المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 حزيران/2015

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.june29.15.htm

 

عناوين النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القديس بطرس الثانية/الفصل الثاني/المعلمون الكذابون

حمى الله المجلس الوطني ل 14 آذار من أحزابه وبركات الراعي/الياس بجاني

سمير فرنجيه رئيساً لـ"المجلس الوطني" لمستقلّي 14 آذار اقتراع ومنافسة رمزية ودعوة إلى التحضير لانتفاضة سلام/ ايلي الحاج/النهار

سمير فرنجية رئيساً لمستقلّي 14 آذار بـ 237 صوتاً ودعا الى «انتفاضة» تواجه الانكفاء الطوائفي وتتخطى الترسيمات المذهبية/فاطمة حوحو/المسنقبل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/6/2015

البابا يعزي فرنسا وتونس والكويت

قداس في القليعة في ذكرى استشهاد جنود الكتيبة الاسبانية

قداس في مراح شديد البترونية لمناسبة اربعين الشهيد إدمون سمعان

انتخاب سمير فرنجية رئيسا للمجلس الوطني لمستقلي 14 آذار

مروان حمادة لـ”اليوم السابع”: لا نثق بعون وأدعو سلام لحسم أمره في الشأن الحكومي

محمد عبد الحميد بيضون لـ "الأنباء" : الحريري مدعو شعبيا ووطنيا لإعداد خطة تواكب عاصفة الحزم

المشاورات للملمة جراح الحكومة أعطت عون فرصة لتعطيل طويل الأمد، والأخير قضى على فرص روكز بالوصول الى قيادة الجيش

الراعي منح رتبة الأسقفيَّة إلى الخوري الياس الفغالي

احتفال تكريمي لأنطوانيت شاهين وجعجع تُبرز تجربتها

بعلبك: مسلمون ومسيحيون استقبلوا ذخائر يوحنا بولس الثاني

ريفي: أفشلنا الأهداف الخبيثة للتسريب وثبّتنا المؤسسات أمام ارباب الدويلة

السنيورة يطالب "حزب الله" مجدداً بالانسحاب من سوريا

الراعي دعا الكتل السياسية الى مبادرات شجاعة لانتخاب رئيس

جابر: “حزب الله” لن يسير بجعجع رئيساً حتى لو دعمه عون

 قاووق: من يدعم ويحمي العصابات التكفيرية شريك في الدم ويرتكب أعظم الخطايا الوطنية

لهذه الأسباب ألغت غامبيا قرار إبعاد حسين تاج الدين المتّهم أميركياً بدعم “حزب الله”

سكاف في لقاء للفاعليات الكاثوليكية في دارته لتكريم لحام: للجلوس الى طاولة حوار قبل وصول النيران الاقليمية الينا

زهرا: لا يمكن أن نقبل بتطبيع حياتنا الوطنية مع عدم وجود رئيس

منفذ الهجوم الانتحاري في المسجد في الكويت سعودي الجنسية

“حزب الله” ينتظر إشارة إيرانية لتنفيذ انقلاب يؤدي إلى تغيير النظام اللبناني

عون مستعد للتضحية بمصالح المسيحيين من أجل مصلحته الشخصية

«الشغور» إذ يتمدّد في الزمان.. وفي كلّ مكان/وسام سعادة/المستقبل

وفاة محمد ناصيف الشخصية الأمنية البارزة في نظام الأسد

مقتل 400 من الإيرانيين والأجانب في “الحرس الثوري” بمعارك سورية

أمين الجميل رفض الاستفتاء الشعبي

وزير خارجية لاتفيا ادغار رينكفيكس لـ"النهار": نتمنى انتخاب رئيس للجمهورية المطلوب اتفاق جيّد مع طهران ولو تطلّب مهلة/ريتا صفير/النهار

فيديرالية أجندات"!!/ نبيل بومنصف/النهار

نقاشات خافتة حول تعقيدات قانون الانتخاب كيف يتجاوز الأفرقاء المسيحيون تهمة التعطيل؟/ روزانا بومنصف/النهار

ما الخطأ في صفقة إيران النووية؟/ألان كوبرمان/السياسة

سلام يحسم أمره ويدعو مجلس الوزراء قريباً التفاهم مع بري: جلسة مقابل الدورة الاستثنائية/سابين عويس/النهار

كيف يمكن معالجة الأزمة الرئاسية ما دام معطّلو الانتخابات لا يعترفون بوجودها؟/اميل خوري/النهار

قراءة في "داعش" وجيشها "السحري": إذا كان التاريخ لا يكذب!/سمير منصور/النهار

المجمع الأرثوذكسي يقطع الشركة مع بطريركيّة القدس

الموعد النووي: ما بعد 30 يونيو أسوأ مما قبله/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

محاولاتنا اليائسة لرفض التعذيب/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

الولايات المتحدة وخطوط إيران الحمر/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

لا تغسل يديك/ غسان شربل/الحياة

معركة درعا تعجّل التسوية أم... تقاسم سورية؟/ جورج سمعان/الحياة

 

من ضمن النشر المقالات والتعليقات التالية/

سمير فرنجيه رئيساً لـ"المجلس الوطني" لمستقلّي 14 آذار اقتراع ومنافسة رمزية ودعوة إلى التحضير لانتفاضة سلام/ ايلي الحاج/النهار/29 حزيران/15

سمير فرنجية رئيساً لمستقلّي 14 آذار بـ 237 صوتاً ودعا الى «انتفاضة» تواجه الانكفاء الطوائفي وتتخطى الترسيمات المذهبية/فاطمة حوحو/المسنقبل/29 حزيران/15

وزير خارجية لاتفيا ادغار رينكفيكس لـ"النهار": نتمنى انتخاب رئيس للجمهورية المطلوب اتفاق جيّد مع طهران ولو تطلّب مهلة/ريتا صفير/29 حزيران/15

قراءة في "داعش" وجيشها "السحري": إذا كان التاريخ لا يكذب/سمير منصور/النهار/29 حزيران/15

محاولاتنا اليائسة لرفض التعذيب/ديانا مقلد/الشرق الأوسط/29 حزيران/15

الموعد النووي: ما بعد 30 يونيو أسوأ مما قبله/مصطفى فحص/الشرق الأوسط/29 حزيران/15

كيف يمكن معالجة الأزمة الرئاسية ما دام معطّلو الانتخابات لا يعترفون بوجودها/اميل خوري/النهار/29 حزيران/15

سلام يحسم أمره ويدعو مجلس الوزراء قريباً التفاهم مع بري: جلسة مقابل الدورة الاستثنائية/سابين عويس/النهار/29 حزيران/15

نقاشات خافتة حول تعقيدات قانون الانتخاب كيف يتجاوز الأفرقاء المسيحيون تهمة التعطيل/روزانا بومنصف/النهار/29 حزيران/15

"فيديرالية أجندات"!!/ نبيل بومنصف/النهار/29 حزيران/15

ما الخطأ في صفقة إيران النووية/ألان كوبرمان/السياسة/29 حزيران/15

“حزب الله” ينتظر إشارة إيرانية لتنفيذ انقلاب يؤدي إلى تغيير النظام اللبناني/السياسة/29 حزيران/15

مقتل 400 من الإيرانيين والأجانب في “الحرس الثوري” بمعارك سورية/وكالات/29 حزيران/15

«الشغور» إذ يتمدّد في الزمان.. وفي كلّ مكان/وسام سعادة/المستقبل/29 حزيران/15

معركة درعا تعجّل التسوية أم... تقاسم سورية؟/ جورج سمعان/الحياة/29 حزيران/15

لا تغسل يديك/غسان شربل/الحياة/29 حزيران/15

الولايات المتحدة وخطوط إيران الحمر/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/29 حزيران/15

 

تفاصيل النشرة

 

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القديس بطرس الثانية/الفصل الثاني/المعلمون الكذابون

1 – وكما كانَ في الشَّعْبِ أَنبِياءُ كَذَّابون، فكَذلِكَ يَكونُ فيكُم مُعَلِّمونَ كَذَّابونَ يُحْدِثونَ بدَعًا مُهْلِكة وُينكِرونَ السَّيِّدَ الَّذي افتَداهم فيَجلُبونَ لأَنفُسِهم هَلاكًا سَريعًا.

2 – وسيَتبَعُ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ فَواحِشَهم ويَكونونَ سَببًا لِلتَّجديفِ على طَريقِ الحَقّ .

3 – ويَستَغِلُّونَكم بكَلامٍ مُلَفَّقٍ لِما فِيهم مِن طَمعَ. غَيرَ أَنَّ الحُكْمَ علَيهِمُ منذُ القِدَمِ لا يَبطُل وهَلاكَهم لا يَلَحَقُه فُتور.

4 – فإذا كانَ اللهُ لَم يَعْفُ عنِ المَلائِكةِ الخاطِئين، بل أَهبَطَهم أَسفَلَ الجَحيم وأُسلَمَهم إِلى أُحابيلِ الظُّلُمات حَيثُ يُحفَظونَ لِيَوم الدَّينونَة

5 – وإذا كانَ لَم يَعْفُ عنِ العالَمِ الـقَديم فجَلَبَ الطُّوفانَ على عالَمِ الكُفَّار، ولكنَّه حَفِظَ نُوحًا ثَامِنَ الَّذينَ نَجَوا وكانَ يَدْعو إِلى البِرّ،

6 – وإِذا كانَ قد جَعَلَ مَدينَتَي سَدومَ و عَمورةَ رَمادًا فحَكَمَ علَيهما بالخَراب عِبْرَةً لِمَن يَأتي بَعدَهما مِنَ الكُفَّار،

7 – وأَنقَذَ لوطًا البارَّ وقَد شَقَّت علَيه سِيرةُ الفُجورِ الَّتي يَسيرُها أُولئِكَ الفاسِقون،

8 – وكانَ هذا البارُّ ساكِنًا بَينَهم وكانَت نَفْسُه الزَّكِيَّةُ تُعَذَّبُ يَومًا بَعدَ يَوم لِما يَرى ويَسمَعُ عن أَعْمالِهمِ الأَثيمَة،

9 – فذلِكَ أَنَّ الرَّبَّ يَعلَمُ كَيفَ يُنقِذُ الأَتْقِياءَ مِنَ المِحنَة وُيبْقي الفُجَّارَ لِلعِقابِ يَومَ الدَّينونَة،

10 – ولا سِيَّما الَّذينَ يَتبَعونَ الجَسَدَ بِشَهَواتِه الدَّنِسَة وَيزدَرونَ العِزَّةَ الإِلهِيَّة.

11 – مع أَنَّ المَلائِكَة، وهُم أَعظَمُ مِنهُم بِالقُوَّةِ والقُدرَة، لا يحكُمونَ علَيهم عِندَ الرَّبّ بِالتَّجْديف.

12 – أَمَّا أولئِكَ فهُم كالحَيَواناتِ العُجْمِ الَّتي جُعِلَت مِن طَبيعَتِها عُرْضةً لأَن تُصادَ وتَهلِك، يُجَدِّفونَ على ما يَجهَلون. فسَيَهلِكونَ هَلاكَها

13 – ويَلقَونَ الظُّلْمَ أَجْرًا لِلظُّلْم. يَلَتذُّونَ بِالتَّرَفِ في رائِعَةِ النَّهار. أَدْناسٌ خُلَعاءُ يَلتَذُّونَ بِخَدائِعِهم إِذا قصَفوا معَكم.

14 – لَهم عُيونٌ مَملوءةٌ فِسْقًا مَنْهومَةٌ بِالخَطيئَة ، يَفتِنونَ النُّفوسَ الَّتي لا ثَباتَ لَها، ولَهم قُلوبٌ تَعوَّدَتِ الطَّمعَ. وهم بَنو اللَّعْنة

15 – تَركوا الطَّريقَ المُستَقيم وضَلُّوا في سلُوكِهم طَريقَ بِلْعامَ بْنِ باصَرَ الَّذي أَحَبَّ أَجْرَ الإِثْم

16 – فنالَه التَّوبيخُ بِمَعصيِتَه، إِذ نَطَقَ حِمارٌ أَعْجَمُ بِصوتٍ بَشرِيّ فرَدَّ النَّبِيَّ عن هَوَسِه.

17 – هؤلاَء َيَنابيعُ جَفَّ ماؤُها وغُيومٌ تَدفَعُها الزَّوبَعة، أُعِدُّوا لِلظُّلماتِ الحالِكة .

18 – يَتَكلَمونَ بِعِباراتٍ طَنَّانةٍ فارِغَة فيَفتِنونَ بِشَهَواتِ الجَسَدِ والفُجورِ أُناسًا كادوا يَتخلَّصونَ مِنَ الَّذينَ يَعيشونَ في الضَّلال.

19 – يَعِدونَهم بِالحُرِّيَّة وهم عَبيدٌ لِلمَفاسِد، لأَنَّ الإِنسانَ عَبْدٌ لِما استَولى علَيه .

20 – فإِنَّهمُ إِذا ابتَعَدوا عن أَدْناسِ الدُّنْيا لِمَعرفتِهم رَبَّنا ومُخَلِّصَنا يسوعَ المسيح، ثُمَّ عادوا إِلَيها يَتَقلَّبونَ فيها فَغُلِبوا على أَمْرِهم، صارت حالتُهمُ الأَخيرةُ أَسوَأَ مِن حالتِهمِ الأُولى

21 – فَقَد كانَ خيرًا ألاَّ يَعرِفوا طَريقَ البِرّ مِن أَن يَعرِفوه ثُمَّ يُعرِضوا عنِ الوَصِيَّةِ المُقدَّسَةِ الَّتي سُلِّمَت إٍلَيهم.

22 – لقَد صَدَقَ فيهِمِ المثَلُ القائِل: ((عادَ الكَلْبُ إِلى قَيْئِه يَلحَسُه )) و(( ما اغتَسَلَتِ الخِنزيرةُ حتَّى تَمَرَّغَت في الطِّين )).

 

حمى الله المجلس الوطني ل 14 آذار من أحزابه وبركات الراعي

الياس بجاني

28 حزيران/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/06/28/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AD%D9%85%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D9%84-14-%D8%A2/

مبروك لانطلاقة المجلس الوطني ل 14 آذار فهو عملياً وواقعاً وضميرياً خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح، وخطوة مهمة وأساسية وضرورية في رحلة المليون والمليون ميل.

رحلة تحرير وطن الأرز وأهله ومؤسساته ومغتربيه من ثقافة ومعايير وهيمنة وعهر وفجور وإجرام وإرهاب الاحتلال الإيراني من خلال عسكره المحلي وطاقم أبواقه من الصنوج والمرتزقة، ومن تسلط وأنانية واسخريوتية طبقة سياسية عفنة أدمنت الخنوع والتجارة والجري وراء الأبواب الواسعة والاستثمار في وزناتها بما لا يرضي الله بالمفهوم الإنجيلي.

نرى بصدق أن هذا المجلس هو بداية صحيحة في الاتجاه الصحيح بالرغم من كل علله، وبالرغم من كل الملاحظات والمآخذ المحقة، وهي كثيرة، والتي لفت إليها بصدق وشفافية كثر من المواطنين والناشطين في ثورة الأرز من غير المنضوين تحت ألوية ومظلات الأحزاب من مكوناته، وهي الأحزاب التي أصلاً عارضته بخبث ووضعت في دربه العصي والمطبات والعوائق وأخرت تحقيقه منذ فترة طويلة.

في المحصلة النهائية، المهم أنه أعلن بعد أن تخطى بحكمة وتأني وصبر كل المعوقات وأمسى حقيقة وواقع وبطريقة فيها الكثير من أسس ومظاهر وممارسات الحرية والديموقراطية وذلك من خلال صندوق أقترع ومقترعين، ولو أن النتيجة كانت معروفة مسبقاً.

مبروك للنائب السابق سمير فرنجية رئاسة هذا المجلس الوطني العابر للطوائف وغير الحزبي، فهو شخص نقي بفكره، وصاحب رؤية، وبعيد عن إغراءات "الأنا" والشعبوية ويتمتع بكل الكفاءات الأخلاقية والمناقيبة والوطنية والعلمية المطلوبة لهذا الموقع.

من بلاد الاغتراب نتمنى له من القلب النجاح في حمل كتلة النار التي وضعت بين يديه، فالمهمة جداً صعبة، ولكن ليست مستحيلة التحقيق في حال تم التعامل مع الصعاب وأصحابها، (وجلهم للأسف هم من أهل البيت ال 14 آذاري وأحزابه)، بعقلانية وجرأة ومبدئية بعيداً عن المساومات وعاهات التقية والذمية ودون تغليب المصالح الشخصية على مصالح الوطن والموطنين، وهي للأسف مطبات عطلت حتى الآن تجمع 14 آذار السياسي والقيادي (وليس الشعبي) من استعادة الاستقلال، واسترداد السيادة، وإعادة الدولة ومؤسساتها، وإنهاء حالة الاحتلال الإيرانية.

نرى أن الحذر والحيطة، كما الجرأة والوضوح والشفافية في مواقف المجلس الجديد هم أكثر من ضرورة، ليس فقط في مواجهة جماعات 08 آذار الاحتلالية والإرهابية بكافة فروعها، ومن أدواتهم الاغتيالية والمهيمنة على السلطة تحديداً، بل والأهم من رمادية وفتور مواقف وتحالفات سيدنا بشارة الراعي، ومن أخطار الطاقم الكنسي والإعلامي والمخابراتي المحيط به.

فالأحزاب الشركات ال 14 آذارية وتحديداً المسيحية منها، وعلى خلفيات أجندات أصحابها الرئاسية وانحرافات "الأنا"، يسايرون البطريرك الراعي ويسكتون عن مواقفه اللالبنانية واللامارونية واللاوطنية بذمية فاقعة ومعيبة مما خلق حالة قاتلة من الضياع الفكري والإيماني والوطني لدى الشرائح الشعبية المسيحية تحديداً، أعطت الشارد ميشال عون وربعه كل الحجج والأدوات اللازمة للاستمرار في اللعب على أوتار المذهبية والتعصب والحقد والشعبوية.

في الخلاصة، إن إعلان المجلس خطوة مباركة في الاتجاه الصحيح، نتمنى للقيمين عليه وللمشاركين فيه النجاح والتوفيق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

سمير فرنجيه رئيساً لـ"المجلس الوطني" لمستقلّي 14 آذار اقتراع ومنافسة رمزية ودعوة إلى التحضير لانتفاضة سلام

 ايلي الحاج/النهار/29 حزيران 2015

سمير فرنجيه رئيساً للمجلس الوطني لمستقلي قوى 14 آذار. مشهد إنتخابي كامل وإن محسوم النتيجة.

محسومة؟ حتى الساعات الأخيرة كان فرنجية يتعرض لسيل من الضغوط ليقبل فكرة أن يكون الرئيس. لكأنه كان يحاول التهرب منها. قالوا له لا أحد غيرك يقدر أن يجمع هذا الشتات الكبير من مثقفين وكتّاب وشعراء وأيضاً من ناشطين عاديين في المجتمع المدني، بعد عشر سنوات على يوم 14 آذار الملهم صاروا إلى حد كبير متشككين، يائسين حردانين تحت وطأة التقلبات والإنقسامات والأحداث الضاغطة. وحدك تستطيع أن تبث حياة وضوءاً في هذا العتم. الواجب يناديك.

زاهد سمير فرنجيه. أين تلتقي زاهداً في السياسة اللبنانية؟ لكنه يستمع. حسناً إذا كان لا بد فأنا طوال عمري أرفض صيغة الرئيس والمرؤوس. سنكون نحو 300 - 400 إنسان لكل منهم قدره وقيمته وعيب الترئيس عليهم. فلنبحث عن صيغة أخرى، لتكن علاقة بين أناس متساوين. معك كل الحق، قال محاوروه، ولكن نظرياً. في الواقع يحتاج "المجلس الوطني" اليوم في المرحلة التأسيسية إلى رئيس. في الأشهر الآتية خلال البحث في النظام الداخلي نبحث ونقرر في التسمية، إذا كانت الأنسب رئيساً أو أميناً عاماً أو منسقاً، متحدثاً رسمياً. لاحقون على هذا الموضوع.

لكنه لم يقبل أن تكون مدة رئاسته سنة. ثلاثة أشهر قال.

في اجتماع الهيئة التأسيسية الموسع والأول في "البيال" أمس جلس بتواضع وخفر خلف طاولة في الخلف. عندما سأل مدير الإجتماع كبير السن رئيس بلدية بعلبك السابق غالب ياغي من يترشح لرئاسة المجلس الوطني ساد صمت لنحو نصف دقيقة. تسمع رنة الأبرة. وقف سمير فرنجيه ورفع يده :"أنا". وعلا تصفيق.

كانت مفاجأة أن وقف رجل لا تعرفه غالبية الحضور. وقف وقال: "أنا الدكتور في الجامعة اللبنانية فوزي فري من طرابلس، أترشح في سبيل الديموقراطية". علا تصفيق من جديد.

دارت صندوقة الإقتراع الزجاجية، وكل مقترع أعلن اسمه عبر الميكروفون، وتبين أن المقترعين بلغ عددهم 284. نال فرنجية 237 صوتا وفري 32 صوتا ووجدت 11 ورقة بيضاء وظرفان فارغان وألغيت ورقتان.

وضعوا حول عنق رئيس المجلس الوطني وشاح "انتفاضة الإستقلال" فيما هو يتوجه إلى المنصة الرئيسية. ذكر في كلمته عبارة "ثلاثة أشهر" متحدثاً عن مهمته، فطلب الكلام من بين الحضور منسق الأمانة العامة فارس سعيد: "اتفقنا على سنة، المهمة لسنة". علق فرنجيه: "تذكرني بشعار كان مرفوعاً عند حاجز المدفون أيام الجيش السوري هناك: معك إلى الأبد وما بعد الأبد".

فرنجيه دعا اللبنانيين جميعاً من دون تمييز في كلمته المقتضبة إلى "المشاركة في التحضير لانتفاضة سلام تخرجنا من مآسي الماضي وتؤسس لمستقبل أفضل لنا جميعاً. يحتاج ذلك الى مواجهة الانكفاء الطوائفي الذي تشهده البلاد من خلال خلق اطار مدني حديث وقادر على تخطي ترسيمات طائفية ومذهبية فرضتها اصطفافات المواجهة (...)". وكان الدكتور سعيد – الذي بدا مثل "أم العروس" في الاجتماع - افتتح بكلمة أكدت ان "مستقلي 14 آذار هم أولئك الذين خرجوا طوعا من دون تكليف من أحد لحظة انتفاضة الاستقلال التي أسست لحركة 14 آذار 2005. وان كلمة مستقل في 14 آذار تعني التزام قضية 14 آذار التزاما كاملا غير مرتبط بحزب أو مدين لمرجع. هذا الالتزام يشبه الذين أرادوا وشاركوا اليوم في أعمال إنشاء وبناء المجلس الوطني، هؤلاء واكبوا 14 آذار كل من موقعه، التزموا الوحدة الداخلية للبنانيين وتمسكوا بها خيارا وحيدا(...) هم الذين يطالبون ببناء دولة مدنية حتى حدود الفصل التام بين الدين والسياسة". وتقرر تشكيل مجموعة لجان مفتوحة امام الجميع ومن اختصاصات، والسعي إلى تشكيل لجان للمجلس في المناطق استعدادا للمؤتمر المقبل.

 

سمير فرنجية رئيساً لمستقلّي 14 آذار بـ 237 صوتاً ودعا الى «انتفاضة» تواجه الانكفاء الطوائفي وتتخطى الترسيمات المذهبية

فاطمة حوحو/المسنقبل/29 حزيران/15

اعاد مشهد اعضاء المجلس الوطني لـ 14 آذار (مستقلّون) الى الذاكرة في البيال امس، موضوع صندوق الاقتراع والتصويت الانتخابي، مشهداً لعملية ديموقراطية وان جاءت بشبه اجماع، عبر نجاح النائب السابق سمير فرنجية كرئيس لهذا المجلس باكثرية 237 صوتاً مقابل 32 صوتاً لمنافسه الدكتور فوزي فري الذي لم يشأ ان تمر الانتخابات دون مظهر تنافسي على حد قوله وهو ابن طرابلس المتزوج من زغرتاوية اوصته كما قال بانتخاب «البيك»، وتم الغاء ورقتين كما وجدت 11 ورقة بيضاء وظرفان انتخابيان فارغان، وبلغ عدد المصوتين 284.

الحضور كان متنوعاً من شباب حركوا الشارع في 14 آذار 2005 ومن ناشطين سياسيين مستقلين ومن مثقفين وكتاب واعلاميين ومهنيين في مختلف القطاعات ومن شخصيات فاعلة في المناطق، وعلى اي حال فان مستقلي 14 آذار الذين اجتمعوا وانتخبوا رئيساً امس يدركون ان مهمتهم الاساسية هي تجديد انتفاضة الاستقلال والحرية وهي بدء الاعداد لما كان الشهيد سمير قصير قد اعلنه وهو الحاجة الى انتفاضة في الانتفاضة وهو ما حاولت 14 آذار ان تقوم به عبر نشاط الامانة العامة قبل 2012 الا انها تفلح نتيجة عوامل ذاتية وموضوعية.

أما الحضور الحزبي لقوى الرابع عشر من آذار، فكان واضحاً بحضور نواب وشخصيات من تيار «المستقبل»، وحزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» وحزب «الوطنيين الأحرار» و»الامانة العامة لقوى 14 آذار«.

المجلس الوطني لـ 14 آذار اراد ان يكون عابراً للطوائف والمذاهب وهو بذلك خطا خطوة اولى نحو تكريس دولة مدنية في لبنان تحفظ اسس الديموقراطية وتسعى الى تطوير النظام وحفظ التعدد والتنوع وتحسين وتحصين بنى المؤسسات لحماية الدولة والحفاظ على السلم الاهلي وبناء المؤسسات ونظام مواطنة موحد خارج الانتماءات الطائفية والمذهبية التي تحفر الجروح في الجسد اللبناني وتبقيه مقسماً وعاجزاً عن التطور ومجرد ساحة للآخرين وليس بلداً مستقلاً وحراً قادراً على البقاء بوحدة ابنائه وتطلعاتهم المشتركة ونضالهم سوية لحمايته من مشاريع ترسم في الخارج في زمن الصراعات المذهبية المرسومة وحمى مشاريع التقسيم الطوائفي في الدول المحيطة.

لقد كانت رمزية الانتخاب امس نوعاً من «البروفة« من اجل ان يرى اللبنانيون مشهداً طبيعياً وهم عاجزون عن انتخاب رئيس للجمهورية وعن وضع حد للفراغ الدستوري الذي يضرب صورة لبنان في الخارج ويظهره دولة فاشلة، غير قادرة على القيام بمهامها تجاه مواطنيها.

