المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november20.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من51حتى88/أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة03/من01حتى12/لَيْسَ بَارٌّ ولا وَاحِد. لَيْسَ مَنْ يَفْهَم، ولاَ مَنْ يَطْلُبُ الله. كُلُّهُم زَاغُوا، وفَسُدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاحَ وَلا وَاحِد".

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في حقيقة كون جسد الإنسان هيكل الله

جسد الإنسان هو هيكل الله/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/مقابلة من وكالة الأنباء الفرنسية مع مدير مركز التحالف الأميركي الشرقي أوسطي/المهندس توم حرب

اجتثاث الإرهاب والتطرف: استراتيجيتان متوازيتان...على الأرض /أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 19/11/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 19 تشرين الثاني 2015

هل بدأ الإعداد لانسحاب حزب الله من سورية/مبادرة نصرالله تثير جواً إيجابياً وتساؤلات عن استعداده للتخلي عن عون

شمعون لـ»السياسة»: «حزب الله» مُحرج

تدابير أمنية مشددة في الضاحية والنبطية

سلام في افتتاح المؤتمر المصرفي العربي: آن الأوان لوضع حد للخلل القائم وإعادة الروح إلى الحياة السياسية عبر تفعيل العمل بالمؤسسات الدستورية

قهوجي عرض الاوضاع الحدودية مع بورتولانو

سامي الجميل: سياسة الاستنساب والتغييب تمددت لتطاول جهاز أمن الدولة

كنعان زار معراب موفدا من عون: سننسق مع القوات لبلورة رؤية مشتركة حول قانون الانتخاب

المردة: زيارة فرنجية لباريس اجتماعية ولا صحة للقاء مع الحريري

القبض على لبناني في الكويت ضمن شبكة تمول "داعش" وتزوده بالأموال والأسلحة

الجيش يضبط "سيارة متفجرات" ويوقف 3 أشخاص

سامي الجميل: سياسة الاستنساب والتغييب تمددت لتطال جهاز أمن الدولة

شاهدة في الاستجواب المضادّ أمام المحكمة: أبو عدس أحبّ الموسيقى الصاخبة قبل تديُّنه

قانون استعادة الجنسيّة هل يخذل المغتربين أم ينصفهم؟ جمعة وعون لـ"النهار": المنفعة وطنية لا طائفية/نيكول طعمة/النهار

حماده: مبادرة نصرالله منقوصة وقانون الانتخاب سيكون مختلطاً

تنديد مستمر بإقصاء قرعة: يجب أن يتوقّف واجتماع برعاية برّي للبحث في حلّ للأزمة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

كرم تشاور وعوده في التطورات

رئيس حزب الاتحاد السرياني استقبل منسق مؤتمر الفيدرالية

بورتولانو من وزارة الدفاع:الوضع في الجنوب مستقر والتعاون مع الجيش متين

الراعي غادر إلى المكسيك والمانيا

افرام: لوقف جنون الفكر الالغائي ومن يموله ويدعمه

معلولي: لا خلاص الا باعادة النظام الديموقراطي

الموسوي: مبادرة نصرالله نقطة فاصلة في المسار السياسي اللبناني

باسيل التقى بوشكوف واختتم زيارته لموسكو: الدور الروسي عنصر توازن في المنطقة وشبكات تمويل النزوح تخفي نزعة لزيادة التطرف

السفارة الإيرانية أحيت ذكرى التفجيرين ممثل بري وسلام: مواجهة الإرهاب لا تزال طويلة ممثل فتحعلي: نحذر الدول الداعمة للارهاب

المشنوق استقبل سفير بريطانيا: ما نشهده حرب عقول لا حرب عضلات فقط

سلام افتتح المؤتمر المصرفي العربي: آن الأوان لوضع حد للخلل القائم وإعادة الروح إلى الحياة السياسية بتفعيل عمل المؤسسات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

لافروف اعتبر أن لا حل سلمياً من دون بشار

أوباما: لا يمكن وضع حد للحرب في سورية من دون رحيل الأسد

 الأسد: لا يمكن تحديد جدول زمني لإجراء انتخابات «قبل إلحاق الهزيمة بالإرهاب»

فرنسا مددت حال الطوارئ ثلاثة أشهر وفالس حذر من اعتداءات كيماوية ومقتل أباعود العقل المدبر لهجمات باريس في عملية سان دوني

روسيا وفرنسا تقدمان اقتراحات إلى مجلس الأمن بشأن محاربة الإرهاب وموسكو تتمسك بدور لدمشق

انتحارية سان دوني مغربية الأصل اسمها حسناء بولحسن

«الانتربول» يحدد هوية نحو ستة آلاف متطرف أجنبي

إيطاليا تطلق عملية بحث عن متطرفين بعد تلقي معلومات استخباراتية أميركية

اعتقال خمسة سوريين في هندوراس حاولوا دخول الولايات المتحدة بجوازات مزورة

الاستخبارات الأميركية حذرت من هجوم إرهابي في أوروبا منذ مايو

واشنطن تعرض خمسة ملايين دولار لمعلومات عن سعودي ينقل مقاتلين الى سورية

المتطرفون طوروا قدراتهم وباتوا قادرين على شن هجمات أكثر تنسيقا من دون تحذير مسبق

طائرة بولندية تهبط اضطرارياً في بلغاريا بعد إنذار بوجود قنبلة

مفتي أستراليا يثير ضجة كبيرة بعد مقارنة نفسه بالأنبياء

فابيوس: الحكومات الخليجية لا تمول الإرهاب

تطبيق «تلغرام» الروسي يحجب 78 حساباً مرتبطاً بـ «داعش»

56 قتيلاً إيرانياً في سورية منذ بدء التدخل الروسي

إضراب داخل الخط الأخضر تضامناً مع الحركة الإسلامية وقتيلان إسرائيليان في عملية الطعن بتل أبيب

 مجلس النواب الاميركي يعلق استقبال اللاجئين السوريين والعراقيين

قتيلان اسرائيليان في عملية الطعن في تل ابيب

النواب الفرنسيون وافقوا على تمديد حال الطوارئ لثلاثة أشهر

لأول مرة في التاريخ العربي.. اماراتية تتولى رئاسة البرلمان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الانتحاريون.. «هواجس» تسكن الأحياء والشوارع/علي الحسيني/المستقبل

المظلة الدولية للبنان قائمة ولكن.. من يلجم الإرهاب/ ثريا شاهين/المستقبل

الكتائب حزب الدستور الجديد لكن قوانين "الضرورة" ستمرّ/ايلي الحاج/النهار

هل بات اكتمال النصاب وتحقيق "الميثاقية" يحتاج إلى "النوعية" وليس "العددية" فقط/اميل خوري/النهار

لبنان عريان... فاستروه/الياس الديريا/النهار

لم نتراجع/سمير الجسر – نائب/النهار

بينما يعود حزب الله إلى لبنان/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الرهان يكبر على انتخابات رئاسية تتخطى العناد الإيراني والموافقة السعودية/روزانا بومنصف/النهار

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية الحرب ضد "داعش": شروط الانتصار/عبد الكريم أبو النصر/النهار

متلازمة الأسد - «داعش»/وليد شقير/الحياة

«القيصر» قائد الحرب وصانع.. السلام/أسعد حيدر/المستقبل

غرور «داعش» يعجل بنهايته/راغدة درغام/المستقبل

لبنان والعراق و... انطفاء «الثورات» الباردة/رستم محمود/الحياة

فرنسا: ثقافة وإرهاب/حسام عيتاني/الحياة

سياسة أوباما في الشرق الأوسط.. نعي يتلوه جون كيري/أمير طاهري/الشرق الأوسط

هل يستحق المخيم اعتذاراً/حـازم الأميـن/لبنان الآن

فرنسيون ضربوا فرنسيين… ما ذنب السوريين/داود البصري/السياسة

من الأرشيف/الأزهر يحسم الجدل: "الحجاب" عادة وليس فريضة إسلامية/سيّد قطب والتحوّل في أميركا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من51حتى88/أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد

قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد». فَقَالَ لَهُ اليَهُود: «أَلآنَ عَرَفْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. إِبْرَاهِيمُ مَات، والأَنْبِيَاءُ مَاتُوا، وأَنْتَ تَقُول: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يَذُوقَ المَوتَ إِلى الأَبَد. أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذي مَات؟ والأَنْبِيَاءُ أَيْضًا مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟». أَجَابَ يَسُوع: «إِنْ أُمَجِّدْ أَنَا نَفْسِي فَمَجْدِي لَيْسَ بِشَيء. أَبِي هُوَ الَّذي يُمَجِّدُنِي، وهُوَ مَنْ تَقُولُونَ أَنْتُم إِنَّهُ إِلهُكُم. وأَنْتُم مَا عَرَفْتُمُوه، أَمَّا أَنَا فَأَعرِفُهُ. وإِنْ قُلْتُ إِنِّي لا أَعْرِفُهُ كُنْتُ مِثلَكُم كَاذِبًا. لكِنِّي أَعْرِفُهُ، وأَحْفَظُ كَلِمَتَهُ.

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة03/من01حتى12/لَيْسَ بَارٌّ ولا وَاحِد. لَيْسَ مَنْ يَفْهَم، ولاَ مَنْ يَطْلُبُ الله. كُلُّهُم زَاغُوا، وفَسُدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاحَ وَلا وَاحِد".

"يا إِخوَتي، مَا فَضْلُ اليَهُودِيّ؟ أَو مَا نَفْعُ الخِتَانَة؟ إِنَّهُ جَزِيلٌ، عَلى كُلِّ حَال! إِنَّ أَوَّلَ فَضْلٍ لَهُم هوَ أَنَّهُم ٱئْتُمِنُوا عَلى كَلاَمِ الله. فمَاذَا إِنْ كَانَ بَعْضُهُم لَمْ يُؤْمِنُوا؟ هَلْ يُبْطِلُ عَدَمُ إِيْمَانِهِم أَمَانَةَ ٱلله؟ حَاشَا! بَلْ صَدَقَ اللهُ وَكَذِبَ كُلُّ إِنْسَان، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «لِكَي تُبَرَّرَ في كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ في قَضَائِكَ». وإِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُثْبِتُ بِرَّ الله، فَمَاذَا نَقُول؟ أَيَكونُ اللهُ ظَالِمًا حِينَ يُنْزِلُ غَضَبَهُ عَلَيْنَا؟ كَبَشَرٍ أَقُولُ هذَا! حَاشَا! وإِلاَّ فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ العَالَم؟ فإِنْ كَانَ بِكَذِبي قَدِ ٱزْدَادَ صِدْقُ الله، لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَإِنْسَانٍ خَاطِئ؟ وَلِمَ لا نَفْعَلُ السَّيِّئَاتِ لِتَأْتيَ الصَّالِحَات، كَمَا يَفْتَري عَلَيْنَا قَوْمٌ وَيَزْعَمُونَ أَنَّنَا نَقُولُ ذلِكَ؟ هؤُلاءِ دَيْنُونَتُهُم عَادِلَة. إِذًا مَاذَا؟ هَلْ نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْهُم؟ لا، أَبَدًا! فإِنَّنَا قَدْ بَيَّنَّا مِنْ قَبْلُ أَنَّ الجَمِيعَ، يَهُودًا وَيُونَانيِّين، هُم تَحْتَ الخَطِيئَة، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «لَيْسَ بَارٌّ ولا وَاحِد. لَيْسَ مَنْ يَفْهَم، ولاَ مَنْ يَطْلُبُ الله. كُلُّهُم زَاغُوا، وفَسُدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاحَ وَلا وَاحِد".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في حقيقة كون جسد الإنسان هيكل الله

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/19/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AD/

بالصوت فورمات/MP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية في الآية الإنجيلية (01 كورنثوس/الفصل الثالث/16/23) التي تقول: “أما تعرفون أنكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأن هيكل الله مقدس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل /19 تشرين الثاني/15

http://www.eliasbejjaninews.com/audio-news-wp/elias%20temple.body20.8.14.mp3

بالصوت فورمات/WMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية في الآية الإنجيلية (01 كورنثوس/الفصل الثالث/16/23) التي تقول: “أما تعرفون أنكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأن هيكل الله مقدس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل"/19 تشرين الثاني/15

http://www.clhrf.com/elias.editorials14/elias.body.temple3.2.14.wma

 

جسد الإنسان هو هيكل الله

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/15

ترى هل يعلم كل من يعتدي على أخيه الإنسان أكان تعذيباً أو سجناً أو افقاراً أو تجويعاً أو اضطهاداً أو تنكيلاً أنه يعتدي على هيكل الله؟

نعم الإنسان هو ابن الله وقد خلقه على صورته ومثاله ومنحه نعمة الحياة التي هي الروح، وبالتالي من يعتدي على الابن بأي شكل من الأشكال هو حقيقة وواقعاً يعتدي الأب نفسه، أي على الله.

ونعم جسد الإنسان الذي لبسه الله المتجسد والمتأنس هو هيكل الله، وبالتالي كل من يعتدي على هذا الجسد إنما يعتدي على الله وعلى هيكله.

ونعم إن كل حاكم ظالم وكل قيم على مصير وشؤون وأمن وسلامة ومصير الغير في أي موقع كان ولا يحترم قدسية جسد الإنسان ويجله فإنما هو عن جهل أو عن قلة إيمان لا فرق يتحدى الخالق جل جلاله و ويدنس هيكله ويتطاول على ابنه، لأن الإنسان هو ابن الله كائن من كان هذا الإنسان.

الكتاب المقدس في العشرات من الآيات يؤكد هذه الحقيقة الدامغة والمقدسة ويؤكد أن الإنسان هو ابن الله وأن جسده هو هيكل الله.

هذه الحقيقة غالباً ما تغيب عن فكر الحكام والمسؤولين وأصحاب الثروات والقيمين على شؤون الغير فيعتدون على أجساد من هم تحت سلطتهم بأشكال مختلفة ومتنوعة.

تأملاتنا الإيمانية اليوم تتناول الآية التالية (01 كورنثوس/الفصل الثالث/16/23) التي تؤكد هذه الحقيقة.

“أما تعرفون أنكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأن هيكل الله مقدس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل. فلا يخدع أحد منكم نفسه. من كان منكم يعتقد أنه رجل حكيم بمقاييس هذه الدنيا، فليكن أحمق ليصير في الحقيقة حكيما، لأن ما يعتبره هذا العالم حكمة هو في نظر الله حماقة. فالكتاب يقول: يمسك الله الحكماء بدهائهم. ويقول أيضا: يعرف الرب أفكار الحكماء، ويعلم أنها باطلة. فلا يفتخر أحد بالناس، لأن كل شيء لكم، أبولس كان أم أبلوس أم بطرس أم العالم أم الحياة أم الموت أم الحاضر أم المستقبل: كل شيء لكم، وأما أنتم فللمسيح، والمسيح لله.”

ولأن الله نور لا ظلام فيه على كل إنسان يخاف الله ويؤمن بكتابه المقدس أن يعيش في النور ويعامل أخيه الإنسان بشفافية ومحبة على أسس مفاهيم الأخوة بكل ما في الكلمة من معنى.

وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى الفصل 1/5-10: “وهذه البشرى التي سمعناها منه ونحملها إليكم هي أن الله نور لا ظلام فيه. فإذا قلنا إننا نشاركه ونحن نسلك في الظلام كنا كاذبين ولا نعمل الحق. أما إذا سرنا في النور، كما هو في النور، شارك بعضنا بعضا، ودم ابنه يسوع يطهرنا من كل خطيئة. وإذا قلنا إننا بلا خطيئة خدعنا أنفسنا وما كان الحق فينا. أما إذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل شر. وإذا قلنا إننا ما خطئنا، جعلناه كاذبا وما كانت كلمته فينا”.

فلنصلي بخشوع وتقوى ونوايا صافية من أجل كل إنسان معذب ومضطهد ومشرد وجائع ومسجون ومحروم من حريته وحقوقه في أي بلد من بلدان العالم وخصوصاً في بلدان الشرق الأوسط حيث الحروب العبثية والتوحش وشرعة الغاب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوانه البريدي

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/مقابلة من وكالة الأنباء الفرنسية مع مدير مركز التحالف الأميركي الشرقي أوسطي/المهندس توم حرب/تتناول الإرهاب والتمذهب والثقافة الإرهابية وذلك على خلفية العمليات الدموية التي شهدتها العاصمة الفرنسية، باريس، والتي تبنتها منظمة داعش الإسلامية والأصولية

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/19/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A/

 

اجتثاث الإرهاب والتطرف: استراتيجيتان متوازيتان...على الأرض

أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني/19 تشرين الثاني/15

في مقاهي باريس الجميلة ومسارحها العريقة وملاعبها الرياضية النابضة، أي في مواقع تشكّل رموزاً للحياة والفرح، ولثقافة فرنسا وقِيّمها ونمط عيشها، ضرب الإرهاب ضربته الدموية، ونفّذ مجزرته، فانتفض العالم الحرّ، وأعلنت دوله عزمها على القضاء على "داعش". غير إن استئصال هذا التنظيم وما شابهه، لا يمكن أن يتم بضربات جوية فحسب، مهما كانت هذه الضربات دقيقة ومحكمة و"ذكية"، بل ينبغي أن تشمل الاستراتيجية العسكرية حرباً بريّة، وتدخلاً عسكريا ميدانياً، تكون الولايات المتحدة محرّكه ولولبه. على الولايات المتحدة أن تقود العالم الحر مرة أخرى من خلال بناء قوة متعددة الجنسية تتولى استئصال داعش. لكنّ الولايات المتحدة لن تكون قادرة على قيادة قوة من هذا النوع، ما  لم تقم هي بما تطلبه من دول أخرى، اي أن ترسل الولايات المتحدة جنودها إلى الأرض. أما الشرط الآخر لنجاح الاستراتيجية العسكرية ضد "داعش"، فهو أن تتم بمشاركة عربية فاعلة. وما يكفل هذه المساهمة العربية في القوة الدولية، هو أن تكون الإطاحة بنظام بشّار الأسد أيضاً ضمن أهدافها. وسيقنع ذلك القادة العرب بالمشاركة في الجيش الدولي بحماسة كبيرة، وستدعم غالبية الشعوب العربية هذه، الحرب ليس فقط بسبب الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد، ولكن أيضاً لأن إسقاط هذا النظام في دمشق يعني إضعاف النظام الإيراني الذي يشكّل التهديد الرئيسي في المنطقة. أما بالنسبة للروس، فعندما يرى فلاديمير بوتين جديّة التحالف الدولي، فسيتراجع ببساطة وواقعية. لكنّ هذه الاستراتيجية العسكرية المطلوبة على المدى الفوري والقصير، يجب أن تواكبها استراتيجية مواوية تنموية-تربوية على المديين المتوسط والطويل. وإذا لم يستكمل الحلّ العسكري السريع بمثل هذه الاستراتيجية المدنية الهادفة إلى استئصال جذور التطرف، فيمكن أنْ نجد أنفسنا في وقت غير بعيد، أي بعد بضع سنوات، في مواجهة المشكلة ذاتها، ولكن مع اسم مختلف عن "داعش". ففي سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها ... ما دام معظم الشباب والشابات لا يتمتعون سوى بالحدّ الأدني من التعليم، من دون أن يكون أمامهم أيّ أمل بحياة كريمة، فسيكون من السهل على المتطرفين أن يتلاعبوا بهم ويأخذوهم ‘لى الإرهاب. أما العلم، وتوفير فرص العمل والحياة اللائقة، فيحصّن هؤلاء ضد التطرف، ويقتلع الإرهاب من جذوره. بمثل هذا الجوّ فقط، يتم اجتثاث التطرف والإرهاب، وحتماً ليس بقصف...من الجوّ.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 19/11/2015

الخميس 19 تشرين الثاني 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لا يمكن القضاء على داعش وحل الأزمة السورية إلا برحيل الأسد. قال ذلك الرئيس الأميركي باراك اوباما. لا يمكن حل الأزمة السورية إلا بوجود الأسد. قال ذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وهكذا يستمر الوضع على حاله رغم الغارات الجوية لكل من روسيا والتحالف الغربي في وقت تتخوف فرنسا من استخدام داعش اسلحة كيماوية في شن هجمات جديدة.

وبالتزامن مع كل هذه التطورات تدفع اسرائيل بالوضع في الاراضي الفلسطينية إلى الحرب وهي مهدت لذلك بالاعلان عن طعن اسرائيليين 2 واصابة ستة آخرين بالرصاص. وهكذا تكتمل صورة المنطقة بين الحرب على الارهاب من قبل العالم والحرب على الفلسطينيين من قبل اسرائيل. وهكذا تحاول اسرائيل تصوير الفلسطينيين بالارهابيين في موسم الحرب على الارهاب.

الارهاب أيضا يتربص بلبنان فبعد جريمة التفجير في برج البراجنة مخطط لاستهداف مراكز عسكرية وعسكريين والقيام بعمليات ارهابية بواسطة انتحاريين من بينهم العديد من القاصرين.

وكشف عن ذلك بيان للجيش اوضح ان القاصر عثمان اسماعيل مواليد العام الفين ينتمي الى مجموعة مرتبطة عبر الواتساب بالارهابي الموقوف عبد الرحمن الكيلاني وتم توقيف عدد من افراد هذه المجموعة وبينهم القاصر اسماعيل الذي اعترف بانه قابل احد افراد المجموعة ويدعى عمر القاسم الذي اوقف لاحقا وقد حصل بينهما نقاش حول مدى استعداد اسماعيل لتنفيذ عملية انتحارية وابدى الأخير استعداده لذلك لكنه ادعى انه اضطر الى التظاهر بالقبول خشية تعرض تنظيم داعش له في حال رفض القيام بهذه العملية.

دور الجيش عرضه قائده العماد جان قهوجي مع قائد القيادة المركزية للقوات الجوية - الاميركية الجنرال تشارلز براون. وفي بيان للسفارة الاميركية ان براون جدد التزام بلاده بضمان دعم الجيش بما يحتاجه للدفاع عن الشعب والارض.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

يقترب عيد الاستقلال ولبنان بلا رأس للدولة وبلا رئيس للجمهورية. وحدها شعبة المعلومات والأجهزة الأمنية اللبنانية تعطي اللبنانيين بصيص نور بأن نخرج من نفق الإرهاب، من خلال توقيف المزيد من الإرهابيين والانتحاريين ومصادرة مئات الكيلوغرامات من المتفجرات.

اللافت ما أعلنه الجيش اللبناني من توقيف قاصر لا يزيد عمره عن 15 عاما، جنده الإرهابيون في خلاياهم، ما يكشف الوجه الأسود لهذه التنظيمات التي لا تتورع عن غسل عقول الأطفال والقصر، لجرهم إلى الموت والقتل وتعميم الخراب ونزف الدماء.

شعبة المعلومات تواصل تحقيقاتها مع الموقوفين في شبكة برج البراجنة والشبكات الاخرى وهي اوقفت شخصا جديدا هذا النهار واصبح عدد الموقوفين لديها 23 موقوفا بعد اطلاق سراح خمسة تبين ان لا علاقة لهم بالامر.

رهبة الامن الاستباقي دفعت بمتورطين الى حد رمي الاحزمة الناسفة على المزابل، وهو ما حصل في صيدا حيث تبين ان حزاما ناسفا يحتوي على مواد متفجرة كان ضمن كمية من النفايات التي دخلت للفرز في معمل النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لا اولوية دولية تتقدم على هم محاربة الارهاب، لكن كيف؟ هل فقط بالخطوات العسكرية او بالاجراءات الحدودية والتدابير الامنية خصوصا في العواصم الغربية. الاسئلة تتزاحم على خطي موسكو وباريس في مرحلة اعداد التحالف الاستراتيجي الروسي الفرنسي لكن التباينات السياسية خصوصا حول مقاربة الازمة السورية لا تزال عائقا بين الروس والعواصم الغربية، موسكو ربطت اي حل لسوريا بوجود الرئيس بشار الاسد انطلاقا من حقيقة تمثيله مصالح جزء كبير من المجتمع السوري ومن هنا جاء جزم سيرغي لافروف باستحالة ايجاد حل سلمي من دون الرئيس السوري، الاسد بدوره كان يحدد خطوات الحل:

اولا تصفية الارهاب وفرض الامن.

ثانيا مهلة سنتنين لاقرار دستور جديد وانتخابات برلمانية وحكومة جامعة.

ثالثا انتخابات رئاسية، ولكن ما يعقد الامور المطروحة دوليا اعتبار الاميركيين ان القضاء على الارهاب يتطلب تنحي الرئيس الاسد ما يعني عمليا ان لا محاربة غربية جدية للارهاب في سوريا من دون القبول بالشروط الاميركية او على الاقل الضغط على دمشق وموسكو لتخفيض سقف التفاوض.

تطورات الميدان السوري تتماشى مع الرؤية الروسية انطلاقا من الاهداف التي تتحقق ان كان بالقصف الجوي لمواقع الارهابيين شمالا وشرقا وضرب قوافل داعش او من خلال انجازات عسكرية للجيش السوري تركزت في الساعات الماضية في شمال اللاذقية قرب الحدود التركية.

اما دمشق العاصمة فكانت تترقب هدنة فشلت، فاستبدلها المسلحون بوابل من قذائف الهاون استهدفت المدنيين لفرض شروط لن تقبل بها الحكومة السورية.

لبنانيا الامن برعاية اجهزة فاعلة لا تقصر في الملاحقة والمتابعة مداهمات وتوقيفات متواصلة والعثور على حزام ناسف في معمل فرز النفايات في صيدا قد تكون الاجراءات الامنية المشددة دفعت بصاحبه الى التخلص منه بعدما كان مقررا تنفيذ عملية ارهابية في مكان ما في المدينة او خارجها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بعد 13 تشرين الباريسي، تغير المزاج الفرنسي. لم يستوعب الفرنسيون حتى اللحظة ان العدو صار بينهم ويؤرق ليلهم. ثلاثية المساواة والإخاء والحرية التي يتغنى بها احفاد danton و robespierre و mirabo و hugo استحالت ثلاثية الارهاب والقتل والخطف على يد من تنكر لليد التي أوت واعطت وعلمت... كان هولاند وقبله ساركوزي يطالب برحيل الاسد، فصار هولاند اليوم يطالب بترحيل الاجانب وسحب الجنسية الفرنسية من الارهابيين والمشتبه بهم... كان الاسد الخصم، فصار داعش العدو... كانت روسيا حليفة الاسد بنظر الفرنسيين، فصارت الحليف الموعود لمحاربة داعش... تغيرت فرنسا. هبت عاصفة التكفير على باريس فاقتلعت منظومة الامن التي بنيت على رمال ما يسمى بالاعتدال العربي وغبار الآمال الاميركية ... اليوم يتقدم الامن على الديمقرطية في فرنسا، والاستقرار على الحرية، وحال الطوارئ التي لم تشهدها باريس منذ تمرد الجنرال salan في نهاية الخمسينات من القرن الماضي بسبب حرب الجزائر، تعود اليوم وتستلهم التجربة اللبنانية الفذة في التمديد ثلاثة اشهر حتى الربيع، وما بعد الربيع ربما... من الواضح ان باريس تبنت القراءة الروسية اليوم من زاوية اعتبار داعش العدو الاول الذي يجب محاربته، ومن زاوية الدعوة الى قيام تحالف واحد بقيادة مشتركة روسية -اميركية للقضاء على داعش... "نحن في حال حرب"، قالها هولاند، وعدونا في سوريا هو داعش وليس الاسد. الاسد يتفرج على الامن الفرنسي يقتل اباعود.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

تبقى فلسطين بوصلة المتابعة، وشجاعة شبابها لا يحدها تطويق اعلامي ولا تنكيل واقتحامات وهدم منازل.. فلسطين تقاوم وتناضل كعادتها من كل قلبها، وفي قلب تل ابيب طعن سكينها اليوم، ورشاشها انتقم في غوش عتصيون، والحصيلة اربعة صهاينة قتلى، ومزيد من الارباك والتخبط والعجز امام التصميم الكبير على مواصلة الانتفاضة بوجه الاحتلال ..

الوجه الاخر للارهاب الصهيوني هو اليوم في عين المطاردة دوليا ولبنانيا:

روسيا تستكمل عاصفة التوبوليف لضرب داعش ومقوماتها النفطية والعسكرية، ومن يريد اللحاق بها دوليا فلا بد من التنسيق عملياتيا. اما العملية السياسية في سوريا فمحكومة ببقاء الرئيس بشار الاسد في الحكم، كما اكد سيرغي لافروف ردا على شروط اوباما غير المطابقة للمواصفات التفاوضية والنتائج الميدانية.

وفي لبنان شبكات الارهاب مرصودة بقوة، وانجازات الاجهزة الامنية تؤكد حجم التهديد الذي يدفع بتطورات سياسية عكست مقدماتها طاولة الحوار والتكاتف الوطني بعد تفجيري برج البراجنة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

الهزات الارتدادية للزلزال الفرنسي تضرب الواقع الافتراضي وبفرمان ممهور بالسلامة العامة قرار نيابي بحظر بعض مواقع التواصل الاجتماعي لتدخل فرنسا الحرة في مرحلة تقييد الحريات من باب تجفيف مواقع التجنيد على الفكر الداعشي وتلاقيها بلجيكا بإقفال مسارب العودة أمام العائدين من سوريا آخر التحقيقات من الضاحية الباريسية توصلت إلى مقتل عبد الحميد أبا عود العقل المدبر لهجمات ليل الجمعة الأسود القادم من الأراضي البلجيكية وأول الخطوط في تفجير الضاحية الجنوبية أمسك في الشمال والتقطت الجديد طرفه بقاعا لتعاين بالعين المجردة مسارب الدخول والخروج "على عينك يا حواجز" ومن دون ارتكاب معصية التفتيش تكفيك بطاقة عبور وحفنة أموال لمهربي البشر وغير البشر لتصبح الطريق سالكة آمنة بكل سرور للجمل وغير الجمل بما حمل ولو لم تفقد بطاقة الفريق قيمتها المرورية لوصل إلى الشام من معابر الموت إلى شقق الاختباء التي فتحت شقة الأشرفية العين عليها فرضية طرحت تساؤلات على أرض التأجير العشوائي وسجالا حول ضبط الخلايا الإرهابية التي تتحصن بقانون لا يحظر تأجير الغرباء ولا يقونن قيمة التأجير العددية أكرم شهيب فهو يفاوض ويفرز العروض ويقرر أن آخر الدواء الترحيل فيما وزير البيئة محمد المشنوق حي يرزق ولا يحرك ساكنا وبعد تغنينا بصناعتنا سنغزو العالم بصادراتنا من النفايات متعددة النكهات وقد أضيفت إليها الليلة نكهة البارود بعد العثور على حزام ناسف في معمل فرز النفايات في صيدا ولولا دراية عمال سينيق لكانت كارثة محققة بتفجير مصدر رزق جديد لحاملي لواء الترحيل بانتحار النفايات وشر البلية ما يضحك.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الكلام على التقارب بين الافرقاء السياسيين في لبنان والتي انطلقت شراراته بعيد تفجيري برج البراجنة، لم ينتج حتى الساعة اي دينامية واضحة تؤدي الى بناء جدار دعم سياسي وراء الجدار الذي تبنيه القوى الامنية، علما ان كل المؤشرات الخطيرة تدفع بهذا الاتجاه، من تفجيرات باريس التي اقتلعت أبا العود، الى نصائح مجلس الامن التي حضت لبنان على حماية نفسه من مخاطر الاقليم.

في السياق المعلومات الراجحة من كواليس صناع التسويات وفي مقدمهم الرئيس نبيه بري، تفيد بمساع للتقريب بين مفاهيم تيار المستقبل وحزب الله وجنبلاط، لحل السلة الكاملة.

السيناريوهات الاختبارية المرمية في التداول تتحدث عن رئيس من الثامن من اذار مقبول من الجميع ورئيس للحكومة من الرابع عشر، مع تخريجات وفذلكات تحتاج الى توافقات دولية اقليمية محلية غير متوفرة.

تزامنا ملف ترحيل النفايات يخضع لمزيد من الدرس في السراي، وسط صمت تقطعه بعض الاعتراضات الخجولة على الكلفة الباهظة للتصدير والتي ستتجاوز النصف مليار دولار.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

عبد الحميد أبا عود، العقل المدبر لتفجيرات باريس، تأكد أنه قتل... حسناء آيت بولحسن، ابنة خالته، هي الإنتحارية التي فجرت نفسها أثناء عملية الدهم في "سان دوني"... إنجاز نوعي للأمن الفرنسي, لكن فرنسا لم تتنفس الصعداء، فحال الهلع والرعب ما زالت مسيطرة، والمؤشر إلى ذلك تمديد قانون الطوارئ ثلاثة أشهر.. ومن الإجراءات التي يمكن اتخاذها في هذه الفترة إقفال أي موقع إلكتروني ترى فيه السلطات الامنية خطرا.

ومن فرنسا إلى بلجيكا، القاعدة الخلفية للإرهابيين، حيث السلطات اوقفت أكثر من تسعة مشتبه في أن لهم علاقة بالإرهابيين الذين نفذوا عمليات باريس.

وفيما العالم يتعقب مسار مكافحة الإرهاب في فرنسا خصوصا, وأوروبا عموما، يبدو لبنان في سباق مع التحقيقات ومع كشف المزيد من الخيوط المتعلقة بتفجيرات الضاحية الجنوبية.

وبعيدا من هذا السياق، الحكومة اللبنانية منشغلة بالملف المعضلة، ملف النفايات، الذي عاد إلى المربع الاول من خلال تقدم خيار الترحيل.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 19 تشرين الثاني 2015

الخميس 19 تشرين الثاني 2015

النهار

قال مسؤول أمني سابق إن أهمية الأمن تكمن في القبض على مخربين قبل تنفيذهم جريمتهم أكثر من الكشف عن هويتهم لاحقاً.

تبين من تقارير وضعتها منظمات دولية أن لاجئين سوريين في دول عدة يعانون قلة الغذاء والدواء والماء.

قال وزير إنه كان يتمنى لو ان الرئيس سلام دعا الى جلسة طارئة للحكومة إثر تفجيري برج البراجنة لكان أنقذ نفسه من الإحراج والارتباك اللذين يحاصرانه.

طلبت أجهزة أمنية من محال بيع الخليوي التأكد من هوية الشاري وفق ما ينص عليه القانون.

السفير

استغرب أحد الوزراء الضجة السياسية المفتعلة حول عدم دعوة مدير عام أمن الدولة للاجتماع الأمني الأخير في السرايا، بينما لم يثر البعض قضية تغييب الأمن العام عن الاجتماع نفسه حيث درجت العادة على دعوة من ينوب عن مديره العام إذا كان مسافرا.

قال مسؤول تركي لنظيره الروسي على هامش قمة العشرين "إننا لا ننظر الى حلب إلا بوصفها جزءا من أمننا القومي"!

تسعى شخصيات سياسية وإعلامية للتقرب من فريق العمل الجديد الذي يدير أوضاع دولة خليجية كبرى بهدف الحصول على مساعدات مالية.

المستقبل

يقال

إن وزير الخارجية جبران باسيل أجرى اتصالات على هامش مؤتمر فيينا من أجل إدراج بند يتعلّق بملف النازحين السوريين على جدول أعمال المؤتمر المقبل تحت عنوان "إعادتهم إلى بلادهم".

إن وزيراً سابقاً أولم على شرف سفير دولة كبرى وسفير دولة غير زمنية وكان الطبق الرئيسي البحث في "الظروف المناسبة" لانتخاب رئيس جمهورية.

اللواء

ا تزال علاقة حزب وسطي بسفارة شرقية كبرى تعاني من جفاء، على الرغم من التعزية بضحايا الطائرة قبل أيام!

يتردد في وسط حزبي أن نواباً من 14 آذار شاركوا في حوار عين التينة أساؤا فهم تعليق رئيس كتلة وازنة على إحدى المداخلات.

طلبت دولة كبرى تبادل معلومات استخباراتية مع لبنان، لمعرفة ما إذا كان ثمة رابط بين تفجيرات برج البراجنة وباريس؟

الجمهورية

نجحت المساعي في تطويق التباينات بين مكوّنات حركة سياسية بعد انتخابات نقابية.

قال ديبلوماسي إن تحديد المجتمع الدولي أجندة زمنية لحل الأزمة السورية يُشكل خطوة جدّية إلى الأمام.

كشف نائب أن حزبه سيبادر عبر القنوات المفتوحة مع حزب أطلق مبادرة أخيراً إلى إبلاغه موقفه الإيجابي من مبادرته

البناء

عبّر سياسي مخضرم عن تخوّفه من أن تلقى "لجنة العشرة النيابية" التي قرّرت هيئة مكتب مجلس النواب تشكيلها لدرس اقتراحات ومشاريع القوانين الانتخابية، مصير سابقتها التي شكلت من عشرة أعضاء أيضاً قبل أشهر من التمديد الأول للمجلس النيابي، ولم تفلح في الاتفاق على أيّ من الاقتراحات والمشاريع التي ناقشتها، لكنه رغم التخوّف أمل أن يكون طرح السيد حسن نصرالله التسوية الشاملة مدخلاً لنجاح اللجنة الحالية في أداء مهمتها….

الأخبار

تقاسم كعكة "المستشفى التركي"

في وقت تتخبط فيه لجنة إدارة مستشفى صيدا الحكومي بسبب تقييد صلاحياتها، وتتجه إلى الاستقالة بسبب تراجع الخدمات وأعطال التجهيزات الطبية، شكل وزير الصحة وائل أبو فاعورأول من أمس "لجنة تسيير مستشفى الطوارئ في صيدا الحكومي ــــ المستشفى التركي"، مؤلفة من كل من رئيس اللجنة رئيس البلدية محمد السعودي ومدير المستشفى غسان دغمان والأعضاء النائب ميشال موسى ووزير الصحة الأسبق محمد جواد خليفة ورجل الأعمال وجيه البزري.

علماً بأن "التركي" المنجز منذ سنوات، ظل مقفلاً بسبب عدم الاتفاق على تقاسم الحصص في مجلس إدارته بين مرجعيات صيداوية وجنوبية. وكانت النائبة بهية الحريري قد اشترطت عند استقالة مجلس الإدارة السابق لـ "الحكومي"، تعيين إدارة جديدة محسوبة عليها مقابل افتتاح "التركي" وتعيين لجنة ترضى عنها على أن يلحق المستشفيان ببعضهما.

