المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october02.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى12/من33حتى37/إِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وثَمَرَتَهَا جَيِّدَة، وإِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ فَاسِدَةً وثَمَرَتَهَا فَاسِدَة: فَمِنَ الثَّمَرَةِ تُعْرَفُ الشَّجَرَة

رؤيا القدّيس يوحنّا04/من01حتى11/قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ٱلرَّبُّ ٱلإِلهُ ٱلضَّابِطُ ٱلكُلّ، ٱلَّذي كانَ وٱلكَائِنُ وٱلآتي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

شهامة الدكتور مصطفى علوش ونفاق عصابات المرتزقة الذين تشفوا بموت الجنرال لحد ورفضوا دفنه في لبنان/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالفيديو- العميد جورج نادر يخرج عن صمته: إرفعوا أياديكم عن الجيش

اسرار الصحف ليوم الخميس 1 تشرين الأول 2015

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 1/10/2015

سلام عاد من نيويورك بعد ترؤسه وفد لبنان الى الامم المتحدة

مروان  حمادة في ذكرى محاولة اغتياله بدعوة من الجراح والغز: الحقيقة بين أيادي المحكمة الدولية

شهيب بعد اجتماع مع وزير الداخلية لبحث تطورات خطة النفايات: الموضوع معقد وصعب ولن نيأس حتى نصل الى الحل

سليمان ترأس الخلوة ال5 للقاء الجمهورية: لعدم إدخال بنود جدول أعمال الحوار في تسويات جانبية

الوثيقة والدستور": جلسة متواصلة لانتخاب الرئيس

سلام يخرج بصورة قاتمة عن المشهد في نيويورك: المواجهات إلى استفحال ونخشى أكثر فأكثر الذهاب إلى المجهول

الرئيس حسين الحسيني لـ"النهار": منذ اتفاق الطائف لم نرَ رئيساً للجمهورية قام بوظيفته

اجتماع بين ريفي وزعيتر لاختيار مكتب المحاماة في قضية التحكيم مع Imperial Jet واتفاق على حصر المنافسة بين 4 مكاتب

جعجع عرض مع فاضل الاوضاع واستقبل سفير بريطانيا

جنبلاط عبر تويتر: مأساة الشعب السوري توازي مأساة الشعب الفلسطيني

السفير السعودي على عواض العسيري: التهديدات من قبل المسؤولين الايرانيين مؤسفة ونحن نعاني من الطائفية بسبب الاعلام غير المسؤول

الوفاء للمقاومة عزت بحجاج منى: منع وصول الرئيس المؤهل سياسيا ووطنيا إمعان في ضرب الشراكة وتقويض المؤسسات

مصير الحوار.. بيد عون

هل يحلّ «الرئيس سليمان» عقدة روكز؟

قوات إيرانية ومن “حزب الله” تستعد لهجوم واسع في شمال سورية وموسكو نشرت 50 طائرة ومروحية وقوات مشاة ومظليين ووحدات من القوات الخاصة

الجراح لـ”السياسة”: باسيل رمز الفساد الأول

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ثلث معطل الحكومة قادر على إسقاط تسوية الترقيات/حبيب لـ "السياسة": لا أمل بانتخاب رئيس قريباً

 ترك محمد زبيب بسند اقامة واعتصام تضامني تزامنا مع استجوابه صاغية: عمل موكلي استقصائي نقيب المحررين: اطالب المشنوق بسحب الدعوى

"اللبنانية" خارج الحراك.. إلا "فردياً"

صيغة جديدة لتسوية الترقيات الأمنية.. محاولة أخيرة

كيف يقرأ اللبنانيون التدخل الروسي المستجد في سوريا

موظفو تلفزيون "المستقبل" يعلّقون إضرابهم بعد تقاضي راتب شهر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران أعلنت ارتفاع عدد رعاياها المتوفين إلى 464 واتفاق بين الرياض وطهران لإعادة جثامين ضحايا تدافع الحجاج

وزير الصحة الإيراني: حادث منى خارج عن إرادة السعودية ونسلم بمشيئة الله وقدره

البحرين تكشف مصنع قنابل ومخبأ يضم 1.5 طن من المتفجرات واعتقال مشتبه بتورطهم في قضايا إرهابية ومرتبطين بجماعات في العراق وإيران

ماكين: مقاتلات روسية قصفت معارضين سوريين دربتهم وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية

مرضية افخم: ايران تدعم الضربات الروسية في سوريا بلا تحفظ

إيران تغلي…وخامنئي يهدّد السعودية بردّ قاسٍ

الكنيسة الروسية تبارك "الحرب المقدسة"..والغارات بالتنسيق مع إيران

الجبير: إيران أكبر راع للإرهاب في العالم

راغدة درغام/الحياة

لافروف: الجيش الحر شريك في الحل السياسي

هذا ما حدث في منى عن لسان أحد الحجاج العراقيين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله وضمان المقتول للقاتل/رضوان السيد/الشرق الأوسط

رسالة إلى الأخوة المتحاورين حول الرئيس التوافقي للجمهوريّة/د. نبيل خليفه/النهار

رسالة إلى الشباب اللبناني الثائر/الدكتور صلاح سلمان/النهار

عندما يصبح «حزب الله» «عرّاب» الاتفاق الإسرائيلي ـ الروسي/علي الحسيني/المستقبل

المواقف الغربية لم تتغيّر من رحيل الأسد/ثريا شاهين/المستقبل

صاحب الحاجة.. خامنئي/نديم قطيش/الشرق الأوسط

منطق المصالح/علي نون/المستقبل

هل يدفع بوتين ثمن تدخله في سورية/الياس حرفوش/الحياة

التدخل الروسي يفرض الأمر الواقع على الجميع/راغدة درغام/الحياة

في قبضة الاستعمار مجدداً/خالد غزال/الحياة

وعود القيصر/حسام عيتاني/الحياة

من حقيبة النهار الديبلوماسية الخيارات الروسية الصعبة في سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

داعش» ليس هدف بوتين/مارك شامبيون/الشرق الأوسط

الغطرسة تضع إيران في دائرة الخطر/أمير طاهري/الشرق الأوسط

إيران.. مفارقات شيعية لبنانية/نديم قطيش/المدن

حزب الله : من جوا يعلم الله/حنان الصباغ/لبنان الجديد

منطقة البقاع في حزب الله : فوضى تنظيمية عارمة سرقات واختلاسات/لبنان الجديد

تيار المستقبل : ازمة مالية او ازمة ولاء ؟؟؟ شارك هذا الموضوع/نسرين مرعب/لبنان الجديد

الدب الروسي وحرب الدفاع الخاسرة/داود البصري/السياسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى12/من33حتى37/إِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وثَمَرَتَهَا جَيِّدَة، وإِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ فَاسِدَةً وثَمَرَتَهَا فَاسِدَة: فَمِنَ الثَّمَرَةِ تُعْرَفُ الشَّجَرَة

قالَ الربُّ يَسوعُ: «إِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وثَمَرَتَهَا جَيِّدَة، وإِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ فَاسِدَةً وثَمَرَتَهَا فَاسِدَة: فَمِنَ الثَّمَرَةِ تُعْرَفُ الشَّجَرَة. يَا نَسْلَ الأَفَاعي، كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا كلامًا صَالِحًا وأَنْتُم أَشْرَار؟ لأَنَّ الفَمَ مِنْ فَيْضِ القَلْبِ يَتَكَلَّم! أَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ مِنْ كَنْزِهِ الصَّالِح، والإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ يُخْرِجُ الشُّرُورَ مِنْ كَنْزِهِ الشِّرِّير. وأَقُولُ لَكُم: «إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاس، سَيُؤَدُّونَ عَنْهَا حِسَابًا في يَوْمِ الدِّين. فَإنَّكَ بِكَلامِكَ تُبَرَّر، وبِكَلامِكَ تُدَان!».

 

رؤيا القدّيس يوحنّا04/من01حتى11/قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ٱلرَّبُّ ٱلإِلهُ ٱلضَّابِطُ ٱلكُلّ، ٱلَّذي كانَ وٱلكَائِنُ وٱلآتي

يا إِخوَتِي، رَأَيتُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ في ٱلسَّمَاء، وإِذَا ٱلصَّوْتُ ٱلأَوَّلُ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ كَصَوتِ بُوقٍ يُكَلِّمُنِي قَائِلاً: «إِصْعَدْ إِلى هُنَا فَأَكْشِفَ لَكَ مَا لا بُدَّ مِن حُدُوثِهِ بَعْدَ ذلِكَ». وَلِلْحَالِ ٱنْتَقَلْتُ بِٱلرُّوح، وإِذا عَرْشٌ مَنْصُوبٌ في ٱلسَّمَاء، وعلى ٱلعَرْشِ جَالِس، وٱلجَالِسُ مَنْظَرُهُ أَشْبَهُ بِحَجَرِ ٱليَشْبِ وٱليَاقوُتِ ٱلأَحْمَر، وحَوْلَ ٱلعَرْشِ قَوْسُ قُزَح، مَنْظَرُهُ أَشْبَهُ بِالزُّمُرُّد، وَحَولَ ٱلعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وعِشْرُونَ عَرْشًا، وعَلى ٱلعُرُوشِ أَربَعَةٌ وعِشْرُون شَيْخًا جَالِسِين، لابِسِين أَثْوَابًا بَيْضَاء، وَعَلى رُؤُوسِهِم أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَب، ومِنَ ٱلعَرْشِ تَخْرُجُ بُرُوقٌ وأَصْواتٌ وَرُعُود، وأَمَامَ ٱلعَرشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحَ مِنْ نَارٍ مُتَّقِدَة، هيَ أَرْوَاحُ ٱللهِ ٱلسَّبْعَة، وأَمَامَ ٱلعَرْشِ مِثْلُ بَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ أَشْبَهَ بِٱلبِلَّوْر، وفي وَسَطِ ٱلعَرْش، وحَوْلَ ٱلعَرْش، أَرْبَعَةُ أَحْيَاءٍ مُمْتَلِئِينَ عُيُونًا مِنَ ٱلأَمَامِ ومِنَ ٱلوَرَاء. فَٱلحَيُّ ٱلأَوَّلُ أَشْبَهُ بِٱلأَسَد، وٱلحَيُّ ٱلثَّاني أَشْبَهُ بٱلعِجْل، وٱلحَيُّ ٱلثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ كَوَجْهِ ٱلإِنْسَان، وٱلحَيُّ ٱلرَّابِعُ أَشْبَهُ بِٱلنَّسْرِ ٱلطَّائِر. وَلِكُلِّ واحِدٍ مِنَ ٱلأَحْيَاءِ ٱلأَرْبَعَةِ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ مَلأَى عُيُونًا مِن حَوْلِها ومِنْ دَاخِلِها، وهُم لا يَبْرَحُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً يَقُولُون: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ٱلرَّبُّ ٱلإِلهُ ٱلضَّابِطُ ٱلكُلّ، ٱلَّذي كانَ وٱلكَائِنُ وٱلآتي!». وعِنْدَما يُعطِي ٱلأَحْيَاءُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكرًا لِلْجَالِسِ عَلى ٱلعَرْشِ ٱلحَيِّ إِلى أَبَدِ الآبِدِين، يَسْقُطُ ٱلأَرْبَعَةُ وٱلعِشْرُونَ شَيْخًا أَمامَ ٱلجَالِسِ عَلى ٱلعَرْش، ويَسْجُدُونَ لِلحَيِّ إلى أَبدِ ٱلآبِدِين، وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُم أَمَامَ ٱلعَرْشِ قَائِلين: «إِنَّكَ مُسْتَحِقّ، يا رَبَّنا وإِلهَنا، أَن تَأْخُذَ ٱلمَجْدَ وٱلكَرَامَةَ وٱلقُوَّة، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ ٱلأَشْيَاءَ كُلَّهَا، وَبِمَشِئَتِكَ كَانَتْ وخُلِقَتْ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

