المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november18.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من41حتى48/أَنْتُم مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْليس، وتُريدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِشَهَوَاتِ أَبيكُم، ذَاكَ الَّذي كَانَ مُنْذُ البَدْءِ قَاتِلَ النَّاس

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة02/من09حتى16/فَلَيْسَ الَّذينَ يَسْمَعُونَ الشَّرِيعَةَ هُم أَبْرارًا عِنْدَ الله، بَلْ الَّذينَ يَعْمَلُونَ بِالشِّرِيعَةِ يُبَرَّرُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

حزب الله هو إيران، وإيران هي حزب الله: ألم يحن الوقت للحريري ول 14 آذار فهم هذه الحقيقة/الياس بجاني

نظام إيران لا يتغيّـر لأنه إن فعل فقدَ مبرّر وجوده/ محمد مشموشي/الحياة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

جولة الحوار العاشرة في عين التينة و7 عروض لترحيل النفايات السنيورة يتحدث عن "سرايا المقاومة" وعون لمعالجة الإرهاب بشمولية

بان: سلاح «حزب الله» يقوض سيادة الدولة

أراضي المسيحيين أمام مجلس البطاركة والأساقفة "ملف استراتيجي يمس العيش المشترك"/بيار عطاالله/النهار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 17/11/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 17 تشرين الثاني 2015

قهوجي عرض مع قائد القوات الجوية في القيادة الوسطى الأميركية التعاون بين الجيشين

كتلة المستقبل أكدت ضرورة الدعوة إلى اجتماع استثنائي للحكومة: تضامن اللبنانيين بعد جريمة برج البراجنة دليل قوة وأصالة

عون زار بطريركية الأرمن الكاثوليك وبحث مع غريغوار شؤونا مسيحية ولبنانية

لماذا يُضيّع لبنان فرصة الإفادة من طفرة الغاز الطبيعي في المتوسط/ياسين ك. فواز/النهار

الحديث عن أبو عدس لليوم الثاني في استجواب محلّلة الاتصالات/كلوديت سركيس/النهار

بالفيديو: بعد باسيل «جو معلوف» يفتح ملف «فؤاد السنيورة»

اعترافات للـ"كهروب" بأعمال عنف وتفخيخ

الراعي غداً إلى المكسيك فألمانيا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

التيار المستقل: لوضع حد للاستنكاف عن تطبيق الدستور

قداس في الذكرى ال 9 لاستشهاد بيار الجميل في كنيسة مار ميخائيل بكفيا السبت

الراعي استقبل دبور ولاسن ورئيس فرع مخابرات جبل لبنان: الجيش هو الملاذ الوحيد لبناء وطن مستقر وآمن

باسيل وقع على مرسوم توزيع عائدات الخلوي على البلديات

عون بعد جلسة الحوار: حرب الإرهاب هي حرب عالمية تفلتت من رعاتها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إجلاء 72 ألف سائح روسي من مصر

روسيا: عمل إرهابي وراء تحطم الطائرة وسنلاحق المتورطين/رصدت 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مفجريها

تونس: إحباط هجمات كبيرة كانت تستهدف فنادق ومنشآت حيوية واعتقال سبع نساء بتهمة الدعاية لـ «داعش»

الامارات: إرجاء محاكمة ارهابيين سعوا لقلب النظام إلى ديسمبر

إسرائيل تصنف «الحركة الإسلامية» تنظيما متطرفا وتحظر نشاطها/نواب عرب في الكنيست: القرار يستهدفنا جميعًا

الجيش الاميركي يحظر التنقلات الخاصة لقواته والموظفين المدنيين في باريس

مشارك بهجمات باريس يملك حانة كحول

فرنسا تتلقى دعماً عسكرياً أوروبياً واسعاً لعملياتها في الخارج/تنفيذ 128 عملية دهم وعدد الضالعين في هجمات باريس لا يزال مجهولاً/هولاند يجري محادثات هاتفية مع روحاني ويزور واشنطن للقاء أوباما وموسكو للقاء بوتين

بلجيكا: العثور على مواد كيماوية في منزلي المعتقلين

الأولى رداً على اعتداءات باريس والثانية رداً على إسقاط الطائرة/فرنسا وروسيا تدكان معاقل «داعش» في سورية/«شارل ديغول» إلى المتوسط لمضاعفة التحرك العسكري

أكد لـ «السياسة» أنهما في هدنة أو في تفاهم ستراتيجي/قيادي عراقي: إيران تستفيد من «داعش» لتعزيز نفوذها

«الحرس الثوري» ينفي مقتل سليماني في حلب

الأزهر يدين حرق المساجد

سيناتور اميركي في رسالة للاسد:الحرب السورية عدوان من قوى خارجية

الزياني: دول مجلس التعاون الخليجي تساند فرنسا في هذه الفترة العصيبة

دراسة بريطانية: ارتفاع غير مسبوق في عدد ضحايا الارهاب 32658 الف قتيل في 2014 والكلفة الاقتصادية نحو 52,9 مليار دولار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما زرعه حافظ الأسد قبل 45 عاماً/خيرالله خيرالله/المستقبل

عون وجعجع.. لقانون إنتخابي يؤمن المحدلة المسيحية/المدن

فائض مكافحة الإرهاب» سمح بتطوّر «داعش»/وسام سعادة/المستقبل

الشجعان... والبغدادي/نبيل بومنصف/النهار

أي رسالة حتى تتعذّر جلسة للحكومة؟ التضامن الدولي مع لبنان دونه الداخل/روزانا بومنصف/النهار

"صحوة العودة"... من سوريا/عبد الوهاب بدرخان/النهار

الرئيس هو الحلّ والردّ/الياس الديري/النهار

هل اللامركزية الإدارية هي الحل/ريـمون شاكر/النهار

لبنان بين مطرقة الأزمة السورية وسنْدان التجاذبات السياسية/الدكتور فوزي زيدان/النهار

وحوش دولة الإرهاب/رندة تقي الدين/الحياة

عن تحوّلات الطبقة الوسطى في سورية/أكرم البني/الحياة

هل ننتظر أم نتحرك لحماية أنفسنا/داود الشريان/الحياة

النظام الإيراني وتفجير الوضع السوري/داود البصري/السياسة

التدخل الذي سيضطر له العالم/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لا توجد مدينة بمأمن ما دامت الحرب في سوريا مستمرة/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من41حتى48/أَنْتُم مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْليس، وتُريدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِشَهَوَاتِ أَبيكُم، ذَاكَ الَّذي كَانَ مُنْذُ البَدْءِ قَاتِلَ النَّاس

قالَ الرَبُّ يَسوع لليَهُود: «أَنْتُم تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبيكُم». فَقَالُوا لَهُ اليَهُودُ: «نَحْنُ لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنًى! لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ هُوَ الله!». قَالَ لَهُم يَسُوع: «لَو كَانَ اللهُ أَبَاكُم لأَحْبَبْتُمُونِي، لأَنِّي أَنَا مِنَ اللهِ خَرجْتُ وأَتَيْت. ومَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي أَتَيْت، بَلْ هُوَ أَرْسَلَنِي. لِمَاذَا لا تَفْهَمُونَ كَلامِي؟ لأَنَّكُم لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَولِي! أَنْتُم مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْليس، وتُريدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِشَهَوَاتِ أَبيكُم، ذَاكَ الَّذي كَانَ مُنْذُ البَدْءِ قَاتِلَ النَّاس، ومَا ثَبَتَ في الحَقّ، لأَنَّهُ لا حَقَّ فِيه. عِنْدَمَا يَتَكَلَّمُ بِٱلكَذِبِ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَدَيْه، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وأَبُو الكَذِب.أَمَّا أَنَا، فَلأَنِّي أَقُولُ الحَقّ، لا تُصَدِّقُونَنِي."

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة02/من09حتى16/فَلَيْسَ الَّذينَ يَسْمَعُونَ الشَّرِيعَةَ هُم أَبْرارًا عِنْدَ الله، بَلْ الَّذينَ يَعْمَلُونَ بِالشِّرِيعَةِ يُبَرَّرُون

يا إِخوَتِي الضِّيقُ والشِّدَّةُ عَلى كُلِّ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ السُّوء، عَلى اليَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ عَلى اليُونَانِيّ. وَالمَجْدُ والكَرَامَةُ والسَّلاَمُ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَح، لِليَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِليُونَانِيّ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ لِلوُجُوه. فَجَمِيعُ الَّذينَ خَطِئُوا بِدُونِ شَريعَة، فَبِدُونِ شَريعَةٍ يَهْلِكُون. وجَميعُ الَّذِينَ خَطِئُوا في الشَّرِيعَة، فَبِالشَّرِيعَةِ يُدَانُون. فَلَيْسَ الَّذينَ يَسْمَعُونَ الشَّرِيعَةَ هُم أَبْرارًا عِنْدَ الله، بَلْ الَّذينَ يَعْمَلُونَ بِالشِّرِيعَةِ يُبَرَّرُون. فَلَمَّا كَانَ الأُمَمُ، الَّذينَ لا شَريعَةَ لَهُم، يَعْمَلُونَ بِحَسَبِ الطَّبِيعَةِ بِمَا في الشَّرِيعَة، فَهؤلاءِ، وإِنْ كَانُوا لا شَريعَةَ لَهُم، هُم شَرِيعَةٌ لأَنْفُسِهِم. وهُم يُظْهِرُونَ أَنَّ عَمَلَ الشَّرِيعَةِ مَكْتُوبٌ في قُلُوبِهِم، فَضَمِيرُهُم شَاهِد، وأَفْكَارُهُم تَشْكُوهُم تَارَةً، وتَارَةً تُدَافِعُ عَنْهُم

يَوْمَ يَدينُ اللهُ خَفَايَا البَشَر، بِحَسَبِ إِنْجيلي، بِيَسُوعَ المَسِيح.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

حزب الله هو إيران، وإيران هي حزب الله: ألم يحن الوقت للحريري ول 14 آذار فهم هذه الحقيقة؟

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/17/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%8C-%D9%88%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%87%D9%8A-%D8%AD/

يفاجئنا دائما الرئيس سعد الحريري، كما برده يوم أمس على خطاب السيد نصرالله الأخير، بمبادرات “خنفشارية” “وغبية” “وارتجالية” لا يستشير قبل إطلاقها الحلفاء في 14 آذار وتحديداً المسيحيين منهم وتكون باستمرار كارثية.

مبادرات “ردات فعل” غبية و”خنفشارية” طبقاً لكل معايير العقل والتعقل والعمل السياسي، مبادرات لا تستند إلى أي فهم وإدراك للحقائق المعاشة على الأرض في لبنان المحتل.

مبادرات “ولادية” تبين أنه ومعه كوكبة مستشاريه في لبنان والسعودية يجهلون أو يتجاهلون حقيقة النظام الإيراني الذي هو حزب الله، وحقيقة حزب الله الذي هو إيران.

مبادرات مرة من المحكمة الدولية منبطحاً، ومرة بنومه في سرير الأسد، ومرة باستعداده للتنازل عن المحكمة الدولية عبر جريدة الشرق الأوسط والإعتراف بشهود الزور، ومرات ومرات إما بالزحف باتجاه الضاحية مباشرة، أو مواربة من قبل أدوات انتهازية تمثل دور الأبطال كوزير الداخلية “القبضاي” نهاد المشنوق.

ودائماً الحريري ومعه تياره يقعون في الشباك التي ينصبها لهم ول 14 آذار الموظف من قبل حزب الله بمسمى “رئيس لمجلس النواب”، نبيه بري، وذلك بالتعاون والتنسيق العلني والخفي مع النائب وليد جنبلاط الأكروباتي.

الحريري يلهث باتجاه حزب الله كلما ناداه السيد حسن نصرالله، وما من مرة جاء النداء إلا وكان حزب الله في ورطة، وبعد الخروج من الورطة يعود الحزب إلى واقعه الإرهابي والإحتلالي والغزواتي والمذهبي والإستكباري.

ما يجب على الحريري تحديداً أن يفهمه مرة واحدة وإلى الأبد أن حزب الله هو إيران وأن إيران هي حزب الله، وأن حزب الله يحتل لبنان نياية عن إيران، وهو من قتل والده واغتال كل القيادات الاستقلالية وهو لن يتغير أو يتبدل لأنه إن فعل ذلك يفقد مبرر وجوده تماماً هو واقع النظام الإيراني.

في أسفل مقالة للكاتب محمد مشموشي نشرتها جريدة الحياة اليوم نتمنى ونرجو الحريري ومستشاريه ومعهم “القبضاي” صاحب شعار “مش عارف حالك مع مين عم تحك”، الوزير نهاد المشنوق “المستقتل” على لقب دولة الرئيس، نتمنى عليهم جميعاً الإطلاع عليها وفهم ما جاء فيها وهو فضح مبسط لواقع النظام الإيراني، الذي هو حزب الله. مختصر المقالة يقول إن نظام الملالي لن يتغير ولن يتبدل لأنه إن فعل ذلك ينتهي، وكذلك حزب الله الذي هو ذراع الملالي العسكري.

من هنا على الحريري التوقف عن رمي المبادرات الغبية والعبثية باتجاه حزب الله والالتزام الجماعي مع 14 آذار بمواقف ثابتة وواضحة وتحديداً المسيحيين منهم.

 **الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

نظام إيران لا يتغيّـر لأنه إن فعل فقدَ مبرّر وجوده

 محمد مشموشي/الحياة/17 تشرين الثاني/15

على عكس ما يعتقد البعض، توجد في إيران آراء متعددة وحتى متباينة الى حدّ ما، لكنها جميعاً لا تصل الى حد التأثير في صناعة القرار. هذا الأخير كان ولا يزال في يد «الولي الفقيه»، المرشد علي خامنئي، الذي تأكد على مر الأعوام أنه صاحب الكلمة الفصل، لا سيما عندما يتصل الأمر بسياسة البلاد الخارجية وبدورها التوسّعي في المنطقة العربية. وليس خافياً أن خامنئي نفسه كان وراء صعود نجم محمود أحمدي نجاد في الداخل، ثم انتخابه رئيساً للجمهورية لفترتين متتاليتين، فضلاً عن دعم سياساته العدائية للبلدان العربية والمتطرفة تجاه الغرب على مدى ثمانية أعوام، تماماً كما كان قبل عامين وراء انتخاب الرئيس الحالي حسن روحاني ودعم سياساته الموصوفة بـ «المعتدلة» إزاء الولايات المتحدة، بخاصة في ما يتعلق بالملف النووي لبلاده في مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. الفارق الوحيد بالنسبة الى خامنئي كان الظروف السياسية، الداخلية الإيرانية والخارجية الإقليمية والدولية، التي جعلته يختار نجاد في مرحلة معينة ويختار روحاني في مرحلة ثانية.

في الأولى، كانت مباشرة الخطة لبناء ما وصف بـ «الإمبراطورية الساسانية» بزعامة «الولي الفقيه»، عبر التسلّل طائفياً وعسكرياً وسياسياً الى العراق وسورية ولبنان وفلسطين وغيرها، الى حدّ الحديث عن سقوط أربع عواصم عربية في يدها، وكانت إذ تحتاج الى عدوانية نجاد وتطرّفه... فيما جاءت الثانية مع قرار إيران التحدث مع العالم من نافذة «الإمبراطورية» هذه، وإن يكن باسم ملفّها النووي وحاجتها الى فك العزلة الدولية عنها من ناحية، ورغبة الولايات المتحدة تحديداً في ضمان عدم تحوّل هذا الملف الى سلاح من ناحية ثانية، وإذا فهي تحتاج الى روحاني وما يقال عن اعتداله واعتدال وزير خارجيته محمد جواد ظريف. وعملياً، هذا هو المعنى الحقيقي لرفض إيران روحاني/ ظريف (بقرار من المرشد) بحث أية نقطة خارج جدول أعمال التفاوض في شأن الملف النووي، وإصرارها على أن ما بينها وبين الدول الست الكبرى في العالم هو هذا الملف من دون ما عداه.

وتأسيساً عليه، فقد حقق خامنئي، من وجهة نظره، من خلال الاتفاق النووي وعلى هامشه، إنجازين كبيرين جداً لسياسته:

أولاً، الاتفاق نفسه وقد تم على طريقة «بيع الغرب من كيسه»، كما يقول المثل الشعبي، في جانب منه لأن برنامج إيران النووي كان للابتزاز والشانتاج أكثر من أي شيء آخر، وفي جانب آخر لأن ايران لم تفكر يوماً، كما زعم وفدها خلال المفاوضات، في إنتاج أي سلاح نووي انطلاقاً من أن الدين الإسلامي يحرم إنتاج مثل هذا السلاح واستعماله، ثانياً، تغاضي المجتمع الدولي، ممثلاً بالقوى الـ6 الكبرى فيه، عن دورها السابق في الإقليم وتمدّدها الطائفي/السياسي والعسكري/ الميليشياوي في العديد من بلدانه، والتعامل معها تالياً على أساس الأمر الواقع: إيران ذات الوجود والدور والنفوذ في المنطقة، وليست مثيرة القلاقل ومسبّبة الاضطراب وعدم الاستقرار والحروب الطائفية والمذهبية فيها.

هل كانت الدول الـ6، بخاصة الولايات المتحدة، مضطرة لإعطاء خامنئي هذين الامتيازين، أم أنها قدمتهما عامدة بأمل أن يؤدي الاتفاق الى قلب ميزان القوى في إيران لمصلحة المعتدلين، وحتى الإصلاحيين القابعين في السجون أو تحت الإقامة الإجبارية منذ الانتخابات السابقة، كما قال الرئيس باراك أوباما؟!.

الحال أن تدخلات إيران في المنطقة لم تتغير قيد أنملة بعد الاتفاق مع الدول الـ6، بل ازدادت حتى أثناء المفاوضات مع هذه الدول كما أظهر الانقلاب الحوثي في اليمن وكما هي الحال في سورية الآن.

أكثر من ذلك، عادت لافتات «الموت لأميركا» الى شوارع طهران، وفي المدة الأخيرة الى طباعتها على أكف العامة من الناس، بعد أن غابت في مرحلة المفاوضات، بل لجأ خامنئي نفسه الى التقليل من شأنها.

وفي لقائه الأخير مع قادة القوات المسلحة والحرس الثوري، لم يحرم خامنئي التفاوض مع الولايات المتحدة فقط، بل حذّر من وصفهم بـ «الأفراد البسطاء» في إيران من السير في هذا الاتجاه، قائلاً: «إن المخططات الأكبر للقوى المتعجرفة تهدف إلى العداء مع نظام إيران الإسلامي، وإن طلب أميركا التفاوض مع إيران هو في سياق هذا العمل ومن أجل النفوذ... وإن في إيران من البسطاء من يتجاهلون هذه الحقيقة، وينسون بالتالي مصالح بلدهم الوطنيّة.

أما كبير مستشاريه علي أكبر ولايتي، فأعلن أن طهران لن تتعاون مباشرة ولا في صورة غير مباشرة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك «الحرب على الإرهاب في سورية».

هذا في الوقت الذي كانت تخرج أنباء من طهران عن اعتقال مزيد من الإعلاميين الأميركيين، واكتشاف شبكات تجسّس وتخريب غربية، إضافة الى وقف تفكيك أجهزة الطرد المركزي للتخصيب وفق الجدول الزمني للاتفاق. ليس ذلك فقط، بل إنه في العراق تحديداً، ليست إلا في السياق إياه حملة خامنئي الجديدة على رئيس الوزراء حيدر العبادي، وتكتيل نواب محسوبين عليها ضدّه.

وإذا كانت الذريعة هي الإصلاحات التي يقوم بها العبادي بتشجيع من المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني وواشنطن، لكنها لا تنفصل أبداً عن اعتراض إيران على قراره رفض توسيع نطاق عمل المقاتلات الروسية، كما تريد طهران، ليشمل العراق الى جانب سورية.

هذا هو نظام «ولاية الفقيه» في إيران. كان وسيبقى عدائياً للاستقرار في المنطقة وحتى في العالم كله، لسبب بسيط هو أنه قام أصلاً على هذا الأساس ومن أجل هذا الهدف. ويعرف هذا النظام قبل غيره أنه في اليوم الذي يتخلى عن هذين الأساس والهدف، أو يبدو أنه في صدد ذلك، يفقد مبرر وجوده وحتى يكون كمن يحفر قبره بيده. والمسألة هنا ليست من نوع «البروباغندا» التي مارستها أنظمة عديدة مماثلة في المنطقة، بمعنى أنها تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر. هي بالنسبة الى النظام الإيراني، ومرشده علي خامنئي تحديداً، أخطر من ذلك لأنها قول وفعل في الوقت ذاته.

وتجارب المنطقة والعالم مع ثلاثة وثلاثين عاماً من عمر هذا النظام أبلغ دليل على ذلك.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

جولة الحوار العاشرة في عين التينة و7 عروض لترحيل النفايات السنيورة يتحدث عن "سرايا المقاومة" وعون لمعالجة الإرهاب بشمولية

منال شعيا/النهار/18 تشرين الثاني 2015

"طول البال" الذي تحدث عنه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لم يعد ينفع لمعالجة ازمة النفايات التي تخطت يومها المئة. هي ازمة كادت ان تتصدّر اولوية طاولة الحوار امس. عادت نغمة الترحيل مجددا وسط معلومات تشير الى تقدّم في هذا الملف، اذ ثمة نحو سبعة عروض تسلمها لبنان حتى الان، وان البحث لا يزال جاريا قبل بت الامر في جلسة حكومية موعودة. انها جولة حوارية عاشرة مستنسخة عن سابقاتها، لا جديد فيها سوى الموضوع الامني الذي فرض نفسه بحكم تفجيري برج البراجنة، وصولا الى امتداده الى دول أوروبية. وحده المكان تبدّل من ساحة النجمة الى عين التينة، لضرورات أمنية. فالمتحاورون هم أنفسهم والكتائب لا تزال مقاطعة بشخص رئيسها النائب سامي الجميل.

وحده رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون يترجح خلال جلسة وأخرى بين الحضور والامتناع. فقد اعتبر حضوره الجلسة أمس إعادة لإحياء قنوات الاتصال بينه وبين الرئيس نبيه بري، وخصوصاً بعد الشظايا التي تسببت بها الجلسة التشريعية الأخيرة. فكانت الجلسة بمثابة انطلاقة جديدة للعلاقة بين الرجلين، وخصوصاً جلسة الغداء التي تلت الحوار.

أربعة محاور تخللتها طاولة الحوار: الوضع الامني، الملف الرئاسي، قانون الانتخاب، ازمة النفايات.

في الشق الاول، أجمع المتحاورون على أولوية الملف الامني وضرورة الالتفاف منعاً لأي خرق. وقف الجميع دقيقة صمت، قبل أن يستهل الكلام بري الذي أعاد الحديث عن سلة متكاملة من الرئيس وتفعيل مجلس النواب والحكومة ووضع قانون الانتخاب"، ولفت الى أن "اللجنة المنوي تأليفها لقانون الانتخاب ستكبّ على مناقشة تفاصيل القانون". وهنا أجمع المتحاورون على ضرورة ابقاء ملف قانون الانتخاب على طاولة الحوار من أجل اعطائه توجها سياسيا ودفعا قويا، لان اللجنة من دون الدعم السياسي قد لا تصل الى نتيجة، وعملها لا بد ان يكون ترجمة تقنية للتفاهم السياسي.

المقاومة وطبخة "المجدرة"

"التسوية الشاملة" عنوان طرأ على طاولة الحوار، بعد الكلام الاخير للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. اذ توقف الرئيس فؤاد السنيورة مطولا عنده، معتبرا انه "امر جديد وجيد ويعكس رغبة في الحل الا انه يحتاج الى خطوات على الارض لوقف الشحن". وتمنى من خلال هذا العمل "ان نصل الى حل عبر التركيز على اولوية الرئاسة والوصول لاحقا الى تفعيل عمل مجلسي الوزراء والنواب". وعاد السنيورة، بعد الاشادة بكلام نصر الله، وتحدث عن "سرايا المقاومة"، و"الانتشار المسلح في كل الاحياء وأنحاء البلد"، منتقدا "التورط في سوريا والذي يوصل الى الارهاب"، وداعيا الى "التحرك على الارض لاسترجاع الثقة بين بعضنا. إذ لا أحد يعتقد أن الارهاب يعالج بالقوة فقط".

وبسرعة رد بري: "يا فؤاد. أنت مش واقف محلك بل راجع الى الوراء. لا تزايد علينا بالحكومة ولا بالحوار. الحل هو طبخة، واذا كانت مجدرة او كاستاليتا، بدا تستوي".

وتباعا تحدث رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان فطالب بإبقاء ملف قانون الانتخاب على طاولة الحوار. وتلاه رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه داعيا الى حل متكامل. اما الوزير بطرس حرب فجدد موقفه بأفضلية انتخاب رئيس، مشددا على ضرورة تفعيل آلية الحكومة.

وبدوره، عاد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الى كلام نصر الله والرئيس سعد الحريري مشيدا بموقفهما، ولاحظ في كلام نصرالله والحريري "جواً إيجابيا يجب أن يتبلور في جلسات الحوار الوطني وكذلك في الحوار الثنائي الذي لم يحقق نتائج تُذكَر على الأرض".

وقال: "عندما تحدث الرئيس السنيورة عن الاستفزازات في الشوارع، كما حصل في صيدا ويحصل في بيروت، كان يتحدث من منطلق الرغبة في حصول تعاون في الموضوع، وأتمنى على الوزير علي حسن خليل والنائب محمد رعد والرئيس السنيورة الموجودين على هذه الطاولة أن يأخذوا في الإعتبار أو يوصلوا إلى ممثلي أحزابهم في الحوار الثنائي، رسالة عن ضرورة إيجاد حلول، لأن الكلام الإيجابي يجب التعبير عنه عمليا".

واذ أكد أن أي موضوع لا يتقدم على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، نوه ايضا بمقاربة بري واصفاً إياها بأنها "عملية".

وقال: "لن نتمكن من أن نتفق على رئيس للجمهورية ما لم تتم حلحلة بعض الأمور الأخرى ومن أهمها قانون الانتخاب، واذا لم تضع هيئة الحوار للجنة قانون الانتخاب المبادئ التوجيهية والمعايير التي يتفق عليها الجميع، فستفشل اللجنة في مهمتها وستعمل شهرين من دون نتيجة".

أما جنبلاط فقال ان "الارهاب يؤسس لردات فعل متطرفة، ولا خلاص الا بالتسويات، من دون أن نغفل حيثية الرئيس".

أما رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد فرد بشكل غير مباشر على كلام السنيورة، قائلا: "سمعنا التقارب والتعاطف، ونحن أيضاً نتعاطف مع فرنسا ضد الإرهاب، لكن لا نسمح لأنفسنا بأن نطلب من فرنسا الخروج من سوريا. نحن لسنا في سوريا إلا لأن سوريا ولبنان مستهدفان، وينبغي أن نحاذر إعطاء الإرهاب ذريعة للتمادي في إرهابه في لبنان، ولا سيما أن الارهاب لا يوفر أحداً".

ثم أعطى رعد دفعاً للحوار، قائلاً: "الوضع لا يحتمل ولا بدّ من إنقاذ".

