المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 حزيران/2015

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.june28.15.htm

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 27 و 28 حزيران/15

في سبيل مستقبل أكثر أماناً للشعوب/بان كي مون/الحياة/28 حزيران/15

خفايا حياة خامنئي(3): ثروة المرشد النقدية ومصدرها/بادية فحص/جنوبية/28 حزيران/15

الأطفال الضحيّة الاولى للأحكام الفقهية المتشددة في الاسلام سنةً وشيعة/سلوى فاضل/جنوبية/28 حزيران/15

حملة أزهرية لمواجهة التمدد الشيعي في مصر/السياسة/28 حزيران/15

كيري وظريف يقران بوجود عمل شاق للتوصل إلى اتفاق بشأن النووي الإيراني/وكالات/28 حزيران/15

تطاول «الأقزام» والأفق المصري المسدود/خالد الدخيل/الحياة/28 حزيران/15

 ساحة الحرب مع «داعش» تتسع/الياس حرفوش/الحياة/28 حزيران/15

نحن في الصحراء وحدنا ... هذه هي «الدولة الإسلاميّة»/حازم الامين/الحياة/28 حزيران/15

ماذا بعد "صرخة" البيال؟/خالد موسى/موقع 14 آذار/28 حزيران/15

دروز سوريا من اسرائيل الى سمير القنطار: أدوار وأقنعة/سلام حرب/موقع 14 آذار/28 حزيران/15

جمعة رمضانية دامية/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط/28 حزيران/15

تقسيم سوريا بين الوقائع والأفق المسدود/فايز سارة/الشرق الأوسط/28 حزيران/15

 تسويات تُحضَّر في المطابخ الدولية/ثريا شاهين/المستقبل/28 حزيران/15

الساكت عن الحق «أسماء الأخرس»/جانا حويس/المستقبل/28 حزيران/15

استراتيجية الهباء/علي نون/المستقبل/28 حزيران/15

دروز سورية... النظام يخدعهم و«داعش» يتوعّدهم والمعارضة تشترط عليهم الحياد/فاطمة حوحو/الراي/28 حزيران/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 27 و 28 حزيران/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/6/2015

افتتاحيات الصحف ليوم السبت 27 حزيران 2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 27 حزيران 2015

التعطيل الحكومي قد يستمر الى ايلول المقبل ؟ الهيئات تفعل تحركها وشقير يلوم نواب عون لانهم ضللوه

الأمن العام أحبط مخططا لداعش لتفجير سيارة في بيروت

 رئيس "المجلس الوطني" لـ14 آذار ينتخب اليوم وترجيحات الرئاسة تميل لسمير فرنجية

تسليم جثتي مسلحين تكفيريين اثنين الى ذويهما

الجميل من زحلة: اولى الاولويات انتخاب رئيس وخارج ذلك فان اي طروحات اخرى تضع البلد في مسار الانتحار

حمادة: ورقة النيات تسري على من وقع عليها فقط وأحترم أي اتفاق رغم الشك بإنتاجيته

ريفي وبو صعب جالا على عدد من مدارس طرابلس واطلعها على اوضاعها

فتفت: الهجوم على خط الإعتدال لا يخدم الا بشار الأسد

أبو فاعور: ما يجري في سوريا يجب أن يبقى داخلها ولن نقبل بأن ينتقل الى لبنان

اختتام أعمال دورة المجمع الانطاكي: لمواجهة الفكر التكفيري وإرساء تربية دينية تعمم ثقافة الانفتاح والسلام

دريان في افطار مؤسسات محمد خالد الاجتماعية: لعقد جلسات لمجلس الوزراء لتسهيل شؤون الدولة والناس

النابلسي: لمواجهة التكفيريين وتجفيف مواردهم وفضح معتقداتهم

خريس من صور: لتأمين عمل المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية

النائب ياسين جابر: “حزب الله” لن يسير بجعجع رئيساً حتى لو دعمه عون

 الكويت تشيع ضحايا التفجير الانتحاري وسط إجراءات أمنية مشددة

الكويت تتعهد مواجهة بلا هوادة وتونس تغلق عشرات المساجد

الكويت: القبض على مالك السيارة التي اقلت الارهابي إلى مسجد الصادق

السعودية: نقف حكومة وشعباً مع الكويت وندعم إجراءاتها للحفاظ على أمنها

التعرف على هويات 17 من الضحايا الـ 38 للهجوم في تونس

نزوح عدد من العائلات الآشورية المسيحية الى القامشلي

المعلم في موسكو الاثنين وقلق روسي من انهيار النظام "داعش" يجهز جيشاً لاقتحام الحسكة

اليمن: مخاوف الانفصال تكبح تقدّم "المقاومة" الجنوبية

السعودية: استشهاد جندي وإصابة آخر بقذائف من داخل الأراضي اليمنية

فابيوس: التوصل إلى اتفاق مع إيران مازال صعب المنال

بدء مصادرة أملاك «الإخوان» في الأردن

منفذ هجوم فرنسا «شخص لطيف ... لكن منغلق»

 

بعض عناوين النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى10/تى42/11/01/ مَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ لأَنَّهُ تِلْمِيذ، فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ

الزوادة الإيمانية لليوم/سفر أعمال الرسل11/من19حتى30/وكَانَتْ يَدُ ٱلرَّبِّ مَعَهُم، فآمَنَ عَدَدٌ كَثير، ورَجَعُوا إِلى الرَّبّ.

بالصوت/من اذاعة لبنان الحر/مقابلة قيمة وفكرية ورؤيوية بامتياز مع النائب السابق سمير فرنجية/مقدمة للياس بجاني

سمير فرنجيّة عبر لبنان الحرّ: لتوسيع حوار القوات-التيار درءًا للفتنة السنيّة الشيعيّة/لبنان الحر

المجلس الوطني لـ14 آذار يبصر النور غداً/سمير فرنجية: لا تعليب.. وحرية المبادرات متروكة للجميع/فاطمة حوحو/تيار المستقبل

رئيس "المجلس الوطني" لـ14 آذار ينتخب الاحد وترجيحات الرئاسة تميل لسمير فرنجية

ماذا بعد "صرخة" البيال؟/خالد موسى/موقع 14 آذار

التعطيل الحكومي قد يستمر الى ايلول المقبل ؟ الهيئات تفعل تحركها وشقير يلوم نواب عون لانهم ضللوه

خفايا حياة خامنئي(3): ثروة المرشد النقدية ومصدرها/بادية فحص/جنوبية

هذا هو التكفيري الحقيقي/محمد عقل/جنوبية

الأطفال الضحيّة الاولى للأحكام الفقهية المتشددة في الاسلام سنةً وشيعة/سلوى فاضل/جنوبية

قبل أربعين عاما هز موقف الضمائر ولا زال مدرسة لغاية يومنا هذا.

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/6/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 27 حزيران 2015

بري التقـــى ســلام وابرق الى فرنسا مستنكرا

تسليم جثتي مسلحين تكفيريين اثنين الى ذويهما

النائب مروان حمادة: ورقة النيات تسري على من وقع عليها فقط وأحترم أي اتفاق رغم الشك بإنتاجيته

الرئيس أمين الجميل من زحلة: اولى الاولويات انتخاب رئيس وخارج ذلك فان اي طروحات اخرى تضع البلد في مسار الانتحار

النائب جوزيف ابوخاطر: لا حياة سياسية طبيعية قبل انتخاب رئيس لعدم التشـريع فـي ظل الفـراغ في رأس الدولـة

النائب أحمد  فتفت: الهجوم على خط الإعتدال لا يخدم الا بشار الأسد

النائب ياسين جابر: “حزب الله” لن يسير بجعجع رئيساً حتى لو دعمه عون

عمل شاق في "النووي" قبل التوقيع تحضيرا لتسوية الازمات السياسيــة

بري- سلام : لمزيد من التريث وحزب الله يرضــي "الحليــــــف"

الحوار المسيحي نحو مزيد من التطبيع في الشارع ولقاء في معراب الاثنين

جنبلاط استقبل العشائر العربية في سوريا والاردن والسعودية وأبرق إلى أمير الكويت ورئيسـي تونس وفرنسـا مسـتنكرا

اختتام أعمال دورة المجمع الانطاكي: لمواجهة الفكر التكفيري وإرساء تربية دينية تعمم ثقافة الانفتاح والسلام

الشيخ عفيف النابلسي: لمواجهة التكفيريين وتجفيف مواردهم وفضح معتقداتهم

ريفي في افطار لرجال الاعمال: اقول لمن تعمدوا تسريب الاشرطة ان أهدافكم الخبيثة أفشلناها

اجراءات فرنسـية "فـوق العـادة" فــــي مواجهـــة الارهـاب:تشريعات قانونية لمراقبة افعل والتشدد مع الملتحقين بداعش والمناصرين

حملة أزهرية لمواجهة التمدد الشيعي في مصر

كيري وظريف يقران بوجود “عمل شاق” للتوصل إلى اتفاق بشأن “النووي الإيراني”

دروز سوريا من اسرائيل الى سمير القنطار: أدوار وأقنعة/سلام حرب/موقع 14 آذار

نحن في الصحراء وحدنا ... هذه هي «الدولة الإسلاميّة»/حازم الامين/الحياة

في سبيل مستقبل أكثر أماناً للشعوب/بان كي مون/الحياة

ساحة الحرب مع «داعش» تتسع/الياس حرفوش/الحياة

تطاول «الأقزام» والأفق المصري المسدود/خالد الدخيل/الحياة

استراتيجية الهباء/علي نون/المستقبل

الساكت عن الحق «أسماء الأخرس»/جانا حويس/المستقبل

تسويات تُحضَّر في المطابخ الدولية/ثريا شاهين/المستقبل

تقسيم سوريا بين الوقائع والأفق المسدود/فايز سارة/الشرق الأوسط

جمعة رمضانية دامية/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

دروز سورية... النظام يخدعهم و«داعش» يتوعّدهم والمعارضة تشترط عليهم الحياد/فاطمة حوحو/الراي

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى10/تى42/11/01/ مَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ لأَنَّهُ تِلْمِيذ، فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ

"قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَنْ يَقْبَلُكُم يَقْبَلُنِي، ومَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ مَنْ أَرْسَلَني. مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا لأَنَّهُ نَبِيٌّ يَنَالُ أَجْرَ نَبِيّ. ومَنْ يَقْبَلُ صِدِّيقًا لأَنَّهُ صِدِّيقٌ يَنَالُ أَجْرَ صِدِّيق. ومَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ لأَنَّهُ تِلْمِيذ، فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ».

ولَمَّا أَتَمَّ يَسُوعُ وصَايَاهُ لِتَلامِيذِهِ الٱثْنَي عَشَر، ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ ويَكْرِزَ في مُدُنِ اليَهُود."

 

الزوادة الإيمانية لليوم/سفر أعمال الرسل11/من19حتى30/وكَانَتْ يَدُ ٱلرَّبِّ مَعَهُم، فآمَنَ عَدَدٌ كَثير، ورَجَعُوا إِلى الرَّبّ.

"يا إِخْوَتِي، أَمَّا الَّذِينَ تشَتَّتُوا مِن جَرَّاءِ ٱلضِّيقِ ٱلَّذِي حَصَلَ بسَبَبِ إِسْطِفانُس، فقَدِ ٱجْتازُوا إِلى فِينِيقِيَة، وقُبْرُس، وأَنْطَاكِية، وهُم لا يُكَلِّمُونَ أَحَدًا بِٱلكَلِمَةِ إِلاَّ ٱليَهُودَ فقَط. غيرَ أَنَّ بَعْضًا مِنهُم قُبْرُسِيِّينَ وقَيْرَوانِيِّينَ أَخَذُوا، لدَى قُدُومِهِم إِلى أَنْطَاكِيَة، يُخَاطِبُونَ اليُونَانِيِّينَ مُبَشِّرِينَ بِٱلرَّبِّ يَسُوع. وكَانَتْ يَدُ ٱلرَّبِّ مَعَهُم، فآمَنَ عَدَدٌ كَثير، ورَجَعُوا إِلى الرَّبّ. وبَلَغَ ٱلخَبَرُ مَسَامِعَ ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتِي في أُورَشَليم، فأَرْسَلُوا بَرْنَابَا إِلى أَنْطَاكِيَة. ولَمَّا وَصَلَ ورَأَى نِعْمَةَ ٱلله، فَرِحَ وأَخَذَ يَحُثُّ ٱلجَمِيعَ على ٱلثَّبَاتِ في ٱلرَّبِّ مِن صَمِيمِ ٱلقَلْب؛ لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً صَالِحًا، مُمْتَلِئًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلقُدُسِ وٱلإِيْمَان. فَٱنْضَمَّ إِلى ٱلرَّبِّ جَمْعٌ كَبير. ثُمَّ خَرَجَ بَرْنَابَا إِلى طَرْسُوسَ يُفَتِّشُ عَنْ شَاوُل. ووَجَدَهُ فأَتَى بِهِ إِلى أَنْطَاكِيَة. وأُتيحَ لَهُمَا أَنْ يَعْمَلا مَعًا في ٱلكَنِيسَة، على مَدَى سَنَةٍ كَامِلَة، وأَن يُعَلِّمَا جَمْعًا كبيرًا. فَدُعِيَ ٱلتَّلامِيذُ في أَنْطَاكِيَة، ولأَوَّلِ مَرَّة، مَسِيحِيِّين. وفي تِلْكَ ٱلأَيَّام، نَزَلَ بعضُ ٱلأَنبِياءِ مِن أُورَشَليمَ إِلى أَنْطَاكِيَة. فَقَامَ واحِدٌ مِنهُم، ٱسْمُهُ أَغَابُس، وأَشارَ بِوَحيٍ منَ ٱلرُّوحِ أَنَّ مَجَاعَةً شَديدَةً سَتَكُونُ في ٱلمَسْكُونَةِ كُلِّها. وهذِهِ ٱلمَجَاعَةُ حَدَثَتْ في أَيَّامِ كْلُودِيُوس قَيْصَر. فقَرَّرَ ٱلتَّلامِيذُ في أَنْطَاكِيةَ أَنْ يُرْسِلُوا، بَحَسَبِ ما يَتَيَسَّرُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنهُم، إِعانَةً إِلى ٱلإِخْوَةِ ٱلسَّاكِنينَ في ٱليَهُودِيَّة. وفَعَلُوا ذلِكَ فأَرْسَلُوا ٱلإِعانَةَ إِلى ٱلكَهَنة، على أَيْدِي بَرْنَابَا وشَاوُل."

 

بالصوت/من اذاعة لبنان الحر/مقابلة قيمة وفكرية ورؤيوية بامتياز مع النائب السابق سمير فرنجية/مقدمة للياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/2015/06/27/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%B0%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%82%D9%8A%D9%85%D8%A9/

بالصوت/فورماتMP3/من اذاعة لبنان الحر/مقابلة قيمة وفكرية ورؤيوية بامتياز مع النائب السابق سمير فرنجية/مقدمة للياس بجاني/27 حزيران/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/samir%20frangieah27.06.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/من اذاعة لبنان الحر/مقابلة قيمة وفكرية ورؤيوية بامتياز مع النائب السابق سمير فرنجية/مقدمة للياس بجاني/27 حزيران/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/samir%20frangieah27.06.15.wma

 

سمير فرنجيّة عبر لبنان الحرّ: لتوسيع حوار القوات-التيار درءًا للفتنة السنيّة الشيعيّة     

لبنان الحر/السبت 27-06-2015

أكّد النائب السابق سمير فرنجيّة أكّد النائب السابق سمير فرنجيّة أنّ الرئيس القويّ هو الذي لديه رؤية للمستقبل ومشروع يبنى عليه، لافتا إلى أنّ الربيع العربيّ قام من أجل إلغاء الإستفتاءات الشّعبيّة ومن يطرحه يعيش في القرون الوسطى، معتبرا أنّ كلّ هذه الأفكار المتضاربة هي تجييش وتعبّر عن أزمة مشروع لطارحيها.

وأشار عبر لبنان الحرّ ضمن برنامج بين السّطور إلى أنّ الحوار بين القوات اللبنانيّة والتيار الوطنيّ الحرّ يطوي صفحة حرب الالغاء وهذا شيء مفيد وأخيرا بعد عشر سنوات أوقفوا نبش القبور هذا في العلاقة الثنائيّة. وقال: طالما اجتمعا عليهما الدّخول إلى ما هو أوسع منهما لدورهما في درء الفتنة السنية الشيعية وهذه المبادرات تعطيهما القوّة.

وعن الحوار بين المستقبل وحزب الله قال فرنجيّة: له أبعاد خارجيّة وليس فقط داخليّة إذ لا بلد في المنطقة العربيّة والعالم الاسلاميّ يشهد حوارا سنيا شيعيا كما في لبنان.

وقال: أن يكون حزب الله هو حامي المسحيين هو أخطر كلام في حقّ المسحيين، ومحاولة ربطنا بنظام بائد وساقط يعني تحميلنا كمسحيين مسؤوليّة كلّ الجرائم ودفعنا الثّمن مرّتين، مرّة بدخوله إلى لبنان ومرّة في الحرب السوريّة.

أضاف فرنجيّة: تجربة لبنان فريدة في هذا العالم وقد بدأ الجميع يكتشفها بعد كلّ الأحداث التي حصلت على خلفيات طائفيّة ومذهبيّة، وغياب التنوّع هو نهاية وليس بداية.

وأشار إلى أنّه ليس لديه صورة سوداء عن الاحتقان الحاصل فعلى الرّغم من وجود حزب الله وسلاحه لا أحد من اللبنانيين يطالب بالتسلّح للمواجهة. بل ستكون هناك نهاية لاخر مشروع مسلّح أي حزب الله.

وعن المجلس الوطنيّ لمستقليّ 14 آذار، أشار فرنجيّة إلى أنّه محاولة للجمع ما بين حزبيين وغير حزبيين، موضحا أنّ الإختلاف حول تركيب هيئة المجلس أدّى إلى الإتّفاق على تشكيلها من مستقلّين على ان يتمّ التّنسيق فيما بعد بين الطّرفين، مؤكّدا أنّه مشروعٌ تواصليّ بين جميع الأطراف.

وقال: لحظة نشوء 14 آذار كانت إعلان اللبنانيين أنّهم طووا صفحة الحرب ولكن بعد انتهاء هذه اللحظة عدنا إلى مربّعاتنا السّابقة.

وأشار فرنجيّة إلى أنّ الموقف الدّولي من أحداث سوريا هو الخطأ الأساسيّ الذي أدى إلى تمدد خطر التّنظيمات الإرهابيّة والتّكفيريّة، لافتا إلى أنّ العالم كلّه تدخّل في ليبيا في ال 2011 ولكن سوريا تُركت حتّى من دون إدانة العنف بالفعل.

وشدّد على أنّه يجب ضرب كلّ مصادر الإرهاب، معتبرا أنّ مواجهة داعش لا يمكن أن تكون كلّ من موقعه بل بشبك يد كلّ المعتدلين، موضحا أنّه لا يمكن إقفال الحدود من الجهة السوريّة فقط بل من الجهتين، ولكن إنسانيا لا يمكننا رفض لجوء إي إنسان تحت الخطر ويجب التّفكير بكيفيّة جعل سقوط النّظام السّوريّ نهاية للحرب في لبنان.

ولفت فرنجيّة إلى أنّه ثمّة محاولة للدفع إلى المزيد من التطرّف داخل الطّائفة السنيّة ما يوحي بأنّ هناك طائفة مستهدفة اكثر من أخرى.

وعن فيديو روميه المسرّب قال: من سرّبه يحاول العمل على بعدي التعبئة واعطاء سلاح للتطرّف.

وختم: الفاتيكان يريد حماية المسيحيين وكأنه يقوم بذلك بذكاء من دون جعلهم مادّة للتوظيف عند نظام أو فئة.

 

المجلس الوطني لـ14 آذار يبصر النور غداً/سمير فرنجية: لا تعليب.. وحرية المبادرات متروكة للجميع

 فاطمة حوحو/ تيار المستقبل/27 حزيران/15

تحت عنوان «مستقلون»، يلتئم المجلس الوطني لـ14 آذار يوم غد الأحد في «البيال«، لإعلان تأسيس الحركة الجديدة وانتخاب رئيس من قبل الهيئة التأسيسية ولجان متخصصة في مختلف القطاعات والمناطق.

وعلى الرغم مما يتردد في بعض وسائل الإعلام من أن كل شيء قد تم تحضيره سلفاً في مطبخ الأمانة العامة لـ14 آذار، بعد جهود لدعم النائب السابق سمير فرنجية للرئاسة، إلا أن «البيك» يبتسم ويؤكد لـ»المستقبل» أن «المفاجأة قد تحصل من خلال الانتخابات والترشيحات« وأن الكلام والانتقادات عن «تعليب» النتائج مسبقاً «ليس أمراً مقدراً أو واقعاً«، مبدياً تفهمه للانتقادات التي وجهت من قبل بعض الـ14 آذاريين وحرصهم على جمهور 14 آذار وعلى إنجاح تجربة عمل المجلس الوطني.

وحسب توقعات فرنجية، «فإن عمل المجلس الحقيقي والجدي لن يبدأ قبل شهرين أو ثلاثة أشهر، حيث تكون اللجان قد تشكلت وتوضحت صورة عملها وتركيبتها«، مشدداً على أن «حرية المبادرات متروكة للجميع في العمل على الأرض، سواء من ناحية تنظيم نشاط معين، أو تحرك شعبي ما، في إطار السعي لإحياء الحياة السياسية وتجميع اللبنانيين من أجل مواجهة المخاطر التي يمر بها البلد، وتشجيعهم على إبقاء السلام هدفاً لهم وعدم السير باتجاه الحرب أو استخدام العنف من جديد خصوصاً وأن المنطقة تعيش صراعات ملتهبة».

ويشير فرنجية إلى «ضرورة التحضر لمرحلة ما بعد الأسد«، معتبراً أن «ذلك له أهمية خاصة، إذ علينا التفكير جيداً في هذا الأمر من أجل تحصين البلد وبناء شبكة أمان، وإلا تفلت الأمور وينهار الأمن وينتهي حلم بناء الدولة المدنية العادلة، وهو حلم هؤلاء الذين نزلوا إلى الشارع وصنعوا 14 آذار بمبادرات فردية حققت إنجازات كبيرة».

ورداً على سؤال، حول استبعاد بعض الأسماء من المجلس الوطني، يوضح أن «ليس هناك من استبعاد لأحد من المستقلين حيث وجهت الدعوات لـ350 شخصية، ساهموا وكانوا مشاركين في لقاءات 14 آذار، أما الحديث عن عدم حضور النائب السابق محمد عبدالحميد بيضون، فالأمر غير صحيح، لأنه لم يكن أبداً في 14 آذار، والحديث عن النائب السابق جواد بولس هو أيضاً في غير مكانه، لأن هناك ممثلاً من خلال «حركة الاستقلال».

وعما إذا كان «المجلس الوطني« سيكون حزباً سياسياً ومنافساً للأمانة العامة، يقول فرنجية «لا هذا ولا ذاك فعمل الأمانة العامة مستمر، بينما المجلس الوطني سيعطي للمستقلين حقهم في إيجاد إطار من أجل التواصل والحوار وإطلاق المبادرات، مكان يلتقي فيه هؤلاء ليعملوا سوية من أجل حماية مجتمعهم. أما أحزاب 14 آذار فلها نشاطها السياسي وعملها وحساباتها، ومن لا يجد نفسه من داخلها فإن إطار المجلس الوطني يتسع له وهو إطار منفتح وقادر على الاستقطاب، وعلى إعادة بناء مرحلة تشبه المرحلة التي حصلت قبيل اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث كانت هناك مبادرات مثل «المنبر الديموقراطي» وغيرها ومثل هذه المبادرات تفاعل معها المجتمع اللبناني وأدت إلى انتفاضة في العام 2005 إثر اغتيال الحريري، واليوم يمكن أن تتكرر التجربة عبر إطلاق مبادرات جديدة نحتاجها في هذا الوقت بالذات لحماية لبنان وحماية الإنجازات». ويلفت إلى أن «المجلس الوطني لن يتخذ قرارات عن الأحزاب مثل الترشيح للانتخابات النيابية أو ما شابه ذلك، فدوره سيكون مختلفاً ولكن سيكون هناك تكامل بينه وبين أحزاب 14 آذار، فهناك مكوّنان مدني وحزبي سيكونان قادرين على التواصل من دون تصادم أو استخفاف أحد بدور الآخر». أخيراً، لا يريد فرنجية أن يحسم ما إذا كان متفائلاً أو متشائماً من إطلاق هذه الدينامية الجديدة لـ14 آذار عبر مجلسها الوطني، ويفضل القول إن الأمور يجب أن توضع على السكة الصحيحة، خصوصاً وأن الخطوة جاءت متأخرة وكان لا بد من القيام بها قبل ذلك بكثير. ويبقى السؤال، هل تستطيع هذه الانطلاقة أن تجدد شباب 14 آذار وتعيد للشارع اللبناني حيوية افتقدها نتيجة التطورات السياسية وأخطاء ارتكبت من قبل أحزاب 14 آذار هنا أو هناك وخلقت هواجس وتسببت بابتعاد البعض وإضعاف الحركة الاستقلالية التي نقلت لبنان من مرحلة إلى أخرى؟

 

رئيس "المجلس الوطني" لـ14 آذار ينتخب الاحد وترجيحات الرئاسة تميل لسمير فرنجية

نهارنت/حزيران27/15

تتوجه الهيئة العامة للمجلس الوطني لقوى الرابع عشر من آذار الى انتخاب رئيس المجلس يوم غد الأحد، وسط ترجيحات أن الرئاسة ستؤول الى النائب السابق سمير فرنجية الذي يحظى "قبولا في أوساط كل المكونات". وستنتخب الهيئة العامة هيئة مكتب المجلس الوطني اضافة الى الرئيس وذلك عند الشاعة العاشرة في مجمع "البيال". ونقلت صحيفة "اللواء" عن أوساط لجنة المتابعة المكلفة وضع هيكلية المجلس، أن "الدعوة وجهت الى نحو 300 شخصية مستقلة من ضمن فريق 14 آذار تمثل سائر القطاعات المهنية، للمشاركة في العملية الانتخابية، وهم ممن واظبوا على المشاركة في اجتماعات 14 آذار سواء في البيال او في عبرا وزحلة غيرها من المناطق". وينتخب هؤلاء بحسب الأوساط رئيس المجلس واعضاء هيئة مكتبه وعددهم 14، على ان يصار لاحقا الى تشكيل لجان العمل بعد اقرار النظام الداخلي للمجلس. وسيشكل المجلس "كيانا مستقلا ضمن فريق 14 آذار يضم شخصيات مستقلة تدور جميعها في فلك الحركة الاذارية وتفضل عدم الانتساب الى اي من الاحزاب". وفقا للأوساط كما أكدت الاوساط عينها لـ"اللواء" أن "رئاسة المجلس ستؤول الى النائب السابق سمير فرنجية، رغم أنه لم يحسم أمر ترشيحه بعد". وشددت على ان فرنجية "يشكل قيمة مضافة الى مركزه، كما يتمتع بأخلاقية عالية وبثقافة شاملة ويلم بالسياسة الداخلية والاقليمية والدولية، اضافة الى كونه شخصية محبوبة ومقبولة من كل مكونات 14 آذار وقياداتها، كما انه رجل حوار بامتياز ويتقن ثقافة الانفتاح والتواصل مع الاخر، الامر المطلوب بقوة في هذه المرحلة". لكن معلومات أخرى، قالت أن من بين المرشحين أيضاً لرئاسة المجلس النائب مروان حمادة، مشيرة بحسب الصحيفة إلى أن المفاجآت تبقى واردة بالنسبة إلى الشخصية التي قد تفوز برئاسة المجلس. وشرحت الاوساط ان "المجلس سيشكل واحة تلاقٍ وتواصل بين المستقلين المنضوين تحت ستار 14 آذار منذ انطلاقتها في آذار 2005 وتعد اطارا جامعا للشخصيات التي ترغب في اكمال مسيرة ثورة الارز التي ساهمت في شكل كبير في اخراج الجيش السوري من لبنان". وأوضحت ان الهيئة العامة للمجلس "ستجتمع كل 3 أشهر، الا ان هيئة المكتب ستلتئم في شكل دوري وأسبوعي وكلما دعت الحاجة". وأضافت "ستصدر توصيات كما ستنتدب ممثلها الى الأمانة العامة لقوى 14 آذار". واذ أقرت ان "فكرة المجلس الذي يضم شخصيات مستقلة، أثار تحفظا لدى أحزاب 14 آذار، مع بداية الحديث عنه"، أكدت الأوساط أن "الالتباس زال بعد توضيح حقيقته". وقالت "المجلس ليس حزبا للمستقلين ولا جسما جديدا يضاف الى مكونات 14 آذار، بل هو مساحة وطنية مشتركة تجمع شخصيات عابرة للطوائف والمناطق تتعاطى الشأن الوطني على قدم المساواة". وأفادت الأوساط أيضا ان اعضاء الامانة العامة لـ14 آذار هم حكماً اعضاء في الهيئة العامة للمجلس الوطني، الا انها لفتت الى انه "لا يحق لاعضاء الهيئة العامة الترشح الى هيئة مكتب المجلس الوطني".

 

ماذا بعد "صرخة" البيال؟

خالد موسى/موقع 14 آذار/28 حزيران/15

نجحت الهيئات الإقتصادية في دق ناقوس الخطر اتجاه الوضع السيء الذي يمر في الإقتصادي اللبناني، وفي إطلاق صرخة مدوية ضد إنتحار هذا البلد وعدم الإلتفات الى حمايته وتحصينه من الحرائق المحيطة من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون الحجرة الأساس في إعادة تصويب الوضع القائم وإستقامة العمل السياسي الحالي. هذه الصرخة لم تكن لتصل، لولا إجتماع كافة مكونات الإقتصاد اللبناني من عمال ممثلين في الإتحاد العمالي العام الى أطباء ومهندسين وصيادلة ممثلين في نقاباتهم الى التجار والصناعيين وأصحاب المؤسسات المصرفية وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة في لبنان.. لكن ماذا بعد الصرخة؟

شقير: سنتابع في صرختنا ولن نيأس

يكشف رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "الهيئات الإقتصادية ستجتمع مجدداً نهار الاثنين المقبل لتقييم الصرخة والإتفاق على الخطوات المقبلة، كما سيعقد إجتماع ثانٍ مع الإتحاد العمالي العام والنقابات المهنية ومع شركائنا في صرخة نهار الأربعاء المقبل وسيتم الإتفاق على الخطوات اللاحقة"، مشدداً على أن "هناك أفكاراً كثيرة ولن نيأس حتى نصل الى الهدف المنشود ونحن سنكمل حتى النهاية".

