المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november23.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا01/من26حتى38/بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية03/من15حتى22/ولكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سوف تحترق أيدي كل من يريد بوطن الأرز وأهلة الأشراف شراً/الياس بجاني

طبخة رئاسية ع النار ليس لجعجع أو عون فيها أدوار، بتستوي أو بتشوشط؟؟/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: شرح وجداني وإيماني مبسط لمقومات الإستقلال بمفهومة اللبناني التاريخي أنساناً وكياناً وثقافة وممارسات

استقلال لبنان أمسى مجرد ذكرى/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

زعيتر: حركة الطيران عادت الى طبيعتها وروسيا دولة صديقة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/11/2015

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأحد 22 تشرين الثاني 2015

لقاء بين الحريري وجنبلاط في باريس؟

علي حمادة: لا يمكن الحديث عن استقامة الدولة قبل حلّ ازمة "حزب الله"

تَرقُّب في لبنان لـ «حوار الأربعاء» على وهج لقاء الحريري - فرنجية و«شظاياه» والحِراك المدني في الشارع مجدداً لـ «استقلال عن الفساد»

جامعة «الكسليك» ألغت نشاطاً بعد إشاعة عن تهديد «داعش» لها

أهالي العسكريين من رياض الصلح: عيد الإستقلال يبدأ بإعادة أبنائنا

قاطيشا: النظام السوري أطلق "الدواعش" من سجونه.. ونفاخر بأن لا بيئة في لبنان تُنتج إرهابيين

الإستقلال اللبناني... باعتداء روسي/خالد موسى/موقع 14 آذار

الأنباء”: فرنجية ابتعد عن مسار التطرف الذي اعتمده عون

فتفت لـ «السياسة»: حدوث خرق داخلي صعب قبل تبلور الوضع في سورية والرحلات الجوية من بيروت تعود إلى مسارها

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مسيرة لطلاب الكتائب للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية

يزبك: في يوم عيد الإستقلال نتساءل متى نال لبنان استقلاله؟

فياض من مركبا: مواجهة التكفيريين تكون باستئصالهم أينما وجدوا خليل: لبنان في طليعة القادرين على تقديم خدمات في معركة مواجهة الإرهاب

قاووق: هزيمة داعش والتكفيريين في سوريا ضرورة وطنية لحماية لبنان

فنيش: العلاقة التكاملية بين المقاومة والقوى الأمنية لمصلحة لبنان ويجب الحفاظ على التطور الإيجابي الذي يسود البلد

باسيل: داعش لن تدخل الى المجتمع اللبناني والمهم ان ننتصر نحن على الارهاب بوحدة شعبنا وبفهمنا لمعنى لبنان

وزير الداخلية من السوربون ابو ظبي: عروبة الاعتدال عنوان للاستقرار وهوية بوجه الانشقاقات المذهبية وللتصالح مع الجيران على قواعد الاستقرار السيادي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

انتخاب ماكري رئيساً للأرجنتين

السيسي يؤكد أهمية العلاقات العسكرية الأميركية- المصرية

إيران: حكم بالسجن لفترة غير محددة على مراسل صحيفة »واشنطن بوست« وجعفري أعلن تفكيك خلية مرتبطة بداعش

«غد سورية» أول هيئة للعلويين المعارضين للأسد وحمل بشار مسؤولية الأزمة وأكد سعيه لدولة تعددية

سورية في صلب زيارة بوتين إيران

بان: سنقدم خطة عمل شاملة لهزيمة التطرف وأوباما متعهداً تدمير «داعش»: روسيا غير ملتزمة برحيل الأسد

فابيوس مجدداً: الأسد لا يمكن أن يمثل مستقبل سورية و«شارل ديغول» تدخل المعركة وفرنسا تستبعد انتصاراً سريعاً

لندن تشتري طائرات «اف-35» وترفع موازنة مكافحة الإرهاب

قيادي كردي لـ»السياسة»: الغرب يخشى استمرار الصراع مع التنظيم لسنوات والائتلاف يضع خيار التدخل البري ضد «داعش» على الطاولة

استمرار التأهب الأمني ببروكسل واستنفار في فيينا ضد الإرهاب

الأجهزة الأوروبية تلاحق المتطرف الهارب منذ اعتداءات باريس والمحققون الفرنسيون يحاولون فك لغز صلاح عبدالسلام

العربي الجديد: المعارضة السوريّة أمام استحقاق مؤتمر الرياض: توحيد أو تنسيق؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون وجعجع أمام التجربة المستحيلة... ولبنان يبدو سائراً نحو الفيديرالية/فايز قزي/الحياة/23 تشرين الثاني/15

اجتماع الرياض يواكب لقاء الحريري - فرنجية: بداية الطريق لحوار من موقع الاختلاف/محمد شقير/الحياة

المسيحي الذي يعرف ماذا يريد/خيرالله خيرالله/ايلاف

هدية روسية إلى اللبنانيين في يوم استقلالهم/إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط

الجبهات الأربع للحرب على الإرهاب/باسم الجسر/الشرق الأوسط

كل الطرق تؤدي إلى... بشار/سامر فرنجيّةالحياة

الانكفاء الأميركي أبعد من الركاكة الأوبامية/ منير الخطيب/الحياة

هل تنصت باريس إلى العقول الفرنسية الباردة/داود الشريان/الحياة

بوتين وخامنئي و «الهلال»/غسان شربل/الحياة

بعد تحرير تعز... إشراك «القوة الثالثة» الصامتة/جورج سمعان/الحياة

نحن وإيران بين العمى والهلوسة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

العمل مع بوتين.. لهزيمة «داعش» وإزاحة الأسد/تيريل جيرمين ستار/خدمة «واشنطن بوست» /الشرق الأوسط

طهران لبوتين: نحن نمسك الأرض...فهل إغتال الروس ضباط الحرس الثوري وحزب الله!؟/موقع 14 آذار/ سلام حرب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى32/ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

"فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا».أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان".

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية03/من01حتى06/إِبرَاهِيم: «آمَنَ بِالله، فَحُسِبَ لَهُ ذَلِكَ بِرًّا».

"يا إِخوَتِي، أَيُّها الغَلاطِيُّونَ الأَغْبِيَاء، مَنْ سَحَرَكُم، أَنْتُمُ الَّذين رُسِمَ أَمَامَ عُيُونِكُم يَسُوعُ المَسيحُ مَصْلُوبًا؟ أُريدُ أَنْ أَعْرِفَ مِنْكُمْ هذَا الأَمرَ فَقَط: أَمِنْ أَعْمَالِ الشَّرِيعَةِ نِلْتُمُ الرُّوح، أَمْ مِنْ سَمَاعِ الإِيْمَان؟ أَهكَذَا أَنْتُم أَغْبِيَاء؟ أَبَعْدَمَا بَدَأْتُمْ بِالرُّوح، تُكَمِّلُونَ الآنَ بِالجَسَد؟ هَلِ ٱحْتَمَلْتُم كُلَّ تِلْكَ الآلامِ عَبَثًا؟ هذَا إِنْ كانَ عَبَثًا! فالَّذي يَمْنَحُكُمُ الرُّوح، ويَعمَلُ فيكُمُ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، أَمِنْ أَعْمَالِ الشَّرِيعَةِ يَفْعَلُ ذَلِكَ، أَمْ مِنْ سَمَاعِ الإِيْمَان؟ هكَذَا إِبرَاهِيم: «آمَنَ بِالله، فَحُسِبَ لَهُ ذَلِكَ بِرًّا».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سوف تحترق أيدي كل من يريد بوطن الأرز وأهلة الأشراف شراً

الياس بجاني/23 تشرين الثاني/15

حلف رباعي أو خماسي أو حتى بزوايا أكثر يطل بقرونه الإلغائية من قبعتي بري وجنبلاط والحزب اللاهي وطاقم المرتزقة من عبدة المال والسلطة الذين هم من الشرائح المذهبية اللبنانية كافة.

وفي حال نجح الحلف الملجمي الجديد هذا لا سمح الله وتنازل الحريري مجبراً أو برضاه لا فرق عن وحدة 14 آذار سوف تكون عواقب الحلف الجاري طبخه هذا في باريس وفي منزل الحريري أخطر بمئات المرات من الحلف الرباعي الشيطاني عام 2005 ، أخطر على وحدة لبنان وكيانه ودستوره وحرية شرائحه والسلام والتعددية والإستقلال وتحديداً وخصوصاً على مفهوم لبنان أولاً... ولكن، ولكن، ربنا كبير ودائما تحترق ايادي وألسنة من يريد لنا الأذى والش

 

طبخة رئاسية ع النار ليس لجعجع أو عون فيها أدوار، بتستوي أو بتشوشط؟؟

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/22/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B7%D8%A8%D8%AE%D8%A9-%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%81%D9%8A%D9%87/

علمنا قبل قليل من مصدر نثق به ونحترمه وهو غير حزبي، ومن داخل لبنان وليس من ضمن اصطفافات 14 و 8 آذار، وليس مارونياً أو مسيحياً، أن هناك حالياً على النار طبخة رئاسية لبنانية تزامناً مع خبر قرب فرض المنطقة العازلة على الحدود السورية، واتفاقات وقف إطلاق النار هناك التي يشارك فيها الروسي والإيراني وحزب الله ونظام الأسد.

الطبخة التي أعدها بري وجنبلاط ببركات نصرالله والراعي خرجت إلى العلن مع مبادرة نصرالله التي كانت أولى علاماتها العلنية المساومة على ترشيح عون، ولكن المبهمة في نفس الوقت ببنودها والتي رحب بها الحريري فوراً دون الرجوع إلى الحلفاء ال 14 آذاريين، وتبعها لقاء الحريري- فرنجية في باريس في منزل الشاغوري البترولي والمغترب اللبناني البليونار المقرب من كل هو بترول ومنافع ومصالح (واليوم صافف عند الإستيذ نبيه البترولي والملالي وقبلها عند عون وباسيل)، ومن ثم تم الإعلان عن لقاءات في السعودية مكثفة لقيادات تيار المستقبل بمن فيهم السنيورة والمشنوق وربع المستشارين الطهاة المتعددين المواهب والحبكات الإستخباريتية الذين في مقدمهم الغطاس خوري الغاطس حتى أذنيه في أكثر من حلف وتحالف داخلي وإقليمي وخارجي.

واليوم وفي نفس السياق أرسل الحريري على عجل طائرة خاصة أقلت جنبلاط وزلمته المدلل الفاعور وبعض المقربين من البيك إلى باريس حيث تجري حالياً لقاءات بينه وبين الحريري بمشاركة شخصيات متعددة من الطهاة الإقليميين والمحليين (لن تكشف أسمائها للإعلام) الذين لا ولاء عندهم لغير أرصدتهم البنكية والمنافع.

استدعاء جنبلاط جاء بعد أسبوع على إعلانه المفاجئ استعداده لانتخاب فرنجية.

وعلمنا من نفس المصدر أن القوات وعون قد تم تغيبهما كلياً عن اللقاءات وعن أخبار الطبخة التي فضحها أفراد من داخل تيار المستقبل غير راضين عنها، وذلك بتسريب خبر لقاء فرنجية الحريري،.

وأفادنا المصدر نفسه أن هناك زكزكة حريرية جنبلاطية برية وراعية (نسبة للراعي) هدفها تخويف عون وجعجع بفرنجية ومن ثم طرح أسماء للرئاسة هي فعلاً يريدها نصرالله والحريري وجنبلاط وبري ويرضى عنها الراعي ومظلومه من مثل جان عبيد.

غضب عون على التغييب جاء اليوم بشكل غير مباشر عبر الصهر العجيبة الباسيليوس جبران الذي تبجح من كسروان بمعزوفة بالية ومتناقضة بمحتواها والحبكة تتعلق بحرصه على استخراج البترول والغاز وهاجم من خلالها بري دون أن يسميه على خلفية تحذيرات بري قبل عدة أيام من تعديات إسرائيلية على هذه الثروة.

من جانب القوات لم يصدر بعد أي ردة فعل، ولكن من المتوقع أن لا يتأخر الرد الذي سوف يكون مبطناً ودون دخول بالتفاصيل.

ترى هل تستوي الطبخة أو "بتشوشط"أي تحترق؟؟

حتى الان لا تأكيدات على نجاحها، كما لا تأكيدات عل فشلها، كما أن لا تأكيدات إن كانت سعودياً وإيرانياً موافق عليها. علماً أن الإستيذ نبيه معروف عنه الوقوف ومعه جنبلاط خلف هكذا سيناريوهات ابتكارية يطرحها بين الحين والحين لعلى وعسى!!

ولكن وهذا الأمر الخطير والمهم، إن ما تفضحه وتكشفه الطبخة هذه إن نجحت أو فشلت لا فرق هو أن الحلف القائم داخل 14 آذار المسيحي-الإسلامي لم يعد فاعلاً أو محترماً على الأقل من قبل قيادة تيار المستقبل، كما أنه وفي القاطع الآخر ال 8 آذاري يتأكد للمرة المليون أن عون هو مجرد جوكر لا أكثر ولا أقل يستعمله محور الشر السوري الإيراني كيفما يشاء وغالباً دون علمه.

ومن منا بعد يمكنه أن يدعي أننا لسنا في زمن بؤس ومحل؟

*نشير هنا إلى أن السيناريو في أعلى هو بحت تحليلي وليس لدى من تصوره وأعلمنا بأمره حتى الآن إثباتات محسوسة وموثقة تؤكده أو تنفيه.

الكاتب ناشط اغترابي لبناني

عنوان الكاتب البريدي

phoenicia@hotmail.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: شرح وجداني وإيماني مبسط لمقومات الإستقلال بمفهومة اللبناني التاريخي أنساناً وكياناً وثقافة وممارسات

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/22/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%A5/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: شرح وجداني وإيماني مبسط لمقومات الإستقلال بمفهومة اللبناني التاريخي أنساناً وكياناً وثقافة وممارسات/22 تشرين اتلثاني/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.isteklal15.22.11.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: شرح وجداني وإيماني مبسط لمقومات الإستقلال بمفهومة اللبناني التاريخي أنساناً وكياناً وثقافة وممارسات/22 تشرين اتلثاني/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.isteklal15.22.11.15.wma

 

استقلال لبنان أمسى مجرد ذكرى

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/15

واقعاً وحقيقة وممارسات وثقافة إن استقلال لبنان الحقيقي هو مغيب وغير موجود لا من قريب ولا من بعيد وقد أصبح مجرد ذكرى دون محتوى، وذلك على خلفية احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي والمذهبي للبلد مباشرة منذ العام 2005 ومصادرته بالقوة والبلطجة والسلبطة والمال قراره والهيمنة مباشرة أو مواربة على كل مؤسساته. في حين أن القوى المفترض أنها سيادية واستقلالية والمسماة 14 آذار تعيش حالة من العبثية والضياع والتراجع والعجز والاستسلام لأنها بغالبيتها وببساطة متناهية نفعية ونرسيسية وليس لديها رؤية مستقبلية، كما أن العديد من أنفارها هم مرتزقة ومن بقايا وأيتام حقبة الاحتلال السوري الأسدي .

لماذا وبعد 10 أعوام على خروج المحتل الأسدي العسكري من لبنان لا يزال البلد على وضعيته الحالية من "المّحل" والبؤس والفوضى والملجمية الفاقعة؟

الجواب التلقائي والعقلاني، هو لأن أهل السياسة في 14 آذار السيادية في غالبيتهم هم من "أكلة الجبنة" وقد قبلوا وكل واحد منهم لأسباب تخصه وتتعلق بمصالحه الذاتية أن يتحولوا إلى أدوات رخيصة وطيعة وذليلة تكتفي بردات الأفعال الآنية ولا يجيدون عن سابق تصور وتصميم إرادة القيام بالأفعال.

باختصار، لا يُعقل أن يستعاد الاستقلال المغيب والمصادر من قبل المحتل الإيراني في ظل تجمع 14 آذار السيادي والاستقلالي المفكك والعاجز عن غير ردود الأفعال، وبوجود طاقم سياسي لبناني في القاطع الآخر المقابل ل 14 آذار أفراده هم من كل الشرائح المجتمعية والمذهبية هو عملياً تاجر وطروادي من أمثال النائب ميشال عون وكل من هم من خامته وفجوره وبثقافته الأكروباتية والنفعية.

عملياً، إن بين لبنان والاستقلال الحقيقي فجوات كبيرة جداً لا يمكن ردمها بوجود طاقم لبناني سياسي عفن وتاجر، وبظل انشغال الدول الإقليمية والدولية بحروبها ومصالحها.

وكذلك هناك استحالة لاسترداد الاستقلال ما دام القرار الوطني الحر والضميري مُختطف ورهينة وأسير بلطجة وإرهاب حزب الله، وفي ظل وجود عشرات الدويلات والمحميات الأمنية المنتشرة سرطانياً على لأراضي اللبنانية دون حسيب أو رقيب وخارجة كلياً عن سلطة الدولة.

وكما أن لحزب الله دويلاته ومحمياته وجيشه، كذلك هي وضعية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ال 13، التي تتمتع بالحكم الذاتي الفوضوي، وقد تحول أكبرها، الذي هو مخيم عين الحلوة إلى ملاذ آمن للعشرات من المنظمات الأصولية والمافياوية المحلية والإقليمية والدولية.

من هنا لا يحق لأي لبناني كائن من كان وطبقاً لمعايير الحق والحقيقة والواقع المعاش على الأرض أن يتعامى عن واقع احتلال وطنه ويحتفل بعيد الاستقلال الذي هو عملياً أمسى مجرد ذكرى لا أكثر ولا أقل.

كيف نسمح لأنفسنا أن نحتفل بالاستقلال ونتقبل التهاني في حين أن القرار الوطني وعلى كافة المستويات والصُعد مصادر، والقضاء معطل ومسيس ومرتهن وتابع لسلطة قوى الأمر الواقع الإرهابية والبلطجية، وفي حين أن الحكم بغالبية أفراد طاقمه العفن والذليل ارتضى وضعية العبيد.

بالله عليكم أي منطق هذا الذي يجيز تقبل التهاني بالعيد في حين أن حزب الله وأدواته المحليين من أمثال الشارد ميشال عون يمنعون بالقوة انتخاب رئيساً للجمهورية، ويعطلون عمل الحكومة، ويخصون واجبات مجلس النواب، ويشرعون الحدود، ولا يسمحون حتى برفع القمامة من الشوارع؟

لمن نقدم التهاني في ذكرى عيد الاستقلال المغيب في حال أردنا ذلك رغم كل المآسي والكوارث التي يقف ورائها حزب الله؟

نقدمها للذين ضحوا بأنفسهم وبكل ما يملكون للدفاع عن الاستقلال والوطن والمواطنين وهم كوكبة شهداء لبنان الأحياء والأموات والمعاقين منهم وما أكثرهم حيث لا يخلوا بيت من بيوتنا من عشرات الصور لهؤلاء الأبطال المعلقة على الجدران.

إن العرفان بالجميل واحترام الذات والكرامة والعزة والإيمان يقضون تقديم التهاني للشهداء والمعاقين ولذويهم فقط، وفقط، ونقطة على السطر.

أما كل حفلات الكذب والنفاق بتقبل التهاني هي بالواقع إهانة كبيرة لكل لبناني يحترم نفسه وعنده كرامة وعزة نفس ويرفض وضعية الغنم والمسالخ.

نعم، الاحتفال بعيد الاستقلال واجب وطني وملزم أيضاً، ولكن فقط، وفقط عندما يُسترد هذا الاستقلال من حزب الله الإيراني والإرهابي.

وإلى أن يتحرر لبنان من الاحتلال الإيراني فإن لا معنى ولا قيمة ولا مصداقية لكل الاحتفالات التي تقام في لبنان وبلاد الانتشار على حد سواء.

 ونختم مع (أبو تمام) قائلين لمن يعنيهم الأمر: "فإن لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء"، ومن له أذنان سامعتان فليسمع.

*الكاتب ناشط اغترابي لبناني
عنوان الكاتب البريدي

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

زعيتر: حركة الطيران عادت الى طبيعتها وروسيا دولة صديقة

الأحد 22 تشرين الثاني 2015 /وطنية - عقد وزير الاشغال العامة غازي زعيتر مؤتمرا صحافيا في دارته في بعلبك، اعلن خلاله "تلقي الوزارة برقية من البحرية الروسية تفيد انها قد انهت المناورات العسكرية بالمياه الاقليمية وعلى هذا الاساس اصبح بامكان جميع الطائرات التي تقلع من مطار رفيق الحريري الدولي والآتية ان تسلك بشكل عام وطبيعي". وقال: "أثير بعض الكلام وكأن البحرية الروسية تقوم بعدوان على لبنان، وفي كل مناورة بحرية تبلغ فيها الدول بأخذ الحيطة والحذر لسلوك بعض المسارات وعلى هذا الاساس وبموجب البرقية المذكورة تصرفنا واليوم ابلغنا بأن هذه المناورات انتهت فالأمور عادت الى طبيعتها في هذه المسارات من اقلاع الطائرات من مطار رفيق الحريري الدولي". واعتبر ان "ما أثير من مواقف اعلامية وتساؤلات صحافية، غيمة شتاء وعبرت ونشكر كل الغيارى وقد حاول البعض اخذ الامور بمنحى آخر فيما البرقية الروسية كانت نوع من الإذن بمناورة معينة بمنطقة معينة وفي مساحة معينة وقد تم ابلاغ الدول الاقليمية التي ستتأثر بمسارات طيرانها لأخذ الحيطة والحذر، فالروس لم يعتدوا علينا وهم اصدقاء، قدموا للبنان كل الدعم والمواقف الصريحة". وردا على سؤال عن أن تغيير مسارات الطيران يأتي بهدف مرور الطيران فوق الاراضي المحتلة، قال زعيتر: "نأسف لهذه التحليلات، انها في غير محلها. لم ولن نسلك اي ممر او معبر للطائرات عبر فضاء فلسطين المحتلة هذا الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا، اضطررنا لسلوك مسار عائد للطيران اللبناني، وشركات الطيران اللبنانية، وكنا لا نستعمله في السابق بسبب تهديدات اسرائيل التي تحاول في بعض الاحيان الاعتداء على طائراتنا ضمن مياهنا الاقليمية، هذا الموضوع كنا وما زلنا نعتبره غير آمن لكنه معبر وممر لبناني لا يمر بأجواء فلسطين بل فوق الاراضي اللبنانية".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/11/2015

الأحد 22 تشرين الثاني 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حضرت الذكرى وغابت الاحتفالات بعيد الاستقلال، وتوزع المشهد بين وضع أكاليل الزهور على اضرحة رموز الاستقلال وشهدائه، ومسيرات جابت الطرقات في العاصمة تعددت يافطاتها لتلتقي على مناسبة إحياء الذكرى التي ينغصها للعام الثاني على التوالي غياب رئيس الجمهورية.

وفي زحمة الملفات المطروحة، استعاد مطار بيروت حركته الملاحية المعهودة، بعدما أبلغ المعنيون بانتهاء المناورة الروسية، التي كان من المقرر ان تستمر في المياه الدولية للبحر المتوسط حتى الثالث والعشرين من الجاري. ومع انتهائها تم تعديل القرار الذي اتخذ بتغيير بعض مسارات الرحلات ضمانا لسلامتها، وفق ما أوضح وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر ل"تلفزيون لبنان".

خارجيا، مواجهة الارهاب توحد العالم، والجديد اليوم تهديدات لعواصم غربية عدة، بينها بروكسل التي شهدت اجراءات مشددة وصلت إلى حد اخلاء بعض الأبنية بحثا عن متفجرات، واعلان المانيا عن وجود سبعمئة وخمسين شخصا يحملون الجنسية الألمانية التحقوا ب"داعش".

وفي روسيا، أعلنت لجنة مكافحة الإرهاب ان عملية خاصة في جنوب البلاد أسفرت عن مقتل عشرة متشددين كانوا قد بايعوا تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما كشفت ايران على لسان رئيس الحرس الثوري عن تفكيك شبكة تابعة ل"داعش" على أراضيها.

وعلى خط المواقف، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة ان التعويل هو على دور روسي لمحاربة الارهاب، وعلى التعاون بينها وبين الولايات المتحدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إثنان وسبعون عاما على الإستقلال، ولبنان لا يزال على درب الإنتظارات، رغم الانتصارات على عدو إسرائيلي أو مواجهة الإرهاب التكفيري.

إثنان وسبعون عاما، لم ينجح فيها لبنان لا بإلغاء الطائفية السياسية ولا بإنتاج قانون انتخابي عصري يستند إلى صيغة النسبية.

وكأن بيان الحكومة الاستقلالية عام 1943 ما يزال صالحا حتى يومنا هذا. يومها خصصت الحكومة اللبنانية الأولى فقرتين لمعالجة الطائفية، واعتبرت الساعة التي يتم فيها إلغاؤها ساعة يقظة وطنية شاملة مباركة في تاريخ لبنان.

منذ اثنين وسبعين عاما، مرت عقود وسنوات وأيام وساعات، ولا يزال اللبنانيون ينتظرون ساعة اليقظة. فمتى تكون؟ وهل كتب على لبنان الانتظار طويلا؟ أم أن التسوية الشاملة المتكاملة المقبلة سوف تحوي تلك العناوين الاستراتيجية؟.

في الحراك اليوم مطالبة بالدولة المدنية، وبالطبع وضع قانون انتخابي عادل، والعدالة لا تتحقق إلا بالنسبية. أما مطلب انتخاب رئيس الجمهورية، فهو أولوية إلى جانب تفعيل عمل المؤسسات التشريعية والتنفيذية.

الهواجس الدولية العابرة للقارات، تتركز على وجوب القضاء على الإرهاب الذي يقلق عواصم العالم. حراك دولي قائم، وروسيا تتصدر المشهد الميداني والسياسي، فتشهد طهران قمة مهمة غدا في لقاء الرئيس فلاديمير بوتين والقادة الإيرانيين، في ظل حركة أميركية متشعبة تنطلق من الأزمة السورية.

الأيام المقبلة حافلة بالمؤشرات، بينما المؤشر الميداني السوري يشير إلى تقدم الجيش السوري في جبهات مهمة، من الحدود التركية في ريف اللاذقية، إلى وسط سوريا في ريف حمص نحو شمالها مرورا بريف حلب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

قد لا يكون من السهل أن يجتمع اللبنانيون على تعريف واحد لاستقلال بلدهم، ولكن لا يجب ان يكون صعبا عليهم التكاتف بوجه أعداء يهددون وجودهم وكيانهم.

الاستقلال في ذكراه الثانية والسبعين غير مكتمل، ولا جدال بذلك وطنيا. مزارع شبعا وتلال كفرشوبا يحتلها العدو الاسرائيلي، وخرقه للسيادة يبقى في عين المقاومة التي لا تنام أيضا عن الخطر الارهابي. ولا تغفو عيون الأجهزة الأمنية اللبنانية عن الخطرين معا، وانجازاتها في ضبط الشبكات تعطي ذكرى الاستقلال هذا العام تعريفا وطنيا آخر مجبولا بتصميم كبير على مواجهة هذا التهديد المتنامي.

وفي المنطقة، نمو "داعش" بين فكي الكماشة الروسية، والمسارات المتبقية له من منافذ جغرافية نحو تركيا ومساحات تضيق في العراق وسوريا، وسط دعم لا ينضب من دول راعية في المنطقة تغلفه سياسة أميركية تدعي ضرب الارهاب وتستفيد منه.

وغدا اللقاء القمة في ايران، على هامش قمة الدول المصدرة للغاز بين الامام السيد علي الخامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لقاء سيعمق أكثر التفاهم على ضرورة القضاء على الارهاب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

انه عيد الاستقلال الثاني، بل ذكراه الثانية والجمهورية بلا رئيس، ومهما تجبر الانقلابيون، ومهما اعطوا فعلتهم الشنيعة مبررات تبيح لهم الخروج على الدستور، فلا يمكنهم اخفاء الخراب الناجم عن تماديهم في ابقاء الدولة بلا رأس، وقد صارت مركبا تائها بلا ربان.

ليس أدل على هذه الصورة، من الناس الذين نزلوا إلى شوارع العاصمة اليوم يبحثون عن مسؤول ينقلون إليه خوفهم على الحاضر والمستقبل، فلم يجدوه. انها قمة الجنون ان تترك الدولة لمصيرها، فيما الدول تتفتت والارهاب يضرب شرقا وغربا. انها قمة الخيانة ان نرى عظماء الكون يرتجفون من الموت العبثي الزاحف إلى دولهم، فيما عظماء لبنان يبحثون عن مصالحهم وسط أشلاء دولتهم والنفايات.

والمقلق أكثر، ان كل اللقاءات الجانبية ومشاريع سلال التسوية، لا تزال تتأرجح ما بين التكتكة والتعمية والاستدراج، فاللقاءات يتم انكارها، وسلال المبادرات تعوزها الارادات الحرة والاستعداد لاعطاء الاولوية لمصلحة لبنان.

في الانتظار ينهش القلق اللبنانيين، بفعل موجة الاشاعات التي تهدد شركاتهم وصروحهم الدينية والوطنية، جامعات ودور عبادة ومؤسسات تجارية، بعمليات ارهابية، الأمر الذي ينذر بالحد الأدنى بالقضاء على موسم الأعياد حتى ولو تبين ان التهديدات غير جدية.

في السياق تبلغ لبنان، وبالطرق غير الديبلوماسية نفسها، ان البحرية الروسية أنهت مناراتها، وصار بامكانه استعادة خطوطه الجوية المدنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لبنان مستقل، لكن انتخاب رئيس جمهوريته ينتظر تطورات اليمن، ورضا السعودية.

لبنان مستقل، لكن قانون انتخابه العادل يتطلب رعاية اقليمية، وموافقة دولية.

لبنان مستقل، لكن القرار بدحر الاحتلال "النصروي" والغزو "الداعشي"، مربوط بميدان سوريا.

هذا هو المشهد اللبناني في ذكرى الاستقلال: شعب مكتوم الصوت، وساسة صدروا القرار إلى الخارج. ومن الخارج، أتى اليوم الخبر اليقين، بعد ثلاثة أيام من الأقاويل أو الشائعات: لقاء سليمان فرنجية وسعد الحريري تم فعلا، رغم النفيين، ورغم اصرار كل منهما على النفي في الاتصالات مع اصدقائهما. فرنجية أبلغ "حزب الله" باللقاء وبالمحادثات التي تناولت موضوع ترشحه للرئاسة. الحريري استدعى أركان تياره أمس والتقاهم تباعا، قبل عودة معظمهم ليلا إلى بيروت.

وليد جنبلاط يغادر مع أبو فاعور ونادر الحريري على طائرة الحريري للقائه، فيما بعض حلفاء الحريري باشروا حملة اعلامية للتشويش على اللقاء والمحادثات، مع بروز أصوات من هؤلاء تتهم الحريري بخيانة 14 آذار، ما يذكر بالأجواء نفسها التي سادت بعد اتفاق عون- الحريري في كانون الثاني الماضي.

هذا المشهد اللبناني، لم يترافق بعد مع أي معطيات اقليمية قد تزكي المسار المتبع، أو تناقضه. وتحديدا، لم ترصد أي اشارة سعودية توحي بامكان اعطاء 8 آذار رئيسا للجمهورية. وبغياب الاتجاه السعودي، يبقى الوضع غير قابل للحسم بين فرضية ان يكون الحريري جديا، واحتمال ان أي يكون بلقاءاته المستجدة مناورا بهدف ضرب صف 8 آذار، وإحداث شرخ بين عون- فرنجية من جهة، وفرنجية و"حزب الله" من جهة أخرى.

وفي انتظار اشارة المملكة، الاتصالات قائمة في بيروت، ومفتوحة بين بيروت والخارج. عل الأزمة تجد مسارا يتسرب عبره الحل. تماما كالمسارات غير الشرعية التي يهرب عبرها السوريون إلى لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لا خلاف على تحديد معنى استقلال الدول: فالدولة المستقلة هي تلك التي تحكم نفسها بنفسها. تلك التي تنفرد بإدارة شؤونها الداخلية والخارجية. تلك المتحررة من الاستعمار الجديد القائم على السيطرة الاقتصادية. تلك المرتكزة إلى مقومات الحاكم والحكومة والبرلمان المستقل والمؤسسات المدنية.

بعد اثنين وسبعين عاما على استقلالنا، وصلنا إلى التالي: نحن في دولة تحكمها تنازعات اقليمية ودولية، دولة لا رأس لها، حكومتها غائبة عن الوعي، وبرلمانها مشلول. دولة تتشارك في قراراتها مع زعامات وأحزاب تتحكم بمفاصلها.

نحن في دولة حجم دينها العام يفوق السبعين مليار دولار، وهي خاضعة لاستعمار اقتصادي ضاغط. نحن في دولة نهش الفساد جسمها حتى تآكلت كل مؤسساتها، حتى المدنية منها.

في المختصر، نحن في "دولة زبالة"، حكامها يصفهم رئيسها بالنفايات السياسية، شوارعها نفايات حقيقية، مواطنوها حدث ولا حرج، فهم من يجتر الطبقة السياسية منذ سنوات، ويعيد إحياء جثتها المهترئة.

اليوم وبعد 72 سنة على ذكرى الاستقلال، إما نستفيد مما زرعه الحراك الشعبي الذي كسر حواجز الخوف من السلطة، فنبادر نحو قيام دولة علمانية، حقوقنا فيها كأفراد تعلو كل الحقوق، وإما نعيش على أطلال عرض عسكري يذكرنا بشيء ما، اسمه استقلال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

البحرية الروسية أنهت المناورات العسكرية في مياه المتوسط، وحركة الملاحة في مطار رفيق الحريري الدولي ستعود إلى تسيير الرحلات وفق المسارات الجوية السابقة.

البشرى زفها وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، ولكن في وجدان اللبنانيين، بشرى أخرى ما يزالون بانتظارها متصلة بالفراغ الرئاسي، حيث حلت ذكرى عيد الاستقلال والجمهورية من دون رأس، فيما جملة أزمات اقتصادية- اجتماعية تضغط على اللبنانيين من دون حلول، ليس أقلها أزمة النفايات المتراكمة، والتي تنتظر وفق مصادر وزارية، المزيد من المفاوضات مع الشركات، التي ستتولى عملية الترحيل.