انتخاب سمير فرنجية، من قبل الجمعية التأسيسية للمجلس الوطني لمستقلي «حركة 14 آذار«، خطوة اولى ستتبعها خطوة ثانية بعد حوالي الثلاثة اشهر، حيث يعقد مؤتمر جديد لها بهدف انتخاب مكتب تنفيذي، بناء لطلب الهيئة العامة. وقد فتح باب الترشيح للمكتب التنفيذي من الآن ولغاية 10 ايام قبل تاريخ انعقاد المؤتمر، فيما كلفت اللجنة التحضيرية وضع مسودة نظام داخلي للمجلس الوطني الى جانب الاستمرار في مهامها لغاية انعقاد المؤتمر.

الجلسة الانتخابية، افتتحها منسق الامانة العامة لـ 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الذي شرح آلية الانتخاب، وأكد في كلمته أن «مستقلي 14 آذار هم أولئك الذين خرجوا طوعاً من دون تكليف من أحد لحظة انتفاضة الاستقلال التي أسست لحركة 14 آذار 2005«.

واوضح ان «كلمة مستقل في 14 آذار تعني الالتزام بقضية 14 آذار التزاماً كاملاً غير مرتبط بحزب أو مدين لمرجع. هذا الالتزام يشبه الذين أرادوا وشاركوا اليوم في أعمال إنشاء وبناء المجلس الوطني، هؤلاء واكبوا 14 آذار كل من موقعه، التزموا الوحدة الداخلية للبنانيين وتمسكوا بها خياراً وحيداً، هم الذين يعتبرون أن ظروف المنطقة والإستقطاب المذهبي يكاد يصبح معمماً على مساحتها، تقابله في لبنان مساحة وطنية تؤكد العيش المشترك

والتلاقي الخلاق بين المسيحية والإسلام وبين المسلمين أنفسهم، هم الذين يطالبون ببناء دولة مدنية حتى حدود الفصل التام بين الدين والسياسة». ورأى ان هؤلاء المستقلين «بانتسابهم إلى 14 آذار يتكاملون مع الذين يعملون في 14 آذار من خلال أحزابهم ويتفاعلون معهم في كل الأطر الجامعة داخل 14 آذار وفي مقدمها الأمانة العامة«.

بعد كلمة سعيد، ترأس الجلسة كبير السن غالب ياغي رئيس بلدية بعلبك السابق، وبدأت عملية انتخاب الرئيس، الذي تنافس عليه مرشحان هما النائب السابق سمير فرنجية والدكتور فوزي فري. وقد شارك في عملية الاقتراع 284 عضواً وحصل بنتيجتها فرنجية على 237 صوتاً وفري 32 صوتاً فيما وجدت 11 ورقة بيضاء واثنتان ملغاة وظرفان فارغان.

وفور اعلان فوزه، جدد فرنجية في كلمة مقتضبة أهداف المجلس التي سبق واطلقها مؤتمر قوى 14 آذار 2012 في البيال الذي دعا جميع اللبنانيين من دون تمييز الى التشارك في التحضير لـ«انتفاضة سلام تخرجنا من مآسي الماضي وتؤسس لمستقبل أفضل لنا جميعا»، ورأى ان «التحضير لهذه الانتفاضة يحتاج الى: مواجهة الانكفاء الطوائفي الذي تشهده البلاد من خلال خلق اطار مدني حديث قادر على تخطي الترسيمات الطائفية والمذهبية التي فرضتها اصطفافات المواجهة، وكذلك الى العمل مع القوى المدنية التي تواجه كل العنف والتمييز بمختلف أشكاله، والى التواصل مع قوى الاعتدال والديموقراطية في العالم العربي التي تناهض التطرف«.

وقد تقرر تشكيل مجموعة لجان مفتوحة امام الجميع ومن مختلف الاختصاصات، كما تقرر العمل على تشكيل لجان للمجلس في كل المناطق استعداداً للمؤتمر المقبل.

الجدير ذكره انه جرى توزيع اوراق للمؤتمرين تضمنت تشكيل 13 لجنة مختصة قد تضاف اليها لجان اخرى اذا ما اقتضت الضرورة منها لجنة حقوقيين ولجنة الانتشار ولجنة لتنقية الذاكرة واخرى للنازحين السوريين ولجنة لمتابعة اوضاع اللبنانيين في السجون السورية ولجنة للاقتصاد ولجنة للنقابات ولجنة للاعلام والاتصالات ولجنة المراة ولجنة الشباب والطلاب.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/6/2015

الأحد 28 حزيران 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الارهاب العابر للقارات فرض استنفارا في المنطقة والعالم، بالتوازي مع كشف خيوط عمليات التفجيرات الانتحارية ومنفذيها الجمعة في كل من الكويت وتونس وفرنسا، فيما أعلنت إيران عن تمديد إضافي للمفاوضات النووية للشهر المقبل.

وفي الداخل، إلى المتابعات الأمنية والإجراءات وضبط محاولات التفجير والتسلل التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والجيش، الوضع الحكومي بقي في الواجهة، وإن لم تتبلور صورة نهائية بعد عن موعد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، على ضوء اجتماع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والوزراء تمام سلام الذي أكد امام زواره أن الرئيس بري يؤيد عقد جلسة لمجلس الوزراء لأنه يدرك مخاطر الشلل.

وأكدت مصادر الرئيس سلام ل"تلفزيون لبنان" اليوم، التوجه إلى دعوة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل أو الذي يليه، مبدية ارتياحا نسبيا لأجواء الاتصالات لأن فرص تحريك عمل الحكومة باتت أقوى من حال الجمود التي أصابت عملها في الأسابيع الثلاثة الماضية، مشددة على ان رئيس الحكومة سيأخذ مواقف الجميع بعين الاعتبار، لكنه سيتخذ قراره في تحديد موعد الجلسة بالتي هي أحسن، داعيا لوضع القضايا الخلافية جانبا ومنها موضوع التعيينات الأمنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا جديد ظهر في شأن جلسة مجلس الوزراء. الإتصالات مستمرة والنوايا للدعوة إلى الجلسة موجودة، والموعد لم يحدد بعد، وإن كانت المعلومات ذكرت أن الرئيس تمام سلام يريد عقد جلسة للحكومة قبل عيد الفطر.

لبنان يترقب الملفات الأمنية العابرة لحدوده. الساعات الماضية سجلت إنجازات عسكرية سورية ما بين درعا جنوبا والحسكة شمالا، دمشق أطاحت ب"عاصفة الجنوب" التي شنتها المعارضة المسلحة، وما بين المواجهة الميدانية والاستهدافات النوعية التي طالت قيادات "جبهة النصرة" ومتفرعاتها خلال اجتماعات كان يجري فيها تخطيط الإرهابيين لمتابعة تلك العاصفة المنكسرة.

القتلى الإرهابيون بالمئات، وفرار لمجموعات أساسية كانت تشن الهجمات في الجنوب السوري، وتبادل للإتهامات بالخيانات باعتبار أن هناك من سرب المعلومات للجيش السوري عن هذه الاجتماعات.

الإرهاب الأسود يتمدد إلى أوسع مدى، ولم يعد يمكن لدولة كبرى أو صغرى أن تقول إنها بمنأى عن هذه الآفة الخطيرة. فترددات العمليات الارهابية الأخيرة في الكويت وتونس وفرنسا، استمرت لليوم الثالث. مما يعني أن مواجهة الإرهاب بات تتطلب تعاونا دوليا شاملا وجديا لأنه لم يعد جائزا تحليل الإرهاب في مكان وتحريمه في آخر. كما بدا لفرنسا في الساعات الماضية، خصوصا أن الترابط بين الأعمال الارهابية بات واضحا، فصورة السلفي التي التقطها منفذ الهجوم في ليون ارسلت إلى سوريا. فهل يبدل الأوروبيون من تصرفاتهم تجاه الشرق الأوسط؟

وفي الشأن النووي، ايران أعلنت تمديد المحادثات إلى ما بعد الثلاثين من حزيران، بعد ظهور تباينات توالى الأوروبيون على تضخيمها تحت عنوان تحديات أمام المحادثات، لكن الأميركيين والإيرانيين مصرون على الوصول إلى نتيجة، لذلك جاء قرار التمديد المحدود ليومين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بسرعة ووضوح كاملين، ومن دون أي تردد، أعلنت الداخلية الكويتية الهوية السعودية لمنفذ اعتداء مسجد الامام الصادق. للأمر سببان: الأول: اعلان انجاز أمني. والثاني: تبرئة ساحة الكويتيين، وحفظ الوحدة الوطنية التي تجلت منذ اللحظة الأولى للجريمة.

المجرم ارهابي، وهذا دليل آخر على تمدد السرطان المغذى بالفكر التحريضي واستسهال الدعوة لقتل الآخرين.

اليوم دور الكويت، وكل يوم العراق وسوريا، وبالأمس القريب لبنان، والتحقيقات كشفت وتكشف مدبرين، وممولين وانتحاريين "دليفري" عابرين للحدود.

هو غزو اجرامي بحد ذاته لبلاد مسلمة آمنة، ومن يقف وراء ذلك لن يقال له اسقط في يدك، بل هذا صنع يدك مع سبق الاصرار.

ضد التكفير تستمر المواجهة في القلمون السوري وجرود عرسال اللبنانية. وفي درعا أخذ الجيش السوري المبادرة، وهو ينتقي الأهداف بدقة وبطريقة موجعة، لتنقلب المجموعات المسلحة على بعضها في حملة تخوين تعكس حجم الاخفاق.

في فيينا المفاوضات النووية دخلت لحظات الكباش الأصعب، وهي تنتظر اعلان تمديد مدتها رسميا. والجمهورية الاسلامية واعية لمحاولة الغرب سلب حقوقها النووية وخنق انجازاتها. أما سلاح المفاوضين الايرانيين فهو الخطوط الحمراء التي رسمها الامام الخامنئي، ويقينهم بمصالح الشعب الايراني ومستقبله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وسط لهيب الارهاب الذي يلتهم المنطقة وأجزاء عديدة من العالم، يبدو لبنان واحة آمنة عصية على الاختراق، والسبب يعود إلى أمرين: الأول، اتعاظ اللبنانيين وأقله غالبيتهم من دروس حروب الآخرين على أرضهم، والتي كانوا وقودها لزمن طويل أسود. والثاني، العمل الدؤوب للجيش والقوى الأمنية على حماية الداخل بالعمليات الوقائية ضد الخلايا النائمة وتحصين الحدود ضد الاختراقات.

تزامنا، الاستنفار بلغ ذروته في الدول التي ضرب فيها الارهاب مؤخرا، وفي الدول التي تعتبر نفسها مستهدفة. والوضع شبيه بالأيام التي أعقبت تفجير برجي التجارة العالمية في 11 أيلول.

وإذا كنا نجحنا حيث فشل الآخرون، إلا ان حصانتنا تشكو من ثغرتين خطرتين: الأولى تدخل "حزب الله" في الحرب السورية. والثانية ضرب المؤسسات والاستحقاقات الدستورية.

في الانتظار، لا مجلس وزراء في المدى المنظور، فيما الهجمة على موقع قائد الجيش تتواصل.

في الأثناء، الملف النووي الايراني الذي يؤثر عضويا على الأزمة اللبنانية دخل حالا من المراوحة السلبية في أمتاره الأخيرة، كما كان متوقعا، فقرر المفاوضون في فيينا تمديد مدة عملهم أياما بما يتجاوز تاريخ ال 30 من حزيران، معللين ذلك بوجود الكثير من العمل الذي لا يزال ينبغي القيام به.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يقفل الأسبوع على 11 أيلول تونسي كويتي فرنسي صومالي، بعد تفجيرين انتحاريين في السعودية، في تطور دراماتيكي ينذر بتمدد الحريق المذهبي إلى شبه الجزيرة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، بالتزامن مع سوء تفاهم متصاعد وتوتر متزايد مكبوت ومضبوط بين السعودية وواشنطن، ترجمه الملك الجديد بايفاد ولي ولي عهده ونجله الى باريس وموسكو لافهام واشنطن ان خيارات الرياض ليست مقفلة بل مفتوحة، على غرار المفاوضات النووية الايرانية- الغربية الممدد لها والمفتوحة على مواعيد جديدة تتخطى الثلاثين من الجاري، لحلحلة عقدتي العقوبات ومراقبة الأنشطة الايرانية العسكرية، الأمر الذي ترفضه طهران.

ويقفل الأسبوع في سوريا على بوادر فتنة درزية- سنية تغذيها اسرائيل، وتسعى اليها دول قريبة. كما ينهي الأسبوع أيامه على ارهاصات "عاصفة الجنوب" في درعا، ومعركة لم تبدأ بعد في حمص والتي ستوصل إلى معركة دمشق الكبرى، كما أسر عبدالله الاردن إلى شخصيات لبنانية. في وقت بدأ الكيان الكردي الذاتي يتظهر على الأرض، بعدما سيطر الأكراد على مجمل خط الحدود السورية- التركية وطردوا "داعش" من تل أبيض، في نقطة تحول رئيسية في الحرب مع "داعش" التي استعانت بالصديق اردوغان لمهاجمة كوباني من البوابة التركية التي يسعى اوباما لاغلاقها من خلال التهويل على انقره بوضع اثينا تحت جناح حلف شمال الأطلسي واقامة قاعدة عسكرية اميركية في اليونان، وفق تسريبات المخابرات المركزية الأميركية للاعلام الأميركي.

ويقفل الأسبوع في سوريا على وفاة أحد أبرز شخصيات حقبة حافظ الأسد محمد ناصيف من بيروت التي أمضى فيها الأيام الأخيرة من حياته مصارعا المرض مغالبا الرحيل. محمد ناصيف خير بيه، أو أبو وائل، ختم برحيله مرحلة رجال الأسد الأب، وشكل غيابه نهاية لحقبة لعب فيها الرجل دور المتابع للعلاقة الأميركية- السورية والساهر على العلاقة السورية- الايرانية، والمؤتمن على الملف الشيعي من طهران إلى بغداد، إلى بيروت التي أقفل أسبوعها على أزمة حكومية من دون أفق، وعلى 14 اذار للاحزاب والأمانة العامة والصلاحيات، ونيو 14اذار للدراسات وللعاطلين عن العمل السياسي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على الرغم من كل الأخطار المحدقة على امتداد كرة اللهب والارهاب التي طاولت أخيرا الكويت وتونس وفرنسا، فإن المؤسسات الدستورية التي من المفترض ان ترعى شؤون الناس وتحصن البلاد أمنيا وانمائيا واقتصاديا، لا تزال مقفلة.

فالمسار الذي ستسلكه مؤسسة مجلس الوزراء، ينتظر بلورة الاجتماع الذي انعقد بين الرئيسين نبيه بري وتمام سلام، في وقت جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تضرعه إلى الله، كي يتوجه المسؤولون إلى البرلمان وينتخبوا رئيسا للبلاد.

وفي الداخل اليوم حراك على مسار انتخابات المجلس الوطني لقوى الرابع عشر من آذار، تمثل بفوز سمير فرنجية برئاسة المجلس بغالبية 237 صوتا.

اقليميا، تمديد مفاوضات الملف النووي في فيينا إلى الشهر المقبل، فيما توصلت الداخلية الكويتية إلى تحديد هوية الانتحاري الذي نفذ الهجوم الارهابي. أما بريطانيا فقد حذرت من أن متشددين قد يشنون المزيد من الهجمات على المنتجعات السياحية في تونس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

للبنانين عموما والمسحيين خصوصا أصحبت لديكم رئاسة، مغوارها: فرنجية. شق دربها من ثورة الأرز إلى ثورة السلام، بعد ان اطمأنت إلى شموخ جبالنا وصلابة أرزنا، وان الثورات المتهالكة لم تحوله إلى "أرز".

للبنانين عموما، لديكم انتخابات دارت رحاها في بيروت، بمنافسين مستقلين من قوى الرابع عشر من آذار، أي انهم ليسوا ضمن أحزاب هذه القوى. انتخابات تصل نسبة فائزها إلى ثلاثة وثمانين بالمئة، أي بفارق ضئيل عن نتائج الصناديق العربية ونسب زين العابدين بن علي وحسني مبارك وبشار الأسد أيام الرخاء الانتخابي.

سمير فرنجية رئيسا للمجلس الوطني، بإستراق تسمية من مجلس وطني سوري كان يحمل الاسم عينه قبل ان ينشغل عن الثورة بفنادق اسطنبول وتبذير المساعدات والنضال على موائد مؤتمرات أصدقاء سوريا في العالم. لكن مجلسنا الوطني نوع مختلف والسلام آت على يد صانعيه، وإن لم تنته الحروب الصغيرة ولم ننتخب رئيسا للجمهورية ومجالسنا الوطنية معطلة والارهاب عينه علينا، هذا كله سيحاربه المجلس الوطني لقوى الرابع عشر من آذار، بعد ان أحيلت الامانة العامة على التقاعد، وانحلت ثورة الأرز أو ترنحت على أقل تقدير. فبالرفاه السياسي والبنين الثوري، وليبدأ المجلس الوطني زرع أغصان الزيتون بين المكونات السياسية اللبنانية، كي يحصد سلاما بعد حين.

سلام المجلس لا يتعارض مع حكومة سلام المعلقة على حبل التعينيات. ولم تظهر بعد أية مؤشرات لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع الطالع. فيما أعلن وزير المال علي حسن خليل ان الحوار سوف يستأنف في موعده الأسبوع المقبل، على الرغم من ان العلاقة حاليا بين أطراف الحوار تتسم بتوتر عال.

 

البابا يعزي فرنسا وتونس والكويت

وكالات/وجه البابا فرنسيس رسائل تعزية الى كل من  فرنسا وتونس والكويت اثر حصول عمليات ارهابية في هذه الدول، معربا عن ادانته “مرة  جديدة للعنف ومتضرعا للرب لاعطاء نعمة السلام”. وفي رسالة التعزية الى فرنسا موقعة من الرجل الثاني في الفاتيكان الكاردينال  بييترو بارولان يعرب البابا عن “عميق تعاطفه مع المصابين وعائلاتهم طالبا من الرب ان يقدم لهم الصبر والعزاء”. وجاء ايضا في الرسالة “ان الحبر الاعظم يدين مرة جديدة العنف الذي يتسبب بهذا الكم من العذابات ويطلب من الرب ان يمنح نعمة السلام” لعائلات المصابين والفرنسيين. وفي رسالة مشابهة بالفرنسية “يشارك البابا بالصلاة التونسيين في حزنهم”. كما يدعو البابا في رسالته الكويتيين الى “البقاء على شجاعتهم بمواجهة صورة الشيطان”.

 

قداس في القليعة في ذكرى استشهاد جنود الكتيبة الاسبانية

الأحد 28 حزيران 2015 /وطنية - ترأس راعي أبرشية صور للمورانة المطران شكرالله نبيل الحاج قداسا في الذكرى الثامنة لاستشهاد جنود الكتيبة الاسبانية الستة الذين سقطوا في تفجير ارهابي قرب بلدة الخيام، في كنيسة مار جرجس في القليعة، في حضور قائمقام مرجعيون وسام الحايك، قائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل" الجنرال خوسيه كوندي، العقيد الركن غبريال صانع ممثلا قائد اللواء التاسع في الجيش العميد الركن جوزيف عون وعناصر من الكتيبة الاسبانية. بعد الانجيل، ألقى الحاج عظة دعا فيها الى عالم تسوده الاخوة والمحبة، منوها "بتضحيات الكتيبة الاسبانية التي قدمت الشهداء من اجل السلام في لبنان والمنطقة، كذلك بتضحيات الجيش وشهدائه".

 

قداس في مراح شديد البترونية لمناسبة اربعين الشهيد إدمون سمعان

الأحد 28 حزيران 2015 /وطنية - أحيت بلدة مراح شديد في قضاء البترون، ذكرى مرور اربعين يوما على استشهاد ابنها المعاون في مكتب مكافحة المخدرات المركزي إدمون رياض سمعان، وأقيم قداس لراحة نفسه احتفل به خادم الرعية المرسل اللبناني الأب طوني الدرجاني في كنيسة السيدة، في حضور رئيس مكتب مكافحة المخدرات المركزي العميد غسان شمس الدين، وأفراد المكتب ورفاق الشهيد، بالاضافة الى عائلته وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

العظة

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الأب الدرجاني عظة قال فيها: "إن الشهادة تعني الكثير، تعني البذل والتضحية بالدم والحياة في خدمة قضية سامية مقدسة، وهل من قضية أقدس من قضية الدفاع عن الوطن والأحباء والايمان؟".

وخاطب روح الشهيد بالقول: "ايها الشهيد البطل إدمون، إننا نمثل الآن في حضرتك، وننحني إجلالا وإكبارا أمام تضحياتك ودمائك التي امتزجت بتراب هذا الوطن، فأنبتت حرية وسيادة واستقلالا. أنت الذي حملت صليبك كل يوم، وتبعت المسيح على درب الجلجلة وتألمت ومت، عملا بقول المعلم، وجعلت من دمائك بذور قيامة الوطن، فاصبحت منارة تهدي في الظلمات، وبذور إيمان أنبتت المئات لا بل آلاف المؤمنين بهذه الرسالة" مضيفا "أناجيك واسألك من هذه الارض المعذبة المثقلة بالحزن والألم والضيق والكفر والتكفير أن تغفر، كما غفر المسيح، ليس للذين قتلوك وحسب، بل للذين لا يعرفون قيمة الشهادة، ويغتالونك، كل يوم، بشكهم وجهلهم وقلة وفائهم".

ودعا والدي الشهيد للافتخار بشهادة ابنهما "لأن دماءه الزكية روت الأرض من أجل بقائنا فيها أحرارا واسيادا عليها". كما دعا أجيال لبنان الواعدة الى "عدم الخوف من الشهادة" وقال: "شهادتك يا إدمون لن تثني اندفاعنا وعزمنا، فكم نحن اليوم بحاجة الى أمثالك يا إدمون في لبنان الجريح، الى من يتحلى بشجاعة الرجال الرجال ولمن لديه عزة نفسك وكبريائك".

وختم قائلا: "نصلي من أجل شهدائنا الابطال وخاصة من أجل بطلنا إدمون، في ايامنا الصعبة هذه كي تبقى أجراسنا تدق وتعانق أصوات المآذن ويبقى وطننا مرفوع الكرامة موحدا ومستقلا، وتبقى دماء الشهداء الخميرة والنور الذي يهدي الى الحق والحياة".

كلمة الوالدة

وفي ختام القداس، ألقى وديع شاهين قصيدة حيا فيها روح الشهيد إدمون وثمن مزاياه وصفاته. ثم ألقت والدة الشهيد ليليان سمعان كلمة قالت فيها:

"أنا اليوم أفتخر بنفسي أنني أم الشهيد البطل إدمون سمعان" متوجهة اليه بالقول: "ماذا أقول في ذكرى مرور اربعين يوما على سفرتك الطويلة والقهر والحزن يفتكان بي والحرقة تشعل قلبي منذ ذلك اليوم المشؤوم ولم تنطفىء ولن تنطفىء. انتظرناك عريسا فجئت الينا في نعش أبيض"، مضيفة "يا شهيد لبنان والواجب، يا عريس الشهداء، أربعون يوما وعيوني شاخصة الى صورك في كل مكان وفي أرجاء المنزل، أهكذا أصبحت صورة على الورق وأنا اشتقت أن اضمك الى صدري وأشم رائحتك واسمع ضحكتك تقهقه وأرى بسمتك التي لم تكن تفارق وجهك. الكل اليوم حزين، من رفاقك واصدقائك وكل من عرفك وأهالي بلدتك، وكم اصبحت أبية يا مراح شديد لأنك بلدة الشهيد البطل إدمون رياض سمعان".

واضافت قائلة: "يا حبيبي يا أمي، لم تغب لحظة عنا، انت معنا في أحاديثنا وجلساتنا التي لم تعد جميلة بدونك. ولكني عاتبة عليك لأنك بكرت الرحيل، فخسارتك هي خسارة مقدام ومندفع في المهمات الصعبة ولكن كيف لك أن تخالف ولطالما عملت على ضبط المخالفات؟ أتعرف لماذا؟ لأنك خالفت قواعد الدنيا، وبدلا من أرحل أنا وترثيني أنت وتبكيني، ها أنا اليوم أقف هنا لأرثيك".

وختمت: "كنت أود أن لا ينتهي الكلام عنك ومعك يا إدمون لكني أعدك أنك ستبقى الرفيق الدائم وستبقى من فوق المثال الأعلى لإخويك رامي وجو كما كنت دائما، ولن ننساك والى اللقاء".

ثم شكرت العميد شمس الدين ورفاق إدمون وإخوته في مكتب مكافحة المخدرات المركزي وأهالي البلدة وكل من وقف بجانب العائلة في مصابها الاليم.

بعد ذلك تقبلت العائلة وشمس الدين التعازي في صالة الرعية.

 

انتخاب سمير فرنجية رئيسا للمجلس الوطني لمستقلي 14 آذار

الأحد 28 حزيران 2015 /وطنية - انتخبت الجمعية التأسيسية للمجلس الوطني لمستقلي "حركة 14 آذار" في مجمع البيال، سمير فرنجيه رئيسا لها، على ان تعود وتلتئم في مؤتمر جديد خلال 3 اشهر لاتنتخاب مكتبها التنفيذي، وذلك بناء لطلب الهيئة العامة.

وقد تقرر فتح باب الترشيح للمكتب التنفيذي من الآن ولغاية 10 ايام قبل تاريخ انعقاد المؤتمر، فيما كلفت اللجنة التحضيرية وضع مسودة نظام داخلي للمجلس الوطني الى جانب الاستمرار في مهامها لغاية انعقاد المؤتمر.

وشارك في اعمال الجمعية نحو 300 عضو ينتمون الى الطوائف، كما حضر ممثلون عن " تيار المستقبل"، و"حزب القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" و"حزب الوطنيين الأحرار" و"الامانة العامة لقوى 14 آذار".

