المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november10.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا10/من07حتى10/"قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف. جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف

الرسالة إلى العبرانيّين08/من07حتى13/ فَبِقَولِهِ: «عَهْدًا جَدِيدًا»، جَعَلَ الأَوَّلَ عَتِيقًا، ومَا يَعْتُقُ ويَشِيخُ هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الزَّوَال".

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تيار المستقبل ولبنان أولاً ، أم تيار الماضي والعروبة المذهبية المنقرضة/الياس بجاني.

تعليق الياس بجاني على مقالة لمحمد شبارو موجودة على موقع المدن/كندا دولة علمانية أما لبنان فلا، والمقارنة لا تجوز وتجنيس مليون مسلم في لبنان يلغي الوجود المسيحي فيه.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لهذا السبب ترتفع نسبة الضحايا من حزب الله والحرس الايراني في سوريا

اصابة ضابط لبناني في قوى الامن برتبة ملازم في حادث اطلاق النار في معسكر للتدريب في الادن

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 9 تشرين الثاني 2015

جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الاربعاء

سلام استقبل وفدا فرنسيا كريستيان باس: اثنينا على شجاعته وقدرته في ادارة الامور

سلام التقى السفير الفرنسي واتحاد المصارف العربية

جعجع: أناشد بري عدم التخلي عن الميثاقية والحريري الحفاظ على المناصفة والشراكة

رئيس الكتائب: كل الحالات الانقلابية تبدأ بحجة الضرورة والطوارئ ولا احد يختزل مجلس النواب بمفرده

جينجينيان ردا على بري: صار بامكاني ترشيح عقاب صقر لرئاسة المجلس!

كنعان وعدوان بعد لقاء بري: خرق الميثاقية يهدد الكيان وجلسة من دون "القوات" و"التيار" والكتائب لا يمكن تغطيتها ببديل

سليمان: المقاطعة عمل سلبي غير جائز وهناك تشريعات مالية وحياتية ليست موضع انقسام

محدلة بري التشريعية «ماشية» فهل توقفها تظاهرة لـ«أقوياء الموارنة»؟

72 ساعة للتشريع: هل من مخرج يفاجئ الجميع؟

الراعي يمسك العصا من الوسط: مع التشريع ومع المقاطعة

معضلة استعادة الجنسية قبل أيام من الجلسة العامة ثلاث ملاحظات لـ"المستقبل" و24 ساعة للإجابات النهائية

تشريع الضرورة".. نقاش طائفي يخلط الإصطفافات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عدوان من عين التينة: الجلسة من دون التيار والقوات والكتائب لا تؤمن الميثاقية

كنعان بعد لقائه بري: تشريع الضرورة يشمل كل الاولويات

حركة التجدد: الفرز الطائفي لتشريع الضرورة هرطقة كبرى والميثاقية المزعومة أحلت الفيتو مكان احكام الدستور

التحرير والتنمية: على الكتل النيابية تحمل مسؤولياتها التشريعية

نواب الوطني الحر والمستقبل والقوات بحثوا في موضوع الجلسة التشريعية ويتابعون المناقشات غدا

الراعي: نعلي الصوت مع قداسة البابا مطالبين بإيقاف الحرب في بلداننا كاتشا: لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية وايجاد حلول للأزمة الدستورية

الراعي: نعلي الصوت مع قداسة البابا مطالبين بإيقاف الحرب في بلداننا كاتشا: لتسهيل انتخاب رئيس وايجاد حلول للأزمة الدستورية

شبطيني: نجدد تمسكنا بأولوية الاستحقاق الرئاسي انه المعبر الالزامي لحل كل مشاكلنا

ريفي في افتتاح مؤتمر المناقصة العمومية والشفافية: مصلحة بعض القوى والاحزاب تتقدم على مصلحة الوطن ولنعلن إتمام صفقة التسامح والتصافح

دريان: لتضافر الجهود في عقد جلسة نيابية لتشريع الضرورة لما فيه مصلحة الوطن المواطنين

قاووق: لبنان محصن ما دام متمسكا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة

نواف الموسوي:العدو الصهيوني اتخذ من التكفيريين أداة لمواجهتنا ولطعننا في ظهورنا

رعد: ثمة قوانين من مصلحة البلد أن تقر الآن في المجلس النيابي

مكتب فتفت : حضوره أوعدم حضوره جلسة التشريع سياسي بإمتياز

حوري: توجه المستقبل الذهاب الى الجلسة التشريعية

حرب: عمل البرلمان مبدئيا يجب ان يكون انتخاب رئيس

الحجار: لسنا ضد قانون استعادة الجنسية لكن لدينا ملاحظات ولا قانون انتخاب في غياب رئيس الجمهورية

باسيل شارك في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية واللاتينية: لوحدة عربية في مواجهة إرهاب اسرائيل زتجمعنا الرغبة بنظام دولي متوازن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أوباما ونتانياهو يبحثان خفض التوتر مع السلطة ويشددان على حل الدولتين و»يهودية إسرائيل»

اوباما ونتانياهو شدد على متانة العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل

رئيس الوزراء الروسي اقر باحتمال ان يكون تحطم الطائرة في سيناء ناجما عن عمل ارهابي

مقتل عسكريين اميركيين اثنين وجنوبي افريقي في اطلاق نار في مركز امني شرق عمان

الخارجية الفرنسية: تقرير منظمة حظر الاسلحة الكيماوية اكد ضلوع مروحيات الجيش السوري باستخدام أسلحة كيماوية في ادلب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

روسيا والفخ السوري/علي حماده/النهار

نصاب الحرب إذ يكتمل/راشد فايد/النهار

انفصام اللبنانيين أم تكاذبهم/غسان حجار/النهار

كيف للمسيحيين أن يستعيدوا الحقوق والدور وهم يتخبّطون من الرئاسة إلى "تشريع الضرورة"/اميل خوري/النهار

"إسقاط" الطائرة الروسية يعمِّم "الإنذارات" لبنان معني كما دول الجوار باليقظة/روزانا بومنصف/النهار

الحلال والحرام في الزواج الإيراني/ الروسي/غسان الإمام/ الشرق الأوسط

«حزب الله السوري» تجربة.. ساقطة حكماً/علي رباح/المستقبل

بما أنّ المجلس «لحق وتمرّد» على الدستور بعدم انتخابه رئيس الدولة/وسام سعادة/المستقبل

سياسة أوباما... حالة أميركية دائمة؟/خيرالله خيرالله/المستقبل

توالي سقوط القيادات العسكرية الايرانية في سوريا/كمال ريشا

سيمون أبو فاضل- عون وجعجع: الحرب لا تزال قائمة لكسر المسيحيين ..ومعارضون لهما : يزايدان ولم يتفقا على قانون انتخابي مشترك لحشر الحلفاء والاخصام

حزب الله الموارنة/نديم قطيش/المدن

معركة «استعادة الجنسية» أم «الشرعية»/جورج بكاسيني/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا10/من07حتى10/"قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف. جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف

"قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف. جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف. أَنَا هُوَ البَاب. فَمَنْ يَدْخُلْ مِنِّي يَخْلُصْ، يَدْخُلْ ويَخْرُجْ ويَجِدْ مَرعًى. السَّارِقُ لا يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ ويَذْبَحَ ويُهْلِك. أَنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلخِرَافِ حَيَاة، وتَكُونَ لَهُم وَافِرَة".

 

الرسالة إلى العبرانيّين08/من07حتى13/ فَبِقَولِهِ: «عَهْدًا جَدِيدًا»، جَعَلَ الأَوَّلَ عَتِيقًا، ومَا يَعْتُقُ ويَشِيخُ هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الزَّوَال".

"يا إِخوَتِي، لَو كَانَ ذلِكَ العَهْدُ الأَوَّلُ بِلا لَوم، لَمَا كَانَ هُنَاكَ دَاعٍ إِلى عَهْدٍ آخَر. فإِنَّ الرَّبَّ يَلُومُ شَعْبَهُ قَائِلاً: «هَا إِنَّهَا تَأْتِي أَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ، أَقْطَعُ فيهَا مَعَ آلِ إِسْرَائِيلَ وآلِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا، لا كَالعَهْدِ الَّذي جَعَلْتُهُ لآبَائِهِم، يَوْمَ أَخَذْتُ بِيَدِهِم، لأُخْرِجَهُم مِن أَرْضِ مِصْر. ولأَنَّهُم مَا ثَبَتُوا عَلى عَهْدِي، أَنَا أَيْضًا أَهْمَلْتُهُم، يَقُولُ الرَّبّ. وهذَا هوَ العَهْدُ الَّذي سأُعَاهِدُ بِهِ آلَ إِسْرائِيل، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ: أَنِّي أَجْعَلُ شَرَائِعِي في أَذْهَانِهِم، وأَكْتُبُهَا على قُلُوبِهِم، وأَكُونُ لَهُم إِلهًا، وهُم يَكُونُونَ لي شَعْبًا. ولَنْ يُعَلِّمَ أَحَدٌ ٱبْنَ مَدِينَتِهِ، ولا أَحَدٌ أَخَاه، قائِلاً: إِعْرِفِ الرَّبّ، لأَنَّ جَمِيعَهُم سَيَعْرِفُونَنِي، مِنْ صَغِيرِهِم إِلى كَبِيرِهِم، لأَنِّي سأَصْفَحُ عَنْ آثَامِهِم، ولَنْ أَذْكُرَ مِن بَعْدُ خَطايَاهُم». فَبِقَولِهِ: «عَهْدًا جَدِيدًا»، جَعَلَ الأَوَّلَ عَتِيقًا، ومَا يَعْتُقُ ويَشِيخُ هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الزَّوَال".

 

تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تيار المستقبل ولبنان أولاً ، أم تيار الماضي والعروبة المذهبية المنقرضة؟!

الياس بجاني/09 تشرين الأول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/09/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%88%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7/

الأمور يجب أن تقال على حقيقتها دون قفازات وتقية وذمية ونفاق، وبالتالي تيار المستقبل السني، وليس العابر للطوائف كما يدعي قد فشل في تصوير نفسه على ما عكس ما هو واقعه الحقيقي. واقعه الحقيقي أنه تيار سني ومذهبي وبمفاهيم 100% طائفية.

فشل 100% في أن يثبت عملياً أنه عابر للطوائف وملتزم باتفاق الطائف ومؤمن قولاً وفعلاً بمفهوم لبنان أولاً.

الفرصة ما زالت سانحة أمامه ليصحح المسار والثقافة، وهو اليوم أمام تحدي وطني ومصيري كبير على مستوى صدق إيمانه قولاً وفعلاً بلبنان الرسالة والتعايش واتفاق الطائف الذي كرس المناصفة المسيحية الإسلامية وأوقف مكينة عد المواطنين مذهبياً.

التيار حتى الآن للأسف سقط في كل المحطات الكبيرة التي كان من المفترض في القيمين عليه أن يثبتوا عملياً ودون تردد وأقنعة وتحالفات آنية أنهم فعلاً مع لبنان الرسالة والطائف وليسوا مع أعداء لبنان الكيان الذين في مقدمهم حزب الله وأدواته من مختلف المذاهب اللبنانية.

الفرصة ما زالت سانحة ليثبت القيمون على تيار المستقبل أنهم ليسوا تيار الماضي، أي تيار العروبة الناصرية البالية بمفاهيم وممارسات حركتها الوطنية المتحجرة والنفعية المنقرضة والبعيدة قلباً وقالباً وفكراً وثقافة عن كل ما هو أوطان وتعايش وحريات وحقوق وقبول للآخر المختلف.

للأسف انكشف تيار المستقبل واقعياً وأكد أكثر من مرة وفي محطات متفرقة ودون لبس أنه ليس تيار المستقبل، بل تيار الماضي، تيار ثقافة ومفاهيم وتحجر عروبة عبد الناصر البالية.

أحدث ممارساته التعروية جاء من خلال رفضه الاحتيالي والمذهبي الفاقع، ونعم الاحتيالي برفضه المقنع تمرير مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين اللبنانيين المدرج على قائمة المشاريع المفترض أن يصوت عليها المجلس النيابي في جلسة يوم الخميس المقبل في حال عقدت.

ليته رفض وأعلن عن أسباب رفضه الحقيقية على خلفية ثقافته المذهبية والناصرية البالية، فلو فعل ذلك بشفافية وصدق لكانت الأمور توضحت للجميع وبالتالي خلع عنه بجرأة شعار لبنان أولاً وأثبت أنه ليس تياراً عابراً للطوائف، بل تياراً سنياً وفقط سنياً، إلا أنه بأسلوب احتيالي مقنع طلب إضافة بند جديد ملغم وتفجيري وتعطيلي على مشروع قانون استعادة الجنسية وهو تجنيس أولاد الأمهات اللبنانيات المتزوجات من أجانب.

نسأل بسذاجة الأطفال، من هم هؤلاء الأمهات، وما هو عددهم وعدد أولادهم؟

الجواب الذي يعرفه القاصي والداني هو أن عددهم يقارب ال 300 ألف وأن عدد أولادهم يزيد عن المليون وأن99.9% منهم هم من المذاهب الإسلامية وفي غالبيتهم من الفلسطينيين والسوريين السنة.

بجرأة وصراحة وإيمان نقول إن تجنيس هؤلاء يقضي ديموغرافياً على الوجود المسيحي في لبنان كلياً، ويكمل بخبث وإجرام على ما لم يحققه قانون التجنيس الجائر الذي فرضه الاحتلال السوري في ظل احتلاله لوطن الأرز وأعطى من خلاله الجنسية اللبنانية لما يزيد عن مليون إنسان غالبيتهم العظمى من المسلمين.

لا داعي للشرح والاستفاضة في الأمر لأن الصورة واضحة وواضحة جداً.

وهنا نطلب من الذين يتهموننا بالعنصرية والطائفية وعدم احترام شرعة حقوق الإنسان، وما إلى آخر نفاق معزوفتي الإسقاط والتبرير، نطلب منهم أن يدلونا على دولة عربية أو إسلامية واحدة تتقيد بشرعة الحقوق وتعتبر المسيحي فيها مواطن له كامل حقوق المواطنة، وتعطي حق الأم منح جنسيتها لأولادها في حال كانت متزوجة من أجنبي.

بصراحة ودون لف ودوران نحن نرى إن هدف "تيار الماضي" (وليس تيار المستقبل) هو تلغيم وتعطيل وتفجير مشروع قانون استعادة المغتربين اللبنانيين لجنسيتهم، ونقطة على السطر.

أما الانكشاف الثاني والأخطر فهو أن "تيار الماضي: يقف عائقاً مع أمل وحزب الله والاشتراكي في وجه إقرار قانون انتخاب نيابي عادل يعيد للمسيحيين حقهم في انتخاب نوابهم.

من حقنا الطبيعي أن نحافظ على وجودنا المسيحي في لبنان، وبالتالي إن كل من يسعى لحرماننا من هذا الحق هو ليس فقط يجردنا من حقنا المقدس، بل يلغي لبنان التميز والكيان والتعايش والرسالة ويجعل منه صورة طبق الأصل لدول الجوار المذهبية والعنصرية والتي عادت بممارساتها الهمجية إلى القرون ما قبل الحجرية، وإلى كل مفاهيم وثقافة الغاب.

في الخلاصة، نحن ومعنا كثر من اللبنانيين المسيحيين، وخصوصاً في بلاد الانتشار، نتمنى أن نكون مخطئين في قراءة ممارسات وتصرفات تيار المستقبل وأن يكون فعلاً هو تيار مستقبل وتيار لبنان أولاً وليس تيار الماضي، وتيار العروبة المتحجرة والمنقرضة.

يبقى أن في تيار المستقبل احرار وشرفاء لا يمكن لأحد المزايدة على لبنانيتهم الصافية أو التشكيك في ثقافتهم المنادية عن إيمان وبقوة بلبنان أولاً وبالتعايش والحريات والانفتاح، من أمثال اللواء ريفي والدكتور علوش وغيرهما كثر. نحث هؤلاء الشرفاء على الضغط من داخل التيار نفسه لتعديل مساره المنحرف مذهبياً ولإستئصال ودفن مفاهيم العروبة البالية التي تعشعش في عقول كثر من القيمين على التيار، ونحن بصدق نثق بالرئيس سعد الحريري ولا نرى أقله حتى الآن أنه من بين هؤلاء الذين يعيشون في أوحال وأحقاد الماضي.

**الكاتب  ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تعليق الياس بجاني على مقالة لمحمد شبارو موجودة على موقع المدن

كندا دولة علمانية أما لبنان فلا، والمقارنة لا تجوز وتجنيس مليون مسلم في لبنان يلغي الوجود المسيحي فيه

الياس بجاني/09 تشرين الثاني/15

http://www.almodon.com/politics/18419ba6-deb7-49b2-9393-4496164a3457

أخي محمد شبارو: بداية ردي هذا هو ليس دفاعاً عن الوزير باسيل لا من قريب ولا من بعيد وبالطبع ليس دفاعاً عن وضعه الشاذ بكل المقاييس الأخلاقية والسياسية وهو ما انتقده بشدة وعن قناعة بشكل شبه يومي في كل كتاباتي ومنذ فرضه على الساحة في سنة 2006 من قبل عمه المهووس برئاسة الجمهورية، ولكن ما أريد أن ألفتك إليه بمحبة أن المقارنة التي جاءت في مقالتك بين كندا ولبنان لا تجوز بالمرة وانا مقيم فيها منذ 30 سنة. كندا يا عزيزي بلد علماني لا دور للأديان والمذاهب في تكوين مؤسساته أو في عملها لا من قريب ولا من بعيد ولا وجود لمآذن ولا لأجراس كنائس، والكل فيها تحت القانون والقانون يطبق على الجميع ولا وجود لأي تهديد وجودي لأي من مكونات المجتمع الكندي. أما الكنديون الأوائل وهم الهنود فلهم مميزات جداً كبيرة وسلطة على الأماكن التي يقيمون فيها وعندهم شبه استقلال ذاتي.

أما في لبنان فالنظام مذهبي ومجتمعه مركب ولكل مذهب محاكمه الخاصة به لجهة الأمور المذهبية والوراثة والزواج كما هناك ميثاقية في كوتات محددة لكل مذهب في المؤسسات الحكومية والمواقع كافة من مثل مجلس النواب ومجلس الوزراء والخ.

وبما أن النظام ليس علمانياً والتهديد المذهبي قائم فمن حقنا نحن المسيحيين كما من حق غيرنا من الشرائح اللبنانية أن تصون وجودها السياسي الفاعل وتدافع عنه وهذا أملا لا علاقة له لا بشرعة الحقوق ولا بالعنصرية.

والفتك إلى أن مقدمة الدستور اللبناني تقول بضرورة صون العيش المشترك، والعيش هذا بالتأكيد سوف يهدد عندما تعطى الجنسية اللبنانية لما يقارب المليون من أولاد الزوجات اللبنانيات المتزوجات من سوريين وفلسطينيين وعرب ومن بلدان مختلفة.

الأمر هنا دون لف أو دوران أو نظريات ليس له علاقة لا بالعنصرية ولا بحقوق الإنسان ولا بأي معايير معمول بها في كندا أو غيرها من البلدان العلمانية.

انظر ما هو وضع المسيحيين وغيرهم من الأقليات في كل الدول الإسلامية ودون استثناء والعربية منها تحديداً، فهل في أي من هذه الدول يتمتع المسيحي أو غيره من أفراد الأقليات بحقوق المواطنة الكاملة؟ بالطبع لا وهو مقهور ومضطهد ويعامل بذمية ويذبح ، كما أن كل دول الخليج العربي الإسلامية تحديداً تمنع قوانينها إعطاء جنسياتها للمسيحي ويمنع حتى على المسيحي أن يكون له أي وجود في المؤسسات التعليمية. كما أن من يولد في هذه الدول لا يسمح له القانون بالحصول على جنسيتها، وفي نفس الوقت الزوجة لا تعطي وزجها جنسية بلدها. شخصياً عملت في إحدى الدول الخليجية لمدة 25 سنة وأولادي ولدوا فيها ولم يعطيهم دستورها أية حقوق لأنهم مسيحيون.

باختصار يا عزيزي مقالتك كانت ستكون ممتازة وواقعية وحقوقية وإنسانية لو أن لبنان هو مثل كندا أو أية دولة غربية علمانية ولكن بما أنك تتحدث عن لبنان فأسمح لي أن أعارضك في كل ما جاء فيها لأنها لا تحاكي واقع لبنان ولا واقع دول الجوار.

*الكاتب  ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لهذا السبب ترتفع نسبة الضحايا من حزب الله والحرس الايراني في سوريا

خاصّ جنوبية 9 نوفمبر، 2015/احصى متابعون سقوط حوالي 45 قتيلا من ضباط وجنود الحرس الثوري الايراني في سوريا، اضافة الى سقوط عشرات من القتلى والجرحى في صفوف حزب الله ايضا اعلن عنهم في لبنان، وذلك منذ بداية التدخل الروسي الجوّي الواسع في سوريا قبل شهر ونيف، فما هو سبب تزايد الخسائر بالارواح، وخسارة المواقع الميدانية، بعكس ما كان متوقعا ومرتجى من هذا التدخّل؟ بالتزامن مع تدمير «جيش الإسلام» دبابة للقوات النظامية ضمن «مجزرة دبابات» شملت تدمير 120 دبابة الشهر الماضي، إثر تسلُّم مقاتلي المعارضة صواريخ “تاو” الاميركية المضادة للدروع. شيعّ قادة وكوادر فرقة “محمد رسول الله (ص)” التابعة للحرس الثوري في طهران السبت الماضي جثمان احد القادة في الحرس الثوري “قدير سرلك” كـ”احد المدافعين عن حرم اهل البيت في سوريا” حسبما جاء في بيان نعيه. هذا وقد تحوّل التدخل الإيراني في سوريا من “مستشارين عسكريين” إلى فيالق وكتائب من آلاف المقاتلين الإيرانيين. ولم تعترف طهران رسميا بدورها القتالي بسوريا رغم تشييعها المتكرر لعسكريين قتلوا هناك “حماية للمقدسات.” اما خسائر حزب الله في سوريا فهي الى ارتفاع ايضا، وقد نعى الحزب الاسبوع الماضي 7 عناصر معظمهم سقط في ريف حلب، وعزا مصدر شبه عسكري في حزب الله لـ”موقع جنوبية” سبب ارتفاع خسائر حزب الله الى “كثافة استخدام صواريخ “تاو” الاميركية من قبل الفصائل السورية المعارضة”. وبحسب مصدرنا فان “هذه الصواريخ الموجهة بدقّة والمصمّمة ضدّ الدبابات والآليات المختلفة، يقوم الثوار بتوجيهها نحو الأفراد، واحيانا توجّه فتصيب مواقع خلفية وغرف عمليات، مما ادى الى ارتفاع نسبة الخسائر البشرية في “واستشهاد” العديد من المقاتلين وقادة الميدان من حزب الله وضباط الحرس الثوري الايراني، على حدّ قول مصدرنا الحزبي الشبه عسكري”.

الثوار على ابواب حماة

ونتيجة لذلك لم تحرز قوات النظام التي تقاتل بمؤازرة الايرانيين وحزب الله أي تقدم على الأرض رغم الدعم الجوي الروسي، والمعلومات تؤكد أن قوات المعارضة المسلحة استوعبت الهجوم الجوي الروسي، بل ان التقارير تشير إلى أن الثوار يمتلكون زمام المبادرة حاليا وهم بعد ان استولوا على بلدة مورك وقاعدتها العسكرية الاستراتيجية باتوا على أبواب مدينة حماة. ويسعى الجيش، وفق المصدر، إلى “تأمين طريق دمشق حلب الدولي” الذي يمر عبر حماة و”المغلق حاليا بسبب العمليات العسكرية”. عقب فشل قوات النظام المدعوم بقوات برية روسية وإيرانية في اقتحام ريف حماة الشمالي، عمل على فتح جبهات جديدة في سهل الغاب بريف حماة لتشتيت قوى الثوار في الريف الحموي.حيث بدأت قوات النظام مدعومة بقوات روسية بريّة وبغطاء جوي روسي عملياتها العسكرية على قرى وبلدات سهل الغاب الواقعة تحت سيطرة الثوار السورية بهدف استعادتها، عقب تمهيد بقصف عنيف وغارات جوية روسية مكثفة على القرى والبلدات قبيل التقدم البرّي. كما اشتعلت المعارك في ريف حلب الجنوبي منذ منتصف الاسبوع الفائت، وذلك بعدما شنت قوات النظام هجوماً عنيفاً في محاولة منها لاقتحام المنطقة، مدعومة بسلاح الجو الروسي الذي شن غارات كثيفة ومتوالية على قرى الحاضر والوضيحي وعبطين وعموم مناطق الريف الجنوبي، غير ان صواريخ “تاو” ايضا كانت بالمرصاد للآليات السورية وأوقفت التقدّم كما نقلت أيضا وكالات الأنباء، والحصيلة النهائية هي تدمير 120 دبابة للجيش السوري النظامي على جميع الجبهات كما أسلفنا.

 

اصابة ضابط لبناني في قوى الامن برتبة ملازم في حادث اطلاق النار في معسكر للتدريب في الادن

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الاردن عن اصابة ضابط لبناني في قوى الامن الداخلي برتبة ملازم هو جورج حزوري (23 عاما) بجروح طفيفة جدا، في حادثة إطلاق النار داخل معسكر تدريب للشرطة في العاصمة الأردنية عمان، وقتل فيها مدربون أميركيون.

وذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية "بترا" ان شرطيا اردنيا اطلق النار اليوم باتجاه المدربين وزملائهم، ما ادى الى مقتل المدربين الثلاثة واستشهاد المستخدم المدني واصابة سبعة اخرين منهم اربعة اردنيين حالة احدهم حرجة، ومدربان اميركيان ولبناني اصابته طفيفة، نقلوا جميعا الى مدينة الحسين الطبية لتلقي العلاج  فيما تعاملت قوات الشرطة مع الحادث وقتلت المهاجم.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 9 تشرين الثاني 2015

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015

النهار

يتقدّم باستمرار عمل جهاز الأمن العام في تعقّب الإرهابيين والعملاء فيما يتراجع دور أمن الدولة لعدم توافر الاعتمادات للمُخبرين بسبب حجب وزارة المال المخصّصات عن المديرية.

قال وزير سابق إن فريق 8 آذار سيحقّق مكاسب مالية إضافية إذا تمّ تصدير النفايات إلى سوريا.

تمّ التمديد لأحد مطارنة العاصمة مدة سنة ونصف السنة قبل أن يحين موعد تقاعده في شباط المقبل.

قال ديبلوماسي أوروبي لوزير حالي إنه كلما استعجلت الدول حلّ الأزمة السورية سرّعت عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم فترتاح الدول المضيفة والدول المانحة.

السفير

لوحظ أن الإجراءات الأمنية في مطار بيروت تم تعزيزها في بعض النقاط الحساسة.

رفض وزير محسوب على مرجع سياسي بارز التجاوب مع مراجعات كثيرة بشأن تلزيم صيانة مكيفات مطار بيروت.

قال مرشح لرئاسة الجمهورية إنه لمس جوا فرنسيا متشائما بشأن نتائج "فيينا 2".

تكررت في الآونة الأخيرة ظاهرة قيام أهل بتسليم أولادهم المطلوبين في قضايا الانتماء إلى مجموعات تكفيرية.

المستقبل

يقال

إن مشاركاً من تكتل مسيحي في طاولة الحوار ينقل عن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط قوله في احد اجتماعات الحوار انه لم يعد متمسكاً بالقانون الانتخابي المختلط الذي كان اعده تيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي" و"القوات اللبنانية".

اللواء

دأت أجواء التوتر تتراجع بين وزير بارز ونائب شمالي، على خلفية بعض الإشكالات التي أثارتها أزمة النفايات في بداياتها!

لوحظ أن تقارب موقفي القوات والتيار العوني المعارض للجلسة التشريعية، يتم على حساب التباعد مع حليفيهما المستقبل والحزب المؤيدين للجلسة!

يدور نقاش جدّي بين قيادة حزب مسيحي ووزرائها في الحكومة حول القرار الواجب اتخاذه من الجلسة التشريعية حضوراً أو غياباً!

الجمهورية

يجري الإعداد لملف فساد دسم في محافظة أساسية بهدف نشره ووضعه في تصرّف القضاء بمثابة إخبار، خصوصاً وأن "الخوّة" أو الرشوة التي يُغطّيها المحافظ تضرب القطاع السياحي عموماً والفندقي خصوصاً.

قال ديبلوماسي عربي إن النظام السوري يستمر بقدر استمرار الحرب، وإن مصيره يصبح على المحك عند إقرار التسوية السياسية.

أكد خبراء أن الأخطار الإقتصادية على لبنان جدّية، لأن المجتمع الدولي يعتمد سياسة مالية متشدّدة لمكافحة الإرهاب، وليس في وارد التهاون مع أي دولة.

 

جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الاربعاء

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تعقد في الثانية عشرة ظهر بعد غد الاربعاء، لانتخاب رئيس الجمهورية.

 

سلام استقبل وفدا فرنسيا كريستيان باس: اثنينا على شجاعته وقدرته في ادارة الامور

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل رئيس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الحكومي وفد المستشارين للتجارة الخارجية الفرنسية برئاسة كريستيان باس، الذي قال بعد اللقاء: "تباحثنا مع الرئيس سلام في الوضع السياسي والاقتصادي الذي تمر به البلاد في هذه الظروف الدقيقة، واثنينا على شجاعته وقدرته في ادارة الامور". ومن زوار السراي، رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور جوزف جبرا.

 

سلام التقى السفير الفرنسي واتحاد المصارف العربية

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قبل ظهر اليوم في السراي الكبير، عضو الكونغرس الأميركي مايك بومبيو، في حضور القائم بأعمال السفارة الأميركية ريتشارد جونز، وجرى البحث في الأوضاع في لبنان المنطقة.

إتحاد المصارف العربية

واستقبل سلام رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربيه والأمين العام للإتحادين وسام فتوح. بعد اللقاء قال طربيه: "زرنا باسم اتحاد المصارف العربية الرئيس سلام لتأكيد دعوته وحضوره المؤتمر العربي الذي سيعقده الاتحاد في بيروت في التاسع عشر من الشهر الجاري، وهو مؤتمر يجمع فيه الاتحاد أهم الشخصيات المصرفية والاقتصادية والمالية العربية في بيروت لتداول الشأن المصرفي والمالي العربي، فيما تمر الدول العربية بأكبر صعوبات في تاريخها، فكيف تمر هذه الصعوبات ولا يجلس المسؤولون العرب ويتداولون حلها ومقاربتها؟ ومن أفضل من مدينة بيروت لتجمع هؤلاء المسؤولين عن بلدانهم ليأتوا ويتحاوروا في ظل قطاع مصرفي لبناني ناشط وناجح ويشكل واجهة الإيجابية في لبنان؟ وسيفتتح الرئيس سلام المؤتمر الذي سيكرم شخصية عربية ومصرفية هي حاكم البنك المركزي الكويتي الذي سيأتي معه معظم القطاع المصرفي الكويتي وشخصيات كويتية للمشاركة في هذه المناسبة السنوية والتي ترفع من شأن لبنان وبيروت كأرض للحوار الإقتصادي العربي الدائم".

سفير فرنسا

والتقى سلام السفير الفرنسي إيمانويل بون، وتناولا الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

جعجع: أناشد بري عدم التخلي عن الميثاقية والحريري الحفاظ على المناصفة والشراكة

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015

وطنية - وجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مؤتمر صحافي عقده في معراب نداءين الى كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري، فقال لبري: "أنت أبو الميثاقية بمفهومها الحديث، ولا أظن أن أي أب يتخلى عن ابنه، فكيف بالحري أن يقتله؟". أما للحريري فقال: "أهم إرث تركه الرئيس رفيق الحريري هو ما قاله: لقد اوقفنا العد بين المسيحيين والمسلمين، نحن مع المناصفة والاعتدال والشراكة والميثاقية، وأنت الأحرص على الحفاظ على إرث ابيك". وأكد جعجع في المؤتمر الذي عنونه: "خدونا بحلمكن"، أن "القوات اللبنانية هي من أول الأحزاب التي ساهمت بمفهوم "تشريع الضرورة" والسير فيه قدما، وهناك بنود مالية نتفق جميعا عليها، إضافة إلى أننا بدأنا بنقاش قانوني الانتخابات النيابية واستعادة الجنسية، ولكن فوجئنا بشن حملة مبرمجة علينا وصلت إلى أوجها مع نهاية الأسبوع الماضي، مما استدعى عقد هذا المؤتمر الصحافي، مع العلم أنني كنت آليت على نفسي أنا وقيادة "القوات" في الأشهر الماضية تجنب المؤتمرات إلا للضرورة القصوى". واستغرب جعجع كلام بعض الصحافيين الذي حملوه مسؤولية أخذ البلد الى المجهول، وسأل: "هل نحن من يدق المسمار الأخير في نعش لبنان؟ لا شك ان الوضع المالي خطير ولكن تحميلنا المسؤولية بسبب مطالبتنا بقانوني الانتخاب واستعادة الجنسية أمر غير منطقي".

ونقل ما تتداوله الصحافة على لسان حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف لجهة خطورة الوضع المالي في البلد في حال تمت خسارة القروض والهبات المالية، فشدد على أن "الفساد في الدولة اللبنانية يكلفنا سنويا في أقل تقدير قيمة البنود المطروحة اليوم"، آملا "من الذين يريدون الاطلاع على معطيات الدخول الى الموقع الالكتروني لوزارة المال ليروا كم من قروض تنتهي آجالها وتكون الدولة غير مستوفاة لشروط الهبة".

