المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november15.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوق01/من01حتى25/ظهور الملاك للكاهن زكريا ووبشارت بحبل امرأته المسنة أليصابات

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة04/من13حتى25/فَأَهْلُ الإِيْمَانِ هُمُ الوَارِثُون، لِكَي تَكُونَ الوِرَاثَةُ هِبَةً مِنَ الله.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 14/11/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 14 تشرين الثاني 2015

انتحاريا الضاحية سوريان وتوقيف خمسة آخرين متورطين وفلسطيني

سلام استنكر احداث باريس: نثق بان فرنسا قادرة على تخطي هذه المحنة الاليمة

 قوى 14 آذار: لتدابير سياسية تبدأ باسقاط نظام الاسد

إعلاميون ضد العنف دانت الاعتداءات الإرهابية في بيروت وباريس

الحريري: البت بمصير الرئاسة هو المدخل السليم لتسوية تعيد إنتاج السلطة التنفيذية وقانون الانتخاب

 جعجع استنكر هجمات باريس: ما دام للارهاب أوكار لن يستريح العالم

المعلومات تحدد هوية أحد الانتحاريين

حراك عربي دولي" تجاه لبنان هذا الاسبوع والهدف "تعزيز الاستقرار"

ثلاثة عناصر من حزب الله أسرى عند "النصرة" في ريف حلب

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نصرالله: شبكة تفجيري برج البراجنة أصبحت في قبضة فرع المعلومات وكشفها قطع الطريق على جرائم مشابهة كان يعد لها في الأيام والأسابيع المقبلة

الصوري متروبوليتا لزحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس

قاووق: حماية لبنان من الارهاب لا يكون بالحياد بل باستئصال البؤر التكفيرية وقطع الطريق على الامدادات الداعشية

بكاسيني: المشكلة ليست باتفاق الطائف وإنما بمن يرفض تطبيقه سعيا لمؤتمر تأسيسي

باسيل من فيينا: الجريمتان الارهابيتان في لبنان وفرنسا ليستا صدفة وعزيمة الإرهابيين ستشتد لو خرجنا من الاجتماع منقسمين

 نديم الجميل: لعقد مؤتمر دولي لاستئصال خطر الارهاب

منتديات لقاء سيدة الجبل، جمعية تطوير للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية

جمعية الإرشاد القانوني والاجتماعي، و جمعية الإخوة للعمل الثقافي والاجتماعي

مجلس البطاركة دان في دورته ال 49 تفجيري الضاحية وباريس: نطالب المجتمع الدولي بالكف عن استغلال التنظيمات الإرهابية لمآرب خاصة

حسين الموسوي: اميركا كانت ومازالت الشيطان الاكبر وكل مصائبنا منها

الحركة الثقافية: نشهد حربا ارهابية ضد الانسانية تستدعي مواجهة اممية مشتركة للاقتصاص من منابع الارهاب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

برج إيفل أقفل أبوابه وأطفأ أنواره حداداً

هيئة كبار العلماء السعودية: الإسلام براء من الإرهاب

معتقل في ألمانيا على صلة بمهاجمي باريس

روسيا تدعو إلى محاربة »داعش« و»النصرة«

داعش« في بيان التبني: هذه الغزوة أول الغيث وأكد أن فرنسا على رأس قائمة أهدافه

ثمانية وحوش »دواعش« نشروا الموت وتسببوا بمقتل 128 وإصابة 300 آخرين

»11 سبتمبر« أوروبي يدمي قلب باريس ويحوّل ليلها جحيماً

السبسي يلتقي هولاند ويدين العمل الظلامي

روحاني يرجئ زيارته لأوروبا

تشديد الإجراءات الأمنية في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية وتأهب في نيويورك وواشطنن وإخلاء أحد مباني مطار في لندن

الأسد معزيا الشعب الفرنسي: مستعدون لمحاربة الارهاب لكن لا تعاون استخباراتيا قبل ان يكون هناك تعاون سياسي

مقتل 120 شخصا واصابة 200 بجروح كحصيلة غير نهائية للاعتداءات الارهابية في باريس

 كيري: الاتفاق في فيينا على خطوات ستسرع بانهاء الصراع في سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الضاحية الجنوبية.. من يرفع الصوت والموت/علي الحسيني/المستقبل

واشنطن لا ترى الوقت مناسباً للتباحث في الملف الرئاسي/ثريا شاهين/المستقبل

نداء الدماء/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

مجزرة باريس.. هدفها تبرئة المجرم وإدانة الضحية/إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط

إعلان حرب/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

الحرب في باريس/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

الحرب الباردة من إقليمية إلى دولية/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

مصادر باريس: الملامة تقع على اوباما...وأول انتحاري ضد الفرنسيين كان من حزب الله/سلام حرب/موقع 14 آذار

الإرهاب.. والعودة إلى الجذور في لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

لبنان أولاً..وأخيراً/محمد مشموشي/المستقبل

النائب بطرس حرب لـ«المستقبل»: المستقلّون ليسوا أقلّية وموقف الحريري شكل ضمانة لانعقاد الجلسة التشريعية وإنقاذ البلد»/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوق01/من01حتى25/ظهور الملاك للكاهن زكريا ووبشارت بحبل امرأته المسنة أليصابات

بِمَا أَنَّ كثيرينَ أَخَذُوا يُرَتِّبونَ رِوَايةً لِلأَحْدَاثِ ٱلَّتي تَمَّتْ عِنْدَنا، كَمَا سَلَّمَها إِلَيْنَا مَنْ كَانُوا مُنْذُ البَدْءِ شُهُودَ عِيَانٍ لِلْكَلِمَة، ثُمَّ صَارُوا خُدَّامًا لَهَا، رَأَيْتُ أَنا أَيْضًا، أَيُّهَا الشَّرِيفُ تِيُوفِيل، أَنْ أَكْتُبَها لَكَ بِحَسَبِ تَرْتِيِبهَا، بَعْدَما تَتَبَّعْتُهَا كُلَّها، مُنْذُ بِدَايَتِهَا، تَتَبُّعًا دَقيقًا، لِكَي تَتَيَقَّنَ صِحَّةَ الكَلامِ الَّذي وُعِظْتَ بِهِ. كَانَ في أَيَّامِ هِيرُودُس، مَلِكِ اليَهُودِيَّة، كَاهِنٌ ٱسْمُهُ زَكَرِيَّا، مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، لهُ ٱمْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ ٱسْمُها إِليصَابَات. وكَانَا كِلاهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ الله، سَالِكَيْنِ في جَمِيعِ وصَايَا الرَّبِّ وأَحْكَامِه بِلا لَوْم. ومَا كَانَ لَهُمَا وَلَد، لأَنَّ إِليصَابَاتَ كَانَتْ عَاقِرًا، وكَانَا كِلاهُمَا قَدْ طَعَنَا في أَيَّامِهِمَا. وفِيمَا كَانَ زَكَرِيَّا يَقُومُ بِالخِدْمَةِ الكَهَنُوتِيَّةِ أَمَامَ الله، في أَثْنَاءِ نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ،

أَصَابَتْهُ القُرْعَة، بِحَسَبِ عَادَةِ الكَهَنُوت، لِيَدْخُلَ مَقْدِسَ هَيْكَلِ الرَّبِّ ويُحْرِقَ البَخُور. وكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلِّي في الخَارِج، في أَثْنَاءِ إِحْرَاقِ البَخُور. وَتَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِزَكَرِيَّا وَاقِفًا مِنْ عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ البَخُور، فَٱضْطَرَبَ زَكَرِيَّا حِينَ رَآه، وٱسْتَولَى عَلَيْهِ الخَوف. فقَالَ لهُ المَلاك: «لا تَخَفْ، يَا زَكَرِيَّا، فَقَدِ ٱسْتُجيبَتْ طِلْبَتُكَ، وَٱمْرَأَتُكَ إِلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يُوحَنَّا. ويَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَٱبْتِهَاج، ويَفْرَحُ بِمَوْلِدِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُ سَيَكُونُ عَظِيمًا في نَظَرِ الرَّبّ، لا يَشْرَبُ خَمْرًا ولا مُسْكِرًا، وَيَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ وَهُوَ بَعْدُ في حَشَا أُمِّهِ. ويَرُدُّ كَثِيرينَ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ إِلى الرَّبِّ إِلهِهِم. ويَسيرُ أَمَامَ الرَّبِّ بِرُوحِ إِيلِيَّا وقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلى الأَبْنَاء، والعُصَاةَ إِلى حِكْمَةِ الأَبْرَار، فيُهيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُعَدًّا خَيْرَ إِعْدَاد». فقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاك: «بِمَاذَا أَعْرِفُ هذَا؟ فإِنِّي أَنَا شَيْخٌ ، وٱمْرَأَتي قَدْ طَعَنَتْ في أَيَّامِهَا!». فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لهُ: «أَنَا هُوَ جِبْرَائِيلُ ٱلوَاقِفُ في حَضْرَةِ الله، وقَدْ أُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وأُبَشِّرَكَ بِهذَا. وهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا، لا تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّم، حَتَّى اليَوْمِ الَّذي يَحْدُثُ فِيهِ ذلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تُؤْمِنْ بِكَلامِي الَّذي سَيَتِمُّ في أَوَانِهِ». وكَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظرُ زَكَرِيَّا، ويَتَعَجَّبُ مِنْ إِبْطَائِهِ في مَقْدِسِ الهَيْكَل. ولَمَّا خَرَجَ زَكَريَّا، لَمْ يَكُنْ قَادِرًا أَنْ يُكَلِّمَهُم، فأَدْرَكُوا أَنَّهُ رَأَى رُؤْيَا في المَقْدِس، وكَانَ يُشيرُ إِلَيْهِم بِالإِشَارَة، وبَقِيَ أَبْكَم. ولَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ، مَضَى إِلى بَيْتِهِ. وبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، حَمَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ إِلِيصَابَات، وكَتمَتْ أَمْرَهَا خَمْسَةَ أَشْهُر، وهِيَ تَقُول: هكَذا صَنعَ الرَّبُّ إِليَّ، في الأَيَّامِ الَّتي نَظَرَ إِليَّ فِيهَا، لِيُزيلَ العَارَ عَنِّي مِنْ بَيْنِ النَّاس!.

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة04/من13حتى25/فَأَهْلُ الإِيْمَانِ هُمُ الوَارِثُون، لِكَي تَكُونَ الوِرَاثَةُ هِبَةً مِنَ الله.

"يا إِخوَتي، الْوَعْدُ لإِبْرَاهيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ بِأَنْ يَكُونَ وَارِثًا لِلعَالَم، لَمْ يَكُنْ بِواسِطَةِ الشَّرِيعَة، بَلْ بالبِرِّ الَّذي نَالَهُ بالإِيْمَان. فلَوْ كَانَ أَهْلُ الشَّرِيعَةِ هُمُ الوَارِثِين، لأُبْطِلَ الإِيْمَان، وأُلْغِيَ الوَعْد؛ لأَنَّ الشَّرِيعَةَ تُسَبِّبُ غَضَبَ الله؛ وحَيْثُ لا شَرِيعَة، فَلا تَعَدِّيَ لِلشَّرِيعَة. لِذَلِكَ فَأَهْلُ الإِيْمَانِ هُمُ الوَارِثُون، لِكَي تَكُونَ الوِرَاثَةُ هِبَةً مِنَ الله. وهكَذَا تَحَقَّقَ الوَعْدُ لِكُلِّ نَسْلِ إِبْرَاهيم، لا لِلنَّسْلِ الَّذي هُوَ مِنْ أَهْلِ الشَّرِيعَةِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا لِلنَّسْلِ الَّذي هُوَ مِنْ أَهْلِ الإِيْمَان، إِيْمَانِ إِبْرَاهِيم، الَّذي هُوَ أَبٌ لَنَا أَجْمَعِين؛ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنِّي جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَة». فَإِبْرَاهِيمُ الَّذي آمَنَ بٱللهِ هُوَ أَبٌ لَنَا أَمَامَ الله، الَّذي يُحْيي الأَمْوَات، ويَدْعُو غَيْرَ المَوْجُودِ إِلى الوُجُود. وقَدْ آمَنَ إِبْرَاهيمُ رَاجِيًا عَلى غَيرِ رَجَاء، بِأَنَّهُ سَيَصيرُ أَبًا لأُمَمٍ كَثيرَة، كَمَا قِيلَ لَهُ: «هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». ولَمْ يَضْعُفْ بِإِيْمَانِهِ، بِرَغْمِ أَنَّهُ رأَى، وهُوَ ٱبنُ نَحْوِ مِئَةِ سَنَة، أَنَّ جَسَدَهُ مَائِت، وأَنَّ حَشَا سَارَةَ قَدْ مَات. وبِنَاءً عَلى وَعْدِ الله، مَا شَكَّ وَلا تَرَدَّد، بَلْ تَقَوَّى بالإِيْمَان، ومَجَّدَ ٱلله. وأَيْقَنَ مِلْءَ اليَقِينِ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُنْجِزَ مَا وَعَدَ بِهِ. فَلِذلِكَ حُسِبَ لَهُ إِيْمَانُهُ بِرًّا. ولَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ «حُسِبَ لَهُ بِرًّا»، بَلْ كُتِبَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِنَا، نَحْنُ الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا بِرًّا، لأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِالَّذي أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ زَلاَّتِنَا، وأُقيمَ مِنْ أَجْلِ تَبْريرِنَا."

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 14/11/2015

السبت 14 تشرين الثاني 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

من الضاحية الجنوبية لبيروت الشرق أوسطية، إلى باريس العالمية، خط نار إرهابي، استقطب بعد ليلة العاصمة الفرنسية التاريخية، مواقف أوروبية، أميركية، روسية، عربية وإسلامية.

العالم بأسره أجمع على محاربة الإرهاب، لكن كيف؟ هل بتشكيل جيش دولي لأماكن التوتر في الشرق الأوسط؟ هل تكون الذكرى المئة لسايكس بيكو في العام 2016، بداية سايكس بيكو جديد للمنطقة؟

إلى هذه الأسئلة، سؤال لبناني يطرح نفسه وهو: كيف نواجه الإرهاب ونحن بلا رئيس للجمهورية، وبلا جلسات لمجلس الوزراء، وبلا توافق سياسي لا بل تناحر سياسي؟

سؤال آخر، وهو: كيف نوفر الغطاء السياسي للجيش والقوى والأجهزة الأمنية التي أثبتت القدرة والخبرة في مكافحة الارهاب وحماية الاستقرار؟

إثباتا لذلك، نشير الى أن شعبة المعلومات أوقفت ستة أشخاص على خلفية جريمة تفجير عين السكة في برج البراجنة.

إذن ليلة باريس كانت ساخنة، و"داعش" تبنى العمل الإرهابي. وآخر ما ورد من باريس إقفال برج ايفل الى أجل غير مسمى. فيما منعت طائرة متجهة إلى فرنسا من الاقلاع من مطار امستردام، بعد تلقي تهديد عبر "تويتر".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ضربات إرهابية موجعة آلمت فرنسا، فتردد القلق في العواصم الغربية.

المجموعات الارهابية استباحت باريس، وخرقت كل اجراءاتها الأمنية، فاستعانت الحكومة بالجيش لفرض أمن عاصمة الأضواء التي بقيت مسلطة على مسلحين توزعوا في أنحاء باريس.

أسئلة تتزاحم: من أين أتى الارهابيون بالسلاح؟ كيف أدخلوه إلى شوارع باريس؟ أين أختبأوا؟ كيف خططوا ومتى؟ هل هم من المقاتلين العائدين من سوريا؟.

تنظيم "داعش" تبنى وتوعد بمزيد من الهجمات، فهل تكفي الاجراءات الفرنسية الموضعية لإجهاض مشاريع إرهابية أخرى، أم يتطلب الأمر استراتيجية تبدأ بتوحيد الجهود الأممية التي تدعو إليها موسكو؟.

لم يسمح الوقت بعد للإعلان عن التعديلات أو التحولات ذات البعد الاستراتيجي، وإن كان الارهاب فرض نفسه على اجتماع فيينا ودفع بإتجاه تحديد أول السنة الجديدة موعدا للإجتماع بين الحكومة والمعارضة السورية.

من هنا حتى مواعيد اللقاءات المقبلة، ستفرض الهواجس اجتماعات ومتغيرات، فتقلل من التباينات الدولية على قاعدة الحرب ضد الارهاب.

أولى الاشارات بانت في دمشق اليوم، خلال زيارة الوفد الفرنسي. الرئيس السوري بشار الأسد، أطل معزيا الفرنسيين بالصوت والصورة، مذكرا بما كان حذر منه سابقا. دمشق أبدت الاستعداد للتعاون في محاربة الارهاب، كونها تملك معلومات دسمة جمعتها في مسيرة الحرب الطويلة ضد المجموعات الارهابية.

لكن باب التعاون الأمني، سياسي. وهذا ما يحاول الروس فرضه بقوة الواقعية التي حضرت مع سيرغي لافروف إلى فيينا اليوم.

الارهاب نفسه كان ضرب لبنان في برج البراجنة. اللبنانيون لملموا الجراح وشيعوا الشهداء، وتفرغوا للمواجهة بوحدة وطنية وتصميم على التحدي وعدم الانكسار. في وقت كانت القوى الأمنية تلقي القبض على شبكة ارهابية ينتمي اليها انتحاريا برج البراجنة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ما أشبه ليل باريس في الأمس، بليلة الأول من أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت. ارهاب "داعش" ضرب العاصمة الفرنسية في سلسلة هجمات غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث.

ليلة باريس الدامية، حولتها تفجيرات انتحارية، واحتجاز رهائن، واطلاق نار، إلى ساحة حرب. والمستهدف واحد من منطقة عين السكة في برج البراجنة الى ملعب دي فرانس، ومركز باتاكلون Bataclan للمؤتمرات في باريس، مواطنون عزل لاحقتهم ذئاب بشرية لتحول أجسادهم إلى أشلاء.

أصداء "غزوة باريس"، كما سماها ارهابيو "داعش"، ترددت في كل المدن الفرنسية والأوروبية، لكن هل يمكن أن تصل فعلا إلى فيينا القريبة، وتترجم قرارات تسهم في استئصال الارهاب من بوابة حل الأزمة السورية؟ وهل يمكن لباريس أن تتخذ قرارات جريئة توقف بموجبها صفقات التسلح بعشرات مليارات الدولارات مع دول رعت ومولت وصدرت الارهاب لسنوات مديدة؟

ربما نسي أو تناسى هؤلاء أن الارهاب ليس له حدود. الرئيس السوري ذكر على مسمع وفد فرنسي في دمشق، بما قاله قبل ثلاث سنوات: أن لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالي في سوريا، لأن تداعياته ستتردد فى جميع أنحاء العالم.

أما نتانياهو فقد بدأ يتحسس ترددات الزلزال الذي يحدثه الجيش السوري على الجبهات كافة، الرهان على نجاح الجماعات التكفيرية باسقاط الدولة السورية آخذ في الزوال، وبات قادة العدو يرجحون سيناريو مرعبا بالنسبة لهم، وهو بقاء الرئيس الأسد على رأس الدولة، ما يعني في المحصلة بقاء محور المقاومة على حدود فلسطين المحتلة، وهذا أسوأ كابوس تعيشه اسرائيل، بحسب المعلقين الصهاينة.

ومهما قيل في آفة الارهاب وكيفية اراحة العباد منه، نترقب الكلام الفصل للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعد نحو ساعة من الآن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

من برج البراجنة الشهيدة إلى باريس الجريحة، سلام مجبول بالدم والألم. لقد حول الارهاب المتوسط إلى بركة تصطبغ مياهها بالدم، وها هو يضرب في عمق أوروبا، ومخططه ان يسود بسيفه العالم.

لقد أخطأت الدول العظمى عندما حصرت مفاهيم العولمة بالسيطرة المالية والاقتصادية على الكون، واستخفت بمصائر الشعوب وقضاياها، وسلمت مقدرات الناس إلى ديكتاتوريات ظالمة، واعتبرت انها قادرة على رعاية الارهاب وحصره في مناطق تحدد هي مساحته، لقد تبين لهذه الدول ان العولمة تتحرك في اتجاهين وان الكون صغير جدا.

وبعد، هل سيسأل الأوروبيون أنفسهم عن مصير الملايين من المهاجرين الذين يستميتون ويموتون سعيا إلى اللجوء إلى أراضيهم؟ وعن مفارقة ان يشارك أحدهم، بحسب الشرطة الفرنسية، في تنفيذ الاعتداءات أمس؟

في الانتظار، المجزرة التي شهدتها فرنسا يتردد صداها في قمة العشرين في تركيا، وخصوصا في لقاء فيينا، حيث أعلن المتفاوضون عن اتفاق على مرحلة انتقالية في سوريا مدتها ستة أشهر، وانتخابات خلال ثمانية عشر شهرا وخروج الأسد من السلطة.

وفي سياق مكافحة الارهاب، كشف فرع المعلومات الشبكة الضالعة في تفجيري الضاحية، واعتقل معظم أعضائها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حتى لو بدأ الكلام على تواريخ ومهل، الحل في سوريا مؤجل وبعيد. والدليل، أن أيا من القوى المتنازعة على الأرض لم يحقق حتى الآن، خرقا يمكنه من فرض شرط على طاولة التفاوض، ولو أن الأكيد أن مسار الميدان يصب في مصلحة الدولة السورية وداعميها.

وفيما أضيف يوم جديد إلى أيام الذهول السوري، بحجم الخراب والدمار وهول الحزن والموت، وفي وقت يلملم لبنان آثار جريمة برج البراجنة، ويودع الشهيد تلو الشهيد، يقف الغرب مذهولا أمام هجمات أدمت قلب باريس، التي دفعت باسم العالم أجمع، وللمرة الثانية في أقل من عام، ثمن تجاهل مزمن لخطر الإرهاب، لا بل ثمن التشجيع عليه باسم ثورات الحرية التي لفت العالم العربي منذ سنوات.

وعلى هذا الموضوع بالتحديد، نترك الكلام لميشال عون، الذي توجه قبل نيف وربع قرن إلى الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، في رسالة شهيرة مؤرخة في 29 تشرين الأول 1989 بالقول: "لقد ولدت وترعرعت في بلدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان العديد من زملائي في المدرسة من المسلمين، وكنت مسيحيا. في المناسبات الهامة كالأفراح والأتراح، كنا نجتمع ونتردد معا، بقلب واحد، إلى الكنيسة وإلى المسجد، وهذا الإرث من التعددية الطائفية هو بالضبط ما يريدون إلغاءه في لبنان. إن القبول بزوال لبنان يعني التخلي عن أرض لطالما كان فيها هذا الحوار أكثر من واقع يومي معاش. كان ثقافة جوهرية، وطريقة للوقوف أمام العالم. والتاريخ سيحاسبنا يوما على أعمالنا. فمن أجل هذه الفكرة، ومن أجل ان تسود، أقاتل اليوم، وأي خسارة هنا الآن لن تكون من دون انعكاسات عليكم في الغد".

يومها، لم يسمع أحد كلام عون. أما اليوم، فقد حان الغد المقصود. والرسالة إلى ميتران لا بد أن يقرأها هولاند، لا بل رؤساء كلِ الوفود في فيينا، حائرين بين التواريخ، ودائرين بين المهل، فيما المطلوب واحد، من برج البراجنة إلى باريس مرورا بدمشق: توحدوا ضد الإرهاب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أقل من ساعة كانت كافية لزلزلة باريس ومعها العالم. ثمانية شبان مزنرين بأحزمة ناسفة وبنادق رشاشة، نفذوا سلسلة هجمات انتحارية أودت بحياة أكثر من 128 قتيلا و200 جريح. قال الغرب كلمته: إنه عمل حربي وعملية همجية مقززة استهدفت الانسانية، وما وصفه الرئيس الأميركي ب"قيمنا العالمية".

تنظيم "داعش" قال كذلك كلمته، فأعلن مسؤوليته عن العملية، مؤكدا بقاء فرنسا على رأس قائمة أهدافه طالما تفاخرت، بما سماه، ضرب المسلمين في ارض الخلافة.

أرقام مجزرة باريس أرعبت العالم، ولكنها لم تثر الذعر في نفوس أبناء العراق وسوريا وفلسطين ولبنان، فالموت على الطرقات جزء من حياتهم اليومية، هم الذين يبحثون عن ما يبقيهم أحياء وسط الارهاب الذي يلف بلادهم.

يتحدثون عن القيم العالية، ما هي هذه القيم ومن وضعها؟ هل هي قيم الحرية أم قيم الديموقراطية؟ أين حق الفلسطينيين في قيام شبه دولة تأويهم على أرض هي أصلا أرضهم؟ أين حق السوريين في ديموقراطية هم الذين باتوا مخيرين بين ديكتاتورية و"داعشية"؟ أين حق العراقيين الذين اجتيحت بلادهم وسرقت ثرواتهم بمبارة الغرب؟ وأين حق اللبنانيين الذين تتنازعهم قوى اقليمية أجادت تقسيمهم إلى فريقين لا يلتقيان سوى للبكاء على شهدائهم.

ويتحدثون عن قيم ومحاربة الارهاب. أيها السادة، الارهاب الذي زرعتموه في الأرض والنفوس لا يحارب بل يعالج، فلا تضيعوا البوصلة، ابحثوا عن كيفية تأمين عيش كريم لشعوب تحب الحياة، فالارهاب ليس هوية تحملها ديانات ومذاهب، الارهاب سرطان يبدأ بخلية وينتشر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الذهول والصدمة اللذان أصابا لبنان في الساعات الثماني والأربعين الماضية، بفعل التفجيرين الارهابيين في برج البراجنة، ضربا العالم، بعد الهجمات التي نفذها "داعش" في قلب العاصمة الفرنسية.

سلسلة تفجيرات إرهابية انتحارية، هزت باريس الليلة الماضية، تخللها احتجاز رهائن وإطلاق نار، ما أدى إلى مقتل أكثر من 128 شخصا، وجرح ثلاثمئة آخرين.

وبعد الاجراءات الأمنية الاستثنائية التي حولت باريس إلى ثكنة عسكرية، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أننا أمام حرب بلا هوادة مع الارهابيين، معلنا حال الطوارىء في البلاد، والحداد العام لثلاثة أيام، مؤكدا ان تنظيم "داعش" قام بارتكاب عمل من أعمال الحرب.

ردود الفعل المستنكرة والشاجبة تلاحقت من زعماء العالم، ومن الدول العربية والاسلامية، معلنة رفضها للهجمات البغيضة والبربرية، والتي شكلت اعتداء على القيم الانسانية.

تحقيقات الشرطة الفرنسية، أدت إلى التعرف على هويات بعض منفذي الهجمات الارهابية، فعثرت على جوازِ سفر مصر، بالقرب من جثة أحد الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما، في محيط "ستاد دو فرانس".

كما حددت الشرطة هوية أحد منفذي الاعتداء على مسرح bataclan وهو فرنسي الجنسية، كان معروفا بقربه من الجماعات المتشددة، بينما عثرت على جواز سفر سوري، إلى جانب جثة أحد منفذي الهجوم على bataclan.

وكما في فرنسا، كذلك في لبنان حيث توصلت التحقيقات النوعية، التي أجرتها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، إلى كشف الشبكة المتورطة في تنفيذ التفجيرين الارهابيين في برج البراجنة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

فرنسا ذهب التاريخ، ضوء الأرض، أطفأها ثمانية إرهابيين، وحولوا باريسها إلى جمرة رعب. فرنسا بمدنها الطالعة إلى الشمس، ضربتها كواكب الإرهاب العابرة إلى أوروبا، والمتوعدة روما ولندن وواشنطن. فباريس، مدينة النهار المستقر في سواد ليلها، التي كانت متأهبة لاستقبال مواسم من عيد وتحضر شجرها لثورة فضية، أخذها الإرهاب إلى تأهب آخر أحكم أبوابها ومطاراتها وحدودها، وصنفها دولة تحت قانون الطوارئ، دخلها الإرهابيون من عشب ملاعبها، من قمة مسارحها، من مخازنها وحاناتها، مضرما القلق في شوارعها ومقاهيها، وفارضا على ستاد كرة القدم لعبة "داعش" الهجومية المتحدرة من أصل إرهابي ومحققة نتيجة دامية.

مئة وثلاثون قتيلا وما يفوقهم جرحى، في شباك فرنسا التي فقدت حارس مرماها، وركضت إلى حيث الشبهات وبدأت حملة اعتقالات، وأدركت في تصريحات مسؤوليها أنه اليوم وأكثر من أي وقت مضى قد حان وقت محاربة الإرهاب.

سبعة انتحاريين بينهم أمرأة، وتوقيفات امتدت من باريس إلى بروكسل وبرلين، فمطار غاتويك في لندن حيث اعتقل مسلح فرنسي. وقد رفعت الدولة الفرنسية حال التأهب الأمني إلى أقصى درجاته وقررت نشر الجيش في العاصمة.

لا جدال في أن من سقطوا هم ضحايا أبرياء يرقون بلغتنا إلى مصافي الشهداء. لكن في اللغة السياسية فإن فرنسا، ككل أوروبا وأميركا سابقا، لم تتعامل مع الإرهاب بمفهوم التصدي، بل دللته بعدما صنعته وربته في كنفها، ولم تشأ منذ الأزمة السورية أن تخوض الحرب عليه. ولا يغرنا التحالف الدولي الذي عزز قدرات "داعش"، وساعده على النهوض والتوسع، وبتكلفة مالية عربية خليجية تعمر دولا.

كان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، صديقا للارهابيين على مر حقيبته الدبلوماسية. يزورهم في حصونهم الارهابية داخل معسكراتهم على الحدود التركية - السورية. وحينما لا تسمح الظروف يجري استدعاؤهم إلى باريس على نية "أصدقاء فرنسا". ولا يرى من كل الأزمة إلا تعداد أيام الأسد، واعدا السوريين بإزاحة رئيسهم، وظلت يده ممدودة لدى أشكال المعارضة المسلحة، يقيم لهم حفلات الإفطار في العاصمة الفرنسية، ويغدق عليهم بآمال لا يملك تحقيقها.

ولم يكن وزير الخارجية البريطانية الأسبق وليم هيغ على ذات الصداقة، لكنه اعترف بأن هؤلاء الاهابيين هم شركاء لبريطانيا، وأن بلاده صنعتهم وهم سيعودون إليها، وها هم عادوا بأحزمة ناسفة، مهددين لندن بعد باريس. وقد تكون كتلة النار الفرنسية قد شكلت خطا فاصلا، ما قبله ليس كما بعده.

أولى النتائج بدأت من فيينا التي اتفق أطرافها على عقد لقاء جديد بعد شهر، لإجراء تقويم للتقدم في الحل السياسي لسوريا.

نار باريس وبرد فيينا، لم يحجبا حزنا ما زال صاعدا من برج البراجنة التي تشيع شهداءها تباعا في مسقط الرأس، مع تسجيل تقدم نوعي لفرع المعلومات بالتعرف إلى هويات منفذي التفجيرين.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 14 تشرين الثاني 2015

السبت 14 تشرين الثاني 2015

النهار

تتوقّع هيئة معنية بالانتشار أن يتقدّم نحو 20 ألفاً بطلبات استعادة الجنسية في مرحلة أولى.

