المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november16.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى09/من09حتى13/لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء.إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس01/من12حتى19/ حَسِبَنِي المسيح أَمِينًا فَجَعَلَنِي لِلخِدْمَة، أَنَا الَّذي كُنْتُ مِنْ قَبْلُ مُجَدِّفًا ومُضْطَهِدًا وشَتَّامًا، لكِنَّ اللهَ رَحِمَنِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت/فيديو/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع د. داود الصايغ/تعليق للياس بجاني يحكي تعاسة ونرسيسية غالبية الطاقم السياسي والحزبي التاجر واللا قيمي

ميشال عون يوم كان بعقله كان يرى نظامي الأسد والملالي على حقيقتهما الإرهابية والإجرامية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

إسقاط مرشح جعجع "دفعة على الحساب/ايلي الحاج/النهار

مفاوضات عاجلة يجريها حزب الله مع جيش الفتح لتحرير اسراه الثلاثة

هل تفتح ثنائية عون - جعجع مجلس النواب لإقرار قانون انتخاب جديد/ألين فرح/النهار

بري في حل من أي تسوية: "لم ألتزم مع أحد في شيء" لجنة لقانون الانتخاب في الأيام المقبلة ويمهلها 60 يوماً/رضوان عقيل/النهار

ليس الأسد اهون الشرين/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

الحق على فرنسا/د. عماد شمعون

عرب، في ظل حكم مارين لوبن في فرنسا/ايلي الحاج/فايسبوك

فوز مرشحين اثنين من 14 وواحد من 8 آذار في انتخابات نقابة اطباء الاسنان في طرابلس

مروحيات الجيش ومدفعيته تستهدف مواقع المسلحين في جرود رأس بعلبك

دهم منزل مشتبه به بتهريب انتحاريي برج البراجنة وضبط وثائق مزورة

ريفي: حرفية شعبة المعلومات مدعاة افتخار جميع اللبنانيين

قاووق: علينا ان نكون في خندق واحد لنحمي لبنان

المشنوق: انجاز استثنائي حققته شعبة المعلومات ولن نتوقف رغم التهديدات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المشنوق: عملية برج البراجنة ليست الأولى ومستحيل أن تكون الأخيرة وكلام نصر الله مسؤول والحريري تجاوب معه

الهاشم نقيبا لمحامي بيروت: لن نفتش عن محاور نجاريها لمصلحة ولن نرضى إلا بقضاء نزيه ومستقل وعودة الحياة الديمقراطية إلى لبنان

الرئيس أمين الجميل زار المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي واطلع من رئيستها على تطورات العمل فيها

قاسم هاشم: مواجهة الارهاب لم ولن تصل الى مبتغاها إلا بتضافر كل الجهود في العالم

طلال المرعبي: المرحلة تستدعي تضحيات وملاقاة للافرقاء

الراعي استنكر تفجيرات بيروت وباريس: المنطقة تعيش معاناة والأسرة الدولية تتركها فريسة الارهاب

باسيل: لبنان نقيض داعش لانه يؤمن المجتمع التعددي الذي لا يمكن ان توجد داعش فيه

المطران رحمة في ذكرى الشهيدين الفخري: المسيحي لا ثأر له على احد ولكن نتمسك بالقيم والعدالة ونقول الحقيقة في وجه الجميع

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

باريس تطلب عقد مجلس طارئ لوزراء الداخلية الاوروبيين

أوباما وبوتين يتفقان على وقف إطلاق النار بسوريا

بان: العالم أمام لحظة نادرة لإنهاء العنف في سورية

أوباما تعهد مضاعفة الجهود ضد »داعش« وأجرى محادثات مع بوتين

قمة العشرين في أنطاليا تركز على تعزيز التعاون ضد الإرهاب

أردوغان يعد برد قوي وصارم جداً على الإرهاب الدولي وفرنسا تطالب بقرارات ملموسة

اجتماع طارئ لوزراء الداخلية والعدل الأوروبيين في بروكسل الجمعة

السعودية والعراق حذرا أوروبا قبل أيام من هجمات محتملة

خادم الحرمين: مجزرة باريس الشنعاء لا يقرها دين ولا عقل

صاحب الجواز المصري جريح يرقد في المستشفى

حارس مسلم منع انتحارياً من دخول ستاد فرنسا

21 أجنبياً في عداد القتلى

التحقيقات في اعتداءات باريس تركز على المتواطئين والممولين

استجواب أقرباء الانتحاري مصطفائي والعثور على سيارة بداخلها أسلحة

انتشار عشرة آلاف جندي في أنحاء فرنسا خاصة باريس في إطار عملية »سانتينيل«

فالس: التعرف على 103 جثث للضحايا و20 إلى 30 جثة غير معروفة الهوية

الجبير: الأسد سيرحل إما بالسياسة وإما بالقوة

البنتاغون: سنلاحق قادة التنظيم في اي مكان يتحركون فيه ومقتل قائد »داعش« في ليبيا بغارة أميركية

العاهل الأردني: أكد دعمه حلاً سياسياً شاملاً للأزمة السورية واعتبر أن  العصابات الإرهابية تهدد دول المنطقة والعالم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نظام يتلطى وراء تنظيم .. تنظيم يتلطى وراء نظام/وسام سعادة/المستقبل

جريمة تتطلّب استفاقة وطنيّة/ علي حماده/النهار

من يقتل الرئيس/عقل العويط/النهار

إرهاب بوجهين فرنسي ولبناني/علي بردى/النهار

هل تعجّل ضربات الإرهاب في حل الأزمات وفي انتخاب "رئيس تسوية" للبنان/اميل خوري/النهار

الإرهاب يحفّز فيينا كما مبادرة نصرالله "دوحة لبنانيّة" تحوطها الشكوك وأزمة ثقة/روزانا بومنصف /النهار

الحريري رد التحية لنصر الله... بتحية الكلام الطيب يحتاج ترجمة والاختبار في الرئاسة/سابين عويس/النهار

نحن وفرنسا... "طقس" داعشي/نبيل بومنصف/النهار

المنطقة الآمنة امتحان لأردوغان المنتصر/خيرالله خيرالله/المستقبل

الاعتذار لإيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إرهاب باريس.. الفرحون اثنان/طارق الحميد/الشرق الأوسط

البث المباشر.. بين بيروت وباريس/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

فرنسا المضرجة بدمائها تهتف: أرواحنا فدى الأسد/عبدو شامي

فرنسا هدف مشترك لـ «داعش» والأسد/الياس حرفوش/الحياة

ساعة الحرب على الظلام/غسان شربل/الحياة

ليحوّلوا فيينا إلى «يالطا جديدة» أو مؤتمر سلام شامل/جورج سمعان/الحياة

حادث مركز التدريب في الأردن: فتّش عن العنف والكراهيّة/موسى برهومة/الحياة

الإرهاب والفشل السياسي/خالد الدخيل/الحياة

«ذئب متوحّد» يُقلق الأردن قد يكون... «نحن»/حازم الامين/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

 

إنجيل القدّيس متّى09/من09حتى13/لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء.إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة

"فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ. وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ. ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟».

وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء.إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة».

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس01/من12حتى19/ حَسِبَنِي المسيح أَمِينًا فَجَعَلَنِي لِلخِدْمَة، أَنَا الَّذي كُنْتُ مِنْ قَبْلُ مُجَدِّفًا ومُضْطَهِدًا وشَتَّامًا، لكِنَّ اللهَ رَحِمَنِي

يا إِخوَتي، أَشْكُرُ المَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذي قَوَّاني، لأَنَّهُ حَسِبَنِي أَمِينًا فَجَعَلَنِي لِلخِدْمَة، أَنَا الَّذي كُنْتُ مِنْ قَبْلُ مُجَدِّفًا ومُضْطَهِدًا وشَتَّامًا، لكِنَّ اللهَ رَحِمَنِي، لأَنِّي فَعَلْتُ ذلِكَ وأَنَا جَاهِلٌ غَيرُ مُؤْمِن. لَقَد فَاضَتْ عَلَيَّ نِعْمَةُ رَبِّنَا معَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّةِ الَّتِي في الْمَسِيحِ يَسُوع. صَادِقَةٌ هِيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بكُلِّ قَبُول: أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلى العَالَمِ لِيُخَلِّصَ الخَطأَة، وَأَوَّلُهُم أَنَا. لكِنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ رَحِمَنِي، لِيُظْهِرَ كُلَّ أَنَاتِهِ فِيَّ أَنَا أَوَّلاً، مِثَالاً للَّذِينَ سَيُؤمِنُونَ بِهِ لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة. فَلِمَلِكِ الدُّهُورِ الخَالِدِ غَيرِ المَنْظُور، الإِلهِ الوَاحِد، ٱلكرَامَةُ والمَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين! أَسْتَودِعُكَ هذِهِ الوَصِيَّة، يَا ٱبْنِي طِيمُوتَاوُس، بِمُقتَضَى النُّبُوءَاتِ السَّابِقَةِ الَّتي تُلِيَتْ عَلَيْك، لِكَي تُجَاهِدَ بِهَا الجِهَادَ الحَسَن، مُتَمَسِّكًا بِالإِيْمَانِ والضَّمِيرِ الصَّالِح، وقَد رَفَضَهُمَا أُنَاسٌ فَتَحَطَّمَتْ سَفِينَةُ إِيْمَانِهِم.

 

تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت/فيديو/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع د. داود الصايغ/تعليق للياس بجاني يحكي تعاسة ونرسيسية غالبية الطاقم السياسي والحزبي التاجر واللا قيمي

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/15/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8/

بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع د. داود الصايغ/تعليق للياس بجاني يحكي تعاسة ونرسيسية غالبية الطاقم السياسي والحزبي التاجر واللا قيمي/15 تشرين الثاني/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/daoud%20sayegh15.11.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع د. داود الصايغ/تعليق للياس بجاني يحكي تعاسة ونرسيسية غالبية الطاقم السياسي والحزبي التاجر واللا قيمي/15 تشرين الثاني/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/daoud%20sayegh15.11.15.wma

فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع د. داود الصايغ/15 تشرين الثاني/15

https://youtu.be/rEXPKpsZcG8

 

ميشال عون يوم كان بعقله كان يرى نظامي الأسد والملالي على حقيقتهما الإرهابية والإجرامية

الياس بجاني/15 تشرين الثاني/15

ميشال عون يوم كان بعقله وقبل زواج ورقة التفاهم المتعة في سنة 2006 . العون هذا وقبل عودته من فرنسا إلى لبنان كان نصح الأميركيين (التسجيل بصوته موجود على موقعنا) أن يعرفوا جيداً إن وكري الإرهاب ورأسيهما هما نظامي الأسد والملالي وطلب من الأمركيين ضربهما وعدم الأكتفاء بوضع حزب الله على قوائم الإرهاب لأنهما اي دمشق وطهران سوف يفقسان مية حزب الله.

عون يوما شهد للحق وللحقيقة وأكد في مقابلة له اجراها في أميركا على أن حزب الله إرهابي,

ونعم كما شهد عون يومها ومراراً ومن أميركا نفسها فكل الحقائق العملية تؤكد إن حزب الله هو صورة طبق الأصل عن النصرة وباكوحرام وداعش وكل باقي المنظمات الجهادية والإرهابية وعملياً هو يؤكد طبيعته هذه بشكل يومي خصوصاً في سوريا حيث يساند الحاكم الكيماوي والبراميلي. والأهم وكما قال عون فإن الإرهاب الحقيقي هو أرهاب نظامي الأسد والملالي.

اما من يتوهم وعلى خلفية مذهبية وغير لبنانية أن حزب الله محرر وممانع ولبناني فما عليه إلا العودة إلى أرشيف السيد نصرالله شخصياً (بالصوت) ليعرف أنه 100% مخطئ.

باختصار حزب الله يحتل لبنان وليس محرراً ولا هو لبناني ولا عربي، بل فارسي الهوى والنوى والعدو رقم واحد للبنان وللبنانيين وللعرب.

 

الخيبة هي حصاد كل من يصدق أو يثق ببمشال عون أو بنواياه/مقابلة عون مع بات روبرتسون عبر محطة سي بي أن الأميركية سنة 2002

الياس بجاني/15 تشرين/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/15/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D9%83%D9%84-%D9%83%D9%84-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%B5%D8%AF/

لأن المؤمن لا يجب أن يلدغ من الجحر مرتين،

ولأن العاقل يحب دائماً أن يقيمّ مسبقاً نتائج وعواقب أعماله،

نحن نرى وعن قناعة تامة أن كل من يتحالف أو يصدق أو يثق بميشال عون لأي سبب من الأسباب، وتحت أي ظرف لن تكون غلاله غير الخيبة والفشل.

في أسفل نص مقابلة ميشال عون (بالإنكليزية) التي أجراها سنة 2002 مع بات روبرتسون عبر محطة سي بي أن الأميركية، واعلن من خلالها موقفه يومها من حزب الله الإرهابي، ومن نظام الأسد الغازي والمحتل والراعي للإرهاب.

على كل من هو حالماً وواهماً بامكانية الثقة بعون أن يقارن بين مواقفه اللاهية والسورية الأسدية التي جاءت في المقابلة، وبين مواقفه اليوم ليدرك أن الرجل متلون وحربائي وغير مبدئي في كل ما يقوله أو يفعله.

وبالتاكيد، الأكيد والأكثر من أكيد أن عون لن يلتزم بتحالفاته الآنية والمصلحية إن لم تخدم أوهامه والفجع للسلطة.

إن ما نحاول قوله بمحبة وخوفاً على المصير والوجود، إلى كل من هو بحاجة فعلاً إلى فهم الحقائق والوقائع ونفسيات وثقافة وطريقة فهم الآخرين، أن ميشال عون السياسي لا يمكن الوثوق به، ونقطة على السطر.

في الخلاصة، إن الإنسان الذي يبدل مواقفه وتحالفاته كما يبدل ثيابه وبشكل حربائي خدمة لأوهامه وعلى خلفية عبادة تراب الأرض والسلطة والنفوذ ومركبات الحقد والكراهية هو غير مسيحي في ممارساته، لأن الإيمان دون أفعال هو إيمان ميت، تماماً كالجسد بلا روح، وبالتالي  ميشال عون لا يمكن أن يمثل لا الوجدان المسيحي اللبناني، كما لا يمكن له أن يكون ضنيناً على حقوقهم ووجودهم.

يبقى أن فكر التذاكي والتشاطر دون حسابات واقعية وعملية للعواقب غالباً ما ينقلب على صاحبه.

في أسفل نص المقابلة

 

From Aoun’s Camouflaging & Contradicting Archive

Aoun’s Text Interview with Pat  Robertson -CBN of the USA, , September 12/2002

Lebanon’s Former Prime Minister Seeks Freedom from Syria

September 12, 2002

CBN.com Syria is a nation which is known to support terrorism, but for years its agenda of subversion in Lebanon, Israel, and elsewhere has gone unchecked. Now Congress may vote on the Syria Accountability Act. To learn more about the persecution of Christians, and the threats posed by Syria, Pat Robertson spoke with General Michel Aoun, the elected Prime Minister of Lebanon who was forced from power when Syrian forces seized control of Lebanon.

PAT ROBERTSON: Just think, Lebanon was a model country, a beautiful country, and the Christians elected the president. The Christians have roughly half of the population of Lebanon, it’s a little less than 50 percent now. But they are second class citizens, they’re being trampled underfoot by the Syrians, and nobody seems to be doing anything about it.

With me is General Michel Aoun who is the former prime minister of Lebanon and the former commander-in-chief of the armed forces. General Aoun, delighted to have you with us on The 700 Club, welcome. Tell me about Hezbollah. We hear about the terrorist group Hezbollah. What relation do they have to Syria?

GENERAL AOUN: Hezbollah is not a separate entity from Syria. It is under the Syrian operational control.

ROBERTSON: The so-called terrorist group is under the operational control of Syria?

AOUN: Yes, 100 percent, no question about that.

ROBERTSON: I understand that Damascus is the headquarters of a number of other terrorist organizations that have received aid and assistance from the Syrians. Can you tell us what they are, those other terrorist organizations?

AOUN: There are about 11 organizations of terrorism in Damascus. Among them, Hamas and Islamic Jihad, the Democratic Front and the General Command Front of the Palestinians [Liberation Army], all of them are listed in the United States as classified as terrorist organizations.

ROBERTSON: I understand that there were estimated as many as 10,000 Katyusha rockets that were moved from Syria into Lebanon to reinforce Hezbollah against Israel. Is something like that the case?

AOUN: Yes, since Lebanon was occupied by Syria, they extended the base of their terror operations to Lebanon, and they are stationed in Syria, but they act from the Lebanese territory.

ROBERTSON: Bashar Assad [leader of Syria] made a shocking statement that you called into account. He said that all Israelis are combatants and therefore there’s no such thing as an innocent civilian in Israel. Could you comment on that?

AOUN: Yes, during the Arab Summit in Beirut last March, I think, he made this declaration that there is no civilian in Israel, all of them are military.

ROBERTSON: So you can shoot any one of them you want to as a combatant?

AOUN: He did not say it like that directly, but it means that.

ROBERTSON: All right. What happened and how did Syria get control of Lebanon? Lebanon was essentially a Christian country. How did they gain this dominance in the country?

AOUN: They first destabilized the country by opening the Syrian borders to the Palestinians and they came from Syria with the refugees who were stationed in Lebanon. Together they destabilized Lebanon and called it a civil war, but it was not a civil war.

ROBERTSON: Then they came in to stop the so-called civil war that they engendered?

AOUN: They created it. That’s what we call in military terminology “indirect strategy.” You make a problem and then you come to solve it.

ROBERTSON: What is the danger to world peace? We are engaged in a war on terror and yet the Syrians are in the United Nations Security Council how can that be?

AOUN: It’s a big contradiction that we have to solve in the world. Because people, the terrorist regimes, they are still, you know, having good stature in the world. And there are terrorist regimes like Syria that are generating terrorist organizations. Therefore, I propose a plan that first, to disarm the organizations; second, to democratize the regimes; and then to help them to develop their country.

ROBERTSON: What do you think of President Bush’s initiative to go against Saddam Hussein to help democratize Iraq? Is that a wise course or not?

AOUN: I would like personally to see that all of the United Nations resolutions be implemented. And if Iraq complies with these resolutions, maybe it would be a happy end for everybody.

ROBERTSON: Okay. What is happening to the Christians? When I was there in 1972, Beirut was the Paris of the Middle East, a beautiful city, and then little by little it’s been torn asunder. What is the role of a lot of the Christians now? What is being done to them in Lebanon?

AOUN: They are rejected as second class citizens and they don’t enjoy liberty and freedom. And they are threatened.

ROBERTSON: We have pictures of Lebanese Christians being beaten by Lebanese soldiers who were apparently in the employ of Syria. How does that happen?

AOUN: There are some collaborators in Lebanon, especially among the politicians. We have a puppet government, and they represent the Syrians instead of representing the Lebanese people. They do everything that they are asked to do. Between those, they have some military units especially organized for that. And between these military units, we have many intelligence agents and they participate all the time to torture and arrest and beat people.

ROBERTSON: Arrest, torturing, and beating, and no more freedom of speech now.

AOUN: No, no more.

ROBERTSON: This resolution is before the Congress, the Syria Accountability Act. What would you like to see done and see America do?

AOUN: First we would like America to support this bill, to vote for it in the Congress and the Senate. And also to pray for the Lebanese, you know, to liberate Lebanon. Because Lebanon is a pluralist society that may help spread the human values all around.

ROBERTSON: You are a man of great courage, and I thank you for being here. Many times your life has been in danger and you have been extremely brave, so thank you very much for being with us. God bless you.

Ladies and gentlemen, what the General was speaking about, there is an initiative now before the United States Congress called the Syria Accountability Act. It is supported by 150 Democrat and Republican sponsors in the House of Representatives and a remarkable 35 sponsors in the Senate. The principal sponsor in the Senate is Senator Barbara Boxer, a Democrat of California and Senator Rick Santorum, a Republican from Pennsylvania. So it is a bipartisan initiative.

This picture on your screen that you see shows, on the one hand, there is a rally of the Christians to pray and celebrate and mourn with America for its attack on September 11th. And on the right hand side are the Syrians and those opposed to the Christians, burning the American flag. So that’s the choice we have.

Folks, this bill is kind of like a no-brainer. But we understand there’s a gentleman named Dave Satterfield [U.S. deputy assistant secretary of state for Near East affairs] in the State Department, who is opposed to the Christians in Lebanon. And he wants Lebanon to stay under the Syrian domination. But I don’t think one holdover from the Clinton administration should stop a bill that has this kind of broad sponsorship in the Congress. And I understand the White House is asking Henry Hyde not to bring it forth in the House.

But it needs to come out in the House of Representatives, and the President needs to get behind it. He’s a Christian and he’s against terror and to think that there are 11 terrorist regimes being given sanctuary in Syria, which in turn is tied in with Iran, which in turn is tied in with, I’m sure, Al Qaeda and the other terrorists that have been coming against America.

This is the bill. I think you ought to call not just your congressman, but the White House. This has overwhelming sponsorship. It is called the Syria Accountability Act. I would like you to call the White House and say the President should to stand on the side of the Christians in Lebanon, and get Syria out of Lebanon, and be free as it should be, and have its own government and its own authority as it had for many years. And the Syrians are invaders and they ought to come out of there. The White House phone number is 1-202-456-1414, fax number is 1-202-456-2461.

Or you can write to the White House, and address it President Bush who I know would be on the side of freedom and liberty, and this would be a blow against terror. We want to shut down 10 or 11 terrorist organizations currently headquartered in Syria, if you can believe it, a nation on the United Nation’s Security Council. Write or call the White House, also let your congressman or senator know. This needs to get passed. If the State Department doesn’t like it, that’s tough luck. I think its time we stand up for freedom around the world, and not just kowtow to terrorist regimes who we think might help us somewhere along the way. No way! Syria is bad news and we need to hold them accountable and get them out of Lebanon.

تفاصيل الأخبار اللبنانية

إسقاط مرشح جعجع "دفعة على الحساب"!

ايلي الحاج/النهار/16 تشرين الثاني 2015

سيقرأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بإمعان اليوم نتيجة التصويت في نقابة المحامين أمس. سيتوقف ملياً عند امتناع عدد كبير ممن يُفترض أنهم حلفاء في قوى 14 آذار، مستقلين غالبيتهم وحزبيين عن الاقتراع لمرشحه المحامي بيار حنا عن تصور وتصميم. سيتبلغ بطريقة أو بأخرى وعبر "المحبّين الكثر" أن سياسياً يشغل موقعاً بارزاً قال أمام زوّاره ليسمع "الحكيم" إن سقوط مرشحه لمنصب النقيب سيكون "أول دفعة على الحساب" من المستقلين الذين اتخذوا هذا القرار عقب مؤتمر صحافي لجعجع الأسبوع الماضي تحدث فيه عن أوزانهم وأحجامهم، معتبراً أن "القوات" و"التيار الوطني الحر" يمثلان غالبية ساحقة في البيئة المسيحية. عندما شن رئيس "القوات" هجومه الكلامي ذاك على النواب المسيحيين المستقلين أو المنضوين إلى كتل غير الكتل المسيحية الثلاث الكبرى، كان يريد التأثير في سياق حملة تجييش كبيرة لوّح بها لمنع هؤلاء النواب من المشاركة في جلسة التشريع الخميس الماضي، وإتاحة الفرصة أمام رئيس مجلس النواب نبيه بري للادعاء أنها جلسة ميثاقية رغم حجم المقاطعين الكبير مسيحياً، خصوصاً أن حزب الكتائب مقاطع أساساً للجلسات لسبب دستوري مبدئي. لامس كلامه مروحة واسعة من الأحزاب العاملة حالياً أو التاريخية ذات الحضور في النقابة رغم احتجابها السياسي، مثل الكتلويين والدستوريين، وشخصيات مستقلة قامت بأدوار سياسية مختلفة وذات تأثير في صندوق الإقتراع. جميعهم شعروا بأن جعجع قلّل قيمتهم عندما استند إلى ورقة "إعلان النيات" أبرمها مع الجنرال ميشال عون ليسألهم عند أول مناسبة كما يفعل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله: "إنتو مين؟". لا يحب جعجع المستقلين خصوصاً عندما يخالفون توجهات سياسية قرّرها لأسباب عليا تخفى عليهم أحياناً. وعندما يعبّر عن موقفه حيالهم يعتبرون كلامه "إعلان نيّات" ضدهم. ليس طبيعياً أن يطلب جعجع في اليوم التالي لمؤتمره الصحافي إلى الممتعضين من كلامه تأييد مرشحه لنقابة المحامين. وهناك بالطبع دوافع أخرى لمن أعطوا النقيب الجديد أنطونيو الهاشم فارقاً كبيراً تجاوز الـ 700 صوت عن منافسه المحامي حنا. منها أنهم يعرفون الهاشم أكثر في النقابة وقصور العدل، وبالتالي مقتنعون به ليكون خليفة لنقباء سابقين فرنكوفونيين كبار مثل الرؤساء إميل إده وبترو طراد وبشارة الخوري.

 

مفاوضات عاجلة يجريها حزب الله مع جيش الفتح لتحرير اسراه الثلاثة

جنوبية - وكالات 15 نوفمبر، 2015/لم يصدر حزب الله أي تعليق بخصوص شريط الفيديو الذي ظهر فيه ثلاثة اسرى من مقاتليه قيل انهم أسروا في المعارك التي تدور في الريف الجنوبي لمحافظة حلب، في وقت أكدت معلومات مقرّبة من حزب الله لعدد من الاعلاميين اللبنانيين، أنّ مفاوضات بدأت بشكل عاجل بين الحزب وجيش الفتح عن طريق وسطاء اسلاميين من أجل تسريع عمليّة تبادل يطلق بنتيجتها سراح أسراه الثلاثة. أكدت معلومات اعلامية نقلها ناشطون مؤيدون لحزب الله على مواقع التواصل الإجتماعي، عن وجود مفاوضات جدية بين حزب الله وقيادة مقاتلي جيش الفتح الذي تشكل جبهة النصرة الشامية عاموده الفقري، لإجراء عملية تبادل تقضي بإطلاق سراح المقاتلين الأسورين الثلاثة من حزب الله الذين ظهروا على الفيديو أمس، مقابل الإفراج عن عناصر تابعين لجيش الفتح تم أسرهم في معارك سابقة. وإعتبر الناشطون،” ان هذه القضية ستسلك المسار الذي سلكته قضية الأسير عماد عياد(مقاتل في حزب الله)، الذي كان الجيش السوري الحر قد اسره في منطقة القلمون العام الماضي، قبل ان يفرج عنه بصفقة تبادل”. ونشرت “جبهة النصرة” شريطا مصورا حمل عنوان ” لقد وعدناكم يا اهلنا في الشام بان جيش الفتح سيعود اكثر قوة واشد عزماً من ذي قبل”، اعلنت من خلاله عن أسرها ثلاثة عناصر لـ “حزب الله” في ريف حلب الجنوبي وإصابة آخرين. وظهر في الفيديو ثلاثة مقاتلين تابعين لحزب الله، وقال حسن نزيه طه الذي ينحدر من منطقة بعلبك – الهرمل (البقاع اللبناني)، “إن الجيش السوري لا يشارك في معارك ريف حلب الجنوبي، والعمليات تجري هناك بقيادة الحاج سليماني (قاسم سليماني)”، وأضاف “المقاتلون على الأرض هم إيرانيون وعراقيون وأفغان وحزب الله، وكل منهم لديه مهمة لكن القيادة مرتبطة بالإيرانيين، ولا ينازعهم عليها أحد، بينما حزب الله والأفغان والعراقيون يقاتلون على الأرض،” وأوضح أن إجمالي راتبه الشهري هو 600 دولار أميركي. الأسير محمد مهدي شعيب من جنوب لبنان، أشار بدوره، “إلى ان جبهات ريف حلب الجنوبي مقسّمة بين مقاتلين عراقيين ولبنانيين وأفغان بقيادة قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، مع وجود قليل جدًا وغير فعال لعناصر الجيش السوري”، كاشفا “انه يتقاضي مبلغ 700 دولار أميركي شهريًا مقابل القتال في سوريا”. أما الأسير الثالث موسى كوراني، فقال، “إنه من بلدة ياطر (بقضاء بنت جبيل) في جنوب لبنان، ولدي أربعة أطفال، لقد طلب مني حسن نصر الله (أمين عام حزب الله) أن آتي للقتال هنا، وهو حشد قواته كلها من أجل تحرير ريف حلب الجنوبي، والدخول إلى بلدة الفوعة”، مضيفًا، “أثناء قيامي بإحدى المهمات وقعت في كمين وتم أسري”. (فيديو أسرى حزب الله الثلاثة في سوريا)https://youtu.be/y2bjkludjmY

 

هل تفتح ثنائية عون - جعجع مجلس النواب لإقرار قانون انتخاب جديد؟

ألين فرح/النهار/16 تشرين الثاني 2015

تعتبر الثنائية المسيحية الجديدة عون – جعجع انها حققت انتصاراً من خلال التسوية التي أتاحت انعقاد الجلسة التشريعية المخصصة للقضايا الملحة بهدوء، بدءاً بالتصويت على قانون استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني، وصولاً إلى انتزاع تعهد بعدم عقد أي جلسة تشريعية أخرى ما لم يكن قانون الانتخاب بنداً أول، وهما اللذان كانا يطالبان بإدراج بند قانون الانتخاب في جدول أعمال هذه الجلسة التشريعية للمشاركة فيها. لكن ثمة من اعتبر الأمر كمن يشتري سمكاً في البحر، خصوصاً بعد قول النائب وليد جنبلاط أمس "ان الجلسة التشريعية المقبلة ستكون محكومة بالفشل لأن الاتفاق على قانون الانتخابات متعذر"، وأيضاً بعد الاتفاق على تشكيل لجنة مصغرة لدرس قانون الانتخاب في غضون شهرين والعودة الى اللجان المشتركة. فهل أقفلت ثنائية عون – جعجع مجلس النواب الى حين إقرار قانون انتخاب جديد، أم العكس؟ التسوية أو الاتفاق على ادراج قانون الانتخاب في أول جدول أعمال لأي جلسة مقبلة، على قاعدة تعهّد الرئيس سعد الحريري، الى جانب حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، بعدم حضور نواب "المستقبل" أي جلسة تشريعية أخرى لا تكون مخصصة لقانون الانتخاب، أضفى دينامية جديدة على عمل المجلس اذ انه رفع أولوية وضع قانون انتخاب جديد الى جانب أولوية انتخاب رئيس للجمهورية. وما يوازيه أهمية، إقرار قانون استعادة الجنسية للمتحدرين وهو ترجمة سياسية عملية ترقى الى مستوى الانجاز الاستراتيجي والمهم للمسيحيين. فإعادة قسم من الـ14 مليون لبناني الموجودين خارج لبنان، خلال 10 سنوات بموجب القانون، يعيد بعض التوازن الديموغرافي في البلد، علماً أن هذا القانون يفيد منه المسلمون والمسيحيون على السواء. ولو لم يحصل الاشتباك الكبير واقفال المجلس وامكان نزول مناصري الحزبين الى الشارع والتظاهر معاً لما حصل هذا الانجاز. وتردّ ثنائية عون – جعجع هذا الانجاز الى صوابية خيار "اعلان النيات" الذي أثبت أنه تجاوز "قطوع" الخلاف على التشريع الى أبعد من ذلك، اذ انه فعلاً شرّع الأبواب أمام قانون انتخاب جديد وعادل يعيد التوازن وانتاج السلطة، خصوصاً ان النائب جنبلاط تبرأ علناً من التزامه مع "المستقبل" و"القوات" من القانون المختلط. كما شرّع الأبواب أمام المسيحيين لمرحلة جديدة يعتبر فيها الانجاز الذي حققاه واقعياً وليس مستحيلاً، بحيث لم تعد المسيحية السياسية تعتبر أن ثمة أموراً مستحيلة الإنجاز والتحقيق. وترى "الثنائية" ان الانتصار الآخر الذي حققته، بعد قانون استعادة الجنسية واعتبار قانون الانتخاب اساساً لعقد أي جلسة تشريعية اخرى، يتمثل في أنها بدأت عبر وحدتها تسترد حقوق المسيحيين التي ضاعت بين مصالح الطوائف الاخرى وتشتت المسيحيين أنفسهم، من دون أن تلغي حقوق الطوائف الأخرى بل بالعكس تحافظ عليها. اذ تبيّن أنه عندما يكون المسيحيون فريقاً واحداً وخصوصاً بعد "إعلان النيات" الذي برهنت هندسته عن ذكاء ودينامية تحمي التنوّع والاختلاف بين الطرفين وتلغي الخلاف - يمكن أن تصاب بقية الطوائف بإرباك لأنها تتفق عادة على تشتيت المسيحيين والعبث بالبيت المسيحي. كما كانت هذه القوى تسعى الى توظيف الفرص تحت رهان أساسي ان الخلاف بين القوى المسيحية، وتحديداً بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، يرتد إيجاباً عليها، فأتى "إعلان النيات" ليقدّم خدمة استراتيجية الى المسيحيين، بعكس ما صوّر بعض المسيحيين الحزبيين والمستقلين اذ اعتقدوا انها مرحلة وتمرّ وسيعود الخلاف بين عون وجعجع الى سابق عهده، مما أوجد خلافات واختلافات في الرأي في داخل كل من قوى 8 آذار و14 آذار.