لبنانيون من 50 سنة... بلا هوية

يلاحق محامٍ قضية عالقة في الأحوال الشخصية في شأن حُكمٍ صادر منذ نحو خمسين عاماً حول منح عائلة مكتومة القيد الجنسية اللبنانية. إلا أن الدوائر الرسمية، لأسباب مجهولة، رفضت أخيراً منح إخراجات قيد للعائلة التي يبلغ عدد أفرادها نحو ثمانين شخصاً. وقد أُبلغ المحامي بأن الملف عالق في مكتب مديرة الأحوال الشخصية سوزان خوري.

أزمة النفايات في رومية

وصلت أزمة النفايات إلى سجن رومية بعد توقف شركة "سوكلين" عن جمع نفايات السجن، ورفض بلدية رومية جمعها لعدم توافر مطمر لرميها. تراكم النفايات التي يجمعها الحراس في الباحات، تنتج روائح كريهة. كذلك تصدر الروائح أيضاً من أزمة المياه المبتذلة في سجن الأحداث بسبب عدم توافر شبكة صرف صحي مناسبة. علماً أن وزارة الداخلية أطلقت أخيراً مناقصة لاستحداث شبكة جديدة.

النواب العونيون في تكتل التغيير والإصلاح

بدأ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عقد اجتماعات أسبوعية، كل اثنين، للكتلة النيابية العونية، يحضرها النواب المنتمون إلى التيار الوطني الحر دون سائر أعضاء التكتل، للبحث في التطورات والنقاش تفصيلاً في مختلف الملفات.

 

هل بدأ الإعداد لانسحاب حزب الله من سورية/مبادرة نصرالله تثير جواً إيجابياً وتساؤلات عن استعداده للتخلي عن عون

20/11/15/بيروت – «السياسة»:لا زالت مبادرة الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله، بالدعوة إلى تسوية وطنية سياسية شاملة في لبنان تطال رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة المقبلة وعمل المجلس النيابي وقانون الانتخاب تثير الاهتمام، حيث توقف المراقبون عند توقيتها، كما عند التجاوب الضمني أو العلني للقوى السياسية، ما أوجد مناخاً من التفاؤل الحذر بإمكان الخروج من نفق الأزمة السياسية. وبرأي أوساط سياسية رفيعة، أن المبادرة بذاتها إيجابية ولا يمكن لأحد رفضها، وفي حقيقة الأمر، فإن نصر الله لم يقدم جديداً، فالأكثرية الساحقة من القوى السياسية تدعو إلى الانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية، ومن الطبيعي أنه إذا تم ذلك، أن يليه تشكيل حكومة جديدة تحضر للانتخابات النيابية المقبلة، على أن يسبق ذلك وضع قانون انتخاب جديد. وهذا هو السيناريو الدستوري المعروف سلفاً. ولكن الجديد هو في إعلان نصر الله ضمنياً، الاستعداد للتخلي عن عملية التعطيل التي يخوضها مع حليفه العماد ميشال عون. فاقتراح بحث موضوع الرئاسة مع الآخرين، يعني التنازل عن الترشيح الحصري لعون. فهل هذا ما قصده نصر الله؟ وهل تخلى بالفعل عن عون؟ وهل سيستطيع إقناع الأخير بقبول مرشح توافقي؟ تجيب الأوساط بالقول لـ»السياسة» إنه من المبكر الجزم بجدية موقف «حزب الله»، ولكن ثمة مؤشرات توحي بإمكان حصول ذلك، من دون الإفراط في التفاؤل، لأنه يبدو أن ثمة توجهاً إيرانياً جديداً يريد سحب «حزب الله» من سورية، بعد أن أصبحت طهران بعد التدخل الروسي المباشر لاعباً هامشياً على الساحة السورية، أو على الأقل لاعباً تابعاً لروسيا التي تريد الإمساك بزمام العملية العسكرية، وتريد أيضاً توجيه المسار السياسي في سورية، وهي لم تنس دعوة طهران للمشاركة في اجتماعات فيينا. وأضافت الأوساط «حتى لو كان الحديث عن انسحاب «حزب الله» سابقاً لأوانه، إلا أن طهران تلعب بهذه الورقة أيضاً، فنظام بشار الأسد ورغم الضربات الروسية المكثفة لا يستطيع الصمود، أو الربح في المعارك البرية من دون دعم الحلفاء الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين. ولعل الإيراني يريد قبض ثمن مشاركة «حزب الله» حتى الرمق الأخير. فيضمن حصة ما في مستقبل سورية». وبحسب الأوساط، فإنه في كل الأحوال ثمة توافق لبناني ومن خلفه قرار إقليمي دولي بتهدئة المناخ السياسي اللبناني، بانتظار جلاء الموقف في سورية، وبانتظار الحل الذي يطبخ على نار هادئة، ما يعني أنه سيستغرق وقتاً. ولا ضير من تهيئة الساحة اللبنانية لتواكب الحل السوري إذا حصل. وقد كان لافتاً التضامن الدولي الواسع النطاق مع لبنان، إثر الاعتداء الإرهابي في الضاحية الجنوبية لبيروت، علماً أن الإجماع اللبناني على إدانة التفجير شكل أمراً طبيعياً في هذه الحالة. لكن السؤال الأهم حسب الأوساط، هل ستتحول الإيجابية المستجدة إلى واقع، بحيث يتم التواصل بين إيران وفرنسا مثلاً، من أجل إيجاد مخرج لأزمة الرئاسة، الذي يبدأ بطبيعة الحال بانسحاب عون من معركة الرئاسة، وعلى الأرجح فهو لن يفعل، إلا إذا تخلى عنه «حزب الله» وبشكل نهائي؟

 

شمعون لـ»السياسة»: «حزب الله» مُحرج

20/11/15/بيروت – «السياسة»:تعليقاً على ما تردد في بعض وسائل الإعلام من تسريبات بشأن اقتراح الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله الذي يقضي بحل المسائل الخلافية ضمن سلة واحدة، فتكون رئاسة الجمهورية من نصيب فريق «8 آذار» ورئاسة الحكومة تبقى ضمن حصة فريق «14 آذار»، تساءل رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون في اتصال مع «السياسة»، إذا ما كانت الدولة كلها أصبحت ملكاً لحزب الله، أو أنها ربما وصلت إليه من طريق الوراثة، ما يجعله يفصِّل فيها ما يريده من دون أن يعارضه أحد، واصفاً الوضع السياسي بشكل عام بـ»المهزلة». وسأل «هل بتأليف اللجان نخلص البلد من هذا الوضع المتأزم؟ وإذا ما بقيت الأمور على ما هي عليه فمن يمنعهم من تعيين رئيس الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي طالما أن حزب الله هو الآمر الناهي في البلد؟». وفي قراءته لما بعد انفجار برج البراجنة، رأى شمعون أن «حزب الله» أصبح يعاني إحراجاً حقيقياً بعدما وصلت الأعمال الإرهابية إلى عقر داره، وهذا كله نتيجة تدخله العسكري في سورية الذي أصبح من دون أي معنى بعد التدخل الروسي. ورأى أن «المنطقة العربية، بما فيها لبنان، تعيش حرباً حقيقية، ولا يستطيع أحد أن يتكهن متى وكيف ستنتهي»، مستبعداً انتخاب رئيس جمهورية في الأشهر المقبلة طالما بقي الوضع في سورية على ما هو عليه.

 

تدابير أمنية مشددة في الضاحية والنبطية

20/11/15/بيروت – «السياسة»: اتخذ الجيش اللبناني و«حزب الله» أمس، تدابير أمنية مشددة وغير مسبوقة في مدينة النبطية جنوب لبنان، بعد الاشتباه بالتحضير لعمل إرهابي، فتم إخلاء قصر العدل في المدينة، كما استخدم «حزب الله» الكلاب البوليسية للتفتيش على الحواجز في النبطية.

وتأتي هذه التدابير إثر تدابير مماثلة اتخذتها الأجهزة الأمنية اللبنانية و«حزب الله» عند مداخل الضاحية الجنوبية، وخصوصاً مداخل مخيم برج البراجنة، بعد التفجير الانتحاري المزدوج في عين السكة، والتشديد على الشوارع التي يمكن الدخول منها إلى المنطقة سيراً على الأقدام، التي يتم تفتيش العابرين منها، وخصوصاً السوريين، ما تسبب بعودة طوابير السيارات الطويلة. كما يتم توقيف كل الدراجات النارية غير المسجلة وتتمتع بكل الشروط القانونية. وبدأ «حزب الله» يخفّف من تجول السوريين، ويقوم بمسح دقيق لكل القاطنين منهم في المنطقة، ويسلّم كل سوري غير حائز الأوراق الثبوتية إلى القوى الأمنية، ويُخضع منهم من يقطن الضاحية ولا يعمل فيها للتحقيق.

 

سلام في افتتاح المؤتمر المصرفي العربي: آن الأوان لوضع حد للخلل القائم وإعادة الروح إلى الحياة السياسية عبر تفعيل العمل بالمؤسسات الدستورية

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في كلمة خلال افتتاح المؤتمر المصرفي العربي في فندق فينيسيا، أنه "آن الأوان لوضع حد للخلل القائم، ولإعادة الروح إلى الحياة السياسية عبر تفعيل العمل بالمؤسسات الدستورية"، داعيا "القوى السياسية جميعا إلى التواضع والتواصل والتوافق على ما يسمح بتسيير العمل الحكومي وخدمة مصالح اللبنانيين". وقال: "منذ أسبوع سال في لبنان دم كثير، امتدت يد مجرمة وراءها عقل أسود إلى منطقة سكنية في ضاحية بيروت الجنوبية، فنشرت الدمار وحصدت عشرات الشهداء من المدنيين الأبرياء، وأثارت مخاوف وأسئلة كثيرة عن أمن البلاد وأهلها، في هذه المرحلة الدقيقة التي يموج فيها جوارنا بأحداث هائلة". أضاف: "ها نحن هنا، من قلب بيروت، بكم ومعكم، نقول للقتلة العاملين للفتنة: فشلتم. بيروت مازالت هي هي، مدينة السلام ونافذة المشرق على العالم، ولادة الكفاءات، مدرسة الصبر والصمود، ساحة التلاقي والتفاعل والعطاء، وحضنا مفتوحا للكرام، فأهلا بكم كراما أعزاء في مدينتكم". تابع: "لا بد في البداية من توجيه التحية الى إتحاد المصارف العربية والقيمين عليه، على جهودهم المشكورة في تنظيم هذا المؤتمر، الذي يظهر مرة جديدة الأهمية التي توليها الأسرة المصرفية العربية لمناخ الأعمال في بلادنا، ويثبت قدرة لبنان على النهوض رغم كل الظروف، والحفاظ على قطاع خاص حيوي...وقطاع مصرفي نشط. إن حضور هذه الوجوه العربية الكريمة من أصحاب الكفاءات البارزة والإنجازات المشهودة في الحقلين المالي والاقتصادي، في هذا المؤتمر، يشكل بالنسبة الينا فعل ثقة بلبنان، ورسالة تضامن أخوية، في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها".

وقال: "إننا، في هذه المناسبة، نكرر الشكر الى الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وبلدان مجلس التعاون الخليجي، وكذلك الى المؤسسات والصناديق العربية المانحة، التي وقفت وما زالت إلى جانب لبنان، ولم تتردد يوما في مد يد العون له في كل المجالات. إننا نعلن أيضا اعتزازنا بالروابط المتينة التي نسجها اللبنانيون في الوطن والمهاجر مع قطاعات المال والأعمال في البلدان العربية، ونعتبرها نموذجا ناجحا نأمل تعميمه على كل مستويات التعاون العربي".

أضاف: "ليس بالأمر اليسير على أي دولة، أو أي سوق مالية، أن تستمر عجلتها في الدوران والإنتاج، في الوقت الذي تتعرض إلى أزمات سياسية متوالدة وانكماش اقتصادي وتهديدات إرهابية. لكن لبنان، تمكَن رغم كل الضغوط من تثبيت استقراره النقدي، ونجح القطاع المصرفي اللبناني في المحافظة على ملاءة عالية، ونسب فوائد منخفضة، ونمو مستمر في ميزانيته المجمعة. إن هذه المؤشرات تعكس كفاءة القطاع المصرفي اللبناني، ونجاح السياسة الحكيمة للمصرف المركزي، بقيادة الحاكم رياض سلامة. لكن ذلك لا يلغي أن قطاعات إقتصادية أخرى، صناعية وزراعية وتجارية واستثمارية، تمكنت من الصمود في وجه الظروف الصعبة، وأظهرت شجاعة فائقة وإصرارا وقدرة عالية على التأقلم. فتحية إلى جميع العاملين في الحقل المصرفي وفي القطاع الخاص، الذين يشكلون نموذجا للنجاح اللبناني ويقدمون أمثولة في الإيمان بمستقبل لبنان".

وقال: "في قلب الأزمة السياسية الشائكة، سجلنا الاسبوع الماضي انتصارا للحكمة والمسؤولية الوطنية والحس السليم. فقد أقر مجلس النواب في جلسة إستثنائية، مجموعة من مشاريع القوانين التي ترتدي أهمية بالغة بالنسبة الى اقتصادنا، وبخاصة الى القطاع المصرفي والمالي. لقد أمنت هذه القوانين، مظلة قانونية شاملة لقضايا مكافحة تبييض ونقل الأموال وتمويل الإرهاب، مع العلم أن مصارفنا كانت لسنوات طويلة، وفي ظل الرقابة الشديدة للمصرف المركزي، تلتزم التزاما صارما النظم والمعايير الدولية في هذا المجال. ولقد صادق المجلس في الجلسة التشريعية نفسها،على عدد من الهبات والاتفاقات مع المؤسسات المالية الدولية، تتعلق بتمويل مشاريع ضخمة للبنى التحتية. نحن نعتقد أن مشاريع من هذا النوع ستنعكس إيجابا على النمو، وسوف تؤدي إلى خلق فرص عمل وستحفز الدورة الاقتصادية". أضاف: "بدورها، ستقوم السلطة التنفيذية بواجباتها، لأن الاستحقاقات الداخلية داهمة والمخاطر الخارجية حقيقية وخطيرة. فهناك لائحة طويلة من القرارات الضرورية التي تتعلق بالمصلحة العامة وبشؤون المواطنين، وبينها قرارات تحتل أولوية قصوى مثل تبني خطة معالجة النفايات وتطبيقها. إن القوى السياسية جميعا مدعوة إلى التواضع، والتواصل، والتوافق على ما يسمح بتسيير العمل الحكومي وخدمة مصالح اللبنانيين.في انتظار التسوية السياسية الكبرى التي يشكل مدخلها حتما، انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. لقد آن الأوان لوضع حد للخلل القائم، ولإعادة الروح إلى الحياة السياسية عبر تفعيل العمل بالمؤسسات الدستورية". وتابع: "لقد شكلت الدماء البريئة التي سالت في برج البراجنة هزة للوجدان الوطني، وأثارت موجة عارمة من الرفض والاستنكار للارهاب والارهابيين. إننا نعتبر أن الفرصة متاحة للبناء على لحظة التضامن الوطني هذه، والانطلاق من المواقف السياسية المسؤولة التي أعقبتها، لتوسيع التواصل وتعميق الحوارات القائمة أملا بالوصول إلى حلول تحمي بلدنا وتحصنه إزاء مخاطر الأحداث الاقليمية وتداعياتها". وختم: "باسمي وباسم اللبنانيين جميعا، تحية إلى أهلنا في برج البراجنة. باسمي وباسم اللبنانيين جميعا، تحية إلى ابنائنا في الأجهزة الأمنية. باسمي وباسم اللبنانيين جميعا، تحية اليكم، انتم رجال الأعمال والمال المؤمنين بلبنان. عاش لبنان".

 

قهوجي عرض الاوضاع الحدودية مع بورتولانو

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة قبل ظهر اليوم، قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان الجنرال لوتشيانو بورتولانو، وتناولا الأوضاع على الحدود الجنوبية، والتعاون بين الجانبين للحفاظ على استقرار هذه المناطق وتنفيذ القرار 1701.

سامي الجميل: سياسة الاستنساب والتغييب تمددت لتطاول جهاز أمن الدولة

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - صدر عن مكتب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل البيان التالي: "في وقت يتطلب فيه الوضع الخطير في البلاد تضافر جهود كل المعنيين بأمن الشعب اللبناني، يبدو أن سياسة الاستنساب والتغييب ما زالت سارية المفعول، وتمددت هذه المرة لتطاول جهاز أمن الدولة ومديره اللواء جورج قرعه الذي تم استبعاده عن الاجتماع الأمني الطارىء في السرايا. أمام هذا الواقع غير المقبول، نؤكد ان سياسة الإقصاء والنكايات لا يمكن ان تجر على البلاد سوى المزيد من التشنجات على كل المستويات، ولا بد ان تتوقف في أسرع وقت ممكن تداركا لمزيد من الانقسامات التي نحن بغنى عنها".

 

كنعان زار معراب موفدا من عون: سننسق مع القوات لبلورة رؤية مشتركة حول قانون الانتخاب

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - زار امين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان موفدا من رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون معراب، حيث التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على مدار ساعة ونصف ساعة، في حضور رئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات" ملحم الرياشي. عقب اللقاء، قال كنعان: "بحثت والدكتور جعجع في نتائج الجلسة التشريعية، لا سيما ما رافقها على الصعيد الوطني. وقد أثبتنا أنه عندما نجمع الأولويات وتكون لدينا رؤية مشتركة نستطيع الانتاج. اليوم، لبنان تحصن ماليا بالنسبة إلى القوانين التي كانت تقلق المصارف اللبنانية والعالمية، بحيث خلق لبنان دينامية جديدة في مسألة تكوين السلطة. فنحن نريد قانون انتخابات جديدا، واليوم بدأت ورشة عمل في المجلس النيابي مع اللجنة التي تم الاتفاق حولها. وبالتالي، يجب أن نصل الى احترام كامل للدستور وللشراكة الوطنية من خلال إقرار قانون جديد، فهذا مطلب وطني يشمل كل الأفرقاء اللبنانيين ولا يعتبر ربحا أو خسارة لفريق على الآخر، الأمر الذي كان يجب فعله منذ زمن". أضاف: "كل القوانين الأخرى من قانون البلديات واستعادة الجنسية هي لخير اللبنانيين، وأتت ثمرة جمع الأولويات والأهداف عبر الانتاج سويا في هذا السياق. وإننا سننسق ونتعاون مع الجميع في الأيام المقبلة للتوصل الى عدالة تمثيل وإنصاف ومواصفات تجعل المجلس النيابي المقبل مجلسا شرعيا دستوريا ميثاقيا يؤمن الشراكة الوطنية، وبالتالي ننطلق في ورشة إعادة تكوين السلطة بشكل ديموقراطي سليم، كما يرغب كل اللبنانيين، ونأمل أن يشهد المستقبل خطوات عملية أكبر". وعن امكان اتفاق المسيحيين حول رئيس جمهورية، لا سيما أنه بعد مبادرة ألامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يبدو كأن الاتفاق يجري مع "تيار المستقبل"، قال كنعان: "كل أمر وارد، فحين نتكلم عن قانون الانتخاب، لا يعني أننا لم نتطرق الى موضوع الرئاسة. ففي إعلان النيات كانت الرئاسة بندا أول نص على أننا نريد رئيسا قويا يتمتع بصفة تمثيلية ويطمئن الجميع ويحترم قسمه الدستوري. ونحن مستعدون لأي مناقشة، لكن ضمن المواصفات الدستورية التي ذكرناها". أضاف: "أعتقد أن كل ما توصلنا إليه، رغم الأزمة الكبيرة المستفحلة، فإن إقرار قانون انتخاب جديد هو أيضا من الأولويات ويؤسس لعمل مستقبلي لا يستهان به اذا ما ترافق مع عملنا الجدي والثقة التي نحاول بناءها، ليس بيننا فقط كتيار وقوات، بل بيننا وبين كل الافرقاء، خصوصا على الساحة المسيحية، من كتائب ومرده وسواهما. إذ أن عملنا ليس فرديا، بل هو عمل وطني يهدف الى اعادة تصحيح الخلل والانطلاق بشكل أفضل نحو جمهورية تحترم دستورها وميثاقها وإرادة أبنائها". وعن التصور الذي سيطرحه "تكتل التغيير والاصلاح" حول قانون الانتخابات داخل اللجنة المؤلفة للبحث فيه، وعن وجود تنسيق مع القوات حول مشروع موحد، قال: "لو أن لدينا تصورا لن نتكلم عنه في الوقت الراهن والأكيد أن كل طرف منا ينطلق من قوانين معينة. لكن نملك تصورا مشتركا لناحية الإنصاف وعدالة التمثيل التي نطمح اليها، وبالطبع سيجري التنسيق بين التيار والقوات لبلورة مشروع أو رؤية مشتركة لقانون الانتخاب". وعمن يعطل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، قال: "هناك دعوة لجلسة حول النفايات وسنشارك فيها، لكن بالنسبة للأمور الأخرى، فهناك آليات طلبناها تحترم الدستور، وسنبحث حين تعالج إمكانية مشاركتنا في الجلسات، فضلا عن بعض المسائل المزمنة التي نتفاوض حولها".

 

المردة: زيارة فرنجية لباريس اجتماعية ولا صحة للقاء مع الحريري

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اعلن المكتب الاعلامي لتيار "المردة"، في بيان اليوم، ان بعض وسائل الاعلام تتناقل خبرا عن لقاء مرتقب بين رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري في باريس. لذا يوضح المكتب الاعلامي للمرده ان لا صحة لهذا الخبر وزيارة فرنجية لباريس اجتماعية فقط".

 

القبض على لبناني في الكويت ضمن شبكة تمول "داعش" وتزوده بالأموال والأسلحة

النهار/20 تشرين الثاني 2015/ أعلنت وزارة الداخلية الكويتية تمكن رجال الأمن من القبض على شبكة متطرفة تمول ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية 'داعش” وتزوده بالاموال والأسلحة وهي تضم لبنانيا ومصريا وخمسة سوريين واستراليين وكويتياً. وأضافت وزارة الداخلية في بيان أصدرته مساء الخميس أن يقظة رجال الأمن نجحت بالإيقاع بشبكة متطرفة تمول 'داعش” وتزوده بالصواريخ والأسلحة مؤكدة انه 'تم ضبط الرأس المدبر وعددا من أعضاء الخلية وقد أدلى الارهابيون باعترافاتتفصيلية عقب سقوطهم في قبضة الأمن”. وذكر البيان أسماء ومهام اعضاء الخلية الارهابية مشيرا الى ان المتهم الأول ويدعى أسامة محمد خياط هو 'المنسق لارسال الإرهابيين للخارج وممول مالي وداعم لوجستي للتنظيم وقام بتصميم طوابع وأختام عليها شعار التنظيم الإرهابي وتحويل المبالغ إلى حسابات في تركيا وأستراليا”. أما المتهم الثاني فيدعى 'عبدالكريم سليم وهو تاجر سلاح وقد أعد العدة لشراء صواريخ محمولة على الكتف وأجهزة لاسلكية”. واشار البيان الى ان المتهم الثالث يدعى محمد طرطري وهو 'منسق مالي ومسؤول الاتصال الخارجي” في الخلية الارهابية، أما المتهم الرابع فيدعى 'محمد أحمد بغدادي وهو عضو بالتنظيم الإرهابي”. واوضح ان المتهم الخامس يدعى راكان العجمي وهو 'مواطن مسؤول عن الدعم اللوجستي للمتهمين في أعمالهم الإرهابية” مشيرا الى ان المتهم السادس يدعى 'هشام ذهب وهو استرالي من أصول لبنانية”. أما المتهم السابع فيدعى واوضح ان المتهم الخامس يدعى راكان العجمي وهو 'مواطن مسؤول عن الدعم اللوجستي للمتهمين في أعمالهم”وليد ناصيف ويعمل صرافا بتركيا”.

 

الجيش يضبط "سيارة متفجرات" ويوقف 3 أشخاص

 النهار/20 تشرين الثاني 2015/ صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: "أوقفت وحدة من الجيش عند مدخل مخيم البرج الشمالي، سيارة نوع رينو سانترو تحمل لوحة مزورة يقودها المواطن احمد جهاد علوية وبرفقته المدعو حسين حمد علوية والفلسطيني وسام علي دهويش، وقد ضبطت داخل السيارة كمية من المتفجرات زنة 2 كلغ وشريط لاصق يستعمل للتفجير. سلم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة، وبوشر التحقيق".

 

سامي الجميل: سياسة الاستنساب والتغييب تمددت لتطال جهاز أمن الدولة

 النهار/ 20 تشرين الثاني 2015/أكد رئيس حزب 'الكتائب النائب” سامي الجميل أن سياسة الإقصاء النكايات لا يمكن ان تجرّ البلاد سوى للمزيد من التشنجات. وقال في بيان: 'في وقت يتطلب فيه الوضع الخطير في البلاد تضافر جهود كل المعنيين بأمن الشعب اللبناني، يبدو أن سياسة الاستنساب والتغييب ما زالت سارية المفعول، وتمددت هذه المرة لتطال جهاز أمن الدولة ومديره اللواء جورج قرعه الذي تم استبعاده عن الاجتماع الأمني الطارىء في السرايا.أمام هذا الواقع غير المقبول، نؤكد ان سياسة الإقصاء والنكايات لا يمكن ان تجر على البلاد سوى المزيد من التشنجات على كل المستويات، ولا بد ان تتوقف في أسرع وقت ممكن تداركا لمزيد من الانقسامات التي نحن بغنى عنها”.

 

شاهدة في الاستجواب المضادّ أمام المحكمة: أبو عدس أحبّ الموسيقى الصاخبة قبل تديُّنه

النهار/20 تشرين الثاني 2015/انهت غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي افادة الشاهدة محللة تسلسل الاتصالات في مكتب المدعي العام كاي كاميه. وباشرت الاستماع الى افادة شاهدة جديدة. وفي متابعة الاستجواب المضاد للشاهدة كاميه من المحامي فيليب لاروشيل عن مصالح المتهم حسن عنيسي، قالت انها اجتمعت مرة واحدة بنظرائها من السلطات اللبنانية في بيروت. وحضرت مقابلات مع شهود لتعزيز معلومات في تحليل الاتصالات ونسبتها الى اشخاص معينين. وخلال تلك المقابلات تابعت مخطط الاستجواب ولكن معظم هذا العمل تولاه المحقق، فيما هي دونت ملاحظات تخص مجالها فحسب. وأوضح ممثل الادعاء الكسندر ميلن ردا على سؤال طرحه الدفاع على الشاهدة ان الرقم الاجمالي لقاعدة بيانات الاتصالات لدى الادعاء هو خمسة ملايين و700 الف بيان،مشيرا الى ان الميثاق الجاري في شأنها مع الدفاع لا يمكن النفاذ اليه كله لتضمنه معلومات سرية تُعتبر اهدافا لعمل الادعاء الخاص، مؤكداً التزام الكشف عن بيانات للدفاع بالاستناد الى طلبات الاخير بموجب القانون. وذكرت الشاهدة انها اكتشفت في تحقيقاتها ان الفلسطيني احمد ابو عدس، الذي ظهر في شريط تبني المسؤولية زوراً، كان يستمع الى الموسيقى الصاخبة قبل عامي 2004 و2005. ولم تتعرف الى أي من اصدقائه في تلك الفترة. وتجهل الاسباب التي دفعته الى التغيير، "ولكن عرفت انه اصبح متدينا وثمة اشخاص قالوا لنا انه أصبح سلفياً متشدداً. واعتقد ان بعضهم ذكروا انه اصبح يكنّ نوعاً من الحقد للرئيس رفيق الحريري. وأضافت في ضوء اسئلة المحامي ايان ادواردز عن مصالح المتهم مصطفى بدر الدين ان ارقاماً خليوية نسبت الى اثنين من المتهمين لفتتنا اليها قوى الامن الداخلي. واعترض ميلن على هذا النوع من الاسئلة لان مصدر المعلومات غير مهم، فيما نفت الشاهدة علمها بالشخص في قوى الامن الذي لفت التحقيق الدولي الى الرقمين. واضافت "وفق علمي ان بدر الدين لم تنسب اليه اي من الارقام". وقالت انها تعرف اسم عماد مغنية وانه قتل في شباط 2008 في دمشق، وان اسم سامي عيسى (اسم مستعار لبدر الدين بحسب القرار الاتهامي) برز في التداول خلال التحقيق عام 2009 على انه احد المتورطين في القضية. اما معرفة اسم بدر الدين كإسم منفصل عن عيسى فكان عام 2010". وأنهت بأنها لم تعمل مع الضابط الشهيد وسام عيد سواء مباشرة أو غير مباشرة. ثم استمعت الغرفة الى الشاهدة الاوسترالية نيكول بلانش، وهي محللة معاونة في مكتب المدعي العام. واكدت مضمون افادتها سابقاً. وتحدثت عن رسالات نصية تبين من تحليلها عامي 2005 و2009 ان احد الرقمين يعود الى هاتف زعم الادعاء انه لبدر الدين. وشرحت الشاهدة كيفية بحثها تقنياً عن الرقمين من خلال جدول بيانات الاتصالات. وقد عثرت على كمّ من الاتصالات بينهما.

 

قانون استعادة الجنسيّة هل يخذل المغتربين أم ينصفهم؟ جمعة وعون لـ"النهار": المنفعة وطنية لا طائفية

نيكول طعمة/النهار/20 تشرين الثاني 2015

يستند الدستور والقوانين اللبنانية في شكل أساسي الى رابط الدم، وهذا الرابط هو روحية قانون استعادة الجنسية الذي يُحدد ما إذا كان الفرد لبنانياً أم لا. إذاً، رابط الدم هو المعيار لاكتساب الأفراد الجنسية اللبنانية... في حديث إلى "النهار"، يعتبر عضو المجلس التنفيذي للرابطة المارونية المحامي لوران عون اقرار هذا القانون "إنجازاً وطنياً يحقق الكيان الوجودي للبنان والتوازن الديموغرافي فيه". لا شك في أن الهجرة طالت كل الطوائف والمناطق اللبنانية، "إلا أنها كانت منذ زمن بعيد مسيحية أكثر منها غير مسيحية"، وفق عون الذي يضيف أن الإحصاء الذي أجرته فرنسا بعد أحداث عام 1860، بيّن أنه من أصل 478 الف لبناني، هناك 210 آلاف ماروني، و68 ألف أرثوذكسي و33 الف كاثوليكي، مما يعني أن المسيحيين كانوا يشكلون حينها نحو 85 في المئة من السكان، فيما أظهر إحصاء 1932 بفعل الهجرة الكبيرة أن المسيحيين باتوا يشكلون 50 في المئة". وبعد 1932، يقول عون، "يا للأسف تعطلت لغة الأرقام في لبنان، إذ نفتقر إلى إحصاء رسمي يبيّن أعداد المقيمين، المغتربين أو المهاجرين". ويفيد أن المغتربين المتحدرين من أصل لبناني، أياً كانت طوائفهم أو مذاهبهم يُفيدون من هذا القانون "شرط أن تكون أسماؤهم واردة في سجلات وزارة الداخلية والبلديات بعد إعلان دولة لبنان الكبير، أي سجلات الأعوام 1921-1924 و1932". وبات عدد هؤلاء يوازي عدد سكان لبنان.

استرداد جنسية 3 في المئة

ويقول عون عن إقبال المغتربين على اكتساب جنسيتهم: "لا نستطيع استرداد جنسية 10 أو 20 في المئة من المغتربين، بالكاد نسترّد الجنسيّة لـ2 أو 3 في المئة، وبذلك نكون حققنا إنجازاً كبيراً"، متوقعاً إقبال المغتربين أكثر من دول أفريقيا الجنوبية، وفنزويلا، إضافة إلى بعض الدول في أميركا اللاتينية بسبب اللااستقرار فيها. وتلك التي تعاني اضطرابات سياسية، أمنية وإجتماعية، "لذلك نلاحظ طلب هؤلاء باستمرار جواز السفر اللبناني".بالرغم من إيجابيات هذا القانون، يدوّن عون بعض ملاحظاته عليه، ويعتبرها غير منصفة بحق المغتربين، يقول: "لا يجوز أن يسري القانون لفترة 10 سنوات فقط"، معتبراً أن "كل صاحب حق ينوي الحصول على حقه المكتسب من دون مهلة زمنية محدّدة". ويستغرب "أن تكون هناك مدة 14 شهراً لإتمام الإجراءات القانونية الروتينية بما فيها استرداد المعاملة، في حين يجب أن تكون المدة أقصر بكثير، فنتمثّل ببعض الدول التي تسهّل عملية تقديم الطلبات وغيرها من الإجراءات إلكترونياً".

هل تنعكس إفادة القانون مباشرة على المسيحيين؟ "بالتأكيد، إذا أرادوا". كيف؟ "كثر من المسيحيين أندمجوا في مجتمعات الخارج، وهو ما أثر على عدم شعور كثيرين بالإنتماء إلى وطنهم مقابل أشخاص لا يزالون يحنون إلى جذورهم وأصولهم اللبنانية".

وزارة المغتربين أمام امتحان

تبقى العبرة في التنفيذ بعد إقرار القانون... ماذا ستفعل وزارة الخارجية والمغتربين في هذا المجال؟ يتوقف المدير العام للمغتربين في وزارة الخارجية هيثم جمعة عند منفعة اللبنانيين المغتربين من قانون استعادة الجنسية، ويفضّل عدم تجزئة هذه المنفعة طائفياً أو مذهبياً.

ومع أن وزارة المغتربين هي المعنية مباشرة والمختصة بشؤون المغتربين اللبنانيين وشجونهم، فهي لا تملك أرقاماً محدّدة تظهر مدى إقبال هؤلاء على استعادة جنسيتهم. ويقول جمعة: "يتطلب تطبيق القانون وقتاً طويلاً وجهداً مضنياً من الوزارة وغيرها، وتالياً علينا تشجيع المغتربين ومساعدتهم وتسهيل أمورهم، ولا سيّما أننا نتحدث عن قرن من الزمن وسجلات قديمة من 1921 ومعاهدة 1924 وإحصاء 1932". في موازاة ذلك، يرى أن الوزارة تؤدي دوراً مهماً عبر السفارات والقنصليات، "وأعتقد أنهم يقومون بواجباتهم حالياً، والمطلوب منا تنظيم حملة لبنانية ودعاية غير استفزازية ولا طائفية لهذا الموضوع، واشراك المجتمع المدني في عملنا والابتعاد عن الروتين الإداري والتعجيل في المعاملات".

 

حماده: مبادرة نصرالله منقوصة وقانون الانتخاب سيكون مختلطاً

النهار/20 تشرين الثاني 2015/أوضح النائب مروان حماده "ان قانون الانتخاب العتيد لا يتضمن نسبية مطلقة ولا نظاماً أكثرياً مطلقا"، مؤكداً "اننا في اللجنة المكلفة صياغة القانون سنحاول ان نبتدع قانونا جديدا يأخذ من النسبية ومن النظام الاكثري ما يضمن الحقوق للجميع ومحاولة انضاجه قبل الخامس عشر من آذار المقبل لعرضه على المجلس النيابي". ولفت الى "ان قانون الوزير فؤاد بطرس هو الوحيد الذي انزل قانون الرئيس نبيه بري وقانون الاتفاق الثلاثي بين الاحزاب الثلاثة"، مؤكدا "ان قانون النسبية غير وارد في قاموسنا". وقال: "اننا نقوم بعملية صياغة جديدة لمادة قد تكون قديمة لكن بحلة جديدة ومقبولة من المجلس النيابي". وشدد على "ان النصاب سيكون مختصرا ولن نسمح لأي فريق بأن يعطل"، مشيراً الى انه "اذا لم نتوصل الى اتفاق سنعيد فوراً كل ما انجزناه الى اللجان المشتركة وسنبذل قصارى جهدنا لنصل الى قانون جديد للانتخاب"، متوقعاً أن يكون "قانوناً مختلطاً". واعتبر"ان مبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جاءت منقوصة لأنه لم يشر فيها الى قضية السلاح والتدخل في سوريا".

 

تنديد مستمر بإقصاء قرعة: يجب أن يتوقّف واجتماع برعاية برّي للبحث في حلّ للأزمة

النهار/20 تشرين الثاني 2015/علمت "النهار" أن لقاء بعيداً عن الإعلام عقد أمس في عين التينة جمع النائب ابرهيم كنعان واللواء جورج قرعة ونائبه العميد محمد طفيلي ومستشار الرئيس نبيه بري أحمد بعلبكي من أجل الاتفاق على حل يعيد تفعيل عمل المديرية. وكانت المواقف المنددة بسياسة الإقصاء التي تستهدف المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة تواصلت أمس. واعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، انه "في الوقت الذي يتطلب الوضع الخطير في البلاد تضافر جهود كل المعنيين بأمن الشعب اللبناني، يبدو أن سياسة الاستنساب والتغييب لا تزال سارية المفعول، وتمددت هذه المرة لتطاول جهاز امن الدولة، ومديره اللواء جورج قرعة الذي جرى استبعاده عن الاجتماع الأمني الطارئ في السرايا". وأكد "ان سياسة الإقصاء والنكايات لا يمكن ان تجر على البلاد سوى مزيد من التشنجات على كل المستويات، ولا بد من أن تتوقف في اسرع وقت ممكن تداركاً لمزيد من الانقسامات التي نحن بغنى عنها". كذلك رأى الأمين العام للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك العميد المتقاعد شارل عطا في بيان "أن بعض المسؤولين على ما يبدو، عمدوا إلى المحاصصة في مكافحة الإرهاب، وأقصوا جهاز أمن الدولة من مهماته الأساسية، وهي مكافحة الإرهاب". وقال: "لقد فاجأنا وزير المال بقرار وقف رواتب العسكريين المنتشرين على الجبهات، بذريعة أنه لا يريد أن يخرق القوانين في وزارته، وهو في حاجة إلى مرسوم في مجلس الوزراء لصرف الرواتب. فكيف يعمد إلى وقف أموال أمن الدولة المخصصة للاستعلام من دون مرسوم من مجلس الوزراء؟ فتاريخ أمن الدولة حافل بالتصدي للإرهاب والقبض على الإرهابيين، ولكوني تبوأت مراكز قيادية عدة فيه أعلم قدرته على مكافحة الإرهاب، وجهوز عناصره وتقنياته العالية. فأمن المواطنين ليس سلعة لتجري محاصصتها واعتماد الكيدية في الأمن، ومن الآن وصاعدا سنسأل عن كل ثغرة في مكافحة الإرهاب، لأن كل تقصير سيمكّن الإرهابيين من تنفيذ تهديداتهم. المسؤولية كبيرة ودم الشهداء أمانة في أعناقنا، فإياكم المحاصصة في الأمن".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

كرم تشاور وعوده في التطورات

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في دار المطرانية، النائب فادي كرم الذي قال بعد الزيارة: "نقوم دائما بزيارة سيدنا المطران الياس عوده ونبحث معه في الوضع الوطني، ونستمع الى آرائه في الأزمات التي تمر فيها المنطقة ولبنان وعجز السلطة اللبنانية والإدارة اللبنانية والمآسي والآلام التي يمر فيها الشعب اللبناني. ويتمنى علينا دائما أن نقوم بدورنا لإيجاد الحلول لهذه المأساة".

