المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november22.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا01/من26حتى38/بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية03/من15حتى22/ولكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

استقلال لبنان أمسى مجرد ذكرى/الياس بجاني

الياس بجاني/اجتماع فرنجية-الحريري في منزل الشاغوري الباريسي وتعتير تيار المستقبل/تعليق للوزير بيضون وتقارير متفرقة عن الاجتماع

اجتماع سليمان فرنجية وسعد الحريري في منزل الشاغوري الباريسي وتعتير تيار المستقبل/الياس بجاني

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الى إذاعة الشرق: الاتيان بسليمان بفرنجية رئيسا مزحة

هل جرى التوافق على «فرنجية» للرئاسة وما صحة لقائه بـ«الحريري»؟

لقاء مزعوم ” يسلط الضوء على تمايز “رئاسي ” لفرنجية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تصاعد أسهم فرنجية للرئاسة اللبنانية بعد اقتراح نصرالله المساومة على عون هولاند أكد لسلام السعي لوضع حد للشغور

حركة طبيعية في مطار بيروت والخطوط الكويتية علّقت رحلاتها

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/11/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 تشرين الثاني 2015

سلام في الذكرى ال72 للاستقلال: انتخاب رئيس للجمهورية يصحح خلل البنيان الدستوري والحصانة الأمنية تحتاج إلى مناخ سياسي سليم

الراعي من مكسيكو: على الرغم مما يحصل من ترهيب وإرهاب مصممون أن نستمر في هذا الشرق

الرئيس أمين الجميل في ذكرى اغتيال نجله: الملف بعد 9 سنوات فارغ وسألنا المحكمة الدولية فأجابونا هذه مسؤولية لبنان

اشتقت لبيار/جويس الجميّل

ماذا قال الرفاق في ذكرى إستشهاد بيار...؟

النائب نديم الجميل في ذكرى اغتيال بيار الجميل: مترسخون في القضية

النائب أحمد  فتفت: لو بقي بيار الجميل على قيد الحياة كان تغير مسار لبنان

كلمات من القلب للسنوات الثمانين الجميلة/فاطمة عبد الله

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

شهيّب لـ «المستقبل»: أرقام الترحيل مضخّمة «وما في شي مخبّا» وحذّر من خطورة الرقص على حافة الهاوية آملاً الاتفاق على رئيس

كنعان: قانون الانتخاب المدخل الوحيد لحل أزمة حكم ونظام

أمين السيد: ما تدعيه دول التحالف ودول خليجية عن حرب ضد داعش هو أكبر عملية خداع فهي من صنعتها ودعمتها وقدمت لها التسهيلات

الحريري: الشغور الرئاسي أكبر إهانة توجه إلى اللبنانيين في عيدهم الوطني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط»: منطقة آمنة من «داعش» خلال أسبوع/فرنسا قد تسهم في إنشائها.. وأنقرة تضيق على التحويلات المالية وتمنع دخول «إسلاميين»

مجلس الأمن يقر مواجهة شاملة ضد داعش بسوريا والعراق 

ستة روس وثلاثة صينيين وأميركي وبلجيكي بين القتلى وإعلان الطوارئ في مالي بعد الهجوم على «راديسون»

36 قتيلاً في غارات مكثفة على شرق سورية ومساع دولية لفصل موقف روسيا عن إيران بشأن الأسد

اعتبر أن التنظيم يشكل تهديداً عالمياً غير مسبوق ومجلس الأمن يجيز اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للقضاء على إرهاب «داعش»

العاهل الأردني يجري محادثات مع بوتين الأسبوع المقبل

إغلاق محطات المترو وإلغاء التجمعات وحفل موسيقي وتعزيز الإجراءات الأمنية وبروكسل ترفع مستوى الإنذار إلى الدرجة القصوى تحسباً لهجوم إرهابي وشيك

لوبن يقترح قطع رؤوس المتطرفين

استنفار في الجزائر وتوقيف ثلاثة في خلية «داعشية»

تركيا اعتقلت بلجيكياً متورطاً باعتداءات باريس وهولاند يشكر العاهل المغربي على «المساعدة الفعالة»

شيخ الأزهر: الإرهاب لا دين له ولا هوية ومن الظلم الفاضح ربطه بالإسلام وحضارته

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جُلْجُلة الاستقلال/بول شاوول/المستقبل

استقلالان على «الرخام الأحمر»/رولا عبدالله/المستقبل

مكافحة الإرهاب حرب عالمية ثالثة فهل تلتئم الحكومة/ثريا شاهين/المستقبل

النظام بلا رأسه والمعارضة بلا نصرها/حازم الامين/الحياة

كي لا يقع الغرب في فخّ «داعش»/الياس حرفوش/الحياة

الإرهاب بين الأسد وهستيريا «داعش»/ خالد الدخيل/الحياة

الإرهاب يدمّرنا قبل تدمير الآخرين/خالد الحروب/الحياة

«داعش» صناعتنا وصناعتهم/مصطفى زين/الحياة

الاستقلال اليتيم والسيادة المفقودة/غسان بركات/جنوبية

جعجع ينكفىء: الحلفاء اجبروني/منير الربيع/المدن

فساد الخارجية في عيد الإستقلال/علي رباح/المدن

ثلاث خطوات لمعالجة الارهاب الاسلامي/محمّد علي مقلّد

من نصرالله إلى مجلس الأمن/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

النظام بلا رأسه والمعارضة بلا نصرها/حازم الامين/الحياة

اخطاء الخمسة التي أعادت الإرهاب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إلى الأزهر والمؤسسات الإسلامية/عادل درويش/الشرق الأوسط

«داعش» أولاً أم بشار؟/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا01/من26حتى38/بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء

وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة، إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم. ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!». فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام! فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله. وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع. وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه، فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!». فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟». فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله! وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!». فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك.

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية03/من15حتى22/ولكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.

يا إٍخوَتِي، كَبَشَرٍ أَقُول: إِنَّ الوَصِيَّة، وإِنْ كَانَتْ مِنْ إِنْسَان، إِذَا أُقِرَّتْ، لا أَحَدَ يُبْطِلُهَا أَو يَزِيدُ عَلَيْهَا. فالوُعُودُ قِيْلَتْ لإِبْراهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. ومَا قِيْلَتْ: «ولأَنْسَالِهِ»، كأَنَّهُ لِكَثِيرِين، بَلْ «وَلِنَسْلِكَ»، كَأَنَّهُ لِوَاحِد، وهُوَ المَسِيح! فأَقُولُ هذَا: إِنَّ وَصِيَّةً سَبَقَ اللهُ فأَقَرَّهَا، لا تُلْغِيهَا شَرِيعَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ أَرْبَعِ مِئَةٍ وثَلاثِينَ سَنَة، فَتُبْطِلُ الوَعْد. وإِذَا كَانَ المِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم. إِذًا فَلِمَاذَا الشَّرِيعَة؟ إِنَّهَا أُضِيفَتْ بَسَبَبِ الْمَعَاصِي، حَتَّى مَجيءِ النَّسْلِ الَّذي جُعِلَ الوَعْدُ لَهُ. وقَدْ أَعْلَنَهَا مَلائِكَةٌ على يَدِ وَسِيطٍ، هُوَ مُوسى. غيرَ أَنَّ الوَاحِدَ لا وَسيطَ لَهُ، واللهُ واحِد! إِذًا فَهَلْ تَكُونُ الشَّرِيعَةُ ضِدَّ وُعُودِ الله؟ حاشَا! فَلَو أُعْطِيَتْ شَرِيعَةٌ قَادِرَةٌ أَنْ تُحْيي، لَكَانَ التَّبْرِيرُ حَقًّا بِالشَّرِيعَة. ولكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

استقلال لبنان أمسى مجرد ذكرى

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/15

واقعاً وحقيقة وممارسات وثقافة إن استقلال لبنان الحقيقي هو مغيب وغير موجود لا من قريب ولا من بعيد وقد أصبح مجرد ذكرى دون محتوى، وذلك على خلفية احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي والمذهبي للبلد مباشرة منذ العام 2005 ومصادرته بالقوة والبلطجة والسلبطة والمال قراره والهيمنة مباشرة أو مواربة على كل مؤسساته. في حين أن القوى المفترض أنها سيادية واستقلالية والمسماة 14 آذار تعيش حالة من العبثية والضياع والتراجع والعجز والاستسلام لأنها بغالبيتها وببساطة متناهية نفعية ونرسيسية وليس لديها رؤية مستقبلية، كما أن العديد من أنفارها هم مرتزقة ومن بقايا وأيتام حقبة الاحتلال السوري الأسدي .

لماذا وبعد 10 أعوام على خروج المحتل الأسدي العسكري من لبنان لا يزال البلد على وضعيته الحالية من "المّحل" والبؤس والفوضى والملجمية الفاقعة؟

الجواب التلقائي والعقلاني، هو لأن أهل السياسة في 14 آذار السيادية في غالبيتهم هم من "أكلة الجبنة" وقد قبلوا وكل واحد منهم لأسباب تخصه وتتعلق بمصالحه الذاتية أن يتحولوا إلى أدوات رخيصة وطيعة وذليلة تكتفي بردات الأفعال الآنية ولا يجيدون عن سابق تصور وتصميم إرادة القيام بالأفعال.

باختصار، لا يُعقل أن يستعاد الاستقلال المغيب والمصادر من قبل المحتل الإيراني في ظل تجمع 14 آذار السيادي والاستقلالي المفكك والعاجز عن غير ردود الأفعال، وبوجود طاقم سياسي لبناني في القاطع الآخر المقابل ل 14 آذار أفراده هم من كل الشرائح المجتمعية والمذهبية هو عملياً تاجر وطروادي من أمثال النائب ميشال عون وكل من هم من خامته وفجوره وبثقافته الأكروباتية والنفعية.

عملياً، إن بين لبنان والاستقلال الحقيقي فجوات كبيرة جداً لا يمكن ردمها بوجود طاقم لبناني سياسي عفن وتاجر، وبظل انشغال الدول الإقليمية والدولية بحروبها ومصالحها.

وكذلك هناك استحالة لاسترداد الاستقلال ما دام القرار الوطني الحر والضميري مُختطف ورهينة وأسير بلطجة وإرهاب حزب الله، وفي ظل وجود عشرات الدويلات والمحميات الأمنية المنتشرة سرطانياً على لأراضي اللبنانية دون حسيب أو رقيب وخارجة كلياً عن سلطة الدولة.

وكما أن لحزب الله دويلاته ومحمياته وجيشه، كذلك هي وضعية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ال 13، التي تتمتع بالحكم الذاتي الفوضوي، وقد تحول أكبرها، الذي هو مخيم عين الحلوة إلى ملاذ آمن للعشرات من المنظمات الأصولية والمافياوية المحلية والإقليمية والدولية.

من هنا لا يحق لأي لبناني كائن من كان وطبقاً لمعايير الحق والحقيقة والواقع المعاش على الأرض أن يتعامى عن واقع احتلال وطنه ويحتفل بعيد الاستقلال الذي هو عملياً أمسى مجرد ذكرى لا أكثر ولا أقل.

كيف نسمح لأنفسنا أن نحتفل بالاستقلال ونتقبل التهاني في حين أن القرار الوطني وعلى كافة المستويات والصُعد مصادر، والقضاء معطل ومسيس ومرتهن وتابع لسلطة قوى الأمر الواقع الإرهابية والبلطجية، وفي حين أن الحكم بغالبية أفراد طاقمه العفن والذليل ارتضى وضعية العبيد.

بالله عليكم أي منطق هذا الذي يجيز تقبل التهاني بالعيد في حين أن حزب الله وأدواته المحليين من أمثال الشارد ميشال عون يمنعون بالقوة انتخاب رئيساً للجمهورية، ويعطلون عمل الحكومة، ويخصون واجبات مجلس النواب، ويشرعون الحدود، ولا يسمحون حتى برفع القمامة من الشوارع؟

لمن نقدم التهاني في ذكرى عيد الاستقلال المغيب في حال أردنا ذلك رغم كل المآسي والكوارث التي يقف ورائها حزب الله؟

نقدمها للذين ضحوا بأنفسهم وبكل ما يملكون للدفاع عن الاستقلال والوطن والمواطنين وهم كوكبة شهداء لبنان الأحياء والأموات والمعاقين منهم وما أكثرهم حيث لا يخلوا بيت من بيوتنا من عشرات الصور لهؤلاء الأبطال المعلقة على الجدران.

إن العرفان بالجميل واحترام الذات والكرامة والعزة والإيمان يقضون تقديم التهاني للشهداء والمعاقين ولذويهم فقط، وفقط، ونقطة على السطر.

أما كل حفلات الكذب والنفاق بتقبل التهاني هي بالواقع إهانة كبيرة لكل لبناني يحترم نفسه وعنده كرامة وعزة نفس ويرفض وضعية الغنم والمسالخ.

نعم، الاحتفال بعيد الاستقلال واجب وطني وملزم أيضاً، ولكن فقط، وفقط عندما يُسترد هذا الاستقلال من حزب الله الإيراني والإرهابي.

وإلى أن يتحرر لبنان من الاحتلال الإيراني فإن لا معنى ولا قيمة ولا مصداقية لكل الاحتفالات التي تقام في لبنان وبلاد الانتشار على حد سواء.

 ونختم مع (أبو تمام) قائلين لمن يعنيهم الأمر: "فإن لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء"، ومن له أذنان سامعتان فليسمع.

*الكاتب ناشط اغترابي لبناني
عنوان الكاتب البريدي

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/اجتماع فرنجية-الحريري في منزل الشاغوري الباريسي وتعتير تيار المستقبل/تعليق للوزير بيضون وتقارير متفرقة عن الاجتماع

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/21/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85/

اجتماع سليمان فرنجية وسعد الحريري في منزل الشاغوري الباريسي وتعتير تيار المستقبل

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/15

رغم نفي تيار المستقبل خبر اجتماع فرنجية-الحريري، أكدت كل المراجع الموثوقة أن الاجتماع حصل وقد يكون سبقة اجتماعات واجتماعات، كما كانت مسرحية اجتماعات عون-الحريري الفاشلة في بلدان عديدة. في الواقع المعاش لبنان دولة فاشلة ومحتلة وطاقمه السياسي عفن ونتن وكل ما عدا هذا هو تفاصيل كون فاقد الشيء لا يعطيه. الوزير السابق عبد الحميد بيضون قال اليوم لإذاعة الشرق اليوم إن وصول سليمان فرنجية لقصر بعبدا هو مزحة. نحن نرى أن الأمر في المنطق والعقل هو بالتأكيد مزحة، ولكن إذا أخذنا بعين الإعتبار سذاجة تيار المستقبل وتفككه التنظيمي والقيادي وعدم قدرته المزمنة على أخذ المبادرات وخلق الحلول وفقط الاكتفاء دائما بردات الأفعال الغبية والإستسلامية لا يعود الأمر مزحة. تيار المستقبل كارثة سياسية تماماً كما هو حزب الله كارثة عسكرية احتلالية. باختصار الطاقم السياسي في لبنان هو قمامة كما القمامة المتكدثة في الشوارع. حقيقة مخجلة ولكنها الحقيقة.

*الكاتب ناشط اغترابي لبناني
عنوان الكاتب البريدي

phoenicia@hotmail.com

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الى إذاعة الشرق: الاتيان بسليمان بفرنجية رئيسا مزحة

21 تشرين الثاني/15/رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن فكرة الحرب على الارهاب يجب ان تعود الى حجمها الطبيعي، لانه تحت شعار “الحرب على الارهاب” تخاض عمليات عسكرية لا تكون نتيجتها إلغاء جذور الارهاب.وقال بيضون، في حديث الى إذاعة “الشرق”: “مع الاسف ان تعلن فرنسا انها في حالة حرب لانها هي من ضمن الذين سكتوا منذ 4 سنوات ونصف عن الحرب الحقيقية التي تحصل في سوريا حتى انتجت لهم عدة ظواهر كداعش والنصرة وغيرها. واليوم آن الاوان جدياً لايجاد حل جذري للوضع في سوريا والعراق وبالتالي وضع لبنان لان هناك ترابط بينهم”.لبنانيا، وبشأن التسوية التي يحكى عنها، لفت بيضون الى أن “الكلام الذي قاله الامين العام لحزب الله حسن نصر الله سبق وأن ردده الرئيس نبيه بري عندما دعا للحوار وتحدث عن تسوية شاملة وسلة كاملة”. وسأل: “الحوار الوطني بدأ منذ 3 اشهر ما هي نتائجه؟ لا نشهد سوى اجراءات امنية مخيفة ومذلة للناس، فحزب الله غير مستعد لتقديم اي شيء ويريد أن يأخذ كل شيء”.واستهجن “لماذا هذه الصبغة السياسية لمنطقة سكنية كالضاحية؟ الملف الذي يجب ان يفتح اليوم كيفية ازالة هذه الصبغة السياسية الميليشوية عن هذه المنطقة. فحزب الله وحركة أمل يستخدمان الضاحية وسكانها كدروع بشرية”.وردا على سؤال، أشار بيضون الى أنه “اذا اردنا بناء دولة في لبنان يجب تحويل القرارين 1559 و1701 الى الفصل السابع، وأن يصبح إلزاميا تسليم كل الميليشيات سلاحها للدولة”.وعن ملف رئاسة الجمهورية، قال: “يبدو ان حزب الله عاد الى النغمة القديمة فهو يقول للرئيس سعد الحريري إقبل بميشال عون رئيساً للجمهورية أقبل بك رئيساً للحكومة يعني انه يبيع سعد الحريري رئاسة الحكومة من جيبه”، معتبرا أن “حزب الله لن يتخلى عن عون كرئيس للجمهورية والحديث عن الاتيان بسليمان فرنجية رئيساً هو مزحة لان فرنجية من بيت الأسد”.الى ذلك، وعن انعكاس ما يجري في الخارج على الداخل اللبناني، رأى أن “ما يجري اليوم في لبنان من عقد لجلسات الحوار لا نتيجة مرجوة منها وهناك امر اساسي يجب ان يحصل، وهو أن الدولة اللبنانية ان تاخذ دورها كاملا من خلال برنامج اصلاحي عميق يبدأ بقانون انتخاب اصلاحي بالدرجة الاولى وليس على شاكلة قانون انتخاب يعيد الطبقة السياسية نفسها”.ومضى قائلا: “مصلحة لبنان ومصلحة الجميع في الوطن تقتضي ان يكون لبنان قويا ولكن هذا الامر يلزمه قرار ونصر الله لا يملك القرار في هذا الموضوع والقرار عند ولي الفقية وليس عنده. فحزب الله هو من يخرب البلد ومن الواضح انهم لا يريدون رئيسا قبل أن يتم البت بمصير الاسد في سوريا وهم يستعملون لبنان كرهينة”.بيضون تساءل: “ماذا يريد الطرف الاخر من الرئيس سعد الحريري ان يأتي الى البلد ويؤمّن الثقة به ويعمل على ازدهار الاقتصاد فيه في الوقت الذي يخرج به الفريق الاخر على المنابر ويشتم السعودية كل يوم؟!. الرئيس الحريري لديه تجربة سيئة مع هذا الفريق ولا يمكن ان تتكرر. واذا اتى الى سدة الرئاسة رئاسة الحكومة يأتي على اساس انه ممثل حقيقي لمشروع قيام الدولة اللبنانية وقبل كل شيء ياتي من دون عقبات ومن دون قيود”.وختم: “على الاقل إسم الحريري يعطي ثقة بلبنان بينما هؤلاء ضربوا الثقة بالبلد، وبالتالي فإن مشروع الحريري هو مشروع انقاذي”.

 

 هل جرى التوافق على «فرنجية» للرئاسة وما صحة لقائه بـ«الحريري»؟

خاصّ جنوبية 20 نوفمبر، 2015/لا تزال الساحة الداخلية تترقب المواقف السياسية والمناخات الإيجابية التي نجَمت من التسوية التي أمّنت انعقاد الجلسة التشريعية، وكذلك من دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله إلى “تسوية سياسية شاملة” وردّ الرئيس سعد الحريري الإيجابي عليها، خصصواً أن البعض بدأ يتلمس إمكانية تحقيق إنفراجة في البلاد من الآن وحتى مطلع السنة الجديدة إلى انفراجات سياسية.  انشغلت الاوساط السياسية المتابعة بما نشرَه بعض وسائل الاعلام عن لقاء مرتقب بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية في باريس. لكنّ المعنيين سارَعوا الى نفيه. وأكد المكتب الإعلامي لـ”المردة” أن “لا صحة لهذا الخبر وأنّ زيارة فرنجية لباريس اجتماعية فقط”. وأكّد الحريري قبَيل مغادرته باريس الى الرياض أن لا عِلم له بأيّ اجتماع مع فرنجية. وبصرف النظر عن النفي، فإن مصادر نيابية أكدت لـ”اللواء” ان المرشح الجدي الذي تدعمه “8 آذار” هو النائب فرنجية، وهي تتقاطع في ذلك مع النائب وليد جنبلاط الذي أظهر استعداداً للتصويت له، إذا كان ذلك يؤدي إلى إنهاء الشغور، ودخول البلد في مرحلة سياسية جديدة، وهو الموقف الذي أبلغه لبعض اصدقائه من قدامى الحركة الوطنية، في الغداء الذي أقامه على شرفهم توفيق سلطان قبل اقل من شهر. وقالت “السفير” إن المتداول في بيروت أن فرنجية أبلغ المحيطين به أنه في باريس في “زيارة خاصة”، أما الحريري، فقد عاد قبل أيام لمشاركة عائلته في مناسبة اجتماعية خاصة، لكن اللافت للانتباه أن بعض مستشاري رئيس الوزراء السابق كانوا ملتزمين مسبقا بالسفر إلى باريس يوم الثلاثاء الماضي، وعلى هذا الأساس، تأجلت جلسة الحوار بين “حزب الله” و”المستقبل” حتى مطلع الأسبوع المقبل. قال وزير الداخلية نهاد المشنوق: “لا مانعَ من حصول لقاء في أيّ وقت، ولا أدري لماذا “الضجّة” حول الأمر، فكل القوى السياسية تتواصل بعضها مع بعضها، وهي على طاولة الحوار، فما الفارق بين الجلوس على طاولة الحوار في المجلس وبين الجلوس على طاولة الغداء في باريس؟ ليس هناك أيّ شيء يَمنع الاجتماع”.

تسريب “ليبان كول”/ولم تكد خدمة “ليبان كول” الإخبارية تبث الخبر، صباح أمس، عبر تطبيقها الإلكتروني المسموع والمقروء، حتى انهالت على القيمين عليها الاتصالات من بيروت وباريس للاستفسار عن المصدر الذي سرّب.. وصولا إلى مطالبة القيمين على الخدمة بنفي أصل الخبر، وعندما تعذر التجاوب، كان لا بد من نفي يصدر بلسان كل من فرنجية والحريري عبر شاشة “ال. بي. سي” تولاه المستشارون، بفارق دقائق قليلة جدا، وهو أمر غير مألوف سابقا، إن دل على شيء، إنما على عدم وجود مصلحة للرجلَين في تعميم خبر اللقاء حتى لو كان قد عُقِد، بدليل الحرص المتبادل على “النفي المطلق”.

حكاية التواصل مع بنشعي/ولفتت “السفير” إلى أنه قبل نحو شهرَين تقريبا، بدأت حلقة ضيقة من المستشارين في الفريق الحريري تتداول إمكان وجود فرصة لـ”التسوية الداخلية”، انطلاقا من رؤية شاملة للملف اللبناني بكل أبعاده الإقليمية. كان الاستنتاج المشترك بين هؤلاء أنه لا بد من محاولة جس نبض الفريق الآخر. “كلمة السر” ـ المفتاح هي الآتية: هل انتم مستعدون للتخلي عن ترشيح ميشال عون والقبول بفرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية في إطار سلة سياسية متكاملة تضمن عودة سعد الحريري إلى لبنان وتحمله مسؤولية رئاسة الحكومة؟ وكشفت “السفير” أنه تبرع “الفدائي” الدكتور غطاس خوري، من موقعه “الأكثر براغماتية” في الفريق الحريري لهذه المهمة. طلب موعدا لزيارة بنشعي، ولم تَمْضِ ساعاتٌ حتى استقبله سليمان فرنجية. رمى خوري الفكرة، غير أن فرنجية، وعلى جاري عادته وسرعة بديهته، أجاب ضيفه بأن “الجنرال” هو مرشح فريقنا، لكنه طلب من خوري أن يراجع مرجعيته، ويعود بتصور واضح، على أن تكون الكلمة الفصل لكل “فريقنا السياسي”. انتهى اللقاء من دون ضجيج إعلامي، وبدا الجانبان حريصين على عدم التداول بالأمر إعلاميا. كان يُفترَض أن يكمل خوري مهمته، غير أنه انقطع فجأة عن المتابعة، لكن اللافت للانتباه أن بعض المحيطين بالحريري من بيروت، وخصوصا أحد الوزراء المخضرمين كان يردد علنا أنه لا شيء يمنع القبول بترشيح فرنجية، في إطار صفقة سياسية شاملة، ولكن ظروفها غير ناضجة حتى الآن. في هذه الأثناء، كانت قد سرت الكيمياء وفق “السفير” في العلاقة بين فرنجية والسفير الأميركي ديفيد هيل الذي لم يكن يخفي في مجالسه الخاصة احترامه الشخصي للزعيم الشمالي وإعجابه به. زاره مرتين في بنشعي ودعاه بينهما الى مأدبة عشاء في السفارة في عوكر، وكان الكلام بين الإثنين واضحا، خصوصا من جانب فرنجية الذي قال كلاما في السياسة لا يقل بصراحته عما يقوله في اجتماعات كوادر “المردة”. كان الاستنتاج أن الأميركيين لا يضعون “فيتو” على أي مرشح رئاسي لبناني يحظى بتوافق اللبنانيين، وأنهم إلى جانب حماستهم لاستمرار عمل المؤسسات الدستورية ودعوتهم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يحبذون استمرار الحوار بين اللبنانيين.

تطمين عون/ولاحظت مصادر سياسية مواكبة ان زيارة بعض الشخصيات المحسوبة على فريق “8 آذار” والصديقة لـ”حزب الله” إلى الرابية في اليومين الماضيين، أتت على خلفية إرسال رسائل تطمين للنائب ميشال عون إزاء الهواجس التي بدأت تنتاب فريقه من اعداد “طبخة” رئاسية وحكومية ونيابية وميثاقية تتجاوز ما هو قائم، وتؤسس لمرحلة جديدة من التفاهمات الداخلية، في موازاة الجهود القائمة لتوظيف التطورات الميدانية في سوريا لإيجاد حل لهذه الحرب التي يُهدّد استمرارها لسنوات جديدة مستقبل الاستقرار الدولي.

 

لقاء مزعوم ” يسلط الضوء على تمايز “رئاسي ” لفرنجية

المصدر: “النهار” – خاص/21 تشرين الثاني 2015

لعل المفارقة الغريبة التي طبعت الانطباعات السياسية حيال “شائعة” عن لقاء جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية في باريس والتي سارع كل منهما الى نفيها فور شيوعها هي ان كثرا من السياسيين الدائرين في فلك الفريقين يميلون ضمنا الى ترجيح حصول اللقاء فعلا.

الواقع انه يكفي ان تسود حالة من الترجيحات بين الاوساط السياسية التي بدت مهتمة بتقصي حقيقة ما يقف وراء هذه “الشائعة” بنصف يقين وحيرة بين مصدق لنفي حصول اللقاء وغير مصدق له ليتبين ان ثمة ما كان يجري تداوله في شأن تحركات فرنجية تحديدا ومواقفه السياسية وتموضعاته في شأن الملف الرئاسي منذ فترة سبقت هذه الشائعة باشهر عدة. ذلك ان رئيس تيار المردة اثار غبارا كثيرا في الاونة الاخيرة من خلال حرصه على ابراز موقعه المتمايز عن مواقف حليفه و”مرشحه” الاول للرئاسة الاولى العماد ميشال عون في معادلة لا يزال كثيرون من معارضي وصول كل من الزعيمين الى رئاسة الجمهورية يعتقدون جازمين بان طريق قصر بعبدا لن تكون معبدة لهما سواء بسواء. ومع ذلك فان احتمال لقاء الحريري مع فرنجية ولو وجد طريقه الى النفي الفوري على لسان الحريري وفرنجية لا يحدث صدمة واقعية لدى بعض من يتابعون تطور تحرك فرنجية وتمايزه الذي برز بقوة في ملفات عدة متعاقبة اخيرا من بينها اصراره على حضور الجلسة التشريعية لمجلس النواب في عز معارضة عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لها قبل ان تفتح التسوية التي اجترحها الحريري الطريق امام موافقتهما على المشاركة فيها. حتى ان هؤلاء وفي معرض عدم استبعادهما فرضية ان يكون لقاء الحريري وفرنجية قد حصل فعلا يعودون بالذاكرة الى اللقاء السري الاول الذي عقد بين الرئيس الحريري والعماد عون في باريس والذي ظل ستار الانكار والكتمان مفروضا عليه طوال اشهر عدة الى ان اكد عون نفسه حصوله. ولكنهم يسارعون الى القول انه في حال صح حصول اللقاء بين الحريري وفرنجية فانهم يرجحون ان يكون انعقاده جاء برغبة من فرنجية وبموافقة من الحريري باعتبار كما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق فان اي شيء لا يمنع لقاء كهذا ما دام الجميع يلتقون حول طاولة الحوار. ولكن للمتابعين انفسهم تفسيرات تستند الى معطيات سابقة بمدة غير قصيرة لخبر الشائعة عن اللقاء تدفعهم الى الاعتقاد بان شيئا ما جديدا قد يكون طرأ على الحسابات الرئاسية لدى بعض افرقاء 8 آذار ولا سيما منهم فرنجية و”حزب الله” في توسيع هامش الحركة المتصلة بالتسويق لمنطق التسوية السياسية التي يريد هذا الفريق ان تنطلق من التسليم بمرشحه للرئاسة مع الفريق الاخر بما يعني ان التمسك بالعماد عون مرشحا اول ثابتا لهذا الفريق لا يسقط توسيع هامش المناورة امام حركة فرنجية. في معلومات لدى هؤلاء المتابعين ان موضوع ترشح فرنجية جرى تداوله في الكواليس البعيدة من الاضواء بين بعض قيادات 8 آذار قبل فترة بعدما تصاعدت اصداء مواقفه المتمايزة مع مواقف العماد عون.

وتردد ان لقاء عقد قبل اشهر قليلة بين الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والنائب فرنجية جرى خلاله نقاش طويل في ملف الرئاسة وان التوافق بينهما على اولوية ترشيح العماد عون لم تمنع طرح احتمال تبني ترشيح فرنجية في حال الوصول الى اقتناع باستحالة وصول العماد عون. ولكن السيد نصرالله الذي حرص على التعبير عن مدى التقدير الكبير الذي يكنه لزعيم “المردة” حرص بلباقة مماثلة على ابداء الموجبات التي تحتم التمسك بترشيح العماد عون حصرا. كما ان موقف السيد نصرالله، بحسب المعطيات التي يوردها هؤلاء المتابعون، رددها الرئيس السوري بشار الاسد في لقاء جمعه لاحقا مع النائب فرنجية. ويلفت هؤلاء الى ان فرنجية قد يكون لمس معطيات عدة في الاومة الاخيرة من شانها ان تعزز فرصه الرئاسية اكثر من العماد عون الذي بات وضعه يواجه الانسداد في ظل التأزم الطويل الذي استهلكته معادلة التمسك بعون وحده مرشحا لفريق 8 آذار وهو امر قد يتعين معه التساؤل عما اذا كان شيء جديد قد طرأ ومن شأنه توسيع رقعة الخيارات داخل الائتلاف الواحد . وبموازاة هذه المعطيات فان “الشائعة” التي جرى نفي صحتها عن لقاء الحريري وفرنجية اثارت الكثير من التساؤلات ايضا عما يمكن ان يكون دفع بالحريري نفسه الى عقد اللقاء في حال حصوله. في هذه الفرضية يميل المتابعون الى تحكيم خلاصة مفادها ان لقاء مفترضا كهذا ربما يقاس بالمعايير نفسها التي دفعت في السابق نحو حصول لقاء بين عون والحريري والذي فتح قنوات تواصل بينهما اثمر بعضها نتائج سياسية ملموسة من ابرزها تسهيل تشكيل الحكومة الحالية، كما انه يمكن اضافة معايير اخرى تتصل بالانفتاح الحريري على اي تواصل جديد مع زعيم “المردة” ما دام المناخ السياسي الناشئ عن التهدئة والحوارات المتعددة الاتجاه يبدو ماضيا قدما بمعزل عن آفاق هذه الحوارات والى اي مدى يمكن ان تذهب به بالوضع الداخلي .ولا يفوت المتابعون اخيرا ان يلفتوا الى ان عدم حصول اللقاء فعلا لا يعني التقليل من دلالات كل المعطيات التي سبقت هذه “الشائعة” او واكبتها واعقبتها .