 

بري في حل من أي تسوية: "لم ألتزم مع أحد في شيء" لجنة لقانون الانتخاب في الأيام المقبلة ويمهلها 60 يوماً

رضوان عقيل/النهار/16 تشرين الثاني 2015

لم تمر الجلسة التشريعية الا بعد مروحة طويلة من الاتصالات على خط الرياض - بيروت بين الافرقاء اللبنانيين الذين توجهوا الى ساحة النجمة بعد "معركة" طويلة من الشروط صبت حصيلتها عند رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يكن متأكداً من التئام الجلسة فحسب، بل كان حاسماً في شأنها حتى مساء الأربعاء الفائت، ولم يكتف بذلك بل نام في البرلمان وهو على اطمئنان أن نواب "الثنائي المسيحي" سيحضرون. وفي المعلومات التي حصلت عليها "النهار" ان ساعات الأربعاء كانت طويلة، تلقى خلالها بري اتصالاً من الرئيس سعد الحريري وسأله: "شو بدنا نعمل يا ابو مصطفى، بدنا مخرج". وجاء كلام الحريري بعد سلسلة مراجعات تلقاها من الدكتور سمير جعجع تدعو الى عدم توجه نواب "المستقبل" الى البرلمان قبل بت المطالب التي وضعها والعماد ميشال عون للمشاركة في الجلسة. وكان رد بري: "يا شيخ سعد جدول الأعمال سيبقى كما هو من دون تغيير. وانا لا أمزح في هذا الموضوع ولا أتلاعب بالقانون. ولا أريد الضحك على اللبنانيين". ولم تنته رحلة المشاورات عند هذا الحد، بل عمدت احدى الشخصيات الى الطلب الى احد المسؤولين غير اللبنانيين للضغط على الحريري وكتلته والطلب الى النائب وليد جنبلاط العدول عن قرار حضور كتلة "اللقاء الديموقراطي"، وعندما تبلغ جنبلاط بهذه الرسالة رد على الفور: "إياكم ومقاطعة الجلسة، الرئيس بري خط أحمر وانا ملتزم معه". وبعد التأكد من فشل هذه المحاولات عاود أفرقاء 14 آذار وعون الاتصال بعين التينة، وكان سيدها جاهزاً للرد واستقبال من يطلبه. وسأله الوفد النيابي الذي ضم بطرس حرب وأحمد فتفت وعاطف مجدلاني عن المخرج، فأكتفى بالرد عليهم بعد نظرة سريعة وجهها في اتجاه باب مكتبه ونوافذه "هناك اكثر من exit"، في اشارة الى ثباته على موقفه، الى درجة انه لم يقبل بوضع مشروع قانون الانتخاب في آخر بنود جدول الاعمال.

في هذه الاثناء صدر البيان عن الحريري وتبعه موقف من عون الذي سبق أن أوفد النائب ابرهيم كنعان الى بري وابلغه بقبول نواب "التكتل" بالمشاركة، الا ان بري اشترط عدم ادخال اي تبديل في مشروع استعادة قانون الجنسية،لأن ثمة من كان يعمل على عدم ضم المدير العام للمغتربين الى اعضاء اللجنة المعنية بهذا الملف والاكتفاء بموظف درجة ثانية من وزارة الخارجية، ولم تسوَّ هذه النقطة الا في منتصف اليوم الاول للجلسة. وعندما تم توزيع المشروع على النواب، سأل بري: "هذه الطبعة الثانية أم الاولى".

سارت الأمورالى هذا الحد في الشكل المرسوم للجلسة، الى حين تلقى بري نبأ التفجير في برج البراجنة فرفعها الى اليوم التالي احتراماً لدماء الشهداء، ولينتقل الى متابعة هذا الموضوع الساخن، لأنه كان يخشى من اللحظة الاولى وقوع فتنة بين ابناء المنطقة واللاجئين الفلسطينيين في المخيم المحاذي لمكان التفجير. واستنفر الفريق الامني في حركة "أمل" لمنع اي تطور سلبي، ولا سيما بعد شيوع اسمي فلسطينيين واتهامهما بأنهما نفذا العمليتين. وعندما تلقى اتصال تعزية من رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" خالد مشعل وتبلغ منه عدم مشاركة أي فلسطيني رد عليه "يا خالد اشكرك على عاطفتك. هل في امكانك ان تثبت لي ما قلته لي؟". فأجابه مشعل: "امهلني نصف ساعة، وسأعاود الاتصال بك". وعاد مشعل الى الاتصال وكرر تأكيده ان الفلسطينيين المذكورين سقطا في المعارك في سوريا قبل نحو سنتين". ارتاح بري الى هذه الخلاصة الى ان سمع الجواب نفسه من القيادي في "حماس" في غزة اسماعيل هنية.

بعد انتهاء اقرار جدول اعمال الجلسة التشريعية التي "عكرتها" مجزرة برج البراجنة كان السؤال الذي يتردد وماذا بعد؟ يبدي رئيس المجلس ارتياحه الى مسار الجلسة، رغم كل المواقف التي سبقتها. ويقول انه لم يدخل مع أحد في اي تسوية يتحدث عنها البعض "وانا لست شريكاً فيها ولست مقيداً".

ويرد بحسم انه كلما تلقى مشاريع قوانين سيدعو هيئة المكتب الى الانعقاد والدعوة الى جلسة عامة، و"انا لم التزم مع أحد في وضع شروط على عمل المجلس". ولا يقصد من هذا الموقف انه لن يبحث في قانون الانتخاب، بل انه سيعمل على تكليف لجنة نيابية جديدة بمباشرة درس قانون الانتخاب وسيعطيها مهلة شهرين للغوص في عملية الاعداد لقانون انتخاب "والبدء من الصفر". وليس من الضرورة ان تكون من الاسماء نفسها التي شاركت في اللجنة السابقة ولم تصل الى النتيجة المطلوبة بعد اصطدامها بسلسلة عراقيل. وفي حال عدم نجاح اللجنة الجديدة سيترك هذا الملف في عهدة اللجان النيابية المشتركة لتتابعه، ولا سيما انه يحتل صدارة اجندات القوى السياسية. وهذا يعني العودة الى بيت "القصيد الانتخابي" نفسه الذي سيحدد أوزان سبعة زعماء في البلاد.

 

ليس الأسد اهون الشرين

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/تحاول روسيا وإيران إقناع العالم ان الأولوية لمحاربة الاٍرهاب وان وجود الأسد ضروري لهذه الحرب، برغم اقتناع العالم ان الأسد هو المسؤول عن قيام وانتشار داعش طبعاً، بالاضافة الى السياسات المذهبية وسياسات التنكيل التي اتبعها هو ونوري المالكي بتغطية كاملة من ايران وخدمةً لسياسات النفوذ الإيراني في المنطقة. داعش لا يمكن محاربتها والقضاء عليها بالسلاح المذهبي، ولا بالفكر المذهبي الذي تنشره ايران في المنطقة مع تمويل الميليشيات التي التي ينحصر دورها في تخريب الدول الوطنية واضعافها لكي تقول ايران انها الدولة الوحيدة القادرة على تولي أمن المنطقة. داعش وامثاله هو نتيجة انهيار الدولة العراقية والدولة السورية وجزئياً الدولة اللبنانية، وهذا الانهيار هو مسؤولية إيرانية لأنها عملت على استبدال الدول والجيوش بالميليشيات والمال الطاهر. اصل الحلول في منطقتنا هو إنهاء سياسات تصدير الميليشيات وعودة كل بلد الى دولته الوطنية ومؤسساتها وبدون ذلك سيبقى الاٍرهاب يضرب ويفيض بالقوة في المنطقة وخارجها. داعش ضرب في فرنسا ليقول انه موجود وفاعل في أوروبا، تماماً كما تقول ايران انها موجودة على المتوسط. اما المشهد المروّع والبربري في برج البراجنة في ضاحية بيروت بعد التفجيرين للانتحاريين من داعش فهو لا يشبه سوى ما تقوم به براميل الأسد.

براميل الاسد وانتحاريي داعش وجهان لعملة واحدة هي تدمير الحياة لكن الاسد اظهر براعة اكثر بكثير من داعش ويشهد على ذلك عدد الضحايا وحجم الدمار. داعش هي الورقة القوية في يد الاسد لن يتخلى عنها ولن تذهب داعش بدون ذهاب الاسد.

 

الحق على فرنسا

د. عماد شمعون/ رئيس المجلس الوطني المسيحي من أجل الفدراليّة

لقد تعرّضت فرنسا لهذه الضربات الدامية على يد بعض الفرنسيين المسلمين المؤمنين، بسبب تضييقها على المسلمين الذين هاجروا إليها، ومن الممارسات المجحفة بحق هؤلاء، نذكر ما يلي:

• لم تمنح الدولة الفرنسية الجنسيّة إلا لـ 6,000,000 ستة ملايين مسلما فقط.

• لم تمنع الدولة الفرنسية بيع الكحول في المتاجر

• لم تقبل الدولة الفرنسية بفرض الحجاب على المرأة الفرنسية

• لم تقبل الدولة الفرنسية بإزالة لحم الجونبون من البيتزا

• لم تقبل الدولة الفرنسية بالتخلّي عن نظامها العلماني إلا جزئيا

• وناهيك عن فرض الدولة الفرنسية مساواة الفرنسي المسلم بالفرنسي الكافر

ولن يغب عن بالنا الإشارة إلى الفلتان الاجتماعي والأخلاقي المستشري في فرنسا حيث لم تزل المرأة هناك تقود السيارة.

ولطمأنة الفرنسيين، برزت دراسات تقول أن نسبة الفرنسيين المسلمين الملتزمين دينيا في فرنسا، أي الذين يُطلَق عليهم تسمية الإرهابيين، زهيدة جدا، وهي لا تتعدى الـ 10%، أي ما يوازي 600,000 ستمائة ألف مسلم فرنسي إرهابي مسلّح، مقابل 134,000 جنديا فرنسيا، و16,000 من قوات الاحتياط، و51,000 من قوات سلاح الجو، و37,000 من قوات سلاح البحرية، أي ما مجموعه 238,000 جنديا.

وتبقى الفدرالية هي الحل، إذا مش اليوم... بكرا

 

عرب، في ظل حكم مارين لوبن في فرنسا

ايلي الحاج/فايسبوك/ أتخيل ما ستكون عليه أحوال المتشددين دينيا والملتزمين على السواء، المسلمين والعرب، في ظل حكم مارين لوبن في فرنسا، الآتي حكمها ولسان حالها الشكر الجزيل لإرهابيي "الدولة الإسلامية" . ما كانت تحلم بهدية كهذه في تقدمها نحو قصر الإليزيه. لوبن كشفت مسبقا انها ستسحب الجنسية الفرنسية ممن يخرقون مبادئ الجمهورية وعلمانيتها اذا كانوا حاملين جنسية بلادهم الأصلية ايضا . أما من يحملون الجنسية الفرنسية وحدها فستعاملهم الأجهزة الأمنية والقضائية بصرامة وحزم كبيرين عند ارتكابهم أي خرق. وقد يكون الخرق ارتداء الحجاب او اي مظهر ديني آخر. والمخيف أنه عندما تستيقظ الروح العنصرية في فرنسا فستعم أوروبا.

 

فوز مرشحين اثنين من 14 وواحد من 8 آذار في انتخابات نقابة اطباء الاسنان في طرابلس

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس ليلى دندشي "فوز مرشحين إثنين من قوى 14 آذار ومرشح واحد عن قوى 8 آذار في الإنتخابات الفرعية التي شهدتها نقابة أطباء الأسنان في طرابلس لإختيار 3 أعضاء جدد في مجلس النقابة. وفاز عن 14 آذار كل من طوني شاهين (111 صوت)، وخضر الدهيبي(99 صوتا)، كما فاز عن قوى 8 آذار ربيع العمري (93 صوتا). وكانت نتائج بقية المرشحين على الشكل الآتي:انطوان سعادة (92 صوتا)، وطوني فرنجية 87 صوتا) ورولا ديب (82 صوتا) ويحيى الدن (13 صوتا). وكانت الهيئة العامة في نقابة أطباء الأسنان في طرابلس قد عقدت إجتماعها السنوي برئاسة النقيب الدكتور أديب زكريا بعد أن تأجل إنعقاد الجلسة الأولى لعدم إكتمال النصاب وإعتبرت الجلسة الثانية قانونية بمن حضر، وبدأت بالنشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح أعضاء النقابة الراحلين . وألقى النقيب زكريا كلمة قال فيها: "سنة مرت على إنتخاب الهيئة الجديدة لمجلس النقابة، بذل فيها كل فرد منا الطاقات والإمكانيات من أجل بلوغ الغاية الأساسية وهي منهج النجاح لنقابتنا بنبذ الخلافات داخل البيت الواحد وتوحيد صفوف الزملاء وجعل مصلحة النقابة فوق مصلحة الجميع". ثم جرت مناقشة البيان الإداري وإقراره والذي اوجز فيه النقيب أهم النشاطات والإنجازات للمجلس خلال السنة الماضية، كما تمت مناقشة وإقرار قطع الحساب وميزانية العام المقبل.

 

مروحيات الجيش ومدفعيته تستهدف مواقع المسلحين في جرود رأس بعلبك

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش، أن مروحيات الجيش اللبناني تغير على مواقع الجماعات المسلحة في جرود رأس بعلبك، بالتزامن مع قصف من مدفعية الجيش للمواقع نفسها.

 

دهم منزل مشتبه به بتهريب انتحاريي برج البراجنة وضبط وثائق مزورة

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أفادت مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش، ان فرع المعلومات في البقاع الشمالي، داهم في بلدة اللبوة، منزل الموقوف ع. س. المشتبه به بالمساعدة على تهريب الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما في برج البراجنة، من سوريا إلى لبنان عبر عرسال، وضبط في داخله وثائق مزورة. وكان المشتبه به ع. س. قد أوقف يوم أمس، فيما أوقف والده اليوم احترازيا للتحقيق.

 

ريفي: حرفية شعبة المعلومات مدعاة افتخار جميع اللبنانيين

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - صدر عن وزير العدل اللواء أشرف ريفي البيان الاتي: "مرة جديدة تثبت شعبة المعلومات حرفيتها العالية، بكشفها شبكة تفجير برج البراجنة الارهابي، ما يضيف الى سجل انجازاتها الأمنية والوطنية، انجازا جديدا سيكون مدعاة لافتخار وتقدير جميع اللبنانيين".

اضاف: "ما قامت به الشعبة يؤكد دائما، على جهوزيتها في حماية الامن والاستقرار وعلى الثقة التي اكتسبتها نتيجة الجهد الجماعي الذي يبذله رئيسها العميد عماد عثمان، وضباطها ورتبائها وأفرادها الذين يعملون تحت قيادة قوى الامن الداخلي، ووزارة الداخلية".

واردف: "لقد أضحت شعبة المعلومات أحد أبرز الاجهزة الامنية في لبنان، بما تملكه من كفاءة واحتراف وحرص على أمن اللبنانيين واستقرارهم، وهو تراث طويل من التضحيات توج باستشهاد اللواء الشهيد وسام الحسن والرائد الشهيد وسام عيد، اللذين نستذكرهما اليوم، متمنين لشعبة المعلومات المزيد من العطاء والانجازات التي تستحق الفخر والتقدير".

 

قاووق: علينا ان نكون في خندق واحد لنحمي لبنان

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - دعا نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "جميع الفرقاء في لبنان إلى اتخاذ موقف وطني جامع يشكل رسالة قوة توجب اليأس في قلوب داعش والنصرة وكل التكفيريين الإرهابيين وأسيادهم. فبعد الذي حصل في برج البراجنة، علينا أن نكون جميعا في خندق واحد نحمي وطننا من كل الغزوات التكفيرية". كلام الشيخ قاووق جاء خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور 3 أيام على استشهاد محمد علي حسين ماجد في حسينية بلدة خربة سلم الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي. وشدد قاووق على أنه "من مستلزمات انتصار لبنان على العدوان التكفيري التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة كضرورة وطنية في المواجهة، فلولا تضحيات الجيش والمقاومة لكانت داعش في لبنان تستبيح كل الدماء والأعراض والممتلكات، وبهذه المعادلة استطعنا أن نحمي لبنان مما هو أشد وأكثر وأعظم، وأن نحصنه ونقطع الطريق على الحرب التي فرضوها على جميع اللبنانيين، لأن هذه الحرب لن تستثني أحدا، بعدما أرادوها لتخضع شعب المقاومة وتكسر إرادة أشرف الناس". وأكد أن "شعب المقاومة وكما في تموز 2006، يجدد اليوم موقفا شجاعا وبطوليا أدهش العالم بأنه شعب لا يذل ولا يقهر بالتفجيرات، بالمقابل فإن المقاومة بعد تفجير برج البراجنة لن تخذل أهلها، وأن حمايتهم فوق كل الاعتبارات والحسابات، وإذا اقتضت الحماية لأهلنا أن نقاتل داعش حيث يجب، فإننا سنقاتلهم ونهزمهم حيث يجب، ولن نقف عند أي اعتبارات أو حسابات، وهو ما تشهد به ميادين القتال، حيث هزمناهم أينما قاتلناهم، وسنهزمهم وأسيادهم حتى ولو اجتمعت دواعش الأرض على قتالنا، فنحن في المقاومة كما انتصرنا على إسرائيل انتصارا قل نظيره وعجزت عنه دول المنطقة، فإننا نتطلع إلى انتصار قل نظيره أيضا على داعش، ونتطلع إلى مستقبل لا يبقى فيه أي وجود لداعش في المنطقة".

 

المشنوق: انجاز استثنائي حققته شعبة المعلومات ولن نتوقف رغم التهديدات

وكالات/15 تشرين الثاني/15/اكد وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمر صحافي "ان شعبة المعلومات حققت انجازا استثنائيا بالقاء القبض على كامل الشبكة الانتحارية المسؤولة عن تفجير برج البراجنة خلال 84 ساعة، والتحقيق اثبت ان العملية كان مخطط لها ان تحصل في مستشفى الرسول الاعظم وكان من المنتظر وصول 5 انتحاريين. انطلاقا من هذا الانجاز الاستثنائي لن نتوقف رغم التهديدات والايديولوجيا الكافرة من ملاحقة الارهاب والارهابيين من اي جهة اتوا ولاي سبب من الاسباب. واثبت اللبنانيون في كل الفترات ان ليس هناك بيئة حاضنة لهذا الارهاب،

وتوجه الى المسؤولين اللبنانيين بالقول: "لنهتم بالداخل اللبناني ونجد الحلول ليس لانه لا احد يهتم بنا. لبنان ليس على الخريطة الدولية بل اليمن وسوريا فقط، يجب ان نعي لهذا الواقع ونتصرف على اساسه، لحماية اللبنانيين من هؤلاء التكفيريين المجرمين. لن تكون العملية الاولى ولن تكون الاخيرة، ولنا ثقة بكل القوى الامنية. الاستقرار السياسي السبيل الوحيد لتحقيق الامن في البلد".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المشنوق: عملية برج البراجنة ليست الأولى ومستحيل أن تكون الأخيرة وكلام نصر الله مسؤول والحريري تجاوب معه

الأحد 15 تشرين الثاني 2015

وطنية - نوه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، بشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، معتبرا انها حققت إنجازا استثنائيا بإلقاء القبض على كامل الشبكة المسؤولة عن تفجيري برج البراجنة، خلال 48 ساعة. وكشف أن هذه الشبكة تضم، إضافة إلى الانتحاريين اللذين نفذا التفجيرين، سبعة أشخاص، محذرا من أن "هناك قرارا كبيرا بالتفجير في لبنان". كما كشف ان العملية "كان مخططا لها أن تنفذ في مستشفى الرسول الأعظم، وكان سينفذها خمسة انتحاريين، لكن أفشلها توقيف انتحاري لبناني وبحوزته حزام ناسف في طرابلس كان يخطط للقيام بعملية انتحارية في جبل محسن".

ودعا المسؤولين اللبنانيين إلى الاهتمام بالداخل اللبناني وإيجاد الحلول "فلبنان ليس على الخريطة الدولية". ووصف كلام الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله بأنه "كلام جدي ومسؤول، فالطائف هو سقف لكل اللبنانيين والرئيس سعد الحريري تجاوب مع هذا الكلام وإن وضع أولويات في حين وضع السيد نصر الله سلة متكاملة، لكن هذا لا يمنع الحوار".

وإذ نبه من أن "جريمة برج البراجنة ليست الأولى ويستحيل أن تكون الأخيرة"، أكد ثقته "بكل الأجهزة الأمنية اللبنانية"، مشددا على أن "الاستقرار السياسي في لبنان هو السبيل الوحيد لحماية الأمن"، وعلى أن "لبنان ثبت أنه لا يعيش بلا رئيس للجمهورية وفي ظل حكومة لا تجتمع".

وحذر القرى الحدودية من أن "التهريب يسهل قتل لبنانيين، ومسؤولية المهربين عن القتل ليست أقل من مسؤولية الانتحاريين".

نص الكلمة

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده المشنوق في مقر المديرية العام لقوى الأمن الداخلي عند الواحدة من ظهر اليوم، بحضور المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان ومستشار وزير الداخلية لشؤون السجون العميد منير شعبان وكبار الضباط في شعبة المعلومات.

واستهل المشنوق مؤتمره بالقول: "سأبدأ كلامي بالسياسة لأقول إنه على الرغم من حجم الذي حصل وتأثرنا كلبنانيين على ضحايا برج البراجنة، لكنني أؤكد ان البلد لا يزال بخير لأن الأجهزة الأمنية تعمل على قاعدة وطنية من دون ان تتطلع إلى أي خلاف سياسي بين اللبنانيين، ان النموذج الافضل والجدي والاستثنائي الذي حصل بالأمس من خلال الانجاز الاستثنائي الذي قامت به شعبة المعلومات بالقاء القبض على كامل الشبكة الانتحارية والمعاونين لهم في خلال 48 ساعة على الرغم من الحديث عن محدودية الامكانيات، ولكن الاحتراف والجدية والمتابعة التي لا تتوقف هي التي عوضت كل النقص وحققت فعلا هذا الانجاز الاستثنائي".

وتابع: "هذا يطمئن كل اللبنانيين، لأن كل الأجهزة الأمنية تعمل وفق أجندة وطنية من دون ان تأخذ بالحسبان لا الطائفة ولا المنطقة ولا البيئة، على عكس كل التعابير السياسية التي تعودنا عليها منذ سنوات بسبب الخلاف بين القوى السياسية".

وتمنى "ان تكون فاتحة خير لحوار سياسي جدي يأخذ بعين الاعتبار حاجة اللبنانيين للاستقرار، لأنه مهما تحدثنا عن غطاء دولي للوضع الأمني في لبنان، ونحن لم نتصرف على قاعدة المسؤولية الوطنية تحديدا، هذا الغطاء يتعب ولا يعيش مع الوقت في نظام فاقد للنصاب الدستوري بغياب رئيس الجمهورية، ولا يعيش في ظل حكومة لا تجتمع الا وفق اجندة سياسية لطرف من الأطراف او لمجلس النواب لا ينعقد الا بعد جهود كبرى، وكأن الاستثناء هو عقده والحقيقة ان العادي هو عقده لمتابعة اعماله".

وتوجه إلى الصحافيين الحاضرين: "في موضوع الشبكة ستوزع عليكم صورة لاعتقال لبناني الانتحاري في طرابلس هو من آل الجمل والتي جنب الله القوى الأمنية، اثناء اعتقاله، حاول ان يفتح الحزام الناسف لكن انكسرت الحلقة التي بواسطتها يفتح الانتحاري الحزام الناسف ويفجر نفسه".

أضاف: "تبين بالنتيجة انه حتى الآن هناك سبعة سوريين موقوفين غير الانتحاريين، وهناك لبنانيان موقوفان واحد انتحاري والثاني مهرب تولى تهريبهم عبر الحدود السورية وهو بطبيعة الحال من منطقة البقاع الشمالي. وهذا أول الخيط والتحقيق لا يزال في بداياته.

واضح أن هناك قرارا كبيرا بالتفجير، ومراجعة التحقيق تبين أنهم كانوا ينتظرون خمسة انتحاريين، والأفظع أن العملية مخطط لها أن تنفذ في مستشفى الرسول الأعظم، لكن الاجراءات الأمنية المحيطة بالمستشفى أجبرتهم على تغيير هدفهم، واتجهوا باتجاه منطقة مكتظة بالسكان وعاينوا ساعة الاكتظاظ، هؤلاء المجرمون الراغبون بدخول مستشفى مليئة بالجرحى والطاقم الطبي من أطباء ومسعفين وأهل، أي كلها من خلاصة المدنيين، لأن أكثر المدنيين يكونون بالمستشفى، ومع ذلك لا ضميرهم ولا عقلهم ولا تفكيرهم منعهم أن يخططوا أن تكون المستشفى هدفهم، بكل ما ترمز إلى صفاتها الانسانية".

وتابع عن توزع السوريين الموقوفين: "كان جزء منهم في مخيم برج البراجنة، والجزء الآخر بشقة في الاشرفية كان يتحضر فيها الاحزمة الناسفة، التي هي صناعة محلية، لا أعتقد أن هناك جهازا في العالم يستطيع أن يحصل معلومات ويعتقل كل المطلوبين بأقل من 48 ساعة، وبانتشار بين الأشرفية وبين برج البراجنة، والأصعب أنه عندما تراجع أقوالهم تلاحظ أنهم لا يملكون إلا القدرة على القتل والأذى والانتقام أيا كانت المبررات وأيا كانت طبيعة الجغرافيا، كلنا لبنانيون وكلنا معنيون باصابة أي لبناني على الأرض اللبنانية".

وأردف "أعود لأقول انطلاقا من هذه العملية، ومن هذا الانجاز الاستثنائي، لن نوقف ولا لحظة على الرغم من كل الكلام والتهديدات والايديولوجية الكافرة، من ملاحقة الارهاب والارهابيين من اي جهة اتوا، ولاي سبب من الاسباب، واثبت اللبنانيون في الفترة السابقة، ان لا بيئة حاضنة لهذا الارهاب، ولا احد يستطيع ان يغير هذا الارهاب، ولا احد يتجرأ ان يقف الى جانبه، لانه ليس هو من طبعنا، ولا هو من ديننا ولا هو من تفكيرنا، ولا هو من رغبتنا بالحياة، لان اللبنانيين رغبتهم بالحياة وبالنجاح وليس بالموت ولا بالموت والانتحار".

وتوجه إلى "كل القوى السياسية من دون استثناء"، بالقول: "ان ما حصل في برج البراجنة يستدعينا الى التواضع والاهتمام بالخريطة اللبنانية، والبحث عن حلول. لانه كما سمع كل اللبنانيين، لقد شاركت في مؤتمرات عدة بالخارج بالاشهر الاخيرة، آخرها في البحرين، التي كان في المؤتمر كبارالمسؤولين والمفكرين من العالم كله، لبنان ليس على الخريطة الدولية، بل اليمن وسوريا. فلا لبنان ولا ليبيا على الخريطة الدولية، ولا ضمن اهتمام العالم. يجب ان نعي الى هذه الحقيقة، والى هذا الواقع والتصرف على اساسه. وان شاء الله ان يكون هذا الوجع بداية جدية لكل القوى السياسية اللبنانية، للبحث عن حماية هذا الاستقرار، وحماية النصاب الدستوري للبلد، وعلى حماية النظام، وعلى حماية اللبنانيين قبل كل شيء من هؤلاء التكفيريين المجرمين".

وقال: "ان النتائج السريعة لهذه العملية بالقاء القبض على كل الشبكة، مستحيل ان تكون الاخيرة، لان من يخطط لعمليات من هذا النوع ليست المرة الاولى والاخيرة، التي يفعل ذلك، سأكشف معلومة ان الارهابيين كان يتنظرون خمسة انتحاريين، اللبناني الذي جاء عن طريق الهرمل تهريبا، على اساس انه واحد من الخمسة، وما حصل ان عطلا حصل واعتقاله، وعدم اكتمال العدد من جهة اخرى، لانه كان مخطط ان يقوم الخمسة بنفس العملية في المواقع عينها. هذا ما كان سيكون حجم الجريمة والقدرة على القدرة والحقد على اللبنانيين لاي طائفة انتموا وفي اي منطقة. عندما يفكرون بارسال خمسة انتحاريين لموقع واحد، يعني انها ليست العملية الاولى ولن تكون الاخيرة".

وأكد "نحن لدينا الثقة بكل الاجهزة الامنية، اولها شعبة المعلومات وثانيها الامن العام، الذي لديه معتقلا لبنانيا له علاقة وارتباط بهذه المجموعة، وبطبيعة الحال بمخابرات الجيش، هذه الاجهزة الامنية باندفاعها وبقدرتها المحدودة وبجديتها لا يمكن لها ان تحمي البلد من دون الاستقرار السياسي، الذي هو السبيل الوحيد لحماية البلد، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الامن في البلد"، مشيرا إلى أنه "لقد امضينا اكثر من سنة ونصف من دون رئيس جمهورية، ولكن لا يجب ان نغش انفسنا ان هذا الوضع سيستمر ونملك القدرة على تأمين الاستقرار والامن من دون الحد الادنى من التوافق السياسي والحد الادنى من الرغبة بحماية النظام".

ولفت إلى ان "من يشاهد صورة الانتحاري، يعرف حجم الرغبة في القتل، هذا الشاب عمره 20 سنة، لولا مشئية الله، لكان فجر نفسه بالعناصر الامنية، التي اعتقلته وليس فقط بالناس ما يعني الرغبة بالقتل والاجرام وتكفير كل اللبنانيين. انها مناسبة لاقول ان شعبة المعلومات لن تقصر ولن تترك اي من واجباتها في كل المناطق اللبنانية بباقي الاجهزة الامنية كل ضمن امكانياته، الاحتراف الموجود نتيجة تراكم الخبرة ما اعطاها الافضلية والاولوية لكن الوطنية موجودة عند جميع الاجهزة، واعتقد ان لا احد سيقصر واولهم شعبة المعلومات بحماية البلد".

وقال: "يجب ان يعلم المهربون في القرى الحدودية، الذين يسهلون ادخال الانتحاريين بسبب بعض المال هو الذي يسهل القتل، مسؤوليتكم ليست اقل من مسؤولية الانتحاريين، لانه نتيجة حفنة من المال يسهلون القتل، التهريب ليس الهدف منه العمل للكسب المعيشي، بل عندما يكونون مجموعة من الشباب، يعني انهم جزء من تنظيم ومن تخطيط ورغبة في قتل اللبنانيين، تحت شعار مذهبي او طائفي بغيض. يجب ان يكون واضحا خصوصا اهالي القرى الحدودية، ان مسؤولية المهربين ليست اقل من مسؤولية الانتحاريين. سبق وعانينا مع اناس مشابهين بتهريب السيارات، التي فخخت وفجرت كمتفجرة الرويس".

وختم "قبل ان اجيء الى هنا، سمعت بيانا عن الجيش انه تم العثور على عشرة سيارات مفخخة، وعدد اكبر من الدراجات النارية في منطقة عرسال، فهذه مسؤولية القرى المحيطة وكل قرية تعلم من هم المهربون والمزورون، وختم الجوازات بأختام مزورة، ويجب ان يكون هناك تعاون بين الاهالي وبين الاجهزة الامنية لحماية مناطقهم وانفسهم واهلهم والضاحية وبيروت والاشرفية وكل المناطق".

