المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 تشرين الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.november30.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى04/من18حتى23/اختيار يسوع لبطرس وأخاه اندراوس ليَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس01/من26حتى31/مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت/من صوت لبنان الكتائبي/مقابلة شاملة وتثقيفية وموضوعية مع الوزير السابق إبراهيم نجار تتناول ترشيح النائب فرنجية/تعليق للياس بجاني يرد فيه على هرطقة الحريري اللالبنانية واللا 14 آذاررية واللا اخلاقية بتبنيه ترشيح فرنجية

ملخص مقابلة الدكتور ابراهيم نجار

مسامير وتغريدات حريرية وفرنجية مردية رئاسية/الياس بجاني

الرئيس الحريري سياسي فاشل وطاقم المستشارين التابع له مربوط بمخابرات ومصالح/الياس بجاني

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن حروب الارض تنتقل الى السماء

محمد عبد اللطيف بيضون/فايسبوك

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وممكن بكرا تتبدل لأن جسمها لبيس واساسها س س سعودية وسوريا يلي نيمت الحريري بسرير الأسد ومن بعدها اجت مذكرات التوقيف السورية

للأسف سقط الحريري سنياً ومسيحياً ولبنانياً ولم يعد ذي مصداقية لا اليوم ولا في أي يوم. يلي ما عندو بقوي ووفاء ما إلو عازي

وجنبلاط توهم انه ممكن كمان يعملها س ثلاثية سعد وسليمان وسامي فطلعت سلته فاضية. حقد جنبلاط علينا نحن الموارنة ما في له دواء

اكثر مستشار نجس والعوبان وعندو اجندا شخصية عند الحريري هو غطاس خوري. هيدا انسان مفروض ما يعود ولا حزب مسيحي يقبل يستقبلو

ما عاد لازم نساير حدا وجنبلاط نعم حاقد علينا نحنا الموارنة وكل همو يضل ب بقانون ال الستين لو خربت البلد تا يبقى سارق نوابنا  بيكفي سكوت

صفقة العسكريين: سرعها أسرى حزب الله في حلب/علي الأمين/جنوبية

شروط جديدة اعترضت إتمام صفقة المخطوفين سيارات مساعدات دخلت عرسال وعادت كما دخلت

الأمن العام: ما يتم تداوله اعلاميا عن ملف العسكريين غير صحيح

صفقة الافراج عن العسكريين تصطدم بعقبات....وشروط جديدة "للنصرة"؟

تضارب الأنباء بشأن صفقة التبادل للإفراح عن العسكريين لدى »النصرة«

مصدر ماروني رفيع: التسوية “الحريرية” ستنتهي بشخصية أكثر طراوة وديبلوماسية من فرنجية

بكركي لم تترك فرصة إلا وطالبت بالانتخاب فأين موقفها من التسوية الرئاسية المتداولة؟

نجاح مشروع التسوية الرئاسية في لبنان رهن بالموقف المسيحي وسط إصرار على قانون جديد للانتخابات

نديم الجميل في عيد تأسيس الكتائب: نحن نحاور الجميع ولكن لن نتخلى عن مبادئ الحزب ولن نختار رئيسا يتناقض مع ثوابتنا

سلام ألغى زيارته لباريس: لمتابعة تطورات ملف العسكريين حتى ايصاله الى نهايته السعيدة

الأمن العام: ما يتم تداوله اعلاميا عن ملف العسكريين غير صحيح

وفد من المحكمة العسكرية زار امام النبطية وبحثا في الأوضاع الراهنة

حرب: هل سيجلب فرنجيه معه بشار الأسد الى قصر بعبدا؟

الحريري لفرنجية: نلتقي في بيروت فخامة الرئيس!

إسرائيل: السجن لسويدي بتهمة التخابر مع »حزب الله«

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/11/2015

فوز لائحة "مجتمعون لاجلكم" وصيلي نقيبا جديدا للصيادلة

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

ميريام سكاف في ذكرى أربعين زوجها: بعد الأربعين أيادينا ممدودة للجميع ولكن ممنوع ان تمتد أياد علينا وتخترق حزننا لتسرق قرارنا

رعد: قرارنا الوطني نصنعه بأيدينا ونحرص على الشراكة الحقيقية مع كل المكونات

حسين الموسوي: معيارنا في انتخاب الرئيس تاريخه وقربه الى الحق والعدل

قاسم استقبل وفد السلام والتضامن مع سوريا ولبنان: الشعب السوري يقرر مصيره وليس الانظمة الاقليمية الفاسدة

النائب نضال طعمة: إذا تحول سياق التسوية إلى ما يشبه صفقة على حساب الوطن فإن الشيخ سعد سيكون أول المنسحبين

الراعي تسلم من كرم دعوة لزيارة البرلمان الأوروبي في بروكسل

الراعي من فرنكفورت: بلدان الشرق الأوسط تحتاج للغة غير لغة الحرب والحقد والقتل والدمار

جعجع وجنبلاط: "بعود عن الشر وغنيلو"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

سليماني مصاب بجروح بليغة وراقد في مستشفى «بقية الله»

إيران تطالب بإغلاق التحقيق بشأن »النووي«

عشرات القتلى في غارات روسية

تركيا تسلم موسكو جثة طيار «السوخوي»

الحكومة البريطانية تواصل سعيها لإقناع البرلمان بالضربات في سورية وألمانيا تنشر 1200 جندي لمساعدة فرنسا في قتال «داعش»

السعودية: انطلاق الحملات الانتخابية لأول اقتراع بمشاركة النساء وسبعة آلاف مرشح بينهم 900 امرأة يتنافسون على مقاعد في 284 مجلساً بلدياً

أوغلو: إسقاط السوخوي قد يتكرر وجُثة الطيار الروسي لدينا

وصول عناصر العمليات الأميركية لتدريب أكراد سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال شيحا: المفكّر السياسي/الدكتور نبيل خليفة/النهار

فوق أرض شائكة/نبيل بومنصف/النهار

أزمة عون وجعجع لا تقل عن الحريري واللبنانيون لا يودون تكرار تجربة لحود/روزانا بومنصف/النهار

الاتصالات تجمدت ولم تنهَر مساع إقليمية لضمان نجاح ترشيح فرنجيه/خليل فليحان/النهار

فرنجية يضمن «الحياد» سواء بقي الأسد أم رحل/جورج سمعان/الحياة

مزيد من المصارحة إذا ما أريد لتسوية شاملة أن تنطلق/وسام سعادة/المستقبل

لا حلَّ لأزمة الانتخابات الرئاسية وتداعياتها إلا بالعودة الى الدستور وبممارسة الديموقراطية/اميل خوري/النهار

من بيروت إلى الرياض أو العكس/الصحافي السعودي أحمد عدنان/العرب

التسوية بين الحريري وفرنجية على وقع انتقام الشاغوري من باسيل/سيمون ابو فاضل/الديار

كتب الدين والإرهاب/داود الشريان/الحياة

لماذا طعنتَ القيصر/غسان شربل/الحياة

لماذا «داعش»/خيرالله خيرالله/المستقبل

هل تنجح روسيا في ما فشلت فيه إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

القيصر والسلطان.. ونحن بينهما/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى04/من18حتى23/اختيار يسوع لبطرس وأخاه اندراوس ليَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه

فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن. فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس». فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه. ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه. وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس01/من26حتى31/مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ

يا إِخوَتِي، فَٱنْظُرُوا دَعْوَتَكُم، يَا إِخْوَتِي، فَلَيْسَ فِيكُم كَثِيرُونَ حُكَمَاءُ بِحِكْمَةِ البَشَر، ولا كَثِيرُونَ أَقْوِيَاء، ولا كَثِيرُونَ مِنْ ذَوِي الحَسَبِ الشَّرِيف. إِلاَّ أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَ مَا هُوَ حَمَاقَةٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلحُكَمَاء، ومَا هُوَ ضُعْفٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلأَقْوِيَاء. وٱخْتَارَ اللهُ مَا هُوَ وَضِيعٌ ومُحْتَقَرٌ ومَعْدُوم، لِيُبْطِلَ المَوْجُود،

لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ بَشَرٌ أَمَامَ الله. فَبِفَضْلِ اللهِ أَنْتُم في المَسِيحِ يَسُوع، الَّذي صَارَ لَنَا مِنْ عِنْدِ اللهِ حِكْمَةً وَبِرًّا وتَقْدِيسًا وَفِدَاء، لِيَتِمَّ مَا هُوَ مَكْتُوب: «مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت/من صوت لبنان الكتائبي/مقابلة شاملة وتثقيفية وموضوعية مع الوزير السابق إبراهيم نجار تتناول ترشيح النائب فرنجية/تعليق للياس بجاني يرد فيه على هرطقة الحريري اللالبنانية واللا 14 آذاررية واللا اخلاقية بتبنيه ترشيح فرنجية

http://eliasbejjaninews.com/2015/11/29/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%85%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%A8%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D8%AB/

بالصوت/فورماتMP3/من صوت لبنان الكتائبي/مقابلة شاملة وتثقيفية وموضوعية مع الوزير السابق إبراهيم نجار تتناول ترشيح النائب فرنجية/تعليق للياس بجاني يرد فيه على هرطقة الحريري اللالبنانية واللا 14 آذاررية واللا اخلاقية بتبنيه ترشيح فرنجية/29 تشرين الثاني/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/najar29.11.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/من صوت لبنان الكتائبي/مقابلة شاملة وتثقيفية وموضوعية مع الوزير السابق إبراهيم نجار تتناول ترشيح النائب فرنجية/تعليق للياس بجاني يرد فيه على هرطقة الحريري اللالبنانية واللا 14 آذاررية واللا اخلاقية بتبنيه ترشيح فرنجية/29 تشرين الثاني/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/najar29.11.15.wma

من ضمن المقابلة مداخلة للوزير رشيد درباس وأخرى للعميد المتقاعد جورج كلاس

 

ملخص مقابلة الدكتور نجار

الدكتور ابراهيم نجار: لا يمكن للرئيس الحريري أن يكمل بهذا الخط

صوت لبنان الكتائبي/28 تشرين الثاني/15/أعلن الوزير ابراهيم نجار انه يتوسّم خيرا في قضية العسكريين المخطوفين وربما القطار على سكّة الحل، معتبرا ان التبادل بين العسكريين وبعض المساجين يجب ان يكون وفقا للاصول القانونيّة. وقال:”في الحديث عن الافراج عن بعض المساجين المحكومين لا اعرف ما الآلية التي اتّبعت ومن أخذ القرار وهل صدر القرار بالعفو وهل نشِر بالجريدة الرسمية، ولديّ بعض التحفظات التقنية لأن لا شيء يبيح المحظورات القانونية كما ان الديمقراطية لا يمكنها ان تتوسل الاستهتار بالمبادئ القانونية”.

نجار وفي حديث لبرنامج “اليوم السابع” من صوت لبنان، تطرّق الى ما يطرح عن ترشيح النائب سليمان فرنجيّة للرئاسة معتبرا الموضوع ليس مارونيا فقط ولكن الموقف الماروني اليوم من طرح فرنجية للرئاسة له أهمية قصوى .

واعتبر ان ترشيح فرنجية يكسر جمود الازمة ويخفف حظوظ العماد عون غير المقبول من الجميع وقال “لو بدا تشتي غيّمت”، مضيفا: “لا نزال في اطار المبدأ ومن حيث المبدأ ليس هناك تسليم من قبل القوات او قوى اخرى فاعلة على الأرض بهذا الترشيح”.

واذ اكد نجار ان مبدأ ترشيح فرنجية لم يقرّ بعد وانه يلاقي صعوبات كبيرة جدا ومن حيث المبدأ هناك “حقل ملغوم”، لفت الى ان رئيس تيار المردة يسعى الى طلّة من نوع آخر سائلا:”هل يستطيع المرشّح الاقلاع عن اقامة جيش كامل في لبنان يكون موازيا للجيش اللبناني الرسمي ويقنع حزب الله بالانسحاب من سوريا وان يطمئن اللبنانيين الى انهم  غير ذاهبين لاحضان النظام السوري؟ وشدد نجار على ان الترشيح ليس ردا على ورقة النيات بين القوات والتيار الوطني الحر التي هي لتسوية الاوضاع وتهدئة الخواطر والحد من حدة السباق وقال: “لو كنت مكان الرئيس سعد الحريري لحاولت لقاء الدكتور جعجع وليس من المعقول ان يكمل بهذا الخط”.وعن قانون الانتخاب، توقّع الابقاء على قانون الستين “مع عصرة حامض لا اكثر ولا اقل”.

 

مسامير وتغريدات حريرية وفرنجية مردية رئاسية

الياس بجاني/29 تشرين الثاني/15

**اي تحالف للدكتور سمير جعجع على خلفية “المصيبة بتجمع” مع اللا اخلاقي واللا إيماني واللا لبناني والنرسيسي ميشال عون هو خطيئة مميتة وجريمة وانتحار.

**التحالف مع عدو شفاف وصادق أفضل من التحالف مع صديق منافق ومتلون واسخريوتي.

**حسن نصرالله نفسه وسليمان فرنجية الأسدي في موقع الرئاسة هما افضل برأينا مليون مرة من ميشال عون وكل من هم من خامته النرسيسية واللاإيمانية

**الموارنة هم ملح لبنان الذي يضحي بذاته ويذوب وينتهي ليعطي للبنان ميزات الانفتاح والتعايش والحضارة والرسالة.

**اليوم عرفنا شو يعني س س/ س س تعني بمفهوم نص أصحابها سفالات وسمسرات/وكاسك يا وطن محتل ومحكوم من طقم سياسي سافل ومعفن.

**ممكن كتير يصير فرنجية رئيس ولكن الحريري لن يربح غير نقمة وغضب بيئته وفقدان كل مصداقيته والحلفاء.

**أحمد الحريري وكلامه مبارح وعنترياته شي بيحزن وبيلوي القلب. الولد ولد ولو حكم بلد.

**مبارح اتصل الحريري بفرنجية هيك كتب موقع المردة. دخلكون شو قلو!

**جنبلاط صاحب الطبخات المسمة هو وبري مش زابطا معو لحد هلق وطالع خلقو وهمو كلة قانون ال 60 تا يضل يسرق نوابنا ع الهين.

**إن حقد جنبلاط الدفين  واللاواعي علينا كموارنة حقيقة هو يعبر عنها بلا وعييه باستمرار.

**اعلام الحريري في حالة تبرير مرّضية مهووسة ومستغربين شباب المستقبل المواقف الرافضة للصفقة وكأن البيك سليمان عضو مؤسس في 14 آذار وترشيح الحريري له مش خوات وهبل.

**الصحافي النونو تبع الحريري مبارح بالمستقبل كان مستغرب رفض صفقة الحريري فرنجية وفات فوتات بدفاعه الهجومي والمريض شي تعتير ع الآخر. دخلك يا نونو خبرنا، هل فرنيجة عضو ب 14 آذار . يا نونو يا نونو!!

**الأفضل لإعلام المستقبل يوقف تبريرات مرضية بتعري الحريري أكثر وأكثر وبتبين انو الزلمي يا حرام ما عندو لا قرار ولا بقوي. شو واسعة ال س س وقديش جسمها لبيس. س س قال!!

**ما حدا بقا يقلنا في 14 آذار سياسيين وأحزاب. 14 آذار هني الناس والشهداء وهودي باقيين. أما المكاري والحريري ويلي من خامتون هني سرقوا 14 آذار وطلعت سلتون فاضيي لأنو الناس بعدها 14 آذار وراح تبقى إن صار فرنجية رئيس أو غيرو صار.

**لا البيك صاحب الخط الأسدي ولا المون جنرال اللاهي راح يمروا لا اليوم ولا في أي يوم وكل فبركات البعض المتوهم بقوته المارقة والمستعارة والآنية سيكون بإذن الله مصيرها الفشل بعد التعري والبهدلة

**إن القمامة في شوارع لبنان النتنة  والمسرطنة هي واقعاً أقل مضرة وتدميراً من طاقم السياسيين العفن وشركات الأحزاب ومن المواطنين الزلم والأغنام.

**عملياً لم يعد من فروقات بين 8 و14 آذار حيث أنهم بأكثريتهم مكونات غير بشرية ومسرطنة، كما أن معظمهم هو من تفقيس حاضنات الأسد المخابرتية.

**مخصيون سياسياً ووطنياً الأربعة عون وفرنجية وقهوجي وعبيد المتداولة أسمائهم للرئاسة اللبنانية وبالتالي لا فروقات بينهم لأنهم وجوه لمحتل واحد.

 

الرئيس الحريري سياسي فاشل وطاقم المستشارين التابع له مربوط بمخابرات ومصالح

الياس بجاني/27 تشرين الثاني/15

نفرق كثيراً أولاً، بين أدامية ونقاوة وطيبة واعتدال الرئيس سعد الحريري كشخص وهى  كلها مميزات مهمة ونعتبرها ثروة لوطننا الأم، وثانياً بين قدراته وخبرته السياسية وممارساته ومواقفه ونوعية وخامة مستشاريه.

في الشق الأول نحن مع الرئيس الحريري دون تحفظ لأن لبنان وشرائحه المجتمعية والمذهبية بحاجة ماسة إلى سياسي يختزن كل هذه الخامات الشخصية والثقافية، خصوصاً وفي سط الشريحة السنية الكريمة.

في الشق الثاني الرئيس الحريري كسياسي وكقائد للأسف اثبت عملياً ونتائج ومنذ اغتيال والده أنه ضعيف جداً على كافة الصعد القيادية والتحالفات والمواقف والرؤية في حين أن كل مواقفه كانت ولا تزال أكثر من صبيانية، وأكثر من فاشلة، وبراحة ضمير يمكن تصنيفها تحت خانة الكوارث اللبنانية التي عطلت قيام الدولة واسترداد السيادة وترك الحبل على غاربه للاحتلال الإيراني ولحزبه اللاهي والمذهبي اللالبناني واللا عربي، حزب الله.

الرجل للأسف كالنائب وليد جنبلاط ينقلب فجأة على مواقفه ومن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون حسابات للعواقب، والأمثلة بالعشرات وكلها كانت وراء تفكك تيار المستقبل “وتشليعه” وافقاره وتعطيل دور وفاعلية 14 آذار.

في هذا السياق يأتي ترشيحه للنائب سليمان فرنجية الغريب والعجيب والهجين ومهما كانت الأسباب وعلى أي مستوى لأن بالمنطق والعقل وفي أطر الحسابات للنتائج لا يمكن لأي عاقل في السياسة أن يسير في هكذا منحى اقل ما يمكن أن يقال فيه أنه غبي وانتحاري.

هذا الخيار حتى ولو كان موحى به أميركياً وروسياً وسعودياً فهو عملياً يعادي ويستفز كل السنة في العالم من خلال رئيس للبنان هو بشار الأسد بعينه قولاً وفعلاً وخطاباً، وإن كان فرنجية مصنفاً على هويته مارونياً، فيما العالم كله يريد التخلص من المجرم بشار الأسد الذي ارتكب جرائم بحق شعبه هي غير مسبوقة في التاريخ. كما أن فرنجية مارونياً هو خارج وجدان وتطلعات وأماني وثوابت الموارنة.

أضف إلى أن ضعف قيادة ورؤية الحريري أوجدت في تياره تيارات متناحرة ومتصارعة بعضها وطني بامتياز وفعلاً مؤمن بلبنان أولاً وباتفاقية الطائف التعايشية من مثل اللواء ريفي والدكتور علوش والدكتور فتفت وكثر غيرهم، في مواجهة جماعات انتهازية وصولية تعمل بعقلية التاجر في مقدمهم وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي هو برأينا المتواضع وعملياً نسخة سنية وطبق الأصل عن نسخة الماروني الكارثة والإسخريوتي ميشال عون.

إن من أخطر نقاط الضعف في مفهوم الحريري القيادي يأتي إدمانه المتسرع والصبياني في اتخاذ مواقف ارتجالية تناقض كل مبادئ 14 تجمع آذار وثورة الأرز ودون أي تنسيق مسبق مع مكونات هذا التجمع السيادي، خصوصاً المسيحيين منهم.

باختصار لقد اكدت عملياً ونتائج كل التجارب منذ العام 2005 أن الرئيس سعد الحريري غير مؤهل لقيادة تيار وطني كبير يقال أنه عابر للطوائف، وبالتالي بات لزاماً على هذا التيار اختيار بديلاً عنه وإلا فوه إلى المزيد من التفكك والضياع بعد أن أصبح يغرد ليس فقط خارج السرب اللبناني السيادي، بل وهنا الخطورة خارج ضمير ووجدان وتطلعات الشريحة السنية اللبنانية الكريمة.

ما نقوله بصراحة وبصوت عال هو بالتأكيد الأكيد كلاماً قاسياً وصادماً ولكنه الحقيقة بعينها، في حين أن استمرارية الحريري بمفاهيمه ونمطه وتقلباته ومع مستشاريه الحاليين على رأس تيار المستقبل سوف ينهي دور هذا التجمع الذي نحن بحاجة ماسة إليه، وسوف يسهل لحزب الله اكمال هيمنته الفارسية والمذهبية المطلقة على لبنان وهذه المرة من خلال المؤسسات الدستورية.

*الكاتب ناشط اغترابي لبناني

عنوان الكاتب البريدي

phoenicia@hotmail.com

 

الصورة الرئاسية

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/28 تشرين الثاني/15

ضيعان الشغل والتعب وإهدار الوقت في البحث عن مواصفات الرئيس العتيد للجمهورية، هذا البحث الأكاديمي ـ السياسي ـ الدستوري، الذي انتقل من بكركي، إلى معراب والرابية، ثم حط على طاولة الحوار التي يديرها المايسترو نبيه بري. 18 شهراً من الحوارات المعمّقة لبلورة المواصفات الواجب توافرها في الرئيس وجوجلتها وغربلتها، والتي أفضت في ما أفضت إليه إلى جملة ثوابت، منها أن يكون الرئيس المقبل قوياً ويملك صفة تمثيلية شعبية ونيابية ومقبولاً في بيئته (المارونية) والبيئات الأخرى (عند الروم والمحمديين)، ووفاقياً ومن ذوي السيرة الحسنة، وأن يحترم الدستور والميثاق، ويكون عربيّ الإنتماء وليس ذو وجه عربي.

وأن يجسد "المناصفة"، ومنها اشتقّ العلامة جبران باسيل كلمة "التناصف" ومعناها الحقيقي أن ينصف الأفرقاء بعضهم بعضاً لا أن يتقاسموا المقاعد "فيفتي فيفتي". وزاد محمد رعد على المواصفات، كما يزيد الزجّال على بيت المعنّى أنه يريد رئيساً يحتضن المقاومة (الإسلامية) ولا يطعنها بالظهر. عن جد ضيعان الشغل والبحث ما دام النموذج المثالي قاعداً على الطاولة بين المتحاورين. مرشّحٌ "زكرت" و"قبضاي" مقبول في زغرتا وفي قضاء زغرتا وفي محافظة اللاذقية. لديه تمثيل نيابي وازن يتمثل في إسطفان الدويهي (قامة باسقة) وسليم بك كرم (قامة تاريخية) وهو ثالثهما. علماً أن سليم بك يعتبر نفسه حيثية سياسية قائمة بحد ذاتها بمعزل عن "المردة". أما إميل رحمة فيتناتشه حزب الله وفرنجيه والجنرال عون الذي يجلسه دائماً إلى يساره في اجتماعات تكتل التغيير والإصلاح الأسبوعية للإستنارة برأيه واستشرافه للمستقبل وسماع مداخلاته القيمة. مسألة التمثيل محسومة كما الإنفتاح و"العروبة"، فسليمي منفتح على من ينفتح على "الخط" وللعروبة هو فتى أغرّ. أما بالنسبة إلى الدستور فلا نذيع سراً إن كشفنا أن سليمي يمضي أوقات فراغه في قراءة أهم المجلدات التي تتناول الفقه الدستوري في فرنسا ولديه مكتبة قانونية ثرية مطعّمة بقرني غزال اصطاده في كازخستان. يا ضيعان الشغل. خصوصاً شغل التيار الوطني الحر الذي اجتهد نوابه في بلورة مواصفات لا تنطبق سوى على الجنرال. فهل يُعقل، وبسحر ساحر، أن يقطف النائب سليمان فرنجيه ثمار التعب ؟ أن ينتخب مجلس النواب اللبناني سليمان الحفيد رئيساً للجمهورية أمرٌ يفوق القدرة على التصوّر. لكن رغم الصورة السوداوية التي يرسمها مناؤو الزعيم الزغرتاوي، فهم لم ينتبهوا إلى الجانب المضيء في المشهد الرئاسي المتمثّل بوجود الرئيسة الأولى السيدة ريما قرقفي في قلب الصورة.وهناك من يطرح فكرة أن تجمع الصورة الرئاسية النائب فرنجيه وتوأم روحه بشار. وهناك من يقترح مخرجاً لهذه التسوية البتراء يقضي بالتوافق على إميل لحود،le papa طبعاً، رئيسا للجمهورية لمدة تسعة أعوام وذلك لقطع الطريق على الحلم الذي لا يشيخ.

 

حروب الارض تنتقل الى السماء

محمد عبد اللطيف بيضون/فايسبوك/29 تشرين الثاني/15

منطقتنا تعيش حالياً بين مطرقة الخليفة وسندان الولي الفقيه وتشتعل فيها شتى انواع الحروب المذهبية والطائفية والمافيوية.

الحروب الدينية تُعرف عادةً بأنها حروب السماء على الارض ولكن في حالتنا البائسة الأمور مختلفة:

الخليفة لديه "استشهاديين" يريدون تفجير أنفسهم اي الانتحار بأحزمة ناسفة او سيارات مفخخة والصعود مباشرة الى الجنة للغداء مع الرسول.

الولي الفقيه لديه "استشهاديين" يذهبون الى سوريا طمعاً بالشهادة من اجل الواجب الجهادي والصعود مباشرة الى الجنة للغداء مع الزهراء ابنة الرسول زوجة الامام علي بن ابي طالب.

أيها البؤساء لقد نقلتم الحرب من الارض الى السماء ٠اسلامكم ادخل الحرب الى بيت الرسول.

هل لهاذا الاسلام علاقة بإسلام الرسول؟ ام ان الرسول و ابنته قرروا تقسيم الجنة كما يتم البحث في تقسيم سوريا؟ الجنة المفيدة لشيعة الولي والجنة المديدة لسنّة الخليفة.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

صفقة العسكريين: سرعها أسرى حزب الله في حلب

علي الأمين/جنوبية/29 نوفمبر، 2015

لم تكن لتتحرك عجلة المفاوضات مع جبهة النصرة التي تحتجز 16 عسكريا لبنانيا في جرود عرسال ومحيطها، لو لم تأسر هذه الجبهة ثلاثة مقاتلين لحزب الله في محيط حلب. وقد بات معروفا ان هؤلاء العناصر، المنضوين في فرق حزب الله القتالية داخل سورية، لقد وقعوا أسرى مع بدء حملة الغارات الجوية الروسية. أسرتهم جبهة النصرة التي نشرت عبر "اليوتيوب" حديثا معهم شرحوا خلاله الدور الذي يقومون به. المهم أن الدولة اللبنانية، من خلال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بدأت نشاطا مختلفا بعدما توفرت معطيات جديدة تتيح تحريك الملف مع جبهة النصرة ومن خلال الوساطة القطرية التي لبت المطلب اللبناني واستجابت له. المعطى الجديد هو ان جبهة النصرة، حين بادر حزب الله للاتصال بها من اجل عقد صفقة تتيح اطلاق عناصره من اسرها، رفضت عقد صفقة لا تتضمن ملف العسكريين اللبنانيين ومطالب اطلاق سراح موقوفين وسجناء متهمين بأعمال جرمية او ارهابية في السجون اللبنانية.

 لبنان كان يرفض مثل هذا الطلب، وهذا كان احد اسباب عدم نجاح المساعي طيلة اكثر من عام ومنعها ان تصل الى نتيجة ايجابية. والى هذا المعطى الجديد، بدأت مجددا الاتصالات على خط اللواء ابراهيم وقطر وجبهة النصرة وبتسهيل من حزب الله، فتحركت الأمور بسرعة لم تعهدها الجولات السابقة، وبدا ان هناك استعدادا جديا لمختلف الأطراف لانجاز الصفقة، واطلاق العسكريين اللبنانيين المحتجزين منذ نحو عام ونصف تقريبا. جبهة النصرة في المقابل بدت متفاعلة ايجابا وهذا ما فسر الخطوات العملية التي شهدتها مسارات بدء تنفيذ الصفقة التي لم تكتمل بعد، من نقل الموقوفين لدى السلطة اللبنانية، واجواء التفاؤل التي شاعت على المستوى الرسمي ولدى اهالي العسكريين باقتراب الافراج عن العسكريين. ولفتت مصادر متابعة للملف، من غير الجهات الرسمية اللبنانية، ان مقاتلي جبهة النصرة وجدوا الفرصة المؤاتية لسحب عدد كبير من عناصرهم من جرود عرسال الى مناطق اخرى في سورية، بعدما بات وجودهم في هذه الجرود غير مفيد. وفي هذا السياق، كما ساهم اسر عناصر حزب الله في انضاج الصفقة، وفرت رغبة جبهة النصرة بالتمايز عن تنظيم داعش في دفع القرار نحو القيام بخطوة تؤكد ان جبهة النصرة لا تذهب بعيدا في التعامل مع قضايا انسانية، وهي حاجة قد تكون ضرورية في مرحلة الحرب على الارهاب، وفي مرحلة توسع داعش وتوحشها من مصر الى فرنسا وغيرهما. العوائق التي حالت دون اكتمال عملية التبادل وانجاز الصفقة، ليست جوهرية. بمعنى ان مسببات نجاحها هي اكبر بكثير من اسباب الفشل. فقظ كانت جبهة النصرة هي من عمد الى اضافة شروط جديدة على الصفقة من قبيل الممر الآمن بين عرسال ومراكز اللاجئيين السوريين، ثم طلب نقل اللاجئين الى فليطا بعد الزام حزب الله تنفيذ انسحابه منها، الى ضمان نقل المؤن والمساعدات التي تنتظر على متن ثماني شاحنات الدخول الى مخيم اللاجئين، ان تصل الى جهات تحددها جبهة النصرة.

