المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november24.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى11/من25حتى30/تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية03/من07حتى14/مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لا يَثْبُتُ عَلى العَمَلِ بكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الشَّرِيعَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

السفير الأسدي في رابية الشارد ميشال عون مطمئناً عقب فضيحة لقاء فرنجية-الحريري-الشاغوري/الياس بجاني

سفير سوريا زار عون: متفائلون بتوحد العالم ضد الارهاب بعدما ذاق آثاره

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سيدة الأرجنتين الأولى لبنانية هاجر جدها من بعلبك منذ 80 عاما

مجلس الشيوخ الأميركي يفرض عقوبات

كيف سيرد حزب الله على قرار الكونغرس الذي يطارده أمنيا وماليا؟

الحريري يوسع دائرة مشاوراته ويلتقي جنبلاط والجميل بحثاً عن حلول

ريفي: كل شخص مرتبط بالأسد لا يمكن أن يكون رئيساً للبنان

ترشيح فرنجيه خلط أوراق ولعبة جديدة يسعى الجميع لربحها/هدى شديد/النهار

هل يعبّد اجتماع الرياض طريق «فرنجية» نحو بعبدا؟

لقاءات باريس والرياض لتسييل مبادرة نصرالله؟ مصادر عون لـ"النهار": الرابية مرتاحة/عباس الصباغ/النهار

مقتل ضابط في «الحرس الثوري» وثلاثة من «حزب الله» في سورية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 23/11/2015

الحريري وجنبلاط أكدا من باريس بذل الجهود لإيجاد تسوية وطنية جامعة

شمعون بعد لقاء وفد القوات: من غير الوارد القبول بفرنجية رئيسا

النائب سليمان  فرنجيه: رئيس الجمهورية يجب ان يكون ضامنا لجميع الفئات في المجتمع

حزب الله ردا على قرار الكونغرس الأميركي: نحن حركة مقاومة تعمل لمكافحة الإرهاب الذي تدعمه أميركا ومستمرون بذلك رغم اجراءات المستكبرين

الحريري وجنبلاط: جهود لتسوية وطنية وتحفـظ الميثـاق وتفعّل المؤسـسـات

قاطيشا: كلمة الفصل بالرئاسة للمسيحيين

 قطار التسوية اللبنانية على السكة في موازاة تقدّم صيغة الحل السوري و"لقاء باريس" جزء من المناخ الانفتاحي ونجاحـه يخلط الاوراق محليـاً

محمد عبد الحميد بيضون لـ "الانباء" : إيران تعمل على تغيير ديموغرافي مذهبي واسع النطاق في سوريا والمقايضة تكريس للهيمنة الإيرانية والحريري ليس بوارد العودة الى ترؤس الحكومة دون شروط وضمانات

لقاء باريس" مـن عُدّة "الحـل" المنشــود وحركـة ناشـطة لسـبر أغـواره

الحريري يلتقي أركان 14 آذار والجميّل ويدعو وجنبلاط الى بذل الجهود للتسـوية

حركة الطيران تعود الى طبيعتها.. والازمة السورية بين بوتين وخامنئي في طهران

ريفي قدم للأيوبي درعا تقديرية: كل محسوب على المحور الايراني السوري لا يمكن أن يصل الى الرئاسة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حبشي ممثلا جعجع في عشاء في البترون: لا يمكننا ان نعيد لبنان للبنانيين الا من خلال قانون استرداد الجنسية وقانون انتخابي عادل

سفير ألمانيا عرض التطورات مع أمين الجميل: على اللبنانيين الاتفاق على رئيس للجمهورية فهذا شأن لبناني

جعجع عرض مع سفير استراليا سبل توحيد الجهود لمكافحة الارهاب

نقيب المحامين في مسيرة ذكرى الاستقلال: لم يعد جائزا حرمان الشعب من حقه في اختيار ممثليه فلا أولوية تسمو على أولوية تكوين السلطة

المؤسسة المارونية للانتشار شاركت في نشاطات مجمع مطارنة الانتشار الرابع في المكسيك

الملك البلجيكي منح وسام ليوبولد الثاني لرئيس جمعية لبنان للتنمية

شخص أطلق النار على عمه وزوجته فقتلهما وهرب

الراعي من مكسيكو: يعتصر قلبنا الحزن والعار بسبب الاحتفال مرة ثانية بالاستقلال من دون رئيس

مطر في قداس على نية الاستقلال: لبنان مشروع وطن نبنيه كل يوم بفعل احترامنا لمسؤولياتنا

باسيل ونظريان خلال تدشين مشروعي مياه في البترون: لابعاد الإنماء عن التجاذب السياسي والعراقيل

حسين الموسوي: الاستقلال الحقيقي يتحقق بالحرية والسيادة والاكتفاء

نواف الموسوي: لدعم الجيش بالسلاح الروسي والإيراني والغرب يذوق اليوم ما جنته سياسات حكوماته

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

انتقادات أميركية حادة لموقف إدارة أوباما الضعيف في مواجهة “داعش”

هولاند: سنكثف ضرباتنا لإلحاق أكبر ضرر بجيش "داعش" الإرهابي وكاميرون يضع قاعدة جوية بريطانية في قبرص تحت تصرف فرنسا

فابيوس: “الدواعش” وحوش لكنهم 30 ألفاً

توقيف 21 في سلسلة مداهمات في بروكسل واستمرار حالة الإنذار القصوى لليوم الثالث ومواصلة ملاحقة عبد السلام وتقارير عن فراره لألمانيا

خوجة: لا حل سياسياً للأزمة السورية في ظل الاحتلال الإيراني – الروسي واتهم موسكو بطرح مبادرات سياسية للتغطية على جرائمها

وزير المصالحة الوطنية في حكومة النظام السوري علي حيدر: إطاحة الأسد لم تعد أولوية للغرب

تركيا تسعى لعقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن التركمان في سورية

صواريخ «كروز» تعلق الرحلات الجوية إلى أربيل والسليمانية وتضارب بشأن مشاركة «الحشد» في معركة الرمادي

ريف حمص: جيش الأسد يتقدم في مواجهة «داعش» بعد دخول المروحيات الروسية المعركة وجنود القوات الخاصة الأميركية «قريباً جداً» في سورية

زيارة خاطفة لوفد إسرائيلي إلى القاهرة

حظر نشاطات »الحركة الإسلامية« في الكليات والجامعات الإسرائيلية

بوتين التقى خامنئي في طهران: رفض الإملاءات الخارجية بشأن التسوية في سورية ورفسنجاني يحذر من «مصادرة الثورة» من قبل «الحرس الثوري»

موسكو بدأت إجراءات توريد نظام «اس-300» لطهران ورفعت حظر بيعها تكنولوجيا نووية

كيري يجري محادثات في أبو ظبي لدعم مفاوضات بين الأسد والمعارضة ,التقى محمد بن زايد والجبير

 كاميرون يضع في تصرف فرنسا قاعدة جوية بريطانية في قبرص

هولاند: الهدف العسكري في سوريا والعراق هو الحاق اكبر ضرر ممكن بداعش

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هكذا تنعكس فضائح «حزب الله» على عباد الله/علي الحسيني/المستقبل

فيروز/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

لبنان: حدود التسوية الممكنة/علي حمادة/النهار

من أين يبدأ تنفيذ "التسوية الشاملة" من قانون الانتخاب أم من انتخاب رئيس/اميل خوري/النهار

الاغتيال السياسي لميشال عون/غسان حجار/النهار

الاستنتاجات المتسرّعة في لقاء الحريري - فرنجيه تحجب متغيّرات جدّية نحو صيغة حلّ/روزانا بومنصف/النهار

إلى أين يقود الزعماءُ اللبنانيين/محمد يوسف المجذوب/النهار

مهنة البحث عن الراتب/عماد موسى/المسيرة

عبدالرحيم مراد… نحو السعودية/محمد سعيد الحايك/جنوبية

حزب الله – إسرائيل: صراع وجودي رغم الهدنة/سامي خليفة /المدن

ميقاتي يبادر..وقد يصل الى السعودية/محسن السقال/المدن
نحو وصاية دولية/عربية على سوريا/غسان الإمام /الشرق الأوسط
من جلب الأجانب إلى سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

عودٌ على السباق الرئاسي/جورج بكاسيني/المستقبل

سوريا بين «الدب» و«العمامة» و«الحمار الديموقراطي»/أسعد حيدر/المستقبل

غزل أوباما لـ«داعش».. من الجو/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى11/من25حتى30/تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب

"قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال!نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية03/من07حتى14/مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لا يَثْبُتُ عَلى العَمَلِ بكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الشَّرِيعَة

"يا إِخوَتِي، إِعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإيْمَانِ هُمْ أَبْنَاءُ إِبرَاهِيم. وَبِمَا أَنَّ الكِتَابَ سَبَقَ فرَأَى أَنَّ اللهَ سيُبَرِّرُ الأُمَمَ بالإِيْمَان، سَبَقَ فبَشَّرَ إِبْراهِيمَ قائِلاً: «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَم».إِذًا فالَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيْمَانِ يتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ المُؤْمِن. فجَميعُ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرِيعَةِ هُم تَحْتَ اللَّعْنَة، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لا يَثْبُتُ عَلى العَمَلِ بكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الشَّرِيعَة!». ووَاضِحٌ أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يُبَرَّرُ بِالشَّرِيعَةِ أَمَامَ الله، لأَنَّ «البَارَّ بالإِيْمَانِ يَحْيَا». ولَيْسَتِ الشَّرِيعَةُ مِنَ الإِيْمَان، بَلْ إِنَّ «مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا». فَالمَسِيحُ ٱفْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَة، إِذْ صَارَ لَعْنَةً مِنْ أَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلى خَشَبَة!».

وذَلِكَ لِكَيْ تَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهيمَ إِلى الأُمَمِ في المَسِيحِ يَسُوع، فَنَنَالَ بِالإِيْمَانِ الرُّوحَ المَوعُودَ بِهِ".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

السفير الأسدي في رابية الشارد ميشال عون مطمئناً عقب فضيحة لقاء فرنجية-الحريري-الشاغوري

الياس بجاني/23 تشرين الثاني/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/23/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4/

في المنطق والعقل، وعلى قواعد الإيمان والرجاء، وبناءً على كل المواقف والتجارب على الأقل منذ العام 2005، نسأل بصدق كيف يمكن لأي سياسي مسيحي عموماً، وماروني تحديداً، يستعمل عقله وموزون فكرياً وممارسات وبعد نظر، ويحسب حساباً للعواقب أن يتوقع من ميشال عون، هذا الإنسان اللاانسان في كل ما في المصطلح من معاني، كيف يتوقع منه أي خير أو عمل غير أناني ومصلحي ونفعي وصهوراتي (نسبة للأصهرة)؟

في علم المعايير السوية قاعدة تؤكد إن فاقد الشيء لا يعطيه، لأنه ببساطة لا يملكه، وعون لا يملك غير التبعية والأذى والغرائزية والنرسيسية ورزم الأوهام والجحود والكفر بكل ما هو لبناني. من هنا العلم والإيمان يؤكدان أن كل من يثق به هو إما غير سوري أو إنه مراهن خاسر سلفاً.

ولمن يهمه الأمر ويعنيه “وغارق فيه حتى أذنيه” نقول إن رزم إن التذاكي والتشاطر والحربقة والحرتقات مع أمثال عون هي بالتأكيد المؤكد انتحار ذاتي لا أكثر ولا أقل.

وفي سياق أوهام عون الرئاسية والجنون، زار السفير السوري عبد الكريم علي اليوم ميشال عون في رابية “التعتير والنتاق والهرار”،” وكما علمنا من مصدر روحي يوثق به فإن سفير المجرم بشار طيب خاطر عون وطمأنه إلى أنه لا يزال مرشح الأسد رقم واحد للرئاسة، وأن كل ما يذاع ويقال عن تأييد أسدي لسليمان فرنجية ليس دقيقاً.

كما علمنا أن الزيارة جاءت بناءً على طلب وإصرار من عون نفسه الذي غضب وثار وأزبد وأصابته حالة من القنوط والاكتئاب عقب فضح وانكشاف لقاء فرنجية-الحريري والذي أخفاه عنه بري وحزب الله  وفرنجية والسفير نفسه ولم يعلم بأمره إلا عبر وسائل الإعلام.

خلال الاجتماع جهد السفير السوري لتهدئة ثورة غضب عون، ولكنه لم ينجح، فترك المهمة مطمئناً لسليم جريصاتي وديعته في رابية عون.

كما أنه من المتوقع أن يكون السفير الأسدي قد اتصل بكل من كريم بقرادوني وإيلي الفرزلي ووضعهما في الاحتياط في حال لم ينجح الجريصاتي في تهدئة المون جنرال!!!

مرة جديدة يتأكد للمتابع لتطورات تبعية عون لمحور الشر ولورقة تفاهمه “اللعنة” مع الحزب اللاهي أنه مجرد جوكر في هذا المحور ولا ثقة حقيقية به لا من إيران ولا من الأسد ولا من حزب الله، أما علاقته ببري فحدث ولا حرج.

في الخلاصة إن عون وأمثاله من اللا لبنانيين عملاً بالثوابت اللبنانية، واللا مسيحيين في فكرهم والممارسة عملاً بتعاليم الكتاب المقدس، واللاهثين وراء المنافع والمصالح الذاتية على حساب الوطن والمواطن، والأكروباتيين بمواقفهم والتحالفات خدمة لأوهامهم، هؤلاء جميعاً تبقى أدوارهم تبعية وثانوية وغير موثوق بهم أو محترمين حتى من قبل الذين باعوهم أنفسهم وارتموا في أحضانهم.

في مفهومنا الوطني السيادي وفي نهجنا السياسي البشيري لا فرق بين عون وسليمان فرنجية، ولكن كلمة حق يجب أن تقال وهي أن فرنجية متصالح مع نفسه وشفاف وصادق في تماهيه مع الأسد وعائلته، وهو لم يخدعنا ولم يدعي ولو مرة واحدة بغير ما هو عليه.

يبقى أن قرون حلف ملجمي جديد بدأت تطل علينا من قبعات بري وجنبلاط وحزب الله ونظام الأسد وبعض تيار المستقبل، كما أن روائح الحلف النتنة وعلاماته التدميرية وبشائره الجهنمية أمست مكشوفة ومعلومة.

المطلوب من الأحرار من كل الشرائح اللبنانية باختصار إفشاله وتعرية من يقوم بطبخه، ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط اغترابي لبناني

عنوان الكاتب البريدي

phoenicia@hotmail.com

 

في أسفل الخبر الذي هو موضوع تعليقنا في أعلى

سفير سوريا زار عون: متفائلون بتوحد العالم ضد الارهاب بعدما ذاق آثاره

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية – التقى رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون صباحا في دارته في الرابية سفير سوريا علي عبدالكريم علي الذي صرح: “تباحثنا مع الجنرال في يوم عيد الاستقلال عما يجري في المنطقة والعالم، وفي هذا الحوار كنت أكثر مصغيا من متحدثا”.أضاف: “كان العماد عون مستبشرا بما اعتبره نجاح رؤيته عندما كان يقول بأن سوريا بصمودها وكفاءتها وكفاءة قيادتها ستنتصر وسيعيد العالم الذي راهن على الاستمرار في الارهاب وإضعاف سوريا، فسوريا هي التي ستخرج وستكون ضمانة للعالم في مواجهة الارهاب. الآن اقتنع العالم الذي رعى هذا الارهاب وموله وأرسله الى المنطقة وسوريا بأن الارهاب صار خطرا عليه ويجب القضاء عليه. نحن متفائلون بتوحد العالم في مواجهة هذا الارهاب بعد ان ذاق من آثار هذا الارهاب”. سئل: كيف ستكون اليوم الفترة الانتقالية التي يطالب بها العالم اي حكومة جديدة تضم مكونات جددا؟أجاب: “سوريا قالت من البداية انها مع الحوار السوري – السوري وكانت تطالب هذه الدول التي دعمت الارهابيين واستقبلتهم ان يوقفوا العوائق أمام السوريين لكي يلتقوا ويجدوا حلولهم ويتفقوا على الصيغة التي يرون بها خلاص بلدهم وإعمارها. هذا الحوار هو الذي سيصنع الدستور وتكون فيه كل القوى التي تريد خير وخلاص سوريا وهذا الامر رهن على الانتصار على هذا الارهاب، وان كان البعض ما زال مترددا ولكن ارى ان حتى هذه القوى مضطرة لأن تكون مع روسيا وايران والشعوب في اوروبا واميركا وافريقيا لان الجميع صار في مرمى هذا الارهاب. سوريا بخير

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سيدة الأرجنتين الأولى لبنانية هاجر جدها من بعلبك منذ 80 عاما

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015

وطنية - بعلبك - أصبحت جوليانا عواضة، الأرجنتينية من أصل لبناني، سيدة الأرجنتين الأولى، بعدما أظهرت النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في الأرجنتين فوز الليبرالي ماوريسيو ماكري، الذي كان رئيسا لبلدية العاصمة بوينس آيرس، برئاسة البلاد، وهو متزوج منذ العام 2010 من عواضة، ابنة المغترب من مدينة بعلبك في محافظة البقاع، إبراهيم عواضة، والمتزوج بدوره، من سيدة سورية الأصل هي إيلسا استير بكر.

نبذة عن الأرجنتينية الأولى

سيدة الأرجنتين الأولى جوليانا عواضة، تتحدر من صلب عائلة عواضة البعلبكية، غادر جدها مدينته منذ 80 عاما مع أحد أشقائه إلى الأرجنتين، طلبا للرزق كسائر اللبنانيين، الذين غادروا في تلك الحقبة، كما غادر الشقيق الثالث إلى الولايات المتحدة الأميركية، فيما فضل الشقيق الرابع حمودي عواضة، الذي توفي منذ سنتين، البقاء في مدينة بعلبك. أصابت العائلة رزقا وفيرا وثروة، وأصبح أفرادها من كبار رجال الأعمال في الأرجنتين بعد تأسيسهم أحد أكبر دور الأزياء والموضة، الذي حمل اسم عواضة، في العاصمة بيونس آيرس. تخرجت سيدة الأرجنتين الأولى من جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة، وعملت إلى جانب زوجها الرئيس المنتخب في الشأن السياسي، وكانت بمثابة الذراع الأيمن لزوجها في تطبيق سياساته الليبرالية في البلاد. ردود فعل

وقال رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة أحد أقرباء السيدة الأولى، تعليقا على الحدث: "إن السيدة الأولى من أصول بعلبكية، وهي من صلب عائلة عواضة، توفي ابن عمها الحاج حمودي عواضة الوحيد، الذي بقي في لبنان، بعدما غادر أشقاؤه الثلاثة إلى الأرجنتين والولايات المتحدة الأميركية، وتوفي عمها الحاج حمودي عواضة منذ سنتين تقريبا، وله أياد بيضاء في إنماء مدينة بعلبك". من جهته، قال ناجي عواضة: "سررنا بخبر ابنة عمنا الأرجنتينة جوليانا بحصولها على لقب السيدة الاولى، وهي ابنة عم والدتي، ووالدها ابنا عم والدي"، مضيفا "هذا شرف لنا كبعلبكيين، أن تكون السيدة الأولى من أصول وجذور بعلبكية".

أضاف "إنها أحد أفراد الجالية الكبيرة من آل عواضة، الذين أسسوا مركزا اجتماعيا مرموقا لهم في الأرجنتين. حالها كحال اللبنانيين، الذين أثبتوا جدارتهم في بلاد المهجر". من جهته، قال علي عادل عواضة: "نرفع رؤوسنا عاليا لحصول ابنة عمنا على لقب السيدة الأولى، التي هاجر جدها من لبنان منذ سنزات طويلة. ونبارك للأرجنتين، كما للبنان، بهذا اللقب. والفرحة ليست لبعلبك وحدها، إنما لكل لبنان، كما لرئيس الجمهورية الجديد ماوريسيو ماكري".وأشار الدكتور صبحي رعد إلى أن "السيدة الأولى تتحدر من عائلة لبنانية عريقة، لها موقعها السياسي في الأرجنتين، وقد ساعدت هذه العائلة الرئيس الأرجنتيني الأسبق كارلوس منعم، بالوصول إلى سدة الرئاسة، وها هي اليوم، تحصد ما زرعته بحصول ابنتها على هذا اللقب، وقد دعمت ووقفت إلى جانب الرئيس المنتخب، ليصل وزوجته إلى رئاسة جمهورية الأرجنتين في أميركا اللاتينية".

 

مجلس الشيوخ الأميركي يفرض عقوبات

24/11/15LhgsdhsmLأقر مجلس الشيوخ الأميركي بغالبية ساحقة مشروع القرار رقم 2297 ضد «حزب الله» وشدد الخناق على التنظيم والمؤسسات المالية والأفراد الذين يدعمونه، كما ربط أنشطة الحزب المزعومة بتهريب المخدرات بالعقوبات الأميركية الجديدة عليه.

الكونغرس وبعد أربعة أشهر على الاتفاق النووي الايراني، رمى بعرض الحائط أي فرص لإعادة النظر بالموقف من «حزب الله»، إذ وافق مجلس الشيوخ بغالبية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على قرار العقوبات الذي يطال تحديداً المؤسسات المالية التي تمول «حزب الله».

وأفادت تقارير إعلامية أن القرار الذي يرعاه المرشح الجمهوري الأبرز السيناتور ماركو روبيو وجرى تحويله الى البيت الأبيض بعد التصويت عليه الجمعة الماضي، يدعو الى ما يلي:

1- إجبار الخارجية الأميركية على التعريف بوسائل الاعلام الداعمة للحزب التي تموله في تقرير سنوي، «مثل المنار وتوابعها»، وتحديد الأطراف بالاسم الموضوعين وغير الموضوعين على قائمة العقوبات.

2- الطلب من وزارة الخزانة بفرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تقوم بـ»تسهيل التعاملات لحزب الله»، أو «غسل أمواله»، أو «تتآمر لإرسال تحويلات لأشخاص أو مؤسسات على صلة بالحزب».

3- طلب تقارير بشأن إدراج الحزب كمنظمة تهريب مخدرات أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود.

4- دعوة الرئيس الأميركي الى ارسال تقرير للكونغرس بشأن إذا ما كان «حزب الله» يفي بمعايير الادراج كتنظيم مهرب للمخدرات، واذا رفض الرئيس ذلك فعليه تبرير الأمر بالوقائع والأدلة.

5- الطلب من الخارجية رفع تقارير للكونغرس بشأن تمويل الحزب، وجمعه التبرعات وعمليات غسل الأموال.

6- إجبار الرئيس على رفع تقارير للكونغرس بشأن الدول التي تدعم «حزب الله» وحيث للحزب شبكات لوجيستية وشبكة تبرعات وتمويل وغسل أموال، ورفع تقارير عما اذا كانت هذه الدول تأخذ الاجراءات الكافية لضرب شبكة «حزب الله» التمويلية.

 

كيف سيرد حزب الله على قرار الكونغرس الذي يطارده أمنيا وماليا؟

خاص جنوبية 23 نوفمبر، 2015/دان حزب الله قرار الكونغرس الأميركي الذي استهدفه وذلك بفرض "شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تقوم بما بتسهل التعاملات معه، وغسل أموال للحزب، والتآمر بارسال تحويلات لأشخاص أو مؤسسات على صلة بالحزب، وطلب تقارير حول إدراج حزب الله كمنظمة تهريب مخدرات أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود". دان “حزب الله” بشدة “القرار الجديد الذي أقره الكونغرس الأميركي والذي يستهدف الحزب ومؤيديه ووسائل إعلامه، و”الذي يشكل جريمة جديدة للمؤسسات الأميركية بحق شعبنا وأمتنا وبحق الأحرار في العالم”، كما قال بيان الحزب.

وينص قرار الكونغرس على إجبار الخارجية الأميركية على التعريف بوسائل الاعلام الداعمة للحزب والتي تموله في تقرير سنوي ، “مثل المنار وتوابعها” وتحديد الأطراف بالاسم الموضوعين والغير موضوعين على العقوبات.” ويتناول ايضا،”الطلب من وزارة الخزانة بفرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تقوم بما بتسهل التعاملات لحزب الله، وغسل أموال للحزب، والتآمر بارسال تحويلات لأشخاص أو مؤسسات على صلة بالحزب، وطلب تقارير حول إدراج حزب الله كمنظمة تهريب مخدرات أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود، بالإضافة إلى دعوة الرئيس الأميركي الى ارسال تقرير للكونغرس حول إذا ما كان حزب الله يفي بمعايير الادراج كتنظيم مهرب للمخدرات، واذا رفض الرئيس ذلك فعليه تبرير الأمر بالوقائع والأدلة”. كما ينص على الطلب من الخارجية رفع تقارير للكونغرس حول تمويل الحزب ، جمعه التبرعات وعمليات غسل الأموال، وإجبار الرئيس لرفع تقارير للكونغرس حول: الدول التي تدعم “حزب الله” وحيث للحزب شبكات لوجيستية وشبكة تبرعات وتمويل وغسل أموال، رفع تقارير حول ما اذا كانت هذه الدول تأخذ الاجراءات الكافية لضرب شبكة “حزب الله” التمويلية.” وأشار الحزب في بيانه إلى أن “هذا القرار يعبر عن نزعة السيطرة التي تحكم القيادات في الولايات المتحدة، وعن الرغبة في التحكّم بكل ما يجري في العالم وفق مصالح وأهواء السياسة الأميركية، دون أي اعتبار للمبادئ والقوانين والأخلاق التي ينبغي أن تحكم العلاقات بين الدول والمنظمات في العالم”. ولفت إلى أن “ما نواجهه من قرارات ومن افتراءات ومن اعتداءات من قِبَل المؤسسات الرسمية الأميركية هو ثمن طبيعي لالتزامنا بخط المقاومة لكل المشاريع الخبيثة التي تستهدف مقدساتنا وحقوقنا وأوطاننا وشعوبنا، وهي مقاومة مستمرة في حماية كل ذلك، بغض النظر عن الأوصاف التي يطلقها علينا مستكبرو العالم، أو الإجراءات التي يتخذونها بحقنا”. وتترقّب الأوساط السياسية النتائج المادية والسياسية التي سوف ترتد على حزب الله نتيجة لهذا القرار الأميركي،وكيف سيكون ردّ الحزب، خصوصا وانّه منغمس بالقتال في سوريا منذ ثلاثة أعوام ضدّ قوى المعارضة السورية دعما لنظام بشار الأسد، ويدفع اثمانا باهظة في الارواح والعتاد جعلته في وضع منهك، كما ان راعية الحزب ايران دخلت في مرحلة جديدة عنوانها مهادنة أميركا والتعاون معها في المنطقة، قاطعة بذلك عهدا من العداوة الاستراتيجية والعقائدية استمرّت عقودا طويلة بين البلدين.

 

الحريري يوسع دائرة مشاوراته ويلتقي جنبلاط والجميل بحثاً عن حلول

ريفي: كل شخص مرتبط بالأسد لا يمكن أن يكون رئيساً للبنان

بيروت – «السياسة»: بعد تأكد اللقاء بين رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، مع كشف نائب «المستقبل» جمال الجراح أن «اللقاء حصل والأمر لم يعد سراً»، أكدت مصادر مقربة من الطرفين خضوعه للمتابعة في المستقبل، وأنه بُحث مع وفد القيادات «المستقبلية» الذي زار الحريري في الرياض، في وقت وسع الحريري من دائرة اتصالاته مع القوى السياسية، حيث التقى في الساعات الماضية كلاً من رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط. وأكدت مصادر قيادية في «تيار المستقبل» لـ «السياسة» أن البحث تركز على سبل إخراج لبنان من المأزق القائم وتسريع الخطى باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، واضعة اجتماع الحريري بفرنجية في هذا السياق، بالرغم من أن الخطوة «السرية» للحريري من دون إطلاع أحد من الحلفاء الطبيعيين في «14 آذار»، لا تزال تتردد سلباً داخل هذا الفريق موسِّعة الشرخ الذي كانت بدايته مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة تشريعية ووقوف «القوات» و«الكتائب» ضدها بالمطلق في غياب الرئيس، في حين وقف «المستقبل» والنواب المسيحيون المستقلون معها لتمرير البنود المالية، ما دفع رئيس «القوات» سمير جعجع إلى ادعاء أن هؤلاء لا يؤمنون ميثاقية الجلسة، باعتبار أنهم غير وازنين في شارعهم، ورد هؤلاء بدورهم عليه. وفي موقف لافت، استبعد وزير العدل أشرف ريفي أي تفكير بفرنجية رئيساً للبنان، حيث قال إن «رئاسة الجمهورية فوق المحاصصات والصراعات السياسية، فهي رمز وحدة الوطن، ونحن نرى أن من يتبوّأ هذا المركز يجب ألا يكون من 14 ولا من 8 آذار، وكل شخص مرتبط بـ(رئيس النظام السوري بشار) الأسد لا يمكن أن نراه نموذجا لها أبداً». ورأى في لقاء فرنجية والحريري «أمراً طبيعياً، ولكن لا أحد يحمل اللقاء أكثر مما يحمل، فأنا لا أرى فرنجية رئيساً، ومن يقرأ التطورات العالمية والإقليمية يدرك أن محسوباً على المحور الإيراني – السوري لا يمكن أن يصل إليها». من جهته، اعتبر رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن «أزمة الرئاسة تحل بالتفاهم على نهج لا يجامل إزاء السيادة، ومطلوب لها شخص يشكل حيثية شعبية في طائفته وفي مناطق أهلنا المقاومين المدافعين عن الوطن ضد الخطرين الإسرائيلي والتكفيري». وكان المشاركون في اجتماع الرياض رأوا ضرورة التعامل بإيجابية مع مبادرة «السلة الواحدة» التي طرحها أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله للتأكد مما إذا كانت ستؤدي إلى انتخاب رئيس توافقي، وشددوا بخصوص وضع قانون انتخابي جديد على ضرورة دعم اللجنة النيابية المختلطة (عشرة نواب) التي ستنطلق في عملها لدرس مشاريع القوانين المطروحة على المجلس.

ويُتوقع لعمل اللجنة أن يمتد إلى أكثر من المدة المحددة له، أي شهران، نظراً لحساسية المادة المطروحة للنقاش وحجم الخلاف عليها، وأن تصبح مع الزمن جزءاً لا يتجزأ من المفاوضات على «السلة الواحدة». إلى ذلك، ينتظر اللبنانيون محطتين بارزتين: جولة الحوار الوطني غداً الأربعاء والجولة الجديدة من حوار «المستقبل»-«حزب الله»، في عين التينة أيضاً اليوم التي كان مقرراً لها التركيز على السلة الشاملة حصراً، لكن احتمالاً طرأ بإمكان تطرق المجتمعين إلى لقاء الحريري – فرنجية «الباريسي» لتبادل الآراء وليس بالضرورة من باب استبدال الحزب فرنجية بمرشحه ميشال عون.

 

ترشيح فرنجيه خلط أوراق ولعبة جديدة يسعى الجميع لربحها

هدى شديد/النهار/24 تشرين الثاني 2015

فجأة أصبح ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية على كل لسان، على أنه رأس خيط مشروع التسوية الشاملة التي دعا اليها الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، وأن القرار الأوحد للملف اللبناني بات روسياً بغطاء أميركي، وأن ايران والمملكة العربية السعودية سلٰمتا بقواعد اللعبة الجديدة في المنطقة، ولبنان من ضمنها. حتى إن الحديث وصل الى رئاسة الحكومة التي لن تكون الا لرئيس وسطي شبيه الرئيس تمام سلام. ويحكى في الكواليس أن النائب وليد جنبلاط كان أول المبادرين الى ترشيح النائب فرنجيه، ولطالما ردّد في المرحلة الأخيرة أن أفضل انتخاب رئاسي شهده لبنان هو الذي أوصل سليمان فرنجيه الجدّ الى رئاسة الجمهورية بفارق صوت واحد. وفي هذا السياق تندرج اللقاءات المتسارعة، سواء تلك التي تنعقد في الرياض او في باريس. فالمطلوب من الرئيس سعد الحريري أن يكون عرّاباً لهذه التسوية بتأمينه النصاب لجلسة الانتخاب، ومن النائب وليد جنبلاط أن يكون شريكاً بتأمينه المطلوب من الأصوات. ووفق هذه المعطيات، فإن الجانب الروسي أبلغ وزير الخارجية جبران باسيل أن لا قدرة على إيصال العماد عون الى رئاسة الجمهورية. في هذا الوقت، كشف النائب احمد فتفت حصول اللقاء بين الحريري وفرنجيه، ووصفه بأنه "مجرد تواصل"، وعلّل سبب نفيه بداية بالضرورات الأمنية لتتسنّى عودة احدهما الى الرياض والآخر الى لبنان. وقال فتفت لـ"النهار": "الترشيح جدّي لدى النائب فرنجيه، واذا أصبح توافقياً (حيث لم ينجح العماد ميشال عون بأن يكون،) فنحن نسير به وأهلاً وسهلاً، وسنرى بالممارسة ماذا سيفعل". وفتفت ليس متأكداً "من اننا دخلنا في مدار تسوية جدّية قبل حصول أي تطوّر في سوريا، ولذلك نحن في حالة تحضيرية"، وفق تعبيره. وكأن سيناريو ترشيح الرئيس ميشال سليمان في تشرين 2007 قبل انتخابه نتيجة تسوية الدوحة في أيار 2008، يتكرّر اليوم بترشيح فرنجيه. ووفق مصادر مطلّعة، أن النائب وليد جنبلاط طرح منذ مدّة ترشيحه، فردّ له التحية بالمثل بأنه "رغم الخلافات بالعمق معه الا ان مبادرته دين" في رقبته. وهذا الطرح كان في خلفية طاولة الحوار الموسع الذي اقامه رئيس المجلس نبيه بري. بقي الطرح يُطبَخ بهدوء لدى القوى الفاعلة، الى ان خرج الى العلن في اللقاء الذي رتّب في باريس بين الحريري وفرنجيه. سُرّب خبر اللقاء ونفاه الطرفان، الى ان تطايرت شظايا الخلافات داخل الصف الواحد لدى كل من الحريري وفرنجيه، ولم يعد في إمكانهما "اخفاء السموات بالقبوات". ووفق المصادر، ان اعلان ترشيح ميشال سليمان في تشرين الثاني 2007 كان أصعب من ترشيح فرنجيه اليوم. ورغم مسارعة الجميع الى إعلان تأييده لهذا الترشيح، ما زالت أوساط الثامن من آذار تنظر الى الخطوة من جانب الحريري وجنبلاط على انها مخطط فتنوي لتوسيع الهوّة بين أطراف الصفّ الواحد، بإغراء فرنجيه، وإرباك "حزب الله" وإزعاج عون وضرب تحالفهما، وزعزعة "بيت الثامن من آذار"، وإغراق الساحة الداخلية بتناقضات متعدّدة. كما يسأل هذا الفريق عن دور المملكة العربية السعودية في محاولة كهذه وما إذا كانت فعلاً قد سلّمت بإحجامها عن أي شراكة في الملف اللبناني. ولسان حال هذا الفريق أن "حزب الله" لم يتخلّ عن ترشيح عون، ولا يراهنن أحد على إبعاده وإيران عن أي تسوية حتى وإن جاءت من روسيا، لأن أي اتفاق دولي لن يمر في المنطقة بعد الاتفاق النووي الا من خلال ايران. في أي حال، اذا كان ترشيح فرنجيه مناورة أو طرحاً جدياً فالنتيجة واحدة: الأوراق خُلطت ولعبة جديدة بدأت، والعبرة بأن يسعى الكل أن يكون من الرابحين.