اسلئة واجوبة:

سئل: هل يعقل ان حكومة تنأى بنفسها عن سلسلة الرتب والرواتب، عن قانون الانتخاب الى آخره، لا تستطع ان تجتمع، ان تؤمن شبكة الامان السياسية؟ أين السلطة السياسية، الا تدفع هذه الجريمة الى احياء دور المؤسسات؟

فأجاب مشددا على ان "الاستقرار السياسي لا يدوم من دون توافق بين القوى السياسية"، وعلى ضرورة انعقاد مجلس الوزراء وان تعمل كل المؤسسات الدستورية، مردفا "ولكن بالتجربة، بعد سنة ونصف أو اكثر، هذا البلد لا يمكن ان يسير من دون رئيس للجمهورية، هذا النظام لا يعيش من دون رئيس والدليل ما يحصل، ايا كانت رغبة القوى السياسية. رغم كل الكلام الكبير الذي قيل في فترة من الفترات حول مسألة صلاحيات الرئيس، ثبت بأنه بغيابه يتعطل النظام. وعلى كل، هذا الانفجار، والانجاز الاستثنائي الذي قامت به شعبة المعلومات هي رسالة الى كل القوى السياسية بأن تواكب هذا الحدث بمزيد من التواضع، والامساك بالخريطة اللبنانية، ومعرفة قدراتنا الحقيقية والاتجاه نحو التوافق السياسي".

وسئل عن العمليات الامنية وعن عدد الانتحاريين في جريمة برج البراجنة، والذين قيل انهم 5، وهل ال3 الباقون هم موقوفون لدى الاجهزة الامنية، فقال: "لا لم يصلوا الى لبنان، وكان من المنتظر ان يصلوا، هم اثنان لان واحدا منهم اعتقل، واثنان سوريان نفذا العملية، وبقي اثنان".

سئل: اكد القاضي صقر صقر ان العملية لها علاقة بتخطيط آخر كان يحضر لمنطقة جبل محسن في الشمال؟

أجاب: "اللبناني الذي اعتقل في طرابلس والذي وزعنا صورته هو الذي كان يخطط ليقوم بعملية في جبل محسن".

سئل: على المستوى السياسي ولأول مرة شهدنا نوعا من الالتقاء الى حد ما بين ما قاله السيد حسن نصر الله عن تسوية وطنية شاملة وبين ما ذكره الرئيس سعد الحريري بالامس، فهل بدأت بوادر هذه التسوية؟

أجاب: "لا شك ان الكلام الذي قاله السيد نصر الله كلام جدي ومسوؤل باعتبار ان الطائف هو سقف كل اللقاءات السياسية والحوارات السياسية، والرئيس الحريري تجاوب مع هذ الكلام وكان ايجابيا ووضع اولويات، الا ان هذه الأولويات ليست للخلاف بل للنقاش ولاستمرار الحوار وللبحث عن مزيد من الفرص للقاء حول النقاط التي تحدث عنها سماحة السيد نصر الله".

سئل: فور وقوع التفجير كان هناك نشر لاسماء من الواضح ان الهدف منها ايقاع فتنة ما في المنطقة بحكم قربها الجغرافي في مخيم البرج، فهل من ضمن ملاحقة الاجهزة الامنية ملاحقة لشبكات في ما يتعلق بهذا الموضوع الاعلامي؟

أجاب: "ان ملاحقة المواقع محدودة، قد يكون الموقع في اي مكان وليس بالضرورة ان يكون في لبنان، كلام السيد نصرالله الموجه الى الفلسطينيين والنازحين السوريين واضح ومسؤول، بمعنى تخفيف الاحتقان والهروب بجدية من امكانية اية مواجهة سواء مع النازحين السوريين او مع اللاجئين الفلسطينيين. ولكن هذه المواقع لا يمكن متابعتها بشكل نهائي، ولكن كان من الواضح، من اسماء الفلسطينيين التي سربت بالبداية، ان المقصود افتعال مشكلة بين الفلسطينيين واللبنانيين، والمسؤولون الفلسطينيون تابعوا هذا الامر منذ اللحظة الاولى. وانا اعرف من الرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام بأن الرئيس محمود عباس اتصل والسيد خالد مشعل اتصل واكدا ان الاسماء الفلسطينية التي نشرت هي اسماء لشباب توفوا منذ اكثر من سنتين".

سئل: لماذا الاجهزة الامنية لا تستطيع القاء القبض على الشبكات قبل وقوع الانفجار؟

أجاب: "هذا سؤال صحيح، ونحن نتحدث هنا عن انجاز سببه السرعة الكبيرة بمعرفة كل المعلومات ووقف احتمال اي انفجار آخر، ولكن يمكن اعتبار من اعتقل في طرابلس هو استباق التفجير. لا يمكن لاية دولة في العالم ان تستبق كل الحوادث التي يمكن ان تحصل. الفرنسيون بكل امكاناتهم وقدراتهم لم يستطيعوا استباق عملية قام بها 8 اشخاص في موقع موجود فيه الرئيس الفرنسي. الجهود تقام، بعضها نستبق بها وبعضها نستطيع ايقاف تمدده لانه لو لم يتم توقيف السبعة لكان يمكن ان يخططوا لمزيد من العمليات في مواقع اخرى".

وسئل عن تقييمه لمواقف نصر الله، فقال: "هناك تلاق بين السيد نصر الله والرئيس الحريري، والفرق ان الرئيس الحريري وضع اولويات والسيد نصر الله وضع سلة متكاملة، الا ان هذا لا يمنع ان يستمر الحوار حول السلة والاولويات".

سئل: "لا شك ان مكافحة الارهاب اصبحت مسؤولية عالمية، حزب الله قال منذ سنوات انا اقاتل هذه الجماعات حتى لا تصل الى لبنان وتقتل الابرياء، طبعا هناك جهد للاجهزة الامنية، وبعد ما شهدناه في برج البراجنة والقارات كلها، هل انتم كفريق سياسي تغيرون نظرتكم حول قتال حزب الله لهذه الجماعات الارهابية، وتحديدا على الحدود؟

أجاب: "على الحدود او داخل سوريا؟ فليكن السؤال واضحا".

سئل: على الحدود التي يتسلل منها الارهابيون ونعني جرود عرسال؟

أجاب: "سبق وقلت عن الشابين اللذين قتلا في مواجهة مع الارهابيين داخل الاراضي اللبنانية بأنهما شهيدان. القتال داخل سوريا حتى تحت شعارالارهاب موضع خلاف وليس موضع اتفاق، وهذا الامر يجب ان يكون واضحا واكيدا. ليس من الاكيد ان هذه الحرب داخل سوريا تحقق النتائج الاستباقية التي من المفترض انه مرغوب فيها، بأن تمنع تمدد الارهاب".

وسئل عن الجهة التي ارسلت الانتحاريين الى الضاحية، فأجاب: "واضحة الجهة، داعش اعلنت في لقاءات تمت بين شخص اسمه ابو الوليد ومعظم الانتحاريين الذين توجهوا الى لبنان، وهذا الشخص موجود في الرقة داخل الاراضي السورية".

سئل: هل ان الشبكة التي القى الامن العام القبض عليها هي في عين الحلوة؟

أجاب: "لا".

سئل: هل الاجهزة الامنية في لبنان تعتبر ان تدخل حزب الله في سوريا هو احد العوامل المسببة لدخول الانتحاريين الى لبنان؟

أجاب: "الاجهزة الامنية لا تصدر بيانات سياسية، هذا سؤال سياسي جوابه من القوى السياسية. الاجهزة الامنية تقوم بعملها بصرف النظر عن اراء السياسيين وخلافهم او اتفاقهم".

سئل: من ضمن الانجاز الامني هل استطعتم ان تحددوا هوية الانتحاريين؟

أجاب: "انتحاري لبناني من الشمال. مهرب لبناني من البقاع الشمالي. انتحاريان سوريان. الاول كشف اسمه والمعلومات عنه، والثاني كشف اسمه الاول من خلال التحقيقات تبين ان الاخر هو سوري".

سئل: امر لافت تركيزكم على انجاز فرع المعلومات، فما هو السبب؟

أجاب: "لست انا وحدي، بل هناك عدد كبير لان هذا فخر للبنانيين بان يستطيع جهاز امني لبناني بأقل من 48 ساعة اعتقال شبكة كاملة كان من الممكن ان تتمدد وتقوم بعمليات تفجيرية اكثر وتستقبل انتحاريين اكثر وتسهل الاقامة في برج البراجنة وتسليم احزمة ناسفة في الاشرفية، فهذا الامر فخر للبنانيين، لكل اللبنانيين، وهذا لا يقلل من اي انجاز يقوم به اي جهاز أمني آخر بالنتائج نفسها والاتجاه والرغبة بمواجهة الارهاب. لم نعد في مكافحة الارهاب بل في مواجهة الارهاب".

سئل: بماذا تطمئنون المغتربين ولبنان على ابواب اعياد؟

أجاب: "واجباتي ومسؤولياتي ان اقول ان الوضع اللبناني الامني تحت السيطرة، الا ان هذا لا يمنع ان احداثا قد تحصل ومشاكل قد تقع، واعتقد ان اللبنانيين والمغتربين تحديدا يعرفون طبيعة البلد وكيف يعيشون فيه ويعرفون انه يجب ان يزوروا اهلهم ولا ينتظرون نصيحتي".

وختم مؤكدا "ان كل الاجهزة الامنية واولها شعبة المعلومات، جاهزة وحاضرة على مدى 24 ساعة لمنع متطرفين وتكفيرين من القيام بأي عمل داخل لبنان، ومهمتهم الاساسية حماية كل اللبنانيين".

 

الهاشم نقيبا لمحامي بيروت: لن نفتش عن محاور نجاريها لمصلحة ولن نرضى إلا بقضاء نزيه ومستقل وعودة الحياة الديمقراطية إلى لبنان

الأحد 15 تشرين الثاني 2015

وطنية - فاز المحامي أنطونيو الهاشم، بمنصب نقيب المحامين في بيروت، بنيله 2236 صوتا (8 آذار)، فيما حصل بيار حنا 1513 صوتا (14 آذار)، وناضر كسبار 371 صوتا (مستقل).

وفور إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، قلد النقيب السابق جورج جريج، النقيب الجديد ميدالية النقابة، كما قلد حنا ميدالية مماثلة.

جريج

وألقى جريج كلمة وداعية، أوصى في خلالها النقيب الجديد ب"المحافظة على الانجازات" التي حققها في عهده.

وقال: "أهنئ زميلي الأستاذ أنطونيو الهاشم، وأعضاء مجلس النقابة ولجنة صندوق التقاعد، وأدعو لكم بالتوفيق في خدمة رسالتكم، وأوصيكم ثلاثة: شبكة صحية، شبكة مالية وشبكة رقمية. فلا اشتباك نقابيا عليها، فالحماية ذود، فاسقوها ونموها، فهذه ليست ملك نقيب سابق. ولا مجلس نقابة سابقا، بل ملك عام، بل حق عام للمحامين ونقابتهم".

وشكر "المحامين المتدرجين، الذين غرسوا أرزة باسمه في أرز الشوف الأبي"، قائلا: "هذه الأرزة وسام على صدري مطبوع وراسخ في التاريخ".

وتوجه إلى النقيب الجديد بالقول: "للنقيب الجديد أوصيك بالأمانتين: نقابة الوطن ونقابة المحامين، وفوق كل ذلك بالتواضع"، خاتما "وفقكم الله. عشتم، عاشت نقابة المحامين، عاش لبنان".

الهاشم

بدوره، ألقى النقيب الجديد، كلمة اعتبر في مستهلها أن الانتخابات حققت ثلاثة انتصارات، فقال: "اليوم انتصر ثلاثة، انتصر لبنان وأثبت أن الديمقراطية لم تنضب فيه، انتصرت نقابة المحامين لأنها قدمت في ساعات القلق وزمن الحقد الكبير لهذا الوطن الممزق، صورة مضيئة عن الإلفة والوحدة والمحبة، انتصرتم أنتم المحامون، برصانتكم ورقيكم ونبل ضمائركم".

أضاف "إذا كانت جمعيتكم العامة قد حملتني الى سدة الشرف، فإنني والله بعد ذلك أحملكم جميعا في القلب والوجدان، ولن يستكين لي بال حتى أحقق آمالكم بالتعاون مع زملائي في مجلس النقابة، 15 تشرين الثاني 2015 كان يوما في مسيرة، فالنقابة تتابع مشوارها الطويل، ولم تكن الانتخابات إلا محطة لتجديد الثقة ولتأكيد مناعة هذه المؤسسة، التي لم تبن على الرمل، بل على صخر من القيم والثقافة والوطنية، واليوم أظهرتم الوجه الحر الديمقراطي لنقابة تأبى إلا أن تكون حصنا للحرية والقانون".

وتابع "بيروت أم الشرائع، ونقابة الحق والقانون لن تكون إلا ابنة أمها، وعلى مثالها، وكمارد تستظله الشمس، تبقى نقابتنا في مواقعها الوطنية الجامعة، همها الإنسان وحقوقه، الى أي جهة انتمى، ومن أي فئة كان، ومن تعود المدى الأرحب ملعبا، لا يستمري الأزقة والزواريب، ومن تربى على الوضوح والاستقامة لن يعرف الدروب المتعرجة".

ووعد "لن نفتش عن محاور نجاريها لمصلحة، فطورا نوالي وطورا نعارض، فنقابتنا هي المحور غير المستهان به، وأهلا بمن يؤيد الحق والقانون، فنحن قوم لا توسل عندنا بهذا الخصوص، لسان وقلم وموقف ومحاسبة بوجه من اغتصب الحرية والحقوق، وعبث في الأرض فسادا، ودعم ومساندة لكل من عمل ويعمل في سبيل إعلاء كلمة الحق والقانون، لن نرضى إلا بقضاء نزيه، عالم، عادل ومستقل، لن نرضى إلا بعودة الحياة الديمقراطية الى لبنان".

وأكد أن "رسالة المحاماة ومحبة لبنان والدفاع عن حرية أرضه واستقلال شعبه، تجعلنا نحيا في معركة مستمرة، ليست انتخابات النقابة إلا إحدى وجوهها، وما نكتبه خلالها ليس إلا صفحة واحدة من كتاب كتبه الأباء والأجداد بالحبر والدم، ونتابع كتباته مع أولادنا والأحفاد، طالما هنالك حق مهدور أو ظلم يوجع كرامة الإنسان وحقوقه".

وشكر "النقيب جورج جريج ولجميع النقباء السابقين، وجميع أعضاء مجلس النقابة ولجنة إدارة صندوق التقاعد، الذين تفانوا في خدمة النقابة"، وحيا "الزملاء والأصدقاء الذين تعبوا معه خلال هذه الأشهر الأخيرة"، وقال: "نقابتنا مرآة مجد وزهرة نبل وكبرياء، وأنتم حراس الهيكل، فلتكن كلمتكم حرة جريئة، لا تخطئ، لا تجرح، لا تخجل".

وختم "غدا يوم آخر، غدا يوم للعمل وتحقيق الأهداف، لن أخلف العهد، وفي للوعد، وبعد معا نتابع الطريق".

نبذة عن الهاشم

ووزعت نبذة عن النقيب الجديد عنوانها "أنطونيو الهاشم ثلاثة عقود في هيكل المحاماة، وعقدان في خدمة النقابة والزملاء المحامين"، جاء فيها:

- مولود في حاصبيا - قضاء بعبدا، متأهل من رندا خلف ولهما ابنتان.

- تلقى دروسه في مدرسة سيدة الجمهور ومن ثم في مدرسة الحكمة.

- تسجل محاميا متدرجا في نقابة المحامين في بيروت سنة 1983، تدرج في مكتب الأستاذ أنطوان بمبيو، ثم انتقل الى الجدول العام سنة 1986 يمارس المهنة في مكتبه.

- إنخرط في العمل النقابي منذ انتسابه من خلال تعيينه في عدة لجان داخل النقابة.

- إنتخب عضوا في مجلس النقابة للمرة الأولى سنة 1996، وللمرة الثانية سنة 2000، وللمرة الثالثة سنة 2002، وللمرة الرابعة سنة 2011، حاصدا في كل مرة ثقة زملائه بأكثرية محبة ملفتة.

- إنتخب أمينا للمال طيلة عضويته في مجلس النقابة، كما عين عضوا في المجلس التأديبي سنوات عديدة.

- كلف في متابعة العديد من الملفات النقابية، وكما كان في غير مرة مقررا في دعاوى أتعاب المحامين.

- شارك في العديد من المؤتمرات القانونية والثقافية.

- إلى جانب اهتماماته المهنية والنقابية، فهو عضو مؤسس وفاعل في جمعية "فرح العطاء"، وعضو وأمين سر سابق في "الاتحاد لحماية الأحداث"، وعضو مؤسس وأمين سر لجنة مهرجانات "البستان الدولية"، وعضو مؤسس في نادي "روتاري قدموس" - بيروت.

- له عدة أبحاث ومقالات وخطب تعالج غير موضوع في مجالات القانون والسياسة.

 

الرئيس أمين الجميل زار المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي واطلع من رئيستها على تطورات العمل فيها

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - زار الرئيس أمين الجميل، عشية الذكرى التاسعة لاغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل، المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، والتقى رئيسة المحكمة القاضية ايفانا هيليتشكوفا التي اطلعته على آخر تطورات العمل في المحكمة وعلى معايير القانون الجنائي الدولي المعمول بها.

كما التقى الجميل عددا من كبار المسؤولين في المحكمة، ثم جال في ارجائها مطلعا على تقنيات العمل، خصوصا في قاعة المحاكمات. بعد اللقاء، أشاد الجميل بعمل المحكمة، وحث على "تلافي المحاكمة البطيئة"، معتبرا ان "الحكم المؤجل في الزمن يفقد من قوته العقابية، في حين ان الحكم الصادر بسرعة ودون تسرع يشفي جراحات ذوي الضحايا ويؤدي غرضه العقابي والرادع".

 

 قاسم هاشم: مواجهة الارهاب لم ولن تصل الى مبتغاها إلا بتضافر كل الجهود في العالم

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم ان "اللحظة السياسية مؤاتية لإخراج لبنان من دائرة التعطيل والإرباك، التي سيطرت عليه في المرحلة الماضية، والاستثمار على المناخ الإيجابي الوطني، الذي واجه به اللبنانيون بكل مكوناتهم، الارهاب الذي أطل مرة جديدة برأسه في مجزرة برج البراجنة، كما أسقط هدف الارهاب التكفيري وأدواته في زرع الفتنة على أرض الوطن، فكانت وحدة الموقف الوطني الرادع لهذا الارهاب، وتزامن هذا الموقف الوطني مع إنجاز الجلسة التشريعية وإنجازها القوانين الضرورية لتسيير أمور الدولة وتأمين مصلحة اللبنانيين وحماية لبنان مما كان سينتظره لو لم تنجز القوانين ذات الصلة. كل ذلك يبعث الأمل بان يكون حافزا للقوى السياسية لتكون جلسات الحوار منتجة ودافعة لإعادة الحياة والفعالية للحكومة لمواكبة الأجواء الإيجابية والعمل على وضع القضايا والمشكلات والأزمات الاجتماعية والحياتية في أولوية اهتماماتها لإيجاد الحلول السريعة، حيث لم يعد هناك إمكانية للمماطلة والاستهتار باحتياجات اللبنانيين بكل مستوياتها". جاء ذلك في تصريح للنائب هاشم في مكتبه في مرجعيون بعد لقائه فاعليات بلدية وهيئات وجمعيات من قرى منطقة العرقوب. وقال هاشم: "في ظل الظروف المعقدة والتحديات التي تواجه العالم بأسره مع توسع رقعة الارهاب التكفيري وخطره الذي لم يستثن أحدا على مساحة هذا العالم والساعات القليلة الفاصلة بين مجزرة الضاحية ومجزرة باريس، ما هي إلا الدليل القاطع على ان مواجهة الارهاب وأدواته يجب ان تكون أكثر فاعلية وواقعية وموضوعية بعيدا عن بعض النكايات والأحقاد، لان مواجهة هذا الارهاب لم ولن تصل الى مبتغاها إلا بتضافر كل الجهود في هذا العالم والإفادة من التجربة الحاصلة في كيفية وضع حد لهذا الارهاب الذي وسع انتشاره بعد الرعاية والحضانة والتمويل الذي أسهم في انتشاره وتوسعه. وأمام هذا الخطر ومع انشغال العالم من حوله أصبح لزاما على اللبنانيين الإنتباه والحذر والإفادة من الظروف لتجاوز أزماتهم السياسية والاقتصادية والتوافق على التسوية الشاملة، التي تنقذ لبنان وتحميه من تداعيات وآثار العواصف التي تهب على العالم بأسره".

 

طلال المرعبي: المرحلة تستدعي تضحيات وملاقاة للافرقاء

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأى رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي ان "المشهد الوحدوي اللبناني الذي تجلى عقب الانفجار البربري في الضاحية وأدمى القلوب يجب ان يشكل محطة هامة تدفع بالمرجعيات السياسية الى مقاربة صريحة لمعالجة القضايا العالقة والعمل على تجنيب البلاد مزيد من الازمات السياسية والأمنية". وأشار خلال استقباله فاعليات وهيئات بلدية واختيارية في دارته في عيون الغزلان - عكار إلى ان "المرحلة اليوم تستدعي تضحيات وتنازلات وملاقاة للافرقاء، والمطلوب الآن عدم تضييع الفرص لإنجاز التسويات والعمل على انقاذ لبنان والاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية واجراء انتخابات نيابية وفق قانون عصري والعمل من بعده على تشكيل حكومة مدعمة بأجواء وفاقية ما يساعدها على انجاز مهماتها". وسأل: "الجلسات التي عقدت في مجلس النواب وأقرت بعض القوانين، لماذا لا يكمل المجلس دوره الطبيعي ويعقد جلسة لانتخاب رئيس للبلاد؟ وختم: "الاعمال الارهابية التي تضرب العالم من مكان الى آخر تستدعي تضافر جهود عربية ودولية وعالمية لمواجهة ومكافحة الارهاب اينما وجد، فالدين الاسلامي براء منهم ومن اعمالهم الشنيعة".

 

الراعي استنكر تفجيرات بيروت وباريس: المنطقة تعيش معاناة والأسرة الدولية تتركها فريسة الارهاب

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، حنا علوان، جوزف طبجي وعاد ابي كرم، الامين العام للدوائر البطريركية الاباتي انطوان خليفة، أمين سر البطريرك المونسينيور ايلي الخوري، المونسينيور جوزف البواري ولفيف من الكهنة بحضور حشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"لا تخف، يا زكريا. لقد استجيبت صلاتك"(لو1: 13)، ومما جاء فيها:"تراءى الملاك لزكريا أثناء الصلاة وحرق البخور، ما يعني أن الله يوحي بذاته وإرادته وتصميمه للمؤمنين أثناء الصلاة. فهي الوقت الأحب والأهم في ساعات النهار. إنها حوار الانسان مع الله وتجلي سر الله وإرادته للانسان. الصلاة هي وقت الرؤيا الداخلية، لكونها ترفع العقل والقلب إلى الله، تخاطبه وتصغي إليه. فالليتورجيا هي المشاركة في عمل الله، وإعلان دور المؤمن والمؤمنة في هذا العمل الإلهي، من خلال ما يوحي الله ويعلن، كما جرى لزكريا. بواسطة الصلاة الليتورجية يتأصل إنسان الباطن ويتأسس على محبة الله لنا بالمسيح (راجع افسس 3: 16-17). فندخل في إطار عمل الله وتصميمه الخلاصي بثبات الايمان والرجاء. والله يكشف إرادته في الزمن الذي يراه ملائمًا، وفي المناسبة التي يريدها. وهكذا لكل واحد منا يقول في حينه ما قاله لزكريا:"لا تخف! لقد استجيبت صلاتك"(لو1: 13).

أضاف: "مع بشارة الملاك لزكريا بمولد يوحنا، السابق للمسيح، يبدأ زمن الميلاد، المعروف أيضا بزمن المجيء. فيوحنا يعلن مجيء المسيح الفادي ويسبقه، كما الفجر يعلن طلوع الشمس. أسم يوحنا، حسب اللفظة العبرية والآرامية، يعني "الله رحوم". لقد تجلت في شخصه ورسالته رحمة الله، لكنها أخذت جسدًا بشريًا بابن الله واسما في التاريخ هو يسوع المسيح. هذه هي هويتنا ورسالتنا: هويتنا أننا من رحمة الله ولدنا وبها خُلِصنا، ورسالتنا هي أننا للرحمة نحن شهود". وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونبدأ زمن الميلاد بمسيرة رجاء وتوبة. فيطيب لي أن أحييكم جميعًا وبخاصة أولاد المرحومة ميمو (محبوبة) فياض وأنسباءهم. وقد ودعناها معهم بالأسى الشديد في بداية الشهر الماضي. نذكرها اليوم بصلاتنا، ونجدد التعازي لأسرتها العزيزة. كما نحيي الأطفال من رعية مار فوقا-حصرايل، مع كاهن الرعية العزيز الخوري وسيم أبي افرام، الذين احتفلوا بمناولتهم الأولى. نأمل أن يحافظوا على الرب يسوع في قلوبهم، ويشهدوا له بأعمالهم". وقال: "لكن يعتصر قلبنا الحزن والألم من جراء العمليتين الإجراميتين اللتين هزتا العالم. وهما التفجير الانتحاري المزدوج في برج البراجنة، بعد ظهر الخميس، الذي أوقع ثلاثة وأربعين قتيلا، وأكثر من مايتي جريج، وأضرارا جسيمة في البيوت والمتاجر؛ والهجمات الإرهابية المنسقة في باريس في مساء الجمعة، التي أوقعت مئة وستين قتيلاً ومئات الجرحى. فإننا نجدد إدانتنا الشديدة لهاتين العمليتين الإجراميتين. ونصلي في هذه الذبيحة المقدسة من أجل راحة نفوس الضحايا وتعزية أهلهم، ومن أجل شفاء الجرحى. ونعرب عن أحر تعازينا للطائفة الشيعية الكريمة، وللدولة الفرنسية رئيسا وشعبا، راجين من السفارة الفرنسية في لبنان أن تنقل إليهم تعازينا هذه".

وتابع: "إن بلدان الشرق الأوسط تعيش منذ سنوات معاناة قاسية، فيما الأسرة الدولية تتركها فريسة التنظيمات الإرهابية، بل بعض دولها تدعم هذه التنظيمات وتمدها بالمال والسلاح وتستخدمها لمآرب سياسية واقتصادية. هذه البلدان المشرقية تدعو مرة أخرى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل الإسلامي، لتحمل مسؤولياتها بجدية في مكافحة الإرهاب، وإيقاف الحرب في فلسطين وسوريا والعراق واليمن، وإيجاد حلول سياسية لها من أجل إحلال سلام عادل وشامل ودائم، وتمكين النازحين والمهجرين والمخطوفين من العودة إلى بيوتهم وأراضيهم. وإن لم يفعلوا، سيترك المجال مفتوحا واسع الدنيا للارهابيين للتنقل من بلد إلى آخر وزرع الضحايا من دون أي رادع ورحمة. فالنار عندما تلتهب يصعب جدا السيطرة عليها. فحذار اللعب بالنار. كما يجب تحرير الأشخاص الذين يستغلون بالمال وغسل الدماغ في التنظيمات الإرهابية. فهؤلاء أيضا ولدوا في الأصل على صورة الله، ومفتدون بيسوع المسيح".

أضاف: "لا تخف، يا زكريا. لقد استجيبت صلاتك"(لو1: 13). كلمة الملاك المطمئنة والحاملة إرادة الله وتصميه الخلاصي، تتردد في أعماق كل واحد وواحدة منا، في مختلف مراحل حياتنا وظروفها. هي للحزين والفقير، للضائع والمهمل، للشباب القلقين على مستقبلهم، وللوالدين المغلوب على أمرهم في ما يتوجب عليهم تجاه أولادهم وعائلاتهم. لكن الله ينتظر من كل قادر وقادرة منا، ماديا وروحيا ومعنويًا وثقافيًا، أن يكون هو أو هي رسول رحمة الله بالأفعال والمبادرات. وينتظر الله ذلك أكثر وأكثر من الكنيسة ومؤسساتها الراعوية والتربوية والاستشفائية والاجتماعية. نحن نعلم كم أن هذه المؤسسات قريبة من الشعب، ونعرف حجم مساعداتها للعائلات. لكن الفقر المتفاقم وغياب الطبقة المتوسطة يرهقانها، ومع ذلك يقتضيان منها توسيع رقعة المساعدات، بالاتكال على جودة الله وعنايته.

والله ينتظر ذلك أيضًا وخاصة من القيمين على شؤون الدولة، على مقدراتها ومالها العام، وسائر إمكاناتها. ينتظر منهم أن يقوموا بواجب الضمير المبرر لسلطتهم، وهو تأمين الخير العام وإنماؤه وتوسيع مساحاته الاقتصادية والمعيشية والاستشفائية والتربوية، من خلال ممارسة سليمة للسلطات التشريعية والإجرائية والإدارية". وتابع: "لقد أبدى الجميع ارتياحهم لانعقاد المجلس النيابي في جلسة حصرت بالشأن المالي والنقدي، لإنقاذ لبنان من خطر كان داهما على هذا الصعيد، واستوجبتها ضرورات وطنية توافقت عليها مختلف القوى السياسية والكتل النيابية. ولكن لا يمكن إهمال موضوع الدين العام الذي يتفاقم ويشكل بدوره خطرا على الاستقرار المالي. كما أنه لا يمكن عدم التحرك لمكافحة الفساد وهدر المال العام. ولا يسعنا إلا أن نحيي بنوع خاص القوى السياسية المسيحية التي توافقت على عقد هذه الجلسة، مع الإصرار على المطلب الأول والأساسي وهو انتخاب رئيس للجمهورية، لكي يستعيد المجلس النيابي صلاحيته التشريعية وفقًا للدستور؛ ولكي تتمكن الحكومة من ممارسة مهامها وصلاحياتها الإجرائية. فتعود بالتالي الحركة الطبيعية إلى المؤسسات العامة، وتتوفر إمكانية إجراء التعيينات اللازمة، ولاسيما في الوظائف الشاغرة".

أضاف: "ندعو القوى السياسية المسيحية، استكمالا لما جرى، للعمل من أجل إزالة العقبات التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، وتسهيل ما يلزم من أجل الوصول إلى هذه الغاية في أسرع ما يمكن؛ ومن أجل الاتفاق مع القوى السياسية الحليفة على قانون جديد للانتخابات. يكون، كما وصفناه في "المذكرة الوطنية" وفق الميثاقية، بحيث يضمن المناصفة الفعلية، والاختيار الحر، والمساءلة والمحاسبة؛ ويؤمن التنافس الديمقراطي؛ ويلغي فرض نواب على طوائفهم بقوة تكتلات مذهبية (صفحة 23، عدد 23). ومعروف أنه عندما توحد القيادات المسيحية رؤيتها ورأيها، يسهل اتخاذ القرارات الوطنية. في كل الأمور الوطنية، لا ينسى رجال السياسة أن كلمة الملاك لزكريا هي لهم أيضًا ولكل واحد منهم: لا تخف! لقد استجيبت صلاتك". الوطن بحاجة إلى رجال دولة مؤمنين بالله، يصغون إلى نداء رحمة الله نحو شعبه، ويمارسون السلطة السياسية أفعال رحمة بمفهومها الواسع، أي في كل ما يؤمن خدمة المواطنين في حاجاتهم. فمن أجلها وجدت السلطات والوزارات والإدارات العامة على تنوعها". وختم الراعي: "إننا نصلي معا إلى الله لكي يرسل لنا في الكنيسة والمجتمع والدولة مسؤولين يلتزمون بواجب الشهادة لرحمة الله تجاه جميع الناس، لمجده تعالى الآب والابن والروح القدس، الآن والى الأبد. آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

 

باسيل: لبنان نقيض داعش لانه يؤمن المجتمع التعددي الذي لا يمكن ان توجد داعش فيه

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أكد رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان "لبنان النقيض لداعش لانه يؤمن المجتمع التعددي الذي لا يمكن ان توجد داعش فيه، لذلك كان سعينا خلال هذين اليومين بان نحقق أهم ما يمكن تحقيقه، وهو ما ساهمنا به في "قانون استعادة الجنسية"، لانه في الوقت الذي يفرغون فيه المنطقة من عناصرها الجيدة ويستقطبون الارهابيين، نحن نقوم بحركة معاكسة ونستقطب للمنطقة الناس الذين هم من أصل لبناني ومتحدرين من أصل لبناني لنردهم على لبنان وهذه هي معركتنا".

