المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november27.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من40حتى46/أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية04/من08حتى12/حِينَ كُنْتُم لا تَعْرِفُونَ الله، عَبَدْتُمْ مَنْ لَيْسُوا بِطَبِيعَتِهِم آلِهَة.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة تحت عنوان/سليمان فرنجية والرئاسة/27 تشرين الثاني/15/اضغط هنا لقراءة المقالة

لا خوف على لبنان القداسة في زمن رعاة كفرة ومهرطقين وطاقم سياسي تاجر وعفن/الياس بجاني

لبنان دولة محتلة وفي ظل هذا الإحتلال يأتي فرنجية رئيساً/الياس بجاني

عون هو أكثر خطورة من فرنجية/الياس بجاني

مسامير وتغريدات: ثورة الأرز، أي 14 آذار هي الناس وليست الأحزاب والسياسيين التجار/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الخيار الأكثر ضرراً/أحمد الأسعد

أينشتاين اللبناني/محمد عبد الحميد بيضون

السعودية تصنف 12 قيادياً في "حزب الله" إرهابيين

وزارة الداخلية السعودية: سنواصل مكافحة الأنشطة الإرهابية لـ"حزب الله" بكافة الأدوات المتاحة

هل يعود الارهابي ميشال سماحة إلى الحرية؟/خالد موسى/موقع 14 آذار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 26/11/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 تشرين الثاني 2015

سلام عرض مع مقبل الاوضاع العامة وترأس اجتماع لجنة متابعة شؤون اللاجئين السوريين

سلام اطلع من أبو فاعور على الاتصالات المتعلقة بالمستجدات السياسية

وزير الداخلية طلب من المحافظات تعميم منع حرق النفايات

 قهوجي عرض الأوضاع مع رعد وصفا والتقى نحاس والداعوق

القبس”: بوغدانوف اطلق شرارة ترشيح فرنجية

الوفاء للمقاومة: لمواصلة الحوارات وتشكيل سلة سياسية شاملة لا تقبل اجتزاء أو اهمالا

«حزب الله» يهدد اللبنانيين الشيعة في افريقيا الرافضين التبرع له

إرجاء جديد للمحاكمة وتقصير مهل الجلسة المقبلة سماحة: أقر بنقلي المتفجرات لكن الكفوري استدرجني/كلوديت سركيس/النهار

سلّة" نصرالله قد تؤدي إلى خلط التحالفات و"تحليق السنونو لا يعني ربيع"... فرنجية/ سمير تويني/النهار

وهبي لـ «السياسة» : ارتفاع منسوب التفاؤل بحل الأزمة/لبنان: جدية طرح فرنجية للرئاسة لا تمنع وجود عقبات لتأمين فوزه

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الوفد السويسري اختتم زيارته للبنان مولر: لا سلام دائما من دون احترام الحرية الدينية

نبذة عن حياة السفير الايراني الراحل غضنفر ركن ابادي

رابطة النواب السابقين : لانتخاب رئيس للجمهورية

 سليمان ترأس لقاء الجمهورية وأبرق الى سلمان وروحاني: هناك فرصة لإنقاذ لبنان عبر فك الرباط بين أزمته وأزمات المنطقة

عون التقى سفير بريطانيا وليلى الصلح وليلى كرامي

اجتماع للجنة المكلفة درس مشاريع قوانين الانتخابات النيابية الاثنين

مجدلاني : جعجع لا يزال مرشحنا حتى الان

دو فريج: التسوية السياسية في بداياتها

أبو فاعور زار سامي الجميل : فرنجية هو الإسم المطروح للرئاسة لكن الأمور في طور التشاور

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

شيخ الأزهر: نشر التشيع جزء من خطة للهيمنة على المنطقة

أردوغان: روسيا لا تحارب «داعش» بل تقتل السوريين ولن نعتذر لها

بوتين يكرر وصف إسقاط الطائرة بـ «الطعن الغادر» ويتهم أنقرة بجر العلاقات إلى طريق مسدود

مدفيديف أمر حكومته باتخاذ تدابير اقتصادية رداً على «عدائية» تركيا

تركيا ترسل تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سورية

وحدات سورية خاصة أنقذت الطيار الروسي في عملية استمرت 12 ساعة

واشنطن تفرض عقوبات على وسطاء يشترون نفط «داعش» لصالح الأسد

ألمانيا ترسل «تورنيدو» إلى سورية لدعم فرنسا

كاميرون للبرلمان: حان وقت ضرب «داعش» في سورية

الجبير: الخيار العسكري مازال مطروحاً في سورية وخادم الحرمين استقبل وزير خارجية النمسا

خامنئي: واشنطن تستخدم الجنس والمال لاختراق إيران ومخطوطة القرآن التي أهداها إياه بوتين ليست أصلية

بابا الأقباط تواضروس الثاني في زيارة نادرة إلى القدس لحضور جنازة مطران كبيرالكنيسة أكدت ثبات موقفها بشأن دخول المدينة

مقتل 18 شخصاً في النيجر خلال هجوم شنته «بوكو حرام»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان - سورية: طائف ووكيل ودفتر شروط/محمد قواص/الحياة

حزب الله يعلن عن قتلاه بـ «التقسيط المريع»/علي الحسيني/المستقبل

سليمان فرنجية.. حارس تركة الأسد/نديم قطيش/الشرق الأوسط

من كليمنصو إلى بكفيا ومعراب والرابية "قصة صعبة" رئاسة سليمان فرنجيه/ايلي الحاج/النهار

طبخة التسوية لم تنضج بعد/الياس الديري/النهار

الجد والحفيد... اي استعادة/نبيل بومنصف/النهار

المستقبل والقوات … سياسة الانبطاح/مسعود محمد/بيروت أوبزارفر

فرنجية رئيسًا؟ لمَ لا والحريري حليفًا/عبدو شامي

المسيحي الرقم 4/حـازم الأميـن/لبنان الآن

تسوية سليمان فرنجية/نديم قطيش/المدن

أجواء جديدة في المنطقة قد تُنجب رئيساً/  ثريا شاهين/المستقبل

الحوار بين الضرورة والإنجازات المتواضعة/باسمة عطوي/المستقبل

روبير فاضل لـ"النهار": لا يمكن تجاوز "الثنائي الماروني" في التسوية 75% من الشعب اللبناني ممثل بـ 5% فقط في مجلس النواب/محمد نمر/النهار

الشعب السوري … ضحية إرهاب أممي متوحش/داود البصري/السياسة

شكوك متبادلة بين تركيا وروسيا حول الحل السوري/ راغدة درغام/الحياة

العمل العسكري وحده لن يهزم «داعش»/لينا الخطيب/الحياة

تجاهل القوى الإقليمية في سورية/وليد شقير/الحياة

شكوك متبادلة بين تركيا وروسيا حول الحل السوري/راغدة درغام/الحياة

الديبلوماسية تعهّدات روسية: الأسد سيناقش انتقال السلطة/عبد الكريم أبو النصر/النهار

بين الاضطراب الفرنسي والمآزق الروسية أوباما يقوّي موقفه بمزيد من الابتعاد/روزانا بومنصف/النهار

موسكو أمام التحدّي: ترشيد قفزاتها فوق أوكرانيا وتركيا/وسام سعادة/المستقبل

البلطجي.. عندما يتواضع/علي نون/المستقبل

غارة ناجحة لبوتين في طهران/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من40حتى46/أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء

"قالَ الربُّ يَسوعُ: «هذِهِ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يُشَاهِدُ الٱبْنَ ويُؤْمِنُ بِهِ، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلى يَسُوع، لأَنَّهُ قَال: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء». وكَانُوا يَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا يَسُوعَ بْنَ يُوسُف، ونَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ الآن: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم.لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير."

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية04/من08حتى12/حِينَ كُنْتُم لا تَعْرِفُونَ الله، عَبَدْتُمْ مَنْ لَيْسُوا بِطَبِيعَتِهِم آلِهَة.

"يا إِخوَتي، حِينَ كُنْتُم لا تَعْرِفُونَ الله، عَبَدْتُمْ مَنْ لَيْسُوا بِطَبِيعَتِهِم آلِهَة. أَمَّا الآن، وقَدْ عَرَفْتُمُ الله، بَلْ بالأَحْرَى عَرَفَكُمُ الله، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ إِلى الأَركَانِ الهَزِيلَةِ والحَقِيرَة، الَّتي تُرِيدُونَ مِنْ جَدِيدٍ أَنْ تَعْبُدُوهَا؟ إِنَّكُم تُرَاقِبُونَ الأَيَّامَ والشُّهُورَ والفُصُولَ والسِّنِين! أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ عَبَثًا مِنْ أَجلِكُم!أَسْأَلُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة: كُونُوا مِثْلِي، لأَنِّي أَنَا مِثْلُكُم. إِنَّكُم مَا أَسَأْتُمْ إِلَيَّ في شَيء".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة تحت عنوان/سليمان فرنجية والرئاسة/27 تشرين الثاني/15/اضغط هنا لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9/

 

لا خوف على لبنان القداسة في زمن رعاة كفرة ومهرطقين وطاقم سياسي تاجر وعفن

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/15

يا أيها اللبناني المؤمن عملاً وقولاً لا تخاف لأن لبنان هو القداسة والعذراء والقديسيين يحموه وبالتالي لا خوف عليه من كفر طاقم سياسي عفن ومن هرطقات بعض أصحاب القلانيس والجبب والرعاة الإسخريوتيين الضاربين عرض الحائط نذورات العفة والطاعة والفقر والعابدين لتراب الأرض باستكبار ودون خوف من يوم الحساب الأخير. في أسفل ما يؤكد قداسة لبنان ونعمة حمايته الألهية وحتمية انتصاره على الشر والأشرار

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/26/%D8%AF%D8%B1%D8%B2%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%91%D8%AF%D8%AA-%D9%88%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%8F%D8%AC%D9%87%D9%8E%D8%B6-%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84/

 

لبنان دولة محتلة وفي ظل هذا الإحتلال يأتي فرنجية رئيساً

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/26/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D9%87%D8%B0%D8%A7/

باختصار لبنان دولة تحتلها إيران والأميركي حليف الإيراني وبالتالي الإتيان بفرنجيه أمر جداً عادي ومنطقي في الحسابات السياسية في ظل الإحتلال هذاـ فلا داعي إذاً لجلد الذات ال 14 آذاري لأن هذا التجمع من السياسيين والأحزاب الذي سرق ثورة الأرز من الشعب ودجنها هو بالأساس هجين ومعظم أفراده هم صناعة أسدية ومخابراتية وها هم يعودون إلى مواقهم الأصلية وفريد مكاري أولهم وسوف تكر السبحة. الخيبة هي من الرئيس الحريري وليس من تيار المستقبل كون شارع التيار مصدوم أكثر من سمير جعجع نفسه. ولكن من يتوقع غير ما جرى وسوف يجري في بلد محتل ويحكمه ولي فقيه بالقوة والسلاح والغزوات والإغتيالات؟ المهم أن لا نستسلم في دواخلنا وأن لا نقتل الأمل والرجاء.

من هنا فرنجيه هو مرشح المحتل ومرشح الأسد والأميركي والسعودي.

ولكن هذا الرجل أي فرنجيه رغم كل شيء هو مليون مرة أفضل من ميشال عون وجان عبيد وجان قهوجي لسبب بسيط هو انه متصالح مع نفسه ولم يخدعنا ولا حتى مرة واحدة كما هو حال الإسخريوتي عون أو غيره. وصول سليمان فرنجيه للرئاسة هو وصول بشار الأسد شخصياً. ما الحريري فقد تعرى وهو ينتحر سياسياً ولكن لا غرابه فهو فاقد لقراره ومحاط بمستشارين مخابراتيين من مثل غطاس خوري وغيره. إنها نكسة وخيبة من الحلفاء وليس من الخصوم.

 

عون هو أكثر خطورة من فرنجية

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/15

عون هو الأسوأ من أي خيار مهما كان سيئاً، لأن عون الشارد في السياسة والشأنين الوطني والإيماني لا كرامة ولا ثبات ولا بقوة ولا احترام للذات لديه، كما أنه فجعان مال وسلطة وعقله ملوث بالأحقاء والنرسيسية. صحيح فرنجية هو بشار الأسد تماماً إلا أنه متصالح مع نفسه ولم يعلن بأي يوم ما ليس هو حقيقة. نحن ضد سليمان فرنجية بخطه ونهجة ونرى في رئاسته إن تحققت كارثة وطنية ولكنه صادق، والصادق العدو هو أفضل من الصديق المنافق والمتلون.

 

مسامير وتغريدات: ثورة الأرز، أي 14 آذار هي الناس وليست الأحزاب والسياسيين التجار

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/15

*أي قرار متسرع لبعض قوى 14 آذار المسيحية المطعونة بالظهر من الحريري بالتحالف مع عون على مبدأ المصيبة تجمع هو الجنون بعينه وعمل انتحاري. عون انسان لا يمكن الوثوق به.

*شعار لبنان أولاً قولاً وفعلاً يفرض على كل من يحمله ويؤمن به عدم الرضوخ للمحتل الإيراني ولحزبه اللاهي وعدم الإستسلام تحت نفاق ربط أي نزاع معه كما هو حال الحريري وبعض المستقبل.

*هرطقة ربط النزاع الحريرية مع حزب الله تحولت إلى سلاسل وأصفاد جعلت من الحريرية كما عون أداة لا أكثر ولا أقل.

*14 آذار هي ثورة الأرز التي سرقها من الشعب خطفاً بعض السياسيين وهي براء منهم. هي باقية وأن خانوها لأنها الحرية والكرامة في قلب ووجدان كل لبناني حر وسيادي.

*عون ترك 14 آذار وهي بقيت. جنبلاط تركها أيضاً وهي بقيت. واليوم يتركها عملياً سعد الحريري وبعض تيار المستقبل وهي بقاقية في قلوب وعقول وضمائر الأحرار والسياديين.

*الكاتب ناشط اغترابي لبناني

عنوان الكاتب البريدي

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الخيار الأكثر ضرراً

أحمد الأسعد/26 تشرين الثاني/15

بعد عشر ستوات من ثورة الأرز التي أخرجت المحتّل السوري من لبنان، وأنهت وصاية نظام الأسد على لبنان، وبعد كل الشهداء الذين سقطوا في سبيل هذه القضية، ها هو فريق 14 آذار يعيد عقارب التاريخ إلى الوراء، ويسوّق لانتخاب رئيس للجمهورية هو أحد أبرز حلفاء هذا النظام، والصديق الأقرب إلى قلب رئيسه بشّار الأسد! وفيما يلفظ هذا النظام أنفاسه الأخيرة، أو على الأقل لم يعد قادراً على التنفس كما كان من قبل، ها هي قيادات 14 آذار تعطيه جرعة أوكسيجين، وتأتي إلى سدّة الرئاسة اللبنانية بمن هو تابع كلياً له! والأغرب من كل ذلك، أن وزير داخلية اغتيال رفيق الحريري، الممسك بالملف الأمني في تلك المرحلة، أصبح المرشح المفضّل للثورة التي أشعلها دم الرئيس الشهيد! المؤلم أن كل هذه التضحيات، وكل هذا النضال، وكل آمال اللبنانيين الذين آمنوا بالخط السيادي، تبدو اليوم وكأنها تتبخر. وما يضاعف خيبة هذا الجمهور الكبير الذي كان يحلم بوطن سيّد وحرّ ومستقلّ، هو أن أركان الفريق المؤتمن على ثورة الأرز، باتوا اسرى خلافاتهم الصغيرة والضيقة. لم تتعلّم قيادات 14 آذار شيئاً من التنازلات المتتالية التي بددت انتصار 2005. لم تتعظ من أخطائها التي جعلت طموحاتها تتقزم من نزع سلاح حزب الله إلى حلّ أزمة النفايات! لقد أظهرت قيادات 14 آذار مرة جديدة قدراً كبيراً من المراهقة السياسية. فبدلاً من أن تتبنى الخيار الأقل ضرراً المتمثل في انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، والرهان على إمكان ابتعاده عن سوريا وحزب الله عندما يتحقق طموحه، ظلت تماطل وتتردد حتى بات عليها تبني أسوأ الخيارات، وهو انتخاب المرشح الأكثر التصاقاً من نظام الأسدّ! امتنعت قوى 14 آذار عن الأخذ باقتراح انتخاب عون، الذي دعوناها إليه مرارا ًوتكراراً، لا لشيء إلا لخلافاتها الشخصية معه. وأثبتت قيادات هذه القوى أنها تتصرف في السياسة من منطلقات شخصية، بما يناقض تماماً من ينبغي على رجل الدولة أن يتحلّى به من تعالٍ وتجرّد وتقديم لمصلحة الوطن على أية مصلحة خاصة. خلاصة القول إننا، بفعل قصر نظر قيادات 14 آذار، وصلنا إلى قعر الهاوية. وقعر الهاوية هو عندما يعود النظام السوري ليمسك رسمياً وشرعياً بمقاليد السلطة في لبنان، فيما هو يفقدها في سوريا نفسها. وقعر الهاوية هو ينسف فريق سياسي بنفسه، كل ما سعى إليه وناضل لأجله وضحّى في سبيله، كما تفعل اليوم قوى 14 آذار.

 

 أينشتاين اللبناني

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/يحتفل العالم هذا العام بالذكرى المئوية اي مرور مئة عام على نشر نظرية النسبية العامة لأينشتاين التي غيّرت جذرياً التفكير العلمي والتي حققت له شهرة لم يعرفها اي عالم اخر على الإطلاق ٠كل دول العالم تطلق مبادرات للاحتفال بهذه النظرية ولتعزيز الفكر العلمي وأهميته في تحقيق التقدم الإنساني والرقي الحضاري٠نرى كتب جديدة ومنشورات وندوات والجامعات كلها تقوم بنشاطات متنوعة للتعريف بهذه النظرية وانعكاساتها في مختلف الميادين العلمية والحياتية٠السؤال هو حول لبنان بلد الإشعاع والنور والتقدم الحضاري وماذا قدّم من مبادرات في هذا المجال٠

"لبنان"قدّم ثلاث مبادرات استثنائية:

أولاً : انشاء مؤسسة لنشر "فكر"ميشال عون

ثانياً: تصدير النفايات الى الخارج

ثالثاً: ترشيح فرنجية الى الرئاسة

العالم عرف أينشتاين واحد والطبقة السياسية في لبنان فيها الف أينشتاين لم يأخذوا حقهم من "التقدير"

 

السعودية تصنف 12 قيادياً في "حزب الله" إرهابيين

وكالات/صنفت السعودية قياديين ومسؤولين من حزب الله ، "كإرهابيين" على خلفية مسؤولياتهم عن عمليات لصالح الحزب، إضافة إلى شركات تعمل كأذرع استثمارية لتمويل أنشطة الحزب. وأكدت الداخلية السعودية في بيان استهداف أنشطة حزب الله. ومن الأسماء التي أعلنت تصنيفها محمد يوسف أحمد منصور المعروف باسم سامي شهاب، وكان مسجوناً في مصر بقضية أمن دولة، وكذلك أدهم طباجة وشركته مجموعة الإنماء لأعمال السياحة وفروعها، وقاسم حجيج، إضافة إلى مصطفى بدر الدين، أحد المتهمين باغتيال رفيق الحريري.

 

وزارة الداخلية السعودية: سنواصل مكافحة الأنشطة الإرهابية لـ"حزب الله" بكافة الأدوات المتاحة

 موقع 14 آذار/27 تشرين الثاني/15/صنفت السعودية مؤخراً أسماء لقياديين ومسؤولين من 'حزب الله” كإرهابيين على خلفية مسؤولياتهم عن عمليات لصالح الحزب في أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى كيانات تعمل كأذرع استثمارية لأنشطة الحزب، والذي يأتي كمزيد من الاستهداف لأنشطة 'حزب الله” التي تعدت إلى ما وراء حدود لبنان. وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، لـ”العربية” أن الأسماء التي تم تصنيفها إرهابية لعناصر من 'حزب الله” غير متواجدة في السعودية وليس لها ارتباط بالخلايا الإرهابية التي تم التعامل معها بالسعودية وكذلك المطلوبين أمنياً. وأضاف: 'إن الأسماء التي وردت في بيان الداخلية لهم أنشطة إرهابية تهدد الأمن في المنطقة وفي دول مجاورة والسعودية كذلك”. أما فيما يتعلق بالحسابات المالية، أفاد اللواء التركي أن من بين الحسابات المعلنة ما كان متواجداً في السعودية وتم تجميدها، ومن لم يكن لهم حسابات في الداخل تم فرض قيود على أي تعامل معهم، يشمل ذلك 'منع التحويل لتلك الأسماء من المصارف السعودية”. وأوضحت وزارة الداخلية في بيان لها اليوم, أن السعودية ستواصل مكافحتها للأنشطة الإرهابية لـ”حزب الله” بكافة الأدوات المتاحة، كما ستستمر في العمل مع الشركاء في أنحاء العالم بشكل ينبئ عن أنه لا ينبغي السكوت من أي دولة على مليشيات 'حزب الله” وأنشطته المتطرفة. وأبانت أن 'حزب الله” طالما يقوم بنشر الفوضى وعدم الاستقرار، وشن هجمات إرهابية وممارسة أنشطة إجرامية وغير مشروعة في أنحاء العالم، فإن المملكة العربية السعودية ستواصل تصنيف نشطاء وقيادات وكيانات تابعة لـ”حزب الله”، وفرض عقوبات عليها نتيجة التصنيف. وأفادت وزارة الداخلية أن تصنيف تلك الأسماء اليوم وفرض عقوبات عليها يأتي استناداً لنظــام جــرائم الإرهاب وتمويله، والمرسوم الملكي أ / 44، الذي يستهدف الإرهابيين وداعميهم ومن يعمل معهم أو نيابة عنهم، حيث يتم تجميد أي أصول تابعة لتلك الأسماء المصنفة وفقاً للأنظمة في السعودية، ويحظر على المواطنين السعوديين القيام بأي تعاملات معهم. ومن بين الأسماء علي موسى دقدوق الموسوي، ومحمد كوثراني، ومحمد يوسف أحمد منصور، وأدهم طباجه وشركته ومجموعة الإنماء لأعمال السياحة وفروعها، وقاسم حجيج، وحسين علي فاعور، ومركز العناية بالسيارات، ومصطفى بدر الدين, وإبراهيم عقيل، وفؤاد شكر، وعبد النور الشعلان، ومحمد نجيب كريم، ومحمد سلمان فواز.

 

هل يعود الارهابي ميشال سماحة إلى الحرية؟

خالد موسى/موقع 14 آذار/27 تشرين الثاني/15

بعد أقل من شهر ينهي مستشار رئيس النظام السوري بشار الأسد الوزير السابق ميشال سماحة فترة محكوميته في السجن. هذا الرجل المعروف بأنه خان الوطن وأدخل إليه المتفجرات من أجل ايقاع الفتنة بين اللبنانيين أظهر مدى تورط رموز كبيرة في النظام السوري لتفجير لبنان أبرزهم اللواء علي مملوك.

وكما كان متوقعاً تم إرجاء جلسة محاكمته أمس الى 10 كانون الأول المقبل بناء على طلب وكيله المحامي صخر الهاشم للاطلاع على داتا الاتصالات التي كانت المحكمة طلبتها من اوجيرو وشركة الخلوي عن اشهر محددة سبقت عملية ضبط المتفجرات في صندرق سيارة سماحة بعد نقلها من دمشق، وذلك على ثلاثة خطوط هاتفية احدهم ارضي خاص بمكتب سماحة والثاني خلوي خاص بسماحة والثالث خليوي ايضا خاص بسكرتيرته. فما المدة التي ستؤجل فيها المحاكمة للإطلاع على داتا الإتصالات، وكيف سيكون وضع سماحة القانوني بعد إنتهاء محكوميته في 23 كانون الأول المقبل اي بعد 28 يوماً، وهل سيطلب وكيل الدفاع عنه طلب إخلاء السبيل؟.

يبقى موقوفاً

مصادر في قصر العدل، أشارت في حديث لموقع "14 آذار" الى أن "المدعى عليه يبقى، في حالة سماحة، موقوفًا بموجب مذكرة التوقيف الصادرة في حقه عن قاضي التحقيق العسكري بعد قرار قبول النقض الذي ألغى الحكم الصادر عن محكمة البداية"، مشددة على أن "تقرير إبقاء المدعى عليه موقوفًا او تركه يعود الى محكمة التمييز العسكرية، التي تتبع الاصول المنظورة إزاء مذكرة التوقيف الوجاهية الصادرة بحقّ المتهم عن قاضي التحقيق العسكري. ومحور هذه الاصول هو التقدّم بطلب تخليته امام المحكمة الناظرة في القضية من قبل وكيل الدفاع وللمحكمة ان توافق على طلب التخلية او ترفضه".

محكمة التمييز العسكرية

من جهته، يقول المحامي محمد المراد، المواكب والمطلع على قضية سماحة، في حديث خاص لموقعنا: "لا شك ان هذه القضية لم تشغل الرأي العام اللبناني فحسب إنما أرعبته، وإن في الحكم الذي صدر من المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت، قد طعن به أمام محكمة التمييز العسكرية وأن هذه الأخيرة قد قضت بنقض الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة وأعادت المحاكمة من خلال الجلسات التي تعقدها"، مشيراً الى انه "كما هو معلوم فإن العقوبة التي نص عليها قرار المحكمة العسكرية الدائمة هي عقوبة تنتهي مدة المحكومية في 23 من شهر كانون الأول عام 2015 اي قبل نهاية هذا العام، ولا شك أن المسألة لجهة إستمرار توقيف ميشال سماحة بعد انتهاء مدة محكوميته التي قضى بها الحكم والذي نقض من جانب محكمة التمييز، تقدر من جانب الاخيرة إذا أرادت أن تبقي المتهم موقوفاً".

الإبقاء بحاجة الى قرار معلل من محكمة التمييز

وشدد على أن "هذا الإبقاء بحاجة الى قرار معلل من جانب محكمة التمييز العسكرية، ولكن بمعنى أدق أن المبدأ عند انتهاء مدة محكوميته يطلق سراحه بالإستناد الى انتهاء مدة المحكومية، إلا إذا رأت محكمة التمييز قبل انتهاء هذا المدة أن تصدر قراراً معللاً بالإستمرار بتوقيفه أثناء المحاكمة أمامها"، لافتاً الى ان "هذا النص قد أعطي للمحكمة من حيث التقدير لظروف وطبيعة الجريمة، فالمشترع عندما نص على هذا الجانب وأعطى هذه الصلاحية إستثناء في الفقرة الأخيرة من المادة 75 من قانون تنظيم القضاء العسكري، أعطاها للمحكمة من أجل أن لا تقيد يد المحكمة بمعنى أنه بمجرد إنتهت مدة محكوميته في الحكم الذي تليا نصه أن يخرج من السجن وجاء المشرع ليس من أجل ان يستدرك ولكن من باب الشعور بأن هناك قضايا خطرة لا يجوز أن يكف يد المحكمة عن النظر في هذه الحالات الخاصة التي أعطها المشترع للمحكمة أن تصدر عنها بقرار معللاً بالإستمرار في توقيف، وهذا النص جاء خاص ولقضايا خطرة وخاصة وإستثنائية كما هي قضية ميشال سماحة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 26/11/2015

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 الساعة 22:48

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مسلسل القيصر والسلطان مستمر وبكثافة الحلقات بما لا يعد ولا يحصى من الحرب الكلامية والاعلامية المشفوعة بتدابير أمنية على الحدود الشمالية السورية اضافة الى اجراءات تصيب اقتصاد كل من البلدين.

وفي السياسة عرقلة للحل في سوريا على صعيد مؤتمرات فيينا وجنيف وعثرات في تشكيل القوة الموحدة للقضاء على داعش.

وبعد كل هذا من الطبيعي ان يرفض كل من الطرفين طلب الاعتذار المتبادل. وعلى خلفية كل ذلك الحرب في سوريا مستمرة بين النظام المدعوم من روسيا وايران والمعارضة المدعومة من السعودية وتركيا وقطر وعدد من بلدان الغرب. أما داعش فهي بين المدنيين الذين يسقط منهم قتلى وجرحى في كل غارة من الغارات الروسية أو الغربية.

ووسط كل ذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكد ان لا دور للرئيس بشار الأسد في الحل السياسي.

وعلى خلفية ذلك يبقى للأسد دور في العمليات العسكرية التي تؤازرها روسيا بطائراتها الحربية التي عززت بسوخوى 35.

وفيما أعلن حزب الله انه والجيش السوري قضيا على ناقل الانتحاريين2 الى برج البراجنة برز الاعلان السعودي عن وضع اثني عشر من قياديي حزب الله على قائمة الارهاب لمسؤوليتهم عن عمليات في الشرق الأوسط بينها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وفي الشأن اللبناني تشديد من حزب الله على اهمية الحوار في وقت واصل الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط تشاورهما مع العديد من المراجع والقيادات في مسألة ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة.

ولفت المراقبين زيارة النائب محمد رعد لكل من وزير الدفاع وقائد الجيش الذي أكد الامساك بالمناطق الحدودية مع سوريا.

عودة الى مسلسل القيصر والسلطان ونبدأ أولا من الجانب الروسي.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لبعض حين واقل، انزل القصاص العادل بالقاتل..

الى حيث قيادة الارهاب وادارته وصل المقاومون، تماما كما وعد سيد المقاومة.. رصد وتخطيط، فعملية امنية لجهازي امن الجيش السوري والمقاومة في عقر سيطرة داعش في ريف حمص، والانجاز قتل مسؤول نقل الانتحاريين من الرقة السورية الى الاراضي اللبنانية المدعو عبد السلام الهنداوي..

هكذا بلسم المقاومون سريعا بعضا من جراحات المصابين بالتفجيرين الانتحاريين في برج البراجنة، وكفكفوا دموع اهالي شهداء المنطقة.. وفي مكمن اليد علق متورطون، وفي مرمى العين آخرون، والقصاص عنوان يتقنه المقاومون حماية للبنان واللبنانيين من كل ارهاب وكيد مشين..

في روسيا تصميم على استكمال الحملة بمواجهة الارهاب وداعميه بعيدا عن كل كيد او تأويل.. فيما القول الروسي فعل في الميدان السوري، وعقوبات اقتصادية بحق الدولة التركية التي ما زال قادتها عند سياسة المكابرة..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

دخلت رحلة سليمان فرنجيه الى بعبدا في مطبات الاعتبارات السياسية في حلقاتها الاضيق، ويبدو ان العقبة الاولى التي يواجهها زعيم المردة تكمن في الرابية حيث يتمسك العماد عون بموقفه كمرشح اوحد من خط الثامن من اذار.

واذا كان عون صامتا حيال المستجد الرئاسي، فان اجواء حزب الله والشاغلين على التسوية لامرار فرنجيه لا تخفي عجز الحزب عن تغيير رأي الجنرال حتى الساعة، كما لا تخفي ان الحزب لا يمكنه ولا يرغب في الضغط على عون لاحراجه مخافة اخراجه.

على خط الرابع عشر من اذار يتمسك الدكتور سمير جعجع بموقفه السياسي المبدئي الرافض لفرنجيه كما يستعد سعد الحريري لمحاورة معراب من غير كبير امل بتغيير موقفها.

وفي مقلب الدول المعنية الرغبة جالية بانهاء الشغور شرط ان لا يتم على حساب الاقطاب الاكثر تمثيلا مسيحيا هل يعني هذا ان مشوار فرنجيه تجمد في اول الطريق؟ طبعا لا فالوساطات في بداياتها ولا احد يتوقع اصلا ان الوصول الى بعبدا نزهة سهلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

يبدو أن اللاعبين الاساسيين على المسرح السياسي المحلي قرروا التراجع خطوات الى الكواليس، على عكس ابطال الكباش الاقليمي والدولي المستمر والذي اتخذ من موسكو وانقرة حلبة لصراعه. في الساعات الماضية، بدا القصف الكلامي في ذروته بين روسيا بوتين وتركيا اردوغان. الرئيس الروسي يتهم حزب اردوغان بدعم التطرف ويعد بالرد، واردوغان يأسف لأن القيصر لم يجب على اتصالاته الهاتفية، متخذا من عبارة "لو كنا نعلم ان الطائرة روسية لما قصفناها" وسيلة لمحاولة رأب الصدع مع الدب الروسي الذي يعلم ان مراقصته لا تمر من دون عواقب. ماذا بعد؟ تبدو روسيا اكثر انخراطا في مكافحة الارهاب ودعمها للحكومة السورية، فيما فرنسا وبريطانيا والمانيا يجدون انفسهم مجبرين لا ابطال في الدخول في الحرب على داعش، بعدما وصلت النيران الى باريس ولندن وبرلين...وسائر اوروبا.