وقدر جعجع قيمة القروض التي تخسرها سنويا الدولة اللبنانية "بتلك التي تنتهي آجالها قريبا والتي نؤيد إقرارها وإبرامها بشكلها النهائي، فلماذا تزايدون علينا؟ نحن همنا الوحيد هو إدراج هذين المشروعين لأهميتهما، فما الفارق بين إقرار القوانين المالية في 13 أو 14 من الشهر الجاري أو في أي يوم آخر ضمن المهلة المحددة؟" وإذ انتقد القول إن "ما سيصدره المجلس من تشريعات سيجنب لبنان خطر انقطاع تحويلات المغتربين إليه"، سأل جعجع: "أيهما أهم، إعادة الجنسية للمغتربين أم أموالهم؟" ورد جعجع على ما قيل إن القيادات المسيحية تقوم بانتحار ذاتي، متسائلا: "ما هو الانتحار الذاتي؟ هل المطالبة باستعادة الجنسية للبنانيين المغتربين من مختلف طوائفهم انتحار ذاتي؟ أليس القتال في سوريا انتحارا؟ نحن نفهم أن يقولوا اننا لن نسير بالقانون الانتخابي، ولكن ان يعتبروا الموضوع انتحارا فهذا أمر محزن و"خدونا بحلمكن".

وأكد "أن سبب الحملة علينا هو "حشرنا" أمام الرأي العام على خلفية رفضهم لقانون انتخابي جديد وقانون استعادة الجنسية، وما هدف مؤتمري اليوم إلا لعرض الوقائع أمام الرأي العام". وسأل: "هل مطالبتنا بقانون انتخابي جديد وقانون استعادة الجنسية تجعلنا مسؤولين عن انهيار الوضعين الاقتصادي والمالي في لبنان، وليس من يقاتل في سوريا أو من يعطل الانتخابات الرئاسية وما يرافقها من شلل على الصعد كافة؟"، مشيرا الى ان "حزب الله" يدعي انه يمسك واجبا مع "التيار الوطني الحر" في موضوع رئاسة الجمهورية أفلا يستحق قانون الانتخاب مسك هذا الواجب أيضا؟"

وأضاف: "خدونا بحلمكن يا شباب، فهل هذا منطق؟ وهذه بعض العينات من الحملة التي سيقت ضدنا، فنحن نؤيد القوانين المالية 100% ونقدر اهميتها ونعرف المهل ونتابع تماما الملف، وأتمنى على جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان والهيئات الاقتصادية بألا يستعملوهم مطية، فلو افترضنا أننا اقرينا القوانين في 13 او 17 الجاري "ما بيمشي الحال"؟ فالرئيس نبيه بري قال بنفسه ان آخر مهلة لإقرار القوانين هي نهاية كانون الأول، ونحن من أول المتحمسين لإقرار القوانين المالية قبل انتهاء المهلة".

ولفت الى انه "في الماضي وضع لبنان على اللائحة السوداء بسبب عدم إقرار بنود مالية، وحينها كان بعض من في السلطة اليوم حاكما في تلك الفترة، بينما أنا كنت "مشغولا" بعض الشيء في وزارة الدفاع والعماد عون كان سائحا في فرنسا"، لذا "خدونا بحلمكن"، هناك بعض المواضيع المطروحة غير مقبولة بمعزل عن القوانين المالية". وسأل: "متى نناقش قانون الانتخابات النيابية ولا سيما أنها على مقربة سنة وبضعة أشهر؟ فالتمديدان للمجلس النيابي حصلا بذريعة القانون الانتخابي وعشرات اللجان بحثت القوانين على مدى خمس سنوات، ووفق المفهوم الديموقراطي إن لم يتم التوافق نذهب إلى التصويت".

وذكر جعجع "ان قانون استعادة الجنسية قابع في مجلس النواب منذ 2003 فهل يعقل هذا الأمر؟ لقد أصبحت مشاركتنا في الحياة السياسية على قاعدة ان الأمور التي تهمنا ومهما كانت كبيرة يضعونها على جنب والأمور الصغيرة التي تهمهم يقرونها، ففي عهد الوصاية السورية تم تجنيس الآلاف وهؤلاء كانوا يأتون من سوريا كل 4 سنوات للمشاركة بالانتخابات النيابية، فقانون التجنيس بت خلال عهد الوصاية السورية التي غيبت مكونات سياسية أساسية في البلد ومع انتهاء الوصاية يجب تنقية الشوائب".

وتابع: "إن قانون استعادة الجنسية يطال من خسروا جنسيتهم في آخر خمسين سنة بسبب الحرب والوصاية وسوء الإدارة آنذاك، فالهدف من قانون استعادة الجنسية إيجاد آلية إدارية معقولة للبناني الذي يعيش في الخارج لاستعادة جنسيته"، لافتا الى "أنهم يريدون أموال المغتربين من دون المغتربين، بينما نحن نريد الاثنين معا". وتطرق الى اتفاق الطائف "الذي دفعنا ثمنا كبيرا لقناعتنا بضرورة إنهاء الحرب واعادة توزيع الصلاحيات لإرضاء المجموعات كافة، فالطائف منح المجموعة المسيحية المناصفة في مجلس النواب وقام عهد الوصاية بنسفها للتفريق بين اللبنانيين، فالمرتكز الأول للطائف هو بسط سلطة الدولة كامل سيطرتها على الأراضي اللبنانية، بينما وجود دويلة إلى جانب الدولة يضرب هذا المرتكز. اما المرتكز الثاني هو المناصفة وقد بحثنا هذا الموضوع مع الحلفاء للاقتراب بالحد الأدنى منها بحيث توصلنا إلى قانون مشترك مع المستقبل والاشتراكي، فيما العماد ميشال عون اتفق مع حلفائه على قانون آخر، ولكن يا للأسف لم يتم حتى الآن وضع اي مشروع قانون على بساط البحث، ولا سيما أن القانون الانتخابي هو أهمية وطنية ميثاقية".

وإذ انتقد من يتذرع بضرورة اتفاق التيار الوطني الحر والقوات على قانون انتخابي واحد للسير به، أكد جعجع استعداده "الآن للاتفاق مع عون على قانون انتخابي واحد إذا ما أعلنت كتلتان كبيرتان تأييدهما لهذا الطرح، ولكن نحن ندعو الى التصويت على القوانين الانتخابية المطروحة لأنه هناك 17 طرحا مقدما في المجلس، أما المطلوب فأمر واحد لا غير، هو إيجاد نية سياسية جدية بضرورة التوصل إلى قانون انتخابي جديد تماشيا مع الطائف". وأعرب جعجع عن احترامه وتقديره للنواب المستقلين "الذين هم بأغلبيتهم الساحقة أصدقاء لنا، ولكن هذا شيء والتمثيل والمصلحة العامة شيء آخر تماما، فعلى سبيل المثال شارل مالك كان واحدا من اعظم المفكرين في لبنان، لا بل في العالم، وقد يمثل بأفكاره وطروحاته ملياري نسمة على الأرض، ولكن في الكورة كان يخسر في الانتخابات، لأن هذه هي اللعبة الديموقراطية". وأشار الى ان "محازبي القوات والتيار والكتائب وحدهم يشكلون نحو 80 الى 85% من الرأي العام المسيحي"، داعيا من يرغب في المشاركة في الجلسة التشريعية المزمع انعقادها، الى عدم الادعاء أنه يمثل المسيحيين، فليقل انه يريد المشاركة لأنه صديق "أبو العبد"، هذا أمر ممكن، لكنه لا يستطيع إدعاء تمثيل غيره"، مستشهدا بمكانة النائب السابق باسم السبع "الذي هو بالنسبة الينا صديق وقيمة وطنية واستطيع الحديث عنه وعن إيجابياته لساعات، ولكن لا استطيع ان اقول انه يمثل الشيعة".

وتوجه جعجع الى النواب المسيحيين المستقلين: "إذا سكتنا فلا يعني ان "حيطنا واطي"، بل لأن معاركنا كبيرة ولا وقت لنا لـ"حزازيات" الحي، ونحن لم نتعامل يوما مع احد على اساس تمثيله، ولكن لا يجوز أن نرضى بالهم والهم لا يرضى بنا".

ووجه نداء الى الرئيس نبيه بري بالقول: "أنت أبو الميثاقية بمفهومها الحديث، ولا اظن أي أب يتخلى عن ابنه، فكيف بالحري ان يقتله؟ والخيار الفعلي هو الصحة وليس المرض، فليس بالمشاكل النقدية وحدها يموت المجتمع، فبلدان الجوار كسوريا والعراق لم يعانيا مشاكل نقدية وانظر أين أصبحا؟ بل هناك مشاكل أخرى قد تقتل أسرع من المشاكل النقدية، وهذا ما يجب ان نعالجه". كما وجه جعجع نداء الى الرئيس سعد الحريري، قال فيه: "أهم إرث تركه الرئيس رفيق الحريري هو ما قاله: لقد أوقفنا العد بين المسيحيين والمسلمين، ونحن مع المناصفة والاعتدال والشراكة والميثاقية، وأنت الأحرص على الحفاظ على إرث أبيك".

وختم جعجع بالتأكيد "ان مشاركة القوات او عدمها في الجلسة التشريعية ستتم بالتنسيق مع التيار الوطني الحر".

 

رئيس الكتائب: كل الحالات الانقلابية تبدأ بحجة الضرورة والطوارئ ولا احد يختزل مجلس النواب بمفرده

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - ذكر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي في الصيفي عصر اليوم، ب"أن نية المشرع الصريحة وغير الصريحة، أي النية المبطنة واضحة، من خلال المادة 74 من الدستور التي تنص على الآتي: "اذا خلت سدة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو استقالته او سبب آخر (وهي الحالة التي نعيشها اليوم)، فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فورا وبحكم القانون... تدعى الهيئات الانتخابية دون ابطاء ويجتمع المجلس بحكم القانون"، لافتا الى ان "المشرع أكد في أربع عبارات ضرورة ان يجتمع المجلس النيابي فور خلو موقع الرئاسة". وأشار الجميل الى ان "المادة 75 من الدستور تنص على ان المجلس الملتئم لإنتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليها الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة او اي عمل آخر"، مشددا على انه "لا يحق للمجلس النيابي أن يناقش او يتكلم في أي موضوع خارج انتخاب الرئيس". أضاف: "انطلاقا من هذه المواد الدستورية وانطلاقا من ان دور رئيس الجمهورية في التشريع هو دور أساسي، فعندما نشرع بغياب الرئيس نضرب صلاحياته ونقوم بعمل غير دستوري، اذ ان الصلاحية الأولى للرئيس هي رد القوانين الى المجلس النيابي لإعادة النظر فيها، بعد اطلاعه عليها في حال اعتبر انها تمس بالدستور، ويحق للرئيس ان يطعن بالقوانين امام المجلس الدستوري وان يوقع القوانين ويصدرها". وأشار الجميل الى أن "هذه الصلاحيات الثلاث تؤكد على دور الرئيس في التشريع، فيما نحن نشرع من دون ان يتمكن الرئيس من لعب دوره الأساسي في التشريع، مع العلم انه الوحيد في الدولة اللبنانية الذي يؤدي اليمين الدستورية وهو المؤتمن على تطبيقه لا الوزراء ولا النواب". وحذر الرأي العام من ان "ما نقوم به هو الطلب ممن يتمسكون بالدستور بان يخالفوه، فيما نكافئ من يخالفون الدستور ويمنعون انتخاب رئيس الجمهورية ويعطلون الحياة الطبيعية للمؤسسات، فبدلا من ان نصب كل جهدنا على من يقاطع انتخاب الرئيس ونقول له قم بمواجباتك الدستورية وانتخب رئيسا، نذهب الى من يطبق الدستور والحريص على واجباته وعلى الدستور ونقول له خالف الدستور". واكد أن "المطلوب منا أن نتخلى عن المنطق الدستوري والمؤسساتي وان نسير بجلسة تشريعية غير دستورية"، أضاف: "نعم هناك خطر اقتصادي ولا بد من بت القوانين ولكن الحل بأن نضغط على 40 نائبا لينتخبوا رئيسا للجمهورية، وللذين يقولون ان الشغور الرئاسي مشكلة اقليمية نقول ان كلامكم خاطئ لأن الـ40 نائبا المقاطعين ليسوا ايرانيين ولا سعوديين ولا أميركيين ولا فرنسيين، بل هم نواب لبنانيون من قرى لبنانية لديهم مسؤوليات ويتقاضون رواتبهم من الدولة اللبنانية وعليهم ان يقوموا بواجباتهم امام الناس". وشدد على ان "المسؤولية تقع على من يعطل المؤسسات وليس على من يلتزم بالدستور، والمسؤولية على من يقاطع جلسة الرئيس وليس من يحضرها، المسؤولية تقع على من يخالف الدستور وليس على من يطبقه الدستور".

ولفت الى ان "هناك خطرا كبيرا من ان نكون قد بدأنا نتأقلم مع مخالفة الدستور والتي تبدو أمرا طبيعيا، أي ان نتأقلم مع واقع الحياة الدستورية من دون رئيس، أي ان نعتاد على أن يعمل المجلس النيابي والحكومة من دون رئيس وأن تسير الدولة من دون رئيس وهي أصلا معطلة لأنها من دون رئيس".

وتابع: "البعض يعتقد انه قادر على ان يسير شؤون البلد من دون رئيس، والمطلوب أن نتماشى ونعتاد وننسى، حتى اننا نسينا خريطة الطريق التي وضعناها من اليوم الأول للشغور الرئاسي خصوصا الأفرقاء السياديون الحريصون على المؤسسات والذين كان لديه التقييم ذاته منذ بداية الأزمة: خارطة طريق واضحة تبدأ بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة، اقرار قانون انتخابي وانتخابات نيابية مبكرة، هذه كانت التراتبية وهذه كانت خارطة الطريق التي اتفقنا عليها منذ الشغور الرئاسي"، سائلا: "لماذا نغير الأولويات، وقال: علينا العودة اليها كحماة للدستور، كمتمسكين بالمؤسسات وبمنطق الدولة والديمقراطية ولا يجب ان ندع أحدا يحيدنا عن منطق المؤسسات". وإذ اكد ان "الخريطة واضحة بمضمونها: انتخاب رئيس، تشكيل حكومة، اجراء الانتخابات وانتخاب مجلس نيابي جديد"، شدد على ان "الخروج عن هذه الخريطة كارثة تأخذنا الى مكان خطير".

وشرح ان "الشعب السوري يطلب من بشار الأسد رفع حالة الطوارئ، اذ باسمها ألغوا الحياة الديمقراطية. فمنطق الضرورة والطوارئ خطير جدا اذ انه يبيح استباحة القوانين كلها".

وسأل: "عندما نحيد عن الدستور فما هو البديل؟ اقول قوى الأمر الواقع تفصل الدستور وتفرض القوانين الجديدة، وعندها نصبح في حالة انقلابية". ولفت الى "اننا بدأنا ننزلق بمجرد القبول بمخالفات الواحدة تلو الاخرى وصرنا بحالة انقلاب حكمي على الدستور"، وأضاف: "نحن ننقلب على النصوص من دون العودة الى الناس، نغير قواعد اللعبة التي أقرها الشعب اللبناني من دون العودة الى الشعب، نحن نقرر انه يحق للطبقة السياسية أي للنواب ان يخالفوا القانون فيما لا يحق للناس ذلك، نجبر الناس على الالتزام بالقوانين فيما يحق للطبقة السياسية القيام بكل شيء". واذ سأل ما البديل؟ أجاب: "البديل سهل جدا، فهناك 40 نائبا عليهم أن ينتخبوا رئيسا وتنتهي المسألة"، معتبرا ان "المسألة ليست مستعصية". واكد الجميل أن "لا شيء يبرر حالة الطوارئ، فلم يضرب لبنان زلزال ولم تندلع حرب ولم يحصل تسونامي، فهناك مشكلة واحدة هي ان هناك حزبين لديهما 40 نائبا يرفضان المجيئ الى المجلس النيابي، وهنا تكمن المشكلة وهي مشكلة المؤسسات، فاذا حلت أي انتخبنا رئيسا، عندها يفتح مجلس النواب ونقر القوانين وغيرها وهي قوانين ضرورية". واذ شددعلى ان "القوانين كلها ضروية"، لفت الى ان "ما من قانون غير ضروري بالمطلق، خصوصا مكافحة الارهاب وتبييض الأموال، انما حل المعضلات لا يكون بمخالفة الدستور. فبدلا من ان تتواصل جمعيات المصارف والرئيس نبيه بري مع الجهات الحريصة على الدستور، عليها ان تتواصل مع الجهات المعطلة التي تمنع قيام الدولة".

وقال: "لا يمكن تدجين بعض الآوادم المتمسكين بالنص والحريصين على الدولة ومصلحة لبنان، لا يمكن ان نقول لهم سيروا بمنطق شريعة الغاب وباللا قانون واللادستور". وتطرق الى القروض التي يحكى عنها، شارحا ان "هذه قروض وليس هبات، وان المليار و700 مليون دولار ليست هدية بل زيادة على الدين العام فهي قروض وتزيد الدين". واشار الى ان "الدولة المفلسة والتي تنهار اقتصاديا ولديها 75 مليار دولار دين ونموها سلبي وميزان مدفوعاتها سلبي وهي على حافة الانهيار الاقتصادي وليست قادرة على دفع الرواتب، ذاهبة تستدين لتمول مشاريع عشنا 80 سنة من دونها، والان في ظل هذه "الحشرة" لا رئيس ولا مجلس نواب ومجلس الوزراء معطل نسعى لزيادة الدين العام مليار و700 مليون دولار، علما اننا قادرون على تنفيذ هذه المشاريع من دون أن نأخذ المال من جيوب المواطنين، بل من خلال القطاع الخاص وبالشراكة بين القطاعين العام والخاص، فيما نحن مصرون على ان ندفع الدولة واللبنانيين من جيوبهم ونكبر الدين".

اضاف: "يجب ان يعلم اللبنانيون ان هذه قروض، ديون. نحن كمن يشتري فيراري وليس قادرا على دفع قسط ولده في المدرسة، مجانين". وسأل رئيس الكتائب: "لماذا نفعل هذا بأنفسنا؟ فالجهات المانحة ليست مانحة بل تقرضنا بفوائد جيدة، انما لا يمكننا مع ذلك ان نتحملها، ثم من يراقب هذه المشاريع والدولة معطلة؟ من يضبط الفساد؟ ألا نرى الفضائح منذ 3 سنوات الواحدة تلو الأخر؟".كذلك سأل: "هل يثق الناس بالدولة بأن تستلم مشاريع كسد بسري بقيمة 500 مليون دولار؟"، وقال: "التلزيمات والمسائل التي تلحق صرف الأموال من يضبطها؟ هناك مسائل تنتظر وامور ملحة لا بد من ان نجد لها حلا، والأهم انه بدلا من الضغط على الافرقاء الذين يسعون للمحافظة على منطق المؤسسات ان يتحول الضغط باتجاه من يعطلون الدولة، وقيام المؤسسات ومن يمنعون انتخاب الرئيس فهنا تبدأ المسألة". وتمنى الجميل على "كل الأطراف ألا تجتهد وألا تتعاطى مع المؤسسات بهذه الخفة. فلا احد يختزل مجلس النواب بمفرده، ولا يحق لأحد وضع قواعد جديدة للبنانيين، فالشعب اللبناني فقط يحق له تغيير القواعد، ولا يحق لأحد ان يقرر عن الشعب اللبناني ويغير القواعد من دون العودة الى الشعب اللبناني".

 

جينجينيان ردا على بري: صار بامكاني ترشيح عقاب صقر لرئاسة المجلس!

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - علق النائب في تكتل "القوات اللبنانية" شانت جينجينيان في بيان، على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "الميثاقية يمكن ان تتأمن من خلال نواب مسيحيين من خارج الكتل الاساسية"، فقال: "كتير منيح، هيك صار فيي من بعد اذن الرئيس بري، رشح صديقي عقاب صقر لرئاسة المجلس".

 

كنعان وعدوان بعد لقاء بري: خرق الميثاقية يهدد الكيان وجلسة من دون "القوات" و"التيار" والكتائب لا يمكن تغطيتها ببديل

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، النائبين ابراهيم كنعان وجورج عدوان، ودار الحديث حول موضوع الجلسة التشريعية. بعد اللقاء الذي استمر ساعة ونصف الساعة قال كنعان: "بحثنا مع دولة الرئيس في موضوع الجلسة التشريعية من زاويتين: الزاوية الاولى هي تشريع الضرورة التي نذكر انها كانت فكرتنا عند حصول الشغور الرئاسي حيث طرحنا انه عند حصول ظروف استثنائية معينة وبأولويات استثنائية هذا التشريع ممكن ان نتفاهم ونتشارك في مضمونه. وقد اعتبرنا ان تشريع الضرورة يشمل كل الاولويات والاولويات المالية هي جزء منها ولكن هناك اولويات ايضا تتعلق بتكوين السلطة اي قانون الانتخاب والاولويات الاخرى التي لها علاقة بالمصلحة الوطنية، واليوم ليس هناك اهم من الهوية الوطنية اي ثروة الاغتراب وكذلك في هذه الازمة التي نعيشها عائدات البلديات حيث ذكرنا ان هناك اقتراح قانون في ذلك وهو مدرج على جدول الاعمال". اضاف: "الامر الثاني الذي بحثناه هو الميثاقية، الميثاقية في كل الاوقات والازمنة لأنه برأينا في حال خرق هذا المبدأ هناك خشية، بل اكثر من ذلك ان يتم في مراحل لاحقة استعمال هذه السابقة في امور ثانية، وهذا يهدد كثيرا كل المكونات السياسية لا سيما الكيان اللبناني، لأننا نحن التنوع والعيش المشترك والديمقراطية التوافقية. كل هذه شعارات وعناوين ترجمتها تكون من خلال احترام هذه المبادئ، خصوصا اننا نعلم جميعا ان دولة الرئيس بري في موضوع الميثاقية كان السباق في طرحه وفي احترامه لها، والمطلوب ان نستمر لا بل ان نكرس دائما هذا الطرح لأن له مدلولات كبيرة وخطيرة للغاية على العيش المشترك".

اضاف: "طبعا سنطلع القيادات من الافرقاء الذين نحن معهم على تواصل على نتيجة هذا اللقاء وستجرى المتابعة في الساعات والايام المقبلة".

سئل: هل ستشاركون في الجلسة؟

اجاب: "هذا الامر لم نصل اليه بعد، ولكن ستجرى متابعة كما ذكرت مع كل الافرقاء وخصوصا مع القيادات في التيار وفي القوات اللبنانية".

سئل: لطالما أمنتم ميثاقية مسيحية لحليفكم "حزب الله" لماذا لا يقف الحزب معكم؟

اجاب: "دعونا لا نستبق الامور. اليوم الاثنين والجلسة الخميس، وكل الافرقاء السياسيين يعبرون عن مواقفهم ولديهم من يمثل خير تمثيل، والمواقف تطرح في حينه، ونحن الان لسنا في تسجيل مواقف على بعضنا البعض".

عدوان

اما النائب عدوان فقال: "اعتقد ان كل اللبنانيين يدركون اننا امام خطرين: خطر مالي مصرفي من دون ادنى شك بسبب القوانين المطلوبة، وخطر ثان بأهمية الخطر الاول وربما اكبر وهو الميثاقية والعيش المشترك. ونحن موقفنا واضح ك"قوات" و"تيار" لن نترك الخطر المالي اطلاقا يهدد البلد وسنقر كل التشريعات المالية في الوقت اللازم وعلى الجميع ان يطمئن لذلك، وهذا الموضوع ليس مادة للضغط به وربطه بأمور اخرى. يبقى الموضوع الاخطر اي الميثاقية والشراكة الوطنية، ونحن نرى ان هناك خطرا يهدد هذه الميثاقية وهذه الشراكة وهو نابع من عدم اقرار قانون جديد للانتخابات يؤمن الشراكة ويترجم اتفاق الطائف كما يجب".

اضاف: "نحن هنا لدق ناقوس الخطر الذي يتعلق بخطر كياني في ظل ما يجرى في المنطقة. ففي الوقت الذي يجب ان نقدم نموذجا للغير بوحدتنا الوطنية وشراكتنا الوطنية وبالعيش المشترك نأتي ونقول لأحد المكونات، مع العلم اننا نطرح قانون انتخاب حديث وعدم التشبث بقانون الستين. ولا ننس ابدا انه بعد شهرين او ثلاثة سنصبح على مسافة سنة من الانتخابات. هل المطلوب ان ننتظر كما حصل في النفايات للحظة الاخيرة ونقول قبل اسبوعين لا حول ولا قوة، تعالوا كي نجري الانتخابات على قانون الستين؟ لا، لن نترك الامور تصل الى هنا، نحن نريد انتخابات وعلى اساس قانون انتخاب جديد. هذه الصرخة نرفعها اليوم لكل اللبنانيين ونأمل منهم ومن شركائنا في الوطن ان يسمعوها لأننا كلنا معنيون بها. لذلك توجهنا الى الرئيس بري لأنه هو من اطلق وكرس وحرص على الميثاقية لنقول له ان جلسة من دون "القوات" و"التيار والوطني الحر" لا يمكن ان نجد تغطيات لها بديلة عنهما تؤمن الميثاقية، ف"التيار" و"القوات" والكتائب هي التي تؤمن الميثاقية.

سئل: هل ستصلان مع التيار سويا الى الشارع؟

اجاب: "كل امر يقرر في حينه، والمؤكد اليوم اننا في هذا المسار نحن والتيار الوطني الحر سويا وكل خطوة سنقوم بها سويا".

سئل: هل من مجال لتغيير موقفكم ك"قوات"؟

اجاب: "هناك موقفنا وهناك موقف غيرنا، وليس المطلوب ان يكون هناك تغيير فقط في موقفنا يجب ان يحصل تطوير في الموقف المتعلق بالجلسة التشريعية".

سئل: هل يمكن اعادة النظر بموعد الجلسة؟

اجاب: "ما يدور حوله النقاش ليس موعد الجلسة بل ماذا سيبحث في الجلسة".

 

سليمان: المقاطعة عمل سلبي غير جائز وهناك تشريعات مالية وحياتية ليست موضع انقسام

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أسف الرئيس العماد ميشال سليمان، "لما وصلت إليه الأوضاع الناتجة عن تراكم الأزمات، ما جعل البلاد عالقة بين مطرقة الأخطار الاقتصادية المهددة وسندان جواز التشريع في غياب رئيس الجمهورية، في ظل تضارب في تفسير الدستور بين مؤيد للتشريع أو معارض أو حتى مشترط".واعتبر الرئيس سليمان خلال حديث تلفزيوني "أن المقاطعة هي عمل سلبي غير محبب وغير جائز في الحياة الدستورية وهذا ما أثبتته التجربة"، متمنيا على جميع القوى "القبول بالتشريع أو رفضه تحت قبة البرلمان، ما يعزز منطق الرفض ويعطيه المناعة ويساهم ربما في تبديل المناخ من الداخل".

من جهة أخرى، سأل الرئيس سليمان، "هل كنا سنصل إلى هذا الافق المسدود لو احتكمنا للديمقراطية ورفضنا مبدأ التعطيل وانتخبنا رئيس الجمهورية وفقا لما يقول الكتاب؟". وأضاف: "هناك تشريعات مالية وحياتية "Raison d'état" ليست موضع انقسام والكل متفق على ضرورة السير بها لتسيير الشؤون المالية الملحة، منها على سبيل المثال لا الحصر الـ400 مليار لتسليح الجيش اللبناني، لكن هل يجوز إقرار "قانون إنتخابي" في ظل الفراغ الرئاسي، وبالتالي أين الضمانة الدستورية في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، صاحب الحق الدستوري في رد القوانين والطعن بها حيث تدعو الحاجة؟".

 

محدلة بري التشريعية «ماشية» فهل توقفها تظاهرة لـ«أقوياء الموارنة»؟

سهى جفّال/جنوبية/9 نوفمبر، 2015/في ظل التعقيد والخلاف الحاصل على الجلسة التشريعية.وفي وقت تحوّل فيه الرئيس برّي عن الميثاقية الى"التقنيّة"، يبقى السؤال هل ستعقد الجلسة دون حضور وموافقة أقوياء الموارنة، وهم: العونيون والكتائب والقوات؟ وهل ستصل الأمور الى حدّ تنظيم تظاهرة مشتركة لهؤلاء من اجل منع عقد الجلسة كما تسرّب لـ«جنوبية» اليوم؟ بعدما عجزت سلطة “اللاقرار” عن التوافق على أي ملف أو قضية ابتداء من كرسي الرئاسة إلى تعطيل المجلس النيابي عدا أزمة النفايات، اتجهت الأنظار نحو الجلسة التشريعية إذ انتقل الخلاف السياسي اليها وتستمر الكتل المسيحية حتى هذه اللحظة على اصرارها بمقاطعة الجلسة التشريعية التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في الـ 12 والـ 13 من الأسبوع المقبل. مقابل، إصرار برّي على ما اسماه بـ “تشريع الضرورة”، بمن حضر ، لمواجهة التهديد الذي يطاول لبنان على الصعيد المالي بما يجعل التشريع ملحاً. فوسط اجماع من القوى المسيحية الرئيسية الكبرى، القوات اللبنانية، والتيار العوني وحزب الكتائب اللبنانية، على مقاطعة الجلسة وعلى تضمين جدول الأعمال بند قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية، تنشط الإتصالات وتتكاثف الجهود في سباق محموم بين الضرورة والأولويات لبلوغ أرضية توافقية حول الجدول التشريعي بين مختلف الأفرقاء قبل صباح الخميس لانقاذ التحالفات من جهة، والمحافظة على مبدأ الميثاقية من جهة اخرى، وقد يترجم بالاتفاق على عقد جلسة تشريع الضرورة، والاكتفاء بتمرير البنود المالية الملحّة، ومن ثمّ رفع الجلسة من دون الدخول في البنود الاخرى. كذلك تجري مشاورات لايجاد مخارج لقانون الانتخاب.

وفي هذا السياق، أكّد عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت لـ “جنوبية” أننا كتيّار المستقبل نبذل جهدنا من اتصالات ومساع للوصول إلى حلّ وفي الأساس، المحافظة على التحالفات ولكن إلى الآن لا جديد”.

وفيما يخص العلاقة بين المستقبل والقوات اللبنانية وما يقال عن ضرب التحالفات إستبعد الدكتور فتفت أن تصل الأمور الى هذا الحدّ”. مشيراً “أن الاتصالات مستمرة وفي شأن اجتماع البحث في قانون الجنسية الذي عقد اليوم في مجلس النواب بين “المستقبل” و”القوات” و”التيار” والكتائب، والنقاش كان جيدًا على أنه سيُستكمل غداً ظهراً”. في ظلّ اصرار برّي على عقد الجلسة إذا توافر لها “نصاب الخمسة والستين نائباً” على أن الميثاقية هي حضور مكوّنات من كل الطوائف وهذا متوافر للجلسة، قائلاً “لقد أساؤوا فهمي بالميثاقية، وقد أعطيت وقتاً طويلا للوصول الى تفاهم، وخصوصاً مع العماد ميشال عون. والآن سأطبق الدستور حرفياً”. كان اللافت تأييد البطريرك بشارة الراعي عقد الجلسة إذ صرّح أنه ” من واجبنا أن ننادي بانتخاب رئيس ونطلب من مجلس النواب اتخاذ القرار التقني بظل عدم إمكان انتخاب رئيس للتشريع المالي”. وقد رأى المحلل السياسي والصحافي كمال ريشا أن “الراعي دعا إلى حل الأزمات المالية وفور انتهائها الذهاب لانتخاب رئيسًا للجمهورية وهذا ما عناه “اتخاذ القرار التقني”. كما لفت ريشا في حديثه لـ”جنوبية” “نحن كمسيحيين لا نريد تحالف واتفاق مسيحي بقدر ما نريد المجلس النيابي القيام بدوره وانتخاب رئيس”متسائلاً، هل إذا اتفق كل جعجع وعون على قانون انتخابي سيقوم المجلس بالانتخاب؟ مضيفًا ” أن من يعطل البلد حزب الله وليس المسيحيين”. كذلك اعتبر ريشا أن ” حلّ هذا الخلاف بيد برّي وذلك بتعديل جدول الجلسة،إذ انه فرض 15 بندا فوق البند الخاص بالأمور المالية، ومن الطبيعي أن يقع الخلاف لعدم إدراجه البنود الأكثر ضرورة والحاحا وهذا سبب الخلاف الأساسي”. مضيفًا ” الحل بسحب كل هذه البنود وابقاء البند المالي وحده وهذا لا يعطي مجالا لأحد للإعتراض لأن الجلسة تصبح فعلاً للضرورة”. وختم ريشا أنه تتحدث الأوساط ” عن امكانية أن يدعو كل من التيار الوطني و القوات إلى مظاهرة مشتركة بالتزامن مع عقد الجلسة التشريعية إذ بقيت الأمور على حالها”.