وقال باسيل خلال مشاركته في عشاء هيئة تنورين في "التيار الوطني الحر" في مطعم اوريزون في جبيل، بحضور فاعليات وحشد كبير: "الحركة الموجودة بهذا الشكل، نحن نقابلها بحركة معاكسة، وهذا الامر لا يمكن ان يفهمه إلا اللبناني، اللبناني المتنور الذي يعرف قيمة لبنان ويعرف معنى رسالة لبنان، وليس المهم ان ننبه فقط من الامر الذي يحصل اليوم في العالم، والدول ولم تستمع إلينا، والاخطر هو ما قد يأتي إلينا، وهذا الكلام ليس لإخافة أحد، بل لتطمينكم ولأقول لكم ان هذه الأزمة ليست فقط أزمة لبنان بل أزمة العالم كله، العالم الذي لن يعرف ان يخلصنا ولا ان يخلص نفسه وسيغرق أكثر منا بالتطرف، لاننا هنا ننشر الإعتدال والتواصل بين الأديان، وهم الحركة لديهم ستولد متطرف معاكس لتطرف، وفي هذا المنحى التصاعدي سنشهد حربا عالمية ثالثة لا ننتهي منها الا عندما ينجح النموذج اللبناني ويتم تعميمه، وهذه هي أهمية ان نعود من فيينا على تنورين اي الى الجذور، لاننا نعلم ان هذا الفكر نجده في ارضنا وفي بلدنا وبين ناسنا، وان كل واحد منكم أهم من أي انسان في العالم، لانكم اولاد قضية، اولاد جبل وأولاد هذه الارض الذين عرفتم كيف تحافظون على أرضكم وعلى جذوركم، وعرفتم كيف نتمسك بهذا البلد على الرغم من كل الذي يحدث فيه".

اضاف: "اننا ندافع عن قضية مهمة وهي قضية لبنان بوجه دول كبيرة، لبنان هذا البلد الصغير امام دول كأميركا وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي، ودول ميزانياتها السنوية تطم لبنان بأموالها، ويكون لبنان هذا البلد الذي ليس لديه سوى هذه الرسالة، رسالة القيم يواجه بمبادئه وبقيمه مصالح دول كبيرة، ونتحدث على طاولة واحدة مع الكبار ونحاججهم ونقارعهم لنثبت منطقتنا في الوقت الذي اخترنا فيه لبلدنا بان ننأى بنفسنا ونبعدها عن المشاكل، وهو منطق سليم لحماية النفس، لكن لا يعود هذا المنطق سليما عند دخول المشاكل اليه، وقد لحقنا من الازمة السورية خطران كبيران أوله الارهاب الذي بدأ قبل الازمة السورية بكثير ونكون في صدد غش لأنفسنا وللعالم اذا قلنا ان هذا الارهاب ينتهي مع نظام او مع حكومة او مع حالة. والخطر الثاني هو خطر النزوح الذي أتى من جراء الازمة لسورية ودخل الى كل منزل من منازلنا وعلى كل بلدة من بلداتنا. لقد لحقنا من الازمة السورية ضرر كبير، على الرغم من ان بلدنا من قبل هذه الازمة لديه ما يكفيه من المصاعب والازمات، ونحن نواجه أكثر بكثير مجموعة لا أرض ولا حدود ولا دولة لها، بل انها قضية فكر، فكر عابر للقارات وللحدود، ومشروع ليس لديه حدود، لا حدود لديه بخطره ولا بالمشروع الذي هو مشروع يرفض الآخر وانتم تعلمون انه مشروع متنقل، لذلك نشهد اليوم على ما سبق ونبهنا منه من العام 1989 في فرنسا، حيث كتب العماد عون للرئيس ميتران في العام 1989، انه اذا سقط لبنان، فالارهاب سيطالكم في فرنسا وليس بالأمس، وفي وزارة الخارجية نجتمع بهم أقله مرة في الاسبوع لزملائنا ونظرائنا الاوروبيين وننبههم مما يحصل والى أين ذاهبون، وانهم يأتون بالارهاب الى منازلهم، وانكم عندما تساعدون لبنان، فهو يدافع عن نفسه وعنكم لانه في خط المواجهة الاولى ضد الارهاب، ولم يستمعوا حين قلنا ماذا الذي تفعلونه في قضية النازحين ولم يستمعوا، بدأوا بعدد الثلاثة آلاف وصلنا الى المليون ونصف المليون، يبدأون لديكم بمئة الف و800 الف كما أعلنت "ميركل" وبعدها يصبحون ملايين، وهؤلاء يخبئون ويضعون تحت أجنحتهم ارهابيين كما حدث بالامس كما أظهرت وثائق السفر السورية التي فجرت نفسها داخل اوروبا. وللاسف سنجد اميركا واوستراليا واوروبا وكل دول العالم غارقة في بحر من الارهاب، لانه مشروع تم تمويله وإعطاؤه الارض والسلاح، والذين دعموه معروفون، بإمكانهم ان يخبئوا أنفسهم على الاعلام، لكنهم معروفون على الطاولة، ولا يخجلون داخل الغرف المقفلة ان يقايضوا الارهاب بأي شيء آخر وهذه المقايضة لا تأتي إلا بالمزيد من الدماء ومن الخراب".

وتابع باسيل: "اننا في لبنان معنيون لان بلدنا هو بسبب وجوده، سبب تعايش، عليه ان يعيش مع الآخر، لذلك اننا أكثر بلد مؤهل بان نواجه داعش، لاننا بكل بساطة نقيض داعش، ولا يمكن لداعش ان يتوحد إلا مع الخراب والفوضى ولديه فكره الأساسي، ادارة التوحش، وهم لا يقومون بهذه الاعمال الارهابية فقط نتيجة همجية عندهم، بل نتيجة "حيوانية" موجودة لديهم، وهذا النمط الحيواني هو تعبير علمي وليس تهجميا، هذا النمط الحيواني التكفيري ليس صدفة، بل مقصود ادارة التوحش بفكرهم ومن ملهمهم الاول لان هذه الوحشية تؤدي الى الفوضى التي تؤدي بدورها الى العناصر السليمة في أي مجتمع تصبح أمام خيارين إما ان تتركه إما ان تقتل، لذلك ان الناس مخيرة في كل مكان توجد فيه داعش، إما ان تهاجر وإما ان تقتل لتركز هذه المجموعات دعائم ومشروع الخلافة الذي تبغيه ضمن بيئة مؤاتية لها وتنتقل الى منطقة اخرى، لذلك مشروعهم هو كناية عن مشروع نقل الفوضى ولا يمكنهم ان يحققوا هذا الأمر في مجتمعات متعددة كالمجتمع اللبناني".

أضاف: "ليس لديهم حدود، لانهم يحركون عبر الفكر وفي اي مكان من العالم مجموعات تنتمي اليهم، وإما تصبح في عداد المنتمية اليهم وهي كثيرة في العالم".

وختم باسيل: "نقول اليوم ان لبنانيتنا نغتني بها ونفتخر بها، وعندما نقول نريد ان نعيد الجنسية الى كل متحدر من اصل لبناني، نكون في طور إعادة ال 4 مليون لتصبح 14 ميونا، وتابعنا هذا المشروع على الرغم من كل الذي واجهه في الداخل، وكم ناضلنا لمدة اثني عشر عاما كي نستطيع إقراره وهو ناقص ونعلم جيدا كم سيواجهنا من صعوبات لتحقيقه وتطبيقه. وبهذا النفس الوطني، نلتقي اليوم لنفكر سويا كيف يجب ان نحافظ على وجودنا في بلدنا بكرامتنا، لذلك اننا نعمل لنؤمن للبناني سلامة الفكر وسلامة العيش بان ننزع كل مناطق لبنان من الحرمان، تنورين وغيرها وهو ما قد ورثتموه، وما جعلنا نعتقد انكم لا يمكنكم الخروج منه، لذلك عليكم ان تفهموا لماذا نحن نحارب، لانهم لا يريدوننا ان نقدم ما نقدمه".

يونس

وكان مسؤول التيار في تنورين سايد يونس قد القى كلمة رحب فيها بالوزير باسيل والحضور وقال: "كثر ويكثر من يحب التيار الوطني الحر في تنورين، والدليل هذه الجمعة التي تضم هامات ورجالات حاضرة بيننا، التيار وتنورين يجمعهما حب ارز الرب أرزتنا اللبنانية التي تكلل جبالنا البيضاء وتكفن ابطال الجيش اللبناني، هذه المؤسسة التي من رحمها ولد التيار، لها منا كل محبة وتقدير". اضاف: "ولأن تنورين بالقلب، ولأن التيار بقلبها، كان الإصرار برفع الحرمان عن الإنماء في تنورين، تدخلت وزارات التيار بتوجيهات وتصميم الوزير باسيل، وتأمنت المياه لتنورين والبنى التحتية وتغيرت الشبكات ودخلت الإنارة بالطاقة الشمسية وتنورت الكنائس ومدخل مستشفى تنورين والبالوع ومدخل البلدة من جهة اللقلوق. ومؤخرا تم توقيع مشروع لتأمين الكهرباء 24 على 24 من نهر الجوز لمستشفى تنورين بتمويل ايطالي. وجمعية بترونيات عوضت تكسير التفاح بالثلج". وختم برفع كأس ابن تنورين العميد الركن المغوار شامل روكز.

 

المطران رحمة في ذكرى الشهيدين الفخري: المسيحي لا ثأر له على احد ولكن نتمسك بالقيم والعدالة ونقول الحقيقة في وجه الجميع

الأحد 15 تشرين الثاني 2015

وطنية - احتفل راعي أبرشية بعلبك - دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة بالذبيحة الإلهية عن راحة نفسي الشهيدين صبحي ونديمة الفخري، بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهادهما خلال قداس احتفالي في كنيسة مار نهرا في بلدة بتدعي، حضره محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام، النائب ايلي ماروني ممثلا الرئيس امين الجميل، النائب شانت جانجيان ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، المهندس مسعود رحمة ممثلا النائبة ستريدا جعجع، العميد رينيه حبشي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الرائد غياث زعيتر ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، النقيب شربل أسطفان ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، المقدم جهاد قشور ممثلا مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، حسن يزبك ممثلا الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، وعلي خير الدين مسؤول "حركة أمل" في جبيل وكسروان. وعاون المطران رحمة في القداس الإلهي راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، راعي أبرشية بعلبك - دير الأحمر السابق المطران سمعان عطالله، راعي أبرشية بعلبك والبقاع الشمالي للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، المدبر العام للرهبنة المارونية الأب أنطوان فخري والقيم الابرشي في ابرشية البترون الخوري بيار صعب ولفيف من الآباء والكهنة. والقى المطران رحمة عظة جاء فيها: "يتزامن الاحتفال بذكرى مرور سنة على استشهاد المرحومين صبحي ونديمة الفخري في هذا الاحد المبارك مع تذكار بشارة زكريا الذي نفتتح فيه زمن الميلاد المجيد زمن تدبير الله الخلاصي، والعبرة لنا اليوم الا ننسى ما نؤمن به وما نعلنه ونتشارك به جميعا، وهو ايماننا بسيد الحياة والموت فنحن المسيحيين لسنا اصحاب ردات فعل غير مسؤولة، ونؤمن ان الموت البريء هو استشهاد يزرع القداسة وينمي الايمان وليس العكس".

واضاف: "المسيحي لا ثأر له على احد، ولكن في الوقت عينه، على مثال يوحنا نتمسك بالقيم والعدالة ونقول الحقيقة في وجه الجميع. فالقاتل قاتل ينبغي ان يتوب ويكفر عن خطيئته وعلى الدولة ان تحمي مواطنيها العزل وان تردع من تساوره نفسه الاعتداء على حياة وكرامة الناس. وفي هذه المناسبة اتوجه من ابني الشهيدين لكي يتمسكوا بما يعلنونه من ايمان فلا يسيطر الحقد على قلوبهم ولا يسلبهم اغلى ما في هويتهم الا وهو ايمانهم بيسوع المسيح، ونحن على ثقة بان استشهاد البريئين قد تحول الى قربان وذبيحة الهية افتديا فيها المنطقة والوطن كوارث كبيرة وحده الله عالم بها".

وقال رحمة: "اننا مع الشهيدين نصلي للأنفس البريئة التي سقطت بالأمس بيد الغدر عينها في ضاحية بيروت لكي يتغمد الرب نفوسهم بالرحمة والرأفة ويعزي قلوب من فجعوا بهم، كما نصلي لأجل كل بريء يسقط ضحية آلة العنف والغدر المتنقلة لاسيما في التفجيرات الاخيرة في العاصمة باريس"، ناقلا تعازي وصلوات صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى العائلة"، خاتما بالقول: "القربان على نية الشهيدين نديمة وصبحي الفخري وعلى نية لبنان، ليبعد الرب الشر عنا، ولكي يعي أبناء لبنان ويخلصوا وطنهم من الشر".

خير الله

بدوره قال المطران منير خيرالله: "أتيت من البترون لكي أقول لكم يا إخوتي في دير الأحمر والبقاع الشمالي، هذه رسالتنا ورسالة كنيستنا ووطننا ورسالة الشهادة المسيحية، رسالة المحبة والمغفرة والمصالحة والسلام. نحن لا نعرف الانتقام ولا الحقد والبغض، وإنما نحن نفتح قلوبنا، هكذا عشنا مع إخوتنا في لبنان. هكذا عاش آباؤنا وأجدادنا الذين ضحوا من أجل الوطن الرسالة لنبقى بعيشنا الواحد رسلا لكل دول العالم، ولكل الذين يفتشون عن العيش بالاحترام المتبادل وتعددية الثقافات والحضارات، هذا لبنان الذي أردناه". وأضاف: "أنتم أبناء البقاع، لا تدعوا أحدا يقول لكم بأنكم الأطراف، بل أنتم القلب، ورسالتكم توصلونها بعيشكم الواحد، أرضكم أرض مقدسة، ورسالتكم رسالة مقدسة، لا تتركوا هذه الأرض، ولا تتراجعوا عن رسالتكم أبدا"، مردفا "نحن أقوى من الموت، مسيحنا قام، وقلوبنا مفتوحة للمسامحة والمغفرة، وهكذا سنظل، نرفض الانتقام والشر والخطيئة. نحن أقوياء بكل واحد منكم والعاصفة ستعبر وسيبقى لبنان. كما أننا سنبقى نحمل هذه الرسالة لكل العالم". وختم: "أقول للذين قتلوا نديمة وصبحي الفخري، قلوبنا مفتوحة وأيدينا مفتوحة، طمئنوا بالكم، ارجعوا إلى عدالة الوطن، عندنا لن تجدوا إلا المغفرة والمسامحة. وإننا كلبنانيين مسيحيين ومسلمين سنبقى معا موحدين متفانين، وسنعيد بناء وطننا لبنان وطن الرسالة، وستبقى كنيستنا كنيسة مارون التي انطلقت من هنا رسولة الانفتاح والسلام واحترام الإنسان، كل إنسان". وألقى نجل الفقيدين باتريك الفخري كلمة قال فيها: "نحن في منطقة نعرف تاريخها وتاريخها يعرفنا، اخترنا التواصل ومنطق الجار قبل الدار، وتعليق بواريدنا على الحائط تذكارات. فلا تجعلونا نعيدها الى الاكتاف فتخلينا عن منطق الثأر ايمانا منا بالدولة وليس خوفا او تراجعا. جريمة قتل أهلي مدانة بمنطق الهم والدولة والإنسانية حتى بمنطق العشائر ولن نرضى ان تكون العشائر اقوى من الدولة، وسكوتنا حتى الساعة قناعة منا بان الماضي لا يجب ان يعود، وعدم تكرار المحطات الأليمة في منطقتنا حماية لأهلنا وجيراننا".

وختم: "حقنا الذي كفلته لنا الدولة وكرسته كنيستنا سنحصل عليه من خلال دولتنا وإلا لكل حادث حديث".أما ابنة الشهيدين باتريسا فقالت: "محبة الناس وصلاتهم معنا خففت من ألمنا، وهذا الكأس الذي ينظر إليه الناس بأنه مر، نحن ذقنا حلاوته بفضل محبة الناس والقرب من الكنيسة ومن الله".

وتابعت في إشارة إلى استشهاد والديها: "يقال هنيئا لمن له واسطة في السماء، نحنا لدينا اثنين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

باريس تطلب عقد مجلس طارئ لوزراء الداخلية الاوروبيين

الأحد 15 تشرين الثاني 2015 /وطنية - طلبت فرنسا عقد مجلس طارئ لوزراء داخلية الاتحاد الاوروبي في 20 تشرين الثاني في بروكسل من اجل "تعزيز" مكافحة الارهاب اثر اعتداءات باريس، على ما اعلنت وزارة الداخلية اليوم. واكدت وزارة الداخلية في بيان وجوب "تعزيز المعركة (ضد الارهاب) على جميع المستويات وبخاصة على المستويين الاوروبي والدولي".

 

أوباما وبوتين يتفقان على وقف إطلاق النار بسوريا

وكالات/15 تشرين الثاني/15/ قال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اتفقا على الحاجة لعملية انتقال سياسي تقودها سوريا تتضمن محادثات بوساطة الأمم المتحدة. وأضاف المسؤول أن الرئيسين ناقشا في الاجتماع الذي استمر 35 دقيقة على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في تركيا، الجهود المبذولة لإيجاد حل للصراع، وهو ما أصبح أكثر إلحاحا بعد هجمات باريس التي أودت بحياة 129 شخصا. وتابع المسؤول "الرئيس أوباما والرئيس بوتين اتفقا على الحاجة لعملية انتقال سياسي تقودها سوريا وتملكها سوريا تجري من خلال مفاوضات بوساطة الأمم المتحدة بين المعارضة السورية والنظام، إضافة إلى وقف إطلاق النار". وقال المسؤول إن أوباما رحب بجهود جميع الدول لمواجهة تنظيم داعش، مشيرا إلى أهمية أن تتركز الجهود العسكرية الروسية في سوريا على هذا التنظيم. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن اوباما رحب بجهود جميع الدول لمواجهة تنظيم داعش في سوريا، وسط شكوك غربية في أن التدخل الروسي في سوريا يهدف إلى دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد. من ناحيته، أكد مسؤول كبير في الكرملين الأحد، استمرار الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة حول السبل التي يجب اللجوء اليها لمواجهة تنظيم داعش، حتى بعد المحادثات بينهما. وصرح يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية للصحافيين على هامش قمة مجموعة العشرين أن موسكو وواشنطن "تتقاسمان الأهداف الاستراتيجية المتقاربة جدا حول القتال ضد تنظيم داعش، ولكن الخلافات حول سبل تحقيق ذلك لا تزال ماثلة". وقدم أوباما لبوتين "تعازيه الحارة بالضحايا الروس" لتحطم طائرة متروجت الروسية في سيناء والذي أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا فيها.

 

بان: العالم أمام لحظة نادرة لإنهاء العنف في سورية

16/11/15/أنقرة – رويترز: رحب الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون، أمس، بتجدد الشعور بالحاجة الملحة للتوصل إلى حل للحرب الأهلية في سورية بعد هجمات باريس الدامية، معتبراً أن العالم أمام »لحظة نادرة« لفرصة ديبلوماسية لوضع حد للعنف. وقال بان في مؤتمر صحافي خلال قمة مجموعة العشرين لزعماء أكبر اقتصادات في العالم الهجمات تعليقاً على هجمات باريس إنها »همجية«، مشيراً إلى أنه لا يوجد بلد أو مدينة في مأمن من تهديد الإرهاب. وبعد أن شدد على أن العالم يحتاج إلى رد فعل قوي لمواجهة الإرهاب، أشار بان إلى أن خريطة الطريق بشأن سورية التي تمت الموافقة عليها بفيينا أول من أمس، »مشجعة وطموح«، داعياً إلى تنفيذها في أسرع وقت ممكن لتمهيد الطريق أمام وقف شامل لإطلاق النار. وحض المشاركين في المشاورات إلى »تخطي خلافاتهم حتى يتمكنوا من الضغط باتجاه فرض وقف شامل لإطلاق النار«، مضيفاً »بعد سنوات من الانقسام نحن نشهد لحظة نادرة لفرصة ديبلوماسية لوضع حد للعنف«.

 

أوباما تعهد مضاعفة الجهود ضد »داعش« وأجرى محادثات مع بوتين

قمة العشرين في أنطاليا تركز على تعزيز التعاون ضد الإرهاب

أردوغان يعد برد قوي وصارم جداً على الإرهاب الدولي وفرنسا تطالب بقرارات ملموسة

16/11/15/أنقرة – وكالات: اجتمع قادة كبرى الاقتصادات العالمية في قمة العشرين، التي انطلقت أمس، في مدينة أنطاليا التركية، حيث هيمنت على أعمالها قضية توحيد ومضاعفة الجهود وتنسيقها لمحاربة تنظيم »داعش« والجماعات الارهابية، بعد الهجمات الدامية التي هزت باريس الجمعة الماضي. والتزم قادة دول مجموعة العشرين دقيقة صمت حداداً على ضحايا الاعتداءات الاخيرة في باريس وأنقرة، في مستهل القمة التي انطلقت مساء أمس وتستمر يومين. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان »ادعوكم جميعا الى دقيقة صمت في ذكرى من سقطوا في الهجمات الارهابية، وخصوصاً في انقرة وباريس«. وكان رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في مجموعة العشرين، بالإضافة إلى ممثلي بعض المنظمات الدولية، توافدوا على فندق ريجنوم الذي تعقد فيه القمة. واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الزعماء في منصة أقيمت أمام الفندق، وتحدث معهم، قبيل التقاط صور جماعية معهم وبينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الصيني شي جين بينغ، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفي حديث على هامش القمة في ختام لقائه أردوغان، تعهد الرئيس الاميركي باراك أوباما، »مضاعفة الجهود« للقضاء على »داعش«. وقال أوباما »سنضاعف الجهود مع الأعضاء الاخرين في الائتلاف (ضد تنظيم داعش) لضمان انتقال سلمي في سورية والقضاء على »داعش« كقوة يمكنها أن تتسبب بالكثير من الألم والمعاناة للناس في باريس وأنقرة وأنحاء أخرى من العالم«.

ودان أوباما اطلاق النار والتفجيرات في باريس، كما دان التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع في انقرة في 10 أكتوبر وأودى بحياة 102 آخرين. وأكد أن »قتل الأبرياء على أساس ايديولوجية مشوهة ليس اعتداء على فرنسا أو تركيا فقط، بل هو هجوم على العالم المتحضر«. وأضاف أوباما »انا متأكد انه كما قلنا جميعا للرئيس فرنسوا هولاند والشعب الفرنسي، نحن ندعمهم في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة«. واتفق أوباما وأردوغان على تقديم الدعم لفرنسا في تعقب مرتكبي اعتداءات باريس وتعزيز حملة »القضاء« على تنظيم »داعش«. من جانبه، أعلن أردوغان، أن قمة قادة دول وحكومات مجموعة العشرين ستوجه »رسالة قوية وصارمة« بشأن مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءات الدامية التي هزت باريس. وقال أردوغان للصحافيين، عقب لقائه أوباما، »أعتقد أن ردنا على الإرهاب الدولي سيتبلور بشكل قوي وصارم جدا في قمة مجموعة العشرين«. وبعيد وصوله إلى أنطاليا، قال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان، إن فرنسا تنتظر من رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين إصدار »قرارات ملموسة« ضد تمويل الإرهاب. وأضاف سابان، الذي يمثل مع وزير الخارجية لوران فابيوس الرئيس فرنسوا هولاند، أثناء القمة، »بمعزل عن التضامن والتأثر« بعد اعتداءات باريس، تريد فرنسا »قرارات ملموسة في مجال مكافحة تمويل الإرهاب«.

إلى ذلك، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسرة الدولية إلى »توحيد جهودها« من أجل السيطرة على التهديد الإرهابي، وذلك بعد وصوله إلى تركيا. وقال »لن نتمكن من السيطرة على التهديد الإرهابي ما لم توحد الأسرة الدولية جهودها«. إلى ذلك، أجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي محادثات غير رسمية، بحسب ما اظهرت مشاهد عرضها التلفزيون التركي الرسمي مباشرة. وجلس الزعيمان الى جانبي طاولة صغيرة ومنخفضة ومعهما مترجم ومسؤول اخر، وظهرا وهما ينحنيان اثناء مناقشة بينهما لم ينقل التلفزيون فحواها، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين. وهذا اللقاء الذي لم يكشف مضمونه ومدته لم يكن مقررا في الوقت الذي تبدو فيه العلاقات معقدة بين الدولتين خصوصاً بشأن سورية وأوكرانيا. وكان آخر لقاء بين الرئيسين تم نهاية سبتمبر الماضي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة قبيل التدخل الروسي في سورية.

 

اجتماع طارئ لوزراء الداخلية والعدل الأوروبيين في بروكسل الجمعة

16/11/15/لوكسمبورغ – ا ف ب، رويترز: قررت رئاسة الاتحاد الأوروبي، أمس، الدعوة الى عقد مجلس طارئ لوزراء الداخلية والعدل للدول الاعضاء الـ28 الجمعة المقبل في بروكسل على اثر اعتداءات باريس. وجاء في بيان رسمي انه »على اثر احداث باريس المأساوية يهدف هذا المجلس الى تشديد الرد الاوروبي وضمان متابعة التدابير المقررة وتطبيقها«. وكانت فرنسا طلبت عقد مجلس طارئ لوزراء داخلية الاتحاد الاوروبي من أجل »تعزيز« مكافحة الإرهاب »على جميع المستويات وخصوصاً على المستويين الاوروبي والدولي«، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية. وقال وزير الداخلية برنار كازنوف في بيان انه »في مواجهة الفظائع وأعمال الارهاب التي أصابت فرنسا يوم 13 نوفمبر 2015 فإن معركتنا ضد الارهاب ينبغي أن تكون حازمة وبلا هوادة أكثر من أي وقت مضى«

 

السعودية والعراق حذرا أوروبا قبل أيام من هجمات محتملة

خادم الحرمين: مجزرة باريس الشنعاء لا يقرها دين ولا عقل

16/11/15/الرياض – وكالات: أعلن مصدر سعودي مطلع على التقارير الاستخباراتية أن المملكة حذرت دول أوروبية عدة من احتمال وقوع هجمات إرهابية على أراضيها، وكان آخر تحذير قبل 10 أيام. ونقل موقع »سي إن إن بالعربية« عن المصدر قوله، أمس، إن »السعودية تحاول بقدر المستطاع مراقبة المتعاطفين مع (تنظيم) داعش الذين يحاولون الوصول إلى المملكة أو التوجه إلى دول أوروبية معينة«. وأضاف أن »موجة التدفق بدأت في الزيادة منذ يوليو 2014، وبصورة تثير القلق منذ يناير الماضي«، مؤكداً أن المملكة »حذرت مراراً وتكراراً، منذ ذلك الحين دول أوروبية عدة من وقوع هجمات على أراضيها«.

وأوضح أن »كل المعلومات تم مشاركتها بشكل متكرر مع الأطراف المرتبطة لكن قوة التهديدات أكبر من إمكانية السيطرة عليها في الوقت الراهن«، مضيفاً أن آخر تحذير شاركته المملكة مع هذه الدول كان قبل 10 أيام. في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن أجهزة المخابرات العراقية تلقت معلومات تشير إلى أن فرنسا والولايات المتحدة وإيران من بين الدول المستهدفة لشن هجوم عليها. ونقلت وزارة الخارجية العراقية عن الجعفري قوله على هامش اجتماع فيينا الثاني لمُناقشة الأزمة السوريّة في بيان، أمس، إن »عناصر داعش في العراق جاؤوا منذ سنة من 82 دولة، وفي الوقت الراهن ازداد العدد إلى 100 دولة مّا يعني أنَّ الوضع الدوليَّ لايزال ليس بالجديّة المطلوبة«. إلى ذلك، أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالاً هاتفياً أول من أمس، مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قدم فيه تعازيه ومواساته في ضحايا الهجمات الإرهابية التي حدثت في باريس. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان وهولاند اتفقا على العمل من أجل المزيد من التنسيق والتعاون لمكافحة آفة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة كافة. وفي صفحته على موقع »تويتر« للتواصل الاجتماعي قال خادم الحرمين الشريفين إن »مجزرة باريس الشنعاء لا يقرها دين ولا عقل، الإسلام بريء من هذه التصرفات«، داعياً »العالم مجدداً لتكثيف الجهود في محاربة الإرهاب«. على صعيد متصل، دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى الوقوف »صفاً واحداً« ومحاربة الإرهاب »العدو الأول للإنسانية«. وذكرت المنظمة في بيان، أمس، أن أمينها العام إياد مدني »دان بشدة الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في باريس«، مؤكداً لـ«حكومات العالم والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني الحاجة الماسة لاستمرار الوقوف صفاً واحداً والعمل المشترك المتواصل من أجل محاربة آفة الإرهاب التي باتت العدو الأول للإنسانية«.

 

صاحب الجواز المصري جريح يرقد في المستشفى

وكالات/16/11/15/أعلن رئيس الجالية المصرية في فرنسا صالح فرهود أن الشاب المصري وليد عبد الرازق يوسف صاحب جواز السفر الذي عثر عليه بموقع الهجمات جريح يرقد في المستشفى، مشيراً إلى أنه سافر إلى باريس لمرافقة أخيه وائل الذي ستجري له عملية خطيرة. ونقل موقع »العربية.نت« عن فرهود قوله، أمس، إن وليد سافر إلى فرنسا لمرافقة والدته والبقاء بجوار شقيقه وائل الذي ستجري له عملية جراحية خطيرة اليوم الاثنين، وقرر حضور ومشاهدة مباراة ألمانيا وفرنسا الجمعة الماضي وأصيب في الهجمات وعثر على جواز سفره الخاص بموقع الحادث. وأضاف أن وليد حالته بخير رغم صعوبتها، حيث أجرى ثلاث عمليات خطيرة، ويرقد في العناية المركزة بمستشفى بيجون بكليشي، ورغم تحذيرات والدته بالبقاء بجوارها وعدم الذهاب لمشاهدة المباراة فإن القدر كان له رأي آخر.ولفت إلى أن الأسرة في حالة يرثي لها، حيث جاءت إلى فرنسا لعلاج ابنها الأكبر، فأصيب الابن الآخر بإصابات خطيرة، إضافة إلى اتهامه بالتورط في الهجمات وهو ما تم استدراكه بعد ذلك من جانب أجهزة الأمن الفرنسية، حيث برأه المدعي العام الفرنسي من تهمة الاشتراك في الهجمات.

 

حارس مسلم منع انتحارياً من دخول ستاد فرنسا

16/11/15/واشنطن – وكالات: ذكرت صحيفة »وول ستريت جورنال« الأميركية أن أحد الانتحاريين، الذي فجر نفسه خارج ستاد فرنسا الدولي الجمعة الفائت، كان لديه تذكرة لحضور المباراة الودية التي كانت مقامة بين منتخبي فرنسا وألمانيا، مشيرة إلى أن عامل أمن مسلم منعه من الدخول بعدما أن اكتشف ارتدائه سترة ناسفة. ونقلت الصحيفة الصادرة، أمس، عن زهير الذي طلب ذكر اسمه الأول قوله إنه اشتبه عند نقطة التفتيش خارج الستاد في أحد الأشخاص الذي كان يحمل تذكرة لحضور المباراة. وأضاف أنه منع الرجل من الدخول ليتم الكشف بعدها بالفعل أن الانتحاري كان يرتدي سترة ناسفة فجرها أثناء محاولته الهرب من فحص الأجهزة الأمنية، حيث كشفت تحقيقات النيابة العامة أن السترة كانت تحتوي على مسامير. ولفت إلى أن الانفجار الأول وقع في منتصف الشوط الأول من المباراة، مضيفاً أن حالة الاضطراب والأحاديث المتبادلة وخروج الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي كان حاضراً المباراة من الستاد، أكد له أن الأمر أخطر بكثير مما كان يعتقد، قبل أن تصل إليه أخبار باقي التفجيرات. وأشارت الصحيفة إلى أن الواقعة التي رواها زهير وأكدها أحد ضباط الشرطة تفسر بوضوح لماذا عجز الإرهابيون عن تنفيذ الهجوم على الستاد، ونجحوا في تفجير مسرح باتاكلان ومطعم ماكدونالدز، ما أدى إلى سقوط عشرت القتلة والجرحى. لكن أحداً لم يشر إلى البطل المسلم الذي عزى إليه الفضل في إنقاذ نحو 80 ألف شخص داخل ستاد »دو فرانس«.