ومن بين آخر المتكلّمين، العماد عون الذي اعتبر ان "حرب الارهاب عالمية ومواجهتها تكون بخطة شاملة وليس بجزئيات. لذلك، لا بد من نظرة شمولية إلى الامور، فالارهاب لا يتوقف على طرف. وصل الى فرنسا وأوروبا وقد يمتد الى بلدان اخرى"، لافتا الى ان "هذا التكفير الاسلامي انتشر من بلاد الصين الى حدود تركيا وسوريا، وبدأ من المغرب العربي حتى وصل الينا، وربما خرجت الحرب عن ارادة من أوجدوها". وفي قانون الانتخاب، قال: "مواصفات قانون الانتخاب الواجب اعتمادها، هي العدالة والتمثيل الصحيح وتصحيح الخلل من دون اي مواربة".

هكذا، وعلى الرغم من ان جنبلاط لفت الى ان "جلسة اليوم كانت مفيدة اكثر من سابقتها"، فإن لا جديد خرق معضلة الفراغ الرئاسي، وتبين من المداخلات ان كل فريق لا يزال عند موقفه".

ولم يخل البيان الرسمي الصادر عن المجتمعين من العموميات، اذ استنكر "الجريمة الارهابية في برج البراجنة"، وقدّر "الالتفاف الوطني الجامع على ادانتها والتضامن الذي عبرت عنه مختلف القوى السياسية في مواجهة الارهاب".

ونوّه "بجهود الاجهزة الامنية التي استطاعت بسرعة قياسية كشف كل تفاصيل هذه الجريمة وتوقيف المجرمين"، مشدداً على "اهمية استمرار التنسيق للحفاظ على الاستقرار وضبط أي محاولات ارهابية"، وأكد أيضاً "ضرورة تفعيل عمل المؤسسات، وفي مقدّمها عمل مجلس الوزراء لمعالجة القضايا الملحة".

الترحيل و7 عروض

الى الأزمة القديمة – الجديدة: النفايات. كالعادة، تحدث الرئيس تمام سلام مشيرا الى ان "الازمة باتت طويلة جدا، ولا بد من حلول. وبعد رفض المطامر واستحالة تطبيقها، بات أمامنا حل الترحيل".

ولفت الى ان "سبعة عروض قدمت الى لبنان، وثمة وزير في إحدى الدول مستعد لزيارة بيروت وتقديم بعض الآليات، ولا حل أمامنا سوى الترحيل خلال السنة ونصف السنة المقبلة". وجدد القول إنه "مستعد لعقد جلسة حكومية قريبا ما ان تتوافر المعطيات اللازمة التي تمكن من عقد الجلسة وحصد انتاجيتها".

وهنا، أيد معظم المتحاورين هذا الحل، ومن ضمنهم عون الذي لم يمانع في عقد جلسة حكومية لبت أزمة النفايات والانتهاء منها، إلا أن المتحاورين لم يعرفوا بعد ماهية هذه العروض أو الدول التي وراءها.

هكذا، قد تكون أزمة النفايات، إذا سلكت خواتيمها السعيدة، هي الترجمة الوحيدة لجلوس معظم السياسيين حول طاولة واحدة والخروج باطار عملي معين، علما أن طاولة الحوار لم تكن لتبحث في معضلة النفايات لولا تعثر الحكومة الحالية.

... وإلى 25 تشرين الثاني الجاري، الموعد الجديد لطاولة حوار أخرى، قد لا تخرج عن سابقاتها سوى ببيان آخر مختلف يحدد العموميات ويهمل التفاصيل التي فيها وحدها يكمن الشيطان.

وكان مجهولون أشعلوا النار في مسجد السلام بمدينة بيتربورو وسط مقاطعة أونتاربو كبرى المقاطعات الواقعة شرقي كندا.

 

بان: سلاح «حزب الله» يقوض سيادة الدولة

وكالات/18!1/15/في سياق التقرير الدوري الذي يقدّمه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، بشأن تنفيذ قرار المجلس 1701 الذي أنهى الأعمال العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل العام 2006، قال في تقريره الأخير الذي يتناول الوضع في لبنان، خلال الفترة من 25 يونيو الماضي إلى 4 نوفمبر الجاري إنّ «تسلّح «حزب الله» يشكّل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويقوّض قدرة الدولة على بسطِ سيادتها وسلطتها بشكل كامل على أراضيها». وأهابَ بجميع الأطراف اللبنانية أن تكفّ عن أيّ مشاركة في النزاع السوري، وأن تلتزم مجدّداً بسياسة النأي بالنفس، داعياً جميع القادة اللبنانيين إلى التقيّد بدستور لبنان وباتّفاق الطائف وبالميثاق الوطني، كما دعا أعضاءَ المجلس النيابي الذين يقاطعون الجلسات البرلمانية الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، إلى أن يتيحوا انعقاد تلك الجلسات على وجه السرعة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون مزيد من التأخير. إلى ذلك، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن الأمن بشكل عام تحت السيطرة في لبنان والأجهزة مجتمعة تعمل بصمت على مدار الساعة، مشدداً على أن الوضع الأمني مضبوط رغم العثرات.

 

أراضي المسيحيين أمام مجلس البطاركة والأساقفة "ملف استراتيجي يمس العيش المشترك"

بيار عطاالله/النهار/18 تشرين الثاني 2015

فوجئ اعضاء مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان خلال دورتهم الأخيرة بمداخلة رئيس "حركة الارض اللبنانية" طلال الدويهي وهو يتحدث عن حجم الاراضي التي خسرها المسيحيون نتيجة عمليات البيع ووضع اليد في أكثر من منطقة في لبنان. والمفاجئة الأكبر كانت في حجم الانحسار "الطوبوغرافي" المسيحي في قلب جبل لبنان مقارنة بالأطراف، حيث إن عمليات بيع العقارات والشقق من عرب في كسروان والمتن وجبيل مثلاً تفوق بأضعاف عمليات البيع في عكار والبقاع والجنوب، من دون اي تفسير مقنع لهذا المسار الذي وصلت اليه الأمور في التهاون مع السماسرة وباعة العقارات الذين لا يتورعون عن شيء لكسب المال ولو على حساب الكثير من الأمور الاستراتيجية التي تمس التعددية والعيش المشترك.

في مداخلة الدويهي التي حصلت "النهار" على نصها، أن حجم الاراضي التي انتقلت ملكيتها من المسيحيين اللبنانيين الى غيرهم حتى تاريخ الأول من تشرين الثاني 2015 تقدّر بـ40 مليون متر مربع، تتوزع على كامل الاراضي اللبنانية، بالاضافة الى 466 شقة بيعت من غير لبنانيين خلال الأعوام الممتدة بين 2013 و2015. لكن الأخطر من كل ذلك أن أرقام هذه المبيعات العقارية سواء أكانت أراضي جرداء أم عقارية أم شققاً ووحدات سكنية، لا تشتمل على عمليات البيع التي لا يتم تسجيلها لدى الدوائر العقارية، ذلك أن الكثير من البيوعات تشتمل على أراضٍ غير ممسوحة، وتالياً يتم بيعها بواسطة عقود تحمل توقيع المختار فقط وتسمى صكوك بيع، إضافة الى عمليات بيع تتم لدى الكتاب العدول من دون أي حسيب أو رقيب، وتالياً لا يعمد أصحابها الى تسجيلها لدى الدوائر العقارية لألف سبب وسبب، في ظل عدم وجود قانون واضح يجبر الشاري على تسجيل العقارات التي يشتريها فوراً، وهكذا "تضيع الطاسة" كما يقال، وتختلط الأمور بين من يشتري ومن يبيع ومن يمسك بالاراضي والتلال ومن يتحكم في ما يسمى "الجغرافيا السياسية" في بلاد لم تنجح في تجاوز عثراتها الطائفية بعد. وثمة وضع يد على ملايين الأمتار المربعة من عقارات البلدات والقرى المسيحية مثل بلدة حوارة في الضنية التي اختفت من الوجود، وصولاً الى أراضي الفوار المجاور لمدينة زغرتا، حيث شرح الدويهي ان القرارات القضائية لم تجدِ نفعاً في التعامل مع محتلي الاراضي الذين يمتعون بالتغطية السياسية أسوة بما يجري في لاسا (في أعالي جبيل) ومنها الى القاع التي استولى السوريون على عقاراتها بالتعاون مع بعض أهالي القرى المجاورة و"على عينك يا تاجر"، حيث تكفّلت الدولة بتأمين الكهرباء والمياه والمدارس "للمحتلين ومغتصبي الأراضي".

هذا في المصائب التي يعانيها الوضع الجغرافي المسيحي، لكن الدويهي قدم أيضاً عرضاً إيجابياً للمحاولات المستميتة والوطنية التي يقوم بها أهالي القرى والبلدات المسيحية للدفاع عن وجودهم في وجه "سرطان السماسرة" وتجار العقارات والمتخاذلين في حقوقهم، سواء ما جرى في القبيات وعندقت أو غيرها من البلدات.

وشرح لمجلس الطباركة والاساقفة أن الحركة تصدت لبيع 12 مليون متر مربع من الاراضي، وانقذت الكثير منها بالتعاون مع رجال دين مسيحيين ومتمولين وطنيين يرفضون خسارة الجغرافيا المسيحية سواء في الحدت، أو في الجنوب أو في مناطق أخرى كثيرة. وأشار الى وجود 178 عقاراً معروضاً للبيع تعمل الحركة وناشطوها بالتعاون مع الاحزاب والهيئات الوطنية على منع بيعها من غير لبنانيين ومن غير مسيحيين منعاً للفرز الطائفي والديموغرافي.

وخلص الدويهي الى مطالبة الاساقفة بالعمل بجدية على تعزيز الاطراف واقامة مشاريع حقيقية وجدية، اضافة الى انشاء شركة عقارية كنسية وعامة تشكل الرهبانيات والأوقاف القسم الأكبر من المساهمين فيها، "للمساعدة بفاعلية على مواجهة عمليات البيع ودعم الاستثمارات في الأرياف في أراضي المسيحيين والمساعدة على استيعاب الاراضي الموجودة بطريقة عملية واقتصادية مجدية، لكن الأهم كان مطالبة مجلس الاساقفة بإعادة العمل ببراءة الذمة البلدية وحق الشفعة، والتي كانت موجودة حتى عام 1997 وأُلغيت بموجب مشروع موازنة ذلك العام وفي عهد الرئيس الياس الهراوي وحكومة الرئيس رفيق الحريري.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 17/11/2015

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 الساعة 22:48

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إعلانان مهمان، الأول روسي وفيه أن الطائرة التي تحطمت في سيناء تعرضت للتفجير. والثاني أميركي وفيه أن الإنتقال السياسي في سوريا قد يبدأ خلال أسابيع.

وبين الإعلانيين إجراءات كبيرة للحلفاء ضد داعش في سوريا وفيها:

- قصف روسي استراتيجي جوا وبحرا لمواقع داعش البرية في سوريا.

- توافق أميركي - تركي على الإنتهاء من قفل الحدود في شمال سوريا.

- دعوة موسكو مجلس الأمن الى التصويت على قرار لإنشاء جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب.

لبنانيا الأجهزة الأمنية نشطة ومعلومات عن توقيفات جديدة وعمليات دهم في مناطق عدة بينها طرابلس وتحقيقات مع موقوفين.

وعلى الصعيد السياسي هناك إحساس لدى المراجع والقيادات بدقة المرحلة إقليميا وحتى دوليا، وبالتالي هناك التقاء لبناني على أهمية التوافق وتأمين الغطاء اللازم للقوى والأجهزة الأمنية.

الحوار العاشر تم في أجواء سياسية وطنية تخلله غداء لأهل الحوار في عين التينة وتأكيد منهم على تفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمها مجلس الوزراء. ولقد أعرب وزير الإعلام رمزي جريج عن إعتقاده بأن الجو مناسب لعقد جلسة استثنئاية لمجلس الوزراء مشيرا الى أن مبادرة السيد حسن نصرالله أحدثت جوا مؤاتيا لحل لبناني في مسألة انتخاب الرئيس.

وقالت أوساط سياسية إن الرئيس تمام سلام قد يدعو قريبا الى عقد جلسة لمجلس الوزراء تهدف الى:

- التوسع في إشاعة أجواء واعدة في التوافق السياسي.

- التنفيذ في خطة ترحيل النفايات بعد استكمال الإتصالات مع بعض الدول.

وقد شددت كتلة المستقبل على أهمية عقد جلسة لمجلس الوزراء.

إذن الحوار العاشر إيجابي والحادي عشر قد يحمل خارطة طريق لتسوية سياسية شاملة تبدأ بإنتخاب رئيس وإقرار قانون انتخاب وإجراء الإنتخابات.

الحوار الحادي عشر ينعقد ظهر الأربعاء الأسبوع المقبل. أما الحوار العاشر فتم في عين التينة وليس في المجلس لأسباب أمنية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

القبة تتصدر المشهد بعد عملية نوعية قامت بها الاجهزة الامنية محققة انجازا عظيما اثبت قدراتها بعدما نفذت مداهمات واسعة ضبطت خلالها كميات من المتفجرات والصواعق والاحزمة الناسفة المجهزة وبحسب معلومات الـnbn فان براميل من المتفجرات والكرات الحديدية القاتلة صودرت وهي تكفي لصناعة مئات الاحزمة للانتحاريين.

امنيا ايضا كان الجيش يولد من الارهابي الكهروب شبكة من المعلومات مرتبطة باستهداف الجيش واجتماع علماء القلمون في عرسال مؤخرا، وفي هذا الانجاز تتضح خيوط المخططين والمنفذين الذين سعوا لضرب الاستقرار على مساحة الجمهورية اللبنانية.

على طاولة الحوار تأكيد على الوقوف في وجه الارهاب وتفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمتها مجلس الوزراء، جلسة الحوار الاولى في مقرها الجديد كانت مفيدة ونقاطها كانت محددة بحسب المتحاورين، والرئيس نبيه بري سيركز في اجتماع مكتب هيئة المجلس غدا على تأسيس لجنة لدراسة القانون الانتخابي.

الى الخارج حرب عالمية ضد الارهاب، موسكو هي قلبها في ظل توسع الجهد الروسي في هذا المجال شيئا فشيئا كبقعة زيت.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واصل سياسة التشبيك مع الدول التي اكتوت بنار الارهاب بعدما ثبت بالوجه الشرعي عدم فعالية التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

أول الغيث اتفاق فرنسي روسي على المستوى الرئاسي للتعاون العسكري والاستخباراتي في محاربة داعش سيليه ترجمة الاقوال الى افعال في قمة مرتقبة بين بوتين وهولاند الاسبوع المقبل وهذا ما دفع باراك اوباما الى القوطبة وتحديد لقاء مع الرئيس الفرنسي قبل يومين من القمة. اما جدول الاعمال فيتربع على رأسه بند وضع خطة لاجراء عمليات مشتركة من البحر والجو في سوريا على ان يبدأ التعاون بشكل فوري بين الجيش الروسي وحاملة الطائرات شارل ديغول في سواحل المتوسط.

لا وسطية روسية ولا رمادية في الحرب على الارهاب ومن هنا كانت دعوة موسكو لمجلس الامن للتصويت فورا على مشروع قرار بتشكيل جبهة دولية موسعة ضد الارهاب، الزخم الروسي ترجم اليوم بارسال 25 طائرة جديدة بعيدة المدى الى سوريا للمشاركة في الغارات ولتوجيه ضربات مكثفة عبر صواريخ كروز على مواقع داعشية في الرقة لا سيما بعدما ظهر في الملموس وجود عمل ارهابي اسقط الطائرة الروسية في سيناء.

بوتين اكد ان الهدف من الحرب على الارهاب يكمن في الدفاع عن مواطنيه وقال "مسامحة الارهابيين تعود الى الخالق اما اعادتهم لرؤية الله فتعود لي" بحسب ما نقل عنه.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

كشّر الدب الروسي عن انيابه... اعلن الحرب بلا هوادة على ارهاب بات بالادلة الدامغة وراء اسقاط الطائرة في سيناء، باعتراف روسي رسمي للمرة الاولى! مسرح الثأر، ميدان سوريا... حيث ركزت موسكو ضرباتها الجوية تحت عنوان حماية امنها القومي... داعش نفسه، عدو موسكو الاول، بقي الشغل الشاغل لفرنسا التي زارها جون كيري متضامنا مواسيا، ومتفائلا بعملية سياسية تنطلق في سوريا في غضون اسابيع...

حلف الغرب من جهته توعد داعش بغارات وضربات مركزة... ولكن، على رغم ان العدو واحد، ولو من منظارين مختلفين، لم تلتق بعد الاستراتيجيتين الروسية والغربية، مع تسجيل دعوة اطلقتها موسكو مناشدة مجلس الأمن الدولي التصويت فورا على مشروع قرار بتشكيل جبهة دولية موسعة ضد الإرهاب... لبنان المراقب للاحلاف وما بينها، يلملم جراح الارهاب الذي ضربه منذ ايام من جهة، ويلملم سياسته المشرذمة منذ اشهر من جهة اخرى، مستعدا ليلملم نفاياته التي اغرقت البلاد، ليرحلها...

مشهد الحوار العاشر كان لافتا اليوم: ايجابية الساسة بعد مجزرة برج البراجنة انسحبت على طاولة المتحاورين... حضر الامن ولجم الارهاب، كما حضرت النفايات المعدة للترحيل، لتفتح ثغرة في جدار الحكومة العاطلة عن الاجتماع...

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

العالم المعادي لداعش وقف كله الى جانب فرنسا الجريحة متجاوزا التمايزات والمصالح والتكتكات، وقرر التوحد في مواجهة الارهاب التكفيري.

لبنان المستهدف قبل فرنسا في اكثر من انفجار والمرشح لا سمح الله لتلقي المزيد من التفجيرات من عيار برج البراجنة، بدأت قواه السياسية ببطئ وبخجل البحث عن سبل لتوحيد المواقف من اجل ملاقاة الدينامية الوليدة وذلك لحماية لبنان من تداعيات الارهاب ولتحضير الارضية كي تتمكن من تلقف الحلول والتسويات، التي بدأت تلفح المنطقة.

اليقظة اللبنانية ظهرت على طاولة الحوار حيث كان قبول اولي بمفهوم سلة الحلول ولكن ليس بتراتبية السيد حسن نصرالله، اذا يصر فريق الرابع عشر من اذار على انتخاب الرئيس اولا، لكنه سيخضع مضمون السلة للدرس المعمق.

توازيا واصلت القوى الامنية مطارداتها الخلايا الارهابية وقد ضبطت شعبة المعلومات كميات كبيرة من الاحزمة الناسفة والمتفجرات في الشمال، واوقفت عددا من المتورطين.

بيئيا سياسيا اعلن الرئيس سلام على طاولة الحوار عن تلقيه سبعة عروض لتصدير النفايات ان تبينت جديتها سيدعو مجلس الوزراء الى جلسة والا فلا جلسة رغم توالي الدعوات لانعقاد المجلس.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

إنجاز جديد سجله الامن اللبناني وتمثل بتوقيف العقل المدبر لتفجيرات منطقة المصنع اللبناني، والتي استهدفت الجمارك والصهاريج، الارهابي لؤي الترك وهو من مصنعي العبوات الناسفة فيما كانت قيادة الجيش تنشر بعض اعترافات الارهابي محمد الحجيري الملقب ب" كهروب" الذي أقر بتفخيخ السيارات بهدف تأمين منفذ بحري للارهابيين في طرابلس.

وفي جديد اعترافات الموقوف في شبكة تفجير برج البراجنة ابراهيم رايد التي أدت الى مداهمة الشقة في القبة -طرابلس، استطاع فرع المعلومات في الشمال العثور على كل كمية المتفجرات التي نقلها رايد من عرسال وتتضمن أحزمة ناسفة وكمية من المتفجرات وصواعق وكللا توضع في الأحزمة الناسفة.

هذا في الأمن، أما في السياسة، فقد سجلت الجلسة العاشرة للحوار الوطني في عين التينة مزيدا من الأجواء الايجابية والترحيب بدعوة سماحة الامين العام لحزب الله لتسوية سياسية شاملة والثناء عليها، فضلا عن استكمال موجة التضامن الوطني في وجه التفجيرات الارهابية.

وفي مفارقة الحرب الدولية على الارهاب، فإنه إذا كانت فرنسا قد وضعت نفسها في حالة الحرب كما اعلن رئيسها غداة اعتداءات باريس وحازت القدر الكبير من التعاطف الغربي والعالمي، فإن القيادة الروسية من الكرملين الى باقي الفروع والمواقع لم تنتظر ما انتظره الاليزيه فقد رفعت الغطاء عما لديها وذهبت الى حرب استراتيجية على تنظيم داعش الارهابي برا وبحرا وجوا.. صواريخ عابرة وقاذفات بعيدة المدى واسلحة كثيرة أخرى بدأت صب نيرانها على معاقل التنظيم الارهابي وأولها الرقة..

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بلا حسد.. عفريت الوحدة الوطنية يسري في الأوعية الدموية السياسية فشهداء البرج أرسوا اتفاقا غير معلن ولم يبرمه أحد.. لكنه سلك إلى المواقف التي كانت بعد كل تفجير تتفجر بالاتهامات وتلقي باللائمة على حزب الله وحربه في سوريا حتى التسوية التي طرحها الأمين العام لحزب السيد حسن نصرالله فإنها لم تكن جديدة وهي مكررة عن خطاب سابق.. لكن خصومه من السياسية تلقفوها بإيجابية في المرة الثانية وراحوا يحددون الأولويات ليصبح الرئيس أولا.. إنتقل الفايروس الى طاولة الحوار في عين التينة فاقتصرت أضرارها على النفايات وبهذا الصدد أعلن رئيس الحكومة حلا يقضي بتصديرها الى الخارج وأبلغ المتحاورين سبعة عروض للتصدير وأن إحدى الدول سترسل وزيرا الى لبنان لهذا الغرض أما في شأن قانون الانتخاب فهو لا خلاف عليه لأن الجميع متفق على ترحيله.. وربما يجري ذلك بواسطة حاوية من المستوعبات التي ستصدر إلى الخارج.. هذا الخارج ليس أقل إيجابية من لبنان فالدول الواقعة تحت تأثير الإرهاب أصبحت جميعا على قلب رجل واحد لمحاربة الخطر المقيم في عمق الديار الأوروبية كل من في قمة العشرين من زعماء وسياسيين تحدث لغة مشتركة وإن غلفها بعض الزعماء باستعراض المنهزمين.. جميعم ذاهب إلى الحل السياسي في سوريا.. إلا إذا استثنينا طرفين فقط أحدثا اختراقا وهما: القطط الثلاث المتسللة إلى قاعة المؤتمر في أنطاليا ومواقف عادل الجبير وزير خارجية السعودية الذي سيهزم وحده بشار الأسد.. وإلا فسوف يسلح المعارضة لإلحاق هزيمة نكراء بالرئيس هذا إذا سلمنا جدلا بأنه لم يكن يسلحها على مدى السنوات الماضية وما خلا مواقف الهررة والجبير التي تصب في نتيجة واحدة فإن بقية العالم لن ينظر بعد اليوم إلى الخلف. تغير الزمان بعد سقوط الدماء على أسفلت فرنسا فسابقا كانوا يتحدثون عن أيام معدودة للأسد.. وعن فقدان شرعيته وسعيهم لدعم المعارضة المعتدلة.. عن تحد بلغ مراحل اجتياح عسكري لسوريا لاقتلاع النظام.. وقف له أردوغان شاهرا منطقته العازلة.. ووعدت فرنسا برحيله.. وبريطانيا أعدت العدة لما بعده لكنهم ابتلعوا مواقفهم في مساء إرهابي طويل ضرب باريس.. فأصبح لدى ديفيد كاميرون الحل الوسط هو الأفضل للمسألة السورية.. وراح جون كيري يستعجل المفاوضات لإتفاق في خلال أسابيع.. ويقدم هولاند فلسفة تقول إن رحيل الأسد ليس هو الحل للأزمة وعند دمشق انقلبت الأدوار أيضا.. إذ أعلن الرئيس السوري استعداده لتبادل المعلومات الاستخبارية مع فرنسا إذا غيرت باريس سياسيتها في سوريا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ولأنه ليس بالأمن وحده يحيا لبنان، ولأن الاستقرار السياسي يعمم إستقرارا أمنيا ويقطع الطريق على الفوضى والإرهاب...

فإن الالتفاف السياسي بعد تفجير برج البراجنة، وإحتضان اللبنانيين آلام الضاحية وعرسال، من نكبة التفجيرات، أثمر خلال أيام قليلة إنجازات أمنية غير مسبوقة.

شعبة المعلومات التي أوقفت كامل الشبكة الانتحارية المخططة لتفجيري البرج في ثمان وأربعين ساعة تستمر في مداهماتها بين بيروت والشمال، وتوقف المزيد من الإرهابيين.

وعلم تلفزيون المستقبل ان الشعبة كشفت هذا النهار في الشمال كمية كبيرة من الاحزمة الناسفة ومواد تدخل في تصنيع العبوات المتفجرة معها صواعق وفتائل واوقفت عددا من المتورطين.

امنيا أيضا، أعلن الجيش أن الموقوف محمد ابرهيم الحجيري اعترف بالضلوع في تفجيري عرسال ضد هيئة علماء القلمون وضد الجيش.

الأمن السياسي إستمر في إشاعة الأجواء الإيجابية... فانتقل الحوار من وسط بيروت إلى عين التينة لتسهيل تنقل اللبنانيين وسط العاصمة. وهناك أولم الرئيس نبيه بري على شرف المتحاورين. ليخلص الحوار لتقديم خيار ترحيل النفايات، البند الأول في هموم اللبنانيين. وتقرر تجديد اللقاء بعد أسبوع، الأربعاء المقبل، لبحث الانتخابات الرئاسية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

هل يتم تركيب تحالف دولي ضد داعش لا يستثني أحدا؟ يبدو أن الضربة الموجعة التي تلقتها فرنسا وقبلها روسيا، قد تؤدي إلى هذا التحالف.

الرئيس هولاند الثلاثاء المقبل في واشنطن، والخميس المقبل في موسكو، وبالتزامن مع إعلان هذين الموعدين يصدر خبر من موسكو مفاده أن روسيا تدعو مجلس الامن الدولي إلى التصويت فورا على مشروع قرار بتشكيل جبهة دولية ضد الإرهاب، ويأتي هذا الإعلان بعدما أكدت موسكو ان الطائرة الروسية أسقطتها قنبلة زرعت في الطائرة في مطار شرم الشيخ.

تتلاحق هذه التطورات في وقت تتكشف تباعا المعطيات المتعلقة بتفجيرات الضاحية الجنوبية في لبنان، وفي هذا الإطار تكشف الـ"ال بي سي آي" في هذه النشرة خارطة طريق تهريب الإرهابيين والاشخاص العاديين من سوريا إلى لبنان.

بعيدا من ملف الإرهاب، يبدو "الإرهاب البيئي متماديا" وهو يتمثل في قنابل النفايات.

وللمصادفة، اليوم ينتهي الشهر الرابع على هذه المعضلة، فهل يفتتح الشهر الخامس بدءا من غد على الترحيل؟ طاولة الحوار اليوم في عين التينة شكل طبق النقاش فيها ملف النفايات، ويبدو ان الترحيل سيكون الخيار الأخير وآخر الدواء، من دون ان تتحدد آليته بعد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 17 تشرين الثاني 2015

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015

النهار

شكا مرجع من مواقف إحدى الجهات الدينية ووجّه لها رسالة عتب.

لم يُعلن عن مكان كان سيستهدفه أحد الانتحاريين منعاً من بثّ الرُّعب في صفوف المواطنين.

اتصل الدكتور سمير جعجع بالنقيب الجديد للمحامين مهنئاً بعدما فاز الأخير على مرشّح "القوات".

