عام التمييز، والتوقيفات ستكون عدلية وليست مسلكية نهائيا، نحن نعرف ان العسكريين عندما يخطئون يعاقبون جزائيا ويعاقبون عقابا ثانيا هو مسلكي اضافة للعدلي". ووعد "اللبنانيين كافة، من موقعي كوزير للعدل في لبنان، بمتابعة هذه الجريمة شخصيا وبالتعاون مع المعنيين كافة وبالاخص مع هيئة العلماء المسلمين التي تشرفت اليوم باستقبالها وسمعت شكاوى الاهالي وكافة التفاصيل المتعلقة بهذه الجريمة، واليوم سماحة الشيخ احمد العمري معنا ورئيس هيئة العلماء المسلمين والدكتور سالم الرافعي نائب الرئيس، سنتابع القضية سوية ومع المعنيين كافة ومع دار الفتوى ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان".

حوار

سئل: صدرت بعض البيانات التي حملتكم المسؤولية مع وزير الداخلية، ماذا تقولون عن هذا الامر؟

أجاب: "الجميع يعلم اخلاقياتنا، انا ابن مدرسة تحترم الانسان، كنت بموقع مسؤول امني ولم يسجل اني سمحت بالمس باي احد نهائيا، نعرف انه ليست من اخلاق اللبنانيين هذه التصرفات وليست من عقلياتنا وليست من عاداتنا، انها بقايا عقل اصبح من الماضي، عقل بشار الاسد، اذا كان من يطالبني بذلك هو ابن مدرسة بشار الاسد، ولاحقا بعد ايام سيكون احد ايتام بشار الاسد، فليسمح لنا ولا يزايد علينا، سنكون بوجههم وسنقوم بحماية اهلنا مهما كلف الامر".

سئل: سبق وكانت هناك مطالبات للجنة التحقيق واتهم وزير الداخلية انه على علم وان الاهالي نظموا اعتصامات وطالبوه بالاستقالة ومن ثم خرج بمؤتمر صحافي نكر فيه كل هذه الاعمال، اليوم هناك وقائع، كيف تبررون هذه الافعال واين الاحكام والتوقيفات الفعلية، هناك اكثر من 10 اشخاص ظهروا بالتعذيب وليس شخصين؟

أجاب: "لن تبرر هذه الاعمال، هذا ليس خطأ بل جريمة بكل معنى الكلمة، لا تبرير للجريمة الا العقاب، سينال الفاعلون عقابهم مهما كلف الامر". أضاف: "وزير الداخلية ابلغني بعد اتصال ان هناك موقوفين اثنين والتحقيقات مستمرة وانا كلفت مدير عام التمييز بالاشراف المباشر الشخصي على هذه التحقيقات لا ان يكلف احدا آخر، لا تبرير لهذا الامر، انا قلت لغاية هذه اللحظة هناك موقوفان اثنان والتحقيقات ستتابع الى توقيف اي عنصر يثبت اشتراكه او معرفته او تخطيطه او مساعدته بهذه الجريمة".

سئل: الى اي مدى هذه التسريبات بالتوقيت الذي نشرت فيه بشهر رمضان المبارك يمكن ان تعيد تفجير الشارع الطرابلسي من جديد؟

أجاب: "الشارع الطرابلسي محصن، اليوم هناك حالة غليان عند الاهالي بشكل خاص وعند كل الناس وكل من يحترم الانسان، انما اهل طرابلس واعون تماما لقيمة الامن والامان في المدينة، سيطالبون بمتابعة التحقيقات وانا اتعهد امام الجميع اني سألاحق بالتحقيقات حتى النهاية، فنحن كطرابلسيين حريصون على امن المدينة واستقرارها، لن نقع فريسة، انا لا الوم لماذا سربت الاشرطة، بل اقول لماذا ارتكبت الجريمة، لا نستطيع ان نلوم من سرب انما علينا ان نكون حذرين. نحن حريصون على امن طرابلس واستقرارها، وانا امس اكدت ان طرابلس طوت صفحة الاحداث تماما وسنتابع بكل مسؤولية هذه الجريمة مع وعينا الكامل لضرورة امن المدينة والحفاظ على استقرارها، نحن في شهر فضيل وفي موسم تجاري وعلينا واجب ان نحفظ لهم موسمهم ونحفظ امن طرابلس واستقرارها، والطرابلسيون واعون تماما، وكلنا نتذكر انه يوم فجر مسجدا السلام والتقوى كنا في هذا المنزل تماما والجروح تنزف من ايدينا، اكدنا اننا لن نتساهل في الذهاب الى الفتنة المرادة، نحن واعون".

سئل: "السجون لا تزال تحت امرة وزارة الداخلية، فكيف يمكن تفعيل لجان حقوق الانسان من ضمن وزارتكم للكشف على السجون والتعذيب الذي يحصل داخلها؟

أجاب: "لا شك ان السجون تحت امرة وزارة الداخلية، بالمقابل كانت هناك خطة خمس سنوات لاعادة السجون من كنف وزارة الداخلية الى كنف وزارة العدل، وانا آسف لاقول انه لم يؤت بأي عمل تنفيذي عملاني ونحن بصدد اعادة الهيكل التنظيمي لوزارة العدل لنلحظ جسما يكون قادرا على اخذ ادارة السجون على عاتقه، والهيكل التنظيمي يلحظ شيئين: مديرية للسجون يكون فيها عديد كامل من مدنيين متخصيين بادارة السجون ليستلموا ادارة السجون عوضا عن العسكر، ومديرية ثانية لحقوق الانسان تضم لجانا لمناهضة التعذيب سواء في اماكن التحقيق او التوقيف او السجون، ضمن هذا التصور نحفظ كرامة الانسان وحقوقه. الامور تسير ولكنها تحتاج الى وقتها الطبيعي انما نحن بهذا الاتجاه وانجزنا الجزء الاكبر من الهيكل التنظيمي والامور صارت في لحظاتها الاخيرة".

سئل: الاشرطة التي سربت اكدت وجهة نظر الاهالي بان هناك تعذيبا، ما هي الطريقة التي ستتبع لمنع التعذيب مرة اخرى؟

أجاب: "انا اليوم لحظت ضمن اطار الهيكل التنظيمي ان تكون هناك مديرية لحقوق الانسان ومن ضمنها لجان قضائية تشرف على السجون واماكن التحقيق والتوقيف، ويمكن ان يتم تشكيل فوري- استثنائيا ضمن صلاحية مدعي عام التمييز ووزارة العدال- للجان قضائية للاشراف على هذا الامر".

سئل: من سيتحمل مسؤولية هذه الانتهاكات داخل السجون؟

أجاب: "كل من شارك وتثبت عليه المسؤولية، سيتحمل المسؤولية. لن نسمح بتهريب اي انسان مشارك ولو بجزء من هذه الجريمة المدانة. هناك مسؤولية تجاه اهلنا ووطننا وكرامتنا".

سئل: هناك معلومات يتم تداولها في الشارع الطرابلسي بان هناك اشرطة اخرى اضافية ستنشر وتسرب في الايام المقبلة، وقد يظهر فيها بعض قادة المحاور يتعرضون للتعذيب داخل سجن رومية، فهل لديكم معلومات؟

أجاب: "ليست لدي معلومات. فوجئنا بالاشرطة صباحا، واي شريط نتعامل معه بكل مسؤولية نفرغه ونتحقق منه ونحوله لمدعي عام التمييز الذي يشهد على التحقيقات، اي انسان يملك اي معلومة، شريط او صورة عادية او معلومة معينة، يمكن ان يقدمها لمدعي عام التمييز او لي انا، وسنتابع بكل مسؤولية".

سئل: كل من نتكلم عنهم اليوم هم موقوفون اسلاميون، فبعد 8 سنوات من دون محاكمة اما آن لهذا الملف ان ينتهي؟

أجاب: "سبق واعلنت انه خلال شهر تموز المقبل ينتهي ملف فتح الاسلام والاحكام تكون صدرت، وانا عند وعدي تماما، اتابع الملف مع المجلس العدلي الذي صارت احكامه اقرب للعدالة والرحمة واجراءاته سريعة، والملف سينتهي معي في الشهر السابع".

 

الراعي بعيد الاب: أوليس عدم انتخاب الرئيس عملية قتل للبلاد ببتر رأسها؟

الأحد 21 حزيران 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمناسبة عيد الاب، قداسا احتفاليا على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح، بدعوة من مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونية للمشاركة به، وتم في خلاله تكريم عائلات واجهت وقدمت تضحيات اجتماعية كبيرة، عاونه المطارنة بولس الصياح، حنا علوان، جورج شيحان وعاد ابي كرم، الامين العام للدوائر البطريركية الاباتي انطوان خليفة، رئيس مكتب راعوية الزواج والعائلة الاباتي سمعان بو عبدو ولفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا، وفي حضور قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، المدير العام لمستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس ، ألقى الراعي عظة بعنوان "دعا يسوع تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا"، قال فيها: "دعوة يسوع تلاميذه الاثني عشر، المعروفين بالرسل، وأقامهم أساقفة العهد الجديد، وأوكل إليهم رسالة مثلثة: الكرازة بالإنجيل، وتقديس النفوس بنقل نعمة الأسرار، وتدبير الجماعة في وحدة الإيمان والحقيقة والمحبة. وما زال الرب، جيلا بعد جيل، يختار ويدعو من الشعب المسيحي كهنة وأساقفة لخدمة رسالة الخلاص، ويشركهم بسلطانه المثلث: النبوي بالتعليم، والكهنوتي بالتقديس، والملوكي بالتدبير، بقوة النعمة الإلهية في الرسالة الكهنوتية والاسقفية. ويدعوايضا من الشعب المسيحي رهبانا وراهبات يسيرون على خطاه ، ساعين إلى المحبة الكاملة، بتكريس الذات لعيش المشورات الانجيلية نذورا قانونية، من أجل الأخوة الشاملة".

أضاف: "إن المسيح الرب يشرك بمسحة الروح القدس المؤمنين به، فيسمون "مسيحيين"، لأن بنعمة سري المعمودية والميرون يصورهم الروح القدس في كيانهم الباطني على صورة المسيح، وبالتالي مشاركين في الرسالة النبوية والكهنوتية والملوكية".

وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معكم اليوم بهذه الليتورجيا الإلهية في مناسبة عيد الأب، الذي يدعو إليه وينظمه مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية. فإني أحيي وأشكر القيمين على هذا المكتب: المنسق الأباتي سمعان أبو عبدو، المدبر البطريركي لأبرشية حلب، ومعاونيه في التنسيق الزوجين سليم وريتا الخوري. وقد خصص هذا الاحتفال لتكريم عائلات تميزت بكثرة الإنجاب، وبوهب الأعضاء، ولتكريم أشخاص تميزوا بخدمة المريض والأمراض الصعبة. واننا ننوه من بين المكرمين بالدكتور جميل زغيب الذي تحدى مرض "التصلب الجانبي الضموري" وأسس جمعية تعنى بهذا المرض. إننا نحيي هذه العائلات وهؤلاء الأشخاص شاكرينهم على شهادة الإيمان والرجاء والمحبة: إيمان بالله وعنايته؛ ورجاء ثابت بقوة النعمة الإلهية؛ ومحبة للمسيح ولكل إنسان يعاني من مرض أو حاجة".

وقال: "يطيب لي أن أحيي جميع الحاضرين، ولا سيما سيادة السفير البابوي والرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، واقليم اخويات نيابة صربا مع مرشدهم، ونائب رئيس اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء، ونحيي السناتور Christophe André Frassa ممثل الفرنسيين في الخارج، ونحيي معه الوفد المرافق، كما نحيي جمعية مار منصور ورئيستها في لبنان وسائر الجمعيات الحاضرة معنا".

وتابع: "كل هذا الجمهور ونحن التقينا لكي نهنى كل أب، رب عائلة، شاكرين الله "الآب الذي منه كل أبوة في السماوات وعلى الأرض"(أف 3: 14-15)، على عطية الأبوة والأمومة التي ينعم بهما على كل زوج وزوجة. فيعطي الازواج سلطان نقل الحياة البشرية إكمالا لعمل الخلق الذي بدأه الآب السماوي الخالق. ولهذا نقرأ في الكتاب المقدس "أن الأولاد هم إكليل فخر الوالدين"(راجع سي 3: 13). ويعطيهم السلطان لتربية أولادهم الملزمين بطاعة الوالدين وإكرامهم، كما يأمر الرب في الوصية الرابعة من وصاياه العشر: "أكرم أباك وأمك"(خر20: 12).ويوكل إليهم تأمين مستقبل أولادهم بالسهر والعمل، وهو يعضدهم بنعمته.

اننا نحيي اب الآباء، البابا فرنسيس، الذي يسهر بروح الابوة على جميع الناس. واننا نتوجه الى ممثله بيننا سعادة السفير البابوي طالبين منه نقل تحياتنا لقداسته وصلاتنا من اجله كي يعضضه الرب ولكي تبقى ابوته وبركته شاملة لكل انسان على وجه الارض ومثالا لكل اب وام". أضاف: "بما أن الزواج دعوة من الله لنقل الحياة البشرية، وتربيتها، والسهر عليها وحمايتها، وتأمين مستقبلها، فإن الأبوة والأمومة دعوة من الله تشركهما في وظائف المسيح الثلاث. الوظيفة النبوية بمعرفة إنجيل المسيح، واستلهام مبادئه الروحية والخلقية والإنسانية، وتجسيدها في حياة كوالدين، ونقلها إلى اولادهم وتعليمها والتقيد بها. والوظيفة الكهنوتية بممارسة الأسرار المقدسة ولا سيما ذبيحة القداس وسر التوبة والمصالحة مع أفراد العائلة، وتسبيح الله بأعمال الخير والخدمة التي تقتضيها الحياة العائلية. هذه الأعمال تشكل، مع آلامهم وأفراحهم، قرابينهم الشخصية التي يضمونها إلى قربان المسيح. والوظيفة الملوكية بانخراط الوالدين في حياة الكنيسة القائمة على الشركة والمحبة، وفي رسالتها والعمل على بناء ملكوت المسيح على أسس الحقيقة والحرية والمحبة والعدالة، والنضال الدائم لإحلال السلام، ومقاومة الظلم والشر والاستبداد. وذلك بالالتزام مع أولادهم في حياة الرعية والأبرشية، وتشجيعهم على الانخراط في المنظمات الرسولية".

وتابع: "في ما نكرم الأب في يوم عيده، والأم بالمعية، لا بد من التذكير بقدسية الحياة البشرية وكرامتها. فقدسيتها نابعة من الله خالقها وغايتها. هذه القدسية تقتضي احترام الحياة منذ تكوينها في حشا الأم حتى نهايتها الطبيعية. فالله وحده سيد الحياة، وهو بدايتها ونهايتها، مصدرها وغايتها. لذا تدين الكنيسة قتل الحياة بكل أشكاله: القتل المقصود، والإجهاض والموت الرحيم والانتحار[1]. عملا بالوصية الإلهية الواضحة والصريحة والتي لا تقبل التأويل: "لا تقتل"(خر20: 12). لكن الرب يسوع أضاف عليها ثورات الغضب(راجع متى 5: 22)، والكنيسة أضافت النميمة وقتل الصيت. وتدعو إلى احترام الحياة البشرية، وتعزيزها وإنمائها، وإعطائها حقوقها الأساسية لكي يعيش الإنسان، كل إنسان، بكرامة وسعادة وتحقيق الذات، ويكفي ذاته، ويتمكن من تأسيس عائلة مكتفية وامتلاك مسكن لائق. وهذا واجب السلطة السياسية. فتجويع الشعب وإذلاله وحرمانه من حقوقه الأساسية وقهره بالعيش من دون مستقبل، وحجب مقدرات الدولة عنه بسرقة المال العام وهدره والفساد والرشوة، هذه كلها عمليةقتل اجتماعي واقتصادي".

أضاف: "لهذا السبب، نحن حريصون، مع المخلصين للبنان، على المؤسسات الدستورية وحسن سيرها وممارسة صلاحياتها، وأولها رئاسة الجمهورية. فالرئيس هو "رأس الدولة ورمز وحدة الوطن، والساهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه. والرئيس الأعلى للدفاع، والقائد الأعلى للقوات المسلحة"(راجع المادة 49 من الدستور).

أوليس عدم انتخاب الرئيس عملية قتل للبلاد ببتر رأسها؟ أجل، لا نحن ولا الشعب اللبناني المخلص لوطنه نقبل، تحت أية ذريعة أو أي اعتبار، التمادي بعدم انتخاب الرئيس. فبسبب عدم وجود رئيس للجمهورية، تفقد السلطة التشريعية، أي مجلس النواب، صلاحية التشريع. والسلطة الإجرائية، أي الحكومة، تتعثر في قراراتها وتعييناتها، واليوم هي مهددة بالتعطيل. عندئذ تنشل الدولة برمتها. أليس هذا الواقع المتسبب بعدم وجود رئيس للجمهورية عملية قتل للوطن؟ اننا حريصون ايضا كل الحرص على حماية المؤسسات العامة والقضاء والجيش وسائر القوى العسكرية والأمنية، لأنها تحمي المواطنين من عمليات قتلٍ أخرى مثل الظلم والفلتان الأمني والاعتداء على المواطنين في أرواحهم واجسادهم وممتلكاتهم، والاستبداد واستباحة مخالفة القوانين، وشيوع شريعة الغاب، حيث القوي يأكل الضعيف".

وختم الراعي: "هذه كلها تندرج في عيد الأب الذي يتعدى الأبوة الدموية، ليشمل الأبوة الروحية والسياسية والإدراية والقضائية. كل هذه "الأبوات" تندرج في الدعوة التي تكلم عنها المسيح الرب في إنجيل اليوم، وهي شفاء كل إنسان من معاناته الحسية والروحية والمعنوية، وبناء ملكوت الله، ملكوت الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة والسلام. وفي ما نبارك لكل اب في يوم عيده، نصلي من أجل حماية كل أبوة وتعزيزها، لخير العائلة والانسان والمجتمع والوطن، ولمجد الله الآب والابن والروح القدس إلى الأبد، آمين".

الدروع التكريمية

وفي نهاية القداس، قدمت جوقة القديسة رفقا ترنيمة لمناسبة عيد الأب الى غبطته أعدت خصيصا له في هذه المناسبة، كما قدمت اللجنة الوطنية لوهب وزرع الاعضاء لغبطته درعا تكريمية تحت عنوان "شراكة ومحبة".

وقدم الاعلامي ماجد بوهادير موجزا عن كل عائلة مكرمة ، ليسلم بعدها البطريرك الراعي الدروع التكريمية لهذه العائلات وهم :

- فريد ومريم الياس (لكثرةالانجاب من الجيل القديم).

- سمعان ونهاد الشامي(لكثرة الانجاب من الجيل القديم).

- ادوار وعايدة خطار (لكثرة الانجاب من الجيل الجديد).

- الدكتور برنار ورانيا بجاني (لكثرة الانجاب من الجيل الجديد).

- الاخت ادريان طعمة (التي كرست 70 سنة في خدمة المريض والمحتاج).

- الدكتور جميل وهلا زغيب (من أجل التحديات بصبر ورجاء وأمراض صعبة).

- طنوس وشارلون دحدح (من أجل التحديات بصبر ورجاء وأمراض صعبة).

- بطرس ونهاد حوا (من أجل التحديات بصبر ورجاء وأمراض صعبة).

- جورج وانطوانيت مشعلاني (وهب الاعضاء).

- انطوانيت عقيقي (وهب الاعضاء).

- فوزي وهيام ساسين (وهب الاعضاء).

وكانت في المناسبة كلمة لمكتب راعوية الزواج والعائلة ألقاها سليم الخوري.

 

إيران ودعم الإرهاب الدولي والنفاق الأميركي؟

داود البصري/السياسة/22 حزيران/15

في هذه المرحلة الصعبة من إدارة الصراع الدولي والإقليمي, وفي الوقت الذي اختلطت فيه كل الأوراق وسط حروب الإرهاب المتنقل الذي يضرب الشرق القديم, فإن للنظام الإيراني موقعه المتميز في خارطة الإرهاب الدولي وفي دعم العصابات الطائفية المسلحة, وفي تأجيج الأوضاع الداخلية في دول الإقليم. فمع تقديم وزارة الخارجية الأميركية بيانها السنوي حول الإرهاب في العالم والذي جاء فيه أن النظام الإيراني هو من أشد وأكثر الأنظمة في العالم دعما للجماعات الإرهابية, وخصوصا ما يفعله في العراق ودول الخليج العربي من خلال دعمه المفتوح والمفضوح لخلايا وعصابات الإرهاب الطائفي في الشرق عموما, تكون الصورة السياسية الأميركية تعيش وضعا متناقضا يتسم بالغرابة الشديدة! فالنظام الإيراني لا يخفي أبدا دعمه المباشر ومنذ عقود طويلة لعصابات العراق الطائفية, مثلا, لكونها تشكل جزءا من ذاته ومادة خصبة ومباشرة لبرنامجه الأول والأقدم والأعرق, وهو برنامج تصدير الثورة وإسقاط الأنظمة والعمل على قيام وتعزيز الإمبراطورية الإيرانية المقدسة بدلالاتها الطائفية والمرجعية وتبليط الخط الواصل بين كابول الأفغانية وبيروت اللبنانية مرورا ببغداد ودمشق بأنظمة موالية بالكامل إن لم تكن عميلة بالمطلق لعين المقر والمركز في طهران! ومن أجل هذا المشروع الإيراني الطموح بذلت إيران الغالي والنفيس وقدمت أموالها وشبابها من أجل تحقيق ماهو ممكن منه, وفعلا تمكن النظام الإيراني بصبره وتخطيطه الدؤوب وعدم خضوعه للإحباطات المرحلية واستغلاله لحماقات بعض الأنظمة السياسية ولرياح المتغيرات الدولية العاصفة من تحقيق الكثير من ذلك البرنامج وكسب نقاط سبق وتقدم ستراتيجية في العديد من الملفات!