 

 تفاصيل الأخبار اللبنانية

تصاعد أسهم فرنجية للرئاسة اللبنانية بعد اقتراح نصرالله المساومة على عون هولاند أكد لسلام السعي لوضع حد للشغور

بيروت – «السياسة»:22/11/15/وسط الجدل الدائر بشأن اللقاء «السري» الذي عقد بين رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في باريس، أكدت المعلومات المتداولة في بيروت حصول حركة ناشطة في العاصمة الفرنسية، من أجل حل عقدة انتخابات الرئاسة، ولاحقاً إحياء كل المؤسسات الدستورية. وتقود هذه الحركة الديبلوماسية الفرنسية بهدوء بعيداً من الأضواء، وبدأت قبل الاعتداءات الإرهابية الأخيرة واستمرت بعدها، وجاءت زيارة فرنجية إلى باريس في هذا الإطار، رغم النفي الرسمي، ورغم القول إنها زيارة خاصة. وتعمل فرنسا على خطين متوازيين حتى الآن، فمن جهة تجس نبض طهران لمعرفة استعدادها للبحث في تسوية للملف الرئاسي، لا يكون فيها العماد ميشال عون العقبة المعتادة، مع إمكانية أن تتفاوض مع باريس على مرشح آخر يرضي الإيرانيين ولا يغضب الأطراف الإقليمية الأخرى مثل المملكة العربية السعودية. وأكد مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت، أن استقبال فرنجية لا يعني أن باريس تبنته كخيار تسعى لتسويقه لموقع الرئاسة الأولى، وإنما الهدف هو الحوار غير المباشر، مع ما يمثله من تحالف إيراني – سوري في لبنان، ومن المبكر الحديث عن اتفاق بشأن اسم ما. وعلى خط ثان، تعمل باريس على الجانب اللبناني فتستطلع من مختلف القوى السياسية مواقفها بشأن الخروج من دوامة الخلاف على المرشح التوافقي، بعد أن توصلت إلى قناعة أن لا مجال لإيجاد هكذا مرشح. أما في الجانب اللبناني، فإن الساحة لا تزال خالية إلا من مبادرة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله التي أضيف إليها تسريب من الحزب عبر إحدى الصحف المقربة منه، بأنها تعني إمكانية التفاوض على حليفه العماد ميشال عون مقابل ثمن ما. ويبدو أن هذا الكلام، يصب في مصلحة فرنجية الذي بدأت تتحدث عنه الأوساط السياسية كمرشح مقبول من قوى «14 آذار». هذه القوى يبدو أنها في مكان آخر، ومنشغلة بخلافاتها، إذ تصاعد التوتر بين بعض المكونات المسيحية لهذا الفريق خصوصاً بين المستقلين المسيحيين من جهة، ورئيس «القوات اللبنانية» سمبر جعجع من جهة ثانية. وأصل الخلاف يعود إلى اتهام المستقلين لجعجع، بممارسة حرب إلغاء جديدة ضدهم، من خلال التنسيق مع عون لتفصيل قانون انتخاب يضمن لهما الفوز بغالبية المقاعد المسيحية وإبعاد المستقلين. والواقع أن هذا الخلاف غير مبرر، لأن البحث في قانون الانتخاب مؤجل حتى إشعار آخر، وافتعال مشكلة بشأنه كمن يضع العربة أمام الحصان. فالمشكلة هي في انتخابات الرئاسة أولاً وأخيراً. وسط هذه الأجواء، تحولت «السرية» التي أحيط بها لقاء الحريري وفرنجية في منزل رجل الأعمال اللبناني جيلبير الشاغوري في باريس، مادة للعتاب الأقرب إلى اللوم تمثل في قول جعجع إنه لم يعلم بهذا اللقاء إلا من الإعلام، وهو ما تلاقى مع إخفاء فرنجية بدوره، الأمر عن حليفه المقرب ميشال عون الذي دأب منذ مدة على انتقاد الأول لتفرده بمواقف خارجة عن إجماع تكتل «التغيير والإصلاح». وفي ذكرى الاستقلال الثاني والسبعين، أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أن «التحدّيات بلغت مرحلة لا تسمح بالتباطؤ في انتخاب رئيس من شأنه تصحيح الخلل القائم في البنيان الدستوري» مضيفاً: «لتكتمل الحصانة الأمنية تحتاج إلى مناخ سياسيّ وطنيّ يسدّ أي ثغرة يسعى الإرهابيون إلى النفاذ منها»، في حين لفت وزير الدفاع سمير مقبل إلى أن «جلسات الحوار التي يرعاها الرئيس بري ومواقف الرئيس سلام المسؤولة والشجاعة تعطي الأمل بتفاهمات». وكان سلام تلقى رسالة تهنئة بذكرى الاستقلال الثاني والسبعين من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أكد فيها «دعم بلاده لبنان في مواجهة التحديات لإنهاء حالة الشغور الرئاسي». وأشاد هولاند بالجهود الشخصية التي يقوم بها سلام من أجل صون وحدة البلاد وتجاوز النزاعات وتأمين حسن سير العمل الحكومي، «في وقت تتعرض بلداننا لأعمال إرهابية بغيضة». وأكد الرئيس الفرنسي أن «فرنسا ستواصل العمل مع كل الأطراف لوضع حد لحالة الشغور» الرئاسي.

 

حركة طبيعية في مطار بيروت والخطوط الكويتية علّقت رحلاتها

بيروت – «السياسة»:22/11/15/أعلن المدير العام للطيران المدني بالتكليف ابراهيم أبو علاوة، أمس، أن حركة مطار بيروت «تسير بشكل طبيعي وعادي، وان كل الإجراءات قد اتخذت في المطار لتأمين حركة الإقلاع والهبوط، ولا داعي لأي قلق بالنسبة لحركة المطار». وأكد أن «الرحلات الجوية تسير رحلاتها على خطوطها وفق الجداول المحددة لها سابقاً. وهناك شركة واحدة هي الخطوط الجوية الكويتية أبلغت السلطات المعنية في المطار عن تعليق رحلاتها ليومي السبت (أمس) والأحد (اليوم). وإن جميع الشركات الأخرى من وطنية وعربية وأجنبية تسير رحلاتها بشكل طبيعي كالمعتاد، وفي مقدمة هذه الشركات شركتنا الوطنية للشرق الأوسط». وكانت الخطوط الجوية الكويتية أعلنت إلغاء رحلتين كانتا مقررتين من وإلى مطار بيروت، أمس، كإجراء أمني احترازي على خلفية المناورات البحرية الروسية في البحر المتوسط قبالة السواحل اللبنانية، مشيرة في بيان لها، أمس، إلى أنها قررت إلغاء رحلتها رقم 502 المقررة إلى بيروت ورحلتها رقم 501 المقررة من بيروت إلى الكويت، كإجراء أمني احترازي حفاظاً على سلامة الركاب بناء على معلومات أمنية بوجود حظر على بعض المسارات الجوية المؤدية إلى مطار بيروت. وشددت الخطوط الجوية الكويتية، على أن هذا التوقيف سيكون موقتاً وخاضعاً للتقويم اليومي، الذي سيحدد استمرار التوقيف أو إعادة التشغيل، مؤكدة تطبيقها وسائل السلامة الجوية حرصاً على أمن طائراتها وركابها. وكان لبنان عمد إلى تعديل مسار رحلات جوية من والى مطار بيروت باتجاه الجنوب بعد طلب من روسيا لتجنب المنطقة التي تجري فيها تمارين عسكرية في المتوسط لمدة ثلاثة ايام. وأكد مصدر رفيع في المطار تعديل مسار الرحلات المغادرة او القادمة من بيروت باتجاه جنوب لبنان، فيما أفادت ادارة طيران الشرق الاوسط ان «بعض الرحلات الجوية المتجهة إلى دول الخليج العربي والشرق الأوسط ستستغرق وقتا أطول بسبب سلوكها مسارات جوية جديدة».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/11/2015

السبت 21 تشرين الثاني 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في الذكرى الاثنتين والسبعين لاستقلال لبنان، ثمة تحديات أمنية ضد الارهاب، وسياسية ضد التبعية سواء في المواقف أم في الافعال. وفي هذه وتلك تبرز صورة القصر الجمهوري بلا رئيس، وصورة السرايا بلا مجلس الوزراء، وصورة البرلمان بجلسة يتيمة قبل أيام للتشريع وبجلسات بلا نصاب لانتخاب الرئيس.

وفي آخر ما هو متداول على صعيد الاستقلال، الخدش الروسي للسيادة عن طريق طلب تعديل المسارات الجوية ورغم ان هذا الطلب غير معلن حتى الآن، لكن السبب المعلن هو المناورات البحرية في سياق الحرب الروسية ضد "داعش".

والصحيح ان الحرب على "داعش" عالمية أيضا، وفي جديدها تحرير المعارضة السورية قريتين في حلب بمؤازرة جوية اميركية وتركية.

وفي الحرب على الارهاب أيضا حال طوارئ قصوى في بلجيكا، في ظل استمرار الاستنفار الفرنسي والحذر البريطاني.

وفي اليمن استعدادات للمقاومة والجيش للسيطرة على مدينة الراهدة جنوب غرب تعز.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بصمت تجري المناورة البحرية الروسية، لكن مفاعيلها تتردد بين العواصم المعنية بمحاربة "داعش" أو القلقة من توسع الارهابيين. حجم التحضيرات الروسية يوحي بأن الأيام المقبلة ستشهد تحولات ميدانية في سوريا.

الجيش السوري يكمل معركة ريف اللاذقية على الحدود التركية، ما يعني قطع إمدادات المسلحين. الطائرات الروسية تصطاد القوافل العابرة شمال أو شرق سوريا بكل الاتجاهات، ما يمنع رفد الارهابيين بالعديد أو بالعتاد.

فرنسا الجريحة باعتداءات باريس تستعد لترجمة التحالف مع موسكو، والثأر من الارهابيين الذين يتلاعبون بأمن وأعصاب الأوروبيين إلى حد تهديد ضرب برج إيفل وهز أمن كل العواصم الأوروبية.

هذه التهديدات شلت الاقتصاد والسياسة، لا بل الحياة في معظم المدن الأوروبية، وخصوصا في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا.

رفع حالات التأهب والإجراءات الحدودية، لا تطمئن الأوروبيين المذعورين، فيما الوحش الارهابي يواصل التخطيط لاستباحة الأمن حيث يستطيع.

مجلس الأمن تبنى بالإجماع مشروع قرار فرنسي لمحاربة "داعش"، لكن محاولات رصدت لعرقلة مشروع قرار روسي يقضي بمكافحة الارهاب.

تلك العرقلة تنم عن ضعف بصيرة أصحابها السياسية، كما قالت موسكو، والروس لن يتقاعسوا عن المطالبة بتبني مشروع القرار في ظل تصدر المشهد في مكافحة الارهاب عمليا، كما يبدو في الاستعدادات البحرية بين قزوين والبحر المتوسط أو في الأجواء السورية.

أما الأجواء اللبنانية، فلم تتأثر بالبلبلة التي سادت في الساعات الماضية. حركة الملاحة استمرت بشكل طبيعي وفق مسار آمن مع تعديل في توقيت بعض شركات الطيران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عشية ذكرى الاستقلال، ولا استقلال حقيقيا في لبنان حتى الآن، طالما أن جزءا من أراضيه تحت الاحتلال الصهيوني، ثمة أمثولة واحدة: أيها اللبنانيون لا أحد في العالم يفكر بكم، سواء كنتم في أزمة أو بلا رئيس او حتى بلا استقلال. لا احد اليوم في العالم تعنيه شعاراتكم التي رفعتموها يوما فاذهبوا و"قلعوا شوككم بأيديكم". فهل من لم يتعظ بعد، أم أن هناك فيتو بات بلا أي تغطية نفطية أو ذهبية يمنع استعادتنا الاستقلال وتحصين حدود وطننا بين عدوين لا ثالث لهما: اسرائيلي صهيوني لا يوفر فرصة لغدر ولا مطمعا في أرض، وارهابي تكفيري ترك عدو الأمة وراح يبحث عما يغذي نهمه للقتل والفتك والتخريب.

وأما الدعاة إلى الاستقلال الحقيقي الناجز من رجالات الوطن القابضين على السلاح عند حدوده، جيشا ومقاومة، فيستمرون في بذل الغالي من الأرواح والدماء، وعيونهم تترقب مدى استجابة الفرقاء لدعوة فتح لها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بابا واسعا لتحصين الوطن تحت سقف سياسي واحد بلا دخلاء، ولا أعداء يتربصون ويبحثون عن موئل لشبكاتهم الارهابية وقد انفرط عقدها وسقطت واحدة من أخطرها بقبضة العدالة بفضل العيون الساهرة واليقظة للقوى الأمنية.

"المنار" تستكمل اليوم رسم الهيكلية الكاملة لإحدى أخطر الشبكات الارهابية بزعامة "صطام شتيوي".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ليلة الاستقلال ذكرى وحسرة، فالعيد غائب بغياب رأس الدولة. قصر بعبدا مقفل ولا استقبالات فيه، الرسالة التقليدية لرئيس الجمهورية لن توجه كالعادة عند الثامنة مساء، الاستعراض العسكري التقليدي لن يقام غدا.

للمرة الثانية، الاستقلال يمر حزينا بلا عيد، لأن معظم المظاهر تثبت غياب الدولة وهشاشة الجمهورية، وحدها النفايات تفرض وجودها في الشوارع والأنكى ان الاستقلال ترافق مع ضربة وجهتها روسيا الى السيادة اللبنانية، ما ارغم السلطات على تغيير وجهة طيرانها المدني. انها الاستباحة الكاملة لدولة لم تحترم ذاتها ولا قوانينها ودستورها، فكيف لدول العالم ان تحترمها؟

سياسيا، لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية لا يزال هو الحدث، فالاجتماع الذي كانت الـmtv أول من كشف حصوله، حرك الجمود المسيطر على الواقع السياسي وجعل فرقاء كثيرين يعيدون النظر في حساباتهم. وفي المعلومات ان اللقاء غلب عليه الطابع الايجابي، علما ان الطرفين توافقا على أمور ولم يتوافقا على أخرى ولاسيما بالنسبة إلى الملف السوري.

على أي حال، أجواء اللقاء ستحضر في الاجتماعات التي تعقدها قيادات تيار "المستقبل" في السعودية، اذ علمت الـmtv ان الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والوزير نهاد المشنوق والدكتور غطاس خوري موجودون في السعودية للتباحث مع الرئيس الحريري في آخر التطورات السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على عكس شعار احمد داوود اوغلو "تركيا صفر مشاكل"، يتحول لبنان إلى دولة صفر حلول. جمهورية بلا رئيس وحكومة بلا تنفيذ وبرلمان بلا التئام. ومع ان الضرورات تبيح المحظورات، الا انها اقتصرت على ضرورة التشريع، في حين تتعزز صورة لبنان كبلد نفايات وأزمات وخلافات وانقسامات. كل أسبوع بلبلة أو خضة، وكل يوم تلفيقة وفبركة، في وقت يتوافد النازحون ويتقاطر الانتحاريون بينما يهاجر اللبنانيون ويغادر المحبطون.

فرنسا تحولت من دولة آمنة إلى دولة أمنية، وبروكسيل المخردقة بالاسلاميين والمخروقة من التكفيريين، بالنسبة الى باريس، أصبحت مثل عرسال بالنسبة للبنان، وأوروبا المفتوحة الحدود منذ اتفاقية الشنغن منذ 20 عاما، تكاد تتحول إلى غيتو فرصوفيا في الحرب العالمية الثانية، والمعابر بين دولها ستعود والحواجز كما بين المصنع وجديدة يابوس والدبوسية والعريضة.

الخلايا النائمة تستفيق في لبنان، وأوروبا تعيش كابوس الارهاب، والاستقلال ذكرى بلا رئيس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

البلبلة التي سادت أمس في حركة المطار، بعدما تبلغت السلطات اللبنانية عن المناورات البحرية الروسية ووجوب وقف حركة الطيران المدني على مدى ثلاثة أيام، انحصرت اليوم بعدما تحدد مسار واحد لحركة الطيران. وسريعا انتقل الانشغال والاهتمام إلى الملفات التي تشكل هواجس محلية وعالمية في آن واحد.

بعدما استفاقت خلايا "داعش" في فرنسا، يبدو انها استفاقت ايضا في بلجيكا التي هي اصلا القاعدة الخلفية للارهاب الذي ضرب باريس. ومن أبرز ما طرأ اليوم ان السلطات التركية أوقفت بلجيكيا من اصل مغربي هو أحمد دهماني شارك مع مجموعة باريس في تحديد الاهداف التي تم ضربها. الأضواء أيضا تركزت على مالي بعد عملية احتجاز الرهائن أمس، وقد أوردت الوكالات هذا المساء ان من بين القتلى نزيلا اسرائيليا.

واشنطن ستتحرك باتجاه المنطقة اعتبارا من غد، إذ يصل إلى المنطقة وزير الخارجية الأميركي ومحطاته تل ابيب والقدس ورام الله وابو ظبي. اما الملفات اللبنانية فتراوح بين الغياب والتغييب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

للعام الثاني على التوالي، يعبر الاستقلال حزينا فوق رؤوس اللبنانيين. يأتي العيد هذا العام مجددا، بلا رئيس للجمهورية، وبحكومة معطلة، وبمؤسسات تترنح من الفراغ او الشلل.

الرئيس سعد الحريري الذي اعتبر أن الشغور في موقع رئاسة الجمهورية أكبر إهانة توجه إلى اللبنانيين في عيدهم الوطني، قال: اذا كان الجيش والشرعية ضمانتي الاستقلال، فان رئاسة الجمهورية هي ضمانة الاستقرار للنظام السياسي.

الحزن في الاستقلال، لم يكن ينقصه سوى المناورات العسكرية الروسية، التي ادت الى اصدار قرار بتعديل الرحلات الجوية من لبنان وإليه، عبر خط الصرفند جنوبا، بالتنسيق مع مديرية الطيران المدني في قبرص، وذلك لتحديد مسار آمن للطيران اللبناني باتجاه أوروبا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

مر طلب روسيا استعمال الأجواء اللبنانية، كتغريدة في سماء "تويتر"، كطيور تحلق للحب لا للحرب. خبر لم يترك سلبيات في أجواء الملاحة السياسية المحلية، بعدما جرى التعاون مع الروس بأداء ودي منقطع النفير، فلم تسجل في المانفستو السياسية أي لوائح شديدة الاعتراض أو عالية السقف، وغابت عن المقصورة الآذارية بجناحيها، المواقف الناظرة في أمور السيادة والاستقلال في عيده الرسمي.

بحره بره درة لبوتين، حيث لا أصوات تعلو فوق المعركة على الإرهاب التي تخوضها روسيا في المنطقة، تعاونها أميركا في ظهير خلفي وأمامي وبتنسيق أكثر من شامل. أسد غاب متى لم تساورنا الفتن، للمرة الأولى، وذلك في استمرار لمفعول الهدنة السياسية غير المعلنة بين الأطراف السياسية منذ التفجير الأخير في الضاحية الجنوبية.

غالبا ما تبنى على القضايا معاركها، لكن استعمال الأجواء الجوية اللبنانية روسيا، كان يتغذى من الخبز والملح المستعمل سياسيا في هذه المرحلة، فمجدكم وأرزكم رمز الخلود، حيث كلكم للوطن، ولم يبرز منكم اليوم سوى العلم في حفل يتيم غابت عنه الفخامة للسنة الثانية، وحضر فيه شيخ العلم بطرس حرب الذي كان قد أسس عام 1979 عيدا لهذا العلم، إبان تسلمه وزارة التربية، وتمكن في غمرة الحرب الأهلية من توحيد اللبنانيين على قضية واحدة، زارعا الأعلام في مناطقهم وعلى شرفاتهم وفي مدارسهم، اليوم وبعد ست وثلاثين سنة، أعاد حرب توسيع دائرة العلم في حفل ناب عن العيد الرسمي الذي لا رئيس يرعى إقامته ككل عام.

الرؤساء يغيبون، الآباء يحضرون ذكرى استشهاد الأحبة المزروعين أبدا في بال الوطن، بيار أمين الجميل وذكراه التاسعة حيث استشهد في حضرة الاستقلال، وقد أحيا حزب "الكتائب" مناسبة رحيله اليوم بقداس حذر فيه الجميل الأب من تبعات خطرة ومدمرة نتيجة استمرار الفراغ.

ولا فراغ في الأقاليم المجاورة. حيث قرقعة الحرب يرتد صداها سياسيا في لبنان من دون أن تنعكس النتائج إلا السلبية منها، وكل يقاتل بحسب مصالحه، إذ تتخذ فرنسا من الثأر ذريعة لضرب المنشآت التحتية النفطية في سوريا، لأنها في المعلن من الأسباب تكون قد ضربت "داعش"، وفي المضمر فهي تضرب روسيا التي تسيطر على عقود النفط في سوريا. فرنسا استهدفت منشآت النفط في دير الزور، زورا فقط لتدمير القدرة الروسية في ما بعد وضرب عقود نفطها.

أما في العراق، فإن التحالف الدولي، والأميركيين تحديدا، لم يسمحوا لا لفرنسا ولا لأي دولة بضرب المنشآت النفطية التي تسيطر عليها "داعش"، لأن هذه المنشآت مملوكة أميركيا، لا بل وتجندت قبل أشهر كل من أميركا وإيران والحشد الشعبي والأكراد وجيش العراق، لاسترجاع آبار النفط في بيجي العراقية من أيادي تنظيم "الدولة الإسلامية"، حتى لا تتأثر العقود، وكان الفرنسيون في موقع المتفرج.


أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 تشرين الثاني 2015

السبت 21 تشرين الثاني 2015

النهار

لوحظ أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط واكب زيارة الوزير جبران باسيل لموسكو بوتيرة يومية من الانتقادات الساخرة.

تملك جهات لبنانية معطيات عن تصعيد كبير جداً في العمليات العسكرية في سوريا بعد جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة الحرب على "داعش".

تؤكد أوساط معنية بملف أزمة النفايات أن الترحيل الى الخارج بات قراراً شبه نهائي وسيبت في غضون أيام.

سعت جهة مسيحية الى جسّ نبض حزب بارز في شأن شائعة لقاء الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجيه فلم تلمس أي رد فعل واضح.

السفير

لوحظ أن القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز يتصرف من موقع العارف بكل التفاصيل اللبنانية بالرغم من غيابه سنوات عدة عن لبنان.

أبلغ مسؤول فرنسي زواره اللبنانيين أن جهازاً أمنياً لبنانياً أبلغ المخابرات الفرنسية في آب الماضي بانتقال مخطط هجمات باريس عبد الحميد أباعود من الرقة إلى أوروبا عن طريق تركيا ـ اليونان.

طار "وعد" بتأمين شقة لمرجع ديني بسبب تقاربه مع مرجع سياسي.

الديار

عمليّة نوعيّة لـ "داعش"

يقول ديبلوماسي اوروبي في بيروت انه غير مطمئن الى الوضع اللبناني ليس فقط بسبب "هشاشة الطبقة السياسية وهوايتها اللعب على حافة الهاوية"، وانما لان التقارير الاستخباراتية تشير الى ان "داعش" ادرج بند زعزعة لبنان بين اولوياته.

الديبلوماسي لا يستبعد قيام "تنظيم الدولة الاسلامية" بـ"عملية نوعية" تكون لها تداعياتها الدراماتيكية على الساحة اللبنانية.

جعجع بين عون وفرنجيّة

وزير في 14 اذار اعتبر ان طرح اسم النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية في اللحظة الراهنة، وبتلك الطريقة، ليس هدفه زرع الشقاق بين رئيس تيار المردة والعماد ميشال عون وانما "التصويب" على الدكتور سمير جعجع.

اما تفسير الوزير لذلك، فهو ان ثمة اتصالات تجري وراء الستار حول الاستحقاق الرئاسي، وطرح اسم "سليمان بك" يضع رئيس حزب "القوات اللبنانية" امام خيارين احلاهما اكثر مرارة من الاخر..

"الوطني الحرّ" يُهدّد مُجدداً بالتصعيد

عاد الحديث في اوساط التيار الوطني الحر عن اللجوء الى التصعيد في الشارع على خلفية بعض المعلومات التي تشير الى ان هناك سيناريو جديد يتم اعداده على حسابه فيما هو كان ينتظر تعاونا معه بعد تجاوبه في المجلس النيابي.

الحريري دعمت نادي النجمة بـ200 الف دولار

قبل مباراة القمة التقليدية في كرة القدم بين ناديي النجمة والانصار، كانت كل التوقعات تصب لمصلحة الانصار نتيجة الازمة المالية العاصفة في نادي النجمة والخلافات الادارية، وقبل يومين من المباراة تبرعت السيدة بهية الحريري بمبلغ 200 الف دولار لنادي النجمة لمعالجة ازمته المالية وعادت الامور الى طبيعتها في النادي وفاز النجمة 1 - صفر. لكن ما حصل بعد المباراة من "شتائم" من قبل مشجعي نادي النجمة طالت السيدة بهية الحريري وآل الحريري وادارة النادي بالاضافة الى موشحات طائفية متبادلة بين جمهور الفريقين استدعت تدخل القوى الامنية. وقد اتصلت السيدة بهية الحريري بادارة الاتحاد اللبناني لكرة القدم واستنكرت ما حصل واعتذر الاتحاد عما بدر في المباراة وغرّم نادي النجمة كما اتصل الرئيس بري بالسيدة بهية الحريري مستنكراً كل ما صدر من كلام بحق الحريري كما زارت ادارة نادي النجمة قصر مجدليون واشادوا بدعم الحريري كما تحدث كابتن النجمة عباس عطوي واستنكر ما بدر من بعض مشجعي النجمة مؤكداً ان النجمة لكل اللبنانيين وفوق الطوائف.

ما حصل يعكس حقيقة الاحتقان الطائفي في البلد، علماً ان القوى الامنية اجلت المباراة لأسبوعين ونقلتها من المدينة الرياضية في بيروت الى صيدا، منعاً لتوتر الاجواء في بيروت.

المستقبل

يقال

إن مؤسسات أمنية لبنانية أبلغت العاملين فيها منذ أيام بعدم السفر إلى بعض الدول الأوروبية بعد هجمات باريس الإرهابية.

إن تقارير ديبلوماسية روسية عُمّمت على دول المنطقة وتحدثت عن أن "حزب الله" منهك جداً عسكرياً في سوريا.

اللواء

نفى سفير دولة كبرى علمه بأن بلاده ترغب بمناورة جوّية، تؤثِّر على الطيران المدني اللبناني!

يقول مُقرَّب من رئيس تكتل مسيحي أن لا موجب إجتماعياً لزيارته إلى عاصمة أوروبية، في هذا الوقت بالذات؟

تؤكِّد قيادات من 14 آذار على الأهميّة الإستثنائية لدور مرجع كبير في رعاية التوافق الوطني..

الجمهورية

ربطت أوساط بين خروج الوضع الداخلي من دائرة الجمود، وبين تسارُع تطورات الوضع السوري، وتحديداً لجهة ما تمّ كشفه أخيراً عن أن بوتين طلب من الأسد التخلّي عن صلاحياته.

قال وزير إن الأولوية اليوم هي للتخلّص من النفايات بمعزل عن طبيعة الخطة أكانت من خلال الطمر أو الترحيل.

شرح رئيس حزب وسطي في لقاء بعيد من الإعلام وجهة نظره من دعم وصول مرشح سُلِّطت عليه الأضواء أخيراً.

قال ديبلوماسي إنه لا يمكنه قراءة مبادرة أمين عام حزب سياسي سوى في كونها رسالة الى الغرب بأن "الحزب" في لبنان قوة إستقرار.

البناء

جزم وزير سابق باستحالة التوصّل إلى حلّ لأيّ مشكلة في لبنان، بما فيها الاستعصاء في الاستحقاق الرئاسي، قبل الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية، معتبراً أنّه رغم بعض الإيجابيات التي تسود حالياً الأجواء السياسية في البلد، فإنّ شيئاً لن يُترجم على أرض الواقع قبل حلّ العقدة الأساس الكامنة في قانون الانتخاب...

 

سلام في الذكرى ال72 للاستقلال: انتخاب رئيس للجمهورية يصحح خلل البنيان الدستوري والحصانة الأمنية تحتاج إلى مناخ سياسي سليم

السبت 21 تشرين الثاني 2015/وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أن "التحديات التي تواجهها البلاد بلغت مرحلة لم تعد تسمح بالتباطؤ في البحث عن مخارج من الاستعصاء الراهن"، داعيا إلى "انتخاب رئيس للجمهورية لتصحيح الخلل القائم في البنيان الدستوري، وبث الروح في الحياة السياسية"، لافتا إلى أن "تعطيل مفاصل الدولة وإضعاف هيبتها، باتت يشكل جريمة بحق لبنان". وشدد على أن "الحصانة الأمنية تحتاج - لكي تكتمل، إلى مناخ سياسي وطني سليم، يسد أي ثغرة يسعى الارهابيون إلى النفاذ منها للتخريب وزرع الفتنة"، داعيا إلى "اتخاذ القرارات الوطنية الجريئة، وتقديم التنازلات لمصلحة لبنان".

جاء ذلك في بيان أصدره سلام بمناسبة الذكرى ال72 للاستقلال، وقال: "للعام الثاني على التوالي، نحيي ذكرى الاستقلال في ظل استمرار الشغور في منصب رئيس الجمهورية، رأس الدولة ورمز وحدة الوطن. ويعرف اللبنانيون جميعا أن هذا الوضع، هو نتاج الصراع السياسي المتمادي الذي أضعف المؤسسات الدستورية، وعطل الحياة السياسية، وألحق أبلغ الضرر بالاقتصاد الوطني"، مشيرا إلى أن "هذا الواقع خلق حالة غير مسبوقة من العجز والشلل، انعكست سلبا على حياة اللبنانيين في الداخل، وأضرت بصورة بلدهم في الخارج، وأثارت في نفوسهم أسئلة كثيرة حول الحاضر والمستقبل، في ظل التحديات الأمنية والمخاطر الإقتصادية والإجتماعية التي تهدد لبنان".وأضاف: "لقد شهدت البلاد الأسبوع الماضي، تطورا أمنيا خطيرا تمثل في الجريمة الارهابية في برج البراجنة، التي حصدت عشرات الشهداء من المدنيين الأبرياء وأعادت تذكير اللبنانيين بأن المعركة مع الارهاب الظلامي مستمرة وصعبة ومديدة"، لافتا إلى انه "قبل هذه الجريمة وبعدها، حقق الجيش والقوى الأمنية إنجازات باهرة حظيت بتقدير واحترام كبيرين من اللبنانيين جميعا، لكن الحصانة الأمنية تحتاج - لكي تكتمل، إلى مناخ سياسي وطني سليم، يسد أي ثغرة يسعى الارهابيون الى النفاذ منها للتخريب وزرع الفتنة. ولقد كان لنا، في ردود الفعل الوطنيةالجامعة على الجريمة المشؤومة، مثال طيب على الجو السياسي الايجابي المطلوب، الذي يعزز المناعة الوطنية ويدفن الشر في مهده". وتابع: "إن الاقتصاد الوطني يتعرض من جهته الى ضغوط كبيرة أدت الى تراجع حاد في كل القطاعات المنتجة التي تسهم في النمو. ونشأت هذه الضغوط عن الوضع السياسي الداخلي، وعن التطورات الاقليمية التي حرمت لبنان من أسواق عديدة، وألقت عليه عبئا هائلا هو عبء النازحين السوريين الذي يواجهه بإمكانات محدودة وسط شح كبير في المساعدات الدولية"، لافتا إلى أن "الملاءة المالية الجيدة للدولة، واستقرار الليرة، لا يلغيان الحاجة الملحة لتوفير الاجواء الملائمة لتعزيز الدورة الاقتصادية وتحفيز النمو. ومثل هذه الأجواء لا يؤمنها سوى استقرار تحققه حياة سياسية طبيعية". وقال البيان: "لقد بلغت التحديات التي تواجهها البلاد، مرحلة لم تعد تسمح بالتباطؤ في البحث عن مخارج من الاستعصاء الراهن، وتأخير القرارات الملحة التي تخدم المصلحة الوطنية العامة، وأولها قرار بانتخاب رئيس الجمهورية، من شأنه تصحيح الخلل القائم في البنيان الدستوري، وبث الروح في الحياة السياسية". وأضاف: "إن تعطيل مفاصل الدولة وإضعاف هيبتها، وإبقاء الحياة العامة في البلاد رهينة التجاذبات والمناكفات والعرقلة، كما حصل في أزمة النفايات، باتت تشكل جريمة بحق لبنان لن تغفرها الأجيال القادمة. إنني أراهن على حكمة القيادات اللبنانية ووطنيتها، وأرى في الحوارات القائمة والأجواء الايجابية المحيطة بها كوة أمل في جدار الأزمة، يمكن أن تفتح باب الحلول التي تنقل البلاد الى حال أفضل، وتحصنها إزاء تداعيات الأحداث الهائلة الدائرة في جوارنا". وتابع: "لقد آن الأوان للخروج من هذه الدوامة التي استنزفت لبنان وأنهكت اللبنانيين. آن الأوان لهدم المتاريس المتقابلة، والخروج الى المساحات المشتركة، وهي مضيئة وكثيرة ورحبة تتسع للجميع. آن الأوان لاتخاذ القرارات الوطنية الجريئة، وتقديم التنازلات لمصلحة لبنان، الذي يستحق منا في ذكرى استقلاله، أن نعيد اليه المعنى الذي أراده له آباؤنا المؤسسون في الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام ثلاثة وأربعين. وآن الأوان لنقدم لأبنائنا، المحلقين عاليا في الوطن والمهاجر، وعدا بغد لبناني أفضل، على قدر أحلامهم وطموحاتهم". وأردف: "في ذكرى استقلال لبنان الثانية والسبعين، نوجه تحية حارة لأبنائنا العسكريين المحتجزين في أيدي الارهابيين، ونشد على أيديهم وعلى أيدي أهاليهم الصابرين، مؤكدين لهم أنهم في قلب لبنان ووجدانه، ومجددين العهد بأننا لن ندخر أي جهد في سبيل إعادتهم أحرارا سالمين. كما ننحني إجلالا لذكرى جميع الشهداء الذين سقطوا من أجل الوطن في جميع المناطق اللبنانية، ونخص بالذكر شهداء القوى العسكرية والأمنية، المنتشرة في الداخل وعلى الحدود، والتي أظهرت في الأيام الماضية مرة جديدة، أنها بيقظتها وكفاءتها واندفاعها وتفانيها، كانت ولا تزال الحصن الحصين للجمهورية".