 

21 أجنبياً في عداد القتلى

16/11/15/عواصم – وكالات: قتل نحو 21 أجنبياً في الاعتداءات التي شهدتها باريس مساء الجمعة الفائت. وقالت مصادر متقاطعة إن من بين القتلى الأجانب ثلاثة بلجيكيين وثلاثة تشيليين وبرتغاليان ورومانيان وتونسيتان وجزائريان هما امرأة 40 عاماً ورجل (29 عاماً) ومغربي وبريطاني وإسباني وأميركية – مكسيكية وإسبانية -مكسيكية ونمساوي – مكسيكي. وفي برلين، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، أمس، مقتل أحد رعاياها في هجمات باريس. وذكرت الوزارة في بيان، أن مجلس الازمات الذي شكلته »على اتصال وثيق« مع السلطات الفرنسية المختصة للتأكد مما إذا كان مزيداً من الرعايا الألمان بين الضحايا.

وأعربت عن أسفها »لوجود ألماني بين ضحايا الهجمات«، مشيرة إلى عدم توافر معلومات بشأن وجود رعايا ألمان بين المصابين، فيما رجحت وزارة الخارجية السويدية أن يكون بين القتلى سويدي، مشيرة إلى أنه لم تتأكد من ذلك حتى الوقت الراهن.

 

التحقيقات في اعتداءات باريس تركز على المتواطئين والممولين

استجواب أقرباء الانتحاري مصطفائي والعثور على سيارة بداخلها أسلحة

انتشار عشرة آلاف جندي في أنحاء فرنسا خاصة باريس في إطار عملية »سانتينيل«

فالس: التعرف على 103 جثث للضحايا و20 إلى 30 جثة غير معروفة الهوية

16/11/15/باريس – وكالات: بعد التعرف على هوية أول متطرف »داعشي« مشتبه بتورطه في اعتداءات باريس الدامية، يركز المحققون تحقيقاتهم على المتواطئين معهم ومموليهم فيما قاد أثر الانتحاريين إلى اليونان وبلجيكا. وأفادت مصادر قضائية وأخرى من الشرطة ان سبعة أشخاص مقربين من عمر اسماعيل مصطفائي، الانتحاري الفرنسي الذي تم التعرف عليه على أنه احد منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان في باريس، أوقفوا على ذمة التحقيق، خاصة والد الأخير وشقيقه وزوجته. كما عثر على سيارة سوداء اللون من ماركة »سيات« استخدمت أثناء اطلاق النار مساء الجمعة الماضي في حانة ومطعم في مدينة مونتروي بالضاحية الشرقية لباريس، بحسب مصادر الشرطة. وأفاد مصدر قضائي، أمس، انه عثر في السيارة على بندقيات كلاشنيكوف من النوع الذي استخدم في الهجمات. وتم توقيف والد وشقيق المهاجم الذي قتل جراء تفجير حزامه الناسف فيما جرت عمليات دهم وتفتيش لمنزليهما في روميلي -سور-سين (شرق فرنسا) وبودوفل (المنطقة الباريسية). وحضر شقيقه (34 عاما) بنفسه الى مركز الشرطة في كريتوي بعد أن فوجئ لدى تبلغه ان شقيقه الأصغر ضالع في الاعتداءات، خاصة احتجاز الرهائن في باتاكلان. وتم التعرف على هوية عمر اسماعيل مصطفائي وهو فرنسي في التاسعة والعشرين من العمر، من بصمات إصبع مبتور عثر عليه في المكان. ولد هذا الانتحاري، الذي دين مرات عدة بجنح متعلقة بالحق العام، في كوركورون بالضاحية الباريسية وله سجل عدلي لتطرفه منذ 2010، لكنه »لم يتورط مطلقاً في أي ملف متعلق بشبكة أو تنظيم أشرار إرهابي«، بحسب مدعي عام باريس فرنسوا مولان. وكان يتردد باستمرار على مسجد لوسيه قرب شارتر بوسط فرنسا، بحسب مصدر مقرب من التحقيق.

ويسعى المحققون الى اثبات ان هذا الانتحاري أقام فعلا في سورية العام 2014، كما أكدت مصادر الشرطة. وغداة الاعتداءات الأكثر دموية التي تشهدها فرنسا، وأوقعت 129 قتيلاً على الاقل وأكثر من 350 جريحاً، عثر المحققون قرب جثة أحد انتحاريي »ستاد دو فرانس« على جواز سفر سوري يعود الى مهاجر مسجل في اليونان. وفضلاً عن الأثر السوري، كشف التحقيق عن أثر بلجيكي، إذ أوقفت السلطات البلجيكية ثلاثة اشخاص، أحدهم الرجل الذي استأجر سيارة »البولو« السوداء التي استخدمها الانتحاريون ووجدت مركونة امام مسرح باتاكلان الذي شهد اكثر الهجمات التي هزت باريس دموية مع سقوط 98 قتيلاً على الاقل. وتحدث فيه الارهابيون عن سورية والعراق، بحسب المدعي العام. وهؤلاء المشتبه بهم الثلاثة »غير معروفين من أجهزة الاستخبارات الفرنسية« على ما اوضح مدعي عام باريس فرنسوا مولان. ويسعى المحققون خصوصاً لمعرفة ما اذا كان بعض المهاجمين تمكنوا من الاختفاء وإن كانت هناك عمليات اخرى قيد التحضير. وأشار مدعي عام باريس الى ان ثلاث فرق شاركت على ما يبدو في الاعتداءات. وقتل سبعة انتحاريين جراء تفجير أحزمتهم الناسفة، لكن يمكن أن يكون اشخاص اخرون شاركوا في الهجمات. ووسط حداد وطني لثلاثة أيام في فرنسا بدأ أمس، استقبل الرئيس فرنسوا هولاند، الذي دعا الى الوحدة الوطنية، زعماء الاحزاب بينهم سلفه وخصمه اليميني نيكولا ساركوزي، كما سيلقي اليوم كلمة أمام مجلسي البرلمان مجتمعين في باريس، في حدث سياسي استثنائي. وقرر هولاند، الذي وصف الاعتداءات بـ«عمل حربي«، نشر ثلاثة آلاف جندي اضافي في اطار عملية »سانتينيل« التي تقررت بعد اعتداءات يناير الماضي، التي استهدفت جريدة »شارلي ايبدو«، لحماية المواقع الحساسة مثل الكنس والمساجد وكذلك الأماكن العامة. وفي الإجمال، سيتم تعبئة عشرة آلاف جندي بحلول مساء غد الثلاثاء على الاراضي الفرنسية وخاصة باريس، أي أعلى مستوى في إطار عملية »سانتينيل«. من جهته، أعلن رئيس الوزراء مانويل فالس، أمس، التعرف على 103 جثث لضحايا الاعتداءات وأن »20 الى 30« جثة لا تزال غير معروفة الهوية، »لكن سيتم التعرف عليها في الساعات المقبلة«. وكان فالس قد توعد مساء أول من أمس بأن فرنسا، المشاركة عسكرياً في سورية والعراق، »ستضرب« تنظيم »داعش« الذي تبنى الاعتداءات بهدف »تدميره«، فيما أكد وزير الدفاع جان ايف لودريان أن فرنسا »ستستهدف مجمل قدرات داعش«. من جهة أخرى، أعلنت شرطة ساسكس، أمس، ان الفرنسي الذي اوقف اول من امس في مطار غاتويك اللندني بعدما تسبب بإجلاء المسافرين من احدى القاعات، كان يحمل بندقية ضغط ومدية، ووجهت إليه التهمة بسببهما.

وأضافت ان هذا الرجل الذي يبلغ الحادية والاربعين من العمر ويتحدر من فندوم (وسط فرنسا) سيمثل اليوم الاثنين أمام القضاء البريطاني.

 

الجبير: الأسد سيرحل إما بالسياسة وإما بالقوة

16/11/15/الرياض، أنقرة – رويترز: أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن بلاده ستواصل دعم المعارضين السوريين اذا لم يترك الرئيس بشار الأسد السلطة من خلال عملية سياسية. وقال الجبير، على هامش مفاوضات سلام دولية بشأن سورية في فيينا، مساء أول من أمس: »سنواصل دعم الشعب السوري«، مضيفاً: »سنواصل دعم العملية السياسية التي ستفضي الى رحيل الأسد، أو سنواصل دعم المعارضة السورية بغرض ازاحته بالقوة«.من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن المشاركين في اجتماع فيينا اتفقوا على أن ينسق الأردن جهود وضع قائمة بالجماعات الارهابية في سورية.

وقال لافروف، للصحافيين على هامش قمة العشرين في مدينة انطاليا التركية: »سيتم تنسيق العمل على استكمال قائمة الجماعات الارهابية وسيتولى الاردن مهمة التنسيق«.

 

البنتاغون: سنلاحق قادة التنظيم في اي مكان يتحركون فيه ومقتل قائد »داعش« في ليبيا بغارة أميركية

16/11/15/واشنطن – وكالات: قصفت الولايات المتحدة للمرة الأولى تنظيم »داعش« في ليبيا وقتلت في غارة جوية زعيمه أبو نبيل العراقي المعروف بوسام نجم عبد زيد الزبيدي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية »البنتاغون« بيتر كوك في بيان مساء أول من أمس، إن »مقتل أبو نبيل (عراقي الجنسية) سيضعف قدرات داعش على تحقيق أهدافه في ليبيا بما في ذلك تجنيد عناصر جدد، وإقامة قواعد في هذا البلد، والتخطيط لشن هجمات خارجية على الولايات المتحدة«. وأضاف »رغم أن هذه الضربة ليست أول ضربة أميركية تستهدف إرهابيين في ليبيا، إلا أنها أول ضربة أميركية ضد أحد قادة التنظيم في ليبيا، وتظهر أننا سنلاحق قادة داعش في أي مكان يتحركون فيه«، مشيراً إلى أن الضربة الأميركية »تم السماح بها والتخطيط لها قبل الهجوم الإرهابي على باريس«. وأوضح أن أبو نبيل العراقي كان لفترة طويلة »ناشطاً في (تنظيم) القاعدة« وهو »أعلى مسؤول بداعش في ليبيا«، مرجحاً أنه ربما يكون هو »المتحدث في شريط فيديو إعدام أقباط« مصريين في ليبيا كان بث في فبراير الماضي. من جهته، قال أحد المسؤولين الأميركيين إن غارات أميركية تستهدف متشددين خارج ساحات القتال الرئيسية في العراق وسورية لكن أهمية هذه الغارة تكمن في صلات نبيل القوية مع القيادة الرئيسية لـ«داعش«. من ناحيته، قال شاهد عيان في مدينة درنة شمال شرق ليبيا إن طائرة تستخدم أنظمة رؤية ليلية نفذت الهجمات في أماكن يسيطر عليها متشددون من »داعش« بمنطقة الفتايح في جنوب شرق المدينة.

 

العاهل الأردني: أكد دعمه حلاً سياسياً شاملاً للأزمة السورية واعتبر أن  العصابات الإرهابية تهدد دول المنطقة والعالم

16/11/15/عمان – أ ف ب: اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس، أن العصابات الإرهابية باتت تهدد العديد من دول المنطقة والعالم، مؤكداً أن »مواجهة التطرف مسؤولية إقليمية ودولية مشتركة«. وقال الملك عبد الله الثاني في خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة، إن »الإرهاب هو الخطر الأكبر على منطقتنا، وباتت العصابات الإرهابية، خصوصاً الخوارج منها، تهدد العديد من دول المنطقة والعالم«، في إشارة الى تنظيم »داعش« الإرهابي. وأوضح أن هذا »ما جعل مواجهة التطرف مسؤولية إقليمية ودولية مشتركة، لكنها بالأساس معركتنا نحن المسلمين ضد من يسعون لاختطاف مجتمعاتنا وأجيالنا نحو التعصب والتكفير«. وأكد أن »الأردن سيواصل التصدي لمحاولات تشويه ديننا الحنيف، فالحرب على قوى الشر والظلم والإرهاب حربنا، لأننا بدورنا ومكانتنا ورسالتنا مستهدفون من قبل أعداء الإسلام قبل غيرنا«. وبشأن الأزمة السورية، دعا العاهل الإردني إلى ايجاد حل شامل لها.

وقال »إننا نجدد التأكيد على موقفنا الداعم لحل سياسي شامل، لإنهاء معاناة طال أمدها، بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري، لضمان وحدة سورية واستقرارها ومستقبلها«، مضيفاً إنه »إنطلاقاً من واجبه القومي والإنساني، استضاف الأردن أشقاءنا من اللاجئين السوريين على أراضيه، ووفر كل ما يستطيع من مساعدات إغاثية وطبية وإيوائية للتخفيف من معاناتهم، في حين أغلقت في وجوههم أبواب دول أكثر قدرة منا على استقبالهم«. وفي الشأن الفلسطيني، أكد أن »القضية الفلسطينية تعد القضية الأولى على أجندة الديبلوماسية الأردنية، لمركزيتها وعدالتها، كونها مصلحة وطنية عليا، وستبقى القدس، من منطلق مسؤوليتنا الدينية والتاريخية ووصايتنا على الأماكن المقدسة فيها، أمانة حملها أجدادنا، وسيحملها أبناؤنا وبناتنا، مدافعين عنها ضد محاولات الاعتداء، وتغيير الواقع فيها، ونحـن نواصـل اليوم القيام بهذا الدور المشرف«.في الشأن المحلي، أعرب عن أمله في إنجاز قانون انتخاب نوعي ينقل الأردن إلى مرحلة متقدمة في مسيرته الديمقراطية، ويحقق عدالة أكثر في التمثيل، ويوسع المشاركة في الحياة السياسية لافتاً إلى أن قانون الأحزاب سيسهم في توفير البيئة المناسبة المحفزة للحياة الحزبية وتشجيع المشاركة فيها، بناء على برامج وطنية هادفة. إقتصادياً، أكد أن الوقت حان للحكومة لتقديم مشروع قانون لإنشاء صندوق استثماري أردني، يستقطب استثمارات البنوك والصناديق السيادية العربية ومؤسسات القطاع الخاص والأفراد في مشاريع وطنية تنموية وريادية، تعود بالنفع على الإقتصاد الوطني وعلى المساهمين فيه، مضيفاً إن الحكومة الأردنية أعدت رؤية اقتصاديـة اجتماعية واضحة المعالم، للسنوات العشر المقبلة، تشمل القطاعات كافة. وقال إنه بالتوازي مع البرامج الإصلاحية »نسير بخطوات عملية لتعزيز حقوق الإنسان، بما في ذلك ترسيخ النزاهة والشفافية«، داعياً إلى إقرار مشروع قانون النزاهة ومكافحة الفساد، لتعزيز مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والمساءلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نظام يتلطى وراء تنظيم .. تنظيم يتلطى وراء نظام

وسام سعادة/المستقبل/16 تشرين الثاني/15

غلبَ على المناهضين لنظام آل الأسد التحليل القائل بأنّ هذا النظام يتحصّن وراء المشكلة المستفحلة التي اسمها تنظيم «الدولة الإسلامية» أو «داعش». ما تتجه اليه الأمور، مع موجة الرعب الأخيرة، من الطائرة الروسية الى باريس، مروراً بالاستهداف الدموي لبرج البراجنة، هو أن «داعش» هي التي تتلطّى وراء نظام آل الأسد، لأنّ كل خطة تناقش ضد هذا التنظيم ولا تشمل تفكيك النظام البعثي، بل تبحث عن تشغيله في وظيفة ما، انما هي، خطة فاشلة. لا جدوى لأي تحرّك اقليمي أو دولي ضدّ تنظيم «الدولة» ما لم يرتبط التدخل الجوي بتدخل برّي واسع النطاق، ولا تدخل بريّاً واسع النطاق دون أن تكون محطة منه، وفيه، انهاء طور البحث عن وظائف لبشار الأسد. التعاون الوحيد الذي يمكن أن يقدّمه الأخير للجهد العربي والاسلامي والعالمي ضد تنظيم الدولة يكون بتنحيه، وفقاً لترتيب دولي يتجه مباشرة نحو اعداد العدّة للتدخل البرّي، ويُدعّم بحالة طوارئ مالية عالمية تتعلّق بقطع ما أمكن من قنوات الامداد المالي لتنظيم «الدولة».

المقاربة المختلفة والتي تسعى الى تبني الموقف الروسي اوروبياً أو حتى اميركياً، وبالتالي ادماج نظام آل الأسد في الحرب ضد «داعش» هي مقاربة من شأنها جعل الظاهرة الجهادية خارجة عن السيطرة تماماً، وبشكل غير مسبوق، حتى بالنسبة لما رأيناه حتى اليوم. لأنه كي يكون هناك مواجهة حربية جدية ضد «داعش» يلزم التدخل البري، وكي يكون هناك تدخل بري لا يمكن ابقاء مسألة «ماذا نفعل بنظام آل الأسد؟» معلّقة بالفضاء. صحيح أنّ الهجمات الداعشية استهدفت هذه المرة باريس الأكثر اصراراً على ربط مكافحة داعش بموقف مناهض لاستمرار نظام آل الأسد، لكن التحدي الأساسي يكمن في التقاط هذا الموقف واعادة شحنه والدفاع عنه مجدداً. ارتياح «داعش» لأنها تستطيع ان تفعل اي شيء في العالم راجع لأنها تظن بأن العالم لن يتخلى عن آل الأسد، وطالما العالم لم يتخلى فإنّ هذا الحزام الأسدي حمائي لها عملياً، ويقوّض احتمالات التدخل الى محلي بري، تبقى معه الامور في كرّ وفرّ، وتدخل جوي قليل المنفعة وميّال الى الفتور مع مرور الوقت! تريد بقاء «داعش» لأطول فترة ممكنة: ابقِ على نظام آل الأسد. ابداً ليست داعش مجرّد صنيعة لهذا النظام كما يساق تبسيطاً. لكنه بكل بساطة، وطالما هو موجود، وطالما «المسألة السنية» موجودة بهذا النمط في العراق وسوريا، فإن أمام تنظيم «الدولة» أياماً طويلة.

التدخل اللابري لم يؤثر كثيراً على قنوات الامداد المالي والبشري للتنظيم. زاده همجية طبعاً. العجز عن تقويض اركانه ترتب عليها سيطرة صارت تتمدد في الزمان ويصير المكان سجالاً بالنسبة لها: تخسر في تكريت وتربح في الانبار، تربح في تدمر وتخسر في سنجار، في حين ان التدخلات الجوية تراكم فوق بعضها بعضاً دون جدوى، والدعوات الحالية لـ«توحيد العمل» روسياً وغربياً ضد داعش، طالما لم يطرق باب التدخل البري، ولم يربط العملية السياسية حول سوريا بمنطق هذا التدخل، ولم يهتد الى ان تنحي بشار الأسد هو «ضرورة لوجستية» لمواجهة «داعش» فإنّه لا يمكن التفاؤل بمكافحة فعالة لإرهاب تنظيم «الدولة».

 

جريمة تتطلّب استفاقة وطنيّة

 علي حماده/النهار/14 تشرين الثاني 2015

الجريمة الإرهابية المروعة التي طالت منطقة برج البراجنة تتطلب منا جميعاً استفاقة حقيقية، فالموت يدق أبواب بيوت الآمنين، فيما المنطقة من حولنا تشتعل من أقصاها إلى أقصاها. الموت يدق أبواب بيوت اللبنانيّين ويذكرهم بأن الموت الذي يحوم فوق سوريا والعراق واليمن ليس بعيداً عنهم، وأن لبنان يتم زجه بشكل منهجي في الآتون الاقليمي، بما ينذر أهله، ليس في برج البراجنة فحسب، بل في كل بقعة من بقاعه بمزيد من الحديد والنار. الجريمة الارهابية أصابت كل لبناني في الصميم، وشكلت جرس إنذار حقيقياً لكي يستفيق القادة من أحلام اليقظة. وعندما نقول إن الاستفاقة مطلوبة فإننا نوجه كلامنا هذا للجميع من دون استثناء. فكما لا يستحيل إيجاد مبررات أو أعذار لما حصل، نرى أن ما حصل على هوله يمكن أن يشكل نقطة انطلاق لبث شيء من العقلنة والتعقّل في الساحة السياسية اللبنانية. وأول ما يفترض أن تؤسس له هكذا جريمة عودة التواضع إلى نفوس الكثيرين، ولا سيما ممن يتوهّمون أنه يمكن بناء قلاع مُحكمة غير قابلة للاختراق بالقوة وحدها، من دون إقامة أي اعتبار للأخطار التي يتم دفع لبنان نحوها دفعاً. فكما أنه يستحيل تبرير الجريمة أو إيجاد مبررات لها، فإنه من الجنون رفض قراءة المشهد بمنطق وعقلانية، على قاعدة التفكير في لبنان أولاً قبل أي شيء آخر. نقول هذا مدفوعين بإحساس الخطر الداهم الذي ضرب بالأمس منطقة عزيزة على قلوبنا، وربما يضرب غداً منطقة عزيزة أخرى في لبنان. هذا الواقع المؤلم ينبغي أن يشكل مناسبة لجلوس الجميع معاً للتفكير معاً بما يمكن أن يحمي لبنان مع اقتراب لهيب الاقليم منه. ففي زمن الجنون الضارب في كل مكان من الاقليم، ألا يمكن للبنانيين الذين سبق أن اكتووا بنار الحروب الاهلية، وحروب الآخرين على أرضهم أن يحكّموا العقل ومصلحة بلادهم قبل الأدوار والوظائف والاستتباع للخارج، فيتصارحوا بقلوب منفتحة ومفتوحة من غير التمسّك بالمواقف المسبقة مهما كانت. مطلوب من اللبنانيين، وبالأخص من قادتهم ألاّ تزيدهم جريمة برج البراجنة جنوناً في كل اتجاه، بل أن يدفعهم الى إجراء مراجعات جدية وعميقة في الخيارات التي تمترسوا خلفها من دون إقامة أي اعتبار لأبناء بلدهم. إن الأمم الكبرى عندما تتعرض لاختبارات كبرى ومؤلمة، لا تدفن الرؤوس في الرمال، ولا تتمترس خلف العصبيات المجنونة، ولا تلتفت الى أصوات الحقن المخيفة. الأمم الكبرى في العالم تعيد قراءة المواقف، تجري مراجعات، تمارس نقداً ذاتياً، تطرح المسائل والاشكاليات الحقيقية على صعوبتها لتخرج بما يشكل عصب الأمم الأساس: التوافق الوطني العريض. إعلموا أيها اللبنانيون أننا إن لم نخرج بتوافقات وطنية عريضة حول قضايانا وخياراتنا الكبرى فإن جريمة برج البراجنة على هولها لن تكون الأخيرة أكان في الضاحية أو طرابلس أو بيروت أو اي بقعة من بقاع لبنان. فلنعد الى العقل.

 

من يقتل الرئيس؟

عقل العويط/النهار/14 تشرين الثاني 2015

الرئيس مخطوف. الخاطفون معروفون. ذلك أن الخطف جرى في الوضح اللئيم، ولا تزال مفاعيله قائمة. المشكلة أن الجميع متورّط، لكنه ينفي التورّط، غاسلاً يديه من دم هذا الصدّيق. ثمّ إن الجميع موافق على "الأمر الواقع" هذا، بدليل أن النقاش يجري حول مواضيع "ملحّة" و"داهمة" أخرى، لا بدّ من إيجاد حلول لها.

لا أحد ينتفض على هذا "الأمر الواقع". لا أحد يريد أن يُحرج أحداً. لا أحد يتقدّم بإخبارٍ من الجهات المختصة، لإجراء المقتضى. في المقابل، ربما ترى هذه الجهات المختصة أن المسألة لا تعنيها. على سبيل المثل، القضاء الذي يجب أن يكون أعلى سلطة معنوية في البلاد، ربما يعتبر أن خطف الرئيس ليس من اختصاصه. لكني أريد أن أُخبِر هذا القضاء بالذات، لأنني أحترمه. مهنتي تقتضي مني أن أفعل ذلك علناً، من أجل الحضّ. علماً أن نتيجة الإخبار ستكون على الأرجح مخيِّبة للآمال، إذ قيل لي إن الاختصاص الوظيفي في حالة الخطف هذه، غير قائم. ثمة مَن يحتجّ على منهج هذا المقال، ويقول لي: على مهل، أيها الكاتب. فبأيّ حقّ، تسدّ المنافذَ أمام القرّاء وتقول من البداية إن النتيجة قد تكون مخيِّبة؟ الاحتجاج مقبول، ومنطقي، وأنا أعتذر عن هذا "الخطأ" المقصود. فقد كان ينبغي لي أن أجزم من البداية، لا أن أرجّح فحسب. النتيجة مخيِّبة بالتأكيد، وليس ثمة أملٌ واحداً في المئة يمكن الركون إليه والمراهنة عليه، لتحرير الرئيس.

لماذا؟ لأن ثمة مَن يضع المسدس على صدغ القضاء. يجب أن لا نذهب بعيداً، أيها القراء، في التنجيم، ولا في مساءلة العرّافات والعرّافين. زملاؤنا الصحافيون المحنّكون والمحلّلون يمطروننا يومياً بالاحتمالات كلّها، ويقنعوننا بوابلٍ من البراهين والأدلة التي لا تُدحَض حول تداخل العوامل المحلية والإقليمية والدولية، وحول ترابط الوضعين والمصيرين اللبناني والسوري، وعدم تمكن لبنان من النأي بنفسه في هذا الخضمّ. هذا صحيحٌ ودقيقٌ للغاية. أنا نفسي مقتنع بما يكتبونه ويقولونه. لكني سأضيف الفقرة الآتية، على نفقتي الخاصة، ومسؤوليتي الشخصية: خَطَفَ الرئيسَ طوائفُ لبنان وقادته السياسيون وزعماؤه ورؤساء أحزابه وتياراته وكتله المذهبية والنيابية، وهم فعلوا ذلك بالعين المجردة، بما ملكت أيديهم وألسنتهم. وأنا أزيد هذا السبب المخزي للإفصاح عن المكنون، وللحؤول دون ترك سترٍ مخبّاً: نحن اللبنانيين وحدنا خطفنا الرئيس. الآخرون، كلّ الآخرين، تلقّفوا هذا الخطف، بالمكر والذكاء والخبث والخبرة والبزنس، فصار عنق الرئيس في سكاكين أيديهم... من الخليج إلى الخليج، وصولاً إلى دهاليز الأمم وأروقتها الدنيئة. معقول؟! بل أكثر من معقول. فلو لم نكن نحن الخاطفين، لكان علينا أن نفضح عملية الخطف هذه، وأن نشارك في تحرير المخطوف. بل أن نمنعها. مَن منا يتجاسر أن يقول لخاطف إنكَ متهم؟ مَن منا يقبل باتهام زعيمه، وبفضحه، وبالتمرد عليه، وبالخروج على طاعته؟ لا أحد. بل أكثر: كلما أمعن الزعيم في اختراع الأسباب والذرائع، ازددنا ولعاً به، وإيماناً بما يفعله. أما النتيجة فهي الآتية: بدل أن يكون الزعماء الذين خطفوا الرئيس موضع ازدراء، يصيرون في عيون عبيدهم أيقونات للعبادة والتأليه.

في البلدان الشريفة، يضع القضاء يده على هذا الملفّ الكياني الخطير، ويصدر مذكرات توقيف وجاهية وغيابية في حقّ هؤلاء الذين سبق لي في الافتتاحية ما قبل الأخيرة (31 تشرين الاول)، أن ذكرتهم بالأسماء، واحداً واحداً، وجعلتُ مقالتي تلك بمثابة إخبار علني بفعائلهم المشينة، وفي مقدّمها خطف الرئيس.

لو كنا من أهل الشرف والكرامة، لكان علينا أن نضع حداً لهذا الخطف. لكننا لا نملك ذرةً من شرف وكرامة. أما القضاء، فليخترع لنفسه دوراً، إذا كان القانون لا يسمح له بهذا الدور. وليكن غير قابل بهذا "الأمر الواقع" الذي هو عارٌ كلّه علينا جميعا. يدرك الخارجون على القطعان أن القضاء مربك من أقصاه إلى أقصاه. فالقضاة يعرفون مداخل السياسة ومخارجها، ويعرفون أن لا أمل. هؤلاء الذين وحدهم يجب أن لا يخافوا... نريدهم ألاّ يخافوا. هؤلاء وحدهم يستطيعون أن يفقأوا الدملة... بدل أن يمصّوا رحيقها المقزّز. قد يكون الخوف مسموحاً به لدى الناس العاديين، لكن هل يجب على "الكاهن" أن يخاف؟

لا أطعن في أحد. ولا أستوطي حيط أحد. وخصوصاً جداً، ومن باب أولى، حيط القضاء الذي يحفل برموز لا يزالون مضرب مثل. أنا أستنتج فحسب. والاستنتاج لا يقع تحت طائلة التجريح أو المسؤولية القانونية، لأن نيته صافية، ولأنه حصيلة المعاينة العفوية الآتية: مَن يمتنع عن أداء واجبه، يحاسَب على امتناعه. النوّاب يمتنعون عن انتخاب رئيس، فليتحرّك القضاء لجرّهم جرّاً من رقابهم إلى محراب المجلس، أو لنزع الوكالة عنهم، أو للزجّ بهم في السجون في حال الاعتكاف! ثمّ إن هذا الشعب الأبيّ الكريم يمتنع عن محاسبة وكلائه على خيانتهم للوكالة المعطاة لهم. فليذهب إذاً هذا الشعب ووكلاؤه إلى الجحيم!

لكن على مَن تلقي مزاميركَ يا ابن داوود؟! الطبقة السياسية قلوبها قبورٌ مكلّسة، أما الرأي العام فمخصيّ وصفرٌ على الشمال، وجميعكم يعرف ما هو رأي الشيخ سعيد تقي الدين فيه.

ضماننا سلطة قضائية مقدامة وجريئة. الساهرون على تطبيق القانون، القضاة والمحامون، ومجموعات الضغط الديموقراطي المنظّم، والمدنيون، والعلمانيون، والديموقراطيون، والأحرار، يجب أن يقولوا كلمتهم في مسألة خطف الرئيس. أقصد الكلمة التي تخوّف النوّاب والزعماء وقادة الأحزاب والتيارات والطوائف والمذاهب، وترجّف قلوبهم، وتزلزل الأرض من تحت أقدامهم. مَن خطف الرئيس؟ نحن الذين خطفنا الرئيس. لكنه لم يعد في أيدينا. ثمة الآن مَن "حرّره" من براثن النواب والزعماء، ومن يد اللبنانيين مطلقاً، وهو يمعن في قتله، بالطرق الشرعية الدينية، وبالوسائط الإقليمية والدولية. فهل يتحرّك الساهرون على تطبيق القانون و... الدستور، لتلقف هذا الإخبار... وإجراء المقتضى؟!

تتمة لا بدّ منها

نشر "الملحق" في عدده الفائت، بحثاً أولياً غير مسبوق، للأستاذ مازن أكثم سليمان، عن الشعر السوري الراهن في زمن الثورة والخراب. تعقيباً على هذا البحث، وردود الفعل عليه، إيجاباً وسلباً، يهمّني أن ألفت القرّاء المعنيين بهذه المسألة، وخصوصاً السوريين منهم، إلى أن المنشور لا يدّعي أنه يعبّر في الضرورة عن مجمل التجربة الشعرية السورية الراهنة، أو أنه يُصدر أحكاماً نقدية جازمة. إن صاحبه يقدّم قراءته الخاصة التي لا يغيب عن القرّاء أنها تتسم بالتهيّب والإحساس بحجم المسؤولية. وعليه، أقترح على الشعراء والنقاد السوريين الذين يملكون تصورّات نقدية مختلفة، أو مغايرة، أو الذين فات الباحثَ أن يشملهم في دراسته، لاستحالة قيامه بذلك من المرة الأولى، أن يدلوا بدلائهم البحثية بتقديم مقاربات نقدية مماثلة، أو أن يتواصلوا معه، ويرسلوا إليه نصوصهم، وأن يحضّوه، ويشدّوا من أزره، لحمله على مواصلة هذه المهمة الجليلة. هذا العمل الأولي المهيب، على أهميته، يبقى ناقصاً إن لم يُستكمَل، ويُدعَّم، ويتمّ إمداده بالعناصر والنصوص والمكوّنات الشعرية التي لم يتمكن الباحث من استدراجها إلى بحثه. يهمّني شخصياً، باعتباري محرّضاً على هذه المبادرة، أن ألفت الشعراء والنقاد إلى أن هذه الدراسة التي هي حصيلة جهد فردي بحت، قد أُنجزت في فترة زمنية قصيرة للغاية، ينوء تحت مشقاتها وفخاخها كبار الزهّاد والرهبان من أهل النقد. وأقول للشعراء والنقاد إن من شأن استكمال مقوّمات الدراسة، وتضافر جهودهم في إنجاحها، أن يسدّ ثغرة كبيرة، وأن يساهم في التأريخ الموضوعي لهذه المرحلة المهمة من حياة الشعر السوري، وسطّ الكمّ النوعي الهائل من القصائد المتألقة التي يستحيل على جهد فردي أن يعطيها ما تستحقه من اعتناء. النقاد والباحثون السوريون كثر، وفي مقدورهم، كلٌّ من جهته، أن يقدّموا مقارباتهم النقدية في هذا الخصوص. الشكر الذي أوجهه إلى الأستاذ مازن أكثم سليمان، يجب أن يكون سبباً إضافياً لاستكمال النقص، وباباً مشرّعاً على المحاولات الجادة الأخرى.