لكن البداية من مكان آخر. من مناسبة تتخطى الازمنة والاوقات والبلدان والجغرافية. قبل عام غابت صباح، لكن شمس الشحرورة باقية ومستمرة في كل صباح ومن ال otv تحية لايقونة الفرح في ذكراها.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

خائفون من شيء ما ولأن سعد الحريري لا يركن إلى ثباته في الاتفاقيات عامة فقد اعتمدت الكتل النيابية سياسة عدم الاستدراج وتجنبت التورط في الرفض أو التأييد على حد سواء في انتظار الإفراج الرسمي عن هذا النبأ الذي سيعلنه الحريري شخصيا ما يشكل قرينة إثبات ملزمة لتيار المستقبل عندئذ تتحرك الكتل نحو رسم مواقفها ويبنى على الرئيس مقتضاه وتبدأ طلائع مساعي تأمين النصاب لكن قبل ذلك فإن العديد من الجهات السياسية ليس على استعداد للمغامرة وخسارة التحالفات باستثاء ما أكده وزير الصحة المفوض سياسيا وائل أبو فاعور للجديد من أن الحريري وجنبلاط لن يناورا في ترشيح فرنجية لكن تحت سقف التجاهل مر اجتماع كتلة حزب الله على التسوية بطرف عينه ولم يرمقها بأي رأي وصاغ بيانا سيحفظ فيه الوفاء لرجل دعم المقاومة إذ أعاد الحزب إنجاز أي تفاهم إلى الحوار مشددا على سلة سياسية شاملة ومتكاملة لا تقبل اجتزاء ولا إهمالا لأي منها قال حزب الله كلامه هذا وانصرف إلى ما هو أجدى ويتقدم في أولوياته من روسيا إلى سوريا وما بينهما الإعلان عن العقاب الإلهي لأحد المجرمين الذين نقلوا انتحاريي برج البراجنة الحزب عاقب الإرهاب لكنه عوقب بالتهمة نفسها من القضاء السعودي الذي أدرج اثنتي عشرة شخصية في لائحة عقوبات صودف أنها تشمل الأسماء عينها المطلوبة على اللوائح الأميركية والإسرائيلية إضافة إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لا غرابة في ذلك فهذه حال دول عدة أكثر شفافية في دعمها علنا للإرهاب والاستفادة من خطوط نفطه وإشهارها سلاح الجو للدفاع عن كل من يقترب منه كما تفعل تركيا في حمايتها لداعش وبعد يومين على حادث إسقاط الطائرة الروسية رفضت تركيا الاعتذار لكنها اقتربت منه عندما أعلنت أنها كانت تصرفت بشكل مختلف لو علمت أنها طائرة روسية وكل ما توقف عنده رجب طيب أردوغان أن فلاديمير بوتين لا يرد على اتصالاته بما يذكر بصراعه الوهمي مع إسرائيل عندما اعتدت على أسطول تركيا إلى غزة وربط أردوغان في حينه كامل الصراع العربي الإسرائيلي باعتذار يقدم له شخصيا وعندئذ لا كانت فلسطين ولا غزة ولا الأساطيل المتجهة إليها دول ما تزال في اول طريقها لضرب الارهاب وأخرى إجتازت منتصف الطريق كلبنان ومن دول وصول الهبة السعودية وهذا ما أعلنه قائد الجيش لرويترز عندما كشف ان المؤسسة العسكرية لم يصلها سوى سبعة واربعين صاروخا من الهبة حيث ما زال كل شيىء آخر على الورق.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

ازمة روسية تركية تتوسع باستخدام انقرة وموسكو كل الاسلحة الباردة، الاتراك لا يقدموا اعتذارا عن اسقاط الطائرة، بحجة ان الروس هم من انتهكوا المجال الجوي التركي، فيما الروس يريدون الاعتذار مدخلا لوقف التصعيد المتبادل.

لم تقتصر الحدة على التصريحات لان موسكو تدرجت بنسف جسور التواصل مع انقرة، من تعليق التعاون العسكري والغاء الخط الساخن بين الجيشين وتجميد المعاهدات الاقتصادية التي تذر الاموال على تركيا في صادرات زراعية تستوردها موسكو، الى وقف الرحلات السياحية، وصولا لتوصية طلب خروج كل الرعايا الروس من الاراضي التركية.

الاهم ان موسكو ترجمت مواقفها التصعيدية بنشر منظومة الصواريخ اس 400 التي تلغي اي حلم تركي بمنطقة عازلة داخل سوريا.

في الاجواء وعلى الارض، معارك مستمرة في شمال اللاذقية، والعين اما على جبل التركمان الذي سلحت مجموعاته انقرة، واما على الاكراد المستعدون على مغازلة كل من يخوض حربا ضد المصالح التركية.

لا حدود واضحة بعد لأفق التصعيد، فيما وقفت واشنطن تتفرج عن بعد، لا بل اتصل وزير الخارجية جون كيري بنظيره الروسي معزيا بضحايا حادثة الطائرة.

عواصم العالم لا تزال تعيش هواجس اوروبية ومخاوف من تمدد الارهاب الذي دفع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لزيارة موسكو، تعزيزا للحلف في ضرب داعش ومؤازرة الالمان للفرنسيين بطائرات استطلاع فوق الشرق والشمال السوري واحاديث رئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون علنا عن دعوة الانكليز لحلف مع ايران وروسيا ضد الارهاب.

وعلى الارض السورية اتت عملية قتل الارهابي المسؤول عن نقل الانتحاريين من الرقة الى برج البراجنة لتكمل الانجاز السوري في تحرير الطيار الروسي.

رصد دقيق وتخطيط امني نجح في تنفيذ اهم عملية اخترقت الامن الشخصي للمجرم عبد السلام الهناوي، لم يكن مهرب الانتحاريين سائق اجرة لنقل الارهابيين، بل كان مسؤول التنسيق ونقل الانتحاريين من الرقة الى تدمر الى الاراضي اللبنانية.

وعلى هذه الاراضي ينجز الجيش اللبناني ما تعجز عنه اجهزة دولية في محاربة الارهاب، مؤسستنا العسكرية قادرة وفاعلة كما اعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي، في تأكيده اننا اصبحنا في منتصف طريق محاربة الارهاب بينما الدول الاوروبية ما زالت في البداية.

ما يعزز امن لبنان ايضا اجواء سياسية ايجابية اذا مضت نحو انجاز الاستحقاقات المطروحة داخل طاولة الحوار تكون قد وحدت الصف اللبناني تعزيزا للامن والاقتصاد الذي انتعش نسبيا بمجرد التكهنات حول التسوية السياسية.

في الكواليس التسوية طروحات والى العلن نقاشات افتتحها اليوم النائب طلال ارسلان حول القانون الانتخابي، لا عدالة ولا تمثيل صحيح ولا اصلاح من دون اعتماد النسبية اما الخلط بين الاكثري والنسبي فيفقد الصيغة جوهرها بحسب كلام المير.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ملامح المشهد السياسي في البلاد ترتسم تباعا مع الاستمرار في حلقة المشاورات على ضفتي المعادلة السياسية في البلاد وفق تاكيد وزير الصحة وائل ابو فاعور لافتا الى ان اسم النائب سليمان فرنجية متقدم في شأن الاستحقاق الرئاسي وان كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي جنبلاط فاندام كما وصف نفسه على "تويتر" قد وضع ذاته في خانة الوسط.

وتاكيدا على عدم اكتمال الصورة ارجأ النائب وليد جنبلاط اجتماعا كان مرتقبا اليوم للقاء الديمقراطي في وقت ينتظر ان تتوضح فيه نتائج المشاورات بين النائب ميشال عون وحزب الله حول ترشيح النائب فرنجية لمنصب الرئاسة.

اما كتلة نواب "حزب الله" فرأت ان الحوار الوطني وما يتخلله أو يواكبه من نقاشات ومبادرات، لا يزال يشكل المعبر المتاح راهنا لإعادة تركيب الدولة وتحريك مؤسساتها الدستورية.

في المقابل أدرجت المملكة العربية السعودية قياديين ومسؤولين في حزب الله بالإضافة إلى كيانات تعمل كأذرع استثمارية لأنشطته، على لائحة الارهاب، وفرضت عليهم عقوبات، لضلوعهم في عمليات لصالح الحزب في أنحاء الشرق الأوسط.

اقليميا برز موقف لوزير الخارجية السعودية عادل الجبير اكد فيه انه امام رئيس النظام السوري بشار الاسد خيارين، اما الرحيل عن طريق عملية سلمية او من خلال عملية عسكرية. فيما الحرب الكلامية بين انقره وموسكو تواصلت على خلفية اسقاط طائرة السوخوي الروسية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

إنطوى الاسبوع الثاني على "العشاء السري" في باريس بين الرئيس الحريري والنائب فرنجيه، من دون ان تتبعه خطوة تالية بحجم اللقاء، ما يطرح جملة من الاسئلة، لعل ابرزها:

إذا كان اللقاء هو الرقم واحد في المسار الرئاسي، فما هو الرقم إثنان؟ هل من لقاء ثان؟ هل من أسئلة طرحت في اللقاء الاول، واللقاء الثاني ينتظر إنجاز الاجوبة؟ هل أخد كل فريق وقته ليتحدث الى قيادات فريقه؟

عند النائب فرنجيه، ما هو موقف العماد ميشال عون؟ الجنرال غاب عن طاولة الحوار أمس تحاشيا للقاء ربما. ما هو موقف حزب الله؟ الحزب لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى اللقاء، فاكتفى بعد اجتماع كتلة الوفاء للمقاومة بالقول ان الحوار وما يتخلله او يواكبه لا يزال يشكل المعبر المتاح لاعادة تركيب الدولة، مذكرا بالسلة المتكاملة التي كان اقترحها السيد حسن نصرالله.

عند الرئيس الحريري، ما هو موقف الدكتور سمير جعجع؟ حتى الآن ليس هناك من خطوة سوى ما أعلن عن اتصال هاتفي بقي مضمونه ضمن "أسرار الآلهة".

استنتاجا، هل هو لقاء "جس نبض"؟ هل هناك ما هو أعمق وبقي ملك الشريكين المفترضين للعهد المقبل؟.. من المبكر جدا إعطاء الجواب، فالمرشح الوحيد المعلن لقوى الثامن من آذار، الذي هو العماد عون، لم يقل كلمته بعد، وهو توقف عن أن يكون صانع الرؤساء أو عراب الجمهورية منذ اتفاق الدوحة، فما الذي سيجعله يغير كلامه؟ العماد عون لم يحتمل أن يأخذ الحراك المدني منه شعاراته، فكيف سيحتمل ان يؤخذ منه ترشحه؟

في الإنتظار المنطقة مازالت تغلي، والفتيل الأكبر مشتعل بين روسيا وتركيا على الارض السورية التي شهدت اليوم عملية نوعية استهدفت ناقل الإنتحاريين2 من ريف حمص إلى الضاحية الجنوبية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 تشرين الثاني 2015

الخميس 26 تشرين الثاني 2015

النهار

لوحظ أن صحيفة إيرانية انتقدت التدخّل العسكري الإيراني في سوريا وهو أمر يحصل للمرّة الأولى.

يعتقد وزير سابق أن إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية السنة المقبلة قد يكون متعذّراً في عدد من المناطق فقط.

قال ديبلوماسي أجنبي أن روسيا تشعر بتورّطها في المستنقع السوري فيما الكل يتفرّج عليها.

تجهد دوائر دار الفتوى لإعادة الإمساك بكل المساجد والمراكز الدينية التي خرجت سابقاً عن سلطتها لمصلحة مجموعات وأحزاب كانت مدعومة سياسياً.

لوحظ أن وزيراً سابقاً ونائباً حالياً يتفرّج على ما يجري في مدينته ويحرّك بعض الأمور من دون اطلالات له.

السفير

يمتنع قياديون في تنظيم إسلامي وسطي عن الحديث عن استحقاق انتخابي هام سيواجهه التنظيم في الأسابيع المقبلة منعاً لأية إشكالات داخلية.

أخذت هيئات نسائية على وزير سابق قوله في مقابلة تلفزيونية بطريقة غير محببة إن اسمه غير مطروح لهيئة دولية لأن المطلوب امرأة لهذا الموقع حالياً!

أفادت إحدى الجهات الأمنيّة عن رصدها المتكرر لسيارة مجهولة تقوم بمراقبة إحدى السفارات الأجنبيّة.

المستقبل

يقال

إن ديبلوماسياً معنياً أكد في مجلس خاص أنه على الرغم من العتب الروسي على قطب نيابي وسطي بسبب موقفه من السياسة الروسية فإنه "يبقى صديقاً لروسيا وهي تحرص على ذلك مثلما كانت تحرص على صداقة والده".

اللواء

واجه مقرّبون من رئيس حزب وسطي صعوبة جمّة، في انتزاع كلام منه حول ما دار خلال لقاء مع قطب كبير في باريس.

وُضع حزب بارز في أجواء لقاء باريسي قبل انعقاده، واكتُفي "بالعلم والخبر" فقط.

دولة كبرى تنصح سفيرها في بيروت، قبل المغادرة، بالإقدام على التفاهم على النائب سليمان فرنجية؟

الجمهورية

رأت أوساط أن الحديث عن لقاءات وتقاطعات مستجدّة أظهر حجم الخلل داخل "8 و14 آذار".

قال مرجع حكومي سابق إن إعادة إنتاج السلطة في لبنان باتت حاجة ماسة تجنّباً لإنهيار هيكل الدولة والإستقرار.

تحدثت معلومات عن أن تزكية ترشيح جديد جاءت وليدة تقاطُع روسي-إيراني، وتوقّعت أن يحظى برفض أميركي-سعودي.

البناء

لفت سفير سابق إلى ضرورة الاتفاق على تسوية شاملة تطال كلّ القضايا والملفات الخلافية في الداخل اللبناني قبل انتخاب رئيس الجمهورية، أيّ أن يأتي انتخاب الرئيس من ضمن السلة المتكاملة، حتى لا تتكرّر التجارب السابقة حين كان يتمّ انتخاب الرئيس فيما تبقى الأزمات على حالها، فيكون دوره إدارة الأزمات المتشعّبة والمعقّدة بدلاً من أن يتولى متابعة تنفيذ بنود التسوية الشاملة، وخصوصاً البند المتعلق بقانون الانتخابات النيابية…

 

سلام عرض مع مقبل الاوضاع العامة وترأس اجتماع لجنة متابعة شؤون اللاجئين السوريين

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قبل ظهر اليوم في السراي الكبير إجتماعا للجنة الوزارية المكلفة متابعة شؤون اللاجئين السوريين، في حضور الوزراء جبران باسيل، نهاد المشنوق ، رشيد درباس وسجعان قزي. وقال درباس: "بحثت اللجنة في أمور عدة أهمها التأكيد على أن اللجوء السوري هو لجوء موقت، وان العمل الدؤوب هو دائما على تثبيت فكرة ان سوريا لا تستطيع ان تستغني عن أبنائها و ان دول الجوار لا تستطيع أن تكون مقرا للجوئهم ". تابع: "كما بحثنا في المقاربات الدولية تجاه اللجوء السوري وضرورة تغيير الوسائل المتبعة من الإغاثة الى تدعيم المجتمعات المضيفة وتهيئة ظروف أفضل للسوريين كي يتمكنوا تحت سقوف القوانين المحلية لاسيما القانون اللبناني من تأمين معيشتهم، وكان هناك أيضا تأكيد ان الدعم الدولي للبنان يجب ان يكون أكثر كرما لأن ما كان مقررا وفقا لإجتماعات الكويت لم تصل منه حتى نسبة النصف . هناك توجه لدى اللجنة لكي ننتج خططا جديدة متطورة عن السنة الماضية لإدارة الأزمة كي نرفع المبالغ المقررة للبنان والنسبة المقررة ايضا لصمود المجتمع اللبناني، بحثنا في موضوع الأطفال والتربية والتغذية والشروط الصحية وما يتعرض له المجتمع اللبناني من عبء باتجاه إستهلاك بناه جراء العدد الضخم للسوريين وهذا العمل سيستمر بصورة دورية لأن اللجنة لم تجتمع منذ مدة ونحن اليوم سنجدد هذا النشاط".

مقبل

والتقى الرئيس سلام نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وتناول البحث الأوضاع والتطورات على الساحة الداخلية.

مطرجي

واستقبل الرئيس سلام رئيس هيئة الدفاع عن بيروت صائب مطرجي الذي قال:"بحثنا مع دولة الرئيس سلام قضايا بيروتية وخدماتية ملحة، وتطرق البحث الى اللحظة الإقليمية والدولية السانحة والمؤاتية لحسم الملفات الداخلية، وفي مقدمها إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن".

وتابع:"استبشرنا خيرا بالمبادرات التي تطرح على الساحة المحلية ونأمل أن تنعكس إنفراجا واضحا على خط قصر بعبدا، وهو ما ترجم في اللقاءات الوطنية التي عقدت خلال الأيام القليلة الماضية في باريس بين الرئيس سعد الحريري وقيادات وطنية من الصف الأول والتي كان أبرزها لقاء الزعيم الشمالي سليمان فرنجيه، الذي نرى فيه مؤهلات جمة يمكن من خلالها الإستفادة من موقعه الوطني".

وختم: "نحن مطمئنون الى وجود الرئيس تمام سلام في هذه الظروف الدقيقة، وهو يدير كل هذه المعطيات بأكبر قدر من الحكمة والصبر والكفاءة".

 

سلام اطلع من أبو فاعور على الاتصالات المتعلقة بالمستجدات السياسية

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، الذي أطلعه على الاتصالات الجارية المتعلقة بالمستجدات السياسية على الساحة اللبنانية.

حوري

واستقبل سلام النائب عمار حوري، مترئسا وفدا من العائلة لشكره على مواساته بفقدان شقيقه.

 

وزير الداخلية طلب من المحافظات تعميم منع حرق النفايات

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - وجه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق كتابا إلى المحافظات كافة يطلب منها "التعميم على البلديات واتحادات البلديات والقائمقامين منع حرق النفايات مطلقا والحرص على تنفيذ هذا المنع، حفاظا على صحة المواطن ومصلحته".

وكان المشنوق قد أصدر التعميم نفسه منذ بدء أزمة النفايات، في 6 آب الفائت، عطفا على طلب وزارة الصحة العامة حينها.

 

 قهوجي عرض الأوضاع مع رعد وصفا والتقى نحاس والداعوق

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - إستقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة ظهر اليوم، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في "حزب الله" وفيق صفا، ثم الوزيرين السابقين نقولا نحاس ووليد الداعوق، وتناول البحث الاوضاع العامة والتطورات الراهنة في البلاد. كما استقبل وفدا من رابطة ابناء بيروت هنأه في عيد الاستقلال.

 

القبس”: بوغدانوف اطلق شرارة ترشيح فرنجية

المشهد السياسي في بيروت يختزل بكلمة واحدة “البلبلة”. قلة قليلة جدا هي التي تعرف ماذا حصل في الأروقة الخلفية القريبة والبعيدة، البعض يتحدث عن انقلاب وراء الستار جعل زعيم تيار المردة يهبط هكذا من المدخنة أو حتى من المريخ باعتبار انه كان مستبعدا كليا من تيار المستقبل الذي يرى فيه الحليف الشخصي والاستراتيجي للرئيس السوري بشار الأسد.مصدر في تيار المستقبل يقول لــ القبس “هذا مزيج من التحليل او الاستنتاج والمعلومات. نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي تعمد أن يقول امام السفير اللبناني في موسكو ان بلاده ليست مع العماد ميشال عون ولا مع الدكتور سمير جعجع، هو من أطلق “الشرارة” الأولى حين رأى ان الوزير السابق جان عبيد وقائد الجيش العماد جان قهوجي والنائب سليمان فرنجية هي اسماء “معقولة” لكي يتوافق عليها الاطراف في لبنان”.يضيف المصدر انه كان واضحا من قراءة بديهية للاسماء ان الروس يقصدون فرنجية تحديدا كبديل لعون.وعلى اساس ان تفاهم الرئيس سعد الحريري مع هذا الأخير إذا ما عاد رئيسا للحكومة مستحيل.ويشير المصدر الى ان الروس تحدثوا بصورة مباشرة عن انهم لم يذهبوا إلى سوريا لانقاذ النظام فحسب، وانما أيضا للدفع في اتجاه مرحلة انتقالية تفضي الى نشوء وضع جديد في سوريا بحيث تسقط من التداول صفة “صديق الأسد” عن فرنجية.

 

الوفاء للمقاومة: لمواصلة الحوارات وتشكيل سلة سياسية شاملة لا تقبل اجتزاء أو اهمالا

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها. وأعلنت الكتلة في بيان أنه "جرى التوقف بداية عند مناسبة عيد الاستقلال "التي عبرتها البلاد للعام الثاني على التوالي، مثقلة بحالة الاهتراء التي أصابت بنية الدولة وعطلت مؤسساتها الدستورية وفاقمت الانقسام السياسي الذي ما برح يستولد المزيد من التردي والعجز عن مقاربة الحلول للأزمات المتصاعدة في مختلف المجالات". وعرضت الكتلة "للهجمة الارهابية التكفيرية التي تطال الانسانية جمعاء"، ورأت فيها "مدعاة إلى اجماع دولي انساني على استئصال الخط التكفيري من جذوره الفكرية الى بناه التنظيمية وامكاناته الاجرامية، واستدعاء لمقاربة مختلفة للأزمة السورية تقوم على تقديم أولوية القضاء على الارهاب من أجل تمكين الشعب السوري من تقرير مصيره بمعزل عن الاعتداءات التكفيرية". واعتبرت الكتلة أن "الحوار الوطني المنعقد، وما يتخلله أو يواكبه من نقاشات ومبادرات، لا يزال يشكل المعبر المتاح راهنا لإعادة تركيب الدولة وتحريك مؤسساتها الدستورية ونظم الحياة السياسية والعامة مجددا، واحياء الشعور الوطني العام بالاستقلال الحقيقي للبلاد". بعد ذلك، عرضت الكتلة لعملية اسقاط الطائرة الروسية وتداعياتها "في ظل الاجواء الحساسة والاستثنائية التي تحيط بالأزمة السورية".

وبعد نقاش للشأنين اللبناني والاقليمي، خلصت الكتلة الى ما يلي:

"1- تشكر الكتلة كل الذين تضامنوا مع أهلنا اثر التفجيرين الارهابيين في برج البراجنة، وكل الذين أدانوا العمل الارهابي وتعاطفوا مع ذوي الشهداء والجرحى، وشاركوا في مراسم العزاء وتفقدوا المصابين، وتحيي وقفتهم، شخصيات ومؤسسات ومقامات دينية وسياسية لبنانية وفلسطينية وعربية، وأحزابا وقوى، ومنظمات ودولا، كما تحيي الالتفاتة الخاصة التي عبر عنها سعادة السفير البابوي في لبنان المونسنيور غبريال كاتشيا خلال زيارته التفقدية للجرحى في مستشفيات الضاحية مع راعي أبرشية بيروت المارونية سيادة المطران بولس مطر... وكذلك الجهود التي بذلتها القوى الأمنية والعسكرية وكذلك بلدية برج البراجنة واتحاد بلديات الضاحية والاطباء والمستشفيات والهيئات الصحية والرعائية والدفاع المدني والهيئة العليا للإغاثة وكل من ساهم في بلسمة الجراح وتخفيف المعاناة.

وتدعو الكتلة كل شعبنا اللبناني الى المزيد من اليقظة والتعاون وتسأل الله الرحمة وعلو المقام للشهداء والشفاء والعافية لكل الجرحى والمصابين.

وتسجل الكتلة اعتزازها الكبير بجمهورنا المقاوم على الوعي والموقف النبيل المتماهي مع موقف قيادة حزب الله، في التأكيد على الوحدة الوطنية ورفض الانجرار الى الفتنة المذهبية أو اللبنانية الفلسطينية أو اللبنانية السورية، والحرص على توجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي اسرائيل واعوانه التكفيريين كخطر يجب مواجهته وعدم الوقوع في حبائل مشاريعه الفتنوية.

وان الكتلة اذ تشارك أهلنا الاحباء فرحتهم بإنزال العقاب الالهي بأحد المجرمين الذين نقلوا الانتحاريين اللذين اقترفا الاعتداء الارهابي في برج البراجنة، فإنها تتوجه بالتحية والشكر الى مجاهدي المقاومة الاسلامية وأبطال الجيش السوري الذين كتب الله على أيديهم الباسلة معاقبة الارهابيين.

2- ان الحرص على انجاز التفاهم بين مختلف القوى السياسية في لبنان، يؤكد ضرورة وأهمية مواصلة الحوارات التي تنعقد برعاية دولة الرئيس نبيه بري، وتعزز الآمال المرجوة عبر إنضاج العديد من الافكار والمقترحات المتصلة ببنود جدول الأعمال المقرر، والتي تشكل سلة سياسية شاملة ومتكاملة لا تقبل اجتزاء أو اهمالا لأي منها.

3- إن معيار صدقية مواقف الأطراف المعنيين بالازمة السورية وجديتهم في ايجاد الحلول لها، هو التزامهم العملي بأولوية مكافحة الارهاب التكفيري الذي بات يشكل خطرا على شعوب ودول المنطقة والعالم.

وان كتلة الوفاء للمقاومة اذ تقدر لروسيا دورها الفعال والجاد ضد الارهاب وفصائله في سوريا، فإنها ترى أن استهداف تركيا للطائرة الروسية تصرف غير مبرر ويؤدي الى تشجيع المجموعات الارهابية، وتدعو الكتلة الى تعاون جميع الدول لمواجهة الارهاب التكفيري الذي تطال أضراره شعوب العالم بأسره.

4- تقف الكتلة وقفة اجلال واكبار أمام شعبنا الفلسطيني الذي يضحي بفتيانه وفتياته بسخاء تعبيرا عن ارادته انتهاج سبيل مقاومة الاحتلال الصهيوني. وهي اذ تتقدم بآيات التبريك لأولياء الشهداء الاعزاء، تدعو الامة الى امداد هذا الشعب المقاوم بإمكانات القوة التي تصعد نوعا وكما انجازاته المقاومة المتراكمة.

5- ان القرار الذي أصدره الكونغرس الأمريكي مؤخرا والمتضمن بنودا تستهدف حزب الله ومؤيديه ومؤسساته الاعلامية، هو اعتداء سافر على لبنان وانتهاك فاضح لسيادتنا الوطنية، فضلا عن كونه تجاوزا لكل معايير القانون والعلاقات الدولية.

ان كتلة الوفاء للمقاومة تدين هذا القرار بشدة، وترى فيه تعبيرا عن نزعة استكباريه للتسلط والوصاية وتبنيا منحازا لافتراءات وأكاذيب العدو الاسرائيلي وتزويرا متعمدا للحقائق والمفاهيم، ولن يثني المقاومة عن مواصلة نهجها والتمسك بقيمها ومبادئها والدفاع عن وطنها ودعم ومساندة قضايا الحق والعدل والحرية للشعوب المستضعفة في العالم. كما أن استهداف السعودية حزب الله بقرار مماثل هو استجابة سريعة للإملاءات الامريكية خاصة أن هذا القرار هو نسخة مكررة عما سبق للإدارة الامريكية أن أعلنته من اجراءات".

 

«حزب الله» يهدد اللبنانيين الشيعة في افريقيا الرافضين التبرع له

«السياسة» – خاص:27/11/15/كشفت مصادر في الجالية اللبنانية الشيعية في أفريقيا لـ»السياسة» عن ظاهرة انتشرت في أوساط الجالية في السنوات الأخيرة، حيث يقوم «حزب الله» باستفزاز أعضاء الجالية الشيعية في الدول الأفريقية بطرق ووسائل عدة. وقالت المصادر ان كوادر الحزب في أفريقيا يوجهون التهديدات للبنانيين الشيعة من أصحاب المحلات التجارية الذين يرفضون التبرع للحزب، مشيرة إلى أن الأمور وصلت إلى حد تصفية النشاطات التجارية لهؤلاء اللبنانيين بشتى الطرق، أبرزها فتح نشاط تجاري مشابه بالقرب من أصحاب المحلات وبيع المنتجات بأسعار زهيدة وبخسارة متعمدة حتى يضطر صاحب المحل الذي لم يتبرع للحزب إلى إغلاق محله بسبب الإفلاس أو التبرع للحزب لوقف المنافسة. وأضافت المصادر أن «حزب الله» لم يتوان أيضاً عن توجيه التهديدات لأفراد عائلات اللبنانيين المقيمين في لبنان بهدف الضغط على أبنائهم في أفريقيا للإنصياع لمطالب الحزب ودفع «الأتاوات».

وأشارت إلى أن هذه الظاهرة استفحلت في الآونة الأخيرة مما يدل على الضائقة المالية التي يعاني منها الحزب ودفعته الى تبني ممارسات ووسائل عصابات المافيا لكي يمول أنشطته في لبنان وسورية. ولفتت المصادر إلى أن أفراد الجالية الشيعية اللبنانية في أفريقيا لا ينوون الوقوف مكتوفي الأيدي حيال هذه الظاهرة، مشيرة إلى أنهم يحذرون قيادة «حزب الله» وكوادره في افريقيا بأن صبرهم قد نفذ وأن الحزب سيدفع غالياً ثمن ممارساته هذه إذا استمرت.

 

إرجاء جديد للمحاكمة وتقصير مهل الجلسة المقبلة سماحة: أقر بنقلي المتفجرات لكن الكفوري استدرجني

كلوديت سركيس/النهار/27 تشرين الثاني 2015/الجلسة الرابعة امام محكمة التمييز العسكرية ارجئت ايضا من دون بدء استجواب الوزير السابق الموقوف ميشال سماحة باعتبار ان النقاش لا يزال يدور في الشكل حول موضوع داتا الاتصالات وتفريغ المقابلات المسجلة بين ميلاد الكفوري والمدعى عليه قبل ضبط المتفجرات في سيارة الاخير بعد نقلها من سوريا الى لبنان بقصد اغتيال شخصيات سياسية ودينية. وانتهى النقاش الى تقصير مهل الجلسة المقبلة وتحديدها بعد اسبوعين في العاشر من كانون الاول المقبل لبدء استجواب سماحة. واعتبر رئيس المحكمة القاضي طاني لطوف، في حضور ممثل النيابة العامة لدى المحكمة القاضي شربل ابو سمرا، ان هذا الامد هو لتحضير الوزير السابق استجوابه. وجاء القرار بعد شد حبال بين رئيس المحكمة الذي كان مصمما على استجواب المتهم، وبين سماحة ووكيله المحامي صخر الهاشم اللذين أصرا على الارجاء للاطلاع على داتا الاتصالات بين ميلاد الكفوري والمتهم لكونها أساسية في الاستجواب. وجرت معركة كلامية دارت رحاها بين الثلاثة وصلت الى حد طلب المحامي الهاشم من موكله التزام الصمت اذا قررت المحكمة بدء الاستجواب. في هذه الاجواء المحتدمة جرت وقائع الجلسة. وأضيف إليها عنصر جديد هو ما أعلنه القاضي لطوف في المستهل الجلسة، ان سماحة اطلع على مضمون تفريغ تسجيلات الحوار بينه والكفوري في مبنى المحكمة في 19 تشرين الثاني الماضي، مضيفا ان شكوى وردت من جهة الدفاع الى قلم المحكمة بتزوير في مضمون التفريغ. وتقررت احالتها على مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لبتها. وفهم من جهة الدفاع ان الشكوى تتصل بعدم احتواء التفريغ على جملة نسبت الى الكفوري خلال تحاوره مع سماحة عن تفجيرات طائفية رفضها الأخير.

وأمام تقصير مهل عقد الجلسة المقبلة واصرار الدفاع على طلباته، فإن بدء الاستجواب قد يمتد الى فترة أطول إذا تمسك سماحة ووكيله بالاطلاع على كل داتا الاتصالات المطلوبة لبناء استجوابه، باعتبار أن المحكمة تسلمت نصف هذه الداتا من مؤسسة "اوجيرو" وتتعلق بخطين ثابتين لسماحة في مكتبه ومنزله، فيما النصف الباقي لم يرد الى المحكمة من شركة الخليوي ويتصل بخطين آخرين. وبازاء هذا التسابق تقترب مدة محكومية سماحة من الانتهاء في 23 كانون الاول المقبل. وقال المحامي الهاشم لـ"النهار" انه سيتقدم بطلب الى المحكمة بعد هذا التاريخ لتخلية سماحة. وفي المقابل، فإن سماحة سيبقى موقوفا بعد انتهاء محكوميته بموجب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن قاضي التحقيق العسكري، كما سبق لـ"النهار" ان اشارت اليه بالاستناد الى مصادر قضائية. أما النقاش القانوني خلال الجلسة فاحتدم عندما استمهل الهاشم استجواب موكله إلى حين اطلاعه على داتا الاتصالات باعتبارها نقطة اساسية في استجوابه، مستأذنا المحكمة باعطاء الكلام لسماحة الذي كرر مرتين "أقر بأنني نقلت المتفجرات، ولكنني أصر على تأمين حق الدفاع باطلاعي على داتا الاتصالات للاثبات ان الكفوري هو من استدرجني، ولبت شكوى التزوير لانها تتعلق بموضوع نقل المتفجرات، باعتبار ان شطب عنصر اساسي من التسجيلات عمدا هو تزوير". ورد لطوف بأنه "ما من محكمة في العالم أمنت حقوق الدفاع كمحكمتنا"، مؤكدا بدء الاستجواب. فأجابه سماحة: "ان ذاكرتي لا تخولني ذكر تواريخ اللقاءات والاتصالات التي اجراها الكفوري معي بدون تسلمي نسخة داتا الاتصالات. اريد ان اؤمن حقي المنصوص عليه في المادة 253 عقوبات لأبني على الداتا ما حصل قبل 12 تموز 2012". وعقب لطوف: "الاجراء الطبيعي لكل محاكمة، هو سماع رواية مجرى الاحداث. فالاستجواب ليس وقفا على هذه النقطة". وتمسك الفريقان بموقفهما. وانتقد رئيس المحكمة "تصريحات الهاشم التلفزيونية واصدار الحكم خلالها". وقال له: "ما اراه هو ان تجلس مكاني وتصدر الحكم. لا يحق لك تحديد اجراءات المحكمة على التلفزيون". ورد الهاشم: "نحن حوكمنا تلفزيونيا ايضا". وعندما همّ لطوف بالاستجواب أصرّ الهاشم على "الارجاء إلى حين ورود الداتا. وأطلب من موكلي التزام الصمت، وهذا حقي". وعند هذا الحد أرجئت الجلسة.

 

سلّة" نصرالله قد تؤدي إلى خلط التحالفات و"تحليق السنونو لا يعني ربيع"... فرنجية

باريس - سمير تويني/النهار/27 تشرين الثاني 2015

يعيش لبنان منذ أكثر من عام ونصف جدلاً عقيماً حيال الشغور الرئاسي يتمثل بعجز الأفرقاء اللبنانيين عن انتخاب رئيس للجمهورية، على رغم أن ذلك قد يؤدي الى تسيير عجلة الديموقراطية ومستلزماتها، وينعكس إيجابا على إدارة شؤون البلاد التي تتأثر وتتأخر من جراء هذه التجاذبات والصراع السياسي القائم منذ اندلاع الأزمة السورية ونتائجها السلبية على لبنان ووجهها أزمة دستورية. تتساءل مصادر عن امكان القوى السياسية اللبنانية التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية لوضع حد لهذا الخلل في المؤسسات وانعكاسه الإيجابي على الوضع الأمني والاقتصادي والتنموي.