وكان النصر الإيراني الأكبر والملفت للنظر قد تجسد ميدانيا في الساحة العراقية من خلال نجاح النظام الإيراني في السيطرة المطلقة على أوضاع مابعد الاحتلال الأميركي عام 2003 وهو احتلال ماكان ممكنا أن يحدث بسلاسة وسرعة واندفاع كبير لولا التعاون الستراتيجي السري والعلني بين إدارتي أوراق الصراع في كل من واشنطن وطهران, وهو ماسبق أن تحقق أيضا بدرجات أضعف في الساحة الأفغانية عام 2002, ولكن النجاح الإيراني في التمكن من السيطرة شبه المطلقة على العراق وتحويله لحديقة خلفية لمنزل الولي الإيراني الفقيه هو قمة النجاح الإيراني المذهل الذي استغل حالة الفراغ القيادي المرعبة بعد تحطيم العراق كدولة وإنهاء مؤسساته السيادية والأمنية وقيام الأحزاب العميلة لإيران أو الإيرانية ذاتها بإدارة شؤونه في ظل مباركة وبمساعدة أميركية مباشرة أفضت حقيقة إلى أن يتحول العراق لفلك صغير مهمل تابع للمحور الإيراني, لدرجة أن أي حاكم له لايجرؤ على اتخاذ أي قرار إلا بعد التشاور وأخذ الموافقة والبركة من طهران مباشرة, وهو أمر لم يحدث مطلقا منذ أن تأسس العراق المعاصر على أنقاض الدولة العثمانية وبمباركة بريطانية عام 1921!

لقد “تفرسن” العراق سياديا وأضحت الأدوات الإيرانية التي تتلاعب بمصيره!, فرئيس الحكومة ينتمي لحزب تاريخيا كان الأبرز في العمالة والولاء لإيران, وهو حزب “الدعوة” الإرهابي الذي خدم طويلا السياسات الإرهابية للنظام الإيراني في الشرق القديم تشاركه في الحكم مجموعة أحزاب وتجمعات ماهي في حقيقتها إلا مجاميع من إنتاج وتجميع الحرس الثوري الإيراني مثل جماعة الحكيم “المجلس الإيراني الأعلى” ومثل الجماعات المنشقة عنه والإيرانية فعلا كتنظيم “بدر” الحرسي الذي يقود اليوم وزارة الداخلية ويهيمن فعليا على وزارة الدفاع ويدير أمور وملفات الحرب الأهلية الطائفية في العراق. كل ذلك لايحدث في الواق واق, وليس بعيدا عن عيون الأميركان, بل أن كل مايجري أمامهم وأمام عيونهم ومخابراتهم المتعددة الأشكال بل أن قوة الإندفاع الإيرانية لضم العراق تحت الإبط الإيراني المباشر قد وصلت لحدود إستفزازية قصوى حينما تحدى الإيرانيون الأميركان مباشرة وأرسلوا الإرهابي الدولي الذي ضرب المصالح الأميركية والكويتية تحديدا في الشرق, وهو جمال جعفر محمد الشهير, بأبي مهدي المهندس, ليكون قائدا ميدانيا لجيوش الحشد الطائفي التي تمارس عمليات إبادة وتطهير مناطق أهل السنة وتفرض متغيرات ديموغرافية معروفة وتحت حماية الطيران الأميركي. وتلك لعمري قاصمة الظهر وقمة الإستفزاز والغرابة! نتحدث هنا عن جانب واحد وهو الملف العراقي فقط لاغير ولم نتحدث عن مؤامرات التخريب الإيرانية في البحرين واستغلال الساحة العراقية لتدريب مخربي البحرين من عملاء النظام الإيراني كخلايا الأشتر وغيرها من الأسماء والمسميات الطائفية المعروفة, كما أننا لم نتطرق للدور الإيراني الواسع في مقاومة الثورة السورية أو في تأزيم الوضع اللبناني الهش أصلا من دون تجاهل مايفعله النظام الإيراني من تخريب كارثي ممنهج في جنوب جزيرة العرب من خلال دعم الإجتياح الحوثي لليمن وجنوبه! عن أي دعم إيراني للإرهاب تتحدث الخارجية الأميركية إذن وفوضى التخريب الإيرانية قد ضربت الشرق بأسره, وهي اليوم تتوالد فصولا مرعبة وتؤسس لحروب عبثية لن تنتهي إلا بنهاية المشروع الإيراني الطموح وملحقاته, وهو أمر مرتبط بوجود النظام الإيراني ذاته الذي لايعيش أو ينتعش إلا في أوضاع الفوضى والدم والخراب والحروب كما علمتنا سيرته خلال العقود الأربعة المنطوية من الزمن الشرقي المستباح… للإرهاب ونظام إيران علاقة جدلية مستمرة وراسخة.

 

هل سيقدم أوباما تنازلا آخر كبيرا لإيران؟

لاري جيكس وكولوم لينش/السياسة/22 حزيران/15

ظلت الولايات المتحدة والقوى العالمية الاخرى لسنوات عدة تطالب ايران بالتخلص من ابحاثها الماضية حول الاسلحة النووية, لكن نهاية مهلة الاتفاق الذي يعتبر من المعالم تقترب, وادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تقول اليوم الاعتماد على التحقق من النشاط العسكري السابق سيعتبر امرا زائدا, لان الولايات المتحدة تمتلك حاليا بشكل فعلي فهما تفصيليا عن الأنشطة النووية غير المشروعة لايران, ولديها القدرة على ابتكار نظام صارم لرقابة الأمم المتحدة, له القدرة على منع ايران من الغش والتلاعب. حدث هذا التغيير في التوجهات فقط قبل اسبوعين من مهلة 30 يونيو الجاري لما سيعتبر اتفاقا نوويا مهما بين ايران والولايات المتحدة وحلفائها, اذ من خلال الأوضاع التجارية المحرجة وغيرها من المشكلات ترى ادارة اوباما ان الاتفاق مع طهران والذي سيجمد انشطتها النووية مقابل الغاء العقوبات الغربية المفروضة سيكون لحظة لتحديد ميراث الرئيس اوباما الذي هو في امس الحاجة للفوز ويقلق رجال السياسة المتشككون في “كابيتول هيل” ان البيت الابيض سيتنازل عن الكثير جدا للايرانيين حتى ينتزع هذه الاتفاقية. لخص وزير الخارجية الاميركي جون كيري موقف الادارة من انشطة ايران النووية السابقة, في محاولة للتوصل الى اتفاق وقال: “ان واشنطن لم تعد تركز على ما فعلته ايران خصوصا في فترة زمنية او اخرى”, وانتهج الوزير منحى اخر بالقول ان البيت الابيض سيقبل الاتفاق الذي لا يطلب من طهران ان تكشف على الفور عن تفاصيل برنامجها النووي.

ظلت ايران تنكر باصرار محاولتها صنع القنبلة, وبدلا من ذلك اصرت على انها كانت تجري ابحاثا للاستخدامات المدنية للطاقة النووية.

في الوقت ذاته اكد كيري ان الادارة لن توافق على رفع عقوبات مجلس الامن التي مزقت الاقتصاد الايراني وخفضت سعر صرف عملتها ما لم تتخلص طهران من جهودها الماضية لتطوير الاسلحة النووية وتوافق على “نظام قوي للتحقق وبآليات رقابة صارمة” مصممة لكي تضمن للمفتشين التابعين للامم المتحدة حرية الدخول من دون عقبات الى منشآت ايران النووية و”التقدم للأمام”. يترجم موقف الولايات المتحدة الحسابات التي ترى ان قادة ايران بما فيهم المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي لن يعترف علنا على الاطلاق بانهم كذبوا حول جهودهم السرية لتطوير السلاح النووي, وقد يكون هذا صحيحا, لكن التحول قد اشعل الانتقادات من جانب خبراء منع انتشار الاسلحة النووية, الذين رأوا ان الولايات المتحدة تذعن حول نقطة رئيسية تؤدي خدمة للعناد الايراني, وتضعف الوكالة الدولية للطاقة الذرية, وهذا التحول يضع الولايات المتحدة في حالة خلاف مع اهم شركائها المفاوضين وهي فرنسا التي رأت اخيرا ان الحصول على فهم واضح للجهود الايرانية السرية لتصميم رأس نووي هو أمر حيوي للاتفاق! شدد سفير فرنسا في الولايات المتحدة جيرار ارود اخيرا على اهمية ضمان التزام ايران بالكشف عن جهودها السابقة للتسلح بالاسلحة النووية قبل انهاء الاتفاق وقال: “لا اتفاق من دون حل لمسألة “البحث والتطوير” وللابعاد العسكرية المحتملة وهو ما كتبه في تغريدة على “تويتر” في فبراير الماضي.

قال كيري يوم الثلاثاء الماضي ان الولايات المتحدة لديها معلومات كافية عن تاريخ البرامج العسكرية النووية لايران, بحيث تبتكر نظاما موثوقا به للتفتيش يمنع اي انتهاكات ترتكب في المستقبل لكن بعض الخبراء من الخارج ليسوا واثقين من ذلك.