وفي معلومات المصادر الوزارية، ان عروض الشركات جدية والمفاوضات جدية كذلك بشأن المواصفات والشروط التقنية. وأكدت المصادر ان الثلاثاء قد يكون الموعد الفصل لانتهاء المفاوضات، تمهيدا لدعوة مجلس الوزراء لاتخاذ القرار في قضية ترحيل النفايات.

اقليميا، لفت كلام للرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام قمة "آسيان" بماليزيا، بأن الحرب في سوريا لن تتوقف والفوضى لن تنتهي إن بقي رئيس النظام بشار الأسد في السلطة، مشيرا إلى ان واشنطن لا ترى أي شرعية للأسد أمام هذا القدر من المعارضة، كما دعا إلى ضمان حدوث انتقال سلمي للسلطة مع المحافظة على الدولة السورية ومنع سقوطها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

غاب الاحتفال الرسمي بالاستقلال وحضرت الناس. تنحى العرض العسكري فأقيم العرض الشعبي، وكل على قضاياه، منهم من أراد نصرة حق المرأة في منح الجنسية لأولادها، وأصوات ارتفعت لإنصاف المستأجرين والمالكين تحت سقف واحد. آخرون جاؤوا تذكيرا بمبادىء المحاسبة على الفساد.

نقابة محامين، كشافة، نقابيون يستولدون نقابة لا تشقها السلطة، وكرسي الكتائب الفارغة من رئيسها. تنوعت المطالب، لكن لم تختلف الأهداف، والأهم ان جميعهم بلا قائد عظيم مفدى يحركهم تبعا للهوى السياسي. لذلك عبروا عن قهرهم في وطنهم من دون رسم حدود أو رفع شارة الخط الأحمر. الساحات لهم، فهم الاستقلال وعلمه، أرزه والخلود، في وقت لم يعد للمواطنيين آمال برجالات استقلال يشبهون قلعة راشيا وساحة بشامون.

فقد ظل من لبنان، نفاياته "العاجقة الكون"، ومسؤولون لم يسعهم إلا ترحيلها. ومن زوال رائحتها سوف تظهر بوادر العمل الحكومي، كما أمل الرئيس تمام سلام. لكن إذا ما أسعفنا بحل الترحيل إلى الخارج، فإن العديد من اللبنانيين سيأملون بإكتمال الصفقة لتشمل تصديرا للسياسيين مع النفايات، للالتحاق بمن سبقوهم إلى المنفى الطوعي السياسي.

هذا هو ما يسمى بالحل الشامل، وعلى ذات الشحنة طالما أنهم باقون هنا على ذات الرائحة، مستقلون عن العمل، يعطلون مؤسسات الوطن، مستقيلون من مسؤولياتهم لكنهم يلتصقون بكرسيهم، وضمنا وزير البيئة المخلوع عن وزارته محمد المشنوق الذي طمأننا بأن لدينا هدفا واحدا هو انتخاب رئيس للجمهورية، واضعا بقية المطالب في اطار ما سيلي الانتخاب. والتفسير العلمي لتصريحه هذا، أن النفايات باقية لما بعد انتخاب الرئيس.

وإذا كنا نعذر المشنوق الأول لعدم الاطلاع، بعدما عزل عن وزارته. فإن المشنوق الثاني الكبير يعوض ويضطلع بموقفين: واحد يهادن داخليا بود وصفاء، والآخر يحكي لغة أقرب إلى الخليجية عندما يبلغ الامارات ان إحدى أسباب عودة التفجيرات الارهابية إلى لبنان، إصرار فريق لبناني على أوهام الأدوار الكبيرة والحسم فيها عبر التدخل المسلح لحماية نظام قاتل. وهذا لم يكن واقع حاله في بيروت متضامنا مع الضاحية، وصوتا من صنوف الوحدة الوطنية التي أعقبت التفجير الارهابي، فبرج البراجنة جمعت بدماء شهدائها ما كان متفرقا، لاسيما بعدما نفذ الارهاب غزوة باريس اليوم التالي، ولم يخرج في حينه أي صوت لبناني أو عالمي يطالب فرنسا بضرورة الانسحاب جويا من سوريا وعدم التورط في المستنقع الاقليمي.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأحد 22 تشرين الثاني 2015

الأحد 22 تشرين الثاني 2015

المستقبل:

يقال:

إنّ شعبة المعلومات كشفت النقاب عن تفاصيل عملية تفجيرَي برج البراجنة "من الألف للياء" من خلال التحقيقات مع الموقوفين الذين أُفرج عن عشرة منهم ثبت أن لا علاقة لهم من أصل ثلاثين.

الديار:

المناورة الروسيّة تضع حداً للانتهاكات الاسرائيليّة

لاحظ مراقبون غيابا كاملا للانتهاكات الجوية التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية، منذ الاعلان عن الطلب الروسي للبنان بتعديل مسارات الطيران المدني لمدة ثلاثة ايام، بسبب المناورة العسكرية التي تنفذها روسيا في البحر الابيض المتوسط، حيث لم يسجل اي تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء لبنان.

وعلق سياسي جنوبي في مجلس خاص بالقول: لو ان المناورة الروسية تستمر لاعوام، لكنا حمينا الاجواء اللبنانية من الانتهاكات الاسرائيلية، والمعيب ان تصدر مواقف من سياسيين ليعملوا "شوشرة" على المناورة البحرية الروسية، فقط لانها تزعج الاميركيين، خاصة وانها على علاقة وثيقة بالحرب على الارهاب في سوريا، حيث نجحت روسيا في قلب موازين المعركة من خلال تغييرات في الميدان العسكري الذي اصبح لصالح نظام الرئيس بشار الاسد، فليؤجلوا "حرصهم" على السيادة، ونحن لم نسمع منهم مرة واحدة استنكارا للانتهاكات الاسرائيلية اليومية للاجواء اللبنانية.

قلق امني

تراجعت حركة المواطنين بعد تفجيري برج البراجنة، وخفت زحمة السير في الشوارع بنسبة لا بأس بها، مع انتشار اخبار عن وجود عبوات ناسفة، او سيارات مفخخة، وتبين انها شائعات، حيث لوحظ تكثيف الوجود الامني الرسمي، لنزع القلق الأمني عند المواطنين.

القبض على متطرّف في كسروان

في معلومات خاصة لـ"الديار" ان الاجهزة الامنية ألقت القبض على عامل سوري في احد الافران بين بلدتي طبرجا والصفرا والتحقيق جار معه بعد شبهات عدة تتمحور حول اتصالاته الهاتفية وميوله المتطرفة.

صفقة ترحيل النفايات "ملتبسة" و"مريبة"

تبدي مصادر سياسية إستغرابها من الصمت المطبق الذي تمارسه هيئات المجتمع المدني من عملية ترحيل النفايات، لا سيما لجهة المبالغ الطائلة التي سيجري دفعها لقاء عملية النقل هذه إلى الخارج، طارحة أكثر من علامة إستفهام على عملية تمرير "صفقة الترحيل" بشكل ملتبس ومريب.

شخصيّة سوريّة منشقة في بيروت

تزور شخصية سورية بارزة منشقة عن النظام السوري بيروت منذ يوم الجمعة الماضي، بهدف لقاء سياسييّن لبنانيين مؤيدين لخطها والتنسيق معهم .

قانون الإنتخاب واللجنة

علق مرجع سياسي بارز على تشكيل اللجنة النيابية المختصة بالإعداد لقانون الانتخابات، بالقول بأن هذا الأمر يعني شيئاً واحداً وهو أن القوى المسيحية التي هددت وتوعدت قبل جلسة التشريع الأخيرة في مجلس النواب قد تراجعت عن حدية مواقفها بخصوص التعجيل في بت قانون الانتخاب الذي دخل نفقاً جديداً من التأجيل والتسويف مع هذه اللجنة، خصوصا أنه من النتائج الأولية السلبية لتشكيل هذه اللجنة هو نسف الـ 17 قانوناً انتخابياً الموجودة في أدراج المجلس النيابي وبالتالي إعادة ملف قانون الانتخاب إلى المربع الأول.

وأضاف أنه طالما أن القوى السياسية المهيمنة حاليا على المجلس النيابي تتصرف بذهنية الاستحواذ على السلطة، عبر الفوز بأكثريات نيابية في الانتخابات فأن النتائج المتوقعة من هذه اللجنة لن تكون كبيرة، وطالما أن ذهنية انعدام الثقة والتبعية للقوى الإسلامية المهيمنة على قرار فريقي 14 و8 آذار هي السائدة بين القوى المسيحية فأن النتائج المتوقعة أيضا من قانون الانتخابات الجديد بالنسبة لتحسين التمثيل المسيحي الحقيقي في مجلس النواب لن يأتي على مستوى التوقعات والوعود التي تطلقها بعض القيادات المسيحية بخلفيات وأبعاد شعبوية بعيدة عن الوعي الحقيقي بمخاطر الواقع الذي يتهدد الوجود والدور والحصور المسيحي في لبنان وكل المنطقة.

 

لقاء بين الحريري وجنبلاط في باريس؟

أشارت معلومات للـ”LBCI” أن لقاءً سيعقد في باريس في الساعات المقبلة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس “اللقاء الديمقراطي” وليد جنبلاط للبحث في مسألة الفراغ الرئاسي. كما أشارت الى أن لقاءً عُقد السبت في العاصمة السعودية الرياض ضم الحريري والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب فريد مكاري و مدير مكتب رئيس تيار “المستقبل”  نادر الحريري و النائب السابق غطاس خوري وهاني حمود ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بحث بالفراغ الرئاسي. وكان حصل لقاء بين الحريري ورئيس تيار “المرده” النائب سليمان فرنجية الأسبوع الفائت في باريس وشارك الوزير ريمون عريجي ونادر الحريري.

وغادر رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط ووزير الصحة العامة وائل أبو فاعور بيروت مساءً، متوجهين إلى العاصمة الفرنسية باريس على متن طائرة خاصة.

 

علي حمادة: لا يمكن الحديث عن استقامة الدولة قبل حلّ ازمة "حزب الله"

22 تشرين الثاني 2015

 اكد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" علي حمادة استحالة الحديث عن استقامة هذه الدولة والقوانين الانتخابية والتمثيل السياسي وعودة الامور الى مجاريها قبل حلّ ازمة "حزب الله" من ضمن السلة المتكاملة".

حمادة وفي حديث الى لاذاعة "صوت لبنان" (100.5)، قال: "الاستقلال ليس برفع اعلى واكبر علم، بل الاستقلال يكمن في عناصر اخرى، والعنصر الاول هو بوجود الوعي الوطني الشعبي بين الناس، الناس والقيادات ليس لديهم الوعي. لو كان يوجد وعيا حقيقيا في القاعدة الشعبية الواسعة من الشعب اللبناني لحاسبت هذه القاعدة قياداتها وزعاماتها وكانت لتنتفض على هذا الواقع الاليم".

اضاف: "ما رايناه بالحراك الشعبي هو ظاهرة جيدة بعناوينها، وهي عبرت حقيقة عن مكنونات الناس اننا شبعنا و"قرفنا"، لكن عمليا لم ولن تستطع جرّ الناس".

وشدد حمادة على ضرورة "عدم استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية"، وقال: "بالرغم من كل الحركة والاتصالات التي تحصل في الكواليس، فان رئاسة الجمهورية تنتهي برئيس جمهورية توافقي يرضي بشكل ما جميع الاطراف ولا يشكل تحديا لأي طرف من الاطراف على كامل الرقعة السياسية.هذه الطبقة السياسية بكل مكوناتها، مع ما يمكن ان يؤخذ عليها، هي التي تملك الخط العريض للتمثيل السياسي وللحال السياسية في البلد".

وعن قانون الانتخاب، وصف حمادة القانون بـ"المُعقد" اكثر من رئاسة الجمهورية. تابع: "يجب تغيير الدم السياسي في البلد، يقال ان الطريق الوحيد لتغيير هذا الدم السياسي وتجديده هو قانون النسبية، هذا القانون جيد من حيث المبدأ، لكن اي قانون نسبية واي تعاطي بالحالة السياسية بشكل عادي مع وجود جيشين ودولتين في البلد وسلاح منتشر من اقصى البلاد الى اقصاها ولا سيما سلاح منظم بيد منظمة تمتلك 15 الف مقاتل تستطيع ان تقاتل في لبنان وخارجه وان تشن الحروب بحساباتها الخاصة، وانا اعني بذلك "حزب الله"".

وعن الوضع الامني والسلاح، قال: "عرسال اليوم بحال حرب. "داعش" ليس همّ الروس الاساسي، فالاساس هو منع انهيار بشار الاسد. "حزب الله" ليس جمعية خيرية، بل هو عبارة عن تنظيم مخابراتي عسكري تابع للحرس الثوري الايراني".

وفي ما يتعلق بالتسوية الشاملة في لبنان، قال: "لا يمكن اعادة اصلاح النظام اللبناني من دون وجود مساواة تحت القانون. لم يعد يوجد اي شيء اسمه مقاومة، هناك سلاح مذهبي موظف لاهداف في المنطقة لا علاقة للبنان بها. افتعل "حزب الله" حرب 2006 وكان يعرف بوجود الحرب، قدموا 200 قتيلا من عندهم ونكبوا اللبنانيين بألف و100 قتيل، وظهروا وقالوا "انتصرنا"، ما هذا الانتصار؟"

 

تَرقُّب في لبنان لـ «حوار الأربعاء» على وهج لقاء الحريري - فرنجية و«شظاياه» والحِراك المدني في الشارع مجدداً لـ «استقلال عن الفساد»

الإثنين، 23 نوفمبر 2015 /بيروت - «الراي»/مع ان لبنان لا يزال تحت وطأة الأجواء الضاغطة التي خلّفتها تداعيات تفجير برج البراجنة والعمليات الأمنية الواسعة التي أدت الى توقيف عدد كبير من الشبكة الارهابية التي نفذت العملية وخطّطت لها، فان الهاجس الأمني لم يحجب اتجاه الأنظار في الاسبوع الجديد الى ما يمكن ان يطرأ على المشهد السياسي من متغيّرات مرتقبة.ذلك ان البلاد عاشت في عطلة الأسبوع إحياء ذكرى الاستقلال للمرة الثانية على التوالي وسط الفراغ الرئاسي، الأمر الذي اقتصرت معه الاحتفالات بهذه المناسبة على نشاطات متفرّقة أَبرزت بقوة عمق الأزمة السياسية التي تعتمل في ظلها الأوضاع الداخلية. كما ان ذلك أدى بطريقة مباشرة الى عودة الحراك المدني الاحتجاجي الى الشارع بعد انحساره لأكثر من شهرين، اذ قامت الحملات المدنية بتظاهرة مركزية من امام المتحف الوطني الى ساحتيْ رياض الصلح والشهداء في وسط بيروت وكانت شعاراتها الأساسية موجّهة ضد الطبقة السياسية مع الدعوة الى «الاستقلال عن الفساد» بمعنى الحض على مناهضة الطبقة السياسية. ومع التحرك المتجدد لمجموعات المجتمع المدني في الشارع، بمعزل عن قدراتها وحجمها، تعود ايضاً الى الواجهة أزمة النفايات التي كانت في أساس نشأة هذا الحراك، علما ان قضية النفايات تجاوزت شهرها الرابع حتى الآن من دون إنهائها.

وفي ظل هذه التحركات، يتّسم الاسبوع الجديد بترقّب لما سيطرأ على الاتجاهات الحكومية في شأن حسم الحلّ الذي سيُتبع لأزمة النفايات الذي ينتظر دعوة رئيس الحكومة تمام سلام الى جلسة لمجلس الوزراء، حال إنجاز وزير الزراعة أكرم شهيب واللجنة الفنية التي تعاونه التقرير في شأن عروض من شركات غربية لترحيل النفايات المتراكمة في بيروت وجبل لبنان لمدة 18 شهراً.

وقالت مصادر وزارية لـ «الراي» إنها المرة الاولى التي تلوح فيها معالم إنجاز الحل النهائي لهذه الأزمة منذ بدئها، لان الرئيس سلام يوشك على بتّ المخرج قريباً وتوجيه الدعوة الى مجلس الوزراء للانعقاد، وسط تعهّدات من القوى السياسية بالمشاركة في الجلسة والتعاون لحلّ الأزمة. وفي حال حصول ذلك، فإن الانفراج المتوقع في هذه القضية سيساعد على المضي قدماً في إعادة البحث في تفعيل العمل الحكومي على قاعدة مماثلة لتلك التي اعتُمدت في عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب وأدت الى إنقاذ لبنان من عزلة مالية ومصرفية خطيرة بفعل إقرار تشريعات مرتبطة بمكافحة التهريب وغسل الأموال وسواها.

ولكن المصادر لفتت الى ضرورة التحسب دائماً لمفاجآت سياسية يَصعب إسقاطها من الحسبان، وهو الأمر الذي يستدعي انتظار محطتين: أوّلهما جولة الحوار الوطني المقرَّرة الاربعاء في عين التينة والتي يمكن ان تبرز من خلالها اتجاهات القوى السياسية حول الموضوع الحكومي، كما حيال التفاعلات الحارّة في ملف رئاسة الجمهورية، وذلك في ظل اللقاء الذي عُقد الاسبوع الماضي بين الرئيس سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في دارة أحد اصدقاء الفريقين في باريس والذي لا بد انه حرّك حساسيات او حسابات جديدة في مسار الأزمة الرئاسية وتعقيداتها.

اما المحطة الثانية، فهي الجولة الجديدة من الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» التي يفترض ان تنعقد في عين التينة وتقول المصادر نفسها انها ستكون محطة مهمة لانها ستتناول أول مقاربة مشتركة من الفريقين لطرح الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله المتعلّق بالتوصل الى تسوية سياسية شاملة في البلاد تتضمن ملفات رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخابات. وفي اعتقاد هذه المصادر ان لقاء الحريري وفرنجية حرّك الجمود السائد في ملف الأزمة الرئاسية من دون ان يعني ذلك حتماً ان مجرد حصول اللقاء يعني تعزيز فرصة فرنجية كمرشح بديل من العماد ميشال عون لفريق 8 آذار. ذلك ان كل المعطيات التي تجمّعت عقب اللقاء، رغم إصرار الفريقيْن المعنييْن به على نفي حصوله، تشير الى انه لم يتجاوز إطار الانفتاح المتبادل وسط السعي الى توسيع أرضية المناخ السياسي الإيجابي الذي يواكب عملية الحوارات الجارية.

ولم يصدر عن «حزب الله» اي إشارات تدلّ على انزعاج من فرنجية، بل نُقل عن معنيين في الحزب ان فرنجية يتمتع بحريّة الحركة والهامش، وهو لا يزال يتمسك بأن العماد عون هو المرشح الرسمي والعلني لفريق 8 آذار. ولكن المصادر الوزارية نفسها تلفت الى ان هذا الكلام لا يعني تجاهل التفاعلات التي أثارها اللقاء في اتجاهات مختلفة، ولا سيما لدى فريق عون وكذلك حليفه في «اعلان النيات» رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع اللذين ينبغي رصد اتجاهاتهما أكثر فأكثر بعد هذا اللقاء الذي ربما يتشاركان التحسس منه، لان كلاً منهما معنيّ بمغزى المفاجأة التي تلقاها من حليف أساسي له، فعون لا شك انه فوجئ بحليفه فرنجية ينفتح على الحريري، وجعجع فوجئ بحليفه الحريري ينفتح على فرنجية، وكلاهما من دون علم مسبق. ومع ان المصادر تبدو واثقة من ان لا آفاق كبيرة لهذا اللقاء من شأنها ان تقلب المشهد الرئاسي، راهناً على الاقل، فإنها تلفت الى ان أهميته تنبع من مؤشرات لاتباع سياسات داخلية متحركة ومرنة في المرحلة الطالعة تتّجه كلها نحو ترسيخ مناخٍ لتسوية واسعة وتأمين مرحلة مهادنة داخلية في انتظار الظروف الاقليمية المؤاتية لهذه التسوية.

 

جامعة «الكسليك» ألغت نشاطاً بعد إشاعة عن تهديد «داعش» لها

بيروت - «الراي/عاشت بيروت «تحت تأثير» الخبر الذي تم تداوله ليل أول من أمس عن قرار تنظيم «داعش» استهداف سبعة مواقع في العالم امس بينها «جامعة الروح القدس» في الكسليك شمال بيروت التي اضطرت في ضوء ذلك الى إلغاء لقاء كبير كان مقرَّراً للعمل الرعوي الجامعي «احتياطاً وتجنباً لأي خطر محتمل». وكانت تقارير صحافية أشارت مساء السبت الى أن مجموعة «أنونيموس» المختصة باختراق المواقع الإلكترونية المهمة والخطرة حذّرت العالم من أن «داعش» سيشنّ هجمات عدة الأحد في الولايات المتحدة، ايطاليا، اندونيسيا، فرنسا، ولبنان، وان المواقع السبعة المستهدَفة هي: «جامعة الروح القدس» في الكسليك - جونية، سيغال الكترونيك، فوكودكس، ريبلاي وراوتر لوبيزان- باريس، تجمّع «حقوق المرأة» باريس، الاحتفالات التي ستُجرى في عيد يسوع الملك روما وعدّة أمكنة في العالم، احتفال يوم الجهاد أندونيسيا، واحتفالات قبضة الموت في ميلان ايطاليا. وفيما كانت محطة تلفزيون لبنانية تنقل عن مصادر أمنية تأكيدها جدية التهديدات وصحة المعلومات المتداوَلة عن استهداف محتمل لجامعة الكسليك، خرجت مجموعة «انونيموس» لتنفي ان تكون لها علاقة بالمعلومات التي تحدّثت عن نية «داعش» القيام بعمليات تفجير في لبنان ودول العالم، موضحة في تغريدة على حسابها على تويتر «أن المجموعة غير مسؤولة عن نشر هذه المعلومات ولا تتبناها»، كاشفة «عن الحساب الذي كان أول من نشر هذه التحذيرات، وهو حساب على يحمل اسم«OpParisIntelTeam»..

 

أهالي العسكريين من رياض الصلح: عيد الإستقلال يبدأ بإعادة أبنائنا

أكد أهالي العسكريين أنه “نحتفل بذكرى أصبحت تدق بعالم النسيان نحتفل بما هو غير موجود بأي إستقلال نحتفل في بلد ليس فيه رئيس؟ أي استقلال هذا ولدينا 25 عسكريا يذلون وهم أغصان الأرزة التي تكسرت مع اختطافهم”. وتوجهوا إلى المسؤولين السياسيين من ساحة رياض الصلح بالقول: “عيد الإستقلال يبدأ بإعادة أبنائنا ولكن نحتاج إلى رجال ليأتوا بعسكريينا من عرسال”.وأشار الأهالي إلى أن حال العسكريين الصحية سيئة وهناك نوع من الفطريات في جلدتهم ودولتنا في انتظار العالم الإقليمي لإيجاد حل للملف.

 

قاطيشا: النظام السوري أطلق "الدواعش" من سجونه.. ونفاخر بأن لا بيئة في لبنان تُنتج إرهابيين

22 تشرين الثاني 2015

 رأى مستشار رئيس حزب 'القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشا ، أن 'بيروت وباريس والطائرة الروسية في شرم الشيخ كلها عمليات تصبّ في الخانة نفسها، فمعمل الإرهاب هو فوق الأرض السورية ويتم التصدير إلى الخارج”، معتبراً في ضوء كشْف الشبكة المخطِّطة والمنفذة والمموّلة لتفجيريْ برج البراجنة، 'أن الأمن في لبنان بات متجذراً في ثقافتنا، ناهيك عن أن الساحة اللبنانية ضيّقة”، ومعلناً 'بإمكاننا أن نفاخر بأن لا بيئة في لبنان تُنتِج إرهابيين”.

ولفت قاطبشا ، في حديث إلى صحيفة 'الراي” الكويتية، إلى أن 'القوى الأمنية حققت نجاحاً بالطبع ، لأن ما حدث في برج البراجنة كان سبقه بالتأكيد كثير من المحاولات التي ضبطتها قوى الأمن من جيش ومخابرات جيش أو 'شعبة المعلومات”، لكن لا يتم الإعلان عنها. ففي عالم المخابرات والمعلومات لا يتم إعلان هذه الأمور كي يتم استدراج الإرهابيين الآخرين وإلقاء القبض عليهم، مشيراً إلى أن الإرهاب يتسلل حتى في أكثر الدول صرامة في الأمن، وهو تسلّل هذه المرّة ونجح، ولكن أعتقد أن الأجهزة الأمنية جنّبتنا قبلها الكثير من الويلات، ونأمل أن تبقى على هذه الهِمة والنشاط كي تجنّبنا أي كوارث أخرى لا سمح الله”.

وأضاف قاطيشا إن 'الإرهاب يخوض اليوم حرباً عالمية، وكل شعوب العالم تخوض بدورها حرباً كونية ضد هذا الإرهاب. وما يميّز هذه الحرب- التي أعتبرها شاملة- أنها لا تتقيّد بجغرافيا، ولا بوحدات عسكرية؛ إنها فكر متفلّت وإرهابي، وكل شعوب العالم تخوض هذه الحرب ضد أشباح قد يكونون إلى جانبك في مقهى أو مطعم ويُقْدِموا خلال دقائق على تنفيذ عملية إنتحارية. لذلك فإن هذه الحرب تتطلب وقتاً لتنتهي وهي مفتوحة وشاملة لكل دول العالم وضد كل شعوب العالم. فالإرهابيون لا يوفّرون أحداً وهم يستهدفون الأبرياء”.

وتابع: 'بيروت وباريس والطائرة الروسية في شرم الشيخ، كل هذه العمليات تصبّ في الخانة نفسها. فمعمل الإرهاب هو فوق الأرض السورية ويتم التصدير إلى الخارج”، لافتاً إلى أن 'المواطنين السوريين الأبرياء غير مسؤولين عن هذا الأمر بالتأكيد، إنما هذا النظام الذي لم يتمكن من السيطرة على سوريا، وكان له الفضل الأكبر في إطلاق هؤلاء 'الدواعش” من سجونه”.

وعن قناعته بأن لبنان نجح في لجم عمليات التفجير بالسيارات المفخخة على مدى نحو عام ونصف العام، وأنه اتخذ تكتيكات معيّنة يفترض اتباعها لتفادي عمليات إنتحارية مماثلة لما جرى في برج البراجنة، قال قاطيشا إن 'التكتيكات هي الأمن الإستباقي ، فهو الأهمّ في مكافحة هذه العمليات الإنتحارية، لذلك المطلوب أن يسهر الأمن جيداً. ومن الناحية السياسية، على اللبنانيين الاتفاق على موقف موحّد تجاه الأزمة السورية، إذ ما داموا غير متفقين على مثل هذا الموقف ستظل ساحتنا اللبنانية مهدَّدة. أما إذا اتفقوا على موقف موحد كالنأي بالنفس، فأعتقد أن مسألة تحصين الساحة اللبنانية ستصبح حينها أسهل”.

وعن قراءته لكلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن وجود قرار كبير بالتفجير، شدد قاطيشا على أن 'قرار الإرهابيين بالتفجير لم يتوقف. هم يحاولون التسلل من هنا وهناك بصورة دائمة، وقد دخلوا ربما عندما وجدوا ثغرة ما. ولكن قرار التفجير دائم عندهم، لأن هذه الحرب لا تتوقف وإن مررنا خلالها بمحطات هادئة ومستقرة، فذلك قد يكون مردّه إلى أن الإرهابيين محاصَرون في مكان ما وغير قادرين على المبادرة. في حين أن نيتهم بالتفجير لا تتوقف لا بالأمس ولا اليوم ولا غداً”.

وعن رأيه فيما أبداه الوزير المشنوق من احتمال حصول عمليات أخرى في المستقبل، لفت قاطيشا إلى أن 'الحد من هذا الاحتمال هو بوعي الأجهزة الأمنية في لبنان. وعملية برج البراجنة أطلقت الإنذار، وقد شاهدنا كيف تَكثّف عمل الأجهزة الأمنية على كثير من الغرباء العاملين في لبنان سواء في ورش البناء أم محطات الوقود كي يتمكنوا من اكتشاف الإرهابيين قبل تنفيذ أي عمليات تفجير”.

وأضاف: 'إن الأمن في لبنان بات متجذراً في ثقافتنا، ناهيك عن أن الساحة اللبنانية ضيّقة. وبإمكاننا أن نفاخر بأن لا بيئة في لبنان تُنتِج إرهابيين، فكل الذين نفذوا العمّليات الإنتحارية في لبنان هم من 'برّا”، أي ليسوا لبنانيين ومن جنسيات أجنبية. في حين أن مَن نفذوا العمليات الإرهابية في فرنسا غالبيتهم من الفرنسيين وإن تعاون معهم أجانب، ما يعني أن تلك البيئة تهيّئ اتجاه الشباب نحو الإرهاب. لحسن الحظ، أن الشعب اللبناني يؤمن بالحرية والديموقراطية، ولا سيما إخواننا من الطائفة السنية الكريمة، الذين يحسب الإرهابيين أنفسهم عليهم. لذا من الصعب أن يجد الإرهاب بيئة حاضنة له في لبنان”.

وختم قاطيشا بالقول: 'علينا إستخلاص العِبر بتحييد أنفسنا كلبنانيين، وهذا يكون بالدرجة الاولى سياسياً عبر ضبط حدودنا ومراقبة ساحتنا، فهذا الأمر يساعد كثيراً في تأمين الاستقرار في لبنان؛ الاستقرار الأمني، والسياسي والاقتصادي”.

 

الإستقلال اللبناني... باعتداء روسي!

 خالد موسى/موقع 14 آذار/22 تشرين الثاني/15

هذا هو المشهد عشية الذكرى 72 للإستقلال: لا رئيس للجمهورية، لا مجلس نواب قادر على الإجتماع والإنتخاب والتشريع ولا مجلس وزراء قادر على الإجتماع والتوافق على حل الأزمات بدءاً من أزمة النفايات وصولاً الى العديد من المشاكل الإجتماعية والأمنية والإقتصادية. التعطيل سيد الموقف، والشغور الرئاسي مستمر، أما السيادة فمحتلة عشية الإستقلال من الطيران الروسي وصواريخ بحريته التي أرسلت ببرقية أمس الأول الى مطار رفيق الحريري الدولة طالبت من برج المراقبة في المطار إغلاق الأجواء الجوية لمدة ثلاث أيام نتيجة مناورات بحرية تجريها القوات الروسية في المتوسط.

هذا الأمر أدى الى موجة سخط عارمة من المسؤولين في الدولة، خصوصاً وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر الذي أبدى رفضه المطلق لهذه الخطوة، معلناً عن أنه سيتقدم برسالة إحتجاج الى روسيا عبر القنوات الديبلوماسية. أما حركة الطيران في المطار فتابعت حركتها الطبيعية أمس بعد الإعلان عن فتح خط جديد من الناحية الجنوبية فوق عاصمة الجنوب صيدا على أن تأخذ الرحلات المتوجهة نحو دول الخليج وأوروبا ساعات إضافية عن الوقت المحدد لوصولها الى هناك، فما فضلت بعد الشركات العربية والدولية توقيف بعض رحلاتها الى بيروت لبعض الوقت لإستطلاع كيف ستجري الأمور.

فيما السخط الابرز تمثل بتغريدة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط عبر "تويتر" مستهزئاً من الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية جبران باسيل الى موسكو والذي وصفها بإستهزاء بأنها "لا شك ناجحة ومثمرة" بعد الطلب الروسي الأخير، وكتب: "لا نريد أن نصبح حياً من موسكو وهناك الحد الأدنى من احترام السيادة اللبنانية".

حبيب: لا شعور بالإستقلال في ظل غياب رئيس

في هذا السياق، قال عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب خضر حبيب، في حديث خاص لموقع "14 آذار": "مع الأسف لا يشعر اللبنانيون اليوم بمرور الإستقلال نتيجة الشغور الحاصل في سدة الرئاسة الموقع الأول لحامي الإستقلال والسيادة والوحدة الوطنية "، لافتاً الى أن "هذه السنة الثانية على التوالي يمر عيد الإستقلال من دون رئيس للجمهورية، وكم كنت أتمنى من الحريصين على إستقلال لبنان وعلى حقوق المسيحيين أن يعوا خطورة المرحلة التي يمر بها البلد وأن ينزلوا الى مجلس النواب لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية".

أين وزير الخارجية؟!

وأشار الى أن "الوضع المعيشي والإقتصادي والأمني في البلد لا يحتمل والدولة مشلولة، ومنذ سنة ونصف السنة لم يجتمع مجلس النواب من أجل التشريع بإستثناء الجلسة اليتيمة قبل اسابيع، وهناك أكثر من 59 بنداً على طاولة السلطة التشريعية التي مهمتها تسيير شؤون الناس، فإلى متى سيبقى هذا التعنت من قبل المعطلين، فبهذه الطريقة لا يحافظون على حقوق المسيحيين بل على العكس فهم يعطلونها عبر إستمرار الشغور الرئاسي والموقع المسيحي الأول في الجمهورية"، موضحاً أنه "لم يتفاجأ من التعدي على كرامة وسيادة وإستقلال لبنان من قبل الروس والعدو الإسرائيلي والإرهابيين ومن المليشيات اللبنانية التي تقاتل دول خارجية في اليمن وسوريا والعراق، فهندما لا يكون هناك رأس يصبح الجسم جثة هامدة ومن أجل ذلك يتم الإستخفاف بالسيادة اللبنانية وتم التعاطي من الروس بهذه الطريقة عبر القنوات غير الديبلوماسية، فلتتفضل روسيا ولتقوم بمناوراتها ضمن المياة الإقليمية السورية لا اللبنانية، وأين وزير الخارجية من كل ما حصل وهل هذا من نتائج زيارته الأخيرة الى موسكو؟!".