قال نائب مُستقبلي إن مطالبة الوزير باسيل بتعديلات على قانون الجنسية ستفتح مجدّداً باب الطلب بإعطاء اللبنانيّة حق منح الجنسيّة لأولادها.

لوحظ أن زيارة وزراء إلى برج البراجنة بعد التفجيرين لم تكن موضع ترحيب وقوبلت بهتافات أزعجت الزائرين.

تبرّأت هيئة حزبية في مدينة بقاعية من مواقف وزير سابق ينتمي إلى التكتّل نفسه.

رجل دين يُكثر من استقبالاته في المرحلة الأخيرة لكنه يلتزم الصمت حَيال مجمل الأحداث.

السفير

قال مسؤول روسي كبير إن بلاده لا تنظر الى ما يجري في المنطقة من زاوية بعض الأقليات بل من زاوية مصالحها وأمنها القومي.

يلعب الأمين العام لتنظيم إسلامي وسطي دوراً إيجابياً ومهماً في التواصل مع جهات إسلامية لبنانية متناقضة.

رفض القيمون على "الكونسرفاتوار" التجاوب مع الدعوات لإلغاء حفل موسيقي، أمس، برغم الحداد الوطني رسمياً.

المستقبل

يقال

إن نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" بدوا في وضع انكفاء شبه كلّي خلال الجلسة التشريعية أمس وأول من أمس إلا في ما يتعلق بالقوانين المالية التي حاولوا جاهدين تعديلها ولكنهم لم يُفلحوا.

اللواء

في خلفية عدم إدراج قانون الإنتخابات على الجلسة التشريعية، الوقوف على خاطر قطب وسطي، يُعارض قانون النسبية..

قلّل وزير سيادي من إقرار قانون أموال البلديات، نظراً لقلّة البلديات التي يمكن أن تُحدث مطامر..

تؤكّد دوائر إدارية مسؤولة صحّة ما جرى تداوله في تقرير تلفزيوني، وأثار ضجّة؟!

الجمهورية

قال مرجع روحي إن مرجعاً حكومياً سابقاً نجح مُجدّداً بحبكة مفاجئة في لملمة البلد وإنقاذ الوضعق.

رأت أوساط أن تشديد أمين عام حزب سياسي على مركزية قانون الإنتخاب وأهميته يُشكل رسالة إلى القوى المسيحية بالتروّي كون هذا القانون يتطلّب أوسع توافق وطني.

توقفت أوساط في حزب معني مباشرة بالتفجير الإرهابي أمام تبدّل الخطاب السياسي لفريق أساسي لجهة عدم ربطه التفجير بالحرب السورية

البناء

عبّر إعلامي بارز في فريق 14 آذار أمام عدد من الزملاء المتنوّعي الانتماءات عن اشمئزازه من طريقة تعاطي بعض الإعلام العربي مع الجريمة المروّعة التي شهدتها ضاحية بيروت الجنوبية، وقال: مشكلتنا الكبرى هي أننا محسوبون على هذا الإعلام، بطريقة أو بأخرى، ونشعر بالحرج الشديد ليس فقط لأنّ هذا البعض يخرج عن أبسط قواعد العمل الإعلامي، بل لأنه يتجرّد من أيّ شعور إنساني أمام هول الجرائم والمجازر التي ترتكبها الجماعات الإرهابية المسلحة في لبنان خاصة، وفي الدول العربية عموماً.

 

انتحاريا الضاحية سوريان وتوقيف خمسة آخرين متورطين وفلسطيني

بيروت – «السياسة» والوكالات:15/11/15/فيما تتواصل التحقيقات في انفجاري الضاحية الجنوبية لبيروت، مع عودة الحياة شبه الطبيعية إلى المنطقة المستهدفة في برج البراجنة، لم يثبت حتى أمس بشكل قاطع أن هناك منفذاً ثالثاً، بانتظار نتائج فحوص الـ»دي أن آي» للأشلاء وبالتالي فإن كل ما حُكي في هذا الإطار غير دقيق ومجرد تكهنات. وبعد اقل من 48 ساعة على التفجيرين، تمكنت شعبة المعلومات من تحديد هوية الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما وأوقفت عددا من المتورطين في الاعتداء من بينهم ثلاثة سوريين متورطين بالتخطيط للتفجيرين، في حين وزعت قيادة الجيش صوراً لأشخاص طلبت من كل من يتعرف إليهم إبلاغ أقرب مركز عسكري أو التواصل معها عبر احد مواقعها على شبكات التواصل «تويتر» و»فيسبوك». وأكد مرجع أمني لـ»وكالة الأنباء المركزية» ان منفذي الجريمة سوريان من المقيمين على الاراضي اللبنانية منذ فترة طويلة، رافضاً الافصاح عن اسميهما.

وأشارت شعبة المعلومات الى أن انتحاريي برج البراجنة من الجنسية السورية وينتميان لتنظيم «داعش» أتيا من تدمر ودخلا خلسة الى لبنان من منطقة الهرمل، كما استدرجت وأوقفت في البقاع المدعو ابراهيم احمد رايد الملقب بـ»الدكتور» وهو على علاقة بمفجري الضاحية.

ومساء أمس، كشف مصدر بارز بوزارة الداخلية لوكالة «رويترز» عن اعتقال شبكة من خمسة سوريين وفلسطيني ضالعين في التفجيرين. من جهته، أكد المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود أن شعبة المعلومات تمكنت من التعرف على الشبكة التي من ضمنها الانتحاريان في برج البراجنة، وتم توقيف بعض الأشخاص ويتم التحقيق معهم، وخلال التحقيقات تم التعرف على هوية أحد منفذي التفجير. ويُتوقع أن تتركز جهود القوى الأمنية على التصدي للعمليات الانتحارية بالدراجات النارية بعدما باتَ صعباً جداً باستخدام سيارات مفخخة، عبر تكثيف التحقيق مع موقوفين لديها، ما يفيدها في ربط خيوط بين المجموعات والتفجيرات وصولا للتعرف إلى هوية الانتحاريين. ووسط حزن عميق جرى تشييع الشهداء، فيما واصلت برج البراجنة لليوم الثاني على التوالي رفع الدمار الذي خلفه الإنفجار المزدوج، حيث عكفت الفرق المختصة والبلدية على إصلاح ما أفسده التفجيران كما تابعت عناصر الجيش عمليات مسح الأضرار لرفعها الى الهيئة العليا للإغاثة والتعويض على المتضررين ونزل أبناء المنطقة الى الشارع وفتحوا محالهم التجارية. في سياق متصل، وضع عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة في اتصال مع «السياسة» ما جرى في سياق المخطط الإرهابي العام الذي يضرب المنطقة منذ مدة، واصفاً ما يحصل في عدد من الدول العربية من أعمال إرهابية، بـ»الجريمة الكبرى التي تشكل حالة اختراق أمني خطير ومخيف لا يقره ضمير وضربة موجهة للإنسانية جمعاء». بدوره، أكد عضو «كتلة الكتائب» النائب إيلي ماروني لـ»السياسة» أن «الإرهاب لا مكان له ولا دين»، مكرراً موقف «الكتائب» لجهة «ضرورة القضاء عليه واستئصاله من جذوره وتجفيف منابعه قبل أن ينتشر في كل العالم».

 

سلام استنكر احداث باريس: نثق بان فرنسا قادرة على تخطي هذه المحنة الاليمة

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أصدر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بيانا، تعليقا على الاحداث الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية ليل الجمعة، جاء فيه: "تابعنا بقلق وحزن شديدين الأحداث المروعة في العاصمة الفرنسية، التي استهدفت المدنيين العزل بشكل وحشي لا يقره عقل ولا يبرره منطق. إننا نستنكر أشد الاستنكار هذه الهجمات البغيضة، ونعتبرها اعتداء على القيم الانسانية العليا التي شكلت على الدوام رسالة فرنسا الى العالم، وجعلت منها واحة للديموقراطية وللتفاعل الحضاري الحر بين البشر. إن لبنان، الذي فجع منذ يومين بسقوط العشرات من ابنائه في جريمة ارهابية بشعة، يؤكد تضامنه مع الشعب الفرنسي الصديق في هذه اللحظات الصعبة، وثقته بأن فرنسا قادرة، بعزيمة أبنائها، على تخطي هذه المحنة الأليمة لتبقى بلد الأنوار والحرية والإخاء والمساواة".

 

 قوى 14 آذار: لتدابير سياسية تبدأ باسقاط نظام الاسد

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - تقدمت الأمانة العامة لقوى 14 آذار، في بيان، "بأحر التعازي للشعب الفرنسي الصديق لقضايا العرب منذ نكبة فلسطين حتى نكبة سوريا، وتمنت "أوسع صور التضامن العربي والإسلامي مع القيادة الفرنسية". واضافت: "تؤكد الأحداث أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي من اجل محاربة الإرهاب إذا لم تواكبها تدابير سياسية تبدأ بإسقاط نظام الأسد".

 

إعلاميون ضد العنف دانت الاعتداءات الإرهابية في بيروت وباريس

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - دانت جمعية "إعلاميون ضد العنف"، في بيان، "الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت كل من ضاحية بيروت الجنوبية وباريس". واعتبرت أن "الإرهاب الذي يتلطى بديانة معينة، هي براء منه، أو يتسلح بأيديولوجية فاشية، لم يعد محصورا داخل بقعة جغرافية، بل أصبح حالة معولمة، اجتاحت كل دول العالم، الأمر الذي يتطلب أوسع تعاون دولي من أجل القضاء على هذه الظاهرة المعادية للانسانية". ورأت أن "التضامن الانساني يشكل القيمة المضافة والأساسية من أجل عزل الجماعات الإرهابية، كمقدمة ضرورية يجب أن تترافق مع توجه دولي حاسم للقضاء على هذه الآفة"، معتبرة أنه "لا يمكن مواجهة ثقافة الموت إلا من خلال إعلاء ثقافة الحياة، وتأكيد مفاهيم الحرية والسلام". ودعت المجتمع الدولي إلى "حسم أمره بإنهاء الأزمة السورية، التي شكلت سببا مباشرا لارتفاع منسوب الإرهاب وانتشاره وتوسعه".

 

الحريري: البت بمصير الرئاسة هو المدخل السليم لتسوية تعيد إنتاج السلطة التنفيذية وقانون الانتخاب

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أعلن الرئيس سعد الحريري "اننا ننظر بإيجابية لكل توجه يلتقي مع إرادة معظم اللبنانيين في إيجاد حل للفراغ الرئاسي". وقال في سلسلة تغريدات عبر "تويتر": "لطالما نادينا بخريطة طريق بدايتها التوافق حول رئاسة الجمهورية"، مشددا على أن "البت بمصير الرئاسة هو المدخل السليم لتسوية تعيد إنتاج السلطة التنفيذية وقانون الانتخاب".ورأى أن "درء الفتنة عن لبنان يحتاج لقرارات مصيرية تجنب البلاد الذهاب إلى الحروب المحيطة"، مكررا أن "التضامن مع أهلنا في برج البراجنة في مواجهة ما تعرضوا له واجب أخلاقي ومسؤولية وطنية"، وأن "وحدة اللبنانيين يجب أن تعلو فوق أي اعتبار وخلاف".

 

 جعجع استنكر هجمات باريس: ما دام للارهاب أوكار لن يستريح العالم

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استنكر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بيان "الهجمات البربرية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس ليل امس، وأصبح يوما أسود حزينا للبشرية جمعاء". وقال في بيان أصدره مكتبه الإعلامي اليوم تعليقا على الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس: "أتقدم بأحر التعازي القلبية من عائلات الضحايا كما من الشعب الفرنسي الصديق والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والحكومة الفرنسية". أضاف: "أما بعد، فما دام للارهاب أوكار يخطط وينطلق منها فلن يستريح أحد في العالم، وإذا أردنا أخذ العبر من كل ما حدث في اليومين الماضيين، إن في بيروت أو في باريس، فعلى قادة المنطقة والعالم اتخاذ القرار الحاسم والنهائي بتشكيل قوة عربية دولية تتدخل فورا في سوريا وتقتلع الديكتاتوريين والتكفيريين على أنواعهم وتسيطر كليا على الأوضاع هناك، تمهيدا لعملية سياسية تقيم دولة ديموقراطية تعددية تحترم حقوق الانسان في سوريا، والأمر عينه يسري على المناطق التي يسيطر عليها "داعش" في العراق، ولكن شرط ان تقترن العملية العسكرية هناك بعملية سياسية عادلة وجدية أيضا". وتابع: "ان معالجة الأوضاع المتفاقمة في الشرق الأوسط وتداعياتها في العالم كما شهدناها أول من أمس في بيروت وأمس في باريس، لا تكون بالمسكنات والمهدئات وبالكلام الجميل، كما لا تعالج بالتعاون مع شر للانتهاء من شر آخر، لأن الشر شر مهما كان اسمه وكيفما قدم نفسه".وختم جعجع: "كل تأخير عن معالجة أزمات سوريا والعراق بحلول كبيرة وجذرية سيبقي الانسانية جمعاء عرضة لما تعرضت له بيروت وباريس في اليومين الماضيين".

 

المعلومات تحدد هوية أحد الانتحاريين

المستقبل/15 تشرين الثاني/15/أعلن مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود أمس، أن شعبة المعلومات تمكنت من التعرف على الشبكة التي من ضمنها الانتحاريان في برج البراجنة. وتم توقيف بعض الأشخاص ويتم التحقيق معهم. وخلال التحقيقات تم التعرف على هوية أحد منفذي التفجير. وفي هذا السياق، زار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مساء أمس، مقرّ شعبة المعلومات برفقة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، لتهنئتها على إنجازها الكبير في التحقيقات التي أدّت إلى كشف الشبكات الإرهابية المرتبطة بتفجيري برج البراجنة. ويعقد المشنوق ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في مقرّ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، للتحدّث عن تفاصيل هذا الإنجاز.إلى ذلك، دعت قيادة الجيش في بيان أمس، «كل من يتعرف على أصحاب هذه الصور إلى إبلاغ غرفة عمليات القيادة عبر الإتصال على موزع وزارة الدفاع الوطني: 1701 مقسم: 20335 أو إبلاغ أقرب مركز عسكري، أو استخدام التطبيق LAF SHIELD أو الولوج إلى حساب الجيش على الـ TWITTER وصفحته على FACEBOOK«.

 

حراك عربي دولي" تجاه لبنان هذا الاسبوع والهدف "تعزيز الاستقرار"

نهارنت/14 تشرين الثاني/15/سيسجل حراكا عربيا دوليا تجاه لبنان هذا الأسبوع في سبل تعزيز الاستقرار والحؤول دون انزلاق الوضع الامني الى دوّامة ارتدادات الحرب السورية. بحسب ما كشفت صحيفة "الجمهورية". وفي هذا الإطار تبقى الانظار متجهة الى اللقاء الفرنسي ـ السعودي بين الرئيس فرنسوا هولاند والملك سلمان بن عبد العزيز الذي يعقد غدا الأحد في أنطاليا التركية على هامش قمّة مجموعة العشرين G20. كذلك تتركز الانظار الى اللقاء المرتقب بين هولاند والرئيس الايراني حسن روحاني، حيث سيكون الملف اللبناني محور محادثات الرئيس الفرنسي في هذه اللقاءات. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد لرئيس مجلس النواب نبيه بري في برقية تعزية بضحايا تفجير برج البراجنة المزدوج، استعدادَ موسكو للتعاون مع السلطات اللبنانية بأوثقِ قدر ممكن في مكافحة الإرهاب. واعتبرت موسكو أنّ الهجوم الأخير في بيروت يؤكد ضرورة تشكيل جبهة إقليمية ودولية لمواجهة الإرهاب. يشار ايضا الى أن وزير داخلية فرنسا برنار كازنوف أبلغ نظيره اللبناني نهاد المشنوق "استعداده التام للبحث معه في سبل تدعيم التعاون الأمني بين فرنسا ولبنان". كذلك عرضَ وزير داخلية الإمارات العربية المتحدة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان على المشنوق المساعدة في تبادلِ المعلومات بالتحقيق في جريمة برج البراجنة.وتأتي هذه المساعي بعد التفجير الذي تبناه "داعش" وذهب ضحيته من ايام 43 شخصا واكثر من مئة جريح، فيما بدات الجركة السياسية تستعيد أنفاسها مع انعقاد الجلسة التشريعية في البلاد.

 

ثلاثة عناصر من حزب الله أسرى عند "النصرة" في ريف حلب

نهارنت/14 تشرين الثاني/15/أسرت جبهة "النصرة" ثلاثة عناصر من حزب الله في ريف حلب حيث يخوض الحزب معارك الى جانب قوات النظام السوري. وأشارت "النصرة" عبر حسابها على تويتر باسم "مراسل حلب" الى "مقتل واصابة آخرين" من حزب الله. ونشرت على حسابها ثلاث صور تظهر الاسرى وهم بحسب ما أعلنته "محمد مهدي شعيب و موسى قوراني وهما من الجنوب إضافة الى حسن نزيه طه من بلدة الهرمل البقاعية. الى ذلك، نشر التنظيم صورة لإحدى "التمائم" التي وجدت مع أسرى "حزب الله". ويقتل العديد في صفوف الحزب منذ تدخله في الحرب السورية بدءا من القصير وصولا الى الزيداني. وسبق لـ"النصرة" ان نصبت في نيسان العام الجاري كمينا لحزب الله أوقعت قتلى في صفوفه في القلمون. وعام 2013 تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر ما قالوا انهم اسرى من حزب الله وقعوا في أيدي الجيش السوري الحر أثر معارك "فك الحصار" عن الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصرالله: شبكة تفجيري برج البراجنة أصبحت في قبضة فرع المعلومات وكشفها قطع الطريق على جرائم مشابهة كان يعد لها في الأيام والأسابيع المقبلة

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - خصص الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الكلمة المتلفزة التي ألقاها مساء اليوم، للحديث عن العملية الإرهابية المزدوجة التي أمس الأول في منطقة برج البراجنة، لكنه استهلها بالاعراب عن إدانة "حزب الله" واستنكاره "الشديدين للهجمات الإرهابية التي شنها مجرمو داعش في باريس، في فرنسا، وما ارتكبوه من جرائم قتل وترويع وإرهاب". وقال: "إن شعوب منطقتنا الواقعة تحت زلزال وحشية داعش في أكثر من بلد عربي وإسلامي ومنها لبنان الذي عانى قبل أيام ما عانى، هم الأكثر إدراكا وإحساسا بالمصاب الأليم الذي أصاب الشعب الفرنسي في الليلة الماضية. إننا نعبر عن مواساتنا وتضامننا الإنساني، العاطفي والأخلاقي مع كل هؤلاء الأبرياء الذين تجتاحهم الإدارة المتوحشة لداعش ومجرمي داعش". ثم تحدث عما حصل في برج البراجنة، متوجها بداية "بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يشمل جميع هؤلاء الشهداء المظلومين برحمته ومغفرته ورضوانه وكرمه ولطفه، وأن يمن ـ عز وجل ـ على كل الجرحى الذين ما زالوا في المستشفيات أو خرجوا منها وما زالوا يعانون من جراحهم، بالشفاء العاجل وبالعافية وبالصحة والسلامة وطول العمر".

كما توجه "إلى عوائل الشهداء الكرام، هذه العائلات الشريفة المظلومة، الممتحنة الصابرة المحتسبة، أتوجه إليهم بالعزاء ومشاعر المواساة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليهم بالصبر والسلوان والثبات، وهم أهل لذلك، وقد عبروا عن ذلك، وأن يجزيهم أحسن ثواب الصابرين".

وسأل الله أيضا "أن يمن على جميع الذين أصابهم هذا الألم وهذا المصاب وهذا الحزن بالثبات والصبر والتماسك وتجاوز هذه المحنة بما فيه لله عز وجل رضى، وبما فيه خير الدنيا والآخرة إن شاء الله". وشكر "كل الأشخاص الذين ساعدوا منذ اللحظات الأولى في إدارة الموقف الميداني، في إنقاذ الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات، في معالجة أي طارئ كان يحصل، بالخصوص الجمعيات: جمعيات وهيئات الإسعاف والدفاع المدني والإطفائية، والمستشفيات التي احتضنت الشهداء والجرحى وبذلت جهودا جبارة في الحقيقة منذ اللحظات الأولى، إدارة وأطباء وممرضين وممرضات". كما شكر الجيش والأجهزة الأمنية والقضائية "على حضورها المباشر والسريع وتحملها المسؤولية"، وكل وسائل الإعلام والعاملين فيها "الذين واكبوا هذا الحدث المؤلم وبشكل لائق ومسؤول"، وكذلك "كل الدول والحكومات والأحزاب والتيارات السياسية والمرجعيات الدينية في العالم، في العالم العربي والإسلامي وفي العالم كله، والمؤسسات الدولية والإقليمية التي أدانت هذه الجريمة وتعاطفت مع لبنان وشعب لبنان في هذا المصاب".

كما شكر "كل المسؤولين في لبنان، كل المسؤولين والقيادات والأحزاب والمرجعيات والجهات الرسمية والدينية والشعبية في لبنان، التي تضامنت وأجمعت على استنكار وإدانة هذا الإجرام، وتعاطفت بالموقع الإنساني والأخلاقي والوطني مع أهالي الشهداء والجرحى والمصابين، مع أهل الضاحية ومع كل الذين شعروا أنهم أصيبوا من خلال هذا الحدث. لا بد من تثمين وتقدير كل هذه المواقف الإيجابية والطيبة والإنسانية التي رأيناها وسمعناها من الجميع، وبالتأكيد هذا من أفضل أشكال المواساة لعوائل الشهداء والجرحى والأهل الكرام، خصوصا في برج البراجنة وفي الضاحية الجنوبية وفي كل المناطق التي ينتمي إليها هؤلاء الشهداء والجرحى". وقال: "لا بد أن نتوقف طويلا عند الأبعاد الإنسانية التي رافقت هذه الحادثة من خلال ملاحقة قصص وروايات الفداء والتضحية والثبات وتحمل المسؤولية لدى الناس، والصبر على المصيبة عند عائلات فقدت أعزاءها، وأيتام فقدوا الآباء أو الأمهات أو الأبوين، وعند بطولات من أمثال بطل مقدام ضحى بنفسه ليحمي أكبر عدد من الناس، هو الشهيد عادل ترمس، أو الذي غادر منزله مسرعا إلى موقع الحادث لينقذ الجرحى، الشهيد المسعف خضر علاء الدين، وسيظهر مع الأيام أسماء وأحداث تعبر عن أصالة وعن عميق إيمان وشجاعة وبطولات هؤلاء الناس الأطهار".

أضاف: "أيضا ما بعد الحادثة مما عبر عنه الناس وبالخصوص عوائل الشهداء والجرحى أنفسهم، عن مواقف واستعملوه من تعابير وأدبيات كلها تكشف هذا المضمون الإيماني والعقائدي والإنساني والجهادي الرفيع لهؤلاء الناس، الذين يواجهون المصيبة بـ "إنا لله وإنا إليه راجعون"، بالتمسك بإيمانهم، بعقيدتهم، بخطهم، بمقاومتهم، بموقفهم، لا يتزعزعون ولا يتزحزحون، ولا يعبرون عن ندم أو تراجع أو خوف أو قلق، بل عن يقين بما مضى إليه الشهداء وبما سنمضي إليه من خلال طريقنا وخطنا".

وتوجه بالشكر "لكل عوائل الشهداء والجرحى الذين أعطوا الرد الحقيقي والحاسم على هؤلاء المجرمين القتلة الإرهابيين".

وبالنسبة للوقائع، قال: "حتى الآن أصبحت الصورة واضحة بنسبة كبيرة جدا لدى الأجهزة الأمنية الرسمية، وأيضا الجهات الأمنية المعنية في المقاومة. أنا وإن كنت قد اطلعت على نتائج كل الجهود وما تم التوصل إليه، يعني حتى الآن، ولكن لن أبادر إلى الحديث عن كل هذه التفاصيل والحقائق والأسماء ونتائج الجهود المباركة التي قامت بها هذه الأجهزة الأمنية. سأترك هذا، وبشكل طبيعي يجب أن يكون هذا متروكا للمسؤولين في الدولة، هم الذين يشرحون هذه الأمور للناس بما تقتضيه المصلحة الأمنية ومصلحة متابعة التحقيقات، ولكن أنا فقط سأشير إلى بعض النقاط التي ترتبط بالموضوعات التي أود أن أتحدث عنها في هذه الليلة:ـ أصبح من المحسوم مسؤولية داعش المجرمة المتوحشة عن هذه العملية. هذه العملية نفذتها شبكات تابعة لداعش، وأيضا داعش تبنت التفجيرات رسميا، والمعتقلون الآن لدى الأجهزة الأمنية اعترفوا أيضا بارتباطهم بداعش وتلقيهم الأوامر والتوجيهات من داعش.

ـ من الواضح هنا يوجد انتحاريان، لا يوجد انتحاري ثالث أو رابع، لم يعتقل انتحاري كما أشيع في وسائل الإعلام، والمؤكد حتى الآن هو وجود انتحاريين (اثنين). الأسماء التي ذكرت في وسائل الإعلام في ذلك اليوم أو تم تسريبها من نفس داعش ـ أو جهات أخرى لا أعلم ـ هي أسماء أيضا ثبت أنها غير صحيحة على الإطلاق. والإسمان الفلسطينيان أيضا، لا علاقة لهذين الإسمين بالإنتحاريين في هذه العملية. حتى الآن تم تحديد هوية أحد الإنتحاريين بشكل كامل، وهو سوري الجنسية. الإنتحاري الآخر، وصلوا إلى الكنية أو اللقب الذي له، ولكن لم يحدد إسمه وهويته بشكل قاطع، وإن كانت المؤشرات والقرائن أيضا تشير إلى أنه سوري الجنسية". وتابع: "الخبر الأهم وهو أيضا ما أعلن قبل قليل، أنه تم إلقاء القبض من قبل الأجهزة الأمنية (على أشخاص)، وبالتحديد من قبل فرع المعلومات وأيضا من قبل الأمن العام، يعني الآن يوجد موقوفون لدى فرع المعلومات، ويوجد موقوفون لدى الأمن العام، لهم علاقة بهذه العملية الإرهابية.

لكن ما عرفته حتى الآن أن الشبكة الأصلية ومدراء هذه الشبكة والعناصر الأساسية في هذه الشبكة أصبحوا الآن في قبضة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. وأهمية هؤلاء الذين تم إعتقالهم، أنهم هم الذين أداروا هذه العملية، هم شبكة مكتملة على مستوى الإدارة وعلى المستوى اللوجستي وعلى مستوى تقديم التسهيلات، استطلاع الهدف والأهداف الأخرى، وهذا الإنجاز الذي سوف أعلق عليه بعد قليل، هو ليس فقط كشف حقيقة ما جرى قبل أيام وبهذه السرعة الكبيرة، بل قطع الطريق ـ بحمدالله عز وجل ـ على جرائم وعمليات مشابهة كان يعد لها في الأيام والأسابيع المقبلة.

حتى اللحظة من بين المعتقلين والأسماء لا يوجد أي فلسطيني، حتى اللحظة، فيما بعد يعتقلون فلسطينيا أو أكثر لا أعلم، فلنتكلم حتى هذه اللحظة، المعتقلون سوريون ولبنانيون، الذين لهم علاقة بهذه الشبكة".

وكشف ان الشبكة استفادت "من شقق متعددة في بعض المناطق في بيروت، وأيضا من شقة داخل مخيم برج البراجنة، لكن هذه الشقة استأجرها سوري، وكان يسكن فيها ويستقبل السوريين الذين لهم علاقة بهذه الشبكة، هذه الشقة اليوم تمت مداهمتها أيضا من قبل قوى الأمن اللبنانية وبتعاون كامل من قبل الجهات المعنية في المخيم، وأنا أؤكد على هذه النقطة، وبتعاون كامل من قبل الجهات المعنية في المخيم". وقال: "هذا إنجاز كبير يسجل للأجهزة الأمنية الرسمية ونسجل تفاعلها الكبير ومتابعتها الحثيثة للحدث والتعاون الطيب مع أمن المقاومة والجهات الأمنية المعنية في المقاومة. ولأننا ـ كما قلت في يوم الشهيد ـ نعترف لأهل الفضل بالفضل، يجب أن أوجه الشكر لهذه الأجهزة الأمنية، سواء فرع المعلومات أو الأمن العام أو مخابرات الجيش اللبناني، ولكن يجب أن نخص بالشكر فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي على الجهد المكثف والعمل المحترف والنتائج السريعة التي تم التوصل إليها".

و"من أجل المستقبل والأيام الآتية"، قال نصرالله: "في مواجهة هذا النوع من الإرهاب التكفيري وغيره، يجب أن نعمل سويا كما واجهنا مرحلة السيارات المفخخة. الفكرة الأساسية التي تم العمل عليها سابقا في مواجهة السيارات المفخخة، أنه لا يكفي أن تقوم بالإجراءات الإحترازية، تعمل حواجز وتفتش السيارات، وما شاكل...، وإنما يجب أن تذهب لتكتشف، وتذهب إلى القواعد الخلفية وإلى حيث يتم تخفيف السيارات وإلى الإدارة وإلى المفخخين، وإلى الناقلين وإلى شبكات التنفيذ، وإلى الخطوط اللوجستية، وتقوم بضرب هذه القواعد وبتفكيك هذه الشبكات".

أضاف: "هذا الذي اتبع من قبل الدولة اللبنانية، أي الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والمقاومة على مستوى المواجهة، وموجة السيارات المفخخة التي ـ بحمد الله عز وجل ـ توقفت لأشهر طويلة، من خلال المواجهات العسكرية في القلمون وجرود عرسال، حيث تم القضاء على العدد الأكبر من قواعد ومصانع تفخيخ السيارات وتفكيك الكثير من هذه الشبكات، إما بعضهم قتل وبعضهم هاجر وبعضهم أعتقل، أو من خلال ما قامت به الأجهزة الأمنية اللبنانية من كشف لهذه الشبكات، طبعا كان الدور المميز هنا لمخابرات الجيش اللبناني، وأيضا ساهمت الأجهزة الأخرى بذلك، فتفكيك الشبكات واعتقال الرؤوس المدبرة والمسهلة والناقلة، إضافة إلى الحواجز والإجراءات الإحترازية في أغلب المناطق المستهدفة، أدى بحمد الله إلى تحقيق هذا الإنجاز".

وتابع: "اليوم نحن أمام هذا النمط، وهو ليس نمطا جديدا في كل العالم، هذا النمط الذي يستخدم الآن من قبل داعش ومن قبل جماعات تكفيرية، هذا النمط هو الذي استخدم طوال ليلة أمس في باريس، وهم يلجأون إلى هذا الأسلوب عندما يعجزون عن إيصال الشاحنات أو السيارات. هم يفضلون إيصال الشاحنات والسيارات لأنهم يريدون أعلى قدر ممكن من القتل والجرح والتدمير والإرهاب، وإثارة الرعب عند الناس، ولكن عندما يفشلون بذلك يلجأون إلى الإنتحاريين الذين يرتدون الأحزمة الناسفة.