 

إرهاب بوجهين فرنسي ولبناني

 علي بردى/النهار/16 تشرين الثاني 2015

تتشابه بأوجه عدة الإعتداءات الإرهابية في كل من باريس وبيروت. غير أنها تدل على نوعين مختلفين من الفشل في منعها. تشير في فرنسا خصوصاً الى عجز الأنظمة الدولية القائمة - وليس بالضرورة مؤسسات الدولة الفرنسية - عن التعامل مع أكبر تهديد تواجهه الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. أما في لبنان، فيؤكد إخفاق الجهات غير التابعة للدولة اللبنانية في التعامل مع هذا الشر المستطير. تمارس "الدولة الإسلامية" (داعش) مركّباً من ظلامية العصور الوسطى وفاشية هذا العصر. لا تقيم أي اعتبار للحياة الإنسانية. ثمة اجماع دولي واضح على الحاق الهزيمة بهذا التنظيم وبـ"جبهة النصرة". كل منهما وجد في سوريا خصوصاً - ولكن أيضاً في العراق، وبدرجة أقل حتى الآن في دول أخرى - أرضاً خصبة للذهاب الى أبعد الممكن في اتباع مذهب الإرهاب عند تنظيم "القاعدة". الإرهاب ارهاب أينما وقع. أنشأ المجتمع الدولي مؤسسات وطوّر أنظمة لمكافحة الإرهاب عبر العالم. غير أن ما اتخذ من قرارات في مجلس الأمن، وتحديداً منذ الهجمات الإرهابية في 11 أيلول لم يؤد حتى الآن الى لجم هذه الظاهرة. تمكن وحوش هذا العصر من ترهيب الدول والأمم والجماعات والأفراد، من الولايات المتحدة الى فرنسا ومن روسيا الى نيجيريا ومن باكستان الى لبنان. معدودة هي البلاد التي لم تصل اليها أيدي الأشرار. بالإضافة الى فشل لجان العقوبات في احباط "القاعدة" وغيرها، لم تنجح المؤسسات الدولية في لجم هذا التصاعد المخيف لعدد الإرهابيين. سنّت غالبية الدول قوانين مشددة لمكافحة الإرهاب. غير أن النجاحات ظلّت محدودة نسبياً على رغم منح الأجهزة الأمنية والعسكرية مزيداً من الصلاحيات، طبقاً للقوانين الدولية والمحلية، في محاولة لتعزيز القدرات في هذه المواجهة الضارية. فرض الإرهاب تغييراً في أنماط الحياة. غير أن فرنسا رفضت التخلي عن قيمها في هذه المعركة. بل انها انتقدت الإجراءات التي اعتمدتها دول أخرى لإفراطها في الحد من حريات العامة والمس بخصوصيات الناس. العاصمة الفرنسية ليست مكاناً محلياً بل هي حاضرة انسانية عالمية. ليست مجرد مقصد عالمي لمعلم سياحي. استهدافها ليس استهدافاً لفرنسا حصراً. فشلت السلطات الفرنسية في منع هذه الهجمات. لكن الأكثر إثارة هو أخفاق الأنظمة الدولية الراعية لمكافحة الإرهاب في حماية باريس. تحتاج هذه الحرب الى انهاء الإنقسامات الدولية على سبل مواجهة الإرهاب مثلما تحتاج أيضاً الى احترام القوانين الدولية وحقوق الإنسان. أما الهجمات الإرهابية في بيروت، فتعني فشلاً ذريعاً للأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب في ما تبقى من مؤسسات الدولة اللبنانية، ولكن كذلك وبدرجة أهم للجهات الأخرى التي أخذت على عاتقها هذه المهمة - وأبرزها على الإطلاق "حزب الله". الضاحية الجنوبية مكان محلي يعني استهدافه استهداف جهة بعينها. الوحدة بين اللبنانيين واحترام سلطة الدولة وحكم القانون قد يكونان حاسمين في هذه المواجهة. لا فارق في أي حال بين الضحايا هنا والضحايا هناك.

 

هل تعجّل ضربات الإرهاب في حل الأزمات وفي انتخاب "رئيس تسوية" للبنان؟

اميل خوري/النهار/16 تشرين الثاني 2015

هل يعجل الإرهاب الذي أخذ يضرب في كل مكان ينتشر فيه في حل الأزمات في المنطقة بعدما طال أمدها وتفاقمت، فكانت ضرباته الأخيرة في ضاحية بيروت وفي ضاحية باريس، وقد تكون هي البداية في حجمها، فيتقرر إقامة جبهة دولية واسعة تتصدى لهذا الإرهاب الوحشي؟ وهل يعجل أيضاً في انتخاب رئيس للبنان يحصن جبهته الداخلية في مواجهته فيعيّد اللبنانيون بانتخابه مع حلول عيد الميلاد أو عيد رأس السنة، فيكون كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي كرر فيه الدعوة الى "تسوية شاملة" قد تُرجم، وكذلك كلام المسؤول الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي دعا الى العمل بخطى حثيثة لانتخاب رئيس للبنان؟ لقد كرر السيد نصرالله الدعوة إلى "تسوية شاملة" والتي تعني الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى الحكومة وعلى مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية وعلى عمل مجلس النواب. وهذه الدعوة قد تكون أشبه بدوحة لبنانية بديلاً من الدوحة القطرية يعاد فيها توزيع الحصص بين القوى السياسية الأساسية في البلاد مع فارق أن القادة الذين ذهبوا إلى الدوحة بعدما كانوا قد اتفقوا على أن يكون العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، لكن انتخابه ظل متعثّراً إلى أن قرر مؤتمر الدوحة حلاً شاملاً لكل تشعبات الأزمة، أي تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد حصة كل حزب أو تيار فيها، واعتماد قانون الستين معدلاً لإجراء انتخابات نيابية. فهل يتفق الأقطاب في لبنان على كل ذلك من دون مسعى خارجي جاد، وهو ما حصل عند تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام، وما حصل عند التوصل إلى تسوية لأزمة انعقاد جلسة مجلس النواب، وهذا يدل على أن لبنان هو بلد التسويات بامتياز عند مواجهة الأزمات المعقدة.

ثمة من يقترح توصلاً الى تسوية شاملة دعا إليها السيد نصرالله، وحاول الرئيس نبيه بري التوصل إليها من خلال طاولة الحوار، أن يكون ثمن الاتفاق على رئيس تسوية مقبول وعلى قانون للانتخاب مقبول أيضاً، تشكيل حكومة تسوية. وثمة من يقترح أن يكون العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، وأن يتفق على قانون انتخاب عادل ومتوازن مقبول من الجميع. لكن هذا الاقتراح يعتبره البعض غير عادل وغير متوازن لأن مدة ولاية رئيس الجمهورية هي ست سنوات فقط، في حين أن لا مدة محددة لعمر رئيس الحكومة والحكومة، وهي خاضعة للظروف ولثقة الأكثرية النيابية غير المضمونة. وثمة من يقترح انتخاب رئيس للجمهورية يكون أقرب إلى 14 آذار منه إلى قوى 8 آذار شرط أن يكون قانون الانتخاب أكثر قبولاً من قوى 8 آذار لضمان فوز مرشحيها بأكثرية نيابية تجعلها تتحكم في تشكيل الحكومات وقراراتها وفي بت المشاريع المهمة في مجلس النواب. وقد يكون المقصود من اقتراح "تسوية شاملة" توزيع المكاسب والحصص، فمن تكون له رئاسة الجمهورية مثلاً يكون لغيره قانون انتخاب لا يقل أهمية عن رئاسة الجمهورية لأنه القانون الذي يأتي بمجلس نيابي يعيد تكوين السلطة ويظل ساري المفعول إلى أجل غير معروف، في حين أن رئاسة الجمهورية تنتهي ولايتها بعد ست سنوات والحكومات لا مدة لبقائها، وهو ما يجعل الصراع بين القوى السياسية الأساسية على قانون الانتخاب. ونظرا إلى اهمية ذلك يصر البعض على ربط الاتفاق عليه بالاتفاق على رئيس الجمهورية خلافاً لرأي آخر يقول بفصل موضوع الاتفاق على رئيس الجمهورية عن موضوع قانون الانتخاب الذي قد يحتاج التوصل إلى اتفاق عليه إلى وقت لا تتحمل البلاد انتظار حصوله كي يتم انتخاب رئيس للجمهورية فتبقى سدة الرئاسة شاغرة إلى أن يتم إقرار هذا القانون. لذلك ليس من المقبول والمعقول أن يقر مجلس النواب مشروع قانون للانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية قد يكون له رأي فيه، وله حق رفضه أو قبوله. من هنا ينبغي ألا يكرر أهل السياسة خطأ مخالفة الدستور باسم التسوية الشاملة كما حصل في مؤتمر الدوحة، إنما التقيد بأحكام الدستور التي تدعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل أي عمل آخر، وبعد انتخابه تصبح الحكومة مستقيلة حكماً ويتم تشكيل حكومة جديدة تتولى وضع مشروع قانون تجرى الانتخابات النيابية على أساسه، ثم تشكيل حكومة منبثقة من تركيبة مجلس النواب الجديد، وليس إقرار قانون للانتخابات قبل انتخاب رئيس للجمهورية بذريعة أن مجلس النواب الحالي الممدد له لم يعد يمثل إرادة الشعب تمثيلاً صحيحاً، وان ما يبنى على باطل هو باطل... فهل يمكن القول إن خطر الإرهاب المتمدد قد يعجل في الاتفاق؟

 

الإرهاب يحفّز فيينا كما مبادرة نصرالله "دوحة لبنانيّة" تحوطها الشكوك وأزمة ثقة

روزانا بومنصف /النهار/16 تشرين الثاني 2015

لم يخف وزراء الدول الكبرى الذين اجتمعوا في فيينا السبت الماضي من أجل بحث متجدد في حلّ للحرب السورية غداة العمليات الارهابية في العاصمة الفرنسية التي روّعت الفرنسيين والأوروبيين وصدمت العالم بأسره محدثة حالاً واسعة من التعاطف والتضامن مع فرنسا في وجه الإجرام الذي لحق بعاصمة تعشقها شعوب العالم ولا سيما منها الشعوب العربية، ان هذه العمليات شكّلت حافزاً للدفع في اتجاه الاتفاق على خريطة حل للحرب السورية. خجل ديبلوماسيو هذه الدول من الخروج الى الرأي العام الدولي بعدم القدرة على الاتفاق مجدداً ولو على الحد الأدنى في ظل مخاطر باتت تتهددهم في عقر دارهم. كان التفجيران في برج البراجنة حصلا قبل يوم واحد من عمليات الارهاب في باريس وحصدا عدداً كبيراً من الأبرياء ما شكل حافزاً اضافياً للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن يكرر الدعوة الى تسوية سياسية شاملة في لبنان دعا إليها قبل يوم واحد من تفجيري برج البراجنة ولم تتح التطوّرات المتلاحقة داخلياً وخارجياً التي أعقبت إطلاقه هذا الموقف إبراز أي رد فعل. إلا أن الموقف الذي أطلقه وجد تزخيماً إضافياً على وقع التفجيرين الارهابيين تماماً كما وجد اجتماع فيينا زخماً إضافياً من تفجيرات باريس، لكن من دون معرفة ما إذا كان يمكن أن تشكل دعوته باباً جدياً للذهاب الى تسوية سياسية أبعد من الوقع الكلامي الإعلامي وفي إطار تسجيل تقدّم في موقف الحزب أبعد من المراوحة السياسية التي اعتمدها حتى الآن منذ تصلبه في موقفه من انتخابات رئاسة الجمهورية. تريّث الرئيس سعد الحريري أياماً قليلة قبل إبداء رد فعل على دعوة الأمين العام للحزب. لم تصدر تعليقات فورية لا إيجاباً ولا سلباً من الخصوم أو من الحلفاء الذين لم يخف بعضهم عنصر المفاجأة. انتظر البعض محاولة رصد أبعاد موقف السيد نصرالله الذي أطلقه بعد ساعات قليلة من زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان الأربعاء الماضي في 11 الجاري في ختام زيارة له لموسكو التقى فيها مسؤولين روس، وما إذا كان ذلك يؤشر الى اتجاهات إيرانية بالرغبة في تحريك الجمود السياسي في لبنان على وقع تطوّرات متوقعة على أكثر من صعيد إقليمي إذ لا يقبض كثر منطق التذرّع بأن البلد لم يعد يحتمل على رغم صحة هذا المنطق، لكن لا يعتقد انه السبب الفعلي لذلك ما لم يكن ينطوي على إقرار بأن الحزب بات يرى ضرورة له للخروج من حال الاستنقاع الى مرحلة تفعيل الوضع السياسي. والقول بالتسوية الشاملة بالنسبة الى البعض ليس جديداً في حد ذاته ما دام هذا المبدأ يحكم خلفية المتحاورين في ساحة النجمة وان يكن كثر يتمسكون بمبدأ انتخاب رئيس للجمهورية. لكن حين تتم مناقشة انتخابات رئاسة الجمهورية ومواصفات الرئيس ويتم الاستعداد للانتقال الى البحث في قانون الانتخاب فإنما للربط الذي يحدثه غالبية الأفرقاء على ما يسمونه السلة الكاملة أي الاتفاق الذي يشمل التوافق على رئيس للجمهورية وقانون الانتخاب ورئاسة الحكومة وحتى الحكومة باعتبار انه اتفاق دوحة جديد إنما يصنع في لبنان. الجديد هو في خروج السيد نصرالله من مربع التمسك بموقف معين معروف من الترشيح لرئاسة الجمهورية الى مكان آخر يقر فيه بان التسوية تفترض أخذاً وعطاء أي تنازل من هنا وهناك. وهذا ليس جديداً في منطق أي تسوية لكن بالنسبة الى غالبية المراقبين فإن مواقف الحزب كانت دوماً ولا تزال محاولة أخذ الآخرين الى شروطه.

على رغم محاولة تبين ما إذا كان ثمة ما قد يدفع في اتجاه تحريك فعلي للجمود السياسي أو إذا كان ثمة سعي لتجنب الأسوأ، فإن مراقبين كثراً يبدون حذراً ازاء حلحلة قريبة لأسباب عدة أبرزها ان لا ثقة بين الأفرقاء السياسيين لجهة الدوافع أو الأسباب وراء مثل هذه الدعوة انطلاقا من اقتناع بأن الحزب يبرز نسب مواقفه أي أن تكون عالية النبرة أو تصالحية بحسب الحاجة. وانعدام الثقة ينسحب على واقع أن تسوية الدوحة سرعان ما نسفها الحزب نفسه حين شعر بأن الأمور تميل لمصلحته حين أطاح حكومة الرئيس سعد الحريري على رغم التزامات قطعها على نفسه مع حلفائه في الدوحة وعلى رغم أن تأليف أولى حكومات ما بعد الدوحة لم يكن سهلاً أيضاً. أضف الى ذلك أن لا شيء يثبت حتى الآن أن الوضع قد يتجه نحو تسوية في المنطقة لكي يبدأ الكلام على تسوية حقيقية في لبنان ولن يكون هناك مؤشرات جدية ما لم يحصل تطوّر جدي في سوريا. لكن ذلك لا يمنع القول ان المؤشر الأبرز على ذلك سيكون التفاهم على قانون الانتخاب العتيد والمرونة التي يمكن أن يبديها كل الأفرقاء السياسيين في شأنه على رغم تأكيد البعض أن لا شيء كبيراً يميز بين قانون الانتخاب الذي وضعه المستقبل والاشتراكي والقوات اللبنانية وذلك الذي أعده الرئيس نبيه بري بحيث يمكن الاتفاق إذا صفت النيات. وفيما يقول البعض انه فهم من السيد نصرالله أنه لن يفرج عن انتخابات الرئاسة قبل الاتفاق على قانون انتخاب اعتبره العامل الأساسي في إعادة تكوين السلطة، يعتبر آخرون أن دعوته لا تخرج عن إطار محاولة التهدئة لأن ثمة استحالة في الاتفاق على قانون انتخاب جديد.

 

الحريري رد التحية لنصر الله... بتحية الكلام الطيب يحتاج ترجمة والاختبار في الرئاسة

 سابين عويس/النهار/16 تشرين الثاني 2015

بعدما عادت موجة التفجيرات الانتحارية لتلفح الساحات من بيروت الى باريس او جنوب شرق تركيا، ولتقضّ المضاجع وتعيد الحسابات في شأن المقاربات المحلية والدولية حول كيفية مكافحة الارهاب واحتواء التمدد الإرهابي "الداعشي"، بدأت ملامح التسوية الداخلية تتظهر، بعدما نضجت قناعة ولا سيما في اوساط "حزب الله" وفريقه السياسي بأن الأوان قد حان لكسر الجمود والخروج الى مرحلة سياسية مختلفة. في كلمته المتلفزة، وجه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله رسائل عدة في أكثر من اتجاه محورها الأساسي هو وأد نار أي فتنة سنية - شيعية يجري العمل على إشعالها من مسرح الضاحية الجنوبية وعلى مسافة أمتار من المخيم الفلسطيني لبرج البراجنة. لا يحتمل الحزب في عز المواجهة التي يخوضها في سوريا فتح الجبهة الداخلية حيث يعمد تنظيم "داعش" الى الرد على الحزب من خاصرته الشعبية في عمق قاعدته الجماهيرية. في خطابه الأخير، خرج نصرالله عن اللهجة التصعيدية التي دأب عليها في سعيه الدائم الى الرد على الدعوات "المستقبلية" له للخروج من سوريا والعودة الى "الشركاء في الوطن"، وكان أكثر إيجابية في مد اليد الى "التيار الأزرق"، عاكسا بذلك تراجعاً في حدة التشنج الذي طبع الصراع السعودي - الايراني في الفترة الماضية والذي انعكس شللاً في الحياة السياسية والمؤسسات الدستورية في البلاد. طرح نصر الله التسوية الشاملة القائمة على ٤ محاور: الرئاسة والحكومة ومجلس النواب وقانون الانتخاب، رافضاً وضعها في إطار المؤتمر التأسيسي الذي كان أول من اقترحه قبل أعوام، مطمئنا الطائفة السنية إلى ان لا توجه لتغيير النظام السياسي او تعديل الطائف. لكن الإيجابية التي لاقى بها الرئيس سعد الحريري مبادرة نصر الله، ظلت مغلفة بالجدار المأزوم، إذ أعاد تصويب الأولويات بتأكيده ان المدخل السليم لتسوية تعيد إنتاج السلطة التنفيذية وقانون الانتخاب يكمن في بت الرئاسة. وهذا يعيد الأمور الى المربع الأول، خصوصا ان الحريري غير قادر على التراجع خطوة في مسألة الرئاسة تجاه حلفائه المسيحيين، بعدما أُحبطت المسائل الجوهرية في تسوية الجلسة التشريعية على حساب الفريق المسيحي، ولا سيما في شأن سحب التوصية النيابية التي تربط قانون الانتخاب بالانتخابات الرئاسية. تصف مراجع "مستقبلية" كلام نصر الله بالطيب، لكنها ترى انه غير كاف ما لم يقترن بترجمة عملية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بالثقة والتوافق من كل القوى السياسية. فانتخاب رئيس يحصن البلاد ويحمي المقاومة وليس العكس. ترى المراجع إيجابية في كلام السيد وتمد اليد لتلاقي اليد الممدودة وترد التحية بتحية مماثلة، ولكن ماذا بعد؟ "دخلنا الحوار الثنائي بالروح الإيجابية إقتناعا منا بضرورة التحاور والتواصل، إذا لم يكن اليوم فغدا وإذا لم يكن غدا فبعد غد. وهناك جلسة الثلثاء، فهل تنتج تقدما في المبادرة؟". أسئلة تطرحها المراجع، ولا تجد لها جوابا في انتظار الترجمة العملية لها. وعليه، وإذا كان الأسبوع السياسي يفتتح على جلسة الحوار غدا، فإن الحكومة لا تزال عالقة في عنق الأزمة. ولا أفق لجلسة جديدة من خارج ملف النفايات بعد التوجه الجدي نحو خيار التصدير، ما يعني ان مراوحة من نوع آخر باتت تحكم المشهد السياسي الداخلي وتنتظر ما يمكن ان تحمله المتغيرات الناجمة عن هجمات باريس على ملف الارهاب والوضع في سوريا ومصير الأسد.

 

نحن وفرنسا... "طقس" داعشي!

 نبيل بومنصف/النهار/16 تشرين الثاني 2015

لا يكفي التزامن بين تفجيرات برج البراجنة وباريس لإقامة الدليل على أن "داعش" تعمد استهداف لبنان وفرنسا معاً، ومع ذلك فإن وقائع الجحيمين الدمويين اللذين فتحهما يستدعيان التمعّن في هذا العامل. ذلك أنه لا يمكن تجاهل وحدانية عامل الكراهية والعدائية لدى الجماعات المتطرفة عموماً و"داعش" خصوصاً حيال فرنسا بالذات لاعتبارات كثيرة أسهبت مراكز الأبحاث في إظهارها منذ هجمات كانون الثاني الماضي وصولاً الى جحيم ليل ١٣ تشرين الثاني كما العدوانية التي تطبع الاستهداف الإجرامي ضد لبنان. في بعض ملامح هذه العدوانية يخال المراقب أن "داعش" سواء صحّ هذا الافتراض أم كان من صناعة التقديرات التقليدية التي يصعب علينا كلبنانيين أن ننفصل عنها، يضرب أيضاً وفق برمجة سياسية متعمدة في لحظة منتقاة. ربما لا يكون في ذلك أي شيء واقعي، ومع ذلك ترانا أمام "وحدة المصيبة" وبازاء التعاطف الواسع الذي أثارته لدى اللبنانيين مع فرنسا ننظر الى الكارثتين من منظار يحمل الكثير من الخصوصية.

من نماذج هذه الخصوصية أننا نرى "داعش" كأنه انقض على العلاقة التي تحمل الرمزية الأكثر رسوخًا لسايكس - بيكو في شرق أوسط ينازع تغيير الخرائط والهويات فأراد تعميم حربه على الشرق القديم بإشعال الجحيم الدموي في المكانين الأقرب الى استثارة الذعر شرقاً وغرباً. كما أن "داعش" الذي يستحيل فهم سلوكياته المتوحشة في معزل عن ايديولوجيات الفناء التي توجهه أقام أحدث طقوسه الدموية بدماء لبنانيين وفرنسيين ليعلم العالم بفتح حقبة جديدة من حربه المعولمة على الروابط بين الدول والشعوب التي تعد الأكثر تجسيداً للانفتاح والحريات. لسنا متيقّنين من أن العوامل الميدانية في سوريا والعراق هي الدافع الحتمي الذي دفع "داعش" الى إسالة حمامات الدماء في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعدها بفارق يوم في سان دوني ومناطق مختلفة من باريس. هذه الظاهرة السفاحة تتجاوز بطبيعتها كل المحسوب وغير المحسوب، حتى ان دولا في الغرب والشرق وما بينهما باتت تقف عاجزة أمام أشد خطر يواجه العالم في التاريخ القديم والحديث إن بفعل قصور دولي مديد عن اجتثاث "داعش" وإن بفعل تواطؤات جعلته يتعملق مهدداً بافتراس الأمن العالمي وتخريب الحضارات وليس إشعال صدام الحضارات والأديان فحسب. لا تزال الفرنكوفونية متقدمة نسبياً في لبنان بما يتيح لكثر قراءة حكايات عشرات المآسي التي أوردتها الصحافة الفرنسية ومطابقتها مع عشرات أخرى من وقائع دراماتيكية وردت في الصحافة اللبنانية. ذاك ما يصنعه "داعش" واقعاً، إنه يوحد العالم ويستنفره في حرب بات إعلانها عليه عاملاً وجودياً لا يحتمل انتظار مزيد من المجازر المعولمة وانهار الدماء.

 

المنطقة الآمنة امتحان لأردوغان المنتصر

خيرالله خيرالله/المستقبل/16 تشرين الثاني/15

يبدو رجب طيب أردوغان الذي حقّق حزبه انتصارا تاريخيا في الإنتخابات الأخيرة، بما تجاوز حدود تركيا، شخصيتين في شخصية واحدة ورجل واحد. اي أردوغان الذي انتصر في انتخابات الأوّل من تشرين الثاني - نوفمبر؟ هناك اوّلا الرئيس أردوغان العاقل والعصري الذي عرف كيف يساهم في ازدهار تركيا ويضع الأسس لنهضة بعيدة المدى نقلت البلد الى قوة اقتصادية في مستوى سويسرا وكوريا الجنوبية. بات الإقتصاد التركي في المرتبة الثامنة عشرة عالميا ويزيد حجمه على 1,5 تريليون دولار، فيما معدّل دخل لفرد نحو عشرين الف دولار سنويا. هناك مطار يبنى في اسطنبول سيكون من اكبر مطارات العالم!

وهناك أردوغان زعيم «حزب العدالة والتنمية» الذي يصرّ على تعديل الدستور وعلى اقامة نظام رئاسي في تركيا. اكّد هذه النيّة قبل ايام قليلة في خلال احتفال بالذكرى الـ77 لوفاة اتاتورك. قبل كلّ شيء، لا بدّ من الإعتراف بان أردوغان استطاع في الأشهر الخمسة الأخيرة، التي مضت على الإنتخابات النيابية التي عجز فيها حزبه عن الإتيان بأكثرية نيابية، ان يكون مناورا من الدرجة الأولى. عرف كيف يستخدم كلّ الثغرات لدى خصومه لإستعادة المبادرة والوصول الى ما وصل اليه. صار في استطاعة حزب أردوغان تشكيل حكومة منفردا. لم تعد حاجة لا الى الأكراد ولا لأيّ حزب آخر في اليمين او اليسار. عرف أردوغان كيف يثير المشاعر الوطنية التركية مستعيدا ثلاثة ملايين صوت كان خسرها في انتخابات حزيران - يونيو الماضي لصلحة الحزب الكردي الصاعد، اي «حزب الشعوب الديموقراطية» و»»حزب الحركة القومية» اليميني. لعب أردوغان ورقتين. كانت الورقة الأولى تقوم على تخويف الأكراد من مواجهة محتملة ذات طابع شامل معهم ووضعهم بالتالي في سلّة واحدة مع «حزب العمال الكردي» المتهّم بممارسات ارهابية. اما الورقة الثانية، فكانت ورقة المزايدة على اليمين في مجال مواجهة التهديدات الأمنية. كانت النتيجة تحوّل «حزب الحركة القومية» الى الخاسر الأكبر في الإنتخابات. تبيّن ان أردوغان مناور من الدرجة الأولى. يثير فوز حزبه ارتياحا وقلقا في الوقت ذاته. يتمثّل مصدر الإرتياح في ان الرئيس التركي اتخذ منذ البداية موقفا واضحا من ثورة الشعب السوري. استقبلت بلاده عشرات آلاف اللاجئين السوريين الهاربين من ارهاب النظام والميليشيات المذهبية المدعومة من ايران ومن القصف الروسي الذي يستهدف حاليا المدنيين اوّلا.

كانت تركيا في كلّ وقت هدفا لأعداء الشعب السوري وثورته. كان بشّار الأسد يفضّل من دون شكّ بقاء الوضع السياسي غير مستقرّ في تركيا ومتابعة التنسيق مع ايران وروسيا بهدف الهاء أردوغان بمشاكل داخلية مختلفة بدءا بالإرهاب وانتهاء باختلاق كلّ نوع من انواع الأزمات. ولذلك كان ملفتا استعادة العملة التركية بعضا من عافيتها فور بروز دلائل على ان «حزب العدالة» سيحقّق انتصارا كبيرا.

ثمّة فهم عميق لدى أردوغان وكبار رجالات حزبه، بمن فيهم رئيس الوزراء احمد داود اوغلو، لطبيعة النظام السوري. فتركيا عملت في مرحلة معيّنة على تعويم هذا النظام قبل ان تكتشف انّه غير قابل للتعويم وانّ هناك مافيا عائلية - طائفية تصرّ على حكم سوريا بالحديد والنار ونهب ثرواتها.

هذا هو الجانب الإيجابي في انتصار أردوغان الذي تكمن مشكلته مع السوريين في التقصير في تقديم المساعدات المطلوبة للقوى المعتدلة وفضّل في احيان كثيرة دعم قوى متطرّفة. كان دعم مثل هذه القوى المتطرّفة بدل وضع تركيا امكاناتها في تصرّف المعتدلين مثل «الجيش الحرّ» من بين الأسباب التي عطّلت تحقيق الشعب السوري انتصارا سريعا على النظام. كان مثل هذا الإنتصار كفيلا بحماية سوريا ووحدة اراضيها. فالثابت ان ايّ تأخير في تحقيق مثل هذا الإنتصار يشكّل مساهمة في تفتيت سوريا خدمة للمشروع التوسعي الإيراني الذي بات يراهن حاليا على تقسيم البلد، بدعم روسي او من دونه.

هل تتغيّر السياسة السورية لأردوغان في المستقبل القريب، خصوصا بعد انكشاف دور ما بقي من النظام السوري وداعميه في استخدام الورقة الكردية وورقة الإرهاب ضدّ تركيا؟ هل تتمكن تركيا من اقامة «منطقة آمنة» في الشمال السوري بما يؤمن حماية للسوريين الهاربين من البراميل المتفجّرة؟ سيكون النجاح في اقامة «المنطقة الآمنة» الإمتحان الأبرز امام أردوغان في الأسابيع القليلة المقبلة. اي تركيا سنرى في عهد أردوغان الجديد المنتصر على خصومه؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يفرض نفسه بحدّة. لا شكّ ان الموضوع الكردي سيطرح نفسه بقوّة. هل من حلول لدى الرئيس التركي ام سيلجأ الى الخيار السهل، وهو خيار مغرٍ في الوقت ذاته، اي الى خيار القوّة كما فعل اخيرا، فكانت ترجمة ذلك صعود شعبية حزبه؟ كانت هناك حاجة اقليمية الى انتصار لـ»حزب العدالة والتنمية» في تركيا وذلك كي لا تضيع تركيا وتغرق في فوضى داخلية. لكنّ ثمّة حاجة الى عقلانية أردوغان التي توظّف قدرات تركيا في خدمة الإستقرار الإقليمي.