وافتتح منسق الامانة العامة الدكتور فارس سعيد المؤتمر، وأكد ان "مستقلي 14 آذار هم أولئك الذين خرجوا طوعا من دون تكليف من أحد لحظة انتفاضة الاستقلال التي أسست لحركة 14 آذار 2005. وان كلمة مستقل في 14 آذار تعني الإلتزام بقضية 14 آذار التزاما كاملا غير مرتبط بحزب أو مدين لمرجع. هذا الالتزام يشبه الذين أرادوا وشاركوا اليوم في أعمال إنشاء وبناء المجلس الوطني، هؤلاء واكبوا 14 آذار كل من موقعه، التزموا الوحدة الداخلية للبنانيين وتمسكوا بها خيارا وحيدا؛ هم الذين يعتبرون أن ظروف المنطقة والإستقطاب المذهبي يكاد يصبح معمما على مساحتها، تقابله في لبنان مساحة وطنية تؤكد على العيش المشترك وعلى التلاقي الخلاق بين المسيحية والإسلام وبين المسلمين أنفسهم؛ هم الذين يطالبون ببناء دولة مدنية حتى حدود الفصل التام بين الدين والسياسة". كما أكد ان هؤلاء المستقلين "بانتسابهم إلى 14 آذار يتكاملون مع الذين يعملون في 14 آذار من خلال أحزابهم ويتفاعلون معهم في كل الأطر الجامعة داخل 14 آذار وفي مقدمها الأمانة العامة".

بعد كلمة سعيد، ترأس الجلسة كبير السن غالب ياغي رئيس بلدية بعلبك السابق، وبدأت عملية انتخاب الرئيس، الذي تنافس عليه مرشحان هما النائب السابق سمير فرنجيه والدكتور فوزي فري. وقد شارك في عملية الاقتراع 284 عضوا وحصل بنتيجتها فرنجيه على 237 صوتا وفري 32 صوتا فيما وجدت 11 ورقة بيضاء واثنتان ملغاة وظرفان فارغان. وفور اعلان فوزه، جدد فرنجيه في كلمة مقتضبة أهداف المجلس التي سبق واطلقها مؤتمر قوى 14 آذار 2012 في البيال الذي دعا جميع اللبنانيين من دون تمييز الى التشارك في التحضير ل"انتفاضة سلام تخرجنا من مآسي الماضي وتؤسس لمستقبل أفضل لنا جميعا"، ورأى ان التحضير لهذه الانتفاضة يحتاج الى: مواجهة الانكفاء الطوائفي الذي تشهده البلاد من خلال خلق اطار مدني حديث قادر على تخطي الترسيمات الطائفية والمذهبية التي فرضتها اصطفافات المواجهة، وكذلك الى العمل مع القوى المدنية التي تواجه كل العنف والتمييز بمختلف أشكاله، والى التواصل مع قوى الاعتدال والديموقراطية في العالم العربي التي تناهض التطرف. وقد تقرر تشكيل مجموعة لجان مفتوحة امام الجميع ومن مختلف الاختصاصات، كما تقرر العمل على تشكيل لجان للمجلس في كل المناطق استعدادا للمؤتمر المقبل.

 

مروان حمادة لـ”اليوم السابع”: لا نثق بعون وأدعو سلام لحسم أمره في الشأن الحكومي

صوت لبنان

أكد النائب مروان حمادة أنه حان الوقت لانتخاب رئيس للجمهورية، فالحكومة معطلة للأسبوع الثالث والسبب يعود لحزب الله والتيار الوطني الحر الذين يعملون على تأجيل انعقاد جلسة الحكومة حتى أيلول أي إلى حين انتهاء التمديد القائم بتوقيع من الوزير مقبل للعماد جان قهوجي. وقال “نحن أمام فرض فاشي ديكتاتوري لخيارات معينة”. وأضاف “لا أقول أنني لا أثق بشامل روكز بل لا أثق بميشال عون وبما سيفعله بروكز في حال أصبح قائداً للجيش لأننا رأينا ما فعله بوزرائه.” والصورة كانت قاتمة لما ينتظرنا، فلكي نحصل على 24 ساعة من الكهرباء يجب أن ننتظر العام 2025، بعد أن وعدنا بها حوالي الأربع سنوات. وعن استطلاعات الرأي التي اقترحها كل من الدكتور جعجع والعماد عون، قال حمادة أن هذه الاستطلاعات لا تمكن المسيحيين من اختيار مرشحهم الأقوى لأن خيارهم محصور بين شخصين، وأكد أن ورقة النيات تسري على من وقع عليها فقط. وأضاف “أحترم أي اتفاق وحوار يحصل على الرغم من بعض الشكوك بانتاجيتها.” حمادة وفي حديث لـ”اليوم السابع” عبر صوت لبنان، أكد تفهمه لحرص الرئيس تمام سلام وعدم رغبته في تزيم الوضع. لكن الزيادة في التريث، بحسب حمادة، تزيد من التشبص لدى حزب الله وعون، مؤكداً امكانية سلام من تجميد تفلّت بعض الوزراء. وقال “أدعو رئيس الحكومة إلى حسم أمره”. وأضاف “إذا وُجد من ينقذ اليونان من افلاسها، فمن يهتم بلبنان؟” وبحسب معلومات موثوقة، أكد حمادة أن الوفد العربي الذي زار الرئيس بري مع الوزير جبران باسيل وعلى رأسه أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي كان منزعجاً من تصريحات باسيل الداخلية والحزبية والفئوية. وعن فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، أكد حمادة وجود رغبة وتوافق لدى كل من الرئيس سلام والرئيس بري لكن الصيغة غائبة مع غياب رئيس للجمهورية. وتمنى على الأحزاب الحليفة وعلى العماد عون للسير بتشريع الضرورة. وقال “أحترم قرار الكتائب في هذا الموضوع.” وانتهز حمادة الفرصة ليهنئ حزب الكتائب على انتخاب رئيسهم الجديد، وهو شب يؤمن بلبنان بوجهه الجديد وبحدوده وتراثه وبتنوع وتعدد شعبه. وشدد حمادة على أن لبنان محاطاً بجهنم جراء الوضع في المنطقة العربية وهناك نية لدى البعض لجره إلى تلك الهاوية. وقال أن القيادات الفرنسية والرئيس السيسي وغيرهم حذرونا من امكانية نقل النظام السوري معركته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة إلى لبنان. وعن مجزرة الدروز في سوريا، قال أنها كانت حادثة محلية كما اعتبرها النائب وليد جنبلاط، وهي ناجمة عن خطأ بشري إجرامي ارتكبه أمير تونسي على المجموعة، ويجب أن تكون قد تمت معاقبته عبر الاعدام وليس عبر نقله إلى مكان آخر.

وعن موضوع رومية، أكد حمادة وجود 58% من المساجين الغير محكومين وشدد أن مشكلة السجون تُحل عبر التطوير ودخول الصليب الأحمر ونقل مسؤولية السجون إلى وزارة العدل. وأضاف “هناك الكثير من السجون الغير شرعية والتابعة بأغلبيتها إلى حزب الله.” ونفى وجود خلاف بين الوزيرين المشنوق وريفي، لكن هناك شهور عند السنة أنهم مستهدون أكثر من الطوائف الأخرى بحجة النصرة وداعش والأسير فأصبح هناك تطاول على السني البريء والمخطئ.

وحول موضوع الفدرالية المتداول في الاعلام، شدد حمادة على حرص الخارج على إبقاء لبنان بلد تنوعي. وقال “قبل العام 1990 كانت تسمية اللبننة تطلق على تقسيم دولة وتفتيتها، أما بعد العام 1990 فأصبحت عنوان لإعادة جمع الطوائف اللبنانية ضمن حدود واحدة ودولة واحدة.” وأضاف “يُحكى عن اعتماد صيغة الطائف في بلدان عدة منها سوريا واليمن.” وحول الهبة السعودية، قال أنها لم تتوقف وأن ولي ولي العهد محمد بن سلمان أكد على استمرارية الاتفاق أمام الرئيس الفرنسي. لكن في حال دخولنا في الجحيم المحيط بنا، عندها بامكان الفرنسيين امتناعهم عن تسليمنا السلاح خوفاً من وقوعه في أيادٍ غير مأهولة.وعن ملف سوريا، اعتبر أن التقسيم لم يُبت وأن روسيا تسعى لانشاء دولة علمانية موحدة في سوريا حفاظاً على مصالحها. والأوروبيون لا يميلون إلى تقسيم سوريا، كذلك العرب وتركيا. وأضاف “رفض الدروز قيام الدولة الدرزية التي قدمتها لهم فرنسا عام 1925، وفرضوا الوحدة في سوريا وتحالفوا مع الطوائف الأخرى.

 

محمد عبد الحميد بيضون لـ "الأنباء" : الحريري مدعو شعبيا ووطنيا لإعداد خطة تواكب عاصفة الحزم

المشاورات للملمة جراح الحكومة أعطت عون فرصة لتعطيل طويل الأمد، والأخير قضى على فرص روكز بالوصول الى قيادة الجيش

28 حزيران/15/الأنباء

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن الرئيس سلام أخطأ بتريثه حيال مواقف العماد عون من التعيينات الأمنية، إذ كان عليه إبقاء جلسات الحكومة متواصلة وبوتيرتها الأسبوعية المعتادة، وذلك لإعتباره أن جولة المشاورات للملمة الجراح أعطت العماد عون فرصة لتعطيل طويل الأمد، وأوحت أن هناك انصياعا لفريق على حساب المصلحة اللبنانية العامة، خصوصا وأن مصلحة حزب الله تقضي باستمرار الحكومة لكونها تشكل له الملاذ الأخير الذي يستمد منه الغطاء الشرعي لقتاله في سوريا، وهي المصلحة نفسها التي تفسر خلفية مواقف الرئيس برّي الداعمة للحكومة والتي تعكس رغبة حزب الله بعدم التعطيل

ولفت بيضون في حديث لـ "الأنباء"الى أن حسابات حزب الله تختلف جذريا عن حسابات عون، إذ أن أخشى ما يخشاه الأخير هو أن تطيح الصفقة الإقليمية المرتقبة بفرصه الرئاسية، فسارع الى تحقيق "إنجاز الممكن" عبر إيصال صهره العميد شامل روكز الى سدة قيادة العسكرية، إلا أن الطريقة التي أدار بها معركته، قضت على فرص العميد روكز بالوصول الى قيادة الجيش، بسبب الصبغة السياسية التي تلبسته والتي لا تليق بأي قائد للجيش، سيما وأن ميزة الجيش اللبناني مقارنة مع جيوش الدول المحيطة، هي الحياد السياسي الذي ينتهجه والنأي بنفسه عن كل الصراعات السياسية والحزبية والفئوية القائمة على الساحة اللبنانية.

واستطرادا لفت بيضون الى أن توجّه العماد عون يقضي باستمرار تعطيل الحكومة، ظنا منه أن سياسة التعطيل ستزيد من فرص انتخابه رئيسا للجمهورية، كمدخل لعودة الإنتظام العام الى المؤسسات الدستورية (حكومة ومجلس نواب)، إلا أن بيضون يعتبر أن هذا التوجه ليس سوى نموذجا بسيطا عن الحسابات الخاطئة التي رافقت سيرة العماد عون السياسية منذ توليه رئاسة الحكومة العسكرية حتى تاريخه، وذلك لاعتباره أن ما فات العماد عون هو أن نهاية شهر رمضان المبارك سيكون الحد الذي يسمح به حزب الله بتعطيل الحكومة، بحيث سيكلف حينها الرئيس برّي إيجاد الصيغة المناسبة لاستئناف جلسات مجلس الوزراء.

على صعيد مختلف وعن قراءته لانعكاس الأفلام المسربة من سجن رومية على تيار المستقبل وتحديدا على وزير الداخلية نهاد المشنوق، لفت بيضون الى أنه ليس من العدل بمكان تحميل المسؤولية لوزير الداخلية منفردا أو لفئة سياسية دون الأخرى، خصوصا وأن التقارير الدولية الصادرة عن منظمة حقوق الإنسان وعن الخارجيتين الأميركية والأوروبية، تتحدث عن وجود "تعذيب ممنهج" داخل السجون اللبنانية وتحت سمع وأنظار كافة المنظومة السياسية في لبنان، مذكّرا بأن المجلس النيابي وافق منذ العام 2000 على الإتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب في السجون، إلا أن رئيس المجلس حال دون تطبيقها للتغطية على فنون التعذيب التي كانت تمارسه الوصاية السورية بحق اللبنانيين على الأراضي اللبنانية، ومن ثم للتغطية بعد انسحابها في العام 2005 على التعذيب الذي يمارسه حزب الله بحق المعتقلين لديه داخل أقبيته الخاصة والتي لم يكن آخرها إختفاء جوزف صادر بشهادة وزير العدل اللواء أشرف ريفي، واعتقال وتعذيب أمل شمص واختها، وحتى للتغطية على التعذيب الممارس داخل دوائر التحقيق الرسمية من قبل محققين أمنيين وعسكريين محسوبين على الحزب.

وعليه يعتبر بيضون أن تيار المستقبل يواجه مشكلتين كبيرتين على المستوى الوطني وهما:

1 ـ كيفية التعامل مع التيارات السلفية على اختلاف أنواعها (سلمية، معتدلة وعنفية)، بحيث نراه يقف مترددا بين التعامل معها بالمناصحة والإرشاد والتوجيه على طريقة وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، وبين تبني الملاحقة والعنف والتنكيل والمواجهة المسلحة الذي يفرضهم حزب الله على أجهزة الأمن بما يدفع بالفكر السلفي الى عمق الراديكالية، ما يعني من وجهة نظر بيضون أن على تيار المستقبل للخروج من حالة الإرتباك التي تعتري قياداته، أن يعود الى الأدوات السياسية والى لغة الإستيعاب في تعاطيه مع الظاهرة السلفية.

2 ـ حواره مع حزب الله، فبدلا من أن يكون الهدف من الحوار هو إحداث توازن في البلاد، تحوّل بفعل تأثيرات حزب الله الى حوار عقيم دون إنجازات عملية، بدليل أن الخطة الأمنية لبيروت والضاحية بقيت صورية على المستوى الأمني، وأيضا بدليل توسيع حزب الله لرقعة معاركه في سوريا والقلمون وجرود عرسال واسترساله في انتهاك الدستور والقوانين.

وختم بيضون مشيرا الى أن هدف السعودية من عاصفة الحزم العربي، هو إحداث توازن في المنطقة العربية مع النفوذ الإيراني، وما على تيار المستقبل بالتالي سوى تقديم مبادرة وطنية ضمن ثوابت قوى 14 آذار، تترجم الهدف السعودي على الأراضي اللبنانية، من خلال إعداد خطة تواكب عاصفة الحزم لإحداث توازن بينه وبين حزب الله.

 

 الراعي منح رتبة الأسقفيَّة إلى الخوري الياس الفغالي

الأحد 28 حزيران 2015 /وطنية - منح بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، رتبة الخورأسقفية إلى الخوري الياس الفغالي الكاهن السابق لرعية مار مارون الجميزة في بيروت والأب القيم الأسبق في مدرسة الحكمة.

وللمناسبة، دعت ابرشية بيروت المارونية الى المشاركة بوضع اليد رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر في رتبة الخورأسقفية التي سيحتفل بها خلال القداس الإلهي الذي سيقام في كنيسة مار مارون في الجميزة،الساعة السادسة من مساء الأحد 5 تموز المقبل.

وسيحتفل المونسنيور الياس الفغالي بقداس الشكر في كنيسة السيدة في بلدته بدادون.

 

احتفال تكريمي لأنطوانيت شاهين وجعجع تُبرز تجربتها

29 حزيران 2015/بعدما كرمتها الحكومة الفرنسية بمنحها الجنسية لها ولأولادها تقديراً لنضالها في سبيل حقوق الانسان، أقامت الناشطة في حقوق الانسان انطوانيت شاهين عشاء تكريماً لعدد من الفاعليات التي دعمتها في مسيرتها النضالية في منتجع "اده ساندز". تخلل اللقاء كلمة للنائبة ستريدا جعجع ذكّرت فيها بمعاناة شاهين "من وحشية النظام الأسدي والجهاز الأمني السوري - اللبناني (...) لكنها لم تتراجع ولم تنكسر". وقالت إن شاهين "عرفت كيف تتحدى من أجل الحرية وتنتصر لتصبح صوتاً يدافع عن قيم الحياة والالتزام الحر والكرامة الإنسانية، وهذه هي القيم العالمية التي تجمع لبنان وفرنسا"، مشيرة الى ان "أنطوانيت تحارب اليوم ضد عقوبة الإعدام." وتليت خلال الاحتفال برقية أُرسلتها سفيرة حقوق الانسان في وزارة الخارجية الفرنسية باتريسيانا تيريللي الى شاهين هنأتها فيها لحصولها على الجنسية الفرنسية.

 

بعلبك: مسلمون ومسيحيون استقبلوا ذخائر يوحنا بولس الثاني

المصدر: بعلبك - " النهار"29 حزيران 2015

مسيحيون ومسلمون من منطقة بعلبك، تهافتوا امس بحرارة للتبرك من ذخيرة القديس يوحنا بولس الثاني ليحنو عليهم من سمائه ويرعى عيشهم المشترك ويعطيهم الأمان الذي تبدو المنطقة في أمس الحاجة اليه. وكانت ذخائر القديس يوحنا بولس الثاني وصلت إلى كنيسة مار يوحنا المعمدان في قرية المشيتية - دير الاحمر على وقع التراتيل ونثر الارز والورود في استقبال مميز نظمته رعية مار يوحنا وأقيم قداس ترأسه خادم رعية الصليب الاب ميلاد السقيم. وتحدثت الدكتورة جنان الخوري فاعتبرت "ان زيارة ذخائر القديس يوحنا بولس الثاني ليومين هي نعمة سماوية وبركة إلهية للقرية بشراً وحجراً، وهي كأس ماء تروي ظمأ عطشان في هذه القرية المحرومة من التنمية الشاملة الفعلية والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية السليمة". بدوره دعا كاهن الرعية الاب فرنسيس النداف جميع المحسنين إلى دعم بناء الكنيسة الجديدة "للحفاظ على تعليم الكنيسة في عالم تسوده الأفكار الخاطئة والمنحرفة". ونوه الاب السقيم بأهمية وصول الذخائر الى أرض دير الاحمر كي تبارك أرض البقاع ولبنان. وأقامت الرعية عشاءات قروية لثلاثة ايام يعود ريعها إلى دعم بناء الكنيسة في البلدة.

 

ريفي: أفشلنا الأهداف الخبيثة للتسريب وثبّتنا المؤسسات أمام ارباب الدويلة

29 حزيران 2015/اكد وزير العدل اللواء اشرف ريفي "عدم تكرار الانتهاك الذي حصل في سجن رومية" وطالب بان "ينال المتورطون العقاب العادل، ويصل التحقيق الى كشف كل المتورطين". كلام ريفي ورد خلال مأدبة افطار اقامها لرجال الاعمال في طرابلس، قال: "شهدنا مؤامرة من نوع جديد، حيث استثمر من تعرفونهم جيدا، خطيئة مؤسفة ارتكبها أفراد من قوى الأمن الداخلي في سجن رومية، هذه الخطيئة التي كان لنا منها موقف جذري وفوري، باحالة المرتكبين على القضاء (...) ويخطئ من يظن أن فتح التحقيق القضائي كان فقط بداعي تحمل المسؤولية فحسب، بل كان واجبا أخلاقيا وانسانيا، واداة ردع لكل من تسول له نفسه تخطي القانون". تابع: "عهد علينا ان نبذل كل جهد لمنع تكرار ما حدث ونعمل على اتخاذ كل الاجراءات، لضبط ما يجري في هذا السجن وغيره من السجون، وكل أماكن التوقيف والتحقيق التي نعلم انها تشهد ممارسات غير انسانية في حق السجناء والموقوفين والمستجوبين" منتقدا تورط عدد قليل "في اعمال مشينة" ومعتبرا ان الامر يشكل "خطأ معزولا لا تتحمل مسؤوليته مؤسسة قوى الأمن، ولا شعبة المعلومات، ولن تؤدي المحاسبة القضائية والمسلكية لمن مارسوا هذه الاعمال الا الى زيادة منعة قوى الامن الداخلي". اما من تعمدوا تسريب هذه الاشرطة في هذا التوقيت بالذات فنقول لهم ان أهدافكم الخبيثة من وراء هذا التسريب قد أفشلناها". واكد: "اننا ابناء التجربة اللبنانية، تجربة العيش المشترك. مهما فعلتم، مهما نفذتم من سابع او سبعين ايار، فلن تستدرجونا كي نشبهكم". وختم: "لم ينجحوا في ضرب معنوياتكم، وصمودكم، وستبقون الدرع الواقية في وجه كل العواصف. لقد برهن الرئيس سعد الحريري عن قدرة وقوة وشجاعة مكنتنا من رد المؤامرات الى اصحابها، ومن العبور وسط الاخطار الى طريق الامان. لقد نجحنا في احتواء المؤامرة ومنعنا المتآمرين من تحقيق اهدافهم، وأعطينا مثالا في تثبيت دولة المؤسسات، خصوصا لأرباب الدويلة، المتباكين على الحريات وحقوق الانسان، فيما هم يمتلكون السجون السرية الخارجة عن الدولة، ويقيمون القضاء غير الشرعي، وينفذون أشنع الممارسات في لبنان وسوريا".

 

السنيورة يطالب "حزب الله" مجدداً بالانسحاب من سوريا

النهار/29 حزيران 2015/استنكر الرئيس فؤاد السنيورة الجرائم الارهابية في الكويت وتونس وفرنسا، معتبراً "انها تدل على أن الإرهاب قد دخل مرحلة جديدة معولمة". ورأى في بيان ان "الامور وصلت الى حدود خطيرة جدا (...) وباتت تحتاج الى مقاربات مختلفة"، داعياً الى "إصلاح التعليم ودعم قوى الاعتدال والانفتاح وثقافة قبول الآخر والتوجه نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية". وطالب بـ"رص الصفوف من أجل التصدي للإرهاب الذي يمارسه العدو الإسرائيلي في فلسطين، وكذلك محاربة الظلم والاستبداد الذي تمارسه بعض الأنظمة"، مؤكدا ان "النظام السوري الذي يبيد شعبه يأتي في المقدمة، إذ وصل عدد ضحاياه إلى ما يزيد على 350 ألفاً، وأربعة أضعاف هذا العدد من الجرحى والمعوقين، إضافة إلى تهجير أكثر من نصف الشعب السوري وتحويلهم نازحين في وطنهم ولاجئين خارج سوريا". ودعا المجتمع الدولي الى "تعزيز الجهود لمحاربة الإرهاب" مؤكدا ان اللبنانيين "يقفون ضد الإرهاب والعنف والتطرف، الأمر الذي يقتضي أن يبادروا إلى العمل والتعاون على قطع أحد أهم مسبباته وذلك بأن يتوقف "حزب الله" عن مشاركته في الحرب في سوريا".

 

الراعي دعا الكتل السياسية الى مبادرات شجاعة لانتخاب رئيس

الأحد 28 حزيران 2015/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الشكر على نعمة إعلان قداسة الطوباوية الاخت ماري ألفونسين مؤسسة رهبانية الوردية المقدسة في بازيليك سيدة لبنان - حريصا، عاونه فيه المطرانان بولس صياح وميشال عون، رئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب مالك ابو طانوس، رئيس مزار سيدة حريصا الاب يونان عبيد، في حضور ممثل النائب ميشال عون توفيق سلوم، ممثل وزيرالبيئة محمد المشنوق غسان طياح، السفير البابوي غابريال كاتشيا، ممثل النائب سامي الجميل الدكتور ايلي داغر، ممثل النائب ستريدا جعجع ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع جوزف اسحق، قائد فوج المغاوير العميد الركن شامل روكز، المطارنة يوسف بشارة، بولس دحدح، سمير نصار، الياس نصار، حنا علوان وحنا رحمة، الاكسرخوس سيمون فضول، رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الاب طنوس نعمة، رئيس عام الرهبانية الانطونية المونسينيور جوزف بواري، المونسينيور نبيه الترس، الاب داوود الرعيدي، آباء الرهبان، رؤساء عامون، رئيسات عامات واقليميات، كهنة الرعايا، ممثلي هيئات المجتمع المدني وحشد من المصلين. وتولت خدمة القداس الالهي جوقة سلطانة الوردية بقيادة الاخت ماغالي مرعب.

العظة

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "تعظم نفسي الرب، لأنه نظر إلى تواضع أمته" (لو 1: 46 و48)، ومما جاء فيها:" أنشدت أمنا وسيدتنا مريم العذراء الكلية القداسة نشيد التعظيم لله، الذي نظر إليها، وهي الفتاة المتواضعة من الناصرة؛ والذي صنع فيها وبواسطتها العظائم. فقدست اسمه، ومجدت رحمته، وعظمت قدرته، وامتدحت حكمته. فأصبح هذا النشيد نشيد الكنيسة، ونشيد النفوس التي تتقي الله. وهو بامتياز نشيد القديسة ماري ألفونسين غطاس، مؤسسة راهبات الوردية، التي رفعها قداسة البابا فرنسيس على مذابح الكنيسة الجامعة، وأدرج اسمها في سجل القديسين، في السابع عشر من أيار الماضي في بازيليك القديس بطرس بروما". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا ومع جمعية راهبات الوردية وأسرة الوردية بهذه الليتورجيا الإلهية، ليتورجيا الشكر لله على عنايته، وعلى مشيئته القدوسة بإظهار قداسة الأم ماري ألفونسين، إبنة القدس وفلسطين والأرض المقدسة وهذا المشرق. إننا نهنىء راهبات الوردية، وفي مقدمتهن الرئيسة العامة الأم إناس يعقوب ومجلسها. ونهنئ مؤسساتهن التربوية والاستشفائية والاجتماعية المتوزعة في الأراضي المقدسة ولبنان ومصر وسوريا والكويت وإمارات الخليج العربي وبخاصة في أبو ظبي والشارقة. ونهنىء بطريركية أورشليم للاتين التي ولدت الجمعية من رحمِها لعلمنا العربي. ونعرب عن شكرنا والتهنئة للأب Ricci طالب دعوى التطويب والتقديس وقادها بنجاح حتى آخر مسارها".

وتابع: "سطعت القديسة ماري ألفونسين كالنجم في ظلمات ليل الحرب والدمار، والظلم والحقد والبغض والعنف والإرهاب، التي تنتهك قدسية أرض تجلى عليها كل سرِ الله والكنيسة بشخص يسوع المسيح كلمة الله المتأنس، فادي الإنسان ومخلص العالم.

وسطع معها نجم آخر من الأرض المقدسة من جبله (الناصرة) بشخص القديسة الراهبة الكرملية مريم يسوع المصلوب بواردي، التي تشبه القديسة ماري ألفونسين في التواضع والتجرد من الذات والطاعة للرؤساء والصبر في حمل صليبِ التجني والاضطهاد.