وجاءت التحركات السياسية الاخيرة وفق المصادر "في سياق تقارب دولي واقليمي بعد مؤتمر فيينا حيال سوريا" فرئيس مجلس النواب نبيه بري نجح في عقد اجتماع للمجلس أدى الى اقرار عدد من القوانين والموافقة على مشاريع ضرورية، والى انفتاح اللاعبين السياسيين على اجتراح حلول للتعقيدات السياسية التي كانت تمنع التوصل الى ذلك. وكان انفتاح آخر في سياق فيينا للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على سلة متكاملة تشمل الرئاسة وقانون انتخابات ورئاسة الحكومة قابلها تجاوب من الرئيس سعد الحريري.

وتخللت هذه الفترة اجتماعات على صعد عدة لإخراج الانتخابات من عنق الزجاجة ووقف الصراعات داخل الصف الواحد. وركب النائب سليمان فرنجية موجة هذا التفاهم الدولي والاقليمي والداخلي لتقديم ترشيحه لسد الفراغ الرئاسي في توقيت ناجح استراتيجيا، لكن كما يقول المثل الفرنسي "تحليق سنونو لا يعني الربيع". وبدا أن وتيرة الاحتقان السياسي والطائفي الذي يعانيه لبنان خفت وتيرته حيث شهد حواراً بين القوى السياسية للتوصل الى حل يقود الى مرحلة تتمكن فيها هذه القوى من التوافق على الأمور الخلافية حتى انه بدا توافقاً على مرشح رئاسي وعلى رئيس حكومة وعلى قانون انتخاب يحدد قوى الاطرف السياسيين على الساحة الداخلية، حسب هذه المصادر. فهل أن اللبنانيين قرروا بعد سنة ونصف سنة من الفراغ حل مشكلاتهم والاتفاق على الاجراءات الواجب اتخاذها ليتمكن لبنان من تخطي هذه المرحلة الصعبة والاستفادة من التفاهم الدولي؟ وكما يقول الدكتور غسان سلامه"على عكس ما يعتقد اللبنانيون فإن في مقدورهم ان يعالجوا قضاياهم بأنفسهم من انتخاب رئيس جديد الى اعادة تشغيل المحركات في المؤسسات الدستورية المعطلة نتيجة تناقص الاهتمام الخارجي بلبنان".

وتعتبر هذه المصادر "أن أجواء التفاهم الدولي لم تدم بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران، وبعد اسقاط تركيا طائرة حربية روسية." وتضيف "ان مصالح الاطراف في هذا الصراع السياسي المعقد متباعدة جداً لارتباطها الوثيق بعوامل خارجية تخطت الازمة اللبنانية واولها بالطبع الصراع الدائر في الملعب السوري". وتتابع:"جرت محاولات عديدة للتقارب لكن انعدام الثقة بين الاطراف لا يزال ماثلاً بالنسبة إلى النيات الحقيقية في شأن مستقبل لبنان المرتبط بمستقبل سوريا والخلاف حياله لا يزال ماثلاً لانعدام توافق القوى الدولية على خريطة طريق وجدول زمني لعملية انتقال سياسي ومصير الرئيس بشار الاسد من جهة روسيا وايران، و الولايات المتحدة وحلفائها ولاسيما الإقليميين منهم من جهة أخرى". كذلك فإن أي توافق لبناني يحتاج وفق المصادر نفسها الى تنازلات بين الافرقاء اللبنانيين، وتتساءل اذا كان اللاعبون جاهزين لتقديم هذه التنازلات بمعزل عن حلفائهم في ظروف اقليمية غير ناضجة؟

وتقول " لا يمكن التوصل الى حل في لبنان في ظل حرب باردة قائمة اليوم بين موسكو من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى، وفي ظل خلاف حاد بين ايران ودول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من جهة اخرى حيال دور ايران المزعزع للدول العربية". وأخيرا "لا يمكن اليوم عزل الأهداف الاسرائيلية عن هذا الصراع الدائر في سوريا. فلدى اسرائيل أهداف تريد تحقيقها وهي تفكيك منطقة الشرق الاوسط وانشاء دويلات على رغم المعارضة الدولية لذلك (باستثناء ايران). ويدعو المجتمع الدولي الى المحافظة على وحدة الأراضي السورية. وأي اعادة لرسم خارطة المنطقة ستؤدي إلى إعادة رسم خريطة لبنان". والحل في لبنان لن يأتي اذاً سوى من خلال توافق دولي على حل سياسي للأزمة السورية أو وضع هذه الأزمة على سكة الحل بشكل تظهر معالم مستقبل سوريا ولبنان. أما الحل العسكري فيحتاج الى حرب طويلة نتائجها غير مضمونة لأي من الفريقين.

كذلك يمكن الحل أن يأتي من خلال وعي الطبقة السياسية اللبنانية التي تناست أن في امكانها أن تنتخب رئيساً للبنان لمنع وصول الحريق السوري اليه من دون العودة الى أي عراب خارجي ولكن ذلك يحتاج أيضا الى التفاهم على قانون للانتخابات وعلى الحكومة، اي على السلة التي تكلم عنها السيد حسن نصرالله وهذا قد يؤدي الى اعادة خلط التحالفات الداخلية نظراً الى تضارب الأهداف داخل الصف الواحد.

 

وهبي لـ «السياسة» : ارتفاع منسوب التفاؤل بحل الأزمة/لبنان: جدية طرح فرنجية للرئاسة لا تمنع وجود عقبات لتأمين فوزه

27/11/15/بيروت – «السياسة»: رمى اللقاء الذي عقد في باريس بين رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية حجراً في المياه اللبنانية الراكدة، ما أعاد الروح إلى حركة الاتصالات بشأن الاستحقاق الرئاسي التي ينتظر أن تتكثف في الأيام المقبلة لتتضح معها مواقف الكتل النيابية، في ظل تأكيدات من جانب معظم الفرقاء أن الطريق أمام فرنجية للوصول إلى قصر بعبدا لا تزال طويلة ودونها عقبات كثيرة. وفي سياق الاتصالات التي شهدتها الساعات الماضية، زار وزير الصحة وائل أبو فاعور بكفيا والتقى رئيس الكتائب النائب سامي الجميل. وقال بعد الزيارة: «من الواضح أن إسم فرنجية مطروح لرئاسة الجمهورية ولكن الأمور لا تزال في طور التشاور»، في حين أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي لا يبدي معارضة لانتخاب فرنجية، أما تجاوز «حزب الله» الحرج من حليفه النائب ميشال عون وموافقته على فرنجية سيكونان مضمونين في حال تمت الصفقة الدولية الإقليمية، وعليه يكون فرنجية قد أمّن الكتل الرئيسية في المجلس التي تتجاوز الثلثين لانتخابه. أما موقف عون فما زال ضبابياً، حيث اكتفى في اجتماع تكتل «الإصلاح والتغيير» الأخير بالقول «لن أعلق على شيء استناداً إلى ما تكتبه الصحف»، مؤكداً «أننا في نهاية المطاف عائلة واحدة»، فيما حرص رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على إزالة الالتباس بشأن قصده فرنجية من كلامه عن الأصيل والبديل، وسط أنباء عن زيارة لفرنجية إلى الرابية (مقر عون) يتم التحضير لها. وفي هذا الإطار، أكّد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن «المرشح المتقدم على جميع المرشحين اليوم هو فرنجية»، مشيراً إلى أن «الغرب مشغول عن لبنان ولسنا أولوية. وقد طُرح إسم فرنجية بسبب عدم التوصل لاتفاق حول رئيس طوال المدة الماضية». ولفت إلى أن «الخطوات أصبحت متقدمة وقطعت شوطاً كبيراً في ما يتعلق بموضوع ترشيح فرنجية للرئاسة»، مضيفاً إن «الحريري يرى أن التوافق على رئيس يرضي الجميع لم ينجح طوال السنة والنصف الماضية وهو جدي في طرحه ترشيح فرنجية لكن ضمن سلة متكاملة». من جهته، رأى عضو «كتلة المستقبل» النائب أمين وهبي في اتصال مع «السياسة»، أن «اجتماع الحريري-فرنجية لا يعني أن الأخير أصبح مرشح الحريري، ولو أن هذا الأمر أصبح في متناول الإعلام، وسائر القوى السياسية للرئاسة، لكن خبر التواصل بين الرجلين خلق جواً من الدينامية التي رفعت منسوب التفاؤل بحل أزمة الرئاسة». واشار إلى «فوارق بين الرجلين تجعلنا نعتقد أنه من المبكر القول إن فرنجية أصبح مرشح الحريري»، واستبعد حصول أزمة بين «المستقبل» و»القوات اللبنانية» جراء لقاء الحريري – فرنجية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الوفد السويسري اختتم زيارته للبنان مولر: لا سلام دائما من دون احترام الحرية الدينية

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - وجه الوفد السويسري المشترك المؤلف من مؤتمر الأساقفة الكاثوليك برئاسة المطران ماركوس بوتشيل، واتحاد الكنائس البروتستانتية برئاسة المطران غوتفيرد لوتشر، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامته في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في إنطلياس، في ختام زيارته للبنان، نداء بعنوان "الحرية الدينية في أساس مجتمع متعدد الثقافات". ووصف والتر مولر الناطق باسم الوفد الذي يزور لبنان منذ الإثنين 23 الجاري، الزيارة بأنها "تعبير من الجماعتين المسيحيتين الرئيسيتين في سويسرا عن تضامنهما مع الجماعات المسيحية في بلدان الشرق الأوسط المتأزمة وعن التزامهما الكامل بحرية المعتقد الديني وحقوق الإنسان". ولفت الى أن "الوفد التقى على مدى خمسة أيام رؤساء الطوائف المسيحية وغير المسيحية، وتسنى له من خلال المحادثات التي أجراها التشديد على أنه طالما أن لا سلام دائم في بلدان الشرق الأوسط، فسيبقى المسيحيون هدفا سهلا للعنف والإرهاب". وأشار الى أن "الوفد المؤلف من ثمانية أشخاص، زار مؤسسات رعاية كاثوليكية، ومنها مدرسة إنجيلية أرمنية في بيروت تستقبل أولادا لاجئين بفضل الدعم الذي تقدمه مؤسسة الرعاية "الحركة المسيحية في الشرق"، كما زار مدينة زحلة حيث ترافق كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك المحلية عائلات من اللاجئين بفضل مؤسسة الرعاية "إعانة الكنيسة المحتاجة". وأعرب مولر عن "قلق الوفد حيال ما تبلغه من لاجئين مسيحيين إلتقاهم، من تجاهل مساعدات المجتمع الدولي لهم، حيث أنهم لا يقيمون في خيم، بخلاف سائر اللاجئين، ولا يتلقون المساعدة ما خلا ما تقدمه لهم الكنائس"، مؤكدا أن "مجتمعا إنسانيا حقيقيا لا يبنى من دون إحترام حرية الممارسة الدينية وأن الحرية الدينية أساسية لمستقبل أي مجتمع متعدد الثقافات، أكان في سويسرا أو أوروبا أو الشرق، أو أي بقعة من العالم". ودعا الناطق باسم الوفد "المؤمنين والمسؤولين السياسيين في سويسرا الى تقديم الدعم الى إخوتهم في الدين الذين يتعرضون للاضطهاد والى التضامن معهم"، وحض "المؤمنين السويسريين والرعايا السويسرية على تقديم المساعدة للمؤسسات الرعائية البروتستانتية والكاثوليكية للهدف نفسه لمناسبة الميلاد".

 

نبذة عن حياة السفير الايراني الراحل غضنفر ركن ابادي

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - وزعت السفارة الايرانية في بيروت نبذة عن حياة السفير الايراني السابق في لبنان الدكتور غضنفر اصل ركن ابادي الذي قضى في حادثة منى خلال ادائه مناسك الحج، وجاءت على الشكل الآتي:

- الإسم: غضنفر

ـ الشهرة: اصل ركن ابادي

ـ تاريخ ومكان الولادة: 21/3/1966 مدينة قم

ـ شهاداته الدراسية: ماجستير في العلوم السياسية والمعارف الإسلامية / جامعة الإمام الصادق (ع) طهران

دكتوراه في العلوم السياسية / الجامعة اللبنانية

ـ إلمامه باللغات: يتقن اللغتين العربية والانجليزية بالإضافة إلى لغته الفارسية.

ـ مؤلفاته:

1ـ السياسة والديانة من منظور آية الله كاشاني

2ـ سوريا وحدود 4 حزيران مع الكيان الصهيوني

3ـ الإسلام والنظام السياسي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ـ المناصب التي شغلها:

1990-1993 خبير سياسي في دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية

1993-1998 سكرتير اول في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان

1998-2002 نائب رئيس دائرة الشرق الأوسط الأولى في وزارة الخارجية

2002-2007 القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق

2007- 2010 رئيسا لدائرة الشرق الأوسط العربي وشمال آفريقيا في وزارة الخارجية وفي نفس الوقت رئيس اللجنة السياسية المنبثقة عن لجنة الدفاع عن القضية الفلسطينية لدى رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية

2009 -2010 عضو الهيئة المركزية لإعادة بناء غزة والمتحدث باسم هذه الهيئة

2010-2014 سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان.

 

رابطة النواب السابقين : لانتخاب رئيس للجمهورية

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - عقدت الهيئة الادارة لرابطة النواب السابقين اجتماعها الدوري في مقر الرابطة ادلى على اثره رئيس الرابطة نائب رئيس مجلس النواب سابقا ميشال معلولي ببيان اعتبر فيه ان "الهيئة الادارية بحثت فيما آلت اليه الاوضاع الداخلية من تشرذم وخلل واهتراء في ظل الفراغ الرئاسي، الذي قارب السنتين، والشلل الحكومي الذي ادى الى تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما تراكم النفايات لا مثالا صارخا عليها". اضاف: "ويزيد من خطورة هذه الاوضاع الحروب التي تجتاح المنطقة واشدها خطرا الدائرة بين الطوائف والمدعومة من الخارج ماديا وبشريا"، واشادت بالاجراءات "التي تقوم بها القوى الامنية على كافة المستويات والحفاظ على السلم الاهلي تكرر الدعوة الى اعادة النظام الديموقراطي البرلماني الطريق الاوحد الى الانقاذ وذلك بالدعوة لاجراء انتخابات في اقرب وقت ممكن بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة وفاق وطني".

 

 سليمان ترأس لقاء الجمهورية وأبرق الى سلمان وروحاني: هناك فرصة لإنقاذ لبنان عبر فك الرباط بين أزمته وأزمات المنطقة

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أكد الرئيس العماد ميشال سليمان أن "ألف باء حماية لبنان يكمن في تحصينه وإبعاده عن سياسة المحاور، وهذا التحصين الذي يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية، يستكمل بتشكيل حكومة تدير شؤون البلاد وتعمل بجدية على انهاء التراكمات التي ترهق المواطن اللبناني وتسلب منه ابسط حقوقه المعيشية". وشدد سليمان خلال ترؤسه "اللجان التحضيرية" في "لقاء الجمهورية" على "ضرورة استكمال الجهود كافة، حتى انتخاب الرئيس في أسرع وقت ممكن"، معتبرا ان "الجو اللبناني الايجابي والمعطيات الخارجية عربيا ودوليا، يسمحان بإنقاذ لبنان عبر فك الرباط بين أزمته وأزمات المنطقة".

حوري

من ناحية ثانية، استقبل سليمان النائب عمار حوري، وعرض معه الأوضاع العامة.

برقيتان

وأبرق إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز معزيا بوفاة الامير بندر بن فيصل بن عبد العزيز، وإلى الرئيس الايراني حسن روحاني معزيا بوفاة السفير السابق لدى لبنان غضنفر ركن ابادي.

 

عون التقى سفير بريطانيا وليلى الصلح وليلى كرامي

الخميس 26 تشرين الثاني 2015/وطنية - إستقبل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب الرئيس العماد ميشال عون، في دارته في الرابية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده.

كذلك استقبل عون السفير البريطاني هيوغو شورتر.

ومن زوار الرابية أيضا السيدة ليلى كرامي.

 

اجتماع للجنة المكلفة درس مشاريع قوانين الانتخابات النيابية الاثنين

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - تجتمع اللجنة النيابية المكلفة درس مشاريع واقتراحات القوانين المتعلقة بقانون الانتخابات النيابية عند الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الاثنين المقبل في المجلس النيابي.

 

مجدلاني : جعجع لا يزال مرشحنا حتى الان

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني في حديث لاذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5" "ان طرح اسم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة لم يطرح بعد داخل "تيار الستقبل"، مؤكدا "ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لا يزال مرشحنا حتى الان". وقال: "لا شك اننا بأمس الحاجة للخروج من المأزق الرئاسي بعد مرور عام ونصف العام على الفراغ، ما يستدعي وجود تسوية وطنية تطلق لبنان نحو افاق رحبة وتنعش الاقتصاد". واضاف: "لا اعلم اذا كان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري هو من طرح فرنجية كمرشح وما نريد الوصول اليه هو تسوية ترضي الجميع لننهض بلبنان"، لافتا الى "ان اي تسوية شاملة ستتطلب سلة متكاملة"، ومشددا على "اننا نسعى للوصول الى تسوية شاملة وطنية تستطيع ايقاف النزف الحاصل في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لنعيد المؤسسات الى وضعها وعملها الفعلي".

 

دو فريج: التسوية السياسية في بداياتها

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - شدد وزيرالدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج في حديث لاذاعة صوت لبنان 93,3 "على وجوب تأمين استقرار المؤسسات الدستورية في لبنان تفاديا لانفجار الوضع الداخلي"، وناشد السياسيين "مواصلة الحوارات الداخلية بما قد يؤدي الى توافق على رئيس للجمهورية"، وقال:"طريق التسوية السياسية الشاملة لا تزال في بدايتها، وعلى جميع الأطراف إبقاء سقف المطالب مقبولا وقابلا للتنفيذ بعيدا من الشعارات الفضفاضة". وردا على سؤال عن ملف النفايات، أمل "الا يكون هذا الموضوع من ضمن التسوية الشاملة التي تدرس"، معتبرا "انه من الضروري استكمال البحث لايجاد الحل المناسب والجذري لأزمة النفايات بعيدا من الترحيل في المرحلة اللاحقة".

 

أبو فاعور زار سامي الجميل : فرنجية هو الإسم المطروح للرئاسة لكن الأمور في طور التشاور

الخميس 26 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في مقره في بكفيا وزير الصحة وائل ابو فاعور، شارك في اللقاء نائب رئيس الحزب الدكتور سليم الصايغ وتم البحث في تطورات الأوضاع السياسية.

وقال الوزير ابو فاعور بعد اللقاء: "التقيت النائب سامي الجميل في اطار التشاور الدائم والذي نحرص عليه بين الحزب التقدمي الإشتراكي وبين حزب الكتائب، وكما تعلمون هناك محاولات لتسوية ما في البلد ونقاش لحل الأزمة السياسية الحاصلة. من وجهة نظرنا كحزب تقدمي اشتراكي نحن مقتنعون تماما بأن الأوضاع السياسية الأمنية والإقتصادية تحتم حصول تسوية ما في البلد، والنقاش حول حل الأزمة السياسية الحاصلة. ومن وجهة نظرنا كحزب تقدمي اشتراكي نحن مقتنعون تمام الإقتناع بان الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية تحتم حصول تسوية، عناوينها وكل الخبايا التي يمكن ان توجد فيها هي اليوم محور نقاش بين القوى السياسية، لكن ما نستطيع التأكيد عليه ان النية جامعة لدى كل القوى السياسية للبحث عن تسوية اسميناها في البيان المشترك الذي صدر بعد الإجتماع الذي حصل بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط تسوية وطنية ميثاقية جامعة، وطبعا لحزب الكتائب في هذا الأمر موقف نحن نحرص الإستماع اليه والتشاور مع قيادة الحزب حوله، ونأمل ان تتقدم المشاورات في الأيام المقبلة ونرى ما يمكن ان يقود الى تسوية بين اللبنانيين".

وعما إذا كانت التسوية لصالح النائب سليمان فرنجية، أجاب: " من دون الدخول في التفاصيل واضح ان الإسم المطروح المتقدم هو اسم النائب سليمان فرنجية ولكن حتى اللحظة الأمور في طور التشاور على ضفتي المعادلة السياسية في البلاد للوصول الى ما يمكن الوصول اليه".

سئل: هل نضجت التسوية وهل كل الأطراف موافقة عليها؟

اجاب: "حتى اللحظة هناك نقاشات تجري".

سئل: ماذا عن موقف العماد ميشال عون؟

أجاب: "اسألي غيري عن هذا الموضوع. هناك نقاشات تحصل على ضفتي 14 و8 آذار واعتقد ان النقاش ناشط على ضفة 8 آذار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الى اين يقود هذا الأمر، ينبئنا بالأخبار العماد ميشال عون وحزب الله".

السفير اليوناني

واستقبل النائب الجميل سفير اليونان تيودور باساس وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة والتطورات اللبنانية والإقليمية والدولية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

شيخ الأزهر: نشر التشيع جزء من خطة للهيمنة على المنطقة

27/11/15/القاهرة – أ ش أ: حذر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، من أن نشر التشيع هي جزء من خطة كبرى هدفها التدخل في شؤون الدول والهيمنة على المنطقة، وهو ما يرفضه الأزهر تماما.وقال الطيب، في تصريح تلفزيوني يبث اليوم، «نحن لا نعترض على المذهب الشيعي للشيعة كمذهب، ولكن نعترض على ترويج هذا المذهب ليسود في مناطق أهل السنة، انطلاقا من منطلقات سياسية بحتة والتي لم ولن تتحقق، فباءت محاولات غيرهم بالفشل مع كثرة أموالهم التي تضخ من أجل ما يهدفون إليه، لأنه لا يصح إلا الصحيح، حيث خلق الله الناس مختلفين في أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم». وأوضح الطيب، في حديثه الذي نقله بيان لمشيخة الأزهر، أن «الخلافة من الأمور التي تتغير بتغير الزمان والمكان، ولو أن النبي (محمدا صلى الله عليه وسلم) فرض على أمته صورة واحدة في طريقة اختيار الأمة لحكامها أو استخلف شخصا معينا، وبات هذا فرضًا على المسلمين أو حتى سُنَّة من السُّنن لوقعت الأمة في حرج شديد من أمرها خصوصاً مع وضع العالم الإسلامي والعربي الآن». وأشار إلى أن ما فعله النبي «يفسح مكانًا للرأي العام في سياسة الناس، وهذا ما حدث في اجتماع السقيفة الذي كان تجسيداً لديمقراطية لم يعرفها الناس إلا بعد قرون عدة». ولفت إلى أن ما فعله النبي «من ترك الناس يختارون الأسلوب الذين يريدونه في اختيار خليفتهم أو إمامهم هو الأفضل، وقول البعض إن مرضه كان شديداً ومنعه من ذلك، ظاهر البطلان لأنه (صلى الله عليه وسلم) كان يتكلم ويدير أمر المسلمين، وذلك أنه حين اشتد عليه المرض قال مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، وكان بإمكانه أن يأمره بأن يخرج للناس ويُعلن أنه قال له: إنك خليفتي من بعدي، أو إن علياً هو الإمام من بعدي، لكن لم يفعل ذلك ما يدل على أنه لم يرد ذلك من الأساس، وإنما أراد عكسه تماماً وهو عدم تقييد أمته بقانون معين في اختيار رؤسائهم وحكامهم يكون عليهم قيداً، ويعجزون عن تنفيذه حين تتسع الأمة وتترامى أطرافها». وأكد الطيب أن من أخص خصائص التشريع الإسلامي المرونة والقابلية للحركة والتجدد إذا تعلقت بالأمور المتغيرة على الثابتة وفي مقدمها الأمور المتعلقة بالسياسة وخصوصاً نظام الحكم وشكله وصورته، منتقدا نظام الإمامة والاثني عشرة عند الشيعة.

 

أردوغان: روسيا لا تحارب «داعش» بل تقتل السوريين ولن نعتذر لها

بوتين يكرر وصف إسقاط الطائرة بـ «الطعن الغادر» ويتهم أنقرة بجر العلاقات إلى طريق مسدود

مدفيديف أمر حكومته باتخاذ تدابير اقتصادية رداً على «عدائية» تركيا

27/11/15/أنقرة، موسكو – وكالات/تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو على خلفية إسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية، إذ رفضت تركيا تقديم اعتذار لروسيا متهمة إياها بأنها لا تحارب تنظيم «داعش» وإنما تساعد قوات النظام في قتل الشعب السوري. ورداً على اتهام نظيره الروسي فلايديمر بوتين بتوطؤ تركيا مع الإرهابيين، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن التزامها ضد تنظيم «داعش «لا جدال فيه»، كما تحدى روسيا أن تثبت أن بلاده تشتري النفط من التنظيم، قائلاً «عار عليكم. إن الذين يتهموننا بشراء النفط من داعش يجب ان يثبتوا اتهاماتهم. إذا لم تفعلوا ذلك، فأنتم تقومون بالتشهير». وإذ اشار إلى أن موارد تركيا من النفط والغاز معروفة لدى الجميع، وأنّ أكبر وارداتها من روسيا ثم إيران، قال الرئيس التركي، في كلمة ألقاها أمام مسؤولين محليين في القصر الرئاسي في أنقرة، إن «موقف بلادنا ضد داعش كان واضحاً منذ البداية»، مضيفاً «لا علامة استفهام هنا. ليس لأحد الحق في التشكيك في معركة بلادنا ضد داعش او ان يتهمنا بجرم». وأكد أنّ «داعش» يبيع النفط للنظام السوري، وإن كان لا بد من البحث عن الجهة التي توفر المال والسلاح للتنظيم، فينبغي توجيه الأنظار إلى هذا النظام والدول التي تدعمه، مشيراً إلى أن التنظيم ألحق أضراراً جسيمة بالإسلام والمسلمين. وبشأن العلاقات التركية – الروسية، أوضح أردوغان أنّ الدّولتين تربطهما علاقات ستراتيجية، وأنّ هذا الأمر يتطلب التضامن في ما بينهما وليس تهديد بعضهما البعض. وفي إشارة إلى الغارات الروسية في سورية، قال أردوغان «البارحة قمتم بقصف شاحنات المساعدات الإنسانية، ونتج عنه مقتل 3 أشخاص وجرح 7 آخرين. وأمام هذا المشهد تدّعون بأنكم تحاربون تنظيم داعش. المعذرة فأنتم لا تحاربون داعش، تقصفون فقط اخوتنا التركمان في شمال اللاذقية بالتنسيق مع النظام السوري من أجل إخلائها من سكانها، وتقتلون المواطنين السوريين». وأكد عزم بلاده على الاستمرار في دعم مجموعات المعارضة المعتدلة بمن فيهم الفصائل التركمانية التي تواجه نظام الأسد، واصفاً إيّاهم بالضحايا والمتضررين، وأنّهم أصحاب تلك الأراضي وأقرباء الأتراك وأبناء جلدتهم. وبشأن تداعيات إسقاط الطائرة الروسية، قال الرئيس التركي «لا ننوي خلق توترات جديدة في المنطقة، بل نسعى جاهدين لإحلال السلام والهدوء فيها. لا يوجد أي سبب يدفعنا لاستهداف روسيا، التي تربطنا بها علاقات قوية ومتينة، ما لم يكن هناك انتهاك لمجالنا الجوي. هناك فرق بين خلافنا مع الروس بخصوص القضية السورية، وبين تطبيقنا قواعد الاشتباك»، مؤكداً أنّ تركيا لن تتردّد في تطبيق قواعد الاشتباك في حال تكرار حالات انتهاك مماثلة. ورداً على مطالبة موسكو بالاعتذار، أكد أردوغان لشبكة «سي ان ان» أن بلاده لن تعتذر لموسكو عن إسقاط الطائرة الروسية. وقال إن الطائرة الروسية «انتهكت» المجال الجوي التركي قرب الحدود مع سورية و»أعتقد انه إذا كان على أحد أن يعتذر فليس نحن». واعتبر أن «هؤلاء الذين انتهكوا مجالنا الجوي هم من يجب أن يعتذروا»، مضيفاً «ببساطة القوات الجوية التركية نفذت واجبها بالرد على الانتهاك وفق قواعد الاشتباك، وأعتقد أن هذا هو جوهر ما حدث». ورأى أردوغان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ارتكب خطأ كبيراً» بتصريحاته عن أن إسقاط تركيا للطائرة الروسية «طعنة في الظهر ودعم للإرهابيين». وقال «إذا كان السيد بوتين يقول إننا نتعاون مع داعش، فأعتقد أن ذلك خطأ كبير لأننا نفعل العكس تماماً»، وإن «روسيا لا تشارك في الحرب ضد داعش في سورية، بل على العكس هم يستهدفون المعارضة المعتدلة، وتركيا دولة تحارب الإرهاب ولذلك فإن وصفها بأنها متواطئة مع الإرهاب هو أسوأ شيء يمكن فعله». وجاء رد أردوغان بُعيد إعلان بوتين أن موسكو تنتظر اعتذاراً من تركيا عن إسقاطها المقاتلة الروسية أو عرضاً للتعويض عن الاضرار. واعتبر الرئيس الروسي أن القيادة التركية تتعمد جر العلاقات الثنائية إلى «طريق مسدودة»، مضيفاً «نرى أنه من غير المفسر تماماً الطعن الغادر من أولئك الذين كنا نراهم شركاءنا وحلفاءنا في الصراع ضد الإرهاب». ورغم أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أعلن أن موسكو لا تفكر بفرض عقوبات على تركيا أو حظر على استيراد السلع الغذائية، طلب رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، من حكومته اعداد سلسلة اجراءات اقتصادية في غضون اسبوعين رداً على ماوصفه بـ»العمل العدائي» لتركيا. وقال في جلسة للحكومة ان هذه الاجراءات ستتعلق بالتجارة والاستثمارات وتشغيل اليد العاملة والسياحة والنقل الجوي وحتى المجال الثقافي، ملمحاً إلى إمكان تعليق مشاريع مشتركة وزيادة التعرفات الجمركية وتقييد تحركات الطائرات التركية في المجال الجوي الروسي والسفن التركية في المياه الاقليمية الروسية، كما قد يتأثر تشغيل اليد العاملة التركية في روسيا. وتطرق رئيس الوزراء الى امكان الحد من استيراد المواد الغذائية التركية، فيما اعلنت وزارة الزراعة تعزيزاً للرقابة «لدواع صحية».

 

تركيا ترسل تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سورية

27/11/15/أنقرة، دمشق – وكالات: أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى بلدة يايلاداغي في ولاية هاتاي، جنوب البلاد، قرب الحدود السورية، وسط تصاعد التوتر بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية.وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش التركي أرسل تعزيزات تضم دبابات وعربات مصفحة إلى وحدات حماية الحدود، وسط إجراءات أمنية مشددة. في المقابل، كثّفت قوات النظام السوري والمقاتلات الروسية، أمس، قصفها جبلي التركمان والأكراد بريف محافظة اللاذقية شمال غرب سورية، حيث تعرضت المنطقتان لقصف عنيف بالصواريخ والدبابات وقذائف الهاون. في سياق متصل، نشر الجيش التركي ما قدمه على انه تسجيلات لتحذيرات وجهت الى قائد الطائرة الروسية قبل اسقاطها الثلاثاء الماضي على الحدود السورية. لكن قنوات التلفزيون الروسي نقلت عمن قالت انه الطيار الذي نجا من الحادث تأكيده انه لم يتلق «اي تحذير» ولا «اي اتصال» من الجيش التركي الذي أعلن أنه اصدر عشر تحذيرات في غضون خمس دقائق.

 

وحدات سورية خاصة أنقذت الطيار الروسي في عملية استمرت 12 ساعة

27/11/15/دمشق – ا ف ب/ذكرت مصادر النظام السوري أن وحدات خاصة تابعة لجيشه نجحت في تنفيذ عملية «خلف خطوط العدو» لانقاذ الطيار الروسي الذي أسقطت تركيا طائرته على الحدود السورية منذ ثلاثة أيام. وكتبت صحيفة «الوطن» الموالية للنظام، الصادرة أمس، «نجحت إحدى الوحدات الخاصة التابعة للمخابرات الجوية السورية أمس (الاربعاء الماضي) في إنقاذ الملاح» الروسي، مشيرة الى انه «شارك في عملية التسلل الناجحة والمعقدة خلف خطوط العدو 17 عنصراً ومترجم يقودهم ضابط برتبة مقدم». واضافت «تسللت الوحدة الخاصة السورية بعمق 3٫5 كيلومتر خلف خطوط العدو وتحديداً في منطقة العطيرة، حيث تم رصد مكان الطيار … فتوجه على الفور 11 عنصراً من الوحدة السورية مع المترجم باتجاه الملاح الذي كان على اتصال مع قيادته وكانت كلمة السر: كوستا والعلم السوري». وتقع منطقة العطيرة في ريف اللاذقية الشمالي على بعد نحو 12 كيلومترا عن الحدود التركية. وبحسب الصحيفة، فإن عملية الانقاذ بدأت صباحا اذ ان «الوحدة الخاصة من المخابرات الجوية انطلقت في تمام الحادية عشرة صباحاً من مطار حميميم … وتسللت الوحدة الخاصة خلف خطوط العدو رافقتهم طائرة من دون طيار روسية زودتهم بالمعلومات اللازمة عن مكان وجود» الطيار فضلا عن مقاتلي الفصائل المسلحة الذي كانوا ايضا يبحثون عنه. وانتهت العملية، وفق الصحيفة، بعد «12 ساعة» حصل خلالها اشتباكات مع مجموعات «ارهابية» عدة قبل الوصول الى الطيار. واوضح رئيس تحرير الصحيفة وضاح عبد ربه أنه تم رصد الطيار بفضل استخدامه نظام التموضع العالمي، مشيرا الى انه كان مصابا في قدمه. يشار إلى أن الطيار الثاني قتل بعد اطلاق مقاتلي الفصائل النار عليه أثناء هبوطه بمظلته، ويعتقد ان جثته لا تزال موجودة مع الفصائل المقاتلة في ريف اللاذقية الشمالي.