فوق ذلك كلّه، هناك حاجة الى تفهّم أردوغان لواقع اليم في قطاع غزّة المحاصر. ليس بالشعارات والسفن التي تضمّ متطوعين يمكن فكّ الحصار الظالم الذي يتعرّض له الغزّاويون. فكّ الحصار يكون بدفع «حماس» الى التخلي عن وهم «الإمارة الإسلامية» التي اقامتها في القطاع والتي لا تخدم سوى اسرائيل من جهة وتشكل تهديدا للأمن المصري من جهة اخرى. نعم، كانت هناك حاجة الى انتصار لحزب أردوغان من اجل استعادة تركيا استقرارها السياسي، وحتّى الإقتصادي، في ظل الخلل الذي يعاني منه التوازن الإقليمي. هذا الخلل عائد الى الهجمة الإيرانية التي تستثمر في الغرائز المذهبية، خصوصا في احدى اهمّ دول المنطقة، اي في العراق. كذلك، الخلل عائد الى الغياب الأميركي الذي سمح لدولة مريضة مثل روسيا ولرئيسها فلاديمير بوتين بلعب دور شرطي المنطقة انطلاقا من سوريا! ايّ شخصية من شخصيتي أردوغان ستبرز، او ستنتصر، في مرحلة ما بعد الإنتخابات؟ أردوغان العاقل الذي ساهم في بناء تركيا الحديثة انطلاق من ارث اتاتورك... ام أردوغان الذي اندفع الى تعديل الدستور واقامة نظام رئاسي على قياسه؟ في النهاية، صحيح ان الإقتصاد التركي قوي، لكنّ هذا الإقتصاد يعاني من مشاكل يعبّر عن جانب منها هبوط التصدير بنسبة 8,6 في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري. هناك ازمات داخل المجتمع التركي على رأسها الإنقسام بين العلمانيين والمتدينين، فضلا عن قضية الأكراد طبعا. نصف الشعب مع «حزب العدالة والتنمية» ونصفه الآخر ضدّه. هل يستطيع الرجل ان يكون عامل توحيد بين الأتراك ويتعلّم من الأخطاء التي قادت الى نتائج انتخابات السابع من حزيران - يونيو الماضي؟

 

الاعتذار لإيران!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/15

لا أستغرب أن الرئيس الإيراني حسن روحاني اشترط، في حديثه لصحيفة إيطالية، على الولايات المتحدة أن تعتذر لبلاده، قبل فتح السفارتين في عاصمتي البلدين، حتى تصفح عنها! فتزوير التاريخ صار مرادفا للحديث عن الصراع في المنطقة، حتى لم تعد تعرف من هو المعتدي ومن المعتدى عليه.

والذي يشفع للرئيس روحاني زيادة مطالبه، أن بين العاصمتين علاقة حب جديدة، وإن كانت من طرف واحد. فالحكومة الأميركية تبدو مستميتة من أجل كسب ودّ السلطات الإيرانية، ومستعدة للانحناء تلبية لطلباتها. وكل ما دفعته إيران من ثمن لهذا الحب أنها قبلت بتجميد برنامجها النووي، الذي يعتبره البيت الأبيض إنجازًا عظيمًا يضعه في مصاف فتح الصين، ويماثل انهيار جدار برلين! السؤال: على ماذا يريد الرئيس روحاني من الأميركيين أن يعتذروا؟ من الذي أخطأ ضد من؟ بحساب بسيط نجد أن معظم الضحايا في عقود التوتر كانوا أميركيين. حتى إن أحد أعضاء الكونغرس استفسر من وزير خارجية بلاده، جون كيري، أكثر من مرة عن: كم قتل النظام الإيراني من الأميركيين؟ إلا أنه لم يجبهم برقم محدد. فتاريخ العنف الإيراني طويل، افتتح باحتجاز موظفي السفارة الأميركية في طهران، ثم قتل 17 أميركيا في الهجوم على السفارة في بيروت، وقتل 241 أميركيا في هجوم على مقر المارينز أيضا في بيروت. ودبر الإيرانيون أيضا تفجير مبنى المارينز في مدينة الخبر السعودية، الذي قتل فيه 19 وجرح 240 أميركيا، وخطفوا طائرة «TWA». عدا عن عشرات العمليات الإيرانية الأخرى ضد أفراد ومصالح أميركية في منطقتنا، وكذلك في أوروبا، وأميركا الجنوبية، بل وفي داخل واشنطن نفسها، حيث أحبط الأمن الأميركي مؤامرة هدفها اغتيال السفير السعودي. عدا عن مئات القتلى من الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان الذين استهدفوا بدعم من إيران. وإذا كان الاعتذار ضرورة لطي خلافات الماضي، فإن على يدي إيران الكثير من الدم في سنوات الاضطراب الماضية، تدين بالاعتذار عنه للكثير من الدول، بما فيها الولايات المتحدة.

قد يكون التأسف المطلوب بدعوى تأييد الأميركيين لنظام الشاه سنين قبل الثورة. والواجب في هذه الحالة أن تعتذر الحكومة الأميركية للشعب الإيراني، ليس لأنها دعمت الشاه، بل لأنها تخلت عنه، ودفعته إلى ترك عاصمته، ثم رفضت السماح بعلاجه في مستشفياتها عندما جاءهم لاجئا، وكان يعاني من مرض السرطان. ساهم موقف الرئيس الأميركي جيمي كارتر في استيلاء نظام ديني متطرف على النظام في طهران، أشعل العالم لعقود تالية بالفوضى والحروب. وهناك مطلب يتكرر من واشنطن بلومها على ما يعتبرونه دعمها نظام صدام حسين في حربه مع إيران.. للحقيقة، الولايات المتحدة كانت سعيدة أن ترى عدويها اللدودين، نظامي صدام والخميني، يتقاتلان. لم تكن في صف صدام ولا صف إيران. تركت لإسرائيل المتاجرة بالسلاح الأميركي مع طهران، والخليج يقوم بتمويل السلاح لبغداد. كانت واشنطن تحرس فقط مصالحها البترولية في الخليج، الممرات البحرية وناقلات النفط الكويتية ضد الاعتداءات والألغام الإيرانية.

هذا موجز تاريخ العلاقة السيئة بين واشنطن وطهران. ولا بد من التذكير بأنه رغم الدم والعداء، لم تلجأ الولايات المتحدة قط إلى محاولة إسقاط النظام الإيراني بعد الثورة. فقد قامت سياسة البيت الأبيض على الاحتواء، ومحاولة إجبار النظام على تغيير سلوكه وليس تغييره. مرت أكثر من ثلاثين عاما مضطربة، وعندما أدرك المسؤولون الإيرانيون فشل سياستهم العدوانية، وشعروا بالاختناق جراء مقاطعة الغرب لهم تجاريا، قرروا أخيرًا المجيء إلى طاولة المفاوضات، وهم في لحظة شبه إفلاس مالي. واختصر الجانب الأميركي طلبه في تجميد البرنامج النووي الإيراني عشر سنوات، ووعدت إيران مقابلها برفع العقوبات عنها، وتسليمها أكثر من مائة مليار دولار من أموالها المحتجزة، وإنهاء حالة المواجهة. ورغم هذا التساهل، لا ترى الحكومة الإيرانية ما منحته واشنطن لها كافيا، بل تريد من الأميركيين أن يعتذروا أيضًا! بذلك تلعب دور الضحية، تطالب بالاعتذارات، والتعويضات.

 

إرهاب باريس.. الفرحون اثنان!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/15 

بعد وقوع جريمة الإرهاب البشعة في العاصمة الفرنسية باريس، التي راح ضحيتها مائة وتسعة وعشرون قتيلاً، وقرابة ثلاثمائة جريح، كان الفرحون بهذه الجريمة اثنين: «داعش»، وبشار الأسد نفسه، وليس أحد المحسوبين عليه. «داعش» بدوره تبنى العملية الإرهابية، وأطلق لها وسمًا أو «هاشتاغ» في «تويتر»، وأصدر بيانًا يفاخر بها، بينما قال بشار الأسد إن عملية باريس الإرهابية هي نتيجة السياسات الفرنسية الخارجية الخاطئة. وكان، أي الأسد، الوحيد الذي برر الجريمة الإرهابية، بدلاً من إدانتها، مثل باقي المجتمع الدولي. واليوم يبدو الأسد مكررًا نفس حماقة نظام صدام حسين بعد أحداث سبتمبر (أيلول) الإرهابية في أميركا عام 2001، حيث لم يستطع إخفاء فرحته التي كلفته حكمه، وحياته، وحياة أبنائه. ولذا فإنه لا غرابة أن يكون أبرز الفرحين بجريمة باريس الإرهابية اثنين، «داعش» والأسد، ولا فرق بينهما، فـ«داعش» تنظيم بربري إرهابي، والأسد قتل إلى الآن قرابة ربع مليون سوري، وشرد الملايين بإرهابه وجرائمه. وهذا يقول لنا، وللمجتمع الدولي، إنه لا سلام في المنطقة، ولا في دول البحر المتوسط، ولا في المجتمع الدولي، بوجود «داعش» والأسد، وهما وجهان لعملة واحدة، بل إن العالم لم يسمع بـ«داعش» إلا بعد الثورة السورية بعامين، وبعد أن أطلق الأسد، ومثله نوري المالكي في العراق، قيادات «داعش» الحالية من السجون! ولذلك فإنه لا سلام ولا استقرار، ما دام هناك بشار الأسد وتنظيم داعش. ولا يمكن القضاء على أحدهما قبل الآخر، إذ إنه لا أحد يملك ترف المقارنة ولا الاختيار، والأصل هو أن يسعى عقلاء العالم، ودعاة السلم والسلام، والحريصون على حفظ السلم الدولي، إلى اجتثاث الأسد و«داعش»، وفي نفس الوقت. وهذا أمر يتطلب ضغوطًا سياسية حقيقية وجادة، وليس تحركات دبلوماسية تجميلية، كما يتطلب جهدًا عسكريًا دوليًا حقيقيًا على الأرض، وليس عبر عمليات جوية. وبالنسبة إلى الغارقين في الوهم فلا بد أن يفيقوا ويتعقلوا، حيث تم التحذير من قبل بأن آلة القتل الأسدية ستشعل جذوة الطائفية المقيتة في المنطقة، ولم يصدق كثر هذا الأمر، وهو ما حدث. وقيل إن جرائم وآلة القتل الأسدية ستحرق المنطقة، وقالها الأسد نفسه مهددا، ولم يصدق كثر أيضا. وقيل إن حريق سوريا لن تطفئه مياه المتوسط، وسيصل إلى كل أوروبا، ولم يصدق كثر ذلك. فما الذي تبقى إذن ليفيق المجتمع الدولي ويدرك أنه لا استقرار ولا سلام بوجود الأسد و«داعش»؟

خلاصة القول هي أن للشر اليوم رأسين، ويطلان من سوريا تحديدًا، وهما الأسد و«داعش»، ومن يُرِد نزع فتيل الانفجار الإرهابي الكبير الذي يهدد الجميع، فإن عليه أن يبدأ بقطع رأسي النظام الأسدي و«داعش»، وعدا عن ذلك فإنه العبث بعينه، والقادم أسوأ.

 

البث المباشر.. بين بيروت وباريس

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/15

كما العالم بأسره، انشغل اللبنانيون بمتابعة العمليات الإرهابية في باريس.. بدا الاهتمام اللبناني بالحدث الفرنسي صدى لما حل في ضاحية بيروت قبل أقل من يوم بعد التفجيرات الانتحارية في برج البراجنة، التي أودت بعشرات الضحايا. صحيح أن الخسارة البشرية في باريس كانت أكبر وأفدح وأكثر خطورة في دلالاتها على مستوى العالم بأسره، لكن ذلك لم يمنع لبنانيين ولبنانيات بل وعربا كثيرين أيضًا من المقارنة في كل شيء، خصوصا في المتابعة الإعلامية.. بدا في التعليقات شيء من الغيرة والغبطة حتى في الموت. كتبت اللبنانية «تيما» أنه إذا كان مقدرا عليها أن تموت ضحية عمل إرهابي فهي تفضل أن تكون ضحية في باريس وليس في لبنان، لأنها هناك «ممكن لاقي حدا يغطيني بشرشف قبل ما يخطر عباله يصورني بتليفونه وما بتصير صوري وأنا مشوهة على (فيس بوك) وأصنف كضحية بصرف النظر عن هويتي وديانتي». ليس في هذا التعليق المباشر - ومثله ظهر كثير - أيّ مبالغة ربما، فبلادنا تعج بالأحداث الأمنية والحروب والانفجارات، وهذه الحال دفعت بكل وسائل الإعلام المحلية والعربية نحو منافسة شرسة في التغطية، خصوصا المباشرة. ومع ذلك لا نزال نجد أنفسنا في كل مرة يقع فيها انفجار وموت أمام مشاهد دم وأشلاء وأمام انفلات للهواء، فتحت ستار التغطية المباشرة يطلق العنان لكاميرات لا تتوانى عن انتهاك أجساد البشر جرحى أو موتى أو أشلاء. الهواء المباشر يستمر ساعات طوالا، فكيف سنملأ هذه الساعات؟! لا بأس إذن بإطلاق العنان لمشاعر مواطنين غاضبين لم يحسنوا ضبط احتقانهم وغضبهم فانصبت كلماتهم كراهية ضد آخرين، وكل ذلك ينتقل كالسموم في هوائنا. نكاد نعجز عن إحصاء المرات التي تنخلع فيها قلوبنا من وباء بات اسمه «البث المباشر»، وهو في الحقيقة لم يعد سوى «فوضى مباشرة» بحيث يترك الهواء لساعات مفتوحا بذريعة مواكبة الحدث الأمني، فنجد مراسلين في صراع مرير كي يقولوا معلومة أو يجروا مقابلة مع ناجين أو يضبطوا صورا دموية قاسية.. المخيب أنه في أحيان كثيرة لا جهد فعليا لضبط كل هذا، فيصبح الهواء التلفزيوني عبقا بكل أنواع الشحن والكراهية والخوف وما يسمى بالتحليل السياسي الفارغ لحدث لا يزال ساخنا.. ما زلنا حتى اليوم نجد من يسأل طفلا فقد أبويه: «وين ماما؟»..في باريس، قارب عدد الضحايا مائة وخمسين، وكانت كل وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية تقريبا في تغطية على مدار اللحظة. وهناك لا محظورات كبرى ولا رقابة أمنية كما في بلادنا، ومع ذلك لم نرَ صور جثث أو أشلاء. تذكرت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 حيث ما زلنا حتى اليوم لم نرَ صورة واحدة لجثة أو لدماء.. ليس مبررا أبدا أن لا نكون قد تعلمنا بعدُ هذا الدرس، بل نحن نعرفه تماما، وكل وسائل الإعلام تعرف واجباتها ومسؤولياتها. فهنا ليس نقص الخبرة، ولا عنصر الضغط والمفاجأة هو ما يوقعنا في فخ ابتذال الهواء المباشر. إنه الخبث والتكاسل ذاك الذي يدفع بالبعض إلى الاستخفاف بحياة الناس ومشاعرهم، وهو أيضًا غياب رادع مهني ومساءلة.

 

فرنسا المضرجة بدمائها تهتف: أرواحنا فدى الأسد!

عبدو شامي/15 تشرين الثاني/15

مع تشييع أي مجرم يُقتل أثناء تأديته واجبه الإرهابي في سوريا من الطبيعي أن نسمع مشيِّعيه يهتفون: "لبيك نصرالله" و"فدى صرماية السيّد"، وعند تشييع أي شبّيح يُقتل في سوريا أثناء إبادته أحرار شعبه من البديهي أن نسع المشيِّعين يهتفون: "كلنا رجالك بشار"، هذا أمر نفهمه من زاوية علم نفس الجماهير ولا نتفاجأ به خصوصًا إذا وضعناه في دائرة العصبية العمياء الناتجة عن ثقافة الأدمغة المغسولة بمسحوق تأليه الزعيم وعبادة القائد... بيد أن العجيب الغريب أن نسمع هتافات "أرواحنا وأمننا فدى الأسد" من القادة الفرنسيين خصوصًا والأوروبيين عمومًا مباشرة عقب إعصار العمليات الانتحارية الذي ضرب قلب باريس يوم الجمعة 13/11/2015 موقعًا نحو 130 قتيلاً وأكثر من 260 جريحا ثمانون منهم بين الحياة والموت!

"أرواحنا فدى الأسد"، سمعناها، نعم، سمعناها عندما صبّ الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" ووزرائه جام غضبهم على "داعش" وحدَها التي تبنّت الهجمات الإرهابية ووصفوها بأبشع الصفات وأقذر النعوت وهي تستحقها لا شك... "أرواحنا فداك بشار" سمعناها مع ردّ الحكومة الفرنسية المدوّي على الإعصار ما وصفوه بالـ"حرب" و"العمل الحربي" الذي ضرب عاصمتهم حيث تعهّدوا وتوعّدوا بأن "فرنسا ستواصل حربها على داعش وستضربها بالقدر نفسه الذي ضربت به باريس وستنتصر فرنسا" على حد تعبير رئيس الوزراء الفرنسي "منويل فالس". "أمننا القومي واقتصادنا فداك أبا حافظ"، سمعناها من معظم الدول الأوروبية التي رغم هواجسها الأمنية ومشاكلها الاقتصادية فتحت حدودها لتتحمّل عبء إيواء وإطعام وضبط ومراقبة مئات آلاف اللاجئين السوريين الفاريين من إرهاب بشار الكيماويي والبرميلي ومن وحشية داعش.

لقد قال الفرنسيون نصف الحقيقة وكتموا نصفها الثاني وهو الأهم؛ نعم، ذاك الوحش الإرهابي المسمى "داعش" لا يستحق الضرب وحسب إنما يجب أن يُباد من الأرض رأفة بالبشر والحجر، لكن ماذا عمن صنع هذا الوحش وربّاه في سجونه وأشربه أخطر فكر إجرامي في العالم تحت ستار الدين وبواسطة رجال استخبارات متنكّرين بزي علماء دين؟! ماذا عن سفّاح العصر "بشار الأسد" الذي سبق للفرنسيين بتصاريح كثيرة أن حمّلوه مسؤولية إنشاء "داعش" وتمدّدها، أليس هو مع أسياده الأيرانيين مَن ابتكروا الفكر الداعشي ولقنّوه لعشرات آلاف الشباب في سجون سوريا والعراق ثم أطلقوهم من عقالهم لينشروا الفساد في الأرض بهدف تشويه الإسلام السنّي وتلميع صورة إرهاب بشار وشيعة ولاية الفقيه وإيران ثم القول للعالم: "ثمّة في هذه الأرض مَن يفوق بشار في ارتكاب الفظاعات المقززة فعلاما تلومونه، ألا ترَون أن ثمة خطرا أكبر يجب التخلّص منه ومحاربته بمعاونة بشار نفسه"؟! ثم أليس بشار هذا مَن شمت بفرنسا اليوم وكان سبق له أن هدّد بإشعال المنطقة من البحر المتوسط الى بحر قزوين، كما سبق لشيطانه منتحل صفة الافتاء أن هدّد بإرسال انتحاريين الى أوروبا؟

لنفرض أن منتجًا غذائيًا فاسدًا غزا الأسواق الفرنسية وسمّم من سمّم من المواطنين، هل ردّة فعل السلطات الفرنسية ستكون بتنظيم حملة على كامل مساحة "الإكزاغون" لسحب المنتج الفاسد من كافة الأسواق فقط، أم ستبادر السلطات توازيًا مع ذلك بمداهمة المصنع وإقفاله ومحاكمة وملاحقة مالكيه؟! ما فعتله فرنسا العام الماضي عندما تسلّلت الى أسواقها لحوم الأحصنة وبيعت على أنها لحوم بقرية هو أنها سلكت هذين المسارّين معًا، سحبت اللحوم المزوّرة أغلفتها من السوق مع أنها صالحة للأكل ولاحقت مورّديها، فما بال الحكومة الفرنسية اليوم تكتفي بملاحقة داعش دون ملاحقة منتجها مع العلم أن الكارثة ليست بلحوم الأحصنة إنما بلحوم الشعب الفرنسي التي تناثرت في شوارع باريس ومسارحها وقهاويها في مجزرة لم تشهد لها فرنسا مثيلاً؟!

قناعتنا التامة أن فرنسا لن تكون صادقة ولا ناجحة ولا مقنعة في ما تدّعيه من محاربة الإرهاب ومن الرد على داعش ما لم تحارب المَصنَع والمُصنَّع المنتَج معًا، ومفتاح الحل قطع رأس الأفعى فبعده سيبقى ذيلها يتحرّك لكن لفترة قصيرة قبل أن يلتحق بالرأس جثة هامدة، أما الاستمرار في سياسة قطع جزء من الذيل فلن يجدي نفعًا لأن الجزء المقطوع سينبت من جديد وستبقى الأفعى تبث سمومها في القارات الخمس. بعد ذلك كلّه يحق لنا أن نتساءل: ما الذي يمنع أوروبا من استقبال "لاجئ" واحد اسمه "بشار الأسد" بدلا من تكبّد عناء استقبال مئات آلاف اللاجئين وتعريض أمنها القومي للخطر واقتصادها لمزيد من التدهور؟! ما الذي يمنعهم من قتل أو سجن نفس مجرمة واحدة مقابل إحياء ملايين الأرواح البريئة التي أُزهِق منها 350ألفا على أقل تقدير في سوريا وما يزيد على 130 في فرنسا؟! للأسف، يبدو أن كل ذلك يهون فدى العميل الأممي الأول في العالم بشار حافظ الأسد.

 

فرنسا هدف مشترك لـ «داعش» والأسد

الياس حرفوش/الحياة/15 تشرين الثاني/15

إنها حرب مفتوحة بين تنظيم «داعش» الإرهابي والحكومات الغربية. حرب أصبحت تأخذ في طريقها كل من صادف وجوده على خط المواجهة، مدنياً كان أو مسلحاً. عدد من الدول الغربية، من بينها فرنسا، يقاتل التنظيم في أماكن تواجده، وفيما تقول هذه الدول أن أهدافها هي مقاتلو التنظيم، فمن غير المستبعد احتمال سقوط مدنيين أيضاً ضحايا غارات الطائرات التي تلقي قذائفها من مسافات بعيدة من الجو. في المقابل، ها هو «داعش» ينقل معركته إلى خارج حدود «دولته»، ليرد على الحرب المفتوحة عليه. غير أنه لا يستطيع استهداف من يعطون الأوامر لخوض الحرب أو من ينفذونها، فيختار أهدافه السهلة من المدنيين الأبرياء، كما شهدت العاصمة الفرنسية. من الصعب وضع الإرهاب الذي تعرضت له باريس خارج سياق الجرائم الأخرى التي أعلن «داعش» مسؤوليته عنها، من تفجير الطائرة الروسية في شرم الشيخ، إلى التفجير المزدوج في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية من بيروت. إرهاب يبعث رسائل واضحة، أن «داعش» مستعد لفعل كل الفظائع، إذا شعر أن العمليات التي تنفذ ضده أصبحت تعرض «دولته» لخطر الزوال. في بيروت، كانت الرسالة تستهدف تدخل «حزب الله» في الحرب إلى جانب النظام السوري، وفي شرم الشيخ كانت تستهدف الدور الروسي، أما في باريس، فقد استهدفت الرسالة الدولة الغربية الوحيدة، إلى جانب الولايات المتحدة، التي تخوض عمليات مباشرة ضد التنظيم الإرهابي في سورية، بالإضافة إلى مشاركتها في المعارك ضد من يوالون التنظيم أو «يطيعونه» في منطقة الساحل الأفريقي.

«داعش» في مأزق، ومن هنا الطبيعة الانتحارية لعملياته الأخيرة، بعد أن اقتصرت فظائعه وبربريته حتى الآن على ذبح الأبرياء من الرهائن داخل «حدوده». لقد تعرض التنظيم الإرهابي في الآونة الأخيرة لعدد من الهزائم، لعل أهمها استعادة بلدة سنجار، وما يعنيه ذلك من قطع أوصال «الدولة» التي كانت تحلم بوصل مناطق نفوذها في سورية والعراق، بالإضافة إلى أن ما بعد سنجار يمكن أن يعني أيضاً سقوط الموصل، التي كانت منها إطلالة البغدادي الأولى على العالم، بعد إعلان «خلافته».لا يمكن كذلك تجاهل معنى قتل محمد أموازي (الجهادي جون) فيما كان يتنقل بسيارة مع شخص آخر في الرقة، «عاصمة داعش». ليس بسبب أهمية هذا الشخص في وضع خطط «داعش» أو إدارة عملياته، ولكن لأن استهدافه بطائرة من دون طيار، تمكنت من تحديد تحركه بهذه الدقة، يبعث رسالة إلى الإرهابيين الآخرين، المنضمين إلى صفوف «داعش»، أو أولئك المستعدين للانضمام، بأن يد الاستخبارات الغربية طويلة، وتستطيع تعقبهم والقضاء عليهم. «داعش» يستهدف فرنسا، آملاً في نشر حال من الرعب في الدول الغربية، ترغمها على التراجع عن حربها عليه. غير أن فرنسا ليست هدفاً لـ «داعش» وحده. ففي الجانب الآخر من الصورة، وفيما كانت بيانات الاستنكار والإدانة لجرائم باريس تخرج على أفواه الجميع، وجد الرئيس بشار الأسد أنها فرصة للشماتة ولانتقاد الحكومة الفرنسية التي كانت الأكثر تصلباً في مواقفها ضده. فقال إن «سياسات فرنسا الخاطئة هي المسؤولة عن تمدد الإرهاب»، ودعاها إلى الالتقاء معه على التصنيف الذي حدده للتنظيمات الإرهابية، فاعتبر أن «اعتداءات باريس لا يمكن فصلها عما يحدث في سورية منذ خمس سنوات»، وكأن الإرهابيين الذين فجروا المطاعم والمقاهي وصالة الحفلات في باريس يشبهون أطفال درعا وسواهم من شبان سورية الذين خرجوا يطالبون بإصلاح النظام في آذار (مارس) 2011. أضف إلى ذلك، التوقيت المشبوه لتفجيرات باريس عشية اجتماع فيينا لبحث الأزمة السورية. لقد طغت هجمات باريس على نقاشات المجتمعين، وصارت الأولوية للحرب على الإرهاب، وهي شعار بشار الأسد منذ بدأ معركته مع معارضيه. ودفعت جرائم باريس حتى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي كان صوته الأعلى في المطالبة بالتغيير في سورية، إلى الدعوة إلى تعزيز التنسيق الدولي في قتال «داعش»، قبل البحث في أي أمر آخر.

«داعش» يحلم ان تؤدي جرائم باريس الى إرهاب فرنسا والغرب. لكنه ليس الجهة الوحيدة التي تجدها فرصة مناسبة لقطف ثمار هذه الجرائم.

 

ساعة الحرب على الظلام

 غسان شربل/الحياة/15 تشرين/15

«غزوة باريس» أخطر من «غزوتي نيويورك وواشنطن». وقتل الناس بعد التحديق في عيونهم المذعورة أشد هولاً من ارتطام طائرة ببرج. مذبحة باريس أفظع من 11 سبتمبر (أيلول) الأميركي. إنها عمليات إعدام وحشية ميدانية قابلة للتكرار في هذه العاصمة أو تلك. لا تحتاج إلى طائرات أو طيارين. يكفي وجود حفنة من ذئاب الظلام تشرب من نهر الكراهية المطلقة. «غزوة باريس» هي الأخطر، لأنها تبني على الجروح التي أحدثتها الغزوات السابقة وتهيل عليها كميات هائلة من الملح والكبريت. ولأنها تعمق مشروع الطلاق بين العرب والمسلمين من جهة وسائر العالم من جهة أخرى. ولأنها تدفع الجاليات العربية والإسلامية إلى الاصطدام المروع بالبلدان التي استضافتها. ولأنها تبني مدماكاً جديداً في مشروع إيقاظ الحروب الدينية وحروب الإلغاء بين الحضارات. ولأنها تنذر بأمواج كراهية للاجئين الذين فروا من وحشية حروبنا ومجتمعاتنا. إنها تهديد قاتل لعلاقات دول وشعوب وأديان وأفراد. مشروع انتحار كوني.

أبو بكر البغدادي أخطر من أسامة بن لادن. و «داعش» أخطر من «القاعدة». ارتكب العالم إثماً فظيعاً حين سمح لآلة القتل السوداء بأن تتحصن في أجزاء واسعة من العراق وسورية. حين اختار باراك أوباما سياسة النأي بالنفس. وحين انتظر فلاديمير بوتين فرص الصيد في بحيرة الدم السورية. وما يصدق عليهما يصدق على كثيرين.

ارتكب العالم جريمة واسعة. سمح لـ «دولة البغدادي» بالتقاط أنفاسها غداة إعلانها. سمح لها بالسيطرة على حقول النفط وتنظيم الجبايات واستثمار ما استولت عليه من المصارف والجيوش. أتاح لها التحصن في أماكن آمنة. واستقطاب متعصبين قادرين على توظيف التكنولوجيا في خدمة برنامج الكراهية والتدمير. وإغراء ضباط متشددين من جيوش قريبة وبعيدة. أعطاها الوقت لإنشاء غرف للتخطيط والعمليات. وإنتاج أجيال جديدة من الانتحاريين.

لا تزعم أن بلادك بعيدة. ولا تتوهم أن عاصمتك محصنة. هذه حرب لا تشبه ما عشناه أو قرأنا عنه. إنها حرب عالمية ترمي إلى الاصطدام بالعالم. بكل من لا يعتنق هذه الملامح الصارمة المقفلة. بكل من لا يشرب من النبع نفسه. إنها ترمي إلى إعادة بلدان إلى الكهوف. وتحويل جاليات وأقليات إلى عبوات. إنها مشروع اغتيال واسع لحق الاختلاف وفرص التعايش والتقدم. إنها ليل حالك يحاول اغتيال أضواء الحرية والكرامة.

في حرب من هذا النوع عليك أن تختار معسكرك. لا تهرب ولا تفرك يديك. من الملحّ فهْمُ جذور ولادة هذا الديناصور المفترس. لكن حذار من تبرير القتل بذريعة التهميش والإحباط والفقر والظلم الضارب هنا أو هناك. الظلم لا يبرر تعميم الظلام. ولا شيء يبيح هذه المجزرة الجوالة.

إن الأمر لا يتعلق بسورية والعراق ومنطقة الرأس المقطوع. العالم بأسره مهدد. هذه ليست مبالغة. إنه مهدد في أمنه واستقراره وسلامته وسياحته واقتصاده وتعايشه وشروط تقدمه. والعلاج يتخطى بالتأكيد مصير التنازع بين النظام السوري ومعارضيه وبين حيدر العبادي ورفيقه اللدود نوري المالكي. لا يواجه قرار إطلاق حرب عالمية إلا بقرار من القماشة نفسها.

على العالم أن يستيقظ الآن وقبل فوات الأوان. على الأمم المتحدة أن تنقذ أمن العالم واستقراره. على مجلس الأمن أن يتخذ قرار إطلاق حرب عالمية ضد الإرهاب. وعلى الدول الكبرى أن تتولى تنفيذ هذا القرار. تحتاج هذه الحرب إلى أساطيل وطائرات. وتحتاج أيضاً إلى دعم مالي وإعلامي. لا بد للعالم العربي والإسلامي من أن يساهم في إنقاذ نفسه. حرب تغلق كل الملاذات التي توفر للمتطرفين فرص التحصن والتناسل وشن الهجمات.

وفي موازاة هذه الحرب، لا بد من إغلاق منابر الكراهية للآخر. لا بد من مواجهة فكرية شاملة. لا بد من مراجعة عميقة. تجب استعادة الجامعات والمدارس والمساجد والشاشات والمواقع الإلكترونية من قبضة مروجي التكفير وإلغاء الآخر. اعتبار الحرب شأناً يعني الآخرين أفضل وصفة للخسارة.