تردّد أن مسؤولاً أوروبياً تمنّى على زعيم بارز ألا يُضيّع فرصة اتخاذ قرار يُنقذ فيه لبنان.

رشَح أن مرجعاً دينياً همَس في أُذن مسؤول عربي بأسماء مَن يعتبرهم مرشَّحي توافُق أو تسوية للرئاسة الأولى.

السفير

رى التوافق السياسي ضمنياً على تمرير المراسيم التي لها طابع منفعة عامة والمجمدة منذ أشهر، وبدأت دوائر السرايا الحكومية امس، بإرسالها الى الوزراء المعترضين للتوقيع عليها، ومنها مرسوم عائدات الخلوي للبلديات.

يجزم وزير سياسي مسيحي بأنه لا عودة الى جلسات مجلس الوزراء، قبل الحصول على ضمانات بعدم تفرد جهة وزارية بإصدار القرارات كما جرى في الجلسة الأخيرة.

يشهد تنظيم سياسي في "8 آذار" تجاذبات سياسية وتنظيمية غير مسبوقة منذ سنوات طويلة.

المستقبل

يقال

إن شخصيات عربية وأجنبية فوجئت خلال مأدبة عشاء أقيمت في سفارة خليجية في واشنطن منذ ثلاثة أسابيع بكلمة ألقاها وزير الخارجية جون كيري تضمّنت "تعهّداً" منه بظهور حلّ للأزمة السورية "خلال ثلاثة أيام".

اللواء

ربطت مصادر مطّلعة بين زيارة مسؤول إيراني رفيع وتبدُّل لهجة قيادة حزبية رفيعة باتجاه البحث عن تسوية..

لاحظ مراقبون شاركوا في زيارة مسؤول كبير إلى دولة عربية كبرى تقارباً بين وزيرين سياديين على نحو غير مسبوق..

ردّ حزب مسيحي عريق، على حزب آخر بانتخابات نقابية أدّت إلى إخفاق مرشحه بالإنتخابات بفارق واسع..

الجمهورية

لم يستبعد ديبلوماسي أن تُبدِّل التفجيرات في باريس الحسابات في سوريا، وبالتالي أن تدفع باتجاه تسريع الحلول.

رأى خبير أن عدم إعلان دولة عدوّة رسمياً عن قصفها محيط دمشق يعود إلى حرصها عدم إحراج دولة كبرى تقوم بمهمة عسكرية في سوريا.

تخوّفت أوساط من إنعكاس الهجمات الإرهابية في فرنسا على أولويات الدولة الفرنسية بتقديم البعد الداخلي على الخارجي.

البناء

توقّعت مصادر متابعة أن تحدِث نتائج انتخابات نقابة المحامين في بيروت، شرخاً كبيراً في صفوف قوى 14 آذار، حيث عزت أوساط حزب القوات اللبنانية خسارة المحامي بيار حنا إلى عدم التزام عدد من المحامين الحزبيّين والمستقلين المنتمين إلى هذا الفريق بدعمه، فيما لوحظ أنّ فريق 8 آذار رصّ صفوفه بشكل كامل خلف مرشحه الفائز النقيب أنطونيو الهاشم.

 

قهوجي عرض مع قائد القوات الجوية في القيادة الوسطى الأميركية التعاون بين الجيشين

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015

وطنية - إستقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة اليوم، قائد القوات الجوية في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال تشارلز براون على رأس وفد مرافق بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريتشارد جونز.

وتناول البحث العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين، خصوصا التعاون في مجال تدريب القوات الجوية اللبنانية وتسليحها.

 

كتلة المستقبل أكدت ضرورة الدعوة إلى اجتماع استثنائي للحكومة: تضامن اللبنانيين بعد جريمة برج البراجنة دليل قوة وأصالة

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب زياد القادري وقفت في مستهلها الكتلة دقيقة صمت حدادا على "أرواح شهداء كل لبنان في المجزرة المروعة في برج البراجنة، التي ارتكبها أولئك الارهابيون الذين لا يردعهم دين ولا ضمير ولا أخلاق عن ارتكاب جرائم ضد لبنان وضد الإنسانية جمعاء في بيروت وباريس ومصر وغيرها". وأشار البيان الى أن "الكتلة التي هالها، كما الشعب اللبناني، هذه الجريمة المروعة والمتمادية بسبب استهدافها للأبرياء والامنين والمدنيين من رجال ونساء وأطفال، تتقدم بأحر التعازي القلبية إلى كل اللبنانيين وعائلات الشهداء بشكل خاص وتتمنى كذلك للجرحى الشفاء العاجل". ورأت الكتلة أن "اللبنانيين قد أظهروا في ردة فعلهم العفوية على هذه الجريمة الارهابية، ما لديهم من تعاطف وتضامن وتراحم وتقارب وإيجابية فيما بينهم في مواجهة هذه المحنة الكبيرة، وهذا من الدلائل على قوة وعمق واصالة العيش اللبناني الواحد والوعي الوطني المتجذر لديهم، وهم الذين خبروا الكثير من المحن الاليمة والتجارب الكبيرة، على مر تاريخهم الحديث والقديم فشكلوا في ذلك التقاء وطنيا جامعا على رفض الارهاب، ونقطة يمكن أن ينطلقوا منها لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة يتعزز فيها تحصين الساحة الداخلية من اي خروقات ومن الصدمات الآتية من الخارج". وأملت أن "يمتد هذا التآخي والتراحم في مواجهة الفتنة لكي يدفعهم إلى التبصر فيما يواجهونه من تحديات ومخاطر للتوصل إلى حلول عملية لمشكلاتهم تمكنهم من جهة أولى مواجهة الارهاب المتعاظم وأدواته، والمسارعة إلى انتخاب رئيس الجمهورية الذي هو المدخل الأساس لمعالجة جملة المشكلات التي يعاني منها اللبنانيون". من جهة أخرى، استنكرت الكتلة ودانت "العمل الارهابي الذي حصل في باريس وسقط جراءه عدد كبير من الضحايا الابرياء"، معبرة عن تعاطفها "مع عائلات الضحايا ومع الجرحى"، متمنية لهم "الشفاء العاجل". وأبدت تضامنها مع "الشعب الفرنسي الصديق"، معبرة عن ثقتها بأن "الدولة الفرنسية والشعب الفرنسي سوف يخرجان من هذه المحنة أكثر تضامنا وتمسكا بالقيم الانسانية والانفتاح والتصميم على معالجة هذه المشكلات الجسام بمظاهرها وجذورها بما يسهم في دحر هذه الموجة الإرهابية من جهة وفي استعادة الهدوء والاستقرار والديمقراطية والحرية والإخاء والمساواة لشتى شعوب المنطقة العربية". ونوهت الكتلة ب"النتائج الهامة والثمينة التي توصلت اليها قوى الامن الداخلي وخاصة شعبة المعلومات، لناحية الكشف عن الشبكات الإجرامية والارهابية التي كانت تخطط لعمليات إرهابية غير التي نفذت"، لافتة الى أن "هذه التجربة الناجحة من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية وشعبة المعلومات على وجه الخصوص في سرعة كشف الإرهابيين، تضيف الى سجل هذه الأجهزة إضافة إيجابية متقدمة، وتؤكد من جديد ان أجهزة الدولة الرسمية هي الأجهزة الحامية للبنانيين، على وجه الخصوص اذا ما أعطيت لها الإمكانيات والفرص المناسبة والدعم المعنوي اللازم".

ورأت أن "كلام ومواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي أعلنه عقب المجزرة في برج البراجنة وما كان سبقه من اعلان عن استعداد او دعوة للتسوية السياسية هو كلام جيد له وقع ايجابي، خاصة لجهة التزامه بسقف اتفاق الطائف والدستور، بعيدا عن فكرة المؤتمر التأسيسي، والذهاب إلى حل سياسي انطلاقا من المدخل الحقيقي المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية"، معتبرة أن "كلام السيد نصر الله يجب ان يستثمر في المكان المناسب للاستفادة منه وعلى وجه التحديد في الموضوع الأساس المفيد، أي في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، التي يعتبر التوافق فيها وعليها المدخل الأساس لتحصين لبنان وحمايته وزيادة مناعته في مواجهة الاخطار المحيطة والمحدقة به"، مشيرة الى أن "ذلك يجب ان يترافق مع خطوات عملية لبناء الثقة من خلال إزالة أسباب التشنج والتوتير التي تسهم فيها تصرفات البعض ومقارباتهم".

وأكدت الكتلة "ضرورة المبادرة فورا للدعوة إلى اجتماع الحكومة بشكل استثنائي في هذه الظروف التي كانت تستوجب اجتماعا من دون تردد لمواكبة التطورات الأمنية ولمتابعة الازمة المستمرة بتراكم النفايات، وهي الأزمة الخانقة التي لم تعد مقبولة او مبررة ان تبقى من دون حل".

 

عون زار بطريركية الأرمن الكاثوليك وبحث مع غريغوار شؤونا مسيحية ولبنانية

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - زار رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، يرافقه أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان، بطريركية الأرمن الكاثوليك في الجعيتاوي، حيث التقى البطريرك غريغوار بطرس العشرين غبرويان، في حضور النائب سيرج طور سركيسيان، والنائبين السابقين جاك جوخاداريان وأنطوان شادر، ومسؤول العلاقات الدبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دو شدارفيان. كما حضر اللقاء المساعد البطريركي المطران جورج اسادوريان، والمطران مانويل بطاكيان، ومطران الطائفة في ايران سركيس داويديان، ورئيس دير سيدة بزمار المونسنيور غبريال موراديان والاب فارتان كازنجيان وسركيس نجاريان والمحامي بيار بولس الجميل. وتخلل اللقاء الذي اندرج في سياق التعارف وتقديم التهاني للبطريرك بانتخابه مؤخرا، التطرق للاوضاع العامة في لبنان وما تشهده المنطقة من احداث أمنية وإرهابية. كما تخلل اللقاء تشديد على أهمية التضامن والوحدة على الساحة المسيحية بشكل خاص، وعلى الساحة اللبنانية بشكل عام. وجرى تأكيد على ضرورة حماية وحدة لبنان وصيغته الفريدة في ظل ما تشهده المنطقة من تهديدات جدية. ونوه النائب عون بدور الطائفة الأرمنية التاريخي في لبنان، ووضع زيارته هذه في إطار الواجب بزيارة هذا الصرح الديني، وقال في تصريح له عقب الزيارة: "تأتي زيارتي اليوم لبطريركية الأرمن الكاثوليك وصاحب الغبطة في إطار الواجب، والتعارف وتقديم التهنئة بانتخاب صاحب الغبطة". وأضاف: "كانت الزيارة مناسبة لاستعراض الأوضاع اللبنانية والتي تهمنا جميعا. كما وتأتي لتوطيد الأواصر، وضمن اللقاءات المسيحية التي نجريها، للتباحث والاطلاع على شؤوننا الخاصة والتي هي بالنتيجة واحدة".

وختم مشيرا الى ان "صاحب الغبطة شجعنا على العمل الجيد، وهو خير من تتلمذ بهذا الموضوع، لكونه يمثل السلطة المعنوية الكبيرة لطائفة الأرمن الكاثوليك الكريمة".

 

لماذا يُضيّع لبنان فرصة الإفادة من طفرة الغاز الطبيعي في المتوسط؟

ياسين ك. فواز/النهار/18 تشرين الثاني 2015

تلقّى لبنان، في الجزء الأكبر من العقود الأربعة الماضية، الضربة تلو الأخرى. عدد كبير من الجراح التي أُثخِن بها، هو مما اقترفته يداه - الحرب الأهلية، الفتنة المذهبية، الشلل السياسي، الفساد - لكن للخارج أيضاً حصّته في المشكلات التي تعانيها البلاد. فقد خضع لبنان للهيمنة العسكرية السورية طوال سنوات، واجتاحته إسرائيل مرتين، وتلاعبت به إيران، وتهاوى تحت تأثير مقتل رئيس وزرائه السابق رفيق الحريري في تفجير ضخم. والآن يتخبّط هذا البلد الصغير من أجل تأمين المأكل والمأوى والتعليم لما يزيد على مليون لاجئ قدموا من سوريا المجاورة.

هل يمكن أن تسوء الأمور أكثر؟ لقد فوّت لبنان فرصة اقتصادية كبرى، لأسباب خارجة عن إرادته إنما أيضاً لأن البلاد عاجزة عن إدارة شؤونها كما يجب. قبل عام ونيّف، كان لبنان الذي يحتاج إلى أكبر قدر ممكن من المساعدة، يستعد لإجراء مناقصة من أجل منح التراخيص الأولى للتنقيب عن الغاز في مياهه الإقليمية. كانت نحو 50 شركة دولية كبرى في مجال الطاقة، منها "توتال" و"شيل" و"شفرون" و"إكسون موبيل"، قد تأهّلت في نيسان 2013 للمشاركة في المناقصة للحصول على تراخيص للتنقيب عن الغاز. ومذذاك، عُثر على احتياطات غاز جديدة وضخمة في المياه الإقليمية المصرية والإسرائيلية، ما يزيد من احتمالات وجود احتياطات كبيرة في المياه الإقليمية اللبنانية أيضاً، لكن لم تُتخذ أي خطوات في لبنان. وتوقّفت العملية برمتها.

لماذا لم يتمكّن لبنان من الاستثمار في غازه الطبيعي؟

رئاسة الجمهورية شاغرة منذ أيار 2014، لأن الكتلتَين الكبريين في مجلس النواب - كتلة 14 آذار بقيادة السنّة والكتلة الشيعية المنافسة التي تسيطر عليها ميليشيا "حزب الله" - لم تتمكّنا من الاتفاق على مرشح. وفق تقارير عدّة نُشِرت في الصحافة المتخصصة بتجارة الطاقة، لا تبدي شركات الطاقة الدولية الكبرى التي تملك الإمكانات اللازمة للتنقيب عن الغاز في أعماق المياه قبالة الساحل اللبناني، استعداداً للقيام بأي التزامات في خضم عدم الاستقرار الذي تعانيه البلاد. وأشار خبير إقليمي في مجال الطاقة إلى أنه يتعيّن على مجلس النواب إقرار مرسومَين تشريعيين قبل التمكّن من إجراء المناقصات لتلزيم التنقيب عن الغاز، لكن البرلمان لا يستطيع إقرار القوانين في ظل الشغور الرئاسي. وقال أحد المحللين: "أظن أنه من غير المرجّح إحراز أي تقدّم" في مسألة التنقيب والإنتاج "قبل التوصّل إلى حل سياسي"، مضيفاً أنه قد لا يكون في الإمكان الخروج من المأزق السياسي في لبنان قبل التوصل إلى تسوية للحرب في سوريا حيث يدعم "حزب الله" الرئيس بشار الأسد.

انخفاض الأسعار والتأثير السلبي على آفاق التنقيب في لبنان

في غضون ذلك، سجّلت أسعار الغاز الطبيعي تراجعاً حاداً، ما يجعل من المستبعد أن تلتزم أي شركة كبرى، في المستقبل القريب، مشروع تنقيب جديد ومكلف مثل التنقيب عن الغاز في لبنان، إذ تشهد صناعة النفط والغاز تقلّبات مستمرة في الأسعار، حيث تشكّل الأسعار المرتفعة حافزاً للتنقيب، لكن عندما يؤدّي التنقيب إلى اكتشاف حقول جديدة، تسجّل الأسعار تراجعاً، ما يتسبّب بدوره بإقفال آبار وتسريح عدد من العمّال. ومع تراجع العرض، ترتفع الأسعار من جديد، وتتكرّر الدورة عينها. لا يحتاج لبنان، الذي لا يتجاوز عدد سكانه 6.2 ملايين نسمة، إلى كل كميات الغاز الطبيعي التي قد يتم إنتاجها، في حال كان يملك، كما يعتقد علماء الجيولوجيا، موارد كبيرة في مياهه الإقليمية شبيهة بتلك الموجودة في المياه الإقليمية الإسرائيلية والمصرية. غالب الظن أن لبنان سيسعى إلى تصدير فائض الغاز للمساهمة في تسديد نفقات الخدمات العامة والمساعدات للاجئين، لكن هنا أيضاً، قد يقع ضحية المتاعب التي يتخبّط فيها جيرانه.

ليس ثمة من بلد مجاور يمكن نقل الغاز اللبناني إليه بواسطة خط أنابيب، لا سيما في الوقت الحالي في ظل الأزمة التي تعانيها سوريا، لذلك سيكون على لبنان تصدير الغاز عبر البحر كي يتمكّن من تحقيق الأرباح. لكن يجب تسييل الغاز الطبيعي لنقله في صهاريج معدّة خصيصاً لهذا الغرض، ولبنان لا يملك المنشآت اللازمة للقيام بذلك. حتى لو كانت هذه المنشآت متوافرة، سيُضطر لبنان إلى التنافس في السوق العالمية مع مموّنين ذوي أكلاف منخفضة في بلدان أخرى، منها الولايات المتحدة، حيث يسجّل سعر الغاز أدنى مستوياته منذ نحو أربع سنوات.

يمكن الحكومة جني أكثر من 600 مليار دولار مع مرور الوقت

لا يملك لبنان احتياطات مثبتة من الغاز أو النفط في اليابسة، وعليه استيراد كل مصادره من الطاقة. لكن وزارة الطاقة والمياه أشارت إلى احتمال وجود 96 تريليون قدم مكعب من احتياطات الغاز و865 مليون برميل من النفط في المياه الإقليمية اللبنانية، ما يمكن أن يحقق أرباحاً للحكومة تفوق 600 مليار دولار مع مرور الوقت، وفق دراسة أجراها بنك عودة. أما التقديرات الأكثر تحفّظاً فتفترض وجود 25 تريليون قدم مكعب من احتياطات الغاز، وهي كمية لا بأس بها أيضاً. لكن حتى لو انتهى المأزق السياسي غداً، وانحسر العنف في سوريا، وارتفع سعر الغاز من جديد، وعثرت شركات الطاقة على الاحتياطات التي تعتقد أنها موجودة في المياه الإقليمية اللبنانية، سيستغرق الأمر سنوات عدة قبل أن يبدأ إنتاج الغاز ونقله. وكل تأخير تترتب عنه كلفة باهظة. أظهر لبنان قدرة لافتة على الصمود والاستمرار خلال مراحل الاضطرابات؛ لا يزال المستثمرون يوظّفون أموالهم في فنادق ومبانٍ مكتبية جديدة، وقد تحدّثت صحيفة "نيويورك تايمز" قبل فترة وجيزة عن ترميم وبناء متاحف طموحة في بيروت، لكن الآفاق ليست في صدد التحسن في المديين القصير والمتوسط. فالشباب الواعدون يغادرون البلاد، ويلقي الشلل الحكومي بظلال ثقيلة على الأوضاع، فيما رأى سكّان العاصمة بأم العين مشاهد النفايات التي جرفتها الأمطار الغزيرة عبر الشوارع.

إذا أراد لبنان أن ينقذ نفسه ويكون له مستقبل حيوي في خضم عدم الاستقرار المزمن الذي تعانيه المنطقة، فيجب وضع الخصومات بين مختلف الأفرقاء جانباً، أقلّه لفترة تكفي لانتخاب رئيس، والشروع، ولو متأخراً، في تطوير موارد الطاقة في البلاد.

(الرئيس التنفيذي لـ"مجموعة رادينغتون" المتخصصة في إدارة المخاطر ومقرها واشنطن)

نشرت في مجلة "فوربس" ترجمة نسرين ناضر - "النهار"

 

الحديث عن أبو عدس لليوم الثاني في استجواب محلّلة الاتصالات

كلوديت سركيس/النهار/18 تشرين الثاني 2015

لليوم الثاني استحوذ موضوع الفلسطيني احمد ابو عدس على الاستجواب المضاد امام غرفة البداية في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي، من المحامي غونايل مترو عن مصالح المتهم اسد صبرا للشاهدة المحللة لتسلسل الاتصالات كاي كاميه. وبأسئلة مترو رجحت الشاهدة ان يكون خالد طه صديقا للمدعو حسام محسن الذي هو على صلة بمطبعة، وكان اعطى بعض الاعمال لـ"ابو عدس" للقيام بها قبل فترة من اختفائه. واعربت عن اعتقادها ان ما ورد في افادة استاذ الدين شادي عطوط صحيح، وقد ذكر ان احد طلابه زياد طه اخبره ان شقيقه خالد طه حضر صفوفا دينية عنده، ولطالما اعتبر الشاهد مثاليا. وكان زياد حزينا لما يفعله شقيقه، ملتمسا منه ابعاده عن محسن. واشارت الى ان المرة الاخيرة التي راى فيها الاخير ابو عدس كانت في 13 كانون الثاني 2005، واخبره انه مغادر الى الحج. وتناول محامي الدفاع عودة خالد طه من سوريا الى لبنان سرا. وافادت الشاهدة انه بحسب عائلة ابو عدس فقد تلقت اتصالين بعد مغادرة الاخير، احدهما من خالد وآخر من شخص يدعى محمد. ولم يروا الشخص الذي غادر ابو عدس برفقته. واضافت: "حاولت التعرف الى الشخص الذي غادر معه ابو عدس. ولم اجد اي مهم للقضية قرب منزله. وقال لها الدفاع ان "تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة ربط عودة خالد طه،الذي لم نتمكن من تحديد رقم هاتفه، الى لبنان باختفاء ابو عدس، فيما اوضح مترو ان السجلات تشير الى ان طه غادر لبنان في اليوم نفسه الذي اختفى فيه ابو عدس. ثم تناول الدفاع افادة احد اصدقـــاء أو معارف طه المدعو هاني الشنطي. واورد فيها ان طه أتى سرا الى لبنان، وحتى عائلته لم تعرف بزيارته لانه لم يرغب في تسليم نفسه، فبقي معه في منزله في خلده. وفي اليوم التالي اوصله الى موقف في الجامعة العربية حيث استقل سيارة الى سوريا. وعرًج على اتصال اجراه قبل ظهر ذلك اليوم مشغلا البرج الخليوي في الجناح، بعد ساعات على مغادرة ابو عدس منزله افتراضا بالاستناد الى الافادة نفسها، فاستدرك ممثل الادعاء الكسندر ميلن ان الشنطي افاد بها امام قوى الامن عام 2006 واخبرهم بايصاله طه وانه عذب لاعترافه بهذه الامور، طالبا من الغرفة اخذ هذا الامر في الاعتبار. ورد مترو عليه بان الشنطي اعاد الرواية نفسها في مقابلة ثانية معه عام 2014 امام المرجع نفسه. وزاد القاضي راي ان طه عاد وادلى بانه اعترف بذلك تحت الضرب امام قاضي الاجراءات التمهيدية. وسئلت الشاهدة عن الشريط الذي اعلن فيه ابو عدس مسؤولية الاعتداء زوراً بعد عرضه في قاعة المحكمة، وذكر راي انه شريط الاعلان عن المسؤولية زوراً. وقالت الشاهدة ان اقرباءه لاحظوا انه خسر بعض الوزن وان لحيته طالت.

 

بالفيديو: بعد باسيل «جو معلوف» يفتح ملف «فؤاد السنيورة»

17 نوفمبر، 2015/جنوبية/بعد أن افتتح الإعلامي جو معلوف الموسم الجديد من برنامج “حكي جالس” بفقرة “حملة من أين لك هذا” والتي تناولت في أولى حلقاتها الأملاك العقارية لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. عرض معلوف في حلقة أمس الجزء الأول من سلسلة تقارير عن شركات رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة متناولا بداية مسيرته السياسية اضافة إلى سيرته الذاتية كذلك كيفية إدارة النائب فؤاد السنيورة للمال العام هذا عدا عن أملاكه وأملاك عائلته، ولفت التقرير أنّ السنيورة حريص أن يبين إسمه كمؤسس وليس كمالك أسهم بإستثناء الشركات التالية: بنك البحر المتوسط بحسب السجل التجاري للمصرف، مساهم بشركة أمل العقارية التي تعنى بشرا ء العقارات والمناطق العقارية واستثمارها وادارتها والتي تملك أكبر العقارات بمدنة صيدا وتشغل ابنته رئاسة مجلس إدارتها والمزيد في هذا الفيديو :

 

اعترافات للـ"كهروب" بأعمال عنف وتفخيخ

النهار/18 تشرين الثاني 2015/أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً أمس جاء فيه: "إلحاقاً ببيانها السابق، ونتيجة متابعة التحقيقات مع الموقوف محمد إبرهيم الحجيري الملقب بـ"كهروب"، لإنتمائه إلى شبكة إبرهيم قاسم الأطرش ومشاركته معها في تفخيخ خمس سيارات، وارتباطه بتنظيم "داعش" في القلمون، تبيّن أيضاً أنّ الموقوف سبق أن انضم إلى "كتيبة جند الحق" التي يتزعمها أنس الخالد، وبعدما أصيب الأخير انضم إلى "مجموعة سيف الحق" التي كان يتزعمها السوري أمين محمد غورلي، وأسّسا معاً مجموعة ضمّت لبنانيين وسوريين، أقدمت على إطلاق صواريخ في إتجاه الهرمل ومراقبة منزل أحد القضاة بهدف خطفه في مقابل فدية، كما أقدمت المجموعة نفسها على نقل ذخائر من وادي الخيل إلى أحد المستشفيات في عرسال، ليتم توزيعها على المسلحين خلال معارك عرسال، كذلك أنشأ مجموعة أمنية في البلدة تعمل لمصلحة تنظيم "داعش"، مهمتها مراقبة الأشخاص الذين يعملون لمصلحة الأجهزة الأمنية.

وتبيّن خلال التحقيق أيضاً أنّ الموقوف الحجيري قام مع "أبو علي اليبرودي" بجمع معلومات عن توقيت إجتماع هيئة علماء القلمون في عرسال ومكانه، وكلّفا السوري "أبو فراس" تفخيخ دراجة نارية وركنها في مكان الاجتماع وتفجيرها في 2015/11/5. ثمّ أقدم في اليوم التالي بالاشتراك مع "اليبرودي" و"أبو فراس" و"أبو علي الأسيري" على استهداف ناقلة جند للجيش بعبوة في أثناء توجهها إلى مكان التفجير. واعترف أيضاً بأنّ "مجموعة أبو علي اليبرودي" التي عمل معها قامت بتفخيخ خمس سيارات لاستهداف مراكز الجيش بهدف تسهيل دخول المسلحين وتمكينهم من الوصول إلى طرابلس للسيطرة على منفذ بحري، إضافة إلى تفخيخ عشر دراجات نارية بهدف تنفيذ عمليات اغتيال داخل عرسال.تستمر التحقيقات مع الموقوف في اشراف القضاء المختص.

 

الراعي غداً إلى المكسيك فألمانيا

18 تشرين الثاني 2015/النهار/يسافر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح غد الخميس إلى المكسيك في زيارة راعوية يلتقي خلالها أركان الجالية اللبنانية والرعايا المارونية. وتستمر الزيارة التي تتخللها لقاءات رسمية ودينية أسبوعاً ينتقل بعدها إلى المانيا في زيارة مماثلة.