فقد قال مؤسس معهد العلوم والامن الدولي ديفيد البرايت ان ملاحظات كيري “مقلقة جدا” وتعكس ما يراه هو وادارة اوباما لفترة طويلة من تقديم التنازلات لايران. واضاف البرايت في حديث ل¯ “فورين بوليسي”: كلما واجهوا التصلب الايراني كلما تراجعوا, وسيكون من الصعب ان يدعم كثير من الناس الاتفاق, اذا استسلموا بشأن مسألة الابعاد العسكرية للنشاط السابق”! وقال خبراء اخرون من الذين يراقبون المفاوضات بعناية ان الديبلوماسي الاميركي الكبير قد افصح ببساطة عن حقيقة ما الذي كان يمكن بلوغه وما الذي تعذر بلوغه في الاتفاق النهائي?

فقالت العضو الأميركية السابقة في مجموعة خبراء مجلس الامن الدولي لمراقبة امتثال ايران للعقوبات جاكلين شاير: لا توجد فائدة من تعليق الاتفاق على اعتراف ايران بمسائل التسلح, والأبحاث والتطوير التي انشغلت فيها منذ عقد مضى من الزمان وقد توقفت بشكل يمكن اثباته. اضافت: “ان ما يظل حيويا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشي الامم المتحدة عن الاسلحة النووية ان يحصلوا على المعلومات التفصيلية الكافية حول برامج ايران السابقة, للتأكد من ان التصرفات غير المشروعة ما تزال غير مستمرة, واستدركت: “لكن الفكرة ان نوعا من الاعلان العلني والصريح لكل الابحاث السابقة ليس واقعيا على الاطلاق”.

لسنوات عدة اصر المفاوضون من بريطانيا والصين والاتحاد الاوروبي والمانيا وروسيا والولايات المتحدة على ان يشتمل الاتفاق النهائي فحصا غير مسبوق للانشطة النووية التي وافقت عليها ايران, لفهم تفصيلي لخطواتها السابقة لامتلاك المواد النووية, والكثير من شكوك العالم حول برامج طهران النووية يعود الى العام 2002 وظهور منشأة التخصيب السرية في نطنز ومفاعل الماء الثقيل في آراك والذي يمكن استخدامه لانتاج اليورانيوم او البلوتونيوم الكافي لبناء رأس نووي.

اصرت ايران على انكار سعيها الى صنع قنبلة نووية, واصرت على حقها في التخصيب كدولة عضو موقع على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية لعام 1970 لكن طهران رفضت السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدخول الى منشآتها النووية وأعلن خامنئي الشهر الماضي انه لن يسمح “بتفتيش المواقع العسكرية لجمهورية ايران الاسلامية”. اسفرت المفاوضات في ابريل الماضي عن اتفاقية مبدئية في مدينة لوزان السويسرية وقال كيري ان مواقف الولايات المتحدة منذ ذلك الحين “لم تتغير قيد أنملة “عما اسماه ثوابتها الأساسية بما في ذلك التحقق من الأبعاد العسكرية الماضية لبرنامج ايران النووي. وبعد اسابيع من اتفاق لوزان تنبأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ان الاتفاق النهائي قد لا يشمل المتطلبات الخاصة بأن تكشف ايران على الفور عن المعلومات المتعلقة بجهودها الماضية لتطوير الاسلحة النووية, وقال امانو ان عمل ذلك لم يكن ابدا شرطا مسبقا للتوصل الى الاتفاق. ومع ذلك فقد طلب مجلس الأمن من ايران التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية, ولكن هذه الوكالة طالبت ايران بشكل متكرر بأن تتخلص من برنامجها العسكري في الماضي, وتتصور الاتفاقية ان توافق ايران على مجموعة الاجراءات غير المحددة المقصود بها تبديد شكوك الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مسار الانشطة العسكرية لطهران. وحديثا قال امانو للمراسلين: ان قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الابعاد العسكرية للبرنامج النووي الايراني يمكن تبديده بسرعة, وخلال اشهر بعد ان يبدأ سريان الاتفاق. قال المدير التنفيذي لجمعية ضبط التسلح داريل كيمبال ان تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب وضع حل له, من اجل رفع العقوبات الرئيسية المرتبطة بالبرنامج النووي,” لكنه قال انه ليس ضروريا التوقيع على الاتفاق هذا الشهر وانه ليس تنازلا”. جيكس نائب مدير تحرير “فورين بوليسي” ولينش صحافي حاصل على جائزة الأمم المتحدة والمقالة نشرت في “فورين بوليسي”. ترجمة – أحمد عبدالعزيز

 

إيران: تسوية في البرلمان تعطي خامنئي صلاحية الموافقة على الاتفاق النووي

ظريف يلتقي اليوم نظراءه البريطاني والفرنسي والألماني

22/06/15/طهران, القدس – ا ف ب, رويترز: أقر مجلس الشورى الإيراني, أمس, مشروع قانون معدلاً يمنح هيئة أمنية تأتمر مباشرة بالمرشد الأعلى علي خامنئي صلاحية الموافقة على اتفاق نووي مع القوى الكبرى, فأزال بذلك تهديد معارضة المجلس الاتفاق المحتمل.

وأقر المجلس مشروع القانون عشية توجه وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى لوكسمبورغ للقاء نظرائه الفرنسي والبريطاني والالماني في مجموعة “5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا بالاضافة الى المانيا), آملا في احراز تقدم في صياغة الاتفاق النهائي بشأن البرنامج النووي الايراني, قبل انتهاء المهلة المحددة في 30 يونيو الجاري. والنص الاصلي الذي طرح الاربعاء الماضي كان يحدد بدقة اطار الاتفاق المحتمل, وكان سيضيف لو اعتمد على الأرجح عقبة الى المفاوضات الصعبة, خصوصاً من جانب بعض المتشددين الذين يرفضون تقديم تنازلات الى الغربيين يعتبرون أنها بالغة الأهمية. وكان المشروع الأصلي ينص على ضرورة رفع جميع العقوبات المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي, وهو أمر يرفضه الغرب, إلا أن النص المعدل أكثر تحديداً حيث يؤكد ضرورة رفع العقوبات “في اليوم الذي تبدأ فيه إيران في تنفيذ التزاماتها” بموجب الاتفاق. وبالإجمال كان المشروع الأصلي ينص على مجموعة معايير يجب أن يقرر البرلمان ما إذا كانت تنطبق على الاتفاق لكي يصبح ملزماً, إلا أن التعديل يمنح حق الاشراف على ذلك لمجلس الامن القومي الاعلى المؤلف من وزراء وقادة عسكريين وأشخاص يعينهم المرشد الاعلى علي خامنئي.

ويرأس هذا المجلس الرئيس حسن روحاني, الذي يسعى جاهداً للتوصل الى اتفاق نووي, إلا أن خامنئي يهيمن عليه وهو الذي ستكون له الكلمة النهائية في أي اتفاق. وقال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني, لبعض النواب الذين كانوا يحتجون, ان “مجلس الامن القومي الاعلى يخضع لإشراف المرشد الاعلى ويجب ألا نكبل يدي المرشد, ويجب ان نمتثل لاي قرار يتخذه المرشد الاعلى. ومجلس الامن القومي الاعلى ليس خاضعاً للحكومة بل للمرشد”. ويتعين ان يوافق مجلس الشورى على الاتفاق النهائي, لكن يبدو من غير المحتمل أن يعارض النواب قرارات مجلس الامن القومي الاعلى. ويقر النص المعدل أيضاً بصلاحية مجلس الامن القومي الاعلى الموافقة على عمليات التفتيش التي ستقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من احترام طهران الاتفاق النووي, وفي اطار الانشطة الايرانية للبحث والتطوير.

وقال رئيس اللجنة البرلمانية للامن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بوروجردي الذي رعى النص الاصلي, ان النص يهدف الى تحصين المفاوضين الايرانيين من “المطالب المفرطة” للغرب, إلا أن لاريجاني قال “نريد أن نساعد البلاد لا أن نخلق مشكلات جديدة”, مشيراً إلى ضرورة التنسيق مع مجلس الامن القومي الاعلى.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية “ايرنا” أن لاريجاني رد على النائب المحافظ أحمد توكلي الذي انتقد تأخير مسودة القانون بالقول “نحن لا نناقش بيع بطاطا, ولكن مسألة مهمة جداً للبلاد”. في سياق متصل, دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى ان يكون اي اتفاق مع ايران بشأن ملفها النووي “قابلا للتحقق”. وقال في مؤتمر صحافي عقده في القدس الى جانب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو, أمس, “نعتقد انه من الضروري ان نكون حازمين جداً, وفي حال سيكون هناك اتفاق لا بد من ان يكون صلباً, أي قابلاً للتحقق”, مضيفاً انه “في المرحلة التي نحن فيها الآن لاتزال الأمور غير واضحة”. واعتبر أنه من دون ذلك فإن المنطقة تواجه خطر سباق على التسلح “لأن الاتفاق سيفتقر الى الثقة وكل طرف سيسعى الى حماية نفسه عبر التسلح نووياً”. من جهته, حض نتانياهو فرنسا على اتخاذ موقف حاسم ومنع إبرام “اتفاق سيئ” مع ايران. ويلتقي فابيوس اليوم في لوكسمبورغ نظيره الايراني محمد جواد ظريف, اضافة الى نظيريهما البريطاني والالماني في وقت تستمر المفاوضات بين ايران ومجموعة الدول الست الكبرى أملاً ببلوغ اتفاق نهائي قبل نهاية يونيو الجتري. ويجتمع خبراء الجانبين منذ بداية الشهر الجاري في العاصمة النمساوية, وتعتبر قضية التفتيش الدولي للمواقع النووية الايرانية أحد البنود الأكثر حساسية في العملية التفاوضية.