 

72 ساعة للتشريع: هل من مخرج يفاجئ الجميع؟

خاصّ جنوبية 9 نوفمبر، 2015/كل الأنظار تتجه الى الجلسة التشريعية المقبلة بعد أن انتقل الخلاف السياسي اليها من بوابة اختلاط الاوراق، والذي بات يهدد التحالفات السياسية على ضفتي 8 و 14 اذار، ويصيب بشظاياه الميثاقية الحياة الوطنية، مع قرار الكتل المسيحية مقاطعة جلسة يصر الرئيس نبيه بري على عقدها، لمواجهة التهديد الذي يطول لبنان على الصعيد المالي بما يجعل التشريع ملحاً. على بُعد اثنتين وسبعين ساعة من “خميس التشريع”، وانطلاقاً من قاعدة الضرورات التي تبيح المحظورات في زمن الشغور الرئاسي، تتسارع الاتصالات وتتكثف الجهود في سباق محموم بين الضرورة والأولويات لبلوغ أرضية توافقية حول الجدول التشريعي بين مختلف الأفرقاء قبل صباح الخميس. فضاقت هوامش المناورة وفق “السفير” أمام معسكرَي تشريع الضرورة، مع اقتراب موعد التئام الجلسة ـ المحك التي توحي كل المؤشرات حتى الآن أن جولتها الأولى ستُعقد الخميس المقبل بما تَيَسَّر من ميثاقية وحضور مسيحي، وسط إصرار العماد ميشال عون وسمير جعجع على اشتراط ضم قانون الانتخاب إلى جدول الأعمال لحضورها، ورفض حزب الكتائب المشاركة فيها من الأساس. في هذه الاجواء، قالت مصادر عاملة على خط تذليل العقبات أمام الجلسة التشريعية التي ستعقد الخميس والجمعة المقبلين، لـ”الجمهورية”، انّ المساعي جارية على قدم وساق لتذليل العقبات التي تحمل بعض المكوّنات الاساسية على الغياب عن الجلسة. وقالت “ما في مزح بَقا” فكلّ لبناني سيُصاب مباشرة، وتسونامي كبير مُقبل على الاقتصاد اللبناني وحياة اللبنانيين ومستقبلهم اذا لم تنعقد الجلسة التشريعية.

“14 آذار” تسعى إلى “مخارج” توافقية قبل الخميس

وفي هذا السياق، اندرج اجتماع ممثلي أحزاب ومستقلي قوى “14 آذار” أمس الأول، وفق ما أوضحت مصادر قيادية في 14 آذار لـ”المستقبل”، مؤكدةً أنّ الاجتماع تخللته “نقاشات جدية وصريحة ومحاولات لطرح مخرج توافقي يُؤمل التوصل إليه قبل موعد انعقاد الجلسة التشريعية”. وتسعى قيادة “القوات” وفق “النهار” إلى إقناع “المستقبل” بعدم المشاركة إذا كانت لا تتوافر فيها الميثاقية، متعهدة في الوقت نفسه تمرير القوانين الستة المتعلقة بالمالية قبل انتهاء المهلة، حتى لو اقتضى الأمر عقد جلسات في عطلة نهاية الأسبوع وما بعدها. وحتى ساعات هبوط الليل الأولى، كانت كتلتا “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” قد توصلتا مع بكركي إلى تشكيل حلف ثلاثي جديد، بحسب تعبير المصادر العونية لـ”اللواء”، رفض رئيس تيّار “المردة” النائب سليمان فرنجية الإنضمام إليه، ويرفع هذا الحلف راية عدم المشاركة في الجلسة التشريعية الخميس المقبل، ما لم يتفق على تمرير قانون استعادة الجنسية بالشكل الذي تطالب به الكتل المسيحية وعدم الاكتفاء بمجرد إدراجه على جدول أعمال الجلسة، ونفس الأمر يسري على قانون الانتخاب، مع انتزاع تعهّد بإقراره في جلسة لاحقة، على أن يكون هذا الإقرار متزامناً مع إتفاق سياسي على إجراء الإنتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس الجمهورية. ويعقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في معراب يتناول فيه موقف “القوات” من الجلسة التشريعية، فيما أشارت “النهار” إلى أن جعجع سيعلن موقفاً تصعيدياً لأن “لا شيء يتقدّم حالياً على معركة التصدّي لسابقة إسقاط الميثاقية، والاستنسابية باعتمادها، وخطورة ذلك بضرب العيش المشترك. أما الحلول فهناك متسع من الوقت للبحث فيها”.

ميشال عونأما بالنسبة للمؤتمر الصحفي للنائب عون بعد اجتماع تكتل التغيير غداً، فهو سيتضمّن بحسب “اللواء” حملة سياسية وتحميل جهات عربية ومحلية مسؤولية تعطيل قانون الانتخاب، وإضعاف ما تصفه المصادر العونية المرجعيات التمثيلية للمسيحيين، إلى جانب الغمز من قناة الرئيس برّي في ضوء إصراره على عدم التراجع عن موعد الجلسة، رغم أنه بات يميل إلى وضع جدول أعمال آخر إذا كان هناك من جديد، حسب ما نقل عنه زواره مساءً، مع التشديد على أن جدول الأعمال طُبع ووزّع على النواب.

بري: الميثاقية هي حضور مكونات من كل الطوائف

لكن الرئيس نبيه بري يرى ان الميثاقية هي حضور مكونات من كل الطوائف وهذا متوافر للجلسة. وقال لزواره إنه مصر على عقدها اذا توافر لها نصاب الـ65 نائباً، فموعد الجلسة مثل ساعة “بيغ بن”:

– أضاف: “لقد اساؤوا فهمي بالميثاقية”.

– تابع: “اعطيت وقتاً طويلا للوصول الى تفاهم، وخصوصا مع العماد ميشال عون”.

– ختم: “الآن سأطبق الدستور حرفياً”.

وبرغم الكلام حول استمرار المحاولات لابتكار ممرات جانبية أو خلفية، للخروج من المأزق قبل فوات الأوان، إلا أن أجواء الرئيس نبيه بري لا تؤشر إلى إمكانية تعديل توقيت الجلسة وجدول أعمالها، وبالتالي فإن أي مخرج محتمل بات يرتبط بالجلسة المقبلة، ما لم تطرأ مفاجأة من العيار الثقيل في اللحظة الأخيرة، تدفع أحد الطرفين إلى إعادة النظر في موقفه المعروف.

 

الراعي يمسك العصا من الوسط: مع التشريع ومع المقاطعة

نادين مهروسة/المدن/الإثنين 09/11/2015

أثارت مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي من الجلسة التشريعية تأويلات وتحليلات كثيرة، خصوصاً انه في مكان ما اعتبر أنه لا يجوز للمجلس النيابي اقرار القوانين وسن التشريعات في ظل غياب رئيس الجمهورية وأن الاولوية هي لانتخاب رئيس، فيما اعتبر في المقابل أنه لا بد من اقرار البنود المالية عبر ايجاد طريقة معينة كي لا يقع لبنان في المحظور. اصبحت المواقف الملتبسة سمة من سمات الراعي، فهو لم يتخذ موقفاً إلا وسارع الى نقضه بموقف آخر معاكس له، ما أزعج مختلف الكتل والقوى السياسية وها هو يعاود الكرّة مجددا، من دون الخروج بموقف واضح وصريح، حول الجلسة. وفي السابق كان الراعي يغضب من الانقسام المسيحي، ولكن يستثمر فيه، عبر تحميله المسؤولية الى كل الزعماء المسيحيين، وكان من خلال ذلك يحيط نفسه بالشرعية السياسية والوصاية على المسيحيين، فلطالما سببت له مواقفه خلافات مع الافرقاء المسيحيين، تارة مع التيار الوطني الحر وتارة أخرى مع القوات اللبنانية. اما اليوم فهناك شيء ما تغير، هناك توقيع لورقة "اعلان النوايا" بين "التيار الوطني الحر" و"القوات"، وهناك شبه اجماع مسيحي، حول عدم المشاركة في الجلسة التشريعية كل لأسبابه، وهذه المواقف أحرجت الراعي أكثر. يقف الراعي بين نارين، لا يريد أن يغضب المسيحيين المتوافقين حديثاً، وخصوصاً أن رئيس "القوات" سمير جعجع زاره، كما النائب إبراهيم كنعان موفداً من النائب ميشال عون، وبالتالي لم يعد قادراً على عدم منحهم الغطاء، لكن في المقابل أيضاً البطريرك لا يريد إغضاب رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولذلك اتخذ موقفاً حمّال أوجه، ولا يمكن البناء عليه في السياسة، وبالتالي لا تعول مصادر "المدن" على أي موقف من بكركي، لأن الأمر سيعود في النهاية إلى الكتل المسيحية وما الذي ستتوصل إليه. بالنسبة إلى "القوات اللبنانية"، تشير مصادرها لـ"المدن" إلى أن "هناك تناغماً كبيراً مع موقف بكركي لجهة ضرورة عقد الجلسة التشريعية وحصرها في الشق التقني"، وتؤكد أن موقف جعجع كان واضحاً، ومتفقاً تماماً مع موقف الراعي، لجهة التخيير بين وضع قانون الإنتخاب وقانون استعاد الجنسية كبندين أولين على جدول أعمال الجلسة لأنهما أهم من سبعة عشر بنداً آخر على جدول أعمال الجلسة كإنشاء مجلس إنماء عكار وبعلبك الهرمل، أو حصر الجلسة بالشق التقني المالي، بمعنى إزالة كل البنود غير المتعلقة بالمواضيع المالية. وتعتبر أن موقف جعجع هو إستكمال للطعم الذي رماه البطريرك، فإما عقد جلسة مالية بإمتياز من دون أي بند آخر، او وضع قانوني الإنتخاب واستعادة الجنسية من ضمن مختلف البنود. ويؤكد النائب "القواتي" فادي كرم لـ"المدن" أن "تصريح البطريرك جاء داعماً لموقف القوى السياسية المسيحية من الجلسة التشريعية لناحية عدم السعي لمقاطعة الجلسة وذلك لأهميتها لحل الأمور المالية"، كما شدد على ضرورة إدراج قانوني الإنتخابات النيابية وإستعادة الجنسية على جدول أعمال الجلسة وذلك بهدف إعادة التوازن في البلد. أما موقف "التيار" فلا يختلف أبداً، خصوصاً أن مصادره تشير عبر "المدن" إلى الجهوزية للسير في تحمل المسؤولية الوطنية ولكن شرط احترام مبدأ الشراكة، كما يؤكد النائب زياد الأسود لـ''المدن" أن "موقف البطريرك يؤكد دعمه الكامل لموقف القوى المسيحية من الجلسة التشريعية في حين ضرورة إدراج القوانين المتفق عليها هو أساسي في الجلسة".

 

معضلة استعادة الجنسية قبل أيام من الجلسة العامة ثلاث ملاحظات لـ"المستقبل" و24 ساعة للإجابات النهائية

منال شعيا/النهار/10 تشرين الثاني 2015/اشتعلت قنوات الاتصال قبل ايام من موعد الجلسة التشريعية العامة الخميس المقبل. اكثر من اجتماع ولقاء عقدا بين ساحة النجمة وعين التينة، تحت عنوان عريض: ميثاقية التشريع. من هذا العنوان تفرّعت معضلتا: قانون استعادة الجنسية وقانون الانتخاب.

في المحور الاول، عقد اجتماع مشترك في مجلس النواب، ضم نواباً من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والكتائب و"تيار المستقبل" وعدد من نواب 14 اذار، الى جانب "المؤسسة المارونية للانتشار"، وهم: النواب سمير الجسر وجمال الجراح واحمد فتفت ونعمة الله ابي نصر والان عون وابرهيم كنعان وايلي ماروني وايلي كيروز وهادي حبيش ونديم الجميل وانطوان زهرا والوزير بطرس حرب، وعن المؤسسة المارونية للانتشار، السيدان شارل الحاج ويوسف الدويهي والسيدة هيام بستاني، في حين غاب نواب من كتلة "التنمية والتحرير" عن الاجتماع. وتوافرت معلومات ان كتلة "التنمية" ستصوّت الى جانب اقتراح قانون استعادة الجنسية، على ما اكد عضو الكتلة النائب ميشال موسى لـ"النهار"، قائلا: "سنصوّت الى جانب الاقتراح مع ابداء لبعض الملاحظات التقنية عليه، والتي لن تؤثر في جوهره". وعليه لم يكشف فتفت لـ"النهار" اي عناوين عن الاجتماع، مكتفيا بالقول ان محوره الاساسي للاجتماع كان موضوع استعادة الجنسية، وسنستكمل البحث غدا (اليوم)". كذلك، لم يعلن زهرا اي موقف، لكنه لفت الى " الاجواء الايجابية والمشجعة التي سادت اللقاء"، وقال: " كان هناك تعاون". وحين سئل عما اذا كانت نتيجة الاجتماع ستؤثر في قرار "القوات" في المشاركة في الجلسة العامة، اجاب زهرا: "هذا موضوع آخر"، رافضا اعطاء معلومات اخرى. اما كنعان فاكتفى بالقول: " كان النقاش جديا ولدينا بعض النقاط ننتظر المشاورات في شأنها"، واضاف: "ليس لدي قرار بالمشاركة في الجلسة بعد. واليوم عرضنا كل الاختلافات والافكار الموضوعة من النائب سمير الجسر، وسنتخذ لاحقا القرارات الحاسمة بهذا الامر".وفي معلومات " النهار" ان هذا الاجتماع لا يعني حضور كتلتي "التيار" و"القوات" الجلسة العامة، لا سيما ان كتلة الكتائب قطعت الجدل في هذا الاطار وحسمت عدم مشاركتها، وهي كانت حاضرة اجتماع المجلس أمس.

 

تشريع الضرورة".. نقاش طائفي يخلط الإصطفافات

المدن - سياسة | الإثنين 09/11/2015

استحوذت جلسة "تشريع الضرورة" المزمع عقدها الخميس المقبل، والخلاف الدائرة بشأن ميثاقيتها نتيجة مقاطعة وشروط الكتل المسيحية، على كل حركة الإتصالات السياسية، خصوصاً أن الأزمة بدت أكبر من جلسة تعقد لضرورات مالية، مع تحول النقاش الدائر الى خانة العيش المشترك، وحقوق الطوائف، والطائف، والمناصفة، والأعداد. وعلى الرغم من كثافة الإتصالات واللقاءات إلا أن أي خرق لم يحقق، وبدا الجميع يدور في حلقة مفرغة، كتكرار لكل الملفات السياسية العالقة منذ اشهر، لكن اللافت في حدة التصريحات المذهبية والطائفية أنه لم يسبق لها مثيل، إلا خلال طرح مشروع قانون "اللقاء الأرثوذكسي" الذي أدى يومها إلى انقسام مسيحي – اسلامي مشابه، ضارباً الإصطفافات السياسية القائمة حالياً، وتماسكها. ومع أن اللقاءات والإتصالات أشارت الى جدية الجميع في البحث عن المخرج المناسب، إلا أن اللافت أن الوضع اللبناني بات عالقاً بين كأس البقاء خارج الشرعية الدولية اذا لم تقر المشاريع المالية، وبين أزمة ميثاقية مرجحة للتفاقم في حال عقدت الجلسة من دون مشاركة "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب". وبدا واضحاً من خلال الموقف الصادر عن كتلة "التنمية والتحرير" بعد اجتماعها، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال مصراً على موعد عقد الجلسة، وفقاً لما ردد مراراً في السابق. وهو ما أكده عضو الكتلة النائب انور الخليل بعد إنتهاء الإجماع بقوله إن الجلسة ستعقد، داعياً جميع الكتل النيابية الى تحمل مسؤولياتها التشريعية.

مشاورات استعادة الجنسية

في حصيلة اللقاءات، برز اجتماع تنسيقي جمع نواب "القوات" و"الكتائب" و"المستقبل" و"التيار" في مجلس النواب، على الرغم من أنه تردد سابقاً إمكانية عقده في "بيت الوسط"، لبحث قانون استعادة الجنسية. وعلى الرغم من أن المشاورات بدت إيجابية، وفق ما تبين من تصريحات النواب، الا ان التوافق التام يحتاج الى مشاورات إضافية وبحث معمق، من أجل الوصول الى صيفة ترضي كل الأطراف، خصوصاً أن حق المرأة في منح الجنسية لأولادها الذي طرحه "المستقبل" تم وضعه جانباً بسبب الهواجس المسيحية على "الديموغرافيا" في لبنان، وبالتالي تم فصل مبدأ استعادة الجنسية عن اكتساب الجنسية.

وأكد أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان، الذي شارك في الإجتماع، انه "تم البحث في بعض الافكار لكن القرارات الحاسمة في هذا الامر سنتخذها غدا"، مضيفا "النقاش كان جديا ولدينا بعض النقاط ننتظر المشاروات في شأنها".

اجتماع عين التينة

اللقاء الثاني البارز كان في عين التينة، وجمع الى بري وكنعان، النائب جورج عدوان، ووزير المال علي حسن خليل للتشاور في امكانية تحقيق خرق على صعيد التوافق للمشاركة في جلسة الخميس، حفظاً للدولة مالياً، وحفاظاً على الميثاقية. وعلمت "المدن" أن الإجتماع لم يحقق المطلوب منه خصوصاً أن "القوات" و"التيار" أكدا تمسكهما بالموقف المعلن لجهة ادراج قانون استعادة الجنسية، وقانون الإنتخابات النيابية على جدول الأعمال. واكد الثنائي "القواتي" و"العوني" عقب الاجتماع ذلك، مع التشديد على استمرار الاتصالات على أن يبلغ كل طرف قيادته بما دار من مشاورات من أجل أن يبنى على الشيء مقتضاه، أملاً في التوصل الى نقاط مشتركة قبل الخميس.

جعجع يصعد

وفي معراب استلم جعجع الدفة، عاقداً مؤتمراً صحافياً صبغ بلهجة تصعيدية ضد بري والحلفاء في "14 آذار" على حد سواء، خصوصاً أن المؤتمر حمل عنوان "خدونا بحلمكن"، وأشار فيه إلى تأييد إقرار القروض التي تنتهي آجالها قريبا، رافضاً المزايدات، ومؤكداً أن الأهمية هي لإدراج القوانين التي تطالب بها "القوات" و"التيار"، رافضاً تحميل "القوات" و"التيار" مسؤولية انهيار الوضعين الاقتصادي والمالي في لبنان و"ليس من يُقاتل في سوريا أو من يُعطّل الانتخابات الرئاسية". وفي تحد جديد، انتقد جعجع من يتذرع بضرورة اتفاق "التيار" و"القوات" على قانون انتخابي واحد للسير به، مؤكداً استعداده الآن إلى الاتفاق مع عون على قانون واحد إذا أعلنت كتلتان كبيرتان تأييدهما لهذا الطرح، و"لكن نحن ندعو الى التصويت على القوانين الانتخابية المطروحة لأن هناك 17 طرحاً مقدماً في المجلس". وفي الرسائل السياسية، توجّه جعجع الى بري، قائلا: "أنت أب الميثاقية بمفهومها الحديث ولا اظن أن أي أب يتخلى عن ابنه فكيف بالحري ان يقتله"، كما توجه إلى الرئيس سعد الحريري، قائلاً: "أهم إرث تركه الرئيس رفيق الحريري هو مقولة: "أوقفنا العد"، ونحن مع المناصفة والاعتدال والشراكة والميثاقية وانت الأحرص على الحفاظ على إرث ابيك".

استياء "المستقبل"

وعلمت "المدن" أن مواقف جعجع الأخيرة حصدت استياءاً كبيراً في أوساط "المستقبل"، خصوصاً لجهة الحديث عن العد، مذكرة بالنقاش والخلاف الأخير حول "القانون الأرثوذكسي". وشددت مصادر "المستقبل" على أن وقف العد إرث يؤكد المستقبل والرئيس الحريري التمسك به يومياً في الممارسة بعيداً عن المزايدات المسيحية – المسيحية، خصوصاً أن هذه الثوابت تأتي في سلة متكاملة مع التمسك بإتفاق "الطائف" والدستور اللبناني والعيش المشترك.

مواقف الثلاثاء

ويبدو ان هذا النقاش ستتوالى فصوله الثلاثاء، بإنتظار المؤتمر الصحافي المرتقب لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بعد إجتماع التكتل، على أن يسبقه رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، بمؤتمر صحافي، يحدد فيه توجهات الحزب، التي أكدت مصادر "المدن" أنها ستكون تصعيدية، وإن تمايزت عن مواقف عون وجعجع.

صمت "حزب الله"

وفيما بدا لافتاً انتقاد جعجع لـ"حزب الله" الذي "يمسك واجباً" مع "التيار" في الرئاسة، ولا يفعل ذلك في ملف قانون الانتخاب، من المنتظر أن يخرج "حزب الله" عن صمته ويحدد موقفه الثلاثاء في اجتماع كتلة "الوفاء للمقاومة" الذي قدم موعده الاسبوعي. وعلمت "المدن" أن الترجيحات الأولية تشير إلى أن "حزب الله" سيدعم ضرورة عقد الجلسة، على الرغم من أن الجهود مستمرة تحت الطاولة لتقريب وجهات النظر، وهو ما برز في تصريح وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، وأمله في "ازالة المعوقات امام انعقاد المجلس النيابي لاقرار مشاريع ضرورية وملحة".

خلط اصطفافات

وفي صلب النقاش الدائر بدا لافتاً استئثار موضوع التحالف المتين بين "القوات" و"التيار" على اهتمامات الأروقة السياسية، خصوصاً أن العلاقة بين "القوات" و"المستقبل" بدت على المحك، بينما كانت العلاقة السيئة بين "التيار" و"أمل" معلومة، إلا أن صمت "حزب الله" وعدم دعمه هذه المرة لعون ترك أكثر من تساؤل حتى في اوساط "التيار".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عدوان من عين التينة: الجلسة من دون التيار والقوات والكتائب لا تؤمن الميثاقية

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اعلن النائب جورج عدوان بعد لقائه والنائب ابراهيم كنعان رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، أن "اللقاء يأتي لأن هناك خطرا يهدد الميثاقية وهو نابع من عدم اقرار قانون انتخابات جديد". وقال: "اللبنانيون يدركون اننا امام خطرين: الاول مالي مصرفي بسب القوانين، والثاني بسبب الميثاقية والعيش المشترك. كقوات وتيار لن نترك الخطر الميثاقي يهدد البلد، وكل التشريعات الضرورية سنقرها في الوقت المناسب". أضاف: "نريد انتخابات وسنجريها حسب القانون الانتخابي الجديد، ونأمل من شركائنا في الوطن ان يسمعوا صرختنا. توجهنا الى الرئيس بري لأنه حريص على الميثاقية، وقلنا له أن الجلسة من دون التيار والقوات والكتائب لا تؤمن الميثاقية".

 

كنعان بعد لقائه بري: تشريع الضرورة يشمل كل الاولويات

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - شدد أمين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان على ان "الميثاقية يجب ان تكون في كل الاوقات ويجب احترامها وتكريسها، لأن مدلولاتها خطيرة على العيش المشترك"، ولفت الى ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري كان سباقاً في طرح الميثاقية واحترامها".

 

حركة التجدد: الفرز الطائفي لتشريع الضرورة هرطقة كبرى والميثاقية المزعومة أحلت الفيتو مكان احكام الدستور

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أصدرت اللجنة التنفيذية لحركة التجدد الديموقراطي البيان التالي: "أربعة اشهر وما زالت شوارع لبنان تمتلئ بالنفايات وما زالت الساحة السياسية تضج بالاقتراحات والخطط لمعالجتها. اربعة أشهر من الضجيج لنعود الى نقطة البداية مع رهان سوريالي على فكرة تصديرها الى الخارج. تمر الاعوام ووزراؤنا يتفاجؤون بهطول الأمطار في مطلع كل خريف، وشوارعنا تتحول انهارا، وتشهد زحمة سير خانقة في كل الفصول. خمس سنوات والمعلمون والموظفون ينشدون حدا ادنى من الانصاف، فيما السلطة وبعض الهيئات الاقتصادية تدير لهم أذانا خشبية. خمسة وعشرون سنة على نهاية الحرب وما زالت الكهرباء حلما بعيدا فيما وزارة التعتيم ومؤسسة الكهرباء ما زالتا تشكلان اكبر مسرب للعجز والمديونية العامة. سنة بعد اخرى، تتردى كل خدمات المرافق العامة من الضمان الاجتماعي الى الهاتف الخلوي والانترنت، فيما ترتفع فاتورة الاستشفاء والتعليم ويتردى مستوى الجودة فيهما".

ولفتت اللجنة، الى أن "هذه الأزمات ليست في الحقيقة إلا مرآة لصورة اهتراء الدولة وتعطل وظائفها، في ظل استقطاب مذهبي غير مسبوق، وتغول زعماء الاحزاب الطائفية للانقضاض على ما تبقى من الدولة وصلاحياتها، وامعانهم في السطو على المال العام وصرف النفوذ والاثراء غير المشروع".

واعتبرت ان "هذه الحلقة المفرغة المتنامية من الانتهاك والتعطيل تعود في معظمها الى جذر مشترك هو بدعة "الميثاقية" المزعومة التي أحلت حق الفيتو مكان آليات التصويت الدستوري والديموقراطي، فيما هي في جوهرها انقلاب على الميثاق الوطني وتراجع الى مرحلة ما قبل تشكل الكيان والدولة".

ورأت ان "المسؤولية عن هذه الأزمات تتحملها اطراف السلطة كافة، وان بنسب مختلفة"، وقالت: "يتحملها اولا من جعل لبنان رهينة الوقت بانتظار انتهاء الازمة السورية. ويتحملها ثانيا من استل سيف التعطيل واشهره في وجه المؤسسات بدءا من الفراغ في رئاسة الجمهورية واشتراط نصاب الثلثين في كل جلسات الانتخاب، ومن عطل جلسات مجلس الوزراء بالثلث المعطل أو باشتراط توقيع كل الوزراء على كل المراسيم. ويتحملها ثالثا من رضخ لابتزاز التعطيل او تراخى امام ممارسة الفيتو والابتزاز، وكل من تخلى عن صلاحياته وواجباته بالدفاع عن هيبة الدولة ووظيفتها وفعالية قراراتها، وكل من طمع في دخول جنة المحاصصة، وكل من ساهم بتخلي الحكومة عن مسؤوليتها وتفويض زعماء الاحزاب الطائفية مهمات من صلب واجباتها، كان آخرها ايجاد المطامر وتوزيعها. على هذه الخلفية المتحللة، نشأ الحراك المدني الذي له فضل الاضاءة بقوة على هذا الواقع المرير، والتعبير عن ارادة شريحة واسعة من اللبنانيين بالخروج من هذه الدوامة نحو دولة المواطنة والنزاهة والشفافية والمساءلة وحكم القانون وتداول السلطة، والمساهمة في وضع خطوط حمراء امام استمرار الفساد والمحاصصة في ملف النفايات". أضافت: "في هذا المناخ من تحلل الدولة وضياع مفهوم الصالح العام واستشراء منطق مصلحة الطائفة والمذهب والقبيلة، وبطريقة مغايرة للواقع، أضحى قانون الانتخابات الذي ينتظره اللبنانيون جميعا منذ عقود "مطلبا مسيحيا"، القوانين التي تحصن لبنان، كل لبنان، على الصعيد المالي، "مطلبا اسلاميا". ان هذا الفرز الطائفي المقيت لضرورات التشريع هرطقة كبرى ليس في حق النظام الديموقراطي والدستور بل في حق التعاقد الوطني بين اللبنانيين".وختمت: "المنطق الدستوري والوطني السليم هو في انكباب البرلمان بطريقة نظامية وديموقراطية على كافة هذه القوانين الملحة والتي لا تناقض بينها، ومن دون شروط او صفقات مسبقة حول النتائج. والأمر نفسه يجب ان ينطبق على مجلس الوزراء الذي يجب ان ينعقد فورا ومن دون شروط وان يتخذ قراراته وفقا للدستور. ويبقى الحل الجذري والطبيعي بعودة الكتل النيابية والنواب المقاطعين الى ضمائرهم وملء الشغور الرئاسي الذي بات الازمة السياسية الأم التي تتناسل منها كل الأزمات".

 

التحرير والتنمية: على الكتل النيابية تحمل مسؤولياتها التشريعية

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015/وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم اجتماع كتلة "التحرير والتنمية" في عين التينة، في حضور الوزير علي حسن خليل والنواب: انور الخليل، ايوب حميد، عبد اللطيف الزين، ميشال موسى، علي عسيران، ياسين جابر، علي بزي، قاسم هاشم، علي خريس، هاني قبيسي، وعبد المجيد صالح. وبعد الاجتماع الذي دام نحو ساعتين، تلا الامين العام للكتلة النائب انور الخليل البيان الاتي: "عقدت كتلة التحرير والتنمية اجتماعا برئاسة رئيسها دولة الاستاذ نبيه بري وفي حضور اعضائها. وأكدت اهمية المشاركة في الجلسة التشريعية خلال هذا الاسبوع نظرا الى أهمية إقرار القوانين المدرجة في جدول الاعمال، ولا سيما ما يتعلق بالشأن المالي بما يحفظ استقرار البلد ويحميه من المخاطر المحدقة به. وكذلك ناقشت الكتلة موضوع استعادة الجنسية بإيجابية وانفتاح وقد سجلت بعض الملاحظات التفصيلية لنقاشها خلال الجلسة.

واخيرا، أهابت الكتلة بالكتل النيابية تحمل مسؤولياتها التشريعية".

مروان حمادة

وكان بري استقبل قبل الظهر النائب مروان حماده وعرض معه أجواء الجلسة التشريعية.

 

نواب الوطني الحر والمستقبل والقوات بحثوا في موضوع الجلسة التشريعية ويتابعون المناقشات غدا

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - عقد نواب "التيار الوطني الحر" ونواب "المستقبل" و"القوات" والرابع عشر من اذار اجتماعا بعد ظهر اليوم، في المجلس النيابي، تم التداول فيه في موضوع الجلسة التشريعية التي دعا اليها الرئيس المجلس النيابي نبيه بري يومي الخميس والجمعة المقبلين. وضم الاجتماع النواب، سمير الجسر، جمال الجراح، احمد فتفت، نعمة الله ابي نصر، الان عون، ابراهيم كنعان، ايلي ماروني، ايلي كيروز، هادي حبيش، نديم الجميل، انطوان زهرا والوزير بطرس حرب. كما حضر عن المؤسسة المارونية للانتشار: شارل الحاج، يوسف الدويهي، هيام بستاني.

كنعان

اثر الاجتماع، قال النائب كنعان: "كان النقاش جديا ولدينا بعض النقاط ننتظر المشاروات بشأنها، وغدا عند الساعة الثانية عشرة والنصف هناك اجتماع اخر لاستكمال البحث واتخاذ القرارات في موضوع النقاط العالقة في مشروع استعادة الجنسية". وأعلن كنعان ان "ليس لدي قرار بالمشاركة في الجلسة بعد". وقال: "هناك ازمة ميثاقية، نتكلم بمبدأ المشاركة جميعا، وبالقرار حول الجلسة التشريعية، سنتكلم في كل هذه الامور". وتابع: "بالنسبة للجنسية، اليوم عرضنا لكل الاختلافات الموجودة وللطروحات الموضوعة من قبل النائب سمير الجسر، تم البحث في بعض الافكار لكن القرارات الحاسمة بهذا الامر سنتخذها".

حبيش

من جهته، قال النائب حبيش: "توصلنا الى تميز بين استعادة واكتساب الجنسية، وما يطرح في هذا القانون هو اكتساب الجنسية".

عون

اما النائب الان عون، فقال: "حققنا بعض التقدم وسنستكمل النقاش غدا".

 

الراعي: نعلي الصوت مع قداسة البابا مطالبين بإيقاف الحرب في بلداننا كاتشا: لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية وايجاد حلول للأزمة الدستورية

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في خلال افتتاحه الدورة العادية ال49 لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان في بكركي، "ان من واجبنا ككنائس أن ننادي دائما بالمبادىء الدستورية والميثاقية وبانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الحياة إلى المجلس النيابي والحكومة والمؤسسات العامة"، مشددا "مرة أخرى على المجلس النيابي اتخاذ إجراء تقني، في غياب إمكانية التشريع العادي، يختص بالقوانين المالية وبخاصة تلك المطلوبة من المجتمع الدولي منذ خمس سنوات". وأسف "حقا لطريقة تعاطي الكتل السياسية والنيابية في المواضيع الوطنية الأساسية، وكيف تطغى المصلحة الشخصية والمذهبية على الصالح العام"، وقال:"نعلي الصوت معا، ومع قداسة البابا فرنسيس، مطالبين حكام الدول العربية والدولية بإيقاف الحرب في بلداننا، وإيجاد الحلول السلمية السياسية لإحلال سلام عادل وشامل ودائم". ترأس البطريرك الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، اعمال الدورة العادية التاسعة والاربعين لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، بمشاركة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث يونان، بطريرك الارمن الكاثوليك كراكور بدروس العشرون، السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشا والمطارنة والرؤساء العامون والرئيسات العامات اعضاء المجلس من مختلف الطوائف الكاثوليكية.

بعد الصلاة المشتركة القى البطريرك كلمة الافتتاح استهلها مرحبا بالحاضرين، وقال:

"1. يسعدنا أن نلتقي باسم المسيح الرب، ونعقد تحت أنوار الروح القدس، وشفاعة أمنا مريم العذراء، أم الكنيسة وسلطانة الرسل، الدورة السنوية التاسعة والأربعين لمجلسنا، مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان.

ويطيب لي أن أحييكم جميعا، وأن أرحب باسمكم، بالأعضاء الجدد في هذا المجلس: صاحب الغبطة البطريرك كريكور بدروس العشرون، كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك، وأصحاب السيادة المطارنة حنا رحمه، راعي أبرشية بعلبك-دير الأحمر، وبولس عبد الساتر المعاون البطريركي والنائب البطريركي العام في إهدن-زغرتا، والمطران المنتخب جورج اسادوريان المساعد البطريركي في الأبرشية البطريركية للأرمن الكاثوليك، والأم ماري انطوانيت سعاده الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، نائبة رئيسة مكتب رابطة الرهبانيات النسائية، خلفا للأم غبريال بو موسى، والأب زياد حداد الرئيس الإقليمي للآباء اللعازريين، ممثلا عن الرؤساء الإقليميين، خلفا للأب داني يونس اليسوعي.