هذه الموجة الجديدة أيضا يجب أن تواجه بنفس العقلية والطريقة والإستراتيجية التي اتبعت في مواجهة السيارات المفخخة، يعني أن نذهب إلى الأصول وإلى الجذور وإلى القواعد وإلى الرؤوس وإلى الشبكات لنقوم جميعاً بتفكيكها، ويجب أن نذهب إلى حيث الإدارة والقيادة وإلى أقرب مكان في هذه الإدارة والقيادة، التي ترسل هذه المجموعات وهذه الشبكات لتنفيذ عملياتها الإرهابية في لبنان. طبعا الله سبحانه وتعالى، بسبب جهود الأجهزة الأمنية، نجى الشمال وخصوصا جبل محسن من عمليات مشابهة قبل أيام".

واستطرد: "اليوم نحن نحتاج أيضا إلى هذا الأسلوب. ما حصل في خلال الأيام القليلة الماضية من اعتقالات وتوقيفات ومتابعة، في الحقيقة يأتي في سياق هذه الإستراتيجية أيضا بالتحديد".

وعن "تعطيل الأهداف"، قال: "دائما عندما يقوم أي عدو بعدوان على شعب أو على منطقة أو على بلد، هو يريد ان يحقق هدفا أو مجموعة أهداف، أو عندما تنفذ عملية إرهابية أيضا تجاه بلد أو شعب أو جماعة أو منطقة، يكون لها هدف أو مجموعة أهداف.

من يقتل في الحرب أو من يقتل بنتيجة العملية الإرهابية هو شهيد، شهيد في سبيل الله وشهيد في سبيل وطنه وفي سبيل شعبه، ويدفع ثمن هذا العدوان، وهؤلاء الشهداء لهم مكانتهم ومقامهم ودرجتهم عند الله سبحانه وتعالى، بل أصبحت حياتهم حياة حقيقية، ونحن الموجودون في هذه الدنيا لا نستطيع مهما فعلنا أن نعيدهم إلى الحياة في الدنيا.

لذلك في مقابل الشهداء، ليس لدينا سوى الصبر والتحمل والإحتساب والتسليم لمشيئة الله سبحانه وتعالى، لكن في مقابل الأهداف التي يسعى إليها هؤلاء المعتدون، يجب أن نتحمل المسؤولية، بمعنى أنه لا يجوز أن نسمح بتحقيق أهداف العدوان، أو أهداف الإرهاب.

إذا سمحنا نتيجة وهن أو ضعف أو تشردم أو إنقسام في تحقيق أي من هذه الأهداف، هنا في الحقيقة تكون الإساءة للشهداء والجرحى وللمواقف الشريفة، لكل هؤلاء الناس الصابرين والثابتين. ولذلك يجب علينا في مواجهة العدوان الإسرائيلي أو التكفيري أو أي شكل من أشكال الإرهاب، أن نحدد الأهداف المفترضة أو المرجوة لهذا العدو أو لهذا المجرم أو لهذا القاتل، ونعمل على إحباطها وإفشالها".

وأردف: "في هذا السياق، عندما نأتي إلى التفجيرات الإرهابية الانتحارية في برج البراجنة، ما تم الحديث عنه أو يمكن ان يطرح من أهداف، وهذا كان واضحا:

الهدف الأول: إحداث فتنة في لبنان على أكثر من صعيد. عندما حصلت التفجيرات كان هناك عدد كبير من الشهداء، نتيجة طبيعة المكان وضيق الشارع والسوق واكتظاظ شعبي والساعة التي حدث فيها، ساعة انتهاء من الصلاة وخروج المصلين من المساجد وما شاكل. هناك عدد كبير من الشهداء، طبعا هم كانوا ـ بحسب التحقيقات ـ يعدون لما هو أخطر وأكبر مما حصل، حتى ما حصل دفع الله سبحانه وتعالى عنده بلاء أعظم. فالتسريب السريع الذي حصل، إن من داعش أو من جهات أخرى، قد تكون جهات إسرائيلية ـ الله أعلم ـ أو جهات مخابرتية معينة لأسماء مفترضة للانتحاريين وذكروا اسمين فلسطينيين واسم سوري ـ واضح أنه كان الهدف من خلال هذه المسارعة هو إحداث فتنة، بالدرجة الأولى إحداث فتنة مع الفلسطينيين، بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبالتحديد بين أهل الضاحية ومخيم برج البراجنة الفلسطيني، لأن المخيم ملاصق للشارع الذي حصلت فيه هذه الجريمة الكبيرة ولاحقا أيضا المخيمات الفلسطينية التي تعيش بين أهلنا في الجنوب أو أهلنا في البقاع. هؤلاء الشهداء الذين سينقلون إلى الجنوب وسينقلون إلى البقاع كان يفترض أن يتوقع منهم ـ بحسب هذه العقلية المتوحشة ـ ردات فعل تجاه الفلسطينيين، على قاعدة تحميل مخيم برج البراجنة والفلسطينيين المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة.

هذا الذي كان بالحقيقة مقصودا، وعمل له بشكل واضح من خلال الاستفادة من طبيعة المكان، الجوار، المخيم الملاصق للشارع الذي حصل فيه الانفجار.

ثانيا: القول إن الانتحاريين هما فلسطينيان.

ثالثا: لوحظ أن هناك أناسا دخلوا على خط مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة، وهناك ناس أيضا "مش معروفين" ومجهولون ـ وتعرفون على كل حال مواقع التواصل الاجتماعي، "مين ما كان يستطيع أن يختار اسما أو عنوانا ويتحدث بما يريد والناس تتفاعل معه ـ عملوا على تحميل المسؤولية بشكل سريع لمخيم برج البراجنة، وصعدوا التحريض على الفلسطينيين وصولا للدعوات التي صدرت على بعض مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجمة المخيم وضرب المخيم وقصف المخيم وما شاكل. هذا كله يؤكد أنه ما كان يعد من أهداف هذين التفجيرين هو الدفع باتجاه فتنة مع الإخوة الفلسطينيين.

أيضا لما تم تسريب اسم السوري بشكل سريع، أيضا من أجل الدفع باتجاه القيام بحالة عاطفية أو انفعالية أو غاضبة للنيل من النازحين السوريين، بالحد الأدنى في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع، وهذا أيضا كان سيؤدي إلى مواقف سيئة وبشعة لو حصل ذلك وحصل الانسياق.

بحمد الله عز وجل، نستطيع أن نقول إنه ببركة الوعي العام عند هذا الجمهور وهذه البيئة والشعب اللبناني عموما ـ لكن هذا الجمهور وهذه البيئة التي استهدفت بالقتل وبالخصوص عند عوائل الشهداء والجرحى، هذه الانضباطية، روح المسؤولية هذه عند أهلنا وشعبنا ـ فوتت هذا الهدف وهذه الفرصة وهذه الفتنة أيضا. ويجب دائما الإشادة بالوعي وبالانضباط وبالتصرف المسؤول والفهم لهذا الأمر".

ونوه في هذا الاطار ب"المواقف المنددة والحازمة التي صدرت عن إخواننا الفلسطينيين، سواء الفصائل الفلسطينية، القيادات الفلسطينية على اختلاف اتجهاتها، كلها بدون استثناء أصدرت مواقف حاسمة وقاطعة، أيضا أهالي المخيمات والنخب والأطر الشعبية والمدنية في المخيمات، أيضا ساعدت على هذا".

وقال: "في هذا السياق يجب أن أؤكد على ما يلي، من أجل ما حصل ومن أجل ما يمكن أن يحصل في المستقبل:

1ـ دائما يجب أن يكون في بالنا هنا ـ أقول للبنانيين والفلسطينيين والسوريين، لكل المتواجدين على الأرض اللبنانية، ولكن أخص بالذكر اللبنانيين، وبالأخص بيئة وجمهور المقاومة ـ يجب أن يكون في بالنا وفي وعينا وفي ثقافتنا أن الإسرائيلي وأن التكفيري معه، كلاهما يريدان إحداث فتنة وحرب أهلية في لبنان. الحرب الأهلية في لبنان بين من ومن، بمعزل عن من ومن، تخدم إسرائيل وأهداف إسرائيل بشكل قاطع، وتخدم أهداف داعش وكل التكفيريين والجماعات التكفيرية في المنطقة، لأن هذا مشروعهم: تدمير البلاد، تدمير المجتمعات، تدمير الجيوش، تدمير الأوطان، هذا ما يقومون به.

الانجاز اللبناني أنه تم صيانة لبنان والداخل اللبناني من الذهاب والانحدار إلى هذه الهاوية. هم يصرون على دفع لبنان إلى هذه الهاوية. هذا يجب أن يكون حاضرا مهما كانت جراحنا، مهما كانت آلامنا، أيا تكن تحليلاتنا، أيا تكن الوقائع التي قد تظهر أمامنا، يجب أن نتصرف بهذا الوعي وبهذه الثقة.

أي موقع مؤهل أكثر من غيره إذا أرادوا أخذ البلد إلى مشكل؟ لدينا مع الفلسطينيين، بيننا وبين الفلسطينيين".

وقال: "أنا ذكرت قبل أيام، في جلسة مؤتمر علمائي لدعم انتفاضة القدس، وقلت في ذلك الحين إن هناك شغلا أمسركيا إسرائيليا، وأيضا بعض الأنظمة العربية وبعض الإعلام العربي والاعلام الأجنبي على تحويل الشعب الفلسيطيني إلى عدو، مثلما يعملون لجعل إيران عدوا، ويودون جعل الشعب الفلسطيني عدوا للبنانيين، عدوا للسورييين، للأردنيين، للمصريين، للعراقيين، للكويتيين، وهكذا ونجحوا بنسب مئوية معينة. ما حدث قبل عدة أيام هو في هذا السياق. نحن عدونا من يقتلنا، من يفجر نفسه فينا، هو الفلسطيني، هو الشعب الفلسطيني. هنا توجد مغالطة كبيرة جدا وخطيرة جدا. لنفترض أنه سيظهر انه لا يوجد فلسطينيون، لكن سابقا بالعمليات الانتحارية السابقة، كان هناك فلسطينيون. لنفترض أن هناك فلسطينيا أو مجموعة من أشخاص فلسطينيين متورطون مع هذه الشبكات، مع داعش، مع القاعدة، مع النصرة، مع الجماعات التكفيرية. لا يوجد لا منطق ديني ولا منطق سياسي ولا منطق أخلاقي ولا منطق إنساني، أن يأتي أحدنا ويحمل الشعب الفلسطيني أو المخيمات الفلسطينية المسؤولية عن هذه الجريمة. هنا يجب علينا أن نتحدث بكلام مسؤولية".

أضاف "أنا أعرف في هذه اللحظات، ربما بعض العواطف الجياشة، بعض الناس الغاضبين يقولون: السيد ماذا يقول؟ لكن نحن عندنا يوم قيامة، وفي الدنيا هناك مسؤولية تاريخية ومسؤولية دينية ومسؤولية أخلاقية وقومية ووطنية، ويجب أن نتعالى على جراحنا ونتكلم بمسؤولية ونتصرف بمسؤولية. إذا حذرنا منه خلال كل المحنة السابقة، وأنا أسجل من جديد لجمهورنا ولبيئاتنا ولناسنا واللبنانيين عموما، لكن لهؤلاء الذين تألموا بكل العمليات الانتحارية السابقة، التي شارك فيها فلسطينيون للأسف، كان دائما التصرف هو تصرف إنساني وعقلائي وأخلاقي ومسؤول، وهكذا كان في التجربة الأخيرة، وهكذا يجب أن يكون في مواجهة أي حادثة من هذا النوع في المستقبل".

وتابع "طبعا، للأخوة الفلسطينيين في المخيمات، لنتحدث أيضا بسمؤولية من الجهة الأخرى، خصوصا الفصائل الكريمة، هم معنيون بالمساعدة ما أمكن على ضبط وضع المخيمات ومراقبة العناصر التكفيرية، وخصوصا الوافدة، يمكن أن يأتي إلى المخيمات سوريون، أو من جنسيات عربية أخرى، ويجدوا في المخيم ملاذا، يستأجر شقة كما فعلوا، يجلس فيها، يأتي إليه رفاقه، ينطلق منها. الفصائل تتحمل مسؤولية بالدرجة الأولى، لأن الأجهزة الأمنية اللبنانية أو الجيش اللبناني لا يدخلون عادة إلى المخيمات. الفصائل، أهل المخيمات، هم أهلنا وإخواننا وشعبنا وجيراننا وأحباؤنا، وقضيتهم هي قضيتنا، نحن وهم قدمنا خلال عشرت السنين في الصراع مع هذا العدو الإسرائيلي الاحتلالي الاستيطاني المتوحش، آلاف الشهداء وعشرات آلاف الشهداء ومعاناتنا واحدة، آلامنا واحدة، معركتنا واحدة. أنا أوجه الليلة خطابي لكل أهل المخيمات الفلسطينية في لبنان، للرجال للناس، للكبار، للصغار، للنخب، للمسؤولين، أن عليهم أيضا أن يساعدوا في منع أن يتحول بيت ما، أو حي ما، أو مكان ما في المخيم، إلى قاعدة ينطلق منها هؤلاء المتوحشون وهؤلاء الانتحاريون، الذين يسيئون إلينا جميعا، يسيئون إلى ديننا، إلى إسلامنا، إلى نبينا، ويسيئون كثيرا إلى القضية المقدسة، القضية الفلسطينية وإلى الشعب الفلسطيني".

وأردف "طبعا في هذا الإطار، يعني عندما تسلط الأضواء على المخيمات، أيضا من الواجب مطالبة الدولة اللبنانية بمساعدة الفصائل ومساعدة أهل المخيمات، من خلال مقاربة منصفة وحقيقية على المستوى الإنساني الإنمائي والحقوق الطبيعية للاجئين الفلسطينيين، وعدم الاكتفاء بالمقاربة الأمنية، يعني ان نساعد الفصائل الفلسطينية وأهلنا في المخيمات، على القضاء على أي أرضية قد تساعد على نشوء إرهابيين أو قيام إرهابيين وتكفيريين من هذا النوع".

وقال: كل ما قلته قبل قليل، في ما يتعلق بالفلسطينيين، ينطبق أيضا على إخواننا السوريين النازحين في لبنان. هنا أيضا أتكلم من موقع المسؤولية الدينية والوطنية والإنسانية والأخلاقية والجهادية، عندما يحصل أي حادث، حتى لو تبين لاحقا أو كنا نحتمل أثناء الحادث أن منفذه سوري، هذا لا يعطي لأحد على الإطلاق الحق أو الإجازة بأن يتعرض للنازحين السوريين. طبعا التجربة الأخيرة بدرجة عالية جدا، كانت أيضا تجربة منضبطة واخلاقية، وعلى درجة عالية من روح المسؤولية. لكن أنا أريد أن أؤكد على هذا المعنى. هؤلاء السوريون النازحون الموجودون عندنا في لبنان، كثير منهم أساسا هم يؤيدون خطنا السياسي، ويؤيدون المقاومة ويؤيدون المحور والجبهة، التي نحن فيها، وأيضا كثير منهم قد لا يكونون معنيين بكل هذه المعركة القائمة، وهم لا يؤيدون داعش وجبهة النصرة والتكفيريين، قد لا يؤيدون النظام لكن قد لا يؤيدون أيضا أداء هذه الجماعات المتوحشة، قد يكون كثير من هؤلاء أصلا غير معني بكل الصراع، من قريب أو بعيد، إنما نزحوا، أو لجأوا إلى لبنان من أجل الحفاظ على أنفسهم، أو على عائلاتهم أو على أطفالهم".

أضاف "نعم بالتأكيد، قد يكون من بين هؤلاء النازحين من يؤيدون الجماعات التكفيرية أو جماعات المعارضة المسلحة، نحن لا نستطيع ان نأخذ كل النازحين السوريين بجريرة جماعة، قد يكون لها موقف أو قد تكون متعاونة أو ما شاكل. هذا الموقف الديني، الموقف الشرعي، الموقف الاخلاقي الإنساني الوطني يفترض منا ذلك، وأنا أعرف أن هذه البيئة، وأن هذا الجمهور بدرجة كبيرة جدا، والحمد لله، قد ترسخت لديه هذه الثقافة وهذا الوعي بشكل قوي وحاضر".

وتابع "لكن أيضا، كما تحدثنا مع الإخوة الفلسطينيين، أخاطب الإخوة النازحين السوريين على امتداد الأراضي اللبنانية، وأقول لهم: أيا يكن موقفكم السياسي، مع النظام، ضد النظام، مع المعارضة، ضد المعارضة، لكن وجودكم في لبنان ومصلحتكم ومصلحة الشعب اللبناني ومصلحة لبنان ومصلحتنا جميعا، أن لا تسمحوا لأي من هذه الجماعات، أن تستغل موقفكم أو تعاطفكم أو تواجدكم أو بيوتكم أو حضوركم، لتتحول إلى قاعدة انطلاق أو تنفيذ عمليات إرهابية أو إجرامية من هذا النوع، وأدعو كل النازحين إلى التعاون مع الجيش اللبناني، ومع الأجهزة الأمنية اللبنانية ومع بقية فئات الشعب اللبناني، عندما تتوفر لديهم أي شبهة، أو أي ملاحظة يمكن أن يدفعوا بها خطرا عن اللبنانيين، أو عن السوريين وعن الفلسطينيين وعن كل الذين يمكن أن يستهدفوا. بالأمس في برج البراجنة، هناك شهداء وجرحى فلسطينيون، هناك شهداء وجرحى سوريون، هذا الإرهاب الذي يقتل الآن، هو إرهاب أعمى ولا يميز ولا يفصل، بل يشرع أن يقتل جماعته، ومن ينتمي إليه، ويجد لذلك التبريرات الفقهية والقانونية المعينة".

وأردف "كذلك لو تبين ـ أعود وأخاطب اللبنانيين وجمهور المقاومة بالتحديد ـ لو تبين أنه في هذه الشبكات يوجد لبنانيون ينتمون إلى طائفة لبنانية معينة، كما هو بالفعل هو ينتمي إلى الطائفة الإسلامية السنية الكريمة في لبنان. في العمليات السابقة اعتقل رجال ونساء ينتمون إلى الطائفة السنية، وهم لبنانيون ومتورطون في عمليات تفجير، أيضا هذه الشبكة، التي تم اعتقالها الآن، بينهم لبنانيون ينتمون إلى الطائفة الإسلامية السنية الكريمة، هذا لا يعني على الإطلاق أن يأتي أحد ومن موقع الانفعال أو الغضب، ليحمل هذه الطائفة الكريمة أي مسؤولية أو يتهمها، هذ الطائفة منزهة عن هذه الجريمة وعن هذا الاتهام، وعلماؤها وزعماؤها وقادتها وأحزابها وأهلها وناسها، كلهم كان لهم موقف الإدانة والاستنكار والتضامن والتعاطف، هؤلاء يريدون من خلال هذا الاستخدام وهذا التوظيف، أن يدفعوا إلى فتنة سنية- شيعية في لبنان، يعني قبل قليل عندما كنت أقول، يعني القتال كان يتحضر بين من ومن؟ بيننا وبين الفلسطينيين؟ بيننا وبين النازحين السوريين؟ بين الشيعة وبين السنة في لبنان، من خلال استخدام فلسطينيين أو سوريين أو لبنانيين سنة؟.

واستطرد "نحن جميعا، في كل المناطق اللبنانية، الذين استهدفنا، أو قد نستهدف بهذا النوع من العمليات الإجرامية، يجب أن نكون حذرين من الخطاب الطائفي، ومن إثارة المشاعر الطائفية والمذهبية، لأن هذا يخدم العدو، ويحقق هدفه، ولا يخدم مصلحة اللبنانيين والشعب اللبناني، ولا الضيوف عندنا في لبنان من فلسطينيين وسوريين وغيرهم، ويؤذي بالتأكيد أرواح الشهداء"، متابعا "توصية أخيرة في سياق هذا الهدف أيضا، لكل الإخوة والأخوات، الشباب، الصبايا، خصوصا المتواجدين على مواقع التواصل الاجتماعي: أنا يجب أن ألفتهم وأن أحذرهم وأن أنبههم دائما: هناك من يدخل على الخط ويفتعل مشكل من أصغر قضية، اليوم تحصل قصة يحولونها إلى مشكل، يحولونها مسلم- مسيحي، تحدث قصة يحولونها سنة- شيعة، تصبح قصة يحولونها أمل- حزب الله. يجب على كل الذين يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي، أو يكتبون جملا على هذه المواقع أن يكونوا حذرين جدا، وأن يعرفوا أن هذه ساحة متابعة، وهذه تؤدي إلى أحقاد ومشاكل وتفتعل توترات، ليس فقط التلفزيون والإذاعة والخطابات والمواقف العلنية. يجب أن يتصرفوا بمسؤولية، أن يكتبوا بمسؤولية، وأن يواجهوا بمسؤولية، وأن لا يسمحوا رغم الغضب والجراح والآلام بتسلل أي أحد يريد أن يقدم خدمات لإسرائيل أو للتكفيريين على المستوى اللبناني".

ورأى أن "الهدف الثاني المفترض يمكن لهذا النوع من الاعمال، هو الضغط على المقاومة وعلى حزب الله بالتحديد، كما يقولون هم، أو يدعون للانسحاب من المعركة مع المشروع التكفيري، خصوصا مع داعش في سورية أو في غير سوريا. على كل، في مواجهة هذا الهدف أيضا، هم يعلمون أن هذا النوع من التكفير والقتل، لن يكون مفيدا على الإطلاق، بل كانت وستكون له نتائج عكسية. بعد تفجير الرويس، أنا قلت إننا سنزداد حضورا في هذه المعركة، وسوف نزداد جدية في هذه المعركة، وهذا هو الذي حصل منذ تفجير الرويس إلى اليوم. اليوم أيضا، أريد أن أقول: نعم، هذا سيكون له نتائج عكسية، إذا كانوا يفترضون أن قتل رجالنا ونسائنا واطفالنا وهدم بيوتنا وحرق أسواقنا، وما فعلوه قبل أيام، يمكن أن يزعزع أو يضعف الإرادة أو العزم، ويجعلنا نغير في موقفنا، أو في رؤيتنا أو في بصيرتنا، هم مشتبهون تماما، بل هذا سيزيدنا عزما وإصرارا. وأنا أقول لكم اليوم، نحن في هذه الجبهات، خصوصا في سورية، قاتلنا داعش وغير داعش في أكثر من جبهة، لكن بعد هذه العملية، نحن سوف نذهب ونفتش عن جبهات مفتوحة مع داعش ليكون حضورنا فيها أقوى وأشد، لأن هذا معنى الوفاء للشهداء، الذين سقطوا في برج البراجنة، هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق بهذه الوسيلة الاجرامية".

وتوجه إلى "كل الناس الذين يتابعون الأحداث في لبنان وفي المنطقة وفي العالم"، بالقول: "داعش هذه بالتحديد، كل الجماعات التكفيرية، لكن داعش هذه بالتحديد، هذه لا مستقبل لها، هذه لها عمر قصير جدا، لا مستقبل لها لا في الحرب ولا في السلم، لأنها هي مشروعها مشروع قتل وموت ودمار، ليس عندها برنامج، لا لدولة ولا لحياة ولا لتعايش ولا للاعتراف بالآخر ولا لقبول الآخر. ليس عندها، حتى في داخل فكرها التكفيري، حتى في داخل جماعتها التكفيرية، هي تملك عناصر التدمير الذاتي، وهذا ما نسمعه من أخبار يوميا تحصل فيما بينهم.

داعش في الحرب الآن تخسر المزيد من الأراضي، خسرت في العرق، خسرت محافظة ديالى، محافظة ضخمة أكبر من لبنان بمرات عديدة كانت تحت سيطرة داعش، وبجهود وتضحيات القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي والعشائر العراقية والشعب العراقي، أخرجوهم من محافظة ديالى، أخرجوهم من محافظة صلاح الدين وهي محافظة أيضا أكبر من مساحة لبنان، والآن القتال في الأنبار. بالأمس القوات الكردية أخرجت داعش من مدينة سنجار ومن عدد من القرى في قضاء سنجار. إذا في العراق داعش إلى انحسار. في سوريا أيضا، داعش خسرت الكثير من المواقع، وسوف تكون إلى مزيد من الانحسار إن شاء الله في المرحلة المقبلة، على المستوى العسكري في الحرب هذه داعش لا مستقبل لها.

وفي السلم أيضا داعش لا مستقبل لها، كل الذين دعموها وساندوها وحموها واحتضنوها كانوا يوظفون حماقتها وغباءها لتحقيق أهدافهم، ويوما بعد يوم هؤلاء يكتشفون أي وحش ربوه في أحضانهم، أي ثعبان أيضا في حجورهم قاموا بتربيته. في السلم لا مكان لداعش. في التسوية السياسية في فيينا وفي غير فيينا، في العراق، في سوريا، في ليبيا، في اليمن، في مصر، في أي بلد، حتى في أفغانستان، في أي بلد فيه داعش أو من يحمل عنوان داعش لن يكون له مكان في السلم، والذين دعموه وساندوه سيتخلون عنه، هذه داعش لا مستقبل لها، وهذه معركة مآلها إلى الانتصار وإلى إلحاق الهزيمة بداعش ومشروع داعش وأهداف داعش إن شاء الله".

وفي الشأن الداخلي السياسي، قال: "النقطة الأخيرة التي أريد أن أشير لها، هي أنه يجب الاستفادة من المناخات الإيجابية، التي سادت البلد في الأيام الأخيرة، سواء من خلال التوافقات التي حصلت لعقد الجلسة التشريعية، أو الموقف الإنساني والوطني النبيل، الذي عبر عنه الجميع، إلا بعض الصغار التافهين، الذين يعيشون على التناقضات، على أثر الحادثة الإرهابية في برج البراجنة. هذا الجو الإيجابي، هذا المناخ الإيجابي هذا التعاطف الإنساني والوطني الكبير، يجب أن نحرص جميعا أن نحافظ عليه أطول مدة ممكنة إذا أمكن".

وإذ دعا إلى "الاستفادة من هذا المناخ"، جدد الدعوة إلى "ما ذكرته قبل التفجيرين الإرهابيين في برج البراجنة، عندما كنت أتحدث في يوم الشهيد، وقلت نحن ندعو إلى تسوية وطنية سياسية شاملة تطال رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة المقبلة وعمل المجلس النيابي وقانون الانتخاب، باعتبار أن قانون الانتخاب هو الخطوة الحقيقية على طريق إعادة تكوين السلطة. وهذا ليس كما قال البعض إنه هو تعبير آخر عن المؤتمر التأسيسي، لا، بهذا الدستور، بهذا النظام، بهذا الطائف، بالآليات الدستورية المعتمدة تفضلوا، فليجلس اللبنانيون وينجزوا اتفاقا كاملاً على هذه العناوين وعلى هذه البنود، هذا ليس له علاقة. هناك أناس لا أعرف كيف يقرأون وكيف يفهمون عربي". أضاف "في كل الأحوال، أنا أجدد الدعوة إلى هذا الأمر، وبذلك نستطيع أن نتعاون جميعا لنخرج بلدنا من أجواء الشلل والتعطيل والعجز. في هذه الأجواء القائمة، علينا أن لا ننتظر الخارج الذي سيزداد انشغالا، مثلا بالأسابيع والأشهر القليلة الماضية حتى الأوروبيين أو بعض العرب كانوا يعتبرون أن فرنسا قد تستطيع أن تأتي إلى لبنان وتلعب دورا إيجابيا، وعندها القليل من الوقت، ولكن هذه فرنسا، شاهدتم، هي الآن منشغلة بنفسها وبحالها إلى حد أنه لا يستطيع أن يذهب رئيسها إلى قمة العشرين. بكل الأحوال، العالم إلى مزيد من الانشغال بمشاكله الدولية والإقليمية والملفات والأزمات القائمة. مجددا نحن اللبنانيين نستطيع بالإرادة، بالتفاهم، بتدوير الزوايا، بالأخذ والعطاء أن نرجع ونلم بلدنا ونعالج مشكلتنا ونحصن بلدنا في مواجهة كل هذه الأعاصير. اللبنانيون الذين لا ينقصهم لا الذكاء ولا العقل ولا الفهم ولا النباهة، ولا الزعماء الذين يستطيعون، أن يأخذوا القرارات الصعبة مثل ما ثبت بكثير من المراحل. رغم كل الصعوبات الموجودة ببلدنا، التي دائما نتكلم عنها لكن إذا توفرت الإرادة والجدية، نعم نحن نستطيع أن نتغلب على هذا المناخ". وتوجه إلى "عوائل الشهداء وإلى الجرحى وإلى المصابين وإلى الذين تأثرت بيوتهم أو محلاتهم ولحق بها أضرار كبيرة وصبروا وثبتوا، لكل ما صبرتم عليه ولكل ما قلتموه وعبرتم عنه من مواقف ومن روحية عالية ومن ثبات ومن إخلاص ومن وفاء، وهذا هو المتوقع منكم وأنتم الخارجون قبل أيام من أجواء كربلاء، أنتم الذين دائما كنتم مع الحسين وزينب، هذا هو كان المتوقع وهذا ما سمعنا وما رأينا. اللسان عاجز عن توجيه الشكر لإخلاصكم ووفائكم ومحبتكم وثباتكم، وإن شاء الله سبحانه وتعالى هذه الدماء وهذه المواقف لن تكون نتيجتها في الدنيا وفي الآخرة إلى عز الدنيا وعز الآخرة وشرف الدنيا وشرف الآخرة وكرامة الدنيا وكرامة الآخرة". وختم "رحم الله الشهداء، ونسأل الله أن يشافي ويعافي الجرحى ويربط على قلوب الجميع، وأن ينتقل بنا إن شاء الله إلى كل المواقع التي نلحق فيها الهزيمة بهؤلاء القتلة والمجرمين والمتوحشين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

الصوري متروبوليتا لزحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - الكورة - غص دير سيدة البلمند البطريركي بالوافدين لحضور رسامة الأرشمندريت المنتخب أنطونيوس الصوري متروبوليتا لزحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الارثوذكس. ابتدأت الرسامة التي ترأسها بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر باستدعاء المنتخب وتقديمه الشكر للثقة التي أولاها له آباء المجمع، وباعتراف إيماني تلاه قبل صلاة الغروب التي خدمتها جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي. وصباحا، ترأس البطريرك القداس عاونه فيه المطارنة جورج خضر (جبل لبنان)، الياس كفوري (صور وصيدا)، جورج أبو زخم (حمص)، باسيليوس منصور (عكار)، سلوان أونر (بريطانيا) ونيفن صيقلي (موسكو)، الأساقفة أثناسيوس فهد، ديمتري شربك، إيليا طعمة، كوستا كيال، غريغوريوس خوري وقيس صادق، ولفيف من الآباء رؤساء الأديار والكهنة والشمامسة، وخدمت القداس جوقة أبرشية طرابلس والكورة وجوقة أبرشية زحلة وبعلبك. وحضر القداس متروبوليت زحلة السابق اسبيريدون خوري، الأسقف أفرام معلولي وشخصيات رسمية وكنسية، وكانت مشاركة من كل أطياف أبناء زحلة. وبعد تلاوة الاعترافات الإيمانية من قبل المنتخب، تمت الرسامة الأسقفية للأرشمندريت أنطونيوس الصوري متروبوليتا على أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما بوضع يد البطريرك والمطارنة ووسط هتاف أكسيوس- مستحق من قبل المؤمنين. وفي نهاية القداس، وبعد وضع التاج وتسليم العصا الرعائية، ألقى المتروبوليت جورج خضر كلمة جاء فيها: "نقول إنك راع، ليس في الحقيقة من راع إلا الذي قال أنا الراعي الصالح. إن تشبهت به تصبح أسقفا. أنت كذلك حسب النعمة من جهة وحسب الإمكان من جهة. لفتني دائما عندما كنت في جنازة كاهن أن وجهه مغطى بالستر، أي ستر الكأس المقدسة. ماذا يعني هذا سوى أنك مدعو لتصبح قربانا لله، وماذا يعني هذا سوى أنك ذبيح أي مذبوحة فيك خطاياك لتصير للمسيح وحده. تفويضك أن تطلب من الروح القدس أن يهيمن على زحلة بحيث تستلم ذاتها من المسيح. أن تكون زحلة للمسيح فقط هذه مهمتك. الرب يكمل نقائصك. أحبب الرب وحده ولا تخلط به أحدا. عند ذاك تستطيع أن تصبح خادما للمسيح". من جهته عبر الصوري عن شكره وتقديره ليوحنا العاشر، طالبا صلوات جميع الذين أناروا دربه الكنسي والرهباني، ودعاء أبناء زحلة له، ومقدما باسمهم انجيلا مقدسا للبطريرك. وختم يوحنا العاشر متمنيا للمطران الجديد خدمة مباركة في المهمة الجديدة التي أوكلت إليه، باعثا بالبركة الرسولية لكل أبناء أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما. وبعد القداس صافح البطريرك المهنئين في صالون الدير.