واليوم يترأس البطريرك اجتماعاً للأساقفة المسؤولين عن المحاكم المارونية، الياس سليمان ومارون العمار وحنا علوان ومعاونين لهم، لعرض "الإرادة الرسولية" التي نشرها البابا فرنسيس بعنوان "يسوع العطوف الرحوم" والمتعلقة بإطلاق أصول المحاكمات القانونية في دعاوى إعلان بطلان الزواج في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، والتي سيبدأ تطبيقها عملياً في 8 كانون الأول المقبل. ويأتي الاجتماع متابعة للاجتماعات التي عقدها رئيس محكمة الروتا الرومانية المطران بيو بينتو المكلف متابعة تطبيق هذه "الإرادة الرسولية"، موفداً من البابا فرنسيس مع مجلس البطاركة الكاثوليك في لبنان خلال دورتهم السنوية التي انعقدت الأسبوع الفائت في بكركي. وكان الراعي استقبل في بكركي أمس رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد ريشار حلو، وجدد تعازيه لقيادة الجيش ولذوي الشهداء العسكريين الذين سقطوا قبل فترة في منطقة المعاملتين في

كسروان.

واكد الراعي ان "الجيش هو الملاذ الوحيد الذي يرى فيه الشعب اللبناني أمله في بناء وطن مستقر وآمن"، ودعا الى "الصلاة من اجل راحة نفوس جميع الشهداء"، سائلا الله ان "ترافق العناية الإلهية الجيش اللبناني وسائر القوى الامنية للقيام بمهماتها الوطنية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

التيار المستقل: لوضع حد للاستنكاف عن تطبيق الدستور

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استنكر المكتب السياسي للتيار المستقل في بيان بعد اجتماعه الدوري الاسبوعي برئاسة اللواء عصام أبو جمرة "الجرائم البشعة اللاأنسانية التي احدثتها الهجمات الارهابية مؤخرا في باريس بعد التي شهدتها الضاحية الجنوبيه من بيروت والتي استهدفت الابرياء واسقطت المئات من القتلى والجرحى" . وطالب "بتعقب الفاعلين اينما وجدوا والقبض عليهم للحد من تفاقم عمليات الارهاب في الدول المشاركة في هذه الحروب بقوات جوية او برية او بحرية او حزبية"، معتبرا ان "ليس من دول او قوى بمنأى عن عمليات الانتقام بفعل تعدد المشاركين وتوسع رقعة النزاعات"، ولافتا الى ان "الحروب تجر المآسي وهذا ما تحصده كافة الدول والاحزاب التي تنخرط فيها" . وطالب "اركان الدولة اللبنانية حكومة ونوابا بوضع حد للاستهتار بقضية النفايات، والاستنكاف عن تطبيق الدستور وممارسة سلطاتهم التنفيذية والتشريعية لاعادة هيكلة المؤسسات لانتظام عملها، فالاستنكار لم يعد يكفي والاستنكاف بحد ذاته بات يلامس الجريمة بحق الوطن" . واشاد التيار "بانجازات الاجهزة الامنية الدؤوبة على السهر على امن المواطنين وحمايتهم عبر تعقب الشبكات الارهابية وكشف خيوطها ما يوفر على الشعب اللبناني المزيد من المجازر والمآسي والدمار".

 

قداس في الذكرى ال 9 لاستشهاد بيار الجميل في كنيسة مار ميخائيل بكفيا السبت

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - يحي حزب الكتائب اللبنانية وعائلة الجميل، الذكرى التاسعة لاستشهاد النائب والوزير بيار امين الجميل، بقداس إحتفالي عند الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر السبت المقبل في 21 الحالي، في كنيسة مار ميخائيل - بكفيا.

 

الراعي استقبل دبور ولاسن ورئيس فرع مخابرات جبل لبنان: الجيش هو الملاذ الوحيد لبناء وطن مستقر وآمن

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكردرينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد ريشار حلو، وكانت مناسبة جدد فيها تعازيه لقيادة الجيش ولذوي الشهداء العسكريين الذين سقطوا في عملية المداهمة الأخيرة في منطقة المعاملتين في كسروان. واذ اكد الراعي ان "الجيش هو الملاذ الوحيد الذي يرى فيه الشعب اللبناني امله في بناء وطن مستقر وآمن"، دعا الراعي الى "الصلاة من اجل راحة نفوس جميع الشهداء"، سائلا الله ان "ترافق العناية الإلهية الجيش اللبناني وسائر القوى الامنية للقيام بمهامها الوطنية".

لاسن

ثم التقى سفيرة الإتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن في زيارة بروتوكولية، اشارت بعدها الى "الأهمية الكبيرة" التي اتصف بها اللقاء، إذ تم "إلقاء الضوء على وضع لبنان الحالي، وما يدور حوله في المنطقة". ولفتت الى ان "هناك امورا كثيرة يجب ان يعمل عليها الإتحاد الأوروبي ولبنان معا".

واسفت لاسن لما "شهده لبنان الاسبوع الماضي وما شهدته باريس من هجمات ارهابية"، وقالت: "ان التحدي الذي يواجهنا جميعنا هو واحد ومن المهم جدا اتحادنا لمواجهة هذا الرعب الذي هو الإرهاب". وختمت: "لدينا الكثير لنعمل عليه. والإتحاد الاوروبي يفعل كل ما في وسعه لتقديم المساعدة لهذا البلد على مختلف الصعد ولاسيما المشاركة في مساعدة اللاجئين السوريين ليتجاوزوا محنتهم، ومساعدة لبنان في هذه الظروف الصعبة جدا".

دبور

ومن زوار الصرح، السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، الذي نقل الى الراعي "تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس واحترامه لشخصه الكريم".

بعد اللقاء، قال دبور: "لقد عرضنا لغبطته الحالة التي تشهدها اليوم الأراضي المقدسة ولاسيما الأماكن الدينية التي يتم السعي الى تغيير طابعها الديني، اضافة الى الأوضاع المعيشية لسكان المخيمات الفلسطينية. ولمسنا حرص نيافته على متابعة أوضاع أبناء الجالية الفلسطينية في لبنان، وتشديده على دعم حق العودة لهذا الشعب".

 

باسيل وقع على مرسوم توزيع عائدات الخلوي على البلديات

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - وقع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على المرسوم القاضي بتوزيع عائدات الخلوي على البلديات كل فترة ثلاثة أشهر. وأمل ان "يتم العمل بهذا المرسوم والتقيد به لناحية تسديد كل مستحقات البلديات على المرحلة السابقة منذ العام 1994، من دون نقصان. وأن يتم التوزيع الدوري من الان وصاعدا مباشرة الى حساب البلديات كل ثلاثة أشهر وذلك بحسب الاتفاق الذي رافق الجلسة التشريعية الاخيرة في مجلس النواب".

 

عون بعد جلسة الحوار: حرب الإرهاب هي حرب عالمية تفلتت من رعاتها

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أشار رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون بعد مشاركته في جلسة الحوار الوطني في عين التينة إلى أن "حرب الإرهاب هي حرب عالمية، وان القائمين بها لا يعترفون بحدود ولا بحرية معتقد، وقد تفلتت من رعاتها، لذلك يجب أن تكون مواجهتها من خلال خطة شاملة، أبرز عناصرها تحقيق التقارب من دون التسليم بالأمر الواقع والجزئيات". وإذ وصف الجلسة ب"الجيدة"، شدد على أن "الأزمة الإقتصادية هي أزمة عالمية ولا يمكن أن تمطر نموا في لبنان، فيما تمطر قحطا في الدول الأخرى".

وشدد على أن "المواصفات الواجب اتباعها لإقرار قانون جديد للانتخاب هي العدالة والتمثيل الصحيح، وتصحيح الخلل القائم من دون أي مواربة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إجلاء 72 ألف سائح روسي من مصر

18/11/15/موسكو – الأناضول: أعلنت وكالة السياحة الروسية، أمس، أن نحو 72 ألف سائح روسي تم إجلاؤهم حتى الوقت الراهن من المنتجعات السياحية المصرية بعد تعليق حركة الطيران الروسية مع مصر الذي اتخذ بعد تحطم الطائرة الروسية التابعة لشركة طيران «كوغاليمافيا» الروسية. ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن نائب رئيس الحكومة الروسية أركادي دفوركوفيتش قوله إن الأجهزة المختصة قدرت عدد الروس المتواجدين في مصر في رحلات سياحية منذ بداية نوفمبر الجاري بنحو 80 ألف شخص، مشيراً إلى أنهم سيغادرونها مع انتهاء إجازاتهم من دون أن تأتي بدلاً منهم أفواج سياحية جديدة من روسيا في الظرف الراهن. وأضاف أنه يتم إجلاؤهم إلى روسيا مع حقائب سفر خفيفة، فيما تنقل طائرات تابعة لوزارة الطوارئ الروسية وغيرها من الهيئات أمتعتهم الأساسية بصورة منفصلة إلى مطار فنوكوفو في موسكو، حيث يمكن للسائحين استلامها مباشرة أو في مدن أخرى عبر شبكة «بريد روسيا».

 

روسيا: عمل إرهابي وراء تحطم الطائرة وسنلاحق المتورطين/رصدت 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مفجريها

موسكو، القاهرة – وكالات: حسمت روسيا، أمس، الجدل المثار بشأن حادث تحطم الطائرة المنكوبة في شمال سيناء، بعد تأكيدها أن عملاً إرهابياً تسبب بسقوطها وأدى إلى مقتل 224 شخصاً في 31 أكتوبر الماضي، متوعدة بالعثور على المسؤولين «أينما كانوا» في العالم ومعاقبتهم».

وذكر الكرملين في بيان، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتمع مساء أول من أمس، مع رئيس الاستخبارات «اف اس بي» الكسندر بورتنيكوف ووزير الدفاع سيرغي شويغو» ووزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ميخائيل براتكوف لبحث مسألة تحطم الطائرة. وأضاف أن بروتنيكوف قدم خلال الاجتماع تقريراً لبوتين وأعلمه أن «عملاً إرهابياً» وراء سقوط الطائرة، قائلاً إنه «نتيجة للتحقيقات التي أجريت تم رصد آثار متفجرات أجنبية الصنع، وبحسب تقرير خبرائنا، فإن قنبلة يدوية الصنع من تزن نحو 1 كيلوغرام من مادة تي إن تي انفجرت أثناء تحليق الطائرة». وأوضح أنه «نتيجة لذلك تفككت الطائرة في الجو ما يفسر سبب العثور على قطع حطام ضمن دائرة كبيرة». وفي اجتماع أمني عقد، أمس، في الكرملين لبحث نتائج كارثة الطائرة المنكوبة أوضح بوتين أنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها بلاده «عملاً إرهابياً دموياً كهذا» الحادث، مؤكداً أنه سيتم العثور «على أولئك المجرمين أينما وجودوا في العالم وسنعاقبهم وعلينا القيام بذلك من دون تأخير». وأشار إلى أن بلاده ستواصل «الأعمال العسكرية لسلاحنا الجوي في سورية وسنكثفها ليدرك المجرمون أن لا مفر من العقاب»، في إشارة على ما يبدو إلى تنظيم «داعش» الذي تبنى تفجير الطائرة لتدخل موسكو العسكري في سورية، مضيفاً إن «قتل مواطنينا في سيناء هو من أكثر الجرائم دموية من حيث عدد الضحايا في تاريخ روسيا ولن نمسح الدموع من أرواحنا وقلوبنا وسيلازمنا هذا الحادث إلى الأبد».بدورها، أعلنت وكالة الأمن القومي الروسية عن مكافأة بقيمة 50 مليون دولار (47 مليون يورو) لقاء أي معلومات تؤدي إلى اعتقال المسؤولين عن تفجير الطائرة. من جهته، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، بدء تنفيذ توجيهات بوتين بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين للعمل على اعتقال ومعاقبة المجرمين المتورطين في الحادث الإرهابي الذي استهدف الطائرة الروسية في مصر. وفي مصر، أعلن مسؤولان أمنيان أن السلطات احتجزت أول من أمس، اثنين من موظفي مطار شرم الشيخ الدولي يشتبه في صلتهما بحادث تحطم الطائرة الروسية. وقال أحد المسؤولين إنه تم «اعتقال 17 شخصاً يشتبه في أن اثنين منهم ساعدا من زرعوا القنبلة على الطائرة في مطار شرم الشيخ». وقال المسؤول الآخر إن لقطات كاميرات المراقبة أظهرت أحد الموظفين يحمل حقيبة من أحد مباني المطار ويسلمها إلى المشتبه به الآخر الذي كان يضع الحقائب في مخزن الطائرة وهي تقف على الممر. وأكد موظف في العلاقات العامة في المطار طالباً عدم ذكر اسمه توقيف الموظفين، مشيراً إلى أنهما يعملان في الخدمات الأرضية. لكن وزارة الداخلية المصرية نفت ما تردد بشأن احتجاز الموظفين بمطار شرم الشيخ على خلفية حادث الطائرة المنكوبة. وذكرت الوزارة في بيان، أمس، أن «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن احتجاز موظفين اثنين في مطار شرم الشيخ، يشتبه بأنهما ساعدا في زرع قنبله على متن الطائرة الروسية، عارٍ تماماً عن الصحة جملة وتفصيلاً». وأول من أمس، تفقد وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار الخدمات والإجراءات الأمنية بمطار شرم الشيخ، حيث اطلع على مراحل التفتيش المختلفة بصالة السفر الرئيسية. كما تفقد غرفة الأجهزة الخاصة بتفتيش حقائب الشحن كمرحلة ثانية من مراحل التفتيش وأجهزة فحص الحقائب إلكترونياً، مشدداً على المتابعة المستمرة من القيادات الإشرافية على تنفيذ الخطط الأمنية.

 

تونس: إحباط هجمات كبيرة كانت تستهدف فنادق ومنشآت حيوية واعتقال سبع نساء بتهمة الدعاية لـ «داعش»

تونس – وكالات: أعلن وزير تونسي، أمس، أن تونس أحبطت هجمات كبيرة متزامنة كانت تستهدف فنادق ومراكز أمنية ومنشآت حيوية واغتيال سياسيين في منتجع سوسة خلال نوفمبر الحالي، واعتقلت خلية تضم 17 متطرفاً، تلقى غالبيتهم تدريبات في ليبيا وسورية. وقال كاتب الدولة للأمن رفيق الشلي، «أحبطنا هجمات كبيرة كان يستعد لها متطرفون هذا الشهر بشكل متزامن تستهدف منشآت حيوية وفنادق في سوسة إضافة إلى مخطط لاغتيال شخصيات بهدف ادخال الفوضى». وأضاف إنه جرى اعتقال 17 متطرفاً ضمن الخلية التي تلقت تدريبات في ليبيا وسورية، وكانت تنتظر تعليمات قبل أن تحبط قوات الأمن مخططها.

وأكد أن «هناك تكهنات بأن هذه العمليات كانت ستنفذ بالتزامن مع هجمات باريس التي وقعت الجمعة الماضية، ولكنها تبقى تكهنات»، مشيراً إلى أن قوات الأمن صادرت بنادق كلاشنيكوف ومتفجرات وحزاما ناسفا. ولفت الشلي إلى أن الفوضى وانتشار السلاح ومعسكرات التدريب في ليبيا تزيد المخاوف في تونس وتهدد الوضع الأمني في بلاده مع وجود مئات من المقاتلين التونسيين هناك في صفوف تنظيمات متطرفة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أول من أمس، أنها أوقفت سبع نساء متهمات بنشر الدعاية لتنظيم «داعش»، الذي تبنى هجومين دمويين في تونس العام الحالي. وذكرت الوزارة في بيان، أنه «في اطار كشف العناصر التكفيرية على شبكات التواصل الإجتماعي واحباط مخطّطاتها الإرهابية، تمكنت الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب للمصالح المختصة من إيقاف سبعة عناصر نسائية أثبتت الأبحاث تشكيلهن لجانب كبير من الجناح الإعلامي لفرع داعش بتونس (جند الخلافة) الذي يشرف عليه الإرهابي الفار سيف الدين الجمالي» الملقب بأبي القعقاع. وأضافت إن الموقوفات اعترفن «بتبنيهن الفكر التكفيري بتأثير من خطب الإرهابي الفار كمال زروق ومتابعتهن لمقاطع الفيديو المنشورة على شبكة الانترنت والتي تحرض على الالتحاق بالقطرين السوري والعراقي والانضمام لأحد التنظيمات الإرهابية هناك، مضيفات إنه سبق لهن النشاط ضمن صفوف التنظيم الارهابي المحظور أنصار الشريعة». وأشارت الوزارة إلى أن «العناصر المحتفظ بها أقرت بالنشاط ضمن الجناح الإعلامي للتنظيم الإرهابي جند الخلافة».

 

الامارات: إرجاء محاكمة ارهابيين سعوا لقلب النظام إلى ديسمبر

18/11/15/أبوظبي – أ ف ب: أرجأت محكمة أمن الدولة في أبو ظبي، محاكمة 41 عضوا في منظمة «المنارة الإرهابية، بتهمة السعي إلى قلب نظام الحكم في الإمارات بمساعدة «جبهة النصرة» في سورية. وأكد شاهدان حضرا، أول من أمس، المحاكمة أن المشتبه بهم أدخلوا أسلحة الى هذا البلد حصلوا عليها بمساعدة من «جبهة النصرة» في سورية. وذكرت صحيفة «غلف نيوز» الصادرة بالانكليزية، على موقعها الإلكتروني، أن المشتبه بهم، وغالبيتهم من الاماراتيين، هم «أعضاء في منظمة ارهابية تسمى المنارة، وأدخلوا أسلحة وذخائر وصواعق الى الامارات بطريقة غير مشروعة لاغتيال مسؤولين واسقاط الحكومة».

وأضافت أن هؤلاء كانوا «يعتزمون مهاجمة مراكز تسوق وفنادق وإعلان دولة اسلامية في الامارات»، وقد حصلوا على أسلحتهم «بالتعاون مع جبهة النصرة في سورية وجبهة الانصار في محافظة بلوشستان في ايران». وتقرر عقد الجلسة المقبلة في 8 ديسمبر المقبل، وفي حال دينوا بتلك التهم، فقد يواجه بعضهم عقوبة الاعدام. ويحاكم هؤلاء المتهمون منذ 24 أغسطس الماضي.

 

إسرائيل تصنف «الحركة الإسلامية» تنظيما متطرفا وتحظر نشاطها/نواب عرب في الكنيست: القرار يستهدفنا جميعًا

18/11/15/القدس – وكالات: أعلن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت» برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، «الحركة الاسلامية» في الأراضي المحتلة العام 1948، تنظيمًا محظورًا. وأوضح «الكابينت» في بيان، أن هذا القرار يعني «أن أي طرف أو شخص ينتمي لهذا التنظيم من الآن فصاعدًا وأي شخص يقدم له الخدمات أو يعمل في صفوفه سيرتكب مخالفة جنائية وسيواجه عقوبة السجن». وأضاف إن «السلطات تستطيع بموجب هذا القرار مصادرة جميع ممتلكات هذا التنظيم»، متهما الحركة بممارسة التحريض بشأن المسجد الأقصى. واعتبر «الحركة تنظيمًا متطرفًا لا يعترف بمؤسسات الدولة وينكر حقها بالوجود ويسعى إلى إقامة خلافة إسلامية بدلا منها»، وأنها «تنتمي للتيار الإسلامي المتطرف». ولفت إلى أن «هذا القرار موجه ضد الأطراف التي تدعم التحريض والعنصرية وتتسبب فيها وتسهم في زعزعة الاستقرار بالمنطقة وفي تعريض حياة المواطنين للخطر». إلى ذلك، داهمت الشرطة الإسرائيلية، ليلاً، 17 جمعية ومؤسسة، تابعة لـ»الحركة الاسلامية» في القرى والمدن العربية بإسرائيل، وأغلقتها.  وذكرت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، أنه «تم خلال ساعات الليل تسليم إخطارات وإلصاق أوامر إغلاق 17 مكتباً لجمعيات ومؤسسات تابعة للحركة في شتى أنحاء البلاد (أم الفحم ويافا والناصرة وكفر كنا، وطرعان وبئر السبع ورهط)، مع إجراء البحث والتفتيش في 13 منها». وأشارت إلى أنه سبق ذلك، صدور قرار من وزير الدفاع موشيه يعالون، «بضبط أموال وممتلكات 17 مكتباً للجمعيات والمؤسسات التابعة للحركة». في سياق متصل، اعتبرت حركة «حماس»، «قرار السلطات الإسرائيلية حظر الحركة الإسلامية عملاً عنصرياً يستهدف الوجود العربي في الداخل الفلسطيني». من جانبه، قال النائب العربي في الكنيست مسعود غنايم، إن «القرار تعسفياً، وليس موجها فقط ضد الحركة الاسلامية لوحدها وانما ضد كل العرب الفلسطينيين في الداخل وكل الحركات والأحزاب السياسية». بدوره، أكد النائب ايمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست، أن «نتانياهو يريد إشعال المنطقة بحرب دينية وتصوير إسرائيل كجزء من الغرب في العداء للإسلام». من جهته، قال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي إن «القرار الإسرائيلي مرفوض وجائر يستهدف حركةً أصيلة في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل»

 

الجيش الاميركي يحظر التنقلات الخاصة لقواته والموظفين المدنيين في باريس

18/11/15/واشنطن – ا ف ب، رويترز: أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن قيادة القوات الأميركية في أوروبا «يوكوم» منعت العسكريين الأميركيين أو الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع وعائلاتهم من التنقل بصفة خاصة في باريس بعد الاعتداءات التي أوقعت 129 قتيلاً الجمعة الماضية.

وذكرت «يوكوم» في بيان، نشرته «البنتاغون» أنه «يحظر القيام بأي رحلة غير رسمية الى باريس». وأضافت إن الرحلات الخاصة الى فرنسا «يجب أن يوافق عليها ضابط جنرال» أو أميرال، كما أنه يجب أن يوافق ضابط جنرال على جميع التنقلات الرسمية في فرنسا للعسكريين أو الطواقم المدنية في الدفاع.

وهذه القيود لا تنطبق على عمليات التوقف في المطارات الفرنسية. يشار إلى أن هناك نحو 70 ألف عسكري وموظف مدني تابع لوزارة الدفاع الأميركية في أوروبا.

 

مشارك بهجمات باريس يملك حانة كحول

وكالات/18/11/15/أحد منفذي الهجمات في باريس يملك باراً في بروكسل يقدم المشروبات الكحولية، وهو ابراهيم عبد السلام، شقيق فيصل الذي لا يزال فاراً. أما البار الواقع في ضاحية مولنبيك قرب بروكسل، فاسمه Les Beguines المعروف بلقب »وكر المتطرفين«، بحسب خبر نشرته عنه صحيفة »لو باريزيان« الفرنسية، كاشفة أن السلطات أغلقته يوم 4 نوفمبر الجاري، أي قبل 9 أيام من الهجمات، بعد معلومات أكدت أنه »وكر« لتناول المخدرات. ابراهيم عبد السلام (31 عاماً) فجر نفسه عند متجر ومقهى Comptoir Voltaire الحامل اسم جادة بوليفار فولتير الواقع فيها بالمنطقة الحادية عشرة من باريس ليلة الهجمات يوم الجمعة الماضي، لكن التفجير الذي لم يقتل أحدا سواه، ظهر وكأنه انتحار، وأدى لأن تظهر والدته أمام وسائل الإعلام لتقول إنه لم يشارك بالهجمات »بل قام بتفجير نفسه بسبب التوتر« طبقاً لاعتقادها الذي سخرت منه صحف وتلفزيونات أتت على خبره.

 

فرنسا تتلقى دعماً عسكرياً أوروبياً واسعاً لعملياتها في الخارج/تنفيذ 128 عملية دهم وعدد الضالعين في هجمات باريس لا يزال مجهولاً/هولاند يجري محادثات هاتفية مع روحاني ويزور واشنطن للقاء أوباما وموسكو للقاء بوتين

18/11/15باريس – وكالات: تتواصل حملة مطاردة مشتبه به قد يكون المنفذ الثامن لاعتداءات باريس والتعرف على آخر الانتحاريين، بعد أربعة ايام على اسوأ اعتداءات شهدتها فرنسا التي زارها وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس لتقديم دعم الولايات المتحدة. وإلى جانب حملة المداهمات الواسعة النطاق على اراضيها، شنت فرنسا غارات جديدة في سورية ضد تنظيم «داعش»، فيما طلبت من دول الاتحاد الاوروبي «مشاركة عسكرية متزايدة» في بعض مواقع العمليات في الخارج ودعما في مكافحة المتطرفين في العراق وسورية.

مداهمات

وليل اول من امس، نفذت قوات الأمن الفرنسية «128 عملية دهم» في اطار حال الطوارئ المعلنة إثر اعتداءات باريس الجمعة الماضي، على ما اعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف. وأوضح مقربون من الوزير انه تم توقيف عشرة اشخاص واعتقالهم رهن التحقيق. وكانت قوات الامن اجرت في الليل السابق حملة شملت 168 عملية دهم ادارية في 19 مقاطعة وادت الى توقيف 23 شخصاً وضبط 31 قطعة سلاح.وقال رئيس الوزراء مانويل فالس ان هذه المداهمات التي لا ترتبط بصلة مباشرة بالتحقيق في شأن اعتداءات باريس جرت في 19 مقاطعة، مؤكداً أن هذه العمليات «ستتواصل». وفي منطقة ليون (وسط شرق) تم ضبط اسلحة بينها قاذفة صواريخ وسترات واقية من الرصاص وعدد من المسدسات وبندقية كلاشنيكوف.

التحقيقات

وأعلن فالس، أمس، أن عدد الاشخاص الضالعين في اعتداءات باريس لا يزال مجهولاً، طارحا فرضية وجود شركاء في فرنسا وبلجيكا. وقال في حديث إذاعي «لانعرف في الوقت الحاضر ما إذا كان هناك شركاء للذين قتلوا، للذين ارتكبوا هذه الفظاعة في باريس، ربما هناك في فرنسا وبلجيكا، شركاء أشخاص على ضلوع في هذه المجزرة». وأضاف «علينا اليوم بالتالي التركيز على التحقيق. لا نملك بعد الحقيقة كاملة، الرؤية كاملة للواقع، وعلى الاخص عدد الضالعين في الاعتداءات»، متسائلاً «هل هناك فرقتان أم ثلاثة فرق، كيف تحركت، وما الذي جرى تحديداً في ستاد دو فرانس؟»، ان «التحقيق مستمر ولكن وسط التكتم الضروري». والى الانتحاريين السبعة الذين قتلوا في الاعتداءات، يبحث المحققون عن صلاح عبد السلام الذي يعتقد انه كان العنصر الثامن في الفرق الثلاث التي نفذت الاعتداءات موقعة ما لا يقل عن 129 قتيلاً. كما يركز المحققون على عبد الحميد أبا عود، وهو بلجيكي في الثامنة والعشرين، يعتبرونه العقل المدبر للهجمات التي احبطت في يناير الماضي في فيرفييه ببلجيكا. ويشتبه أن أبا عود المقيم في سورية عضو ناشط جداً في تنظيم «داعش»، وأقام سابقاً في حي مولنبيك في بروكسل. وفي بلجيكا تسارع التحقيق أيضاً مع توجيه التهم الى اثنين من المشتبه بهم، لكن عملية واسعة النطاق في حي مولنبيك في بروكسل لم تؤد الى توقيف المشتبه به الرئيسي في هذه الهجمات صلاح عبد السلام (26 عاما) الصادرة بحقه مذكرة توقيف دولية، ووزعت صوره على كل وسائل الاعلام.