 

رئيس حزب الاتحاد السرياني استقبل منسق مؤتمر الفيدرالية

الخميس 19 تشرين الثاني 2015/وطنية - استقبل رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي إبراهيم مراد، المنسق العام للمؤتمر الدائم للفيدرالية في لبنان كميل الفرد شمعون، في مقر الحزب في سد البوشرية، مشيدا "بإنجازات المجلس العسكري السرياني الذي شارك بشكل فاعل في تحرير منطقة الهول والقرى المحيطة بها في الحسكة السورية من التنظيم الإرهابي داعش". وأكد الطرفان خلال اللقاء "ضرورة تضافر جهود كل الدول الرافضة للتطرف والإرهاب في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي الذي أصبح يشكل خطرا كبيرا على الشرق والغرب، وبطشه يطال الجميع". وبحثا في الشؤون اللبنانية والإقليمية، وتداولا نشاطات المؤتمر الدائم للفيدرالية، وشددا على "ضرورة استمرار اللقاءات والنقاش مع كل الأحزاب والقيادات اللبنانية للوصول إلى اعتماد الفيدرالية، لأنها الحل الأمثل للمشاكل والتخبط السياسي في نظامنا اللبناني منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا".

 

بورتولانو من وزارة الدفاع:الوضع في الجنوب مستقر والتعاون مع الجيش متين

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل قبل ظهر اليوم في مكتبه في الوزارة قائد قوات اليونيفل في الجنوب اللواء لوتشيانو بورتولانو يرافقه وفد عسكري وعدد من مساعديه، وكان عرض للوضع الامني في لبنان والمنطقة. كما أطلع اللواء بورتولانو الوزير مقبل على الوضع القائم في الجنوب في نطاق عمل قوات الطوارىء والنشاطات التي تقوم بها هذه القوات لا سيما العلاقة الطيبة والتعاون الوثيق مع سكان القرى والبلدات التي تقع ضمن محيط تواجد هذه القوات اضافة الى التنسيق القائم والمتواصل مع الجيش اللبناني. وقال اللواء بورتولانو بعد اللقاء: "كان لي لقاء مميَّز مع معالي الوزير مقبل تداولنا خلاله بشأن الوضع الأمني في لبنان والمنطقة. وأعربت لمعاليه وللحكومة اللبنانية عن تعازي اليونيفيل إزاء الاعتداء المروِّع الذي أودى بحياة عدد كبير من الأشخاص في بيروت. كما أننا تطرقنا إلى الوضع في الجنوب، ونوَّهت بالتعاون المتين القائم بيننا وبين الجيش اللبناني وأجهزة المخابرات التابعة له الامر الذي من شأنه أن يساعدنا على حل المشاكل كافة التي قد تهدد الأمن والهدوء في الجنوب". أضاف: "الوضع مستقر الآن، وأود أن أعرب للجيش اللبناني ولأهل الجنوب ولرجال الدين وللممثِّلين الحكوميين عن امتناني واحترامي لما يبدونه من تعاون في الجنوب الذي يعتبر الآن ونأمل أن يبقى في المستقبل المنطقة الأكثر هدوءا، ليس في لبنان فحسب، بل في الشرق الأوسط أيضا".

 

الراعي غادر إلى المكسيك والمانيا

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" درويش عمار أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي غادر بيروت فجرا إلى المكسيك والمانيا في إطار زيارة تستمر حتى مطلع شهر كانون الأول المقبل، يلتقي خلالها أبناء الجالية اللبنانية في كلا البلدين.

 

افرام: لوقف جنون الفكر الالغائي ومن يموله ويدعمه

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أقام رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام حفل عشاء على شرف نوكس ثايمس المستشار الخاص حول الاقليات الدينية في الشرق في وزارة الخارجية الاميركية، حضرها ريس سميث رئيس القسم السياسي والاقتصادي في السفارة والكس فاسيلوف مسؤول حقوق الانسان والحريات الدينية في السفارة وفادي حافظ، والمطارنة جورج صليبا وبولس سفر عن السريان الأرثوذوكس وميشال قصارجي رئيس الطائفة الكلدانية وجورج قس موسى عن السريان الكاثوليك والأب ميشال جلخ ألامين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، النائب هاغوب بقرادونيان ألامين العام لحزب الطاشناق، الوزير السابق يوسف سعادة والنائب السابق مروان أبو فاضل ألامين العام للقاء الأرثوذوكسي والسفير عبدالله ابو حبيب وفادي سماحة رئيس مركزية مسيحيي الشرق.

افرام

وتحدث افرال وقال :"اذ نرحب بتعيينكم مستشارا خاصا حول الأقليات الدينية في الشرق من قبل الإدارة الأميركية، يسرني أن تكون في لبنان، الوطن النموذج لحياة واحدة مشتركة بين الطوائف والأديان والقوميات ولشراكة في صناعة القرار الوطني في صراعه الدائم لكرامة كل انسان ولحرياته، وفي سعيه الى أن لا تبتلعه رمال التعصب وأن لا يدفع ثمن الأصوليات والتكفير". اضاف: "لقد كان لي شرف لقائك في مؤتمر أثينا منذ اسابيع في محاولة من اليونان لخلق جو جديد بين الحضارات والشرق والغرب وخلق اطار عمل أو رصد ومتابعة لكل قضايا التنوع". وتابع: "أسمح لي أن اختصرمن قضيتنا: نحن، مسيحيي الشرق لسنا أقليات، نرفض هذه التسمية. نحن الأبناء الأصليون الأصيلون للمنطقة. فيها منذ البدء أصلا في الشرق ليس هناك أكثرية. نحن، لسنا المسيحيين العرب، نحن المسيحيون الشرقيون، في ثقافاتنا وهوياتنا ولغاتنا وقومياتنا وخصوصياتنا. لانريد فقط حريات دينية. وهي كانت موجودة حتى في الأنظمة الأحادية. نحن نتكلم عن حقوق سياسية. عن مواطنة ومساواة وتمثيل صحيح. نحن لسنا عددا ولا نسبا مئوية. نحن دور سياسي ثقافي اجتماعي حضاري واذا فقدناه لاقيمة لنا. نحن لسنا متغربين، نحن مشرقيون بامتياز. المسيحية من هنا انطلقت، هنا جذورنا وتاريخنا. نحن لا نقبل أن نكون مواطنين درجة ثانية، ذميين ، أونجبر على أسلمة، أو أن نوقع عقد ذمة كما في القريتين في حمص، أو أن نخطف كالنعاج، كما المطرانين الحبيبين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي. نريد حقوقا كاملة دون منة من أحد، لا نظام ولا تنظيم". اضاف: "لا نريد في الشرق المتنوع دولا دينية، تحتكم إلى شرائع دينية في دساتيرها وتميز بين الناس. بل دساتير علمانية ليبرالية، نابعة من شرعة حقوق الإنسان. لا نطلب حماية من أحد لا غربا ولا شرقا ولا نطلب شيئا خاصا بنا ولنا. بل لكل المواطنين. التنوع التعدد المساواة بين كل القوميات كل الأديان كل الطوائف كل المواطنين، لسنا ضد أي دين أو فكر أو معتقد. لكننا ضد من يكفرنا من يلعننا ومن يلغينا ومن يقتلعنا من أرضنا التاريخية. من يمحو حتى تاريخنا. ويدمر كنائسنا ويغتال نخبنا" . وتابع: "نريد أن تلتزم الولايات المتحدة بقيم ومبادىء في سياساتها. أن تحارب الارهاب ولا ترعاه. ولا تداعبه. ولا تراقصه. لا نصدق ان 60 دولة في تحالف تعجز عن تحرير مدينة وضرب معاقل الارهاب ووسائل نقله ومخازنه، اميركا لا تعرف أين البغدادي؟ تقف متفرجة على الغاء حضور شعوب على اقتلاعها. ان الارهاب صار عالميا، ضرب في قلبها في أيلول، ضرب فرنسا وبرج البراجنة وتونس ومصر والطائرة الروسية وليبيا ومالي وفي كل أنحاء الارض. فماذا تنتظرون؟ أوقفوا جنون الفكر الالغائي ومن يموله ومن يدعمه ومن يبث الكراهية والحقد ضد كل آخر.إنها حرب حضارة وفكر. لا يمكن أن تدعموا أنظمة هي تدعم ارهابا . ندعو الى تغيير مفاهيم عندكم. من أجل شرق جديد. هكذا يكون ربيع المنطقة. أنظمة في دساتيرها الحريات، ومجتمعات تفتش هي عن اصلاحها في النص في فهمه في الممارسة وتقاوم حتى لا يسرق أحد دينها. أما هذا المشرق أو يحترق العالم".

وقدم أفرام مع المطارنة صليبا وسفر وقصارجي وقس موسى درعا عبارة عن الصلاة الربانية باللغة السريانية إلى نوكس ثايمس.

 

معلولي: لا خلاص الا باعادة النظام الديموقراطي

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي في بيان ان "الفراغ الرئاسي والتمديد للمجلس النيابي، مرتين دون اسباب موجبة، وشلل الحكومة في التصدي للقضايا التي تعاني منها البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، جميع هذه التداعيات تهدد استقرار البلاد وبالتالي مصيره". اضاف: "يزيد من خطورة هذه الاوضاع، الحروب التي تعاني منها المنطقة واشدها هولا وخطرا بين الطوائف والمدعومة من الخارج ماديا وبشريا. وما التفجير الاخير في برج البراجنة الا احدى نتائج هذه الحروب". وتابع: "بالرغم من ان القوى الامنية تقوم بأقصى الاجراءات للحفاظ على السلم الاهلي فان الاخطار تتفاقم تجاه شلل السلطة السياسية المسؤولة عن الامن ووضع حد لهذه الحروب والصراعات على اختلاف انواعها واسبابها". وختم معلولي: "تجاه هذه الاوضاع المأساوية داخليا وخارجيا، ليس امام لبنان من خلاص الا باعادة النظام الديموقراطي، وهذا لا يمكن تحقيقه الا باجراء انتخابات نيابية عاجلة وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وفاق وطني".

 

الموسوي: مبادرة نصرالله نقطة فاصلة في المسار السياسي اللبناني

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا تأبينيا تكريما لأحد عناصره جميل محمد مليجي في ملعب مركز الإمام الخميني في محلة المساكن في مدينة صور، في حضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي. وألقى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي كلمة جاء فيها: "إننا كنا وسنبقى على قدر التحدي بأن نقدم للانسانية جمعاء نموذجا مختلفا عن نموذج الجريمة الوحشية البربرية التي يرتكبها التكفيريون، فبالأمس كان لدينا في الضاحية الجنوبية 41 شهيدا وشهيدة، قتلوا بصورة متعمدة، واستهدفوا بذاتهم، ولم يقتلوا بشكل جانبي أثناء عملية عسكرية قتالية مشروعة، بل قتلوا لأنهم مستهدفون بالقتل، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على وحشية المخططين والممولين والمنفذين، فهل البطولة في أن تهاجم عزلا من السلاح وتفتك بهم، بل إن البطولة هي ما نفعله نحن وما فعلناه من قبل، والبطولة كانت عندما كان يذهب إخواننا المجاهدون إلى الموقع الصهيوني في أعلى تلة، وهم مكشوفون تحت الرصاص وتحت القصف، ثم يهاجمون الموقع المحصن، ويدمرونه ويسيطرون عليه، فهذه هي البطولة".

أضاف: "كما أن البطولة الآن هي أن نذهب إلى التكفيريين في عقر دارهم، وأن نقاتلهم هم، ولا نقتل نساءهم وأطفالهم، وإن المطلع على الوقائع يعرف كيف حمينا أطفال التكفيريين ونساءهم، لأن هذا ما علمنا إياه الإمام علي، وأكثر من ذلك، فقد ذهل مسؤولو الأمم المتحدة حين عرفوا كيف تعاملنا مع جرحى من التكفيريين، وقالوا لم نر لهذا السلوك مثيلا من قبل في العالم، فنحن نتصرف بمكارم الأخلاق التي بعث لأجلها محمد، ونعمل بمكارم الأخلاق التي استشهد لأجلها الأئمة، وغاب لأجلها الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت". واعتبر ان "اليد التي استهدفت أهلنا في برج البراجنة هي اليد التي فجرت الطائرة الروسية، ففي الضاحية كانت الحصيلة 41 شهيدا، وعلى متن الطائرة الروسية هناك أكثر من 200 شهيد باليد التكفيرية نفسها، وبالأمس قامت هذه اليد التكفيرية المجرمة بقتل أكثر من 130 فرنسيا وجرح المئات بينهم 80 بحالة الخطر الشديد، وبعد هذه الجرائم التي ارتكبتها المجموعات التكفيرية، فإنه يجب على العالم أن يخرج بخلاصة موحدة، وهي ضرورة العمل الجماعي من أجل القضاء على المجموعات التكفيرية واستئصالها من جذورها، بعدما تبين من خلال العمليات الإرهابية الإجرامية التي قام بها التكفيريون، أن السياسة الغربية لا سيما السياسة الأميركية التي اعتمدت منذ أكثر من سنة للقضاء على داعش، أنها لم تؤد إلى القضاء عليها، بل أدت إلى زيادة قوتها وجرائمها، ويعود السبب في ذلك، إلى أن الحكومات الغربية بما فيها حكومة الولايات المتحدة الأميركية لم تأخذ على عاتقها أن تواجه بجدية وفاعلية منظمة داعش أو المنظمات التكفيرية، بل تعاملت تلك الحكومات مع المجموعات التكفيرية كأداة تستخدم على نحو مباشر أو غير مباشر لإضعاف الدولة في العراق وفرض شروط أميركية عليها، وإسقاط الدولة في سوريا وتغييب صيغة النظام فيها".

وسأل "أما آن الأوان أن تتغير السياسات الغربية حيال المجموعات التكفيرية، وأن يبدأ هذا التغيير من تغيير سياستها تجاه سوريا، ولكن ومع الأسف فإن ما سمعناه بعد قمة "أنطاليا" التي ضمت معظم قادة القوى الكبرى في العالم، لم نلمس فيه أن هناك توجها حقيقيا لمقاتلة التكفيريين والقضاء عليهم، بل ما زال بعض قادة تلك القوى الكبرى يضيع الاهتمام بين ادعاء مواجهة التكفيريين، وبين العمل الحثيث لإسقاط النظام في سوريا". وتابع: "ومن هنا فإننا نقولها بوضوح إن اشتراط إسقاط النظام في سوريا للقضاء على المجموعات التكفيرية، يعني أن هذه المجموعات ستستمر على قيد البقاء، بل إنها ستنمو وتتعزز وتصبح أكثر وحشية وفتكا، لذلك فإن المطلوب هو وجوب أن يجري انفكاك بين السياسة الغربية الهادفة إلى إسقاط النظام في سوريا، وبين الإستراتيجية الهادفة للقضاء على داعش والمجموعات التكفيرية، فإذا أبقينا الأمرين متعلقين ببعضهما البعض، فلن تحصل السياسات الغربية على أي منهما، لأن الذي سمح لداعش أن تصل إلى فرنسا، وسيناء ولندن والغرب، هو السياسة الغربية التي ما زالت معتمدة، والتي لا تزال تجعل من إسقاط النظام في سوريا أولوية تتقدم أو تتوازى مع القضاء على داعش، فهذا المسار السياسي لا يفيد، بل يجب أن يتفق الجميع على التخلص من المجموعات التكفيرية". وقال: "وهنا عندما نتحدث عن هذه المجموعات، فمن الخطأ التمييز بين داعش وغيرها من التكفيريين، لأن كلاهما من منهل واحد ينهلون، وكلاهما لهما أجندة سياسية تشترك في كثير من النقاط، لذلك يجب أن يكون هناك توافق دولي جامع على اجتثاث المجموعات التكفيرية، ثم يتابع الصراع السياسي حول الموضوعات الأخرى سواء النظام أو كيف يشكل نظام جديد أو ما إلى ذلك، وإلا فإن المدنية والإنسانية ستبقى عرضة لهذا السيف الوحشي الذي ينال من رقابها في أماكن أمنها".

وتابع: "لا بد من الإشارة هنا إلى أن قتالنا للمجموعات التكفيرية في سوريا قد قلص عدد ضحايا العمليات الإرهابية التكفيرية، ولولا شهداؤنا الذين قاتلوا المجموعات التكفيرية في سوريا، لكان عدد شهداء العمليات الإرهابية في لبنان يمكن أن يصل إلى أكثر من 1000 في العملية الإرهابية الواحدة، وهنا ألفت إلى أن واحدة من الوسائل الإعلامية قالت إن وجود بعض الحرس الخاص للمؤسسات التجارية في باريس أدى إلى خفض عدد الإصابات من 1000 إلى حوالي 200، لذلك فإننا عندما نقول لولا يقظة المقاومين، وقتالهم لهؤلاء التكفيريين، كنا الآن أمام مجازر مهولة، لأن هؤلاء لا يتوانون عن قتل ما يستطيعون من بشر".

وأضاف: "لذلك نعم، نحن اليوم مقتنعون أكثر من أي وقت آخر، أن قتالنا للتكفيريين هو ضرورة للحفاظ على الأمن والسلامة والاستقرار، وإذا كنا قبل العمليات التفجيرية نقاتل هنا وهناك، فإننا بعد العمليات التفجيرية سنزيد من مساحات المواجهة، وندعو اللبنانيين جميعا إلى اليقظة والتنبه، لأن استهداف اللبنانيين ليس منحصرا بمذهب أو طائفة أو حزب، ففي فرنسا لا يوجد حزب الله، وكذلك على متن الطائرة الروسية فلا يوجد حزب الله، لكن هناك استهداف للانسان بحد ذاته، من هنا إذ نثني على عمل الأجهزة الأمنية، فإننا نؤكد على ضرورة تكثيف عملها الاستباقي من خلال المداهمة والاعتقالات واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرار ما حصل في برج البراجنة".

وتابع: "أما في ما يتعلق بشأننا السياسي الداخلي، فينبغي أن نقول، إننا بالأمس وعلى لسان سماحة الأمين العام لحزب الله قمنا بإعطاء دفع معنوي وسياسي كبير للحوار الوطني في لبنان، وإن المبادرة التي أعلن عنها سماحة الأمين العام، هي نقطة فاصلة في المسار السياسي اللبناني، وما قبل هذه المبادرة لن يكون كما بعدها، ففي هذه المبادرة فرصة للقوى السياسية للشروع في بحث جدي للتوصل إلى تفاهمات تخرج الأزمة اللبنانية من قيودها الإقليمية، فلا يعود لبنان مرتبطا بالحل في سوريا أو العراق أو اليمن، بل يمكن أن نصل إلى حلول في لبنان بمعزل عما يجري في تلك البلدان، وحين عرض سماحته هذه المبادرة، فإنه أشار إلى أن موضوعاتها هي موضوعات شاملة لكل المواضيع، وقد سمعت من قال إن البحث ينبغي أن يبدأ برئاسة الجمهورية، وبملء الشغور الذي حصل بفعل خلو سدة الرئاسة، فمن الطبيعي للعملية السياسية أن تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، لكن على أن تكون عملية الانتخاب جزءا من تفاهم كامل وشامل يطال الموضوعات جميعا، فإذا كانت رئاسة الجمهورية مهمة، وهي كذلك، فإن الحكومة التي ينبغي أن تتشكل بعد انتخاب رئيس للجمهورية لا تقل أهمية عن انتخاب الرئيس إن لم تفقه أهمية، لأن السلطة التنفيذية باتت بفعل اتفاق الطائف منوطة بمجلس الوزراء مجتمعا، وبالتالي إذا كان الانتخاب مهما، فإن تشكيل الحكومة مهم أيضا، وكما تشكيل الحكومة مهم، فإن الأهم من ذلك هو التوصل إلى قانون انتخاب يعكس الإرادة الحقيقية والتوازنات الدقيقة للناخب اللبناني، بحيث يعتمد النظام الانتخابي دوائر انتخاب تعبر حقيقة وبدقة عن الخيارات السياسية للمواطن اللبناني، لا أن نأتي بقانون انتخاب يحسم سلفا نتائج العملية الانتخابية، وإن أهمية قانون الانتخاب أنه منه تولد السلطة التشريعية التي هم أم المؤسسات في لبنان، فإذا قام في لبنان مجلس نيابي يعبر عن اللبنانيين بشكل دقيق وحقيقي وسليم وصحيح، سيكون بالإمكان احتواء تداعيات المنازعات السياسية داخل المؤسسات الدستورية، فلا يعود عندنا شارع يضطرب أو يقفل، أو ما إلى ذلك من احتجاجات أو اصطدامات كنا نراها، فكل واحد لديه حجمه الذي يعبر عنه بدقة في المجلس النيابي، والمجلس النيابي يضبط العملية السياسية، ويعطي الثقة للحكومة، برئيس الجمهورية، وبذلك يكون قد أصبح كل النزاع السياسي داخل المؤسسات، ولا يكون هناك خشية عند اللبنانيين من أن يتطور أي نزاع إلى حرب أهلية". وأكد "لولا الحكمة الكبيرة التي نتمتع بها، لما كان لبنان على ما عليه الآن، فنحن نريد للاستقرار الأمني أن يستند إلى استقرار سياسي متين، وهذا الاستقرار إنما ينشأ من التسوية السياسية الشاملة التي أعلنا استعدادنا للدخول فيها، وبقي على شركائنا في الوطن أن يقابلوا إرادتنا المستقلة الحرة في السعي لتسوية سياسية بتظهير إرادتهم المستقلة والحرة عن حلفائهم الإقليميين والدوليين، فنحن لدينا حلفاء، ونتصرف في لبنان على قاعدة ما نراه مناسبا من المصالح، ولكن نرجو أن يتمكن الفريق الآخر من أن يضع الأولويات اللبنانية في رأس جدول أعمال حلفائه الإقليميين والدوليين، لا أن يكون مضطرا للانصياع إلى أولوياتهم، وأجنداتهم السياسية". ودعا "الجميع لإخراج لبنان من تعقيدات الصراعات الجارية في المنطقة، وأن نثق في ما بيننا كلبنانيين، ونؤمن استقرارنا الأمني والسياسي، بالأمس عندما حصلت الجريمة، كم كان اللبنانيون سعداء حينما رأوا هذا الاجتماع الوطني العاطفي في ما بينهم في مواجهة التكفيريين القتلة، فنحن نريد لهذا المناخ التوافقي أن يكون مرتكزا إلى أسس سياسية صلبة".

 

باسيل التقى بوشكوف واختتم زيارته لموسكو: الدور الروسي عنصر توازن في المنطقة وشبكات تمويل النزوح تخفي نزعة لزيادة التطرف

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارته الرسمية لروسيا بعقد مؤتمر صحافي تلبية لدعوة من وكالة "ريانوفوستي"، حضره ممثلون عن الوسائل الاعلامية الروسية، عرض فيه نتائج زيارته لموسكو، وقال: "أتينا الى روسيا للبحث في العلاقات الثنائية التاريخية بين بلدينا، ولطالما كان لها التدخل الإيجابي في منطقتنا وفي لبنان في موضوع حماية الاقليات والتنوع. لدينا قراءة واحدة للأحداث وتطابق في وجهات النظر في ما يجري في منطقتنا والعالم. كما ناقشنا العلاقات الثنائية على المستويين الاقتصادي والسياسي والتنوع الذي هو حاجة على المسرح الدولي، وقيمنا بإيجابية الدور الروسي على الساحة الدولية، والذي هو عنصر يحقق التوازن على مسرح العلاقات الدولية، مما يساعد على إيجاد حلول اكثر توازنا". أضاف: "ان نقطة التقاطع الأساسية هي الحفاظ على التنوع، اذ لا يمكن أن تكون هناك بيئة حاضنة للارهاب إذا كانت متنوعة، فالارهاب هو خطر داهم على المنطقة والعالم، ولبنان عليه مسؤولية كبرى من خلال نموذجه، وله دور ريادي وفاعل في المعركة العالمية ضده. والخطر الثاني هو النزوح السوري الذي بدأ يأخذ أشكالا مختلفة ويتجه نحو أوروبا". وتابع: "أصبحت قضية النزوح الى أوروبا تتمثل بأقلية سورية أصبح أقل 40 في المئة‏ من السوريين، بعد أن انضمت مجموعات بشرية أخرى إلى قافلة الهجرة. وإن الخطر اليوم هو بتفريغ منطقتنا من عناصر التنوع، ويقابله استقطاب لعناصر التطرف. وطلبنا من أصدقائنا الروس مساعدتنا كي يكون موضوع النزوح بندا أساسيا على طاولة فيينا وبندا أساسيا في الحل للازمة السورية، وأن تسبق هذه العودة أي حل سياسي شرط توافر الامان والعودة الكريمة لهؤلاء".

وأشار باسيل إلى لقائه مع رئيس دائرة العلاقات الخارجية الكنسية والتوضيح الذي سمعه في شأن الحرب المقدسة الروسية بإتجاه المنطقة، فقال: "هذا الامر غير صحيح، وهو بمعنى العمل المقدس ضد الشر الذي هو الارهاب". وقال: "في هذا المجال، هناك قراءة مشتركة لقضية التنوع والتسامح، فالتنوع يقوم على وجود الآخر، وعندما يصل مفهوم التسامح الى حد إلغاء الذات ونكرانها، حينها لا يعود الاخر موجودا، فهذا هو العامل الذي جعل أوروبا متسامحة الى درجة أن موضوع حقوق الانسان والتسامح اصبح يطغى على حق الانسان بالحياة. وأعتقد أن هناك حاجة إلى تصحيح هذا المسار، ونقول إن التسامح يقف عند حد الحفاظ على الخصوصية والذات ليكون التنوع قائما على وجود الآخر. من هنا، نرى لبنان المتنوع حاجة في الحرب ضد الارهاب، ولبنان القوي عاملا مساعدا لإيجاد حلول للازمات في المنطقة، وعلى رأسها الازمة السورية". واعتبر باسيل ان "قوة لبنان هي من قوة نظامه السياسي الذي يسمح له ان يتخذ القرارات اللازمة في مواجهة الارهاب، من خلال قادة لهم الشرعية الشعبية والدستورية وقيادة البلد والحفاظ عليه وعلى كل مكوناته التي تشكل الغنى للبنان والمنطقة، وتكون النموذج الأفضل لمواجهة نموذج داعش الارهابي".

وقال: "اننا في حرب عالمية متدرجة من بلد الى آخر ضد الارهاب، ولبنان القوي عامل مساعد لدحر الارهاب والتغلب عليه. ونشكر روسيا على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية".

أسئلة

وردا على أسئلة الصحافيين، قال باسيل: "لبنان يمر بأزمة وجودية كبرى وهناك تمديد للبرلمان اللبناني وهناك شلل حكومي وفراغ في الرئاسة، والحل لا يكون الا بالعودة الى الشعب، لاننا عندما نعتمد هذا النمط من الحلول يسري على كل دول المنطقة، وهذه هي الديمقراطية التي نطالب بها ونشأ على اساسها لبنان. الحل هو دائما بالعودة الى الطرف الثالث للحكم في الصراعات بين الاطراف المتنازعة وهذا الطرف هو الشعب". وأكد أن "الحوار امر ضروري في بلد مثل لبنان لانه بالحد الأدنى ينفس الاحتقانات، ويكتمل بتثبيت مفاهيم الديمقراطية"، وقال: "نحن لدينا أزمات كثيرة، ويتوحد اللبنانيون في مواقف مشتركة كثيرة منها محاربة الارهاب. لقد حقق الحوار بعض النتائج، انما الازمة السياسية الداخلية نأمل ان يجد لها الحوار حلا لإرساء القواعد الديمقراطية الصحيحة. هذا الامر لم يتحقق حتى الان ونأمل الا يبقى بانتظار اي تطورات خارجية لن تأتي لانها ان أتت الى مصلحة فريق على الاخر، وجاء الحل على أساس التطور الخارجي، فإن هذا الامر لن يدوم، فالحل الذي يدوم هو بخيار اللبنانيين". وعن الوجود الفلسطيني، قال: "أعلم ان لبنان يعاني من موضوع اللجوء الفلسطيني على ارضه والذي كان من المفترض ان يدوم بضعة أعوام، ونحن نخشى ان نصارع التفكير الدولي ذاته الذي كنا نطالبه بضرورة عودة هؤلاء، ان ينسحب على ازمة النزوح السوري. هذا الإصرار على تفريغ سوريا والمنطقة من شعوبها الأصلية واستبدالهم بآخرين، هو ما نرفضه في لبنان وهذا سبب مطالبتنا ان تكون عودة السوريين الى بلدهم سوريا موضوعا أساسيا في حل الازمة السورية". وفي ما يتعلق بمستقبل التعاون الروسي الفرنسي، أوضح انه "منذ البداية دعا لبنان إلى تحالف التحالفين ضد الارهاب، لانه لا يجوز وجود اي ثغرة تسمح بدخول الارهاب"، وقال: "الجبهة يجب أن تكون محصنة بالكامل ضد الارهاب إن كان على المستوى السياسي ام المالي والفكري. ان أطراف الارهاب تطال الدول والعواصم، ويجب الا تكون الإرادة الدولية لمحاربة الارهاب متأتية من ردة فعل على حدث ما، انما يجب ان تكون قناعة كاملة ولها الاولوية المطلقة. ونأمل ان يؤسس التعاون الروسي - الفرنسي جبهة كاملة دولية تضم كل الدول، وكل من يستثني نفسه عنها عليه ان يخضع للقرارات الدولية التي يجب ان تتضمن عقوبات ضد من يتخلف عن محاربة الارهاب". وعن تقديم لائحة بالمنظمات التي يعتبرها لبنان ارهابية في اجتماع فيينا، قال: "لم يقم لبنان بهذا الامر، انما تم وضع إطار أولي لبحثه تكفلت به الاردن ومن خلاله سنرى كيف تكون مشاركة لبنان فيه. لبنان يميز بين حق الشعوب في الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها وبين الارهاب الذي يقتل الأبرياء". ولفت باسيل الى ان "لبنان طالب منذ البداية التميز بين النزوح الامني والسياسي والنزوح الاقتصادي"، وقال: "هناك شبكات تمويل للنزوح تخفي نزعة الى زيادة التطرف على ضفتي المتوسط، وذلك يندرج ضمن إطار المشروع المشبوه لتغيير وازالة التنوع من منطقتنا". وعما اذا كان لبنان سينتظر انتهاء الازمة السورية لتحل بعدها مشاكله، قال: "هناك وعي وسعي دولي للحفاظ على الاستقرار في لبنان، وعدم الانزلاق الى الانفجار الامني الكبير، ولكن هذا لا يكفي، فنحن مطالبون بتحمل مسؤوليتنا الداخلية لأن ما يجري في العالم يشغل باله عنا، وعدم القبول بأي تدخل خارجي، وبالتالي إيجاد الحل الداخلي، وعلى اللبنانيين العمل بإتجاه المسار الديموقراطي. لدينا فرصة لتحقيق هذا الامر من خلال الانتخابات الرئاسية وصوغ قانون انتخابي عادل وإجراء انتخابات نيابية تحقق ما يتميز به لبنان عن سائر دول العالم، وهو المناصفة المتشاركة او الشراكة المتناصفة، وهذا هو النموذج اللبناني المتميز الذي يمكن للعالم الاستعانة به لمواجهة الارهاب".

بوشكوف

من ناحية ثانية، التقى باسيل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي الكسي بوشكوف، في حضور مستشار الوزير للشؤون الروسية الدكتور أمل أبو زيد.

 

السفارة الإيرانية أحيت ذكرى التفجيرين ممثل بري وسلام: مواجهة الإرهاب لا تزال طويلة ممثل فتحعلي: نحذر الدول الداعمة للارهاب

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أحيت سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية الذكرى الثانية للتفجير الذي استهدف مقرها والمستشارية الثقافية، بحفل في قاعة "الجنان" - طريق المطار، حضره ممثل رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء تمام سلام النائب أيوب حميد، ممثل الرئيس أمين الجميل الدكتور طوني الحاج، ممثل الرئيس اميل لحود نجله النائب السابق اميل اميل لحود، ممثل الرئيس ميشال سليمان العميد محمود مطر، ممثل الرئيس سليم الحص رفيق بدوي، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ بلال الملا، ممثل رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي المهندس جلال اسعد، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الشيخ دانيال عبد الخالق، ممثل كاثوليكوس الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول كيشيشيان الاب لوريج اشيكيان، ممثل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل العميد الركن عدنان سعيد، ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل السفير حسن حجازي، ممثل وزير العمل سجعان قزي محمد رمال، ممثل سفير دولة فلسطين أشرف دبور الاداري في السفارة خالد عبادي وممثل سفير سوريا علي عبد الكريم علي السكرتير الثاني فراس الشنته. كما حضر ممثل رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون النائب حكمت ديب، النواب: ناجي غاريوس، عبد المجيد صالح، مروان فارس مترئسا وفدا من الحزب السوري القومي الاجتماعي، ممثل النائب طلال ارسلان محمد المهتار، نقيب المحررين الياس عون، الوزراء والنواب السابقون: سليم عون، نجاح واكيم، كريم الراسي، صلاح الحركة، وجيه البعريني، حسين يتيم، فيصل الداود، عدنان منصور، زاهر الخطيب، ناجي البستاني، كريم بقرادوني، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد فادي خواجه، ممثل المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعه المقدم حسين الحاج، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، امين عام السينودوس الانجيلي الوطني القس فادي داغر، وفود من قيادتي "حزب الله" وحركة "أمل" و"تجمع العلماء المسلمين"، وممثلو الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية والفصائل الفلسطينية.

بداية آي من القرآن الكريم، فالنشيدان الوطني والايراني، ثم ألقت ابنة الشهيد أسد حسن لين كلمة عوائل الشهداء.

ممثل فتحعلي

بعد ذلك، كانت كلمة السفير الايراني محمد فتحعلي ألقاها القائم بأعمال السفارة محمد صادق فضلي الذي قال: "بداية، أتقدم بالعزاء والتبريك إلى الشعب الإيراني والشعب اللبناني وإلى كل المجاهدين على طريق الحق، بالذكرى السنوية الثانية لاستشهاد كوكبة من الإخوة الأبرار من المواطنين اللبنانيين الأبرياء وعدد من إخواننا الموظفين المجاهدين، ومن بينهم المستشار الثقافي سماحة الشيخ الشهيد إبراهيم الأنصاري في الهجوم الإرهابي الذي استهدف سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومستشاريتها الثقافية، دفاعا عن قيم الحق والخير والحرية والعدالة في مواجهة الجهل والتطرف والظلامية فارتقوا شهداء أجلاء. ففي محراب الشهادة والتضحيات تصغر الكلمات ويعجز البيان أمام عطاءات الدم والنفس لكوكبة من هذه الأمة قدمت الأرواح قرابين على مذبح الوطن ليسعد إنسان هذه الأرض بالعزة والكرامة والحرية". أضاف: "دماء هؤلاء الشهداء كسرت جبروت الإرهابيين وأفشلت مخططاتهم لإيجاد الفتنة وضياع الوطن واستباحته، ففدوا بأنفسهم كل الوطن ليبقى لبنان. واليوم، نرى أن هؤلاء الإرهابيين ما زالوا عاجزين عن استهداف الوطن بفضل تضحيات شعبه وجيشه ومقاومته وأصبحت أهدافهم الإجرامية أسواقا شعبية يرتادها المواطنون الآمنون فيغدرون بهم على أبواب المساجد ودور العبادة وأبواب الرزق حيث النسوة والأطفال والشيوخ، كما جرى قبل أيام في منطقة برج البراجنة لينفذوا أهداف العدو الصهيوني في استباحة الناس الطيبين الذين لن تذهب دماؤهم هدرا، بل ستزيدهم إصرارا وعزيمة على نهج المقاومة في مواجهة كل الفتن الصهيونية والتكفيرية التي سترتد عليهم لأن المراهنة على الإرهاب مراهنة على الشيطان، ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله، وأن دماء الشهداء الطاهرة ستكشف حقيقة هؤلاء من خلال الجهود المباركة التي تبذلها الجهات المعنية لكشف المتورطين والمحرضين والداعمين لهذه الجريمة النكراء". وتابع: "من هنا، وفي محضر الشهداء، نحذر الدول الداعمة للارهاب، وعلى رأسها العدو الصهيوني وحماته وأدواته في المنطقة التي كانت السبب والراعي لما تعرضت له سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمستشارية الثقافية، من مغبة الإستمرار في سياستها التي لن تجلب سوى الخيبة والخسران، والوقائع والأحداث الجارية شهدت وتشهد على ما نقول". وأردف: "إن الإرهاب ورعاته الدوليين وأدواتهم الإقليمية لن ينال من عزيمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها الحكيمة في دعم الشعوب المظلومة في العالم ووقوفها الدائم إلى جانب مقاومة الشعبين اللبناني والفلسطيني، والتي نؤكد دائما أنها ستبقى القضية المركزية الأولى للأمة الإسلامية، كما لن ينال من مواقفها الثابتة تجاه المقاومة ومواجهة المؤامرات الصهيونية والتكفيرية وغيرها بهدف التآمر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر تحالفات وحروب لا طائل منها، كما يجري في اليمن حيث يستباح الدم اليمني المظلوم وسط صمت المجتمع الدولي وتآمره". وقال: "ما يجري في العراق وسوريا من حرب تكفلوا بدعمها ورعايتها فكرا ضالا مضلا وتمويلا وإعدادا بهدف كسر وإضعاف جبهة المقاومة أمام العدو الصهيوني التي لن تنكسر بإذن الله تعالى بل ازدادت قوة وعزيمة وانتصارا". أضاف: "إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أسس بنيانها الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، ويقود مسيرتها بكل عزم وقوة وثبات قائد الأمة آية الله العظمى الإمام الخامنئي دام ظله، نؤمن بأن الوحدة سر الإنتصار، وأن لا سبيل لعزة أمتنا وكرامتها، إلا بوحدتها في مواجهة أعدائها وأن نميز بين الإسلام المحمدي الأصيل وإسلام أميركا وإسرائيل". وختم: "يغمرني أيها الأعزاء شعور بالفخر والاعتزاز، وأقف اليوم بينكم في هذا المحفل المبارك. وأرى في وجوهكم صور الشهداء الأبرار، فكل واحد من هؤلاء الأحبة الطاهرين كان نموذجا في الجهاد والتضحية والأخلاق الحسنة في جهادهم أمام الله تعالى خدمة لوطنهم وأهليهم وأبنائهم، وقد اختارهم معبودهم الذي أحبوه وعبدوه بإخلاص وشوق وحنين فحلقوا نحو السماء للقاء الحبيب فطوبى لهم".