وفي شأن إن كانت الصرخة قد وصلت الى المسؤولين أم لا، لفت شقير الى أنه "مجرد أن يهاجمنا فريق سياسي قبل الصرخة، فهذا يدل على اننا شكلنا ضغط على هذا الفريق وبالتالي فإن قضيتنا وصرختنا قد وصلت إليه"، مشيراً الى أن "هذا الفريق من الواضح أنه يعتبر ان في حال قام بتهديدنا قبل إطلاق الصرخة فإننا لن نطلقها، وهذا ما فشل به هذا الفريق وأثبتنا للقاصي والداني أن صرخة هي صرخة وطنية محقة".

الحل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية

وفي شأن الحل لإستقامة العمل السياسي وإنتشال الوضع الإقتصادي مما هو عليه اليوم، شدد شقير على أن "الخطوة الأولى والأهم هي في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، فهذا هو المدخل الاساس لحماية البلد وتحصين الساحة الداخلية وإقتصادنا ومؤسساتنا من شر الحرائق المشتعلة في المنطقة والمحيطة بنا من كل حدب وصوب"، مشيراً الى أن "البلد معرض لكل شيء ومن أجل أن نحميه يجب علينا إنتخاب رئيس اليوم قبل الغد، ولكن ثمة من لا يريد لهذا الأمر أن يحصل، وهذا الفريق معروف بأنه خائن ومرتهن للخارج ويبيع ضميره".

غصن: صرخة البيال منصة إنطلاق للمستقبل

من جهته، يعتبر رئيس الإتحاد لعمالي العام غسان غصن، في حديث خاص لموقعنا، أن "صرخة البيال هي أكثر من صرخة بل موقف ومحطة ومنصة إنطلاق للمستقبل، فأهمية هذا اللقاء تكمن في أنه جمع جميع فئات المجتمع أغنياء وفقراء، أصحاب عمل وعمال ونقابات، أصحاب رؤوس أموال والطبقة المتوسطة، أصحاب الفكر والصناعيين والحرافيين"، مشدداً على أن "هذا اللقاء سقفه الوطن وحدوده الوطن وخطابه خطاب وطني جامع".

صرخة لإنهاء بؤر الفقر التي تؤدي الى التطرف

ويلفت الى أن "هذه الصرخة يجب أن تخرق سمع المسؤولين من دون إستثناء، والمسؤولون هم أهل السياسة الذين يجب أن يدركوا ان هذه الصرخة نابعة من قلب محروق على الوطن ومن قلق على المصير والإحساس بكيان مهدد، فبلدنا غير بعيد عن ما يحصل في المنطقة وليس باب مقفل أمام هجمات التطرف التي تستهدف المنطقة وآخرها ما رأيناه في الكويت من إستهداف للمصلين وهم يصلون داخل المسجد، وما شهدناه في أوروبا وتونس بالتزامن مع تفجير الكويت، فهذا الخطر التكفيري العالمي ليس ببعيد عنا إنما موجود على حدودنا"، مشدداً على أن "ما أطلقناه في البيال هو صرخة لإنهاء بؤر الفقر والحاجة التي تؤدي بدورها الى تنامي الآفات الإجتماعية كالدعارة والمخدرات والقتل والسرقة وغيرها، كما تؤدي الى تنامي الكراهية وتعزيز الضغينة وعدم تقبل الآخر وتكفير الناس".

إستقامة العمل السياسي

ورأى أن "كل المسؤلين معنيين بهذا الأمر، وكل من يشارك في إدارة الدولة، وهذه المسألة لا تقاس في ميزان الربح والخسارة بل في ميزان أن نربح وطن ونحصنه من خلال سياسة حكيمة ورسالة وطنية مسؤولة وليس رسالة مصالح شخصية وفئوية ضيقة وكيدية سياسية ومحاصصة"، مشيراً الى أن "ما نحتاجه اليوم هو إستقامة العمل السياسي وهذا بدوره يؤدي الى إستقامة العمل في المؤسسات الرسمية من خلال الدستور والقانون، وإلا نكون في نهاية المطاف في جمهورية العجائب".

 

التعطيل الحكومي قد يستمر الى ايلول المقبل ؟ الهيئات تفعل تحركها وشقير يلوم نواب عون لانهم ضللوه

المصدر: "النهار"/28 حزيران 2015

ليس واضحا اذا ما كان الهاجس الامني قد يدفع في اتجاه تفعيل العمل الحكومي المعطل منذ اسابيع والمستمر في التعطيل وفق ما نقل عن وزير في حزب بارز في قوى ٨ اذار اذ قال ان العطلة قد تتجاوز شهر رمضان وبعد العيد يكون لكل حادث حديث، واذا كانت ضرورة للانتظار الى ايلول فقد يكون خيارا مناسبا لا لفرط الحكومة بل لانقاذها من الصراعات الحالية التي يمكن ان تفجرها من الداخل. امنيا، تسلمت النيابة العامة العسكرية من المديرية العامة للامن العام كل من اللبنانيين (ط.أ.ك) و (م.ح.أ) بعدما تمكنت قوة في اﻻمن العام من رصدهما وتوقيفهما، بناء ﻻشارة القضاء المختص، بعدما ثبت من التحقيق معهما انهما كانا يخططان لعملية تفجير سيارة في احد احياء بيروت بتكليف من احد المسؤولين في تنظيم "داعش" اﻻرهابي (ح . ح .ع) في منطقة القلمون السورية.

من جهة ثانية، تمضي الهيئات الاقتصادية في تحركها الرافض للشغور الرئاسي وللتعطيل الحكومي، وهي تحضر لخطوات تتبع "نداء ٢٥ حزيران" ومنها وفق معلومات "النهار" تحرك باتجاه الدول المؤثرة في القرار اللبناني عبر لقاءات مع ديبلوماسيين او تشكيل وفود الى الخارج.

و وصف رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير أصداء "نداء 25 حزيران" بـ"الجيدة"، وكشف لـ"المركزية" عن اجتماع تعقده الهيئات الإقتصادية في الرابعة والنصف بعد ظهر غد الإثنين في مقرّ غرفة بيروت وجبل لبنان، على أن تعقد الثلثاء أو الأربعاء اجتماعاً آخر يضمّ "شركاءنا في النداء، بمن فيهم الإتحاد العمالي العام والمهن الحرة والنقابات"، بهدف "متابعة هذه الخطوة والبحث في الخطوات التالية التي ستعقب النداء، للحفاظ على استمرارية مطالبنا حتى تحقيقها".

أخبار ذات صلة

حدث عربي - أوروبي في موازاة التعطيل الحكومي

وأشار إلى "التجاوب اللافت الذي حدث للمرة الأولى في تلك المشاركة الواسعة التي شهدها "بيال" الخميس الفائت، حيث حضرت كل النقابات من كل المحافظات اللبنانية من دون استثناء"، وقال: اللبنانيون خائفون على مصالحهم، فهناك مليون لبناني جائع وهذا لا يجوز إطلاقاً.

وإذ لوّح بالتصعيد في حال لم تتجاوب القوى السياسية مع مضمون النداء، قال: سنصل إلى حدّ إعلان الإضراب، والعصيان المدني، وكل شيء مطروح. فالشعب اللبناني أكبر مؤيّد وداعم على الإطلاق لتحرّكنا، هذا ما أظهرته الصفحة المخصصة للتصويت على هذا التحرك على إحدى وسائل التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، والتي وقع عليها 250 لبنانياً قبل الإعلان عنها أمس. "لا ألوم الجنرال": ورداً على سؤال عن أن هذه التواقيع تشكّل رداً واضحاً على المشككين في أحقية "نداء 25 حزيران"، قال شقير: أنا لا ألوم الجنرال ميشال عون على شيء، بل أكنّ له كل تقدير واحترام، لكنني عاتب على نواب يعتبرون أنفسهم اقتصاديين الذين ضللوا العماد عون وأعدّوا له هذه الدراسة الإقتصادية التي أظهرت أن "الإقتصاد اللبناني جيد جداً"، لكنهم على ما يبدو لا يعرفون شيئاً عن الإقتصاد

 

خفايا حياة خامنئي(3): ثروة المرشد النقدية ومصدرها

 بادية فحص/جنوبية/السبت، 27 يونيو 2015  

في الحلقة الثالثة من الفيلم الوثائقي الإيراني "خفايا حياة خامنئي" للمخرج المنفي محسن مخملباف تعرض فصوله إحصاء بأموال المرشد السيّد علي خامنئي التي يملكها ويسيطر على أصولها كاشفا ثروته النقديّة وهي تقدر بالمليارات، كما يبيّن مصادرها مفصلا بالأدلة ومسميا الشركات والشركاء بالأسماء.   تبلغ ثروة خامنئي وعائلته 36 مليار دولار، 30 مليار دولار له وحده، وستة مليارات دولار لعائلته. خلال أحداث حزيران 2009 التي جرت بعد تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية وأسفرت عن فوز أحمدي نجاد بولاية ثانية، واعتقال زعيمي المعارضة التي عرفت آنذاك ب”الحركة الخضراء” مير حسين موسوي ومهدي كروبي وزوجتيهما، قرر خامنئي تحويل قسم كبير من ثروته (22 مليار دولار) إلى المصارف السورية عن طريق تركيا، كان خامنئي يومها قلقا من احتمال سقوط النظام الاسلامي، فيعمد الثوار الجدد إلى مصادرة ثروته كما حصل مع الشاه المخلوع، لذلك قرر تهريبها، لكنه أعادها بعد استقرار الوضع.

إضافة إلى السيولة النقدية، يملك خامنئي ما قيمته مليار ونصف المليار دولار من الألماس، وما قيمته مليار دولار من الذهب، إضافة إلى ما مجموعه مليار دولار من العملات الأجنبية.

حساباته البنكية: عدا ال 22 مليار دولار المودعة في بنوك إيران حاليا، يملك خامنئي حسابات مصرفية خارجية موزعة على الشكل التالي: مليار دولار في روسيا، مليار دولار في سوريا، مليار دولار في الصين، مليار دولار في فنزويلا، 2 مليار دولار في أفريقيا الجنوبية، 2 مليار دولار في بريطانيا و2 مليار دولار في دول أخرى، أي ما مجموعه 10 مليار دولار.

إضافة إلى الحسابات المصرفية في داخل إيران وخارجها، والألماس والذهب والعملات، يملك خامنئي أسهما وحصصا تجارية في كثير الأسواق العالمية، توازي قيمتها 4 مليار دولار وهي موزعة كما يلي: أسهم بقيمة 2 مليار دولار في عدد من البورصات العالمية، 2 مليار دولار في اسواق أفريقيا الجنوبية، 500 مليون دولار في سوريا، 500 مليون دولار في فنزويلا.

ويقال إن خامنئي جمع ثروته المقدرة ب 30 مليار دولار، عبر بيع النفط وتجارة الأراضي والسلاح، فمن بيع النفط رفد ثروته حتى الآن ب 12 مليار دولار، ومن تجارة الأراضي 2 مليار دولار، ومن بيع وشراء السلاح جمع ما يفوق 6 مليار دولار.

حصل الخامنئي على عمولة تقارب 3 مليار دولار من صفقة سلاح روسي (دبابات وصواريخ) من أصل 10 مليار دولار هي كلفة الصفقة

“وعلاوة على تجارة السلاح والنفط والأراضي، يملك خامنئي آليات تجارية خاصة لجني الثروات، هي التجارة المذهبية كما يقول الإيرانيون، فقد أنشأ عددا من المؤسسات الدينية، في مختلف المدن الإيرانية، مهمتها تجميع أموال النذورات التي يهديها المسلمون الشيعة لمقام الإمام الرضا في مشهد ومقام شقيقته المعصومة في قم. من هذه المؤسسات على سبيل المثال: عتبة حضرة الرضا في مشهد، عتبة حضرة المعصومة في قم، عتبة مدينة الري في جنوب طهران حيث مقام شاه عبد العظيم أحد الأولياء الصالحين.

ثروة أشقاء خامنئي:

يملك حسن شقيق خامنئي 500 مليون دولار، 480 منها موزعة ما بين مصارف سوريا ولندن ودبي، 20 مليون فقط في طهران. عمل حسن خامنئي سابقا مراقب في وزارة الارشاد والثقافة ثم انتقل بعدها إلى وزارة النفط وعمل فيها مسؤولا عن المبيعات.

محمد الشقيق الآخر لخامنئي تتجاوز ثروته 100 مليون دولار بقليل، وهو أدنى فرد في العائلة من حيث مستوى الثراء، أما الشقيق المعارض هادي خامنئي الذي كان غداة انتصار الثورة الإسلامية مازال قابعا في أحد سجون الشاه، وأصبح الآن جزءا من الحركة الخضراء المعارضة للنظام الإسلامي، فهو يعيش حياة زاهدة في بيت متواضع وسط طهران، منبوذا من جميع أفراد العائلة بسبب مواقفه السياسية، ويعمل رئيس تحرير لجريدة الحياة الجديدة المعارضة، التي تتعرض للإغلاق من حين إلى آخر.

يقال إن خامنئي جمع ثروته المقدرة ب 30 مليار دولار، عبر بيع النفط وتجارة الأراضي والسلاح

يقول أصحاب الثروات حين تسألهم كيف جمعوا ثراوتهم “لا تسأل عن أول مليون”، لأنه لا بد أنه أتى من طريق ملتوية، أقصر الطرق الملتوية التي ساعدت خامنئي في تجميع ثروته هي شركة صيرفة كان يديرها قائد لواء القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، فرعها الأساسي في طهران، أما فرعها الآخر فكان في دبي في دولة الإمارات. وهي لم تكن شركة صيرفة بقدر ما كانت شركة لتبييض الأموال، بدأت برأسمال ناهز 5 مليار دولار.

في عهد محمد خاتمي أوقفت السلطة القضائية عددا من العاملين في هذه الشركة، لكن أعيد إخلاء سبيلهم بسرعة بعد تهديدات وضغوطات مارسها سليماني على خاتمي.

إضافة إلى هذه الشركة المشبوهة، ارتقت ثروة خامنئي بشكل سريع عبر صفقات الأسلحة التي أشرف عليها بنفسه، وحصل عبرها على عمولات بمليارات الدولارات.

فقد حصل على عمولة تقارب 3 مليار دولار من صفقة سلاح روسي (دبابات وصواريخ) من أصل 10 مليار دولار هي كلفة الصفقة، كما أنه كان يقتطع وما زال حوالي مليوني دولار من مبيعات إيران النفطية، حيث يفرض مبلغا معينا لحسابه على مبيع كل برميل نفط، إضافة إلى احتساب عمولات شهرية على البرنامج النووي وتسليح الجيش وميزانيات الأحزاب الموالية للنظام الإسلامي خارج البلاد (حزب الله، النظام السوري، جماعة الحوثي، الحشد الشعبي وغيرهم).

ملاحظة: هذه الثروات وفقا لتسريبات جرت في العام 2010، ومن الممكن أنها تفاقمت خلال السنوات الخمس اللاحقة.

 

هذا هو التكفيري الحقيقي

 محمد عقل/جنوبية/الجمعة، 26 يونيو 2015/ التّكفيريُّ إنسان واقعي أحياناً، مؤمن بالغيبيّة وبالقائد المُلهَم. شموليٌ، استبداديٌ، توريثيٌّ. ويؤمن بثقافة الموت، أي أنّه مخوَّل بمحاسبة الآخرين، ويعتبر نفسه أشرف الخَلق. بل أقدسهم. أسرار التكفيريِّ إلهيّةٌ، وانتصارهُ إلهيُّ. فهو ظل الله على الأرض، بل ينوب عنه أحياناً، أو يقومُ مقام من ينوب عنه، وعلى هذه الأسس يتصرّف ويقتل، بإسم الله والأنبياء، وذلك بحكم “العدل الإلهي” الذي يمثّلهُ هو وحده كحق مكتَسب. التكفيريُّ لا يؤمن بدولة الإنسان، ولا بقوانينه الوضعيّة “النّاقصة” بل هو مكلّف بإنقاذ “حكم الله”، و”دولة الله” العابرة للحدود والقارّات. التكفيريّ وحده ولي المسلمين بالنّص والتّعيين والعناية الإلهيّة، شاء المسلمون الآخرون أم أبوا. ويتدخّل ويحارب في دول أُخرى على هذا الأساس. اللهم اجعلنا نؤمن بك وحدك. وباحترام الإنسان الذي كرَّمت، خلقاً ورأياً وفكراً وتطوّراً ديموقراطياً لبناء دولة القانون بدءاً بلبنان. وإننا نتبرّأ من “التكفير والتكفيريين” والمكفرين. إلى يوم الدّين.

 

الأطفال الضحيّة الاولى للأحكام الفقهية المتشددة في الاسلام سنةً وشيعة

 سلوى فاضل/جنوبية/السبت، 27 يونيو 2015  

كنت صغيرة ولم أتعرّف الى الدين إلا حين صرتُ في الجامعة، حيث أعتقدت أن الاسلام أعطى المرأة حريتها فألزمها بالحجاب. وبعد ان كبرت أختي الصغيرة وجدت انني انا ايضا ألزمها بالحجاب والصيام من عمر 8 سنوات تطبيقا للاحكام الشرعية.. لماذا؟ هل مارست عليها سلطة غيبية دون ان أدري؟

في خبر وزعته وكالات الانباء جاء فيه: “قام تنظيم “الدولة الإسلامية” بـ”صلب” طفلين دون الـ18 سنة، على سور مقر الحسبة في شارع البوكمال في مدينة الميادين، وعلّق عناصر التنظيم في رقبتيهما لافتة كتب عليها “مفطر في رمضان”.

الوحشية الداعشية هذه طغت على ما عداها من وحشية في العالم لعل الهتلرية والنازية والستالينية وأجهزة المخابرات التابعة للانظمة العربية الرسمية لم تصل الى ما وصلت إليه داعش من فظاعات.

الى هنا والوضع منطقي ومقبول في التوصيف، لكن ما هو غير منطقي ومقبول هو ان الداعشيين ينفذون الاحكام الاسلامية بحذافيرها من خلال ما يُعرف بالقصاص. والذي شهدنا اول مفاجآته حين تم سبيّ وجلد العراقيات على يد الفرقة الداعشية نفسها منذ عام تقريبا.

داعش تصلب طفلين

يُقال ردا على استنكار ما تقوم به داعش “انهم ليسوا من الاسلام بشيئ”. لكن وخلال البحث نرى ان العديد من الفقهاء الاسلاميين الذين يتغنّون بالاسلام فكرا وعقيدة وأحكاما، ان سبب تغنيهّم هو ليس ان الاسلام بريء من أفعال داعش، بل انهم لم يطبقوا من الاسلام النصيّ والحرفي أي شيء، وان ما يطبقونه في مجتمعاتهم ومحاكمهم الشرعية ليس الا نسخة معدلة من الأنظمة المدنيّة الغربيّة!

يجبرون الفتاة “الطفلة” ابنة التسع سنوات على الحجاب والصوم ايضا

فالاسلام القانوني، الشرعي بأحكامه القاسية، البعيدة عن الشفقة والانسانية يتطّلب منا التخليّ عن كل الأحكام المدنيّة الأرضية وإتبّاع الأحكام الالهية السماوية، والتي اذا دخلنا الى قلبها لوجدناها مفجعة وآخرها ما جرى على الطفلين السوريين المذكورين أعلاه.

ولا يمكننا التهرب من الإعتراف ان النظام الإسلامي الذي حكم ايران منذ ثلاثة عقود تقريبا لم يتصد لتنفيذ الأحكام الاسلامية بحذافيرها خوفا من ردات الفعل الغربيّة عليه، وهو الساعي الى عدم استثارة الغرب ضده، فلجأ الى الاستناد الى ما يُعرف بالإجتهاد تهربّا من قساوة الأحكام كقطع يد السارق والجلد للزناة وغيره…

والملفت ان الاحكام الشرعيّة لدى السنّة فيما يتعلق بالاطفال مثلا لا تُلزم الفتاة بالحجاب قبل سن 12 سنة، الا انه لدى الشيعة – اصحاب نظرية الاجتهاد في الاحكام – يجبرون الفتاة “الطفلة” ابنة التسع سنوات على الحجاب والصوم ايضا، رغم ان بعض المراجع الشيعة وهو السيد محمد حسين فضل الله يقول بما يقول به السنّة الا ان البيئة الشيعية الملتزمة فتاوى السيد فضل الله لا تلتزم تطبيق فتواه بهذا الخصوص لان البيئة المجتمعيّة المتدينة ترفض أي مسّ بأي جديد فيما يخص المرأة تبعا لعقلية داعشية عربية متحجرة.

الاسلام القانوني، الشرعي بأحكامه القاسية، البعيدة عن الشفقة والانسانية يتطّلب منا التخليّ عن كل الأحكام المدنيّة

والانكى من كل هذا نجد الفتاة “طفلة” بعمرها، لكنها إمرأة ناضجة بتكليفها- راقب التناقض في الموضوع- ومُلزمة بالصوم أيضا في عمر 9 سنوات هجرية، رغم ان عقلها ونموها النفسيّ والبناء الجسمي لديها لا يشي بأي بلوغ او تكليف. ففي زيارة لي الى غزة وجدت ان طفلات “حماس” أكثر حرية من طفلات” حزب الله”.. والمثل هنا للمقارنة بين موقفي حزبين مذهبيين متشددين دينيا.. حيث انهن غير محجبات وقمن بالمشاركة في احتفالية راقصة امام الوفود المتشددة من السعودية والبحرين.. فهل ان الاسلام المتشدد بالتطبيق السنيّ لا يزال رحمة أمام الاسلام المتشدد بالتطبيق الشيعي؟

وهل سنترحم على النظام الايراني “السبور” امام ما قد يصيبنا خلال سيطرة الاسلام الشيعي السلفي؟ على اعتبار ان الاسلام الشيعي الحاكم ليس الا نسخة مدنيّة بنظر السلفيين الشيعة..

والغريب انه عندما يريد المسلمون تطبيق إسلامهم فإنهم يبدأون تطبيقه على المرأة اولا، ولا ادري لماذا لا ينطلقون في تطبيقه على أخلاقياتهم وسلوكياتهم وقضائهم الأسري والعملي؟

فحجاب الفتاة ملزم من عمر 8 سنوات، ونسأل لماذا؟ فيأتيك الجواب:” لتتعود”! لكن ألا يكفيها ثمانية عقود قادمة؟ لماذا تسرقون منها طفولتها من خلال احكام الخوف المزروع داخل عقل فقهائنا، خاصة في ظل وجود فتاوى مخزية يخجل المرء التحدّث بها في الاعلام؟

 

قبل أربعين عاما هز موقف الضمائر ولا زال مدرسة لغاية يومنا هذا.

الجمعة 27 حزيران، 1975 اعتصم الإمام السيد موسى الصدر في مسجد الصفا احتجاجا على الحرب الأهلية اللبنانية. من أقواله في فترة الإعتصام:

"لقد أردت باعتصامي هذا في مسجد الصفا في الكلية العاملية منذ يوم الجمعة في 27 حزيران حتى اليوم أن أثبت لجميع اللبنانيين وللعالم أن في لبنان سلاحا آخر أكثر فعالية من سلاح الفتك والدمار, هذا هو سلاح القلوب والضمائر والإيمان، سلاح الأكثرية المؤمنة بالوطن وبالعيش الكريم فيه، وكان تجاوبكم الرائع دليلا على صحة هذه الرؤية وعلى نفاذ هذا السلاح."

"لقد أصبح الوطن هو المحروم الأوّل، والحوار لا ينفع، والآذان لا تسمع، والضمائر تحتاج إلى ضمائر تهزّها. لقد دنّسوا أرض الوطن، فلجأت إلى بيت الله مستمدّاً منه القوّة والعون."

"أودع المسجد لأنتقل إلى مسجد الوطن."

"إنني أقول لكم أخيراً، أن كل طلقة تطلق على دير الأحمر أو القاع أو شليفا، إنما تطلق على بيتي وعلى قلبي وعلى أولادي، وإن كل فرد يساعد على تخفيف التوتر أو إطفاء النيران، إنما يساهم في إبعاد النار عني وعن بيتي وعن محرابي ومنبري، إنما أقول لكم ذلك بالحقيقة كل الحقيقة ولا ابالغ فيما أقول، وسأتوجه إليكم في وقت قريب بإذن الله فإلى اللقاء مع حفظ الأمانة، والسلام عليكم ورحمة الله."

أين نحن من هذا الموقف اليوم؟

أين نحن من هذا المدرسة اليوم؟

ماذا لو سئلنا عن الأمانة؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/6/2015

السبت 27 حزيران 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هل صحيح أن هناك موقوفين اثنين يتم التحقيق معهما بتهمة التخطيط لتفجير في بيروت؟ إذا كان ذلك صحيحا، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف نحصن الاستقرار الأمني الذي شددت عليه ممثلة الأمم المتحدة كاغ التي قالت ان لبنان جوهرة الشرق؟

السؤال الذي يلي ذلك هو: كيف نحصن الاستقرار الأمني في ظل التعطيل المتمادي لجلسات مجلس الوزراء، وأيضا في ظل الشغور الرئاسي والشلل النيابي؟

الجواب على كل ذلك صعب، والممكن الوحيد هو التفاهم القيادي على مراعاة دقة الظروف الاقليمية وخطورتها إذا ما انسحبت على لبنان، خصوصا بعدما ضرب الارهاب ثلاثة بلدان في ثلاث قارات، وسط استمرار الحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا.

تحصين الوضع يتطلب مروحة اتصالات للتفاهم، وهذا ما شدد عليه اجتماع الرئيسين بري وسلام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

كما الارهاب يتمدد، تزداد عناصر المواجهة وتتخذ ابعادا وطنية انسانية كما ظهر في الكويت. المشهد العربي سوداوي، باتت فيه تونس كما العراق وسوريا ودول أخرى، تخشى من نمو التطرف، فلجأت تونس الى اتخاذ تدابير عاجلة لقطع الطريق على المجموعات الارهابية.

هل تكفي الاجراءات الذاتية أم صار التعاون العربي الاقليمي الاسلامي مطلوبا لتوحيد الجهود في محاربة الارهاب؟

نموذج كويتي يحتذى به في الوحدة الوطنية، ردا على مشروع الفتنة. وتحرك تونسي مهم لصد الارهاب.

الارهاب ذاته كان يحاول استهداف لبنان بتفجير سيارة في بيروت، لكن الأمن العام اللبناني أجهض العملية الاجرامية، وأوقف شخصين متورطين تابعين ل"داعش".

العراق يمضي قدما في حربه أيضا ضد ذات الارهاب. هذا الارهاب نفسه كان يتراجع عن عين العرب "كوباني" بفعل مقاومة الكرد، فيما كان الجيش السوري وأهالي الحسكة يستبسلون في صد "داعش" شمالا، وتتكسر جنوبا عاصفة المعارضة بعدما أفشل الجيش السوري عمليتها العسكرية الضخمة في درعا.

ترقب دولي واجراءات أوروبية خوفا من أعمال ارهابية، خصوصا ان اعداد المهاجرين تتزايد والتطرف كبر في الشرق والقلق يصل إلى الغرب.

فرنسا التي أصيبت مرة جديدة وعززت اجراءاتها الأمنية، لا تزال تعاند سياسيا وترفض تسهيل المفاوضات النووية للتفرغ إلى مواجهة ما هو أخطر من مشروع علمي سلمي ايراني. شروط فرنسية توضع كعقبات أمام الاتفاق النووي المرتقب.

المفاوضات متواصلة، وعمل شاق يدفع المفاوضين لبذل جهود اضافية أملا باتمام اتفاق تاريخي. صحيح ان قسما كبيرا من نص الاتفاق تم، وصحيح أيضا ان الأميركيين والايرانيين صادقو النية، لكن ماذا عن باقي الدول الغربية؟ إلى أين تصل اعتراضاتها؟ التمديد قائم حتى الساعة، مهد له وزير الخارجية الايراني بالقول ان الاتفاق الجدي أهم من مهل المفاوضات.

في لبنان جمود مؤسساتي يحاول رئيسا المجلس النيابي والحكومة كسره. لقاء في عين التينة اليوم بين الرئيسين نبيه بري وتمام سلام. صيام عن الكلام ليبقى السؤال: هل حل وقت الافطار الحكومي؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

شيعت الكويت شهداء الاعتداء الارهابي على مسجد الامام الصادق عليه السلام، لكنها- بالرغم من الألم والجراح- عبرت عن مسؤولية عالية على لسان أهالي الضحايا وعموم الكويتيين الذين أكدوا أنهم لن ينجروا إلى أتون فتنة تضرب برأسها في غير بلد. البلد الذي ظل آمنا من عواصف الارهاب والتكفير التي تضرب المنطقة حتى الأمس، أكد قيادة وشعبا أنه سيبقى واحة للتعايش بين أطيافه كافة.

أما في تونس، فما زال وقع الصدمة قويا بعد الهجوم الارهابي في سوسة، وفي جديده اغلاق مساجد خارج نطاق الاشراف الرسمي واستدعاء قوات الاحتياط، واعلان الخارجية البريطانية أن خمسة عشر من رعاياها السياح كانوا بين قتلى الهجوم الارهابي في تونس.

في المقابل، كان الارهاب المدعوم اقليميا ودوليا في جنوب سوريا يتلقى ضربة قوية، المئات بين قتيل وجريح في معركة ما سمي بعاصفة الجنوب، ليسقط حلم التقدم باتجاه العاصمة من الجبهة الجنوبية. استعداد الجيش السوري للهجوم جاء بعد رصد تحركات المسلحين ووضع خطة مضادة، والحصيلة سقوط أكثر من ربع القوة المهاجمة بنيران الجيش السوري.