 

هل يعبّد اجتماع الرياض طريق «فرنجية» نحو بعبدا؟

خاصّ جنوبية 23 نوفمبر، 2015/لا يزال لقاء الحريري_فرنجية يتصدر احاديث الصحف بين التأكيد والنفي، وجاء اجتماع الرياض في دارة الرئيس سعد الحريري مع عدد من القياديين في "المستقبل" ليزيد من الشكوك حول الإتفاق حول المرشح الضمني لرئاسة الجمهورية، بمعزل عن النفي التمويهي للقاء، الذي صدر عن تيار "المردة" وعن تيار "المستقبل".. بالرغم من غياب الحركة السياسية في عطلة عيد الإستقلال ونهاية الأسبوع لكن الضجة التي أحدثتها الأنباء الكثيفة عن لقاء حصل ولم يحصل جمع في باريس الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية قبل أيام ظلت حديث الصالونات والمنتديات السياسية، وراجت تكهنات فحواها أن الرئيس الحريري استدعى إلى مقر إقامته الموقت في الرياض عدداً من أركان “تيار المستقبل” ليبحث معهم في احتمال تأييد ترشيح النائب فرنجية للرئاسة. وبحسب معلومات “النهار” من مصادر ثقة ذكرت أن لقاء باريس لم يحصل في الواقع، خلافاً لكل ما ذهبت إليه الأنباء الصحافية والإعلامية، وأوضحت هذه المصادر أن الإجتماعات التي انعقدت في الرياض لم تكن مخصصة للبحث في هذا الموضوع، وإن كانت تطرقت إليه من ضمن قضايا أخرى تركز عليها البحث، ولا سيما منها دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى “تسوية سياسية شاملة” والسبل الفضلى للتعامل معها من زاوية أنها يمكن أن تفتح أفقاً للحل إذا ما توافرت الظروف والإرادات لإنجاح التسوية.  لكن صحيفة  “الحياة” وجدت أنه بات بحكم المؤكد أن ما كانت تداولته وسائل الإعلام اللبنانية عن عقد لقاء بين الرئيس الحريري وبين رئيس النائب فرنجية لم يكن مجرد اشاعة يراد منها تمرير رسائل سياسية لهذا الطرف أو لذاك، بمقدار ما شكل أول فرصة لبداية حوار بينهما يفترض أن لا يخضع للتأويل أو الاجتهاد وان يترك الحكم على نتائجه لعامل الوقت نظراً الى رغبة الطرفين في مواصلته من خلال قنوات تم الاتفاق عليها. وقد أضافت مصادر النهار أن نفي الزيارة لا يعني عدم وجود اتصالات بين الحريري وفرنجية، فهي قائمة ومستمرة، لكنها تحتاج إلى استكمال والتعمق في مواضيع متعددة داخلية وخارجية ، تختلف حيالها وجهات النظر وتتباعد. وليست المسألة تالياً ببساطة أن يتفق رئيس “المستقبل” وزعيم “المردة” على أن يكون أحدهما رئيساً للجمهورية والآخر رئيساً للحكومة، بل هي أكبر بكثير، علماً أن اللقاء بينهما يمكن أن ينعقد فعلاً لتتويج نتائج الإتصالات القائمة في حال تكللت بالنتائج. كذلك، علمت “الحياة” ان لقاء الحريري- فرنجية كان حاضراً بامتياز على طاولة الاجتماع “الماراثوني” الذي استضافه الأول في دارته في الرياض في المملكة العربية السعودية وخصص لتقويم المرحلة السياسية الراهنة التي يمر فيها لبنان واقتصر على عدد من القياديين في “المستقبل” في مقدمهم رئيس الكتلة النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي انتقل من أبو ظبي الى الرياض للمشاركة فيه، اضافة الى النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، ورضوان السيد، والمستشار الإعلامي هاني حمود.

ووضع الحريري الحضور في الأجواء التي سادت اجتماعه مع فرنجية في باريس، وهو الأول بينهما منذ فترة زمنية طويلة. وقالت مصادر مواكبة لهذا الاجتماع إن زعيم “المستقبل” تمنى على الحضور عدم تداول مضمون الاجتماع في وسائل الإعلام “لأننا ما زلنا في أول الطريق ولا مصلحة لنا في حرق المراحل، ولن نحجب ما دار بيننا عن جمهورنا، لكن دعونا نتابع ولن يكون هناك من أسرار، وفي الأيام المقبلة سنكشف عن الأجواء التي اتسم بها اللقاء”. ورأى الحريري ان التواصل ضروري “ولكننا لن نتطلع لعقد صفقة ثنائية، وإنما من واجبنا في ظل استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى الانفتاح على الآخر لخفض فاتورة كلفة الأضرار على البلد في ظل الانتظار مع إننا في طليعة الذين يطالبون بانتخاب رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد”، بحسب المصادر عينها. ورأت الحياة أن الحريري أراد من خلال هذا اللــقاء التأكيد ان “لا فيتو على هذا الطرف أو ذاك، يدفعنا الى عدم التحاور معه وبالتالي لا بد من أن نأخذ وقتنا في تبادل الآراء، خصوصاً ان هذا الحوار ينطلق من موقع الاختلاف”.

 

لقاءات باريس والرياض لتسييل مبادرة نصرالله؟ مصادر عون لـ"النهار": الرابية مرتاحة

عباس الصباغ/النهار/24 تشرين الثاني 2015

تسارع اللقاءات بين معظم اقطاب 14 آذار في الرياض وباريس وانضمام النائب وليد جنبلاط الى المشاورات مع الرئيس سعد الحريري، عدا عن لقاء الأخير رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، يشي بأن هؤلاء الاطراف جادون في إحداث خرق على الساحة الداخلية مع دخول الفراغ في سدة الرئاسة اليوم شهره التاسع عشر. ولعل ما أثير عن اللقاء الابرز الذي جمع الحريري ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه الاسبوع الفائت في باريس. وبحسب معلومات ان الرئيس نبيه بري لم يكن بعيداً عما رافق اللقاء، حتى انه ساهم في إنضاج الظروف لانعقاده، يعني ان بري والحريري جادان في احداث خرق في جدار الازمة المستمرة مع انشغال الخارج في تأمين مصالحه انطلاقاً من التطورات على الساحتين السورية واليمنية وتسليم معظم الاطراف المحليين بأن الدول الاقليمية غير مستعجلة لاعطاء لبنان حيزاً من اهتمامها مع تأكيدها ضرورة الحفاظ على الاستقرار في بلد تحيط به التوترات من كل الجهات. "عون ليس مستاء" منذ إثارة خبر لقاء الحريري - فرنجيه اتجهت الانظار الى الرابية لرصد رد فعلها على اللقاء وما اذا كانت على علم به قبل حصوله، او ما اذا كان حليفها "حزب الله" قد ابلغها به في حال ثبت انه كان على اطلاع بما جرى في العاصمة الفرنسية التي ضربها الارهاب بعد ساعات على جريمة برج البراجنة، والتي على رغم قسوتها تركت ارتياحاً لدى حارة حريك لجهة التضامن الذي ابداه اللبنانيون، ما دفع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى الافادة من تلك الاجواء واعادة طرحه مبادرة لتسوية متكاملة تقوم على تنازلات متبادلة بين القوى السياسية للخروج من الازمة. مصادر "التيار الوطني الحر" اكدت لـ"النهار" ان العماد ميشال عون ابدى ارتياحه للتطورات الأخيرة بخلاف ما يحاول البعض اشاعته عن استيائه من لقاء زعيمي "المستقبل" و"المردة". وتضيف المصادر ان "وصول فرنجيه الى الرئاسة يعد انتصاراً للخط الذي يمثله عون، وبالتالي لا يعتبر الامر تراجعاً او انكساراً للتيار الوطني". المصادر العونية تتقاطع مع مصادر مواكبة للتطورات الأخيرة التي وان كانت تذهب الى ابعد من التفاهم على انتخاب رئيس مقرب من محور دمشق - طهران، الا انها تؤكد ان الأمر سيأتي في سياق تفاهم كبير قد يفضي الى تثبيت الرئيس السوري بشار الاسد في موقعه وكذلك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ثم يستكمل الامر في بيروت، ما يعني تقدماً لمحور "المقاومة والممانعة"، وإن كان ذلك يتطلب قبول حلفاء هذا المحور في لبنان بتولي الحريري رئاسة الحكومة والقبول لاحقاً بقانون الـ1960 للانتخابات النيابية، وهذا ربما يفسر ما قاله نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن التنازلات المتبادلة. لكن ثمة من يفسر الامور بطريقة مغايرة، خصوصاً ان البعض يرى ان ما يحصل اليوم ليس سوى محاولة لاجهاض مبادرة نصرالله، وبالتالي فإن عون لن يعطي هؤلاء فرصة تحميله مسؤولية افشال مبادرة حليفه، وان "التيار الوطني" لن يكون خاسراً اطلاقاً في حال اجهضت تسوية "الحريري - فرنجيه" لان الخاسر الاكبر سيكون رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي سيفقد دعم الحريري ولن يكون امامه سوى دعم ترشيح عون، ما يعقد الامور اكثر فأكثر في حال اتفق الثنائي "السني - الشيعي" على انتخاب فرنجيه على رغم من بعض الاصوات المعارضة داخل "تيار المستقبل" لتبنّي ترشيح صديق الاسد.

 

مقتل ضابط في «الحرس الثوري» وثلاثة من «حزب الله» في سورية

24/11/15Lطهران – وكالات: أعلنت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن مقتل ضابط في الحرس الثوري الإيراني يدعى أحمد رحيمي في معارك مع الثوار في سورية. وبهذا يرتفع عدد القتلى من العسكريين الإيرانيين في سورية إلى 62 قتيلا منذ إعلان الحرس الثوري زيادة أعداد مستشاريه العسكريين هناك، تزامنا مع إعلان روسيا بدء تدخلها العسكري نهاية سبتمبر الماضي. وأشارت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري الإيراني، إلى أن ثلاثة من ميليشيا «حزب الله» قتلوا أول من أمس خلال مواجهات مع الثوار في ريف حلب ومحيط دمشق، هم محمد علي نور الدين، وباقر حسن هاشم، ومحمد علي عسكر.

وفي وقت سابق، أكدت إحصائية لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مقتل 113 إيرانيا في الحرب السورية، فيما نقلت وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء عن مسؤول إقليمي أن هناك 1500 عنصر من الحرس الثوري الإيراني حاليا في سورية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 23/11/2015

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عطلة الذكرى الثانية والسبعين للإستقلال، دفعت الكثير من اللبنانيين إلى السؤال عن الواقع والحال للإستقلال. في وقت برز الآتي:

- أولا: مواصلة الرئيس سعد الحريري في باريس، لقاءاته اللبنانية حول إمكانات التسوية والإنتخاب الرئاسي. وفي جديد ذلك لقاء مع النائب وليد جنبلاط، وسط تأكيدات أن اللقاء بين الحريري والنائب سليمان فرنجيه قبل أيام، حصل فعلا.

- ثانيا: ولوج أهل الحوار في جلسة بعد غد الأربعاء، مسألة الانتخاب الرئاسي على قاعدة التسريع وفق الأجواء الجديدة.

- ثالثا: إشارة وزير الإعلام رمزي جريج الى إمكان توجيه الرئيس تمام سلام خلال الساعات الثماني والأربعين ساعة المقبلة، دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار خطة ترحيل النفايات.

- رابعا: استعداد الرئيس سلام لزيارته باريس آخر هذا الأسبوع، لإجراء محادثات حول الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وفي جديد المحادثات والتحركات حول تطورات الأزمة السورية، زيارة الرئيس الروسي طهران، ووزير الخارجية الأميركي أبو ظبي، في ظل إعلان الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني حملة على مواقع "داعش"، وأيضا في ظل قول "الإئتلاف السوري" المعارض إن الغارات الجوية الروسية لم تصب مواقع "داعش" سوى ستة في المئة، وإن غالبية الغارات أصابت المدنيين و"الجيش السوري الحر".

وقد جرت محادثات أميركية - سعودية - إماراتية في أبو ظبي، حول توحيد صفوف المعارضة السورية، لإنجاح المؤتمر المخصص لهذا الهدف في الرياض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

استراحة سياسية داخلية في الشكل، لكن لقاءات ناشطة واتصالات تجري خلف الكواليس لاعداد تسوية وطنية جامعة مرتقبة. ومن هنا تأتي الاجتماعات الباريسية المكثفة في منزل الرئيس سعد الحريري. فهل يسهل الأفرقاء إخراج تلك التسوية؟

في بيان اللقاء بين الحريري والنائب وليد جنبلاط ترصد الايجابيات، أقله في تأكيد السعي لإيجاد تلك التسوية والاتفاق مع باقي المكونات لانجازها بأسرع وقت ممكن.

السرعة المطلوبة ضرورية، تفرضها المخاطر المحيطة بلبنان، ووجوب انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية في مشروع التسوية وتفعيل عمل المؤسسات التشريعية والتنفيذية.

الحوار الداخلي يمضي قدما في ظل حراك دولي- اقليمي، على قاعدة أولوية محاربة الارهاب. الحدث اليوم كان في طهران، قمة روسية- ايرانية بين الدولتين، كما بدا في كلام مرشد الجمهورية الاسلامية السيد علي الخامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان لا تراجع عن الثوابت المشتركة انطلاقا من سوريا، لا قبول بفرض الاملاءات الخارجية على دمشق. والحل بالنسبة للايرانيين والروس هو بخيارات الشعب والمسؤولين السوريين. ما يعني عدم القبول بالطروحات الأميركية حول رحيل الرئيس بشار الأسد.

موسكو وطهران يمسكان بأوراق القوة الميدانية في الحرب على الارهاب، مدعومتان من رأي عام دولي عابر للقارات، بات يرى في قتال "داعش" أساسا يفرض التحالف مع الروس. ومن هنا أيضا جاء الموقف الأوروبي، بعد اعتداءات باريس، فترجمت فرنسا تحولاتها بالتحالف العسكري مع موسكو، كما بدا في بداية مهام حاملة الطائرات "شارل ديغول".

أوروبا قلقة، وشوارع بروكسيل تشهد على هواجس لا تقف عند حدود لا فرنسا ولا بلجيكا، فألمانيا وايطاليا ودول أخرى على أهبة الاستعداد لمواجهة مخاطر ارهابية "دواعشية" محتملة.

في المؤشرات السياسية أيضا، زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة، والتركيز في الخليج على تقريب المعارضين السوريين لانتاج وفد يفاوض الحكومة في فيينا.

أما الأردن فيمضي قدما في التفاهم مع روسيا، ويعزز دور المملكة الهاشمية في بناء تحالفات استراتيجية تعطي لعمان وضعا اقليميا متقدما، ولذلك يزور الملك عبد الله الثاني موسكو غدا، ترسيخا للعلاقة مع الروس سياسيا وعسكريا، كما ترسخ في تطورات الحدود الأردنية – السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بالمتر المكعب السياسي، كانت وحدة القياس في مؤتمر الغاز الطبيعي في طهران، على ان المنتج حتى الآن يفوق أسقف التكهنات.

لقاءات بليغة الدلالات توجتها بلاغة التصريحات، وتعهدات استراتيجية أرفقت بقرآن خط بأحرف الاسلام المحمدي الأصيل، لا دعوات الذبح والتكفير، قدمه الرئيس الروسي للامام السيد علي الخامنئي الذي دعا إلى مواجهة المخطط الأميركي بذكاء.

ملتزمون ألا نخون حلفاءنا وألا نتآمر عليهم، أكد فلاديمير بوتن من طهران، ومتفقون مع شريكنا الايراني المطمئن والذي يعتمد عليه في المنطقة والعالم انه لا يحق لأحد التقرير نيابة عن السوريين شكل حكومتهم أو رئيس جمهوريتهم، وواعون للمحاولات الأميركية الساعية إلى الحصول بالسياسة عما لم تحققه في ساحة النزاع.

أما ما حققه لقاء الإمام الخامنئي والرئيس بوتين، فكان التطابق في وجهات النظر، بحسب بيان الكريملين.

في لبنان، واستجابة لوجهات النظر المختلفة إلى حد التضارب، أسقط لبنان من لائحة قمة الاقتصاديين الكبار في طهران، فما يملكه من غاز طبيعي يخوله ان يكون في طليعة الحاضرين، لكن ما يملكه من طبقة سياسية غير طبيعية بات يهدد حقيقة الثروة اللبنانية الواعدة في بحره، بل كل ثرواته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

العطلة السياسية المستمرة لمناسبة عيد الاستقلال في بيروت، لم تنسحب على باريس. ففي العاصمة الفرنسية اجتماع لافت في توقيته ومضامينه، بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، سيتبع بلقاء آخر بين الحريري وسامي الجميل.

اجتماع الحريري- جنبلاط تطرق إلى ضرورة بذل الجهود لايجاد تسوية وطنية جامعة، تنطلق بداية من معالجة أزمة الشغور الرئاسي، ما يعني ان ثمة دينامية جديدة على الصعيد السياسي تحاول الاستفادة من مناخ اقليمي مؤات لايجاد نهاية لأزمة الشغور الرئاسي عبرسلة حلول. فهل تنجح المحاولة اللبنانية هذه المرة، في انتاج تسوية متكاملة، أم تعود وتصطدم في اللحظات الأخيرة بما هو أقوى منها؟.

على أي حال التسوية التي يعمل عليها، ستكون الحاضر الأول على طاولة الحوار الوطني التي تنعقد الأربعاء المقبل. لكن الموضوع السياسي، لن يحجب اهتمام المجتمعين بأمور أخرى ولاسيما ملف النفايات، علما ان ايجاد حل للملف المذكور يسمح بعقد جلسة لمجلس الوزراء طال انتظارها.

في هذا الوقت، أقر مجلس الشيوخ الأميركي بغالبية ساحقة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مشروع قرار يشدد العقوبات الأميركية على "حزب الله". ما يطرح أكثر من سؤال، وخصوصا ان هذا القرار القاسي جاء بعد 4 أشهر على الاتفاق النووي الايراني.

وفي ايران، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية على خامنئي، للمرة الأولى منذ العام 2007. وأهمية الزيارة انها تأتي بعد التدخل الروسي العسكري في سوريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

فيما التوتر يتصاعد بين الرياض ودمشق، صار الخط المفتوح بين سعد الحريري وسليمان فرنجية محور الحركة السياسية في بيروت. الرئيس السوري بشار الأسد أكد في حديث صحافي قبل يومين، أن السعودية وقطر وتركيا يشكلون الحديقة الخلفية ل"داعش"، شارحا أن هذه الدولة هي مزيج من آل سعود والوهابية. وأن العائلة السعودية خاضعة للوهابية وتلتزم دوما ما تطلبه منها.

لكن ذلك لم يمنع الحريري الابن من الانتقال، من أرض السعودية إلى أرض المذبحة الفرنسية، ليتفق مع سليمان فرنجية، صديق بشار الأسد، حول رئاسة الجمهورية. الخطوة لا تزال تتفاعل داخل كل من طرفي الصراع في بيروت. حتى بدا في سلسلة المواقف وردود الفعل اليوم، أنه لم يعد هناك 14 آذار ولا 8 منه. كل ما بقي هو أسئلة لدى الطرفين حول القطبة المخفية في الزيارة المنفية.

أسئلة كثيرة مثيرة وحساسة، تدخل فيها كل المحرمات، مما قد لا يحكى إلا في كتب التاريخ، لكن سؤالا واحدا يبدو ملحا: هل ستظهر نتائج اللقاء الباريسي سريعا، كما يلمح البعض؟ أم أن مسارا جديدا وطويلا قد بدأ، وعليه أن ينتظر بدوره تطورات أخرى خارجية لم تنضج بعد؟

في الانتظار، يستمر شغور القصر الرئاسي اللبناني، أقله من رئيس صنع في لبنان، ومنتخب من إرادة الشعب اللبناني. فيما القصر الرئاسي في الأرجنتين يفتح أبوابه لسيدة أولى من أب لبناني، ماريا جوليانا عواضة، بعلبكية تحل في بيت إيفا بيرون ومنبت غيفارا، وعلى أرض مارادونا وميسي ومرقص التانغو. ماريا جوليانا عواضة، مبروك من بيروت إلى بيونس إيرس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

العالم يغلي من حولنا ولبنان غارق في النفايات.

الجمهورية الاسلامية تستقبل قيصر روسيا، بعد نحو 4 عقود على انتصار الثورة الاسلامية على قاعدة: الوقوف في وجه الدب السوفياتي. كيري مجددا في المنطقة لأهداف عدة: تبريد ما يجري بين الفلسطينيين والاسرائيليين ومحاولة انضاج مؤتمر المعارضة السورية في السعودية.

هذا في المنطقة، أما في اوروبا فالحدث يتنقل بين بلجيكا وفرنسا، والجامع المشترك ملاحقة العقول مدبرة العمليات الارهابية. فبعدما سقط العقل المدبر في فرنسا، ها هي بلجيكا تلاحق العقل المدبر لديها.

لبنانيا، لم يكد الوسط السياسي يستفيق من صدمة لقاء الحريري- فرنجية في باريس، حتى جاءتهم صدمة لقاء الحريري- جنبلاط. فهل من طبخة، أم مجرد تلمس أو استكشاف إمكان التوصل إلى شيء ما؟

من المبكر إعطاء أي جواب، خصوصا ان الأطراف المعنيين ولاسيما في لقاء الحريري- فرنجية، مازالوا في مرحلة التوافق على نفي اللقاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

من الواضح ان لبنان يحاول الدخول إلى تسوية تنتشله من المخاطر التي يغرق فيها. ومن الواضح أيضا ان البيان الذي أعقب الاجتماع بين الرئيس سعد الحريري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، يشكل خارطة طريق حقيقية لمواجهة هذه المخاطر، على قاعدة تسوية يشارك فيها الجميع.

فالبيان شدد على جملة مسائل من أبرزها، ان الأزمة السياسية أصبحت تشكل مخاطر حقيقية على ميثاق لبنان واستقراره وأمنه. أما المسألة الثانية فهي الاتفاق على بذل كل الجهود لإيجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ الميثاق، وتكرس مرجعية اتفاق الطائف، وتعالج بداية أزمة الشغور وتطلق عمل المؤسسات الدستورية.

أما المسألة الثالثة، فهي الاتفاق على متابعة الاتصالات مع باقي المكونات الوطنية، لانجاز التسوية في أسرع وقت ممكن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

باريس المنكوبة بغزوتها الإرهابية، غزاها السياسيون اللبنانيون بحثا عن رئيس. لقاءات مفرج عنها، وأخرى مغلفة بالكتمان، بعيدة من النفي وأقرب إلى التأكيد. الحريري يجتمع بفرنجية بلا توثيق، ثم يستقبل جنبلاط، فيفر سامي الجميل إلى العاصمة الفرنسية.

ولما رفض طرفا "المستقبل" و"المردة" تثبيت خبر الاجتماع، جرى الاعتماد على شفافية النائب أحمد فتفت الذي أكد ل"الجديد" انعقاد اللقاء. وقال إنه إذا كان فرنجية راغبا في الرئاسة، فعليه البدء بخطوات عملية. وأولى الخطوات التي أقدم عليها زعيم تيار "المردة" أنه استكان إلى رحلة صيد يتأمل فيها الطريدة ويعاين ردود فعل الفريسة، لا سيما أن صيده السياسي هذه المرة قد يؤلب عليه غزلان الغابة الرئاسية من ذوي القربى.

لا مؤشرات لأخذ العينات من هذه اللقاءات وإسقاطها على الاستحقاق الرئاسي. ولم يتوافر سوى تكهنات وبعض التفاؤل من الأرجنتين، التي أصبح لديها سيدة أولى لبنانية، وتتمتع بنسبة جمال عالية لن تتفوق عليها إلا سيدة بنشعي إذا ما حصلت المقايضة الرئاسية والحكومية بين الثامن والرابع عشر من آذار.

باريس اللبنانية لا تشبه باريس الدولية التي تبحث عن طرائق محاربة "داعش" كدولة تنشر عشرات آلاف المقاتلين السود بين سوريا والعراق. العاصمة الفرنسية استقبلت اليوم رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، الذي قال إنه مقتنع بأن على بلاده الانضمام إلى فرنسا وشركاء آخرين في شن ضربات جوية في سوريا لسحق "الدولة الإسلامية"، من ضمن إستراتيجية شاملة.

وسواء بريطانيا أو فرنسا أو بلجيكا، فإن الجميع أصبح يتحدث عن ضرب "داعش" كدولة لا كتنظيم إرهابي متطرف. فرئيس الأركان الفرنسي قال إن لا انتصار عسكريا على "داعش" في المدى القريب، وكل يعرف أن هذا الأمر سيحل في النهاية بالوسائل الدبلوماسية والسياسية. وحديثه عن الطرق الدبلوماسية، لا يعني سوى الاعتراف ب"داعش" دولة قائمة بذاتها. لكن اللافت في الحرب الدولية على التنظيم الإرهابي، أن كلا من أميركا وفرنسا وبريطانيا، يتعهدون إبادتها في فرعها السوري، وليس في العراق مسقط رأسها الإرهابي.

إرهاب من مستوى القتل، على خلاف شخصي، هز مدينة زحلة.

 

الحريري وجنبلاط أكدا من باريس بذل الجهود لإيجاد تسوية وطنية جامعة

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري، في مقر إقامته في باريس، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، يرافقه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور، في حضور النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري والسيد نادر الحريري. وأشار بيان أصدره المكتب الاعلامي للحريري إلى أن "البحث تناول الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والأزمة السياسية المتمادية وما باتت تمثله من مخاطر جمة على ميثاق لبنان واستقراره وأمنه واقتصاده الوطني، في ظل الأحداث الدامية في محيطنا العربي". وأوضح أنه "كان هناك اتفاق خلال اللقاء على ضرورة بذل كل الجهود لإيجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ ميثاقنا الوطني وتكرس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بداية أزمة الشغور الرئاسي، وتضع حدا لتداعي مؤسساتنا الوطنية وتطلق عمل المؤسسات الدستورية وتفعل عمل الحكومة والمجلس النيابي وتؤمن المظلة السياسية والأمنية لحماية لبنان والنهوض باقتصاده الوطني من أوضاعه الحالية وتوجد حلولا للازمات الاجتماعية المتراكمة". ولفت إلى أن الاتفاق تم على متابعة الاتصالات مع باقي المكونات الوطنية والقوى السياسية للبحث في سبل إطلاق وانجاز هذه التسوية بأسرع وقت.

 

شمعون بعد لقاء وفد القوات: من غير الوارد القبول بفرنجية رئيسا

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - زار وفد من حزب "القوات اللبنانية" رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون، بمناسبة ذكرى الإستقلال، في مقر الحزب في السوديكو، حيث كان في استقباله الى شمعون، نائب رئيس الحزب روبير خوري، امين العلاقات الخارجية خالد نصولي، امين التربية في الحزب ادغار رزق، امين الاعلام اميل العلية، امين العمل جوزيف كرم، امين التوجيه رفيق خوري، رئيس هيئة المحامين جيلبير بو عبود، رئيس هيئة الاطباء سعد غصن، رئيس هيئة المهندسين فرانسوا زعتر، رئيس منظمة الطلاب سيمون درغام ورئيس منظمة الشباب طوني نجم.

وضم وفد "القوات" كلا من: النائب فادي كرم، الوزير السابق طوني كرم، عضو الهيئة التنفيذية في الحزب ادي ابي اللمع، رئيس جهاز الاعلام والتواصل ملحم رياشي، مستشارا رئيس الحزب العميد وهبي قاطيشا وايلي خوري، رئيس تحرير اذاعة "لبنان الحر" انطوان مراد، مدير عام موقع "القوات" الالكتروني فارس طراد، رئيس مصلحة الطلاب جاد دميان. وتخلل الاجتماع اتصال هاتفي من رئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع، الذي حيا حزب "الاحرار" ومؤسسه ورئيسه، قائلا: "زيارة الوفد تأتي بهدف استذكار الرئيس شمعون في هذه المناسبة، الذي يعد من مؤسسي المقاومة اللبنانية الى جانب رفاق آخرين من احزاب اخرى، وحتى نتخذ عهدا في متابعة المسيرة حتى النهاية". وأضاف جعجع في اتصاله: "نحن موجودون اليوم في بيت الاحرار، حتى نجدد هذا العهد ونتابع المسيرة، ونأمل ان يبقى الرئيس شمعون رمزا لكل لبناني". بعد اللقاء، قال النائب كرم: "من الطبيعي في ذكرى الاستقلال ان يقوم وفد من حزب "القوات" حزب المقاومة، بزيارة حزب "الوطنيين الاحرار" وهذا البيت، بيت المقاوم والمقاومة اللبنانية، التي قامت على مبادئ كبيرة، وقدمت شهداء كثرا ولا تزال مستمرة في هذا النضال من اجل صيانة الاستقلال اللبناني". وأضاف: "نلتقي اليوم لا على اساس محاصصات ولا بسبب مساومات، بل على مبادئ كبيرة وهي قيام الاستقلال والسيادة ودعم بناء الدولة واجهزتها لبقاء لبنان"، معتبرا أن "حزب الوطنيين الاحرار يستمر في مسيرة الرئيس الكبير كميل نمر شمعون الذي اسس المقاومة اللبنانية"، مشددا على ان "هذه الزيارة تؤكد ان "القوات" لا تنسى رجالاتها وكل من ضحى من أجل استقلال لبنان".

وأكد استمرار "القوات في هذا الخط الوطني، كما ان الحزبين سيكملان المسيرة تحت هذه الشعارات والمبادئ لصيانة الاستقلال وحماية السيادة". بدوره، قال شمعون: "نحن والقوات في النهاية فريق واحد للبنان واحد، نعرف وضع لبنان الذي يضم طوائف والوانا عدة، لبنان الذي مر في فترات من الازدهار والالفة والتعاون عندما كان الرئيس كميل شمعون رئيسا للجمهورية". ورأى ان "لبنان في الماضي كان لجميع الطوائف حين كان الرئيس شمعون صيادا ماهرا في السياسة، ورجلا محبوبا من كل المناطق بسبب اهتمامه بها وتعاونه معها"، لافتا الى انهم "سيتابعون هذه المسيرة حتى يرفع اللبناني رأسه من جديد، ويفتخر ويعتز بوطنه الذي تشكل من عدة طوائف". وردا على سؤال عن امكانية موافقته على ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، اوضح ان "هذا الطرح ليس واردا، خصوصا انه صديق لمن حكم لبنان لسنوات طويلة".

 

النائب سليمان  فرنجيه: رئيس الجمهورية يجب ان يكون ضامنا لجميع الفئات في المجتمع

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 1/وطنية - عرض رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه التطورات الراهنة مع السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر الذي زاره في بنشعي، وعقد معه اجتماعا بحضور السيد طوني فرنجيه والدكتور جان بطرس، تخلله جولة افق في مختلف القضايا والاوضاع الراهنة. كما استقبل فرنجيه في دارته وفد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النقيب سمير ابي اللمع، حيث عقد اجتماع بحضور الوزير السابق يوسف سعادة، تخلله بحث في مختلف التطورات الحالية. اثر اللقاء، قال ابي اللمع: "ان المجلس التنفيذي للرابطة تشرف بزيارة سليمان فرنجيه بمنحى اجتماعي وسياسي، لدعوته الى المؤتمر الذي تنظمه الرابطة الشهر المقبل حول تطوير الادارة والنظام الضرائبي في الادارة ولمناقشة الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية اكان على المستوى اللبناني او الاقليمي". واكد فرنجيه ايمانه "بان لبنان يجب ان يبقى منطلقا للفكر والمعقل الحصين للحرية وللتضامن بين الفئات جميعا المسيحية والاسلامية، وان اي رئيس سيكون له الحظ بان يتبوأ هذا المركز الموقع يجب ان يكون ضامنا لجميع الفئات الحزبية والسياسية والدينية والمجتمع المدني، الذي يتمتع اليوم بدور مهم في هذا الاطار".

 

حزب الله ردا على قرار الكونغرس الأميركي: نحن حركة مقاومة تعمل لمكافحة الإرهاب الذي تدعمه أميركا ومستمرون بذلك رغم اجراءات المستكبرين

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - دان "حزب الله"، في بيان أصدره بعد ظهر اليوم، وبشدة "القرار الجديد الذي أقره الكونغرس الأميركي، والذي يستهدف حزب الله ومؤيديه ووسائل إعلامه، والذي يشكل جريمة جديدة للمؤسسات الأميركية بحق شعبنا وأمتنا وبحق الأحرار في العالم". ورأى "ان هذا القرار يعبر عن نزعة السيطرة التي تحكم القيادات في الولايات المتحدة، وعن الرغبة في التحكم بكل ما يجري في العالم وفق مصالح وأهواء السياسة الأميركية، دون أي اعتبار للمبادئ والقوانين والأخلاق التي ينبغي أن تحكم العلاقات بين الدول والمنظمات في العالم". أضاف: "نحن في حزب الله حركة مقاومة تعمل من أجل مكافحة الإرهاب الذي تدعمه أميركا، سواء منه الإرهاب الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني وشعوب أمتنا كلها، أو الإرهاب التكفيري الذي تغلغل برعاية أميركية وصهيونية في أكثر من دولة من دول المنطقة".وختم: "إن ما نواجهه من قرارات ومن افتراءات ومن اعتداءات من قبل المؤسسات الرسمية الأميركية هو ثمن طبيعي لالتزامنا بخط المقاومة لكل المشاريع الخبيثة التي تستهدف مقدساتنا وحقوقنا وأوطاننا وشعوبنا، وهي مقاومة مستمرة في حماية كل ذلك، بغض النظر عن الأوصاف التي يطلقها علينا مستكبرو العالم، أو الإجراءات التي يتخذونها بحقنا".

 

الحريري وجنبلاط: جهود لتسوية وطنية وتحفـظ الميثـاق وتفعّل المؤسـسـات

المركزية- في اطار اللقاءات التي تُعقد بين مختلف القوى السياسية للبحث في الاوضاع ولايجاد الحلول للأزمات المتراكمة، التقى الرئيس سعد الحريري في مقر إقامته في باريس رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور في حضور النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري. وتم خلال اللقاء وفق بيان المكتب الاعلامي للحريري التباحث في الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والأزمة السياسية المتمادية وما باتت تمثله من مخاطر جمّة على ميثاق لبنان واستقراره وامنه واقتصاده الوطني في ظل الحوادث الدامية في محيطنا العربي.

وتم الاتفاق خلال اللقاء على "ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإيجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ ميثاقنا الوطني وتكرّس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بداية ازمة الشغور الرئاسي وتضع حدّاً لتداعي مؤسساتنا الوطنية وتطلق عمل المؤسسات الدستورية وتفعل عمل الحكومة والمجلس النيابي وتؤمن المظلة السياسية والأمنية لحماية لبنان والنهوض باقتصاده الوطني من اوضاعه الحالية وتوجد حلولا للازمات الاجتماعية المتراكمة، وفق ما جاء في البيان. كذلك تم الاتفاق على متابعة الاتصالات مع باقي المكونات الوطنية والقوى السياسية للبحث في سبل إطلاق وانجاز هذه التسوية في اسرع وقت ممكن . الاستقلال: من جهة اخرى، وفي مناسبة عيد الاستقلال، حيّا الرئيس الحريري رجال الاستقلال الأول وشهداء الاستقلال الثاني، واعتبر ان "الاستقلال حزين لغياب رئيس الجمهورية عن منصته للعام الثاني". واشار الحريري في سلسلة تغريدات عبر موقع "تويتر" الى ان "الشغور في موقع رئاسة الجمهورية اكبر إهانة توجه إلى اللبنانيين في عيدهم الوطني". واكد رئيس "تيار المستقبل" ان "الجيش والشرعية ضمانة الاستقلال ورئاسة الجمهورية ضمانة الاستقرار للنظام السياسي"، مشدداً على ان "تهنئة اللبنانيين بالعيد لا تكتمل في غياب رأس السلطة ورمز التوازن والعيش المشترك".