 

واشنطن تفرض عقوبات على وسطاء يشترون نفط «داعش» لصالح الأسد

27/11/15/واشنطن – وكالات: فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عشرة كيانات وأفراد روس وسوريين، أربعة أشخاص وستة كيانات، بتهمة دعم الحكومة السورية عبر تسهيل عملية شراء النفط من منشآت تتبع لتنظيم «داعش». وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، أول من أمس، أنه رداً على استمرار العنف من جانب النظام السوري ضد المدنيين، «صدرت عقوبات بحق أربعة أفراد وست شركات، بتهمة توفير المساعدة لحكومة النظام السوري، بما في ذلك التوسط لشراء النظام للنفط من داعش». وأوضحت أن العقوبات شملت رجل الأعمال السوري جورج حسواني، المتهم بالعمل نيابة عن حكومة النظام السوري عبر شركته من أجل شراء النفط من «داعش» لصالح النظام، مضيفة إن شركة حسواني «هيسكو للهندسة والإنشاء»، تعمل في حقول نفط خاضعة لسيطرة «داعش». وأضافت إن عقوبات فرضت كذلك على رجل أعمال آخر يدعى مدلل خوري وخمس من شركاته، بتهم دعم النظام السوري والعمل نيابة عن حكومته ومصرفها المركزي وتمثيل محافظه أديب ميالة، وإحدى المسؤولات في المصرف تدعى بتول رضا، ومتابعة مصالح مالية واقتصادية للنظام السوري في روسيا والتوسط نيابة عن رضا لشراء مادة نيترات الأمونيا. وذكرت أن العقوبات شملت في الجانب الروسي الرئيس السابق لجمهورية كالميكيا رجل الأعمال كيرسان إيليومجينوف، لتورطه في الوساطة بين الجانب السوري وشركات روسية، بالإضافة إلى بنك «فايننشال أليانس» الروسي.يشار إلى أن القرار الأميركي جاء بعد ساعات على اتهام رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف لمسؤولين في الحكومة التركية بالارتباط بمصالح اقتصادية مع «داعش» عبر بيع النفط.

 

ألمانيا ترسل «تورنيدو» إلى سورية لدعم فرنسا

27/11/15/برلين – رويترز، أ ف ب: تعتزم ألمانيا نشر طائرات استطلاع «تورنيدو»، لدعم فرنسا في محاربة تنظيم «داعش». وقال خبير الدفاع لدى الاتحاد الديمقراطي المسيحي هنينغ أوتا في بيان، أمس، إنه «ستكون ألمانيا مساهماً أنشط مما كانت عليه حتى الآن»، مضيفاً «لن نعزز مهمتنا التدريبية بشمال العراق وحسب، بل سنسهم ضمن أمور أخرى في محاربة إرهاب داعش بطائرات استطلاع تورنيدو». من جهته، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أن الدول الـ27 الشريكة لفرنسا في الاتحاد الأوروبي ستقدم دعماً عسكرياً مباشراً أو غير مباشر للعمليات الفرنسية الخارجية. وقال إن «كلا من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، قررت دعم فرنسا، سواء أكان بشكل دعم مباشر على الساحة السورية، أو بشكل دعم غير مباشر لعملياتنا في المشرق، أو بشكل دعم غير مباشر على ساحات أخرى، حيث تتدخل القوات الفرنسية»، لكن من دون أن يوضح طبيعة المساعدة التي طلبتها باريس.

 

كاميرون للبرلمان: حان وقت ضرب «داعش» في سورية

27/11/15/لندن – ا ف ب، رويترز: دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في كلمة أمام مجلس النواب أمس، للانضمام الى حملة الضربات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي على تنظيم «داعش» في سورية، مؤكداً عدم وجوب تكليف الحلفاء ضمان أمن بريطانيا. وقال كاميرون أمام البرلمان «أعتقد ان علينا الآن أن نتخذ القرار بتوسيع الضربات الجوية البريطانية ضد تنظيم «داعش» لتشمل سورية». واعتبر أن من مصلحة الامن القومي البريطاني القيام بضرب متطرفي التنظيم وحرمانهم من «ملاذ آمن» في سورية، قائلا ان العبء لا يجب ان يكون على حلفاء بريطانيا فقط. واضاف انه «من الخطأ ان تعهد المملكة المتحدة بأمنها الى دول اخرى. علينا حرمان تنظيم «داعش» من ملاذ آمن في سورية. كلما استمر السماح للتنظيم بالنمو في سورية، أصبح التهديد أكبر». ومن المتوقع ان يدعو كاميرون البرلمان الى التصويت على هذه المسألة قبل بدء اجازته في 17 ديسمبر المقبل. وعقب محادثات أجراها في باريس الثلاثاء الماضي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اعرب كاميرون عن تأييده «بشدة الإجراءات التي اتخذها الرئيس هولاند لضرب تنظيم داعش في سورية»، مضيفاً إن «قناعتي الراسخة أن على بريطانيا أن تقوم بذلك أيضاً». ويحتاج كاميرون لإقناع العديد من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين الذي ينتمي له والبعض في حزب العمال المعارض بدعم قضيته إذا كان يريد نيل دعم البرلمان للتحرك العسكري.

 

الجبير: الخيار العسكري مازال مطروحاً في سورية وخادم الحرمين استقبل وزير خارجية النمسا

27/11/15/الرياض – وكالات: استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مكتبه بقصر اليمامة امس، وزير خارجية جمهورية النمسا سبستيان كورتس. وتم خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية، وعددٍ من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، بحضور كبار المسؤولين السعوديين في مقدمهم ولي العهد الأمير محمد بن نايف. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي عقب محادثاتهما في الرياض، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الخيار العسكري في سورية مازال مطروحاً، وان دعم المعارضة التي تقاتل قوات نظام بشار الاسد سيستمر. وأضاف ان بلاده على اتصال بعدد من جماعات المعارضة السورية بشأن عقد اجتماع محتمل في المملكة لتوحيد قوى المعارضة قبل محادثات السلام المقبلة في فيينا. وكرر أن الأسد سيرحل إما بالحل السياسي وإما بالقوة العسكرية، مؤكداً أن موقف السعودية من الأزمة السورية لم يتغير. وأشار إلى أن فيينا استضافت الاجتماعات التي عقدت لمحاولة الخروج برؤية واحدة في ما يتعلق بالأزمة السورية وكيفية تطبيق مبادئ «جنيف 1 « التي تنص على تأسيس هيئة انتقالية للحكم وتحويل السلطة من نظام الأسد إلى هذه الهيئة لتقوم بإدارة شؤون البلاد وتعد للانتخابات. وأكد ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحقوق جميع الأقليات والمؤسسات العسكرية والمدنية، مشيراً إلى أن الخلاف خلال الاجتماعات كان على طريقة رحيل بشار الأسد. وأوضح أن الاجتماع الثاني في فيينا شهد تقاربا أكثر بين هذه الدول وروسيا وتبايناً كبيراً بين هذه الدول وإيران في ما يتعلق بموضوع رحيل بشار الأسد.

 

خامنئي: واشنطن تستخدم الجنس والمال لاختراق إيران ومخطوطة القرآن التي أهداها إياه بوتين ليست أصلية

طهران – رويترز:اتهم المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الولايات المتحدة باستخدام الجنس والمال وأساليب الحياة الغربية لاختراق نخبة صانعي القرار في إيران. وجاءت تعليقات خامنئي، أول من أمس، في أعقاب موجة اعتقالات لصحافيين ومثقفين نفذتها سلطات طهران بسبب مخاوف من اختراق غربي بعد ان توصلت ايران الى اتفاق نووي مع القوى الكبرى. وقال خامنئي في تعليقاته التي أذاعها التلفزيون الايراني «شيئان رئيسيان يستخدمان في هذا الاختراق هما المال والاغراءات الجنسية. انهما يستخدمان لتغيير المعتقدات ووجهات النظر واساليب الحياة حتى يفكر الشخص الذي يتأثر بهما بنفس الطريقة التي يفكر بها الاميركي». وأضاف خامنئي خلال اجتماع لقادة «الباسيج» وهي وحدة المتطوعين بـ«الحرس الثوري» الإيراني إن «الأهداف الرئيسة لهذا الاختراق هي النخب والاشخاص المؤثرون وصانعو القرار. هذا هو السبب في ان هذا الاختراق يمثل خطراً هائلاً». من جهة أخرى، ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية والروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين أهدى خلال زيارته طهران يوم الاثنين الماضي «أقدم نسخة خطية للقرآن الكريم في روسيا» إلى خامنئي، وذلك خلال اللقاء الذي جمع بينهما في طهران، إلا أنه تبين لاحقا أن النسخة المقدمة للمرشد ما هي إلا صورة للمخطوطة الأصلية التي تعود للعصر الأموي. هذا ما كشفته وكالة «تاس» للأنباء نقلا عن ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، الذي خيب آمال الإعلام الإيراني رغم الضجة التي أثارها بشأن هذه الهدية بغية إثبات قوة العلاقات التي تربط بين الزعيمين. وبشأن تاريخ المخطوطة الأصلية، ذكر مركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة موسكو أنها «تعود لنهايات العصر الأموي» وبالتحديد فترة آخر خليفة أموي في الشرق، مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية المعروف بمروان الحمار بسبب عمله الدؤوب وصبره في الحروب، (72 هـ-13 ذي الحجة 132هـ/ 691 – 23 يوليو 750 م). وأشار المركز إلى أن المخطوطة كانت في حوزة أحد ولاة الشام الذي أهداها بدوره إلى السلطان سليم الأول تاسع سلاطين الدولة العثمانية الذي حكمها من 1512 حتى 1520.ويذكر موقع «تقاطع» الناطق بالفارسية الذي راجعه موقع «العربية.نت» الالكتروني أن أحد السلاطين العثمانيين المتأخرين أهدى هذه المخطوطة إلى عباس‌ میرزا نائب السلطنة لملك إيران فتح علي شاه من السلالة التركمانية القاجارية الذي حكم إيران حتى العام 1834. وقام عباس ميرزا بإهداء المخطوطة إلى حاكم ولاية كنجة تكريما لمقاومته البطولية في حروب القوقاز بين روسيا القيصرية وإيران القاجارية ولكن نتيجة لهزيمة القاجار انتزعت روسيا في القرن الثامن عشر رقعة كبيرة من القوقاز من الحكم القاجاري في إيران بما فيها مدينة كنجة (بالتركية الأذرية:Ganca) التي تعد اليوم ثاني مدن جمهورية أذربيجان بعد العاصمة باكو، وهكذا صارت المخطوطة جزءا من ممتلكات روسيا القيصرية، إلى أن أمر ثاني زعماء الاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين (1941-1953) بنقل هذه المخطوطة الثمينة إلى متحف أرميتاج في مدينة سان بطرسبرغ.

 

بابا الأقباط تواضروس الثاني في زيارة نادرة إلى القدس لحضور جنازة مطران كبيرالكنيسة أكدت ثبات موقفها بشأن دخول المدينة

27/11/15/القدس – أ ف ب: بدأ بابا الأقباط تواضروس الثاني، أمس، زيارة إلى القدس لحضور جنازة مطران القدس والشرق الأدنى للأقباط غداً، وذلك في زيارة نادرة لرئيس الكنيسة القبطية هي الأولى منذ عشرات السنين. وأعلنت صفحة بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس على موقع «فيسبوك» وصول البابا تواضروس للقدس، ونشرت صورا لوصوله والوفد المرافق له، فيما قال ديبلوماسي مصري ومسؤول في المطار، أن البابا تواضروس وصل لتل ابيب عبر طيران مصري ثم توجه الى القدس. وأوضح المتحدث باسم الكنيسة القس بوليس حليم، أن البابا تواضروس الثاني غادر القاهرة ليحضر غداً جنازة مطران القدس والشرق الأدنى ودول الخليج في القدس الأنبا ابراهام، الذي توفي الأربعاء الماضي عن عمر يناهز 72 عاما، مشيراً إلى أن وفداً يضم سبعة من كبار قساوسة الكنيسة يرافقه. وأضاف «هذا عزاء وليس اكثر، موقف الكنيسة ثابت ولم يتغير وهو عدم دخول القدس الا مع اخوتنا المصريين (المسلمين) جميعا». وأشار إلى أنه لم يزر القدس «لا البابا شنودة ولا البابا كيرلس» السادس الذي تولى قيادة الكنيسة منذ العام 1959 وحتى العام 1971. وأوضح حليم أن مراسم الجنازة ودفن الانبا ابراهام ستجرى في القدس لأن الأخير أوصى أن «يدفن في دير الانبا انطونيوس بالقدس». من جانبه، قال وكيل البطريركيه القس سرجيوس سرجيوس، إن الانبا ابراهام كان يشغل الترتيب الكنسي الثاني في الكنيسة القبطية وكان زميلا للبابا تواضروس أثناء رهبنته، «لذا كان واجبا على البابا أن يرأس مراسم جنازته ودفنه بنفسه». وأكدت الكنيسة أن مراسم الجنازة ستقام غداً في البطريركية القبطية الأرثوذكسية بمدينة القدس القديمة، قرب كنيسة القيامة. ومنع البابا السابق شنودة الثالث، الذي ترأس الكنيسة القبطية الارثذوكسية لمدة 41 عاما بين العامين 1971 و2012، أقباط مصر من السفر لاسرائيل اعتراضا على إعلان اسرائيل القدس بما فيها القدس الشرقية المحتلة «عاصمة موحدة وابدية» لها في العام 1980.  ونُصب تواضروس الثاني بابا للأقباط الأرثوذكس في مصر، أكبر طائفة مسيحية بالشرق الأوسط، في نوفمبر 2012، والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة في وقت سابق من نوفمبر الجاري. ويشكل الأقباط نحو 10 في المئة من اجمالي سكان مصر البالغ نحو 90 مليون نسمة، لكنهم يشكلون طائفة صغيرة من 13 طائفة مسيحية معترف بها في اسرائيل، ولا يتبعها سوى بضع مئات من الاسر. ورغم قرار الكنيسة منع سفر الأقباط للقدس، يتوجه العشرات منهم سنويا لحضور صلوات واحتفالات عيد القيامة في القدس كل عام. وتولى الانبا ابراهام رئاسة مطرانية القدس والشرق الادنى ودول الخليج في العام 1991، وهو مولود باسم ابراهيم سدراك في محافظة سوهاج بصعيد مصر العام 1943 وتخرج من كلية الزراعة العام 1962 ثم حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الزراعية العام 1968. وتفرغ لدراسة العلوم الدينية وحصل على بكالوريوس في اللاهوت من الكلية الإكليريكية بالقاهرة العام 1968، ثم ترهبن العام 1984 بدير انبا بيشوي بوادي النطرون. وجرت ترقيته لاحقا أسقفا باسم الأنبا ابراهام العام 1991، ورسمه البابا الراحل شنودة الثالث مطرانا على القدس، والشرق الأدنى في ذلك العام.

 

مقتل 18 شخصاً في النيجر خلال هجوم شنته «بوكو حرام»

الحياة/27 تشرين الثاني/15/قالت حكومة النيجر أمس (الخميس)، إن مسلحين من جماعة "بوكو حرام" المتشددة هاجموا قرية في منطقة ديفا الحدودية جنوب النيجر فقتلوا 18 شخصاً منهم إمام القرية. وقالت مصادر أمنية إن المسلحين وصلوا إلى قرية جوجون قرب شواطئ بحيرة تشاد على الأقدام وفتحوا النار من دون تمييز على السكان وهاجموا منازلهم. وأضافوا قولهم أن المسلحين أطلقوا أيضاً صواريخ في الهجوم. وقال وزير العدل والناطق باسم الحكومة مارو أمادو في بيان "مرة أخرى سببت لنا بوكو حرام الأحزان. وقتل 18 قروياً منهم إمام القرية الذي ذبحه ابن أخيه". وكانت منطقة ديفا في النيجر تعرضت لعشرات من الهجمات عبر الحدود هذا العام شنتها "بوكو حرام" التي يقع معقلها في شمال شرقي نيجيريا على بعد كيلومترات قليلة. وفرضت حال الطوارئ هناك في محاولة لتحسين الأوضاع الأمنية. غير أن المهاجمين غالباً ما يتمكنون من الفرار عبر نهر كومادوجو الذي يشكل خط الحدود مع نيجيريا

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان - سورية: طائف ووكيل ودفتر شروط!

 محمد قواص/الحياة/27 تشرين الثاني/15

مثلما حدث في لبنان، يتحوّل الصراع السوري نزاعاً دولياً إقليمياً كبيراً. تعدَّدَ الانخراط غير اللبناني في الحرب اللبنانية، وكان العامل الفلسطيني أساسياً تدعمه قوى عربية قريبة من موسكو السوفياتية، تتباينُ مصالحها وتتبدلُ وجهتها وفق تطوّر الصراع وأزمنته. تورطت دول عربية لمصلحة قوى اليسار المتحالفة مع الفلسطينيين، ومال الغرب وإسرائيل ودول عربية أخرى لمصلحة الميليشيات المسيحية اليمينية. بيد أن دخول النظام السوري مباشرة في الصراع (1976)، بدّل مزاج التدخلات. شهد البلد انقلاب العراق أيام صدام حسين باتجاه دعم القوى المضادة لدمشق، بما في ذلك ميليشيات «القوات اللبنانية» والجيش بقيادة الجنرال ميشال عون، عشية اتفاق الطائف. ويتّضح في الحالة السورية انخراط أجنبي لمصلحة المعارضة، يتمثّل ميدانياً ببعض دول الخليج وتركيا إقليمياً، ودور غربي ملتبس ديبلوماسياً ولوجستياً. بالمقابل، تستنفرُ إيران إمكانياتها مستعينة بالميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والأفغانية إلخ...، مستفيدة من غطاء روسي جوي، حالياً، وديبلوماسي ولوجستي، قبلاً. ثم إن الموقف الإقليمي الدولي لم يعد يقوم على موقفٍ من النظام في دمشق فقط، بل مقاربة للوجود الإيراني ونفوذه هناك أيضاً. ما بين الهيمنة الفلسطينية على لبنان والهيمنة الإيرانية على سورية مشتركٌ لفهم ديناميات تطوّر الصراع وتحوّلات مواقف الأطراف. جرى في لبنان التخلّص من العامل الفلسطيني عبر الاجتياح الإسرائيلي (1982) وما أنتجه من إنهاء للوجود العسكري لمنظمة التحرير. ثم تدخّل الحلف الأطلسي دعماً للنظام ضد معارضيه المتحالفين مع دمشق. بالمقابل، نأى «الناتو» بنفسه كلياً عن أي انخراط مباشر في الصراع السوري، وابتعدت إسرائيل عن أي تدخل في ما لا يهدد أمنها، واكتفت بعمليات نوعية كان أشهرها ضرب أنشطة «حزب الله» التي اعتبرتها «معادية» (دون أنشطته الداعمة للنظام)، وتدمير أي منشأة سورية عسكرية تشكّل خطراً على الستاتيكو العسكري للبلدين.

تنحو الورشةُ الناشطة حالياً للخروج بما ينهي الحرب السورية إلى خلاصات لا تبتعدُ كثيراً عن الخلاصات اللبنانية. فعلى رغم دعوة طهران لمداولات الحلّ، قد يُستنتج من عدم مشاركة إيران في الاجتماعات السابقة ومشاركتها لاحقاً، أن العالم يقارب العامل الإيراني، على رغم نفوذه السوري، بصفته إلحاقياً وليس أصيلاً في ورشة التسوية الجارية، ما يؤشّر إلى عزم على تهميش الهيمنة الإيرانية على سورية ، كما جرى تهميش تلك الفلسطينية على لبنان، كأساس للوصول إلى مخارج جدية لأي حلّ مقبل (يلاحظ أن طهران دعيت كما دعيت دول أخرى، لا يقارن دورها الهامشي بالدور الإيراني في سورية). كما تعكسُ المقاربات المتوافرة في فيينا، والتي بدأت تأخذ شكل مشاريع وبرامج وبنود، توْق العالم إلى «طائف» سوري يُفرض من الخارج ويجري إخراجه بمداولات داخلية بين نظام ومعارضة. يمثّل التدخل الروسي الحالي حالة بالإمكان مقارنتها بالتدخل السوري في لبنان عام 1976. آنذاك تدخّلت دمشق لنصرة النظام اللبناني وميليشياته، لكن سرعان ما انقلبت على تلك الميليشيات للتحالف مع الميليشيات والقوى المضادة. لم تكن دمشق لتستطيع إنجاح تورّطها اللبناني، في غياب ضوء أخضر دولي وعربي. احتاجت دمشق لاتفاق الطائف برعاية الرياض بما يمثّله من تغطية دولية للحصول على اعتراف إسرائيلي ودولي وعربي يمحضها شرعية لما أصبح، بعد ذلك، وصاية كاملة على البلد.

لم تتأخر موسكو كثيراً في إدراك عجزها عن الانخراط وحيدة في المستنقع السوري. نشّطت خطاً ديبلوماسياً يواكب جهدها العسكري ويخلّصها من كوابيس محتملة كالتي لا تنساها في أفغانستان. انطلقت من حقيقة أن جهدها حاجةٌ روسية استراتيجية وأمنية، لكنه أيضاً حاجةٌ غربية أطلسية، لا سيما في مواجهة «داعش». بالمقابل، وبغض النظر عن التصريحات الغربية المنتقدة أو المتحفّظة على التدخّل الروسي، فالعواصم الغربية وجدت في همّة بوتين مخرجاً لمعضلة تحوّلت كارثة أمنية، في ما يمثله «داعش» (وحدث باريس بارز في ذلك)، وإنسانية، في ما تضخُّه الحرب من صور دمار تصدم الرأي العام الدولي، وما تقذفه من لاجئين في حضن هذا العالم. يبحثُ العالم عن «طائف» سوري يوكل مهمة مراقبته ومواكبته لروسيا، كما أوكل المهمات نفسها لسورية في الحالة اللبنانية سابقاً. ويُسهّل العالم المسعى الروسي في ما ظهر من مرونة أبداها الغرب ودول المنطقة في مسألة البقاء الانتقالي الموقت للأسد على رأس السلطة في دمشق عشية زيارته موسكو، كما في القبول بدعوة طهران لمداولات الحلّ غداتها. سيمنح العالم وكالة لروسيا وفق شروط تحددُ حجم الدور الروسي وآفاقه، بحيث تلعب موسكو دوراً وفق دفتر شروط محدد ودقيق. تعرف موسكو ذلك وتعمل بهمّة عالية لإقناع دول المنطقة والغرب بجدارة مسعاها وحقيقة دورها بعد أن تمّ إقناع إسرائيل بذلك. ولا شك في أن موسكو تضع في صدارة أوراق اعتمادها عمليةً تنهي وجود الأسد لاحقاً على رأس السلطة (وفق ما بدأ يتسرب مما سمعه الأسد خلال زيارته الشهيرة لموسكو)، كما تنهي الهيمنة الإيرانية على البلد، بما يفسّر توتر طهران وارتباك «حزب الله»، لا سيما نزوعه مؤخراً نحو التهدئة وتحري الصفقة اللبنانية الشاملة.

 

«حزب الله» يعلن عن قتلاه بـ «التقسيط المريع»

علي الحسيني/المستقبل/26 تشرين الثاني/15

في غفلة من الزمن يتحوّل الموت إلى عادة يوميّة وتُصبح فيه الحياة رهن إشارة من قيادة حزبية ما عادت ترى في عناصرها سوى مجموعة من الأرقام تهوى لعبة العد التنازلي وكأنهم يضجرون من حياة لا جديد تمنحهم إياه سوى أكفان موت ملوّنه بلون الدماء وأجساد مُمدّدة داخل نعوش خشبية تُغلق على آخر نافذة حلم تُشبه فرحة أطفال ينتظرون عودة آبائهم وأشقائهم عند عتبة منزل تشهد على أمنياتهم وضحكاتهم ودموعهم. هو الموت العابر إلى القرى والبلدات التي ينتمي اليها جمهور «حزب الله». يزور بيتهم ليحصد منهم خيرة شبابهم ثم يعود ويتركهم لأوجاعهم وأحزانهم. في المقابل يُصر الحزب على جعل جمهوره يكتوي بنيران حروب يبتكرها ويُلاحق شرارتها من مكان إلى آخر ليعود في كل فجر ويزّف اليهم أخباراً موجعة وروايات من نسج الخيال عن «الواجب الجهادي» الذي تحوّل إلى مسلسل رعب لا نهاية له يروي قصة بيئة يُلاحقها الموت من حلقة إلى أخرى.

تتكرّر الاخبار وأحياناً تتشابه الأسماء. حكايات يوميّة تُسمع بدايتها في الضاحية الجنوبية والبقاع وقرى الجنوب من دون ان تجد لنفسها خاتمة. أمس الاول أعلن «حزب الله» للمرة الألف وربما أكثر عن سقوط عنصرين له في سوريا هما عباس حسان واحمد صالح وكان سبقهما بيومين تشييع مجموعة من عناصره كانوا سقطوا في سوريا وآخرين لم يُعلن عنهم حتى اليوم بإنتظار اعلام اهاليهم وتهيئة الاجواء المناسبة، وكانت مواقع إلكترونية مؤيدة للحزب ذكرت ايضاً مقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر للحزب خلال يوم واحد في سوريا من دون أن يُعلن عن أسمائهم.

بالأمس غابت أحداث تفجيري برج البراجنة عن مُذكّرة «حزب الله» بالكامل بعدما استبدل مشاهد عائلات الضحايا وآلام الناس المنكوبين وأوجاعهم، بنعوش آتية من خلف الحدود كان أرسلها تحت حجّة حماية الحدود ثم المقامات الدينية قبل أن تجد نفسها تدافع عن نظام مبتور ارتكز على جثثهم منذُ ان سخّرتهم قيادتهم لخدمته وبقائه. ووسط الإلتفاف على أوجاع الناس يعتمد الحزب سياسة «التقسيط المؤجّل» و»المريح» في الاعلان عن عناصره الذين يسقطون في الحرب السورية، فالإعلان يتم على مراحل وكأنها محاولة لإمتصاص نقمة الناس وغضبهم من موت يُلاحقهم ويُحاصرهم من كل الجهات وحتّى داخل بيوتهم وأرزاقهم، وهو السبب الرئيس والأساس الذي يأخذ أبناء هذه البيئة إلى حنين لزمن كان للشهادة وقع يُشبه مواقع «جبل الرفيع» و»سجد» و»الدبشة» ومعبر «بيت ياحون»، لكن هذه البيئة لا تلبث أن تعود وتصحو من أحلامها لتستفيق على رحيل أحد أفرادها.

إلى اليوم تغيب الإحصاءات الرسمية لعدد عناصر «حزب الله« الذين سقطوا في سوريا منذ بداية الثورة ولغاية اليوم رغم أن المعلومات تُشير إلى أن العدد قارب الالف وخمسمئة مقاتل واكثر من ثلاثة آلاف جريح ، ومع هذا لم يخرج حتى الساعة عن مؤسّسة «الشهيد« التابعة للحزب أي رقم مُحدّد، بل على العكس، فهناك من يقول إن تلاعباً وتفاوتا في أعداد القتلى بين ما يُعلنه السيد حسن نصرالله في كل إطلالة وبين ما تؤكّده الوقائع الميدانيّة في سوريا وعمليّات التشييع التي تقوم بها عائلات هؤلاء العناصر، خصوصاً أن أي مُراقب لسير المعارك التي تدور في سوريا يُمكن أن يُلاحظ أن عدد الذين شيّعهم الحزب من ثلاثة أشهر فقط ولغاية اليوم، يفوق الثلاثمئة عنصر.

موت جرى الترخيص له يوم أعلن الإستعداد لـ «التضحية بثلثي أبناء الطائفة الشيعية مُقابل أن يعيش الثلث المُتبقي بكرامة» وقد ترافق مع الإعلان هذا، تحويل كل مجالس العزاء لعناصر «حزب الله» إلى حلقات وعظ أساسها الدعوات إلى التأقلم مع الموت، دعوات تغفل التورّط والنزف القاتل تماما كما تتغافل في الرد عن مجموعة أسماء لقادة كبار من زمن المقاومة ضد إسرائيل جرّهم الحزب ليُقتلوا في أحياء سوريا وزواريبها تحت عناوين وخلفيات ابتكرها هو، مرّة دعاهم فيها لحسم الصراع في «القلمون» ومرّات «الجرود» ثم «الزبداني» واليوم في ريفي «إدلب» و»حلب» والتلميح أيضاً بالعودة إلى القرى الحدودية اللبنانية خصوصا في ظل الخسائر والنكبات التي يتكبدها. صرخات خجولة لم تجد طريقها بعد إلى مسامع قيادة «حزب الله« تدعو إلى وضع حد للنزف القاتل وإلى إيجاد مخرج يُجنّب عائلات تدفع ضريبة الدم نتيجة سياسات لا طريق لها سوى عبر النعوش، ومن رحم الفاجعات إلى سياسة «التعميات « تستعيد بيئة الحزب كلاماً للسيد حسن نصرالله يقول فيه «لا نريد أن يأتي يوم ويُصبح فيه قتل الفلسطينيين بالنسبة إلينا أمراً عاديّاً»، لتسأله بدورها اليوم: هل أصبح قتل أبنائنا أمراً عاديّاً؟.

 

سليمان فرنجية.. حارس تركة الأسد

نديم قطيش/الشرق الأوسط/27 تشرين الثاني/15

دخل المشرق العربي في زمن الحسم بلا شك. وما تفصلنا عن الاستحقاقات وبدايات التأسيس للجديد المقبل علينا، إلا أسابيع قليلة أشار إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما في كوالالمبور على هامش فعاليات اجتماع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان). كان الرئيس الأميركي يتحدث عن فسحة الزمن المتاح أمام موسكو لتحسم خيارها بالتخلي فعليًا عن بشار الأسد. سبقت ذلك إشارات عدة تفيد بأن موسكو تهيئ «البنية التحتية» لهذا القرار، من خلال ما كشفته الصحافة الإسرائيلية من أن فلاديمير بوتين أبلغ الأسد ضرورة التخلي عن صلاحياته. وقد أكدت التسريبات الإسرائيلية كلامًا نسب إلى الدبلوماسي الإيراني جاويد قربان أوغلي، مدير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية، قال فيه إن الرئيس الروسي طلب من الأسد الاستعداد لحزم حقائبه، لأنه في أي لحظة قد يحين وقت رحيله أو يُطلب منه ترك السلطة. عوامل عدة ساهمت في تسريع الاتجاه نحو مرحلة جديدة في سوريا تفتتح، من دون مبالغة، عصرًا جديدًا في المشرق. أول هذه العوامل الصمود الأسطوري للشعب السوري، وصلابة الموقف العربي المتمسك بألا يكون الأسد جزءًا من مستقبل سوريا، معطوفًا على قِصر نفس المغامرة الروسية وحاجتها إلى ترجمة المجهود الحربي في سوريا إلى نتائج سياسية سريعًا، وأخيرًا هزيمة إيران في المشرق العربي، وهو ما استدعى أصلاً دخول موسكو على خط الأزمة السورية! لن يتأخر غروب حكم آل الأسد عن سوريا كثيرًا، غير أن مرحلة ما بعد الأسد ليست ماءً رقراقًا، لا في سوريا ولا في لبنان، وهو ما عجل من إدارة محركات التسوية بين اللبنانيين.

يشبه سقوط الأسد، أيًا تكن الفترة التي سيستغرقها، غرق سفينة «تايتانيك»، مع ما يعنيه ذلك من قدرتها على سحب السفن الصغيرة القريبة منها إلى أعماق العتم والموت. وعليه، فالتحدي الأول المطروح على الحياة السياسية والوطنية اللبنانية هو كيفية حماية لبنان من أن تجذبه طاقة انهيار النظام السوري، ولو أتى على شكل خروج مشرف ترعاه وتصونه موسكو، كما هو مرجح. الواقع يقول إن التسوية التي نحن مقبلون عليها، نحن اللبنانيين، هي في مكان ما تسوية بين خاسرَين، مهما زُين لأي من الطرفين أنه رابح. سوريا المدمرة، المصدرة لكل أشكال النزوح والفقر والتخلف والانهيار الاجتماعي والأفكار ال اديكالية، هي خسارة للفريقين. وهي بالتأكيد ليس ما راهن عليه أي منهما. رهان فريق سوريا الأسد في لبنان على حماية الأسد لا يعدو وهمًا، ورهان خصومه على اقتلاع سهل للنظام ونقل سوريا من موقع إلى موقع وهم موازٍ ما لم يكن أكبر.

ككل تسوية، لا بد لها أن تتعرض للقنص، إما من متضررين وإما من حالمين، لا سيما إذا كان عنوان التسوية انتخاب صديق بشار الأسد الشخصي الوزير سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية بعد عشر سنوات من الانتفاضة ضد سوريا، بل وفي لحظة سقوط الأسد الآتية لا ريب فيها.

غير أن اللبنانيين ما عادوا يملكون ترف إبقاء البلاد معلقة بلا نصاب دستوري ومؤسساتي، وتشريع هيكل الدولة على مزيد من التآكل والانهيار، إلا من كان منهم مستفيدًا من حال التآكل والانهيار كحزب الله. وهم لا يملكون ترف الحلول الوسط التي استُنزفت مع حكومة الرئيس تمام سلام، وما عادت قادرة على إنتاج مطمر للنفايات، دعك من معالجة أي عنوان سياسي أو سيادي من العناوين الكبرى. وبالتأكيد ما عادوا يملكون ترف الأوهام بأن فريقًا سيلغي الآخر بموجب نتائج الحرب في سوريا أو يغير موازين القوى لصالحه بشكل دراماتيكي.