اما في فيينا، فتخوض الجمهورية الاسلامية الايرانية معركة الحفاظ على انجازاتها النووية بوجه الدول الست. معركة يفترض أن ينجلي غبارها خلال أيام، إما عن توقيع اتفاق نووي طويل الأمد او تمديد المفاوضات، وسط تأكيد ايران انها ليست في عجلة من أمرها ما دام الاتفاق دون طموحها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الزيارة المنتظرة للرئيس تمام سلام إلى عين التينة، لم تأت بجديد حكوميا ولم تحقق أي خرق. فالانتظار والتريث مستمران، ولا جلسة قريبا لمجلس الوزراء طالما ان لا توافق على بند التعيينات الأمنية.

هكذا يتأكد ان كل الجهود التي بذلت والوساطات التي أجريت لحلحلة المواقف المتشنجة، لم تحقق أهدافها والنتيجة استمرار الشلل الحكومي ربما إلى نهاية شهر رمضان، وهو ما كان أبلغه الوزير محمد فنيش إلى الرئيس سلام أثناء زيارته له إلى السرايا قبل يومين.

مسيحيا، المشاورات لاجراء استفتاء حول المسيحيين الأقوياء مستمرة، علما ان فكرة الاستفتاء التي تبلورت مع التنسيق القائم بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، لا يزال موقف "المردة" منها غامضا، في حين تواجه بمعارضة من حزب "الكتائب"، وهذا ما عبر عنه الرئيس أمين الجميل عندما أكد ان الاستفتاء تمييع ومضيعة للوقت.

توازيا، قوى الرابع عشر من آذار، على موعد غدا مع انتخاب هيئة المجلس الوطني لمستقلي الرابع عشر من آذار، في وقت تعاني العملية الديمقراطية داخل "التيار الوطني الحر" بعض التعثر نتيجة رد وزارة الداخلية التعديلات التي أرسلت على النظام الداخلي ل"التيار".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

نجا لبنان من مخطط ارهابي كان يحاك بدقة. لكن، ماذا عن باقي الجولات التي يعدها الارهاب التكفيري؟

المخطط الذي أحبط كان يستهدف منطقة سكنية من العاصمة بيروت، ذات لون مذهبي معين. والهدف الأدق، كان تجمعات المصلين أو أي تجمعات شعبية يمكن الوصول اليها لتحقيق اكبر قدر من القتل في صفوف المدنيين. اما الوسيلة، فعبر سيارتين مفخختين يتم تفجيرهما، تزامنا، في مكانين مختلفين. الأمر صدر عن أحد أمراء تنظيم "داعش" في القلمون، أما التنفيذ فأوكل إلى شخصين لبنانيين من احدى البلدات في شمال لبنان، تم رصدهما من خلال الأمن العام اللبناني على مدى ثلاثة أشهر بكل الوسائل التقنية والأمنية، بالتنسيق مع الأجهزة المختصة، قبل القبض عليهما. ومنذ أربعة أيام تحديدا، وبعد انجاز تحقيقاته، سلمهما الأمن العام إلى القضاء العسكري، حيث جددوا الاعتراف بهذا المخطط.

نجا لبنان، ونجت بيروت من ارهاب كاد ان يجعلها في نفس الحلقة مع الكويت وتونس وفرنسا، وكل عاصمة او مدينة بات "داعش" قادرا على الوصول اليها، بعدما امتهن القتل والبطش من سوريا إلى العراق، تحت أعين تحالف دولي يدعي محاربة التنظيم علنا، ويغض الطرف عن ارتكاباته وتمويله ودعمه عبر حدود مفتوحة، وسياسة مشبوهة.

اليوم، ينجز "داعش" الاحتفالات بالذكرى الأولى لاعلان دولة خلافته. احتفالات مصبوغة بأحمر دم الأبرياء، وبتوقيع اجرام أعمى وارهاب تكفيري، مبرم بصمت دولي مريب ومشين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

كادت بيروت أن تنضم إلى فرنسا والكويت وتونس، بسيارة مفخخة أوقفت الأجهزة الأمنية المخططين لتفجيرها.

وفي التفاصيل، ان الأمن العام أوقف لبنانيين كانا يخططان لتفجير سيارة في احدى مناطق بيروت، بتكليف من أحد المسؤولين في تنظيم "داعش".

كادت بيروت أن تدخل في عين العاصفة التي ضربت من شمال أفريقيا إلى الخليج، وصولا إلى أوروبا؛ وذلك قبل أيام من مهلة نهاية حزيران، التي تنتظرها المنطقة لإعلان اتفاق تاريخي بين إيران والغرب بشأن ملفها النووي.

التفجيرات المتنكرة بثوب الإسلام، ردت عليها تونس والكويت، بالتمهيد لاتخاذ إجراءات تقطع الطريق على المتطرفين والمحرضين على العنف، منها إقفال فضائيات تحريضية ومساجد تنشط خارج إطار القانون.

أما بيروت التي نجت من سيارة مفخخة، فلم تنج من الانتحار الاقتصادي، وهي لا تزال تئن بصرخات النقابات والعمال والهيئات الاقتصادية والتجارية، بعد سنة وشهر من الشغور الرئاسي، وعلى أبواب تعطيل حكومي قد يطول؛ فيما تتحضر العاصمة لتشهد غدا ولادة الهيئة التأسيسية للمجلس الوطني لمستقلي 14 آذار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لأن الأعطال السياسية لم يجر إصلاحها، ومع فقدان فرق الهندسة، فيمكن تسجيل زيارة رئيس الحكومة تمام سلام لعين التينة اليوم ولقائه الرئيس نبيه بري، على أنها زيارة مجاملة وتفقد أوضاع الصوم في العاشر من رمضان.

غادر رئيس الحكومة مقر الرئاسة الثانية بسلام، ومن دون تحديد ملامح الحكومة في الشهر الفضيل، حيث تبقى الحال على ما هي عليه. لكن الحكومة كجسم معنوي، تمارس مهماتها في برقيات التعزية إلى الدول المنكوبة بالإرهاب، وإحداها إلى الكويت، البلد الذي عبر في مراسم تشييع شهدائه اليوم، عن أسمى مظاهر الاتحاد مذهبيا، فسار الإسلام الحق كتفا على كتف في وداع ضحايا مسجد الإمام الصادق إلى المقبرة الجعفرية، بصوت واحد يرفض دينا بني على باطل.

حزن التشييع ارتدى أسوده في تونس التي واكبت الصدمة بمزيد من الإجراءات الأمنية، فأقفلت نحو ثمانين مسجدا وأعلنت الجبال مناطق مقفلة، واستدعت الاحتياط إلى انتشار عسكري في المناطق السياحية.

دول ترفع متاريسها لمحاربة الإرهاب، وأخرى تفتح حدودها لتمكين الإرهاب من التسلل وبناء كيانه وتثبيت أقدامه بين العراق وسوريا، انطلاقا من تركيا الدولة الشاذة من القاعدة والحاضنة لمتفرعات "القاعدة"، صرح رئيسها رجب طيب أردوغان بممانعته إقامة دولة كردية في شمالي سوريا، فأفلت على كوباني التي نكبت من جديد وأعطى إذن مرور لضرب الحسكة، بعدما هاجم أولئك الذين سيطروا على تل أبيض.

يعارض أردوغان دولة كردية، لكنه يسمح بدولة إسلامية بعناوين وممارسات إرهابية. خمس سنوات وهو يرى "داعش" تتمدد انطلاقا من أرضه، فيدربها ويأمر بإمرار عتادها، ويستقدم مرتزقتها من دول غريبة عن الجسم العراقي والسوري. يأتون من قارات العالم للجهاد، ولا تربطهم بهذه الأرض أي انتماءات بل هم يشبهون يهود الفلاشا القادمين للاستيطان في أرض فلسطين. هؤلاء مسموح لهم بالاسيتطان في أرض العرب مزودين جميع فنون القتل، أما الأكراد أهل القضية وأرباب نضال عمره عشرات السنين، فممنوع عليهم إقامة دولتهم المنزرعة في وجدانهم.

ما من عربي وضع أردوغان عند حده، لأن بعض المصالح مشتركة. تماما كما يترك العرب القضية الأم فلسطين لتأتي الفاتيكان وتنصفها في قرار اعتراف يتخذ شكل التوقيع على العلاقات الثنائية، ما سيجعل أوروبا غدا تتبع خطى الكرسي الرسولي، ويدفع أميركا إلى إعادة حساباتها لكون الكنسية الكاثوليكة في الولايات المتحدة تتمتع برأي وازن.

وعن كل العرب يدافع الأسير خضر عدنان بحرب الأمعاء الخاوية، لليوم الرابع والخمسين، في إضرابه عن الطعام، محركا بقراره هذا قضية خمسة آلاف معتقل فلسطيني يهددون بإضراب جماعي داخل المعتقلات في حال استشهد خضر عدنان. المعتقلون وحدهم سيتحركون لتبقى موائد العرب عامرة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 27 حزيران 2015

السبت 27 حزيران 2015

النهار

قال وزير سابق إن دعوة الرئيس سلام الحكومة إلى الانعقاد ستُحرجه أكثر من عدم توجيه الدعوة.

توقع سياسي أن يتم نشر استطلاعات رأي كثيرة في المرحلة المقبلة لإغراق الاستطلاع الذي ينظّمه "التيار الوطني الحر" ودفْع الناس إلى الضَياع في الأرقام.

لوحظ أن نواب "حزب الله" يتناوبون على استنكار ما حصل في سجن رومية يومياً في محاولة لـ"حشر" خصومهم.

لوحظ أن نتائج الامتحانات الرسمية صدرت عبر موقع إلكتروني يخصّ مسؤولاً بارزاً قبل المواقع الرسمية كما أُعلن سابقاً.

رأت أوساط في 8 آذار أن "الخضّات" التي تشهدها أحزاب مسيحية تشكّل مؤشّرات "صحيّة" خلافاً لأوضاع سواها.

السفير

تقول مراجع شمالية إن إقدام وزير سيادي على دكّ ركائز تخص مرجعاً أمنياً سابقاً في مؤسسة غير مدنية، قد تكون هي السبب وراء "عاصفة رومية".

بادر مسؤول إعلامي في التيار السياسي الأبرز في "14 آذار" الى لوم صحافي وصولاً الى وقفه عن الكتابة لمدة شهر بسبب تبرّعه بإعطاء دور لمرجع لبناني لتعويض كفاءة دولة خليجية كبيرة!

سرّب مسؤولون أمنيون في دولة إقليمية معلومات عن تجاوب رئيس الدولة مع حركة فلسطينية فاعلة لإطلاق سراح قيادي في حزب فاعل أوقف في عاصمة تلك الدولة.

المستقبل

يقال

ان مبعوثاً من دولة روحية زار لبنان مؤخراً سأل مرجعاً دينياً كبيراً: "لماذا لا تجمع قيادات الصف الأول في الطائفة من جديد؟". فكان جوابه أن "الاجتماع سهل لكن لا ضمانة للالتزام بالمقررات".

اللواء

يُنقل عن مرجع في 8 آذار استياؤه البالغ من طريقة التعاطي مع التعيينات الأمنية إعلامياً وسياسياً!

وضعت إدارات عدّة في أجواء أزمة الرواتب بين عيدي الفطر والأضحى، ما لم ينتظم وضع الحكومة، وتقرّ الموازنة..

يُسجّل مشاركون في مؤتمر عُقد مؤخراً في بيروت مآخذ على وزير لبناني، ليس بالشكل وحسب بل في المضمون أيضاً..

الجمهورية

تخوَّفَت أوساط مِن أن يؤدّي رفعُ العقوبات عن إيران وتسليمُها الأموال المجمّدةَ التي تبلغُ حوالى 145 بليون دولار، إلى زيادة نفوذِها الإقليمي واتّساعِ دورِها.

قال وزير إنّ وضعَ الحكومة اليومَ ينطبقُ عليه تصريفُ الأعمال من دون استقالة، لأنّ الاستقالة ممنوعة سياسيّاً وغيرُ ممكنةٍ دستورياً في ظل غياب رئيسٍ للجمهورية.

رفضَت أوساط اقتصادية تسييسَ تحرّكِها، وقالت إنّ صرختَها تستندُ إلى أرقامٍ ومؤشّرات تؤكّد أنّ الوضع الاقتصاديّ بدأ يلامسُ الخطّ الأحمر.

البناء

عبّر نائب بارز أمام بعض المقرّبين منه عن ضيقه الشديد من الفشل والعجز عن التأثير في قضية تخصّ طائفته في دولة مجاورة، حيث لم تلقَ محاولاته ودعواته المتكرّرة أيّ استجابة تُذكر من أبنائها، ولا سيما من هيئاتها الروحية، فيما يستجيب هؤلاء بالمطلق مع مواقف وسياسات أخصامه اللبنانيين الذين يُسجَّل لهم أنهم يقدّمون الدماء والتضحيات، ويخوضون صولات وجولات دفاعاً عن الكرامة والعزة الوطنية والقومية.

الأخبار

بري هنّأ وهّاب

هنّأ رئيس مجلس النواب نبيه برّي، رئيس تيار التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، على زيارته أول من أمس بلدة حضر في الجولان المحرّر، على رغم المخاطر الأمنية العالية، بفعل استمرار المعارك الشرسة بين الجيش والأهالي من جهة ومسلحين من "جبهة النصرة" من جهة ثانية. وردّ وهّاب على تهنئة برّي بالقول: "دولة الرئيس أستاذنا بالشجاعة".

تعديلات على التشكيلات القضائية

يردّد قضاة أنّ مجلس القضاء الأعلى الجديد لن يمرّر التشكيلات القضائية المتوقّفة قبل إعادة درسها وإجراء بعض التعديلات عليها لكي تبصر النور مع بدء السنة القضائية في 15 أيلول المقبل.

كلام ناري بين قضاة

أوقعت "الصدفة" قاضياً خارج العاصمة في المحظور، باتهامه زملاءه في النيابة العامة بتصرّفات غير قانونية. فقامت صديقة زوجة أحد هؤلاء، وقد صودف وجودها في المكان، بتسجيل كلامه الناري ليصل الأمر إلى هيئة التفتيش القضائي للفصل فيه.

ضغط ريفي على القضاء

يردّد قضاة في مجالسهم الخاصة أنّه جرى الضغط على زملاء لهم في إحدى النيابات العامة المحاذية للعاصمة، لصرف النظر عن استئناف حكم صدر لمصلحة أحد مستشاري وزير العدل أشرف ريفي.

السطو على 6 ملايين دولار

تعرّضت شركة لبنانية تعنى بالمقاولات لعملية سطو على حسابها المصرفي خارج لبنان بمبلغ ستّة ملايين دولار أميركي حوّل على حساب مزوّر باسمها في شركة مالية لبنانية. وقد أفضت التحقيقات إلى توقيف شخصين حتّى الآن، ويتوقّع توقيف آخرين تبعاً لتقدّم التحقيقات.

 

 بري التقـــى ســلام وابرق الى فرنسا مستنكرا

المركزية- استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الاولى بعد ظهر اليوم في عين التينة رئيس الحكومة تمام سلام وعرض معه الاوضاع والتطورات الراهنة. وبعد الاجتماع رفض سلام الافصاح عن طبيعة اللقاء والادلاء بأي تصريح. ولاحقا التقى بري النائب انور الخليل.

وأبرق نبيه بري الى رئيسي الجمعية الوطنية (البرلمان) ومجلس الشيوخ الفرنسيين كلود بارتولون وجيرار لارشيه مستنكراً المحاولة الجديدة للارهاب التكفيري لتخريب الامن والاستقرار في فرنسا .

مشيراً الى ان هذه المحاولة هي حلقة من سلسلة الارهاب الذي ضرب ويضرب غير بلد .

 

 تسليم جثتي مسلحين تكفيريين اثنين الى ذويهما

السبت 27 حزيران 2015

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك حسين درويش ان مستشفى الهرمل الحكومي سلم جثتي مسلحين تكفيريين اثنين الى اقاربهما، وهما: حسين عبد الله الرفاعي وعبد الرحمن بكور، اللذين قتلا امس، في أثناء صد الجيش اللبناني لمحاولة تسلل من جرود عرسال الى البلدة.

اشارة الى انه سيتم دفن الجثث في مدافن بلدة عرسال.

 

النائب مروان حمادة: ورقة النيات تسري على من وقع عليها فقط وأحترم أي اتفاق رغم الشك بإنتاجيته

السبت 27 حزيران 2015

وطنية - أكد النائب مروان حمادة أنه "حان الوقت لإنتخاب رئيس للجمهورية، فالحكومة معطلة للأسبوع الثالث والسبب يعود لحزب الله والتيار الوطني الحر الذين يعملون على تأجيل انعقاد جلسة الحكومة حتى أيلول أي إلى حين انتهاء التمديد القائم بتوقيع من الوزير مقبل للعماد جان قهوجي"، مضيفا "نحن أمام فرض فاشي ديكتاتوري لخيارات معينة".

وأضاف في حديث الى "صوت لبنان 100,3-100,5": "لا أقول أنني لا أثق بشامل روكز بل لا أثق بميشال عون وبما سيفعله بروكز في حال أصبح قائدا للجيش لأننا رأينا ما فعله بوزرائه، والصورة كانت قاتمة لما ينتظرنا، فلكي نحصل على 24 ساعة من الكهرباء يجب أن ننتظر العام 2025، بعد أن وعدنا بها من حوالى الأربع سنوات".

وعن استطلاعات الرأي التي اقترحها كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب العماد ميشال عون، قال حمادة: "أن هذه الاستطلاعات لا تمكن المسيحيين من اختيار مرشحهم الأقوى لأن خيارهم محصور بين شخصين"، مؤكدا "أن ورقة النيات تسري على من وقع عليها فقط" مضيفا "أحترم أي اتفاق وحوار يحصل على الرغم من بعض الشكوك بإنتاجيتها".

وأكد "تفهمه لحرص الرئيس تمام سلام وعدم رغبته في تأزيم الوضع، لكن الزيادة في التريث، تزيد من التشبص لدى "حزب الله" وعون"، مؤكدا "امكانية سلام من تجميد تفلت بعض الوزراء" داعيا رئيس الحكومة إلى "حسم أمره".

وأضاف: "إذا وجد من ينقذ اليونان من افلاسها، فمن يهتم بلبنان؟" لافتا الى "أن الوفد العربي الذي زار الرئيس بري مع الوزير جبران باسيل وعلى رأسه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي كان منزعجا من تصريحات باسيل الداخلية والحزبية والفئوية".

وعن فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، أكد حمادة "وجود رغبة وتوافق لدى كل من الرئيس سلام والرئيس بري لكن الصيغة غائبة مع غياب رئيس للجمهورية" متمنيا على الأحزاب الحليفة وعلى العماد عون "السير بتشريع الضرورة".

وقال: "أحترم قرار الكتائب في هذا الموضوع" مهنئا الحزب على إنتخاب رئيسهم الجديد، "وهو شاب يؤمن بلبنان بوجهه الجديد وبحدوده وتراثه وبتنوع شعبه وتعدده".

وشدد على "أن لبنان محاط بجهنم جراء الوضع في المنطقة العربية وهناك نية لدى البعض لجره إلى تلك الهاوية" مضيفا "أن القيادات الفرنسية والرئيس السيسي وغيرهم حذرونا من امكانية نقل النظام السوري معركته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة إلى لبنان".

وعن مجزرة الدروز في سوريا، قال: "أنها حادثة محلية كما اعتبرها النائب وليد جنبلاط، وهي ناجمة عن خطأ بشري إجرامي ارتكبه أمير تونسي على المجموعة، ويجب أن تكون قد تمت معاقبته عبر الاعدام وليس عبر نقله إلى مكان آخر".

وعن سجن رومية، أكد حمادة "وجود 58% من المساجين غير المحكومين" مشددا على أن "مشكلة السجون تحل عبر التطوير ودخول الصليب الأحمر ونقل مسؤولية السجون إلى وزارة العدل"، مضيفا "هناك الكثير من السجون غير الشرعية والتابعة بأغلبيتها إلى حزب الله"، نافيا "وجود خلاف بين الوزيرين المشنوق وريفي، لكن هناك شعور عند السنة أنهم مستهدفون أكثر من الطوائف الأخرى بحجة النصرة وداعش والأسير فأصبح هناك تطاول على السني البريء والمخطئ".

وحول موضوع الفدرالية المتداول في الاعلام، شدد حمادة على "حرص الخارج على إبقاء لبنان بلد تنوعي"، وقال: "قبل العام 1990 كانت تسمية اللبننة تطلق على تقسيم دولة وتفتيتها، أما بعد العام 1990 فأصبحت عنوانا لإعادة جمع الطوائف اللبنانية ضمن حدود واحدة ودولة واحدة"، مضيفا "يحكى عن إعتماد صيغة الطائف في بلدان عدة منها سوريا واليمن".

وحول الهبة السعودية، قال: "أنها لم تتوقف وأن ولي العهد محمد بن سلمان أكد على استمرارية الاتفاق أمام الرئيس الفرنسي. لكن في حال دخولنا في الجحيم المحيط بنا، عندها بإمكان الفرنسيين امتناعهم عن تسليمنا السلاح خوفا من وقوعه في أياد غير مؤهلة".

وعن ملف سوريا، اعتبر "أن التقسيم لم يبت وأن روسيا تسعى لإنشاء دولة علمانية موحدة في سوريا حفاظا على مصالحها. والأوروبيون لا يميلون إلى تقسيم سوريا، كذلك العرب وتركيا" مضيفا "رفض الدروز قيام الدولة الدرزية التي قدمتها لهم فرنسا عام 1925، وفرضوا الوحدة في سوريا وتحالفوا مع الطوائف الأخرى".

 

الرئيس أمين الجميل من زحلة: اولى الاولويات انتخاب رئيس وخارج ذلك فان اي طروحات اخرى تضع البلد في مسار الانتحار

السبت 27 حزيران 2015

وطنية - استهل رئيس "حزب الكتائب" الرئيس امين الجميل جولته البقاعية طيلة اليوم بزيارة مدينة زحلة، حيث قصد اولا مطرانية زحلة المارونية، يرافقه النائب ايلي ماروني، وقد استقبله راعي الابرشية المطران جوزف معوض، بحضور المطران جورج اسكندر وكهنة الابرشية.

وتحدث الجميل فقال: "تشرفنا بزيارة المطران معوض ببداية رسالته في مطرانية زحلة المارونية، وجئنا لناخذ بركته وهو الذي تربطنا به صداقة قديمة واليوم نستمر بها للتعاون معا في منطقة صعبة تضم مكونات فسيفساء من كل الطوائف التي يتشكل منها البقاع. والمطران معوض يرعى هذا الواقع بكثير من الثقة وهو اهل الثقة كما نعلم ان هناك جهدا كبيرا من البطريرك الراعي ومجلس الاساقفة للدفع للاستقرار الدستوري لكي ترجع المؤسسات وتلعب دورها الطبيعي ابتداء من انتخاب رئيس للجمهورية حيث على مجلس النواب ان ينتخب باسرع وقت وان يعود ايضا للتشريع في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية. ونتمنى من الرئيس تمام سلام الذي نحترمه ان يعيد العمل الحكومي لان لبنان بحاجة للاستقرار لمواجهة كل المخاطر التي تعصف حولنا، فنحن لسنا بجزيرة بل نتاثر بما يجري حولنا والذي يؤثر بنا، فالبلد لا يترك هكذا بل يحتاج جهودا من كل الاطراف المخلصين".

ومن موقفه من الدعوة لاجراء استفتاء قال: "حاليا اولى الاولويات انتخاب رئيس وفق النظام الدستوري السائد خاصة ان تجربتنا الديمقراطية فريدة من نوعها في المنطقة العربية واي اقتراح يخرج عن ذلك يكون تمييعا لانتخاب رئيس للجمهورية. فنحن نعتبر ان هناك ضرورة انتخابه فورا دون مواربة او مضيعة للوقت، وبدل تضييع الوقت على هامش الدستور او التمييع المطلوب اليوم ودون اي ابطاء او اي مضيعة للوقت بقضايا هامشية، حيث الحل ان يلتئم مجلس النواب لانتخاب رئيس باسرع وقت ممكن".

معوض

اما معوض فقال: "نرحب بالرئيس الجميل الذي هو شخصية معتدلة وحكيمة في الشؤون الوطنية حيث اعبر عن تقديري لكل مساعيكم مع الاقطاب المسيحيين الاخرين في جهودكم الوطنية للحل، واهنىء حزب الكتائب على انتخابه رئيسه الجديد النائب سامي الجميل، كما نتمنى ان يكون الحوار المسيحي ناجحا ومقدمة لحوار على المستوى اللبناني الشامل. فالحوار المسيحي يساعد على اتمام الاستحقاقات الداخلية ويقوي وحدتنا الوطنية الداخلية، ويحض الوطن من المخاطر التي تهدده وتحيط به من المنظمات المتطرفة".

درويش

بعدها توجه الجميل وماروني، الى دار مطرانية الروم الكاثوليك حيث استقبله المطران عصام يوحنا درويش بحضور النائب الاسقفي الارشمندريت نقولا حكيم وكهنة.

وتكلم درويش فقال: "ارحب بكم في زحلة عاصمة الكثلكة وفي هذه الدار التاريخية كما اني اهنىء بديمقراطية حزب الكتائب الذي انتخب النائب سامي الجميل رئيسا له ومكتبا سياسيا جديدا، وهذا فريد ومميز ونموذج لديمقراطية الاحزاب في منطقتنا، كما اني اشدد على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والتي هي اليوم بلا راس لانه تواجهنا مخاطر كبيرة امام هذا الارهاب الزاحف والمعمم من الشرق الى الغرب، لذلك لا بد ان نقوي وحدتنا الوطنية لتجنب هذا الكاس السام".

الجميل

ورد الجميل بقوله: "زيارتي للبقاع ولزحلة في هذا الظرف هي لتاكيد تضامن اللبنانيين جميعا بين بعضهم في مواجهة هذه الحركات الارهابية، فهنا نرى الجيش اللبناني البطل كيف يحافظ على الحدود والشعب والامن والاستقرار، حيث ان ارض البقاع هي اليوم في المواجهة المباشرة مع الخطر الزاحف، ولا بد لي ان انوه بالمطران درويش الذي يبذل الجهود في سبيل زحلة ومواجهة التهديدات التي تتجمع في مناطق البقاع، ولنا ملء الثقة بكل مكونات شعبنا في البقاع لمواجهة هذه الاخطاء ودعم الجيش اللبناني في مهامه الوطنية الكبيرة هنا".

وتابع: "ان تهميش استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية هو خطا كبير لانه بداية استقرار على صعيد الحكم وتكامل المؤسسات والاستقرار الوطني. واليوم لا نعرف لماذا لا يحضروا الى مجلس النواب لانتخاب رئيس يطمئن الناس والوطن، وخارج ذلك فان اي طروحات اخرى تضع البلد في مسار الانتحار".

 

النائب جوزيف ابوخاطر: لا حياة سياسية طبيعية قبل انتخاب رئيس لعدم التشـريع فـي ظل الفـراغ في رأس الدولـة

المركزية- مع استمرار المأزق الحكومي نتيجة تمسّك وزراء "التيار الوطني الحر" ومعهم "حزب الله" بملف التعيينات كبند اوّل على جدول الاعمال، عاد الحديث عن "تشريع الضرورة" لتفعيل عمل مجلس النواب لاقرار مشاريع حيوية تصبّ في مصلحة المواطن والدولة.

عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب طوني ابو خاطر اشار عبر "المركزية" الى ان "انجاز استحقاق رئاسة الجمهورية اولوية واسبقية، اذ تستقيم الحياة السياسية في لبنان فور اتمامه"، مذكّراً بموقف "القوات" الداعي الى وضع بندي قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية على جدول اعمال اوّل جلسة تشريعية". ولفت الى "قوانين مهمة جداً تحتاج ايضاً الى تشريع منها قروض مالية ومساعدات من البنك الدولي وسد بسري"، لكنه شدد في المقابل على ضرورة "عدم التشريع في شكل طبيعي وكأن لا فراغ رئاسياً في البلد"، واعتبر اننا "دخلنا في دوّامة "البيضة قبل الدجاجة او العكس". وذكّر ابو خاطر رداً على سؤال ان "قانون الانتخاب تم بحثه داخل اللجان النيابية المشتركة".

 

النائب أحمد  فتفت: الهجوم على خط الإعتدال لا يخدم الا بشار الأسد

السبت 27 حزيران 2015 /وطنية - رأى النائب أحمد فتفت ان ما حدث "في الكويت، في تونس وحتى في فرنسا، رسالة مؤلمة جدا لكل العرب والمسلمين لأنها تشوه صورة العرب والمسلمين في العالم أجمع، لا سيما أن معركة الحداثة لم تبدأ اليوم إنما بدأت تقريبا منذ قرنين مع النهضة العربية في منتصف القرن التاسع عشر، فلا يجوز اليوم أن نعود إلى عهود الانحطاط والتخلف". كلام فتفت جاء في خلال السحور الرمضاني الذي أقامته دائرة سير وجوارها في منسقية الضنية في "تيار المستقبل" في فندق ومطعم قصر الأمراء في بلدة سير، وحضره منسق عام تيار المستقبل في الضنية هيثم الصمد، رئيس دائرة سير وجوارها حمدان حمدان، أعضاء مجلس منسقية الضنية، إضافة إلى كوادر التيار في الدائرة.

وقال: "إن بعض المناظر الهمجية التي نراها في المساجد وقتل المصلين والاعتداء على السياح وما شابه لضرب الاقتصاد في البلاد العربية، ليس من الإسلام في شيء بل هو تشويه لصورة الإسلام والمسلمين قبل أي طرف آخر، فمعركتنا اليوم معركة الدفاع عن هذه الصورة عن الإسلام السموح، هذا الإسلام الحضاري الذي انتشر من الهند إلى إسبانيا، وبنى أول كليات الطب في فرنسا، وأشع بحضارته على العالم أجمع، فإذا بنا اليوم محط ازدراء من العالم أجمع، الذي ينظر إلينا وكأننا مجموعة همجية لا تبحث إلا عن القتل، ولا ترى وسيلة للتعريف عن نفسها إلا بتقطيع الرؤوس، ولا اعتقد أن أحدا منا يفتخر بذلك". ونبه من أننا "أمام معركة حساسة جدا، وسنشهد تفاصيل كثيرة، والمطلوب منا أن نثابر على خط الاعتدال الذي هو الخط الرئيسي والأساسي لهذا الدين وللعرب قاطبة بكل طوائفهم، منذ أن نشأ وبدأ هذا الدين مع الرسالة المحمدية في مكة المكرمة، وبعض الأحداث التي تحدث في سوريا مثلا كتفريغ مدينة تدمر من المساجين وحتى من مقتنيات المتحف قبل تسليمها لداعش يطرح تساؤلات كبيرة عن من أوجد هذا التطرف الأعمى ويدعمه ويموله؟ والذي لا نرى منه إلا المخاطر المتراكمة".