 

قاطيشا: كلمة الفصل بالرئاسة للمسيحيين

أكد مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن “القوات” تشجّع كلّ اللقاءات بين جميع اللبنانيين خاصة اذا كانوا متباعدين في المواقف، وقال: “لا يجب تحميل لقاء الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار “المرده” النائب سليمان فرنجية أكثر من حجمه”. وأضاف في حديث للـ”otv”: “اذا التقى الحريري بشخص فهذا لا يعني أنه يتبناه كرئيس للجمهورية”، معتبراً أن “ذلك ليس سوى انفتاحاً على المكونات السياسية تحضيراً لما سيحصل في سوريا، لان الازمة السورية تتجه نحو خارطة طريق معينة”. وتابع قاطيشا: “لا يمكن لأحد أن يتبنى ترشيح أحد ويجعله رئيساً للجمهورية لأن المسيحيين وخصوصاً الممثلين بأغلبيتهم برئيس حزب “القوات” الدكتور سمير جعجع ورئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون وبفريق “الكتائب” لهم الكلمة الفصل في ملف الرئاسة شئنا ام أبينا”. وختم: “كل من يريد تبني ترشيح شخص للجمهورية عليه العودة الى المكونات المسيحية الأساسية والتي تتمثل بـ”التيار” و”القوات” و”الكتائب” واذا لم توافق لا يمكن تسيير الأمور”.

 

 قطار التسوية اللبنانية على السكة في موازاة تقدّم صيغة الحل السوري و"لقاء باريس" جزء من المناخ الانفتاحي ونجاحـه يخلط الاوراق محليـاً

المركزية- في موازاة التسوية السورية التي وَضع الطباخان الروسي والاميركي مكوناتِها على نار حامية، بهدف انضاجها مع مطلع العام المقبل، بدت الساحة اللبنانية متأثرة بالمناخ التسووي نفسه، فشهدت منذ أيام تراجعا في حدة الخطابات السياسية التي استبدلت بلهجة تصالحية هادئة، تشجع على مد الجسور بين اللبنانيين وعلى الجلوس معا للخروج بحلول للازمات المستفحلة منذ سنوات، فدعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى سلة متكاملة ورحب بالمبادرة الرئيس سعد الحريري. ولم يبق النفس الانفتاحي الجديد هذا، محصورا بالمواقف بل تُرجم أيضا لقاءات نوعية عابرة للاصطفافات، جمع أبرزها الرئيس الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في باريس.

جس نبض: ورأت مصادر نيابية مستقلّة عبر "المركزية" أن الحركة المستجدة لبنانيا لا يمكن فصلها عن التقدم الحاصل في مسار التسوية السورية. أما الصيغ المطروحة لكسر حلقة الجمود المحلي فعديدة ومنها ما أثير عن اسناد رئاسة الجمهورية الى مرشح من الثامن من آذار في مقابل ذهاب رئاسة الحكومة الى 14 آذار، واعتماد قانون انتخابي مختلط بين النسبي والاكثري يرضي كافة الاطراف... ومن هنا، كان لا بد من لقاءات تتخطى مخيمي 8 و 14 آذار على غرار لقاء الحريري – فرنجية. وفي هذا الاطار، تعتبر الاوساط ان الاجتماع أتى لجس النبض حول مدى استعداد الطرفين وخاصة 8 آذار المتمسكة بترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، للوصول الى تسوية، مع ما تتطلبه من تنازلات، على الصعيد الرئاسي خصوصا. وتضيف "هل يمكن القول بعد لقاء باريس، ان قبول 14 آذار أو الحريري بفرنجية رئيسا، مقابل توليه رئاسة الحكومة، بات أمرا محسوما؟ قطعا لا. فالامر يحتاج الى متابعة حثيثة والى اتصالات داخلية مكثفة، قد تحتم عودة الحريري الى بيروت. وقد حمل اللقاء رئيسَ الحزب التقدمي الاشتراكي يرافقه وزير الصحة وائل ابو فاعور، من جهة، كما رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، من جهة أخرى، الى باريس، للاجتماع بالحريري اليوم والاطلاع على خلفيات ومجريات وآفاق لقائه فرنجية.

الرياض: وكان الحريري انتقل من فرنسا الى الرياض نهاية الاسبوع حيث اجتمع ببعض أركان 14 آذار، لوضعهم في صورة الاجواء التي رافقت الاجتماع. وعاد الوفد الى بيروت اليوم وأفادت أوساطه "المركزية" ان الحريري ليس في وارد ابرام اي صفقات ثنائية من تحت الطاولة، مشيرة الى ان حركة جديدة ستنطلق داخل 14 آذار التي ستكثف اجتماعاتها لاعادة رص صفوفها وتوحيد موقفها من التطورات. أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يواكب منحى التطورات الجديد، فأوفد اليوم وفدا قواتيا للاجتماع برئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، في اطار المساعي لترطيب الاجواء بين الطرفين بعد التشنج الذي تركته مواقف جعجع من المستقلين، في العلاقة بينهما.

فرنجية مقابل الاسد؟: على أي حال، ترى المصادر ان معادلة "فرنجية في الرئاسة والحريري في الحكومة" لا يمكن فصلها عن التطورات في الاقليم، وتسأل هل تكون الصفقة بأن ترضى السعودية بفرنجية رئيسا في لبنان مقابل تنحي الرئيس السوري بشار الاسد مثلا"؟ وهل توافق ايران على التضحية بالاسد مقابل انتخاب فرنجية رئيسا للبنان؟ وتعتبر ان اعطاء اللقاء الباريسي ثماره، اذا حصل، فانه سيعيد خلط الاوراق محليا ويكسر التحالفات التقليدية ليرسم مشهدا جديدا، يكون فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري وجنبلاط وفرنجية في خندق واحد، فيما تزداد اللحمة بين عون وجعجع، وتختم "الايام المقبلة ستكون كفيلة بتظهير نتائج اللقاء الذي يصر طرفاه على ابقاء تفاصيله سرية وبعيدة من الاعلام، خوفا من احراقه".

 

محمد عبد الحميد بيضون لـ "الانباء" : إيران تعمل على تغيير ديموغرافي مذهبي واسع النطاق في سوريا والمقايضة تكريس للهيمنة الإيرانية والحريري ليس بوارد العودة الى ترؤس الحكومة دون شروط وضمانات

23 تشرين الثاني/15

إستبعد النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، حصول لقاء بين الرئيس الحريري والنائب سليمان فرنجية قي باريس، سيما وأن الخبر من وجهة نظره دُسّ في الوسط الإعلامي لغايات لم تعد خافية على أحد، إلا أن بيضون يعود ليتناول الخبر من زاوية إيجابية فيعتبر أن اللقاء وإن حصل جدلا، فهو يندرج في سياق سياسة الإنفتاح التي تنتهجها المملكة السعودية حيال جميع الفئات اللبنانية، وذلك لاعتبار بيضون أن من أولويات السعودية الحفاظ على الإستقرار في لبنان في موازاة مواجهتها للسياسة الإيرانية في لبنان والمنطقة، إضافة الى حرص الرئيس الحريري على صياغة أجود العلاقات مع المكونات المسيحية على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها، بما يدحض حملات التحريض ضده والتي يقودها أركان 8 آذار في محاولة لتحميله وعن غير حق أوزار حقوق المسيحيين.

ولفت بيضون في تصريح لـ "الأنباء" الى أن تأييد النائب جنبلاط لانتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية يندرج في سياق المجاملات السياسية ليس إلا، وذلك لإعتباره أن مقايضة رئاسة الجمهورية برئاسة الحكومة على أن تكون الأولى لقوى 8 آذار والثانية لقوى 14 آذار، هي تكريس للهيمنة الإيرانية على لبنان وهي بالتالي مقايضة غير واردة لا عربيا ولا غربيا ولا محليا لجهة قوى 14 آذار، جازما بأن الرئيس الحريري لن يقبل بأي عرض مماثل، خصوصا أنه من وجهة نظر العالمين العربي والغربي عنوان وحيد للثقة بلبنان سواء على المستوى الوطني أم على المستوى الإقتصادي، مؤكدا بالتالي أن هذه المقايضة البدعة تندرج في سياق محاولات حزب الله الدائمة لإطالة لعبة شراء الوقت، تماما كما هو حال الحوارين سواء بين حزب الله والمستقبل أم بين القوى اللبنانية.

واستطرادا، أكد بيضون أن الرئيس الحريري ليس بوارد العودة الى ترؤس حكومة لبنان دون شروط وضمانات تكفل حقه باستعمال صلاحياته كاملة وكافة أدوات الحكم، فتجاربه السابقة في رئاسة السلطة التنفيذية ما عادت تسمح له بالتعامل مع قوى 8 آذار بنية بريئة، مشيرا الى أن خير دليل على سياسة التملق والتضليل التي يمارسها حزب الله، هو عدم التنازل للرئيس سلام بمطمر للنفايات في البقاع فكيف بامور ذات حساسية عالية تتصل بسياسة لبنان الخارجية والمحلية، معتبرا بالتالي أن ما يُحكى بأن لبنان يقف على عتبة مرحلة توافقية، مجرد كلام إعلامي غير قابل للصرف على أرض الواقع، والغاية منه إبقاء لبنان في ستاتيكو سياسي من قبل حزب الله الى حين صدور التعليمات الجديدة من المرشد الإيراني، خصوصا وأن القراءات في الواقع الإقليمي، تُظهر وجود ضغوط دولية لبدء المفاوضات في سوريا، وهو ما من أجله تحاول إيران إبقاء رئاسة الجمهورية في لبنان رهينة لديها في محاولة لفرض شروطها على طاولة المفاوضات.

وفي سياق متصل، لفت بيضون الى أن إيران وبالتوازي مع محاولات تكريس هيمنتها على لبنان، تعمل على تغيير ديموغرافي مذهبي واسع النطاق في سوريا، بدليل إستقدامها مئات الألاف إن لم يكن الملايين من شيعة أفغانستان والعراق وإيران إضافة الى الحوثيين وعدد لا يستهان به من شيعة لبنان الى سوريا، لتجنيسهم في محاولة لخلق حيثية شعبية وازنة لها تمكنها من بناء موقع سياسي أساسي لها في الدولة السورية.

 

لقاء باريس" مـن عُدّة "الحـل" المنشــود وحركـة ناشـطة لسـبر أغـواره

الحريري يلتقي أركان 14 آذار والجميّل ويدعو وجنبلاط الى بذل الجهود للتسـوية

حركة الطيران تعود الى طبيعتها.. والازمة السورية بين بوتين وخامنئي في طهران

المركزية- في الجمهورية المبتورة الرأس، لا احتفالات بعيد الاستقلال، فقط عطلة رسمية وأكاليل زهر على أضرحة رجالات يفتقد لبنان الى طينتهم وحكمتهم في زمن باتت فيه المصالح الشخصية والفئوية كما التبعية الى المحاور، تعلو المصلحة الوطنية، لتكون النتيجة رئاسة فارغة ومؤسسات دستورية مشلولة ونفايات على الطرقات. المناسبة التي حلّت مُرة على اللبنانيين، وحوّلت ساحة الشهداء الاحد الى منبر لاكثر من جمعية مدنية وسياسية لرفع الصوت، سرقت ما تبقّى من وهجها، البلبلة التي أثيرت عن اعمال أمنية تحضر لها "داعش" بقيت في اطار الشائعات، من جهة، وتداعيات المناورات البحرية الروسية في المتوسط على الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي وعلى السيادة اللبنانية حيث قرأ أكثر من مراقب سياسي ودبلوماسي في أداء موسكو مع لبنان استخفافا بالاصول الدبلوماسية، من جهة أخرى.

بعد لقاء باريس: أما في المقلب السياسي، فالتسوية عنوان المرحلة، واللقاء الباريسي الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، والذي اعتبره المراقبون جزءا من المناخ التصالحي الحديث في الداخل، بقي متصدرا الاهتمام المحلي، وقد خلّف حركة سياسية ناشطة هدفها الاطلاع على خلفياته ونتائجه وآفاقه، فانتقل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يرافقه وزير الصحة وائل ابو فاعور، من جهة، كما رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، من جهة أخرى، الى فرنسا، للاجتماع بالحريري اليوم. وكان رئيس "التيار الازرق" اجتمع في الرياض أمس ببعض أركان 14 آذار لوضعهم في صورة لقائه بفرنجية. وأكدت مصادر المجتمعين لـ"المركزية" ان الحريري لا يسعى الى ابرام اي صفقات من تحت الطاولة.

فرنجية مقابل الاسد؟ الى ذلك، رأت اوساط نيابية مستقلة عبر "المركزية" ان الاجتماع النوعي هذا، أتى لتبيان مدى استعداد الطرفين وخصوصاً 8 آذار، للوصول الى تسوية، مع ما تتطلبه من تنازلات، على الصعيد الرئاسي خصوصا. واذ أشارت الى ان قطار التسوية اللبنانية يسير في موازاة التسوية السورية التي وضعت على نار حامية، اعتبرت الاوساط ان معادلة "فرنجية في الرئاسة والحريري في الحكومة" التي يحكى عنها كصيغة للتسوية اللبنانية، يصعب فصلها عن التطورات في الاقليم، سائلة "هل تكون الصفقة بأن ترضى السعودية بفرنجية رئيسا في لبنان مقابل تنحي الرئيس السوري بشار الاسد مثلا"؟ وهل توافق ايران على التضحية بالاسد مقابل انتخاب فرنجية رئيسا للبنان"؟

ريفي والجراح: وليس بعيدا، سجل اليوم موقف لافت لوزير العدل أشرف ريفي اعتبر فيه ان "من يريد ان يتبوأ منصب رئاسة الجمهورية يجب ألا يكون لا من فريق 14 آذار ولا من 8 آذار، وكل شخص مرتبط ببشار الاسد لا يمكن ان نراه نموذجا لتولي رئاسة الجمهورية في لبنان ابدا". واذ رأى ان "اللقاء بين اللبنانيين امر طبيعي وايجابي"، دعا الى عدم تحميل اجتماع الحريري – فرنجية اكثر مما يحمل، فانا شخصيا لا ارى ان الوزير سليمان فرنجية مع احترامنا له، يمكن ان يكون رئيسا لجمهورية لبنان"، مضيفا "من يقرأ التطورات العالمية والاقليمية يدرك تماما ان كل من هو محسوب على المحور الايراني – السوري لا يمكن ان يصل الى رئاسة الجمهورية اللبنانية". في المقابل، اعتبر النائب جمال الجراح ان "من الطبيعي ان يتواصل الرئيس الحريري مع الاطراف كافة في اطار البحث عن مخرج لمأزق الفراغ واللقاء حصل بينه والنائب فرنجية والامر لم يعد سرا"، مشيرا الى ان "الامور تغيرت في سوريا ويجب ان تتغير في لبنان لا سيما في موضوع حلفاء سوريا"، مضيفا "فرنجية سيتحرر من التبعية لسوريا لان هذا الخط لم يعد موجودا".

الحريري – جنبلاط: وكان الحريري وجنبلاط اتفقا خلال اجتماعهما في باريس على "ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإيجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ ميثاقنا الوطني وتكرس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بدايةً ازمة الشغور الرئاسي وتضع حدا لتداعي مؤسساتنا الوطنية وتطلق عمل المؤسسات الدستورية وتفعّل عمل الحكومة والمجلس النيابي وتؤمّن المظلة السياسية والأمنية لحماية لبنان والنهوض باقتصاده الوطني من أوضاعه الحالية وتوجد حلولا للازمات الاجتماعية المتراكمة. كما تم الاتفاق على متابعة الاتصالات مع باقي المكونات الوطنية والقوى السياسية للبحث في سبل إطلاق وانجاز هذه التسوية بأسرع وقت ممكن".

طاولة الحوار: وينتظر ان تحضر "التسوية" المنشودة، والسلة الشاملة التي تجمع الرئاسة والحكومة وقانون الانتخاب (الذي اكتمل عقد لجنته النيابية بانضمام النائبين عن "الكتائب" و"المردة" سامر سعادة واميل رحمة اليها)، كما أزمة النفايات والعروض لترحليها، على طاولة الحوار الوطني التي تجتمع مجددا الاربعاء، علما ان عقد اي جلسة لمجلس الوزراء لا يزال مربوطا بالتوصل الى اتفاق نهائي في شأن النفايات يفترض ان يتبلور في الأيام المقبلة.

14 آذار توحد كلمتها: في غضون ذلك، من المتوقع ان تتكثف في الأيام المقبلة الاتصالات بين مكونات 14 آذار كافة في ضوء لقاء الحريري – فرنجية ومواكبة للتطورات المتسارعة، بهدف تنسيق المواقف وتوحيد الكلمة. وستنطلق حركة لقاءات واتصالات بين "القوات اللبنانية" و"المستقلين" لاعادة ترطيب الاجواء بينهما ورأباً للصدع الذي تركته مواقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ابان جلسة تشريع الضرورة.

حركة الملاحة: على صعيد آخر، وبعدما اضطرت الطائرات الذاهبة والآتية من مطار رفيق الحريري الدولي الى تبديل مساراتها لتفادي منطقة المناورات الروسية في المتوسط، تلقت وزارة الاشغال العامة والنقل الاحد برقية من البحرية الروسية تفيد انها انهت المناورات العسكرية في المياه الاقليمية، وبات في امكان جميع الطائرات ان تسلك في شكل طبيعي، وفق ما أعلن الوزير غازي زعيتر في مؤتمر صحافي عقده أمس، دافع خلاله عن موسكو فقال "أثير بعض الكلام وكأن البحرية الروسية تقوم بعدوان على لبنان، لكن في كل مناورة بحرية تُبلّغ الدول بأخذ الحيطة والحذر لسلوك بعض المسارات، وعلى هذا الاساس وبموجب البرقية المذكورة تصرفنا واليوم (الامس) ابلغنا بأن هذه المناورات انتهت وعادت الأمور الى طبيعتها".

بوتين في ايران: إقليميا، تحضر الازمة السورية على طاولة البحث بين المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وصل الى طهران اليوم للمشاركة في قمة للدول المصدّرة للغاز، في وقت كان آخر لقاء حصل بين الرجلين في العام 2007. ويلتقي بوتين ايضا الرئيس الإيراني حسن روحاني. واذا كان البلدان يجتمعان على دعم نظام الاسد، فان الزيارة تأتي بعيد التدخل الجوي الروسي في سوريا والذي اعتبر مراقبون أنه أتى على حساب دور طهران، فأثار قلقا ايرانيا وتوترا ولو باردا بين الدولتين.

عقوبات أميركية: على صعيد آخر، وبعد أربعة أشهر على الاتفاق النووي الإيراني، أقر مجلس الشيوخ الأميركي بغالبية ساحقة من الحزبين الديموقراطي والجمهوري مشروع قرار ضد "حزب الله" يشدد الخناق عليه وعلى المؤسسات المالية والأفراد الذين يدعمونه، كما يربط أنشطة الحزب المزعومة بتهريب المخدرات، بالعقوبات الأميركية الجديدة عليه.

 

ريفي قدم للأيوبي درعا تقديرية: كل محسوب على المحور الايراني السوري لا يمكن أن يصل الى الرئاسة

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - قدم وزير العدل اللواء اشرف ريفي درع وزارة العدل للعميد المتقاعد بسام الايوبي "تقديرا لتضحياته وجهوده في حماية امن طرابلس" خلال توليه قيادة المدينة لسنوات طويلة، حين مرت بظروف امنية صعبة، وذلك خلال احتفال اقيم في منزل الايوبي في بلدة برغون قضاء الكورة، في حضور عقيلة ريفي المحامية سليمة اديب واعضاء رابطة آل الايوبي وحشد من ابناء البلدة. وألقى ريفي كلمة للمناسبة قال فيها: "بداية نوجه التهنئة لكل اللبنانيين بعيد الاستقلال، ونأسف ان نقول: "عيد بأي حال عدت يا عيد؟" فهل نعيش اليوم استقلالنا الطبيعي ام نشعر بان استقلالنا ناقص؟ آسف ان اقول ان هذا الاستقلال ليس الاستقلال الحقيقي الذي كنا نحلم به، الاستقلال لا يحميه سوى ابطال امثال العميد بسام الايوبي، وعائلة آل الايوبي هم اهلنا اعطوا الوطن الكثير من الشهداء والرجال وجميعنا نتذكر رفيقي المرحوم الشهيد الملازم اول عزمي الايوبي الذي افتدى بدمائه لبنان ليحافظ على امن البلد، وثمة شهداء كبار افتدوا الوطن بدمائهم كاللواء وسام الحسن ووسام عيد وغيرهم". أضاف: "بعد الانسحاب السوري من لبنان اخترنا العميد بسام الايوبي ليتسلم زمام مسؤولية الامن في طرابلس ، فكان على قدرالمسؤولية، واثبتنا في تلك الفترة ان لدينا رجالا أبطالا واننا لسنا بحاجة لاي وصاية من احد ولسنا بحاجة لقوى امن وعسكر من خارج لبنان ليصنع لنا استقلالا مزيفا. في هذه المناسبة نوجه تحية اكبار لعناصر الجيش اللبناني قيادة وضباطا وافرادا، ولضباط وعناصر قوى الامن الداخلي وسائر الاجهزة الامنية الاخرى من شعبة المعلومات، الى الامن العام وأمن الدولة". وتابع: "نحلم بوطن استقلاله كامل بدون الحاجة لوصاية احد، نحلم بوطن نعيش فيه مسلمين ومسيحيين معا، وعلى المستوى الاسلامي نريد ان نعيش سنة وشيعة ودروزا وعلويين معا، ونحن مستمرون مع اخوتنا المسيحيين لنقول هذا الوطن هو وطن مشترك لنا ولهم، نعيش فيه معا وتجمعنا المواطنية". وردا على سؤال قال: "ثمة معطيات على المستوى الدولي والاقليمي تعطي اشارات لنقل الصراع العسكري في سوريا الى حل سياسي وقد تكون المدة الزمنية لهذا الحل ليست بقصيرة انما في النهاية سيرتاح البلد وسنتمكن من بناء اسس الوطن. ان اكلت الجبنة لا يمكنهم بناء وطن والمحاصصات التي تحصل ونسمع عنها من حين الى آخر لا تبني اوطانا، انما المواطنون المترفعون عن اي مصلحة خاصة هم الذين يبنون الوطن والانسان، لذا اشدد واقول وبكل صراحة ان اي محاصصة تجرى من هنا او هناك لا تؤدي الى بناء الوطن وسنصل بالتأكيد الى حائط مسدود". وردا على سؤال آخر أجاب: "ان رئاسة الجمهورية يجب ان تكون فوق المحاصصات وفوق الصراعات السياسية كما هي الحال في جميع السلطات، انما رئاسة الجمهورية هي رمز لوحدة الوطن ويجب ان تكون فوق المعارك السياسية، وما طرح أخيرا ان رئاسة الجمهورية لفريق 8 آذار ورئاسة الحكومة لفريق 14 آذار، نحن نرى ان من يريد ان يتبوأ هذا المركز يجب الا يكون لا من فريق 14 آذار ولا من 8 آذار، وكل شخص مرتبط ببشار الاسد لا يمكن ان نراه نموذجا لتولي رئاسة الجمهورية في لبنان ابدا". وعن لقاء فرنجية والحريري قال: "اللقاء بين اللبنانيين امر طبيعي وايجابي، انما لا احد يحمل اللقاء اكثر مما يحمل، فانا لا ارى ان الوزير سليمان فرنجية مع احترامنا له، يمكن ان يكون رئيسا لجمهورية لبنان، وطبعا هذا رأيي الشخصي لان رئاسة الجمهورية يجب ان تكون فوق الانقسامات السياسية لكي يستطيع الرئيس المقبل جمع الافرقاء على طاولة واحدة دون ان ينحاز لفريق، ومن يقرأ التطورات العالمية والاقليمية يدرك تماما ان كل من هو محسوب على المحور الايراني السوري لا يمكن ان يصل الى رئاسة الجمهورية اللبنانية". وفي الختام قال ريفي: "سنقدم درع وزارة العدل لرجل من قوى الامن الداخلي ساهم فعليا بفرض الامن والعدالة بين الناس دون تمييز بين شخص واخر، واعطى الوطن من الجهد والعرق والوقت ما يكفي لنقول له يعطيك الف عافية ونحن فخورون بك وسنكمل المشوار حتى لو خارج اطار الامن سوية لنبني الوطن ونحمي الاستقلال الحقيقي". من جهته شكر الأيوبي لريفي مبادرته، وأكد ان "آل الايوبي في السلك العسكري والامني سيبقون المدماك الاول في الدفاع عن سيادة واستقلال وحرية لبنان كما سائر الشعب اللبناني". وفي ختام الاحتفال وضع ريفي اكليلا من الزهر على النصب التذكاري للشهيد الملازم اول عزمي الايوبي، ثم تلا الفاتحة عن روحه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حبشي ممثلا جعجع في عشاء في البترون: لا يمكننا ان نعيد لبنان للبنانيين الا من خلال قانون استرداد الجنسية وقانون انتخابي عادل

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أقام مركز القوات اللبنانية في مدينة البترون عشاءه السنوي برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا برئيس جهاز التنشئة السياسية الدكتور طوني حبشي في مطعم ديلمار في منتجع سان ستيفانو، في حضور راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب العقيد شربل أنطون، ممثل النائب أنطوان زهرا منسق حزب القوات في منطقة البترون الدكتور شفيق نعمه، ممثل النائب سامر سعاده الياس رزق، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون طنوس الفغالي، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون حنا بركات، رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، رئيس جمعية تجار البترون روك عطيه، مأمور نفوس البترون مارلو كفوري، رؤساء بلديات ومخاتير ، ممثلي أحزاب وتيارات ، ورؤساء جمعيات وأندية وحشد من القواتيين.

بعد النشيد الوطني ونشيد حزب القوات، ألقى رئيس مركز القوات في مدينة البترون جورج عطيه كلمة رحب فيها بالحضور، وأكد أن "هدفنا السلام والحرية والاستقلال لكي نعيش كلبنانيين بكرامة وطمأنينة بالرغم من اختلافاتنا الدينية وخلافاتنا السياسية، ونسلم أولادنا وأجيال المستقبل وطنا لا مزرعة".

ثم كانت كلمة نعمه، قال فيها: "إن تقصير من يمسكون اليوم بزمام الأمور في إدارة شؤون الدولة والمواطن بات لا يحتمل، النفايات موضوع اكبر من فضيحة، قصة رعب لا تصدق. ليس هذا البلد بلد جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وميشال شيحا وسعيد عقل وشارل مالك، وبالتأكيد ليس البلد الذي تحلم به القوات اللبنانية: لبنان الحرف والأبجدية والجامعة والمدرسة والعلم والعمل والكتاب والقلم، لبنان مطبعة دير مار أنطونيوس قزحيا وعبق بخور وادي قنوبين واديار البترون المباركة ومدارسها".

واضاف: "إن الفراغ في رئاسة الجمهورية لم يعد مقبولا، وتقاسم الجبنة وتبادل المسايرات والخدمات والوساطات والصفقات المشبوهة وتأمين مراكز النفوذ والمغانم لم يعد مقبولا هو الآخر".

حبشي

أما حبشي، فاستهل كلمته موجها التحية "لمار يوحنا مارون ولكفرحي البترون التي شهدت بداية الولادة السياسية للجماعة المارونية وانطلاقا منها بداية الوجود السياسي لوطن كان لا يزال حلما بالنسبة لأبنائه واليوم نسميه لبنان". قال: "يشرفني ان أكون واقفا على الصخرة التي منها انطلق البطريرك الياس الحويك، البطريرك الذي ليس عاديا ليس لأنه قام بأعمال كبيرة بل لأنه استطاع ان يقوم بأعمال صغيرة، استطاع ان يبيع صليبه في زمن المجاعة حتى يطعم الناس، ليس عاديا لأن لبنان الكبير لا يمكن أن يخلق في 1920 الا مع البطريرك الذي باع صليبه ليطعم الجائعين والبطريرك الحويك هو الذي أنتج لنا لبنان الكبير".

وأضاف: "قانون استرداد الجنسية مهم جدا بمعنى انه سيسمح للبنانيين الذين غادروا لبنان خلال الحرب بالعودة الى لبنان وبذلك نكون قد بدأنا ببناء المدماك الأول في امكانية استعادة الوطن الذي بناه اجدادنا. أما القانون الانتخابي فهو لب وجوهر اللعبة السياسية في لبنان وهو علامة صخرة التمثيل في لبنان، لذلك يجب ان يكون القانون الانتخابي في صلب اللعبة السياسية كي يتمكن المسيحي من العودة الى المسرح السياسي. لا يمكننا ان نعيد لبنان للبنانيين الا من خلال قانون استرداد الجنسية وقانون انتخابي عادل يؤمن صحة التمثيل. هاتان المسألتان في جوهرهما هما مدخل لرئاسة الجمهورية"، مشيرا الى "ان للبنانيين الحق بالاختلاف حول اي مسألة الا أن اختلافهما حول هاتين المسألتين غير مسموح، وذلك ليس من أجل السلطة أو من أجل الرئاسة بل من أجل الوجود المسيحي في هذه الأرض. والرئيس المسيحي كي يكون رئيسا فعليا لا يمكن ان يكون نتاج المفاوضات بين غير المسيحيين وكلامهم تحت الطاولة وتسويقهم لأي كان يريدونه. ومتى كان الرئيس نتاج توافق المسيحيين عندها يكون لنا رئيس له القدرة". وتابع: "في هذا الوقت الذي يمر فيه الشرق بتطورات مهولة وبتحولات جذرية نستذكر 1918 و1920 يومها لو لم تكن هناك جماعة حاضرة لتجد لها مكانا على خارطة الشرق التي كانت تتغير يومها، لما كان لنا وطن صمد مئة عام. واليوم تحولات الشرق هي تغيرات مفصلية، وهناك بلدان وأوطان حدودها تتغير، واذا لم نكن واعين وجاهزين حتى في هذا الوقت الضائع لكي نجد لنا مكانا في الخريطة السياسية التي رسمها اجدادنا لن نستطيع ان نؤمن وطنا لاولادنا وأولادهم".

 

سفير ألمانيا عرض التطورات مع أمين الجميل: على اللبنانيين الاتفاق على رئيس للجمهورية فهذا شأن لبناني

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015/وطنية - التقى الرئيس أمين الجميل، في دارته في بكفيا بعد ظهر اليوم، سفير المانيا مارتن هوث. وعرضا، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للجميل "المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة، والعلاقات التاريخية بين البلدين على الصعد السياسية والإنمائية والثقافية، والدور الذي تلعبه المانيا في أوروبا وعلاقاتها مع كل من واشنطن وموسكو والدول الأوروبية وقدرتها على القيام بدور توفيقي على الساحة العربية واللبنانية. وتطرق اللقاء إلى موضوع اللاجئين الذي أصبح مشكلة دولية تجاوزت الوضع السوري واللبناني". وقال هوث بعد اللقاء: "كانت مناسبة مميزة التقيت فيها الرئيس الجميل لمناقشة الوضع في لبنان. وانا على ثقة بأن لبنان قادر على تخطي وتجاوز كل الصعوبات التي تواجهه". واعتبر ردا على سؤال انه "من الضروري ان يكون هناك رئيس للجمهورية في لبنان في أقرب وقت، ولكن هذا الأمر يعود للبنانيين الذين يتوجب عليهم الإتفاق على رئيس فهذا الأمر شأن لبناني". من ناحية ثانية يغادر الرئيس الجميل لبنان، متوجها إلى الهند حيث سيقوم باتصالات سياسية مع بعض المسؤولين في نيودلهي.

 

جعجع عرض مع سفير استراليا سبل توحيد الجهود لمكافحة الارهاب

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، سفير أستراليا غلين مايلز، في حضور مستشار جعجع ايلي خوري. وعرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة "وسبل توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي يهدد العالم أجمع"، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لجعجع عن اللقاء.

 

نقيب المحامين في مسيرة ذكرى الاستقلال: لم يعد جائزا حرمان الشعب من حقه في اختيار ممثليه فلا أولوية تسمو على أولوية تكوين السلطة

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - نظمت جمعية "فرح العطاء" ونقابة المحامين في لبنان مسيرة حاشدة، بمناسبة الذكرى 72 للاستقلال، شارك فيها وفد من نقابة المحامين في لبنان برئاسة النقيب أنطونيو الهاشم وعدد من ناشطي المجتمع المدني وطلاب مدارس من مختلف المناطق.

انطلقت المسيرة من مفرق القصر الجمهوري في بعبدا، وصولا إلى ساحة النجمة في وسط بيروت، حيث ألقى الهاشم كلمة المشاركين، الذين تجمعوا في محيط مجلس النواب، وقال لهم: "يا شباب لبنان وشاباته، أيها الاستقلاليون، السياديون الأحرار: جئتكم لأستمد منكم عزم النضال وحب الحياة. جئتكم لأحيي الغضب الساطع من جبينكم. جئتكم نقيبا للمحامين، مؤمنا بأن الاستقلال نستحقه بالأعمال ونخسره بالإهمال". أضاف "أيها المؤمنون بالوطن: لبنان ليس بخير، ولكننا نجتمع لنعيد إليه الخير. قبل أيام كانت نقابة المحامين على موعد مع الديموقراطية. بمسؤولية عاليه أقبل المحامون على الانتخابات ليجددوا شرعية النقابة فانتهى يوم الانتخابات بانتصار كبير للمحامين، للنقابة، للديموقراطية وللحرية. لو لم تحصل هذه الانتخابات لما كنت اليوم بينكم، ولا كان لنقابة المحامين الحق في مخاطبتكم". وتابع "أيها المجتمعون: على بعد أمتار من مجلس الأُمة ومن ساحات الشهداء وآباء الاستقلال. الحق الحق أقول لكم، خلاص لبنان بأيديكم فآمنوا واعملوا. لبنان اليوم دولة في طور النزاع. جمهورية جفت الديموقراطيّة في عروقه،ا فتهاوت سلطاتها. من حولنا عالم يتغير، ونحن نختنق في أزماتنا. الويل لنا إن لم ننطق بالحقيقة. الويل لنا إذا ارتضينا بالأمر الواقع. إن نفخ الروح في جسم السلطات، واجب وليس ترفا. وليعلم الجميع، أن السلطة التي لا تجدد شرعيتها بالانتخابات، هي هيكل فارغ لا رجاء فيه". وشدد على أنه "لم يعد جائزا ولا مقبولا أن يبقى لبنان دولة بلا رأس، جمهورية بلا رئيس. لم يعد جائزا ولا مقبولا أن يحرم الشعب اللبناني من حقه في اختيار ممثليه. لا أولوية تسمو على أولوية تكوين السلطة، التي بموجبها يحكم الشعب نفسه بنفسه، فتتحقق الديموقراطية وتتجسد السيادة وينجز الاستقلال"، مؤكدا "لن نرضى بأن يسلب أحد حقنا أو يدفع بنا الى اليأس. نريد سلطة تشريعية منبثقة من انتخابات حرة وفقا لقانون يؤمن صحة التمثيل وعدالته. نريد انتخابات تحرر اللبنانيين من مساوئ الطائفية، وتنقلهم الى رحاب المواطنية. نريد قضاء فاعلا مستقلا ونزيها، ولن نسكت عن تهاون يشجع المرتكبين ومخالفي القوانين". وأردف "أيها الشابات، أيها الشبان: أنتم أمل لبنان، أنتم الضوء الذي يمحو العتمة. تمسكوا بدولة الحق فهي خلاصنا. لا تخافوا، لا تتراجعوا، ولكن لا تجنحوا الى الخطأ لا سمح الله. نحن معكم، كل حر معكم، الآباء والأمهات، الجنود والعمال، الطلاب والمعلمون. كلهم معكم. وأنني أتعهد لكم بأن نقابة المحامين ستكون الى جانبكم في الدفاع عن حق لبنان بالحياة. سنكون في مقدمة مسيرة الدولة. لن نسمح للفساد بأن ينتصر، لن نرضى للحق بأن ينكسر. لن نستسلم للعجز، لن نرضى للأمر الواقع، لن يهزمنا اليأس". وختم "من وجع الناس نستمد قوتنا. من أمل الناس تنطلق مسيرتنا. إيماننا بلبنان هو حبة الخردل، التي ستنمو وتشمخ كالجبال. سنعيد بناء دولتنا لنستحق استقلالنا. سنعيد للدستور العادل احترامه، ولن يبقى القانون وجهة نظر. سنحتفل بالاستقلال عيدا يعود كل عام، ولن نقبل بأن يكون الاستقلال ذكرى. أشبكوا أيديكم. وحدوا طاقاتكم. آمنوا واعملوا وسيكون الغد لنا. عشتم، عاش لبنان الوطن السيد الحر، عاش الاستقلال". وجاء في بيان ل"فرح العطاء" عن المناسبة إن "يوم 22 تشرين الثاني 2015 يوم لترسيخ الاستقلال"، ففيه "يكل لبنان تعانق مع كل لبنان"، واعتبرت أن "السياسيين غيبوا أنفسهم عن مناسبة وطنية، وألغوا الاحتفالية بهذا اليوم العظيم، بسبب عدم انتخابهم رئيسا للبلاد، فانتفض الناس. قاموا، وقفوا، واجتمعوا ليؤكدوا أن استقلالهم سلامهم، اجتمعوا على صورة لبنان، الذي نحب ونعمل له، صورة لبنان الخير، لبنان الجمال، لبنان المحبة البعيدة عن التناحر والمصالح والاهمال".