الهبر : السيادة والإستقلال اليوم؟

من جهته، اعتبر عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب فادي الهبر، في حديث خاص لموقعنا، أن " لبنان يمر اليوم بدرب الجلجلة، وفي هذه الذكرى الحزينة والناقصة لغياب رئيس للجمهورية للسنة الثانية للتوالي، نستذكر شهداء لبنان، ومن بينهم الشهيد الشاب بيار الجميل، هذا الزعيم الشاب الكبير الذي ضحى بحياته عشية الإستقلال فدءاً للوطن وإستقلاله الثاني، وكان لديه أبعاد كبيرة وإستقلالية كيف لا وهو تربى في عائلة بيت الجميل الوفاقة والإنفتاحية والقريبة من الجميع، وهذا ما تجسد في شخصية بيار الشاب الذي عايش ما والده مصالحة الجبل مع النائب وليد جنبلاط في عام 2000 ونزل في عام 2005 الى ساحة الشهداء مع الرئيس سعد الحريري والرفاق في تيار المستقبل وكل مكونات 14 آذار بشقيها المسلم والمسيحي"، مشيراً الى ان "السيادة اليوم منتقصة وهناك تفلت عسكري وإنقسام داخلي وسياسي وقلق أمني فعلي نتيجة ما يحصل في الجوار، فبدلاً من أن نحيد البلد عملنا على إدخاله في آتون الصراعات المحيطة بنا وهذا ما جلب لنا الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات والإقتصاد بالإضافة الى التعطيل الحاصل في مجلسي النواب والوزراء".

حالة قلق وخوف

وشدد على أن "الإستقلال اليوم يعود وهناك حالة من القلق والخوف والمأساة، غير اننا افضل حالاً من الدول المحيطة بنا نتيجة الوعي الموجود عند بعض القيادات"، داعياً الى "العمل سريعاً ومد اليد والحوار من أجل الوصول الى قواسم مشتركة تعيد الحياة الى قصر بعبدا وتنهي الشغور الرئاسي وما الطروحات التي قدمت من قبل البعض سوى خير دليل عن أن هناك حلول تدور في الافق وأصبحت قريبة ولكننا نأمل أن تكون طروحات جدية وصادقة لا فارغة".

إستباحة للديبلوماسية

ورأى أن "الإعتداء الروسي السافر الجديد على السيادة اللبنانية هو نتيجة لما يحصل في المنطقة وتيجة لغياب رئيس الجمهورية"، مشدداً على أن "هذا إستباحة للديبلوماسية ولكن لا عتب طالما أن وزير الخارجية يأخذ منحى روسي وإيراني ويمشي وفقه من دون اي إعتراض".

 

الأنباء”: فرنجية ابتعد عن مسار التطرف الذي اعتمده عون

23 تشرين الثاني 2015/تعارض أطراف في تيار المستقبل برئاسة سليمان فرنجية للجمهورية، كونه من صقور 8 آذار أولا، ومباههته بعلاقته وحتى اخوته للرئيس بشار الاسد ثانيا وأخيرا. وترد الاطراف المؤيدة لفكرة التواصل مع فرنجية عبر 'الأنباء” بأن الاخير ابتعد عن مسار التطرف في المواقف التي اعتمدها العماد عون، وخصوصا على مستوى تحالفه مع حزب الله وإيران، وكوّن لنفسه حيثية سياسية تميل الى الوسطية والانفتاح، اما لجهة تأكيده المتكرر بأنه أخ لبشار الاسد وليس مجرد حليف، فهو بنظر تلك الاطراف، كلام ليل لابد أن يمحوه نهار التسويات في سوريا.

 

فتفت لـ «السياسة»: حدوث خرق داخلي صعب قبل تبلور الوضع في سورية والرحلات الجوية من بيروت تعود إلى مسارها

بيروت ـ «السياسة»:23/11/15/مر عيد الاستقلال الـ72، أمس، حزيناً على لبنان واللبنانيين للسنة الثانية على التوالي في ظل الشغور الرئاسي القائم منذ مايو 2004 وفشل المكونات السياسية في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث غاب العرض العسكري المركزي الذي كان يقام للمناسبة هذا العام أيضاً، وألغيت الاحتفالات الرسمية التي كانت تنظم، وسط تصاعد الدعوات لإنهاء حالة الفراغ الشاذة والإسراع في انتخاب رئيس وإعادة تفعيل المؤسسات. وفيما لايزال لبنان عرضة للشائعات الامنية التي تثير أجواء القلق والخوف لدى المواطنين رغم الإجراءات الامنية المشددة التي يتولاها الجيش والأجهزة الأمنية، أكدت مصادر وزارية بارزة لـ»السياسة» ان لبنان يتعامل بجدية مع هذه التهديدات وان السلطات الامنية تأخذها على محمل الجد، وان التعليمات أعطيت للمعنيين بوجوب اتخاذ كل الاجراءات التي تضمن تأمين الحماية المطلوبة للمقار الرسمية والمراكز الدينية والتجارية والبعثات الديبلوماسية العربية العاملة في لبنان. وشددت المصادر على ان خطوط التواصل مفتوحة بين الاجهزة الاستخباراتية اللبنانية ونظيراتها العربية والدولية لتبادل المعلومات والتنسيق فيما بينها لاحباط اي عملية ارهابية قد تستهدف لبنان. وقالت ان هذا التنسيق نجح في افشال هجمات كان الارهابيون في «داعش» وغيره ينوون شنها داخل الاراضي اللبنانية، مشيرة إلى ان لبنان لايزال في دائرة الاستهداف ولذلك فإن المطلوب اتخاذ خطوات أساسية لحمايته وفي طليعتها انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت. من جهته، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت انه في حال صح ان لقاء اجتماعيا عقد بين رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في باريس، «فهذا امر طبيبعي يحصل في كل وقت وعلى الصعيد السياسي يمكن حدوث مثل هكذا لقاء، فتيار المستقبل يعقد لقاءات دائمة مع «حزب الله» ولا غرابة ان يلتقي الرئيس الحريري بالنائب فرنجية». وقال فتفت لـ»السياسة» ان «موضوع اللقاء أعطي اكثر من حجمه ومن المبكر الحديث عن نتائج سياسية لهذا اللقاء إذا كان حصل»، مشدداً على أن هناك «صعوبة في حدوث خرق على الساحة الداخلية قبل تبلور صورة الوضع في سورية». واعتبر أنه إذا أراد أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله إنجاح مبادرته فعليه ان يفعّل عامل الثقة بين الاطراف من خلال الاقتناع بأن رئيس الجمهورية الجديد لا يمكن أن يكون إلا توافقياً ومعالجة الاساءات التي تتسبب بها «سرايا المقاومة». وأكد فتفت أن قوى «14 آذار» لا يمكن ان تقبل برئيس من «8 آذار»، داعياً إلى إعطاء الفرصة للجنة النيابية التي تم تشكيلها للتوافق على قانون جديد للانتخابات النيابية. على صعيد آخر، أعلن وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر، أمس، أن الرحلات الجوية في مطار بيروت ستعود الى مساراتها السابقة، إثر تبلغ لبنان انهاء البحرية الروسية مناوراتها العسكرية في البحر المتوسط قبل يوم من الموعد المحدد. وقال زعيتر ان «مديرية الطيران المدني تبلغت من البحرية الروسية انتهاء المناورات التي كانت بدأت منتصف ليل الجمعة-السبت» الماضي، مشيرا الى ان الرحلات الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي «ستستأنف اليوم (أمس) مسارها الطبيعي». وأكد أن «مطار بيروت عمم على جميع المطارات المعنية في العالم ان الأمور عادت الى طبيعتها بالنسبة الى المسارات الجوية المعتادة»، مشيرا الى ان «ثلاثة مسارات تتبعها الطائرات من الجهة الغربية تعدلت بسبب المناورات الروسية».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مسيرة لطلاب الكتائب للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية

الأحد 22 تشرين الثاني 2015 /وطنية - نظمت مصلحة الطلاب في حزب "الكتائب"، مسيرة لمناسبة ذكرى الاستقلال تحت عنوان "الجمهورية بدا راس"، انطلقت عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، من امام البيت المركزي في الصيفي باتجاه ساحة الشهداء وصولا إلى منطقة الجميزة، للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، بمشاركة السيدة جويس أمين الجميل، وأعضاء المكتب السياسي الكتائبي، وبمواكبة من القوى الأمنية. ورفع المشاركون في المسيرة الاعلام اللبنانية وكرسيا فارغا يرمز الى كرسي الرئاسة، وشعارات عدة منها: "الجمهورية بدا راس" و"الاستقلال قرار ذاتي" و"ما تبيعوا الاستقلال". وقبيل انطلاق المسيرة، قالت جويس الجميل: "أنا فخورة جدا بالشباب اليوم". وردا على سؤال عن الرسالة التي أرادت توجهيها من خلال مشاركتها في المظاهرة، قالت: "رسالتي هي لنجلي الشهيد بيار: تضحيتك بنفسك لم تذهب سدى والحزب يكمل نضالك". وألقى رئيس مصلحة الطلاب في الحزب، رالف صهيون، كلمة اعتبر فيها أن "الاستقلال لا يكون بالدخول في صراعات خارجية عبثية، والمطلوب اليوم ميثاق جديد يقوم على سياسات واضحة". وقال: "لا لسياسة المحاور ولا للتضحية بأمن اللبنانيين ولا لانتهاك الدستور. نعم لاعطاء المواطن حقوقه ولاحترام المواعيد الدستورية، ولاقامة نظام لامركزي يؤمن الانماء المتوازن في كل المناطق ويفعل الرقابة والمحاسبة". وقد تزامن وصول المتظاهرين الكتائبيين، إلى ساحة الشهداء، مع تجمع ناشطي حملتي "بدنا نحاسب" و"طلعت ريحتكم" وبعض هيئات المجتمع المدني، في الساحة، فامتزجت الهتافات على وقع الأغاني الحماسية والوطنية. ثم تابع طلاب "الكتائب" مسيرتهم نحو الجميزة، وعادوا منها الى البيت المركزي في الصيفي، حيث كان الختام بالنشيدين اللبناني والكتائبي، وبشكر القوى الأمنية على مواكبتها.

 

يزبك: في يوم عيد الإستقلال نتساءل متى نال لبنان استقلاله؟

الأحد 22 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أكد الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك "اننا نأخذ من الشهداء دروس التضحية والكرامة والعزة والإباء وهم الذين يصنعون عز وفخر هذه الأمة، وهم الذين يدافعون عن أهلهم وشعبهم ووطنهم ويقدمون كل ما يملكون من أجل عزهم وكرامتهم". وقال في احتفال اقيم في بلدة البزالية لمناسبة ذكرى اسبوع الشهيد احمد مصطفى البزال: "في يوم عيد الإستقلال نتساءل متى نال لبنان استقلاله؟ فلماذا لا يجلس المتخاصمون حول طاولة واحدة، فهذه فلسطين تركوها وهذه اليمن وما تتعرض له من عدوان، فهل لبنان بمنأى مما يحصل؟ اننا نشكر الأجهزة الأمنية ونشد على أيديهم، ونحن يعز علينا أنه في السنة الثانية للاستقلال والجمهورية بلا رئيس فمن أجل دماء الشهداء ومن أجل شعب لبنان وتضحياته على الجميع أن يجتمعوا لأجل خلاص لبنان".

 

فياض من مركبا: مواجهة التكفيريين تكون باستئصالهم أينما وجدوا خليل: لبنان في طليعة القادرين على تقديم خدمات في معركة مواجهة الإرهاب

الأحد 22 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أحيت بلدة مركبا في قضاء مرجعيون، ذكرى الشهداء محمود علي شحيمي، وعبد الله محمود عطوي، ومحمد علي سويد الذين قضوا في التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة برج البراجنة، باحتفال تأبيني أقيم في قاعة البلدية، في حضور وزير المالية علي حسن خليل، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" علي فياض، إلى جانب عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي. وألقى النائب فياض كلمة قال فيها: "إننا نؤبن شهداء التفجير في برج البراجنة بكثير من الألم والغضب، وبكثير من المسؤولية، لأنه علينا أن ندرك أن هؤلاء التكفيريين، إنما سعوا باكرا، من أيام أبي مصعب الزرقاوي، إلى إثارة الفتنة الطائفية، وهو الذي نشرت الصحف رسالة حواره مع الظواهري، وكان قد تحدث فيها عن الحاجة إلى تفجير الصراع مع السنة، وهذا ما يؤكد أن المجازر كانت مفتعلة في العراق، وأنهم كانوا يسعون إلى رد الفعل، وبالتالي فإنه يجب علينا أن نضع المشكلة في إطار غير طائفي، بل في إطار عربي وطني إسلامي ودولي، كما يجب أن لا يدفعنا الغضب إلى سوء الحسابات والتقدير أو الموقف". أضاف "بالرغم من أن فرنسا هي الدولة الأكثر تشددا في الموقف من النظام في سوريا، لكننا وبعد أن ضربها الإرهاب التكفيري، نتعاطف ونتضامن مع شعبها، وندين ونشجب ونستنكر ما جرى، إلا أن الدروس التي تستخلص هي أنه على كل هذه القوى، التي تسعى إلى إسقاط النظام في سوريا، أن تكف عن الرهان على التكفيريين الذين لا يستطيعون إسقاط نظام، بل يقومون بتدمير سوريا وإزهاق أرواح الأبرياء، فهؤلاء قد تحولوا إلى وباء متنقل يضرب في كل مكان، وبعد أن ضربوا في باريس وبرج البراجنة ومالي، فليس من المستبعد أن يفاجأ المجتمع الدولي بأعمالهم الإرهابية في أي عاصمة إقليمية، أو في العالم"، مشددا على أن "المعالجة الفعلية والناجحة في مواجهة هؤلاء التكفيريين تقوم على دورين هما: دور ميداني يستهدف هذه الجماعات واستئصالها أينما وجدت، وآخر سياسي يقوم على تسريع الحل السياسي المتوازن في سوريا، بما يوفر وحدة الدولة والمجتمع، ويعطي الشعب فرصة اختيار حكامه ودستوره وشكل النظام فيه". وحول مباشرة لجنة قانون الانتخاب اجتماعاتها قريبا، سأل "هل نحن بصدد إعادة تكرار تجربة اللجان السابقة، التي بدأت عملها في العام 2012 ليتكون تراكم عمره ثلاث سنوات ولد متقطعا؟ وكيف سنصل إلى نتيجة مرضية تصل إلى قانون يوفر ما يصبو إليه اللبنانيون، ويؤمن المصلحة الوطنية في عدالة وصحة وفاعلية التمثيل، وينسجم مع الطائف والدستور والتركيبة الاجتماعية والسياسية في لبنان؟ لذلك فإذا كان البعض يريد أن يكرر المنوال ذاته في طرح أفكار تستند إلى معايير فئوية واستنسابية، فإن هذا لا يفضي إلى نتيجة، بل إن طرح مشاريع منحازة يعني قطعا للطريق على إمكانية التفاهم على قانون جديد، وفرض واقع يستنفذ الوقت بنقاش بيزنطي بهدف العودة إلى قانون الستين، الذي رفضه المسيحيون رفضا قاطعا ومعظم القوى السياسية". وأكد أن "النظام الانتخابي الأكثري قد سقط على طاولة لجنة القانون الانتخابي، وسياسيا على المستوى الوطني العام، وهو وسيلة تسهم في إطالة أمد الأزمات اللبنانية"، داعيا إلى "اعتماد معايير موضوعية ووطنية غير منحازة في صياغة قانون الانتخاب، مما يفضي إلى المطالبة بنظام انتخابي نسبي كامل مع دوائر كبيرة من الأفضل أن تكون دائرة واحدة لكل لبنان، وهذا اقتراح لا يستطيع أي سياسي أو حزب أو خبير أو طائفة أن يرفضه لأسباب مقنعة أو مبررة لذلك، ومن هنا فلنكن لمرة واحدة كقوى سياسة قادرين على التفكير كرجال دولة تفكر بعقل المصلحة الوطنية فقط لا غير".

وزير المالية

من جهته، شدد خليل على "ضرورة تركيز وتثبيت جو التضامن الوطني مع أهلنا، الذين أصيبوا واستشهدوا في برج البراجنة، كموقف وطني موحد في مكافحة الإرهاب التكفيري، وفي رسم استراتيجية واضحة لمواجهته على المستوى الثقافي والإعلامي والتربوي، وعلى مستوى تعزيز اللقاءات بين مكونات المجتمع اللبناني لتبيان الخطر، كما على مستوى الفرز الأكيد بينه وبين الإسلام الأصيل، الذي ينكر ويتنكر لكل هذه الأعمال، لأن مواجهة هذا الخطر تكون من خلال موقف وطني صلب، وهذا ما عبرت عنه أجهزتنا وقوانا الأمنية وكل مقدراتنا". ونوه ب"عمل الأجهزة والقوى الأمنية التي أثبتت قدرتها في تنسيقها وتوزيع المعلومات وتقاطعها مع بعضها بعضا، مما يثبت قدرتها على إدارة الملف الأمني والوصول إلى المرحلة، التي تستطيع معها أن تكتشف هذه الشبكات الإرهابية"، لافتا إلى أننا "منذ اليوم الأول والثاني والثالث نسجل إنجازا تلو إنجاز على الصعيد الأمني في كشف هذه الشبكات، وهذا الأمر يعطي للبنان ميزة استثنائية في أن يكون في طليعة الذين يستطيعون أن يقدموا خدمات في المعركة العالمية لمواجهة الإرهاب، لأنه مصاب ومعرض ومعني من موقعه كوطن العيش المشترك، وكوطن قادر على أن ينظم علاقات الطوائف على قاعدة الاختلاف مع بعضها بعضا خدمة للناس".

 

قاووق: هزيمة داعش والتكفيريين في سوريا ضرورة وطنية لحماية لبنان

الأحد 22 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن العملية الانتحارية الإرهابية التي استهدفت برج البراجنة هي دليل جديد على شدة توحش وإجرام وخطورة العصابات التكفيرية في عدوانها الإرهابي المتواصل الذي لا يتوقف وينتظر أول فرصة ليضرب، وبالتالي نحن في مواجهة يجب أن لا تتوقف حتى لا نعطيهم فرصة لالتقاط الأنفاس، وهي لا تحتمل أي تهاون أو استرخاء أو تجاهل". وشدد على "أن هذه المواجهة تتطلب وتفرض إجماعا وطنيا من فريقي 14 و8 آذار وكل القوى السياسية، ليشكلوا رسالة قوة في وجه الإرهاب التكفيري من أجل حماية لبنان وشعبه، وذلك بأن يترفع الجميع عن الانقسامات والمناكفات والتجاذبات السياسية من أجل تقوية منعة لبنان أمام الحرب التكفيرية التي تشنها داعش وأخواتها، فما حصل من تضامن وطني واسع في إدانة جريمة برج البراجنة يبنى عليه، وقد شكل رسالة قوة في وجه داعش وأخواتها". كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد عادل ترمس الذي قضى بالتفجير الإرهابي الذي استهدف برج البراجنة، وذلك في حسينية بلدة طلوسة الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي. ورأى أنه "لو لم تكن المقاومة تقاتل التكفيريين وتلاحقهم، لكان ما حصل في برج البراجنة يتعمم على كل المناطق والقرى والمدن اللبنانية، ولذلك فإن موقفنا في حزب الله هو أن هزيمة داعش والتكفيريين في سوريا هي ضرورة وطنية من أجل حماية لبنان، لأنه لا يمكن أن نتطلع إلى حماية أهلنا ووطننا إلا بهزيمة تامة ومطبقة على الوجود التكفيري في سوريا، ولا يمكن للبنان أن ينعم بالأمن والطمأنينة ما دام هناك مقرات تكفيرية في جرود رأس بعلبك أو سوريا، فالذين قرروا وأداروا وشغلوا الانتحاريين وأرسلوهم إلى برج البراجنة، هم قيادة داعش في الرقة، وبالتالي هذه الجريمة هي نموذج لما سيحل بنا إذا استقرت داعش في الرقة أو في مهين والقريتين، أو إذا بقيت في جرود عرسال ورأس بعلبك". وأكد "أننا سنكمل المعركة التي نتطلع فيها إلى نصر مبين وإلى مستقبل لا يبقى فيه داعشي واحد لا في لبنان ولا في سوريا، وقد استطعنا مع حلفائنا أن نضع داعش والتكفيريين على مسار الهزيمة، وأن حزب الله كان الأكثر تنبها لخطر التكفيريين، وهو الأكثر فاعلية وتأثيرا في مواجهتهم بعدما استطاع أن يشكل عقبة حقيقية أمام تمدد داعش وأخواتها من سوريا باتجاه لبنان، وبعدما خاض ميادين القتال التي تشهد كلها أنه بتدخله في سوريا استطعنا أن نضع حدا لتمدد داعش، وأن نقطع الطريق على التكفيريين باتجاه لبنان، وهذا واجبنا ومسؤوليتنا ولن نتخلى عن واجباتنا ومسؤولياتنا تجاه أشرف الناس". وشدد قاووق على "أن حزب الله يعتبر أن حماية أهله والوطن هو واجب وطني وأخلاقي وإنساني وديني مقدس، وليس فيه أي مجال للتهاون أو التجاهل، وهو بمنأى عن كل الحسابات والاعتبارات السياسية، فإن قوافل الشهداء ودماءهم ودماء الجرحى وميادين القتال في القصير والقلمون كلها تشهد أننا نسترخص بذل الأرواح والدماء والتضحيات من أجل حماية أهلنا الذين هم أشرف الناس".

 

فنيش: العلاقة التكاملية بين المقاومة والقوى الأمنية لمصلحة لبنان ويجب الحفاظ على التطور الإيجابي الذي يسود البلد

الأحد 22 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اعتبر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أنه "لولا التغيير الذي حصل على المستوى السياسي في لبنان، خصوصا الدور الإيجابي والفعال الذي تقوم به القوى والأجهزة الأمنية والعسكرية من جيش وأمن عام ومعلومات وقوى أمن داخلي، بالتعاون والتكامل مع دور المقاومة، في تفكيك وملاحقة هذه الشبكات والجماعات الإرهابية، لما كان لبنان يتميز عن سائر الدول الأخرى بأن أرضه ليست ساحة وحركة عسكرية لهذه الجماعات التكفيرية بالرغم من كل ما يحصل به، فالعلاقة التكاملية بين المقاومة والقوى الأمنية والعسكرية هي لمصلحة لبنان، وأي مس بهذه المعادلة لا يخدم مصلحته". كلام فنيش جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد علي عباس ضيا، والذي قضى بالتفجير الإرهابي الذي استهدف برج البراجنة، وذلك في حسينية بلدة بافليه الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات والأهالي.

ورأى "أن المستفيد من أي تأزم أو إضعاف أو أي تغيير في المعادلة التكاملية بين المقاومة والقوى الأمنية والعسكرية، هو العدو الإسرائيلي أولا، والجماعات التكفيرية ثانيا، لأننا نعتبر أن دور هذه الجماعات التكفيرية مهما بلغ إجرامها ووحشيتها هو تقديم الخدمة الأمنية للمشروع الصهيوني وللعدو الإسرائيلي الذي كان وسيبقى هو العدو الأساس بالنسبة إلينا، وهذه هي المشكلة الأساس، وكل هذه النقمة علينا وهذا الإجرام بحق أهلنا، هو بسبب تصدينا لهذا المشروع"، مشددا على "ضرورة الحفاظ على هذا التطور الإيجابي الذي يسود بلدنا اليوم، وتوفير المظلة السياسية للقوى الأمنية والعسكرية كافة، كما وأنه لا ينبغي الاستمرار في الإنقسام السياسي وفي تعطيل المؤسسات والدولة". وجدد فنيش دعوته "للمقاربة الشاملة وليست المجتزأة التي دعا إليها سماحة الأمين العام لحزب الله، وإلى منهجية مختلفة في الحوار وليس مجتزأة أيضا، وذلك من أجل أن يكون هناك حلول لكل القضايا، ولكي يشعر الجميع أنه إذا قدم تنازلا هنا، يمكن أن يأخذ مقابله هناك، أي بمعنى أن يشعر الجميع في نتيجة هذا الحوار وبالحلول التي تقدم أنه قد خرج رابحا"، مؤكدا "أن منطق الغلبة والقهر في لبنان لا يمكن أن يسري، ونتيجة ذلك هو ما نشهده من استمرار لأزمتنا السياسية ومن تعطيل لمؤسساتنا، فمنطق الشراكة والتعاون الذي يميز طبيعة مجتمعنا ونظامنا السياسي، هو المنطق الذي يؤدي إلى تفعيل المؤسسات وإلى إعادة إنتاج الحلول، ومن خلال هذه القواعد نحن نلعب دورا إيجابيا، لأننا نعتبر أنفسنا حريصين على مصلحة اللبنانيين، فمن يبذل هذه الدماء ويتصدى للمشروع الصهيوني وعدوانه ولهذه الجماعات الإرهابية التكفيرية، ومن يبقى يقظا ويقدم خيرة شبابه دفاعا عن الأرض والوطن، لا يمكن أن يفرق بمصالح اللبنانيين". وختم فنيش: "إننا كمقاومة اعتمدنا منهج بذل الأنفس لحماية لبنان من أعدائه الخارجيين، ولتوفير الأمن والكرامة والحرية لكل اللبنانيين"، مشيرا إلى "أننا جزء من إدارة الشأن الداخلي، ولكن قرار الإدارة الداخلية ليس بيدنا، ولا يمكن أن نكون لا نحن ولا حلفاؤنا أصحاب القرار الوحيدين، فلبنان لا يحكم إلا بالشراكة، ولذلك ندعو إلى حوار جدي ومقاربة ومنهجية شاملة تضع حلولا ومخارج لكل القضايا، علنا نصل إلى إخراج لبنان من أزمته، لأننا بأمس الحاجة إلى توفير كل الأجواء السياسية المؤاتية للتصدي لهذا الخطر الذي يهدد أمننا، ويهدد أمن العالمين العربي والإسلامي".

 

باسيل: داعش لن تدخل الى المجتمع اللبناني والمهم ان ننتصر نحن على الارهاب بوحدة شعبنا وبفهمنا لمعنى لبنان

الأحد 22 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اكد رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان "داعش لن تدخل الى المجتمع اللبناني، اذا أرسلت من أي مكان، وان هذا الرهان قد سقط، والمهم ان ننتصر نحن على الارهاب بوحدة شعبنا وبفهمنا لمعنى لبنان". وقال: "ان التحسر على الاستقلال فقط لا ينفع، فالمستقل بالفعل، لا يربط قراره عند غيره بالخارج، بل ينتخب رئيس جمهورية يمثل شعبه بالفعل". ولفت باسيل خلال مشاركته في عشاء هيئة حراجل في "التيار الوطني الحر"، بحضور حشد من الفاعليات الى ان "هذا الوطن قدم الكثير من التضحيات ومن الدماء، كي يكون مستقلا، ولم نأخذ استقلالنا كي نرهنه لمجموعة معينة، أكان بسبب المال او بسبب سلطة خارجية، لان استقلالنا هو قرارنا الحر، هكذا نعيشه ونمارسه ونحتفل به اليوم بعقولنا". أضاف: "اننا نمر من استحقاق الى آخر، ونخسر الوقت، وكلنا يعلم ذلك، وقد فاتنا الكثير من الفرص، لكن ايضا نضالنا وصمودنا في موقفنا حافظ على البلد، وحققنا قانون استعادة الجنسية بعد 12 عاما من النضال والعمل، وهو ليس بالأمر البسيط، وهو قانون يعطي حق للبنانيين المستحقين من أصل لبناني ان يستعيدوا جنسيتهم، ولقد وضعنا كل ثقلنا السياسي من اجل الحصول عليه". وتابع: "وعلى الشعب ان يواكب اي استحقاق واستثمار سياسي يحصل كي لا يبقى فقط قانونا بل يصبح قيد التنفيذ، وفي كل استحقاق على الشعب ان يجهد ويواكب كما في كل شيء كل استحقاقات الكهرباء والمياه والنفط وغيرها. فالمشاريع نقوم بها لكنها تحتاج الى مواكبة الشعب، ونحن كتيار وطني حر علينا ان نعلم جيدا ان قوتنا ليست بنوابنا وبوزرائنا بل هي بشعبنا وبناسنا، منكم انتم ومن خلالكم نأخذ قوة الاستمرار ومسؤوليتنا تجاهكم كبيرة، وكي نبقى على قدر هذه المسؤولية وعلى قدر هذا الامل، نعمل ونجهد ليل نهار، وان الامانة التي منحتونا إياها لن نجعلها تذهب هدرا". وأردف: "ان قانون استعادة الجنسية تحقق بعد 12 عاما وعائدات الخليوي التي حرمت منها البلديات 21 عاما، نحققها اليوم بعد مطالبتنا بها بعد استلامنا وزارة الاتصالات، وقانون الانتخاب سنحققه ايضا بإصراركم وبجهدكم، وكذلك انتخابات الرئاسة المتوقفة منذ عام ونصف العام، لكننا سنحققها ايضا، وكذلك مشروع النفط الذي حرم منه لبنان منذ خمسين عاما، وعند قدومنا الى هذه الوزارة أوصلناه الى حيث يلزم، ومن يقول ان النفط يجب استخراجه اليوم لان اسرائيل في حقل "كاريش" وجدت مخزونا جديدا وان الشركة الايطالية تهتم به، نخبرهم اننا في ايار من العام 2013 أعلنا وأخبرنا خلال مؤتمر صحفي عن "كاريش" وعلى الرغم من ذلك، تم إيقاف مراسيم النفط، اما الآن فقد أصبح حقل "كاريش" هاما، ولا يهول أي أحد علينا لا باسرائيل ولا بالايطاليين، وان مخزوننا النفطي هو مخزون وثروة وطنية ولجميع اللبنانيين، ويجب ان نستخرجه منذ اليوم الاول، لكن لن يستخرج إلا بالطريقة التي يحفظ حق كل اللبنانيين بعيدا عن الفساد والمحاصصة، ودفعنا الثمن كبيرا عندما تركنا وزارة الطاقة لاننا لم ولن نقبل ان نعمل بالفساد". وتابع: "نحن وخارج هذه الوزارة، لن نقبل ان يتحقق اي أمر في ملف النفط فيه فساد، لان هذه الثروة هي حق لكل اللبنانيين، لكل المناطق ولكل الناس، ولن نتنازل عن حقوق اللبنانيين تحت أي ذريعة او حجة كي يأخذوها بالكامل وغير منقوصة". اضاف: "اننا نعلم جيدا لماذا تأخرت مراسيم النفط، واننا نخسر بالتأخير طبعا، لكننا لن نخسر حقنا بان نعمل كمسؤولين بنظافة وباحتراف، ونحن شعب لسنا محكومين بالاعمال الخاطئة، بل لدينا اشخاص عند استلامهم سدة المسؤولية، يعملون بمسؤولية وباحترافية وبضمير حي في كافة المجالات لان الشعب اللبناني شعب لديه ما يكفي من العلم والفكر ليصل أناس يشبهوننا وينفذون الاعمال كما يجب ولا يجوز ان نحكم دائما بالفساد وبالتعتير في العمل". أردف: "استعنا بالنروج عبر التدريب وأفضل شروط للمناقصة وشاركت 46 دولة عالمية آمنت وصدقت ان بلدنا يعمل ضمن الأصول في هذا الملف، واننا لن نتراجع ونفطنا سيستخرج حسب الأصول، وهو لكل اللبنانيين وهو حق، وعهدنا ووعدنا للبنانيين انه مهما تم التهويل والإشاعات كي نرضخ لن نرضخ، فهو حقكم كلبنانيين وحق للجميع، وسنصمد ونثابر والرهان على الشعب للوصول الى الحق وإحقاقه".وقال: "لدينا اليوم استحقاقات كبيرة، أقل ما فيها الارهاب والنزوح، ولكن هذا قدرنا وهو ليس بالجديد علينا، وان عظمة الشعب اللبناني تكمن بصموده ونضاله، فما حدث في فرنسا يظهر كم اننا شعب عظيم وتحمل الكثير ولا يزال، من نزوح وتفجير وقتل وارهاب، وكل ذلك لا يزال صامدا بجبالنا وبعنفوان أهلنا. فشعوب العالم تنهار من جراء حادث، ولكن الجيد بكل ذلك عودتهم الى السياسة الصائبة ويلتحقون، واننا نفهم ذلك، ولا نتعجب اذا ارتعب أحدهم من زيارة او من موقف دولي، لاننا نفهم ان هناك رهانات كبيرة بمبالغ مالية هائلة وأرسل مجاهدين وغيره، وكلها رهانات تسقط وستسقط لان هناك شعبا كالشعب اللبناني ونموذجا مثل هذا النموذج الصامد والأصيل الذي سيكسر الارهاب، وان داعش لن تدخل الى المجتمع اللبناني اذا أرسلت من أي مكان، وان هذا الرهان قد سقط. المهم ان ننتصر نحن على الارهاب ليس فقط عسكريا بل بوحدة شعبنا وبفهمنا لمعنى لبنان، لان العالم يعرف أكثر قيمته، لبنان اليوم بالتعايش بين المسلم والمسيحي والنموذج اللبناني الذي كنا نقول لهم سابقا اذا سقط لبنان يسقط العالم، أي ان فكرة لبنان تسقط وتنتفي، فكرة ان يتعايش المسلم والمسيحي في هذا البلد، والآن قد فهموا ولمسوا قيمة هذا البلد بالتعايش والوحدة بعيدا عن ان يخضع فريق لآخر، بل ميزته اننا متساوون ولا أحد يكسرنا ولا نريد ان نكسر أحدا وبهذه المعادلة يسلم البلد".

 

وزير الداخلية من السوربون ابو ظبي: عروبة الاعتدال عنوان للاستقرار وهوية بوجه الانشقاقات المذهبية وللتصالح مع الجيران على قواعد الاستقرار السيادي

الأحد 22 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق انه "للمرة الاولى باتت العروبة رديفة للاعتدال وعنوانا للاستقرار وهوية نمتشقها في وجه الانشقاقات المذهبية"، ودعا الى "العمل على المصالحة مع جيراننا على قواعد الاستقرار السيادي". ورأى ان "التجربة الاماراتية السياسية الرصينة والمتواضعة تشكل مثالا يحتذى بدلا من الصغار الغارقين في الاستعراضات ومن الكبار المترددين في حمل لواء الحق".من جهته، اكد وزير الثقافة والشباب الاماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان "وقوف دولة الامارات مع لبنان ضد اي محاولة لتعكير صفو الحياة فيه وتهديد وحدته وتماسكه"، معربا عن "قناعة دولة الامارات الكاملة بان لبنان القوي هو ركن اساسي في تقدم المنطقة العربية كلها". جاء ذلك في الاحتفال الذي اقيم في جامعة السوربون- ابو ظبي، تحت عنوان "التضامن مع دولة الامارات المتحدة"، بدعوة من السفارة اللبنانية في الامارات وبرعاية وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الاماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان. وحضر الاحتفال، الى المشنوق، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، سفير لبنان في الامارات حسن سعد، العميد شامل روكز، رئيسة جامعة السوربون- ابو ظبي الدكتورة فاطمة الشامسي وشخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية ورجال اعمال واعضاء من الجالية اللبنانية في دولة الامارات العربية المتحدة.