وحول ما يحدث في سوريا، قال: "قضية الشعب السوري قضية محقة، وهي قضية عدل وحرية وديمقراطية وبناء حضارة، فإذا بها تشوَّه وكأنها قضية إرهابية، وأصبح بإمكان جزار دمشق أن يدعي أنه حامي الحريات في وجه التطرف، بينما هو من اخترع هذا التطرف وليس للمرة الأولى، فقد شهدنا قبل ذلك كيفية تعاطي المخابرات السورية مع قضية ما سمي بأحداث الضنية في عام 2000، وكيف كان التعاطي من قبل حلفاء سوريا وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله مع أحداث فتح الإسلام، ووضع الخطوط الحمر أمام اقتحام الجيش اللبناني لمعقل من معاقل الإرهاب، لأن ما فعلوه اليوم مع داعش كانوا سيفعلونه مع فتح الإسلام سنة 2008 في لبنان، وبالتالي معركتنا يجب أن تكون واضحة ودقيقة، إنها معركة الاعتدال بكل ما تعني هذه الكلمة، إنها تعني الحق والمواطنية والتوازن والعدالة بين المواطنين وتعني الحرية والكرامة". وحول ما حصل في سجن رومية، قال: "من هنا كان انتفاضنا أيضا على ما شهدناه من مأساة في سجن رومية، من الاعتداء على مساجين مكبلين عزل في عملية خسيسة، في جريمة حقيقية، أولا بحق كرامتنا وكرامة السجناء، وثانيا بحق صورة لبنان الحضارية، بحق قوى الأمن وشعبة المعلومات، والبعض تحدث عن توقيت التسريب، نحن غير معنيين بتوقيت التسريب وخلفياته، نحن معنيون بأن هناك جريمة حصلت ويجب أن تعالج على هذا الأساس".

وأكد "أن كتلة المستقبل قد ناقشت هذا الموضوع، بحضور الوزراء المختصين، وأكدوا جميعا أن العلاج سيكون علاجا جديا وكاملا ليس فقط لعدم تكرار ما حدث ولكن أيضا لرؤية الأسباب وراء ما حدث ومعاقبة المسؤولين أيا كانوا ولأية جهة انتموا، ما يهمنا أن يعرف الرأي العام أن جريمة كهذه لن تمر دون عقاب، ولن تمر دون إجراءات تحذيرية لكل من يمكن أن يمارس عملا مشابها في المستقبل فلا يمكن للاعتدال أن ينجح بدون ثلاثية "الديمقراطية والحرية والعدالة".

وتابع: "إن تسريب الأفلام قد حصل متأخرا برأيي ولكن تمكن الرأي العام من الاطلاع على ما يجري وهذا شيء جيد، لأننا كنا جميعا نعرف أن أمورا كهذه تحدث في السجون اللبنانية، تحدث لدى الأجهزة كافة بدون استثناء، والمعركة اليوم ليست معركة سجن روميه بل معركة التعاطي مع الموقوفين والسجناء بكل أنحاء لبنان، كائنا من كان الجهاز الذي يقوم بهذه التوقيفات أو يشرف على السجون، أكان الجيش اللبناني أو قوى الأمن أو الأمن العام، وتحرك لجنة حقوق الإنسان في المجلس النيابي مشكور، ولكنه يجب أن يشمل أيضا الأجهزة الأخرى لأننا نعرف أن أمورا مشابهة تحدث في أماكن أخرى، حتى لا نتحول إلى ثقافة التعذيب والتحقير في تعاطينا السياسي والأمني، وإلا ما الفرق بيننا وبين جزار دمشق، وإلا تحولنا إلى سجن تدمر آخر".

وشدد على أن "المعركة مهمة جدا، ويجب علينا جميعا أن نتكاتف في هذه المعركة. أعرف أن البعض أثارته عواطف جياشة وانفعل في ردات فعلٍ مبررة ومفهومة، ولكن يجب أن نعي بأن هناك من يسعى لصب الزيت على النار، ويحاول ليس أن يطال القوى الأمنية او وزير الداخلية، بل ليطال تيار المستقبل، ويطال الاعتدال بحد ذاته كخيار سياسي وكواجهة وحيدة قادرة على مواجهة التطرف، حتى لا نصبح جميعا أداة ابتزاز من قبل العالم الخارجي كما يفعل الرئيس الأسد من خلال ابتزازه العالم أجمع، بم تفعله داعش والصور التي تنشرها داعش". والهجوم على خط الإعتدال لا يخدم الا بشار الأسد.

وعن الكلام حول ما يجري داخل تيار المستقبل أوضح "ليكن الجميع مطمئنين، في تيار المستقبل قيادة واحدة اسمها سعد الحريري، ولقيادة المستقبل توجه واحد هو الموقف السياسي الذي يصدر عن سعد الحريري والذي يصدر عن كتلة المستقبل ولا شيء غير ذلك، كل ما يقال غير ذلك هو من الأقاويل والاكاذيب والافتراءات التي نسمعها في بعض الصحافة الصفراء". وانتقد فتفت "من يحاول أن يمدد للفراغ القائم في رئاسة الجمهورية إلى المجلس النيابي ومن ثم إلى مجلس الوزراء، باعتداء صارخ على المؤسسات يرافقه باعتداء جديد على الدستور، فبالامس سمعنا كلاما لأحد الوزراء "من قال ان رئيس الحكومة هو من يضع جدول الأعمال؟"، ونجيبه: الدستور يا معالي الوزير، هذه الصلاحية أساسية لرئيس الحكومة، فهو من يضع جدول الأعمال، وهو من يحدد موعد اجتماع الحكومة. وبالتالي هذا الاعتداء الجديد على الدستور لا ينفع في هذه المرحلة إلا في زيادة الاحتقان في الشارع، فهل هذا هو المطلوب؟". وتابع "يبدو أن البعض قد فقد صوابه من أجل كرسي لنفسه أو لصهره حتى وصل لحدود تهديد الوطن، وما يدعيه من اتفاقات سياسية وما شابه لا أساس له من الصحة، فنحن قلنا كلاما واضحا في ما يخص قيادة الجيش، بأنه شأن يقرره مجلس الوزراء، ونحن نفضل أن يكون ذلك بعد انتخاب رئيس للجمهورية. فليتفضلوا إلى المجلس النيابي ولينتخبوا رئيسا للجمهورية وبعد ذلك تستطيع هذه الحكومة أن تقرر بأكثرية الثلثين الموصوفة أن تختار من تشاء لقيادة الجيش، أما أن يقول لنا أحدهم أنه يقرر مسبقا جدول أعمال ويقرر مسبقا حتى قرارات مجلس الوزراء، لأنه إما ان تختاروا هذا الشخص وإما أذهب ولن أسمح بعقد مجلس الوزراء، فهذا استقواء ليس بعضلاته ولكنه استقواء بسلاح حزب الله".

ودعا الدولة لمعالجة القضايا الاقتصادية قائلا "منتجات لبنان الزراعية المصدرة تقدر قيمتها تقريبا بمليار دولار، ومداخيل الدولة منها، من الجمارك والضرائب، حوالي 250 مليون دولار، بعد أن أقفلت الحدود البرية المطلوب فقط تأمين 21 مليون دولار لتتمكن الدولة من تحصيل 250 مليون دولار. من يقف في وجهها؟ يقف في وجهها من يمنع الحكومة من أن تجتمع وأن تقرر ما يطلبه وزير الزراعة ليدعموا التصدير بحرا للزراعة اللبنانية، وكذلك للصناعة. وقد استمعنا بالأمس إلى صرخة "لا للانتحار" عن الوضع الاقتصادي. البعض اعتقد أن ما يجري هو في بلد آخر حيث طالعنا أحد الوزراء السابقين بالقول ان الاقتصاد اللبناني على أحسن ما يكون، فلماذا هذه الصرخة؟. وإذا كان وضع المصارف جيدا فهذا يعني أن الوضع المالي لليرة اللبنانية جيد، أما وضع المواطن فبائس فلا يكاد يجد ما يكفيه لدفع أقساط المدارس ولا الدواء ولا للطبابة ولا أي شيء آخر من الأساسيات".

وحذر من "التلاعب بهذا الوطن تحت عنوان أن كل شيء سينحل عندما يأتي فلان رئيسا للجمهورية، أو عندما نسمي فلانا قائدا للجيش. هذه أوهام يريد البعض بشعبوية ظاهرة أن يختلقها ويضعها أمام الناس. ثم ابتدعوا لنا فكرة ما سمي بالاستفتاء، أي بكل بساطة يدفعون كمية من الأموال لشركة وتقوم هذه الشركة بإحصاء للرأي، كما حدث في العام 2009، حين صدرت إستطلاعات رأي عديدة ومدفوعة قبل 48 ساعة فقط من الإنتخابات تعلن إنتصار 8 آذار، فإذا بصناديق الإقتراع تكذبها بالكامل. فالإحصاءات واستطلاعات الرأي قد تنفع لدراسة علمية أو اجتماعية ولكنها لا تنفع لقرار سياسي، انتخاب رئيس الجمهورية كان وسيبقى في المجلس النيابي، والأكثرية النيابية هي من تقرر، أيا كانت الابتزازات والضغوطات التي ستحصل، فنحن في المجلس النيابي نقرر وفق قناعاتنا السياسية، ووفق من نراه مسؤولا لتولي هذه المسؤولية في هذا الوقت الحرج. ونقول بكل صراحة، أنه ليس مناسبا أن يأتي من يمثل محور دمشق - طهران لرئاسة الجمهورية، فمشكلة الجنرال عون أنه قال أنه لا يريد أن يكون وفاقيا بل يفضل أن يكون توفيقيا، ولكنه لم يفلح بذلك واعترف بذلك على التلفزيون بأنه لم ينجح في أن يكون توفيقيا".

أضاف "قلنا كلاما واضحا للتيار الوطني الحر أن المشكلة مع ميشال عون ليست مشكلة شخصية. المشكلة هي القدرة على التواصل والإنفتاح على الآخر وهذا ما حصل عندما إختار حزب الله الأقوى شيعيا فدعم الرئيس بري لموقع رئاسة المجلس النيابي وليس محمد رعد مثلا. وهذا ما حصل أيضا في موقع رئاسة مجلس الوزراء فعندما سقط نجيب ميقاتي لم يختر تيار المستقبل أي رئيس للحكومة يشكل استفزازا لأحد، بل العكس اختار رجلا هو رجل المرحلة بامتياز هو دولة الرئيس تمام سلام، القادر على التواصل والانفتاح والذي أثبت في هذه المرحلة أنه فعلا قادر على هذا التواصل والانفتاح على القوى السياسية كافة. هذا هو المطلوب في موقع رئاسة الجمهورية. هذا يؤكد ان موضوع الخيار ليس طائفيا، الخيار يجب أن يكون وطنيا ووطنيا بامتياز، فنحن بحاجة إلى رئيس جمهورية يكون من لديه القدرة على الانفتاح على الآخرين والتعاطي مع الناس، وليس من موقع الطرف السياسي والتحدي والاستفزاز، نريد رئيسا جامعا لا مفرقا". وختم قائلا: "هذه مرحلة حرجة جدا تستدعي من الكل تحمل مسؤولياته، ونحن نعرف أنكم أمامنا ومع خط الاعتدال رغم العثرات، وأن ما حدث مؤلم لكم ولكننا تعاملنا معه بجدية ونتعامل معه بمسؤولية، وبالتالي نحن على ثقة بأنكم رواد هذا الفكر المنفتح والمعتدل، وستبقون السند الأساسي لتيار المستقبل وكل عام وأنتم بخير".

 

النائب ياسين جابر: “حزب الله” لن يسير بجعجع رئيساً حتى لو دعمه عون

قناة المستقبل/استنكر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ياسين جابر “الأعمال الإرهابية التي حصلت الجمعة”، معتبراً أن “هناك عقيدة نمت وترفض الآخر، وتريد أن تفرض وجهة نظرها بالعنف والقوة”، وموضحاً أنه “على قوى الإعتدال في العالم أن تتوحد في مواجهة هذا الفكر الخطير الذي يتهدده”. ولفت، في حديث لـ”المستقبل”، إلى أن “كتلة “التنمية والتحرير” ملتزمة بحضور جلسات انتخاب الرئيس، وبضرورة التشريع لأنه لا يجوز تعطيل العمل النيابي، وبالمشاركة بجلسات مجلس الوزراء”، مشدداً على أن “ضرورة إيجاد الأطراف كافة صيغا لتجاوز الأزمة القائمة في البلد”. وأضاف جابر: “موضوع رئاسة الجمهورية يحتاج اليوم إلى الحوار بين الأطراف ذات الكتل الكبرى، للتوصل إلى انتخاب رئيس”، ولافتاً إلى أن “هناك مشكلتين كبيرتين اليوم وهما: رئاسة الجمهورية وقانون الإنتخاب، ولقد فشلنا عبر أشهر طويلة من إيجاد الحل لهما”. ولدى سؤاله إذا اتفق “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” على دعم ترشيح الدكتور سمير جعجع للرئاسة هل يسير به “حزب الله”؟ أجاب جابر: “قطعاً لا!”، مضيفاً: “لا أظن ان حظوظ اي من المرشحَيْن (جعجع وعون) مرتفعة”.

وأشار إلى أن الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” مستمر لأن الجميع يقدّر أن الفتنة الداخلية مدمرة، والخوف اليوم من انفجار الداخل اللبناني نتيجة حدث في الخارج. وأكد جابر ان لا فيتو على الاسماء المطروحة بالنسبة لقيادة الجيش وخاصة الاسم المطروح أخيراً، لافتاً الى اننا “ككتلة نيابية لسنا من ندعو لعقد جلسة لمجلس الوزراء ولسنا من نضع جدول اعمال الجلسات بل رئيس الحكومة تمام سلام”، ومعتبراً انه “من الافضل ان نترك تعيين قيادة الجيش لوقته في ايلول”. وأوضح: “موقفنا ككتلة ليس تمسكا بأي حكومة ولدينا تحفظاتنا، ولكن نريد بقاء المؤسسة الوحيدة التي تعمل في البلد”، معرباً عن “احترام فريقه السياسي الى كافة وجهات النظر المختلفة”، ومستذكراً رفض “”التيار الوطني الحر” التضامن معنا ومع “حزب الله” للنزول الى مجلس النواب للتشريع”.

 

عمل شاق في "النووي" قبل التوقيع تحضيرا لتسوية الازمات السياسيــة

بري- سلام : لمزيد من التريث وحزب الله يرضــي "الحليــــــف"

الحوار المسيحي نحو مزيد من التطبيع في الشارع ولقاء في معراب الاثنين

المركزية- قبل ثلاثة ايام على الموعد المضروب لتوقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الست، الذي يشكل نقطة محورية في سياق ازمات منطقة الشرق الاوسط، وعلى وقع موجات العنف والارهاب المتنقلة بين دول العالم قاطبة، بقيت حظوظ التوقيع متأرجحة على حبال المواقف المتناقضة حينا والمتقاطعة حينا آخر، وسط ترجيحات بتمديد جديد لفترة وجيزة تتيح تذليل آخر العقد. ففي وقت، اعلنت ايران صباحا "ان التوصل لاتفاق نووي ممكن إذا كان الطرف الآخر معقولا"، خرج وزيرا خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري وايران محمد جواد ظريف بعد الظهر ليؤكدان ان "امامنا عملا شاقا" للتوصل الى اتفاق نووي.

سوريا ورئاسة لبنان: وقالت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان لا مجال امام القوى الدولية وايران الا لتوقيع الاتفاق ،مشيرة الى ان اي تأخير سيكون تقني الطابع وليس سياسيا خلافيا، متحدثة عن صيغ عدة للمرحلة المقبلة بدأ البحث فيها وفي مقدمها اوضاع منطقة الشرق الاوسط، حيث البركان المشتعل والتسويات الواجب الوصول اليها خصوصا في سوريا، التي اكدت المصادر ان ازمتها موضوعة على نار حامية، مشيرة الى ان لا انتخابات رئاسية في لبنان قبل وضع استراتيجية الحل لسوريا.

مزيد من التريث: واذا كان "النووي" ما زال عالقا عند عتبة بعض التفاصيل المرتقب ارساء الحلول لها قريبا، فان صورة الوضع في الداخل تبدو مغايرة تماما، في غياب اي آمال بامكان تذليل العقبات التي تعرقل عمل المؤسسات كافة، بعدما انضم الوضع الحكومي الى قافلة الشلل الرئاسي والمجلسي وانعدمت حظوظ استئناف جلسات مجلس الوزراء الاسبوع المقبل بفعل تمترس القوى السياسية خلف مواقفها ورفض التيار الوطني الحر البحث في اي بند من بنود جدول الاعمال قبل بت ملف التعيينات الامنية، مقابل تريث الرئيس تمام سلام واستمرار ترجيح كفة المساعي والاتصالات التسووية على خيار المواجهة، حرصا على عدم تفجير حكومة "المصلحة الوطنية" من داخلها وتعليق العمل الحكومي.

وعلى وقع استمرار المساعي التي يبدو انها تتواصل بعيدا من الاضواء لتأمين ارضية صالحة لعقد جلسة "كسر جليد" على الاقل، زار الرئيس سلام اليوم عين التينة واجتمع الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يشّغل محركات الوساطات بالتعاون مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. وفي ما لم يصدر اي موقف عن اجتماع بري- سلام، دعت مصادر عين التينة الى عدم تعليق امال واسعة على اللقاء لان المشكلة في الاساس ليست عند الرئيسين. واشارت الى تمسك الفرقاء المعنيين بمواقفهم وبرفضهم تقديم اي مقترح عملي او مخرج للازمة القائمة وهو ما يؤدي الى المراوحة المستمرة ويحول دون ايجاد المخارج.

وقالت ان المساعي التي يبذلها رئيسا المجلس والحكومة والنائب جنبلاط لم تفض الى اي حلحلة، اقله على مستوى اقرار الحكومة بعض البنود الادارية والمالية المتعلقة بمصالح المواطنين والحياة اليومية، وان الامر ذاته ينسحب على المجلس النيابي حيث يطاول الرفض حتى اللقاء تحت قبة البرلمان وعقد جلسة لاقرار مشاريع ما يسمى ب"تشريع الضرورة". واوضحت ان بري تمنى على سلام المزيد من التريث حرصا على استمرار التوافق.

ارضاء الحليف: الا ان اوساطا وزارية استغربت التبدل المفاجئ في موقف حزب الله بعد زيارة الوزير محمد فنيش الى السراي منذ يومين، وابلاغه الرئيس سلام عدم الاستعداد للبحث في جلسة حكومية قبل نهاية رمضان. وربطت بين المواقف المستجدة وعلاقة الحزب بالتيار الوطني الحر معتبرة، ان رياح العتب العوني قد لفحتها ما اضطر الحزب الى "ارضاء الحليف".

الحوار المسيحي: وسط هذه الاجواء، يمضي الحوار المسيحي في اتجاه مرحلته الثانية بعد اعلان "بيان النيات" ولقاء رئيسي تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وحزب القوات اللبنانية سمير جعجع على ان يليه اخر، في اي وقت، لـ"رد الاجر" الى معراب. وقالت اوساط لجنة التنسيق بين الجانبين لـ"المركزية" ان المرحلة الراهنة مركزة على تثبيت انجازات الخطوة الاولى، اي بيان النيات" وترجمة الاتفاق لتحصينه والبحث في سائر مراحل خريطة الطريق والالية الواجب اتباعها. واشارت الى ان لقاء سيعقد الاثنين المقبل في معراب بين رئيس القوات ومسؤول جهاز الاعلام والتواصل ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان يخصص لوضع اجندة اللقاءات في سائر القطاعات بين الجانبين، لمزيد من تطبيع العلاقات بعدما اثبت اللقاء الطالبي في بيت عنيا نجاحه وحقق الاهداف .

وليس بعيدا، اشارت اوساط سياسية مطلعة الى ان البطريرك الماروني الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي الذي بارك الالتقاء العوني –القواتي، يتمنى على المعنيين توسيع رقعته ليشمل القوى المسيحية كافة. وفي سياق متصل نصحت اوساط دبلوماسية القوى المسيحية بوجوب عدم الدفع نحو تغيير النظام او تعديله وتبديله، مشيرة الى ان الوقت ليس مناسبا اليوم للخوض في هذه المتاهات، والاجدى التقاء المسيحيين وتوحيد كلمتهم من اجل انتخاب رئيس جمهورية يحصن البلاد من الانهيار.

ترشح عون: في غضون ذلك، خلق رد وزارة الداخلية التعديلات التي ارسلت على النظام الداخلي للتيار الوطني الحر اشكالية وضعت العماد عون امام خيارين: اجراء الانتخابات وفق النظام الذي أرسل الى الداخلية والذي لم يكن رئاسيا. واعترض عليه وفق ما تردد وزير الخارجية جبران باسيل فارسل التعديلات الى الداخلية. واما ان يلغي عون الانتخابات المقررة في 20 ايلول المقبل او يؤجلها. واليوم برز موقف لافت في هذا المجال للنائب في تكتل التغيير والاصلاح آلان عون اعلن فيه انه قد يترشح لرئاسة التيار.

الجميل يجول بقاعا: في الاثناء، جال الرئيس امين الجميل اليوم على عدد من قرى البقاع الشمالي، وشدد من زحلة بعد زيارة لراعي ابرشية زحلة للموارنة المطران جوزيف معوض، على "وجوب انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن ثم اجراء الانتخابات النيابية لتستقيم امور الدولة". وردّ على من يطرح الاستفتاء، معتبراً انه "تمييع ومضيعة للوقت"، داعيا النواب الى "النزول الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية".

شقير: اقتصادياً، لوّح رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير بالتصعيد في حال، لم تتجاوب القوى السياسية مع مضمون "نداء 25 حزيران" الذي أُطلق من "بيال" الخميس الفائت، معلناً "الوصول إلى حدّ إعلان الإضراب، والعصيان المدني، وكل شيء مطروح من هذا القبيل"؟ ووصف أصداء النداء بـ"الجيدة"، مؤكداً الإستمرار في متابعة نتائج لقاء "بيال" الموسّع" وأهدافه، الأسبوع المقبل. وكشف لـ"المركزية" عن اجتماع تعقده الهيئات الإقتصادية في الرابعة والنصف بعد ظهر الإثنين المقبل في مقرّ غرفة بيروت وجبل لبنان، على أن تعقد الثلثاء أو الأربعاء اجتماعاً آخر يضمّ "شركاءنا في النداء، بمن فيهم الإتحاد العمالي العام والمهن الحرة والنقابات"، بهدف "متابعة هذه الخطوة والبحث في الخطوات التالية التي ستعقب النداء، للحفاظ على استمرارية مطالبنا حتى تحقيقها.

 

جنبلاط استقبل العشائر العربية في سوريا والاردن والسعودية وأبرق إلى أمير الكويت ورئيسـي تونس وفرنسـا مسـتنكرا

المركزية- دعا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى "الابتعاد عن الفتنة التي يريدها النظام السوري بين ابناء العائلة الواحدة". واكد خلال استقباله وفدا من عشائر ولد علي من قبائل بن عنزة في منطقة حوران والأردن والسعودية في دارته في المختارة ان" النظام السوري لن يبقى، ولكن علينا التعاون سوياً والابتعاد عن الفتنة". من جهة اخرى، أبرق جنبلاط إلى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مستنكراً التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الامام الصادق في الصوابر. واعتبر أن "استهداف أمن الكويت واستقرارها في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية يتطلب تعزيز مناخات الوحدة الوطنية لقطع الطريق على المتربصين بالكويت ويسعون لبث روح الفتنة فيها". كما أبرق إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مستنكراً الاعتداء الارهابي الذي استهدف أحد الفنادق في مدينة سوسة التونسية. ورأى جنبلاط أن "هذا الإعتداء يهدف إلى الانقضاض على المنجزات الباهرة التي حققتها الثورة التونسية والتي فتحت صفحةً جديدةً في التاريخ التونسي المعاصر يُراد تشويهها وضربها". وأبرق جنبلاط إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مستنكراً الهجوم الارهابي الذي استهدف مصنعاً للغاز الصناعي قرب ليون شرق فرنسا. وأبرق الى السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين معزيا بوفاة رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف.

 

اختتام أعمال دورة المجمع الانطاكي: لمواجهة الفكر التكفيري وإرساء تربية دينية تعمم ثقافة الانفتاح والسلام

السبت 27 حزيران 2015 /وطنية - اختتم المجمع الانطاكي المقدس الذي عقد برئاسة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، اعمال دورته العادية الخامسة، في حضور المطارنة: جورج خضر، يوحنا منصور، الياس عودة، ايليا صليبا، الياس الكفوري، انطونيوس شدراوي، سررجيوس عبد، دمسكينوس منصور، سابا اسبر، جورج ابو زخم، سلوان موسى، باسيليوس منصور، افرام كرياكوس، اغناطيوس الحوشي، اسحق بركات، جوزيف زحلاوي، غطاس هزيم، متروبوليت شهبا نيفون صيقلي، الأساقفة: موسى الخوري، لوقا الخوري، نقولا بعلبكي، إغناطيوس سمعان، أثناسيوس فهد، ديمتري شربك، إيليا طعمة، قسطنطين كيال، يوحنا هيكل، رومانوس داوود، نيقولاس أوزون، غريغوريوس خوري وقيس صادق، وشارك الوكيل البطريركي أمين سر المجمع المقدس الأسقف أفرام معلولي مع كاتب المجمع الإيكونوموس جورج ديماس.

وتلا مقررات المجمع رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الارشمندريت يعقوب خليل وقال: "استعرض الآباء واقع العمل الرعائي في أبرشياتهم في الوطن وبلاد الانتشار وتوقفوا عند الجهود التي يبذلها الرعاة لبناء المؤمنين على صخرة الإيمان. كما باركوا النشاط الذي يقوم به المؤمنون ولاسيما الشباب منهم في المجال البشاري والتربوي والاجتماعي والاعلامي لنشر كلمة الله والشهادة ليسوع القائم من الموت لأجل خلاص العالم".

وتابع: "أطلع صاحب الغبطة الآباء على زياراته الرعائية الأخيرة التي قام بها إلى حلب وحمص وحماه، وأبرشيتي نيويورك وسائر أميركا الشمالية وبغداد والكويت وتوابعهما حيث قام بتنصيب المطرانين جوزيف زحلاوي وغطاس هزيم. ونقل غبطته لآباء المجمع أصداء تلك الزيارات التي جاءت لترسي قواعد الرسوخ الأنطاكي في الأرض وتترجم إرادة الكنيسة بأن تكون دوما إلى جانب شعبها مهما قست الظروف. كما استعرض غبطته الزيارات الرسمية الأخيرة إلى كل من اليونان ورومانيا وروسيا وأرمينيا وقبرص والجبل المقدس آثوس والتي نقلت بالدرجة الأولى واقع كنيسة أنطاكية بشعبها المتألم الذي يرزح تحت وطأة ظروف معيشية قاسية".

أضاف: "استعرض آباء المجمع العمل التحضيري للمجمع الأرثوذكسي الكبير المزمع عقده، وتوقفوا عند النتائج التي توصلت إليها اللجنة الارثوذكسية التحضيرية الخاصة التي انعقدت في شامبيزي-سويسرا بين أيلول ونيسان، وكلف المجمع لجنة مختصة بإعداد مذكرة توضح المقاربة الأنطاكية للتحديات المطروحة أمام المجمع الأرثوذكسي الكبير. وأكد آباء المجمع وقوفهم بجانب قداسة البطريرك المسكوني من أجل العمل السريع لحل الأزمات التي يمكن أن تعيق انعقاد المجمع أو تؤثر على نتائجه ومن بينها مسألة الخلاف مع البطريركية المقدسية. ولما كانت الكنيسة الأنطاكية قد استنفدت جميع الوسائل السلامية لحل الخلاف مع البطريركية المقدسية، قرر آباء المجمع قطع الشركة الكنسية مع البطريركية المقدسية حتى إشعار آخر والتأكيد على اتفاق أثينا (حزيران 2013) كأرضية لكل حل مستقبلي".

وقال: "تدارس الآباء باهتمام كبير الورقة التي رفعتها اللجنة التي أنشئت من أجل متابعة توصيات المؤتمر الأنطاكي المنعقد في البلمند في حزيران 2014 وأقروا الأنشطة حول محور العمل الرعائي الواردة في الورقة وقرروا استكمال دراسة المحاور الأخرى في الدورة المقبلة. وفي هذا السياق، شكل الآباء عددا من اللجان المجمعية لتفعيل التنسيق والتواصل بين مختلف أبرشيات الكرسي الأنطاكي في الوطن وبلاد الانتشار، وللتخطيط العام ولدراسة شؤون العائلة. وفي إطار توحيد الخدم الليتورجية تم إقرار نص موحد لخدمة المعمودية المقدسة لاتباعه في كافة كنائس الكرسي الأنطاكي".

وتابع: "انتخب المجمع المقدس قدس الأرشمندريت سلوان أونر، رئيس دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي، متروبوليتا على الجزر البريطانية وإيرلندا. وقبل آباء المجمع استقالة صاحب السيادة اسبيريدون متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما المقدمة إلى غبطته على أن يبقى متروبوليت شرف ويقيم في مطرانيته التي تعنى بتأمين حياة كريمة له وعبروا عن تقديرهم لإنجازات سيادته ودعوا له بطول العمر".