 

المؤسسة المارونية للانتشار شاركت في نشاطات مجمع مطارنة الانتشار الرابع في المكسيك

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أشارت "المؤسسة المارونية للانتشار" في بيان، إلى "أنها شاركت في نشاطات واجتماعات مجمع مطارنة الانتشار الرابع المنعقد في المكسيك منذ 19 تشرين الثاني، وقدمت عرضا مفصلا عن قانون استعادة الجنسية اللبنانية، الذي أقر في 12-11-2015 من قبل مجلس النواب"، وناقشت مع المطارنة والاساقفة آلية تنفيذه وشروط تأمين نجاحه. والتقت السيد كارلوس سليم وعائلته في متحف "سميا"، وأبناء الجالية اللبنانية وفاعلياتها، بخاصة في القداس وفي الاحتفال بعيد الاستقلال في النادي اللبناني الذي شارك فيه أكثر من ألفي شخص، وأطلقت المؤسسة الإدارة الجديدة لمكتبها في العاصمة كما أعلنت تأسيس مجلس أمناء يضم 11 عضوا من سيدات ورجال أعمال من ولايات عدة، لتمثيل المؤسسة في المكسيك ونشر أهدافها ووضع خطة عمل للتواصل مع المنتشرين اللبنانيين في المكسيك ومساعدتهم على استعادة الجنسية اللبنانية.

 

الملك البلجيكي منح وسام ليوبولد الثاني لرئيس جمعية لبنان للتنمية

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - منح العاهل البلجيكي الملك فيليب وسام ليوبولد الثاني برتبة ضابط للرئيس المؤسس لمجلس الأعمال البلجيكي في لبنان من 2008 لغاية 2013، رئيس جمعية المستشارين في الإدارة و التنمية، شريك ومدير تنفيذي لشركة ترانستك البلجيكية، رئيس جمعية لبنان للتنمية ورئيس مجلس إدارة شركة الإستشارات للأبحاث والتنمية الدكتور مهند بسام الأسعد. وقد قلده اياه سفير بلجيكا في لبنان الكس ليانيرتس، شاكرا جهوده في تعزيز العلاقات بين البلدين.

 

شخص أطلق النار على عمه وزوجته فقتلهما وهرب

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في زحلة ماريان الحاج، ان الجريحة التي اطلق زوجها النار عليها في حي سوق البلاط في زحلة، توفيت في مستشفى تلشيحا، متأثرة باصابتها. وفي التفاصيل ان جورج ع. س.، ونتيجة خلافات سابقة مع زوجته، حمل سلاحا حربيا فتدخل شقيق والده، ويدعى توفيق، لتهدئته، لكن جورج عمد إلى إطلاق النار على عمه وأرداه على الفور، ثم أطلق النار على زوجته وتدعى لميس د. فأصابها في رقبتها ونقلت في حالة حرجة الى مستشفى تلشيحا، حيث ما لبثت أن فارقت الحياة. وفر مطلق النار إلى جهة مجهولة.

يشار إلى ان كلا من جورج وزوجته في العقد الخامس من العمر.

 

الراعي من مكسيكو: يعتصر قلبنا الحزن والعار بسبب الاحتفال مرة ثانية بالاستقلال من دون رئيس

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في النادي اللبناني في مكسيكو، عاونه فيه مطارنة الانتشار والرؤساء العامين ولفيف من الكهنة، بحضور راعي ابرشية المكسيك للروم الاورثوذكس المطران انطونيو شدراوي، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، قنصل لبنان رودي قزي، وفد المؤسسة المارونية للانتشار وحشد من ابناء الجالية اللبنانية في المكسيك.

العظة

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"ها انت تحملين وتلدين ابنا تسمينه يسوع" (لو2: 52 )، ومما جاء فيها:" يسوع ابن الله، يولد انسانا في عائلة يوسف ومريم من الناصرة، بقوة الروح القدس، يولد من عذراء، ويتربى على يد اب شرعي بالتبني. في هذه العائلة كان ينمو بالقامة والحكمة والنعمة امام الله والناس حتى عمر ثلاثين سنة، كما يكتب القديس لوقا في انجيله (لو2:25).

1 - هذا السر العجيب يعني حقيقتين اساسيتين:

الحقيقة الاولى،ان يسوع اعاد تقديس العائلة التي شوهتها الخطيئة. فهو صالح بنفسه كل شيء، وافتدى كل انسان من خطاياه، واعاد الزواج والعائلة الى طبيعتهما الاصلية، كصورة لله الواحد والثالوث، بكونهما جماعة حب وحياة. في الواقع هكذا نقرأ في سفر التكوين، في اول صفحة من الكتب المقدسة:" خلق الله الانسان على صورته ومثاله؛ ذكرا وانثى خلقهما، وباركهما وقال: انميا واكثرا واملاءا الارض" (تك 1:26 ??:?).

الحقيقة الثانية، هي ان ابن الله الذي صار بشرا، مولودا في عائلة، اراد ان يبين لنا ان العائلة هي في قلب تصميم الله الخلاصي.فالله يحقق تاريخ الخلاص عبر مجرى تاريخ البشر، بواسطة العائلة. فهو يختار منها رجالا ونساء، يحقق بواسطتهم، على ممر العصور، تصميم الخلاص.

2 - عندما التأم سينودس الاساقفة برئاسة قداسة البابا فرنسيس في روما، خلال شهر تشرين الاول الماضي، كانت الغاية منها عادة الزواج والعائلة الى قدسيتهما ودعوتهما ورسالتهما في الكنيسة والمجتمع البشري. هذا الامر اقتضى البحث في التشويهات التي شوهت الزواج والعائلة، وتحديد التحديات والسبل لمواجهتها. وهذا مطلوب من عمل الكنيسة الراعوي والاجتماعي، الروحي والاخلاقي، في الابرشيات والرعايا والمؤسسات.

3 - يسعدنا ان نحتفل معكم اليوم في النادي اللبناني في مكسيكو، بأحد البشارة لمريم بحسب الزمن الليتورجي المعروف بزمن الميلاد او المجيء. ويجمعنا ايضا حدثان، الاول كنسي والثاني وطني لبناني.

الحدث الكنسي، هو المؤتمر الرابع لمطارنة ابرشيات الانتشار المارونية في القارات الخمس، وللرؤساء العامين لرهبانياتنا الرجالية المارونية المتواجدة في لبنان اساسا، وفي خدمة الرسالات في بلدان الانتشار. اننا نشكر سيادة اخينا المطران جورج ابي يونس وابرشيتنا في المكسيك على استضافة هذا المؤتمر بحسن تنظيمة وسخاء الضيافة.

ثلاثة اهداف يتطرق اليها هذا المؤتمر:

أ. نقل تراثنا الانطاكي السرياني الماروني الى ابناء كنيستنا في بلدان الانتشار وبناتها، وهو تراث ليتورجي وروحي ولاهوتي وتاريخي. ويشكّل هويتنا المارونية، ويجعل من ابنائنا المنتشرين "قيمة مضافة"يسهمون بها في انماء مجتمعاتهم والبلدان التي يعيشون فيها. فهم يسهمون اسهاماً كبيرًا في ازدهار هذه البلدان ونموها على كل الاصعدة وفقا لنشاطاتهم المتنوعة.

ب. المحافظة على وحدة كنيستنا المارونية الكاثوليكية،من شدّ الروابط الروحية بين ابرشيات الانتشار والرسالات والكرسي البطريركي، اي الكنيسة الام، فالكنيسة المارونية المرتكزة في لبنان ببطريركيتها وبكل تاريخها وتراثها وقديسيها، هي الكنيسة الام، وجعلت من لبنان "الوطن الروحي" لجميع الموارنة من مختلف جنسياتهم.

ج. شد الرباط العضوي بين المنتشرين اللبنانيين ووطنهم الاساسي لبنان، بحيث يحافظون على جنسيتهم اللبنانية، الى جانب جنسية اوطانهم، وعلى قيود نفوسهم الشخصية والعائلية في دوائر النفوس اللبنانية من خلال البعثات الديبلوماسية في بلدانهم، بمؤازرة مطارنة الابرشيات وكهنة الرعايا، والمؤسسة المارونية للانتشار. ان جنسيتهم هي مدعاة فخر لهم من لبنان، ذي القيمة الحضارية الثمينة، وتمنحهم كل الحقوق المدنية على ارض لبنان، وتمكن الشعب اللبناني من المحافظة على كل مكوّناته وعلى نظامه السياسي القائم على قاعدة الديموغرافية والمساواة بين المسيحيين والمسليمن في المشاركة بالمناصفة والتوازن في الحكم والادارة. وكوننا في سياق العائلة، يجدر بنا ان نحافظ على عائلتنا الكنسية المارونية، وعلى عائلتنا الوطنية اللبنانية". أضاف: "اما الحدث الوطني اللبناني، فهو ان لبنان واللبنانيين في العالم يحتفلون اليوم، 22 تشرين الثاني بعيد الاستقلال، الذي عمره 72 سنة. لكن عمر اعلانه دولة مستقلة 95 سنة، وها خمس سنوات تفصلنا عن الاحتفال بالمئوية الاولى لهذا الاعلان الذي تم في اول ايلول 1920. فلا بد من الاستعداد اللائق للاحتفال بهذه المئوية". وتابع: "اننا نهنىء جميع اللبنانيين بعيد الاستقلال، ونلتزم بالمحافظة عليه في قلب العواصف التي تضرب بلدان الشرق الاوسط، وتهدد بتكوين كياناتها وحدودها. وهي آخذة بتشويه هويتها وثقافتها وحضارتها". وقال: "الاستقلال يذكرنا ان اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، بمختلف مذاهبهم، هم عائلة وطنية لبنانية واحدة، تبنى كل يوم وتنمو بالتوازن والتكافوء والتعاون، وبخاصة بالثقة المتبادلة، وبالحوار المتجرد من المصالح الشخصية والفئوية، والساعي الى حماية حقيقة الوطن وقيمته ورسالته، والى تأمين الخير العام الذي منه خير كل واحد وخير الجميع". أضاف:"لكن يعتصر قلبنا الحزن والعار، بسبب الاحتفال مرة ثانية بعيد الاستقلال من دون رئيس للجمهورية، وبمرور سنة وستة اشهر على الفراغ الرئاسي، وما استتبعه من نتائج وخيمة من مثل: فقدان المجلس النيابي حقه في التشريع بموجب الدستور، وتعثر الحكومة في ممارسة صلاحياتها، وفي امكانية اجراء التعيينات في الوظائف الشاغرة، وانتشار الفساد والرشوة والسرقة في الادارات العامة". وتابع: "هذا بالاضافة الى الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وتفاقم حالات الفقر، وتصاعد الدين العام، وازدياد حالات الهجرة. وما القول عن النتائج المهددة للكيان اللبناني بوجود مليون ونصف مليون نازح سوري، على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والسياسي والامني. مع اننا نشعر معهم بكل معاناتهم، ونتضامن لمساعدتهم من الناحية الانسانية والمعيشية والتربوية". أضاف: "غير اننا نرفع الصوت عاليا مطالبين الاسرة الدولية والعربية بايقاف الحرب في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وايجاد الحلول السياسية السلمية، وتوطيد سلام عادل وشامل ودائم، واعادة جميع النازحين والمهجرين والمخطوفين واللاجئين الى اوطانهم وبيوتهم وممتلكاتهم". وختم الراعي: "نرفع صلاتنا من اجل كل هذه النيات، ومن اجل عائلاتنا الدموية والكنسية والوطنية. راجين حمايتها في الخير والقداسة، بشفاعة العائلة المقدسة، رافعين المجد والتسبيح لله الواحد والثالوث، الآن والى الابد، آمين".

 

مطر في قداس على نية الاستقلال: لبنان مشروع وطن نبنيه كل يوم بفعل احترامنا لمسؤولياتنا

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - صلت أبرشية بيروت المارونية بدعوة من رئيس أساقفتها المطران بولس مطر على نية لبنان واستقلاله في الذكرى الثانية والسبعين له، وللمناسبة ترأس مطر يحيط به المونسنيور إغناطيوس الأسمر والخوري إيمانويل قزي قداسا في كاتدرائية مار جرجس في بيروت.

بعد الإنجيل ألقى مطر عظة قال فيها: "نعيد اليوم عيدين عزيزين على قلب كل منا. العيد الأول روحي، وهو عيد بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء بولادة ابنها يسوع أمير السلام. والعيد الثاني وطني، وهو عيد لبنان المستقل السيد والحاضن لأبنائه جميعا على السواء. فنستشف من هذه المصادفة الجميلة أننا في هذا الأحد المبارك مدعوون باسم إيماننا بالله ومحبتنا للبنان أن نغلب الفرح على الحزن والرجاء على اليأس والحياة على الموت والمحبة على كل حقد وعداء. البشارة لمريم، وهي نذكرها في إطار استعدادنا لعيد الميلاد الآتي بعد شهر من الآن، هي أجمل البشارات على مدى التاريخ. فهي علامة على أن الله يفتقد شعبه والخالق خليقته فيبشر أمنا مريم بواسطة الملاك بأنها ستحمل لآدم وبنيه مسيحا مخلصا لهم من خطاياهم، ومانحا إياهم نعمة الأخوة المجددة وعطية المصالحة والمحبة التي ستغير وجه الأرض. فهل سيكون لهذه البشارة وقع على العالم العربي والغربي وهما اليوم في حالة تأزم كبير؟ وما سيكون وقع هذه البشارة أيضا على المسيحيين والمسلمين في علاقتهم بعضهم مع بعض وهم نصف سكان الدنيا على التمام؟"

أضاف: "إن منطقتنا مع الأسف كله باتت مصابة بمرض الحقد الأعمى والتمزق في الصفوف بين أبناء البلد الواحد والديانة الواحدة. وهناك فيها من يوظفون الله في نفخ نار العداوة وتأجيجها بين الناس فيما الله عز وجل يريدهم جميعا متحابين متضامنين وقد خلقهم أصلا من طين واحد وكونهم على صورته ومثاله. وقد لا نعجب في وسط هذا المشهد الرمادي الحزين، أن يغرق الناس في بحر من الأسى ومن التساؤلات المتشائمة حول المصير. وكيف نعجب وقد عشنا في هذين الأسبوعين أحداثا أليمة ومرفوضة من كل ضمير بشري وكل إنسانية حقة؟ فقد أسقطت فوق مصر طائرة روسية بركابها الأبرياء دون أن يسلم منهم أحد، وقيل أن هذا الحادث نتيجة عمل إرهابي مقصود ومفتعل. كما حدث تفجيران في الضاحية الجنوبية لعاصمتنا بيروت تهاوى الشهداء فيهما بالعشرات، والجرحى الأبرياء بالمئات، فيما كانوا يسعون وراء الرزق لعيالهم آمنين. وكذلك سجل في باريس، وهي مدينة منفتحة على الدنيا، سقوط مئة وثلاثين شهيدا ومئات سواهم من الجرحى، دون أن يكون لهم أي دعوى في العير أو في النفير. إنه الإرهاب يضرب الأبرياء في أكثر من مكان من العالم، وفي الوقت عينه. وهو مرض فتاك يصيب صاحبه مثلما يصيب غريمه وأكثر. وقد يكون لهذا المرض أسبابه وظروفه، إلا أن نتائجه وخيمة إلى حد تهديده الحضارة البشرية كلها بالتراجع والانقراض".

وتابع: "مع ذلك، فإننا أهل إيمان. وما من شك في أن عيد البشارة يقدم لنا حقائق ومعاني من شأنها أن تعيننا في إزاحة هذه الغيوم السود التي تحجب عنا النور، فتبددها وتزيل وقعها من النفوس. إن في البشارة بمجيء الابن الأزلي إلى الكون مسيحا ومخلصا دلالة قاطعة على أن الله يتدخل في التاريخ، وأنه سيقوم اعوجاجه لا محالة، وهذا منه وعد قاطع بأنه سيكون. هذه هي الرسالة الأولى من جراء البشارة لمريم. أما المعنى الثاني فهو في الدور الذي تمثله مريم بمجرد قبولها بالحبل الإلهي. فلقد صارت هي علامة عن إرادة الله في أن يكون للإنسان دور في خلاصه كما في خلاص الكون. الله يخلصنا، لكنه يريد لنا المشاركة بفعل هذا الخلاص، ما يعطي الإنسان قيمة لا متناهية أمام نفسه وحتى أمام خالقه. والرسالة الثالثة التي نتبلغها من عيد البشارة، هي أن التاريخ عملية طويلة ومتشعبة. فالتاريخ هو أيضا تجمع لأخطائنا مثلما هو تجمع لنجاحاتنا. وهو يعلم الصبر، إلى أن يكبر جيل جديد ويدخل إلى قلبه نعمة الرجاء المحيي. وهناك أيضا رسالة رابعة في البشارة، وهي أن رحلة الخلاص ستكون من دون شك رحلة فداء. ولهذا قال سمعان الشيخ لمريم بعد ولادة ابنها إن سيف الوجع سيجوز في قلبها، فكوني مستعدة له، وقابلة لنتائجه".

وقال: "كل هذه الرسائل تزيدنا إيمانا بأن الكون سيتغير، بقوة الله وبعمل الإنسان في إطار إمكاناته. وهي تثبتنا أمام كل المحن، فنقول بأن الدماء التي تهدر بفعل الإرهاب القاتل سوف تنضم لدم الابن الحبيب ربنا يسوع المسيح ليصير لها قوة خلاصية تفتدي الكون مما هو فيه. وإننا لنعزي من كل قلوبنا أهلنا في برج البراجنة وهي بلدة لنا فيها أهل وأقرباء، سائلين الله أن يبرد غليلهم ويرحم شهداءهم في جنة خلده وأن يجعل أحياءهم من الصابرين. كما نعزي أهالي الطائرة الروسية الشهيدة وأهالي باريس الواجمين حيال مأساتهم الرهيبة. ونعزي أهل كل نقطة دم بريئة سقطت وتسقط على أرض سوريا والعراق واليمن وفي العالم كله. لعل الله يقبل دماء الذين سقطوا شهداء وأبرياء ويضعها سريا في كأس خلاصه. والله نسأل في هذه المناسبة، أن يسقط الناس السلاح من أيديهم ويعودوا إلى شبك هذه الأيدي والتمتع معا بنعمة الإخاء والسلام".

أضاف: "تذكار البشارة لا يتركنا إذن في إحباطنا ولا غرقى في بحر من الدموع. بل هو ينير السبل حتى في قضية لبنان لنتطلع بشأن مصيره نحو الأمام. قد يبدو هذا البلد ضعيفا ووضعه مترجرجا. فهو وحده بين بلدان العالم متروك بلا رئيس للجمهورية منذ ما يقارب السنتين. وأوضاع الحكم العاجز فيه تحمل المرء على أن يستحي بما يجري على مستوى حياة بنيه اليومية من إهمال لأبسط الحقوق والواجبات. إلا أن هذا الوطن هو بين الأوطان الوحيد الذي قيل فيه على لسان البابا يوحنا بولس الثاني "إنه أكثر من بلد وأنه رسالة حرية وعيش مشترك كريم بين أبنائه من كل المذاهب". ذلك أن لبنان هو مشروع وطن نبنيه كل يوم بفعل احترامنا لمسؤولياتنا وبارتفاع مواطنيته إلى مستوى الحفاظ على الكنز الموضوع بين أيديهم. فهل نعي هذه الحقيقة ونعمل بهديها؟ وهلا عرفنا أن لبنان الحلم الجميل هذا هو المناقض الفعلي لما يرسم لهذه المنطقة من ضياع ومن تفكك؟ نحن نتصدى اليوم مع العالم كله لهذه الأعمال المجنونة التي تزرع الرعب في النفوس وتفتت الأوطان وتجر الإنسانية نحو الهاوية. وإن وضع حد لتهديد الشعوب بحياتها وثقافتها أمر لا مفر منه. على أن هذه الخطة لا تمر عبر القوة المادية وحدها بل تقتضي لحلها معالجات فكرية واجتماعية وسياسية على أنواعها. ولنحاذر في ما تقوم به الدول الكبرى والصغرى في هذه الأيام من فعل وردات فعل، من أن ننزلق من إرادة وضع حد للإجرام المتمادي ضد الأبرياء إلى السقوط في العداوة بين دين ودين أو بين شعب وشعب. فالشعوب لا تعادى ولا تحارب، وهي كلها محروسة من الله. بل هي الأنظمة والتنظيمات التي توضع وحدها في أقفاص الاتهام، مع الذين يجرون أنفسهم وغيرهم إلى المهالك".

وختم مطر: "إن مجرد وجود لبنان في المنطقة بتكوينه المتنوع والمتناغم في حياته المشتركة يعني أن المنطقة يمكنها أن تكون بخير إن سلكت طريق هذا الوطن بالقبول المتبادل بين أهلها ومواطنيها، مع احترام حقوق الجميع وحفظ كراماتهم. لذلك أيها المسؤولون، سارعوا إلى إعادة المؤسسات الدستورية في لبنان إلى موضعها الصحيح، وانتخبوا رئيسا للجمهورية اليوم قبل الغد، ولا تسخروا مصير لبنان لأي مقصد آخر. ولا تربطوا هذا المصير بغيره أيا كان. فهذا عيب وعار على جميعنا. وإن البشارة لمريم تعني عند الله أولوية المحبة في خلاص العالم. فلنسلك بهذه المحبة ليحيا لبنان وتخلص المنطقة من عذاباتها. سألناك يا رب فاستجب دعاء مؤمنيك".

 

باسيل ونظريان خلال تدشين مشروعي مياه في البترون: لابعاد الإنماء عن التجاذب السياسي والعراقيل

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أكد رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن "قضاء البترون لم يأخذ أكثر من حقه في المياه والكهرباء، وهو أكثر قضاء يدفع مستحقاته من المياه والكهرباء في لبنان"، مضيفا: "لم نشعر يوما بالحرج، لكوننا عملنا لهذا القضاء المحروم لأكثر من خمسين عام، وأهله يؤدون كامل واجباتهم تجاه الدولة"، مشددا على ضرورة "التساوي بين الإنماء والواجبات لمعالجة الخلل في لبنان". في حين اعتبر وزير الطاقة والمياه ارثيور نظريان ان "الإنماء هو ما يجمعنا، وقد سعينا اليه منذ تولينا مهماتنا في الوزارة"، داعيا إلى "ابعاده عن التجاذب السياسي والعراقيل".

كلام باسيل ونظريان جاء خلال جولة في البترون، تخللها تدشين مشروعي مياه في اده وعبرين - البترون، وسط حشد من الأهالي والفاعليات.

باسيل

وقال باسل: "عندما تحرر لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، ومن الوصاية السورية عام 2005، كمنت المشكلة في أن العقول بقيت محتلة"، مشيرا إلى أن "غياب الاستقلال ليس فقط بغياب رئيس الجمهورية، بل بغياب القرار الحر لدى اللبنانيين ليختاروا رئيس جمهوريتهم، وليكون لديهم قانون انتخاب عادل ومنصف". وأضاف: "في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى تحرير منطقتنا من الارهابيين، ونحن نعلم كيف تم زرعهم، واننا أول من واجههم منذ العام 1915 أي منذ 100 عام، كان قضاء البترون أكثر قضاء في لبنان تهجر فيه ابناؤه عام 1915 بعد احتلاله من السلطنة العثمانية التي سعت الى التهجير والتجويع، لذلك ان المشهد نفسه، مشهد قطع الرؤوس ليس بالجديد ولم تخترعه "داعش"، والتاريخ معروف ولا يمكن لأحد ان يغش ويقول ان وجود "داعش" اليوم سببه وجود نظام او حكومة او احتلال، فلا الاحتلال الاسرائيلي ولا النظام السوري وحكومة المالكي، ولا ما يقوم به الحوثيين والايرانيين ولا اللبنانيين، تبرر وجود حركة تكفيرية ارهابية على هذا الشكل كـ"داعش" و"النصرة"، وان تدعم وتمول حتى نقتل وتمحي تاريخنا وأثرنا في المنطقة". وتابع: "اننا ندافع عن وجودنا الحر، وسندافع عنه بوجه النظام نفسه، اذا كان سيعتدي علينا ويحتل أرضنا أو أي حكومة اخرى في المنطقة، لاننا استقلاليين ونواجه من يعتدي علينا وعلى استقلالنا، لكن لا نبرر لفكر تكفيري يسعى الى إلغائنا، ولا نبرر أفعاله تحت أي مسوغ سياسي"، مشيرا إلى أن "الفكر الإلغائي هو من يقوم بذلك حتى يحتل ارضنا بالعراق وسوريا وتونس وليبيا ومصر، ويحاول في لبنان احتلال عقولنا لنخضع ونقبل، حتى تذهب رئاسة الجمهورية منا، ويذهب تمثيلنا الحقيقي ايضا في مجلس النواب والحكومة".

وأردف: إن "مقاومتنا لإلغاء داعش والارهاب ننفذها بشعب يريد ان يقاوم ويواجه، وكذلك بالسياسة في مجلس النواب ورئاسة الجمهورية، وهكذا نعيد استقلالنا"، مشيرا إلى ان "معنى الاستقلال الحقيقي هو بالفكر والعقل". وقال: "ان عقولنا ممتلئة حرية وكرامة واستقلال، ولا مكان فيها لا لـ"داعش" ولا لغيرها، وبالفكر الذي لدينا نلتقي اليوم بهذا الثبات، لننفذ وننجز المشاريع كافة، من سدود وطرقات ومحطات"، مؤكدا أن "كل مشروع سيوقفونه، نقول لهم اننا سنتابعه وننجزه ومهما تم تأخيرنا، فإن النفط سيستخرج وبشروط الشفافية، التي تحفظ للبنانيين حقوقهم، كذلك الكهرباء ستنجز مهما تمت العرقلة، لكن في النهاية ستصل الحقوق الى شعب يواكب ويناضل ويواجه". وفت إلى "اننا عندما نكون وحدنا، نعمل ونصمد ونواجه، وعندما نربح لا ننتقم ولا نسحق أي أحد، بل نربح سويا ويربح الوطن معنا، والمعركة الكبيرة سنربحها لان الارهاب لن ينتصر علينا، واننا اليوم داخل منظومة دولية كبيرة، مجبرة ان تتبع النموذج اللبناني في التعايش والانتصار على الارهاب. ونحن في صلب هذه المعادلة، روادها ومن صنعها، وكل من يريد الإلتحاق مرحب به، فالمطلوب اليوم ان نصمد لان الظروف الدولية هي لمصلحة النموذج اللبناني، لانه بغير ذلك سينتصر "داعش" على اوروبا واميركا وكندا واستراليا وغيرها، واذا لم يصدقوا، فهذه تجربة فرنسا أمامهم وستتكرر وتزيد إلا اذا تحركت السياسة الدولية، واقتلعت الارهاب من الشلوش، وهي ليست فقط في سوريا والعراق بل شلوشه هي بالمال والفكر، ومن يريد ان يحارب الارهاب عليه محاربة الفكر التكفيري من شلوشه وهذا ما نقوم به في لبنان".

وعن قضاء البترون وما تم تحقيقه للقضاء، قال: "ان القضاء لم يأخذ أكثر من حقه في المياه والكهرباء، وهو أكثر قضاء يدفع مياه وكهرباء في لبنان، فأقله ان يحصل مواطنوه على ما يتناسب مع ما يقدمونه من واجبات تجاه الدولة، لذلك نحن لم نشعر يوما بالحرج، لكوننا عملنا لقضاء البترون المحروم لأكثر من خمسين عام، وأهله يؤدون كامل واجباتهم تجاه الدولة. لذلك ان وجوب التساوي بين الإنماء والواجبات هو مفهوم اذا لم يطبق، فسيستمر الخلل في لبنان، وهي قواعد عامة لا يمكننا الحياد عنها. وبالمفهوم نفسه لا يمكن ولا يجوز لشخص او لفريق ان يحرم او يوقف الحقوق عن الناس، فطريق القديسين مثلا في قضاء البترون هي الوحيدة في لبنان، لا بل في العالم كله التي تربط أربعة قديسين بمسافة 12 كلم فقط، لذلك على الجميع الاسهام في إتمامها وإنجازها لانها ليست ملك لفريق بل فائدتها للعموم، بعد ان توقفت لمدة خمسين عاما او أكثر. وكذلك في جرود البترون هل يجوز توقيف وعرقلة محطة صرف صحي ترفع التلوث عن كامل قضاء البترون، وغيره من المشاريع التي سنناضل ونقاتل من أجل تحقيقها وفائدتها للجميع سواسية". وشدد على انه "لا يجوز إيقاف المشاريع في البلد كل مرة تحت ذريعة ما، الأمر الذي يضاعف التكلفة كما حصل في مشاريع النفط والكهرباء والمياه المتوقفة، وكل ذنبنا اننا أتينا لإتمام المشاريع وهي ثروات موجودة في البلد، فالسدود كسدي المسيلحة وبلعا، ان من يوقفهما هو من يمنع المياه عن كل أهل البترون وليس عن جبران باسيل". وأضاف: "ان من يعرقل ويوقف المشاريع في اي منطقة كانت، يقاصص جميع اللبنانيين ويحرمهم من بديهيات الحياة الكريمة، وهكذا بنيت السياسة لدينا: كلفة زيادة وحرمان وتعتير للشعب، جريمته انه قرر ان يبقى في أرضه وجباله، لكن ليس ليعيش دون كهرباء او مياه او نفط، ونحن شعب مفتوح أمامه بلاد العالم، والبرهان من هاجر وعمل ونجح، وحتى في تلك الارض التي هاجروا اليها سعينا منذ الـ 2003 الى إعطائهم حقهم بالجنسية حى تحقق ذلك بعد 12 عام، وهم لبنانيين في الأصل، فيما أعطينا اللبنانيين غير الأصيلين الجنسية، وفي كل مرة نستبدل الأصيل بغير الأصيل، الحقيقي بالمزيف".

نظريان

من جهته، اعتبر نظريان ان "الإنماء هو ما يجمعنا اليوم وهو هدف نبيل، وهذا الإنماء الذي سعينا اليه منذ تولينا مهماتنا في وزارة الطاقة والمياه لإبعاده عن التجاذب السياسي والعراقيل. ونجحنا في مواقع عدة حيث أن تواجدنا هنا خير دليل على هذا النجاح، لنشهد على انطلاق مشروعين مهمين في منطقة البترون: بئر ومحطة عبرين وبئر ومحطة اده، حيس سيضيفان الى المنظومة المائية في المنطقة كمية من المياه تكفي لسد العجز المائي في البلدتين لعدة سنين قادمة". وقال ان "المشروعين هما ثمرة التعاون المستمر بين وزارة الطاقة والمياه ومجلس الإنماء والإعمار، الذي نشكره على تأمين التمويل اللازم من ضمن خطة النهوض".

وأضاف: "اننا اليوم نضيف حلقة الى سلسلة المشاريع المائية والكهربائية العديدة التي خصصتها وزارة الطاقة والمياه لمنطقة البترون، من ضمن خططها الوطنية التي بدأها الوزير باسيل وأكملناها نحن، وسنسلمها لغيرنا من بعدنا، فالحكم استمرارية"، مباركا للجميع بـ"انطلاق هذه المشاريع، على أمل ان ينسحب هذا الإنجاز على المشاريع الوطنية الكبرى كافة". وكان الوزيرين بدءا الجولة في دير راهبات العائلة المقدسة المارونيات في عبرين البترون، وكان تدشين للبئر والمحطة جانب الدير، ثم انتقلا والوفد المرافق لتدشين بئر اده في قضاء البترون، وكانت جولة ميدانية وتدشين وسط حشد من الاهالي والفاعليات.

 

حسين الموسوي: الاستقلال الحقيقي يتحقق بالحرية والسيادة والاكتفاء

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اعتبر رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الموسوي أن "الإرهاب قديم وليس جديدا، فهو تعبير عن الظلم والرعب والذبح والنفاق والفتن وشراء الذمم والضمائر عبر التاريخ، وكما وجبت نهضة الإمام الحسين في مواجهة إرهاب يزيد ورفض مبايعته، وجبت نهضة الإمام الخميني الذي قال كل مصائبنا من أميركا وإسرائيل وكل ما لدينا من بركة عاشوراء، ووجبت اليوم النهضة في مواجهة التكفيريين شذاذ الآفاق". وقال في احتفال أقيم في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك بمناسبة ذكرى أربعين الشهيد مصطفى محمد مرتضى: "ما أرخص دماءنا في سبيل الله من أجل بقاء الإسلام وإعلاء كلمة الحق، وإننا في المكان الصحيح بين يدي الإمام الحسين ندافع عن مجتمعنا وأهلنا، والفضل المستمر بعد الله عز وجل لقيادة حكيمة تنتمي إلى الإمام الحسين ولأطروحة الإسلام وللمقاومين الذين يدافعون ويواجهون الإرهاب الصهيوني والتكفيري، ويمنعون الفتنة، وإنني افتخر على الدوام بأنّ بعلبك الهرمل كانت وستبقى عصية على الفتنة المذهبية". ورأى أن "في الإدارة اللبنانية حيتان لا وجود للبقاع وعكار وبعض الجنوب على خارطة الإنماء لديهم". وأضاف: "الاستقلال بالمعنى الحقيقي هو الذي يؤمن الحرية والسيادة والاكتفاء الذاتي للشعب، وغير ذلك يكون استقلالا منقوصا، والاستقلال الحقيقي هو الذي يصنعه اليوم الشهيد مصطفى وإخوانه". وأشاد الموسوي بعائلة الشهيد "التي لم تطلق رصاصة واحدة في موكب تشييعه"، وختم: "اتقوا الله يا مطلقي النار، معركتنا طويلة ونحن بحاجة إلى كل طلقة في مواجهة العدو. وكم من مصاب في لبنان قضى أو كسر أو شل أو جرح خلال إطلاق النار في المناسبات، ويجب الإقلاع عن هذه العادة السيئة".