على ان القلق الذي يمكن ان يشكل عائقا يمنع اكتمال الصفقة هو مدى قوة الضمانات التي يمكن ان تحول دون حصول مواجهة عسكرية بين حزب الله والجيش السوري النظامي مع جبهة النصرة تشابه تلك المواجهة التي حصلت في معلولا السورية بعد اطلاق سراح راهبات معلولا في صفقة ادارها اللواء عباس ابراهيم ايضا. الجهود القطرية مستمرة لتذليل العقبات والتفاؤل الغالب على نهايات قريبة وسريعة، لا سيما ان دولة قطر اخذت على عاتقها نقل بعض المطلوبين الى خارج لبنان، وابدت استعدادها لنقل الجرحى لدى جبهة النصرة الى خارج لبنان، لكن الدولة اللبنانية لم تزل تناقش هذا الاقتراح الذي استجد امس ايضا. يبقى انه من غير الواضح ان كانت عملية اطلاق اسرى حزب الله ستتم بالتزامن مع تنفيذ الخطوات العملية، ام ستتم لاحقا. المعلومات المنقولة من مصادر في جبهة النصرة ان اسرى حزب الله من مقومات الصفقة من دون ان تتضح الفترة التي سيتم اطلاقهم خلالها… وعما إذا كانت مرتبطة بعوامل نجاح البنود الاولى فيكون اطلاقهم في ختام الصفقة…

 

شروط جديدة اعترضت إتمام صفقة المخطوفين سيارات مساعدات دخلت عرسال وعادت كما دخلت

بعلبك – وسام اسماعيل/النهار/30 تشرين الثاني 2015/مزيد من الصبر وسط آمال جديدة عاشها أهالي العسكريين الـ 16 المخطوفين لدى "جبهة النصرة" لإتمام صفقة الافراج عنهم، وحرق اعصاب رافقهم طوال يوم امس ورافق كلاً من القوى الأمنية والاعلاميين الذين تابعوا الحدث وسط غموض وتكتم شديدين على مجريات الصفقة التي لم يظهر للعيان من بوادرها سوى رتل سيارات للأمن العام و12 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية دخلت بلدة عرسال بمؤازرة الجيش. وعلمت "النهار" ان 8 منها محملة بمواد غذائية، إضافة الى قاطرتين ومقطورة محملة برادات مقفلة وشاحنة محملة بحاوية مغلفة عادت عند الثالثة والنصف بعد الظهر من دون تفريغ حمولتها، وتوقفت عند حاجز الجيش في اللبوة مما يدل على تأخر الأمر لعدم نضج الطبخة. والمخطوفون الـ16 هم: جورج خزاقة، جورج خوري، لامع مزاحم، بيار جعجع، محمد طالب، ميمون جابر، سليمان الديراني، ماهر فياض، عباس مشيك، علي المصري، وائل حمصي، ناهي ابو قلقوني، زياد عمر، ريان سلام، أحمد عباس، إيهاب الأطرش. ومنذ ساعات الفجر الاولى تمركز بعض ذويهم وأصدقائهم عند مدخل بلدة عرسال في بلدة اللبوة منتظرين بارقة أمل لسماع خبر يفرح قلوبهم، غير أنهم عادوا بخيبة وبأعصاب مشدودة. وكالعادة عمد الجيش إلى تطويق بلدة عرسال وتسيير دوريات كثيفة مؤللة وثابتة وإقفال معبري وادي حميد والمصيدة في المنطقة الجردية إضافة الى منع حركتي الدخول والخروج، واتخذت عناصر من الأمن العام إجراءات على طريق عام بعلبك - اللبوة وصولاً الى مدخل عرسال، وعَبَر رتل من سيارات الأمن العام مؤلف من 8 سيارات ترافقها سيارات تابعة الصليب الأحمر لينقسم الرتل عند مدخل عرسال ثلاثة مواكب دخل أحدها البلدة وبقي آخر في أحد مراكز الجيش في اللبوة وتوجه الموكب الثالث الى مقر القيادة اللواء الثامن في اللبوة. وعند الحادية عشرة والنصف قبل الظهر شوهدت ثلاث سيارات للامن العام تخرج من عرسال في اتجاه اللبوة.كل هذه المؤشرات دلت على قرب اتمام الصفقة، ولكن شاحنات المساعدات عادت عند الرابعة بعد الظهر من عرسال من دون تفريغ محتوياتها، الأمر الذي قلّص نسبة التفاؤل في ظل تعامل اعلامي "حذر" عموماً مع مسار الصفقة وتفاصيلها الميدانية واللوجستية بناء على تمنٍ من قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، فضلاً عن تمنٍ مماثل من أهالي العسكريين. وتمنّع المسؤولون الأمنيون عن الادلاء بأي معلومة عن الموضوع بعد صدور بيان للأمن العام مساء السبت، يعلن أن "كلّ ما تم تداوله منذ الصباح من معلومات عن عملية التفاوض في ملف العسكريين هو معلومات غير صحيحة تتنافى مع الحقيقة، وخصوصاً الحديث عن شروط التبادل". ومن زحلة أفادت مراسلة "النهار" أنه لدى مغادرة اللواء عباس ابرهيم "بارك اوتيل شتورة"، قرابة السادسة مساء أمس، بعد مشاركته في ذكرى أربعين الوزير والنائب الياس سكاف، سأله مندوبو وسائل الإعلام هل فشلت عملية الإفراج عن العسكريين الاسرى فأجاب أن "لا شيء فشل". وسئل هل تعثرت؟ أجاب: "لا يمكن أن نقول شيئاً. ما يمكننا قوله هو ان التفاوض مستمر".

لكن أوساطاً مرافقة لابرهيم أفادت ان "ثمة شروطاً جديدة".

 

الأمن العام: ما يتم تداوله اعلاميا عن ملف العسكريين غير صحيح

وكالات/29 تشرين الثاني 2015/اعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان، أن "كل ما تم تداوله في وسائل الإعلام منذ الصباح حتى الآن، من معلومات حول عملية التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة"، هي معلومات غير صحيحة وتتنافى كليا مع الحقيقة، خصوصا لجهة الحديث عن شروط التبادل".وجددت المديرية دعوتها لوسائل الإعلام إلى "التعامل مع هذا الملف الإنساني والوطني بمهنية ومسؤولية، لإنجاز هذه العملية وإيصالها إلى خواتيمها السعيدة".

 

صفقة الافراج عن العسكريين تصطدم بعقبات....وشروط جديدة "للنصرة"؟

 وكالات/29 تشرين الثاني 2015/ يترقب اللبنانيون منذ صباح الاحد الافراج عن عسكريين محتجزين منذ اكثر من سنة لدى جبهة النصرة، بعد التوصل الى تسوية اصطدمت بعراقيل "في اللحظات الاخيرة"، بحسب ما ذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس. وشهدت بلدة عرسال الحدودية مع سوريا (شرق) وفق مراسل لوكالة فرانس برس حركة مواكب امنية منذ ساعات الصباح مع اجراءات مشددة على الطريق المؤدية اليها، تزامنا مع استنفار اعلامي. وتوجه عدد من اهالي العسكريين المخطوفين الى البلدة في انتظار اتمام صفقة تبادل بين الامن العام اللبناني من جهة وجبهة النصرة التي تحتجز 16 عسكريا لديها منذ صيف 2014 من جهة ثانية. وقال المصدر الامني "ادت عقبات في اللحظات الاخيرة الى تأخير اطلاق سراح العسكريين اللبنانيين بعد اضافة جبهة النصرة شروطا جديدة لم يحدد الامن العام اللبناني موقفه النهائي منها بعد، ما ادى الى عرقلة اتمام الصفقة حتى اللحظة". أحد الوسطاء الذي يواكب التفاوض عن قرب منذ الصباح أفاد "النهار" ان "جبهة النصرة" طرحت شروطاً اضافية ابرزها ضمانة وصول المسلحين الجرحى الى تركيا، وتأمين وصول سيارات اغاثية لمخيمات اللاجئين في الجرود، ومعالجة ملف الشيخ مصطفى الحجيري القضائي واسقاط الاحكام عنه"، وهو المحكوم بالسجن المؤبد من المحكمة العسكرية. واضاف الوسيط لـ"النهار": "أبلغنا جبهة النصرة ان طرح ملف الشيخ الحجيري القضائي غير قابل للتحقق اطلاقاً كونه يتعلق بمسار قضائي في الدولة اللبنانية، وكذلك فان الموضوع الاغاثي المتعلق باللاجئين ليس سهلاً". وتابع: "انا باقٍ في البقاع هذه الليلة وأعمل مع الوسيط القطري لتذليل العقبات واقناع المسلحين بالعودة عن شروطهم". وكان مدير عام "الأمن العام" اللواء عباس ابرهيم أكد لـ"النهار" ان صفقة التبادل " لم تفشل والتفاوض مستمر". وغادر ابرهيم "بارك اوتيل شتورا" الذي وصله صباحاً لمتابعة اتمام الصفقة. وتحدث الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ"ابو طاقية" مساء أمس لـ"النهار" قائلاً "انه لا يزال في عرسال"، ووصف ما يتداول عن محاولة انتقاله الى تركيا كجزء من صفقة تبادل العسكريين مع "جبهة النصرة" وعن شروعه ببيع ممتلكات وعقارات بـ"الاشاعات". وقال ان "المفاوضات جدية لكن الاعلام يبالغ في الاخبار التي ينشرها، فالأمور تسير على الطريق الصحيح لكن لم تصل الى نهاياتها بعد".

 

تضارب الأنباء بشأن صفقة التبادل للإفراح عن العسكريين لدى »النصرة«

30/11/15/لم يتضح حتى مساء أمس مصير عملية تبادل العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى »جبهة النصرة« منذ أغسطس 2014، وسط تضارب في المعلومات. وقال مصدر أمني أن العملية بدأت صباح أمس في محيط بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية بوساطة قطرية، وان لبنان سيتسلم بموجبها 17 عسكرياً مقابل تسليم عدد من الأشخاص الموقوفين في السجون اللبنانية. وأفادت المعلومات الواردة من بيروت أن العسكريين وصلوا ظهر أمس إلى أطراف بلدة عرسال حيث يفترض أن تجرى عملية التبادل التي يرجح أن تشمل خروج زعيم »النصرة« في منطقة القلمون السورية المحاذية للبنان أبو مالك التلي من المنطقة إلى تركيا بعد تراجع قوة »النصرة« في المنطقة. كما ذكرت أنباء أن الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ »ابو طاقية« شوهد في بلدة عرسال وهو يودع اقاربه بهدف مغادرة البلدة في إطار صفقة التبادل. ورغم أن المصادر رجحت أن »العسكريين أصبحوا بعهدة المفاوض القطري« مشيرة إلى أن موكباً للأمن العام مؤلفاً من سبع سيارات دخل الى بلدة عرسال، إلا أن بعض الأنباء أكدت مساء أمس وجود عراقيل تعترض الصفقة، وهو ما دفع الأمن العام إلى الطلب من شاحنات محملة بمواد غذائية بالعودة إلى بيروت، بعدما كانت وصلت إلى المنطقة صباحاً وكان يفترض أن تدخل إلى المسلحين في جرود عرسال، من ضمن الصفقة. وفي ظل السرية وتضارب المعلومات، اعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان، أن »كل ما تم تداوله في وسائل الإعلام منذ الصباح (أمس) حتى الآن (مساء أمس)، من معلومات حول عملية التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى »جبهة النصرة«، هي معلومات غير صحيحة وتتنافى كليا مع الحقيقة، خصوصا لجهة الحديث عن شروط التبادل«. وجددت دعوتها وسائل الإعلام إلى »التعامل مع هذا الملف الإنساني والوطني بمهنية ومسؤولية، لإنجاز هذه العملية وإيصالها إلى خواتيمها السعيدة«. يشار إلى أن العسكريين خطفوا خلال الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة من سورية، من ضمنها »جبهة النصرة« وتنظيم »داعش«، بداية أغسطس من العام الماضي واستمرت 5 أيام، قتل خلالها ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرون، بالاضافة الى عدد غير محدد من المسلحين.

وتحتجز »النصرة« 17 عسكريا لبنانيا فيما يحتجز »داعش« ستة آخرين مصيرهم مازال مجهولاً.

 

مصدر ماروني رفيع: التسوية “الحريرية” ستنتهي بشخصية أكثر طراوة وديبلوماسية من فرنجية

موقع القوات/29 تشرين الثاني/15/رأي مصدر ماروني رفيع أن التسوية الرئاسية بصيغتها الراهنة محفوفة بمخاطر عديدة اخطرها توسيع الشرخ بين المسيحيين عموما والموارنة خصوصا، علما أن الفتور بين الرابية وبنشعي عمره أربعة أشهر، وقد يتحول بفعل ترشيح فرنجية من قبل الحريري- جنبلاط- بري إلى خصومة دائمة، معربا في المقابل عن يقينه بأن هذه التسوية على جديتها لن تصل إلى النتيجة المطلوبة منها، لأنه لا العماد عون مستعد للتراجع عن ترشيح نفسه، ولا سليمان فرنجية يستطيع الخروج من ثوبه المسيحي، خصوصا بعدما تبين له ان الطريقة التي أديرت بها التسوية تركت انطباعا غير مرغوب في الشارع المسيحي.وأكد المصدر في تصريح إلى صحيفة “الأنباء”،  أن التسوية الحريرية ستنتهي حكما بالعودة إلى شخصية أكثر طراوة وديبلوماسية من سليمان فرنجية، تكون مرغوبة من “8 آذار” وتقبل بها “14 آذار”، مشيرا الى أن الرئيس سعد الحريري يبحث عن شخصية رئاسية مقربة من النظام السوري وعلى علاقة جيدة مع “حزب الله”، وذلك لترويضها في سياق سياسة سحب البساط اللبناني من تحت أقدام الأسد ـ خامنئي. إلا ان هذا المسار جوبه برفض الغالبية العظمى من الموارنة، بدليل ان القواعد الشعبية لحزب “القوات اللبنانية” تفضل العماد عون على فرنجية رئيسا ، وكذلك القواعد الشعبية العونية تفضل  الدكتور جعجع على فرنجية، وذلك بسبب إنغماس الأخير في علاقة أخوية مع الرئيس الأسد، ناهيك عن أن حزب “الكتائب” عدل عن دعمه لتسوية الحريري بعدما تبين له ان قواعده الشعبية بواد ودعمه ترشيح فرنجية بواد آخر. وردا على سؤال، أكد المصدر ان الأمور ستعود حتما الى المربع الأول حيث البحث عن رئيس توافقي تسووي مع فارق غير قليل، وهو ان المرشح العتيد سيكون ذا وجه غزلي ضحوك مع “8” و”14 آذار”، ومن خارج الأسماء المتداول بها حاليا، على ان يكون للعماد عون الكلمة الأولى به وبمباركة جعجع وفرنجية والجميل ، خصوصا ان بكركي ضد ترشيح أي شخصية مارونية يسبب ترشحها شرخا مارونيا جديدا، مؤكدا أن بكركي تريد رئيسا يجمع تحت جناحيه المسيحيين عموما والموارنة خصوصا وكل اللبنانيين دون إستثناء على إختلاف إصطفافاتهم وتوجهاتهم السياسية. وفي سياق متصل، لفت المصدر إلى أن ما يُحكى عن مقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة كلام فارغ ومعيب بحق الرئاستين الأولى والثالثة وبحق الدستور والنظام الديموقراطي، لا سيما ان كلا من المذهبين الماروني والسني يرفض ان يتحول مركزه الرئاسي إلى سلعة سياسية في أسواق البيع والشراء والمقايضات.

 

بكركي لم تترك فرصة إلا وطالبت بالانتخاب فأين موقفها من التسوية الرئاسية المتداولة؟

الين فرح/النهار/30 تشرين الثاني 2015/رغم تقدّم ملف قرب الافراج عن العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة" على ما عداه، ما زالت "الطبخة" الرئاسية قيد التداول، مع انتظار المواقف من مختلف الافرقاء السياسيين على ضفتي 8 و14 آذار. لكن اللافت هو عدم صدور اي موقف من بكركي الى الآن في ما يتعلق بالتسوية الرئاسية وبلقاء الحريري - فرنجيه، فيما لم يترك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أي مناسبة إلا طالب بضرورة ملء الشغور الرئاسي، حتى لو كان في جولاته الراعوية خارج لبنان. ولطالما سعت بكركي الى انتخاب رئيس، وسبق أن جمعت الأقطاب المسيحيين الاربعة، وسليمان فرنجيه من هؤلاء الأقوياء. اتفقوا في ذلك الوقت على انه اذا رسا الاتفاق على أي منهم فيسير به الباقون. لكن هذه المقولة لم تسر كما اتفق عليها، وتغيّر مسار الأمور منذ ذلك الوقت، وبقيت بكركي تذكّر بالاستحقاق الرئاسي وتكرر مطالبتها النواب بالتوجه الى مجلس النواب وانتخاب رئيس. الآن البطريرك الراعي في المكسيك، وهو لم يدخل بعد على خط الاتصالات والمشاورات. ربما تنتظر بكركي تفاصيل أكثر عن التسوية، لكنها بالطبع لن تعلن موقفاً رسمياً قبل تبلور الأمور، خوفاً من عرقلة ما، محلية أو اقليمية، تؤخر الاستحقاق الرئاسي الذي هو المطلب الأساسي لها. ومعلوم أن الموقف الذي يدأب المحيطون بالبطريرك الراعي على تكراره هو ان ما يهمّه ويطالب به ويعمل له ينحصر بانتخاب رئيس الجمهورية لانتظام الأمور في البلد والدفع بالمؤسسات الدستورية الى استعادة دورها، وترفّع الجميع عن مصالحه من أجل المصلحة العامة. مع ذلك، فإن صمت بكركي لافت. ففي اعتقاد شخصية مسيحية مطلعة على شؤون بكركي ان "الأخيرة لديها طرح غير الطروحات المعروضة، فهي لو كانت تطالب باستمرار بضرورة ملء الشغور الرئاسي في أسرع وقت ممكن، ولم تترك اي منبر الا طالبت بهذا الأمر، لكنها في العمق، ومن دون الاقرار علناً وفي شكل واضح أو غير واضح، لا تريد "بروفيل" رئيس من القادة الموارنة الأربعة الذين اجتمعوا في بكركي، علماً ان التواصل معهم قائم. اذ ان الأولوية غير المعلنة بالنسبة اليها هي لوصول شخصية صنعت في بكركي أو ساهمت هي في صنعها أو وصولها الى سدة الرئاسة، وهذا ما ترتاح اليه بكركي. لكن المؤكد أنه لن يكون لبكركي أي موقف سلبي من ترشيح فرنجيه، في حال حصوله رسميا، لأن لا فيتو على شخصه تحديداً، بل على القادة الاربعة معاً. لذا يعتبر سكوت بكركي معبّراً، وهي الى الآن لم تطلق موقفاً ايجابياً ولا سلبياً، علماً انه عادة ما يكون السكوت مؤشراً سلبياً". فالتريث لم يعد محصوراً بمواقف الكتل النيابية وقادتها من التسوية وامكان السير بها أو رفضها، وما ستكون عليه السلة المتكاملة نتيجة "الطبخة" الرئاسية، وخصوصاً القادة المسيحيين الذين يعوّلون على قدرتهم في تحقيق مطلبهم الاساسي، وهو وضع قانون انتخاب عادل ومنصف لكل الطوائف، وخصوصاً المسيحيين، بل أيضاً بكركي تنتظر وتراقب، وثمة من ينتظر موقفها...

 

نجاح مشروع التسوية الرئاسية في لبنان رهن بالموقف المسيحي وسط إصرار على قانون جديد للانتخابات

بيروت – »السياسة/30/11/15/فيما لا تزال المشاورات مستمرة بشأن التسوية الرئاسية التي طرحها رئيس »تيار المستقبل« سعد الحريري بعد لقائه رئيس »تيار المردة« النائب سليمان فرنجية في باريس، وبانتظار تبلورة صورة الموقف المسيحي من هذه التسوية وتحديداً بالنسبة إلى رئيس تكتل »التغيير والاصلاح« النائب ميشال عون ورئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع، فإن المعلومات المتوافرة لـ«السياسة« من أوساط علمية تؤكد أن دون نجاح »التسوية الحريرية« عقبات لا يستهان بها، في ضوء بروز مواقف مسيحية معترضة على ترشيح فرنجية وتحديداً من جانب مقربين من عون وجعجع، الأمر الذي يشير إلى ان جهوداً كثيرة ستبذل لإزالة هذه العقبات. وبحسب الأوساط، فإن من أبرز العقبات استمرار الخلافات بشأن قانون الانتخابات النيابية واصرار القوى المسيحية على ضرورة شمول السلة المقترحة قانوناً جديداً للانتخابات لا يستفز أحداً ويمثل اللبنانيين بشكل سليم، على أن يحظى المرشح للرئاسة الاولى بأوسع دعم مطلق من جانب القوى السياسية وخاصة المسيحية منها. ومتابعة للقائهما الذي جرى في باريس، أجرى الحريري ليل اول من امس اتصالا بفرنجية، وتشاور معه في الاوضاع الداخلية والبحث في سبل الخروج من الأزمة القائمة، وهو ما رأت فيه مصادر مطلعة على اجواء الرجلين ان الامور تسير في الخط الصحيح، رغم وجود عقبات كثيرة تعترض طريق الحل النهائي للأزمة. وفيما بدا رداً على النائب وليد جنبلاط، قال جعجع إن »بعض الاشخاص يهتمون كثيراً بالتاريخ ليتهم يلتفتون قليلاً إلى الحاضر«، ما دفع جنبلاط الى القول »يبدو ان كلامي عن الماضي قد خدش احساسيس البعض، لذا عملاً بالحكمة القديمة اقول ابعد عن الشر وغنيلو (أي غني له)«. وكان النائب جنبلاط ترأس اجتماعا لكتلته النيابية حيث اطلع اعضاءها على المستجدات المتصلة بالتسوية المطروحة، لكنه آثر التريث بانتظار تبلور صورة المواقف على الساحة الداخلية حيال هذه التسوية وإن أكد أنه لن يقف عقبة في وجهها إذا قيض لها ان تصل الي خواتيمها السعيدة. في المواقف، أكد عضو كتلة »القوات اللبنانية« النائب فادي كرم ان فرنجية من المرشحين الاقوياء لرئاسة الجمهورية وبالتالي فإن طرح اسمه لم يشكل ازمة لدى احد، لكنه لفت الى ان محاولة التسوية التي طرحت اخيرا هي التي فاجأت الجميع، سيما ان الاتصالات بين فرنجية والحريري لم تكن معلنة. وقال ان المفاجأة كانت بترشيح الحريري الذي ينتمي الى قوى »14 آذار« فرنجية الذي يمثل الخط المعاكس، مؤكداً أن جعجع لا يمكن ان يدعم ترشيح فرنجية لأنهما لا يلتقيان في كثير من الملفات وفي النظرة الستراتيجية الوطنية. أما عضو كتلة »المستقبل« النائب باسم الشباب فاشار الى ان لا ترشيح رسمياً حتى الساعة من قبل الحريري لفرنجية سائلاً »ما الخطأ في الحوار مع الاخير وهو احد الاقطاب المسيحيين الاربعة«. ولفت الى ان هناك توافقا اميركيا روسيا سعوديا إيرانيا على ضرورة ملء الشغور الرئاسي في لبنان من خلال توافق الفرقاء اللبنانيين على رئيس. من جهته، اعتبر عضو تكتل »التغيير والإصلاح« النائب آلان عون ان من يملك الصفة التمثيلية للمسيحيين هو من يجب ان يصل الى رئاسة الجمهورية، مشيرا الى ان قانون الانتخابات يجب ان يعكس هذه المعادلة، وداعياً الى عدم الرهان على الوضع السوري.

 

نديم الجميل في عيد تأسيس الكتائب: نحن نحاور الجميع ولكن لن نتخلى عن مبادئ الحزب ولن نختار رئيسا يتناقض مع ثوابتنا

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - احتفلت أقاليم بيروت "الكتائبية"، بعيد تأسيس حزب "الكتائب اللبنانية" التاسع والسبعين، بحفل استقبال أقيم بعد ظهر اليوم، في "بيت الكتائب" في منطقة الرميل في بيروت. وحضر الحفل النائب نديم الجميل، رؤساء المناطق الحزبية، في الاشرفية: جورج شعنين، الرميل جورج ملك، الصيفي خليل الجميل والمدور جبور مندلق، أعضاء اللجان التنفيذية، أعضاء من المكتب السياسي الكتائبي، أعضاء في المجلس البلدي في بيروت ومخاتير المناطق، عدد من كهنة الرعايا والراهبات وحشد من الفاعليات السياسية والاقتصادية والتجارية والرياضية ومحازبين ومناصرين.

وللمناسبة، ازدانت الشوارع المحيطة ب"بيت الكتائب" بالأعلام اللبنانية والكتائبية، وبثت مكبرات الصوت الاناشيد الوطنية، وخطب الرئيس بشير الجميل.

وأعرب الجميل، الذي كان يستقبل المهنئين، يحيط به رؤساء المناطق الكتائبية، عن "فرحته بهذا اللقاء الوطني الجامع"، معتبرا أن "الكتائب ما زالت على ثوابتها الوطنية، خاصة في الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان اليوم". وقال: "لن نتخلى عن مبادئ الحزب الاساسية، ولن نختار رئيس للجمهورية يتناقض مع تلك الثوابت، التي كلفتنا نضالا طويلا وشهداء بالالاف، دافعوا عن هذه الثوابت والمبادئ". أضاف "نحن نحاور الجميع، انطلاقا من المبادئ التي نؤمن بها، ونختار الرئيس العتيد الذي تتماشى قناعاته مع قناعاتنا الوطنية الراسخة". وحيا ختاما "الجهود التي تبذل اليوم، من أجل الوصول الى خاتمة سعيدة في قضية استعادة العسكريين المخطوفين، وعودتهم سالمين الى أهلهم وإلى المؤسسة العسكرية".

 

سلام ألغى زيارته لباريس: لمتابعة تطورات ملف العسكريين حتى ايصاله الى نهايته السعيدة

الأحد 29 تشرين الثاني 2015/وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام، البيان التالي: "في ضوء المستجدات التي ترافق الجهود المبذولة للافراج عن العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة، قرر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الغاء زيارته غدا الاثنين إلى باريس للمشاركة في قمة المناخ العالمية، وذلك لمتابعة تطورات ملف العسكريين حتى ايصاله الى نهايته السعيدة".

 

الأمن العام: ما يتم تداوله اعلاميا عن ملف العسكريين غير صحيح

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان، أن "كل ما تم تداوله في وسائل الإعلام منذ الصباح حتى الآن، من معلومات حول عملية التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة"، هي معلومات غير صحيحة وتتنافى كليا مع الحقيقة، خصوصا لجهة الحديث عن شروط التبادل". وجددت المديرية دعوتها لوسائل الإعلام إلى "التعامل مع هذا الملف الإنساني والوطني بمهنية ومسؤولية، لإنجاز هذه العملية وإيصالها إلى خواتيمها السعيدة".

 

وفد من المحكمة العسكرية زار امام النبطية وبحثا في الأوضاع الراهنة

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - زار وفد من قيادة المحكمة العسكرية، برئاسة رئيسها العميد الطيار خليل ابراهيم، إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق في منزله في النبطية، بحضور المسؤول التنظيمي ل"حركة أمل" في الجنوب باسم لمع، رئيس مكاتب المباحث الجنائية العميد وليد جوهر، آمر سرية درك النبطية المقدم توفيق نصرالله، العميد وليد جوهر، أمين السجل العقاري في النبطية محمد طراف وابراهيم محي الدين. ورحب صادق بالضيوف و"بوجودهم في مدينتهم، مدينة الامام الحسين"، وشكر ابراهيم منوها بدور المؤسسة العسكرية، ومؤكدا أنها "إلى جانب شقيقاتها من المؤسسات الأمنية، تصون بنيان الوطن من الانهيار وتحمي الى حد كبير جسده من الاحتراق بنيران الإرهاب المشتعلة في كل مكان"، وتمنى أن "تدب فيه العافية قريبا وتعود الحياة الى مؤسساته الأخرى". بدوره، شكر ابراهيم صادق على استضافته الكريمة، وبحثا في بعض الاوضاع والقضايا التي تعيشها البلاد لا سيما الامنية منها. وقال: "إننا من موقعنا في المحكمة العسكرية وما نطالعه من نماذج غريبة من الناس المنحرفين دينيا والمتطرفين، نتوق إلى زيارة اناس كالشيخ عبد الحسين صادق، لنزداد يقينا بأن الدين الصحيح يقدم للمجتمعات رسل اعتدال وسلام وطهر وصفاء، وهذا ما نتصفحه في وجه سماحة الشيخ ونسمعه من كلامه ونلمسه من سيرته".