أضاف: "رحب الآباء بالتقدم الحاصل في المجال الإعلامي وباركوا الجهود التي بذلت من أجل إنشاء المركز الأرثوذكسي الأنطاكي للإعلام الذي تم افتتاحه على هامش أعمال المجمع. شكر آباء المجمع جميع الجنود المجهولين الذين ساهموا في إنشاء المركز والذين لا زالوا يساهمون في دفع عمله قدما. ودعوا أبناءهم لوضع خبراتهم في تصرف هذا المركز من أجل أن تصل الكلمة الى الجميع ويخرج صوت أنطاكية إلى كل المسكونة. وأعرب آباء المجمع عن شكرهم وتقديرهم للجهود التي يبذلها أبناؤهم في مجال العمل الإغاثي والخدمة الاجتماعية والتعاضد مع المحتاجين. وأكدوا التزامهم لبذل كل ما يمكن في سبيل خدمة الأخ الفقير والمحتاج والمشرد والمتألم على مستوى الرعايا والأبرشيات والمؤسسات القائمة وعلى رأسها دائرة الإغاثة والتنمية في البطريركية تنفيذًا لوصية السيد "ما فعلتموه بإخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه". وفي هذا الصدد، لا يسع الآباء، إلا أن يشكروا جميع الهيئات المانحة التي تساعد الكنيسة الأنطاكية في خدمتها الإغاثية والاجتماعية، وأن يدعوا جميع القادرين إلى تكثيف العطاء من أجل خدمة المحتاجين أحبة المسيح الذي وحد نفسه بهم".

وقال: "توقف الآباء بألم شديد عند معاناة الشعب السوري الذي يرزح تحت وطأة حرب مدمرة وإرهاب منظم وتكفير أعمى يدمر الحجر ويقتل البشر ويمحو تراثا وحضارة ضاربة في القدم. وبالرغم من هذا الواقع المظلم، لا يسع الآباء إلا أن يعبروا عن فخرهم بتجذر أبنائهم في سوريا بأرضهم بالرغم من كل الصعوبات التي تعصف بهم والمحاولات التي ترمي إلى نسف أصوات الاعتدال والتعقل وضرب أسس العيش المشترك. وإذ يؤكد الآباء أن الكنيسة ستبقى الحصن المتين لأبنائها، يرحبون بالمبادرات التي يقوم بها الخيرون والتي تهدف إلى بناء ما قد هدمته يد الإرهاب والإجرام واستعادة ما سرق من التراث المسيحي. وهم يدعون أبناءهم في سوريا إلى التمسك بأرضهم وجذورهم والإخلاص لوطنهم والحفاظ على وحدته. ويطالبون العالم بأن يكف عن التفرج على مأساة الشعب السوري والعمل الجدي من أجل إيجاد حل سياسي - سلمي للحرب المدمرة على سوريا يضمن عودة الأمن وإحلال السلام وإطلاق المخطوفين ولاسيما المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم والآباء الكهنة، ويؤمن المساواة في المواطنة بين جميع أبناء الشعب السوري، ويكفل عودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم وممتلكاتهم والتعويض عن الضرر الذي أصابهم جراء هذه الحرب العبثية".

وتابع: "أكد الآباء تمسكهم بالنظام الديموقراطي في لبنان، وبميثاق العيش المشترك، وأسفوا لعجز المجلس النيابي عن الالتئام لانتخاب رئيس للجمهورية يعبر عن وجدان اللبنانيين الميثاقي والدستوري، ويصون وحدة الوطن، ويحمي الدستور، ويؤمن انتظام المؤسسات لما فيه خير المواطنين وتنمية لبنان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في هذه المرحلة المصيرية. وهم يناشدون النواب ويدعونهم بإلحاح لممارسة مسؤوليتهم الوطنية والالتزام بما يقتضيه الدستور. وإذ يثمنون العمل الذي تقوم به الحكومة، يدعونها لتحمل مسؤولياتها في رعاية شؤون المواطنين. كذلك، يثمن الآباء الجهود التي تقوم بها المؤسسات الأمنية في سبيل إرساء الأمن والاستقرار على كامل التراب الوطني ويناشدون جميع المعنيين بالعمل من أجل إطلاق الجنود المخطوفين وإعادتهم إلى بيوتهم وذويهم. يضرع الآباء إلى الله أن يرافق أبناء العراق واليمن وفلسطين في محنتهم وبأن يقويهم ويشددهم في ما هم يعيشون في ظل ظروف صعبة".

أضاف: "يكرر الآباء التزامهم العيش الواحد مع إخوتهم المسلمين أبناء هذا الشرق كمواطنين أصيلين متجذرين في هذا الأرض ومتساوين أمام القانون. ويدعون المجتمع بكامل أطيافه إلى العمل من أجل مواجهة الفكر التكفيري وإرساء تربية دينية تعمم ثقافة الانفتاح والسلام والمواطنة وترتكز على كرامة الإنسان بصفته مخلوقا على صورة الله ومثاله. يطالب الآباء المجتمع الدولي العمل الجدي من أجل إيجاد حلول سلمية للمشاكل التي تعصف بهذا الشرق تتجاوز مصالح كبار هذا العالم وتتيح لأبنائه البقاء في أرضهم والعيش بكرامة والاستفادة من مواردها وخيراتها". وختم: "يؤكد الآباء أن الرب يسوع المسيح هو في وسط كنيسته فلن تتزعزع مهما أظلمت الأيام وأن النور لا بد أن ينبلج من الظلمة مبشراً بالسلام والفرح لكل العالم ليقيمه في الرجاء الذي لا يخيب".

 

الشيخ عفيف النابلسي: لمواجهة التكفيريين وتجفيف مواردهم وفضح معتقداتهم

السبت 27 حزيران 2015 /وطنية - دان العلامة الشيخ عفيف النابلسي "التفجير الآثم الذي وقع داخل مسجد الإمام الصادق في الكويت"، معتبرا "أن التكفيريين تجاوزوا كل حد وهتكوا كل حرمة ودخلوا بيوت الله ليقتلوا فيها المصلين في شهر الرحمة". أضاف: "أي إسلام هذا الإسلام الذي يبيح قتل المصلين الصائمين في المساجد؟ أي إسلام هذا الذي يشجع على قتل المسلمين بدم بارد ليرتفع إلى الجنان؟ لا شك أن المسلمين اليوم في أشد الأيام حلكة وظلمة. لقد تشوه دين الإسلام وأصبح بفعل هؤلاء التكفيرين دينا لا يعرف إلا بالتوحش والإجرام وسفك الدماء". ولفت الى ان "هذه الجريمة المروعة التي وقعت في مسجد الإمام الصادق لهي من أشد الجرائم فظاعة، لأنه لم يعد من حرمة وراء هذه الحرمة. فمن يقتل المصلين في المسجد سيسهل عليه قتل كل بريء خارج المسجد". وختم النابلسي: "إننا اليوم أمام مشهد خطير بات يهدد الدين الإسلامي بالعمق، وبات يعزز حالات الخصام والكراهية والعداء على نحو واسع بين صفوف المسلمين، ولا حيلة لنا في الأمر إلا الدعوة لقتال هؤلاء وتجفيف مواردهم المالية وفضح معتقداتهم الزائفة".

 

ريفي في افطار لرجال الاعمال: اقول لمن تعمدوا تسريب الاشرطة ان أهدافكم الخبيثة أفشلناها

السبت 27 حزيران 2015 /وطنية - اقام وزير العدل اللواء اشرف ريفي مأدبة افطار لرجال الاعمال وتجار المدينة في منتجع الميرامار، في حضور الوزيرة السابقة ريا الحسن، النائب خضر حبيب، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، رئيس مجلس ادارة معرض طرابلس حسام قبيطر، مدير مكتب اللواء ريفي رشاد ريفي، رئيس مجلس ادارة منتجع الميرامار محمد اديب، رئيس مجلس ادارة مرفأ طرابلس السابق طوني حبيب الى أعضاء مجالس المنطقة الاقتصادية الحرة وغرفة التجارة والمعرض وحشد كبير من الهيئات والفاعليات الاقتصادية وتجار المدينة. والقى ريفي كلمة قال فيها: "نلتقي معا في هذا الشهر الفضيل، شهر الصيام والصلاة والتقوى، في مدينتنا الحبيبة طرابلس، لنؤكد مرة جديدة على قيمنا الروحية والتزامنا بما اوصانا به الاسلام العظيم، دين الرحمة والمحبة والتلاقي والتسامح، وصية حياة لنا ولأبنائنا، ولاخوتنا في هذا الوطن، من كافة العائلات الروحية الذين تعاهدوا على أن يكونوا معا، متآخين متضامنين، واقفين وقفة رجل واحد، في وجه المؤامرات المتلاحقة التي تحاك للبنان واللبنانيين".

اضاف: "لقد شهدنا منذ أيام، مؤامرة من نوع جديد، حيث استثمر من تعرفونهم جيدا، خطيئة مؤسفة ارتكبها أفراد من قوى الأمن الداخلي في سجن رومية، هذه الخطيئة التي كان لنا منها موقف جذري وفوري، باحالة المرتكبين الى القضاء، كي ينالوا القصاص العادل على ما فعلوه بحق السجناء، ويخطئ من يظن أن فتح التحقيق القضائي كان فقط بداعي تحمل المسؤولية، بل كان واجبا أخلاقيا وانسانيا، واداة ردع لكل من تسول له نفسه تخطي القانون، واستعمال موقعه، لفرض شريعة الغاب على المجتمع والدولة ومواطنيها أكانوا سجناء ام غير سجناء".

تابع: "عهد علينا ألا يتكرر هذا الانتهاك، تحت اي ظرف كان، وعهد علينا أن ينال المتورطون العقاب العادل، وأن يصل التحقيق الى كشف كل المتورطين. عهد علينا ان نبذل كل جهد لمنع تكرار ما حدث في سجن رومية، وأن نعمل على اتخاذ كل الاجراءات، لضبط ما يجري في هذا السجن وفي غيره من السجون، وكل أماكن التوقيف والتحقيق التي نعلم انها تشهد ممارسات غير انسانية بحق السجناء والموقوفين والمستجوبين. ان التزام اجهزة الدولة في تطبيقها القوانين بحق المخالفين، يجب أن تتم على قياس معايير احترام حقوق الانسان، بما يليق بلبنان واللبنانيين. لقد أحزنني ما جرى في سجن رومية، فأبناؤنا الضباط والعسكريون، كانوا دائما وسيبقون مثالا في الانضباط والمناقبية، هؤلاء الذين لم يترددوا رغم المخاطر في تنفيذ مهماتهم على اكمل وجه، وفق ما تلقوه من تدريب وتوجيه.

اما أن يتورط عدد قليل منهم في هذه الاعمال المشينة، فهذا للأسف خطأ معزول لا تتحمل مسؤوليته مؤسسة قوى الأمن، ولا شعبة المعلومات، وستبقى هذه المؤسسة دائما على صورة ومثال شهدائها الكبار، وفي طليعتهم اللواء الشهيد وسام الحسن والرائد الشهيد وسام عيد وسائر الشهداء، ولن تؤدي المحاسبة القضائية والمسلكية لمن مارسوا هذه الاعمال الا لزيادة منعة قوى الامن الداخلي، والا لمزيد من الاشراق في صورتها، كما عرفها اللبنانيون في كل ما قدمته من انجازات كبيرة".

اضاف: "اما لمن تعمدوا تسريب هذه الاشرطة في هذا التوقيت بالذات في الايام الاولى من هذا الشهر الفضيل فنقول: ان أهدافكم الخبيثة من وراء هذا التسريب قد أفشلناها وأفشلها أهلنا بحكمتهم ووعيهم، وما قمتم به بدأ يرتد عليكم".

وشدد ريفي على انه "لن يستطيع اي كان لا أنتم ولا من يشبهكم،أن يستدرجنا كي نتشبه به، فنحن اهل الدولة والمؤسسات، نحن ابناء مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نحن ابناء مشروع لبنان أولا، نحن ابناء انتفاضة الاستقلال، التي عززت قيم التمسك بالدولة والعيش المشترك، وقيم النظام الديموقراطي، والاحتكام للغة السلام، بعيدا عن العنف الذي تمارسونه انتم واشباهكم الدواعش".

واكدد "اننا نحن ابناء التجربة اللبنانية، تجربة العيش المشترك. مهما فعلتم، مهما اغتلتم، مهما نفذتم من سابع او سبعين ايار، فلن تستدرجونا كي نشبهكم. نحن لا نريد تدفيع أهلنا ثمن الدم، بل نريدهم ابناء للمستقبل. أما أنتم فإذا ما زال لديكم بعضا من الحكمة والتبصر، فعودوا الى لبنان، عودوا الى هذه التجربة الفريدة التي تحمينا وتحميكم، كي نعيش معا. عودوا من اقاصي العنف والموت، الى طريق السلام والبناء، وكفوا عن هذه المؤامرات الصغيرة، التي لا تؤثر في ارادة أهلنا ولا في تصميمهم على متابعة الطريق حتى بناء الدولة للجميع، وحتى الوصول الى حفظ هذا الوطن سيدا حرا مستقلا". وتابع : "بقدر ما أتفهم حالة الغضب التي انتابتكم وانتابتنا جميعا، وبقدر ما أتفهم ما تعيشونه في كل مرة تشعرون بالظلم، أدعوكم للبقاء دائما على قدر المسؤولية التي حملنا اياها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وشهداء ثورة الاستقلال، والتي يحمل أمانتها الرئيس سعد الحريري. لم ينجحوا ولن ينجحوا بضرب معنوياتكم، وصمودكم، سيبقى الدرع الواقي بوجه كل العواصف. لقد برهن الرئيس سعد الحريري عن قدرة وقوة وشجاعة مكنتنا من رد كل المؤامرات الى اصحابها، ومن العبور وسط المخاطر الى طريق الامان، حيث نجحنا بالامس باحتواء المؤامرة ومنعنا المتآمرين من تحقيق اهدافهم، وأعطينا مثالا في تثبيت دولة المؤسسات، خصوصا لأرباب الدويلة، المتباكين على الحريات وحقوق الانسان، فيما هم يمتلكون السجون السرية الخارجة عن الدولة، ويقيمون القضاء غير الشرعي، وينفذون أشنع الممارسات في لبنان وسوريا، ومنها ما خرج من الظلمة الى العلن ورآه القاصي والداني". وختم: "من طرابلس الحبيبة التي منعنا عنها في الايام الماضية مكيدة كانت تعد لها ولأهلها. من طرابلس وأهلها الصامدين الأقوياء بايمانهم وبقناعاتهم الوطنية، نعيد التأكيد على متابعة الطريق، ونجدد الثقة والأمل بالمستقبل، الذي لن يكون الا على قدر حلمنا الكبير باستعادة الدولة قوتها وهيبتها".

دبوسي

وكانت كلمة ترحيبية من رياض عبيد، ثم تحدث دبوسي شاكرا للوزير ريفي مبادرته، واشاد بمواقفه وجرأته وشجاعته ووطنيته. وقال: "صحيح ان المرحلة التي نمر بها صعبة، ولكن لا شيء يزللها سوى التعاون بين القطاع الخاص والقطاع العام، لا غنى لنا عن المؤسسات الرسمية. صحيح أننا جميعا نعاني ولكن دعونا نفكر بصوت مرتفع هذه المدينة ذات موقع استراتيجي، فعبر التاريخ كانت مدينة اقتصادية وآباؤنا وأجدادنا لعبوا دورا مهما جدا بتجاربهم على مستوى المنطقة، وكانت طرابلس مدينة اقتصادية للمنطقة وليس للبنان فقط".

اضاف: "كل بلدان العالم تمر بظروف صعبة، ولكن علينا أن نفكر كيف يمكن أن نتخطى هذه الظروف الصعبة بأقل خسائر ونشكل فريقا متلازما كل من موقعه، وبصورة خاصة نفكر كيف يمكن أن نلعب دورا جديدا على مستوى المنطقة. نحن نبعد كيلومترات قليلة عن الحدود السورية، وعبر الحدود السورية للعالم العربي، سوريا والعراق أصبحوا بظروف صعبة جدا وبحاجة لكل شيء، نحن قادرون على لعب دور مهم جدا في المرحلة الحالية والمقبلة، ببناء سوريا والعراق. قادرون أن نلعب دورا من خلال أبنائنا المتعلمين والذين يشكلون قيمة مضافة بلبنان والعالم العربي والعالم، قادرون على لعب دور من خلال مرفأ طرابلس، قادرون على لعب دور من خلال كل المرافق الاقتصادية. خاصرتنا الضعيفة هي المدينة التراثية، هذه الخاصرة يمكن أن تتحول إلى قوة، ففي كل بلدان العالم المدن التراثية مقصد داخلي وعالمي، قادرون على التعاون مع أهلنا في طرابلس القديمة وتحضيرهم للمرحلة المقبلة، تلك المرحلة التي نراها نحن وفق دراساتنا أنها مرحلة واعدة جدا، على كل واحد منا تحضير نفسه للمرحلة المقبلة إن كان على المستوى الداخلي او المستوى العربي".

وختم: "رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها، أنا متفائل. وأقول ان التشاؤم أول ما يؤذي صاحبه، والتفاؤل أول من يرحب به صاحبه. نحن بإذن الله نريد أن نكون متفائلين ومتعاونين ومؤمنين بشراكتنا، ونريد ان نتعاون مع القطاع العام، نريد أن نلتف حول المؤسسات. اليوم جميعنا يعرف أن المؤسسات بوضع صعب، والأمور السياسية التي يتحدث بها اللواء أشرف ريفي، ولكن نحن نريد أن نلتف حول اللواء ريفي ونلتف حول الحكومة، وعلينا أن نؤمن بأن هذا الوطن هو وطننا، ونقول لكل الفرقاء الموجودين على الساحة اللبنانية من كل الطوائف والمذاهب، أنكم أهلنا وشركاؤنا ويدا بيد نستطيع العيش بسعادة وبازدهار، وقادرون على تشكيل نموذج على مستوى المنطقة والعالم".

 

اجراءات فرنسـية "فـوق العـادة" فــــي مواجهـــة الارهـاب:تشريعات قانونية لمراقبة افعل والتشدد مع الملتحقين بداعش والمناصرين

المركزية- لم تُجدِ كل حالات التأهب التي اعلنتها فرنسا تحسبا لهجمات قد يشنها متطرفون إسلاميون في أراضيها، بعد حادث صحيفة "شارلي إيبدو" الذي ادى الى مقتل 17 شخصا منذ نحو 6 اشهر، واثر دعوات كان أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية في ايلول الماضي لاستهداف رعايا الدول التي تشارك في قصف مواقع التنظيم في العراق. فالهجوم الذي استهدف امس منشأة صناعية قرب ليون، ونفذه متشدد اسلامي وضع فرنسا مجددا في مواجهة ارهاب "داعش" واستتباعاتها في عقر الدار الاوروبية، واستنفر اجهزتها السياسية والامنية لقطع الطريق على اي عمل من هذا النوع، عبر سلسلة اجراءات ردعية يفترض ان تؤدي الغرض.

واوضحت مصادر سياسية لبنانية قريبة من مراكز القرار الفرنسي لـ"المركزية" ان اجتماعي مجلس الوزراء المصغر اللذين انعقدا امس واليوم برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند الذي قطع مشاركته في القمة الاوروبية عائدا الى باريس بعد الهجوم، اتخذ مجموعة اجراءات وصفت بالصارمة والنوعية ازاء الفرنسيين الذين التحقوا بالتنظيمات الارهابية والمناصرين الذين يفكرون بالالتحاق او اولئك الذين عادوا الى فرنسا بعد التحاقهم بالتنظيمات الإرهابية وغيرها بحيث ستعمد الجهات السياسية والامنية والقضائية المختصة الى اجراء التعديلات القانونية الواجبة على التشريعات القائمة التي تتيح هامشا اوسع من المراقبة والمحاسبة لاصحاب الفكر المتطرف والساعين الى تعميمه.

وقالت المصادر ان ابرز هذه الاجراءات سيتناول:

-التشدد في المراقبة والتحقيق مع ائمة المساجد في شأن كل ما يتصل بالجهات التي تقف خلف هذه الاعمال وتغذي الفكر الاصولي وتمول الارهاب .

- فرض اجراءات نوعية جديدة على مناصري هذه الحركات في فرنسا وخصوصا من يعمد من بينهم الى جمع الاموال وارساء توجه جديد للتعامل مع هذه الظاهرة من دون تهاون، بعد اجراء التعديلات القانونية الواجبة.

- تفعيل التنسيق الاستخباراتي بين فرنسا ودول الجوار بما يؤمن وفرة المعلومات في كل ما يتعلق بحركة المنضوين والمؤيدين للفكر الارهابي الداعشي ويسهل ملاحقتهم وتعقبهم قانونيا.

وكان عدد من المنظمات المناهضة للاصوليات والداعية الى حماية الاقليات من ممارسات "داعش " الوحشية لا سيما في دول الشرق الاوسط طالب الحكومة الفرنسية بتفعيل اجراءاتها المتشددة في مواجهة الارهاب مضيئا على اخطاره التي لم تسلم منها دول عديدة في اوروبا والعالم. وفي هذا المجال اعلنت منظمة "كريدو" (مسيحيو الشرق في خطر) في بيان اصدرته بعد هجوم امس على مصنع ليون "ان كل الذين كانوا يشككون بانتقال عدوى التطرف يجب ان يدركوا اليوم انهم على خطأ وان كل الاحتياطات والاجراءات الاحترازية التي اتخذتها فرنسا منذ العام 2012 في هذا المجال اثبتت عقمها، لا بل ان المنظمات الجهادية المتطرفة تنمو وتنفذ مخططاتها الدموية. ودعت السلطات المختصة الى التحرك فورا وتجنيد طاقاتها الى جانب دول الجوار والشرق الاوسط والدخول في مواجهة عسكرية جدية تقتلع الارهاب وممارساته البربرية من جذورها، بعدما بات يهدد العالم بأسره. ودعت منظمة "كريدو" دول اوروبا عموما وفرنسا في شكل خاص الى اعادة نظر جذرية في التحالفات ووضع هدف واحد نصب اعينهم في المرحلة الراهنة يقضي باجتثاث الارهاب من جذوره، محذرة من ان اي تأخير في هذا المجال سيتحملون مسؤوليته امام الشعب والتاريخ.

 

حملة أزهرية لمواجهة التمدد الشيعي في مصر

القاهرة – الأناضول:السياسة/28 حزيران/15

يقود شيخ الأزهر أحمد الطيب حملة داخل المؤسسة بالتوازي مع ظهور فعاليات غير رسمية لمواجهة التمدد الشيعي في مصر, المتمثل في “إقامة جمعيات أهلية ونشاط ثقافي لدعوة الشباب لاعتناق المذهب الشيعي”. وقالت مصادر إن المؤسسة الأزهرية أطلقت ما يُشبه حملة لمواجهة ما اعتبرته “حملة ممنهجة تستهدف تحويل الشباب عن المذهب السني نحو المذهب الشيعي”, تتمثل في توجيه الدعاة والأئمة وتسجيل برامج تلفزيونية, بالتوازي مع التضييق الأمني على المنتسبين للمذهب الشيعي بمصر. وتتمثل الحملات غير الرسمية في نشاط ائتلافات وجمعيات إسلامية سنية في مقدمها “ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت”, الذي ينظم فعاليات ثقافية, ويقدم تقارير للجهات الرسمية لملاحقة ما نشاطات “موالية لإيران” في مصر. وخصص الطيب جزءاً من حلقات حديثه اليومي على الفضائية المصرية خلال شهر رمضان لموضوع أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتحذير من “حملة محمومة” تستهدف الشباب المصري لتحويله عن المذهب السني نحو المذهب الشيعي. وأرجع الطيب سبب الحملة التي تقودها المؤسسة الأزهرية ضد الشيعة في بلاده إلى “كثرة الهجوم من التبشير الشيعي, الذي تحول إلى تدخل في الدول وإلى قضايا سياسية ثم إلى اقتتال فهو تحصين للشباب بألا يصدق هذا الكلام”, في إشارة على إلى التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة. ولفت إلى أن “الشيعة يقولون بسقوط عدالة الصحابة وأنَّهم لا يختلفون عن سائر البشر, ويخطِّئونهم ويفسقونهم بل وبعض الغلاة يكفرونهم, وهذا موضوع خطير وكثير ما يلتبس على شباب أهل السنة والجماعة, ولذلك يجب على الجميع التيقظ والانتباه إلى أن مذهب أهل السنة في هذه العقيدة بالذات, هو أن الصحابة عدول بسبب صحبتهم للنبي”. وأضاف أنه “لا يصح لأي منتسب لأهل السنة والجماعة أن يعتقد بسقوط عدالة الصحابة كما هو الحال عند الشيعة لأنه سيصطدم حتما بآيات صريحة في القرآن الكريم وأحاديث نبوية صحيحة تثبت عدالتهم بسبب صحبتهم للنبي ثم إخلاصهم في هذا الصحبة وتضحياتهم العظيمة من أجل إقامة هذا الدين, وتبليغ رسالته”, مؤكداً “أنه لولا عصمة الأنبياء لانهدم الدين”.بدوره, قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة في تصريحات صحافية على هامش إحدى الفعاليات الدينية لتوعية الشباب بالقاهرة أول من أمس, “إن وزارة الأوقاف لن تسمح بتمدد المذهب الشيعي في مصر ولن تسمح لأي من العاملين في الوزارة بالسفر إلى إيران”.وأشار إلى “خطورة التمدد الإيراني في المنطقة خصوصاً مصر”, رافضاً التدخل الإيراني في الشؤون العربية خصوصاً تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن القرار السياسي في بلاده.

 

كيري وظريف يقران بوجود “عمل شاق” للتوصل إلى اتفاق بشأن “النووي الإيراني”

فيينا – ا ف ب, رويترز: استؤنف في فيينا, أمس, الماراثون الديبلوماسي بشأن الملف النووي الايراني, على وقع إعلان الاميركيين والايرانيين ان “عملا شاقا” لا يزال ينتظرهم, فيما كررت فرنسا شروطاً لا بد منها لانتزاع اتفاق تاريخي. وكان وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وايران محمد جواد ظريف اول الواصلين الى العاصمة النمساوية التي تشهد مفاوضات للخبراء منذ اسابيع قبل ان يباشرا محادثاتهما. وقال كيري قبيل بداية محادثاته مع نظيره الايراني “لا يزال أمامنا عمل شاق وهناك نقاط معقدة جداً, وأعتقد أننا جميعاً نتطلع الى بذل الجهود النهائية لمعرفة امكانية التوصل الى اتفاق, وأعتقد ان الجميع يود ان يرى اتفاقا, ولكن علينا ان نعمل بشأن بعض النقاط المعقدة”, مضيفاً إنه “متفائل”. بدوره, اعتبر ظريف أن على المفاوضين “العمل بجد لإحراز تقدم والمضي الى الامام”.

وقال “نحن مصممون على القيام بكل ما في وسعنا لتثمر هذه الجهود. وبطبيعة الحال فهذا يعتمد على القيام بأشياء كثيرة ونحن سنعمل على ذلك”.

ودخلت المفاوضات بشأن الملف النووي الايراني مرحلة حاسمة, أمس, فيما لم يعد أمام المفاوضين سوى ايام معدودة لتسوية أكثر المسائل صعوبة. والمفاوضات الماراثونية بشأن هذا الملف الشائك الذي يعتبر من أصعب المسائل في العلاقات الدولية منذ بداية سنوات الألفين, يفترض ان تنتهي الثلاثاء المقبل, لكن معظم المفاوضين يتفقون على القول انه يمكن تمديدها لبضعة ايام. من جهته, جدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى وصوله الى فيينا, أمس, تأكيد ثلاثة شروط “لا بد منها” للتوصل الى اتفاق.

وقال ان “الشرط الاول هو حد دائم للقدرات النووية الايرانية في مجالي الابحاث والانتاج, والثاني هو تحقق صارم من المواقع (الايرانية) بما فيها العسكرية إذا استدعت الحاجة, والثالث هو عودة العقوبات بطريقة تلقائية في حال انتهاك (ايران) التزاماتها”. واضاف فابيوس الذي التقى ظريف ثم كيري ان “هذه الشروط الثلاثة تحترم سيادة ايران. لم تتم الموافقة عليها بعد من قبل الجميع مع أنها مثلث القاعدة التي لا بد منها لاتفاق صلب نرغب فيه, وسنضع هذه الشروط الثلاثة نصب اعيننا في تعاطينا مع هذه المفاوضات”. وكان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي جدد الثلاثاء الماضي تأكيد “الخطوط الحمر” لبلاده في المفاوضات النووية مع الدول الكبرى, في طليعتها رفض تفتيش اي “مواقع عسكرية” ايرانية ورفض حد القدرات النووية لبلاده “لفترات طويلة”. وتريد الدول الكبرى تضمين الاتفاق النهائي الذي تسعى للتوصل إليه مع طهران بندا يتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيش مواقع عسكرية ايرانية للتأكد من عدم وجود شق عسكري سري للبرنامج النووي الايراني. كما تريد هذه الدول فرض قيود على ايران تحد لمدة عشر سنوات على الاقل قدراتها النووية, اضافة الى التأكد من ان طهران لم تسع ولا تسعى الى حيازة السلاح الذري وهي تقترح لهذه الغاية رفع العقوبات عن طهران بصورة تدريجية. وستستمر المحادثات أياماً عدة حتى وإن لم يبق الوزراء حكماً بشكل متواصل. وقال مصدر ديبلوماسي غربي في هذا الصدد “ستكون أمامنا أيام وليال متوترة ومعقدة. سيتعين الحفاظ على كثير من الهدوء والدم البارد”.بدوره, قال مسؤول أميركي كبير, طالباً عدم كشف اسمه, “علمنا على الدوام أنه عندما نقترب من النهاية يصبح الأمر أكثر صعوبة, لأن الرهانات تصبح أكثر أهمية. نترك دائماً الأصعب الى النهاية”.

 

دروز سوريا من اسرائيل الى سمير القنطار: أدوار وأقنعة

 سلام حرب/موقع 14 آذار/28 حزيران/15

وضعت الجغرافيا السياسية الدروز وسط تشابك وتقاطع وتنازع لمصالح قوى اقليمية ومحلية، حين فرقتهم حدود سايكس بيكو من حيث ولاءاتهم الدولتية منذ أكثر من قرن غير أنّ الروابط القائمة بينهم لم تفلح اي من القوى المتناوبة على المنطقة أن تنال منها. ويتجاوز عدد الدروز المليون نسمة على المستوى الاقليمي في وقت تمثل سوريا أكبر تجمّع للدروز حيث يقدّرون بـ٧٠٠ ألف نسمة يعيشون بغالبيتهم في محافظة السويداء – جنوب سوري، في حين يقدر تعداد دروز لبنان بـ250 ألفاً ودروز فلسطين المحتلة بـ100 ألف.