حميد

أما حميد فقال: "نحتفل اليوم بالذكرى الثانية لتلك الجريمة البشعة والنكراء التي استهدفت سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت ومستشاريتها الثقافية والتي اودت بحياة كوكبة من الابرار من اخوتنا واهلنا والقائمين بحراستها من مدنيين وقوى امن داخلي ناهيك عن الاضرار المادية والمعنوية التي لحقت بأهاليهم وبلبنان بشكل أعم ومنهم من تربطنا بهم شخصيا روابط الاخوة وشرف الجهاد من اجل لبنان وفلسطين وعلى رأسهم الشهيد الحاج رضوان رحمه الله واخوانه أجمعين". أضاف: "إن التفجير الذي اصابنا في الصميم على ايدي من امتهنوا القتل بدم بارد لأغراض لم تعد تخفى على احد وفي طليعتها خدمة المشروع الصهيوني في المنطقة والعالم، وفي سياق التآمر على لبنان وامنه واستقراره والتي تريد للبنان ان يصاب بالفوضى القاتلة والمدمرة التي ضربت المنطقة العربية والاسلامية والتي توالت حلقاتها في سلسلة تفجيرات ارهابية ضربت الضاحية الأبية، كما ضربت البقاع والشمال، ونأمل ان تكون آخر حلقاتها ما أصاب اهلنا في برج البراجنة والتي هدفت الى اثارة الفتنة بين اللبنانيين سنة وشيعة وبين اللبنانيين والفلسطينيين، وضرب هذا التلاحم بين المحرومين في ارضهم والمحرومين من ارضهم، كما قال الامام القائد السيد موسى الصدر. لقد اصبح واضحا، بعد الجريمة الارهابية التي ضربت فرنسا وهي مدانة بكل التعابير والتي اصابت الابرياء وجعلت اوروبا بأسرها بل والعالم يعيشون الذعر والقلق من اعمال مشابهة لخلايا ارهابية نائمة، أصبح واضحا ان هذا الارهاب التكفيري هو كالافعى التي ترتد لتنهش جسدها عندما لا تجد من تنهشه وتقتله بسمها. وان هذا الوحش الذي صنعه الاستكبار العالمي واجهزة مخابرات الدول كما حصل ويحصل في منطقتنا، انما خرج من القمقم ليصبح كالوباء الذي يضرب اينما يجد الفرصة الملائمة". وتابع: "ما يحصل وحصل في كثير من الاقطار المشرقية والمغربية والافريقية واوروبا وآسيا، ما هو الا تجسيد لتلك السياسات الغبية لصانعيه والتي لم تستوعب للآن الاخطار الكامنة للارهاب والتكفيريين. لقد اظهر لبنان بمختلف اطيافه الرسمية والحزبية والشعبية في وقفته الاخيرة بعد جريمة برج البراجنة والتعاطف الدولي معه انه لقادر على تجاوز محنته مؤكدا وعي ابنائه وتمسكهم بالحياة وبثوابتهم الوطنية. لقد كان للجهود الجبارة التي قامت بها القوى الامنية والعسكرية وبالتعاون مع الغيارى من ابناء الوطني وضيوفه في كشف خيوط هذه الجريمة والمخططين لها والمشاركين فيها والاجراءات الاستباقية في التعقب والمطاردة ومصادرة ادوات القتل وكان لذلك اكبر الاثر في بلسمة الجراحات وتسكين الاوجاع لدى لجميع". ورأى حميد ان "استفاقة العالم على مواجهة الارهاب والتكفير لا يزال بحاجة الى الجدية من البعض المستكبر وحزما واقلاعا عن سياسة النفاق والكذب وازدواجية المعايير في التعاطي مع الارهابيين ومسمياتهم ومحاولة تلميع بعضعم بوصفهم بالاعتدال". وقال: "كما ان افساح المجال امام تلك الجماعات المهووسة بالقتل والتفنن بضروبه لتبوء المنابر الاعلامية ومدها بالمال والسلاح وعدم مكافحة طرق تواصلها الالكترونية وفضح زيف اولئك الدعاة باسم الدين والاسلام الحنيف وهو منهم براء. كل ذلك يعني ان المواجهة مع هذا الوحش المفتون بالقتل لا تزال طويلة". أضاف: "ان حماية لبنان تأتي بالدرجة الاولى من وحدة ابنائه وتلاحمهم في الحوار والسعي الى تفعيل مؤسساته الشرعية، وفي الطليعة انتخاب رئيس للجمهورية والعودة الفاعلة لمجلس النواب والحكومة وتعزيز قدرات جيشنا الوطني وبقية الاجهزة الامنية".وختم: "نجدد باسم دولة الرئيس نبيه بري واخواني في حركة "امل" مواساتنا للاخوة في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية ومستشاريتها الثقافية ولاهل عوائل الشهداء، كما نواسي انفسنا واحبتنا جميعا عمن فقدنا اخيرا في برج البراجنة، وللجرحى دعاؤنا لهم بالشفاء العاجل".

رسالة

وألقى رسالة رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الاسلامية الدكتور ابراهيمي تركمان المستشار الثقافي السيد شريعتمدار. واختتم الاحتفال بمجلس عزاء حسيني للقارىء الشيخ حسين مظلوم.

 

المشنوق استقبل سفير بريطانيا: ما نشهده حرب عقول لا حرب عضلات فقط

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق سفير بريطانيا هوغو شورتر الذي أثنى على "عمل الأجهزة الأمنية اللبنانية وجهوزيتها وقدراتها". وبعدما قدم شورتر تعازيه إلى اللبنانيين بضحايا تفجيري برج البراجنة، نقل تقدير بلاده لإنجازات قوى الأمن في لبنان، فرد عليه المشنوق قائلا: "ما نشهده هو حرب عقول وليس حرب عضلات فقط، لذلك فإن لبنان يركز على تحديث قدرات أجهزته الأمنية ويسعى إلى تطويرها وتعزيزها على الصعيدين البشري والتقني".

 

سلام افتتح المؤتمر المصرفي العربي: آن الأوان لوضع حد للخلل القائم وإعادة الروح إلى الحياة السياسية بتفعيل عمل المؤسسات

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - إفتتح المؤتمر المصرفي العربي السنوي بدورته العشرين أعماله اليوم بعنوان "خارطة طريق الشمول المالي (2015-2020)" في فندق فينيسيا- بيروت، بتنظم من إتحاد المصارف العربية، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ومشاركة حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، والرئيس الفخري لاتحاد الغرف العربية رئيس الهيئات الإقتصادية في لبنان الوزير السابق عدنان القصار، ورئيس إتحاد المصارف العربية محمد بركات، ورئيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه، والأمين العام لإتحاد المصارف العربية وسام فتوح.

وحضر فعاليات المؤتمر أكثر من 800 شخصية قيادية عربية ودولية من وزراء ومحافظي بنوك مركزية ورؤساء مؤسسات مالية من 26 دولة يتقدمهم وفد رفيع المستوى من مجلس دول التعاون الخليجي، ووفد كبير من الصين، إضافة إلى ممثلين عن البنك المركزي الفدرالي الأميركي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، ومؤسسة التمويل الدولية. بداية، تحدث بركات فقال: "يأتي مؤتمرنا اليوم بعنوان: خارطة طريق للشمول المالي 2015-2020 إستنادا إلى هذا الواقع الإقليمي والعالمي، خصوصا في ظل التحولات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية، وإنطلاقا من أن إتحاد المصارف العربية يعتبر أن مسؤولية تحقيق الشمول المالي لا تقتصر فقط على المؤسسات والجمعيات ذات الصلة ولكنها من صميم دور المصارف الذي يتعدى كونها تسعى فقط لتعبئة الموارد وتوفيرها لصفوة قليلة من المجتمع، إلى المشاركة الفاعلة في توسيع قاعدة المتعاملين معها من فئات المجتمع كافة، وبالتالي المساهمة الفاعلة في دفع عجلة التنمية الإقتصادية والإجتماعية الشاملة". أضاف: "لقد إخترنا "الشمول المالي" عنوانا لهذا المؤتمر، إستكمالا لما بدأناه منذ أكثر من خمس سنوات، وذلك مواكبة للإهتمام الدولي الذي إعتبر منذ العام 2003 بأن الحقيقة القاسية، هي أن معظم فقراء العالم لا يزالون يفتقرون إلى الخدمات الأساسية والمستدامة، سواء كان الإدخار أو الحصول على الإئتمان أو التأمين، والتحدي الأكبر أمامنا يكمن في معالجة المعوقات التي تمنع الناس من المشاركة في القطاع المالي، لذا واجب علينا أن نبني قطاعات مالية شاملة تساعد على تحسين حياة الأفراد ورفع مستوى معيشتهم". وتطرق بركات إلى نشاط القطاع المصرفي العربي، وقال: "الفرص الإقتصادية ترتبط بقوة بإمكانية الوصول إلى الخدمات المالية، حيث يؤدى هذا الوصول إلى آفاق بناء المدخرات والحصول على الإئتمان والإستثمار".

طربيه

ثم كانت كلمة طربيه الذي قال: "إن ما يقلقنا في موضوع الشمول المالي اليوم، هو تأثير ظاهرة بدأت بالتوسع بشكل مضطرد، ألا وهي ما يسمى بتخفيف المخاطر (أو De-Risking)، حيث تعمد بعض المصارف إلى قطع علاقاتها المالية مع جهات أو مؤسسات أو أفراد تعتبرهما مرتفعة المخاطر، بالنسبة لمعايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وتاليا، فبدلا من القيام بإدارة جيدة لتلك المخاطر، تعمد المصارف إلى تجنبها كليا. وفي الواقع فإن قطع العلاقات المصرفية مع قطاعات بأكملها، أو مناطق بأكملها أو دولة بأكملها، يؤدي إلى خروجها من المنظومة المالية وبالتالي الى تفاقم ظاهرة ما يسمى بالتهميش المالي أو Financial Exclusion وهذا الأمر قد يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الفقر وزيادة أزمة البطالة، مع ما يؤديان إليه من مشاكل اجتماعيةواقتصادية وربما أمنية وسياسية". وأشاد بـ"الجهد الكبير الذي يقوده المصرف المركزي في لبنان مع المصارف التجارية لتقديم برامج تسليف تدعم الشمول المالي، بحيث تستفيد من تمويل المصارف شرائح مهمشة وفئات اجتماعية من سكان القرى والأطراف". وقال: "نحن كمصرفيين، يجب أن نعتبر أن مسؤولية تحقيق الشمول المالي لا تقتصر فقط على المؤسسات والجمعيات الاجتماعية، ولكنها من صميم دورنا الذي يتعدى كوننا موفرين للأموال ومدراء للثروات، وإنما نحن ايضا مشاركون فاعلون في صناعة الاستقرار في منطقتنا". وختم: "نحن نعتبر أن المساهمة في التعليم والشمول المالي، هي مساهمة في صنع "سلام الشجعان"، هذا الشمول الذي يعتبر مدخلا لتمكين الأفراد ومنحهم الفرص، والمساهمة في الاستقرار والنمو الاقتصادي".

القصار

أما القصار فقال: "عند سماع مصطلح الشمول المالي، قد يتبادر لأذهان الكثيرين فكرة تقديم الخدمات المالية لمن هم أقل حظا. إلا أنني أعتقد أن هذا المفهوم يحمل في طياته أكثر من ذلك بكثير، لا سيما أن توسيع دائرة المستفيدين من الخدمات المالية يعزز الاستقلال المالي للأفراد، والذي يعتبر مؤشرا على التقدم الاقتصادي للأمم، لما ينطوي عليه من توسيع لقاعدة الادخار، وزيادة الاستثمارات المنتجة ومعدلات الاستهلاك، كما في رفع الإنتاجية وتعزيز النشاط المصرفي ومستوى الدخل بشكل عام، بما يجعله في صميم تطلعات الدول والشعوب لحياة أفضل. وهذا الموضوع في غاية الأهمية لعالمنا العربي الذي يمر حاليا بمرحلة غير مسبوقة من التحولات والتحديات، خصوصا وأن مؤشرات الشمولية المالية العربية لا تزال بعيدة عما نطمح إليه، وتعتبر معدلاتها، بحسب الدراسات الميدانية للبنك الدولي، من الأضعف بين جميع مناطق العالم، سواء بالنسبة لضعف نسبة البالغين الذين يمتلكون حسابات مصرفية، أم بالنسبة للفجوة بين الجنسين وضعف نسبة الشمول المالي للنساء. كما هناك تفاوت كبير بين الدول العربية، حيث مؤشرات الشمول المالي في الدول الغنية تتجاوز المعدل العالمي وتفوق الدول العربية الأخرى بأكثر من 3 أضعاف". أضاف: "أمام هذا الواقع، علينا كمصارف عربية مسؤولية أساسية لتعزيز مؤشرات الشمول المالي في عالمنا العربي بكافة الجوانب المتصلة بالادخار والائتمان والتأمين، والتي تمثل حاجة ملحة للاستقرار، كما تمثل في الوقت نفسه فرصا لا تحصى ولا تعد لتوسيع النشاط المصرفي العربي، ولتعزيز إنتاجه وإنتاجيته ومساهمته المباشرة وغير المباشرة في تعزيز معدلات النمو الاقتصادي في العالم العربي".

سلامة

وتحدث حاكم مصرف لبنان فقال: "إن الشمول المالي ينطلق من إيجاد ثقة بالقطاع المالي وبالنقد الوطني. وهذا ما عملنا عليه في مصرف لبنان قبل أن نطلق عدة مشاريع وهندسات أعطت نتائج مهمة. وفي لبنان وصل عدد المقترضين اليوم إلى أكثر من 800 ألف، مقابل 60 ألفا في 1993. هنالك أكثر من 100 ألف قرض سكني و50 ألف قرض للتعليم. وقد أصدر المجلس المركزي قرارات متكاملة عاما بعد عام تتعلق برزمات تحفيزية للتسليف بلغت لغاية اليوم الـ 5 مليار دولار وأدت إلى تأمين النمو في لبنان في ظروف صعبة للبنان والمنطقة. إن الثقة هي الأساس، فمصرف لبنان عمل على تثبيت سعر صرف الليرة. وهنا أريد أن أؤكد أن الليرة اللبنانية مستقرة وستبقى مستقرة وأن كل الإشاعات التي سرت في الماضي، خاصة في الشهر الأخير، هي إشاعات لم تترجم في الأسواق وقد أصبحنا معتادين عليها. وما قامت به الحكومة ومجلس النواب بإقرار 4 قوانين مهمة للقطاع المالي، يسمح للبنان بأن يبقى منخرطا بالعولمة المالية وأن لا يتم إدراجه على أية لائحة تحذر الآخرين من التعامل معه. القطاع المصرفي في لبنان سليم، ونسبة الملاءة تبعا لمعايير بازل 3 قد بلغت الـ 12% وأكثر في المصارف اللبنانية. ونحن نتطلع إلى تعزيز الملاءة في هذا القطاع في الوقت المناسب، وبعد التشاور مع جمعية المصارف في لبنان. فهدفنا بالفعل هو الوصول إلى ملاءة نسبتها 15%". أضاف: "من جهة أخرى، إن ملاءة الدولة جيدة. صحيح أن الدين العام مرتفع وهو يشكل 140% من الناتج المحلي. لكن، إذا حذفنا من هذا الدين العام ما هو مملوك من مصرف لبنان، تكون هذه النسبة أقل من 100%، كما أن الأسواق اللبنانية تتعايش مع هذا الدين، إنما تطالب بالسيطرة على العجز السنوي وهذا ما نتأمله حينما يتحسن الوضع السياسي في البلد". ولفت الى أن "لبنان تخطى عدة أزمات" من أزمة الرهون العقارية الى أزمة الأسواق الناشئة، وقال: "هذا يعود إلى النظام المصرفي اللبناني المحافظ الذي نجح في صون الاستقرار ونمى الثقة وفصل ما بين العمل المصرفي التجاري والعمل المصرفي الاستثماري. فمصارف لبنان هي في الأساس مصارف تجارية. إنطلاقا من هذا الواقع ومن الثقة ومن توسع قاعدة الودائع التي هي على تزايد، نتوقع هذه السنة زيادة الودائع بنسبة 5 و6% في لبنان". وتطرق الى المشاريع التي أطلقها مصرف لبنان وتتعلق بتأمين قروض مدعومة للقطاعات الانتاجية بفوائد منخفضة، كذلك تأسيس وإطلاق قطاع اقتصاد المعرفة. وقال: "على صعيد آخر، ومن خلال الأسواق المالية، نحن نحضر لإطلاق منصة إلكترونية لتكون منصة للتدوال الشفاف والمراقب للأوراق المالية اللبنانية، منها الأوراق المتعلقة بالمؤسسات الصغيرة أو المؤسسات التجارية أو سندات الدين التجارية والحكومية. ونأمل أن تكون هذه المنصة الصلة ما بين المصارف والمؤسسات المالية في لبنان وأن يكون لها القدرة على التواصل مع الخارج فتستقطب أموال اللبنانيين غير المقيمين بما يفيد الاقتصاد اللبناني. على الصعيد التنظيمي، كان مصرف لبنان ولا يزال يعمل على توسيع أنظمة الدفع وتطويرها، باعتبار أن أنظمة الدفع تسهل العمليات المالية والتجارية وتقرب المسافة بين المواطن ومصرفه".

سلام

وأخيرا، كانت كلمة لراعي المؤتمر فأكد أنه "آن الأوان لوضع حد للخلل القائم، ولإعادة الروح إلى الحياة السياسية عبر تفعيل العمل بالمؤسسات الدستورية"، داعيا "القوى السياسية جميعا إلى التواضع والتواصل والتوافق على ما يسمح بتسيير العمل الحكومي وخدمة مصالح اللبنانيين".وقال: "منذ أسبوع سال في لبنان دم كثير، امتدت يد مجرمة وراءها عقل أسود إلى منطقة سكنية في ضاحية بيروت الجنوبية، فنشرت الدمار وحصدت عشرات الشهداء من المدنيين الأبرياء، وأثارت مخاوف وأسئلة كثيرة عن أمن البلاد وأهلها، في هذه المرحلة الدقيقة التي يموج فيها جوارنا بأحداث هائلة". أضاف: "ها نحن هنا، من قلب بيروت، بكم ومعكم، نقول للقتلة العاملين للفتنة: فشلتم. بيروت مازالت هي هي، مدينة السلام ونافذة المشرق على العالم، ولادة الكفاءات، مدرسة الصبر والصمود، ساحة التلاقي والتفاعل والعطاء، وحضنا مفتوحا للكرام، فأهلا بكم كراما أعزاء في مدينتكم". تابع: "لا بد في البداية من توجيه التحية الى إتحاد المصارف العربية والقيمين عليه، على جهودهم المشكورة في تنظيم هذا المؤتمر، الذي يظهر مرة جديدة الأهمية التي توليها الأسرة المصرفية العربية لمناخ الأعمال في بلادنا، ويثبت قدرة لبنان على النهوض رغم كل الظروف، والحفاظ على قطاع خاص حيوي...وقطاع مصرفي نشط. إن حضور هذه الوجوه العربية الكريمة من أصحاب الكفاءات البارزة والإنجازات المشهودة في الحقلين المالي والاقتصادي، في هذا المؤتمر، يشكل بالنسبة الينا فعل ثقة بلبنان، ورسالة تضامن أخوية، في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها". وقال: "إننا، في هذه المناسبة، نكرر الشكر الى الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وبلدان مجلس التعاون الخليجي، وكذلك الى المؤسسات والصناديق العربية المانحة، التي وقفت وما زالت إلى جانب لبنان، ولم تتردد يوما في مد يد العون له في كل المجالات. إننا نعلن أيضا اعتزازنا بالروابط المتينة التي نسجها اللبنانيون في الوطن والمهاجر مع قطاعات المال والأعمال في البلدان العربية، ونعتبرها نموذجا ناجحا نأمل تعميمه على كل مستويات التعاون العربي". أضاف: "ليس بالأمر اليسير على أي دولة، أو أي سوق مالية، أن تستمر عجلتها في الدوران والإنتاج، في الوقت الذي تتعرض إلى أزمات سياسية متوالدة وانكماش اقتصادي وتهديدات إرهابية. لكن لبنان، تمكَن رغم كل الضغوط من تثبيت استقراره النقدي، ونجح القطاع المصرفي اللبناني في المحافظة على ملاءة عالية، ونسب فوائد منخفضة، ونمو مستمر في ميزانيته المجمعة. إن هذه المؤشرات تعكس كفاءة القطاع المصرفي اللبناني، ونجاح السياسة الحكيمة للمصرف المركزي، بقيادة الحاكم رياض سلامة. لكن ذلك لا يلغي أن قطاعات إقتصادية أخرى، صناعية وزراعية وتجارية واستثمارية، تمكنت من الصمود في وجه الظروف الصعبة، وأظهرت شجاعة فائقة وإصرارا وقدرة عالية على التأقلم. فتحية إلى جميع العاملين في الحقل المصرفي وفي القطاع الخاص، الذين يشكلون نموذجا للنجاح اللبناني ويقدمون أمثولة في الإيمان بمستقبل لبنان". وقال: "في قلب الأزمة السياسية الشائكة، سجلنا الاسبوع الماضي انتصارا للحكمة والمسؤولية الوطنية والحس السليم. فقد أقر مجلس النواب في جلسة إستثنائية، مجموعة من مشاريع القوانين التي ترتدي أهمية بالغة بالنسبة الى اقتصادنا، وبخاصة الى القطاع المصرفي والمالي. لقد أمنت هذه القوانين، مظلة قانونية شاملة لقضايا مكافحة تبييض ونقل الأموال وتمويل الإرهاب، مع العلم أن مصارفنا كانت لسنوات طويلة، وفي ظل الرقابة الشديدة للمصرف المركزي، تلتزم التزاما صارما النظم والمعايير الدولية في هذا المجال. ولقد صادق المجلس في الجلسة التشريعية نفسها،على عدد من الهبات والاتفاقات مع المؤسسات المالية الدولية، تتعلق بتمويل مشاريع ضخمة للبنى التحتية. نحن نعتقد أن مشاريع من هذا النوع ستنعكس إيجابا على النمو، وسوف تؤدي إلى خلق فرص عمل وستحفز الدورة الاقتصادية".أضاف: "بدورها، ستقوم السلطة التنفيذية بواجباتها، لأن الاستحقاقات الداخلية داهمة والمخاطر الخارجية حقيقية وخطيرة. فهناك لائحة طويلة من القرارات الضرورية التي تتعلق بالمصلحة العامة وبشؤون المواطنين، وبينها قرارات تحتل أولوية قصوى مثل تبني خطة معالجة النفايات وتطبيقها. إن القوى السياسية جميعا مدعوة إلى التواضع، والتواصل، والتوافق على ما يسمح بتسيير العمل الحكومي وخدمة مصالح اللبنانيين.في انتظار التسوية السياسية الكبرى التي يشكل مدخلها حتما، انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. لقد آن الأوان لوضع حد للخلل القائم، ولإعادة الروح إلى الحياة السياسية عبر تفعيل العمل بالمؤسسات الدستورية". وتابع: "لقد شكلت الدماء البريئة التي سالت في برج البراجنة هزة للوجدان الوطني، وأثارت موجة عارمة من الرفض والاستنكار للارهاب والارهابيين. إننا نعتبر أن الفرصة متاحة للبناء على لحظة التضامن الوطني هذه، والانطلاق من المواقف السياسية المسؤولة التي أعقبتها، لتوسيع التواصل وتعميق الحوارات القائمة أملا بالوصول إلى حلول تحمي بلدنا وتحصنه إزاء مخاطر الأحداث الاقليمية وتداعياتها". وختم: "باسمي وباسم اللبنانيين جميعا، تحية إلى أهلنا في برج البراجنة. باسمي وباسم اللبنانيين جميعا، تحية إلى ابنائنا في الأجهزة الأمنية. باسمي وباسم اللبنانيين جميعا، تحية اليكم، انتم رجال الأعمال والمال المؤمنين بلبنان. عاش لبنان".

تكريم

وفي نهاية حفل الإفتتاح تم تكريم محافظ بنك الكويت المركزي - الدكتور محمد يوسف الهاشل لنيله جائزة "الرؤية القيادية - محافظ العام 2015" تقديرا لعطاءاته وإنجازاته في رسم وإدارة السياسة النقدية والسياسة الرقابية في دولة الكويت.

الجلسة الاولى

بعد ذلك، افتتح وزير الإقتصاد والتجارة الدكتور آلان حكيم ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، الجلسة الأولى من المؤتمر، فألقى كلمة فلفت الى أن المؤتمر "يجسد أهمية كبيرة خاصة وأنه يضم مشاركة من مختلف الدول العربية والأجنبية وأوسع تمثيل للقطاعات المالية والمصرفية".

وقال: "يعرف الشمول المالي على أنه ظاهرة ترتبط من خلالها الأسواق المالية في المناطق المجاورة و/أو الاقتصادات العالمية ارتباطا وثيقا. وبالتالي، تفرض علينا أبعاد الشمول المالي الأخذ بعين الاعتبار استراتيجية القطاعين العام والخاص والتعاون بينهما مع انفتاح على التكنولوجيا في عصر المعلومات والأدوات لمحاربة الفقر ونقل التكنولوجيا للاقتصادات في طور النمو. وبالتالي، لكي تتحقق هذه الأهداف لا بد من البحث في العلاقة بين مفهوم الشمول المالي بكل نماذجه ودور كل من البنوك المركزية والقطاعين العام والخاص وتكنولوجيا المعلومات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم في تدعيم دور الشمول المالي في تعزيز التنمية الاقتصادية.

- يمكن للبنوك المركزية أن تلعب دورا مهما في تعزيز مفهوم الشمول المالي من خلال مشاركة المعلومات وتبادل أفضل الممارسات واستقطاب رؤوس الأموال كما والمشاركة في الأسواق المالية الدولية.

- يساهم التعاون بين القطاعين العام والخاص بتبادل أفضل الممارسات والتقنيات المتطورة ومشاركة المعلومات التي تعود بالفائدة على القطاعين والتي تساعد في إعداد استراتيجية الشمول المالي.

- وإذا ما نظرنا إلى تأثير تكنولوجيا المعلومات في تعزيز الشمول المالي، نرى أن تطوير تكنولوجيا المعلومات يسمح بتبادل المعلومات والتقنيات المتطورة كما وابتكار منتجات مالية جديدة يتم تداولها في الأسواق المالية وبين المؤسسات المالية في الاقتصادات المختلفة.

- أما المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فتلعب دورا هاما في تعزيز الشمول المالي من خلال ابتكار وانشاء منتجات مالية جديدة كما وتبادل أفضل الممارسات والتقنيات المتطورة.

وبالتالي، يأخذ الشمول المالي أشكال عدة، وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بسبل تحقيقها كما أشرنا سابقا".

أضاف: "إن إدخال الشمول المالي كاستراتيجية جديدة للحكومات والجهات الرقابية، هو أمر ضروري لتحقيق التكامل بين الشمول المالي والاستقرار المالي والنزاهة المالية والحماية المالية للمستهلك، وبالتالي لم تعد مسؤولية إنجاز وإحراز الشمول المالي مقصورة على المؤسسات والجمعيات، انما أصبحت من كيان دور المصارف والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم. وما يساهم في تحقيق وتعزيز الشمول المالي هو بزوغ الكثير من الخدمات المالية والأعمال المبتكرة والتوسع والتطور الخارق والسريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذي يساهم أيضا في تقليص القيود التي تعوق إمكانية الحصول على الخدمات المالية وبالتالي تجويد فرص وصولها للأفراد، إذ يتطلب الشمول المالي توافر القدرة لدى الأفراد ومؤسسات الأعمال على الحصول على الخدمات المالية واستخدامها بفعالية وبمسؤولية. إقتصادنا هو رهن الأمن والإستقرار والإستمرارية وذلك لا يتحقق إلا بانتخاب رئيس للجمهورية. فلا أهمية ولا ضرورة تعلو على انتخاب رئيس للجمهورية. فلا للسياسة في التشريع لا للاختراعات والإجتهادات الفارغة لإدارة حياة المواطن اليومية. إن تشريع الضرورة هو بدعة هدفها تحويل الأنظار عن انتخاب رئيس للجمهورية. كيف بإمكان الدولة وضع القوانين ومحاسبة المواطن وهي بذاتها تخالف الدستور وهو القانون الأعلى الذي يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة ونظمها؟" ولفت حكيم الى أن "في ظل الوضع الصعب الذي يمر به لبنان، لقد بات الشمول المالي حاجة ملحة من أجل التنمية الاجتماعية والاستقرار من خلال زيادة فرص العمل والحد من الفقر وزيادة قدرات المجتمعات الاقتصادية والتنموية، لا سيما إذا ما تطبق الشمول المالي وفق اللامركزية التي تبقى الحل الأمثل لتوازن التنمية المناطقية وتطور الإقتصاد". وقال: "بالتالي، يتمثل عملنا الاساسي اليوم في وضع استراتيجيات عمل وتبني الشمول المالي كمفهوم قابل للتطبيق، وتحفيز المصارف والمؤسسات على إيلائه الأهمية البالغة نظرا لنتائجه المهمة عليها وعلى المجتمعات". وفي الختام، تمنى حكيم "أن يتوصل هذا المؤتمر إلى وضع خارطة طريق يكون من شأنها المساهمة في تعزيز الشمول المالي الذي بدوره يساهم في تمويل المشروعات الصغرى والمتناهية الصغر، محاربة البطالة، مكافحة الفقر وتوفير فرص عمل كما والمراقبة والتدقيق في عمليات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

لافروف اعتبر أن لا حل سلمياً من دون بشار

أوباما: لا يمكن وضع حد للحرب في سورية من دون رحيل الأسد

 الأسد: لا يمكن تحديد جدول زمني لإجراء انتخابات «قبل إلحاق الهزيمة بالإرهاب»

20/11/15/مانيلا، موسكو – ا ف ب، رويترز: أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن الحرب في سورية لا يمكن ان تنتهي من دون رحيل رئيس النظام بشار الاسد، مستبعداً بذلك الاقتراحات باحتمال مشاركة الأخير في الانتخابات الرئاسية المقبلة.وبعد أيام على لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ابرز حليف للاسد، قال أوباما، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادئ في مانيلا، «لا يمكنني أن أتصور وضعاً يمكننا فيه إنهاء الحرب الاهلية في سورية مع بقاء الاسد في السلطة»، مشدداً على أن السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد في السلطة بعد الحرب التي شهدت قيام النظام بهجمات ضد المدنيين. وأضاف: «حتى لو وافقتُ على ذلك، لا أعتقد ان هذا الامر سينجح. لا يمكن حمل الشعب السوري-او غالبيته- على الموافقة على مثل هذه النتيجة». وأشار إلى أن الأمر قد يتطلب بضعة أشهر حتى تقبل روسيا وايران والنخبة الحاكمة في سورية أنه لن تكون هناك نهاية للحرب ولن يتم التوصل الى تسوية سياسية مع بقاء الأسد في السلطة. وقال في هذا السياق: «ما نفعله مع أعضاء تحالفنا هو ادراك أن الامر قد يتطلب بضعة شهور الى أن يعرف الروس والايرانيون وبصراحة بعض الاعضاء في الحكومة السورية والنخبة الحاكمة داخل النظام الحقائق التي قلتها للتو»، مشيراً إلى أن موسكو وطهران تعتبران تنظيم «داعش» «خطرا حقيقيا» لكن جهود روسيا في سورية تهدف الى دعم الاسد. في سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، عقب لقاء مع أوباما في مانيلا، أن بلاده تبقى شريكا «قويا» في الحملة الدولية ضد «داعش» لكنها لن تعود عن قرارها وقف الضربات الجوية في العراق وسورية.

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان هجمات باريس ساعدت الغرب على ادراك أن الاولوية في سورية تتمثل بمحاربة «داعش» لا في الاطاحة بالأسد. وشدد على موقف روسيا الذي يرى أنه ما من سبيل لحل الأزمة السورية سلميا من دون الاسد الذي قال انه يعكس «مصالح شريحة كبيرة من المجتمع السوري». وأعلن لافروف ان بلاده مستعدة للتعاون مع الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة «داعش» في سورية شرط ان يحترم سيادة النظام في دمشق. وقال: «نحن مستعدون لتعاون عملي مع دول الائتلاف وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سورية والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية». وتوازياً، أعلن الأسد، في مقابلة مع محطة التلفزيون الايطالية الرسمية «راي» بثتها اول من امس، أن «داعش» «ليس له حاضنة في سورية»، مشدداً على أنه لا يمكن تحديد جدول زمني للمرحلة الانتقالية قبل «إلحاق الهزيمة بالارهاب». وأشار إلى أن التنظيم «لم يتأسس في سورية بل في العراق وبدأ العمل قبل ذلك في أفغانستان»، مشيرا الى تصريح لرئيس الوزراء البريطاني الاسبق طوني بلير قال فيه ان «الحرب في العراق ساهمت في تأسيس تنظيم داعش». وأضاف الاسد ان هذا «الاعتراف هو اهم دليل». واعتبر انه من غير الممكن تحديد جدول زمني لاجراء انتخابات في سورية طالما لا تزال مناطق في البلاد خاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة. وقال: ان الجدول الزمني «يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالارهاب.. قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني.. لأنه لا يمكن ان تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الارهابيون على الكثير من المناطق في سورية»، مضيفاً انه بمجرد تسوية هذه المسألة فإن «عاماً ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية».وبشأن مستقبله، قال الأسد: ان «داخل سورية هناك من يؤيد الرئيس وهناك من لا يؤيده»، وان الشعب السوري اذا اراد بقاءه «فإن المستقبل سيكون جيداً»، وفي حال العكس وإذا «اردت التمسك بالسلطة عندها أصبح رئيساً سيئاً» للبلاد.

 

فرنسا مددت حال الطوارئ ثلاثة أشهر وفالس حذر من اعتداءات كيماوية ومقتل أباعود العقل المدبر لهجمات باريس في عملية سان دوني

باريس – وكالات: أعلنت السلطات الفرنسية، أمس، مقتل المتطرف البلجيكي عبد الحميد أباعود، الذي يعتبر العقل المدبر لاعتداءات باريس، خلال عملية المداهمة التي نفذتها الشرطة في سان دوني أول من أمس. وقال مدعي باريس فرنسوا مولانس، في بيان، «لقد تم التعرف رسميا للتو على عبد الحميد أباعود على انه من قتلى العملية» التي نفذت في ضاحية سان دوني شمال باريس. وكان مدعي باريس أعلن في وقت سابق أنه تم توقيف ثمانية أشخاص في العملية، لكن أباعود ليس بينهم ولا صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي الآخر. وتحدث عن «قتيلين على الأقل» في الشقة المستهدفة «جثة اخترقها الرصاص»، وشخص فجر نفسه عند وصول رجال الشرطة على الأرجح امرأة «لكن يجب التحقق من هذا الامر». ولم تستبعد وزارة الداخلية الفرنسية مقتل «ارهابي ثالث» نظراً للأشلاء التي تم العثور عليها. وشن نحو مئة شرطي من قوات النخبة فجر اول من امس عملية دهم لشقة تقع في سان دوني شمال باريس اثر شهادة «أشارت الى وجود اباعود على الاراضي الفرنسية»، بحسب المدعي العام. وأباعود (28 عاما) له سوابق، وهو من بروكسل وتوجه الى سورية في 2013 حيث اصبح من ادوات دعاية تنظيم «داعش» تحت كنية ابو عمر البلجيكي . وتمكن في نهاية 2014 من السفر ذهابا وإياباً إلى اوروبا متحديا اجهزة الامن، وذلك لاعداد اعتداء تم احباطه في نهاية المطاف. وبحسب فرنسوا مولانس، فإن المحققين الفرنسيين حصلوا على افادة الاثنين الماضي تشير الى «وجود اباعود» في فرنسا وهذا ما ادى الى اطلاق الهجوم على الشقة في سان دوني. في موازاة ذلك، تتواصل حملة ملاحقة صلاح عبد السلام (26 عاما) الذي يشتبه أنه ينتمي الى المجموعة التي اطلقت النار الجمعة الماضي على المقاهي والمطاعم الباريسية مع شقيقه ابراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه. وهو ملاحق لا سيما في بلجيكا التي تم منها تدبير الهجمات، بحسب السلطات الفرنسية. وفي السياق، أعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية، أمس، عن ست مداهمات في منطقة بروكسل «ضمن الأوساط المقربة» من بلال حدفي، احد المتطرفين الذين قتلوا في اعتداءات باريس. وجرت هذه المداهمات في مناطق عدة في بروكسل بينها حي مولنبيك «ضمن الاوساط المقربة من حدفي، عائلته واصدقائه»، كما قال ناطق باسم النيابة، موضحاً «انه ملف موجود من قبل، منذ توجه حدفي الى سورية».