شهامة الدكتور مصطفى علوش ونفاق عصابات المرتزقة الذين تشفوا بموت الجنرال لحد ورفضوا دفنه في لبنان

الياس بجاني/01 تشرين الأول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/10/01/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%88%D8%B4-%D9%88/

ها هو الدكتور مصطفى علوش اللبناني والإنسان والطبيب بإمتياز يؤكد مرة أخرى أنه إنسان حر ورأيه وجداني وضميري وأن مواقفه لبنانية وانسانية وأخلاقية بامتياز. ففي حين بفجور وحيوانية فاقعتين تشفى فريق المارقين والمرتزقة والعملاء من الذين امتهنوا النفاق والطروادية على كافة أنواعها، تشفوا بسفالة وحقارة بموت قائد جيش لبنان الجنوبي الجنرال أنطوان لحد الشهر الماضي وحملوا سيوفهم المغمسة بالعمالة والحقد والكراهية والغباء وشهروها في وجه أهل الجنرال الفقيد معلنين رفضهم دفنه في بلدته الشوفية. في نفس الوقت أصيب بالصمت القاتل والمعيب والتقوي والذموي،(أين منه صمت أبوالهول وصمت القبور) من هم انشائياً يصنفون أنفسهم وأحزابهم في خانة السياديين والأحرار والمقاومين، وجلهم كانوا رفاق سلاح للفقيد وفي نفس القاطع الوطني والعسكري لعشرات من السنين، هذا وقد وصل حد بؤسهم وانتهازيتهم والجبن أنهم تجاهلوا حتى نشر خبر موت الجنرال على خلفية حسابات شخصية بحت. كنا بحزن وأسى وعتب تناولنا الموضوع وعلى عدة أيام مع الشرفاء والأحرار قولاً وممارسات ومواقف وشرحنا علمياً وعملياً وقانونياً معايير العمالة والخيانة والوطنية الواجب أن تطبق بعدل وانصاف وموضوعية في كل ما يخص نعت أي انسان بأي منها، ولكن كما هو في معظم الأحيان التي تتطلب مواقف شجاعة كنا ننادي على أموات قتلوا بدواخلهم الوجدان والضمير. أمس نشرت صحفة الجمهورية شهادة حق للدكتور مصطفى علوش تتناول الموضوع نفسه بانصاف وعدل وشمولية وهذا موقف ليس بغريب على الدكتور الإنسان وهو المعروف بصدقه وشفافيته ووطنيته والجرأة. لقراءة مقالة د.علوش اضغط على الرابط الذي في أعلى

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالفيديو- العميد جورج نادر يخرج عن صمته: إرفعوا أياديكم عن الجيش

https://youtu.be/l8eE2I0_8BQ

أم تي في/01 تشرين الأول/15/اعتبر العميد المتقاعد جورج نادر انه “يجب ألا ان تكون التسوية السياسية على حساب الجيش او لها تأثير على هرمية الجيش”، متسائلا: “كيف يمكن ان اكسر هرمية القيادة والاعراف جميعها من اجل ترقية ضابط مؤهل؟”. وفي حديث الى الـ”mtv” أضاف نادر: “أنا كنت من الاسماء المطروحة لتولي قيادة الجيش، وعندما انتهت خدمتي بحسب السن القانوني لم افتعل معركة من اجل البقاء في السلك او تولي قيادة الجيش ولم تنتهي الدنيا”.

 

اسرار الصحف ليوم الخميس 1 تشرين الأول 2015

النهار/أسرار الآلهة 

 تردّد أن نائباً عكارياً معارضاً لقيام مطمر في سرار كان عرض قطعة أرض لقريب له لتحويلها مطمراً.

أبلغ رئيس الجامعة زواره أن ليس لديه الكادر الوظيفي والتعليمي للفروع التي يتم الحديث عن استحداثها في عكار.

يؤكد مرشّح للرئاسة أنه سيتم انتخاب الرئيس قبل نهاية السنة الجارية.

يتردّد أن حوادث أمنية وإطلاق نار متكرّر تقع في مناطق الأمن الذاتي ولا يعلن عنها.

قال قريب من الرئيس بري ان الذي سرّب أخباراً عن وقوف رئيس المجلس وراء تسريبات عن التسوية، هو من فعل ذلك ساعياً الى إفشالها.

المستقبل/يقال

إنّ وزيراً أبلغ معنيين أنّه يوافق على تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، لكنه يعارض ترقيته على النحو المطروح لأنّها تسيء إلى هرمية المؤسسة العسكرية.

إن تقديرات إيرانية تتحدث عن احتمال كبير في فوز الرئيس حسن روحاني وحلفائه بنسبة ما بين 60 و70 في المئة في انتخابات مجلس الشورى في شباط المقبل.

السفير/عيون السفير     

أفاد تقرير أمني أنّ أمير «كتائب عبد الله عزام» في عين الحلوة أجرى رماية حيّة في «بستان شبايطة»!

تردد أن عملية خطف ابن شقيق عضو في مجلس الشعب السوري وإدخاله إلى لبنان، أدت الى رد عائلته السورية بخطف لبناني وإدخاله إلى حمص!

قال مرجع رئاسي سابق «لماذا أعطي زعيماً مسيحياً في الترقيات أو غيرها وهو يشتمني ليلاً نهاراً؟».

أسرار الجمهورية

قالت أوساط إنه على رغم التباين القواتي-العوني في ملفّين أساسيّين فلم يتأثر التفاهم بينهما.

أكدت أوساط أن هدف الحوار ليس الوصول الى إتفاق بقدر ما هدفه منع الإنفجار والإنهيار.

قال وزير يعمل على خط التسوية أنها اهتزت ولكنها لم تسقط وإن محاولات إنعاشها قائمة ومستمرة.

اللواء/اسرار اللواء

همس

توقعت أوساط سياسية أن تؤدي التطورات الإقليمية حول الوضع في سوريا إلى ارتفاع منسوب الاشتباك الداخلي.

غمز

يعكف فريق حزبي رافق الشهيد كمال جنبلاط على إعادة ترتيب ملفاته لطرح مبادرة إنقاذية في لبنان.

لغز

توسعت أعمال مصرف تعرّض لملاحقة من الخزانة الأميركية في بعض العواصم في المنطقة وأوروبا؟!

اسرار «الديار»

عملية التفاف

تقول مصادر قريبة من التيار الوطني ان سبب غضب الجنرال وتوجيهه الكلام القاسي نحو وزير المالية علي حسن الخليل تحت عنوان وقف تعهدات من قبل وزارة المالية لصالح وزارة الطاقة، إنما يمثل جرس إنذار إلى راعي الحوار الرئيس نبيه بري عن عدم إستعداد الجنرال السير باي تسوية مهينة وتحت اي ذريعة تحت مسمى البنود التسعة والتي يرى فيها الجنرال أنها محاولة إلتفاف على ما تمّ التوافق عليه في جلسة الحوار الجانبية السداسية في ساحة النجمة، على إعتبار ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين!

من أحبط التسوية؟

اتهمت مصادر سياسية أطرافاً خارجية بإحباط التسوية السياسية الداخلية في اللحظة الأخيرة، بعدما كان جرى الحديث عن توافق حصل على سلّة متكاملة تشمل كل الملفات الخلافية.

محاولات لترؤس «الحراك الشعبي»…

لوحظ أنّ أكثر من شخصيّة سياسيّة وإجتماعيّة تُحاول تزعّم «الحراك الشعبي» الذي يُعاني من فراغ على مستوى الشخصيّات القياديّة الجامعة والتي تُمثّل كل جماعات «الحراك المدني»، وسُجّل في هذا السياق إرتفاع لأسهم الوزير السابق شربل نحّاس على سواه من المُشاركين والمُحرّكين الأساسيّين لأنشطة المُتظاهرين.

مسلحو الجرود…

عندما سئل رجل دين معروف في عرسال ما اذا كانت التسوية في مدينة الزبداني يمكن ان تنسحب على الجرود، كان رده مفاجئاً وهو انه «ليس من مصلحتنا ولا من مصلحة فئات كبيرة من اللبنانيين ان تحدث مثل هذه التسوية»، معتبراً ان تواجد «النصرة» و«داعش» في السلسلة الشرقية «ضمانة لما يمكن ان يأتي».

لا لهلهلة المؤسسة العسكرية

مرجع ديني صدمه التجاذب السياسي حول المؤسسة العسكرية، محذراً من التمادي في ذلك لأنه قد يأتي بنتائج خطيرة..

المرجع تساءل ما اذا كان اركان الدولة يريدون ان تنتقل عدوى «الهلهلة» من المؤسسة السياسية الى المؤسسة العسكرية ما يعني انهياراً كاملاً في بنية الدولة..

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 1/10/2015

الخميس 01 تشرين الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تداخلت الاحداث واختلطت المواقف وأمسى المشهد الاقليمي غارقا في وحول التطورات العسكرية والسياسية الى درجة يحتاج وضوحه الى صفقة أميركية-روسية تبدل فيها موسكو موقفها الداعم للنظام السوري مقابل رفع العقوبات الدولية عن الاتحاد الروسي وضمان مصالح هذا الاتحاد في شرق المتوسط وتحديدا عند الساحل السوري الذي تنطلق منه حمولات الغاز الى أوروبا.

وفيما اعلنت روسيا عن عمليات إنزال لقوات بحرية على هذا الساحل أكد بوتين آلية تنسيق للعمليات العسكرية في سوريا بالتزامن مع تشديد واشنطن على مواصلة الضربات لداعش في سوريا والعراق.

وبينما نفذت الطائرات الحربية الروسية غارات جديدة على أهداف في شمال سوريا نقلت رويترز عن مصادر لبنانية وصفتها بالمطلعة ان قوات برية إيرانية انتشرت في الايام العشرة الاخيرة في سوريا وان هجمات ستشن بالمشاركة مع مقاتلين من حزب الله.