وإننا نشكر كل الذين أنهوا خدمتهم على الجهود والتضحيات في هذا المجلس ولجانه، راجين لهم الخير والنعم الإلهية.

2. ويؤلمنا جدا أن يغيب عنا أعضاء أعزاء، سبقونا إلى بيت الآب، هم: المثلث الرحمة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك، والمثلث الرحمة المطران فرنسيس البيسري النائب البطريركي العام في نيابة الجبه من الأبرشية البطريركية المارونية، والمثلث الرحمة المطران مارون صادر رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية. فإنا نعزيكم جميعا، ونصلي معا الأبانا والسلام لراحة نفوسهم في الملكوت السماوي.

3. تلتئم هذه الدورة السنوية التاسعة والأربعون، وموضوعها العام: التعاون الراعوي بين الكنائس الكاثوليكية في لبنان.فنبدأبالكشف عن أسس هذا التعاون. ولا بد، بلوغا لهذه الغاية، من العودة إلى ما يرسم الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" في الفقرتين 81 و82. فضلا عن قيمة هذا التعاون على المستوى الراعوي، فإنه يساعد على توحيد القوى، وتوسيع مساحات العمل من أجل تكاملها وشموليتها؛ ويحملنا على تبني توجهات مشتركة، وتحديدا آليات لعملنا المشترك. وفوق ذلك يعطي نموذجا للمجتمع المدني وللجماعة السياسية للتعاون من أجل تأمين الخير العام بمختلف أوضاعه، بحيث يتأتى منه خير كل مواطن وخير الجميع.

4. وتطرح هذه الدورة أربعة مواضيع تندرج في إطار هذا التعاون الراعوي بين الكنائس، وهي:

أ -توجيهات سينودس الأساقفة الذي عقد جمعيته العامة العادية الرابعة عشرة في روما من 4 إلى 25 تشرين الأول الماضي بموضوع: "دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر". وقد ضمنها أقسامه الثلاثة: الأول: "الكنيسة في إصغاء للعائلة"؛ الثاني: العائلة في تصميم الله؛ الثالث: رسالة العائلة.

ب - يوبيل سنة الرحمة الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس، ويبدأ في 8 كانون الأول المقبل. نجد توجيهات للاحتفال بسنة اليوبيل في رسالة قداسة البابا "وجه الرحمة" وفي كتب أخرى صادرة عن المجلس الحبري لتعزيز الأنجلة الجديدة، ولاسيما منها كتاب "الاحتفال بالرحمة". التعاون في إحياء يوبيل سنة الرحمة ضروري للغاية من أجل أن يعيش شعبنا معا، في مختلف كنائسنا، هذا الحدث ويفيدوا من ثمار سنة الرحمة.

ج - تعليم الكنيسة الرسمي والممارسات التقوية. هذا موضوع شائك ويقتضي التعاون في نشر التعليم الرسمي وضبطه في التعليم والوعظ والإرشاد من جهة، وفي تصويب الممارسات التقوية لدى المؤمنين من جهة ثانية. فالتقوى الشعبية تتناول تكريم الأيقونات والذخائر، والزيارات إلى المزارات، والحج، والتطوافات، واحتفال درب الصليب، والرقصات التعبيرية الدينية، وتلاوة وردية العذراء: إنها امتداد لليتورجيا الأسرار وشبه الأسرار، لكنها لا تحل محلها. فيما يجب المحافظة على التقوى الشعبية، ينبغي في الوقت عينه تنقيتها من الشوائب، وتصويب المفهوم الروحي، وتوجيهها نحو معرفة سر المسيح (راجع كتاب التعليم المسيحي 1674-1676).

د -الإرادة الرسولية لقداسة البابا فرنسيس: "يسوع العطوف الرحوم" حول إصلاح أصول المحاكمات القانونية في دعاوى إعلان بطلان الزواج، في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية. لقد وزع عليكم نصها بالعربية. من أجل التعاون بين كنائسنا في خدمة العدالة بشكل آمن وأسرع، ومن أجل حسن تطبيق الإرادة الرسولية، دعونا سيادة المونسنيور Pio VitoPinto، عميد محكمة الروتا الرومانية، لكي يشرح لنا نية قداسة البابا، والغاية من هذا الإصلاح.

5.تضاف إلى هذه المواضيع الجديدة، في حقل هذا التعاون، مجالات أخرى قائمة وهي:

- إحياء أسبوع الكتاب المقدس السنوي الثالث الذي تدعو إليه وتنظمه جمعية الكتاب المقدس، والذي نفتتحه بالصلاة في ختام هذه الدورة.

- حصيلة أعمال اللجنة الأسقفية البطريركية بشأن رابطة كاريتاس لبنان: تحسين عمل الإدارة ومشروع تعديل القانونين الأساسي والداخلي، نظرا لاتساع أعمالها، وحالات الفقر المتنامي في العائلات اللبنانية، وتدفق مليون ونصف مليون نازح سوري، ونتائجه الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية. فضلا عن أعمال كاريتاس، من واجبنا ككنائس أن نوحد جهودنا ونصوبها أكثر فأكثر، عبر مؤسساتنا الراعوية والتربوية والاستشفائية والاجتماعية، نحو مساعدة العائلات المغلوب على أمرها، وهي تتكاثر، ونحو إنماء الإنسان والمجتمع؛ وأن نتخذ مبادرات فعلية مشتركة تريح شعبنا، وتؤمن تضامننا بحيث يشعر أبناء كنائسنا أننا مسؤولون كلنا عن كلنا.

- درس مشروع الحاضرة الإعلامية للشرق، الذي يقدمه تيلي لوميار/ ونورسات.

- شؤون إدارية في ضوء تقارير لجان المجلس، وإجراء انتخابات في الوظائف الشاغرة.

6. ولا بد من الإشارة إلى واجب التعاون على الصعيد الوطني العام. فكل الشعب ينظر إلى الكنيسة برجاء وأمل، فيما هو وشبابه يواجه حاضرا صعبا ومستقبلا قاتما، ويرى أمامه دولة عاجزة سياسيا واقتصاديا.فمن واجبنا ككنائس أن ننادي دائما بالمبادئ الدستورية والميثاقية وبانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الحياة إلى المجلس النيابي والحكومة والمؤسسات العامة. أما ما يختص بجلسة مجلس النواب يوم الخميس المقبل، فنشدد مرة أخرى على المجلس النيابي اتخاذ إجراء تقني، في غياب إمكانية التشريع العادي، يختص بالقوانين المالية وبخاصة تلك المطلوبة من المجتمع الدولي منذ خمس سنوات. وقد اصبح عدم إصدارها مهددا للأمن القومي اللبناني، ولرمي لبنان في عزلة مالية وخسارة قروض ميسرة للتنمية ومقررة من البنك الدولي.

الآن، ثمة مطلب من كتل سياسية بإدراج البحث في قانون جديد للانتخابات.لسنا نرى سببا لتعقيد هذا المطلب، علما أن إصدار كل قانون يقره مجلس النواب إنما يعود إلى رئيس الجمهورية، لكي يصبح نافذا وقابلا للنشر بموجب المادتين 51 و56 من الدستور. أما المطلب الآخر الذي أدرج في جدول أعمال الجلسة وهو "إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تحديد شروط استعادة الجنسية اللبناية"، لا يمكن أن تدخل إليه أصولا، كملاحظات وتعديلات، مواد تختص باكتساب الجنسية. فهذه تقتضي قانونا خاصا بها.

إننا نأسف حقا لطريقة تعاطي الكتل السياسية والنيابية في المواضيع الوطنية الأساسية، وكيف تطغى المصلحة الشخصية والمذهبية على الصالح العام. من واجبنا ككنائس أن نثقف الضمائر بالمبادئ الروحية والأخلاقية والوطنية.

7. وكوننا نلتقي للتعاون ككنائس، لا نستطيع أن نحصر هذ التعاون ضمن حدود لبنان، بل ينبغي أن يمتد إلى كنائسنا في هذا المشرق، حيث هي تتألم، برعاتها وشعبها ومؤسساتها، في سوريا والعراق وفلسطين والأراضي المقدسة. لسنا في هذه البلدان مجموعات دينية أقلية، بل نحن فيها كنيسة المسيح الواحدة المتنوعة التراثات الروحية والليتورجية والثقافية والتاريخية. نحن جسد المسيح السري في هذه البلدان المشرقية الذي ينبغي علينا المحافظة على وجوده وتفعيل رسالته في بلداننا، التي نحن فيها مواطنون أصيلون وأصليون، ونريد أن نحافظ على عيشنا المشترك مع المسلمين بالمساواة والاحترام المتبادل والتعاون في بناء أوطاننا وبناء هويتنا الشرق أوسطية، بحكم المواطنة وحقوقها. إن للبنان دورا فاعلا في هذا المجال، بحكم موقعه الجغرافي على الضفة الشرقية من المتوسط، وبحكم نظامه السياسي وخبرته الطويلة.

ونعلي الصوت معا، ومع قداسة البابا فرنسيس، مطالبين حكام الدول العربية والدولية بإيقاف الحرب في بلداننا، وإيجاد الحلول السلمية السياسية لإحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة النازحين واللاجئين والمخطوفين إلى أراضيهم وبيوتهم بكامل حقوقهم كمواطنين، والتعويض عن خسائرهم، ومساعدتهم على إعادة بناء ممتلكاتهم.

8. إننا نشكر الله الذي يجمعنا بمحبة الآب ونعمة الابن وشركة وحلول الروح القدس، له المجد إلى الأبد، آمين".

السفير البابوي

وتحدث السفير البابوي كاتشا، فقال: "في البداية اسمحوا لي أن أستذكر الأساقفة الذين فارقونا وخصوصا البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر ترموني للأرمن، المونسنيور فرنسيس البيسري والمونسنيور مارون صادر والمونسنيور جوزف درغام، لنصلي ليرقدوا بسلام، واسمحوا لي أيضا ان ارحب بالمشاركين الجدد في اجتماعنا الدوري". اضاف: "أود أولا أن أهنىء كنائس الشرق الأوسط على عيشها السينودوس حول العائلة، وأشجعكم على المتابعة والعيش الدائم في هذه الروحية. أود أيضا أن أشكر البابا فرانسيس على المنشور البابوي وهو عبارة عن رسالة بوجهها الى كل الكنائس الكاثوليكية الذي من خلاله يدعو الى اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الأرض ومكافحة الإحتباس الحراري. لقد دعا البابا في رسالته الى العناية بموطن عيشنا المشترك". وتابع: "البابا يتوجه برسالته الى كل إنسان يعيش على هذا الكوكب ويحثه الى منع تدمير النظام البيئي قبل فوات الأوان. ان قداسة البابا يتوجه الينا من خلال خبراته اليومية وزياراته الرسولية، فهو مثال التواضع والسلام والحوار والمصالحة". ورأى "انه رغم كل الحروب الحالية التي "تمزق العالم" أراد البابا أن يمثل يسوع المسيح، عبر إصدار مرسوم تحت عنوان "يوبيل الرحمة" الذي دعا فيه الى إحياء سنة يوبيلية استثنائية تحت عنوان "سنة الرحمة الإلهية" التي من المقرر ان تبدأ في 8 كانون الأول 2015، ويتم اختتامها في 20 تشرين الثاني 2016. فلقد آن الأوان للعودة الى ما هو جوهري، لقدآن الأوان بالنسبة للكنيسة ان تأخذ على عاتقها إعلان المغفرة بفرح، لقد آن الأوان أن نحمل على أكتافنا ضعف الأخوة وصعوباتهم، فالمغفرة هي قوة تقدمنا الى حياة جديدة وتبعث الشجاعة اللازمة للتطلع نحو المستقبل برجاء". وقال: "نتمنى أن تعاود مؤسسات الدولة نشاطها وعملها المعتاد تبعا للميثاق الوطني ونص الدستور". وأسف للفراغ الرئاسي، وقال: "ندعو كل جهة معنية الى بذل الجهود المتاحة لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولوضع المصلحة المشتركة والمصلحة الوطنية في سلم الأولويات. ان لبنان يحتل مكانة وميزة لدى الباباوات الذين توالوا، ولدى الكنيسة الكاثوليكية". وتابع: "ان البابا يوحنا بولس الثاني أكد ان لبنان أكثر من بلد، لبنان رسالة، فهو رغم كل الصعوبات وخصوصا الأزمة الدستورية الحالية، يستمر هذا البلد بإعطاء مثال على العيش المشترك واحترام كرامة الإنسان على اختلافه". ورأى "ان إيجاد حلول للأزمة الدستورية هو أمر طارىء بما في ذلك من تأثير ليس فقط على الداخل اللبناني ولكن على منطقة الشرق الأوسط ككل". ثم وجه المجتمعون رسالة الى قداسة البابا فرنسيس أعلموه فيها بأعمال دورتهم والتمسوا بركته الرسولية. ثم ناقشوا تقرير هيئة المجلس التنفيذية وأمانته العامة، والبيان المالي. بعدها، استمع الأعضاء الى مداخلتين الأولى قراءة تأصيلية للفقرتين 81 – 82 من الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" والثانية ورقة عن "الشركة والحياة المجمعية وتعزيز العمل الراعوي المشترك". تتناول المداخلتان الأسس اللاهوتية والاكليزيولوجية للتعاون الراعوي بين الكنائس التي تناقش فيها الحاضرون. وختم اليوم الأول عند الساعة الواحدة من بعد الظهر.

تستمر جلسات العمل المغلقة لغاية ظهر يوم السبت المقبل حيث سيصدر البيان الختامي ويتضمن كل المواضيع التي تم بحثها.

 

الراعي: نعلي الصوت مع قداسة البابا مطالبين بإيقاف الحرب في بلداننا كاتشا: لتسهيل انتخاب رئيس وايجاد حلول للأزمة الدستورية

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015

وطنية - رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في خلال افتتاحه الدورة العادية ال49 لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان في بكركي، "ان من واجبنا ككنائس أن ننادي دائما بالمبادىء الدستورية والميثاقية وبانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الحياة إلى المجلس النيابي والحكومة والمؤسسات العامة"، مشددا "مرة أخرى على المجلس النيابي اتخاذ إجراء تقني، في غياب إمكانية التشريع العادي، يختص بالقوانين المالية وبخاصة تلك المطلوبة من المجتمع الدولي منذ خمس سنوات". وأسف "حقا لطريقة تعاطي الكتل السياسية والنيابية في المواضيع الوطنية الأساسية، وكيف تطغى المصلحة الشخصية والمذهبية على الصالح العام"، وقال:"نعلي الصوت معا، ومع قداسة البابا فرنسيس، مطالبين حكام الدول العربية والدولية بإيقاف الحرب في بلداننا، وإيجاد الحلول السلمية السياسية لإحلال سلام عادل وشامل ودائم". ترأس البطريرك الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، اعمال الدورة العادية التاسعة والاربعين لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، بمشاركة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بلطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف يونان، بطريرك الارمن الكاثوليك كراكور بدروس العشرون، السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشا والمطارنة والرؤساء العامون والرئيسات العامات اعضاء المجلس من مختلف الطوائف الكاثوليكية.

بعد الصلاة المشتركة القى البطريرك كلمة الافتتاح استهلها مرحبا بالحاضرين، وقال:

"1. يسعدنا أن نلتقي باسم المسيح الرب، ونعقد تحت أنوار الروح القدس، وشفاعة أمنا مريم العذراء، أم الكنيسة وسلطانة الرسل، الدورة السنوية التاسعة والأربعين لمجلسنا، مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان.

ويطيب لي أن أحييكم جميعا، وأن أرحب باسمكم، بالأعضاء الجدد في هذا المجلس: صاحب الغبطة البطريرك كريكور بدروس العشرون، كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك، وأصحاب السيادة المطارنة حنا رحمه، راعي أبرشية بعلبك-دير الأحمر، وبولس عبد الساتر المعاون البطريركي والنائب البطريركي العام في إهدن-زغرتا، والمطران المنتخب جورج اسادوريان المساعد البطريركي في الأبرشية البطريركية للأرمن الكاثوليك، والأم ماري انطوانيت سعاده الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، نائبة رئيسة مكتب رابطة الرهبانيات النسائية، خلفا للأم غبريال بو موسى، والأب زياد حداد الرئيس الإقليمي للآباء اللعازريين، ممثلا عن الرؤساء الإقليميين، خلفا للأب داني يونس اليسوعي.

وإننا نشكر كل الذين أنهوا خدمتهم على الجهود والتضحيات في هذا المجلس ولجانه، راجين لهم الخير والنعم الإلهية.

2. ويؤلمنا جدا أن يغيب عنا أعضاء أعزاء، سبقونا إلى بيت الآب، هم: المثلث الرحمة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك، والمثلث الرحمة المطران فرنسيس البيسري النائب البطريركي العام في نيابة الجبه من الأبرشية البطريركية المارونية، والمثلث الرحمة المطران مارون صادر رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية. فإنا نعزيكم جميعا، ونصلي معا الأبانا والسلام لراحة نفوسهم في الملكوت السماوي.

3. تلتئم هذه الدورة السنوية التاسعة والأربعون، وموضوعها العام: التعاون الراعوي بين الكنائس الكاثوليكية في لبنان.فنبدأبالكشف عن أسس هذا التعاون. ولا بد، بلوغا لهذه الغاية، من العودة إلى ما يرسم الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" في الفقرتين 81 و82. فضلا عن قيمة هذا التعاون على المستوى الراعوي، فإنه يساعد على توحيد القوى، وتوسيع مساحات العمل من أجل تكاملها وشموليتها؛ ويحملنا على تبني توجهات مشتركة، وتحديدا آليات لعملنا المشترك. وفوق ذلك يعطي نموذجا للمجتمع المدني وللجماعة السياسية للتعاون من أجل تأمين الخير العام بمختلف أوضاعه، بحيث يتأتى منه خير كل مواطن وخير الجميع.

4. وتطرح هذه الدورة أربعة مواضيع تندرج في إطار هذا التعاون الراعوي بين الكنائس، وهي:

أ -توجيهات سينودس الأساقفة الذي عقد جمعيته العامة العادية الرابعة عشرة في روما من 4 إلى 25 تشرين الأول الماضي بموضوع: "دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر". وقد ضمنها أقسامه الثلاثة: الأول: "الكنيسة في إصغاء للعائلة"؛ الثاني: العائلة في تصميم الله؛ الثالث: رسالة العائلة.

ب - يوبيل سنة الرحمة الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس، ويبدأ في 8 كانون الأول المقبل. نجد توجيهات للاحتفال بسنة اليوبيل في رسالة قداسة البابا "وجه الرحمة" وفي كتب أخرى صادرة عن المجلس الحبري لتعزيز الأنجلة الجديدة، ولاسيما منها كتاب "الاحتفال بالرحمة". التعاون في إحياء يوبيل سنة الرحمة ضروري للغاية من أجل أن يعيش شعبنا معا، في مختلف كنائسنا، هذا الحدث ويفيدوا من ثمار سنة الرحمة.

ج - تعليم الكنيسة الرسمي والممارسات التقوية. هذا موضوع شائك ويقتضي التعاون في نشر التعليم الرسمي وضبطه في التعليم والوعظ والإرشاد من جهة، وفي تصويب الممارسات التقوية لدى المؤمنين من جهة ثانية. فالتقوى الشعبية تتناول تكريم الأيقونات والذخائر، والزيارات إلى المزارات، والحج، والتطوافات، واحتفال درب الصليب، والرقصات التعبيرية الدينية، وتلاوة وردية العذراء: إنها امتداد لليتورجيا الأسرار وشبه الأسرار، لكنها لا تحل محلها. فيما يجب المحافظة على التقوى الشعبية، ينبغي في الوقت عينه تنقيتها من الشوائب، وتصويب المفهوم الروحي، وتوجيهها نحو معرفة سر المسيح (راجع كتاب التعليم المسيحي 1674-1676).

د -الإرادة الرسولية لقداسة البابا فرنسيس: "يسوع العطوف الرحوم" حول إصلاح أصول المحاكمات القانونية في دعاوى إعلان بطلان الزواج، في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية. لقد وزع عليكم نصها بالعربية. من أجل التعاون بين كنائسنا في خدمة العدالة بشكل آمن وأسرع، ومن أجل حسن تطبيق الإرادة الرسولية، دعونا سيادة المونسنيور Pio VitoPinto، عميد محكمة الروتا الرومانية، لكي يشرح لنا نية قداسة البابا، والغاية من هذا الإصلاح.

5.تضاف إلى هذه المواضيع الجديدة، في حقل هذا التعاون، مجالات أخرى قائمة وهي:

- إحياء أسبوع الكتاب المقدس السنوي الثالث الذي تدعو إليه وتنظمه جمعية الكتاب المقدس، والذي نفتتحه بالصلاة في ختام هذه الدورة.

- حصيلة أعمال اللجنة الأسقفية البطريركية بشأن رابطة كاريتاس لبنان: تحسين عمل الإدارة ومشروع تعديل القانونين الأساسي والداخلي، نظرا لاتساع أعمالها، وحالات الفقر المتنامي في العائلات اللبنانية، وتدفق مليون ونصف مليون نازح سوري، ونتائجه الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية. فضلا عن أعمال كاريتاس، من واجبنا ككنائس أن نوحد جهودنا ونصوبها أكثر فأكثر، عبر مؤسساتنا الراعوية والتربوية والاستشفائية والاجتماعية، نحو مساعدة العائلات المغلوب على أمرها، وهي تتكاثر، ونحو إنماء الإنسان والمجتمع؛ وأن نتخذ مبادرات فعلية مشتركة تريح شعبنا، وتؤمن تضامننا بحيث يشعر أبناء كنائسنا أننا مسؤولون كلنا عن كلنا.

- درس مشروع الحاضرة الإعلامية للشرق، الذي يقدمه تيلي لوميار/ ونورسات.

- شؤون إدارية في ضوء تقارير لجان المجلس، وإجراء انتخابات في الوظائف الشاغرة.

6. ولا بد من الإشارة إلى واجب التعاون على الصعيد الوطني العام. فكل الشعب ينظر إلى الكنيسة برجاء وأمل، فيما هو وشبابه يواجه حاضرا صعبا ومستقبلا قاتما، ويرى أمامه دولة عاجزة سياسيا واقتصاديا.فمن واجبنا ككنائس أن ننادي دائما بالمبادئ الدستورية والميثاقية وبانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الحياة إلى المجلس النيابي والحكومة والمؤسسات العامة. أما ما يختص بجلسة مجلس النواب يوم الخميس المقبل، فنشدد مرة أخرى على المجلس النيابي اتخاذ إجراء تقني، في غياب إمكانية التشريع العادي، يختص بالقوانين المالية وبخاصة تلك المطلوبة من المجتمع الدولي منذ خمس سنوات. وقد اصبح عدم إصدارها مهددا للأمن القومي اللبناني، ولرمي لبنان في عزلة مالية وخسارة قروض ميسرة للتنمية ومقررة من البنك الدولي. الآن، ثمة مطلب من كتل سياسية بإدراج البحث في قانون جديد للانتخابات.لسنا نرى سببا لتعقيد هذا المطلب، علما أن إصدار كل قانون يقره مجلس النواب إنما يعود إلى رئيس الجمهورية، لكي يصبح نافذا وقابلا للنشر بموجب المادتين 51 و56 من الدستور. أما المطلب الآخر الذي أدرج في جدول أعمال الجلسة وهو "إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تحديد شروط استعادة الجنسية اللبناية"، لا يمكن أن تدخل إليه أصولا، كملاحظات وتعديلات، مواد تختص باكتساب الجنسية. فهذه تقتضي قانونا خاصا بها.

إننا نأسف حقا لطريقة تعاطي الكتل السياسية والنيابية في المواضيع الوطنية الأساسية، وكيف تطغى المصلحة الشخصية والمذهبية على الصالح العام. من واجبنا ككنائس أن نثقف الضمائر بالمبادئ الروحية والأخلاقية والوطنية.

7. وكوننا نلتقي للتعاون ككنائس، لا نستطيع أن نحصر هذ التعاون ضمن حدود لبنان، بل ينبغي أن يمتد إلى كنائسنا في هذا المشرق، حيث هي تتألم، برعاتها وشعبها ومؤسساتها، في سوريا والعراق وفلسطين والأراضي المقدسة. لسنا في هذه البلدان مجموعات دينية أقلية، بل نحن فيها كنيسة المسيح الواحدة المتنوعة التراثات الروحية والليتورجية والثقافية والتاريخية. نحن جسد المسيح السري في هذه البلدان المشرقية الذي ينبغي علينا المحافظة على وجوده وتفعيل رسالته في بلداننا، التي نحن فيها مواطنون أصيلون وأصليون، ونريد أن نحافظ على عيشنا المشترك مع المسلمين بالمساواة والاحترام المتبادل والتعاون في بناء أوطاننا وبناء هويتنا الشرق أوسطية، بحكم المواطنة وحقوقها. إن للبنان دورا فاعلا في هذا المجال، بحكم موقعه الجغرافي على الضفة الشرقية من المتوسط، وبحكم نظامه السياسي وخبرته الطويلة. ونعلي الصوت معا، ومع قداسة البابا فرنسيس، مطالبين حكام الدول العربية والدولية بإيقاف الحرب في بلداننا، وإيجاد الحلول السلمية السياسية لإحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة النازحين واللاجئين والمخطوفين إلى أراضيهم وبيوتهم بكامل حقوقهم كمواطنين، والتعويض عن خسائرهم، ومساعدتهم على إعادة بناء ممتلكاتهم.

8. إننا نشكر الله الذي يجمعنا بمحبة الآب ونعمة الابن وشركة وحلول الروح القدس، له المجد إلى الأبد، آمين".

السفير البابوي

وتحدث السفير البابوي كاتشا، فقال: "في البداية اسمحوا لي أن أستذكر الأساقفة الذين فارقونا وخصوصا البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر ترموني للأرمن، المونسنيور فرنسيس البيسري والمونسنيور مارون صادر والمونسنيور جوزف درغام، لنصلي ليرقدوا بسلام، واسمحوا لي أيضا ان ارحب بالمشاركين الجدد في اجتماعنا الدوري". اضاف: "أود أولا أن أهنىء كنائس الشرق الأوسط على عيشها السينودوس حول العائلة، وأشجعكم على المتابعة والعيش الدائم في هذه الروحية. أود أيضا أن أشكر البابا فرانسيس على المنشور البابوي وهو عبارة عن رسالة بوجهها الى كل الكنائس الكاثوليكية الذي من خلاله يدعو الى اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الأرض ومكافحة الإحتباس الحراري. لقد دعا البابا في رسالته الى العناية بموطن عيشنا المشترك". وتابع: "البابا يتوجه برسالته الى كل إنسان يعيش على هذا الكوكب ويحثه الى منع تدمير النظام البيئي قبل فوات الأوان. ان قداسة البابا يتوجه الينا من خلال خبراته اليومية وزياراته الرسولية، فهو مثال التواضع والسلام والحوار والمصالحة". ورأى "انه رغم كل الحروب الحالية التي "تمزق العالم" أراد البابا أن يمثل يسوع المسيح، عبر إصدار مرسوم تحت عنوان "يوبيل الرحمة" الذي دعا فيه الى إحياء سنة يوبيلية استثنائية تحت عنوان "سنة الرحمة الإلهية" التي من المقرر ان تبدأ في 8 كانون الأول 2015، ويتم اختتامها في 20 تشرين الثاني 2016. فلقد آن الأوان للعودة الى ما هو جوهري، لقدآن الأوان بالنسبة للكنيسة ان تأخذ على عاتقها إعلان المغفرة بفرح، لقد آن الأوان أن نحمل على أكتافنا ضعف الأخوة وصعوباتهم، فالمغفرة هي قوة تقدمنا الى حياة جديدة وتبعث الشجاعة اللازمة للتطلع نحو المستقبل برجاء".

وقال: "نتمنى أن تعاود مؤسسات الدولة نشاطها وعملها المعتاد تبعا للميثاق الوطني ونص الدستور". وأسف للفراغ الرئاسي، وقال: "ندعو كل جهة معنية الى بذل الجهود المتاحة لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولوضع المصلحة المشتركة والمصلحة الوطنية في سلم الأولويات. ان لبنان يحتل مكانة وميزة لدى الباباوات الذين توالوا، ولدى الكنيسة الكاثوليكية". وتابع: "ان البابا يوحنا بولس الثاني أكد ان لبنان أكثر من بلد، لبنان رسالة، فهو رغم كل الصعوبات وخصوصا الأزمة الدستورية الحالية، يستمر هذا البلد بإعطاء مثال على العيش المشترك واحترام كرامة الإنسان على اختلافه". ورأى "ان إيجاد حلول للأزمة الدستورية هو أمر طارىء بما في ذلك من تأثير ليس فقط على الداخل اللبناني ولكن على منطقة الشرق الأوسط ككل". ثم وجه المجتمعون رسالة الى قداسة البابا فرنسيس أعلموه فيها بأعمال دورتهم والتمسوا بركته الرسولية. ثم ناقشوا تقرير هيئة المجلس التنفيذية وأمانته العامة، والبيان المالي. بعدها، استمع الأعضاء الى مداخلتين الأولى قراءة تأصيلية للفقرتين 81 – 82 من الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" والثانية ورقة عن "الشركة والحياة المجمعية وتعزيز العمل الراعوي المشترك". تتناول المداخلتان الأسس اللاهوتية والاكليزيولوجية للتعاون الراعوي بين الكنائس التي تناقش فيها الحاضرون.

وختم اليوم الأول عند الساعة الواحدة من بعد الظهر. تستمر جلسات العمل المغلقة لغاية ظهر يوم السبت المقبل حيث سيصدر البيان الختامي ويتضمن كل المواضيع التي تم بحثها.

 

شبطيني: نجدد تمسكنا بأولوية الاستحقاق الرئاسي انه المعبر الالزامي لحل كل مشاكلنا

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اشارت وزيرة المهجرين اليس شبطيني في تصريح: "نعلم علم اليقين بأن مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم تتضح بعد اقليميا، ومع هذا فاننا نجدد تمسكنا بأولوية هذا الاستحقاق لانه المنقذ الوحيد والمعبر الالزامي لحل جميع مشاكلنا الدستورية والميثاقية والاقتصادية والاجتماعية". اضافت "في هذا الجو السياسي الملبد اكتفي بالاشادة بالقوى الامنية لانه على الرغم من الجدال السياسي والفراغ المضر القائم وما تشهده الساحة الداخلية من تجاذبات مسيئة وعقيمة، فان بارقة الامل تبقى في تماسك وفعالية القوى الامنية بمختلف اجهزتها والتي نوجه لها التحية على ما حققته من نجاحات وانجازات بارزة على صعيد حفظ الامن والاستقرار، كما نثمن عاليا العملية التي انجزها الامن العام مؤخرا من خلال نجاحه في كشف الخلية العميلة التي تعمل لصالح العدو الاسرائيلي ومخططاته الدنيئة الى جانب الدور الفعال الذي يقوم به الجيش اللبناني وسهره الدائم لحماية الحدود من اي خرق ارهابي او اسرائيلي ومساندته في الاستقرار الداخلي، وفي هذا المضمار اتقدم بالتعزية من قيادة الجيش بالشهيدين الذين سقطا في عملية المعماملتين، وكذلك ما تنشط به قوى الامن الداخلي وجهودها في ملاحقة المجرمين والخارجين على القانون وتجار المخدرات وتوقيفهم واحالتهم على القضاء المختص".

كما تقدمت شيطيني "بأحر التعازي بالضحايا البريئة الذين قضوا جراء سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء". وكانت شبطيني قد عاودت نشاطها في مكتبها في الوزارة بعد المحنة التي مرت بها بفقدان نجلها، واستقبلت سفير اليمن في لبنان على احمد الدنيمي الذي قدم واجب التعزية وتباحث معها في امور عامة.

كما استقبلت رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، وتلقت اتصالات تعزية من شخصيات سياسية وفعاليات.

 

ريفي في افتتاح مؤتمر المناقصة العمومية والشفافية: مصلحة بعض القوى والاحزاب تتقدم على مصلحة الوطن ولنعلن إتمام صفقة التسامح والتصافح

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أسف وزير العدل اللواء أشرف ريفي، خلال رعايته مؤتمر المناقصة العمومية والشفافية في قاعة المؤتمرات في بيت المحامي، "لان شبح الفساد يطل برأسه عند كل مفترق أو استحقاق، حيث تلوح في أفق المفسدين ورعاتهم فرصة جديدة لسلب الوطن ماله العام، ومصادرة حقه في الاختلاف والتعبير"، ورأى ان "مصلحة بعض القوى السياسية والاحزاب تتقدم على مصلحة الوطن"، لافتا الى ان "ثقة المواطن بالدولة تكاد تكون معدومة بعد سلسلة من الاخفاقات في معالجة قضايا الناس وآخرها قضية النفايات التي امتزجت روائحها الكريهة بروائح الفساد المستشري في الادارات العامة". وشدد على "ان المناقصات والصفقات العمومية لا تجري على الاوطان، والكرامة الوطنية لا تخضع لمبدأ المناقصة". افتتح مجلس شورى الدولة في لبنان ومجلس شورى الدولة الفرنسي والاتحاد الاوروبي ونقابتا المحامين في بيروت وطرابلس، مؤتمر المناقصة العمومية والشفافية، في حضور وزير الاعلام رمزي جريج، الوزير السابق الدكتور خالد قباني، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، رئيس مجلس شورى الدولة الفرنسي، المديرة العامة لوزارة العدل القاضية ميسم النويري، نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، نقيب المحامين في طرابلس فهد المقدم ممثلا بالنقيب السابق بسام الداية، العميد عادل مشموشي ممثلا المدير العام للامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، رئيسة معهد الدروس القضائية القاضية ندى دكروب،، وعدد كبير من القضاة اللبنانيين والفرنسيين والمحامين والاداريين.