حزب الله، الذي بات باعتراف الجميع لاعباً اقليمياً بالإنابة عن الولي الفقيه، لن يقبل بطبيعة الحال أنّ لا يجر جميع المكونات الاجتماعية في سوريا والمنطقة الى نيران الحرب السورية وعلى رأسها المكون الدرزي الذي يريد أن يلبسه قناع الولاء للأسد ولطهران. وقد لجأ الحزب منذ العام 2013 إلى تزوير أسماء وبذلات قتالية تشير زوراً أن بعض العناصر الذي زجّ بهم في المعركة ضد ثوار سوريا واضعاً المزيد من الأقناعة لتصويرهم على أنهم "دروز". الغاية واضحة لأقنعة الحزب وهي توريط الدروز في مستنقع الدماء والنار. في حينه، رفض الدروز القتال في درعا وأصروا على حفظ أمن مناطقهم حصراً. لم يتستسغ الحزب والنظام هذا القرار وسكتوا على مضض تحيناً للفرصة المناسبة. وهنا كان على الحزب الدفع بكل ما يملكه من اوراق وعلى رأسها سمير القنطار ، وهو المحسوب على الدروز، ليضع قناع الدرزي على وجهه وهو المعروف بولائه الشديد لحزب الله باعتبار أنه من حرره من سجون اسرائيل. عاد القنطار بخفيّ حنين وباءت محاولاته بالفشل حينها حالت حكمة مشايخ الدروز السوريين دون التشجيع على القتال الى جانب النظام.

لم تتوقف المحاولات عند هذا الحدّ بل لاحت الفرصة المزدوجة للحزب عبر استغلال الدور الاسرائيلي في الجنوب السوري بالاضافة الى الواقع الدرزي في فلسطين المحتلة. وكان الموقف الاسرائيلي منذ أن فقد النظام سيطرته على جنوب سوريا يتلخص بالحفاظ على الحياد الظاهري في وسط الصراع الدموي على أن تحافظ اسرائيل عملياً على موقعها كلاعب خفي؛ فباتت منذ تدخل جرحى سوريين الى مستشفياتها، وتضرب صواريخ الحزب والجيش النظام جواً حين ترى ذلك مناسباً، وتغير على قوافل الولي الفقيه في سوريا بحسب ما يردها من معلومات استخبارية كما تغض الطرف عن الغارات السورية على مقاتلي الثورة. لقد اتقنت اسرائيل حتى اللحظة فن اللعب على الحبال المشدودة وهي بذلك تراعي مصالحها بشكل دقيق في سوريا ولا تكشف عن دورها الحقيقي، لكن الوضع الدرزي بات الآن تهديداً جدياً عليها التعامل معه بحذر. فالروابط الدرزية – الدرزية على جانبي الحدود أقوى من أن تتجاهلها الدولة العبرية خصوصاً أنّ الأصوات تتعالى بين الدروز لدعم أهاليهم في المقلب الآخر والتي تترافق مع اتهامات لاسرائيل أنها تدعم "قتلة" الدروز من جبهة النصرة وغيرها. أولى ارهاصات هذا الاحتقان الدرزي تجاه جيش اسرائيل تجلى في ما الهجوم الذي قام به شبان دروز على سيارة اسعاف عسكرية اسرائيلية تحمل جرحى سوريين، وما أسفر عن مقتل جريح كان في طريقه لمشفى صفد. وفي ذلك قال جابر حمود، رئيس المجلس المحلي في المنطقة والذي شغل منصب مسؤول المجالس المحلية الخاصة بالدروز، حين أعلن أنّ "من يقف خلف الحادثة ويؤجج المواقف هو سمير القنطار، وعلينا بالتالي القيام بما هو لازم بالنسبة لهذا الوضع".

ربما يعكس ما كتبه غاي بيخور المحلل الاسرائيلي منذ أيام الواقع الاسرائيلي الذي يحلل اللحظة الراهنة من وجهة نظر تاريخية. فالتقرير الذي نشره بيخور يوم 22 حزيران يبدأ به في الاعتراف أنّ الجيش الاسرائيلي يولي الاهمية الأكبر للجبهة اللبنانية والسورية، وأن مصلحة تل ابيب تقتضي ان لا يكون هناك أي نوع من السلطة الفعلية والفاعلة في الداخل السوري. ويبين خيبور وجهة النظر الاسرائيلية والتي ترى أنّ "دروز سوريا أحد دعائم نظام الأسد" على حدّ زعمه في حين أن الواقع لا يشير الى ذلك. من هنا، يستبعد الكاتب الاسرائيلي أنّ تتدخل اسرائيل عسكرياً لصالح الدروز ولانقاذهم من جماعات داعش وأشباههم ومن النظام الأسدي في آن. ويقدم بيخور التجربة الاسرائيلية مع مسيحيي لبنان كدرس لتل أبيب لعدم التدخل دفاعاً عن أي من الأقليات الدينية في الشرق لأنّ ذلك سينعكس عليها سلبياً وسيورطها في حروب استنزاف مكلفة. من هنا، وبغض النظر عن الرؤيا للدور الاسرائيلي الذي لن يتعدى في حالة الدروز والسوريين الدعم الانساني، تظهر بشكل أوضح سياسة حزب الله في سوريا والتي تعمل لتوريط اسرائيل في سوريا لا لشيء سوى منح الولي الفقيه مزيداً من الذرائع للتدخل العسكري وخصوصاً الذريعة المفضلة لديه: مقاومة الاحتلال. وقد فسرت بعض المصادر المتابعة أنّ تعيين مصطفى عماد مغنية كخلف لشقيقه جهاد الذي قتل منذ أسابيع، لهو دليل على الإصرار لدى الحزب أن دوره لم ولن ينتهي بل ستكون له أدوار إضافية إن لم تتدخل اسرائيل عسكرياً وهي دور المدافع عن الأقليات وبالتحديد الدرزية منها، على غرار ما يحاول أن يلعبه في لبنان تجاه المسيحيين وفي سوريا مع العلويين.

 

نحن في الصحراء وحدنا ... هذه هي «الدولة الإسلاميّة»

 حازم الامين/الحياة/28 حزيران/15

حتى الآن لم تلحق بـ «داعش» هزيمة واحدة في المدن الرئيسية التي تمدد إليها في العراق وفي سورية. هزيمة كوباني هو بصدد تعويضها الآن، وهزيمة تكريت لا قيمة لها باستثناء مساعي الحكومة العراقية لتصويرها فاتحة هزائم التنظيم على يد «الحشد».

لا إرادة دولية صارمة تهدف إلى تقويض التنظيم الإرهابي، والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركي غير منخرط على نحو فعال في الحرب على «الخلافة». ويبدو واضحاً أن الحساسية الأميركية تشتغل عندما يقترب «داعش» من الحدود مع إسرائيل، وأي شيء سوى ذلك سيكون قابلاً لمنطق الانكفاء، والاكتفاء بحدود لعبة الحرب الجوية الرتيبة. بهذا المعنى، تقول واشنطن لحكومات المنطقة: «داعش» مرضكم فعالجوه. تقول ذلك لحلفائها قبل خصومها. وهي إذ تطلق تحذيراً تلو الآخر من خطورة التنظيم تُمعن في التأمل بتمدده إلى حدود كيانات لطالما شكلت ضمانات لنفوذها. الأمر أشبه بمغامرة غير محسوبة النتائج. الخليج مهدد بـ «داعش»، والأردن وتركيا أيضاً، ولبنان يترنح لمجرد ذكرها، ووحدها إسرائيل من يبدو محصناً. إنه فعلاً اللعب على حافة الهاوية.

«داعش» لا يقاتل على الثغور على ما فعلت «القاعدة» في العقدين الفائتين، إنما في المتون، وهذا ليس تحديداً جغرافياً فقط، إنما سياسي وسوسيولوجي. لا يقتصر تحديها للكيانات على استهدافاتها الميدانية، إنما يشمل فكرة هذه الكيانات وجوهر نشأتها الهشة. إنها «الخلافة» التي كشف إعلانها أن الدول كلها تمت بقرابة لفكرتها. وهي «الدولة» المتمكنة والمتسلطة، وضابطة العنف ومؤطرته ودافعته إلى حدوده القصوى، وهي بذلك تتحدى الدول والكيانات التي يشتغل العنف والتسلط ببطء في علاقاتها مع جماعاتها. «داعش» صورة المنطقة كلها وقد دُفعت عناصرها إلى أقصاها، وأضيف إليها إغواء جاهلي جعلها في مصفاة الحداثة وأمراضها. عيادة هائلة لأمراض الزمن الراهن ولتفريغ مكبوتاته. لا يتمدد «داعش» وفق خريطة نزاع عسكري واضح. فجأة تسقط تدمر في يده. انسحاب خاطف لجيش النظام السوري يُمكنه من احتلال المدينة. مدينة الرمادي العراقية ابتلعها التنظيم في لحظة مشابهة لا تمت بصلة إلى الحسابات العسكرية. كانت الأنظار تترقب هزائم بدأت في تكريت، وإذا به ينقض على الرمادي. كوباني باشر العودة إليها قبل أيام في لحظة صعود نشوة نصر كردية.

في تدمر أصبح «داعش» على حدود الأردن وفي كوباني على حدود تركيا وفي الرمادي اقترب من الجوف. وهو لم يجعل لهذا التمدد مركزاً، ذاك أن فراغات هائلة تفصل بين نفوذه في هذه المناطق. نحن هنا أمام دولة من فراغ، وهي إذ تتدفق على نحو ما يتدفق السيل، تُخلي النفوذ وتعود إليه في لعبة شديدة الغرابة. بهذا المعنى، لا يشتغل التنظيم وفق منطق الخطط العسكرية، إنما وفق منطق تعبيد الفراغ ثم إعادة إنتاجه وتحويله منصة الوثبة المقبلة. في تدمر أفسح له النظام السوري أن يقترب من الحدود مع الأردن، وفي الرمادي لوحت إيران لدول الخليج به، وفي كوباني صار الجنود الأتراك على مرمى أنظار «مجاهديه».

تصح كل هذه المقولات، ذاك أن ثقافة «المؤامرة» صارت اليوم حقيقة. ولا يُمكن أن نفسر سهولة السقوط الغامض للمدن بيد التنظيم من دون العودة إلى «مؤامرة». لكن، لـ «المؤامرة» هذه المرة ركيزة ثقافية، هي ما يتيح للتنظيم أن يتدفق من صحراء إلى صحراء، ومن كوباني إلى تدمر ومن الموصل إلى الرمادي. والركيزة هي ما كشفته الحروب في العراق وفي سورية من فراغات هائلة لم يملأها أحد طوال تجربة نشوء الدولة الحديثة في معظم كيانات المنطقة.

علينا هنا أن نستعيد ما في ذاكرتنا القريبة عن هذه المناطق التي يتجول «داعش» في مُدنها. بر الشام الهائل المساحات لم تربط أهله بدولتهم سوى مراكز الجيش والأمن. ومدن صحراء الأنبار على جانبي الأوتوستراد الذي يخترقها تبدو للعابر براً من بغداد إلى الحدود مُدناً غبارية بعيدة ولا تتصل بغير هذه الرمال الكثبية، وأنت إذ تكتشف أن أصول صديق لك منها، تباشر في التأمل به محاولاً رد شيء من وجهه إليها، فلا تنجح، إذ إنك لا تعرف شيئاً عن هذه المدن التي كانت مضارب. مدينة الزرقاء الأردنية تصلح أيضاً لضمها إلى هذا الفراغ. الزرقاء غير البعيدة عن عمان، تُقيم أيضاً في الصحراء وحدها منفصلة عن العاصمة وقيمها وعمارتها. والزرقاء الأشد كثافة واكتظاظاً من عمان تنبسط في هذا الفراغ الغباري مولية وجهها إلى الحدود التي عبرها مئات من شبان المدينة للالتحاق بـ «داعش».

عندما أخلت السلطة الدموية في دمشق وفي بغداد نفوذها، انكشف هذا الفراغ. لا شيء يُمسك بهذه المدن سوى غبار الدولة المترنحة والنظام الفاسد. حتى العشائر التي خلفتها الدولة كانت منهكة ومترنحة ومتنازعة. «داعش» يعرف ذلك تماماً، وواشنطن كانت اختبرته في سنوات احتلالها الأولى للعراق. إذاً، القرار بالانكفاء ينطوي على معرفة بالنتائج، وما يجري ليس درساً تُلقنه الولايات المتحدة لحلفائها وخصومها، إنما هو اختبار لما قد تُنتجه المنطقة من تلقائها، في ظل الحد الأدنى من التأثير الخارجي.

هنا تماماً، تكمن خطورة «داعش» وقوته، أي في أنه الصورة الحقيقية لفراغ يضرب جذوره في عقود طويلة من انعدام الدولة. وفي أنه الحقيقة المتولدة عن فساد العلاقة بين دولة متسلطة وجماعاتها المتروكة في غبار مدنها. وأضيف إلى هذه القوة عناصر من خارجها. إنها ديناميّة أمراض المدن الحديثة، أي تلك التي تُرشح أي غربي لأن يكون «داعشياً». فمن منا غير مصاب بالاكتئاب؟ ومن منا لم تُغره حوريات الخليفة بترك عيادات الطب النفسي الكئيبة، والمجيء إلى المصحات الجماعية التي أنشأها الخليفة على ثغور دولته، والتي يُعالَج فيها المكتئبون والفصاميون، ويُعاد إدماجهم في وجدان جماعي أصلي ودموي؟ واشنطن قررت أن تُعاين ما يمكن أن نُنجبه في ظل الحد الأدنى من تدخلها. الأرجح أنها تفعل ذلك، والأرجح أنه ينطوي على سذاجة ثانية تشبه سذاجتها الأولى عندما قررت أن تمنح العراق «ديموقراطية» على نحو ما يمنح أبٌ ابنَه هديةً في عيد ميلاده، فكان الخراب الكبير.

 

في سبيل مستقبل أكثر أماناً للشعوب

 بان كي مون/الحياة/28 حزيران/15

* الأمين العام للأمم المتحدة

قبل وقت طويل من تقلّدي منصب الأمين العام، احتلّت الأمم المتحدة مكانة خاصة في حياتي. فقد كنت في السادسة من عمري، عندما اندلعت الحرب الكورية. ولا أزال أتذكر قريتي والنار تلتهمها، بينما كانت أسرتي تلتمس اللجوء الى الجبال القريبة. ولكنّ مشهداً آخر لا يفارق ذاكرتي حتى اليوم، هو علم الأمم المتحدة. فقد أنقذتنا من الجوع عمليات الإغاثة الغذائية التي اضطلعت بها الأمم المتحدة، وتلقّينا الكتب المدرسية من اليونيسكو، وعندما تساءلنا عما إذا كان العالم الخارجي يهتم بمعاناتنا، ضحّى الجنود الذين قدِموا من دول عدة، بأرواحهم ليعيدوا إلينا الأمن والسلام. أعرف من مرحلة الطفولة، والآن بعد عقود من الخدمة العامة، الفارق الهائل الذي يمكن أن تحدثه الأمم المتحدة. وإذ نحيي الذكرى السنوية لاعتماد الميثاق المؤسِّس للمنظمة في 26 حزيران (يونيو) 1945 في سان فرانسيسكو، يحدوني الأمل في أن توحّد الأسرة البشرية صفوفها، وتعقد العزم الثابت على العمل من أجل مستقبل أكثر أماناً واستدامةً لنا «نحن الشعوب»، التي وضع الميثاق باسمها.

وفي وسع الأمم المتحدة في الذكرى السنوية السبعين لإنشائها، أن تنظر بفخر إلى سجلّها المشرف من العمل مع العديد من الشركاء لإزالة الاستعمار، والانتصار على الفصل العنصري، وحفظ السلام في الأماكن المضطربة، وصوغ مجموعة من المعاهدات والقوانين لحماية حقوق الإنسان. ويومياً، تقدّم الأمم المتحدة الطعام لجائعين، وتوفر المأوى للاجئين، وتؤمن اللقاحات لأطفال ضد شلل الأطفال وغيره من الأمراض الفتاكة. ويتحدى موظفونا العاملون في مجال الإغاثة، البيئات النائية والخطرة لتقديم المساعدة الإنسانية، ويدأب الوسطاء في إيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المتحاربة، وحلول سلمية للمظالم والنزاعات. وقد أُسست الأمم المتحدة لمنع نشوب حرب عالمية أخرى، وهي تنجح في تحقيق تلك الرسالة المحورية. وعلى رغم النكسات الخطيرة، من المؤكد أن العقود السبعة الماضية كانت لتصبح أكثر دموية من دون وجود الأمم المتحدة.  غير أننا ندرك تماماً، أن مشهد اليوم يحمل ندوب النزاع والاستغلال واليأس. فقد فرّ ما لا يقل عن 59.5 مليون شخص من ديارهم، وهو أكبر عدد من اللاجئين والمشرّدين وطالبي اللجوء يسجَّل على الإطلاق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولا يزال العنف ضد المرأة آفة تنزل بجميع المجتمعات. وفي وقت تشتدّ احتياجات البشر إلحاحاً، لا تزال تُبذّر مبالغ ضخمة على الأسلحة النووية وغيرها من الترسانات العسكرية المزعزعة للاستقرار. أما عواقب تغيّر المناخ، فهي تظهر بوضوح متزايد، وهذه هي البداية فحسب. وعلى رغم أن العالم قد أعلن «توبته» بعد محرقة اليهود، ومرة أخرى بعد عمليات الإبادة الجماعية في رواندا وسريبرينيتشا، لا نزال نشهد جرائم فظيعة يرتكبها متطرفون يمارسون العنف، وجهات أخرى.

ظهرت دول جديدة منذ اجتمع ممثلو 50 دولة لوضع الميثاق، وازداد عدد الأعضاء في المنظمة إلى 193 عضواً. أمّا العولمة والتحضّر والهجرة والتحولات الديموغرافية وجوانب التقدّم التكنولوجي وغيرها من التطورات الهائلة، فهي تواصل إعادة تشكيل مجتمعاتنا وتغيير طبيعة العلاقات الدولية. غير أن رؤية الميثاق المتمثّلة في عالم يسوده السلام، وقيم الكرامة والمساواة في الحقوق والتسامح والحرية المكرسة في نصّه، لا تزال تشكّل المعايير التي يعتمدها الناس في كل مكان.

وتصادف الذكرى السنوية السبعين، سنة تصدر فيها قرارات يمكن أن تكون لها نتائج بالغة الأثر في مستقبلنا المشترك. ويقوم أعضاء الأمم المتحدة بوضع ما نأمل في أن يكون خطة جديدة وملهمة للتنمية المستدامة، وهم في طريقهم نحو التوصّل إلى اتفاق معقول في شأن تغيّر المناخ. وهدفنا هو التغيير: فنحن الجيل الأول الذي يمكنه أن يزيل الفقر من وجه البسيطة، والجيل الأخير الذي يمكنه العمل لتفادي أسوأ آثار الاحترار العالمي. ومع استمرار اختفاء الحدود بين ما هو وطني وما هو عالمي، تصبح التحديات التي يواجهها أحد الأعضاء تحديات يواجهها الجميع، بالتدريج في بعض الأحيان ولكن بغتة في أحيان كثيرة. ومع تواصل ازدياد تشابك مصائرنا، يجب أن يشهد مستقبلنا قطع أشواط غير مسبوقة في التعاون، الذي يتجسد في أمم توحّدها روح المواطنة العالمية التي ترقى إلى مستوى الوعد الذي يحمله اسم المنظمة.

 

ساحة الحرب مع «داعش» تتسع

 الياس حرفوش/الحياة/28 حزيران/15

انشغلت الجهات السياسية والأمنية الغربية أمس بالبحث في الرابط بين الاعتداءات الثلاثة التي وقعت في الكويت وسوسة التونسية وليون الفرنسية، وفي احتمال أن يكون أمر العمليات قد صدر من جهة واحدة لتنفيذ هذه الاعتداءات في اليوم نفسه وفي وقت واحد تقريباً، في حدود صلاة الظهر من الجمعة الثانية من شهر رمضان. لم يكن صعباً أن يتجه الاتهام إلى تنظيم «داعش» الذي صار اليوم ماركة عالمية للأعمال الإرهابية. فالاعتداءات الثلاثة حصلت ضد أهداف يعتبرها التنظيم بين خطط نشاطه المشروعة. في الكويت كان الاعتداء على الشيعة، وهم في لغة «داعش» يعتبرون من «الروافض». وفي تونس تم الاعتداء على سياح أجانب، يجمع بين «مشروعية» استهدافهم كونهم فاسدين وفاسقين، تتمدد أجسادهم شبه العارية على الشواطئ التونسية، إضافة إلى أن معظمهم من المسيحيين «الكفار»، ما يضاعف في استحقاق عقوبة الموت التي نالوها. أما في ليون، فيكفي أن يكون المصنع المستهدف أميركياً، وأن يتم قطع رأس الضحية، وهو مدير المعمل، ثم تعليقه على السياج الخارجي وبقربه رايتان تحملان شعارات «داعش»، للإيحاء بأن الجريمة مستوحاة من عمليات التنظيم، وإن لم تكن الأوامر قد جاءت مباشرة منه. سبق لأبو محمد العدناني، المتحدث باسم «داعش» أن توعد «الكفار» في بداية شهر رمضان هذا العام بأن هذا الشهر سيكون «شهر الكوارث» التي ستحل بهم، كما دعا أتباع التنظيم ورافعي رايته إلى القتال، حيثما كانوا وبأي طريقة استطاعوا. وهو ما يجعل السؤال منطقياً عن مسؤولية «داعش» المباشرة عن هذه العمليات، مع أن الجواب لن يغير شيئاً في الواقع، فحتى لو ثبتت المسؤولية، يستبعد أن نشهد قادة هذا التنظيم يمثلون أمام محاكم جنائية في تونس أو الكويت أو فرنسا ليلقوا جزاءهم، كما أن مرتكبي هذه الاعتداءات هم انتحاريون أساساً، ولن ينتظروا موعد المحاكمات ليعرفوا طبيعة الأحكام التي ستصدر بحقهم. وهكذا ففي الوقت الذي يفكر العالم المسلم والغربي في الطرق المناسبة للقضاء على «داعش» وإنقاذ المنطقة من جرائمه، وكذلك إنقاذ الدين الإسلامي من الإساءة البالغة التي تلحقها به جرائم هذا التنظيم، نجد أن ساحة المواجهة تتسع ولم تعد تقتصر على الرقة وعين العرب والموصل وتدمر وسواها من المناطق والمدن التي يسيطر عليها، ما يجعلنا نتذكر تهديد العدناني نفسه في مناسبة سابقة توعّد فيها بالوصول «إلى باريس قبل روما».

ومع اتساع ساحة المواجهة تزيد الصعوبات أمام تحقيق انتصار. فلا تستطيع أي دولة في العالم أن تحمي منشآتها السياحية ومصانعها ومساجدها وكنائسها أربعاً وعشرين ساعة في اليوم، وحتى عندما تفعل ذلك، فإن النتيجة ستنعكس سلباً على طبيعة الحياة اليومية في البلدان الغربية التي اعتاد أهلها أن يتمتعوا بحياتهم في شكل طبيعي، بعيداً عن العوائق الأمنية. كما أن تنظيم «داعش» سوف يعتبر هذا الوضع مكسباً لأنه سوف يرى أنه انتصر على الغربيين وتمكن من تعطيل أسلوب حياتهم، وعزز الانشقاقات بين المواطنين من أهل البلد والوافدين إليهم، وأكثريتهم من المسلمين. أما بالنسبة إلى استهداف الحركة السياحية في عدد من الدول العربية، وهي مصدر أساسي للدخل القومي في هذه الدول، مثل مصر وتونس، فإن القضاء عليها هو أيضاً هدف لـ «داعش» لأنه يضرب هذا المرفق الذي يعتبره التنظيم من المحرمات، كما يؤذي في الوقت ذاته اقتصاد دول ينظر إليها على أنها معادية له ولمشروعه المتطرف والتخريبي. أمام سهولة التواصل القائمة بين دعاية «داعش» وأشرطته على الوسائل المسماة «اجتماعية» وبين جمهوره العريض من المتطرفين والسذّج والمغالين أو السطحيين في فهمهم أصولَ الدين، لم يعد ممكناً لبلد واحد أو لكيان سياسي بمفرده أن ينتصر. المعركة العريضة المفتوحة مع العالم تحتاج إلى جبهة عريضة أيضاً. ومن هنا ضرورة تعاون الجميع، عرباً ومسلمين وغربيين، ضد هذه الآفة التي تهدد الإسلام والمسلمين وحضارتهم قبل أي طرف آخر.

 

تطاول «الأقزام» والأفق المصري المسدود

 خالد الدخيل/الحياة/28 حزيران/15

 الجميع تقريباً يدرك الآن حال التراجع العربي. يرى مؤشراتها في كل بلد، وكل مجال، وكل مناسبة. أصبح هذا التراجع يقدم نفسه مباشرة لكل من يريد أن يرى في الحروب الأهلية، والإرهاب، والميليشيات، والسلطات المستبدة، والتدخلات الأجنبية، والدماء التي تنتشر في كل المساحة الممتدة من الخليج العربي وحتى المحيط الأطلسي في المغرب العربي. كتب كثيرون عن هذا الموضوع. ولعل الكاتب المصري المعروف فهمي هويدي من بين أكثر الذين يعبرون عن ضيقهم وحسرتهم لما وصل إليه حال العرب. آخر ما كتبه عن ذلك الإثنين الماضي في صحيفة الشروق المصرية. إذ تداخلت في مقالته مشاعر الحسرة على مدى تراجع الحال العربية، ومسحة تشاؤم لا تخطئها عين. لكن اللافت أن المؤشرات التي يوردها عن الحال العربية لا ترقى إلى حجم الخطر كما يراه. أحد هذه المؤشرات ما يقال عن تقارب خليجي، وتحديداً سعودي، مع إسرائيل. وعلى رغم خطورة هذا الادعاء إلا أن هويدي لم يجد ما يعتمد عليه سوى خليط يجمع معلومة مبتسرة، وأخرى لا علاقة لها بالموضوع إلى رأي وتفكير بالتمني أحياناً. من أهم ما اعتمد عليه مقالة لمجلة الإيكونومست البريطانية بعنوان «The New Frenemies»، أي «الأصدقاء - الأعداء الجدد». وهي مقالة كتبت من مكتب القاهرة، لا يتجاوز حجمها (573) كلمة. وهي أقرب للرأي منها للتحقيق، وتحديداً رأي المجلة، كما يعبر عنه عنوان المقالة الإنكليزي، ومضمونها، وأنها تخلو من اسم كاتب عليها.

المؤشر الآخر، والأكثر غرابة على تراجع العرب بحسب هويدي، هو أن سؤال «من هو العدو؟» بات كما يقول: «وارداً وباب الاجتهاد فيه مفتوحاً». وهو يقصد بذلك أن إسرائيل لم تعد في نظر العرب هي العدو الوحيد لهم، بل دخلت، أو أدخلت إيران على قائمة العداء. والحقيقة أن الكاتب أبدى جزعه من هذا التطور في مقالات عدة. لكنه استشهد في مقالته الأخيرة على هذا التطور بما جاء بشكل خاص في الإعلام الخليجي، وتحديداً السعودي. إذ يقول بالنص: «في تقييم الموقف الإيراني ذهب معلقو النخبة السعودية أربعة مذاهب. الأول اعتبر إن إيران هي العدو، وهو رأى تردد في الإعلام الخليجي، وتبنته بعض الكتابات المصرية. الثاني ذكر أن إيران عدو جاهل وإسرائيل عدو عاقل (أنور عشقي) ــ الثالث اعتبر أن إسرائيل عدوة بذاتها، أي أنها ولدت عدوة للعرب في حين أن إيران عدوة بأفعالها بمعنى أن الثوة الإسلامية لم تولد معادية للعرب، ولكنها أصبحت كذلك بممارساتها اللاحقة (خالد الدخيل). الرابع قيل بأن إيران عدوة بأفعالها، ولكن العداء ينبغي أن يظل محصوراً في دائرة نظام طهران وليس عموم الشعب الإيراني المسلم والشقيق (داود الشريان في جريدة «الحياة» وجهاد الزين في «النهار» البيروتية)». يستنتج الكاتب من ذلك أن إسرائيل لم تعد العدو الأول للعرب، ولا الوحيد، بل أصبحت إيران تنافسها. ويرى مخاطر ثلاثة لذلك: أنه يسوغ الممارسات الإسرائيلية، والتطبيع، ويؤجج الصراع العربي الإيراني، ويفتح «الأبواب لصراع كارثي بين السنّة والشيعة». وجه الغرابة والتناقض في تناول الكاتب لهذه النقطة أنه ارتكب الخطيئة التي كتب مقالته للتحذير منها. إذ إنه يطالب العرب هنا بتهميش أنفسهم، وألا يكون لهم رأي بما تفعله إيران في حقهم، وعلى أراضيهم، لأن إسرائيل تحتل فلسطين. لم يحدد هويدي معياراً للعداء، يمكن الاحتكام إليه؟ ولم ينتبه إلى أن الطرف المتهم بالعداء هو المنبع الأول لهذه التهمة. معيار العداء هو أولاً الاعتداء، وثانياً الإصرار عليه وتبريره، وأخيراً تحويله إلى سياسة ممنهجة وملزمة. هل اعتدى العرب على إيران؟ هل حاولوا التدخل في شؤونها الداخلية؟ أو محاولة اللعب في تركيبتها الطائفية أو القومية، وهي تركيبة قابلة للتوظيف والتأجيج؟ الإجابة هي النفي. إيران هي التي جاءت إلى العرب، وتدخلت في شؤونهم. وكما ذكرت في المقالة التي أشار إليها هويدي «لم تأت إيران إلى العالم العربي من باب الجيرة، والانتماء الإسلامي، والتنافس، وحق الدور الإقليمي ومشروعيته. بل جاءت من أبواب... تهدم معطيات الجيرة، وتشكك في دلالة الانتماء الإسلامي، وتقدم الدم والهدم على البناء والتنافس... تدخلت إيران بالعنف والاغتيالات والقتل والطائفية والميليشيات. وليس هناك أفعال أكثر عدوانية من هذه، تهدد الدول في استقرارها، والمجتمعات في تماسك نسيجها الاجتماعي والسياسي». هل لأن إسرائيل هي العدو الأول، على العرب ألا يلقوا بالاً لآخرين يعتدون عليهم، خصوصاً إذا كان هؤلاء مسلمون؟ هل يجب أن نسلم أنفسنا، وحقوقنا وأراضينا وتاريخنا لآخرين مثل إيران فقط لتفادي تهمة أننا نساوي بينهم وإسرائيل؟ إلى أي منطق ينتمي مثل هذا التحليل؟ إذا كان هناك تساوٍ أو مماثلة بين إيران وإسرائيل فالمسؤول عن ذلك من عمل على مساواة نفسه بإسرائيل، وليس على من سجل ملاحظة التساوي هذه. إذا كانت إيران تتصرف مع العرب بشكل لا يختلف كثيراً عن إسرائيل، فإيران هي المسؤولة عن ذلك. تركيا لم تتصرف مع العرب مثل إسرائيل. ولا الحبشة كذلك. لم يصف أحد أياً من هاتين الدولتين بأنها عدو للعرب. لكن إيران هي التي كسبت هذه الصفة بنفسها، وسياساتها، واعتداءاتها. كل ذلك، وأنا لم آتِ على ذكر احتلال إيران للجزر الإماراتية منذ أيام الشاه حتى يومنا هذا.