ووسط هذه التطورات برز بيان عنيف لكتلة الوفاء للمقاومة ضد السعودية مركزا على تيار المستقبل في لبنان.

وفي الوقت الذي شددت الكتلة على استكمال الحوار الوطني اكد الرئيس تمام سلام أن نجاح هذا الحوار يساهم الى حد كبير في تفعيل عمل الحكومة.

من سوريا نبدأ مع سخونة المستجدات الامنية والسياسية في آن.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

كما يدافع الجيش عن لبنان وعن الحراك السياسي في الداخل وعن الحدود بسلاحه وأرواح جنوده وضباطه، هكذا على مجمل المجتمع السياسي بتنوعه أن يحمي الجيش باحترام خصوصيته الادارية وهرميته العسكرية في ملف التعيينات.

وفي السياق يسجل تصاعد مطمئن في عدد الوزراء والجهات السياسية التي تقف سدا في وجه هذا المنحى التخريبي من خلال رفضها منطق الصفقات وذلك انطلاقا مما يقول به قانون الجيش وانطلاقا من الغضب المتصاعد الذي سجل في أوساط عدد كبير من الضباط الكبار فيما تهتز أركان المنطقة بأسرها بعد التدخل الروسي في سوريا.

في ملف النفايات، ساعات النقاش الطويلة بين الوزير شهيب والجمعيات البيئية لن تفضي الى تقدم يوحي بطي هذه الصفحة السوداء، فالهوة لا تزال كبيرة بين الواقع المثالي المرتجى والإمكانات المتاحة أقله في المرحلة الأولى من الخطة، والأمر بات يحتاج الى قرار سياسي حكومي جامع غير متوافر حتى الساعة للتعاطي مع الاعتراضات المناطقية المتنقلة، وتتعقد الأمور اكثر في ظل الأنباء عن أن لا جلسة قريبة لمجلس الوزراء، وذلك بفعل ربط أفرقاء الحوار المصغر المتخانقين ملفات الإشكالية بعضها ببعض، لا تعيينات عسكرية يقابلها لا جلسة لمجلس الوزراء، وبين النارين يذهب ملف النفايات فرق عملة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

هل تغيرت قواعد اللعبة في سوريا؟ مؤشرات عدة تستدعي هذا السؤال، من ابرزها مانقلته وكالة رويترز من ان هناك حشدا من جيش النظام السوري والقوات الايرانية وحزب الله يستعد للقيام بهجوم بري في ريف ادلب وريف حلب وبغطاء جوي روسي.. اذا صحت هذه المؤشرات فإن هذا التحالف بدأ يثير الريبة.

من جانب آخر تركيا اعلنت عن قلقها البالغ من الغارات الروسية واضافت بلسان اردوغان لن نسمح بفرض امر واقع بمحاذاة حدودنا.

هذا الواقع المستجد دفع بمسؤول في وزارة الدفاع الاميركية الى الكشف عن ان الجيشين الاميركي والروسي سيعقدان محادثات اليوم للحيلولة دون اشتباك الجيشين، هذا الوضع يفتح التطورات في سوريا على كل الاحتمالات ومن غير المستبعد ان تنعكس هذه التطورات على كل من العراق واليمن وحتى تركيا وهذا ما المح اليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ بعض الوقت والذي تحدث فيه باسهاب عن كل من سوريا والعراق واليمن وتركيا.

في لبنان ترقب لمسار ملفين متعثرين النفايات والترقيات.. ملف النفايات مازال في وضع التجاذب وقد حط هذا المساء على طاولة وزارة الداخلية ليتبين وفق تصريح الوزير شهيب انه مازال يراوح مكانه. اما ملف الترقيات فدونها عقبات تتحسد في رفض بعض المكونات الحكومية لها.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

العملية "القيصرية" تطلق يد روسيا في فضاء سوريا مع بدء التفكير في طلعات فوق العراق بموافقة من البلد المستهدف ومن جارته إيران .العالم انقسم بين الموافقة والتأييد أو الصمت الإيجابي الذي يرى في الحرب الروسية على الإرهاب خلاصا لأوروبا وأميركا القارتين اللتين اختبرتا ضربات التحالف وكانت خلاصتها إفراغ الصواريخ الأميركية الصدئه فوق أهداف وهمية في المنطقة ليحسبوها على الدول الخليجية فاتورة باهظة الثمن وغالبا ما كانت السعودية تسدد المتوجبات المادية هي طلعات أسست لطلوع داعش وعلاء بنيانها وتمدد دولتها وتحييد ضرب أهدافها أو استهداف أرتال ناقلات النفط والغاز المحملة يوميا بآلاف الشاحنات من مناطق داعش الى تركيا وإسرائيل من دون أن نسمع في أي من الأنباء الواردة بغارة للتحالف تمكنت من ضرب خطوط العبور هذه لا بل جاءت الأخبار الأميركية تحديدا لتؤكد أن التحالف يعاين مواقع الدولة الإسلامية ومؤنها ليتفادى رميها بالصواريخ ومع ذلك تأتيك بيانات البيت الأبيض والبنتاغون لتحصي عدد الغارات يوميا وشهريا لكن بلا ذكر الخسارات أو الغنائم أي إنها غارات وهمية صوتية لها ضحية واحدة فقط تتمثل في أموال العربان ولأن التجربة خائبة ومرة فقد وضع العالم ثقته عند القيصر وهو مستعد للدخول في محور الشر إذا كان ذلك سيحمي أوروبا من جحيم سوداء تهددها وروسيا بدورها لم تدخل في الحرب إلا بعدما أصبح الخطر يطرق بابها من نوافذ شيشانية خاضت معها في السابق معارك أدت إلى العداء المستحكم وقد أعلنها فلاديمير بوتين بكل شفافية عندما قال إن الخطر سيأتينا ما لم نسع إلى حرب استباقية وهذه المهمة تستلزم من الروس ضرب كل ما يمت إلى التطرف الإسلامي بصلة والذي ينضوي تحت مسمايته عدد من الجيوش والألوية والتنظيمات حتى ولو جاءت هذه الضربات على طريقة "الدب الروسي" وتعامله مع الأزمة "كدب" على حد تعبير النائب وليد جنبلاط. لكن روسيا إن لم تكن دبا أكلتها الذئاب الشيشانية التي ترتبط بخطوط تواصل مع إسرائيل.

على ضفة الدببة من السياسيين اللبنانيين فإن الرقص على خطة التعيينات طير جلسة مجلس الوزراء غدا فقد عاد رئيس الحكومة تمام سلام من نيويروك من دون إشعار بالدعوة إلى الجلسة علما أنه سجل في الجمعية العمومية للأمم المتحدة مواقف في قلب العروبة ومن عمق شاطئ لفظ أطفاله إقتدر رئيس الحكومة على مخاطبة الأمم والدول المانحة وعرض مشكلة اللاجئين وعاد ليصاب بالعجز أمام واقع سياسي مهترئ ومشهد نفايات يلفظ حلوله الأخيرة وأزمة تعيينات أمنية يتبادل السياسيون التهم حيالها إذ يعلن الوزير المفوض وائل ابو فاعور أن العداء بين الميشالين عرقل التسوية فيما يذهب جنبلاط الى الغمز من قناة الرئيس نبيه بري عندما يقول "كفى مزاحا مع ميشال عون" وفي ذلك أشارة واضحة إلى خلافات رئيس المجلس مع حليف الحليف والمزاح الذي جرت ترجمته الى عرقلة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

العالم اليوم، كل العالم، منهمك بوضع اللمسات الأخيرة على صيغة التسوية السياسية العسكرية في سوريا، من أجل مواجهة الإرهاب، تسليحا وتمويلا وتكفيرا وتفكيرا... أما في لبنان اليوم، فلا يزال بعض سياسيي الصدفة يتلهون بالممحاكات والكيديات، على حساب وطن وشعب ودولة ومؤسسات وإنسان... آخر مآسي الملهاة، موقفان اثنان سجلا هذا النهار. الأول إعلان أحدهم موقفا شاذ اللهجة والنبرة، ضد ما سماه سياسة المحاصصة في المؤسسة العسكرية. فيما صاحب الموقف نفسه، دخل الجيش على حصة أحد نواب المكتب الثاني، وترقى فيه على حصة أحد ضباط مخابرات الجيش السوري، وصار رئيسا على حصة الإرهابي شاكر العبسي، ويستمر في ارتزاق السياسة حاليا، على أمل حصة عمولات الصفقات المتعثرة.

أما الموقف الثاني المخزي اليوم، فظهور آخر البدع المخترعة لضرب الجيش اللبناني نفسه. وذلك عبر مشروع لتأجيل تسريح نحو 460 عميدا، لا لشيء، إلا بخلفية التعطيل والكيدية ضد ميشال عون. علما أن المشروع الفضيحة، بدأ يسوقه محور الأضداد، على مثلث أليس شبطيني وفؤاد السنيورة وسامي الجميل وهو ما يفرض طرح السؤال على هؤلاء: إذا كنتم ترفضون ترقية ثلاثة عمداء تطبيقا للقانون، فكيف تطلبون إتخام الجيش بنحو 500 عميد ممدد له خلافا للقانون؟ وإذا كنتم تتذرعون بزعم العدالة في الجيش، فلماذا رفضتم مشروع اللواء عباس ابراهيم الشامل والمتكامل؟ الجواب الوحيد، كما كشف بعظمة لسانه أحد وزرائكم، هو النية بقهر ميشال عون ومحاولة سحقه وإذلاله وإذعانه.

كل ذلك في لبنان، فيما حدث المنطقة في مكان آخر. مكان، ليست الرياض بعيدة عنه. فماذا يقول سفيرها في بيروت للأو تي في، عن كارثة الحج، وعن حرب سوريا وأزمات لبنان؟ السفير علي عواض العسيري يجيب في مقابلة مباشرة وخاصة بمحطتنا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الضربات الروسية ضد الارهاب على الارض السورية باقية وتتمدد رغم كل الضجيج والغبار المثارين من واشنطن وحلفائها الاقليميين.

الاميركيون لم يستوعبوا ما حصل حتى الآن وحاولوا الغمز من الغارات الروسية، تارة عبر الحديث المباشر عن استهداف موسكو لمن دربتهم المخابرات المركزية الاميركية، وطورا بشكل غير مباشر من خلال اتهام الطيران الروسي بقصف المدنيين وهو ما نفاه فلاديمير بوتين، واصفا الامر بالهجوم الاعلامي الذي بدأ قبل الغارات.

الدب الروسي تحرك ولم يعد هناك ما يمكن ان يقف امامه، وربما هذا ما دفع واشنطن البراغماتية عادة في التعاطي مع الوقائع وان لم تكن لمصلحتها الى اقتراح آلية تنسيق طارئة مع موسكو التي اعلنت انها ستبحث اي طلب من العراق لشن غارات ضد داعش فماذا بعد؟

بوتين يراهن على دور الدولة السورية ويرى ان الغارات هي درهم وقاية افضل من قنطار ارهاب قد يطرق باب كل بيت روسي او اوروبي في ظل معلومات تؤكد وجود الآلاف من مواطني الدول الاوروبية وروسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق في صفوف المنظمات الارهابية وهم في حال حققوا اي انتصار فسيعودون الى موطنهم.