 

الراعي من مكسيكو: على الرغم مما يحصل من ترهيب وإرهاب مصممون أن نستمر في هذا الشرق

السبت 21 تشرين الثاني 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، الذبيحة الإلهية في كاتدرائية سيدة بالبانيرا المارونية، في وسط العاصمة المكسيكية مكسيكو، عاونه فيه مطارنة أبرشيات الانتشار والرؤساء العامين ولفيف من الكهنة، في حضور قنصل لبنان في مكسيكو رودي قزي وحشد من أبناء الجالية اللبنانية، إضافة إلى وفد المؤسسة المارونية للانتشار. بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة تحت عنوان: "إفرحي يا مريم، لأنك وجدت نعمة عند الله". وقال: "نحتفل الأحد المقبل بأحد البشارة لمريم، البشرى الحسنة للعالم كله. لأن البشارة هي أن الله يصير إنسانا متخذا جسدا من مريم بقوة الروح القدس، من أجل خلاص وفداء كل إنسان على وجه الأرض. أي أن يولد للعالم مخلص إلهي، وفاد لكل إنسان. هذه الدعوة لمريم، هي نموذج ومثال عن دعوة كل واحد منا في تاريخ الخلاص، وفي الواقع يوم تكونت مريم في حشاء أمها القديسة حنة، ككل واحد منا، تدخل الله وعصمها من الخطيئة الأصلية الموروثة من آدم، لأنها كانت في بال الله، أنها ستكون أما لابن الإله المتجسد. وهذا يعني أن كل كائن بشري معروف من الله منذ لحظة تكونه في حشاء أمه، ولذلك فإن كل كائن بشري يحمل معه قدسية حياته من الله". أضاف "أقول هذا في ضوء الإنجيل، لأن العالم اليوم، فقد قدسية الحياة البشرية، ويكفي أن ننظر إلى الإرهاب الذي يمارس في كل مكان، بالأمس في مالي وقبله في فرنسا وقبله في بيروت وسوريا والعراق، وكأن لا قيمة للانسان". وتابع "نحن مدعوون إلى أن نحترم حياة كل الإنسان، هذه هي البشرى الحسنة المعطاة للعالم، هي الإنجيل. فعلى كل واحد منا في حياته اليومية أن يصلي ويسأل الرب: يا رب لقد أعطيتني الحياة فماذا تريد مني شخصيا في تاريخ الخلاص؟"، مردفا "لأننا لا نحيا فقط على المستوى التاريخي بالأكل والشرب والعيش، إنما لكل واحد منا دور في تصميم الله الخلاصي. البشارة لمريم هي الرجاء الدائم لكل العالم، ولذلك نحن أبناء الرجاء. فالله هو سيد التاريخ، والإنسان يعاون الله ببناء تاريخ أجمل وأفضل. الإنسان يحمل لقبا جميلا ومشرفا أنه معاون الله في صنع التاريخ. نحن نصلي اليوم من أجل أن يحافظ كل منا على قدسية حياته، وعلى احترام قدسية حياة الآخر. والحضارة المسيحية هي أن ننشر في العالم كرامة الشخص البشري". وأردف "نحن القادمين من لبنان ومن الشرق، وعلى الرغم من كل الحروب ومن كل ما يحصل من ترهيب وإرهاب، مصممون أن نستمر في هذا الشرق، الذي يحتاج إلى البشرى الحسنة وإلى الانجيل، فالكنيسة تتكلم لغة مختلفة، لغة إنجيل السلام والمحبة والأخوة، إنجيل كرامة الشخص البشري وقدسية الحياة البشرية. إذا نحن لسنا بجماعة الخوف ونستمر لأن الإنجيل انطلق من الشرق، ويجب أن يبقى في الشرق، لكي يعلن منه للعالم". وختم "نصلي معا في هذه الليلة، كي يبقى إنجيل المسيح مستمرا في الشرق، ومن أجل السلام في كل بلدان الشرق الأوسط، ونهاية الحروب المستمرة، ومن أجل أن تجد الأسرة الدولية الحلول السياسية اللازمة، كي يعم السلام في العالم كله. وهكذا عندما نعيش جمال البشارة لمريم، نستحق أن نرفع معها صلاة التسبيح للآب والابن والروح القدس. آمين".

 

الرئيس أمين الجميل في ذكرى اغتيال نجله: الملف بعد 9 سنوات فارغ وسألنا المحكمة الدولية فأجابونا هذه مسؤولية لبنان

السبت 21 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أحيا حزب "الكتائب اللبنانية" وعائلة الجميل، الذكرى التاسعة لاستشهاد النائب والوزير بيار أمين الجميل، في قداس احتفالي أقيم بعد ظهر اليوم، في كنيسة مار ميخائيل - بكفيا، في حضور الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب غسان مخيبر، ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الثقافة ريمون عريجي، وزراء: العمل سجعان قزي، الإعلام رمزي جريج والاقتصاد آلان حكيم، النواب: رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، نديم الجميل وفادي الهبر، الوزراء والنواب السابقين: نائب رئيس حزب "الكتائب" سليم الصايغ، نايلة معوض، جو سركيس، صولانج الجميل، فارس سعيد، المستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، ممثل السفارة الأميركية. نيكول أمين الجميل، عقيلة الوزير الشهيد باتريسيا وولديها أمين وألكسندر، عائلة الشهيد سمير شرتوني، رئيس "جبهة الحرية" فؤاد أبو ناضر، رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، ليلى جورج سعادة، نجلي النائب الشهيد أنطوان غانم توفيق ورانيا، أعضاء المكتب السياسي الكتائبي وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية والروحية والعسكرية، والرفاق والأصدقاء. وترأس الذبيحة المونسنيور بطرس النهري شاركه لفيف من الكهنة، وخدمت القداس جوقة القديسة رفقا جربتا. بعد الإنجيل المقدس، ألقى النهري كلمة، رأى فيها أن "الشهيد بيار عاش شعارات حزب الكتائب بكل معنى الكلمة، وعاش حياة إيمان بالله وبالوطن أيضا"، مذكرا ب"أنه بقي في لبنان، وقدم حياته كلها في خدمة الوطن، وتميز بالبساطة والإيمان فهو البطل الجبار، والإنسان الذي يحب الله والوطن لا يخاف شيئا". وقال: "إن بيار وباتريسيا أسسا عائلة متماسكة، وكان اتكاله على الله تعالى، ولم يكن معه المرافقون الكثر، لأنه كان يتكل على الله"، مضيفا: "بيار أحب الله ولبنان، وورث ملكوت الله، ونطلب منك النعم من لدن سيد الكل". وتوجه إلى الشهيد بالقول: "لقد عشت حياة مسيحية كلها محبة، وحققت إرادة الله على الأرض، أحببت وكرمت وتكرمت، وكان إيمانك مبنيا على المحبة". ولفت إلى أنه "شاهد 2000 صورة للشيخ بيار، لكنه توقف عند ثلاث منها"، قائلا: "أعجبتني الصورة الأولى بعد قربانتك الأولى مع جدك، الذي عاش في هذا البيت الصخرة، بقرب الرجل الجبار المتواضع الوديع، الذي أحبته الناس كلها، والأكيد أنك أخذت منه كل الصفات الحلوة، الصورة الثانية في عمادة الشيخ سامي وعمك بشير يحمل الصليب، والشيخ بشير ينظر إلى الصليب: إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله الأب الجبار، فالبيت الكتائبي بالبيت الجبار، الذي أعطى شهودا كثرا وأبطالا يدافعون عن الوطن، دماؤهم سقت الأرزة الكبيرة، التي ارتوت من دمائهم، ولا خوف عليها لأن في كل مرة موت بريء ينجو الوطن والأرزة من مصيبة كبرى. أما الصورة الثالثة فهي أمام منزل الشيخ يجلس بيار وخلفه شخص ثان يمسكه بكتفيه، هو الرئيس سامي الجميل"، مخاطبا صاحب الذكرى "نحن يا بيار الموجود في دنيا الحق، كلنا متعرضون بكتافك ونمد أيدينا اليك، لتنعم علينا بالنعم السماوية الكبرى".

وشدد على أن "القضية ستبقى ولدينا الرجال الذين يحافظون عليها وثقتنا فيك يا شيخ سامي كبيرة لانك رجل القضية، التي لن تموت طالما انت موجود".

وختم "امطر على كل الزعماء خاصة الموارنة، نعمة الوداعة والتواضع، لان الانسان الذي يتضع يرتفع".

الرئيس الجميل

وألقى الرئيس الجميل كلمة بعد القداس، استهلها بشكر "رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب غسان مخيبر ورئيس الحكومة تمام سلام ممثلا بالوزير ريمون عريجي لمشاركتهما في المناسبة". واذ أكد أن "هذه الجمعة تعزينا"، توجه إلى الوزير الشهيد بالقول: "تعزَّ يا بيار لأن ما زرعته ينبت أكثر وأكثر بالجيل الجديد، الذي آمن بقضيتك. ومستمرون بالنضال ليحيا لبنان، قل للرب إن المآسي والمعاناة طالت كثيرا والضحايا يسقطون يوميا، فليرأف بالشعب اللبناني الطيب والمحب، الذي لا يستحق كل العذاب وهو تجرب كفاية، وآن الأوان لتمد يد العون وتنتشله". ورأى أنه "لا يعقل أن يبقى البلد كل هذه المدة والمؤسسات معلقة"، وقال: "نغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون، ولكن نتيجة هذه الأفعال خطيرة ومدمرة للبلد، وتخلق اليأس والضياع لدى الشعب". وتوقف عند "المؤسسات المعنية بالتحقيق في جريمة اغتيال الوزير الجميل ورفيقه سمير الشرتوني"، فقال "نأسف لأننا لا نلمس، مع شكرنا لها، وهي التي تكتشف كل يوم زارعي القنابل والذين يزرعون المآسي، وتضع أيديها على معظم التفجيرات والمجرمين"، نسألها "هل يا ترى هناك شتاء وصيف تحت سقف واحد؟" كاشفا "ما لا نفهمه انه ورغم ان المؤسسات تبذل كل الجهود، ما زلنا ننتظر منذ 9 سنوات لنبلسم الجرح ولا أحد يشفي غليلنا". أضاف "هناك تخمة في أجهزة المخابرات والقضاء، يعمل وقد سألنا المحكمة الدولية لأننا نحاول أن ندفع باتجاه هذه القضية، فقالوا لنا هذه مسؤولية لبنان، الملف بعد 9 سنوات فارغ، وفي دخولنا في الذكرى العاشرة على استشهاد بيار، الملف لا يزال فارغا ومعلقا، وهذا غير مقبول". وتابع "الرسالة التي نوجهها للمعنيين في غياب بيار، هي أن هذا التصرف غير مقبول وغير مسموح، فلا يمكن أن نبقي جريمة بيار معلقة بهذا الشكل".وختم "أنتم هنا تذكرون الشاب الطيب صاحب القلب الكبير، وقد أحببتم أن تذكروا الشاب الذي أعطى حياته حتى الرمق الأخير، ليبقى لبنان وطن الحرية والكرامة. بيار أمين الجميل: كل يوم يمر، أفهم محبتك للوطن حتى الاستشهاد".

نجل الراحل

وألقى نجل الراحل أمين بيار الجميل نية، توجه فيها إلى أبيه، فقال: "سنوات كثيرة مرت وقد أوقفنا العد، لأنك حاضر فينا، وأنت باق في قلوب الشباب، الذين آمنوا بوطن حر وسيد ومستقل".

أضاف "أخبرك أنني وأخي ألكسندر نكبر بإيمان وحب الوطن، وكل يوم يمر أفهم محبتك للوطن حتى الاستشهاد".

ووعد والده "سنبقى على خطاك ونقف بوجه الخطر أيا كان نوعه".

 

اشتقت لبيار...

موقع الكتائب الرسمي/21 تشرين الثاني/15

جويس الجميّل

هي التي جرحها لن يندمل أبداً، فهي الأم التي فقدت أحد أبنائها، هي التي تبكي بصمت بعد سنين على غيابه، هي الشاهدة على أحلامه وأفراحه، هي التي احتضنته طفلاً وشاء قدرها الحزين أن تبكي على قبره. بعد تسع سنوات على استشهاده لا يزال صوت بيار يصدح في أرجاء المنزل

ولا يزال قلب والدته ينزف ويحترق بعد سنوات على استشهاده تراها تفتش بين الكلمات عن عبارات تعيد فيها رسم صورة ابنها البطل بيار بعد سنوات على استشهاده لم ينسيها الحزن الكبير أن بيار استشهد من أجل لبنان ولبنان فقط. عشية استشهاد الوزير الشهيد بيار الجميل سمحت لنا والدته الشيخة جويس الجميل أن نشاركها هذه الذكرى الأليمة وأن نتصفح  وإياها في كتاب حياة بيار ودفاتر الذكريات. المصدر: Kataeb.org/الكاتب: نادين كفوري

 

ماذا قال الرفاق في ذكرى إستشهاد بيار...؟

موقع الكتائب الرسمي/21 تشرين الثاني/15

 سجعان قزي/سيرج داغر/بيار أمين الجميّل/الياس حنكش

في  الذكرى التاسعة  لإستشهاد الشيخ بيار الجميّل، يحضر الرفاق الكتائبيون بقوة  ليستذكروا شهيد الحزب ولبنان...

قزي: باق في قلب كل واحد منا

وزير العمل سجعان قزيقال لkataeb.org :" هي ذكرى أليمة جداً علينا، فقد كان بإستطاعة الشهيد بيار ترجمة نضاله في سبيل لبنان، لو بقي حيّاً وقاد مسيرة التغييّر، لكن يد الشر حالت دون إكماله هذه المسيرة، في حين انه باق في قلب كل واحد منا ، لان دماء الشهداء تتحوّل الى وقود نضالية دائماً".

حنكش: علمّنا ان نعشق الكتائب

عضو المكتب السياسي الياس حنكش اشار بدوره لموقعنا، الى ان اللقاء الاول مع الشيخ بيار حصل في العام 1998 في الحكمة – الجديدة، حيث لمست خلال ذلك اللقاء مدى إنغماس بيار بالقضية وحبه لها، اذ شعرت بالمصداقية الكبرى التي يتحلى فيها وبقوة الاندفاع لديه، وقال:" في تلك الفترة كان الكتائبيون مضطهدين، لكن بيار كان شجاعاً يحمل صدقاً قل مثيله، وايماناً في القضية لا تجدها بسهولة عند غيره خصوصاً في تلك الحقبة، كان يحمل امانة عليه ان يُنصر من خلالها شهداء الكتائب". ولفت حنكش الى انه في تلك الفترة كان ينتمي الى القاعدة الكتائبية والحركة الاصلاحية، لكن قدر الكتائببين حتى ولو كانت اعداهم ضئيلة ان ينتصروا  للحق، لانهم يحملون الايمان والصدق، وهم إستطاعوا الانتصار.

واضاف:" بيار علمّنا ان نعشق الكتائب لانه كان مؤمناً بها الى آخر الحدود، لقد عايشنا شخصاً إستثنائياً  أرجع الحزب الى اصحابه، وكنت من المقرّبين لبيار على الرغم انني لم أكن من جيله، وشغلت لفترة منصب رئيس المحافظات والاقاليم في الحزب وانا ألاتي من بيت كتائبي، وكنت قد توليت رئاسة خلية الكتائب في جامعة الكسليك  في العام 1997، وتعرضت حينها للمضايقات من قبل ادارة الجامعة، لكن بيار كان مثالنا في التضحية والوفاء للحزب، وإستمرينا في نضالنا، الى ان اتى عام 2000 حيث دخل بيار الندوة البرلمانية واحدث خرقاً كبيراً.

وعن فترة الاستشهاد يشير حنكش الى ان بيار كان الامل بالنسبة لنا، لذا مررنا ضمن غيمة سوداء اذ لم نصدّق اننا فقدناه ، ومَن إغتاله قتله بالجسد فقط،  لان الف بيار وُلدوا من بعده ، ونحن سنبقى متشبثين بالقضية مهما حصل، فإستشهاده اعطانا عزيمة كبرى، لذا بالتأكيد سننصف بيار لان العدالة لا تأتي من المحكمة الدولية، ولا تتحقق إلا مع تحقيق مشروع بيار، فهو لم يكن شخصاً عادياً، لان الجميع راهن عليه بأنه سيكون قدوة وخير مثال للشباب الطامح، اذ كان يرمز الى الشباب وهو بالتأكيد امير الشباب، بيار لم يمت لانه اسطورة ، لقد نهض بالحزب واعاده بقوة الى الساحة، واليوم تتابع مهمته قيادة شابة وحكيمة مع الشيخ سامي، هذا هو حزب الكتائب، فكل واحد منا عمره 80 عاماً، لاننا فعلياً نحمل ميراث وتاريخ هذا الحزب العريق، ونحن بالتأكيد سنستمر بحمل الامانة في اعناقنا ...

داغر: آل الجميّل خلقوا ليضحّوا من اجل لبنان

عضو المكتب السياسي سيرج داغر يروي كيف عايش بيار منذ صغره ، كرفاق في الجيرة والمدرسة حتى كبرا معاً ودخلا الحياة السياسية ، ويقول:" انا من عائلة كتائبية وكان لدينا النضال عينه، فآل الجميّل ُخلقوا كي يضحّوا من اجل لبنان"، ولفت الى الفترة التي عاد خلالها بيار الى لبنان، اذ كانت حينها مرحلة احتلال سوري وإضطهاد لحزب الكتائب، لكن بيار رجع بحماس كبير لا حدود له، وحينها بدأنا بإنشاء الحركة الاصلاحية في الحزب، بحيث أعاد بيار كل كتائبي الى الحزب، على الرغم من كل المضايقات التي كنا نتعرّض لها حينها.

 ويشير داغر الى الاحساس الذي كان يشعر به بيار، وهوإمكانية إغتياله في اي لحظة، اذ كان يردّد بأنه سيدفع حياته ثمناً لمواقفه، خصوصاً انه في آخر فترة تلقى تحذيرات كثيرة بضرورة أخذ الحيطة والحذر، لكنه كان يرفض الحراسة المشددّة والسيارات المصفحّة، اذ كان يعتقد بأن مَن يريد إغتياله سيستطيع ذلك، لانهم إغتالوا  رفيق الحريري على الرغم من المواكب المصفحّة التي كانت ترافقه.

ويصف داغر بيار بالانسان الواقعي والمقدام والشجاع، اذ كانت لديه القدرة كي يكون قائداً، لانه كان يملك الخطاب الحماسي، وفي الوقت عينه كان صاحب قلب كبير وانسان طيّب لا تفارق ثغره الابتسامة.

ويلفت الى ان الفترة الاولى من إستشهاده كانت صعبة جداً، لانهم قتلوا فينا الامل ، لكن ما حققه الحزب لغاية اليوم اعاد لنا ذلك الامل، لذا بتنا نشعر ان بيار لم يترك الحزب وهو بالتأكيد سعيد جداً بوصول شقيقه الشيخ سامي الذي يعمل من اجل تحقيق حلمه، وختم :" انه قدر آل الجميّل ، وهم بالتأكيد حين يكونون على رأس الحزب فهم يخلقون الاندفاع في نفوس الكتائبييّن".

الغول: مستمرون ...

رفيق بيار حنا الغول يقول بدوره :" ضيعان بيار... بالتأكيد لا يستأهله اللبنانيون،  فالخسارة كبيرة جداً، لكن علينا ان ننظر الى الامام،  والى القيادة الحكيمة التي يرأسها الشيخ سامي الجميّل ويسير من خلالها على الدرب عينه، الذي سار عليه شهيدنا بيار الباقي في قلوبنا وضمائرنا، لكن نحن سنستمر لتحقيق كل ما يهدف اليه الحزب من اجل لبنان، وسنبقى نردّد بيار حي فينا...".

صونيا رزق

 

النائب نديم الجميل في ذكرى اغتيال بيار الجميل: مترسخون في القضية

السبت 21 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أعلن النائب نديم الجميل في الذكرى التاسعة لاغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل، في حديث لإذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5"، انه كان يستمع صباح اليوم الى "أحد خطابات بيار اكراما لكل تضحياته، والشخص الذي يؤمن بقضية يضحي بحياته من أجلها".

وتوجه الى "من اغتال بيار ويحاول اغتيال الشعب اللبناني يوميا"، بالقول: "نحن مترسخون في القضية". وشدد على ان "بيار الجميل آمن بثورة الارز و14 اذار"، وقال: "كنا فريقا واحدا متضامنا، قضيتنا السيادة والصمود بوجه حزب الله". ودعا الى "اعادة وضع البوصلة بمكانها لاعادة القضية التي استشهد من اجلها بيار وكل شهداء ثورة الارز لبناء دولة قوية كما يحلمون. نريد المحافظة على الدولة، وعندما يكون هناك دولة تتأمن الكهرباء ولا يعود هناك فساد وترفع النفايات من الشوارع، والتراجع الذي نشهده سببه تغيير الاولويات". واعتبر ان "الحكومة لا تجتمع لان فريق 8 اذار يريد فرط كل مؤسسات الدولة واضعافها، ولا يريد رئيسا ولا حكومة ولا مجلس نواب، بل يريد استمرار حالة الهريان، ما ادى الى ازمة النفايات وباقي المشاكل في البلد. ان ما وصلنا اليه امر مرفوض لان حزب الله يهتم لمصلحة الرئيس السوري بشار الاسد اكثر من لبنان، واذا لم يوجه اللبنانيون اصابع الاتهام لحزب الله باغتيال الحريري وباقي الشهداء، وملف النفايات والتعطيل والتورط في سوريا، واذا لم نضع اولوية بناء بلد من دون سلاح، عندها لن نبني بلدا".

 

النائب أحمد  فتفت: لو بقي بيار الجميل على قيد الحياة كان تغير مسار لبنان

السبت 21 تشرين الثاني 2015 /وطنية - ذكر عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت، في حديث لإذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5"، بأن "الوزير الشهيد بيار الجميل كان زميلا وصديقا، وكان انسانا واعدا مخلصا، يؤمن برسالة 14 اذار وبالعيش المشترك". وقال: "اتصل بي الشهيد بيار قبل ساعة وربع من اغتياله، لتسريع معاملة لها علاقة بحزب الكتائب، وتحدثنا وطلبت منه الانتباه الى نفسه. كان مندفعا ويحب العطاء، وهذا للاسف ما سهل اغتياله، وتربطني به صداقة وعلاقة سياسية عميقة وود". وسرد فتفت كيف ان الوزير الشهيد بيار الجميل طلب منه "الصعود الى بكفيا ليرتاح من الضغط السياسي على اقطاب 14 آذار في تلك الاونة". واعتبر ان "الشهيد الجميل كان يلفت النظر في مجلس الوزراء رغم صغر سنه، بوعيه واستعابه للامور، واليه يعود الفضل ببناء صداقة مع عائلة الجميل. ولو بقي بيار الجميل على قيد الحياة كان تغير مسار لبنان في العديد من الامور". وحول بقاء ملف اغتياله فارغا، أشار فتفت الى ان "المشكلة تكمن بكون المجرمين محترفين، فجريمة اغتياله نفذت باحتراف كبير". أضاف: "الجهد متواصل حول قضية اغتيال بيار الجميل، ومن ضمن اهتماماتي الشخصية ضرورة كشف الحقيقة". وأكد ان "اغتيال الشهيد بيار الجميل كان جزءا من مخطط سياسي كبير، المستهدف منه لبنان وحزب الكتائب".

أما في الشأن السياسي، فقال فتفت: "نحن لم نضع فيتو على احد في موضوع رئاسة الجمهورية". وعلى صعيد آخر اعتبر ان "هناك خطرا يكمن باختراق حزب الله الداخل اللبناني تحت راية سرايا المقاومة". وأكد ان "المدخل للحلول في لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية".

 
 
كلمات من القلب للسنوات الثمانين الجميلة...
 
فاطمة عبد الله/فايسبوك/ فيروز في ثمانينها عطر. فعلٌ فوَّاح فاضَ من الزهرات في عزّها وراح ينتشر. ليس العطر المصنوع جرّاء تفاعل المُركَّبات الكيميائية بل عطر خالص استثنائيّ، لا يُحصر في زجاجة ولا تُستنسخ منه الصور. فيّاضة، تمارس الغزو في اتجاه الكائنات فيما هي في مكانها تحافظ على الهيئة وعلى الهيبة وعلى هالات النموذج.  وفيروز في ثمانينها زنبقة. ليست الجوري فهو السائد بين العشّاق وليست الياسمين فهو الدارج في غزل الجميلات. زنبقة في حديقة متوهّجة وفي مساحات من ثلج. تقف من غير افتعال الشموخ وتتمايل من غير أن تقع. تتخذ لنفسها من الظلمات حضوراً فردياً ومن مناجاة النفس قصيدة. زنبقة لا تصارع الريح وإن صارعتها انتصرت. ولا تدير بتلاتها للشمس وإن فعلت فلن تتشبّه بالورود الأخرىوفيروز في ثمانينها قبلة. قبلة على الوجوه المقهورة، على صبحي الجيز وهو يرحل. وعلى الحصان الصغير الباقي من طفل ميت وعلى ضياع شادي. قبلة لا تخلّف وراءها بقايا أحمر الشفتين، بل ذاكرة. وقبلةٌ لا تتحقّق بالأجساد ولا تشترط لاكتمالها لقاء البشر. قد تتحقّق من خلف قضبان سجين أو جرس كنيسة أو من خلف شِباك صيّاد وقلم. وقد تتحقّق بالتلويح فحسب وبالتواصل من المسافات الهائلة ومن ذرف الدمع على كلّ مُعذَّب. أو بالنظر إلى بلبل في قفص ومواساة أمّ تبكي ابنها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

شهيّب لـ «المستقبل»: أرقام الترحيل مضخّمة «وما في شي مخبّا» وحذّر من خطورة الرقص على حافة الهاوية آملاً الاتفاق على رئيس

حاوره: نبيل أبو غانم/المستقبل/22 تشرين الثاني/15

ينبّه وزير الزراعة اكرم شهيب على أن لبنان لم يعد قادراً على تحمّل الترف السياسي، محذّراً من ان الامعان في تعطيل المؤسسات وعملها يدفع بالبلد أكثر إلى حافة الهاوية ويقول لـ «المستقبل» :«آن للمعطلين أن يدركوا أن الرقص على حافة الهاوية سيؤدي بالبلد ومؤسساته في ظل الأتون الاقليمي الملتهب الذي لم نسلم من ناره ودفعنا غالياً دماء أبرياء سالت في برج البراجنة، تمكّنا بوعي شعبنا وإحساس وطني عميق بأن الجميع مستهدف، من تعطيل أهداف التفجيرات الفتنوية». ويسأل: «ألم يحن الوقت بعد ليرتقي المسؤولون لملاقاة شعب توحّد في المواجهة؟. وإذ يهنئ اللبنانيين بذكرى الاستقلال، يقول:» شعبنا يضيق ذرعاً بالتعطيل المستمر وبالملفات الضاغطة أمنيا واقتصادياً واجتماعياً وبيئيا، وينوء تحت أعباء هذه الضغوط وآخرها كارثة النفايات الفضيحة، التي عجزنا عن معالجتها بخطة علمية بيئية أقرت بالاتفاق وتعثّرت بالممارسة لتضيف على ثقل الملف عبء الكلفة المضافة لحل الترحيل الذي حتى الساعة، يشكّل المخرج المتاح والبديل الأقرب للمرحلة الانتقالية من خطة الادارة المتكاملة للنفايات، وهو بلا شك مكلف، معنويا وماديا، وإن كانت الارقام المتداولة إعلامياً مضخّمة، وعند اتخاذ القرار ستظهر الامور بكل تفاصيلها وما في شي مخبا».

ولأن «ما في شي مخبا»، يقول شهيب، الذي تلقّف كرة النفايات الملتهبة منذ نهاية آب الماضي ووضع مع فريق متخصص ومتطوع خطة متكاملة، عطلّ التعنّت السياسي وعدم تحمل القوى السياسية المسؤولية مسارها، أقله في مرحلتها الانتقالية التي تمتد على فترة 18 شهراً كحد أقصى، إن «معظم القوى السياسية أيدت لفظاً الخطة بتفاصيلها بما فيها اعتماد المطامر الصحية اللازمة على قاعدة التشارك، لكنها عطّلتها فعلاً وإن تعدّدت أسباب الهروب من المسؤولية. فهذا فريق، يرفض مواقع مقترحة «لأسباب أمنية» أو «لرفض ناسه»، وذاك فريق يربط موافقته بموافقة الفريق الآخر، وذلك فريق «يترفّع» عن البحث في إمكانية إيجاد مطمر في مناطقه، إضافة إلى «حراك« بعضه نما على استمرار رائحة الملف ولا يريد له حلاً، و»بيئيون» يستسيغون أكثر من ألف مكب عشوائي ويرفضون مطامر صحية. وبين هذا وذاك وذلك يُبحر التعطيل سياسياً ومذهبياً وطائفياً ومناطقياً وشعبوياً خصوصاً مع زملاء نواب تعاطوا مع الهمروجات الاعلامية - المناطقية وكأن الانتخابات غداً، عساهم يكونوا من الرؤيويين وتجري الانتخابات قريباً، والمؤسف أن قلّة تعاطت بمسؤولية في هذا الملف، و تجاوبت قولاً وفعلاً. وأحيي صبر وحكمة وسعة صدر دولة الرئيس تمام سلام الذي تحمل الكثير«. وبما أن الحديث في هذا الملف انتقل واقعياً من المعالجة التي حددتها الفترة الانتقالية في الخطة إلى الترحيل، يؤكد شهيب أن «الترحيل لم يكن وارداً لولا التعنّت والعراقيل التي واجهت الخطة«، مشيراً إلى أن «العمل جدي لانقاذ لبنان من كارثة النفايات وثقل الملف الذي يطال كل الناس، بأقل كلفة وأسرع وقت وأفضل شروط«.

ويوضح أن «الترحيل محكوم بمعاهدات دولية ملتزم بها لبنان».

وعما يشاع عن الكلفة يقول : «نسعى إلى أفضل الشروط والترحيل بأقل كلفة ممكنة، وما يتم تداوله في وسائل الاعلام ليس دقيقا ذلك أن الارقام المتداولة مضخّمة، وعندما تجهز العقود سيتم كشف كل التفاصيل وما في شي مخبا»، موضحاً أن «العمل جدي لبدء الحل في أسرع وقت ممكن وإزالة النفايات المتراكمة في المواقع المعتمدة للتخزين كأولوية ووضع قطار إدارة النفايات اليومية على السكة والدفع باتجاه تأمين مستلزمات نجاح البلديات في إدارة نفاياتها وفق ما نصت عليه الخطة في شقها المستدام، مع عدم إغفال أهمية وضرورة التخلّص من المكبات العشوائية القديمة والمستحدثة في الأودية ومجاري الأنهر والأحراج».

وإذ رأى أن «تعطيل حل النفايات هو نتيجة لحالة التعطيل المزمنة التي تعاني منها المؤسسات الدستورية في البلد«، قال:» إن لبنان لم يعد قادراً على الترف السياسي، فالفرقاء يتمترسون خلف مواقعهم غير قابلين بالحد الأدنى من التنازلات المتبادلة التي تقي لبنان في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات وثورات وحروب، ويتعاطون مع هذه المسائل الحساسة كما لو أن كل شيء يسير على ما يرام».

وشدّد شهيبً على «أولوية الاتفاق على رئيس للجمهورية«، مؤكّداً أن «الفراغ في رأس السلطة لا يمكن أن يستمر ولا يمكن للعمل المؤسساتي أن يستقيم في غياب رئيس للجمهورية، ومن هنا كان موقفنا في الحزب التقدمي الاشتراكي وفي اللقاء الديموقراطي بضرورة الاتفاق على تفعيل الحوار وصولاً إلى الاتفاق على رئيس للجمهورية لا يمكن أن يكون طرفاً لأن البلد لا يحكم على قاعدة غالب ومغلوب، وهذا البلد محكوم بالتسويات، وأفضل التسويات حاليا هي رئيس لكل لبنان ويمثل كل اللبنانيين. والمسؤولية في تأمين هذا التوافق هي أكثر من أي وقت وقت مضى مسؤولية القوى السياسية المحلية، ذلك أن الخارج مشغول بالأتون الاقليمي الذي لم نسلم من ناره، ولبنان ليس في أولوياته، ولا يجوز انتظار تسوية إقليمية او دولية تنتج رئيساً للبنان الذي تحوّل عند «الرفاق« الروس إلى مجال حيوي لـ «تدريبات» جوية».