 

نواف الموسوي: لدعم الجيش بالسلاح الروسي والإيراني والغرب يذوق اليوم ما جنته سياسات حكوماته

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "العالم الغربي يذوق اليوم ما جنته سياسات حكوماته، المتمثل بداية في فتح أبواب بلادها أمام حملة الفكر التكفيري منذ أكثر من 30 عاما، بحيث بات الشباب الأوروبي من أصل مسلم يدين بمعظمه بالأفكار التكفيرية التي أتت مع الدعاة التكفيريين الذين فتحت لهم الأبواب من السعودية وغيرها، وبالتالي فإن الغربيين هم من أرادوا أن يتثقف الشباب الأوروبي من أصل مسلم بالثقافة التكفيرية، وها هم اليوم يدفعون ثمن هذه السياسة، لأن التكفيري لا يكون تكفيريا فحسب منذ أن يرتدي حزامه الناسف أو يمسك ببندقيته، بل يكون خطرا من حين تشربه للأفكار التكفيرية الهدامة، واستنادا إلى ذلك فإن السؤال المطروح اليوم هو هل إن ما حصل ويحصل من تفجيرات سيؤدي إلى تغيير الاستراتيجية الغربية في مواجهة المجموعات التكفيرية أم أن تلك الحكومات ستستمر في سياسة التغاضي عن نشر الفكر التكفيري وعن إعطاء التسهيلات للمجموعات التكفيرية للتنقل أو للحصول على السلاح؟" وقال خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة شيحين الجنوبية في حضور أمين عام اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود: "إن التكفيريين قد أتوا بالسلاح من دول معروفة وبتسهيلات معروفة، وعلى مدى أكثر من سنة لم تقم الحكومات الغربية بضرب المورد الأساسي لداعش المتمثل بحقول النفط وبأسطول هائل من الشاحنات التي تنقله، ونحن بالمقابل إذا كنا نفترض اليوم أن الغرب سيعيد النظر بسياسته، فإننا لا نستطيع أن ننتظر أحدا، لأن الخطر إذا كان يطال البلاد التي هي على بعد آلاف الأميال، فإنه يحدق ويحيط بنا ويدهمنا، ولذلك فإننا آلينا على أنفسنا أن نواجه الخطر التكفيري". أضاف: "إن الجلسة التشريعية التي عقدها المجلس النيابي بالأمس تقدَّم الجيش اللبناني بقائمة من الطلبات سواء فيما يتعلق ببناء منشآت أو صيانة آليات أو الحصول على أجهزة أو أسلحة، ولكن الوضع الاقتصادي في لبنان فرض تقليص ما طلبه إلى النصف، وبالتالي فمن أين للجيش أن يحصل على حاجته من السلاح وما إلى ذلك، وهذا الكلام بعد أن وعد اللبنانيون بهبة من ثلاثة مليارات هي حتى الآن يمكن القول إنها لا تجد طريقها إلى لبنان، والأرجح مما نمي إلى اللبنانيين أن الجيش اللبناني لن يكون في مقدوره الحصول على الأسلحة والأجهزة التي يحتاجها، فمن هنا كيف لهذا الجيش اللبناني أن يكون قادرا على خوض المواجهة مع التكفيريين، ومن أين يأتي بالذخيرة والآليات ويصون الطائرات التي لا تعمل بنسبة 80 بالمئة، هذا وقد شهدنا بالمعركة الصغيرة التي حصلت في سان ديني بفرنسا مع مجموعة من أربعة أو خمسة مسلحين بوقت قصير أن الجيش الفرنسي قد أطلق 5000 طلقة، وبالمقابل فإن الجيش اللبناني لديه معركة كبيرة أقلها في عرسال وجرودها، فمن يزوده بالسلاح؟" وتابع: "دعونا إلى التفتيش عن مصادر أخرى لتسليح الجيش اللبناني، وهي مصادر موجودة ومتوفرة ولا تحتاج إلى بحث بالسراج والفتيل، فأولا هناك الهبة الإيرانية التي لا زالت الدولة الإيرانية على استعدادها لتقديم ما يلزم إلى الجيش اللبناني لتحمل مسؤولياته في مواجهة الخطرين الصهيوني والتكفيري، وبعد أن كانت الحجة أن إيران عليها عقوبات دولية، فإننا نرى اليوم أن رؤساء الدول الأوروبية ووزراءها يتهافتون إلى إيران، وأن الذين يطلبون مواعيد هم أكثر من الذين وصلوا حتى الآن، وبالتالي لماذا تفتش الحكومات الغربية أو يحق لها أن تضمن مصالحها في التعامل مع إيران ولا يحق للبنان أن يفتش عن تحقيق مصالحه الخطيرة، التي تتعلق بوجود لبنان وسلامة شعبه، ولماذا لا يحق له أن يذهب إلى الجمهورية الإسلامية وأن يطلب منها الإيفاء بما تعهدت به من تقديم هبات ومساعدات، وما هو السبب؟"

وقال: "ثانيا، ان المصدر الآخر هو الاتحاد الروسي الذي يمثل دولة عسكرية عظمى ولها من الإمكانات ما يجعلها قادرة على تسليح لبنان وتجهيزه، فلماذا لم يقم لبنان بخطوات في مجال التعاون مع الاتحاد الروسي؟ في هذا الإطار نقول بوضوح اليوم وبعيدا عن التوريات والمواربات، لتكن الدولة اللبنانية قادرة على اتخاذ قرار بعقد معاهدة تعاون استراتيجي مع روسيا، فكل الدول تقيم الاتفاقيات ومنها مصر التي تتسلح من روسيا ومحمد بن سلمان الذي كان يوقع منذ أشهر اتفاقيات تسلح معها، وفي حين أن روسيا انضمت أيضا إلى التحالف الدولي لمواجهة التكفيريين في سوريا، فلماذا لا ننحو النحو نفسه، وعليه فإن على المسؤولين اللبنانيين أن يبادروا إلى الاتصال بالمسؤولين الروسيين وبحث إمكانية التعاون الاستراتيجي على الصعد كافة، من تسليح وغيره، لا سيما وأنه بالمعنى الاستراتيجي قد باتت روسيا اليوم هي دولة شقيقة وجارة، وأصبحت على حدودنا وموجودة في جوارنا، فبدل أن يتسلى البعض بسفاسف الأمور، إن الأولى هو أن نرتقي إلى مستوى المسؤولية التاريخية وأن نشرع في إبرام هذا التعاون وتنفيذه بصورة عاجلة، لأننا محتاجون للدعم الروسي". وختم الموسوي: "الأميركيون يرسلون إلينا الفاضل من سلاحهم وما استغنوا عنه، وكل ذلك تحت سقف اسمه ممنوع وصول أي سلاح إلى الجيش اللبناني يمكن أن يشكل تهديدا للعدو الإسرائيلي، فلا يوجد لدى الجيش اللبناني لا صواريخ مضادة للطائرات ولا مضادة للدروع، وأما الصواريخ الفرنسية التي أرسلت إلى لبنان فهي صواريخ متخلفة وغير قابلة للاستعمال الجدي، وهذا أمر نقوله علانية، لأنه بات يتداول في أروقة المجلس النيابي، ويعرفه أعضاء لجنة الدفاع في المجلس النيابي". بدوره قال حمود: "بالرغم من استجداد بعض الأمور والقدرات الإرهابية الجديدة التي تسبب القلق في يد داعش وأخواتها بعد الأعمال الإرهابية الأخيرة التي قامت بها حول العالم، إلا أننا أصبحنا في نهايات المعركة مع الإرهاب التكفيري، ولكن المهم بعد ذلك هو أن تستيقظ الحكومات والملوك والأمراء والشعوب بربيع عربي حقيقي يعتقد ويجزم بأولوية فلسطين على أي قضية أخرى، فعندما قالوا ربيع عربي ولم نر اسم فلسطين، قلنا ليس هذا هو الربيع الذي ننتظر، بل هو ربيع مزور أو مختزل، واليوم نحن ننتظر بإذن الله أن يكون هناك ربيع يستفيد من تجربة المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا، ليصيغ برنامجا سياسيا حقيقيا، ويفهم الجميع والشعوب العربية جميعا، أن حضورهم ووجودهم هو رهن بوجود المقاومة فكرا وثقافة وسلاحا وانتماء".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

انتقادات أميركية حادة لموقف إدارة أوباما الضعيف في مواجهة “داعش”

4/11/15/واشنطن – وكالات: أعلن رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي الجمهوري ديفين نانز، أنه يشعر بالقلق من أن تكون تقارير وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” عن القتال ضد تنظيم “داعش” لا تعكس الحقيقة المريرة على الأرض. وبشأن تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” عما اذا كانت تقديرات المخابرات الواردة من القيادة المركزية الاميركية رسمت صورة متفائلة للغاية للقتال ضد “داعش” في سورية والعراق، قال نانز إن أعضاء لجنته لاحظوا تناقضات بين تقارير المخابرات وما رأوه أثناء زياراتهم الى المنطقة. وأضاف نانز في تصريح لقناة “سي.ان.ان” “نسافر الى كثير من هذه البلدان ونلتقي الناس على الأرض وفي كل الأوقات تقريبا يكون ما نسمعه ونراه على الارض عندما نتحدث الى الناس” أشد قتامة من تقارير المخابرات. وأوضح أن “الأكثر اثارة للقلق أن ما نسمعه من الرئيس وكبار المسؤولين يقولونه للناس، لا يتسق مع ما نراه على الأرض”. وأشار إلى أن لجنة المخابرات تعمل مع لجان أخرى بالكونغرس لدراسة تقارير مخابرات القيادة المركزية، مضيفاً “نحاول أن نجمع كل الحقائق، نحن نسمع من كثير من المبلغين وممن ينقلون الينا المعلومات”. وانتقد سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه تنظيم “داعش”، ووصفها بأنها “سياسة احتواء” بدأت فقط بعد أن قطع التنظيم رأسي صحافيين. من جانبها، قالت السيناتور الديمقراطية عضو لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الاميركي ديان فينشتاين، إن الولايات المتحدة لا تفعل ما يكفي لمحاربة “داعش” وإن التنظيم يكتسب قوة خارج العراق وسورية. ولفتت فينشتاين، إلى أن وزير الخارجية جون كيري قدم للجنة صورة أشمل الأسبوع الماضي للستراتيجية الأميركية لمحاربة تنظيم “داعش” لكن “لا أعتقد أن هذا الاسلوب كاف لهذه المهمة”. كما انتقد رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الجمهوري ديفين نيونس، ستراتيجية أوباما بشأن تنظيم “داعش” بوصفها “سياسة احتواء”. من جهة أخرى، شجع وزير الأمن الداخلي الاميركي جي جونسون، أول من أمس، الأميركيين على السفر والاستفادة كالعادة من احتفالات عيد الشكر التقليدية هذا الاسبوع رغم اعتداءات باريس.

 

هولاند: سنكثف ضرباتنا لإلحاق أكبر ضرر بجيش "داعش" الإرهابي وكاميرون يضع قاعدة جوية بريطانية في قبرص تحت تصرف فرنسا

 24/11/15/باريس – وكالات: بدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أسبوعاً من المحادثات الديبلوماسية المكثفة من أجل تشكيل ائتلاف واسع ضد تنظيم “داعش” بعد عشرة أيام على اعتداءات باريس التي أودت بحياة 130 شخصاً وتبناها التنظيم. وتزامناً مع التعبئة الديبلوماسية، أعلنت باريس أن حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” التي وصلت الى شرق البحر المتوسط دخلت أمس ميدان المعركة بإطلاق طائراتها الحربية لضرب مواقع “داعش” في سورية. وبذلك سيعزز الجيش الفرنسي قدراته على الضرب في العراق وسورية بمقدار ثلاثة اضعاف، إذ ان حاملة الطائرة تنقل 26 مطاردة تضاف الى 12 طائرة حربية أخرى متمركزة في الامارات العربية المتحدة والاردن. وسط هذه الأجواء، استقبل هولاند في الاليزيه، أمس، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي وعد بتقديم دعم “حازم” الى فرنسا وعرض عليها خصوصاً وضع قاعدة جوية بريطانية في قبرص بتصرفها. وأعلن الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع كاميرون ان الهدف العسكري في سورية والعراق هو “إلحاق أكبر ضرر ممكن” بالتنظيم. وقال “نحن مقتنعون بأننا يجب ان تستمر في ضرب “داعش” في سورية. سنكثف ضرباتنا، وسنختار الاهداف التي من شأنها ان تلحق اكبر ضرر ممكن بهذا الجيش الارهابي”، مشيرا الى “التزامات مشتركة” مع لندن في مجال الدفاع.

وأكد أن حاملة الطائرات “شارل ديغول” “ستصل قريبا قبالة السواحل السورية ولديها تكليف واضح للضرب وبشدة ضد داعش”. من جهته، قال كاميرون “أدعم بقوة خطوة الرئيس هولاند لضرب “داعش” في سورية، وأنا على قناعة تامة أنه ينبغي على بريطانيا فعل ذلك أيضاً. سأقدم للبرلمان هذا الاسبوع ستراتيجيتنا الشاملة للقضاء على داعش”. وأضاف “سنبذل كل ما في وسعنا لدعم الاصدقاء والحلفاء الفرنسيين لالحاق الهزيمة بهذا التهديد الشيطاني. اليوم، قررنا مواصلة تسريع جهودنا والعمل بشكل وثيق مع الدول الاوروبية”. وقال أيضاً “يجب علينا ان نفعل المزيد للقضاء على التهديد الناجم عن عودة المقاتلين الأجانب من سورية.

وأعلن كاميرون انه وضع في تصرف فرنسا قاعدة جوية بريطانية في قبرص، قائلاً “اقترحت على الرئيس استخدام قاعدة اكروتيري من قبل الطيران الفرنسي المشارك في العمليات ضد “داعش”، ومساندة اضافية لتزويد الطائرات بالوقود جوا”. وقبيل محادثاتهما في الاليزيه، زار هولاند وكاميرون صباح أمس مسرح باتاكلان للحفلات الموسيقية الذي استهدف في هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر الجاري. وبعد لقائه كاميرون امس، يجري هولاند محادثات مع الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم في واشنطن ثم مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل غداً في باريس ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد غد في موسكو، على أن يتناول العشاء مساء الأحد المقبل مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. وفي السياق، كشف مسؤولون فرنسيون أن هولاند يأمل دفع واشنطن لتحرك أكبر ضد التنظيم. وقال مسؤول فرنسي كبير إن “الرسالة التي نريد نقلها الى الاميركيين هي ببساطة أن الازمة تتحول الى شكل من خطر زعزعة استقرار أوروبا. فالهجمات التي وقعت في باريس وأزمة اللاجئين تبين أنه ليس لدينا وقت”، فيما قال مسؤول فرنسي ثان إن “القوة الاميركية من الناحية النظرية تتيح للولايات المتحدة أن تضرب بقوة أكبر بكثير. يكفي عامان ملاذاً لداعش في سورية”. من جهته، قال مسؤول أميركي، مشترطاً عدم نشر اسمه، ان الولايات المتحدة وفرنسا تعززان التعاون الثنائي، معرباً عن أمله أن تدفع المحادثات بين الرئيسين في واشنطن دولاً أخرى من أعضاء التحالف المناهض للتنظيم لبذل المزيد. وأضاف “هذا يجب ألا يقع على عاتق الولايات المتحدة وحدها. من المؤكد أن الولايات المتحدة كان لها الدور الرئيسي. لكن احدى الفرص الحقيقية في أعقاب أحداث باريس أن يبذل الاخرون – الدول الاوروبية والدول الخليجية وهذ التحالف ككل – المزيد وأن تتقدم أطراف أخرى وتبذل المزيد من المهام الشاقة”.

 

فابيوس: “الدواعش” وحوش لكنهم 30 ألفاً

24/11/15/برازيليا – ا ف ب: أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن متطرفي تنظيم “داعش” “هم وحوش، ولكنهم 30 ألفاً”. وقال فابيوس، في برازيليا التي يزورها، فجر أمس، انه على الصعيد العسكري “يجب مكافحة داعش بلا هوادة”، مضيفا ان عناصر التنظيم “هم حتماً وحوش ولكنهم 30 الفاً”.

واعتبر الوزير الفرنسي انه “لا يمكن تصور ان لا تتمكن جبهة تضم فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وروسيا وتركيا ودولا أخرى من القضاء عليهم”. واضاف “لكن بموازاة ذلك يجب ايضا ايجاد حل سياسي لهذه الحرب (الدائرة في سورية) التي اسفرت عن 300 الف قتيل وملايين اللاجئين والتي لها تبعات على المنطقة بأسرها وكذلك ايضا، كما نرى، على العالم باسره”. ورأى “بارقة أمل أولى” في الجدول الزمني الذي تم الاتفاق عليه في فيينا لتشكيل حكومة انتقالية في سورية خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا واجراء مفاوضات بين النظام والمعارضة في يناير المقبل. وذكر فابيوس بأن الرئيس السوري بشار الاسد سارع الى التشكيك في امكان الالتزام بهذا الجدول الزمني بقوله انه لا يمكن البدء بتطبيق اتفاق فيينا “قبل دحر الارهاب” في حين يعتبر الغرب رحيل الاسد شرطا مسبقا لاي حل سياسي

 

توقيف 21 في سلسلة مداهمات في بروكسل واستمرار حالة الإنذار القصوى لليوم الثالث ومواصلة ملاحقة عبد السلام وتقارير عن فراره لألمانيا

24/11/15/بروكسل – ا ف ب، رويترز: شهدت بروكسل، أمس لليوم الثالث على التوالي، حالة “إنذار ارهابي” قصوى من اغلاق المدارس الى توقف قطارات الانفاق وانتشار قوات الامن، وذلك غداة سلسلة عمليات للشرطة لم تسمح بتوقيف المشتبه به الرئيسي في التحقيق في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام.

وبدت حركة السيارات أقل كثافة في بروكسل والدراجات أكبر عدداً من العادة، وإن كانت المدينة التي تضم مقر الاتحاد الاوروبي ويبلغ عدد سكانها 1٫2 مليون نسمة غير مقفرة على الرغم من أجواء القلق الواضحة. ولأن التهديد باعتداء ما زال “جديا ووشيكا”، قررت الحكومة البلجيكية إبقاء مستوى الانذار في منطقة بروكسل في الدرجة القصوى وتمديد اغلاق المترو، كما بقيت المدارس ودور الحضانة والجامعات مغلقة امس.وطلبت بعض المؤسسات من موظفيها العمل من منازلهم واحترام الأوامر الامنية التي تنصحهم بالبقاء بعيدين عن اماكن التجمعات. وفي محطات القطارات في بروكسل كان عدد المسافرين اقل من العادة.

وقال وزير الداخلية جان جامبون لاذاعة “ار تي بي اف”، أمس، “نتخذ الاجراءات الضرورية قدر الامكان لضمان أمن الناس”، لكن “الحياة يجب ان تستمر في بروكسل، الحياة الاقتصادية والحياة الاجتماعية”، مؤكداً أن الشركات والقطاع العام يجب أن يعملا.

وكان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال قال إن “ما نخشاه هو هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في باريس بمشاركة عدد كبير من الأفراد وهجمات في مواقع عدة” أهدافها “أماكن مزدحمة”. ورداً على سؤال عن التحقيق الجاري، عبر وزير الداخلية عن ارتياحه لأنه تم تحقيق “نتيجة هذه الليلة” (ليل اول من امس) حيث أوقف 16 شخصا في عشرين عملية مداهمة قامت بها الشرطة، واضاف “لكن من الواضح ان العمل لم ينته” خصوصاً لاقتفاء أثر صلاح عبد السلام “الهدف المهم” المتورط في اعتداءات باريس، لكنه رفض كشف اي تفاصيل. وفي هذا السياق، نشرت وسائل اعلام بلجيكية تقارير تفيد أن عبد السلام شوهد في سيارة قرب بلدة لييج في طريقه الى الحدود الألمانية، فيما أفادت أنباء عن رصده في مواقع عدة لكن الشرطة أخفقت حتى الآن في إلقاء القبض عليه. وكانت النيابة العامة الفدرالية في بلجيكا اعلنت عن عمليات التوقيف، موضحة ان قاضي التحقيق سيقرر ما إذا كان سيفرج عن الموقوفين او سيمدد فترة احتجازهم.

واضافت انه لم يتم العثور على متفجرات او اسلحة خلال هذه المداهمات التي جرت “من دون حادث يذكر”، باستثناء مداهمة واحدة قرب مطعم صغير في حي مولنبيك سان جان المعروف بأنه معقل للمتطرفين حيث أطلق عناصر الشرطة النار على سيارة كانت تتقدم باتجاههم تمكنت من الفرار لكن تم توقيفها لاحقاً في بروكسل وكان على متنها جريح تم توقيفه. ولاحقاً، أعلنت النيابة عن توقيف خمسة أشخاص صباح أمس إثر عمليات مكافحة الإرهاب التي نفذت في منطقة بروكسل ولييج (جنوب شرق بلجيكا) ما يرفع عدد المعتقلين إلى 21. من جهتها، نشرت فرنسا دعوة الى التعرف على الانتحاري الثالث في الهجوم بالقرب من ستاد فرنسا، مرفقة بصورة له. وهذا الرجل مر بجزيرة ليروس بالتزامن مع انتحاري آخر في الموقع نفسه لم يتم التعرف على هويته. وحتى الآن تم التعرف على واحد فقط من منفذي التفجيرات الانتحارية بالقرب من ستاد فرنسا هو بلال حدفي الفرنسي في العشرين من العمر الذي كان يقيم في بلجيكا.

 

خوجة: لا حل سياسياً للأزمة السورية في ظل الاحتلال الإيراني – الروسي واتهم موسكو بطرح مبادرات سياسية للتغطية على جرائمها

24/11/15/اسطنبول – الأناضول: جدد رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة، امس، دعوته «جبهة النصرة» لإعلان فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، داعيا الثوار السوريين الشرفاء فيها إلى العودة للمظلة الواسعة للثورة السورية، وتجنيب البلاد المزيد من الدمار. وفي مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول، قال خوجة «أطمئن السوريين أن أي عملية انتقالية في سورية ستكون خالية من النظام السوري وطغمته الحاكمة». وأفاد أنه خلال جولاته الدولية والإقليمية أوضح التزام الائتلاف بالحل السياسي وفق بيان جنيف 2012، مؤكدا للشعب السوري أنه لا حل سياسياً في سورية، في ظل وجود احتلال إيراني – روسي مزدوج، ووجود بشار الأسد وزمرته الحاكمة. وأضاف ان «قوات الجيش السوري الحر والفصائل المقاتلة مستمرة بالدفاع عن الشعب السوري، وتحرير الأراضي السورية من الاحتلال الروسي والإيراني»، حسب قوله. وكشف خوجة أنه منذ بدء ما وصفه بـ»العدوان الروسي» على سورية منذ 53 يوماً، «سقط نحو 2977 شهيدا في مختلف المحافظات، من بينهم 550 نتيجة الضربات الروسية، وبلغت غارات الطائرات الروسية نحو 2943 غارة، وتم استهداف ثلاث مدارس و14 مشفى، ومعمل أدوية، ومعمل للصناعات الغذائية، ولم تتجاوز نسبة قصف مناطق تنظيم داعش نسبة 6 في المئة» من الغارات. ولفت أنه «في الأسبوع الأخير استهدف الطيران الروسي جبلي التركمان والأكراد ومختلف المناطق، لدعم قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، للسيطرة على ريف اللاذقية بشكل كامل، والوصول للحدود السورية – التركية، حيث أدى القصف لنزوح الآلاف من المدنيين باتجاه الحدود التركية، وسيطرت قوات نظام الأسد على قرى عدة في جبل التركمان».

وأشار أنه «بدل استهداف مقار قوات تنظيم داعش في دير الزور وريفها، تم استهداف المدنيين بشكل مباشر، الذين يعانون أصلاً من بطش تنظيم داعش الإرهابي، وسقط الكثير من الأطفال والنساء، وأدت الغارات إلى دمار كبير في الضواحي السكنية»، معبرا عن تضامن الائتلاف الكامل مع أبناء مدينة دير الزور الذين بذلوا الكثير من الدماء على طريق الحرية والكرامة. وبشأن مسار العملية السياسية، أوضح أنه «على ضوء الاحتلال يتكلم الروس عن مقاربات سياسية للتغطية على جرائم الحرب، التي يرتكبها من قصف وإطلاق صواريخ فوسفورية وعنقودية، وآخرها الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والجرائم التي ترتكبها الميليشيات الإيرانية، وطائرات نظام الأسد، والسيطرة الروسية الكاملة على المؤسسات الحيوية، وهي تغطية لجرائمهم التي يرتكبونها في سورية التي ترتقي لجرائم حرب». ودعا خوجة «جميع الفصائل السورية لتبني المسار الذي بدأت به الثورة، وهو المسار الوطني والهوية الوطنية العليا، التي تحوي جميع السوريين»، مؤكداً أن «الجيش السوري الحر يرفض الإرهاب بكل أشكاله». وقال «الائتلاف والشعب السوري متمسكان بالحل السياسي وفق مبادئ جنيف، ونؤكد أن أي حل سياسي يجب أن يبدأ بتطبيق بيان جنيف، والنقاط الستة الذي وضعها المبعوث الدولي الأول كوفي أنان، ووقف إطلاق النار، ويجب أن يتزامن بالحل السياسي واطلاق المساجين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والمضمنة بالقرار 2118، والقرارات الدولية ذات الصلة 2165 والقاضي بدخول المساعدات وفتح الممرات الإنسانية». وبخصوص مؤتمر الرياض المزمع انعقاده الشهر المقبل، قال خوجة «نرحب بالمؤتمر الذي تنظمه دولة شقيقة كبرى وهي السعودية، وسيكون هناك مشاركة للائتلاف، وسنعمل على انجاح المؤتمر، ونتواصل مع باقي مؤسسات الثورة والشخصيات لإنجاح هذا المؤتمر، والخروج بنتيجة ربما تساعد على الحل السياسي، وتساهم في استمرار المفاوضات من مكان توقفها في جنيف2». وبشأن المنطقة الآمنة التي تطالب تركيا بإنشائها، أكد أنها «مطلب الائتلاف، ولها دعم من دول شقيقة وأهمها تركيا، وفي الأسبوع الأخير حصل حراك في المنطقة الحدودية بين عفرين وجرابلس، وبدأت عملية تطهير المنطقة من «داعش»، وتعزيز الجيش الحر في المنطقة، ولا أجزم بالتاريخ ولكن التطهير بدأ بالفعل، ونتمنى أن يكون خلال أسابيع». كما أعلن أن «رئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمة قدم استقالته، ووضع الأمر على الطاولة، ومازالت المشاورات مستمرة مع الفصائل المطالبة بذلك».

 

وزير المصالحة الوطنية في حكومة النظام السوري علي حيدر: إطاحة الأسد لم تعد أولوية للغرب

24/11/15/دمشق – رويترز: اعتبر وزير المصالحة الوطنية في حكومة النظام السوري علي حيدر أن الغرب أُجبر على تحويل انتباهه إلى خطر تنظيم «داعش» بدلاً من الاطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقال حيدر إن «الغرب وأميركا وأوروبا كلها تكيفت مع الواقع السوري. نحن بالنسبة إلينا هذا (الاطاحة بالاسد) حديث ثانوي بالمبدأ … من أول يوم طرح شعار اسقاط النظام كان حديثاً ثانوياً. لماذا؟ ليس دفاعا عن أحد بشخصه ولكن دفاعا عن رمز من رموز سيادة واستقلال سورية». وتعليقاً على اجتماعات فيينا الهادفة لايجاد حل سياسي للأزمة، قال حيدر «هم يحاولون.. اذا استطاعوا ان يلتفوا على الموضوع وأن يغيروا موازين القوى لصالحهم وأن يكسبوا الحلفاء السوريين ليكونوا معهم فهم لن يغيروا، لكن أظن ستخيب ظنونهم من جديد ليكتشفوا ان الحليف هو حليف قوي وصادق وأن الدولة السورية أقوى مما كانت وأن السوريين أصدق من أي وقت مضى على انهم أصحاب سيادة واستقلال لا يسمحوا لاحد بالتدخل بشؤونهم الداخلية».

ونفي حيدر كذلك أي مزاعم تتعلق بوقف اطلاق النار، قائلاً «ليس هناك من اجراء وقف اطلاق نار أبداً بالمعنى الدولي الذي طرح لأن بالاساس عملية وقف اطلاق النار تأتي ضمن مشروع متكامل يتعلق بوضع المسلحين في منطقة من المناطق وفي تصنيف هذه المجموعات … وبالتالي أن نتحدث مسبقا عن عمليات وقف اطلاق النار قبل الحديث عن من هي التظيمات الارهابية وغير الارهابية هذا كلام غير وارد».

 

تركيا تسعى لعقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن التركمان في سورية

24/11/15/اسطنبول – رويترز: كشفت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي ان أنقرة دعت لعقد اجتماع لمجلس الامن الدولي لمناقشة الهجمات على التركمان في سورية، بعد أيام من استدعاء أنقرة للسفير الروسي للاحتجاج على القصف «المكثف» لقراهم. وقال مسؤول تركي ان نحو 1700 شخص هربوا من المناطق الجبلية في سورية الى الحدود التركية بسبب المعارك في الايام الثلاثة الاخيرة، علماً أن طائرات روسية قصفت المنطقة دعماً للعمليات البرية التي تنفذها قوات النظام السوري. وتعبر تركيا في كل المناسبات عن تضامنها مع التركمان الذين يعيشون في سورية، وهم سوريون من أصول تركية. وقالت المصادر ان تركيا تجري مناقشات مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن قصف القرى وبعثت رسالة لبريطانيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي لتطلب منها طرح الموضوع. وذكرت المصادر أن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أجرى مشاورات بشأن البعد المخابراتي للمسألة مع قائد القوات المسلحة ومدير وكالة المخابرات الوطنية. وأضافت أن وزير الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو ناقش المسألة أيضا خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

 

صواريخ «كروز» تعلق الرحلات الجوية إلى أربيل والسليمانية وتضارب بشأن مشاركة «الحشد» في معركة الرمادي

24/11/15/بغداد – وكالات: قررت سلطة الطيران المدني العراقي، تعليق الرحلات الجوية لمدة يومين من وإلى المطارات الواقعة شمال البلاد اعتبارا من أمس، لحماية الرحلات الجوية من مخاطر الصواريخ والقاذفات المتوجهة الى سورية. وذكرت سلطة الطيران المدني في بيان، أول من أمس، أنها «قررت تعليق الرحلات كافة المغادرة والقادمة من والى مطاري اربيل والسليمانية وعلى مدى 48 ساعة اعتبارا من يوم غد (الاثنين) الساعة الثامنة صباحا». وأوضحت أن القرار اتخذ «من أجل حماية المسافرين وبسبب عبور صواريخ كروز وقاصفات من الجزء الشمالي من العراق الى سورية انطلاقا من بحر قزوين وايران والعراق الى سورية». وأشارت إلى أن «جميع عمليات الطيران لجميع شركات الطيران تعمل بصورة اعتيادية لمطارات بغداد الدولي والنجف الأشرف والبصرة الدولي» نظرا «لعدم وجود أي صواريخ أو قاصفات في الأجزاء الأخرى من الفضاء العراقي». وأكدت المديرة العامة لمطار أربيل الدولي تلار فائق، في مؤتمر صحافي في المطار، أمس، «توقف جميع الرحلات من والى مطار أربيل منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم (الإثنين) ولمدة 48 ساعة بقرارا من سلطة الطيران المدني العراقي»، مشيرة إلى «مخاوف على الطائرات والمسافرين من الصواريخ الروسية». من جهته، أكد مدير مطار السليمانية طاهر عبد الله «تعليق جميع الرحلات الجوية من والى مطار السليمانية إلى بغداد وعواصم الدول الأوروبية والدول المجاورة»، مضيفاً إن جميع الرحلات توقفت حتى الساعة الثامنة من صباح غد الأربعاء. وشدد على أن مطار السليمانية ملتزم بقرار سلطة الطيران المدني العراق حرصاً على سلامة الرحلات الجوية وحياة المسافرين. على صعيد آخر، تضاربت الأنباء بشأن مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في معركة الرمادي والموقف الأميركي منها، وذلك مع اقتراب استعادة المدينة من تنظيم «داعش». وقالت مصادر مطلعة إن قوات «الحشد»، تقاتل فقط في منطقة الكرمة، ولم يشركها رئيس الوزراء حيدر العبادي في معارك الرمادي، فيما أكدت مصادر عسكرية محاصرة قواتها مركز المحافظة بشكل كامل. ويتوزع الحصار بين قيادة عمليات الأنبار شمالاً، وتحديداً منطقة الجرايشي، فيما تسيطر قوة مكافحة الإرهاب على الغرب. أما قوات الشرطة الاتحادية والمحلية فتسيطر على جنوب المدينة وشرقها، يساندها في القتال ومسك الأرض قوات الطوارئ وستة آلاف متطوع من العشائر.

من جهتها، ذكرت مصادر مقربة أن عملية تحرير الرمادي ستكون قريبة من تحرير سنجار، إذ ساهم القصف الجوي في تدمير دفاعات «داعش» المتمثلة بالعبوات الناسفة ومنازل وسيارات مفخخة نشرها التنظيم لعرقلة تقدم القوات.

 

ريف حمص: جيش الأسد يتقدم في مواجهة «داعش» بعد دخول المروحيات الروسية المعركة وجنود القوات الخاصة الأميركية «قريباً جداً» في سورية

24/11/15/دمشق – وكالات: حقق جيش النظام السوري بغطاء جوي روسي مكثف تقدماً في ريف حمص الجنوبي الشرقي (وسط) باستعادته، أمس، بلدة مهين وقرية حوارين من تنظيم «داعش». ونقلت وكالة أنباء النظام (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية فرضت سيطرتها على بلدتي مهين وحوارين بريف حمص الجنوبي الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم داعش فيهما». وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «استعادة قوات النظام السيطرة على بلدة مهين وقرية حوارين المجاورة بدعم من الطائرات والمروحيات الروسية بشكل خاص اثر اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش». وشنت روسيا خلال الايام الماضية غارات مكثفة ضد المتطرفين في ريف حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، اذ استهدفت اكثر من 80 غارة، غالبيتها روسية، مواقع «داعش» في محيط مهين ومدينة تدمر. وقال عبدالرحمن «دخلت قوات النظام الى مهين بعد طرد المتطرفين منها والاتفاق مع سكان البلدة»، مشيرا الى سقوط قتلى من عناصر التنظيم. وأوضح أن «قوات النظام ستعمد على الارجح بعد تثبيت تواجدها في مهين وحوارين الى التقدم باتجاه القريتين شرقاً». وأشار عبدالرحمن إلى أن قوات النظام تتقدم في محيط مدينة تدمر الاثرية بشكل واضح بدعم من المروحيات الروسية المشاركة في العملية بشكل أساسي. وكان «داعش» سيطر في 21 مايو الماضي على مدينة تدمر ليتمكن من بعدها من التوسع في ريف حمص الشرقي ويسيطر على مناطق عدة. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن قصف طائراتها الحربية 472 موقعاً زعمت إنها تابعة لـ»جماعات إرهابية» في سورية خلال اليومين الماضيين. وأوضحت في بيان أن المقاتلات الروسية نفذت خلال اليومين الأخيرين 141 طلعة جوية قصفت خلالها 472 هدفاً في محافظات دمشق، وحلب، واللاذقية، وحمص، وحماة، والرقة، وإدلب، ودير الزور. في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات بين قوات المعارضة والنظام السوري المدعومة بالطيران الروسي، في جبل التركمان، أمس، وتركزت حول منطقة قزيل داغ (الجبل الأحمر) وقرية غمام في محافظة اللاذقية شمال غرب سورية. من جهة أخرى، أعلن مسؤول أميركي كبير أن جنود القوات الخاصة الاميركية الذين قررت ادارة الرئيس باراك اوباما الشهر الماضي ارسالهم الى سورية سيصلون «قريبا جدا» الى هذا البلد. وقال بريت ماكغورك الموفد الخاص للرئيس الاميركي للائتلاف الدولي ضد «داعش»، ليل اول من امس، «سيصلون قريبا جدا»، من دون مزيد من التفاصيل. واضاف لبرنامج «فايس ذي نايشن» على قناة «سي بي اس» ان دورهم هو «تنظيم» القوات المحلية التي تقاتل «داعش» في شمال سورية. وكان الرئيس باراك أوباما أعطى في نهاية أكتوبر الماضي الضوء الاخضر لنشر 50 جندياً على الاكثر من القوات الخاصة بسورية، في دور غير قتالي استشاري. وهو اول انتشار رسمي لقوات اميركية في سورية منذ اطلاق الحملة العسكرية الدولية ضد التنظيم المتطرف.