المؤشرات تدل على بقاء موسكو لفترة ليست قصيرة في البحر المتوسط، لا سيما بعد انزال قنوات بحرية خاصة لحماية المنشآت العسكرية الروسية في سوريا، معززة ببارجتين عبرتا البحر الاسود لتأمين القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في اللاذقية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هل دخلت الترقيات العسكرية في عنق الزجاجة ليصبح معها انعقاد مجلس الوزراء مستبعدا الاسبوع المقبل بانتظار المزيد من الاتصالات واللقاءات وما سينتج عن الحوار بأيامه الثلاثة.

الواضح ان تسوية الترقيات باتت اكثر تعقيدا مع ما اعلنه اللقاءالتشاوري الذي انعقد في منزل الرئيس ميشال سليمان من رفض لاي تسوية على حساب هيكلية الجيش والتراتبية العسكرية مشددا على ضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية عن سياسة المراضاة والمحاصصة، فيما اكد وزير الدفاع سمير مقبل ان وزراء اللقاء بالتأكيد سيصوتون ضد الترقيات في مجلس الوزراء.

وفي غمرة المواقف السياسية المتباعدة نقلت المركزية عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان في لبنان ما من شيء محرز قياسا الى ما يجري في العالم والمنطقة، خصوصا وان المتابع لمسار الامور في سوريا يلمس لمس اليد وجود تغيرات سواء في الاحلاف او على الارض ما يدعونا ليس الى التعاون وحسب لتحصين اوضاعنا وحل خلافاتنا، بل هناك ما يستدعي التضامن لمواجهة رياح التغيير.

ودعا بري بحسب زواره الى التمثل بحوار الكبار اميركا روسيا ايران وغيرها من الدول التي تسعى الى حل مشكلاتها من خلال المحادثات الثنائية والديبلوماسية.

اقليميا بقي التدخل الروسي في الحرب السورية بارزا وفيما اعتبرت روسيا على لسان وزير خارجيتها انه من مصلحة الجميع الترحيب بمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخلق جبهة لمكافحة الارهاب وصف رئيس الائتلاف الوطني السوري الوجود العسكري الروسي في سوريا بالاحتلال.

واعتبر أن ادعاء موسكو تدخلها لمحاربة تنظيم داعش، ما هو إلا غطاء لإطالة عمر النظام فاقد الشرعية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ان جهلة العصر حولوا اعيادنا الى مآتم من سوريا الى اليمن، ومن فلسطين الى العراق، وليس آخرها ماساة منى..

مأساة فضحت من لم يدع بيت الله آمنا.. كارثة اصابت الحجيج، وان لم يحكم بعد على اسبابها، فان الحكم بالتقصير والاستهتار واضح على السلطات السعودية التي لم تقم بواجبها من تدارك الحادثة الى التعامل مع مصابيها، وصولا الى حجز أجساد الضحايا المتوقع ان يرتفع عدادهم متى افرجت السلطات السعودية عن حقيقتهم..

فيما الحقيقة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ما زالت محافظة على ضبط النفس والادب الاسلامي اكد الامام السيد علي الخامنئي، واذا ما قررت الرد على فاجعة منى فان اوضاع المسؤولين السعوديين لن تكون جيدة، وسيكون الرد صعبا وقاسيا.

وضع الارهاب في سوريا اكثر من صعب.. اكد الروسي المؤكد.. اعلن بدء عملياته العسكرية في سوريا، بعد عمليات سياسية لم تقل شأنا عن وصول الطائرات الروسية التي دخلت المجال الجوي السوري بطلب من الرئيس بشار الاسد على ما اعلن الرئيس فلاديمير بوتن..

بدأت روسيا حربها الفعلية ضد الارهاب، فاصيب ادعياء هذه الحرب بالرهاب ولعل ابلغ ما ستصيبه الحملة الروسية، فضح الحملات المزورة لما يسمى بالتحالف الدولي ضد الارهاب، والطلعات الجوية الاعلامية التي تعد بالآلاف، التي ادعت استهداف داعش من الجو، ومدتها بكل انواع الدعم على الارض.. ورغم كل انواع التهويل والعويل الغربي مع تنفيذ موسكو لوعودها، فان القافلة الروسية انطلقت، ولا من يعيد الساعة الى الوراء..

 

سلام عاد من نيويورك بعد ترؤسه وفد لبنان الى الامم المتحدة

الخميس 01 تشرين الأول 2015 /وطنية - عاد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بعد ظهر اليوم، الى بيروت من نيويورك بعد ترؤسه وفد لبنان الى الجمعية العامة للامم المتحدة والقائه كلمة لبنان اضافة الى مشاركته في اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان وفي قمة محاربة داعش والتطرف.

كما اجرى سلام سلسلة لقاءات مع ملك الاردن والرؤساء الفرنسي والمصري والفلسطيني ورئيس وزراء كل من: تركيا والعراق والنروج والسويد، الامين العام للامم المتحدة، الامين العام لجامعة الدول العربية، ووزراء خارجية كل من: المانيا وروسيا والفاتيكان والسويد.

كما التقى مساعدة وزير خارجية اميركا لشؤون السكان واللاجئين والهجرة وممثلة الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية.

 

مروان  حمادة في ذكرى محاولة اغتياله بدعوة من الجراح والغز: الحقيقة بين أيادي المحكمة الدولية

الخميس 01 تشرين الأول 2015 /وطنية - كرم عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح والكاتب والمحلل السياسي أحمد الغز، النائب مروان حمادة بالذكرى الـ 11 لمحاولة اغتياله، بلقاء قبل ظهر اليوم، في مقهى "بول" في "زيتونة باي"، حضره وزراء: الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الزراعة أكرم شهيب، السياحة ميشال فرعون والاعلام رمزي جريج، النواب: دوري شمعون، هنري حلو، أحمد فتفت، عمار حوري، زياد القادري، محمد قباني، انطوان زهرا، نديم الجميل، معين المرعبي، فادي كرم، جان أوغاسبيان، فادي الهبر، أمين وهبي، انطوان سعد وخالد زهرمان، الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري وشخصيات سياسية واعلامية.

الجراح

وألقى الجراح كلمة قال فيها: "نحيي هذه الذكرى كي نقول للبنانيين ان إرادة الحياة أقوى من إرادة الموت، وان الحق لا بد أن يأتي يوما وينتصر، كما ستنتصر الثورة السورية، وكما سينتصر مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء 14 آذار، كي يتسنى لنا أن نعيد لبنان الى حيث يجب أن يكون، لبنان السلام والمحبة والازدهار والتقدم". أضاف: "مروان حمادة يمثل ثورة اللبنانيين بوجه كل هذا الارهاب والظلم من لبنان الى سوريا الى العراق".

الغز

من جهته، قال الغز: "هذا اللقاء اليوم هو باسم كل من يحب الحياة في هذا البلد الذي أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وطنا للحياة. هذه الذكرى ليست للكلام، بل للتوقف عند شجاعة الحياة، لأننا اليوم نحتفل بأشجع الأصدقاء، بقدر ما نحتفل بتجديد الحياة وبتجديد الإيمان بلبنان وبحرية الرأي والتنوع".

أضاف: "نلتقي كجيل عاش الدمار الكبير، في الزيتونة باي، حيث كان جبل النفايات في النورماندي، قبل أن تنطلق ورشة إعادة الاعمار مع الرئيس الشهيد. آنذاك كنت من وجهة النظر القائلة بأن لا نعيد الإعمار هنا، وأن يبقى جبل النورماندي شاهدا على ما فعله اللبنانيون ببلدهم، وعلى الدمار الذي عشناه".

وختم: "كما وقفنا وراء الرئيس الشهيد لتجديد الأمل بلبنان، نقف وراء مروان حمادة لتجديد الارادة، كي يبقى لبنان الذي نريده لكل اللبنانيين. ونحيي الرئيس سعد الحريري الذي يواكبنا دقيقة بدقيقة، وقلبه وعقله معنا".

حمادة

أما حمادة، فقال: "بفضل الاصدقاء، بمبادرة طيبة من الزميل أحمد الغز والزميل جمال الجراح التقينا للذكرى ليس للاحتفال، ذكرى شهداء ثورة الارز، وعلى رأسهم غازي ابو كروم مرافقي الذي قضى في حادثة التفجير مثل هذه الساعة منذ 11 سنة وبذكرى كل الشهداء، لا يوجد كبار وصغار، هناك رئيس الشهداء الرئيس رفيق الحريري وقبله من المعلم الشهيد كمال جنبلاط وصولا الوزير الشهيد شطح، كل هذه الكوكبة من زعماء لبنان في الفكر والسياسة والصحافة الذي قضوا تحت مقصلة النظام السوري، ولكن الأهم من هذا النظام هي الممانعة المشوهة والمشروع الفارسي الذي اراد اجتياح لبنان". أضاف: "المعركة لم تتوقف، بدأت احد فصولها الحديثة بمحاولة اغتيالي ولكنها لم تنته بمحمد شطح الذي استذكره لأنه مات على مقربة من هذا المكان، والذي لم يأخذ حقه، وكل من لم يأخذ حقه يؤخذ بحقوق الباقين بسببه عبر الكثير من التنازلات والتسويات والتعثر والتردد، لكن مشهد الشعب السوري الذي يواجه بعد كل ما واجهه الدب الروسي هذا المشهد يجب ان يعلمنا ان الصمود والصبر هما اللذان ينقذان لبنان وليس المساومة مع هؤلاء القتلة وجماعتهم". وتابع: "الحقيقة بين أيادي المحكمة الدولية، ومنذ يومين كان المحققون ينهون الملفات التي يسمونها الملفات الملحقة التي تبدأ بقضيتي وتنتهي بجبران تويني، لكن كل الملفات ملفات واحدة، نفس القاتل ونفس المحرض وبالنتيجة نفس الضحايا، الضحايا هم الممثلون العريقون والحقيقيون، شعب لبنان وشعب سوريا وشعب العراق واليمن، المؤامرة لا حدود لها، مؤامرة اجتاحت الحجر والبشر ودمرت الدول وتحاول ان تدمرنا". وختم: "ان هذا الفصل في المعركة التي يخوضها لبنان معركة انتخاب رئيس جمهورية لا يجب التساهل به ابدا، انقاذ المؤسسات هو انقاذ الطائف وانقاذ الدستور وانقاذ الميثاق وانقاذ لبنان".