 

حرب: هل سيجلب فرنجيه معه بشار الأسد الى قصر بعبدا؟

المصدر: "فايسبوك/النهار/29 تشرين الثاني 2015 /كشف وزير الاتصالات بطرس حرب ان "رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ابلغه في اتصال معه ان الوضع لم يعد يحتمل وهناك حاجة لإيجاد مخرج لمنع انهيار البلد". وفي حديث اذاعي، لفت الى انه "سيكون هناك لقاء قريب مع الحريري للتفاهم على المستجدات الأخيرة"، معتبرا ان "أية تسوية قد تحصل يجب ان تخدم بناء الدولة واحترام المؤسسات الدستورية"، مشيرا الى ان "الوضع الحالي يحتم البحث عن حل لكنني سأحدد موقفي بناء على القواعد والاسس التي سيقام عليها هذا الحل". ورأى ان "هناك نقاط أساسية ومصيرية يجب تحديدها قبل الدخول في تسوية رئاسة الجمهورية"، لافتا الى ان التعطيل الكامل لانتخاب الرئيس ولعمل الحكومة من قبل التيار وحزب الله يهدد استمرار المؤسسات ويستدعي الفوضى. واكد ان لا احد يمكنه فرض قرار على قوى 14 آذار فالأمور تتم بالتفاهم والنقاش ومن حقنا ان لا نؤيد قرار لا نوافق عليه، لافتا الى ان طرح اسم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية لا يزعجني على الصعيد الشخصي، متسائلا:"ولكن هل سيجلب معه بشار الأسد الى قصر بعبدا ام سيتعاطى كرئيس لكل اللبنانيين؟"

 

الحريري لفرنجية: نلتقي في بيروت فخامة الرئيس!

اكد وزير سابق ومعني بلقاء باريس لصحيفة "القبس" الكويتية ان "رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية سمع من الرئيس سعد الحريري كلاما هاماً جداً حتى انه ودعه ضاحكاً بالقول "إن شاء الله نلتقي في بيروت فخامة الرئيس"، حتى اذا ما عقدت جلسة الحوار الاخيرة بدا نائب زغرتا متفائلاً وواثقاً من نفسه وهو يكشف بكلمات منتقاة بعض ما حصل".

 

إسرائيل: السجن لسويدي بتهمة التخابر مع »حزب الله«

30/11/15/القدس – الأناضول: قضت محكمة إسرائيلية، أمس، بحبس مواطن سويدي 18 شهراً لإدانته بالتخابر مع »حزب الله« اللبناني. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن المحكمة المركزية في وسط إسرائيل اصدرت عقوبة بالسجن لمدة 18 شهرا، على المواطن السويدي حسن حرزان، لـ«إدانته بالتخابر مع عميل يتبع لمنظمة حزب الله اللبنانية«.وأوضحت الإذاعة أن عقوبة حرزان وهو من أصول فلسطينية جاءت »مخففة«، لأنه »لم يتعاون بشكل كامل« مع »حزب الله«. واعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية حرزان في 21 يوليو أثناء زيارته إسرائيل. وفي أغسطس الماضي، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أن »حزب الله« كلف حرزان بجمع معلومات عن المنشآت العسكرية الإسرائيلية، لاستغلالها في أي مواجهة قد تنشأ بين الجانبين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/11/2015

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 الساعة 22:43

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعدما كانت قريبة لا بل وشيكة، طرأ على عملية التبادل في قضية العسكريين المأسورين، بعض التأخر. فيما الأهالي على نار الإنتظار، وكل ثانية تمضي في الفترة الزمنية القاسية التي تفصل الوطن عن عودة العسكريين، تبدو أكثر ثقلا من مرور العمر، خصوصا على أهالي العسكريين، الأهالي الذين يسلطون أبصارهم وبصيرتهم، رجاءهم وآمالهم، قلوبهم وعقولهم، نحو منطقة عرسال، حيث تكبر التظاهرة الإعلامية، وحيث تنشر الإجراءات الأمنية والعسكرية على نطاق واسع، إستعدادا لمواكبة العملية وإتمامها.

التأخر في التنفيذ ظهر قبيل المساء، بعدما عادت قافلة المساعدات والمؤن الغذائية والإنسانية أدراجها، ولم تدخل الى بلدة عرسال، علما ان هذه المساعدات تندرج في بنود التفاهم الذي كان قد تم من أجل تنفيذ عملية التبادل بين الدولة اللبنانية و"جبهة النصرة".

المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم يتحرك ويتابع لحظة بلحظة، ويؤكد أن التفاوض مستمر وأن الصفقة لم تخفق.

المديرية العامة للأمن العام أعلنت في بيان، أن "كل ما تم تداوله في وسائل الإعلام منذ الصباح حتى الآن من معلومات حول عملية التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة"، هي معلمات غير صحيحة وتتنافى كليا مع الحقيقة، خصوصا لجهة الحديث عن شروط التبادل". وجددت المديرية دعوتها لوسائل الإعلام إلى "التعامل مع هذا الملف الإنساني والوطني بمهنية ومسؤولية، لإنجاز هذه العملية وإيصالها إلى خواتيمها السعيدة".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

شروط تعجيزية أدخلتها "جبهة النصرة" على ملف المخطوفين العسكريين، فعرقلت الصفقة. المفاوضات كادت تصل إلى الخواتيم السعيدة، بدليل وصول المواكب الأمنية وشاحنات المساعدات إلى عرسال، لكن في الدقائق الأخيرة أوقف الخاطفون تنفيذ عملية التبادل، وطرحوا بنودا لا قدرة للمفاوض - الأمن العام - على البت فيها.

المديرية نفت المعلومات التي وردت إعلاميا عن شروط التبادل، وأكدت أنها تتنافى كليا مع الحقيقة. اللواء عباس ابراهيم لم يقفل الباب نهائيا، لكن لا جديد يضاف إلى ما قدمه لإتمام الصفقة.

قد تكون تصرفات الخاطفين مناورة مدروسة منذ تحريك الملف مجددا، أو محاولة ابتزاز، أو لعب بأعصاب اللبنانيين. أهالي المخطوفين يعتصمون في خيمهم بالصبر، وينتظرون متسلحين بالأمل.

هذا الملف تقدم على ما عداه داخليا، فألغى رئيس الحكومة تمام سلام زيارته غدا لباريس التي كانت مقررة للمشاركة في قمة المناخ العالمية، للتفرغ لمتابعة تطورات قضية العسكريين المخطوفين.

العناوين اللبنانية الأخرى تترقب الأيام المقبلة، من اتصالات تجري حول مستجدات رئاسة الجمهورية، وانتظار قضية النفايات لتحديد جلسة مجلس الوزراء. وفي المسارين، لا جديد طرأ.

خارجيا، ثبات إيراني- سوري- يتلاقى عمليا مع الترجمة الروسية بمضي المعركة ضد الإرهاب. فلا أولوية في دمشق على القضاء على الإرهابيين قبل بت أي مسارات سياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من الهم المشترك، من مرارة الارهاب الذي عانى منه العالم الاسلامي طويلا، وذاق الغرب بعض ويلاته حديثا، انطلق الامام السيد علي الخامنئي برسالة إلى الشباب الغربي.

باسم الانسانية المذبوحة بسكين العدو الصهيوني ومباركة الحكومات الغربية، قبل ان تذبح بسكين التكفير تحت أعين أممية، تحدث الامام الخامنئي للشباب: ما تعانوه اليوم عانى أكبر منه شعوب العالم الاسلامي من أفغانستان إلى العراق وسوريا واليمن، بأبعاد أوسع وحجم أضخم، ولا أحد يغفل دور القوى الكبرى لا سيما الولايات المتحدة بدعم "القاعدة" و"طالبان" وامتداداتها المشؤومة، ورعاتها من الأنظمة المتخلفة. ما تعانوه اليوم لا يزال يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستين عاما مع أسوأ انواع الارهاب بدعم كامل من حكامكم، والأمل بأن تغيروا أنتم في الحاضر أو المستقبل هذه العقلية الملوثة بالتزييف والخداع.

حاضر اللبنانيين مزيد من الانتظار على نية العسكريين المختطفين، والفرحة معلقة على أمل ان يفرج المستقبل القريب عن جديد الأخبار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

اليوم أيضا، عملية اطلاق العسكريين المخطوفين لم تصل إلى نهاياتها السعيدة. فالعملية التي بدت قريبة التحقق قبل الظهر تعقدت بعد الظهر، ما أدى إلى تأجيلها مساء.

"جبهة النصرة" تقدمت بشروط تعجيزية في اللحظات الأخيرة، وطالبت بضمانات كثيرة لم تكن تطالب بها في السابق ولم ترد في المفاوضات، ما أدى في النتيجة إلى إفشال الوساطة وتأخير الحل المنتظر. علما ان قنوات الوساطة لا تزال تعمل ولن تتوقف.

الملف الرئاسي يشبه إلى حد بعيد ملف العسكريين المخطوفين. فترشيح النائب سليمان فرنجية عالق وغير معروف النتائج حتى الآن. فإعلان الرئيس سعد الحريري ترشيحه فرنجية رسميا، لا يبدو قريبا، كما كان تردد قبل يومين، والسبب ان سلة التوافقات والتفاهمات لم تنضج بعد ومازالت تعترضها عقبات. كذلك ثمة معارضة قوية لانتخاب فرنجية من قبل القوى السياسية المسيحية الأساسية، ما يضعف الحظوظ الرئاسية لفرنجية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في الشكل، استندت حركة سعد الحريري إلى ملاقاة مبادرة السيد نصرالله: تسوية شاملة متكاملة بهذا النظام، بهذا الطائف، من ضمن قواعد اللعبة الداخلية، من الرئاسة إلى الحكومة إلى المجلس إلى قانون الانتخاب.

في المضمون، استندت إلى قراءة متشائمة لوضع التيار الازرق، ومغايرة لتوقعات سقوط الأسد، وواقع دخول الروس على الخط، مرورا بوضع الحريري الشخصي والسياسي والمستقبلي الذي لا يمكن وقف مساره التراجعي، إلا بالرجوع إلى بيروت والاقامة في السراي التي يبدو انها دامت لغيره ولن تؤول اليه إلا بمعادلة رئاسة الجمهورية ل 8 آذار مقابل رئاسة الحكومة ل 14 آذار.

وبما ان ميشال عون هو 14 آذار 1989 و2005 و7 أيار 2005، فقد رأى الحريري ان لا مشكلة في تسويق زعيم "المردة" لدى بري وجنبلاط، خصوصا انه ملتزم الطائف ومنتم إلى 8 آذار من جهة، وهو أحد الأقطاب المسيحيين الأربعة ولا مشكلة في تسويقه مسيحيا من جهة ثانية.

حسابات الحريري انطلقت من اقناع السعودية لتقنع من لم يقتنع في 14 آذار. وانطلقت من اقناع فرنجية للحزب باقناع الحليف. وبين الفرضيتين برزت عقبة قانون الانتخاب المستعصية على الحل، فلا فرنجية يقبل أن يتحول إلى ميشال سليمان آخر، ولا الحريري يريده سليمان فرنجية 1970، ولا أحد يستطيع تجاوز عمود الفلك ميشال عون لا من هنا ولا من هناك.

الوضع أفضى في الساعات القليلة الماضية، إلى سلسلة من الاتصالات واللقاءات البعيدة عن الأضواء والاعلام والمدينة إذا جاز التعبير، بين أفرقاء معنيين أساسيين، وفق معلومات ال otv. المعلومات عينها تحدثت لل otv عن زيارة عاجلة سيقوم بها رجل الأعمال جيلبير شاغوري إلى بيروت، معالجة للانتكاسة والتداعيات الناتجة عن وساطته الباريسية.

في هذا الوقت، يستمر ملف اطلاق العسكريين في المراوحة، ويستمر اللواء عباس ابراهيم حازما في المهمة الموكلة اليه والملف الموضوع بين يديه. الدولة ملتزمة الاتفاق، إلا ان الجهات الخاطفة تسعى إلى المزيد من تحسين الموقع التفاوضي، في وقت انتهى زمن التفاوض وجاء استحقاق اطلاق العسكريين ولو طال الوقت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

صمتان كبيران اليوم: صمت في ملف العسكريين المخطوفين منذ الثاني من آب 2014، وصمت في ملف الرئاسة المخطوفة منذ الخامس والعشرين من أيار 2014، عمليتا الخطف متلازمتان وإن كانت هوية الخاطفين مختلفة.

في أي حال، صمت ملف العسكريين سعيا لانجاح عملية التبادل، وصمت ملف الرئاسة سعيا لتفكيك ألغام يبدو انها حتى الآن غير سهلة ويخشى أن تنفجر في وجه مفككيها.

المؤشر الوحيد في ملف العسكريين المخطوفين ان الرئيس تمام سلام أرجأ للمرة الثانية زيارته باريس، الإرجاء الأول رده إلى إلغاء اجتماعه برئيس الوزراء الكندي، فيما الواقع غير ذلك، حيث ان الإرجاء كان بسبب تطور ملف العسكريين، وفي الإرجاء الثاني إعترف بالأسباب، فقال إنه لمواكبة ملف العسكريين.

أما ملف انتخابات رئاسة الجمهورية فيلفه صمت مطبق على رغم مرور أسبوعين على اللقاء بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، ولم يخرق هذا الصمت سوى اتصالِ الرئيس الحريري أمس بالنائب فرنجية.

وفي مقابل هذا الصمت، نشَط تبادل التغريد بين المختارة ومعراب، ما يعكس التباعد في الطروحات، خصوصا ان النائب جنبلاط هو أحد عرابي الترويج للقاء باريس، لكنه يؤثر التريث خصوصا أن مرشحه، النائب هنري حلو، مازال ترشيحه قائما، فعند سحب ترشيح حلو تكون الطبخة قد نضجت، وما دون ذلك، فإن الاستمرار في ترشح حلو هو علامة من علامات التعثر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لعل خبر إلغاء رئيس مجلس الوزراء تمام سلام زيارته إلى باريس، لمواكبة تطورات ملف العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة"، هو الاشارة الفعلية والجدية إلى قرب وصول هذا الملف الى نهايته السعيدة، بعد كمية الأخبار المتناقضة خلال الساعات القليلة الماضية.

وبالانتظار، فإن الحديث عن تسوية وطنية شاملة تنهي الشغور الرئاسي، وتفعل عمل المؤسسات الدستورية، وتحرك العجلة الاقتصادية، لاقى المزيد من المواقف الداعمة أبرزها من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والوزير وائل ابو فاعور باسم رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط.

وفي نفس السياق أيضا تحدثت مصادر الرئيس نبيه بري ان الأمور قد تحتاج إلى عشرة أيام لكي تتوضح، لا سيما ان الأمور متروكة إلى القادة الموارنة الأربعة الذين اجتمعوا في بكركي، لتنفيذ ما اتفقوا عليه لناحية دعم أي واحد منهم قد يصل إلى سدة الرئاسة. وقالت المصادر إن الرئيس بري مستعد للدعوة لجلسة الانتخاب، مشيرة إلى ان هذا الأمر هو قضية وطنية على الجميع ان يساهم فيها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

يوم مختص بتلف الأعصاب انتظارا لعودة عسكر مخطوف، والخاطفون أسروا التفاوض بشروط كانت تظهر مع كل بادرة أمل. لم ينته النهار على فشل، لكنه لم يتوج بالنهاية المرجوة التي تطفئ نار الأهل. فالطرف اللبناني الممثل في الأمن العام، بمشاركة الدولة الراعية للتفاوض وهي قطر، وبإشراف الحكومة اللبنانية، جميعهم افتتحوا ساعات صباحهم بالعزم على تنفيذ بنود صفقة التبادل مع "جبهة النصرة"، بعدما لبى لبنان كامل الشروط المطلوبة منه، سواء في من سجونه أو من السجون السورية، ومع أول الصباح كانت شاحنات لبنانية قد سلكت طريقها إلى عرسال محملة بمواد ذكر أنها غذائية ومساعدات إنسانية.

وتولى اللواء عباس ابراهيم مفرزة التواصل من أماكن مختلفة في البقاع. وهو تواصل ولم يكن تفاوضا، باعتبار أن الصفقة كانت منجزة والاتفاق مبرم، وليس أمامنا سوى الذهاب إلى مرحلة التنفيذ. لكن "النصرة" كانت، مع تقدم الساعات، تبرق بشروط جديدة لم يجر الكشف عن مضمونها. ولما بلغت الشروط مرحلة المغالاة في الدلال والتعجيز، أمر لواء الحرية بعودة الشاحنات الغذائية أدراجها إلى بيروت.

عند هذا الحد، فإن المعنيين بالملف لبنانيا، لم يعلنوا الإخفاق لكنهم لم يبلغوا النجاح في تحرير العسكريين اليوم، على أمل أن تستمر المساعي يوم غد. ومن علامات عدم انهيار الصفقة، كان إعلان رئيس الحكومة تمام سلام إلغاء زيارته لباريس للمشاركة غدا قي قمة المناخ العالمية، وذلك لمتابعة تطورات ملف العسكريين حتى إيصاله إلى نهايته السعيدة، على حد بيان صادر عن رئاسة الحكومة.

غدا قد يتغير المناخ محليا من تضاريس الجرد، لكن الجرود السياسية لاتزال قاحلة رئاسيا، مع تسجيل ارتفاع في معدلات الحرارة من دار الإفتاء التي منحت الرئيس سعد الحريري بركاتها في مبادرتها الوطنية، والمعني هنا ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

وعلى دروب الترشيح السياسي، طوبت "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف زعيمة لها، وهي افتتحت أولى معاركها في المدينة، بكلام عز على الرجال، ويؤسس لولاية لن تخلو من المواجهة التي ستكون في إنتظارها في قضاء وقعت عليه العيون السياسية بعد رحيل الياس سكاف.

 

فوز لائحة "مجتمعون لاجلكم" وصيلي نقيبا جديدا للصيادلة

وطنية/29 تشرين الثاني 2015/أعلنت نقابة صيادلة لبنان، ان الجمعية العمومية لانتخاب مجلس النقابة، أسفرت عن فوز كامل للائحة "مجتمعون من اجلكم" برئاسة الدكتور جورج صيلي وعضوية: رفيق الحشاش، أنطوان سعادة، شادي مارون، جو سلوم، آلان زغيب، سهى سنو، باسم سرحال، وعمر غنام.

فازت لائحة "مجتمعون لاجلكم" في انتخابات نقابة الصيادلة التي جرت اليوم في قصر العدل لملء تسعة مقاعد في المجلس وانتخب رئيس اللائحة جورج صيلي من "التيار الوطني الحر" نقيباً جديداً خلفاً للنقيب ربيع حسونة من "تيار المستقبل". وعلى عكس المعارك الانتخابية السابقة التي كانت تجري على وقع تنافس حاد بين فريقي 8 و14 آذار، فان المعركة الحالية اتسمت بتحالف بين قوى واحزاب من الفريقين، وبالتالي كان فوز اللائحة الائتلافية التوافقية متوقعاً والتي تم خوضها ضد لائحتين غير مكتملتين الاولى ترأسها طاني يوسف وهو "قوات لبنانية" الا انه طرح نفسه كمرشح مستقل اما اللائحة الثانية فهي لائحة "النقابة القوية" فترأسها كريكور سحاقيان وهو مستقل. لائحة "مجتمعون لاجلكم" نالت اعلى الاصوات وفق النتائج التي اذيعت وجاءت على الشكل الآتي: جو سلوم (كتائب) 1662 صوتاً، جورج صيلي (التيار الوطني الحر) 1619 صوتاً، باسم سرحال (تيار المستقبل) 1545 صوتاً، عمر نعيم غنام (تقدمي اشتراكي) 1538 صوتاً، انطوان سعادة (التيار الوطني الحر) 1536 صوتاً، سهى سنو (تيار المستقبل) 1526 صوتاً، ألن زغيب (القومي) 1523 صوتاً، شادي مارون (التيار الوطني الحر) 1522 صوتاً ورفيق الحشاش (مستقل) 1473 صوتاً، وجاءت ارقام الخاسرين من اللائحتين المنافستين على الشكل الآتي: طاني يوسف 770 صوتً، مروان احمد سعد 727 صوتاً، فادي جوزف الخوري 680 صوتاً، فادي جوزف الخوري 680 صوتاً، كريكور سحاقيان 629 صوتاً، ميشلين بو مشرف (627 صوتاً)، نزيه فريد ابو جودة 567 صوتاً، فؤاد احمد سماحة 468 صوتاً، يوسف علي شاتيلا 408 صوتاً، رزان محي الدين سربيه 383 صوتاً، بولس فارس 377 صوتاً، اسيل ابو خالد 355 صوتاً، كريستيان اسمرا 332 صوتاً، ليليان مارون صعب 23 صوتاً، وعلي حسين عبيد 21 صوتاً، كما جرت انتخابات لعضوية لجنة التقاعد ففاز الأعضاء المرشحين من لائحة "مجتمعون لأجلكم" بأعلى الأصوات فوق 1400 صوت وهم: جمال ناصح، ماري غصوب، نبيل شحادة، ونمر خليفة. وفاز كذلك في لجنة التأديب المرشحين من اللائحة الفائزة وهما محمود الموسوي وسمير رزق. وبعد اصدار النتائج تحدث النقيب الجديد صيلي فوعد بالعمل من أجل المشكلات التي يعاني منها الصيادلة في لبنان. وشكر كل من شارك في العملية الانتخابية، معاهدا "بالعمل لرد الحقوق الى الصيادلة خصوصا المتعلق منها بالجعالة التي تعتبر مهدورة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ميريام سكاف في ذكرى أربعين زوجها: بعد الأربعين أيادينا ممدودة للجميع ولكن ممنوع ان تمتد أياد علينا وتخترق حزننا لتسرق قرارنا

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - أقامت عائلة رئيس "الكتلة الشعبية" الوزير والنائب السابق الياس سكاف، قداسا وجنازا في ذكرى مرور 40 يوما على وفاته، في كنيسة مقام سيدة زحلة والبقاع، ترأسه الأب طلال تعلب يعاونه آباء وكهنة المقام، وحضره، إلى جانب أرملة الراحل ميريام سكاف ونجليها جوزف وجبران وعائلة سكاف، المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفد مثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، ممثل رئيس الحكومة تمام سلام الوزير ميشال فرعون، الوزير الان حكيم ممثلا الرئيس أمين الجميل ورئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل، الرئيس حسين الحسيني، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب عاصم عراجي، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، ممثل النائب العماد ميشال عون الوزير السابق نقولا الصحناوي، ممثل رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية وزير الثقافة ريمون عريجي، ممثل رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط النائب غازي العريضي، وزير الاتصالات بطرس حرب، ممثل وزير العدل أشرف ريفي الرئيس الأول لمحكمة جنايات البقاع القاضي أسامة لحام، السفير البابوي غابرييل كاتشيا، النواب: روبير غانم، أميل رحمة، شانت جنجنيان، جوزف صعب المعلوف، دوري شمعون، النائب علي المقداد ممثلا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والنائب طوني أبو خاطر ممثلا رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، الوزراء السابقون: علي العبدالله، عادل قرطاس، جورج سكاف، سليمان طرابلسي، الياس حنا، موريس الصحناوي، محمود ابو حمدان وكابي ليون، النواب السابقون: جبران طوق، خليل الهراوي، محسن دلول، فيصل الداود، سليم عون، كميل المعلوف، حسن يعقوب، يوسف المعلوف، أنطوان حداد، ناصر نصر الله وسعود روفايل. كما حضر: ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد طلال رحال، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد نعيم الشماس، ممثل مدير المخابرات العميد إدمون فاضل العميد جان غنطوس، العميد جوزف تومية، النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي فريد الكلاس، المدعي العام العسكري القاضي سامي صادر، المطارنة ميشال الأبرص، بولس سفر، نيفن صيقلي وجورج اسكندر، المونسنيور جورج معوشي ممثلا المطران جوزف معوض، الأرشمندريت تيودور غندور ممثلا المطران أنطوان يونان الصوري، رئيس الرهبنة الباسيلية الشويرية الأرشمندريت إيلي معلوف، ممثل الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، رئيس بلدية زحلة المعلقة جوزف دياب المعلوف، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة إدمون جريصاتي، الأمين العام للمجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك العميد شارل عطا، بالإضافة إلى مدراء عامين، وممثلي ومنسقي أحزاب، وفود حزبية وشخصيات وفاعليات وحشود كبيرة من أهالي زحلة والبقاع الذين غصت بهم قاعات كنيستي مقام سيدة وزحلة والبقاع والباحات الخارجية.

الرقيم البطريركي

بعد الإنجيل، ألقى تعلب كلمة عدد فيها مزايا الراحل، تلا بعدها الأب إيلي نصر الرقيم البطريركي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفيه: "تحيون اليوم ذكرى مرور اربعين يوما على وفاة فقيدكم الغالي، النائب والوزير السابق والزعيم الشعبي الياس بك سكاف، الذي عاد الى بيت الآب السماوي عن سبع وستين عاما، كانت زاخرة بالعطاء والمحبة وتحمل المسؤوليات الاجتماعية والوطنية الكبرى، ونحن من مقرنا المؤقت في المانيا حيث نقوم بزيارة راعاوية لابنائنا المنتشرين في هذه البلاد، نشاطركم الأسى على فقده والصلاة لراحة نفسه، سائلين الله ان يسكنه في قلوبكم تعزياته الابوية.

عاش المرحوم سكاف سني الطفولة والمراهقة في كنف والدته في نيوزيلندا، وعاد الى لبنان في سن السادسة عشرة من عمره، حيث تابع دراسته وتخرج من الجامعة الاميركية مهندسا زراعيا، وراح يسهر على استثمار املاك العائلة الشاسعة، مقيما فيها المشاريع العديدة التي تؤمن فرص العمل والعيش الكريم لمئات العائلات. ودخل المعترك السياسي بخوضه اولى الانتخابات بعد نهاية الحرب المشؤومة، وحقق فيها فوزا كاسحا، وانضم الى الندوة البرلمانية ممثلا زحلة والقضاء، واعاد احياء الكتلة الشعبية التي اسسها والده الزعيم الراحل جوزف بك سكاف، وتكرر ذلك الفوز في الدورات الانتخابية اللاحقة، ومع كل فوز كانت تزداد محبة الناس له، كما كان في المجلس النيابي عضوا نشيطا وفاعلا من خلال اللجان البرلمانية التي ترأسها وكان عضوا فيها. وتسلم الفقيد عدة حقائب وزارية في حكومات مختلفة، ولا سيما منها وزارتي الزراعة والصناعة، فكان مثال المسؤول الشفاف الصادق والآدمي، وقد تصدى غير مرة للفساد المتفشي في معظم مكامن السلطة، ما اضطره الى تحويل اكثر من موظف فاسد الى القضاء وادخل بعضهم السجن. وقد شارك كممثل لطائفة الروم الكاثوليك والكتلة الشعبية، في مؤتمر الدوحة وفي معظم طاولات الحوار الوطني، وكان في كل مجالسه يتميز بدماثة الاخلاق وحلاوة المعشر والبساطة والصدق في سعيه الى نشر الالفة والمحبة، وقد نذر حياته لخدمة زحلة والبقاع، حاملا همومهما في قلبه ووجدانه، مركزا كل عمله السياسي على خدمة الناس ومحبتهم، للوصول معهم الى حياة افضل. لم يعرف السياسة يوما سعيا وراء مصالح خاصة او تنازلات لاجل الوصول الى مآرب شخصية، بل كان ثابتا في مواقفه، يعتبر كرامة زحلة وابنائها من كرامة الوطن وابنائه، وهي فوق كل اعتبار، وكان ذلك السياسي الذي وان اختلف معه كثيرون في الخيارات السياسية الا انهم يجمعون على احترام شخصه ومحبته الصادقة والاصيلة.

أجل، لقد كان سكاف زعيما بكل معنى الكلمة، وورث الزعامة ابا عن جد، وحافظ على الامانة، به كبرت الزعامة ومعه عرفت حقها، فدخل قلوب الناس بالمحبة والصدق والوفاء والتفاني في خدمتهم بسخاء القلب والكف والبساطة والوداعة التي تجلت في عطاءات هي ذروة في العطاء الانساني الاصيل.