ويضيف: «كنا ولا زلنا من دعاة الحوار والتلاقي ولا يستطيع أحد أن يزايد علينا في هذا المجال، ولعل موقعنا الوسطي ساهم كثيراً في تذليل بعض العقبات (على قدنا) وتقريب وجهات النظر المتباعدة، وتلاقينا في ذلك مع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الدعوة إلى طاولة الحوار الوطني التي ندعو إلى تفعيله خصوصاً بعد الموقف الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومبادرته الايجابية التي تلقّفها بإجابية مماثلة الرئيس الحريري ونأمل من الجميع البناء على المشترك للوصول إلى تسوية والاتفاق على رئيس للجمهورية تعود بعده جميع المؤسسات الدستورية إلى العمل بانتظام، ويصبح عندها إجراء انتخابات نيابية أمراً ضرورياً تنتج عنها حكومة تنكب على معالجة الملفات العالقة وتسهيل شؤون الناس». وبالحديث عن انتخاب رئيس للجمهورية كان لا بد من استيضاح شهيب حول حقيقة ما تم تسريبه من تأييد جنبلاط لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، فقال: «كنا ولا زلنا ندعم ترشيح زميلنا في اللقاء النائب هنري حلو لأننا نرى فيه ما نريد أن يكون رئيس لبنان عليه من وسطية وانفتاح وتقارب، لكن هذا الموقف هو موقف مبدئي ولن نكون حجر عثرة أمام اتفاق القوى السياسية على أي رئيس يتمتع بقبول كل اللبنانيين ولا يكون رئيساً لفئة دون أخرى، والعلاقة الجيدة التي تربطنا بالنائب الزميل فرنجية قديمة وتطوّرت إيجابا رغم الاختلاف حول بعض القضايا، تجعلنا من المرحبين بانتخابه إذا تم التوافق عليه رئيساَ خاصة وانه يتمتع بالجرأة والوضوح والصراحة وهو من الاسماء المحترمة والمتداولة«.

وعن قانون الانتخابات، خصوصاً مشروع القانون المختلط الذي سبق أن توافق عليه الحزب التقدمي الاشتراكي مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل قال شهيّب:» ان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أعلن فور انتهاء اجتماع هيئة مكتب المجلس عن وقف التداول والبحث بجميع القوانين ومشاريع القوانين السابقة، يعني أن مسار البحث انتقل إلى مرحلة جديدة ستنتج قانونا متوافقاُ عليه نريده أن يكون تمثيلياً بحق وعادلاً وغير إلغائي ولا يسعى إلى تحجيم فريق لحساب فريق آخر«. وبالنسبة إلى شكل القانون، نسبياً كان أم أكثيراً أو مختلطاً، شدّد شهيب أن موقف الحزب التقدمي واللقاء الديموقراطي، الذي يمثله في اللجنة الزميل مروان حمادة، يتوقف على عدد الدوائر الانتخابية المقترحة وشكلها«.

ونسأل عن «الانجاز» التشريعي الذي تحقق بعقد جلسة في الدورة العادية لمجلس النواب، وما بعده ، فيؤكد أن «المناخ الايجابي الذي ساهم في عقد هذه الجلسة يجب استثماره والعمل عليه لتفعيل الدور التشريعي للمجلس النيابي كما لتفعيل دور الحكومة، ذلك أن القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والتنموية الضاغطة التي تحتاج إلى قوانين أو إلى قرارات هي ضرورية أيضاً ولا تحتمل التأجيل ولا الترف الذي يميّز بعض مواقف السياسيين، وهي بالتأكيد تدخل في إطار ما درج على إطلاق تسمية «تشريع الضرورة» عليها».

ويختم شهيب: «إذا كان ملف النفايات الضاغط حتّم انعقاد مجلس الوزراء، كما حتّم طرحه أكثر من مرة على طاولة الحوار، فإن حقوق الناس تحتّم انتظام عمل الحكومة والمجلس النيابي وكل المؤسسات الدستورية، والخروج من نفق التعطيل».

 

كنعان: قانون الانتخاب المدخل الوحيد لحل أزمة حكم ونظام

السبت 21 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأى النائب ابراهيم كنعان، في كلمة ألقاها خلال احتفال رفع العلم، الذي أقامته هيئة قضاء المتن في "التيار الوطني الحر" في جورة البلوط، لمناسبة ذكرى الاستقلال، "ان الاستقلال ليس بواقعة مادية تختصر بجلاء جيوش محتلة عن ارض مغتصبة فقط، بل هو في الأساس فعل ايمان بحرية وسيادة الانسان، بقراراته وخياراته واحترام الديموقراطية، أي قرار الشعب، لا بفرض خيارات أو ارادات عليه غريبة للخارج او للداخل، تتجسد بمنطق التمديد والتسويات الفوقية التي تتجاهل القوانين والميثاق والمعايير الديموقراطية". وقال "إن أكبر اهانة للشعب اللبناني وشهدائه، تكمن في تغييب ارادتهم عن كل الاستحقاقات الديموقراطية لاسيما الرئاسية، وما الشغور الحاصل اليوم الا استكمالا للشغور منذ 25 عاما، لانه شغور الرئاسة عن الارادة الشعبية، والذي لا يملأه مجرد وجود شخص في قصر بعبدا، بل احترام ارادة شعب وتضحياته من خلال المؤسسات الدستورية الضامنة لهذه الارادة، لأن الشغور ليس بشغور الكرسي من الشخص، بل بشغور هذا الكرسي من ارادة الشعب". ولفت الى "ان قانون الانتخاب هو المدخل الوحيد لحل جذري، لأزمة حكم ونظام استمرت حتى اليوم، فعطلت وخربت كل المعايير الدستورية والميثاقية وجعلت من الاستقلال في لبنان استقلالا عن الدستور وكرامة الشعب وحقوقه. اما المرتكز الآخر لهذا الاستقلال فهو الجيش اللبناني بشهدائه وبفعل تضحيات مستمرة منذ نشوء فكرة الدولة اللبنانية والاستقلال حتى اليوم، وهذا المرتكز لا يريحه الا اعتراف الجميع بسيادة هذا الجيش على ارضه وشؤونه وحقوقه واحترام تضحيات شهدائه. وهنا لا بد من الاشارة الى حاجة هذا الجيش للتجهيز والعتاد، وعدم حرمان افراده وضباطه من حقوقهم الغارقة في بازارات السياسة وصفقاتها، كما رأينا في المرحلة الأخيرة، فكان انتزاع نصف قانون برنامج لتأمين حاجاته انجازا تاريخيا لا بل معجزة بعد الفيتويات والاخفاقات المتكررة والعديدة منذ التسعينات وحتى اليوم. فهل يتعظ من يحتفل اليوم ويوجه الرسائل والنصائح بأن يبدأ بنفسه اولا ويراجع مواقفه ماضيا وحاضرا حتى يستحق المستقبل؟".

 

أمين السيد: ما تدعيه دول التحالف ودول خليجية عن حرب ضد داعش هو أكبر عملية خداع فهي من صنعتها ودعمتها وقدمت لها التسهيلات

السبت 21 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أكد رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد أن "ما تسمى بدول التحالف، لا هم لها إلا رحيل الرئيس بشار الأسد"، واصفا إياها ب"أنها غير آبهة بما يحصل للمنطقة وشعوبها ولو دمرت كلها، فهي لم يرف لهم جفن على ما ترتكبه داعش وأخواتها من مجازر ضد شعوب المنطقة، وضد النساء والأطفال سواء من المسلمين والمسيحيين، وتجاوزت في جرائمها حدود الخيال في أساليب القتل والحرق والغرق". وخلال حفل تأبيني في مدينة بعلبك، اعتبر السيد أن "ما تدعيه دول التحالف ودول خليجية، عن حرب ضد داعش هو أكبر عملية خداع، فهي من صنعت داعش ودعمتها بالمال، وقدمت لها كل التسهيلات في نهب النفط، وكانت طائرات التحالف خلال طلعاتها تلقي السلاح لداعش وأخواتها". وختم "عندما جاء القتل إلى داخل دول التحالف ومجتمعاتها ومؤسساتها، أصبح المقتول له قيمة، أما المقتول في هذه المنطقة، فلا قيمة له، فأرسلوا حاملات طائراتهم، وإذ بتلك الدول تفقد قيمتها وقيمها الكاذبة وحضارتها وتاريخها وثقافتها، التي تتحدث عن الإنسانية والديمقراطية".

 

الحريري: الشغور الرئاسي أكبر إهانة توجه إلى اللبنانيين في عيدهم الوطني

السبت 21 تشرين الثاني 2015 /وطنية - وجه الرئيس سعد الحريري "تحية إلى رجال الاستقلال الأول وشهداء الاستقلال الثاني"، معتبرا أن "الاستقلال حزين لغياب رئيس الجمهورية عن منصته للعام الثاني". ورأى في سلسلة تغريدات له عبر موقع "تويتر" لمناسبة العيد ال72 للاستقلال، أن الشغور في موقع رئاسة الجمهورية "اكبر إهانة توجه إلى اللبنانيين في عيدهم الوطني". وأكد أن "الجيش والشرعية ضمانة الاستقلال ورئاسة الجمهورية ضمانة الاستقرار للنظام السياسي"، مشددا على أن "تهنئة اللبنانيين بالعيد لا تكتمل في غياب رأس السلطة ورمز التوازن والعيش المشترك".

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط»: منطقة آمنة من «داعش» خلال أسبوع/فرنسا قد تسهم في إنشائها.. وأنقرة تضيق على التحويلات المالية وتمنع دخول «إسلاميين»

 الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/15/إسطنبول: ثائر عباس/بدأت ملامح «المنطقة الآمنة»، التي تسعى تركيا لإقامتها في الشمال السوري، تتبلور من خلال عمليات عسكرية، باشرتها فصائل معارضة سورية تنضوي تحت لواء «الجيش السوري الحر» ضد تنظيم داعش، بدعم جوي ومدفعي تركي. وأكد مصدر رسمي تركي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنطقة الآمنة» ستقام خلال أسبوع، مشيرا إلى أن أنقرة اتخذت قرارها الحازم في هذا المجال منذ ما قبل قمة العشرين التي استضافتها تركيا الأسبوع الماضي. وقال المصدر إن الأميركيين طلبوا حينها التريث إلى ما بعد القمة، لكن أحداث باريس جعلت الأمور تتخذ منحى جديدا. وكانت مصادر تركية لمحت إلى إمكانية دخول فرنسا على خط الغارات، وكشفت لـ«الشرق الأوسط» أن محادثات تركية فرنسية تجري لبحث إمكانية استخدام الطيران الفرنسي القواعد التركية الجوية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تواصل في الوقت نفسه إرسال المزيد من الطائرات إلى قاعدة إنغرليك العسكرية في تركيا.

وأكد المصدر أن القوات التركية لن تدخل الأراضي السورية، لكنها ستقوم بعمليات دعم جوي ومدفعي مكثف لقوات المعارضة السورية من أجل السيطرة على طول المنطقة الممتد من جرابلس، وصولا إلى أعزاز، لخلق منطقة «آمنة من داعش»، موضحا أن تركيا سوف تلتزم بأمن هذه المنطقة بشكل واضح وتمنع تقدم التنظيم، أو أي منظمات إرهابية أخرى، إليها، في إشارة غير مباشرة إلى قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعتبره أنقرة الذراع السورية لتنظيم حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وأوضح المصدر أن الفراغ الناجم عن انسحاب «داعش» ستقوم بملئه قوات «الجيش السوري الحر»، وتحديدا الفصائل التركمانية وحركة أحرار الشام والجبهة الشامية، مشددا على أنه لا دور لأي أحزاب كردية سورية في هذه المنطقة، رافضا في الوقت نفسه تأكيد أو نفي إمكانية شمول المنطقة الآمنة الجيب الكردي في منطقة عفرين. ويوم أمس، أعلن عن استعادة فصائل معارضة، بينها ميليشيا تركمانية، بلدتين من تنظيم داعش، في أقصى شمال سوريا قرب الحدود التركية، حسبما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الحكومية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. واستهدفت العملية قريتي دلحة وحرجلة في ريف محافظة حلب الشمالية، بدعم من طائرات التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة.

واعتبرت «الأناضول» أن هذا الهجوم خطوة أولى في طريق إقامة «منطقة آمنة» في وقت لاحق لاستيعاب النازحين السوريين واللاجئين، مشيرة إلى أن الميليشيا التركمانية قادت الهجوم بدعم جوي تركي أميركي من ست مقاتلات تركية من طراز «إف 16»، وأربع من طراز «إف 15»، وثلاث طائرة أميركية من دون طيار. وقتل 70 مقاتلا على الأقل من التنظيم في المعارك، وفقا للوكالة. لكن المرصد السوري لم يذكر تفاصيل عن الطائرات التي شاركت في العملية، موضحا أن قتالا عنيفا لا يزال مستمرا حول البلدتين. من جهة أخرى، كشفت مصادر سورية معارضة عن لائحة طويلة من الأسماء، التي وضعتها تركيا على نقاطها الحدودية، تشمل ممنوعين من دخول البلاد، من بين هؤلاء قياديون من «جماعات إسلامية» بارزة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من هؤلاء مُنعوا بالفعل من دخول الأراضي التركية. كما كشفت مصادر تركية عن إجراءات بدأتها أنقرة لحصر عمليات تمويل الإرهابيين بالتضييق على التحويلات المالية. فقد أوقف البنك الكويتي التركي (كويت تورك)، وهو أحد أكثر البنوك التي يستخدمها اللاجئون السوريون والعراقيون في تركيا، فتح حسابات بنكية جديدة إذا لم يظهر طالبوها تصريح إقامة قانونية في تركيا، مع وثيقة رسمية تؤكد عنوان الإقامة. ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن مسؤولين في البنك أن القرار جاء «لمنع استغلاله في تحويلات ومعاملات مالية لصالح الإرهابيين». ونشرت فروع البنك عبر العديد من المحافظات التركية القريبة من الحدود السورية تعليمات تقول إنه اعتبارا من يوم الأربعاء الماضي أصبح مطلوبا من السوريين تقديم نسخ من تصاريح الإقامة مع ورقة تثبيت عنوان الإقامة من البلدية لأجل فتح حسابات جارية أو إجراء أي معاملات بنكية بالسحب أو الإيداع. كما كشفت المصادر عن قرار تركي بضرورة حصول أي اجتماع عام أو مؤتمر لأجانب في غازي عنتاب قرب الحدود السورية على ترخيص مسبق.

 

مجلس الأمن يقر مواجهة شاملة ضد داعش بسوريا والعراق 

وكالات/العربية /22/11/15/أجاز مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، للدول الأعضاء في الأمم المتحدة "اتخاذ كل الإجراءات اللازمة" ضد تنظيم داعش، وذلك في قرار صدر بإجماع أعضائه الـ 15 بعد أسبوع على الاعتداءات التي أدمت باريس وتبناها التنظيم المتطرف. وقال مجلس الأمن في قراره الذي أعدته فرنسا، إنه "يطلب من الدول القادرة على ذلك أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة، بما يتفق والقوانين الدولية، ولا سيما شرعة الأمم المتحدة، على الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في سوريا والعراق". ونص القرار على أن تنظيم" داعش في العراق والشام يشكل تهديدا عالميا وغير مسبوق للسلام والأمن الدوليين". وقال مراسل العربية طلال الحاج إن مشروع القرار الفرنسي انتصر على مشروع قرار آخر قدمته روسيا كان ينص على ضرورة التنسيق مع الأنظمة قبل توجيه الضربات للإرهابيين. والقرار الدولي الجديد لا يتعامل مع إجراءات معينة، بل يتحدث عن تعاون وتكاتف المجتمع الدولي ضد داعش، ويترك للدول خيارات مفتوحة في التصدي للتنظيم. وتؤكد مقدمة القرار على أن الإرهاب عمل إجرامي غير مبرر بصرف النظر عن هوية مرتكبيه. ومع أن القرار لا يمنح بصريح العبارة تفويضا للتحرك عسكريا ضد داعش، ولا يأتي أيضا على ذكر الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة ضد التنظيم، إلا أنه يقدم دعما سياسيا للحملة ضد المتطرفين في سوريا والعراق والتي تكثفت إثر اعتداءات باريس. وتستند الغارات الفرنسية في سوريا الى المادة 51 من شرعة الأمم المتحدة التي تعطي لكل دولة الحق في أن تدافع عن نفسها إذا ما تعرضت لهجوم. ودان مندوبو الدول الأعضاء بمجلس الأمن في كلماتهم اعتداءات باريس وتفجير الطائرة الروسية في مصر والهجمات في لبنان ومالي.

 

ستة روس وثلاثة صينيين وأميركي وبلجيكي بين القتلى وإعلان الطوارئ في مالي بعد الهجوم على «راديسون»

22/11/15/باماكو – ا ف ب: دخلت حالة الطوارئ حيز التنفيذ في مالي، أمس، غداة عملية احتجاز رهائن أسفرت عن سقوط أكثر من عشرين قتيلا وتبنتها جماعة «المرابطون» التي يقودها الجزائري مختار بلمختار بالتعاون مع تنظيم «القاعدة». وجاءت هذه العملية التي انتهت بتدخل مشترك من القوات المالية والاجنبية وخصوصا الفرنسية، بعد اسبوع على الاعتداءات التي اودت بحياة 130 شخصا وادت الى جرح 350 آخرين في باريس وتبناها تنظيم «داعش». وفي خطاب الى الامة بثه التلفزيون الحكومي ليل اول من امس، تحدث الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا عن سقوط 21 قتيلا وسبعة جرحى، مؤكدا ان «الارهاب لن يمر». وكان مصدر عسكري المالي ذكر ان 27 شخصا قتلوا من نحو 170 من نزلاء وموظفي فندق «راديسون بلو» الذين كانوا موجودين فيه عند وقوع الهجوم، مضيفاً ان «ثلاثة ارهابيين على الاقل قتلوا او قاموا بتفجير أنفسهم». وأكد مصدر امني مالي، أمس، انه يجري «البحث بجد» عن ثلاثة اشخاص على الاقل يشتبه بأنهم متورطون في الهجوم. واعلنت الحكومة المالية في بيان حالة الطوارئ لعشرة ايام اعتبارا من منتصف ليل اول من امس، وذلك بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الدولة الذي عاد على عجل من قمة لدول منطقة الساحل في تشاد بسبب الهجوم. وأوضح البيان الرسمي ان «حالة الطوارئ التي فرضت ستسمح بتعزيز الوسائل القانونية للسلطات الادارية والمختصة من اجل البحث عن ارهابيين قد يكونون فارين او شركاء محتملين لهم، وتقديمهم الى القضاء». واعلن الحداد الوطني لثلاثة ايام اعتبارا من غد الاثنين في مالي. وبين القتلى ستة روس وثلاثة صينيين وأميركي وموظف بلجيكي كبير موفد إلى مالي، كما أعلنت دولهم. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ان القوات الفرنسية الخاصة القادمة من واغادوغو في بوركينا فاسو المجاورة شاركت في العمليات «لمساعدة القوات المالية». وأرسلت فرنسا، التي تتدخل عسكرياً في مالي منذ يناير 2013، نحو اربعين من اعضاء مجموعة التدخل التابعة للدرك الوطني أيضاً، كما تدخل افراد من بعثة الامم المتحدة في مالي وقوات اميركية. وتبنت جماعة «المرابطون» المتطرفة التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار الاعتداء في تسجيل صوتي بثت قناة «الجزيرة» مقطعاً منه. وأعلنت الجماعة في التسجيل أنها نفذت «بالتنسيق مع امارة الصحراء في تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي» الهجوم على فندق راديسون. وطالبت بإطلاق سراح «مجاهدين في سجون مالي» ووقف «العدوان على اهالينا في شمال مالي».

 

36 قتيلاً في غارات مكثفة على شرق سورية ومساع دولية لفصل موقف روسيا عن إيران بشأن الأسد

22/11/15/واشنطن، موسكو، دمشق – وكالات: كشف تقرير أميركي، أمس، عن سعي دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة إلى تفريق الموقف الروسي عن الموقف الإيراني في سورية الرافض لرحيل رئيس النظام بشار الأسد.وأكد التقرير، الذي نشرته جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن دولاً عربية أبلغت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الموافقة على وقف لإطلاق النار في سورية لن تتم من دون تحديد موعد زمني لرحيل الأسد. وأضاف التقرير أن بوتين أكد أنه إذا قدمت دول عربية دعمها إلى روسيا، فإن الأخيرة ستساهم في جهود احتواء تحركات طهران في المنطقة، كما فاجأ أصدقاءه الدوليين بالتأكيد على أن روسيا تسعى إلى تقليص دور إيران في الأزمة السورية. وبحسب التقرير، فإن تخلي روسيا عن دعم إيران سياسياً في الأزمة يمهد لطريق أكثر اتحادا في مواجهة «داعش»، ما يقوي موقف المجتمع الدولي تجاه الأسد، خاصة بعد الدعوات الفرنسية والأميركية لتأسيس تحالف جديد تقوده باريس وموسكو وواشنطن لمحاربة التنظيم، ما يضع بوتين في تحالف مع أقوى جهتين تتبنيان رحيل الأسد كمدخل لحل الأزمة. أما ايران فلم تظهر ما يؤشر خلال محادثات فيينا على أنها مستعدة للضغط على الأسد لترك منصبه، لكن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قالوا إنهم أكثر تفاؤلاً بأن الكرملين سيظهر مرونة تجاه مستقبل الأسد مع استمرار المحادثات الديبلوماسية. ميدانياً، قتل 36 شخصاً على الأقل، أول من أمس، في غارات جوية مكثفة شنها الطيران الروسي والطيران الحربي التابع لقوات النظام على مناطق عدة في محافظة دير الزور شرق سورية، التي يسيطر تنيم «داعش» على الجزء الأكبر منها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «قتل 36 شخصا على الاقل بينهم عشرة اطفال واصيب العشرات بجروح جراء سبعين غارة جوية على الاقل شنها الطيران الروسي والطيران الحربي التابع للنظام على مناطق عدة في محافظة دير الزور». وبحسب عبد الرحمن، فإن «هذا القصف الجوي هو الاعنف الذي تشهده محافظة دير الزور منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس 2011».ة وطال القصف الجوي احياء عدة في مدينة دير الزور واطرافها ومدن البوكمال والميادين وبلدات وقرى اخرى في المحافظة، بالاضافة الى ثلاثة حقول نفطية. من جهته، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن البحرية الروسية في بحر قزوين اطلقت «صواريخ كروز على دير الزور وقتلت اكثر من 600 مقاتل اسلامي»، وذلك وفق صور بثها التلفزيون الروسي، من دون ان يحدد تاريخ اطلاق هذه الصواريخ. وأدى عدد من الغارات الجوية على دير الزور إلى تدمير العشرات من صهاريج نقل النفط. إلى ذلك، عرض التلفزيون الروسي تسجيل فيديو شوهد فيه رجل يكتب عبارتي «من أجل شعبنا» و»من اجل باريس» بقلم أسود على قنابل قبل دقائق من موعد اقلاع طائرة عسكرية من قاعدة جوية في سورية. وكتبت وزارة الدفاع الروسية على موقعها على «تويتر» «من اجل شعبنا، من اجل باريس! الطيارون والفنيون في قاعدة الحميميم الجوية بعثوا رسالة الى الارهابيين بالبريد الجوي». في سياق متصل، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، أن على بريطانيا أن تتعاون مع موسكو في ما يتعلق بأي ضربات جوية تنفذها في سورية، الأمر الذي يسلط الضوء على نفوذ موسكو المتزايد في المنطقة.

 

اعتبر أن التنظيم يشكل تهديداً عالمياً غير مسبوق ومجلس الأمن يجيز اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للقضاء على إرهاب «داعش»

22/11/15/نيويورك – وكالات: تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً اقترحته فرنسا يتيح حرية التحرك لمحاربة تنظيم «داعش» بعد اعتداءات باريس وبعد هجوم جديد للمتطرفين في مالي. وأجاز المجلس للدول الأعضاء في الامم المتحدة «أخذ كل الاجراءات اللازمة» ضد تنظيم «داعش»، وذلك في قرار صدر بإجماع أعضائه الـ15، فجر أمس، بعد أسبوع على الاعتداءات التي أدمت باريس وتبناها التنظيم المتطرف. وجاء في قرار مجلس الأمن الدولي الذي أعدته فرنسا انه «يطلب من الدول التي لديها القدرة على ذلك ان تتخذ كل الاجراءات اللازمة، بما يتفق والقوانين الدولية، ولا سيما شرعة الامم المتحدة، … في الاراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في سورية والعراق». وأضاف القرار ان الدول الاعضاء في الامم المتحدة مدعوة الى «مضاعفة جهودها وتنسيق مبادراتها بهدف منع ووقف الاعمال الارهابية التي يرتكبها تحديدا» التنظيم، وكذلك مجموعات متطرفة اخرى مرتبطة بتنظيم «القاعدة». واعتبر المجلس في قراره أن «داعش» يمثل «تهديداً عالمياً وغير مسبوق للسلام والامن الدوليين»، مؤكداً «تصميمه على مكافحة هذا التهديد بكل الوسائل». ورحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بإقرار المجلس لهذا النص الذي «سيساهم في حض الدول على القضاء على داعش». بدوره، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان ان هذا القرار «يدعو الى تكثيف عملية التصدي لداعش»، مضيفا انه «من المهم الآن … ان تنخرط كل الدول بشكل حسي في هذه المعركة سواء أكان ذلك عبر العمل العسكري او البحث عن حلول سياسية او مكافحة تمويل الارهاب». ومع ان القرار لا يمنح بصريح العبارة تفويضا للتحرك عسكريا ضد التنظيم ولا يأتي أيضاً على ذكر الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة، الا انه بحسب السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر «يوفر إطاراً قانونياً وسياسياً للتحرك الدولي الرامي لاجتثاث داعش من ملاذاته في سورية والعراق». وفي لندن، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان قرار مجلس الأمن يظهر ان العالم اتحد ضد «طائفة الموت الشريرة». وقال في بيان ان هذا التصويت يمثل «لحظة هامة» لأن «مجلس الامن دعم بالاجماع التحرك ضد طائفة الموت الشريرة هذه، في سورية كما في العراق، وجدد التأكيد على عزمه التوصل الى حل سياسي للنزاع في سورية». وأضاف كاميرون ان «العالم اتحد ضد «داعش». المجتمع الدولي اجتمع وصمم على القضاء على (هذا التنظيم) الذي يهدد شعوب كل الدول وكل الديانات»، معتبراً أن التصويت «يظهر بما لا يرقى إليه شك حجم الدعم الدولي لفعل المزيد في سورية وللتحرك بشكل حاسم لاجتثاث داعش». كما رحب بالقرار السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو رايكفورت، الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الامن لشهر نوفمبر الجاري، معتبرا انه يمثل «دعوة بالاجماع الى التحرك». لكن نظيره الروسي فيتالي تشوركين اعتبر ان هذا النص لا يتضمن سوى «دعوة سياسية لا تغير المبادئ القانونية»، وذلك في انسجام مع الموقف الروسي التقليدي المطالب باحترام سيادة الدول. وتستند الغارات الفرنسية في سورية الى المادة 51 من شرعة الامم المتحدة التي تعطي للكل دولة الحق في ان تدافع عن نفسها إذا ما تعرضت لهجوم. ودان القرار اعتداءات باريس وكذلك ايضا الاعتداءات التي شنها التنظيم المتطرف منذ أكتوبر الماضي في كل من سوسة (تونس) وانقرة وبيروت اضافة الى تفجيره طائرة ركاب روسية فوق سيناء المصرية. ودعا القرار أيضاً كل الدول الاعضاء في الامم المتحدة الى «تكثيف جهودها» في سبيل منع مواطنيها من الالتحاق بصفوف التنظيم المتطرف وتجفيف مصادر تمويله. كما لحظ إمكانية فرض الامم المتحدة عقوبات جديدة على قادة وأعضاء هذا التنظيم وداعميه. وكانت روسيا تقدمت من جهتها الاربعاء الماضي بمشروع قرار هو نسخة معدلة عن ذاك الذي الذي كان رئيسها فلاديمير بوتين قدمه في سبتمبر الفائت. ولكن على غرار سابقه، فإن المشروع الروسي لم يلق قبول الغرب لأنه ينص على وجوب ان يتم التصدي للمتطرفين في سورية بالتعاون مع نظام الرئيس بشار الاسد، في حين ان واشنطن ولندن وباريس تريد رحيل الأخير في أسرع وقت ممكن في اطار عملية سياسية انتقالية لحل النزاع في سورية. وفي تصريح للصحافيين، أكد تشوركين ان بلاده ستواصل مساعيها الرامية لاقرار هذا المشروع «خلال وقت قصير»، الامر الذي رد عليه نظيره البريطاني مؤكداً أنه إذا ارادت موسكو تمرير القرار فعليها «تعديله لتجاوز الخلافات» بين الدول الاعضاء بشأن مصير الاسد.

 

العاهل الأردني يجري محادثات مع بوتين الأسبوع المقبل

22/11/15/عمان – أ ف ب: يجري العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني منتصف الأسبوع المقبل، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، بشأن «الحرب على الإرهاب». وذكر الديوان الملكي الأردني في بيان، أمس، أن محادثات الزعيمين ستتطرق إلى «مستجدات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً على الساحة السورية». وكان الملك عبد الله الثاني قال في الحادي عشر من نوفمبر الجاري، إن روسيا التي تدعم نظام دمشق لاعب «رئيسي» لايجاد حل سياسي في سورية، وإن ضلوعها في الأزمة قد يمثل «فرصة»، مضيفاً إن الحرب على متطرفي «داعش» هي «حرب شاملة ونوع من حرب عالمية ثالثة، والتحرك معاً في سورية يتيح لنا بناء كتلة لنتمكن من مواجهة ذلك، يجب أن نتجمع وأن نساعد بعضنا البعض، ويجب ان نعمل بشكل متناغم». يشار إلى أن الأردن يشارك في التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» بقيادة الولايات المتحدة.

 

إغلاق محطات المترو وإلغاء التجمعات وحفل موسيقي وتعزيز الإجراءات الأمنية وبروكسل ترفع مستوى الإنذار إلى الدرجة القصوى تحسباً لهجوم إرهابي وشيك

22/11/15/بروكسل – ا ف ب، رويترز: رفعت السلطات البلجيكية إلى الدرجة القصوى مستوى الانذار الارهابي في بروكسل ومنطقتها بسبب تهديد «وشيك»، فيما يستمر البحث عن مشتبه به بعد ثمانية أيام على اعتداءات باريس. وأعلن رئيس الوزراء شارل ميشال في مؤتمر صحافي، أمس، عن رفع مستوى الانذار الارهابي إلى اقصى درجة في مدينة بروكسل بسبب «خطر هجوم يشنه أشخاص مع اسلحة ومتفجرات». وأشار إلى «خطر وقوع هجوم من قبل افراد مع اسلحة ومتفجرات في اماكن عدة من العاصمة» لتبرير رفع مستوى الانذار الى أربع درجات في منطقة بروكسل ومطار بروكسل، وفيلفورد وهي بلدة فلمنكية تعتبر موئلاً للشباب المتطرف. وعملياً، تم اغلاق كل محطات المترو في العاصمة، كما ألغي عدد من التجمعات بعد رفع مستوى الانذار، وحفل موسيقي للمغني الفرنسي جوني هاليداي للأسباب نفسها. وعقب اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة رئيس الحكومة، قال وزير الخارجية ديدييه ريندرز «لدينا ما يكفي من العناصر للقول إن التهديد محدد ووشيك». من جهتها، أعلنت «هيئة التنسيق لتحليل التهديدات» التابعة لوزارة الداخلية في بيان انه «على ضوء تقييمنا الاخير … تقرر رفع مستوى الانذار الارهابي في منطقة بروكسل الى الدرجة الرابعة، ما يعني ان هناك تهديدا جديا جدا»، مضيفة ان «مستوى الانذار في سائر أنحاء البلاد يبقى عند الدرجة الثالثة». من جهته، قال رئيس حكومة منطقة بروكسل رودي فيرفورت على صفحته الالكترونية ان «سلطات بروكسل دعيت الى تنسيق الاجراءات الادارية والامنية التي تقع في نطاق صلاحياتها، وخصوصا العمل على ردع او منع التجمعات الكبيرة وغيرها وكذلك قرار اغلاق شبكة قطار الانفاق».

وتأتي هذه الاجراءات بعد ساعات على توجيه القضاء البلجيكي تهمة الارهاب الى شخص لم تكشف هويته اوقف الخميس الماضي لارتباطه بالاعتداءات التي اسفرت عن سقوط 130 قتيلا في باريس في 13 نوفمبر الجاري، وهو ثالث مشتبه به توجه إليه التهمة في إطار التحقيقات بهذه الاعتداءات. والى جانب الاجراءات المتعلقة بقطاع النقل، اوصى مركز الازمات «السلطات الادارية في 19 دائرة «في منطقة بروكسل» العمل على الغاء الاحداث الكبرى على اراضيها» و»الغاء مباريات في كرة القدم» في عطلة نهاية الاسبوع. كما أوصى بالتوجه الى السكان لابلاغهم «بتجنب الاماكن التي تضم تجمعات كبيرة من الاشخاص» و«تعزيز الاجراءات الامنية والعسكرية». وأوضح مطار بروكسل حيث تطبق الدرجة الثالثة من الإنذار أن «المسافرين يمكنهم ان يستقلوا الطائرات كالعادة … لكن التوقف في المنطقة المخصصة لايصال المسافرين محظورة واي سيارة تترك هناك ستسحب فورا». من جهتها، ألغت قاعة الحفلات «لانسيين بلجيك» في بروكسل يوما للموسيقيين والموسيقى الابداعية كانت مقررة أمس.