والأغرب في هذا السياق قول الكاتب بأن اعتبار إيران عدو للعرب يفتح أبواب صراع سنّي شيعي. الجمهورية الإسلامية هي من عرفت نفسها بنصوص دستورها بأنها دولةٌ شيعيةٌ اثناعشرية. وهي أول من أيقظ الطائفية في المنطقة وحولها إلى عملية سياسية، وصراع سياسي، وميليشيات طائفية. بعبارة أخرى، تفجير إيران للصراع الطائفي هو سبب اعتبارها عدو بأفعالها، وليس العكس. وكونها عدوة بأفعالها يحصر السلوك العدواني هنا بنظام الجمهورية الإسلامية السياسي. وإلا فإيران كشعب ليست عدوة للعرب.

هل من المنطق أن نسمح باستغلال مأساتنا في فلسطين لتمرير اعتداءات الآخرين علينا؟ التساهل هنا خطر، لأنه يجعل من الإسلام ذريعة للعدوان يتلحف به. وهذا ما تفعله إيران. ملة العدوان واحدة، ونسيجها السياسي والتاريخي، ومبررها والآيديولوجي واحد. تبرر إسرائيل عدوانها بالتاريخ، وبآيديولوجيا التوراة. وتبرر إيران عدوانها أيضاً بالتاريخ، وبآيديولوجيا المرجعية المذهبية. علي يونسي، مستشار الرئيس حسن روحاني هو من قال إن إيران استعادت دورها، وإمبراطوريتها إذ بغداد هي عاصمة هذه الإمبراطورية التي تحارب التكفير والتطرّف الإسلامي. أما التبرير الآيديولوجي فأتى على لسان محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري عندما قال بأن تدخلات إيران في اليمن وسورية تأتي في إطار توسيع «الهلال الشيعي» في المنطقة.

دعك من اليمن. الغريب أن هويدي لا يرى عدوانية إيران في العراق وسورية. ولا يرى خطورة طائفية إيران، وهي ممأسسة بنصوص دستورية مكتوبة، وتمثل مرجعية لسياساتها الداخلية والخارجية. (أنظر «الحياة» 5 نيسان (أبريل)، 2015). والسؤال في هذه الحالة: هل أن هذا الموقف، وهو موقف اعتذاري، منبعه قناعة بإيران وادعاءاتها؟ أم أنه موقف سياسي من السعودية ودول الخليج؟ أي من هذين الخيارين حق له تماماً. لكن ما كان يليق بمن يدافع عن العروبة والإسلام أن يعبر عن هذا الحق باللغة التي استخدمها في قفلة المقال، وهي تجيب عن السؤالين السابقين. يقول فيها بالنص: «في الفراغ المخيم ما عاد للعالم العربي -الذي دخل مرحلة الأفول الكبير- له وزن أو قول، الأمر الذى أغرى بعض الصغار بأن يتطاولوا في البنيان ويحاولوا صنع المقادير. إلا أننا اقتنعنا في وقت متأخر بأن الصغار لا تصنع رقماً وأن الأقزام مهما بلغ عددهم لا يصنعون عملاقاً، ... متى يمكن أن تستعيد مصر عافيتها لكي تسترد موقعها الشاغر وتثبت حضورها ..؟ وهو سؤال محير، لأن هذا الأمل يبدو بعيداً، ومعذباً لأن أفقه يبدو مسدوداً». هذه لغة تضمر عنصرية دفينة، وتنطوي على مفهوم مصري للعروبة ليس جديداً، تشكل في المرحلة الناصرية. لم ينتبه الكاتب إلى دلالة انسداد الأفق أمام عودة مصر، من ناحية، واستمرار تطاول (البدو) في البنيان من ناحية أخرى. أيهما البدوي هنا؟ وما معنى البداوة أصلاً؟ ولماذا يعتذر كاتب عربي لسياسات إيران الطائفية وعدوانيتها تجاه العرب، وفي الوقت نفسه يتخذ موقفاً عنصرياً من شعوب عربية؟ في الإجابة على هذا السؤال شيء مما يبحث عنه هويدي حول سبب تراجع العرب.

 

استراتيجية الهباء

علي نون/المستقبل/28 حزيران/15

لا تدلّ أخبار المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني إلى انتهائها في الموعد الذي حُدّد لها سابقاً، أي في نهاية الشهر الجاري. فالطرفان كانا بالأمس يتحدثان عن «عمل شاق» لا يزال مطلوباً قبل الوصول إلى النتيجة المرجوّة.. وذلك يعني استطراداً، أن الكباش التقني المستمر في غرف التفاوض سيترافق مع تصاعد الكباش الميداني في مسارح الحروب المفتوحة في المنطقة العربية. ذلك أن قيادة إيران الذاهبة قسراً إلى الاستسلام لخسارتها في الملف النووي الأعزّ على قلبها وطموحها وجموحها، لم (ولن!) تجد أمامها سبيلاً للتعويض عن ذلك الانكسار سوى بمواصلة ادعاءاتها الاستحواذية في الميدان العربي الممتد من اليمن إلى سوريا، من خلال تسعير المواجهة الجارية بالفعل وتصعيد الاستنفار في وجه الهجوم العربي المضاد عليها وعلى أدواتها.. وبما يسمح لها في المحصلة بتجنّب الإجابة عن الأسئلة الكبيرة التي تُطرح وستطرح عليها في الداخل أساساً وفي مقدّمها: سر هذه الاستراتيجية «العبقرية» التي أوصلت البلاد إلى الانهزام والإفلاس من دون تحقيق أي «انتصار» على طريق الوصول إلى مصافّ «الدول العظمى»؟!

المعضلة مع هذه الاستراتيجية أنها مبنية على الادعاء أكثر من الحقائق. وعلى الأوهام أكثر من الأرقام. وعلى الغيبيات أكثر من الماديات. وعلى التاريخ أكثر من الحاضر. وعلى الشكل أكثر من المضمون. ومشكلتها أنها بدأت باعتماد الخطأ وافترضت أنه يُوصلها إلى الصحّ: اعتمدت نهجاً يقوم على عمودي المذهب والقومية، وظنّت أن الغفلة العربية تبرّر يقظتها الفارسية. وأن الانهزام الإسلامي الأكثري في مواجهة المشروع الإسرائيلي يبرّر لها الشروع في الفتنة وأخذها كإحدى طرق الوصول إلى الامبراطورية المزعومة.. أخذت من سياسة الشاه الآفل، عدّتها وممارستها وشعاراتها، ولم تنتبه إلى تحوّل الزمن واكتمال حدود القوى والأقوام والدول والمعابر والممرات والخطوط الحمر التي تفرضها حقول الطاقة والضرورات الحاسمة لإبقاء شرايينها سليمة ومفتوحة على الضفة الأخرى من الخليج العربي. والمعضلة، أن قيادة إيران اعتمدت على سلاح ذي حدّين. واحد تتحكم به هي، وآخر موازٍ يتحكّم به كل أخصامها وأعدائها «ومفاوضيها».. وقصر النظر كان ديدنها ولا يزال: لم تنتبه في الملف النووي إلى أنها ستخسر في الحالتين. إذا نجحت وامتلكت «القنبلة» ستعرّض نفسها للهلاك! وإذا فشلت، وهذا ما هو حاصل (تفاوضيًّا) فإن كل «تضحياتها» واستثماراتها وحروبها وإرهابها ستضيع مثل الهباء المنثور! ولم تنتبه فوق ذلك إلى أن إشهار المذهب وتوظيفه في السياسة وصناعة النفوذ، يوصل إلى ردّة فعل موازية وأكثر حدّة.. مثلما لم تنتبه إلى أن اليقظة القومية المبنية على افتراض دوام نوم الآخرين، هي سياسة تشبه تسلل اللصوص إلى بيوت الآخرين لسرقتها، وعند أول إنذار يقع السارق في الفخّ وتُفكَّ رقبته! وغاشٍ وقاصر مَن ينكر اليوم أن من كان نائماً، استفاق أخيراً! وإن اليقظة العربية المضادّة في ذروة حيويّتها، وطريقها صعوداً وليس نزولاً. طاشت استراتيجية القيادة الإيرانية بعيداً وطويلاً، ووصلت في لحظة الحساب (الراهن) إلى حصاد لا تُخطئه عين: لا المشروع النووي نجح، ولا الاستثمار في الفتنة المذهبية أثمر.. وكل «أوراق» الميدان المشتعل من اليمن إلى سوريا مروراً بالعراق صارت مثل الجمر في يد الإيرانيين. تحرق وتستنزف، ولا يُعتدّ كثيراً بادعاءات حاملها ومدى قدرته على تحمّل لظاها! مشكلة الغير مع هذه الاستراتيجية «العبقرية» هي أن أكلافها لا يدفعها الإيرانيون وحدهم!

 

الساكت عن الحق «أسماء الأخرس»

جانا حويس/المستقبل/28 حزيران/15

قبل ايام وفي اطار التعليق على تقرير بثته قناة «بي بي سي» البريطانية اثناء تغطية احداث تدمر الاخيرة محذرة فيه من خطر انقراض طائر «ابو منجل الاصلع الشمالي» بعد سيطرة تنظيم داعش على المدينة، اطلقت اسماء الاسد زوجة رئيس النظام السوري صرخة «استغاثة وتحذير» عبر صفحتها على «فايسبوك» شارحة فداحة الواقع حرفيا، «يوجد أنثى وحيدة فقط من هذا النوع تدعى زنوبيا وهي الوحيدة التي تعرف مسارات الهجرة إلى المناطق الشتوية في إثيوبيا حيث يبقى مصيرها ومصير ثلاثة طيور في تدمر مجهولاً«.

في الحقيقة، تظهر سيدة سوريا «الاولى» على مستوى عال من الثقافة والاطلاع بما يخص عالم الحيوانات وخصوصا منها الآيلة الى الانقراض، لكن الحقيقة المروعة هي ان السيدة الاسد تصور حياة الطيور اغلى بكثير من حياة السوريين. ما يقارب 300 الف قتيل سوري، ومثلهم مفقودون ايضا، و7ملايين نازح في داخل وخارج سوريا تقريبا، لم يستفزوا اسماء الاسد لتطلق صرخة واحدة من اجلهم. بهذه البساطة تحول الطائر الى قضية اسماء الاولى اما الشعب السوري فلا هم من انقراضه، الاهم ان يبقى زوجها حاكماً. لكن تعليقها هذا لم يمر بخير على مواقع التواصل الاجتماعي، وبسرعة جاءها الرد من المغردون بالكلام والصورة، حيث عادت صور الاطفال لتجتاح «تويتر» كما التعليقات الغاضبة والهازئة تحت هاشتاغ «#الساكت_عن_الحق_اسماء_الاخرس».

فكتب نيو«15 مليون نازح ونص مليون قتيل وجوع وحصار للبشر . ومرت بشارون خايفه من انقراض الطير ابو منجل «الخبيثون للخبيثات» #الساكت_عن_الحق_أسماء_الاخرس«. جمال متيم وصف تصريحها بالكافر «رح ينقرض شعب #سوريا وأسماء الأسد خايفة من انقراض الطائر ابو منجل ! هذه المخلوقة سبب انتشار الكفر حول العالم #الساكت_عن_الحق_أسماء_الأخرس«. مهنا المطيري اكدت «ستبقى سورية حرة ... و سيبقى الشعب السوري الأبي حرا.. رغم أنف أبو منجل و أم منجل«. هدى الرقا عبرت بالقول «عندما اسمع كلام اسماء الاخرس للطائر ابو منجل ومناشدتها والله انه العهر بعينه«. اما عبد الرزاق الصبيح فكان صريحا بتعبيره «يا بنت ... المواطن السوري بدو ينقرض بسبب الزوج الأجدب الي عندك.. بس الطيور على أشكالها تقع. #الساكت_عن_الحق_أسماء_الأخرس«. محمد الضاهر علق واصفا اطفال سوريا بطيور الجنة «اوقفوا البراميل المتفجرة لقتل الأطفال هكذا تعيش طيور الجنة الأطفال هم طيور الجنة #الساكت_ عن_الحق_اسماء_الاخرس«.

فيصل النماصي اعرب عن ثقته بنصر الشعب السوري «دموع المظلومين هي في أعينهم مجرد ( ماء ( ولكنّها عند الله صواعق سيضرب بها الظالم #بشار. اما حساب كلمة حرة فاختار تذكير اسماء الاسد بالمجازر التي ارتكبها زوجها من خلال عدة تغريدات «نَسِيت مجزرة الحولة مايو التي راح ضحيتها حوالي شهيد ذبحاً على يد شبيحة بشار!«، «نَسِيت مجزرة داريا أغسطس التي ارتكبها النظام بالمدفعية والتي قُتِل فيها شهيد«، «نَسِيت مجزرة جديدة الفضل أبريل التي ارتكبها النظام بالصواريخ وذهب ضحيتها شهيد«، «نَسِيت مجزرة #الغوطة يوم أغسطس التي ارتكبها النظام بالسلاح الكيماوي! شهيد«، رنيم بدورها علقت بسخرية « اي معا حق يعني إنتو كمان لا تكونو متعصبين البني آدم بيروح وبيجي بس أبو منجل ازا راح من وين بدا نجيب غيرو«.

حساب بيس كان مباشرا في تعليقه «اعتبروهم طائر او حيوان معرض للانقراض وساعدوهم«. نهاد س. كتبت بصراحة «انا مع حماية الحيوانات المهددة بالانقراض. وبنفس الوقت اشجع ان ينقرض الظالمون والديكتاتوريون«. اسامة ضناوي سأل «على اي حيوان ستخاف السيدة اسماء الاسد من الانقراض بعد تحرير درعا؟«. واستذكر اياد ابو شقرا احد الشهداء بالقول «ليت وسيم زكور طفل داريا اليتيم الذي مات جوعا وهو يبحث في النفايات عن لقمة كان طائرا«. ميراي شديد وصفتها باختصار كاتبة «#الساكت_عن_الحق_اسماء_الاخرس ... ماري انطوانيت سوريا«. فردت عليا على تغريدتها فورا «تحاول ان تبدو وكأنها ماري انطوانيت ولكن في الحقيقة هي الوسواس«. حساب فرجك يا الله كتب «كان الاجدر بها ان تناشد احذية اطفال سوريا المشردين والشهداء لان لعنتهم ستلاحقها حتى في احلامها«. اليان ابي سليمان استغربت تصريح الاسد بالقول «بلدها تحت الدمار الابرياء يقتلون من القصف والجوع وهي خائفة من انقراض طائر ابو منجل انها زوجة السفاح البعثي«. فارس بتيخة علق «هي شريكة في قتلنا وجزء من فساد اجتماعي روجت له منذ دخولها سوريا بأفكارها النجسة«. ليدا اكدت ان نوايا الاسد باتت مكشوفة لو مهما صرحت «حاولت ان تخاطب زوجة قاتل ال250 الف شهيد العالم الغربي من خلال رمزية طائر ابو منجل ولكن ورقة التوت سقطت منذ زمن«، وغردت مرة ثانية «لو حميتم البشر يوما لكنتُ تفهمت المطلب ولكنك وزوجك شردتم الملايين وهجرتم وقتلتم وعذبتم ثم تخرج «القديسة«. وكتب محمود باستهزاء «بشار حامي الاقليات اسماء حامية المنقرضين«. حساب حرية السلام قال «الكيماوي اللي ضرب فيه زوجك الشعب ما حرك احساسك ما تحرك لأنك بلا احساس«. ابراهيم استغرب حيازة اسماء الاسد على شهاداتها وهي لا تعير الانسانية اي اهمية «عيب لندن وجامعاتها تصدر مساطر منفصمة الشخصية لسوريا. الساكت_عن_الحق_اسماء_الاخرس«. اما لارا صقر فكتبت «أجزم أن أسماء الأسد تعاني من مرض نفسي، فالذي لا يرى موت الاف الأطفال ويهب دفاعا عن طير بالتأكيد هو مريض #الساكت_عن_الحق_أسماء_الأخرس«.

 

تسويات تُحضَّر في المطابخ الدولية

ثريا شاهين/المستقبل/28 حزيران/15

تتوسّع المشاورات الأميركية الروسية حول ملفات المنطقة، وسط الاتجاهات الجديدة في السياسة الروسية، وإمكان بحث حلول جدّية للمرحلة المقبلة بعد الانتهاء من معالجة ملف إيران النووي وتوقيع الغرب لاتفاق معها قريباً. وتكشف مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على هذه المشاورات، أنّ الإعداد لتسويات يُطبخ في المطابخ الدولية، لكن إنضاج هذه التسويات سيستغرق وقتاً، إنّما يُؤخذ فيه بالاعتبار حفظ مصالح الدول الكبرى والتي تمثّل اللاعب الأساسي في الحلول. كما أنّ الدول الإقليمية المؤثّرة ستكون لها كلمتها في الحلول، بحيث أنّه على الرغم من أنّ الاتفاق النووي يتناول فقط ملف إيران، لكن انعكاسات حلّه، ستطال مجموعة مصالح دولية إقليمية تتقاطع لا سيما بين الولايات المتحدة وإيران والخليج والغرب، وروسيا، فضلاً عن تركيا. وسيتم حفظ حقوق كل دولة، وبالتالي مرحلة ما بعد الاتفاق مع إيران ستبلور معطيات جديدة في المنطقة لا سيما في ملفات سوريا ولبنان والعراق واليمن. وتكشف المصادر أنّ مصير الرئيس السوري بشار الأسد سيكون لاحقاً محور بحث دولي مع إيران، فضلاً عن نفوذها في لبنان، والموضوع العراقي، والتقارب مع دول الخليج والبحرين واليمن.

روسيا تتحدّث مع الولايات المتحدة حالياً حول الحل في سوريا، لكن روسيا تتّهم واشنطن بعدم الرغبة في إنهاء الأزمة السورية سريعاً وأنّها ليست مستعجلة في ذلك. على أساس أنّه كلما طالت يصبّ ذلك في مصلحة إسرائيل وشرذمة سوريا، وإضعاف الدول العربية. بينما روسيا باتت تسعى لحل سريع وتسوية تضع حدّاً لحمام الدم في سوريا بما في ذلك السعي لإبقاء المسيحيين في أرضهم في الشرق الأوسط وسوريا.

التشاور الروسي الأميركي قائم منذ زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى روسيا في أيار الماضي، وتبعت زيارته زيارات لمسؤولين أميركيين إلى موسكو في مقدّمها زيارة المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية السيد روبنشتاين، ثم زيارة نائبة الوزير لشؤون اوكرانيا فيكتوريا نولاند. ويتصدّر التشاور بين الطرفين ملفَّي سوريا وأوكرانيا، فضلاً عن الملف النووي الإيراني. ما من شك أنّ لإعادة إطلاق التشاور الأميركي الروسي انعكاسات على قضايا المنطقة، بعدما كان التنسيق خلال المرحلة الماضية شبه مقطوع. الأولوية للانتهاء من ملف إيران، حتى أنّ الملف الفلسطيني، وتحرُّك فرنسا في مجلس الأمن لإيجاد تسوية، جرى تجميده، وضغطت واشنطن على باريس لكي لا يُصار إلى أي خطوة لا سيما إذا ما كانت متّصلة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بإيران في المنطقة. ولن يكون مصير الأسد محور بحث دولي مع إيران فقط، إنّما يبحث بين واشنطن وموسكو، وأنّ التوصّل بينهما إلى أي صفقة لاحقاً في شأن الأسد عبر مرحلة انتقالية للحكم في سوريا، ستطغى على أي اتصالات إقليمية حول ذلك، لا سيما وأنّ أي قوى إقليمية مهما علا شأنه وأياً تكن إمكاناتها لا يمكنها أن تقف في وجه أي اتفاق أميركي روسي حول الأسد. وإذا حصلت التسوية، ستلحق الدول الإقليمية بها. لكن كل الاهتمام بالمنطقة سيأتي في مرحلة ما بعد التوقيع على النووي الذي هو أولوية. وفي إطار أي تفاهم كبير، سيكون مطلوباً من إيران، وفق مصادر ديبلوماسية، أن تؤدّي دوراً إيجابياً في المنطقة، أي أن الغرب يتمسّك بثلاثة أهداف: الأول، أن توقف دعمها أي منظمات إرهابية مسلحة. والثاني، أن تتعاون مع دول الجوار من دون أن تتدخّل في شؤونها الداخلية، وأن تبدي إيجابية في دعم الحلول الدولية لقضايا المنطقة، وهي ستدعى إلى مؤتمرات حول المنطقة. وتتوقع المصادر أن أي حل في سوريا سيكون حلاً سياسياً أي أن يحصل تغيير سياسي مع حفظ مصالح إيران ومكاسب روسيا والغرب على حد سواء. الغرب لا يزال يهمّه الحفاظ على أجهزة الدولة ومؤسساتها لكي لا تنفرط كما حصل في العراق. إنّما مصير الأسد والأجهزة الأمنية التابعة له سيتم إيجاد حل لها. ولبنان لن يكون بعيداً عن ما يُطبخ للمنطقة، وسينعكس ذلك حتماً على ملف الانتخابات الرئاسية بعد فترة الانتظار الراهنة. وتكشف المصادر أنّ الموفد الفرنسي رئيس قسم الشرق الأوسط في الخارجية جان فرانسوا جيرو سيزور بيروت مجدّداً في بدايات شهر تموز المقبل.

 

تقسيم سوريا بين الوقائع والأفق المسدود

فايز سارة/الشرق الأوسط/28 حزيران/15

يكثر الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية المهتمة بالقضية السورية عن تقسيم سوريا في عداد الخيارات والاحتمالات، التي ستذهب إليها سوريا في إطار حل مستقبلي لكارثتها الراهنة، التي تشارك نظام الأسد وقوى التطرف والإرهاب وعلى رأسها «داعش» وأطراف داخلية أخرى، وقوى إقليمية ودولية، ساهمت جميعها في وصول القضية السورية إلى بوابة الحديث عن التقسيم في احتمالات المستقبل السوري. وفي الحقيقة، فإن كثرة الحديث عن التقسيم، تستند إلى أمرين أساسيين، أولهما جملة المشاريع، التي طرحت لتقسيم سوريا في خلال قرن مضى، وهذه تعددت وتنوعت، وبعضها - كما حدث أيام الانتداب الفرنسي - انتقل إلى حيز التنفيذ العملي، لكنه سرعان ما أصابه الفشل الذريع، وعادت بعده سوريا كيانًا موحدًا، بل وجرى تثبيت هذا الكيان باعتباره كيان سوريا، التي كنا نعرفها حتى قيام ثورة السوريين في 2011. والعامل الثاني في طرح فكرة التقسيم مستمد من الوقائع الراهنة القائمة في سوريا، والتي يشير الأمر الواقع إلى تشكل عدد من الكيانات، أولها كيان يسيطر عليه الجيش الحر في جنوب البلاد في درعا والقنيطرة، وينازع فيه النظام على السويداء، والثاني كيان يضع عليه نظام الأسد يده، يمتد من دمشق عبر الطريق الدولي، ليشمل حمص وحماه إضافة إلى طرطوس واللاذقية، والثالث كيان يمتد ما بين إدلب وحلب، وتسيطر عليه تشكيلات معارضة إسلامية، والرابع كيان يسيطر عليه تنظيم داعش، ويمتد عبر الريف الشرقي لحلب وحماه وحمص إضافة إلى دير الزور وبعض الرقة والحسكة، والكيان الخامس تسيطر عليه وحدات الحماية الشعبية الكردية المتحالفة مع قوى من الجيش الحر شاملاً أجزاء من محافظتي الحسكة والرقة.

وسط هذا التقسيم القائم «واقعيًا» وفي ظل المشاريع القديمة - الجديدة، يتم الحديث عن تقسيم سوريا. غير أن هذا الحديث تبشيري أكثر مما هو واقعي، لسببين: أولهما أنه حديث في ظل أزمة متصاعدة، وتوازنات سياسية - عسكرية غير مستقرة، وخاضعة لتغيرات سريعة، وفي ظل احتمالات تغيير في مواقف القوى الخارجية في الموضوع السوري، وفي ظل عدم وجود قرارات دولية حول مستقبل سوريا، لا يمكن الجزم بخيار واضح ومحدد حول مستقبل سوريا الذي من المؤكد، أنه لن يكون على نحو ما كان واقعا قبيل مارس (آذار) 2011.

إن موانع التقسيم في منطلقاتها مستمدة من موانع ذاتية، تتعلق بالسوريين وبواقع الكيانات، التي يمكن أن تنشأ، فيما تتصل الموانع الموضوعية بالمحيط الإقليمي والدولي ومسارات سياساته حيال القضية السورية. لقد أدت سياسة النظام وقوى الإرهاب الدموية والصراعات المسلحة وعمليات التهجير الواسعة إلى إضعاف الموانع الذاتية في رغبة السوريين في حياة مشتركة وربما كيان واحد. غير أنه لا يمكن رؤية هذا التطور إلا في ضوء استثنائية الوضع السوري الراهن، بمعنى أن عودة السلام والاستقرار في سوريا، يمكن أن تحدث تبدلات جوهرية في هذا الجانب، خاصة في ظل عوامل أبرزها التداخلات السكانية من حيث توزع الانتماءات القومية والدينية والطائفية على غالبية المحافظات السورية، وكذلك الروابط والمشتركات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتداخلة للسوريين، ولعل الأهم مما سبق، يتمثل في إرادة السوريين في عيش مشترك ودولة واحدة، وحتى اللحظة، ما زالت مشاريع وأصوات السوريين الداعية للتقسيم، أضعف من أن يلاحظها أحد.

ولا شك أن الموانع الخارجية لتقسيم سوريا، أهم من الموانع الذاتية، ليس فقط، لأن القوى الإقليمية والدولية، صارت صاحبة القول والفعل في القضية السورية منذ أن فتح النظام الباب للتدخلات الخارجية الواسعة في سوريا منذ عام 2011 فقط، إنما أيضا لأن القوى الداخلية - بما فيها نظام الأسد - باتت أضعف من أن تؤثر في الواقع السوري بصورة ملموسة. إن الأبرز في العوامل الخارجية المانعة للتقسيم، هو موقف دول إقليمية فاعلة وقوية وأبرزها تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر، سواء بسبب مخاوفها من ارتدادات عملية التقسيم عليها طبقًا لما هي المخاوف التركية، أو رغبة منها في الإبقاء على الكيان السوري موحدًا لأسباب متعددة كما هو الموقف السعودي والمصري، أما الأهم في الموقف الدولي فهو عدم قدرة المجتمع الدولي، ولا سيما دوله المؤثرة على القيام بإعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط على نحو ما حصل بداية القرن الماضي، عندما وضعت خريطة سايكس - بيكو، التي رسمت خريطة دول المنطقة آنذاك، وتقسيم سوريا سيفتح الباب على رغبات ومطامح وأهداف متناقضة، تأخذ المنطقة ودولها إلى صراعات وعنف، يبدو العالم اليوم في غنى عنها، وأبعد عن احتمالها.

وفي كل الأحوال، ورغم موانع تقسيم سوريا في سياق احتمالات مستقبلها، لا ينبغي إغماض العيون عنه، لأن التطورات على الأرض والمواقف الخارجية في تغييرات محتملة، وقد تكون سريعة، بصورة يمكن أن تطرح القضية على طاولة البحث، وقد تأخذها إلى دائرة التنفيذ في لحظة جنون، لأن أحدًا لم يكن يتوقع أن يصير الوضع السوري على ما هو عليه، وأن تتحول سوريا إلى بؤرة للتطرف والإرهاب، فقد كان ذلك مجرد خيال.

 

جمعة رمضانية دامية

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط/28 حزيران/15

كان يوم الجمعة الماضي يومًا رمضانيًا مؤلمًا حزينًا، غير أنه ما عاد مقبولاً الاكتفاء بالإعراب عن الأسى وإبداء الاستنكار وإطلاق الدعوات اللفظية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية. هذا كله لا يجدي، ولا يعني شيئًا بعد تكرار استهداف المساجد واستمراء قتل الأبرياء.

قد يفسّر بعضنا تفجير مسجد الإمام جعفر الصادق في الكويت بتنامي التوتر المذهبي في منطقة الخليج، بعدما زرعت الثورة الخمينية ريح التطرّف فحصدنا جميعًا الفكر «القاعدي» والفظائع «الداعشية». وما حدث في تونس يُمكن أن يُعزى إلى شطط في المرارة المتراكمة داخل بيئات تونسية متديّنة ردًا على حقبة العلمنة البورقيبية، وهو ما جعل عدد المسلحين التونسيين في مقدمة أعضاء التنظيمات المتطرّفة المقاتلة في سوريا، ثم تفاقم بتأثير الفوضى الليبية وامتدادات تيارات الصحراء الكبرى.