أما في ما يعني قوى «14 آذار»، أو ما بقي منها بأي حال، فثمة حاجة ملحة إلى إعادة الصراع إلى داخل النظام السياسي بدلاً من إبقائه خارج النظام. أيًا تكن التسوية، فإن في إعادتها الاعتبار للنظام السياسي وهيكل الدولة مكسبًا قد لا يستشعره من لا يزالون على الجبهات. وأزعم أن ليس ثمة كثير مما يمكن أن يكسبه حزب الله من تسوية تأتي بحليفه رئيسًا.. ليس بوسعه أن يربحه من إدامة الفراغ والتهرؤ واستنزاف النظام ومؤسساته والتسلط بسلاحه على البلاد، في حين أن إنهاء الفراغات المتتالية هو مكسب لديمومة الدولة اللبنانية في واحدة من أدق اللحظات التي تمر بها المنطقة.

لماذا سليمان فرنجية؟ العارفون بالتركيبة اللبنانية يعرفون أن فرنجية، على عكس حليفيه حزب الله والجنرال ميشال عون، ينتمي إلى فصيلة قوى النظام أو الـ«استابلشمنت»، في حين يقع حلفاؤه خارجها تمامًا. هو أقرب بمعنى من المعاني إلى الرئيس نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، منه إلى هوية حلفائه. ثم إن التوازن السياسي في البلاد لا يسمح إلا برئيس حكومة من «14 آذار» ورئيس جمهورية من «8 آذار»؛ يرعى الأول مصلحة الدولة اللبنانية، ويقف الثاني «حارسًا قضائيًا» على تركة نظام الأسد. اختبار التسوية في لبنان هو تمهيد للتسوية الكبرى في سوريا. هو تقاطع الحد الأدنى بين الفيلة المتصارعة في المشرق، وتثبيت للتوازن اللبناني، بالأصالة وليس بالوكالة، وفرصة جديدة لحماية لبنان من الالتحاق بانهيار سوريا الأسد.

 

من كليمنصو إلى بكفيا ومعراب والرابية "قصة صعبة" رئاسة سليمان فرنجيه

 ايلي الحاج/النهار/27 تشرين الثاني 2015

"القصة صعبة". قال وليد جنبلاط لأحد النواب الذين التقوه أمس في كليمنصو. كان رئيس "اللقاء الديموقراطي" أوفد الوزير وائل أبو فاعور إلى بكفيا ليطمئن إلى سير حزب الكتائب في تسوية عمادها انتخاب النائب سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية. تغطية الكتائب أساسية لهذه العملية، تسحب من أيدي المعترضين المحتملين، والشرسين، لافتة "إنهم جماعة الاتفاق الرباعي مجدداً. هذه المرة يفرضون رئيسا للجمهورية ولا يأخذون رأينا في الاعتبار". لا يريد جنبلاط ولا سواه من طابخي التسوية السياسية الشاملة أن يسمعوا مرة أخرى مثل هذا الكلام الذي يهدد مشروع التسوية قبل أن يرى النور.

عاد أبو فاعور وأخبره أن رئيس الكتائب سامي الجميّل تحدث بودّ عن المرشح فرنجيه لكنه أوضح أن المسألة لا تتعلق بالشخص. نحن منفتحون، قال "الشيخ سامي"، ولكن يهمنا جدا أن يعلن ما هو برنامجه للحكم. ما هو موقفه من "حياد لبنان"، تحديداً موقفه من سلاح "حزب الله" ومن تدخل الحزب عسكرياّ في الحرب الدائرة في سوريا. نحن نخشى أن يجر هذا التدخل لبنان إلى حرب أهلية جديدة. وإلى أي حد يستطيع أن يكون فرنجيه او غيره مرشحا توافقيا يعامل جميع المواطنين بالعدل. وغير ذلك من قضايا مهمة.

قال أبو فاعور للجميّل ما فحواه إن هذا كلام خطير سأنقله إلى "وليد بيك". "القصة صعبة" قال جنبلاط بعد ذلك. كان المفترض أن يجمع أعضاء كتلته مساء أمس ليعلنوا تأييد ترشيح فرنجيه وتالياّ سحب ترشيح النائب هنري حلو لمصلحته لكنه بعد تلقيه جواب الكتائب أرجأ الاجتماع إلى غد السبت وقد يرجئه مرة أخرى ومراراّ. عذره أنه متوعك صحياّ قال بعض زواره. الكتائب لن يمشي في مشروع تسوية تخالف مبادئه أولاً في ما يتعلق بسلاح "حزب الله" والموقف من التدخل في سوريا، وترسّخ استمرار "قانون الستين" للانتخابات النيابية والذي يشتبه في توافق فرنجيه وجنبلاط والرئيس سعد الحريري عليه لأنه يوافقهم ثانياً.

ماذا عن موقف الدكتور سمير جعجع من مشروع ترشيح فرنجيه وترئيسه؟ يضع في حسابه بداية أن شريكه في "إعلان النيات" الجنرال ميشال عون سوف يرفض التنازل عن ترشحه لأي كان وهذه عقبة طبيعية داخل قوى 8 آذار تعترض فرنجيه وتستلزم تدخل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لحلها مع عون. بعض القريبين من معراب فكروا بإمكان إقناع عون بأن يؤيد ترشيح الرئيس أمين الجميّل إذا تيقن أن ترشيحه هو وصل الى آخر النفق المسدود. حسابات منطقية إلا أنها تصطدم بموقف جذري ومتصلب من الجنرال عون برفض سحب ترشيحه أو تجيير رصيده لأحد غيره. يبقى إذاً منفذان للخروج من المتاهة:

- أن ينسحب عون لفرنجيه فيفوز بالرئاسة بدون أصوات نواب "القوات" والكتائب وبعض النواب الآخرين من المستقلين.

- أن يكرر الدكتور جعجع ما فعل عام 1988 عندما أيد الجنرال عون في بعبدا من غير أن يتمكن من تفادي الصدام معه لاحقا.

أما إذا تشبثت أحزاب المسيحيين الثلاثة ورفض أي منها تغطية مشروع التسوية وعنوانها رئاسة سليمان فرنجيه من دون اتفاق أقله بين اثنين منها على مرشح بديل، فالأرجح أن لبنان سيدخل مرحلة محفوفة بالخطر ترتفع فيها النبرة الطائفية في وداع قوى 14 و8 آذار معاً.

 

طبخة التسوية لم تنضج بعد؟

 الياس الديري/النهار/27 تشرين الثاني 2015

أسئلة كثيرة حول "اللقاءات الرئاسيّة"، ومواقف الكتل النيابيّة والتكتلات السياسيّة، وما إذا كان الوضع اللبناني يتهيّأ لمتغيّرات جديّة، سواء تم التوافق على مرشّح معيَّن أم انفخت الدفُّ وتفرّق العشاق؟ في رأي سياسي أن ما حصل في باريس أدى في لبنان إلى خلط أوراق سياسيّة وعلى نطاق واسع، وبسرعة فائقة، ولا بدّ أن تتّضح صورته، وتفاصيله، وتوجهاته خلال الفترة المقبلة. حتى لو تأخّر التوصّل إلى تفاهم على شخص الرئيس والتسوية السياسية الشاملة التي كثر الحديث عنها واللغط حولها. إنما المهمّ الآن هو مواجهة الفراغ الذي يتحوّل تدريجاً إلى مخاطر ومحاذير وعواقب معقّدة، سيكون من الصعب جداً على اللبنانيّين مداراتها، أو معالجتها، ولا حتى تخفيف أضرارها، ما لم يصل العلاج الرئاسي سريعاً. وهنا بيت القصيد. حقاً، لا بدّ من ملاقاة هذا الفراغ، بل هذا الوحش الذي يكاد يفترس البلد الصغير، بحلول مقنعة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهوريّة حيث تنقشع للحال تلك الغيوم السوداء وتلك الأفكار والهواجس الشيطانيّة.

ولكن، كيف ومتى وعلى أي برّ سيرسو المركب التائه؟ أما ماذا عن التسوية السياسيّة الشاملة، وهل تكون البداية قبل الرئيس، أم معه، أم بعد تشكيل حكومة إنقاذ تزرع الثقة في صدور الناس، فهذا ما لم يتبلور بعد. وما لم يتمّ التوصّل إلى توافق على رئيس معيَّن، فإن الوضع السيئ للغاية سيظلّ يراوح مكانه.

كثيرة هي الأسئلة، وكثيرون هم الذين يلحّون لمعرفة "الحقيقة" بالنسبة إلى ما حصل في اللقاءات المعروفة وتلك التي لم يعلم بها أحد، غير أن الكلام لا يزال يدور في حلقات شبه مفرغة. وهذا يعني أن لا مفرّ من الانتظار مرّة أخرى ومن الآن حتى ظهور قرارات الأحزاب والتكتّلات النيابيّة الكبيرة، وذات التأثير المباشر على خطوة سياسيّة بهذا الحجم. آراء متعدّدة، ومتناقضة جداً سمعتها من سياسيّين ونواب وحزبيّين ومحايدين، تصبّ جميعها في سلّة التخمينات القديمة التي لا تقدّم ولا تؤخّر. لم تنضج التسوية المطلوبة بعد؟ ربما. إلا أن الأوان لم يفت. فباب الحلّ فُتِح أمس الذي عبَر. والناس منهم مَنْ فوجئ وتوخّى الخير مما حصل. ومنهم مَنْ لم يبدِ اهتماماً، استناداً إلى اقتناع راسخ لدى معظم اللبنانيّين بأن لا حلّ للبنان إلا متى بدأت الحلول في المنطقة. وحالات المنطقة معقّدة للغاية. وهيهات أن تطلّ ملامح انفراجات أو حلول في المدى المنظور... من هنا، من هذه الصورة، من هذه الحقيقة، يجب النظر إلى ما أنتجته وأنجزته لقاءات باريس، وما يمكنه أن يؤدّي إلى جلاء الوضع السياسي عاجلاً لا آجلاً. وقبل أن ينقلب سحر الفراغ على السحرة.

 

الجد والحفيد... اي استعادة؟

نبيل بومنصف/النهار/27 تشرين الثاني 2015

لا تنطبق المعالم الصاعدة لترشيح سليمان فرنجية الحفيد مبدئياً على أي من التجربتين اللتين انتخب في الأولى منهما سليمان فرنجية الجد في العام 1970 رئيساً واسقط انتخابه في الثانية عام 1988. لا يزال انتخاب الرئيس الجد يُدرج حتى اليوم في اطار سابقة انتخابية نادرة في تاريخ الديموقراطية اللبنانية اذ فاز فيها بفارق صوت واحد. اما تجربة اسقاط ترشيحه على أيدي المعسكر المسيحي في زمن الحرب فأسست لاحقاً للفيتو المسيحي الشهير على انتخاب مرشح التسوية الاميركية - السورية مخايل ضاهر أيضاً.

ولكن وبصرف النظر عن المتغيرات الهائلة منذ السبعينات والثمانينات ترانا أمام إحدى مفارقات القابلية اللبنانية لاستعادة التجارب الصدامية التي تتوارثها اجيال الساسة. والحال ان "عملية ترشيح" فرنجية الحفيد تبدو في ذاتها من العوامل المثيرة لاشتعال سياسي واسع بفعل "البرمجة" التي اتبعت في "نصف ترشيح" أريد له ان يشكل رأس كاسحة الألغام فألهب كل الريبة المعتملة منذ اللقاء الباريسي "النصف سري". قبل ان تبلغ معالم الذهول اسم المرشح وحيثياته وموقعه والأسئلة والشكوك الضخمة المثارة على كل جنبات الترشيح بدأت عملية الترشيح بذاتها تقيم أسساً لا يمكن تجاهلها لاحتمال قيام "جبهة الممانعة" لوصوله الى قصر بعبدا، وهذه المرة قد تكون ممانعة متطورة للطراز الذي أقام الحواجز التي افقدت الرئيس سليمان فرنجية فرصته الرئاسية الثانية. بطبيعة الحال سيكون التسرع في رسم سيناريوات متعجلة لما يمكن ان يؤول اليه مشروع انتخاب فرنجية الحفيد مغامرة غير مضمونة النتائج. ولكن ترشيح فرنجية بما يمثله من رأس السقوف اطلاقا في جبهة ٨ آذار أولاً وإسقاط ترشيح العماد ميشال عون بالضربة الصاروخية ثانياً وبقلب ميزان القوى رأسا على عقب وسط متغيرات متسارعة اقليميا ثالثا لا يبقي شكاً في ان هذه المغامرة أيضاً من شأنها ان تتسبب بشيء مستعاد من حلف الرافضين لانتخابه على غرار الحلف الذي منع انتخاب جده. ولسنا واهمين اطلاقاً في ترقب "معركة الصوت الواحد" الديموقراطية التي تأتي بالحفيد رئيساً بعد فراغ السنة والنصف في ظل لبنان آخر لم يعد فيه من ذاك اللبنان الغابر أي أثر الا بمقياس الفراغات الدستورية والازمات المستعادة وصياغة المغامرات غير المحسوبة والمعارك المجانية والأحلاف التي لا تقوم الا على تقاطع الخسائر والمكاسب. بذلك تهرول البلاد، وعسانا نكون واهمين ومخطئين، نحو المقلب المجهول الجديد من أزمة الفراغ الرئاسي وسائر مشتقاتها ولكن مع أحلاف جديدة طارئة لا ننصح احدا بتهميش قدراتها على قلب المشهد ما دامت الأيام القليلة من الانقلاب الترشيحي كانت كفيلة بتفجير كل هذا المخزون الذي كان معتملا وراء الأبواب الموصدة للحلفاء والخصوم هنا وهناك.

 

المستقبل والقوات … سياسة الانبطاح

مسعود محمد – السويد/بيروت أوبزارفر/26 تشرين الثاني/15

كتب الصحافي شارل جبور على صفحته للتواصل الاجتماعي ” بعد اكثر من عشر سنوات على انتفاضة الاستقلال سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية”.

إنها عادت قوى 14 آذار بتسريب الأخبار الغير سارة والمضرة بقضية الاستقلال والسيادة اللبنانيتين عبر شخصيات مقربة من صفوفهم على شكل تسريبات صحافية وثرثرات وراء الكواليس وكلام كبير لا معنى ولا قيمة له، وتخدير جمهورهم بحكايات تشبه حكاية ليلى والذئب حتى يمرروا المطلوب بأقل خسائر ممكنة خاصة عندما يعلمون بفداحة الخطأ الذي يقترفونه.

عندما تولى الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة في ال 2009 وقرر الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز انه يجب ان يزور الحريري دمشق، ليبرر الرئيس الحريري سقطته السياسية حكى حينها كلام كبير عن كون زيارته جزىء من المصالحات العربية وقال في الذكرى الخامسة لاغتيال والده ومن على المنبر الذي اعتاد اللبنانيون أن يسمعوا منه في كل عام خطاب «ابن الرئيس»، حيث أجرى الحريري حينها ما اسماه فريقه «مكاشفة» مع جمهوره الذي رسمت علامات استفهام عديدة من قبل سياسيين في «المقلب الآخر» عن مدى وقوفه وراء الحريري الابن بعد سلوكه «درب المصالحة». وقد تحدث الحريري فيها عن الأسباب التي دفعته إلى هذا النهج، مؤكدا أن «الاستقرار والمصالحة العربية والتضامن في مواجهة التهديدات الإسرائيلية وتعطيل أسباب الفتنة الداخلية هي في مصلحة لبنان أولا». جازما بأنه «لن تكون هناك أي فرصة للبيع والشراء على حساب الكرامة الوطنية، أو على حساب نظامنا الديمقراطي أو على حساب المحكمة الدولية». وإذ أشار الحريري حينها إلى أن زيارته إلى سورية هي من ضمن وضع لبنان على خارطة المصالحات العربية»، أعلن حينها أنه «شريك في رسم وإعداد هذه الخارطة»، وأن زيارته إلى دمشق «كانت جزءا من نافذة كبرى، فتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأعطت نتائجها في أكثر من ساحة عربية».

بدا الرئيس سعد الحريري حينها وهو يدلي بتلك التصريحات كمن ينصح اللبنانيين وتحديداً جمهور 14 آذار بالنسيان كوصفة طبية تؤدي للشفاء من المحكمة الدولية ودم شهداء 14 آذار، وتحضيرهم نفسيا لوصاية سورية من النوع الجديد، حيث قال حينها أيضاً ” اننا والسوريين تعلمنا من أخطاء الماضي” وظهر كمن يحضر الرأي العام للطعن بالمحكمة الدولية من خلال الاقرار بالشهود الزور، الا ان ما لم يقله حينها أن تلك الرغبة العارمة بالمصالحة مع سوريا حينها اتت كنتيجة لرغبة السعودية باصلاح علاقاتها مع سوريا لأعادتها الى معسكر الاعتدال وفصلها عن ايران مقابل اعادة وصايتها على لبنان، دون الدخول العسكري المباشر، واعطائها دورا محوريا بالملف العراقي.

أتى الضغط حينها على الرئيس الحريري مزدوجاً من السعودية ومن حزب الله وحليفه الجنرال عون الذين اتهما الحريري حينها بطعنهم بسكين مسكوب عليه الملح. اليوم يعيد التاريخ نفسه فالملك سلمان وحليفته مصر “السيسي” بعكس ما يظهرون يرغبون بإعادة صياغة العلاقات مع نظام الأسد كونهم جزىء من التحالف الدولي لمحاربة الارهاب، والمملكة تريد أن تبعد عنها شبهة دعم التنظيمات الاسلامية الأصولية، والحريري مبعد مهمش ومحاصر بين فكي ازمتيه المالية والسياسية، فكان الحل القبول بأَهْوَن الشرين انتخاب فرنجيه بديلا لعون، وتلمس امكانية حصوله عبر جس نبض الشارع بتسريب أخبار لقاء فرنجية الحريري.

بمقابل ذبذبات الحريري وتقلباته ملت القوات اللبنانية من لعب دور التابع في 14 آذار خاصة وأنها لم تستطع ان تقنع الشارع المسيحي بصحة خياراتها فانسحبت بهدوء من صفوف ١٤ آذار دون اعلان لتنخرط بتفاهم مع عدوها اللدود ميشال عون وبالتالي تفاهم بالوكالة مع حزب الله. خير من وصف هذا التفاهم وقييمه كان الرئيس أمين الجميل الذي قال عنه انه ” قد ميَّع فكرة الانتخابات الرئاسية ” وقال أيضاً.      ” في ظل التفاهمات التي نشجعها يجب ان لا ننسى ان جانبا من تلك الخلافات التي إقتضت التفاهم حولها يرتكز على الخيارات الوطنية الرئيسية. ولم يلحظ التفاهم بين القوات والتيار موضوعا اساسيا لدى المسيحيين هو “انتخاب رئيس الجمهورية” الذي أعدّه مصيريا، ونحن نعرف مدى الاثر الذي خلفه الشغور الرئاسي على البلاد وعلى المسيحيين خصوصا. ثمة موضوع آخر لم يخض فيه التفاهم، وهو بدوره مرتبط بالخيارات الوطنية الكبرى التي نفترق فيها عن قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر، هو مفهوم السيادة. اخشى ان يكون التفاهم ميّع موضوعي انتخاب الرئيس والسيادة. اتساءل اذا كان التفاهم قد رمى الى صرف النظر عن الانتخابات الرئاسية، ومن ثم عن قضايا مصيرية وطنية، ما يخلق نوعا من التأقلم مع الواقع الانتحاري”.

اول نتائج هذا التفاهم والتنازلات الغير مدروسة للرئيس الحريري من الذهاب الى سوريا وصولاً الى التفاوض مع حزب الله والدخول بحوار برعاية الرئيس بري، ودخول القوات بتفاهمات مع ميشال عون كانت ” الحديث عن ترشيح صديق آل الاسد سليمان فرنجية للرئاسة الأولى ” وبالتالي التنازل عن كل السيادة والاستقلال والعودة لنظام الوصاية، والنظام الأمني اللبناني السوري، وإعادة سوريا الى لبنان من باب محاربة الارهاب.

يبدو أن ثقة سياسيي لبنان بخفة عقل جمهورهم وتبعية ذلك الجمهور العمياء لهم كبيرة، لذلك هم يستسهلون نقل البارودة من كتف الى أخرى دون أدنى تردد، لو كنت مكان دولة الرئيس سعد الحريري لتوجهت لجمهوري وصارحته باختلال ميزان القوى، وعدم رغبته بأخذ جمهور 14 آذار الراغب بالدولة الحرة المستقلة الى مواجهة مفتوحة غير مضمونة النتائج، لأنه من جماعة القلم والعلم ومنطق الدولة، وهو غير قادر على الدخول بلعبة مواجهة مع منطق اللادولة لحزب الله وحليفه الجنرال عون الذي أنزل مستوى الخطاب السياسي الى ما دون الزنار، وتركو البلاد بلا رئيس لأكثر من عام، ولخيرت جمهوري بين الاستقالة من المناصب أو المواجهة حتى الرمق الأخير، جمهور 14 آذار التواق لحكم الدولة القوية القادرة على حماية مواطنيها من عبث المليشيا، لم يبخل لا بالتضامن ولا بالتضحية ولا بالصمود لأقرار المحكمة الدولية (التي قال الرئيس امين الجميل منذ عدة ايام انها تقريباً لا تعمل فملف الشهيد بيار جميل خالٍ من وثائق تدين من إغتاله بوضح النهار)، والدفاع عن دماء الشهداء، وتبني قضية الحرية والأستقلال، لذلك يستحق ذلك الجمهور مشاورته بمصيره قبل جره كالشاة الى السكين.

ولو كنت مكان الدكتور سمير جعجع لأخرجت ما أقوله عن تهميشي وتهميش جمهوري المسيحي والخوف من يأخذ المسيحيين على غرة فيسخرون ما تبقى من مناصبهم وصلاحياتهم، من حديث يجري في صالونات مغلقة الى العلن، ولدعيت شريكي في ثورة الأرز الرئيس سعد الحريري الى مكاشفة علنية بمخاوفي قبل توريط حزبي وجمهوري بتفاهمات أقل ما يقال عنها انها تنازل عن السيادة والحرية والاستقلال ودماء الشهداء.

الرئيس سعد الحريري الدكتور سمير جعجع المعادلة الذهبية لفريق 14 آذار خطها مهندس انتفاضتها الشهيد سمير قصير عندما قال ” ربيع بيروت من ربيع دمشق”.

تخليتم عن تلك المعادلة وعن انتفاضة الشعب السوري وناديتم ” بالنأي عن النفس” حيث تبين ان النأي هو من نصيب فريقكم فقط بينما الفريق الثاني يخوض غمار الحرب في سوريا مسانداً نظام الأسد حتى آخر نفس.

ما هكذا تورد الإبل !!!!

ما هكذا يكافىء الشهداء !!!!

لبنان اولا !!!!

 

فرنجية رئيسًا؟ لمَ لا والحريري حليفًا؟

 عبدو شامي

فيما لا تزال آثار وآلام طعنة الخنجر الأول موجودة في ظهر حكيم ثورة الأرز الدكتور سمير جعجع وجُرحها لم يندمل بعد رغم مجاملات "الضحك على الذقون" المتبادلة... إذ بالحكيم يتلقى طعنةَ غدرٍ ثانية من الطعّان الأول نفسه سعد رفيق الحريري؛ غير أن الطعنة الأولى إذا كنا لم نعوّل على خطورتها كثيرا لقناعة لدينا، فإن الطعنة الثانية أخطر من سابقتها بكثير وذلك للمعطيات الآتية. الطعنة الأولى الحاصلة نهاية العام الماضي والمتمثّلة بلقاء الحريري-عون السري في باريس وروما إذا كنا لم نعوَّل على إحداثها أي خطر يُذكَر -وهي لم تُحدِثه فعلا- فإن ذلك عائد لا محالة الى كون ترؤس الجنرال للجمهورية مرفوض من الحزب الإرهابي وإن بقي يُقسم أعظم الأيمان من اليوم الى قيام الساعة أن عون مرشحه الأوحد والذي لا رجعة عنه، ما ذلك إلا لتقطيع المراحل وتمرير الوقت ريثما تنضج الأمور المراهَن عليها في المنطقة سواء على صعيد مجريات الحرب العالمية الثالثة في سوريا أو على صعيد الملف الإيراني الجيوسياسي-النووي؛ ففي تلك المرحلة كانت المعارضة السورية رغم تلقيها الضربات الموجعة من داعش تنزل بعصابات الأسد خسائر فادحة.  اليوم اختلفت المعادلة، فالاتفاق بين الشيطانَين الأكبر(أميركا) والأخطر(إيران) قد تمّ توقيعه وإعلانه بعد 35 سنة من السريّة والعداوة المزيّفة، وهو اتفاق من أهم وأخطر نتائجه أنه يثبّت النظام الإيراني الإرهابي المكروه من شعبه ويقوّيه ويعترف به لاعبًا أساسيًا في المنطقة؛ أضف الى ذلك أن المجرم بشار الأسد دفعته الخسائر الفادحة التي أنزلتها به المعارضة الى الاقرار بخيباته وطلب النجدة علنًا معترفًا بتقهقر جيشه وعدم امكانية آلة قتله على الاستمرار... فكانت النجدة الروسية في الثانية الأخيرة من المباراة فقلبت موازين القوى ودفعت نحو تمديد إلزامي لزمن الحرب على الشعب السوري، وجعلت دول العالم تغيّر مواقفها المعلنة بأن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا  الى القبول بدور للأسد في مرحلة انتقالية، وأصبح همُّ العالم الأوحد داعش.

بناء على ما تقدّم، فإن الطعنة الثانية بلقاء الحريري-فرنجية السري في باريس خطيرة وخطيرة جدا كونها جاءت في الظروف المذكورة آنفًا، ولكون سليمان فرنجية جدير بالاعتماد عليه والثقة به من جهة الحزب الإرهابي الحاكم في لبنان، وثالثًا لكون فرنجية صديق ودود للإرهابي البرميلي المجرم بشار الكيماوي، بل ويتفاخر بصداقته ويعتز بعلاقته مع عائلة الإجرام الأسدية، والرجل في النهاية صريح وصريح جدًا في هذا المجال، ولا شيء لديه يخفيه، وهو لا يقبل أصلا أن يخفي عنا مدى ارتباطه وعائلته التاريخي و"المشرِّف" بالعائلة التي قتلت في لبنان وسوريا وفلسطين العراق ما يفوق أضافًا مضاعفة ما أُزهق من أرواح على يد إسرائيل. التاريخ كرَّر نفسه لأننا ببساطة لم نأخذ العبرة من الماضي ولم نبني على الشيء مقتضاه فبقي الحريري حلفيًا وزعيمًا لما يسمى 14آذار، فلا شيء كان يضمن لنا عدم تكرار سيناريو 28/11/2007 عندما أتت كلمة السر السعودية لرجلها في لبنان سعد الحريري بالقبول بميشال سليمان رئيسا للجمهورية فما كان من "عمار الحوري" إلا أن خرج علينا في ذلك اليوم عبر مداخلة هاتفية في مقابلة متلفزة مُعلنًا تأييد تياره "ميشال سليمان" كمرشح توافقي ومُفاجئًا بإعلانه هذا مرشح 14 آذار يومها "بطرس حرب" والقادة الاستقلاليين الموارنة الذين كانوا اجتمعوا في معراب تحت شعار "الأمر لك في الأمن لا في السياسة" معلنين بذلك رفض إيصال قائد الجيش ميشال سليمان الى سدة الرئاسة الأولى! رغم ذلك بقيت 14آذار مسلَّمة قرارها لمن لا يملك قراره أصلا، وبالتالي خرجت علينا الصحافة بتسريبات عن لقاء خَجِل الحريري من الإقرار به أولاً فنفى حصوله قبل أن يُقرّ به مواربة عبر فريقه السياسي وسليمان فرنجية، الى أن جاء الإعلان الرسمي عن طريق النائب "فريد مكاري" في 25/11/2015 قائلا عبر محطة "المستقبل" ان الرئيس الحريري جدّي في طرحه ترشيح سليمان فرنجيه ولكن ضمن سلة متكاملة، موضحاً ان الحريري يرى ان التوافق على رئيس يرضي الجميع لم ينجح طوال السنة ونصف السنة الماضيين وهو تلقف مبادرة السيد حسن نصرالله الاخيرة"... كل ذلك والمعني الأول مرشح 14 آذار الرسمي الدكتور سمير جعجع آخر من يعلم!! إذًا بناء على كلام "مكاري" استراتيجية الانبطاح والاستسلام الحريرية واضحة، لم نستطع الاتفاق طوال هذا الوقت على مرشح توافقي، إذا فلنعطي 8آذار المرشّح الذي تريده.

لقد أهان الحريري بطرس حرب سابقًا بتخليه عنه دون إعلامه وأهان معه 14آذار، واليوم يهين الحكيم بطعنة ثانية في الظهر ويهين معه المسيحيين السياديين بمصادرة قرارهم، أما 14 آذار فلا إهانة تطالها لأنها ميّتة منذ زمن وقاتلها هو القائد الفذ والزعيم الاستقلالي والسيادي الأول سعد رفيق الحريري نفسه. رحم الله لبنان.

 

المسيحي الرقم 4

حـازم الأميـن/لبنان الآن/26 تشرين الثاني/15

لم يجد كثيرون سبيلاً لفهم خطوة اقتراب رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وتسويق الأول لاحتمال ترشيح الثاني لرئاسة الجمهورية، سوى أن الخطوة جاءت في سياق تعويضات لـ"الممانعة" ضمن صفقة إطاحة بشار الأسد. فخطوة الحريري لا يُمكن تفسيرها لبنانياً على الإطلاق. فرنجية خصم أصلب للحريري ولحلفائه المسيحيين، والاستعاضة به عن ميشال عون هي كالمُستجير من الرمضاء بالنار، ناهيك عن أن السياسة، في لحظة اختيار فرنجية رئيساً بدل ميشال عون، ينخفض منسوب التوقعات منها إلى مستويات بلغها لبنان مرة واحدة في تاريخه الحديث، وقد جر عليه بلوغها ويلات وويلات. لقد كانت لحظة انتخاب إميل لحود رئيساً. وفقاً لأصحاب وجهة النظر هذه، سيدفع المسيحيون الفاتورة اللبنانية لإزاحة بشار. سيأتي المسيحي الرقم 4 رئيساً للجمهورية. فترتيب الكتل النيابية المسيحية هو على النحو التالي: التيار العوني – القوات اللبنانية – الكتائب – المردة. علماً أن هذا الترشيح هو عملية تكرارٍ لحقيقة أن فرنجية سيكون مرشح المسلمين إلى كرسي الرئاسة. ميشال عون لن يقبل بهذا الترشيح، ومن المرجح أن سمير جعجع سيكون ضحيته الأولى. وسننتهي إلى أن يكون فرنجية هو التعويض الذي دفعه الحريري لـ"حزب الله".

المسيحيون دفعوا الثمن الأول لسلطة آل الأسد في لبنان، وها هم مرشحون لدفع الثمن الأول لإزاحتهم عن السلطة في سوريا. هذا إذا سلمنا جدلاً أن رئاسة فرنجية ستكون أحد التعويضات التي ستُدفع لإيران في سياق عملية المقايضة على مستقبل سوريا.

ثم إن هذا الإفتراض يطرح تساؤلاً آخر، وهو أن تعويض إيران يصح أكثر إذا ما رُئّس ميشال عون، فحصة إيران بعون أكبر من حصتها بفرنجية، ذاك أن الأخير أحادي الولاء ولا تمتد علاقته مع آل الأسد لتشمل حلفاءهم البعيدين. علماً أن تسويق ترشيح عون مسيحياً مهمة ستكون أسهل من مهمة تسويق فرنجية، ويمكن لخصمي الرجلين أن يقايضا الأول، فيما يبدو مستحيلاً مقايضة الثاني على شيء. بالنسبة الى سمير جعجع، يبقى ميشال عون خصماً رخواً وغير مستبعد عن تسوية تفضي بعون إلى الرئاسة وبجعجع إلى توسيع التمثيل والحضور. هذه الصفقة مستحيلة مع فرنجية، أولاً لأن نوع الخصومة بين الرجلين لا يحتمل صفقات، وثانياً لأن فرنجية سيدفع الثمن المسيحي للرئاسة لميشال عون قبل أن يدفعه لسمير جعجع، علماً أن المنصب لم يعد فيه الكثير مما يُدفع. هذه السيناريوات كلها مبنية على فرضية ضعيفة تتمثل في أن طهران بدأت المساومة على ثمن بشار الأسد. والحال أن موسكو قد تكون قد باشرت شيئاً من هذا القبيل، لكن من المبكر أن نقول إن طهران قد اقتنعت وباشرت المهمة. وأن تُعرض الرئاسة اللبنانية على طهران لطمأنة "حزب الله" فهذه مرحلة متقدمة لم تبلغها الحرب السورية بعد. المسيحي الرقم 4 رئيساً للجمهورية، والشيعي الرقم 2 رئيساً للمجلس، أما المنصب السنّي، فربما أعطي للرقم واحد في حكومة العهد الأولى، لكن لا شيء مضموناً في الحكومة الثانية، ذاك أن الرئيسين فرنجية وبري يفضلان نجيب ميقاتي... وسبق أن لُدغ المؤمن من الجحر نفسه.