 

مصر تعين أول سفير لها في اسرائيل منذ ثلاثة اعوام

القاهرة - أ ش أ /عينت مصر أول سفير لها لدى إسرائيل منذ العام 2012 اليوم (الأحد) في إشارة إلى تحسن العلاقات بين البلدين. وكان الرئيس المصري المعزول محمد مرسي المنتمي لـ "جماعة الاخوان المسلمين" استدعى سفير مصر لدى إسرائيل في تشرين الثاني "نوفمبر" في العام 2012 بعد هجوم إسرائيلي أدى إلى مقتل قيادي عسكري بحركة حماس الفلسطينية واندلاع اعمال عنف على مدى اسابيع. وقالت "وكالة انباء الشرق الاوسط" المصرية الرسمية اليوم "أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً جمهوريا بالحركة الديبلوماسية لسفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية بالخارج وشملت الحركة... ترشيح السفير حازم خيرت ... سفيراً لمصر في تل أبيب". وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في القدس "أبلغتنا السلطات في مصر بأنها سترسل سفيرا إلى إسرائيل". ويذكر أن تم توقيع معاهدة سلام في مصر مع إسرائيل في العام 1979

 

أيتام الشرق الأوسط

 غسان شربلLالحياة/22 حزيران/15

الشرق الأوسط الحالي لا يشبه ذاك الذي كان قائماً قبل أربع سنوات. أطاحت الزلازل المتلاحقة ركائز استقراره وغيّرت الأولويات. دول رئيسية تفكّكت. وجيوش كبيرة تآكلت. تحولت الميليشيات المذهبية قوى إقليمية تعبُر الحدود لإسقاط نظام أو إنقاذ نظام. خسرت الحدود الدولية حصانتها وباتت الاستباحة مشهداً عادياً. تمزَّق النسيج الاجتماعي هنا وهناك. شهدت المنطقة يقظة دموية لهويات تقل عن حجم الخريطة أو تفيض عنها. مجموعات خائفة ومخيفة تتخاطب بلغة الأرض المحروقة. ذاكرة تُدمَّر مزنرة بمتفجرات «داعش». ومتحف الفسيفساء ينزف بعد استهدافه ببرميلين. تبدو المنطقة متروكة لجحيمها. لن تُرسِل أميركا أبناءها لإنقاذ مدينة يمكن أن يضمها قاسم سليماني غداً إلى لائحة إنجازاته. لن ترسل أبناءها لإنقاذ مدينة يمكن أن تسقط بعد تحريرها في يد «داعش» أو «النصرة». تركت أميركا لأهل المنطقة مهمّة أن يقلعوا أشواكهم بأيديهم. يمكن أن تُسعفهم بسلسلة غارات أو حفنة مستشارين. إدارة باراك أوباما تصرّ على الفصل الكامل بين الملفات. أغلب الظن أن أميركا ستبتعد قليلاً عن المنطقة في السنوات المقبلة. سيولد النظام الإقليمي الجديد من حروب طويلة وتمزُّقات مريرة. روسيا غير قادرة على الاضطلاع بأدوار إنقاذية حاسمة، ومبعوثو بان كي مون تنقصهم الهالة والإمكانات والأدوات. يستوقفك كلام رجلٍ خَبِرَ قصور القرار وردهات القنوات السرية. يقول: «لكي تفهم ما يجري الآن عليك أن تمزّق في ذهنك الخرائط ومعها القواعد القديمة للعبة». والكلام مقلق ومخيف. لسنا في منطقة تسمح بالطلاقات المخملية، على غرار ما شهدته تشيكوسلوفاكيا. نحن من القماشة اليوغوسلافية. من منطقة تُحفَظُ فيها الخريطة بالقهر وتُرسَم فيها حدود الطلاق بالدم.

لنترك إسرائيل جانباً. في المنطقة أربع مجموعات سكانية كبرى: العرب والفرس والأتراك والأكراد. وحدهم الأكراد الذين يقترب عددهم من أربعين مليون نسمة لا يملكون دولة، بل يتوزعون على أربع دول في الإقليم. واضح أن موقع إيران أفضل مما كان عليه قبل عقد. إنها قوة إقليمية هجومية مُزعْزِعة للاستقرار، كادت أن تُغيِّر ملامح الإقليم برمّته. إنها صاحبة الكلمة الأولى في العراق. وهي منعت حتى الآن سقوط النظام السوري. وصاحبة الكلمة الأولى في بيروت. وكادت أن تحقق اختراقاً غير مسبوق في اليمن لولا انطلاق «عاصفة الحزم». ثم إن توقيع الاتفاق النووي سيحرّر إيران من وطأة العقوبات، من دون أن يُلزِمها بالتراجع عن فتوحاتها في المنطقة. صحيح أن سياسة «تصفير المشاكل» التي روّج لها أحمد داود أوغلو تبخّرت، لكن الصحيح أيضاً هو أن تركيا دولة أنجزت قفزة اقتصادية نقلتها إلى موقع مختلف. ثم إن الحدود التركية ليست مهددة، والديموقراطية التركية تعمل وأظهرت قدرتها حتى على تقليم أحلام السلطان. واضح أيضاً ان أحوال الأكراد أفضل مما كانت عليه. نجح إقليم كردستان العراق في صد هجمات «داعش» بمساعدة دولية، وتمكّنت البيشمركة من التقدُّم إلى معظم المناطق التي كانت تسمى «المناطق المتنازع عليها». ونجح أكراد سورية في التصدي لـ «داعش»، وها هم يفرضون أمراً واقعاً جديداً في مناطقهم، سيؤثّر بلا شك في ملامح سورية المقبلة. وفي تركيا اقتحم الأكراد البرلمان بصفتهم الحزبية، عبر انتخابات أعطتهم كتلة من ثمانين نائباً في تطور غير مسبوق. لا حاجة إلى الاسترسال في شرح أوضاع المجموعة العربية. كل الزلازل تضرب الشق العربي من الشرق الأوسط. القتيل عربي. والبيت الذي يُدمَّر عربي. ومجلس العزاء عربي. والاقتصاد الذي ينهار عربي. والخريطة التي تتمزّق عربية. يستطيع المرء التفكير هنا بالعراق وسورية واليمن وليبيا والصومال. يستطيع أن يتخوَّف من المستقبل في تونس والجزائر ولبنان وغيرها. الخسائر الاقتصادية رهيبة. تكفي الإشارة إلى أن إعادة إعمار سورية وحدها تحتاج إلى أكثر من ثلاثمئة بليون دولار، هذا إذا توقفت الحرب الآن.

لن تدوم حروب الشرق الأوسط إلى الأبد. ستأتي ساعة يولد فيها نظام إقليمي جديد، وتتبلور قواعد جديدة للعبة. مهمّة وقف التدهور في موقع اللاعب العربي مهمة شاقة تكاد أن تكون ملقاة اليوم على عاتق مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية. نجاح المهمة يستلزم بالتأكيد عودة مصر إلى الاضطلاع بدورها، وخروج سورية من النفق الدموي بحل سياسي، يرمِّم ما أمكن من وحدتها وملامحها، واستعادة العراق من سياسات انتحارية تقل عن حجم الخريطة أو تفيض عنها. من دون ذلك وإذا استمر الاتجاه الحالي ستكون النتائج كارثية. لقب أيتام الشرق الأوسط لن يُطلَق هذه المرة على الأكراد وسائر الأقليات، بل سيفوز به العرب. ليست نكبة أقليات ومكوّنات. إنها نكبة أمّة بكاملها.

 

كيف ترد واشنطن وطهران على رسائل موسكو الرياض؟

 جورج سمعانLالحياة/22 حزيران/15

ما يجمع بين السعودية وروسيا من مصالح مشتركة ليس قليلاً. مثلما أن ما يباعد بينهما ليس قليلاً أيضاً. والاتصالات الأخيرة بين الدولتين تضيف جديداً إلى المشهد الاستراتيجي الإقليمي والدولي. هذا التطور يشكل فصلاً مشابهاً لما تشهده العلاقات بين واشنطن وطهران. لن تنقلب الصورة أو خريطة العلاقات انقلاباً جذرياً. لكنها تحدد جانباً من الملامح الأساسية للنظام المقبل في المنطقة. لم تقترب المقاربات السياسية لكلا البلدين الواحدة من الأخرى إلى حد التماهي الكامل. لكنها بداية. فما نهجته الرياض في الأشهر الأخيرة مستمر. فإذا كان الحليف الأميركي التقليدي لا يستطيع استجابة مطالب أهل الخليج وتبديد مخاوفهم وهواجسهم من المستقبل، فهناك بدائل كثيرة متوافرة في أوروبا والمشرق. وجاءت زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند hلمملكة لتؤكد أن باب الشراكات مفتوح على مصراعيه ولا يمكن دولة بعينها أن تحتكره. والاتصالات القائمة بين المملكة وروسيا على النهج نفسه. فكلا البلدين يوجه رسائل واضحة إلى من يعنيهم الأمر، خصوصاً الولايات المتحدة وإيران. فالكرملين يخشى أن يؤدي الاتفاق النووي المرتقب في أن تذهب طهران بعيداً في علاقاتها مع الغرب بعدما كانت أزمتها مع هذا الغرب مادة لم يتورع عن استغلالها - وبكين أيضاً - في ابتزاز الولايات المتحدة.

وروسيا نحت بوجهها نحو الصين والهند والبرازيل لتعويض ما خسرته تجارتها بسبب العقوبات الغربية عليها في ضوء أزمة أوكرانيا. ولم تفت الرئيس فلاديمير بوتين الإشارة، في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي، إلى «التغيير» في خريطة الاقتصاد العالمي الذي يتركز ربعه حالياً في شرق آسيا والمحيط الهادئ. ويهمه اليوم أن ينسج علاقات متينة مع العرب، خصوصاً دول مجلس التعاون. فهو يدرك أهمية السعودية في أسواق الطاقة وأسعارها. وبشر وزير النفط السعودي الذي رافق ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارته روسيا بأن التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال الطاقة سيؤدي إلى «تحالف بترولي بين البلدين» لمصلحة الدول المنتجة، والسوق الدولية واستقرارها. وتعلق موسكو أهمية كبيرة على رفع مستوى التعاون البترولي، خصوصاً في ضوء تدني الأسعار وما تخلفه على اقتصادات الدول المنتجة. وكان الرئيس بوتين صرح مطلع العام الماضي، مع بداية هبوط الأسعار، بأن المملكة هي الدولة الوحيدة القادرة على خفض أسعار النفط في العالم. لكنه لم يتوقع أن تُقدم على «خطوة تضر بمصالحها».