 

قاووق: حماية لبنان من الارهاب لا يكون بالحياد بل باستئصال البؤر التكفيرية وقطع الطريق على الامدادات الداعشية

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على "أننا لن نتهاون مع القتلة، ولن نخذل أهلنا، وقد أقسمنا بدماء شهدائنا التي هي أعز وأزكى دماء، أننا سنرد حيث يجب أن نرد، وسنهزمهم حيث يجب أن نهزمهم، فهم يعرفون تماما أننا هزمناهم في مختلف الميادين، وأننا واثقون وقادرون وسنكمل المواجهة وليس أمامنا إلا تحقيق النصر، وليس أمامهم إلا أن ينهزموا على أيدي رجال الله، وسيكتب التاريخ أنه كما هزمنا العدوان الإسرائيلي، فإننا مجددا سنهزم العدوان التكفيري، وهذا هو وعدنا لأهلنا وشعبنا".

كلام قاووق جاء خلال احتفال اقامه "حزب الله" تكريما للشهيد خليل بشير جميل في حسينية بلدة عيتا الشعب، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي، وقال: "ان موقفنا واضح وحاسم ونهائي تجاه المجازر والتفجيرات التي يرتكبها التكفيريون، فإن أرادوا من خلال تفجيرات برج البراجنة أن نغير موقفنا أو أن يكسروا إرادة شعبنا فقد فشلوا، وما حصل بالأمس يكشف حجم الخطر والتوحش والإجرام التكفيري على اللبنانيين جميعا، وهذا ما يتطلب موقفا وطنيا موحدا وحاسما ونهائيا في مواجهة الخطر التكفيري، فحماية لبنان من هؤلاء لا تكون بالحياد ولا بالتردد، ولا بمواقف تخدم هذا المشروع الإرهابي، أو بتبرير الإجرام والإرهاب التكفيري، وإنما باستكمال المعركة لاستئصال البؤر التكفيرية، وقطع الطريق على أية قوافل وامدادات داعشية من الرقة والموصل في اتجاه لبنان".

واعتبر أنه "بالرغم مما تتطلبه هذه المعركة من تضحيات، فإننا نخوضها من أجل حماية أهلنا، وأن كل ما قدمناه من تضحيات هو قليل أمام حجم الإنجازات التي عجزت عن تحقيقها أميركا والدول الكبرى في العراق وسوريا، وأن هذه الإنجازات أنهت المشروع الداعشي في جرود عرسال ورأس بعلبك، والتي هي إلى جانب تضحيات الجيش والشعب قد جعلت لبنان الأكثر منعة وتحصينا أمام الخطر التكفيري على امتداد المنطقة، وبالتالي فإنه ليس أمام لبنان إلا أن يستكمل هذه المواجهة بعزم وقوة، كما ليس أمامه إلا أن ينتصر".

وشدد قاووق على أننا "لا ننتظر من الذين يدعمون داعش بالسر أن يدينوا تفجيرات برج البراجنة بالعلن، فهم إن كانوا حقا يدينون العمليات الإجرامية الداعشية، فلماذا يواصلون دعمهم لداعش بالمال والسلاح"، مضيفا "لم يعد سرا هوية الدول العربية والإقليمية التي تدعم داعش من أجل إسقاط سوريا المقاومة، وإضعاف المقاومة في لبنان، فبعد خمس سنوات على استهداف سوريا في دورها وموقعها وهويتها المقاومة، نرى أن العديد من الرؤساء والأمراء والملوك والوزراء والنواب في دول العالم من الذين طالما طالبوا برحيل الرئيس الأسد قد رحلوا، وبقي هو حاميا لموقع سوريا المقاوم، ولم يبق أمام دولهم إلا المزيد من الإحباط واليأس، لأنهم بعدما أرادوا طيلة خمس سنوات إسقاط دمشق وبغداد، ومؤخرا صنعاء، فإنهم فشلوا في ذلك ولم تسقط دمشق ولا بغداد ولا صنعاء، وبالتالي فإنهم لم يحصدوا إلا الخيبة والفضيحة".

 

بكاسيني: المشكلة ليست باتفاق الطائف وإنما بمن يرفض تطبيقه سعيا لمؤتمر تأسيسي

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - نظمت منسقية تيار "المستقبل" في صيدا والجنوب ورشة عمل بعنوان "اتفاق الطائف.. بين التطبيق والتعديل والالغاء" لمناسبة الذكرى الـ 26 لتوقيع اتفاق الطائف، تحدث فيها مدير تحرير جريدة "المستقبل" جورج بكاسيني الذي واكب عن قرب مرحلة وظروف ولادة وثيقة الوفاق الوطني ووثقها في كتابه "اسرار الطائف من عهد امين الجميل حتى سقوط الجنرال" الذي صدر سنة 1993. وشارك في الورشة ممثلون عن احزاب وقوى سياسية وحقوقيون واكاديميون ومفكرون وممثلو مجتمع ومدني وهيئات شبابية، الى جانب اعضاء منسقية "المستقبل" في الجنوب وممثلين عن قطاعات ومكاتب التيار. افتتحت الورشة بالنشيد الوطني اللبناني ثم بالوقوف دقيقة صمت حدادا على رواح شهداء تفجيري الضاحية وعن روح الراحل رفيق النقيب مدير عام جريدة المستقبل، ثم رحب منسق عام التيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود بالمحاضر والمشاركين، واعلن ان هذه الورشة "هي من ضمن باكورة ورش عمل ينظمها التيار في الجنوب وتتناول العديد من القضايا المطروحة على الساحة الوطنية". وأدار عضو منسقية التيار في الجنوب الدكتور مصطفى متبولي الورشة مستهلا اياها بكلمة تحدث فيها عن اهمية اتفاق الطائف كإنجاز "للرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ادى الى انهاء الحرب الاهلية واخراج الشعب اللبناني من ظلام دويلات الميليشيات الى نور رحابة تاريخه الحضاري". بدوره قال بكاسيني "ليس صحيحا ما يردده البعض في السر او في العلن من ان اتفاق الطائف هو المشكلة وان ما يواجهه لبنان من ازمات سببه هذا الاتفاق"، بل ان الصحيح هو "ان اتفاق الطائف هو الحل وان المشكلة تكمن فيمن يرفض تطبيقه املا منه في الوصول الى مؤتمر تأسيسي لتغيير النظام السياسي في لبنان". أضاف: "المشكلة الأكبر هي ان رفض تطبيق الطائف يأتي ممن يعارضون تنفيذه في العلن، ومعهم قوى سياسية اخرى تؤيد تطبيقه في العلن وترفض ذلك في السر. والمقصود هنا معظم القوى السياسية التي تناوبت على رفض الالتزام بهذا الدستور خلال مرحلة الوصاية السورية وبعدها وصولا الى اليوم. واذا كان الطائف قام في حينه على معادلة شعارها السيادة مقابل الاصلاح بوصفها تسوية وطنية تاريخية ترضي المسيحيين المطالبين بانسحاب الجيش السوري من لبنان، كما ترضي المسلمين المطالبين باصلاحات سياسية في النظام، فان تطبيق هذه المعادلة جرى تشويهه بسبب الطعن الدائم به من جانب طرفين وازنين اسلاميا ومسيحيا لم يعترفا اصلا بالطائف منذ نشأته، وهما حزب الله والتيار الوطني الحر، ذلك ان الحزب لم يكتف بالاعتراض على انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد اسابيع من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تحت عنوان "شكرا سوريا"، وانما ذهب الى خلق وصاية ايرانية بديلة على لبنان. اما التيار الوطني الحر فما زال يعترض حتى اليوم على مجموعة من الاصلاحات التي اقرت في الطائف وابرزها تلك التي طالت صلاحيات رئيس الجمهورية محددا مواصفات جديدة لهذا الرئيس تحت عنوان الرئيس القوي".

وتابع: "اكثر من ذلك، فان الطرفين المذكورين تواطآ على محاولة نسف اصلاحات اخرى في الطائف متكافلين متضامنين مع قوى اخرى طالما ايدت الطائف، من خلال الدعوة الى اقرار ما سمي قانون اللقاء الارثوذكسي، متجاهلين ان الطائف نص على المحافظة دائرة انتخابية، وعلى اعادة النظر في التقسيم الاداري بما يؤمن الانصهار الوطني وضمن الحفاظ على العيش المشترك ووحدة الارض والشعب والمؤسسات. الأخطر من ذلك ان حزب الله اطاح بندا اساسيا في الدستور يفترض ان يخضع توازنات دقيقة في النظام وهو قرار الحرب والسلم الذي يحتاج وفق الطائف الى موافقة ثلثي اعضاء مجلس الوزراء، بوصفه احد المواضيع الأساسية كما سمي في النص، مثل حالة الطوارىء، وحل مجلس النواب، والتعبئة العامة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية وغيرها".

وأردف: "بدلا من ان يكون هذا الدستور سببا موجبا لإتفاق اللبنانيين حول كيفية ادارة شؤونهم الوطنية، اتفق معظم اللبنانيين على الاطاحة به، كل لسبب، ما احدث هذه الاختلالات المتفاقمة في نظامنا السياسي والتي توجت اخيرا بشغور موقع رئيس الجمهورية لأسباب كثيرة من بينها اعتراض بعض القوى على الطائف ومحاولة استبدال نصوصه الواضحة والصريحة بأخرى لا علاقة لها بالدستور مثل ان يكون رئيس الجمهورية قويا بمعزل عن قدرته على توفير الأكثرية اللازمة في المجلس النيابي كما ينص الطائف. ومعنى ذلك ان المشكلة لا تكمن في اتفاق الطائف وانما في عدم التزام قوى كثيرة بنصه وروحه، والدليل على ذلك الأجوبة التي تلقاها الرئيس سعد الحريري من الكتل النيابية بعد تكليفه برئاسة الحكومة ردا على سؤال وجهه الى جميع الكتل اثناء الاستشارات النيابية في مجلس النواب، ومفاده: ما هو موقفكم من استكمال تطبيق الطائف، فكان جواب غالبية الكتل: ليس وقته الآن".

وقال: "الرئيس (سعد) الحريري اطلق لاحقا مبادرة أخرى لتنفيذ الطائف، اثر الجدل حول قانون اللقاء الأرثوذكسي، ترمي الى انشاء مجلس للشيوخ بعد اجراء تعديل دستوري يعلق شرط الغاء الطائفية السياسية لفترة يتم التوافق عليها وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة، الا انها بقيت حبرا على ورق، ولم تكلف معظم القوى السياسية نفسها عناء مناقشتها او على الأقل التعليق عليها، ما يعني عدم وجود ارادة سياسية للالتزام بتطبيق ما يمثل حلا لازمات اللبنانيين بدلا من البحث عن مشكلة تلو الأخرى. لو استحدث هذا المجلس لما كانت اثيرت هذه الروائح الطائفية المقيتة.

ثم جرى نقاش من قبل الحضور لعنوان وموضوع الورشة.

 

باسيل من فيينا: الجريمتان الارهابيتان في لبنان وفرنسا ليستا صدفة وعزيمة الإرهابيين ستشتد لو خرجنا من الاجتماع منقسمين

السبت 14 تشرين الثاني 2015/وطنية - استهل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الكلمة التي ألقاها باسم لبنان في مؤتمر فيينا المخصص لبحث الأزمة السورية وسبل حلها، في مقر المؤتمر في "إمبريال أوتيل" في العاصمة النمساوية، بالقول: "استهدف الارهابيون بوقاحة كلا من لبنان وفرنسا، وذلك في فترة وجيزة. لم يكن محض صدفة اختيارهم لهذا التوقيت، ولهذين البلدين بالذات، اللذين طالما أثبتا تمسكهما بالتنوع وحرية التعبير والمعتقد والقيم الإنسانية من خلال التاريخ، والجغرافيا، والنموذج الاجتماعي. يجمعنا بفرنسا الأم الحنون رابطة الدم، دماء الشهداء".

أضاف: "بغض النظر عن هذا الواقع، فإن الطبيعة المتشابهة لهاتين الجريمتين وتوقيتهما، الذي يأتي بعد بضعة أيام من حادثة الطائرة الروسية، وقبل بضع ساعات من جلسة اليوم، يقطعان الشك باليقين: إنهم يبعثون لنا برسالة أن الاٍرهاب قادر على خوض الحرو،ب وتنظيم هجمات إرهابية في الوقت نفسه، حيثما يحلو له، بغض النظر عن هوية المستهدف، وإلى أي جهة ينتمي. ما يصبون إليه هو نشر الفوضى من خلال أعمالهم الوحشية، التي تؤدي إلى قتل الأبرياء أو تهجيرهم بهدف القضاء على التنوع والتعددية وافتعال الفوضى".

وتابع "أما الرسائل التي يريدون إيصالها من خلال أعمالهم الإرهابية فهي: الأولى: إننا لا نخشاكم وسوف نعمل على أضعافكم.

الثانية: نحن نوع جديد من الاٍرها،ب باستطاعته خوض الحروب وتنظيم هجماتإلارهابية أينما كان.

الثالثة: لا تحاولوا حل الأزمة السورية، لأن هذه الحرب الدموية هي الفوضى بحد ذاتها ويجب أن تستمر". سائلا "ما العمل إذا في مواجهة رسائل التهديد هذه؟ نحن دول وحكومات سيادية من المفترض أن ندافع عن شعبنا وعن السلام في العالم. أن نبقي على الوضع مستمرا كالمعتاد؟ هل نهدر وقتنا بالتجادل على التفاصيل، في حين أن الخطر يحوم فوق رؤوسنا بطريقة مرعبة؟"، معتبرا أنه "ينبغي اتخاذ خطوات واضحة، تتجاوز حدود الكلام، لإظهار عزمنا على محاربة الإرهاب متحدين".

ورأى أنه "على الرغم من الخلافات السياسية، إن الصراع في سوريا لم يعد بعد اليوم مجرد صراع دموي آخر. لقد بات إنهاؤه ضرورة ملحة، فيما لو أردنا تسديد ضربات حقيقية إلى الفلك، الذي أوجده داعش، وطبيعة الإرهاب الدولي، الذي ساعد على إيجاده ورعايته"، مشيرا "صدقوني ، إن عزيمة هؤلاء الإرهابيين سوف تشتد، فيما لو خرجنا من هذا الاجتماع منقسمين، نتبادل الاتهامات، فيما بيننا بدلا من الوقوف بشجاعة موحدين ضد هذا السرطان".

وقال: "أخيرا، أشدد على حاجتنا إلى لبنان القوي، حيث أن المعادلة تسير بشكل متواز، فإن استقرار سوريا يقود إلى الاستقرار في لبنان، كما أن لبنان القوي، قد يساهم في استقرار سوريا. وان الإرهابيين يدركون ذلك، ويعملون على زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان".

وختم "إن عملية التهجير الجارية حاليا بشكل واسع، هي مصدر قلق بالنسبة للبنان. فالارهابيون يتسلل بعضهم إلى أراضيه تحت غطاء اللاجئين والعمليات الانتحارية هي خير دليل على ذلك. علينا أن نتخذ كل ما من شأنه إعادة اللاجئين إلى سوريا، وأن يكون في صلب أي حل للأزمة السورية".

 

 نديم الجميل: لعقد مؤتمر دولي لاستئصال خطر الارهاب

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أكد النائب نديم الجميل انه "في خضم هذه الفوضى والمأساة التي يسببها الارهاب العالمي العابر للقارات، لا يسعني أولا إلا أن أتقدم مجددا بالتعزية الحارة من أهالي الضحايا البريئة، الذين سقطوا في برج البراجنة، وأدعو لشفاء المصابين، وأتقدم بالتعزية من الشعب الروسي الذي فقد عشرات من مواطنيه في تفجير الطائرة الروسية فوق مصر، كما أتقدم أيضا من الشعب الفرنسي الذي تعرض لأبشع الهجمات الارهابية، والذي تحولت عاصمته باريس من عاصمة النور الى عاصمة الدم". وناشد الجميل في بيان، المسؤولين في لبنان والعالم "تضافر الجهود من أجل إيجاد حل جذري ودائم لوقف موجة الارهاب التي تهدد العالم بأسره، عبر استئصال الأورام الخبيثة التي تؤدي الى نشوئه، إذ أن الفقر والظلم والقمع والقهر والاستبداد هم البيئة الحاضنة والاساسية لنمو الارهاب والسبب الرئيسي في انتشاره. فبدلا من معالجة النتيجة، يجب معالجة المسببات الرئيسية لقيامه وانتشاره". ودعا الى عقد مؤتمر دولي "تتضافر فيه جهود العالم بأسره لاستئصال هذا الخطر الذي يهدد الأمن والسلام الدوليين".

 

منتديات لقاء سيدة الجبل، جمعية تطوير للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية

جمعية الإرشاد القانوني والاجتماعي، و جمعية الإخوة للعمل الثقافي والاجتماعي

بيان/بيروت في 14-11-2015

ان منتديات لقاء سيدة الجبل ، جمعية تطوير للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية، جمعية الإرشاد القانوني والاجتماعي، وجمعية الإخوة للعمل الثقافي والاجتماعي تدين بأشد العبارات التفجيرات الارهابية التي استهدفت مؤخرا" الطائرة الروسية المدنية فوق صحراء سينا، والمواطنين الأبرياء في ضاحية بيروت الجنوبية وبعض أحياء باريس.ان هذه الجمعيات واذ تأسف لدماء الضحايا الابرياء التي سقطت في البلدان الثلاثة، تؤكد أن مواجهة الارهاب لا تقتصر على التصدي لأعماله، وانما ينبغي أن تتوجه الى اجتثاث مصادره الأساسية ومسبباته؛ وهي في تقديرنا "ارهاب الدولة" الذي يمارس في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا واسرائيل. كما يأتي في أصل هذا الارهاب المتوسطي، عجز المجتمع الدولي عن اقرار سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط.

 

مجلس البطاركة دان في دورته ال 49 تفجيري الضاحية وباريس: نطالب المجتمع الدولي بالكف عن استغلال التنظيمات الإرهابية لمآرب خاصة

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أنهى مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية التاسعة والأربعين في الصرح البطريركي في بكركي، من 9 الى 14 تشرين الثاني الحالي، برئاسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وبمشاركة: بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام،البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك على كرسي كيليكيا كريكور بيدروس العشرين، أصحاب السيادة المطارنة، قدس الرؤساء العامين والرؤساء الأعلين، حضرات الرئيسات العامات أعضاء المكتب الدائم للرهبانيات النسائية. وشارك في جلسة الافتتاح السفير البابوي المطران غبريال كاتشيا. وصدر عن المجتمعين بيان تلاه الامين العام للمجلس المونسينيور وهيب الخواجه، ومما جاء فيه: "كان الموضوع الرئيسي للدورة "التعاون الراعوي بين الكنائس الكاثوليكية في لبنان". قدم له رئيس المجلس بكلمة افتتاحية رحب فيها بصاحب الغبطة كريكور بيدروس العشرين، بطريرك كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك على كرسي كيليكيا، مجددا له التهنئة بمناسبة تبوئه السدة البطريركية. كما رحب بسائر الأعضاء الجدد في المجلس (المطارنة: حنا رحمة، وبولس عبد الساتر، وجورج اسادوريان، والأم ماري أنطوانيت سعادة، والاب زياد حداد)، واستمطر رحمات الله على الأعضاء الذين انتقلوا الى جوار الرب (البطريرك نرسيس بيدروس 19، والمطران فرنسيس البيسري، والمطران مارون صادر). ثم تحدث عن أعمال الدورة وما تشتمل عليه من مواضيع راعوية تستدعي تعاون الكنائس في ما بينها، تعزيزا لوحدتها ورسالتها المشتركة. ثم ذكر بسينودس الأساقفة الروماني الذي انعقد في روما وما سيصدر عنه من توجيهات راعوية تخص دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر. وتناول غبطته بالحديث يوبيل سنة الرحمة الذي دعا اليه قداسة البابا فرنسيس وحث على إحيائه في لبنان لينهل المؤمنون من ثماره. كما أشار الى الإرادة الرسولية حول التعديلات الجديدة التي ادخلها قداسة البابا على أصول المحاكمات القانونية في دعاوى بطلان الزواج". ثم ألقى السفير البابوي كلمة أثنى فيها على "الروح المجمعية التي تميز الكنائس الشرقية أساسا، مذكرا بقول البابا فرنسيس بأنها التعبير الأوثق لدينامية الشركة التي تقود الى القرارات الكنسية. ثم تحدث عن اسلوب البابا فرنسيس الذي يكلم العالم بمثله وتواضعه كرجل سلام وحوار ومصالحة، وأشار الى رسالته بعنوان "لك التسبيح" في حماية البيئة ". وتطرق الى إعلان قداسته لسنة يوبيلية للرحمة تحت شعار "كونوا رحماء، كما أن أباكم السماوي رحيم"، وما تتضمنه هذه السنة من دعوة الى المسيحيين، "ليكونوا واحات رحمة حيث يتواجدون، ويضاعفوا أعمال الرحمة الجسدية والروحية. كما ذكر بالمكانة الخاصة التي يحتلها لبنان في قلوب البابوات والكنيسة الكاثوليكية. فرسالة لبنان تبقى ذات قيمة كبرى لمستقبل الشرق الأوسط.

أولا: موضوع الدورة

استمع أعضاء المجلس الى مداخلات قدمها اساقفة وكهنة عالجوا فيها موضوع التعاون الراعوي بين الكنائس، مبينين أسسه اللاهوتية والكنسية، مذكرين بالإرشادين الرسوليين "رجاء جديد للبنان" و"الكنيسة في الشرق الأوسط" وبالرسائل الراعوية لبطاركة الشرق الكاثوليك. وقد ركز المتحدثون على أن "المجمعية هي ميزة أصيلة في تراث الكنائس الشرقية، مما يتطلب التعاون في ما بينها، تأكيدا لوحدة رسالتها. وطرحوا اقتراحات عملية تساعد الكنائس على تعزيز عملها الراعوي المشترك، بهدف رسم آليات العمل التي تفعل الشركة الكنسية. وتوقف الآباء عند وثائق ثلاث صدرت عن قداسة البابا فرنسيس خلال هذه السنة، الأولى عن إعلان السنة اليبويلية تحت شعار "كونوا رحماء كما أن أباكم السماوي رحيم"، والثانية رسالة "لك التسبيح" عن البيئة، والإرادة الرسولية "يسوع العطوف والرحيم" حول أصول المحاكمات في دعاوى بطلان الزواج . فبالنسبة الى السنة اليوبيلية التي تبدأ في الثامن من كانون الأول المقبل وتنتهي في العشرين من تشرين الثاني 2016، تداول الآباء في كيفية عيش المؤمنين روحانية هذه السنة اليوبيلية في الرحمة. وعن موضوع البيئة والاعتناء بالأرض، "بيتنا المشترك"، بحسب عبارة البابا فرنسيس، قرر الآباء إدراج الموضوع بين مهام اللجنة الأسقفية لراعوية الصحة لتصبح "راعوية الصحة والبيئة". أما بالنسبة الى الإرادة الرسولية، فقد استمع المجلس الى المونسينيور بيو فيتو بينتو، عميد محكمة الروتا الرومانية، الذي شرح التعديلات التي أدخلتها الإرادة الرسولية على أصول المحاكمات في دعاوى بطلان الزواج، بهدف مساعدة أساقفة الأبرشيات والمحاكم الروحية على تطبيقها ابتداء من الثامن من كانون الأول المقبل".

أضاف: "اطلع المجلس على تقارير اللجان الأسقفية والهيئات التابعة له، وناقشوا أعمالها، وأعطوا بشأنها التوجيهات الملائمة، تعزيزا لنشاطها ورسالتها في خدمة الكنيسة والمجتمع. وهذه اللجان والهيئات هي: كاريتاس لبنان، رابطة الأخويات، المرشدية العامة للسجون، تلفزيون تيليلوميير، اذاعة صوت المحبة، الأعمال الرسولية البابوية، مجلس الرؤساء العامين، ومكتب الرئيسات العامات، الشؤون القانونية والمحاكم الكنسية، اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية، لجنة العائلة، رابطة الأخويات، المرشدية العامة للسجون، كشافة ودليلات لبنان، لجنة العدالة والسلام، اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية، اللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية، العمل الراعوي الجامعي، خدمة المحبة، رسالة العلمانيين، التعليم المسيحي، راعوية المهاجرين والمتنقلين".

ثانيا: الأوضاع في لبنان والمنطقة

"لقد آلم الآباء جدا العمل الاجرامي بتفجيرين متتاليين في برج البراجنة اللذين أوقعا عشرات القتلى والجرحى من المواطنين الأبرياء، فهم يصلون الى الله لراحة نفوس الضحايا وتعزية أهلهم، ويلتمسون الشفاء العاجل للجرحى، ويعربون عن إدانتهم الكبيرة لهذا العمل الإجرامي، داعين الجميع الى تضافر الجهود والقوى للمحافظة على الوحدة الداخلية، ولمحاربة الإرهاب. كما آلمتهم العملية الإجرامية الهائلة التي ضربت العاصمة الفرنسية في أكثر من مكان ليلة أمس وأوقعت مئات القتلى والجرحى يفوق المئتين. إن الآباء، إذ يدينون أشد الإدانة هذه العملية الإرهابية، يقدمون تعازيهم للدولة الفرنسية، رئيسا وشعبا، وأهل الضحايا، ويصلون الى الله لراحة نفوس القتلى وشفاء الجرحى وإحلال السلام. ويطالبون المجتمع الدولي بوضع حد للارهاب والحروب والكف عن استغلال التنظيمات الإرهابية لمآرب خاصة". وتابع: "ولا يسع الآباء إلا أن يعربوا عن ارتياحهم لانعقاد جلسة للمجلس النيابي في اليومين السابقين لإقرار ضرورات مالية ونقدية ووطنية لا تتحمل التأجيل مع التأكيد على عدم إمكانية هذا المجلس أن يشرع بغياب رئيس للجمهورية. وإنهم يثنون على الجهود التي بذلتها القوى السياسية المسيحية لتوحيد الرؤية والمطلب، ولتأمين انعقاد هذه الجلسة. وقد تبينت قيمة وحدة هذه القوى على الصعيد الوطني العام. فيأمل الآباء أن تتشدد أواصرها أكثر فأكثر باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية عملا بأحكام الدستور، وسن قانون جديد للانتخابات. ولا بد من التذكير بأن انتخاب الرئيس يشكل الباب للعبور نحو الخير العام الذي يشمل النمو الإقتصادي والشؤون المعيشية والأمنية، وذلك من خلال ممارسة واعية ومتجددة للسلطات التشريعية والتنفيذية والإدارية والقضائية. فلا يمكن القبول، باي شكل من الأشكال، أن تمارس هذه السلطات على مقياس المصالح الشخصية والفئوية والمذهبية، أو أن ترهن بالنزاعات القائمة في المنطقة وفي الداخل بانتظار مصيرها ونتائجها".

وقال: "تضم الكنيسة جهودها الى الإمكانات العامة الأخرى، من خلال إمكاناتها في ملاقاة الناس في أحوالهم الصعبة، فتفعل مؤسساتها الراعوية والتربوية والإستشفائية والإجتماعية لهذه الغاية، ولن تتوانى عن واجب المحبة هذا، متكلة على جودة الله. وهي تعرب عن تقديرها للمتطوعين والعاملين والعاملات في مؤسساتها وللمحسنين ولكل الذين يقومون بمبادرات شخصية لمساعدة الإخوة في حاجاتهم، بل ولكل المؤسسات الخيرية التي تخفف عن كاهل العائلات. وإنها تدعو الى دعم رابطة كاريتاس لبنان، جهاز الكنيسة الإجتماعي الرسمي، التي تعمل على صعيد كل المناطق اللبنانية وفي مختلف الشؤون الإجتماعية والإنسانية والإنمائية.

وفي الوقت عينه تطالب الكنيسة الدولة، وهي المسؤولة الأولى عن توفير العيش الكريم لمواطنيها وعن ضمان امنهم الإجتماعي والإقتصادي، لتقوم بواجبها الأساس هذا وبدفع ما يتوجب عليها من مترتبات مالية للمدارس المجانية والمستشفيات والمؤسسات الإجتماعية والإنسانية التي تتفانى الكنيسة من خلالها لخدمة الإنسان". وفي ما يخص أمن المنطقة، يرى الآباء أن "تفاقم الأزمات والحروب في بلدان عدة من الشرق الأوسط، وما يتسبب عنها من ويلات ومصائب بات مسؤولية دولية تتخطى أحجام دول المنطقة وشعوبها. فإنهم، إذ يجددون إدانتهم العنف الذي يطال المسيحيين والمكونات الصغرى الأخرى في العراق وسوريا، يناشدون المجتمع الدولي والدول المعنية لأيقاف الحرب وإحلال السلام في منطقتنا، والتوصل الى حلول سياسية سلمية، بالاستناد الى القوانين الدولية التي تحفظ حقوق الشعوب والدول، وتصون وحدة أراضيها. كما يثمنون مواقف الدول التي تستقبل النازحين من المنطقة، وتمد اليهم يد العون، ونخص بالذكر موقف لبنان المتميز الذي يقع عليه عبء كبير. كما نثمن دور الكرسي الرسولي والدول التي تحرص على الحفاظ على الحضور المسيحي في هذا الشرق، أو تدافع عن حقوق المسيحيين فيه كمواطنين أصيلين متساوين، وعودة النازحين الى ديارهم، مع التعويض عما فقدوه، والعيش آمنين كرماء في أوطانهم".