آل نهيان

افتتح الحفل بالوقوف دقيقة صمت عن روح شهداء الامارات، ثم تحدث الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، فأثنى على العلاقات بين لبنان والامارات، مؤكدا على عمقها، وقال: "يسعد دولة الامارات ان تكون علاقاتها مع لبنان نموذجا رائدا يجسد كل معاني التعاون والعمل المشترك، بل ومثالا ناجحا للعلاقات بين الاشقاء في هذا العصر الذي يموج بالتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي تتطلب تضافر الجميع في سبيل تمكين امتنا العربية من مواجهة التحديات واخذ مكانتها اللائقة بها بين امم العالم". أضاف: "ان هذا الاحتفال السنوي ارسى تقليدا طيبا لانه يعبر عن اعتزازنا في وقت واحد بالعيد الوطني لاستقلال لبنان الشقيق وباليوم الوطني الغالي لدولة الامارات، وان وجود معالي وزير الداخلية معنا الليلة انما تأكيد على عمق العلاقات الاخوية بين لبنان والامارات، بل هو تعبير عن آمالنا الصادقة وطموحاتنا النبيلة في ان يعيد الله علينا المناسبتين الوطنيتين في كل عام، وقد حقق لبنان وحققت الامارات كافة الاهداف والغايات".

وتابع: "ان انعقاد هذا الاحتفال في ابو ظبي والحرص الكبير على المشاركة فيه انما هو تعبير عن اننا في الامارات انما نحمل تقديرا خاصا للبنان ولشعبه ولروح لبنان في التسامح والتعايش والحضارة والاصالة وحب الخير للجميع. ان احتفال الليلة هو مناسبة نؤكد فيها وقوفنا جميعا ضد اي محاولات لتعكير صفو الحياة في لبنان او تأكيد وحدته وتماسكه، ندين معا بكل قوة وعزم وتصميم كافة الاحداث التي تؤدي الى ترويع الابرياء وسقوط الضحايا ونشر العنف، نحن الليلة انما نعبر عن ثقتنا الكاملة بشعب لبنان وبقدرته على مواجهة هذه التحديات. نعبر عن ثقتنا بان لبنان سوف يظل دائما ارض المحبة والتعايش والامل العريض في المستقبل، لبنان هو الوطن الذي يسري بعبقرية ابنائه وبناته وما يتسمون به من ريادة ومبادرة وحرص على التقدم والتطور الدائم نحو الافضل". وختم: "نؤكد على ان ما نرجوه دائما ونتمناه هو ان يحفظ الله لبنان، وأن يستمر هذا البلد العزيز قويا بابنائه، عزيزا بتاريخه وتراثه، واثقا بمستقبله، حريصا كل الحرص على الحفاظ على القيم النبيلة والمبادئ السامية التي بقيت في لبنان واهل لبنان حية وقوية ورائعة عبر الزمان والمكان".

المشنوق

ثم القى المشنوق كلمة استهلها بالقول: "صعب الحديث بعد سمو الشيخ نهيان وقبله أيضا. إذا تحدثت قبله وضعت أوراقك على طاولة صدق كلماته، وإذا تحدثت بعده صرت أسيرا لنبل تعابيره. نتشرف بك سمو الشيخ نهيان أخا للبنانيين وحاضنا لهم وراعيا لمصالحهم، رغم شهرتنا بكثرة الأحمال التي نلقيها على إخواننا العرب. الكلمة المكتوبة هذه هي قبل ان يتحفنا صاحب السمو بثنائه على لبنان بكلمات يشعر الواحد منا بالفخر، وبأنها ليست من الماضي انما هي من الحاضر ومن المستقبل، وذلك بفضل الاخوة للبنان بقيادة دولة الامارات والشيخ نهيان، وبفضل السيدات والسادة الموجودين في هذا الحفل الذين يعبرون عن النجاح بفضل جهودهم واشغالهم وصبرهم وقدرتهم على ان يكونوا دوما مصدرا للاستقرار لهذا البلد الذي يعيشون فيه وبالطبع خيرا للبنان وطنهم الذي لا ينتهي". أضاف: "لا يحمل الآتي من بيروت إلا المزيد من الهموم، وآخرها عودة التفجيرات الانتحارية إليه، على خلفية الصراع المذهبي المندلع في المنطقة، وخلفية تفاقم الأزمة السورية وإصرار فريق لبناني على أوهام الأدوار الكبيرة وأوهام الحسم فيها، عبر التدخل المسلح لحماية نظام قاتل. تحضرني وأنا أتحدث إليكم من عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة، مفارقة حيال فكرة الأدوار ونتائجها وتبعاتها. صفات كثيرة سيذكرها التاريخ عن أب الإمارات العربية المتحدة الرئيس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لكن من بين أبرز هذه الصفات هو تأسيس الراحل لنظرية الأدوار الكبيرة للدول الصغيرة. وهي أدوار قائمة على رعاية الاستقرار والتنمية وخلق فرص التقدم، وتقديم الحكمة على النزق والصبر على التسرع، وتقديم استراتيجية الإخاء والتفاهم على عقلية التعبئة وتنمية الأحقاد".

وتابع: "لقد أسس الراحل الكبير الشيخ زايد لدور الإمارات على قواعد الفعل الطيب والوقائع الملموسة وليس على الضجيج الإعلامي والخطابات التحريضية. كما أنه لم يعط دروسا في العمل العسكري على ذمة صديق صاحب الشيخ سيف بن زايد ولم يستبدل يوما السياسات العاقلة بالمواقف الارتجالية، والعمل الدؤوب باللغو العقيم والاستعراض على الشاشات في كل كبيرة وصغيرة. هذا هو المسار الطويل الذي أسس لسلامة الأدوار الكبيرة وانسجامها مع المصلحة الوطنية. بعده قدمت القيادة السياسية للدولة برعاية رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، والإدارة الميدانية للشيخ محمد بن زايد في اليمن نموذجا باهرا في الدفاع عن الأمن القومي العربي من بوابة حماية أمن الخليج ومصالح العرب الحيوية في اليمن. وهو دور فاجأ الجميع في كفاءته وفعاليته واستراتيجيته على مستوى المنطقة، بالمعنى الواسع للكلمة. ليس هذا فقط، لمن لا يعلم، القيادة الشابة في الامارات هي المبادرة الأولى لعملية استعادة مصر عروبتها بعد انكفاء دام عشرات السنوات. كما أنه الداعم الفاعل والمساند في سبيل إحقاق الحق لأصحابه في كل من المواقع الأربعة للحرائق العربية: في العراق وسوريا واليمن وليبيا. لقد استطاعت القيادة الشابة الإماراتية أن تحافظ على توازن في علاقاتها الدولية في موسكو وواشنطن حتى حين تتواجهان، وفي باريس ولندن حتى لو اختلفت الأولويات".

وقال: "في الداخل الإماراتي- وليسمح لي الأخوة في الإمارات- ضاعفت الهوية الوطنية بريقها وصار لها جيش تفتخر به، يراكم خبرة حتى حين تتعثر خطواته، وصار لهذا الجيش شهداء نفتخر بهم جميعا، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته. لا أقول هذا من باب الشهادة لأهل الإمارات، وهم ليسوا بحاجة لشهادتي. ولا من باب الفخر، يكفيهم فخرهم بأنفسهم، بل لأؤكد على هذه الثوابت من جهة، والوقائع من جهة أخرى، لا نستطيع الا ان نرى فيها التجربة المتواضعة الخفيضة الصوت، الكبيرة بالأفعال،…أرى فيها مثالا يحتذى بدلا من الصغار الغارقين في الاستعراضات ومن الكبار المترددين في حمل لواء الحق. هذا غيض من فيض العروبة النقية الحكيمة التي أسس لها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان وجعل منها إتحادا للإمارات العربية صمد وعاش وتطور على أسس الرصانة وإدراك المصالح المشتركة وتطوير هوية وطنية راسخة، لكل مواطن فيها الحصة الأكبر".

أضاف: "لماذا تكرار الحديث عن العروبة في وقت تعود المواطنون في كل دولة عربية على الحديث عن "دول المنطقة" و"القوى الاقليمية" وكأن لا هوية مشتركة لهذه الشعوب؟ ببساطة ودون اختصار، نحن نعيش صراعا بين هويتين ليستا منا ولسنا منهما: ولاية الفقيه التقسيمي للمجتمعات العربية وخلافة الفكر التكفيري. هناك تحولات عقائدية وسياسية أعادت طرح الدولة الدينية باعتبارها مشروعا جديا، والواقع أن دخول الدين في الدولة يظلم الدين والدولة معا، فيقسم المجتمعات، ويهدد المواطنة، ولذلك لا بد مكافحة هذا المشروع الخطير صونا للدين والدولة معا. نكاد ننسى عروبتنا باعتبارها، تاريخيا، عنوانا للتمدد الأمني المصري على الارض العربية وسلاح اعتداء للبعثيين من سوريا والعراق على الانظمة العربية".

وتابع: "للمرة الأولى في التاريخ الحديث تكون عروبتنا رديفا للاعتدال وعنوانا للاستقرار وهوية نمتشقها في وجه الانشقاقات المذهبية التي تحاصر مدننا وحواضرنا وعواصمنا، من بيروت إلى بغداد إلى دمشق إلى صنعاء، حتى إلى قلب الخليج، وتهدد مصالحنا ومسقبلنا، وذلك في خدمة مشروع الهيمنة والتوسع الذي تقوده السياسة الايرانية. لنكن واضحين مع أنفسنا أيها الأخوة، وألتمس انتباه صاحب السمو الشيخ نهيان. لا يواجه هذا المشروع الايراني، بافتراض أنه مشروع مذهبي، وأن الوقوف في وجهه يتم عبر تعبئة مذهبية مضادة، لأن مؤدى ذلك تكريس الانشقاقات داخل مجتمعاتنا وتغذيتها، وهذا ما سعت وتسعى إليه ولاية الحق الحصري. آن لنا أن نستلهم عروبة الشيخ زايد، الأصيلة والرحبة والحقيقية لإسقاط مشروعي الولاية والخلافة معا. نعم، فالولاية والخلافة وجهان لعملة واحدة ومدخلان متلاصقان إلى جنون التطرف نفسه الذي يدمر فكرة الدولة قبل تدمير مجتمعاتنا. الولاية والخلافة جناحا مشروع واحد في نتائجه على العرب، وهي نتائج مدمرة، ما زال بوسعنا إسقاطها والتغلب عليها بالعقل والحكمة وبإعادة الاعتبار للعروبة. ليس صدفة أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولا عربية أخرى تصارع الآن، فيما نحن نتحدث، منتجات الولاية والخلافة معا في أرض اليمن وفي سوريا، وتدفع الأثمان الباهظة من دماء خيرة أبنائها ومن أرواحهم وأعمارهم. فهل نريد دليلا أوضح من شهادة هؤلاء لنؤمن بأن الدفاع عن عروبتنا قدر لا مفر منه؟ حان الوقت للمجاهرة بحقيقة مزدوجة ولإطلاق صرخة مدوية. لا لمشروع الولاية التقسيمية في المجتمعات العربية، الذي غيب بتمدده حضارة تاريخية لشعب عريق هو البديل المرغوب. ولا لمشروع الخلافة التكفيري الدموي الذي شوه دين الرحمة والتسامح هو النظام المطلوب. حان الوقت لكي نقول بأعلى الصوت: لا للولاية لا للخلافة ونعم لعروبة الاعتدال. وكما نسعى للمصالحة مع عروبتنا كذلك حان الوقت لكي نعمل على المصالحة مع جيراننا على قواعد الاستقرار السيادي منا ولهم".

وقال: "في يوم التضامن مع شعب الامارات الشقيق، وهي مناسبة لقائنا اليوم كلبنانيين، نشارك أهل هذه البلاد في مصير واحد، أسمح لنفسي وباسمكم بالقول إن شهداء الشعب الإماراتي، بمقدار ما هم شهداء الإمارات، فهم أيضا شهداء مصر وسوريا والعراق واليمن، وفي ما يعنينا كلبنانيين مجتمعين، هم شهداء لبنان أيضا. هؤلاء الشهداء هم ببساطة شهداء العروبة العزيزة التي لا يكسر سيفها لأنها عروبة حق وعدالة وإنصاف وكرامة وإباء. عروبة منفتحة حضارية كل ما فيها صحي لأبنائها ولجيران أبنائها ممن يحترمون إرادات الآخرين وثقافاتهم ومصالحهم. ونحن حين نتضامن كلبنانيين مع الشعب الإماراتي الكريم، إنما نتضامن مع أنفسنا أولا باسم لبنان العربي الذي لا يسقط أحد هويته مهما تجاسر وبالغ في أوهام الاقتدار". وختم المشنوق: "لا فضل للبناني على لبناني إلا بمدى عروبته وانتمائه لمصالح العرب". واختتم الحفل بأغان وطنية للفنانة اللبنانية هبة طوجي وتكريم العميد شامل روكز حيث قدم له السفير اللبناني هدية تذكارية واهداها روكز بدوره الى اهالي العسكريين المخطوفين في عرسال واهالي الشهداء العسكريين، مؤكدا ان "الجيش هو ضمانة الاستقلال والشعب اللبناني".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

انتخاب ماكري رئيساً للأرجنتين

الحياة/23 تشرين الثاني/15/انتخب الليبرالي ماوريسيو ماكري رئيسا للارجنتين، بعد حصوله في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت اليوم (الاحد)، على 54 في المئة من الاصوات في مقابل 46 في المئة لمنافسه مرشح اليسار والسلطة دانيال سيولي، بحسب نتائج رسمية اولية بعد فرز 10 في المئة من الاصوات. وبهذا، يكون ماكري (56 عاما) رئيس بلدية بوينيس ايرس والرئيس السابق لنادي بوكا جونيورز لكرة القدم حقق فوزا كبيرا على دانيال سيولي، البيروني المعتدل ومرشح تحالف اليسار والمدعوم من الرئيسة المنتهية ولايتها كريستينا كيرشنر. وكانت نتائج اربعة استطلاعات للراي اجريت لدى الخروج من مكاتب الاقتراع وبثت نتائجها قنوات تلفزيونية، اظهرت فوز ماكري على سيولي. وبهذا الاقتراع التاريخي، تطوي الارجنتنين صفحة حكم آل كيرشنر الذي استمر 12 عاما بدءاً بنستور كيرشنر (2003-2007)، ثم زوجته كريستينا التي خلفته في الرئاسة. ولم تتمكن كيرشنر التي تترأس منذ 2007 ثالث اكبر اقتصاد في اميركا اللاتينية من الترشح لهذه الانتخابات، لان الدستور يمنع الترشح لولاية ثالثة على التوالي. وكان ماكري، المرشح المفضل لدى الاسواق، حقق مفاجأة في 25 تشرين الاول (اكتوبر) اثناء الدورة الاولى. فبينما كان حزبه يتوقع تأخره بسبع نقاط عن دانيال سيولي ما يعني تنظيم دورة ثانية، جاءت نتيجة صناديق الاقتراع اكثر ايجابية بالنسبة له مع 37 في المئة من الاصوات لسيولي و34 في المئة لماكري.

 

السيسي يؤكد أهمية العلاقات العسكرية الأميركية- المصرية

23/11/15/القاهرة – وكالات: شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على أهمية العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة ، مشيرا إلى أنها »تُمثل ركيزة أساسية للعلاقات الثنائية في مواجهة التحديات المختلفة«. وذكرت الرئاسة المصرية في بيان، أن حديث السيسي جاء خلال استقباله، مساء أول من أمس، وفد أميركيا برئاسة النائب الجمهوري رئيس اللجنة الفرعية للاستعداد العسكري روبرت ويتمان. وأكد السيسي »خلال اللقاء الاهتمام الذي توليه مصر لمواصلة علاقاتها الستراتيجية بالولايات المتحدة وتعزيز مسيرة التعاون الممتدة عبر عقود بين البلدين، والارتقاء بها إلى مرحلة جديدة تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة، وعلى رأسها تزايد خطر الإرهاب«. وأشاد السيسي بـ »نتائج الحوار الستراتيجي الذي عقد بين البلدين في أغسطس الماضي بالقاهرة، فضلاً عن استئناف المساعدات العسكرية لمصر، وهي التطورات الإيجابية التي تعكس حرص الجانبين على دعم الشراكة القائمة بينهما بما يُحقق المصالح المشتركة«.

من جانبهم، أكد أعضاء الوفد الأميركي »حرص الولايات المتحدة على الاحتفاظ بعلاقاتها القوية مع مصر، لاسيما في المجال العسكري، واستثمارها والبناء عليها من خلال تكاتف الجهود في مواجهة خطر الإرهاب الذي بات يهدد العالم بأسره«.

 

إيران: حكم بالسجن لفترة غير محددة على مراسل صحيفة »واشنطن بوست« وجعفري أعلن تفكيك خلية مرتبطة بداعش

23/11/15/طهران – ا ف ب: أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية في ايران غلام حسين محسني اجائي، أمس، أن القضاء حكم بالسجن على مراسل صحيفة »واشنطن بوست« الايراني – الأميركي جيسون رضايان الموقوف منذ صيف 2014 الذي دين بـ»التجسس«، من دون تحديد مدة العقوبة. وقال اجائي في تصريح نقلته وكالة الانباء الايرانية »يتضمن الحكم عقوبة بالسجن«، مضيفاً »صدر الحكم عليه لكن لم يتم تبليغه رسمياً« لمحاميه، و«لا أستطيع أن أعلن تفاصيل«. وكان رضايان أوقف في منزله بطهران حيث كان يعمل مراسلاً للصحيفة الاميركية منذ عامين. ومثل أربع مرات منذ مايو الماضي في جلسات مغلقة أمام محكمة الثورة في طهران، التي تتولى النظر في حالات الاتهام السياسي أو تلك المتعلقة بالأمن الوطني. وكان اجائي اعلن في 11 أكتوبر الماضي أن الحكم صدر بحق رضيان البالغ من العمر 39 عاماً، من دون أن يحدد طبيعته، مشيراً الى إمكانية الطعن به بعد ابلاغ صاحبه. وأعلن رئيس تحرير »واشنطن بوست« مارتن بارون أن هذا التصريح »الغامض والباعث على الحيرة« من القضاء الايراني »يضاف الى الظلم« اللاحق برضايان. وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف قال في 17 أكتوبر الماضي ان ايران تحاول حل القضية المرفوعة ضد الصحافي »من وجهة نظر إنسانية«، فيما دعت الولايات المتحدة مراراً إلى الإفراج عن رضايان. من جهة أخرى، أعلن قائد »الحرس الثوري« الجنرال محمد علي جعفري، أمس، تفكيك شبكة مرتبطة بتنظيم »داعش« قرب الحدود مع العراق. وقال في تصريح نقلته وكالة انباء »ايسنا« ان قوات الامن تراقب تحركات التنظيم المتطرف »لزعزعة الامن« في ايران، مشيراً إلى أن للتنظيم »شبكات دعم متعددة تم الكشف عن إحداها في محافظة كرمانشاه (في الغرب) وتوقيف اعضائها«، أما الشبكات الاخرى »فهي تحت مراقبة استخباراتنا«. وأكد أن مخاطر تنفيذ هجمات كبيرة مثل هجمات باريس ضعيفة في ايران، قائلاً »من غير المرجح بفضل تدابيرنا الامنية ان يتمكن تنظيم داعش من ارتكاب عمليات كبيرة في ايران … قد يتمكنون بالطبع من ارتكاب عمليات صغيرة ولكن ليس أن يتسببوا بانعدام الامن في ايران كما فعلوا في بلدان اخرى«.

 

«غد سورية» أول هيئة للعلويين المعارضين للأسد وحمل بشار مسؤولية الأزمة وأكد سعيه لدولة تعددية

23/11/15/أنقرة – الأناضول: عقد معارضون سوريون علويون، مؤتمرا في مدينة إسطنبول، من أجل إطلاق تجمع سوري جديد معارض، يحمل اسم «غد سورية»، بحضور أبرز قيادات المعارضة السورية، ورموز من مختلف مكونات الشعب السوري. وأوضح منظمو المؤتمر أن التجمع الجديد يهدف لأن يكون رافدًا جديدًا للمعارضة السورية، وأن يكون مفتوحاً للمكونات كافة، رغم أن دعاة تأسيسه ينتمون للطائفة العلوية.وقال طارق جوزجي، الممثل عن المكون التركماني في الاجتماع، «نحن كتركمان سوريون شاركنا في الثورة بكل مراحلها، وكانت المؤسسات السياسية، ومنظمات المجتمع المدني التركمانية، من مفرزات هذه المشاركة الفعالة، ولا زلنا في هذا الإطار نركز على الأهداف، والمبادئ التي انطلقنا من أجلها، والتي تجمعنا بكل أبناء الوطن الذين نفتخر بعلاقاتنا المتميزة مع جميع تكويناته الطائفية، والعرقية، والدينية». بدوره، دعا الكاتب السوري فؤاد حميرة، الجميع الى المساهمة في تشكيل الجسم الجديد، مؤكداً أنه مفتوح لكل السوريين من المكونات كافة. وأوضح حميرة، أن التيار الجديد «يهدف لإعادة خلق رموز في الطائفة». من جانبه، قال رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة، في كلمة أمام المؤتمر «أتمنى أن يأخذ التيار الجديد دوره إلى جانب قوى المعارضة الثورية، ليعزز موقف المعارضة السورية. وفي تصريح صحافي، أكد خوجة، أن الائتلاف هو الذي يجمع فصائل المعارضة العسكرية، وليس جهة أخرى. وشدد على أن جميع الدول «متفقة على رحيل (الرئيس بشار) الأسد، والذين تورطوا بدماء الشعب السوري». وأضاف إنه «سواء في مؤتمر الرياض أو في العملية السياسية، ستكون هناك مشاركة للفصائل (العسكرية)، ومنظمات المجتمع المدني، وللشخصيات الوطنية». وعن مضمون مكالمته الأخيرة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قبل أيام، وزياراته الأخيرة للدول الغربية، عقب اجتماعات فيينا، قال خوجا إن «الحديث مع كيري، وجولتي للدول الغربية فرنسا بريطانيا ومحادثاتنا مع (المبعوث الأممي ستافان) دي مستورا، وكل الحديث تمركز حول ضرورة أن يكون هناك وقف إطلاق النار».

 

سورية في صلب زيارة بوتين إيران

23/11/15/طهران – ا ف ب: يلتقي الحليفان الكبيران للنظام السوري ايران وروسيا، أمس، لمناسبة انعقاد قمة للدول المصدرة للغاز يشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتأتي زيارة بوتين الى ايران بعد اعتماد مجلس الامن الدولي الجمعة الماضي بالإجماع قرارا يدعو الدول الاعضاء الى «اتخاذ كافة التدابير الضرورية لمحاربة تنظيم داعش على الاراضي التي يسيطر عليها في سورية والعراق». وتسعى موسكو الى تشكيل تحالف دولي يضم ايران والاردن ودول اخرى في المنطقة اضافة الى الغربيين بغية محاربة التنظيم المتطرف. وقبل المشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز الى جانب ثمانية اخرين من رؤساء الدول والحكومات، سيلتقي الرئيس الروسي المرشد الاعلى علي خامنئي، اعلى سلطة سياسية ودينية في ايران، الذي يعد ايضا القائد الاعلى للقوات المسلحة. وسيكون اللقاء الثاني بين الرجلين خلال ثماني سنوات، الاول جرى في العام 2007. وسيجتمع بوتين ايضا مع الرئيس حسن روحاني على هامش القمة. وقال مستشار الكرملين يوري اوشاكوف ان اثناء هذه المحادثات «سيولى اهتمام خاص للمسائل الدولية أخذاً بالاعتبار النزاع السوري».

 

بان: سنقدم خطة عمل شاملة لهزيمة التطرف وأوباما متعهداً تدمير «داعش»: روسيا غير ملتزمة برحيل الأسد

23/11/15/كوالالمبور – وكالات: أكد الرئيس الاميركي باراك أوباما، أمس، أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يتوانوا في محاربة تنظيم «داعش» وسيلاحقون قادته ويوقفون تمويله. وقال في مؤتمر صحافي خلال القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا: إن «تدمير داعش ليس هدفا واقعيا فحسب… بل اننا سنحققه. سندمرهم وسنستعيد الاراضي التي يسيطرون عليها حاليا وسنوقف تمويلهم وسنلاحق قادتهم ونفكك شبكاتهم وخطوط امدادهم وسندمرهم». أوضح أن ما سيساعد في هذا أن تحول روسيا تركيزها على محاربة التنظيم، معرباً عن أمله أن توافق موسكو على عملية انتقال للقيادة في سورية وهو ما يعني رحيل الرئيس بشار الاسد عن السلطة. وجدد أوباما التأكيد على أن «روسيا ليست ملتزمة بعد برحيل الأسد عن السلطة وسيتضح خلال أسابيع ما إذا يمكن التوصل لاتفاق بشأن حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية». وأعلن الرئيس الأميركي أنه سيشارك في مؤتمر الامم المتحدة للمناخ المقرر في فرنسا نهاية الشهر الجاري على الرغم من الاعتداءات التي شهدتها باريس، داعياً قادة كل الدول الى ان يحذوا حذوه ليبرهنوا على ان العالم لا يخاف من «الارهابيين». وقال: «أعتقد انه لامر اساسي ان يوجه كل بلد وكل رئيس الرسالة التي تفيد أن وحشية زمرة من القتلة لن تمنع العالم من العمل على قضايا حيوية».من جهته، دعا رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف إلى الاتحاد لمحاربة التنظيم. في سياق متصل، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المنظمة الدولية ستقدم خطة عمل شاملة مطلع العام المقبل لهزيمة العنف والتطرف، وحض روسيا والولايات المتحدة على التعاون لاقتلاع الارهاب. وقال: «يجب هزيمة كل هؤلاء الارهابيين والمتطرفين باسم الانسانية. وفي هذا الصدد علينا أن نتحد. نحتاج الى أن نبدي تضامنا عالميا للتعامل مع العدو المشترك وهو داعش وجماعات متطرفة وارهابية أخرى»

 

فابيوس مجدداً: الأسد لا يمكن أن يمثل مستقبل سورية و«شارل ديغول» تدخل المعركة وفرنسا تستبعد انتصاراً سريعاً

23/11/15/باريس – ا ف ب، رويترز: أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، أمس، أن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» التي وصلت الى شرق البحر المتوسط جاهزة لاطلاق طائراتها الحربية اعتباراً من اليوم لضرب مواقع تنظيم «داعش» في سورية. وقال لودريان عبر إذاعة «أوروبا-1» ان حاملة الطائرات «ستكون جاهزة للتحرك اعتبارا من غد (اليوم الاثنين) مع الطائرات المطاردة الراسية على متنها والطائرات الموجودة على مقربة التي سبق وضربت مواقع داعش»، وذلك بعد تسعة ايام من اعتداءات باريس التي تبناها التنظيم وأوقعت 130 قتيلا و350 جريحا. وسيكون بتصرف الجيش الفرنسي في المنطقة 26 طائرة مطاردة على متن حاملة الطائرات هي 18 طائرة «رافال» و8 طائرات «سوبر اتندار»، إضافة الى 12 طائرة متمركزة في دولة الامارات العربية المتحدة (ست طائرات «رافال») وفي الاردن (ست طائرات «ميراج 2000»). وشدد الوزير الفرنسي على أن محاربة التنظيم هي «حرب في الظل وفي ساحة المعركة على حد سواء»، مضيفاً: «يجب محاربة «دولة» منظمة أقيمت على جزء من (اراضي) العراق وسورية، وحركة ارهابية دولية هدفها ضرب العالم الغربي». وأكد «وجوب مطاردة الارهابيين، اولئك الذين يحاولون ضرب الديمقراطية … كما يجب في الوقت نفسه الضرب في الصميم في ساحة المعركة بالمشرق للقضاء على داعش». ومن بين الأهداف أشار الوزير الى وجوب الضرب في «الموصل بالعراق حيث توجد مواقع القرار السياسي (للتنظيم) والرقة (في شمال سورية) حيث توجد مراكز التدريب والمقاتلون الاجانب، أي المقاتلين المخصصين للتحرك في الخارج». وأضاف: «يجب ضرب هاتين المدينتين كما يجب ضرب … مصادر التمويل التي يملكها (التنظيم)، اي مواقع النفط والحقول النفطية». وفي هذا الخصوص، اعرب لودريان عن ارتياحه لـ»التغييرات الحساسة جدا لقواعد التدخل خاصة لدى سلاح الجو الاميركي» لضرب «الحقول النفطية ووسائل امداد النفط في العراق وسورية». وأضاف: «ان تكثيف التحركات سيحد الى درجة كبيرة من هذه القدرة» في حين بدأت طائرات اميركية بقصف الصهاريج التي تنقل النفط في معاقل التنظيم. من جهته، قال قائد الجيش الفرنسي بيير دو فيلييه انه لا يتوقع تحقيق انتصار عسكري على المدى القريب في الحرب ضد «داعش».وقال لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية في مقابلة نُشرت اول من امس «لن يتحقق انتصار عسكري ضد «داعش» على المدى القريب. في الجيش نعتاد على المدى الطويل ولكن الناس يريدون نتائج سريعة. نحن في سورية والعراق في قلب هذه المفارقة. الجميع يعرفون ان هذا الصراع سيُحل في النهاية من خلال القنوات الديبلوماسية والسياسية». وأوضح دو فيلييه انه تحدث مع نظيره الروسي هاتفياً لبحث الوضع في ما يتعلق بسورية لكنه أضاف ان فرنسا ليس لديها «في هذه المرحلة أي تنسيق للهجمات أو تحديد لاهداف بالتشاور مع الروس حتى إذا كان لدينا العدو نفسه وهو داعش». وأشار إلى أن نحو 60 قنبلة أُلقيت في غضون ثلاثة أيام على مواقع للتنظيم مع استهداف معسكرات تدريب أو مراكز قيادة، مضيفاً «أعتقد بصدق أننا ألحقنا بهم ضرراً بالغاً». في سياق متصل، جدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس التأكيد أن رئيس النظام السوري بشار الاسد «لا يمكن أن يمثل مستقبل» سورية. وقال ان «حل الازمة في سورية سياسي وبرأينا ان الاسد لا يمكن أن يمثل مستقبل سورية. علينا القضاء على الارهابيين ونحن نركز كل قواتنا لمكافحة «داعش» وهذا ليس بالامر الجديد»، موضحا انه سيتوجه الى واشنطن غداً الثلاثاء والى موسكو الخميس المقبل برفقة الرئيس فرنسوا هولاند «للتباحث في هذه المسائل» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خصوصاً. وبشأن الوضع الامني في فرنسا بعد اعتداءات باريس، شدد فابيوس على ان المؤتمر الدولي بشأن المناخ الذي تستضيفه فرنسا بين 30 نوفمبر الجاري و11 ديسمبر المقبل يظل اولوية «بكل الاحوال». وأضاف «رغم الوضع الخاص والمخاوف من تنفيذ اعتداءات إلا أن أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة سيحضرون»، مضيفاً إن أياً منهم لم يعلن إلغاء مشاركته.

 

لندن تشتري طائرات «اف-35» وترفع موازنة مكافحة الإرهاب

23/11/15/لندن – رويترز: أعلن وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن، أمس، أن بلاده تعتزم زيادة عدد المقاتلات التي يمكن اطلاقها من حاملات الطائرات وزيادة الأنفاق في مجال مكافحة الارهاب. وقال اوزبورن لتلفزيون «بي.بي.سي»: «سنعزز قوة حاملات الطائرات في المملكة المتحدة، سنعمل على ضمان أنه عندما تكون حاملات الطائرات متوافرة فستكون هناك على متنها طائرات يمكنها الانطلاق منها بأعداد كبيرة». وأضاف إنه «بحلول العام 2023 سيكون لدينا 24 من هذه الطائرات وهي من بين أقوى الطائرات في العالم طراز اف-35 على ظهر حاملات الطائرات». وأشار إلى أن الانفاق على الدفاعات ضد الارهاب سيزيد بمقدار الثلث تقريبا، مضيفاً: «يمكننا زيادة معدات جيشنا ويمكننا زيادة موازنتنا لمكافحة الارهاب بنسبة 30 في المئة».ومن المقرر أن تقدم الحكومة ستراتيجية دفاعية جديدة لمدة خمس سنوات اليوم وخطة أكبر للموازنة الاربعاء المقبل.

 

قيادي كردي لـ»السياسة»: الغرب يخشى استمرار الصراع مع التنظيم لسنوات والائتلاف يضع خيار التدخل البري ضد «داعش» على الطاولة

السياسة/23/11/15بغداد – باسل محمد: بعد أيام قليلة على صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2249 الذي أجاز للدول استخدام كل الوسائل الممكنة في محاربة تنظيم «داعش»، كشف قيادي بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه الزعيم الكردي مسعود بارزاني لـ»السياسة» أن الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نقل أفكاراً جدية الى بعض القادة العراقيين بينهم بارزاني بأنه يفكر بالقيام بعملية برية كبيرة ضد «داعش» في العراق وسورية في المستقبل المنظور. وقال القيادي الكردي إن «هذه الأفكار سمعناها من عسكريين أميركيين وفرنسيين وبريطانيين وكنديين وبالتالي فكرة عملية برية عسكرية واسعة ستتم بمشاركة قوات كبيرة من دول الائتلاف من أجل هزيمة داعش بشكل نهائي ودحره من المدن التي يحتلها في العراق وسورية». وأوضح أن العسكريين الغربيين نقلوا أفكاراً الى مسؤولين عراقيين بأن العملية البرية الدولية ربما تكون خياراً لا بد منه ولذلك يجري توسيع وتطوير السيناريوهات المطروحة في هذا الإطار، لأن الخطط العسكرية السابقة سيما التي وضعها الاميركيون من باب الاحتياط اعتمدت على عمليات برية محدود أو خاصة وليست عملية برية كبيرة، وهذا معناه أن عديد القوات الدولية البرية ربما يفوق 100 ألف عسكري على اعتبار أن جبهات القتال مع «داعش» متعددة، كما أن مرحلة ما بعد داعش في هذه المدن ربما تتطلب تواجداً لقوات كبيرة من الائتلاف الدولي لتأمينها ومساعدة القوات العراقية وقوات المعارضة السورية المعتدلة وأي قوات مقبولة شاركت في دحر التنظيم المتطرف. وبحسب معلومات القيادي، فإن منطقة عازلة في شمال سورية ستكون قاعدة كبيرة لقوات الائتلاف، كما أن اقليم كردستان ومدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، كبرى المحافظات العراقية غرباً على الحدود مع سورية، سيكونان من أهم المواقع الأرضية لقوات الائتلاف، وبالتالي الهدف من العملية العسكرية الوشيكة هو اقتحام مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية، أبرز معاقل قيادات «داعش»، لأن القرار الغربي هو أن تتولى قوات برية اغتيال أو اعتقال هذه القيادات. وأكد القيادي المقرب من بارزاني أن الغرب بعد اعتداءات باريس الأخيرة غير الغرب الذي كان قبل هذه الاعتداءات، «وبالتالي لمسنا في اليومين السابقين كقيادات كردية وعراقية من العسكريين في الائتلاف نوعاً من الرغبة الشديدة بالانتقام عبر اقتحام الرقة والموصل واعتقال أو تصفية قيادات التنظيم».