 

شهيب بعد اجتماع مع وزير الداخلية لبحث تطورات خطة النفايات: الموضوع معقد وصعب ولن نيأس حتى نصل الى الحل

الخميس 01 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، مساء اليوم، اجتماعا في مكتبه في الوزارة، مع وزير الزراعة المكلف وضع واشراف خطة حل ازمة النفايات في لبنان اكرم شهيب وتم التداول فيما توصلت اليه الاتصالات لحل هذه الازمة. وقال شهيب بعد الاجتماع: "لتصبح الخطة واقعا نسعى بجدية وبصدق وباستمرار لتذليل كل العقبات، اللقاء مع معالي وزير الداخلية الذي يقوم بدور مشكور ايضا مع منطقة عكار والبقاع من اجل الوصول الى حل بأسرع وقت ممكن، العمل جدي 24/24، واليوم بعدما عاد دولة الرئيس تمام سلام من نيويورك، سيكون لنا اجتماع معه انا ووزير الداخلية غدا لوضعه بالصورة الكاملة والبحث بالخطوات العملية لتحقيق الخطة عمليا على الارض وبالتالي للشروع بتنفيذ ما تعهدنا به وما عملنا عليه في هذه المرحلة الدقيقة. وكما يقولون نحن نحفر بالابرة وان شاء الله نصل الى نهايات سعيدة".

سئل: متى تتوقعون سحب النفايات من الشوارع؟

اجاب: "بكل جدية وبمسؤولية كاملة التعاطي مع هذا الملف على هذا المستوى كما ذكرت كان هناك سفر دولة الرئيس. هناك امور كثيرة تحتاج الى قرارات ليبدأ التنفيذ بأقرب وقت ممكن".

سئل: ما هي الخطوات التي تقدمتم بها على صعيد البدء بتنفيذ الخطة؟

اجاب: "موضوع الحراك اخذ ساعات من النقاش مع فريق مكلف من هذا الحراك، وتوافقنا مع هذا الفريق بحضور ممثلي جمعية "لافساد" ونشرت بكل المواقع الالكترونية التي تمهد لشركة على اساس تدعيم الخطة التي تقدمنا بها في مجلس الوزراء، ولم اتلق جوابا حتى الساعة من الحراك حول القبول اوعدم القبول، ونحن ننتظر ردهم بأسرع وقت ممكن، ونعمل بكل الحالات على تذليل كل العقبات ان كانت على الارض وان كانت بالتحضيرات للمواقف التي ستنقل اليها النفايات، وبدء العمل بالمطامر الصحية يحتاج الى امكانيات ويحتاج الى الوقت، لقد بدأ العمل في مطمر سرار منذ اسبوع تقريبا، وهناك بعض المعوقات الفنية على الارض نعمل على تذليلها، وقام الجيش بدوره في الموقع الثاني حيث فكك 327 لغما، وانجزت الخرائط والتقارير الفنية الجيولوجية ويبقى موضوع القرار وهذا يحتاج الى قليل من الوقت وغدا ان شاء الله سيكون هناك اجتماع مفصلي بالخطوات العملية التي يجب ان تتبع".

اضاف: "نحن نحفر بالابرة في الصخر، وهذا موضوع معقد صعب ودقيق لكن هناك جهد كامل بصدق ولن نيأس حتى نصل الى الحل".

سئل ما هي تشعبات الملف؟

اجاب: "كل الذي طلب من خطة الحراك نوقش بعلمية كاملة وبصدق كامل بيننا وبينهم ومع خبرائهم الذين وضعوا خطتهم، وكانت الاراء حسب القرار الذي صدر اكدت على الخطة وعلى صوابيتها، وعززنا ببعض آرائهم الخطة بشكل عملي، انما هم ليسوا اصحاب القرار فقد عادوا الى الحراك ليعطونا الجواب، وبالتالي قلت هذه شراكة بين المجتمع المدني ومسؤولي الحراك الذين لا يتعاطون مباشرة مع السلطة ونحترم، ووافقوا على كل ما طرح، ونشر على موقع جمعية "لا فساد" وهي ليست طرف بل مراقب واشكرها على شفافيتها".

سئل: هل هناك مدة للبدء بالخطة

اجاب: "هناك خطة تشاركنا بآرائهم والدولة عليها مسؤولية وواجب هو سحب النفايات من الشارع، وهم الناس ليس القرار او خطة اكرم شهيب او خطة الاخرين، انما التخلص من هذا الملف الاصعب في هذا الظرف. واشكر الرئيس نبيه بري وقبله الرئيس سلام وكثر من السياسيين الذين قالوا انه لن يكون هناك ملف آخر للبحث الا بعد الانتهاء من هذا الملف. هذا ملف حياتي بين الناس وباعتقادي اهم من الاوضاع الاقليمية التي تحصل".

 

سليمان ترأس الخلوة ال5 للقاء الجمهورية: لعدم إدخال بنود جدول أعمال الحوار في تسويات جانبية

الخميس 01 تشرين الأول 2015 /وطنية - ترأس الرئيس العماد ميشال سليمان اليوم، الخلوة الخامسة لـ"لقاء الجمهورية"، في فندق "لانكاستر تامار"، وتم البحث في أعمال اللقاء وآخر التطورات. وألقى سليمان كلمة سأل فيها: "هل من المنطقي والمقبول تحميل الخارج (أي خارج)، مسؤولية ما يحصل أو ما لم يحصل بعد في الداخل اللبناني، عشية مرور سنة ونصف سنة علىى ترك الكرسي الرئاسي يقارع الفراغ؟ وهل من البديهي رفع المسؤولية عن المعطل الداخلي، وعدم الإشارة إلى مكمن الداء، بدلا من تحميل كل نائب يقاطع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية مسؤولية ما حصل ويحصل وسيحصل من أضرار؟ هل هي مصادفة أن يتسبب فراغ سدة الرئاسة ما قبل الطائف والدوحة و"التأسيسي"، لتصبح الفوضى حينا والحديد والنار حينا آخر وتعطيل "ألف باء" مقومات العيش الكريم أحيانا، ممرا إلزاميا لأي ولاية رئاسية؟ هل يجوز ان يتحول الجيش إلى "قالب جبنة" تتقاسمه المحاصصة السياسية، وكيف بنا نتفرج على محاولات تحزيب المؤسسة العسكرية وتطييفها، المؤسسة نفسها التي دفعت ولا تزال، أغلى أثمان الحروب وأثبتت قدرتها على ضمان الاستقرار؟". وقال: "في زمن الحوار الوطني المطلوب، عله يشكل جسر عبور إلى قاعة المجلس لانتخاب رئيس البلاد، لا بد من لفت النظر، إلى ضرورة عدم إدخال بنود جدول أعمال هذا الحوار، وبخاصة عمل مجلس الوزراء والمجلس النيابي في تسويات جانبية، كما سمعنا بالأمس". أضاف: "إن لقاء الجمهورية المنعقد اليوم للمرة الخامسة لمناقشة أهدافه التي تصبو إلى تعزيز الجمهورية والتي لا يمكن أن تجد سبيلها للتنفيذ قبل انتخاب الرئيس، يؤكد ما يلي:

أولا: لا يمكن الخروج من الأزمات المتراكمة إلا من خلال انتخاب الرئيس، الذي يليه تشكيل حكومة جديدة تأخذ في الاعتبار المطالب الشعبية، لتأتي الانتخابات النيابية فور إقرار قانون انتخابي نسبي وعصري، وحينها يمكن للمجلس الجديد أن يجدد الثقة برئيس الجمهورية المنتخب أو يعمد إلى تقصير ولايته، لمرة وحيدة واستثنائية. ثانيا: ان الحل السياسي في سوريا الذي طالبنا به منذ اندلاع الأزمة التي تحولت إلى حرب دمرت سوريا وأرهقت لبنان، يقتضي ترسيم كامل الحدود، وتثبيت هوية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لضمان تحريرهما تنفيذا لقرارات مجلس الأمن، وتكليف مراقبين دوليين وفقا للقرار 1701 مراقبة تنفيذ الحل والترسيم.

ثالثا: عدم ترك لبنان على رصيف الانتظار وضمان تعويضه الخسائر والاضرار، والتي قدرت وقررت من مجموعة الدعم الدولية ومنظمات دولية حتى صيف 2013 بـ 7.5 مليارات دولار، وأصبحت تقدر بما يفوق الـ 12 مليار دولار، لكون الحل السياسي في سوريا سيترافق مع إعادة الإعمار. مع ضرورة وضع آلية واضحة لعودة اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين قدموا من سوريا، على وجه السرعة. رابعا: الترحيب بالمناداة بتطبيق "إعلان بعبدا"، الذي كان المحور الأساسي في مداخلات ومناقشات مجموعة الدعم الدولية للبنان، لضمان تحييده عن الارتدادات السلبية لحظة إتمام التسويات الكبرى".

وأعلن "لقاء الجمهورية" أنه يتابع مناقشة أهدافه، وعين يوم الأحد 6 كانون الأول موعدا لاطلاق وثيقته السياسية من قاعة قصر المؤتمرات في الضبية.

 

الوثيقة والدستور": جلسة متواصلة لانتخاب الرئيس

2 تشرين الأول 2015/النهار/اعتبر "لقاء الوثيقة والدستور" في بيان بعد اجتماع في مكتب النائب السابق ادمون رزق، ان "الاولوية المطلقة هي لالتئام مجلس النواب بحكم الدستور، من دون ابطاء، في جلسة متواصلة حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وإعادة بناء هيكلية الدولة وايجاد حلول سريعة للمعضلات الآخذة بخناق الجميع". ولفت الى انه "بعد ست وعشرين سنة على مؤتمر الطائف، واقرار وثيقة الوفاق الوطني وتعديل الدستور، لا يزال لبنان في دوّامة التفتيش عن ذاته، وكيانه الحضاري ودولته المؤسسيّة"، و"بات واضحاً أن مردّ هذا الواقع المأسوي الى عدم تطبيق الاتفاق التاريخي المتكامل، الذي نصّ مصالحةً وطنيةً لم تحصل، وفاقاً لم يتمّ، سيادة لم تُبسط، حريات لم تتأمن، حكماً صالحاً لم يقم واستقلالاً لم يُنجز". وأكد أن "لا بديل من العودة الى اتفاق الطائف، نصّاً وروحاً، لإنقاذ لبنان من التفكّك البنيوي".