وكان رحمه الله الى كل ذلك رجلا مؤمنا، ملتزما حياة الكنيسة وتعاليمها، مثابرا على ممارسة واجباته الدينية، حاملا هم الطائفة الكريمة، عاملا من اجل الحفاظ على حقوقها، وتقدمها على كل المستويات، وقد انتخب نائبا لرئيس المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك عام 1999، وجدد انتخابه مرة ثانية وكم كان حرصه جليا على مصلحتها ووحدة ابنائها في انتخابات المجلس الاخيرة، حيث جمع اقطاب الطائفة في دارته، وعمل على لم الشمل وتوحيد الكلمة ليكونوا نموذجا لسائر العائلات اللبنانية، وكان يتردد على الصرح البطريركي في بكركي وكان لنا معه لقاءات وحوارات حول القضايا الوطنية وكنا نلمس ما لديه احيانا من مضايقات من قبل بعض المسؤولين في الدولة. وهذا الايمان الذي كان يعمر به قلبه، كان خير عون له على القيام بمسؤولياته الجسيمة، وعلى مجابهة المحن والصعاب التي اعترضت طريقه، وعلى تحمل اوجاع المرض الذي الم به في السنوات الاخيرة بصبر جميل وفرح روحي، مشركا آلامه بآلام السيد المسيح مقدما اياها لاجل عائلته الصغيرة شريكة حياته وابنيه وعائلته الكبيرة زحلة وجميع ابنائها الذين احبهم وخدمهم باخلاص طوال حياته. وعلى هذا الامل، واعرابا لكم عن عواطفنا، نوفد اليكم سيادة اخينا المطران سمير مظلوم النائب البطريركي السامي الاحترام، كي يشارك باسمنا في حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل اليكم تعازينا الحارة".

كاتشيا

وكانت كلمة للسفير البابوي استهلها بتوجيه الشكر الى ميريام سكاف على دعوتها له الى هذه المناسبة، وخصوصا أن معرفة شخصية كانت تربطه بالراحل و"بعض اللقاءات الخاصة". وذكر بالمثل الشعبي "لا يجب أن نقول عن شخص ما بأنه كبير، قبل أن يموت"، وقال: "بالفعل، لقد تأثرت جدا بالأعداد الغفيرة التي أرادت المشاركة بمأتمه، فقد كان هناك ممثلون عن مختلف أطياف لبنان الرسمية والروحية والمدنية والثقافية، وخصوصا أهل زحلة والجوار، وكل هذا الحشد يقول الكثير عن قيمة الراحل". وتوجه الى نجلي الياس سكاف، جوزف وجبران، بالقول: "كونا فخورين به، فهو محط تقدير الجميع. لديكما مثال تحتذيان به، وسيبقى النور الذي يضيء مستقبلكما". ولزوجة الراحل، قال: "حافظي على نهجه، في هذه المدينة وفي هذا البلد"، ول"عائلة سكاف الكبيرة"، قال: "نشكركم على إعطاء لبنان شخصية مشرفة مثله".

ميريام سكاف

وبعد القداس الذي تلا خلاله نجلي الراحل، جوزف وجبران، النوايا، ألقت ميريام سكاف كلمة باللهجة العامية، توجهت فيها إلى روح الراحل بالقول: "كل شي هون رح يقلك إنو اشتقتلك وإنو جوزف وجبران عم بيفتشوا صبحية ع عطرك، وإنو ناسك يا ايلي عم بيقشعوا بعيونك، عم بيشوفوا الدني ريشة انت راسما قبل ما تفل. هودي الناس المحبين الطيبين ما بيلبقلن ينطفوا. ورح يطلعوا عالضو، عالريح، عالحرية، والزينة الي رافقتن ع أيامك رح تتعلا، وساحات ولادن رح يرتفع فيها فرح العيد، ميلادن مش رح يتأجل وشجرن كل ما يضوي كل ما روح إيلي رح يغمرها الرضا". أضافت: "قرارنا إنو نزين زحلة، وعلى شجرها نلمح طيف إيلي عم بيلوح بإيدو وفرحان انو مش بيتو بس المفتوح للناس، وشوارع مدينتو كمان مفتوحة الن، وليلها بيلمع متل نهار. بركي بهالخطوة منذلل الحزن ومنمسح عن وجوه أطفال نتفي من الأسى الي عم ينفرض عليهن. هيدا حلمو ورح منكفيه. عم نمشي ع دربو، عم منطلع بوصايا ما فيها الا الالتقاء على المحبة لمصلحة هالوطن. وإذا كان في فئات قليلة عم توقف بوج هالحلم، فمنوعدن إنو كمان رح نحتكم لناس زحلة الي بتعرف كتير وين وكيف تعبر عن رأيا وع توقيتا". وتابعت: "ما حدا رح يرسلمنا طريقنا. وبأول كلام سياسي بقولوا رح اضطر كرر جملة قالا إيلي سكاف: زحلة حيطا مش واطي. إنتبهوا ع السياج الي عم تقطعوه لانو في وراه شعب بيدافع عن أرضو وكرامتو وهويتو وموقعو بالوطن وما رح نسمح بمصادرة قرارو وعدم تمثيلو. محلو لازم يكون محجوز. مطرح ما بيكونوا رح منكون. وإذا كان هالشعب بالاربعين يوم احترم حزنو فهيدا ما بيعني انو ما عندو كلام يقولوا. ما عندو اكتر من عتب وغضب ع جهات اندست من خلف الحزن وراحت تخطط لحصر إرث سياسي. لأ. هالمهمة أتركوها لأهلها. فزحلة للكل بس مش لمنتحلي الصفات. مهما تخفوا بوساطة السما وإستثمروا بموت الكبار. اشترطوا، هددوا، إجتمعوا، قسموا ووزعوا المغانم السياسية بإيحاءات خارجية". وقالت: "أربعون نهارا من الظلم بحقنا. حتى وصل هالظلم لإيلي بغربتو ومطرح ما هوي غافي. وامتدت الايدين على قداس الأربعين مع تهديدات كانت ما عم توفر حتى الصلا والي عم يصلوا لروحو. بعد الاربعين كلام تاني. كلام بيشبه صلابة أهل هالمدينة وشموخها وعنفوانها. بعد الاربعين في إيدين ممدودة للكل بس كمان في إيدين ممنوع تمتد علينا وتخترق حزننا لتسرق قرارنا".

وتوجهت إلى الحاضرين: "يا أهل زحلة الطيبين انتو أصحاب القرار. وهالبيت المفتوح بيستمد قوتو منكن ومن محبة بتكفينا كل الدهر. محبتكن هي كتلتنا. فمنحب نطمن الجميع إنو مخزونا ما بيخلص وقادر على جمع خيوطو على أطياف الوطن. فمعكن، نحنا شراكة عمر ووحدة حال، حلو ومر، دين ووفا، وهالمزايا كلا عندا فرصة لتكون ع وسع هالبلد المسروقة فرصتو بالحياة. مشاريعن قدرنا ورح نقدر نجمدها من أسفل ارضها لأعلى جبالها. بس هالقداس اليوم لروح إيلي سكاف أسمى من سيرة فئات ما بتعرف من الوطن الا شو رح يطلعلا منو. وبتشقفوا من قلب صخروا. فئات ما بتعطي بس فيها تترك وطن بلا مؤسسات وبلا رئيس. وصرنا نشتاق لخبر حلو يكسر هالحزن العام. ويمكن ما في أحلى من أنو أربعين ايلي يحمل معو تاريخ لحرية نطرناها كتير ويكون هالنهار آخر يوم من مأساة خطف العسكر، على أمل انو تكتمل المسيرة بإطلاق سراح بقية المخطوفين بهالجرد. ومن حكاية الاسر الطويلة منأكد انو الحرية بكل أشكالها هي خيارنا وفئة دمنا وما بيربطنا بأسرى القرار أي رابط. ما رح نتبع طرقاتن. النا دروبنا الي رسموها الاباء والاجداد الي راحوا". وختمت: "بأربعينك ايلي، انا وجوزف وجبران وكتلتلك وناسك منقلك أنك وصيتنا نكفي، وبعد الاربعين ما يستعجلوا، رح منخبرن كيف بنكفي".

روجيه سكاف

كما كانت كلمة ألقاها بإسم "الكتلة الشعبية" الدكتور روجيه سكاف، وأعلن خلالها "القرار الذي إتخذه بالإجماع المكتب السياسي والهيئة التأسيسية لحزب الكتلة الشعبية، وهو تبني توصية المغفور له الياس سكاف، لتولي السيدة ميريام سكاف عقيلته، رئاسة حزب الكتلة الشعبية، متبعة النهج السياسي عينه، واضعة نصب أعينها هدفا واحدا: إبقاء أبواب البيت مفتوحة للجميع دون إستثناء في سبيل خدمة الشعب والإخلاص للوطن".

وفي الختام تقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة.

 

رعد: قرارنا الوطني نصنعه بأيدينا ونحرص على الشراكة الحقيقية مع كل المكونات

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "ان الارهابيين التكفيريين ليسوا الا الوجه الاخر للارهابيين الصهاينة، وكلاهما يعملان في مؤسسة الاستكبار العالمي، الذي يحرك حكاما في منطقتنا ومرتزقة ومافيات وعصابات ومجموعات مسلحة، ويفتح لهم حدودا ومعابر ويسهل لهم الانتقال عبر مطارات في ظل وحماية سلطات، ويوفر لهم المال والعتاد ويزودهم بكل التكنولوجيا التي يمكن ان تساعدهم في تحقيق اهدافهم، حتى يأتي المستكبرون فيحصدون ما زرعه هؤلاء من يأس وقتل وتدمير واحباط للعزائم، فيفرضون سيطرتهم ويضعون الانظمة الجديدة في بلادنا ويقررون ويتحكمون بطريقة الانتخاب والاختيار ومع هذا كله يدعون انهم حماة الديموقراطية وحقوق الانسان في العالم. هؤلاء الارهابيون التكفيريون والصهاينة هم الاقزام الذين يعملون عند الارهابيين الكبار عند ارهاب الدولة الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية وادارتها". كلام النائب رعد جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي اقامه "حزب الله" في مجمع بلدة كفرملكي في ذكرى أسبوع الشهيد أحمد يوسف المير، بحضور النائب علي عسيران، مسؤول المنطقة الثانية في الحزب علي ضعون وعوائل شهداء، علماء دين، حشد من ابناء البلدة والقرى المجاورة. ولفت الى "ان المقاومة التي تتصدى دفاعا عن الوطن ضد الاعداء الخارجيين لا يظنن البعض انه يستطيع ان يستنزفها في بعض الاعيبه الداخلية، نحن نعرف كيف نحفظ بلدنا من تسلل الاعداء الذين يتهددون امننا واستقرارنا، وايضا نحرص على التفاهم الحقيقي والشراكة الحقيقية مع كل مكونات بلدنا وقرارنا الوطني نصنعه بأيدينا". وقد تخلل الحفل عرض فيلم عن الشهيد، وكلمة آل الشهيد القاها علي قيس خضر ومجلس عزاء للشيخ حسن الزين.

 

حسين الموسوي: معيارنا في انتخاب الرئيس تاريخه وقربه الى الحق والعدل

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - اشار عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوى، خلال رعايته حفل تخريج دورات نظمتها جمعية مؤسسة جهاد البناء الانمائية في مراكزالتدريب المهني والحرفي المعجل، بالشراكة وبتمويل من اتحاد بلديات شرقي بعلبك في بلدة النبي شيت، ان "معيارنا في انتخاب رئيس للجمهورية هو تاريخه وقربه الى الحق والعدل، وحرصه على وحدة الوطن السيد المستقل المزدهر، بالاعتماد على قوة جيشه ومقاومته، وعدم ترك نفطه في البحار، ينهبه الصهاينة كما ينهبون ارضه وماءه". وأكد "ان مشكلتنا في لبنان هي مشكلة اخلاقية اولا واخيرا، تتجلى في الفساد الاداري والمالي وغدر البعض بالمقاومة". مضيفا "ان الرأي العام الوطني الحر الثابت الذي يضم كل المخلصين العقلاء من كل المناطق والمذاهب، هو القادر على التأسيس لإصلاح حقيقي تحفظه الاجيال". وختم الموسوي داعيا "شرفاء الوطن والأمة" الى "التمسك بنهج المقاومة ضد كل المعتدين الارهابيين من صهاينة وتكفيريين ومن يدعمهم"، مذكرا ان "الخطر الأكبر يكمن في تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب، لأن في ذلك تمكينا للغدة السرطانية من الانتشار في جسد الأمة، وبناء عليه كانت فتوى الإمام موسى الصدر "اسرائيل يجب ان تبقى عدوة".

 

قاسم استقبل وفد السلام والتضامن مع سوريا ولبنان: الشعب السوري يقرر مصيره وليس الانظمة الاقليمية الفاسدة

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - استقبل نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وفد السلام والتضامن مع سوريا ولبنان، الذي يضم ماريز ناغوايرز الحائزة على جائزة نوبل للسلام البريطانية، ممثل وزارة العدل والسلام بالفاتيكان ومندوبة الاعلام ببطريركية الارثوذكس في روسيا ورئيس حزب الديموقراطيين في بلجيكا وشخصيات دبلوماسية ورعوية من أوروبا وسوريا ولبنان. وقد أبدى الوفد تضامنه مع سوريا ولبنان في مواجهة الإرهاب الذي "لا يميز أحدا عن أحد، والتأكيد على مواجهة الإرهاب لتكريس السلام في المنطقة". وقال قاسم: "إسرائيل محور الأزمات في المنطقة، وتدعمها أميركا والغرب في احتلالها وعدوانها، ومن أجلها كان الدعم للارهاب التكفيري لتخريب سوريا والمنطقة كي ترتاح إسرائيل". أضاف: "يكذب الغرب عندما يقول أنه ضد الإرهاب التكفيري، فلولاه لما قامت دولة الموصل والرقة، والتكفيريون يمكن أن يكونوا قطاع طرق ومخربين، ولكن لم يقيموا دولة لهم إلا بالدعم الأميركي والغربي وبالمال السعودي والقطري والتسهيلات التركية". وتابع: "هل يعقل أن تكون غارات التحالف الغربي على داعش لسنة ونصف من دون فائدة، بينما أربكت الغارات الروسية لعدة أيام منظومة داعش وأوقعت فيهم مقتلة كبيرة؟ هذا دليل على أن الغرب مع داعش". وقال: "نحن أصحاب حق، الأرض لنا والشعب معنا، وفلسطين لأهلها، وسوريا لأهلها، وقد طالت الأزمة السورية لخمس سنوات وما زال الصمود سيد الموقف، ونأمل أن تكون الكلمة في المستقبل للشعب وليس للأنظمة الإقليمية الفاسدة والغرب المتآمر وإسرائيل المعتدية. سوريا لأهلها وهم يتخذون قرارها، وفلسطين لشعبها وهم رأس الحربة في تحريرها، ولبنان لن يكون أداة بيد الدول الأخرى، والمقاومة مستمرة حتى النصر إن شاء الله تعالى". وشكر قاسم الوفد على تضامنه، آملا أن "تنتشر هذه الحالة بين الشعوب الغربية ليضغطوا على حكامهم وسياساتهم".

 

النائب نضال طعمة: إذا تحول سياق التسوية إلى ما يشبه صفقة على حساب الوطن فإن الشيخ سعد سيكون أول المنسحبين

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - راى النائب نضال طعمة انه "في ما أمسى الحدث خارج الحدود، والعيون شاخصة إلى إسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية، على أمل ألا تكون الحادثة شرارة لشر مستطير، نسأل أنفسنا في لبنان، أيمكننا أن نصدق حقا، أننا قادرون على صنع الشرارة الإيجابية التي تخرج البلد من أزمات فراغه، وجموده الاقتصادي، ورهان بنيه على مستقبل أولادهم في ظلمات ما وراء البحار؟ أيمكن حقا أن نجد قواسم مشتركة لتنجح الفكرة التي نتمنى أن تكون إنقاذية، وقد ألقى بها الشيخ سعد الحريري بين أيدي اللبنانيين. بغض النظر عن موقف بعض حلفاء المستقبل، وبعض المعترضين من المتحمسين، الذين أفهم مبدئية تفكيرهم، فالقضية طبعا تحمل جدلية النقاش الداخلي، لذلك لم يحملها الشيخ سعد الطابع الرسمي، هل يملك الفريق الآخر القدرة على إعطاء جواب واضح على هذه المبادرة؟ وإذا كان يملك لماذا هو صامت لغاية الآن؟ فليحرجوا الشيخ سعد وليجمعوا على موقف واحد، ليبدأ فعلا النقاش الموضوعي، ولتجد هذه الفكرة طريقها لتصاغ فعلا مبادرة". اضاف في بيان: "طبعا لقد قدم الشيخ سعد تضحيات كبيرة، بمجرد طرحه الفكرة للنقاش. ولكن ألا يفرض هذا التنازل الكبير، على الطرف الذي سيتلقف المبادرة، ويقبلها ويستفيد منها، حكما تنازلات على مستواها؟ فهل يستطيع الوزير سليمان فرنجية تقديم تنازلات بهذا المستوى؟ هل فريقه السياسي جاهز لمثل هذه القفزة الإيجابية؟ إذا كان الجواب نعم، فلنركز في نقاشنا الداخلي ككادرات مستقبلية وكقوى الرابع عشر من آذار، كيف نكرس خارطة الطريق التي نراها خلاصا للبلد، أو كيف نرسم خارطة خلاص جديدة. أما العزف على أوتار عاطفية وتحريضية فلا يمت بصلة إلى مسارنا السياسي ولا إلى الرقي في السلوك الوطني الذي كرسه الشهيد رفيق الحريري". وتابع: "إذا كان مسارنا السياسي اليوم العمل على تسوية تاريخية، لإنقاذ لبنان من بركان النار المحيط فيه، فإن الموقف التاريخي سيحسب للرئيس الحريري وسيزاد على رصيده الوطني، فالكبار دوما يعرفون كيف يعطون من رصيدهم ليعلو رصيد الوطن. وأقولها بقناعة تامة إذا ما تحول سياق التسوية إلى ما يشبه صفقة على حساب الوطن، فإن الشيخ سعد سيكون أول المنسحبين، وسيغسل يده، وقد سبق وفعلها في أكثر من موقف دون أن يعلنها صراحة، ومن يراقب حراكه وهمه أن يجد مخرجا للمأزق الوطني يدرك اعتماده هذه التكتيكات في إطار استراتيجية تهدف إلى مصلحة لبنان واللبنانيين". وامل طعمة في "ان تصل قضية إطلاق سراح عناصرنا الأمنية الموقوفين لدى جبهة النصرة إلى خواتيمها السعيدة. وأظن أن التنسيق التام بين الأجهزة هو الذي أعطانا القدرة على الإنجازات المهمة، في أكثر من مكان. وهذا ما كنا ندعو إليه دوما، آملين في التزام جميع القوى السياسية تأمين الغطاء السياسي لجميع القوى الشرعية، فواضحة قدرة هذه القوى على القيام بواجباتها بطريقة ريادية".

 

الراعي تسلم من كرم دعوة لزيارة البرلمان الأوروبي في بروكسل

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - زار رئيس المجلس الاغترابي ورئيس الرابطة المارونية في بلجيكا المهندس مارون كرم، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في ألمانيا، وسلمه دعوة رسمية لزيارة البرلمان الاوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، وكانت مناسبة جرى خلالها عرض لآخر المستجدات والتطورات في لبنان والمنطقة، وخصوصا الفراغ الرئاسي في لبنان. حضر اللقاء النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح ورئيس أساقفة فرنسا والزائر الرسولي على أوروبا المطران مارون ناصر الجميل ورئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الأب مالك بو طانيوس والأب كابي جعجع والأب بطرس مرعب والقنصل مروان الكلاب. وحمل الراعي كرم تحياته إلى رئيس البرلمان الأوروبي وأعضائه، شاكرا لهم دعوتهم هذه، على ان يلبيها في وقت يحدد لاحقا

 

الراعي من فرنكفورت: بلدان الشرق الأوسط تحتاج للغة غير لغة الحرب والحقد والقتل والدمار

الأحد 29 تشرين الثاني 2015 /وطنية - شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على ان "بلدان الشرق الأوسط تحتاج إلى لغة غير لغة الحرب والحقد والقتل والدمار"، وإلى "انجيل العدالة والسلام"، مؤكدا ان المسحيين "ليسوا في زيارة عابرة في بلدان الشرق الاوسط، بل هم فيها مقيمون ومواطنون أصليون واصيلون". وقال: "إننا نصلي من أجل حماية هذا الحضور المسيحي لكي تنتعش بلداننا تحت حماية العذراء مريم". جاء ذلك في عظة اليوم، التي ألقاها الراعي في كنيسة الرعية المارونية- القديس فاندل في مدينة فرنكفورت الألمانية، بعنوان "طوبى لتلك التي آمنت ان ما قيل لها من قبل الرب سيتم"، واستهلها بالقول: "طوبت اليصابات مريم لانها آمنت بكلام الرب على لسان الملاك في البشارة، بفضل هذا الايمان اصبحت ام الاله المتجسد الذي أعطاها كل ذاته. وهي بطاعة الايمان وهبته كل ذاتها نفسا وجسدا، بكامل حنان الأمومة، فصارت لنا المثال في قبول كلام الله الذي يولد الايمان، والمثال في طاعة الايمان". أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معا بهذه الليتورجيا الالهية، وبإحياء زيارة السيدة العذراء لنسيبتها اليصابات الحامل بيوحنا وهي في شهرها السادس. وقد مكست في بيتها تخدمها مدة ثلاثة اشهر حتى ولادة يوحنا. ويسعدنا ان نلتقي بكم مع الوفد المرافق، وان نحيي كاهنكم الاب كابي جعجع والإباء المرسلين الذين يخدمون معه في الرعايا والرسالات المارونية اليوم، الاب روجيه عبد المسيح والاب بطرس مرعب. نزور جاليتنا اللبنانية المارونية وسواها والجاليات الآتية من بلدان الشرق الاوسط، ولاسيما من سوريا العراق الجريحين، فتتفرد اوضاعكم، ونصلي من اجل إيقاف دوامة الحرب المدمرة لبلداننا وشعوبنا، وايجاد الحلول السياسية لها بعيدا عن العنف، وإحلال سلام عادل وشامل ودائم في كل من سوريا والعراق وفلسطين واليمن وسواها من البلدان. ونصلي معكم أيضا من اجل لبنان، لكي يمس الله ضمائر الكتل السياسية والنيابية، ليكونوا على مستوى الواجب الدستوري المشرف، فينتخبوا رئيسا للجمهورية جديرا وعلى مستوى التحديات الراهنة، بعد فراغ مخجل منذ سنة وسبعة اشهر، تسبب بافقاد المجلس النيابي صلاحيته التشريعية بحكم الدستور، وبتعطيل عمل الحكومة غير القادرة على الحلول محل الرئيس بأربعة وعشرين رأسا. هذا فضلا عن الخلل في المؤسسات العامة، والفساد المستشري، واشتداد الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وتفاقم الدين العام وتكاثر آفة الهجرة". وتابع: "في هذه الزيارة بدأنا ونواصل في الايام الثلاثة المقبلة لقاءات مع السلطات والمؤسسات الكنسية من اجل مزيد من الشركة الروحية والتضامن، ومع سلطات مدنية وسياسية، لحمل قضية لبنان وبلدان الشرق الاوسط وتوضيحها على حقيقتها وأبعادها، من اجل دعمها داخليا وفي المحافل الاوروبية والدولية". وقال: "عندما زارت مريم بيت اليصابات حملت يسوع جنينا في حشاها البتولي، وبوجود الرب الجنين اعطيت إليصابات والجنين يوحنا هبة الروح القدس، كما سمعنا في الإنجيل. فحيث مريم هناك المسيح، وحيث المسيح هناك الروح القدس. في ضوء هذه الحقيقة نفهم معنى وجود كنيسة المسيح في بلدان الشرق الاوسط والوجود المسيحي. نحن في تلك البلدان منذ ألفي سنة. وتلقينا سر المسيح وانجيله من فم المخلص الالهي والرسل الأطهار. وأرسينا في جميع البلدان الشرق أوسطية الثقافة المسيحية، قبل ظهور الاسلام بستماية سنة. وواصلوا مع المسلمين الذين نعيش معهم، رسالتنا المسيحية بكل قيمها الروحية والثقافية والأخلاقية والوطنية. انها رسالة نحملها ونؤديها بكل مسؤولية، من دون تراجع او خوف. بل نقول مصممين ان بلدان الشرق الاوسط تحتاج الى لغة غير لغة الحرب والحقد والقتل والدمار. تحتاج الى انجيل العدالة والسلام. ليس الإنجيل كتابا بل هو الكلمة التي أخذت جسدا بشريا من مريم بقوة الروح القدس، لخلاص العالم وفدائه، والمسيحيون ليسوا في زيارة عابرة في بلدان الشرق الاوسط، بل هم فيها مقيمون ومواطنون أصليون واصيلون". وختم الراعي: "اننا نصلي من اجل حماية هذا الحضور المسيحي لكي تنتعش بلداننا تحت حماية العذراء مريم، بنعمة المسيح الفادية، وبحلول الروح القدس المقدس والهادي. وفيما نلتمس هبة الايمان والتزام طاعة الايمان على مثال أمنا وسيدتنا مريم العذراء، نرفع معها نشيد المجد والتعظيم للآب والابن والروح القدس، الآن والى الأبد، آمين".

 

جعجع وجنبلاط: "بعود عن الشر وغنيلو"

وكالات/29تشرين الثاني 2015/غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير عبر "تويتر"، رداً على رئيس حزب اللقاء التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط من دون أن يسميه قائلاً: "بعض الأشخاص يهتمون كثيراً بالتاريخ ليتهم يلتفتون قليلاً إلى الحاضر". هذا وغرّد أمس، جنبلاط قائلاً "هذه المرحلة تذكرني بما جرى من 27 عاماً عندما كانت وساطة المبعوث الاميركي روبرت مورفي، ومضيفا: "غريب ان البعض لا يتعلم... لماذا لا نتعلم من دروس الماضي؟". وعاد جنبلاط ليغرد اليوم رداً على جعجع قائلاً: "يبدو ان كلامي عن الماضي قد خدش أحاسيس البعض لذا عملا بالحكمة القديمة اقول "بعود عن الشر وغنيلو"، "وخلّينا نغير الموضوع.اهم شيء في هذه اللحظة ان تتم عملية المبادلة دون مشاكل وان يعود أسرانا بسلام

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

سليماني مصاب بجروح بليغة وراقد في مستشفى «بقية الله»

السياسة/30/11/15/كشفت معلومات من داخل إيران أن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني يرقد حالياً في العناية المركزة بمستشفى «بقية الله» في طهران، إثر إصابته أخيراً في الجبهة الجنوبية لمدينة حلب بجروح بليغة بفعل شظايا اخترقت أجزاء من جسمه منها ناحية الرأس. وذكر تقرير لـ»لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب» في «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، تلقت «السياسة» نسخة منه أمس، أن التقارير الواردة من داخل قوات «الحرس الثوري» تفيد أن سليماني أصيب قبل أسبوعين بجروح بليغة، موضحاً أنه فيما كان يشرف على عمليات «الحرس» وقوات إيرانية تعرضت العجلة التي كانت تقله إلى قصف من قبل «الجيش السوري الحر». وأوضح البيان انه «إثر إصابته بجروح شديدة تم نقله فوراً إلى دمشق على متن طائرة هليكوبتر تابعة لقوات الحرس، وبعد الإسعافات الأولية نقل إلى طهران حيث يرقد حاليا في مستشفى «بقية الله» التابع لقوات الحرس الواقع في شارع ملا صدرا في طهران»، مؤكداً أن «سليماني خضع حتى الآن لعمليتين جراحيتين على الأقل». واضاف «انه راقد في الوقت الحالي في الطابق السابع لهذا المستشفى حيث قسم العناية المركزية «ردهة C7» ومحظور الزيارة. وتشرف على علاجه مجموعة من الاطباء الجراحين يرأسهم الدكتور غلام رضا فرزانكان وهو مختصّ في الدماغ والاعصاب. كما يتابع الدكتور علي رضا جلالي رئيس مستشفى «بقية الله» حالة سليماني بصورة مباشرة». وبحسب البيان، فإن «قسم حراسة المعلومات التابع لقوات الحرس زاد من إجراءاته المشددة لمنع تسرّب المعلومات الخاصة بإصابة سليماني بجروح وتم ابلاغ جميع منتسبي المستشفى بالامتناع عن الرد على أي استفسار عن حالته. ويشعر نظام الملالي بقلق لأن نشر خبر اصابة سليماني بجروح يؤدي إلى انهيار كامل لمعنويات قوات الحرس والميليشيات المجرمة في سورية، خاصة في وقت تكبدت فيه قوات الحرس خسائر جسيمة طيلة الشهرين الماضيين في سورية وهذه القوات مصابة بالهلع والقلق». وكانت مصادر سورية ذكرت الأربعاء الماضي أن سليماني اصيب بجروح طفيفة خلال اشتباكات بين قوات النظام وفصائل مقاتلة في شمال سورية. وبحسب مصدر امني سوري ميداني فإن سليماني «اصيب بجروح قبل ايام عدة في هجوم مضاد في جنوب غرب حلب» شنته الفصائل المقاتلة. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان «اصابة سليماني بجروح طفيفة» خلال معارك في جبهة بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، غير ان وكالة الانباء الايرانية الرسمية «ارنا» نقلت عن المتحدث باسم «الحرس الثوري» العميد رمضان شرف نفيه «مزاعم روّجت لها بعض وسائل الإعلام تقول ان قائد فيلق القدس اللواء قاسم سلماني قد اصيب في سورية»، واصفاً إياها بـ»الاكاذيب». وقال المتحدث ان سلماني «في أتم الصحة والعافة وواصل عمله ومساعيه بكل نشاط وحيوية لمساعدة المقاومة الإسلامية في سورية والعراق لمواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية». يذكر أن سليماني تولى شخصياً قيادة القوات الإيرانية والميليشيات الموالية التي تحارب إلى جانب جيش النظام السوري، وذلك مباشرة بعد مقتل الجنرال حسين همداني.