مساعدة

في غضون ذلك، طلب وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان من دول الاتحاد الأوروبي «مشاركة عسكرية متزايدة» في بعض مواقع العمليات في الخارج، داعياً الى «دعم» فرنسا في مكافحة تنظيم «داعش» في العراق وسورية. واستشهد لودريان ببند من المعاهدات الاوروبية ينص على التضامن في حال تعرض إحدى دول الاتحاد لعدوان، وقال خلال اجتماع لوزراء الدفاع الاوروبيين في بروكسل «لن يكون بوسع فرنسا ان تبقى وحيدة في هذه المواقع». وهي اول مرة تستشهد دولة من اعضاء الاتحاد الاوروبي بهذا البند المشابه بمبدئه للمادة الخامسة من معاهدة الحلف الاطلسي، التي استندت اليها الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وصولاً إلى تدخل الحلفاء في افغانستان. وفي نهاية الاجتماع، أيد الاتحاد الأوروبي «بالاجماع» طلب المساعدة الذي قدمته فرنسا. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الفرنسي «اليوم (أمس) أعرب الاتحاد الاوروبي بالاجماع على لسان جميع دوله الاعضاء عن أشد دعمه واستعداده لتقديم المساعدة المطلوبة» لفرنسا. وفي إشارة إلى طرح فرنسا المادة 42-7 للمعاهدات الاوروبية التي تنص على بند التضامن اذا ما تعرض احد بلدان الاتحاد الاوروبي لاعتداء، قالت موغيريني «إنها مادة لم تستخدم من قبل في تاريخ اتحادنا». من جهته، قال وزير الدفاع الفرنسي «انه دعم بالإجماع»، إنه «ميثاق سياسي كبير جداً»، و»سيتيح لنا الآن في الساعات المقبلة اجراء الاتصالات الثنائية الضرورية» لفرنسا مع كل من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، للاتفاق بالضبط على المساعدة التي تعرب كل دولة عن استعدادها لتقديمها بصورة ملموسة الى الفرنسيين.

واضاف بعد الاجتماع مع زملائه الاوروبيين، «لقد لمست تأثراً شديداً من زملائي»، مشيراً إلى ان عدداً منهم تحدث باللغة الفرنسية للتعبير عن دعمه.

هولاند

وفي باريس، استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، وزير الخارجية الاميركي جون كيري، فيما عزز البلدان تعاونهما العسكري، سيما في مجال تبادل المعلومات بالنسبة للضربات الفرنسية في الرقة، معقل «داعش»، شمال سورية. وكان هولاند أعلن في فرساي حيث اجتمع البرلمان استثنائياً، مساء أول من أمس، إن «أعمال الحرب التي وقعت الجمعة تقررت ودبرت في سورية وأعد لها ونظمت في بلجيكا ونفذت على أرضنا بتواطؤ فرنسي». وأمام السفارة الاميركية التي أضيئت بألوان علم فرنسا، مساء اول من امس، عبر كيري عن «تصميم» الحليفين على «محاربة وهزم» تنظيم «داعش» معاً، قائلاً «سنهزم داعش وكل الذين يشاطرونه ايديولوجيته الحقيرة … في عاصمة الأنوار (باريس)، لن ينتظر الظلام أبداً. التاريخ يشهد، باريس عرفت أوقاتاً أظلم ولكنها تخطتها»، ثم اضاف بالفرنسية «عاشت فرنسا والصداقة مع أميركا». وسيزور الرئيس هولاند الأسبوع المقبل واشنطن وموسكو للقاء الرئيسين باراك اوباما وفلاديمير بوتين ومحاولة التوصل الى تحالف موحد ضد «داعش». كما أكد الرئيس الفرنسي ونظيره الإيراني حسن روحاني، في اتصال هاتفي بينهما أمس، «الأهمية الحيوية لمكافحة داعش والارهاب بكل القوى» الممكنة، بحسب الاليزيه. وشددا على أهمية المفاوضات بين الدول المعنية بالأزمة السورية، واتفقا على «تحديد موعد سريع لزيارة» يقوم بها روحاني الى فرنسا، من أجل تعزيز التعاون الثنائي. وكان الرئيس الايراني أرجأ زيارة الى ايطاليا وفرنسا كان من المفترض ان تبدأ السبت الماضي، على أثر اعتداءات باريس.

 

بلجيكا: العثور على مواد كيماوية في منزلي المعتقلين

18/11/15/بروكسل – رويترز: عثرت الشرطة البلجيكية على طلقات رصاص ومواد كيماوية يمكن استخدامها في تصنيع قنبلة في منزلي رجلين في بروكسل اعتقلا للاشتباه في ارتكابهما جرائم ارهابية ذات صلة بالهجمات التي وقعت في باريس الجمعة الماضي. ويقول محامو الرجلين انهما بريئان وتورطا في القضية لأنهما سافرا بالسيارة الى باريس يوم السبت الماضي لاحضار صلاح عبد السلام وهو مشتبه به رئيسي هارب بعد أن اتصل بهما ليقول ان سيارته تعطلت. وذكرت صحيفة «ديرنيير أور» البلجيكية الصادرة، أمس، من دون أن تكشف عن مصدرها، ان الرجلين المحتجزين كان لديهما في منزليهما مادة نترات الامونيوم المستخدمة في الاسمدة، مشيرة إلى أنهما نفيا شراءها لتصنيع متفجرات. وأضافت ان الشرطة عثرت على ذخيرة في منزل أحد الرجلين من بينها طلقات رصاص لبندقية كلاشنيكوف من النوع الذي استخدمه المهاجمون في باريس.

 

الأولى رداً على اعتداءات باريس والثانية رداً على إسقاط الطائرة/فرنسا وروسيا تدكان معاقل «داعش» في سورية/«شارل ديغول» إلى المتوسط لمضاعفة التحرك العسكري

18/11/15/باريس، موسكو، دمشق – وكالات: وجهت فرنسا وروسيا، أمس، سلسلة ضربات كثيفة لمواقع تنظيم «داعش» في سورية، رداً على اعتداءات باريس وعلى إسقاط الطائرة الروسية في شمال سيناء. وأعلن مسؤول عسكري فرنسي ان بلاده «كثفت» الغارات الجوية ضد مناطق تواجد التنظيم في سورية والعراق، بعد «أسابيع من التحضير» سبقت تبني التنظيم الاعتداءات الدامية في باريس الاسبوع الماضي. وقال الاميرال انطوان بوسان «داعش هو عدونا، داعش هو عدو محدد بشكل واضح». ويتولى بوسان قيادة عملية «شمال»، الاسم الذي اطلق في سبتمبر 2014 على مشاركة فرنسا في الضربات الجوية ضد التنظيم في العراق، ضمن الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتحدث لوكالة «فرانس برس»، أمس، في قاعدة عسكرية فرنسية في الخليج. وأضاف «هذه المكافحة التي بدأت منذ عام، سنستكمها بعزم. اليوم، نكثف ملاحقتنا، ضربنا في الايام الماضية … لكن عملنا، انخرطنا به منذ اشهر طويلة». وأوضح أن «الاهداف التي استهدفناها اليوم (أمس) هي اهداف عملنا عليها لاسابيع»، وذلك بعد «مقاطعة معلومات … أتاحت لنا ان نقترح على رئيس الجمهورية» فرنسوا هولاند إصدار أوامر بإقلاع مقاتلات «رافال» و»ميراج 2000» المتمركزة في الشرق الاوسط. وامتنع بوسان عن تقديم معلومات او تفاصيل عن المواقع التي استهدفتها المقاتلات الفرنسية منذ هجمات باريس الجمعة الماضي. وأوضح أن قرابة 700 عسكري فرنسي يشاركون في عملية «شمال»، اضافة الى ست مقاتلات «رافال» وست «ميراج 2000»، اضافة الى طائرة مراقبة بحرية «اتلانتيك 2»، مؤكداً وجود «موارد أخرى تتواجد هنا لتوفير الدعم بشكل دوري، كطائرات التزود بالوقود في الجو، وطائرات أواكس وطائرات تجسس أخرى». وليل اول من امس، قصف الطيران الفرنسي مجدداً معقل «داعش» في الرقة شمال سورية، ودمر مركز تدريب ومركز قيادة.وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، أمس، ان «الجيش الفرنسي شن للمرة الثانية خلال 24 ساعة غارات جوية على داعش في الرقة بسورية»، موضحة أن الضربات شنتها «عشر مقاتلات من طراز رافال وميراج 2000 انطلقت من الامارات العربية المتحدة والاردن» وألقت 16 قنبلة، في عملية مماثلة للغارة التي نفذت مساء الاحد الماضي. وأكد البيان انه «تم ضرب هدفين وتدميرهما بالتزامن»، وان «الغارات التي نفذت بالتنسيق مع القوات الاميركية استهدفت مواقع تم تحديدها خلال مهمات استطلاع أجرتها فرنسا مسبقاً». وتزامناً، أعلن مصدر عسكري أن حاملة الطائرات الفرنسية ستنتشر في شرق البحر الابيض المتوسط وليس في الخليج كي تتحرك بشكل اسرع في المنطقة، وذلك بعد ان اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن ابحارها للقيام بعمليات في سورية.

ولا يستغرق إبحار حاملة الطائرات «شارل ديغول» سوى أيام عدة للوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل سورية أو لبنان. وكان وصولها قد استغرق نحو شهر الى الخليج في الشتاء. ومن المقرر أن تبحر حاملة الطائرات غداً الخميس في اتجاه الشرق الأوسط ويرتقب ان يضاعف ذلك «بمعدل ثلاث مرات قدرات التحرك» العسكرية للجيش الفرنسي. وستتوجه حاملة الطائرات التي تنقل 26 مقاتلة الى الخليج لكن ستنتشر في شرق المتوسط قبالة سورية. بدورها، كثفت روسيا ضرباتها لمواقع «داعش» في سورية، في ما بدا رداً سريعاً بعد ساعات على إعلانها أن سبب سقوط الطائرة الروسية في شمال سيناء هو عمل إرهابي. وقال مسؤول عسكري أميركي أن روسيا شنت أمس «عدداً كبيراً» من الضربات الجوية على الرقة، معقل «داعش». وأضاف المسؤول، طالباً عدم الكشف عن هويته، ان الهجمات اشتملت على ما يبدو على ضربات بصواريخ عابرة اطلقت من البحر، وشاركت فيها قاذفات طويلة المدى، مشيرا الى أن روسيا أبلغت الولايات المتحدة مسبقا بتلك الضربات. وأكد أن الولايات المتحدة لا تنسق مع روسيا وان الضربات الروسية لم تضطر الولايات المتحدة الى إلغاء اي أنشطة للتحالف الدولي. بدوره، قال مصدر كبير في الحكومة الفرنسية «في هذه اللحظة (ظهر أمس) يقوم الروس بضرب مدينة الرقة بعنف وهو دليل على أنهم باتوا يدركون أيضاً خطر داعش». من جهة أخرى، ذكرت وسائل اعلام رسمية سورية والمرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، أن جيش النظام انتزع من «داعش» قرية الحدث التي تبعد نحو 30 كيلومتراً من الطريق السريعة بين دمشق وحمص. كما أعلنت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تضم فصائل كردية وعربية وتحظى بدعم اميركي، اول من امس، سيطرتها على مساحة تمتد على 1400 كيلومتر مربع في شمال شرق سورية بعد طرد «داعش» منها.

 

أكد لـ «السياسة» أنهما في هدنة أو في تفاهم ستراتيجي/قيادي عراقي: إيران تستفيد من «داعش» لتعزيز نفوذها

بغداد – باسل محمد:السياسة/18/11/15/أكد قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر لـ»السياسة» أن إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة والعالم التي لم يهددها تنظيم «داعش» بصورة مباشرة ومكثفة، ولم يتوعدها بتفجيرات، رغم أنها حليفة قوية للحكومة العراقية وللنظام السوري.

وقال القيادي إن «الموضوع لا يتعلق بقوة الأجهزة الأمنية الأيرانية لأن هناك مصالح لإيران واسعة في العالم ويمكن لـ»داعش» أو تنظيم «القاعدة» أن يطالها بسهولة، بدليل أن «داعش» في لبنان يستهدف مناطق «حزب الله» ولا يستهدف مراكز ايرانية، وذلك يثير احتمالين: إما أن ايران في هدنة مع «داعش» و»القاعدة» وإما في تفاهم ستراتيجي معهما». وحذر من إيران يمكن أن تستخدم الجماعات الإرهابية لتمزيق العالم العربي والتسبب بحروب داخلية فيه ما يسمح بتفوقها على العرب وتقوية نفوذها ببعض البلدان العربية، كما أنها تسعى لجر القوى الدولية الكبرى الى التعاون معها باعتبارها الدولة الاقليمية رقم 1.

وأشار القيادي إلى أن الكثير من الحوارات الداخلية بين شيعة العراق تطرقت صراحة إلى صلات مفترضة لأجهزة ايرانية مع مجموعات من «القاعدة» و»داعش»، في ضوء التسهيلات التي كانت تقدمها هذه الأجهزة للعناصر الإرهابية القادمة من أفغانستان وباكستان للعبور الى العراق إبان الاحتلال الاميركي لهذا البلد.

ورغم تأكيده عدم وجود أي أدلة قاطعة تثبت الصلة بين ايران و»داعش»، إلا أن القيادي العراقي لفت إلى أن من بين القرائن المهمة هو أن التعاون الأمني على مستوى المعلومات بشأن التنظيم بين بغداد وطهران غير فعال وغير كاف، بمعنى أن الأجهزة الأمنية الإيرانية لا تطلع الأجهزة العراقية على كل المعلومات التي بحوزتها عن «داعش» و»القاعدة». ومن بين القرائن أيضاً، بحسب القيادي، الفشل الإيراني العسكري في سورية طيلة أربع سنوات، حيث أنه رغم الدعم الهائل للنظام كانت النتائج دائماً تصب في مصلحة «داعش» والجماعات المرتبطة بـ»القاعدة». واعتبر أن الإرهاب اليوم أصبح سلعة رابحة لدول كثيرة تستعمله للنيل من دول أخرى ولتحقيق مصالح سياسية على حساب دولة أخرى، وهذا ما يفسر تنامي قوة «داعش» رغم التحالف الاقليمي والدولي ضده. ولفت الى أن الإرهاب نفسه يستثمر التناقضات والخلافات بين الدول لكي يحصل على تسهيلات بالتمويل وعمليات التجنيد والتنقل عبر الحدود، وهذا ما كانت تفعله ايران خلال أعوام 2003 و2008 و2009، لأن انتقال ارهابيي «القاعدة» كان يتم بتسهيلات كبيرة من الحدود الايرانية – الأفغانية ومنها عبر الحدود العراقية – الايرانية سيما لجهة معبر بدرة وجصان بمحافظة واسط، وسط العراق، أو في بلدة خانقين الحدودية مع ايران بمحافطة ديالى، شمال شرق بغداد، لأن المعلومات كانت تفيد في السنوات السابقة عن دخول عناصر مختلفة من ايران الى العراق وربما بجوازات سفر ايرانية لكي لا يتم التدقيق بها أو التوجس منها.

 

«الحرس الثوري» ينفي مقتل سليماني في حلب

وكالات/18/11/15/نفى «الحرس الثوري» الايراني صحة الأنباء الواردة بشأن مقتل قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني، أو إصابته في معارك بريف حلب الجنوبي، حسبما تناقلت وسائل اعلام خلال اليومين الماضيين. ونقلت وكالة «فارس» عن المتحدث باسم «الحرس الثوري» الايراني العميد رمضان شريف قوله إن نبأ مقتل سليماني «مجرد دعاية اسرائيلية». وكانت وسائل اعلام عربية نقلت عن موقع «دبكا» الاسرائيلي خبر استهداف سليماني في ريف حلب شمال سورية يوم السبت الماضي. وجاء في التقارير الواردة أن سليماني أصيب مع 3 ضباط إيرانيين آخرين، إثر استهداف قوات المعارضة السورية سيارة مصفحة بصاروخ «تاو» بعد رصدها. وتداول إعلاميون وناشطون سوريون بكثافة نبأ وجود سليماني في السيارة المذكورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولفتوا إلى وصول 4 سيارات إسعاف لجثث قياديين ترافقها سيارات جميعها من نوع «B-M-W» ما يدل على أهمية القتلى. من جهة أخرى، أفادت وكالات ايرانية عن مقتل النقيب ايمان خزائي نجاد، الضابط في «الحرس الثوري»، الذي قضى أثناء المعارك الدائرة في سورية قرب حلب.

 

الأزهر يدين حرق المساجد

18/11/15/القاهرة – كونا، الأناضول: دان الأزهر الشريف بشدة، ما تتعرض له مساجد المسلمين في الغرب من حرق واعتداء بعد هجمات باريس »الارهابية«. وطالب الأزهر في بيان، مساء أول من أمس، الحكومات الغربية بحماية المسلمين ومنع الاعتداء على مساجدهم واحترام قدسيتها. وشدد على أن تحريض بعض الأحزاب والشخصيات المتطرفة على المسلمين ودور عبادتهم يشعل الفتن ويزيد من الاحتقان المتبادل »ما يصب في مصلحة القوى الظلامية التي تحتاج الى تضافر الجهود كافة لمواجهتها والقضاء عليها«.

 

سيناتور اميركي في رسالة للاسد:الحرب السورية عدوان من قوى خارجية

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - دمشق - أشار السيناتور الاميركي عن ولاية فرجينيا ريتشارد بلاك، إلى "أن الحرب السورية لم يكن سببها اضطرابات داخلية بل كانت حربا غير قانونية لعدوان من قبل قوى خارجية صممت علي فرض نظام عميل بالقوة". واضاف في رسالة بعث بها الى الرئيس السوري بشار الاسد: "إن الجنرال وليسي كلارك القائد السابق الاعلى لقوات الحلفاء في اوروبا كشف انه في عام 2001 طورت القوى الغربية خططا لقلب نظام الحكم في سوريا ومع ذلك وبعد 15 عاما من اعمال التآمر العسكرية، فإن حلف الناتو والسعودية وقطر لم يتمكنوا حتى الان من تحديد قائد واحد للثوار يتمتع بدعم شعبي بين الشعب السوري". وقال:"أشعر بخيبة الامل لان الولايات المتحدة قد واجهت المساعدة الروسية لسوريا بتحويل شحنات من صواريخ تاو المضادة للدبابات للارهابيين وهذا سيطيل فقط سفك الدماء في سوريا". وتابع: "إن الرأي العام العالمي ينقلب ضد الارهابيين وداعميهم فالمعاملة الوحشية للاسرى، من الجنود السوريين من قبل المجموعات المسلحة مروعة والكثير من الاميركيين يجدون تصرفات ما يسمي بالمعتدلين بغيضة أخلاقيا".

 

الزياني: دول مجلس التعاون الخليجي تساند فرنسا في هذه الفترة العصيبة

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اعلن الامين العام لدول مجلس الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني، اليوم، عن مساندة دول المجلس لفرنسا "في هذه الفترة العصيبة"، بعد الاعتداءات التي تبنى تنظيم "داعش" تنفيذها في باريس الجمعة. وقال: "ان وزراء الخارجية الخليجيين عبروا عن وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها للجمهورية الفرنسية وشعبها الصديق، في هذه الفترة العصيبة التي لن تزيد فرنسا والعالم بأسره الا تصميما على مواصلة مكافحة الارهاب واجتثاث تنظيماته المعادية للحضارة الانسانية"، في بيان أصدره اثر اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الست اليوم.

 

دراسة بريطانية: ارتفاع غير مسبوق في عدد ضحايا الارهاب 32658 الف قتيل في 2014 والكلفة الاقتصادية نحو 52,9 مليار دولار

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015 /وطنية - ارتفع عدد الاشخاص الذي قتلوا في هجمات ارهابية في انحاء العالم بنسبة 80 في العام الماضي وهو أعلى مستوى يسجل في التاريخ، حسبما اكد معهد الاقتصاد والسياسة. وسجل "المؤشر العالمي للارهاب" ان 32658 شخصا قتلوا على يد ارهابيين في 2014، مقارنة مع 18111 عام 2013، وهي اعلى زيادة مسجلة حتى الآن. وتعرف الدراسة الارهاب بأنه "التهديد باستخدام او الاستخدام الفعلي لقوة وعنف غير قانونيين من شخص غير حكومي بهدف تحقيق هدف سياسي او اقتصادي او ديني او اجتماعي عبر التخويف والاكراه والتهديد". وأظهرت الدراسة ان تنظيم "داعش" وجماعة بوكو حرام النيجيرية مسؤولان عن اكثر من نصف عدد القتلى. وتقيس الدراسة عدد الهجمات والقتلى والاضرار التي تتسبب بها الهجمات الارهابية في 162 بلدا. وقال الرئيس التنفيذي للمعهد ان "الارهاب يزداد بوتيرة غير مسبوقة". وتأتي هذه الزيادة بعد ارتفاع بنسبة 61 في المئة عام 2013. ووجدت الدراسة ان الارهاب يتركز في مناطق معينة وشكل عدد القتلى في خمس دول هي: افغانستان والعراق ونيجيريا وباكستان وسوريا، نسبة 78 في المئة من اجمالي عدد القتلى العام الماضي. وكان العراق البلد الاكثر تضررا حيث قتل 9929 شخصا بسبب الارهاب ويعاني ذلك البلد اعلى عدد من الهجمات واعلى عدد من القتلى من الارهاب تسجل في اي بلد على الاطلاق، بحسب الدراسة. اما اعلى ارتفاع في عدد القتلى من الارهاب فكان في نيجيريا التي شهدت ارتفاعا يزيد عن 300 في في عدد القتلى الذي وصل الى 7512 قتيلا. اما الدول الغربية فكانت اقل عرضة للهجمات التي ينفذها على الارجح افراد غير مرتبطين بجماعات بسبب التطرف السياسي او القومية او الفوقية العرقية او الدينية وليس التطرف الاسلامي، بحسب الدراسة. وعانت بريطانيا اعلى عدد من الحوادث الارهابية في الغرب وخصوصا تلك المتعلقة بالمسلحين الجمهوريين في ايرلندا الشمالية، وفق الدراسة. الا ان الهجمات التي اعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها في باريس وادت الى مقتل 129 شخصا الاسبوع الماضي، يمكن ان تشكل نقطة تحول، بحسب كيليليا. وقال: "ان حادث باريس يعد نقطة تحول داخل اوروبا. ويظهر ان تنظيم الدولة لديه القدرة على شن هجمات معقدة وقاتلة في اوروبا". وحذر من ان "المقاتلين الاجانب الذين توجهوا الى العراق وسوريا منذ 2011 ويقدر عددهم ما بين 25 و30 الف مقاتل، يمكن ان يشكلوا خطرا". وقال ان "المقاتلين العائدين من سوريا سيكون لديهم تدريب عسكري". واضاف: "ان تكتيكات داعش تتغير. فهم يستهدفون المواطنين العاديين بشكل اكبر. ومن الصعب، بالنظر الى سنتين مقبلتين، ان نرى تهديد هذا التنظيم يختفي". وتقدر الدراسة ان الكلفة الاقتصادية للارهاب تصل الى 52,9 مليار دولار، وهي اعلى كلفة على الاطلاق، وزادت عشرة اضعاف منذ العام 2000.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما زرعه حافظ الأسد قبل 45 عاماً

خيرالله خيرالله/المستقبل/18 تشرين الثاني/15

في مثل هذه الأيّام قبل خمسة واربعين عاماً، في السادس عشر من تشرين الثاني 1970، انقلب حافظ الأسد على رفاقه في السلطة وانفرد بها كلّيا تحت شعار «الحركة التصحيحية». زرع الأسد الأب بذور ما نشهده اليوم في سوريا حيث كيان يتفكّك وشعب صار اكثر من نصفه لاجئا داخل وطنه وخارجه.

قام نظام حافظ الأسد الذي ورثه بشّار على فكرتين. العصبية العلوية اوّلا والإبتزاز ثانيا واخيرا. كانت ممارسة الإرهاب، بكلّ اشكاله داخل سوريا وخارجها، القاسم المشترك بين الفكرتين. وضع حافظ الأسد، تحت غطاء حزب البعث، الأسس لنظام جديد اوصل سوريا الى ما وصلت اليه اليوم، خصوصا بعدما قرّر توريث السلطة الى نجله بشّار من منطلق ان اسم سوريا صار «سوريا الأسد». اسّس حافظ الأسد لدولة بوليسية تقوم على الأجهزة الأمنية. الثابت الوحيد في سياسته الخارجية كان التفاهم مع اسرائيل في شأن قضايا حيوية تهمّ الجانبين. وهذا ما يفسّر حاليا الإهتمام الإسرائيلي بالمحافظة على النظام الذي يؤمن بقاؤه الأمن في الجولان واستمرار احتلاله... ويؤمن في الوقت ذاته استمرار عملية الإنتهاء من سوريا التي تمرّ منذ استقلالها بأزمة نظام وكيان في الوقت ذاته. عمل نظام حافظ الأسد القائم على التفرّد بالسلطة وعلى استخدام الأجهزة الأمنية على ضبط سوريا وقمع السوريين. حاول مدّ تجربته الى لبنان. نجح في ذلك الى حدّ كبير. فبعد تدجين سوريا والسوريين، سعى الى تدجين لبنان واللبنانيين. كانت لعبته تقوم على الغاء الآخر. الغى كلّ سوري يمكن ان تكون له حيثية، خصوصا اهل المدن الكبرى. والغى كلّ لبناني كان يمكن ان يدرك ابعاد مخططه. في عهد حافظ الأسد، لم يعد من سنّي او مسيحي او درزي يمتلك نفوذا غير مستمدّ من العلاقة المباشرة بالأجهزة. اختزل الطائفة العلوية في شخصه بعد سجنه صلاح جديد واغتياله محمد عمران في طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني.

كان الإنفجار السوري في السنة 2011 بمثابة بداية النهاية الطبيعية لنظام عمل على افقار سوريا والسوريين وعلى قيام طبقة طفيلية قائمة على المنافع المتبادلة بين افراد العائلة ومجموعة من كبار الضباط العلويين من جهة وبعض رجال الأعمال من جهة اخرى.في 45 سنة لم تحصل في سوريا اي تنمية، باستثناء بعض الطرقات والمشاريع التي لم تغيّر شيئا في مستوى المعيشة لدى المواطن العادي. لا يزال فيلم عمر اميرالاي «طوفان البعث» خير مثال على الطبيعية الحقيقية للنظام الذي حاول تغطية عجزه عبر مشاريع كبيرة لم تؤد سوى الى كوارث طبيعية وضرب النسيج الإجتماعي في المحافظات التي تمتلك ثروة زراعية.

خلافا لكلّ ما قيل ويقال عن الحرص على الأقلّيات، زادت الهجرة من سوريا في عهد حافظ الأسد، هجرة العقول خصوصا. زادت هجرة المسيحيين الذين همّشهم النظام الى ابعد حدود ورفض ان يكونوا سوى مجرّد خدم عنده.