كلمة ريفي

وقال الوزير ريفي: "القراءة الموضوعية للصفقات التجارية، تشير الى أن المصالح الشخصية لأطرافها تسيطر عليها، وهاجس الربح المادي غالبا ما يكون الدافع الأساسي للقائمين بها. القراءة الموضوعية والواقعية للصفقات السياسية في وطننا تشير وللأسف أن المحاصصات والمقايضات غالبا ما تسيطر عليها، حيث كنا ولا زلنا، نرى أن مصلحة بعض القوى السياسية والأحزاب تتقدم على مصلحة الوطن". اضاف: "القراءة الطوباوية للصفقات العمومية، ترينا أنها يفترض أن ترمي الى تأمين حسن سير المرفق العام وتأمين إحتياجات الإدارة العامة والمؤسسات والأجهزة الرسمية، وذلك بأقل تكلفة ممكنة ودون أن تثقل الميزانية العامة بمبالغ فائضة عن الكلفة الحقيقية. بهذه الطريقة وهذا التوجه، تحقق الإدارة العامة المبتغى المنشود وذلك من خلال تكليف أصحاب الإختصاص وأهل الثقة لتنفيذ المطلوب بعد منافسة شريفة على مستوى الأداء والنوعية والكلفة". واكد ان "الحق بالفرص المتساوية لجميع أطراف الصفقة هو حق طبيعي تنفيذا لمبدأ قانوني عام، ويحصل ذلك من خلال آلية واضحة تقوم بإعداد دفتر شروط عام، وتقديم عروض، ولجان تدرس العروض وتقرر على أسس علمية وحسابية ونوعية تراعي مصلحة الوطن وتحفظ المال العام من خلال الإرتكاز على المواءمة بين أفضل النوعية أو العروض وأدنى الأسعار".

وقال: "المبادىء الأساسية للصفقات العمومية تختصر بالعلنية والمنافسة المشروعة، والمساواة بين جميع العارضين، هكذا يجب أن تتم الصفقات العمومية، وأي صفقة تقوم على غير الأسس والمبادىء التي ذكرناها أعلاه هي صفقة معيوبة فلا مكان لصفقات عمومية تعلو فيها مصلحة الفرد على المصلحة العامة، فلا مكان في هذه الصفقات لأي إعتبار أخر، سواء كان إعتبار مذهبي أو حزبي أو مناطقي. هذا هو المشهد الطوباوي الثاني، فهل يطابق الواقع هذا المشهد". اضاف: "أسف أن أقول ان شبح الفساد الذي يطل برأسه عند مفترق كل إستحقاق، حيث تلوح في أفق المفسدين ورعاتهم فرصة جديدة لسلب المواطن ماله العام وكأنهم لم يكتفوا بسلب حريته وأمنه، بل حتى حاولوا أن يسلبوا رأيه الحر ومصادرة حقه في الإختلاف والتعبير، فينكبوا على دراسة الطريقة الأمثل لنهب النسبة الأكبر من المال العام بدلا من دراسة تفاصيل المشروع المبينة في دفتر الشروط وبحث كيفية تنفيذه بأقل سعر ممكن يضعهم في دائرة المنافسة لنيل ثقة الإدارة ضمن مقاربة بين العروض تقوم على الشفافية". واعلن ريفي ان "لبنان لم يوفر جهدا لمكافحة الفساد رغم كثرة الصعاب وعمق التحديات التي تواجهه في هذا المجال وفي أكثر من مجال"، وقال: "فبعد إنضمامه في العام 2008 الى إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد لعام 2003 والتي لحظت قواعد مهمة جدا خصوصا في الصفقات العمومية في المادة التاسعة منها، لم يتأخر عن إتمام المرحلة الأولى من إستعراض تنفيذ الإتفاقية من خلال تقديم تقريره عن الفصلين الثالث والرابع من الإتفاقية وقام بنشر كامل التقرير وأبدى إستعداده لمناقشته مع المجتمع المدني في خطوة تعد جدا متقدمة، إذ أن مشاركة المجتمع المدني في إعداد التقرير الرسمي للدول الأعضاء في إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد أو على الأقل مشاركته في مناقشة التقرير كانت محور نقاش جدي في مؤتمر الأمم المتحدة السادس للدول الأعضاء في الإتفاقية والذي إنعقد في سان بطرسبرغ من 2 وحتى 6 من الشهر الجاري وقد تبنى الوفد اللبناني الذي كان لي شرف ترؤوسه موقفا متقدما من هذه المسألة وفي غيرها من القضايا التي تعزز الشفافية وتمنح الرأي العام حق الرقابة على عمل الإدارات بما يعزز ثقة المواطن في حكومته".

اضاف: "وفي الإطار نفسه، قام لبنان إختياريا بتمكين خبراء من الأمم المتحدة من القيام بزيارات ميدانية في إطار الرقابة الدولية على إلتزام الدول الأعضاء في الإتفاقية بتطبيق معاييرها في مكافحة الفساد، كما كان لبنان أول دولة في العالم ترد أموالا ناجمة عن فساد وقد حصل ذلك برد أموال من المصارف اللبنانية لكل من تونس والعراق"، مشيرا الى ان لبنان "بادر الى إجراء تقييم إستباقي لمدى إلتزامه بأحكام الفصلين الثاني والخامس من الإتفاقية كما أطلق ورشة تشريعية في هذا الخصوص تكللت بإقتراح قانون لحماية كاشفي الفساد وأخر لإنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد ذات صلاحيات إستقصائية ورقابية وتتمتع بما يلزم لإتمام مهامها على أفضل وجه، ولا ننسى إقتراح قانون حق الوصول للمعلومات الذي يكرس حق المواطن في الإطلاع على مصاريف الإدارة بما يعزز دور الرأي العام في محاسبة الإدارة ويطلق العنان لأقصى معايير الشفافية". وتابع: "كما أقر مجلس الوزراء في العام 2012 مشروع قانون الصفقات العمومية والذي يهدف إلى توضيح وتحديث وتوحيد إجراءات تلزيم العقود وتنفيذها، لتنطبق على جميع الإدارات والمؤسسات العامة في لبنان، وعلى أن يتم التحديث بشكل يتماشى مع التطورات والممارسات الفضلى في هذا المجال واستنادا إلى خبرات محلية ودولية مشهود لها، بما يتضمن ذلك من تعديل هيكلية ومهام إدارة المناقصات واستبدالها بتسمية "إدارة الصفقات العمومية"، لتصبح إدارة ترعى عمليات التطوير والتحديث والتدريب والتصنيف والتوجيه، بالإضافة إلى إبداء الرأي بالاعتراضات المتعلقة بقرارات إسناد الصفقات العمومية، كما يهدف المشروع أيضا إلى اعتماد اللامركزية في تلزيم العقود وإدارة تنفيذها".

وقال: "إلا أن هذه الخطوات على أهميتها ليست كافية لأسباب عدة، أولا لأنها لم تصل الى خواتيمها بعد بفعل سياسة التعطيل الممنهج لمؤسسات الدولة، وثانيا لأن ثقة المواطن بالدولة تكاد تكون معدومة بعد سلسلة من الإخفاقات في معالجة قضايا الناس وأخرها قضية النفايات التي إمتزجت روائحها الكريهة بروائح الفساد المستشري في الإدارات العامة، وثالثا، لأن غياب المحاسبة الجدية أضحى عرفا لبنانيا بإمتياز، إلا ان الرهان يبقى على الشعب الذي لم يعد بمقدور أحد أن يستخدمه لخدمة أجندات خاصة ومشاريع مشبوهة، فقد استفاق من غيبوبة فرضت عليه لسنوات طوال تارة تحت وطأة وهج القوة والتجبر وطورا تحت عناوين خداعة أسيء إستخدامها، فقالها، ولن يتراجع بعد اليوم، نعم للدولة ومؤسساتها الشرعية، نعم للشفافية والمحاسبة، نعم للعدالة بمعايير واحدة، لا للافلات من العقاب، ولتسقط كل الإعتبارات السياسية والمذهبية والمناطقية ولتكون الكلمة الفصل للقانون وحده".

وتابع: "ان الحديث عن الشفافية لا يمكن أن يمر دون الإشارة الى دور القضاء في ممارسة الرقابة على مالية الدولة فيكون العين الساهرة والضمانة لعمل إدارى شفاف، ورغم هذا الدور المهم الذي يمارسه قضاة لبنان في إطار تعزيز حضور الشفافية ومكافحة الفساد إلا أننا نطمع بالمزيد المزيد، لأن لا شفافية دون محاسبة ولا محاسبة فاعلة ومؤثرة ما لم يشعر الجميع بأن ميزان العدالة حاضر وأن القائمين على عمله يستشعرون حجم المسؤولية والأمانة فيرجحون الكفة بعيدا عن كل إعتبار أو حساب". وحيا رئيس مجلس الشورى الدولة القاضي شكري صادر على "تنظيم هذه الندوة التي تنسجم تماما مع السياق العام الذي ينتهجه القضاء اللبناني في السعي الى التطوير والتقدم وتبادل الخبرات على الصعيدين العلمي والعملي"، كما حيا المشاركين والحضور ونقابة المحامين، وقال: "اليد الممدوة دائما للتعاون لما فيه خير العدالة، وعلى أمل أن نلتقى وإياكم قريبا بعد أن نكون قد قطعنا شوطا مهما في مسيرة تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد".

وختم: "ان المناقصات او الصفقات العمومية لا تجري على الأوطان، فالشعور الوطني لا يلزم لمتعهد أجنبي يرممه ولو دون مقابل، والكرامة الوطنية لا تخضع لمبدأ المناقصة ولا ترسو على من يقدم السعر الأدنى لأنها أغلى من أن تقدر بثمن وأكبر من أي يختصرها دفتر شروط، تعالوا نضع يدا بيد ونغلق الطريق على كل طامح أو طامع بوطننا، ولنعلن سويا إتمام صفقة التسامح والتصافح والمحبة بين أبناء لبنان حتى نكون على قدر المسؤولية التي أولانا إياها الشعب اللبناني. عشتم، عاشت العدالة، نعم للشفافية، لا للفساد والإفساد، عاش لبنان، وطنا حرا سيدا مستقلا لجميع أبنائه".

 

دريان: لتضافر الجهود في عقد جلسة نيابية لتشريع الضرورة لما فيه مصلحة الوطن المواطنين

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - جال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في "زاوية ابن عراق التراثية" التابعة للأوقاف الإسلامية في بيروت التي تقع في الوسط التجاري للعاصمة بيروت رافقه مندوب الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت عايد العنزي والمدير العام للأوقاف الإسلامية الشيخ محمد أنيس الاروادي والمستشار القاضي محمد عساف والقاضي الشيخ خلدون عريمط والأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى خضر زنهور وعدد من العلماء. واشرف المفتي دريان على الرعاية التي توليها المديرية العامة للأوقاف الإسلامية بالتعاون مع شركة سوليدير في المحافظة على تصاميم زاوية ابن عراق الهندسية والنقوش الزخرفية التي تعود إلى مئات السنين، وأعطى توجيهاته إلى المعنيين بإنجاز بعض التعديلات اللازمة لإضفاء طابع فني مميز يعطي الزاوية مزيدا في تعريف الناس على ما تمثل هذه الزاوية من ذاكرة بيروت العربية والاسلامية في نشر العلم والثقافة الإسلامية. كما جال المفتي دريان في زاوية "مصلى الإمام الاوزاعي" التابع للأوقاف الإسلامية التي تقع إلى جانب زاوية ابن عراق في وسط بيروت واطلع على الأعمال التي أنجزت لتطوير المصلى لتأدية الصلاة فيه والتوعية الدينية المبنية على أخلاق ومبادئ وقيم الإسلام. وقال دريان بعد الجولة: "ان زاوية ابن عراق وزاوية مصلى الإمام الاوزاعي يشكلان في وسط بيروت صرحين من الاعتدال والخير والسلام والتسامح واحترام الأخر والتعريف بتراث العاصمة، ويؤديان دورا دعويا يبرز الوجه الحضاري للاسلام. واكد ان "الوسط التجاري لبيروت لن يكون إلا مركزا للتلاقي والتعاون من اجل المحافظة على نهضته العلمية والثقافية والتراثية والحضارية المشتركة بين المسلمين والمسيحيين ولكي يكون نموذجا علميا عصريا جامعا بين ثقافة العلم والإيمان من منطلق الحرص على وحدة اللبنانيين ومصالحهم"، داعيا إلى "التضامن والتواصل من اجل وحدة اللبنانيين التي تضمن مصالح الوطن العليا خصوصا اننا مقدمين في الأيام المقبلة على استحقاقات تتطلب من الجميع تضافر الجهود في عقد جلسة نيابية لتشريع الضرورة لما فيه مصلحة الوطن المواطنين وإبراز دور العاصمة بيروت كحاضنة لكل أبناء الوطن".

 

قاووق: لبنان محصن ما دام متمسكا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لاحد عناصره أحمد علي فنيش في مجمع الرسول في بلدة معروب الجنوبية، في حضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش وعلماء وشخصيات وفاعليات "أن من حقنا أن نسأل عن السلاح السعودي، الذي يتحرك لمحاربة المسلمين، ولم يتحرك حتى الساعة لمحاربة إسرائيل". وقال:" على الرغم من مرور عشرات السنين، فإننا لم ولن نراهن فيها على استخدام السلاح السعودي، ضد العدو الصهيوني، وأكثر من ذلك، فإننا نتحدى النظام السعودي، بأن يرسل إلى غزة صاروخ "تاو" واحدا، من تلك التي يرسلها إلى سوريا، ونحن من حقنا اليوم كمقاومة ولبنانيين وعوائل شهداء الجيش ، أن نسأل هذا النظام كيف وصلت الأسلحة السعودية إلى أيدي جبهة النصرة في سوريا، ومن المسؤول عن إيصالها، في وقت اعتدت فيه جبهة النصرة على لبنان، فقتلت وذبحت عددا من العسكريين اللبنانيين، ولا تزال تختطف عددا آخر منهم وتعلن العداء للبنان وجيشه". اضاف:" أن على قوى 14 آذار أن يجيبوا عن هذه الأسئلة، لأنهم يسيرون وراء السياسات السعودية في المنطقة، كما أننا نسألهم، بالإضافة إلى ذلك أين هي المعارضة المعتدلة التي تزعم السعودية أنها تدعمها في سوريا". وأشار "إلى أن ما يسمى المعارضة المعتدلة في سوريا حسب السياسة السعودية، هي التي تخاصم المقاومة وتساند إسرائيل، فبذلك تصبح معتدلة، وتحصل على دعم عسكري، ومالي، وسياسي سعودي، ومن هنا فإن السعودية تعطل بذلك الحل في سوريا، حيث وصلت بها الأمور في اجتماعات جنيف، وبعدها "فيينا" لتكون شروطها أشد من شروط المعارضة السورية، ويكون موقفها سلبيا أكثر من مواقف أميركا، وكل أطياف المعارضة السورية، وبذلك تكون السعودية هي المسؤولة عن استمرار الحرب في سوريا، وهي التي تعرقل كل الحلول، وهكذا هو الحال في اليمن، حيث بلغ أعداد الشهداء من أهلها ونسائها وأطفالها أكثر من 10000 شهيد و40000 جريح، أي ما يفوق بعشرات المرات أعداد شهداء مجازر حرب تموز عام 2006". اضاف:"أن السعودية تقوم بذلك في ظل صمت دولي، لأنها استطاعت أن تشتري مواقف دول كبرى ووسائل إعلامية ومواقف السياسيين، ولكنها بالمقابل فشلت في شراء سكوتنا أو أن تحريك أموالها بغية تغيير مواقفنا، لأننا في موقفنا الرافض للاحتلال السعودي للبحرين واليمن وتدخلاتها في سوريا، إنما نعبر عن موقف ديني وأخلاقي وإنساني، ولن نبدل تبديلا". ورأى "أن لبنان هو اليوم في دائرة الاستهداف المتواصل، من العدوان التكفيري، الذي بات خطرا واقعا، وليس خطرا قادما فحسب، فلا يمكن أن ننسى أن لداعش وجبهة النصرة عشرات المقرات في جرود رأس بعلبك، وعرسال، وكيف بنا إذا كانت نوايا داعش أن تصل إمارتها التكفيرية من الموصل إلى الرقة وتدمر والقريتين ومهين وصولا إلى جرود رأس بعلبك، وانطلاقا من ذلك فعلينا أن نعرف كيف نحمي لبنان أمام هذا الخطر الحقيقي والقريب والواقعي". واعتبر "أن الوصفة المثالية لخدمة "داعش" في مشروعها العدواني، على لبنان أن يقول أحد فيه إنه على الحياد في معركة لبنان ضد العدوان التكفيري، وعليه، فإن مواجهة هذا الخطر، ليس فيه إلا خيار واحد، وهو أن نواجه وننتصر، لأنه لا يوجد مستقبل للبنان إلا في الانتصار على العدوان التكفيري، وإلا فإن مصيره سيكون كمصير سوريا والعراق واليمن والصومال وليبيا ألا وهو الخراب".

وشدد على "أن موقفنا في مواجهة العدوان التكفيري على لبنان، هو موقف تاريخي ووطني بامتياز، وأما الذين أرادوا أن يراهنوا على تمدد "داعش" نكاية بالنظام السوري وبالمقاومة، فهم يخدمون بذلك "داعش" ويسيئون لقوة ومنعة لبنان". وتساءل:" أين هي المصلحة الوطنية في أن يصفق فريق لبناني لمعارك واعتداءات التكفيريين ضد الجيش السوري، ويهنئهم لتقدمهم داخل سوريا، في حين أنهم يتقدمون باتجاه لبنان، وهذا دليل على "أن هذه المواقف لا تمت إلى الوطنية بصلة، مشيرا أننا "إذ نستشعر الخطر التكفيري والإسرائيلي في لبنان، فإننا نشعر أن لبنان في أعلى درجات المنعة والتحصين، ما دام متمسكا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تبقيه قويا وقادرا على صنع الانتصار الأكبر على أي عدوان إسرائيلي وتكفيري".

 

نواف الموسوي:العدو الصهيوني اتخذ من التكفيريين أداة لمواجهتنا ولطعننا في ظهورنا

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله، لاحد قادته علي حسين بلحص في حسينية صديقين الجنوبية، في حضور النائب عبد المجيد صالح وفاعليات "إننا حين نواجه العدو التكفيري في سوريا، فإننا لا نخوض حربا طائفية ولا دينية، بل نواصل حربنا مع العدو الصهيوني، فحربنا مع العدو التكفيري في سوريا هي حرب مع العدو الصهيوني الذي اتخذ من التكفيريين أداة لمواجهتنا ولطعننا في ظهورنا، والأدلة على الرعاية الإسرائيلية لجبهة النصرة واضحة وجلية، وعلى سبيل المثال، تلك التي كشف عنها أحد الأبطال من الجولان المحتل البطل "صدقي المقت"، حيث انكشفت هذه الرعاية عندما هاجم جرحى النصرة بلدة حضر في الجولان، ونقلوا بسيارات إسعاف الجيش الإسرائيلي إلى المستشفيات الإسرائيلية، فأنزلهم شباب مجدل شمس من السيارة الإسرائيلية وضربوهم حتى قتلوا واحدا منهم، وعندها لاحقت السلطات الإسرائيلية الشبان الذين أوقفوا سيارة الإسعاف الإسرائيلية وزجت بهم في السجون".اضاف: "إننا لا نقاتل جبهة النصرة بوصفها تنظيم إرهابي بقدر ما أنها أداة إسرائيلية كغيرها من المجموعات التكفيرية في سوريا أيا كانت الأسماء التي تتخذها سواء داعش أو جيش الفتح أو غيرها من التسميات، فهذه المجموعات ليست إلا أدوات لغزو أميركي وإسرائيلي وسعودي، فالتحالف الغربي السعودي الذي هاجمنا في عام 2006 وواجهناه هنا في قرى الجنوب، يشن الحرب علينا عبر الإلتفاف وراء ظهورنا لضرب طريق إمدادنا وعمقنا الإستراتيجي في الدولة المقاومة التي إسمها سوريا، وذلك بعد عجزه عن مواجهتنا هنا في ساحة الجنوب، بينما نحن وفي حقيقة الأمر لا زلنا في طليعة من يواجه العدو الصهيوني، ولا زالت معركتنا هي مع العدو الصهيوني في سوريا أيضا، ومن هنا كان ينبغي أن نبقى جميعا على أتم الاستعداد لمواجهة الاعتداءات الصهيونية التي في أهم أشكالها الاختراق الأمني، ولم تكف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن العمل على اختراق البيئة اللبنانية لملاحقة المقاومة، وقد تمكن اليوم جهاز الأمن العام اللبناني من القبض على شبكة عميلة للعدو الصهيوني من مهامها مراقبة كوادر المقاومة".

وتابع: "إننا نهنئ هذه المؤسسة العاملة بجد في مواجهة الاختراقات الأمنية الصهيونية وفي ملاحقة الاختراق التكفيري للمجتمع اللبناني، وإن الالتزام بمواجهة المجموعات التكفيرية لا يقتصر على المجندين في هذه المجموعات، بل ينبغي أن يلاحق من يقوم بتسفيرهم وبنقلهم إلى لبنان، بالإضافة إلى تجنيدهم وتمويلهم، وكذلك من يحرض على الإنتماء إلى النهج التكفيري، ومن هنا نطالب المؤسسات القضائية اللبنانية والأمنية بأن تلاحق العمل الإرهابي التكفيري بجميع مستوياته من التحريض إلى التجنيد مرورا بالتمويل والنقل، ولا يقتصر احتواء هذه المجموعات على إلقاء القبض على من يثبت انتماؤه إلى مجموعة تكفيرية، بل يجب أن نسأل هل وضعت اليد على شبكة نقل الأموال من أمراء الخليج إلى أمراء الإرهاب التكفيري في لبنان، وهل قامت الجهات المعنية اللبنانية بمسؤولياتها بتجميد حسابات الأمراء الخليجيين الذين يمولون الأرهابيين في لبنان وسوريا".

وقال: "اننا إذ نهنئ الأمن العام اللبناني على انجازاته، فإننا نحث الأجهزة الأخرى على القيام بواجباتها أيضا، لأن الأهمية هي هنا، وبهذا المجال نثني على الشجاعة التي تجلت في القبض على مهربٍ هو الأمير السعودي الذي هو في الحقيقة جزء من حلقة الفساد الأخلاقي السعودي في لبنان التي تنضم إلى الفساد السياسي والإداري والمالي، ولكننا في الوقت نفسه نحذر من أن تمتد يد الفساد السعودي إلى القضاء في لبنان، وتقضي عليه بهدف إخراج أمير مهرّب، كما أننا كلبنانيين يجب أن لا نقبل بأن تفرض الهيمنة السعودية نفسها على لبنان، فتمنع قناة الميادين من أن تنشط فيه وهي التي لا نعلم ما هو الذنب الذي ارتكبته، غير أنها كانت صاحبة دور أساسي في تغطية أخبار المقاومة في جميع ميادين المواجهة، ولكن نظام آل سعود لا يستطيع أن يتحمل مؤسسة إعلامية خارج سيطرته، وفي هذا المجال نرى أنه يجب أن تنبهنا هذه الحملة على قناة الميادين إلى حقيقة المؤسسات الأخرى التي لو كانت جادة في تحمل مسؤولياتها تجاه المقاومة لكانت أقفلت كما أقفل عربسات قناة الميادين، وبالتالي فإن هذا يدلنا على أن النظام الإعلامي العربي منسجم مع النظام السلطوي العربي في قمع نهج المقاومة لإحلال نهج الفرز الطائفي والمذهبي بديلاً عنه، وفي المقابل لماذا لا تقفل القنوات الطائفية ولا تلك التي تحرض المسلمين على بعضهم البعض طوائف ومذاهب، ومن هنا فإنه يصح القول إن من يريد إفشاء الفتنة الطائفية بين المسلمين جميعا هو النظام السعودي الذي أمر بإغلاق قناة الميادين في عرب سات، وربما يكون قد أمر بإقفالها أيضا، لأن الذي يأخذ هذا القرار يستطيع أن يأخذ قرارا بإقفال قناة الميادين أيضا".

وختم الموسوي: "إننا في المواجهة لا ننسى رفقاءنا بالدرب، فاليوم كما الأيام التي مضت خرجت شابة حرة من أحرار فلسطين، وشريفة من شريفاتها حاملة سكينا لتطعن جنديا إسرائيليا، وكذلك أطلق الجنود الصهاينة أمس 14 طلقة على امرأة عمرها 72 عاما، بتهمة أنها تريد طعن جندي إسرائيلي، فنحن وفي هذا الإطار فإننا إذ نثني على شجاعة الشعب الفلسطيني بشبابه وشاباته وشيبه، إلا أننا نسأل في الوقت نفسه عن أطنان السلاح التي تلقى إلى المجموعات المسلحة التي تعيث فسادا في سوريا، وفيما يشن النظام السعودي وحلفاؤه حربا وحشية مدمرة على اليمن، لا يجد بعض العرب وقتا لتزويد الشعب الفلسطيني بالسلاح الذي يتيح له مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بعدما لم يجد إلا السكين لمواجهة هذا الاحتلال، وفي المقابل فإنه سبق أن تحملنا مسؤولياتنا بتسليح الشعب الفلسطيني، وقد أسر لنا مقاومون في الأردن ومصر وغيره من الدول وداخل فلسطين، فالشهيد فوزي أيوب الذي استشهد في سوريا كان معتقلا سابقا في سجون الكيان الصهيوني، لأنه كان يتولى تدريب المقاومة الفلسطينية، ونحن سنبقى نتحمل مسؤولياتنا في مواجهة هذا العدو الصهيوني الذي هو أساس الشر، والذي تدور أحداث المنطقة بهدف حمايته، ففي عام 1982 قرأنا في الصفحة ما قبل الأخيرة في جريدة السفير مقالا لكاتب إسرائيلي اسمه "أودب يانون" بعنوان: "خطة إسرائيل في الثمانينيات" حيث يتحدث فيها عن الأحداث وكأنها تتحقق اليوم، من تقسيم السودان، إلى الاضطراب في مصر، إلى ضرب الصمود السوري، إلى غير ذلك من أمور كتبت آنذاك وقيل عنها إنها أوهام وأحلام، ولذلك فإننا نؤكد أن العدو الصهيوني لا يزال هو محور المواجهة، ولا زلنا نحن وحدنا والمقاومون الأشراف في الشعب الفلسطيني وغيره من يقاوم هذا العدو، فقدمنا الشهداء وسنبقى في هذا الدرب، ولن نحيد عنه".

 

رعد: ثمة قوانين من مصلحة البلد أن تقر الآن في المجلس النيابي

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - تساءل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب " محمد رعد: "إذا ما كانت الحكومات بالمنهجية التي تعتمد في لبنان لاتخاذ القرارات ، والتي لا تستطيع أن تجد حلا لمعالجة أزمة النفايات بعض مضي أشهر عليها، يمكنها أن تتخذ قرارا في مواجهة عدو يجتاح أرضنا ويتهدد وجودنا؟"، مضيفا:"هل ننتظر أكثر من أربعة أشهر حتى نقرر إذا كان الذي يجتاح أرضنا هو عدو أم لا؟ ". وقال خلال احتفال تأبيني اقامه حزب الله واهالي بلدة جبشيت في ذكرى أسبوع والدة أحد عناصره محمد بحمد، في النادي الحسيني ان "الأزمة الدستورية مستمرة بسبب الإنقسام حول الكثير من المسائل المصيرية، منها الموقف من الأزمة في سوريا والمقاومة، وفي طريقة التعاطي مع الإحتلال الإسرائيلي، والموقف من كيفية إدارة السلطة في هذا البلد من أجل تحقيق مصالح الناس وإنصاف المظلومين منهم والإهتمام بمناطقهم على اختلاف مواقعها واتجاهاتها"، مجددا التأكيد على "ان الرئيس الذي يراد انتخابه ان يكون حكما يتعاطى مع الجميع برؤية وطنية صحيحة تتبنى بصراحة ما ينبغي تبنيه، وتنتقد بصراحة ما ينبغي الإنتقاد فيه". وأوضح أنه "تمت تجربة الرئيس الوسطي فكان أن دخلنا من نافذة أزمة وخرجنا عبر تهديم الجدران، ولم تبق فسحة لكي تعمل المؤسسات الدستورية الأخرى الحكومية والنيابية"، معتبرا أن "ثمة قوانين من مصلحة البلد أن تقر الآن في المجلس النيابي" .

 

مكتب فتفت : حضوره أوعدم حضوره جلسة التشريع سياسي بإمتياز

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - صدر عن مكتب النائب الدكتور أحمد فتفت البيان الآتي: "نشر موقع IM LEBANON تحت عنوان ("الأخبار" تكشف تفاصيل مكالمة فتفت بري) كلاما غير دقيق منسوب للنائب فتفت ذكر في مقال للسيد نقولا ناصيف. إن هذا الكلام عار عن الصحة تماما لأن هدف الإتصال بالأساس كان بسبب أن جدول أعمال الهيئة العامة الذي وزع أساسا قد سقط منه سهوا بند إقتراح قانون معجل مكرر بشأن إنشاء مجلس إنماء الشمال وعكار كان قد إتفق عليه في مكتب المجلس، وقد تجاوب الرئيس بري مع هذا الطلب وأضيف الى جدول الأعمال في حينه، لذلك يستغرب النائب فتفت تحوير محتوى الإتصال. أما موقف النائب فتفت من حضوره أو عدم حضوره جلسة التشريع فهو سياسي بإمتياز وسبق للنائب فتفت أن شرحه تفصيليا في الإعلام بشكل واضح وصريح وغير مرتبط بأي "عذر خاص".

 

حوري: توجه المستقبل الذهاب الى الجلسة التشريعية

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اعلن النائب عمار حوري في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 93,3": ان "الكثيرين من قوى 14 اذار تعمل على ايجاد مخارح تؤدي الى حضور بعض المقاطعين للجلستين التشريعيتين لنتمكن من انجاز ما هو مطلوب بهذه المرحلة بعيدا عن التوترات والتشنجات الموجودة". وشدد على "اهمية المشاريع واقتراحات القوانين المعروضة على الجلسة التشريعية ومدى المخاطر في حال عدم انعقادها"، مشيرا الى "تباين حيال القوانين المالية المدرجة على جدول الاعمال، اذ ان البعض يرى ان بالإمكان تأجيل جلسة، في حين يرى البعض اننا وصلنا الى الخط الاحمر الذي اذا تجاوزناه سناخذ البلد الى مجهول اكبر على المستوى المالي". واكد حوري ان "توجه كتلة المستقبل، هو الذهاب الى الجلسة التشريعية، فهناك جهد كبير في محاولة لتوسيع مساحة من يشارك في هذه الجلسة وهناك مروحة من التنوع الطائفي لا بأس فيها ستشارك بها"، لافتا الى ان "هناك توصية من المجلس النيابي بعدم اقرار قانون الانتخاب في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية حفاظا على حق رئيس الجمهورية باعادة وضع هذا القانون".

 

حرب: عمل البرلمان مبدئيا يجب ان يكون انتخاب رئيس

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أشار وزير الاتصالات بطرس حرب في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5"، الى ان "هناك مشكلة مرتبطة بجدول اعمال الجلسة التشريعية"، لافتا الى "عقدة موجودة، وهي انه في غياب كتل مسيحية أساسية هل تنعقد الجلسة التشريعية"؟ وأسف لان "هناك فريقين يعطلان انتخاب الرئيس"، وقال: "ان عمل البرلمان مبدئيا يجب ان يكون انتخاب رئيس للجمهورية". ولفت الى "وجوب ان يصدر لبنان قوانين ليحافظ على شرعيته دوليا والا فسيتعرض لخسارة مالية ولفقدان صدقيته خارجيا، وسيصنف كدولة غير متعاونة، الامر الذي سينعكس سلبا على التمويلات والتقديمات المالية للبنان والتي تضرب اقتصاده والقطاع المصرفي". واكد ان "هناك بعض المساعي والافكار الجديدة، الا انه لم يتم التوافق على شيء حتى الان، منها ان يكون هناك التزام ببحث قانون الانتخابات في الجلسة المقبلة وهذا الاقتراح لم ينل الموافقة بعد".

 

الحجار: لسنا ضد قانون استعادة الجنسية لكن لدينا ملاحظات ولا قانون انتخاب في غياب رئيس الجمهورية

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015

وطنية - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار "ان كل المشاكل التي يمر بها لبنان سببها غياب رئيس جمهورية وتعطيل فريق سياسي لانتخابات الرئاسة"، لافتا إلى ان "التعطيل بالنهاية يطال الناس والمؤسسات ويجعل البلد يعيش في ظرف غير طبيعي".

وقال في حديث الى برنامج "الاسبوع في ساعة" عبر قناة "الجديد": "الخبراء الماليون والاقتصاديون على مختلف انتماءاتهم السياسية يحذرون من ان البلد مقبل على كارثة اقليمية واقتصادية تطال كل اللبنانيين، ان لم يصر الى اقرار القوانين المالية اللازمة التي تطلبها المؤسسات المالية العالمية، اضافة الى قروض بقيمة مليار و200 مليون دولار، والمطلوب ان يتم تشريعها".

وشدد على إلزامية إقرار التشريعات "وإلا فالضرر سيصيب كل اللبنانيين"، مؤكدا أن كتلة "المستقبل" ستذهب الى الجلسة التشريعية يوم الخميس "لمنع انهيار البلد".