 

لوبن يقترح قطع رؤوس المتطرفين

22/11/15/سان كلو (فرنسا) – ا ف ب: أدلى مؤسس حزب «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة جان ماري لوبن وحفيدته النائبة ماريون ماريشال لوبن بتصريحات مثيرة للجدل، على خلفية اعتداءات باريس، فاقترح الأول «قطع رؤوس الارهابيين» المسلمين الذين لا يمكنهم برأي الثانية ان يكونوا بنفس «مرتبة» الكاثوليك في فرنسا. واقترح جان ماري لوبن (87 عاما) الذي اقصي من «الجبهة الوطنية»، الحزب الذي اسسه في 1972 وتقوده اليوم ابنته مارين «اعادة عقوبة الاعدام للارهابيين مع قطع الرأس كما يفعل (تنظيم) داعش». واعتبرت حفيدته ماريون ماريشال-لوبن (25 عاما) النائبة منذ 2012 من جهتها ان المسلمين «لا يمكنهم أن يكونوا بنفس مرتبة الديانة الكاثوليكية» في فرنسا. وقال جان ماري لوبن في مؤتمر صحافي «يجب تأكيد المبادىء الاساسية للدفاع المشروع عن النفس والاولوية الوطنية»، داعيا ايضا الى «الغاء الجنسية المزدوجة» وكذلك إلغاء قانون الجنسية على اساس الولادة و»طرد المهاجرين السريين».

واعتبرت ماريون ماريشال لوبن في مقابلة نشرتها صحيفة يمينية متطرفة في عددها الصادر امس انه «يتعين القبول بتحديد … ما هو ارثنا وما هي هويتنا»، وذلك يمر بحسب قولها عبر «تأكيد ارثنا اليوناني الروماني والمسيحي. لا بد من القول ان فرنسا هي ارض مسيحية ثقافيا وروحيا منذ زمن طويل».

 

استنفار في الجزائر وتوقيف ثلاثة في خلية «داعشية»

22/11/15/الجزائر – الأناضول: أعلنت أجهزة الأمن الجزائرية حالة الاستنفار القصوى بين عناصرها في المدن الكبرى ومناطق يتواجد بها أجانب، وذلك منذ وقوع هجمات باريس.وقال مصدر أمني مساء أول من أمس، إن «قيادة أجهزة الأمن الجزائرية أعلنت حالة الاستنفار القصوى في مدن كبرى، منها العاصمة، ومواقع يعمل فيها أجانب، مشيراً إلى أن «حالة الاستنفار شملت قوات الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية، وقوات الدرك الوطني التابعة لوزارة الدفاع»، مضيفاً إن «حالة الاستنفار جاءت بعد هجمات باريس، وهي متواصلة تحسباً لأي عمل إرهابي». وكشف المصدر أن «أجهزة الأمن اعتقلت في عمليتين أمنيتين يومي الأربعاء والخميس الماضيين، ثلاثة أعضاء في خلية تابعة لداعش «. وقال إن العملية الأولى وقعت في محافظة الأغواط ( 400 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية)، الأربعاء الماضي، حيث اعتقل مشتبه فيه بالانتماء لخلية تعمل على تجنيد المقاتلين لصالح «داعش» في ليبيا. وأضاف ان العملية الثانية كانت في مدينة البويرة جنوب شرق العاصمة، حيث اعتقل أول من أمس، شخصان بشبهة انتمائهما لخلية ثانية تعمل على جمع الأموال وتحويلها لصالح جماعة «جند الخلافة»، فرع «داعش» في الجزائر.

 

تركيا اعتقلت بلجيكياً متورطاً باعتداءات باريس وهولاند يشكر العاهل المغربي على «المساعدة الفعالة»

22/11/15/باريس – وكالات: شكر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند العاهل المغربي الملك محمد السادس على «المساعدة الفعالة» التي قدمها المغرب اثر اعتداءات باريس. وذكر بيان للرئاسة الفرنسية ان هولاند استقبل الملك محمد السادس، مساء أول من أمس، وأكدا «التصميم المشترك لفرنسا والمغرب على ان يخوضا معا المعركة على الارهاب والتشدد، والعمل على حل الازمات الاقليمية والدولية». وأفاد بيان للديوان الملكي المغربي أن الزعيمين أكدا «حيوية الشراكة الاستثنائية الفرنسية – المغربية، وقدرتها على التجدد من أجل رفع التحديات المشتركة»، وأن الرئيس الفرنسي أثنى على «المساعدة الفعالة» التي قدمتها الرباط لباريس إثر الاعتداءات الإرهابية. وأتاحت معلومات استخباراتية مغربية توجيه اهتمام المحققين الفرنسيين في اقتفاء اثر المتطرف البلجيكي المغربي عبد الحميد أباعود المنظم المفترض لاعتداءات باريس، الذي قتل الاربعاء الماضي في هجوم للشرطة في سان دوني بشمال العاصمة الفرنسية، بحسب ما أفاد مصدر قريب من التحقيق. وكانت السلطات الفرنسية ذكرت أيضاً أنها استفادت من معلومات من تركيا في تحديد مكان أباعود أشارت إلى أنه في اليونان. في سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء التركية «دوغان»، أمس، أن بلجيكياً من أصل مغربي يشتبه بارتباطه باعتداءات باريس، أوقف في جنوب شرق تركيا. وأوضحت أن احمد دهماني (26 عاما) متهم بأنه شارك في عمليات استطلاع لاختيار مواقع الهجمات، مشيرة إلى أنه كان يقيم في فندق فخم في منتجع انطاليا. واضافت انه أوقف بالقرب من انطاليا مع سوريين كان يفترض ان يساعداه على عبور الحدود إلى سورية، وان محكمة في انطاليا وجهت اتهاماً الى الرجال الثلاثة وأودعتهم الحبس. وفي فرنسا، رجح التحقيق فرضية مشاركة مباشرة في الهجمات من قبل المتطرف أباعود، إذ صور الاعتداءات في محطة لقطار الانفاق في شرق باريس حيث عثر على سيارة استخدمها المهاجمون الذين اطلقوا النار على شرفات مقاه ومطاعم. وكشفت تحليلات انه حمل رشاشاً عثر عليه في السيارة.

وقتلت في الهجوم قريبته حسناء آيت بولحسن (26 عاما) التي تردد بداية أنها فجرت نفسها، وهي ساعدته في العثور على مخبأ في سان دوني. وفجر رجل ثالث نفسه في الشقة لكن لم يتم التعرف على جثته. وبين نحو عشرة اشخاص نفذوا الاعتداءات، تم التعرف على اربعة انتحاريين بشكل مؤكد جميعهم فرنسيون هم ابراهيم عبد السلام (31 عاما) وبلال حدفي (20 عاما) وسامي عميمور (28 عاما) وعمر اسماعيل مصطفاوي (29 عاما). وكثيرون من هؤلاء ذهبوا الى سوريا للانضمام الى «داعش». وبقي مشتبه به واحد فار هو صلاح عبد السلام وهو فرنسي يعيش في بلجيكا ويشتبه بأنه شارك في الهجمات على المطاعم. وهو شقيق ابراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه في مطعم بباريس. في سياق متصل، أعلنت نيابة باريس أن اثنين من الانتحاريين الثلاثة الذي فجروا انفسهم في ستاد دو فرانس ف باريس مروا عبر اليونان بين صفوف اللاجئين الفارين من الحرب في سورية. إلى ذلك، اعلنت مديرية شرطة باريس، أمس، تمديد منع التظاهر في منطقة باريس حتى نهاية نوفمبر الجاري، مذكرة «بخطورة» الهجمات التي «دفعت السلطات» الى اعلان حالة الطوارئ في البلاد.

 

شيخ الأزهر: الإرهاب لا دين له ولا هوية ومن الظلم الفاضح ربطه بالإسلام وحضارته

22/11/15/القاهرة – وكالات: شدد شيخ الأزهر أحمد الطيب على ضرورة الفصل بين الإسلام والإرهاب الذي لا دين له ولا وطن، مجدداً إدانة علماء المسلمين لكل أشكال الإرهاب الأسود الذي طال أخيراً باريس ومالي. وفي كلمة له خلال افتتاح الاجتماع الطارئ لمجلس حكماء المسلمين، في مشيخة الأزهر بالقاهرة، أمس، قال الطيب إن «الدرس الذي يجب أن يعيه الجميع وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم أن الارهاب لا دين له ولا هوية له. ومن الظلم البين بل من التحيز الفاضح نسبة ما يحدث الآن من جرائم التفجير والتدمير التي استشرت هنا أو هناك الى الاسلام لمجرد أن مرتكبيها يطلقون حناجرهم بصيحة الله أكبر وهم يقترفون فظائعهم التي تقشعر منها الابدان». وأكد أن مرتكبي الهجمات «قلة قليلة لا تمثل رقما واحدا صحيحا بالنسبة الى مجموع المسلمين المسالمين المنفتحين على الناس في كل ربوع الدنيا»، مشدداً على ضرورة الفصل التام بين الإسلام وحضارته وما تقوم به قلة لا تتعلق بالإسلام ولا علاقة به.

كما طالب المجتمع الغربي ألا يكون له رد فعل ضد الأعمال الإرهابية تؤثر على المسلمين بالغرب، داعياً إلى خطاب ديني معتدل يتصدى للفكر الإرهابي برؤى ثقافية واجتماعية ضد الإرهاب. وقال في هذا السياق «على الذين أقدموا علي ارتكاب جريمة حرق المصحف وحرق بيوت الله في الغرب أن يعلموا أن هذه الافعال هي الاخرى ارهاب بكل المقاييس بل هي وقود للفكر الارهابي الذي نعاني منه. لا تردوا على الارهاب بإرهاب مماثل وليس من المنتظر أبدا ممن يزعمون التقدم والتحضر اهانة مقدسات الاخرين على مرأى ومسمع من الناس». وأضاف شيخ الأزهر «الله وحده يعلم إلى أين يتجه مستقبل البشرية القريب مع عصابات الموت، ومقاولي الشر، وسماسرة الدماء»، مؤكداً أن «الإرهاب مرض فكري ونفسي يبحث دائماً عن مبررات وجوده في متشابهات نصوص الأديان». وأوضح أن بواعث الإرهاب ليست قصرا على الانحراف بالأديان بل كثيراً ما خرج الإرهاب من عباءة مذاهب اجتماعية واقتصادية بل وسياسية، وراح ضحية الصراع والحروب من هذه المذاهب والفلسفات المادية – التي لا تمت للدين بأدنى سبب – الآلاف بل الملايين من الضحايا والأبرياء. وأعلن الطيب عن تسيير قوافل عدة من الأزهر إلى العالم للتعريف بالإسلام الصحيح والتصدي للفكر المنحرف، موضحاً أنه سيتولى القيام بالمهمة علماء من الأزهر وحكماء وعلماء المسلمين. وأوضح أن قوافل مجلس الحكماء، التي تصل إلى 16 قافلة سلام حول العالم، ستنطلق لتنشر ثقافة السلام وتصحح المفاهيم المغلوطة وتحمل شعارا موحداً هو (كل شعوب العالم نظراء في الإنسانية ومن حق الجميع أن يعيش في أمن وأمان وسلم وسلام).

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جُلْجُلة الاستقلال

بول شاوول/المستقبل/22 تشرين الثاني/15

منذ أحداث 1958 بدأت أواصر الاستقلال الطرّي العود تهتز. كأنما عودة مقنعة إلى زمن الانتدابات الممتدة من القرن التاسع عشر. لم يكن مضى أكثر من 13 عاماً من نيل الاستقلال حتى اعتكر: الوحدة بين مصر وسوريا وصراعاتها الخارجية، اختارت لبنان ساحة لمعاركها الخارجية وتصفية حساباتها. بل كأنّ هذه الأحداث كانت «بروة« للحروب المقبلة التي فجّرتها بوسطة عين الرمانة عام 1975، واندلعت طويلاً، حروباً مذهبية وما زالت حرائقها ودخانها مشتعلة حتى الآن. فإذا كان الاستقلال يعني المناعة ضد التدخلات الخارجية، والاحتكام إلى عناصر الأمة الشعبية لتكون السيدة في الانتماء والحكم والانتخابات بثقافة السيادة والديموقراطية والحرية والعدالة أي بتظهير الإرادة الوطنية اللبنانية المستقلة كعنصر أساسي ونهائي، فإن معاني هذا الاستقلال الهش تعرّضت لتشويش هذه الإرادة واستلابها وامتصاصها ومصادرتها. وها هو عيد الاستقلال الثاني والسبعين اليوم يُطل باستقلال غير ناجز استمراراً لما كان عليه في زمن الحروب الطائفية: لا سيادة على الحدود، لا سيادة في مجلس النواب، ولا في الحكومة، ولا في الدولة كمختزلة مؤسساتها كل هذه العناصر. واذا كان «اتفاق القاهرة» الذي تمّ تحت رعاية الرئيس عبدالناصر ضربة حاسمة لاستقلال لبنان من خلال تسليم المقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل الجنوب اللبناني ووافق عليه مجلس النواب بشبه اجماع، وعارضه نواب الكتلة الوطنية وحدهم برئاسة العميد ريمون إده الذي اعتبره مسّاً بسيادة لبنان، فإن مجلس النواب الذي أقره تنكر لأبسط حقوق السيادة: قطعة من أرض لبنان تحت سيطرة قوة «خارجية» أي فوق سلطة الدولة. لا دولة إذاً في «فتح لاند» ولا قرار لها في الحرب ولا في السلم في الجنوب... امتداداً حتى إلى بيروت. نقطة سوداء كبيرة، بل كرة ثلج سوداء، تدحرجت وتضخمت على امتداد الحروب لتشمل كل لبنان. الجيش حامي الاستقلال تمّ تقسيمه كالشعب، والمؤسسات وقوى الأمن، وباتت البلاد نهب إرادة كانتونات مذهبية، لها استقلالها وسيادتها كل منها ينتمي إلى الخارج لحماية هيمنته وشرعيته، وكيانات متصارعة تحوّلت «ميكرو» شعوب من آخر عناوينها «لبنان» ووجوده ومصيره وتاريخه وجغرافيته وحدوده. مع هذا، كانت الانتخابات الرئاسية خطاً أحمر، ولم يتخل أحدٌ عن الحفاظ عليها، والمضي في إجرائها، وسط كل المعارك، وخطوط التماس (الكانتونية) وقصف مجلس النواب للحؤول دون قيامهم بهذا الواجب: إذاً بقي الرئيس رمزاً تجريدياً عاجزاً، لكنه بقي. بقي الرأس وتوزّعت الأطراف. لكن حتى هذه العملية الانتخابية كانت تعبيراً عن غياب السيادة ولو جاءت برئيس... سيادي، وهو غير سيادي. إنه الرأس، تتقاذفه الإرادات الخارجية: اسرائيل ومنظمة التحرير وسوريا والعراق وليبيا. بأدوارها المرسومة. وانتخاب رئيس لم يكن أكثر من تذكير بلبنان أو بالحنين إلى السيادة، أو بتذكر الحدود، أو الدستور، أو دور مجلس النواب.

[العَلَم

اليوم، يهل عيد الاستقلال: الكل يحمل علم البلاد، كرمز لوحدته، تماماً كما كانت ميليشيات الحروب الأهلية الخارجية، لكن العلم، كأنه بات فاقداً رمزيته بوجود رمزيات مذهبية أعظم وأقدس منه. وإذا كانت الميليشيات الكانتونية كلها حافظت على هذا الإرث، فان العلم اليوم، نصفه ممزق والنصف الآخر يدافع عن قماشته وألوانه ومعانيه تحت أعلام أخرى. استقلال بلا رئيس، ولسان حال المُعطلين اليوم يقول إما أن نأتي برئيس غير سيادي (كما أيام الوصاية السورية الاسرائيلية)، أو لا تكون انتخابات رئيس: ولا رمزية ولا دستور. والغريب، أن معطلي انتخاب الرئيس «يحتكمون« إلى الدستور ويدّعون الدفاع عنه ليعطلوا الدستور، ويتكلّمون عن الميثاقية ليعطلوا الميثاقية وعن مصلحة البلد ليعطلوا البلد. وهكذا صنعوا من لبنان نموذجاً فريداً، يكون المثال الساطع لدولة بلا رئيس. لبنان وحده بلا رأس. حتى أحزاب لبنان كلها تتمتع «برؤوسها» ومخوخها. كلها عندها رئيس (أو وارث) ما عدا لبنان. الأطراف تحوّلت «رؤوساً» عبثية، عدمية بل أكثر: بات علم كل حزب له رمزية و»سيادة» الحزب ما عدا العلم اللبناني الذي يرفرف فوق كل هذه الأحزاب كطير مهاجر، فأي بلد هذا، خلع رئيسه وقطع رأسه مؤمناً بأن الأطراف والأعضاء يمكن أن تستمر في حياتها ووظائفها المطلوبة من دونه، والمشكلة خارجية أولاً وأخيراً. بالأمس كانت الميليشيات الكانتونية، واليوم الميليشيا المشابهة بجنونها وعمالتها حلّت محل الجميع، بسلاحها ووكالتها الخارجية المذهبية لتنسف موقع الرئاسة. «حزب الله« يتمتع بأمين عام ما زال قائداً له منذ عشرين عاماً ليكتفي بإنجازه القيادي ويستمر في مهزلة تغييب رئيس البلاد. كانت الوصاية السورية تنتخب رئيساً لها في لبنان. رئيساً وصائياً على شعب تحت الوصاية. وهذا ما حاولته منظمة التحرير، ونجحت فيه اسرائيل. كأنما الرئاسة بعد عام 1958 باتت شأناً «خارجياً» (كاتفاق القاهرة) رئيس لبنان رهينة وصاية خارجية! لكن في النهاية: فالرئيس موجود شكلياً، لفظياً، لكنه موجود. وكذلك الحكومة: التي كان يعيّنها الرئيس حافظ الأسد ثم وليده المفدى بشار الذي صار بدوره رأساً بلا رأس في دولة مدمرة تحت الوصايات، فمن واجباته القومية وقواعد الصراع مع اسرائيل، والقوى الأخرى أن يعيّن الحكومة اللبنانية ويحكمها، ويتدخل في الانتخابات النيابية ويمد يده إلى المؤسسات الأمنية، حتى تعيين ناطور أو موظف في هذه الدائرة أو تلك.

مع هذا، كان عيد الاستقلال هو المحتفى به في يومه. الرئيس محاط برئيس المجلس والحكومة وعلى المنصة ضباط سوريون وغازي كنعان ورستم غزالي والرئيس بالطقم الأبيض. فما أجمل الأبيض على رئيس ليس رئيساً، وعلى برلمان ليس برلماناً، ووزارة ليست وزارة. لكن مع هذا كان هناك برلمان في حدود متواضعة، ووزارة في عمل يقتصر على التدابير الإجرائية (السياسة الخارجية في أيدي الوصاية السورية).

[الجدران

صحيح أن الميليشيات التي سبقت حزب إيران أقامت جدراناً وحدوداً رمزية ومادية، وخاضت حروب الآخرين لكنها اقتصرت على لبنان: مشروعها (الخارجي) داخل الحدود اللبنانية (المستباحة بالطرق العسكرية) لم يتجاوز إلى التدخل في الشؤون العربية، مشاريعها كانتونية، بمقاومات عدة؛ لكن الثورة الفلسطينية حاولت وهذا الخطأ الأساسي أن تستثمر كل هذه الصراعات لمصلحة مشروعها الفلسطيني واسترداد بلدها السليب. وهنا بالذات تداخلت الأوراق الخارجية، لتكون صراعاً بين الانتماءات: وهنا بالذات تكاثرت لغة «التحرير»: من تحرير لبنان من «الاحتلال» الفلسطيني (خدمة لسوريا أو لإسرائيل) أو تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي (المقاومة الوطنية تحت مظلة الحركة الوطنية والقيادة العسكرية المشتركة)، أو «تحرير» الورقة الفلسطينية من أيدي عرفات أو دعمها في سلطته تحت رعاية ليبيا والعراق، تمويلاً وسلاحاً. كان هناك إذن زحمة مقاومات وعناوين تحرير تمت كلها بالدم اللبناني. وها هي سوريا، مدعومة من بعض الميليشيات اليمينية تخترق هذه الاصطفافات القاتلة لتواجه الحضور العرفاتي ونزع الشرعية عنه باعتباره بحسب الإعلام السوري «عميل إسرائيل». لكن، وبعد الاتفاق السوري الإسرائيلي عام 1974 كأنما انعقدت بينهما اتفاقية تصفية الوجود الفلسطيني المسلّح؛ وهذا يفسر غزوة عام 1982، التي سبقها إسقاط مخيم تل الزعتر، وتلتها حروب المخيمات والشمال بواجهات مسيحية هنا، وإسلامية هناك.

[استقلال الحزب

لكن عندما أنشئ «حزب الله« في إيران ليكون ذراعها المسلحة في لبنان (سيناريو المقاومات السابقة)، ثم صُنعت المقاومة الشيعية على أنقاض المقاومة الوطنية العلمانية، وبعد الهيمنة السورية الشاملة على لبنان إثر حرب «التحرير» العونية، انتقل لبنان من زمن الميليشيات المحدودة لبنانياً إلى زمن ميليشيا مشروع لبنان كله تحت السلاح الإيراني (خصوصاً بعد انسحاب الجيش السوري من البلد بعد ثورة الاستقلال) والمرتبط بمشروع أكبر لصياغة «الهلال الصهيوني الإيراني». من هيمنة مقاومات متصارعة إلى مقاومة حزبية واحدة تختزلها كلها. هنا بالذات تحوّل تخريب لبنان الميليشيوي إلى تدمير الكيان كله: من كيانات «محلية» إلى كيان آخر، استهدفت فيه الدولة كوجود وكرمز، والجيش، والحدود، والتاريخ: هنا يولد لبنان الآخر مع «حزب الله«: بين تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي إلى تسليمه كلياً إلى احتلالين إيراني سوري. وما لم تجرؤ الوصاية السورية على ارتكابه، ارتكبه حزب إيران: ليس فقط إضعاف المؤسسات بربطها بالوصاية السورية، بل تعطيلها، وتفخيخها، وانتهاكها، وغزوها غزو التتار: فالجيش الذي كان في عهدة سوريا... يريدونه وجوداً تابعاً للميليشيات المذهبية... والدولة يريدونها أشلاء بلا أطراف ولا حكم ولا حكومة ولا برلمان. لا شيء، فمعانيها ووظائفها في أيد عميلة لإيران. لا استقلال إذاً. لا ديموقراطية. لا حرية. لا قانون. لا قضاء. لا عدالة: فهذه المهمات كلها اختزلت في قبضة حزب إيران. وعندما انتهت ولاية الرئيس ميشال سليمان، تُوّجت الانتهاكات، واكتمل مشروع «إبادة» الدولة، بقطع رأسها. لا رئيس. وحتى لا مرؤوس: فراغ مطلق. جنون مطلق. فوضى مطلقة. فحزب الله هو في النهاية حزب «فوضوي» يسعى في مرحلة الفوضوية إلى إقامة دولة وهمية بلا شروط، وعلى أنقاض الدولة اللبنانية العميقة. وهكذا يكون أمينه العام هو «المرشد» البديل من الرئيس المسلّح، القوي، الفاتك، حامل الحقيقة، والمشروع، والطريق، ليلعب دوره الحقيقي كأداة داخلية، تتمدّد إلى العالم العربي، تنفيذاً لمخطط تخريب الأمة العربية، ومؤسساتها، وتاريخها، وتنمية الفتن المذهبية خصوصاً بين السنّة والشيعة. لبنان كله يجب أن يكون منطلقاً ومحطةً لانطلاق «كتائب» إيران في مهماتها الحربية على العرب: من سوريا، إلى اليمن، إلى العراق، إلى البحرين: أي جعل الدولة العربية على شاكلة لبنان: وهمية، خرافية، بديدة، محطمة، تمزقها حروب مذهبية، لتجعل منها دويلات أو ميني دويلات تتصارع وتتنازع بلا نهاية: فلا رئاسات، ولا شرعيات، ولا مرجعيات، ولا حكومات، ولا جمهوريات. لا شيء. كلبنان. كما آلت إليه سوريا والعراق. إذاً محاولة محو الإنجازات العربية الثقافية، والحضارية (حتى القديمة)، من التاريخ: فلا تنوير، ولا ديموقراطية، ولا نهضة، ولا عروبة، ولا ماضٍ ولا حاضرٍ. وها هو لبنان اليوم، ما زال مطعوناً في رأسه. وها هو عيد الاستقلال وكأن هذا الأخير لم يكن: لا في الواقع، ولا في اليوتوبيا، ولا في الحدود، ولا في الرموز، ولا في المؤسسات. كأنه عيد استقلال الحزب الإيراني عن الدولة، وإعلان كانتونه مصدراً للسلطات، وسلاحه منتجاً الحقائق التاريخية: ألغيت احتفالات الاستقلال لأن ليس هناك من يحتفل بها، ولا يحضرها، ولا حتى من يتذكّرها: كل ذلك، مرتبط، كما سبق أن قلنا، بنيات الحزب المعلنة مرات، بأن لبنان آخر مرسوماً هو قيد التحضير: من مؤتمر تأسيسي (تراجع عنه الحزب)، ومن استبدال الطائف (تراجع عنه)، إلى مشروع تسوية: انتخاب الرئيس يأتي في سلة واحدة، مع طبيعة الحكومة، والانتخابات النيابية، ودور الجيش، والمؤسسات الأمنية، وربما ثقافة الدولة كلها. ونظن أن هذا التراجع في خطى الحزب المتورط في سوريا (3000 قتيل كرمى لإيران) مرتبط بالهزائم التي تكبدها وإيران في سوريا واليمن والعراق والبحرين. انكسر «الهلال» المذهبي الصهيوني، وانكسرت أجنحته. وها هو يسعى إلى التعويض عن كل ذلك بإنشاء دولة أضعف من دويلته، بسلاحها، وقوتها، وشرعيتها. وكما كان يحدث مع المقاومة الفلسطينية كلما ارتفع صوت بالتساؤل عن دور سلاحها في الداخل، فالنغمة ذاتها ترتفع كلما دعت الحاجة: من شروط التسوية (أو من خلفياتها)، تعزيز الكانتون الحزبي ليوسّع «استقلاله» عن لبنان، ويقوي ارتهانه بإيران. أما استقلال لبنان، كمنظور ومشروع، فهو بالنسبة إلى الحزب، مجرد «حلم ليلة صيف»: أن تبقى ربما الرموز، ولكن يبقى منقوصاً ومشوّهاً، وناقصاً، ومنفياً. فالحزب يعرف أن استقلال لبنان الناجز بأرضه وشعبه وحدوده ومؤسساته نفي له، ونهاية لدوره، ولسلاحه، وقضائه، وقوانينه، ولحدوده المرسومة بالدم في آخر الكانتونات المذهبية في لبنان، وكذلك نهاية للوصاية الفارسية.

السؤال الأساسي الذي يمكن طرحه: كيف يمكن أن يقوم حوار تسوية حول بنية الدولة، إذا كان هناك فريق لا يعترف بها. وكيف يمكن أن تناقش طبيعة الحدود الرسمية للبنان، إذا كان هناك فريق يعتبر أن حدود لبنان تبدأ من «الجنوب» الإيراني إلى طهران الفارسية؟ كيف يمكن معالجة قانون انتخابات، إذا كان الحزب يعتبر نفسه القانون الأعلى في المناطق التي يسيطر عليها بقوة السلاح؟ كيف يمكن حلّ مشكلة الرئاسة، إذا كان الحزب لا يعترف إلا برئيس خارجي له هو مرشد ولاية الفقيه؟ أي سبيل للتفاهم على قرار الحرب والسلم، إذا كان الحزب يعتبر أن هذا القرار مُلكه وحده أي ملك الإمبراطورية الفارسية؟... بل أي مفهوم يمكن الاتفاق عليه حول معنى الاستقلال، إذا كان الحزب يعتبر أن الاستقلال هو نقيض وجوده؟ كل هذا، نراجعه في ذكرى الاستقلال. لكن ما هو مبشر، وإيجابي، أن هذا الحزب بات معزولاً في أطروحاته، ومنقوصاً في استقلاله وحدوده الكانتونية تخترقه العمليات الإرهابية، وعملاء إسرائيل، وتُصدّعه تململات بيئته التي تعبّر عنها همساً، أو سراً خوفاً من جبروته. كل ما سقناه في هذه المقالة، لا بد أن يذكرنا بأن هذا الحزب المهزوم في سوريا... سينكفئ مشروعه في لبنان، من خلال حقيقة ساطعة: إن أكثرية اللبنانيين الساحقة ما زالت حاملة معاني الاستقلال، والدولة، والديموقراطية والحرية.

فليتذكر الحزب ثورة الاستقلال بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكيف اجترحت معجزاتها؟ هذه الثورة ما زالت حية. ويحق لها وحدها الاحتفال بعيد الاستقلال!

 

استقلالان على «الرخام الأحمر»

رولا عبدالله/المستقبل/22 تشرين الثاني/15

حكاية الاستقلال في الأجندة اللبنانية تبقى خاصة جداً من حيث إنها فعل إيمان يتجدّد من عام الى عام مهما تباعدت وجهات النظر أو تفاقمت الأزمات السياسية، وبتجدد المناسبة يسترجع اللبناني شريط قيامة بلد بخشوع الاستقلالين: الأول حين ضاق ذرع الشعب والحكام بالانتداب والتفافاته، والثاني حين ضاق ذرع الشعب بالوصاية السورية وتماديها الى حدود اغتيال رجل الاستقلال الثاني الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وفي الذكرى تحكي تماثيل وأضرحة رموز الاستقلال حكاية بلد يكمل بعد عام سنته المئة على تاريخ أوّل مطالبة بـ«الحرية والسيادة والاستقلال»، قوبلت في حينها بأحكام إعدام نفّذت بحق كوكبة من 14 وطنياً في الساحة التي تدرّج اسمها من «البرج« الى «الشهداء الى «الحرية«. هناك ارتفع تمثال يرمز إلى الحرية تمثلها امرأة ترفع مشعلا بيد وتحيط بيدها الأخرى شاباً وعلى الأرض أمامها ووراءها شهيدان. وما بين الحرية والشهادة طريق الى الاستقلال عبّده رجال باتوا في التاريخ اللبناني «حماة الوطن»، ولأجل تضحياتهم إنما ندثرهم بالأكاليل وبانحناءة وفاء وتذكّر. في العام 1941 بادلت الارادة اللبنانية إملاءات الانتداب بإعلان انتخاب بشارة الخوري رئيساً للجمهورية اللبنانية، ورياض الصلح رئيساً لحكومة تشكّلت من: كميل شمعون، حبيب أبو شهلا، عادل عسيران، مجيد أرسلان وسليم تقلا. وكان من المفترض إعلان استقلال لبنان في ذلك التاريخ لولا أن الانتداب أصدر أوامره باعتقال رئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء وعدد من الزعماء والوزراء الذين شاركوا في الخطوة الاستقلالية الثانية بعد شهداء السادس من أيار من العام 1916، وذلك في قلعة راشيا. وبموازاة الاعتقال رد رئيس مجلس النواب آنذاك صبري حمادة ومعه الأمير مجيد أرسلان بعقد اجتماع طارئ أعلن فيه تشكيل حكومة موقتة في بشامون حيث رفع العلم اللبناني بصيغته المعروفة. وتحت ضغط الإرادة الشعبية أطلق المعتقلون وأعلن استقلال لبنان في 22 تشرين الثاني من العام 1943، وتم جلاء القوات الفرنسية بعد عامين لينتسب لبنان الى جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة.

وعلى مر الحقبات اللبنانية، يحفظ البلد الجميل لبناة الاستقلال الأوائل من خلال تمثال لأول رئيس لحكومة استقلالية هو رياض الصلح إذ يطل من على المنحدر الواقع على كتف السرايا الحكومية بطربوشه، وخلفه الأحياء البيروتية وأمامه الوافدون من ساحة الشهداء، ولذكراه احتفظ المكان باسمه، وهو الحال نفسه مع تمثال الرئيس بشارة الخوري الذي بات الشارع الذي يقع فيه نصبه يحمل اسمه في محلة رأس النبع، وكذلك يرتفع تمثال حبيب أبو شهلا متوسطاً دوّار الأونيسكو، وعلى قاعدة رخامية عنوانها الاساسي « لبنان واحد لا لبنانان» يحيي الرئيس صائب سلام أهالي بيروت متوسطاً حديقة خصصت للتمثال في الجادة التي تحمل اسمه. ويلف النصب مجموعة من الصخور الحجرية متعانقة مع بعضها برباط من سنابل برونزية تمثل وحدة الطوائف مجتمعة، ومنها تفوح رائحة القرنفل الذي أحبه. وليس بعيداً من المكان إنما تشير الأكاليل المتراكمة من عام الى عام في الباشورة إلى ضريح مؤسس حزب النجادة عدنان الحكيم. وفي الظريف يحضر الاستقلال محيياً ذكرى الرئيس الشهيد رينيه معوض بلوحة تذكارية في مكان اغتياله في يوم عيد الاستقلال من العام 1989.