وختم: "لمناسبة ذكرى الاستقلال القريبة، يأمل مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان أن تكون مناسبة خيرة تلهم الجميع للعمل على أن يستعيد لبنان عافيته فتتأمن لشعبه ظروف الازدهار والرخاء. وفيما تعيش الكنيسة زمن الميلاد المجيد، يرفع الآباء دعاءهم الى المسيح، وجه الآب الرحيم، كي ينعم على لبنان والمنطقة والعالم بالسلام، ويصلون برجاء وطيد مع صاحب المزامير: "صرخوا الى الرب في ضيقهم، فخلصهم من شدائدهم. فلنحمد الرب لأجل رحمته وعجائبه لبني البشر" (مز 107: 6، 8).

 

حسين الموسوي: اميركا كانت ومازالت الشيطان الاكبر وكل مصائبنا منها

السبت 14 تشرين الثاني 2015/وطنية - قدم رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الموسوي التعازي "لاهلنا ذوي جرحانا وشهدائنا الأبرار، شهداء الغدر التكفيري المتفجر حقدا على الشرفاء المجاهدين الصابرين في سكة المقاومة"، مباركا "الدماء الحسينية النازفة إخلاصا لله وللأمة وللبنان". واضاف في بيان: "نحن قد أعرنا الله جماجمنا، ثابتون في مقاومة الصهاينة وعملائهم التكفيريين، سعداء بالتمسك بالعروة الوثقى راية المقاومة تحت نظر ولي أمرنا قائد الأمة، واثقين مخلصين لنهج أميننا العام، مؤكدين أن أعداءنا لن يعيقوا مسيرتنا أو يصدعوا ركبنا حتى يلج الجمل في سم الخياط". وتابع الموسوي: "أميركا كانت وما زالت الشيطان الأكبر وإن كل مصائبنا من أميركا وأدواتها الشريرة ولن تكون نتيجة كيدها للشعوب المظلومة بأفضل من عاقبة الطغاة المجرمين عبر التاريخ الذين خاب سعيهم وانطفأ ذكرهم". واكد "ان ما نشر من بيان منسوب الى داعش يتضمن دسا وتحريضا على أهلنا الفلسطينيين والسوريين من خلال إظهار هوية الإنتحاريين المضللين، ولا نشك أبدا في وعي مجتمعنا ورشده الذي يبطل سحر السحرة وكيد المجرمين الفجرة وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى". وختم: "أخيرا ندعو جميع المسؤولين والمواطنين الى وعي المخاطر المحدقة بالوطن والى شعور صادق بالمسؤولية الوطنية والتاريخية والإنسانية".

 

الحركة الثقافية: نشهد حربا ارهابية ضد الانسانية تستدعي مواجهة اممية مشتركة للاقتصاص من منابع الارهاب

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأت "الحركة الثقافية في لبنان" في بيان، ان "الارهاب التكفيري ينفذ جرائمه الدموية المنظمة والمتسلسلة والمتنقلة برا وجوا، عبر تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء في حرب اقتصادية ضد مصر وانتقاما للدور الروسي في الشرق الاوسط، وعبر التفجيرات التي استهدفت برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية وذلك انتقاما للانتصارات التي تتحقق في سوريا والعراق على دويلة داعش، وعبر التفجيرات واحتجاز الرهائن في باريس انتقاما للدور الفرنسي في ضرب مواقع الارهاب". واذ دانت الحركة "هذا الارهاب واستهدافاته وبشكل خاص استهداف سوريا والعراق ومصر وليبيا والجوار الليبي ونيجيريا والصومال وكل دول العالم"، رأت في هذا العمل "حربا ارهابية ضد الانسانية تستدعي مواجهة اممية مشتركة للاقتصاص من منابع الارهاب وموارده وتجفيف مصادره المالية والتسليحية الكامنة والعابرة للحدود".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

برج إيفل أقفل أبوابه وأطفأ أنواره حداداً

السياسة/15/11/15/أطفأ برج إيفل، الذي يعدّ من أشهر معالم فرنسا، أضواءه في الساعات الأولى من صباح امس حداداً على ضحايا الهجوم الإرهابي، الذي ضرب باريس، فيما تضامنت دول عدة على طريقتها فارتدى برج التجارة العالمي في نيويورك وفنادق أميركية أخرى ألوان علم فرنسا. واكتسى أحد أبرز المعالم الباريسية السواد، حيث أطفئت أنوار برج إيفل الشهير حزناً على من قضوا في الهجمات الدامية. ولم يفتح برج إيفل ابوابه منذ مساء اول من امس، و«سيبقى مقفلا حتى اشعار آخر«، بحسب ما اعلن متحدث باسمه. وفيما فضل برج إيفل اللون الأسود، اختارت معالم أخرى حول العالم ارتداء ألوان العلم الفرنسي كتعبير عن تضامن شعوب دول كثيرة مع فرنسا في مصابها، منها برج التجارة العالمي في نيويورك، وبعض فنادق سان فرنسيسكو ودالاس وبرج CN في ترونتو في كندا.وفي مونتريال، احتشد مئات الكنديين تحت المطر ساعات بشكل عفوي، تضامناً مع الضحايا، كما اختار أميركيون وضع شموع وورود على مدخل القنصلية الفرنسية في سان فرانسيسكو، فضلاً عن كتابة رسائل دعم ومواساة.

 

هيئة كبار العلماء السعودية: الإسلام براء من الإرهاب

15/11/15/الرياض – واس: دانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية الهجمات الإرهابية التي وقعت بالعاصمة الفرنسية باريس، وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.وذكرت الأمانة في بيان، أمس، أن الأعمال الإرهابية لا يقرها الإسلام وتتنافى وقيمه التي جاءت رحمة للعالمين . وأكدت أن هذه الأعمال الإرهابية وغيرها مما وقع أخيراً، هي امتداد للإرهاب الذي يمارسه النظام السوري المجرم وأعوانه ضد الشعب السوري الأعزل الذي يمطره بوابل من البراميل المتفجرة، وخرج من عباءة هذا النظام تنظيم »داعش« الإرهابي الذي يتبادل الأدوار مع نظام بشار الأسد، مضيفة إن غض العالم الطرف عن ذلك هو ما أدى إلى هذه الجرائم المروعة. وأكدت أن القضاء على الإرهاب يستدعي تكاتف الجهود بمحاربته أيا كان مصدره بموقف أخلاقي موحد لا يفرق بين إرهاب وإرهاب حسب النظرة المصلحية الضيقة.

 

معتقل في ألمانيا على صلة بمهاجمي باريس

15/11/15/برلين – ا ف ب: أكد رئيس مقاطعة بافاريا الالمانية هورست سيهوفر، أمس، أن هناك »سببا للاعتقاد« أن رجلا اعتقل الاسبوع الماضي وبحوزته عدد من الاسلحة في جنوب المانيا على صلة بالمهاجمين الذين نفذوا اعتداءات باريس الدامية. وقال سيهوفر أمام مؤتمر لحزبه ان »هناك سببا للاعتقاد بأن الامر ربما مرتبط« بالاعتداءات. وأكدت شرطة منطقة بافاريا الجنوبية عملية الاعتقال التي حصلت في 5 نوفمبر الجاري خلال عملية تفتيش روتينية على الطريق السريعة، موضحة أنه تم العثور على »عدد من الاسلحة الرشاشة والمسدسات والمتفجرات« في سيارة المشتبه فيه. ورغم ذلك، لم يؤكد المتحدث باسم الشرطة صلته بالهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية، قائلاً »لا أستطيع قول ما كان يخطط للقيام به بهذه الاسلحة«. ولكن بالنسبة الى سيهوفر فإن الاعتقال »يظهر كم هو مهم بالنسبة الينا بعض الوضوح بشأن من يتواجد في بلادنا ومن يعبر منها«. من جهته، أفاد موقع »فوكوس اونلاين« الالكتروني أن الرجل من مونتنيغرو ورفض التحدث في السجن كما رفض تعيين محام للدفاع عنه.

 

روسيا تدعو إلى محاربة »داعش« و»النصرة«

15/11/15/موسكو – أ ف ب: دعت روسيا، أمس، الأسرة الدولية إلى توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب إثر اعتداءات باريس الدامية، مؤكدة لفرنسا تعاونها في التحقيق. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية إلى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند نشرت على موقع الكرملين الإلكتروني »إن هذه المأساة هي شهادة جديدة على طبيعة الإرهاب الوحشية التي تطرح تحدياً على الحضارة البشرية. ومن الواضح أن مكافحة هذه الآفة بفاعلية تتطلب من الأسرة الدولية توحيد جهودها بصورة فعلية«. وأضاف »أود التأكيد مرة أخرى أن روسيا مستعدة لأقصى التعاون مع فرنسا في التحقيق بشأن الجرائم التي ارتكبت في باريس«، مشدداً على وجوب أن »يلقى مدبرو (الاعتداءات) ومنفذوها العقاب الذي يستحقونه«. من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن الهجمات الدموية التي شهدتها باريس تبرر تصعيد عملية مكافحة المتطرفين مثل تنظيم »داعش«. وقال لافروف قبل الاجتماع الدولي في فيينا لبحث الأزمة السورية إنه »لا يوجد أي مبرر للأعمال الإرهابية ولا مبرر لدينا لجهة عدم بذل المزيد لالحاق الهزيمة بداعش وجبهة النصرة وأمثالهما«. وبعد محادثات مع لافروف، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن اعتداءات باريس، إضافة إلى التفجيرين الأخيرين في لبنان، تؤكد أن العالم يشهد »نوعاً من الفاشية من القرون الوسطى والحديثة الساعية إلى التدمير ونشر الفوضى والخوف«.وأضاف »نحن متفقون تماماً وبشكل مطلق أن هذا النوع من الهجمات غير المقبولة هي الأكثر حقارة وفظاعة وترويعاً على هذا الكوكب«، لافتاً إلى أن »الأمر الوحيد الذي يمكننا قوله لهؤلاء الأشخاص هو أن ما يقومون به يعزز تصميمنا جميعاً على مكافحتهم«.

 

داعش« في بيان التبني: هذه الغزوة أول الغيث وأكد أن فرنسا على رأس قائمة أهدافه

15/11/15/باريس – ا ف ب، رويترز: تبنى تنظيم »داعش«، في بيان تداولته حسابات متطرفة على موقع »تويتر« اعتداءات باريس، مؤكداً أن فرنسا على »رأس قائمة اهدافه«. وجاء في البيان »قام ثمانية اخوة ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا، … فتزلزلت باريس تحت اقدامهم وضاقت عليهم شوارعها«. وأوضح البيان ان الاعتداءات استهدفت »ملعب دي فرانس أثناء مباراة فريقي ألمانيا وفرنسا الصليبيتين … ومركز باتاكلون للمؤتمرات حيث تجمع المئات من المشركين … وأهدافا اخرى«. وهدد التنظيم فرنسا مضيفاً »ولتعلم فرنسا ومن يسير على دربها أنهم سيبقون على رأس قائمة أهداف الدولة الاسلامية (داعش) وأن رائحة الموت لن تفارق أنوفهم ماداموا قد تصدروا ركب الحملة الصليبية وتجرأوا على سب نبينا صلى الله عليه وسلم وتفاخروا بحرب الاسلام في فرنسا وضرب المسلمين في أرض الخلافة بطائراتهم«. واختتم البيان بالقول »إن هذه الغزوة أول الغيث وإنذار لمن أراد أن يعتبر«. وبث مركز »الحياة«، وهو ذراع الاعلام الخارجي بالتنظيم، الفيديو الذي دعا فيه متشددون الفرنسيين المسلمين الى شن هجمات. وقال أحد المتشددين في الفيديو وورد أن اسمه أبو مريم الفرنسي »مادمتم تقصفون لن تعرفوا الأمان وستخافون من مجرد الخروج الى الاسواق«. ولم يتضح مكان متشددي التنظيم في الفيديو وليس من الممكن تحديد متى تم تصويره لكن الرسالة الواردة فيه واضحة. وجلس المتشددون الذين بدا أنهم فرنسيون في الفيديو على الارض وكانوا يحملون الاسلحة في منطقة بها أشجار، وظهروا وهم يحرقون جوازات سفر. وقال أبو مريم الفرنسي »إن الجهاد في هذا الوقت فرض عين فقد أمرتم بقتال الكافر أينما تجدونه ماذا تنتظرون.. والله ليس هناك شيء أسهل من قتال العدو«. وقال متشدد اخر ورد أن اسمه أبو سلمان الفرنسي »حتى السم متوافر فاجعلوه فى شراب أو طعام أحد أعداء الله«.

 

ثمانية وحوش »دواعش« نشروا الموت وتسببوا بمقتل 128 وإصابة 300 آخرين

»11 سبتمبر« أوروبي يدمي قلب باريس ويحوّل ليلها جحيماً

15/11/15

إعلان الطوارئ في فرنسا وإغلاق الحدود ونشر 1500 جندي في شوارع باريس

هولاند مندداً بالوحشية المطلقة: ما حصل عمل حربي دبّر من الخارج بتواطؤ داخلي

التعرف على جثة فرنسي والعثور على جواز سفر سوري قرب جثة أحد المهاجمين

باريس – وكالات: عاشت باريس ليلاً مرعباً جراء هجمات إرهابية »داعشية« دامية، استهدفت ستة مواقع مختلفة تخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 128 قتيلاً و300 جريح بينهم 80 في حالة حرجة، ما دفع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى إعلان حال الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، وسط حال من الصدمة بين الفرنسيين والذهول في أنحاء العالم. ونتيجة لأكثر الاعتداءات دموية في أوروبا منذ 2004، التي وصفها مراقبون بأنها »11 سبتمبر« أوروبي، في إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، قتل ما لا يقل عن 128 شخصاً وأصيب نحو 300 آخرين بينهم ثمانون في حال حرجة، في الهجمات التي تخللتها تفجيرات انتحارية وعمليات إطلاق نار وقعت في مناطق عدة في باريس وضاحيتها، وقتل في نهايتها ثمانية مهاجمين على الأقل بينهم سبعة فجروا أنفسهم وكانوا جميعهم يضعون أحزمة ناسفة.وأوضحت المستشفيات العامة في باريس أنها تلقت 300 جريح بينهم 80 جريحاً في »حالة حرجة« و177 في حالة »أقل خطورة«.

عمل حربي

وفي حين استنفرت فرنسا أمنياً وسط حداد عام، تبنى تنظيم »داعش« الهجمات الوحشية، مؤكداً أنها رد على مشاركة باريس في الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن ويوجه ضربات للتنظيم في سورية والعراق. وقبيل صدور بيان »داعش«، اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التنظيم بالوقوف خلف سلسلة الهجمات.

وقال خلال اجتماع أمني في قصر الاليزيه، بعد ظهر أمس، »ما حصل هو عمل حربي.. ارتكبه »داعش« ودبر من الخارج بتواطؤ داخلي سيسمح التحقيق بإثباته«. وإذ ندد بـ»عمل وحشية مطلقة«، أكد هولاند أن »فرنسا لن ترحم« مؤكداً »اتخاذ كل التدابير لضمان أمن المواطنين في اطار حال الطوارئ« التي اعلنت ليل اول من امس. كما شدد على أن »قوات الامن الداخلي والجيش متأهبة بأقصى مستويات قدراتها« و«تم تعزيز كل اجهزة الامن«، معلناً الحداد الوطني لثلاثة أيام. كما أفاد انه سيلقي كلمة غداً الاثنين أمام البرلمان الفرنسي الذي سينعقد بمجلسيه في قصر فرساي قرب باريس »للم شمل الامة في هذا المحنة«، وذلك في اجراء استثنائي في فرنسا. وقال »ما ندافع عنه هو وطننا، لكن الأمر يتخطى ذلك بكثير، انها قيم الانسانية«، داعيا الفرنسيين الى »الوحدة ولم الشمل والهدوء«.

ستة مواقع

وكانت الاعتداءات استهدفت ليل اول من امس ستة مواقع مختلفة بينها محيط ستاد دو فرانس الدولي في الضاحية الشمالية لباريس، وفي الشرق الباريسي حيث توجد حانات مشهورة تكتظ عادة بالرواد خلال عطلة نهاية الاسبوع على مقربة من ساحة الجمهورية التي جمعت نحو مليون ونصف المليون شخص في كانون يناير الماضي احتجاجا على الاعتداءات التي استهدفت العاصمة في تلك الفترة. وكان نحو 1500 شخص موجودين في مسرح باتاكلان عندما اقتحمه المهاجمون وبدأوا إطلاق الرصاص، ما أدى إلى سقوط نحو 87 قتيلاً على الأقل في المسرح. وقال مسؤول في مجلس مدينة باريس ان أربعة مسلحين قتلوا بطريقة ممنهجة 87 شاباً على الاقل كانوا يحضرون حفلاً لموسيقى الروك في مسرح باتاكلان. وشن رجال كوماندوس من قوات مكافحة الارهاب هجوماً في نهاية الامر على المبنى، فيما فجر المسلحون أحزمة ناسفة وتم إنقاذ العشرات. وأضاف المسؤول ان نحو 40 شخصا آخرين قتلوا في خمس هجمات أخرى بمنطقة باريس، من بينها تفجير انتحاري مزدوج على ما يبدو خارج ستاد فرنسا.

التحقيقات

وفي النتائج الأولية للتحقيقات، أفادت مصادر أمنية وأخرى قريبة من الملف أنه تم التعرف على جثة فرنسي معروف لدى أجهزة الاستخبارات ويرجح كثيراً ان يكون احد منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان، فيما عثر على جواز سفر سوري قرب جثة أحد منفذي الاعتداءات ويجري التحقق منه، وسط أنباء عن العثور على جواز سفر مصري آخر. وأوضحت مصادر الشرطة ان »الخيط السوري« هو احدى فرضيات عمل المحققين الذين يتأكدون من هذه العناصر بالتنسيق مع اجهزة استخبارات اجنبية، سيما الاوروبية منها. وقال مصدر في الشرطة ان الانتحاريين كانوا على ما يبدو رجالاً »متمرسين كما يتبين للوهلة الاولى ومدربين بشكل جيد«، ووصفهم شهود بأنهم »شبان واثقون من انفسهم«. وأوضحت المصادر أن مسألة تدريبهم واحتمال ذهابهم الى سورية خصوصاً »سرعان ما فرضت« نفسها في التحقيقات، موضحاً أنها »معلومات اولية للتحقيق« ما زالت تحتاج الى »تأكيد«. وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً في »جرائم قتل على علاقة بمنظمة ارهابية«، فيما انتشر 1500 جندي إضافي في شوارع باريس بناء على أمر من هولاند، الذي أعلن بعيد منتصف اللليل حالة الطوارىء في البلاد وإقفال الحدود، كما أعلن أيضاً حرباً »لا هوادة فيها« ضد الارهابيين. وأوضح مصدر أمني أن »الاولوية الآن للتعرف الى الجثث، سيما جثث الانتحاريين التي تناثرت في كل مكان بعد أن فجرت«.

قطع الدومينو

وفي تفاصيل ما جرى في مسرح باتاكلان، روى شاهد يدعى لوي لاذاعة »فرانس انفو« ان شبانا كانوا دخلوا المسرح »وبدأوا إطلاق النار عند المدخل. لقد أطلقوا النار على الجموع هاتفين: الله أكبر«. وقال شاهد آخر هو مقدم برامج في الاذاعة والتلفزيون يدعى بيار جانازاك (35 عاما) ان المهاجمين صاحوا لدى احتجازهم رهائن في صالة المسرح »هذا بسبب هولاند، لا يجدر به التدخل في سورية«، مضيفا انهم »ذكروا أيضاً العراق«. وقال الصحافي جوليان بيرس من اذاعة »اوروبا-1« »استغرق الامر عشر دقائق او 15 دقيقة. كان عنيفاً جداً، وحصلت موجة من الذعر. هرع الجميع في اتجاه خشبة المسرح، وحصل تدافع، وكان البعض يدوس على الآخرين«. وكان تون، وهو شاب يبلغ من العمر 22 عاما ويعيش قرب باتاكلان في طريقه لدخول القاعة مع اثنين من أصدقائه عندما رأى ثلاثة شبان متشحين بالسواد ومسلحين بمدافع رشاشة، فبقي في الخارج. وقال ان أحد المسلحين بدأ إطلاق النار على الناس، مضيفاً »كان الناس يسقطون مثل قطع الدومينو«، كما رأى أشخاصا أصيبوا بالرصاص في أقدامهم وأكتافهم وظهورهم وآخرين يرقدون على الارض قتلى على ما يبدو. من جهته، قال قائد الشرطة في باريس ميشال كادو للصحافيين »أمطر الارهابيون القتلة واجهات عدة مقاه بنيران الاسلحة الالية قبل أن يدخلوا قاعة الحفلات. سقط ضحايا كثيرون في الظروف المريعة البشعة في عدة أماكن«.

 

السبسي يلتقي هولاند ويدين العمل الظلامي

15/11/15/تونس – الأناضول، كونا: ندد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس، بالهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة باريس، داعياً إلى تنسيق دولي أكبر في مواجهة الإرهاب. وقال السبسي في مؤتمر صحافي عقب لقائه نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه، إن »تونس تدين بكل حزم الهجمات الإرهابية وتدعو جميع الدول إلى تحمل مسؤوليتها في الحرب ضد الهمجية الإرهابية«. وأضاف إننا »نواجه عملاً عبثياً ظلامياً مقابل الفكر المتنور الحر«، مؤكداً أهمية أن يكون الرد جماعياً للتصدي للإرهاب. وأكد تضامن تونس التام حكومة وشعباً مع الحكومة والشعب الفرنسيين، مشدداً على أن تونس لن تدخر أي جهد لتكثيف تعاونها مع فرنسا في مجابهة الإرهاب والوقوف إلى جانبها في هذه اللحظات العصيبة.

 

روحاني يرجئ زيارته لأوروبا

طهران – أ ف ب: ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني باعتداءات باريس التي اعتبرها »جرائم ضد الإنسانية«، مرجئاً جولة لإيطاليا وفرنسا كان يفترض أن يبدأها، أمس. ونقلت وكالة »إرنا« الإيرانية عن روحاني قوله في رسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند »باسم الشعب الإيراني الذي وقع هو أيضاً ضحية الإرهاب، أدين بشدة هذه الجرائم ضد الإنسانية وأقدم تعازي إلى الشعب الفرنسي المفجوع والى الحكومة«. وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف عبر التلفزيون الإيراني إن روحاني أرجأ زيارته لكل من إيطاليا والفاتيكان وفرنسا بعدما كان من المقرر أن يبدأها، أمس، وذلك على خلفية هجمات باريس التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

 

تشديد الإجراءات الأمنية في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية وتأهب في نيويورك وواشطنن وإخلاء أحد مباني مطار في لندن

15/11/15/عواصم – وكالات: شددت دول غربية عدة الإجراءات الأمنية في المواقع الحيوية والحساسة على خلفية الاعتداءات الإرهابية في باريس. ففي الولايات المتحدة، تم تعزيز أمن المنشآت الرياضية الأميركية، لأن من بين النقاط المستهدفة في باريس كان »ستاد دو فرانس« أثناء مباراة ودية بين منتخبي المانيا وفرنسا.

واشنطن ونيويورك

ورغم تأكيد وزارة الأمن الداخلي الأميركية عدم وجود أي تهديدات محددة أو ذات مصداقية للولايات المتحدة، رفعت السلطات في نيويورك والعاصمة واشنطن، اللتان تعرضتا لهجمات ارهابية في 11 سبتمبر 2001، حالة التأهب ونشرت تعزيزات من شرطة مكافحة الارهاب في الأماكن المكتظة كإجراءات وقائية.

كما تم نشر وحدات في مواقع فرنسية مثل البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة والقنصلية الفرنسية في نيويورك.وذكرت شرطة نيويورك ان قسم الاستخبارات لديها »يقوم باتصالات لمساعدة شرطة باريس بأي طريقة ممكنة«. ومساء اول من امس، أضيء هوائي برج التجارة العالمي، بألوان العلم الفرنسي تضامناً مع باريس.

وقال حاكم نيويورك اندرو كومو في تغريدة »اليوم وفي الايام التالية، ستضيء نيويورك برج التجارة العالمي بالازرق والابيض والاحمر تضامناً مع الشعب الفرنسي«. وارادها الحاكم مبادرة رمزية في اعلى برج في الولايات المتحدة اعيد بناؤه في موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

بريطانيا

في سياق متصل، أعلنت السلطات الأمنية البريطانية تشديد اجراءات الامن عبر جميع المطارات والموانئ ومحطات القطار وأماكن التجمعات الكبرى خاصة في لندن. وقال مساعد قائد عام شرطة لندن المكلف بالعمليات الخاصة ومكافحة الارهاب مارك راولي ان »الأحداث التي عاشتها باريس تفرض علينا تعزيز اجراءات الامن في الأماكن العامة والتأكد من يقظة قواتنا ومواطنينا ايضا«. وحض المواطنين على التحلي باليقظة والإبلاغ عن اي أشياء مشبوهة، مضيفاً ان »المعركة ضد الارهاب تعتمد على الحفاظ على ثقتنا في أفراد المجتمع بكل طوائفه لإبلاغ الشرطة والجهات الأمنية عن اي تحركات مشبوهة«.

وشدد راولي على انه »لا يمكن الاستسلام للارهاب بالسماح للخوف بالتسلل لأنفسنا حتى تخلو الشوارع«، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية ستبقي خلال الأيام المقبلة إجراءات الامن قيد المراجعة المستمرة وخاصة في المدن الكبرى. من جهته، ذكر متحدث باسم شرطة متروبوليتان أن الشرطة ستقوم بدوريات اضافية في منطقة ويست اند في لندن حيث توجد مسارح ومطاعم. وتوازياً، ترأس رئيس الوزراء ديفيد كاميرون اجتماعاً للجنة الطوارئ الوطنية (كوبرا) لبحث تداعيات الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس. وتتشكل لجنة »كوبرا« من كبار وزراء الحكومة من الخارجية والدفاع والداخلية اضافة الى قادة الجيش والاستخبارات والشرطة ومستشاري الامن ورؤساء الهيئات والدوائر الرسمية. وبعد الاجتماع، أعلن كاميرون أنه يجب الاستعداد لاحتمال وجود عدد من الضحايا البريطانيين في الهجمات الوحشية بباريس، مؤكداً بقاء مستوى التهديد الإرهابي في بريطانيا عند مستوى »خطير«، وهو ثاني أعلى فئة من التحذير ما يعني أن احتمال وقوع هجوم مسلح مرتفع للغاية.في سياق متصل، أعلن مطار غاتويك في لندن، عبر حسابه على موقع »تويتر«، أمس، أنه أخلى أحد مبانيه كإجراء احترازي، علماً أنه ثاني أكثر مطارات بريطانيا ازدحاماً ويقع على بعد نحو 48 كيلومترا جنوب لندن.

ايطاليا

وفي روما، أعلن رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي ان بلاده ستشدد اجراءات الامن بعد هجمات باريس، وانه لا ينبغي التهوين من احتمال وقوع هجمات فتاكة أخرى.وفي كلمة بثها التلفزيون، قال رينتزي ان ايطاليا تقف الى جوار فرنسا بعد الهجمات التي تتعارض مع »كل قيم الانسانية« ومع »نمط حياتنا«.

وترأس رينزي لاحقاً اجتماعاً طارئاً للوزراء المعنيين بشؤون الأمن في ايطاليا.

ألمانيا

وفي برلين، ترأست المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اجتماع أزمة وزارياً، متعهدة »بذل كل ما في وسعها« لمساعدة فرنسا في »المعركة ضد هؤلاء الارهابيين«. وقالت »سنقوم بكل ما في وسعنا للمساعدة في مطاردة منفذي (هذه الاعتداءات) ومدبريها، ومن اجل خوض المعركة معا ضد هؤلاء الارهابيين«، مشيرة إلى أن برلين »على اتصال وثيق« بالحكومة الفرنسية. واعتبرت ان »هذا الاعتداء على الحرية لا يقتصر على باريس بل يستهدفنا جميعا ويمسنا جميعا«.وقالت مخاطبة الشعب الفرنسي »اننا نبكي معكم«. وأكدت ان »حياتنا الحرة اقوى من كل الرعب« مشددة على القيم التي »يتعين ترسيخها في اوروبا اكثر من اي وقت مضى«. وأضافت »اننا نتغذى في حياتنا من قيم الانسانية ومحبة القريب، وفرح العيش معاً. نؤمن بحق كل شخص في ان يسعى وراء السعادة وان يعيشها، ونؤمن باحترام الاخرين وبالتسامح«.في سياق متصل، أفاد بيان صادر عن وزارة الداخلية الألمانية أن وزير الداخلية توماس دي مايتسيره اقترح على نظيره الفرنسي »إرسال قوات خاصة إلى فرنسا من أجل تقديم المساعدة«، في حين وجهت الخارجية الألمانية تحذيراً أمنياً إلى مواطنيها الراغبين بالسفر إلى فرنسا. ألوان العلم الفرنسي تضيء برج التجارة العالمي في نيويورك (ا ف ب)

 

الأسد معزيا الشعب الفرنسي: مستعدون لمحاربة الارهاب لكن لا تعاون استخباراتيا قبل ان يكون هناك تعاون سياسي

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - دمشق - اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد أن "ما حدث فى فرنسا أمس، لا يمكن فصله عما حدث فى بيروت قبل يومين، لان الارهاب هو نفسه"، مشددا على انه "لا ينبغى أن ننظر الى الارهاب على انه يحدث فى ساحات منفصلة، فالساحة السورية واليمنية او الليبية او الفرنسية فى الواقع ساحة واحدة على امتداد العالم بأسره". وأضاف الأسد في حديث لوسائل اعلامية بعد لقائه وفدا فرنسيا، يضم عددا من البرلمانيين والمثقفين والاعلاميين برئاسة عضو الجمعية "الوطنية الفرنسية" النائب تيير ماريان: "نتقدم بالتعازى للاسر الفرنسية التى فقدت اعزاء لها بالامس، ونحن اقرب الناس الى فهم مثل هذا الوضع، لاننا عانينا هذا النوع من الارهاب على مدى الاعوام الخمسة الماضية فى سوريا". وحول ما إذا كان لدى أجهزة الاستخبارات السورية معلومات تفيد بأن الأشخاص الذين ارتكبوا هذا العمل الارهابى قدموا من سوريا، قال: "لا ليس لدينا أي معلومات عما حدث، لكن المسألة لا تتعلق بأسماء الفاعلين، أو مكان قدومهم"، مضيفا: "كنا حذرنا قبل 3 سنوات مما سيحدث فى اوروبا، وقلنا لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالى في سوريا، لان تداعيات ذلك ستتردد فى جميع انحاء العالم". واستطرد: "للأسف لم يهتم المسؤولون الاوروبيون بما كنا نقوله، بل زعموا بأننا نهدد، كما انهم لم يتعلموا مما حدث مطلع هذا العام فى حادثة شارلى ايبدو"، مؤكدا أن "اطلاق التصريحات القائلة بانهم ضد الارهاب لا تعنى شيئا، إذ عليهم ان يحاربوا الارهاب واتباع السياسات الصحيحة". وردا على سؤال ما اذا طلبت اجهزة الاستخبارات الفرنسية التعاون مع اجهزة الاستخبارات السورية فى محاربة الارهاب، قال الرئيس السوري: ان "المسألة ليست فى ان يطلبوا المساعدة، عليهم فقط ان يكونوا جادين، وعندها سنكون مستعدين لمحاربة الارهاب معهم"، مؤكدا استعداده "لمحاربة الارهاب مع أي جهة جادة فى ذلك لكن الحكومة الفرنسية ليست جادة حتى الان". وحول الرسالة التى لديه للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قال: "اعمل لمصلح شعبك، فالسؤال الاول الذى يطرحه كل مواطن فرنسى اليوم: "هل عادت السياسات الفرنسية خلال الاعوام الخمسة الماضية بأي خير على الشعب الفرنسى؟"، الجواب فعليا هو لا"، مضيفا: "ما أطلبه منه هو ان يعمل لمصلحة الشعب الفرنسى، واذا اراد ان يفعل ذلك فعليه تغيير سياساته". وبالنسبة إلى الظرف الذي ينبغي ان يتوافر حتى تتعاون الحكومة السورية مع الفرنسية او أجهزة الاستخبارات السورية مع نظيرتها الفرنسية، قال: "لا يمكن التحدث عن تعاون استخباراتى قبل ان يكون هناك تعاون سياسى، ولا يمكن ان تتحدث عن تعاون استخباراتى لمحاربة الارهاب بينما تصب سياسات الحكومة الفرنسية فى اطار دعم الارهاب. وهذا ما قصدته بالجدية". وكان الرئيس السوري قد قال خلال لقاء الوفد الفرنسي، ان "السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدول الغربية لا سيما الفرنسية، ازاء ما يحصل في منطقتنا وتجاهلها لدعم بعض حلفائها للارهابيين هي التي أسهمت في تمدد الارهاب".