أضاف: "لبنان يمر بظرف صعب، ومستوى الشحن مرتفع، وعلينا ان نحترم هذا الواقع، ولكن هذا لا يعني اننا سنترك البلد، بل نحن نجري اتصالاتنا ونعقد جلسات مع كل الاطراف. أما بالنسبة الى قوى 14 اذار فهناك اتصالات واجتماعات متلاحقة، كما أن كتلة المستقبل تتواصل مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب والمستقلين في 14 آذار، لعلنا نصل الى مخرج يريح الجميع ونذهب جميعنا كقوى 14 آذار الى الجلسة التشريعية، ونتمنى ان يكون تكتل التغيير والاصلاح معنا".

ولفت الحجار الى ان "هناك موضوعين يعوقان عقد الجلسة التشريعية، هما قانون الانتخاب والجنسية، وأوضح "أن تيار المستقبل يرى انه من غير المقبول ان يقر قانون انتخابات بغياب رئيس الجمهورية، فالدستور أعطى رئيس الجمهورية صلاحية رد القوانين"، مشددا على ان "موضوع رئاسة الجمهورية لا يخص فقط المسيحيين، وان كان يمثل المجتمع المسيحي في الدولة اللبنانية فهو رئيس الدولة اللبنانية ورئيس كل السلطات، وهذه قناعة موجودة لدينا".

وتابع: "نحن لا نريد إقرار قانون انتخاب في غياب رئيس الجمهورية، ولكن هذا لا يمنع ان نناقش الصيغة التي يمكن ان يكون عليها قانون الانتخاب، فنحن لسنا بعيدين عن هذا الموضوع بل على العكس ذهبنا الى هذا الطرح، ويجب الاخذ في الاعتبار ان هناك توصية صدرت عن المجلس النيابي بناء على اقتراح مقدم من رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بعدم إقرار أي قانون انتخاب قبل النخاب رئيس جمهورية".

وأشار أيضا الى أن "تيار المستقبل غير مقتنع تماما بالنسبية، إذ هناك عوامل عدة تجعل هذه الصيغة لا تصل الى هدفها"، مشددا على أن تياره "ضد الفرز المذهبي والطائفي، إلا انه ملتزم ما اتفق عليه مع القوات اللبنانية والحزب الإشتراكي، أي صيغة 68 اكثري و60 نسبي"، موضحا ان "طرحنا الاساسي ان نذهب الى دوائر صغيرة تراعي صيغة العيش المشترك".

وأردف: "لن اقبل كتيار مستقبل باقرار قانون انتخاب ما دام الرئيس المسحيي غائبا. وفي موضوع الرئاسة نحن جاهزون للذهاب الى تسوية، هناك فريقان في البلد، الاول يقول انه يعرف ان مرشحه لن يصل الى الرئاسة وعليه فيتو من كل مكونات 8 آذار، كما أن مرشحه عليه فيتو من كل مكونات 14 آذار وليس من السنة فقط، لذلك فلنذهب الى تسوية ونتفق على ان إبقاء البلد على هذه الحال سيوصلنا الى كوارث وسيشل كل مؤسسات البلد، لمرة واحدة بدوا مصلحة البلد على اي امر آخر".

وذكر الحجار بتحذيرات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه "وكل الاقتصاديين الذين قالوا انه من غير المقبول عدم اقرار القوانين المالية".

وقال: "نحن ملتزمون النسبية والصيغة التي اتفقنا عليها مع الاشتراكي والقوات وان كنتم تقولون اننا لا نريد انتخابات "ازركني" وانتخب رئيسا".

أما عن الميثاقية، فأوضح أن "ما قاله الرئيس حسين الحسيني ان الميثاقية في الجلسات هي بدعة ونسج خيال لبناني واختراع عبثي، وان المجلس محكوم بالقواعد الدستورية المتصلة بالنصاب والاكثرية" هو كلام قانوني دستوري لأبعد مدى، فمقدمة الدستور تقول ان لا شرعية لاي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، وأتحدى ان تكلمنا في وقت من الاوقات عن الميثاقية".

وتطرق الحجار الى قانون استعادة الجنسية وإعطاء الجنسية للام اللبنانية، فأوضح "أننا من الناحية المبدئية نحن مع اكتساب الجنسية، فهذا حق لكل من كان مقيما على الاراضي اللبنانية ومع استعادة الجنسية لكل من كان احد اصوله الذكور لبناني". أضاف: "نحن في مشروع القانون المقدم عام 2012 كان لدينا ملاحظات، وهي الا نترك ثغرات في القانون تسمح بالطعن به او تسيء استخدامه. وبالنسبة الينا نحن مع حق للمرأة في إعطاء الجنسية لاولادها". وتابع: "لدينا ملاحظات وامور اساسية تتعلق بعدم قبولنا لاي تمييز يطال الرجل والمرأة، وان كان هناك حديث بأرقام عن لبنانيات متزوجات من فلسطينيين كما قال جبران باسيل، فهذه أرقام وليست وقائع وان كان لديه احصاءات فليقدمها".

ورأى ان "كل ما يحصل في موضوع النفايات له علاقة بسياسة موجودة في البلد"، وأشار الى "وجوب العودة الى خطة الوزير أكرم شهيب"، معتبرا أن "إبقاء الامور على ما هي أمر يروق جدا لحزب الله".

وختم الحجار مشددا على "وجوب ان تجتمع الحكومة وان يدعو رئيسها الى اجتماع، فهذه القضية تكاملية على جميع المناطق تحملها، وعلى رئيس الحكومة ان يدعو الى جلسة يناقش فيها موضوع النفايات".

 

باسيل شارك في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية واللاتينية: لوحدة عربية في مواجهة إرهاب اسرائيل زتجمعنا الرغبة بنظام دولي متوازن

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015

وطنية - شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية ودول أميركا الجنوبية الذي انعقد اليوم، قبيل انعقاد القمة العربية - الأميركية الجنوبية الذي سيعقد غدا. وألقى باسيل كلمة قال فيها: "إن لبنان من الدول الداعمة بقوة لإطار التعاون العربي - الأميركي الجنوبي. أرى نفسي اليوم مخاطبا أشقاء من دول عزيزة عربية ولاتينية، تربطنا بها علاقات وثيقة تقوم على روابط اجتماعية نسجها ملايين المتحدرين من أصل لبناني. أخاطبكم باسم لبنان الذي يمثل الجسر العابر للمحيطات، من الخليج العربي إلى خليج باناما. إن كلا من الكتلتين العربية واللاتينية تمثل عمقا حيويا للأخرى، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، يوفر لها إمكانات كبيرة للتفاعل في ضوء المصالح المشتركة. أضاف: "اقتصاديا، إن آفاق التعاون والإمكانات الموجودة هي أكبر بكثير من حجمها الحالي الفعلي. وفي كنف نظام العولمة الذي نعيش، لم تعد المسافة حاجزا يتعذر تذليله لتعزيز التفاعل الاقتصادي بين الكتلتين. منذ أن انطلق هذا الإطار منذ عشر سنوات، ارتفع التبادل التجاري من 8 الى 21 مليار دولار، والأفق مفتوح أكثر بكثير ما بين مجموعتين جغرافيتين وشعبيتين من 410 مليون ( في أميركا اللاتينية) وحوالي 310 ملايين (في العالم العربي). لقد انخرط لبنان بقوة أخيرا في مسار تعزيز علاقاته الاقتصادية مع دول أميركا الجنوبية، من خلال القيام بزيارات رسمية لعشر دول أميركية لاتينية كما من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين لبنان ودول تكتل ميركوسور (في كانون الأول 2014). لكل من اقتصاداتنا امتيازاته التفاضلية، إن التكامل بينهما سيفتح آفاقا للقيام بمشاريع تنموية مشتركة".

وتابع: "إجتماعيا، إن الجاليات العربية الكبرى الموجودة في دول أميركا الجنوبية، تراوح بين الـ 10 والـ15 في المئة من سكان القارة أي ما يزيد عن 20 مليون نسمة، وهي المندمجة في نسيجها الوطني، بإمكانها أن تشكل بوابة لقيام تعاون اقتصادي كبير وناجح بين الكتلتين. إن لبنان يمثل نموذجا جيدا لهذا الطرح، من خلال جالياته المنتشرة في أميركا الشمالية وإفريقيا وأوروبا، فضلا عن أميركا اللاتينية بأسرها. حيث أن أعداد اللبنانيين في لبنان 4 مليون في ما عددهم يصل الى حوالي 10 ملايين". وأردف: "سياسيا، تلتقي الدول العربية ودول أميركا الجنوبية على ضرورة سيادة مبادىء القانون الدولي في العلاقات الدولية، وفي طليعتها مبدأ حل النزاعات بالطرق السلمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. تجمعنا بالشريك اللاتيني كذلك الرغبة في رؤية نظام دولي متوازن قائم على مبادىء الحوار والتعددية والتوازن، عوضا عن التقاتل والعزل والأحادية. إن وجود أمم متحدة فاعلة وقادرة هو هدف مشترك لنا، وهو لن يكون قابلا للتحقيق إلا بإعادة نظر توافقية في بنيتها الحالية، تتضمن تمكين مجلس الأمن وجعله أوفر تمثيلية للقوى الفاعلة في المجتمع الدولي، بما في ذلك الكتلتان العربية والأميركية اللاتينية. نثمن عاليا لشركائنا في أميركا الجنوبية وقوفهم الراسخ إلى جانب قضايا العالم المحقة، ولا سيما قضايانا العربية، وفي طليعتها قضية فلسطين. ونعول على موقفهم الصلب إلى جانب الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته، وكذلك نعول عليهم الآن في الحرب التي نشنها الآن على الإرهاب". وختم: "بناء على ما سبق، نجد ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بالمحافظة على علاقاتنا السياسية مع أميركا الجنوبية، والتي تترجم بتعزيز التمثيل الدبلوماسي العربي لدى تلك البلدان، إن على المستويات الثنائية أو من خلال بعثات جامعة الدول العربية لديها. كما نعيد التشديد على ضرورة العمل على إنشاء أمانة عامة دائمة للقمة العربية - الأميركية الجنوبية في بيروت، كما سبق واقترح لبنان في غير مناسبة".

إجتماع إستثنائي عن القدس

وكان مجلس وزراء الخارجية العرب بدورته غير العادية، عقد إجتماعا طارئا بشأن القدس وتحديدا ما يتعرض له المسجد الأقصى من إعتداءات إسرائيلية. ترأس الجلسة وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وبحضور أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي.

وألقى باسيل كلمة بإسم لبنان قال فيها: "الشكر للمملكة العربية السعودية على استضافة هذا الإجتماع وشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على رئاستها إياه. نجتمع لنؤكد أن مناصرتنا للقضية الفلسطينية لن تستكين. ستبقى فلسطين حية حتى تحقيق قيام الدولة الفلسطينية، على أن يضمن الحل النهائي عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم الأصلية ومنع توطينهم في أماكن لجوئهم المؤقتة، وذلك احتراما للقرارات الدولية ذات الصلة وتنفيذا لمبادرة السلام العربية دون أي انتقاص. نجتمع في ظل إزدواجية دولية وانتقائية في اعتماد المعايير القانونية، وازدواجية في المفاهيم وازدواجية في السياسات المتبعة".

أضاف: "رفع الرئيس الفلسطيني أبو مازن الصوت ليطالب بحماية دولية تحفظ كرامة شعبه وتردع التصرفات العنصرية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء لنطالب بإرساء قواعد قانونية ملزمة زاجرة ضد أي إجراء آحادي يستهدف الأراضي المقدسة ونرى أن توفير نظام خاص لحماية دولية للشعب الفلسطيني، ليس سوى خطوة مؤقتة بانتظار قيام الدولة الفلسطينية. مع علمنا أن الحماية الدولية لن تؤمن مقومات بقاء الفلسطينيين على أرضهم، ولن توقف مسلسل التهجير القسري الممنهج ولن تؤمن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم الأصلية". أضاف: "إن العدوان الإسرائيلي العنصري المتمادي ضد الفلسطينيين واستمرار إسرائيل في احتلالها لأراض عربية وانتهاكها اليومي لسيادة الدولة اللبنانية، وإعلانها قيام الدولة اليهودية ينبع من نهج وفكر رافض للتعددية. إن هكذا منطق يحاكي الى حد بعيد العقيدة التكفيرية التي تتبعها المنظمات الإرهابية. نحن شهود على تقاعس المجتمع الدولي منذ 67 عاما فيما يعني القضية الفلسطينية، يستثمره دعاة ورعاة قيام مكونات طائفية منغلقة على ذاتها ومحكومة بالتصادم العنيف فيما بينهما، تشرذم الشرق الأوسط وتعيد بناءه على قواعد إنعزالية. نحن بحاجة الى وحدة عربية تواجه إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ووحدة عربية تقف سدا منيعا بوجه آفة الإرهاب. وكما وقفنا موحدين في نيويورك منذ أسابيع لنشهد على رفع العلم الفلسطيني في باحة منظمة الأمم المتحدة، علينا أن نقف موحدين رافضين لرفع العلم الإسرائيلي على الحرم القدسي، كما علينا أن نواجه موحدين تفشي سم الإرهاب على الأراضي العربية". وتابع: "آمل أن نتمكن هذه المرة من خلال مشروع القرار والخطوات التي سنتخذ، أن نعطي الفلسطينيين الدعم والأمل لقيام دولتهم بدل أن نتركهم أمام أفق سياسي مسدود يأخذهم الى اليأس فالعنف".

لقاء

وعلى هامش الإجتماع، عقد لقاء ترحيبي بين وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير والوزراء المشاركين في أعمال الإجتماع الوزاري.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أوباما ونتانياهو يبحثان خفض التوتر مع السلطة ويشددان على حل الدولتين و»يهودية إسرائيل»

الحياة/واشنطن - جويس كرم /في لقاء هو الأول بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو منذ أكثر من عام، وبعد أربعة أشهر على الاتفاق النووي الإيراني الذي عارضته الحكومة الإسرائيلية، بحث الزعيمان الوضع الأمني «المتردي» في المنطقة و»أولوية أمن إسرائيل» وقدراتها الدفاعية، ومن بينها احتمال منحها طائرات «إف-35»، كما بحثا في «ردع حزب الله وداعش» والملف السوري، من دون ان يتطرقا الى خطوات عملية لإنعاش عملية السلام مع الفلسطينيين. وقبل لقاء استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة وتصافح خلاله الزعيمان مرتين بحضور نائب الرئيس جوزيف بايدن، قال أوباما إن واشنطن على «اتصال وثيق بالأردن للبحث والتحقيق بالاعتداء»، مضيفاً أن عائلات القتلى الأميركيين تم إبلاغهم بالحادث. واعتبر أن الوضع الأمني هو اليوم «أكثر تردياً في الشرق الأوسط»، مشدداً على «أولوية أمن اسرائيل» وضمان «تفوقها الدفاعي». وقال أوباما: «ليس سراً أن رئيس الوزراء وأنا اختلفنا في شأن الاتفاق الإيراني، إنما ليس هناك خلاف في شأن منع إيران من امتلاك السلاح النووي». وأضاف أن «أمن اسرائيل هو أولوية قصوى لي»، وأن البحث سيتركز على «خفض التشنج مع الفلسطينيين وردع «حزب الله» والملف السوري». ودان «العنف الفلسطيني» فيما سماه نتانياهو «الإرهاب».

ومن بين الملفات المطروحة على الطاولة مذكرة التفاهم وزيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل واحتمال تزويدها طائرات «إف 35» التي لا يمتلكها أي من جيوش المنطقة. كما توقعت صحيفة «واشنطن بوست» أن تتطرق القمة الى انزال عقوبات جديدة بأذرع إيران العسكرية، وبينها الحرس الثوري و»حزب الله». وكان لافتاً أن واشنطن أدرجت شركات ممولة للحزب على لائحة الإرهاب قبل يومين من وصول نتانياهو. كما يدرس الكونغرس إدراج الحرس الثوري «منظمة ارهابية».وشدد كل من أوباما ونتانياهو على التزامهما «حل الدولتين» لـ «شعبين مع الإقرار بيهودية الدولة الإسرائيلية»، كما قال نتانياهو. وقال أوباما إنه يتطلع لأن يسمع من رئيس الوزراء أفكاره في شأن كيفية الحد من العنف مع الفلسطينيين، وكرر موقفه بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. غير أن المحادثات لم تتطرق الى خطوات عاجلة لإحياء عملية السلام في ضوء تشاؤم البيت الأبيض حيال هذا الملف واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية وزيادة ضغوط الكونغرس. وسيحاول نتانياهو خلال زيارته التواصل مع الخط الليبرالي الأميركي في خطاب من «المركز الأميركي للتقدم» ولمد جسور مع «الديموقراطيين» في مقابل تعزيز علاقته بالخط «الجمهوري».

 

اوباما ونتانياهو شدد على متانة العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - شدد الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن اليوم، على "متانة العلاقات بين الدولتين"، في اول لقاء بينهما منذ تشرين الاول 2014. واشاد اوباما لدى استقباله نتانياهو في المكتب البيضاوي في البيت الابيض ب"العلاقات الاستثنائية بين البلدين". فيما اعتبر نتانياهو من جهته ان "هذا اللقاء يشكل مناسبة لتعزيز الصداقة القوية والتحالف المتين". اضاف اوباما: "كما قلت غالبا ان امن اسرائيل هو من اولوياتي في السياسة الخارجية". واكد قناعته بان "الدولة العبرية ليس من حقها فقط بل من واجبها الدفاع عن نفسها"، ودان بشدة "موجة العنف في الاراضي الفلسطينية وفي القدس ما يثير المخاوف من انتفاضة جديدة"، وقال: "اننا ندين باشد العبارات اعمال العنف التي يقوم بها الفلسطينيون ضد مواطنين اسرائيليين ابرياء". من جهته ابدى نتانياهو عزمه ايجاد حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، وقال: "لم نتخل عن آمالنا في السلام، ولن نفعل ذلك ابدا"، مؤكدا التزامه "حل الدولتين، اسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا الى جنب مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية".

 

رئيس الوزراء الروسي اقر باحتمال ان يكون تحطم الطائرة في سيناء ناجما عن عمل ارهابي

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اقر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف اليوم، باحتمال ان "يكون تحطم الطائرة في سيناء المصرية ومقتل ركابها ناجما عن عمل ارهابي".  وقال في مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا غازيتا" نشرت مقتطفات منها مساء اليوم: "هناك احتمال وجود عمل ارهابي كسبب لما حدث".

 

مقتل عسكريين اميركيين اثنين وجنوبي افريقي في اطلاق نار في مركز امني شرق عمان

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اكد وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني، اليوم، مقتل عسكريين اميركيين اثنين وعسكري جنوب افريقي واصابة 6 عسكريين آخرين اثر قيام عسكري اردني باطلاق النار عليهم في مركز امني اردني شرق عمان، قبل ان يقتل. وقال المومني، وهو ايضا الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ان "ثلاثة مدربين متعاقدين مع الامن العام بينهم اميركيان وآخر من جنوب افريقيا قتلوا في مركز لتدريب الشرطة شرق عمان". واضاف ان "شرطيا اردنيا أطلق النار في اتجاه المدربين وزملائهم" مشيرا الى ان "قوات الشرطة قامت بقتله".

 

الخارجية الفرنسية: تقرير منظمة حظر الاسلحة الكيماوية اكد ضلوع مروحيات الجيش السوري باستخدام أسلحة كيماوية في ادلب

الإثنين 09 تشرين الثاني 2015 /وطنية ـ باريس ـ ركز الناطق الفرنسي باسم وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية رومان نادال على "ضلوع مروحيات الجيش السوري في استخدام أسلحة كيماوية في إدلب، كما لحظ أحد التقارير الثلاثة الجديدة التي وزعتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية". وقال نادال في بيان:" هذه المنظمة وزعت على الدول الأطراف التقارير الثلاثة التي وضعتها بعثة تقصي الحقائق حول الهجمات الكيماوية في سوريا. إثنان منهما يؤكدان استخدام الأسلحة الكيماوية. التقرير الأول لا يقدم عناصر تتيح تحديد المسؤوليات، أما التقرير الثاني الذي يتناول إدلب فيبين الاستعمال المنهجي للمروحيات مما يثير الشبهات في مسؤولية النظام". وأضاف:"يتعين الآن على آلية التحقيق وتحديد المسؤولية، وهي آلية مشتركة بين المنظمة والأمم المتحدة، تحديد المسؤولين عن هذه الهجمات ويجب كشف الحقيقة الكاملة عن الهجمات الكيميائية في سورية بغية وضع حد نهائي لها ومحاسبة مرتكبيها".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

روسيا والفخ السوري

علي حماده/النهار/10 تشرين الثاني 2015

خمسة أسابيع على العدوان الروسي على سوريا، والأرض لا تتغير بل ان ريف حماة يشهد تقدماً لفصائل المعارضة على حساب قوات بشار الأسد التي لم تستطع التقاط فرصة دخول روسيا على خط الصراع الميداني مباشرة لتحقيق تقدم ملموس على الأرض. حتى إن الإيرانيين يعانون في مختلف الجبهات ولا سيما في مناطق حلب مع "جبهة النصرة". اما ميليشيا "حزب الله" فقد توقفت عند "انجازات" محدودة جدا، لا بل انها بخسائرها الفادحة التي تجاوزت ألفاً وخمسمئة قتيل، وخمسة آلاف جريح بالكاد قادرة على الاحتفاظ بالمواقع التي احتلتها في القلمون وفي محيط العاصمة دمشق.

والواضح ان روسيا التي تقصف بكثافة مختلف المناطق المحررة من سوريا منذ أكثر من شهر غير قادرة على احداث تغيير دراماتيكي على الأرض، ومن هنا فإنها تقف اليوم عند مفترق طرق مهم: اما ان تكتفي بالعدوان بشكله الحالي، وإما ان تتورط اكثر عبر ارسال قوات على الأرض للاشتراك في القتال مباشرة تعويضاً عن ضعف قوات بشار الفاضح، وعجز ميليشيات إيران المتنوعة. فهل تقدم موسكو على الخطوة الكبيرة اي توسيع العدوان ليشمل انزال آلاف الجنود الروس على الأرض، وتعريض الجيش الروسي لتجربة تستعيد مأساة احتلال افغانستان قبل ربع قرن؟

المشكلة ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الساعي الى استعادة مجد غابر من خلال اعادة انتاج سياسة توسعية في الخارج تقوم على استخدام القوة على الأرض، مثلما فعل في جورجيا، وأوكرانيا والآن في سوريا، غير قادر على التعويل على قدرة بشار على الاستمرار طويلاً. فالنظام مهترئ، وما تبقى من الجيش والميليشيات التي أسسها على هامش الجيش وصل الى أدنى مستوياته القتالية منذ انطلاق الثورة في آذار 2011. هذا الواقع قد يدفع الروس الى التورط اكثر من أجل حجز مقعد متقدم لبشار على طاولة المفاوضات المنتظرة! فلا يكفي أن يحارب الروس والإيرانيون مكان النظام لكي يثبتوا انه قابل للحياة وجزء من مستقبل سوريا. الحقيقة أن سوريا تغيرت وكل جيوش العالم لا يمكنها أن تعيدها الى ما قبل آذار 2011. اكثر من ذلك نحن نزعم أن بشار انتهى منذ وقت طويل. وانه يستحيل على إيران وروسيا ان تبقياه جزءاً من مستقبل سوريا، وعلى الرغم من تراجع الأوروبيين والأميركيين عن موقفهم الحاسم من بشار وبطانته منذ بدء العدوان الروسي. بناء على ما تقدم، لا يرجح ان يعقد مؤتمر دولي في فيينا قريباً، فموسكو غير متحمسة له الآن بعد ان لمست حدود قدراتها في الصراع على الأرض في سوريا. وهي مضطرة لان تعمل جاهدة لتغيير المعادلة على الأرض قبل الانتقال الى طاولة المفاوضات، مما "يبشر" بشتاء دموي.

قصارى القول، ان روسيا وصلت اليوم في سوريا الى حافة الوقوع نهائياً في الفخ السوري. والمعيار هو تورطها في الحرب البرية من عدمه.

 

نصاب الحرب إذ يكتمل

راشد فايد/النهار/10 تشرين الثاني 2015

يُقال إن الديبلوماسية هي الحرب بوسائل أخرى. وبالقياس، فإن التعطيل هو تدمير بطرق اخرى. ولو كان القادرون على الحرب يملكون قرارهم لما تأخروا في إشعالها، ولن يمنع زعمهم الغيرة على السلام الداخلي نزوعهم الى القوة المسلحة إن أتاهم أمر اقليمي لم يتجاهلوه يوما، من حرب تموز 2006، التي خرقت التعهد بصيف هادئ، الى 7 أيار 2008، الذي أسقط مقولة "السلاح ليس ضد الداخل"، انتهاء بالمشاركة في الحرب السورية رغم "النأي بالنفس"، وقبلها اسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري. وكما سوّغ القرار الإقليمي اتهام الخصوم بالعمالة لاسرائيل وأميركا وتهديد السلم الأهلي، فإن الحرص اليوم على تهدئة خطاب الحزب إياه، ليس سوى قرار آخر بانتظار استقرار توازن القوى الاقليمي – الدولي، ما فرض الحرب الباردة اللبنانية، ومن تجلياتها وقوف لبنان اليوم على حافة الهاوية، بحيث لا يسقط فيها، لكنه يُمنع عن الاستنقاذ منها. تخاض الحروب الدموية بهدف واحد هو تغيير الأنظمة. وقد بدأت جميعا بإسقاط النظام السابق وإطاحة رأسه، كما حدث مع صدام حسين، ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح. والدول التي كان يحكمها هؤلاء تتقاتل شعوبها لإيجاد موازين قوى تحدد النظام البديل، وترسم بالدم تراصف الولاءات. وفي لبنان أطيح رأس الجمهورية، سلماً، بمنع انتخاب رئيس، بعد انتهاء ولاية العماد ميشال سليمان، وأعلنت معركة تغيير النظام بعناوين عدة، مستحيلة، منها ما رفعه ميشال عون كانتخاب الرئيس من الشعب مباشرة، وإلا "انتخابات نيابية فوراً وبلا انتظار" "والرئيس القوي"، و"الأكثر تمثيلاً للمسيحيين" و"الممر الالزامي"، وصاحب الحق الطبيعي (؟!) في الرئاسة. ومنها ما فضحه حزب الأمين العام مباشرة إذ وضع البلاد أمام حالين: "إما انتخاب عون أو الفراغ"، كما قال الشيخ نعيم قاسم. واذا كان رئيس مجلس النواب "ابتدع" نظرية نصاب الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية في كل الجلسات، خلافاً للنص الدستوري الواضح، فذلك لخوفه الضمني من شق وحدة البلاد بلجوء الفريق المسلح الى السلاح، لفرض مرشحه، وهو تبرير لم يعلنه، لكن فهمه الجميع، واستغله الحزب وعون بمنع اكتمال النصاب منذ أكثر من سنة ونصف سنة، بما يشبه محاولة فرض إذعان لانتخاب عون. حتى ان هذا، شخصياً، "انتشى" بتوقيع الاتفاق النووي، وعده نصراً لإيران، واراده أن ينعكس بانتخابه رئيساً، لكونه امتداداً محلياً لـ"الممانعة" الاقليمية، كما قال، مناقضاً نفسه وزعم استقلاله ولا تبعيته للخارج. نتائج الحرب اللبنانية الباردة لا تختلف عن الحروب الدموية في المنطقة: تعطيل الحياة العامة، وتفاقم الأزمات الإجتماعية، وتدهور الأوضاع الإقتصادية، وتفلت المؤسسات العامة، وتوطن اليأس في النفوس، والهجرة البحرية بجوازات سورية مزورة.

إنه نصاب الحرب إذ يكتمل.

 

انفصام اللبنانيين أم تكاذبهم؟

غسان حجار/النهار/10 تشرين الثاني 2015

في قراءة للمشهد اللبناني الراهن نكتشف أمرين لا ثالث لهما: إما إننا مواطنون نعاني من انفصام في الشخصية، أو إننا شعب يتكاذب ابناؤه بعضهم على بعض في كل الاوقات، والنتيجة واحدة اننا غير متفقين في كل أمر، وثمة حاجة فعلية الى رباط عيش حقيقي وميثاق اجتماعي جديد ينتج من حوار معمق يسبق كل محاولة لتعديل دستوري أو طرح لمؤتمر تأسيسي. والاهم ان ثمة حاجة الى من يبادر الى هذا الحوار الوطني، بعيداً من الحوار العقيم في مواصفات الرئيس ولون عينيه وطوله وعرضه، طالما ان اي تسوية ممكنة ستطيح بكل المواصفات المكتوبة على الورق، تماماً كما معظم النقاط التي اتفق عليها في حوارات سابقة.

الوحدة الوطنية هشة، وقابلة للتفجير في كل لحظة، فيها حروب صغيرة متنقلة، وفيها استقواء بالسلاح، وفيها سلب حقوق، وفيها مافيات اقوى من الدولة، وفيها تقدم لمصلحة الجماعات والاحزاب والمذاهب على حساب المصلحة الوطنية، وفيها الكانتونات القائمة بطريقة عملانية غير معلنة. التحالفات القائمة على ضفتي 8 و14 آذار صمدت عشر سنوات، لكنها أدت قسطها للعلى. فالتحالف الشيعي هو من يمثل 8 آذار، و"تيار المستقبل" يمثل الفريق الآخر. وهما يختزلان بحوارهما الثنائي الفريقين. وقد برزت هذه الثنائية الكانتونية بالتفاوض على النفايات المذهبية واختصار الجنوب بالشيعة وعكار بالسنة، ولم يجد الطرفان إمكان حل للنفايات المسيحية أو الدرزية. المسيحيون، الذين يجاهرون بأنهم رواد حقوق الانسان وعدم التمييز في الإرث والتعامل ما بين الرجل والمرأة، يحجبون عن الأم اللبنانية حقها في إعطاء الجنسية لأولادها، خوفاً من اختلال إضافي في التوازنات الطائفية، والنائب سمير الجسر، المعروف باعتداله وبوطنيته، يلوح لهم بهذا المطلب الذي يخفي نيات مذهبية، اذ انه يمنح الجنسية لنحو 300 ألف سني إضافي من جنسيات مختلفة، وهو أمر يجمع المسيحيون والشيعة على رفضه. في قانون الانتخاب، اجماع على ضرورة تعديل قانون الستين، الذي اعتبره العماد ميشال عون انتصاراً بعد اتفاق الدوحة العام 2008، واذ به يتحول أداة لسلب المسيحيين حقوقهم. و"تيار المستقبل"، الذي يطرح التقدم في حق المرأة، يتراجع عن النسبية كخيار متقدم أيضاً، خوفاً من نيل "حزب الله" نحو ثلث حصته من النواب، فيصير ما للحزب له وحده، وما للآخرين له ولهم. ومثله النائب وليد جنبلاط، الذي وافق على النسبية، ربما مرغماً، لكنه تراجع لأن النسبية ستجعله يخسر نواباً مسيحيين وسنة في عرينه الشوفي، وهو يشجع المسيحيين على عودة ما بعد التهجير، لكن من دون إعطائهم الحق بحرية التعبير واختيار ممثليهم. المهم، حتى الساعة، إننا متفقون على عدم تفجير الاستقرار الأمني لأنه مضر بالجميع، وقد اختبر اللبنانيون الحرب. وفي هذا الاتفاق الضمني لا تكاذب، بل خوف مشترك يجمع المختلفين.