الاثنتان معاصرتان الواحدة للأخرى: القديسة ماري ألفونسين ولدت سنة 1843، ومريم يسوع المصلوب في سنة 1846. والاثنتان بدأتا مسيرتهما الرهبانية على طريق التواضع والقداسة في جمعية راهبات القديس يوسف الظهور. الأولى في القدس والثانية في مرسيليا حيث كانت تعمل كخادمة في عائلة بيروتية من آل نجار. الأخت ماري ألفونسين تركت الجمعية بأمر من السيدة العذراء لكي تؤسس رهبانية الوردية، والأخت مريم يسوع المصلوب غادرتها، بسبب عدم فهم رئيساتها لحالات الانخطاف التي كانت تحدث لها، واكتملت بانطباع جراحات المسيح في جسدها، فدخلت رهبانية الكرمل في Pau بفرنسا. عجيب الله في تدبيره، وعجيب في قديسيه!" أضاف: "هي السماء تخاطب الأرض المنهمكة بشؤونها، واضعة الله وشريعته ووصاياه وكلامه جانبا، فتتخبط في النزاعات والعنف والإرهاب، وتستبيح الحرب والقتل والدمار والتهجير. والكل خلافا لإرادة الله ووصاياه. بل الإساءة الأكبر لله ارتكاب كل هذه الشرور باسمه وباسم الدين. منذ بدأت الحرب في لبنان، وتواصلت في فلسطين والأراضي المقدسة، ثم اندلعت في هذه الأيام الأخيرة في العراق وليبيا وسوريا واليمن، وتم تجاوزها في مصر والأردن، وأبناءٌ وبنات من أرضنا يتمجدون في السماء، ويعلنون قديسين وطوباويين، ويرفعون على مذابح الكنيسة الجامعة والكنائس المحلية: من القديس شربل إلى القديس نعمة الله فالقديسة رفقا والقديسة بخيتا من دارفور السودان، والطوباوي الأخ اسطفان والطوباوي أبونا يعقوب. وآخرون ما زالت الكنيسة تنظر وتدقق في دعاوى تطويبهم أمثال: المكرم البطريرك إسطفان الدويهي، والأب بشاره أبو مراد المخلصي والأب انطون طربيه المريمي، فضلا عن شهداء الإيمان المسيحي الذين سقطوا هنا وهناك وهنالك.

السماء تخاطبنا لكي نصمد في الرجاء ونشهد لمحبة الله، وندعو الجميع إلى التوبة والرجوع عن الخطايا والشرور، وإلى المصالحة مع الله والذات والناس، وبإيقاف الحرب والقتل والدمار، ووضع حد للعنف والإرهاب. السماء تخاطبنا لكي نعلن بأعلى صوتنا إنجيل المسيح، إنجيل الأخوة والمحبة والسلام، في الأرض التي منها أعلن للمرة الأولى وانطلق إلى العالم كله". وقال: "نظر إلى تواضع أمته"(لو1: 48). تمثل أمنا وسيدتنا مريم العذراء فضيلة التواضع على مثال ابنها يسوع، المتواضع بامتياز. هو الذي دعانا إليه لنتعلم منه هذه الفضيلة ونعيشها، فنجد السعادة الحقيقية: "تعالوا إلي، أيها التعبون والثقيلو الأحمال وأنا أريحكم. إحملوا نيري عليكم، وتعلموا مني: إني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 11: 28-29). لقد تجلى تواضعها "بكلمة نعم" قالتها في ذروة الفرح والتسليم المطلق لتصميم الله يوم البشارة بتجسد ابنه؛ ورددتها في سنوات طفولته الصعبة وتهديداتها، وفي ظروف حياته العلنية وبدء رسالته بإعلان ملكوت السماوات؛ وتمسكت بها على أقدام الصليب ومرارة الآلام والموت؛ وجددتها يوم حلول الروح القدس، يوم العنصرة، وانطلاقة الكنيسة وأمومتها لها.

وهكذا واصلت كلمة "نعم" في أمومتها ليسوع التاريخي على الأرض، وفي أمومتها ليسوع السري الذي هو الكنيسة، في السماء".

أضاف: "على خطى هذه الأم السماوية المتواضعة، سلكت القديسة ماري ألفونسين، عبر صلاة الوردية. فكتبت بعد أول ظهورٍ للعذراء لها في عيد الغطاس سنة 1875: "حيث كنت أتأمل عظمة سمو فضائل أمي مريم، كنت أخجل من عدم اقتدائي بفضائلها. فصرت أطلب منها نعمة فعالة تجعلني أقتدي بها في الحياة الباقية من عمري، لأن التي مضت ما عاد لها رجوع. ومضت بالخطايا عوض الفضائل. وهذه لي حسرة قلب عظيمة". هذه هي قصة القديسين في حياتهم على الأرض. فبمقدار قربهم من الله، النورِ البهي الساطع، بمقدار ذلك تظهر نقائصهم وخطاياهم، مهما كانت طفيفة، تحت مجهر نور قداسة الله! لقد أصبحت الأخت ماري ألفونسين، كلمة العذراء والمسيح الرب في ظهورات وأحلام متتالية، بفضل ترقيها الدائم على سلم الفضائل، ولاسيما محبتها المتفانية في الخدمة للجميع، وتواضعها وصبرها ونكرانِ ذاتها وتجردِها وطاعتِها، أولا في جمعية مار يوسف الظهور، ثم في جمعية راهبات الوردية سواء في الدير أم في الرعية أم في المدرسة أم في الميتم حيثما أرسلت: من القدس إلى يافا الناصرة، فإلى بيت ساحور والسلط، ومجددا إلى القدس ومنها إلى نابلس وبيت لحم وعين كارم، وأخيرا إلى القدس حيث وافتها المنية سنة 1927، وهي بعمر أربع وثمانين سنة. والكل كان يجهل قصة ظهورات العذراء لها، وأنها هي المؤسسة الحقيقية لرهبانية الوردية بطلب مباشر من العذراء، بالتعاون مع الأب يوسف طنوس. هذه الحقيقة كتمتها طيلة حياتها. وقد انكشفت في المخطوطين اللذين فتحا بعد مماتها، وكانا مختومين بالشمع الأحمر". وتابع: "كانت مسبحة الوردية محور حياة القديسة ماري ألفونسين، وسرها، وأساس تأسيس جمعية راهبات الوردية. فبفضل عذاباتها والتجني عليها وصبرِها، سميت "بذبيحة الوردية"، وبفضل سموها بالفضائل لقبت "بزنبقة الوردية". مسبحة الوردية عزيزة على قلب العذراء التي أوحتها للقديس عبد الأحد، وطلبت، في ظهورات لورد سنة 1854، وفي ظهورات فاتيما Fatima 1917، من الشعب المسيحي، تلاوتها، من أجل إنهاء الحروب، وارتداد الخطأة إلى التوبة، وإحلال السلام.

إنها صلاتنا نحن في هذه الأيام، من أجل أن تمس العذراء مريم، سيدة لبنان، ضمائر الكتل السياسية والنيابية عندنا في لبنان، لكي يقوموا بمبادرات شجاعة، منبثقة من قلوبٍ كبيرة وروح التجرد، ومن إعلاء شأن لبنان فوق كل اعتبار، ويتوجهوا جميعهم إلى البرلمان وينتخبوا رئيسا للبلاد وفقا للدستور والأصول الديموقراطية.وهي صلاتنا من أجل أن تمس السيدة العذراء ضمائر أمراء الحرب، والأسرةِ الدولية والأسرة العربية، لرمي السلاح جانبا، مع التجرد من المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، ولإيجاد حلول سلمية للنزاعات في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وسواها.ونصليها من أجل عودة جميع النازحين والمهجرين إلى بيوتهم وأراضيهم، فينعموا في أوطانهم بجميع حقوقهم، ويمارسوا واجباتهم فيها، بحكم المواطنة، مع التعويض لهم عن خسائرهم الفادحة".

وختم الراعي: "بإعلان قداسة الأم ماري ألفونسين "حارسة الوردية"، نجدد إيماننا بقدرة الوردية التي، من خلال تلاوتها، يعمل المسيح الفادي على خلاص العالم، بشفاعة أمه وأمنا الكلية القداسة مريم العذراء. فإليها، وهي متمثلة بالوردية، نصلي بفم القديس البابا يوحنا بولس الثاني:

"أيتها الوردية التي باركتها مريم، أيتها السلسلة العذبة التي تصلنا بالله، يا رباط الحب الذي يوحدنا بالملائكة، يا برج الحكمة تجاه هجمات الجحيم، يا ميناء الطمأنينة في الغرق العام، لن نتركك أبدا. سوف تكونين عزاءنا في ساعة النزاع. لك آخر قبلة في الحياة التي تنطفىء. وآخر لفظة على شفاهنا يكون اسمك العذب، يا ملكة الوردية، يا أمنا الأعز، يا ملجأ الخطأة، يا معزية الحزانى العظيمة. تباركت في كلِ مكان، اليوم ودائما، على الأرض وفي السماء" .

 

جابر: “حزب الله” لن يسير بجعجع رئيساً حتى لو دعمه عون

المستقبل/استنكر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ياسين جابر “الأعمال الإرهابية التي حصلت الجمعة”، معتبراً أن “هناك عقيدة نمت وترفض الآخر، وتريد أن تفرض وجهة نظرها بالعنف والقوة”، وموضحاً أنه “على قوى الإعتدال في العالم أن تتوحد في مواجهة هذا الفكر الخطير الذي يتهدده”. ولفت، في حديث لـ”المستقبل”، إلى أن “كتلة “التنمية والتحرير” ملتزمة بحضور جلسات انتخاب الرئيس، وبضرورة التشريع لأنه لا يجوز تعطيل العمل النيابي، وبالمشاركة بجلسات مجلس الوزراء”، مشدداً على أن “ضرورة إيجاد الأطراف كافة صيغا لتجاوز الأزمة القائمة في البلد”. وأضاف جابر: “موضوع رئاسة الجمهورية يحتاج اليوم إلى الحوار بين الأطراف ذات الكتل الكبرى، للتوصل إلى انتخاب رئيس”، ولافتاً إلى أن “هناك مشكلتين كبيرتين اليوم وهما: رئاسة الجمهورية وقانون الإنتخاب، ولقد فشلنا عبر أشهر طويلة من إيجاد الحل لهما”. ولدى سؤاله إذا اتفق “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” على دعم ترشيح الدكتور سمير جعجع للرئاسة هل يسير به “حزب الله”؟ أجاب جابر: “قطعاً لا!”، مضيفاً: “لا أظن ان حظوظ اي من المرشحَيْن (جعجع وعون) مرتفعة”. وأشار إلى أن الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” مستمر لأن الجميع يقدّر أن الفتنة الداخلية مدمرة، والخوف اليوم من انفجار الداخل اللبناني نتيجة حدث في الخارج. وأكد جابر ان لا فيتو على الاسماء المطروحة بالنسبة لقيادة الجيش وخاصة الاسم المطروح أخيراً، لافتاً الى اننا “ككتلة نيابية لسنا من ندعو لعقد جلسة لمجلس الوزراء ولسنا من نضع جدول اعمال الجلسات بل رئيس الحكومة تمام سلام”، ومعتبراً انه “من الافضل ان نترك تعيين قيادة الجيش لوقته في ايلول”. وأوضح: “موقفنا ككتلة ليس تمسكا بأي حكومة ولدينا تحفظاتنا، ولكن نريد بقاء المؤسسة الوحيدة التي تعمل في البلد”، معرباً عن “احترام فريقه السياسي الى كافة وجهات النظر المختلفة”، ومستذكراً رفض “”التيار الوطني الحر” التضامن معنا ومع “حزب الله” للنزول الى مجلس النواب للتشريع”.

 

 قاووق: من يدعم ويحمي العصابات التكفيرية شريك في الدم ويرتكب أعظم الخطايا الوطنية

الأحد 28 حزيران 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أن "الدعم والرعاية العربية والدولية لتنظيم "داعش" وللعصابات التكفيرية لا زال مستمرا، فهم يتمددون بالغطاء والتمويل والمساعدة من دول تكفيرية في المنطقة تعمل وتسهل وصول أكثر من 30 ألف تكفيري من كل أنحاء العالم إلى العراق وغيرها من البلدان"، مشيرا إلى أن "التكفيريين عندما ارتكبوا جرائمهم في لبنان، برر لهم المخبرون للسفارات بأن هذه العمليات الإجرامية سببها تدخل حزب الله في سوريا، ولكن ما هو مبرر قتل الناس في الكويت وتونس بعد مسلسل التفجيرات الإجرامية فيهما، وما هو مبرر ذبح المئات وقتل الآلاف من الشعب النيجيري بعد وصول داعش إلى نيجيريا، وما هو مبرر تفجير المسجد الكبير في صنعاء". وأشار قاووق خلال الاحتفال التأبيني في حسينية بلدة دير انطار، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة، إلى أن "مسلسل الإجرام يضرب هذه المرة في كل مكان، فتفجير مسجد القطيف والدمام وبالأمس الكويت ليس هو الأول من نوعه، لأن التكفيريين قد فجروا سابقا المساجد في صنعاء، ومقام العسكريين في سامراء، والمساجد في شرق إيران وفي أفغانستان وباكستان، وقتلوا العلماء في مساجد دمشق، فكل من يسير على غير نهج داعش على حد اعتبارهم هو كافر، سواء كان شيعيا أو سنيا أو درزيا أو مسيحيا أو إيزيديا". وشدد على أننا عندما "نقاتل داعش والنصرة وننتصر عليهم في القلمون وجرود عرسال، فإننا لا ننتظر إذنا ولا جزاء ولا شكورا من الذين يتسولون على أبواب السفارات، فنحن نقوم بواجبنا الوطني والإنساني والأخلاقي والديني في حماية أهلنا والكرامات والإستقلال، ولا يحق لمن يبيع المواقف على أبواب السفارات أن يتحدث بعد اليوم عن الحرية والسيادة والاستقلال الذي يصنعه أبطال المقاومة وشهداء الجيش اللبناني الذين انتصروا على داعش والنصرة في جرود عرسال، وليس أولئك الذين زوروا التاريخ والحاضر والمستقبل، وباعوا المواقف مقابل حفنة من المال". ورأى قاووق أن "لبنان اليوم يواجه خطرا حقيقيا فعليا، وليس الكلام عن خطر محتمل، فتنظيم داعش موجود في لبنان وفي جرود عرسال بتسهيل وبحماية وبدعم من الذين يتسولون المواقف والأموال على أبواب السفارات، ولكن عندما جرب هذا التنظيم وجبهة النصرة كل أشكال الإجرام، واستعملوا كل قوتهم من خلال ارتكابهم جرائم في الضاحية الجنوبية وفي الهرمل والبقاع، وقصفهم للصواريخ على بعض القرى اللبنانية، واختطافهم وذبحهم للعسكريين اللبنانيين، اكتشفوا أن لبنان في حصن حصين بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأننا في لبنان صنعنا هزيمتهم، وأنجزنا في مواجهتهم ما عجز عنه التحالف الدولي في العراق وسوريا، ونحن سنكمل المعركة في جرود عرسال والقلمون".

وشدد على أن ما "حققته المقاومة مع الجيش السوري في القلمون هو إنجاز عظيم، فهي لن تسمح للتكفيريين بالتقاط الأنفاس، وإنما ستكمل المعركة لتجهز عليهم جميعا حتى لا يبقى في لبنان لا مقرا ولا ممرا لهم، وهذا وعد المقاومة التي تفي دائما بوعودها، متسائلا هل أن الإصرار على التحريض المذهبي من شخصيات معروفة في قوى 14 آذار ومن وسائل إعلامها يحصن لبنان من الفتنة التي هي مطلب دائم لداعش والنصرة؟"، مشيرا إلى أن "التحريض المذهبي هو أقصر طريق لإشعال نار الفتنة، وهو أبعد ما يكون عن العدل والاعتدال، والإصرار عليه هو خدمة مباشرة للنصرة وداعش وللعصابات التكفيرية التي قتلت ولا تزال تختطف العسكريين اللبنانيين". وختم قاووق إن الذين "يدعمون ويحامون عن العصابات التكفيرية هم شركاء في الدم، وإن الدول والجهات التي تمول وتحمي داعش والنصرة هم شركاء في المسؤولية والجرائم، فهم على خط واحد مع داعش والنصرة، وخارج كل المسؤولية الوطنية والأخلاقية، وعليهم أن يتهموا أنفسهم، لأنهم يرتكبون أعظم الخطايا الوطنية".

 

لهذه الأسباب ألغت غامبيا قرار إبعاد حسين تاج الدين المتّهم أميركياً بدعم “حزب الله”

وكالات/أعلنت غامبيا إلغاء قرار إبعاد رجل أعمال لبناني اتهم بـ”إلحاق الضرر بالاقتصاد الغامبي”، وتشتبه الولايات المتحدة في أنه على صلة بـ”حزب الله” اللبناني. وقالت الحكومة في بيان إن “قرار إبعاد رجل الأعمال حسين تاج الدين وشركائه ألغي، بعد تعهده القيام بأنشطة مشروعة في غامبيا، وبموجب ذلك يسمح له متابعة أعماله في البلاد”. وكانت السلطات في غامبيا أعلنت في حزيران 2013 تاج الدين شخصاً “غير مرغوب فيه”، وأمهلته ثلاثة أيام لمغادرة البلاد حيث كان يعيش منذ 15عاماً، ومهلة ثلاثين يوماً لتصفية مؤسساته، بعد اتهامه بتنفيذ “أنشطة اقتصادية غير مستحبة”، وتورطه في “بيع مواد غذائية منتهية الصلاحية”. من جهته، رفض تاج الدين وأفراد عائلته اتهام الحكومة الغامبية. وعفى الرئيس الغامبي يحيى جامع عنهم في تشرين الأول 2013 وسمح لهم بالعودة. وقبل قرار ابعاده، كان رجل الأعمال اللبناني مقرباً من الرئيس جامع، ويملك أكبر سلسلة متاجر في غامبيا، كما يعد أبرز مستورد للرز والطحين في البلاد. وتضع الولايات المتحدة تاج الدين على لائحة اللبنانيين في غرب أفريقيا المتهمين بمساعدة “حزب الله” من خلال شبكة دولية تتولى إدارة مبالغ طائلة للحزب، كما استهدفته بعقوبات في العام 2010.

 

سكاف في لقاء للفاعليات الكاثوليكية في دارته لتكريم لحام: للجلوس الى طاولة حوار قبل وصول النيران الاقليمية الينا

الأحد 28 حزيران 2015 /وطنية - جمع رئيس "الكتلة الشعبية" الياس سكاف عددا من اقطاب الطائفة الكاثوليكية، في دارته في عميق، لتكريم بطريرك انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، في حضور وزير السياحة ميشال فرعون، السفير البابوي المونسيور غابريال كاتشيا، النائبين مروان فارس وطوني بو خاطر، الوزير السابق سليمان طرابلسي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، مدير معهد البحوث الصناعية بسام الفرن، رئيس جهاز امن الدولة اللواء جورج قرعة، القاضي فوزي خميس وفاعليات. وأطلق سكاف مبادرة دعا فيها الجميع الى "الجلوس الى طاولة حوار قبل فوات الاوان وقبل وصول النيران الاقليمية الى الداخل اللبناني"، وقال: "اننا نمر بظروف صعبة جدا ولا نعرف متى تنتهي، لذلك يجب تحصين الساحة اللبنانية بالحوار ويجب أن يجلس كل الأطياف على طاولة واحدة لأننا لن نستمر بعد اليوم بهذا النظام والبلد بحاجة لنظام جديد يحفظ جميع ابنائه وطوائفه". واعتبر ان التمديد للمجلس النيابي "هو سبب رئيسي للظروف السيئة التي نمر بها بلبنان".

أضاف: "لا احد ينكر ان لبنان يمر بظروف صعبة في ظل النيران المشتعلة من حوله، ولا يمكن لاحد ان يتكهن بالنهايات، مع ان القرار الاقليمي والدولي يقضي بتحييد لبنان اقله حتى الساعة، مع الاسف لم نتمكن من المحافظة على هذه النعمة، ونحن نرى امامنا انقلابا ابيض بحيث نرى في العالم شعوبا تنقلب على الانظمة وتغيرها بينما في لبنان نرى ان النظام انقلب على الشعب ومدد لنفسه، بيد ان التمديد استبدل الدستور بنظام طائفي، ومن هنا اؤكد باننا عاجلا ام آجلا سنجلس الى طاولة الحوار، وادعو الى ان نجلس الى هذه الطاولة قبل خراب البلد". وتابع: "بعد ما حصل من تطورات وتحولات، اعتقد بان الازمة لا يمكن ان تحل الا بتغيير النظام او تعديله او تطويره، بحيث يبقى السؤال عن مدى جاهزية الطائفة لمثل هذا التحول، خصوصا اننا اطلقنا في السابق مبادرة ناجحة ادت الى توحيد الطائفة والاتيان برئيس توافقي للمجلس الاعلى ووحدنا الفريقين. واتمنى على الجميع القبول بمبدأ الوحدة باعتبارها الاداة الوحيدة لفرض الحقوق، ونرى ان غالبية الطوائف اصبحت موحدة، ولا بد لنا من توحيد وجهات النظر للمحافظة على حقوق الطائفة. فالطائفة الكاثوليكية لها حضورها ودورها بتاريخ لبنان، اكان على مستوى رجال اعمال واقتصاديين او على صعيد الدور التاريخي الممتد على مدى عهود. ولا بد لنا من المحافظة على هذا المبدأ واستعادة المراكز التي خسرناها. ومن هنا اطلب من غبطته توحيد الطائفة من خلال اعداد ورقة عمل لا تستثني اي من المستجدات وتتبنى التعاون والمحبة على اعتبار ان الوحدة تأتي بالقوة". بدوره أثنى لحام على مبادرة سكاف التوحيدية، كما دعا الى توحيد مدينة زحلة تمهيدا لوحدة الطائفة الكاثوليكية". وقال: "من جهة ثانية، نداء الوحدة يجب ان يشمل كافة الطوائف والمذاهب بالبلد للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. كفى مماطلة في هذا الملف ويجب ان يكون هناك دور كبير للكنيسة على رأسها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي باتخاذ القرار الحاسم في هذا الموضوع"، وختم متمنيا التوفيق للبلد بجميع أحزابه وطوائفه.

 

زهرا: لا يمكن أن نقبل بتطبيع حياتنا الوطنية مع عدم وجود رئيس

الأحد 28 حزيران 2015 /وطنية - رعى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب انطوان زهرا الصبحية النسائية التي اقامتها منسقية القوات في منطقة البترون وجهاز تفعيل دور المرأة في المجتمع في البترون، وشاركت فيها الى زهرا عقيلته ديما، جولي فادي كرم، ماري فريد حبيب، مارلين بطرس حرب ممثلة بيمنى يزبك، زينة جورج ضو، رئيسة الجهاز مايا زغريني، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون حنا بركات، منسق القوات في منطقة البترون الدكتور شفيق نعمه، مسؤولة الجهاز في منسقية البترون هند حداد ورئيسات جمعيات وأندية ومؤسسات وحشد من الصديقات والاصدقاء. بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب، ألقت رنا شديد كلمة تناولت فيها أهمية دور المرأة وقالت: "كلام كثير قيل في المرأة وعنها، قيل أنها زهرة الربيع وفتاة الدنيا وروح الحياة ونصف المجتمع، هي الإبنة والأخت والصديقة والزوجة والأم والمناضلة، وأنا اليوم أريد أن أردد ما قاله محمود درويش عن المرأة "لن أسميك إمرأة، سأسميك كل شيء". وشددت على "وجوب إشراك المرأة في صنع القرار وفي الحياة السياسية أيضا ، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الرجل بالدرجة الأولى لجهة إلغاء التمييز ضد المرأة، والاقتناع بالعمل سويا، رجالا ونساء، لمواجهة التحديات والانتقال معا الى مجتمع مزدهر ومتغير. ولما لا؟ فالعمل المؤسساتي والبلدي والسياسي والاختياري لا يمكن أن يبقى حكرا على الرجل، وكلنا ثقة أن النجاح سيكون حليف كل امرأة إذا ما أفسحنا في المجال لها، لكي تعطي من ذاتها فتبرع حتى في اصعب الظروف وأقساها. ونحن لدينا خير مثال على المرأة الصخرة، المناضلة، التي تحدت كل الصعاب، أعني بذلك سيدة الكل وحاضنة الجميع النائبة ستريدا سمير جعجع".

حداد

ثم ألقت حداد كلمة رأت فيها أن "المرأة التي تعمل في الشأن العام تتميز بروح المسؤولية والامومة". وأكدت "دور المرأة التي هي أساس المجتمع، فالام تربي اولادها على الوفاء والصدق والمحبة والاخلاص ، تعلمهم على التمييز بين الخطأ والصح، وهذا يصنع مجتمعا صالحا. في البلدان المتطورة الاحزاب هي التي تحكم وليس من الخطأ ان ننخرط في العمل الحزبي ونشجع بناتنا وابناءنا على ذلك. وبما أن الاحزاب هي التي تغير في المجتمعات والاوطان لا يجوز ان نبقى بعيدين عن هذا العمل، بل يجب ان نشجع اولادنا على العمل الحزبي لأنه يحقق الطموحات والاحزاب. ونحن على استعداد للوقوف بجانب ابنائنا لتحقيق طموحاتهم على كافة المستويات وفي مختلف المجالات". واستذكرت الشهداء "الذين دفعوا حياتهم لكي نبقى نحن في هذا البلد، ولن ننسى تضحيات الدكتور سمير جعجع الذي امضى 11 سنة في السجن التزاما منه لمبادئه الوطنية. لا يجوز ان ننسى كل هذه التضحيات وعلينا ان نكون على مستوى تاريخنا الذي يشرفنا".

عيادات الارز

ثم كانت كلمة لمدير مركز "عيادات الارز الطبية" زاهي الهيبي، تناول فيها أهداف المركز ومشاريعه ونشاطاته، وعرض للخدمات التي يقدمها.

زغريني

وألقت زغريني كلمة تحدثت فيها عن "غنى منطقة البترون بالانتاج الروحي والفكري والادبي والسياسي والانمائي"، وقالت: "في هذه المنطقة بالذات يبرز دور المرأة البترونية التي عاقرت الطبيعة كمن يعاقر الخمرة الفاخرة مثلها مثل شريكها في الحياة لتحفظ عائلتها وتربي أجيالا على حب الله والوطن، لتنطلق من ثم الى العلم والعمل في الحقل العام والتخصص حتى باتت على مستوى يمكنها من تفعيل دورها على المستويين الحزبي والسياسي لتكون في مراكز القرار".