وسيساند الجنود الاميركيون تحالفا عربيا-كرديا يشمل الميليشيا الكردية السورية الرئيسية، وحدات حماية الشعب الكردي ومجموعات عربية ومسيحيين سريان. وقال ماكغورك ان هذه القوات المحلية الكردية والعربية نفذت «عملية ناجحة جدا» باستعادة اكثر من ألف كيلومتر مربع من الاراضي في شمال سورية و»قتل نحو 300 محارب من تنظيم داعش». واضاف سيتعين علينا في النهاية «عزل» الرقة معقل التنظيم في سورية.

 

زيارة خاطفة لوفد إسرائيلي إلى القاهرة

24/11/15/القاهرة – الأناضول: غادر وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى، أمس، القاهرة، بعد زيارة استغرقت ساعات عدة، بحث خلالها عددا من الملفات المشتركة مع عدد من المسؤوليين المصريين. وقال المصدر الأمني الذي تحفظ على ذكر اسمه، إن »الوفد وصل في زيارة خاطفة إلى القاهرة على متن طائرة خاصة والتقى خلال زيارته السريعة عددا من المسؤولين الأمنيين المصريين«. وأوضح المصدر أن الوفد غادر بعد الزيارة التي استغرقت ساعات عدة عائدا إلى تل أبيب.

 

حظر نشاطات »الحركة الإسلامية« في الكليات والجامعات الإسرائيلية

24/11/15/القدس – الأناضول: أعلن وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بنيت أمس، حظر نشاط »الحركة الإسلامية« في الجامعات والكليات الإسرائيلية. وقال: »بصفتي رئيساً لمجلس التعليم العالي، أصدرت تعليماتي بوقف نشاطات الحركة الإسلامية في جامعات إسرائيل وكلياتها«. وكان رئيس »الحركة الإسلامية« الشيخ رائد صلاح دان القرار الإسرائيلي بحظر الحركة، معتبراً أنه »قرار عنصري وظالم ومرفوض«. وقال إنها ليست »مجرد ظاهرة عابرة، بل هي حركة راسخة وقائمة ودائمة وعصية على كل كيد المؤسسة الإسرائيلية، وعلى أحقادها وعنصريتها وعدوانيتها«. وحظرت الحكومة الإسرائيلية الإثنين الماضي، الفرع الشمالي لـ»الحركة الإسلامية« في إسرائيل، واعتبرته تنظيماً محظوراً. يشار إلى أن »الحركة الإسلامية« تدير تجمعاً طلابياً يدعى »الحركة الطلابية الإسلامية في الداخل الفلسطيني«، ومؤسسة »إقرأ«، التي أغلقتها الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي، ضمن 17 مؤسسة.

 

بوتين التقى خامنئي في طهران: رفض الإملاءات الخارجية بشأن التسوية في سورية ورفسنجاني يحذر من «مصادرة الثورة» من قبل «الحرس الثوري»

موسكو بدأت إجراءات توريد نظام «اس-300» لطهران ورفعت حظر بيعها تكنولوجيا نووية

24/11/15/طهران، موسكو – وكالات: حذر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني، مما وصفها بـ «مصادرة الثورة» من قبل العسكر، في إشارة إلى دور «الحرس الثوري» وميليشيات «الباسيج» شبه العسكرية التابعة له، في الأحداث السياسية في إيران. وذكر الموقع الرسمي لرفسنجاني أن الأخير حذر من استغلال «الباسيج» (قوات التعبئة الشعبية) من قبل التيارات السياسية «لأهداف فئوية وغير وطنية»، على حد تعبيره. كما انتقد رفسنجاني هجوم المتطرفين على ندوات ومؤتمرات الإصلاحيين قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في فبراير المقبل، وذلك في إشارة للهجوم الذي تعرض له وزير الداخلية الأسبق، عبدالواحد موسوي لاري، وهو رجل دين وقيادي بارز في التيار الإصلاحي، تعرض للاعتداء والضرب وإسقاط عمامته خلال مؤتمر للإصلاحيين الخميس الماضي، في بلدة قرتشك التابعة لمدينة ورامين، جنوب طهران. وقال رفسنجاني «هناك فئة متطرفة تحاول الحضور في المحافظات من أجل تخريب الاجتماعات والندوات السياسية وتحدث حالة من الفوضى في البلاد أمام أعداء البلد». وكانت مجموعة متطرفة يقودها النائب اليميني المتطرف سيد حسين نقوي حسيني، قد هاجمت مؤتمر الإصلاحيين في جنوب طهران، وأطلقت هتافات ضد ما وصفوهم بمناصري «الفتنة»، وهو وصف يطلق على «الإصلاحيين الذين ناصروا الانتفاضة الخضراء العام 2009»، عندما اندلعت احتجاجات شعبية عارمة ضد ما قيل إنه تزوير للانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس السابق أحمدي نجاد لولاية ثانية. وكان وزير الداخلية الأسبق، قد هاجم في كلمته، المتطرفين وسياستهم الإقصائية، مشبهاً سلوكهم بسلوك تنظيم «داعش»، قائلاً إن «التفكير الذي يجبرك على اتباعه، هو تفكير داعشي». ويستعد الإصلاحيون في إيران للمشاركة بقوة في الانتخابات النيابية بعد حظر دام 6 سنوات إثر اندلاع الانتفاضة الخضراء العام 2009. وقاطعوا في مارس 2012 الانتخابات النيابية، احتجاجاً على إقصاء نسبة كبيرة من مرشحيهم من قبل مجلس صيانة الدستور، وكذلك بسبب الحظر المستمر ضد جبهة المشاركة الإصلاحية منذ منع نشاطاتها بسبب اتهام قادتها بدعم الحركة الخضراء. كما يخشون من تكرار سناريو الانتخابات الرئاسية العام 2009 التي قام «الحرس الثوري» خلالها بقمع الاحتجاجات التي اندلعت ضد التزوير. من جهة أخرى، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس طهران، حيث بحث النزاع السوري مع المرشد الأعلى علي خامنئي قبل أن يشارك في قمة للدول المصدرة للغاز. وتوجه بوتين مباشرة الى مقر المرشد الأعلى وبحث معه في مسائل دولية سيما النزاع في سورية، حيث تقدم روسيا وايران دعما لنظام الرئيس السوري بشار الاسد في مواجهة المعارضة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان روسيا وايران أكدتا أن «وجهة النظر موحدة» بينهما حيال سورية، وشددتا على «مواجهة الطابع غير المقبول لمحاولات خارجية لاملاء فرضيات بشأن تسوية سياسية في سورية»، وان أي تغيير في القيادة يجب ان يأتي عبر انتخابات.

ووصف المتحدث الاجتماع بين خامنئي وبوتين بأنه «بناء جداً». وبعد لقاء خامنئي، توجه بوتين للمشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز التي حضرها أيضاً ثمانية رؤساء دول وحكومات، بينهم رؤساء فنزويلا نيكولا مادورو وبوليفيا ايفو موراليس ونيجيريا محمد بخاري وغينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغيما.

واستقبل خامنئي أيضاً صباح أمس مادورو وبخاري ونغيما، حيث اعتبر أن «الائتلافات الدولية التي تدعي محاربة التيارات الإرهابية ليست جديرة بالثقة على الإطلاق لأن بينها عناصر تدعم الإرهابين مثل الولايات المتحدة الأميركية»، على حد قوله. في سياق متصل، رفع الرئيس الروسي، أمس، حظراً كان مفروضا على بيع ايران وتسليمها تجهيزات تكنولوجية تتعلق بالنووي ولا سيما لموقعي فوردو واراك، عملاً بقرار للامم المتحدة بشأن الاتفاق بين ايران والدول الكبرى. وبات يحق لروسيا بيع وتسليم ايران مواد وتجهيزات ترمي الى «تحديث» منشأة فوردو ومفاعل اراك النوويين، بحسب مرسوم رئاسي نشره الكرملين امس.

كما اجازت روسيا «استيراد اليورانيوم المخصب من ايران، بكمية تفوق 300 كلغ، مقابل تسليم ايران اليورانيوم الطبيعي»، بحسب المرسوم. وينص قرار الامم المتحدة على رفع العقوبات الدولية عن ايران شرط التاكد من تنفيذها لبنوده. والخميس الماضي، أعلن رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي ان «الطريق باتت سالكة» لرفع العقوبات، كما اعلن ان مجموعة 5+1 (الدول الاعضاء الدائمة في مجلس الامن والمانيا) اتفقت على «اعادة هيكلة وتحديث» مفاعل أراك النووي، الذي ينص الاتفاق على تعديله بحيث يتعذر عليه انتاج البلوتونيوم بكميات يمكن استخدامها عسكرياً. في غضون ذلك، نقلت وكالة «تسنيم» للانباء عن السفير الايراني لدى روسيا مهدي صانعي قوله ان موسكو بدأت اجراءات تزويد ايران نظام صواريخ «اس-300» المضاد للصواريخ. ونسبت الوكالة الى صانعي قوله «وقعت ايران وروسيا عقدا جديدا وبدأت عملية تسليم نظام اس-300».

 

كيري يجري محادثات في أبو ظبي لدعم مفاوضات بين الأسد والمعارضة ,التقى محمد بن زايد والجبير

24/11/15Lأبوظبي – ا ف ب: أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، محادثات في أبوظبي مع مسؤولين اماراتيين وسعوديين للحض على دعم خطط اجراء مفاوضات بشأن سورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة قريباً. ويعتبر كيري ان جمع الطرفين الى طاولة المفاوضات لحل النزاع، سيساهم في عزل تنظيم »داعش« أو حتى هزمه على المدى الطويل. وتأتي زيارة كيري بعد اعلانه الأسبوع الماضي أن سورية قد تشهد بدء مرحلة »انتقال سياسي كبير« في غضون اسابيع، بعد توصل عواصم كبرى داعمة للمعارضة كواشنطن والرياض، وأخرى مؤيدة للنظام كموسكو وطهران، الى اتفاق في فيينا منتصف نوفمبر الجاري بشأن مرحلة انتقالية في سورية. ويتضمن الاتفاق اعلان وقف لاطلاق النار واجراء انتخابات بمشاركة سوريي الداخل والخارج وصياغة دستور جديد، والسعي لجمع المعارضة والنظام بحلول الاول من يناير المقبل. وأوضح كيري ان زيارته الى ابو ظبي هدفها تشجيع الامارات والسعودية اللتين تعدان من ابرز الدول الداعمة للمعارضة، على اقناع فصائل المعارضة السورية بالموافقة على وقف لاطلاق النار مع قوات نظام الرئيس بشار الاسد. وقال كيري للصحافيين »لهذا السبب أنا هنا«، مجدداً أمله في امكان التوصل إلى اتفاق لوقف النار »في غضون اسابيع«. وأضاف »نعمل بشكل حثيث لتسريع الجهود (التي بذلت) في فيينا، واعطاء دفع لهذا المسار الديبلوماسي. يمكنكم أن تكونوا واثقين أن هذه الجبهة الديبلوماسية تعمل بشكل حثيث ولديها خطة حقيقية مطروحة على الطاولة من اجل تطبيقها«. والتقى كيري في ابو ظبي ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونظيره الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وذكرت وكالة أنباء الامارات »وام« أن كيري أطلع الشيخ محمد بن زايد على »نتائج المحادثات التي عقدت أخيراً في فيينا بشأن الأزمة السورية والاتصالات التي أجرتها واشنطن مع حلفائها بشان الأفكار والحلول التي تهدف الى وضع حد لهذه الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية«. وعقد كيري مساء امس لقاء »مطولاً« مع نظيره السعودي عادل الجبير الذي من المقرر ان تستضيف بلاده منتصف الشهر المقبل اجتماعا للمعارضة السورية بشقيها السياسي والمجموعات المسلحة المعتدلة، لتوحيد المواقف قبل مباحثات محتملة مع النظام. ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن تتعرض لضغط من حلفائها الاوروبيين للتعاون مع موسكو في الحرب ضد تنظيم »داعش«، قال كيري في ابو ظبي ان »بعضهم يسألون عما إذا كان ذلك ممكناً. في الظروف الملائمة، الجواب نعم، الأمر ممكن، لكن علينا ان نطلق المسار السياسي. نحن على بعد اسابيع، ربما اسبوع او اثنين«. لكنه حذر من انه في حال اعتقدت »كيانات معينة« انه من خلال التعاون مع روسيا، تكون الولايات المتحدة تساعد الأسد على التشبث بالسلطة، فهذا يعيق الجهود لجلوس المعارضة الى طاولة المحادثات. واضاف »حينها سيحظى الاطراف السيئون بالمزيد من التأييد ما قد يؤدي لاحقا الى تنامي النصرة وداعش«.

 

 كاميرون يضع في تصرف فرنسا قاعدة جوية بريطانية في قبرص

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015 وطنية /اعلن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في باريس انه وضع بتصرف فرنسا قاعدة جوية بريطانية في قبرص لتوجيه ضربات لداعش.وقال عقب محادثات مع رئيس فرنسا فرنسوا هولاند "اليوم، اقترحت على الرئيس استخدام قاعدة اكروتيري من قبل الطيران الفرنسي المشارك في العمليات ضد داعش، ومساندة اضافية لتزويد الطائرات بالوقود جوا".

 

هولاند: الهدف العسكري في سوريا والعراق هو الحاق اكبر ضرر ممكن بداعش

الإثنين 23 تشرين الثاني 2015،/وطنية - قال رئيس فرنسا فرانسوا هولاند "ان الهدف العسكري في سوريا والعراق هو الحاق اكبر ضرر ممكن بداعش، مؤكدا "أن فرنسا ستكثف غاراتها في هذين البلدين". واضاف: "نحن مقتنعون بأننا يجب ان نستمر في ضرب داعش في سوريا، سنكثف ضرباتنا، وسنختار الاهداف التي من شأنها ان تلحق اكبر ضرر ممكن بهذا الجيش الارهابي"، مشيرا الى "التزامات مشتركة مع لندن في مجال الدفاع".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هكذا تنعكس فضائح «حزب الله» على عباد الله

علي الحسيني/المستقبل/24 تشرين الثاني/15

أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي أمس بأغلبية ساحقة مشروع قرار ضد «حزب الله» شدد من خلاله الخناق عليه وعلى المؤسسات المالية والأفراد الذين يدعمونه، دعا فيه إلى إجبار الخارجية الأميركية على التعريف بوسائل الإعلام الداعمة للحزب والتي تموله، مثل قناة «المنار« وتوابعها، وفرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تسهل تعاملات الحزب أو تغسل أموالاً عائدة اليه. ليست المرّة الاولى التي يُدرج فيها «حزب الله» على لوائح الإرهاب أو المنظمات التي تروّج لعمليات تهريب مخدرات أو غسيل أموال، فقد رافقت هذه القرارات مشوار الحزب منذ بداياته يوم كان يُفاخر عبر الاعلام باختطاف طائرات مدنية بالإضافة إلى خطف رهائن سياسيين وصحافيين وصولا إلى القرار الذي صدر منذ شهرين تقريباً بحق أشخاص ينتمون اليه مطلوبين للعدالة الدولية لإرتباطهم بعمليات تزوير وجرائم إرهابية، منهم القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين الذي صدرت بحقه مع آخرين عقوبات أميركية لمشاركتهم في الحرب السورية ودعمهم النظام السوري في حربه ضد شعبه. كل هذه القرارات بالنسبة إلى «حزب الله» ما عادت تؤثر بطبيعة عمله وأنشطته التي يمارسها في طول البلاد وعرضها من دون حسيب او رقيب ومن دون ان يُعير أي أهمية للتأثيرات الجانبية التي تنتج عن أفعاله وارتكاباته، والتي تُغرق لبنان وتزيد من أزماته وتشويه صورة أبنائه الذين تنعكس عليهم سلبيّات هذه الأفعال داخل المجتمعات التي يتعايشون معها منذ القدم، والحزب الذي يدّعي حرصه على البلد وأبنائه لدرجة كلّف نفسه بالدفاع عنهم سياسيا وعسكريا حتى امنياً من دون ان يأخذ برأيهم، ها هو يلزمهم مُجدداً بتحمل تبعات أفعاله وإنزلاقاته غير المحدودة ويفرض عليهم عزلة اجتماعية واقتصادية ليعود ويخرج بعدها ببيانات استنكار يمدح فيها نفسه ويضع الإجراءات والقرارات المتخذة بحقه في خانة العداء لخط «المقاومة».

من خلال الجبهات المتنقلة والإرتكابات المتعددة التي دأب السير عليها، لم يعد «حزب الله» يجر طائفة فقط بالسير معه نحو المجهول، بل هو أيضاً يأخذ بلداً بأكمله إلى مشروع موعود بالهزيمة والإنكسار ومنغمس في وحول الصفقات وآخرها الدعوة إلى «إدراجه كمنظمة لتهريب المخدرات ومنظمة اجرامية عابرة للحدود«، بحسب قرار الكونغرس الاميركي. وهو الأمر الذي يؤكد أن زمن الصراع مع الإسرائيلي قد تبدل بعدما احتلت مكانه توجهات جديدة مبنية على خرق الأعراف والقوانين الدولية إضافة إلى تفصيل ألوية وفرق لكل منها تسمية «منمقة« ومهام محددة ظاهرها «مقاوم» وباطنها مقاول.

مصدر قانوني مطلع على قضايا «حزب الله» المتعلقة بأعماله في العديد من الدول وتحديدا دول اميركا الجنوبية يؤكد لـ«المستقبل» أن «القرارات الدولية التي تصدر بوضع مؤسسات تعود بشكل مباشر إلى حزب الله او تعتبر مقربة منه إلى المراقبة أو المحاسبة، تبقى أقرب إلى التنفيذ عن تلك التي تتعلق بأشخاص من الحزب لديهم انشطة ارهابية أو جرائم تزوير أو تربطهم علاقات بشبكات مخدرات، لأنه بإمكان المجتمع الدولي الضغط لاغلاق مؤسسات مالية واقتصادية واجتماعية لها ارتباطات مشبوهة، لكنه غير قادر على فرض أمور مماثلة بحق أشخاص مجهولي المكان ولا توجد لديهم مصالح على أرض الدول المعنية بالقرار». وما إذا كان قرار الكونغرس الجديد بحق الحزب يُعتبر مُقدمة لخطوة ما يمكن ان تتخذها اميركا لاحقاً، يرى المصدر أن «الموضوع بحد ذاته ليس بجديد، وأستبعد أن يكون مقدمة لخطوة ما كبيرة لأن السبب محصور بمؤسسات، لكن الخطورة تكمن في أن حزب الله يؤكد في كل مرّة أنه يقوم بسلب قرار الشعب اللبناني وخياراته وتحديداً في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وهذا يؤكد أن مشروع الحزب من خارج الدولة خطر على الجميع«. أما تبجّح الحزب بأنه جزء من دولة ومؤسساتها، فإن الإنتماء إلى الدولة لا يقتصر على وجود وزراء ونواب وموظفين، بل الانتماء إلى الدولة يتطلب الإعتراف بها اولاً والتسليم بشرعيتها وبأن قرار الحرب والسلم يعود لها فقط وليس لجماعات أو أحزاب مُلاحقة دولياً ومُرتكبة محليّاً. مما لا شك فيه أن «حزب الله» يفرض حالة شاّذة على البلد ويُحمّل أبناءه ما لا طاقة لهم على تحمّله، مرّة يفرض عليهم الموت والدماء، ومرّات يُغرقهم في الفساد وأخواته. لكن الثابت الوحيد أن ما من حالة شاذة استطاعت أن تتحكم بمصير هذا البلد وأن تستمر في تطويع إرادة الناس وإلحاقها بمشاريع الموت والكابتاغون.

 

 

فيروز

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/15

حلت منذ أيام قليلة احتفالية عيد ميلاد السيدة فيروز التي أتمت ثمانين عامًا من عمرها المديد. تأتي هذه الذكرى ولبنان الذي تعتبر فيروز أيقونته الأولى في حال من الضياع المخيف، ترهل النظام السياسي بشكل بائس. بلد نجح في تهجير شعبه إلى زوايا العالم وقدم له حربًا أهلية أكلت الأخضر واليابس، واستمر الوضع في التدهور ليتحكم في البلاد فصيل إرهابي مسلح باع ولاءه لدولة أخرى، ساهم في قتل رئيس وزرائه وأصر على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغرًا، وأصبح التصادم الطائفي يصيب البلاد بشلل سياسي كامل، جعل من جمع النفايات مهمة مستحيلة ومطلبًا شعبيًا صعب المنال.هذا هو حال لبنان الذي كان سويسرا الشرق.. بات اليوم أقرب إلى الصومال منه إلى الدولة الأوروبية المعروفة بالانضباط والاعتمادية. فيروز كان لها «لبنان» آخر تروّج له وتسوقه في مخيلة أغانيها التي أبدعها الأخوان رحباني. فيروز صوت لبنان.. قرية قرب السماء بلا طوائف ولا خلافات، بلد بسيط خالٍ من التعقيدات، فهرب الناس بمخيلتهم إلى الفضاء البعيد وإلى الأفق الواسع الذي كان أجمل دومًا من واقع أليم على أرض لبنان. أحبت لبنان «كيفما كان» حتى «بجنونه»، أحبته وصدق محبو فيروز وآمنوا برؤيتها للبنانها حتى صدموا. فيروز لم تفلح في نقل اللبنانيين وحدهم إلى عالم الخيال، ولكنها أقنعت العرب كلهم بأننا «سنرجع يوما» و«الغضب الساطع آت»، ولكنها كانت كلمات ليست كالكلمات. فيروز التي نجحت في نقل كل من يستمع إليها إلى عوالم أخرى بلا تفتيش ولا تأشيرة، تحولت إلى طقس يومي مع ساعات الصبح واحتساء القهوة، تحولت إلى بلسم ودواء وكيف. غنت للشام وبيروت ومصر وبغداد ومكة، كانت للبنان الأيقونة التي ضاهت شجرة الأرز في رمزيتها، فاتفق كل اللبنانيين على محبتها أكثر من التفاهم على أي أمر آخر. فيروز وبعد ثمانين عامًا وهي الصوت الملائكي المترفع عن التملق السياسي فشلت في توحيد اللبنانيين وأعطتهم الخيار في «أنا صار لازم ودعكم» أو «أي في أمل» ولم يستوعبوا لغة الإشارات والرموز التي خاطبتهم بها. حتى العرب لم يفقهوا وهي تناشدهم بـ«عندي ثقة فيك» وكأنها تناديهم وتنادي كل ضمير فيهم. لم تكن فيروز تؤدي وتغني وتشرح بالخيال ولكنها كانت تنحت صورة مثالية في الذهن العميق للشخصية العربية. رأت الموت يخطف أحبابها، من زوجها وأخيه وابنتهما وبلادها، ومع ذلك بقيت صامدة كالأرزة القديمة، جذورها في أعماق الأرض وشموخ يناطح السحاب. غنت لنا وعنا وكانت فينا ومعنا «فايق يا هوى»، وتذكرنا «قديش كان في ناس»، تقلب علينا المواجع، و«ليالي الشمال الحزينة» تذرف بها دموعنا، و«رجعت الشتوية» تدفئ قلوبا أنهكتها برودة الدنيا القارسة، كانت جارة الوادي تارة، وجارة للقهر تارة أخرى، ولكنها كانت دومًا «كوجه بحار قديم». فيروز تحتفل بنا ونحن نحتفل بها، فهي صنعت أفراحًا ورسمت قصورًا في الخيال وصاغت أناشيد في الأحلام. كانت تحيك لنا بحنجرتها دومًا عالمًا أجمل من واقعنا، حجزت لنفسها مكانًا في السماء عن الملائكة في قصر الخلود. أبكيتِنا وأفرحتِنا وأرقصتِنا ونسيتِنا فكيف ننساكِ في يومك يا سفيرتنا؟!

 

لبنان: حدود التسوية الممكنة

علي حمادة/النهار/24 تشرين الثاني 2015

قلنا قبل أيام هنا إن التسوية المرحلية في لبنان ممكنة، بعدما أعطى الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله اشارة علنية "ايجابية" بدعوته الى ما وصفها بـ"التسوية الشاملة" التي تتضمن الاتفاق على رئاسة الجمهورية، والحكومة المقبلة، وقانون الانتخاب المقبل. وقد لاقاه في الايجابية رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، وإن أبدى تمسكه بمبدأ ان انتخاب الرئيس هو مدخل أي تسوية. أكثر من ذلك، وفي زمن البحث عن "تسويات" تحت نيران المواجهة بين المجتمع الدولي و"داعش" من جهة، والصراع غير الواضح المعالم حول سوريا من جهة أخرى، يبدو لبنان في حاجة الى البحث عن تسويته الداخلية بمعزل عن القوى الاقليمية والدولية التي لا تبدو في عجلة من أمرها للجلوس والبحث عن حلول لأزمة لبنان العميقة. بداية نقول إن كل من يعتقد بإمكان التوصل الى حلول لأزمات لبنان البنيوية، هو واهم. ان الحد الممكن نظرياً (من دون ضمانات) سيكون بمحاولة الارتقاء من مرحلة "التهدئة" التي ظللت الفترة الممتدة من تاريخ اغتيال الوزير محمد شطح الى اليوم، الى مرحلة "تسوية" هدفها معالجة الملفات كالرئاسة، وقانون الانتخاب. أما شكل الحكومة وتشكيلها ورئاستها فمتفق عليها في المبدأ على قاعدة ان رئاسة الحكومة تبقى في "أحضان" قوى 14 آذار، ولا سيما "تيار المستقبل" كما هو الحال اليوم بوجود تمام سلام، والحكومة تبقى حكومة ائتلافية تجمع الأضداد كما هو حاصل اليوم، ويجري ضم حزب "القوات اللبنانية" اليها ليكتمل المشهد الحكومي. الاتفاق على اسم الرئيس المقبل ليس مستحيلاً، وخصوصاً أن كل الاطراف يدركون استحالة وصول رئيس من صلب الفريقين الكبيرين. فلا رئيس من 8 آذار، ولا رئيس من 14 آذار. وأما لعبة الشائعات حول استبدال عون بفرنجيه كمرشح يمكن القبول به رئيساً من "تيار المستقبل" فمجرد شائعات لأسباب عدة أقلها ان فرنجيه، وإن يكن أكثر اتزاناً من عون في خطابه وسلوكه السياسيين، فإنه جزء لا يتجزأ من منظومة 8 آذار محلياً واقليمياً، بل انه رمز كبير فيها، يصعب تصوّر تأييد "عصب" 14 آذار وصوله الى منصب الرئاسة. وأن من يتصوّر من فريق 14 آذار أنه يمكن الركون الى فرنجيه رئيساً في إطار "تسوية شاملة" يكون واهماً! وفي مطلق الأحوال إن اجتماع الحريري - فرنجيه في باريس أعطي أكبر من حجمه، ولا يصل الى حد البحث الجدي في اسم فرنجيه للرئاسة. إن "التسوية الشاملة" التي أشار اليها نصرالله، هي من الناحية العملية "تسوية مرحلية" لأنها لا تتناول عمق الأزمة في لبنان، ألا وهي سلاح الحزب غير الشرعي، ولا تورّطه الدموي في الصراع في سوريا. ويقيننا أن لا حلّ في لبنان قبل نزع سلاح "حزب الله" كلياً، وتفكيك منظومته الأمنية - المخابراتية، وتحويله الى حزب مدني أسوة بالأحزاب الأخرى في لبنان. هذا هو الأساس، وكل حديث عمّا يسمى "تسوية شاملة" يبقى دونه ناقصاً. لذلك، اذا لاحت فرصة "تسوية مرحلية" على الرئاسة التوافقية، والحكومة الائتلافية، وقانون الانتخاب المنطقي، فلا بد من اقتناصها اليوم قبل الغد.

 

من أين يبدأ تنفيذ "التسوية الشاملة" من قانون الانتخاب أم من انتخاب رئيس؟

 اميل خوري/النهار/24 تشرين الثاني 2015

إذا كان الاستقرار الأمني في لبنان استطاع الصمود حتى الآن، فذلك بفضل المظلة الدولية ووحدة القوات المسلحة وتضحياتها. وإذا كان الاستقرار النقدي استطاع الصمود أيضاً، فذلك بفضل السياسة المالية الناجحة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وللثقة به وبالقطاع المصرفي كلاً. أما الاستقرار السياسي فلن يتحقق إلا بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت وقبل أي أمر آخر. لقد أجمعت القوى السياسية الأساسية في البلاد على الترحيب بمبادرة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، التي يدعو فيها الى "تسوية شاملة" لأزمة الانتخابات الرئاسية من دون أن يحدّد من أين تبدأ هذه التسوية. أمِنَ الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، أم من الاتفاق على قانون جديد للانتخابات، أم على حكومة؟ وإذا كانت هذه القوى اتفقت على الترحيب بهذه المبادرة، فهل تتفق على ترجمتها عند الدخول في التفاصيل التي يكمن الشيطان عادة فيها فتصبح الحاجة ماسة الى طلب تدخّل الملائكة لطرده؟

الواقع أن ما طرحه السيد نصرالله شبيه بما صار طرحه في مؤتمر الدوحة مع اختلاف الظروف الداخلية والخارجية، وما بين الأمس واليوم. فدول المنطقة لم تكن منشغلة بنفسها كما هي اليوم نظراً إلى ما تعانيه من أزمات وحروب تحول دون جعلها تهتم بشؤون لبنان ومساعدته على الخروج من أزماته. والدول الصديقة منشغلة هي أيضاً بمواجهة الإرهاب الذي يضرب عشوائياً داخل أراضيها. والمواقف من الانتخابات الرئاسية في لبنان لم تتغيّر، فالعماد ميشال عون لا يزال يصر على أن يكون المرشح الوحيد للرئاسة، وإلا فلا نصاب لأي جلسة، ولا انتخابات. وكما استطاع مع حلفائه تعطيل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية مدة ستة أشهر، فإنه استطاع معهم أن يعطّل انتخاب رئيس للجمهورية مدة 18 شهراً حتى الآن. لقد أمكن التوصل في الدوحة الى إقناع العماد عون بالتخلي عن ترشيحه وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية كونه مرشح تسوية أو توافق، وذلك بجعله يعتقد أن إجراء انتخابات نيابية على أساس قانون الستين معدّلاً يشكل انتصاراً له ولمطالبته باستعادة حقوق المسيحيين من خلال هذا القانون. لذلك عمد لدى عودته من الدوحة إلى ملء لوحات الاعلانات على طول الشاطئ اللبناني بعبارة: "استعادة حقوق المسيحيين"، وبالقول إنه سيحوّل اهتمامه من رئاسة الجمهورية الى إقامة "الجمهورية الثالثة"... لكن حساب حقله لم يطابق حساب بيدره، فجاءت نتائج الانتخابات النيابية على أساس هذا القانون مخيبة لآماله، إذ فاز فيها مرشحو قوى 14 آذار بأكثرية المقاعد، فأصبح قانون الستين عندئذ مرذولاً وملعوناً وبات تغييره مطلوباً بقانون آخر يضمن لعون ولحلفائه الفوز بأكثرية المقاعد التي تمكنه من إقامة "الجمهورية الثالثة"، وبحيث تكون حقوق المسيحيين محفوظة فيها. والسؤال المطروح الآن هو: كيف يمكن إقناع العماد عون مرة أخرى بالتخلي عن ترشحه للرئاسة لسواه ويكون مرشح تسوية، وما هو الثمن المطلوب؟ ثمة من يقول إن العماد عون قبض سلفاً هذا الثمن بإقرار قانون استعادة الجنسية، ولكن ثمة من يقول إن إقرار هذا القانون لا يسجل انتصاراً له وحده بل لكل القوى المسيحية التي توحدت للحصول عليه، ولا بد من دفع ثمن إضافي له كي يوافق على سحب ترشيحه للرئاسة، وهذا ما جعل اقتراحات كثيرة تطرح كأن ينسحب للنائب سليمان فرنجيه علّ حظه بالفوز بالرئاسة يكون أوفر من حظ عون، خصوصاً إذا كان لمرحلة انتقالية مدتها سنتان إلى أن تنجلي صورة الشرق الأوسط الجديد، أو أن يوضع قانون للانتخابات وإقرار المشاريع المهمة في مجلس النواب خاضعة لهذه الأكثرية، أو أن يكون للعماد عون عند تشكيل الحكومة حصة وازنة في عدد المقاعد وفي توزيع الحقائب السيادية والخدماتية. لكن هل توافق قوى 14 آذار على تسوية شاملة ما لم تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية ولا تتكرر مخالفة الدستور كما حصل في الدوحة؟ إن إدخال قانون الانتخابات في لعبة المساومة والتسويات والمحاصصات بحيث يكون لمصلحة طرف دون آخر تسهيلاً لانتخاب الرئيس، يجعل هذا القانون غير العادل وغير المتوازن لا يصلح لإعادة تكوين السلطة، والاتفاق على تشكيل حكومة ترضي العماد عون وحلفاءه ليكون ذلك شرطاً لانتخاب رئيس تسوية، من شأنه أن يثير خلافاً على ترتيب الأولويات في تحقيق "التسوية الشاملة". يرى البعض في قوى 14 آذار أن يكون موقفها واحداً من هذه التسوية التي ينبغي أن تبدأ بالاتفاق على رئيس، وبعد ذلك يتم الاتفاق على كل شيء بالتفاهم معه، وأن تتم مقاطعة كل جلسة نيابية إذا لم تكن مخصصة لانتخاب الرئيس وليس لقانون الانتخاب، لأن أي مشروع يجب ألا يتقدم على هذا الانتخاب الذي بات ضرورة أكثر من أي مشروع بما في ذلك قانون الانتخابات الذي يحتاج إقراره إلى وقت، وعندها تبقى رئاسة الجمهورية شاغرة الى حين إقراره وهو ما لا تتحمله البلاد.