يشار إلى أن بلال حدفي (20 عاما) الفرنسي المقيم في بلجيكا هو احد انتحاريي اعتداءات باريس وفجر حزامه الناسف امام ستاد دو فرانس بالقرب من باريس. من جهته، رفض رئيس الوزراء البلجيكي، أمس، «الانتقادات» التي وجهت الى أجهزة الامن البلجيكية بالتقصير.

في سياق متصل، مددت الجمعية الوطنية الفرنسية، أمس، لثلاثة اشهر حال الطوارىء المفروضة في البلاد منذ اعتداءات باريس، فيما حذر رئيس الوزراء مانويل فالس من احتمال وقوع هجمات «كيماوية او جرثومية». وصوت النواب الفرنسيون على تمديد حال الطوارىء في البلاد. وبحسب النص الذي اعتمدوه فإن «حال الطوارئ التي اعلنت بموجب مرسوم 14 نوفمبر 2015» غداة الهجمات «مددت لثلاثة اشهر اعتبارا من 26 نوفمبر 2015» اي حتى منتصف ليل 25 فبراير المقبل.وفي كلمته امام الجمعية الوطنية لطلب تمديد حال الطوارىء، قال فالس «لا يمكننا استبعاد اي شيء… وهناك ايضا مخاطر استخدام اسلحة كيماوية او جرثومية»، مضيفاً «نحن في حالة حرب لم يعودنا التاريخ على مثلها، بل هي حرب جديدة في الداخل والخارج … الارهاب هو السلاح الأول فيها». ويأتي ذلك فيما سمحت الحكومة بشكل طارىء في قرار نشر السبت الماضي لصيدلية الجيش بتوزيع ترياق للأسلحة الجرثومية على اجهزة الطوارىء المدنية في فرنسا. ومع اتساع نطاق التحقيق في اعتداءات باريس بمناطق عدة من أوروبا، دعا فالس الى اعتماد اجراءات سريعة من اجل تقاسم بيانات المسافرين جواً بين الدول الاوروبية. وقال «علينا اكثر من اي وقت مضى اعتماد القائمة الاوروبية لركاب الرحلات الجوية… لضمان امكان ملاحقة التحركات حتى ضمن الاتحاد الاوروبي وهذا ضروري لأمننا المشترك».

 

روسيا وفرنسا تقدمان اقتراحات إلى مجلس الأمن بشأن محاربة الإرهاب وموسكو تتمسك بدور لدمشق

 20/11/15/نيويورك – أ ف ب: قدمت روسيا صيغة جديدة لمشروع قرارها بشأن محاربة تنظيم «داعش»، فيما أشارت فرنسا إلى أنه من الممكن إدراج قسم منه داخل مشروع القرار الذي ستعرضه على مجلس الأمن الدولي. وكانت روسيا عرضت نسخة أولية من مشروعها أمام مجلس الأمن في أواخر سبتمبر الماضي، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا رفضتها، بسبب بند يدعو الى مقاتلة المتطرفين بموافقة النظام السوري. وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين إثر اجتماع مغلق لمجلس الأمن، مساء أول من أمس، إن الصيغة الجديدة لا تزال تتضمن هذا البند، إلا أنه قلل من أهمية الخلافات بشأن هذا البند، داعياً «إلى تعاون أكبر بين كل الجهات التي تحارب في سورية والعراق». وأوضح «من الأمور التي سمعناها بوضوح خلال محادثاتنا في المجلس هو ضرورة الوحدة ضمنه، ولا أرى أن ذلك يشكل عقبة كبيرة»، مشدداً على ضرورة أن تلعب سورية دوراً في التصدي لـ»داعش». وأضاف إن «تجاهل الحكومة السورية سيهدد من دون شك إمكان أن نخوض معركة مشتركة». من جهته، قال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر إنه «يعمل على إعداد نص سيكون مقتضباً وقوياً، ويركز على المعركة ضد عدونا المشترك داعش»، مشيراً إلى أن النص سيعرض على المجلس قريباً. وأضاف إنه «سيدرس النص الروسي بتأن»، ليرى إذا كان من الممكن إدراج مقاطع منه ضمن مشروع القرار الفرنسي. وسيشكل توصل الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى اتفاق على مشروع قرار واحد يحدد المقاربة الدولية من أجل القضاء على التنظيم المتطرف خطوة مهمة بعد أشهر من الخلافات بين الغرب وروسيا.

في سياق متصل، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجلس الأمن إلى اعتماد قرار بشكل سريع، من أجل تعزيز المعارك ضد المتطرفين بعد اعتداءات باريس الدامية في 13 نوفمبر الجاري. يشار إلى أن هولاند سيجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، في 26 نوفمبر الجاري، بعد يومين على محادثات في واشنطن مع نظيره الأميركي باراك أوباما، من أجل تعزيز الحملة ضد المتطرفين. وكان الكرملين أعلن إثر اتصال هاتفي بين هولاند وبوتين الأسبوع الجاري، أن روسيا والقوات وأجهزة الأمن الفرنسية ستعمل معاً من أجل التصدي لـ»المجموعات الإرهابية» في سورية.

 

انتحارية سان دوني مغربية الأصل اسمها حسناء بولحسن

20/11/15/باريس – وكالات: المرأة التي فجرت نفسها في شقة كانت فيها مع مطلوبين آخرين، ودهمتها الشرطة فجر أول من أمس، في حي سان دوني بشمال باريس، اتضح أمس، أنها الفرنسية من أصل مغربي، حسناء آيت بولحسن، التي أجمع الإعلام الفرنسي على عبارة «أنها كانت تحلم دائماً بالالتحاق بالمتطرفين»، فكان لها ما أرادت، لتدخل التاريخ كأول امرأة تنسف نفسها في عملية إرهابية بتاريخ أوروبا. وذكر موقع «العربية نت» أن حسناء حوصرت وهي في الشقة مع من كانوا معها، وحيث دارت مواجهات استمرت سبع ساعات، لتنتهز الفرصة لتحقيق حلمها وصعقت الحزام الناسف الملتف حول صدرها وخصرها، وفجرته بنفسها ومزقت جسدها إلى أشلاء. وأشار الموقع إلى أنباء وشائعات بأنها زوجة عبد الحميد أباعود، المعروف بلقب «أبو عمر السوسي»، المشتبه بأنه العقل المدبر للهجمات، إلا أن المعلومات الأكيدة أشارت إلى أنها إبنة خاله، ولدت قبل 26 سنة في فرنسا لأبوين مغربيين. بدورها، ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن حسناء ولدت قبل 26 سنة في منطقة كليشي لاغارين بباريس، وكانت تردد دائماً عبارة «أنوي الالتحاق بالمتطرفين»، وتنوي السفر إلى سورية أو العراق لتنضم إلى «داعش»، لكنها وجدت الفرصة أقرب في فرنسا التي كانت تصفها دائماً ببلاد الكفار. وأوضحت أنها انتفضت مع من كان معها، حين حاصر 100 عنصر من القوات الخاصة الفرنسية الشقة، وراحت تطلق النار من رشاش «كلاشنيكوف»، ثم قفزت فجأة، وفجرت نفسها على مرأى من نظارات للرؤية الليلية كان يضعها المحاصرون للشقة، وعاينوها تصعق حزامها الناسف وتنتحر. من جهة ثانية، وفيما هو غريب ويتناقض مع «حلم» حسناء في «الالتحاق بالمتطرفين»، ذكرت صحيفة «ديلي ميرور» الصادرة أمس، أن شاهد عيان «عمره 20 واسمه الأول كريستيان» كان يرى محاصرة القوات الفرنسية للمبنى الواقع فيه الشقة بالطابق الثالث في منطقة سان دوني، أشار إلى أنها طلبت المساعدة من الشرطة قبل تفجير نفسها، وأن العناصر المحاصرة طلبوا منها الكشف عن هويتها وإظهار وجهها بعد أن صرخت طلباً للمساعدة، لكنها رفعت يديها في الهواء من دون الكشف عن وجهها، وظلت تخفيهما وتظهرهما مرات عدة قبل تفجير نفسها، لكن الصحيفة لم تشر إلى أنها فعلت ذلك ليقتربوا منها، ولتفجر نفسها بهم.

 

«الانتربول» يحدد هوية نحو ستة آلاف متطرف أجنبي

20/11/15/مدريد – أ ف ب: حددت منظمة «الانتربول» هوية 5800 متطرف أجنبي، من أصل نحو 25 ألفاً انضموا إلى المجموعات المتطرفة في دول مثل سورية والعراق. وقال رئيس «الانتربول» جورجن ستوك أول من أمس، خلال مؤتمر بشأن مكافحة الإرهاب إن «المنظمة حددت نحو 5800 مقاتل أجنبي، متطرفون مفترضون، أتوا من نحو 50 دولة»، مضيفاً إن العدد الكامل للمتطرفين يقدر بـ 25 ألف شخص. وطالب بمزيد من التعاون بين الدول في هذا المجال، مؤكداً أن «المعلومات ترتكز على عمل الشرطة، وأن هذه المعلومات يجب أن تصل إلى الانتربول». ويعقد أخصائيون في قوات الأمن من العالم أجمع، مؤتمراً في إشبيلية لمدة ثلاثة أيام، يهدف إلى تبادل المعلومات بشأن مكافحة الإرهاب

 

إيطاليا تطلق عملية بحث عن متطرفين بعد تلقي معلومات استخباراتية أميركية

20/11/15/روما – أ ف ب: أطلقت ايطاليا عملية بحث عن خمسة اشخاص يشتبه بأنهم ارهابيون بعد تلقيها معلومات استخباراتية من الولايات المتحدة بشأن هجمات متطرفة محتملة على مواقع سياحية في روما وميلانو. وقال وزير الخارجية باولو جينتيلوني، لتلفزيون «راي 3» «تعمل قواتنا الامنية على العثور على الاشخاص الخمسة». واكد جينتيلوني أن ايطاليا مستعدة حاليا لاحتمال شن هجوم على كاتدرائية سان بيتر في الفاتيكان، او غيرها من المعالم التاريخية ومن بينها دومو ومسرح لا سكالا في ميلانو. وأشار إلى أن «وزير الداخلية اوضح مرات عدة أننا في حالة تأهب مرتفعة جدا تغطي مواقع رمزية واماكن تجمع الناس مثل الملاعب الرياضية والكاتدرائيات وخصوصا كاتدرائية سانت بيتر، والتي خصها مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) بالذكر».وأضاف «نحن دائما نأخذ هذه المؤشرات بجدية بالغة خاصة عندما تاتي من الولايات المتحدة». ولفت إلى أن هذا التحذير ليس توصية رسمية إلى الأميركيين بعدم السفر الى ايطاليا، وهي الخطوة التي كان يمكن أن يكون لها تبعات كبيرة على قطاع السياحة في ايطاليا، ولكنها تذكير بسيط بضرورة الحذر. وطلب من الإعلام عدم تأجيج المخاوف، قائلاً «يجب أن لا نصبح سجناء للخوف لان هذه ستكون هدية لداعش».

 

اعتقال خمسة سوريين في هندوراس حاولوا دخول الولايات المتحدة بجوازات مزورة

الاستخبارات الأميركية حذرت من هجوم إرهابي في أوروبا منذ مايو

واشنطن تعرض خمسة ملايين دولار لمعلومات عن سعودي ينقل مقاتلين الى سورية

المتطرفون طوروا قدراتهم وباتوا قادرين على شن هجمات أكثر تنسيقا من دون تحذير مسبق

20/11/15/واشنطن – وكالات: حذرت الاستخبارات الاميركية في تقرير يعود الى مايو الماضي من هجوم منسق في أوروبا ينفذه تنظيم «داعش»، وذلك بعد استخلاص النتائج اثر تفكيك شبكة ارهابية في بلجيكا في يناير الماضي. وتلقي الاعتداءات الدامية التي شهدتها باريس الجمعة ضوءا جديدا على النقاط الرئيسية في التقرير غير المصنف سرا دفاعيا، واعدة مكتب الاستخبارات والتحليل الاميركي التابع لوزارة الأمن الداخلين بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الفدرالية «اف بي آي» والمركز الوطني لمكافحة الارهاب. وذكر التقرير عبد الحميد اباعود بوضوح الذي يعتبر المحرض الرئيسي لاعتداءات باريس، كما أشار الى فرضية ان هذا المتطرف البلجيكي حاول التضليل بانه قتل في اواخر 2014 خلال معارك في سورية حتى تخفف السلطات البلجيكية جهودها لملاحقته. ولفت التقرير الاميركي إلى أن احباط هذه الاعتداءات في بلجيكا اظهر أن المجموعة المتطرفة زادت قدرتها العملانية بدرجة.

وأضاف إن العقل المدبر المفترض لهذه الاعتداءات في بلجيكا هو عبد الحميد اباعود وانه كان ينسق العمليات من اثينا بواسطة هاتفه النقال، وهي معلومات اعطاها مسؤول بلجيكي في مكافحة الارهاب. وحذر التقرير الاميركي من أنه بات لدى المتطرفين القدرة على شن هجمات أكثر تنسيقا في الغرب من خلال استخدام أسلحة وعبوات ناسفة من دون تحذير مسبق. واوضح أن المكان الأكثر احتمالا لمثل هذه الهجمات هو أوروبا. وفي رسم بياني أرفق بالتقرير تظهر أسهم تربط بين سورية واثينا وبلجيكا الطريق التي سلكها متطرفون استهدفتهم عملية مكافحة الارهاب في يناير الماضي. والعامل المهم الاخر بالقياس الى اعتداءات باريس، هو أن الاستخبارات الاميركية توصلت الى خلاصة بأن المنفذين الأكثر احتمالا لاعتداءات مستقبلية منسقة في الغرب سيكونون «مقاتلين أجانب عادوا من مناطق نزاع لديهم وسائل لتعبئة متطرفين عنيفين في بلادهم». من جهة أخرى، اعتقلت سلطات هندوراس خمسة سوريين بحوزتهم جوازات سفر مزورة عندما حاولوا الدخول الى الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الشرطة انيبال باكا، أول من أمس، إن «خمسة سوريين اعتقلوا الثلاثاء الماضي في مطار تونكونتان بالعاصمة، وسيحالون الى مكاتبنا لاجراء التحقيق، نعتقد انهم يحملون جوازات سفر مزورة وهي جوازات سرقت في اليونان».

وأشار إلى أن هؤلاء الشبان السوريون «جاؤوا مباشرة من سورية إلى هندوراس عبر رحلات عدة». وأوضح انهم كانوا في قاعدة الترانزيت في سان بيدرو سولا، ثاني اكبر مدينة في البلاد، في محاولة بعد ذلك للدخول الى الولايات المتحدة. ولفت إلى أن عناصر الامن في المطار رصدوا هؤلاء السوريين ونقلوهم الى مركز شرطة الهجرة. إلى ذلك، عرضت الولايات المتحدة جائزة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد على القاء القبض على متطرف سعودي مكلف بنقل مقاتلين أجانب الى سورية. وذكرت وزارة الخارجية الاميركية أن طارق الجربة المعروف باسم ابو محمد الشمالي هو عضو مهم في تنظيم «داعش»، ويعيش في مدينة جرابلس شمال سورية على الحدود مع تركيا، حيث ينظم انطلاقا من هذه المدينة، مرور المقاتلين الاجانب الآتين من استراليا وأوروبا أو الشرق الاوسط للانضمام الى صفوف «داعش» وهو يدير مركز تجنيد في عزاز. ووصفته الولايات المتحدة والامم المتحدة بـ»الارهابي» وتم تجميد ممتلكاته ومنعه من السفر. وحسب الامم المتحدة فان عمره 35 عاما ويبلغ الـ36 اليوم، وهو يتحدر من السعودية وكان عضوا في تنظيم «القاعدة». على صعيد آخر، أعلنت شرطة نيويورك مساء أول من أمس، أنها على علم بشريط فيديو جديد لتنظيم «داعش» يهدد المدينة، مؤكدة أنه «لا يوجد أي تهديد آني ومحدد».

 

طائرة بولندية تهبط اضطرارياً في بلغاريا بعد إنذار بوجود قنبلة

20/11/15/صوفيا – أ ف ب: هبطت طائرة بولندية متوجهة إلى مصر اضطرارياً في بلغاريا، أمس، بعد إنذار بوجود قنبلة تسبب به «بولندي ثمل كان يتفوه بترهات». وقال رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف إن التحذير الذي أطلقه أحد ركاب الطائرة التي كانت تحمل 161 راكباً في رحلة متوجهة إلى منتجع الغردقة في مصر، بوجود قنبلة على الطائرة «كاذب تماماً». وأضاف إن «التحذير سببه مسافر بولندي ثمل كان يتفوه بترهات، لكن على الأقل كان ذلك تدريباً مفيداً لمطار بورغاس»، الذي هبطت فيه الطائرة في وقت مبكر أمس. من جهتها، قالت متحدثة باسم الشرطة إن الطائرة التابعة لخطوط «سمول بلانيت» سحبت إلى مكان ناء بمطار بورغاس، وخضعت لفحص ثان من قبل القوات الخاصة البلغارية، بعد أن أجلي جميع ركابها. وكانت راكبة تدعى أجاتا بينوشفيسكا قالت لتلفزيون «تي.في.أن24» البولندي، إن الطائرة غيرت مسارها إلى بورغاس بعد أن صاح راكب، وقال إن معه قنبلة.

 

مفتي أستراليا يثير ضجة كبيرة بعد مقارنة نفسه بالأنبياء

وكالات/20/11/15/أثارت المواقف، التي نُسبت إلى مفتي أستراليا ابراهيم أبو محمد بشأن اعتداءات باريس، زوبعة من ردود الفعل، وصلت إلى حدود المطالبة بمراقبته أمنياً، فيما أشارت بعض المعطيات إلى تحريفٍ في ترجمة بيانه من العربية إلى الإنكليزية، سيّما أن المفتي عاد وأكد رفضه وتجريمه ممارسات «داعش». وخرج مفتي استراليا عن صمته بعد موجة الانتقادات التي انهالت عليه بسبب موقفه من اعتداءات باريس، مقارنًا نفسه بالأنبياء وتحديداً النبي عيسى. وحاول المفتي أن يوضح تصريحاته التي أشار فيها إلى أن العنصرية والاسلاموفوبيا تتحملان قسطاً من المسؤولية في اعتداءات باريس، كما افادت صحيفة «ديلي تلغراف» الاسترالية. وأكد المفتي انه دان مرات متكررة اعمال تنظيم «داعش»، لكنه يرى ان الوقت قد حان «للتحليّ بشجاعة كافية» وتحليل الأسباب المحتملة التي تدفع الارهابيين الى هذه الأعمال، وليس الاكتفاء بإدانتها. وقال الدكتور ابو محمد، في مقابلة اذاعية أُجريت معه من خلال مترجم، إن ادانة «داعش» بالأقوال فقط ليس كافيًا، وضحك المفتي من دعوة عضو مجلس الشيوخ الاسترالي جاكي لامبي، الى ربط جهاز إلكتروني بجسمه لمراقبة تحركاته، وقال ان الأنبياء والرسل العظام، بمن فيهم النبي محمد، تعرضوا لسخرية اقوامهم في زمنهم، وأضاف: «اذا نظرنا الى يسوع عيسى المسيح، فإن قومه أيضاً سخروا منه». وتأتي تصريحات المفتي الأخيرة، وسط اشارات الى ان بيانه الأصلي ترجمه مستشاروه الذين ربما حرفوا وجهة نظره، فيما يتساءل قادة مسلمون في استراليا عن دور كبار مستشاريه الذين يعتمد عليهم لترجمة تصريحاته وبياناته من العربية الى الانكليزية. وقال الدكتور أمير علي، الرئيس السابق لاتحاد المجالس الاسلامية في استراليا، إن المشكلة مع المفتي هي «انه لا يستطيع التواصل بالانكليزية، وهذا يعني ان عليه الاعتماد على المحيطين به».وكان بيان المفتي الأصلي اثار موجة من الغضب لأنه بدا وكأنه يحمل العنصرية والاسلاموفوبيا قسطًا من المسؤولية عن اعتداءات باريس، ولكن بعد ساعتين على صدور صحيفة «ديلي تلغراف» الاسترالية صباح الأربعاء الماضي بعنوان رئيسي على الصفحة الأولى يشجب «المفتي غير الحكيم»، سارع ابو محمد الى ادانة الاعتداءات على موقع «فيسبوك»، ووصفها بأنها «جريمة بحق الدين»، وأكد في احدث تصريح له أن «لا شيء يبرر إزهاق أرواح بريئة».

 

فابيوس: الحكومات الخليجية لا تمول الإرهاب

20/11/15/باريس – كونا: أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي لا تمول «الإرهابيين»، نافياً الاتهامات بأن تلك الجماعات الإرهابية حصلت على مثل هذا الدعم. وقال فابيوس في جلسة برلمانية خصصت لبحث الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس، مساء أول من أمس، «إن فرنسا عرفت أن وقف تمويل الإرهابيين هو ضرورة مطلقة وأحد المفاتيح إذا أردنا القضاء على ما يسمى تنظيم داعش»، مؤكداً أنه لا يوجد دليل على ان دول الخليج أعطت أموالاً إلى الجماعة «الارهابية». وأضاف «في ما يتعلق بالاتهام (في البرلمان) الذي تم توجيهه لبعض دول الخليج، فقد تقدمت أجهزة المخابرات التابعة لنا بناء على أوامر مني ومن رئيس الوزراء بالمراجعات الضرورية.. والعناصر التي في حوزتنا لا تسمح لنا بتقديم أي اتهامات ضد حكومات هذه الدول». واوضح فابيوس انه إذا كان العكس هو الحال فإن هذا سيغير من طبيعة العلاقات بين فرنسا والبلدان المعنية، مؤكداً أن باريس «لن تتهاون» مع الدول التي تمول «الإرهاب». واضاف «إننا نعرف كيف يتم تمويل «داعش».. هناك نفط يتم تهريبه كما يتم أخذ رهائن وفدية وهناك أيضا فرض ضرائب على مهاجرين معينين ممن يريدون السفر إلى أوروبا إضافة الى عمليات النهب التي تتعرض لها الأعمال الفنية». وفي تصريح إلى إذاعة «فرانس انتر»، أمس، أشار فابيوس إلى «انفتاح» في الموقف الروسي بشأن مكافحة تنظيم «داعش» في سورية حيث بدأت بقصف مواقعه على غرار فرنسا. وقال هناك انفتاح في الموقف الروسي ونعتقد انه صادق وعلينا حشد كل قواتنا ضد التنظيم.

 

تطبيق «تلغرام» الروسي يحجب 78 حساباً مرتبطاً بـ «داعش»

20/11/15/موسكو – أ ف ب: حجب تطبيق «تلغرام» للرسائل الفورية الذي أنشأته شركة روسية للإنترنت، 78 حساباً مرتبطاً بتنظيم «داعش» عقب هجمات باريس. وأعرب التطبيق على صفحته، ليل أول من أمس، عن «استيائه وانزعاجه بعد أن علم أن داعش يستخدم قنوات تلغرام العامة لنشر دعايته»، مضيفاً إنه «نتيجة لذلك، حجبنا الأسبوع الجاري، 78 موقعاً مرتبطة بداعش بـ 12 لغة». يشار إلى أن تطبيق «تلغرام» المجاني الذي أطلق في العام 2013، يشهد طبقاً لمعهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط انتشاراً متزايداً بين الجماعات المتطرفة، حيث انشأ تنظيما «داعش» و«القاعدة» العديد من القنوات عليه، مستفيدين من كونه يوفر «طريقة آمنة للاتصالات في أي مكان من الكرة الأرضية».

 

56 قتيلاً إيرانياً في سورية منذ بدء التدخل الروسي

20/11/15/أعلنت وكالة «مشرق» المقربة من «الحرس الثوري» الإيراني أن «قتلى إيران منذ بداية التدخل الروسي في أكتوبر حتى الآن بلغوا 56 شخصا من ضباط وجنود ومنتسبي الباسيج»، وذلك في مناسبة إعلانها عن مقتل 3 ضباط آخرين من «الحرس الثوري» في معارك جنوب حلب. وبحسب الوكالة، فإن الضباط الثلاثة هم محمد رضا ابراهيمي من محافظة اصفهان، وبهزاد سيفي من محافظة فارس، وستار عباسي من محافظة كرمنشاه، الذين تم إرسالهم الشهر الماضي للقتال في معارك حلب. من جهتها، ذكرت مصادر المعارضة السورية المسلحة، مساء الاثنين الماضي، أن الجنرال الإيراني مسعود أكبري لقي حتفه في المعارك التي دارت بريف حلب الجنوبي. في سياق متصل، أعلن قائد ميداني في فصيل سوري معارض يضم تشكيلات مسلحة عدة، مقتل 30 مسلحا عراقيا في اشتباكات جنوب محافظة حلب شمال سورية. وقال «أبو منذر» القائد الميداني في «جيش الفتح» التابع للمعارضة السورية، لوكالة «الأناضول» التركية إن «30 مسلحا يحملون الجنسية العراقية، يقاتلون في صفوف حزب الله اللبناني، قتلوا الأربعاء (أول من أمس)، في قرية بابنس جنوب حلب».

 

إضراب داخل الخط الأخضر تضامناً مع الحركة الإسلامية وقتيلان إسرائيليان في عملية الطعن بتل أبيب

20/11/15/تل ابيب – وكالات: قتل اسرائيليان وأصيب ثالث، أمس، في عملية طعن نفذها في تل ابيب فلسطيني، أصيب واعتقل من قبل شرطة الإحتلال. وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري إن «عملية الطعن جرت بالطابق الثاني في مبنى بانوراما بتل أبيب وأسفرت عن مقتل اسرائيليين اثنين في العشرينات من عمرها وإصابة شاب اخر اصابة متوسطة». واضافت إن «منفذ العملية اصيب اصابة متوسطة واعتقل وعرفت عنه على أنه شاب فلسطيني عمره 24 عاما من مدينة دورا الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة». من جهة أخرى، عم الإضراب الشامل المدن والقرى العربية داخل الخط الأخضر، أمس، احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية حظر «الحركة الاسلامية». وذكر شهود عيان في عدد من المدن والقرى داخل الخط الأخضر، أن المحال التجارية أغلقت أبوابها وكذلك المدارس والمؤسسات، مشيرين إلى أن الشوارع بدت شبه خالية من السكان الذين التزم القسم الأكبر منهم منازلهم. وجاء الإضراب تلبية لنداء لجنة «المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني»، التي تمثل جميع الأحزاب والقوى العربية في الداخل الفلسطيني، احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية حظر «الحركة الإسلامية» وإغلاق 17 مؤسسة بداعي ارتباطها بالحركة. وطبقا لقرار اللجنة فإنه من المقرر تنظيم تظاهرات في القرى والمدن العربية داخل الخط الأخضر، غداً، احتجاجا على القرار الإسرائيلي. إلى ذلك، يزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الأراضي الفلسطينية وإسرائيل الإثنين المقبل، هي الأولى له منذ مطلع العام الحالي. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أنه «من المقرر أن يصل كيري، الاثنين المقبل، ليجتمع مع رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس». وأضافت إن المبعوث الأميركي لعملية السلام فرانك لوينشتاين وصل إسرائيل أمس، لإجراء لقاءات مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرة أن هدف الزيارة «بحث خطوات لبناء الثقة بين الطرفين، ولترتيب زيارة كيري لإسرائيل الأسبوع المقبل».

 

 مجلس النواب الاميركي يعلق استقبال اللاجئين السوريين والعراقيين

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اقر مجلس النواب الاميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون تعليق استقبال اللاجئين السوريين والعراقيين وذلك رغم دعوات الرئيس باراك اوباما الى الهدوء وتهديده بفرض فيتو رئاسي على القرار. واقر النص بمساندة الغالبية الجمهورية مدعومة بعدد من الديموقراطيين وحصل على 289 صوتا مقابل 137 على ان يطرح على مجلس الشيوخ.

 

قتيلان اسرائيليان في عملية الطعن في تل ابيب

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية - قتل اسرائيليان، اليوم، في عملية طعن نفذها فلسطيني في تل ابيب واصيب خلالها اسرائيلي آخر اصابة متوسطة، وفق الشرطة الاسرائيلية التي أعلنت "اصابة منفذ العملية واعتقاله". وقالت الناطقة باسمها: "ان عملية الطعن جرت في الطبقة الثانية في مبنى "بانوراما" في تل ابيب، واسفرت عن مقتل اسرائيليين اثنين في العشرينات من عمرها واصابة شاب اخر اصابة متوسطة ونقل الى مستشفى في تل ابيب". واضافت: "ان منفذ العملية اصيب اصابة متوسطة واعتقل"، وعرفت عنه بأنه "شاب فلسطيني عمره 24 عاما من مدينة دورا الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة".

 

النواب الفرنسيون وافقوا على تمديد حال الطوارئ لثلاثة أشهر

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 /وطنية ـ باريس ـ وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية على مشروع قرار تقدمت به الحكومة لتمديد حال الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر. وسيصوت مجلس الشيوخ غدا، في قراءة أولى، على مشروع القرار بعد 6 أيام على الاعتداءات الارهابية التي قام بها عناصر من تنظيم "داعش" وادت إلى مقتل 129 شخصا وجرح أكثر من 200، 90 منهم في حال الخطر الشديد. وسقط تعديلان يتعلقان بمدة حال الطوارئ وحصرها بشهرين. وكان رئيس الحكومة مانويل فالس قال في كلمة في مجلس النواب ظهر اليوم إنه "لا يستبعد " حصول اعتداءات بواسطة "اسلحة كيميائية او بيولوجية" في فرنسا.

وأعلن أن الحكومة "أذنت السبت للصيدليات العسكرية بتوزيع مضادات ضد الاسلحة الكيميائية او البيولوجية بشكل عاجل على مراكز الطوارئ في مستشفيات فرنسا".

 

لأول مرة في التاريخ العربي.. اماراتية تتولى رئاسة البرلمان

وكالات/انتخبت امس الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة للمجلس الوطني الاتحادي للامارات العربية المتحدة لتصبح أول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي.  وتعد القبيسي أول إماراتية تفوز بعضوية المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات تشريعية وذلك في أول تجربة انتخابية جرت عام 2006، وقد تسلمت منصبها الجديد امس عقب فوزها بالاجماع، لعدم وجود مرشح آخر ينافسها من بين النواب أعضاء المجلس. ويضم المجلس الوطني الاتحادي أربعين عضوا ينتخب نصفهم عن طريق التصويت المباشر، في حين يتم تكليف النواب العشرين الآخرين من قبل حكام الإمارات السبع، فيما تحمل صلاحيات المجلس حاليا طابعاً استشارياً ولكن تخطط الحكومة الإماراتية لتوسيع مهامه بشكل تدريجي. الى ذلك قالت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الشيخة لبنى القاسمي  التي تشغل ايضاً منصب رئيسة جامعة زايد، إن الإمارات حققت إنجازات تاريخية، على صعيد تمكين المرأة والارتقاء بقدراتها ومكانتها في المجتمع وتحويل تلك الغايات المثلى، لواقع ملموس وخارطة طريق تلوح في الأفق يومًا بعد يوم، إنجازاتها وملامحها التي تستقطب اهتمام وتقدير العالم أجمع.   من جهته وصف اتحاد الكتاب الإماراتيين انتخاب القبيسي بأنه خطوة حضارية وغير مسبوقة عربيا في مجال تمكين المرأة، وأنه يوجه النظر بقوة نحو طبيعة المشروع الحضاري الذي تقوده الإمارات لا على المستوى الاقتصادي أو السياسي فقط، بل على مستوى الوعي أيضاً حيث تتحول ثنائية المرأة والرجل القائمة تقليديا على الصراع إلى شكل راق من أشكال التكامل والانسجام والتفهم.  ولفت الاتحاد إلى أن المرأة الإماراتية لم تكن بحاجة في أي مرحلة من المراحل إلى خوض معارك لممارسة حقوقها الطبيعية كما هو الحال في مجتمعات كثيرة يصنف بعضها ضمن قائمة المجتمعات الأكثر تطورا وتقدماً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

الانتحاريون.. «هواجس» تسكن الأحياء والشوارع

علي الحسيني/المستقبل/20 تشرين الثاني/15

بعد مرور اسبوع على تفجيري برج البراجنة الإنتحارييّن وما تلاها من القاء القوى الامنية القبض على شبكات إرهابية بعضها مرتبط بالحادثة نفسها وبعضها الآخر كان في طور التحضير لعمليات مشابهة في مناطق اخرى، سيطر هاجس الخوف على حركة اللبنانيين ويومياتهم وتحوّل إلى حالة ذعر رافقتها شائعات ومعلومات تحدثت عن وجود إنتحاريين بين الناس يرتدون أحزمة ناسفة في أكثر من منطقة وخصوصاً داخل مراكز تجارية. بدت خلال اليومين الماضيين الصورة في العديد من المناطق شبه ضبابية من جرّاء حالات الخوف التي أرخت بظلالها على حركة الناس في الشوارع حيث بدت غالبية المحالّ التجارية والمطاعم شبه خالية من روّادها وبنسبة كبيرة قياساً بالأيام التي سبقت يوم التفجيرين. وحده الخوف على المصير المجهول أصبح هاجس الناس وشغلهم الشاغل ومعه خضعت حركتهم للرسائل التي كانت تتناقلها هواتفهم والتي تحذرهم من زيارة أماكن يُحتمل وجود إنتحاريين بداخلها أو أرجحية تحوّلها إلى نقطة استهداف مُفترضة.

المعلومات التي جرى تداولها أمس عن وجود إنتحاريين بين الناس، جعلت جزءا كبيرا من اللبنانيين في حالة لا استقرار الأمر الذي انعكس خوفاً على حياتهم وحياة أبنائهم وأطفالهم، ما جعل أغلبيتهم يلتزمون منازلهم خصوصاً بعد ورود أخبار تفيد عن وجود إنتحاري في احد المراكز التجارية في محلّة ضبية وهو ما نفته قوى الأمن الداخلي ثم تلتها معلومات اخرى تحدثت عن العثور على أحزمة ناسفة في أكثر من مكان منها حزام ناسف غير معد للتفجير بين مركز الأمن العام وحاجز الجيش اللبناني عند مدخل بلدة عرسال. لكن وفي المقابل تستمر القوى الأمنية سواء الجيش وشعبة المعلومات والأمن العام، في عملها وتقوم بملاحقة الشبكات الإرهابية من الشمال إلى الجنوب وتحاصر منافذ ومداخل جميع المناطق المهددة بأعمال إرهابية لدرجة جعلت من أفراد الشبكات هذه، يتخلصّون من المواد المتفجرة لديهم خشية سقوطهم بيدها.

أمّا في الضاحية الجنوبية، فقد تفاوتت مشاهد الخوف والذعر بين منطقة وأخرى، فعند تقاطعات الغبيري، المشرفية وكنيسة مارمخايل، كانت حركة السير خفيفة قلما شهدتها تلك المناطق من قبل. لكن المفارق المؤدية إلى الضاحية على طول طريق المطار قد ازدحمت بالسير نتيجة التدقيق في تفتيش السيارات التي كانت تدخل إلى المنطقة وتحديدا تلك الآتية من الجهة الجنوبية. أخبار في الضاحية أوهمت الأهالي بأن إنتحاريين أصبحوا على مسافة قريبة منهم وأن هدفهم بيئة «حزب الله» فقط. وهنا من عاد للحديث عن فرضية الإنتحاري الذي سيُفجّر نفسه بين الناس على الطرقات أو داخل «فان» أو في أي مكان مُزدحم، والبعض ذهب إلى التفكير مجدداً بإعادة بناء الدشم الإسمنتية أمام منزله أو مقر عمله بعدما كان تم الإستغناء عن هذه الظاهرة منذ سنة تقريباً. كل الأوجاع المُتشابهة على أرض الضاحية الجنوبية المنطقة المعنية بالموت بشكل أساسي، يشعر بها زائرها منذ أن تطأها قدماه. أوجاع تدل على مشهديّة الموت في يوميّاتهم والتي تحوّلت جزءاً أساسيّاً من سنين تُلاحق خطواتهم لتخطف منهم أعز ما يملكونه، فالنعوش أصبحت علامة فارقة في حياتهم، أمّا من هم في داخلها فتحوّلوا بدورهم إلى رزنامة تتشابه في حكايا أوراقها لكنّها تختلف في الأرقام ومن حيث الموت. هناك من هو شهيد وهناك من هو «شهيد واجب»، وبين هذا وذاك، عاد شبح الإنتحاريين ليُسيطر مُجدداً على تفكير كل الاهالي وليحتل الهاجس الأكبر في عمليات تنقلاتهم اليومية. وفي الضاحية عاد من يسأل عن موت يُلاحقه أو قد يكون على بعد أمتار منه. الجميع أصبح متهما إلى أن يثبت العكس ومع هذا يضعون أعمارهم أمانة بيد الله وحده مع سيل من الأدعية والصلوات، وصاروا أيضاً يبحثون عن نقطة آمنة في لحظات عصيبة وصعبة فإن لم يجدوها قرّروا مغادرة منازلهم وأحيائهم مُجدّداً إمّا جنوباً وإمّا بقاعاً أو خلف حدود «دويلتها».

 

المظلة الدولية للبنان قائمة ولكن.. من يلجم الإرهاب؟

 ثريا شاهين/المستقبل/20 تشرين الثاني/15

ليس هناك من تغيير في الموقف الدولي بالنسبة الى لبنان وإبعاده عن التفجير، واستمرار حمايته عبر المظلة الدولية الإقليمية. هذا ما تؤكده مصادر ديبلوماسية بارزة، لكن الآن خطر الإرهاب يطال ليس فقط لبنان إنما الدول الأوروبية، والتخوف من حصول هجمات كما حصل في فرنسا قائم.