كانت فلسفة حافظ الأسد تستند في كلّ وقت الى استمرار حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة. كان التفاهم واضحا في هذا المجال بينه وبين اسرائيل. اكثر من ذلك، كانت هناك مصلحة مشتركة بين الجانبين في بقاء جنوب لبنان جرحا ينزف، اكان ذلك قبل العام 1982، قبل الخروج الفلسطيني المسلّح، شبه الكامل، من لبنان او بعد ذلك عندما بدأ صعود «حزب الله»، اللواء في «الحرس الثوري» الإيراني، الذي استطاع في مرحلة معيّنة جعل النفوذ السوري في لبنان تحت رحمته، بعدما كان هذا النفوذ قائما قبل العام 2005 في ظلّ معادلة مختلفة. كان الإنفجار السوري في 2011 انفجارا داخليا قبل اي شيء. كان انفجارا طبيعيا. كان النظام يمارس في استمرار الهروب الى امام. هرب باستمرار الى لبنان... الى ان جاء اليوم الذي ارتدّت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه عليه. لم يمتلك النظام، ان في عهد الأسد الأب او في عهد الإبن اي رغبة في الإهتمام حقيقة في سوريا. كان همّ الأب منصبّا على الطائفة وحمايتها وكيفية الإنتقام من سنّة المدن، عقدته التاريخية، فيما ركّز الإبن على مصالح العائلة وتنمية ثروتها. كان يمكن لسوريا، بما تملكه من ثروات طبيعية وثروة بشرية، ان تكون متفوّقة في كلّ الميادين على الصعيد الإقليمي. لم يستثمر حافظ الإسد الّا في الأجهزة الأمنية ومشروع حلف الأقلّيات الذي كان يعتقد انّه سيجعل منه قوّة اقليمية. كان في كلّ وقت قوّة اقليمية في خدمة المشروعين غير العربيين في المنطقة وهما المشروع الإسرائيلي والمشروع الإيراني اللذين يلتقيان عند نقطة واحدة، لا تبدو روسيا ـ بوتين بعيدة عنها. انّها البذور التي زرعها حافظ الأسد قبل 45 سنة وحتّى قبل ذلك عندما كان وزيرا للدفاع في العام 1967. اينعت البذور وجاء من يحصد. نعم صنع حافظ الأسد التاريخ السوري الحديث. تكفّلت البذور التي زرعها بتفتيت سوريا. اتقن القتل والهدم والإبتزاز ولعبة الإرهابي الذي يشعل الحرائق... ثم يتظاهر بأنه الوحيد القادر على اطفائها. لم يدرك يوما ان لكلّ لعبة، مهما كانت قذرة نهاية!

 

عون وجعجع.. لقانون إنتخابي يؤمن المحدلة المسيحية!

المدن - سياسة | الثلاثاء 17/11/2015

لم يكن تصريح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عند الخلاف بشأن جلسة "تشريع الضرورة"، لجهة رفضه اعتبار قانون الإنتخابات النيابية مشكلة قائمة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات"، عبثاً. خصوصاً أنه إطمأن الى أن بامكان حليفي "اعلان النوايا" التوافق في اللحظة المناسبة. في الكواليس بدأ فعلياً منذ توقيع الإعلان بحث القانون الإنتخابي، في محاولة للتوافق وإمكانية إقتراح قانون بصيغة مشتركة، خصوصاً أنهما أعلنا في السابق تأييدهما لقانون "اللقاء الأرثوذكسي" قبل أن تتراجع "القوات" وتتبنى قانوناً مشتركاً بين النسبي والأكثري، بالإشتراك مع تيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي". وتؤكد مصادر "المدن" أن اللقاءات تتم دورياً، بهدف الوصول الى قانون يحقق العدالة وحسن التمثيل، ويُحافظ على الشراكة الوطنية والميثاقية، خصوصاً أن الإعتراض على "الأرثوذكسي" جاء من هذه النقطة تحديداً. ولفتت المصادر إلى أن الإجتماعات حققت تقدماً ملحوظاً. وتشير المصادر إلى أن المشكلة في أي قانون إنتخابي حالي هي لدى المسيحيين، خصوصاً أن كل فريق يريد قانوناً مفصلاً على قياسه، وهذا مكمن الخلاف، ومكمن التوافق بين جعجع ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، اللذين يسعيان إلى الإستئثار بحصة المسيحيين، بمعنى أن يحصلا على نسبة 80 بالمئة من النواب المسحييين، فيما يحصل المستقلون على ما تبقى، أي يطمح عون وجعجع الى إحتكار التمثيل المسيحي. وتقول مصادر "المدن" إن محاولة إقرار قانون مشترك، ويوافق عليه الجميع، ويراعي الزوايا المذكورة سابقاً دونه عقبات عديدة، وبالتالي هناك صعوبات أمام الطرفين أبرزها الحفاظ على إتفاق "الطائف"، خصوصاً أن أي إتفاق يؤمن صحة التمثيل ويوافق عليه الجميع، بالإمكان أن يتحقق شرط إنشاء مجلس الشيوخ، وهذا غير ممكن حالياً، ولكن في حال حصوله فيعني تحرر مجلس النواب من القيد الطائفي. وترى مصادر قوى "14 آذار" عبر "المدن" أن ما يطرح قد يؤدي إلى مشكلة جديدة مع جعجع، خصوصاً أن ما يتردد هو قانون نسبي، سيعطي قوى 8 آذار ما نسبته 35 % من نواب المسلمين السنة، في الوقت الذي لا يعطي 14 آذار أكثر من خمسة % من نواب الشيعة.  أما على الصعيد المسيحي، فيفوز جعجع بثلاثة نواب جدد، واحد في بعبدا، وآخر في المتن، وثالث في كسروان، في المقابل ستخسر 14 آذار نائباً في البترون، لكنه يسمح بتحقيق إختراق بنائب مسيحي في جبيل. وعليه ففي القانون النسبي لا تستطيع قوى 14 آذار الحصول على أي مقعد نيابي في المناطق الشيعية، في حين أن المناطق الأخرى، معرضة للإختراق بدرجة تتراوح ما بين 35 % من أصوات السنة، وخمسين % من أصوات المسيحيين لصالح التيار الوطني الحر وحلفائه".

في المقابل، تؤكد مصادر "القوات" لـ"المدن" أن "جعجع يعمل على خطين، فهو يتمسك بالقانون المشترك مع المستقبل والإشتراكي لتأمين صحة التمثيل، والخيار الثاني الإتفاق مع عون على قانون إنتخابي"، وهو ما تراه أوساط "المستقبل" محاولة إبتزاز من قبل جعجع، وفق قاعدة: "إما أن تسيروا معي أو أسير مع عون، ونطرح قانوناً مشتركاً"، وتأتي نظرة "المستقبل" استناداً الى أن المباحثات بين "التيار" و"القوات" وفق المصادر لم تتوصل بعد إلى أي نتيجة يعتد بها. وتؤكد مصادر "المدن" أن "المستقبل" لا يمكن أن يقبل بأي بحث بالقانون النسبي، "لأنه يخسره من دون أن يعطيه أي مردود أو مقابل"، وكذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، فهو غير مستعد لأن يخسر مقاعد نيابية، ويعتبر أن القانون النسبي يستهدفه شخصياً، لإحداث خرق في الطائفة الدرزية، من دون اسقاط إحتمال أن يخسر المقعد السني في إقليم الخروب، والدرزي في راشيا.إنسداد الأفق هذا يقابله شبه فيتو من قبل "التيار" و"القوات" ضد القانون الأكثري لأنه لا يسمح للمسيحيين أن ينتخبوا نوابهم، ولذلك ما يدور حالياً بين "القوات" و"التيار" هو محاولة إعادة صياغة وتقسيم الدوائر الإنتخابية، بشكل يسمح للمسيحيين إنتخاب على الأقل ما بين الخمسين أو الخمسة والخمسين نائباً.

 

«فائض مكافحة الإرهاب» سمح بتطوّر «داعش»

وسام سعادة/المستقبل/18 تشرين الثاني/15

القمم الدولية، كقمة مجموعة العشرين، ليست مؤتمرات علمية أو فكرية بطبيعة الحال. لكن، أنْ لا تلتفت هذه القمم الى سجل اربعة عشر عاماً من الحرب العالمية على الإرهاب، وما أفضت اليه هذه الحرب، أو مجموع الحروب، لا يطمئن كثيراً. فائض مكافحة الإرهاب في هذه العشرية ونصف أراد أن يقنعنا - ذات مرة - بأنّه أفلح بإبعاد اليد الطولى للإرهاب عن حواضر الغرب، بعد مضي سنوات عديدة على هجمات مانهاتن والبنتاغون ولندن ومدريد دون تكرار نوعي لمشهدياتها الدموية، وأنّه أفلح في لجم السيطرات الجهادية في الصومال، بالتدخل الأثيوبي، وفي مالي، بالتدخل الفرنسي - الأفريقي، وبـ»الصحوات» في الأنبار، وبأنّه يتحكّم بمسار مواجهة التشكيلات الجهاديّة في أفغانستان ووزيرستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن. فكانت سيطرة «داعش» من الموصل الى الأنبار، ومن الرقة حتى تدمر. وكان إسقاط الطائرة الروسية وهجمات باريس. فائض مكافحة الإرهاب أقنع صنّاعه ومريدوه بأنّ أي صلة تعقد بين قضايا شعوب مسلمة مضطهدة كما في فلسطين والشيشان وكشمير وبين الظواهر المصنّفة ارهابية هو تبرير للإرهاب غير مقبول، وبأنّه يمكن رعاية التذابح المذهبي بين المسلمين في العراق وسوريا ولا قلق بأن يخرج أيّ من القطارين المتصادمين عن مسارهما التطاحني لإصابة مجالات أخرى.

فائض مكافحة الإرهاب شرّع التصرّف بخسّة مع مأساة الشعب السوريّ وتشرّد نصفه، دون أن يؤثّر ذلك على معنويات عملية مكافحة الإرهاب، والانجازات التي تحققها. بل جرى تبييض استخدام النظام السوريّ للسلاح الكيماوي ضدّ أهالي الغوطتين. لم «يقتنع» النظام الدولي وقتها بأن بشار الأسد يكافح الإرهاب، لكنه اقتنع بأنّه لا لزوم لتأديب الأسد على فعلته، ما دام سيفكّك الترسانة الكيماوية بمعرفته، ويكتفي ببراميل المتفجرات التي تمطرها طائراته السوفياتية والروسية الصنع على الآهلين والمسلّحين، دون فرق.

بالتأكيد ليس «تنظيم الدولة الإسلامية» مجرّد صنيعة لهذا النظام العالمي من الإستباحات والمظالم، ولا هو صنيعة هذه المخابرات أو تلك، وان تغذى من الجميع، على التوالي. تنظيم «الدولة» هو الى حد كبير صنيعة نفسه، كتنظيم أعطى أولوية عقائدية وتعبوية وسياسية للإحياء العاجل لفكرة الخلافة، وليس الدعوة اليها لعقود طويلة دون الإقدام على اشهارها، ولا الاستعاضة عنها بإمارة السيف ليس الا، ولا الاكتفاء بفقه الحاكمية بشكل عام. هذا الاحياء المنجز من طرف التنظيم الدموي الذي يسيطر حالياً على مساحات واسعة من العراق وسوريا، وتدين له بالولاء امارات جهادية متناثرة على امتداد عدد من أقطار العالم، وشبكات ارهابية متنامية في كبرى العواصم، طرح نفسه بإلحاح في فترة ما بعد تضعضع انتفاضات الربيع العربي، وعدم تمكنها من تجاوز المراوحة التاريخية بين العسكريتاريا والإخوان المسلمين، واطاحتها بالمسار الانتقالي نحو الديموقراطية، سوى في تونس، رغم كل صعوبات المسار التونسي، الذي يتحمّل حصّة غير قليلة من العنف الدموي هو أيضاً. في مواجهة منطقي «الدولة المدنية بمرجعية اسلامية» و»الدولة المدنية بمرجعية عسكرية»، أظهر تنظيم «الدولة» ردّه: «دولة الخلافة» كدولة خلاصية دموية. المقاربة «الإرجاعية» لـ»داعش» الى لحظة بعينها كان فيها للتنظيم، في عملية تشكّله حظوة هنا أو هناك، ستظل قاصرة، طالما تجري المكابرة على ان التنظيم، والى حد كبير، من انتاج نفسه، وان اختلافه عن «تنظيم القاعدة» يرجع بشكل أساسي الى كون الأخير لم يتمكّن جدّياً من التأليف بين مصادره المتعدّدة في رؤية أيديولوجية متكاملة، في حين أن «داعش» تجاوز حتى، مرحلة تكوّنه الزرقاوية، في كنف «القاعدة«، ما إن وضع هدف اعلان الخلافة كمعيار لتوحيد مرجعيته العقائدية، وهدف سريع التحقيق، وليس كهدف مؤجل الى حين توفّر الشروط. استعجال اعلان «نهاية الاسلام السياسي» ولو كان بالحديد والنار، ووأد الربيع العربي، عجّل الى حد كبير صعود هذه الكارثة الدموية، تماماً مثلما جذّرها الصراع المذهبي وتناحر المظلوميات. في الوقت نفسه، لا يزال خصم «داعش» على ذات الأرضية الجهادية الدموية، موجود، على امتداد العالم، اي مجموع ما يعرف بـ»تنظيم القاعدة»، والمعادلة مرة جديدة تكاد تكون أن اضعاف «داعش» سيصب لصالح اعادة تأهيل «القاعدة»، كما ان اضعاف «القاعدة» سيقوي «داعش». أربعة عشر عاماً من الحرب العالمية على الإرهاب. ليس دقيقاً أنها أرست على خيبة شاملة. لكن عدم مراجعتها بعمق، وسرعة، سيفضي الى المزيد من الرعب الفائق. ليس ممكناً أبداً اعادة تدوير نفس الشعارات والسياسات التي عجنت السنوات الماضية بعد ان اتضح ان الإرهاب الجهادي مستمرّ في التطوّر والتوسّع. السنوات الماضية ينبغي مراجعة حصيلتها بعناية، وشمولية، لأنها توفّر خبرات ضرورية لمواجهة الارهاب، لكنها بقيت أسيرة لتصوّر ينحو لتفسير أصول الإرهاب ثقافوياً، ما يشكّل تواطؤاً مع رُهاب الإسلام، والى افقاد المواجهة الحربية والأمنية أي بعد سياسي أساسي.

 

الشجعان... والبغدادي!

 نبيل بومنصف/النهار/18 تشرين الثاني 2015

لا ندري ماذا يعني بعد للبنانيين أي كلام عن موجات الاحتواء السياسية التي تواكب أحداثاً أمنية سرعان ما تنحسر مع نهاية الحداد الرسمي على الضحايا لنعود الى دوامة الفراغ الذي ينهش الجمهورية؟ لن نغرق أكثر في تداعيات التفجير الذي ضرب برج البراجنة، خصوصاً أن اللبنانيين لا تعوزهم التجربة لتجنّب النوم على حرير الآتي المحتمل من استهدافات إضافية حتى لو أبلت الأجهزة الأمنية بلاء حسناً في كشف الشبكات الاجرامية. فما دام الإرهاب الداعشي لم يروع مجلس النواب الذي مضى في جلسته التشريعية الى الآخر، كما لم يتمكن من ترهيب المتحاورين ولو نقل مكان الحوار الى عين التينة، ترانا ندعي الحق في التساؤل لماذا لا تتّسع هذه الشجاعة الى الأقوى تأثيراً وتعبيراً في تحصين المناعة الداخلية للدولة والمؤسسات بما يشكل الردّ الحقيقي الحاسم على كل استهداف داعشي؟ أليست مفارقة عجيبة أن يمتلك الوسط النيابي بغالبيته الساحقة القدرة والإصرار على تمرير رزمة من عشرات المشاريع وسط تصاعد المواجهة مع الارهاب ولا يملك في المقابل أدنى إرادة مماثلة على تفعيل الحكومة مثلاً ولن نذهب الى أحلام عبثية أبعد؟ قد تملي هذه المفارقة الذهاب مزيداً من المساءلة حيال وقائع ذهبت "دهساً" باللحظة التفجيرية. ذلك أن "الهمّة" السياسية العالية التي ظللت جلسة تشريعية وانسحبت على مناخ سياسي يعد الناس بفائض من التعاطف لا يجب أن تنسي أحداً أكلافاً هائلة بلغت مليارات عدة إضافية من الدولارات في الاعتمادات المالية التي رتبها تشريع "على الواقف" الى حدود لم يسبق على الأرجح أن تجاوزها سابقاً أي تشريع جالس أو واقف. لقد مررت كل القوى السياسية التي شاركت في الجلسة هذه المأثرة التشريعية بلا رفة جفن تحت وطأة اللحظة الضاغطة سياسياً ومن ثم أمنياً على رغم الحجم المهول لانتهاكاتها القانونية والدستورية وتكلفتها الباهظة. وعلى أهمية إقرار المشاريع المالية والمصرفية ذات الصفة الدولية التي جنبت لبنان عزلة لا يحتملها، ترانا نتساءل كيف يمكن تبرير تلك التمريرة العاجلة للاعتمادات الداخلية من دون أي تصويب ونقاش ومنع الطعن فيها (على الأرجح) بتوافق شبه ساحق حل في ليل، ومن ثم العودة الى كلام إنشائي حول "تفعيل المؤسسات" والانتظام الحكومي لئلا نتوغل الى "الحرام الممنوع" المسمى انتخاب رئيس للجمهورية؟ لا يتملكنا الوهم بأن مجانين أبو بكر البغدادي اقتحموا برج البراجنة بأحزمتهم الناسفة للنيل من الطبقة السياسية اللبنانية التي كانت ملتئمة يومذاك بكامل النصاب التوافقي. ولكننا نود التوهم بأن شيئاً من الحياء على الأقل بات يحتم الإقلاع عن مهازل قتل الوقت حيث يراد له وحيث يعز تمديد الصفقات من أي نوع كانت.

 

أي رسالة حتى تتعذّر جلسة للحكومة؟ التضامن الدولي مع لبنان دونه الداخل

 روزانا بومنصف/النهار/18 تشرين الثاني 2015

حفلت وسائل التواصل الاجتماعي في اعقاب التضامن الواسع الذي حظيت به باريس على أثر العمليات الارهابية التي استهدفتها يوم الجمعة الماضي في 13 الجاري برسائل ومواقف لم تخف انزعاجاً لبنانياً شعبياً من عدم تضامن دولي مماثل مع لبنان على رغم استهدافه بتفجيرين ارهابيين قبل يوم واحد من التطورات المأسوية في العاصمة الفرنسية. فقياساً على حجم البلد وعدد السكان فان تفجيري برج البراجنة أكبر اتساعاً وتأثيراً من تلك التي حصلت في فرنسا وربما كان مرّ هذان التفجيران بالاستنكارات والادانات المعهودة من دون أن يحظيا بأي اشارة اضافية لولا ان تزامنهما وضعهما على لائحة المواقف الدولية التي تحدثت عن الارهاب في الايام التي تلت. رغب كثر باحاطة دولية للبنان كما حصل مع فرنسا او بتعاطف شعبي مماثل مع الاقرار بأن اسقاط الطائرة الروسية في سيناء نهاية الشهر المنصرم لم تثر تعاطفاً مماثلاً أيضاً ما ازعج الرئاسة الروسية أيضاً وقد غلب التعاطي مع اسقاط الطائرة على انها من الأضرار الجانبية لانخراط روسيا مباشرة دعما للنظام السوري. بعض السياسيين في لبنان طالبوا وعن حق وفق ما أجمعت عليه أوساط سياسية عدة باجتماع طارىء للحكومة استنادا الى معادلة بسيطة مفادها ان بلداً لا يعبر عبر آلياته الدستورية عن طابع الخطورة التي تتهدد البلد لا يمكنه في اي حال ان يعتب على الآخرين لغياب تضامنهم. فهذا أقل الايمان. اذ لم توفر السلطات الفرنسية وسيلة أو اجتماعاً لم تعقده من أجل مواكبة المرحلة الخطيرة التي دخلتها باريس عبر التفجيرات الاخيرة التي استهدفتها. ومع ان القوى الامنية في لبنان تحركت وأحرزت نجاحاً سريعاً ومهماً في كشف الشبكة وراء التفجيرين في برج البراجنة كما ان الأفرقاء السياسيين أبدوا ادانتهم الشديدة وتضامنهم مع أهالي المنطقة، فإن ذلك لا يمكن اعتماده وحده وسيلة لتحفيز الخارج على التضامن مع لبنان. فغياب أي اجتماع طارئ للحكومة كان يجب الضغط من اجل عقده يسلط الضوء على الانقسامات السياسية التي تعتبر في نظر مراقبين كثر ثغرة ينفذ منها المخربون من أجل التسبب بأضرار للبنان. فإذا كان التفجيران الأخيران لم يستدعيا حالاً طارئة تستدعي جلسة فورية لمجلس الوزراء تبحث مجموعة من الخطوات والاجراءات الواجب اتخاذها امنيا برعاية وغطاء سياسيين شاملين وتظهر تضامنا للبنان مع نفسه على الاقل كما تشكل دافعا للخروج من حال الاستنقاع والشلل السياسيين المستمرين منذ اكثر من سنة ونصف السنة، واذا كان لبنان يعيش منذ ثلاثة اشهر ازمة نفايات متفشية بين المنازل وتلحق أضراراً بالجميع ولا تجد قوى سياسية ضرورة لأن تعقد جلسة وحيدة لمجلس الوزراء من أجل الاتفاق على سبل انقاذ اللبنانيين من سلبياتها الكثيرة، فلعل ذلك لا يستدعي تضامناً مع لبنان بالقدر الذي طمح اليه اللبنانيون بعدما سلط التضامن الدولي مع باريس الضوء على مدى ضعفه.

لا يمكن مقارنة السعي الفرنسي الرسمي الى خطة شاملة في مواجهة الارهاب التي تعرضت له العاصمة الفرنسية على صعد عدة من خلال تكثيف الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية أو تحفيز الدول الاوروبية على اجراءات مراقبة صارمة على مستويات مختلفة أو كذلك السعي الى تحالف واحد ضد مواقع داعش في سوريا بقدرات لبنان المشلول دستورياً وسياسياً. لكن غالبية اللبنانيين تطمح الى نذر يسير من هذا الاستنفار الذي ابدته السلطات الفرنسية في وجه ما واجهته. إلاّ أن ثمة سياسة شاملة يمكن البناء عليها تبعاً للتفجيرات التي يواجهها لبنان مرة بعد مرة ويدفع اثمانها من دم ابنائه في حين يبدو ان هناك استسلاماً لها على وقع انها من تداعيات الحرب السورية وما دامت هذه الحرب مستمرة فينبغي ان يعيش لبنان على وقعها. وهذه السياسة، نجح لبنان في استنفار الدول الخارجية لدعمه ازاء بعض أوجهها أي مواجهة الارهاب في الأعوام القليلة الماضية ومساعدته نسبيا في موضوع اللاجئين السوريين، لكنها لا تظل فاعلة بقوة من أجل تحفيز التضامن والدعم في اتجاهات متعددة يشكو منها لبنان اصلا من بينها وفق ما يرى بعض السياسيين عدم قدرته على انجاز استحقاقاته الدستورية ربطا بمواقف اقليمية تبقي هذه الاستحقاقات رهناً لتطورات في المنطقة ومصالحها فيها. ومن المهم تسليط الضوء على ان استمرار الفراغ الدستوري يترك البلد مشرعاً على الأخطار. يتيح التفجيران الأخيران أيضاً إعادة تسليط الضوء وبقوة أكبر على استكمال مساعدة لبنان للتصدي للتهديدات الارهابية من جهة عبر مساعدة قواته الأمنية كما من أجل الحصول على دعم اضافي في موضوع اللاجئين من جهة أخرى. وهذا يحتاج بدوره الى حكومة يتفق أفرقاؤها على اتخاذ مواقف والسعي الى خطوات محددة على كل هذه الصعد. ومع انعقاد جلسة جديدة أولى للحوار على اثر التفجيرين الارهابيين والتعويل على المناخ الايجابي الذي تشيعه من دون القدرة على الذهاب فعلاً الى تفعيل المؤسسات مثلاً من دون المبادرة الى ذلك عملياً، فإنه قد يكون متعذراً على اللبنانيين الحصول على ما يطلبونه فعلاً من دعم وتضامن ويتعين عليهم ربما تخفيض سقف طموحاتهم.

 

"صحوة العودة"... من سوريا

 عبد الوهاب بدرخان/النهار/18 تشرين الثاني 2015

كثيرون تبادلوا نظرات التعجّب والاستفهام لدى سماعهم كلاماً تصالحياً بلسان الأمين العام لـ"حزب الله"، وفي خطاب ثانٍ على التوالي. أحبوا أن يصدّقوا، لم يدروا ما اذا كان بإمكانهم أن يصدّقوا، فهذا كلام لم يعد يشبه قائله منذ زمن، فضلاً عن أنه جاء بلا مقدّمات جوهرية، وليس مضموناً أنه مبني على مراجعة عميقة داخل "الحزب" سواء لخياراته الداخلية أو لأدواره الخارجية اذا افترضنا أنه يحددها بمعزل عن الأجندة الايرانية. لا شك في أن "التغيير" في النَفَس واللغة واللهجة لدى السيد حسن نصرالله، يُعزى الى التفجير الارهابي في برج البراجنة، وما عقبه من استنكار بديهي، ومن تضامن سياسي ومجتمعي. غير أن هذا التفجير لم يكن الأول من نوعه في الضاحية، كما أن مواقف "الخصوم" لم تكن مختلفة هذه المرّة. ففي مرّتين سابقتين اتخذ نصرالله من المأساة منبراً لمزيد من التحدي لـ"الفريق الآخر" الذي تضامن مع الناس الذين أُخذُوا رهينة وقضوا ضحية تورّط "حزب الله" في سوريا، ولا يزال رافضاً مشاركة "الحزب" في قتل السوريين. واذا كان نصرالله يقدّم الآن عروض "التهدئة"، درءاً لمخاطر "الفتنة"، فإنه استهزأ سابقاً بل لوّح بها لتخويف كل من يطالب بضبط سلاحه غير الشرعي. في أي حال، تبدو دعوة زعيم "8 آذار" الى "لملمة بلدنا ومعالجة مشاكلنا وتحصين أمننا" وكأنها تقرأ من خطاب دأب فريق "14 آذار" على تكراره طوال أعوام. واذا كان ثمة مجال لتحليل المواقف والسياسات، من دون خرق "المناخ الايجابي"، فلا بدّ من التصارح بأن قتال "حزب الله" في سوريا هو ما استدعى "داعش" و"النصرة" الى لبنان، وأن المواجهة الداخلية المبكرة للارهاب وقعت على عاتق الفريق الذي استعداه نصرالله في خطبه وسياساته وذهب بعيداً في اهانته واستفزازه.

لكن المهم الآن ترجمة الأقوال بالأفعال، والبداية تكون بتوضيح عاجل لما قصده نصرالله بـ"تسوية وطنية شاملة"، وأيضاً بتأكيد نية الاعتماد على تفاهم اللبنانيين "من دون انتظار الخارج"، وقد ظهر جلياً أن انتظار ايران ومشاريعها الاقليمية قاد الى تعطيل الدولة والحكومة وتعرّض لمؤسسة الجيش، أما انتظار السعودية فلم يبدُ يوماً معطّلاً لانتخاب رئيس أو معوّقاً لعمل الحكومة ودور المجلس النيابي. عدا درء الفتنة، كذريعة ظرفية أو كهدف نبيل، قد تكون في خلفية "صحوة" نصرالله هذه قراءة أكثر واقعية لمرحلة مقبلة تتضمّن "العودة" من سوريا. ففي أسوأ الأحوال وأفضلها لم يعد بقاء بشار الاسد خياراً مجدياً لايران ولا لروسيا اذا كانتا تبحثان فعلاً عن حل سياسي في اطار "مجموعة فيينا". وخلافاً للتوقعات أدّت هجمات باريس الى مزيد من الربط بين الاسد و"داعش" وبين مصيريهما. ولذلك بات الاصرار على "المرشح الأوحد" للرئاسة، ليكون متناغماً مع الاسد الباقي في السلطة، خياراً لاعقلانياً بالمرّة.

 

الرئيس هو الحلّ والردّ!