وتناولت دور المرأة وأهميتها قائلة: "إن إلغاء دور المرأة يعني أن يعيش المجتمع أعرج يعتمد على رجل واحدة، فالمرأة إنسان يتوزع ادوار الحياة مع الرجل في عملية التكامل الانساني، وإفساح المجال لدورها لا يعني أبدا إلغاء دور الرجل".

وتطرقت الى "الصعوبات والعوائق التي تواجه المرأة وتبقى مبنية على قاعدة انغلاق المجتمع وعدم تقبل تطور المرأة". وتحدثت عن "دور جهاز تفعيل دور المرأة في المجتمع وهدفه في جعل المرأة تلعب الدور الرائد والمتطور في الحياة الاجتماعية والسياسية".

نعمه

ثم كانت كلمة لنعمه أشار فيها الى أن "ما يعنينا في حزب القوات اللبنانية هو أن تصبح كل سيدة من سيداتنا رفيقة لنا في دروب النضال الحزبي والسياسي والعمل العام"، وقال: "نحن نؤمن بأنه ينبغي تمكين المرأة في مجتمعنا اللبناني على المستوى الفردي أولا والجماعي ثانيا، فتفعيل دور المرأة في المجتمع يقتضي مسح عصور من الحرمان والتهميش والتبعية والاستلاب والاستعباد والتعويض عن ذلك في تمكين المرأة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ومنها مشاركتها في العمل السياسي وفي الحياة البرلمانية".

وطرح سلسلة من الاسئلة عن "أسباب إفقاد المرأة جهوزيتها وأريحيتها"، داعيا إلى "العمل على تحفيزها".

زهرا

بدوره قال زهرا: "المرأة في لبنان ضحية تقاعسها وخضوعها للموروث وليس للقانون والدستور، المرأة في لبنان لا يمنعها القانون ولا الدستور من تولي أرفع المراكز وصولا الى رئاسة الجمهورية. المرأة في لبنان تحتل أوسع حجم من مراكز القطاع العام الفاعل خاصة في القضاء وفي التعليم الجامعي والثانوي مما يعني أن المرأة لا ينقصها الا الإقدام والمسؤولية تقع أولا على المرأة وثانيا على الأحزاب السياسية التي عليها أن تطبق مبادىء لا أن تطلق مبادىء فتقدم لنا مسؤولات على مستوى المصالح والقطاعات والمناطق، ومرشحات الى الانتخابات النيابية ولتولي الوزارات. المؤسف أنه على الصعيد السياسي لا نرى الا بنات البيوتات تصلن الى مراكز سياسية باستثناء وزيرتين مثلتا الرئيس ميشال سليمان. أما ما عدا ذلك فتعمل المرأة وتعمل لتصل الى المراكز العليا، وعندما يحين دور السياسة تقف المرأة عند حاجز ما، إما بسبب تقاعس منها وإما نفاقا من المجموعات السياسية، وهنا نعود الى المجتمع الذكوري والى النائب والوزير وليس النائب بصفة المؤنث والوزيرة".

وتابع: "هذا واقع لا يحق السكوت عنه وعلينا أن نناضل من أجله بعيدا عن اطلاق العناوين البراقة وغير الحقيقية التي تتكلم عن المساواة، لأن كل ما يمكن تأمينه من مساواة، باستثناء ما تفرضه قوانين الأحوال الشخصية لدى الطوائف والتي يعترف بها لبنان شئنا أم أبينا، أصبح موجودا في القانون. لا شيء في القانون يميز فعلا بين الرجل والمرأة، ولكن هناك تمييز مجتمعي، تمييز تعودنا عليه واستسلمنا له في مجتمعاتنا، وهو أن المرأة مهما تعلمت ومهما كانت منتجة ومستقلة اقتصاديا واجتماعيا، في السياسة دعوها تعمل في المنزل ولتترك الشأن العام. مع معرفتنا الاكيدة، أن الجانب الانثوي يساعدها على تفهم أمور الناس وقضاياهم ومشاكلهم والتحسس معها بشكل جيد، أنا أدعو الى تمكين المرأة، المرأة، وليس المرأة المسترجلة. ولا يفهمن أحد أن المرأة، لكي تكون فاعلة، يجب ان تشبه الرجل وتكون بلا تهذيب وبلا أخلاق وتتطاول على الآخرين وتشتمهم. نحن نريد المرأة الفعلية، السيدة الفعلية التي تربي الاجيال وترفع رأس عائلتها ومجتمعها ووطنها، السيدة التي لا تتوسل وتلعب شخصية غيرها لتكون في أعلى المراكز التي تستحقها عن جدارة واستحقاق".

أضاف: "لذلك، ومنذ كنا في حزب الكتائب، كنت ضد وجود جهاز خاص للنساء. ولا تفهمي أيتها السيدة أنني ضد جهازك لأنها المرة الأولى التي تعطى فيها التسمية الحقيقية لجهاز يجب أن يعد بنتائج فعلية على صعيد التنظيم الحزبي، تفعيل دور المرأة أي أن هناك دورا لها يجب ان تلعبه وعلينا مساعدتها على التمكن للعب هذا الدور وما من أحد لديه حجة للتهرب من هذه المسؤولية وعلى كل المستويات. أقول هذا ليس لأستفرد بوجودي هنا اليوم وحدي من بين خمسة نواب، بل لأن على كل الاحزاب ان تخصص جهازا للمرأة هذا بالاضافة الى مناقشتي الجدية للكوتا النسائية في لجنة الادارة والعدل واللجان المشتركة على أساس أنها تمييز ولو كان إيجابيا لاكتشف لاحقا وبعد مناقشات مع مؤسسات دولية تهتم بقوانين الانتخابات في العالم، ان هذا التمييز لا بد منه كمحفز بالمرحلة الأولى، اي لا بأس من اعتماد الكوتا، وإن كان "تمييزا جندريا" كما يسمونه في علم الاجتماع، في المجتمعات التي لا تزال تخاف من ان تلعب المرأة الدور السياسي الريادي والاساسي أي عضوية المجالس النيابية والوزارات وبالتالي قانوننا يجب ان يتضمن كوتا نسائية الزامية في المرحلة الاولى لتصبح شيئا عاديا في مجتمعنا فلا يعود احد يفكر بالمرشح اذا كان رجلا أو أنثى، بل ينظرون الى المرشح كممثل لحزب او لمشروع او لتطلعات او لتاريخ يجب ان نعرفه خصوصا على صعيد الشفافية والنظافة، لأن هناك قضايا عديدة تبهرنا في البداية لنكتشف لاحقا أن مضمونها معيب والاسوأ أن أكثر الذين لهم مضمون معيب يحاضرون في العفة. ونشكر الله اننا في حزبنا ولدى حلفائنا هذا الامر نادر جدا لا بل غير موجود".

ونوه "بنشاط جهاز تفعيل دور المرأة في المجتمع"، وأكد "باسم القوات اللبنانية دعم اي مشروع واي خطوة نحو تمكين المرأة وتفعيل دورها ونشاطها للقيام بهذا الدور"، وقال: "ما نعيشه اليوم ليس طبيعيا ولا يجب ان نستسلم للظروف القائمة، ولا يمكن ان نقبل بتطبيع حياتنا الوطنية مع عدم وجود رئيس للجمهورية، ولا يجوز ان نقبل بأن تتناغم حياتنا مع شروط وشروط مضادة تتعلق بمصالح فئوية. ولا يمكن ان نقبل بأن يكون شعبنا رهينة أطماع أو مطامح اي شخص كان أو اي فريق كان. المصالح الوطنية يجب ان تتجاوز المصالح الشخصية والضيقة مهما سمت اهدافها. لا يمكن ان نقبل بأن تكون دولتنا دولة فاشلة برسم الانحلال كرمى لعين اي كان من الناس قريبا كان او بعيدا ، لبنانيا كان او أجنبيا، لا يجوز ان نقبل بأن تكون ايران هي التي تقرر متى نجري انتخابات رئاسية في لبنان ولا نستطيع القبول بأن يقول لنا الغرب اذا اقتصادنا يجب أن يكون بأحسن حال او لا يكون، ولا نستطيع ان نقبل بأن يسمح لنا الشرق أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي".

وقال: "نحن شعب منذ اكثر من 1000 سنة عاش على حدود الخطر ، ناضل وواجه اقسى الصعوبات واصعب الظروف الطبيعية والسياسية والاجتماعية والانسانية وظل صامدا، واجه كل شيء ولم يرحل، واليوم سيبقى ولن يرحل، وهذا الشعب الذي بقي كل هذا الوقت ليستحق هذه الارض لا أحد يستطيع القول انه هو من يتكلم عنه او مصالحه اهم من مصالح هذا الشعب، لذلك علينا جميعا ان نعي انه كان بامكاننا في هذه المرحلة ان نكون في عصر ازدهار اقتصادي نتيجة الازمات المحيطة بنا في المنطقة، للأسف حولونا الى متلقي نتائج بدلا من ان نكون فاعلين. حولونا الى منتظرين ومتفرجين بدلا من ان نتحرك الى الامام وعندما يأتي أحد لينبه اننا نخسر فرصا نسمع اصواتا تقول ليس هناك من شيء الدنيا بألف خير. كلا الدنيا ليست بألف خير، بالرغم من الاستقرار الهش الذي نعيشه في ظل أزمات المنطقة والحرائق المندلعة من حولنا، ليس هذا ما يرضينا وليس هذا ما نريده في لبنان، حقنا أن نعيش باستقرار وأمن ونؤمن الازدهار، حقنا أن نعيش مثل كل شعوب العالم التي تحترم نفسها".

أضاف: "حقنا أن نتطلع لأن نكون من العالم الاول وليس من العالم الثالث ، ولن نسمح لمن لديه مشاكل وأزمات أن يتسلى بنا وبحروبنا، حقنا أن نعيش مثل الناس ونطمئن الى اولادنا، حقنا ان نطمئن أهلنا، حقنا ان تكون الام والاخت والزوجة والحبيبة في حالة اطمئنان بعيدا عن الخوف على قريب او ابن او أخ او زوج من ان يكون برسم الاغتيال والموت او التصفية. هذه حقوق الله اعطانا اياها ولا يمكن لأي حزب او طرف ان يسلبنا اياها ولن نخاف من هذا الحزب".

وختم زهرا: "بكل محبة واحترام اقول، كان بالامكان القول انه علينا ان ننجز التشريعات والقوانين والقول ان الحكومة سيئة ومجلس النواب مقصر، قلت ما أؤمن به لأنني احترمكن واحبكن وانتن هنا بمثابة أخواتي، علينا ان نعمل معا لكي تأخذوا المحل الذي تستحقون والمحل الذي تستحقونه عظيم جدا".

تكريم

وتخلل اللقاء تكريم أكبر ثلاث منتسبات الى حزب القوات وهن شكيبة حمصي من بلدة شكا، اوديت شلالا من بلدة بيت شلالا ومريم زهرا من بلدة كفيفان. وكانت مساهمة من "تجمع أم النور" بتوزيع منشورات توجيهية عن مخاطر المخدرات وذلك في إطار التفاهم بين التجمع ومنسقية القوات في البترون للتوعية على هذه الآفة. وتخلل الصبحية سحب تومبولا على جوائز عدة يعود ريعها لتمويل نشاط جهاز تفعيل دور المرأة في المجتمع في منطقة البترون.

 

منفذ الهجوم الانتحاري في المسجد في الكويت سعودي الجنسية

الأحد 28 حزيران 2015 /وطنية - كشفت وزارة الداخلية الكويتية ان الانتحاري منفذ الهجوم الذي استهدف مسجدا للشيعة في مدينة الكويت سعودي الجنسية ويدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع، وفق ما نقلت وكالة الانباء الكويتية (كونا).

       

حزب الله” ينتظر إشارة إيرانية لتنفيذ انقلاب يؤدي إلى تغيير النظام اللبناني

عون مستعد للتضحية بمصالح المسيحيين من أجل مصلحته الشخصية

السياسة” – خاص:29 حزيران/15

إذا كان رئيس “التيار الوطني الحر” ميشال عون يواصل تعطيل الانتخابات الرئاسية وجلسات الحكومة تحت شعار “استعادة حقوق المسيحيين”, فإن حليفه “حزب الله” يسانده حتى الساعة في هذا المسار “التخريبي”, ولكن لغايات وأهداف أخرى في مقدمها تغيير النظام وربط مصير لبنان بمصير الأزمة السورية والمفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.

وكشفت مصادر سياسية عليمة ل¯”السياسة” أن إبلاغ “حزب الله” عبر وزيره محمد فنيش رئيس الحكومة تمام سلام بأنه لا جلسات للحكومة في شهر رمضان, يكشف عن نواياه وحقيقة خطواته “المضبوطة على الساعة الإيرانية”, موضحة أنه يريد من وراء ذلك انتظار نتيجة المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى على اعتبار أن مهلتها تنتهي في 30 يونيو الجاري ويمكن أن تتمدد لتسعة أيام أو أقل, ما يعني أنه بحلول منتصف يوليو المقبل, موعد انتهاء شهر رمضان المبارك, تكون الصورة قد اتضحت مبدئياً.

وأضافت المصادر انه في حال فشل التوصل لاتفاق بين إيران والدول الكبرى, فإن “حزب الله” قد يبدأ سريعاً مخطط الانقلاب الشامل الهادف إلى إقامة مؤتمر تأسيسي يفضي إلى تغيير النظام اللبناني ونسف اتفاق الطائف, أما إذا تم التوصل لاتفاق فإن ذلك لا يعني انتهاء المخطط الانقلابي بل يعني تجميده فترة قد تمتد لأشهر عدة, وهي المدة المطلوبة لتنفيذ الاتفاق, خاصة أن رفع العقوبات عن طهران لن يكون تلقائياً وإنما تدريجياً ومرتبطاً بمدى تنفيذها الالتزامات التي تعهدت بها للدول الكبرى خلال الأشهر التالية لتوقيع الاتفاق.

وبحسب المصادر, فإن وقوف “حزب الله” إلى جانب عون في مساره التعطيلي سواء للانتخابات الرئاسية أو لجلسات الحكومة يهدف إلى تحقيق نتيجتين: الأولى تتمثل بإرضاء الحليف الذي تصاعد عتبه وانتقاداته في الآونة الأخيرة, والثانية كسب مزيد من الوقت في انتظار “الإشارة الإيرانية لقلب الطاولة”, ذلك أن طهران تعلم أن أي خطوة في لبنان, من قبل ذراعها العسكرية الأقوى في المنطقة, ستنعكس سلباً على مفاوضاتها مع الدول الكبرى.

وإذ حذرت من خطورة “المؤامرة الانقلابية” لأنها تعني نسفاً للصيغة القائمة حالياً ونهاية لصييغة لبنان التعددية, أوضحت المصادر أن عون ليس بعيداً عنها وإن لم يكن على علم بتفاصيلها الدقيقة, وهو يعتقد أن أي خطوة من “حزب الله” ستضمن له تعزيز موقعه الشخصي في المعادلة بغض النظر عن مصلحة المسيحيين, بديل أن “المثالثة” المطروحة بين السنة والشيعة والمسيحيين بدل المناصفة القائمة حالياً بين المسلمين والمسيحيين, ستكون على حساب المسيحيين وموقعهم في البلد الوحيد بالشرق الذي مازال يرأسه مسيحي.

وأكدت المصادر أن عدم إعلان عون رفضه “المثالثة” وحديثه الأخير عن الفيدرالية يؤكدان أنه يقدم مصلحته الشخصية والحزبية على مصلحة المسيحيين خصوصاً ومصلحة لبنان بشكل عام, محذرة إياه من خطورة انخراطه في هذا المشروع “الانتحاري” لأنه سيؤدي إلى “حرب أهلية جديدة”, حسب تعبيرها. من جهتها, أكدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن هذه المؤامرة الانقلابية ستواجه بمقاومة شاملة من قوى “14 آذار” والوسطيين (وزراء الرئيس السابق ميشال سليمان ورئيس “اللقاء الديمقراطي” وليد جنبلاط), وأن أقصى ما يمكن أن تقبل به هذه القوى هو السعي الى تطوير النظام اللبناني من دون المس بجوهره. وأوضحت أن الصيغة اللبنانية الحالية تعتبر نموذجية بالنسبة إلى الدول ذات التعددية الطائفية والمذهبية والسياسية, وتشكل محور مشاريع الحلول والتسويات التي ترسم للدول التي تشهد أزمات سياسية وعسكرية, خاصة سورية, التي تتجه التسوية فيها إلى نظام اللا مركزية عن طريق الولايات أو الاقاليم بما يؤمن مشاركة جميع القوى السياسية في السلطة والقرار السياسي. واعتبرت المصادر أن تصلب عون, رغم يقينه باستحالة وصوله إلى قصر بعبدا, يؤكد أنه يراهن على فوز المحور الاقليمي المتحالف معه (دمشق – طهران – “حزب الله”) بما يؤمن فرص وصوله الى الرئاسة, الأمر الذي يجعل الأزمة اللبنانية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالمسار الاقليمي.

 

 «الشغور» إذ يتمدّد في الزمان.. وفي كلّ مكان

  وسام سعادة/المستقبل/29 حزيران/15

العام الثاني من الشغور الرئاسي ليس كعامه الأوّل وبالضبط لأنه العام الثاني. طوال العام الأوّل من فراغ الموقع الأول في الدولة اللبنانية، كان يمكن أن يُقال إنه «تأخير» في الانتخاب زاد عن حدّه، لكنه يظلّ «تأخيراً» في آخر الأمر، ويقارن بمثيله أواخر العام ألفين وسبعة، رغم الفارق الأساسيّ بين وضوح هوية المرشّح التوافقي آنذاك، وبين الحلقة المفرغة لـ»الكربجة» الترشيحية الحالية وترجمتها التعطيلية لجلسات الانتخاب. أما وقد دخلنا في العام الشغوري الثاني، فإن مفردة «تأخير» ما عادت تلائم الوضع. «الشغور الرئاسي» يتحوّل الآن الى ثقافة سياسية متفشية، والدعوات إلى انتخاب الرئيس العتيد ووضع حدّ للشغور باتت أشبه بطقوس وتعاويذ ترسّخ الثقافة السياسية للشغور نفسه. يبدو الأمر كما لو جرى الاستيحاء من نصب «الجندي المجهول» مقاماً في أعلى الدولة لـ»الرئيس المجهول».

في العام الثاني من الشغور نتعرّف أكثر الى التشابه بين فراغ السدّة، في أعلى منصب في الدولة، وبين انسداد معظم قنوات التداول. فكما أنّ التداول على السلطة، لكن أيضاً تداول الوقائع، وتداول الأفكار، وتداول المصالح، يعطّله الحكم الاستبدادي الفعال والمديد، كذلك يفعل فعله الشغور الى حد كبير، تعطيلاً لكافة أشكال التداول على السلطة، لكنه يتماشى أيضاً مع تفريغ التداول على الوقائع والأخبار والأفكار والخبرات من كل مضمون، وإغراقنا أكثر من ذي قبل في القيل والقال. والحال أنّ كل تفسير لتمادي الشغور الرئاسي بالعوامل الشخصية والذاتية فقط، او على العكس من ذلك بلعبة الأمم فقط، هو من قبيل القيل والقال. وهذا القيل والقال بدوره، يساهم سواء بتسخيف المسألة الرئاسية بعزلها عن الأزمة الهيكلية للنظام، أو بربطها خبط لصق بالأزمات الكونية، قفزاً فوق الأزمة الهيكلية للنظام اللبناني.

في زحمة هذا القيل والقال، لم يطوّر أحد في هذا البلد دينامية ضاغطة تعترض سبيل التمادي الزمني في الشغور الرئاسي شهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة. كل التجاذبات والتقاربات والتباعدات التي حدثت منذ بداية الشغور حتى الآن كانت بالأحرى تتعامل معه على أنه «تأخير» سيعالج ولو طال الزمن، وانه يشبه نمط اللبنانيين في عدم مراعاة المواعيد. لكنها لم تعد فقط مسألة موعد يظلّ يتأجل، هي مسألة «كربجة» مسيحية - مسيحية وإسلامية - إسلامية وإسلامية مسيحية، تزيد يوماً بعد يوم من صعوبة أن يكون لهذا البلد رئيس للجمهورية في أمد منظور، في الوقت نفسه الذي مضت أكثر من ست سنوات على آخر استحقاق انتخابي عرفه البلد، والمفارقة أنها كانت الانتخابات الأكثر تسيّساً في تاريخه، والأكثر اقتراباً من مسألة التداول على السلطة لأن ائتلافين واسعين تبارزا على امتداد الخارطة، بصرف النظر عن تضعضع الائتلاف الاستقلالي نفسه مباشرة بعد فوزه آنذاك. من هنا، مفارقة بقايا «النظام اللبناني» المستمرة الى الآن: من جهة، صار يبدو كنظام يعمل «اوتوماتيكياً» لا حاجة فيه لأي استزادة من السلوكيات التصويتية للناخبين، ومن جهة ثانية صار نظاماً يعمل بلا رأس.

 

وفاة محمد ناصيف الشخصية الأمنية البارزة في نظام الأسد

دمشق – ا ف ب: توفي محمد ناصيف خيربيك, احد ابرز المسؤولين الامنيين السابقين في النظام السوري ومعاون نائب الرئيس بشار الاسد, بعد صراع مع المرض. وكان محمد ناصيف الثمانيني مقربا من الرئيس الراحل حافظ الاسد, والد الرئيس الحالي, وشغل منصب نائب مدير المخابرات العامة. وكان, بالاضافة الى منصبه كمعاون لنائب الرئيس, يعتبر من المستشارين المقريين من بشار الاسد في الشؤون الامنية. وادرج الاتحاد الاوروبي في 2011 اسمه على لائحة المسؤولين السوريين الذين فرض عليهم عقوبات لدورهم في قمع الحركة الاحتجاجية ضد النظام. وأوردت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا”, أمس, بياناً مقتضبا صادرا عن رئاسة الجمهورية جاء فيه “نعت رئاسة الجمهورية العربية السورية الرفيق اللواء المتقاعد محمد ناصيف خيربيك معاون نائب رئيس الجمهورية الذي انتقل الى جوار ربه صباح اليوم (امس) الاحد اثر معاناة مع مرض عضال”. ولم يكن خيربيك يلعب دورا بارزا على الساحة السياسية في الفترة الاخيرة, وكان معاونا لفاروق الشرع, نائب الرئيس البعيد عن الاضواء منذ اكثر من سنتين. وفي عهد حافظ الاسد, كان خيربيك ممسكا بملف العلاقات السورية – الاميركية والسورية – الايرانية. وكان يعتبر من رجال النظام الاقوياء. لعب دورا بارزا في لبنان خلال ما عرف ب¯”فترة الوصاية السورية” في التسعينات وصولا الى ,2005 عندما كانت دمشق تتفرد بالنفوذ تقريباً على الساحة السياسية اللبنانية.

في ,2005 عينه بشار الاسد معاونا لنائب رئيس الجمهورية, وهو منصب استحدث خصيصاً له. في ,2007 وضع على لائحة الشخصيات المستهدفة بعقوبات من الولايات المتحدة بسبب دوره في “الانتقاص من الديمقراطية اللبنانية”.في مايو ,2011 فرض عليه حظر سفر من الاتحاد الاوروبي لاتهامه بالمشاركة في قمع التظاهرات المطالبة بإسقاط بشار الاسد. ومحمد ناصيف علوي يتحدر من محافظة حماة في وسط البلاد.

 

مقتل 400 من الإيرانيين والأجانب في “الحرس الثوري” بمعارك سورية

دمشق, طهران – وكالات: كشفت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا”, عن عدد قتلى “الحرس الثوري”, بمن فيهم المنتسبون له من الميليشيات الأفغانية والباكستانية, وحددتهم بـ 400 عنصر منذ اندلاع الأزمة السورية العام 2011. ويرى مراقبون أن عدد قتلى إيران في سورية أكثر بكثير من هذا الرقم المعلن الذي يراد به تضليل أتباع إيران عن حجم الخسائر الفادحة التي تتعرض لها قوات “الحرس الثوري” والميليشيات المقاتلة تحت إمرته على يد فصائل المعارضة السورية. وبحسب وكالة “إرنا”, فإن “نحو 79 عنصرا من هؤلاء القتلى هم من لواء “فاطميون” الأفغاني”, الذي أعلن “الحرس الثوري” الإيراني أنه أصبح فيلقا الشهر الماضي, بعد تجنيد المزيد منهم من صفوف اللاجئين الأفغان في إيران. ووفقاً لتقرير الوكالة, تم تشييع أكثر من 10 عناصر من “الحرس الثوري” والميليشيات الأفغانية والباكستانية قتلوا في سورية, خلال الأيام القلية الماضية, بمناطق مختلفة من إيران. وكان “الحرس الثوري” أقام, الجمعة الماضي, مراسم جنازة عسكرية لأحد ضباطه برتبة ملازم أول, يدعى حامد جواني, الذي أصيب أثناء معارك اللاذقية في 13 مايو الماضي, وتوفي الخميس الماضي, متأثرا بجروحه البليغة, وذلك بعدما كان في غيبوبة لمدة 40 يوماً بمستشفى في طهران.

كما شيعت إيران أيضاً, الخميس الماضي, 3 عناصر من “الحرس الثوري”, بينهم ضابط رفيع يدعى محمد حميدي, الملقب “أبوزينب”, برفقة حسن غفاري, وعلي أمرائي واسمه الحركي “حسين ذاكري”, الذين لقوا مصرعهم بانفجار على طريق دمشق – درعا, إضافة إلى 5 مقاتلين أفغان من ميليشيات فيلق “فاطميون” دفنوا في مدينة مشهد – شمال شرق إيران – بحضور مسؤولين حكوميين وعسكريين. وتضم ميليشيات “فاطميون” عناصر من الشيعة الهزارة الأفغان اللاجئين في إيران, ويتم تجنيدهم مقابل 500 دولار شهريا ومنحهم إقامات لهم ولعائلاتهم في إيران, ومن ثم تدريبهم وتسليحهم من قبل “فيلق القدس”, الذراع الخارجية لـ”الحرس الثوري” الإيراني, ليتم بعدها إرسالهم للقتال في سورية. وكان “الحرس الثوري” قد نعى 5 من كبار قيادات “فيلق القدس” المختص بالعمليات الخارجية, الذين قتلوا في سورية والعراق خلال الآونة الأخيرة. وشيعت إيران, خلال شهر أبريل الماضي, هؤلاء القادة الخمسة, إضافة إلى نحو 27 عنصرا من الحرس الثوري وميليشيات “فاطميون” الأفغانية وأعضاء من ميليشيات “زينبيون” الباكستانية, الذين قتلوا بمعارك محافظة درعا جنوب سورية, إلى جانب قوات الأسد على يد فصائل المعارضة السورية. من جهة أخرى, خلف هجوم “داعش” على المناطق التي تسيطر عليها قوات نظام الأسد بمدينة الحسكة شمال سورية أخيراً, موجة نزوح من المدينة إلى المناطق الشمالية من المحافظة, إثر اشتداد الإشتباكات بين الطرفين.