وأوضح أن التسوية السياسية في سورية ستفرض بعد هزيمة «داعش» بدعم من المعارضة السورية المعتدلة، وستفضي هذه التسوية في ظل انتشار واسع للقوات الدولية على مساحة كبيرة من سورية الى رحيل نظام بشار الأسد ولكن ليس على الطريقة العراقية، بمعنى رحيل الأسد مع بقاء الجيش العربي السوري كمؤسسة عسكرية ومعظم المؤسسات الهامة في الدولة السورية، على أن يتم حل جميع الأجهزة الأمنية بطريقة هادئة سيما الأجهزة التي كانت ترتكب جرائم تعذيب وقتل جماعي في السجون ضد السوريين.

ولفت الى أن خيار التدخل البري الدولي يتقدم لأن التقييمات العسكرية الغربية في العراق وسورية تفيد بصورة واضحة أن القوات العراقية بينها القوات الكردية، وقوات المعارضة السورية المعتدلة، ليست قادرة على اقتحام مدن كبيرة مثل الرقة والموصل أو خوض حرب برية واسعة في مناطق مفتوحة وشاسعة في البلدين وبمتطلبات لوجستية هائلة، وهو ما يفسر أن معظم الانتصارات التي تحققت على «داعش» في الفترة القريبة السابقة شملت قرى وبلدات صغيرة. ويخشى الغرب، بحسب القيادي العراقي، من استمرار الصراع العسكري والأمني مع «داعش» لسنوات طويلة، ما يعني استمرار تهديدات التنظيم للأمن في الدول الغربية واستمرار فرص شن هجمات ارهابية ربما تكون أكثر خطورة من الهجمات التي وقعت في باريس، ولذلك الغرب متحمس أكثر من أي وقت مضى لحسم الحرب مع التنظيم ضمن فترة زمنية ليست طويلة. ولم يستبعد القيادي المقرب من بارزاني، استمرار تواجد قوات الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة سواء في العراق وسورية في مرحلة ما بعد «داعش» لسنوات قد تمتد الى خمسة أو سبعة أعوام لحين نجاح التسوية في سورية وإعادة ترتيب العملية السياسية العراقية على أسس جديدة قد تحمل بعض المفاجآت الكبيرة.

 

استمرار التأهب الأمني ببروكسل واستنفار في فيينا ضد الإرهاب

23/11/15/بروكسل، فيينا – وكالات: أقرت خلية إدارة الأزمة في بلجيكا الإبقاء على التأهب الأمني بأعلى مستوى في بروكسل، فيما أعلنت وزيرة داخلية النمسا يوهانا ميل لايتنر أنها بصدد اتخاذ تدابير مشددة ومزيد من المراقبة ضد ارهابيين محتملين. وذكر مركز الأزمات في بلجيكا على موقع «تويتر» أن درجة التأهب الأمني في بروكسل ستظل عند المستوى الرابع وهي الدرجة القصوى التي تشير الى تهديد «جدي ووشيك» بشن هجوم، فيما ستبقى عند الدرجة الثالثة في باقي أنحاء بلجيكا ما يعني وجود تهديد محتمل. وتوقفت قطارات الانفاق واغلقت الاسواق ونشرت قوات كبيرة من الشرطة والجيش بحثا عن «عدد من المشتبه بهم» المرتبطين باعتداءات باريس او خطط مماثلة على الاراضي البلجيكية. وقال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، «هناك عدد كبير من المشتبه بهم لذلك اتخذنا هذه الاجراءات المكثفة»، مبررا القرار غير المسبوق بإغلاق كل محطات المترو في العاصمة والمحلات التجارية والمراكز الثقافية والغاء حفلات موسيقية ومباريات. وأضاف إن «الاختباء لا معنى له، هناك تهديد واقعي لكننا نستخدم كل الوسائل ليلا نهارا لمواجهته». وقبل ذلك، دعت السفارة الأميركية في بروكسل الرعايا الأميركيين إلى الحذر والبقاء في منازلهم. وأول من أمس، خيم الشلل على بروكسل، وتوقفت الحياة بشكل شبه تام، على خلفية رفع مستوى التأهب الأمني في البلاد للدرجة الرابعة (أعلى درجة تأهب)، عقب إنذار «بوجود تهديدات إرهابية وشيكة». وخلى ميدان «غراند بلايس» الواقع وسط العاصمة، والمعروف باكتظاظه بالرواد، من الحركة وبات فارغا، إلا من جنود مسلحين وأفراد شرطة يقومون بدوريات تفقدية في الأرجاء. وعلى الشاكلة ذاتها، بدت شوارع المدينة خاوية من المارة، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وانتشرت مركبات عسكرية أمام المباني الحساسة تحسبا لاحتمال تعرضها لأي هجمات محتملة. وذكرت صحيفة «لوسوار» البلجيكية، أن «الشرطة تبحث عن مشتبهين اثنين على الأقل، أحدهما يحمل بحوزته قنبلة»، مشيرة إلى «احتمال شن هجمات انتحارية على غرار هجمات باريس».وفي فيينا، وصفت وزيرة الداخلية يوهانا ميل لايتنر، مقترح اتخاذ تدابير مشددة ومزيد من المراقبة، بأنه يعطي للشرطة حق التعامل مع مثيري الشغب قبل بدء أي مباراة كرة قدم، كما يمكن فرضُ الإقامة الجبرية أو وضع القيود الإلكترونية للإرهابيين المحتملين.

 

الأجهزة الأوروبية تلاحق المتطرف الهارب منذ اعتداءات باريس والمحققون الفرنسيون يحاولون فك لغز صلاح عبدالسلام

23/11/15/باريس – ا ف ب: من اختفائه إلى تهريبه على الارجح الى الخارج أمام أعين السلطات وربما القيام بدور لوجيستي في اعتداءات باريس، تشكل حالة صلاح عبدالسلام لغزاً للمحققين الذين فقدوا اثره في 14 نوفمبر الجاري، أي بعد يوم من اعتداءات باريس الدامية. فعند الساعة 21:59 (20:59 بتوقيت غرنيتش – 23:59 بتوقيت الكويت) من الجمعة 13 نوفمبر الجاري، وصلت سيارة سوداء من طراز «رينو كليو» استأجرها هذا الرجل البالغ من العمر 26 عاما الى شمال باريس. ويتساءل المحققون ما اذا كان صلاح عبدالسلام هو من كان يقودها بعدما أوصل ثلاثة انتحاريين الى محيط ستاد دو فرانس.

وظهر اسمه بسرعة في اطار التحقيقات بالهجمات، فصلاح عبدالسلام فرنسي مولود في بروكسل ويعيش في بلجيكا واستأجر سيارة «الرينو» وكذلك سيارة «فولكسفاغن بولو» استخدمتها المجموعة التي هاجمت مسرح باتاكلان. واستخدمت بطاقته المصرفية لتسديد فواتير غرفتين في نزل لتأجير الشقق في الفروفيل بالقرب من باريس حيث أقام المهاجمون قبل الاعتداءات. والى جانب دوره هذا في المساعدة اللوجيستية، اعتقد المحققون أولاً أنه قد يكون من أفراد المجموعة المسلحة التي اطلقت النار من سيارة سيات سوداء على زبائن في مطعم في وسط باريس. وشارك شقيقه ابراهيم عبد السلام (31 عاما) في هذه الهجمات قبل أن يفجر نفسه في مطعم. وما زال عبد السلام مختفياً منذ ان قدم شريكان له من بلجيكا لتهريبه الى الخارج. والامر المؤكد الوحيد هو ان وثائق شخصية تحمل اسمه قدمت الى الدرك الفرنسي غداة الاعتداءات، خلال عملية صباحية «عادية» للتدقيق في الهويات في كامبري على طريق بلجيكا، لكن لم يعرف الدركيون انه ملاحق إلا في وقت لاحق وبعد فوات الأوان. واعتقد المحققون انه قد يكون موجوداً في مولنبيك معقل الاخوين عبد السلام في بروكسل، حيث يملكان حانة. وجرت عمليتان امنيتان في هذا الحي الشعبي في بروكسل لكن من دون جدوى. وأوقف شخصان يشتبه أنهما شريكان له في هذه البلدة التي يتحدر منها عدد كبير من المتطرفين الناطقين بالفرنسية، هما محمد عمري (27 عاما) وحمزة عطو (20 عاما). وكان الرجلان في سيارة الغولف التي خضعت للتدقيق الامني في كامبري وتمكنا من نقل صلاح عبدالسلام الذي استنجد بهما من باريس بعد الهجمات. وأكد الشابان الموقوفان انهما اوصلا هذا المشتبه به الاساسي الى بروكسل لكن المشكلة انهما يتحدثان عن مكانين مختلفين. وقالت كارين كونكوليه محامية عطو انه «حسب التصريحات الاخيرة لموكلي، ان صلاح متوتر جداً وقد يكون … مستعدا لتفجير نفسه لكنني لا أستطيع قول المزيد». وأوضحت ان المسافرين الثلاثة «لم يتحدثوا إلا قليلاً» خلال الرحلة، «لكن موكلي كان يشعر بخوف كبير»، مضيفة ان «موكلي لا يتحدث عن أسلحة بل عن سترة ضخمة» كان يرتديها صلاح عبدالسلام «ربما حزام ناسف او شيء من هذا القبيل». وقالت المحامية نفسها «هناك فرضيات عدة مطروحة: هل هو جزء من العملية ام قدم دعما لوجيستياً؟ هل كان من المفترض ان يفجر نفسه … ولم يملك الشجاعة الكافية لذلك؟ لا نعرف». ومنذ أسبوع، تنشر صور صلاح عبدالسلام الذي تطارده كل اجهزة الشرطة الأوروبية على محطات التلفزيون مع تفاصيل لملامحه: الطول 1٫75 متر العينان بنيتان… والى كل هذه التفاصيل تضاف عبارة «رجل خطير». وذكرت وسائل اعلام بلجيكية ان شهادات غير مؤكدة تحدثت عن وجوده في بروكسل. وفي مولنبيك حيث يوصف الشاب بانه حسن المظهر، لم يوح يوماً أنه متطرف يميل الى «الجهاد»، بل بالعكس إذ ذكر سكان في البلدة ان ابراهيم وصلاح كانا «يشربان الخمر بكثرة ويدخنان لكنهما ليسا متشددين إطلاقاً».وقال جمال وهو صديق الاخوين عبدالسلام انهما «كانا من هواة كرة القدم ويسهران في الملاهي ويعودان مع شابات…».

 

العربي الجديد: المعارضة السوريّة أمام استحقاق مؤتمر الرياض: توحيد أو تنسيق؟

الأحد 22 تشرين الثاني 2015

وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: ساهم الإعلان الرسمي السعودي عن عزم المملكة عقد اجتماع للمعارضة السورية في منتصف الشهر المقبل، في تسريع الحراك سواء بين الهيئات السياسية للمعارضة السورية أو بين الفصائل المسلحة استعداداً لهذا المؤتمر.

وجاء الإعلان على لسان مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، عبر تصريح صحافي قال فيه إن "السعودية حريصة على جمع شمل المعارضة السورية ومساعدتها على التقدم بكلمة واحدة وموقف موحّد"، مضيفاً أن المؤتمر يشمل "كل أطياف المعارضة" بما في ذلك شخصيات مقيمة داخل سورية.

بدوره، أكد المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان ديميستورا، العزم على عقد اجتماع المعارضة في الرياض منتصف ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بمشاركة ممثلي المعارضة السورية للتشاور بشأن أي مفاوضات مقبلة مع دمشق، وذلك في تصريحاته للصحافيين عقب جلسة مشاورات مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة مونز لوكوتوفت، يوم الخميس الماضي، بمقرّ المنظمة الدولية بنيويورك. وبيّن أنّ "مشاركة جماعات المعارضة في المفاوضات (المزمع عقدها بين المعارضة والنظام) ستكون على طاولة المناقشات التي تعقد في الرياض منتصف الشهر المقبل، وأيضاً في عدد آخر من العواصم"، معتبراً أنه "من المؤكد أن هذه المناقشات تمثل فرصة للمعارضة السورية كي يأتوا معاً أكثر استعداداً وبشكل شامل قدر الإمكان". وكشف المبعوث الدولي عن أن قائمة المفاوضين باسم النظام جاهزة، قائلاً "نحن لدينا بالفعل قائمة للحكومة السورية (للمشاركة في المفاوضات)، لدينا أسماء 40 شخصاً، ومن المهم الآن أن تكون لدينا قائمة شاملة وواسعة تمثل المعارضة". وقال مصدر معارض مطلع، لـ"العربي الجديد"، "نعتقد أن هناك مساعٍ دولية جادة للدفع بمسار الحل السياسي السوري، وفي المقدّمة الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا"، مبيّناً أن "اجتماع المعارضة المزمع عقده في العاصمة السعودية الرياض خلال الشهر المقبل، هو أحد مخرجات توافقات فيينا". ولفت إلى أنه "من المنتظر عقد لقاءات تحضيرية لاجتماع الرياض، خلال الأيام القليلة المقبلة، من المرجح أن تتم في دولة الإمارات، على أن يتراوح عدد المشاركين في هذه الاجتماعات ما بين 20 و30 شخصية معارضة، بهدف التنسيق للوصول إلى التحضير للمشاركة في لجنتي السياسة ومؤسسات الدولة". وقال مصدر معارض مسؤول من مؤتمر القاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن "لقاء الرياض تم التوافق عليه دولياً خلال لقاءات فيينا"، موضحاً أن "الوفد السعودي المشارك بلقاءات فيينا، التقى على هامش الاجتماعات بوفد من اللجنة السياسية لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، برئاسة هيثم مناع، إذ تم إخبار الأخير عزم السعودية عقد لقاء الرياض، على أن تدعى له شخصيات من مختلف أطياف المعارضة السورية، كما تم بحث سبل إنجاح اللقاء، مؤكدين جديتهم في دفع مسار حل الأزمة السورية".

غير أن الدبلوماسي السوري السابق جهاد مقدسي، عضو اللجنة السياسية لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، أكد لـ"العربي الجديد"، أنه "لم توجه أي دعوة بعد، والمؤتمر ليس لتوحيد المعارضة بل تنسيقي الطابع"، مضيفاً "سيتم دعوة الجميع دون استثناء، والمؤتمر سيد نفسه، أي يعود للمشاركين الخروج بنتائج".

ورأى أنّ الهدف من المؤتمر هو الوصول لاتفاق على "آلية تنسيق" قد تفرز، خلال المؤتمر، فريقاً يتحدث باسم الجميع خلال المحادثات أو المفاوضات المقبلة مع السلطة، وهذا الفريق "سيعبّر" دون أن "يمثّل" بالمعنى الحزبي لمرجعيته، لأن العملية السياسية لن تنطلق وستبقى مشلولة في حال لم يكن هناك تمثيل توافقي ما للمعارضة (لا يُدْمَجُ أحد بأحد)، فالشعب السوري بنهاية المطاف هو وحده الفيصل بكل ما يتم التوصل إليه بين الأطراف السياسية، وأي مفاوضات أو محادثات سياسية مقبلة هي مجرد عربة للوصول إلى هذا الاستحقاق وليس لتقاسم سلطة، على حدّ تعبيره.

من جانبه، قال رئيس "تيار بناء الدولة السورية" المعارض لؤي حسين، لـ"العربي الجديد"، "ليست لديّ معلومات مؤكدة ولم يتواصل معي أحد إلى الآن، ولا أظن حتى اللحظة توجد أسس معينة توضع على أساسها الدعوات، والصحيح أنه يمكن أن تتم الدعوات استناداً إلى حصص الدول، ولكن الأشخاص غير المحسوبين على دولة معينة لا أعلم كيف ستتم دعوتهم". ورأى أن "السوريين والمعارضة خصوصاً، ذاهبون إلى حقل تجارب طويل عريض، ولا يوجد أي مسار واضح التفاصيل، فكل ما هو متوفر لحد الآن أن الدول اتفقت على إنهاء الأزمة السورية فقط".

وفي السياق، قال مصدر معارض مطلع، لـ"العربي الجديد"، إن قائمة المدعوين إلى لقاء الرياض للمعارضة السورية، وفي ظل ما قد ينتج عنه، من وفد مفاوض، ستتسبب في صراعات صغيرة حتى تضع كل دولة الشخصيات المقربة منها، وإن كان يرجح أن تكون الحصة الكبيرة هي للأميركيين، ومن ثم للسعوديين والأتراك إضافة إلى باقي الدول الفاعلة في الملف السوري، في حين سيكون للروس التمثيل الأقل إنْ وجد، إذ لا تزال حصة الروس محسوبة مع النظام. وتوقع المصدر أن "تتم الدعوة إلى لقاء الرياض وما يسبقها من اجتماعات تحضيرية، على أساس شخصيات وليس كيانات، في حين سيكون العدد الأكبر من الشخصيات المدعوة من الائتلاف الوطني المعارض". ودفع لقاء الرياض بأطياف المعارضة السورية إلى العمل لإنجاز توافقات وتحالفات جديدة، تزيد من وزنها أمام الدول الفاعلة وقد تزيد من تمثيلها في لقاء الرياض والوفد المفاوض الذي قد ينتج عنه، ومنها هيئة التنسيق الوطنية المعارضة التي بدأت سلسلة لقاءات لعقد تفاهمات مع أطياف معارضة أخرى.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون وجعجع أمام التجربة المستحيلة... ولبنان يبدو سائراً نحو الفيديرالية

يصدر قريباً في بيروت كتاب جديد لفايز قزّي عنوانه «مواطن سابق لوطن مستحيل» (منشورات سائر المشرق)، وفيه ذكريات عربية ولبنانية للمؤلف، تحيل على بعض جذور أزماتنا الراهنة. هنا حلقة ثانية أخيرة من الكتاب.

 فايز قزي/الحياة/23 تشرين الثاني/15

 < كتبتُ تجاربي في محاولات سابقة للتذكّر. خسرت بعض الأصدقاء. واستعضت عن ذلك بكثير من القراء. وفي هذه المحطّة بالذات، شعرت بأنّ ما أكتب هو أشبه بمادّة لكتاب، يوقّعه مواطن سابق، ربّما هو غير صالح للنشر أو على الأقلّ مؤجلّ إلى حين تحوّل الحالات الوجدانيّة إلى مواقف سياسيّة. أخذني هذا الشعور بعيداً، فامتنعت عن كتابة المقال الملتزم الذي بات تطفّلاً على إعلام أكثره لا يجيد الكتابة لشعب ربّما بات لا يجيد القراءة أو يكرهها.

ولمناسبة ما ظهر من اتجاهات الدستور الفيديراليّ العراقي بحماسة استثنائيّة شيعيّة وكرديّة، ولمناسبة خروج الدكتور سمير جعجع من السجن، وتبرّع الدكتور فارس سعيد وحماسته لإبعاد الدكتور جعجع عن مشروعه المسيحيّ بإسقاط منطق الفيديراليّة من أدبيّات «القوّات اللبنانيّة» وقائدها، الذي «دخل السجن زعيماً مسيحيّاً وخرج بعد 11 سنة زعيماً وطنيّاً»، بعكس الجنرال عون الذي عاد من منفى 15 سنة «زعيماً مسيحيّاً بعد أن غادره زعيماً وطنيّاً». وعلى رغم علاقتي الوثيقة بالجنرال عون منذ عشرين سنة، فأنا لم أكتب يوماً إليه بل كانت لقاءاتنا مستمرّة النقاش من بعبدا إلى مرسيليا إلى هوت ميزون HAUTE MAISON إلى باريس فإلى الرابية.

أما اليوم فأخاطب الجنرال عون بالكتابة فقط، لانقطاع كامل الاتصالات المباشرة بيننا، وليسمع الدكتور سمير جعجع والآخرون أيضاً، أنّ لبنان سيتبع العراق بخيار صياغة جديدة لدستور يراعي المستجدات باتجاه لا مركزيّ – فيديرالي بعد أن تسبقه دول عربيّة أخرى كثيرة.

تعرّفت إلى الجنرال عون سنة 1985 يحمل الوجع والدمع الذي أحمله وخاصّة الغضب ضدّ وعود عبدالحليم خدام (نائب رئيس الجمهوريّة السوريّة السابق) وحكمت الشهابي (رئيس أركان الجيش السوريّ السابق أيضاً) اللذين وعدا بعدم السماح باجتياح إقليم الخروب وشرق صيدا (في 28 نيسان- أبريل - 1985)، لكنّهما لم يلتزما بالوعد والعهد، فأخذت على عاتقي إعادة ترميم العلاقة مع قائد الجيش، فكنت رابطة الوصل بينه وبين سورية. وقد ساهمت تدخّلاتي مع خدام والشهابي بمنع إسقاط سوق الغرب حتّى لا تكتمل الإمارة لجنبلاط. كانت الغاية عندي تنحصر في إعادة المهجّرين واستعادة هيبة الدولة من الميليشيات.

ورافقت عون سياسيّاً في استرداد سوق الغرب عسكريّاً صيف 1989 وإسقاط أحلام الإمارة الدرزيّة- الجنبلاطيّة. وكنت معه حين رفض الاستجابة لمنطق خدام والشهابي بضرب «القوّات اللبنانيّة» لقاء الاعتراف له وحده بزعامة المنطقة المسيحيّة، وكان الردّ إصراراً على معاملة واحدة لكلّ الميليشيات (أمل– الاشتراكيّ– القوّات). وكانت حرب التحرير (14 آذار- مارس 1989) التي فشلت في إسقاطه، بعد أن خُطِّطَ لها لتكون حرب الإلغاء الأولى، ففوجئ السوريّون بانقلاب الصراع بين القوّات وعون إلى تحالف.

ثمّ كان اتفاق الطائف، الذي خصّص لعزل الجنرال مع منطقه الوطنيّ «المتمرّد»، ولوضع لبنان تحت الوصاية، ونقل السلطة إلى مجلس الوزراء، لتصبح قواعد مقسّمة ومنفصلة لهرم ملتبس أصلاً. فكانت حرب الإلغاء الثانية في 30 - 12 - 1989 التي طبّقت فيها «القوّات اللبنانيّة» خطّة الدفاع متهمةً عون بإشعالها.

اكتملت حروب عون العسكريّة، بخسارة حرب 13 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1990 (حرب الإلغاء الثالثة) ضدّ السوريّين من دون قبول ولا تسليم للسيادة والحرّيّة والاستقلال. بدأ عون مرحلة النفي والعزلة، تاركاً القصر في ملالة إلى السفارة الفرنسيّة ومنها في فرقاطة إلى مرسيليا ومنها إلى HAUTE MAISON ثمّ باريس. فسقطت الجمهوريّة الثانية، التي رسمها الطائف، في القبضة السوريّة التي تحوّلت من وصايةٍ مرتجاة إلى احتلالٍ قاهر ومغتصب، على رغم لجوء المتعاملين مع الاحتلال إلى وصفه بالوجود الشرعيّ والموقّت.

بعد عودته، ركب الجنرال مجدّداً قطار صراع التيّارات السياسيّة وكأنّها استمرارٌ لحروب الإلغاء الثلاث. وقد وصفه وليد جنبلاط بـ «التسونامي» قبل أن يحطّ بطائرته. ولم يلقَ الحفاوة التي توقّعها خلال زيارته قبر رفيق الحريري. فاستغلّه بالردّ الفوريّ والمباشر في خطاب 7 أيّار، معلناً «الرفض للإقطاع الماليّ والسياسيّ». ولاحقاً رفض كلّ «تشكيلات لوائح الانتخابات التي اقترحتها معارضة البريستول، كما المعارضة الرباعيّة الأطراف الملتبسة الأهداف والرؤوس»، التي اعتبرها غير شرعيّة وتزوِّر إرادة «الشعب العظيم»، بالضغوط الماليّة والعاطفيّة المغمّسة بألوان الطائفيّة والمذهبيّة، والفتاوى والتكاليف الشرعيّة. وقد أدّت محاولات الجنرال للتفاهم مع الحريري بعد الانتخابات على حصّته من الوزراء إلى رفضه المشاركة في الحكومة شكلاً وأساساً «لالتباس مهمّاتها ومشاريعها وأشخاصها».

وأعترف أنّني في هذه الرحلة، بدأ ينتابني الشكّ في حسن قراءة الجنرال ولمرّتين: الأولى يوم استمرّ التفاوض بينه وبين موفدي الحريري وجنبلاط فترة أسبوع تقريباً، لتركيب تحالف انتخابيّ وفشل. والمرّة الثانية يوم أعلن تحالفه وقبوله المشاركة بالوزارة من قريطم، وقد أعلن على أثره أنّه تمّ الاتفاق على 95 في المئة من النقاط مع سعد الحريري لتشكيل الوزارة قبل أن يعلن لاحقاً أنّ الاتفاق لم يتمّ، وفعلاً أحسن. وتوهّمت أنّ الجنرال عاد إلى منهجه القديم ونجا بنفسه وبمؤيّديه من التجربتين وضغوطهما الخارجيّة وإغراءاتهما الداخليّة. ولمت نفسي على التشكيك لمرّتين. واعتذرت.

ورحت أدقّق أكثر في قراءته، بعد أن انتقل «الضابط المتمرّد» و «القائد العنيد» و «الزعيم الوطنيّ» إلى مجلس النوّاب. وبادر في إثارة قضايا حسّاسة بدأها أولاً بالمطالبة بتسهيل وتبنّي عودة «الهاربين» إلى إسرائيل من أهل الجنوب. وثانياً بمطالبته المقاومة الإسلاميّة في الجنوب بكشف هويّتها الأساسيّة وحدود أهدافها. وثالثاً محاسبة وإسقاط الطبقة السياسيّة اللبنانيّة المتعاونة والفاسدة المسؤولة عن فشل الأجهزة المدنيّة والعسكريّة، وتوزيعها مغانم على المتعاونين، وظننت أنّه عاد إلى كتاب: «الجيش هو الحلّ».

لكنّ عون الذي استعجل بالأمس فرح توحيد لبنان، فكان نصيبه النفي، هو اليوم أمام استحالة التوحيد ولا يعطى له سوى آية الفيديرالية أو ما شابهها... ولو في بطن الحوت؟ اليوم ونحن نشهد تحوّل التيّار العونيّ إلى حزب، نسأل مع شعب لبنان عن الحلّ– النموذج، الذي سيجترحه الجنرال عون من نظريّاته وتجاربه لواقع الوحدة الوطنيّة المستحيلة. فهل يدعونا إلى مواجهة أو قبول القدر؟ وهل لا يزال يرى أنّ قيادته الوطنيّة، والتي دفعته للتمسّك بالشعارات الشاملة، تصلح لساحات وإقـطاعات ومناطق متنافرة سياسيّاً واقتصاديّاً وأمنيّاً؟ ألا تشير الدلائل إلى استحالة استرداد الدولة المركزيّة لوطن مقسّم إن لم يكن بات وطناً سابقاً!

واليوم أيضاً، ونحن نراقب تحوّل «القوّات اللبنانيّة» إلى حزب، نسأل الدكتور سمير جعجع، وبعد 11 سنة من السجن بسبب قناعاته المسيحيّة الفيديراليّة، عن النموذج الذي سيقدّمه للتعبير عن قناعاته الجديدة التوحيديّة والوطنيّة؟ وهل تصحّ أفكار فارس سعيد العروبية المكويّة لتفادي التوجّه المعاكس التصادميّ بين عون وجعجع؟ أم هي قراءة خاطئة وسيلتقي الرجلان في محطّة ما؟ أم إنّ «التقسيم شرّ كلّه، والتوحيد خير جلّه»؟ وهل نبحث عن برنارد شو جديد، ليحدّد لنا صيغة بين الوحدة والفيديراليّة، الملبننة ولو بقناعٍ لامركزيّ.

كثيرون يؤمنون وأنا منهم أنّ عون نُفِيَ، ولم يهرب وفقاً لمزاعم الآخرين، وذلك بسبب تمسّكه بشعاره الوطنيّ للجمهوريّة الواحدة. فأخرج من لبنان لأنّه «وحدويّ»، أمّا سمير جعجع الذي وافق في حينه على الطائف، فاتُّهِمَ بالتمسّك بمشروع التقسيم أو الفيديراليّة، وأُدخل السجن في لبنان لأنّه «تقسيميّ». وخرج يبحث عبثاً عن التوحيد؟!

وكانت عقوبة واحدة «مناسبة» أو «استنسابيّة» لعون المتمسّك بالوحدة وجعجع الطامح إلى الفيديراليّة، وكلاهما نفّذ عقوبته حتّى الثمالة وعاد إلى قيادته مجدّداً. ولكن، إلى أين سيقودنا؟

لقد فَقَدَ لبنان- الوطن اليوم قياداته المارونيّة، بخاصّة كميل شمعون وريمون إده وبيار الجميّل، والدرزية كمال جنبلاط ومجيد أرسلان، والسنّية صائب سلام وتقي الدين الصلح، والشيعية موسى الصدر ومهدي شمس الدين، وكذلك قيادات فلسطينيّة (أبو عمار وجورج حبش)، وعربية (عبدالناصر وحافظ الأسد). وفي العراق، قام دستور فيديراليّ يحميه جيشا الأكراد والشيعة بمظلّة الديموقراطيّة الفيديراليّة. أمّا سورية فهي تترنّح أمام ضغوط خارجيّة ومقاومة إسلاميّة داخليّة، بانتظار اكتمال دستور فيديراليّ مناسب لعلويّيها وسنّتها ودروزها أيضاً.

فهل تنتهي «الخيارات» الوحدويّة التي انطلق منها ميشال عون منذ 1985 إلى «قدريّة» الفيديراليّة أمام فراق شيعيّ شرعيّ انطلق من الضاحية صعوداً إلى البقاع ثمّ باتجاه الحدود والوجود؟ مع بروز نظريّة جديدة: مقاومة العدوانيّة الإسرائيليّة، وطلاق سنّيّ علنيّ ظاهر في تشكيل الحكومة والبحث عن رئاسة الجمهوريّة، وضمنيّ ملتبس في تشكيل حالات سلفيّة لبنانيّة وفلسطينيّة في بؤر وجزر معبّأة وجاهزة لمنع وزعزعة تجارب الوحدة والعلمنة والحداثة؟ وهل أنّ عون أمام خصومة حصريّة درزيّة جنبلاطيّة دائمة أو ربّما موقّتة في زعامة الجبل؟ فتصبح حينها الفيديراليّة حلاً وحيداً مفروضاً لتجاربه المستعصية أو المستحيلة للتعايش في الوحدة؟ فيفرض عليه «شرّ الفيديراليّة» أو التساكن اللامركزيّ خياراً وقدراً وحيدين؟!

وهل تنتهي «القوّات اللبنانيّة» التي تبنّت بالأمس «شرّ الفيديراليّة»، وسمير جعجع الذي دخل السجن 11 عاماً لتمسّكه بمشروع الفيديراليّة ليقبل اليوم «خير الزعامة» الوطنيّة الظاهريّ، والالتحاق بدولة الوحدة الملتبسة والمستعصية، حلاً مفروضاً وبديلاً لتجاربه الصعبة أو المستحيلة للتعايش في الفيديراليّة؟ فيمتطي جعجع «خير الوحدة» المتوهّمة خياراً وقدراً ليسعد بسَبَق الرئاسة الهاربة إلى محطّتها الأخيرة والنهائيّة؟!

أم إنّ تبدّل الزمن والمعطيات الداخليّة والإقليميّة والدوليّة سوف تجعل عون وجعجع يلتقيان في تقاطع ما بين التوحيد المستحيل خياراً والفيديراليّة الممكنة قدراً؟ أم إنّنا سنستعيد كاريكاتور إيلي حبيقة (قائد «القوّات اللبنانيّة» الأسبق) الذي خلال لقائي الأوّل به، بعد أن طُرِدَ إلى باريس وانقلاب «القوّات اللبنانيّة» عليه وعلى الاتفاق الثلاثيّ الذي وقّعه مع وليد جنبلاط ونبيه بري في دمشق، لاحظ في نظراتي استغراباً. فسألني: «هيئتك مش عاجبك حكيي»؟ فأجبت: «إنّها ليست قصّة عجب وإعجاب بل مفاجأة ونكء جراحٍ عندي تعود إلى أكثر من ثلاثين سنة، عندما كنت ملتزماً بحزب البعث وكنت أستعمل العبارات والأفكار نفسها التي أسمعها منك الآن». فاستطرد إيلي حبيقة فقال لي «أنتم العروبيّون واليساريّون ناضلتم زمناً طويلاً بدور المومسات والآن بعد ارتدادكم عن العروبة ترغبون بممارسة دور الراهبات»، فنبّهته إلى «أنّ المومس تستطيع أن تتحوّل إلى راهبة ناجحة مستفيدةً من تجاربها، أمّا الراهبة فإنّ تجاربها السابقة لا تحوّلها ولا تساعدها أن تصبح مومساً ناجحة». ويبدو أنّ حبيقة حمل هذا الردّ واقتنع به. وقد التقيته بعد ذلك مراراً وأكّد لي هذه القناعة.