أي أنه ليس هناك من قرار برفع هذه المظلة عن لبنان. إنما لم يعد بالإمكان دولياً السيطرة على العديد من الأمور ومنها الإرهاب، حيث لا يمكن التحكم بأعماله، ويعني التفجير في لبنان أن الإرهاب استطاع تجاوز التدابير الأمنية، واستطاع إيجاد ثغرة خصوصاً مع كل ما يحصل من ضغوط عسكرية جوية على «داعش» لا سيما الضغط الدولي والروسي، ما أدى بهؤلاء الى الرد في أي بقعة من المنطقة أو العالم حيثما استطاعوا. الهجمات الإرهابية تشكل «فشة خلق» لـ»داعش» مع بداية الاستعدادات لقلب الموازين على الأرض في سوريا إن من خلال استرجاع النظام للحسكة، ومعركة الرقة، واستعادة مطار كويرس. إنها عمليات إيذاء، لكنها بحسب المصادر، لا تغيّر في موازين القوى على الأرض. إنها سعي الى إحباط الأطراف التي تحارب «داعش»، علّها توقف الهجوم، والأعمال العسكرية. لكن لا يبدو أن الروس أو إيران و»حزب الله» سيوقفون عملياتهم في سوريا. إنها رسائل دموية بشعة في السعي الداعشي الى تحسين موازين القوى. وإذا كان حظ لبنان كبيراً، تؤدي الاعتداءات الى وقف التدخل في سوريا. إنها مرحلة «كسر عظم» بين الأطراف في سوريا. التكفيريون يقومون بعمليات، إنما لا يفعلون حرباً في لبنان، ليس من السهل أن يقع لبنان مجدداً في الحرب. ولا جو احتقان داخلياً يشبه مرحلة ما قبل أحداث الـ1975، حيث كان الخوف المسيحي من الفلسطينيين، والخوف الإسلامي من المسيحيين، والاستعداد من كل الأطراف للقيام بالحرب والتسليح والتجييش لها. الآن ليس هناك من عنصر داخلي للحرب مثلما كان في العام 1975. يوحد حالياً خلاف سعودي إيراني، لكن ليس من طرف يرسل سلاحاً لحرب في لبنان. الآن الأميركيون والروس يعتبرون أن لبنان خارج المؤامرة.

في السبعينات كانت هناك حرب عسكرية ومخابراتية بين هذين الطرفين. هما الآن مختلفان على كثير من الأمور، لكن بينهما تنسيق. واليوم هناك رغبة داخلية بأن تبقى المظلة التي تخيم على الاستقرار في لبنان قائمة، والمصادر تتوقع استمرارها بالتزامن مع الرغبة الدولية الإقليمية، مع أن الخوف دائماً يبقى من خرقها ومن أنها قد لا تكون أبدية. والرابط في التفجيرات الإرهابية مع الأزمة السورية يبدو أساسياً. ذلك أن أداء الإرهابيين متصل بحالة عدم الاستقرار الشامل المتأتي من السعي الى قلب الموازين على الأرض. والأهم أن تنجح خطة «فيينا 2» وتنجح معها الحلول السياسية المطروحة. وأي فشل في ذلك سيؤدي الى مخطط معاكس، وستتطور الأمور في اتجاه آخر. سعى الموفد الدولي للحل في سوريا ستيفان دي ميستورا الى وقف للنار، وفي ظله تتم المفاوضات السورية السورية. وتكرس ذلك في مقررات «فيينا 2». والحل يحتاج الى مشاورات واتصالات لتكريسه. لأن هناك فارقاً كبيراً بين أن يحصل التفاوض في ظل وقف شامل للنار، وبين أن يحصل التفاوض في ظل فشل وقف النار، وفي ظل تغيير مستمر في موازين القوى على الأرض، وهذا يشبه تماماً حرب فييتنام. ما يحصل قبل التفاوض، وفي هذه المرحلة، مساعٍ من كل الأطراف لتعديل موازين القوى على الأرض، وإذا ذهب هذا المسار بعيداً فإنه يؤدي الى وقف التفاوض.

الروس والنظام السوري يحاولان تحسين موازين القوى على الأرض وشروط التفاوض. وبالتالي، وقف النار الذي يتم العمل عليه من الأمم المتحدة، على المحك، أولاً، وأن ذلك لا يشمل البحث مع «داعش» و»النصرة»، وهذا بالتحديد قد يؤدي الى استمرار عملياتهما. هناك محاولات لبلورة مقررات «فيينا 2» لا سيما مسألة تغيير الدستور، والاستمرار بالتفاوض من بعد تحديد من هو الإرهابي من بين أطياف المعارضة ومن هو غير الإرهابي. وتلي ذلك انتخابات. ليس واضحاً مدى التعديل في الدستور، ومدى الالتزام بوقف النار من كل الأطراف، والمعارضة تحتاج الى جهد لتحديد من هو الإرهابي منها ومن ليس كذلك. ومن سيترشح من الشخصيات السورية ومن لا يريد ذلك. والسؤال هل يؤدي هذا التفاوض الى تفاوض أشمل سوري إسرائيلي مصري، وما هي الأثمان السياسية له؟ كل ذلك مربوط ببعضه. الأفضل فعلياً أن يتحقق وقف إطلاق النار، ليكون مدخلاً حقيقياً للحل. والخطة هي أن تعمل السلطة الجديدة في سوريا على مكافحة «داعش»، لكن من الآن وحتى تحقيق ذلك، هناك وقت طويل ستبقى معه «داعش» ساعية لأن تكون محبِطة من دون أن تؤخر أو تقدم على الأرض.

 

الكتائب حزب الدستور الجديد لكن قوانين "الضرورة" ستمرّ

ايلي الحاج/النهار/20 تشرين الثاني 2015

تليق بحزب الكتائب زمن رئاسة النائب سامي الجميّل تسمية الحزب الدستوري الجديد لتمسكه الأصولي بما كُتِب في "الكتاب"، كما كان يُسمي الرئيس اللواء فؤاد شهاب الدستور، سائلاً عمّا يقول في بنوده عند كل معضلة تواجهها المؤسسات. موقف الكتائب من جلسة "تشريع الضرورة" أكبر مثل: بوضوح الشمس في يوم صيف تؤكد ثلاثة مواد (73 و74 و75) أن البرلمان هيئة انتخابية يستحيل أن تشرّع قوانين قبل انتخاب رئيس للجمهورية. لكن وحدهم نواب الكتائب الخمسة دخلوا واعترضوا وخرجوا، وألقى الجميّل خطاب الرفض تحت القبة وفي الخارج على رأس تظاهرة حملت نعش الدستور. خمسة نواب كخمس أصابع في يد واحدة لا تصفّق. يحتاجون إلى خمسة آخرين كي يقدموا طعناً بدستورية الجلسة وقوانينها أمام المجلس الدستوري، لمزيد ضغط من أجل انتخاب رئيس. ولكن من أين؟ سيقول قائلون إن مواقف الكتائب الجديدة "دونكيشوتية" سياسية لا تأثير لها في الواقع. لا بأس . العميد ريمون إده وقف وحده في البرلمان معارضاً اتفاق القاهرة عام 1969 وسيُدمَّر لبنان قبل أن يقرّ الجميع بأنه كان على حق. وحده وقف مرشحاً للرئاسة في وجه المرشح الفائز سلفاً بالإجماع اللواء شهاب حين توافق عليه الأميركيون والرئيس جمال عبد الناصر، فقط لئلا يُقال إن لبنان دولة غير ديموقراطية. مؤسس الكتائب الشيخ بيار الجميّل هو أيضاً كان أصولياً في دفاعه عن الدستور والرئاسة التي كانت عنده مع الجيش والقضاء (وبكركي) مقدسات لا تُمس. ورفض الأمر الواقع الذي فُرض على لبنان، في الستينيات والسبعينيات، كان مكلفاً جداً للحزب الذي انغمس في الحرب، ويجد نفسه اليوم أمام ولادة جديدة ومثاليات سلمية. بعد رفض قيادة الكتائب القاطع توقيع وزرائها الثلاثة في "حكومة البدل من رئيس ضائع" قوانين جلسة تشريع الضرورة، باتت الحكومة التي تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية أمام ثلاثة خيارات: رد القوانين إلى مجلس النواب خلال 15 يوماً لإعادة درسها وهذا ما لن يحصل. الطعن بها أمام "المجلس الدستوري" وهذا ما لن يحصل أيضاً. التوقيع عليها ونشرها وهذا مستحيل لأنه يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء بالإجماع، خلافاً لمراسيم درجت رئاسة الحكومة على تمريرها أحياناً بـ18 صوتاً وأحياناً بـ20 أو 21 بحسب تصنيفات توضع لها من دون آلية نهائية ثابتة. إلاَ أن علماء الدستور، "الخبراء في ابتداع طرق خرقه"، لن يعدموا طريقة للتوصل إلى مخرج. الحل الأسهل اعتُمد عند التمديد لمجلس النواب في تشرين الثاني 2014. آنذاك لم يوقّع وزراء الكتائب ولم يتوقف القرار السياسي الكبير عندهم. ففي دستور ما بعد الطائف تصبح القوانين نافذة حتى لو لم يوقعها رئيس الجمهورية بعد مرور 15 يوماً، بذلك تنقص صلاحياته عن صلاحيات وزير يمكنه تنويم أي قانون في درج مكتبه إلى الأبد.

ولعلّ الشعور بأنهم وحدهم يحملون السلّم بالعرض في البرلمان ومجلس الوزراء موحش للكتائبيين، لكنهم يؤسسون لصدقية يبنون عليها للمستقبل صورة حزب يتطلع إلى دولة تحترم نفسها ومواطنيها باحترام الدستور. صورة جميلة لحزب دستوري جديد.

 

هل بات اكتمال النصاب وتحقيق "الميثاقية" يحتاج إلى "النوعية" وليس "العددية" فقط؟

 اميل خوري/النهار/20 تشرين الثاني 2015

يغرق القادة في لبنان من حين الى آخر في جدل عقيم حول كل شيء لأن لكل منهم تفسيره لمواد في الدستور وتفسيره لـ"الميثاقية" بحيث صحَّ فيهم الحديث النبوي: "إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ومنعهم العمل"... جدل في الحوار حول مواصفات رئيس الجمهورية مع أن الدستور حدد هذه المواصفات بوضوح. جدل حول آلية انتخاب الرئيس مع ان الدستور وضع آلية لهذا الأمر لا لبس فيها. جدل حول متى تكون الحكومة "ميثاقية" ومتى لا تكون، ومتى تكون جلسات مجلس الوزراء "ميثاقية" ومتى لا تكون، ومتى تكون جلسات مجلس النواب "ميثاقية" ومتى لا تكون، وهل تتحقق "الميثاقية" بحضور العدد المطلوب من النواب أم بحضور النوعية منهم، وان لا قيمة للعدد من دون النوعية... وهكذا صار تصنيف الوزراء أو الممثلين لهذا الحزب و"التيار" أو لهذا المذهب أو ذاك في الحكومة لا يكفي لتحقيق التوازن الطائفي فيها كما نص الدستور، بل صار مطلوباً تحقيق الأوزان فيها. فإذا تألفت الحكومة من أقطاب أو من الصف الاول فينبغي أن يتمثل كل مذهب بأقطابه ومن الصف الأول، واذا لم تتألف من أقطاب بل من الصف الثاني أو الثالث فينبغي أن يكون كل أعضائها من تصنيف واحد وصنف واحد لكي تكون "الميثاقية" محترمة. وقد امتد هذا التصنيف الى النواب فصار عدد النواب المطلوب حضورهم من الأقطاب أيضاً ليكتمل النصاب، وذلك احتراماً لمعنى "الميثاقية" وروحها. وهكذا صار مطلوباً تشكيل حكومات من أوزان واحدة ولا يكفي تحقيق التوازن الطائفي فيها، وصار اكتمال نصاب جلسات مجلس النواب ليس بحضور العدد المطلوب، أي النصف زائد واحد أو حضور الثلثين بحسب طبيعة المواضيع المطروحة، إنما بحضور مكون مسيحي مهم أو مكون مسلم مهم، ومن دون هذا الحضور يفقد العدد وزنه، وتصبح النوعية أهم من العددية. وهذا معناه وجود نواب "بسمنة" ونواب "بزيت"، نواب أولاد جارية ونواب أولاد ست، ولم يعد للكمية قيمة بل للنوعية التي بها فقط تتحقق "الميثاقية" مع أن الدستور لا يميز بين وزير وآخر ولا بين نائب وآخر، بل قال إن كل نائب يمثل الأمة جمعاء، وإلا كان على الذين يميزون بين نائب وآخر من حيث التمثيل أن يسألوا عن صوت من فاز به سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، هل بصوت نائب قطب أم بصوت نائب عادي أو ملحق... ان هذا التمييز بين الوزراء والنواب وهذا التصنيف جعلا الرئيس حسين الحسيني يقول: "إن المعيار الوحيد الذي يتوقف عليه انعقاد الجلسة التشريعية أو عدمه يكمن في النصاب القانوني فقط، فإذا اكتمل النصاب تلتئم الجلسة وتقر القوانين بالأكثرية المطلوبة تبعاً لطبيعة القانون، وإذا لم يكتمل النصاب يتعذر التشريع. أما القول بان غياب بعض المكونات المسيحية أو الاسلامية عن الجلسة التشريعية يضرب ميثاقيتها ويمنع بالتالي انعقادها فهو قول مرفوض لأن مجلس النواب محكوم بالقواعد الدستورية المتصلة بالنصاب وبالأكثرية، وليس بحضور أو غياب هذا المكون أو ذاك، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بمشاريع ملحة ولا يجوز تأخيرها".

ويستغرب الحسيني مقاربة مسألة "الميثاقية" بالمقلوب، معتبراً أن الاستهداف الحقيقي لجوهرها إنما يكمن بالدرجة الأولى في وضع قوانين الانتخابات النيابية بطريقة لا تحقق صحة التمثيل وعدالته. ويعني الرئيس الحسيني بذلك أن القاعدة النسبية، اذا ما اعتمدت، هي التي تحدد حجم كل نائب ولا تميز بين نائب وآخر، كما تميز بين من يفوز بأصوات رئيس اللائحة فيكون تابعاً له، ومن يفوز بأصواته ومن دون منّة أحد عليه. وإذا كان الجدل الجديد تأميناً للميثاقية يدور حول تصنيف الوزراء بين قطب وعادي، وتصنيف النواب بين قطب وعادي أيضاً، وان لا قيمة للعدد إنما للنوعية، فقد سبق ذلك جدل آخر بين "الديموقراطية العددية" و"الديموقراطية التوافقية" بحيث بات متعذراً تشكيل أي حكومة إن لم تكن تجمع كل القوى السياسية الأساسية في البلاد مع تناقضاتها وخلافاتها وخصوماتها السياسية والحزبية والشخصية كي تسمى عندئذ حكومة "وحدة وطنية" وإن كاذبة... فبات على الرئيس المكلف توصلاً منه الى تشكيل هذه الحكومة أن يمضي وقتاً طويلاً يتجاوز أحياناً السنة التي تضيع من عمر العهد، عدا ما يلحق ذلك من ضرر بمصالح الوطن والمواطن، ما يجعل صوابية العودة الى "الديموقراطية العددية" التي تحكم بموجبها الأكثرية والأقلية تعارض، الى أن تصبح الأكثرية أقلية والأقلية أكثرية في انتخابات حرّة ونزيهة تجرى على أساس قانون عادل ومتوازن يحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله.

 

لبنان عريان... فاستروه

الياس الديريا/النهار/20 تشرين الثاني 2015

من الأوّل، لا من الآخر. فليتقدّم مسؤولٌ، مرجعٌ، متزعّمٌ، قائدُ حزبٍ، قائدُ جماعة، قائدُ تيّار، قائدُ ميليشيا، إلى آخره... وليصارح الناس بالحقائق والوقائع والأسباب التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهوريّة بعد انتظار دخل السنة الثانية. وليتفضّل ويقول للبنانيّين الواقفين على صوصٍ ونقطة، كما الذين ينامون بين حقائب السفر وفي جيوبهم جوازات مجهَّزة بما تيسّر من التأشيرات، ليتفضّل ويتكرّم ويطلعهم على سرّ حبس الاستحقاق الرئاسي طوال هذه المدّة، وأين، وكيف، وإلى متى؟ صحيح أنّ الناس غرقوا أشهراً في بحر الزبالة، ثم في بحيرات "تشريع الضرورة"، لكنهم لا يزالون في حيص بيص بالنسبة إلى الفراغ الرئاسي، وتعطيل المؤسّسات، وإلغاء الدولة، ومحو دور الدستور، والقفز فوق الأعراف والمواثيق. كل ما يُحكى عن "حلول مرحليّة" وتسويات موقّتة، وما يطرح "عفويّاً" في بعض الأحاديث المتلفزة و"الملغومة" هو مخالف للدستور، وللنصوص، وللمواثيق، وللأعراف والتقاليد، ولا يجوز التمادي في عرضه وطوله. لم يَعُد من الجائز أو المقبول ذرّ الرماد في الأعين، وإن يكن الرأي العام لا يزال عند الشيخ الرفيق سعيد تقي الدين هو ذلك "البغل" الذي لا يُعتمَد عليه، ولا توكَل إليه قضيّة، أو مهمّة. فلماذا لا يجرؤ أحدكم ويبقّ "بحصة" التعطيل الشامل الذي يلفّ كل لبنان، ويعطّل مصالح كل اللبنانيّين، ويعرّض الصيغة والتركيبة والميثاق والنظام للتجارب الصعبة؟ "خلّونا كما كنا"، وعلى أساس اتفاق الطائف، ودستوره، والميثاق الذي نَجَمَ عنه. وليتخلَّ بعض "المغامرين" عن ألاعيب ذرّ الرماد في الأعين، والدعوات لفلح البحر وانتظار الحصاد... كل هذا الغزل والتحييك لا يصنع رداءً لعارٍ أو عريان. لبنان كما تعلمون وتشاهدون عرياناً بلا رئيس جمهوريّة. وهذا عارٌ على الجميع. موسم الشتاء وصل، ووصل معه موسم آخر كضيف خطير يُدعى "داعش". وهذا "الداعش" لم يعد على الأبواب، بل داخل الأحياء والعمارات والبيوت والزواريب. والعودة إلى طرح قشور الموز في درب هذا الاقتراح، أو على طريق ذلك الحلّ، لا تصرف الناس عن المطالبة الملحّة واليوميّة: بدّنا رئيس جمهوريّة، بدّنا دولة، بدّنا الدستور، بدّنا القانون، بدّنا لبنان الذي ولدنا فيه ونشأنا وشبنا، ولا شيء سواه. قد أكون مُنتُ هنا على بعض الناس الذين لا في العير ولا في النفير، إلا أنني واثق من أن الأكثرية مع ما أقوله في هذه الأرجومة. وقبل أن يخرج الغاضبون، زرافات لا وحدانا، إلى الساحات والشوارع صارخين: بدنا خبز بدنا طحين، بدنا ناكل جوعانين.

 

لم نتراجع

سمير الجسر – نائب/النهار/19 تشرين الثاني 2015

نشر في "النهار" (17/11/2015) مقال في صفحة "قضايا" حمل عنوان: "لبنان الرسالة يحجب حق المرأة في منح جنسيتها لعائلتها"، للاستاذة الجامعية فهمية شرف الدين المحترمة. وقد ورد في مقدمة المقال خطأ مادي لناحية اسم النائب الذي عمل على طرح قضية حق المرأة اللبنانية في منح الجنسية لاولادها، وهو النائب سمير الجسر، حيث ورد اسم باسم الجسر بدلا من سمير الجسر مرتين، فاقتضى التوضيح. اما لجهة ذكر الاستاذة فهمية شرف الدين ان "النائب الجسر تراجع باسم تيار المستقبل عن مشروع حق النساء في اعطاء جنسيتهن لاولادهن"، فيهمنا توضيح الآتي:

ان طرح ملف حق المرأة اللبنانية باعطاء الجنسية لاولادها، جاء عن اقتناع راسخ بأحقية المرأة بان تمنح جنسيتها لاولادها، فليس من المنطق ولا من العقل ولا من الانصاف حرمانها هذا الحق تحت اية ذريعة من الذرائع، ولا يجوز ان نحرم ٧٤ الف امرأة لبنانية من حق إعطاء أبنائهن الجنسية اللبنانية بحجة ان ٤ آلاف منهن متأهلات من فلسطينيين؟ وبالتالي فاني لم اتراجع عن الطلب كما لم يتراجع التيار عن اقتناعه، والذي جرى انه اثناء مناقشة اقتراح قانون استعادة الجنسية مع القوى السياسية قبل الهيئة العامة، لم يكن الموضوع محل اتفاق، لذلك اوضحت للمحاورين بأن هذا الموضوع سيطرح من قبلي اثناء مناقشة اقتراح القانون في الهيئة العامة لمجلس النواب اثناء انعقاد الجلسة التشريعية، لكن الظرف الذي احاط بالجلسة اثناء انعقادها، والناتج عن تفجيري برج البراجنة، ادى الى اختصار المناقشات، فبت اقتراح القانون ورفعت الجلسة.

وبالرغم من ذلك تمكنا من الحصول على "توصية" من المجلس للتعجيل في اقرار حق المرأة في اعطاء الجنسية لأولادها. لذلك يهمني التأكيد اننا لم نتراجع عن هذا المطلب، وهو كان وسيبقى في طليعة الاولويات التي نتمسك بها لطرحها واقرارها في اي جلسة تشريعية مقبلة".

 

بينما يعود حزب الله إلى لبنان

نديم قطيش/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/15

لا يحاجج عاقل في هزيمة ميليشيا حزب الله الواضحة في سوريا. زُين لقادتها ورعاتها عشية تدخلهم إلى جانب نظام بشار الأسد في حربه على الشعب السوري أنهم قادرون على حسم المعركة. ثم تدحرج التدخل، من حماية القرى الحدودية إلى حماية المقامات إلى الوجود «حيث ينبغي أن نكون» بحسب معادلة حسن نصر الله الشهيرة. ومعه تدحرجت فاتورة الدم التي تدفعها ميليشيا لبنانية تقاتل على أرض لا تعرفها ولا تملك فيها الدوافع التي امتلكتها في القتال ضد إسرائيل، مهما اجتهد مسؤولو الحزب في اختراع قضية مقدسة لجريمة الحرب على الشعب السوري. المفارقة أن فاتورة الدم كانت تتضخم بالتوازي مع تضخم الغموض بنظر عناصر الميليشيا حيال أهداف الحرب ومشروعها وخلاصتها. يصعب أن يكون فاتهم أنهم كلما انخرطوا في الحرب، تبدت هذه المعركة عبثية وأثمانها أكبر مما يمكن احتماله. حين أعلنت ميليشيا حزب الله عن دخولها الكامل في الحرب عام 2012 كان نظام الأسد آيلاً للسقوط بحسب ما اعترف مسؤولون إيرانيون. بعدها بثلاث سنوات، وحين دخلت روسيا الحرب، كان الأسد آيلاً للسقوط أيضًا، كما كشفت التقارير عن زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى سوريا، طالبًا التدخل الروسي لإنقاذ الأسد. فعل حزب الله كل شيء وبقي الأسد آيلاً للسقوط، بل تعاظمت رقعة الأراضي التي خسرها لصالح أسماء كثيرة من بين الفصائل المسلحة المقاتلة في سوريا. وإذا صح ما سربه الإعلام الإسرائيلي، عن إبلاغ فلاديمير بوتين الأسد حين استقبله في موسكو أنه ملزم بالتنازل عن صلاحياته لإطلاق عملية انتقالية تمهد لإنهاء الانهيار في سوريا، تكون ميليشيا حزب الله قد وصلت إلى حائط مسدود في المهمة الموكلة إليها. كل الدماء التي صرفها حزب الله وإيران قطفتها روسيا بلا أي قتيل، وباتت موسكو هي من تدير النظام في دمشق! على هذه الخلفية فاجأ حسن نصر الله الوسط السياسي اللبناني بدعوتين متتاليتين، توسطهما تفجير برج البراجنة، لتسوية سياسية شاملة في لبنان، تشمل رئاسة الجمهورية، والحكومة المقبلة، وقانون الانتخابات البرلمانية، من أجل إعادة تكوين السلطة في لبنان. وفي غمرة انشغال الوسط السياسي اللبناني بقراءة أسباب وظروف وأهداف هذه الدعوة، توقيتًا ومضمونًا، جاء كلام «إيضاحي»، غير معهود بنبرته، من نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اعتبر فيه أن لا بديل عن التسوية الشاملة لسببين لافتين: الأول، والكلام لقاسم، أن انتظار التطورات الخارجية عقيم، لأن من كان يتوقع أن يربح في الخارج ليربح في الداخل تبيَّن أن هزائم الخارج تتالى وستتالى أكثر فأكثر، والثاني، أن الفرصة ما زالت سانحة في ظل استقرار أمني معقول ومناسب، فنستطيع أن نلملم أوضاعنا، وأن نناقش ونتحاور ونصل إلى النتائج المطلوبة. من حيث لا يقصد أشار قاسم لهزائم الخارج، كأنه يتحدث عن حزب الله، وإن كان يقصد خصومه في لبنان، ممن، للمفارقة، لا يقاتل أي منهم في سوريا إلا في مخيلة الشيخ نعيم وحزبه!

في النص نفسه يتابع قاسم أن «التسوية فيها تنازلات ومكاسب. علينا نحن أن نتنازل مقابل ما نربح، نحن نملك هذه الشجاعة ونتمنى أن يملكها كل القادة في لبنان».حقيقة ما قاله كل من نصر الله وقاسم، يفيد بأن حزب الله يعرف أنه هزم في سوريا، وأنه أمام خيار وحيد بالعودة إلى لبنان. وبالتالي فهو يناور لتخفيف حدة التوتر مع الداخل اللبناني، وتأمين مظلة سياسية تعطل الشهية لتدفيعه أثمان مغامرته التي جر لبنان إليها. يسعى إلى ذلك عبر العودة المفاجئة إلى العنوان الإسرائيلي، ومواجهة الخطر الإسرائيلي كوظيفة لحزب الله، وعبر خلق مناخ توافقي سياسي يعيد تنظيم أولويات الحياة السياسية في لبنان، على قاعدة العناوين السياسية الداخلية، بمعزل عن سلاحه والحرب في سوريا والميليشيات التي يرعاها تحت اسم سرايا المقاومة. كان لافتًا أن يدخل حزب الله في هذه اللحظة، في عظم الشأن الداخلي، مستبدلاً بعنوان «تغيير الدستور» عبر المؤتمر التأسيسي، استراتيجية التمسك بـ«الطائف» لفظًا وربط نزاع مع مضمونه من بوابة «تفسير» الدستور، أي عاد إلى إسرائيل والمقاومة، وإلى الداخل وتنظيم الشراكة، قبل اتضاح فداحة هزيمته في سوريا وقبل اضطراره للخروج بفعل الوقائع الجديدة التي تتكون في الميدان السوري. لا يجوز الفصل بين الإشارات التي يرسلها حزب الله وبين التحولات العميقة التي تعتمل في الداخل الإيراني بعد الاتفاق النووي، واتجاه إيران البطيء، ولكن الأكيد نحو استقرارها كلاعب سياسي إقليمي مهم و«عاقل»، رغم اعتراضات مكونات جدية في النظام على هذا المسار كالحرس الثوري الإيراني الذي يشاغب من بيروت إلى العراق وصولاً إلى البحرين والكويت!! المسؤولية الوطنية توجب عدم الاحتفال بهزيمة حزب الله بل فتح الباب له للعودة إلى رشده وتشجيعه على المزيد من التواضع. أملك كل أسباب الشك في حزب الله ونياته ومشروعه. ولكن لا يملك لبنان حياله إلا التسوية والأمل (أو الوهم؟) أن الجحر ينتج شيئًا غير اللدغات!

 

الرهان يكبر على انتخابات رئاسية تتخطى العناد الإيراني والموافقة السعودية

روزانا بومنصف/النهار/20 تشرين الثاني 2015

التفاؤل الذي عممه موقفان، واحد للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وآخر للرئيس سعد الحريري صدر كرد فعل عليه، يدفع بسياسيين كثر الى الرهان على ان لبنان قد يشهد خروجا من جموده السياسي في اتجاه حصول انتخابات رئاسية قريبا، على رغم ان لا تحرك عمليا في هذا الاتجاه، اقله علناً، فيما يتصرف الجميع على ان هذه المواقف كانت جيدة بمعنى تهدئة الاجواء والتمهيد لمراحل تسوية آتية . جملة عوامل يبني عليها هؤلاء السياسيون رهانهم: إن اللعبة السياسية في لبنان قد تكون خرجت من اطار التجاذب الذي يتوقعه او يفترضه السياسيون اللبنانيون،بين المملكة السعودية وايران، وهم حتى الان كانوا في انتظار تفاهم او اتفاق ولو غير مباشر بين الجانبين من اجل اعادة احياء الاستحقاقات الدستورية اللبنانية . فمع الدخول الروسي العسكري المباشر الى سوريا والذي همش الى حد كبير استمرار الحركة السورية الداخلية في يد ايران والميليشيات التي تدور في فلكها وانتقال المعادلة التي تحكم سوريا الى الاطار الدولي، يعتقد سياسيون ان ما بات على المحك اكبر من القوى الاقليمية وحدها، حتى ان "التشاطر" الداخلي في لبنان لم يعد له اي قيمة تذكر ، الامر الذي يفيد ان لا العناد الايراني يبقى مفيدا ولا الموافقة السعودية تبقى مطلوبة في ظل التطورات الاخيرة، وان انتقال التأثير في سوريا الى لاعبين دوليين يمكن ان يؤثر في اتجاه انهاء استرهان الوضع اللبناني لمصالح معينة او في انتظار ظروف محددة. إن التسليم خارجيا بارجاء الانتخابات الرئاسية الى اجل غير محدد كان مقبولا الى حد ما في ظل وضع مستقر نسبيا ويتحكم فيه الافرقاء الداخليون . في الآونة الاخيرة، وعلى رغم الجلسة التشريعية التي عقدت، وكانت ستعقد حكما من اجل اقرار قوانين مالية وما يتصل بتبييض الاموال، فان المماحكة السياسية التي تعطل مجلس النواب وتعطل مجلس الوزراء بدأت تشكل مخاوف فعلية على فشل النظام في لبنان واحتمال عدم القدرة على صموده تحت وطأة تصرفات السياسيين، بدليل الفشل في حل ازمة اساسية وحيوية كملف النفايات حتى الان. والانطباعات التي خلفها الفشل في الملف الاخير، الذي بات مفتوحا على شلل حكومي مستديم، تشكل وفق السياسيين المعنيين انذارا لمن لا يود ان يرى لبنان ينتهي دولة فاشلة شأن الدول العربية التي تجاوره. وتاليا، فان لبنان لم يعد يحتمل الفراغ، علما ان السياسيين لو اطلوا على الشارع في العاصمة للمسوا مقدار الانعكاسات السلبية الباهظة الكلفة التي باتت تترتب على الناس نتيجة اداء سياسي لا يتصف بالمسؤولية. في اي حال، فان هذه المخاوف اتبعت اخيرا باضطراب الوضع الامني، ليس من خلال تفجيرين امنيين فحسب، بل من خلال كشف سلسلة شبكات ارهابية تضع لبنان في عين العاصفة وربما تهدد الوضع فيه على نحو خطير، وفقا لما تتحضر له الدول الغربية مع روسيا في اطار تحالف دولي شامل على "تنظيم الدولة الاسلامية" في سوريا . وكانت لافتة عودة بعض السفراء الى ابلاغ المسؤولين اللبنانيين بوجوب الدفع نحو حصول انتخابات رئاسية قريبا ، في الوقت الذي تراجع فيه اصرارهم في هذا الاتجاه قبل بضعة اشهر. اضف الى ذلك ما يعتقد انه عملية سياسية يتم العمل على انجاح انطلاقتها في سوريا في الاتصالات بين الدول المعنية على نحو لا تعبر عنه بما يكفي المواقف العلنية في جنيف ثم في انطاليا . فاذا كان ثمة حل سينطلق في سوريا من حيث المبدأ، فكيف يمكن ان يؤثر على لبنان؟ وكيف على هذا الاخير ان يستعد لذلك؟

يعتقد بعض السياسيين ان العمليات الارهابية قد تكون محفزا يمكن الاستفادة منه ايجابا لتفعيل الحياة السياسية في لبنان، بدءا من انتخابات رئاسية يروج سياسيون كثر عن انطباعات في شأن حصولها قبل نهاية السنة الجارية، على رغم ان خمسة اسابيع تفصل فقط عن نهاية السنة . فهذه العمليات الارهابية لم تستهدف باريس وحدها، بل هي كانت اعتداء على الحضارة الغربية تحديدا، بحيث ان انتخابات الرئاسة المسيحية في لبنان يمكن ان توجه رسالة قوية بهذا المعنى في هذا التوقيت من أجل الرد على هذا الاعتداء.

ويعتبر السياسيون المعنيون ان بعض الملامح التي بدأت ترمى في بعض الاوساط عن اسماء معينة محتملة للرئاسة ليست من دون اساس، على رغم ان لا تبني رسميا لها من اي من الافرقاء، فيما يشكل تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري مهلة شهرين للاتفاق على قانون الانتخاب، وفقا لهؤلاء السياسيين، مهلة لانجاز الانتخابات الرئاسية قبل الانتهاء من درس قانون الانتخاب العتيد. ويذهب البعض من هؤلاء الى سيناريو للانتخابات تحت عنوان احترام الديموقراطية والتزامها من خلال تأمين النصاب لجلسة الانتخاب، لكن من دون اجماع في انتخاب الرئيس العتيد متى كان هذا الرئيس، وفق ما يرشح في الاوساط السياسية، من فريق معين وليس وسطيا او توافقيا بالمعنى الذي يطالب به كثر، خصوصا اذا كان ذلك يلبي موقفا مسيحيا للقوى المؤثرة لجهة ان يكون الرئيس قويا ومن بين الشخصيات الاربع التي اجتمعت في بكركي، وهو ما يرتب اثمانا لمصلحة قوى 14 آذار في رئاسة الحكومة وفي قانون الانتخاب على الارجح .

 

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية الحرب ضد "داعش": شروط الانتصار

عبد الكريم أبو النصر/النهار/20 تشرين الثاني 2015

"الهجمة الارهابية الوحشية الضخمة التي نفذها تنظيم "داعش" ضد المدنيين في باريس تعكس في الجانب الاساسي منها حجم فشل الدول البارزة المؤثرة في الامساك بأزمة سوريا وتسويتها وفي منع تحول هذا البلد قاعدة رئيسية للنشاطات والاعمال الارهابية ومصدر خطر وتهديد جديين للمنطقة وللأمن والسلم الدوليين، وساحة لأكبر مأساة انسانية يشهدها العالم منذ عقود". هكذا اختصر مسؤول غربي بارز في باريس الوضع بعد الصدمة الهائلة التي اصابت فرنسا وهزت العالم اثر سقوط مئات القتلى والجرحى في عملية "داعش". وقال: "إن ما تعرض له هذا البلد ليس مرده الى فشل أمني وتقصير استخباري بل مرده الى مجموعة عوامل جوهرية اساسية استناداً الى اقتناعات المسؤولين الفرنسيين والغربيين والاقليميين المعنيين بالملف السوري، وهذه العوامل هي الآتية:

أولاً، فشل استراتيجية احتواء الازمة السورية التي تبنتها الدول البارزة والمؤثرة لأنها الاقل تكلفة بالنسبة اليها، إذ ان هذه الازمة تمددت واتسعت، في ظل غياب عمل جدي على حلها، وانتقلت الى دول عدة في المنطقة والى الساحة الدولية فباتت جزءاً أساسياً من مشاكل الكثير من الدول.

ثانياً، فشل استراتيجية الاكتفاء بالغارات الجوية والعمليات العسكرية من أجل محاولة القضاء على "داعش" وازالة الخطر الارهابي، لأن جذور المشاكل في سوريا والعراق التي تغذي الارهاب هي سياسية واجتماعية ومرتبطة بصراعات اقليمية - دولية وبالممارسات الخاطئة للحكام.

ثالثاً، فشل استراتيجية المماطلة وعدم التعامل جدياً وبسرعة مع الازمة السورية من أجل حلها واستخدام الساحة السورية لتصفية الحسابات الاقليمية – الدولية على حساب مصير البلد ومصالح ابنائه.

رابعاً، فشل الدول المؤثرة في التفاهم على خطة عمل مشتركة قابلة للتنفيذ توقف الحرب وتؤدي الى تسوية الازمة السورية: فروسيا وايران تعطيان الاولوية ليس لانقاذ سوريا وشعبها بل لمحاولة ابقاء الأسد في السلطة. في المقابل امتنعت اميركا حتى الآن عن الانخراط بقوة وجدياً وقيادة عملية دولية – اقليمية واسعة تستخدم فيها كل امكاناتها وطاقاتها من أجل انقاذ سوريا من الجحيم، إذ ان ادارة الرئيس باراك أوباما تبنت سياسة الحد الادنى من الانخراط في عملية الانقاذ وراهنت خصوصاً على الجهود الديبلوماسية والسياسية وعلى فشل السياسات الروسية والايرانية في حماية الأسد ونظامه من السقوط.