 

إيران تطالب بإغلاق التحقيق بشأن »النووي«

30/11/15/طهران – أ ف ب: أعلنت إيران أمس، أن التنفيذ النهائي للاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العظمى لن يتم، إلا إذا أغلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق الذي تجريه في المزاعم بشأن إجراء طهران أبحاث لإنتاج أسلحة نووية. وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني الأميرال علي شمخاني إن إيران لن تقبل بأقل من إغلاق التحقيق، مضيفاً »لن ننفذ الاتفاق النووي من دون إغلاق الملف المرتبط بالقضايا السابقة«. وأوضح أن على مجموعة »5+1« اختيار إما تنفيذ الاتفاق، أو إبقاء التحقيق مفتوحاً. يشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الكبرى تسعى إلى التحقيق في »البعد العسكري المحتمل« للبرنامج النووي الإيراني حتى العام 2003، فيما نفت طهران الاتهامات مراراً. وأجازت طهران بعد اتفاق فيينا لمفتشي الوكالة الدولية زيارة القاعدة العسكرية في بارشين، التي كانت ممنوعة عليهم في السنوات الأخيرة. وسيؤدي توضيح نقاط الغموض في 15 ديسمبر المقبل، إلى فتح المجال سريعاً أمام رفع العقوبات المفروضة على إيران، حيث يهدف الاتفاق لضمان الطابع المدني الحصري لبرنامج إيران النووي، الذي ستخضع منشآته لتفتيش معزز من الوكالة الدولية.

 

عشرات القتلى في غارات روسية

30/11/15/دمشق – ا ف ب ـ الأناضول: سقط عشرات القتلى والجرحى، أمس، جراء غارات شنتها طائرات «يعتقد انها روسية» على مدينة أريحا الواقعة في شمال غرب سورية. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عن «استشهاد 18 مدنيا على الاقل واصابة اكثر من اربعين بجروح جراء غارات شنتها طائرات حربية، يُعتقد انها روسية، على مدينة اريحا في محافظة ادلب» التي يسيطر عليها «جيش الفتح» الذي يقاتل ضد النظام، وهو ائتلاف من فصائل عدة بينها «جبهة النصرة» وحركة «أحرار الشام» الاسلامية. وبحسب المرصد، استهدف القصف مناطق عدة في المدينة، وأسفر عن سقوط عشرات الجرحى بعضهم «في حالات حرجة». من جهتها، أفادت مصادر إعلامية عن سقوط 40 قتيلاً جراء قصف مقاتلة روسية بصاروخ فراغي سوقاً شعبية وسط مدينة أريحا، مشيرة إلى أن القصف أحدث دماراً كبيراً في المباني والمحال التجارية، بالإضافة إلى احتراق عدد من الآليات. بدورها، ذكرت وكالة «سوريا مباشر» أن القصف أسفر عن سقوط 47 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى.

 

تركيا تسلم موسكو جثة طيار «السوخوي»

30/11/15/أنقرة، موسكو – وكالات: أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أمس، أن جثة الطيار الروسي الذي قتل اثر اسقاط الطيران التركي مقاتلته قرب الحدود السورية الثلاثاء الماضي، نقلت الى تركيا وستسلم الى روسيا. وقال أوغلو لصحافيين في اسطنبول إن «الطيار الذي قتل خلال انتهاك المجال الجوي سلم إلينا على الحدود الليلة الماضية (ليل اول من امس)»، مضيفا ان ديبلوماسيا روسيا توجه امس برفقة ممثل عن الجيش التركي الى محافظة هاتاي على الحدود السورية لتسلم الجثة. من جهتها، ذكرت السفارة الروسية في تركيا لوكالة «ريا نوفوستي» ان جثة اوليغ بيسكوف نقلت أمس من محافظة هاتاي بحضور الملحق العسكري الروسي الى أنقرة، فيما قال المتحدث باسم السفارة ايغو ميتياكوف ان موعد وتوقيت نقل الجثة الى روسيا لم يتأكدا بعد. واضاف أوغلو «قام كهنة أرثوذكس بالصلاة على الجثمان في هاتاي بما يتوافق مع تقاليدهم الدينية». وانتقد التصريحات الروسية الأخيرة التي تحمل أنقرة مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية، واعتبرها «باطلة وغير مشروعة حسب القانون الدولي، وتضر بروابط الصداقة والجوار الوثيقة بين البلدين». وقال «إذا كان لا بد من مسؤول عن الحادثة، فعلى الطرف الذي انتهك المجال الجوي التركي مراراً، أن يراجع نفسه أولاً». وحذر من تكرار حوادث مشابهة لإسقاط الطائرة الروسية في ظل وجود تحالفين لهما أهداف مختلفة في سورية، ما لم يتم التنسيق وتبادل المعلومات بينهما. ورداً على سؤال بشأن العقوبات الروسية، دعا رئيس الوزراء التركي إلى التهدئة قائلاً إن «العلاقات بين تركيا وروسيا ترتكز على أساس مصالح مشتركة. وادعو بالتالي السلطات الروسية الى أخذ هذا الامر بالاعتبار والعمل في اتجاه التهدئة». من جهته، قال مسؤول تركي بارز إن العقوبات لن تؤدي إلا لتعميق الازمة بين البلدين. وكانت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مساء أول من أمس مرسوماً تضمن الاجراءات العقابية ضد تركيا. وجاء في المرسوم ان الاجراءات التي اعدتها الحكومة الروسية و»الهادفة الى ضمان الامن القومي وامن المواطنين الروس» تشمل حظر الرحلات التشارتر بين روسيا وتركيا ومنع ارباب العمل الروس من توظيف اتراك واعادة العمل بنظام تأشيرة الدخول بين البلدين». واضاف المرسوم انه اعتبارا من أول يناير 2016، «لن يكون في استطاعة (ارباب العمل الروس) توظيف افراد … من بين مواطني الجمهورية التركية»، وهو يمنع أيضاً «المنظمات الخاضعة للقوانين التركية» من العمل على الاراضي الروسية. كذلك، يلحظ النص «منع … استيراد بعض انواع البضائع التي مصدرها الجمهورية التركية او الحد منه» ولكن من دون تحديد تاريخ لذلك، وذلك استنادا الى لائحة تحددها الحكومة الروسية ولم ينشر مضمونها. وطلب بوتين ايضا «من الحكومة الروسية … اتخاذ تدابير من اجل حظر النقل الجوي التشارتر بين روسيا وتركيا»، مع «وجوب» امتناع وكالات السفر الروسية عن «اقتراح مواد على المواطنين الروس تشمل زيارة اراضي تركيا». وفي تعليقات تعكس مدى غضب الكرملين، وصف المتحدث باسمه دميتري بيسكوف تصرف سلاح الجو التركي بأنه «جنون مطبق»، مشيراً إلى أن الازمة دفعت بوتين لـ»الاستنفار». وأضاف «الرئيس مستنفر تماماً.. مستنفر للحد الذي يقتضيه الموقف. هذا الظرف غير مسبوق. هذا التحدي لروسيا غير مسبوق. لذا وبشكل طبيعي سيكون رد الفعل على قدر هذا التهديد».

 

الحكومة البريطانية تواصل سعيها لإقناع البرلمان بالضربات في سورية وألمانيا تنشر 1200 جندي لمساعدة فرنسا في قتال «داعش»

30/11/15/برلين، اندن – ا ف ب، رويترز: أعلنت ألمانيا، أمس، أنها تنوي نشر نحو 1200 جندي ضمن طائرات وسفن لمساعدة فرنسا في قتال تنظيم «داعش» في سورية، وهذا ما سيجعل من هذه الخطوة أكبر مهمة تقوم بها في الخارج. وقال رئيس هيئة اركان الجيش فولكر فيكر في تصريح لصحيفة «بيلد»، الصادرة أمس، «من وجهة نظر عسكرية، ان عدد الجنود الضروري لتأمين عمل الطائرات والسفن، يجب ان يناهز 1200»، مضيفاً ان المهمة يمكن ان تبدأ «بسرعة كبيرة بعد صدور تفويض» في هذا الشأن. وكانت ألمانيا التي تحفظت فترة طويلة على تدخل عسكري في سورية، أعلنت موافقتها المبدئية الخميس الماضي على مثل هذه المهمة اثر اعتداءات باريس، لكنها لم تقدم تفاصيل بشأن عدد الجنود الذين سيشاركون في المهمة. وهي تريد ارسال فرقاطة لحماية حاملة الطائرات «شارل ديغول» في البحر المتوسط، وطائرات استطلاع واخرى لتزويد الوقود، في اطار عمليات قصف مواقع تنظيم «داعش». واوضح رئيس هيئة الاركان ان بلاده سترسل ما بين اربع وست طائرات استطلاع «تورنيدو»، بحيث تتمكن من القيام بعمليات تناوب متواصلة في الاجواء، وستتمركز في قاعدتين مختلفتين. وقال «نجري مناقشات في هذا الشأن مع تركيا والاردن بخصوص قاعدتي انجرليك وعمان الجويتين». وتضم قاعدة انجرليك وحدات من القوات الجوية الاميركية في اوروبا لدعم عمليات الحلف الاطلسي. وبعد القرار المبدئي، سيصدق مجلس الوزراء الالماني رسمياً، غداً الثلاثاء، على هذا التدخل العسكري قبل تصويت النواب الذي يفترض ألا تعترضه اي مشكلة، نظراً الى الاكثرية العريضة جدا التي يمتلكها تحالف المستشارة انجيلا ميركل في البوندستاغ.

وعادة ما يتسم موضوع مهام الجيش الالماني في الخارج، بحساسية كبيرة في ألمانيا، بسبب ماضيها العسكري، إذ لم يتدخل عسكريا في الخارج، إلا في 1999، بعد موافقة المحكمة الدستورية الاتحادية، للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية، في اطار غارات جوية في كوسوفو، تحت راية الحلف الاطلسي.

وهو يتدخل حاليا بصورة غير مباشرة في محاربة تنظيم «داعش» من خلال بعثة تضم نحو مئة رجل لتدريب المقاتلين الاكراد في شمال العراق وتزويدهم بالسلاح. في سياق متصل، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس، أن الحكومة لم تحشد بعد التأييد الذي تحتاجه للحصول على موافقة البرلمان على توجيه ضربات جوية ضد «داعش» في سورية. وكان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أعلن الخميس الماضي ان الوقت قد حان لتنضم بريطانيا الى الغارات الجوية التي تستهدف التنظيم، لكن كثيرين من حزب المحافظين الذي يتزعمه وبعض المشرعين من حزب العمال المعارض يخشون من دخول حرب أخرى في الشرق الاوسط بعد أن أخفق التدخل الغربي في العراق وافغانستان وليبيا في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وقال فالون ان الحكومة تجري محادثات مع مشرعين من حزب العمال، وفيما ترغب في اجراء تصويت في البرلمان الأسبوع الجاري، فلا تزال تعمل على اقناع عدد أكبر من المشرعين لتوسيع نطاق ضرباتها الجوية خارج العراق حيث تدعم بالفعل الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة هناك. وأضاف فالون في حديث إلى «بي.بي.سي» «نود أن يكون هناك تصويت بشأن عمل عسكري ولكن علينا مواصلة العمل على اقناع المزيد». ورداً على سؤال عما اذا كانت الحكومة قد حصلت على الاصوات اللازمة لكسب تأييد برلماني لتوجيه الضربات العسكرية، قال فالون «ليس بعد. نعمل على ذلك ونحتاج الى مواصلة العمل بشأنه لأن هناك الكثير من الاسئلة بشأن هذا الأمر». وذكرت وسائل اعلام أن التصويت قد يجري الاربعاء المقبل، لكن كاميرون يؤكد انه لن يطلب من البرلمان اجراء التصويت حتي يضمن الحصول على موافقته لتجنب تكرار رفض البرلمان توجيه ضربات ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد خلال تصويت أجري في 2013.

 

السعودية: انطلاق الحملات الانتخابية لأول اقتراع بمشاركة النساء وسبعة آلاف مرشح بينهم 900 امرأة يتنافسون على مقاعد في 284 مجلساً بلدياً

30/11/15/الرياض – ا ف ب: بدأت سعوديات، أمس، حملتهن للانتخابات البلدية المقررة بعد أقل من أسبوعين، التي ستكون أول عملية انتخابية يشاركن فيها ترشحاً واقتراعاً، وسط نظرة متفاوتة إلى دورهن المرتقب واهمية العملية الانتخابية عموماً. ويؤمل ان تمهد هذه الانتخابات الاولى من نوعها في تاريخ المملكة إلى منح النساء حقوقاً أوسع. وقدمت قرابة 900 امرأة ترشيحاتهن الى الانتخابات المقررة في 12 ديسمبر المقبل، من ضمن قرابة سبعة آلاف مرشح. ويتنافس هؤلاء على مقاعد في 284 مجلساً بلدياً. وأقيمت الانتخابات البلدية الأولى العام 2005 في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الذي تعهد قبل انتخابات 2011، أن تشارك النساء في الدورة المقبلة، وهو ما التزمه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتعتزم بعض السيدات المشاركة لدعم المرشحات أيا كان برنامجهن. وفي هذا الإطار، تقول أم فواز في مدينة حفر الباطن: «سنصوت للنساء حتى وإن لم نكن نعرف عنهن شيئاً». وتضيف المدرّسة، وهي في العشرينات من العمر: «يكفي أنهن نساء». وبدأت المملكة التي تستمد قوانينها من الشريعة الاسلامية، بتخفيف بعض القيود على النساء في عهد الملك عبدالله الذي أطلق الانتخابات البلدية في 2005، وعين سيدات في مجلس الشورى للمرة الأولى في 2013. وستكون انتخابات 2015 أول عملية اقتراع تشارك فيها النساء في السعودية، على عكس دول خليجية أخرى تتيح لهن ذلك منذ اعوام. رغم ذلك، بدا الاقبال على تسجيل السيدات في لوائح الناخبين متواضعاً، إذ بلغ عدد اللواتي سجلن اسماءهن 130 ألفاً و600، في مقابل اكثر من 1٫35 مليون رجل. وشكت سيدات من صعوبات في تسجيل أسمائهن بسبب معوقات بيروقراطية، وعدم اطلاعهن بشكل واف على طريقة القيام بذلك وأهميته. كما تسود عدم حماسة انطلاقاً من الدور المحدود لهذه المجالس، الذي يقتصر إجمالاً على الاهتمام بالشوارع والنظافة. ورغم خفض سن الاقتراع من 21 الى 18 عاماً، ورفع نسبة الاعضاء المنتخبين في المجالس من النصف الى الثلثين، الا ان الفوز بمقعد بلدي بالنسبة الى النساء لا يبدو مضموناً. وقالت المرشحة نسيمة السادة انها تبلغت من مسؤولي اللجنة الانتخابية مساء اول من امس رفض ترشيحها عن مدينة القطيف في شرق المملكة، مشيرة إلى أنها «لا تعرف سبب ذلك». وكانت السادة أفادت قبل ايام انها تعتزم تنظيم حملة انتخابية واسعة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، اضافة الى رفع بعض الملصقات الدعائية في الشوارع، علماً أنه يحظر على هذه الملصقات ان تحمل صورتها، وهو شرط ينطبق أيضاً على المرشحين الذكور. وفي حفر الباطن، تعرض ملصق انتخابي رسمي يحمل رسماً لرجل وامرأة للتشويه، اضافة الى تمزيق كامل للجزء الذي يظهر فيه وجه الامرأة. ونظراً الى انظمة المملكة التي تطبق الفصل بين الرجال والنساء، يحق للمرشحات اجراء لقاءات مباشرة مع الناخبات فقط، في حين يقوم متحدث باسمهن بإجراء لقاءات مماثلة مع الناخبين الذكور. ورغم أهمية الانتخابات بالنسبة الى الاناث، تبقى النظرة اليها متفاوتة من جانب الذكور، سيما ان عمليات الاقتراع المباشرة لا تزال محدودة جداً. فالانتخابات البلدية هي التجربة الوحيدة لهذا الأمر، في حين ان مجلس الشورى الذي يعد بمثابة هيئة استشارية، يعين أعضاؤه من قبل الملك.

 

أوغلو: إسقاط السوخوي قد يتكرر وجُثة الطيار الروسي لدينا

وكالات/29تشرين الثاني 2015/أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أنه من الممكن تكرار حادثة إسقاط الطائرة الروسية في ظل وجود تحالفين لهما أهداف مختلفة ما لم يكن هناك تنسيق في سوريا. وأعلن أن جثة الطيار الروسي الذي قتل إثر إسقاط الطيران التركي مقاتلته قرب الحدود السورية الثلثاء الماضي، نقلت إلى تركيا وستسلم إلى روسيا. وقال داود أوغلو لصحافيين في اسطنبول إن 'الطيار الذي قتل خلال انتهاك المجال الجوي سلم إلينا على الحدود الليلة الماضية”، مضيفا أن دبلوماسيا روسيا سيتوجه الأحد برفقة ممثل عن الجيش التركي إلى محافظة هاتاي على الحدود السورية لتسلم الجثة.

وكانت تركيا أسقطت طائرة روسية قرب حدودها مع سوريا فيما قتل طيار ونجا آخر بعدما انتشله عناصر من قوات الأسد وأعادته إلى قاعدة جوية روسية. وكان السفير الروسي لدى فرنسا، الكسندر أورلوف قال لراديو 'أوروبا 1”: 'أصيب أحد الطيارين عندما هبط بمظلته وقتل بطريقة وحشية على الأرض على يد متطرفين في المنطقة، والآخر تمكن من الفرار، ووفقا لأحدث معلومات فقد انتشله جيش الأسد، ويجب أن يكون في طريق عودته إلى قاعدة جوية روسية”. وأكد أوغلو، في وقت سابق أن تركيا سترد على أي تهديدات من الجو والبر تأتي من ناحية سوريا من دون أن يحدد أي مصادر محتملة لمثل هذه التهديدات. وقال أيضاً إن تركيا لن تتردد في إسقاط أي طائرة عسكرية تنتهك مجالها الجوي، وذلك بعد يوم من إسقاطها طائرة روسية بالقرب من حدودها مع سوريا.

 

وصول عناصر العمليات الأميركية لتدريب أكراد سوريا

وكالات/29تشرين الثاني 2015/أعلنت مصادر كردية وصول العشرات من عناصر القوات الأميركية الخاصة إلى سوريا للعمل كمستشارين عسكريين ومدربين للوحدات الكردية التي تحارب تنظيم داعش. ولم تستبعد مصادر كردية احتمال إنشاء مطار عسكري في مدينة الرميلان أقصى شمال شرق سوريا في إطار هذا التعاون العسكري. ووصل عشرات من عناصر العمليات الخاصة الأميركية إلى سوريا للعمل كمستشارين عسكريين ومدربين للوحدات الكردية ضمن الخطة الأميركية في محاربة داعش. وأشارت مصادر عسكرية أميركية الشهر الماضي إلى أن مهمة عناصر القوات الأميركية ستكون استشارية وتدريبية لا تشمل مرافقة المقاتلين في عمليات ضد داعش. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية ومجموعة من فصائل مسلحة أخرى أعلنت الشهر الماضي تشكيل جبهة عسكرية موحدة في شمالي سوريا تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية، في تحالف يضم ميليشيات كردية وعربية وسريانية وتركمانية، ويسعى إلى طرد داعش من محافظة الرقة. وخلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة من المحتمل زيادة عدد عناصر القوة الأميركية. ولم تستبعد مصادر كردية إنشاء مطار عسكري في مدينة الرميلان أقصى شمال شرق سوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال شيحا: المفكّر السياسي

الدكتور نبيل خليفة/النهار/30 تشرين الثاني 2015

لم يكن ميشال شيحا رجلاً سياسيّاً يتقلّد المناصب السياسية ويمارس العمل السياسي، بل كان مفكّراً سياسّياً يحدّد المبادئ السياسيّة – الوطنيّة والاقليمية، ويدعو أهل السياسة إلى الأخذ بها والعمل بوحيها.. ولقد ارتبطت مصداقيّة فكره السياسي بأربعة عوامل:

- إنّه رجل فكر غنيّ وعميق مرتكز إلى غنى ثقافي لاتيني وانغلوسكسوني ومشرقي.

- وإنّه صاحب قضيّة هي القضيّة اللبنانيّة.

- وإنّه رجل رؤية مستقبليّة: يرى صحيحاً ويرى بعيداً !

- وإنّه رجل مسؤوليّة تاريخيّة: في تحديد معنى الأمّة اللبنانيّة ودورها واتجاهها ومصيرها والتحدّيات التي تواجهها في محيطها الجغرافي والبشري والجيو-سياسي.

وبالإضافة الى ما ذكرناه عنه في كتابنا "ميشال شيحا: أوّل أنبياء لبنان، وآخر أنبياء فلسطين"، (مركز بيبلوس 2013، وقد نال جائزة مؤسّسة ميشال زكور 2014)، وفي ضوء الأحداث المأساويّة الحالية التي تعصف بالمنطقة، تتوجب العودة إلى فكر ميشال شيحا السياسي، لإبراز مميزات إضافيّة، لأنّ أصالة فكره وغناه وصحته، تمنح الباحث على الدوام الفرصة لاكتشاف ما هو جديد ومفيد: ومن ذلك بإيجاز ثلاثة أمور:

1 – ان ميشال شيحا يكاد يكون أول مفكّر لبناني وعربي استخدم طريقة التحليل الجيوبولتيكي في مقاربة الموضوعات السياسيّة، مشدّداً على "التفسير الجغرافي للتاريخ".

• "فالجبل هو ثروتنا الأولى التي تخلق إنساناً جديداً مختلفاً عن إنسان الصحراء".

• ولبنان بلد قائم "على هذا الممر التاريخي الاستراتيجي شرقي المتوسط"، ولذا "فهو يعيش على حدود الخطر الدائم"، إنّه نقض لسوريا (الكيان / الأمّة)، ونقيض لإسرائيل !

• اعتبر شيحا أن قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين الجغرافي عمل من الجنون، "لأن هذا البلد الصغير لا يمكن أن يجزأ بضرب من الجنون"، "إنّه عمل عنف في مواجهة الطبيعة وبلد فيه صعوبة العيش وكثافة السكان"، وهو عمل خطير "سيسهم في زعزعة أسس العالم".

2 - فرّق شيحا دائماً بين مفهومي: الشرق الأدنى، والشرق الأوسط. الشرق الأدنى هو مفهوم لاتيني مرتبط بشرقي المتوسط والمتوسط وأوروبا. أما الشرق الأوسط فهو مفهوم أنغلو - سكسوني مرتبط بأميركا وبريطانيا وبما يتجاوز الخليج العربي – الفارسي شرقاً، وهو ما نواجهه اليوم من سعي إيراني بدعم غربي للسيطرة على المشرق العربي (أي الشرق الأدنى) من لبنان إلى الخليج. "من الضروري عدم الخلط بين الشرق الأدنى والأوسط ففي ذلك إساءة إلى المنطق وإلى التاريخ...". الشرق الأدنى يرتبط بالحضارة المتوسطية في بعدها الفكري الفلسفي... – الشرق الأوسط يرتبط بما بعد المحيط الهندي ببعده الاقتصادي. نحن ننتمي إلى الشرق الأدنى وليس الأوسط!

3 - منذ الأربعينات من القرن الماضي، وضع شيحا بفكره النيّر والمستقبلي، الأسس الثلاثة لحل في فلسطين:

- حدود نهائية ودائمة يسميها "الضمانة التعاقدية للحدود"، على يد الأمم المتّحدة،

- التدويل الفعلي للقدس بموجب قرارات الأمم المتحدة،

- وحل عادل لمشكلة اللاجئين.

وعنده: "لا تصوّر لحلّ سلمي بين العرب واليهود من دون الوجود الدولي السياسي والعسكري والقانوني الدائم في فلسطين".

إنّ مميّزات الرؤية والتوقّع والوضوح والشموليّة والعمق التي طبعت فكر ميشال شيحا السياسي هي في أساس الحكم عليه من أنه: "رجل كبير من لبنان، أجمع الرأي على أنّه كان أرفع مفكّر سياسيّ عرفه وطننا في الزمن الحديث"، على حدّ قول ميشال أسمر، مؤسّس "الندوة اللبنانيّة".

 

فوق أرض شائكة!

 نبيل بومنصف/النهار/30 تشرين الثاني 2015

قد يكون من أبرز ما أثارته الموجة الأولى من "مغامرة التسوية" لترشيح سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية انها شكلت استفتاء متقدماً لأرضية لبنانية مناهضة بقوة لاستعادة أنماط وتجارب أباحتها ظروف سابقة ثم ثبت الآن ان اتباعها لم يعد نزهة سهلة. ينطبق ذلك أولاً على الأفرقاء الدافعين للتسوية ولو انه لا يوفّر الأفرقاء الرافضين له. وإذا كانت ملامح التأزيم تثقل على ضفتي المشهد السياسي فإن التمعن في الحدة الهائلة التي تطبع جانباً من الانفعالات التعبيرية الشعبية الرافضة لهذه التسوية من شأنه أن يضع معادلة ارتكاب الأخطاء في مرمى الجميع. لامس الزعيم الجنبلاطي بعض هذا العصب الشديد التوتّر بمقولته ان "البعض لا يتعلّم من التجارب" مقارنة بتجربة ريتشارد مورفي. ولكن تجربة 1988 لا تستوي وحدها هنا لأن هناك ما يوجب توسيع اطار "البعض" الذي يلمح الى الأفرقاء المسيحيين وحدهم ليطاول أيضاً الشركاء المؤيدين للتسوية. قد يصح إلى حد بعيد مقارنة رفض مسيحي لانتخاب سليمان فرنجية الحفيد بإسقاط انتخاب النائب السابق مخايل ضاهر، ولكن ما يصح أيضاً هو "إنزال" ترشيح فرنجية كما حصل يستعيد مع تجربة مورفي تجارب إنزال رؤساء ومرشحين خلال عصر الوصاية السورية ومن خلال ترشيح رمز لا تعوزه الصراحة المتناهية في إعلان كونه الحليف الأكثر التصاقاً برأس النظام السوري. بطبيعة الحال المسألة لا تتصل هنا بالمعطيات التي لا تزال شديدة الغموض وتثير كل هذا الاحتدام والانفعال والصخب لدى قواعد 14 آذار خصوصاً ما دام الرئيس سعد الحريري لم يفرج عن المكنونات التي دفعته نحو هذا الخيار الشاق والشائك والأشبه بخيار ما سمي "سين – سين" سابقاً الذي أفضى إلى نهاية دراماتيكية في الغدر الموصوف بحكومة الرئيس الحريري. وهو ما يتعيّن على الأطراف المؤيدين لمشروع التسوية الا يسقطوه لحظة في فهم الكثير من الجانب الرافض ترشيح فرنجية. والى أن تحصل المكاشفة وما يمكن ان تبدله او لا تبدله، لا يمكن في أي شكل تجاهل الصدمة الهائلة التي ترتسم عبر عودة شيء لم يكن متخيّلاً لا من تجربة توافق اميركي – سوري وفرضه امراً واقعاً فقط وإنما أيضاً من تجارب توافقات "فوقية" أيقظت كل الكوابيس المتصلة بعصر الوصاية نفسه سواء من جموح في الخوف او في ردة طبيعية متوقعة أمام هذا "الإنزال" المباغت بكل ظروفه ولاعبيه. يضاف إلى ذلك أن خطأ آخر سيرتكب الآن تحديداً من جانب الجميع وخصوصاً كل من هم خارج عصب قواعد 14 آذار وناسها، ما لم يفهم كل هؤلاء معنى التعبير الصارخ لرفع شعارات شهداء الاغتيالات وصورهم بموازاة رفض التسوية حتى حين ينجرف التعبير الحاد الى درجات المزايدة غير المقبولة.