وفي وقت لم تتوافر فيه إحصاءات رسمية بشأن عدد النازحين من الحسكة خلال الأيام القليلة الماضية, تحدث نازحون عن عشرات الآلاف. وقالت النازحة سلمى غانم (35 سنة) من حي النشوة بالحسكة إن عناصر “داعش” هاجموا الحي فجر أمس, وبسبب الإشتباكات هناك “أُرغمنا على ترك منازلنا”, مضيفة “البعض خرج من دون أن يتمكن من جلب إثباتاته الشخصية, فيما هرب آخرون حفاة من منازلهم”. وقال مسؤول بقوات الأمن التابعة لحزب “الإتحاد الديمقراطي الكردي” عبدالرحيم خليل إن قواته “تتخذ بعض الإجراءات, وتفتش النازحين خشية تسلل عناصر تنظيم داعش إلى المدينة, والقيام بأعمال إرهابية”. من جهة ثانية, أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن سبعة مدنيين على الأقل, بينهم أربعة أطفال لقوا مصرعهم وأصيب آخرون بجراح في قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي للنظام السوري على مناطق في حي الهلك التحتاني شمال شرق حلب. وأضاف المرصد في بيان أمس, أن عدد القتلى جراء القصف مرشح للإرتفاع بسبب وجود حالات خطرة بين الجرحى ومفقودين تحت الأنقاض. كما قتل طفل جراء قصف ببرميل متفجر على منطقة في حي جب القبة بحلب القديمة. وأشار المرصد إلى أن طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي نفذت أربع غارات على تمركز “داعش” في قرى راعل واسنبل والغندورة بريف حلب, كما نفذت أخرى ضربات عدة على مناطق وتمركزات التنظيم في بلدة صوران اعزاز بريف حلب. وأفاد مصدر طبي أن 10 من عناصر “داعش” قتلوا, و20 آخرين أصيبوا بجروح, في غارات التحالف على مواقع التنظيم في الريف الشمالي لمدينة حلب.

 

أمين الجميل رفض الاستفتاء الشعبي

النهار/29 حزيران 2015

انتخاب رئيس للجمهورية مدخلاً الى انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وتحصين الوطن في وجه المنظمات المتطرفة، كانا الهمّ المشترك في لقاءات الرئيس أمين الجميل في زيارته البقاع السبت الفائت، والتي استهلها من زحلة، بلقاء راعي ابرشيتها المارونية المطران جوزف معوض، ثم راعي ابرشية الروم الكاثوليك المطران عصام درويش. ووصفها الجميل بأنها "زيارة تضامنية مع البقاع، وتأكيد لتضامن كل اللبنانيين، خصوصاً في هذه المنطقة التي اراد القدر ان تكون في مواجهة مباشرة مع كل هذه الحركات الاصولية والتكفيرية". وأبدى تقديره لـ"التضحيات التي يقدمها الجيش اللبناني البطل حفاظاً على الحدود والسيادة والاستقرار". وسئل عن موقفه من الاستفتاء على مرشحي رئاسة الجمهورية، فأجاب: "أولى الاوليات هي انتخاب رئيس من خلال النظام والدستور اللبناني، مع احترام تقاليدنا الدستورية والتجربة اللبنانية الفريدة في هذه المنطقة. وأي اقتراح يخرج عن هذا الإطار، يكون تمييعا لهذا الانتخاب وخروجا على التقاليد اللبنانية".

في بعلبك

ومن دارة رضا المصري في بلدة حورتعلا، استهل الجميل زيارته الاولى والمفاجئة لقضاء بعلبك يرافقه النائب ايلي ماروني، حيث التقى عشائر المنطقة. حرارة الحفاوة التي كانت في استقباله في حورتعلا، جعلته يستذكر كلام والده الشيخ بيار الذي كان يعتبر "أي حبة تراب من لبنان في الجنوب والبقاع مقدسة، ومن دون أي تمييز بين منطقة وأخرى لأبناء هذا الشعب الطيب صاحب العنفوان والطهارة، وهذه الطهارة هي سبب الاستقرار في لبنان". وشدد الجميل في لقائه الفاعليات وفي مقدمها راعي ابرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، والمفتي الشيخ محمد المصري وضباط ورؤساء بلديات ومخاتير ووجهاء عشائر، على "أن الاستقرار في لبنان لا يمكن ان يتحقق إلا بإنتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل غد". وحيا رئيس مجلس النواب نبيه بري "الذي رغم الصعاب، يبذل كل الجهود ليلعب مجلس النواب دوره الكامل وينطلق في ورشة التشريع". ورحب المصري بالرئيس الجميل باسم عشائر المنطقة وفاعلياتها، مؤكداً إيمان المنطقة بالعيش المشرك.

المحطة الثانية كانت في بتدعي - دير الاحمر حيث قصد الجميل منزل الضحيتين صبحي ونديمة الفخري معزياً، واختتم زيارته بالمشاركة في رسامة الخوري ايلي الجميل في دير الاحمر، وزيارة سيدة بشوات.

 

وزير خارجية لاتفيا ادغار رينكفيكس لـ"النهار": نتمنى انتخاب رئيس للجمهورية المطلوب اتفاق جيّد مع طهران ولو تطلّب مهلة

ريتا صفير/النهار/29 حزيران 2015

لأن بلاده تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، زار وزير خارجية لاتفيا ادغار رينكفيكس لبنان للمشاركة في مؤتمر وزارة الخارجية عن السياسة الاوروبية للجوار. واستغل الوفد اللاتفي مناسبة اللقاءات لاثارة عناوين تتعلق بالعمل الاوروبي- العربي المشترك واخرى تشمل التعاون الثنائي. اما خلاصتها فقد حدّدها رينكفيكس في لقاء مع "النهار"، في القنصلية الفخرية لبلاده في الاشرفية. فدعا الى حوار اوروبي- عربي اكثر انتظاما آملا في ان ينتخب لبنان رئيسا للجمهورية. وتمنى التوصل الى "اتفاق جيد" مع ايران ولو تطلب ذلك مهلة اضافية.

¶ ما هي الخطوط العريضة للمقاربة الاوروبية الجديدة حيال المنطقة؟

- نحتاج الى حوار سياسي اكثر دورية. أعدّت لاتفيا في ظل رئاستها للاتحاد الاوروبي وبالتعاون مع اسبانيا، لاجتماع في برشلونة في نيسان الماضي. وقد فوجئنا بانه كان الاجتماع الاول على مستوى وزراء الخارجية منذ عام 2008. هذا امر غير مقبول. لذا توافقنا على اهمية الشروع في حوار اكثر انتظاما ودورية على مستوى وزراء الخارجية والرسميين لمناقشة التحديات. الى ذلك، ظهرت الحاجة الى علاقات "أكثر فردية" بين دول الاتحاد الاوروبي ودول المنطقة. ثمة حاجة في لبنان مثلا الى تطوير التعاون في مسائل مهمة كالهجرة واللاجئين ومكافحة الارهاب، علما ان بلدكم يقع على حدود الجوار السوري غير المستقر، حيث يتواصل الصراع، ومعه تدفّق اللاجئين، وهكذا تكسب "داعش". من هنا اهمية تعزيز مكافحة الارهاب وتبادل المعلومات وضبط التدفق المالي واستخدام الوسائل الاوروبية المالية في مساعدة البلاد على تجاوز الازمة. توقيع اتفاق للتجارة الحرة مع بعض الدول هو احدى المسائل التي نهتم بها ايضا.

¶ طالبت توصيات المجلس الاوروبي لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية واحترام مهل الانتخابات. هل ناقشت الامر مع المعنيين؟

- اجتمعنا كمجموعة اوروبية برئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة. وخلال اللقاءين، وجهنا اليهما اسئلة عن احتمالات انتخاب رئيس للجمهورية، فسمعنا ان العملية جارية. رغم ان المسألة داخلية وتتعلق بالشعب اللبناني، نأمل في ان يكون هناك رئيس يمثل البلاد، علما اننا في الاتحاد الاوروبي سنواصل نشاطنا والتزامنا القوي مع لبنان. أفهم أن هناك صعوبات، لكنني آمل في ان تعود الدينامية الداخلية ويكون لديكم رئيس نتحدث اليه.

¶ ما هي ابرز الانجازات التي حققتها لاتفيا خلال رئاستها الاتحاد الاوروبي؟

- واجهنا تحديات كثيرة. فمنذ تولينا الرئاسة، شهدنا الاعتداءات الارهابية في باريس وكوبنهاغن. ثم تطورت أزمة الهجرة الضخمة في المتوسط. كما عقد اجتماع للمجلس الاوروبي في ظل رئاستنا، في بروكسيل. على المستوى الداخلي، تمثلت الانجازات الاساسية في رزمة الاستثمارات التي بلغت 321 مليار أورو، والتي يفترض ان تنجم عنها "نهضة" في الاقتصاد. كما اننا تطرقنا الى موضوع الطاقة التي ما زالت تشكّل تحديا، غير اننا تمكنا من تطويرها حتى لدينا مشاريع بنى تحتية مشتركة وديبلوماسية للطاقة اكثر شفافية وتنسيقا. كذلك عملنا بكد على الاجندة الرقمية، رغم الحواجز الاوروبية الداخلية المتعلقة بقوانين حماية الانترنت والامن الرقمي . وقاربنا ايضا الوضع في الشرق والذي ينطوي على تحديات وخصوصا، في اوكرانيا، كما انني مسرور جدا لاننا تمكنا من اعادة احياء الشراكة الجنوبية، علما أن مراجعة السياسة الاوروبية للجوار ستنتهي نهاية السنة".

¶ تابعت عن كثب المفاوضات بين الدول الخمس زائد واحد وايران. هل تتوقع تمديدا للمهلة التي تنتهي آخر الشهر الجاري (قبل التوافق على التمديد بالامس)؟

- نحتاج الى اتفاق مقبول من الجميع، يقضي من جهة على احتمال ان تتوصل ايران الى بناء قدرة عسكرية نووية، ولكنه يعطي ايضا طهران فرصاً عادلة في العودة الى علاقات أكثر طبيعية مع العالم. اذا اعتبرنا ان الاتفاق قائم وأن علينا ان نسير مسافة اضافية محددة الى الامام، فيجب الا نتمسك بالمهل، وخصوصا أن العكس قد يضعنا في عالم أقلّ أمنا وقد يقودنا الى وضع حساس. من هنا آمل ان يتخذ المشاركون في المفاوضات مقاربة اكثر مسؤولية (...) أعتقد أننا نحتاج الى اتفاق جيد ولو تطلب ذلك مهلة اضافية.

¶ كيف تنوي تطوير التعاون الثنائي مع لبنان؟

- "ناقشت المسألة مع وزير الخارجية. نحتاج الى اقامة حوار سياسي دوري. نحن مهتمون بمعرفة وجهة نظر لبنان حيال عملية السلام في الشرق الاوسط والوضع في سوريا، وكذلك في مجال مكافحة الارهاب والهجرة. في المقابل، يهتمّ أصدقاؤنا اللبنانيون بوجهة نظرنا حيال اوكرانيا وبمسائل تتعلق بالشراكة الشرقية. هناك ايضا الموضوع الاقتصادي الذي تخللته مناقشات حيال الحاجة الى توقيع اتفاقات، منها ازالة الازدواج الضريبي وفي مجال التعليم العالي. كما اننا ناقشنا التبادل في مجال السياحة. على المستوى البرلماني، لدينا عضو في البرلمان من اصل لبناني يتولى تشجيع التبادل في هذا الشأن، وقد حضرت الى لبنان بعثة من لاتفيا في كانون الثاني الماضي لهذا الغرض، ونأمل في ان تزور في المقابل بعثة لبنانية لاتفيا. وختاما، نفكر في تعيين سفير غير مقيم للبنان نهاية السنة، رغم ان لدينا قنصلية فخرية كبيرة هنا.

 

"فيديرالية أجندات"!!

 نبيل بومنصف/النهار/29 حزيران 2015

لا ندري بعد ذاك اليوم الدموي الجمعة الماضي، الذي شكّل احدى "غزوات" الحرب الارهابية المعولمة، كم يمكن اللبنانيين ان يستكينوا من دون جزع الى سلوكيات القوى السياسية "الكبرى" كضمان او عامل ثقة "بحكمتها" ونضجها للإبقاء على حزام أمان بتنا نخشى فكفكته بأسرع مما يتصوره الجميع. نحن الآن أمام مرأى ازمة سياسية تتسع وتتشظى في كل الاتجاهات وتكشف قوى سياسية تشارف بمجموعها على الإنهاك والعجز مهما كابرت وزعمت العكس. ولن يبقى افتضاح هذا الواقع مختبئاً وراء الخطوط التقليدية للصراع الداخلي بل ان شل الحكومة بدأ يظهر مشهداً مختلفاً قد يكون من أبرز معالمه تكريس "فيديرالية" الاجندات وليس فيديرالية الحكم. والحال إن الفارق كبير بين "الطرازين" ولسنا الآن في معرض إثقال الناس بتنظير اضافي ممل. فما يعنينا هو الخوف من ان يشكل انفراط عقد هذه الحكومة تحديداً نذير دفع قسري للبنان، في توقيت لعله الأخبث والاسوأ، قصداً أم عفواً، نحو تشليع ورقة التين الدستورية الاخيرة التي تستر بقايا مظلة الأمان الداخلية. يكفي إلقاء نظرة بانورامية على شوارع القوى السياسية لتبين خطورة غرق هذه القوى في اجنداتها الخاصة، علماً ان ثمة معادلة ثابتة تاريخية تحكم لبنان في كل الظروف والحقبات وهي ان صعود هذا النوع من الاجندات غالباً ما يكون ممهداً لخسائر من الطراز الوطني الفادح. ومع استماحة العذر لانزلاقنا الى المعجم المذهبي الفاقع، نقول إن اجندة الشارع الشيعي باتت ترتبط ارتباطاً لا فكاك منه بمعارك دمشق وحمص وحلب والقلمون كحرب مصيرية بالكامل. واجندة الشارع السني أضحت أمام خطر المواجهة القاتلة بين التطرف والاعتدال. واجندة الشارع الدرزي تكاد تُختصر بمصير دروز سوريا وما أصابهم وما قد يصيبهم في أخطر الفصول المقبلة. أما اجندة الشارع المسيحي فلعلها تعصى على اي وصف مبسط. وترانا هنا اقرب الى الضياع في الحديث عن اجندة مسيحية عامة لفرط ما امعنت تقلبات الازمة الرئاسية المديدة في توزيع الغرائب والعجائب في هذه "الساحة" الفريدة. ها نحن الآن أمام مزيج من النماذج عن انصراف المسيحيين الى عوالم اخرى مختلفة عن سائر الشركاء المأزومين. يمتزج العمل على "ديموقراطية" استطلاعات الرأي بافتعال أزمات التعطيل، والتهليل لإعلان النيات الحسنة بالغموض البناء حيال المعركة الرئاسية، وادانة الفراغ بالتمديد لمسبباته. ولا نعرف ما اذا كنا سنكون يوماً أمام استفاقة مسيحية، ولا نقول اجندة، حيال الاولويات الحقيقية التي تمليها مواجهة ذاك الزاحف على المنطقة ولبنان. أقله "كانت" الحكومة حتى الامس تستر "فكفكفة" الاجندات، فمن تراه سيلملم الشتات بعد الآن؟

 

نقاشات خافتة حول تعقيدات قانون الانتخاب كيف يتجاوز الأفرقاء المسيحيون تهمة التعطيل؟

 روزانا بومنصف/النهار/29 حزيران 2015

يندر إن لم يكن يستحيل أن وجد الأفرقاء المسيحيون في لبنان انفسهم في موقع مَن يتحمل المسؤولية المباشرة عن تعطيل مؤسسات الدولة اللبنانية على مر التاريخ اللبناني الحديث. فالمسيحيون كانوا دوماً المدافعون الأساسيون الشرسون عن مقومات الدولة وكيانها ولم يكونوا مرة ضد سير عمل المؤسسات، وفق ما يجري حالياً تحت أسباب او ذرائع لا تجد منطقاً داعماً لدى الافرقاء السياسيين الحلفاء او الخصوم، أقله في المجالس السياسية. فالامر لا يتصل بانتقاد القيادات المسيحية بل بوقائع باتت ترخي بظلها على الوضع السياسي. ولا تطاول المسؤولية في هذا الاطار فريقاً مسيحياً محدداً بل افرقاء عديدين، انطلاقاً من ان التيار العوني يعطل الانتخابات الرئاسية. ومع ان بعض الاتهامات تطاول "حزب الله" ويتعاطى الكثير من الدول التي دخلت على خط الوساطة والمساعي مع واقع محاولة اقناع ايران بالافراج عن الانتخابات الرئاسية، فان ذلك لا ينفي مسؤولية امتناع فريق مسيحي عن ممارسة انتخابات ديموقراطية بما يمكن ان ينزع ورقة الابتزاز من يد ايران.

ومجلس النواب معطَّل بدوره بعناوين معلنة لكل من التيار الوطني و"القوات اللبنانية" اللذين يشترطان ادراج بندين على جدول أعمال ما يعرف بـ"تشريع الضرورة" وهما بند استعادة الجنسية للمغتربين وقانون الانتخاب. والبند الاول يعارضه افرقاء كثر من بينهم "حزب الله" حليف التيار العوني والداعم له على طول الخط علماً ان مصادر سياسية تقول ان المسيحيين لن يستفيدوا على الارجح من هذا القانون في حال اقراره كما تستفيد الطوائف الاخرى، خصوصاً ان المسيحيين المغتربين لن يعودوا الى لبنان وظروف المنطقة لسنوات طويلة مقبلة لن تشجعهم على ذلك في الوقت الذي يُراد منه الاستفادة بالاعداد من أجل الانتخابات ليس الا. وثمة رأي لافرقاء سياسيين من اعضاء اللجان النيابية المعنية في هذا الاطار. في حين ان الوصول الى قانون جديد للانتخاب وفق ما يرغب فيه الفريقان المسيحيان يبدو معضلة في حد ذاته. وثمة مشاورات ونقاشات بعيدة من الأضواء تحصل على هذا الصعيد في اطار البحث عن المشروع الذي يمكن ان يلبي طموح الافرقاء المسيحيين من دون الاصطدام بمصالح الافرقاء الطوائفيين الاخرين ومراعاتها في الوقت نفسه . وينقل عن بعض القيادات المسيحية انه يتعين محاولة ارضاء الرأي العام المسيحي بقانون انتخاب عادل بالنسبة اليهم ما دام سيكون متعذراً انتخاب الرئيس "القوي" في نهاية المطاف. الا ان المفهوم المطروح لقانون انتخاب عادل يبدو وفق الطرف الآخر من النقاش بحيث ينتخب المسيحيون نوابهم اي نصف مجلس النواب الذي اتفق على ان يكون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ليس سهلاً انطلاقاً من ان مفهوم المناصفة حين اعتمد في الطائف انما بني على تجاوز العدد أو ما بات يعرف بوقف العد في حين يرغب الافرقاء المسيحيون في العودة الى العد وهو الأمر الذي لا ينفي وجود سلبيات. قد يكون من أبرز هذه السلبيات تعذر تأمين انتخاب 64 نائبا بـ30 في المئة من الشعب اللبناني فقط، وفق الأرقام التي لم تعد تعتبر المسيحيين يشكلون نصف عدد اللبنانيين. اذ أن ذلك سيفتح أبواباً أخرى لن تقتصر مفاعيلها على لبنان فحسب بل تطاول دول المنطقة في ضوء ما يجري من انهيارات هيكلية للدول وكياناتها.

ويشارك حزب الكتائب ايضا في الامتناع عن المشاركة في اي جلسات نيابية بذريعة عدم جواز التشريع في ظل استمرار الشغور في سدة الرئاسة الاولى. وانتقل التعطيل اخيرا الى مجلس الوزراء تحت وطأة مطالبة التيار العوني باجراء تعيينات في قيادة الجيش تستبق نهاية الولاية الممددة لقائد الجيش العماد جان قهوجي وتأتي بصهر العماد عون العميد شامل روكز مكانه. والمشهد في هذا الاطار لافت في ظل رفع تيار المستقبل الذي توجه اليه سهام الاعتراض في هذا المجال رفضه أي تعيينات أمنية أو عسكرية على هذا المستوى قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية من اجل المحافظة على صلاحياته كقائد أعلى للجيش، كما في ظل مساع بارزة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط من أجل تأمين استئناف عمل الحكومة بحيث يظهر للعلن على الاقل في هذا المشهد، باعتبار انه قد يكون هناك مصالح للبعض في هذا المشهد، حرص القيادات السياسية لدى كل الطوائف الاخرى على عمل المؤسسات الدستورية وانتظامها، خصوصا في ظل ظروف غاية في الصعوبة نتيجة الزلازل في المحيط المباشر للبنان، الامر الذي لم يعد ينطبق كليا على الافرقاء المسيحيين. فيما يقف "حزب الله" في الادبيات التي تساق في هذا الاطار مع مبدأ بقاء الحكومة وعملها. ولكن المشاركة في تعطيل عملها انما يأتي دعما للحليف العوني ليس الا، بحيث يرفع عنه المسؤولية المباشرة في ما خصّ الانعكاسات الخطيرة التي باتت تترتب على البلد تبعا لذلك. وتالياً فإن هذه الصورة بالغة السلبية تصيب المسيحيين عموما، خصوصا بالنسبة الى صورتهم في الخارج بحيث يعبرون عن ارتباك سياسي واضح قد لا يكون مقتصراً عليهم، خصوصاً ان كل الطوائف الأخرى تتعرض لخضات عميقة في ضوء ما يجري في المنطقة. لكن الشكوك في قدرتهم على تحقيق مرادهم عبر السبل التي يعتمدون كبيرة جدا بل يخشى ان تعرضهم لخسائر اضافية.

 

ما الخطأ في صفقة إيران النووية؟

ألان كوبرمان/السياسة/29 حزيران/15

ذروة ما يوفره اتفاق الرئيس اوباما النووي المعلق مع ايران هو ان يطيل الاتفاق وقت الاختراق اللازم لايران لكي تنتج ما يكفي من اليورانيوم المخصب اللازم لانتاج السلاح النووي. في مقابلة مع الاذاعة الوطنية “NPR” ذكر اوباما ان وقت التحرر الحالي هو نحو شهرين او ثلاثة حسب تقديرات استخباراتنا وبالمقابل ادعى ان الاتفاق المعلق يقلص البرنامج النووي الايراني, ولهذا اذا قررت ايران لاحقا خرق الاتفاق وطردت جميع المفتشين ونقضت كل التعهدات وتوجهت نحو انتاج القنبلة فأمامنا اكثر من عام حتى نرد على ذلك.

للاسف هذا الادعاء زائف, كما يثبت ذلك العلم والرياضيات فوفقا لحساباتي فإن وقت تحرر ايران الفعلي وفق الاتفاق سيكون ثلاثة شهور وليس اكثر من عام وهكذا فإن الاتفاق لن يحسن – على الارجح – من قدرة العالم على رد الفعل على اي جهد مفاجئ من جانب ايران لصنع القنبلة. وقت التحرر تحدده ثلاثة عوامل رئيسية: عدد ونوع اجهزة الطرد المركزي وتخصيب مادة البدء وكمية اليورانيوم المخصب المطلوبة للسلاح النووي. ويبدو ان اوباما لديه افتراضات وردية حول العوامل الثلاثة. والامر الاكثر اهمية في حال المحاولة العلنية والصريحة لايران لصنع القنبلة تفترض حجة اوباما انهم سيستخدمون فقط 5060 جهاز طرد مركزي يسمح بها الاتفاق لتخصيب اليورانيوم وليس 14.000 جهاز وسيسمح لايران بالاحتفاظ بها كقطع غيار مثل هذا الافترض مضحك, ففي فترة التحرر الواقعية سوف تركض ايران بدلا من ان تزحف لكي تصنع القنبلة. اجهزة الطرد المركزي تلك ستكون بحاجة الى توصيل وتصل الى السرعة المعادلة مع الاجهزة التي تعمل بالفعل, ولكن عند تلك النقطة ستزداد قدرة ايران على التخصيب ثلاث مرات عما يفترضه اوباما. هذا الخطأ يمكن تناوله بتعديل الاتفاق بأن يطلب من ايران تدمير او تصدير اجهزة الطرد المركزي الاضافية, لكنها ترفض ذلك. ثانيا, حيث ان الاتفاق سيسمح لايران بالاحتفاظ فقط بكمية قليلة من اليورانيوم المخصب على شكل “غازي” يستخدم في اجهزة الطرد المركزي فإن اوباما يفترض ان الاندفاع نحو انتاج القنبلة النووية سوف يبدأ من اليورانيوم غير المخصب ومن ثم تطول مدة التحرر لكن الاتفاق يبدو انه يسمح لايران ايضا بالاحتفاظ بكميات كبيرة من اليورانيوم المخصب على شكل صلب “مقابل الشكل الغازي” والذي يمكن اعادة تحويله الى غاز خلال اسابيع وهكذا فان ذلك يعطي بداية متصدرة ملموسة لايران لانتاج اليورانيوم الخاص بالسلاح النووي.

ثالثا: تفترض حجة اوباما ان ايران سوف تحتاج الى 50 رطلا من اليورانيوم الخاص بالسلاح حتى تصنع قنبلة نووية وفي الحقيقة يمكن صنع الاسلحة النووية من كميات اقل من ذلك بكثير من اليورانيوم حسب افتراض الخبراء لما فعلته كوريا الشمالية في ترسانتها النووية الاولية وقد خلصت دراسة اجراها مجلس الدفاع للموارد الطبيعية في العام 1995 انه حتى السلاح النووي “ذو القدرات الفنية المتدنية” يمكن ان يولد تفجيرا تقترب قوته من تفجير قنبلة هيروشيما باستخدام 29 رطلا فقط من اليورانيوم بالدرجة المطلوبة لصنع القنبلة.