وفي طرابلس تجدد الساحة التي تحمل اسم رجل الاستقلال عبدالحميد كرامي احتفاءها برفيق درب الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح والذي هو الآخر اعتقلته السلطات الفرنسية في قلعة الاستقلال في راشيا. وفي إهدن يستكين ضريح رجل الاستقلال حميد فرنجية الذي كان في عداد حكومات الاستقلال منذ العام 1944 والى العام 1955. وفي غزير يحكي تمثال الرئيس فؤاد شهاب هيبة من كانت له بصمات خاصة في التاريخ اللبناني، وكان دشّن في العام 1960 نصب الشهداء في ساحة البرج. وفي بكفيا يرتفع تمثال مؤسس حزب الكتائب بيار الجميل محاطاً بأكاليل الاستقلال وصوراً لشهيديه الابن والحفيد.

ومثلما لم يسلم البشر والحجر من الحرب الأهلية التي اندلعت أوائل العام 1975، فإن التماثيل نالت حصتها من الرصاص والغضب الذي تفجّر لتبقى شواهد من مثل الثقوب على تمثال الشهداء في ساحة الحرية للعبرة والتذكير: من هنا عبر الاستقلال على أجساد اللبنانيين، ومن هنا عبرت الحرب هي الأخرى.

وبانتهاء الحرب اللبنانية وإعلان اتفاق الطائف وتسمية الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيساً لحكومة إعادة الإعمار، ظلّت الوصاية السورية تشكّل عاملاً منغصاً للاستقلال الذي بقي منقوصاً، وكان لابد أن يمشي البلد على درب الجلجلة نفسها منذ محطة السادس من أيار ومن بعدها اعتقال رجال الاستقلال ومن ثم الاستقلال اللبناني الأوّل وفي كل محطة كان لا بد من ثمن ومن ثورة ومن رجال مرحلة يجيدون تقويم معاني الاستقلال كلما انحرفت صوب الطابع الاحتفالي. في الرابع عشر من شباط من العام 2005 صدر حكم الوصاية بالإعدام بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري في أبشع اغتيال شهده البلد بعدما نادى إلى جانب اتفاق الطائف، بالبنود نفسها التي نادى بها رجال الاستقلال في الميثاق الوطني ومنها: «لبنان جمهورية مستقلة ترفض الحماية الأجنبية أو الأنضمام الى اية دولة عربية، لبنان وطن لجميع اللبنانيين على تعدد طوائفهم ومعتقداتهم وهو جزء من العالم العربي، لبنان وطن الحريات العامة يتمتع بها اللبنانيون على أساس المساواة«. فكان أن ولدت ثورة الرابع عشر من آذار مسجّلة في ساحة الشهداء نفسها تظاهرة مليونية أزالت الادارة الأمنية السورية من لبنان لينسحب الجيش السوري بعد نحو شهر ونصف من حادثة الاغتيال، ليولد الاستقلال الثاني من رحم كوكبة من الشهداء وإن لازمته بعض المنغصات، وعنه تحكي «ساحة الحرية» مروراً بالسان جورج حيث ارتفع في مكان الانفجار نصب برونزي للشهيد الحريري يمثله واقفاً ينظر الى البحر وبجواره شعلة الحرية التي لطالما حلم في أن تبقى متقدة.

 

مكافحة الإرهاب حرب عالمية ثالثة فهل تلتئم الحكومة؟

ثريا شاهين/المستقبل/22 تشرين الثاني/15

تتخوّف مصادر وزارية من أن تستمر عرقلة انعقاد مجلس الوزراء، حتى ولو لدراسة وإقرار خطة لمعالجة ملف النفايات في بداية الأمر. ذلك أنّ المصادر لا تُبدي تفاؤلاً بإمكان العودة إلى تفعيل عمل الحكومة بشكل دائم، بحيث لا تزال هذه المسألة غامضة، على الرغم من كل التحرّكات التي يقوم بها وزراء ونواب. وهناك خشية من أنّه في حال التوصّل إلى حل ما حول النفايات، ستظهر عراقيل أخرى في هذا الملف، لكي لا يسلك طريقه إلى الإقرار. وعندما تصبح الطروح جدّية ستتم دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، وحتى الآن ليس معروفاً ما إذا سيكون بند النفايات هو الوحيد على جدول الأعمال، أم أنّه سيكون جزءاً من جدول أعمال عادي. وترى المصادر أنّ من الملحّ عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد لا سيما في ظلّ ما يحيط بالوضع اللبناني من خطر إرهابي تجلّى من خلال تفجيرَي الضاحية الجنوبية، ولكن على ما يبدو فإنّ الأمر لا يهم المعرقلين، على الرغم من أنّ التفجيرَين طالا مناطق ذات غالبية مؤيدة لهم. ويبدو أنّ هناك صراعاً حقيقياً في لبنان بين ثقافتَي الموت والحياة، وأنّ مَن يرفض انعقاد جلسات المجلس يؤيّد ثقافة الموت. إلاّ أنّ الحالة التي وصل إليها الوضع بالنسبة إلى العمل الحكومي غير مقبولة. ويقول مصدر وزاري إنّه يجب على الأقل انعقاد مجلس الوزراء، وكان يُفترض لدى حصول التفجيرَين أن تتوقف الجلسة التشريعية، وأن ينعقد فوراً. ففرنسا لدى حصول التفجيرات دعت إلى تدابير تصعيدية مع دول العالم ضدّ «داعش» ولحفظ الأمن، فضلاً عن أنّها جمعت مجلسَي النواب والشيوخ وأعلنت حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر، أي أنّ هناك توقيفاً للمشتبه بهم من دون أمر قضائي، والمعارضة والموالاة عملياً في المعركة نفسها على تعديل القوانين لأيام الحرب، مثلما عُدّلت في السابق لأيام السلم. واعتبرت فرنسا أنّها لا تزال في بداية الطريق على الرغم من كل التدابير. وأشار المصدر إلى أنّ مواجهة الإرهاب هي حرب عالمية ثالثة، لا تحارب فيها الجيوش بعضها بل تتّحد معاً ضدّ الإرهاب.

وبات واضحاً بالنسبة إلى مصادر ديبلوماسية بارزة، أنّ قبول «حزب الله» بتفعيل العمل الحكومي مبدئياً، يأتي من باب النفايات فقط، وليس تحت أي ضغط آخر. إذ إنّ الحزب وجد نفسه أمام طريق مسدود في هذا الملف. ولم يأتِ القبول بالتفعيل الحكومي من باب المخاطر التي يتعرّض لها لبنان في ظلّ تعاظم خطر الإرهاب، والذي عاد ليستهدفه. وبالتالي، لبنان أمام حلّ لهذا الملف وهو التصدير ويحتاج إلى جلسة لمجلس الوزراء لإقراره، رغم أنّه سيكلّف لبنان مليون دولار يومياً، أي نحو 250 دولاراً سنوياً للفرد الواحد، لكي تُحلّ المشكلة، التي لم يتم التفاهم حولها داخلياً. وهناك خشية حقيقية، بعد إيجاد حل التصدير، من نسيان الحل النهائي لهذه المسألة في الداخل، وأن يتم الموضوع على سبيل الترف السياسي وترتيب ديون جديدة على لبنان. أمّا حول الإفادة من تداعيات التفجيرَين في الضاحية، فكان يجب أن يلتئم مجلس الوزراء في لحظتها وفوراً، وقبل التفجيرَين، لبنان يمر بوضع استثنائي وكان يجب أن يعمل الجميع في اتجاه عدم تعطيل العمل الحكومي. وتفيد المصادر أنّ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام يأمل في أن يشكّل حلّ النفايات مدخلاً لعودة الحكومة إلى عملها، إلاّ أنّه مصرّ على عدم الدعوة إلى جلسة قبل حل الموضوع، لذا الأمر أساسي وينتظر خطوات في هذا المجال، قبل أن يدعو إلى ذلك، وهو مقتنع بأنّه إذا حُلَّت هذه الأزمة، فسيحصل تفعيل لمجلس الوزراء. لكن المصادر تؤكد أنّ المسألة ليست سهلة، وأن لا بوادر حتى الآن لانعقاد المجلس لاحقاً. وتوضح أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي مقتنع بضرورة عودة العمل الحكومي، لكن هذا الموقف لا ينطبق على «حزب الله» والتيّار «الوطني الحر»، خصوصاً أنه تم الاتفاق في المجلس على تمرير دفع مردود الخلوي للبلديات عبر المرسوم الخاص بذلك، لكن الطرفَين لم يوقّعانه.

 

النظام بلا رأسه والمعارضة بلا نصرها

حازم الامين/الحياة/22 تشرين الثاني/15

على العالم أن يختار في حربه على «داعش» بين تنازل أمني وتنازلٍ أخلاقي! هذا على الأقل ما تعرضه عليه موسكو عقب هجمات باريس الدامية. ويتمثل التنازل الأمني في جدولة الحرب وتدرجها، بدءاً من إسقاط النظام في سورية وصولاً إلى القضاء على «داعش»، والتنازل هنا يتمثل في إطالة أمد الحرب والتعامل مع المزيد من تعقيداتها. أما التنازل الأخلاقي فيتمثل في التعامل مع بشار الأسد كأمر واقع، على أن يترافق ذلك مع انقضاض دولي على «داعش» يُقدم عليه تحالف يضم إلى موسكو وواشنطن وباريس، طهران و «حزب الله» والنظام في سورية. يمـــيل كثيرون إلى القول إن العالم سيختـــار التـــنازل الأخـــلاقـــي، وأن بشار الأسد لم يعد أولوية، وأن بقاءه ضعيفاً يؤدي وظائف ما زال العالم في حاجة إليها. أمن إسرائيل ومصالح موسكو ونفوذ إيران المشرقي، هذه كلها يؤمنها نظام ضعيف في سورية ما بعد «داعش». أما الغرب فيمكنه أن يتعايش مع بشار على نحو ما تعايش مع صدام حسين ما بين 1990 و2003! وهذه مقولة سائدة ويتم الترويج لها في الكثير من الأروقة. لكن بغض النظر عن قدرة أصحاب هذه الفكرة على تسويقها، وهم وجدوا في أحداث باريس قوة دفع لنظريتهم، لا بد من الإشارة إلى أن الخوض فيها لا ينطوي على تنازل أخلاقي فقط، بل ثمة عقد واقعية تحول دونها.

ما هي القوة البرية التي ستملأ الفراغ الذي سيخلفه «داعش» بعــــد دحره؟ ونحن هنا نتحدث عن أكثـــــرـ من ثلث مساحة سورية. النظام السوري؟ مـــــن السذاجـــة طبعاً الاعتقاد بذلك: ذاك أن النظام وحلفاءه الإيرانيين واللبنانيين كانت هزائمهم الميدانية في الكثير من المواقع قد أخذت شكل انكفاءات غير ناتجة عن هزائم عسكرية، إنما عن نقص بشري وضعف في البنى العسكرية.

ثم إن هزيمة «داعش» من دون حليف سني محلي وإقليمي ستكون تأسيساً لشروط إعادة إنتاج «داعش» موازٍ، وبقاء بشار في السلطة يعني ذلك حرفياً. فلن يجد التحالف الدولي قوة سنية تقف إلى جانبه في حربه على «داعش» طالما كان عنوان هذه الحرب «بقاء بشار الأسد». ثم إن نصراً مذهبياً على «داعش» هو انتصار له، والحرب على «داعش» من دون السنة ستنطوي على عمق مذهبي يُدركه الغرب تماماً كما تُدركه موسكو وطهران، وهؤلاء كلهم اختبروا الفشل الكبير في العراق، وسيكون تكراره في سورية ضرباً من الغباء. في سورية، لا تستطيع طهران أن تُكرر خبرتها العراقية المتمثلة في أن «داعش» مشكلة السنة العراقيين، وأن تنكفئ بقواها العراقية إلى حدود المناطق الشيعية. الانكفاء عن المناطق السنية في سورية انكفاء عن سورية، وجبال العلويين لا تكفي لبناء دولة، فيما مدن الساحل لا يتمتع فيها العلويون بغلبة، ودمشق، معقل النظام، محاصرة من ريفها، ومن جنوبها وغربها. وموسكو بدورها تُدرك أن حرباً جوية على «داعش» من دون قوة محلية لن تكون أكثر من تكرارٍ للحرب الجوية التي تخوضها الولايات المتحدة منذ نحو سنتين على «داعش» من دون نتائج فعلية. سيكون البحث عن تسوية في سورية تُسهل القضاء على «داعش» من دون البحث في مصير بشار الأسد غير مجدٍ، والأرجح أن هذه قناعة الجميع، ويبقى السؤال في كيفية مغادرة بشار وبقاء النظام، بما يؤمن لجميع القوى الإقليمية بما فيها طهران مصالحها؟ أما الصعوبة الثانية، فتتمثل أيضاً في الشريك المعارض. ما هي القوة السورية المعارضة التي ستُجري التسوية؟ ذاك أن التسوية من دون بشار تقتضي شريكاً، وتقتضي أيضاً تنازلات موازية. معارضة منسجمة تقبل ببقاء النظام، مع ما يجره ذلك من بقاء لرموز منه. ثم إن قطاعات واسعة من المعارضة المسلحة لن تجد مكاناً لها في هذه التسوية، كـ «جيش الفتح» مثلاً المنضوية فيه «جبهة النصرة» و «أحرار الشام». وهذه القوى ستكون جزءاً من هموم الشريك المعارض، وجزءاً من مهماته الواقعية. فالنظام المُحَافَظ عليه لن يقوى على تحديد قواه وأطره الجديدة من دون مده بشرعية جديدة مكتسبة من قوى معارضة طرحت على نفسها تسوية لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال. ولعل ما هو مطروح على السوريين في لحظة التسوية، لم يسبق أن طُرح على مجتمع مشرقي مـــن مجـــتمعات الحروب الأهلية. معادلة التسوية تقتضي من أهل النظام أن يتحولوا إلى شركاء فيه من دون رأسهم، ومن معارضي النظام أن يقبلوا به وأن يندمجوا في مؤسساته، مع ما يعني ذلك من ابتلاع لخُطب النصر والحق والغلبة. صعوبات هائلة تنتظر التسوية السورية، لكن لا سبيل للانتصار على «داعش» من دونها. ولا يبدو أن عامل الوقت مساعد على هذا الصعيد، ولهذا ستتكشف الأيام والأسابيع القريبة عن جهد دولي حقيقي في هذا الاتجاه. ولعل مسارعة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تحديد أسابيع لمباشرة المفاوضات الجدية في شأن سورية ليست المؤشر الوحيد على ذلك، فمسارعة الرياض للإعلان عن استضافة أطراف المعارضة السياسية لتشكيل وفد منسجم إلى فيينا مؤشر آخر، وربما كانت هدنة الغوطة الشرقية في دمشق تمريناً على هُدن موازية ومُرافقة لعملية المفاوضة. الحديث عن أن القضاء على «داعش» تحول إلى أولوية غربية تتقدم الرغبة في البحث عن مستقبل النظام في سورية صحيح من دون شك، خصوصاً في ظل معادلة التنازل الأخلاقي في مقابـــل التنازل الأمني، فالغرب يُقدم أمنه على قيمه. لكن الذهاب إلى الحرب على «داعش» من دون أن تكون التسوية في سورية خطت خطوتها الأولى سيكون تكراراً لأخطاء حصلت في أفغانستان وفي العراق، ناهيك بأن المساهمة الغربية في الحرب هذه المرة لن تكون برية، وسيكون من الجنون تعويض المشاركة البرية بجيش النظام السوري وحلفائه في المذهب وفي الإقليم. يبدو أن لدى السوريين الآن فرصة، وهذه لحظة التنازلات المؤلمة. أما القضاء على «داعش» فمن المرجح أن يكون مهمة تتعدى سورية.

 

كي لا يقع الغرب في فخّ «داعش»

الياس حرفوش/الحياة/22 تشرين الثاني/15

هذه هي بالضبط حالة الرعب التي أراد إرهابيو «داعش» أن ينشروها في أوروبا، وقد نجحوا. لم تنتهِ تفجيرات باريس عند حدود المئة وثلاثين قتيلاً الذين سقطوا ضحايا ذلك الإرهاب قبل عشرة أيام. إنها مستمرة وتتردد ذيولها من خلال الإجراءات الأمنية المشددة التي قررت الحكومات الأوروبية، وخصوصاً في فرنسا وبلجيكا، اتخاذها تحسباً لهجمات أخرى، ولحماية مواطنيها، ولكن أيضاً للتجاوب مع قلق هؤلاء المواطنين وخوفهم، ولنشر شعور من الطمأنينة بأن زمام الأمن ممسوك بحزم، وأن تلك الحكومات ستبقى أقوى من تنظيمات الإرهاب. حالة الخوف وشعور الأوروبيين بغياب الأمن في شوارع مدنهم، هما هدفان من أهداف الإرهاب، يفوقان ربما عدد القتلى الذين يذهبون ضحية التفجيرات. وبهذا نجح الإرهابيون من دون شك. يكفي المرور في شوارع باريس المقفرة للدلالة على ذلك. هذه المدينة المصنوعة للحياة وللفرح وللجمال هي اليوم مدينة أشباح، أهلها لا يخرجون من بيوتهم إلا في حالات الضرورة القصوى. معالمها السياحية فارغة، وما هو مفتوح منها، مثل متحف اللوفر أو برج ايفل، تحول إلى ما يشبه الثكنة العسكرية بسبب كثافة الإجراءات الأمنية. مدينة أخرى هي بروكسيل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، مغلقة، وسائل النقل العام فيها متوقفة، خوفاً من احتمال عملية إرهابية شبيهة بتفجيرات باريس. أما في مطارات المدن الأوروبية ومحطات القطارات، فقد صار منظر عناصر الشرطة بكامل أسلحتهم منظراً معتاداً، بعدما كان استثنائياً ونادراً لسنوات خلت. غير أن حالة الرعب ليست هدف الإرهابيين الوحيد. أعمالهم الوحشية تقصد أيضاً توجيه رسالة إلى الجاليات المسلمة التي تعيش في أوروبا، والتي تعتقد منشورات «داعش» وأمثاله أن معظم أبناء هذه الجاليات يعيشون في ما يسميه التنظيم «المنطقة الرمادية»، حائرين بين الانتماء إلى التطرف الراديكالي وما يستتبعه من أعمال عنف، وبين العيش في بلدان غربية لا يشعرون بانتمائهم الكامل لها، رغم أنهم يحملون جنسياتها ويستفيدون مما تقدمه لهم من ضمانات وتأمينات صحية وتعليمية واجتماعية، أسوة بالمواطنين الآخرين. إرهاب «داعش» ومن قبله «القاعدة» كان وما زال يهدف إلى حض أبناء الجاليات المسلمة على الخروج من «المنطقة الرمادية» وسلوك طريق التطرف، محذراً إياهم من خيار المواطنة والاندماج، لأنه (أي «داعش») يعتبره خياراً غير واقعي أو متاحٍ، بسبب ما يراه من عنصرية الغرب وتحامل قوانينه على المسلمين بسبب انتمائهم الديني. من هنا اختيار الإرهابيين أشخاصاً يحملون الجنسيات الأوروبية لارتكاب جرائمهم. والهدف هو تقديم هؤلاء باعتبارهم المثال والنموذج الذي يفترض بالجاليات المسلمة أن تتبعه! هنا من المفترض أن تلعب الحكومات والمجتمعات الغربية دورها المتعقل والإيجابي، كي لا تكون شريكاً في اللعبة، أو لنقل في الفخ الذي ينصبه الإرهابيون لأبناء الجاليات المسلمة. فخيار المواطنة والعيش السوي في الغرب، كما سائر المواطنين، من الصعب أن يتحقق إلا إذا قامت الحكومات الغربية بدورها في عدم معاملة تلك الجاليات وكأنها شريكة أو مسؤولة أو متهمة.

سوف يحتاج القادة الأوروبيون إلى استخدام قدر كبير من التعقل في هذه الظروف الصعبة. من السهل، ومن المبرّر، أن يطغى الهاجس الأمني الآن على العقل الأوروبي. لكن يجب أن نتذكر أن هذه الإجراءات لا يمكن أن تبقى قائمة ومفروضة إلى ما لا نهاية، لأن ذلك إذا حصل، سيغير صورة المجتمعات الأوروبية وطبيعة الحياة فيها، تغييراً لا عودة عنه. هذه مجتمعات معتادة على الحياة الطبيعية وعلى التنقل من دون عوائق وعلى حرية التعبير والتفكير، وليس من قبيل الصدف أن يكون الإرهاب قد اختار العاصمة الفرنسية هدفاً، وهي التي ترمز أكثر من أي عاصمة غربية إلى تلك الحريات. إنه عامل الحسد والحقد في الوقت ذاته الذي جعل باريس ذلك الخيار المفضل. أوروبا معرضة لخسارة الكثير مما يميزها، حتى بالمقارنة مع المجتمعات الغربية الأخرى. إقفال الحدود في وجه اللاجئين. إعادة فرض الحدود الداخلية في الاتحاد الأوروبي. تسهيل إجراءات الطرد أو سحب الجنسية. كل هذا سوف يؤدي بأوروبا إلى وضع مختلف عما كان آباء المشروع الأوروبي يريدونه لقارتهم. ستصبح أوروبا في هذه الحال شبيهة بالصورة التي يرسمها «داعش» وأمثاله عنها، والتي يجيّش أتباعه على أساسها.

 

الإرهاب بين الأسد وهستيريا «داعش»

 خالد الدخيل/الحياة/22 تشرين الثاني/15

بات أمراً واقعاً لا بد من الاعتراف به. الغرب في حال ارتباك أمام الإرهاب. مذبحة باريس التي تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لم تكشف شيئاً جديداً عن مدى وحشية هذا التنظيم الإرهابي وهمجيته. لكنها أطلقت حالاً من الهستيريا في الغرب تمكن تسميتها بـ«هستيريا داعش»، وهي كذلك لأنها تأخذ كل ملامح الهستيريا التي تغذيها مشاهد الدم والقتل العشوائي لأبرياء فرنسيين كانوا يتناولون طعاماً في مطعم، أو يشاهدون مباراة كرة قدم، أو مسرحية، ولا علاقة لهم، لا من قريب أو بعيد، بصراعات تدور رحاها في منطقة نائية اسمها الشرق الأوسط. ولأن هذا استهداف يمثل ذروة الإجرام والاستهتار بأرواح الناس لم ترتفع الأصوات مطالبة بالقضاء على «داعش» وحسب، بل تجاوزتها إلى المطالبة بإخضاع المسلمين الأوروبيين والأميركيين لمعاملة خاصة، وبعدم قبول المهاجرين المسلمين إلى أوروبا وأميركا. الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اقترح تغيير الدستور الفرنسي لهذا الغرض تحديداً. وهناك الآن حكام 11 ولاية أميركية تعهدوا بالعمل على عدم قبول أي مهاجر مسلم في ولاياتهم. بل إن بعضهم قال إنه لن يقبل مهاجرين من الشرق الأوسط من غير المسيحيين. وإذا أضفنا إلى ذلك الموقفَ العنصري لليمين المتطرف في أوروبا من العرب والمسلمين، وتصاعدَ هذا الموقف في أعقاب موجة المهاجرين وهجمات باريس الأخيرة، فإنه يعكس مؤشراً مقلقاً على تصدع في ثقافة العلمانية، وتراجع لمفهوم المواطنة المدني في الغرب. هذا حال من التعبير العاطفي المباشر، أو العنصري أمام موجة إرهابية لها سياق تاريخي فيه الكثير من الإرهاب الذي يتداخل، تقاطعاً أحياناً وتنافراً أحياناً أخرى، بصراعات سياسية لها ما يبررها. وقد اختزلت هذه الهستيريا في سؤال ذي دلالة: هل يجب التخلص أولاً من «داعش» أم من الرئيس السوري بشار الأسد؟ أصوات كثيرة في الغرب الآن تطالب بأن تكون الأولوية للتخلص من «داعش». بالنسبة إلى هؤلاء ليس مهماً ما حصل ويحصل للشعب السوري على يد «داعش» ونظام الأسد، الأهم من ذلك ما حصل وما يمكن أن يحصل للأوروبيين على يد هذا التنظيم. الشعب السوري يتعرض للقتل يومياً منذ ما يقرب من خمس سنوات، وقد قتل منه حتى الآن أكثر من 300 ألف، وهجّر أكثر من عشرة ملايين. لكن الهستيريا لم تصب أوروبا وأميركا إلا بعد مقتل 129 فرنسياً في مذبحة باريس. هل في هذا الموقف رائحة عنصرية؟ أم أنه موقف طبيعي للطرف الأقوى في الصراعات الدولية عندما يفقد رشده ورؤيته الاستراتيجية في لجّة هذه الصراعات؟

سؤال آخر: هل من المصلحة أو الحكمة السياسية اختزال أزمة الشرق الأوسط في «داعش» وضرورة التخلص منه كأولوية سابقة على غيرها؟ ينطلق هؤلاء من أن تنظيم «داعش» هو الذي يهدد أمنهم وعيشهم، ويستهدفهم مباشرة وليس الرئيس السوري أو الميليشيات التي تحارب دفاعاً عنه. يعترفون بأن الأسد ديكتاتور دموي، وبأن له مساهمة ودوراً كبيراً في تفشي الإرهاب في المنطقة. لكن دوره ومساهمته في كل ذلك لا يطاولان أوروبا أو أميركا مباشرة. ماذا عن تهديد الإرهاب بكل ألوانه للمنطقة، ولحلفاء الغرب في هذه المنطقة؟ أبرز من يمثل هذا الاتجاه الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومعه وزير خارجيته جون كيري. كلاهما يرى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي ونهاية للحرب الأهلية في سورية من دون خروج بشار الأسد من المشهد نهائياً. في هذا إقرار بأن بقاء الأسد عامل رئيس في تفشي الإرهاب، أو كما يردد كيري بأن الأسد بات عامل جذب للإرهابيين، إلا أن سياسة أوباما منذ بداية الثورة السورية ساهمت وتساهم في إطالة أمد بقاء الأسد، وبالتالي في تفاقم ظاهرة الإرهاب. هل من المبالغة القول في هذه الحال إن السياسة الأميركية تساهم، وإن بشكل غير مباشر أو مقصود في تغذية الإرهاب، وتحديداً إرهاب داعش؟ تماشياً مع ذلك تنهمك إدارة أوباما، بعد التدخل العسكري الروسي في سورية، بما يسميه جون كيري سياسة الحل الانتقالي التي يفترض أن تبدأ بعد أسابيع، كما يقول. واللافت في هذه السياسة أنها تنطلق من التعاون مع روسيا فلاديمير بوتين التي ترى أن لا شأن للحل السياسي في سورية بمصير الأسد، وأن هذا يجب أن يترك للشعب السوري يقرر في شأنه ما يراه.

السؤال الذي يتجاهله أوباما وكيري هنا هو: هل سيفضي هذا الحل الانتقالي إلى ترجيح رؤية أوباما برحيل الأسد، أم رؤية بوتين ببقائه في المشهد؟ وكيف؟ واشنطن وموسكو متفقتان على أن الأولوية الآن هي للقضاء على «داعش». الإشكالية ليست في تبني هذه الأولوية بحد ذاتها، وإنما في أنها أولوية يتم تبنيها بشيء من التكاذب المتبادل، ومن دون استراتيجية واضحة، أو هدف نهائي متفق عليه بين الأطراف التي اجتمعت في فيينا. ماذا مثلاً لو تحقق القضاء على «داعش» (وهو أمر مشكوك فيه على كل حال) وتسبب ذلك بتعزيز قوة الأسد؟ هذه نتيجة لا تتسبب بقلق كثير في موسكو. على الناحية الأخرى، المفترض أن هذه النتيجة تقلق واشنطن كثيراً. لكن يبدو أن أوباما إما غير آبه بإمكان هذه النتيجة، أو يرى أن إمكان تحققها ضعيف في كل الأحوال. كيف؟ لا أحد يعرف. هنا يتضح الغموض في سياسة إدارة أوباما تجاه الحال السورية، ومن ثم حال الإرباك التي تتسبب بها بين حلفاء واشنطن.

في هذا السياق يتذكر الجميع صفقة نزع السلاح الكيماوي للنظام السوري عام 2013، التي تمت بوساطة ومبادرة روسية. حصل ذلك في أعقاب استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي ضد المدنيين في الغوطة الشرقية في صيف ذلك العام. وانتهت الصفقة بأمرين لافتين: تراجع أوباما الشهير عن خطه الأحمر، والسماح للروس بتحقيق مكسب سياسي للأسد، ساهم في إطالة أمد بقائه. تفرض هذه السابقة التشكيك في موقف أوباما المعلن من الحل الانتقالي الذي انتهى إليه اجتماع فيينا. كما تفرض عدم استبعاد تراجعه عن شرط تنحي الأسد وخروجه من المشهد في نهاية الحل الانتقالي. وهذا أمر وارد جداً ولا ينبغي استبعاده، فالعملية السياسية لمقترح الحل الانتقالي هي الآن تحت السيطرة الروسية بفعل وجودها العسكري في سورية. وبوتين ليس معروفاً بميوله الشعبية أو الديموقراطية. وبما أن بشار الأسد في عرف الرئيس الروسي هو رئيس منتخب شعبياً، فما الذي يمنع إعادة انتخابه بالآلية نفسها في نهاية المرحلة الانتقالية؟ وإمكان تراجع أوباما مرة أخرى هو ما توحي به تصريحاته ووزير خارجيته، وهي تصريحات غامضة ومطاطة وتحتمل أكثر من معنى وأكثر من تفسير. الشاهد هنا أولاً: أن الحل الانتقالي المقترح مؤشر على حجم التراجع السياسي في الغرب عن الرؤية الاستراتيجية التي عرف بها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة التي أفضت إليها. أصبح الخوف والتردد، والرؤية الآنية الضيقة هي التي تسم الفكر السياسي الغربي. وهذا ما يتجسد في سياسة إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط، وتأثيرها الواضح على المواقف الأوروبية. والشاهد ثانياً: أن ما حصل في باريس، وقبله في بيروت، لا يمكن فصله كنتيجة عن هذا التحول في السياسة الغربية من حيث أنه ترك الوضع السياسي في الشرق الأوسط يتعفن سنة بعد أخرى. أهل المنطقة هم المسؤول الأول عن ذلك، صحيح، لكن حجم الغرب وحضوره في الصراعات الدائرة فيها لا يعفيه من المسؤولية أيضاً. والمساحة التي يتم تجاهلها بين المسؤوليتين تغذي الإرهاب ومعه حال الهستيريا في الغرب حالياً. التساهل مع «داعش» جريمة، لكن التذرع بوحشية هذا التنظيم للتساهل مع الأسد يفضي إلى الجريمة ذاتها. لنتذكر أن «داعش» ظهر بعد الغزو الأميركي للعراق، وفي ظل نظام الأسد الذي يمتد عمره قرابة نصف قرن من الزمن. كيف يمكن الفصل بين السبب والنتيجة في هذه الحال؟

 

الإرهاب يدمّرنا قبل تدمير الآخرين

 خالد الحروب/الحياة/22 تشرين الثاني/15

إرهاب تنظيم «القاعدة» في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 لم يدمر الولايات المتحدة، ومثله ارهاب التنظيم في مدريد ولندن في السنوات التي تلت، وكذلك فإن الإرهاب الاخير الذي ارتكبه تنظيم «داعش» لن يدمر فرنسا، كما لم يدمر اسقاط طائرة سيناء المنكوبة روسيا نفسها. تأذت تلك الدول كلها بلا شك، وأسقط الارهاب ضحايا ابرياء من دون وجه حق، واستحق كل النعوت التي انتزعها عن جدارة، بكونه اجرامياً ووحشياً ورخيصاً. كل الإرهاب الذي توجه الى بلدان غربية بمسوغات الانتقام او الرد بالمثل او ما شاء له من مسوغات، لم يصل الى درجة إحداث خدش في بنية القوة العسكرية والاجمالية للغرب، لكنه «تألق» في تدمير الشرق. «عبقرية» ذلك الارهاب الخالي من العقل كانت توفير المسوغ لقوى سياسية ومشاريع اميركية متطرفة لإطلاق وحوش الحروب في المنطقة والعالم، فكانت افغانستان ثم العراق، الذي تناسلت من حربه كل الكوارث التي نعيشها الآن. الإرهاب الإسلاموي الغبي الذي انطلق (نحو ارض العدو البعيد) في نيويورك وعواصم العالم الغربي بدا كمراهق أرعن امتلك مسدساً فجأة، وصار يطلق النار في كل الاتجاهات، ومعها اطلق وحوش الحروب علينا. سقط العراق بسبب ارهاب نيويورك ثم دخل في عملية التفكك التي نشهد، ومعه انفتحت أمدية الفراغات السياسية والجغرافية والعسكرية مُستدعية «القاعديين» و»الزرقاويين» والمتعصبين بين السنّة، ليتحالفوا مع نظرائهم من المتعصبين من الشيعة، وليتنافس الطرفان في دفع العراق الى وحل الطائفية الدموية التي لا يعرف أحد متى يبرأ من نزيفها.

الارهاب الاسلاموي «القاعدي» ثم «الداعشي» دمر سورية أيضاً وأنهى ثورتها السلمية التي كان العالم كله يؤيدها ويصطف مع مطالبها في الحرية والكرامة. وهو ذاته كان قد تمدد الى اليمن ليتنافس مع متطرفي الحركة الحوثية في تدمير البلد، وإعاقة خروجه من مسار الاستبداد السياسي الى مسار الانتقال السلمي الربيعي، على رافعة ثورة شبابه المبهرة. وهكذا انتشرت رقعة السرطان وتسلل ارهابها الى ثورة ليبيا على القذافي فأحبطها من الداخل فأخاف الليبيين ومن يجاورهم من مآلات جغرافية ترتع فيها جماعات «داعش»، لتذبح المارين على شاطىء المتوسط تبعاً لدينهم، وتبعاً لولائهم لها او غيابه. في مستوى تدمير اقل وخلال العشرية التي نعيشها وما سبقها، ما من بلد عربي (وكثير من بلاد المسلمين) الا واكتوى بنار الارهاب الوحشي شمالا ويمينا. وقبل تلك العشرية او اكثر كاد ذات الارهاب ان يدمر الجزائر بعد ان أدخلها في مقتلة حرب أهلية استنزفت عقداً من السنين، ومعه مئات الالوف من الابرياء، وثروات البلد، ومستقبله.