 

أزمة عون وجعجع لا تقل عن الحريري واللبنانيون لا يودون تكرار تجربة لحود

روزانا بومنصف/النهار/30 تشرين الثاني 2015

ترجح مصادر سياسية ان كلاً من زعيمي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لم يكونا بعيدين عن خط الحوار الذي فتح بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجيه ليس حين عقد اللقاء بينهما في باريس بل منذ بدء النائب السابق غطاس خوري العمل على خط بنشعي قبل شهرين على الاقل حيث يفترض ان ذلك اثار اهتماماً. لكن هذه المصادر تعتقد ان الاثنين لم يعتقدا بامكان سير الحريري بخيار فرنجيه في ظل اقتناع واسع بان المرشحين الاربعة الذين اجتمعوا في بكركي لا فرصة لهم للوصول الى الرئاسة وهم يعطلون بعضهم البعض. فلو ان عون وجعجع لم يكونا على علم بما كان يجري، لكان سهلا عليهما الانتفاض بقوة على حلفائهما كل من جهته لنسف هؤلاء قواعد التحالف وعلى قاعدة ان هناك توافقاً بين السنة والشيعة على نحو غير مباشر ولو ان " حزب الله" ليس في الواجهة المباشرة لدعم النائب فرنجيه. ويظل ترجيح معرفة عون وجعجع مسبقاً ان هناك حوارا مفتوحا بين الحريري وفرنجيه اخف وطأة من احتمال عدم معرفتهما بما جرى، في ظل تساؤلات اذا كان في امكان الزعيمين المسيحيين رفض ما وضع امامهما من خلال اتفاق على ترشيح فرنجيه يحرج الافرقاء الاخرين من دون ان يسقط شعارات تبنوها خلال سنتين عن الرئيس القوي وصاحب الحيثية الشعبية ما لم يكن ترشيحا لا يحتاج لذلك كترشيح حاكم المصرف المركزي رياض سلامة او قائد الجيش العماد جان قهوجي او النائب السابق جان عبيد اذا تجاوزا شعاراتهما.

يواجه كل من العماد عون والدكتور جعجع ارباكا في احتمال تكرار سيناريو توافقهما على رفض ترشيح مخايل ضاهر تحت عنوان انه فرض من الخارج او من الاخرين. لكن ليس سهلا على كل منهما العودة من حيث اخذ كل منهما قواعده الى القبول بخيار كان مستبعدا كليا على ضوء عدم امكان قبول فرنجيه لانتمائه اكثر من العماد عون الى قوى 8 آذار. وثمة اخطاء جسيمة ترتكب في اطار ما يحصل من مجريات يهمل من خلالها الرأي العام على اساس انه سهل الانقياد الى حيث يأخذه زعماؤه خصوصا ان ثمة تململا كبيرا لدى فئات واسعة من الاتفاق على ترشيح فرنجية. والاستياء من هذا الخيار لا يقتصر على قواعد الحريري فحسب بل على غالبية اللبنانيين الذين لا يفهمون العودة الى خيار المرشح الاقرب من نظام بشار الاسد للرئاسة اللبنانية ما لم يكن هناك خسارة مدوية لفريق 14 آذار وانتصارا فعليا لهذا النظام لا بد ان يستثمره لصالحه، في حين لم ينته الصراع الدولي والاقليمي على بت مصيره. كما يخشى اللبنانيون عودة مشابهة لرئاسة اميل لحود التي كلفت لبنان الكثير تحت عنوانين وهما دعم " المقاومة " والالتزام مع النظام السوري، وهما العنوانان اللذان يلتزمهما النائب فرنجيه ايضا ، الامر الذي يحتم في حال اتسم ترشح الزعيم الزغرتاوي بالجدية ان يطمئن اللبنانيين في الدرجة الاولى، وليس فقط زعماء التيارات السياسية او الدول الاقليمية او الخارج، الى رئاسة تطمح ألا تكرر تجربة لحود بالحد الادنى. فمع ان فرنجيه يرتاح البعض لصراحته الفجة وعدم باطنيته كغالبية السياسيين، فان وصوله يشكل عنصرا مقلقا على المستوى الشعبي كما السياسي.

مع ان سيناريو انتخاب فرنجيه في حال ذللت العقبات لن يسمح بأن ينتخب باجماع مجلس النواب على قاعدة ان الهامش الديموقراطي يتيح الا تنتخب القوات اللبنانية فرنجيه التزاما منها عدم انتخاب من هو معارض لخطها وكذلك الامر بالنسبة الى نواب مستقلين وآخرين من تيار المستقبل لا يخفون اعتراضهم القوي لخيار انتخاب فرنجيه، فانه لن يكون سهلا على تيار عون ألا ينتخب هذا الاخير انطلاقا من انه انتصار للمحور او الخط الذي ينتمي اليه ولو ان الاحراج لدى عون انه لا يستطيع ان يشرح لماذا لم يأخذ في الاعتبار ما طلب منه مرارا في ظل استحالة وصوله ان يكون صانع الرئيس او ان يولي اعتبارا لاحتمالات ان يكون فرنجيه هو الخيار الفعلي والنهائي لحليفه " حزب الله" وليس هو. في حين ان ثمة استحالة امامه للخروج على دعم حليف للرئاسة والذهاب الى خيار تعطيل ذلك او الالتفاف عليه اقله وفق ما ترى المصادر السياسية، وقد وافق مع جعجع والرئيس امين الجميل على تمتع فرنجيه بحظ للرئاسة شأنهم .

حتى الان اصاب خيار ترشيح فرنجيه بشظاياه الرئيس الحريري بالذات كما تياره وقوى 14 آذار بمجملها بمن فيها القوات اللبنانية وذلك نتيجة التنازلات تلو التنازلات غير المفهومة والتي لا يكفي واقع الشغور الرئاسي لتبريرها . كما اصيب العماد عون في العمق ايضا بعدما سقط ترشيحه الذي عد غير توافقي نتيجة تغطيته لـ" حزب الله" سياسياً وتحالفه مع نظام الاسد لمصلحة ترشيح حليف اشد صلابة بالعناوين نفسها. ولا يعد خسارة للحزب ترشيح فرنجيه بدلا من عون ولو انه سيحرج نسبياً في التخلي عن ايصال حليف ولو ان ذلك مبرر تحت وطأة عدم وجود فرصة له بعد اكثر من سنة ونصف من تعطيل الرئاسة بسبب التمسك به. لذلك يحتاج الجميع بعض الوقت لتقبل الفكرة والمساومة على احتمالها حيث امكن وتبليعها للبنانيين ايضاً.

 

الاتصالات تجمدت ولم تنهَر مساع إقليمية لضمان نجاح ترشيح فرنجيه

 خليل فليحان/النهار/30 تشرين الثاني 2015

جُمّدت الاتصالات في شأن ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية يوم الجمعة الفائت، من دون معرفة الجهة التي أعاقت المضي في المشاورات، وهل هي محلية ام عربية ام دولية. وقد جُمدت كما سبق ان انطلقت، من باريس، بعد لقاء الرئيس سعد الحريري وفرنجية في باريس. وافادت مصادر متابعة لسير تلك الاتصالات السرية ان نجاحها كان سيؤدي وفق ما كان مخططا، الى إعلان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط انسحاب مرشح كتلته للرئاسة النائب هنري حلو، وفي الوقت نفسه تأييد فرنجيه للرئاسة، على أن يتبعه في ذلك الحريري، متجاوزا البلبلة التي أصابت كتلته، فانقسمت بين مؤيد ومعارض، حتى ان الرئيس فؤاد السنيورة تجنب البحث في تسويق الحريري لترشيح فرنجية خلال اجتماع كتلة "المستقبل" يوم الثلثاء الماضي، بذريعة ان اللقاء بين الحريري وفرنجية لم يعلن رسميا انه تمّ. وأشارت الى ان الولايات المتحدة فوجئت بهذا الترشيح. والواقع أن مسؤولين في واشنطن، يفترض انهم على معرفة بهذا الترشيح، أعلنوا عدم تدخلهم في الاستحقاق وان ليس لديهم اي مرشح يفضلونه على آخر ينافسه، لكنهم في الوقت نفسه كانوا قد كلفوا ديبلوماسيا من رتبة رفيعة الاستماع الى مواقف الأفرقاء، وبدوا مهتمين بألا يعمل من سيكون رئيسا ضد مصالح الولايات المتحدة، لانها تعتبر ان لبنان بلد حيوي بالنسبة اليها.

ودافعت المصادر عن تحرك الحريري لإيجاد تسوية، ولو مع فرنجيه الصديق الشخصي للرئيس السوري بشار الأسد، مذكرة بأن الحريري لم يتفرد في التسويق لفرنجية، الذي اعتبرت أنه وإن لم يكن يتمتع بالشعبية التي لرئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، فلا مانع من الحوار معه لملء الفراغ الرئاسي، بعد ما حصل الامر نفسه مع عون، من دون التوصل الى تفاهمات. ولفتت الى أن الحريري على علاقة جيدة بروسيا وبالفاتيكان، وان الدولتين مع الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة فتح أبواب قصر بعبدا، وان المقربين من السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا يسمعون منه كلاما لافتا لجهة صفات رئيس الجمهورية في لبنان، مؤداه ان عليه ان يكون لجميع اللبنانيين وليس فقط للمسيحيين، وان نزعة التعصب تضرّ بهم. وكان لكاتشا حديث مطول عن ترشيح فرنجيه على هامش احدى المناسبات الديبلوماسية مساء الخميس الماضي. وذكرت ان المسؤول الفاتيكاني لا يمانع في ان يكون مرشح التسوية قطبا قويا في قوى الثامن من آذار وله صداقات داعمة في 14 آذار. وتوافرت ليلا معلومات تفيد ان دولة إقليمية طلبت التريث من اجل تسوية بوادر خلاف لقوى تدعمها بغية توحيد موقفها من ترشيح فرنجيه. وهذا يعني ان زخم الاتصالات الديبلوماسية لم يجمد، بل الأدوات اللبنانية المواكبة له. وتوقعت ان تظهر خلال الأيام القليلة المقبلة نتائج الاتصالات الإقليمية وما اذا كانت المساعي لدعم ترشيح فرنجيه ستنهار ام ستستأنف.

 

فرنجية يضمن «الحياد» سواء بقي الأسد أم رحل؟

 جورج سمعان/الحياة/30 تشرين الثاني/15

تحريك الملف الرئاسي في لبنان حمل جملة من القراءات. لكنه يبقى أولاً وأخيراً خطوة منطقية وطبيعية تواكب المنعطف الكبير الذي شهدته الأزمة في سورية. والذي بدّل في قواعد اللعبة العسكرية والسياسية بعد التدخل الروسي وخريطة الطريق للتسوية السياسية. وخلق معادلات جديدة وقلب موازين القوى. ولا شك في أن حضور جميع اللاعبين، إقليميين ودوليين، لقاءي فيينا مؤشر إلى استعدادهم إلى تقديم تنازلات، وإلى رغبة جماعية في وجوب دحر الإرهاب وإقفال الساحة السورية. وإذا كانت تفجيرات باريس شكلت دافعاً إلى شعور العالم بفداحة الأخطار الناجمة عن استمرار الحريق الشامي. وقربت الموقف الأوروبي من موقف الكرملين وقدمت «داعش عدواً أول»، فإن إسقاط تركيا مقاتلة روسية كشف عمق الهوة التي تفصل بين أهل التسوية. ليس بين أنقرة وموسكو فحسب، بل بين هذه وحلف شمال الأطلسي. لكن كلا الحادثين قدم ذخيرة إضافية إلى الكرملين ومشروعه الخاص بالتسوية.

جملة الأحداث التي شهدتها الأزمة السورية في الشهرين الماضيين دفعت جميع المعنيين إلى إعادة التموضع. وكان طبيعياً أن يشعر اللبنانيون كغيرهم بوجوب مواكبة ما يجري في سورية والمستقبل الذي يرسم لها. كأنما ثمة عودة إلى تلازم المسارين. وكان طبيعياً أن يشعروا بأن ثمة سقفاً زمنياً لم يعد من الجائز تجاوزه. تماماً كما وضع الروس سقفاً زمنياً لتدخلهم في الشام لا يتجاوز مطالع السنة المقبلة. فإما تسوية تستند إلى مفهومهم وتخدم مصالحهم وإما مواصلة الحرب. إذاً ثمة رابط بين السقفين. حتى الآن كان واضحاً أن البلد الصغير أفاد من غطاء دولي وإقليمي أتاح له إبعاد النار عن ساحته. أو على الأقل حال دون سقوطه في الحريق المذهبي المشتعل في المنطقة... وإن لم يجنبه جرائم الإرهاب. وكان لا بد للحوار بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» أن يواكب، التحول الكبير الذي طرأ على الأزمة السورية بنقلة نوعية. لم تعد المهمة تقتصر على إبعاد برميل البارود المحتقن عن النار المذهبية وهو كاد أن ينفجر في أكثر من مناسبة آخرها الجريمة الإرهابية في برج البراجنة.

لم يكن منطقياً أن يجمع العالم على وجوب الحفاظ على الدولة السورية ومنع انهيار مؤسساتها وأن يواصل اللبنانيون مراقبة تحلل دولتهم وانهيار مؤسساتهم واقتصادهم. كان لا بد من التقاط اللحظة، أو محاولة اقتناص الفرصة لعلهم يتوافقون على انتخاب رئيس للجمهورية. وفي ظل استعصاء التفاهم على مرشح توافقي، وغياب التفاهم بين القوى المسيحية على مرشح يقدمونه إلى شركائهم في الوطن، جاء اللقاء بين سعد الحريري وسليمان فرنجية ليلقي أكثر من حجر في البركة الراكدة. يسوق أركان «تيار المستقبل» جملة اعتبارات محلية باتت معروفة أملت على السير في ترشيح زعيم «تيار المردة». ليس أقلها شعوره بأن جمهوراً واسعاً يحمله القسط الأكبر مما يعانيه البلد من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية. وشعوره أيضاً بأن قوى الاعتدال التي يمثل يتآكل نفوذها في ظل صعود التنظيمات الإرهابية وانتشارها. فضلاً عن الغموض الذي يكتنف صورة سورية الجديدة التي لن تعود كما كانت أياً كانت صورة التسوية. والمهم في هذا المجال أن يكون لبنان جاهزاً لمفاعيل التسوية في سورية، أياً كان مآلها، أو في أسوأ الأحوال أن يظل محافظاً على فك الاشتباك بينه وبين الحرب التي قد تستعر.

لم يكن فرنجية خيار الحريري وحده. فشريكه في الحوار يبحث عن إعادة تموضع. سيعود مقاتلوه من وراء الحدود، سواء انتهى الأمر بقيام «سورية المفيدة» أو بانطلاق التسوية على وقع العلميات الروسية. وكان لافتاً أن زعيم «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي لم يكن منذ أشهر مهتماً بمصير الحوار وحتى بمصير الحكومة، انعطف هو الآخر. تبدلت حساباته. ولا بد من إعادة تموضع فرضها على الجميع الرئيس فلاديمير بوتين الذي أبلغ من يهمهم الأمر، ديبلوماسياً وعسكرياً على الأرض، أنه بات في وضع يمكنه التحكم بمجريات الأمور في سورية. نادى السيد قبل أيام بتسوية شاملة، و «تحت سقف الطائف». فلا مؤتمر تأسيسياً ولا مثالثة ولا من يحزنون. هو يدرك أن رجاله سيعودون من سورية عاجلاً أم آجلاً، أو سيطلب منهم مغادرتها إذا انطلقت المرحلة الانتقالية. ولا يريد تجديد الصراع حول سلاحه. فيما بات يدرك خصومه المحليون أن مسألة مشاركته في القتال خارج الحدود، كما قضية سلاحه، أمر بات مرتبطاً بالموازين الإقليمية. وهو ما توافق عليه الحريري وفرنجية، وتبادلا الضمانات سواء بقي الأسد أم رحل. وهذا ما يريح «حزب الله» أيضاً. فضلاً عن أن رعاة تحييد لبنان، قريبين وبعيدين، لم يكونوا ولن يكونوا بعيدين عن خيارات اللبنانيين. ولا شك في رغبة إقليمية ودولية ملحة في إقفال ملف الرئاسة أشعلت الضوء الأخضر لعل لبنان يخرج من مأزقه ومرحلة المراوحة. وعندما يجلس المتخاصمون معاً إلى طاولة فيينا لا تعود هناك محظورات لعدم جلوس اللبنانيين إلى الطاولة.

وثمة مغالاة في قراءة خيار فرنجية للرئاسة. كأن يرى بعضهم أنه ليس عنصر طمأنة لحليفه في «8 آذار» فحسب، بل ضمان لجملة أقليات في المنطقة إذا كان لا بد من رحيل الأسد وتقديم ضمانات للعلويين وفئة واسعة من المسيحيين الذين ناصروه هنا في لبنان وفي سورية. فالأميركيون الذين صموا آذانهم عن مخاوف شركائهم الخليجيين من توسع إيران في المنطقة العربية، كانوا يتساءلون من باب الجزم أن الجمهورية الإسلامية لا يمكنها ابتلاع سورية. الديموغرافيا المذهبية هنا - كما هي في اليمن - تختلف عما هي عليه في العراق حيث أنها هنا أيضاً لم تستطع أن تهضم ما حاولت ابتلاعه! على رغم أن ممثل المرشد علي خامنئي لدى «الحرس الثوري» علي سعيدي عاد يردد أخيراً معزوفة تمدد حدود بلاده إلى البحر الأبيض المتوسط وباب المندب. كأنه لا يشعر بحرارة النار التي تشتعل بين أيديهم في العراق واليمن وسورية.

تلازم المسارين يجب ألا يعني أن تطول المرحلة الضبابية حتى يختار اللبنانيون رئيسهم أو يتوافقوا على فرنجية رئيساً. إن طرحه مرشحاً أعاد خلط الأوراق، خصوصاً في أوساط القوى المسيحية التي عليها عاجلاً أن تحدد موقفها... إلا إذا توافق ميشال عون وسمير جعجع على مرشح آخر ليحرج كل طرف حليفه. أو إذا فاجأ رئيس «القوات اللبنانية» شركاءه في «14 آذار» التي لا يكاد يبقى منها شيء حالها حال «8 آذار»، وأعلن دعم ترشيح الجنرال. عندها فليتنافس المتنافسون. المهم أن يكون لبنان حصيناً، سواء سلكت الأزمة السورية «خريطة الطريق» للتسوية، أو واصل الجميع خيار الحسم العسكري، كما يبدو حتى الآن. والكرة ليست في ملعب «المستقبل» و «حزب الله» وفرنجية وحدهم. إنها عند الشريك المسيحي، من «التيار الوطني» و «القوات» و»الكتائب» وكل القوى الأخرى.

يظل هذا أفضل من انتظار ما ستؤول إليه الأزمة في سورية حيث يميل الطرف الروسي إلى خيار الحسم العسكري في بلد يختلط فيه مزيج من الأعراق والمذاهب الذين يبدون تصميماً على مواصلة القتال. وليس سراً أن أقطاب المعارضة السياسية السورية في الخارج يؤمنون بأن هدف موسكو إخراج «الجيش الحر» والفصائل المعتدلة من المعادلة. أو على الأقل تقسيم هذا الجيش وتفتيته. بعدها يسهل اختيار المعارضة المدجنة التي لا تملك ذراعاً عسكرية للتفاوض في فيينا أو جنيف. والنتيجة فرض تسوية تعيد انتاج النظام. ولن يكون مهماً بعد ذلك بقي بشار الأسد أم رحل. ويكاد جميع المعنيين بالأزمة يأخذون على التدخل الروسي أن القليل من غاراته استهدف مواقع «داعش»، خصوصاً بعد تفجير الطائرة في سيناء.

لكن المفاجآت على الطريق الطويل للتسوية كفيلة بتغيير الحسابات وقلب الأولويات والسياسات. ولن تكون روسيا استثناءً. إثر اعتداءات باريس ثم إسقاط تركيا مقاتلة روسية، بات شبه مستحيل قيام هيكل دولي موحد لقتال التنظيمات الإرهابية. ليس لأن ثمة خلافاً على وضع لائحة موحدة بهذه التنظيمات فقط. وليس لأن المنخرطين في الأزمة السورية تختلف أهدافهم وسياساتهم فحسب. بل لأن ثمة عقداً يجب تفكيكها أولاً. فكيف يمكن الغرب التحالف مع دولة كبرى يفرض عليها عقوبات وحصاراً اقتصادياً؟ وكيف يمكن الولايات المتحدة القبول بالقتال إلى جانب إيران وميليشياتها وبعض هذه تضعهم على لائحتها لقوى الإرهاب؟ وكيف لتركيا التي يتلو فعل الندامة على ما فعلت مقاتلاتها بالطائرة الروسية أن تنخرط في تحالف يستند إلى رؤية تعتمد على الكرد بقيادة صالح مسلم القريب من حزب العمال الكردستاني فصيلاً أساسياً في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية»؟ مثلما لا يستقيم وقوف السعودية وشركائها الخليجيين في خندق واحد مع خصومها الذين تستهدفهم في اليمن وسورية والعراق، وإن جلست معهم إلى طاولة التفاوض؟ ومن الوهم تصور الجمهورية الإسلامية وقد تخلت بسهولة عما بنت لسنوات من بغداد إلى بيروت... كأنهم يجلسون إلى طاولة الحوار وأيديهم على الزناد إلى أن يحين موعد التفجير المقبل... إلا إذا استطاعت موسكو أن تطوع القوى الإقليمية، وتحد من نفوذها وقدرتها على المنافسة، كما تحاول مع تركيا اليوم. وهذا أمر دونه عقبات فأنقرة ليست وحيدة لا شرقاً ولا غرباً. ومثلها خصوم الأسد والمصرون على رحيله. فهل تكتفي موسكو بـ «سورية المفيدة» التي ترسخ الحل الفيديرالي في كل بلاد الهلال الخصيب بما فيه لبنان؟ ام أنها تنزلق عميقاً وتغامر بقوات برية من الجمهوريات الإسلامية الحليفة في وسط آسيا؟

 

مزيد من المصارحة إذا ما أريد لتسوية شاملة أن تنطلق

وسام سعادة/المستقبل/30 تشرين الثاني/15

رغم كل هشاشة مزمنة فيه أو مضافة على ما هو مزمن في السنوات الماضية، لا يزال لبنان خارج منطقة الاشتعال الاقليمي المحاذية له. التبعات الوخيمة للتدخل الفئوي في سوريا، والاستهدافات الارهابية للضاحية الجنوبية، وعدم التوازن بين المجموعات اللبنانية جراء المعادلات المختصرة بعنوان «السلاح خارج كنف الدولة»، وعدم حصول الانتخابات النيابية في موعدها، والتمديد الذاتي مرتين للمجلس إياه، والشغور الرئاسي المستفحل، والأزمة الحكومية، وأزمة النفايات المتمادية، كل هذا لم ينتج عنه مزيداً من زجّ لبنان الى منطقة الاشتعال الاقليمي. الى حد ما يمكن القول ان الاستقطاب الحاد الذي عاشه المجتمع اللبناني قبل عشر أو خمس سنوات تراجع كثيراً، استهلك حتى الشعارات الصحيحة، لأن الشعارات الصحيحة حين تعاد وتتكرر من دون مداخل عملية ايجابية «تبوخ«. في الوقت نفسه تراجع حدّة الاستقطاب لم يفلح في كسر الحلقة المفرغة، سواء على صعيد القانون الانتخابي أو الملف الرئاسي أو سوى ذلك من ملفات. بالعكس. مع تراجع «الثنائية الآذارية» تراجعت أيضاً القدرة على معالجة الملفات، ليس فقط الملفات التي يمكن أن «تنتظر» نسبياً، بل أيضاً الملفات المرتبطة بايقاعات استحقاقية، كالانتخابات رئاسية أو نيابية، أو الملفات المرتبطة بروزنامة بيئية صحية كموضوع «اجلاء النفايات» عن حياة السكان. بدل حدة «الاستقطاب الآذاري المركزي» دخلنا في دائرة «الصعود والهبوط» في الحسابات بين الفرقاء، من دون أن يعني ذلك أن المشكلات الأساسية، ومشكلة سلاح «حزب الله» قد غادرتنا، بالعكس. بدلاً من «تهلهل» الوضع الداخلي جراء حدة الانقسام بين اللبنانيين، صرنا الى «تهلهل» الانقسام نفسه، من دون أن يعني ذلك سوى المزيد من تعطيل الحظوظ للدفع الذاتي باتجاه ما أعيد تحريكه مؤخراً من مساعي «تسوية«. بل إن هذه التسوية التي يضاف اليها فوراً وصف «الشاملة» ستظل المشكلة في طرحها أنّ «شموليتها» هذه، تلاقي استحساناً اجماعياً على الوصف، واختلافاً جدياً على مضمون الوصف. فتسوية «شاملة» على صعيد ملء المؤسسات هي تسوية «جزئية» طالما استبعدت البحث المسائل الملتهبة كالقتال في سوريا، ليس من باب حل هذه المسائل، بل أقله من باب أخذ عدم حلها في الاعتبار عند مقاربة الموضوع الرئاسي، أو موضوع القانون الانتخابي، وأخذ أي تقدم يمكن احرازه على هذين الصعيدين كمدخل لا بد من توضيحه على سبيل تنظيم الخلاف، وتنظيم النقاش، حول الملتهب، الأساسي من مشكلات. بالتوازي، الاطمئنان المبالغ فيه الى ان الوضع لن يتدهور الى التماثل مع الاشتعال الاقليمي مهما حصل، كما الاطمئنان الى ان المؤسسات يمكن ان تبقى معطلة ثم تشغّل حين تلوح تسوية اقليمية، هي من جملة ما يضرّ بالاستقرار المحفوظ في حدّه الأدنى رغم كل هذه الهشاشة. هذا الاستقرار الهش يعود الى حد كبير الى ان لبنان عاش حربه الأهلية الطويلة في العقود السابقة، وعاش انقسامه الحاد في السنوات السابقة، وغادر هاتين المساحتين بشكل أو بآخر، ولو كان للمضي الى المزيد من انعدام الاتفاق بين مكوناته، ومن «اهتراء المعايير» المستخدمة في السياسة الداخلية. هو استقرار يلعب اللجوء الديموغرافي السوري الكبير دوراً في تثبيته من ناحية (كم يجعل الناس تفكر مرتين قبل الاسترسال في التوترات اللبنانية الداخلية) وفي زيادة هشاشته في الوقت نفسه. وبشكل مكثف، عبثاً البحث في معالجة المتراكم من أمور مستعصية دون التطرق تحديداً الى هذه المشكلة التي تخترق كل المشكلات: اهتراء المعايير.

 

لا حلَّ لأزمة الانتخابات الرئاسية وتداعياتها إلا بالعودة الى الدستور وبممارسة الديموقراطية

 اميل خوري/النهار/30 تشرين الثاني 2015

يقول رئيس سابق للحكومة لو أن القادة في لبنان احترموا الدستور نصا وروحا لما كان لبنان يغرق في أزمات لا خروج منها إلا بتدخل خارجي يخدم به مصالحه قبل غيره. فعند وضع قانون للانتخابات النيابية لم يراع في وضعه ما نص عليه اتفاق الطائف، أي ان تجرى الانتخابات وفقاً لقانون جديد "على أساس المحافظة يراعي القواعد التي تضمن العيش المشترك بين اللبنانيين وتؤمن صحة التمثيل السياسي لشتى فئات الشعب وأجياله وفعالية ذلك التمثيل، بعد اعادة النظر في التقسيم الاداري في اطار وحدة الأرض والشعب والمؤسسات". لكن ما من قانون وضع للانتخابات وراعى ما نص عليه هذا الاتفاق فجاءت معظم المجالس النيابية لا تمثل شتى فئات الشعب وأجياله وفعالية ذلك التمثيل، لأن القوانين فصّلت على قياس مرشحين وليس على قياس الوطن لكي تأتي أكثرية نيابية تقدم مصلحة الوطن على أي مصلحة.

وعند تشكيل الحكومات لم يراعَ في تشكيلها ما نص عليه الدستور بل صارت الاحزاب والكتل النيابية هي التي تتدخل في تشكيلها ولا دور لرئيس الحكومة المكلف سوى دور ساعي البريد او ضابط ارتباط للتوفيق يبن هذه الاحزاب والكتل على توزيع المقاعد والحقائب، وأفدح ما اعتمدته من خارج نصوص الدستور ان يكون لطرف في الحكومة الثلث المعطل الذي سمّوه زورا وبهتانا "الشراكة الوطنية" في اتخاذ القرارت المهمة فلا تستأثر بها الاكثرية، فتحوّل ثلثا معطلا لكل قرار لا يعجب الاقلية ومن تمثل، وهو ما جعل الحكومات التي تتألف من أضداد تحقيقا لـ"الشراكة الوطنية" التي تحولت مشاكسة فاقدة الوطنية، حكومات فاشلة وغير منتجة لانها لم تطبق الدستور عند تأليفها لا نصا ولا روحا، ولا سيما البند 2 من المادة 64 ونصها: "يجري (الرئيس المكلف) الاستشارات لتشكيل الحكومة ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها. وعلى الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة ثلاثين يوما من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها، ولا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة ولا بعد استقالتها الا بالمعنى الضيق لتصريف الاعمال". وهذا معناه ان الرئيس المكلف بالاتفاق مع رئيس الجمهورية يشكل الحكومة ويتحمل مسؤولية تشكيلها امام مجلس النواب عند طرحه الثقة بها، فإما تنالها فتباشر عملها او تحجب عنها وعندها تجرى استشارات جديدة لتسمية من يكلف تشكيل حكومة جديدة، فاما يعاد تكليفه اذا جاءت نتائج الاستشارات لمصلحته، أو يكلف سواه".