بناء على هذه الافتراضات الواقعية يكون وقت التحرر وفق الاتفاق المعلن فعليا نحو ثلاثة اشهر بينما الوقت الحالي اقل من شهرين وهكذا فإن الاتفاق يزيد وقت التحرر بما يتجاوز الشهر وهو امر لا يهم كثيرا فحجة اوباما الرئيسية للاتفاقية في مد وقت التحرر لإيران سيتحول ليكون بلا اي قيمة فعليا, وبالمقابل سوف تجني ايران مكاسب كبيرة فالاتفاق سيرفع العقوبات المتصلة بالنووي الايراني ومن ثم سوف يضخ في الاقتصاد الايراني مليارات الدولارات سنويا بالاضافة الى ان الاتفاق سيفرج عن الارصدة الايرانية المجمدة ما يوفر لطهران ما بين 30 و50 مليار دولار كمنحة للتوقيع. ان اغراق ايران بالجوائز والمكاسب لبعض التنازلات الوهمية يشكل مخاطر جسيمة فسوف يدعم حكم الملالي الذين سيزعمون فضلهم في انتعاش الاقتصاد الايراني وهذه الموارد الاضافية سوف تمكن ايران ايضا من تصعيد الفوضى الشديدة التي تشتعل في الدول المجاورة كالعراق وسورية ولبنان واليمن. والأسوأ من ذلك كله ان رفع العقوبات سوف يسهل التوسع الهائل في برنامج ايران النووي ويقول آية الله علي خامنئي المرشد الاعلى لايران انه يريد 190.000 جهاز طرد مركزي او ما يعادل 10 مرات المقدار الحالي ويبدو ان ذلك مسموح به وفقا للاتفاق خلال عشر سنوات فقط, ومثل هذه القدرة الهائلة على التخصيب سوف تقلص وقت التحرر الى مجرد ايام حتى يمكن لايران انتاج ما يكفي من اليورانيوم من النوعية اللازمة للسلاح النووي حتى قبل ان نعرف انها تحاول ذلك وهكذا يتلاشى اي امل في ان تتخذ اجراء وقائيا. لا يوجد في الاتفاق المعلق ما يستحق هذه المخاطر ما لم يستطع الرئيس اوباما انتزاع تنازلات واضحة على طاولة المفاوضات فيجب على الكونغرس ان يرفض رفع العقوبات وبالتالي يوقف تنفيذ الاتفاق الذي سيمد ايران بمليارات الدولارات لكي تواصل سعيها من اجل السلاح النووي وفرض الهيمنة الاقليمية.

* منسق مشروع منع الانتشار النووي في جامعة تكساس

ترجمة – أحمد عبدالعزيز

 

سلام يحسم أمره ويدعو مجلس الوزراء قريباً التفاهم مع بري: جلسة مقابل الدورة الاستثنائية

 سابين عويس/النهار/29 حزيران 2015

بين رفض 6 وزراء يمثلون "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وبعض حلفائهما في تحالف ٨ آذار عقد أي جلسة لمجلس الوزراء ما لم يكن بند تعيين قائد جديد للجيش هو الأول في جدول أعمالها، ومطالبة 18 وزيراً يمثلون بقية المكونات السياسية في البلاد بمن فيهم حركة " أمل"، رئيس الحكومة بالتعجيل في الدعوة الى الجلسة، قرر الرئيس تمام سلام ان يحزم أمره ويوجه الدعوة، واضعاً حداً لمرحلة التريث التي تدخل مطلع هذا الأسبوع، أسبوعها الرابع. تحت ذريعة إفساح الوقت والمجال أمام الاتصالات لتنتج توافقاً، تريث رئيس الحكومة ثلاثة أسابيع في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، على قاعدة ان لا مبرر لعقد جلسة إذا لم تكن منتجة. لكن الأسابيع الثلاثة من التريث لم يقابلها الفريق السياسي المعطل بأي إيجابية، بل أوجد مناخاً غير مؤات وغير مشجع لرئيس الحكومة لخطو أي خطوة نحو الأمام.

ففي موازاة التصعيد في الخطاب السياسي من العماد ميشال عون، ترددت معلومات عن رسالتين حادتين وان بنبرة التمني، ابلغهما " حزب الله" الى سلام عبر الوزير محمد فنيش:

الأولى ان لا جلسة للحكومة في المرحلة الراهنة او أقله ليس قبل انتهاء شهر رمضان، "ليترك الوزراء كي يرتاحوا".

والثانية ان لا حاجة او مبرر لتحريك الشارع، وذلك في رسالة غير مباشرة الى "تيار المستقبل" ردا على التحرك الذي دعت اليه الهيئات الاقتصادية، والذي اعتبر بمثابة رد على دعوة عون الى التحرك الشعبي.

وتزامن هذا المناخ مع حملة إعلامية مبرمجة ضد المملكة العربية السعودية التي كان رئيس الحكومة زارها قبل أسبوعين تقريبا، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. كذلك تزامن هذا المناخ مع بلوغ الصراع السعودي الايراني أوجه على مسافة أيام قليلة من تبلور مصير الاتفاق النووي مع طهران.

الى هذه المعطيات، تضيف مصادر سياسية ان رئيس الحكومة لم يعد أمام ترف خيار التريث والنزول عند طلبات "حزب الله"، وانه بات ملزماً المبادرة الى إجراء يحفظ من خلاله موقع رئاسة الحكومة للطائفة السنية، ويحمي صلاحياتها خصوصا في ظل المخاوف من أن يكون تعطيل الحكومة -من دون إسقاطها - يرمي الى إعادة خلط المعادلة السياسية والطائفية التي ترعى النظام السياسي اللبناني وتحضر لتعديل هذا النظام بما يضمن حقوقاً وصلاحيات أكبر للطائفة الشيعية.

وعليه، ينتظر ان يوجه سلام دعوة قريبة الى جلسة حكومية، معولاً على دعم رئيس المجلس نبيه بري الذي التقاه نهاية الأسبوع الماضي وبحثا في موضوعي تعطيل مجلسي النواب والوزراء.

وينتظر ان يفضي التفاهم بين بري وسلام الى عقد جلسة لمجلس الوزراء، توافق على ان يوقع سلام مرسوم فتح دورة إستثنائية لمجلس النواب لإقرار مشاريع القوانين العالقة والملحة، ولا سيما منها ما يتعلق بقروض ميسرة وخدمة الدين وإصدارات اوروبوند.

أما بالنسبة الى رسائل " حزب الله"، فتقلل اوساط سلام من صدقيتها، مشيرة الى أن الوزير فنيش لم يأت الى السرايا ليبلغ الرئيس سلام مثل هذه الرسائل، بل كان الهدف الرئيسي من الزيارة موضوع سجن روميه على خلفية الشريط المسرب والاتهامات التي ساقها وزير العدل اشرف ريفي ضد الحزب. وبحسب الاوساط، فإن فنيش طالب سلام إجراء التحقيقات وصولا الى تحديد هوية المسربين، معلنا رفض حزبه الاتهامات التي سيقت ضده، ومطالبا بكشف الحقيقة.

أما في المسألة الحكومية، فقد فهم من مضمون المحادثات ان الحزب لا يزال على موقفه الداعم للعماد عون، بما يشي بأن لا تغيير من جانبه في الموقف من الجلسة الحكومية.

والسؤال: هل يؤدي عزم سلام على عقد جلسة لمجلس الوزراء الى تفجير أزمة سياسية او ان تمايز بري في الموقف يفترض سيناريو مختلفاً قائماً على فرضية ان الحزب لا يزال يرى جدوى في الحكومة وأن أوان إسقاطها لم يحن بعد، بل المطلوب فتح المجلس النيابي أمام اقرار بعض المشاريع الملحة من دون ان يفتح التشريع الباب أمام الانتخاب؟

 

كيف يمكن معالجة الأزمة الرئاسية ما دام معطّلو الانتخابات لا يعترفون بوجودها؟

 اميل خوري/النهار/29 حزيران 2015

ما دام معطّلو الانتخابات الرئاسية لا يرون في الفراغ خطرا على البلاد انما في انتخاب رئيس ضعيف. ولا يرون ايضا ان الوضع الاقتصادي في البلاد يقترب من الكارثة كما يقول اهله، فان نداء الهيئات الاقتصادية والعمالية والنقابية الذي صدر عن لقائها في "البيال"، قد لا يكون له تأثير على هؤلاء مثله مثل نداءات اخرى صدرت عن مراجع دولية وسياسية ودينية. فكيف يمكن الاتفاق على معالجة مشكلة ما دام الفريق الآخر لا يعترف بوجودها؟

الواقع ان اي انتصار لا يستطيع الشعب تحقيقه بالوسائل السلمية والديموقراطية الا اذا كان موقفه واحداً. فنداء بكركي الشهير عام 2000 بدعوة القوات السورية الى الانسحاب من لبنان لم يستطع فريق لبناني واحد اجتمع في لقاء قرنة شهوان تحقيقه الا بعد انضمام الفريق الآخر اليه في البريستول. و"الثورة البيضاء" التي اطاحت عهد الرئيس بشارة الخوري ما كانت لتنجح لو لم يشارك فيها المسيحيون والمسلمون وبأكثرية ساحقة. ولم يكن في امكان ما عرف بـ"ثورة الارز" ان تطيح حكم الرئيس اميل لحود عند اخراج القوات السورية من لبنان لأن فريقاً آخر رفض ذلك لا بل ابدى استعداده للتصدي. ولا الشعب اللبناني كان في استطاعته التخلص من الانتداب الفرنسي ونيل الاستقلال لو لم يشارك المسيحي والمسلم في طلب ذلك. وهذا يؤكد ان لا انتخاب لرئيس للجمهورية ما دام في لبنان فريق يعطّل هذا الانتخاب لاسباب شتى. واذا صار الرد عليه في الشارع فان الفريق الآخر يرد عليه بالمثل فيزداد الخراب خراباً. واذا كان معطّلو الانتخابات الرئاسية لا تؤثر فيهم النداءات بما فيها نداء الهيئات الاقتصادية والنقابية والعمالية. وقد شكّل لقاء هذه الهيئات استفتاء يؤيد انتخاب رئيس للجمهورية، بأسرع وقت، فهل يأخذ المعطلون باقتراح البطريرك الراعي، وهو اقتراح طبيعي ودستوري كان ينبغي العمل به ضمن المهلة الدستورية وليس بعد اكثر من سنة على الشغور وذلك بأن تعلن 8 آذار رسميا مرشحها للرئاسة الاولى وان تفعل 14 آذار الشيء نفسه كي يقترع النواب لاحدهما ومن يفوز بالاكثرية النيابية المطلوبة يعلن فوزه. لكن السؤال المطروح: هل المطلوب حصر الترشيح بمرشحين اثنين فقط يسميهما 8 و14 آذار ولا يحق لسواهما ذلك؟ وماذا لو ان ايا منهما لم ينل اصوات الاكثرية النيابية المطلوبة؟ هل يستمران في الترشح فتعود عملية الاقتراع لتدور في كل جلسة في حلقة مفرغة ومن دون نتيجة؟ وهل يصير اتفاق على مرشح ثالث؟ ان العودة الى الدستور هي الحل. وكل حل آخر لن يكون دستوريا الا بعد ا دخال تعديل عليه يجيز بدعة الاستفتاء او استطلاع الرأي لان النتائج لا تلزم مجلس النواب. ولان انتخاب الرئيس يتم بالاقتراع السري وليس برفع الايدي. ان معطلي الانتخابات الرئاسية اذا عادوا الى رشدهم واستيقظ فيهم ضميرهم الغائب. ما عليهم سوى النزول الى مجلس النواب لانتخاب مرشحين معلنين وغير معلنين. وهو ما كان يحصل في كل انتخاب ولم يكن النواب يشترطون معرفة نتيجة الانتخاب قبل حصوله والا عطلوا الجلسة. فالرئيس سليمان فرنجيه ما كان ليفوز بصوت واحد على منافسه الرئيس الياس سركيس لو ان كــل نائب اشترط معرفة النتيجـــة قبل الانتخــــاب والا عطّل النصاب.

ويتساءل الناس القلقون من استمرار الشغور الرئاسي: هل يكون لكل هذا الحراك الداخلي والخارجي نتيجة تفضي الى انتخاب رئيس مطلع الصيف كي يكون لهذا الانتخاب انعكاس ايجابي على حركة الاصطياف فيحرك عجلة الدولة ويفعِّل عمل كل مؤسساتها؟

في معلومات لمصدر ديبلوماسي ان القوى السياسية الاساسية في لبنان اذا لم تتوصل الى اتفاق على انتخاب رئيس يكون من صنعها فانه سيكون حتما من صنع الخارج. وهذا قد لا يتحقق الا اواخر الصيف وليس بمجرد الاتفاق على الملف النووي الايراني". لان هذا الاتفاق سيحتاج الى تسويق، خصوصا لدى السعودية ودول الخليج، والى إزالة كل الهواجس وجعل ايران دولة من دول حسن الجوار في المنطقة ونقطة انطلاق لتحقيق سلام شامل ودائم فيها. ولن يتحقق ذلك الا اذا شمل هذا السلام اسرائيل بالتوصل الى حل القضية الفلسطينية حلا عادلاً، فهل يكون شهر ايلول هو الموعد؟

 

قراءة في "داعش" وجيشها "السحري": إذا كان التاريخ لا يكذب!

 سمير منصور/النهار/29 حزيران 2015

ما هذا "الداعش" السحري الذي يظهر في كل زمان ومكان، تارة في صورة جيش نظامي مجهز بأحدث أنواع الأسلحة والآليات الحديثة، ومرة أخرى بزيّ عصابات تقتل وتهجّر وترتكب الأعمال الوحشية وكل الموبقات؟ وفي النهاية الهدف واحد، وقد سجّل فيه نجاحاً منقطع النظير هو تقديم الاسلام الى العالم على أنه دين قتل واجرام وتهجير. وخير دليل هو تلك الكتابات باللغة العربية على جثة إحدى ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مصنعاً للغاز الصناعي قرب مدينة ليون في فرنسا. ومن كل تلك الجريمة بدا المطلوب واحداً: تلك الكتابات وتظهيرها الى العالم بكل الوسائل... حكاية تشبه الكتابات بالعبرية على سلاح دُسّ ضد جهات تمهيداً لاتهامها بـ"العمالة للعدو الصهيوني الغاشم"... ما هذا الجيش القوي الجرار الذي، ما إن تحتاج الى بعض الذخيرة، حتى تهبط عليه من السماء ودائماً من طريق الخطأ ومن الطيران الحربي الاميركي وخصوصاً في العراق... يا للصدف التي لا تشبه سوى عدم تعرض المسيحيين الكلدان والأشوريين والسريان في العراق للتهجير سوى في العصر الأميركي! اذا كان التاريخ لا يكذب، فإن حقيقة هذا الجيش "السحري" يجب أن تكشف يوماً ما، حيث سيعرف أهالي الضحايا حروب صانعيه أنه لم يكن أكثر من "عدة شغل" تستعملها الدول الفاعلة والأنظمة، إقليمياً ودولياً، لغايات ومآرب شتى... تلك "الخواطر" والتساؤلات، كانت عناوين في نقاش ضمن حلقة سياسية – إعلامية عند مرجع سياسي لبناني، مباشرة بعد التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً في الكويت، ومنتجعاً في تونس، ومصنعاً للغاز في فرنسا، بعد هجمات مماثلة في المملكة العربية السعودية واليمن، ومنها الكثير من الصدف "الداعشية"... الكويت خصوصاً التي استضافت المؤتمر الثالث للدول المانحة من أجل النازحين السوريين والهاربين من الجحيم السوري، نهاية آذار الماضي وجمعت لهم نحو أربعة مليارات دولار، بعد إصرار على انعقاد المؤتمر في موعده المحدد وبعد حديث عن احتمال التأجيل نتيجة تطورات أمنية استهدفت الدول العربية عموماً... ومن تلك المصادفات أيضاً، استهداف تونس التي استطاعت الخروج من "ربيعها" شعباً ونظاماً بأقل الخسائر الممكنة، وقد بدأت العودة الى طبيعتها من خلال رئتها الاقتصادية، السياحة. عشية انعقاد مؤتمر الكويت الأخير، كنا مجموعة من الصحافيين اللبنانيين المدعوين اليه ضيوفاً على لقاءات مع الاعلام الخارجي الكويتي ومع إعلامي – سياسي كويتي، وقد تناغم التشخيص الكويتي لـ"داعش" وأخواتها الى حد بعيد مع عناوين اللقاء المشار اليه عند المرجع السياسي اللبناني. مرة ثانية، إذا كان التاريخ لا يكذب، فيجب أن يحكي الحقيقة ذات يوم!

 

المجمع الأرثوذكسي يقطع الشركة مع بطريركيّة القدس

29 حزيران 2015/النهار

انعقد المجمع الأنطاكيّ الأرثوذكسي المقدّس برئاسة البطريرك يوحنا العاشر في دورته العاديّة الخامسة من 23 حزيران حتى 26 منه في حضور أساقفة لبنان وبلدان الإنتشار، وصدر في ختامه بيان جاء فيه: "بداية عرض الآباء واقع العمل الرعائي في أبرشياتهم في الوطن وبلاد الانتشار وتوقّفوا عند الجهود التي يبذلها الرعاة لبناء المؤمنين على صخرة الإيمان، كما باركوا النشاط الذي يقوم به المؤمنون ولا سيّما الشباب منهم. (...) ولمّا كانت الكنيسة الأنطاكيّة استنفدت جميع الوسائل السلاميّة لحل الخلاف مع البطريركيّة المقدسيّة، قرّر آباء المجمع قطع الشركة الكنسيّة مع البطريركيّة المقدسيّة حتى إشعار آخر والتأكيد على اتّفاق أثينا (حزيران 2013) قاعدة لكلّ حلٍّ مستقبليّ (...). وانتخب المجمع المقدّس قدس الأرشمندريت سلوان أونر، رئيس دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ، متروبوليتًا على الجزر البريطانية وإيرلندا. وقبل آباء المجمع استقالة صاحب السيادة اسبيريدون (خوري) متروبوليت زحلة وبعلبك المقدّمة إلى غبطته على أن يبقى متروبوليت شرف ويقيم في مطرانيته التي تُعنى بتأمين حياةً كريمة له وعبّروا عن تقديرهم لإنجازات سيادته ودعوا له بطول العمر.

ورحّب الآباء بالتقدّم الحاصل في المجال الإعلامي وأعربوا عن شكرهم وتقديرهم للجهود التي يبذلها أبناؤهم في مجال العمل الإغاثي والخدمة الاجتماعية والتعاضد مع المحتاجين. وتوقّفوا بألم شديد عند معاناة الشعب السوريّ الذي يرزح تحت وطأة حرب مدمّرة وإرهاب منظّم وتكفير أعمى يدمّر الحجر ويقتل البشر ويمحو تراثاً وحضارة ضاربة في القدم. وعلى رغم هذا الواقع المظلم، لا يسع الآباء إلا أن يعبّروا عن فخرهم بتجذّر أبنائهم في سوريا بأرضهم. ويرحّبون بالمبادرات التي يقوم بها الخيّرون والتي تهدف إلى بناء ما قد هدّمته يد الإرهاب والإجرام واستعادة ما سرق من التراث المسيحيّ، وهم يدعون أبناءهم في سوريّا إلى التمسّك بأرضهم وجذورهم والإخلاص لوطنهم والحفاظ على وحدته. ويطالبون العالم بأن يكفّ عن التفرج على مأساة الشعب السوريّ والعمل الجديّ من أجل إيجاد حل سياسيّ - سلميّ للحرب المدمّرة على سوريّا يضمن عودة الأمن وإحلال السلام وإطلاق المخطوفين ولا سيّما المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبرهيم والآباء الكهنة. وأكد الآباء تمسّكهم بالنظام الديموقراطيّ في لبنان، وبميثاق العيش المشترك، وأسفوا لعجز المجلس النيابيّ عن الالتئام لانتخاب رئيس للجمهوريّة يعبّر عن وجدان اللبنانيّين الميثاقيّ والدستوريّ، ويصون وحدة الوطن، ويحمي الدستور، ويؤمّن انتظام المؤسّسات لخير المواطنين وتنمية لبنان الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة في هذه المرحلة المصيريّة. وهم يناشدون النوّاب ويدعونهم بإلحاح إلى ممارسة مسؤوليتهم الوطنيّة والتزام ما يقتضيه الدستور. وإذ يثمنون العمل الذي تقوم به الحكومة، يدعونها إلى تحمّل مسؤوليّاتها في رعاية شؤون المواطنين. كذلك، يثمن الآباء الجهود التي تقوم بها المؤسّسات الأمنية في سبيل إرساء الأمن والاستقرار على كل التراب الوطنيّ ويناشدون جميع المعنيّين العمل من أجل إطلاق الجنود المخطوفين وإعادتهم إلى بيوتهم وذويهم".

 

الموعد النووي: ما بعد 30 يونيو أسوأ مما قبله

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/29 حزيران/15

تشتد حالة الترقب وحبس الأنفاس في طهران، مع اقتراب الموعد النهائي لإعلان نتائج المفاوضات النووية بين الدول الست الكبرى وإيران، فاليوم التالي للثلاثين من يونيو (حزيران) يختلف عن الذي سبقه، بالنسبة لمراكز صنع القرار الإيراني، حيث لكل طرف مآربه وطريقة تصرفه في حال وقع الاتفاق أو لم يوقع. وعلى الرغم من اللهجة التصعيدية والمتشددة بين واشنطن وطهران، التي سبقت إعلان التمديد التقني للمفاوضات لمدة شهر، فإن هناك في طهران من يستعد للحصول على الحصة الأكبر من كعكة الاتفاق، ولو بعد حين، ومهما بلغ مستوى التنازلات، ليحصن بها مواقعه الداخلية في السلطة والنظام وكذلك ارتباطاته الخارجية. بالنسبة لفريق المفاوض الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، فهو لا يمكنه العودة من فيينا إلا بنتائج إيجابية. ففي حال نجح هذا الفريق في رفع العقوبات تدريجيا كما هو متفق، يكون قد عزز مواقعه الداخلية قبل الانتخابات التشريعية المقبلة، واستطاع أن ينظم انفتاحا دوليا من شأنه أن يخرج إيران من عزلتها، ويعيد تأهيلها لتمارس دورا بناء ومتصالحا مع محيطها والعالم.

في المقابل، هناك من لا يرى في المفاوضات ونتائجها إلا وسيلة أخرى مغرية بمردودها المادي والمعنوي، تساعده على الاستمرار بالزخم نفسه في سياساته الداخلية، قمعا ومنعا للحريات واضطهادا للأقليات، وتمكينا للعسكريتاريا من إحكام قبضتها على الدولة والاقتصاد بشكل نهائي، وتأهيلها لكسب العوائد السياسية والمالية المرتقبة نتيجة للانفتاح الدولي على إيران. في الخارج، يخشى من أن هذا الفريق سوف يعتبر نفسه أنه بموجب هذا الاتفاق قد حصل على غطاء دولي، يسمح لطهران باستكمال سياساتها التوسعية وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة، مع تغيير بسيط في المصطلحات والأساليب، وإمكانية الاحتفاظ ضمنيا بجوهر أهدافها، وضخ المزيد من الإمكانيات لتحقيقها.

المأزق الفعلي لهذا الفريق العقائدي ذي النزعة القومية، والمقيم في أروقة التاريخ، أنه غير مستعد للاقتناع بأن بنود الاتفاق النووي لا تخوله حكم المنطقة وشعوبها، حتى لو حصل على مباركة ضمنية من جهات دولية، ستغض الطرف عن تصرفاته وطموحاته، وبأن جل ما سيحصل عليه إدارة العنف المتزايد الذي سيزيد استنزاف طاقات الاقتصادية والبشرية، ويفاقم حرمان المواطن الإيراني من ثروات بلاده، لتبذيرها على المجهود العسكري وتغذية الصراعات في المنطقة.

وبانتظار أن يقتنع هذا الفريق بأن عصر الاستعمار قد ولّى، وأن إيران لم تعد إمبراطورية، وأن إمكانياتها لا تسمح لها بتطويع عالم متعدد الأقطاب، وحجمها لا يعطيها دور الريادة الإقليمية. وحتى ينتبه أيضا إلى أن في محيط إيران شعوبا ودولا تعيش منذ آلاف السنين لها ماضيها وحاضرها، تقاليدها وثقافاتها، وإذا ما أحست بالخطر تهب للدفاع عن نفسها وحماية استقلالها ومنجزاتها، فإن فتنا متنقلة وحروبا مفتوحة ستخاض في العراق وسوريا واليمن، تضاف إليها دول سيستمر تعطيلها في بيروت وعواصم عربية أخرى، وذلك لرغبة طهران في إضافتها إلى خريطة انتدابها. كما لم تعد مدة إقامة باراك أوباما في البيت الأبيض كافية لإقناعه بأن اتفاقا بهذا الشكل والمضمون مع إيران يؤجج الصراعات ولا يحتويها، وهذا ما بات مستحيلا في ظل إدارة أميركية تهرول وراء إنجاز تاريخي يسجل في دفتر باراك أوباما المليء بالفشل، والأخطاء في المعالجات، التي فجرت حروبا أهلية كان من الممكن استدراكها. فاستقرار المنطقة بحاجة إلى أن تغير طهران من سلوكها، وتغيير هذا السلوك أصبح مسؤولية الدول الإقليمية، التي بات عليها خوض مواجهة ليس فقط مع إيران، بل مع من يريد التساهل معها، لأنه لا مجال لمكافأتها على عبثها.  من بعد الثلاثين من حزيران، وبانتظار موعد نهائي جديد لتوقيع الاتفاق، حتى خروج باراك أوباما من البيت الأبيض، من الصعب إقناع طهران بأن أحدا لن يعترف لها بنفوذها، فالمنطقة أمام مرحلة ترهيب إيرانية، ومحاولات إخضاع توحد الجميع على رفضها، إلا أن يكون للشعب الإيراني رأي آخر.

 

محاولاتنا اليائسة لرفض التعذيب

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/29 حزيران/15

هذا الشهر مخصص لحملة إعلامية دولية لمناهضة التعذيب في العالم. فعبر وسائل إعلام بديلة ومواقع إلكترونية عرضت شهادات موثقة وتحقيقات ومقالات وفيديوهات لناجين من بقاع مختلفة في محاولة لزيادة الضغط على الجهات التي تنزل هذا العنف والقسوة بأجساد كثيرين. الأصوات المناهضة والرافضة للتعذيب تسمع في كل مكان لكن مع ذلك لم تتوقف هذه الممارسات وهنا في منطقتنا العربية لا تبدو أنها إلى أفول قريب. فالتعذيب عندنا ترعاه سلطات رسمية في كثير من الأحيان. هل ننسى أن جسد الشاب خالد سعيد المنتهك حتى الموت كان من أهم بواعث ثورة مصر وأن أيدي فتية درعا السوريين الذين قلعت أظافرهم حركت الحشود في سوريا. لطالما تصاعدت أنات بعيدة من السجون العربية حتى باتت علامة فارقة لمنطقتنا. توهمنا أن صرخات مدوية انطلقت عام 2011 ستفضح المسكوت عنه في السجون العربية وفي سجون الجماعات المسلحة التي انفلتت من عقالها أيضا. لم يحدث هذا، بل زاد الموت وبات التعذيب والقتل الوحشي حاضرا بشكل يومي حتى بات مشهدا يوميا يمر أمامنا حتى بدنا نكاد نراه ونتفاعل معه. فماذا يمكن لحملة خجولة لرفض التعذيب في العالم أن تفعل.