من التعاون والاتفاقات الاقتصادية والتجارية التي أبرمها الطرفان، يمكن مستقبلاً رفع وتيرة التعاون السياسي. هناك تلاق واضح بين موقفيهما من الوضع في مصر، وحرصهما على دعم نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي. وهناك علاقات طيبة بين روسيا والأردن. كل هذه عوامل مشتركة تزيد في آفاق التفاهم المشترك. وتدرك روسيا جيداً أن المملكة تقود اليوم العمل العربي المشترك أو الغالبية العربية. والتحالف الذي أطلقته في «عاصفة الحزم» يضم شريكاتها في مجلس التعاون باستثناء سلطنة عمان. إضافة إلى مصر والسودان والمغرب والأردن. وترجمة ذلك ميدانياً أن السعودية قادرة على إدارة الصراعات في المنطقة ورسم قواعد اللعبة السياسية والعسكرية في الصراع مع القوى الإقليمية الكبرى الأخرى. ليس فقط لكونها تتمتع بقوة دينية أو روحية مميزة في قلب العالم الإسلامي، ولكن لأنها تشكل أيضاً قوة اقتصادية حجزت لها مقعداً بين العشرين الكبار، فضلاً عن موقعها الجيواستراتيجي. وتحرص موسكو على بناء علاقات مميزة مع الرياض حرصها على حماية مصالحها في الشرق الأوسط. وهي باتت الآن أكثر إلحاحاً على توسيع شبكة هذه المصالح للرد على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ثمة مبالغة في القول أن السعودية تعطي في الاقتصاد والنفط وتأخذ في السياسة. وهي مبالغة تستند إلى احتمال غير واقعي لتغيير جذري في سياستي البلدين حيال جملة من القضايا والأزمات. هناك ثوابت لدى الطرفين لا تخضع للمساومة أو المقايضة مهما كان الثمن. لذا، لا يخلو من التبسيط أو أن يتوقع بعضهم انقلاباً في الموقف السياسي لهذا الطرف أو ذاك. روسيا لم تواجه الموقف السعودي من أحداث اليمن. ولم يكن منطقياً أن تقف بوجه «عاصفة» التحالف العربي الجديد. وامتنعت عن التصويت على القرار 2216 وكان بإمكانها أن تمارس الفيتو لكنها لم تفعل. هذا الموقف يأتي أولاً انسجاماً مع مواقفها وسياساتها التي تتمسك بـ «الشرعية». حجتها كانت دائماً بعد اندلاع «الربيع العربي» أن التغيير مسؤولية داخلية وليس مسموحاً أن يتنطح المجتمع الدولي أو الخارج من أجل فرض التغيير أو إسقاط هذا النظام وذاك. وهي تتمسك بالحلول والتسويات السلمية. وقد جدد الرئيس بوتين، غداة لقائه الأمير محمد بن سلمان، موقف بلاده الداعم للرئيس بشار الأسد. أبعد من ذلك تعرف موسكو أن السعودية تنظر إلى الحركة الحوثية ذراعاً إيرانية تسعى إلى إكمال الطوق حول شبه الجزيرة العربية، وتهديد أمنها الوطني ومصالحها وإضعاف دورها في الإقليم. لذلك، لم يكن متوقعاً من المملكة أن تقف مكتوفة. وهو الموقف نفسه الذي أملى على روسيا التحرك لحماية ما تسميه فضاءها الأمني أو حديقتها الخلفية في أوكرانيا. وهددت قبل أيام برد «لا سقف له» إذا تعرض أمنها للخطر. وكانت تعلق على إعلان حلف «الناتو» خططاً لنشر قوات وآليات ثقيلة على حدودها مع بلدان حوض البلطيق وبعض بلدان أوروبا الشرقية.

موقف موسكو من تغيير النظام في دمشق ثابت لا يتغير منذ بدء الأزمة. ولا تكف عن الاستشهاد بما حدث ويحدث في ليبيا بعد التدخل العسكري الخارجي الذي أطاح حكم العقيد معمر القذافي. لذلك، حافظت على استخدام الفيتو لمنع تكرار التجربة الليبية كما تقول. لكن تأكيدات بوتين الأخيرة لا تخفي تماماً بعض التغيير الذي طرأ على موقف بلاده من أزمة سورية. ففي ضوء تنامي قوة «داعش» وباقي الفصائل الإسلامية في العراق وسورية، والمكاسب التي تحققها على الأرض، تفاقمت مخاوف روسيا من انهيار غير محسوب للنظام. لذلك، باتت معنية أكثر مما كانت في السابق بالبحث جدياً عن تغيير في قمة النظام في دمشق يحفظ بعض هياكل الدولة وما بقي من مؤسستها العسكرية، مثلما يحفظ لها مصالحها على شاطئ المتوسط والإقليم. ويضمن أمن الأقليات التي تبدي حرصاً دائماً على مصيرها. وتحدثت دوائر كثيرة معنية عن انزعاج روسيا من موقف دمشق المتشدد وغير المبالي في كل المساعي والمحاولات التي رعتها من أجل إيجاد أرضية تتيح انطلاق تسوية سياسية. مثلما تحدثت دوائر أخرى عن اقتناع أوساط عربية بالحل السياسي بعدما كانت تتمسك بالحسم العسكري خياراً لا بديل منه.

انطلاقاً مما يجري في بلاد الشام، تولي روسيا ملف الإرهاب أهمية خاصة. وتدرك في الوقت عينه خطر الحركات الإرهابية على الدول العربية ودول وسط آسيا التي تشكل فضاء حيوياً لأمنها وأمن الشيشان وغيرها من المناطق الإسلامية في الاتحاد الروسي. وهي معنية بمحاصرة هذه الحركات التكفيرية وضربها. من هنا، رفعها باستمرار شعار وجوب الحفاظ على الأقليات في المشرق العربي. ولا تعول على دور إيران أو التحالف الدولي فحسب في هذا المجال لكنها تركز أيضاً على دور الدول العربية والإسلامية. وفي هذا الإطار تلتقي مع مخاوف الرياض من توسع «دولة أبي بكر البغدادي» واحتمال أن تكون بديلاً من نظام الأسد. لذلك، ثمة مصلحة سعودية - روسية للعمل على تمكين الفصائل المعتدلة من وراثة النظام. ويمكن الرياض أن تمارس نفوذها بما لها من علاقات في أوساط المعارضة داخل «الائتلاف الوطني» أو في صفوف الفصائل المقاتلة على الأرض من «جيش حر» وخلافه. مثلما يمكن موسكو أن تلعب الدور نفسه مع مجاميع عسكرية وسياسية داخل النظام لا يروق لها وضع كل الأوراق بيد إيران. إلا أن ما يعرفه الطرفان السعودي والروسي هو أن رغبتهما وحدهما في التسويات السياسية، في سورية كما في العراق واليمن، ليست كافية وحدها. فاللاعب الإيراني صاحب الكلمة الأكثر فاعلية على الأرض في هذه البلدان الثلاثة. ولا يبدو أن هذا اللاعب يجنح جنوحهما للتسويات. ونموذج «جنيف اليمني» أخيراً خير دليل.

الرسائل التي يبعث بها الطرفان السعودي والروسي إلى الولايات المتحدة وإيران لا تعني أبداً أن ثمة انقلاباً في الأدوار. أو أن بناءهما شراكات جديدة سيتم على حساب شراكاتهما القديمة أو أن تكون هذه بديلاً منها. فلا روسيا في وارد التخلي عن علاقاتها مع الغرب بمقدار ما تريد علاقات متكافئة معه تراعي أمنها ومصالحها. ولا ترغب في الابتعاد عن إيران بمقدار ما قد تتحول لاعباً وسيطاً بينها وبين جيرانها غرباً وشرقاً. والسعودية بالطبع لا يمكن أن تدير ظهرها لعلاقات تاريخية مديدة مع الولايات المتحدة. لكنها ترغب في بقاء ميزان القوى سليماً في الإقليم إذا قدر لواشنطن أن تعطي طهران في الاتفاق النووي ما يفوق حصتها وحجمها... ولا يبقى أمام أهل الإقليم سوى انتظار ردود العاصمتين على هذه الرسائل

 

دولة البغدادي أعظم من دولة بن لادن!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/22 حزيران/15

الصورة الذهنية السابقة عن الجماعات الإرهابية أنها مجاميع من الشباب المتطرفين، من طويلي الشعر واللحى الكثة، ينفذون عمليات انتحارية وتفجيرات واغتيالات، بهدف التخريب وإسقاط الأنظمة.. المظاهر والأفعال نفسها التي نراها اليوم، لكن، ومع هذا، «داعش» ليس «القاعدة».. تنظيم فوضوي بأسلحة وأشرطة تلفزيونية.

«داعش» يملك مقومات الدولة؛ الثروة، والقوة، والسكان، والأرض.. عنده آبار بترول، ومصافٍ، وشاحنات نقل لتهريبه، وشبكة من السماسرة يقومون له بترتيب البيع والمقايضة. عنده هامش للمناورة.. يتعاطى مع أعدائه فيبيع الغاز والنفط لبعض المراكز الحكومية في سوريا لتشغيل محطات الكهرباء. ولديه من هو مكلف بجباية الأموال من قطع الطرق، وتحصيل رسوم على الشاحنات العابرة، وفرض الضرائب والمكوس على الأهالي. وقامت «دولة داعش» باعتماد مجالس بلدية في المدن والبلدات التي احتلتها، تقوم بإدارة شؤون مناطقها، ولها محاكمها، وشرطتها.. وتحاول السيطرة على الاتصالات الهاتفية المحلية، والتحكم في توزيع الإنترنت. وفي مناطقها؛ الشوارع مضاءة، والماء يجري يوميا في البيوت.. الحياة كأنها عادية، وبالطبع لهذه الدولة الإرهابية، قيادتها وعلمها، وأجهزة دعايتها.

تذبح بوحشية لإخضاع السكان، وزرع الخوف. وفي بعض المناحي التي تهمها، مثل جمع الأموال، تبدو برغماتية. وقد سألت أحد المسؤولين المصرفيين العرب عندما التقينا في المنتدى الاقتصادي الأخير في البحر الميت، عن فرع بنكهم في مدينة الموصل العراقية التي يحتلها «داعش».. روى كيف أن البنك يفتح أبوابه كل يوم في أوقاته المعتادة تقريبا، التنظيم لم يغلقه بخلاف المتوقع. ومع أن نشاطات البنك انخفضت كثيرا، إلا أن الموظفين يذهبون إلى هناك كل صباح! أي إن «داعش» لم يغلق المصارف رغم أنه يعدها ربوية محرمة. وتحت حكم «دولة داعش العراقية» أكثر من أربعين مدينة وبلدة، أكبرها الموصل، ثاني مدن العراق، والرمادي عاصمة محافظة الأنبار. ولا تبعد ميليشياتهم عن العاصمة العراقية بأكثر من ثمانين كيلومترا فقط. ولها حدود تحاذي السعودية والأردن، وتمتد سلطتها إلى شرق وشمال ووسط سوريا. وتحت سيطرة «داعش» ثلاثة سدود مائية، وقد قام بحرف مياه النهر لحرمان خصومه منها.

ولو أن «داعش» قرر أن يبقي مكانه ولا يتمدد، ولا يخسر معاركه الدفاعية المقبلة، فقد يستطيع خلال عامين، أو أكثر قليلاً، أن يكوّن علاقات مع بعض دول العالم، لأنه سيصبح أمرًا واقعًا!