خامساً، يظل العامل الاساسي داخلياً ومرتبطاً بممارسات النظام وخياراته. فقد فجر الأسد ضد شعبه المحتج حرباً ألحقت الكوارث بسوريا في كل المجالات وأشاعت الفوضى العامة وأدت الى بروز "داعش" ونموه في البلد الذي تحول قاعدة اساسية للأعمال الارهابية في الداخل والخارج وسط عجز النظام عن القضاء عليه أو تواطؤه سراً مع هذا التنظيم الارهابي. ولخص وزير الخارجية الاميركية جون كيري هذا الوضع في خطابه الأخير وفي تصريحاته بعد اجتماعات "فيينا – 2" اذ قال: "الأسد جعل من المستحيل حصول تغيير سلمي في سوريا لأنه واجه المحتجين بالقوة والقمع منذ بدء الحركة الشعبية الاحتجاجية، ثم استخدم الرصاص والقنابل والصواريخ والبراميل المتفجرة ضد ابناء بلده. و هكذا جعل الأسد الحرب امراً حتمياً مما ادى الى بروز ونمو "داعش" الذي يشكل أخطر تهديد ارهابي يواجهه جيلنا. الأسد جذب الارهاب الى سوريا ونظامه عقد صفقة مع "داعش" وهو يشتري منه النفط. الأسد و"داعش" جزء من المشكلة وهما نظرياً عدوان ولكن في الواقع ليست لهما مصلحة في وقف القتال". وخلص المسؤول الغربي الى القول: "ان قوات المعارضة السورية المعتدلة شريكة في القتال ضد "داعش" اذ انها تحارب هذا التنظيم منذ وجوده في سوريا عام 2013 الى الآن وقت يركز النظام وحلفاؤه على محاربة المعارضين وليس على القتال ضد التنظيم الارهابي. وفرنسا تشهد مع دول أخرى حرباً ارهابية عالمية قابلة للتطور والاتساع ما لم تواجه بجدية اكبر وتعاون اوسع بين الدول المؤثرة. والعمل الجدي يتطلب في وقت واحد تكثيف العمليات العسكرية على انواعها ضد "داعش" والارهابيين عموماً، وكذلك ممارسة ضغوط دولية – اقليمية مؤثرة من اجل نقل السلطة من نظام الأسد الى نظام جديد تعددي وتشكيل قيادة شرعية جديدة تسمح بتوحيد قوات النظام والمعارضة المعتدلة بهدف شن معارك برية شاملة مدعومة عسكرياً من الدول البارزة تنهي الوجود الارهابي في سوريا وتعيد الى هذا البلد الاستقرار والسلام".

 

متلازمة الأسد - «داعش»

 وليد شقير/الحياة/20 تشرين الثاني/15

توقع كثر أن يتغير العالم بفعل فظاعة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس الجمعة الماضي، كما تغير بعد «غزوة» نيويورك وواشنطن في 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وتعزز هذا الاستنتاج بعد تأكيد الأجهزة الأمنية في موسكو أن إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء جاء بسبب دس قنبلة في مقصورة الركاب.

الجريمتان، معطوفتان على التفجيرات السابقة التي استهدفت برج البراجنة في لبنان وقبلها في تركيا وفي المملكة العربية السعودية وفي سيناء وبلاد الرافدين، وفي ليبيا، ومحاولات التفجير الإجرامي في تونس... إلخ، أنذرتا بعولمة عملية وحقيقية لإرهاب «داعش» بعد الوحشية التي ارتكبها ضد أقليات في العراق وسورية.

قد يكون بعض النخب العربية على حق حين أبدى أسفه لأن العالم لم يتحرك إزاء مواصلة «داعش» قتل الناس كل يوم منذ سنوات (كما في العراق وسورية)، بأعداد من الضحايا تناهز أعداد الذين سقطوا في يوم واحد في فرنسا أو في الطائرة الروسية، إلا أن الدول الغربية والبعيدة تنظر إلى المذبحة الدائرة في منطقتنا على أنها مسؤولية الدول العربية وحكامها ونخبها وقادتها، حيث تختلط عوامل الاستبداد والتخلف والقمع ونهب الثروات الوطنية والتطرف الديني... مع التدخلات الخارجية، مقابل قيم الغرب السياسية: الديموقراطية والتسامح والتنمية المستدامة والتقدم العلمي، التي لا تحتمل هذا النوع من الإخلال بالاستقرار الناجم عن انتقال الوحشية التي تتوسلها قوى في مجتمعاتنا إلى الميدان الدولي. وفي مقابل اعتقاد البعض أن العالم لم يتغير، وأننا مازلنا نعيش تداعيات 11 أيلول الأميركي في دول الغرب، لكن مع جيل جديد من الإرهاب، وفي ظل احتضان الحروب الأهلية العربية له، لا سيما الحرب السورية، فإن الإجرام المشحون بالجنون المتفشي بفعل المجازر التي ارتكبها، ولا يزال، النظام في سورية (ومعه «داعش»)، انتقل إلى أوروبا اليوم فباتت تتعرض لـ11 أيلول آخر.

ملامح التغيير في العالم تبدأ بتعديل فرنسا قوانينها ودستورها لتوسيع قدرتها على المواجهة الأمنية مثلما فعلت أميركا جورج بوش بإعطاء أجهزة الأمن صلاحيات فوق العادة لأجهزتها ما أدى إلى فوضى في التوقيفات. يضاف إليها طلب باريس غير المسبوق، المعونة الأوروبية العسكرية والأميركية الاستخباراتية، وتشديدها المراقبة على التجمعات الإسلامية، على رغم أن مسلمين قتلوا برصاص «داعش» في باريس ومع أن الرئيس فرنسوا هولاند قال قبل يومين إنه «لا يمكن التسامح مع عمل معاد للسامية أو مناهض للمسلمين». كل ذلك بموازاة تقدم طروحات اليمين المتطرف الرافض استقبال المهاجرين عموماً، وتصاعد الدعوات في أميركا وأوروبا إلى عدم استقبال اللاجئين السوريين (20 ولاية أميركية قررت رفض استقبال أي منهم، فيما قررت ولايات أخرى إجراءات مشددة للتأكد من انتماءاتهم)، ما يزيد من تفاقم أزمة هؤلاء. وبات الأمر محرجاً للزعامات الليبرالية داخل أحزابها وفي تنافسها مع خصومها في الانتخابات المحلية، كما هو حاصل بين المتنافسين على الرئاسة الأميركية، وهو توجه إلى تصاعد في المنظور من الأشهر. سياسة التسامح لأسباب إنسانية أو اقتصادية، إلى تراجع حيال هؤلاء المهاجرين، وسط الترويج لأنها كانت وراء التراخي الأمني في ملاحقة خلايا الإرهاب والتغاضي عن ملاذاته الآمنة. بل سنشهد عودة إلى الوراء في بعض جوانب الحريات، بتأييد جزء كبير من الرأي العام الفرنسي والعالمي. ويبدو أن أحداثاً عنصرية تحصل هنا وهناك في بعض الدول الأوروبية تطغى عليها أخبار الملاحقة الفرنسية والأوروبية للإرهابيين.

من ملامح التغيير في السياسات الدولية أيضاً، أن باراك أوباما بات يشيد بدور روسيا في محاربة «داعش» والإرهاب، معتبراً أنها «شريك بناء»، فيما وصف فلاديمير بوتين الجيش الفرنسي بـ «الحلفاء»، وتنضم دول أوروبية إلى الحرب الآخذة بالتوسع، في ظل التهيؤ لإصدار قرار عن مجلس الأمن يكرس بداية التعاون الدولي بدل قيام الأحلاف المتناثرة. بقدر ما تحمل تداعيات جريمتي باريس والطائرة الروسية تغييرات، فإن بعضها أقرب إلى المفارقات. باتت الطائرات الأميركية تقصف قوافل تهريب النفط التي يستفيد منها النظام في سورية و «داعش» على السواء ، بعد أن كانت امتنعت عن ذلك على امتداد أكثر من سنة، وكذلك الطائرات الروسية. ما لم يتغير في كل الأحوال هو بقاء متلازمة بشار الأسد - «داعش». موسكو تقول ببقاء الأول ليساعد في القضاء على الثاني، وواشنطن والتحالف الدولي، ومنه الدول العربية الرئيسة، يقولان بالتخلص من الأول لأنه جاذب للإرهاب ومساهم في توسعه. وعلى رغم أن التمسك بالأسد يوحي بأن الوعد بالقضاء على «داعش» لن ينفذ إلا بتكريس وجوده، فإن الوجه الآخر لاستمرار التلازم بين الأمرين يعني أن أي قرار جدي بالتخلص من أحدهما سيقود حكماً إلى التخلص من الثاني، وهذا لم يحصل إلى الآن، ما يجعل الحرب على «داعش» محدودة الرقعة.

 

«القيصر» قائد الحرب وصانع.. السلام؟!

أسعد حيدر/المستقبل/20 تشرين الثاني/15

هل قرّر «داعش» إقحام «القيصر» في النزول في «المغطس» السوري حتى أنفه، أم أن «القيصر» أراد ذلك منذ البداية، ولم يكن تحديده للوقت ولأنواع السلاح التي سيستخدمها سوى ستارة من الدخان المصطنع؟ «القيصر»، أراد إعادة صياغة موقع ودور روسيا في العالم الجديد على قاعدة انتهاء مرحلة القوة الأحادية، فدفع الثمن الذي بدا متدنياً بالنسبة للمكاسب التي سيحققها. إسقاط الطائرة الروسية المدنية قلب كل حسابات «القيصر»، وأكد مرة أخرى المعادلة التاريخية أن دخول الحرب بقرار، لكن الغرق فيها تفرضه التطورات الميدانية. لا شك أن «داعش» قد أثبت أنه ألدّ أعداء نفسه. عملياً وميدانياً، لم يكن يريد أحد القضاء عليه واقتلاعه من جذوره. الكثيرون تعاونوا معه فاشتروا النفط منه، أو تغاضوا عن جرائمه وتمدده. اعتبرت القوى الدولية، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية أن «داعش» لا يشبه «القاعدة». خطر «داعش» إقليمي بينما «القاعدة« دولي. للأمانة، وحدها فرنسا اعتبرت «داعش» «مصدر خطر استراتيجي يهدد العالم». لم يوافقها حلفاؤها وفي مقدمهم الرئيس باراك أوباما. فوقعت الكارثة على رأس فرنسا. «داعش» صاحب الدعوة الى «الفتح المتواصل» قفز فوق حدود «الخلافة« ودخل في حرب شاملة ضد العالم. الآن، أقحمت روسيا أفضل ما في ترسانتها من الأسلحة، وطالب «القيصر» «الرفاق» من الجنرالات ببذل كل ما لديهم. السؤال الواقعي، هل يريد «القيصر» فعلاً الانتصار العسكري أم أيضاً السياسي ليكون صانع السلام؟ اجتماع فيينا وما تلاه يؤشر الى أن «توافقاً روسياً أميركياً قد حصل» دون أن يتجسد هذا التوافق في برنامج واضح ومحدد ومبرمج. لا يكفي أن تتفق موسكو وواشنطن على اتفاق كامل حتى ينفذ.

في «الحروب» السورية توجد أطراف وقوى حتى لو كان بعضها صغيراً فإنه قادر على ضرب أو تخريب أو تأخير الحل. إذاً يجب أن تأخذ صناعة الحل وقتها، في الجو وعلى الأرض وفي الغرف المغلقة. في الشكل وحتى في المضمون من الواضح أن خطوات عملية لتشكيل تحالف دولي واسع لضرب «داعش» قد بدأت. فرنسا الجريحة «عينها بصيرة ويدها قصيرة»، لكنها قادرة على تحريك المياه الراكدة وتحويلها الى «تسونامي» سياسي وعسكري واسع ومنتج. في 22 الشهر الجاري و26 منه يزور الرئيس فرنسوا هولاند واشنطن ويلتقي الرئيس أوباما. ثم يلتقي فلاديمير بوتين في موسكو. لقد تناسى الجميع أوكرانيا للتحالف ضد «داعش». يحتاج العالم خطة متكاملة عسكرياً وسياسياً وأمنياً لضرب «داعش». القرار اتّخذ، المهم كيفية التنفيذ. عقدة العقد في قلب هذا التحالف المطلوب هي الاتفاق على مستقبل بشار الأسد. لا يمكن اقتلاع «داعش» وإبقاء الأسد. «الجموع« السنية بوضوح شديد لن تقبل ذلك ولا يمكن الطلب منها الانخراط في هذه الحرب وفي الوقت نفسه إبقاء الأسد. لذلك فإن السؤال المطروح في الأوساط السياسية الدولية متى وكيف؟

مجرّد البدء في وضع و«شطب» أسماء قوائم المرحلة الانتقالية، يعني خطوة الى الأمام لحلٍّ قاعدتُه سوريا بلا أسد. ما قاله جون كيري من «اننا على مسافة أسابيع نظرياً من احتمال انتقال سياسي لا يكون فيه الأسد» يعني أن البحث الجادّ قد بدأ. مجرد طرح اسم فاروق الشرع المبعد، على لائحة شخصيات المرحلة الانتقالية يعني أن محاولة جدية لفتح ثغرة في الجدار قد بدأت. وضع الأسس الضرورية واللازمة لتشكيل بعثة أممية للمراقبة في سوريا، يعني مقدمة لانحسار نفوذ الأسد وكتلته. الأهم من كل ذلك، التوجه المتزايد نحو «لبننة» النظام السوري القادم، يعني أن نظام الفرد الحاكم المطلق قد انتهى. هذه «اللبننة» أصبحت كما يبدو ضرورية، لتقديم ضمانات لكل الطوائف والعرقيات، لا يمكن لأحد في العالم أن يطمئن العلوي على مستقبله، ولا السني من تحكم العلويين به. «اللبننة» مهما بدت بشعة لأنها تثبت الطائفية والمذهبية فإنها على بشاعتها أخفّ وطأة من استمرار الحرب وسيادة عدم الثقة والقلق لاحقاً.

«القيصر» لم يُشعل الحرب في سوريا. كانت موجودة وأطرافها على مساحة العالم. «القيصر» لا يمكنه أن يربح الحرب وحده ولا أن يصنع السلام وحده. يوجد أكثر من «قيصر» للحرب والسلام في سوريا، لكن دوره مهم. المؤكد أن «قطار» الحل أصبح في «المحطة» التي سينطلق منها في رحلته الطويلة المليئة بالمواجهات والضحايا والألغام.. و»داعش». لا يكفي ضرب «داعش» في سوريا، اذ يجب البحث في كيفية وقف ولادة التطرف في منطقة الشرق الأوسط نهائياً، لأنه إذا كان «داعش» وُلد بعد وهم بأن «القاعدة» انتهت، فإن ما سيولد بعد «داعش»، إذا استمر تجاهل الأسباب والمكونات التي أغرقت المنطقة بالعنف الأسود، «دواعش» أخطر وأكثر دموية وإرهاباً وستخرج من تحت الرماد.

 

غرور «داعش» يعجل بنهايته

راغدة درغام/المستقبل/20 تشرين الثاني/15

لا مناص من تحوّلات نوعية في مواقف الدول الكبرى ومواقف الدول المتنفذة إقليمياً، بعدما أعلن تنظيم «داعش» أن رقعة عملياته الإرهابية توسّعت إلى أبعد من العراق وسورية وغيرها من دول المنطقة العربية. فهو توجه إلى الرعايا والمصالح الروسية من خلال تفجير الطائرة فوق سيناء. وهو أرعب باريس بجرائمه التي تبدو خليطاً من تخطيط وتنفيذ محلي وفي بلجيك وفي سورية. وهو وضع نيويورك وواشنطن على قائمة عملياته الآتية، ربما وهو في طور الإعداد لعمليات في عواصم أوروبية أو آسيوية أو خليجية أو غيرها. الرئيس الأميركي باراك أوباما بقي متمسكاً برفضه تغيير استراتيجيته في سورية، مؤكداً أنه لن يقبل بإيفاد جنود أميركيين إلى ساحة الحرب على «داعش»، لكنه وفّر المعلومات الاستخبارية لفرنسا لتقوم بغارات فورية مكثفة ضد «داعش» في سورية انتقاماً من الإرهاب الذي طاول العاصمة الفرنسية، وكان يستهدف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أثناء مشاهدته مباراة كرة القدم.

الرئيس الفرنسي عقد العزم على إبلاغ نظيره الأميركي وكذلك الروسي فلاديمير بوتين بأن الإرهاب الذي ضرب باريس هو إعلان حرب على فرنسا يتطلب التنسيق بين دول حلف شمال الأطلسي وروسيا للرد عليه بفاعلية عسكرية وسياسية في أكثر من مكان بالتعاون مع دول شرق أوسطية. فلقد وسّع تنظيم «داعش» وشركاؤه بيكار مشروعه وأبلغ الجميع أن طموحاته وأيديولوجيته لا تتوقف عند إقامة دولة الخلافة في العراق وبلاد الشام، وإنما مشروعه في الواقع عالمي.

لعل هذه الغطرسة التدميرية هي التي ستولد الاستراتيجيات الجديدة وتؤدي إلى حرب جدّية، عالمية ونوعية على صناعة الإرهاب. ولربما يعجّل انتقال الإرهاب إلى عقر الدار الأوروبي، بهذه الكثافة والتوغل، بمقاربة عسكرية وسياسية ملحة للمسألة السورية بالدرجة الأولى، بكل ما تتطلب من فرز للعلاقات الإقليمية. إنما الخيارات الاستراتيجية لن تقتصر على سورية بتعقيداتها التركية - الكردية، والسعودية - الإيرانية. فمصر اليوم في الواجهة، وكذلك ليبيا واليمن والعراق ولبنان. لنبدأ بتركيا التي استضافت قمة العشرين هذا الأسبوع وبدا فيها الرئيس رجب طيب أردوغان في ارتياح، لا سيما بعد التعزيز الواضح للعلاقة المهمة بين تركيا والسعودية وقطر في مفاوضات فيينا حول مستقبل سورية، والتي سبقت قمة العشرين في أنطاليا ببضعة أيام. تركيا قد تحصل، في نهاية المطاف، على موافقة دولية على إقامة مناطق آمنة في شمال سورية لأن إقامة تلك المناطق تساعد في احتواء تدفق هجرة اللاجئين إلى أوروبا. الفارق كبير بين مناطق آمنة ومناطق حظر الطيران، لأن الثانية تتطلب تواجداً وتورطاً عسكرياً للدول التي تقرر فرض حظر الطيران، فيما الثانية تتطلب أقل. أنقرة قد تحصل أيضاً - بل ستحصل - بموجب الأمر الواقع على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لأنه بات، عملياً، موقع إجماع على أنه مولّد الإرهاب ومغناطيسه. وبما أن المواقف الدولية عقدت العزم على أولوية القضاء على الإرهاب، فلن تقبل الولايات المتحدة ولا روسيا ولا فرنسا أن يكون الأسد العصا في عجلة الإجماع الدولي على سحق «داعش» وأمثاله.

لكن تركيا خسرت رهاناً سعت بعزم على ربحه وهو إثارة الولايات المتحدة ضد الأكراد. فواشنطن تمسكت بضرورة مد الدعم المباشر للأكراد باعتبارهم محارباً شريكاً ضد «داعش» لا استغناء عنه، وواشنطن في صدد اتخاذ المزيد من الإجراءات العسكرية الداعمة للأكراد في سورية. وهناك في الأوساط الأميركية مَن يشجع الإدارة على تنشيط علاقات مالية عبر شراء النفط الكردي العراقي مباشرة، وليس من خلال الحكومة العراقية المركزية. ماذا ستفعل أنقرة إزاء العلاقة الأميركية - الكردية؟ بعضهم في واشنطن يرى أن في إمكان الإدارة الأميركية تقديم ضمانات لتركيا بأن دعم الأكراد لن يصل إلى درجة مباركة قيام دولة كردية ممتدة من سورية إلى العراق إلى إيران إلى تركيا. وبعضهم يرى أن تركيا لن تتمكن من الاستمرار في كونها جزءاً من المشكلة وجزءاً من الحل في إطار نمو التنظيمات الإرهابية في سورية، وبالتالي ستضطر إلى تنازلات.

سيبقى لتركيا نفوذ مع المعارضة السورية، لكن ذلك النفوذ يتفرع حالياً مع ازدياد الدور العلني للسعودية في السعي إلى جمع المعارضة السورية بتنسيق مع تركيا، إنما أيضاً بتنسيق مع روسيا في آن. فالمعارضة السورية التي غابت من اجتماعات فيينا كسبت من تلك المفاوضات برنامجاً زمنياً وموقعاً في عملية سياسية دولية تنطلق من وقف النار. كسبت المعارضة السورية إصراراً سعودياً - تركياً - قطرياً على عدم بقاء الأسد في السلطة، وموافقة روسية ضمنية على التخلي عن الأسد في نهاية المطاف. العلاقة الروسية - السعودية تتطوّر بصورة متماسكة. موسكو تأمل بإطلاق عملية سياسية لتسوية الأزمة السورية مطلع السنة المقبلة. فترة الـ18 شهراً التي اقترحتها روسيا كرزنامة سياسية للتغيير في سورية قد تتأثر بالرزنامة العسكرية التي فرضتها تطورات هذا الأسبوع والتي تقول مصادر إنها لن تتعدى 4 شهور بسبب الحشد الدولي العسكري المكثف ولأن موسكو تريد استراتيجية خروج من سورية في غضون تلك الفترة.

العلاقة الروسية - الإيرانية، بحسب مصادر أخرى، متوترة لأن هناك في موسكو من يرى أن إيران ورطت روسيا في سورية. والسبب هو أن الركن الأساس للحرس الثوري، قاسم سليماني، أقنع الروس أثناء زيارته إلى موسكو قبل بضعة شهور بأن النظام في دمشق ينهار وهو في حاجة إلى تدخل عسكري روسي لإعادة التوازن وتأمين المصالح، وأن القوى التابعة لإيران مثل «حزب الله» والميليشيات الشيعية قادرة على قلب الموازين على الأرض إذا وفّرت روسيا الغطاء الجوي بغاراتها. وإذ وجدت روسيا نفسها تقصف من الجو فيما الوعود على الأرض تلاشت بسبب القدرات الإيرانية المحدودة، شعرت بالتوريط مرتين. وهي الآن عازمة على استراتيجية خروج من الورطة العسكرية في سورية، ما يترك الجانب الإيراني في ورطة بجنوده المباشرين وغير المباشرين.

إيران تبدو مرتاحة ظاهرياً وهي تروّج لعلاقة تحالفية مع روسيا والدول الغربية للقضاء على «داعش» في سورية وفي العراق، وتجلس إلى طاولة رسم مستقبل سورية في فيينا، وتتأهب لرفع العقوبات عنها بموجب الاتفاق النووي. لكن طهران مستاءة ضمناً لأن لا مقعد لها على طاولة قمة العشرين، فيما للسعودية مقعد مهم، ما يُضعِف الموقف الإيراني. وهي وحدها في عزلة بتمسكها بالأسد على طاولة فيينا في وجه الإجماع على عزله. فحتى ولو كانت إيران تلعب ورقة الأسد للاستهلاك المحلي، فإنها تدرك أنها محيّدة في صنع القرارات في شأن مستقبل الأسد الذي تتمسك به كعقدة، فيما تلك العقدة باتت قابلة للحل بقرار دولي.

تدرك طهران أيضاً أن عملية فيينا لمعالجة الأزمة السورية تضعها تحت المجهر من ناحيتين: أولاً، من خلال عملية تعريف من هم الإرهابيون في سورية، من هم المقاتلون الأجانب، من هي فصائل المعارضة السورية، ومن هي القوات غير السورية التي تقاتل في الحرب الأهلية. فالدعوة إلى مغادرة جميع القوات غير السورية وجميع المقاتلين الأجانب ستطاول إيران ومَن ترعاه، ولن تتمكن طهران من المطالبة ببقاء الميليشيات أو «حزب الله» أو مستشاريها أو كبار قادتها العسكريين في سورية. ثانياً، تعي طهران أنها تنتهك قراري مجلس الأمن الرقم 1737 والرقم 1747 اللذين يحظران عليها أي تواجد عسكري، مباشر أو غير مباشر، بالجنود أو بالذخيرة، خارج حدودها. تعي أن الولايات المتحدة أو بريطانيا لو اختارت اللجوء إلى فضح هذه الانتهاكات لعطّل ذلك الالتزامات برفع العقوبات عنها بموجب الاتفاق النووي. واشنطن ولندن مستمرتان في غض النظر عمداً، وكذلك روسيا والصين وفرنسا وألمانيا، صيانة للاتفاق النووي.

لكن في وسع أي دولة، داخل مجلس الأمن أو خارجه، أن تطرح لدى لجنة العقوبات مسألة انتهاك إيران للقرار الذي تبناه مجلس الأمن بموجب الفصل السابع للميثاق وتقدم الأدلة. فإذا برزت استراتيجية متماسكة للدول المعارضة للتمسك الإيراني بالأسد لتحدي السكوت على انتهاكات إيران لقرار مجلس الأمن، ففي المسألة خطورة. وعلى الأقل، يمكن لواشنطن، إذا شاءت أن تتحدث على حدة مع طهران، لتلوّح لها بأنها قادرة على تعطيل عملية رفع العقوبات، إذا شاءت. ويجب أن تفعل هذا، أقله للتأثير في مواقف إيران التعطيلية.

مجلس الأمن سيتولى مهاماً ذات أهمية وهو يرافق عملية فيينا. فهو مسؤول عن إصدار قرار وقف النار وإنشاء مراقبة دولية له. وهو مسؤول عن صلاحية أو صلاحيات العمل العسكري في سورية إذا لم يكن بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تعطي الدول حق التصرف الفردي دفاعاً عن النفس. وهو أيضاً يرافق، ليبارك أو يصادق، ما يقوم به المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المكلف في عملية فيينا بإعداد اللجان السياسية والإشراف على صياغة الدستور وإجراء الانتخابات. الأمم المتحدة لديها مرشح لمنصب رئيس الحكومة الذي ستكون له صلاحيات تنفيذية موسعة، لا سيما خلال المرحلة الانتقالية، فيما ستكون الرئاسة رمزية. مرشحها شخصية ممتازة قادرة على تحمل عبء هذه المرحلة، الأرجح أنها ستكون مقبولة لدى الدول الكبرى والدول الإقليمية ولدى شخصيات مهمة في النظام في دمشق. هناك مرشحان آخران قيد البحث، أحدهما خارج سورية والآخر داخلها، وليس واضحاً مدى القبول بأي منهما. وهناك أيضاً قائمة مفصّلة بأسماء من هو مقبول ومن هو مرفوض قطعاً من أركان النظام. فالعملية السياسية متقدمة.

الغائب الفعلي عن تلك العملية هو مصر التي تقول مصادر إنها حاولت اللعب على التناقضات في وقت لا تتحمل المرحلة اجتهادات، ما أثر على علاقاتها مع حلفائها الإقليميين. كما أن القاهرة منزعجة من ترتيبات إقليمية تعتبرها متعارضة مع مصلحتها المنصبة على محاربة «الإخوان المسلمين».

على رغم ذلك، إلا أن هناك إدراكاً لدى الجميع، بما في ذلك واشنطن، أن من الضروري استعادة مصر كحليف استراتيجي، أقله للحرب على «داعش» داخل مصر أو في ليبيا المجاورة. فمصر مهمة ومن الضروري استعادتها كلاعب استراتيجي أساسي، إنما يتطلب ذلك إدراك تداعيات أخطائها السياسية الإقليمية ولجم بعض إجراءاتها الداخلية باسم محاربة «الإخوان». ليبيا تشكل خطأً دولياً يجب تداركه ضمن استراتيجية محاربة الإرهاب قبل أن تسقط كلياً رهينة التنظيمات الإرهابية المتنامية. فإذا كانت الاستراتيجية الدولية الآن هي حقاً سحق «داعش» و «القاعدة» وشركائهما، فإن التنبه لليبيا ضرورة ملحّة قبل فوات الأوان.

أما في اليمن، فيتطلب حرمان «القاعدة» وأمثالها من كسب أرض، إيجاد بيئة مؤاتية لإنهاء التحالف العربي العمليات العسكرية هناك. والوقت مناسب للتفكير باليمن من زاوية سحق الإرهاب قبل أن يتحول إلى أرض خصبة لإنمائه مجدداً، وهذا يتطلب مساعدة التحالف على الخروج من اليمن بما يحوّل الموارد والقدرات في اتجاه القضاء على «داعش»، أينما كان. جديد حدث على الساحة الدولية باستدعاء من تنظيم «داعش» الذي أبدى غروراً عارماً وهو يتوسّع متباهياً بقدراته على الاختراق. «داعش» لم يكن يوماً تنظيماً إرهابياً محلياً بل كان دوماً صناعة عالمية وتنظيماً عالمياً بامتياز دفعت سورية ثمنه غالياً. لعله اليوم أفرط في ثقته بقدراته التدميرية وسيلاقي حتفه، حتى وإن طال الزمن. لكن الخوف، وكل الخوف، أن ترتكب القوى الدولية أخطاء تضاف إلى الخطأ المكلف الذي قام على مبدأ: لنحاربهم هناك كي لا نحاربهم في مدننا. فهذا كان إثماً لا يُغتفر دمّر العراق وسورية، وارتد الآن على الأبرياء.

 

لبنان والعراق و... انطفاء «الثورات» الباردة

 رستم محمود/الحياة/20 تشرين الثاني/15

أسبوعاً بعد آخر، تبدو التظاهرات التي كانت «تجتاح» مُدن العراق كُل جمعة وكأنها لم تعد كما كانت بصخبها وخطابها وآمالها. تغدو أشبه بمُمارسة فولكلورية لبعض شُبان الطبقة الوسطى المدنيين. وكأن الإجراءات التقشُفية والإدارية الشكلية، التي أقدم عليها رئيس الوزراء حيدر العبادي، أقنعت القاعدة الأوسع من المتظاهرين، وأن رجال الفساد الفظيع ونُخبة الحُكم الطائفية، الموالية بغالبيتها لدول إقليمية شتى، وهوية العراق السياسية/الكيانية المُحطمة، ومعها الانشقاق الوطني الحاد وسلطة زُعماء المافيات والميليشيات...، لم تعد تشحذ أية همة للاستمرار بما بدأوا به. مثل الشُبان العراقيين المُنتفضين حال أقرانهم اللبنانيين. فمن تظاهرة مدنية جمعت آلاف المُتحدرين من حساسيات جهوية ومذهبية وطبقية شتى، وربما متباينة ومتخالفة، ممن يجمعهم حسٌ مدني باهتراء السُلطة الحاكمة، التي لم تعُد تستطيع أن تُنفذ حتى أصغر مهماتها الخدمية، بات الحراك اليوم مُنقسماً على نفسه، وغارقاً في تفاصيل وحزازات شخصية وتكتُلية، من دون برنامج وطروحات ورؤية واضحة لما هو مطلوب، وطبعاً من دون قدرة على تحريض المزيد من الكُتل الاجتماعية للانضمام إلى الحراك. ما كان يجمع الحراكين العِراقي واللبناني ليس فقط طبيعتهما غير الصِدامية وغير الصفرية مع السُلطات الحاكمة، على ما كانته باقي «الثورات» العربية. بل أيضاً خصائص في بنيتيهما، أهلتهما لهذا الانطفاء»، من دون أن تُحققا ما كانتا تتأملانه في البلدين، وإن في شكل نسبي. فهما كانتا، على عكس كُل البُلدان العربية الأُخرى، انتفاضة الأقلية السياسية والأهلية ضد الغالبية الحاكمة. بقول آخر، كانتا حراك الطبقة المدنيّة الوسطى العُليا، ضد سُلطة تستمد قوتها وشرعيتها في شكل ما من الطبقات الشعبية الأكثر عدداً والأقوى. وهو يشبه ما كان يرمي إليه مانديلا يوماً في سجنه وتحقق، وما سعى أوجلان بعد سنوات الى تقليده، لكنه فشل. فمانديلا في آخر الأمر كان زعيماً للغالبية الجنوب أفريقية السوداء، بينما يبقى أوجلان زعيماً للأقلية الكُردية في تُركيا.

على هذا فالمنتفضون في البلدين واجهوا نِظامين يرتكزان على شرعية انتخابية وتمثيل شعبي معقول، يصعب معه توجيه أية ضربة قاسية للنظام عبر هبّة شعبية استثنائية. من جِهة أُخرى، فقضايا الثورات اختلفت عن المطالب المدنية التي للحراكين اللبناني والعُراقي. فالقضايا الكبرى أغرت الملايين من الطبقات الشعبية في بلدان الربيع العربي بسهولة بالغة، وشكلت مُحرضاً ومصدراً للإغراء من دون حاجة للتصميم والمؤسسات والانتظام والتوجيه. لقد كانت قضايا أقرب ما تكون للفعل الآدمي الغريزي المحض. في الحالتين اللبنانية والعراقية، كانت تتعلق بتحديث المؤسسات وتطويرها، ومطالبة بخلق آليات أكثر تطوراً في اجتراح السُلطة الحاكمة وأدواتها، وأكثر ميلاً لفك الوسائل والأجهزة التي صنعتها شبكة السُلطة الفظيعة للزبائنية الشعبية وشراء ولاءات النُخب الخ... من المطالب المُركبة والمؤسساتية والمُجردة والتي لا تلقى إغراء مباشراً للقواعد الاجتماعية الأكثر هامشية. لكل ذلك فهي لم تتمكن من جذب وتحريض الطبقات المُتضررة من السُلطة الحاكمة في البلدين. أخيراً فهذان الحِراكان اندلعا في دولتين تستند السُلطة فيهما الى بُنى أهلية بعينها، وفي شكل صريح وواضح. وتستطيع هذه السُلطة بكل سهولة أن تُلبس أي حراك مُناهض لها ثوب المُناهضة لهذه البُنية الاجتماعية/الأهلية أو تلك. فمثلما أفشلت السُلطة العراقية التظاهرات الأولى قبل ثلاثة أعوام، واعتبرتها مُمثلة للتيارات السُنية «المُتشددة» المناهضة للعملية السياسية، وأنها بالتالي ثورة مُناهضة للعراقيين الشيعة، فقد اعتبرت الحِراك الأخير مناهضاً للطبقات المحافظة الموالية لإيران وحُكم رجال الدين، وأظهرته مُعادياً لآلاف العراقيين المُحافظين. على منوالهما فعلت «السُلطة اللبنانية» (إذا كان يصحُ هذا التعبير) فنزّهت بعض الزعامات عن كل نقد أو مُناهضة، وفُرز الحراك بوصفه مُضاداً لزعامات لبنانية بعينهم من دون غيرهم، وبالتالي للبُنية الأهلية التي أفرزتهم. وقُدّم الحراك مناوأة لوزارة أو وزير بعينه، وبالتالي لبيئة هذا الوزير. من تونس إلى باقي بُلدان الثورات العربية، وبغض النظر عن التفاصيل والسمات التي لكل حراك ومجتمع بعينه، كانت الثورات دوماً «ثورات» ضُعفاء مُهمشين، ضد أقوياء مركزيين، وليس لهؤلاء الضُعفاء سوى مصدر قوة واحد، ألا وهو سيرهم في الاتجاه الصحيح من حركة التاريخ.

 

فرنسا: ثقافة وإرهاب

 حسام عيتاني/الحياة/20 تشرين الثاني/15

في بلد يحتل فيه «المثقف العام» موقعا مهماً، تؤدي نقاشات الفرنسيين قبيل وبعد جريمة 13 تشرين الثاني (نوفمبر) جزءاً حيوياً من عملية رسم الطريق الذي سيمضي فيه مواطنو ذلك البلد على صعيد اجتماعهم السياسي وعلاقتهم مع الأقلية المسلمة والعالم. شنت المجموعة التي تبنتها «داعش» هجماتها الدموية قبل أن يخف صخب سجال أثاره اعتداء داعشي سابق في قلب باريس استهدف مجلة «شارلي إيبدو» ومتجراً لمأكولات الكوشير اليهودية. في أجواء الصدمة التي ولّدها اعتداء كانون الثاني (يناير)، جذبت الفكرة التي طرحها ميشال هويلبيك في روايته «استسلام» التي صدرت قبل عملية «شارلي إيبدو» بشهور قليلة عن أسلمة المجتمع الفرنسي أسلمة «ناعمة» تفضي إلى وصول رئيس مسلم إلى قصر الأليزيه، اهتماماً عريضاً لتناولها قضية الإسلام الفرنسي والتعامل معه. النَفَس العنصري الصريح الذي كُتبت الرواية به، ساعد في انتشارها وحصولها على دعاية كبرى إضافة إلى وضعها على طاولة التشريح السياسي، بعد الأدبي، باعتبارها رسالة من أحد ممثلي النخبة الثقافية إلى مواطنيه. لم تظل تظاهرات 11 كانون الثاني التي شهدتها المدن الفرنسية في منأى عن القراءة السياسية- الاجتماعية. ايمانويل تود، على سبيل المثال، خصص لها كتابه «من هو شارلي»، معتبراً أن التظاهرات رغم إصرارها على حمل القيم الجمهورية، إلا أنها تحت هذه اللافتات عكست إصراراً من منظميها والكثير من المشاركين على الحفاظ على أسس السيطرة السياسية والثقافية والاجتماعية التي سبق أن مهدت الطريق إلى المقتلة. رغم ذلك، يمكن الجزم أن أصوات اليمين بجناحيه التقليدي والمتطرف كانت أقوى من اعتراضات اليساريين وتحذيراتهم من الانزلاق إلى الفاشية في التعاطي مع المهاجرين والفرنسيين من أصول لا تنتمي إلى «العرق الأبيض» بحسب تعبير نادين مورانو المسؤولة في حزب «الجمهوريين» الذي يمثل الكتلة اليمينية الأكبر في البرلمان الفرنسي. انبرى عدد من مثقفي اليمين وأهمهم آلان فنكليلكروت للدفاع عن مورانو وحقها في استعارة هذا الوصف الذي قالت ان صاحبه هو الرئيس الأسبق شارل ديغول، مؤسس الجمهورية الخامسة وورد في مذكرات واحد من وزرائه. فنكليلكروت وهو الآن الممثل الأهم لمجموعة «الفلاسفة الجدد» الذين ظهروا بعد أحداث 1968، والذين يسميهم خصومهم «الرجعيين الجدد»، كان غزيراً في التعليق والكتابة حول جريمة الأخوان كواشي ضد «شارلي» وجمع تعليقاته الإذاعية وغيرها (من مواقفه منذ 2012) في كتاب حمل عنوان «الصواب الوحيد» وصدر في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. كرست مقالات الكتاب انزياح فنكليلكروت الحاد صوب اليمين المتطرف المعادي للأجانب الذين «لا نعرف ماذا يريدون» والذين «يتمتعون بتمييز إيجابي لمصلحتهم»، لكنهم يرفضون التعبير عن تضامنهم مع ضحايا «شارلي إبدو» والذين تصدر عنهم كل آفات المجتمع الفرنسي من مخدرات وبطالة وانتشار الجريمة ويصل إلى التعبير عن أسفه من ضياع مقاربة عالم الانثروبولوجيا كلود ليفي- ستروس أمام المقاربة التي أسسها عالم الاجتماع اليساري بيار بورديو. أو بحسب كلماته غياب فكرة تمحور المجتمع حول الثقافة مقابل الصراع بين المسيطرين والمسيطر عليهم. هذا الابتسار لمقولات ليفي- ستروس، كان في صلب الرد العنيف الذي حمله عرض اود لونسيلان لكتاب فنكليلكروت في مجلة «نوفيل ابسيرفاتور». المجلة ذاتها نشرت قبل يوم واحد من هجمات باريس الأخيرة رسالة مفتوحة من الكاتب آلان باديو حذر فيها فنكليلكروت من الانحدار الى قيعان اليمين المتطرف وتوفيره التسويغ الذي يحتاجه العنصريون للانقضاض على المجتمع التعددي. يبدو النقاش السابق على جريمة 13 تشرين الأول، استمراراً لنقاشات قديمة تتعلق بالمفاهيم الاجتماعية التقليدية. مقاربة أكثر جدة بدأها باحثون شبان يهتمون بأثر ألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي والمعازل بمعناها الثقافي على أجيال من الشبان من أبناء المهاجرين الذين انفصلوا عن الواقع ولا يربطهم بالمجتمعات المحيطة بهم إلا شعور باللامبالاة والكراهية. من هنا يمكن فهم وصف «المنهجي» الذي تكرر كثيراً في كلمات الناجين من الجريمة عند حديثهم عن كيفية قتل المهاجمين ضحاياهم.