 

مقتل 120 شخصا واصابة 200 بجروح كحصيلة غير نهائية للاعتداءات الارهابية في باريس

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - قتل 120 شخصا على الاقل في الاعتداءات الارهابية التي استهدفت باريس مساء امس، وتخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن واطلاق رصاص، ما دفع رئيس فرنسا فرنسوا هولاند الى اعلان حال الطوارئ في البلاد واغلاق الحدود. وافاد مسؤول في التحقيق "ان الاعتداءات المتزامنة تسببت بمقتل 120 شخصا على الاقل واصابة اكثر من 200 بجروح بينهم 80 اصاباتهم خطرة". واشار الى "ان هذه الحصيلة لا تزال موقتة". واضاف: "ان ثمانية ارهابيين شاركوا في الاعتداءات قتلوا اما برصاص الشرطة واما بتفجير انفسهم". وكان حوالى 1500 شخص موجودين في مسرح باتاكلان عندما اقتحمه المهاجمون وبدأوا باطلاق الرصاص.

 

 كيري: الاتفاق في فيينا على خطوات ستسرع بانهاء الصراع في سوريا

السبت 14 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن الأطراف المشاركة في محادثات فيينا بشأن سوريا، اتفقت على سلسلة خطوات ستسرع بإنهاءالصراع. وقال إن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وافقوا على اصدار قرار لصالح وقف إطلاق النار في سوريا، إضافة إلى بدء عملية سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة بحلول الأول من كانون الثاني المقبل

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الضاحية الجنوبية.. من يرفع الصوت والموت؟

 علي الحسيني/المستقبل/15 تشرين الثاني/15

عاد شبح الإنتحاريين أمس الأوّل ليُخيّم على الضاحية الجنوبية مجدداً، ومعه عاد الخوف ليرسم ملامح مرحلة دموية قادرة على تحويل الأمكنة والأزمنة إلى مُجرّد ذكرى بمجرد الضغط على «زرّ» التفجير مُخلّفة ضحايا وأيتاما لن تنعم عيونهم بعد اليوم برؤية من اعتادوا العيش معهم ولن تُشفى قلوبهم من الحنين إلى لحظة دفء عائلاتهم على غرار الطفل المصاب حيدر حسين مصطفى الذي ينتظر في المستشفى عودة والديه ظنًّا منه أن زحمة السير الخانقة هي التي ما زالت تعوق وصولهما اليه. على مقربة من «الحسينية» في شارع «عين السكة» في «برج البراجنة» كان الحدث. هناك وصل إنتحاريان وفجّرا نفسيهما وسط زحمة السير ليُعيدا إلى الأذهان مجدداً، مرحلة من جنون التفجير الهستيري تناثرت فيها الاشلاء على الطرق وشرفات الأبنية كما تتناثر قطع الزجاج مع فارق أن الأخير يُحدث صوتاً لحظة تناثره بينما هؤلاء الابرياء يرحلون بصمت من دون أن يُحدثوا ضجيجاً كي لا يُزعجوا من لا يريد الاعتراف بهم كأهل للمنطقة لا متاريس يتحصنون خلفها. أمس ثقلت هموم وخطوات أهالي برج البراجنة بعد ليلة دامية أمضوها على الطرق أو متنقلين بين المستشفيات. بحثوا طوال ليلتهم بين الوجوه عمن ينصفهم من الموت الموعود ويزيح عنهم شبح رعب يأبى أن يفارقهم في أيام تحولت كواليسها الى جنون امتزجت عوارضه بالفوضى والخوف. أطفال سألوا عن ذويهم وأقارب لهم، لكنهم لم يجدوا إجابات تُشفي قلقهم على عمر لم يعد يحمل لهم سوى روائح البارود ولون النار. وفي الضاحية كانت عيون الأهالي تراقب حركة الليل قبل أن توصله بنهار مقبل سيحمل هواجس متجددة توصل إلى رصد حركة كل عابر صوبهم وسط خشية من أن يكون هذا العابر إنتحارياً ويحولهم في غفلة من العمر إلى مجرد ذكرى كأسلافهم. لم يتنصل أهل برج البراجنة، وتحديدا سكان عين السكة، لا قبل التفجيرين ولا بعدهما من «المقاومة»، ولم يتوقفوا عن الدعوات لاجتثاث الإرهاب من جذوره، لكن مع هذا فقد سبق أن طالبوا بتنظيم الأمن في منطقتهم سواء كان «ذاتيّاً» ام شرعيّاً وخرجوا من أجل تحقيق هذا المطلب بتظاهرات ورفعوا الصوت عالياً ليُرفع عنهم الظلم الإقتصادي والمعيشي والإجتماعي الذي كانت وما زالت تفرضه عليهم ممارسات قوى «الأمر الواقع»، وهم اليوم يدفعون ثمن ثباتهم على مواقفهم، لكن في المقابل هناك من جعلهم يدفعون فاتورة وطنيتهم هذه مرتين، ويكونون ضحية الحرب والسلم.

تفجيرا الضاحية الأخيران، زادا معظم سكانها إيماناً أن لا خلاص لهم إلا بوحدتهم كلبنانيين رغم بعض الأبواق التي خرجت لحظتها لتحوّل المعركة الى مذهبية داخلية، وأيقنوا أن مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأمنية، وحدها قادرة على حمايتهم وعلى ابعاد شبح التفجيرات عنهم تماما كما تفعل عند النقاط الحدودية. وتختلط هذه التأكيدات المجبولة بوجع الأمنيات مع كلام الطفل حيدر القابع في المستشفى لتلقي العلاج بعد اصابته في عينه اليُمنى «كنت مع بابا وماما وطلع فينا انفجار، احترقنا وطلع منا الدم». يومان مرّا على تفجيري الضاحية. أعداد الجرحى تتقلص ويقابلها ارتفاع في أعداد الشهداء، يومان وأصحاب إرادة الحياة يرفضون الخضوع لقرارات الموت على الطرق والذي بدأت تدخل هواجسه إلى نفوس الكثيرين، فمن بين الخراب وحجم الدمار الهائل ورائحة الدماء، مرّ مُعمّر من أبناء «عين السكّة» بالقرب من مكان التفجيرين، إتكأ على عصاه ثم نظر امامه ليبحث في الوجوه عن زمن لا يُشبه زمانه ولا حاضره، تلفظ ببضع كلمات قبل أن يومئ بيده نحو ما تبقى من احد المتاريس المصنوعة من أكياس الرمل، تبسّم ثم مشى في حال سبيله وهو يقول «ما في شي عم يمنع الموت».

 

واشنطن لا ترى الوقت مناسباً للتباحث في الملف الرئاسي

ثريا شاهين/المستقبل/15 تشرين الثاني/15

يكتسب تعيين الإدارة الأميركية السفير ريتشارد جونز قائماً بالأعمال للسفارة الأميركية في بيروت اهمية خاصة، ولو أنّ الأمر يأتي طبيعياً بعد انتقال السفير دايفيد هيل إلى باكستان، وانتظار تعيين سفير جديد خلفاً له. الأهمية الخاصة لذلك، وفقاً لمصادر ديبلوماسية في واشنطن، أنّه بعدما غادر السفير هيل مركزه في بيروت بصورة مبكرة، وقبل نحو سنة من الموعد الذي كان مفترضاً لمغادرته، وتعيينه سفيراً في باكستان، فإنّ الإدارة لا ترغب في إرسال رسالة خاطئة إلى لبنان، بتركه دون تعيين سفير، مع ما يعني الأمر من تراجع في مستوى الاهتمام، وبالتالي قصدت الإدارة بتعيين جونز للمرحلة الانتقالية، إرسال رسالة واضحة بأنّ الولايات المتحدة لم تترك لبنان، ولم تتراجع عن الاهتمام بقضاياه، وأنّه لدى الإدارة مسار ونظام محدّد من أجل أن يتم تعيين سفير جديد وأن يتسلّم هذا السفير منصبه. وكل ذلك يأخذ وقتاً، فضلاً عن التجاذبات بين الجمهوريين والديموقراطيين. لذا تم تعيين جونز وأتت به الإدارة من التقاعد وهو يتميّز بصفات عالية من الديبلوماسية والخبرة في ملفات الشرق الأوسط، وتم تعيينه كقائم بالأعمال، وهو معروف من لبنان، وقد عمل سفيراً في بيروت بين عامَي 1996 و1998، وكذلك عمل سفيرا لدى كل من الكويت وإسرائيل. وجونز سيتمتّع بأداء يعكس سياسة إدارته ككل سفير، وسيتبع تعليماتها حرفياً. كذلك انه ككل سفير لديه ظروفه السياسية من وجهة النظر الأميركية. وخلال مدة عمله في بيروت التي قد تمتد إلى مطلع الصيف المقبل، سيؤكد سياسة بلاده تجاه لبنان، وأبرز ما تشدّد عليه، الدعم الدائم والمستمر للبنان ولسيادته ووحدة أراضيه، كذلك دعم الإدارة الأميركية للاستقرار اللبناني ولتحييد لبنان عن الأزمات المحيطة به، فضلاً عن دعم الجيش، والنظام المصرفي، ومساعدة لبنان في عملية إيوائه اللاجئين السوريين. وقد بلغت قيمة الدعم الأميركي للجيش اللبناني في السنوات العشر الأخيرة ملياراً و200 مليون دولار وهي كناية عن تجهيزات وأسلحة وتدريب وذخيرة دقيقة وذكية وتعاون مخابراتي، وستقدم واشنطن للجيش بعد نحو سنة طائرات من نوع «سوبر سوكامو». وأوضحت المصادر انّ الولايات المتحدة تحضّ اللبنانيين دائماً على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت. لكنها لم تقم بجهد استثنائي للضغط في اتجاه انتخاب رئيس، لأنّ المسألة لبنانية داخلية أولاً، ثم انها مدركة ان الوضع اللبناني لا يسمح بانتخاب رئيس، كما أنّها مدركة أيضاً أنها ليست وحدها على الساحة وهناك أطراف اخرى مؤثرة. وبالتالي، ليس الوقت الآن مناسباً بالنسبة إلى واشنطن لكي تتباحث مع بقية الأطراف المؤثرة في انتخاب رئيس للجمهورية.

على أنّ الولايات المتحدة تعتبر أنّه من الآن وحتى إنضاج الظروف المؤاتية لانتخاب رئيس، يجب على لبنان أن يحافظ على استقراره، وعلى انتظام عمل المؤسسات وتحديداً البرلمان ومجلس الوزراء، وتفعيل ذلك. وهناك دعم أميركي لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام. وقد كانت الولايات المتحدة على علم بالمبادرات الفرنسية لانتخاب رئيس وهي كانت داعمة لفرنسا وللاتحاد الأوروبي في مساعيه مع إيران لتسهيل انتخاب الرئيس. لكن أي تجاوب إيراني لم يحصل لانّ إيران تربط الملف اللبناني بأية مكتسبات ترى أنها يجب الحصول عليها في الملف السوري.

وأهمية دعم عمل المؤسسات، من أجل أن لا تنفرط، بحيث أنّ أي انفراط يؤدي إلى التأثير سلباً في مسار الاستقرار القائم. كما أنّ بين الولايات المتحدة ولبنان تعاوناً في مكافحة الإرهاب، وهذا كان محور الزيارة التي قامت بها لبيروت الأسبوع الفائت نائبة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الحدّ من التسلّح والأمن الدولي روز غوتيمولر. وتدرك واشنطن انّ لبنان وفي اطار محاربة الإرهاب معني بمحاربته لا سيما المتأتي من «داعش» والذي ضرب لبنان قبل أيام، ثم ضرب فرنسا قبل يومين، ولبنان على تواصل مع دول تحاربه، مع الإشارة إلى أنّ امكانات الدول الكبرى ليست متوافرة لدى لبنان الذي يتعرّض لخطر الإرهاب في الداخل وعلى الحدود. في كل الأحوال لدى لبنان جهوزية لمكافحة الإرهاب ولديه رؤية واسعة وخطط كاملة، والجيش حريص كل الحرص في كل هذه العملية، على السلم الأهلي والعيش المشترك، والزيارات الأميركية الرسمية ستستمر لدى كل أمر يتوجب ذلك.

 

نداء الدماء

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/15 تشرين الثاني/15

تتساقط تصريحات الاستنكار كسابقاتها مع أوراق الخريف، وتبرد المواقف. وحدها الدماء تبقى حارّة في وجَع الناس وهلَع الوطن. لا يمكن أن تنتهي مذبحة برج البراجنة كما انتهت سابقاتها، إلى مزيد من الولوغ في الدماء، في دورة الموت التي لا تنتهي. فالحدّ الأدنى من الوعي والمنطق يفرض الابتعاد قليلاً عن ساحة الموت، والتفكير بهدوء في ما كان وصار، ومراجعة ما على لبنان وما لَه. وليست الدعوة إلى الهدوء والمراجعة نوعاً من التوظيف في المأساة وتحريك السكّين في الجرح، بل هي نداءٌ عاقل للتبصّر وإجراء جردة حساب بسيط للأسباب والوسائل والنتائج. لا يمكن البناء على تصريحات عاطفيّة متسرّعة صدرت عن بعض السياسيّين المزايدين والمحدوديّ الأفق، الذين حرّضوا على مزيد من التورّط في سوريّا تحت شعار محاربة الإرهاب في عقر داره. وكان الأسوأ في تعليقاتهم على المقتلة أنّها نتيجة يأس المهزومين في سوريا وانتصار النظام، وتساؤلهم عن عدد التفجيرات اللازمة كي يقتنع "البعض" بوجوب التصدّي للإرهاب خارج الحدود اللبنانيّة، ما يعني تشجيعهم "حزب الله" على انغماسه ودعوة الآخرين للحاق به إلى هنالك. من السهل تحريض "حزب الله" على المزيد، بينما المحرّضون متفرّجون، أو غارقون في لعبة النفوذ والسلطة والمال. وكلام العقل أصعب وأثقل على المحترق بالنار، وهو يفضّل الحكّ على حروقه وجروحه، ولا يتقبّل بسهولة نصيحة هنا أو إشارة هناك. وحقيقة المصيبة أنّ الجروح والحروق لا تُصيب "حزب الله" وحده، بل لبنان بأسره. ومهما تمّ عزل الضاحية فهي في صلب النسيج اللبناني، بمجتمعه وأمنه واقتصاده وسياسته ودورة حياته. وما يُصيبها يُصيب كلّ الجسم اللبناني.

هذا ليس من باب التعاطف مع الضحايا فقط، بل من باب المصلحة اللبنانيّة العامّة التي تفرض سلامة المكوّنات وتكاملها وتفاعلها في الجسم اللبناني. فالضاحية، مهما انعزلت أو عُزلت، عضوٌ حيّ في هذا الجسم. لذلك، لقد آن عمل العقول الباردة، ووقف العواطف المزايدة. وقد جاءت إشارة قويّة إلى هذا التوجّه من السيّد حسن نصرالله نفسه قبل يوم واحد من تفجيرات البرج. فللمرّة الأولى يتخلّى قائد "حزب الله" عن لغة الحرب والردع، ويبتعد عن منطق الغلبة بالسلاح، وعن وصف 7 أيّار بـ"اليوم المجيد". بل ذهب إلى حدّ القول باستحالة تكراره لانشغال الإقليم والعالم عنّا بشؤون وشجون أكبر وأخطر، ودعا إلى تسوية سياسيّة شاملة.

وليس من المنطق أن تؤدّي مجزرة الضاحية إلى التراجع عن هذا التوجّه التسووي، بل إلى تقويته وتثبيت الإيمان به والبحث في خطواته العمليّة، وأوّلها تسوية في ملفّ انتخاب رئيس الجمهوريّة. كما أنّ انخراط "حزب الله" في الحرب السوريّة مرشّح لإعادة النظر، ليس بقرار ذاتي منه، بل نتيجة انخراط إيران في تسوية فيينا، وتصدّر روسيّا واجهة القرار في سوريا. وأيّ تقويم سياسي هادئ لنتائج 4 سنوات من الإنزلاق في الوحول السوريّة، يتوصّل إلى استنتاج حالة التعقّل المنتظرة، بعد إمعان النظر في كلّ المعارك من القلمون والزبداني والجولان إلى حمص وحماه واللاذقيّة وإدلب وحلب، بإخفاقاتها وخسائرها وأثمانها، واستحالة الانتصار فيها، ونفقها الأسود الطويل. وبدلاً من السؤال عن عدد التفجيرات التي يجب أن تحصل كي نتصدّى للإرهاب، علينا أن نسأل: كم من الضحايا والقرابين يجب أن نقدّم بعد إلى إله الحرب العبثيّة و"المقاومة" التي تأكل أبناءها، وتأكل معهم مصير لبنان؟

في بيتنا دماء كثيرة، وخوفنا أن يبلغ سيلها الزُبى. وهي تناشدنا وقف آلة الموت. والكلمة الآن للعقلاء، كي يستجيبوا نداء الدماء.

 

مجزرة باريس.. هدفها تبرئة المجرم وإدانة الضحية

إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/15/كما كان متوقّعًا، لم يتأخر تنظيم داعش في إعلانه «مسؤوليته» عن مجزرة باريس الجماعية. ليل «الجمعة 13» من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.. تاريخ لن ينساه الفرنسيون. وأزعم أيضًا أنه لن ينساه كل مسلم وعربي في فرنسا، وكل سوري ينتظر شيئًا من العدالة ورفع الظلم.

المجزرة الجماعية الرهيبة التي قتلت وجرحت مئات الأبرياء تندرج ضمن «المنطق المقلوب» لجماعة مشبوهة الغايات، فظيعة في اختيار أهدافها، وأفظع في توقيت جرائمها وتنفيذها. هذا «المنطق المقلوب» لا يؤذي إلا أولئك الذين يزعم الدفاع عنهم والانتقام لهم، ولا يخدم إلا مصلحة مَن يدعي أنهم العدو المطلوب الانتقام منه.وحقًا، إذا راجعنا ما فعله «داعش» حتى اللحظة نجد أنه في العراق، كما في سوريا، كانت الضحية الأبرز للتنظيم - إلى جانب الأقليات الدينية والمذهبية البريئة والمعزولة جغرافيًا - البيئة العربية السنّية في شمال العراق وغربه وشمال سوريا ومدنها الكبرى، التي دمّرها «داعش» سياسيًا واقتصاديًا وديموغرافيًا.

هذه البيئة العربية السنّية «تشابكت النصال عليها» - كما قال أحد أكبر شعراء العراق المعاصرين - آتية من مخطط إيران التوسّعي الإيراني، ومشروع الأكراد الانفصالي، وتغطية روسيا الكاملة للفتنة الطائفية التي أشعل فتيلها نظام دمشق ورُعاته، وغضّ الطرف عنها إسرائيليًا وأميركيًا وأوروبيًا.. باستثناء فرنسا. نعم، فرنسا، الدولة الأوروبية الأجرأ والأصدق في دعم انتفاضة الشعب السوري، والأشدّ إصرارًا على إبعاد بشار الأسد عن السلطة، والأقوى دعمًا للشرعية في اليمن. مع هذا، كانت فرنسا، ولا تزال، الهدف الأول لـ«داعش».

فقط وفق «المنطق المقلوب» الذي يعتمده «داعش»، من دون الخوض بعيدًا في «نظرية المؤامرة»، يبدو اختيار فرنسا منطقيًا جدًا.

أولاً، فرنسا دولة كبرى في قلب أوروبا كانت في طليعة مؤسّسي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتعيش فيها أيضًا أكبر جالية عربية ومسلمة - لا سيما من أصول أفريقية - في القارة. وبناءً عليه، إذا كانت الغاية زجّ الإسلام كدين عالمي في حرب انتحارية مع الغرب، بل البشرية جمعاء.. فهي هدف مناسب. ثانيًا، توجد في فرنسا أحزاب يمينية متطرّفة قوية تنافس على السلطة، وتزداد شعبيتها كلما تشدّدت في عدائها للعرب والمسلمين. وهكذا، فهي تشكّل «صاعق التفجير» المثالي للتعجيل في هذه الحرب الانتحارية العبثية التي يسعى إليها خطاب «داعش». والبديهي أن مخطّطي مجزرة باريس يدركون مُسبقًا التداعيات السياسية والمعيشية والثقافية المحتملة لفعلتهم، ولكن في حساباتهم أنه كلما جاءت ردة الفعل العنصرية أشد وطأة على عرب فرنسا ومسلميها.. كثرت في صفوفهم الشراذم الناقمة والحاقدة التي سيسهل تجنيدها في المعركة الكبرى التالية.

ثالثًا، إن كان لا بد من الخوض في «نظرية المؤامرة»، فليس لنا إلا أن ننظر إلى الجهة المُستفيدة من توقيت المجزرة. المجزرة ارتكبت قبل ساعات معدودات من انطلاق «لقاء فيينا 2» المنعقد لتسوية الأزمة السورية. ثم إنها، بعنفها وبشاعتها، تخدم بالدرجة الأولى أولئك الذين أصرّوا طويلاً، وما زالوا يصرّون، على تحويل اللقاء بعيدًا عن حل سياسي في سوريا يستند إلى إبعاد بشار الأسد عن السلطة في دمشق. ومعلومٌ أن روسيا وإيران، حليفي النظام السوري، ما زالتا تدفعان للتعامل مع الأزمة السورية فقط على أساس أنها «حرب على الإرهاب»، وتريان الأسد شريكًا فيها. ومع تسرّب كلام من باريس عن هتاف أحد الإرهابيين القتَلة باسم سوريا، ثم العثور على جواز سفر سوري (بإمكان أي كان شراء جواز مزوّر) قرب جثة إرهابي آخر، يظهر أكثر فأكثر مدى الحرص الاستخباراتي المشبوه من قِبَل مخطِّطي المجزرة على لصق تبعات المجزرة بثورة الشعب السوري وهي المرتكبة من دون استشارته.

رابعًا، عمليات بحجم مجزرة باريس وبدقة إعدادها لوجيستيًا تُلغي اعتبارات السذاجة أو الغباء على مستوى القيادة، حتى لو كانت العناصر المُوكلة بالتنفيذ مغسولة الأدمغة وممسوحة الهوية ومسلوبة الإرادة إلى درجة قبولها بأنها تغدو مجرّد قنابل بشرية. فهنا نحن أمام شبكة منظمّة جدًا تقودها مرجعيّات محنّكة ذات دراية تضبط إيقاعها وتدير ميزانياتها المالية.. ولا تختلف عن الشبكة التي تتولّى الاتجار بالنفط والآثار، وتشتري شاحنات الـ«تويوتا» الجديدة اللمّاعة والأسلحة المتطوّرة، وتتولّى التهريب والتدريب والإعلام والنشر. وبالتالي، فإن الحرب على «داعش» إذا كانت جدّية حقًا ستحتاج إلى استراتيجية تختلف تمامًا عمّا ألفناه حتى الآن. والدور المشبوه الذي ترسمه تحرّكات «داعش» ومعاركها الحقيقية والوهمية يستحق أن يواجه بطريقة تلتزم روح التصريحات الدولية، لا بالتواطؤ مع الحقائق المأساوية التي يفرضها التنظيم على الأرض برسمه حدودَ تقسيمٍ مخيفٍ سيلغي عاجلاً أو آجلاً كيانات المنطقة، ويؤسّس لفتن ومحن لا تنتهي.

إن مجزرة باريس، وما يمكن أن ترتكبه «خلايا نائمة» أو «ذئاب منفردة» في أوروبا أو أي مكان من العالم باسم الإسلام أو سوريا أو أي ذريعة أخرى، محطة مهمة جدًا في الحرب على الإرهاب. غير أن من واجب أي محلل جادّ التأمل مليًّا سوابق عديدة في هذا المجال. وفي لبنان، بالذات، أبلغ النماذج على ذلك. فالتفجيرات والعمليات الإرهابية المماثلة التي اكتُشف مرتكبوها أو مَن حاولوا ارتكابها - من مختلف الطوائف الدينية - كانت على صلة بأجهزة استخباراتية، ولعل أشهرها ما عرف بـ«قضية أحمد أبو عدس» لتضليل التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري، وقضية الوزير السابق ميشال سماحة المتصلة بتفجيرات واغتيالات سياسية تهدف إلى فتنة طائفية.. وتبيّن أن أصابع استخبارات النظام السوري وراء القضيتين. واتصالاً، بالفرز الطائفي وما يوحي بخرائط جديدة للمنطقة، ثمّة من يربط اليوم تفجيرات لبنان، وآخرها عملية برج البراجنة، بمشروع بعيد المدى يشمل تهيئة الجو لتهجير بلدات سنّية تعطّل جغرافيًا رسم تلك الخرائط. وهذا ما يفضحه دور إيران في سعيها لفرض التبادل السكاني السنّي - الشيعي بين الزبداني وبلدات ريف دمشق الغربي والجيوب الشيعية في محافظتي إدلب وحلب. «داعش».. ومَن صنعها واستغلها وَجهان لعملة واحدة!

 

إعلان حرب

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/15

حادث إرهابي جديد في باريس، حادث مخطط بدقة ليحدث أكبر قدر من الضرر والمفاجأة والذهول والصدمة، ويحقق أكبر عدد من الضحايا، تبناه التنظيم الإرهابي «داعش». الخبر لم يعد جديدًا، فلقد اعتاد العالم على هذه النوعية من الجرائم، وأصبحت تتكرر بشكل مستمر في نشرات الأخبار وعناوين الصحف. الحادثة هي دليل جديد على صعود التيارات الراديكالية والتشدد والتطرف. وصدق توقع المؤرخ وعالم الاجتماع السياسي الكاتب الأميركي صامويل هنتنغتون الذي توقع كل ذلك بشكل دقيق في كتابه المشهور «صدام الحضارات». العالم سيشهد نقلة كاملة في الإجراءات الأمنية في أوروبا تمامًا كما حدث في الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). إننا أمام مرحلة مقطعية تقول إن أوروبا بعد باريس وأحداثها لن تكون مثل أوروبا قبل تلك الأحداث العظيمة.

لا يمكن فصل هذه الجرائم الحاصلة باسم هذا التنظيم الإرهابي عن جرائم نظام الأسد بحق شعبه، فلكل فعل رد فعل أعنف، فـ«القاعدة» ولدت «داعش» كما أن بشار الأسد ولد «حزب الله».. كلهم مجرمون، كلهم إرهابيون، لغتهم هي الدم والقتل دفع ثمنها الشعب السوري والآن تتحمل فاتورتها الأسرة الدولية. هذه الأحداث سيدفع ثمنها بشكل فوري ومباشر المجتمع المهاجر من المسلمين في أوروبا وسيستفيد منها كل التيارات اليمينية المتشددة التي لها أجندة مبنية على الكراهية الموجهة ضد العرب والمسلمين، وبالتالي لا يمكن إلا توقع المزيد من أسوار الانعزال والانغلاق والتحكم بحق الأقليات المهاجرة. وبالتالي هذه الجماعات الإرهابية تقوم بخدمة نظام الطاغية بشار الأسد وتقدم له الحجة أمام العالم، إنه هو الذي يحارب هذه المجموعات (علمًا بأن «داعش» يقوم بقتل المدنيين والثوار السوريين ولا يقترب من نظام الأسد وجنوده). «داعش» يستمر في تقديم كل الخدمات للطغاة ولأعداء المسلمين، ولكن يبقى عبء المسؤولية الأعظم على المسلمين أنفسهم للتخلص من الكارثة الموجودة في تراثهم التي تولد «داعش» و«حزب الله» و«القاعدة»، ومن هم على شاكلتهم، ومع شديد الأسف لا يبدو أن هناك الجدية الكافية منهم للقيام بهذه المهمة، لأنه بالقياس لمدى حجم التبرير والتأييد والتعاطي والدفاع عنهم، ندرك تمامًا مدى حجم الكارثة الموجودة في العالم الإسلامي، وهي مسألة لا يمكن تبريرها ولا الدفاع عنها أبدًا. نظام بشار الأسد هو المستفيد الأعظم من جرائم «داعش»، ولكن المسلمين ككتلة جمعية هم الخاسر الأكبر، فطالما استمر التعاطي مع هذه المشكلة بالشكل المبسط والمخفف فلن يتوقف المسلسل الدموي المؤلم. كان من المتوقع أن يتم تصنيف جماعات بعينها كجماعات «إرهابية»، ولكن كل الخوف أن نكون دخلنا مرحلة خطيرة ومرعبة يتم تصنيف الدين الإسلامي نفسه فيها على أنه كذلك. أوروبا استمرت في تحمل النازية عشر سنوات ثم قررت محاربتها، الآن يبدو أن العالم وأوروبا تحديدًا في طريقهما لإعلان الحرب على «التطرف الإسلامي».