 

تسوية سليمان فرنجية

نديم قطيش/المدن/الخميس 26/11/2015

بين الطعون اللافتة في إحتمال قبول الرئيس سعد الحريري بالوزير سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، تسريبات تفيد أن حزب "القوات" و"التيار الوطني الحر" سينسقان الموقف للتعامل مع هذا الموضوع، وأنه يصعب على قوى حزبية أخرى، كحزب الكتائب أو غيره، تجاهل وقائع تتعلق بطريقة اختيار رئيس الجمهورية، بقدر صعوبة أن تتقبل قوى معينة اجتماع أحزاب ذات غالبية مسيحية لتقرر من يكون رئيس الوزراء أو رئيس مجلس النواب، بمعزل عن شركائها في الوطن والمبدأ السياسي على السواء”. يغمز هذا الطعن من قناة “قلة مسيحية” سليمان فرنجية، وأنه مطية إسلامية في وجه القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، يتقاطع عندها “التحالف الرباعي” القديم. لنفترض أن هذا صحيح، على سبيل الجدل! لنفترض أن ترشيح سليمان فرنجية اليوم يمثل إختراعاً إسلامياً يعتدي على التمثيل المسيحي الصحيح وأن البدائل “ع مد عينك والنظر”. الا يجدر بنا أن نسأل من غير “الثنائي التمثيلي”، بالتعاون مع بكركي فرض سليمان فرنجية واحداً بين الاربعة الكبار!! لماذا وافقوا؟ لماذا تعاونوا؟ لماذا كرسوا؟ هذه اسئلة بمعزل عن الموقف من سليمان فرنجية، وأنا القائل عنه في مقابلة على شاشة ال بي سي، أن إحتسابه بين الاربعة الكبار مفتعل، وأنه كان مناورة ذكية هندسها آنذاك الوزير السابق النابغة في حياكة المناورات كريم بقرادوني. وأن سليمان فرنجية يمثل حالة سياسية عائلية مناطقية صغيرة، لا يسعفها فتح المكاتب الوهمية في مناطق لبنانية خارج مناطق “ربعها” للجلوس على طاولة الاربعة الكبار!

أقول هذا الكلام بمعزل عن قناعتي التي كتبتها وقلتها، ورأيي في سليمان بك معلن، واستدرج عليَّ تهجمات من قادة رئيسييين في المردة، لكن ذلك لا يغير في قناعتي أنه بمعايير اليوم، هو أحد الحلول الجدية للخروج من المأزق اللبناني، في ظل أمرين. أولاً مسؤولية عموم القوى السياسية أن تحمي لبنان من تبعات الإنهيار السوري وأن نأخذ بعين الاعتبار أن لهذا النظام حلفاء في لبنان سترتد سياسات العزل حيالهم وبالاً على البلد ومزيداً من إحراقه. وهذا يتطلب القبول بأن يُمثَل هذا الفريق بمن يرتاح اليه ويطمئن لطويته، ويتمتع بحد مقبول من الصفة التمثيلية وأن يكون أقرب من غيره الى “الثقافة السياسية” للنظام اللبناني. وهو بذلك يتقدم على الجنرال ميشال عون الآتي الى النظام اللبناني بفائض إزدراء له. الامر الثاني ان وهم الرئيس التوافقي سيبقى وهماً ولن يعطي حزب الله هذه الورقة لا اليوم ولا غداً، حتى لو سقط علي خامنئي وليس بشار الاسد، بالاستناد الى ما يشكله من قوة حرب اهلية مستنفرة وجاهزة لالحاق لبنان بسوريا دماراً وخراباً. لا رئيس توافقياً يقبل به حزب الله، ما يعني إستمرار الفراغ والاهتراء والانهيار. يحلو لي أن يكون كارلوس غصن رئيساً للبنان وأن لا تشارك كل القوى المليشياوية، السيادية وغير السيادية، في حكومة تكنوقراط يشكلها غصن وتعطى اربع  سنوات غير مشروطة، لنقل البلد من مكان الى مكان وأن تكون المحاسبة على النتائج النهائية والخلاصات وليس على المسار المؤدي اليها!! ولغيري أحلام أخرى. لكننا الان لسنا في ارض الاحلام، بل على ابواب انهيار خطير في سوريا، بات أخطر في ظل ما وصلت اليه هذه البلاد الجارة من إنهيار مجتمعي ومؤسساتي وكياني! الحقيقة التي ينبغي أن نصارح أنفسنا بها أن 14 آذار خسرت قبل أن ينتخب سليمان فرنجية، إذا إنتخب، بكثير. خسرت منذ ان رفضت إنتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً وقبلت بنصف ثورة ونصف شجاعة ونصف فكرة ونصف طموح ونصف حلم! اليوم ليس الوقت لأوهام الانتصارات المستحيلة والشجاعة المتأخرة والبطولات العنيدة. إنقاذ البلاد يستوجب تسوية مريرة، وبالاسماء الاصلية. كفانا إختباءاً خلف معادلة أن الفراغ في بعبدا يمثل 8 آذار وتمام سلام يمثل 14 آذار، مع كل الاحترام والتقدير لتجربة تمام بك وما استطاع اليه سبيلا. 

التسوية الوحيدة الممكنة، بكل مراراتها، هي رئيس جمهورية يمثل 8 آذار أو ما كانته ورئيس حكومة يمثل 14 آذار او ما كانته، حكومة مضمونة وغير مفخخة بالثلث المعطل أو بالتمثيل الطائفي الحصري، كي لا تسقط باستقالة الثلث زائداً واحداً أو  يطعن بميثاقيتها لو حصلت استقالات من لون مذهبي واحد بكامل اعضائه، وقانون انتخاب لا يحمل في تركيبته وتقسيماته عبوات الاغتيال والالغاء عبر انتحال صفة التحديث والعصرنة. لنكن واقعيين، نعرف ويعرف حزب الله والجنرال عون، أنه لاسباب تتصل بعمره، لا ضره سوء، ما عاد الجنرال يشكل عنوان اطمئنان لحزب الله الذي لن يضع بيضه في سلة الرجل الجالس على رابية الثمانين! حزب الله يعرف أن أمام لبنان والمنطقة سنوات قليلة حاسمة قد تمتد بين سنتين الى خمس سنوات وهي لا تحتمل المغامرة من باب المجاملة. سليمان فرنجية هو تسوية، لا يُقبل او يُرفض الا بالنظر الى تمام الصفقة المتكاملة وهي ما ينبغي أن ينصب الجهد على الابتكار فيها. هو تسوية تثبيت التوازن بين طرفي النزاع وإخراج النظام السياسي من أسره في آن، من خلال اعادة الصراع السياسي الى داخل المؤسسات بدل ابقائه خارجها. أنظر الى اللبنانيين وأتذكر أصدقائي الليبيين ممن أفنوا اعمارهم في مقارعة معمر القذافي، وحين سقط وجدوا انفسهم بلا قضية يعيشون لأجلها وبلا بلاد يعيشون فيها.

قدرة لبنان على التشظي ليست اقل، وليس من الحكمة أن ندفع بإتجاه يوم يسقط فيه حزب الله ويسقط معه البلد. دعوا حزب الله ينتهي بتوقيته، وهو سينتهي مع زمن أفول “الكفاح الشعبي المسلح” الذي دخلنا فيه.

هل من ينتبه أن داعش وحزب الله باتا في سلة واحدة الآن بنظر أصحاب القرار في العالم؟

 

أجواء جديدة في المنطقة قد تُنجب رئيساً

  ثريا شاهين/المستقبل/27 تشرين الثاني/15

تتكثف التحركات بين القيادات اللبنانية حول السعي الى تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والسؤال المطروح «هل بات الوقت اكثر ملاءمة من السابق لإنضاج تسوية فعلية في هذا الملف؟، وهل الجدية الداخلية ستوصل حتماً الى نهاية؟ تفيد مصادر ديبلوماسية ان هناك تعويلاً على اجواء جديدة في المنطقة خلقتها الدول المؤثرة في الملف السوري نتيجة اجتماعات فيينا الدولية الاقليمية، ووضعها خارطة طريق للحل في سوريا. اي ان هناك مسعى دوليا اقليميا لوضع الحل في سوريا على السكة والذي تجلى في خطة النقاط التسع التي نتجت عن مؤتمر «فيينا 2». وهناك بالتالي، فسحة امام لبنان لإحداث اختراق في ملف رئاسة الجمهورية، ويمكنه الاستفادة منها، عل ذلك يحرك تجاوباً دولياً معه، اساسه وصول المجتمع الدولي الى توافق على حل للازمة السورية. ما يعني ان الحركة اللبنانية لا تستطيع اختراق اية تعقيدات دولية اقليمية في شأن الرئاسة اللبنانية. لكن يمكن للبنان الاستفادة من السياسة الدولية الجديدة والتوجه الذي يبدو جدياً حول سوريا، حيث بدأت العلاقات الدولية ترتاح وتتنفس. ويمكن على وقع لقاءات فيينا المتتالية لبلورة خطة الحل السورية، ان تنضج حلول للوضع اللبناني، خصوصاً ان دولاً اقليمية معينة ربطت حل الملف الرئاسي بالوضع السوري، لذلك تبقى هناك محاولات للقيادات اللبنانية لاقتناص الفرص لاسيما وان وجود الرئيس بات اكثر من ضرورة، ما يفعّل عمل المؤسسات ويوفر الغطاء للاجهزة الامنية للاستمرار في تحدي المخاطر على انواعها.

وتشير المصادر، الى ان الافكار التي تطرحها قيادات لبنانية حول الرئاسة هي جدية، حيث هناك فوارق كبيرة بين النائب سليمان فرنجية ورئيس التيار العوني النائب ميشال عون. زعيم الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط كان ابدى تأييداً لفرنجية رئيساً منذ زمن والآن هو احد طابخي هذه التسوية ذلك ان فرنجية لم تطلخ يداه بالدماء الداخلية، فيما لم يكن للنائب ميشال عون اي دور ايجابي لدى تسلمه رئاسة الحكومة، وذاكرة اللبنانيين لا تزال حية في هذا المجال. وهو يساهم الآن في اقفال مجلس النواب امام الانتخاب. وتعتبر المصادر فرنجية غير متطرف، ولم يوافق على القانون الارثوذكسي ولا على اللامركزية التي طرحها عون، وكان ضد عون لدى طرح موضوع قائد الجيش. وبالتالي ابدى حرصه على الدولة بشكل مسؤول. ومن المعروف ان فرنجية كان ولا يزال مع النظام السوري، لكن الرئيس السوري بشار الاسد بات دوره مؤقتاً في سوريا وهو سيزيح عن الحكم والمسألة مسألة وقت لا اكثر ولا اقل.

ويقول مصدر نيابي رفيع، ان طرح فرنجية لرئاسة الجمهورية جديّ، لكن مكونات 14 آذار حتى الآن ليس لديها كلها قبول بالموضوع. هناك بعض افرقاء 14 آذار يبدو انهم غير راضين عن الطرح ولا تجاوب منهم. كما ان من بينهم من لم يعط بعد اي رد فعل على المسألة مثل «القوات اللبنانية» لأن الأمر لا يزال في بداياته ومن المبكر اعطاء الافرقاء ردود فعلهم. لكن النقاشات قطعت مرحلة لا بأس بها، انما المرحلة الاخيرة هي الاصعب. وسبب الطرح يعود الى تعذر التوصل الى رئيس وسطي خلال سنة ونصف السنة من الشغور الرئاسي وبعد 31 دعوة لجلسة نيابية لانتخاب الرئيس. ولفت المصدر، الى ان طرح فرنجية يأتي في اطار برنامج متكامل يتناول حلاً لكل الوضع اللبناني من كافة النواحي، اي رئاسة الجمهورية، والحكومة ورئاسة الحكومة، وتكوين الحكومة وقانون الانتخاب والنظرة الى الاقتصاد، ومعالجة الاوضاع المعيشية والحياتية. اي ان طرح فرنجية رئيساً يأتي من ضمن سلة متكاملة وضمانات وتأكيدات واضحة.

وتعتبر مصادر مطلعة، ان طرح الاتيان بفرنجية ينطلق من فكرة ان اي شخص يتسلم مقاليد السلطة، يفترض ان يكون اداؤه وطنياً وليس حزبياً. كما ان الخارج لاسيما الدول النافذة لن تتركه يتصرف كمسؤول حزبي، انما ستكون له التزاماته العربية والدولية، كما ان ضغوطاً تمارس من اجل ان يستمر لبنان على حياد عن ازمات المنطقة، وان يعمل لمكافحة الارهاب، وتنفيذ القرارات الدولية، واحترام الرغبات الدولية في كثير من المواضيع. ولبنان في ظل اي رئيس لن يخرج عن الاتجاهات الدولية. على انه من غير المضمون ان توصل الحركة الداخلية حول الرئاسة الى نهاية محتومة وواضحة منذ الآن. مصادر سياسية بارزة في 14 آذار تقول، ان الحديث عن اسماء محددة لا يزال اكبر من حجمه، ان هناك مشاورات مع كل القيادات السياسية ومع الحلفاء حول الوضع القائم، ومحاولة للتوصل الى حلول، ويأتي تحرك الرئيس سعد الحريري في هذا الاطار. و»المستقبل» الذي يتحاور مع «حزب الله» فلماذا لا يتحاور مع فرنجية؟ لكن الامور ليست مبتوتة، ومن المبالغ فيه تحميل لقاء واحد اكثر مما يجب. حتى الآن لا يوجد تطور محدد على الارض في سوريا، ولم يحسم اي شيء على الرغم من لقاءات فيينا. انما في تجربة فرنجية وانتمائه العائلي ما يختلف عن عون، الا ان مواقفه السياسية هي ذاتها، واذا لم تتغير فماذا يعني ذلك؟

 

الحوار بين الضرورة والإنجازات المتواضعة

باسمة عطوي/المستقبل/27 تشرين الثاني/15

في إنتظار أن يتكرر سيناريو الحوار الوطني الذي بدأ عام 2006 في مجلس النواب ثم إنتقلت جلساته إلى قصر بعبدا على طاولة الحوار الوطني القائم حاليا، يبدو السؤال مشروعا عما حققته هذه الطاولة منذ أيلول إلى الآن، وعما يمكن أن تحققه في المرحلة المقبلة في ظل إستمرار الكباش السياسي الداخلي، وضبابية المشهد الاقليمي؟ أما الجواب فهو شبه إجماع من القوى السياسية على ضرورة إستمرار الحوار، وإن كان لم يرشح عنه أي نتائج ملموسة إلى الآن، ما يعطي كل طرف فرصة ليقدم رؤيته لعدم قدرة طاولة عين التينة على الوصول إلى حل ملموس للملفات العالقة، خصوصا أن طاولة الحوار التأمت إحدى عشرة مرة خلال ثلاثة أشهر تقريبا، ومن المفروض أن تستمر إلى حين إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، ليتولى بعدها الرئيس المنتخب إدارة الحوار الوطني وفق أولويات مختلفة.

يشبّه عضو كتلة «المستقبل« النائب أحمد فتفت «طاولة الحوار بأنها «طاولة إنتظار وطني، لأنها لم تقدم أي إنجازات فعلية للبنانيين«، ويوضح لـ»المستقبل» أن «أهم ما قدمته هو الإنطباع بأن المسؤولين اللبنانيين يتحاورون، ففي بند الرئاسة طلب من الحاضرين وضع مواصفات للرئيس وكأن المطلوب هو إنتخاب ملكة جمال، في حين أن مواصفات الرئيس منصوص عليها في الدستور، وفي موضوع قانون الانتخاب أحيل إلى لجنة ليتحول إلى مادة يمكن لأركان الحوار إستعمالها، في حال لم تعجبهم المشاريع والاقتراحات التي تقدم». ويرى وزير التربية إلياس بوصعب أن «أهم إنجاز لطاولة الحوار في المرحلة الحالية هو فتح باب النقاش بين الافرقاء، لأن إنقطاع الحوار أدى إلى حدوث تشنجات في الشارع، كما أن من نتائجها هو تمرير الجلسة التشريعية وهذا ما كان ليحدث لو ان قنوات الحوار لم تكن مفتوحة». ويشير وزير الثقافة ريمون عريجي الى أن «نتائج الحوار ليست سريعة وليست ملموسة حتى الآن، لكنها إستطاعت خلق مساحة لإلتقاء المسؤولين والتحاور فيما بينهم، وتهيئة الارضية لبت بعض الملفات وهذا أمر مهم».

ويعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية« النائب ميشال موسى أن «طاولة الحوار أمّنت على مدى ثلاثة أشهر تقريبا تواصلاً بين الفرقاء أدى إلى تخفيف التشنج في الشارع، والاتفاق على عناوين وطنية عامة وهذا أمر جيد». ويوافقه الرأي أمين سر الحزب «التقدمي الاشتراكي« ظافر ناصر الذي يلفت إلى أن «الطاولة نقلت الخلافات السياسية من الشارع الى طاولة البحث مما خفف التوتر الذي يزكيه التباين الكبير بين الاطراف اللبنانيين حول الازمة السورية، وبالتالي فإن الحوار ساهم في لملمة الوضع الداخلي وهذا أمر تقتنع به الاطراف كافة«. تختلف نظرة عضو كتلة «الكتائب« النائب سامر سعادة حول طاولة الحوار، إذ يرى أن «طاولة الحوار حاولت أن تكون بديلا من الحكومة في الملفات الحياتية والامنية، ولهذا كانت المقاطعة من قبل حزب الكتائب، وعلى صعيد جدول أعمالها لم تنتج شيئا مع اعتقادنا الراسخ أن الحوار مهم وضرورة لأن البديل عنه هو التشنج في الشارع». ويوافقه الرأي عضو كتلة «القوات اللبنانية»، النائب فادي كرم «أن الحوار الحالي بعيد عن مفهوم الحوار الوطني، وهو أقرب إلى هيئة تلتقي خارج مؤسسات الدولة الفعلية لحل بعض الملفات الاجتماعية والحياتية، ولم تحقق شيئاً على صعيد تفكيك الازمة السياسية الحاصلة في لبنان». وإذا كان الجميع يقر بأن الخروق التي حققتها طاولة الحوار في جدار الازمة السياسية متواضعة، فهل هذا يعني أنها لن تتمكن من إحداث تغيير جدي في الحياة السياسية اللبنانية؟، يجيب فتفت «ما قدمه الحوار الى الآن هو الصورة ، ولن يحصل تقدم إلا إذا حصلت تطورات إقليمية إيجابية، بمعنى آخر هي صورة للقول إن البلد لا يزال يتنفس في ظل التعطيل الحاصل في المؤسسات الدستورية»، ويرى بو صعب أن «الحوار يمكن أن يحدث خرقا سواء في إنتخابات الرئاسة أو قانون الانتخاب، لكن الامر يحتاج بعض الوقت شرط أن تكون النوايا في هذا الاتجاه لأن بديل الحوار هو مزيد من التأزم». ويوافقه الرأي عريجي الذي يقول» إذا لم يستطع الحوار الوصول إلى حل، فإن بإمكانه على الاقل تهيئة الارضية اللازمة لحل الملفات عند نضج التسويات في المرحلة المقبلة».

ويرى موسى أن «جدول أعمال طاولة الحوار يجب أن يترافق مع ظرف سياسي يساهم في ترجمته الى حقيقة وعلى رأسها إنتخاب رئيس للجمهورية، لكن هذا الامر متعلق بمواقف الافرقاء كافة«، ويوافقه الرأي ناصر الذي يقول:» أي نقاش هادئ يفتح ثغرات في الملفات العالقة، كما أن هناك تأثيراً متبادلاً بين الحوار والتسوية التي يجري إنضاجها في المنطقة، وبكل صراحة لا يمكن أن نتوهم أن الحوار وحده يمكنه حل الازمة في لبنان، بل أنه يمكن أن يريح بعض الملفات الحياتية والاقتصادية من التأثير السلبي عليها، إلى حين حصول التسوية وانتخاب رئيس يتولى إكمال الحوار بصيغ أخرى».

ويشير كرم الى ان «القوات لم تشارك في الحوار لأنه لم توضع له أسس وطنية سليمة، وبالتالي لن يؤدي الى حلحلة الملفات وهي منتهية الصلاحية لأن الحوار حول رئاسة الجمهورية يتم في اماكن أخرى خطفت الاضواء، وحولتها إلى مجرد طاولة بلا حوار». ويؤكد سعادة أن «ما يريده حزب الكتائب هو أن تكون طاولة الحوار همزة وصل بين الافرقاء للوصول الى حل في ملف الرئاسة الاولى، وإذا لم يكن هذا ممكنا مباشرة فعلى الاقل تهيئة الارضية لإحداث ثغرة في هذا الملف المهم».

 

روبير فاضل لـ"النهار": لا يمكن تجاوز "الثنائي الماروني" في التسوية 75% من الشعب اللبناني ممثل بـ 5% فقط في مجلس النواب

 محمد نمر/النهار/27 تشرين الثاني 2015

تسوية ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية اتخذت طابعاً جدياً لكنها لم تحمل مؤشرات النجاح مسيحياً خصوصا في ظل عدم ترحيب "الثنائي الماروني" بها. وارتفع منسوب الحديث السياسي في كواليس 8 و14 آذار عن التسوية الباريسية التي استطاعت أن تخرق الجمود السياسي في الملف الرئاسي ودفع القوى السياسية إلى التأهب من جديد. يرى النائب روبير فاضل أن اتخاذ موقف من التسوية "يجب أن يكون مبنياً على حال لبنان المقبل على الانهيار". فاضل صوّت لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في الدورة الاولى ولم يقف ضد تسوية طرحت اسم النائب ميشال عون للرئاسة وفشلت. ويقول لـ"النهار": "اذا كانت هناك تسوية شاملة من اجل احياء البلد واعادته إلى وضعه الطبيعي، وإذ كان الرئيس سيطمئن اللبنانيين الى انه رئيس لهم جميعاً، سأكون معها، لكن يبقى أمر واحد ويرتبط بـ"الميثاقية" التي تحولت إلى حق نقد وتعطيل". الثنائي المسيحي الماروني لم يرحب بترشيح فرنجية، والاتصالات لا تزال مستمرة، ويشدد فاضل على أن "التسوية بحاجة إلى غطاء مسيحي، فهل القيادات المسيحية، خصوصا عون وجعجع، سيؤمنان الغطاء لها؟". وبالنسبة إليه يجب ألا يرفض أحد التسوية من دون أن يقترح بديلاً، ويتمنى ألا يتفق "التيار" و"القوات" على التسوية سلبيا فحسب بل ايجابياً أيضاً بالخروج بحل آخر لا يؤدي الى مزيد من الفراغ، معتبراً أن "الثنائية المارونية لها حق الفيتو". وهل من إمكان لنجاح التسوية؟ يجيب فاضل: "لا مانع دولياً لها، أما محلياً فأفرقاء عدة وافقوا عليها بمن فيهم النائب وليد جنبلاط، ويبقى الثنائي الماروني، ومن الصعب تجاوزهما". لم تشهد طاولة الحوار أول من أمس نقاشاً حول ترشيح فرنجية، بل تركزت على تفعيل عمل مجلس الوزراء، وعلى لجنة قانون الانتخاب، اذ يعتبر فاضل أن "هناك مسارين للقانون، الأول: علمي - سياسي عبر الاتفاق على القانون الاقرب إلى الواقع اللبناني في اللجنة، والثاني يندرج ضمن اطار التسوية السياسية". ويصرّ على قانون جديد يعطي الفرصة لانتخاب شخصيات جديدة، ويسأل: "إذا غيرنا القانون وعاد الاشخاص أنفسهم ماذا نكون فعلنا؟". ويعبر عن استيائه من ان "السياسيين يختلفون على التمثيل الفعلي فيما هم ينظرون فقط إلى الموضوع طائفياً"، مذكرا بأن "النساء في لبنان نصف الشعب وهن ممثلات بنسبة 3% فقط، أما نسبة الشباب ما بين 25 و40 سنة فيراوح تمثيلهم بين 2 او 3%، ما يعني أن 75% من الشعب اللبناني ممثل بـ 5% في المجلس". لذا يؤكد فاضل "أهمية أن يكسر القانون حصرية الحياة السياسية ويعطي هامشا لكل فئات المجتمع، ويقدم فرصة لتحرير بعض المقاعد من القيد المذهبي كتجربة من دون كسر المناصفة". التركيبة اللبنانية لم تعد قائمة على نظام الطائف بالنسبة إلى فاضل، "بل ما نمارسه هو نظام طوائف، وهذا أيضاً لم يعد فعالاً وأدى إلى تعطيل المؤسسات ووضع لبنان على حافة الانهيار". ويعزو ذلك إلى سببين. "الاول: تحول طريقة تطبيق الميثاقية إلى حق نقد وتعطيل من دون وجود مبادرة، وإلى حق سلبي زاد نسبة المحاصصة والفساد. الثاني: شخصنة الخلاف، فعندما نفقد اي امكان لردم الهوة بين اللاعبين السياسيين بسبب تاريخهم وخلافاتهم لا يعود أمامنا سوى خاسر ورابح وليس مقاربة موضوعية، فأصبحنا نعيش حرب الغاء من دون مدافع بين بعض القيادات".

نقل فاضل هموم لبنان إلى أوروبا، ولاحظ أن 20 ألف لاجئ سوري هناك بدأوا بتغيير الوضع السياسي، فيما لبنان لديه مليون ونصف مليون لاجئ ولا أهمية للموضوع. ويقول: "يهتم الاوروبيون في الدرجة الاولى بوقف هجرة اللاجئين من لبنان إليهم، وثانياً بالاستقرار". ويضيف مخاطباً الأوروبيين "ان بلدانهم لا تقوم بواجباتها في مساعدة لبنان الذي يوشك على الانهيار ومن واجب اوروبا ان تساعده ماديا اكثر لحل الازمة". ونبه أوروبا من أن "انهيار المؤسسات اللبنانية سيؤدي إلى ارتداد مشكلة اللاجئين عليهم وأن حل القضية يكون بدعم لبنان وتشريع الحل السياسي في سوريا".

اقتصادياً، يقرأ رجل الأعمال في الارقام ويلاحظ أنه "منذ 10 أعوام كان هناك نمو ايجابي وفترات نمو عالية، لكن اليوم نحن في نمو سلبي، وللمرة الأولى نعيش الانزلاق في الحركة الاقتصادية، ما سيؤدي إلى تراجع مدخول الدولة"، ويضيف: "لبنان اقتصاديا وسياسيا ومؤسساتيا لا يحتمل بقاء الوضع كما هو عليه سنة اضافية". وعن تزايد ظاهرة الفقر في لبنان، يقول: "هناك 400 الف شخص يعيشون تحت خط الفقر بأقل من دولارين في اليوم الواحد، من يهتم بهم؟ وهناك تسرب مدرسي، ففي التبانة 50% من الاولاد لا يذهبون إلى المدرسة". وذكّر بأنه اقترح قانوناً للفقر يؤمن لكل عائلة تعيش تحت خط الفقر ثلث الحد الادنى للأجور مقابل وضع اولادهم في المدرسة وذهاب الاهالي إلى معاهد تدريب مهني، لكنه يأسف لأن "الاقتراح نال موافقة الجميع لكنه لم يوضع على جدول الاعمال".

 

الشعب السوري … ضحية إرهاب أممي متوحش

داود البصري/السياسة/27 تشرين الثاني/15

الظلم الأممي الواقع على السوريين أمر جلل لايمكن تصوره، ولا قياس أبعاده الرهيبة التي جعلت من ذلك الشعب هدفا دوليا ثابتا للقصف والضرب، فكل الدول الكواسر وأساطيلها تجمعت هناك، وكل العصابات الطائفية البائسة من إيرانية وعراقية ولبنانية إنتهكت الأرض السورية واستباحت دماء السوريين، والأجواء السورية إزدحمت بطائرات القصف والموت وما زالت الشام أرضا لعداء الحضارات وليس لقاءها! مبدئيا، لا أحد يمجد الإرهاب الأسود ولا يدافع عنه بأي صيغة من الصيغ وما حصل في فرنسا اخيرا من أحداث هي أفعال إرهابية تتكرر بين الفينة والأخرى في جميع دول العالم من دون استثناء، وهي في الأساس مشكلة فرنسية داخلية تتعلق بأسلوب حياة المهاجرين من الجيل الثاني مشكلاتهم المتراكمة داخل المجتمع الفرنسي والذي يفرز صراعات ومصادمات معروفة ومتكررة للقاصي والداني، ومن حق المتضرر من أعمال الإرهاب وتداعياته اتخاذ الإجراءات المناسبة التي توفر الحماية والحصانة للمجتمع و الناس!

ولكن اللجوء صوب إجراءات عقابية متطرفة وذات أجندات متشعبه وإيقاع الأذى بشعوب مكلومة ومدمرة وتعاني من نتائج حروب تدميرية رهيبة، كالشعب السوري، ليس بالأمر الحصيف ولا يعبر بالمرة عن نصر حقيقي على الإرهاب وأهله، بل انه للأسف إمعان في دعم الإرهاب وخلق أجيال جديدة من المتضررين لا ترى غير الإرهاب والعنف المتطرف سبيلا لحل المشاكل المتراكمة! لقد وقف العالم على أقدامه وهو يدين ماجرى في باريس! لكن العالم أيضا تجاهل ان هنالك شعوباً أخرى في الكرة الأرضية تعاني منذ سنوات من أشد وأحقر أنواع الإرهاب الحكومي من دون أن يلتفت هذا العالم لمعاناتها ودون أن تحرك الدول الكواسر أساطيلها وحاملات طائراتها لحماية الناس أو فرض قيم العدالة والدفاع عن الإنسانية، فالشعب السوري الذي ثار ثورة شعبية عارمة العام 2011 أدهشت العالم بتضحياتها، وقدم في طريقها مئات الآلاف من الشهداء، وتدخلت دول إقليمية وكبرى للتآمر ضد الثورة ومحاولة حرفها عن سياقها المدني والحضاري ووصمها بالإرهاب خدمة لإدعاءات ودعايات النظام الإرهابي السوري وحلفائه من أهل الإرهاب الدولي كالنظام الإيراني أو مافيا الروسية، ما زال يقدم الدماء العبيطة، وما زال يصارع البلوى وهو يتعرض لأبشع حملة إبادة عالمية تحالفت فيها إرادات وأطراف عديدة اتفقت على قمع الثورة ومحاولة كسر إرادة الثوار!

الروس اليوم سواء عبر طيرانهم، أو من خلال مستشاريهم أو قواتهم البرية الموجودة في سورية يحاولون فك عثرات النظام وإنقاذه من مصيره المحتوم عبر الإثخان في ضرب و تدمير الشعب و إيقاع أكبر الأذى بالمدنيين! ظنا منهم ان ذلك الأسلوب التدميري الذي جربوه في حربهم القذرة في العاصمة الشيشانية غروزني سيطيل عمر النظام! أما الإيرانيون فهم يخوضون في بطاح سورية معركة مصيرية حتى أن علي أكبر ولايتي مستشار الولي الفقيه السياسي قد تفاخر بالدعم الإيراني لبشار والذي لولاه كما قال ولايتي لسقط النظام السوري منذ زمن طويل فالمعارضة كانت تقاتل على بعد 300 متر من مكتب بشار الاسد ولم ينس ولايتي التأكيد ان حرسهم الثوري وعصابة «حزب الله» اللبناني وقوات الحشد الشيعي العراقية هي من تخوض بشراسة معارك الدفاع عن النظام السوري، برا وليس جوا مثل الحالة الروسية! اليوم وبعد ماحصل من أحداث في العاصمة الفرنسية باريس جاء التدخل الجوي والستراتيجي الفرنسي المواجه لتنظيم الدولة ليضيف لمآسي المدنيين السوريين آلاما مضاعفة وليدفعوا فاتورة أعمال انتقام وتصفية حساب ليسوا هم طرفا فيها، فالغارات الجوية الروسية و الفرنسية لا تفرق بين عسكري ومدني! وأغلب الضربات التي وقعت في حلب أو حمص أو دوما أو درعا أو الرقة أو معرة النعمان كان ضحاياها من المدنيين و الأطفال، خصوصا في حرب إبادة كونية على الشعب السوري الحر المقاوم! كل الأوراق باتت مختلطة، وكل ملفات إدارة الصراع أضحت متشابكة، والنظام السوري يحاول اللعب على التناقضات الدولية لذلك فهو ينشط أيضا في توجيه ضربات سلاحه الجوي ضد الشعب السوري، ومع تعقد المفاوضات الدولية حول مصير النظام السوري ودخولها في نفق مظلم نتيجة الدفاع الروسي و الإيراني عن رأس النظام أضحى الحديث عن أي تسوية سياسية مقبولة بمثابة أوهام ساذجة. للأسف كل المصائب الكونية باتت تتهاطل على رؤوس السوريين… ومع ذلك فالثورة السورية ستنتصر، وسيهزم الجمع ويولون الدبر.

 

شكوك متبادلة بين تركيا وروسيا حول الحل السوري

 راغدة درغام/الحياة/27 تشرين الثاني/15

يُستَبعَد ان تتطوّر المبارزة بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان إلى صدام عسكري بين روسيا وتركيا أو الى مواجهة ميدانية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تنتمي اليه تركيا. فالقرار لكل من موسكو وأنقرة واضح عنوانه استيعاب تداعيات اسقاط تركيا الطائرة الروسية مع الاحتفاظ بحق الغضب والانتقام لاحقاً، إذا برزت الحاجة. هذان الرئيسان المتشابهان في الإمساك بخيوط السلطة وهما يتنقلان بين رئاسة الحكومة والرئاسة باتا يُعرَفان بالقيصر والسلطان لدى كل منهما مشروع. فلاديمير بوتين عقد العزم على استعادة روسيا نفوذ الإمبراطورية السوفياتية وارتأى ان منطقة الشرق الأوسط هي بمثابة السجّادة الحمراء لتدشين مشروعه. ورجب طيب أردوغان اتخذ قرار الإبحار الحذق بين الأمواج الدولية والإقليمية ليستعيد مجد الإمبراطورية العثمانية انما على انغام ايديولوجيته الخاصة. كلاهما قرر ان مفتاح مشروعه يكمن في البوابة السورية، وكلاهما يدرك أنه غير قادر على تنفيذ مشروعه طالما أن الآخر يتصدى له. لذلك، وعلى رغم جدية وخطورة حادثة اسقاط طائرة «سوخوي 24»، لم ينهَر هامش التفاهمات التي استجدت بين الرجلين والبلدين في اطار عملية فيينا لمستقبل سورية، ولم تسقط الاعتبارات الاقتصادية المترتبة على العلاقات الثنائية سيما تلك المتعلقة بالغاز. انما اللافت هو مستقبل العلاقة الروسية بأقطاب المعارضة السورية المسلحة، بالذات «الجيش الحر»، في ضوء معلومات أفادت بتطور مهم جداً في تلك العلاقة قبل اسقاط الطائرة الروسية. فتركيا لاعب أساس مع أقطاب المعارضة السورية المسلحة، وهي أيضاً في تنسيق مع السعودية.