 الوحدة العصيّة

من موقعي وتجاربي المتواضعة، سابقاً كقوميّ عربيّ يساريّ مع ميشال عفلق وأبو عمار، وطنيّ لبنانيّ مع كمال جنبلاط، متابع ومشارك لمسيرة الحرب وتجربة ميشال عون، مهجّر أقف على حدود المواطنة السابقة، أشهد أنّ الوحدة التي كانت عصيّة في التجارب الوطنيّة اللبنانيّة والقوميّة العربيّة، لا تزال حتّى اليوم عصية وأبعد منالاً، ولو كان لبنان صغيراً على التقسيم في حجمه، فإنّ مجموعاته المختلفة أو المتميّزة والمتصارعة لن تحقّق ذاتها إلا في شكل أو نموذج لامركزيّ فيديراليّ. وقد كان ذلك أكثر إمكاناً في السابق، وقد أحسَّ به نوّابنا في الطائف لكنّ جرأتهم توقّفت عند الدعوة إلى لا مركزيّة إداريّة. أمّا اليوم فنحن نعيش حالات استحالة داخليّة أكثر افتضاحاً من السابق. حتّى بتنا نقرأ في شوارعنا لافتة: «الرأي والمشورة، القرار والإمرة، الطاعة والولاء لإيران أو لسورية»، ونراقب أجزاء ومناطق نشأت وكانت محرّمة على الغير بمجموعاتها المتعدّدة المنهج ولكنّها حكماً لغير الوطن اللبنانيّ، ولكنّها موحدّة في السلفيّة مختلفة ومتناقضة في الولاءات. بعضها يبحث عن الخلافة ونظمها الشرعيّة وبعضها الآخر ينتمي إلى الولاية الشرعيّة المطلقة والشاملة، لتسقط عندها نظريّة دولة الحقّ الحديثة والعلمانيّة، ماسحة في «ثورتها» وبرياح رمل ربيعها خرائط القوميّين العرب من المحيط إلى الخليج، بعواصف تحصد حدودنا وتعجننا بوحلة المزابل التي تراءت لنا أحلاماً قوميّة حيناً مع حزب البعث وحركة القوميّين العرب، وأحياناً علمانيّة ماركسيّة مع أحزاب اليسار وأفكار النهضة. وتتساقط وتتحكّم «طيراً أبابيل» على المجتمع المدنيّ والسياسيّ، الفتاوى والتكاليفُ الشرعيّة، المكّيّة والمدينيّة، وكأن الوحي عاد ينزل على الأنبياء الصغار المزوّرين.

اليوم يعزفُ لنا رجالُ دين ودور العبادة، ما لا يطرب مسامعنا من نماذج جديدة للتعايش ومواجهة التحدّي والإصلاح والتغيير، ببناء تجربة الحقوق المدنية المسندة إلى مشاريع طائفيّة ذات أبويّتين خارجيّة وسلفيّة.

 كفانا تعذيباً لأنفسنا

بل إنّهم يقدّمون ما هو أسوأ من التجربة المستحيلة مرّة جديدة. كما كانت سابقاً. فهل يقرأ ميشال عون ويعتبر، فيتراجع ويترجّل عن حصانه الوطنيّ الجامح ركضاً وراء سراب الصحراء السياسيّة ويتوقّف عن مطاردة الجمهوريّة المستحيلة؟ وهل يتريّث جعجع قبل مغامرة ومطاردة الوحدة والجمع الملتبس بين زعامة مسيحيّة سابقة محقّقة وزعامة وطنيّة مرتجاة، ليلتقي الاثنان وبقناعة مع كلّ تكوينات المجتمع اللبنانيّ، على صيغة عيش في مجتمعات تشبه في أنظمتها المدنيّة أهل هذا الكيان، حتّى لا نستمرّ في صراعات العيش المشترك إلى أن يقدّر الله تحقيق التوافق والتشابه الفعليّ في قوانيننا المدنيّة بعيداً عن تقسيماتنا المكّيّة والقدسيّة، بأنّ ملكوت الآلهة ليس على هذه الأرض. كفانا كفراً بآلهتنا وتعذيباً لعقولنا العاجزة حتّى نهاية الزمن عن حلّ خلافات ميراث السماء.

وبكلّ تواضع وصدق لنعتبر ونتّعظ، فإنّ وحدتنا ليست أقوى من وحدة أرض الرافدين التي بدأت تفسح المجال لنموذج فيديراليّ جديد. وإذا كان ميشال عون وجعجع وغيرهما سيتخلّون عن رؤية واجتراح نموذج جديد، فإنّهم لا شكّ سوف يستمعون غداً إلى صوت اللبنانيّين المقيمين، وخاصّة المهجّرين يقول لهم: «اليوم أتيتم! لقد تأخرتم كثيراً». لقد خسرتم الفيديراليّة في تشبّثكم بالوحدة، بينما كانت الفيديراليّة ربّما الطريق الأصوب والمحطّة الأخيرة إلى الوحدة لاحقاً. فلم تعقلوا ولم تتوكّلوا حتّى تربحوا رهان برنارد شو بانتزاع إذن الصلاة (الوحدة) وأنتم تدخّنون (الفيديراليّة).

ومرّة جديدة ليقف عون وجعجع أمام التحدّي «المستحيل» بشجاعة القائد ليبحثا عن وطن وجمهوريّة وليس عن مقعد وسلطة، وعن قُطر ولا ولاية، يبحثان عن شعب لا رعيّة. ومهما كانت الصعوبات كبيرة وكثيرة وحتّى حدود الاستحالة، فإنّ القائد الحقيقيّ لا يستسلم أبداً، حتّى إن أخطأ وأنكره شعبه وتَعِبَ من قيادته، فرسالته أن يبقى واقفاً ومُتْعِباً لشعبه، لمتابعة النضال من أجل الوطن وحرّيّته وديموقراطيّته. «وما نفع القائد إن لم يكن متعباً لشعبه».

أمّا الفيديراليّون، فأنا أتوجّه إليهم مرّة جديدة ألّا تجلدوا أنفسكم، لأنّ استحالة الوحدة والاندماج الوطنيّ هي بالدرجة الأولى مسؤوليّة الأكثريّة التي حالت دائماً دون قبول الأقليّة، التي لم يبقَ أمامها سوى تحقيق ذاتها في نموذج ذاتيّ مناسب.

«وبما أنّ العلمنة صعبة والطائفيّة مستحيلة»، كما بَشَّرَ المفكر اليساريّ محسن إبراهيم (خطاب الأونيسكو لمناسبة ذكرى جورج حاوي)، فإنّ القدر المحتوم الباقي يصبح الصراع العنيف بمنطق الأصوليّات المتنامية كالفطر لتحصر الحلول بثلاثة: الموت أو الذمّيّة أو الهجرة. إنّ اقتراح الحل البديل هو أن نحلم بالوحدة ونحن نعيش تجربة الفيديراليّة بدلاً من أن نَحْلم بالفيديراليّة ونحن نموت خيبات نموذج الوحدة الحاليّ، أو حروب التقسيم والخلافة المستقبليّة أو الولاية المقنّعة حالياً!

يعيدنا التذكّر اليوم إلى مطالبة الأباتي شربل قسيس صدام حسين سنة 1977 بنسخة عن مشروعه لتقسيم العراق والذي أصبح اليوم دستوراً مكتوباً بدمه.

جريمة 14 شباط (فبراير) 2005 ما كانت في بيروت سوى مجرّد إعلان لحالة عنف قائمة، ولصراع الوجود في لبنان كما كانت 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك مجرّد إعلان عنيف لصراع الحضارات. في الجمهوريّة الأخيرة، كانت انتفاضة 14 آذار الشعبيّة إعلاناً وطنيّاً مدوّياً، وربّما يكون الأخير، والأكثر تعبيراً عن رغبة شعبيّة واسعة لطرد المحتلّ، وحبّة حنطة زُرِعَتْ في بطن سنّة لبنان، ليحصدها ربّما لقاء تعثّر كثيراً، قبل أن يعلن تباشيرها عون وجعجع في ورقة النوايا الخجولة، رغم تردّد موقف كبار المستقبل وتقلّبات وبهلوانيّات وليد جنبلاط. لكنّ هذه الحبّة لم تعطِ سنبلتها الكاملة وربّما لن تكمل نموّها لتعود وتنضمّ كتجربة مضافة ومستحيلة إلى تجارب المحاولات المستحيلة السابقة.

 مصير 14 آذار

لبنان اليوم يلامس مرحلة سقوط 14 آذار كحركة شاملة لأنّ حبّاتها لم تنضج لتتحوّل عجيناً يختمر فيه عيش مشترك أو تعايش. وسيستمرّ مستحيلاً وهو في مرحلة تكريس استحالته ورسم آخر حروفها بالدم والشهادة والتهجير والهجرة. ويصرّ بعض المتفائلين على البحث عن مشروع تأسيسيّ يُطلَقُ من سكون الموت ومن مدارس قُمْ وأصفهان يحمله ويحميه ويصونه ويرعاه فيلق القدس وبالسلاح. وإذا طرحنا السؤال: هل يمكن الوصول إلى مشروع مدنيّ علمانيّ وكامل لكلّ لبنان وشعوبه؟... (وهذا كان في خانة المستحيلات) إلّا بالخروج إلى صيغة جديدة في اللامركزيّة والفيديراليّة ترعى التنوّع وتقوننه في صيغة تنفتح لاحقاً لانضمام الآخرين المختلفين أيضاً، بمثابة بطاقة دعوة مجّانيّة للخروج من الاختناقين: العربيّ– الشوفينيّ، والسلفيّ– المتخلّف.

هذا الخيار هو لسعادة الإنسان- المواطن، في جمهوريّة الوجود المنفتح لا جمهوريّة الحدود المغلقة. الجمهوريّة التي تحفظ المواطنة الكاملة لكلّ مكوّنات الشعب، مهما بلغ تعدادها. فلا تسقط في الذمّيّة الشرعيّة أو العزل «الديموقراطيّ العدديّ». وليعذرنا كلّ من يرفض العلمنة في مجتمعنا من «أبطال التحرير والتوحيد» والمقاومة ومنطق التخوين السهل والمعمّم على الآخرين المختلفين، فإذا رفضنا بالعقل والفعل تجربة إلغاء الطائفيّة السياسيّة ورفضنا التجارب والنماذج التي يستعيدون عرضها مكويّة من عفن وتخلّف وجاهليّة الزمن القديم، والتي تناسبهم وحدهم لأنّنا قرّرنا الانتماء إلى عالم اليوم الكونيّ، الذي يُبَشِّر بأنّ الإنسان أهمّ من الأرض وأهمّ من النظام وأهمّ من الوطن، حتّى أنّ الله باعتقادنا تجسّد ليفتديه بصلبه. وهذا هو الفرح الذي وحده قمّة اتحاد الإيمان والكفر. وهكذا ينتمي إنساننا الجديد إلى قائمة أوّل الكافرين وأوّل المؤمنين التي كتب عنها الأب الدكتور جوزيف قزي في كتابه الجريء «تبرئة الله من الأديان».

إنّها التجربة التي تتحدّى شجاعة القيادة المسيحيّة أوّلاً وتتحدّى جميع الآخرين أيضاً ولعلّها التجربة الأخيرة... قبل أن يصبح الكيّ بالتقسيم أو الاقتتال بحثاً عن دولة أو خلافة أو ولاية هو آخر الدواء المفروض علينا من ثقافتنا القديمة وممارسة أوصيائنا وبرغبة من أعدائنا.

فإن كان الخروج اليوم بلبنان من واقع هيمنة الأكثريّة الطائفيّة الملتبسة والمصطنعة إلى حلم العلمنة الكاملة مستحيلاً، فإنّ الفيديراليّة هي الحلّ التوافقيّ الأوحد الباقي. وهذه الفرصة، التي تتوافق اليوم مع رياح «التغيير الديموقراطيّ» المدعوم دوليّاً، تستمدّ ربّما شرعيّتها من حرب التهجير ومن نظام الطائف الذي يصحّ فيه الاجتهاد للوصول إلى الحكم الذاتيّ (الفيديراليّ) في تطبيق نصّين: الأوّل: إعادة النظر في التقسيم الإداريّ السياسيّ (الانتخابيّ)، واحةً ومحطّة انتظار آنيّة للكيانات المغلقة وربّما فيما بعد معبراً للاتحاد أو التوحيد عندما تتحقّق شروطه الثقافيّة والاجتماعيّة.

الثاني: التطبيق الموسّع للامركزيّة الإداريّة والماليّة والسياسيّة.

وكما كانت حرب التهجير 1983 و1985 إعلاناً لسقوط التعايش وتعبيراً عن شعار لا نريد العيش معاً. وكما كان الطائف، على مرّ 15 سنة، معبراً لاحتلال لبنان وإخضاعه وإسقاط أوهام حكمه ومؤسّسات دولته ولموت جمهوريّته، فلماذا لا يتحوّل اليوم التهجير والطائف معبرين لحلّ لبنانيّ جريء وجذريّ ونموذجيّ؟! فيصبح مصيرنا «خياراً» وليس «قدراً» وتتصالح إراداتنا لإنشاء «محافظات موحّدة» ومتّصلة في نظام فيديراليّ ديموقراطيّ توافقيّ يسود دولة الحقّ والمؤسّسات، ويتحوّل لبنان: «جمهوريّة المحافظات اللبنانيّة المتحدة». دائماً، بدلاً من واقعه الحالي في جمهوريات مذهبية دينية عاجزة عن التعايش فعلاً ولو تفننت به قولاً وإعلاناً.

  

اجتماع الرياض يواكب لقاء الحريري - فرنجية: بداية الطريق لحوار من موقع الاختلاف

 23 تشرين الثاني 2015/ محمد شقير/الحياة

بات بحكم المؤكد أن ما كانت تداولته وسائل الإعلام اللبنانية عن عقد لقاء بين زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري وبين رئيس تيار «المرده» النائب سليمان فرنجية لم يكن مجرد اشاعة يراد منها تمرير رسائل سياسية لهذا الطرف أو لذاك، بمقدار ما شكل أول فرصة لبداية حوار بينهما يفترض أن لا يخضع للتأويل أو الاجتهاد وان يترك الحكم على نتائجه لعامل الوقت نظراً الى رغبة الطرفين في مواصلته من خلال قنوات تم الاتفاق عليها. وعلمت «الحياة» ان لقاء الحريري - فرنجية كان حاضراً بامتياز على طاولة الاجتماع «الماراثوني» الذي استضافه الأول في دارته في الرياض في المملكة العربية السعودية وخصص لتقويم المرحلة السياسية الراهنة التي يمر فيها لبنان واقتصر على عدد من القياديين في «المستقبل» في مقدمهم رئيس الكتلة النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي انتقل من أبو ظبي الى الرياض للمشاركة فيه، اضافة الى النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، ورضوان السيد، والمستشار الإعلامي هاني حمود. ووضع الحريري الحضور في الأجواء التي سادت اجتماعه مع فرنجية في باريس، وهو الأول بينهما منذ فترة زمنية طويلة. وقالت مصادر مواكبة لهذا الاجتماع إن زعيم «المستقبل» تمنى على الحضور عدم تداول مضمون الاجتماع في وسائل الإعلام «لأننا ما زلنا في أول الطريق ولا مصلحة لنا في حرق المراحل، ولن نحجب ما دار بيننا عن جمهورنا، لكن دعونا نتابع ولن يكون هناك من أسرار، وفي الأيام المقبلة سنكشف عن الأجواء التي اتسم بها اللقاء». ولفتت المصادر نفسها الى رغبة أبداها الحريري في ممارسة أعلى درجات ضبط النفس لمنع التشويش على الحوار، الذي وإن كان تأخر لبعض الوقت، فإن الظروف التي يمر فيها البلد «تتطلب منا الانفتاح والحوار، ولم يعد من مانع للحوار مع فرنجية طالما أننا نتحاور في حوار ثنائي مع «حزب الله» برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكنا تحاورنا في السابق مع زعيم «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون». ورأى الحريري ان التواصل ضروري «ولكننا لن نتطلع لعقد صفقة ثنائية، وإنما من واجبنا في ظل استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى الانفتاح على الآخر لخفض فاتورة كلفة الأضرار على البلد في ظل الانتظار مع إننا في طليعة الذين يطالبون بانتخاب رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد»، بحسب المصادر عينها. لذلك، أراد الحريري من خلال هذا اللــقاء التأكيد ان «لا فيتو على هذا الطرف أو ذاك، يدفعنا الى عدم التحاور معه وبالتالي لا بد من أن نأخذ وقتنا في تبادل الآراء، خصوصاً ان هذا الحوار ينطلق من موقع الاختلاف». لكن لقاء الرياض لم يقتصر على اطلاع قيادات في «المستقبل» على اجتماع الحريري - فرنجية، مع ان نفي حصوله قبل أيام كان يهدف الى وضعهم في الأجواء التي سادته. وإنما شمل أيضاً طبيعة العلاقة السائدة داخل «قوى 14 آذار» التي لم يعد مقبولاً عدم التدخل لتنقية الأجواء والعمل من أجل رأب الصدع بين عدد من الأطراف المنتمين اليها وصولاً الى اعادة استنهاضها، لا سيما «واننا نقف»، كما يقول مصدر بارز فيها «أمام استحقاقات كبرى تستدعي منا اعادة ترتيب أوضاعنا وحماية بيتنا الداخلي من خلال التعاون على أساس التفاهم على سلّم الأولويات».

وعلمت «الحياة» أن «14 آذار» لم تكن في حاجة الى تظهير الخلافات القائمة بين قواها الرئيسة والمستقلين من خلال الانقسام الذي برز للعلن في انتخابات نقابة المحامين التي دقت ناقوس الخطر الذي يتهدد وحدتها التي لم تصمد، على رغم انها تحرص في اجتماعاته الدورية على تكرار تمسكها بعدد من الثوابت أبرزها التوجه أولاً لانتخاب الرئيس. ومع ان المصدر نفسه يرفض ما أخذ يقال من حين الى آخر إن «14 آذار» مرشحة لأن تغرق في إعادة خلط أوراق يمكن ان تدفع في اتجاه تهديد وحدتها، فإنه في المقابل يحرص على أن لا يكون «شاهد زور» يدير ظهره للاختلافات التي تشكو منها. وكشف هذا المصدر عن وجود مشكلة لم تكن بسبب انقسام «14 آذار» على نفسها في انتخابات نقابة المحامين، وإنما تعود في الأساس الى التباين حول دعوة الرئيس نبيه بري لعقد جلسة تشريعية قبل أن تعود وتنتظم في صف واحد مستفيدة من المبادرة التي أطلقها الحريري وأدت الى اضفاء الميثاقية على هذه الجلسة.

ماذا بين جعجع ومكاري وحرب؟

وأكد المصدر ان بداية الاشتباك السياسي داخل «14 آذار»، وتحديداً بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وبين مكاري والوزير بطرس حرب وآخرين من النواب المستقلين، كان في الهجوم الذي قاده الأول ضد المستقلين الذين قرروا المشاركة في الجلسة التشريعية بصرف النظر عن موقف «القوات».

وتابع ان جعجع شن هجوماً على المستقلين تحت عنوان أنهم وحدهم لا يؤمنون الميثاقية للجلسة التشريعية بذريعة ان لا تمثيل وازناً لهم في الشارع المسيحي ما اضطرهم للرد عليه. وأضاف أن موقف جعجع من المستقلين أدى الى انقطاع تواصله مع مكاري، وكادت علاقته بحرب تبلغ المصير نفسه، في ضوء الاتصال «الساخن» الذي دار بينهما وتخلله تبادل المواقف الحادة من الطرفين. ورأى هذا المصدر أن اعادة تصحيح العلاقة بين جعجع ومكاري في حاجة الآن الى بذل جهد فوق العادة، وهذا ما تكفل به الحريري والسنيورة في معرض تقويمهما لسوء الأحوال السياسية بينهما، وقال إن الإمكانية قائمة لمصالحة «القوات» مع حرب ولكنها في حاجة الى مداخلات لتنقية الأجواء بينهما. وقال إن علاقة «المستقبل» بحلفائه في «14 آذار» وتحديداً بـ «القوات» وحزب «الكتائب» نوقشت بالتفصيل في اجتماع الرياض وأن الحريري والسنيورة قادا الرأي القائل بضرورة التدخل لإعادة الاعتبار لها، من جهة ولدرء الأخطار التي تهددها، من جهة ثانية.

وأوضح المصدر أن الاجتماع الأخير لـ «14 آذار» الذي عقد ليل الخميس الماضي في «بيت الوسط» خصص للبحث في كيفية العودة بها الى الأصل الذي يحفظ وحدتها ويزيدها تمسكاً بالثوابت التي انطلقت منها. وقال إن ممثل «القوات» في اللقاء النائب جورج عدوان أبدى مرونة في التعاون لاستيعاب التأزم الذي يهدد وحدتها وتحدث بإيجابية عن دور «المستقلين» فيها مع انهم صوتوا في انتخابات نقابة المحامين في دورتي انتخاب الأعضاء والنقيب لمصلحة مرشح «التيار الوطني الحر» أنطونيو هاشم الذي فاز بمنصب النقيب.

واعتبر ان الممارسة السياسية لمعظم الأطراف في داخل «14 آذار» تتناقض والموقف الموحد الذي يصدر عن اجتماعاتها الدورية، وقال: «لم يعد ممكناً الاستمرار في ظل تصاعد حدة الاختلاف بين قواها الرئيسة وتغييب الدور الذي عهد به الى «المستقلين» الذين أحسنوا في تمرير رسالة سياسية لمن يعنيهم الأمر بأنهم يرفضون التعامل معهم على أنهم ملحقون بطرف أو بآخر».

ترميم صفوف «14 آذار»

واعترف المصدر بأن لقاء الرياض توقف ملياً أمام المسار العام للعلاقة القائمة بين «المستقبل» و «القوات» و «الكتائب»، وأكد أن اعادة الحيوية اليها تستدعي عقد لقاء موسع لـ «14 آذار» بعيداً من الابتزاز أو الانزلاق في مشاريع خاصة، وقد يكون الفرصة الأخيرة لإصلاح ذات البين بين جميع مكوناتها وإلا فإن وحدتها ستذهب ضحية الازدواجية في المواقف.

الحوار مع نصر الله

أما بالنسبة الى الحوار الدائر بين «المستقبل» و «حزب الله» برعاية مباشرة من بري، فأجمع الذين شاركوا في اجتماع الرياض على ضرورة استمراره لأنه يشكل الحاضنة الوحيدة لتنفيس الاحتقان وخفض منسوب التوتر المذهبي والطائفي. ورأوا ايضاً أن الجلسة الحوارية المقبلة ستكون مناسبة لتقويم المبادرة التي أطلقها أخيراً السيد حسن نصر الله ودعا فيها الى التفاهم على تسوية للأزمة في لبنان. وفي هذا السياق رأى الذين شاركوا في اجتماع الرياض أن ما طرحه نصر الله هو بمثابة مؤشر ايجابي يجب التعامل معه بانفتاح لأنه لا مصلحة لأحد في رفض أي تسوية في المطلق. واعتبروا ان هناك ضرورة لمتابعتها للتأكد من مضامينها وبعض تفاصيلها وما إذا كانت تصب في نهاية المطاف في التفاهم على انتخاب رئيس توافقي. وبالنسبة الى وضع قانون انتخاب جديد، كان لا بد للمشاركين في اجتماع الرياض من تأييد تشكيل لجنة التواصل النيابية لعلها تتوصل الى ابتداع قواسم مشتركة يمكن التأسيس عليها لانتاج قانون جديد مع استعدادهم للتفاهم في داخل «14 آذار» على مشروع موحد، خصوصاً ان «المستقبل» و «اللقاء الديموقراطي» برئاسة وليد جنبلاط و «القوات» كانوا توصلوا الى اتفاق على الإطار العام لهذا القانون الذي يجمع بين النظامين الأكثري والنسبي. وعليه، فإن بداية الحوار بين «المستقبل» و «المرده» لن تشكل -كما يقول قيادي في «14 آذار» - عائقاً أمام الالتفات لتضميد «الجروح السياسية» التي أصابتها، متمنياً عدم تفويت هذه الفرصة، لأن البديل سيكون حتماً الانقسام بدلاً من تنقيتها من الشوائب وهي تستعد لمواجهة أكثر من استحقاق سياسي على وقع «إعلان النيات» بين الحريري وفرنجية لبدء حوار لا يزال في طوره التأسيسي.

 

المسيحي الذي يعرف ماذا يريد

خيرالله خيرالله/ايلاف/22 تشرين الثاني/15

هل من سبب ليحتفل لبنان بعيد الإستقلال في ظلّ الظروف الراهنة التي تتسم بغياب رئيس الجمهورية وبازمة اقتصادية عميقة ليس معروفا ما اذا كان البلد سيقوم منها؟ المؤسف وسط كلّ المآسي التي يشهدها لبنان هذه الأيّام انّ هناك فريقا مسيحيا لم يعد مهتما بوجود رئيس للجمهورية. هذا الفريق الذي على رأسه النائب ميشال عون القائد السابق للجيش هو الوحيد، بين المسيحيين الذي يعرف ماذا يريد. انّه لا يريد رئيسا للجمهورية. هذا عائد اوّلا واخيرا الى انّ الطرف الذي يتحكّم بهذا الفريق المسيحي هو الطرف الوحيد الذي لديه مشروع خاص به للبلد. هذا الطرف هو "حزب الله" الذي يعكس ما تريده ايران وتعمل من اجل تحقيقه. الى اشعار آخر، لا تريد ايران رئيسا للجمهورية اللبنانية. كلّ ما تريده هو تغيير النظام في لبنان. تستغل ايران امرين. الأوّل الغياب العربي التام عن لبنان والآخر التطورات في سوريا. تتصرّف ايران من منطلق انه بات لديها شريك في سوريا هو الشريك الروسي. يدفعها ذلك الى التمسّك بوضع اليد على لبنان وصولا الى تغيير النظام فيه كي تكون في المستقبل جزءا لا يتجزّأ من المعادلة في البلد. الغريب ان يلعب فريق مسيحي دورا في الغاء موقع رئيس الجمهورية، خصوصا ان رئيس لبنان هو رئيس الدولة المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط كلّه، وصولا الى ما هو ابعد من الشرق الأوسط، الى افغانستان وربّما ما بعدها. في كلّ الأحوال، تأتي ذكرى الإستقلال في وقت اصبح  كلّ شيء معطّل في لبنان. هناك لبنانيون نزلوا الى الشارع في الأسابيع القليلة الماضية، كما نزلوا في يوم الإستقلال. تبين ان كلّ ما يطالبون به، عبر الغوغائية التي تتسم بها تحرّكاتهم، يستهدف التغطية على المشكلة الحقيقية التي يعاني منها البلد والتي اسمها السلاح غير الشرعي لـ"حزب الله" الذي صار شريكا في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. هذا السلاح المذهبي في اساس كلّ مشاكل لبنان. هذا السلاح هو الذي يأتي بارهابيي "داعش" الى لبنان. هذا السلاح هو الذي يثير الغرائز المذهبية التي تحول دون تفاهم بين اللبنانيين في شأن كيفية التعاطي مع المسائل الحيوية التي تهمّ المواطن والتي يفترض في اي دولة من دول العالم المتحضر معالجتها. هذا السلاح هو الذي يعطّل مؤسسات الدولة اللبنانية ويعمل على تدميرها الواحدة تلو الأخرى.

المفارقة ان الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله يطرح حاليا على اللبنانيين "تسوية شاملة". لم يعد يتحدّث عن "المؤتمر التأسيسي". يسعى الى بلوغ الهدف نفسه ولكن من دون اثارة حساسيات تثيرها عبارة "المؤتمر التأسيسي". المطلوب بكل بساطة وصراحة تغيير النظام في لبنان بدل العمل على المساهمة في تنشيط المؤسسات القائمة، وهي مؤسسات دولة قديمة استقلّت قبل اثنين وسبعين عاما. لم يعد مجلس الوزراء يستطيع الإجتماع دوريا في لبنان. صارت هناك حاجة الى عملية قيصرية في كلّ مرّة هناك حاجة ماسة الى جلسة لمجلس الوزراء من اجل تفادي الإنهيار الكامل للدولة.

لو كان "حزب الله" يريد بالفعل تسوية في لبنان، لما طرح التسوية قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. يختصر منع مجلس النوّاب من انتخاب رئيس للجمهورية مأساة لبنان بكل ابعادها.

هل على اللبنانيين في الذكرى الـ72 للإستقلال الإستسلام لليأس، خصوصا ان روسيا قرّرت مثلا اغلاق مطار رفيق الحريري في بيروت، بعض الوقت، لمجرّد انّها تريد اجراء مناورات في منطقة بحرية لا تبعد كثيرا عن شواطىء لبنان؟ من الباكر الإستسلام نهائيا لليأس. لكن الثابت ان وضع لبنان يتدهور يوميا في وقت هناك فريق مسيحي يقبل املاءات "حزب الله". هذا الفريق يقبل عمليا تغييرات جذرية تطال النظام من دون مشاركة لرئيس الجمهورية... وفي غيابه! في النهاية، هل يمكن تغيير النظام بقوة السلاح؟ هل يكفي امتلاك "حزب الله" للسلاح كي لا يعود مجال لإنتخاب رئيس للجمهورية؟ ما يحصل في لبنان انقلاب بكلّ معنى الكلمة. مثل هذا الإنقلاب مرفوض لا اكثر ولا اقلّ، لا لشيء سوى لأنّ الهدف منه تغيير الصيغة التي اتفق عليها اللبنانيون في الطائف وهي صيغة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. هل يبقى معنى للبنان من دون المناصفة؟ كيف يمكن لفريق مسيحي الدخول في هذه اللعبة التي يديرها "حزب الله"؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يُفترض على اللبنانيين طرحه على انفسهم. ان موقف "حزب الله" مفهوم جيّدا. هذا الحزب يعترف، بلسان قادته، ان مرجعيته في طهران وليس في لبنان وانّه حزب تابع للوليّ الفقيه. هذا الحزب يقاتل في سوريا متحديا كلّ مبادئ السيادة اللبنانية لأنّ الوليّ الفقيه يريد ذلك.

باختصار شديد، ان "حزب الله" صادق مع نفسه الى النهاية. ثمّة حاجة ايرانية الى تغيير النظام في لبنان. ينفّذ الحزب ما تطلبه طهران منه لأنّه يؤمن بان مصلحة ايران تتجاوز مصلحة لبنان وان لبنان ليس سوى تفصيل مقارنة مع ما تمثّله ايران بالنسبة اليه. لا لوم اذا على "حزب الله". اللوم على من يغطي الحزب من امثال ميشال عون الذي يدّعي الدفاع عن حقوق المسيحيين، فاذا به يدوس على هذه الحقوق ويجعل من المسيحيين مجرّد ادوات في لعبة لا علاقة لهم بها من قريب او بعيد، بل لا تخدم مصالحهم ولا تحمي حقوقهم باي شكل من الأشكال. هل من مسيحي لبناني يعمل في ايران؟ هل من عائلة مسيحية تتلقّى مساعدات يرسلها احد ابنائها العاملين في ايران؟ في المقابل كم عدد العائلات اللبنانية التي يعمل ابناؤها في دول الخليج العربية؟ كم كمية الأموال التي يرسلها هؤلاء الى هذه العائلات؟ والى اي مدى يساهم اللنانيون العاملون في الخليج في دعم الإقتصاد اللبناني... او ما بقي منه؟ في الذكرى الـ72 للإستقلال، لم يعد لكلمة عيب معنى. لم يعد عيب على لبناني مسيحي ان يرى مصلحة ايران ولا يرى مصلحة لبنان. هذا فصل جديد من تاريخ لبنان لا علاقة له بلبنان...

 

هدية روسية إلى اللبنانيين في يوم استقلالهم

إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/15   

ما كان ممكنا أن يكون توقيت «الهدية» الروسية للبنان أكثر دلالة في يوم الذكرى السنوية الـ«72» لاستقلاله، إذ وفق التقارير الإعلامية الرسمية، فإن السلطات الروسية المعنية لم تبلغ الحكومة اللبنانية بأمر المناورات عبر القنوات الرسمية الشرعية بين الدول، وتحديدا وزارة الخارجية وسفارتي الدولتين في عاصمة كل منهما. الغريب أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، بشحمه ولحمه، كان في موسكو قبل أيام معدودة، والمُستَبعد أن تكون مناورات من هذا النوع قد تقررت فجأة بصورة مزاجية. ثم إن باسيل، شخصيا، ينتمي إلى تيار سياسي حليف لرئيس النظام السوري بشار الأسد وإلى الفصيل اللبناني التابع لإيران، أي حزب الله، أي أنه شخص موثوق به في حسابات موسكو.. ولا حاجة إلى إخفاء الأمر عنه. الغاية من هذا الكلام ليست شحذ همم السلطات اللبنانية على الوقوف بوجه إرادة فلاديمير بوتين في منطقة يظهر أن واشنطن قد سلمت إليه بأنها أضحت «حديقته الخلفية»، خاصة أن رد الفعل الغربي على التحديات المتكررة من موسكو خلال العامين الأخيرين كان بائسا.. ولا هي، طبعا، افتعال أزمة داخلية في دولة عاجزة هشة تمر الذكرى السنوية لاستقلالها للسنة الثانية على التوالي في ظل شغور رئاسة الجمهورية فيها. إطلاقا.. ما أقصده أن اللبنانيين اختاروا أن يتناسوا حقائق بسيطة تتعلق بمصيرهم في خضم كل أنواع المناورات والمؤامرات والمساومات التي تحيط بهم من كل الجهات، ذلك أنهم لولا تناسيهم هذه الحقائق لما خرج عليهم أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، قبل أيام، داعيا إلى «تسوية وطنية شاملة» تشمل «تفاهمات» على ملفات رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخاب ومجلس النواب. ولما كان الجيش اللبناني «ينسق» عملياته الأمنية، وبخاصة في المناطق الحدودية مع سوريا، مع حزب مسلح يمثل حصرا طائفة دينية واحدة في البلاد، ويملك دون سائر الأحزاب اللبنانية شبكة أمنية واتصالاتية موازية لأمن الدولة واتصالات الدولة.