 

سلام يخرج بصورة قاتمة عن المشهد في نيويورك: المواجهات إلى استفحال ونخشى أكثر فأكثر الذهاب إلى المجهول

نيويورك - نبيل بو منصف/النهار/2 تشرين الأول 2015

تعكس ملامح تجهم تغلف قسمات وجه رئيس الوزراء تمام سلام، الخارج لتوه من قاعة جلسات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد إلقائه كلمة لبنان في الدورة الـ٧٠ للمنظمة الدولية، الحصيلة القلقة لمروحة واسعة من اللقاءات التي اجراها سلام والوفد الرسمي المرافق طوال نحو ستة ايام. قلق لا يتردد الرئيس سلام في الإفصاح عنه بكل صراحة في لقاء صحافي محدود وخاطف تناول الحصيلة الإجمالية لهذه المشاركة في المنتدى الدولي السنوي قبيل مغادرته نيويورك، اذ يسارع الى وصف حصيلة لقاءاته وما شهدته اروقة الامم المتحدة وقاعاتها وكواليسها سواء بسواء بالقول ان الحصيلة هي "ان الوضع الدولي وتبعاته الاقليمية ترتب مرحلة اكثر صعوبة. فالمواجهة المستفحلة دوليا تدل على ان ليس هناك اي تفاهم او توافق بين القوى الكبرى، ورأينا المواجهة في الخطابات والمواقف في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ولم نر اي شيء مريح او مطمئن. الأحداث تثبت ان المواجهة مستفحلة والمنطقة ستتعب اكثر فاكثر، وبدل الاتجاه الى معالجة موضوع التطرف كنا نرى التصريح تلو التصريح والموقف تلو الموقف يختلف عند القيادات الدولية، والأمور تبنى على الأحداث، وبالتالي اذا سارت الامور على هذا النحو فإن المنطقة ستتجه الى مواجهات اقليمية ودولية متعبة اكثر بكثير من السابق. لذلك حرصنا، يقول سلام، "على ابراز الوضع في لبنان وضرورة الاعتناء به، خصوصا على خلفية التطورات الاقليمية بحيث صارت معالجة اوضاعنا اكثر الحاحا. ومن هنا مناشدتي ومطالبتي لجميع من التقيتهم بالاعتناء بوضع لبنان الذي يتأثر بما حولنا، وتاليا اذا كانت الاتجاهات سلبية وذاهبة الى مزيد من التدهور والدمار والخراب، فمن حقنا ان نخشى على لبنان وان نسعى الى حمايته، ان على صعيد مسألة اللاجئين السوريين والعدد الضخم الذي يستضيفه لبنان، أو على مستوى استحقاقاتنا السياسية او على مستوى مواجهة الارهاب او على مستوى الوضع الاقتصادي المتراجع، والاهم على مستوى ما نحن في وسطه من أزمة سياسية مستفحلة لا يبدو ان القوى السياسية واعية لمخاطرها كفاية، في ظل ما تعتبره هذه القوى حقاً سياسيا او امتيازا في هذه القضية او تلك، حتى في ازمة كأزمة النفايات".يخشى سلام في ظل هذه الصورة القاتمة "ان تتراكم المصائب اكثر فاكثر، وكذلك العراقيل، في ظل عدم التوصل الى توافق سياسي داخلي ولو على صعيد تيسير مشاكل الناس والمواطنين، فيما ينعكس تعثر السلطة عليهم". ويضيف: "من هنا كان كل كلامي وعرضي لوضعنا ينتهي بالتحذير الجدي من الانهيار والذهاب الى المجهول". في اجتماع مجموعة الدعم الدولية، تعاقبت الاشادات من وزراء الخارجية للدول الكبرى برئيس الحكومة، كما شددت المداخلات على ضرورة زيادة الدعم الدولي للبنان، فهل من نتائج عملية مشجعة لهذا الاجتماع؟ يجيب سلام: "انا عرضت عليهم اهمية الذهاب الى مكان يساعدنا على إنجاز الاستحقاق الرئاسي. صحيح ان متطلبات استحقاقاتنا ليست بحجم حل سياسي لسوريا او لليمن او للعراق، فهذه كلها لها افضلية دولية على وضع لبنان، ولكن رغم اننا كذلك فإن حل أزمتنا هو الاسهل، وكل المطلوب ان يحصل اجماع للقوى الداخلية على الحل، تواكبها القوى الاقليمية". ولكن سلام يستدرك بسرعة: "لمست ان غالبية القيادات الدولية منشغلة اليوم في امور اخرى، خصوصا في سوريا حيث تتسابق الدول على عرض عضلاتها. حتى ان ابرز مدخل لمواجهة الارهاب والتطرف، والذي يتمثل في الاعتدال لإرساء السلام في المنطقة، لم يعد موجودا. فقضية فلسطين لم تذكر في الخطب، علما انه لو تم التوصل الى إرساء سلام عادل في المنطقة لكان له الأثر الحتمي في حماية المعتدلين والاعتدال". ويشير الى انه لم يكن يتوقع الكثير من مجموعة الدعم الدولية "باستثناء الدعم المعنوي، والجميع يعرفون أن لبنان في حاجة الى إجراءات لتثبيت النظام الديموقراطي. والسنة الماضية سمعنا ايضا مواقف مماثلة والتزامات كثيرة، ولكن اذا لم يُبذل جهد بين الدول لتحقيق هذا الامر، فسيبقى فقط في تظاهرة سنوية، والمطلوب ان يكون هناك متابعة مركزة، يا للأسف لم تتبلور بعد".

في الملف السوري، يقول سلام: "من متابعتنا للتطورات المتعلقة بسوريا يتبين اننا، يا للأسف، بعيدون جدا عن اي اتفاق، وفيما كان العالم يتطلع الى اللقاء الاميركي - الروسي في نيويورك بحيث يؤدي الى نتيجة وخطوات عملانية لترتيب مداخل للحل، فإذا بالامور تذهب في اتجاه آخر، اتجاه المواجهة".

 

الرئيس حسين الحسيني لـ"النهار": منذ اتفاق الطائف لم نرَ رئيساً للجمهورية قام بوظيفته

ألين فرح/النهار/2 تشرين الأول 2015

يؤيد الرئيس حسين الحسيني الحراك الشعبي المدني، بل يدعمه، وهو يردد منذ عام 1993 أن الشعب سينتفض على هذه الطبقة الحاكمة الفاسدة، مؤكداً ان مقولة "الساكت عن الحق شيطان أخرس" تنطبق على كل من يشارك في السلطة ويسكت عن الفساد. كذلك يشدد على "حماية الحراك من أنفسنا وبقائه بعيداً من الأفرقاء السياسيين". ينطلق الحسيني في حديثه الى "النهار" من الحراك الشعبي ليصل الى أزمة النظام التي نتخبّط فيها. "فالدستور يقول ان الشعب هو مصدر كل السلطات ومن الضروري تمكينه لقول رأيه من دون استغلال. وبالتالي فإن كل مطالب الشعب من النفايات الى الكهرباء والمال ومكافحة الفساد تحلّ كلها بإقرار قانون انتخاب عادل يعتمد النظام النسبي مع الصوت التفضيلي، بما يمثل كل شرائح الشعب تمثيلاً صحيحاً ويعيد تكوين السلطة، وتالياً يفرز قيادات جديدة". يؤمن الحسيني ويردد ان المشروع المقدم من الحكومة السابقة، "والذي نام في ادراج مجلس النواب وتمّ تجاهله ومدّد المجلس لنفسه وفق مسرحية علنية، جيد وهو وفق النظام النسبي مع 13 دائرة، "حتى لو كان 15 دائرة مع النسبي ايضاً فهو جيد، اذ لا شيء يضمن صحة التمثيل السياسي لكل فئات الشعب وأجياله وفاعلية التمثيل الا النظام النسبي مع الصوت التفضيلي، مما يقلص عامل المال والتبعية الأجنبية وتتعزز الإرادة الشعبية، وبالتالي يفرز مجلس النواب موالاة ومعارضة". لكن أيهما قبل، الانتخابات الرئاسية أو النيابية؟ يشبّه الحسيني البلد بالمبنى، ويعتبر ان الطبقة الاساسية هي الدستور الذي يقول ان الشعب هو مصدر السلطات. ترجمة هذا الكلام تكون بقانون انتخاب عادل يضمن صحة التمثيل ويعمل على اعادة تكوين السلطة. اما الطبقة الثانية فتتكوّن من ان الشعب يحكم بواسطة حكومة برلمانية تعمل وفق القانون الموضوع لها. وفي الطبقة الثالثة تأتي السلطة القضائية المستقلة مع تأمين فصل السلطات، اما في الرابعة فالدفاع والمحافظة على السلطات. وتتضمن الطبقة الخامسة خطة التنمية الشاملة وتساوي جميع الناس، ثم في الطبقة الاخيرة رئيس الجمهورية. ويسأل "لماذا الهرولة للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية قبل بناء الأساس؟". لكن من مبدأ ان لا فراغ في السلطة، يؤكد الحسيني أن مجلس النواب الحالي واقعي لكنه غير شرعي، ويرى ان ثمة طريقتين لتصحيح هذا الوضع، الاولى تقضي بإقرار القانون الموجود وإجراء انتخابات نيابية على أساسه، فتولد الشرعية مجدداً بالارادة الشعبية، ثم يتم انتخاب رئيس للجمهورية شرعي وقوي. اما الثانية فهي انتخاب رئيس للجمهورية موقت لسنة واحدة على الأكثر، تكون مهمّته تأليف حكومة تكنوقراط واقرار قانون انتخاب جديد ثم انتخابات جديدة، وتنتهي مدته بمجرد اعلان نتائج الانتخابات التي تفرز مجلساً جديداً ينتخب رئيساً اصلياً، فيسترجع البلد مؤسساته الشرعية، وبالتالي يعاد تكوين السلطة. بالنسبة الى الحسيني "المهم بقاء الكيان. تبدأ القصة بأزمة حكومة وتتطور الى أزمة حكم، وإذا طالت تصبح أزمة نظام. نحن أمام أزمة نظام غير مُطبَّق ومشرفون على أزمة كيان، وهنا الخطر الأكبر".

ويسأل ما وظيفة رئيس الجمهورية؟، يجيب: "المحافظة على النظام بقصد استمرار الكيان، لذلك هو يقسم اليمين على حفظ الوحدة الوطنية وسلامة الاراضي، أي السيادة والاستقلال وتطبيق الدستور. لذلك هو يملك هذه السلطة الكابحة بلجم من يخرج على الدستور وتطبيق النظام، ومن الطائف الى اليوم لم نرَ رئيس جمهورية قام بوظيفته".

 

اجتماع بين ريفي وزعيتر لاختيار مكتب المحاماة في قضية التحكيم مع Imperial Jet واتفاق على حصر المنافسة بين 4 مكاتب

الخميس 01 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقد وزيرا العدل اللواء أشرف ريفي والاشغال العامة والنقل غازي زعيتر اجتماعا عند الاولى من بعد ظهر اليوم في وزارة العدل، لبت موضوع اختيار مكتب المحاماة الذي سيدافع عن لبنان في قضية التحكيم مع شركة Imperial Jet، في حضور رئيس هيئة القضايا في وزارة العدل القاضي مروان كركبي وعدد من القضاة.