 

الحرب في باريس

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/15

«عمل من أعمال الحرب».. هكذا وصف الرئيس الفرنسي الهجمات الإرهابية التي استهدفت بلاده، أول من أمس. بالتأكيد هو وصف لا يبعد عن الحقيقة، ليس لعدد القتلى غير المسبوق في تاريخ العمليات الإرهابية في الجمهورية الفرنسية فحسب، بل للرعب الذي بثه الإرهابيون في أوساط المجتمع الفرنسي وكذلك في أنحاء العالم، باعتبار أن كل مواطن في أي بقعة في القارات الخمس هو هدف محتمل للإرهاب. ولعل الخبر الإيجابي الوحيد في هذا الهجوم أن كل المتابعين عرفوا من هو المنفذ للعمليات قبل الإعلان عنه رسميًا من قبل تنظيم داعش، فالعدو الأول للعالم اليوم هو التنظيمات الإرهابية التي تقودها «داعش» و«القاعدة» ممن يحملون نفس الفكر المتطرف، غير أن الحرب ضدهم تتباين من دولة إلى أخرى. ومع الصدمة التي عمت العالم، ليلة أول من أمس، مع توالي الأخبار السيئة من باريس، لا أظن أن هناك من توقع يومًا عدم حدوث هذه الهجمات الدامية هنا أو هناك، تستهدف مجلة في باريس لا يقرأها أحد، لتتوجه بعدها وتفجر مسجدًا في السعودية، ثم تنتقل إلى تركيا أو مصر أو أستراليا، وهكذا كل دول العالم أصبحت هدفًا للتنظيمات الإرهابية التي تعيش في عالم لوحدها، مع استثناء إيران التي لا تقترب منها «داعش»، كما لم تقترب منها سابقًا شقيقتها «القاعدة». بالطبع هذا الوقت ليس وقت اللوم لمن تراخى في محاربة الإرهاب أو استغله استخباراتيًا أو سياسيًا، أو اعتقد أن الحرائق ستشتعل وتنطفئ بعيدًا عنه، ومع ذلك فإن الإرهابيين يقدمونها صريحة ودون مواربة بأن إجرامهم ليس له سقف إطلاقًا، كأولئك الذين رسموا سياساتهم على معادلة أن ساحة الإرهاب ستبقى محصورة في البؤر الساخنة، مثل العراق وسوريا، وها هي الأراضي الفرنسية تنضم مجددًا لتكون ضحية أخرى لعدم توفر إرادة دولية حازمة تجزم بأن الحرب على الإرهاب غاية وهدف استراتيجي حقيقي، وليس فقط توصيات وخطبًا رنانة لا تنعكس فعليًا على الأرض، وليس مثلاً قرار أكبر دولة في العالم بإرسال عشرات الخبراء لمواجهة أخطر تنظيم إرهابي في العالم!

لعل السيئ هنا ضرورة الاعتراف بأن على العالم التعايش مع التفكير الخبيث للإرهابيين، ما داموا لا يزالون يتنفسون بحرية، فلن يستطيع راكب القطار في لندن التوقف عن استخدامه على الرغم من علمه بأن هناك احتمالاً واردًا بحدوث عمل إرهابي، كما لن تتوقف حركة السفر بمطارات نيويورك مهما ارتفعت احتمالات التعرض لعمل تخريبي. للأسف هذه ضريبة يدفعها الأبرياء بسبب أن بعض كبار سياسيي العالم لم يأخذوا التحذيرات من خطورة الإرهابيين على محمل الجد أولاً، وثانيًا عندما وضحت خطورتهم الحقيقية على البشرية تم استخدام ملف الإرهاب بطريقة انتقائية سيئة، حتى إن بعض منظمات حقوق الإنسان، التي تدعمها منظمات دولية ودول كبرى، تتعاطى بازدواجية مستفزة وتخلط بين الإرهاب وحقوق الإنسان، فالإرهابي الذي فجر أو حرض في فرنسا، لا يختلف إطلاقا عن إرهابي «القاعدة» فارس آل شويل ولا عن إرهابي العوامية نمر النمر، جميعهم قاموا بالفعل نفسه، وجميعهم يستحقون النهاية ذاتها، بحسب قوانين كل بلد، لا وفق ما تراه وتعتقده تلك المنظمات. أمس اضطرت طائرة متجهة إلى فرنسا للهبوط في أمستردام بعد تهديد عبر «تويتر». وسواء صدق هذا التهديد أم لا، فإنه في النهاية ربما لن يعرف أحد من أطلقه وأربك العالم به، ومع ذلك فسيستمر الإرهابيون في استغلال أفضل حاضنة تجمعهم وتوحدهم وتوصل رسائلهم، دون أي تدخل نوعي يمنع استغلالهم البشع لوسيلة تواصل اجتماعي رائعة، فهل بعد كل هذا التراخي هناك شك في أن العالم لا يبدو جادًا في الحرب ضد الإرهاب؟!

 

الحرب الباردة من إقليمية إلى دولية

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/15

يحب غواة تبسيط التاريخ والبشر والسياسة والأمم الارتكاز لسببٍ واحدٍ أو شخصٍ أو حادثٍ ليعزو إليه تقلبات التاريخ والتغيرات الكبرى في مراكز القوى حول العالم، فمستقلٌ ومستكثرٌ، ففي الحرب العظمى، أو الحرب الأوروبية، أو الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) كما تعرف اليوم، سعى البعض لربطها بشخصٍ وحدثٍ وهو قيام شابٍ صربي باغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته أثناء زيارته لسراييفو. وينسى هؤلاء في الغالب أن تغيرات التاريخ الكبرى كانت تتم بعد إرهاصات كبرى، وتغيرات ضخمة، وتبدلات في المصالح، وتقلبات في التوجهات والأولويات، مما يدفع بمجموعة لخلق عالمٍ جديدٍ يفتش عن ثغرةٍ ليعبّر عن نفسه بكل قوة، وهكذا كان، وهو ما جرى قريبًا منه في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) ثم بعد ذلك وعلى مدى أكثر من أربعة عقودٍ ونيفٍ قامت وتوسعت الحرب العالمية الباردة التي شملت كل القارات الخمس في حروب ومعارك متعددةٍ ومتنوعةٍ.

واليوم، وكما سبق لكاتب هذه السطور الإشارة، فبعد أن بقيت المنطقة تعيش حربًا إقليميةً باردةً استمرت لعقودٍ فإنها تطوّرت لحربٍ عالميةٍ باردةٍ مركزها الشرق الأوسط والدول العربية، وأصبحت أي قراءة للمشهد يجب أن تستحضر حجم التغييرات الكبرى السابقة والحاضرة، ففي مستوى الدول على سبيل المثال، لم تعد الدولة الوطنية الحديثة سواء كانت ملكيةً أم جمهورية كافيةً للفهم والتحليل وصياغة الرؤى، بل أصبح لزامًا التفكير من جديدٍ في بنى جديدةٍ للدولة الوطنية الحديثة التي أصبح لها نماذج جديدة، فثمة «دول الميليشيات» وهي الدول التي سقط فيها مفهوم الدولة وأصبحت تدار وتحكم من قبل ميليشياتٍ مسلحةٍ ذات ولاءاتٍ عابرةٍ للحدود، إما باتجاه الراديكالية والإرهاب، وإما باتجاه العدو الإقليمي المتمثل في الجمهورية الإسلامية في إيران، والدولة الليبية والدولة اليمنية خير مثالٍ في هذا السياق، والدولة الصومالية من قبل.

ونموذج ثانٍ هو «دول استقرار الفوضى» وهي تتقاطع مع سابقتها ولا تطابقها، بمعنى أنها دولٌ وإن لم تسيطر عليها الميليشيات فقد فقدت استقرار الدولة لصالح استقرار الفوضى، وأوضح أمثلتها هي الدولة التونسية والدولة المصرية قبل الانعتاق من الحكم الراديكالي والإرهاب، ومن قبل الدولة اللبنانية ضمن سياقٍ خاصٍ. والنموذج الثالث، يتمثل في «الدول الطائفية» وهو تجلٍ أكثر سقوطًا في وهاد التخلف لا السياسي فحسب بل والثقافي والحضاري بشكلٍ عامٍ، وهي الدول التي فقدت كيانها الوطني الحديث وتحوّلت لمكونٍ أكثر تخلفًا وضيقًا وهو «الانتماء الطائفي» لتبني عليه الدولة والحكومة والجيش والأجهزة الأمنية، وأوضح أمثلتها الدولة العراقية والدولة السورية. وبقي نموذجٌ رابعٌ، يناقض هذه الثلاثة وهو نموذج «دول الاستقرار» أو الاستمرار الطبيعي للدولة الوطنية الحديثة، وأوضح أمثلته المملكة العربية السعودية ودول الخليج والأردن والمغرب والجزائر، وباستثناء الجزائر فهذه دولٌ لم تكتف بالنجاة من التغيرات الكبرى بل كانت لها أدوارٌ في استعادة الاستقرار في بعض الدول ضمن مواقف تاريخية جديرةٍ بالاستحضار والعناية، ومن ذلك أولاً: إنقاذ مملكة البحرين من براثن الفوضى والتدخلات الخارجية، وثانيًا: استعادة الدولة المصرية لدول الاستقرار العربية بمساندة جيش مصر وشعبها، وثالثًا: إنقاذ الدولة اليمنية من ميليشيات إيران وأتباعها عبر «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل». إن تحوّل الحرب الإقليمية الباردة إلى حربٍ دوليةٍ باردةٍ تم ضمن مجموعةٍ من العوامل تقف على رأسها ثلاثة هي الأهم في هذا السياق: الأول، الانسحابية والانعزالية التي تبنّتها إدارة الرئيس باراك أوباما بخيار الابتعاد عن منطقة الشرق الأوسط ومشكلاتها المزمنة، والإصرار على عدم التدخل في شؤونها بعد فشلين متتاليين للإدارة، تمثل أولهما، في فتور الحماس لإيجاد حلٍ حقيقي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني/ العربي. وتجلى ثانيهما، في انهيار رؤية الإدارة في دعم الحركات الراديكالية لتكون بديلاً عن أنظمة الحكم العربية من جهةٍ وعن جماعات الإرهاب كتنظيم القاعدة من جهةٍ أخرى. وتعاملت إدارة أوباما مع الأزمة السورية بناء على هذين الفشلين. الثاني: الفراغ السياسي الكبير الذي خلقته هذه الانسحابية والانعزالية في المنطقة، وتحديدًا الأزمة السورية بحيث وجدت روسيا الاتحادية نفسها مضطرةً لملء هذا الفراغ بأقل تكلفةٍ وخصوصًا بعدما جرّب الرئيس الروسي خصمه التاريخي في ضم جزيرة القرم وفي أحداث شرق أوكرانيا وخرج منهما شبه منتصرٍ، وإنما قلت شبه لأن لمثل هذه الأحداث الكبرى تبعاتٍ لم تتجلَ بعد على المشهد الدولي. ويبقى التحدّي الكبير أمام روسيا هو كلفة هذه الحرب وقدرة الاقتصاد الروسي على تغطيتها للنهاية.

الثالث: السياسات المتناقضة، وليس المقصود هنا هو صراعات المصالح الكبرى والنفوذ حول العالم بين القوى الكبرى، بل تبنّي الإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية لخياراتٍ سياسيةٍ قائمةٍ على التخلي وإن جزئيًا عن الحلفاء والاتجاه لأحضان الأعداء في المنطقة، وأوضح مثالٍ لذلك هو الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما خلق تناقضًا لا يقل أهمية يتمثل في الموقف من الإرهاب، وذلك على عدة مستوياتٍ منها: التغاضي شبه الكامل عن أنشطة إيران الإرهابية التي تقر بها الدول الغربية وتدخلاتها السافرة في بعض الدول العربية، وكذلك التناقض في التعامل مع الجماعات الإرهابية بين الجماعات السنية التي يجب أن تحارب والجماعات الشيعية التي يفضل السكوت عنها. وأيضًا، عدم الجدية في الحرب على الإرهاب وتحديدًا تنظيم داعش في العراق وسوريا، وأخيرًا التغاضي الكبير عن علاقات إيران الوثيقة بتنظيمات الإرهاب السنية من «القاعدة» إلى «داعش».

الرئيس بوتين المستمر في تحالفه مع إيران والذي يوفر لها أحدث الأسلحة وكل أنواع الدعم، والذي سيزور إيران في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أعلن قبل يومين أن «روسيا لديها كل الوسائل المالية والفنية الضرورية لمواصلة حملتها في سوريا»، وحديثه هذا ركز بوضوحٍ على التحدي الأكبر أمام روسيا في الأزمة السورية بحسب رؤيته، ومع ذلك فهذا لا يمنع أبدًا الانتباه لتناقضات الحليفين على الأرض وأهداف كلٍ منهما وتصورات كل طرفٍ لطبيعة الحل السياسي المطلوب، ووعيه بطبيعة القوى الدولية والإقليمية المؤثرة التي يجب أن يتعامل معها.

أخيرًا، فإن تصريحات أوباما وكيري وتنشيط بعض العمليات ضد «داعش» في العراق وسوريا توضح ألا جديد فعليًا في تناول إدارة أوباما للأزمة السورية وإن كان لها دلالة على حراكٍ سياسي من الحزبين ضد هذا التناول وتذمر بعض المؤسسات التقليدية الأميركية تجاه سياسة «الانكفاء».

 

مصادر باريس: الملامة تقع على اوباما...وأول انتحاري ضد الفرنسيين كان من حزب الله

سلام حرب/موقع 14 آذار/15 تشرين الثاني/15

"اقتحم الانتحاري محيط المبنى برغم الطلقات التحذيرية التي قيل أن حرس مبنى دراكار اطلقوها، وسرعان ما دوى الإنفجار الهائل الذي حوّل المبنى الى ركام وقُتل بفعله 58 فرنسياً في لحظة واحدة، امتدح الرئيس الفرنسي لاحقاً شجاعتهم. حدث ذلك عند الساعة السادسة صباح الأحد 23 تشرين الأول 1983 في بيروت". نعم، هي ليست احدى الجرائم الارهابية التي جرت في باريس في 13 تشرين الثاني 2015 وتبناها تنظيم داعش وسقط بنتيجته المئات من الضحايا، هي بكل بساطة عملية التفجير التي تبنتها حركة الجهاد الإسلامي أو بالحري، قسم العمليات الخارجية في حزب الله بقيادة الحاج عماد مغنية، "قائد الانتصارين"، كما سماه أمين عام حزب الله حسن نصرالله. حسن نصرالله هو نفسه الذي رفض الاعتراف بالعملية التي طالت مبنى المظليين الفرنسيين في منطقة بئر حسن عام 1983 والتي خلفت آلاماً للناجين ولأهالي الضحايا الذين سقطوا بفضل "مجاهديه"، أعرب البارحة عن ادانة حزب الله واستنكاره للجريمة الارهابية التي ارتكبها الارهابيون في فرنسا، وتقدم المواساة والتعاطف مع كل الابرياء! هذه الحادثة لا ينساها الفرنسيون في باريس وبالتحديد لدى وزارة الخارجية الفرنسية التي ذكّرت مصادرها بأنّ "أول عملية انتحارية كانت موجهة للفرنسيين جاءت من قبل حزب الله وكانت نتيجتها غارات قامت بها طائرات فرنسية على مقار عسكرية تابعة للحزب والحرس الثوري في بعلبك. وصراع مخابراتي يطول سرده. ولكن الأمور تختلف الآن مع بروز أعداء جدد". وتتابع مصادر الخارجية الفرنسية في Le Quai d'Orsay، أنه "حالياً ستتركز الجهود الفرنسية على ضرب قواعد الارهابيين المنتمين لداعش في الخارج وتحصين الجبهة الداخلية الفرنسية على المستوى الاجتماعي. وقد قامت بالفعل القوى الأمنية الفرنسية بزيادة الرقابة على من يصنفون انهم ضمن فئة S الأمنية ايSuspect وتعني المشتبه بهم، والقاء القبض والتحقيق مع بعضهم الآخر ووضعهم ضمن الاقامة الجبرية أو السجن الاحتياطي".

وتعتبر أوساط الخارجية أنّ "الملامة السياسية للعمليات الارهابية التي طالت قلب باريس يتحملها بالدرجة الأولى الرئيس الاميركي باراك اوباما، نظراً لتقاعسه في الحرب على الارهاب وبالتحديد قتال داعش من جهة وعدم اسقاط نظام بشار الأسد من جهة أخرى، وهو ما ساهم عملياً بتمدد داعش وزيادة قوتها وصولاً الى حدّ تنفيذها هذه العمليات الارهابية. فانسحاب اوباما أو تذبذب سلوكه فيما خص الملف السوري ومنطقة الشرق الأوسط دفع بالفرنسيين الى تلقي ردود الفعل بصدرهم بعد خمسة أيام من قرار تحريك حاملة الطائرات شارل ديغول للمشاركة في الحرب على إرهاب داعش". وقد ركزت التحقيقات بحسب المصادر الفرنسية على "التفريق بين عملية شارلي ايبدو وعمليات يوم الجمعة 13 تشرين الثاني؛ ففي الأولى كان الجناة يتحركون لضرب هدف محدد ciblé وواضح والانسحاب من الساحة بسرعة ومن دون الاشتباك مع آخرين، وهم في غالبيتهم على مستوى متدني من حيث التسليح والاعداد. في حين أنّ منفذي هجمات يوم الجمعة على جانب كبير من التنظيم والإعداد والتخطيط، وجميعهم حملوا أحزمة ناسفة ما يؤكد استعدادهم لقتل انفسهم وكذلك أكبر عدد ممكن ممن حولهم من أبرياء، خصوصاً لو تمكنوا من الدخول الى ستاد دو فرانس Stade de France. ومن المتوقع أن تقوم القوات الفرنسية بتوجيه ضربات قاسية للإرهابيين في سوريا مع عدم استبعاد انزال قوات خاصة على الأرض من أجل البدء بعمليات ميدانية".

 

الإرهاب.. والعودة إلى الجذور في لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/ 15/11/2015

ليس ما يحمي لبنان إلّا مؤسسات الدولة اللبنانية. هذا هو الدرس الأوّل الذي يفترض استنتاجه من الجريمة التي كانت منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت مسرحا لها. من لا يخرج بهذا الاستنتاج، إنّما يعمل من أجل الاستمرار في الدوران في حلقة مغلقة اسمها الإرهاب والتطرّف المتبادلين.

ضرب الإرهاب الـ”داعشي” برج البراجنة. استهدف منطقة يسيطر عليها “حزب الله” أمنيا. معظم الذين سقطوا كانوا مدنيين من أهالي المنطقة أو الباحثين عن لقمة العيش. تعتبر هذه المنطقة جزءا من الدويلة التي أقامها “حزب الله” في لبنان والتي حوّلت الدولة اللبنانية مجرّد دويلة في دولة الحزب، الذي ليس في نهاية المطاف سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. من يبحث عن الخروج من حلقة الإرهاب والتطرّف ومواجهة إرهاب “داعش” حقيقة لا يستطيع الهرب من الواقع المتمثّل في أنّه آن أوان أن يعيد “حزب الله” حساباته اللبنانية والسورية في آن.

من دون مثل هذه المراجعة التي تصبّ في تمكين الدولة اللبنانية من ممارسة دورها عبر مؤسساتها الأمنية، لن يكون في الإمكان وضع حدّ لعمليات إرهابية من نوع تلك التي استهدفت برج البراجنة حيث يوجد أيضا مخيّم فلسطيني عمره يزيد على خمسة وستين عاما.

هناك أيضا سلاح فلسطيني غير شرعي في المخيّم، إلى جانب سلاح “حزب الله” الذي لا هدف له سوى ضرب مؤسسات الدولة اللبنانية. على سبيل التذكير فقط، لم يهبط وزير الخارجية الأميركي هنري كيسينجر في مطار بيروت في أواخر العام 1973، بل التقى الرئيس اللبناني وقتذاك، سليمان فرنجية، في القاعدة الجوية في رياق. كان ذلك المؤشر الأوّل لبداية النهاية للدولة اللبنانية العاجزة عن استقبال وزير خارجية الولايات المتحدة في مطارها الرسمي. كان لا بدّ من ذهاب كيسينجر إلى قاعدة رياق في سهل البقاع للتأكّد من الفراغ السياسي والأمني في لبنان. استمع وزير الخارجية الأميركي إلى سليمان فرنجية الجدّ يحاول إفهامه ما هي “حقيقة” القضية الفلسطينية. التفت كيسينجر إلى المترجم ليقول له إنّه سيغط قليلا وأن في استطاعته إيقاظه متى ينتهى الرئيس اللبناني من محاضرته! الأهمّ من المحاضرة التي ألقاها سليمان فرنجية الجدّ على وزير الخارجية الأميركي، الذي يعرف الشرق الأوسط عن ظهر قلب ولديه وجهة نظره من كل أزمة من أزماته، أنّ كيسينجر اعتبر أن لا وجود لدولة لبنانية.. ما دامت هذه الدولة لا تسيطر على مطار العاصمة وأن في إمكان صاروخ يطلق من برج البراجنة إسقاط طائرته!  من يبحث عن الخروج من حلقة الإرهاب والتطرف ومواجهة إرهاب "داعش" حقيقة لا يستطيع الهرب من الواقع المتمثل في أنه آن أوان أن يعيد "حزب الله" حساباته اللبنانية والسورية

بكلام أوضح، ليس في الإمكان التظاهر بخدمة لبنان وأمنه الوطني ومصالحه العليا من دون الاعتراف بأنّ كل سلاح غير شرعي، أكان فلسطينيا، كما كانت عليه الحال في الماضي، أو مذهبيا كما الحال الآن، إنّما يخدم كلّ ما من شأنه ضرب الاستقرار في البلد وتدمير مؤسساته. هل مطلوب تدمير الدولة اللبنانية أو ما بقي منها لا أكثر؟ لا يزال “حزب الله الذي يمتلك حسابات خاصة به يسعى إلى إجبار الدولة اللبنانية على التعايش مع سلاحه بحجة أنّه صار الآن يتصدّى لـ”داعش” وما شابه “داعش”، في حين أنّه شريك في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. مثل هذه المشاركة في إبادة الشعب السوري، لا يمكن إلّا أن تكون سقوطا في مستنقع آسن يعرّض البلد لكل أنواع المخاطر ويشرع أبوابه أمام كلّ أنواع الإرهاب. بعيدا عن الشعارات والكلام الكبير عن “الخطر التكفيري”، وعن المواجهة مع إسرائيل، كلّ كلام عن تسوية في لبنان تصبّ في خدمة الدولة اللبنانية يظلّ كلاما لا ترجمة له على أرض الواقع، في غياب البحث في الموضع الجدّي الوحيد، أي السلاح غير الشرعي. أيّ كلام لا يأخذ في الاعتبار أن لا تسوية حقيقية شاملة أو غير شاملة، كما دعا السيّد حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” عشية تفجير برج البراجنة، بوجود سلاح الحزب.. يظل كلاما جميلا فقط. ما الهدف من طرح نصرالله؟ هل يستطيع إقناع نفسه أوّلا أن لا فائدة من أيّ تسوية قبل نزع السلاح غير الشرعي الذي يصبّ في خدمة لعبة واضحة المعالم هي تعطيل الحياة السياسية، بما في ذلك انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إرضاء لإيران.

حصلت جريمة في برج البراجنة. العمل مدان بكلّ المقاييس ومن دون تردّد من أيّ نوع كان. هناك مواطنون لبنانيون تعرّضوا لعمل إرهابي في منطقة لبنانية يفترض أن تكون في حماية الدولة اللبنانية وأجهزتها. من الصعب الحؤول دون تكرار مثل هذه الجريمة في غياب القدرة على الذهاب إلى الجذور.

الذّهاب إلى الجذور يعني أوّل ما يعني امتلاك ما يكفي من الشجاعة لمعالجة قضية السلاح غير الشرعي. هذا السلاح في أساس كلّ مشاكل لبنان وفي أساس السقوط المستمرّ للدولة اللبنانية. لا يزال لبنان يقاوم السلاح غير الشرعي منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم. في الوقت الراهن، لا يقتصر الأمر على اقتناع “حزب الله” بأن الدولة اللبنانية لا يمكن أن تحميه أو أن تحمي أيّ مواطن لبناني في غياب احتكارها للسلاح. احتكار السلاح من حق الدولة، ولا وجود لدولة حقيقية لا تمتلك هذا الحق. لا مفرّ من اقتناع الحزب بأنّ تورّطه في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري، من منطلق مذهبي، لا يمكن إلّا أن يأتي بالويلات على لبنان واللبنانيين. من هنا البداية وصولا إلى الاعتراف بأنّ لا مجال الآن لتغيير النظام في لبنان وتعديل دستور الطائف. هذا ما أدركه الرئيس سعد الحريري، الذي نجح في إقناع قسم كبير من المسيحيين بأن الوقت وقت التسويات والتنازلات المتبادلة والبحث عن كيفية حماية البلد، سياسيا واقتصاديا، وليس وقت تحقيق انتصارات وهمية لا تحمي أيّ طائفة من الطوائف أو مذهب من المذاهب. يبقى في نهاية المطاف هل يمتلك “حزب الله” حرية قراره كي يتحدّث أمينه العام عن تسوية شاملة تشمل السلاح غير الشرعي للحزب؟ هذا السؤال هو لبّ المشكلة القائمة. كلّ ما تبقّى دوران في الحلقة المغلقة التي يتغذّى منها الإرهاب السنّي من الإرهاب الشيعي، والإرهاب الشيعي من الإرهاب السنّي، فيما الدولة اللبنانية عاجزة حتّى عن لعب دور الحكم في مكان اسمه “الساحة اللبنانية” بديلا من الدولة اللبنانية.

 

«لبنان أولاً..وأخيراً!

محمد مشموشي/المستقبل/15 تشرين الثاني/15

لا يشك أحد في أن جميع القوى السياسية اللبنانية كانت في مأزق، بل وكان البلد كله كذلك، قبل أن يتقدم الرئيس سعد الحريري بمبادرته الوطنية من أجل اخراج هذه القوى وإنقاذ لبنان واللبنانيين بالتالي مما هم فيه. وبغضّ النظر عمّن سارع الى الاشادة بالمبادرة الشجاعة، ومن لم يفعل، فلا حاجة الى القول ان ما بعد هذه المبادرة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي اللبناني يختلف جذريا عما كانت عليه الحال قبلها. الرئيس نبيه بري، بما يمثله رسميا كرئيس لمجلس النواب وحزبيا كرئيس لحركة «أمل»، كان في أزمة مع حليفه «حزب الله» اذا أصر على عقد جلسة للمجلس ومع نفسه اذا تراجع عنها. و»التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» كانا في ورطة من ناحيتهما اذا ما عقدت الجلسة من دون أخذ موقفهما في الاعتبار. و»حزب الله» في ورطة بدوره مع حليفه «التيار الوطني الحر» اذا حضر، ومع حليفه الآخر «حركة أمل» اذا لم يحضر. كذلك هم النواب المسيحيون المستقلون الذين كانوا عمليا لا يعرفون ماذا يفعلون.

هكذا شكلت مبادرة الحريري خشبة الخلاص التي كان ينتظرها البلد مما كان يهدده من أخطار، ليس فقط على المستوى المحلي السابق ذكره كما عما يتصل بالقروض والتسهيلات الدولية المقدمة للبنان، بل أيضا وبشكل خاص على مستوى نظرة العالم الى لبنان، وعن طبيعة علاقاته مع المجتمع الدولي وتشريعات هذا الأخير في ما يتصل بتبييض الأموال وتمويل الإرهاب وغيرهما. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فلا يقل أهمية عن ذلك دور المبادرة في كسر الجدار الذي ارتفع في المدة الأخيرة بين القوى السياسية اللبنانية ذاتها، وأدى في ما أدى الى تعطيل مجلسي النواب والوزراء والعديد من المؤسسات، وصولا الى عجز أشبه بالفضيحة عن قيام الدولة بإيجاد حل لقضية النفايات التي باتت تراكماتها تهدد بتحويل البلد الى بؤرة وباء بيئي وصحي بالغي الخطر. الآن وبعد الجلستين التشريعيتين لمجلس النواب، محصلة مبادرة الحريري، خرج الى العلن من يتكلم عن مرحلة جديدة يمكن أن تؤدي حتى الى كسر المحظور: انتخاب رئيس للجمهورية.

والأهم أن من بدأوا يتحدثون عن ذلك هم أنفسهم الذين كانوا يرفضون مجرد البحث بإمكان انتخاب رئيس للبلاد ما دام مرشح بعينه متمسكا بموقفه ولا يريد أن يتراجع عنه. بل وأكثر، أن هؤلاء بالذات لم يكونوا قد تركوا مناسبة الا وأطلقوا فيها الاتهامات يمينا ويسارا حول ما سموه تارة «فيتو الحريري»، وأخرى «فيتو السعودية»، وثالثة «سقوط نظام الأسد»، ورابعة «الانتهاء من حرب اليمن»، قبل البحث في الانتخابات الرئاسية اللبنانية. لكأن نواب «تيار المستقبل»، ومعهم نواب قوى 14 آذار، هم الذين قاطعوا على مدى أكثر من عام ونصف العام جلسات مجلس النواب المخصصة لانتخاب الرئيس، أو أنهم هم الذين رددوا طيلة تلك الفترة: «انتخبوا(...)والا فلا انتخابات ولا رئيس«!. ليس ذلك فقط، بل ظهر على الشاشات وفي الصحف من يبشر بأن انتخاب الرئيس قد لا يكون الا نقطة في بحر، وأن «تسوية» ما ستتم عما قريب لجهة إعادة الحياة الى عمل مجلسي النواب والوزراء بحيث يقومان بمهامهما في تسيير شؤون الدولة والسعي لحل مشكلات الناس المعيشية. وصحيح أن بعض هذا الكلام لم يكن بريئا، وقصد منه في حالة ما تحميل الحريري وتيار «المستقبل» أوزار المرحلة السابقة كلها، وفي حالة أخرى عيوب الفترة المقبلة(صحف ما يسمى «الممانعة» وصفت المبادرة بأنها تقفل مجلس النواب)...كأن المجلس كان مفتوحا قبل الآن؟!، وفي حالة ثالثة تبعات ما قد يحصل بالنسبة للخلافات المتوقعة حول قانون الانتخابات، الا أن الصحيح أيضا أن الرأي العام اللبناني وجد في مبادرة الحريري ما قصده صاحبها تماما، ومن دون أية خلفية ضيقة: انقاذ البلد من الورطة التي وضعته فيها مواقف بعض القوى السياسية والحزبية وكيدياتها الضيعاوية الضيقة الأفق.

وليس خافيا أن انقاذ البلد من مأزقه هذا، وانعكاساته السياسية والمالية والاقتصادية عليه مستقبلا، هو ما أرادته مبادرة الحريري، وأنها بهذا المعنى أدت وظيفتها من دون زيادة أو نقصان بالرغم من كل ما يقال أو يشاع عكس ذلك. هل من المبالغة القول ان السياسة التي يمثلها شعار «لبنان أولاً« هو ما دفع سعد الحريري في السابق وفي المرحلة الحالية، وسيدفعه لاحقا كذلك، للقيام بما يقوم به؟!، وأن «لبنان أولاً...وأخيراً هو الهدف في نهاية المطاف؟!.