بيد ان الشبح الاخطر من كل ذلك، الآن وراهناً، يقبع في حيرتنا إزاء التساؤل عن النقطة الزمنية التي نعيشها على وجه الدقة في منحنى توغل وتمدد الارهاب «الداعشي» الدموي: أنحن في البدايات، ام المنتصف، ام النهايات. حيرة ترهن مستقبلات بلدان عربية ومجتمعاتها للمجهول. يكفي ان نتأمل الرعب الكامن في هذا المجهول عندما نذكر انفسنا ان «داعش» يتحكم في حياة سبعة ملايين من الناس في الرقعة الجغرافية التي يسيطر عليها في سورية والعراق، والتأمل في ما يمكن ان يفعله التنظيم من غسل لدماغ عشرات الالوف من الصبية والمراهقين والشبان. كلما امتد حكم «داعش» على هؤلاء اتيحت له فسحة زمنية اطول كي يضاعف تجنيده لهم ويقولبهم الى «ذباحين» في ايديولوجيا العنف والدم التي لا تفهم الا القتل. لو استمر حكم «داعش» الى خمس سنوات قادمة فإن معنى ذلك ان جيلاً شاباً سينشأ في مناخ «الدعشنة» المُتخم، ولو فرضنا ان عشر معشار ذلك الجيل انخرط في القتل «الداعشي» فمعنى ذلك ان جيشاً من «الدواعش» قد تولي داخليا، تُناط به مهمة تدمير ما لم يتم تدميره من بلدان عربية واسلامية.

خلاصات ذلك كله يمكن تأملها على اكثر من وجه. الاول، هو ان الخسارات الفادحة والدمار الحقيقي جراء الارهاب الذي صار يتخذ المنطقة العربية مقراً له، تواجهه دول ومجتمعات وبلدان المنطقة. دولنا ومجتمعاتنا هي التي تتفكك وتنهار وتتحطم، وليس المجتمعات الغربية. وما يجب ان يرتبط بذلك مباشرة هو الكف عن احالة مسؤولية محاربة الارهاب والقضاء عليه على الغرب، وكأن هذه المشكلة مشكلة غربية وفقط. الطرف الاساسي والمركزي والرئيسي الذي يدمره الارهاب «الداعشي» وما سبقه هي الدول العربية، وهي التي صارت مهددة في وحدتها ومستقبلها، وبالتالي هي التي يجب ان تنتفض لمواجهة هذه الكارثة وتضعها على رأس اجنداتها. مسؤولية مواجهة ارهاب «داعش» هي مسؤولية عربية بالدرجة الاولى، ثم دولية وغربية بالدرجة الثانية. الوجه الثاني متعلق بالجدل والنقاش الذي لا ينتهي حول جذور الظاهرة الارهابية ومسبباتها والبيئات التي انتجتها، وهو جدل مهم وضروري لأن له علاقة مباشرة جداً بطرق مواجهتها. هذا الجدل قد ينتقل من مسار البحث الموضوعي المفيد الذي يقود الى فرض تعديل السياسات وخلق بيئات غير مؤاتية لنشوء الارهاب، الى مسار المناكفة السجالية التي تستهدف تسجيل النقاط وإدانة هذا الطرف أو ذاك أكثر من أي شيء. بإيجاز مُبتسر وربما مخل بالنقاش يمكن النظر الى الارهاب الحالي على انه نتاج ثلاث مجموعات من العوامل: الاولى خارجية ومتعلقة بالسياسات الغربية التدخلية والعسكرية منذ فرض إنشاء اسرائيل في المنطقة، مروراً بكل سياسات الحرب الباردة وتوظيف الاطراف الاسلاموية لخدمة هذا الطرف او ذاك، وصولاً الى «الجهاد ضد السوفيات» في افغانستان الاولى، ثم افغانستان الثانية وبعدها والعراق وما تبع ذلك من كوارث. الغرب مسؤول هنا مسؤولية مطلقة عن الخراب العالمي الذي تسبب فيه، وعليه يقع جزء كبير من المسؤولية في مواجهة ما نحن فيه. المجموعة الثانية من العوامل، داخلية ومتعلقة بفشل دولة ما بعد الاستقلال العربية في بناء مجتمعات واقتصادات قوية تحقق الحدود الدنيا من مطالب الشرائح الاعرض للشعب، وتوفر له الحد الادنى من الكرامة. وهو فشل قاد الى زيادة منسوب التطرف الايديولوجي الذي صبّ في نهاية الامر لصالح تيارات التعصب وجماعات الارهاب الديني التي استقوت بالخطاب الخلاصوي الديني. والمجموعة الثالثة من العوامل متعلقة بالتعليم والثقافة الاعلامية والاجتماعية التي اتجهت نحو المحافظة والسلفية في نصف القرن الماضي، بحيث ان الانظمة التعليمية للدول نفسها انتجت خصومها واعداءها بسبب تسلل الخطاب «الداعشي» الناعم فيها وفي المجال العام بشكل اجمالي. معنى ذلك ان مجموعتين من العوامل تلك تنتمي الى «الداخل» ومعالجتها يجب ان تكون داخلية ولا علاقة للخارج بها علاقة وطيدة وقوية. والتكلس في التحليل عند مجموعة العوامل الاولى الخاصة بالخارج فقط معناه البحث عن تسويغ الكسل الفكري والسياسي، والخوف من مواجهة الذات، والعجز عن إيجاد حلول. نستطيع ان نداوم تكرار التحليل الذي يقول ان جذور الارهاب الاصولي تعود الى ما قامت به اميركا من تصنيع لما سُمّي بالمجاهدين الافغان خلال حربها ضد الاتحاد السوفياتي، ثم غزوها العراق وما افرزه من جماعات، وسوى ذلك كثير. بيد ان ذلك كله لن يحمي بلداننا من التدمير الحاصل فيها ان لم تنهض النخب الحاكمة، والنخب المثقفة، ومنظمات المجتمع المدني، وتيارات الاعتدال، وكل من يخشى على مستقبل هذه البلدان، لتحمل جزء من المسؤولية في مواجهة الارهاب «الداعشي» وكل ما له علاقة به. وترتبط بذلك كله إنعكاسات الارهاب «الداعشي» المتوحش على الجاليات العربية والمسلمة في العالم، وعلى صورة الاسلام كدين والمسلمين كمجموعة بشرية صارت تُختزل بصورة الارهاب بسبب وطأة وبشاعة الجرائم المتتالية المنسوبة الى الدين والمنتسبين اليه. وهذا الامر بحد ذاته يحتاج الى توقف ونقاش منفصل، لكن يكفي القول هنا ان العنصرية التي يواجهها عرب ومسلمو الغرب ناتجة أيضاً عن سياسات التهميش الغربية الطويلة المدى التي لم تسهل عملية الادماج التدريجي لهذه الجاليات، وهي ناتجة ايضاً عن سياسات التهميش الذاتي التي اتبعتها الشرائح الاعرض من تلك الجاليات وعزلت نفسها بنفسها عن التيار العريض للمجتمعات الغربية، بدعوى المحافظة على الخصوصية الثقافية والتقاليد والدين وسوى ذلك. والخلاصة ان هذا التهميش المزدوج انتج مناخاً جاهزاً لاستقبال مزاج يميني كاره للأجانب واللاجئين، بخاصة عندما يسعره ارهاب «داعش» واخواته، ويتلقف ذلك كله إعلام شعبوي لا يعتاش إلا على الإثارة والتضخيم وخلق الاعداء.

 

«داعش» صناعتنا وصناعتهم

مصطفى زين/الحياة/22 تشرين الثاني/15

أعادت اعتداءات «داعش» المجتمع الفرنسي إلى قرون مضت. ارتفعت أصوات اليمين واليسار مطالبة بالثأر من العرب والمسلمين. الإرهاب في فرنسا وحّد الأوروبيين. بوعي أو من دون وعي عاد الجميع إلى القرون الوسطى، حين كانت القارة موحدة ترسل الحملة تلو الحملة إلى «الشرق»، في ما عرف بالحروب الصليبية.بعض المؤرخين والمثقفين، الأكثر حداثة، دعوا إلى استعادة أمجاد الاستعمار واحتلال العراق وسورية. الجميع نصّب هولاند قائداً للحملة. الرجل لم يقصر. لم يشأ إضاعة الفرصة الثمينة. استثمر الوضع المأسوي لاستعادة هيبته، بعدما أصبحت شعبيته في الحضيض. وبعدما صعد نجم مارين لو بن. تلفَع بالعلم الوطني وأنشد المارسيلياز مع النواب والشيوخ. أرسل حاملة الطائرات إلى شرق المتوسط. ضرب «داعش» في الرقة، معلناً استعداده لمحاربة التنظيم بكل قوة، علماً أن الضربة كانت متاحة أمام طائراته قبل الكارثة بشهور، لكنه لم يفعل خوفاً من تقوية الأسد. أي أنه كان يرى «داعش» حليفاً في الحرب على النظام السوري. عندما دمر الأوروبيون مدنهم وحواضرهم في الحربين العالميتين كانوا مختلفين على تقاسم المستعمرات في آسيا وأفريقيا، وعلى نهب ثروات الشعوب فدمروا بلدانهم وبلداننا. حمَلنا إعلامهم، وبعض إعلامِنا ومثقفينا وزر الحربين، حتى أصبحنا مسؤولين عن ظاهرة هتلر والنازية والفاشية، وكان علينا قبول دولة يهودية في فلسطين تكفيراً عن ذنبهم في ارتكاب المحرقة. دفعنا ثمن تنافسهم على استعمارنا في الجزائر ومصر والعراق وبلاد الشام. كانوا يشنون الحروب علينا من دون خوف من رد فعل يطاول بلدانهم، تماماً مثلما كانت النظرية العسكرية الإسرائيلية تراهن على شن الحروب خارج أسوار الغيتو، إلى أن انقلبت الآية في عام 2006. تصالحت أوروبا، بعد الحربين العالميتين. انحسر الاستعمار التقليدي. صار همُه تنصيب موالين للميتروبول يحكمون باسمنا، وكنا وما زلنا جاهزين للاقتتال في حروب أهلية لا تنتهي. وهم جاهزون لتسعير هذه الحروب، بالوقوف مع هذا الطرف أو ذاك، وإضفاء الشرعية على هذا الرئيس ونزعها عن الآخر، حتى لو تساويا في الاستبداد. بوش الابن شن الحرب على العراق لإطاحة صدام حسين. هلل بعضنا لهذه الخطوة، توهم أنها ستخلصنا من ديكتاتور، وتدخلنا العصر الأميركي. لكن واشنطن نصّبت موالين لها لا هم لهم سوى سرقة البلاد بإشرافها. والآن تدير حروبهم على الإرهاب وتشرف على التقسيم بين المذاهب والطوائف والإثنيات. من سجونها في العراق انطلق قادة «القاعدة» و «داعش». التجربة ذاتها حصلت في ليبيا، حماسة فرنسا لإطاحة القذافي لم تضاهها حماسة. الولايات المتحدة قادت المعركة من الخلف. أطيح الديكتاتور. خرجت القبائل و «داعش» من جوف المجتمع. أصبح للإرهاب قاعدة أخرى على أبواب أوروبا. نفط البلاد أصبح نهباً للتجار والسماسرة. بأمواله يدير الإرهابيون إماراتهم. المحاولة ذاتها تجري في سورية منذ أكثر من أربع سنوات. وصل الأمر بمديري الحرب العالمية على دمشق وفيها إلى جدار مسدود. جدار مصنوع من دماء السوريين. هنا ظهر «داعش»، بفضل رعاته أكثر قوة وتنظيماً. أدى وظيفته في تخريب معالم الحضارات المتعاقبة، وفي تعميق الفتنة وتعميمها. وعندما ألغى الحدود مع العراق (هذا كان، وما زال، محرماً غربياً) أصبح يشكل خطراً على الرعاة الذين يأتمرون في جنيف وفيينا، في السر والعلن، لتقاسم المصالح (تقاسم البلاد والعباد). كتب عالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران بعد الهجمات الإرهابية في باريس (لو موند) معلقاً على المجزرة الرهيبة يقول: «إذا كان نمو داعش إسلامي المنشأ ويشكل أقلية شيطانية داخله، ويعتقد بأنه يحارب الشيطان المتمثل بالغرب، فلنتذكر أن الولايات المتحدة هي التي أطلقت قواه العمياء». «داعش» صناعتنا وصناعة الغرب. ظلاميته محلية المنشأ. وليس غريباً أن تكون له حاضنة في بلدان متخلفة. لكن الغريب أن تحتضنه، مع غيره من الإرهابيين، أوروبا الديموقراطية، متخلية عن كل قيمها المستمدة من عصر الأنوار، غارقة في تجارة الحروب.

 

الاستقلال اليتيم والسيادة المفقودة!

غسان بركات/جنوبية/21 نوفمبر، 2015

للسنة الثانية على التوالي يمرّعيد الاستقلال اللبناني بلا رئيس ولا احتفالات رسمية، ولم تفتح أبواب بعبدا لاستقبال المهنئين بالاستقلال. وفي العيد 72 لبنان لا يزال الوطن يرزح تحت احتلال ووصاية من نوع آخر، قادمة من جمهورية حكامها رجال دين وذلك من خلال أتباعهم في لبنان. عشية عيد استقلال لبنان الـ72، وللمرة الثانية على التوالي، لا يزال الاستقلال يتيماً بلا رئيس للجمهورية ولا احتفال رسمي، ومن دون عرض عسكري، باستثناء العرض الشعبي للحراك المدني الذي سيحصل بعدما تراجعت شعبيته هو الآخر في الآونة الأخيرة. وذلك تحت ظل حكومة غير كفوؤة، ومجلس نواب غير معترف به شعبياً، وحتى القرارات السيادية والدستورية لناحية انتخاب رئيساً للجمهورية في لبنان ما زالت معطلة، وذلك بهدف إدخال الوطن في غيبوبة سياسية سوداء، تهدد وجود الدولة تمهيداً لاستجلاب الوصاية الخارجية عليه من اجل تحويله إلى دولة تبعية وفاشلة وذلك على حساب سيادة لبنان، وطمعاً في القبض على مفاصل دوائر القرار السياسي والقانوني والعسكري فيه من خلال المليشيات المسلحة البعيدة كل البعد عن مفهوم ثقافة الحرية والسيادة والاستقلال والانتماء للوطن، المعتادة فقط على الإملاءات والأوامر الصادرة إليهم مباشرة من خارج حدود لبنان. فبعد استقلال لبنان عام 1946 عن الانتداب الفرنسي، واستقلاله عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي، واستقلاله عام 2005 من الوصاية السورية، ها بلدنا لا يزال يرزح تحت احتلال ووصاية من نوع آخر، قادمة من جمهورية حكامها رجال دين وذلك عبر أتباعهم في لبنان. مسكين عيد الاستقلال في لبنان، بعدما أصبح دولة ضمن دولة المليشيات المسلحة، استقلاله رهينة بيدها ولا تتقن إلا لغة السلاح، يترجم نفوذها من خلال جمهورية مربعاتها الأمنية الطائفية، حيث يمنع على الدولة اللبنانية المفترض انها مستقلة من الدخول إلى تلك المربعات التابعة أصلا للانتداب الأجنبي الحالم بتفكيره في إعادة أمجاد إمبراطوريته القديمة المذهبية، وذلك عن طريق أحصنة طروادة عبر وكلائهم المعتمدين لها في لبنان وسورية واليمن والبحرين وسائر بلاد ما بين النهرين. رياح عيد الاستقلال في لبنان تجري مما لا تشتهي سيادة الوطن واللبنانيين، وذلك بسبب الوصاية السابقة للبعث السوري بعد رحيله عام 2005، تاركاً خلفه محركات داخلية وقودها شريحة من المجتمع اللبناني، تتمتع بقدرة عسكرية وأمنية قوية، يعتمد عليها كقنبلة عنقودية موقوتة ومتعددة الأهداف منها سياسية وأمنية ومذهبية، لا زالت تنفجر على مراحل حسبما تقتضي الظروف والأوضاع السياسية وغيرها على الساحة اللبنانية. لعلَّ عيد الاستقلال القادم يكون، تحت ظل رئيس للجمهورية وحكومة تهتم بالبشر قبل الحجر، ولا تعتمد إلا الصدق والصراحة والشفافية، بعيدا عن المحسوبية والصفقات الضيقة، ولديها الخبرة والكفاءة في إدارة الملفات الحياتية والبيئية وغيرها، مع نواب جدد منتخبين من قبل الشعب اللبناني، ولا يعلو سلاح فوق سلاح الشرعية، على أمل أن يكون اللبنانيون بطوائفهم ومذاهبهم متحدين متكاتفين تحت شعار “كلنا للوطن للعلى للعلم”، وكل عيد استقلال ولبناننا بألف خير.

 

جعجع ينكفىء: الحلفاء اجبروني

منير الربيع/المدن/السبت 21/11/2015

لم تكن شخصية رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، تحتاج إلى بحث معمق، فهي شديدة الوضوح، حين يخاصم يذهب حتى النهاية، وحين يحالف يتمسك بتحالفه إلى الآخر، هذه الشخصية ميزت جعجع عن نظرائه، وأبعدته عن الدخول في تسويات، وادخلته الى السجن. مؤخراً، بعض المتغيرات تطرأ لدى جعجع، يتعاطى بواقعية أكثر، ومن منظور مسيحي بعد أن كان يتعاطى في السنوات الأخيرة مع الأمور السياسية من منظور أبعد. من قانون "اللقاء الأرثوذكسي"، إلى "إعلان النوايا" والعمل مع "التيار الوطني الحر" لصياغة قانون إنتخابي يوفر صحة التمثيل لدى المسيحيين، وصولاً إلى إستعادة الجنسية، ومؤخراً موقفه من تهميش رئيس جهاز أمن الدولة عن الإجتماعات الأمنية في السراي، وهو ما يعني ان نغمة جديدة قدمها لدى جعجع، توحي وكأنه عاد إلى الإنحسار ما بين كفرشيما والمدفون. تعتبر مصادر "القوات" أن حلفاء جعجع أجبروه على ذلك، غياب الحريري ومعاناته المالية وترك جعجع في الميدان وحيداً، أحد أسباب ذلك، إضافة الى هجوم النائب وليد جنبلاط المستمر على جعجع وطروحاته، وتغريد حزب "الكتائب" خارج السرب مراراً وتكراراً، ما يعتبره جعجع خروجاً عن السياق وتقديم أوراق الإعتماد لحزب الله، كل ذلك دفع بجعجع إلى تحصين نفسه سياسياً، وتعزيز موقعه المسيحي، خصوصاً أنه باتفاقه مع عون يحصل على شرعية مسيحية يطمح إلى تحقيقها منذ زمن، ولم يعطه إياها حليفه الأساسي تيار "المستقبل"، والخلاف يبدأ من الإنتخابات النيابية، ومن عدد النواب الذي يرشّحه جعجع للوصول إلى الندوة البرلمانية. ليس جعجع وحده من يتخذ خيار الإنكفاء وعدم الدخول في الحسابات الأطراف الإسلامية، سبقه عون في إدعاء التمثيل المسيحي والحفاظ على حقوق المسيحيين، وكذلك حزب "الكتائب". وهم لم يعودوا يعتبرون أن هذا الأمر مدعاة خوف خصوصاً في هذه المرحلة، بل هو واجب لحماية الوجود. وفق ما توصف مصادر "المدن" لواقع الحال المسيحي الجديد، لا سيما أنه يختصر في نهج الأحزاب المسيحية الأبرز، أي "القوات" و"التيار" و"الكتائب"، فإنهم على ما يبدو قد وصلوا إلى قناعة مغايرة لقناعة الميثاق والعيش المشترك وما إلى هنالك، من هذه الطروحات التي لم يتحقق منها شيء بالنسبة إليهم، ولذلك أصبحوا في اعتبار أن حلم البطريرك الياس بطرس الحويك هو وهم غير قابل للتحقق لا على صعيد لبنان الكبير ولا على صعيد المواطنة والعيش المشترك. وبالتالي فلا بد من العودة إلى النغمة السابقة، وهي قد تكون على شاكلة إما لا مركزية موسعة، أو فيدرالية. وهنا تجدر العودة بالذاكرة إلى إحدى الطرائف المنقولة عن الرئيس الراحل كميل شمعون، إذ يقول أحد الصحافيين في حقبة الثمانينيات من آل الحويك لـ"المدن" إنه خلال إجتماعات الجبهة اللبنانية في المنطقة الشرقية، كان شمعون كلما التقى هذا الصحافي، يشتم البطريرك الحويك، فما كان من الزميل الرد على شمعون بسؤاله لماذا؟ والحويك هو أحد أبرز المؤثرين في تكوين لبنان الكبير، ليأتي جواب شمعون سريعاً: "بقي البطريرك الحويك يطالب بتوسيع لبنان وضمّه للمسيحيين والمسلمين، وها هم المسلمون اليوم يقصفوننا، لو بقي لبنان صغيراً لكان أفضل".

 ليست خيارات جعجع جديدة، بل الآن آخذة في التوسع، وهي عملياً تعود إلى العام 2011 في حينها اتخذ جعجع هذا الخيار، منذ دعمه لاقتراح القانون الأرثوذكسي، وفق ما تشير مصادر المستقبل لـ"المدن"، في ذلك الوقت بحسب المصادر، كان جعجع يعتبر أن المنطقة ستذهب باتجاه الفيدراليات، وستقسم على أسس مذهبية، وطائفية. ولكن بعدها تراجع جعجع عن وجهة نظره هذه، وكرّس ذلك بانفتاحه على المعارضة السورية، وحيّا الربيع العربي، إلا أنه مع بروز تنظيم داعش وتوسعه عاد إلى وجهة نظره. يحمّل المستقبل نفسه جزءا من المسؤولية، فجعجع تعرض الى نكسات عديدة من قبل المستقبل، ففي العام 2009 أثناء التحضير للانتخابات النيابية، طالب جعجع بزيادة عدد نوابه، إلا أن المستقبل رفض ذلك، ولم يعطه ما يريد، بذريعة أن التيار الأزرق عابر للطوائف ولا يمكن أن يخسر نواباً مسيحيين لحساب القوات، ولا تستثني مصادر المستقبل "ذهاب الحريري إلى سوريا، ودخوله في لعبة السين السين، من دون سؤال جعجع حينها، ولا حتى مشاورته، ولا على الأقل وضعه في الصورة، فبقي جعجع يغرد خارج السرب".

 

فساد الخارجية في عيد الإستقلال..

علي رباح/المدن/السبت 21/11/2015

تسنّى للبعثات الدبلوماسية اللبنانية حول العالم ان تشهد مخراً وبأم العين جزءاً من الفساد الذي تتوالى فصوله في لبنان. وخبرت هذه البعثات كيفية تعاطي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل معها ووفق اي معايير واعتبارات، عندما يتحوّل المقرب فيها من الخط العوني الى "دبلوماسي بسمنة"، والبعيد فيها عن اللون البرتقالي الى "دبلوماسي بزيت" وربما بـ "مَيْ"! في تفاصيل ما جرى قبيل عيد الإستقلال، فعادة  ترصد الوزارة سنوياً اعتمادات مالية للسفارات اللبنانية المنتشرة حول العام، لإعداد احتفالاتها بذكرى عيد الاستقلال. الاعتمادات المخصّصة لهذا العام، جاءت، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لبنانية لـ"المدن"، مجحفة بحق السفارات التي لا تدور في فلك العونيين وفريق "8 اذار". وعلى سبيل المثال، فان سفارة لبنانية في دولة اوروبية، حظيت بمبلغ اكبر بـ4 اضعاف من سفارة اخرى في دولة اوروبية اخرى تعاني من غلاء معيشي اكثر من الدولة الاولى بـ3 اضعاف، وذلك لأن المسؤول في السفارة "المحظوظة" يجاهر بـ"عونيته"، بينما يفضّل دبلوماسيون لبنانيون في سفارات اخرى القيام بعملهم الدبلوماسي بعيدا عن اية اجندات سياسية خاصة. ويخوض المصدر في شرح ملابسات هذا الخرق، مسمّياً الاشياء بأسمائها، حيث إن "السفارة اللبنانية في فرنسا استلمت مبلغ 70 مليون ليرة لبنانية لإقامة احتفال بذكرى الاستقلال، بينما استلمت سفارات اخرى مبلغا لا يسمح لها حتى بحجز صالة في فندق متواضع لاقامة الحفل. عدا عن ان بعض هذه السفارات قد تمّ تخفيض موازنتها المرصودة لهذا النشاط بنسبة 50% عن العام الماضي". هذه الإستنسابية الفاضحة، دفعت بعض اللبنانيين ورجال الاعمال في الاغتراب إلى دعم "السفارات المغضوب عليها"، وجمع الاموال في ما بينهم لاقامة احتفال يليق بلبنان وبالجالية اللبنانية امام الجاليات الاخرى الاغترابية!لكن الاستنسابية في دفع الاعتمادات المرصودة للسفارات ليست اخطر ما في الامر. فالخارجية طالبت رسميا من بعثاتها الدبلوماسية اقتطاع 10% من المبلغ المخصص للاحتفال بعيد الاستقلال، للقيام بأعمال دعائية لـ"مؤتمر الطاقات الاغترابية". وهذا، بحسب ما يقول المحامي والقانوني عمر الكوش لـ"المدن"، يشكل مخالفة قانونية ودستورية لأبسط قواعد الموازنة. ويشير إلى ان "اقتطاع 10% من المبلغ المرصود هو اجراء وتصرف من الوزير يخالف فيه موضوع الاعتماد او وجهة صرفه". ويشرح تفاصيل المخالفة قائلا إن "الاعتمادات تصرف من الحكومة بناء على موازنات تحضرها كل وزارة، وترسلها الى "المالية" في شهر أيار من كل عام. وزارة المالية بدورها تحضر موازناتها في شهر ايلول لتتم دراستها في مجلس الوزراء ومن ثم اقرارها بموجب قانون في مجلس النواب". ويضيف: "لا يستطيع الوزير المختص تجاوز هذا الاعتماد الا باجراءات قانونية نص عليها الدستور اللبناني وقانون الموازنة العامة". ويستشهد بالمادة 58 من الدستور التي "اوضحت كيفية صرف الاعتمادات او تجاوزها"، اضافة الى المواد 58 و59 و60 التي "اوضحت الآلية التي يمكن من خلالها تجاوز الاعتماد، وهي تتلخص بوجوب توجه اي وزارة او ادارة معنية الى الحكومة، من خلال وزارة المالية، لطلب السماح لها بتجاوز هذا الاعتماد". وبالتالي يختم الكوش فإن "اي اعتماد يُلزم الوزارة والوزير بالوجهة المخصصة له، ولا يجوز صرف هذا الاعتماد خارج هذه الوجهة". وفي هذا الاطار، علمت "المدن" ان مدير عام المغتربين هيثم جمعة وجّه كتاباً للوزير باسيل اعترض فيه على خطوة اقتطاع 10% من الاعتماد المرصود للاحتفال بعيد الاستقلال بوصفها غير قانونية. كما طالب بأن يكون للمؤتمرات الخاصة بالاغتراب دائرة في وزارة الخارجية تحضّر لهذه المؤتمرات وليس شركات خاصة. إلى ذلك، تكشف مصادر دبلوماسية لبنانية مواكبة لزيارات باسيل الى دول العالم في اطار تسويقه لهذا المؤتمر، لـ"المدن"، ان الأخير "لم يؤد في جولاته هذه دوره كوزير للخارجية، بل توجه فيها الى الاغتراب من منطلق حزبي وطائفي، بوصفها، فرصة لاطلاق البرنامج السياسي للتيار الوطني الحر في بلاد الاغتراب". ووفق المعلومات، فإن الوزير، الذي مارس بعض مستشاريه سياسة الترهيب والتهديد بحق الدبلوماسيين اللبنانيين الذين قرروا مقاطعة المؤتمر، قام بتشكيلات وتعديلات جديدة في السلك الدبلوماسي، وعين بموجبها، على سبيل المثال، قنصلا في المكسيك مقربا من "التيار الوطني الحر". وبحسب هذه المصادر، فحماسة لبنانيي الاغتراب للمشاركة في هذه المؤتمرات بهدف تشكيل "لوبي لبناني" من شأنه تعزيز الوجود اللبناني في هذه الدول، قد ذهب ادراج الرياح، وباتت هذه المؤتمرات تشبه تجمعات "التيار الوطني الحر" في الداخل! للوزير باسيل مئات الخطابات والتصريحات السياسية، التي لم تخل من المقولة الشهيرة: "إن خطيئة التيار الوطني الحر هو انه يعترض على المخالفات التي يقوم بها الطرف الاخر، وبأن التيار البرتقالي يخوض معركة المسيحيين والمسلميين لان الدستور يخص كل اللبنانيين"! ربما كان باسيل يقصد دستور "التيار"، ومعركة "التيار"، وحقوق "التيار".

 

ثلاث خطوات لمعالجة الارهاب الاسلامي

محمّد علي مقلّد/المدن/السبت 21/11/2015

لم تكن أوروبا ولا أميركا، في أيام الحروب، أفضل حالاً من تنظيمات الاسلام السياسي. أمام أنظار التطرف الديني المعاصر، وفي جعبته التاريخية، عينات من الارهاب الغربي تعود جذورها إلى محاكم التفتيش القروسطية ، فضلا عن عينات شرقية لا تقل هولاً ورعباً، تمتد من اغتيال الخلفاء ودفن الناس أحياء تحت رمال البصرة بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي، حتى الأسلحة الكيماوية التي استخدمها البعثان العراقي والسوري. غير أن الغرب احتاج إلى حروب أهلية في القارتين وإلى حربين عالميتين ليحترم حق الاختلاف وليتأكد من أن الحروب لا تصنع السلام. حتى تلك الدروس المستفادة لم تكتب بالحبر إلا بعد أن سال دم وتهدمت مدن ودمرت بلدان، وقد استمر ذلك من أول الثورة الفرنسية حتى أربعينات القرن العشرين. مهما قيل اليوم عن إرهاب غربي سببه الاستعمار، صريحاً أو مقنّعاً، فالإرهاب الراهن هو الذي يقترن بالتطرف الديني، ومصدره العالمان الاسلامي والعربي وتمارسه تنظيمات الاسلام السياسي، على المسرح العالمي في كل القارات.  لذلك لا بد من حل دولي عربي اسلامي لهذه الظاهرة الخطيرة على سلام كل الشعوب وعلى تطور البشرية، من ثلاثة بنود:

الأول موقف دولي ينزع الذريعة المتعلقة بإسرائيل، الكيان العنصري الوحيد المتبقي على الكرة الأرضية، الذي تمارس الصهيونية على أرضه أبشع أنواع الارهاب ضد الشعب الفلسطيني، والذي يستظل به قادة الدول والأحزاب في العالمين العربي والاسلامي ويمارسون بحجته إرهابهم على شعوبهم  وعلى شعوب العالم.

يتطلب ذلك من المجتمع الدولي وحكوماته ومؤسساته السياسية، ولا سيما مجلس الأمن والأمم المتحدة، اتخاذ قرار حاسم يلزم إسرائيل بحل يطفئ لهيب هذه القضية المشتعلة منذ قرن من الزمن،  ويترجمه الغرب، أوروبا وأميركا، خروجاً صريحاً من تردده، ليدعم بحزم جهود التوصل إلى حل، مثلما سبق له أن قدم بحزم دعماً غير محدود لدولة اسرائيل وسياستها العدوانية.