ريفي

وبعد اللقاء، قال ريفي: "بناء على تكليف مجلس الوزراء الذي كلف وزير الاشغال العامة والنقل ووزير العدل لاختيار مكتب محاماة للدفاع عن حقوق لبنان في قضية التحكيم المتعلقة بشركة Imperial Jet، شكل فريق عمل برئاسة رئيس هيئة القضايا القاضي مروان كركبي وعضوية كل من: القاضي محمد صعب، القاضي محمد رعد والقاضي عبد الله أحمد لمتابعة هذه القضية واستقبال العروض". أضاف: "قدم للجنة 27 عرضا من 27 مكتب محاماة اغلبيتهم اجانب بالتعاون او الشراكة مع لبنانيين، قدمت العروض وسئلت المكاتب المعنية عن أمرين اساسيين: القضايا التي تملكها امام هيئة التحكيم في الولايات المتحدة الاميركية وعدد القضايا التي ربحت امام هذه الهيئة وكم تقدر الكلفة التقريبية لهذا العمل". وتابع: "من خلال العروض التي قدمت تبين أن 11 مكتبا لديها خبرة كبيرة جدا أمام الهيئة التحكيمية، اما بقية العروض فلا تملك اي خبرة في هذه القضية، كما قدمت الاسعار. تبين لنا أن هناك 11 عرضا يمكن ان تدرس جديا وقد صنفت في مجموعتين: الاولى اسعارها مليون دولار وما فوق الكلفة التقريبية مع بعض النفقات الاضافية، وهناك اربعة مكاتب اسعارها: 750 الف دولار، وبين 375 - 475 الف دولار، و 350 الف الف دولار و 400 الف دولار". وقال: "قرر كل من وزيري الاشغال العامة والعدل بالاشتراك مع كافة اعضاء فريق العمل، حصر العروض بالمكاتب الاربعة من الفئة الثانية لان اسعارها مقبولة منعا لتكبيد الخزينة اللبنانية مبالغ اضافية في هذه القضية". وأوضح أنه سيطلب من "المكاتب الاربعة التي حصر التنافس بينها، أن تقدم مشاريع عقود مفصلة ضمن مغلف مختوم خلال اربعة ايام الى اللجنة لدرسها من أجل خلق تنافس في ما بينها لمصلحة الخزينة اللبنانية".

زعيتر

بدوره، اعتبر زعيتر ان "هذا اللقاء هو مفصلي من اجل اختيار مكتب المحاماة اللبناني بالتعاون مع مكاتب اجنبية لها دور في مجال التحكيم لاخيتار المكتب الذي يمثل لبنان". أضاف: "بعد متابعتنا لهذا الملف امام مجلس الوزراء بموجب كتب عديدة لرفع المسؤولية ولحفظ المال العام في هذه الدعوى.

ان مكتب المحاماة الذي يمثل لبنان سيتعاون مع الجهة التي كلفت بأن تكون ممثلة للدولة اللبنانية في التحكيم وهذا امر ضروري". وتابع زعيتر: "لا توجد مجموعات فئة اولى او ثانية فالمكاتب الاحدى عشرة تعاونت مع مكاتب بها خبرة ومكانة على صعيد كفاءتها وجدارتها وعملها وخاصة امام هذه المحاكم المتخصصة ولكن هناك تفاوت في المبالغ، وفريق العمل برئاسة القاضي كركبي سيتابع التواصل مع المكاتب الاربعة لتحديد سقف المليون دولار من 750 الف وما دون. هناك موضوع الاتفاقية التي ستوقع والتي ستكون موضع نقاش مع هذه المكاتب وماذا سيكون دورها لأن هذه الاتفاقية ستكون نهائية لا ان يقوم احد المكاتب برفع السعر بعد توقيعها لذلك يجب ان نكون على بينة منذ بداية الطريق بالنسبة الى السعر وصولا الى الدفاع عن وجهة نظرنا وان تكسب الدولة اللبنانية هذه القضية خصوصا وزارة الاشغال العامة لأنها المعنية مباشرة بالقضية مع الطيران المدني". وأثنى على "الجهود التي قام بها القاضي كركبي وفريق العمل وعلى دور الوزير ريفي حتى تم التوصل الى هذه الخلاصة". ولفت الى ان "الاتصال سيجري مع المكاتب الاربعة والتحاور معها ووضع البنود التي ستلتزم بها تماما كما ان على الدولة اللبنانية التزامات مالية وامور أخرى". وردا على سؤال، ذكر زعيتر بأن "هذه القضية بدأت من العام 2008 بناء على قرار صدر عن وزير الاشغال العامة بتوقيف العمل بشركة الطيران Imperial Jet وانه تمت مراجعة مجلس شورى الدولة من قبل الشخص الذي يعتبر نفسه متضررا من هذه القرارات وقد صدرت قرارات شورى الدولة لإبطال هذه القرارات"، معتبرا أن القرار القضائي حين يبطل قرار الوزير فإنه يطلب من الجهة المدعية او المراجعة الالتزام بشروط الطيران المدني".وقال: "اما بالنسبة الى موضوع التحكيم، فقد تمت مفاوضات حوله علما ان الجهة المدعية في الخارج كانت تتحدث عن موضوع التحكيم بالمفاوضات. ونحن فاوضنا جميعا على اساس الحقوق وتطبيق قرارات شورى الدولة فيقوموا بسحب الدعوى اذا كان هناك ادعاء امام الجهات التحكيمية في الخارج، اما اذا لحق ضرر بهذه الشركة فالقضاء اللبناني هو المختص بتحديد هذا العطل والضرر او ما يترتب عن إلغاء الترخيص". ورفض زعيتر "الدخول بالمبالغ التي تطالب بها الشركة لقاء التعويضات"، معتبرا انهم "يتخذون الاجراءات من اجل حماية المال العام من جهة واتباع الاصول القانونية، فإذا اثبت ان للشركة حقوقا فأهلا وسهلا اما اذا لم يكن لها حقوق فهذا يعود لتطبيق الاصول القانونية والدولية". وأشار الى ان "هذا الامر متروك لمكتب المحاماة الذي سيقوم بهذا الدور وان وزارة الاشغال ووزارة العدل سيزودان المكتب بكل ما يحتاجه المكتب للدفاع عن مديرية الطيران المدني اللبناني ممثلة بوزارة الاشغال".

ريفي

وردا على سؤال حول طلبه تأجيل جلسة التحكيم الى شهر تشرين الاول الى ان يكون قد اعتمد مكتبا للمحاماة، قال ريفي: "الجلسة تأجلت الى 7 تشرين الثاني بناء على طلب لبنان لأننا تأخرنا في الدخول الى هذه القضية واتت الموافقة". اضاف: "نحن أصبحنا في المراحل ما قبل الاخيرة لاتخاذ القرار واليوم حصرنا المنافسة بين اربعة مكاتب ارقامها متقاربة لكن الكلفة النهائية ليست مفصلة ونحن نسعى الى رقم نهائي ليكون لدينا هامش للتنافس". وكشف ريفي ان "اللجنة ورد على بالها ان تتم عملية سحب بالقرعة بين المكاتب الاربعة من قبل الاعلاميين حتى يكون الامر شفافا، لكن الاسعار ليست نهائية حتى الان بين هذه المكاتب الاربعة. ونحن نطلب منهم تقديم عروض مفصلة برقم نهائي مغلق مختوم".

 

جعجع عرض مع فاضل الاوضاع واستقبل سفير بريطانيا

الخميس 01 تشرين الأول 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، النائب روبير فاضل، وعرض معه الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة. كما استقبل جعجع السفير البريطاني الجديد هيوغو شورتر، في زيارة تعارف، في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية إيلي خوري ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" بيار بو عاصي.

 

جنبلاط عبر تويتر: مأساة الشعب السوري توازي مأساة الشعب الفلسطيني

الخميس 01 تشرين الأول 2015 /وطنية - علق رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع "تويتر"، على الاحداث الاخيرة في سوريا، معتبرا أنه "مشهد مخيف ومأسوي". ولفت الى أن "الشعب السوري متروك لوحده أعزل بين سدان تنظيم "داعش" ومطرقة نظام التوحش ومعه الدب الكاسر الروسي"، ورأى أن "كل الاقنعة سقطت، شعب بأكمله يستأصل من جذوره يقتل ويحرق ويهجر". أضاف: "مأساة هذا الشعب توازي وتشابه مأساة الشعب الفلسطيني، والدب الروسي لا يجيد أبسط قواعد الدبلوماسية وكيف لا، فهو دب إدعى أنه يريد محاربة "داعش" لكنه هاجم الجيش السوري الحر، في الرستن والمحيط، والمضحك المبكي أنه إستقدم صواريخ مضادة للطائرات لحماية القاعدة المستحدثة ضد من، الا اذا كانت "داعش" تمتلك سلاح جو خفيا، ليس على علمي".

 

السفير السعودي على عواض العسيري: التهديدات من قبل المسؤولين الايرانيين مؤسفة ونحن نعاني من الطائفية بسبب الاعلام غير المسؤول

 موقع 14 آذار/02 تشرين الأول/15 /رأى السفير السعودي علي عواض عسيري أنه 'يجب انتظار التحقيقات التي تجريها السلطات السعودية لمعرفة ما سبب حصول التدافع أثناء مراسم الحج في منى لكي يكون كل العالم على علم بما حصل”، مشيرا الى أن 'التحقيقات ستكون شفافة ومعلنة للجميع وعلينا ان ننتظر الى ما ستصل اليه ويجب ألا نذهب الى الاستنتاجات في اصدار الارقام”. وأضاف عسيري خلال حديث له عبر قناة الـ”OTV”: 'من المؤسف ان نسمع التهديدات من قبل المسؤولين الايرانيين، والعالم الاسلامي في غنى عنها، ونحن نعاني من الطائفية بسبب الاعلام غير المسؤول وبعض التصريحات غير المسؤولة، وهذه التصريحات لا داعي لها والحلول لا تأتي من خلف المنابر بل عبر التواصل والحوار”. ولفت عسيري الى أن 'السعودية طلبت من طهران ان ترسل طائرة لكي تستلم جثامين الضحايا، لذلك لا ارى ما سبب هذه التصاريح التي ترسخ الطائفية والتي لا تخدم العالم الاسلامي”. وفي ما يخص التحقيقات، أكّد عسيري أن 'السعودية لا تحتاج لمن يوجّهها او ان يشاركها في التحقيقات ولن نقبل بأي تدخل خارجي ونحن عندنا الامكانات الكاملة لإجراء التحقيقات”. وتطرق عسيري لمسألة الغارات الروسية في سوريا، قائلا: 'أتأسف للغارات الروسية في سوريا ولا نعرف ما أسبابها، والتدخل الخارجي في سوريا لا يخدم مصلحة سوريا ولن يوصل الى حل سلمي بين السوريين، فالخلاف سوري – سوري، ونحن ضد الارهاب و”داعش” وكل من دخل بطريقة غير مشروعة، وهذه القضية قضية سورية لذلك الحل يجب ان يكون سورياً”. ودعا لأن يكون هناك حوارا بناء في سوريا مع المعارضة السورية لكي تصل الازمة الى نهاية سعيدة. وفي ما يخص الملف اللبناني، شدد عسيري على أن السعودية 'تشجع كل الفرقاء اللبنانيين ان يجلسوا على طاولة واحدة ويجدوا الحلول التي يستحقها لبنان”، مؤكدا أن 'لبنان بحاجة الى استقرار وهدوء، والحوار الذي يمارس في هذه الأيام نأمل ان ينتج نتيجة ايجابية للتوصل الى انتخاب رئيس وتشغيل عمل الحكومة، ويهمنا ان نرى اللبنانيين متصالحين من اجل هذا البلد الذي نحترمه ونحرص كل الحرص على استقراره”. وختم عسيري: 'أعتبر أن لبنان بغنى عن التصريحات التي يتم إلقاؤها من قبل بعض الزعماء، لذلك التصريحات الرسمية يجب أن تترك للحكومة اللبنانية