وفي الانتخابات الرئاسية كانت المخالفة فاضحة لنصوص الدستور، ولا سيما للمادة 75 ونصها: "ان المجلس الملتئم لانتخاب رئيس للجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية، ويترتب عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة بدون مناقشة او أي عمل آخر". واذا بعدد من النواب يطلع ببدعة التغيّب عن جلسة الانتخاب من دون عذر مشروع، والادعاء أن عملهم هذا ديموقراطي... وأن النائب حر في ان يحضر الجلسة او لا يحضرها، وإلا كان المشترع لحظ نصا واضحا وصريحا في هذا الصدد. لكن فات هؤلاء ان ما جعل المشترع لا يلحظ هذا النص هو كونه لم يفكر انه سيأتي يوم يتغيب فيه النواب عن جلسة انتخاب الرئيس من دون عذر شرعي، ولا من قبل الهيئة العامة، فاستمر تعطيل جلسات الانتخاب مدة 19 شهرا حتى الآن، وصار انتخاب الرئيس غير مرتبط بما تقرره الاكثرية النيابية بل بما تقرره الصفقات والمساومات والمحاصصات التي تتم وراء الكواليس وخارج المجلس. في حين ان الديموقراطية ومصلحة الوطن والمواطن تقضي بأن يسمي كل طرف مرشحه للرئاسة ويكون مجلس النواب المكان الطبيعي للمنافسة، وهو ما كان يحصل في الماضي تطبيقا للدستور وللنظام الديموقراطي، وليس كما يحصل اليوم، اذ ان فئة من النواب تعطل جلسة الانتخابات الرئاسية خوفا من فوز مرشح لا يعجبها. ولو قبل نواب في الماضي بما يفعله نواب اليوم لما اكتمل نصاب جلسة انتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية بل كان عطل نصابها مؤيدو المرشح الياس سركيس. فهل بات انتخاب رئيس للجمهورية يتم بالاتفاق عليه خارج مجلس النواب لتصبح عملية انتخابه داخل المجلس صورية فحسب؟

لذلك يجب العودة الى الاصول الدستورية والديموقراطية بحيث انه عندما لا يتم التوصل الى اتفاق على مرشح للرئاسة يفوز بالتزكية ولا على مرشحين اثنين او أكثر يمثل كل واحد منهم خطا سياسيا وتكون الكلمة الفصل بينهم للأكثرية النيابية المطلوبة، فإن الاحتكام الى الدستور والى النظام الديموقراطي يصبح هو المخرج وذلك بدعوة مجلس النواب الى عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية تصوّت فيها الاكثرية النيابية لمن تشاء من بين مرشحين معلنين وغير معلنين. أما ان يظل طرف يصر على انتخاب مرشحه او يعطل النصاب، فليس هذا من الديموقراطية في شيء، ولا هذا ما نص عليه دستور أي دولة في العالم، فلا خروج اذا من أزمة الانتخابات الرئاسية عند تعذر الاتفاق على مرشح واحد بسوى النزول الى مجلس النواب لتصوّت الاكثرية النيابية المطلوبة للمرشح الذي تريد.

 

من بيروت إلى الرياض أو العكس

تسوية نتيجتها تولي فرنجية رئاسة الجمهورية وتولي الحريري رئاسة الحكومة هي هزيمة لا تسوية، خصوصا وأن رئاسة مجلس النواب من حصة محور الممانعة.

الصحافي السعودي أحمد عدنان/العرب/29 تشرين الثاني/15

 حدثان رئيسان، أعادا التساؤلات اللبنانية حول الدور السعودي في لبنان، الأول هو استقبال عبدالرحيم مراد السياسي الموالي لبشار الأسد، والثاني هو اعتزام سعد الحريري ترشيح صديق بشار الأسد وشقيقه الروحي رئيسا للجمهورية، أي النائب الزغرتاوي سليمان فرنجية.

الأسئلة عن المملكة كانت مطروحة سلفا، وتحديدا منذ تكشفت الأزمة المالية لسعد الحريري وتيار المستقبل، فضلا عن رسالة كتبها رئيس تحرير لبناني مطالبا العاهل السعودي بعدم التخلي عن المسلمين في لبنان.

كان استقبال عبدالرحيم مراد من الأخطاء الفادحة، فالرجل بدأ الترويج قبل استقباله في المملكة بأن الرياض تنظر إليه كخليفة لسعد الحريري، ولا أتصوّر أن دوائر السياسة في المملكة بهذه السذاجة، فمراد شخصية ريفية لن يسير تحت لوائها سنّة المدن الأكثر تأثيرا وفعالية، ولن ينسى السنّة مطالبته العلنية بإلغاء المحكمة الدولية أو عمالته لبشار الأسد الذي فعل بسنّة لبنان ما فعل فضلا عن قتله للسنّة في سوريا، عبدالرحيم مراد كان وزير الدفاع في حكومة عمر كرامي التي عملت على اغتيال رفيق الحريري معنويا تمهيدا لاغتياله الجسدي، وتصريحاته ضد الرئيس الشهيد وضد المملكة موثّقة ومعروفة. ومما سمعناه أن مراد يستحق الاحتفاء نظير تأييده لعاصفة الحزم، مع العلم بأنه فعل ذلك بموافقة بشار الأسد الذي يرى أن تأييد الدور السعودي في اليمن يعطي الشرعية للدور البعثي في لبنان، رغم الفارق الشاسع بين هذا وذاك، وإن كان هناك من يستحق الاحتفاء فهو بلا شك الرئيس فؤاد السنيورة نظير مبادئه وصلابته وإخلاصه وقيامه -قدر الممكن- بسدّ غياب سعد الحريري.

ربما يكون عبدالرحيم مراد أسوأ سنّي في لبنان، فعمالته الرخيصة لأجهزة الأمن السورية يعرفها القاصي والداني، وملايينه التي يتنعم بها يعرف اللبنانيون أن مصدرها معمر القذافي والحرس الثوري الإيراني، وعليه فإن أيّ تواصل سعودي معه هو عبء على المملكة وسيضعف السنّة ولبنان.

ولا بأس من التكرار، بأن الاسم الوحيد القادر على جمع السنّة من شبعا إلى الشمال هو اسم الحريري، ومهما كانت أخطاء سعد، وصاحب هذه السطور أكثر من تحدّث عنها، إلا أنه يتمتع بالقبول وبالشرعية وبالشعبية، وولاؤه للبنان وإخلاصه للمملكة ليس عليه غبار، ومشكلته إدارية صرفة ويمكن حلها بسهولة، والتفكير بإضفاء اللامركزية على المشهد السنّي في لبنان، مقابل مركزية حزب الله الشيعية، أكبر هدية مجانية ستكسبها إيران، خصوصا وأنها حاولت مرارا تحقيق هذا الهدف ومنيت بالفشل الذريع.

ثم جاء ترشيح الحريري المنتظر لسليمان فرنجية كضربة موجعة لكل شيء، ولا أعرف من هو صاحب هذه الفكرة، لأن التداعيات تتضح رويدا رويدا، فالشارع السنّي يغلي بما في ذلك شريحة واضحة من أركان تيار المستقبل، والمسيحيون مصابون بالذهول وبخيبة الأمل، مع العلم بأن التسوية ليست مرفوضة في حدّ ذاتها، لكن هناك ثلاثة أسئلة لا بد من الإجابة عليها: لماذا؟ كيف؟ ما المقابل؟ ومن باب إحسان الظن سنقول إن إجابات الأسئلة ليست واضحة بدلا من القول بأنها مريعة. فظاهر الترشيح هو تسليم لبنان رسميا إلى إيران، ونتيجة ذلك هو التوتر شئنا أم أبينا لاعتراض أغلبية اللبنانيين، ومن يتصور بأن ترشيح فرنجية سيشق 8 آذار لم ير أن تفتت 14 آذار أقرب، ومن يظن أن فرنجية سيفضل العرب على سلاح حزب الله بعد انتهاء عهد الأسد مجرد واهم. إن تسوية نتيجتها تولّي فرنجية رئاسة الجمهورية وتولّي الحريري رئاسة الحكومة هي هزيمة لا تسوية، خصوصا وأن رئاسة مجلس النواب من حصة محور الممانعة، فالمفترض تقديم تنازلات حقيقية من 8 آذار باتجاه القانون الانتخابي وآلية العمل الحكومي وتحييد السلاح غير الشرعي قدر الممكن في الحياة السياسية المحلية وتأكيد سيادة الدولة اللبنانية على قراري الحرب والسلم، وما أخشاه أن يؤدي وصول فرنجية إلى كرسي الرئاسة الأولى دون مقابل مقنع للدولة اللبنانية ولثورة الأرز إلى تعزيز التطرف السنّي والمسيحي معا.

هذه حقيقة لا بد من إقرارها، أن نتائج المفاوضات التي جرت بين سعد الحريري وميشال عون أهم مما نسمعه هذه الأيام بين الحريري وفرنجية، وسبب ذلك معروف، أن عون يستطيع تقديم ما لا يستطيع فرنجية تقديمه، وفي رأيي أن الوصول إلى تسوية حريرية عونية أشرف للحريري مما نسمعه هذه الأيام، وفشل المفاوضات الأولى يتحمله الحريري وعون مجتمعين، إذ كان يجب أن تكون القوات اللبنانية في كواليسها منذ اللحظة الأولى من طرف تيار المستقبل، وكان يجب أن يتحلى عون بالاتزان أثناء التفاوض وبعده لكن فاقد الشيء لا يعطيه. كصحافي مختص، لا أستطيع الإجابة هل ترشيح فرنجية فكرة سعودية أو حريرية، لكن الإجابة لم تعد مهمة، فالمهم دائما في السياسة: لماذا وكيف وما المقابل؟ ووفقا للجواب نعرف الحال، هل ستربح المملكة وحلفاؤها أم أن الخسارة من نصيب الجميع. ربما تسبق تطورات الأحداث هذه المقالة، لكن السعودية يجب أن تعيد النظر في سياساتها اللبنانية، وأهمية لبنان تتلخص في إطلالته على الصراع العربي الإسرائيلي وعلى الثورة السورية وعلى البحر المتوسط، وقد يقول قائل إن لبنان لا أهمية له وليواجه مصيره، وهذا كلام لا علاقة له بالسياسة، وليس أدل على ذلك اهتمام إيران وإسرائيل. سنّة لبنان يتميزون عن غيرهم بأنهم الأقل تلوثا بالإسلام السياسي، وهذه زاوية لا بد من حمايتها وتعزيزها لحاجة الحرب على الإرهاب إلى نموذج، ولضرورة المحافظة على التمثيل المدني للسنّة. وفوق ذلك المطلوب هو توثيق علاقة المملكة بأطياف التنوع اللبناني لكسر الصورة التي تسوقها إيران وداعش عن الإسلام والسنة، فإيران تتقدم عربيا وإسلاميا بنظرية تحالف الأقليات، والتفات المملكة إلى أطياف التنوع يعزز العروبة والسلم الأهلي ويضرب نظرية تحالف الأقليات في مقتل، وينقذ صورة الإسلام من الإرهاب المعادي للتعايش والتسامح، هذا غير فوائد أخرى تنعكس على المملكة وعلى العروبة والإسلام، فالعلاقة السعودية المسيحية لها امتدادها الغربي، والعلاقة السعودية العلوية لها امتدادها المتوسطي، والعلاقة السعودية الشيعية (مع الشيعة الموالين للعروبة) صوت مؤثر داخل إيران والعراق، والعلاقة السعودية الدرزية نفق سريع إلى فلسطين والأراضي المحتلة. نعم هناك علاقة سعودية ببعض هذه الأطراف، لكن هناك حاجة إلى التعزيز وإلى الإدارة السليمة والاستثمار الأقصى. لو تطرّقنا إلى التفاصيل فنحن بحاجة إلى حديث طويل، لكن على الصعيد الاستراتيجي ليس هناك مدخل لإنقاذ لبنان واستقراره غير إحياء وتوحيد قوى 14 آذار المنبثقة عن ثورة الأرز التي ليس لها إلا معنى واحد، الدولة والاعتدال، ولا يفتقد عرب اليوم غير الاعتدال والدولة، وكلمة السر هي اتفاق الطائف الذي يحدد العدو والصديق وموضوع الصراع.

 

التسوية بين الحريري وفرنجية على وقع انتقام الشاغوري من باسيل

سيمون ابو فاضل/الديار/الأحد, 2015/11/29

بدأت تتقلص اسهم التسوية التي تفاهم على عناوينها رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهي تراجعت الى ما تحت منتصف الامال التي كانت معلقة عليها، حتى أن رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الذي التقى الحريري في باريس وكذلك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعيدا عن الاضواء لا يخفي في مجالسه سقوطها لعدم تأمين محفزات النجاح لها. فانطلاق الحريري في خطوته هذه مستندا الى عوامل خمسة لم تكن مستوفية عناصر النجاح وهي:

اولا – ان سليمان فرنجية هو احد الاقطاب الاربعة الذين توافقوا على ان يكون الرئيس من صفوفهم اذا ما توفرت حظوظهم الى الوصول الى بعبدا، وبذلك يحرج رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون المرشح عن 8 آذار ويدفع حزب الله للقبول به مستندا بذلك الى جو من التفاهم والانفتاح القى بظلاله على لقاء باريس.

ثانيا، رأى الحريري أن احالته عون للتفاهم مع القوى المسيحية في 14 آذار وحصرا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع المرشح عن 14 آذار لم يوصل الى تفاهم على رئيس للجمهورية بل تفاهم الرابية ومعراب على ورقة نوايا وراحا يتبادلان المزاح والشوكولا، بحيث تراجع جعجع عن اندفاعته وحشره عون للتفاهم على رئيس فأتى ترشيح فرنجية ليحرج جعجع وعون كل من موقعه ووفق حسابات كل منهما وذلك بعيدا عن تحسسه لضرب الموقف المسيحي القوي من موقعه الوطني اثر تقارب الرابية ومعراب في مجال المزايدات المسيحية قبيل جلسة التشريع الاخيرة التي اوجد لها حلا .

ثالثا، حمل الحريري بيده ملفي عون وفرنجية الى السعودية فالاول لديه موقف رافض للطائف في مقابل تأييد فرنجية لهذا الاتفاق، منذ التفاهم عليه واقراره دستوريا بما مكنه من ان يقارب هذا الترشيح من زاوية ان فرنجية ابن صيغة الطائف التي لا تلقى قبولا عند عون.

رابعا، رأى الحريري أن البلد يدور في حلقة اقتصادية تراجعية والبلاد تعاني من شلل نتيجة غياب رئيس الجمهورية وهو ما انعكس على عمل المؤسسات على اكثر من صعيد، فاعتبر ان التفاهم الرئاسي مع فرنجية قد يحمل صدمة ايجابية تحرك عجلة هذا القطاع وتعيد دوره بزخم بعد سنوات من تراجع النمو. وقد يأتي التفاهم ليفرض قبولا ايجابيا من كافة القوى والقطاعات الانتاجية وينعكس الامر ضغوطا على القوى السياسية لمباركة التفاهم وتأييد صيغته.

خامسا، رأى الحريري أن مرحلة التسوية في سوريا واحتمال انسحاب حزب الله منها في موازاة مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد تتطلب طمأنة حزب الله بانتخاب رئيس للجمهورية من محوره، هادفا بذلك لملاقاة طرح التسوية من جانب امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. وأن ذهاب الأسد سيضعف فرنجية ويحوله الى صورة مجددة عن الرئيس السابق ميشال سليمان الذي انقلب على محور الممانعة بعد تراجع موقع الاسد

لكن حسابات الحريري واجهت اعتراضات ثلاثية الابعاد سواء كانت من حلفائه او بيئته السياسية والمذهبية، ام من قبل عون او كذلك حزب الله ، فمن جهة الرابية التي فوجئت باللقاء وعمدت الى التريث واستيضاح الامر من حزب الله، ابلغها الأخير بان لا بديل عن الجنرال كحليف رئاسي وهو الذي امن غطاء لحزب الله ودعما له لم يحققه ايا سواه نظرا لحجم زعامته شعبيا وسياسيا، في حين ان الحزب امن لحلفاء آخرين الدعم والغطاء في عدة محطات، لا بل ان حزب الله تتابع المعلومات، حذر فرنجية من مناورة الحريري لاحراقه كما كان سعى مع عون. لكنه لم يقطع عليه طريق الذهاب ولعبه ورقته الرئاسية «حتى الثمالة»، عدا ان حزب الله يجد أن التسوية حاليا قد تفرض على فرنجية اذا ما قبل شروطا لصالح فريق 14 آذار في حين ان التطورات في سوريا العسكرية والسياسية تتقدم لصالح الاسد نجاحا ميدانيا، بما يعني ان فريق 8 آذار قادر ان يصل بالعماد عون رئيسا للبلد كحاجة متعددة الاهداف داخليا واقليميا محافظا بذلك على خياراته التي لم يتراجع عنها حتى ابان حواره الحريري.

ولان حزب الله حذر فرنجية من الوقوع في فخ الحريري، تتابع المعلومات، فان امينه العام حسن نصر الله يتمسك بضرورة تبني الحريري لترشيح فرنجية باعلانه من جانبه عن هذه الخطوة، لتأخذ مفاعيلها العملية ويتم التعاطي عندها على قاعدة التفاهم الذي حدا بالرجلين للقاء لاسيما ان رئيس المردة هو احد اقطاب 8 آذار، واذا ما ارادت ان ترشحه هذه الاخيرة الى الرئاسة تأتي هذه الخطوة من جانبها اي بما معناه من «بيت اهل العريس» وليس من «بيت اهل العروس» اذا ما سلمت النوايا.

وعلى ما تدل الوقائع فان خطوة الحريري لاقت اعتراضات سياسية ومذهبية داخل صفوفه فإن عددا من الفاعليات ومشايخ الطائفة السنية عبروا له عبر قنوات متعددة عن آلية تحفظهم على هذا التفاهم وما يمكن ان يؤدي من ردة فعل داخل الطائفة السنية خصوصا في منطقة الشمال.

اما في ما خص المرشح عون الصامت عن الكلام فانه لا يزال ينام على ورقته كمرشح اقوى لا سيما انه لم ينسحب بعد من المعركة بشهادة فرنجية بعد جلسة الحوار الذي اكد ان رئيس التكتل لا يزال مرشح 8 آذار فلذلك لا يجد ضرورة لأن يعبر عن موقف يظهر اتساع الانقسام داخل هذا الفريق ومزاحمته لفرنجية فهو من جهة حسب اوساط مطلعة على موقفه لن يتنازل عن اي خطوة تفرط بحقوق المسيحيين طالما هو موجود حتى ان قانون الانتخابات يحقق الشراكة ومطلوب اقراره في اسرع وقت لا يجده كافيا بل لا يزال على موقفه حول ضرورة انتخاب الرئيس من الشعب، واعتماد هذه الآلية، ولذلك هو لا يدخل في مفاوضات حول ترشيحه وموقفه من المسلمات المسيحية هذه يجب تأمينها ومتى توفرت وامنت الشراكة المسيحية، العادلة فعندها لكل حادث حديث.. فهو الذي قال سابقا تهمه الجمهورية وليس الرئيس، وهو يقدم الجمهورية العادلة على رئاسة الجمهورية.

ولا تخفي الاوساط بان حسابات رجل الاعمال جيلبير الشاغوري النفطية استدرجت فرنجية نحو هذا اللقاء بهدف انتقام الشاغوري من الوزير جبران باسيل على خلفية مناقصات الغاز في لبنان حيث كان طلب الشاغوري من باسيل استخراج الغاز من عدة مربعات مدرجة على الجدول، فاجابه باسيل بان الامر يتطلب الدخول في مناقصة، فرد عليه الشاغوري «انني في نيجيريا افرض ما اريد.. وهيك صارت الامور معكن»، فاجابه باسيل «في لبنان الامور هيك بتكون، بالمناقصات». وتشير الاوساط الى ان خطوة فرنجية جاءت حكما ناقصة لعلمها ان الرئيس الايراني حسن روحاني كان باشر اتصالات تسبق زيارته الرئيس فرانسوا هولاند لكنها ارجئت عقب العمليات الارهابية في باريس مضمنا جدول اعمال الملف الرئاسي اللبناني اسمي كل من عون وفرنجية للتباحث فيها على وقع كلام الرئيس الفرنسي بانه سيزور لبنان لايجاد حل للفراغ في هذا الحقل، الا ان اللقاء الباريسي بحساباته المتعددة لم يحمل النتائج المرجوة من الجانبين على اكثر من صعيد. ولذلك دخل فرنجية حقل الألغام قبل الوقت المناسب لتعطيلها.

اما القوات اللبنانية الرافضة سياسيا لوصول فرنجية للرئاسة ولا يزال رئيسها جعجع محافظا على «الغموض الخلاق» و«الصمت المعبر» فهو لم يستفيض في كلامه مؤخرا، لكنه اعطى اشارتين بانه مستعد ان يتحمل نتائج رفضه لتفاهم الحريري – فرنجية مستندا الى محطات سابقة وما رتبت عليه من اعتقال سياسي من دون التراجع عن خياراته، وبذلك يأتي مضمون كلامه ليدل على ان من رفض الاكثر وتحمل نتائجه قادر على رفض الاقل، ملمحا الى تراجع للحريري عن خيارات 14 آذار، وما حملت من تضحيات بدأت باستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري وانتهت حتى حينه باستشهاد محمد شطح وذلك في ظل انتظار موقف سعودي واضح من ترشيح فرنجية واعلان عون رفضه للخطوة هذه.

لكن كلام جعجع حتى حينه لا يدل الى ان المواجهة التي جمعته وعون ستدفعه لتبني الاخير للرئاسة بعد ان ربط مضمون كلامه برسالة 14 آذار والحفاظ عليها في مقابل غمزه من قناة الحريري اثر ترشيحه لفرنجية.

وبعيدا عن الابعاد الثلاثية للحريري التي حدت به لمحاورة فرنجية رئاسيا، فان دائرة الاعتراض توسعت بحيث ان حزب الكتائب قدم مواضيع سياسية استراتيجية على اي دعم رئاسي لفرنجية توزع بين حيادية لبنان، دور سلاح حزب الله واقرار قانون انتخابات عادل يعيد الشراكة قبل الانتخابات الرئاسية اي ان موقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل اعطى زخما لرفض عون وجعجع لوصول فرنجية انما من موقف مختلف عن حساباتهما.

ولا تقبل اوساط فرنجية ان يتم التعاطي معه من زاوية ان تفاهمه مع الحريري سيدفعه للتراجع عن خياراته السياسية فهو من الاساس بقي مدافعا عن المقاومة وسوريا في ظل تفوق فريق 14 آذار عليها في الـ2005 وبعدها، وهو في الوقت ذاته كان ذو حركة ايجابية داخل هذا الوسط وتعاطيه مع احزاب القوات والكتائب والاحرار وعناصرها، لم يكن يوما انتقاميا، ولم يسع للانقضاض على اي منها او الانتقام في ذروة الجهاز الامني اللبناني السوري على جعجع واعتقاله ولذلك ان ما اكتسبه كحقه الشرعي كمرشح يترجمه في حركته من دون اي رغبة في التنازل عن خياراته او ميل للانتقام من اي فريق سياسي، فهو صاحب حق في التواصل مع الجميع، كما هو حق عون في زيارته الحريري وتوقيعه ورقة النوايا مع القوات من دون العودة اليه.

واذ كان المشهد يدل على ان التسوية بدأت تتراجع فان في محور المستقبل من يعتبر أن الحريري أعطى فرصة لـ8 آذار لتقارب الملف الرئاسي بجدية بعد لقائه بفرنجية من دون ان يعني ذلك ان على فرنجية ان يعلن مواقف سابقة وعلانية من عدة مواضيع تبدأ بكيفية تعاطيه مع الاسد بعد انتخابه وعما سيزوره ام لا وموقفه الواضح من قانون الستين الذي يتمسك به كل من الحريري وجنبلاط اضافة الى صيغة الحكومة المقبلة وتوازناتها.

الا ان في مقابل كل ذلك يخلص مراقبون الى ان هذا التعايش المستحيل اذا ما حصل بين فرنجية والحريري لن يؤدي الى سير عمل البلاد لغياب اي مرجعية دولية واقليمية ضامنة له، اذ ان تسوية الدوحة التي حصلت بغطاء دولي واقليمي واسع لم تمنع اسقاط حكومة الحريري رغم تحظير استعمال هذا البند الدستوري على ما جاء في التسوية ورغم ذلك وقع المحظور يتابع المراقبون.

وحاليا تعطلت حكومة الرئيس تمام سلام بسبب مقاطعة وزيرين من التيار الوطني الحر ووزيرين من حزب الله اي اقل من نصف الثلث المعطل ومع ذلك شل عملها في مشهد يحمل دلالة الى الحريري بان ترؤسه الحكومة في ظل وجود فرنجية في بعبدا على ضوء التجاذبات الدولية الاقليمية على وقع الازمة السورية وحسابات حزب الله قد تضع الحكومة منذ ولادتها على المحك. وتعود عقارب الساعة الى المرحلة التي توترت فيها العلاقة بين الرئيس الاسبق اميل لحود وبين رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة ويطغى هذا الواقع على المؤسسات ….ويكون الحريري لعب ورقته في الوقت الضائع بدل من توفيرها لأستعمالها مع رئيس جديد بدعم داخلي -اقليمي-دولي. لان ثمة مراقبين يعتبرون بان الرهان على فرنجيه كان آخر العنقود الرئاسي من ضمن الاقطاب الاربعة ليبدأ بعدها النقاش بالرئيس التوافقي بعد ان خسرت القوى السياسية اوراقها الرئاسية

 

كتب الدين والإرهاب

 داود الشريان/الحياة/30 تشرين الثاني/15

في كلمته خلال افتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، شدد رئيس الحكومة اللبنانية تمّام سلام، على «العناية الخاصة بالكتب الدينية وأهمية التدقيق في مضامينها، والتفريق بين الغث والسمين في ما يُكتب ويُنشر في شؤون الدين»، ونبه إلى أن عدم الالتفات إلى معايير النشر «من شأنه أن يفتح الباب للترويج لمفاهيم خاطئة للدين، وللتأثير السلبي في عقول الشباب ما يؤدي إلى انحرافهم عن الطريق السوي ورميهم في أحضان التنظيمات الإرهابية المتطرفة». كلمة رئيس وزراء لبنان تشير بوضوح إلى أن هناك قناعة بدأت تترسخ لدى النخب السياسية والثقافية في العالم العربي، مفادها أن التطرف والإرهاب وثيقا الصلة بالدين الإسلامي وكتبه. وهذه القناعة التي أصبحت بمنزلة اليقين عند بعض النخب، تفسر حصر نقاشنا مسألة الإرهاب في تأثير الدين والتدين في الأشخاص المنخرطين في التنظيمات المتطرفة. بات الدين ملازماً للتطرف، المفضي إلى العنف والإرهاب في معظم حواراتنا، واستدعاء أحدهما يقتضي بالضرورة حضور الآخر، على رغم أن هذه القناعة ليس لها ما يسندها في تاريخ الصراع الفكري الذي مر على المسلمين. فتاريخ هذا الصراع، على رغم حدته، وعنفه اللفظي، ودوره في صنع فرقٍ ومحازبين، بقي في بطون الكتب، لم يكن له تأثير في سلوك عامة المسلمين ومواقفهم، مثلما تسعى هذه القناعة المفتعلة أن تفعل.

التنظيمات الإرهابية تستخدم الدين بصوَر متعددة، وأغراض مختلفة، تماماً مثلما تستخدم المخدرات، والنساء، والفقر والجهل، في إشباع غرائز هؤلاء الشباب. لكننا في نقاشنا لقضية التطرف والإرهاب، نتجاهل بقية الوسائل، فضلاً عن أننا لا ننظر إلى الدين وكتبه كوسيلة مثل بقية الوسائل، بل نجعله الأداة الرئيسة للوصول إلى التطرف والعنف. وهذا التعسف في تفسير الظاهرة، وربط العنف بالنص الديني، جعل بعضنا يتمادى، مطالباً بنسف النصوص الدينية، وإلغائها، والكفر بها، للقضاء على ظاهرة التطرف والإرهاب، فضلاً عن أن هذا المنهج في درس الظاهرة الخطيرة، شكل، بمرور الوقت، دعماً كبيراً للأجهزة والأنظمة والدوائر التي تسعى إلى إرساء قناعة دولية بمسؤولية الإسلام ونصوصه عن العنف الذي يجتاح العالم. لا شك في أن قناعة بعض النخب العربية بأن للدين الإسلامي دوراً محورياً في التطرف والإرهاب، منهج خطير، بحاجة إلى معاودة نظر، وفتح حوار حول هذا الاندفاع في اتهام الإسلام، وكتب الدين وادعاء مسؤولية الدين عن هذه الجرائم. الأكيد أن إصرار بعضهم على استعذاب جلد الذات، سيزيد التوتر في المجتمعات العربية، ويمنح الآخرين فرصة لاستباحة دولنا، فضلاً عن تشويه ديننا وتراثنا وحضارتنا.

 

بوتين وأردوغان وبينهما 'داعش'

لا رغبة جدية لدى أي طرف في القضاء نهائيا على 'داعش' لا الروسي قادر على الانتهاء من 'داعش'، ولا التركي قادر على إقامة 'المنطقة الآمنة'.