الثاني تحقيق إصلاح في بنية السلطات السياسية ينقل بلدان العالم العربي من مرحلة الحكم الوراثي إلى رحاب الديمقراطية، التي لا تمثل صناديق الاقتراع سوى مرحلتها الأخيرة، بعد تمهيد طويل في نشر ثقافة جديدة حصيلتها المنطقية التأكيد على احترام حق الاختلاف وعلى كل حقوق الانسان المنشورة والمقرة في الشرعة وفي الاعلان العالمي. الاصلاح السياسي هذا يتطلب من الحكومات العربية والغربية التعامل بشكل مختلف مع حركات الاحتجاج الشعبية، التي انطلقت من تونس وعمت العالم العربي، ومساعدتها وتقديم الدعم لها لتكون ممراً إلزامياً لإنجاز الانتقال من أنظمة بلادنا الطاعنة في الاستبداد إلى أنظمة تعددية ترعى التنوع الديني والثقافي والاتني وتحميه، بعد أن حولته الأنظمة مادة للصراعات، وجعلته مادة للحروب الأهلية وخياراً وحيداً بديلاً من الاستبداد. لا حذر الحكومات الغربية ولا رعب الحكومات العربية من التغيير يلغي حتمية الانتقال إلى الدولة الحديثة، دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص، وقيام الأنظمة الدستورية والمؤسسات واعتماد القوانين الوضعية، خصوصاً أن الكلفة المترتبة على رفض التغيير وعدم الاستجابة إلى ضرورته كانت تتزايد طرداً مع استخدام العنف ضده ومع تردد الغرب في مساندته ودعمه. البند الثالث إصلاح ديني يضع حدا لفوضى الاستخدام المسيء للنصوص الدينية وتشويه وقائع التاريخ، وينظم نشاط العاملين في الحقل الديني، ويلزمهم بمعايير علمية وبالحصول على شهادات أكاديمية من المدارس الدينية أو العلمانية، ويمنع حالة الفلتان ويحصر المسؤولية بهيئات تكون مسؤولة أمام مؤسسات الدولة وخاضعة لقوانينها، ويفتح باب الاجتهاد لتعميم فهم عصري للدين ونصوصه، ولوقف العمل بما لا يتوافق مع الحضارة الحديثة أو مع المنجزات العلمية( تسترد الدولة مثلا حق تعيين أيام العيد والعطل الرسمية، وتعاقب الذين ينصبون أنفسهم دعاة أو إئمة أو أمراء دينين خارج اعتراف المؤسسة الدينية والأكاديمية) مثل هذا الاصلاح الديني يفترض التزام الدولة بحماية حق المؤمنين في ممارسة شعائرهم وطقوسهم بكل حرية، على أن تلتزم المؤسسة الدينية، في المقابل، بممارسة نشاطها وإدارة شؤونها المالية بما لا يخالف أحكام القوانين المرعية، وإلحاق المحاكم الشرعية بالقضاء المدني. تحقيق هذه البنود الثلاثة من شأنه إعادة الاعتبار لروح الربيع العربي، بما هو ثورة على الاستبداد ودعوة إلى الدخول في الحضارة الحديثة من باب الديمقراطية واحترام حقوق الانسان.  

 

من نصرالله إلى مجلس الأمن

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/21 تشرين الثاني/15

لا يسع المراقب أن يتجاهل النقلة النوعيّة في الخطاب السياسي للسيّد حسن نصرالله، وما سُمّي "مبادرة" في إطلالتيه الأخيرتين قبل تفجيريّ برج البراجنة وبعدهما. وما يضاعف الاهتمام بهذا الخطاب هو اعتماده لغة الشرعيّات الثلاث اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة، بعد طول عداء وجفاء، وبعد اعتماد لغة الحرب والكسر والغلبة على مدى عقد من الزمن، على الأقلّ. فالشرعيّة اللبنانيّة، منذ الاستقلال، تفرض الأخذ بمبدأ التطوير أو التغيير السلمي بالآليّات المدنيّة والديمقراطيّة وليس بقوّة السلاح والثورة والانقلاب، كما جرّب "حزب الله" مراراً. والشرعيّتان العربيّة والدوليّة تدعوان بإلحاح إلى تطبيق الدستور اللبناني واتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصّة بلبنان، وتحضّان دائماً مجلس النوّاب والقيادات السياسيّة على إحياء المؤسّسات الدستوريّة بدءاً بانتخاب رئيس للجمهوريّة كأولويّة لا بدّ منها. وقد كان البيان الأخير الصادر قبل يومين عن مجلس الأمن شديد البلاغة والوضوح، بحيث يمكن اعتباره خريطة طريق حاسمة للخروج من الأزمة اللبنانيّة. وبات من الضروري تلمّس مدى التحوّل الإيجابي في خطاب نصرالله، ومن ورائه إيران، نحو هذه الثوابت اللبنانيّة العربيّة الدوليّة، وما يجوز وصفه بـ"إعادة اللبننة". فعلى هذه الثوابت التي تضمّنتها الخريطة الأُمميّة يجب قياس "المبادرة الإيرانيّة" على لسان الأمين العام لـ"حزب الله"، وليس على أيّ شيء آخر.

فهل الدعوة التي أطلقها إلى تسوية سياسيّة شاملة تعي هذه الأصول فعلاً، أم أنّها تُضمر في طيّاتها غايات أُخرى طالما أفصح عنها مواربةً أو مباشرةً، ومنها نسف الطائف بما فيه من توازنات ومناصفة وتغيير أسس الميثاق والصيغة التاريخيّين؟ أم أنّها مجرّد ورقة إلهاء في الزمن الضائع لتقطيع فترة ما قبل المرحلة الانتقاليّة في سوريّا والمنطقة، والتي ما زالت غامضة على طاولة فيينا؟

ا شكّ في أنّ "المبادرة" تفتح على الأقلّ بداية نقاش لسبر غورها وحقيقتها، وقد بدأ النقاش فعلاً ولو من باب التصريحات عن بعد، قبل أن ينتقل إلى الحوارات الثنائيّة والجماعيّة. وتحليل دوافع "المبادرة" وخلفيّاتها، سواء كانت ناتجة عن الاستدراك المسبق للحلّ في سوريّا، أو الإنهاك الذي حلّ بـ"حزب الله" والتمهيد للانسحاب أو أيّ حسابات أُخرى، لا يُنقص ولا يزيد في مدى صدقيّتها أو هوائيّتها. ولكنّ التأسيس عليها ضروري، لأنّها تقطع مع مسار صدامي طويل. ويكفي أنّها تعتمد منطق التسوية المرادف لمعنى وجود لبنان. وفي المنطق أنّ كلّ تسوية تعني تنازلات متبادلة للإلتقاء في الوسط. والوسط يعني التخلّي عن طرفَي الأزمة. وهذا يتجلّى حكماً في موقع رئاسة الجمهوريّة. فلا يُعقل أن يدعو نصرالله إلى تسوية سياسيّة ويريد في الوقت نفسه فرض مرشّحه للرئاسة. ولعلّه يدرك جيّداً استحالة التسوية حول ميشال عون، وصعوبة تخلّيه عنه في الوقت نفسه، فأوعز مباشرةً وعبر دمشق وطهران بتقرّب سليمان فرنجيّة من سعد الحريري، في عمليّة مشابهة لتقرّب عون سابقاً، على قاعدة "المكان يعُيد نفسه"، أي باريس لمثل هذه اللقاءات. والهدف ليس تسويق فرنجيّة عند الحريري والسعوديّة، فهذه مسألة شبه مستحيلة بفعل التصاق الأوّل بالأسد. ولا يُعقل أن يأتي رئيس ذاهب برئيس آتٍ، إلاّ في حالة الانفكاك السياسي الفعلي عن رئيس يبحثون له عن حماية أو منفى، أو دور ثانوي في أفضل الأحوال. الأرجح أن الإيعاز لفرنجيّة بالانفتاح على الحريري ينطلق من الرغبة في وضعه أمام عون كحالتين متصادمتين ضمن الفريق الواحد، فيكون المخرج باستبعادهما معاً، وتكون إذذاك "تسوية" نصرالله قد بدأ تطبيقها العملي بمرشّح توافقي.

فلا غرابة في أن تكون معادلة عون - فرنجيّة مفتعلة لتأمين خروج "حزب الله" من "مأزقه الرئاسي". وفرادة لبنان أنّه يبقى مختبراً إنسانيّاً عالميّاً، يستطيع تذويب أقسى الأجسام وأعتاها كـ"حزب الله" وسواه، بشهادة الأُمم في مجلس الأمن. وها هي مواقف الحزب العقائدي الديني الحديدي تبدأ بالتحلّل والترهّل أمام حقائق لبنان والعرب والعالم، ولو بمفردات اللغة والعودة إلى نهج التسوية. وهكذا يكون نصرالله قد بدأ يعترف بالشرعيّة الثلاثيّة فوق "شريعته" الأحاديّة.

 

النظام بلا رأسه والمعارضة بلا نصرها

 حازم الامين/الحياة/22 تشرين الثاني/15

على العالم أن يختار في حربه على «داعش» بين تنازل أمني وتنازلٍ أخلاقي! هذا على الأقل ما تعرضه عليه موسكو عقب هجمات باريس الدامية. ويتمثل التنازل الأمني في جدولة الحرب وتدرجها، بدءاً من إسقاط النظام في سورية وصولاً إلى القضاء على «داعش»، والتنازل هنا يتمثل في إطالة أمد الحرب والتعامل مع المزيد من تعقيداتها. أما التنازل الأخلاقي فيتمثل في التعامل مع بشار الأسد كأمر واقع، على أن يترافق ذلك مع انقضاض دولي على «داعش» يُقدم عليه تحالف يضم إلى موسكو وواشنطن وباريس، طهران و «حزب الله» والنظام في سورية.

يمـــيل كثيرون إلى القول إن العالم سيختـــار التـــنازل الأخـــلاقـــي، وأن بشار الأسد لم يعد أولوية، وأن بقاءه ضعيفاً يؤدي وظائف ما زال العالم في حاجة إليها. أمن إسرائيل ومصالح موسكو ونفوذ إيران المشرقي، هذه كلها يؤمنها نظام ضعيف في سورية ما بعد «داعش».

أما الغرب فيمكنه أن يتعايش مع بشار على نحو ما تعايش مع صدام حسين ما بين 1990 و2003! وهذه مقولة سائدة ويتم الترويج لها في الكثير من الأروقة.

لكن بغض النظر عن قدرة أصحاب هذه الفكرة على تسويقها، وهم وجدوا في أحداث باريس قوة دفع لنظريتهم، لا بد من الإشارة إلى أن الخوض فيها لا ينطوي على تنازل أخلاقي فقط، بل ثمة عقد واقعية تحول دونها.

ما هي القوة البرية التي ستملأ الفراغ الذي سيخلفه «داعش» بعــــد دحره؟ ونحن هنا نتحدث عن أكثـــــرـ من ثلث مساحة سورية. النظام السوري؟ مـــــن السذاجـــة طبعاً الاعتقاد بذلك: ذاك أن النظام وحلفاءه الإيرانيين واللبنانيين كانت هزائمهم الميدانية في الكثير من المواقع قد أخذت شكل انكفاءات غير ناتجة عن هزائم عسكرية، إنما عن نقص بشري وضعف في البنى العسكرية.

ثم إن هزيمة «داعش» من دون حليف سني محلي وإقليمي ستكون تأسيساً لشروط إعادة إنتاج «داعش» موازٍ، وبقاء بشار في السلطة يعني ذلك حرفياً. فلن يجد التحالف الدولي قوة سنية تقف إلى جانبه في حربه على «داعش» طالما كان عنوان هذه الحرب «بقاء بشار الأسد». ثم إن نصراً مذهبياً على «داعش» هو انتصار له، والحرب على «داعش» من دون السنة ستنطوي على عمق مذهبي يُدركه الغرب تماماً كما تُدركه موسكو وطهران، وهؤلاء كلهم اختبروا الفشل الكبير في العراق، وسيكون تكراره في سورية ضرباً من الغباء.

في سورية، لا تستطيع طهران أن تُكرر خبرتها العراقية المتمثلة في أن «داعش» مشكلة السنة العراقيين، وأن تنكفئ بقواها العراقية إلى حدود المناطق الشيعية. الانكفاء عن المناطق السنية في سورية انكفاء عن سورية، وجبال العلويين لا تكفي لبناء دولة، فيما مدن الساحل لا يتمتع فيها العلويون بغلبة، ودمشق، معقل النظام، محاصرة من ريفها، ومن جنوبها وغربها.

وموسكو بدورها تُدرك أن حرباً جوية على «داعش» من دون قوة محلية لن تكون أكثر من تكرارٍ للحرب الجوية التي تخوضها الولايات المتحدة منذ نحو سنتين على «داعش» من دون نتائج فعلية.

سيكون البحث عن تسوية في سورية تُسهل القضاء على «داعش» من دون البحث في مصير بشار الأسد غير مجدٍ، والأرجح أن هذه قناعة الجميع، ويبقى السؤال في كيفية مغادرة بشار وبقاء النظام، بما يؤمن لجميع القوى الإقليمية بما فيها طهران مصالحها؟

أما الصعوبة الثانية، فتتمثل أيضاً في الشريك المعارض. ما هي القوة السورية المعارضة التي ستُجري التسوية؟ ذاك أن التسوية من دون بشار تقتضي شريكاً، وتقتضي أيضاً تنازلات موازية. معارضة منسجمة تقبل ببقاء النظام، مع ما يجره ذلك من بقاء لرموز منه. ثم إن قطاعات واسعة من المعارضة المسلحة لن تجد مكاناً لها في هذه التسوية، كـ «جيش الفتح» مثلاً المنضوية فيه «جبهة النصرة» و «أحرار الشام». وهذه القوى ستكون جزءاً من هموم الشريك المعارض، وجزءاً من مهماته الواقعية. فالنظام المُحَافَظ عليه لن يقوى على تحديد قواه وأطره الجديدة من دون مده بشرعية جديدة مكتسبة من قوى معارضة طرحت على نفسها تسوية لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال. ولعل ما هو مطروح على السوريين في لحظة التسوية، لم يسبق أن طُرح على مجتمع مشرقي مـــن مجـــتمعات الحروب الأهلية. معادلة التسوية تقتضي من أهل النظام أن يتحولوا إلى شركاء فيه من دون رأسهم، ومن معارضي النظام أن يقبلوا به وأن يندمجوا في مؤسساته، مع ما يعني ذلك من ابتلاع لخُطب النصر والحق والغلبة. صعوبات هائلة تنتظر التسوية السورية، لكن لا سبيل للانتصار على «داعش» من دونها. ولا يبدو أن عامل الوقت مساعد على هذا الصعيد، ولهذا ستتكشف الأيام والأسابيع القريبة عن جهد دولي حقيقي في هذا الاتجاه. ولعل مسارعة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تحديد أسابيع لمباشرة المفاوضات الجدية في شأن سورية ليست المؤشر الوحيد على ذلك، فمسارعة الرياض للإعلان عن استضافة أطراف المعارضة السياسية لتشكيل وفد منسجم إلى فيينا مؤشر آخر، وربما كانت هدنة الغوطة الشرقية في دمشق تمريناً على هُدن موازية ومُرافقة لعملية المفاوضة.

الحديث عن أن القضاء على «داعش» تحول إلى أولوية غربية تتقدم الرغبة في البحث عن مستقبل النظام في سورية صحيح من دون شك، خصوصاً في ظل معادلة التنازل الأخلاقي في مقابـــل التنازل الأمني، فالغرب يُقدم أمنه على قيمه. لكن الذهاب إلى الحرب على «داعش» من دون أن تكون التسوية في سورية خطت خطوتها الأولى سيكون تكراراً لأخطاء حصلت في أفغانستان وفي العراق، ناهيك بأن المساهمة الغربية في الحرب هذه المرة لن تكون برية، وسيكون من الجنون تعويض المشاركة البرية بجيش النظام السوري وحلفائه في المذهب وفي الإقليم. يبدو أن لدى السوريين الآن فرصة، وهذه لحظة التنازلات المؤلمة. أما القضاء على «داعش» فمن المرجح أن يكون مهمة تتعدى سورية.

 

اخطاء الخمسة التي أعادت الإرهاب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/15

في شهر مايو (أيار) عام 2011 مئات الملايين من الناس كانت تتفرج على نهاية تنظيم القاعدة، أو بالأصح نهاية زعيمها الذي قتل في عملية استخباراتية ماهرة. لفت جثته في غطاء، وربطت حبالها بأثقال، ورميت في قاع بحر ما، حتى لا يعرف أحد قبره. ربما أكلت جثته أسماك القرش، وبموته اعتقد تنتهي رمزيته وتدفن معه «القاعدة» التي أرعبت العالم. لم يبق أحد مهم في التنظيم إلا اعتقل أو قتل، مثل أنور العولقي الأميركي من أصل يمني ومن أخطرهم، قُتل بعد أربعة أشهر. بالفعل تم التخلص من معظم عقول التنظيم ونجومه. قتل أخطرهم ميدانيًا، الزرقاوي، وكذلك مخطط العمليات العسكرية أبو ليث الليبي، والكيميائي أبو خباب، والمسؤول المالي سعيد المصري، وحتى سائق بن لادن وحارسه وابنه، وامتلأ سجن غوانتانامو الخاص بنزلاء «القاعدة». لم يقتل ويقبض عليهم، بل زال ما كان يعتقد أنه الدافع وراء الإرهاب، وهو الوجود الأميركي، حيث انسحبت الولايات المتحدة من العراق. في نظري، هنا الخطأ في تشخيص المشكلة، فالإرهاب لم يكن أشخاصًا ولا ذرائع، بل آيديولوجيا. من الدعاة إلى الإعلاميين، والمدرسين، والمحتسبين، المؤمنين بآيديولوجيا التطرّف والمنخرطين فيه هم أهم من بن لادن والزرقاوي. هؤلاء قادرون على إنتاج قيادات ومنظمات بديلة، بعناوين مختلفة، وفي مناطق جديدة. اخترعوا البغدادي بديلاً لابن لادن، و«داعش» محل «القاعدة»، وسوريا ساحة حرب جديدة، وبديلاً عن أشرطة فيديو بن لادن صعدوا على «تويتر» و«فيسبوك» و«واتساب». صاروا أعظم وأخطر. هكذا الحرب عادت للمربع الأول، إلا أن الإرهابيين يتميزون عن سابقيهم عددًا ونوعية ونفوذًا. أسقطوا طائرة روسية بعلبة كيلوغرام متفجرات، ونفذوا مجزرة متعددة في باريس. وفرعها في نيجيريا، «بوكو حرام»، عبر الحدود إلى مالي ونفذ هناك جريمة أخرى. «داعش» أيضًا قتل رهينة صينيًا، وهدد الولايات المتحدة بعمليات وشيكة. كل هذا الإرهاب الذي روع العالم نفذ في أقل من شهر. في رأيي، إن هناك جملة أخطاء في فهم الإرهاب الجديد؛ الأول هو الاعتقاد بأن الإرهاب تنظيم ينهار بمقتل قياداته. والخطأ الثاني التصديق بأن الذريعة المعلنة هي الدافع للإرهاب، بالخلط بينها وبين الحركات التحررية في الماضي، مثل القول إن خروج الأميركيين من العراق ينهي سبب الإرهاب ووجوده. تاريخيًا، «القاعدة» ولدت قبل غزو العراق بست سنوات، وتوسعت أكثر بعد خروجهم. والثالث، الاعتقاد بأن الحل في الرحيل من منطقة الفوضى، مثل فيتنام، سحبت أميركا كل قواتها من العراق، ورفضت الدخول في سوريا. الرابع، التورط في اللعبة الطائفية، بدعم الشيعة أو السنة ضد بعضهم بعضًا. والخطأ الخامس والأهم، هو التهاون مع الفكر المتطرّف الذي هو العلة الرئيسية، ومصدر قوة الإرهاب. بعد انتحار هتلر ثم حرق جثته، لم يكتفِ المنتصرون في الحرب على النازية برفع العلم على برلين، بل منعوا الفكر النازي من التنفس. حرموا تدريسه، والترويج له، ومنعوا كل واحد له علاقة به من أي نشاط مجتمعي. الإسلام المتطرف الذي نراه منتشرًا هو فاشي أيضًا، يشبه النازية التي تقوم على فكرتي التميز والإلغاء. مثلها التطرّف الإسلامي يقوم على الولاء المطلق لها، والكراهية والعدوانية ضد الآخر سواء كانوا مسلمين أو غيرهم. تريدون القضاء على «القاعدة» و«داعش» و«النصرة»، لاحقوا الآيديولوجيا. من دون ذلك أمامنا مائة عام من الفوضى والإرهاب

 

إلى الأزهر والمؤسسات الإسلامية

عادل درويش/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/15

في مأدبة الغداء الشهرية للمجموعة الصحافية البرلمانية في وستمنستر، كان ضيفنا وزير الدولة لشؤون الأعمال والابتكارات والمهارات. كان المتوقع مناقشة علاقة نشاط وزارته بالاتحاد الأوروبي سلبًا وإيجابًا؛ لكن هجمات باريس أخذت معظم الوقت. الوزير مسلم غرق في مناقشة أمر خارج مجال حقيبته الوزارية. بدلا من حديثه كوزير بل كبريطاني حاول تلافي مزيد من أضرار كارثة من فعل مسلمين نزلت ببقية المسلمين. مرشح حزب العمال المسلم لمنصب عمدة لندن، وكان وزيرا سابقا في حكومة توني بلير العمالية، في لقائه هذا الأسبوع مع الصحافيين، لم يركز على برنامجه للمواصلات والإسكان والمدارس بقدر تركيزه على أحداث باريس ودعوته لمسلمي بريطانيا لبذل الجهد للقضاء على ظاهرة تجنيد الشباب للإرهاب. مسلمون اُنتخبوا لتولي مناصب رفيعة في الدولة يغرقون جهودهم في تحليل الظاهرة والدفاع عن الإسلام بدلا من أداء الواجبات والمهام التي كلفهم الناخب بها. الناخب لم يأخذ دينهم في اعتباره بل قدراتهم المهنية والسياسية عندما وضع العلامة أمام أسمائهم في مراكز الاقتراع. بصراحة قد تؤلم البعض، أكرر عبارة الزميل والصديق عبد الرحمن الراشد التي أعلنها صراحة قبل عشر سنوات ونقلتها وكالات الأنباء العالمية: «ليس كل المسلمين عنيفين أو إرهابيين، لكن للأسف كل الإرهابيين مسلمون».

جهود معظم المؤسسات الدينية (كالأزهر) والشخصيات الإسلامية حول العالم تبدو عبثية وتضيع أدراج الرياح. يطلقون التصريحات بوجوب التفريق بين «الإسلام» Islam كديانة، وآيديولوجيا العنف للإخوان المسلمين التي ابتكرها سيد قطب Islamism. الناس في الغرب يا سادة (أولاً أقول المثقفين) قوم عقلانيون علمانيون أدلتهم الأفعال لا الأقوال. نموذج من الأفعال في حي بريك لين، حول مسجد شرق لندن، ظهرت عصابة شباب «بوليس تطبيق الشريعة» اعتدوا على بريطانيات بتهمة عدم الحشمة، ضربوا من يحمل حقائب مشتريات تحتوي مشروبات كحولية. وحاول المسؤولون ردهم بالحسنى (حفاظا على السلام الاجتماعي) حتى اشتكى السكان المسلمون منهم فقبض عليهم بتهم التعدي، وحسب الأدلة وضعهم القضاء وراء القضبان. في الغرب هوة بين الرأي العام وتصريحات الساسة لمجاملة المسلمين والدول الإسلامية. رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند (كما تنطق بينما تكتب هولاند) تصريحاتهما لا تعكس الواقع في أذهان غالبية ناخبيهما. ملخص تصريحاتهما أن الإسلام دين سلام وتسامح ومحبة، محسوبة من أجل السلام الاجتماعي، لكن استمع إلى دردشة بين الناس أو في حفلة عشاء (ظاهرة اجتماعية للطبقات الوسطى دعوة الأصدقاء ما بين أربعة إلى عشرة أشخاص) أو حديث بين جارتين... إلخ. تجد أن النظرة للإسلام عكس ما يصرح به المسؤولون.

ابنتي أعلنت في موقع مشاركة المساكن عن شقة سكن بالمشاركة (flatmates)، كتبت شروطها: جامعيان - عاملان - أن يحترما مشاعر الغير والجيران والمحافظة على نظافة وترتيب المكان، للمشاركة في منزل كبير من ست غرف لا تريد أن تقيم فيه وحدها. أول من أمس قالت ابنتي بدهشة: ثلاثة من كل خمسة طلبات يذيلون بريدهم الإلكتروني بعبارة: «أطمئنك بأني لست مسلما / مسلمة». زميل بريطاني مسلم يحرر مجلة أسبوعية «المسلمون» قال: «الظاهرة أصبحت عادية»، فلم تعد خبرًا يتابعه. أصحاب العقارات ووكالات التأجير لا يؤجرون لمسلمين بوضع العقبات في سبيلهم ولا يحددون السبب كتابيًا حتى لا يخرقوا القانون. النتيجة أنه بدلاً من اختلاط الشباب بين ثقافات متعددة، تجد المسلمين باطراد يشاركون مسلمين مثلهم في المسكن، في مناطق المتاجر والمقاهي فيها يديرها مسلمون، مما يكوّن مناطق إسلامية خالصة أي «غيتو» إسلامي جغرافي، وبالتالي ثقافة انعزالية عن بقية المجتمع. باختصار مهما صرخ الأزهر والمؤسسات الإسلامية والساسة وكبار الشخصيات الإسلامية بأعلى صوتهم بأن الإرهابيين الذين قتلوا أكثر من 130 شخصًا في باريس ونحو ثلاثين في باماكو عاصمة مالي و224 في الطائرة الروسية وعشرين شخصًا في سوق في نيجيريا (وضعت «بوكو حرام» متفجرات في سلة طفلة عمرها 11 سنة وأرسلتها إلى سوق مزدحمة وفجرتها بريموت كنترول) لا يمثلون الإسلام دين التسامح والمحبة، فإن ما يراه الموطن البريطاني أو الفرنسي أو البلجيكي أو الروسي أو النيجيري أو الصومالي هو عكس ما يقوله الأزهر وعلماء المسلمين. البعض يبرر بسذاجة أن المسلمين مهمشون في المجتمع ويشعرون بالاضطهاد (أين هم من الأقليات الأخرى؟ حتى وقت قريب كانت الفنادق تكتب: ممنوع دخول الكلاب والسود؛ ألم يكن الأفارقة ومهاجرو الهند الغربية والفلبين يعملون في وظائف حقيرة ومضطهدين؟ لماذا لم يمارسوا الإرهاب)؟ بيانات دولة خلافة مسيلمة البغدادي الداعشية تنتقي آيات من القرآن وتقول إنهم ينفذون مشيئة الله وينشرون رسالة رسوله؛ المواطن في بلدان أوروبا وفي روسيا وأميركا يرى الأفعال على الأرض ولا يصدق أقوال المؤسسات الإسلامية والشخصيات الإسلامية؛ وهل نلومه على ذلك؟ صلوات الكنائس هنا في بريطانيا وبقية أنحاء أوروبا بعد كل عمل إرهابي تدعو لأرواح الموتى وشفاء الجرحى (على اختلاف دينهم) وتدعو بالهداية للإرهابيين أنفسهم؛ أين أئمة المساجد من الأعمال الإرهابية التي ارتكبها مسلمون؟ بعضهم أدان العمليات في تصريحات للصحافة (مكررا عبارة «الإسلام دين محبة، والإرهابيون لا يمثلون الإسلام»).. لم أسمع بإمام دعا من على منبر الجمعة جميع مسلمي البلدة إلى مسيرة حاشدة تندد بالإرهاب بالحماس نفسه الذي دعا إليه مئات من أئمة المساجد حول العالم للخروج في مظاهرات نددت برسومات كارتونية في مجلة لم يسمعوا بها من قبل في بلدة دنماركية لا يعرفون مكانها على الخريطة؛ وفي حادثتين أحرقوا قنصلية وسفارة السويد لخلطهم جهلا بين علمي البلدين (وليدلني أحد على مظاهرة خرجت عقب صلاة الجمعة تندد بالإرهاب وتؤكد الانتماء للوطن الذي هاجروا إليه اختياريًا كفرنسا أو بريطانيا). منذ نشر رواية «الآيات الشيطانية» عام 1988 عقدت عشرات الندوات والمحاضرات المفتوحة لمناقشة كتب وأعمال فنية أغضبت المسلمين (أغلبهم لم يرَ هذه الأعمال)، سياق الندوات كان سلبيًا يتهم المبدعين بـ«الإسلاموفوبيا» واستفزاز المسلمين فأعطت الرأي العام انطباعًا خاطئًا بأن المزاج الإسلامي «ثقيل الدم» يفضل الغم على الدعابة ويرفض الفنون والإبداع. اليوم؟ لا دعوات لمحاضرات/ ندوات مفتوحة تقيمها المؤسسات الإسلامية في أوروبا وأميركا وروسيا، أو حتى في جامعة الأزهر تنقلها كاميرات التلفزيون ويديرها ويناقشها أساتذة وبروفسورات مسلمون من الأزهر وجامعات مثل أكسفورد وإكستر (بروفسورات وباحثون من الأخيرتين دائما في «بي بي سي» يبررون الإرهاب بالسياسات الخارجية لبريطانيا وفرنسا) يناقشون ما إذا كانت «داعش» وأخواتها وضعوا الآيات القرآنية التي برروا بها سفك الدماء خارج سياقها الثيولوجي والتاريخي.

وأرفع الأمر للأزهر ومؤسسات الثيولوجيا الإسلامية حول العالم.

 

«داعش» أولاً أم بشار؟

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/15

طرح موقع «آر تي بالعربي» الروسي سؤالين اثنين في الآونة الأخيرة حول الأزمة السورية: «داعش» أولاً أم بشار الأسد أولاً؟، والسؤال الثاني: أين التحالف العربي يقاتل لدحر الحوثيين عن «داعش»؟ الإجابة عن هذين السؤالين واحدة، أن أي مساحة سيتركها «داعش» ستملؤها ستة ألوية إيرانية موجودة على الأراضي السورية، هي: لواء الفاطميين، ولواء الصابرين، ولواء الإمام المجتبى، ولواء جعفر الصادق، ولواء المهدي، ولواء الأحواز المدرع، ستة ألوية مشكلة من الحرس الثوري الإيراني ومن الجيش النظامي ومن فيلق القدس وقوات الباسيج ومن المرتزقة من شيعة أفغانستان وباكستان، جميعهم على أهبة الاستعداد للقفز على المساحات التي سيتركها «داعش» ولن يملؤها النظام السوري المتهالك، وما تشيعه روسيا عن استفادة قوات الأسد من المواقع التي يخليها «داعش» تعرف هي أكثر من غيرها عدم قدرته على الاحتفاظ بها وتعرف هي أكثر من غيرها أن الألوية الإيرانية لن تتركها فارغة، ولهذا السبب لن تقوم أي دولة عربية بتقديم هذه الهدية لإيران وبالأخص السعودية. الإجابة عن هذين السؤالين أن أطماع إيران هي ما يحول بين مقاتلة «داعش» بقوات عربية سواء كانت تلك القوات الفصائل السورية المقاتلة التي تمول من قبل السعودية وقطر وتركيا أو قوات التحالف العربي الذي تقودها السعودية في اليمن، جميعها لن يقدم على محاربة «داعش» طالما بقيت لإيران قوات على الأرض سواء كانت تلك القوات ألوية إيرانية أو قوات لنظام الأسد، فالاثنان هما نفوذ لإيران في المنطقة. «داعش» أولاً تعني فتح ثغرة للإيرانيين لا للسوريين، أو على أقل تقدير ستكون بؤرة صراع إيراني سوري بين 30 فصيلاً سوريًا يشكلون فصائل المعارضة السورية وتعدادهم يقارب 120 ألف مقاتل سيتواجهون مع 6 ألوية إيرانية لا يقل عددها عن 20 ألف مقاتل ومعهم حزب الله بعشرة آلاف مقاتل، أما الرهان على قوات الأسد فقد انتهى، وروسيا تعلم ذلك الآن بعد أن وجدت على الأرض، اكتشفت أن أنبوبة الأكسجين التي كانت تمدها للأسد ما هي سوى جهاز تنفس يقوم مقام الرئة والقلب المتوقف في جثة النظام. أكثر من شهر تقف قوات هذا النظام ومعهم الإيرانيون وحزب الله وطائرات السوخوي الروسية تسندهم جوا وهم عاجزون عن التقدم خطوة للأمام باتجاه حلب، أما الضربات الجوية لمواقع «داعش»، فإنها أصبحت تشبه ضربات التحالف الغربي بعد أن جاوزت الشهر دون أن تحقق تقدمًا يذكر، الكل متفق الآن أن محاربة «داعش» لا بد أن تكون على الأرض، وثبت أن الإيرانيين ليسوا فقط عاجزين عن مواجهة «داعش»، إنما لا يريدون مواجهة «داعش»، إنهم يريدون التخلص من 30 فصيلاً سوريًا معارضًا سيجتمعون الأسبوع المقبل في السعودية لتوحيد صفوفهم، لهذا تضغط إيران وروسيا كي تلقي هذه الفصائل سلاحها.

ما لم تحسب له روسيا حسابًا، ولا حتى إسرائيل حسبت له حسابًا حين نسقت مع روسيا ونسقت مع إيران، أن أطماع إيران لن تنتهي بدعم بشار الأسد ولن تنتهي بدحر «داعش»، بل تمتد حتى تصل إلى البحر الأبيض المتوسط؛ لذا قصفت إسرائيل مستودعات لصواريخ سكود خاصة بنظام الأسد في جبال القلمون، وممرًا لتهريب الأسلحة لحزب الله بالقرب من قرية قطيفة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، رغمًا عن الاتفاق التنسيقي مع روسيا وإيران (المرصد الاستراتيجي)، وحدث ذلك بعد أن اكتشفت إسرائيل أن الاثنتين تجاوزتا الاتفاق المبرم بينهما، فهل أساءت إسرائيل تقدير الطموح الإيراني والروسي.

باختصار، بعد الكلفة الباهظة للعبث في أمن المنطقة وتعدد إساءات التقدير لكل من روسيا وإسرائيل بالأطماع الإيرانية ووصول شرر هذا العبث إلى أوروبا وتهديد الأمن الدولي برمته، ارتفعت كلفة الرهان على الحصان الأسدي واكتشف ما يسمى «المجتمع الدولي» بما فيهم روسيا التي طرحت السؤال «أين هم العرب من مقاتلة داعش؟» لأنها أيقنت أن محاربة «داعش» لن تكون إلا على الأرض ولن تكون إلا بأهل المنطقة وأبنائها سواء كانوا عشائر عراقية أو أكرادًا عراقيين أو كانوا سنة سوريين، إنما على إيران أن تخرج من المنطقة أولاً وترفع يدها على النظامين السوري والعراقي.