أمين عام حزب الله في دعوته إلى «تسوية وطنية شاملة» لم يطرح تعايشا مع باقي الفرقاء اللبنانيين كما تتعايش سائر القوى السياسية، تحت سقف الدولة اللبنانية. ولم يعرض التنازل عن سلاحه، ثم إنه لم يبدِ في يوم من الأيام أي ندم على تجاوزه الدولة وشرعيتها وسيادتها بخوضه حروبا خارجية بناء على تعليمات خارجية، مع أنه ممثل في كل مؤسسات الدولة اللبنانية.حزب الله، في الواقع، يخاطب اللبنانيين وفق منطق بسيط جدا ومتعالٍ جدا مضمونه «ما لنا.. لنا وحدنا، وما لكم.. لنا ولكم» الذي سبق أن طبقه غير مرة في الماضي كل طرف لبناني اعتبر نفسه فوق مستوى الدولة وأشد منها بأسا، وأعلى مكانة من مكوناتها ومؤسساتها. إن ما يريده الحزب عبر دعوة أمينه العام هو تمرير مرحلة من أجل هضم ما قضمه خلال الفترة الماضية، قبل أن يحين وقت القضمة التالية. وفي الظروف الحالية من مصلحة الحزب - ومصلحة راعيته إيران - تخدير خصومه على الساحة اللبنانية وتثبيت المكتسبات التي حققها بغلبة السلاح.. بالتوازي مع تثبيت إيران مكتسباتها الإقليمية في أعقاب الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، قبل مغادرة باراك أوباما البيت الأبيض ومجيء إدارة أميركية جديدة. ثم إن حزب الله، الذي هو جزء لا يتجزأ من المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، يرى مصلحة كبرى في تحقيق أكبر مقدار من الاستفادة من «شهر العسل» الحالي بين موسكو وطهران. وهذا، مع وجود من يقول بأن التحالف القائم بين الروس والإيرانيين ما زال تحالفا تكتيكيا، ولا ضمانة ببقائه على المستوى الحالي من المتانة إذا ما طرأت تغيرات راديكالية في المسرح الدولي خلال العام المقبل، لا سيما بعد نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.

اللبنانيون العقلاء يدركون اليوم أن حزب الله وضع يده على معظم الطائفة الشيعية في لبنان بحجة «المقاومة». ثم منذ 2006، باشر الهيمنة على لبنان ككل باسم «حماية سلاح المقاومة» عبر اصطناعه دمى من الطوائف الأخرى تأتمر بأوامره، وتستفيد من خدماته وأصواته الانتخابية. ولقد خطا خطوة كبيرة في هذا السياق بعقده صفقة «ورقة التفاهم» مع تيار ميشال عون، كاسبا لمشروعه غطاء مسيحيا تحت هدف ظل مستترا لفترة من الزمن هو «تحالف الأقليات» – طبعًا، ضد السنة. وبالتالي، فإن الأبعاد الكاملة لعلة وجود الحزب ودوره، محليا وإقليميا، انكشفت تماما أمام معظم اللبنانيين ونسبة لا بأس بها من العرب بعد تفجر الثورة السورية. عند هذا المفصل تلاشت كل الأوهام واتضحت الحقائق، مع تدخل حزب الله للقتال في صف قوات نظام الأسد ضد الشعب السوري الأعزل، قبل أن يكون هناك «داعش» أو غير «داعش»، والدليل تغيير الذرائع التي كانت تُسوّق لتبرير تحويل البنادق والصواريخ عن اتجاه القدس نحو وجهة حمص وحلب.

اليوم في الذكرى السنوية الـ«72» لاستقلال ما عاد يعني شيئا، وفي بلد محتل بقوة سلاح طائفي أجنبي الولاء والتحكم، وأوضاع إقليمية غاية في الخطورة والتعقيد، يطرح حزب الله مناورة «التسوية الوطنية الشاملة»، بهدف تثبيت المكاسب لا غير. الحزب يريد، بكل بساطة، إسباغ الشرعيتين «الوفاقية» و«الدستورية» على ما اغتصبه وصادره. ولذا سيكون من السذاجة المفرطة أن يسير فريق لبناني في تسوية لا يمكن صرفها، ولن تعطيه في حقيقة الأمر شيئا، حتى تحت وطأة هواجس الإرهاب العابر للحدود. إن العواصم الكبرى تعرف كثيرا عن العلاقة المشبوهة التي تربط محور دمشق وطهران بالجماعات الإرهابية المتطرفة التي «أخرجت» من سجون الأسد في سوريا، و«أطلقت» من سجن أبو غريب في العراق، وتحاشت البراميل المتفجرة قصفها لسنوات. ولئن كانت فظائع «داعش» أدت إلى إهداء هذا المحور نصرا مرحليا، فلا ضمانات له على المدى الأبعد، لأن حتى واشنطن تتذكر أن إيران كانت «دولة راعية للإرهاب».. وأن حزب الله ما زال بنظرها «منظمة إرهابية».

 

الجبهات الأربع للحرب على الإرهاب

باسم الجسر/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/15   

لماذا الاختباء وراء الأصابع؟ فما حدث للطائرة في النقب، والتفجيرات الدامية في ضاحية بيروت وفي باريس ومالي، مؤخرًا، ليست مجرد عمليات إرهابية، محلية أو إقليمية عادية، بل إنها صفحة جديدة من حرب باتت معلنة بين التنظيمات السياسو - دينية الإسلاموية المتطرفة، وأبرزها اليوم «داعش»، وكل الدول والشعوب التي تقف في وجه طموحها المجنون لتوحيد المسلمين في دولة يحكمها «خليفة»، وللسيطرة على العالم. هذه الحرب الجديدة من نوعها في التاريخ، مهما وضع لها من عناوين، ما زالت في بدايتها. ولا أحد يستطيع تبصُّر نهايتها، نظرًا لتعدد الأطراف والجبهات والأسلحة فيها وتفاوت الميادين التي يدور فيها القتال واختلاف الأهداف التي يرمي إليها المشاركون فيها. إلا أنه من البديهيات استبعاد انتصار تنظيم إرهابي، مهما بلغ عدد مقاتليه، واحتل من مساحات، على الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي والهند، ولا ننسى 99 في المائة من العرب والمسلمين الذين يرفضون تفكيره وأسلوبه وغايته. إنه يستطيع أن يرعب، وأن يؤذي، وأن يسفك دماء رجال ونساء وأطفال أبرياء، ولكن الضرر الأكبر الذي أحدثه ويحدثه هذا الإرهاب، حتى الآن، هو الأذى الذي ألحقه بالمسلمين والعرب، ولا سيما بعشرات ملايين المسلمين الذين يعيشون في الغرب، والإساءة إلى صورة الإسلام ومبادئه السامية. فلقد «طفَّشت» عملياتهم الإرهابية السياح من مصر وتونس ولبنان والأردن، مسببة المزيد من البطالة واللااستقرار الاجتماعي في هذه البلاد. ولقد عرَّضوا ملايين العرب والمسلمين في فرنسا وأوروبا والعالم بأسره إلى الإحراج، بل إلى الاستعداء في المحيط الذي يعيشون فيه. إلا أن أخطر وأفدح ما ارتكبوه هو تغطية هذه الكمية من الإرهاب والعنف والحقد والرجعية بشعارات عقائدية دينية، ليست في الإسلام ولا منه. فالإسلام قد انتشر في العالم، لا بالإرهاب والسيف والخنجر والديناميت، بل بالدعوة الخيرة والمثل الصالح وعلى يد علماء أتقياء ومتنورين، لا بقطع الرؤوس وتفجير السيارات والأندية والانتحار بالأحزمة الناسفة. حتى الآن، ما زالت الحكومات والشعوب الغربية تفرق بين المسلمين والإسلامويين، بين الإسلام كعقيدة والإرهاب الذي يرتكبه «مسلمون متطرفون» وهم يطلقون هتافات دينية. ولكن إلى متى؟ ولقد فتحت الدول الأوروبية أبوابها وصدرها لملايين المسلمين والعرب الذين هاجروا إليها طلبًا للعمل والعيش والاستقرار (ثلاثون مليون مسلم في أوروبا الغربية)، وانتشرت المساجد في الغرب (ثلاثة آلاف مسجد في الدول الأوروبية)، واستقبلت مؤخرًا مئات آلاف الهاربين من الحروب الأهلية الناشبة في بلادهم. أما بعد ما حدث في باريس ومدن أوروبية أخرى من عمليات إرهابية، فإن الأصوات باتت ترتفع عاليًا في فرنسا ودول أوروبية عدة مطالبة بإغلاق الأبواب في وجه المهاجرين من بلاد إسلامية أو عربية، وأخرى بترحيل المقيمين إلى بلادهم الأصلية. قد يكون هذا الغضب المتصاعد أو ردود الفعل المعادية في الغرب هو ما يرمي إليه الداعشيون وأمثالهم معززًا لعقيدتهم العدائية، ولكن هل تراهم يقدِّرون ما قد تؤول إليه هذه الحرب التي أعلنوها على العالم؟ إن الدول الكبرى قد اكتفت حتى الآن بـ«التنقير الجوي» والتشدد البوليسي في مجابهتها لـ«داعش»، ولكنها لن تكتفي بذلك إذا صعَّدت التنظيمات الإرهابية إرهابها وهددت مصالح هذه الدول الحيوية. إن الطريق الذي اختارته «داعش» والتنظيمات العقائدية المتطرفة لتحقيق أهدافها، إنما هو طريق انتحاري مؤدٍ إما إلى حرب عالمية جديدة ليس لها فيها أدنى حظ أو فرصة للانتصار. بل إن هذه الحرب اللامتوازية التي تخوضها، والتي قد تدوم سنوات سوف تهدم في العالمين العربي والإسلامي ما لم يتهدم بعد وتعود بالعرب والمسلمين ألف سنة إلى الوراء. إنها حرب من نوع جديد مؤذية ومرعبة للغرب وللعالم، ولكن أذاها للمسلمين والعرب أكبر، وخسائرها أفدح. وهي حرب لا تربح عسكريًا أو بوليسيًا فقط، بل حرب لا بد من كسبها سياسيًا وفكريًا واجتماعيًا أيضًا. فهناك قضايا عالقة؛ محن عميقة الجذور، تشكل جمرات تغذي مشاعر العداء بين المسلمين والغرب، وأهمها قضية الشعب الفلسطيني التي يجب حلها بإرغام الدول الكبرى إسرائيل على التسليم بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. كما هناك على المراجع الدينية والعلماء المسلمين أن يبذلوا المزيد من الإرشاد والتوجيه اليومي والشامل لإبعاد الأجيال الطالعة عن هذا الطريق الانتحاري الذي تدفعهم «داعش» وأمثالها إليه. وأما المجال الرابع فهو الاستقرار والتقدم الاقتصادي - الاجتماعي، الذي لا بد من تحقيقه للقضاء على البطالة والغضب والنقمة المولدة للتطرف وللعنف. وإنها لمعارك أربع لا تربح إلا بتعاون صادق بين الدول الكبرى والدول العربية والإسلامية.

 

كل الطرق تؤدي إلى... بشار

سامر فرنجيّةالحياة/23 تشرين الثاني/15

لبضع دقائق بعد تفجيري برج البراجنة، ساد الصمت والترقّب بهدف التأكّد من خريطة التضامن. بدأ التضامن والإستنكار يندلقان من دون المشروطية المعتادة، ودخل كورس السفارات في حملة الدعم، وبعد تفكيك قنبلة «الفيديو المزوّر» عن ابتهاج تبيّن أنّه عرس، ارتاحت النفوس. التضامن كامل. العالم كله لبنان، لبنان كله بيروت، وبيروت كلها الضاحية. فشل تنظيم «داعش» وانتصرت الإنسانية المحضة. لكنّ لـ «داعش» حيلاً كثيرة. فبعد الضاحية، ضرب التنظيم العاصمة الفرنسية، لينسحب التضامن من لبنان وينكبّ مضاعفاً على باريس. وفي أقلّ من يومين، استُبدِل التضامن الإنساني بـ «سياسة المحاسب التضامنية» و«علم التضامن المقارن»: من يتضامن مع من؟ من يلقى تضامناً أكثر؟ من لم يتضامن مع ضحايا آخرين؟ ما هي قيمة الضحايا؟ هل هناك ضحايا أغلى من غيرهم؟ الأسبوع الذي بدأ إنسانياً بامتياز، عاد وانقسم بحسب جدول قيمة إنسانية، مفاده الوحيد أن العالم، بشقّيه الحي والميت، غير عادل.

غير أنّ هذه اللعبة الحسابية المعتادة لم تستقرّ على المعادلة القديمة، أي أنّ المسلمين، أكانوا لاجئين ومهاجرين في أوروبا أو ضحايا في فلسطين والعراق، هم الضحايا المطلقون الذين يعطلون لعبة المقارنة، أو ينهونها. فمع الحرب السورية، بات هناك ضحايا أكثر إطلاقية سحبوا من ضحايا الأمس صفتهم المطلقة وقدرتهم على إنهاء لعبة المقارنة، وإنْ لم يستطيعوا أن يسحبوا منهم مكانتهم السياسية. ففي جدول التضامن المقارن، أصبح هناك قعر جديد رفض الجميع تسييسه. فانتهت هذه اللعبة بفلتان تضامني لا حدود له، أجبر أرباب التضامن إمّا على إشهار جنون تعاطفي مع الضحايا أجمعين أو على الرقص حول محاكاة تضامنية بلا حدود. قد يعـــود هــــذا الفلتان التضامني إلى وجود ضحايا جدد، يرفض أصحاب التضامن تسييسهم، خرقوا جدول التضامن المعتاد من دون أن يرسوا نمطاً جديداً قد يطرح مخرجاً مختلفاً للعبة ذاتها. ولهذا الفشل السياسي سبب أساسي اسمه بشار الأسد وصعوبة نبذه من أصحاب التضامن مع العرب. وبدل تسييس هذه القضية، تمّ تحويلها إلى قضية إنسانية، تعيد إنتاج الأسد كحليف «تقني» لعمليات الإغاثة، يحتاج له من يتعاطف إنسانياً مع ضحايا لا معنى سياسياً لهم. بدأ الأسد يعود من الباب الإنساني، بعدما عاد من الباب العسكري. فلم تختلف ردة فعل فرنسا في وجه الهجوم الإرهابي عن ردة فعل الولايات المتحدة بعد هجوم 11 أيلول (سبتمبر). فردة الفعل الأوروبية المتوقعة على المهاجرين انطلقت وارتفعت أصوات اليمين المتطرف في المجر والمانيا، قبل أن تلاقيهم زعيمة "الجبهة الوطنية" مارين لوبن بمطالبتها بالاعتقال الفوري لمن لجأوا خوفاً من الاختلاط المحتمل للإرهابيين بالمهاجرين.

غير أن التحوّل غير المسبوق، قد يكون في ما أعلنه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. فإضافة إلى تكثيف الغارات الجوية على «داعش» في سورية، أعلن أن فرنسا في «حالة حرب»، ما يتطلب تمديد حال الطوارئ ثلاثة أشهر ومراجعة الدستور للسماح للسلطات العامة بـ «التحرك ضد الارهاب الحربي»، إضافة إلى استحداث 8500 وظيفة جديدة في الامن والقضاء، وهذا خلال عمليات دهم متزايدة. لقد قدّمت «حالة الحرب»، التي باتت مفتوحة كونها لا تخاض ضد دولة بل ضد حالة إرهابية، الحل الأمني على السياسي. فاللاجئون باتوا أزمة أمنية وتقنية، تتطلب إدارة أفضل لتحركاتهم وهوياتهم وأفعالهم، وهي إدارة تحتاج إلى التعاون مع جميع المعنيين، وقد يشمل هذا التعاون المصدر، أي النظام السوري الذي يتحوّل من مسبب سياسي للهجرة إلى مشارك «تقني» في عملية إدارة اللاجئين. كما أن عبثية العملية الجوية على «داعش»، وهي عبثية بسبب استثنائها النظام، باتت مدخلاً آخر لإعادة التنسيق مع النظام، والذي يتحوّل من طرف في حرب، وهو الطرف الوحيد الذي لم يحارب «داعش»، إلى مساعد عسكري لحملات جوية أبدت فشلها إذ هي غير مدعومة بعسكر على الأرض. ما يبدو دفاعاً عن حدود أوروبا الخارجية، وهو دفاع قد يحوج إلى التعامل مع الأسد، بات مقروناً بحملة ثقافية في الداخل، رأت في هجوم «داعش» تعدّياً على «نمط حياة»، وهو تحدٍّ يمارسه ظلاميون يكرهون النبيذ الفرنسي!. وحتى الناقد الأول للرأسمالية، سلافوي جيجك، لم يستنتج من هذه الهجمات إلاّ ضرورة الدفاع عن المركزية الأوروبية في وجه الاعتداءات التي طاولت باريس. غير أن هذا الهوس الثقافي لم يعد يرسم حدوداً بين داخل حضاري وخارج ظلامي، بل أصبح يطاول فرنسا في داخلها الحميم. فبحسب دراسة إحصائية عن الفرنسيين الذين التحقوا بالجهاد في سورية، تختلف صورة الجهادي الفرنسي عن الصورة النمطية التي تربط التطرّف بالفقر والحرمان والجهل. فأكثرية الجهاديين، بحسب الدراسة، من الطبقة الوسطى ومن عائلات تُعرّف نفسها بأنّها «ملحدة». فـ «الداعشي»، بكلام آخر، بات فرنسياً، ليس فقط بالهوية، بل بالثقافة. والداخل الفرنسي ليس عرضة للهجوم فحسب، بل أصبح بذاته أرضاً خصبة للجهاديين، ما يتطلب توسيع المراقبة لجماعات كانت سابقاً خارج دائرة الشك. وفي هذا الهوس بالثقافة، يخرج بشار مجدّداً، كحليف ثقافي في وجه الظلامية، فيما الفارق بينه وبين فرنسا أن عدد الظلاميين عنده أكبر. ربّما كانت هناك إمكانية لابتكار رد أكثر إنسانية وأقلّ أمنية وثقافوية على هجوم «داعش». بيد أنّ الردّ المتوقع باتت له نتيجة واحدة في المشرق العربي، وهي عودة بشار بأشكال مختلفة، بما يحاكي حاجات اليمين المتطرف واليسار المتعاطف والأمن الغربي. وقد لا يكون هذا عائداً لعبقرية الأسد أو لضعف مخيلة الفرنسيين، بل لسبب بنيوي أعمق. فهناك تحوّل في السياسة الدولية بات يتضح أكثر فأكثر، وهو أن الحدود التي كانت تنظّم العلاقات الدولية باتت تنهار: حدود تفصل بين الدول، وحدود تفصل بين حالتي السلم والحرب، وحدود تفصل بين الشعوب والثقافات. بكلام آخر، هناك نموذج تُعنى به أطراف كثيرة وقد بدأ يزول: عنوانه الأوضح كان «الثورة السورية». التمسّك ببشار، في هذا المعنى، قد يكون آخر محاولة لعالم ما زال يؤمن بحدود الماضي، ويتمسّك به كآخر حامٍ لهذه الحدود. وأي خروج من عبثية التمسّك بعالم يزول يكون بالعودة إلى بداية المقالة وإلى تسييس ضحايا الثورة السورية.

 

الانكفاء الأميركي أبعد من الركاكة الأوبامية

 منير الخطيب/الحياة/23 تشرين الثاني/15

منذ مبدأ أيزنهاور الشهير الذي عرف بمبدأ: «سد الفراغ «، عقب الحرب العالمية الثانية، فاتحاً بداية الحضور الأميركي الفاعل في المنطقة العربية، وصولاً إلى السياسات الأميركية الراهنة، التي يمكن وصفها بسياسات «خلق الفراغات»، حافظت تلك السياسات، سواء كانت جمهورية أم ديموقراطية، على سمة مشتركة، وهي ضعف وبلادة إحساسها بمسؤوليتها الكونية تجاه قضايا التحديث والعقلنة والتنمية في المنطقة العربية خلال العقود الماضية. صحيح أن التقدم على مسارات هذه القضايا مسؤولية العرب أنفسهم، أولاً. لكن المقاربات الأميركية لأزمات بلدان المنطقة، لم تكن تضع في حساباتها احتمالات دفع «دولها»، جدياً، نحو خيارات بناء حياة سياسية ذات طبيعة معاصرة، تتجاوز ثنائية الاستبداد والتقليد. وبلادة الإحساس بالدور الكوني الإنساني، الذي وسم السياسات الأميركية تجاه قضايانا وقضايا البشرية عامة، يمكن تلمّسها بواسطة كثافة حضور عناصر المصلحة القومية الأميركية، البراغماتية، النفعية، فيها، وضمور الأبعاد الأخرى المتصلة بمسؤوليتها كدولة عظمى في نشر الحداثة عالمياً. وأيضاً، يمكن تلمسها بمقارنتها بالسياسات الفرنسية والبريطانية في كل من مصر والعراق وسورية ولبنان، أثناء ما عرف بصدمة الحداثة. فعلى رغم حضور العناصر الإمبريالية في سياسات كل من فرنسا وبريطانيا، حينذاك، فإنها لم تحجب كلياً أدوارهما الكونية الأخرى، كدورهما الفاعل في بناء الدول «العصرية» في تلك البلدان، وما ترتب على ذلك، من إقامة برلمانات وصحافة حرة وأسس لحياة سياسية تعددية، نتجت من قاطرة التوسع العالمي للرأسمالية. فكان الفرق بين آثار السياسات الكولونيالية على مجتمعاتنا وآثار السياسات الأميركية عليها، فرقاً نوعياً، يرتقي ليتطابق مع حجم الفرق بين فلسفات التنوير الأوروبية والفلسفة الذرائعية الأميركية. في مرحلة الحرب الباردة، ساهمت السياسات الأميركية من طريق تفاهماتها الضمنية والصريحة، مع السياسات السوفياتية في الحفاظ على ستاتيكو «الاستقرار» في المنطقة العربية، والذي اقتسمت ضبطه الأنظمة العسكرية والأنظمة التقليدية، وبالتالي، فإن أردأ نسخ الاتجاهات والحركات الإسلامية والقومية، التي تكفلت بإخراج المنطقة كلياً من دائرة التفكير والتواصل مع المعاصرة والجماعة الإنسانية، كانت من ثمار هذا الستاتيكو.

واضمحلال الإحساس بالمسؤولية عن فكرة التنوير الكوني في سياسات أكبر دولة في التاريخ، لم يتوقف على ما سبق ذكره فحسب، بل تعداه إلى ممارسة التوظيف السياسي لظاهرة التأخر العربي والإسلامي ولصراعات الهويّة التي نجمت عن هذا التأخر. فلم تشعر الدولة «قائدة العالم الحر» بالحرج من توظيفها وتعبئتها للظاهرة الجهادية في أفغانستان بمواجهة الاتحاد السوفياتي السابق. ولم تتورع عن الاستثمار في الحرب العراقية – الإيرانية المدمرة، التي كانت من العوامل المؤسسة للصراع السني – الشيعي بصيغته الراهنة. وبعد إسقاط صدام حسين، لم تبد اكتراثاً بدخول العراق دائرة النفوذ والهيمنة الإيرانيتين، فتخلت عن إياد علاوي العلماني، على رغم الفوز الانتخابي لقائمته، ورضخت للابتزاز الإيراني بالاتفاق معها على مرشحها الطائفي نوري المالكي، الذي ساهمت سياساته المذهبية في توليد الظاهرة الداعشية، وسمحت له بالقضاء على ما عرف بالصحوات التي تصدت بجدية ونجاح للتنظيمات المتطرفة. وتحت نظرها ونظر قواتها في العراق، جرت أكبر عملية فساد سياسي في التاريخ، من قبل قوى الإسلام السياسي الشيعية، التي استقدمتهم إلى السلطة، وذلك بهدر وسرقة ما يقرب من التريليون دولار أميركي، بحسب الكثير من المصادر. ولكي تكتمل آثار الانكفاء الأميركي في المشرق العربي، انحسر النزوع الاستقلالي الوطني اللبناني، الذي طفا على السطح إثر اغتيال الرئيس الحريري، أمام غطرسة وفجور سلاح «حزب الله» وتوابعه المليشيوية. أما الثورة السورية المغدورة، فكانت شهيدة وشاهدة على موات العناصر الكونية – الإنسانية في السياسة الأميركية، حيث أفضى الانكفاء إلى تراخٍ عالمي رهيب أمام هول الكارثة السورية، والسماح لكل قوى التأخر والهمجية الداخلية والخارجية، بأن تنهش جسد الثورة المدني الديموقراطي. بكلام مختصر: الانكفاء الأميركي أبعد من الركاكة الأوبامية، بل يطاول الرأي العام والنخب المدنية والعسكرية ومراكز صنع القرار، ويعبر عن نزعتين عميقتين في المجتمع الأميركي، هما الذرائعية والفردية المطلقة.

 ليس عرضة للهجوم فحسب، بل أصبح بذاته أرضاً خصبة للجهاديين، ما يتطلب توسيع المراقبة لجماعات كانت سابقاً خارج دائرة الشك. وفي هذا الهوس بالثقافة، يخرج بشار مجدّداً، كحليف ثقافي في وجه الظلامية، فيما الفارق بينه وبين فرنسا أن عدد الظلاميين عنده أكبر.

ربّما كانت هناك إمكانية لابتكار رد أكثر إنسانية وأقلّ أمنية وثقافوية على هجوم «داعش». بيد أنّ الردّ المتوقع باتت له نتيجة واحدة في المشرق العربي، وهي عودة بشار بأشكال مختلفة، بما يحاكي حاجات اليمين المتطرف واليسار المتعاطف والأمن الغربي. وقد لا يكون هذا عائداً لعبقرية الأسد أو لضعف مخيلة الفرنسيين، بل لسبب بنيوي أعمق. فهناك تحوّل في السياسة الدولية بات يتضح أكثر فأكثر، وهو أن الحدود التي كانت تنظّم العلاقات الدولية باتت تنهار: حدود تفصل بين الدول، وحدود تفصل بين حالتي السلم والحرب، وحدود تفصل بين الشعوب والثقافات. بكلام آخر، هناك نموذج تُعنى به أطراف كثيرة وقد بدأ يزول: عنوانه الأوضح كان «الثورة السورية». التمسّك ببشار، في هذا المعنى، قد يكون آخر محاولة لعالم ما زال يؤمن بحدود الماضي، ويتمسّك به كآخر حامٍ لهذه الحدود. وأي خروج من عبثية التمسّك بعالم يزول يكون بالعودة إلى بداية المقالة وإلى تسييس ضحايا الثورة السورية.

 

هل تنصت باريس إلى العقول الفرنسية الباردة؟

 داود الشريان/الحياة/23 تشرين الثاني/15

وصف شيخ الأزهر أحمد الطيب الحوادث المعادية للمسلمين التي ارتُكبت بعد اعتداءات باريس بـ «الإرهابية». وندّد بتعرّض بعض المسلمين وأماكن صلاة في فرنسا لهجمات، قائلاً: «على الذين أقدموا على ارتكاب جريمة حرق المصحف وحرق بيوت الله في الغرب، أن يعلموا أن هذه الأفعال هي إرهاب بكل المقاييس، بل هي وقود للفكر الإرهابي الذي نُعاني منه، فلا تردّوا على الإرهاب بإرهاب مماثِل». القضية التي تحدث عنها شيخ الأزهر صحيحة. والحوادث والتصرفات المناهضة للمسلمين التي تنفذها جماعات متطرفة وعنصرية فرنسية، في تزايد. في مقابل هذه التصرفات، هناك حوار عادل وأخلاقي، يجري في أروقة النخب الفرنسية، ويسعى إلى لجم اندفاع حكومة هولاند في مواجهة الإرهاب بخطة عسكرية، ومحاولة التأثير عليها في عدم تكرار رد الفعل الأميركي، الذي أثبتت الأيام أنه فاقم من خطورة الإرهاب وتمدده. لكن، في مقابل ذلك، نجد أن الاعتداء على فتاة محجبة والنيل من مساجد المسلمين في المدن والضواحي الفرنسية، هي التي تسود المشهد اليوم، فضلاً عن أن تجاوزات الشرطة الفرنسية، وعنفها في دهم المنازل، أوجدت انطباعاً لدى المسلمين في فرنسا بأن استهدافهم يحظى بقبول رسمي، أو تجاهل له، وهذا غير صحيح. هذه التجاوزات نتيجة طبيعية لفرض حال الطوارئ، وإعطاء أجهزة الشرطة صلاحيات أوسع.

المؤسف أن التوتر الذي تعيشه فرنسا ودول أخرى أوروبية، سيستمر لوقت طويل، وربما نتج منه عنف لا يقل خطورة عن الأعمال التي جرت في فرنسا عام 2005، وشملت ضواحي باريس، وامتدت إلى مدن أخرى فرنسية، ودفع الحكومة إلى تمديد حال الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر. فرنسا تختلف عن أميركا وبقية الدول الأخرى الأوروبية. فيها أكبر جالية مسلمة، واستمرار حال الغضب الذي تعيشه الدولة الفرنسية، وهو غضب مبرر، سيضاعف من الأزمة التي نتجت من أحداث الجمعة المفجعة، وربما خلق تحديات داخلية توازي التحديات الخارجية. لا شك في أن فرنسا تحتاج إلى رؤية مختلفة، وهي مدعوة إلى سماع العقول الفرنسية الباردة التي تفكر بهدوء وسط هذا الغضب. ومعاودة النظر في وقوفها إلى جانب روسيا، في شن غارات على مدن سورية، تقتل مدنيين عزلاً لا ذنب لهم، وتزيد من قوة النظام السوري، والتنظيمات الإرهابية التي تزدهر في ظروف الحرب والفوضى. الأكيد أن باريس تمتلك أسلحة معنوية تفتقدها موسكو، وباستطاعتها كسب الحرب على «داعش» والتنظيمات الأخرى الإرهابية، بلجم غضبها الذي، إن استمر، سيفضي بها إلى إرهاب مضاد. واستبدال هذا الصراع المروع بخطة تنبع من قيمها الحرة والنبيلة، وإخراج العالم من هذه المتاهة المروعة.

 

بوتين وخامنئي و «الهلال»

غسان شربل/الحياة/23 تشرين الثاني/15

مسكينة سورية. كلما اجتمع قويان على أرضها تمددت خريطتها المثخنة بينهما. مصيرها يتقرر في غيابها. المتدخلون في ملعبها يدافعون عن برامجهم ومصالحهم وصورتهم. دم السوريين لا يحتل صدارة الأولويات سواء كان سنياً أم علوياً وعربياً أم كردياً. تعايش العالم سنوات مع الانتحار السوري. استيقظ حين فاضت الأخطار عن حدود الخريطة منذرة بنحر آخرين. ستكون الخريطة اليوم على الطاولة حين يستقبل المرشد ضيفه القيصر. إنه اللقاء الثاني بين الرجلين. كان الأول في 2007. كان العالم مختلفاً. وكان الشرق الأوسط مختلفاً. وكانت سورية لاعباً وهي اليوم استحالت ملعباً.

يحب فلاديمير بوتين مباغتة خصومه. ويعشق دور «سارق الأضواء». وفّر له التدخل العسكري الروسي في سورية هذه المتعة. إنه صاحب الدور الأول الآن. لكن الذي قرر تحمل أعباء الحرب ألزم نفسه عملياً بتحمل أعباء البحث عن حل. وتعرف موسكو أن «الجنرال وقت» هو أعنف خصومها. لهذا، وضعت سقفاً زمنياً مبدئياً لتدخلها العسكري في سورية. إنها تراهن على انطلاق العملية السياسية قبل نهاية السنة الحالية أو في موعد قريب منها. قبل لقاء اليوم، تغير شيء ما في علاقات إيران بالعالم. إنه الاتفاق النووي. وتغير شيء ما في علاقات روسيا بالعالم. إنه التدخل العسكري في سورية. تمكن الإشارة إلى عنصر ثالث وهو انضمام إيران إلى عملية فيينا السورية، والتي يفترض أنها انطلقت من روحية بيان «جنيف - 1». لا يتسع المجال هنا للخوض في العلاقات بين روسيا وإيران بأبعادها السياسية والاقتصادية والعسكرية. ربما ينظر كل طرف إلى الآخر بوصفه «شريكاً متعباً لا بد منه». وربما يعتبر كل منهما هذه العلاقة رسالة ضغط على الولايات المتحدة. لكن الأكيد هو أنه من المبكر الحديث عن افتراق الحسابات بين موسكو وطهران على الملعب السوري. ومن التسرع أيضاً الحديث عن تطابق كامل ودائم بينهما على أرض ذلك الملعب.

ما كان اللقاء ليرتدي هذه الأهمية لو كان الهلال الذي رسم الجنرال قاسم سليماني ملامحه مستقراً. التدخل الروسي العسكري دليل قاطع على أن إيران لم تستطع حسم النزاع في سورية. هوية المقاتلات التي تجوب أجواء العراق وسورية دليل آخر على صعوبة إدارة دمشق وبغداد وبيروت من طهران.

إنه لقاء الحاجة المتبادلة. لم يأتِ الجيش الروسي لحسم المعركة بالضربة القاضية. التدخل البري الواسع والحاسم غير وارد في حسابات الكرملين. على الأقل حتى الآن. بتدخلها منعت موسكو إسقاط النظام. تزايدت حاجتها إلى إطلاق عملية سياسية تجنبها الغرق في أفغانستان جديدة أو فيتنام روسية. يدرك بوتين خطورة الفوز بلقب «الشيطان الأكبر» في العالم السنّي. مسلمو روسيا وجوارها لا يستطيعون احتمال دور من هذه القماشة. حاولت إيران عبثاً إعادة سورية إلى ما كانت عليه قبل اندلاع النزاع المدمر. لم تنجح. اضطرت في النهاية إلى تجرع كأس التدخل الروسي. بوتين من جهته أقر أمام بعض زواره أن إعادة سورية إلى ما كانت عليه متعذرة. لهذا، يحتاج إلى تنازلات إيرانية لبلورة حل يمكن تسويقه إقليمياً ودولياً. والمسألة تتخطى ما بات يعرف بـ «عقدة الأسد» على رغم أهميتها. ويحتاج المرشد أيضاً إلى ضمانات من القيصر في شأن ملامح سورية الجديدة وتوازناتها الداخلية وموقعها الإقليمي وعلاقتها بلبنان و «حزب الله».