وأما العملية البشعة الجديدة في فرنسا فقد يصرّ المدافعون عبثًا على القول إنها إفراز طبيعي للغربة الثقافية والتمييز الديني والعنصري وهروب من بيئة رافضة وطاردة عرقيًّا. لكل من الجرائم الثلاث التي وقعت في يوم واحد وتوزّعت على ثلاث قارات، خصوصيّات محلية. لا شك في ذلك. لكن القاسم المشترك أكبر وأخطر، وهو الأصل وغيره فروع. ويعود للمسلمين – وبالذات العرب منهم – الخيار إما بتجاهل الحقيقة المرّة وترك المرض يستشري حتى يقتل، أو الإقرار بوجوده تمهيدًا لمعالجته بصورة جذرية.

ثم إن الجرائم الثلاث جزءٌ من كل. جزءٌ من جُملة ممارسات جرمية تُرتكَب باسم «الإسلام الصحيح» في مختلف أنحاء العالم منذ عدة سنوات، لكنها لم تلقَ حتى اللحظة الردّ الحازم عليها، مع أنها تزّج المسلمين في حرب فعلية مع العالم بأسره. والأسوأ من هذا، أن المجرمين إما يسعون سعيًا إلى هذه الحرب العالمية مع مَن يرونهم أهل «دار الحرب»، أو لا يقيمون وزنا لموقف العالم، مع أنه ليس ضعيفًا إلى الحد الذي يحول دون شنه حرب إفناء، أما ما يمنعه من ذلك فمؤسساته الديمقراطية وما تبقى في تلك المؤسسات من قيم احترام لحقوق الإنسان.

إن قتل الأبرياء في الكويت وشواطئ تونس ومنطقة الإيزير في فرنسا، بالأمس، لا ينفصل إطلاقا عما ارتكبته، ولا تزال ترتكبه، تنظيمات مثل «داعش» و«القاعدة / النصرة» و«بوكو حرام» و«الحشد الشعبي» و«حزب الله» و«كتائب أبو الفضل العباس» و«حركة الشباب (في الصومال)» و«طالبان» ومختلف أشكال الجماعات الإسلامية المسلحة – سنيّة كانت أم شيعية –... باسم «الإسلام الصحيح». وهنا أذكر أنه في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد الهجوم القاتل على مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، وسيل الاستنكارات من عرب ومسلمين للهجوم بحجة أنه «لا يعبّر عن الإسلام الصحيح»، كتب الزميل نديم قطيش تعليقًا أصاب الهدف تمامًا.

ومما كتبه الزميل العزيز، يومذاك، متسائلاً «.. فما هو (الإسلام الصحيح) الذي ينبغي أن يتحفنا به مُدينو الجرائم المرتكبة باسم الإسلام، وأين هي المواجهة الأبعد من الإدانة التي انخرط فيها أنصار الإسلام الصحيح، منذ هزيمة المعتزلة في الإسلام، أي هزيمة العقل في الإسلام قبل ألف ومائة عام؟..». وبعدما عدد قطيش أمثلة كثيرة لجرائم متطرّفي السنّة والشيعة، قال إن أولئك الذين ارتكبوها «... ينتمون جميعًا إلى هذا (الإسلام الصحيح) بكل تفاصيله ومتونه وهوامشه. ينتمون إلى فقهِه الفسيح.... وهنا أرض المعركة. النص الإسلامي نفسه، أكان نصًا قرآنيًا أم فقهًا أم حديثًا نبويًا. فالقتلة لا يقتلون مجانًا بل يقتلون باسم كتبٍ وفتاوى وتراثٍ مديد..، هي جزء لا يتجزأ من (الإسلام الصحيح). وهم مسلمون طالما أنهم ينطقون بالشهادتين وطالما لم تتجرأ المؤسسة الدينية على تحديث معايير الانتماء إلى الإسلام. هؤلاء القتلة هم نحن. هم ديننا بصورته القصوى. هم (إسلامنا الصحيح) مأخوذًا إلى مداه الأبعد. وهؤلاء ليسوا خارج النص..». في اعتقادي هنا مربط الفرس. إن ثمة أزمة حقيقية في صميم تفكيرنا، ينجُم عنها سوء ممارساتنا، وانتقالنا من نكسة إلى نكبة، ومن نكبة إلى دمار. وهذه الأزمة، بطريقة أو بأخرى، أسهمت في سلبية التعاطي الدولي مع قضايانا، لأن المجتمع الدولي ليس مضطرًا للقبول بمفاهيمنا إذا كانت تتناقض مع مفاهيمه.  ومن ثم، كيف لنا أن نطالبه بالوقوف معنا من منطلق احترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين عندما يخرج من بيئاتنا أفراد وجماعات يحتكرون الإيمان والدين والفضيلة والشرعية والوطنية؟ بأي حق نناشد دول العالم التدخّل لمصلحتنا والتخفيف من معاناتنا، إذا كنا نحن لسنا ضدها فحسب، بل أيضا ضد شعوبنا أيضًا.. نمعن في قتل بعضنا بعضًا وتكفير بعضنا بعضًا وتخوين بعضنا بعضًا؟ بأي منطق نتصوّر أن تطرّفنا جذاب للآخرين، وأن ميلنا إلى الإقصاء والإلغاء يمكن أن يحيّدهم؟ نحن نرفض أن نفهم «السببيّة»، والفعل وردّ الفعل.. مثلاً، في العراق، حيث لا تبعد مواقع «داعش» المتقدّمة عن عاصمته سوى 50 كلم، هناك 7 آلاف سنّي مهدّدون بالإعدام إذا ما أزيل شرط توقيع رئيس الجمهورية، ومع هذا تتصرّف القيادة المدعومة من إيران والمرتبطة بها سياسيًا وميليشياويًا وكأنها آخر من يعلم، وآخر من يكترث بالعواقب. وفي سوريا، مع مواصلة النظام، الذي غدا «تفصيلاً» صغيرًا تابعًا لطهران في تقاطع المخطّطات الإقليمية، تعيش المعارضة سباقًا مع الوقت لضبط أجنحتها المتطرّفة التي لم تستوعب حتى اللحظة أنها بتطرّفها أطالت عمر نظام كان قد فقد شرعيته وولاء الكثير من مكوّنات الشعب. وفي لبنان واليمن يدفع أتباع المخطّط الإيراني، بقوة السلاح، البلدين إلى «شفير هاوية» مذهبية مدمّرة، مع ادعاء حزب الله وجماعة الحوثي أمام الولايات المتحدة أنهما طليعة حربها على «التكفير» السنّي بوجهيه «الداعشي» و«القاعدي». وفي هذا استخفاف بردّات الفعل الدامية الحتمية التي شاهدناها ونشاهدها اليوم في كل مكان، بما فيها دول الخليج التي كانت ولا تزال آخر معاقل الاعتدال والاستقرار في الشرق الأوسط. لقد انتهى وقت الأعذار والاعتذار، وآن أوان العلاج الجذري.

 

دروز سورية... النظام يخدعهم و«داعش» يتوعّدهم والمعارضة تشترط عليهم الحياد

أكدوا لـ«الراي» أن لا بديل عن توحد كل الأطياف لدحر جيش الأسد

الباشا: محسوبون على الثورة يغيّبون الحراك الثوري في السويداء

الجاري: خطر «داعش» حقيقي وتحرير الثعلة انتصار للسويداء

ملاك: لا توزيع سلاح كما ادّعى وهاب... موقفنا ضد النظام ونعمل بهدوء

الشامي: الوقوف ضد الأسد يضمن سلامة أهل جبل العرب

الحمد: النظام يتهاوى ومَنْ يراهن عليه خاسر

بيروت - من فاطمة حوحو الراي/28 حزيرن/15

قفز واقع دروز سورية إلى الواجهة بعد الأحداث الدموية في بلدة قلب لوزة في ريف ادلب ومع مظاهر وضع السويداء جنوباً في «عين العاصفة» ولا سيما في أعقاب تحرير اللواء 52 وسط مخاوف من ترْك نظام الرئيس بشار الأسد تنظيم «داعش» يتقدم في اتجاه هذه المحافظة من ريفها الشمالي الشرقي في إطار دفْع أهلها إلى الالتفاف حوله والدخول في صدام مع درعا.

ولم يتأخر صدى المخاطر على دروز سورية، سواء في الشمال أو الجنوب في التردد في لبنان حيث انبرت فاعليات درزية موالية لنظام الأسد إلى الدعوة إلى التسلح في مواجهة المعارضة، فيما أطلق الزعيم الدرزي اللبناني الأبرز النائب وليد جنبلاط حركة في اتجاه الدول الإقليمية والعربية المؤثرة ولا سيما تركيا والسعودية والأردن في محاولة لمنع تكرار أحداث قلب لوزة وتشكيل شبكة أمان تقي الدروز تداعيات أي التصاق بالأسد وجيشه داعياً إلى تحكيم العقل والحكمة.

والمعروف أن مدينة السويداء، لعبت دوراً مهماً في فترات تاريخية تم خلالها اتخاذ قرارات فاصلة في حياة سورية السياسية، فهي مفصل العقد والربط، وطبيعة جغرافيتها جعلتها حاكمة لمنطقة المثلث القابضة على تقاطعات الحدود السورية - الأردنية - العراقية.

«الراي» تابعت مع ناشطين سياسيين وإعلاميين في داخل السويداء ومع مسؤولين عسكريين في المعارضة ما يجري في منطقة جبل العرب أو جبل الدروز وآفاق المرحلة المقبلة، ومستقبل علاقة أهل السويداء مع أهالي درعا وحوران المجاورة.

ترى الناشطة الميدانية في مدينة السويداء نورا الباشا أن «حال الطائفة الدرزية في سورية كحال كل الطوائف»، مشيرة إلى أن «سورية اليوم في حالة مخاض نحو الحرية، والدروز ليسوا استثناء، وموقفهم كان واضحاً منذ اليوم الأول للثورة، لكن يؤسفني القول إنه نتيجة استخدام نظام الأسد وبعض فصائل الثورة للورقة الطائفية ونجاحهم بعض الشيء باللعب بها، اختلفت نوعية الحراك الثوري لأبناء السويداء قليلاً عن إخوتهم في بقية أنحاء سورية».

وإذ تؤكد أن «غالبية الطائفة الدرزية مع الحراك الثوري»، لفتت إلى قيام «النظام السوري بتصوير بعض العمليات التي قام بها في محافظة السويداء، على أنهم غالبية ساحقة في السويداء وهذا خطأ، لكننا نجد أيضا أن هناك محسوبين على الثورة يغيّبون حراك السويداء عن قصد لأنهم يرون مستقبل سورية برؤية مختلفة عن مشروع سورية الحرة التي هي وطن للجميع»، معربة عن اعتقادها أن «لا وجود في السويداء لمَن هو مؤيّد لنظام الأسد لأنه حامي الأقليات، لكن هناك مَن يتخوف من المستقبل المجهول مع وجود قوى متطرفة لها ثقلها على الأرض السورية. أما الغالبية فترى أن ماضي سورية وديموقراطيتها الرائعة في الخمسينات هي الضمان الأهم لسورية المقبلة».

وحول موقف الزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط ودعوته للوقوف إلى جانب الثوار، لفتت الباشا إلى «وجود تأثير كبير للزعيم جنبلاط في السويداء، فهو سياسي له ثقله. وصحيح أن مجزرة قلب لوزة أوجدت حالة من التردد مع موقف واضح يعارض كلياً أي وجود لجبهة النصرة، الا أن الاقتصاص من المعتدين وإحقاق الحق يبقى أفضل حل لطي الصفحة لاسيما بعد الوعود التي قدمت بمحاسبة المجرمين وعدم تكرار الحادثة».

وأوضحت الباشا أن لا شعبية في جبل العرب للوزير اللبناني السابق وئام وهاب «الذي يتباهى بتسليح النظام للدروز للدفاع عن أنفسهم»، فهو بحسب قولها «شخصية مكروهة ومرفوضة بالمطلق، حتى أنه لا يجرؤ على دخول السويداء، ولذلك فإن كلامه هو فقط تسويق إعلامي، كما أن الزعيم الدرزي طلال أرسلان ليس بموقع قرار في أرض الجبل الذي فيه من المثقفين والواعين الكثر ممن يرجعون لوطنهم سورية الحرة في قراراتهم من دون أن يكون لهم أي مرجعية سياسية عربية أو إقليمية، ولذلك فإن قرار الدروز نابع من وطنيتهم وانتمائهم لوطنهم بشكل أساسي وهم لا يخضعون لأي تأثير خارجي».

وتفيد علا الجاري وهي إعلامية سورية من السويداء، أن السويداء شهدت خلال الأشهر الأخيرة تطورات لافتة «إذ ظهر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بوضوح في مناطق متاخمة لريفيْها الشرقي والشمالي، واقترب خطر هذا التنظيم الإرهابي من قراها، حيث دارت بالفعل اشتباكات بين أهالي قرى في الريفين الشمالي والشرقي للسويداء، مع مجموعات من البدو بايعت التنظيم وتعمل تحت رايته، وسقط خلالها قتلى للطرفين. أما في الريف الغربي، فنشهد تقدماً للجيش الحر باتجاه مطار الثعلة العسكري والحواجز والقرى المحيطة به».

وتضيف: «بالطبع (داعش) خطر لا بد من التعامل معه بجدية، ولا بد من حشد القوى في المحافظة للتصدي له ومنعه من اجتياحها، ولا سيما في ظل التحركات المشبوهة لقوات النظام التي بدأت تحاول إخلاء المحافظة من الأسلحة الثقيلة، ما يجعلنا نعتقد أنها ستنسحب من السويداء وتتركها لـ(داعش)، كنوع من العقوبة لأبناء المحافظة بعد رفضهم دعم جيش النظام أو الخدمة في صفوفه، في حين لا مشكلة لدى أبناء السويداء الأحرار مع الجيش الحر، وهم يعلمون أن انتصاره على قوات النظام في مطار الثعلة انتصار للسويداء أيضاً».

وأوضحت انه «بالتوازي مع هذه الأحداث، شهدت المحافظة انقساماً على مستويات عدة، ويبدو أن التيار الأكبر اليوم في السويداء هو ممن يطالبون بالالتزام بحماية المحافظة وأهلها وضيوفها من بقية المحافظات، ورفْض القتال خارجها لمصلحة أي طرف، وربما يمثل (رجال الكرامة) أو (مشايخ الكرامة) هؤلاء. وفي الوقت ذاته، هناك تشكيلات عدة قامت تحت عباءة النظام، من لجان شعبية أو جيش الدفاع الوطني وأخيراً (درع الوطن) وغيرها، وكل هذه محاولات من قوات النظام لاسترجاع عدد من أبناء السويداء الرافضين للخدمة في جيشه، علماً أن البعض التحق بهدف حماية الجبل والبعض لا يزال موالياً لقوات النظام».

وتوافق علا أيضاً على ما قالته زميلتها نورا من أن «وئام وهاب مرفوض تماماً في السويداء حتى ان دمه مهدور من المشايخ، وهم صرّحوا علناً أنه إذا دخل السويداء لن يكون آمناً على حياته، وقاعدته الشعبية في السويداء تساوي صفراً، وربما تمكّن خلال الأعوام الماضية من شراء البعض بالمال أو السلاح ولكن أعداد هؤلاء لا تُذكر»، مقدّرة انه «قد يكون طلال أرسلان يتمتع بشعبية أفضل من وئام وهاب لكن خطابه غير مؤثر أبداً، في حين يتمتع وليد جنبلاط بالشعبية الأكبر والتأثير الأوسع، فهو بالنسبة لأحداث قلب لوزة لعب دوراً مهدئاً للنفوس، كي لا تمرّ مخططات النظام لإثارة الفتنة عبر تحريك المتطرفين في أوقات الأزمات بهدف إيجاد حالة من الذعر تدفع الناس الى قول ان لا بديل للنظام لحماية الأقليات. وهنا لا بد أن ألفت إلى توقيت ارتكاب (جبهة النصرة) لهذه المجزرة في الوقت الذي تغلي فيه السويداء ضد النظام، وهذا لا يمكن أن يكون مصادفة فأيدي النظام واضحة في ما جرى».

وتابعت: «هنا أختلف قليلاً مع وليد جنبلاط، فالسويداء لم تكن يوماً على خلاف مع الثورة حتى تتصالح معها اليوم، فقد شهدت منذ أول يوم في الثورة اعتصامات وتظاهرات، وفتحت أبوابها لأهلنا النازحين من المحافظات الأخرى، وهي وترفض إلاّ أن تسميهم الضيوف، وحتى اليوم لم يتعرض أي من الضيوف لأذى في السويداء حتى من غير المتعاطفين مع الثورة».

ويرد الناشط السياسي من السويداء محمد ملاك على ما أورده وهاب عن توزيع النظام 25000 قطعة سلاح في السويداء للدفاع عن نفسها، بالقول: «القول إن للسويداء حقاً في الدفاع عن نفسها كلمة حق يراد بها باطل، ولطالما كان حضور وئام وهاب في السويداء مصدر فتنة لأنه يمثل مصالح النظام. ونحن كمتابعين للتطورات بدقة، متأكدون من عدم صدق المعلومات حول توزيع النظام السلاح على أهالي السويداء، لأن النظام يسعى لإبقاء السويداء في حاجته وتابعة له. واذا كان قد وزع مئات البنادق خلال أعوام الثورة، فقد وزعها على جهات أمنية وشبيحة تتبع له وتأتمر بأمره. فيما رفض غالبية أهالي السويداء السلاح الذي عُرض عليهم من النظام ومن حزب الله، عن طريق وهاب».

واضاف: «أن شبان السويداء وأهلها الذين حاصروا واقتحموا فروع أمن النظام دون سلاح ليمنعوا سوْق رفاقهم وأبنائهم للخدمة في جيش النظام، قدموا الدليل الكافي على موقف السويداء من النظام وأمثال وئام وهاب ووزْنهما اليوم في السويداء».

أما عما حصل في قرية قلب لوزة بإدلب، فيقول: «إنها جريمة بكل المقاييس، ومجزرة يجب أن يُحاسب المسؤولون عنها، وسيعمل الجميع لضمان عدم تكرارها، وهذا موقف شارك فيه الجميع عبر بيانات لقوى وفصائل الجيش الحر والكتائب الإسلامية، وكذلك مواقف أهل السويداء. وما حصل يشكل أحد الأدلة على عجز نظام آل الأسد عن حماية السوريين، وكذبه حول حماية الأقليات حيث بات يسلّم المناطق دون أن يقاتل (داعش). وهنا لا بد من القول، إن محاولات النظام كافة فشلت حتى اليوم بزرع الفتنة بين السهل والجبل بفضل جهود العقلاء والوطنيين، وهذا هو موقف الدروز في سورية دائماً، عبّرت عنه مفردات خطابهم، وتصرفاتهم، وتضحياتهم، وهو ما نراه مستمراً حتى اليوم في كلام وتصريحات (مشايخ الكرامة) الذين نظن أنهم يمثلون اعتدال موقف الناس في السويداء».

ومع ذلك، لا ينفي ملاك «وجود قلق كبير بين سكان السويداء من الجماعات المتطرفة والتكفيرية، كما هو القلق من انتقام النظام عندما سيشعر بأنه خسر المدينة التي حاول استمالتها حتى اليوم وفشل بذلك، وهو أمر يجب أن يكون مفهوماً للجميع، حيث نرى أن موقف الدروز العام هو ضد النظام، وإن كانت تقلقهم ما آلت اليه الأوضاع في سورية ووقوع أجزاء كبيرة منها بيد الجهاديين».

ويرى ان «موقف الدروز في لبنان يعكس الخلافات اللبنانية عموماً والتنافس بين مراكز القوى هناك، كما يعكس رهان البعض على نظام الأسد وحلفائه. وهذا ينعكس على الناس في السويداء، بل على الدروز في سورية عموماً ويصنع شقاقاً بينهم، وإن كنا نرى أن موقف النائب جنبلاط يصبّ في مصلحة دروز سورية، لأنه ينحاز إلى موقف ثورة السوريين عموماً باعتبارهم المحيط الذي عاش وسيعيش فيه الدروز، ناهيك عن أن الثورة السورية مطلب للدروز كما هي مطلب لكل سوري، من حيث إن آل الأسد لم يكونوا إلا عصابة مستبدين وظالمين لسورية وكل أبنائها سنّةً ودروزاً وإسماعيليين وعلويين ومسيحيين وكرداً وعرباً وسرياناً وتركماناً وغيرهم. وفي هذا السياق نحن متأكدون من أن الناس في نهاية المطاف سيدركون مصلحتهم، ويتخذون الخطوات الصحيحة للتخلص من الاستبداد وحماية أنفسهم من القتل ومن العداوات».

وعن موقف جنبلاط الداعي للالتحاق بالثورة والمصالحة بعد أحداث قلب لوزة، يشير إلى أنه «كما قلنا، فإن مجزرة قلب لوزة جريمة يجب أن يُحاسب مرتكبوها دون مماطلة في حال كانت تصرفاً فردياً، ويجب أن تُتخذ كل الإجراءات لمنع تكرارها، بدءاً من الضمانات والوعود التي أطلقتها الفصائل كافة الموجودة في شمال سورية، وكذلك من خلال استعداد الناس لحماية أنفسهم من المغالين والمتشددين. لكن في ظروف سورية والفوضى التي تعتريها اليوم، لا بد من التحرك بعقلانية وهدوء، والعمل على لمّ شمل الناس. وهناك مواقف غير مسؤولة صدرت عن وهاب وعن أرسلان تدفع الناس للموت أو الانتقام، كما صدرت مواقف كهذه عن شيخ العقل حكمت الهجري المرتبط بأمن النظام وهذه المواقف تسعى لتوريط شبان السويداء ودفعهم للالتحاق بجيش النظام بحجة الدفاع عن السويداء، ما يضعهم في الاتجاه الخطأ، لكن هذه المحاولات فشلت إلا لدى البعض، الذين يكتشفون سريعاً أنه قد غُرر بهم، فيسارعون لترك النظام وجيشه، وقد تكرر ذلك في الأيام السابقة».

من جهته، يقيّم المنسق العام لألوية وكتائب توحيد العاصمة أبو كنان الشامي، وهي إحدى كبرى فصائل الثورة العسكرية في جنوب سورية، الوضع العسكري وتأثيره على محافظة السويداء ومحيطها بعد تحرير مطار الثعلة، لافتاً «الى استمرار المعارك على مطار الثعلة العسكري بعد تحرير اللواء52»، مضيفاً: «مطار الثعلة يقع في غرب محافظة السويداء ويفصل بينها وبين محافظة درعا، ويُعتبر نقطة ارتكاز قوية لنظام الأسد في المنطقة الجنوبية لما يحتويه من مدافع وراجمات صواريخ بالإضافة طبعاً للطائرات التي تقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة. وحماية المدنيين من هذا الخطر هو ما دفع الثوار لبدء معركة تحرير مطار الثعلة الذي هو الآن محاصَر بشكل كامل، وتستمر محاولات اقتحامه من الثوار ونأمل سقوطه بأيدينا خلال الأيام القليلة المقبلة».

ويؤكد أن «الثورة السورية ليست حكراً على أهل السنّة فقط، فهي ثورة شعبيّة كاملة للوقوف بوجه الطغيان»، لافتاً إلى «أن الشعب السوري مكوّن من طوائف عديدة، والثورة ليست حكراً على المسلمين لأننا نفسح المجال لأبناء الديانة المسيحية للوقوف معنا أيضاً بوجه نظام الأسد، وأهل جبل العرب مرحّب بهم في قطار الثورة ولهم ما لنا وعليهم ما علينا»، مذكّراً بان الحياة المشتركة بين «أهل جبل العرب وبيننا قديمة جداً وعمرها مئات الأعوام، ومسألة استمرار وجودهم لا تتعلق أبداً باستمرار نظام الأسد فليس هو الذي يضمن حمايتهم، ونظام الأسد إلى زوال، والباقي هو الشعب السوري، ولذلك ندعو أهلنا في جبل العرب للالتحاق بركب ثورة الشعب أو الوقوف على حياد بشكل كامل ونحن نضمن حمايتهم، ومَن يرفع السلاح منهم في وجهنا فسيدخل تلقائياً بحكم جنود الأسد وسيُعامل مثلهم».

وحول سعي النظام لنشر الفتنة بين اهل السهل وجبل العرب، يؤكد ان «مساعي نظام الأسد لنشر الفتنة والتفرقة بين أطياف الشعب السوري قديمة وباتت واضحة للعيان بالفترة الأخيرة، وفي الأيام الماضية عمد النظام إلى ضرب مدينة السويداء بقذائف الهاون لاتهام الثوار بذلك الفعل، ولكن خاب سعيه وانكشفت فعلته وظهرت الحقيقة لأهل جبل العرب بأن الأسد ونظامه هو من يزرع الفتنة وبأنه ليس الحامي الحقيقي لهم، وننتظر منهم الآن ردة فعل تجاه هذا النظام المجرم».

وفي لقاء مع قائد المجلس العسكري في السويداء العقيد المظلي مروان حمد الحمد من الدورة 37 حربية اختصاص مشاة، انشقّ عن جيش النظام وهو على رأس عمله كرئيس قسم الشيفرة وأمن الوثائق في قيادة الفيلق الأول بتاريخ، دان ما حصل في قرية قلب لوزة في ادلب جملة وتفصيلاً، مشيراً ألى أن «جيش الفتح في ادلب استنكر ما حدث وأعلن أنّ كل السوريين هم أهل وكلهم تحت حماية رجال الثورة وطالب بتقديم المتورّطين إلى محكمة عادلة، وعلى الأثر صرّحت النصرة بأنّ المتورّطين في العملية هم من عناصرها لكنّهم قاموا بذلك دون الرجوع إلى أمرائهم وشدّدت على أنها ستحاكمهم، كما قالت ان أهالي تلك القرى تحت حمايتها».

وبرر ما حصل من اعتداء بأن «الوطن يمرّ بمرحلة فوضى ويجب العمل جاهداً لمحاسبة كل مَن يعتدي على حقوق المواطنين في أي بقعة من سورية من أجل ضبط الفوضى والحد من هكذا حوادث».

وعن خطر هذه الممارسات على وضع الأقليات يقول: «سورية جسم واحد، ومن غير المعقول أن نجتزئ الواقع، وما يحصل في الشرق له آثاره على الغرب وما يحصل في الشمال له آثاره على الجنوب والعكس صحيح، وعلى كل أبناء سورية أن ينتموا لأرضها وهويتها لأنها تشرّف حامليها وعليهم ألّا ينساقوا لما يروّجه النظام المجرم من فتنٍ طائفيّة وغيرها».

وأوضح ان «النظام يحاول حشد أبناء السويداء في معركته حيث يروّج من خلال إعلامه بأن الثوار سيهاجمون المدنيين، وهو يعمل على حشد أبناء المحافظة بحجة الحماية الذاتية، أما في الواقع فإن الثوار في الجبهة الجنوبية يقومون بالهجوم على مواقع عسكرية للنظام تقع في المنطقة الغربية من محافظة السويداء، وأيضاً في المنطقة الشرقية من محافظة درعا يتعاملون مع مصادر النيران بما يلزم دون أن يتم إيذاء أيٍّ من المدنيين، أمّا بخصوص سؤالك عن كيفيّة استقطاب أهل السويداء فقد وُجِّهتْ رسائل عدة من الثوار يقولون فيها اننا جميعاً سوريون، وهذا أكبر ضمان لمَن يتخوّف من أي شيء. فكما تآلفنا منذ مئات الأعوام بنسيجٍ واحد، لم يتغيّر شيء الآن والهوية السورية تجمعنا»، مضيفاً: «في ما خص التخوف من الإرهاب، فإن الإرهاب يشكل خطراً على كافة أنحاء الوطن وقد تكاتف السوريون ويقومون بقتاله من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب، وكانت رسالة الثوار واضحة بأنهم سيحمون كل المناطق السورية من الإرهاب الأسدي أو الداعشي على حدٍّ سواء».

وأكد أن «كل مَن يتخّذ موقفاً يؤيد ثورة الشعب السوري فإنّنا نحيّيه وهو موقف مشرّف، وأهل محافظة السويداء وأهل محافظة درعا هم أخوة كما كل الشعب السوري، بينما كل مَن يقف بجانب النظام فمصيره كمصير النظام بالتأكيد أي السقوط، لكن في سورية معادلة مختلفة عن المعادلة اللبنانية، ففي لبنان هناك تعايش بين الطوائف بعد الحرب الأهلية ضمن قوانين دستورية معيّنة وُضعت في اتفاق الطائف، أمّا في سورية فنحن شعب واحد بمصيرٍ واحد ولا انقسام طائفياً بيننا، وإذا حدث انقسام في صفوف الشعب فهذا الانقسام على شكل طرفين، أحدهما الشعب الثائر والآخر هو الجزء الذي يقف مع النظام وفي كلا الطرفين يوجد من كل أطياف المجتمع».

ويوضح أن «السويداء كما كل المحافظات السورية فيها المعارض والمؤيد و«الرمادي»، فقد انطلقت الثورة في حوران الكرامة بتاريخ 18 / 3 / 2011 ومباشرة بعدها بثلاثة ايام كانت في السويداء وقفة تضامنية مع الأهل في درعا وبعدها كانت أول تظاهرة في السويداء تدعم الثورة وتؤكد ان الشعب السوري واحد. ثم انطلقت العديد من التظاهرات السلمية، لكن النظام قمعها وتم تغييبها عن الإعلام. كما شكلنا المجلس العسكري الثوري في محافظة السويداء وقمنا بعمليات عدة ناجحة ضد النظام في المحافظة وكنّا كتفاً إلى كتف بجانب إخوتنا في حوران البطولة، وكان ذلك بجهدنا الذاتي بسبب شح موارد الدعم المادي وانعدام الدعم العسكري، فقدمتُ استقالتي من المجلس احتجاجاً على انعدام الدعم وبقينا إلى جانب الأخوة الثوار حتى الآن، وسنقدّم كل ما يمكن في خدمة الوطن والثورة».

وفي الختام أكد ان «الثورة والوطن لكل السوريين، وأظن أن الانتصارات المتتالية تعطي الفرصة لمَن تخلّف عن الالتحاق بالثوار كي يلتحق بهم، فالنظام تهاوى ومَن يراهن عليه خاسر».