خيرالله خيرالله/ العرب/30/11/2015

لعلّ أغرب تصريح صدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد إسقاط تركيا القاذفة الروسية، ذلك الذي يؤكد فيه أن “جيش بشار الأسد” شريك في الحرب على “داعش”. ربّما كان التفسير الوحيد لمثل هذا الكلام، الذي يعكس رغبة في الهرب من الواقع، إصرار الرئيس الروسي على التصعيد مع تركيا في ظل حاجته الداخلية إلى ذلك. ما يمكن أن يدعوه إلى مثل هذا التصعيد شعور بالإهانة بعد إسقاط تركيا الطائرة ورفض رجب طيب أردوغان تقديم اعتذار مباشر. اكتفى الرئيس التركي بشبه اعتذار بقوله إنّ الجهات التركية لم تكن تعرف أن الطائرة روسية، ولو تعرّفت إلى هويتها، لكانت تعاملت معها بطريقة مختلفة.

ستشهد العلاقات التركية – الروسية مزيدا من التجاذب في الأسابيع المقبلة. المهمّ أن هناك حقائق لا يمكن تجاهلها، حتّى من جانب شخص مثل فلاديمير بوتين يمتلك بلده ترسانة نووية ضخمة وكميات كبيرة من الصواريخ، بينها ما هو عابر للقارات. هل كميّة الأسلحة التي تمتلكها روسيا تغنيها عن التعامل مع الحقائق؟ يُفترض بالرئيس الروسي أن يستعيد شيئا فشيئا هدوءه، خصوصا أنّه يعرف، قبل غيره، أن النظام السوري سقط وأنّ بشار الأسد صار جزءا من الماضي. الشعب السوري قال كلمته وليس كما يدّعي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي يصرّ على أن مصير الأسد الابن “يقرّره السوريون”.

نعم، هناك حاجة إلى “حرب برّية”، على حد قول بوتين، من أجل هزيمة “داعش” واقتلاعه من جذوره. بالطبع، الحرب البرّية ليست كافية. ثمّة حاجة بشكل خاص إلى إزالة الحواضن المتوافرة لـ”داعش”، على رأسها النظام السوري.

يمكن الاستعانة بالجيش العربي السوري في الحرب على “داعش”، بعد سقوط النظام السوري وطيّ صفحته نهائيا. سيكون في الإمكان عندئذ التعاطي مع جيش تابع لدولة تحترم نفسها وليس مع جيش في خدمة نظام امتهن الابتزاز، وممارسة الإرهاب منذ اليوم الأوّل لوصول حافظ الأسد إلى السلطة واحتكاره لها في العام 1970. قبل سقوط النظام رسميا وخروج بشّار الأسد من دمشق، لا مجال لمشاركة “جيش الأسد” في أيّ حرب من أيّ نوع كان على أيّ شكل من أشكال الإرهاب.

الأكيد أن رجب طيب أردوغان ليس قدّيسا. ارتكب الرئيس التركي أخطاء كثيرة بسبب سياسته الهوجاء، على الصعيد الإقليمي. هذا عائد، أساسا، إلى انتمائه إلى تنظيم الإخوان المسلمين الذي خرجت منه كل التنظيمات الإرهابية والمتطرّفة، بدءا بـ”القاعدة” وصولا إلى “داعش”. هذا التنظيم هو الأب الروحي للإرهاب والتطرّف. لكن لا يمكن بأيّ شكل تجاهل النظام السوري ودوره في استخدام الإرهاب وتوظيفه خدمة لسياسة تصبّ في تكريس سوريا مزرعة للعائلة الحاكمة ولطائفة صغيرة تعتقد أن في استطاعتها التحكّم بمصير البلد وشعبه وحتّى بدول الجوار، على رأسها لبنان.

من مصلحة تركيا وروسيا العودة إلى لغة المنطق. يقول المنطق، المستند إلى الحقائق، إنّ تركيا لم تلعب الدور البنّاء الذي كان يفترض أن تلعبه منذ اندلاع الثورة السورية، وذلك على الرغم من أنّه لا يمكن الاستخفاف بتضحياتها من أجل استيعاب اللاجئين السوريين. فشلت تركيا، لأسباب مختلفة بينها الموقف الأميركي، في إقامة “منطقة آمنة” تسمح بالحد من هجرة السوريين إلى أراضيها، ومنها إلى دول أوروبا.

في المقابل، راهنت روسيا على النظام السوري وعلى انتصاره على شعبه. خاضت كلّ حروب النظام على الشعب السوري إلى جانب إيران وميليشياتها المذهبية. لكنّ روسيا اكتشفت أخيرا أنّ بقاء النظام يستدعي تدخّلها العسكري المباشر، وذلك كي يبقى بشّار الأسد في السلطة لبعض الوقت بما يسمح لها بالتفاوض على رأسه. إنّه منطق اللا منطق الروسي. ينمّ منطق اللا منطق الذي يتّبعه فلاديمير بوتين عن جهل في طبيعة النظام السوري الذي باع علاقته التاريخية مع موسكو، بالجملة والمفرّق، كلّما دعت الحاجة إلى ذلك. هذا النظام قتل كمال جنبلاط وحارب ياسر عرفات وورّطه في لبنان كي تدفن قضيّته معه، وعمل كلّ شيء من أجل أن يصبح الإرهاب تجارة يمارسها بشكل يومي، خصوصا في علاقته مع الدول العربية الأخرى، وعلى رأسها دول الخليج العربي.

إذا كان بوتين لا يريد أن يتذكّر أن أميركا سمحت بدخول الجيش السوري إلى لبنان في أواخر 1976، بعد صدور الضوء الأخضر الإسرائيلي، فقد يكون من الأسهل عليه أن يعود إلى الماضي القريب. يستطيع، مثلا، أن يفتح ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في تاريخ لم يمرّ عليه الزمن. يستطيع أيضا العودة إلى ملفّ مخيّم نهر البارد، أي إلى رغبة النظام السوري بإقامة “إمارة إسلامية” في شمال لبنان في العام 2007، وذلك في سياق المحاولات اليائسة التي بذلها من أجل التغطية على جريمة اغتيال رفيق الحريري والجرائم الأخرى التي تلتها، بما في ذلك اغتيال مجموعة من الشرفاء اللبنانيين، آخرهم الدكتور محمّد شطح.

من هو شاكر العبسي الذي كان وراء “فتح الإسلام”، وهو تنظيم يشبه “داعش” إلى حدّ كبير؟ من أين خرج شاكر العبسي الذي وصل فجأة إلى مخيّم نهر البارد؟ ألم يكن في السجون السورية قبل هبوطه المفاجئ في المخيم الفلسطيني القريب من طرابلس؟

لا داعي إلى فتح العشرات من الملفّات التي تربط النظام السوري بكلّ ما له علاقة بالإرهاب، وصولا إلى تعاطيه المباشر مع “داعش” في سياق حربه على الشعب السوري.

مرّة أخرى، هناك مآخذ كثيرة على رجب طيب أردوغان وسياسته الإخوانية التي تصب في دعم كلّ ما له علاقة بالتطرّف في فلسطين ومصر وليبيا وتونس. لكنّ ما يصعب فهمه تلك العلاقة بين روسيا والنظام السوري الذي لم يكن لـ”داعش” أن ينمو ويتمدّد ويتوسّع لو لم يحصل على موارد من دونه.

يظل الطريق أقصر للقضاء على “داعش” بـ”التخلّص” من النظام السوري. فبشّار الأسد و”داعش” وجهان لعملة واحدة. كلّ ما تبقى تفاصيل وإصرار على الدوران في حلقة مغلقة يستفيد منها بوتين وأردوغان في إطار رغبتهما في الظهور كبطلين وطنيين، كلّ منهما في بلده. الروس يبحثون عن بطل، كذلك الأتراك. تبدو المشكلة الرئيسية لدى بوتين في أنّه تلقّى صفعة تركية تسيء إلى صورته لدى الروس لا أكثر. ربّما هي أكبر مشكلة يواجهها الآن. إلى إشعار آخر، لا رغبة جدّية لدى أي طرف في القضاء نهائيا على “داعش”. الخوف كلّ الخوف أن يكون الشعب السوري من يدفع ثمن بطولات وهمية لم تؤدّ إلى أي نتائج على أرض الواقع. لا الروسي قادر على الانتهاء من “داعش” ولا التركي قادر على إقامة “المنطقة الآمنة”. للمرّة الألف: هل من يريد الخلاص من “داعش”؟

 

لماذا طعنتَ القيصر؟

 غسان شربل/الحياة/30 تشرين الثاني/15

الطيار التركي الذي أسقط المقاتلة الروسية بصاروخ أميركي أصاب أيضاً رجلين. جرح هيبة القيصر. واستدرج السلطان إلى مبارزة لا يمكن كسبها على الحلبة السورية الملتهبة. هيبة القيصر أهم من صواريخ «الجيش الأحمر» وأسعار الغاز. وفلاديمير بوتين مشروع هيبة قبل ان يكون اي مشروع آخر. اوفدته المؤسسة العسكرية والامنية الى الكرملين حاملاً مشروع ثأر من الذين رقصوا فوق الركام السوفياتي. تعبت من اذلال روسيا وأسلحتها من العراق الى يوغوسلافيا ووصولاً الى ليبيا. لهذا يتصرف بوتين كالملاكم. كلما تلقى ضربة يرد بأقوى منها. يدافع عن صورته وصورة بلاده. صورة السلطان أهم من عائدات السياحة وشركات الإنشاءات. حمل هو الآخر مشروع ثأر من تركيا المهمشة او التابعة. غيّر رجب طيب اردوغان مسار بلاده. ادخلها نادي العشرين وأعطى لصوتها نبرة أعلى في مخاطبة أهل الإقليم والعالم. شرعيته الشعبية كاملة تماماً كشرعية بوتين. وكلاهما يكره المعارضة ويعتبرها خائنة. عامل اردوغان رفيقه اللدود فتح الله غولن كما عامل بوتين البارونات الذين حاولوا حجز مقاعد إلزامية في عهده. وكلاهما يكره الصحافة الحرة ويبرع في ترويضها. ما أصعب هذه المبارزة. هذا حفيد إيفان الرهيب وذاك حفيد محمد الفاتح. هذا وريث بطرس الأكبر. وذاك وريث سليمان القانوني. خرج الأول من عباءة يوري أندروبوف وخرج الثاني من عباءة نجم الدين أربكان. ُصنع الأول في مختبرات الـ «كي جي بي». ُصنع الثاني في مدرسة في اسطنبول انجبت الكثير من الدعاة. الأول يحب الجودو وإلقاء خصمه ارضاً. والثاني يحب كرة القدم وهزّ شباك الآخرين. الأول جاسوس وأستاذ في إخفاء مشاعره ونواياه. والثاني خطيب أستاذ في فضح مشاعره.

مبارزة بين بلدين جريحين لا يستيقظ التاريخ إلا ليسكب ملحاً في جروحهما. وبين الإمبراطوريتين السابقتين خمسة قرون من المواجهات واثنتا عشر حرباً وإهرامات من الجثث. ملاكمان عنيدان ومجروحان على خط التماس التاريخي بين روسيا الأرثوذكسية وتركيا العثمانية.

يقلّب الملاكم الأول صفحات التاريخ ويرجع ناقماً. تآمر العالم على الإمبراطورية الروسية. قلّم أطرافها وقطّع الأوصال. انتهى القرن الماضي بتفجير الخريطة السوفياتية. فرّت منها دول وشعوب. كان العقاب مريراً. يقلّب الملاكم الثاني التاريخ ويرجع غاضباً. كانت الإمبرطورية العثمانية مترامية الأطراف. تواطأ الكثيرون ضدها. كانت القرم في عهدة إسطنبول. وكان البحر الأسود بحيرة عثمانية. وذات يوم قدّمت كاترين العظيمة جواهرها لاسترضاء السلطان. لكن العالم تواطأ ضد الدولة العثمانية. وأكثر الطعنات غدراً جاءتها من روسيا. في بدايات القرن الماضي سمّيت تركيا «الرجل المريض». وبعد الحرب العالمية الأولى قُدمت كوليمة لإشباع شراهة المنتصرين. يلتحق المستشارون بزوجاتهم ويتركون الرئيس وحيداً مع الليل. يتمشّى رجب طيب أردوغان في القصر الشاسع. هذا العالم ظالم. لماذا يحقّ لروسيا البعيدة أن تتدخّل في سورية ولا يحقّ لتركيا المجاورة أن تتدخّل فيها؟ ولماذا يحقّ للجيش الروسي أن يتدخّل في جورجيا وأوسيتيا وأوكرانيا ولا يحق لتركيا أن تتدخّل في حلب؟ ولماذا يحقّ لبوتين أن يدافع عن الأقليات الروسية والناطقين بلغته ولا يحقّ لأردوغان أن يدافع عن التركمان؟ لماذا يحقّ لموسكو إنقاذ النظام السوري ولا يحقّ لأنقرة دعم المعارضين له؟ بعض المعارك يأتي في توقيت خاطئ. ليت الطيار التركي أخطأ الهدف. كان أعفاه من هذا الامتحان. هذه المبارزة مختلفة عن المبارزة مع رئيس سورية. ورئيس وزراء إسرائيل. إنها محفوفة بالعواقب الوخيمة. حلف الناتو غير راغب في مواجهة مع «بوتين الرهيب». وسيد البيت الأبيض غسل يديه باكراً من سورية وأهوالها.

ليت الطيار أخطأ الهدف. كان أعفاه من القول إنه حزين ولا يريد الطلاق بين أنقرة وموسكو. وإنه يتمنى ألاّ يتكرّر ما حدث. قبل يومين حذّر الملاكم الروسي من اللعب بالنار. ثم اكتشف أن تصريحه صبّ الزيت على نار غضب القيصر الذي أمر طائراته بتدمير «المنطقة الآمنة» التي كان أردوغان يحلم بإنشائها.

تعامل بوتين مع إسقاط الطائرة الروسية كأنه فرصة. أقرّ إجراءات عقابية ضد تركيا وأرسل زهرة ترسانته الصاروخية لترابط في الساحل السوري. من يضمن ألاّ يردّ القيصر على «الطعنة في الظهر»؟ وماذا لو أسقطت الصواريخ الروسية غداً طائرة تركية في منطقة الحدود مع سورية أو قربها؟ وماذا سيقول أردوغان عندها للأتراك الذين انتخبوه لأسباب كثيرة بينها أنه عالي النبرة ويتجرّأ على الكبار؟ في أسوأ مناخ بين أنقرة وموسكو تعقد قمة المناخ اليوم في باريس. الملاكمان حاضران. سيسترق كل منهما النظر إلى الآخر. كلاهما يلعب بالنار. لن يستقبل القيصر السلطان إلا إذا تخطى مشاعر الندم إلى ذلّ الاعتذار. صعّد الفريقان عمليات الضرب تحت الحزام. للقّاء في باريس ثمن لا بد أن يدفعه أردوغان. إذا تعذّر اللقاء ستتضاعف حظوظ بشار الأسد في تمديد إقامته. لا يملك أردوغان حليفاً راغباً في زجر سيد الكرملين. باراك أوباما بدأ بجمع أوراقه. يخطّط لكتابة مذكراته وترؤس ناد لكرة السلة. سيقرأ الرئيس التركي في عيون إصدقائه نوعاً من العتب. سيقرأ سؤالاً صعباً «لماذا طعنت القيصر؟».

 

لماذا «داعش»؟

خيرالله خيرالله/المستقبل/30 تشرين الثاني/15

عاجلا ام آجلا، ستبيّن ان ليس في الإمكان هزيمة «داعش» من الجو. هل من نيّة حقيقية في الإنتهاء من «داعش»، خصوصا انّ كلّ من له علاقة بالسياسة والعلم العسكري من قريب أو بعيد، يعرف انّه لا يمكن هزيمة هذا التنظيم المتوحش من دون وجود لقوّات على الأرض. هذا يعني في طبيعة الحال تكاليف ستتحملها الدول المهتمة فعلا باقتلاع هذا الخطر من جذوره. هل من استعداد اميركي لذلك... ام سيترك الأمر للأوروبيين والروس الذين ليسوا قادرين وحدهم على تنفيذ عملية عسكرية واسعة تفضي الى اجتثاث «داعش»؟ تنبّه الكرملين الى خطورة الوضع في سوريا، ولكن من وجهة نظر خاصة به تتجاهل العلاقة بين النظام السوري و»داعش» والحواضن المتوافرة لهذا التنظيم الإرهابي. هذا جعل روسيا تلعب دورا في خدمة «داعش»، اقلّه حتّى الآن. قبل تفجير طائرة الركّاب الروسية فوق سيناء وقبل تفجير برج البراجنة في بيروت وقبل المجزرة التي حصلت في باريس، ارسلت روسيا طائرات الى الأراضي السورية ونحو ثلاثة الاف مقاتل لحماية القاعدة الجويّة القريبة من اللاذقية التي تستخدمها هذه الطائرات. متى سيكتشف الروسي ان خطوته هذه ليست كافية في حال يريد «اقامة توازن على الأرض» تمهيدا لحل سياسي، كما يردّد فلاديمير بوتين امام كبار زوّاره؟ لا مجال للتخلص من «داعش» من دون مقاربة شاملة. كلّما مرّ الوقت زادت صعوبة هذه المهمّة، لا لشيء سوى لأنّ القصف الجوي لا يؤدي النتائج المطلوبة.

تشمل المقاربة الشاملة ايجاد مخرج لبشّار الأسد من السلطة باسرع ما يمكن. نعم، ان علي خامنئي وفلاديمير بوتين على حقّ عندما يقولان بعد لقائهما في طهران انّه ليس مقبولا فرض حلول من خارج على سوريا. من الطبيعي عدم فرض حلول على سوريا من خارجها. لكنّ ما هو طبيعي اكثر امتناع روسيا وايران عن فرض حلول بالقوّة على الشعب السوري الذي يريد باكثريته الساحقة التخلّص من النظام الذي اذلّه طوال ما يزيد على نصف قرن. كان ذلك في اليوم الذي وصل فيه حزب البعث الى السلطة اثر انقلاب عسكري في الثامن من آذار ـ مارس من العام 1963. ما تلا هذا الإنقلاب بات معروفا، وصولا الى حكم الطائفة في 1970، ثم حكم العائلة ابتداء من السنة 2000. من يسعى الى فرض حلّ من خارج على سوريا، على الشعب السوري تحديدا، هما روسيا وايران. فبوتين يعرف قبل غيره ان مسألة سقوط بشّار الأسد كانت مسألة وقت ليس الّا لولا التدخل العسكري الروسي. هذا التدخّل سيطيل المأساة السورية ولا شيء آخر غير ذلك. كلّما ادّى اليه التدخل الروسي وقبله الإيراني، اكان ذلك في سوريا أو العراق، يتمثل في توسّع «داعش» وتمدده في كلّ الإتجاهات. هناك حاجة الى وقف نموّ هذا السرطان وتمدّده. لا مجال لأيّ علاج جذري لا يشمل التخلّص من النظام السوري والعمل في الوقت ذاته على وقف ارتكابات «الحشد الشعبي» في العراق. هناك ميليشيات مذهبية تتصرّف مع السنّة العرب كأنّها الدولة العراقية وقد خلقت حاضنة عراقية لـ»داعش»، الى جانب الحاضنة السورية. لو جاءت كلّ الطائرات الفرنسية وليس حاملة الطائرات «شارل ديغول» وحدها، ولو وضعت بريطانيا قاعدتها في قبرص في تصرّف فرنسا، كما تعهّد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، لن يقود ذلك الى القضاء على «داعش». لن يحصل شيء ذو مغزى في غياب الموقف الأميركي الواضح والقاضي بالإعداد لحملة عسكرية على الأرض ومعالجة الأسباب التي تجعل «داعش» يمتلك حواضن في سوريا والعراق... ومناطق اخرى.

يظلّ السؤال المحيّر لماذا هذا الموقف الأميركي المائع حيال كل ما يدور في سوريا؟ هل الإدارة الأميركية مع «داعش» أو ضدّه؟ هل يكفي ان يكون باراك اوباما مصرّا على انتهاج سياسة معاكسة كلّيا لسياسة جورج بوش الإبن حتّى لا يحترم تعهداته السورية، بما في ذلك «الخط الأحمر» الذي تحدّث عنه قبل لجوء بشّار الأسد الى السلاح الكيميائي في حربه على شعبه صيف العام 2013. الى اشعار آخر، لا وجود سوى لسياسة وحيدة واضحة تجاه سوريا. هذه السياسة هي تلك التي تنتهجها طهران وموسكو. تقوم هذه السياسة على تقاسم سوريا في غياب القدرة على الإبقاء على النظام القائم. في انتظار اكتمال عملية التقاسم التي ليس ما يشير الى ان الإدارة الأميركية تعترض عليها، يبدو «داعش» اكثر من مفيد لهذا الحلف، بل حاجة له. يأتي ذلك في ظل البحث الروسي ـ الإيراني عن بعبع ارهابي يبرّر وجود ميليشيات مذهبية عراقية ولبنانية وافغانية وخبراء ايرانيين في الداخل السوري... وسيطرة روسية على مناطق الساحل.

ايران مهتمّة في نهاية المطاف بجزء من سوريا لديه ممرّ الى مناطق يسيطر عليها «حزب الله» في لبنان، وروسيا مهتمّة بان لا تصل انابيب الغاز الآتي من الخليج الى الشاطئ السوري. على الرغم من احتمال بروز تناقضات بين موسكو وطهران في المدى البعيد، يظلّ الجانبان قادرين في الوقت الحاضر على ايجاد قواسم مشتركة بينهما في شأن كلّ ما له علاقة بسوريا. لا شكّ ان الموقف الأميركي، الذي يعني اوّل ما يعني، الحاجة الى مقاربة مختلفة جذريا لموضوع «داعش»، يساعد في المد من عمر هذا التنظيم الذي يخدم طهران وموسكو والنظام السوري طبعا... من حيث يدري أو لا يدري، والأرجح من حيث يدري!

لماذا «داعش»؟ الجواب بكل بساطة لأنّ هناك غير طرف في حاجة اليه ويبني سياسته انطلاقا من هذه الحاجة.

 

هل تنجح روسيا في ما فشلت فيه إيران؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/15

مع أن البداية سيئة، بعد أن أُسقطت لهم طائرتان، الأولى مدنية فجّرت فوق مصر، والثانية قاذفة فوق تركيا، يبدو أن الروس عازمون على الانتقام، وكسب المعركة في سوريا. الآن نراهم يطبقون خطة ذكية محورها عزل الأتراك، اللاعب الرئيسي ضد نظام بشار الأسد. ولو نجحوا بشكل كامل قد يكونون هم صاحب الكلمة الأخيرة في مستقبل سوريا. فقد قصفت بعنف المقاتلات والصواريخ الروسية المنافذ الحدودية التركية السورية، والمناطق الداعمة لها داخل الحدود السورية، التي كان يعتبرها الأتراك تحت حمايتهم. ويقول الروس إنهم دمروا معابر المرور للمقاتلين، والتجارة بين البلدين، وأوقفوا شريان الحركة شبه الوحيد الذي يربط المنظمات المسلحة بالعالم. فالأردن سبق وأوقف كل الحركة من حدوده، بعد وصول الإيرانيين إلى الجنوب السوري، وتحديدا في محافظة درعا. وفي لبنان قام الجيش مع ميليشيات حزب الله بإغلاق تام تقريبا للحدود مع سوريا، وكذلك فعل أكراد العراق منذ معركة كوباني. أما الحدود مع الأنبار العراقية المفتوحة فإنها لا تمنح المعارضة السورية البعد الخارجي. الآن بعد شل قدرات تركيا كفاعل في سوريا، هل نحن أمام نهاية الثورة السورية، ونهاية تنظيمات معارضة مسلحة معتدلة مثل الجيش الحر، وأخرى متطرفة مثل «داعش» و«جبهة النصرة»؟ رأيي، هذه انتكاسة مؤقتة، وأنا لا أتحدث عن الجانب العسكري العملياتي، بل بناء على الدوافع السياسية والاجتماعية المحركة للحرب. فالحاضن الشعبي للانتفاضة السورية هو سوريا البلد، والسوريون الشعب، وليست القوى الخارجية كما يزعم خصومها. نظام الأسد ينتمي إلى حقبة الاتحاد السوفياتي والحرب الباردة، ومثيلاته سقطت في أنحاء العالم أو تغيرت. ستستمر المعارضة وسيدوم الرفض، ولن يفلح الروس والإيرانيون وبقايا النظام في إعادة عقارب الساعة. ومن دون حل سياسي يعطي أملا للجميع، لن تتوقف الحرب حتى لو أقفلت كل بوابات الحدود. إن أراد الروس النجاح فأمامهم فرصة ثمينة، نظرا لأن علاقتهم بمعظم الأطراف الرئيسية إيجابية. يستطيعون تركيب حل يقوم على جمع المعارضة غير الدينية المتطرفة، مع بعض القوى المجتمعية، وبعض رموز الأسد.

 

القيصر والسلطان.. ونحن بينهما

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/15

هل نغضب أم نحزن، أو على الأرجح نضحك عاليًا إزاء كل تلك التعليقات والانفعالات التي اجتاحت الرأي العام العربي بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية على الحدود مع سوريا؟ كاد المتفاعلون مع هذا الحدث يطيرون إما فرحًا وحبورًا، وإما ينفجرون غضبًا وحنقًا، وكأنهم في الحالين يملكون السماء التي يتصارع قادة العالم عليها.بدت المواجهة بين «قيصر» روسيا الجديد فلاديمير بوتين، و«سلطان» تركيا رجب طيب إردوغان، مادة سجال لن تنتهي سريعًا، فكل الظروف الإقليمية والمحلية لا تشي باحتواء وشيك سياسيًا على الأقل. وطبيعة الخصمين متشابهة إلى حد لافت للنظر، خصوصا لجهة تلك الأنا المتضخمة التي يملكها كل منهما، مما يجعل المواجهة تأخذ أبعادًا أخرى تتجاوز الخلاف على سوريا ومصير بشار الأسد لتصبح منازلة شخصية. لا ينبغي ونحن ننظر إلى ما يحصل اليوم أن نغفل طبيعة الإرث الذي يحمله كل من بوتين وإردوغان، فليس مصادفة أن كلاً من الزعيمين تداعبه أحلام العظمة وأمجاد الماضي الحافل بحروب ومنازلات كبرى بين الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية. هذا التاريخ أغوى المنقسمين في عالمنا العربي وجرفهم خلف وهم عظمة القيصر وسحر قوة السلطان، فشرعوا يتحاربون على «فيسبوك» و«تويتر» باسمهما، ليصبح الجمهور العربي وكأنه سليل أباطرة الروس أو وارث سلطنة بني عثمان.

المنحازون للقيصر الروسي، سواء أكانوا سوريين من داعمي بشار الأسد أو مصريين مفتونين بالرئيس عبد الفتاح السيسي الخصم اللدود لإردوغان أو أقلويين يرون أن «داعش» خطر وجودي وحيد، هؤلاء جميعهم يفرحهم غضب بوتين، ويرون فيه مصدر قوتهم المستجد. أما المسبحون بحمد إردوغان، من سوريين معارضين للأسد ومن عرب مناوئين لإيران وللمحور الممانع، فهؤلاء كادوا يطيرون ابتهاجًا بسلطانهم العثماني وهو يطيح بطائرة القيصر، محاولين عبره استعادة أوهام ماضي أمة يلهجون بتاريخها. طبعًا، سمح الإنترنت ومنصات التفاعل للجمهور بأن يعبر بأطرف الطرق وبأكثرها سخرية، وهذا ما يجيده في الغالب مرتادو تلك الصفحات، لكن المبالغات والأوهام التي وقع فيها أغلب المعلقين والمتفاعلين أوحت وكأن مطلقي تلك التعليقات يستعيضون عن قلة حيلتهم وأزمتهم بقوة أخرى جسدها في هذه الحالة بوتين وإردوغان. هنا لا ينبغي أن نستغرق كثيرًا في سلبيتنا تجاه هذا الحدث، إذ على قدر ما تبدو المواجهة بين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان مثيرة على قدر ما هي خطيرة علينا جميعًا. صحيح أن قادة العالم مهتمون بالتوتر الحاصل، لكنه اهتمام البعيد، فالحرب خارج نطاقهم الجغرافي، أما العرب سواء احتفلوا أم اختلفوا أم سخروا فهم أكثر من سيختبر معنى أن تتصارع الدول في سمائهم وتسقط الصواريخ عليهم وعلى أرضهم. ليس من الحكمة والحال هذه تجاهل حقيقة أن النموذج القيادي لكل من بوتين وإردوغان متشابه إلى حد كبير، فكلاهما معجب بنفسه على نحو استعراضي، ويمارس حكما بشكل أحادي وإلغائي تجاه الخصوم. إنه أسلوب سمح لبوتين باجتياح جورجيا وأوكرانيا، فيما سمح لإردوغان بقصف الأكراد في سوريا ممن يقاتلون «داعش». كلا الزعيمين يتحرك بدافع شخصي، ويميل للتصرف بناء على ضغائن تجاه القادة الآخرين، وهذا ما لا يتردد أي منهما في إظهاره. في مشهد معقد كالوضع السوري، وفي هذه الفوضى العالمية من حولنا، يبدو الانجراف وراء أوهام عظمة أحد، حتى لو تطابق مع موقفنا مرحليًا، أمرًا ساذجًا سيقود صاحبه إما إلى نشوة انتصار مرحلي واهم يذوي سريعًا، وإما إلى هزيمة ماحقة يصعب القيام بعدها. فمهلاً أيها المحتفلون.