 

كيف للمسيحيين أن يستعيدوا الحقوق والدور وهم يتخبّطون من الرئاسة إلى "تشريع الضرورة"؟

 اميل خوري/النهار/10 تشرين الثاني 2015

بعدما كثر الكلام على حقوق المسيحيين وتكررت المطالبة باستعادة هذه الحقوق تحقيقاً للمشاركة الوطنية الصحيحة، صار لا بد من عرض الأسباب التي أدت إلى إضاعة هذه الحقوق وعدم المحافظة عليها، ومن أهمها: انقسام القادة المسيحيين حول كثير من المواضيع المهمة وحتى غير المهمة، وهو انقسام جعلهم يفقدون دورهم الفاعل في الداخل وفي الخارج، بحيث لا يمكن استعادته إلا بتوحدهم وعندها لا يستطيع أحد أخذه منهم. لقد كان الشريك المسلم منذ مستهل عهد الاستقلال يشكو من فائض الصلاحيات التي يتمتع بها رئيس الجمهورية، خصوصاً بعدما أساء بعض الرؤساء استخدام هذه الصلاحيات على نحو جعل هذا الشريك يشكو من الغبن، فراح يعمل على تقليصها منتهزاً قيام الحرب الداخلية التي لم تتوقف إلا بعد التوصل إلى اتفاق الطائف الذي أعاد توزيع الصلاحيات بين السلطات الثلاث توزيعاً أكثر عدالة وإنصافاً. ولم يستطع القادة المسيحيون الحؤول دون تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية الى حد جعلته يملك ولا يحكم لأنهم ذهبوا إلى مؤتمر الطائف وهم منقسمون. وكانت "حرب الإلغاء" هي الأكثر إيذاءً وإضعافاً لهم، لكنهم ما لبثوا أن استفاقوا عند تطبيق دستور الطائف على أن ما تبقى من صلاحيات لرئيس الجمهورية لا تكفي لتجعله حاكماً بل في الغالب محكوماً، خصوصاً عندما تكون الأكثرية في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب ليست أكثرية كما في الماضي وقبل الطائف. وبعدما انتهت الوصاية السورية على لبنان، وكانت تعمل على شق صفوف المسيحيين وإضعافهم لأنهم كانوا بأكثريتهم الساحقة يطالبون بإنهاء هذه الوصاية، لم يتوصل قادتهم الى الاتفاق على وحدة الكلمة خصوصا في المواضيع المهمة والقضايا المصيرية، فظلت التعددية داخل الطوائف المسيحية في حين أصبحت شبه معدومة داخل الطوائف الاسلامية، ولاسيما الشيعة بعد قيام التحالف الثنائي المؤلف من "حزب الله" وحركة "أمل". وتراعي إيران هذا التحالف الذي صارت له الكلمة العليا في الانتخابات الرئاسية والانتخابات النيابية وفي تشكيل الحكومات وإلا فقدت ميثاقيتها من دون مشاركة هذا التحالف. واستطاع المسلمون السنّة بتوحدهم أن يأتوا برئيس الحكومة القوي وبنواب مسيحيين في عدد من الدوائر بأصوات غير المسيحيين، كما استطاع الشيعة أن يأتوا برئيس قوي لرئاسة المجلس وبنواب مسيحيين بأصوات غير مسيحية أيضاً، فيما القادة المسيحيون المنقسمون على أنفسهم تتوزع أصواتهم بحيث بات الصوت الأقلي هو الوازن في أكثر من دائرة. وإذا بهؤلاء القادة يستفيقون على واقع يرفضونه ويجعلهم يطالبون باستعادة حقوق المسيحيين وهم المسؤولون عن إضاعتها بسبب انقسامهم وتشرذمهم، وهو ما شكت منه بكركي والفاتيكان. فلا هم اتفقوا على انتخاب رئيس جمهورية قوي كما اتفق المسلمون السنة والشيعة على انتخاب القوي منهم، وذهبت جهود بكركي سدى في محاولاتها المتكررة لجعلهم يتفقون ولكن عبثاً، ثم يطالبون برئيس جمهورية قوي أسوة بالرئيس السنّي والرئيس الشيعي. ولا اتفق القادة الموارنة على وجوب حضور جلسة انتخاب الرئيس سواء بالاتفاق عليه أو بترك الأكثرية النيابية المطلوبة تنتخب من تشاء، بل عمد بعضهم إلى التغيب من دون عذر مشروع عن الجلسات لتعطيل نصابها وتعريض البلاد لأخطار وتداعيات شغور رئاسي طويل الأمد. ولا اتفق القادة الموارنة على ما يسمى "تشريع الضرورة"، فمنهم من قال إنه لن يحضر أي جلسة لمجلس النواب لدرس أي مشروع قبل أن ينتخب رئيس للجمهورية لأن هذا ما ينص عليه الدستور، وأن مجلس النواب يبقى هيئة ناخبة وليست تشريعية إلى أن ينتخب هذا الرئيس. ومنهم من أيد "تشريع الضرورة" خدمة لمصلحة الوطن والمواطن، ولكنهم اختلفوا على تصنيف ما هو ضروري وما هو غير ضروري، فاعتبر بعضهم أن قانون الانتخاب واستعادة الجنسية هما من المشاريع الضرورية التي يجب إقرارها وإلا تغيّبوا عن كل جلسة لا تدرج هذه المشاريع على جدول أعمالها... وكأن انقسامهم على انتخاب رئيس للجمهورية لا يكفي حتى انقسموا على المشاريع التي تعتبر ضرورية وتلك التي لا تعتبر ضرورية، ولا اتفقوا على ألا يكون لمجلس النواب عمل سوى انتخاب رئيس للجمهورية. أضف أنهم غير متفقين حتى على مشروع قانون الانتخاب وذلك بين اعتماد قاعدة النسبية في كل الدوائر أو في عدد منها، أو قاعدة الأكثرية. ومن يعارض درس هذا المشروع يرد على المطالبين بدرسه بالقول إن مجلس النواب أوصى بالاجماع بعدم إقراره إلا بعد انتخاب رئيس للجمهورية لكي يكون له رأي فيه.

هذا التخبط في مواقف القادة المسيحيين، وتحديداً الموارنة، سواء لأسباب سياسية أو مزايدات انتخابية، لن يوصلهم إلى استعادة الحقوق ولا إلى استعادة دورهم ما لم يتفقوا أقله على تحديد المواضيع المهمة والمصيرية وعلى مواجهة الخطر على لبنان بموقف واحد ومن دون أن ينقسموا بين محور وآخر.

 

"إسقاط" الطائرة الروسية يعمِّم "الإنذارات" لبنان معني كما دول الجوار باليقظة

 روزانا بومنصف/النهار/10 تشرين الثاني 2015

حين بدأت روسيا عملياتها العسكرية المباشرة في سوريا في مطلع تشرين الأول الماضي، برزت مقاربات سياسية لبنانية للتدخل الروسي من زاوية انعكاساته الحتمية والحاسمة على لبنان وسعي البعض الى توظيف الوسائل التي يمكن ان يصب في خانة أفرقاء ضد مصلحة أفرقاء آخرين من باب أن هذا التدخل حصل من ضمن محور اقليمي معين داعم للنظام السوري وهو لا بد سينتهي الى تغليب هذا المحور وتعزيز فرص عدم هزيمته لا بل انتصاره. وقد خبت هذه الرهانات على هذا التدخل الى حد ما تبعاً لتطورات متسارعة اخذت الأمور في منحى آخر. اذ سارعت روسيا الى محاولة توظيف دينامية تدخلها العسكري وزخمه الميداني من جهة وفاعليته الاقليمية والدولية في محاولة اطلاق عملية سياسية كان ابرز مظاهرها جملة اجتماعات تمت الدعوة اليها في فيينا للاطراف المؤثرين أو الفاعلين في الحرب السورية. لكن مراقبين ديبلوماسيين لا يزالون يخشون على الوضع اللبناني من زاوية ان هذا التدخل يمكن ان يكون له انعكاساته السلبية على لبنان نسبة الى تداعيات الحرب السورية عليه على رغم تأكيد مراجع معنية أن التداعيات الميدانية تبدو محصورة أو مضبوطة الى حد بعيد. لكن في حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء قبل عشرة أيام بدت مصر التي كانت من أبرز الدول العربية ولعلها الوحيدة التي رحبت بالتدخل الروسي في سوريا على غير ما ذهبت إليه الدول العربية في التحذير من مخاطر هذا التدخل وأبعاده، المسرح المتقدم لما يمكن أن يطاولها على قاعدة الانعكاسات السلبية للتدخل الروسي في سوريا والذي يمكن ان يظهر أو يتم التعبير عنه أيضاً في دول مجاورة أخرى في حال تعذر توجيه ضربات انتقامية في سوريا بالذات مثلاً.

ووجّه سقوط الطائرة الروسية انذارات اذا صح التعبير في اتجاهات عدة يطاول بعضها لبنان. اذ برز تساؤل أساسي في بعض الأوساط يتصل بما اذا كان يجب ان تتزايد المخاوف تبعاً لقاعدة الأضرار الجانبية التي يمكن ان يخضع لبنان لها نتيجة التدخل الروسي في سوريا أم ان استهداف مصر له اعتباراته وخصائصه من دون سائر الدول الأخرى، اولاً انطلاقاً من حيثيات داخلية مختلفة عن تلك التي يواجهها لبنان مثلاً كوجود خلايا ارهابية تقول السلطات المصرية انها تواجهها في سيناء خصوصاً وترتبط بتنظيم الدولة الاسلامية أو بتنظيمات مماثلة أو ان هناك فلتاناً "جهادياً" يصل الى مصر عبر ليبيا. ومع ان لا مصر جزمت بعد بعمل ارهابي ولا روسيا أيضاً لاعتبارات تتصل بكل منهما، لكن المخاوف الكبيرة التي أثارها إسقاط الطائرة الروسية أو تفجيرها وفق ما خلصت اليه الترجيحات حتى الآن اطلقت انذارات وتساؤلات من بينها ما اذا كان الاستهداف لروسيا عبر مصر هو استهداف لمصر بالذات أو هو استهداف لروسيا أو لاصابة عصفورين بحجر واحد باعتبار ان لكل من هذه الاحتمالات ابعاده. كما ان هذه المخاوف طاولت احتمالات ان يوجه الاستهداف رسالة الى جميع الدول المنضوية في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية على قاعدة امكان ان تكون اي دولة ساحة تستخدم متى امكن للانتقام أو الرد في حال التسليم جدلاً بان التنظيم أو احد فروعه هو المسؤول عن تفجير الطائرة. ويخشى ان ذلك لا يعفي لبنان من ان تسري عليه هذه المخاوف ما يفترض يقظة أكبر في ما يتصل بالوضع الأمني على جميع الصعد بما في ذلك أمن المطار خصوصاً أو إمكان حصول تداعيات تمس لبنان أكثر من الذي حصل حتى الآن تحت طائل تعميم المواجهات مع روسيا أو سواها من الدول. وكما ان مصر التي تواجه اصلاً تحديات كبيرة وباتت الخشية اكبر على اقتصادها مع الضربة الكارثية التي استهدفت اقتصادها ومصادرها السياحية التمويلية لهذا الاقتصاد، فان لبنان قد لا يكون أكثر مناعة على هذا الصعيد علماً ان تورط "حزب الله" في الحرب الى جانب النظام السوري قد رتب مخاطر كبيرة على لبنان عانى منها من خلال تفجيرات استهدفت مناطق الحزب ومناطق أخرى أيضاً. فالأمر الأكثر وضوحاً مع مرور أكثر من شهر على التدخل الروسي في سوريا يتمثل بإقرار مصادر ديبلوماسية بازدياد احتمالات الانعكاسات السلبية للحرب السورية على لبنان بحيث تندرج من ضمن العامل الجديد الذي دخل على هذه الحرب اي التدخل الروسي خصوصاً مع اصطفاف هذا التدخل من ضمن محور يضم إيران التي تشكل مع "حزب الله" العسكر الذي يتحرك على الأرض دعماً للغارات التي تشنها الطائرات الروسية هو أمر لا يمكن نفيه. وهو عامل لم تتم المجاهرة به على أساس ان الوضع اللبناني حساس وهش على نحو بالغ وعلى أساس عدم الرغبة في صب الزيت على النار في وضع داخلي يشهد عجزاً لدى مجلس النواب عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وأضيف إليه شلل في الحكومة على خلفية يمكن ان تزيد ايضاً من حمأة المشاعر الطائفية والمذهبية، على رغم عدم إخفاء البعض مخاوفه من ان نوعية الضربات التي كان يفترض انها ستستهدف تنظيم الدولة الاسلامية ربما قد تدفعه الى الهرب في اتجاه ملاذات أخرى أو محاولة الانتقام امتداداً الى لبنان ازاء سعي النظام السوري مدعوماً من التنظيمات الشيعية والإيرانية الى استرجاع السيطرة على مواقع حساسة.

 

الحلال والحرام في الزواج الإيراني/ الروسي

غسان الإمام/ الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/15

وجه الضباط الإنجليز والروس إنذارا خطيا إلى شاه إيران رضا بهلوي، للتنازل عن العرش. وتسليم المُلك والحكم إلى نجله محمد. رفض الشاه الإنذار، بحجة أنه أمي لا يقرأ. ولا يكتب. ولعله أبدى أسفه لعدم تردده على مدارس مكافحة الأمية. وكان من سوء حظه أن وزير الخارجية الحالي جواد ظريف لم يكن قد ولد بعد، ليتولى مسح بقع التعاطف مع هتلر التي لوثت ثوبه العسكري. حدث ذلك في أربعينات القرن الماضي، بعد نشوب الحرب العالمية الثانية. ووصول الجيوش الألمانية بقيادة الثعلب رومل إلى أبواب مصر عبر الصحراء الغربية. قرر ستالين وتشرشل حماية ظهريهما، بإرسال قواتهما إلى طهران لـ«كش» شاهٍ. وتنصيب شاهٍ آخر أكثر خضوعا للحلفاء. كان الشاه الجديد متأدبا في التعامل مع المحتلين. لكن «الجبهة الوطنية» اليسارية بقيادة محمد مصدّق لم تقبل بهذا الخنوع. وتمكن مصدق من تشكيل حكومة جديدة مدعومة من «آية الله» الكاشاني. وفرضت أول تأميم للنفط في تاريخ الشرق الأوسط. بكى مصدق بحرارة أمام مجلس الأمن وأمام العالم، وهو يدافع عن حق إيران في تأميم نفطها. لم يصمد الشاه الجديد ففر من إيران. تدهور الموقف. فاستغلت أميركا الفرصة، لتسجيل أول تدخل لها في الشرق الأوسط. وعثرت على جنرال إيراني (فضل الله زاهدي)، للقيام بانقلاب ضد حكومة مصدق، بعدما تخلى عنه إسلاميو الكاشاني.

أدار العملية الانقلابية الضابط المخابراتي (العروبي) كيرمت روزفلت (المصاهر لأسرة درزية لبنانية) المختبئ في روابي طهران. وأرسل إلى الشاه لباسا عسكريا مرصعا بالنياشين، ليعود به إلى طهران. ولم يكن غرض أميركا رد الاعتبار للشاه بهلوي، وإنما أيضا تصفية الاستعمار القديم البريطاني والفرنسي. والحلول محله في الشرق الأوسط. تابعت أميركا الحرب الباردة ضد الشيوعية. وحاولت تطبيق «مبدأ آيزنهاور» لضم العرب إلى «حلف بغداد» العسكري الذي يجمع بين إيران. وتركيا. وباكستان. لكن الحلف كان شؤما على أصحابه. فقد عصف انقلاب دموي عسكري بنظام نوري السعيد / عبد الإله في العراق (1958). وأعدم عسكر تركيا عدنان مندريس رئيس الحكومة بتهمة الفساد (1960). وكان النصر كبيرا لجمال عبد الناصر الذي نجح مع سوريا في تأسيس دولة وحدوية. وأقام وفاقا مع نظام العماد فؤاد شهاب الإصلاحي في لبنان.

في المقابل، استيقظت أحلام اليقظة عند الشاه الإيراني الوريث، فأعلن إيران الدولة العظمى السادسة في العالم. وحاول بناء أسطول كبير يفرض وصايته على الخليج. وأرسل إلى لبنان رجل الدين موسى الصدر (ذا الوسامة الإيرانية. العراقية. اللبنانية). لاستعادة الأجيال الشبابية الشيعية من أحزاب اليمين واليسار.

بعد انفجار الحرب اللبنانية (1975)، دخل جيش الأسد لبنان بضوء أخضر أميركي / إسرائيلي، لإنقاذ النظام المسيحي الماروني من «براثن» حلف عرفات / كمال جنبلاط زعيم اليسار اللبناني. لكن الأسد تحالف مع شيعة الصدر الذي انقلب خمينيا، بعد سحب أميركا جيمي كارتر الشاه من التداول في الخليج والمشرق العربي. وتسليم إيران إلى الخميني اللاجئ إلى فرنسا. لضيق قاعدته الشعبية، ولصراعه مع بعث صدام، تحالف حافظ الأسد مع إيران الخميني. فكان أول حاكم عربي يستدعي قوة إقليمية أجنبية للتورط في الخلافات العربية. حدث ذلك بعد «مؤامرتين» إقليمية ودولية. أزاحت الأولى جنبلاط بالاغتيال (1977). وأخفت الثانية الصدر حليف الأسد، خلال زيارة رسمية لليبيا (1978). وإلى الآن، يدّعي نبيه بري القائد السياسي لمنظمة «أمل» الصدرية، عدم معرفته بمصير الصدر، على الرغم من سقوط نظام معمر القذافي.

لملء الفراغ السياسي في لبنان، سارعت إيران الخميني إلى التدخل الأمني فيه. فأنشأت «حزب الله» في عام 1982 الذي كسب اللعبة المخابراتية الموازية للحرب اللبنانية. وبالتنسيق مع القوات السورية، تم نسف السفارة الأميركية والعراقية في بيروت. وإجبار القوات الأميركية. والفرنسية. ثم الإسرائيلية على الانسحاب. ومن يومها، دخل لبنان في دائرة الهيمنة الإيرانية على المشرق العربي، لا سيما بعد تسليم «المحارب» جورج بوش العراق إلى عملاء إيران. والاعتراف الأميركي بدور «الشرطي» السوري في لبنان التسعينات. ورث بشار الأسد سوريا. ولبنان. والحلف مع إيران (2000). فلم يكن في حذر أبيه. فحول حلفه السوري مع إيران إلى تبعية تامة. واستمرت الاغتيالات السورية / الإيرانية في لبنان. ووصلت ذروتها، باغتيال الزعيم السني رفيق الحريري (2005)، على الرغم من اضطرار بشار الأسد إلى سحب جيشه، بقرار دولي في العام ذاته.

التنسيق السياسي الإيراني/ السوري في لبنان، لم يكن على مستوى التنسيق المخابراتي بين البلدين. مع رهان بشار على الحل العسكري، بعد انفجار الانتفاضة السورية (2011)، اضطر إلى تقديم تنازلات لإيران، في مقابل الاستعانة بـ«حزب الله» والميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية في مقاتلة شعبه.

الحروب الأهلية منخفضات جوية تستدعي التدخل الخارجي. تدخلت روسيا عسكريا في سوريا، بزواج مصلحي لا عاطفي مع إيران. وكانت الذريعة حماية «شرعية» النظام الطائفي من الانهيار والسقوط، بعد هزائمه الميدانية، أمام المعارضات الدينية المسلحة الممولة تركيا. وخليجيا.

قدرة بوتين على المناورة جعلته يدعو العرب. وأميركا. والآن المعارضات السورية، إلى التفاوض على تسوية سياسية تقيم «ديمقراطية علمانية» وليبرالية في سوريا، وذلك لانعدام قدرة جميع المتدخلين على فرض تسوية عسكرية فردية. ومن البديهي أن تهتز سريعا أفراح شهر العسل الإيراني / الروسي.

كان الحرام أكثر من الحلال، في هذا الزواج المتناقض أصلا، بين الأرثوذكسية القيصرية والمذهبية الشيعية الفارسية. في ظروف الحصار الأميركي. والعقوبات الدولية. وانهيار أسعار النفط، قبلت فاشية «الحرس الثوري» المحظية بمباركة مرجعية الفقيه خامنئي، بالتدخل الروسي في سوريا.

اغتنم الفاشيون العسكريون والملالي المتدينون الفرصة. فدبّوا الصوت ضد بوتين، منتهزين سقوط الطائرة الروسية في سيناء. ولأن لا زواج كاثوليكيا دائما في الإسلام، فحلال الطلاق الشرعي أمر غير مستبعد في هذا الزواج المصلحي المحرّم. وهكذا، فإيران لن تقبل بتسوية دولية. روسية. عربية في سوريا. ولا بديمقراطية علمانية تضع حدا للنشاطات الأمنية والسياسية التخريبية، في منطقة تعتبرها إيران «حلالا»، امتدادا من اليمن إلى سوريا. ومن لبنان. فالعراق. والخليج. أين بشار من هذا الميزان الإقليمي الرجراج؟ أفاق الأسد على شراهة «المحرمات» الإيرانية. باتت الأسرة والطائفة الحاكمة تضيق ذرعا بالتدخلات والمستوطنات السكانية الإيرانية. وتجد في بوتين أملا. وحلا للكرب. وحتى نساء «حزب الله» المتشحات بالسواد يهرقن الدموع على أبنائهن الذين راحوا ضحية المشروع الإيراني المستحيل، لتشييع سوريا. يتذوق بوتين في تراب سيناء مرارة التدخل في سوريا، فيما ملالي خامنئي يحتفلون بالذكرى السنوية الـ36 لاقتحام السفارة الأميركية في طهران. وكلهم أمل في أن تستعيد دبلوماسية الاتفاق النووي مع الزوجة الجديدة (أميركا أوباما) «شرعية» إيران المفقودة. فقانون العلاقات الدولية يحرم اقتحام السفارات. ويعتبر الدول والأنظمة التي تمارسه مارقة وفاقدة لشرعية الإقامة في بيت الطاعة الدولية.

 

 «حزب الله السوري» تجربة.. ساقطة حكماً

علي رباحLالمستقبل/09 تشرين الثاني/15

أحداث الزبداني الأخيرة فرضت على الأمين العام لـ»حزب الله« السيّد حسن نصرالله التفاوض مع من يصفهم بـ»التكفيريين». لماذا؟ لأن السيّد لم يشعر طوال سنوات الحرب انه تحت ضغط إلا عندما حاصر «جيش الفتح» قرية الفوعة الشيعية. أثبت السيّد يومها ان دماء أهالي الفوعة وكفريا أهم بكثير من دماء ملايين السوريين الذين تتساقط على رؤوسهم براميل وحاويات البارود. حتى ان نصرالله لم يهادن عسكرياً كرمى لعيون العلويين الذين اقتحمت المعارضة بعض قراهم في ريفَي حماة واللاذقية. لماذا؟ لأن العلويين ليسوا مثل أهالي الفوعة وكفريا ونبل والزهرا، الذين يشكّلون نواة قوة عسكرية عقائدية تُعرف بـ»حزب الله السوري»، الذراع الإيراني الخالص في سوريا. هنا حمص. يدخل حسن (24 عاماً) على جاره محمد (17 عاماً) بينما كان الأخير ينهي فروضه المدرسية. يسحب حسن «محموله الذكي» من جيبه ليُري محمد صور وفيديوات حصاد أيام من تدريبات وجهاد جاره. الشابان ينتميان الى المذهب الشيعي. إلتحق حسن في صفوف ما يعرف بـ»حزب الله السوري» منذ شهور قليلة. غاب عن عامه الجامعي الأخير ووجد طريقه في الحياة: 100 دولار شهرياً إضافة الى قطعة سلاح حديثة وتدريبات على القتال لمواجهة «التكفيريين عملاء المشروع الصهيو- اميركي». زيارات حسن لمنزل جاره محمد في شارع العباسية في حمص تتكرر. الشابان ليسا صديقَي الطفولة. «صلة الرحم» بدأت منذ شهور قليلة، تحديداً حين انضم حسن الى «حزب الله السوري». محمد، الذي وصل الى لبنان منذ ايام قليلة هرباً من مصير حسن، يقول «إن جاره عمل جاهداً لإقناعه بوجوب الإنضمام الى حزب الله السوري، فالزمن زمن حرب وليس زمن دراسة»! المغريات كثيرة وكبيرة. هل يحلم شاب سوري في مقتبل العمر بأكثر من (100-200 دولار)، لا يحظى به كبار موظفي الدولة السورية، إضافة الى سلاح حربي وبزة عسكرية جديدة، ووعود بتأمين الزوجة والمنزل له بعد انتهاء الحرب؟

يروي محمد لـ»المستقبل» تفاصيل الايام القليلة التي امضاها في صفوف «حزب الله السوري» قبل ان يهربه والده الى لبنان. يقول الشاب، بينما كان ينفث سيجارته «السيدارز»، انه لبى دعوة حسن ورافقه الى احد معسكرات حزب الله في القصير. جميع المتواجدين هناك هم من الشيعة. يسأل محمد أحدهم عن السبب من عدم وجود اي من الطوائف والمذاهب والمكوّنات السورية الاخرى في المعسكر لمواجهة الارهاب صفاً واحداً، فيجيبه «جار السوء»، كما يصفه محمد، بأن «حزب الله السوري لا يسمح بانضمام غير الشيعة اليه، إلا انه، اي الحزب، سيواجه الارهاب صفاً واحداً مع جيش الدفاع الوطني، الذي يجمع عناصر من كافة المذاهب والطوائف«. هذا في الظاهر، اما في الخفاء فالحديث يأخذ منحى آخر. يقول محمد انه وفي احدى سهرات المعسكر، تحدّث شاب لبناني بـ»إستعلاء» عن الجيش السوري. هنا، يأخذ محمد «شفّة قهوة» و»مجّة سيجارة»، ويتابع حديثه وعلامات الامتعاض من الشوفينية اللبنانية ظاهرة على وجهه: «كيف يصف هذا عناصر جيشنا بـ»الجبناء» الذين يتركون أرض المعركة؟ كيف يقول هذا ان دخوله الى سوريا هو من حافظ على صمود النظام حتى اليوم؟«.

يوميات محمد القليلة في المعسكر، كانت تبدأ بصلاة الفجر وتنتهي بدروس سياسية ممجوجة بالفقه، حيث يتحدّث «القيادي اللبناني» عن حرب «الحسينيين» على «الارهابيين أتباع يزيد»! وما بين بداية النهار ونهايته، يذهب «شباب سوريا الغد»، كما يحلو لـ»القائد» تسميتهم، الى جولات تدريبية تمهيداً للانضمام الى «الاخوة» على الجبهات.

حان وقت عودة محمد الى منزل عائلته في زيارة لا تتعدى الـ48 ساعة. يستلم بطاقة انتسابه الى الحزب، والتي تسهّل مروره على الحواجز، وتصنع منه شبيحاً صغيرا في شوارع حمص، كما يقول، ويعود الى شارع العباسيين في حمص. والده بالانتظار. فوضى شوارع حمص «النظامية» لا تسمح لمحمد بالبقاء بين أهله، يهمس «أبو محمد» في أذن وحيده. وصل محمد الى منزله تزامناً مع حوادث ميليشيوية شهدتها شوارع المدينة. تخرج ميليشيا المعروف بـ»جعفر جعفر» من حي الزهراء لتخطف احدى فتيات آل «أبو اللبن» من حي الانشاءات. الهدف من الخطف هو المطالبة بفدية كبيرة من آل ابو اللبن البرجوازيين. «لا وجود للقانون في مناطق نفوذ النظام. الحكم الميليشيوي يعلو ولا يُعلى عليه»، يقول محمد.

ليس سراً ان القائد السابق في الحرس الثوري الايراني حسين همداني، والذي قُتل مؤخرا في حلب، قاد بنفسه عملية تشكيل «حزب الله السوري« بمعاونة قيادات من «حزب الله اللبناني». حتى ان موقع يوتيوب وصفحات التواصل الاجتماعي نشرت فيديوات تظهر اعترافات عناصر أسرهم الجيش الحر في المعارك، بانتمائهم الى «حزب الله السوري»، كانوا بمعظمهم من الفوعة وكفريا والنبل والزهراء.

احد الضباط السوريين ممّن انشقوا عن النظام وفرّوا الى لبنان، يقول لـ»المستقبل»، إن ايران «سعت منذ مدة الى تشكيل قوة عسكرية عقائدية على غرار حزب الله اللبناني، من عناصر شيعية سورية بالاضافة الى مقاتلين شيعة افغانيين وباكستانيين وعراقيين، منحهم النظام السوري الجنسية السورية والاوراق الثبوتية الرسمية«. وبرأي الضابط، فإن ايران «اطلقت مشروع بناء حزب الله السوري بعد ان فقدت الامل بإنهاء الثورة السورية والحفاظ على النظام مدة طويلة«. ويعتقد أن خطوة ايران هذه تأتي خشية ان يفرض المجتمع الدولي حلاً سياسياً على اساس «جينيف1» والذي ينص في احد بنوده على دعوة الميليشيات الاجنبية الى مغادرة سوريا. وعليه، شكّلت طهران ذراعاً عسكرياً شيعياً سورياً مهمّته الحفاظ على مصالحها في مرحلة ما بعد الاسد.

«حزب الله السوري»، ذراع ايراني عسكري عقائدي في سوريا، على غرار «حزب الله» اللبناني و»الحشد الشعبي» العراقي و»انصار الله» اليمني. تجربة ايرانية آيلة للسقوط في اي لحظة. فصعود «الحوثية السياسية- العسكرية» لفترة وجيزة في اليمن، جاء نتيجة تحالف المصلحة مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وقواته العسكرية، وسياسة المهادنة التي انتهجها الرئيس عبد ربه منصور هادي بداية. و»الحشد الشعبي» استثمر دعم الحكومة العراقية الموالية لطهران ليتمدد على البقعة العراقية. و«حزب الله اللبناني« شكل دويلته في زمن وصاية حليفه السوري، وما لبث ان سيطر على مفاصل الدولة وفرض الوصاية الايرانية بعد انسحاب الجيش السوري. اما استنساخ هذه التجارب في سوريا، فهو محكوم بالفشل لاعتبارات عديدة. فالديموغرافيا الشيعية الاثني عشرية لا تشكل وزنا شعبيا لنجاحها. ولا وجود لسلطة قادرة على حماية هذا الاستنساخ كما هو الحال في العراق. هذا فضلا عن العداء الذي كرسته حروب ايران المذهبية في المنطقة، ما يعطي السوريين اولوية مقاتلة هذا المشروع. «حزب الله السوري»؟ قد يكون مصيره شبيها بمصير مؤسّسه الجنرال الايراني حسين همداني.

 

بما أنّ المجلس «لحق وتمرّد» على الدستور بعدم انتخابه رئيس الدولة

وسام سعادة/المستقبل/09 تشرين الثاني/15

ليس في المادة الخامسة والخمسين من الدستور اللبناني أي التباس: «ان المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة تشريعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر».

عبارة «دون مناقشة أو أي عمل آخر» كافية للجدل. لكن «الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة» أيضاً، وتسبقها في المنزلة. والتشديد في هذه المادة الدستورية بالتحديد على أنه «رئيس الدولة» وليس «رئيس الجمهورية» كما في مطلع المادة نفسها له دلالته.

بالتالي، المجلس الذي لا يشرع حالاً في «انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر»، هو مجلس لم يلتزم بما يطلبه منه الدستور. بمعنى ما، هو تمرّد على واجبات أناطها الدستور بالنواب: الالتئام، الشروع، الانتخاب، لرئيس الجمهورية، بتذكير أنه رئيس الدولة، أي أن الاستمرارية الكيانية للدولة ونظامها الدستوري في الاعتبار، وأنّه ينبغي أن يفقد المجلس في فترة الالتئام والشروع هذه صفته التشريعية الى حين، كي لا يكون انتخاب الرئيس خاضعاً لحسابات تتعلّق بمقايضة تشريعية سابقة عليه.

لكن ما لا شك فيه انّ المشرّع لم ينسج هذه المادة لشغور يطول عاماً ونصف العام، ومشرّع الى ان يطول أكثر. هو يتحدث عن عملية انتخابية يريدها ان لا تستمر لأيام طويلة معجونة بالمناقشة والأعمال الأخرى، وليس عملية تطيير منظمة لجلسات الانتخاب من قبل الكتل البرلمانية تدوم عاماً ونصف العام. الحيثية الأخيرة حيثية «تمرّدية» بامتياز وليس فقط «تعطيلية». يبقى ان من لا يستطيع قمع التمرّد، ومن منا بمستطاعه قمع «تمرّد حزب الله» وحلفائه داخل البرلمان أو خارجه أساساً، عليه أن يتعامل مع نتائجه كأمر واقع. بعض الأمر الواقع ننتج له تسمية مجاملة، لكنها غير دقيقة، نسميه «تشريع الضرورة». هذا في الوقت الذي أمامنا مادة تقول فيه بصريحها: انه لا ضرورة لتشريع الضرورة قبل «الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة».

المفارقة تبدأ من كونه «مجلس الضرورة العبثية»: المجلس تمرّد على واجبه المتمثل في انتخاب رئيس للجمهورية، وفوق ذلك جوّز التمديد الذاتي لنفسه مرّتين، والوقت يمرّ سريعاً وسنجد أنفسنا أمام استحقاق التمديد ثالث، ما دامت المعطيات الداخلية والاقليمية على هذا النحو، الا انّه سيبقى في الوقت نفسه المجلس القائم طالما هو لم يحل نفسه، وطالما ظلّ بمستطاعه ان يمدّد لنفسه، وطالما فشل الداعون لحله والتوجه الى انتخابات جديدة في تشغيل مفاعيل المادة السابقة مباشرة في الدستور، الرابعة والسبعين. ستكون شرعيته طيفية نعم، وسيكون خرقه الدستور في عدم انتخاب رئيس نافراً أكثر فأكثر نعم، لكن اعتباره غير موجود بشكل كامل، ومطلق، سيعني أنّ المؤسسة التشريعية لم تعد موجودة تماماً، وهو يتناقض مع مبدأ استمرارية الدولة والنظام الدستوري في حال لم تكن هناك لحظة محددة للاحتكام الى الهيئات الناخبة.

المجلس خرق أحكام المادة الخامسة والسبعين بشكل متعاظم لأنه لم يشرع في انتخاب رئيس للجمهورية ولو أنه، احترم، سوى وقت تمديده لنفسه مرة ثانية، التزامه بعدم المناقشة والتشريع قبل انتخاب الرئيس. احترم عدم التشريع قبل انتخاب الرئيس عاماً ونصف العام دون ان يؤدي ذلك الى انتخاب الرئيس. أن يطلب من المجلس حالياً ان يصادق على مسائل حد ادنى لاستمرارية الدولة فهذا، بشرط ان يتحدّد بشكل يجنّب المزيد من التعطيلية والتوترات، أمر طبيعي في وضع غير طبيعي بالمرة. عندما يتمرّد المجلس على الدستور بهذا الشكل، لا يصير عدم التزامه بما هو أقل خطورة من ذلك بهذه الحدّة الاشكالية، لكنه لا يجوز اعتباره «تشريع ضرورة»: بالأحرى، ما دام المجلس «لحق وتمرّد« على الدستور، فلا بأس من «تسهيل مرور شكلاني» لما من شأنه أن يؤجّل المزيد من التصدّع والتآكل في مؤسسات وجهاز الدولة.

ما يهم عملياً هنا هو ان لا يكون «تشريع الضرورة» هذا توطئة لتمغيطه شيئاً فشيئاً بحيث يعود المجلس هيئة تشريعية عادية مع استطالة الشغور اكثر، بل في جعله هيئة تشريعية اكثر كلما تمادى الشغور اكثر، وكلما ابتعدنا عن آخر استحقاق انتخابي أكثر. وطبعاً هذا الخطر حاضر وبقوة.