إنها ساعة القرار الكبير. أن يخوض العالم هذه الحرب الآن أفضل من أن يخوضها لاحقاً. على مجلس الأمن بلورة إرادة دولية صارمة وتسخير كل طاقات الدول للدفاع عن التقدم الإنساني. إن ما يهدد العالم العربي والإسلامي اليوم لا يقل عن الخطر الذي شكلته النازية على أوروبا والعالم. إن العالم على مفترق طرق. وقرار إنقاذ التقدم الإنساني يحتاج إلى قامات استثنائية. يحتاج إلى ما يتجاوز براعات لافروف وسذاجات كيري. حرب عالمية على الظلام ترافقها إرادة دولية لإنهاء النزاعات على قاعدة الحوار والعدالة والمشاركة. التأخر في شن الحرب لا يَعِد العالم إلا بـ «غزوات» جديدة

 

ليحوّلوا فيينا إلى «يالطا جديدة» أو مؤتمر سلام شامل

جورج سمعان/الحياة/15 تشرين/15

لقاء فيينا الثاني خطا خطوة ثانية. اتفق المشاركون على الحل السياسي في سورية. المرحلة الانتقالية ستة أشهر. ومفاوضات لوقف للنار لا يشمل «داعش» والنصرة»، ثم تشكيل حكومة من النظام والمعارضة. وأخيراً انتخابات عامة بإشراف دولي بعد ثمانية عشر شهراً في ظل دستور جديد. اللقاء كما سابقه لم يعقد بين قطبين كبيرين فقط. هناك آخرون كثر وهم يزدادون عدداً، بخلاف ما كانت عليه الحال أيام الحرب الباردة. كانت الكلمة للجبارين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وكان التشدد والعناد من نصيبهما فقط. وليس على اللاعبين الآخرين، أياً كان حجمهم، سوى الالتزام سواء توافق زعيما العالم أو اختلفا. وذريعتهما عدم تعريض الاستراتيجيات الكبرى للاهتزاز أو الاختراق. اختلف الزمن. أزمات الشرق الأوسط اليوم ليس مردها انهيار التوازن الجيوسياسي في المنطقة فحسب، كما عبر وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسينجر. المشكلة أيضاً أن القوى الإقليمية التي كانت تخشى سطوة الدولتين العظميين قبل عقود باتت مصدر التشدد والعناد. بات الميدان مفتوحاً لكل الدول. ارتفع عدد المشاركين في لقاء السبت الماضي. في حين اقتصر مؤتمر يالطا إثر الحرب العالمية الثانية على القادة المنتصرين الثلاثة أو الأربعة. لذا ليس مفاجئاً في ظل غياب نظام دولي واضح أن يتحول الإقليم كله إلى إقليم فاشل. فمنذ وصف الصومال في عقد التسعينات من القرن الماضي بأنه دولة فاشلة، كرت السبحة ولحقت به دول. ولا فرق بين دولة انهارت هياكلها ومؤسساتها وتلك التي ماتت فيها السياسية، وارتدّت مجتمعاتها إلى مكوناتها الطائفية أو المذهبية، والإثنية أو الجهوية والقبلية. تراجعت إلى ما دون الدولة الوطنية الجامعة. من ليبيا إلى اليمن وحتى العراق وسورية ولبنان وفلسطين... وهذا تأكيد على فشل الدول الكبرى أيضاً وسياساتها في إدارة شؤون العالم وتسوية أزماته.

لم يعد «11 أيلول» (سبتمبر) حكراً على الولايات المتحدة. يكاد يكون لكل دولة أيلولها، وآخرها فرنسا بعد لبنان وروسيا وقبلهما بعض دول الخليج. لم تمضِ ساعات على إعلان الرئيس باراك أوباما «احتواء داعش» في العراق ووقف تقدم التنظيم في سورية، حتى كان الإرهابيون يضربون في قلب أوروبا. منذ غزو أفغانستان ثم العراق إلى حرب التحالف الدولي وتدخل روسيا لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» والفصائل الجهادية الأخرى، تصاعد الإرهاب وانتشر. ويعرف محاربوه أن العمل العسكري ليس السلاح الوحيد للقضاء عليه. ثمة أسلحة كثيرة أشبعت درساً ومواعظ وخططاً وبرامج. لكن العقدة الكبرى تبقى في توالد الأزمات التي تشكل خزاناً لا ينضب لهذه الحركات المتطرفة. وقد وضع الرئيس الأميركي الإصبع على الجرح الذي كان يعرف علاجه منذ وصوله إلى البيت الأبيض. من يوم أطلاقه مبادرات وخطابات ووعوداً لم يفِ بشيء منها سوى الانكفاء وسحب القوات التي زجها سلفه في ميادين عدة. «بشرنا» بصريح العبارة بأن النزاعات الإقليمية ستستمر، وأن أمن الشرق الأوسط لن يصبح مثالياً في وقت قريب.

عشية لقاء فيينا حدد الرئيس أوباما خريطة طريق للحل. قال إن جزءاً من الأهداف للقضاء على «داعش» تجنيدُ «شركاء سنة أكثر فاعلية في العراق للانتقال إلى مرحلة الهجوم بدل الاكتفاء بالدفاع». إذاً هو يعرف أن أبرز أسباب المشكلة ليس في «دولة البغدادي» ومجرميه وثقافتهم الوحشية فقط، بل هي أيضاً نتاجُ سياسات مذهبية. وبعضٌ من ترجمة إحساس أهل السنّة الذين يبحث عنهم اليوم البيت الأبيض، بالإذلال والإقصاء واليأس والاجتثاث، منذ وقوع الغزو الأميركي لبلادهم العام 2003. وشعورهم بأن واشنطن وبغداد لم تفيا بوعودهما وتعهداتهما لـ «صحوات العشائر» التي هزمت «دولة الزرقاوي». وهو يدرك أن ليس هناك أفضل من العشائر لإلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي. لكن هذه تتردد لأنها تخشى تكرار التجربة. وهي تدرك تماماً مثلما يدرك خصومها أن فريقاً كبيراً من الإرهابيين هم ضحايا الاجتثاث. العقدة الكبرى أن القوى التي تولت السلطة في العراق فشلت في بناء نظام يساوي بين الجميع. وانخرطت طرفاً متقدماً في الصراع المذهبي المتصاعد في الإقليم. فيما القوى المواجهة لا تزال تأمل باستعادة ما كان قبل سقوط نظام صدام حسين. وقد فاقم تدخل موسكو، وإن محدوداً، في تعقيد المشهد السياسي. فالذين جاؤوا بالأميركيين لإطاحة نظام البعث هم أنفسهم ينادون موسكو للمجيء! وما ينطبق على سنّة العراق ينطبق على أهلهم في سورية. هذا ما عبّر عنه أيضاً الرئيس الأميركي الذي لا يجد حلاً في بلاد الشام إلا «عندما لا يعود الأسد عائقاً أمام السنّة»...و «عندما لا تعود المنطقة برمتها تخوض حرباً بالوكالة عن الصراع الشيعي - السنّي».

هذا هو لب الأزمات: الصراع المذهبي في المنطقة. ولولاه لما بدت الحلول عصيةً على الحل إلى حد الاستحالة. كان اللاعبون من الخارج ينتظرون عادة تعب المتخاصمين والمتحاربين ليبادروا إلى تقديم الحلول، أو فرضها أحياناً. لكن العقدة هنا أن هؤلاء لم يتعبوا لأن حلفاءهم في الإقليم وخارجه لم يتعبوا ولم يريحوهم. الجماعات الأهلية وحدها ضاقت ذرعاً بحروبهم واكتوت وتكتوي بنارهم، لأنها وحدها تدفع الثمن الباهظ قتلاً وتهجيراً. لم تعد الدولة ومؤسساتها مرجعيات تقودها إلى التسوية. حملة السلاح ومن يمدهم بالدعم المرجعية الوحيدة... بالقوة والتشبيح والتخويف من الآخر. لذلك تبدو مهمة حيدر العبادي وإصلاحاته في العراق شبه مستحيلة، في ضوء الصراع الداخلي على السلطة، والصراع المفتوح بين مرجعيتي النجف وقم. خصومه، وعلى رأسهم نوري المالكي وبعض «حشده الشعبي» ومن يقف خلفهما في إيران، ألغوا الحياة السياسية في بغداد. وأوقفوا الحوار مع الشركاء الآخرين من السنّة والكرد. ولو قدر لهم لطردوا ربما هؤلاء من البلاد! ناهيك عن حماستهم لاستدعاء روسيا التي تبدي رغبة أكيدة في استجابة النداء. حتى بات العراقيون يخشون مزيداً من التقسيم لخريطة بلادهم.

اللاعبون الكبار في الإقليم لا يستعجلون التسويات. ينتظر كل طرف منهم أن ينهي مهمته في الحسم العسكري أو ما يقاربه قبل الذهاب إلى تفاهم أو مصالحة أو تسوية. وهذا يستغرق وقتاً طويلاً ويضيف مزيداً من المعوقات أمام الحلول. لذلك لم تثمر الحرب على «داعش» سريعاً. تسوية الأزمات أولى الخطوات على طريق القضاء على الإرهاب. وإذا كانت الحرب في سورية أولى المهمات في فيينا، فإن اللقاءات الجامعة في هذه المدينة مهما توسعت لن تؤدي المهمة الملحة والمزدوجة، توفير الحل والقضاء على الإرهاب، ما دام الخلاف على الجوهر عميقاً. الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري لا يريان سلاماً ولا هزيمة للتنظيم الإرهابي «طالما بقي الأسد في السلطة». والرئيس فلاديمير بوتين يرى إلى الأسد «رئيساً منتخباً وليس لدينا الحق في مناقشة مسألة تنحيه». والرئيس حسن روحاني الذي تفتح روما وباريس أبوابهما له هذا الأسبوع لا يعتقد بإمكان محاربة الإرهاب من دون «حكومة شرعية في دمشق، ودولة قوية»! ولا تختلف مواقف القوى الإقليمية الأخرى عن هذين الموقفين بين متمسك بوجوب رحيل الرئيس السوري ومتشبث ببقائه ولو إلى حين.

بينما يجتهد العالم عبثاً في البحث عن حل في سورية يزداد تفكك الجماعات الأهلية ومعها مؤسسات الدولة. تماماً كما حصل في ليبيا واليمن والعراق حيث نجحت نظم الاستبداد في تفكيك هياكل الدولة. وأقامت مؤسسات بديلة من كل السلطات عمادها العائلة وأجهزة أمنية متعددة الوظائف القمعية وجمهرة من المستفيدين الفاسدين. وهذا ما أدى إلى صعود الهويات المذهبية والعرقية والجهوية والقبلية مع سقوط أول حجر من جدار الخوف وارتفاع أصوات المطالبين بالحرية والعدالة والعيش الكريم. لذا يصعب تخيل إعادة اللحمة بين مكونات هذه الدول. فماذا يملك العبادي وانصاره من أسباب القوة لإعادة تشـــكيل نظام مقبول يمتاز بشيء من المساواة والعدالة بين كل العراقيين؟ ربما الأمل معقود على قوة المرجعية في النجف وتأثيرها، وعلى القوى الشيعية المتضررة من حلفاء إيران. ولكن أين مرجعية أهل الساحل السوري لملاقاة الشركاء الآخرين في الوطن عند منتصف الطريق؟ بل أين مرجعية هؤلاء الآخرين أيضاً؟ «داعش» و «النصرة» وعشرات الفصائل المسلحة المرتبطة بهذا الطرف الإقليمي وذاك؟ والحال ليست أفضل في ليبيا حيث تدور حرب عربية - عربية تنخرط فيها قوى أخرى في المحيط وأبعد منه حتى تركيا. وكذا اليمن حيث يجهد أمراء الحرب على استمرارها لتــعزيز «اقتصاداتهم» وتمكين سطوتهم على الناس.

الجرائم التي ارتكبها الارهاب في باريس، بعد جريمتي الطائرة الروسية والضاحية الجنوبية لبيروت، وبعد التفجيرات المتنقلة في دول الخليج ومصر وغيرها لم تعد تسمح لـ «أهل فيينا» بترف الخلاف على الأولويات، أو على مستقبل فرد واحد أحد. لا يمكن حشد جهود جميع المجتمعين مهما ارتفع عددهم في تحالف واحد لهزيمة «داعش» وغيرها ما لم يسلموا بوجوب التوافق على حلول أو فرضها بالقوة. الإرهاب يتسلل من خلافاتهم وصفوفهم المتباعدة. والإرهاب ينتشر في ديارهم جميعاً. وما دام أن لليبيا مبعوثها الدولي ولليمن مبعوثه ولسورية مبعوثها ولفلسطين مبعوثيها ولجانها، فلماذا لا يحولون فيينا «يالطا جديدة» أو مؤتمر سلام شامل يعطي لكل دولة في الإقليم حقها بلا زيادة أو نقصان، ولكل مجتمعات الشرق الأوسط «من المحيط إلى الخليج» مروراً بفلسطين حقوقها، أبسط حقوقها في الحرية والمساواة والعدالة والحياة الكريمة؟ هل تطول معاناة أهل المنطقة حتى يروا قواها الفاعلة ودولها المؤثرة وقد قطعت شرايين الحياة عن المتحاربين حتى يتعبوا ويرتاحوا ويريحوا... هل فات الأوان ولم يعد بد من تغيير الخرائط؟

 

حادث مركز التدريب في الأردن: فتّش عن العنف والكراهيّة

موسى برهومة/الحياة/16 تشرين الثاني/15

تتزايد الاحتمالات بأن يكون الحادث الذي وقع في مركز تدريب للشرطة في الأردن وراح ضحيته أميركيان وأردنيان ومواطن من جنوب أفريقيا، غيرَ منبتّ الصلة بالاحتقانات السياسية والدينية والاستقطابات المذهبيّة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.

وربما يكون منفّذ العمليّة، وهو نقيب في الشرطة الأردنيّة، غير ملتزم تنظيمياً بتيارات جهادية سلفية أو إرهابية، لكنّه غارق، كشأن السواد الأعظم من بني قومه، في لجّة العنف والعنف المضاد، ويتغذّى من ماكينة تبثّ الكراهية من خلال مختلف الوسائل الإعلامية ومنصّات التواصل الاجتماعي، ما يعني، في الاستنتاج الأوّلي، أن النقيب أنور أبو زيد قاتلٌ وضحية في الوقت نفسه. وكان تقرير لـ «رويترز» نقل رسالة بثّها أبو زيد لأصدقائه على تطبيق «واتس آب» يقول فيها: «حينما نجهز متاعاً لسفر... نخاف أن ننسى شيئاً ولو يسيراً.. وكلما كانت مدة السفر أطول كان الحرص أشد فما بالك بإقامة ... إما جنة وإما نار».

وما من ريّب أن هذه اللغة شائعة في أوساط التنظيمات الدينيّة المتشدّدة، وتعدّ لازمة تتكرر ضمن أدبيّات الجماعات الجهادية. وإذا عطفنا ذلك على ما عُرف عن مرتكب الحادث من التزام دينيّ بيّن وحرص، كما قال أقرباؤه، على أداء صلاة الفجر في المسجد، فإن من الممكن أن يصطبع الحادث بخلفيّات دينية، لا سيما أن الأخبار التي تتوالى تشير إلى أن النقيب أبو زيد هرّب أسلحة الاعتداء بسيارته إلى داخل المعسكر، ولما نفّذ عمليته راح يهتف «الله أكبر»، وكان يمكن أن يحصد ضحايا أخرى ببندقيته الرشاشة ومسدسيْه، لولا أن رصاصة أصابته في الرأس، وحالت دون ذلك.

ولعلّ استهداف الأميركييْن، وهما مدرّبان سابقان في الجيش الأميركي، له دلالة، ولا يتوقع أن يكون ذلك خارج منطقة القصد، ما يجعل «ماكينة» التأويل تربط بين ما تفعله الولايات المتحدة، وما تقدّمه من دعم لإسرائيل، وما ترتكبه من مظالم هنا وهناك تستهدف العرب والمسلمين، وهو ما يهيّء الذرائع الخصبة للحادثة.

وما يدفع إلى ربط الحادث بخلفيات سياسية ودينية هو تنامي حالة التطرف بأشكالها المتعدّدة داخل أوساط الأردنيين، وهم في غالبيتهم متدينون، حتى ولو على مستوى التديّن الشعبي. وبين هؤلاء، ومنهم نوّاب في البرلمان، من ينظر إلى «داعش» بعين العطف باعتبارها رأس حربة المشروع السنّي الذي يضطلع بمهمة مقدّسة لجهة رفع «المظلوميّة» عن هذه الفئة التي تُستهدف في العراق وسورية واليمن والبحرين ولبنان، وسواها. ولأنّ الـــتأثيرات الدينية تتعـــاظم وسط الهزائم، فإن اللواذ بالدين يصبح عاصماً من حالة التمزّق واليأس واللاجدوى. إن الدين يقوم ها هنا بفعل «الأفيون»، فيســـتقيل العـــقل موقتاً، أو طويلاً، مخلياً السبيل أمام يقظة الغرائز واستبدادها! ولعل ما أقدم عليه النقيب أبو زيد من اعتداء جرى، على ما يبدو، الإعداد له مسبقاً، يثير المخاوف باتجاه تكرار هذا الفعل الذي يحيل إلى حادث قديم سابق حينما أطلق الجندي أحمد الدقامسة، الذي كان يخدم في حراسة الحدود، النّار على مجموعة فتيات إسرائيليات، فقتل سبعاً منهنّ بسبب استهزائهنّ به أثناء صلاته، قرب منطقة الباقورة شرق نهر الأردن، في 12 آذار (مارس) 1997. بيْد أن المناقبيّة التي يتحلى بها العسكريّون الأردنيّون تجعل من هاتين الحادثتين استثناءً، ما يوقف التكهنات بأن تفتح الحادثة الأخيرة البابَ أمام عدوى استهداف جنود أميركيين أو سواهم. لكنّ ما يتعيّن التنبّه له هو ضرورة مكافحة أسباب التطّرف عبر ورشة واسعة وممتدة تشرف عليها الدولة بمشاركة الأطياف الاجتماعية والأكاديمية والثقافية كافة، لحماية المستقبل الذي لا يبدو التفكير الاستراتيجي الأردني مهجوساً به!!

 

الإرهاب والفشل السياسي

خالد الدخيل/الحياة/16 تشرين الثاني/15

يوم الأربعاء الماضي وجه الإرهاب ضربة موجعة لبيروت. في أقل من ثمان وأربعين ساعة نفذ الإرهاب ضربة موجعة أخرى في باريس. حصلت الأولى في الشرق الأوسط، وتحديداً في بلاد الشام حيث تدور أعنف وأخطر حرب أهلية بجوار بيروت. أما الثانية فحصلت في أوروبا حيث لا حروب أهلية، ولا ربيع أوروبي، بل حضارة مستقرة ومتصالحة مع نفسها، وفي حالة تمدد مستمرة. جغرافياً وزمانياً، المسافة بين الشام وأوروبا شاسعة. حتى سياسياً تبدو المسافة مثل المتاهة. لماذا لم تحصن هذه المسافة أوروبا؟ لماذا بيروت وباريس؟ قبل ذلك: لماذا الرياض، أو نيويورك، أو الدار البيضاء، أو القطيف، أو بغداد، أو سيناء، أو الكويت؟ تكاد ظاهرة الإرهاب تغطي خريطة العالم، ومع ذلك بقي السؤال نفسه. هناك خطأ ما إما في السؤال، أو صيغة السؤال، أو محاولة الإجابة عن السؤال. دائماً ما ينطلق السؤال من فرضية أنه لا مبرر أخلاقياً للإرهاب. وهذا صحيح. لكن هذا سؤال أخلاقي، وليس سؤالاً علمياً. السؤال أكبر وأخطر من ذلك. لماذا يحصل هذا الانحراف الأخلاقي المدمر؟ هل يدرك الإرهابي ذلك؟ الإرهاب جريمة سياسية. ويتفق علماء الجريمة على أن تفشي هذه الظاهرة في المجتمع عرض مرضي ألمّ بهذا المجتمع. انطلاقاً من ذلك هناك فرضية أخرى، وهي أن الإرهاب، مهما كان الموقف منه هو نتيجة، وليس سبباً. وهي نتيجة قد تتحول مع الوقت إلى سبب لنتيجة أخرى لا تقل خطورة. لا يسعك في هذه الحالة الاكتفاء بهجاء الإرهاب. بمثل هذه المقاربة ستظل أسير حلقة مفرغة لا تنتهي حتى تبدأ من جديد. هناك حقائق عن الإرهاب متفق عليها. أنه ينطلق من الشرق الأوسط، وأن هذا الشرق يموج بأزمات ومآسٍ نابعة منه أصلاً، لكن لا يمكن الغرب التنصل منها. وهو ما تثبته حقائق أخرى. مأساة فلسطين بدأت على صلة وثيقة بالغرب، وإن كان ليس المسؤول الوحيد عنها. كانت المقاومة الفلسطينية ولا تزال تصم أميركا بالإرهاب. بعد نهاية سبعينات القرن الماضي كانت البداية الحقيقية للإرهاب في موجته الأولى. انطلقت من أفغانستان بعد الغزو السوفياتي لهذا البلد عام 1979. ثم انطلق في موجته الثانية بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003. في هذا الإطار حصل الربيع العربي ومواقف الخارج والداخل منه، وتداخلهما بشكل ضاعف من تعقيد صورة الأحداث وتشابكها. هل يمكن فصل هذه الأحداث وصورتها لدى كل طرف عنها؟

في هذا السياق تبرر الولايات المتحدة، على سبيل المثال، جرائم وانتهاكات إسرائيل في الأراضي المحتلة، وتوفر لها الغطاء السياسي، وتمدها بالدعم المالي والعسكري. تعترف واشنطن بأن إسرائيل تحتل الضفة الغربية، وأن الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال. ومع ذلك تعتبر أن أي شكل من أشكال المقاومة لهذا الاحتلال إرهاب يبرر لإسرائيل مواجهته دفاعاً عن نفسها. ما هو الإرهاب في هذه الحالة؟ أين يبدأ، وأين ينتهي؟ هذه حالة نموذجية للحلقة المفرغة. مثال آخر: موقف روسيا السياسي من الرئيس السوري مشابه للموقف الأميركي من إسرائيل. هي لا تبرر جرائم الأسد تماماً، لكنها ترفض إدانته أيضاً. تقول موسكو إن الشعب السوري انتخب الأسد، وبالتالي ليس من حق أحد المطالبة بتنحّيه. ليس مهماً كيف تم هذا الانتخاب؟ ومن شارك فيه؟ وتحت أي ظروف؟ وهل توافرت مثلاً حرية الإرادة والاختيار للشعب؟ كل هذا ليس مهماً. الأهم أن الانتخاب حصل. تتجاهل موسكو السؤال الذي لا يمكن تجاهله. إذا افترضنا أن الشعب لم يثر أصلاً، وأن الأسد في حقيقة الأمر منتخب من الشعب، فلماذا قتل الرئيس من هذا الشعب -الذي انتخبه- حتى الآن أكثر من ثلاثمائة ألف، وهجر أكثر من عشرة ملايين؟ ترى لو أن الشعب انتخب الرئيس بحرية إرادته وخياره، هل كان هناك مجال لكل هذه الميليشيات أن تدخل سورية، خصوصاً أن الرئيس نفسه استعان بالكثير من هذه الميليشيات؟ ما هو الإرهاب في هذه الحالة؟ أين يبدأ؟ وأين ينتهي؟

مثال ثالث لا يقل مأسوية: إيران تذهب أكثر من موسكو. هي تبرر للرئيس السوري جرائمه ضد شعبه بدعوى أنه رئيس مقاوم. ولا أحد يعرف مقاوم ضد من، خصوصاً أن ضحايا هذه المقاومة هم من السوريين فقط؟ هل يمكن أن هذا ما تقصده إيران؟ ومن حيث أن هذه المقاومة ليست أكثر من ادعاء سياسي كاذب، وبالتالي ليست مبرراً كافياً، تعتبر طهران أن الثورة على الأسد أصلاً إثم في صيغة إرهاب ينطلق من عقيدة تكفيرية. لذلك تمد إيران الرئيس الأسد بالمال والعتاد، وبالميليشيات. الموقف الإيراني هنا أسوأ وأخطر من الموقفين الأميركي والروسي. موقف كل من واشنطن وموسكو سياسي، ولهدف سياسي، أما الموقف الإيراني، فمع أنه يتجه لهدف سياسي، إلا أنه في أصله ومنطلقه موقف أيديولوجي- ديني، ومساهم كبير في إشعال وتأجيج الحرب الدينية في سورية. وذلك من خلال إرسال ميليشيات عقائدية ترى أنها في حرب مقدسة لاستعادة ثارات الحسين. مرة أخرى، ما هي حدود الإرهاب في هذه الحالة؟ أين يبدأ؟ وأين يمكن أن ينتهي؟ ما حصل لبيروت وباريس وما حصل قبلهما جريمة إرهابية بامتياز. والأبرياء الذين قضوا في هذه وغيرها من جرائم نكراء هم ضحايا عمل إرهابي يستند إلى فكر ديني متوحش. لكن ماذا عن الفكر السياسي المتوحش لنظام مثل النظام السوري؟ أو الفكر الطائفي للنظام الذي نشأ في العراق تحت الاحتلال الأميركي والنفوذ الإيراني؟ لا ينبغي أن تغطي بشاعة «داعش» حقيقة ما يحصل. للفكر أكثر من وجه، وأكثر من لون، وأكثر من أداة واحدة، وأكثر من حضور واحد. أيهما تسبب في ظهور الآخر: «داعش» أم النظام السوري؟ هل هي مصادفة أن «داعش» ظهر في العراق وفي سورية؟ ما حصل بكل بشاعته نتيجة متوقعة لبيئة سياسية تُركت تتعفن. وهذا التعفن نتيجة فشل سياسي من أكثر من طرف. وإذا كان الإرهاب نتيجة قبل أن يكون سبباً، فإن تراكم الفشل الدولي في فلسطين أولاً، ثم أفغانستان والعراق وسورية، من أهم الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة.

«ذئب متوحّد» يُقلق الأردن قد يكون... «نحن»

حازم الامين/الحياة/16 تشرين الثاني/15

خلفت حادثة قاعدة الموقر العسكرية في عمان ذهولاً! فقد أطلق النقيب في الأمن الأردني أنور أبو زيد النار من رشاش «كلاشنيكوف»، هو غير بندقيته الأميرية، على مدربين عسكريين يعملون في المعسكر، فأردى ثلاثة أردنيين وأميركيين وجنوب أفريقي، قبل أن يقتله أحد الحراس.

ومرة أخرى كان مرد الذهول إلى حقيقة أن أبو زيد ضابط لم يشهد سجله أفعالاً جرمية، كما أن اندراجه في سلك عسكري على درجة عالية من المهنية أبعد عنه شُبهات التطرف. وفي عائلته كان فرداً عادياً ممارساً طقوس العائلة والعشيرة وغير خارجٍ عن ضوابطها.

إذاً يُرجح أن نكون أمام إرهابي فرد، أو ما اصطلح على تسميته في الغرب «الذئب المتوحّد»، وهذه ظاهرة غربية استمد خبراء الإرهاب اسمها من حقيقة أن أفراداً يبنون ميولهم العنفية ويُمارسونها، من دون علاقة مباشرة مع جماعات وتنظيمات إرهابية. هم أفراد، تماماً كما الغربيون أفراد، لا بل هم مستغرقون في فرديتهم، وما راديكاليتهم سوى نموذج عنها. وهؤلاء حين يُسقطون على هذه الفردية الراديكالية «سلفية جهادية»، إنما يشحنونها بطاقة عنف مضاعفة، ويضمنونها كل ضغائنهم وإخفاقاتهم وانكفاءاتهم في هذا الغرب «الفاشل» الذي لا يعرفون العيش في غيره.

لكن كيف يصح أن ينتمي إلى هذه الظاهرة الغربية أردني يعيش في عمان، لا بل ضابط في سلك أمني وعسكري لطالما كانت له صولات وجولات مع الجماعات الإرهابية المتطرفة، وإلى عشيرة يُفترض أن تكون قد أذابت وجدانه الخاص وأدرجت نزقه الفردي في وحدة الجماعة؟

وأبو زيد من جهة أخرى ليس على ما يبدو جزءاً من جماعة متطرفة أردنية. لم تُثبت التحقيقات ذلك، والعملية التي نفذها لم يُخطط لها خارج معسكر الموقر. ثم إن عائلته التي سارعت إلى نفي البعد الإرهابي لفعلته أبرزت من الوقائع عن حياته ما يؤكد أن الرجل لم يكن أكثر من ضابط عادي في سلك لطالما كان وجهة أهل شرقي الأردن. العالم كله يتجه إلى الابتعاد عن التفسير الواحد للإرهاب، أو حتى عن إيجاد أبواب محددة للتفسير، ذاك أن الدافع للإقدام على فعل عنفي موجود ويحتاج إلى محفز، ويجب أن تتنوع التفسيرات بتنوع المحفزات. لا بل إن ميول النفسانيين راحت تُدقق بما هو غير مألوف من العناصر لدراسة القابلية للعمل الإرهابي، وقد استعملت الروائح والأصوات وحاسة اللمس في عمليات مساعدة «إرهابيين تائبين» على استعادة أنفسهم من آفة العنف والقتل.

لا، ليس «داعش» من جند أبو زيد، على رغم أنه قد يدعي ذلك، وإذا كان تنوع التفسيرات ليس خياراً سهلاً، فالأردن من دون غيره من المجتمعات المحيطة كان شهد ظاهرة «الإرهابي الفرد» في أكثر من محطة. بدءاً من أحمد الدقامسة وهو أيضاً جندي أردني، مروراً بنضال حسن، الطبيب والضابط الأميركي من أصل أردني الذي قتل ضباطاً أميركيين في تكساس، وبهمام البلوي، الذي اخترق «سي آي ايه» ونفذ عملية انتحارية داخل قاعدتهم في أفغانستان، ويُرجح أن يكون أبو زيد حلقة في هذه السلسلة.

الطبيعة الفردية لفعلة هؤلاء هي ما يجمع بينهم. البلوي ارتبط بـ «القاعدة»، ونضال حسن ربطته علاقة ما بأحد شيــــوخ التنظــــيم الإرهابي، لكــن طبــيـــعــة المهام اقتضت تركيباً نفسياً فردياً، ومراكمة خبرات يُحصّلها المرء خلال استغراقـــه في علاقة مع أحواله ونفسه وليس مع الجماعة. فالجماعة في هذه الحالة هي دافع من خارج النفس، وهي بعيدة إما فعلياً أو خيالياً.

الأردن بلد نموذجي في تقديمه هذه الاحتمالات، فأن تكون أردنياً يعني أنك خضعت لاختبارين ضعيفي الانسجام. فالدولة ومنذ نشأتها هناك قدمت لمواطنيها، أو لجزء كبير منهم، فرصة تغريب قصوى وتشريقٍ موازٍ. مناهج تعليم هي من الأكثر تقليدية في المنطقة، وفي الوقت نفسه علاقة استلابية بالغرب وبقيمه غير الثقافية وغير الاجتماعية. الأردني مثلاً أكثر خبرة من اللبناني والسوري والعراقي في مجالات التكنولوجيا والطب وقيم التنظيم وأحياناً القيافة والمظهر، لكنه أكثر تمسكاً بالطقس الديني وبقيم الجماعة.

والحال أن انفجار الهويات الدينية والمذهبية والقومية في المنطقة كلها يحيل هذه الخبرة الفريدة إلى مركّب انفجاري. فحين باشر الأردن مهمته الاجتماعية المتمثلة في نقل الحداثة من بوابتها التنظيمية والتقنية إلى عشائر شرقي النهر لم تكن المنطقة تعيش على وقع هذه الانقسامات القاتلة.

لقد كان النموذج في لحظة اشتغاله الأولى مجسداً برجل العشيرة الأردني وقد ارتدى زياً غربياً وربطة عنق وظل متمسكاً بالغطرة والعقال، وهــو ما رمز إلى بداية علاقة إيجابية بين مصدري القيـــافة الأردنية هذه، وكشف وسامة خاصة بالمــملكة. أما اليوم ووفق وصف خبير في عشائر الأردن، فيقيم في كل إرهابي أردني رجلان هما أبو مصعب الزرقاوي وغلوب باشا. الثنائية نفسها ولكن ممثلة بمستوييها القتاليين.

يمكن الاعتماد على هذا الفصام في تفسير تولي أردنيين المهام التكنولوجية في «القاعدة» سابقاً و «داعش» حالياً، وفي توليهم المهام التنظيمية والقيادية في «جبهة النصرة» في سورية.

والأردن اليوم هو البلد الأكثر تماسكاً في المشرق، والأقل عرضة للزلزال، وليس الموقع السياسي للمملكة وحده ما تولى تحصينه، إنما أيضاً الفاعلية غير الدموية لجهاز السلطة فيه، وهذا مما حصله الأردن من خبرات في علاقته مع الغرب. وهنا يُمكننا أيضاً أن نعيد ظاهرة «الذئب المتوحد» إلى أمه الغربية، ذاك أن متطرفي الأردن من التيار «السلفي الجهادي» وهم اليوم في غالبيتهم مؤيدون لـ «خلافة البغدادي»، ليسوا ذئاباً متوحدة، ولا يشملهم سؤال الكاتب الأردني ابراهيم غرايبة: «كيف يمكن أن نميز الإرهابي من غير الإرهابي؟»، وهو السؤال الذي طرحه غرايبة بعد حادثة الموقر، وبعد حال الذهول التي خلفها إقدام ضابط الأمن على ما أقدم عليه. وقد سأل غرايبة: «هل يؤمن الإرهابيون بما نؤمن به، وهل يتعلمون ما يتعلمه التلاميذ في مناهج وزارة التربية؟». ربما علينا أن نبدأ من حيث بدأ الألمان رحلتهم إلى الشفاء من هتلر، أي من أن نعترف بأن إرهابياً صغيراً يقيم بموازاة كل واحد منا، وربما أتيحت له الفرصة لكي يكون «نحن