 

النائب بطرس حرب لـ«المستقبل»: المستقلّون ليسوا أقلّية وموقف الحريري شكل ضمانة لانعقاد الجلسة التشريعية وإنقاذ البلد»

المستقبل/15 تشرين الثاني/15

مع عودة الفرز بين «حزبيين» و«مستقلّين»، الذي انطلق مع السجال حول قانون «اللقاء الارثوذكسي» وتفشّى مع «إعلان النيّات» بين «القوّات اللبنانية» والتيّار «الوطني الحر»، وأخيراً مع الجدل الحادّ الذي سبق الجلسة التشريعية، تعود الأضواء إلى خشبة النواب المستقلّين، وتحديداً المسيحيين، بعد أن أفل نجمهم في الطوائف الأخرى لصالح الأحزاب والتيّارات. ولعلّ النائب والوزير بطرس حرب الأكثر حضوراً من بين هؤلاء، وقد احتلّ مقعد المستقلّين في مجلس الوزراء على مدى حكومتَين متتاليتَين، بعد أن اكتسب صفة المخضرم مع احتفاظه بلقب «مستقلّ» منذ منتصف الثمانينيات عندما أسّس مع نواب من بشرّي وكسروان والمتن وزحلة «تجمّع النوّاب الموارنة المستقلّين».

كيف يردّ الوزير حرب (مع أنّه لا يحبّذ لغة الردود) على هذا «الفرز» بعد أن بلغ حدود «حصر» حظوظ الرئاسة بأربعة من «الأقوياء»، الأمر الذي يعتبره «مخالفاً للدستور ولحقوق الإنسان». وكيف يعرّف الحالة المستقلّة أو يقدّر حجمها مع ذهاب رؤساء الأحزاب إلى إطلاق أرقام ونِسب عن الساحات الحزبية؟ أسئلة حملتها «المستقبل» إلى نائب البترون بعد مشاركته في الجلسة التشريعية بموجب قرار اتّخذه بمعزل عن قرار الأحزاب المسيحية (قبل التسوية) بعدم المشاركة في هذه الجلسة التي اعتبر أنّ موقف الرئيس سعد الحريري شكّل «ضمانة لانعقادها ولإخراج البلد من المأزق».

وربّما شكّل هذا الحوار مناسبة ليدافع فيها حرب عن «المستقلّين» وما يمثّلون، واصفاً اعتبار المستقلّين بلا وجود «خطأ»، وأنّ المستقلّين «ليسوا أقلّية وأنّ نسبة الحزبيين لدى المسيحيين ولدى اللبنانيين عموماً هي أقلّ من النصف»، وليتساءل: «هل تستطيع القوّات اللبنانية تجاوز التضحيات والشهداء والمبادئ لصالح تفاهم سياسي على حساب هذه المبادئ؟».

في مكتب الوزير حرب في وزارة الاتصالات كان هذا الحوار.

بداية استنكر الوزير حرب التفجير الإرهابي الذي استهدف الضاحية الجنوبية، داعياً لئلا «نكتفي بالكلام وننتقل من الإدانة الكلامية إلى تحصين الواقع الداخلي وتحصين البيئة الامنية اللبنانية والسياسية لتفادي وقوع هذا النوع من الجرائم المدانة والجبانة». وأعتبر أنه «في مواجهة هكذا قضايا إرهابية حيث تعجز دول كبرى عن مواجهتها على الشعب اللبناني ان يوحّد صفوفه ويقلع عن المزايدات والانقسامات في هذه الظروف بالذات حيث السلطة مهترئة ومراكز المؤسسات تعاني من الفراغ في غياب رئيس للجمهورية ومجلس الوزراء يعاني من التعطيل ومجلس النواب يحتاج إلى «عجيبة» ليجتمع. هذا الحادث المأسوي يضغط على الجميع ليخرجوا نهائياً من شعاراتهم ويتحملوا المسؤوليات تجاه شعبهم ونرى معاً كيف إيجاد حلول للمشكلات وذلك لتحصين البيئة الوطنية».

كما دان التفجيرات التي استهدفت العاصمة الفرنسية، وقال: «إنّ تفجيرات باريس ما هي إلاّ ترجمة للحالة السائدة في الشرق الأوسط التي لها امتداداتها ما يدلّ على أنّ خطر الإرهاب ليس محلياً وحسب بل عالمي، ما يفترض بكل القوى الديموقراطية في العالم أن تتجمّع لضرب هذا الإرهاب الوحشي الذي بات يهدّد كل الدول والمجتمعات». وأعلن أسفه «لهذه الجرائم النكراء»، متقدّما «من الدولة الفرنسية ومن الشعب الفرنسي، صديق لبنان التاريخي، بأحرّ التعازي»، متمنياً أن «تقود فرنسا حركة مواجهة ضدّ هذه الظاهرة الوحشية التي صارت مصدر خطر لكل العالم».

[ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله كان دعا قبل الانفجار إلى تسوية شاملة من الرئاسة إلى مجلس الوزراء إلى إقرار قانون الانتخاب، هل تتواءم هذه الدعوة مع هذه الظروف؟

- «هناك مساعٍ يجب أن تحصل لتقريب وجهات النظر ولا أريد أن أقول إن هذه المساعي قد تنجح بمجملها او لا تنجح، أي القول إني أريد تسوية سياسية شاملة تتضمّن انتخاب رئيس الجمهورية وغيرها من الأمور، تفعيل عمل مجلس الوزراء، ليس هذا ما اقوله. انا يهمني كيف نحصن الوضع الداخلي، التسوية الشاملة قد تستدعي حواراً طويل المدى وعميقاً وقد لا نتفق. إنما إعادة تكوين السلطة القادرة على مواجهة مثل هذه الأحداث الكبيرة واجب على القيادات اللبنانية، لذلك أنا أدعو السيد نصرالله وكل القيادات اللبنانية ان يخرجوا من أسر شعاراتهم والمواقف التي يتخذونها ويحاولوا اقناع انفسهم واقناع حلفائهم اولاً بالاتفاق على رئيس للجمهورية. رئيس قادر ان يعيد تفعيل السلطات. وعدم وجود رئيس للجمهورية عطل عمل مجلس الوزراء وعطل عمل المجلس النيابي وعطل الدولة والنظام ووضع لبنان في خطر، ونحن لا نستطيع ان نستمر هكذا. نحن لا نقول نريد هذا المرشح، مرشحنا او ذاك المرشح، ونعرف ان الامور ليست هكذا. لكن في الوقت نفسه لا نستطيع القبول بأن يقال لنا «لدينا هذا المرشح وليس هناك غيره»، تعالوا لنفتش معاً عن اشخاص لديهم الكفاءة والقدرة والوطنية ونظافة الكف ولديهم القدرة على تحمل مسؤولية ادارة البلد. والعالم لديه مشكلاته والمطلوب منا ممارسة واجبات العملية السياسية والبحث الجدي عن مخارج لأزماتنا».

انتخاب الرئيس قبل قانون الانتخاب

[ كيف تقرأ نتائج التسوية التي انتهت اليها أعمال الجلسة البرلمانية وكنت أبديت رغبة بالمشاركة فيها قبل التسوية؟

- «تعقيدات البلد كادت ان تطيح بالجلسة. هذه التعقيدات ناتجة عن الواقع السياسي الذي أشرت إليه، وهي دفعت إلى تحالفات من خارج طبيعة العمل السياسي والحياة السياسية والتي جعلت القوى السياسية تحاول ان تجد قواسم مشتركة تتفق عليها ولو كانت مختلفة على قضايا رئيسة، مثل قانون الانتخاب. و«»القوّات اللبنانية» تطالب بانتخاب رئيس للجمهورية، وتحمّل من يعطّل الانتخابات مسؤولية تعطيل البلد. و«»القوّات اللبنانية» تعرف ان الذهاب إلى انتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس الجمهورية امر متعذر، لأن هذا يضعنا في حالة غير دستورية في عملية تشكيل الحكومة، وتعرف «»القوّات» أن مطلب الجنرال (ميشال) عون بانتخابات نيابية قبل الانتخابات الرئاسية غير وارد راهناً وهي غير موافقة على ذلك. إلا أن «»القوّات اللبنانية» في محاولة سعيها لإيجاد قاسم مشترك مع الجنرال عون اعتبرت أن البحث في قانون الانتخابات والتصويت على قانون جديد أمر تلتقي فيه مع الجنرال عون لكنها لا تستطيع ان تذهب معه أبعد في اجراء انتخابات نيابية قبل الانتخابات الرئاسية وهذا جعل «»القوّات اللبنانية» و«العونيين» أسرى هذا الطرح. وغلّف هذا الطرح بأن القانون الانتخابي الجديد يعيد للمسيحين موقعهم في السلطة. هذا جعلهم أسرى هذا الموقف. وحاولوا ان يربحوا معركة وضع قانون الانتخابات على جدول أعمال الجلسة النيابية.

لكن الواقع يقول شيئاً آخر، إن هناك أصولاً لمناقشة القوانين الانتخابية، وتقدم القوانين، إن من قبل الحكومة بعد دراستها كمشاريع قوانين، وإما من قبل النواب كاقتراحات قوانين، وهي في الحالتين تحال إلى اللجان النيابية لدرسها وترفع تقريرها إلى الهيئة العامة بالقانون او الفكرة التي حازت على الاكثرية. لا تستطيع ان تدخل على الهيئة العامة بـ17 اقتراح قانون، وتقول لـ128 نائباً اي الهيئة العامة للمجلس بعددها وآلية عملها تفضلي لندرس 17 اقتراحاً. هذه القصة «ما بتصير».. ولا أعتقد ان الذين وضعوا النظام الداخلي لمجلس النواب ما أخذوا في الاعتبار كيفية تسهيل عمل مجلس النواب. ما كان يطالب به «»القوّات» و«العونيون» هو طرح 17 قانوناً. وهذا اثار تحفظات، وأنا كان لدي تحفظان:

1 - تحفظ مبدئي ان قانون الانتخاب هو من اهم القوانين المطروحة على المجلس النيابي ولا يجوز برأيي ان يقر بغياب رئيس الجمهورية وحرمان رأس السلطة والذي يمثل جزءاً من اللبنانيين لكونه من طائفة مارونية كيانية واساسية في البلد، لا يجوز حرمانه من حق ان يبدي رأيه بقانون الانتخاب. رئيس الجمهورية يبدي رأيه بشكلين اثنين:

أ الطلب من مجلس النواب اعادة النظر بهذا القانون اذا كان غير موافق عليه واعادة قراءته لمرة ثانية في ضوء الملاحظات التي يبعث بها رئيس الجمهورية. واذا جرى التصويت على القانون بأكثرية نسبية تحت قاعدة النصف+1، اذا حضر 80 نائباً بإمكان 41 نائباً التصويت على القانون، إذا جرى التصويت لهذه النسبة ولكي يأخذ القانون طريقه العملية وبناء على طلب رئيس الجمهورية بإعادة النظر فيه يحتاج الامر إلى موافقة 65 نائباً أي الأكثرية المطلقة أي نصف عدد المجلس النيابي بصرف النظر عن الحاضرين وهذا حق دستوري كبير لرئيس الجمهورية، ورئيس الجمهورية حين يرد قانوناً إلى المجلس النيابي يحتاج الأخير إلى الأكثرية المطلقة ليجري العمل بالقانون.

ب إذا صدر قانون يعتبره رئيس الجمهورية مخالفاً للدستور وله ملاحظات أساسية عليه بإمكانه الطعن به امام المجلس الدستوري، والمجلس الدستوري يملك القدرة على إبطال القانون. إذاً هل يراد أن يحرم رئيس الجمهورية من هاتين الصلاحيتين ومن قِبل مَنْ؟ من قبل من يطالب بتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية؟

ما أريد قوله «تفضلوا يا اخوان ننتخب رئيس جمهورية وبعدين منعمل قانون انتخابات ونترك لرئيس الجمهورية المسيحي الحق بإبداء الرأي».

أضاف حرب: «ثم إن رئيس الجمهورية ولو انطلق من حزب ما أو من جهة ما، حين ينتخب يصبح رئيساً لكل لبنان ونظرته بالتأكيد تختلف حينها عن وجهات نظر حزبية أو فئوية. وأعطي مثالاً أنه لو انتخب أيٌ من المرشحين رئيساً للجمهورية من الأسماء المطروحة نفسها كثير من المعطيات التي يناضل من أجلها زعيم لهذا الحزب أو ذاك، تتغيّر. ورئيس الجمهورية قد يختلف رأيه عن رأي أي كتلة برلمانية مسيحية أو غير مسيحية، وبالتالي لا يمكن أن يحرم رئيس الجمهورية من موقعه كرأس للسلطة أو رئيس البلاد أو حامي الدستور من حقه الطعن بأي قانون يصدر عن مجلس النواب».

لم أقتنع بمقاطعة الجلسة

[ هذا يطرح سؤالاً استطرادياً حول الأسباب التي دفعتك لتقرر المشاركة في الجلسة بينما كان فريق يتسلّح بمواد دستورية 73 و74 و75؟

ـ «أنا استطردت بالشرح، لأني أعتقد أن قانون الانتخابات يجب أن يأتي بحثه بعد انتخاب الرئيس. ان دعوة «»القوّات» و«العونيين» لمقاطعة الجلسة لم تقنعني على الرغم من تقديري لحجم الجهتين، ولكن لا، أنا أمثّل فئة من الناس ليسوا أقلّية ومعروفة نسبة الحزبيين في لبنان أقل من النصف وهناك رأي عام نمثله كمستقلّين، ونمثّل شريحة واسعة حقيقية من الرأي العام. نحن لا ندعي أننا نمثل كل الناس ولا ندعي أن لدينا رغبة لتغطية حالة ميثاقية. ليس الأمر على هذا النحو، نحن موجودون وليس بمقدور أحد أن يتجاهل وجودنا أو أن يتجاهل رأينا. ثم نحن ممثلون للأمة جمعاء بعد انتخابنا بالتصويت من قبل الناس ولدينا رأي عام ونحن منتخبون ولدينا رأينا الذي تسمعه الناس. وأنا كنت قررت فعلياً المشاركة في الجلسة قبل التسوية انطلاقاً من اقتناعي أن هذه وسيلة للحفاظ على حياة المجلس النيابي وعلى عمله وعلى البلد، وعلى عدم اتخاذ موقف أنا غير مقتنع به ضميرياً، أي مقاطعة جلسة تتعلق بإقرار قوانين تهم العامة من المواطنين، ولو اعتمدنا ذلك الموقف في تعطيل الجلسة لكنت أعطيت حقاً للجنرال عون حين يقول لماذا لا ننجز انتخابات نيابية قبل الانتخابات الرئاسية».

تابع حرب: «أنا أعتبر أنّ الجنرال عون ليس على حقّ ولست مستعداً لأعطيه حقاً ولا لأكون شاهد زور لإرضاء أحد.. على الرغم من اقتناعي بضرورة بذل جهد ما كي لا تكون هناك مشكلة، والدليل على ذلك أن المشكلة وقعت وقد تطوعت بعد اجتماع عقدته قوى 14 آذار بحضور «الكتائب» و«»القوّات اللبنانية»، تطوعت مع الدكتور أحمد فتفت والدكتور عاطف مجدلاني، لمتابعة السعي لإيجاد مخرج وهذا ما قمنا به على الرغم من أن «»القوّات اللبنانية» أبلغوني رسمياً الطرح الذي اتفق عليه والذي يشبه إلى حد بعيد ما جرى في جلسة مجلس النواب. وكنا اتصلنا بالرئيس بري وعرضنا عليه مخارج وكانت قريبة من الشكل الذي رست التسوية عليه وهو ما دفع القوى السياسية إلى طرح مسألة «الضمانة» لأن موقف الرئيس سعد الحريري ماذا كان فعلياً؟ موقف الرئيس الحريري لم يشارك «»القوّات اللبنانية» موقفهم، ولا موقف التيار الوطني الحر، وإنما موقف الرئيس الحريري كان مقترباً من موقفنا. ومطلب «»القوّات» للمشاركة في الجلسة كان محدداً بتأمين ضمانة ما كي لا تكون المهلة مفتوحة ولا نهائية في مسألة إقرار قانون الانتخابات. و«»القوّات» على حق في ذلك إلى حد ما لأنه بعد سنة ونصف السنة تنتهي ولاية مجلس النواب الممددة ولا يمكن المضي إلى نهاية ولاية المجلس من دون إقرار قانون انتخابات.

طرح الموضوع على هذا النحو شيء، وأن تطرح إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية شيء آخر. و«»القوّات» على حق لجهة أن يبت مجلس النواب بالموضوع شريطة أن تبقى القوى السياسية ملتزمة بإجراء انتخابات رئاسية قبل الانتخابات النيابية، وهذا ما دفعنا إلى متابعة مساعينا. وموقف الرئيس الحريري كان عبارة عن ضمانة قدمها بمعنى أن القوى السياسية في 14 آذار ملتزمة ومتضامنة مع مطلب «»القوّات» لمناقشة وبحث قانون الانتخابات، وهذا ما كانت «»القوّات اللبنانية» بحاجة إليه للخروج من الأسر الذي وقعوا فيه وهو ما سهّل بالنتيجة حصول الجلسة وإخراج البلد من مآزقه المالية والقانونية والإنسانية وغيرها من شؤون تهم الناس وعمل المؤسسات ككل».

[ الدكتور سمير جعجع تحدث في عز الحديث عن ميثاقية الجلسة أنه والتيار «الوطني الحر» و«الكتائب» يمثلون 85% من المسيحيين؟

- «لا رغبة لدي بالدخول في جدل حول النسب والأحجام ولا أحد ينكر الحجم التمثيلي لـ«»القوّات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» اذا ما اضيف اليهما حزب «الكتائب». هم يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع المسيحي. لا احد ينكر ذلك، هذه حقيقة. الا ان هذا لا يعني الذهاب بالفكرة على نحو العقلية الشمولية على قاعدة أننا إذا كنّا نمثل او نعتقد اننا نمثل 85% نلغي حقوق الآخرين، إذا كنّا نمثّل 15%، أو 10%، أو 5%، نحن نمثّل ولنا حق التمثيل، لن ادخل في النسب لأن الرأي العام اللبناني والرأي العام المسيحي بأكثريته ليس حزبياً وبالتالي هذا الرأي كيف نقيسه. اذا اعتمدنا المقياس الحزبي شيء وان تسأل اللبنانيين ما هو حجم الحزبيين في لبنان، أنا اؤكد ان الحزبيين نسبتهم أقل من 50%، وأكثر برأيي من 50% مستقلون وغير حزبيين. انا لا أدّعي أنّي أمثلهم ولا أدّعي أني أمثّل المستقلّين (أكثر من النصف)، أنا لا أدّعي اني أمثّل كل هؤلاء».

حق «الفيتو» سيف ذو حدّين

[ ثلاثة احزاب مسيحية رئيسة خاضت المعركة تحت عنوان امتلاكها «حق الفيتو»، هل تمتلك هذه القوى هذا الحق برأيك؟

بيعي ان يجتمع مجلس النواب من دون مكونات مثل «»القوّات اللبنانية» و«العونيين» و«الكتائب اللبنانية» كقوى مسيحية، وعلى صعيد الترجمة العملية هذه القوى تمثل شريحة مهمة. لكن هذا لا يعني انه كلما طرح موضوع يتركّز الكلام على الميثاقية. هذا موقف عبثي. من مصلحتنا ان لا يحصل تشريع بغياب هذه القوى. ولهذا سعينا إلى تسوية والا نكون خارج طبيعة لبنان ولكن إذا كرّسنا هذه القاعدة قاعدة نهائية وعلى غرار موقف القوى الثلاث يصبح لأي طرف آخر حق استخدام «الفيتو» وحينها تنعدم الحياة السياسية ويجمد البلد مع العلم ان الفيتو سلاح ذو حدّين.

الوسيلة الوحيدة للعبور من هذه الازمة وبدقة ان لا نتمادى في تفسير هذه الامور على نحو نعطل فيه البلد وعلى نحو سلبي. بالعكس يجب توظيف الامور لمصلحة البلد، ولبنان بُني على حكمة آبائنا واجدادنا ومن دون هذه الحكمة لن نستطيع ان نحافظ على استقرار بلادنا. الحكمة هي التقارب، هي التفاهم، «هي التفهم والتفاهم» (كما يقول الرئيس الراحل صائب سلام) وان نستوعب ونحاور بعضنا بدل ان نفرض شروطاً تعطل الحياة المشتركة».

[ جزء من المشهد عشية الجلسة التشريعية بدا وكأنه معركة تخوضها الاحزاب المسيحية ضد المستقلين، خصوصاً تحت تأثير «اعلان النيّات» بين التيار «الوطني الحر» و«»القوّات اللبنانية»، هل يستشعر المستقلون خطراً على وجودهم ؟

- «كل حالة سياسية تفرز وضعاً سياسياً. المسيحيون في لبنان يتمنون لو لم تحصل الاحداث بين «»القوّات» والجنرال لما كانت وقعت ضحايا ولا دمرت المنطقة المسيحية.. والمسيحيون يتمنون زوال التشنج بين الفريقين، وكلنا نرحب بهذا التقارب وعودة الحياة والمنافسة السياسية إلى الجوهر الديموقراطي السليم، الا ان هذه الفكرة الايجابية لا يمكن ان تحصل برأيي على حساب المبادئ، وأنا اسأل: لماذا أمضى الدكتور جعجع 11 عاماً في السجن؟ والجواب لأنه رفض التنازل عن مبادئه.

لماذا نُفي الجنرال عون إلى الخارج؟ والجواب لأنه اتخذ مواقف اضطرته للخروج من لبنان.

السؤال اليوم الجنرال عون يغطي سلاح «حزب الله» غير الشرعي، ويغطي اشتراك «حزب الله» بالقتال في سوريا، وهو ضمن محور ايران - سوريا ويتفاعل مع هذا المحور ايجابياً. الدكتور جعجع لا يغطي سلاح الحزب، ويرفض مشاركة الحزب بالقتال في سوريا وهو جزء من محور مواجهة المحور الايراني - السوري.

الجنرال عون مع «حزب الله» يعطلان انتخابات رئاسة الجمهورية، موقف الدكتور جعجع يشارك عبر نوابه في الجلسات التي يدعو إليها الرئيس بري لانتخاب رئيس ويقول الجنرال لا لزوم لإجراء انتخابات رئاسية، لننجز انتخابات نيابية اولاً، والدكتور جعجع في موقف معاكس. أنا أسأل هل يعقل بعد هذه التضحيات والشهداء والاضطهاد الذي تعرضت له «»القوّات اللبنانية» ان تتجاوز كل هذه المبادئ لصالح تفاهمات سياسية على حساب المبادئ. كيف يمكن اقناع الرأي العام بذلك؟ إذا حصل تفاهم بين «»القوّات» والعونيين على حساب هذه المبادئ حينئذ ماذا يمكن القول للناس؟ انا افهم الحاجة للخروج من التنافس الحاد والشخصنة ولكن مع ذلك كيف يمكن الخروج من المبادئ وهل بالامكان الذهاب إلى أبعد؟

والسؤال هل يستطيع الدكتور جعجع اقناع الجنرال عون بالتخلي عن مبادئه الاستراتيجية وتغطيته لسلاح «حزب الله» غير الشرعي؟ وهل يستطيع الجنرال عون ان يقنع الدكتور جعجع بالتخلي عن مبادئه الاستراتيجية وهي على النقيض من سلاح «حزب الله» والانخراط في الحرب في سوريا او تأجيل الانتخابات الرئاسية.

بالمنطق لا أعتقد أن الشخصين قادران على مثل هذه التفاهمات او أن يتخلّى أحد عن مبادئه. ومع ذلك نحن نرحب بالتفاهم والخروج من الكراهية إلى الوئام وطي صفحة الحرب والعطب في النسيج المسيحي بين اوساط الفريقين واذا تغيرت ثقافة العونيين بهذا المعنى الايجابي تكون «شغلة عظيمة» جداً، واذا تغيرت «ثقافة «القوّات اللبنانية» يكون الامر اعظم. وأنا اصر على السؤال حول المبادئ السياسية واذا حصل تجاوز هذه المبادئ إلى تفاهمات برأيي هذا سيفرز حالة سياسية جديدة في البلد».

أتحفّظ عن النسبية

حتى تشكيل أحزاب غير طائفية

[ كيف يعرّف بطرس حرب مصطلح «المستقلّين» وهو مخضرم باكتساب هذه الصفة منذ ما قبل الطائف حيث كان من أبرز مؤسّسي «تجمع النواب الموارنة المستقلين» وحافظ على هويّته المستقلّة حتى اليوم؟ ولماذا الانطباع ان «إعلان النيّات» بين «»القوّات» و«العونيين» يستهدف المستقلين؟

- «المستقلون لا ينتمون إلى الاحزاب ولا ينتمون إلى محاور لا محلية ولا اقليمية، وليس عندهم اصطفاف سياسي، وقراراتهم تنبع من شخصيتهم المستقلة ومن تفكيرهم، وعبّرنا عن هذه الاستقلالية برفضنا للقانون الارثوذكسي وكانت معركة تخاض بين كل القوى المسيحية آنذاك حيث قدم البعض مشروع القانون الارثوذكسي كحل للوجود المسيحي ونحن اعتبرناه خطراً على الوجود المسيحي. ومارسنا الاستقلالية نفسها بخصوص الجلسة الدستورية. لا احد يستطيع ان يتخذ قراراً يلزمنا به. قرارنا ينبع من قناعاتنا. قد نخطئ وقد نصيب، وقد يخطئ الآخر ويصيب. اما تسألني لماذا لدى الناس انطباع ان اعلان النيات هو على حساب المستقلين فلأننا بكل أسف نسمع كلاماً يتردد في اوساط الاحزاب ان لا وجود للمستقلين ولا مستقبل لهم، لا قيمة للمستقلين، ولا تأثير للمستقلين، وهذا خطأ.

وأنا صاحب قول انني كمسيحي ماروني أعتبر ان زوال المسيحي يعني زوال لبنان على الاقل لبنان كما نعرفه، قد يبقى صخرا وجبلا ولكن لبنان الرسالة والحضارة ينتهي. انا اقول ان الاحزاب الحالية ذات صبغة طائفية بمجملها، حركة «أمل» شيعية و«حزب الله» شيعي، «المستقبل» وعلى الرغم من وجود مسيحيين فيه يأخذ طابعاً سنّياً، «الاشتراكي» رغم وجود مسيحي فيه يأخذ طابعاً درزياً وهكذا دواليك، «»القوّات» و«العونيون» و«الكتائب» (مسيحيون) والسؤال الذي أطرحه على اللبنانيين هل مستقبل لبنان وديمومته يقوم على تكريس الاحزاب الطائفية بدل برامج سياسية واجتماعية واقتصادية وطنية، برامج لكل لبنان.

نحن لنا مصلحة بأحزاب ما فوق طائفية، لذلك حين يتحدثون عن النسبية اليوم، أسجل تحفّظات عليها لأنها تكرّس وجود الاحزاب الطائفية، وانا مع «الدائرة الفردية» حيث ينتخب كل مواطن نائبه وبما يؤمن افضل تمثيل، أما بعد 15 سنة أو 20 سنة يمكن الذهاب إلى النسبية مع قيام احزاب لا الوان طائفية ومذهبية لها.. حيث يمكن اعتماد النسبية».

[ هناك انطباع ان اللقاء الرباعي الماروني حصر حقّ الترشح للرئاسة بأربعة والآن «إعلان النيّات» حصرها بمرشحين اثنين، السؤال استطراداً بطرس حرب ما زال مرشحاً؟

- صار هناك خطأ، هذه الحصرية بأن يترشح اشخاص محددون مخالفة للدستور ومخالفة لحقوق الانسان ثم مفهوم الرئيس القوي يفرض مع احترامي وتقديري لكل الناس، التذكير بالأسس التي قام عليها لبنان، وبالمبادئ الدستورية، وبدور رئيس الجمهورية الممسك بالميزان وليس احدى دفتي هذا الميزان. ورئيس الجمهورية حين تقيس قوته بأي قوة سياسية حوله، تكون قوته بمواجهة الآخرين، وهذا خطأ. الرئيس القوي هو الحكمة، هو النضال، هو الخبرة، هو النظام، المعرفة، النظافة والوطنية والاحترام الذي يمكن فرضه على كل القوى السياسية. اما الرئيس الذي سيقوى بـ15 نائباً او 20 نائباً او غيره ويستخدمهم في مواجهة الآخرين لفرض رأيه هذا ليس رئيساً للجمهورية. هذا مشروع خلاف دائم، والتركيبة اللبنانية اعطت للرئيس بعداً معنوياً وسياسياً كبيراً جداً، ولم تعطه صلاحيات يمارسها بمفرده، هو ضابط اللعبة السياسية ولا يمارس صلاحيات مباشرة، ومَن يقول انه لم يبق لرئيس الجمهورية شيء، ليرى ماذا حل بالبلد بعدم وجود رئيس للجمهورية. حين يتحول رئيس الجمهورية إلى فريق سياسي لمواجهة السنة او الشيعة او الدروز او اي فريق آخر أنا برأيي يكون أضعف رئيس جمهورية يأتي إلى لبنان، يصبح مشروع حرب طيلة عهده وتفتيتاً للبنان. أما بالنسبة إلى الرئاسة فأنا لم أترشح فعلياً. الاعلان عن اربعة مرشحين من بكركي لا ادري كيف حصل وعلى أي اساس وهذا لا يمنع اي لبناني وأي ماروني ان يختار رئيساً للجمهورية».

[ ما رأيك بترشح النائب سليمان فرنجية الذي أعلن أخيراً شبه برنامج عمل؟

- «من حقه الطبيعي ان يترشح وشئنا ام ابينا هو زعيم سياسي، ولا احد ينكر وجوده ولو كان مؤيداً لترشيح الجنرال عون، وعنده الحق الدستوري والسياسي للترشح للرئاسة وقد طرح بعض الافكار وهناك قسم كبير يمكن التفاهم عليه من كل الافكار وهذا امر طبيعي. الامر يتعلق بالظروف السياسية التي ستسمح بانتخاب الرئيس، وانتخاب سليمان فرنجية مرتبط بالضرورة بظرف ما وإذا تحقق هذا الظرف يمكن ان يكون حظه بالرئاسة كبيراً جداً، وبغياب هذا الظرف، حظه غير موجود. إلا أنه شخص من بيت كريم ومن بيت سياسي يعرف القيم التي قام عليها لبنان، ولنا تجارب سياسية معه ايجابية وغير سلبية، ويعرف التعاطي مع الناس وهو صريح يبدي رأيه بصراحة وهناك اسماء مطروحة للرئاسة لا يمتازون عن سليمان فرنجية بالعكس هو يتمايز عنهم ويمتاز عن البعض».