هذا الطوق من التعقديات في العلاقة الروسية - التركية يلقى اهتماماً دولياً نظراً للإجماع على أولوية سحق «داعش» في سورية ضمن استراتيجية عسكرية وعملية سياسية انتقالية هشّة لا تتحمل الصدام والمواجهة بين روسيا وتركيا. لذلك، ان للتهدئة الأولوية انما المخاوف مستمرة من شخصية الرئيسين الانفعاليين، بمشروعين متناقضين أساساً، وبضخامة الأنا لديهما في خضم طموحات اعادة بناء الامبراطورية. الرئيس فلاديمير بوتين لا يريد التورط عسكرياً في سورية بآفاق زمنية مفتوحة وهو جاهز لاستراتيجية خروج إذا ضمنت له ما يريده. وجد ان تلك الاستراتيجية مُتاحة في عملية فيينا التي أطلقتها روسيا ودعمتها الولايات المتحدة وتوسعت المشاركة فيها لتشمل 17 دولة من ضمنها ايران، علماً ان الجولة الأولى من فيينا ضمّت فقط السعودية وتركيا كلاعبين اقليميين.

أهم ما يريده فلاديمير بوتين من سورية هو محاربة الإرهاب السنّي في المناطق التي يسيطر عليها «داعش» كي لا يحاربه في الشيشان وموسكو أو في الجمهوريات الإسلامية التي تطوّق روسيا. يريد قاعدة عسكرية في طرطوس قرب قواعد حلف «الناتو» كي تكون له حرية بسط النفوذ في منطقة الشرق الأوسط. يريد استمرار العلاقة التحالفية بين روسيا وإيران. وعلى رغم اصراره على «علمانية» سورية، لا يمانع بوتين في ثيوقراطية ايرانية وهو جاهز للتحالف مع أي ميليشيات طالما تدعمه في الحرب على «داعش». بوتين يريد أن يحصد اقتصادياً في ايران بعدما استثمر فيها سياسياً. ويريد الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة في المرحلة الانتقالية ويترك الباب مفتوحاً على احتمال عدم ترشحه للرئاسة السورية، انما من دون ضمانات. في أعقاب دخول روسيا عسكرياً حلبة الحرب السورية بصورة مباشرة، أدرك الرئيس الروسي أهمية انماء العلاقات الودية مع الدول الخليجية إذا كان يريد الخروج من ورطة سورية. أدرك ان من الضروري تحسين العلاقة المتوترة دوماً مع تركيا التي يتهمها بدعم الإرهاب كوسيلة لفرض أجندة صعود الإسلاميين الى السلطة، وبالذات «الإخوان المسلمين». عملية فيينا أمّنت الوسيلة للبحث مباشرة في مستقبل سورية مع الاتفاق على ترحيل الخلافات الى حين آخر فيما يتم البناء على أسس الإجماع. وأهم تلك الخلافات هي: مستقبل بشار الأسد في العملية الانتقالية، بالذات في مراحلها الأخيرة. تعريف مَن هي التنظيمات الإرهابية ومَن هي المعارضة السورية المسلحة المقبولة. البرامج الزمنية لخروج القوى غير السورية من الأراضي السورية، الروسية منها والإيرانية، و «حزب الله» والميليشيات.

الجديد في المواقف الروسية، وفق مصادر مطلعة، هو استعداد موسكو للانفتاح جدياً على «الجيش الحر» في مبادرة تعتبر روسيا انها تلبي الإصرار السعودي - التركي - القطري على ان «الجيش الحر» هو حليف ضروري في الحرب على «داعش». الخلاف هو على ما تعتبره موسكو بديهياً، أي مركزية القوات النظامية السورية في تلك الحرب وإن كانت بإمرة بشار الأسد، فيما توافق الدول الثلاث على ضرورة تماسك الجيش السوري ودوره البديهي، انما ليس بإمرة الأسد. أنقرة لا تريد ما يثقب قبضتها على المعارضة السورية المسلحة. قد ترحب بالدور السعودي الجديد في رعاية جهود جمع أطياف المعارضة السياسية والمسلحة، لكنها لا ترحب بانفتاح روسي مباشر وثنائي يُضعِف قبضتها. ثم ان أنقرة لا تثق بأساليب موسكو عند التطرق الى مستقبل بشار الأسد في العملية الانتقالية ولا يعجبها ذلك الغموض الخلاق الذي يتجنب التقدم بضمانات. وعندما صدر عن لقاء فلاديمير بوتين بالمرشد الإيراني علي خامنئي توافق على عدم الإخلال بالوعود وخيانة الحلفاء، قرأت أنقرة ذلك على أنه تعهد واضح بالتمسك ببشار الأسد في نهاية المرحلة الانتقالية كما في بدايتها.

شكوك رجب طيب أردوغان في نظيره الروسي ازدادت أساساً عندما أصرت الديبلوماسية الروسية على سورية «علمانية» فأصرّ على تحدي ذلك وأصدر التعليمات الى وفده لدى فيينا بالمعارضة القاطعة. فهو يعتبر ذلك التعبير ضربة قاضية لأي دور لـ «الإخوان المسلمين» الذين لا يريد اقصاءهم عن مستقبل سورية.

ثم هناك العنصر الكردي الذي يثير أردوغان جدياً إذ يرى ان الغرب والشرق معاً يضربان بعرض الحائط احتجاجه على اعتبار الأكراد عنصراً أساسياً يجب دعمه عسكرياً وتمكينه ميدانياً في اطار الحرب على «داعش» و»جبهة النصرة» و»القاعدة» وكل تنظيم يتعاون معها. فالرئيس التركي يشكك في عواصم حلف «الناتو» بقدر ما يشكك في موسكو عندما يتعلق الأمر بالأكراد. ولعله أراد زج «الناتو» في الزاوية عندما توجه الى الحلف بعد اسقاطه الطائرة الروسية التي تقول انقرة انها تجاهلت الإنذارات المتعددة بعدم دخول الأجواء التركية.

علاقة تركيا بحلف شمال الأطلسي تحسنت في الفترة الأخيرة علماً أنها اتسمت دائماً ببعض التوتر والاختلاف على المفاهيم والسياسات. دول «الناتو» وافقت أنقرة عل حقها بالدفاع عن النفس. والرئيس أوباما دعا روسيا الى الالتحاق بالتحالف الدولي ضد «داعش» بدلاً من نصب نفسها حرة طليقة في الأجواء السورية. قال أيضاً ان الوقت مناسب لروسيا ان تقنن غاراتها ضد «داعش» وليس ضد أقطاب المعارضة السورية. أنقرة اتهمت موسكو باستهداف متعمد للتركمان في سورية قبل اسقاط الطائرة. وموسكو اتهمت انقرة، بعد اسقاط الطائرة، بأنها تعمدت استفزازها، لكن الديبلوماسية الروسية حرصت على عدم تحويل المسألة الى مواجهة مع حلف شمال الأطلسي وأبقت الغضب محصوراً بتركيا. دول حلف شمال الأطلسي ليست مسرورة أساساً بنصب روسيا قاعدة عسكرية لها في طرطوس بالقرب من تركيا، وهي أكثر استياء وقلقاً من احتمال التورط بمواجهة مع روسيا تترتب على تصعيد عسكري بين روسيا وتركيا. فهناك المادة الخامسة التي تجبر دول حلف الأطلسي على الدفاع الجماعي عن أية دولة في الحلف تتعرض الى اعتداء. أكثر القلقين من تدهور علاقات «الناتو» مع روسيا هو الرئيس الفرنسي فرنسوا رولاند الذي أسرع الى لعب دور الراعي لتقارب وتفاهم أميركي - روسي في أعقاب ارهاب باريس قافزاً الى اعتبار سحق «داعش» أولوية في سورية بعدما كان في الماضي يعتبر رحيل بشار الأسد أولوية.

روسيا غاضبة وبوتين غاضب جداً لأن تلك هي المرة الأولى منذ 1953 التي تُسقط فيها طائرة روسية على أيدي عضو في حلف شمال الأطلسي. موسكو غاضبة لأن اسقاط المروحية الروسية التي كانت تبحث عن الطيار الروسي أتى على أيدي تنظيم اسلامي مستخدماً صواريخ «تاو» الأميركية الصنع. فهذا ذكّر موسكو بصواريخ «ستنغر» التي استخدمها «المجاهدون» في افغانستان وأفلحوا في اسقاط الإمبراطورية السوفياتية في أواخر الثمانينات. لكن موسكو لا تريد اسقاط عملية فيينا التي تشارك فيها تركيا والسبب هو ان عملية فيينا هي استراتيجية الخروج لروسيا من الورطة السورية.

المبعوث الأممي الخاص الى سورية ستيفان دي مستورا، في حديث مطوّل الى «الحياة» في نيويورك نُشر السبت الماضي، قال ان روسيا «لا تريد التورط في الاشتباك أطول مما يجب» وإن دول مجموعة فيينا ستستخدم نفوذها وتأثيرها في الأطراف المتقاتلة للتوصل الى وقف النار في موازاة العملية السياسية وإن هذه المجموعة هي من سيعلن وقف النار. هذا يتطلب التهدئة بين روسيا وتركيا. انما التهدئة وحدها ليست كافية. فما وراء التصعيد الروسي - التركي في سورية خلاف عميق حول المسار السياسي وشكوك متبادلة بين المشروعين الروسي والتركي داخل سورية كما في اطار الطموحات الإيديولوجية والأحلام الأمبراطورية. لعل الديبلوماسية السعودية تنجح في لجم التهور والاعتباطية لأنها على علاقة جيدة مع البلدين. لكن هذا يتطلب ايضاحات جذرية من جانب روسيا والتزامات متينة حول العملية السياسية الانتقالية. فإذا كان الغموض الخلاق عنواناً دائماً لموسكو وإذا كان ترحيل الخلافات استراتيجية القفز على العقد بما يؤدي الى ترسيخ الأسد وتحويل المسألة السورية الى مجرد حرب على الإرهاب، لن تبقى عملية فيينا ورقة التين الساحرة وستخسر موسكو فرصة استراتيجية الخروج من الورطة السورية.

 

العمل العسكري وحده لن يهزم «داعش»

 لينا الخطيب/الحياة/27 تشرين الثاني/15

كانت هجمات باريس الفعل الأكثر جرأة في أوروبا من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ما يشير إلى بزوغ فجر حقبة جديدة تؤشر إلى أن لا مكان في مأمن من التهديدات الإرهابية. لكن الهجمات لم تتسبب في تحول كبير في سياسة المجتمع الدولي يعطيه فرصة لهزيمة التنظيم. على العكس من ذلك، كما تبدو الأمور، فإن رد الفعل العالمي على هجمات باريس يصب في يد التنظيم. كانت استراتيجية تنظيم «داعش» قبل تقدمه في الموصل في عام 2014 قائمة على الهجوم المبني على كسب الأراضي. وقد استخدم التنظيم هذا كدليل ملموس لشعاره، «باقية وتتمدد». وبعد التقدم في الموصل، واصل العديد من المراقبين الخارجيين قياس نجاح التنظيم من حيث المساحة الجغرافية المكتسبة. كان يعتقد، خطأ، أن تباطؤ التوسع المادي للتنظيم علامة ضعف. والحقيقة هي أن التنظيم كان ببساطة يدخل مرحلة جديدة. قيام التنظيم بقطع رأس اثنين من الرهائن الأميركيين وإعلان تأسيس «الخلافة» في الوقت ذاته تقريباً في حزيران (يونيو) 2014 كانا مؤشرين على تحول كبير في استراتيجيته، فهو حينها بدأ الانخراط في حرب دفاعية. كان الهدف من قطع الرؤوس هو دفع التدخل العسكري الأميركي. فقد ثبت تاريخياً أن الحرب الدفاعية أكثر ملاءمة من الحرب الهجومية للمجموعات الصغيرة المنخرطة في القتال ضمن الحرب غير المتكافئة. فبنى قادة «الدولة الإسلامية» استراتيجية التنظيم العسكرية وفقاً لذلك. أصبح للتمدد معنى آخر، وهو الحضور العالمي، وليس الكسب الإقليمي. بدأت الهجمات الانتهازية للتنظيم في جميع أنحاء

العالم، وكانت تهدف إلى زيادة دعم «داعش» من خلال الاستعراض للمتعاطفين مع التنظيم أن نفوذه أصبح عالمياً. كان هذا الاستعراض لا يقتصر فقط على صورة التنظيم ولكن أيضاً يهدف إلى التجنيد، فبعدما أخذ التنظيم قدراً من الأراضي اعتبره كافياً لإنشاء «دولة»، أصبح بحاجة إلى المقاتلين والمقيمين لتشكيل سكانها. وقد استندت الحسابات العسكرية لـ «داعش» على دراسة دقيقة لرد فعل الغرب على التعامل مع سيناريوهات مماثلة في سياق الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر 2001. أصبح من الواضح لقادة هذا التنظيم الإرهابي أنه يمكن بسهولة استقطاب الغرب إلى حرب انتقامية غير قائمة على استراتيجية شاملة. حدث هذا في أفغانستان بعد 11 سبتمبر، كما في العراق بعد غزو عام 2003، حيث كانت الأعمال الإرهابية من قبل تنظيم «القاعدة» تقود ردود الفعل العسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها والتي غذت الصراعات بدلاً من وضع حد لها.

كانت تجربة العراق المحرك الرئيسي وراء سياسات إدارة باراك أوباما في الولايات المتحدة، حيث حاول الرئيس تجنب تكرار السيناريو ذاته في بلدان الشرق الأوسط الأخرى. فهم قادة «داعش» هذا، وراهنوا على أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيحاولون تجنب التورط في الصراع السوري، إلى أن ينجروا إلى التورط على عجل عندما يتم دفعهم للقيام بذلك. كان الرهان على أنه بعد ما حدث في العراق في أعقاب الغزو، ليس من بلد غربي يود إرسال قوات عسكرية على الأرض في الشرق الأوسط مرة أخرى، ما يعني أن أي رد فعل عسكري من قبل الغرب لن يكون كافياً لهزيمة «داعش».

جاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشارك في الغارات الجوية ضد «داعش» منذ سبتمبر 2014 ليؤكد للتنظيم دقة توقعاته. وكان التنظيم قد أعد بشكل جيد لغارات جوية، فخبأ قادته تحت الأرض ونشر مقاتليه بين السكان المدنيين في سورية والعراق. كما استخدم الضربات لإثبات سرديته بأنه يدافع عن أراضي المسلمين ضد عدوان الصليبيين والكفار والمرتدين كما يسميهم.

من خلال هجمات باريس، هدف تنظيم «داعش» لإعطاء فرنسا خياراً وحيداً هو الرد عبر تدخل عسكري مماثل. والآن بما أن غيرها من الدول الغربية تدرس التدخل العسكري، نجح «داعش» في استخدام الغضب الشعبي والخوف في أوروبا لمصلحته، فالدول برمتها تتعرض لضغوط لتظهر لشعوبها أنها تفعل شيئاً حيال «داعش»، إما للانتقام لهذه الشعوب أو للدفاع عنها. فأصبحت الدول تحول انتباهها إلى الأمن الداخلي، في حين أنها تشعر أيضا بالضغط للتصرف خارجياً. وهذه الازدواجية تترجم إلى هذا النوع من العمل العسكري الخارجي الذي هو في أحسن الأحوال رمزي، وفي أسوأ الأحوال غير مبني على استراتيجية واضحة.

قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة ضد «داعش» الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع في أعقاب هجمات باريس هو مثال آخر على شعور الجميع بالضغط ولكن مع الافتقار إلى استراتيجية فعالة. جاء القرار أيضا ليؤكد لأنصار «داعش» في جميع أنحاء العالم أن كل من هو خارج التنظيم هو عدو شرعي.

فهي صيغة بسيطة. مهاجمة العدو لعرض النفوذ. كسب أعضاء جدد. دفع العدو نحو الانتقام العسكري المتسرع. كسب أعضاء جدد. إن للمجتمع الدولي عدواً مشتركاً حقيقياً في شكل «داعش». ولكن حان الوقت للتوقف عن الانجرار الى ردود الفعل كطريقة للتعامل مع هذا التهديد. كلما زاد تركيز المزيد من البلدان على الأمن ابتعدت من السياسة، وكلما ابتعدت من السياسة استفاد «داعش». من المغري رؤية «داعش» على أنه المشكلة، ولكنه ليس المشكلة، بل هو من الأعراض. المشكلة الأساسية هي استمرار الصراع السوري. قادة «داعش» يدركون هذا، ويستفيدون من عدم وجود استراتيجية للمجتمع الدولي لإنهاء الأزمة السورية. وهم شوهدوا في قمة الفرح حين تحولت محادثات فيينا التي كان من المفترض أن تكون عن بدء عملية المفاوضات السياسية في سورية إلى مناقشات حول المسائل الأمنية. العمل العسكري وحده لن يهزم «داعش». يجب أن يقترن ذلك مع خطة سياسية تعالج الأسباب الجذرية وراء وجود هذا التنظيم. في غياب ذلك، فإن ردود الفعل وتدخلات المجتمع الدولي الحسنة النية لن تؤدي إلا لخدمة الإرهاب.

 

تجاهل القوى الإقليمية في سورية

 وليد شقير/الحياة/27 تشرين الثاني/15

اللعب بالنار على الحدود التركية السورية بعد إسقاط المقاتلة الروسية كشف عن التعقيدات الكبرى التي تواجه الحل السياسي للأزمة السورية، بقدر ما كشف عن خطورة الوضع العسكري في الميدان السوري بعد التدخل الروسي وجريمة «داعش» الهمجية ضد الطائرة المدنية الروسية فوق سيناء، والوحشية ضد المدنيين في برج البراجنة في لبنان، والخارجة عن أي تصور إجرامي في قتل المدنيين في باريس. ومع أن جرائم «داعش» أيقظت الشعور بالحاجة إلى التعاون الدولي من أجل القضاء على هذا الوحش الفالت، فإن إسقاط الأتراك المقاتلة الروسية أيقظ هذه الدول على خطورة آثار استمرار المحرقة السورية على علاقات الدول بعضها مع بعض وعلى تناقض مصالحها وتعارض أهدافها. ولعل هذا الجانب الموضوعي من تداعيات الحادث هو الذي دفع أنقرة وموسكو إلى احتواء تلك التداعيات تفادياً للمواجهة بينهما. ومن دون استبعاد نية موسكو الرد بهذه الطريقة أو تلك على ما سماه فلاديمير بوتين «الطعنة في الظهر»، ضمن حدود عدم إشعال حرب، فإن التجرؤ التركي على القيصر الروسي كشف عن أن دور القوى الإقليمية في أزمة بلغت ذروة عالية من التدويل مثل الأزمة السورية، يصعب تجاهله، أو الاستخفاف به، فالسعي إلى نظام تعددي بدل الأحادية التي تبوأتها الولايات المتحدة، وإلى نظام القطبين في إدارة أزمات العالم، يواجه عقبات إذا كانت الدول الأقدر تنوي الإبقاء على التعامل بمنطق القوة مع الدول الأقل قوة.

في الأشهر الماضية كثرت الأمثلة عن «تمرد» القوى الإقليمية على خطط وبرامج الدولتين العظميين أو إحداهما، فالسعودية قررت خوض الحرب في اليمن دفاعاً عن أمنها القومي بصرف النظر عن موافقة واشنطن وموسكو المسبقة على ذلك، واكتفت بإبلاغهما بـ «عاصفة الحزم» ووضعتهما أمام الأمر الواقع، ولخطواتها الأمنية في دول الخليج وقع يخالف الموقف الأميركي في كثير من الأحيان. وللرياض سياستها المستقلة في دعم المعارضة السورية وقيام تشكيلاتها العسكرية، سواء بالتنافس مع تركيا أو بمواجهة الدور الإيراني، بصرف النظر عن السياستين الأميركية والروسية. وإيران خاضت الحرب بالواسطة في اليمن من دون التنسيق مع حليفها الروسي، وواصلت التدخل الميداني في سورية بعد الدخول الروسي في الحرب في أيلول (سبتمبر) الماضي، في سياق خطط ومعارك لا تندرج في السياق الروسي بل في إطار تثبيت النفوذ الإيراني لتثميره في الحل السياسي إذا نجحت جهوده (عبر انتشار قواتها وحلفائها في محيط دمشق). وهي جاهرت باختلافها مع موسكو حين بدا أن الأخيرة تترك مجالاً للبحث في مصير بشار الأسد. وتركيا لم تتوقف عن تدخلها في سورية بمعزل عن الأولويات الأميركية والروسية، لمواجهة الأكراد وحماية التركمان وإضعاف القوات الموالية لبشار الأسد والحؤول دون نجاح استعادة إيران وروسيا السيطرة على الشمال ومحيط حلب، وسعيها إلى تحقيق مشروعها بقيام المنطقة الآمنة لتكريس نفوذها الحيوي هناك. وإسرائيل أخذت لنفسها حق إقامة منطقتها الآمنة داخل سورية على الأرض بالرقابة المستمرة على الحدود المحاذية للجولان المحتل، وفي الأجواء عبر قصفها المتواصل لما تدعي أنه قوافل أسلحة تنقل لـ «حزب الله»...

أخذت الدول الإقليمية أدوارها نتيجة ما يسمى «انكفاء» واشنطن المحسوب، إلى درجة أن سياسة باراك أوباما دعت الحلفاء إلى أن يقلّعوا شوكهم يأيديهم وأن يملأوا الفراغ الذي تركه هو أو خلّفه اعتمادهم المفرط عليه. المواربة الأميركية عبر عقيدة «القيادة من الخلف» نشّطت سعي القوى الإقليمية لتعزيز نفوذها.

وفي وقت أقنع بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف الأميركيين في أيلول (سبتمبر) الماضي بالعمل سوية للحل السياسي في سورية، على أن يأتيا لاحقاً بالدول الإقليمية لتساعد في إنجازه، فإن موسكو أخذت لنفسها حيزاً من حرية الحركة، بموازاة تجاوب دول الإقليم مع دورها المستجد، في شكل يخالف حرصها على إشراك بعضها، فهي عقدت اتفاقات مع كل من دول التحالف وإسرائيل والأردن والعراق المحاذية حدوده للمجال الجوي السوري، حول تحليق الطيران في الأجواء السورية منعاً للتصادم، لكنها استثنت غيرها. وإذا كان استثناؤها لبنان من هذه الاتفاقات مفهوماً، فإن الإنذار الذي وجهته إلى سلطات الملاحة فيه حين كانت تنوي إجراء مناورات بحرية، فُهم على أنه جموح في التصرف بأجواء المنطقة، فما بالك باستثنائها تركيا من تلك الاتفاقات، بحيث أخذت اختراقات الحدود من الشمال السوري ترمز إلى الإعراض عن أخذ مصالح تركيا (الحدودية) ونفوذها في الشمال السوري في الاعتبار، في وقت تسعى إلى إرضاء إيران البعيدة جغرافياً، إزاء اعتراضاتها؟ المدى الذي بلغته الحرب في سورية، يصعب معه الاستخفاف بدول الإقليم المنغمسة فيها.

 

شكوك متبادلة بين تركيا وروسيا حول الحل السوري

راغدة درغام/الحياة/27 تشرين الثاني/15

يُستَبعَد ان تتطوّر المبارزة بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان إلى صدام عسكري بين روسيا وتركيا أو الى مواجهة ميدانية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تنتمي اليه تركيا. فالقرار لكل من موسكو وأنقرة واضح عنوانه استيعاب تداعيات اسقاط تركيا الطائرة الروسية مع الاحتفاظ بحق الغضب والانتقام لاحقاً، إذا برزت الحاجة. هذان الرئيسان المتشابهان في الإمساك بخيوط السلطة وهما يتنقلان بين رئاسة الحكومة والرئاسة باتا يُعرَفان بالقيصر والسلطان لدى كل منهما مشروع. فلاديمير بوتين عقد العزم على استعادة روسيا نفوذ الإمبراطورية السوفياتية وارتأى ان منطقة الشرق الأوسط هي بمثابة السجّادة الحمراء لتدشين مشروعه. ورجب طيب أردوغان اتخذ قرار الإبحار الحذق بين الأمواج الدولية والإقليمية ليستعيد مجد الإمبراطورية العثمانية انما على انغام ايديولوجيته الخاصة. كلاهما قرر ان مفتاح مشروعه يكمن في البوابة السورية، وكلاهما يدرك أنه غير قادر على تنفيذ مشروعه طالما أن الآخر يتصدى له. لذلك، وعلى رغم جدية وخطورة حادثة اسقاط طائرة «سوخوي 24»، لم ينهَر هامش التفاهمات التي استجدت بين الرجلين والبلدين في اطار عملية فيينا لمستقبل سورية، ولم تسقط الاعتبارات الاقتصادية المترتبة على العلاقات الثنائية سيما تلك المتعلقة بالغاز. انما اللافت هو مستقبل العلاقة الروسية بأقطاب المعارضة السورية المسلحة، بالذات «الجيش الحر»، في ضوء معلومات أفادت بتطور مهم جداً في تلك العلاقة قبل اسقاط الطائرة الروسية. فتركيا لاعب أساس مع أقطاب المعارضة السورية المسلحة، وهي أيضاً في تنسيق مع السعودية. هذا الطوق من التعقديات في العلاقة الروسية - التركية يلقى اهتماماً دولياً نظراً للإجماع على أولوية سحق «داعش» في سورية ضمن استراتيجية عسكرية وعملية سياسية انتقالية هشّة لا تتحمل الصدام والمواجهة بين روسيا وتركيا. لذلك، ان للتهدئة الأولوية انما المخاوف مستمرة من شخصية الرئيسين الانفعاليين، بمشروعين متناقضين أساساً، وبضخامة الأنا لديهما في خضم طموحات اعادة بناء الامبراطورية.

الرئيس فلاديمير بوتين لا يريد التورط عسكرياً في سورية بآفاق زمنية مفتوحة وهو جاهز لاستراتيجية خروج إذا ضمنت له ما يريده. وجد ان تلك الاستراتيجية مُتاحة في عملية فيينا التي أطلقتها روسيا ودعمتها الولايات المتحدة وتوسعت المشاركة فيها لتشمل 17 دولة من ضمنها ايران، علماً ان الجولة الأولى من فيينا ضمّت فقط السعودية وتركيا كلاعبين اقليميين.

أهم ما يريده فلاديمير بوتين من سورية هو محاربة الإرهاب السنّي في المناطق التي يسيطر عليها «داعش» كي لا يحاربه في الشيشان وموسكو أو في الجمهوريات الإسلامية التي تطوّق روسيا. يريد قاعدة عسكرية في طرطوس قرب قواعد حلف «الناتو» كي تكون له حرية بسط النفوذ في منطقة الشرق الأوسط. يريد استمرار العلاقة التحالفية بين روسيا وإيران. وعلى رغم اصراره على «علمانية» سورية، لا يمانع بوتين في ثيوقراطية ايرانية وهو جاهز للتحالف مع أي ميليشيات طالما تدعمه في الحرب على «داعش». بوتين يريد أن يحصد اقتصادياً في ايران بعدما استثمر فيها سياسياً. ويريد الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة في المرحلة الانتقالية ويترك الباب مفتوحاً على احتمال عدم ترشحه للرئاسة السورية، انما من دون ضمانات. في أعقاب دخول روسيا عسكرياً حلبة الحرب السورية بصورة مباشرة، أدرك الرئيس الروسي أهمية انماء العلاقات الودية مع الدول الخليجية إذا كان يريد الخروج من ورطة سورية. أدرك ان من الضروري تحسين العلاقة المتوترة دوماً مع تركيا التي يتهمها بدعم الإرهاب كوسيلة لفرض أجندة صعود الإسلاميين الى السلطة، وبالذات «الإخوان المسلمين». عملية فيينا أمّنت الوسيلة للبحث مباشرة في مستقبل سورية مع الاتفاق على ترحيل الخلافات الى حين آخر فيما يتم البناء على أسس الإجماع. وأهم تلك الخلافات هي: مستقبل بشار الأسد في العملية الانتقالية، بالذات في مراحلها الأخيرة. تعريف مَن هي التنظيمات الإرهابية ومَن هي المعارضة السورية المسلحة المقبولة. البرامج الزمنية لخروج القوى غير السورية من الأراضي السورية، الروسية منها والإيرانية، و «حزب الله» والميليشيات.

الجديد في المواقف الروسية، وفق مصادر مطلعة، هو استعداد موسكو للانفتاح جدياً على «الجيش الحر» في مبادرة تعتبر روسيا انها تلبي الإصرار السعودي - التركي - القطري على ان «الجيش الحر» هو حليف ضروري في الحرب على «داعش». الخلاف هو على ما تعتبره موسكو بديهياً، أي مركزية القوات النظامية السورية في تلك الحرب وإن كانت بإمرة بشار الأسد، فيما توافق الدول الثلاث على ضرورة تماسك الجيش السوري ودوره البديهي، انما ليس بإمرة الأسد. أنقرة لا تريد ما يثقب قبضتها على المعارضة السورية المسلحة. قد ترحب بالدور السعودي الجديد في رعاية جهود جمع أطياف المعارضة السياسية والمسلحة، لكنها لا ترحب بانفتاح روسي مباشر وثنائي يُضعِف قبضتها.

ثم ان أنقرة لا تثق بأساليب موسكو عند التطرق الى مستقبل بشار الأسد في العملية الانتقالية ولا يعجبها ذلك الغموض الخلاق الذي يتجنب التقدم بضمانات. وعندما صدر عن لقاء فلاديمير بوتين بالمرشد الإيراني علي خامنئي توافق على عدم الإخلال بالوعود وخيانة الحلفاء، قرأت أنقرة ذلك على أنه تعهد واضح بالتمسك ببشار الأسد في نهاية المرحلة الانتقالية كما في بدايتها. شكوك رجب طيب أردوغان في نظيره الروسي ازدادت أساساً عندما أصرت الديبلوماسية الروسية على سورية «علمانية» فأصرّ على تحدي ذلك وأصدر التعليمات الى وفده لدى فيينا بالمعارضة القاطعة. فهو يعتبر ذلك التعبير ضربة قاضية لأي دور لـ «الإخوان المسلمين» الذين لا يريد اقصاءهم عن مستقبل سورية. ثم هناك العنصر الكردي الذي يثير أردوغان جدياً إذ يرى ان الغرب والشرق معاً يضربان بعرض الحائط احتجاجه على اعتبار الأكراد عنصراً أساسياً يجب دعمه عسكرياً وتمكينه ميدانياً في اطار الحرب على «داعش» و»جبهة النصرة» و»القاعدة» وكل تنظيم يتعاون معها. فالرئيس التركي يشكك في عواصم حلف «الناتو» بقدر ما يشكك في موسكو عندما يتعلق الأمر بالأكراد. ولعله أراد زج «الناتو» في الزاوية عندما توجه الى الحلف بعد اسقاطه الطائرة الروسية التي تقول انقرة انها تجاهلت الإنذارات المتعددة بعدم دخول الأجواء التركية.

علاقة تركيا بحلف شمال الأطلسي تحسنت في الفترة الأخيرة علماً أنها اتسمت دائماً ببعض التوتر والاختلاف على المفاهيم والسياسات. دول «الناتو» وافقت أنقرة عل حقها بالدفاع عن النفس. والرئيس أوباما دعا روسيا الى الالتحاق بالتحالف الدولي ضد «داعش» بدلاً من نصب نفسها حرة طليقة في الأجواء السورية. قال أيضاً ان الوقت مناسب لروسيا ان تقنن غاراتها ضد «داعش» وليس ضد أقطاب المعارضة السورية. أنقرة اتهمت موسكو باستهداف متعمد للتركمان في سورية قبل اسقاط الطائرة. وموسكو اتهمت انقرة، بعد اسقاط الطائرة، بأنها تعمدت استفزازها، لكن الديبلوماسية الروسية حرصت على عدم تحويل المسألة الى مواجهة مع حلف شمال الأطلسي وأبقت الغضب محصوراً بتركيا.

دول حلف شمال الأطلسي ليست مسرورة أساساً بنصب روسيا قاعدة عسكرية لها في طرطوس بالقرب من تركيا، وهي أكثر استياء وقلقاً من احتمال التورط بمواجهة مع روسيا تترتب على تصعيد عسكري بين روسيا وتركيا. فهناك المادة الخامسة التي تجبر دول حلف الأطلسي على الدفاع الجماعي عن أية دولة في الحلف تتعرض الى اعتداء. أكثر القلقين من تدهور علاقات «الناتو» مع روسيا هو الرئيس الفرنسي فرنسوا رولاند الذي أسرع الى لعب دور الراعي لتقارب وتفاهم أميركي - روسي في أعقاب ارهاب باريس قافزاً الى اعتبار سحق «داعش» أولوية في سورية بعدما كان في الماضي يعتبر رحيل بشار الأسد أولوية.

روسيا غاضبة وبوتين غاضب جداً لأن تلك هي المرة الأولى منذ 1953 التي تُسقط فيها طائرة روسية على أيدي عضو في حلف شمال الأطلسي. موسكو غاضبة لأن اسقاط المروحية الروسية التي كانت تبحث عن الطيار الروسي أتى على أيدي تنظيم اسلامي مستخدماً صواريخ «تاو» الأميركية الصنع. فهذا ذكّر موسكو بصواريخ «ستنغر» التي استخدمها «المجاهدون» في افغانستان وأفلحوا في اسقاط الإمبراطورية السوفياتية في أواخر الثمانينات. لكن موسكو لا تريد اسقاط عملية فيينا التي تشارك فيها تركيا والسبب هو ان عملية فيينا هي استراتيجية الخروج لروسيا من الورطة السورية.