بالنسبة لنا نحن مواطنو هذا الشرق الأوسط تبدو الجهود من نوع حملات إعلامية وحقوقية لمناهضة التعذيب وفضح مرتكبيه حاجة ملحة توازي حاجتنا للهواء. فنحن ومنذ سنوات ودماء كثيرة تهرق حتى أننا نكاد نرى هذا الدم في وسائدنا وأصوات المعذبين تصم آذاننا حتى حين ننام. هاهي «داعش» تحاول كسر الرتابة في فيديوهات قطع الرأس فتصدر أفلاما جديدة فيها الإغراق والتفجير، وهاهو لبنان يراكم من رصيده في مجال العنف الرسمي بعد ظهور فيديوهات تعذيب وضرب موقوفين في السجون اللبنانية، بينما العراق كسلطة وكجماعات مسلحة يطور عنفا دأب عليه منذ عقود. أما فيديوهات التعذيب في السجون السورية فباتت تحتاج إلى موسوعة مستقلة بذاتها. وهاهي اللطمات التي نزلت على وجه صبي سوري حتى الموت أحرقت وجوهنا جميعا والجندي الذي ضربه بوحشية قالها صراحة: «بدي أقتلو حتى لو سرحوني من الجيش». التسريح من الجيش السوري هو العقوبة الأقصى التي يمكن لمعذب طفل وقاتله أن يناله، بل إن الجندي الذي ظهر في الفيديو لم يكن جازما بأنه سيعاقب على تعذيب طفل وقتله.. في الحقيقة معظم ممارسي التعذيب يفلتون من العقاب إن عوقبوا أصلا.

لكن ليس من يمارس التعذيب يقع وحده ضمن دائرة التوحش هذه فهناك اليوم الكثير من المصفقين. جماهيرنا لا تجمع على رفض التعذيب فهي تنقسم وتستنكر بحسب هوية المعذِب والمعذَب. نحن في لبنان اختلفنا الأسبوع الماضي على شريط تعذيب موقوفين إسلاميين. بحسب كثيرين فإن هؤلاء دواعش يستحقون ما أنزل بهم من ضرب وأذى.. نجد ذلك الموقف يتكرر في مصر وسوريا والعراق واليمن وأماكن أخرى بحسب هوية الأطراف. الموقف من إنزال الإهانة والألم والإذلال بجسد الخصم أمر غير محسوم. هويته تحدد موقفنا من انتهاك جسده بل والاحتفاء ربما بصراخه وألمه. واليوم بات لهذا الاحتفاء بعده البصري الاحتفالي حتى باتت فيديوهات التعذيب والقتل أشبه ببورنوغرافيا دموية. نحن أمام جماعات وأنظمة وميلشيات مسلحة تربت وتتربى في هذه الشراسة. أمام هذا تبدو الدعوة لمناهضة التعذيب أمرا ليس ذا بال بل هي ترف يرد عليه البعض بابتسامة ساخرة. أمامنا حاجات وعوائق قبل أن نستوعب مدى حاجتنا لرفض قتل الآخر وإهانته وإيلامه حتى ولو كان مذنبا وسنجد دائما ذريعة تبرر لنا قبولنا بهذا الانتهاك. الأرجح أننا ليس فقط دخلنا الرحى بل نحن في قلبها ولن نعرف سريعا كيف نخرج منها

 

الولايات المتحدة وخطوط إيران الحمر

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/29 حزيران/15

تدخل إيران نهاية لعبة المفاوضات النووية بما يمكن وصفه بموقفين تفاوضيين: الأول المعايير التي اعتمدت في أبريل (نيسان) الماضي في لوزان بسويسرا عن طريق وزير الخارجية محمد جواد ظريف، والثاني هو مجموعة أخرى من «الخطوط الحمراء» التي رسمها المرشد الأعلى آية الله خامنئي هذا الأسبوع. ويعتبر الموقفان مختلفين كليا؛ فالنسخة الأولى تعطي أسسًا للاتفاق يمكن العمل عليها، بينما تبدو النسخة الثانية متصدعة بشكل خطير. فليست هذه المرة الأولى التي ترسل فيها دولة رسالة عامة وأخرى خاصة في شأن حساس، فقد سبق وأن حلّ الرئيس الراحل جون كينيدى أزمة الصواريخ الكوبية بهذا الأسلوب. إلا أن ذلك لا يبدو أمرا مريحا إن حدث قبل أسبوع واحد من الموعد المحدد. يسافر وزير الخارجية جون كيري إلى فيينا لحضور الجولة الختامية للمباحثات، على افتراض أن الاتفاق النهائي سوف يكون هو نفس ما اتفق عليه مع ظريف على طاولة المفاوضات، وليس ما قيل في الخطاب الناري لخامنئي. الخبرة المسبقة في المفاوضات مع إيران تعطي سببا لذلك الأمل؛ فقد قدم الإيرانيون تنازلات لم يكونوا يتخيلونها حيث إن عملية التفاوض مع «الشيطان الأكبر» في حد ذاتها تظهر سماحة خامنئي. قال مسؤول في الإدارة الأميركية «نحن وإيران ندرك مدى حاجتنا لإبرام صفقة» مضيفا: «يجب أن نطبق مقياس لوزان، وإلا فلن تكون هناك صفقة من الأساس. فكلنا ندرك ذلك وكل الأطراف على يقين من ذلك».

لم يتبق سوى أن نصوغ ذلك كتابة. الولايات المتحدة ليست متأكدة من اللغة التي سوف تستخدم في الاتفاق الذي سيصدق عليه البرلمان الإيراني. يمكن للإيرانيين إثارة نفس الجدل حول تصديق الكونغرس الأميركي، ولذلك سوف يستمر هذا الإجراء غير واضح لأسابيع حتى وإن اتفق الطرفان على صياغة «النَص». ما لا تستطيع الولايات المتحدة فعله هو أن تتخطى الخطوط الحمراء لخامنئي، حيث إن تلك الخطوط تتناقض مع كثير من البنود الرئيسية التي توصلت لها المباحثات مؤقتا في الثاني من أبريل (نيسان) فيما يخص التفتيش على المنشآت العسكرية وتوقيت رفع العقوبات. فلن يكون هناك مردود لاتفاقية أفضل من ذلك الإطار الضعيف الذي طالب به خامنئي. فالغموض وحفظ ماء الوجه يعتبران جزءًا من أي مفاوضات ناجحة، فقد كانت المبارزة في الصياغة جزءًا من حل لوزان. فقد دعم ظريف علنا «تصريحا مشتركا» اتصف بالغموض في تفاصيله. وأصدر جون كيري تصريحا آخر اشتمل على معايير مفصلة قال المسؤولون الأميركيون إنها قد اتفق عليها من قبل، إلا أنه لم يوقع عليها. ويقول إن خامنئي نفسه قد أيدها. «فأنا لست مع أو ضد الإطار العام للاتفاقية» في أن «إيران لن تسمح بالدخول لعلمائها»، حسب تحذيره يوم الاثنين 20 مايو، ولن تستجيب لطلبات هيئة الطاقة الذرية ولا لمثل تلك «الطلبات العنترية». في خطاب آخر، حدد خامنئي معاييره، مشددًا: «تفتيش مواقعنا العسكرية ليس محل نقاش»، بينما أخبرني ظريف يوم 29 أبريل (نيسان) الماضي على المسرح في جامعة نيويورك أن عمليات التفتيش في «المنشآت السرية» جاءت أيضا كجزء من قبول إيران «للاتفاقية الإضافية» لهيئة الطاقة الذرية. ورفض خامنئي كذلك الإذعان لتحقق هيئة الطاقة الذرية من التزامات إيران، في تناقض واضح لإعلان ظريف في لوزان بأن العقوبات سوف ترفع بالتزامن مع تحقق هيئة الطاقة الذرية من التزام إيران بالتزاماتها النووية الأساسية. هل كان خامنئي يلعب لعبة سياسية بأن يتحدث بخشونة في الوقت الذي يعتمد فيه ظريف التنازلات؟ هذا ما يتمناه بعض الخبراء الأميركيين. إلا أنه يتوجب عليهم قراءة الخط الصغير في نهاية تصريح خامنئي الذي يقول إن أي «دعاية» توحي بأن بعض الخطوط الحمراء (التي أعلنها المرشد الأعلى) قد تمت الموافقة خلال الاجتماعات الخاصة على تخطيها يعتبر خطأ وكذبا.

وفي معرض تعليق سابق له على الأزمة الإيرانية، أدلى وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر بتصريح قال فيه إنه يتوجب على إيران أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تصبح دولة أم قضية، عليها أن تختار إما أن تصبح جزءا من نظام عالمي تحكمه القوانين أم مارقا ثائرا. ومع اقتراب المفاوضات النووية من الذروة، بدت إيران وكأنها تتطلع إلى كلا الخيارين. فمحاولة إمساك العصا من المنتصف لن تنجح طويلا، وسوف تولد الشك بدلا من الثقة، فقد حان الآن وقت الوضوح لا الغموض.

فروسيا والصين وغيرهما من القوى العظمي أيدت الولايات المتحدة في مطالبتها لإيران بقبول حدود تضمن استخدام البرنامج النووي بشكل سلمي فقط. جاء تصريح خامنئي بمثابة تشويش لهذا الالتزام في الوقت الذي احتاج فيه الأمر للوضوح. ربما إن كان هذا آخر رهان وتكتيك إيراني، ولو صح ذلك فسوف يكون تكتيكا غبيا.لكن دعنا نفترض أنه جاد فيما يقول، وإنه لا يريد اتفاقا يقيد إيران لعشر سنوات قادمة على الأقل، فإن صح ذلك فالإجابة الصحيحة هي: لا تعُد إلا عندما تكون جادا في إبرام صفقة جادة.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

لا تغسل يديك

 غسان شربل/الحياة/29 حزيران/15

لا تقل أن تونس بعيدة. وأن الرياح الليبية لفَحتها. ومعها الرياح الجزائرية القديمة. ورياح انخراط الآلاف من أبنائها في الحرب الدائرة على ارض العراق وسورية. وأن بلادك بمنأى عما يجري. وأن النار لن تصل اليها. ولا تقل أن الكويت بعيدة. وأن المذبحة التي شهدتها لن تتكرر في عاصمتك. ولا تقل أن فرنسا بعيدة. وأن شروط الهجوم هناك لا تتوافر في المجتمع الذي تنتمي أنت اليه. لا تختبئ خلف أصبعك. ولا تحاول التهرب. الوضع أشد خطورة مما تعتقد. «داعش» يقيم على حدود الخريطة أو يقيم داخلها.

هذه ليست حرباً تدور بين الآخرين وعلى أراضي الآخرين. لا تزعم أن براءتك تحميك. وأن ابتعادك يرد النار عنك. هذه مذبحة جوالة لا تستثني احداً. هذه حرب تعنيك أنت. وتعني أولادك أيضاً. تعني سلامتك. وسلامة وطنك. وأسلوب حياتك. وسلامة أحفادك من بعدك.

لا تغسل يديك لأن القتلى ليسوا من بلدك. أو دينك. أو طائفتك. أو لونك. حيال المذابح الصمت حليف القاتل. ولا تحاول العثور للمرتكب على أعذار. كأن تفتح دفاتر التاريخ وتقرأ عما ارتكب المستعمرون في سالف الحقب. ولا تحاول التبرير أن الجريمة من صنع فقراء ومهمشين اصطادهم متعصبون في لحظة ضعف. ولا تسارع الى إلقاء اللوم على ديكتاتور سابق. لا تبرر. من يقبل بقتل بريء في أقصى الأرض يقبل بقتل كل الأبرياء. من يتهاون بشبر يتهاون ببلاد كاملة. من يتهاون بسنبلة يتهاون بحقل.

لا تقل أن الأمر لا يعنيك. لا تغمض عينيك. ولا تتحدث عن نصف مذبحة لأن ضحاياها ليسوا من طينتك. ولا تحاول تحميل مطابخ الاستخبارات الأجنبية مسؤولية إنتاج هؤلاء الذين يستبيحون الخرائط والمدن والبيوت ويبتهجون بحز رؤوس المواطنين والدول. ثمة استخبارات تحاول الاصطياد في الماء العكر. قد يحدث ذلك. لكن لا تتهرب من الأسئلة الحقيقية. هؤلاء الوحوش جاؤوا من الشقة المجاورة. أو الحي الملاصق. أو المدينة القريبة. أو البلد المتاخم. كبروا في بيوت تشبه بيوتنا. وصلوا في مساجد تشبه مسجد الحي. والسؤال الحقيقي الحارق هو عمّا تعلموه. وفي إي كتب قرأوا. وماذا قالت الكتب. وماذا قال من اجتذبهم وحرضهم وأرسلهم بعدما غسل أدمغتهم. ماذا تعلموا عن الآخر. وحق الاختلاف. وعن الذي لا يشرب من النبع نفسه. ولا يقر تكفير الآخر. ولا يبيح قتله.

لا تغسل يديك. هذه المجازر الجوالة أخطر من 11 ايلول (سبتمبر). «داعش» أخطر من «القاعدة». أبو بكر البغدادي أخطر من اسامة بن لادن. جاذبية «داعش» تفوق جاذبية أسلافه. إنه «دولة». وخليفة. ونفط. وضرائب. انه كائن متوحش يلتهم الحدود ويتفنن في الاعدامات ويوزع الرعب ويشتت الجيوش. انه يلعب بالخريطة. وبالتاريخ. والمستقبل. بالكتب. وأسلوب العيش. وبمصير أولادك. انه عصر الظلمات. وإغراء العودة الى الكهوف. لا تزعم أنك محايد في هذه الحرب. أنت جزء منها شئت أم أبيت. على نتائجها سيتوقف مستقبل دولنا. وشعوبنا. ونمط حياتنا. وعلاقتنا بالعصر. والتكنولوجيا. وأفكار التقدم. والجامعات. ومراكز الأبحاث. هذه الحرب مفتوحة. وهي طويلة ومريرة. مفتوحة داخل منازلنا. وفي المدارس. والجامعات. وفي المسجد وعلى أطرافه. وداخل المؤسسات الدينية. والمناهج الدراسية. إنك جزء من هذه الحرب. ولا خيار أمامك غير الانحياز فيها الى معسكر الاعتدال. وقبول ما يستلزمه كسب الحرب من قرارات مؤلمة. من إصلاحات عميقة أو ثورة فكرية شاملة. إنها الطريقة الوحيدة لإنقاذ وطنك وأطفالك. إنقاذ أطفالك من مصير مشابه لمصير من سقطوا في تونس أو الكويت أو مناطق أخرى. لا تتهرب. لا تغسل يديك.

 

معركة درعا تعجّل التسوية أم... تقاسم سورية؟

 جورج سمعان/الحياة/29 حزيران/15

الأزمة السورية أمام محطات مصيرية. خلال أيام يقدم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. يقدم فيه خريطة طريق لعقد «جنيف 3» من أجل تطبيق بيان جنيف الصادر في نهاية حزيران (يونيو) 2012. سيضمنه خلاصة اتصالاته مع الأطراف السورية والإقليمية والدولية المختلفة. أي خلاصة مواقف هذه الأطراف التي رفعت حدة صراعاتها السياسية ووتيرة حربها الميدانية على طول مساحة سورية. وستضع نتائجُ هذه الدينامية الجديدة في مسرح العمليات، البلادَ أمام محطة أو واقع جديد. فإما تأخير التسوية والغرق في مزيد من العنف والفوضى العامة التي قد تعجل في انهيار كامل للدولة وما بقي من هياكلها، وتطيح بآخر معالم الوحدة الوطنية، وإما غلبة للمساعي الديبلوماسية والعودة إلى البحث في المرحلة الانتقالية ودور رأس النظام ومستقبله.

والاستحقاق الثالث الانتخابات الداخلية في «الائتلاف الوطني» المعارض، فهل يكرس يد تركيا فوق كل يد ويُجدد للسيد خالد خوجة، أم تطرأ تغييرات جوهرية تبشر بطي صفحة لعبة الفصائل السياسية ورعاتها الإقليميين بعدما تجاوزتها التغييرات الميدانية. وهناك قبل كل ذلك مآل المحادثات النووية و»المزاج» الإيراني بعدها في الملفات الإقليمية. بعيداً عما يتضمنه تقرير دي ميستورا من آراء ومواقف وتوصيات، سيظل مستقبل الأزمة في سورية رهن نتائج «الحروب» الدائرة في هذا البلد، أو في جبهاته الجنوبية والشرقية والشمالية. بخلاف النظام وحلفائه من ميليشيات متعددة، هناك أربع قوى رئيسية تمسك بزوايا الميدان: ألوية «الجيش الحر» في الجنوب. «جيش الفتح» في الشمال الغربي. «وحدات حماية الشعب» الكردية في الشمال الشرقي. و»داعش» في الشرق وبعض الوسط. ولا مبالغة في القول إن الصراع الأميركي - التركي المكشوف تبقى له كلمة راجحة في تحديد مصير «جنيف 3» أو أي تسوية سياسية. لا يعني ذلك أن لا دور للنظام أو حليفيه روسيا وإيران. الأطراف الثلاثة هؤلاء يستعجلون أي تسوية سياسية، في ضوء ما حققته المعارضة المسلحة من مكاسب واسعة. ولعل المعركة في درعا جزء من الصراع المرير بين أنقرة وواشنطن، أكثر منها خطوة تسهل الطريق إلى دمشق وإسقاط النظام.

بموزاة اشتعال النار في أكثر من جبهة، تنشط الاتصالات الديبلوماسية استعداداً للتغيير الآتي. لا يزال الجدل يدور حول دور الرئيس بشار الأسد: هل يبقى لفترة محددة أثناء بحث المعارضة وممثلين للنظام في موضع المرحلة الانتقالية وأداتها التنفيذية وصلاحيات هذه الأداة ومهماتها وجدول أعمالها ومدة إدارتها، أم يبقى في فترة ولاية المرحلة الانتقالية نفسها بعد الاتفاق عليها. وبصرف النظر عما سيؤول إليه هذا الجدل الذي يشمل أيضاً ولاية المرحلة الانتقالية وهل تمتد لستة شهور أم لسنتين، تتشكل بداية إجماع في صفوف «أصدقاء الشعب السوري» على القبول بفكرة بقاء الأسد حتى إبرام تفاهم بين جميع المعنيين بالأزمة، داخليين وخارجيين. بعض الأطراف الأوروبيين جادون في اقناع المعارضة، خصوصاً «الائتلاف الوطني» بالسير في هذا الاتجاه. بينما لا تزال قوى أخرى على رأسها تركيا تعمل على تأخير «جنيف 3» أو أي بحث في التسوية. لقد دفعت الفصائل في ريف حلب وإدلب نحو تشكيل «جيش الفتح». وحقق مشروعها مكاسب كبيرة من إدلب إلى جسر الشغور. لكنها ظلت عاجزة عن تسويق هذا الجيش بديلاً مقبولاً بعد رحيل الرئيس الأسد.

بل أكثر من ذلك، ما حققه «التدخل» التركي أثار حفيظة الأميركيين. هالتهم الانهيارات السريعة لجبهات النظام في إدلب وجسر الشغور وغيرهما. وهالتهم محاولات أنقرة دفع قادة «جبهة النصرة» إلى الخروج من صفوف «القاعدة». رفضوا فكرة تسويق جيش «الفاتحين» الجدد في الشمال بديلاً من النظام الذي يشارف على السقوط. ويبدون مصممين على عدم تكرار ما حصل في الشمال السوري. موقف واشنطن هذا لا يشكل وحده عنصر إضعاف لموقف أنقرة. ذلك أن فكرة تعميم «جيش الفتح» في باقي الجبهات لم تنجح، نظراً إلى خصوصية كل منطقة وتركيبتها الاجتماعية وموقعها الجغرافي في المحيط الإقليمي. بل لم ينجح رئيس «الائتلاف الوطني» الذي بات أكثر استجابة لمواقف تركيا وميلاً لها، في لقاء المسؤولين الأردنيين أو قادة «الجبهة الجنوبية» للبحث في توحيد الهيكل العسكري في محافظة درعا. وبالطبع لا يمكن أن يشكل «جيش الفتح» في الجنوب الذي أعلن قيامه قبل أيام، نداً لـ «الجبهة الجنوبية» التي يقودها «الجيش السوري الحر». إضافة إلى ذلك تشكل وحدات «الحماية الشعبية» ونجاحاتها الميدانية من كوباني إلى تل أبيض تحدياً كبيراً لسياسة حكومة رجب طيب أردوغان وداود أوغلو. وهي السبب الحقيقي للصراع بين أنقرة وواشنطن منذ قيام التحالف الدولي لمحاربة «داعش». كما أن الخلافات الواسعة بين فصائل المعارضة السورية تضيق هامش التحرك أمام سياسة حزب العدالة والتنمية. وانضاف إلى هذه العوامل التغيير السياسي المرتقب في تركيا الذي فرضته نتائج الانتخابات البرلمانية، والولادة النيابية القوية لحزب الشعوب الديموقراطي الكردي.

الرئيس التركي اردوغان توجه إلى المجتمع الدولي، خصوصاً الولايات المتحدة، مردداً موقفه: «مهما كان الثمن، لن نسمح مطلقاً بإقامة دولة (كردية) جديدة على حدودنا الجنوبية في شمال سورية». وجدّد اتهام الكرد الذين طردوا «داعش» من مناطق محاذية للحدود مع بلاده بأنهم يريدون «تغيير التركيبة الديموغرافية» بتهجيرهم السكان العرب والتركمان من هذه المناطق. في مقابل ذلك لم تكف دوائر أميركية وأوروبية عن اتهام أنقرة بتسهيل عبور المتطرفين إلى سورية، وحتى مساعدتها «تنظيم الدولة». هذا الصراع بين إدارتي الرئيسين باراك أوباما وأردوغان يؤكد أن الخلاف بينهما منذ إعلان التحالف لم يكن على سلم الأولويات: رأس النظام في دمشق أم رأس «ابي بكر البغدادي»... بل القضية الكردية. بات واضحاً لأنقرة أن الأميركيين يجدون في الكرد، سواء في العراق أو في سورية، هيكلاً موحداً ومنظماً وجاهزاً ومستعداً للتعاون من دون شروط وعقد وتعقيدات، للإنخراط في محاربة الإرهاب. في حين تخشى هي قيام كيان ذاتي شمال شرقي سورية مشابه لكردستان العراق، يسهل مستقبلاً قيام الدولة الكردية المستقلة التي تعذر قيامها إثر انهيار السلطنة العثمانية وتقاسم الانتدابين الفرنسي والبريطاني المنطقة. ولا شك في أن نجاح الكرد في ترسيخ إدارتهم لمناطق انتشارهم السورية يضعف نفوذ «داعش» مثلما يضعف تركيا في الصراع على الاستئثار بالورقة الشامية. وسيشغلها أيضاً اندلاع حرب طويلة بعد توجه وحدات «الحماية» الكردية نحو الحسكة لقتال الارهابيين.

كما أن الأردن الذي يراقب بهدوء ما يجري على جبهتيه الشمالية والشرقية لا يقف مكتوفاً. الملك عبدالله الثاني أكد علناً وصراحة «أن من الواجب علينا كدولة دعم العشائر شرق سورية وغرب العراق»، في مواجهة التنظيم الإرهابي. وأشار إلى أن «العالم يدرك أهمية دور الأردن في حل المشكلات في سورية والعراق وضمان استقرار المنطقة وأمنها». «تحالف القوى العراقية»، أبرز التشكيلات السياسية السنّية، رحب بتصريحات الملك: «العشائر العراقية في المحافظات الغربية والتي تربطها وشائج القربى والمصاهرة مع العشائر الاردنية بحاجة حقيقية الى دعم كل الاشقاء والاصدقاء لتزويدها بالسلاح (...) بخاصة بعد تأكيد الحكومة المركزية عجزها عن تزويدهم بالسلاح وضرورة اعتمادهم على إمكاناتهم الذاتية» التي يتصدون بها لـ «داعش» على مدى أكثر من عام ونصف عام. وفي الساحة السورية تؤدي عمان دورها بدقة وتزين مواقفها بميزان دقيق. لم ولن تسمح بسيطرة قوى متشددة على مناطق محاذية لحدودها. في النهاية لن تتردد المملكة في اقتطاع حصتها إذا لم يكن بد من تقاسم إقليمي سواء للعراق أو لسورية. في ضوء هذا الواقع تبدو معركة درعا منعطفاً. فسقوط المحافظة بيد «الجبهة الجنوبية» يرجح كفة الساعين إلى تسوية سياسية عاجلة. ذلك أن وصول المعارضة إلى مشارف العاصمة قد يقنع النظام أخيراً بوجوب التوجه جدياً نحو التسوية السياسية. وروسيا ليست بعيدة عن فكرة التخلي عن الرئيس الأسد بعدما اقتنع الآخرون ببقائه في المرحلة الانتقالية. مثل هذه التسوية يحافظ على ما بقي من الدولة ويحفظ لكل المكونات والأقليات مستقبلها ودورها. وبذلك تحافظ موسكو على حصتها وحضورها عبر ما للأقليات، خصوصاً العلويين... إلا إذا غامرت تركيا بدفع «جيش الفتح» نحو حلب، وهو أمر بقدر ما هو سهل عسكرياً يظل صعباً سياسياً. إذ لا يمكن أردوغان أن يرفع التحدي بوجه واشنطن إلى هذا الحد. كما لا يمكنه وهو يبحث عن حليف لتشكيل حكومة جديدة أن يخطو نحو تدخل مكشوف يرفضه كل خصومه السياسيين... أو إذا غالت إيران في العناد بعدما واجهت وتواجه من تحديات في اليمن والعراق وسورية، وحالت دون إبرام حل سياسي. عندها لا يبقى خيار سوى اقتسام بلاد الشام بين القوى الإقليمية المحيطة، من تركيا إلى إيران والأردن وإسرائيل. مصير بائس لبلاد كانت قبل خمس سنوات لاعباً كبيراً يقارع هذه الدول والآخرين خارج حدوده، من لبنان إلى العراق ومن غزة إلى كردستان وديار بكر!