هذا التطور في تفكير الجماعات الإرهابية يجعلها أخطر مما ألفناه في التنظيم الأب؛ «القاعدة». هذاك كان مشروعه إشاعة التطرّف الديني، ومحاولة إسقاط الأنظمة الأعداء له، بزعامة الراحل أسامة بن لادن، لكنه كان بلا خطة لليوم التالي. أما «داعش» فهو نموذج متقدم وأكثر خطورة.. تتضح مع الوقت معالم مشروع دولة حقيقية، فهو عن تخطيط يستهدف المناطق المضطربة.. يستولي على الأرض، ويؤسس وجوده عليها، ثم يتمدد، كما يعلم شعار دولته اليوم: «باقية وتتمدد».

ويبدو أنه يقرأ فكر خصومه جيدًا؛ في سوريا والعراق والغرب، ويفهمهم أفضل مما هم يفهمونه؛ فهو يستفيد من التحريض الطائفي الذي تمارسه القوى السياسية الشيعية العراقية والإيرانية، ويستغله لتجنيد أبناء السنة في المناطق التي يحتلها. ممارسات الحشد الشعبي الطائفية تمنح «داعش» حاجاته.. يقدم نفسه دولةَ من يشعرون بأنهم بلا دولة، وسيدافعون عنها بقناعة واستبسال. ويبدو أن التنظيم يفكر بعقله أكثر من سلاحه؛ يرصد ما يصدر عن الحكومات التي تعاديه، وخصوصا الولايات المتحدة. حتى الآن لم يستفزها بأعمال عدائية خارجية كبيرة تضطر الحكومة الأميركية إلى تكرار ما فعلته بأفغانستان ردًا على هجمات «القاعدة» على مدينتي نيويورك وواشنطن عام 2001. استراتيجية «حكومة» أبو بكر البغدادي تبدو أكثر تركيزًا من قيادة بن لادن حينذاك، فالبغدادي يستهدف الدول الساقطة، أو التي تعاني من فراغ سياسي، مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، والسيطرة فقط على المناطق الملائمة له طائفيا.. يخضع سكانها بالقوة، ويستولي على مواردها المالية، ويكلف بعض أهلها بإدارة شؤونها المحلية، وبعد أن يستولي على أسلحتها وأراضيها، ينتقل إلى ما وراءها، في عمليات عسكرية مدروسة.

و«داعش»، دولة غنية. مؤسسة «راند» تقدر أن مداخيل التنظيم العام الماضي من البترول العراقي بلغت مائة مليون دولار، ومداخيله من الابتزاز والرسوم ستمائة مليون دولار، والأموال التي نهبها من البنوك بلغت ستمائة مليون دولار. ولو افترضنا أن فيها مبالغة، فمن المؤكد أن «دولة البغدادي» أغنى وأخطر بكثير من «دولة بن لادن».. لديها نفط، وبنوك، ومخازن أسلحة هائلة، وفي صفوفها يقاتل شباب محلي غاضب، مع شباب جاء من وراء الحدود يريد الذهاب إلى الجنة الموعودة. سيكون من الصعب تحدي «داعش» دون مشاركة كل دول المنطقة، بما فيها الحكومات الأعداء، مع التحالف الدولي القائم حاليا. وهذه مهمة صعبة جدًا ما دامت الإدارة الأميركية عاجزة عن إدارة توجهات بغداد، ولجم إيران. ودون تجريم للجرائم الطائفية على الجانبين، فلن يقوم تحالف. ويزيده تعقيدًا الاشتباك الخليجي - الإيراني، في سوريا واليمن. مع الخلافات الإقليمية والعجز الأميركي، ستزدهر «دولة داعش»، ولن يكون سهلاً دحرها لاحقا.

 

خوفًا على الدروز.. أم على الأسد؟

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/22 حزيران/15

لم تثر تصريحات السياسي اللبناني وئام وهاب التي حذر فيها من احتمال لجوء الدروز إلى إسرائيل لمواجهة الخطر التكفيري، حفيظة تذكر في أوساط الممانعة؛ لا إعلاميًا ولا سياسيًا.. فوهاب انبرى يصرخ ويهدد على الشاشات إثر إقدام «جبهة النصرة» على قتل 30 درزيًا في سوريا، شاهرًا الورقة الإسرائيلية علنًا: «الناس عندما تشعر بالخطر، فستذهب إلى الشيطان» عانيًا إسرائيل. مر هذا الكلام مرور الكرام، تمامًا كما مر كلام رامي مخلوف، رجل الأعمال السوري المقرب من بشار الأسد، في بداية الثورة السورية حين قال إن أمن إسرائيل مهدد في حال لم يتم ضبط الحراك الشعبي في سوريا.. لم يعتبر كلام وهاب صادرًا عن «عميل»، تمامًا كما عومل كلام مخلوف حينها بقبول ورضا. في السنوات التي مرت بين الموقفين كثير من التلميح والتصريح الممانع الذي يشهر العداء لإسرائيل فيما هو في الحقيقة يضمر نيات أخرى. وللحقيقة ظهر جليًا في الإعلام الاهتمام الإسرائيلي بالتطورات بشأن الوضع الدرزي في سوريا، وهو اهتمام جرى تسويقه بأنه قلق على مصير الدروز السوريين المرتبطين ارتباطًا وثيقًا بدروز إسرائيل. جرى الإعلان عن استعدادات عسكرية إسرائيلية وضبط للحدود في الجولان.

تابعنا حملة دعائية طرفاها إسرائيل والممانعة التي أسهبت عبر وسائل إعلامها أيضًا في تضخيم القلق من التكفيريين والتحذير من مجزرة قد تستهدف الدروز. وكأن الأمور عادت إلى نقطة الانطلاق قبل أربع سنوات؛ الاستقرار مرتبط ببقاء أنظمة قمعية تسلطية، ومصلحة إسرائيل تتلاقى مع مصلحة الممانعة في هذا. لا شك في أن الانعطافة التي سببتها الحادثة الأخيرة بحق دروز سوريين قد أعادت طرح وضع الأقلية الدرزية الممتدة من سوريا إلى لبنان وإسرائيل والأردن؛ بحيث بدا أن ما تعرضت له مجموعة درزية في سوريا أصاب بشكل مباشر دروز لبنان ودروز إسرائيل على نحو يفوق ما يحصل حين تستهدف جماعات وأقليات أخرى بحوادث مشابهة. تعيدنا تلك المعادلات التي فرضت على دولنا عقودًا طوالاً إلى ما كان يجري تسويقه من ولاء لسلطة قمعية بصفتها مصدر الطمأنينة المفترضة للأقليات والخائفين..

أمنكم وسلامكم مقابل سلطتنا ونفوذنا.. يجب ألا نسقط هنا في فخ التخفيف من الخطر المحدق بالجماعات الصغرى جراء تقدم التكفيريين الميداني، لكن يجب أيضًا الإضاءة على خطر توظيف الأقليات لحماية أنظمة مثل نظام البعث في سوريا. فإذا كان التكفيريون خطرًا يهدد الأقليات، وهم فعلاً كذلك، فإن استعمال النظام في سوريا لهم يشكل خطرًا على وجودهم لا يقل عن خطر التكفيريين، ناهيك بأن النظام لطالما أجاد استخدام لعبة التكفيريين لكسب بعض من شرعيته، وهنا أيضًا يدخل العامل الإسرائيلي عنصرًا جديدًا على المشهد فيعقده. أن يظهر مشايخ دروز على التلفزيون الإسرائيلي متهمين إسرائيل بالتقصير في حماية دروز سوريا، فهذا مؤشر جديد على المدى الذي دفعتنا إليه الجماعات الأصولية من كلا معسكري الانقسام؛ أي الممانعة والتكفيريين، وعلى المدى الذي يمكن أن يبلغه النظام في سوريا لجهة عدم تعففه عن توظيف الورقة الإسرائيلية.

 

 ثائرون بلا ثوّار وثوّار بلا ثوريين

وسام سعادة/المستقبل/22 حزيران/15

ثمة فارق توضحه اللغة العربية قد يكون أكثر من أي لغة أخرى، هو الفارق بين «الثائر» و»الثوريّ«. الثوريّ قد يعيش طول عمره في الخفاء، أو في النضال العلني، أو في السجون، متسلّحاً بفكر يعتبره «ثوريّاً»، ومنخرطاً بتنظيم يعتبره «ثورياً»، طمعاً في ثورة سينجح في اشعالها فكره أو تنظيمه أو حركة المجتمع في آخر المطاف، ويضع في حسبانه بطبيعة الحال التسليم بأنّ هذه الثورة المنتظرة والتي ينذر نفسه لها قد لا تأتي وهو حيّ يرزق، وقد تأتي على جثّته، أو بعد مماته بوقت طويل. أما الثائر فهو الذي يشارك في ثورة اندلعت، وهو على الأغلب لم يكن يتبنى عقيدة ثورية ما قبل نشوب الثورة، ولم ينخرط في تنظيم يعتبر نفسه ثورياً، أي داعياً لقلب نظام الحكم أو التعديل بعمق للبنية الاجتماعية والثقافية ذاتها. هذا الثائر يتجذّر في معمعان الثورة نفسها، في أيام معدودات يتحوّل من مواطن عادي الى متظاهر شجاع الى محارب على المتراس الى شهيد للثورة، وقد يتحوّل بعد الثورة نفسها الى أحد كوادر النظام الجديد، أو أحد ضحاياه، أو يرجع مواطناً عادياً. ما حصل مع انتفاضات «الربيع العربي» أننا رأينا في البلدان نفسها التي تتيح لها لغتها تمييزاً واضحاً بين «الثائر» و»الثوري» خلطاً للحابل بالنابل في هذا الاطار. فبدل الترسيمة المثالية للقرنين الماضيين التي كانت تتوقع في لحظة انفجار الأزمة الثورية في مجتمع ما أن يخرج الثوريّ من المخبأ، السجن، ومن الأشكال العلنية القانونية للنضال، أو يعود من المنفى، لملاقاة جموع المنتفضين الثائرين و»تثويرهم» بتنظيم وعيهم لنفسهم، ودورهم، ومعركتهم، وكيفية تحرّكهم، وحملهم على ما لم يكن وارداً في أذهانهم بداية من تغيير اجتماعي وثقافي لم يكن في البال ولا كان يبدو في المتناول الواقعي، بدل كل هذا، صرنا أمام نموذج آخر. «الثوريّون» المتبقون في البلدان العربية الى موعد «الربيع»، انقسموا بين من حاول تظهير الانتفاضات القائمة على صورته ومثاله، وأخذت بهم الحماسة مذهباً يبالغ في تقدير الطابع الخلاصي للانتفاضات الراهنة، ويفصل في التاريخ الكوني بين قبلها وبعدها، وبين من تذكر اليافطة الثورية للأنظمة المومياقراطية «التقدمية» العربية، فقال ان واجبه كثوري يفرض عليه أن لا يضلّله الثائرون، بل أن يقف مثلاً مع النظام «الثوري» الليبي ضد الثائرين عليه، ومع النظام «الثوري» السوري ضد الثائرين عليه. الى هنا، سيكون «الثوري» مسؤولية المصائب. لكن ذلك غير كاف كتقييم. الركن الثاني من المصائب راجع الى كون «الثوار» بمصادفة حصول انتفاضة في مجتمعهم لم تكن تخطر لهم بإلحاح قبل ذلك قد تحوّلوا بفعل تحدّيهم لرصاص القمع النظامي بالصدور العالية وبعد ذلك بالرشاشات الى «ثوريين». في سوريا تحديداً، الاكثار من الانتقاد الشعبوي للمعارضين في الخارج في مقابل الامتداح الملحمي للثائرين في الداخل لعب دوراً كبيراً في انتفاخة هذا النوع من الأوهام. صحيح ان موديل القرنين الماضيين، «ثوري» يربى بتنظيم وعقيدة وتراكم الى ان تحين الثورة ليعانق الثائرين وينظمهم ويقودهم، هو نموذج وصل في خاتمة المطاف الى طريق مسدود، لكن الموديل «العربي» لـ»ثوري» مزعوم يتحول بعد انفجار الأزمات الأهلية الثورية اما لتلبيس الانتفاضة الشعبية ما ليس لها دون قدرة على قيادتها نحو أفكاره بالفعل، واما للدفاع عن ثورية النظام واعتباره في موقع مواجهة ثورة مضادة. في الحالتين، هذا «الثوري» يتسلّى!. انها لمشكلة عويصة، مشكلة التخبط بين ما للثوريين وما للثوار، وربما يكون مرور الذكرى العاشرة لاغتيال جورج حاوي، هذا الثوريّ الذي لا يكلّ، والذي نجح في نفس الوقت أن يكون ثائراً في محطات مختلفة من حياته، كانت آخرها اشتراكه في «انتفاضة الاستقلال» ما شكّل الخلفية التي سبقت عملية اغتياله، ربما تكون هذه الذكرى مناسبة للتفكير في هذه الأزمة التي تعيشها مجتمعات، لكنها تعاش أيضاً على مستوى حيرة أفراد كثيرين في بلدنا والبلدان المجاورة: فلئن كانت أحجية ما قبل «الربيع» هي أحجية «ديموقراطية بلا ديموقراطيين» فأحجية «الربيع» كانت وما زالت «ثوريون لا ثوّار، وثوّار لا ثوريون«.