 

الاغتيال السياسي لميشال عون

 غسان حجار/النهار/24 تشرين الثاني 2015

لا تودي المعادلة اللبنانية عادة باللاعبين الى غالب أو مغلوب. التسوية سيدة الموقف. والتسويات صفقات، تجرى ما بين المتحكمين بالعباد وبكل مسارات الأمور في البلاد. وفي التسويات يتقاسمون الحصص، ويقع الخلاف في كل مرة يطمح أحدهم الى الفوز بحصة أكبر من الحصة المقرّرة له. الظلم يؤدي الى انفجار، أو ثورة، أو حرب أهلية، كما حصل في لبنان مراراً عبر التاريخ. وقد انخرط في الحرب من شعروا أنهم خائفون على مصيرهم، او مضطهدون، أو محرومون ومستضعفون. ثم ما لبثوا أن ارتضوا الاتفاقات المعقودة برعاية خارجية بعدما أعيد توزيع الجبنة بشكل أكثر عدالة. والحقيقة تقال إن الموارنة فازوا على الدوام، قبل الحرب، بحصة الأسد، منذ قيام دولة لبنان الكبير برعاية فرنسية خصوصاً. لكن الذي حصل بعد انتهاء الحرب، ورفض مسيحيين الدخول في تسوية اتفاق الطائف، بعدما اعتبر البعض أنها مجحفة، هو أن المسيحيين في شكل عام، دفعوا ثمن هذه الانتفاضة على قرار دولي، فتم سجن سمير جعجع، ونفي ميشال عون وأمين الجميل (مع حفظ الألقاب)، وهم الأقوى والأكثر تمثيلاً على الساحة المسيحية، سواء اعترف بهم البعض وأحبهم أم لا، ولم يعط البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ما يستحقه جراء موافقته على الطائف، إذ أنه رفض الوصاية السورية مدخلاً الى تطبيق الطائف، فكانت محاولات لإقصائه سياسياً.

أما اليوم فالواقع مغاير تماماً، وهو ما دفع الى التقارب ما بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، اذ ان التحالفات التي أعطت هذا الطرف أو ذاك، بعض مقاعد نيابية بأصوات السنة أو الشيعة، لم تبدل كثيراً في الواقع الذي نشأ في زمن الوصاية. فلم يمضِ الأطراف بقانون انتخاب يناسب المسيحيين، وموقع رئاسة الجمهورية شاغر، وقد حكم الرئيس ميشال سليمان ست سنوات من دون أن يتم تعديل الدستور لمصلحته ليصار في كل وقت الى استغلال هذه النقطة اللادستورية والضغط عليه. في الأيام الماضية، بدأت حملة ترويج للنائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، لتعميق الخلاف بينه وبين العماد عون، وفك التحالف بينهما، وكرد على "إعلان النيات" بين عون وجعجع، وجاء لقاؤه بالرئيس سعد الحريري، كأنه تهديد لطرفي "إعلان النيات" أكثر منه رئاسياً. وسواء تم الاتفاق على اسم محدد للرئاسة الأولى، أو كانت مناورات سياسية، فإن الأكيد أن ما يجري منذ زمن، يهدف الى اغتيال العماد عون سياسياً، فهو لم يصبح رئيساً على رغم الدعم المعلن له، ولم يتمكّن من تعيين قائد للجيش، ولا من التمديد لصهره العميد (المتقاعد حالياً) شامل روكز، ولا تمت مناقشته في قانون الانتخاب، وتشن الحملات على صهره الآخر الوزير جبران باسيل من كل حدب وصوب. كأن المراد اغتياله سياسياً، وتوجيه رسالة مماثلة الى جعجع، وإسقاط كل محاولة مسيحية للانتفاضة على الواقع المرير.

 

الاستنتاجات المتسرّعة في لقاء الحريري - فرنجيه تحجب متغيّرات جدّية نحو صيغة حلّ

 روزانا بومنصف/النهار/24 تشرين الثاني 2015

الاهمية التي استحوذ عليها لقاء الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجيه في باريس، والذي تم انكاره علنا من الجهتين من ضمن حرص كل منهما على حلفائه على الارجح، ولضمان بقاء ارتباطاتهما من دون اي تغيير، وذلك قبل ان يتم تأكيد اللقاء على ألسنة نواب مستقبليين، تكمن في انه يستكمل دائرة اللقاءات الايجابية التي عقدت وتعقد بين مختلف الاطراف في الحد الادنى، او ربما تساهم في الانتقال الى التفكير في صيغ خارج العلبة كما يقولون، وفقا لما هو متداول منذ اكثر من سنة ونصف سنة على الشغور الرئاسي. لكن ذلك لم يمنع جموح الخيالات الى تناول اللقاء من زاوية الانتخابات الرئاسية، في سيناريو يكرر ذلك الذي اعتمده العماد ميشال عون قبل اكثر من سنة، يوم التقى الحريري في باريس وسط جملة اسئلة وحساسيات وحملة انكار مماثلة لتلك التي حصلت قبل ايام، لكنها اكتسبت جدية كبيرة. وهذه الاسئلة والحساسيات اثارها اللقاء وعبرت عن نفسها في مواقف لقوى حليفة لفرنجيه، بدت مستفزة، مؤكدة استمرار دعم "حزب الله" ترشيح العماد عون وعدم التخلي عنه، وقد ارفق موقف الحلفاء بالدعوة الى انتخاب الرئيس القوي الذي لديه شعبية، علما انه قد يكون من الصعب انكار هذه الصفات على فرنجيه من الحلفاء او الخصوم. وفي موازاة ذلك، بدت القوى الاخرى ايضا مستفزة باعتبارها لم تكن على بينة ايضا او لم تكن على علم مسبق. الا ان هذه الاهمية تتضاءل بالنسبة الى مراقبين سياسيين، امام عاملين اساسيين وجوهريين، على رغم ان هذه الحركة السياسية تكسر جمودا سياسيا، بل مراوحة في الدائرة المقفلة، بحيث تشهد اندفاعا على وقع كلام الامين العام ل" حزب الله" السيد حسن نصرالله عن تسوية شاملة وترحيب من الرئيس الحريري بهذا الكلام. لعل العاملين الاساسيين ينطلقان بداية من الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران حيث التقى مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي، وما اذا كان يمكن الطرفين الحليفين للنظام السوري الاتفاق على صيغة واحدة لمقاربة الحل في سوريا وامكان انطلاق مؤتمر جنيف 3، باعتبار ان التمايز كبير بين الجانبين الايراني والروسي وقد تكون مسؤولية روسيا بالذات ابلاغ ايران ان بقاء سوريا موحدة يفترض حكما رحيل بشار الاسد لانه من المستحيل ان تتحد سوريا مجددا تحت سيطرته، او ان يقبل السوريون في كل الاراضي السورية بالخضوع لحكمه مجددا، حتى لو كانت ايران وروسيا تحاربان الى جانبه، بل لعل هذا العامل الاخير يشكل سببا مباشرا آخر لعدم القبول بذلك، في حين انه لا يمكن الدفاع عن بقاء بشار الاسد او ان يكون هناك احتمال لذلك ما لم تتقسم سوريا، فيضحي الاسد رئيسا على القسم الذي يستطيع السيطرة عليه مع حلفائه. واستتباعا لذلك، فإن ثمة صعوبة يراها المراقبون السياسيون في امكان ان تظهر بوادر حلول جدية في لبنان ما لم تتضح اتجاهات ايران من جهة، وقبل ان يتبلور الوضع في سوريا من جهة أخرى، وسط تطورات متسارعة في غاية الاهمية بدأت تفرض تحولا في هذا الوضع بناء على تدخل متعدد الطرف والجهة في سوريا، ولاسباب مختلفة. هذه التطورات احدثت بدورها متغيرات في مواقف دول المنطقة من التدخل الروسي، الذي وان يكن في موقع تحالف واحد مع ايران والنظام السوري، فانه في حاجة الى ان يستمر غطاء دول عربية قائما ولو في شكل ملتبس او نسبي. يضاف الى هذه العوامل التي تلجم جزئيا الاندفاعات الى حلحلة في الداخل اللبناني بناء على حركة سياسية نشطت اخيرا، ومن مؤشراتها لقاء الحريري- فرنجيه، ان السعودية وايران لا تزالان في اوج صراعهما، اذ ليس خافيا أن المملكة عازمة على مواجهة التدخل الايراني سياسيا حيث وجد في دول العالم العربي ، الامر الذي لا يترك مجالا كبيرا للمخيلات اللبنانية الخصبة، أقله في المواعيد التي بدأ البعض بتحديدها لحلحلة داخلية، في ضوء المواقف الايجابية التي صدرت اخيرا.

واستحضار العوامل الاقليمية في اطار لقاء يشكل حدثا نتيجة الاصطفافات السياسية في البلد، بامتدادات اقليمية، يكتسب اهميته على قاعدة ان الكلام جديا عن حلول لا يمكن ان يتلاءم الا مع جدية في الحلول للوضع السوري اولا، وما لم يبت مصير الاسد من حيث المبدأ، سيكون صعبا عزل جملة عوامل متصلة بالنظام السوري. وحين يعلن نواب مستقبليون عدم امكان القبول بسليمان فرنجيه مثلا بدلا من ميشال عون للرئاسة باعتباره من ضمن الاصطفاف السياسي لقوى 8 آذار، واكثر، من ضمن العلاقة المباشرة والوثيقة لفرنجيه مع الاسد، ليس رفضا لفرنجيه على الارجح ولكن طمأنة لقواعدهم من استبعاد اي صلة للتأثير السوري سواء كان حقيقيا او لا، فانما يستند ذلك الى الصلة التي لا يمكن تجاهلها، مع ان هذا التأثير تراجع جدا وباتت الكلمة لايران، ليس في لبنان فحسب بل في سوريا ايضا، حيث اصبحت هذه الكلمة لكل من ايران وروسيا ولم يعد النظام يشكل حيثية مؤثرة.

هذه المقاربات تبدو متسرعة في استخلاصاتها. لكن ثمة من يثير اسئلة على قاعدة ما اذا كانت ثمة عناصر جديدة غير محلية حصرا يمكن ان تكون دخلت في الحسابات، بناء على متغيرات المواقف التي عبر عنها بعض الاطراف، او ان هناك مجرد رصد للمياه وفق التعبير الغربي.

 

إلى أين يقود الزعماءُ اللبنانيين؟

محمد يوسف المجذوب/النهار/24 تشرين الثاني 2015

زهقنا ومللنا، بل كفرنا بما يسمى زعماء وتقليد زعامات في لبنان، وكم صار ممجوجاً ومعلوكاً ومقززاً ما يسمى مطالبة زعيم ما بحقوق طائفة ما، لأنه ثبت بالدليل والبرهان أنها فذلكات لاتعدو استخفافاً بعقول الناس واستغلالاً لهم. أربعون عاما وهذه النغمة المقيتة المغرضة تمزق بلادنا، ولم نحصد منها الا الفشل، اذ لم تستغنِ الطوائف عن بعضها، ولم تغنِ أفرادها عن الهجرة.. ولم تبنِ وطناً أو تؤمن ابسط حقوق الانسان في العيش.. من الاستقرار والامن الى الوظيفة والصحة والبنية التحتية والاقتصاد المريح والنجاة من الضرائب القاسية ولا حتى الخصوبة والولادات!. أين المقارنة بين حياة الزعماء المتباكين من البذخ والقصور والمقتنيات والولائم وحجوزات السفر والسياحة والفنادق الفخمة والسيارات والعقارات والطائرات وكل اشكال الترف.. و اين منها حياة (الرعاع) الشعب الذي يعاني الأمرين في تأمين قوته وصعوبة معاناته لتثبيت رجليه على الارض؟ يستخدم الزعيم ابناء ملّته مطيّة لدوام زعامته واستمرارها.. فيحرضهم ويدغدغ عواطفهم زوراً وبهتاناً ويوهمهم انه يعمل لصالحهم. وفي الواقع يبقى طوال الوقت ممعناً بتجهيلهم وعرقلتهم وتعطيل معاملاتهم، وحرمانهم ابسط حقوقهم وحاجاتهم اليومية والضرورية، كي يبقوا زاحفين لاهثين كمن يشارف على الرمق الاخير.. يحتاجون عطفه.. وفتات موائده ودريهمات صدقته.. وفضل وساطته والدجل عليهم (اقتل وتعال مسّح بهذه الجبّة) واقامة المآدب الموسمية التي تطعم المواطن يوما وّتجوّعه دهراً، وكم من عقود مرّت من الضحك على الذقون واستحمار الناس وشرائهم بالرخيص: فهذا يحضرون له رخصة "فيميه" للسيارة.. وذاك رخصة حمل سلاح، وآخر بطاقة خط عسكري، وغيره وظيفة حارس. أربعون عاماً لم يلتفت زعماء لبنان الى الله يوماً، لم يطوّروا قانوناً للصالح العام لم يفكروا على رغم الذكاء والدهاء بتطوير دستورهم او تأمين ابسط مقومات الحياة ليتسنّى للناس البقاء، ولم يعيدوا تأسيس الوطن ولا الدولة المنيعة، لم نرَ زعيماً ممن يدّعون الصدقة والكرم، يقلد الرسول الكريم عندما قال لسائل يطلب مساعدة من بيت المال: اذهب وابتع حبلاً وفأساً، ثم أرشده الى الغابة يقتطع الحطب ويبيعه.. فكان أن أصبح مكتفياً ومفيداً ومساعداً للغير. لم نرَ مسؤولاً يستقيل شارحاً لموكليه عدم قدرته على التغيير والاصلاح الذي يراه لمصلحة الوطن والشعب ! اما عشوائية فرض الضرائب وعدم الدراية بها، فانها توحي وكأن السلطة اصيبت بداء الكلب المالي امام التزامات الخزينة (العاجزة) بدفع رواتب الموظفين، ودفع ما يسمى (تجميلاً) بخدمة الدين.. لاموال نهبت ووضعت على اكتاف المواطنين اللبنانيين الغلابى والمتزايدة ككرة الثلج، والتي لاطائل لهم بتحملها او القدرة على سدادها، والافلاسات الواقعه تشكل 90% للمؤسسات الاقتصادية الوطنية. ومن الاستهجان أمام ارباكات أهل السلطة: الترويج لضريبة الأملاك المبنية، وجهلها أو تجاهلها بلاء الناس ومعاناتهم مع المشاكل العقارية التي يتخبطون فيها داخل المدن والقرى اللبنانية، التي ما زالت من دون تنظيم، اذ هي أملاك موروثة لأكثر من ثلاثة أجيال، وأصبح للمالك المدون في الصحيفة العقارية عشرات الورثة والولادات وفي هذا ما يدل على كارثة عقارية، لأن هؤلاء شيّدوا بيوتهم على طريقة التراضي والميراث وعدم التخطيط والمواصفات اللازمة، وهم عاجزون عن تسجيلها رسمياً والاستفادة من قيمتها العقارية... ويروجون لضريبة الأملاك المبنية، فالى أين سيؤدي هذا التناقض والتخبط؟ فأين الزعماء؟ ولماذا لم يقم أولئك الغيارى المتباكين على حقوق الطوائف بصياغة المراسيم واجراء عملية مسح عقاري مدروس... وتسوية ممتلكات الناس؟ وبذلك يؤمنون عملًا لجزء يسير من المهندسين المتخرجين بدل تقديمهم قرابين على مذابح السفارات... و يدخلون موارد كبيرة الى خزينة الدولة التي تشبه من يعبئ الماء بالسلة. وكذلك فان المواطن بحصوله على صك للملكية والورقة الزرقاء، سوف تتحسن قيمة عقاره وقد يستثمره بقرض مصرفي يطور عمله وحياته. ألا لهذا الجنون من نهاية؟ أما لهذه السيناريوات الشيطانية من توقف لعدم أخذ الوطن الجريح نحو المجهول؟ متى يستفيق المواطنون اللبنانيون ويعتذرون عن تصديق زعمائهم، ويستغفروا ربهم على ما سلف من الكفر في خدمتهم وتأليههم،ويفتشوا عن بدائل علمية متعظين بمن سبقهم ونجح بتحقيق جزء وفير من الديموقراطية وتأمين عيش الناس في حدود تليق بكرامة الناس.

 

مهنة البحث عن الراتب

عماد موسى/المسيرة/23 تشرين الثاني/15

كلما التقى زميلان في مهنة البحث عن الراتب لا المتاعب، يكون المعاش المتأخر ثالثهما. دفعوا؟ لم يدفعوا بعد. موعودون بدفعة على الحساب. سيدفعون. ومهما تأخر جايي. لي صديق يعمل في وسيلتين واحدة مسموعة والثانية مقرؤة ومملوكتين من جهتين حليفتين، أخبرني في أمسية صيفية: أشعر كصحافي كأنني متطوع في الدفاع المدني والصليب الأحمر. وللصيف تتمة، في الماضي الجميل تعرّفت إلى زميل يعمل 3 ساعات في اليوم الطويل، ويخصص باقي ساعات يومه لتلبية دعوات المآدب ولو جاوزت الست. أكثر من مرّة اضطر لقطع غداء أقيم على شرفه لينقضّ على كوكتيل فرح. وهو اليوم ينق. المعاش ماشي. لا مشكلة لكن الأعشية متعثرة. لكل صحافي حظوظه وفرصه وقد تعاقبت على عمري المهني فرصٌ فيها جوانب غريبة وطريفة وأكثرها طرافة جاءتني في النصف الأول من الثمانينات على غفلة من إيقاع أيامي. اتصل بي صديق لبناني هاجر إلى الولايات المتحدة على أمل أن نعمل معاً ذات يوم في واشنطن، بعد أن أنشّط لغتي الإنكليزية، وشاءت الظروف ألاّ يتخلي وطني عنّي بسهولة. في الاتصال الذي جاء بعد عاميّ انقطاع التواصل في ما بيننا، طلب مني أن أرصد في الصحف والمجلات العربية كل ما ينشر عن فيلم رامبو 3 أو رامبو 2 ما عدت أذكر… وأن أرسل المقتطفات الصحافية بالفاكس (رزق الله على هاتيك الأيام) إلى واشنطن لتطّلع الشركة المنتجة (كارولكو) على مدى اهتمام العالم العربي، وصحافته، برامبو. كان صديقي المحامي على علاقة مهنية بالشركة المنتجة وحريصاً على أن أجتاز خط الفقر في أقرب فرصة. سألته عن المدة الزمنية التي ستستغرقها هذه المهمة “البحثية” فقال: كل مدة تصوير الفيلم. ولم أسأله عن الشيء المهم الذي يداعب أحلامي (الراتب) لكنه أسرّ إلي ّ بالمفاجأة: “سندفع لك 25 ألف ليرة عدا مصاريف الفاكس والبريد “وكان راتبي الشهري آنذاك 1735 ليرة لبنانية لا غير! للحظة كدت أبلع لساني لكني تمكنت، على رغم هول الخبر، أن أتماسك وشرعت أتابع كل شاردة وكل واردة تتعلق بنجمي المفضّل ونجم حظي السيد مايكل سيلفسترأنزيو ستالون وبقيت مسكوناً برامبو ستة أشهر كانت كافية لشراء أول سيارة أقودها، اشتريتها بصحة جيدة ثم تدهورت بمرور الزمن والقذائف والأهوال وأذكر أنني بعتها (أو تخلصت منها) لقاء 333 دولاراً فقط لا غير. وفي العام 1997 كنتُ في مدينة “كان” الفرنسية أتابع فعاليات الدورة الخمسين للمهرجان السينمائي، ووقعت عيناي على سيلفستر ستالون خارجاً من أحد الفنادق وحوله ثلة من الحرس الشخصي، حاولت الاقتراب منه، كما الحشود، لا ليوقّع لي على أوتوغراف بل لتهنئته على الدور الرئيسي الذي لعبه في حياتي. وفي الأمس علمت أن سيلفستر ستالون عاد في فيلم greed ضمن سلسلة روكي. عاد مدربا لا ملاكماً. تُرى ألا يحتاج روكي إلى مستشار إعلامي؟ أنا في الخدمة ومار رح نختلف على السعر.

 

عبدالرحيم مراد… نحو السعودية؟

محمد سعيد الحايك/جنوبية/ 23 نوفمبر، 2015

منذ إعلانه تأييد تدخل المملكة العربية السعودية العسكري في اليمن، وما ترددّ قبل أيام من زيارة له الى الرياض، بدا للبعض وكأن النائب والوزير السابق عبدالرحيم مراد، يحاول أن يسلك طريقاً آخر لا يشبه ذاك الذي سار عليه الرجل منذ قرابة عقدين من الزمن. رسم “بو حسين” من خلال تصريحه الشهير لصحفية “الحياة” مطلع شهر أبريل نيسان الماضي، ملامح مرحلة جديدة في مشواره السياسي، بعيداً عن التبعية العمياء لحلفائه في قوى الثامن من آذار والنظام السوري. ولعل ما يترجم الكثير من بوادر هذا التحوّل على ما يذهب إليه متابعون، هو ما كشفته صحيفة “الجمهورية” الأسبوع الماضي، بشأن زيارة مراد للمملكة، ولقائه مؤخراً عدداً من المسؤولين (كبار جداً) بحسب ما ورد في خبر الصحيفة. قد يرى البعض أن رئيس حزب الاتحاد أخذ ولو متأخراً، بنصيحة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، ونستون تشرشل، الذي قال يوماً “في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، وإنما هناك مصالح دائمة”، ولكن من يتابع مسيرة الرجل طوال السنوات العشر الماضية، يدرك أن تغيير موقفه وانتقاله من ضفة إلى أخرى ليس بالأمر البسيط على الإطلاق. دفع “بو حسين” (كما يناديه أنصاره)، ولا يزال أثماناً باهظة، نتيجة تمسكه وتشبثه بمواقفه وخياراته السياسية، التي لا تحتمل الرمادية أو التأويل. سار وزير التربية والدفاع الأسبق، عكس تيار الشارع السنّي في الكثير من المحطات، ليس آخرها زلزال اغتيال رفيق الحريري يوم قرر الوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد المتهم بقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، على اعتبار أن المستهدف من الجريمة هي سوريا “قلب العروبة النابض”. خسر الرجل “العروبي حتى الثمالة” في العام 2005 معركة رئاسة الحكومة أمام منافسه نجيب ميقاتي، قبل أن يعود ويخسر في العام نفسه عضويته في البرلمان، وهو الذي لم يغب عن ساحة النجمة منذ دخوله إليها أول مرة في العام 1992. بالطبع، لم يكن سهلاً على “البقاعي العنيد”، أن يخسر معركتين نيابيتين في العامين 2005 و2009، أمام شخوص صورية حديثة العهد في العمل السياسي. لم يكن سهلاً عليه أن يخسر نزالاً من دون أن يواجه خصماً أو منافساً حقيقا لا يختبئ خلف صورة وتاريخ ودم رفيق الحريري. ورغم عدم وجود أي شخصية قادرة على مقارعة أو تغييب عبدالرحيم مراد عن المشهد، قرّر الرجل بملء إرادته أن يتجرّع كأس السم أكثر من مرة، في وقت كان باستطاعته أن يغيّر هذا الواقع بمناورة سياسية بعيداً عن الاصطفافات الحادة مع هذا الفريق أو ذاك.

وعليه، فإن زيارة “حليف دمشق” للرياض، ترسم العديد من علامات الاستفهام حول توقيتها ومضمونها وأهدافها، لاسيما وأن المرحلة الحالية لا تحتمل المجازفة في ظل الحرب الضروس بين محوري الرياض وطهران وما بينهما، والتي تنبئ بأن القادم سيكون أسوأ. في هذا السياق، ثمة رواية “غير مؤكدة” يتناقلها البقاعيون، مفادها أن “بو حسين” لا يتودّد للسعودية في هذه اللحظة الحرجة والمفصلية طمعاً بلعب دور سياسي في المستقبل القريب والبعيد، وهو الواثق على ما يقول أنصاره من العودة إلى ساحة النجمة بمجرد حصول الانتخابات، وإنما خوفاً على مؤسساته (مؤسسات الغد الأفضل الغنية عن التعريف)، التي تضم العديد من المدارس والجامعات ودور الرعاية الاجتماعية وغيرها. الرواية نفسها، تقول إن انشقاقاً حصل قبل فترة ليست قصيرة داخل حزب الاتحاد، قاده أحد أبرز المقربين من الوزير السابق. وبحسب ما تزعم الرواية، فإن الرجل (المنشق) على دراية تامة بملفات وخبايا المؤسسات المذكورة والتابعة لوقف النهضة الخيرية الإسلامية في البقاع، وهو يسعى بمساعدة مستترة من تيار المستقبل لوضع اليد عليها، ما دفع مراد لزيارة المملكة على أمل تسوية هذا الملف بأقل الأضرار وقبل فوات الأوان. بيد أن اللعبة التي يلعبها “المستقبل” والمتحالفون معه (طبعاً في حال صحت الرواية)، تنطوي على نتائج خطيرة وكارثية ستطال تداعياتها آلاف الطلاب ومئات الموظفين والأسر والأيتام والمسنين، الذين سيصبحون بلا عمل وبلا مأوى في حال طرقت التجاذبات السياسية أبواب هذه المؤسسات العريقة. ربما كان الأجدر بالتيار الأزرق أن يبادر بحسب ما يرى خصومه إلى إنشاء مدارسه وملاعبه وجامعاته ومستشفياته الخاصة لتقديم الخدمات للبقاعيين، لا أن يعتمد أساليب كيدية وملتوية للسيطرة على مؤسسات لم يبن فيها حجراً واحداً. على أي حال، ستبقى زيارة “بو حسين” للمملكة رهن التحليلات والتأويلات إلى أن تتضح الصورة النهائية، وحتى ذلك الحين لاشك أن الشارع السنّي يأمل بأن تكون خطوة أولى نحو مستقبل أفضل، يحقق المصالحة المستعصية بين الحريري ومراد ومختلف أبناء البيت الذي يكاد ينهار فوق رؤوس الجميع .

 

حزب الله – إسرائيل: صراع وجودي رغم الهدنة!

سامي خليفة /المدن/الإثنين 23/11/2015

على الرغم من الهدنة المستترة بين "حزب الله" واسرائيل والتي فرضتها عوامل سياسية ولوجستية وعسكرية فإن هذا الهدوء لا يبدو أن من الممكن أن يستمر طويلاً بسبب صراع الأفكار الدينية العميق بين الطرفين، والذي يتعدى الإطار النزاعي بين لبنان واسرائيل، ويرتبط ارتباطاً أساسياً بعقيدة كل طرف.

عوامل عديدة تفرض الهدنة اليوم بين الأعداء. "حزب الله" المستنزف والمنشغل في أكثر من مكان عسكرياً، لا يضع في حساباته إشعال حرب جديدة مع اسرائيل على الرغم من اتهامه لها بأنها المخطط الأول لكل ما جرى ويجري في المنطقة. وعلى الجانب الأخر فإن اسرائيل عاجزة عن مواجهة أزماتها الداخلية، من كساد اقتصادي وبطالة وضعف الجبهة الداخلية وفشل السياسة الخارجية، ولذللك تكتفي بتعزيز قدراتها العسكرية استعداداً للمستقبل. لكن استمرار هذه الهدنة يعتبر مستحيلاً نظراَ للصراع العقائدي العميق بين الطرفين، وهو الأمر الذي يتجنب عادة "حزب الله" الحديث عنه. وتصف مصادر "حزب الله" عبر "المدن" المعركة بأنها حرب مفتوحة ممزوجة بطابع ديني ووجودي لن تنتهي، خصوصاً أن المصادر تعتبر أن الحزب يقف سداً منيعاً أمام محاولات إنشاء الدولة العنصرية ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن، ولذلك وعلى الرغم من انشغالاته  في سوريا إلا أنه يرفع الصوت دوماً للتحذير من الأهداف الاستيطانية المدروسة في القدس، وتبعاتها على المنطقة من خلال السيطرة على أملاك المقدسيين في البلدة القديمة ومحيطهاـ ومخططات نسف مقدسات الآخر وبناء الهيكل المزعوم. يستند "حزب الله" في نظرته الى الصراع مع إسرائيل، إلى ما كتبه رئيس الكنيست السابق أبراهام بورغ في صحيفة "هآرتس" منذ فترة، اذ أكد أن عصب الاتئلاف الحكومي الحالي هو ديني عقائدي، سينتهي بصراع ديني يشمل المنطقة ومنها لبنان، ولذلك تبرز نظرة "حزب الله" الى اسرائيل بوصفها خطراً دائماً ومصدر المؤامرات التي تحاك ضده، ومن بينها ما يحصل في سوريا، اذ يرى الحزب أن إسرائيل عبر بعض الجماعات المتطرفة نجحت في تدمير سوريا وانهت دورها كلاعب اقليمي يحمي المقاومة،  عدا عن استنزاف إيران مادياً وعسكرياً بحرب لم تكن تشاء التدخل بها. الموقف العقائدي الحازم لـ"حزب الله" يتعارض مع نظرة إيران البراغماتية لطبيعة الصراع مع اسرائيل الذي يبقى على مستوى الخطاب المتشدد، وتبرير عدم الإنزلاق إلى المواجهة المسلحة، بتقديم الدعم، والتخفيف من الضرر، ومع توقيع الإتفاق النووي اصبحت مواقف إيران تجاه اسرائيل أقل حدة  ما أحدث ارتباكاً في صفوف الحزب، تزامناً مع رضوخ بنيامين نتنياهو للواقع النووي الجديد وإفصاح جزء من المؤرخين الإسرائيليين عن تقديرهم لبلاد فارس، التي خرج منها الملك قورش وحرر اليهود من السبي البابلي، وأعاد بناء الهيكل و منحهم في منطقة القدس نوعاً من الاستقلال الذاتي تحت الهيمنة الفارسية. ويحتل مستقبل الصراع مع اسرائيل جانباً أكثر أهمية عند الحزب لارتباطه بالرؤية الدينية التي تقول أن إنهاء دولة إسرائيل سيتبعه زوال حلفائها من الغرب بالضرورة قبل أن تظهر خلافة المهدي الذي يجهز جيشاً كبيراً يطمح الحزب ليكون جزءاً منه ليخوض مواجهات عديدة بين الحق والباطل تُدمر فيها دولة اسرائيل لتندلع بعدها حروب أخرى أهمها مع جيش يتشكل في شرق أوروبا قوامه  قرابة المليون نفر ليخرج بعدها الدجال الذي يستمد منه الإسرائيليون قوتهم مجدداً للعودة إلى القدس لتقوم المعركة النهائية التي ستكون نتيجتها الحتمية انتصار الحق.

وكما يصف حزب الله صراعه مع اسرائيل بالأبدي فإن تل أبيب تشاطره الرأي حول المواجهة الحتمية مستقبلاً لأسباب دينية حيث أشار الكاتب الإسرائيلي نوعام أمير في عدد من الدراسات حول الصراع مع "حزب الله"، والتي نشرتها صحيفة "معاريف" بأن النظرة الدينية في الدولة العبرية، تفيد بأن سكان لبنان كانوا يتمركزون في مملكة فينيقيا القديمة وهي الحدود التي اقرها الله لإسرائيل عندما وعد الرب يوشع بالأرض التي  تمتد من الصحراء إلى لبنان، وبناءَ على ذلك فإن الحروب مع "حزب الله" ستستمر مهما طال زمن الهدنة، والجيش الإسرائيلي يستعد بإستمرار لهذه الحرب من خلال إقامة العديد من الحواجز، والخنادق الاصطناعية قرب شلومي، القريبة من الحدود الشمالية لمنع دخول مقاتلي الحزب إلى الجليل، وقد تم بالفعل إعداد خطط الإخلاء في ما تم تسميته بخطة الجيش الشاملة والاستراتيجية الجديدة التي تم الكشف عنها مؤخراً من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت، الذي قال أن اي حرب جديدة مع "حزب الله" لن تنتهي الا برفع الحزب لرايات الاستسلام البيضاء.

 

ميقاتي يبادر..وقد يصل الى السعودية!

محسن السقال/المدن/الإثنين 23/11/2015

بدا لافتاً الأسبوع الماضي الدعوة التي قدمها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، إلى الأطراف السنية في لبنان الى الحوار والتلاقي والتفاهم والتعاون، خلال حفل تكريم الدكتور محمد بركات، وفي حضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وشخصيات رفيعة. حضور ميقاتي وحشد من المشايخ والمفتين والشخصيات السياسية، ساهم في تأمين غطاء سني لمبادرة ميقاتي، كما تأمين غطاء سياسي له شخصياً، بعد المعركة الأخيرة المستمرة بينه وبين تيار "المستقبل"، منذ الإطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري الأخيرة. في شكل المبادرة، بدا ميقاتي في موقع القوة، بعد شبه حصار مارسه "المستقبل" ضده، على الرغم من أن هذه المبادرة لم تلق بعد أي اذان صاغية لرأب الصدع على طريقة الحوار المسيحي - المسيحي. استند ميقاتي في مبادرته هذه، بحسب ما تقول مصادر "المدن" إلى نجاحه في بناء حاضنة شعبية له عبر الخدمات الشخصية التي قدمها، مستنداً الى الأزمة المالية التي تعصف بتيار "المستقبل"، والتي مكنته من العودة بقوة الى الساحة الطرابلسية من بوابة الخدمات. وما يعزز منطق القوة هذا، أن ميقاتي نجح مؤخراً في نسج تحالفاته الطرابلسية، استعداداً للحوار أو اكمال المعركة مع "المستقبل"، وذلك بعد أن نجح في كسر الجليد مع النائب محمد الصفدي، والوزير السابق فيصل كرامي. ما عد حينها رسالة حازمة لـ"المستقبل"، خصوصاً أن الحلف هذا قادر على مواجهة الشعبية الكبيرة لـ"المستقبل"، والتي تتعرض لضربات متتالية مؤخراً، وقد ظهر ذلك في انتخابات نقابة المحامين حيث تمكن حلف ميقاتي من انتزاع مقعد في الانتخابات الفرعية على حساب تيار "المستقبل". ويؤكد مصدر مقرب من ميقاتي لـ"المدن" ان ميقاتي يهدف عبر تفعيل شبكة العلاقات الطرابلسية إلى جعلها أمراً واقعاً بمواجهة التيار، وتحصين وضعه في اي محطة او مناسبة قد تطرأ على الساحة السياسية في البلد. ويضيف ان ميقاتي والصفدي - مع الوزيرين احمد وفيصل كرامي - يسعيان لتثبيت حضورهما والدفاع عن قناعتهما وتحقيق امرين اساسيين، الاول ان طرابلس لا يحكمها سوى ابنائها، والثاني أن ثمة قوة فعلية  سنية طرابلسية تستطيع ان تلعب دورا ريادياً في لبنان وفي انماء المدينة واتخاذ القرارات الملائمة لمصلحة ابنائها، من دون وصاية احد. لم تقتصر العوامل التي أمنت عودة ميقاتي هذه، ومد يده، على الأمور المحلية الطرابلسية. ثمة أكثر من عامل أقليمي دفعت ميقاتي الى مد اليد، أهمها عودة خطوط التواصل مع المملكة العربية السعودية. وتؤكد مصادر ميقاتي لـ"المدن" أن الأخير تمكن من تحسين العلاقة مع السعودية، وباتت اليوم جيدة، وثمة قنوات عدة مفتوحة، ومن الممكن الاعلان عن حدث قريب يترجم هذا الانفتاح، في إشارة الى أمكانية زيارة ميقاتي الى الرياض. ويشرح المصدر خلفيات الإنفتاح المستجد، بالإشارة إلى ان "المملكة تعاملت في السابق مع فئة واحدة في لبنان، مما أوجد شرخاً على صعيد الطائفة، وعلى صعيد العلاقة معها، مما اضطرها مؤخراً الى التراجع عن خطواتها وفتح ابوابها امام الجميع، مع الحفاظ على خصوصية الحريري، وحفظ موقعه المتقدم في اللعبة السياسية اللبنانية بالنسبة اليهم، اخذين بالاعتبار ان  كل القيادات السنية في لبنان تتمنى ان تكون لها علاقات متينة وجيدة مع القيادة السياسية في المملكة، لتتمكن من تكريس موقعها في العمل السياسي داخل الطائفة السنية". في الجانب الاخر، تؤكد أحدى الشخصيات المتحالفة مع الحريري لـ"المدن" ان "السعودية بدأت فعليا بالانفتاح على القيادات السنية"، مشيراً، في الوقت عينه، الى ان "اي مرجعية سنية تريد ان توطد العلاقة مع المملكة عليها اولا ان تأخذ بالاعتبار ان ارتباطها العضوي بالمحور السوري الايراني يجب ان يفك، قبل ان تفتح المملكة ابوابها"، ويؤكد المصدر ان "الشارع الطرابلسي وان كان تقبل خدمات ميقاتي وحلفائه، سيبقى متأثرا بنسبة كبيرة بخياره السياسي ازاء المحور السوري الايراني".