 

سياسة أوباما... حالة أميركية دائمة؟

خيرالله خيرالله/المستقبل/09 تشرين الثاني/15

من يزور واشنطن دي. سي. هذه الأيّام يجد نفسه مجبراً على طرح سؤال يفرض نفسه بقوّة: هل سياسة أميركا الجديدة في الشرق الأوسط مرتبطة بباراك أوباما وعهده أم إن هذه السياسة القائمة على التفرج من بعد على ما يدور في المنطقة صارت سياسة دائمة، بل حالة أميركية دائمة؟

لا يقتصر التغيير الجذري في السياسة الأميركية على كيفية التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط. هناك عملياً تغيير شمل أيضاً طريقة اتخاذ القرار في الدوائر العليا أيضاً. لذلك يبدو ارسال عدد من الجنود الأميركيين من القوات الخاصة الى سوريا، أقرب الى نكتة من أي شيء آخر، وذلك في وقت هناك وجود إيراني كبير مباشر وغير مباشر على الأرض السورية، وهناك قوات روسية تقاتل بكلّ الوسائل من أجل إنقاذ نظام بشّار الأسد الذي لا مجال لإنقاذه.

انعكس الانقلاب الذي شهدته واشنطن دي. سي. على الأمم المتحدة التي باتت عاجزة اكثر من اي وقت عن اتخاذ أي قرار ملزم في شأن أي أزمة من الأزمات العالمية، خصوصاً في الشرق الأوسط. لم يعد من قرار آخر خارج الدوائر العليا في العاصمة الأميركية.

ربّما بات من الخطأ استخدام عبارة الدوائر العليا في واشنطن. لم تعد هناك في الواقع سوى دائرة علياً واحدة هي الدائرة الصغيرة المحيطة مباشرة بباراك أوباما. وزير الخارجية جون كيري لم يعد سوى رجل مهمّش يتظاهر بالقدرة على التعاطي مع أزمات العالم، فيما هو في الواقع يتفرّج عليها بصفة مراقب لا أكثر.

هذه الدائرة الصغيرة في البيت الأبيض، التي لا تعرف الكثير عن الشرق الأوسط، جعلت الأولويات الأميركية مختلفة تماماً، خصوصاً بعدما استطاعت الولايات المتحدة التقليل من اعتمادها على نفط الخليج. هناك اتجاه أميركي إلى التركيز على منطقة المحيط الهادئ وعلى علاقات من نوع جديد مع أوروبا التي أصبحت واشنطن تتعاطى معها من منطلق أنها القارّة العجوز التي عليها أن تتدبّر أمورها بنفسها، بما في ذلك المشكلة الناجمة عن تدفّق اللاجئين السوريين بالآلاف على دولها.

على سبيل المثال وليس الحصر، يُعتبر بلد مثل اليمن في غاية الأهمّية بالنسبة الى الأمن الخليجي. اليمن ليس على لائحة الأولويات الأميركية في أي شكل. هناك سعي عربي لمنع سقوط اليمن وتحوّله الى مستعمرة إيرانية. في المقابل، ليس ما يشير إلى أنّ الإدارة الأميركية تعي هذا الواقع. هناك بالكاد، في واشنطن، حديث خافت عن اليمن وعن ضرورة عدم تحوّله الى بؤرة للإرهاب مستقبلا. ليس هناك وعي أميركي من أي نوع، أقلّه في دائرة القرار، لمعنى انهيار السلطة المركزية في صنعاء ولإفلات الجنوب من أي ضوابط ومن قدرة «القاعدة» و»داعش» على ملء الفراغ الناجم عن ذلك. الأخطر من ذلك كلّه، أن لا وجود في واشنطن لأيّ تقدير لخطورة الظاهرة الحوثية ومدى ارتباطها العميق بإيران وميليشياتها المذهبية في المنطقة. فوق ذلك، لا اهتمام يذكر في الدوائر الأميركية لظاهرة الميليشيات المذهبية التي ترعاها إيران، من لبنان إلى سوريا، إلى العراق، إلى اليمن، والتي تعتبر مكملة لـ»داعش»و»القاعدة»، خصوصاً أنّ كل ما تفعله هذه الميليشيات هو إيجاد حاضنة شعبية ينمو فيه الإرهاب والتطرّف السنّيين، خصوصاً في سوريا والعراق واليمن.

لعلّ أكثر ما يلفت النظر في واشنطن وجود مراكز أبحاث تضمّ عدداً كبيراً من المختصين والخبراء الذين يعرفون الكثير عن المنطقة. هناك شبه إجماع لدى هؤلاء على أنّ لا تأثير يذكر لمراكز الأبحاث وحتّى لوزارة الخارجية على الدائرة الضيقة التي يتّخذ فيها القرار. السفير الأميركي المهمّ هو ذلك الذي لديه علاقة مباشرة بالبيت الأبيض. في ما عدا ذلك، لا قيمة لسفراء الدولة العظمى الذين باتوا مجرّد موظّفين في إدارة كبيرة تتحكّم بها الإجراءات البيروقراطية.

نعم، هناك أميركا جديدة. أميركا باراك أوباما التي لا يمكن الرهان عليها في سوريا أو العراق أو اليمن... أو لبنان. أميركا هذه معجبة بإيران وبحيوية المجتمع الإيراني الذي تحرّك في العام 2009، لكنّه لم يجد دعماً أميركياً له.

لا تطرح هذه الإدارة سؤالاً في غاية البساطة. هذا السؤال مرتبط بما ستفعله إيران في حال رفع العقوبات الدولية عنها والإفراج عن مليارات من الدولارات العائدة لها في ضوء توقيعها الاتفاق في شأن ملفّها النووي؟ أين ستوظف هذه المليارات؟ هل توظفها في دعم الميليشيات المذهبية التي تعمل على تدمير المجتمعات والبنى التحتية في لبنان وسوريا والعراق واليمن بعدما سعت قبل فترة قصيرة، لكنّها فشلت، في تحويل البحرين الى محافظة إيرانية؟

مثل هذا النوع من الأسئلة لم يعد مطروحاً في واشنطن. لذلك، لم يعد أمام معظم العرب سوى تحمّل مسؤولياتهم. فعلوا ذلك في مصر حيث ساعدوا الشعب المصري في التخلّص من نظام الإخوان المسلمين. وفعلوا ذلك في اليمن حيث لم يكن من مجال سوى للتصدّي لـ»انصار الله» الذين ذهبوا الى طهران لتوقيع اتفاقات عسكرية واقتصادية من منطلق أن الحوثيين قاموا بثورة وسيطروا على البلد كلّه وباتوا يمثّلون «الشرعية الثورية». من يتذكّر الخطاب المشهور لعبدالملك الحوثي الذي تحدّث فيه عن «ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر» وذلك في اليوم الذي سيطر فيه الحوثيون على صنعاء بالكامل؟ كان ذلك في العام 2014، اي في تاريخ لم يمرّ عليه الزمن بعد!

تغيّرت أميركا. انعكس ذلك على الأمم المتحدة التي تبدو حالياً عاجزة عن الإقدام على أي خطوة في أي اتجاه كان. لعلّ الدليل الأوضح على ذلك تحوّل المنظمة الدولية إلى شاهد زور على المأساة السورية. لم يشهد العالم مأساة من هذا المستوى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. قامت الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية بغية تفادي تكرار المآسي التي رافقت تلك الحرب. للمرّة الأولى هناك تهجير لما يزيد على عشرة ملايين شخص، فيما الأمم المتحدة لا تحرّك ساكناً. هل من مأساة أكبر من هذه المأساة؟ هل من عجز أكبر من هذا العجز؟

إلى أيّ حدّ سيذهب باراك أوباما في تغيير أميركا؟ الثابت أنّه غيّر السياسة الخارجية للولايات المتحدة على نحو جذري. نفّذ انقلاباً بكلّ معنى الكلمة. السؤال الآن هل يستمر الانقلاب وتصمد مفاعيله وتترسّخ أم تنتهي هذه المفاعيل مع نهاية ولاية أوّل رئيس أسود للدولة العظمى الوحيدة في العالم؟

الجواب صعب ومعقّد. كلّ ما يستطيع قوله المتابعون للشأن الأميركي إن أي رئيس مقبل لا يمكن أن يكون على صورة أوباما الذي يتبيّن كلّ يوم أن لديه أيديولوجية قريبة جداً من الأيدولوجية اليسارية، عرف كيف يخفيها خلال ولايته الأولى، لكنّها ظهرت جليّة في ولايته الثانية.

 

توالي سقوط القيادات العسكرية الايرانية في سوريا.

كمال ريشا/09 تشرين الثاني/15

تسارعت وتيرة سقوط المقاتلين في صفوف حزب الله والحرس الثوري الايراني في مرحلة ما بعد التدخل الروسي في سوريا، الامر الذي أثار الكثير من التساؤلات عن سبب هذا الارتفاع المفاجيء، خصوصا في صفوف الايرانيين، وهم من كبار القادة العسكريين ومن بينهم جنرالات وعمداء وعقداء، في مقدمهم اللواء حسين همداني نائب قائد قوات الحرس الثوري الايراني ونائب قائد قوة القدس ، في ظاهرة لم تشهد الحرب السورية منذ إندلاعها سقوط أي واحد من بينهم!. وإذا كان تساقط مقاتلي حزب الله لا يثير الاستغراب فالحزب يشيع مقاتليه منذ بداية الحرب السورية، إلا أن ما يثير الريبة هو تساقط هذه العدد من القادة الايرانيين في مرحلة ما بعد التدخل وبدء الغارات الروسية في سوريا، بحيث تراوح عدد الذين سقطوا من الايرانيين اكثر من 20 ما بين لواء وعقيد وعميد وسواهم من الرتب العسكرية العالية. وفي ظل غياب اي معلومات عسكرية ميدانية عن سبب ارتفاع عدد القتلى الايرانيين، فإن معلومات في لبنان تحدثت عن سقوط 17 مقاتلا من حزب الله بنيران صديقة، من الطيران الحربي الروسي، ومع ذلك لا يمكن القفز الى الاستنتاج بان الطائرات الروسية تلاحق القادة الميدانيين الايرانيين في سوريا. مصادر سياسية في المعارضة السورية عزت السبب الى النقمة التي تستعر في صفوف الجيش النظامي السوري من جهة ومن صفوف ابناء الطائفة العلوية من جهة ثانية من الاستكبار الايراني، وطريقة الاستعلاء التي يمارسها قادة الحرس الثوري الايراني على الجنود السوريين وقادتهم، خصوصا السعي الى تشيع العلويين، وتسليط مقاتلي حزب الله على جنود الجيش النظامي السوري وقادته. وتضيف ان التدخل الروسي سمح للجيش النظامي السوري بالتقاط بعضا من انفاسه، لما يربط الجيشين الروسي والسوري من علاقات استراتيجية ومهنية وأسس واضحة لعلاقة بين جيشين نظاميين، كما افسح التدخل الروسي في المجال امام العلويين الى الافلات من قبضة الايرانيين وميليشياتهم فانتفضوا على السيطرة الايرانية، مرجحة ان يكون الضباط يسقطون بفعل عمليات اغتيال وكمائن ينفذها موالون للنظام من اجل الحد من النفوذ الايراني مستندين الى دعم معنوي روسي يسعى الى الامساك منفردا بالورقة السورية. اليوم أعلن عن مقتل رائد إيراني في سوريا بعد ساعات على الإعلان عن مقنل القائد علي شاليكار.

 

سيمون أبو فاضل- عون وجعجع: الحرب لا تزال قائمة لكسر المسيحيين ..ومعارضون لهما : يزايدان ولم يتفقا على قانون انتخابي مشترك لحشر الحلفاء والاخصام

الإثنين, 2015/11/09 - 07:32

استقطبت السجالات المحيطة بالجلسة التشريعية التي حدد موعدها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 12و13 من الشهر الحالي الاهتمامين السياسي والاعلامي على حساب ازمة النفايات المتشعبة بالمصالح المالية المحيطة بها والاعتبارات المذهبية والمناطقية المساعدة على تمديدها بحيث بات تشريع الضرورة هو محور الحركة السياسية في الوقت الراهن لا سيما بعد الفـرز المذهـبي القوي الذي ارسته مقاطعة كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية للمشاركة فيها ما لم تدرج على جدول اعمالها بنود استعادة الجنسية وقانون الانتخاب وتوزيع اموال البلدية بحيث بدا المشهد ان القوى السياسية المؤيدة للتشريعات ولاقرار القوانين والمشاريع المدرجة على الجدول كأنها في الموقع الحريص على البلاد ومصالحها في مقابل ظهور رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في خـانة معطلي هذه التشريعات بمفاعيلها السلبية معززين بموقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي يقـاطع الجلسات التشريعية لاعتباره ان الهيئة العامة لمجلس النواب مهامها حصرا في ظل الفراغ الرئاسي تقديم انتخاب رئيس للجمهورية على اي عمل آخر استنادا الى قناعته الدستورية.

لكن في المقابل يفصل عون وجعجع على ما يقول زوارهم وكذلك محيطون بكل منهما على حدى، سواء كان اتفاق النـيات او لم يكن بين التشريعات التي يطالب بها حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة وذات الصلة بمطالب هيئات نقدية دولية ويتحرك في اتجاه تفسيرها مع القوى السياسية رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه من اجل ضبط تبييض الاموال ومسارب اموال الارهابيين وبين ما يـركز عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري من مشاريع له مصلحة فيها على ما تقول اوساط مشتركة لكل من الرابية ومعراب الى حد ان محيطين بعون يجدون في موقـف جعـجع من بكركي تعبيرا عن رأيهم بقـوله «ان الاهـم قـانونا الانتخاب والجنسية … والباقي تفاصيل»، بحـيث كان من الممكن ان يشارك تكتلا التيار والقوات لاقرارها لو كانت الجلسة محددة حصراً لاقرار هذه التشريعات، لكن ان تقدم دائما القوى السياسية الاخرى على تأمين مصالحها المناطقية والمذهبية وكأنها تعيش وحدها في البـلاد بـات امرا مرفوضا اذ ان القوى المسيحية التي عانت من زمن الوصاية السورية بالتحالف مع هذه القوى تعاني من اجحاف بات يتطلب معالجة ويشكل قانون الانتخاب احد مداخل هذه المعالجة ولذلك يصر عون وجعجع على ادراجه على الجدول وكذلك موضوع الجنسية.

وتشكو اوساط نيابية لدى الفريقين من عدم تجاوب بري مع هذه المطالب الى حد ان التنازل المسيحي وصل الى حد مطالبته من قبل الجانبين بادراج بند قانون الانتخابات في آخر الجدول واسقاطه لاحقا… حفاظا اقله على ماء وجههما ليشاركا في الجلسة، لكن ان تكون الاهداف لتأمين اموال لمشاريع ذات مصلحة خاصة ومناطقية واموال لمداخيل سياسية على حساب هذا الفريق فان عون وجعجع لن يقبلا ان يكونا شاهدي زور على المضي في سياسة تهميش المسيحيين. واشارت الاوساط الى ان حلفاء الجانبين في 8و14 آذار قدموا المصالح المذهبية على الحسابات الوطنية والشركة التي تعزز الوحدة. فاستفاق الحس المذهبي تتابع الاوساط في الحليف السني النائب محمد الجسر الذي يعمل على اجهاض بند الجنسية من خلال تفخيخه بضرورة اعطاء ابناء الام اللبنانية فقط الجنسية في خطوة تعتبر توطينا غير مباشر وملحقا لمرسوم التجنيس. لكن الاسوأ من ذلك تتابع الاوساط ان بعض المسيحيين وناشطي الحراك المدني «زحطوا» في فخ المزايدات لدرجة مماشاة الجسر في موقفه.

وينطلق الكلام الموحد من الرابية او مـن معـراب بـأن اسـلوب كسر الموارنة لا يزال مستمرا وكأن الحرب لا تزال في اوجـها على ما تدل التصرفات والممارسات معهم من خلال تجاوز موقعي عون وجعجع شعبيا وسياسيا، لا بل ان في اوساط القوات استغراباً لتحول رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الى رافض للمشاركة في الجلسة اذا ما غاب عنها التيار والـقوات لاعتبارات ميثاقية قد تنسحب على الطائفة السنية يوما الى متحمس لها. في حين يبقى الكلام في محـور عـون انـه لا يزال حتى اليوم يذكر بحكومة فؤاد السنيورة المبتورة وفي الميثاقية بعد انسحاب الطائفة الشيعية منها، وكذلك استمراره في التشكيك في قراراتها يومذاك وذلـك انطـلاقا من قناعته بالحفاظ على الشركة وتمسكه بتحالفه بحزب الله كمكون شيعي اساسي. وتـتابـع الاوسـاط المحـيطة بعـون بانـه اذا كـان بـري يبـرر عـدم ادراجـه قانون انتخاب لـعدم وجود الا للصيغة الارثوذكسية فهو «القادر» اذا ما اراد ان يدعو اللجان الى اجتماع لتناقش مواضيع ويطرحها بالتلازم مع الارثوذكسي الى الـهيئة العـامة للتصـويت… هـذا اذا سلمت النيات.

وكذلك ايضا تفصل اوساط مصرفية رفيعة مطلعة علـى المطـالب الدولية بين موضوع الهبات والتقديمات المالية من جـانب المؤسسات النقدية الدولية وبين التشريعات المالية التي يطـالب بها الحاكم رياض سلامة لناحية ضبط تبييض الاموال مشـيرة الى ان لبنان لم يعد يملك الاوكسيجين الكافي للرفض وعدم حسم الموضوع لا سيما ان حزب الـله قبل الضـوابط على سبـيل المثال التي ترعى دخول المبالغ النقدية الى لبنان، بحـيث على سبيل المثال سيحصل مصرف لبنان على البيـانات، فاذا تبيّن ان لبنان غير متعاون سيرتب عليه مضاعفات واجراءات تتطلب اقله 5 سنوات لتـعود عنـها الـدول الخارجية في حال لم يتجاوب وعندئذ ايضا عـلى سبـيل المثال لا يعود بامكان شركة «الميدل ايست» التحرك في الخارج ويتم توقيف عمل المراسلين المصرفيين التابعين للمصارف اللبنانية.

ولا تنكر اوساط ان ما يطالب به عون وجعجع في خانة الحاجة لاصلاح الوضع المسيحي لكن في الوقت ذاته تعتبر الاوساط أن حتى حينه اتفق عون وجعجع علــى عـدم المشـاركة في الجلسة رابطين مواقفهما بادراج مطالبهـما لكن في المقابل لم يتفاهما على قانون انتخابي موحد يحرر النواب المسيحيين ويؤدي عندئذ في حال طرحه الى احراجـهم ودفعـهم الى تأييده في مقابل تقديمه الى القوى الاخرى اسوة بكل من تيار المستقبل الثنائي الشيعي وحزب التقدمي الاشتراكي لانه حتى حينه يأتي موقفهما في خانة المزايدة الشعبية والانتقال الى المنحى العملي عبر صيغة تؤدي الى احراج الآخرين اذا ما كانوا يؤيدون الشركة وحريصين على التعايش.اما في محيط الرئيس بري فيبدو ان الحاحه على المطالب التـي ادرجـها عـلى الجـدول لـيس وليـدة السـاعة ومن بينـها ما له صلة بتحريك العجلة الاقصادية و«تشغيل النـاس» في حال اقرت بعض المشاريع وان للمنـاطق المسـيحية حصة في هذه التشريعات فقد تأمن مبلـغ 70 ملـيون دولار اميركي لتوسيع اوتسـتراد سـاحل كسـروان الذي يشكل السير عليه مرضـا نفسـيا للمواطنين في الاتجاهين. عدا انـه ستـكون امـام الهـيئة العامة في حال ادراج قانون انتخاب على الجدول صيغة القانـون الارثوذكـسي الذي شـكل انقسـاما بين اللبـنانيين يوم طرحه حينها ولذلك لـم يسـاهم بـري في اعـادة الشرخ المذهبي والسياسي بين القوى السياسية فـي وقت هو يرعى حوارا موسعا بين القوى السياسية وكذلك آخر ثنائيا بين تيار المستقبل وحزب الله.

 

حزب الله الموارنة

نديم قطيش/المدن/الإثنين 09/11/2015

حين تحدثت النائب ستريدا جعجع في مجلس النواب قبل عام ونصف العام أثناء جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة الحالية، توقف كثيرون عند عرضها أوجه الشبه بين القوات اللبنانية وحزب الله. لم يكن سبق أن صدر كلام “تصالحي” بمثل هذا المستوى عن أي من الطرفين تجاه الآخر، في ما عدا الالتقاء الظرفي في إنتخابات  بعبدا عام 2005 حين ترشح الراحل إدمون نعيم عن القوات اللبنانية على لائحة حزب الله. ما قالته جعجع، وما دأبت على التذكير به مذذاك حول الصفة التمثيلية لحزب الله، وموقعه الاساسي في التركيبة اللبنانية، برغم الخلاف الاستراتيجي معه، يعكس في الواقع اعجاباً عميقاً، بتجربة التمثيل المذهبي شبه الحصري لحزب الله. تغيب عند هذا الاعجاب، حقيقة ان يكون حزب الله معادياً في كل عناوينه وحراكه لأسس “التركيبة” اللبنانية. تكتفي القوات كدليل، بالتمثيل النيابي واستحواذ حزب الله على اللعبة الإنتخابية في مناطقه وقدرته على التحكم بقاعدته الديموغرافية وتحريكها، أياً تكن العناوين الاسترتيجية التي يسعى حزب الله لتحقيقها. تدخل القوات بقعة إنعدام الرؤية، حين يتصل الامر بالتمثيل المذهبي وحصريته، بإعتبار أن هذه الحصرية كانت في زمن الحرب ولا تزال في زمن السلم الدرع الذي يحمي المسيحيين ووجودهم. وهذا ملمح راجح في تجربة القوات منذ معارك توحيد البندقية المسيحية مع بشير الجميل وحتى قانون اللقاء الارثوذوكسي مع الدكتور سمير جعجع. وعليه تتصرف القوات اللبنانية منذ ورقة التفاهم مع الجنرال ميشال عون على إعتبار أن الثنائي المسيحي يشكل “حزب الله الموارنة”، الذي لا يمر أي عنوان سياسي في البلد خارج بركة موافقته، “كممثل حصري” للمسيحيين! وبهذا النفس، يخوض “حزب الله الموارنة” معركة ميثاقية جلسة مجلس النواب التي دعا اليها الرئيس نبيه بري على قاعدة أن حضور النواب المسيحيين المستقلين او كتلة الوزير سليمان فرنجية، او النواب الاعضاء في كتلتي المستقبل واللقاء الديموقراطي، كل هؤلاء لا يسبغون الصفة الميثاقية على جلسة يقاطعها “حزب الله الموارنة”!! ولئن كان حزب الله وحركة أمل قد مارسا فائض الاستحواذ على قرار الطائفة الشيعية، بل ووصلا إلى حد رفع السلاح في مواجهة اللبنانيين الاخرين على خلفية إقالة ضابط شيعي من جهاز أمن المطار، لا يتحرج “حزب الله الموارنة” من ركوب الموجة نفسها، والبناء على سابقة الارتكاب الشيعي بحق صيغة العيش المشترك.

المريع أن القوات اللبنانية، بوصفها عصباً مؤسساً للهوية اللبنانية المولودة بعد العام 2005، تمثل في سلوكها الحالي إدانة لكل من إنخرط في قوى الرابع عشر من آذار وإنتفاضة الاستقلال من موقع الخروج من وعلى طوائفهم لا سيما من المولودين لعائلات شيعية!! وأنا إذ أكتب اليوم في مواجهة معركة “الحرم الميثاقي” على جلسة مجلس النواب، بحجة مقاطعة “حزب الله الموارنة”، أكتب من هذا الموقع تحديداً، الذي أزعم أنه أعطى انتفاضة الاستقلال مداها المدني اللبناني خارج القيد المذهبي وكارتيلات الطوائف. المريع أيضاً أن منطق القوات اللبنانية الراهن يُسقط من حساباته أن أقل من عشرة في المئة من الناخبين المسيحيين هم من المنتسبين حزبياً. وتسقط من حساباتها أن حضور القوات في كنف الطوائف الاخرى إنبنى على صواب وصلابة الموقف السياسي وليس على مسيحيته! فهل من يمنح مسيحياً الصفة الميثاقية لإلتئام أي من المؤسسات هم حملة البطاقات الحزبية حصراً أم ان هؤلاء مجرد رافد من روافد القاعدة التمثيلية للمسيحيين وللقوات التي نجحت في مخاطبة وعي لبناني واسع، وتسارع اليوم الى تبديده أمام إغراء “حزب الله الموارنة”! المريع أكثر أن القوات اللبنانية تمشي بقدميها الى فخ الثنائي الشيعي الذي يبالغ في القفز فوق مزاج مسيحي عريض بلا أي إستعداد للتسوية او الليونة كمثل إعادة مناقشة جدول اعمال جلسة مجلس النواب، أو حتى “التباطؤ” المهين في إعطاء موعد لممثلي القوات وعون، بهدف حشر المسيحيين في مسيحيتهم أكثر. يبدو ان الثنائي الشيعي سيكون مرتاحاً في الارفضاض عن بقية الطوائف الاخرى، ما بعد عون، والارتكاز حصراً على قاعدته الشيعية، وهذا يستوجب دفع الآخرين للتقوقع داخل طوائفهم، لا سيما حين تكون أحزاب هذه الطوائف تحمل تاريخياً “جينات” كانتونية وإنغلاقية. طريقة إدارة الرئيس بري لإنعقاد الجلسة التشريعية تخفي ضمناً رغبته في إستفزاز المسيحيين وردهم الى مواقعهم المذهبية خارج أي إطار وطني تهيئة لمرحلة مقبلة يريد الثنائي الشيعي فيها تكريس الفدرالية المذهبية والفيتوات المقدسة! فيتو “حزب الله الموارنة” على ميثاقية جلسة مجلس النواب يصب مياهاً غزيرة في مشروع الثنائي الشيعي لجعل لبنان وطن نهائي “لكانتوناته

 

معركة «استعادة الجنسية» أم «الشرعية»؟ 

 جورج بكاسيني/المستقبل/10 تشرين الثاني/15

كما في ملف النفايات، كذلك في النقاش الدائر حول الجلسة التشريعية العتيدة في 12 و13 الجاري، فاحت روائح طائفية غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الأهلية تحت عنوان «ميثاقية» الجلسة أو قانون «استعادة الجنسية»، الذي أجمعت الكتل الحزبية المسيحية على المطالبة بإقراره، فيما أُبديت ملاحظات من كتل نيابية أخرى مثل «المستقبل» و»اللقاء الديموقراطي» و»التنمية والتحرير» و»الوفاء للمقاومة». هذا الاصطفاف الذي يبدو طائفياً للوهلة الأولى عَكَسَ تباينات «تقنية» حول المشروع، لا بل لم يخلُ في بعض الأحيان من «مزايدة» نواب مسلمين على آخرين مسيحيين في هذا الخصوص حرصاً منهم على عدم رفع عدد المجنسين من الطوائف الإسلامية من خلال هذا المشروع، كقطع الطريق أمام استعادة نصف سكان البرّ السوري الجنسية اللبنانية. لكن في المقابل، رغم اقتناع نواب من كتلة «القوات اللبنانية» وآخرين من تكتّل «التغيير والإصلاح» بجدية الملاحظات المطروحة من نواب مثل النائب سمير الجسر وإبلاغه شخصياً بذلك، إلا أن أجواء الكتلتين المسيحيتين تتحدث عن «مناخ طائفي» في الملاحظات المثارة حول المشروع، وتذهب إلى حد الإعراب عن «قلق مسيحي» من اتجاه إسلامي عام (سني شيعي) لتجاهل «حقوق المسيحيين» في استعادة الجنسية، مع العلم ان من اثار مثل هذا «المناخ» هو نائب واحد في حزب واحد هو عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله الذي سبق أن قال في أحد الاجتماعات النيابية إن عائلته طُردت من لبنان في أيام المماليك وأن استعادة الجنسية يجب ان تشمل من تركوا لبنان قبل إحصاء 1924 بما يتيح لـ300 ألف شخص من هذه العائلة الموجودين في دولة عربية استعادة هذه الجنسية.

هذه الصورة أثارت أسئلة حول أسباب افتعال قضية طائفية حول ملف وطني عام، أو تضخيم البُعد الطائفي في هذا الملف، أو إثارته على نحو وكأن التيار «الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» حريصان على «حقوق» المسيحيين ونواب الكتل الأخرى يفرّطون بها.

ولم تكن نتيجة مراجعة لمواقف الطرفين سوى استنتاج أن حرصهما على استنهاض العصب المسيحي من خلال هذا المشروع إنما يأتي نتيجة بحث كل من «التيار» و»القوات» عن شرعيته في الشارع المسيحي من أجل تثبيت هذه الشرعية وتكريسها، وبالتالي فإن ما بصدده الجانبان ليس محاولة لـ«استعادة الجنسية» بقدر ما هو محاولة لـ»استعادة الشرعية»، برأي بعض المتابعين. ذلك أنه وبمعزل عن أي انحياز سياسي لـ»القوات» أو لـ»التيار»، أو اتهام أي منهما، تفترض أي قراءة موضوعية لحاجة كل منهما الدائمة لاستنهاض الشارع المسيحي حول عناوين غير واقعية في بعض الأحيان، كما هو حال قانون «استعادة الجنسية» الآن، الوقوف أمام الأسباب التاريخية التي حَرَمت كلاً منهما جزءاً من شرعية تمثيل المسيحيين ما يضطرهما إلى البحث عنها كلّما سنحت الفرصة.

والواقع أن هذا المسار انطلق منذ العام 1989 حيث كان رئيس حزب «القوات اللبنانية» (حالياً) الدكتور سمير جعجع الرجل الأقوى عند المسيحيين منذ انتصاره على إيلي حبيقة وقواته المسلّحة في المنطقة «الشرقية» العام 1986. وإذ برئيس الحكومة الانتقالية آنذاك العماد ميشال عون ينتزع بعضاً غير قليل من «شرعية» جعجع مع إطلاقه حربيْ «التحرير» (ضد النظام السوري) و»الإلغاء» (ضد جعجع)، بحيث صار الرجل الاول عند المسيحيين بوصفه «حامي السيادة» في وجه «الاحتلال السوري» ووصايته، والمؤتمن على مؤسسة الجيش في وجه الميليشيات.

أما عون، الذي اكتسب هذه «الشرعية» ومعها عطفاً مسيحياً غير مسبوق، فقد توّج هذا المسار في انتخابات 2005 النيابية حيث حصد سبعين في المئة من أصوات المسيحيين ما دفع النائب وليد جنبلاط وقوى سياسية أخرى إلى وصف ما جرى بأنه عبارة عن «تسونامي».

لكن الجنرال الذي تبيّن للرأي العام المسيحي (بعد الانتخابات) أنه تحالف مع رموز «الوصاية» السورية ومن ثم أقام «تفاهماً» مع ميليشيا «حزب الله» (مخالفاً بذلك منطق حرب «الإلغاء» ضد ميليشيا «القوات»)، فقد خسر أيضاً بعضاً غير قليل من «شرعيته»، وقد ظهر ذلك بوضوح في انتخابات 2009 حيث انخفضت نسبة التأييد المسيحية له من سبعين في المئة إلى خمسين. وبذلك أصبح عون وجعجع متعادلين، يسبق أحدهما الآخر بنقطة أو اثنتين على أبعد حد في استطلاعات الرأي وفقاً للظروف السياسية ولموقف كل منهما إزاءها. وبذلك أيضاً صار إذا واجه أحدهما أي شريك في الوطن حول قضية معيّنة لا تكون عينه على تسجيل نقاط على هذا الشريك بقدر ما تكون من أجل أن يسبق بالنقاط الطرف المسيحي الخصم. والدليل على ذلك أنه في عزّ الحوار بين الجانبين، الذي أنتج «إعلان نيّات» مشتركاً، بعد صراع دموي دام عاماً كاملاً وسياسي دام ربع قرن ونيّفاً، كان الاتفاق على إجراء «استطلاع رأي» ثالثهما، في محاولة من كل منهما لإثبات أنه الأقوى من أجل استعادة شرعية تمثيله الأول للمسيحيين، وإن كان الاستطلاع المشار إليه سيطال كل الشخصيات المسيحية. معنى ذلك أن «المصالحة» بين عون وجعجع، أو طيّ صفحة الماضي الأليم بينهما لا يعنيان على الإطلاق طيّ صفحة السباق على زعامة المسيحيين الذي يعلو فوق كل اعتبار، ويبقى الأولوية الأولى بالنسبة إليهما رغم العواصف والزلازل السياسية والعسكرية التي تحيط بلبنان والمنطقة من «الربيع العربي» وصولاً إلى زمن «داعش»، ذلك أن موقع الزعامة الأولى لدى الطوائف الأخرى حُسِمَ، أما عند المسيحيين فتعددية الزعامة سيدة الموقف.

وإذا كانت أزمة حزب الكتائب اللبنانية تنتمي إلى مسار آخر باعتباره كان في زمن الحرب الحزب المسيحي «الشرعي» الأول، قبل أن يتعرّض لسياسة قضم متواصلة من «القوات اللبنانية» بداية ومن ثم من التيار «الوطني الحر»، فإن مشكلة رئيس «القوات» الدكتور جعجع عند بعض المسيحيين تكمن في «ماضيه»، بفعل الممارسات الميليشيوية التي كانت تمارس خلال فترة الحرب، بينما تكمن مشكلة النائب عون في «مستقبله»، أي في بحثه الدائم عن المستقبل الذي يمكن أن يعيده إلى قصر بعبدا.