 

الأردن.. والتطورات المصيرية في سوريا والعراق

خيرالله خيرالله/المستقبل/22 حزيران/15

يطمئن الملك عبدالله الثاني الأردنيين إلى أن صمود بلدهم ليس صدفة. عندما يدعو الأمر، يمتلك الأردن ما يكفي من الإمكانات للردّ على أي تطورات، أكان ذلك على الحدود مع سوريا أو مع العراق. ما أكده العاهل الأردني للعشائر في البادية الشمالية، خلال زيارته الأخيرة لتلك المنطقة، أن هناك وعيا لأهمّية توفير أسباب الصمود، بما في ذلك صمود الإقتصاد، في مواجهة أي تطورات في هذين البلدين اللذين بات مصيرهما على المحكّ. تحرّك العاهل الأردني في اتجاه الحدود مع سوريا والعراق حيث يوجد تداخل بين العشائر المختلفة في البلدين مع العشائر الأردنية في وقت يبدو الشرق الأوسط مقبلا على تغييرات كبيرة. لا بدّ من جعل الأردنيين يستوعبون أهمّية ما يدور على الصعيد الإقليمي بعيدا عن الحسابات الصغيرة، وذلك كي لا تكون التغييرات على حساب المملكة. أكثر من ذلك، اراد إفهام الأردنيين أن المستقبل لهم وأن بلدهم يعي تماما ما هو على المحك. أراد التأكيد أن الأردن صامد لا أكثر ولا أقل.

سرّ الصمود الأردني ليس فقط في رجل استثنائي هو عبدالله الثاني الذي استطاع مقاومة موجة المزايدات والمزايدين التي عصفت بالشرق الأوسط. هناك أيضا تلك القدرة العجيبة التي لدى المملكة الأردنية الهاشمية على التعاطي مع مشاكل المنطقة بطريقة خاصة بها. إنّها القدرة على المتابعة أوّلا. فمواجهة التطرّف ليست قضية موسمية، بل هي جزء من السياسة الأردنية. الإصلاحات ليست موضوعا عابرا. هناك اصرار على السير في هذا الخط الذي لم يبدأ البارحة. بدأ هذا الخط منذ قيام المملكة التي تعرّضت لظلم ليس بعده ظلم بسبب محاولة ملوكها إدخال بعض العقلانية على التفكير العربي. تكمن مأساة الأردن، ومصدر قوته ومناعته في الوقت ذاته، في أنّه حاول دائما جعل المنطق يتغلّب على انفلات الغرائز الذي لم يأت على العرب سوى بالكوارث بدءا برفض مشروع التقسيم في فلسطين وصولا إلى ما هم عليه الآن، مرورا بالطبع بهزيمة العام 1967 التي ما زالوا يعانون من آثارها حتّى يومنا هذا. قبل أحد عشر عاما، بادر الأردن إلى جمع ممثلين عن كل الطوائف والمذاهب من أجل التوصل إلى «رسالة عمّان» التي تدعو أول ما تدعو إلى العيش المشترك في المنطقة. في 2004، لم يكن هناك بعد «داعش» ولا دواعش سنّية أو شيعية. كان الهدف من «رسالة عمّان» إعطاء فكرة عن الإسلام الحقيقي الذي هو دين الإنفتاح والقبول بالآخر وليس دينا يدعو إلى التزمّت والعنف.

في 2015، يعيد عبدالله الثاني التذكير بـ»رسالة عمّان» وذلك قبل أيّام من زيارته البادية الشمالية للقاء ممثلي العشائر فيها. كان التذكير بـ«رسالة عمّان» في مؤتمر انعقد أخيرا في استانا عاصمة كازخستان. كان الهدف من المؤتمر تأكيد القدرة على التعايش بين مختلف الديانات والمذاهب. قال عبدالله الثاني في استانا ما يجب قوله عن ضرورة متابعة الحرب على الإرهاب دفاعا عن مبادئ الإسلام. أوضح في الخطاب الذي القاه أننا «نحن المسلمين، نتعرّض اليوم لهجوم وحشي من الخوارج الذين يشوهون ديننا لتبرير جرائمهم الفظيعة». أضاف: «لا يؤذي ديننا أو مشاعر المسلمين شيء أكثر مما تؤذيهم أفعال هذه العصابات المجرمة التي تؤجّج الطائفية وتشعل الفتنة في الأمة وتضلّل الشباب وتغريهم بالتخلي عن مستقبلهم وتنشر العنف في جميع انحاء العالم».

قال عبدالله الثاني الأشياء كما يجب قولها، خصوصا في ظلّ الحرب التي يخوضها الأردن مع «داعش» ومع إخوان «داعش» وأخواته وإخوانه من أنظمة عربية تراهن على الإستثمار في نشر التطرّف من أجل تبرير بقائها ومتابعة قهر شعوبها... اكان ذلك في سوريا أو في العراق. في سوريا، يرفض النظام الاعتراف بأنّه انتهى وأنّ رهانه على «داعش»، الذي تحوّل إلى حليفه الموضوعي، لن يخرجه من مزبلة التاريخ التي لا مكان له خارجها...بل في اسفلها.

لا تهاون في الحرب على الإرهاب الذي بات يشكل تهديدا مباشرا للأردن انطلاقا من سوريا والعراق. لا مجال لأي تردّد من أي نوع كان. لا هرب من تحمّل المسؤولية، بدل إلقائها على الآخرين.

تعلّم الأردن من تجارب الماضي القريب والبعيد. هذا ماجعله يحصّن نفسه من داخل كي يكون واحة من الواحات القليلة في المنطقة التي فيها عيش مشترك بين الديانات والمذاهب. في الأردن ملك يتجرّأ على القول: « إن ديننا يعلّمنا ما هو الخطأ. فمن الخطأ إهانة الدين وعدم إحترامه. من الخطأ التمييز ضد الآخرين واضطهادهم. ومن الخطأ تدنيس أماكن العبادة». في النهاية، لا يدافع الأردن عن نفسه فقط. إنّه يدافع عمّا بقي من قيم في هذه المنطقة، خصوصا في ظلّ ما يدور في سوريا والعراق، حيث رهان الدواعش الشيعية على «داعش» الذي يسعى باسم أهل السنّة، الذين هم براء منه، إلى تشويه صورة الإسلام. هذا ما يُفترض أن يكون مفهوما من كلّ أردني، خصوصا من المنتمين إلى العشائر.

يقرن الأردن الكلام بالأفعال. هناك ظلم لحق بطارق عزيز، البعثي المسيحي، الذي لعب ادوارا ما في عهد صدّام حسين، من دون أن يمتلك يوما القرار. كان طارق عزيز لاعبا ثانويا في العراق في وقت كان النظام يعتمد أوّلا وأخيرا على تركيبة ذات طابع عائلي تتلطّى بمبادئ حزب البعث التي خرّبت بلدين هما سوريا والعراق. كان هناك اصرار لدى الميليشيات المذهبية، التي تتحكّم بالعراق منذ العام 2003، على الإنتقام من طارق عزيز من منطلق طائفي لا غير. في النهاية، لم يجد طارق عزيز مكانا يُدفن فيه غير الأردن. هذه الأخلاق العربية. هذا هو الدين الذي يعترف بالآخر. هذا هو الأردن الذي يحارب الإرهاب حقّا، أي بالأفعال والأقوال في الوقت ذاته. هذا ما يميّز الأردن عن النظامين في سوريا والعراق. إنّهما نظامان يسعيان إلى نشر التطرّف لتبرير قمع الشعبين، خصوصا المواطنين الذين ينتمون إلى مذهب معيّن.

هناك خيار آخر في المنطقة. إنّه الخيار الأردني الذي مكّن المملكة من تجاوز الظروف العصيبة التي مرّت بها منذ قيامها بغض النظر عمّا يدور في سوريا والعراق، البلدين اللذين يبدو أنّهما مقبلان على مرحلة جديدة مطروح فيها مصيرهما بشكل جدي.