المبعوث الأممي الخاص الى سورية ستيفان دي مستورا، في حديث مطوّل الى «الحياة» في نيويورك نُشر السبت الماضي، قال ان روسيا «لا تريد التورط في الاشتباك أطول مما يجب» وإن دول مجموعة فيينا ستستخدم نفوذها وتأثيرها في الأطراف المتقاتلة للتوصل الى وقف النار في موازاة العملية السياسية وإن هذه المجموعة هي من سيعلن وقف النار. هذا يتطلب التهدئة بين روسيا وتركيا. انما التهدئة وحدها ليست كافية. فما وراء التصعيد الروسي - التركي في سورية خلاف عميق حول المسار السياسي وشكوك متبادلة بين المشروعين الروسي والتركي داخل سورية كما في اطار الطموحات الإيديولوجية والأحلام الأمبراطورية. لعل الديبلوماسية السعودية تنجح في لجم التهور والاعتباطية لأنها على علاقة جيدة مع البلدين. لكن هذا يتطلب ايضاحات جذرية من جانب روسيا والتزامات متينة حول العملية السياسية الانتقالية. فإذا كان الغموض الخلاق عنواناً دائماً لموسكو وإذا كان ترحيل الخلافات استراتيجية القفز على العقد بما يؤدي الى ترسيخ الأسد وتحويل المسألة السورية الى مجرد حرب على الإرهاب، لن تبقى عملية فيينا ورقة التين الساحرة وستخسر موسكو فرصة استراتيجية الخروج من الورطة السورية.

 

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية تعهّدات روسية: الأسد سيناقش انتقال السلطة

عبد الكريم أبو النصر/النهار/27 تشرين الثاني 2015

"قدمت القيادة الروسية الى الادارة الاميركية تعهدات تفيد ان الرئيس بشار الأسد ينوي هذه المرة التصرف جدياً وانه مستعد لارسال وفد الى مؤتمر السلام للتفاوض مع وفد المعارضة السورية من اجل بدء مرحلة انتقالية في سوريا تنفيذاً لبيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012 والذي ينص على ان الحل السياسي للأزمة يتطلب انتقال السلطة الى نظام جديد تعددي. وأوضحت القيادة الروسية للأميركيين ان الأسد لن يكرر التجربة السابقة عندما رفض وفد النظام في المفاوضات مع وفد المعارضة في جنيف مطلع 2014 مبدأ المرحلة الانتقالية ومناقشة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي في وقت واحد مع درس سبل محاربة الارهاب".

هذا ما أبلغنا اياه مسؤول غربي في باريس معني بالملف السوري وقال: "إن هذه التعهدات الروسية قدمت مع بدء اعمال "المجموعة الدولية لدعم سوريا" في فيينا والتي شاركت فيها اكثر من 20 دولة بينها روسيا وايران، وتركز البيان الرسمي الصادر عنها على العمل معاً من اجل اطلاق عملية سياسية مرجعيتها بيان جنيف وترمي الى تحقيق خمسة اهداف اساسية تتناقض جذرياً مع مطالب الأسد وتوجهاته، وهذه الأهداف هي الآتية:

اولاً: التفاهم بين خصوم الأسد وحلفائه في فيينا على مناقشة تركيبة النظام الجديد في مرحلة ما بعد الأسد من دون حسم مصير الرئيس السوري الآن. فقد وافق الايرانيون للمرة الاولى، استجابة لنصيحة الروس، على دعم عملية انتقال السلطة في سوريا في رعاية الأمم المتحدة، اذ ان بيان فيينا اكد بوضوح "ان الدول المشاركة في الاجتماعات التزمت ضمان تحقيق عملية انتقال سياسي في سوريا تستند الى بيان جنيف بكامله".

ثانياً: رفض خصوم الأسد وحلفاؤه في فيينا موقفه الداعي الى القضاء على الارهابيين أي على جميع المعارضين قبل العمل على انجاز الحل السياسي، اذ انهم اتفقوا على ضرورة مواصلة الحرب ضد "داعش" والارهابيين في وقت واحد مع تنفيذ عملية سياسية تنطلق مع بدء مفاوضات في رعاية الأمم المتحدة بين ممثلين للنظام وللمعارضة تهدف الى انجاز المرحلة الانتقالية استناداً الى بيان جنيف.

ثالثاً: رفض خصوم الأسد وحلفاؤه موقفه المتمسك بمواصلة القتال ضد المعارضة حتى القضاء عليها اذ انهم طالبوا في بيان فيينا بوقف النار في وقت واحد مع انطلاق المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة، وليسبق ذلك اتخاذ اجراءات بناء ثقة تشمل وقف قصف المدنيين والسماح بمرور المساعدات الانسانية مع مواصلة القتال ضد "داعش" والارهابيين.

رابعاً: حدد خصوم الأسد وحلفاؤه في بيان فيينا جدولاً زمنياً وخطوات واضحة من أجل تحقيق الانتقال الى نظام جديد، اذ انهم طالبوا ببدء المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة مطلع 2016 وفي رعاية الأمم المتحدة وانطلاق المرحلة الانتقالية بعد ستة أشهر من هذا التاريخ. وتشمل المرحلة الانتقالية تشكيل حكم جديد "ذي صدقية وشامل وغير طائفي" يضم ممثلين للنظام والمعارضة على اساس بيان جنيف، مما يعني انه سيملك ويمارس الصلاحيات التنفيذية الكاملة. ويعمل هذا الحكم على صوغ دستور جديد واجراء انتخابات حرة ونزيهة استناداً الى الدستور الجديد خلال فترة 18 شهراً من بدء العملية السياسية. وتدير الأمم المتحدة هذه الانتخابات "وفقاً لاعلى المعايير الدولية للشفافية والمساءلة" ويشارك فيها جميع السوريين بمن فيهم السوريون في الخارج وفي الشتات، ويعارض الأسد تحديد جدول زمني للعملية السياسية ويرفض أن تدير الأمم المتحدة الانتخابات وان يشارك فيها السوريون في الخارج.

خامساً: اتفق خصوم النظام وحلفاؤه في فيينا، وضد رغبة الأسد، على ارسال مراقبين دوليين الى سوريا من أجل ضمان تطبيق وقف النار في كل المناطق غير الخاضعة لسيطرة "داعش" وتعهدوا اصدار قرار جديد عن مجلس الأمن يمنح تفويضاً دولياً شرعياً لبعثة المراقبين الدوليين ويدعم عملية انتقال السلطة على اساس بيان جنيف.

السؤال: هل تحترم القيادة الروسية تعهداتها وتضغط على الأسد من أجل تنفيذ تفاهمات فيينا، خصوصاً ان الرئيس فلاديمير بوتين صرح بأن مصير الأسد "مسألة ثانوية"؟ وزير الخارجية الاميركي جون كيري أجاب عن هذا السؤال، قال: "إذا رفض الأسد التفاوض جدياً مع المعارضة من أجل تنفيذ عملية انتقال السلطة، فإن الحرب ستتواصل. لقد أكدنا للروس بوضوح ان الحرب لن تتوقف ما دام الأسد في السلطة، ولن يدعم أي من حلفائنا عملية التفاوض إذا لم تضمن رحيله". أما الرئيس باراك أوباما فقال: "الحرب في سوريا لن تتوقف ما دام الأسد في السلطة. وعلى روسيا وايران أن تقررا إن كان عليهما مواصلة دعم الأسد أم الحفاظ على الدولة السورية".

 

بين الاضطراب الفرنسي والمآزق الروسية أوباما يقوّي موقفه بمزيد من الابتعاد

روزانا بومنصف/النهار/27 تشرين الثاني 2015

اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما عشية عطلة عيد الشكر وعلى اثر اجتماعه مع فريق الامن القومي الاميركي ،انه ليست لدى اجهزة الاستخبارات اي ادلة محددة ومؤكدة على احتمال حصول اعمال ارهابية في البلاد ، مخففا على نحو مباشر من تأثير او مفاعيل ما كان قاله في اثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند من ان تنظيم" الدولة الاسلامية "يمثل اكبر تهديد للولايات المتحدة في الوقت الذي تعم العالم موجة مخاوف من هجمات ارهابية . ففي مقابل هذه النقطة الاخيرة تستطيع الولايات المتحدة ان تواجه الحرب ضد تنظيم "داعش" من دون معارضة داخلية كبيرة . لكن في حمأة المسارعة الفرنسية الى تأمين تحالف واحد ضد تنظيم" الدولة الاسلامية "على اثر الاستهداف المباشر الذي تعرضت له باريس في 13 من الشهر الجاري وذلك من خلال الجولة التي بدأها الرئيس الفرنسي في اتجاه الولايات المتحدة وروسيا في الدرجة الاولى، اضافة الى حلفائه الاوروبيين، يستطيع اوباما الذي يتعرض لانتقادات كبيرة لاسلوبه في مقاربة الحرب السورية وتراجعه عن وضع الخط الاحمر الذي رسمه حول استخدام النظام السوري الاسلحة الكيميائية ضد شعبه ان يوصل رسالة الى الاميركيين تطمئنهم الى المخاطر المضبوطة من جانب تنظيم "الدولة الاسلامية". ويمكن طابع الارتياح الذي قد يعممه اوباما ان ينسحب ايضا في ما خص ما واجهته روسيا استنادا الى تنبّئه مع تدخل هذه الاخيرة مطلع تشرين الاول الماضي في سوريا من اجل انقاذ النظام، بان روسيا ستغرق في سوريا وذلك في ظل حادثين خطيرين واجهتهما روسيا حتى الان، احدهما هو اسقاط الطائرة المدنية الروسية التي انطلقت من شرم الشيخ فوق سيناء ومن ثم اسقاط تركيا طائرة حربية روسية اخترقت مجالها الجوي لثوان . ومع ان تورط فرنسا ضد تنظيم "الدولة الاسلامية "في العراق وسوريا هو من ضمن القيادة الاميركية للتحالف الدولي ضد التنظيم ولم تكن مرة منفردة ، الا ان لفرنسا خصوصا واوروبا عموما حسابات اخرى على ما يبدو بالنسبة الى استهدافها من الارهابيين تكرارا في السنة الماضية الى الحد الذي بات يتعين على الفرنسيين تبني السؤال الذي استخدمه الاميركيون بعد اعتداءات ايلول الارهابية في الولايات المتحدة العام 2001 وهو لماذا يكرهوننا ، خصوصا ان غالبية الارهابيين في الحوادث المختلفة التي وقعت هذه السنة يحملون الجنسية الفرنسية .

هناك رأي واسع منتقد لاوباما في منطقة الشرق الاوسط على قاعدة ان ادارته ساهمت في تفاقم تطورات المنطقة انطلاقا من ان انسحابها من العراق ساهم في وضع ايران يدها على العراق، في حين ان عدم رغبة هذه الادارة في الانخراط جديا في سوريا سمح لروسيا في السنة الخامسة للحرب السورية المستمرة بالسعي الى ملء الفراغ الذي حصل نتيجة تغييب الولايات المتحدة نفسها عن الامساك بناصية الامور.

الان يستطيع الرئيس اوباما الذي ووجه ولا يزال بانتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وفي العالم لتقاعسه عن قيادة حل سوري قبل عامين او اكثر، وفي ظل ما تواجهه فرنسا او ما تواجهه روسيا ،ان يبيع الاميركيين فكرة انه عزل الولايات المتحدة بنسبة كبيرة عن ردود فعل انتقامية لو كان التزم اكثر بشؤون المنطقة بدلا من انسحابه منها من دون ان يتخلى عن قيادة الرأي او الاتجاه المعاكس للذي تدفع به روسيا في سوريا. فزيارة هولاند الى واشنطن اعادت الاعتبار الى موضوع عدم امكان ان يكون لبشار الاسد اي مستقبل في سوريا في حين بدا ان الموقف الرسمي الفرنسي اهتز في العمق بعد اعتداءات باريس فوضع الحرب على" داعش" في المقدمة على نحو لم يخف ضعفا في الموقف من بشار الاسد او على الاقل عدم ادراجه كاولوية كانت في مقدمة الاولويات الفرنسية في مقاربة الوضع السوري. كما بدت الولايات المتحدة صارمة في دعم تركيا في موضوع الدفاع عن سيادتها واسقاط الطائرة الحربية الروسية وان مع عدم الرغبة في التصعيد بين روسيا وتركيا ومعها دول حلف شمال الاطلسي. في المقابل بدا الدفع من جانب هولاند في اتجاه تحالف دولي واحد في وجه "داعش "واعتزامه زيارة روسيا لهذه الغاية كأنه يصطدم بواقع عدم وجود رؤية موحدة للنتائج المرجوة لهذه الحرب وما اذا كانت ستخدم بشار الاسد وفقا لماهية الهدف الذي تعتزم روسيا تحقيقه خصوصا من خلال استهدافها المعارضة بدلا من" داعش"، او انها ستؤدي الى المساعدة في حل سياسي ينهي حكم الاسد بدلا من ابقائه.

تقول مصادر مراقبة ان من دلالات اسقاط تركيا الطائرة الروسية انها حصلت غداة زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران والاتفاق على مقاربة واحدة للحرب السورية في ما يمكن تفسيره ، متى تعدى اعتبار اسقاط الطائرة حادثا نتيجة اخطاء او التباسات معينة بل اعتبار انه متعمد ، بتوجيه رسالة الى عدم استتباب الامور لهذا التحالف وفق ما يرسم وان هناك خطوطا يتعين عدم المس بها او تجاوزها لجهة ليس ان ما يقرره هذان الطرفان في السعي الى ابقاء بشار الاسد سيسمح به الاخرون . وتأكيد اوباما في المؤتمر الصحافي مع هولاند الموقف من ضرورة عدم امكان بقاء الرئيس السوري يصب في هذا الاطار انطلاقا من ان الاطراف المعنيين او المنخرطين في الازمة السورية يرسمون الاطر المحكمة استباقا لجلوس الافرقاء السوريين الى طاولة المفاوضات من اجل التحكم بنتائجها شأن اصرار ايران وسوريا على ان الشعب السوري هو من يقرر مصير الاسد ،في الوقت الذي يحاربان من اجل بقائه.

 

موسكو أمام التحدّي: ترشيد قفزاتها فوق أوكرانيا وتركيا

وسام سعادة/المستقبل/27 تشرين الثاني/15

ما كادت وزارة الخارجية التركية تستدعي السفير الروسي في أنقرة اندريه كارلوف احتجاجاً على مشاركة طائرات بلاده في الهجوم الذي يشنّه جيش النظام السوريّ على منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية، وسط تدفق آلاف اللاجئين التركمان باتجاه الإسكندرون، حتى جاء إسقاط المقاتلات التركية الأميركية الصنع لطائرة السوخوي ليتجاوز مسألة التضامنية القومية التركية مع التركمان السوريين، وبالذات لأنه يصيب الغلواء القومية الروسية الراهنة كما لم يصبها أحدٌ من قبل في السنوات الماضية. قبل أيام قليلة كان فلاديمير بوتين في انطاليا التركية يخرج الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية عن تهريب النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» الى الداخل التركي. وقبلها بأيام مزيدة كان تفجير الطائرة المدنية الروسية فوق سيناء الذي تبنّاه «داعش» وإن لم يحلّ لغزه بعد. في المقابل، جاءت الغارات الروسية في سوريا، حتى في مرحلة ما بعد هجمات باريس، لتطاول بنك أهداف لا علاقة لأغلبها بمواقع ونقاط حيوية خاصة بـ»داعش»، ولتشمل ما تعتبره تركيا غارات على المدنيين التركمان في جبلهم بريف اللاذقية، ثم جاء إسقاط «السوخوي» بمثابة «إدغام» بين مسألة تتعلّق بسيادة تركيا على أجوائها، وبين بيانها المعلن في حماية الوجود التركماني في سوريا والعراق، وبين استدعائها لآلية يخطئ من يعتبرها منقضية بالانكفاء الأميركي النسبي عن الشرق الأوسط: حلف شمالي الأطلسي التي تنتسب تركيا اليه. بوتين أراد إحراج تركيا «الإسلامية» في انطاليا، وتركيا «التركمانية» في جبل التركمان، فحرّكت تركيا مقاتلاتها الأميركية، وعضويتها الأطلسية. وصحيح أن لا وجه شبه البتة بين تفجير طائرة مدنية فوق سيناء، وبين إسقاط «السوخوي»، لكن من موسكو، انعدام الشبه لا يخفي حصيلة تجمع على بعضها البعض: خسائر ترد من منطقة الشرق الأوسط.

ليس من الشرق الأوسط فقط. الأوضاع في القوقاز الروسي عادت تتحرّك تحت يافطة تنظيم «الدولة الإسلامية» هناك أيضاً. بالأمس كانت الاشتباكات في جمهورية كاباردينو بالكاريا جنوب روسيا، وتحدثت السلطات عن مقتل مجموعة من المقاتلين يتبعون لتنظيم «الدولة» هناك.

حادثة إسقاط الطائرة بالأمس، على خطورتها، من شأنها الدفع باتجاه بعض الواقعية في تناول الخطط المبتغاة لمحاربة «داعش». فإذا كان الموقف الأوروبي، وتحديداً الفرنسي، يتأثر بالضغط الذي يمارسه اليمين («الجمهوريون» بقيادة ساركوزي) لرفع الحصار الأوروبي عن روسيا، بدعوى أنه لا يمكن الدخول في حلف عريض معها ضد «داعش» وتبادل المعلومات العسكرية والاستخباراتية معها مع استمرار وقف الصادرات في الوقت نفسه، فإن تركيا، وبعدها الرئيس الأميركي باراك أوباما إثر اجتماعه مع فرنسوا هولاند بالأمس، يشددان على أنه لا يمكن أن تضحك روسيا على العالم طول الوقت وتقول إنها تحارب «داعش» فيما هي تحارب فصائل معارضة محاربة من داعش والنظام على حد سواء. بشكل موازٍ، لا يمكن لموسكو تجاوز تركيا. مفارقة الأمس: أنّه في وقت يفكر فيه فلاديمير بوتين في كيفية الرد على الخطوة التركية، فإنّه بات بحاجة فعلية الى التنسيق مع أنقرة في الشأن السوري أكثر من ذي قبل. صحيح أن وزير خارجية روسيا سيلغي زيارته لأنقرة، لكن التنسيق يفرض نفسه أكثر من قبل، وهو ما يعود أيضاً لانعدام المنفعة، بعد انقضاء السكرة الأولى، على تدخل روسيا في سوريا. لا يمكنها أن تحفظ نظام بشار الأسد بمقاتلاتها الجوية طول الوقت، ولا يمكنها أن تتولى الشيء ونقيضه: سحب ملف «العملية السياسية» في سوريا من الأميركيين وتعطيلها بدلاً من تحقيقها. الاتفاق على محاربة «داعش» بين الروس والغربيين لم يعد بإمكانه أن يكتفي اذاً بالتبعات المباشرة لهجمات باريس. أمام الروس عقبتان لإنجاز هكذا اتفاق جدياً: حصر الضربات بداعش، والتنسيق مع تركيا، وليس تجاوزها شرقاً، باتجاه إيران، وغرباً، باتجاه فرنسا الجريحة.

كل هذا وروسيا لا تزال بحاجة الى تهدئة في أوكرانيا لترفع عنها العقوبات الأوروبية والغربية، ولا يمكن أن يعوض التفاهم مع الغربيين حول «داعش» في حال حصوله، ودونه إذاً عقبات، غياب التفاهم حول تطبيق اتفاقية مينسك والتهدئة في أوكرانيا. وحالياً يحدث العكس: بالأمس أيضاً، أوقفت موسكو تصدير الغاز الى أوكرانيا، بعد أيام من انقطاع التيار الكهربائي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من طرف واحد، والذي يأتي من أوكرانيا، حيث تم تفجير خطوط الإمداد السبت الماضي، لتغرق القرم في ظلام دامس باستثناء اللجوء لبعض مولدات الطوارئ.

لا يمكن القفز فوق أوكرانيا وتركيا لإصلاح العلاقة مع الغرب، وحفظ الغلواء روسياً، انطلاقاً من سوريا نفسها، هذا ناهيك أن موسكو تخوض حربها دفاعاً عن النظام ضد فصائل غير «داعش» في أغلب الوقت. لن يذهب العالم الى سباق تصاعد التوتر بعد سقوط السوخوي. هذه ليست لحظة تراجيدية. هي بالأحرى دعوة الى الواقعية. سقوط السوخوي ليس «حدثاً» مزلزلاً الى الدرجة التي يمكن توهمها بعد قليل على ورود خبره. لكنه كحدث «ترشيديّ» يقلّل الى حد كبير من المبالغة في التأسيس على هجمات باريس لتلفيق تحالف روسي غربي كيفما كان. فرنسوا هولاند يزور موسكو الخميس. فهل تكون محطة لإفهام الروس بأنّ الغرب والشرق، في آن، في مأزق، حيال.. المسألة السورية؟!

 

البلطجي.. عندما يتواضع!

علي نون/المستقبل/27 تشرين الثاني/15

ليس قليلاً أن يتدرّج موقف فلاديمير بوتين من تركيا بعد إسقاط طائرة «السوخوي» الروسية، من توعّدها بتبعات خطيرة نتيجة «الطعنة في الظهر» التي وجهتها إليه، الى مجرد طلب «اعتذارها» عما حصل. وذلك يعني بداية، ان بوتين يخلع ثوبه القتالي الشرس الذي لبسه في القرم وأوكرانيا وقبلهما في الشيشان وجورجيا، وراح خطوة في اتجاه تعديل أمزجة جماعة الأسد في سوريا وخارجها الذين افترضوا فيه ما ليس فيه، وراكموا تخيّلات في شأنه وصلت الى حدّ جعله البيضة التي ستعدّل القبّان، وستركّع الغرب والأتراك والعرب وعموم المسلمين وتدفع بهم الى طلب الرأفة وقبول التوبة!

وواقع الحال الذي أنكره روّاد التشبيح الأسدي، يفيد أن بوتين قدّم قبل تلقيه «الطعنة في الظهر» من تركيا، ما يكفي من إشارات الى انه واقعي وليس مغامراً، ورجل دولة وليس انتحارياً.. خصوصاً بعد أن تبيّن له ولكل من واكب نزوله الصاخب في النكبة السورية، ان قدراته لا تتلاءم مع ادعاءاته، وان المسرح الذي يلعب عليه ليس ملكاً حصرياً له وان طموحاته الذاتية ليست قدَراً.. وان العالم الخارجي ليس روسيا! وإن محاولة انقاذ سلطة الأسد بالقوة دونها خرط القتاد! منذ اللحظات الأولى لبدء ما سمي «عاصفة السوخوي» بدت حسابات الأرض تقدم ما يناقض حسابات الفضاء الافتراضي.. وسرعان ما تبيّن ان لا المعارضة السورية الفعلية والحقيقية، ولا داعميها العرب والإقليميين والدوليين، أخذوا بالصخب التعبوي الترويعي الذي رافق تلك «العاصفة»، وان العكس هو الذي حصل تماماً، بحيث ان قرار المواجهة دُعّم عملياً وتسليحياً، والموقف من مصير الأسد أو من «دوره» المستقبلي لم يتغير قيد أنملة، برغم تغيّر بعض التفاصيل لاعتبارات تتعلق بالمعطى الأول الذي يقول بـ«حل سياسي» وليس عسكرياً. وذلك يُعيد الأمور برمّتها الى المربع الأول. بمعنى، ان نزول بوتين في سوريا ما كان ممكناً أو وارداً من أساسه لولا الانكفاء الأميركي الغربي.. وهذا ما لم يستوعبه المحور الأسدي تماماً وراح بالتالي الى بناء سيناريوات كبيرة سرعان ما تحطمت تحت وطأة بضعة صواريخ من طراز «تاو».. بضعة صواريخ، لا أكثر ولا أقل، كانت كافية للجم كل ذلك الضجيج وإعادة الواهمين الى أرض الواقع. من تلك الصورة العامة يتفرع المشهد الأخير الخاص بإسقاط «السوخوي» من قبل الطيران التركي. بحيث ان معادلة «أكل الرؤوس» والبلطجة والنفخ التعبوي تلقت بدورها معادلة مضادة، واقعية بالتمام والكمال: الطيران الحربي الروسي ليس وحده المخوّل بالعمل في السماء السورية! وادعاءات مكافحة الارهاب الداعشي لا تغطي العمل بأجندة أسدية تطاول كل المعارضة السورية! والرهان على أن البلطجة تسري مع جيران النكبة السورية مثلما سرت مع جيران روسيا، سقط وسيسقط عند كل اختبار!

والواقع هو ان بوتين يحكي مثل مراهق مقاتل طائش وعصبي و«نرفوز» لكنه يتصرف في سوريا بشيء من الواقعية ويظهر حساسية رجل الدولة الذي يضع حدًّا لرهاناته ومناوراته، ويتحمل المسؤولية في اللحظة الحرجة: ناور طويلاً مع الأتراك، خصوصاً في شأن الأهداف التي يقصفها طيرانه الحربي، وافترض ان أنقرة لن تفتح مشكلة مع موسكو لألف اعتبار واعتبار، لكنه سرعان ما لجم كل حركته عندما تيقّن أن الأتراك وغيرهم، غير مستعدين للتراخي، لا ميدانياً ولا سياسياً. وانهم جاهزون لفتح ألف مشكلة وليس مشكلة واحدة، من أجل الوصول الى انهاء النكبة السورية بطريقة صحيحة، أي البدء في «معالجة» رأسها أولاً ثم الولوج الى أطرافها... أي الانتهاء من بقايا السلطة الأسدية كشرط لا بدّ منه، للانتهاء من مواجهة فعلية وحاسمة مع الإرهاب الداعشي. الطبيعة «الأولى» للبلطجي انه لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يحترم إلا ما يوازيه كفاءة.. وعند هاتين الحالتين، (وعندهما فقط) ينتبه الى مكرمة التواضع ويتذكر فضائل الأخلاق الحميدة.. ويذهب الى مطالبة خصمه أو عدوه بـ«الاعتذار»! علماً، انه حتى هذا «الاعتذار» ليس وارداً لأن تركيا بكل وضوح تعتبر انها لم ترتكب أي خطأ، بل ستكرر ما فعلته كلما حاولت «السوخوي» تخطي حدودها!

 

غارة ناجحة لبوتين في طهران

أمير طاهري/الشرق الأوسط/27 تشرين الثاني/15

بكل المقاييس، صُممت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، الاثنين الماضي، كي تبدو وكأنها قطعة من الباليه السياسي الدبلوماسي، لتخدم ثلاثة أهداف محددة؛ الهدف الأول هو إظهار أن روسيا تعترف بـ«المرشد الأعلى» علي خامنئي باعتباره صانع القرار الأول في الجمهورية الإسلامية.

غالبا ما يلقي القادة الغربيون باللائمة على «مسؤولي إيران غير المنتخبين»، ويقصدون «المرشد الأعلى» بسبب مغامرات الجمهورية الإسلامية على المسرح السياسي الدولي. فهم يخدعون أنفسهم باعتقادهم أنهم سوف يحصلون على صفقات أفضل من «المسؤولين المنتخبين»، وهنا يقصدون رئيس الجمهورية الإسلامية. وبناء على هذا التحليل، حاول القادة الغربيون، وبالتحديد الرؤساء الأميركيون، إبرام صفقات مع عدد من الرجال الذي خدموا كرؤساء في النظام الخميني؛ بدءًا من قليل الحظ أبو الحسن بني صدر، إلى المبهم محمود أحمدي نجاد، ومرورًا بالماكر هاشمي رفسنجاني. ويعلق هؤلاء القادة آمالهم على الرئيس حسن روحاني، خليفة رفسنجاني.

التحليل الغربي مخطئ لسببين؛ الأول هو أن كلمتي «منتخب» و«غير منتخب» في الجمهورية الإسلامية لا تحملان المعنى نفسه الذي تحملانه في الديمقراطيات الغربية، وذلك لأنه لا يخوض الانتخابات سوى المرشحين الذين حصلوا على موافقة من النظام، وحتى مرشحو النظام الذين تم اختيارهم مسبقًا ليس باستطاعتهم الفوز إلا بعد اعتماد فوزهم من قبل مجلس يضم اثني عشر عضوًا من الملالي. وعليه، فإن القول بأن روحاني هو الرئيس «المنتخب» لإيران أمر يثير الضحك في حد ذاته (لم يسمح لنصير روحاني، رفسنجاني، نفسه حتى بالتقدم للترشح في المرة السابقة).

وفي الوقت نفسه، بمقدور خامنئي الادعاء بأنه «منتخب»، شأنه شأن روحاني أو غيره في النظام الخميني، وهذا لأن «القائد الأعلى» منتخب من قبل «مجلس خبراء القيادة»، المنتخب بدوره من قبل الشعب بالطريقة المخادعة نفسها التي انتخب بها الرئيس. وبناء عليه، فإن كل كبار القادة في الجمهورية الإسلامية منتخبون، لكن الانتخابات ليست حقيقية.

يدرك بوتين هذا الأمر جيدًا كمدافع عن النظام السوفياتي، فليونيد بريجينيف أيضًا انتخب بالطريقة نفسها شأن جوزيف ستالين وخامنئي اليوم. ومع زوال الاتحاد السوفياتي أعلن بوتين نفسه زعيم روسيا القومي، وبتلك الصفة أيضًا يدرك بوتين طبيعة النظام الاستبدادي، حيث السلطة دائمًا شأن شخصي، وليس مؤسساتيًا. ففي النظام الروسي، يتمتع الحاكم، أو القيصر، ببعض السلطات الدينية شأن «المرشد الأعلى» في النظام الخميني. ومن ضمن ألقاب القيصر لقب «غوزدار»، الذي يعني سيد العالم، وهي المرتبة التي تقرب الحاكم من درجة الألوهية. فقد أقام إيفان، مؤسس روسيا الحديثة كدولة والملقب في الأدب الغربي بـ«المزعج»، محكمته في معبد أرثوذوكسي لعدة سنوات، وحصل على «السلطة الإلهية»، عندما أمر بقطع رؤوس تسعة من قادة التتار المسلمين عام 1550.

وغالبا ما يصف المعلقون الغربيون النظام الروسي بـ«الشمولي»، غير أن مصطلح المستبد أدق تعبيرًا. ففي هذا النظام، القيصر الذي لا يحسن الحكم لا يوجه له الانتقاد لعدم كفاءته أو عدم عدالته، لكن يوصم بصفة «المحتال»، والمعنى الضمني هو أن «القيصر الحقيقي» دائمًا يحسن الحكم، وبناء عليه فهو أكبر من أن يُنتقد ممن هم دونه من البشر. «القيصر» الحقيقي لا يخسر حربًا، ولا يكون مخمورًا طوال الوقت، ولا يصاب بالجنون. إن فعل أيًا من تلك الأشياء فهو محتال، وليس قيصرًا سيئًا. فالتاريخ الروسي مليء بالمغامرين الذين زعموا أنهم «قياصرة» حقيقيون عندما ساءت الأمور في ظل قيادتهم. وشأن إيران الشيعية، أوجدت إيران تقليد عبادة «الشهيد»، حيث تقوم الطوائف السرية، مثل طوائف «ريدنيل» و«خليست»، بتوقيع عقوبات جماعية على نفسها لما اقترفه أجدادها الذين فشلوا في الدفاع عن «القيصر الحقيقي».

وعلى عكس الزعماء في الديمقراطيات الغربية، لا يجد بوتين صعوبة في فهم النظام الخميني، ولهذا خرج عن عادته بأن أبدى احتراما لخامنئي.

وافق بوتين على ركوب السيارة «المرسيدس» المقاومة للرصاص التي أرسلها له خامنئي كي يستقلها من المطار (رغم أن بوتين كان قد أحضر سيارته الخاصة المقاومة للرصاص ماركة «زيل» لكنه لم يستخدمها). ركب بوتين السيارة مباشرة إلى قصر خامنئي، متجاهلاً حفل الاستقبال الذي أعده روحاني. وقضى الزعيم الروسي نحو ثماني ساعات في طهران، منها نحو ساعة ونصف الساعة مع «المرشد الأعلى».

ومرة أخرى، وعلى عكس البروتوكول، أحضر بوتين هدية لخامنئي عبارة عن نسخة من القرآن الكريم عمرها 300 عام (يتم تبادل الهدايا بين الرؤساء في الزيارات الرسمية فقط في حين لم تكن تلك الزيارة رسمية). وأثنى الرئيس الروسي على خامنئي، وأوضح له أن موسكو أولته عناية خاصة بأن قررت مناقشة كل الموضوعات الدولية المهمة ذات الاهتمام المشترك معه.

وافق بوتين على السماح لإيران بفتح فرع لـ«الجامعة الإسلامية الحرة» الإيرانية، وبافتتاح فرع معهد ديني للتعليم العالي، في روسيا في بلدة ديرباند، إقليم داغستان، حيث الأغلبية الشيعية. والأهم أن بوتين، على الأقل، ادعى أنه في ما يخص سوريا، فإن المرشد الأعلى هو من يقود الرقصة، فإن أراد بقاء بشار الأسد فليبق الطاغية السوري، وإن أراد له الرحيل فليرحل.

وحسب صحيفة «ديلي كيهان» الإيرانية التي تعكس أفكار خامنئي، عبر المرشد الأعلى عن رضاه عن سياسات بوتين «خاصة خلال العام ونصف العام الأخير».

هدف بوتين الثاني كان أن يلقي بمفتاح ربط في ما يعتقد أنه خطة لعب أميركية للسنوات الخمس المقبلة. فخلال ساعات معدودة، حطم بوتين آمال الرئيس أوباما في أن يعمل الجانب الموالي للولايات المتحدة، بقيادة رفسنجاني، على تحييد أو تهميش دور خامنئي ومن ثم قيادة إيران إلى اتجاه مختلف.

في النهاية، أراد بوتين إرسال رسالة إلى أطراف في المنطقة وفي مناطق أخرى، مفادها أنه في حين أن التحالف مع الولايات المتحدة، الصديق المتقلب، يؤدي دومًا إلى الحزن وخيبة الأمل، فإن تنمية الصداقة مع روسيا تعتبر استراتيجية أكثر حكمة.

وعلى السطح، فقد حقق بوتين أهدافه الثلاثة في طهران كاملة، لكن الوقت وحده كفيل بأن يظهر إن كانت تلك الأهداف تستحق عناء السعي لها، أم لا.