 الياس الديري/النهار/18 تشرين الثاني 2015

البيان الموجز جداً الصادر عن انتهاء جلسة الحوار الوطني، ومأدبة الغداء التي أقامها الرئيس نبيه بري للأعضاء المشاركين، خُتِم بجملة موجزة بدورها، ولم تأتِ بجديد: "كان إجماع بعد النقاش على ضرورة تفعيل عمل المؤسسات، وفي مقدمها عمل مجلس الوزراء، لمعالجة القضايا الملحة". أما بالنسبة إلى ما تضمّنه البيان عدا هذه الجملة المفيدة، فقد تناول الجريمة الإرهابية التي وقعت في برج البراجنة، واستنكرها جميع اللبنانيّين، مع إعلان التضامن بكل أشكاله، وبكل متطلّباته. وهذا أمرٌ حسن، من شأنه أن يجلو الكثير من الغبار والدخان والالتباس المكدَّس بين بعض الفئات اللبنانية. حتى الاهتمام بضرورة "تفعيل عمل المؤسسات" جاء في وقته وفي مكانه. إلا أنه من الضروري التساؤل هنا عمّا إذا كان المجتمعون قد تطرّقوا بنقاشهم المفيد إلى وضع مؤسسة أخرى ومهمة، هي مؤسّسة رئاسة الجمهورية المفرغة كليّاً، وليس المعطَّلة فحسب، منذ سنة ونصف سنة. طبعاً، بوجود الرئيس برّي وسائر المشاركين في الحوار والنقاش والغداء، لا يجوز السؤال عما إذا كان المتحاورون والمناقشون قد مرّوا بالاستحقاق الرئاسي. أو الفراغ الرئاسي. أو "الضياع الرئاسي"، الذي به ومنه ومن الرئيس يبدأ كل شيء. وتبدأ كل المؤسسات، وعملها، وانتاجها، وتوجهها... فالتفعيل للمؤسسات يجب أن يبدأ من المؤسسة الأولى. والمؤسسة الأولى معطّلة منذ سبعة عشر شهراً. فكيف يمكن المؤسسات الأخرى أن تعمل وتفعل وتعالج القضايا الملحّة؟ نتحدّث هنا عن مضمون البيان، لا عما حصل داخل قاعة الاجتماع، ولا خلال مأدبة الغداء، ولا إذا كان الموضوع الرئاسي قد بُحث فيه أو أتي على ذكره في عين التينة. المَثَل يقول لا توصِ حريصاً. ومَنْ لنا، وللبنان، وللفراغ الرئاسي، وللفترة الحرجة التي أدركتنا على حين غرة وغفلة، وطعنتنا في الخاصرة التي تُقيم فيها برج البراجنة، أكثر حرصاً من رجل الملمّات والأزمات والأوقات العصيبة نبيه بري؟ كل المعلومات المتبادلة التي وصلت إلينا خلال اليومين الأخيرين أن طاولة الحوار ستركّز في اجتماعها، الذي عقد في عين التينة، على موضوع رئاسة الجمهورية بشكل رئيسي... لاقتناع جميع المرجعيّات والقيادات بأن الفراغ الذي يشلّ كل المؤسسات، وكل لبنان، سببه الأول والأخير الفراغ الرئاسي. لا يجوز لنا، ولا يحقّ للقيادات المعنيّة وللمسؤولين المباشرين، تجاهل حقيقة العوامل التي تساهم في تحويل لبنان ساحة للارهاب والإجرام، وغابة للفوضى والتسيُّب.

نحن على ثقة تامة من أن العين الساهرة في عين التينة لا تحتاج إلى مَنْ يذكّرها بـ"همّها"، ولا إلى مَنْ يحدّثها عن جرحها. انتخاب رئيس جديد هو العلاج الوحيد للداء اللبناني المستفحل: حبة صباحاً وظهراً ومساءً و... ليلاً.

 

هل اللامركزية الإدارية هي الحل؟

ريـمون شاكر/النهار/18 تشرين الثاني 2015

لـم نسأل إذا كانت الفيديرالية هي الـحل لئلا يغضب الوطنيون الـزائفون، أصحاب الشعارات القومية والعروبية والوحدوية، وأولئك الذين يدّعون العلمانية، ويتغنّون بالدولة الـمدنية، وهم أشدّ الناس تعصّباً وانعزالاً. لــم نقل الفيديرالية، لئلا يتهمنا البعض بالإمبـريالية والصهيونية وأتباع "الشيطان الأكبـر". فقط فيديرالية الزبالة مسموحة ومتوافق عليها، لأنـها زبالة، ولأن رائـحتها كما أمراضها لا تضرّ ولا تقتل إلاّ أصحابـها من لون طائفي معيـّن. نـحن، الشعب الـمقهور، الـمديون، الـجائع، الـمهجّر، نريد حلاً ينتشلنا من مستنقع الأوساخ والبؤس واليأس. إختاروا النظام الذي تريدون أيـها الزعماء، إدرسوا مواصفاته بتأنٍّ على طاولة الـحوار، كما تـجتهدون فـي مواصفات الرئيس، لا يـهمّنا التسمية بقدر ما يـهمّنا الـخلاص، الـخلاص من دوامة الـحروب والـمآسي التـي لـم تفارق وطننا منذ ما قبل الإستقلال وحتـى اليوم. آلاف الشهداء سقطوا، وآلاف هاجروا، وآلاف ينتظرون دورهم للشهادة والـهجرة. الفقر يـجتاح البلاد، واللبنانيون، من كل الـمناطق والطوائف، كفروا بكل شيء وراحوا يتسابقون على ركوب البحر إلى بلاد الله الواسعة هرباً من الواقع الـمزري الذي وصلت إليه البلاد، وهرباً من زعماء هذا الزمن الرديء، الذين باعوا القانون والدستور والضميـر، وابتدعوا قانوناً خاصاً بـهم ودستوراً يتلاءم وطموحاتـهم وشهواتـهم. يتحاورون فـي عتمة الليل، ويتشاتـمون فـي وضح النهار، يُظهرون نياتهم الـحسنة أمام الإعلام والأضواء، وينصبون الفخاخ والشرور لبعضهم البعض داخل الـجدران. يتكلمون على الـمناصفة والشراكة وقلوبـهم مليئة بالـحقد والكراهية، وعقولـهم ينهشها روح التسلط والإستئثار. إن الشراكة أيـها السادة الزعماء هي شراكة فـي الـمسؤولية الوطنية، والقرار السياسي الكامل، وهي تشكّل العمود الفقري للوحدة الوطنية وقاسـمها الـمشتـرك، كما أن قاعدة الشراكة تقوم على الاعتـراف بالآخر والالتقاء فـي الـمواطنة. عندما تـحرّكَ الـمجتمع الـمدنـي ونزل إلى الشارع من أجل رفْع النفايات ومـحاسبة وزير البيئة وكل الـمسؤوليـن صلّينا له وأيّدناه، ثـم راح يطالب بتغييـر النظام، من دون أن يسمّي أيّ نظام يريد. (يا ليته سـمّى). ومع ذلك، تصدّت له قوى الشر، وكل القوى الطائفية والـمذهبية الـخائفة على زعاماتـها وامتيازاتـها، ومنعتهُ من إكمال مسيـرته العابرة للطوائف، والتـي كانت تبشّر بفجر جديد ووطن جديد. ماذا ستغيّـر اللامركزية في واقعنا؟ وهل هي كافية لإنقاذ وطن مشرذم، مفتت، ينوء تـحت الديون، والسلاح الـمتفلّت، والتعصّب الأعـمى، والإرهاب، والنـزوح، والقلق الدائـم على الـمصيـر؟ قد تـحلّ اللامركزية الإدارية الـمشاكل الإدارية وبعض الـمسائل الـمالية للـمناطق، ولكنها لا تعالـج الـمشاكل السياسية والإقتصادية والاجتماعية التـي تشكو منها البلاد منذ أكثـر من خـمسيـن سنة. هناك مشكلة كبيـرة رافقت وطننا منذ نشوئه ولـم تـجد لـها الـحكومات الـمتعاقبة حلاً طوال هذه السنيـن. إنـها مشكلة الولاء للوطن، مشكلة الـمواطنة والإنتماء، ففي مـجتمعنا الـمتخلّف والـمفكّك لا تزال روابط العشيـرة والطائفة والـمذهب أقوى وأعمق من أيّ رابـط آخـر. وياللأسف، لـم تستطع الـدولـة فـي كل الـمراحل التاريـخية تغـليب الإنـتماء الوطنـي بـــــل ساهـمت فـي تعزيز التناقض فـي ما بين أفرادها، مـمّا زاد الـمشكلة تفاقماً، وجعل الـمجتمع بكامله ينساق حكماً إلى الإلتجاء إلى روابط العشيـرة والطائفة والـمذهب وما إليها لـحمايته والـحصول على حقوقه. متـى يستفيق زعماؤنا من غيبوبتهم، ويتعظوا من الأحداث والـحروب والويلات التـي مرت على وطننا بـتـجرّد وواقعية وبروح الـمسؤولية ؟ منذ أحداث 1958 إلى 7 أيار 2008، ومنذ تاريخ إغتيال رياض الصلح إلى تاريخ إغتيال مـحمد شطح، ومنذ صعود "الناصرية" وتـمدّدها إلى إنطلاق الثورة "الـخمينية" وانتشارها، هل نَعِم وطننا يوماً بفتـرة من الـهدوء والسلام ؟ وهل شعرت "شعوبه" يوماً بالطمأنينة والإستقرار؟ ما هذا النظام الذي نتشبث به وندافع عنه، والذي لا يسمـح بتداول السلطات وتشكيل الـحكومات إلاّ بعد فراغ قاتل، وشلل حكومي وتشريعي، وانـهيار مالـي واقتصادي ؟ ما هذا النظام الذي نـخــر الفساد عظام مسؤوليه ومؤسساته حتـى أضحى بلدنا يـحتل الـمرتبة 136 من 177 فـي مؤشّر الفساد التـي تصدره "منظمة الشفافية الدولية"؟ ما هذا النظام الذي يسـمح لفئة من اللبنانييـن بـحمل السلاح والتسلّط على فئة أخرى من أبناء بلدها بـحجة مقاومة العدو الإسرائيلي، فتعطّل الإنتخابات الرئاسية، وتشلّ مـجلسَي النواب والوزراء، وتقضي على الدورة الإقتصادية، ثـم تذهب إلى بلد آخر لتقاتل قسمـاً من شعبه دفاعاً عن نظام ذاك البلد؟ أيّ نظام هذا يرفع الـميثاقية يوماً إلى مرتبة القداسة ثـم لا يلبث أن ينكرها وينـحرها ساعة يشاء ؟ أيـها السادة الزعماء، هذا النظام فشل فـي كل شيء، حتـى فـي "لـمّ" الزبالة، ولـم يعد صالـحاً، وغيـر قابل للحياة، ففتشوا عن نظام آخر، بـهدوء و"على البارد"، لأن الوطن لـم يعد يـحتمل "حـماوة" الـحروب ونعوش الشهداء.

 

لبنان بين مطرقة الأزمة السورية وسنْدان التجاذبات السياسية

الدكتور فوزي زيدان/النهار/18 تشرين الثاني 2015

هل بدأت طبول الحرب بين القوى العظمى تدق في الإقليم؟ أم أن ما نشهده هو سيناريو لبازار أميركي – روسي على اقتسام الجبنة السورية وجبنة الإقليم. أربع سنوات وسبعة أشهر مرت على الأزمة السورية ذهب ضحيتها ربع مليون قتيل وأكثر من مليون جريح وسبعة ملايين نازح سوري، والدول الكبرى المؤثرة ما زالت تبحث في ما بينها عن حل سياسي لأكبر أزمة إنسانية في العصر الحاضر. الكل رابح من الحرب السورية بينما الخاسر الوحيد هو الشعب السوري، والرابح الأكبر هو إسرائيل التي تخلصت من جيش قيل إنه بني لاستعادة الجولان المحتل وفلسطين المغتصبة، فإذا به يصبح مجموعات مشرذمة غير قادرة على الدفاع عن ربع الأراضي التي ما زالت تحت سيطرتها، على رغم المساندة العسكرية الفاعلة للحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية العراقية و"حزب الله" اللبناني. الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي راهن العرب والمسلمون على رئاسته، خصوصاً بعد خطابيه في إسطنبول والقاهرة اللذين دعا فيهما إلى فتح صفحة ناصعة معهم، وتعهده حل القضية الفلسطينية على أساس "الدولتين"، وتأييده الثورة السورية ووعده بتزويدها السلاح. ماذا كانت النتيجة؟ تخلى أوباما عن فلسطين، وترك الإسرائيليين يكثفون بناء المستوطنات في الضفة، ونكث بوعوده بدعم الثورة السورية. وأدى تخاذله إلى دخول الروس في الحرب السورية بذريعة محاربة "داعش"، فإذ بهم يقصفون بطائراتهم قوى المعارضة المعتدلة ويمهدون الطريق لقوات الرئيس السوري بشار الأسد والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية المتحالفة مع إيران لاستعادة الأراضي منها، للحفاظ على الأسد ونظامه وتأمين مصالحهم. وكل ذلك يحصل تحت أعين الأميركيين، وربما بتنسيق معهم .

ولبنان الذي يشكو منذ سنة وخمسة أشهر من فراغ رئاسي، نتيجة التجاذبات بين القيادات السياسية الفاعلة وتمسك إحداها بحقه في الرئاسة الأولى، ووضعها ورقة الرئاسة في أيدٍ إقليمية ودولية تستخدمها من أجل مصالحها الخاصة البعيدة كل البعد عن مصلحة لبنان العليا، يعيش في أزمات متواصلة، من مجلس نواب ممدد لنفسه بصورة تتعارض ومبدأ تداول السلطة أعماله معطلة، وحكومة تترنح تحت ضربات المصالح الخاصة لعدد من القوى السياسية، ونفايات متراكمة في شوراع المدن والبلدات والقرى مهددة الأمن الصحي والبيئي والاقتصادي للوطن، وتقنين حاد وغير منتظم للتيار الكهربائي على رغم الوعود الوردية، وندرة في مياه الشفة نتيجة الإهمال في تنفيذ مشاريع إقامة السدود والبحيرات، وحركة اقتصادية معدومة، وبطالة مستفحلة، وأمن يقف على شفير الهاوية. وبدلاً من أن يهتم السياسيون بإيجاد حلول للملفات الحياتية والاجتماعية الضاغطة والملحة، إذ بهم يلتفتون فقط إلى مصالحهم الخاصة معرضين الوطن للانزلاق في متاهات المجهول المخيف الذي لا يعلم مداه سوى الله.

وفي خضم هذه الأزمات الصعبة والمستعصية كان الحراك الشعبي الذي دعت إليه مجموعة ناشطة من الشباب تحت شعار إيجاد حل سريع لأزمة النفايات. وعبّر هذا الحراك عما يختلج في أفئدة اللبنانيين من غضب وقهر وتلاشي الخدمات العامة، وتلكؤ الحكومة في مقاربة القضايا الحياتية بمسؤولية، وفساد مستحكم في وزارات الدولة وإداراتها، فشاركوا فيه باندفاع تاركين جانباً معتقداتهم الدينية والسياسية. ولولا خوف كثيرين من أن يكون وراء الحراك أهداف أخرى، واستغلال قوى سياسية حاقدة الحراك لإثبات وجودها وإحياء دورها وتصدرها التظاهرات ورفعها شعارات سياسية هدامة تطالب بإسقاط النظام واستقالة الحكومة وتقويض مؤسّسات الدولة الدستورية، ما يتعارض مع رؤى غالبية اللبنانيين ويمس بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، واندساس مشاغبين في التظاهرات رفعوا شعارات طائفية ومذهبية مؤذية وهاجموا رموزاً وطنية وعبثوا بالأمن وبالممتلكات العامة والخاصة في وسط العاصمة وعطلوا الحركة التجارية فيه، لكانت المشاركة في الحراك أكبر. وأثّر على فاعلية الحراك تعدد الشعارات والمطالب التي رفعتها مجموعات صغيرة غير فاعلة في الميدان المدني، لا علاقة لها بمطالب الحراك الداعية إلى تأمين الخدمات العامة بصورة علمية ودائمة ولائقة ومكافحة الفساد، وبعض هذه المطالب غير واقعي أو قانوني. ومع ذلك فقد أدى الحراك إلى تنقية العلاقة بين السلطة ومواطنيها، وحقق هدفه في تعامل الحكومة مع ملف النفايات بجدية ووضعها خطة لملف النفايات تبنت في معظمها وجهات نظر الجمعيات البيئية المنضوية في الحراك. ويواجه تنفيذ هذه الخطة عقبات من قيادات سياسية وبلدية، ومزايدات مناطقية ومذهبية في المناطق المقترحة للمطامر.

وفي ظل الظروف المأسوية التي تمر فيها المنطقة وتداعياتها على لبنان، ما زالت التجاذبات السياسية بين المسؤولين على أشدها، وما زال اللبنانيون يعيشون على أمل أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.

 

وحوش دولة الإرهاب

رندة تقي الدين/الحياة/18 تشرين الثاني/15

ضربة وحشية موجعة في قلب باريس أسقطت 132 بريئاً وأكثر من 300 جريح. الوحوش كلهم من أصول عربية ويحملون جنسيات مزدوجة، بعضهم بلجيكي وبعضهم الآخر فرنسي. فهذه المجازر التي حصلت وقبلها تفجير الضاحية الجنوبية في بيروت وتفجير الطائرة الروسية في سيناء كلها إرهاب مروع ومفجع.

صحيح ما قاله الرئيس فرنسوا هولاند أن سورية أصبحت مصنعاً للإرهاب. فإرهاب «داعش» ما كان ليتغلغل في الأراضي السورية ويسيطر على الرقة وغيرها لتنظيم شبكاته وإقامة «دولته» لو لم تسمح له سياسة بشار الأسد في سورية بأن يفعل ذلك. وفي 2011 عندما بدأت الأحداث في سورية، رد النظام الأسدي بالقتل واستخدام الطائرات والبراميل على شعبه ناعتاً إياه بالإرهابي لأن بعض أبنائه طالب بالحرية. وارتكب باراك أوباما خطأ في سياسته السورية الكارثية. ففي عام 2013، لو لم يعدل عن ضرب قواعد الطيران السوري وبعض مواقع النظام لما وصلنا إلى الوضع الراهن حيث يسرح وحوش «داعش» ويمرحون في الأراضي السورية، ولما دخلت إيران و «حزب الله» الحرب إلى جانب النظام ناقلين الصراع السوري إلى لبنان. إن ما حصل من استهداف وحشي للأبرياء في بيروت وباريس وسيناء ينبغي ألا يغير سياسة الذين كانوا مصرين على حل انتقالي في سورية من دون الأسد لأنه ونظامه يتحملان مسؤولية هذا الإرهاب، فكم تفجير إرهابي استهدف أبرياء لبنانيين عارضوا سياسته قبل الحرب السورية؟ إن الخيار بين الأسد أو الإرهابيين الوحوش ليس طرحاً منطقياً، بل هو طرح أسدي على العالم الغربي. فـ «داعش» والأسد هما على الخط نفسه والأساليب نفسها. والتفجيرات التي استهدفت شهداء لبنان المعارضين لسياسة الأسد كلها متشابهة. لكنها اليوم تقدمت بالوحشية مع إلقاء البراميل على الشعب، ثم إخلاء الأماكن لتقدم «داعش» الذي أصبح الأقوى في هذه الحرب الوحشية. إن ما حدث في باريس يطرح أيضاً السؤال على الأوروبيين، كيف يمكن أن تترك السلطات البلجيكية معاقل لهؤلاء الوحوش في مولنبيك، ضاحية بروكسيل، من حيث انطلقت شبكات القتل التي نفذت جرائم الباتاكلان واستاد دو فرانس ومقاهي حي الريبوبليك. فمن المذهل أن صلاح عبدالسلام الفرنسي الذي كان مقيماً في مولنبيك وما زال فاراً كان استأجر سيارة من بلجيكا لإطلاق المجرمين النار منها. وأخوه إبراهيم كان معه وفجر نفسه وهو صاحب مقهى كحول في الحي البلجيكي أغلق بسبب المخدرات والإخلال بالنظام العام. ولم يتم توقيفه من قبل أو مراقبة أعماله والشبكة التي كان يعمل معها. وفجأة وبعد هذه الجرائم المروعة التي ارتكبها هؤلاء نكتشف أن مولنبيك هو الحي البلجيكي من حيث انطلق عدد من المجرمين. والمكان الذي يقيم فيه أئمة متطرفون يلعبون بأذهان الشباب ويدّعون الإسلام في حين أنهم دعاة الإجرام لا غير. فكيف يترك هؤلاء ينتقلون من مدينة إلى أخرى في أوروبا من دون مراقبة مشددة ومن دون توقيفهم؟ قال هولاند أن الجرائم نظمت في بلجيكا ونفذت في باريس بتوجيه من مجرم في سورية. وهذا المجرم الذي نظم جريمة باريس هو بلجيكي عمره 28 سنة لقبه أبو عمر السوسي موجود في سورية وذهب من بلجيكا إلى الرقة في 2013، ووالده صاحب متجر للثياب في ضاحية مولنبيك. فكيف تركت ضاحية بروكسيل تتحول إلى معقل الإرهاب والتطرف المجنون والسلطات البلجيكية لم تر شيئاً؟ دعا هولاند إلى ائتلاف عالمي لضرب «داعش». إنها مطالبة مشروعة إزاء مجازر الأبرياء في باريس، لكنها تطرح أسئلة عدة: كيف يتشكل ائتلاف من دول تدعم بشار الأسد على الأرض مثل روسيا وإيران؟ وأيضاً ما هي فاعلية ضرب «داعش» فقط من الجو طالما أن أوباما يرفض أي تدخل على الأرض؟ وكيف تكون محاربة فعالة من دون الانتقال السياسي في سورية مع خروج بشار الأسد من الصورة وإلا استطاع «داعش» أن يجيش المزيد من السنّة في صفوفه؟ إن الحل السياسي للصراع السوري ملح بمقدار ما هو ضرب «داعش» الذي يتباهى بوحشية مرعبة. رحم الله ضحايا بيروت وباريس وروسيا والمطلوب حل كامل للصراع السوري وليس فقط للوحش «داعش»، وهذا يتطلب جهداً وتحركاً فاعلاً من السيد أوباما الذي افتقد منذ البداية أية استراتيجية للحل في سورية وترك الأمور لفلاديمير بوتين وقاسم سليماني.

 

عن تحوّلات الطبقة الوسطى في سورية

 أكرم البني/الحياة/18 تشرين الثاني/15

كمثيلاتها في البلدان الأخرى، لا تشكّل الطبقة الوسطى في سورية كتلة متجانسة من حيث التكوين والمنبت الاجتماعي، وهي أشبه بخليط من الموظفين والأطباء والمهندسين والمثقفين والمعلمين والحرفيين، الذين تجمعهم صفات مشتركة كالقدرة على تحصيل دخل يمكّنهم من العيش في شكل مكتفٍ وتغطية كلفة الاستهلاك الأساسية، وكونهم أكثر فئات المجتمع تقبلاً للتغيير والتجديد وتطلّعاً الى المشاركة في الشأن العام، وأقلّهم تمسكاً بالعادات والتقاليد، وإهمالاً لقيم التعليم والعمل، لكن تصاعد العنف المفرط طيلة سنوات ترك آثاراً بالغة في واقع هذه الطبقة ودورها المفترض موضوعياً.

من التغييب إلى النزوح والهجرة إلى تدهور شروط الحياة، تعددت أشكال النيل من شرائح الطبقة الوسطى السورية في ظلّ استمرار القهر والتنكيل والتدمير، فمن لم تلتهمه آلة القتل أو يختطف أو تغيبه السجون والمعتقلات، حزم أمتعته وانضمّ إلى أمثاله في أرض الشتات، ومن لم يهاجر حاول التكيّف معوزاً مع حياة النزوح في المناطق الأقل سخونة.

«إرحموا عزيز قوم ذل» هو رجاء يستحقه كثر من الميسورين الذين تآكلت مداخيلهم في ظروف استمرار الاقتتال الدموي، وفقدوا استقلاليتهم المادية وانضموا إلى ركب الفقراء، منهم من دمرت بيوتهم ومنشآتهم الحرفية وورشاتهم الصغيرة وفقدوا كل ممتلكاتهم وما ادخروه نتيجة النزوح والتهجير، ومنهم من طحنته الأزمة الاقتصادية المحتدمة وتداعياتها من ركود وانعدام فرص العمل والإنتاج والتسويق، ومنهم من بات عاجزاً عن مقاربة شروط الاستهلاك وتأمين ما يحتاجه، مع الارتفاع المتواتر في الأسعار الذي طاول ليس فقط سلع الحياة الأساسية بل السكن والنقل وتكاليف التدفئة والصحة والتعليم، ولا تغير هذه الحقيقة بل تؤكدها أحوال تزداد صعوبة لغالبية الموظفين والعاملين الذين لا يزالون يقبضون رواتبهم من الدولة. وفي المقابل، مع ضيق ذات اليد وانعدام أي أفق للخلاص وتزايد حالات العنف من خطف وابتزاز واعتقال، خسرت الطبقة الوسطى في سورية كثراً من أبنائها الذين سارعوا إلى الفرار، في موجة صاخبة من الهجرة واللجوء إلى بلدان عربية وغربية، وهؤلاء في غالبيتهم من المثقفين وأصحاب الاختصاصات العلمية ومن المستثمرين الصغار الذين آثروا توظيف رؤوس أموالهم بعيداً من حالة التدهور الأمني، لتنتزع مكانهم وللأسف، كتلة من الأثرياء الجدد كأمراء الحرب وقادة الميليشيا ومن يدور في فلكهم، الذين لا ينتمون إلى أخلاقيات وقيم المجتمع وجمعوا أموالهم بسطوة السلاح والنهب والسلب والابتزاز، ما يضع تحدياً جديداً أمام الطبقة الوسطى لمواجهة التشوّهات الأخلاقية بحقها التي يحدثها هؤلاء، لا يقلّ أهمية عن التحدّي المتعلّق بدورها في حماية المجتمع المدني ومعالجة ما أصاب النسيج الوطني من شروخ وتشوّهات.

يقاس رقيّ المجتمعات ومدى استقرارها باتساع رقعة الطبقة الوسطى، التي تشكل محرك النشاط والاستثمار الاقتصاديين، فكيف الحال حين تتحول إلى عالة تحتاج إلى الدعم والإنفاق عليها، وكيف الحال وقد تراجعت نسبتها بعد خمس سنوات من الصراع الدامي إلى ما يقارب الـ15 في المئة من السكان، في حين أن النسبة الطبيعية لها يفترض أن تتراوح ما بين 60 و80 في المئة كي تمنح المجتمع حالة صحية وحيوية، والقصد أن الطبقة الوسطى تعتبر صمام أمان أي وطن، ومفتاح إعادة إنتاجه، فكلما اتسعت زاد تجانس المجتمع، وكلما تقلصت زادت الهوة بين أبنائه، وقد أفضى تراجع حضورها في البلاد إلى تراجع قدرتها موضوعياً على تخفيف الانقسام المجتمعي السوري، الذي بات يمزق الشعب إلى فئات متناحرة تحدوها صراعات من طبيعة إقصائية تهدّد وجود الوطن ووحدته.