 

سياسة أوباما في الشرق الأوسط.. نعي يتلوه جون كيري

أمير طاهري/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/15

عندما جاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إحدى الأمسيات بمدينة نيويورك لكي يتحدث عن السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما، ظن الجميع أنه قدم ليثني عليها. لكن بعد مرور ساعة وإلقاء 6 آلاف كلمة، أصبح من الواضح أنه جاء لكي يدفنها. لقد تحول المديح المتوقع إلى نعي غير مقصود.

كيري استهل كلمته ببناء صرح من الحجج والأعذار لما كان يعلم، لكن لا يريد الاعتراف به، أنه فشل من العيار الثقيل. ولكي يسلط الضوء على سيرته الشخصية، أبلغ كيري الحضور أنه تناول العشاء لتوه مع هنري كيسنجر الذي أقر بأن العالم اليوم أكثر تعقيدًا مما كان عليه في الأيام الخوالي الطيبة.

وقال كيري مشددًا على كلامه إن كيسنجر «لم يجابه هذا العدد من الأماكن والأزمات المختلفة» التي يتعين على وزير الخارجية الحالي أن يواجهها. ويضيف أنه في «عالم الحرب الباردة ثنائي القطب، كان الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة والغرب واضحين تماما إزاء الخيارات المتاحة». ويتابع كيري بأن عالم اليوم «متعدد الأقطاب» مما يجعل الخيار صعبًا، بيد أنه من الناحية اللغوية يعتبر مصطلح «متعدد الأقطاب» من قبيل الاستنباط الذي لا يتفق منطقيًا مع المقدمات، لا يوجد نظام يمكن أن يحتوي على أكثر من قطبين. لكن بما أننا نستخدم اللغة غير آبهين بالحيرة والارتباك الذي يمكن أن تحدثه ألفاظنا، فلا تلقوا بالاً للأمر. وبدأ كيري كلامه بمحاولة إثبات أن واشنطن ما زالت مهتمة بمنطقة الشرق الأوسط، وقال في هذا الصدد: «ينبغي أن نتذكر أن الشرق الأوسط يضم بعضا من أقدم أصدقاء أميركا، بما في ذلك حليفتنا إسرائيل، ولكن أيضًا الكثير من الشركاء العرب». ويعني ذلك أنه بينما تعتبر إسرائيل «حليفة»، فالعرب مجرد «شركاء». ورغم ذلك، لا تعامل إسرائيل كدولة حليفة ولا العرب كشركاء. وبعد يومين من بداية ولايته الرئاسية الأولى، عين أوباما السيناتور جورج ميتشل كمبعوث سلام للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، كما تباهى أيضًا بأنه «عندما نلتقي العام المقبل» ستكون هناك دولتان: واحدة إسرائيلية والثانية فلسطينية.

لكن بعد مرور 7 سنوات، يقدم كيري نسخة مقتضبة جدًا من طموح أوباما. إن الهدف السامي المتمثل في إنشاء دولتين لا يأتي على ذكره إطلاقًا. ويقول عوضًا عن ذلك: «نحاول أن نقلص العنف... حول الحرم الشريف في القدس».

إن المهندس المعماري الطموح تنازل إلى مستوى رجل إطفاء يحاول إخماد ألسنة اللهب، ودون أن يدرك النجاح حتى الآن. أما بالنسبة إلى «الشركاء العرب»، فلم يعد هناك حديث عن الخطط الكبرى الرامية إلى العضوية المنتسبة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتفاقات الجماعية للتجارة والتبادل التقني.

إن ما يعرضه كيري ما هو إلا شعر متواضع المستوى. ويقول: «تخيلوا مستقبلاً يستطيع فيه الناس من النيل إلى نهر الأردن إلى الفرات أن يعيشوا ويعملوا ويسافروا بحرية وكيفما شاءوا، مستقبلاً يحصل فيه كل صبي وفتى على تعليم جيد، مستقبلاً يستطيع فيه الزوار أن يأتوا من دون خوف».

حسنًا، الخيال لا يكلف شيئًا (وبالمناسبة، على المرء أن يتساءل: لماذا يتوقف عالم كيري التخيلي عند الفرات؟ هل يعني ذلك أنه لا ينبغي أن يذهب أحد إلى بغداد على نهر دجلة؟). على أي حال، ما الذي تفعله إدارة أوباما لكي تحقق هذه اليوتوبيا؟

إجابة كيري تتلخص في التالي: «طلبنا من شركة ماكينزي أن تدرس آفاق الاقتصاد في الأردن وسوريا وإسرائيل ومصر والضفة الغربية. ما يثير الاهتمام أن صديقي العزيز وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد، طلب مؤخرًا أيضًا إعداد دراسة منفصلة «لكي يراجع» كل القطاعات بدءا من الزراعة وحتى السياحة». أي أن الولايات المتحدة تشتري دراسات تسويقية بدلاً من أن تطور سياسة خارجية في الوقت الذي تشتعل فيه الحرائق بالمنطقة. لكن الموقف الهزلي لا يتوقف عن ذلك الحد.

ويواصل كيري ليكتب منشورًا دعائيًا مصغرًا حول المعالم السياحية الجاذبة في المنطقة. ويقول: «أعني، فكروا في أعظم المعالم السياحية بالعالم. لقد زرتها... المكان الذي عمد فيه يوحنا المعمدان أناسًا كثيرين بما في ذلك السيد المسيح، المعبد القريب منه، وأحد أقدم المساجد في المنطقة... الجميع لديه شيء هناك، حتى الملحد إذا كان مهندسًا معماريًا ناشئًا لن يجد صعوبة في قضاء وقت ممتع هناك». هل هناك أي مقترحات ولو على الأقل عن إعادة إطلاق «محادثات السلام» بين إسرائيل والفلسطينيين؟ لا يوجد. إذن ماذا عن أي أفكار حول سبل إنهاء المأساة السورية؟ لا يوجد. ماذا عن سياسة لهزيمة وتدمير «داعش» التي تعهد بها أوباما قبل 18 شهرًا؟ إجابة كيري كانت: «رأينا أن الأفكار التي يبثها الإرهابيون في الرقة والموصل يمكن أن تصل إلى عقول البسطاء في مينيابوليس وميسيسبي. نحن ندرك تمامًا أن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط يمكن أن تؤثر على التصورات في جميع القارات لأن الناس يتأثرون بالتقاليد الروحية والأخلاقية التي تعود جذورها إلى تلك الأراضي القديمة». إذن، هل يمثل «داعش» تقاليد «روحية وأخلاقية»؟ حسنًا. لكن ماذا تنوي أن تفعل إزاء ذلك؟ لا يمتلك أوباما جوابًا.

لقد وعد أوباما بأن يدمر «داعش»، بيد أنه هذه هي إنجازات الإدارة الأميركية حتى الآن التي يوردها كيري: «لقد شننا أكثر من 7300 غارة جوية. أجبرنا (داعش) على أساليب تنفيذها للعمليات العسكرية... أمنا الحدود التركية - السورية شرق الفرات التي تمثل 85 في المائة من الحدود التركية. الرئيس يجيز أنشطة أخرى لتأمين المساحة المتبقية... صعبنا من مهمة (داعش) في إعادة تزويد مقاتليها في الرمادي بالمؤن». لكن كيري أمضى بعض الوقت في التباهي بـ«اتفاق» أوباما مع إيران بوصفه إنجاز الإدارة الوحيد في الشرق الأوسط. ولذلك قال أوباما في 2008: «لا يمكننا السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي... سأبذل كل ما في وسعي لمنع ذلك»، بيد أن إيران تحتفظ، بموجب «الاتفاق» الذي يتباهى به، بقدرتها كاملة على إنتاج ترسانة نووية في غضون عام واحد. وحتى مع ذلك، لم توقع إيران على أي شيء وترفض إقرار «الاتفاق» عبر آلياتها القانونية.

إن النجاح الوحيد الذي يورده كيري لا علاقة له على الإطلاق بالولايات المتحدة. «وبالنسبة إلى المتشككين، سأرد بكلمة واحدة: تونس».

إن تونس تبلي بلاء حسنًا إلى حد كبير في الوقت الراهن، لكن ما علاقة ذلك بأوباما؟ إن نعي كيري لسياسة أوباما في الشرق الأوسط زاخر بالجواهر. إليكم القليل منها:

• «الإسرائيليون ينبغي أن يحظوا بالأمن، الفلسطينيون ينبغي أن يحظوا بالأمن، الناس في غزة ينبغي أن يحظوا بالأمن، الجميع ينبغي أن يحظوا بالأمن».

• «العنف يؤذي الجميع: الأبرياء وعائلاتهم، اليهود والسكان العرب في إسرائيل...يؤذي الجميع».

• «في العراق، يعرض (داعش) النساء والفتيات في المزاد العلني، ويعلم الناس أن اغتصاب الإناث غير المسلمات هو شكل من أشكال العبادة».

• «الرئيس أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أننا مصممون على تفكيك (داعش) على نحو أكثر سرعة».

• أرجوكم لا تتقبلوا رؤية القائلين بأنه ينبغي تقسيم الشرق الأوسط على أسس طائفية».

• «علينا جميعًا أن نبذل المزيد، لأن الناس بدأوا ببساطة يفقدون الإيمان بأي من زعمائهم».

بدأوا فحسب؟!

 

هل يستحق المخيم اعتذاراً؟

حـازم الأميـن/لبنان الآن/19 تشرين الثاني/15

ما جرى في أعقاب تفجيري برج البراجنة الإجراميين الإسبوع الفائت، نموذجي لجهة كشفه دور الغرائز والضغائن في تصوراتنا. فقد أطلقت العامة العنان لمستويات من العنصرية التجريمية، لم يجرِ التراجع والإعتذار عنها على رغم انكشاف بطلان أسبابها، هذا إذا سلم المرء بوجود ما يبرر وثبة هذه الغرائز حتى لو تم توهّم أسباب لها. فقد اتُّهم مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين بالوقوف وراء الجريمة! وهذه المرة لم يقف حزب ولا مستفيد ولا "مدسوس" خلف الاتهام. من أطلق العنان لغرائز التجريم كان "العامة"، ولم يتورع العشرات عن التعبير عنها بأسمائهم الواضحة. وهذا ما يجعل الفعلة جوهرية، ذاك أنها انفعال طبيعي وامتداد لأحاسيس موجودة أصلاً ومنتظرة الفرصة لكي تظهر وتعلن عن نفسها. والحال أن التحقيقات كشفت أن المخيم بريء من الفعلة. وهو بريء أصلاً قبل الإعلان عن أسماء أعضاء الشبكة الإجرامية. فالاحتمال، غير الصحيح، عن وجود أحد أبناء المخيم بين المنفّذين لا يعني أن المخيم مذنب، إنما المذنب هو المنفذ والمُسهل. لكن الغريب أن الإعلان عن أسماء عناصر الشبكة وهوياتهم الوطنية والطائفية والمناطقية لم يُحدث صدمة في أوساط أصحاب مشاعر الكراهية. لم نقرأ اعتذاراً وتراجعاً، ولم يتلُ أحد فعل الندامة، هذا في وقت يُمكن أن نتعامل مع ما كتبوه على صفحاتهم بصفته وثائق تفيد في فهم ما تنطوي عليه نفسنا الجماعية من احتمالات. لكن ما يتوقف عنده المرء في حفلة الغرائز هذه هو وقوع مشاعر الكراهية هذه في مناطق غائرة من الوعي لم يبلغها حتى الانقسام السياسي والطائفي، أي أنها حقيقية أكثر مما هو الانقسام حقيقي. وهي تظهر على نحو مفاجئ بصفتها عارضاً نفسياً، لا بصفتها السجالية على نحو ما هي السياسة سجالية. سيدة لا تحب "حزب الله" ولم يسبق أن انحازت لأدواره سواء في لبنان أو في سوريا، قالت لكاتب هذه السطور في أعقاب التفجيرات: "لا يستحق أهل البرج من الفلسطيسنيين هذه المعاملة"! وشاب جامعي كتب على صفحته على "فايسبوك": "لو أن لدى الفلسطينيين نخوة لما خسروا فلسطين". هذه عينات عما قيل في ذلك اليوم، وقد يقول قائل إنها انفعالات لا قيمة لها وجرى مسحها عن الجدران. وهي حقاً انفعالات، وجرى فعلاً محو الكثير منها، أما أنه "لا قيمة لها"، فهذا ما يجب نقاشه. من المفترض أن يكون الفلسطينيون في لبنان على هامش خط الإنقسام المذهبي، ذاك أن موضوع الانقسام الراهن هو سوريا. لكن يبدو أن التباساً لم ينجّهم من احتمال ضمهم إلى الضغينة المذهبية، وهذه الأخيرة تشتغل في أوقات كثيرة من دون تأثير مباشر من القوى السياسية والمذهبية. "حزب الله" مثلاً بدا مربكاً وعاجزاً حيال الانكشاف المفاجئ لهذه الضغائن، وبهذا المعنى بدت هذه المشاعر أقوى من الجميع، وكان أن استجاب الله لأدعية قليلين بأن ظهرت نتائج التحقيق على نحو لا يُلبي التعطش للانتقام.

 

فرنسيون ضربوا فرنسيين… ما ذنب السوريين ؟

داود البصري/السياسة/20 تشرين الثاني/15

نود التأكيد انه لا يوجد عاقل أو متزن أو إنسان سوي يؤيد الإرهاب أو يدعمه أو يبشر به، أو يمجد أبطاله ومنظماته!، والأعمال الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس والتي أثارت ضجة كونية ليست هي العمليات الأولى في فرنسا، كما أنها ليست منفردة عن سياق مايحصل في العالم أجمع من عمليات عنف وقتل عشوائي تطال المدنيين، وتنتشر طوليا وعرضيا، سواء في العالم العربي وحيث العراق تحول لمستوطنة دائمة للإرهاب وأهله، أو في اليمن أو ليبيا أو لبنان أو أماكن أخرى، ففي يوم ضرب باريس نفسه قتل في بغداد مثلا وحدها 60 إنسانا، وقبلها بيوم سقط في بيروت المئات !، وقبلها حدث ماحدث في الطائرة الروسية في مطار شرم الشيخ ومقتل المئات من ركابها، أما الحالة السورية الفظيعة، فإرهاب الدولة فيها قد وصل لمديات مرعبة استدعى معه كل ذئاب الأرض من إيرانيين وروس وعصابات طائفية منفلتة للمشاركة في مهرجان القتل الدولي ضد الشعب السوري!. وطبعا ارتفعت رايات الثأر في فرنسا للمطالبة برؤوس الإرهاب وبالجماعات والعناصر التي تقف خلفه، وشهد العالم تسابقا غير مسبوق على التنديد بما جرى في باريس، لكن في ظل الهوجة السائدة لم يعد أحد يتذكر أن هناك شعوبا كاملة تعيش تحت مقصلة الإرهاب اليومية! وهذه الشعوب تتعرض لتصفية حقيقية ولحملات إبادة ممنهجة ومنظمة وبمشاركة دول كواسر تسمي نفسها عظمى، رغم أنها فاقدة للأخلاق وللشرف مثل روسيا المافيوزية التي حركت أسلحتها الستراتيجية للنيل من المدنيين السوريين، وليس الإرهابيين المفترضين، مما وسع مساحات القبور وزاد من المعاناة والقهر وساهم في تشريد أعداد كبيرة أخرى من الشعب السوري تحولوا اليوم ليكونوا موضع اتهام وشك!

ما حصل في باريس من وجهة نظري هو مواجهة فرنسية- فرنسية ضمن إطار صراع دائم بين متطلبات الدولة الوطنية وعناصر شبابية نشأت في البيئة الفرنسية، ونهلت العلم من مدارسها، وعاشت كل تفاصيل الحياة الفرنسية لكنها ظلت معزولة وتعيش على الهامش، ولجأت لخيارات التطرف والغلو في الكراهية نتيجة لتطلعات وحماسة مرحلة الشباب، ففي ستينات القرن الماضي مثلا شهد العالم نمو النزعة اليسارية والثورية وظهرت حركات الرفض والثورة المتطرفة الماوية أو التروتسكية، كما ظهرت الحركات العبثية وتطورت ظاهرة الهيبيبز أواخر الستينات، كما شهد العالم نمو الجماعات المقاتلة المتطرفة في العمق الأوروبي التي مارست العنف المسلح «مثل الألوية الحمراء» في إيطاليا،و جماعة «بادر/ماينهوف» في ألمانيا، و»الجيش الأحمر» الياباني و»الدرب المضيء» في البيرو وجماعة كارلوس والجماعات الثورية الفلسطينية كـ «أيلول الأسود» وأبو نضال وغيرها الكثير، كما شهدت دول العالم مواجهات متنقلة مع تلكم الجماعات قبل أن يأتي عقد الثمانينات من القرن الماضي لتتغير قواعد وأشكال التوجهات الفكرية والجماعات الإرهابية بدخول الجماعات الطائفية وأفعالها الانتحارية مثل جماعة «القاعدة» أو الجماعات الإرهابية المرتبطة بالمشروع الإيراني التبشيري العدواني، وهو مشروع عدواني إرهابي لم يزل نشيطا حتى اليوم!.

المهم إن المواجهات في الشارع الفرنسي مبعثها داخلي محض، فهنالك شباب فرنسي «من أصول مغاربية أو مشرقية أو إسلامية» يتضارب مع توجهات الدولة والمجتمع ومع المؤسسات السائدة، وهي حالة داخلية فرنسية محض لاعلاقة للشعوب الأخرى بها، لذلك فإن صيحات الثأر والانتقام والوعد والوعيد تكون بمعالجة تلكم المشكلات داخليا، وليس من خلال التهديد بالغزو العسكري وبإرسال حاملات الطائرات وبالقصف اليومي المتوحش على السوريين من المدنيين تحديدا حيث سقط أخيرا مئات الأطفال من الغارات الفرنسية الانتقامية في معرة النعمان لتضاف مآسيهم لمآسي المجازر التي يقيمها النظام السوري منذ خمسة أعوام ضد شعبه! الحل لمعالجة الإرهاب وانتشاره وتحوله لآفة دولية يكمن في معالجة أسبابه واستئصال مسبباته المباشرة، وفي الحالة السورية فإن الإرهاب صناعة النظام السوري الضليع في هذا المضمار وما قتله لأكثر من نصف مليون سوري حتى اليوم إلا تجسيد رث لأبشع أنواع الإرهاب الذي صمت عنه العالم! ثم جاء الغرب ليعميها بدلا من أن يكحلها. لا لضرب المدنيين السوريين! ولا لإرهاب الأساطيل والبوارج الحربية والطائرات القاصفة أو الصواريخ العابرة للقارات. محاربة الإرهاب لا تكون بإرهاب الشعب السوري الذي عانى من إرهاب نصف قرن ولا زال يدفع أثماناً باهظة من دمائه ومستقبل أجياله. الصراع الفرنسي داخلي محض وتصريفه برؤوس السوريين هو إرهاب بشع، ومن يريد استئصال الإرهاب فعلا، فهو يعرف الطريق لذلك، وهو استهداف رمز الشر والإرهاب النظام السوري الإرهابي المجرم… كفى عبثا ولعبا ومقامرة بدماء الشعوب.

 

من الأرشيف/الأزهر يحسم الجدل: "الحجاب" عادة وليس فريضة إسلامية

تاريخ النشر : 2012-07-26/غزة - دنيا الوطن

منح الأزهر شهادة الدكتوراه للشيخ مصطفى محمد راشد في الشريعة والقانون، بتقدير ممتاز، عن أطروحته التي تناول فيها ما تشيع تسميته بـ "الحجاب" (غطاء الرأس الاسلامي) من الناحية الفقهية، مؤكدا أنه ليس فريضة اسلامية. وأشار الشيخ في رسالته إلى أن "تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها" أدى إلى الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول "حجاب" المرأة في الإسلام "المقصود به غطاء الرأس الذي لم يُذكره لفظه في القرآن الكريم على الإطلاق". واعتبر الشيخ راشد أن بعض المفسرين رفضوا إعمال العقل واقتبسوا النصوص الدينية في غير موقعها، وأن كل واحد من هؤلاء فسرها إما على هواه بعيدا من مغزاها الحقيقي، وإما لنقص في "القدرات التحليلية لديهم ناتج عن آفة نفسية"، والسبب في ذلك يعود إلى تعطيل الاجتهاد رغم أن المجتهد ينال حسنة من الله حتى وإن أخطأ. ويرى أصحاب هذا الرأي أن السبب في ذلك يكمن في قاعدة "النقل قبل العقل" المعتمدة في البحث الاسلامي. آيات خصت بنساء الرسول وأخرى اقتصرت على ستر النحور وينطلق معارضو فرضية "الحجاب" في الإسلام من تفسير غير صحيح من وجهة نظرهم للآية (53) من سورة "الأحزاب"، التي جاء فيها {وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما}، إذ يرى هؤلاء أنها تخص أمهات المؤمنين فقط، وضرورة وضع حاجز بينهن وبين صحابة الرسول. وجاء أيضا في الآية (59) من السورة ذاتها: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهنّ من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}، والتي نزلت بحسب قولهم لتحض الحرائر على وضع ما يستر وجوههن كي لا يكن عرضة لرجال يسترقون النظر إليهن كما يفعلون مع الجواري. كما يؤكد من يتبنى هذا الفكر أن الآية رقم (31) من سورة النور: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الاربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}، نزلت للإشارة بستر النحر، أي أعلى الصدر والعنق، بسبب انتشار حالة سادت عند نساء العرب لا يسمح بها الإسلام. ويرى مهتمون أن الأزهر قطع الشك باليقين، وأنهى النقاش الدائر حول الحجاب وما إذا كان "عادة أم عبادة" ليصرح وبشكل قاطع أن الدين الاسلامي لم يفرضه.

 

سيّد قطب والتحوّل في أميركا

في عام 1948 انتدبته وزارة المعارف في بعثة "لدراسة المناهج التعليمية في الولايات المتحدة الأميركية".. فقضى فيها عامين كاملين من آب/أغسطس 1948 وحتى آب/أغسطس 1950. ويقول هو في وصيته الشهيرة ( التي صدرت بعنوان لماذا أعدموني؟ عن جريدة الشرق الأوسط السعودية- وهي عبارة عن تقرير كتبه للمحققين الذين كانوا يستجوبونه في السجن الحربي في 22 أكتوبر 1965.. وقد حصل محمد حسنين هيكل على صورة عن النسخة الأصلية بحكم علاقته بالرئيس عبد الناصر وأعطاها للناقد رجاء النقاش الذي نشرها بدوره في الشرق الأوسط؛ أنظر: حلمي النمنم؛ سيد قطب وثورة يوليو، مكتبة مدبولي، القاهرة،2010، ص23) إنه سافر الى أميركا في ربيع عام 1948 ، ولم يكن يعرف إلا القليل عن الإخوان المسلمين . وفي أميركا بدأ التحوّل الذي سيغيّر مجرى حياته لاحقاً . فهو كالكثيرين غيره من المثقفين الذين تحوّلوا من الماركسية أو اليسار أو الليبرالية إلى الإسلام (عمار أوزيغان ومالك بن نبي في الجزائر، جلال آل أحمد وعلي شريعتي ومجاهدي خلق الأولى في إيران، والكثيرون في لبنان ومصر وفلسطين والعراق والسودان بعد إنتصار الثورة الإيرانية أبرزهم منير شفيق)، إكتشف الإسلام في الغرب ، وتبنّى نظرة أصولية الى الذات بسبب صدمة الاحتكاك بالآخر وما تركته من آثار سلبية. ولا عبرة بالكلام السخيف الذي كتبه بعض الشيوعيين واليساريين المصريين من أن سيد قطب قد جندته المخابرات الأميركية للعمل ضد اليسار المصري والثورة الناصرية (حول هذه المسألة راجع مقدمة حلمي النمنم في كتابه المذكور سابقاً، ص 5-24).

في أميركا (وقبل رحلة السجون المصرية) بدأت أصولية سيّد قطب تتبلور من خلال نقد الآخر،(الحضارة الأميركية الغربية المادية) ونقد ” انبهارنا بهذا الآخر وضياع هويتنا وتشتت قوانا “... وفي رسائله الى أصدقائه (توفيق الحكيم ، والناقد والكاتب شقيقه محمد قطب ، وزميله في دار العلوم محمد جبر ، وأنور المعداوي ، والأديب عباس خضر محرر باب المتابعات الثقافية في مجلة الرسالة ، والشاعر محمد أبو الوفا، وغيرهم ، وهي رسائل نشرتها له مجلة الرسالة) بدأت ملامح التكوين الفكري الجديد لسيّد قطب تتشكل وسِمتها الرئيسية توتر قلق العلاقة بالذات والآخر.. وهذا أمر مفهوم في تلك المرحلة وظروفها وأوضاعها.

في رسالة مطوّلة الى صديقه توفيق الحكيم ( نشرتها مجلة الرسالة في عدديها 827 و 828 بتاريخ 9 و 16 أيار/ مايو 1949) يقول سيّد قطب : ” صديقي الكبير الأستاذ توفيق الحكيم .. شكراً لك على هديتك الكريمة: كتابك الجديد”الملك أوديب“، إنها شيء عزيز ثمين بالقياس الى هنا في تلك الورشة الضخمة السخيفة التي يسمونها العالم الجديد. لقد استروحت في كلمة الإهداء ”ممن يذكرك دائماً “ نسمة رخيمة من روح الشرق الأليف . فالذكرى هي خلاصة الروح- وما كان أحوجني هنا الى تلك النسمة الرخيمة. إن شيئاً واحداً ينقص هؤلاء الأميركيين – على حين تذخر أميركا بكل شيء – شيء واحد لا قيمة له عندهم.. الروح!... أشعر بأنني أرد لك بعض جميلك حين أُحدثك بصراحة كاملة عن عملك الفني الجديد، مؤثراً هذه الطريقة على كتابة مقالة نقد. ليس بي الآن أقل رغبة لكتابة مقالات وليس لدي الوقت أيضاً. إنما يشجعني على الكتابة للحظة أنني أستحضر شخصك في خيالي واُبادلك حديثاً بحديث ، ليس فيه كلفة التحضير ولا تعمّل الفكرة ولا إصطناع الاسلوب .. ما أحوجني هنا لمن أُبادله حديثاً بحديث في غير موضوع الدولارات ونجوم السينما وماركات السيارات. حديثاً في شؤون الإنسان والفكر والروح “.( الى الاستاذ توفيق الحكيم: مجلة الرسالة العدد 827 – الإثنين 9- 5- 1949). إننا نجد هنا كل عناصر النقد الإسلامي المعاصر للحضارة الغربية المادية (والأميركية تحديداً) وهو نقد تبلور على يد سيّد قطب في رسائله في مجلة الرسالة ، وفي كتابه ” أميركا التي رأيت “ (نُشرت حلقاته الثلاث في مجلة الرسالة ،السنة التاسعة عشرة، المجلد الثاني، الأعداد 957-959-961 بتاريخ 5 و 19 نوفمبر و 3 ديسمبر 1951).

ولعل مرجع ذلك الموقف من الحضارة الأميركية يعود أيضاً إلى كتابات أرنولد توينبي وبرتراند راسل وأوزوالد شبنغلر ، التي كانت تتنبأ بنهاية عصر الرجل الأبيض وحضارته التي لم يعد لديها ما تعطيه للبشرية.. ولقد أخذ سيّد قطب هذا المعنى حين قال بأن كل حضارة إنما تعيش بمقدار ما تملك أن تعطي البشرية من رصيد في إدراك الحياة وبمقدار ما يسمح هذا الرصيد للحياة بالامتداد والنمو والرقي .. ولقد انتهت الحضارة الأوروبية الأميركية الى أن تقصر همها على إنتاج المصانع، أما في حقل المبادئ فانها ظلت تجترّ مبادئ الثورة الفرنسية..(سيّد قطب ، نحو مجتمع إسلامي ، دار الشروق ، ط3، 1978، ص 21-22).. وبحسب سيّد قطب فإن منشأ الفكرة الشيوعية يعود الى احتلالها ”في عالم المبادئ مساحة أوسع من المساحة التي انتهت اليها مبادئ الثورة الفرنسية في العالم الغربي.. إن الشيوعية هي النهاية الطبيعية لحضارة خالية من الروح ، خاوية من المثل ، مجرّدة من الأحلام“...(المرجع نفسه، ص 22-23)..ولكن الشيوعية نفسها ستقع هي الأخرى في ورطة ولن تستطيع سدّ جوع الإنسان ”الى هدف إنساني أكبر والى صلة بالكون أشمل من البيئة والى عقيدة في قوة أكبر من البشرية والى مستقبل دائم النمو لا يقف عند حد محدود“..(م.ن.، ص 29).. وهنا دور الإسلام ، الوارث الحضاري لقيادة البشرية .. ذلك أنه ”لو لم يكن الإسلام موجوداً لبحثت عنه الإنسانية ولابتدعت نظاما يشبهه بعد انحسار الموجتين السابقتين“ ..(ص 33). إننا نجد نفس هذا المعنى لدى كل مفكري الحركة الإسلامية العربية المعاصرة وهو معنى تحول لاحقاً الى طوطم عبر شعارات ”الإسلام هو الحل“ ، و”الإسلام هو البديل“، ففقد كل مصادر غناه وحيويته ومستواه النقدي الثوري التي كانت له على أيدي شمس الدين وفضل الله ومطهري وشريعتي ومالك بن نبي .. خصوصاً وأنه عند سيّد قطب لم يحجب رؤيته لمكامن الخلل والضعف في المجتمعات الإسلامية، ولم يجعله يمجّد الذات ويحطّم أو يشوّه الآخر... " آه يا صديقي ، ليتك لم تذهب الى فرنسا .. ولكنك ما كنت بمستطيع الآن أن تقوم بدورك الأساسي في وضع القالب الفني الصحيح للتمثيلية ( المسرحية ) العربية إذا لم تذهب الى هناك .. فدراستك هناك للمسرح الاغريقي هي التي مكنتك من وضع القالب السليم .. إن الخير لا يمكن تمحيصه والشر لا يخلو من الخير بحال.. والآن يا صديقي، هل أدلك على النبع؟ لقد قال لك أستاذك الفرنسي ، كما قلت في ”زهرة العمر“ وأنت تعرض عليه محاولاتك باللغة الفرنسية: ”أكتب بلغتك تبدع. هذا هو نفسه ما أقوله لك: ”استوح ميراثك لتبدع".. (رسالة الى توفيق الحكيم: مجلة الرسالة، العدد 828، الاثنين 16/5/1949).

” إننا نملك أشياء ولكننا لا ننتفع بها ولا نستغلها .. إننا نملك طاقات من الذكاء الخارق حين نقارن شعبنا الى شعب كالأميركان، ولكننا نهمل هذه الكنوز بالجهل والأمية والفقر المدقع القاتل لكل موهبة وذلك لتستمتع حفنة من الباشوات والكروش بترف لا تعرفه القرون الوسطى“.(من رسالته الى عباس خضر ، مجلة الرسالة، العدد 887، الإثنين 3 يوليو/ تموز 1950).

” إنني حين أكتب عن أميركا ما أحسه من حقائق لا أعني أنني راض عن الحياة في الشرق وما فيها، ولكن هناك شيئاً واحداً لا يصح أن نغفله : إن أميركا تستخدم كل رصيدها الممكن وإننا نهمل رصيدنا فنبدو مفلسين.. إن الحاضر الواقع في بلادنا لا يرضي أحداً ولكن الممكنات أمامها كثيرة لو وثقنا في أنفسنا وفي رصيدنا المكنون وهذا هو مفترق الطريق .. ولو أنك عشت في أميركا بعض الوقت كما عشت لحمدت للشرق روحه رغم هذا الخمول الذي يُعانيه“ (نفس المرجع).. وهو كان في مكان سابق من نفس الرسالة أطلق مقولته الفظيعة الدقة والأمينة التشخيص حين قال: ” تصلح أميركا أن تكون ورشة العالم فتؤدي وظيفتها على خير ما يكون . أما أن يكون العالم كله كأميركا فتلك هي كارثة الإنسانية بكل تأكيد“..(وما أشبه اليوم بالبارحة!).

كان سيد قطب في ما كتبه عن أميركا مراقباً فطناً لا بل باحثاً سوسيولوجياً وليس مجرد ناقل من غير علم أو معرفة..إننا حين نقرأ اليوم ” أميركا التي رأيت“ لسيّد قطب ، نفاجئ لدقة التحليل وعمق الرؤية وكأننا نقرأ النص اليوم في مطلع الألفية الثالثة (وبعد مرور ستين عاماً على كتابته). في ”أميركا “هذه يتخلى سيّد قطب عن عقيدة ” إن الأدب للأدب“.. ورغم نقده وعدائه للشيوعية فإنه صار يؤمن بنوع من ” الأدب الملتزم“ المنبثق عن العقيدة وواقع الحياة وصدق العواطف.. وفي ذلك نلمس بداية الأصولية الشبيهة الى حد التماثل بالأصولية الشيوعية لمرحلة ستالين، والتي عبّر عنها جدانوف في خطابه الشهير والمنشور بعنوان:”إن الأدب كان مسؤولاً (ترجمة رئيف خوري، تقديم هاشم الأمين، دار القارىء العربي، بيروت 1948). وهي نظرية سادت حتى في الولايات المتحدة الأميركية الامر الذي جعل أهل الأدب والفن والمسرح ” شيوعيين مارقين“ في نظر الإدارة الأميركية الى أن شنت حملة التطهير الشهيرة أيام المرحلة المكارثية مطلع الخمسينيات.

فالتحول الأصولي كان إجتماعياً بداية وقد عرفه سيّد قطب بالاحتكاك بالتيارات المتناقضة إبّان وبعد الحرب العالمية الثانية حيث ماتت القيم وهلكت الروح.. ”إن المبادئ والأفكار في ذاتها – بلا عقيدة دامغة- مجرد كلمات خاوية أو على الاكثر معان ميتة ! والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعّة من قلب إنسان! لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع.. لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان ولم تصبح كائناً حياً دبّ على وجه الارض في صورة بشر! كذلك لا وجود لشخص – في هذا المجال- لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص. كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان! أما الأفكار التي لم تطعم هذا الغذاء المقدّس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبراً واحداً الى الإمام“.. (أفراح الروح:ص 23-24). إن هذا التحول شبيه الى أقصى الحدود بتحولات مماثلة عرفتها البلدان العربية منتصف السبعينيات من القرن العشرين حين انتقل قادة ومفكرون ماركسيون بارزون الى التيار الإسلامي على قواعد الإسلام الحضاري في مواجهة الغرب والتغرّب والتغريب..

في أميركا يتوقف سيّد قطب عن الكتابة .. ” ولعل منشأ هذا العزوف هو الرغبة في تحقيق شيء أكبر من مجرد الكتابة.. إنني على إيمان بقوة الكلمة وامتدادها . كنت أحس أننا في مصر وفي الشرق قد تكلمنا أكثر مما ينبغي وأنه آن أوان أن نصنع شيئاً آخر وراء الكلام وغير الكلام“ . (مقالته في الأدب والحياة، مجلة الكتاب ، الجزء الرابع ، المجلد العاشر، 1951). وهو يصل الى ذروة موقفه هذا في رسالته الى صديقه الناقد الأدبي أنور المعداوي ( نشرها صلاح الخالدي: أميركا من الداخل بمنظار سيّد قطب ، دار المنار، جدّة 1985، ص 158) ” تنتظر عودتي لأخذ مكاني في ميدان النقد الأدبي ! أخشى ان أقول لك إن هذا لن يكون ، وإنه من الأولى لك أن تعتمد على نفسك الى أن ينبثق ناقد جديد! إنني ساُخصص ما بقي من حياتي وجهدي لبرنامج إجتماعي كامل يستغرق أعمار الكثيرين. ويكفي أن أجدك في ميدان النقد الأدبي لأطمئن الى هذا الميدان“.

إن قول سيّد قطب ” ببرنامج إجتماعي كامل يستغرق أعمار الكثيرين“ يفيد معنى القناعة بضرورة صياغة مشروع لنهضة حضارية شاملة لا ينحصر مداه في عمل جيل واحد ولا تتحدد اُطره في زاوية واحدة من النظر بل هو "برنامج شامل" وهو "مشروع تاريخي" لا يلتزم العجلة والتسرع أو النظرة الإنقلابية النخبوية.