من حق إيران أن تبتهج لأن التدخل الروسي شكل بوليصة تأمين للنظام ومؤسساته. لكن ثمة ما يقلقها أيضاً. التنسيق الأمني الروسي - الإسرائيلي بالغ الدلالات. ترحيب روسيا بـ «الحليف» الفرنسي في محاربة «داعش» يفتح أبواباً كثيرة. تعرف إيران أن روسيا تعتبر أوكرانيا أهم من سورية. المرونة الأوروبية والغربية في كييف قد تدفع روسيا إلى إبداء مرونة في دمشق. لا يكفي أن يتفق المرشد والقيصر على اقتلاع «داعش». بوتين نفسه يبحث عن تحالف دولي واسع، خصوصاً بعد قرار مجلس الأمن. السؤال هو من سيرابط في الأماكن التي سيتم تحريرها من «داعش» في سورية والعراق معاً؟ ومن يضمن عدم ظهور نسخة جديدة من «داعش» وأشد هولاً منها بعد أعوام؟ هذا يطرح مشكلة الدور السنّي في المنطقة الممتدة من بغداد إلى بيروت مروراً بدمشق. تحصين البيئة السنّية ضد جاذبية «داعش» يفرض بلورة حلول سياسية يكون المكون السنّي شريكاً كاملاً فيها. هذا يعني ضرورة معالجة بعض ملامح الهلال الذي رسمه قاسم سليماني.

لا أحد يحب تقريب كأس السم من شفتيه. لكن تجارب التاريخ القديمة والحديثة تقول أن تجرع قطرات من السم أفضل في الأزمات المعقدة من تجرع هزيمة مدوية أو التشبث بمواقف انتحارية. هذا يصدق على الفرقاء السوريين. يصدق أيضاً على المتحلقين حول الخريطة السورية المسكينة. والدواء الذي سترغم سورية على تناوله سيسري أيضاً في عروق الهلال.

 

بعد تحرير تعز... إشراك «القوة الثالثة» الصامتة

 جورج سمعان/الحياة/23 تشرين الثاني/15

الأزمات المشتعلة في ليبيا واليمن وسورية استهلكت حتى الآن عدداً من المبعوثين الدوليين. ثلاثة لطرابلس واثنان لصنعاء وثلاثة لدمشق. وقد تستنفد جهود عدد آخر إلا إذا نجح المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب من شمال أفريقيا والصحراء الغربية إلى جنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، بالتوازي مع تسويات وفرض حلول. نجحت الحركات الإرهابية في الأيام الأخيرة في الربط بين هذه الأزمات. هزت روسيا وأوروبا بإسقاط الطائرة الروسية في سيناء وهجمات باريس. وسعت إلى إعادة التذكير بوجودها في اليمن عبر الهجوم على مواقع عسكرية في حضرموت. وكذلك فعلت بهجومها على أحد فنادق باماكو غداة دعوة الجزائر إلى مؤتمر دولي لمحاربة «داعش» في ليبيا، حيث ينتشر حوالى خمسة آلاف من عناصره ينافسهم فرع «القاعدة» في دول الصحراء. ولم يعد بإمكان اللاعبين الإقليميين والدوليين إهمال واحدة من هذه الأزمات على حساب الأخرى. لم يعد شعار «نحاربهم هناك بعيداً من أراضينا» حلاً منطقياً. فاضت الساحات المشتعلة بهم فخرجوا إلى «دار» خصومهم! «تعولموا» هم أيضاً. وباتوا يهددون الاقتصاد الدولي برمته وتعطيل الحياة العادية للناس. وهذا ما دفع وسيدفع الأوروبيين والأميركيين وغيرهم إلى إعادة النظر في سياسات وقوانين وإجراءات لم تعهدها مجتمعاتهم وديموقراطياتهم.

يتصدر «داعش» المشهد الدولي. لكنه لم يحجب كلياً صورة «قاعدة» الشمال الأفريقي، أو «قاعدة» شبه الجزيرة العربية، واليمن خصوصاً حيث يريد التنظيم أن يفرض نفسه طرفاً فاعلاً في الساحة. لا يشكل تهديداً ملحاً قادراً على تغيير المعادلات القائمة أو الحسابات التي تتحكم بمجريات الحرب. إلا أنه عامـــل ضغـــط إضـافي لاستعجال الحل السياسي الذي يرعاه مبعوث الأمم المتـــحدة. علماً أن الخوف من تمدده في الجنـــوب برز منذ اليوم الأول لعمليات «عاصفة الحزم». بدا كأنه يسير خلفها ليملأ الفراغ. علماً أن وضع هؤلاء الجهاديين لن يكون عصياً على الاحتواء أو الحل. ففي اليمن ثلاث «قواعد» لا تنظيم واحد متماسك تحت إمرة واحدة، على رغم تمركزه في بعض أحــياء عدن، وفـــي المكــلا كبرى مدن حضرموت وسيـــئون ونواح أخرى. هناك «قاعدة» الرئيــس السابق علي عبدالله صالح الذي عرف كيف يستغل عدداً من العناصر المتطرفة لاستدراج مساعدات من الولايات المتحدة ودول الخليج تحت ذريعة محاربة الإرهــاب والمتطرفيــن. وهناك «قاعدة» علي محسن الأحمر والشيخ عبدالمـــجيد الزنـــداني. و«القاعدة» التي تشكل جزءاً من «المقاومة الجنوبـــية». وأخـــيراً «قاعدة» أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري. وأهل المكلا يتذكرون جيداً أن حوالى 800 عنصر من التنظيم دخلوا مدينتهم بيسر وسهولة وبأسلحة خفيفة ومتوسطة لأن قوات الجيش وقوامها حوالى خمسة عشر ألف جندي لم تعترضهم، بل اعترضت لاحقاً الهجوم الذي شنته قبائل مأرب عندما تقدمت لطردهم. وعندما تستعيد الدولة عافيتها، يمكن القبائل أن تستعيد القسم الأكبر من أبنائها الذين التحقوا بهذه «القاعدة» أو تلك. ولن يكون ذلك سهلاً وبلا كلفة. تجب إعادة استيعاب هؤلاء وتوفير وظائف لهم ومساعدتهم في إعالة عائلاتهم، في إطار خطة طموحة لإعادة إعمار البلاد وتحريك عجلة الاقتصاد ومشاريع التنمية.

لقاء جنيف ليس رهناً بالمحادثات التي تجرى في مسقط فحسب. هو رهن مسرح العمليات. تقدم المقاومة وقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي على الأرض يعزز موقف الحكومة الشرعية في التفاوض المتوقع. ويساعدها على فرض رؤيتها للحل، وآليات تنفيذ القرار الدولي الرقم 2216. ولعل معركة تحرير تعز ستكون إيذاناً ببدء الحوار والتفاوض. أو لعلها ستعجل في إنضاج التسوية. لم يكن كافياً حتى الآن إيحاء الرئيس السابق بالافتراق أو الابتعاد من عبدالملك الحوثي. لقد أعلن استعداده للتعاطي إيجابياً مع القرار الدولي. وناشد الحوثيين إخلاء المدن والثكنات والاعتراف بشرعية الرئيس المنتخب. لكنه سرعان ما عاد إلى المناورة. ورفض الاعتراف بشرعية خلفه، فضلاً عن أنه لا يزال يقاتل إلى جانب «أنصار الله» في معظم الجبهات. وفعل الحوثيون الشيء نفسه. أعلنوا قبولهم الإرادة الدولية بعد خسارتهم عدن ومواقع كثيرة بعدما كانوا رفضوا قبل ذلك التعامل مع قرار مجلس الأمن. ويدرك التحالف الدولي أن هذين الطرفين يسعيان في الدرجة الأولى إلى وقف للنار لاستعادة ترتيب صفوفهما إثر تراجعهما من معظم محافظات الجنوب.

لا تسوية سياسية إذاً قبل تحقيق تقدم ميداني لقوى الشرعية ومناصريها يبدل كل الحسابات ويقرب من تحقيق نصر كامل، على غرار ما هلل مسؤولون إيرانيون عندما اندفعت الحركة الحوثية إلى اجتياح معظم محافظات البلاد وحتى شواطئ عدن وباب المندب. لن يسمح التحالف العربي بخروج اليمن من عباءة دول مجلس التعاون. لن يقبل بأقل من ضمان بقاء هذا البلد جزءاً من الفضاء الأمني لشبه الجزيرة العربية وبحر العرب والبحر الأحمر، وإن لم يكن جزءاً من هذه المنظومة الإقليمية. لذلك، لن ترى أي تسوية النور من دون موافقة أطراف التحالف العربي. ولا تسوية من دون جلوس اليمنيين جميعهم إلى الطاولة. قد لا يكون كافياً تمثيل الحكومة والانقلابيين. ربما هناك حاجة في النهاية إلى طرف يمني ثالث يحشر الحوثيين ويدفعهم إلى إعلان استعدادهم الجدي لتنفيذ القرار الدولي كوحدة متكاملة. الأمر الذي يسمح لحكومة هادي بالتفاوض في سبل هذا التنفيذ وآلياته بدل ربط نفسها بأولوية تنفيذ الانقــلابيين مقتضيات القرار، إذ إن هذه الأولوية إذا تحققت لا يعود هناك أي معنى للتفاوض أو الحوار. ولا يبقى أمام الانقلابيين سوى تسليمهم بهزيمة كاملة. نتيجة كهذه لا يمكن أن تنتج تسوية مقبولة ومرضية لجميع المعنيين بالأزمة، محليين وخارجيين.

يدرك أركان التحالف أن تغول الحوثيين وشركائهم في الاستيلاء على البلاد دفعهم إلى استعجال إطلاق «عاصفة الحزم». لم يترك الانقلابيون وقتاً أمام الســـعودية وشركائها لبناء تحالف على الأرض. تـــماماً كما كانت ولا تزال حال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب على «الدولة الإسلامية في العراق وسورية». المشكلة هي في غياب قـــوى على الأرض تواكب الغارات الجـــوية. فالــعلاقة التاريخية بين الرياض وعدد واسع من شيوخ القبائل لم تكن كافية. والدليل أن العشائر لم تحم آل الأحمر عندما تقدم الحوثيون نحو معاقلهم في محافظة عمران التي فتح سقوطها الطريق إلى صنعاء. هؤلاء الشيوخ استأثروا بالمساعدات الخليجية ولم يخلفوا لمواطنيهم إلا... النزر القليل.

ويدرك أركان التحالف أيضاً أن عليهم ألا يكتفوا بإرغام الانقلابيين على الجلوس إلى الطاولة والقبول بتنفيذ بنود القرار الدولي 2216. عليهم البحث عن تجديد ذهنية الحكم الذي خلف الرئيس علي صالح. فمع خلفه لم يتغير شيء... وإلا لِمَ عليهم أن يصرفوا وقتاً على إعادة بناء ألوية عسكرية من فلول ما بقي من المؤسسة ومن أبناء القبائل؟ تأخر هادي في إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية. كان عليه منذ البداية الإفادة من زخم المبادرة الخليجية. كان عليه أن يتوجه إلى هيئة الأركان لاحتضان المؤسسة العسكرية، خصوصاً الضباط من ذوي الرتب المتوسطة. فهؤلاء لا يملكون حولاً وسنداً، ولا خيار لهم سوى التمسك بالدولة والولاء لها. قد وجدوا أنفسهم فجأة بلا غطاء شرعي فوقف جلهم على الحياد. في حين حافظ قادة الحرس الجمهوري وباقي الفرق والألوية على ولاءاتهم السابقة. أكثر من 90 في المئة منهم يدينون بالولاء للرئيس السابق الذي احتفظ حزبه، استناداً إلى بنود التسوية، بنصف أعضاء الحكومة، فضلاً عن غالبية أعضاء البرلمان، ومواقع القرار الأولى في المحافظات والمجالس المحلية. وهذا ما سهل على الرئيس صالح لاحقاً ضرب المبادرة الخليجية. ركب موجة الحوثيين. وفتح أمامهم الطريق إلى ثكنات وألوية ومواقع عسكرية وأسلحة وأعتدة حيث أمكن، وإلى «القاعدة»، «قاعدته»، حيث تعذر انتشار «أنصار الله». وساهم تعثر حكومة محمد سالم باسندوه وقصر يدها عن تلبية حاجات المواطنين في تأجيج الغضب الشعبي الذي استغله عبدالملك الحوثي، ومن خلفه إيران التي بادرت إلى ملء الفراغ. تفككت الدولة وهياكلها التي كان صالح أصلاً يديرها بالهاتف بعدما ربطها بإدارته الشخصية. وكان عمل على ضرب العصبية القبلية طوال ثلاثة عقود.

وهكذا استمرت النخب نفسها في عهد الخلف، وكذلك السياسات. لذلك، لا بد للتحالف من التوجه نحو الأكثرية الصامتة، أو القوة الثالثة التي لا تقيم اعتباراً للحوثيين ومبدئيتهم وثباتهم العقائدي. فمعظم هؤلاء كانت صور صدام حسين تتصدر مجالسهم. وقد أثبتوا في غمرة الأحداث الأخيرة أن لا علاقة لهم بأصول الحكم أو الإدارة. كل ما فعلوا هو حشر مناصريهم ومحازبيهم في الإدارات والمؤسسات. وساهم خصومهم في تكتيل قوى زيدية ودفعها مرغمة إلى صفهم، هي التي لم تقم لهم أي وزن في السابق. أخطأ هؤلاء الخصوم في خوض حملة منظمة على الهاشميين عموماً، على رغم أن هــــؤلاء ناشطون في صفوف كل الأحزاب والقوى السياسية، وبينهم مثقفون ورجال دولة ورجال أعمال، ولا شيء يربطهم بـ «أنصار الله». على التحالف الذي يواصل حملته العسكرية ألا يهمل تصحيح كثير من أخطاء أهل الحكم اليمني الحالي. عليه الالتفات إلى هذه الأكثرية الصامتة التي لا يروقها استمرار الحرب بمقدار ما تشعر بالغضب من الحركة الحوثية وارتباطاتها الخارجية وعبثيتها. وحدها هذه القوى صمام الأمان للاستقرار والعلاقات الوثيقة مع دول الجوار حفاظاً على مصالحها الاقتصادية أولاً قبل العلاقات الاجتماعية التي تربطها بكل دول الخليج.

 

نحن وإيران بين العمى والهلوسة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/15   

لام وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، في مقابلة له نشرت في مجلة «أتلانتيك»، دول مجلس التعاون الخليجي لأنها لا تتصدى لإيران في ميادين المنطقة. وقال: «نحن نرى إيران في كل مكان، ولا نرى وجودًا خليجيًا». وبعكس ملاحظته، تقرأ مقالات في الصحافة الأميركية، مثل كارول جياكومو التي كتبت في «نيويورك تايمز» تقول: «هناك هوس سعودي يتخيل وجودًا لإيران في كل أحداث المنطقة». حيرتمونا، فهل دول الخليج مصابة بالعمى فلا ترى خطر إيران، أم أنها تعاني من الهلوسة بمتلازمة إيران؟ الحقيقة بين الاثنتين. دول الخليج في حالة مواجهة متعددة الجبهات مع إيران. فهي تمول المعارضة منذ أربع سنوات في سوريا. وفي اليمن تخوض السعودية، وحليفاتها الخليجية، أكبر حرب لها ضد أتباع إيران الذين استولوا بالقوة على الحكم وأخذوا أعضاء الحكومة رهينة. عدا عن بقية مناطق التوتر الأخرى بما فيها ليبيا البعيدة. وفي الوقت الذي يلقي فيه وزير الدفاع الأميركي باللوم، فإنه يرى إيران أيضًا في كل زاوية مضطربة موجودة بشكل صريح عبر الوكلاء (البروكسيز). فهناك منظمة ضخمة كحزب الله تعيش بالكامل على أموال وسلاح إيران، وهناك «الجهاد الإسلامي» و«حماس» السنيتان في غزة، والمعارضة الدينية الشيعية المتطرفة في البحرين. وجماعة «أنصار الله» التي أسسها الإيرانيون على غرار حزب الله في شمال اليمن، تماما على حدود السعودية. والعديد من التنظيمات العراقية الوكيلة التي تعمل لإيران، مثل «عصائب الحق» و«حزب الله العراق». وأرسلت ميليشياتها تقاتل في سوريا تحت إدارة الجنرال الإيراني قاسم سليماني. إيران كانت دائما نشطة في إثارة المشاكل بالمنطقة، واتسعت شهيتها منذ بداية التفاوض على الاتفاق النووي مع الغرب، وترى أن الغرب لم يعد يريد مواجهتها بخلاف الماضي القريب. لكن بخلاف ما يوحي به تصريح الوزير كارتر، فإن التوتر لا يستوجب رفع درجة المواجهة مع إيران. وبالتأكيد إدارة الأزمة اليوم مع إيران ليست سهلة أبدا، وتتطلب شيئا من الحزم والكثير من الحكمة. في اليمن، ما كان للسعودية أن تترك إيران تستولي، عبر وكيلها الحوثي، على البلاد، وإلا أصبحت السعودية بين فكي كماشة، في العراق شمالا واليمن جنوبا. وهي لم تتخل كذلك عن دعم الشعب السوري خلال محنته لأربع سنوات، تدعم المعارضة ضد نظام هو حليف إيران الأول. ورغم صعوبة الأوضاع والأزمات، نعرف أن إيران ستخسر اللعبة في بلدين: سوريا واليمن.. الأول بحكم ضخامة العداء لها وللأسد، من قبل ثمانين في المائة من السكان. أما اليمن فالخليج هو المانح وليس الناهب كما في حالة إيران في العراق مثلا. وفي العراق، ها نحن نرى بوادر رفض هيمنة الجار الإيراني، ليس من قبل السنة فقط، بل هذه المرة من الشيعة. فالنجف تقود اليوم حركة نقد علنية، وتمردًا إداريًا على النفوذ الإيراني في بغداد. والصدام طبيعي لأن العراقيين لن يقبلوا بأن تستولي إيران على قراراتهم البترولية والمائية والعسكرية لأغراضها. نحن لا نتخيل سعي طهران للسيطرة على عدد من مناطق التوتر في الشرق الأوسط، وهو مشروع سيكلفها الكثير وسيكلفنا أيضًا. القيادة الإيرانية التي يهيمن عليها الحرس الثوري، كما هو الحال في كوريا الشمالية، ستظل مصدرًا للتوتر والصدامات، خاصة وهي تعتقد أن الولايات المتحدة ستقلص من وجودها في المنطقة بعد اتفاقية البرنامج النووي.

 

العمل مع بوتين.. لهزيمة «داعش» وإزاحة الأسد

تيريل جيرمين ستار/خدمة «واشنطن بوست» /الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/15   

لا توجد طريقة واضحة تستطيع الولايات المتحدة بها هزيمة تنظيم «داعش» في سوريا وإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة من دون عمل الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. فلا ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين التنسيق مع الزعيم الروسي لتنفيذ هجمات جوية ضد «داعش» فحسب، إنما تحتاج مساعدته أيضًا إلى التفاوض على خروج حتمي للأسد في سبيل إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وفي حين من المفهوم أن بعض المراقبين الروس وأعضاء الكونغرس الأميركي يريدون ألا يكون للولايات المتحدة أية علاقة ببوتين، فقد وصلنا إلى نقطة يتجاوز فيها التصدي للتهديد الذي يفرضه «داعش» المخاطر. من الصحيح أنه قبل هجمات باريس، التي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها، بدت فكرة العمل عن كثب مع بوتين بعيدة المنال. وخلال فترة حكم أوباما الثانية، ينظر الأميركيون بشكل متزايد إلى بوتين على أنه خصم أكثر من كونه صديقًا. ومن الإنصاف القول إن روسيا ساعدت في إحباط مساعي أوباما في عام 2013 لشن عمل عسكري في سوريا، وإن الإجراءات الأخيرة في منطقة أخرى - شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم - تتعارض مع المصالح الأميركية والأوروبية. فبدلاً من السماح للأوكرانيين بتجاوز صعاب انتفاضتهم السياسية عام 2014، قدم بوتين ملاذًا آمنًا لرئيسهم المخلوع، ودعم المتمردين المناهضين لكييف الذين يشنون حربًا في شرق البلاد منذ أكثر من عام ونصف العام، وضم شبه جزيرة القرم بالقوة، ولم يكن متعاونًا إلى حد كبير في تنفيذ اتفاق السلام المبرم في مينسك الذي يهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا. وقال أندرو فوكسال، مدير مركز الدراسات الروسية في جمعية هنري جاكسون الأميركية: «ينبغي ألا ينخدع السيد أوباما، لأن الوثوق ببوتين لوضع شروط للتعاون مخاطرة بتكرار أخطاء الماضي». وعن طريق عرقلة الجهود الأميركية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمواجهة الأسد، بحسب السيناتور روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي، «يجذبنا بوتين بفعالية إلى هذه النقطة في المقام الأول». وعلى الرغم من أن سلوك بوتين مثير جدًا للقلق، فإن عواقب أفعاله في أوروبا تتضاءل بالمقارنة مع المخاطر في سوريا. وإذا أملنا حقًا في إسقاط الأسد، وهو شرط يسبق أي إنهاء حقيقي للحرب الأهلية في سوريا، وفي إجبار تنظيم داعش على الخروج من سوريا، وفي تشكيل حكومة انتقالية مستقرة مستعدة للتعاون مع الغرب، يجب علينا العمل مع بوتين. ويبدو أن بوتين يلتف حول وجهة النظر هذه، حيث قال مؤخرا: «إذا توصلنا إلى تفاهم أفضل مع روسيا بشأن عملية وضع حد للحرب الأهلية السورية، هذا يفتح بوضوح المزيد من الفرص للتنسيق فيما يتعلق بـ(داعش)».

وخلال اجتماع استمر 30 دقيقة بين الزعيمين على هامش قمة مجموعة العشرين في أنطاليا بتركيا، أعرب الرئيس بوتين عن دعمه لعملية انتقالية بقيادة سوريا بعيدة عن نظام الأسد. كما أعلن أنه سيدعم أطراف المعارضة السورية بالضربات الجوية ضد «داعش». وإذا نفذ بوتين وعوده، قد يصبح ذلك تغييرًا في قواعد اللعبة. نحن لا نثق بدوافعه، لكن بوتين لديه حوافز يمكن اتباعها: أكدت روسيا أن «داعش» هي التي تسببت في إسقاط طائرة الركاب الروسية في سيناء المصرية. ولا يزال الحذر مفهومًا. فمنذ سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما بدأت روسيا في تنفيذ طلعات جوية في سوريا، أفادت تقارير بأن معظم غاراتها الجوية استهدفت المقاتلين السوريين المناهضين للأسد والمدعومين من قبل الولايات المتحدة، وليس تنظيم داعش. لكن بالنظر إلى الوضع الحالي، لا تعتبر الثقة ببوتين هي المسألة الوحيدة التي تتطلب النظر فيها.

ينبغي على القادة الأوروبيين أن يتساءلوا عن ماهية النتيجة التي نريدها في سوريا، وإذا ما يمكن تحقيقها من دون بوتين أم لا. ومن المرجح أن الإجابة ستكون: لا.

من الذي يمتلك أفضل وضع للتفاوض على خطة انتقالية لمغادرة الأسد دمشق؟ إنه بوتين، نظرًا لأنه راعي الأسد، ويمتلك تأثيرًا كبيرًا عليه. وفي حال رحيل الأسد، مَن يجب علينا التفاوض معه لضمان الانتقال السلمي للسلطة؟ حيث يريد بوتين الحفاظ على القاعدة البحرية الروسية في طرطوس بسوريا، وعلى نطاق أوسع، يريد الحفاظ على ركيزة له في الشرق الأوسط. ولن يسحب بوتين بسهولة قواته من سوريا، بعد التوسط في صفقة لرحيل الأسد إن لم يكن خليفة الأسد مطيعًا للمصالح الروسية، وهذا يتنافى مع غرض بوتين للعمل مع القوى الغربية في المقام الأول. من الذي يمتلك جيشه أفضل وضع لخوض معركة المرحلة الأخيرة ضد تنظيم داعش؟ إنه بوتين. فتعتبر روسيا القوة الكبيرة الوحيدة التي تمتلك عددًا كافيًا من القوات البرية على الأرض في سوريا. ولم يظهر أوباما اهتمامًا كبيرًا لاستبدال الوضع الروسي بقوات أميركية.

وفي السيناريو الحالي، المصالح تتوافق. وتفضل الدول الأوروبية أيضًا - مثل الولايات المتحدة - إسقاط الأسد، مع تشكيل حكومة جديدة تكون على الأقل أكثر دفئًا - إن لم تكن حميمة في الواقع - مع الغرب. كما أنها تريد وقف موجة اللاجئين الذين يدخلون إلى القارة الأوروبية للهروب من الحرب الأهلية في سوريا، التي أجبرت 4.2 مليون شخص على طلب اللجوء، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة. وحتى الآن، تقدم 681713 منهم بطلب اللجوء في أوروبا في الفترة بين عام 2011 وأكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي. وتقاوم الكثير من البلدان - وبخاصة تلك الواقعة في شرق أوروبا - القبول بهم، لكن يمكنها عكس هذا التيار إذا عملت بشكل وثيق مع بوتين. ومن المعقول الاعتقاد أن الأوروبيين سوف يجرشون أسنانهم ويتعاونون مع روسيا لتحقيق هذه الغاية.

أما بالنسبة للمرشحين الذين يسعون لخلافة أوباما، فقد ردد معظمهم مشاعر السيناتور الجمهوري ماركو روبيو من ولاية فلوريدا، الذي وصف بوتين ذات مرة بأنه «رجل عصابة» لتأكيد نقطة أن أوباما سمح في الماضي للرئيس الروسي بأخذ أفضلية. وقد يكون بوتين رجل عصابة جيدًا، لكننا لا نطالب رؤساء الدول باجتياز اختبار أخلاق قبل العمل معهم، وبخاصة إذا كانت العلاقة تفيد مصالحنا الوطنية. تمتلك أوزبكستان واحدًا من أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم، لكن هذا لم يمنع الإدارات الأميركية المتعاقبة من العمل مع الرئيس إسلام كريموف، نظرًا لأن واشنطن تعتقد أن مساعدته حاسمة في مقاتلة تنظيم القاعدة في أفغانستان. وفي تركمانستان تحت رئاسة قربان قولي بردي محمدوف، يُحرم الشعب من حقوقه الأساسية، لكن خلال الصراع في أفغانستان، شغّل الجيش الأميركي قواعده الجوية في تركمانستان، واستخدم مجالها الجوي لتحليق الطائرات. لكن التعاون مع هؤلاء القادة كان حاسمًا للسياسة الخارجية الأميركية.

وينطبق هذا الوضع الآن على بوتين: لا يجب علينا الإعجاب به - أو أي زعيم روسي آخر - من أجل العمل معه. فإذا كان الأمر كذلك، لم يكن الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت ليتحالف مع الاتحاد السوفياتي لمقاتلة ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، رغم تاريخ جوزيف ستالين من الانتهاكات ضد شعبه. وينظر التاريخ الآن إلى جون كينيدي بأنه حكيم لموافقته على سحب منشآت الصواريخ الأميركية من تركيا من أجل حل أزمة الصواريخ الكوبية. وبنى رونالد ريغان إرثًا سياسيًا يبرز «الخلافات الكبيرة» بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، لكنه عمل مع ميخائيل غورباتشوف لإبرام معاهدة خفض الترسانة النووية لكلا البلدين. الأمر ببساطة: لا يمكن لأميركا التوقف عن التعامل مع زعماء العالم، حتى لو كنا نعتبرهم خصومًا. وإذا أردنا الإطاحة بالأسد وإخراج تنظيم داعش من سوريا، يتعين على أوباما العمل مع بوتين، بالطريقة نفسها التي انخرط فيها أسلافه مع نظرائهم الروس.

 

طهران لبوتين: نحن نمسك الأرض...فهل إغتال الروس ضباط الحرس الثوري وحزب الله!؟

موقع 14 آذار/ سلام حرب/22 تشرين الثاني/15

إن أي تقييم استراتيجي للعلاقة التي تجمع الجمهورية الإسلامية في إيران من جهة وجمهورية روسيا الاتحادية من جهة أخرى، يؤشر الى أنّ التقاطعات بينهما لا تعدو كونها مصالح تكتية بينما تفرقهم المصالح البعيدة الأمد. بالرغم من أنّ ممثل طهران لدى الأمم المتحدة غلام حسين دهقاني، انتقد قرار لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد إيران وروسيا خلال مشاركتها في سوريا معتبراً انه "هدية للإرهابيين والمتطرفين" على حد قوله، فإنّ تصريحات متناقضة من الطرف الإيراني لا تؤكد على وحدة الحال بين الطرفين. التوترات ظهرت على السطح وصدمت المتابعين بفعل تصريح الجنرال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الذي أثار الدهشة حين قال "أنّ روسيا تشارك عسكرياً في الحرب السورية لخدمة مصالحها الخاصة، وقد لا يهمنها إذا بقي الاسد كما نفعل نحن". ربما هذه التصريحات تفسّر جزئياً الزيارة غير المتوقعة لفلاديمير بوتين الى ايران وتوجهات روسيا لإستيعاب النفور الإيراني من الروس بعد تدخلهم في سوريا. فعلى المستوى الدبلوماسي، اضطر الروس للإذعان إلى الدور الإيراني في التفاوض حول المستقبل السياسي لسوريا بعد أشهر من هذا الضغط، ونجحوا في إدراج إيران على لائحة فيينا بعد أن بذلوا جهوداً مع المملكة العربية السعودية. كما حاول الروس لعب دور متوازن مع اسرائيل متعهدين لتل أبيب بأنّ أمنها لن يمسّ بالرغم من تزويد طهران بأنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع من طراز S-300.

خلافات روسية-ايرانية حول "الدفاع الوطني"...والجغرافيا السورية تفرق موسكو عن طهران

مع ذلك، فالخلافات الراهنة هي أعمق وأكثر إلحاحاً؛ فيوم أرسل فلاديمير بوتين أولى طائراته المقاتلة الى سوريا لدعم بشار الأسد، لم يعلق ملالي ايران علناً على الأمر ولم يبدوا أي إعتراض، ولكن إيران بطبيعة الحال ستكون غير مرتاحة على المدى البعيد خصوصاً أنّ الإيرانيين لسبب بيديه هي أنهم قد استثمروا الكثير لحماية النظام الأسدي ولن يدعوه يقع فريسة سهلة في فم الدبّ الروسي، كما تشير الى ذلك صحيفة Financial Times. وتفيد الصحيفة اللندنية في تقرير لها أنّ الخلافات بين إيران وروسيا حالياً تتمحور حول ميليشيا "الدفاع الوطني" اي ما يعرف بالشبيحة والتي أشرف على إنشائها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. فالروس يودون تحويل هذه الميليشيا الى جزء من قوات الأسد النظامية التي تعمل وفق مشيئة موسكو وبحسب خططها العسكرية، لكن طهران وتابعها اللبناني أي حزب الله لا يتقبلون هذا الأمر، بل يعتبرون أنّ هذا "الجيش الشعبي" الذي تمّ بناؤه طوال السنوات الأربعة الماضية، يجب أن يبقى تابعاً لهم ويعمل بأمرتهم على غرار الحشد الشعبي العراقي.

الخلافات العميقة الأخرى لا تزال تظهر تباعاً بين ايران وروسيا على الساحة السورية؛ المصالح السياسية "القيصرية" لموسكو تتوافق مع القاعدة الشعبية العلوية للنظام ومؤسساته العسكرية مثل الجيش النظامي والإستخبارات العسكرية لديه. فعلى المستوى الجغرافي، ما يعني الروس هو الساحل الغربي المطلّ على المتوسط حيث القاعدة الروسية البحرية في طرطوس ومن خلفها مناطق العلويين في اللاذقية، التي تعجّ مطاراتها حالياً بنخبة الطيران الروسي. فعلى النقيض من ذلك، تتركز المصالح الأساسية لإيران الامبراطورية في وسط وجنوب سوريا، لا سيما ممر الإمدادات الذي يربط حزب الله بطهران وكذلك المنطقة الأقرب لفلسطين المحتلة.

روسيا تغتال مسؤولي الحرس الثوري وحزب الله...وطهران تنتظر زيارة بوتين لتخبره أنها تمسك الأرض

هذه التحليلات السياسية المشفوعة بأخبار ميدانية تؤكد ما تمّ تسريبه من مصادر خاصة لها علاقة مباشرة بالملف السور، والتي اكدت تناقضاً في وجهات النظر الروسية-الايرانية حول بقاء إدارة الصراع الحالي في سوريا ومستقبل الأسد؛ فقد نقلت هذه المصادر أنّ الجنرال قاسم سليماني وقياديين في الحرس الثوري الإيراني قد رفضوا بشكل قاطع عروضاً روسية بسيناريوهات مختلفة، من أجل انسحاب لقوات الاسد وحزب الله من دمشق وحولها. بل على العكس، بل على العكس أصرّ الجانب الإيراني على تعزيز قواته البرية هناك ما يعكس خلافاً جدياً مع القيادة العسكرية للحملة الروسي. فبحسب هذه المصادر، يعتبر قاسم سليماني وحسن نصرالله أن ما تمّ إنجازه في سوريا عبر الدماء التي دفعوها ومن خلال صمودهم ومواجهتهم لمن يريدون اسقاط الأسد، قد آتى أكله وهم على طريق حصد ما زرعوه، ولذا متمسكين بسوريا الاسد وهم وحزب الله دفعوا الدم مقابل استمرار الاسد ولن يقبلوا بالتنازل عنه بأي شك. كما أنّ إيران وحزب الله والحشد الشعبي والدفاع الوطني باتوا أمام العالم مع الشرعية الدولية في مواجهة الارهاب، ولذا لا يجب التراجع الآن". كما أعربت المصادر عن قلق عميق وجدّي لدى "القيادة الإيرانية من أنّ بوتين تعهد لأوباما ببت الأمر في سوريا من دون الرجوع لإيران وبلا أخذ موافقتها خصوصاً أنّ الروس تورطوا بطرق مباشرة وغير مباشرة عمدوا لإغتيال وتصفية عدداً من ضباط الحرس الثوري الإيراني وقادة ميدانيين من حزب الله حتى يدفعوا بالجميع للموافقة على خطة بوتين. ومع هذا فقد سكت الايرانيون عن هذه الأفعال حتى هذه اللحظة التي سيقولوا فيها غداً على لسان قاسم سليماني لبوتين نحن من يملك الأرض في سوريا، ونحن من يمسك القرار وقرارنا استمرار في المواجهة حتى آخر نفس. وهذا يعني فشلاً ذريعاً لخطة بوتين وإننا أمام مرحلة دموية صعبة جداً بعد فشل الحل السياسي".