هي اليوم، أو ما تبقى منها وبعد سنوات الحرب وسطوة السلاح، جماعات مشتّتة ومنكسرة ومنكمشة، وتالياً عاجزة عن الفعل وربما تكتفي بدور المتفرّج المتألم على وطن يطحنه العنف والإقصاء، هذه هي حالة الطبقة الوسطى في سورية التي يشهد لها عادة دورها في التخفيف من حدة الأزمات الوطنية، لمصلحتها في حماية السلم الأهلي والحفاظ على هياكل الدولة ومؤسساتها، ليصحّ الاستنتاج بأن تراجع حضور هذه الطبقة، وانحسار دورها الموضوعي في الصراع المحتدم، كانا أحد العوامل الكثيرة التي تضافرت لتصل بالوضع السوري إلى ما وصل إليه. ليس غريباً أن تغيّر شرائح الطبقة الوسطى مواقفها واصطفافاتها، بل في أحيان كثيرة ينتقل بعضها بسرعة من موقع الى آخر مغاير تماماً لتوجهاته السياسية وحتى الأيديولوجية، ربطاً بما يفرضه تغيّر الواقع المعاش، والتقلبات المجتمعية الحاصلة سواء كانت سياسية أم اقتصادية، ما يفسّر في سورية حالة التشظّي السياسي والفكري التي ظهرت في صفوفها وصفوف ممثليها ولا تزال.

ومع انحسار فئات من الطبقة الوسطى لها مصلحة في الحفاظ على الوضع القائم وقد آثرت الهروب، فإن ما تبقى زاد التفافه حول النظام مع تصدّر الإسلامويين المشهد، وفي المقابل فإن كثراً ممن قادوا التظاهرات السلمية وبادروا بالدعوة للتغيير واحتلوا مواقع في المعارضة السياسية كانوا من أبناء الطبقة الوسطى وميسوري الحال، ما وسم الثورة في بدايتها ببعدها الجامع والمعتدل والنابذ للعنف والتطرف والطائفية، لكن غالبيتهم خرجت أو أخرجت من المشهد كلياً بعد أن سادت لغة السلاح، وانجرف بعضهم وللأسف إلى الاصطفاف والتخندق مع أطراف تعادي الثورة وأهدافها. والحال، هو أمر طبيعي أن يضغط الصراع المتفاقم وجسامة المعاناة والتضحيات وضيق الفرص على خيارات الطبقة الوسطى، فيحرم ما تبقى منها إمكان الهرب بجلدها والتهرب من مسؤوليتها، وأيضاً هو أمر مفهوم أن يعقد بعض الأمل على دور لأبناء هذه الطبقة كمثقفين ومهنيين في مسيرة الخلاص، ربما للتعويض عن قصور المعارضة السياسية، وربما بسبب الثقة بضمائرهم الرافضة للعنف وتخريب المجتمع والمنحازة بداهة الى حقوق الناس وحرياتهم، وربما كرهان على روح المسؤولية العالية لديهم في معالجة النتائج المدمرة التي خلفها ويخلفها الاستمرار بمنطق القوة والمكاسرة والقهر.

 

هل ننتظر أم نتحرك لحماية أنفسنا؟

 داود الشريان/الحياة/18 تشرين الثاني/15

بعد مضي ثلاثة أيام على الجريمة الإرهابية التي ضربت باريس، أعلن الرئيس فرنسوا هولاند في خطاب أمام البرلمان، خطة فرنسا لمواجهة الإرهاب. طالب بتطوير الدستور ليسمح بالتحرك، والقدرة على طرد الأجانب الذين يشكلون تهديداً بالغ الخطورة لأمن فرنسا، في شكل أسرع. وبين مطالبه: سنّ قوانين تسمح بنزع الجنسية من حاملي الجنسية المزدوجة، ممن ولدوا في فرنسا، إن ثبت تورطهم بعمل إرهابي. فرض قيود على حركة التنقل، وإجراء تفتيش إداري داخل المدن. مطالبة البرلمان بإقرار قانون يمدد حال الطوارئ 3 أشهر، على أن يطبّق على كل الأراضي الفرنسية. مراقبة حدود دول الاتحاد الأوروبي، وإذا لم تراقب أوروبا حدودها ستعود فرنسا إلى حدودها القومية. إتاحة 8500 وظيفة جديدة في مجالَي الأمن والقضاء. استحداث 5 آلاف وظيفة لشرطيين وعناصر درك خلال عامين. تخصيص 2500 وظيفة إضافية لوزارة العدل، من أجل إدارة السجون والأجهزة القضائية. تعزيز إدارة الجمارك بألف وظيفة. محاربة الإرهاب في العراق وسورية وكل مكان، من دون تراجع ولا هدنة. الطلب من الأوروبيين تطبيق معاهدة الدفاع المشترك. طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لتبنّي قرار حول الإرهاب، والتنسيق مع واشنطن وموسكو لتوحيد القوة. فرنسا تخوض حرباً، وهي تغيّرت، وربما تلحق بها دول أخرى، أوروبية. الإجراءات الفرنسية فاقت ما فعلته أميركا بعد أحداث أيلول (سبتمبر). نحن على أبواب مرحلة جديدة، ستعاود تشكيل العلاقات بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط. بعد هجوم تنظيم «القاعدة» على مركز التجارة العالمي والبنتاغون عام 2001، لم يكن الإرهاب وصل إلى الدول الأوروبية، لذلك لم تتحمّس هذه الدول للإجراءات الأميركية، على النحو الذي كان متوقعاً. صحيح أن الاحتياطات الأمنية في المطارات تغيّرت، ولكن لم يجر الحديث عن سنّ قوانين تتعلق بسحب الجنسية، وطرد الأجانب، وفرض قيود على حركة التنقل، وإجراء تفتيش داخل المدن. هذا يعني أن فرنسا، ودولاً أخرى أوروبية، ربما ترحّل عرباً ومسلمين يتعاطفون أو يصمتون عن إدانة الجماعات الجهادية. وسيخلق هذا الإجراء حرجاً، ومشكلة محلية لبعض الدول العربية. ولكن هل ستكتفي فرنسا، وغيرها من الدول الأوروبية، بترحيل هؤلاء من أراضيها، أم ستطالب دولاً عربية وإسلامية بملاحقة بعض مواطنيها، ومؤسساتها؟ من الصعب التكهّن بتداعيات أحداث باريس، لكن الأرجح أن دولنا ستشهد تحديات صعبة، وتدخُّلات في مناهج تعليمها، وخطابها الديني والإعلامي، وعلى نحو أشد مما حدث بعد تفجيرات الحادي عشر من أيلول. هل ننتظر، ونرى ما لا يسرنا؟ أم نتحرك كشعوب وحكومات، ونفتح حواراً رشيداً، ونعاود النظر في رؤيتنا وأساليب تعاملنا مع قضية الإرهاب، ونسن قوانين تجرّم الطائفية والمذهبية، ونلجم أساليب التحريض والشماتة، وتمجيد التطرّف والعنف، والبطولات المتوحشة والوهمية، ونحمي دولنا من التعدي على مواطنيها، والمس بسيادتها؟

 

النظام الإيراني وتفجير الوضع السوري!

داود البصري/السياسة/18 تشرين الثاني/15

الاجتماعات واللقاءات الدولية الجارية بتسارع كبير ووفق آليات محددة من أجل إنهاء الوضع السوري المتفجر منذ خمسة أعوام يبدو أنها اليوم تقف على مشارف تحقيق نتائج معينة وفقا لتصريحات وزير الخارجية التركي الذي أشار لعملية سياسية تنتهي بانسحاب الرئيس السوري بشار الأسد من العملية السياسية والرحيل بعيدا وفقا لترتيبات معينة!، بصرف النظر عن مدى مصداقية تلكم التصريحات أو إمكانية تطبيقها ميدانيا على الأرض من قبل النظام السوري الحريص غاية الحرص على البقاء في السلطة حتى النهاية و اعتبار سورية إرثا عائليا خاصا! ، فإن أول المواقف الإقليمية الخطرة التي تلعب بالنار و تنفخ في أبواق القتنة، وتعمق جروح المأساة، و تمعن في تمزيق الوضع الداخلي السوري، وتسوق للكوارث والمجازر اليومية، وتفعل نيران الحقد، هو الموقف الإيراني العدواني والفظ في التدخل البائس والمريض في الوضع الداخلي السوري من خلال التصريحات العدوانية والرثة لمساعد وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان الذي يرفض المساس بوضع رئيس النظام السوري ويصر على استمراريته بصلف وعناد و تجبر غريب ، وكأن سوريا من بقية أملاك أهله!!، أو أن شعبها تابع لولاية وليه الفقيه، أو أن السوريين ليس لهم رأي ولا قرار إلا من خلال الفلتر الإيراني.

تصريحات عبد اللهيان فيها من عناصر المغامرة والعبث الشيء الكثير!، وهي تصريحات غير مسؤولة بالمرة وتعبر حقيقة عن المنهج الرسمي الإيراني العدواني الذي يهدف لتحويل الشام والأرض السورية لمنطقة قتل وقتال وميدان رماية جلب معه من خلالها كل ضباع الأرض والعصابات الطائفية، اللبنانية، والعراقية، والأفغانية، ثم جاء الدور العدواني الروسي ليكمل المهمة الإيرانية القذرة، ويضيف لها أبعاد درامية شائكة ومؤلمة، فالإصرار الإيراني على بقاء بشار الأسد والدفاع عن وجوده أمر لاعلاقة له بمصالح ومستقبل الشعب السوري ، بقدر ما يتعلق الأمر بالدفاع المصيري عن المصالح الإيرانية، وهي مصالح مرتبطة أساسا باستمرار وجود وبقاء بشار شخصيا!، لكون النفوذ الإيراني الواسع في الشام لم يتحقق ويتمدد إلا من خلال العائلة الأسدية، وغياب بشار عن الساحة سيعني تلقائيا إنتهاء وإضمحلال النفوذ الإيراني في الشرق القديم بالكامل، وسينتهي واقعيا المحور الرابط مع »حزب الله« اللبناني، وستكسر القاعدة التي حققتها إيران بجعل الجندي الإيراني يتحرك بحرية من أبواب كابول الأفغانية ، مرورا ببغداد ودمشق وحتى بيروت على المتوسط، وينتهي الحلم التبشيري والامبراطوري المعمم لنظام طهران وتتراجع خطوط الدفاع الإيرانية للعمق الإيراني ذاته ، فالساحة العراقية ورغم الوجود الإيراني المؤثر هناك تحمل إرهاصات متغيرات حقيقية قادمة قريبا ستقلب كل الصورة الستراتيجية الراهنة ، فإيران مهما فعلت ومهما عبأت وحشدت وضخت في عروق العصابات الطائفية العراقية أو التابعة لها فإن العراقيين يكرهونها بشدة وينتظرون ساعة الصفر، وبعد استكمال الترتيبات الداخلية والإقليمية للإجهاز النهائي على نفوذ إيران وغلمانها في العراق.

الإيرانيون يعلمون هذه الحقيقة جيدا و يعون أن نهاية نفوذهم في الشام معناه إنحسارهم عن سماء الشرق، لذلك نراهم يرسلون نخبة قواتهم وقادتهم لقتال الثورة السورية ويبذلون الغالي والنفيس، ويقدمون الخسائر الرهيبة للدفاع عن نظام مفلس حانت نهايته ولا يستطيعون لا هم ولا آلتهم الحربية المهانة ولا مرتزقتهم من منع الكارثة التي ستحل على مصالحهم، إن الإيرانيين اليوم يمارسون جرائم إبادة ممنهجة ضد الشعب السوري وصولات وجولات قائدهم المهزوم والفاشل السردار قاسم سليماني الذي هو فعليا وزير الدفاع التنفيذي لعصابات العراق والشام الطائفية أو من خلال نوابه الإرهابيين هادي العامري وأبو مهدي المهندس، لن تنفعهم أبدا في مواجهة المصير الأسود والهزيمة الفاضائحية التي تواجههم في الشام، والنظام الإيراني لم يعد يمتلك من خيارات سوى الاستمرار في تفجير الأوضاع السورية، وهو خيار فاشل سيدفعون ثمنه غاليا و سيشربون من جديد كؤوس السم الزعاف والنتائج التي ستترتب على ذلك.. مرحلة حاسمة لهزيمة إيرانية حتمية.

 

التدخل الذي سيضطر له العالم

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/15 [

جريمة الإرهاب في باريس الأخيرة أكدت شيئًا واحدًا معروفًا؛ ضرورة التدخل في سوريا، ووضع حدّ لهذه الفوضى التي وصلت أخطارها إلى ما وراء منطقة الشرق الأوسط. وفي «فيينا»، بدلاً من حل الأزمة بالتدخل، الفكرة المطروحة تدعو لحل سياسي ودي مثالي. لا بد أن مخترعيه يعيشون في عالم خيالي، حتى يصدقوا بإمكانية تحقيقه في بلد قُتل فيه عمدًا نحو ثلث مليون إنسان! الحل المقترح يدعو للانتقال التدريجي، مع طمأنة الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لن يخرج إلا بعد تنفيذ مراحل متعددة قد تمتد لزمن طويل، وقد يرفض الأسد أن يغادر بعدها، وحتى لو خرج قد لا تتوقف المعارك إلى ذلك الحين!

إذن، التدخل حتمي. والتدخل المقبول اليوم ذلك الذي يتم تحت علم الأمم المتحدة، وتشارك فيه عسكريًا وماديًا معظم دول العالم المعنية، ويقيم نظامًا يجمع كل الأطراف ومكونات البلاد، ويهيئ لحكم انتخابي لاحقًا، وتنطلق فورًا على أرض سوريا حرب دولية على الجماعات الإرهابية، إلى أن يتم تنظيفها منهم. قد يستغرق إبعاد الأسد و«داعش»، وكل التنظيمات المسلحة الإرهابية، وغيرها، عامًا أو عامين أو أكثر، مع هذا سيبقى أفضل وأسرع الحلول، مقارنة بمشاريع «جنيف» و«فيينا». من خلال التدخل الدولي، يمكن ترتيب إعادة اللاجئين، وعون المحتاجين، ومنع الاشتباكات «البروكسية» التركية - السعودية - الإيرانية، والحد من التورط الروسي والأميركي. أما الآن، فالساسة الغربيون يضيعون وقتهم، ويطيلون في «فيينا» عمر الخطر وأسبابه بمعالجات فرعية، مثل الأسد و«داعش» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، ويتسببون مع كل يوم يمر في رفع عدد الهاربين من القتل والدمار، الذين تجاوز عددهم أكثر من اثني عشر مليون لاجئ! ومئات الآلاف الهاربين الجدد يضغطون للخروج إلى تركيا فأوروبا، وآلاف اللاجئين المنبوذين يتعرضون للتجنيد الإرهابي.

اجتماعات «فيينا»، مثل «جنيف1»، و«جنيف2»، تطيل الأزمة، وتوسع حجم خطر الحرب الأهلية السورية على العالم، وكل ذلك بسبب جدل بيزنطي حول كيفية معالجة الأزمة السورية، من يخرج أولاً الأسد أم «داعش»؟ في سوريا يوجد نظام هو سبب الحرب، وعدو لمعظم شعبه، وصار من الضعف متهالكًا لا يستطيع حكم سوريا، ولا يقدر على الدفاع عن نفسه، ولم تنجح في الحرب عنه بالنيابة الميليشيات التي جلبتها إيران معها من أفغانستان والعراق ولبنان. ولم يفلح الروس بتدخلهم الأخير لصالحه إلا في زيادة عدد اللاجئين، ربع مليون سوري آخر، هربوا من حلب وحماه. وفي الوقت الذي تتسارع فيه انهيارات سوريا، يريد الإيرانيون منع التدخل الدولي بتضييع المزيد من الوقت، باقتراح حلول تعقد الأزمة. ومن أجل السيطرة على الوضع، التي أصبحت مطلبًا دوليًا، يحتاج المجتمع الدولي إلى أن يفهم أهمية أن يتحرك سريعًا، وأن يجمع على العمل في سوريا من خلال إبعاد كل رموز وأسباب الأزمة؛ إخراج الأسد، وفي نفس الوقت محاربة التنظيمات الإرهابية. بمثل هذا الحل ستتطوع معظم دول المنطقة من أجله، مع قوات القبعات الزرقاء، حيث يمكن أن تتولى الأمم المتحدة إدارة الأزمة، وتصريف الأوضاع في كل سوريا حتى يتم للانتقال إلى مرحلة جديدة.

هذا الاستعجال مصدره أن سوريا صارت أكبر خطر على العالم، من تفجيرات المساجد والساحات في الكويت والسعودية وتركيا، إلى الطائرة الروسية فوق مصر، والآن فرنسا، والأسوأ قد يكون في الطريق. ولن يمكن القضاء على الإرهاب قبل إيقاف الفوضى والحرب هناك، وإعادة أكثر من اثني عشر مليون سوري إلى مدنهم وبيوتهم، بدلاً من البحث عن ملاجئ لهم في أوروبا وأميركا، وغيرهما. لقد فقد المفاوضون تركيزهم نتيجة محاولتهم إعطاء الأطراف المتصارعة، مجالا بطرح حلول تسمح للأزمة بأن تطول إلى سنين أخرى، في وقت ضربت فيه الحرب أرقامًا قياسية عالمية في مآسيها، من حيث عدد القتلى والمشردين والدمار.

وحتى لو أصغى المفاوضون إلى الحلول الإيرانية والأخرى، الداعية إلى معالجة الأزمة على مراحل، فإنهم لن ينجحوا لأن الأحداث على الأرض أسرع منهم وخطرها تجاوز سوريا. مشروع «فيينا» يتطلب صبرًا، وزمنًا، وموافقة الأطراف المختلفة، على وقف إطلاق النار وترتيباته، ومراقبته وبدء عملية سياسية تدريجية. وحتى لو تمت وفق جدول معقول فإنها ليست مضمونة، حيث سيرفض الأسد الخروج أو التنازل عن صلاحياته، وستُفشل التنظيمات الإرهابية كل محاولة في حينها. وبعد أن يثبت فشل مشروع «فيينا» سيجتمع المفاوضون من جديد للبحث عن حل آخر، ولكن بعد أن يكون قد طفح كيل العالم غضبًا من امتداد الإرهاب إلى عواصمهم، وتشرد ملايين آخرين يتزاحمون بحثًا عن ملاجئ لهم في العالم. حينها سيقبل الجميع بالحل الذي لو قبلوا به منذ عامين، وهو التدخل الدولي وتغيير الوضع بالقوة، لكانت سوريا أقل إشكالاً وخطرًا وإيلامًا.

 

لا توجد مدينة بمأمن ما دامت الحرب في سوريا مستمرة

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/15

رغم أن كثيرا من تفاصيل الهجمات التي راح ضحيتها أكثر من 120 شخصا في باريس مساء الجمعة الماضي لم تتكشف بعد، فإن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن الهجمات. وبناء عليه، يتحتم على فرنسا وغيرها من الدول المشاركة في الصراع السوري، أن تضع في الاعتبار تجربة روسيا الأخيرة مع هذا النوع من الإرهاب، وهو أنها لن ترفع يدها حتى تنجح في التعامل مع لبّ الأزمة. صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صباح السبت الماضي، أن الهجمات كانت «أشبه بحرب» شنها جيش من المتطرفين. قد يكون هذا صحيحا جزئيا حتى وإن اتضح أن بعض المهاجمين لم يكونوا محترفين أو من المقيمين من فرنسا أو حتى مواطنين فرنسيين (أفاد شهود عيان شاهدوا المهاجمين يفتحون النار عشوائيا على جموع الناس في الطريق المؤدي لمسرح باتاكلان، بأنهم سمعوا المهاجمين يتحدثون الفرنسية من دون لكنة أجنبية). فجر أربعة من المهاجمين الثمانية الذين حُددت هوياتهم، ثلاثة في محيط استاد فرنسا الذي استضاف مباراة في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا، والرابع في شارع بوريفار فولتير، أنفسهم من دون التسبب في خسائر كبيرة، باستثناء مدني واحد لقي حتفه جراء التفجيرات.

في حين تسبب باقي الإرهابيين في مقتل أكثر من 120 قتيلا، بعد أن فتحوا النار بشكل متزامن على رواد مسرح باتاكلان ومقهى مزدحم. وزاد ذلك التزامن في تنفيذ العمليات الإرهابية المخاوف من شن مزيد من الهجمات، خصوصا بعد العملية التي سبقتها التي استهدفت مجلة «شارلي إيبدو» في يناير (كانون الثاني) الماضي، والتي راح ضحيتها 17 قتيلا، وهو نمط من العمليات اعتاد الروس عليه. ففي عام 2004، هزت سلسلة من الهجمات الإرهابية روسيا، واستمرت حرب الشيشان بين قوات الأمن الروسية ومسلحين انفصاليين من القوقاز لنحو خمس سنوات، بعدما قام انتحاري بتفجير نفسه في مترو أنفاق موسكو في فبراير (شباط) 2004، مما تسبب في مقتل 42 شخصا. وفي يونيو (حزيران) من العام نفسه، قتل عشرة أشخاص في انفجار قنبلة داخل سوق مزدحمة بمدينة سمارا، وبعدها مباشرة وقع هجوم على مقار الشرطة في إنغوشيتيا بجمهورية القوقاز، مما أوقع مئات القتلى. وفي شهر أغسطس (آب)، فجر انتحاريان طائرتي ركاب راح ضحيتهما 90 راكبا، وقامت انتحارية بتفجير نفسها بالقرب من محطة لمترو الأنفاق ليقتل عشرة أشخاص (وكان من الممكن أن يرتفع العدد في حال نزلت الانتحارية لرصيف المحطة، لولا يقظة رجل أمن أوقفها في الطريق).

وأخيرا، في بداية شهر سبتمبر (أيلول)، أقدمت فرقة شيشانية على احتجاز 1128 رهينة في مدرسة بمدينة بسلان، شمال أوسيتيا، مما أدى إلى مقتل 334 مدنيا، منهم 186 طفلا، خلال فترة الاحتجاز التي استغرقت ثلاثة أيام. وانتهت العملية بقيام قوة من العمليات الخاصة باقتحام المبنى وتصفية 31 إرهابيا.

وشهدت روسيا كثيرا من العمليات الإرهابية بعد هذا العام الدامي، وإن لم تكن بالقدر نفسه؛ ففي عام 2005، عين الرئيس فلاديمير بوتين ابن رجل الدين الشيشاني أحمد قاديروف، الذي قتل عام 2004 في هجوم إرهابي، في إدارة الشيشان نيابة عنه، وكان الابن (29 عاما آنذاك) تواقا للثأر لمقتل أبيه، ولأن أنصار قاديروف كانوا دعاة للانفصال في ذلك الوقت، فقد كان لقاديروف شبكة استخباراتية ممتازة في المنطقة التي مزقتها الحرب.

وتلقى قاديروف تمويلا سخيا من بوتين، إضافة إلى إعفاء من تطبيق القوانين الفيدرالية، وذلك للخلاص من أي شخص يعده عدوا. ولم يستغرق الأمر أكثر من ثلاث سنوات وبضعة أشهر كي ينهي الحرب هناك، وبذلك جعل بوتين الانفصاليين المهزومين، يشعرون بعدها بأنه لم يعد هناك معنى لشن هجمات إرهابية على المدن الروسية. وعلى حدّ تعبير الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في وصفه «داعش»، جاءت الحملة «بلا رحمة»؛ إذ إن الهجمات القليلة التي أعقبتها لم تكن سوى صدى لحملة واحدة قوية.. ففي عام 2004، كانت الحرب الأساسية تدور في جبال الشيشان، وكانت الهجمات التي تشن على موسكو وعلى غيرها من المدن الآمنة، وسيلة لبث الرعب في نفوس الشعب الروسي، مما يرفع من تكلفة الحرب بالنسبة للحكومة. قد يكون للإرهابيين في تفجيرات فرنسا الدافع نفسه، فالحرب الأساسية اليوم تدور رحاها في سوريا، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها السبت الماضي، على غرار ما فعل التنظيم إثر تفجيرات بيروت الخميس الماضي التي راح ضحيتها 43 قتيلا على الأقل، وتزيد احتمالات تورط «داعش» في تفجير الطائرة الروسية في الأجواء المصرية الشهر الماضي، مما تسبب في مقتل 224 راكبا كانوا على متنها ردا على القصف الروسي في سوريا. ويبدو أن التنظيم قد انتقم من فرنسا التي وسعت نطاق ضرباتها الجوية ضد «داعش» في سبتمبر الماضي، لتمتد من العراق إلى سوريا. وفي الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أعلنت فرنسا أنها بصدد إرسال حاملة طائرات إلى البحر المتوسط للمساعدة في العمليات الحالية ضد «داعش». وعلى غرار ما فعله القادة الشيشانيون عام 2004، يحاول إرهابيو «داعش» أن يجعلوا العمليات العسكرية التي تشنها قوات الدول المشاركة في القتال ضد معاقلهم، أمرا مكلفا بالنسبة لتلك الدول.

ولم تتجاهل فرنسا الأمن الداخلي منذ هجوم مجلة «شارلي إيبدو»، وقامت بدعم قوات مكافحة الإرهاب بإضافة 2500 جندي، وتقوم أجهزة استخباراتها بمراقبة نحو 1500 شخص حاربوا في صفوف المتطرفين في سوريا والعراق، وتمتلك تلك الأجهزة الآن قائمة بأسماء أحد عشر ألف شخص ممن تعدهم راديكاليين خطرين. وعليه، فقد أخذت العوائق والمحاذير التي تمنع مراقبة الأفراد في التلاشي. وعقب هجمات مجلة «شارلي إيبدو»، صيغ قانون استخباراتي جديد يسمح لرئيس الوزراء بمقتضاه بالمراقبة الفورية للاتصالات، واستخدام كاميرات المراقبة، وزرع أجهزة تنصت في المنازل لمنع العمليات الإرهابية قبل حدوثها من دون الحاجة لإذن قضائي. وتقبل فرنسا عددا محدودا نسبيا من اللاجئين السوريين، مما يعفي أجهزة الاستخبارات من التدقيق في هوية مئات الآلاف من الأشخاص للتحقق من عدم صلتهم بالإرهاب.

بيد أن أيا من تلك الإجراءات لن ينجح في منع مزيد من الهجمات، مثلما لم تنجح وكالات إنفاذ القانون الجبارة الخاضعة لبوتين في منع الرعب الذي شاهدناه عام 2004، رغم أن تلك الوكالات تمتلك قوائم بالمشتبهين وصلاحيات غير محدودة للمشاهدة والتنصت؛ ففي بعض الأحيان استطاعت تلك الأجهزة أن تقف على بعض خطوات من العملية، لكن النجاح بنسبة مائة في المائة أمر غير مضمون، فالجماعات المتطرفة قادرة دوما على تجنيد أعضاء جدد، ولا تحتاج كثيرا من الوقت لتخطط لهجوم بالرصاص أو لعملية انتحارية. رهان بوتين الآن هو رهانه نفسه وقت حرب الشيشان، فهو يساعد قائدا عديم الرحمة، بشار الأسد، في حربه ضد كل من يحمل السلاح، سواء كان إسلاميا أو إرهابيا أو انفصاليا. يتحتم على الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء في التحالف أن تعدّ نفسها أهدافا محتملة لهجمات على غرار ما حدث في باريس، فتلك الدول في حاجة إلى أن تقرر إذا ما كانت في حاجة إلى استنساخ تجربة بوتين في محاربة الإرهاب، فقد أثبتت التجربة فاعليتها في الشيشان، رغم عدم تيقن بوتين من إمكانية نجاحها في سوريا. غير أن أمرا واحدا يبدو جليا هنا؛ وهو أنه لا توجد دولة واحدة في مأمن من تكرار الهجمات الإرهابية التي حدثت في باريس مساء الجمعة الماضي، إلا أن يُحل الصراع السوري ويُهزم تنظيم داعش.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»