 

نحو وصاية دولية/عربية على سوريا

غسان الإمام /الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/15

ينطوي مشروع التسوية الإيرانية/ الروسية للأزمة السورية، على تحدٍ كبير لذكاء المفاوض العربي. فقد تحولت ليالي الأنس في فيينا، إلى حفلة تنكرية يظهر فيها الدبلوماسيان الإيراني جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف، وهما يسوّقان إلى الحاضرين دمية متنكرة على شكل بشار. ويؤكدان أنها ما زالت على قيد الحياة، وقادرة على تأدية رقصة السلام والوفاق مع ملايين السوريين الذين قتلت منهم إلى الآن 300 ألف إنسان بصواريخها وبراميلها المتفجرة. ويتصنّع التوأمان روحاني وخامنئي الجدية والبراءة، وهما يقولان للسوريين إن الأسد باقٍ في المرحلة الانتقالية. وإنه مستعد لترشيح نفسه في السباقات الانتخابية المقبلة. والدليل على شعبية الأسد الكاسحة فرار مليون ناخب منه، ومن «داعش»، إلى أوروبا. ولجوء أربعة ملايين ناخب آخر إلى «صناديق» الدول المجاورة. كسوري، أقول إن تمرير تسوية عبر الخداع الإعلامي للمفاوضين العرب والدوليين المعنيين بالأزمة. وإضفاء الشرعية الدولية عليها، بانتزاع قرارات من مجلس الأمن، غير قابلة للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع التقسيمي الحالي في سوريا، كل ذلك من شأنه إطالة أمد المأساة والمعاناة. ورفض ملايين السوريين لتسوية تطمس دور سوريا التاريخي، في التأكيد على عروبتها. وتلاحمها مع أشقائها في الخليج. والمشرق. ومصر. والمغرب العربي الكبير. منتهى الاستخفاف بالعقل الدبلوماسي التفاوضي العربي والدولي، إعادة إنتاج بشار كمحقق لحل توافقي. وتقديمه إلى العالم كصانع للسلام الشبيه بالسلام الروسي الذي يفرضه الجلاد قاديروف عميل بوتين في شيشنيا. ثم مفاجأة العرب والعالم بأن بشار الذي حقق السلام صالح للاستمرار كرئيس سبع سنوات عجاف أخرى. يليه فيها نجله حافظ الأسد الثاني، بعد أن يتم تخريجه من روضة الأطفال، برتبة حكيم عيون «يفهم» كالمطرب محمد عبد الوهاب في البصر والبصيرة. كان المفروض بالمعارضات السياسية السورية التي تمارس السياحة في فنادق إسطنبول والقاهرة، بعد ممارستها في فنادق باريس. ولندن. وموسكو، أن تعكف على دراسة تاريخ سوريا الحديث الذي تجهله، نتيجة لنشأتها في كنف نظام مزور للتاريخ. ثم تعاود التأكيد على حاجة سوريا إلى عروبة ديمقراطية. استحال على أوروبا وأميركا فهم التاريخ العربي الحديث. فلم تجد بين العرب باحثين. ومؤرخين. ودارسين، يبددون سوء الفهم الغربي للمشروع القومي العربي. فتم تسليح إسرائيل نوويًا. وعسكريًا، بقوة متفوقة على العرب جميعًا، لإلحاق الهزيمة بهم. وتقويض المشروع النهضوي. فتلاه مشروع تسييس الإسلام الإخواني، وصولاً إلى استيلاء الإسلام الحربي «القاعدي» و«الداعشي» المضاد للتعايش السلمي الحضاري. والثقافي، بين العرب المسلمين وأوروبا.

الغالبية السنية العربية لم تقدم دولها الاستقلالية كدول طائفية، باستثناء نظامين اثنين: النظام الطائفي الأقلوي الحاكم في سوريا، مدعومًا بقوة التدخل الإيرانية ومرتزقتها الميدانية. ثم نظام «الخلافة الداعشية» المزعومة التي تشوه التاريخ الحضاري الناصع للسنة، بارتكاب المجازر الانتقامية من العرب والعالم أجمع. وهزيمتها المحتمة في العراق، وسوريا، لا يمكن اعتبارها هزيمة للسنة التي رفضت أصلاً هذه الطبعة «الداعشية» للدين المتخلفة ثقافيًا. وأخلاقيًا. وإنسانيًا. ما البدائل للتسوية الإيرانية/ الروسية التي يجري تدويلها «وشرعنتها». وفرضها على العرب. والمنطقة. وأوروبا، بدعم أميركي متواطئ معها؟

لا شك في أن رفض هذه التسوية المخادعة، يحتم وجود بديل منطقي. وعملي. ومقبول عربيًا. وسوريًا. ودوليًا. وإنسانيًا. وهنا أتوجه مباشرة إلى دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وعاهلها الإنسان الغيور على دينه وعروبته، للنظر في مشروع لتدويل وتعريب الحل السوري، قبل أن تكسب التسوية الإيرانية/ الروسية «مشروعية» التفاوض. والتطبيق. والتنفيذ. فرض وصاية دولية مؤقتة على سوريا، لإنقاذ شعبها وعروبتها من التشبيح. والتشييع. والتذبيح. والتقسيم. والدعوشة، هو الحل العملي المثالي الذي لا يمس كرامة العرب. ولا يسيء إلى كيان السوريين، كدولة موحدة ومستقلة. ولا ينال من قدر القيادات السياسية الخليجية المعنية بالأزمة السورية. ودورها المشرف في دعم كفاح السوريين، للخلاص من نظام فاقد للشرعية. ومن الاحتلال الروسي والإيراني. واستعادة السلام. وإقامة نظام بديل ذي وجه إنساني. وحضاري.

تعريب مشروع الوصاية الدولية على سوريا، يتم من خلال تقديم وتأهيل جيش مصر، كدولة ذات الكثافة السكانية العربية الأكبر، لدخول سوريا كجيش دولي محايد، لفرض وتطبيق السلام، وليس لحفظه فقط، بعدما ترددت وتأخرت تركيا في إقامة مناطق سكانية آمنة داخل سوريا، بسبب طبيعة تركيب سكانها، وأقلياتها العلوية والكردية التي تهدد نظام إردوغان بـ«خربطة» سلام واستقرار تركيا، إذا ما تدخلت ضد نظام بشار. الجيش المصري كبير. وقوي. وجيد التدريب. والتسليح. والانضباط. وأثبت حياده السياسي منذ ثورة يوليو، وبعده عن التأثر بالتيارات الغيبية المتزمتة. ويمكن دعم الجيش المصري في مهمته الدولية، بجيش عربي آخر محايد سياسيًا. ولا يقل عنه غيرة على الإسلام والعروبة، كالجيش المغربي. وقد خبرتُه في زيارة للصحراء، حيث يحمي عروبتها وسلامها.  حياد القوات العربية في سوريا، يمكن ضمانه وتعزيزه بتشكيل قيادة عسكرية دولية وعربية. وتضم قادة. وخبراء. وضباطًا من دول محايدة ذات مصداقية عالية لم تتدخل في سوريا. كالهند. واليابان. والأرجنتين. والبرازيل. وكندا. ودول اسكندنافيا. وجنوب أفريقيا. بل يمكن إشراك قوات من أميركا اللاتينية مستعدة للتدخل وفرض السلام، إلى جانب القوات الدولية العربية. هذه القيادة العسكرية الميدانية، بحيادها وحرفيتها، كافية لإقناع الدول الكبرى المتورطة بالتدخل العسكري في سوريا بالانسحاب. وتمرير قرار شرعية التدخل الدولي في مجلس الأمن الذي يتضمن السماح لها بمواصلة محاولة تقويض الدولة الداعشية من الجو، قبل أن تتمكن القوات العربية من الوصول إلى معاقلها. وإذا شاءت أميركا. وروسيا. وفرنسا، فهي تستطيع أن تضع جانبًا من سلاحها الجوي، في تصرف القيادة الدولية، لدعم القوات العربية التي ستكون مهمتها سهلة للغاية، لترحيب ملايين السوريين الرافضين للنظام بها. ولردع. وترحيل. وسحب الميليشيات والتنظيمات السورية. والإيرانية. والكردية. أتكلم بصفة شخصية، كصحافي يظل كاتبًا عربيًا، من صحيفة عربية رصينة ذات مصداقية. وحدها المملكة العربية السعودية، في شخص مليكها وخبرائه ومستشاريه السياسيين والدبلوماسيين، قادرة على الحسم في فكرة المشروع. ومفاتحة القيادتين السياسيتين المصرية والمغربية به، إذا رآه المليك مجديًا. الوقت ليس في صالح العرب. التدويل والتعريب يحولان دون اتجاه الدول الكبرى والإقليمية إلى تقسيم سوريا، لصعوبة فرض التسوية الروسية/ الإيرانية. والخطر كبير في أن تتمكن الميليشيات المسلحة المتصارعة من دخول المدن الكبرى، ليصبح إخراجها منها صعبًا إلى حد الاستحالة، تمامًا كما حدث في اليمن. والصومال. وليبيا. وقبل أن تستكمل أميركا بناء الأكراد كجيش غازٍ ومستوطن للمناطق العربية في سوريا والعراق، من دون أن تضمن سلفًا انسحابهم منها. تمامًا كما عجزت إلى الآن عن وقف استيطان إسرائيل للجولان. والضفة.

 

من جلب الأجانب إلى سوريا؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/15

«تدخلنا في سوريا بعد أن صار المقاتلون على بعد مائتي متر من دمشق»، هذا اعتراف من رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني. وموضوعي ليس عن التدخل الإيراني لأن ظروفه وأهدافه معروفة، بل التذكير بأن الثوار السوريين وصلوا إلى دمشق، قبل أن يدخل المتطرفون سوريا. قبل نحو عامين، لم يكن في سوريا سوى بضع مئات من المقاتلين المتطرفين، ومعظمهم كان في مناطق جنوبية محاذية للعراق. كلنا نعرف أن الجيش الحر المعارض ولد في عام 2011، بعد انتفاضة درعا ودمشق السلمية، وتأسس لاحقًا في مواجهة عنف النظام. وكبر سريعًا في حلب وحماة وغيرهما، ولم يرفع حينها شعارات دينية متطرفة أو طائفية، بل كانت المطالب وطنية بحتة، ومعظم من التحق بالجيش الحر مواطنون من فئات مختلفة. كان دافعهم التخلص من دولة المؤسسات الأمنية المرعبة، وضد ممارسات الحلقة المرتبطة بالرئيس، التي ضيقت على الناس بالجباية والبلطجة. بعد نحو عامين كان الجيش الحر قد قطع مسافات بعيدة، واستولى على مناطق متعددة. خلالها شنت حرب إعلامية ضده، وضد من يدعمه تسوق طروحات مختلفة حول نيات المشروع الوطني، وتبعيته للغرب، والأموال والقيادات. في الحقيقة كان ما يحدث هناك من تسليح ودعم تم بعلم الجميع، وتحت رقابة من أطراف متعددة، فيما يعرف بـ«الغرف العسكرية» والتي كان يوجد فيها أيضًا ممثلون عن دول غربية. لكن مع تقدم الجيش الحر، بكل أسف، حدث تطوران مهمان غيرا خريطة الصراع في سوريا. لأسباب تنافسية ضيقة المصالح، ومن مفهوم أن سقوط دمشق وشيك، ارتفع التنافس من أجل السيطرة على القوى المعارضة المنتصرة. ولهذا لجأت بعض الدول إلى محاولة خلق معارضة موالية لها، فدعمت تأسيس منظمات متطرفة محلية، وشجعت دخول المتطرفين الأجانب للذهاب للقتال في سوريا، ودعم تنظيماتها. إيران، من جانبها فعلت الشيء نفسه عندما رأت الجيش الحر يقاتل في محيط العاصمة دمشق. أرسلت ميليشيات «حزب الله» على عجل، وكلفت جنرالات الحرس الثوري بتشكيل جماعات متطرفة مماثلة من تنظيمات عراقية وأفغانية وغيرها، وأرسلتهم إلى سوريا. وهكذا صار على تراب سوريا أكبر حرب إرهابيين من نوعها في المنطقة، عشرات الآلاف من الجانبين يقاتلون بعضهم بعضًا. كان خطأ شنيعًا، التعاون مع الجماعات المتطرفة في مواجهة شبيحة نظام الأسد وميليشيات إيران، لأن «داعش» كانت تعتبر الجميع عدوها، وقاتلت «الجيش الحر» بشراسة أشد مما قاتلت قوات الأسد. والذين دعموا الجماعات المتطرفة كانوا يظنون «داعش» و«النصرة» سلاحًا تدميريًا مفيدًا ومطايا موائمة للحاق بالجيش الحر إلى دمشق. وبكل أسف هذه الاستراتيجية تكرر حدوثها في ليبيا، حيث تمت الاستعانة بالمتطرفين للسبب ذاته. وكانت النتيجة واحدة، اعتلاء ظهر الغول لا يجعله مطية طيعة. وقد تنبهت إلى الخطر مبكرًا القوى السياسية الأخرى المتعاطفة مع الشعب السوري، وعبرت عن قلقها من مزاحمة الجيش الحر، وكذلك من الصراع على قيادة الائتلاف الوطني، الذي يمثل المظلة الواسعة للثورة السورية، وفيها من كل الطوائف والإثنيات. الخوف من إعادة إحياء تنظيمات مماثلة لـ«القاعدة» إقليميًا يهدد أيضًا دولاً مثل مصر والسعودية والأردن، وليس سوريا فقط. يقول لي أحد المعنيين السعوديين، إن الرياض أصدرت قرارات تتوعد من يسافر من مواطنيها إلى سوريا، وتمت الاستعانة بكبار علماء المسلمين لإلغاء دعاوى إلزامية «الجهاد» على المسلمين، وأعلن القبض على من حاول التسلل إلى هناك. ويقول إن القلق وصل مرحلة إبلاغ المسؤولين الأتراك بأنهم مخولون بالقبض على أي سعودي يحاول عبور خط العرض 36، لأنه لا توجد بعد ذلك في تركيا مناطق سياحية ولا تجارية، والأرجح أن من يسافر إلى هناك يريد التسلل إلى شمال سوريا. ومع أننا نعرف أن إنقاذ نظام الأسد وتأهيله للحكم صارت مسألة مستحيلة، وقد تجاوزها الزمن، إلا أنه نجح في شيء واحد هو تخريب الوضع من بعده. ولا يلام وحده على ما حدث، بل يلام أيضًا الذين انقادوا خلف مفاهيم مغلوطة، ووراء منظرين وأصحاب رؤى لا علاقة لها بالواقع أو المنطق.

 

عودٌ على السباق الرئاسي

جورج بكاسيني/المستقبل/24 تشرين الثاني/15

يتفاقم الانطباع السائد في أوساط محلية وخارجية أيضاً، أنّ دعوة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى التوافق على «تسوية وطنية شاملة» رئاسية وحكومية ونيابية، هي عبارة عن بداية تحوُّل في موقف الحزب إزاء الوضع اللبناني الداخلي، شبيهة بتلك التي برزت مع موافقة نصرالله على حكومة من «ثلاث ثمانات» التي فتحت الطريق أمام ولادة حكومة «المصلحة الوطنية». ورغم أنّ «السلّة» التي تحدّث عنها السيّد لم تتضمّن جديداً باعتبار أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري سبق أن تحدّث عنها مراراً وتكراراً في جلسات الحوار، كما يقول أحد المشاركين فيها، فإنّ الجديد يكمن في أمرين:

الأول: توقيت هذا الموقف الذي تزامن مع انطلاق قطار التسوية حول سوريا، في اطار مؤتمرات فيينا التي لم تطلق بداية أسس لهذه التسوية وحسب، وإنّما جَمَعت الجبّارين الاقليميين المعنيّين بالوضع السوري، أي المملكة العربية السعودية وإيران، على طاولة واحدة.

والثاني: اقتران الحديث عن هذه «السلّة» بالتزام، جديد من نوعه على لسان نصرالله، باتفاق الطائف وبآلياته الدستورية.

هذان «الجديدان» يمكن عطفهما على مجموعة مواقف ومعطيات أخرى جديدة أيضاً أبرزها:

- تضمين ورقة مواصفات رئيس الجمهورية التي قدّمها «حزب الله» لرئيس مجلس النواب على طاولة الحوار أن يكون الرئيس العتيد «ممثلاً لبيئته ومقبولاً من المكوّنات الأخرى».

- تأكيد الرئيس بري، حسب أوساطه، رفض فكرة «المثالثة» منذ أن بدأ الحديث عمّا يسمّى «المؤتمر التأسيسي».

- دعوة نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الأسبوع الفائت إلى «تسوية فيها تبادل للتنازلات والمكاسب.. الأمر الذي يتطلّب شجاعة وإقداماً نحن نملكهما ونتمنى أن يملكهما كل القادة في لبنان».

هذه المواقف تؤشّر إلى احتمال كبير، برأي مرجع رئاسي سابق، مفاده أنّ رسم «خارطة طريق» لحلّ سياسي في سوريا (في فيينا) يفترض رسم «خارطة طريق» لحلّ سياسي في لبنان، بعد أن ارتبطت أزمة الأخير بالأزمة السورية، مع ميل المرجع نفسه إلى الاعتقاد بأنّ إيران اختارت هذا المسار تحت عنوان فكّ ارتباط الوضع اللبناني عن الوضع السوري بالتزامن مع انطلاق مسار الحلّ في سوريا.

لا يستبعد المرجع أن يترجم موقف نصرالله بخطوات عملية، أي الاتفاق على رئيس وعلى حكومة علاوة على قانون الانتخاب، تماماً كما حصل قبل وخلال مؤتمر الدوحة، مذكّراً بأنّ قائد الجيش السابق العماد ميشال سليمان تكرّس رئيساً للجمهورية قبل سبعة شهور من انتخابه لولا تأخّر ذلك لسببين، الأول: رفضه شروط دولة اقليمية نقلها إليه موفد لبناني، والثاني: انتظار التوافق على قانون انتخاب والحكومة. كما لا يستبعد أيضاً مواكبة هذا المسار الداخلي بسحب «حزب الله» قوّاته من سوريا إذا ما تقدّم مسار الحلّ السياسي في سوريا خلال الشهور القليلة المقبلة، بحيث تعود الحياة إلى «إعلان بعبدا» الذي يبقى عنوان الحلّ في لبنان وإن لم يلتزم بعض القوى به، أو يخجل البعض الآخر بإعادة التأكيد عليه. هذا التفاؤل الذي تتفاوت نسبته بين وسط سياسي وآخر، ربّما يعكسه بصورة أوضح وأدقّ حراك النائب سليمان فرنجية، بصرف النظر عمّا إذا كان التقى الرئيس سعد الحريري أم لا كما شاع في الأيام الماضية، وبصرف النظر عن حظوظه الرئاسية إذا كانت متوافرة أم لا، ذلك أنّ مواقفه التي عبّر عنها في الأسابيع الماضية سواء على طاولة الحوار أو عشيّة الجلسة التشريعية أو في مواقفه الإعلامية، إنّما تؤشّر إلى فتح السباق الرئاسي من جديد، بعيداً عن «فيتوات» من هنا أو «التزامات» بهذا المرشّح أو ذاك من جهة ثانية.

ومعنى ذلك أنّ ما كان عبارة عن «ثوابت» في هذا الاستحقاق لم يعد مقدّساً، وأنّ عملية خلط الأوراق ربّما قد بدأت.. من أجل انتخاب رئيس.

       

سوريا بين «الدب» و«العمامة» و«الحمار الديموقراطي»

أسعد حيدر/المستقبل/24 تشرين الثاني/15

لو كان المرشد آية الله علي خامنئي يسافر الى خارج إيران، لكان في موسكو قبل اليوم بكثير، لملاقاة «القيصر» فلاديمير بوتين، ولم ينتظر انعقاد «منتدى الدول المصدرة للغاز» في طهران. أسئلة كثيرة لدى المرشد إجاباتها عند «القيصر». التحالف الإيراني الروسي، متين وقوي حالياً. سوريا وأوكرانيا، جعلا التحالف المعمد بالدماء والمصالح الاقتصادية والسياسية، قوياً ومتيناً. لكن الشك والحذر، طبيعة عند المرشد، نتيجة لنشأته ومساراته، فكيف إذا كانت تستند في حالة العلاقات الروسية - الإيرانية إلى تجارب تاريخية سلبية؟لا شك أن ما يجمع بين موسكو وطهران حالياً، أكبر وأعمق وأغنى مما يفرقهما. لكن في قلب ما يجمع بينهما الكثير من الأسئلة الألغام المستقبلية، خصوصاً في هذه المرحلة بالذات حيث يمتزج التصعيد العسكري بتحرك «قطار» الطروحات العديدة والمتناقضة حول الحل في سوريا، وما يتعلق بأوكرانيا يفعل حركة التيارات السياسية الخارجية التي أنتجت حوارات وحتى التعاون بين موسكو وأوروبا بعد صدامات بالوكالة أو في أروقة الهيئات الدولية. قبل أيام من لقاء «القيصر» مع المرشد، مررت وكالة «ايرنا»، تعليقاً سياسياً عنوانه طريف جداً هو: «الأسد بين الدب والحمار». المقصود الدب الروسي، و«الحمار« رمز الحزب الديمقراطي الأميركي. حيّد العنوان «العمامة» الايرانية التي جعلها المرشد تتسع للمتناقضات من أجل سوريا واليمن. عملياً شدّدت طهران على أن زيارة بوتين: «زيارة تاريخية طابعها اقتصادي ومضمونها استراتيجي من حيث الزمان والمكان وهدفها بلورة موقف مشترك عبر إيجاد حل للأزمة السورية». وفي نهاية لقاء «القيصر» بالمرشد جرى التأكيد أن «وجهة نظرهما موحدة بينهما تجاه سوريا».

من الطبيعي والضروري، أن يؤكد الزعيمان وحدة موقفهما. لكن في الواقع لدى المرشد أسئلة كثيرة حول سوريا، لأن موقع كل طرف منهما يفرض الخلاف.

*المرشد الايراني، طموح جداً ويريد أن يجعل إيران لو استطاع دولة عظمى. لكن بين الطموح والواقع مسافة طويلة. إيران يمكنها أن تكون دولة إقليمية كبرى لها كلمة مسموعة في مواقع كثيرة بينها النفط والغاز. المرشد يعتبر سوريا «معركته» والأسد «الخط الأحمر» الذي قدّم ويقدّم من أجل بقائه، حياة خيرة جنرالاته وأفضل ما أنتجته الثورة وهو «حزب الله». حجة المرشد ان سوريا «الحديقة الخلفية» للثورة وللدولة الإيرانية، وانها ممر ضروري وإجباري لبقاء واستمرار حزب الله وبالتالي حضوره على الحدود الايديولوجية والسياسية مع إسرائيل. ليس لدى المرشد الكثير ليقايضه في سوريا. طبعاً الأسد في قلب هذه المعادلة، لكن لا شيء مستحيلاً أمام مصالح الدول. العامل الأساسي هو الثمن. المرشد يريد أن يتجاوز الثمن الحاضر وأن تمتد أسهمه من دمشق الى صنعاء. من ضمن المصالح والأثمان يريد «المرشد» رفع «ثمنه» روسياً، أي الحصول على ما يحتاجه من السلاح وخصوصاً التقنيات الروسية التي تجعله متقدماً عبر النسخ والتطوير تماماً كما الصين وصناعتها. أيضاً الاتفاق نهائياً حول بحر قزوين وحوضه الغني بالنفط والغاز. كل هذه الاتفاقات ستقفز بالعلاقات الروسية الايرانية من مليار ونصف المليار دولار الى 37 مليار دولار في السنة. *«القيصر»، يريد تحقيق تقدم حقيقي في سوريا، تأكيداً منه لموقعه الجديد في العالم المتعدد الأقطاب بعد انتهاء الأحادية الأميركية مما يجعله «شريكاً« في المشاكل والحلول الدولية. بذلك تتقزّم قضية أوكرانيا «حديقته الخلفية»، ويتم حلها نهائياً لمصلحة روسيا الجديدة. أما بالنسبة لسوريا، فإن الحل السياسي بكل شروطه وتعقيداته مطاط جداً ويتسع للمواقف أكثر مما تتسع «عمامة» المرشد بكثير. حتى الآن نجح «القيصر» في فرض وجوده في سوريا، كل يوم جديد يثبته ويؤكد قدراته على فرض ما يريده. الأسد بالنسبة له ليس أكثر من «حصان» على رقعة الشطرنج. حالياً يحرك أحجاره ببراعة الى درجة «الشراكة» مع المرشد، والتحالف مع إسرائيل قائم على اتفاقات مستقبلية وضمانات تفرض الكثير من الأسئلة والارتياب، وأخيراً على التعاون مع الاختلاف حول الشروط النهائية لكن القابلة للنقاش والتفاهم مع الرئيس باراك أوباما أو «الحمار الديموقراطي« كما مررت صورته طهران.

*الرئيس باراك أوباما تحوّل الى «إيراني« في تعامله مع طهران وموسكو، أي أنه أصبح «يذبح بالقطنة»، بعد أن تخلى عن سياسة صواريخ الكروز العابرة للمحيطات. حسم أوباما موقفه من بقاء الأسد قبل 24 ساعة من وصول «القيصر» الى طهران إذ قال: «أخلاقياً وعملياً لا يمكن بقاء الأسد». كلام أوباما عن «أخلاقية عدم بقاء الأسد» خطاب للداخل الأميركي الذي لا يوجد أميركي يرفضه لأنه من طبيعة تكوينه وحياته. حتى ولو تحدّث المرشد أو غيره عن عدم «أخلاقية» الولايات المتحدة الأميركية. بعد هذا الرفض النهائي لبقاء الأسد وضع أوباما أسس الحل التي لا يمكن «للقيصر« إلا القبول بها وهي: «الانتقال السياسي السلس والمحافظة على مؤسسات الدولة ومع حكومة انتقالية مقبولة«. لن تظهر نتائج قمة «القيصر» والمرشد فوراً. كل الكلام والتصريحات لن تكشف الكثير، لكن المؤكد أن «القيصر» أمامه الكثير ليقنع حليفه المرشد، بالواقع بعيداً عن الأوهام بأن «الحرب اليوم هي حرب إرادات»، فالحرب اليوم هي مواجهات بين الإمكانات والقدرات.

 

غزل أوباما لـ«داعش».. من الجو

خيرالله خيرالله/المستقبل/24 تشرين الثاني/15

هل يمكن خوض الحرب العالمية الثالثة من الجو؟ هذا ما يحاول الرئيس باراك اوباما اقناع العالم به. هذا ما اكّده في قمة العشرين التي انعقدت في انطاليا ـ تركيا أخيرا. اكّد مجددا ان الولايات المتحدة لا يمكن ان ترسل قوات لمقاتلة «داعش». هذا يعني بكل بساطة انّ هناك رغبة في عدم محاربة «داعش» لا اكثر ولا اقلّ. قبل ايّام قليلة من «غزوة باريس»، يوم الثالث عشر من تشرين الثاني ـ نوفمبر الجاري، تحدّث الملك عبدالله الثاني الى احدى المحطات الأوروبية (يورو نيوز). كرّر العاهل الأردني ما سبق ان قاله عن الحرب التي يشنّها المجتمع الدولي على الإرهاب. أكد مجددا «انها الحرب العالمية الثالثة». زعماء كثيرون، بينهم الفرنسي فرنسوا هولاند بدأوا يرددون ما قاله عبدالله الثاني قبل فترة طويلة. كان العاهل الأردني على حقّ. بقي عند موقفه مما يدور في العالم وفي المنطقة على الرغم من انّه يعاني حاليا من مشاكل كبيرة. ابرز هذه المشاكل تلك المرتبطة باللاجئين السوريين، وهو امر لم يعد الأردن قادرا على تحمّله. هناك مليون واربعمئة الف لاجئ سوري في المملكة الهاشمية باتوا يشكلون نسبة عشرين في المئة من السكّان. ماذا يعني كلام عبدالله الثاني الذي يعمل حاليا على تفادي كارثة تحلّ بالبلد بسبب الوضع الإقتصادي؟ يعني ان هناك واقعا لم يعد في الإمكان تجاهله. يتمثّل هذا الواقع في «ان نسبة عشرة في المئة فقط من اللاجئين السوريين يعيشون في مخيّمات، فيما الباقون موجودون في مختلف القرى والمدن الأردنية». هؤلاء ينافسون الأردني في سوق العمل في وقت، ثمّة حاجة للأردن الى ثلاثة مليارات دولار سنويا مساعدات. حصل منها في العام الماضي على نسبة 28 في المئة وهذه السنة على نسبة 35 في المئة» فقط. هل من ظلم اكبر من هذا الظلم في وقت تقف بلدان اوروبية غنية عاجزة امام استقبال بضعة آلاف من السوريين؟

تحذيرات عبدالله الثاني تتجاوز الأردن، البلد الذي يواجه تحدّيات مختلفة والذي لا يمكن القول انّه تجاوز تداعيات «الربيع العربي» كلّيا. لا يزال الأردن يسعى الي وضع «الربيع العربي» خلفه. ما يمكن ان يساعده في ذلك الإصرار على الإهتمام بتحسين الإقتصاد ومتابعة الإصلاحات بدءا باعتماد مزيد من اللامركزية وقانون انتخابي جديد يرضي معظم المواطنين ومتابعة الحملة على الفساد بكلّ انواعه. فوق ذلك كلّه، يواجه الأردن تحدي الإصرار الإسرائيلي، الذي يعبّر عنه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، على تشجيع التطرّف. من يتحدّى مشاعر المسلمين تجاه القدس وما يمثّله المسجد الأقصى، انما يشجع التطرّف لا اكثر. فعندما تقدم اسرائيل، سلطة الإحتلال، على ما اقدمت عليه في المسجد الأقصى، فهي تكون تعمل كلّ شيء من اجل زيادة شعور الفلسطيني باليأس والإحباط ودفعه الى العنف. ان من خلال حديثه الى «يورو نيوز»، قبل غزوة باريس، ثم خطاب العرش الذي القاه في افتتاح دورة مجلس الأمّة بعد يومين من الجريمة التي تعرّضت لها العاصمة الفرنسية، اعتمد العاهل الأردني لهجة تحذيرية. لا يمكن الإستخفاف بما يصدر عن عبدالله الثاني، خصوصا في الظروف الراهنة. من يعود قليلا الى خلف يكتشف انّه كان اوّل الذين حذروا من الإنفجار الكبير في المنطقة ومن حال اللاتوازن والإضطرابات التي تبدو مقبلة عليها. كان ذلك في تشرين الأوّل ـ اكتوبر من العام 2004. اثار وقتذاك مسألة «الهلال الشيعي» في حديث الى «واشنطن بوست». كثيرون لم يفهموا ما الذي يقوله ومغزى كلامه. اعتقدوا انّه يتحدث من منطلق مذهبي او طائفي، في حين انّه كان يقول كلاما سياسيا بسيطا ومنطقيا مرتبطا بالمشروع التوسّعي الإيراني الذي بدأ يتخّذ بعدا جديدا اثر تقديم الولايات المتحدة العراق، في عهد بوش الإبن، على صحن من فضّة الى ايران.

لم تكتف ايران بالسيطرة على العراق. وسّعت نفوذها في سوريا بعدما سيطرت بشكل شبه كلّي على بشّار الأسد. اكثر من ذلك، وضعت ايران يدها على لبنان، وباتت تعتبر بيروت بمثابة مدينة ايرانية على البحر المتوسّط. وصل الأمر بالمسؤولين الإيرانيين الى حدّ تأكيد ان بلدهم يسيطر على اربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وان عاصمة العراق تحوّلت الى عاصمة الإمبراطورية الفارسية. هذا الكلام موثّق وصدر عن غير مسؤول ايراني، حتّى لا يقال انه كلام ذي طابع مزاجي لا يمثّل حقيقة ما يفكّر فيه الإيرانيون وما يعتقدون انّه صحيح. يقول عبدالله الثاني الآن ان العالم في حرب عالمية ثالثة وان على المسلمين ان يبادروا فـ»الأردن سيواصل التصدي لمحاولات تشويه ديننا الحنيف. الحرب على قوى الشرّ والظلم والإرهاب حربنا، لأننا مستهدفون من اعداء الإسلام قبل غيرنا». لا ينفي العاهل الأردني مسؤولية المسلمين في مواجهة الإرهاب، ولكن هل يخوض العالم الحرب العالمية الثالثة بشكل جدّى وبكلّ قواه بعد الذي حصل في باريس والذي يشكّل دليلا آخر على ان هذه الحرب، التي تشمل «داعش» تحديدا، لا يمكن ان تخاض من الجو فقط؟ يقاتل الأردن على جبهات عدّة. وضعه الإقتصادي جبهة. ما تقوم به اسرائيل جبهة. اللاجئون السوريون جبهة. الوضع الداخلي السوري حيث نظام يذبح شعبه يوميا بالتحالف مع «داعش» والتواطؤ معها جبهة. كلّ ما لدى الأردن يتمثّل في توجيه الإنذار تلو الآخر. في الماضي، قبل اجتياح العراق لقلب نظام كان يجب قلبه، حذّر عبدالله الثاني بوش الإبن من النتائج التي يمكن ان تترتب على عملية عسكرية غير مدروسة بعناية في بلد بالغ الأهمّية على الصعيد الإقليمي، مثل العراق.

كان جواب الرئيس الأميركي وقتذاك، انّ «الله كلّفه مهمّة» التخلّص من صدّام حسين. من كلّف باراك اوباما مهمّة الإستعجال في الإنسحاب من العراق ثمّ التفرّج على بشّار الأسد يستخدم السلاح الكيميائي والبراميل المتفجّرة ضد شعبه... ثم مغازلة «داعش» من الجوّ، خصوصا بعد «غزوة باريس»؟

الحرب العالمية على الإرهاب لا تخاض من الجوّ ولا بعبارات التنديد بـ»غزوة باريس». هناك «داعش» وهناك حواضن «داعش» في مقدّمها ممارسات النظام السوري، بل النظام بحدّ ذاته، وهناك القوى المذهبية التي ترسل، بطلب ايراني، ميليشيات الى سوريا بغية المشاركة في الحرب التي يتعرّض لها شعبها.

اخيرا، هناك الدبّ الروسي الذي يدّعي مقاتلة «داعش» لكنّه لم يفعل حتّى الآن سوى قصف القوى التي تسعى بالفعل الى التصدّي لهذا التنظيم الإرهابي ومنع تمدّده... ما الذي سيفعله العالم؟ هل يقتنع بأنّ الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل وأنها لا تُخاض لا بالطائرات ولا بالتمنيات؟ قال عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي مرّت قبل ايّام الذكري الثمانين لميلاده، كلمته ومشى. قال ما عليه قوله في عالم بات ينطبق عليه حاليا المثل الفرنسي القائل: «لم يعد من شغل للشيطان على هذه الأرض، اذ حل مكانه الانسان بشكل جيّد»!!