 

الوفاء للمقاومة عزت بحجاج منى: منع وصول الرئيس المؤهل سياسيا ووطنيا إمعان في ضرب الشراكة وتقويض المؤسسات

الخميس 01 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك بعد ظهر اليوم، ناقشت خلاله التطورات المستجدة على الساحتين اللبنانية والاقليمية. واصدرت بعده بيانا، اشار الى انها استهلت اجتماعها "بقراءة السورة المباركة الفاتحة عن ارواح شهداء الحج الذين قضوا في فاجعة منى التي أدمت قلوب المسلمين في عيد الاضحى المبارك الذي حل هذا العام بحزن وأسى بخاصة على عائلات شهداء هذه الفاجعة ومفقوديها وجرحاها"، متقدمة ب"التعازي والمواساة من العائلات المكلومة وتخص بالتعزية الجمهورية الاسلامية الايرانية بقيادة ولي أمر المسلمين الامام الخامنئي وشعبها وهي التي فقدت العدد الاكبر"، مؤكدة انها "تواسي أيضا شعوب العالم الاسلامي المكلومين وتتضامن معهم، وتبتهل إلى الله عز وجل بأن يمن على الجرحى بالشفاء وعلى المفقودين بالفرج ومعرفة المصير، ومن بينهم من لبنان العلامة السيد حيدر الحسني". واستعرضت الكتلة "الوضع الفلسطيني وبخاصة استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى، وتصدي المرابطين الفلسطينيين بكل شجاعة للعدو". اضاف البيان: "بعد ذلك تابعت التطورات السورية في ضوء الحضور الروسي المستجد استجابة للطلب الرسمي السوري بهدف الدعم التسليحي والنوعي للجيش السوري الذي اثبت انه محل الرهان الاساسي والجدي لمكافحة الارهاب التكفيري واعادة الامن والاستقرار الى سوريا بقيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد واضطلاعه المباشر بالشراكة في انجاز التسوية السياسية الواقعية والمطلوبة". وتوقفت الكتلة عند "الاعتداء الاسرائيلي الجديد والمتمثل بزرع اجهزة تجسس تم اكتشاف احدها في بني حيان في الجنوب"، مشيدة " بيقظةالجيش والمقاومة ووعي شعبنا في الجنوب للتصدي لمثل هذا الاعتداء الاسرائيلي الذي يستهدف الامن والاستقرار في لبنان". كما ناقشت "الاوضاع الداخلية بما فيها المساعي والجهود لحل مشكلة الازمات السياسية والاجتماعية". اثر مناقشة بنود جدول الاعمال خلصت الكتلة الى ان "فاجعة الحج كشفت هذا العام بوضوح سوء الادارة السعودية وحجم الاستهتار بأرواح الحجاج، وأظهرت مستوى الاهمال المتعمد، حيث ترك الحجاج لساعات يموتون ببطء، ومن دون أي إغاثة وعلى مرأى من الرقابة السعودية البرية والجوية ومراكز التحكم المرئي، ومن ثم عمدت السلطات السعودية الى إخفاء الارقام الحقيقية لعدد الذين قضوا، والى إنتهاك حرمة أجساد الشهداء خلافا لأبسط القواعد الشرعية والاخلاقية، والقيام باحتجاز هذه الاجساد وعدم تسليمها لدولها، فضلا عن إبقاء مصير المفقودين مجهولا".

وإذ حملت السلطات السعودية "المسؤولية الكاملة عن هذه الفاجعة التي طالت المسلمين في مختلف انحاء العالم"، اكدت "ضرورة اجراء تحقيق جدي ومستقل تشارك فيه الدول التي فقدت حجاجا، ومحاسبة المسؤولين عما حدث".

ودانت الكتلة "المجازر المتنقلة التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن وآخرها المجزرة المروعة ضد عرس يمني أوقعت عشرات الضحايا من الاطفال والنساء"، مجددة دعوتها إلى "الوقف الفوري لأعمال القتل الوحشية، وإلى العمل على مساعدة اليمنيين على حل مشكلة بلادهم عن طريق الحوار الذي يعيد إلى هذا البلد أمنه واستقراره". واعتبرت ان "اولوية مكافحة الارهاب التكفيري بفصائله كافة، قد فرضت نفسها على كل الدول المعنية بإيجاد تسوية سياسية في سوريا لوضع حد للتهديد الارهابي الخطير الذي تجاوز سوريا الى العالم، وان التطور في مضمون وحجم الدعم الروسي لسوريا يأتي في سياق ترجمة الموقف السياسي الرامي الى مكافحة الارهاب التكفيري وتعزيز أمن واستقرار سوريا والاسهام ايجابا في انجاز تسوية سياسية تتيح للشعب السوري، وللقيادة السورية حفظ السيادة الوطنية واجراء الاصلاحات المطلوبة وتأكيد الدور الممانع لسوريا وتثبيت تحالفاتها الاقليمية والدولية المتوافقة مع هذا الدور القومي". واشارت الكتلة الى ان "إرتهان حزب "المستقبل" لجهات خارجية وفي طليعتها النظام السعودي وتحوله إلى وكيل علني لإرتكابات هذا النظام واخطائه في إطار ولائه لأولياء نعمته يبقي قراره معلقا على مصالح هذا النظام وحروبه الخاسرة، وهذا ما يعطل الحلول للازمات الداخلية ويجهض المساعي التي تبذل على اكثر من صعيد، ولم تعد تجدي لعبته في تبادل الادوار بين فريق يطرح مبادرات للخروج من الازمة الحكومية الحالية وفريق آخر يعطل، إننا نحمل حزب المستقبل المسؤولية الكاملة عن الشلل الذي أصاب مؤسسات الدولة، وما يجره هذا الشلل من تعطيل لمصالح المواطنين، وزيادة معاناتهم المعيشية بعدما امتهن سياسة الانقلاب على ما يتم الاتفاق عليه في الحوارات الداخلية، وتجويف الدستور من محتواه ووثيقة الوفاق الوطني من مندرجاتها وفي طليعتها الشراكة الوطنية الحقيقية، وهي شراكة تفرض التمثيل الحقيقي للمكونات اللبنانية داخل مؤسسات الدولة وفي طليعتها رئاسة الجمهورية". ورأت ان "محاولة مصادرة موقع الرئاسة ورهن مصيرها لحساب جهات خارجية والتنكر للالتزامات والعهود، والاصرار على منع وصول الشخصية المؤهلة سياسيا ووطنيا هو إمعان في ضرب الشراكة، وتقويض مؤسسات الدولة". وجددت الكتلة "تأكيدها اهمية الحوار الوطني الذي دعا اليه دولة الرئيس نبيه بري، بهدف التوصل الى تفاهم وطني يشمل كل البنود التي وردت في جدول الاعمال من اجل استئناف عمل المؤسسات الدستورية وتجديد الحياة السياسية وتلبية المطالب المشروعة للشعب اللبناني وحفظ حقوقه ومصالحه الوطنية وتحصين الوطن وتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة الارهاب الصهيوني والتكفيري".

 

مصير الحوار.. بيد عون

صبحي أمهز/المدن/الخميس 01/10/2015/تتجه الأنظار إلى عين التينة والى إمكانية استمرار طاولة الحوار، بعد الإشتباك الأخير الذي وقع بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، ورد وزير المالية علي حسن خليل على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" عون، على خلفية تقصير وزارة "الطاقة"، على الرغم من الخطط التي وضِعت لهذه الغاية منذ أيام الوزير جبران باسيل، والتي لم تنفّذ بالنحو المطلوب. والاشتباك الحالي، يضع علامات استفهام حول إمكانية الاستمرار بالحوار خصوصاً بعد المؤشرات التي تقضي بأن تسوية الترقيات الأمنية لن تمر. مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري تتخوف عبر "المدن" من التصعيد العوني الأخير، واضعة إياه في إطار المواقف التي قد تؤدي إلى تعطيل جميع المؤسسات الفاعلة في البلاد. ويقول مصدر واسع الإطلاع أنه "من الواضح ان تسوية ترقية العميد شامل روكز فد تبخرت، ولا افق واضحاً حتى الآن للتوصل إلى تسوية في موضوع رئاسة الجمهورية، لأن عون لا يزال عند موقفه المطالب بأن مفتاح الرئاسة في يده، الأمر الذي قد يوصل ربما إلى تصعيد غير مسبوق من قبل عون، وقد يؤدي إلى مقاطعته جلسات الحوار والذي سيفضي حكما إلى فقدان مبرر الاستمرار به، طالما خرج منه طرف رئيسي"، خصوصاً أن "القوات اللبنانية" قاطعت الحوار قبل أن ينطلق. وفي هذا الإطار، لا تستبعد مصادر عين التينة في حال استمر التعنت العوني أن يؤدي ذلك إلى فرط الحوار.  على ضفة "حزب الله"، يبدو جليا ان الحماسة للحوار أصبحت أقل من السابق، إذ يقول مصدر سياسي مطلع لـ"المدن" إن " حواراً كهذا لن يؤدي بالضرورة إلى أي نتيجة ملموسة"، جل ما في الأمر أنه يتم عبره ترحيل الأزمات إلى حين تبلور المشهد على المستوى الدولي والإقليمي، خصوصاً أن الدول الكبرى لا تزال تبارك هكذا حوار بهدف عدم تفجير الساحة اللبنانية الداخلية.  الحوار أصبح بحكم الواجب الذي لن يؤدي إلى أي نتائج، إذ يقول مصدر مطلع على أجواء حزب الله، أن حوار ساحة النجمة يختلف عن حوار المستقبل وحزب الله لناحية ان الأخير هو حوار من أجل الحوار، أما حوار الأقطاب فهو حاجة لترحيل الأزمة إلى ما بعد بلورة المشهد الدولي، لذا فان هذا الحوار سيتم ترحيل فرطه طالما تسمح الظروف".  لكن تقية "حزب الله" تجاه الحوار، لا تتفق بالضرورة مع مواقف أوساط المشاركين في الحوار، إذ يقول مصدر لـ"المدن" أن "شيئاً لا يمنع عون من مقاطعة الحوار وبالتالي فرطه في حال وجد أن الامور لا تسير بما يخدم مصالحه، خصوصاً ان تسوية روكز أصبحت في غاية الصعوبة بعد تراجع دعم السفير الاميركي لتسوية الترقيات". لن يصل الحوار إلى أي نتائج يعول عليها، ويبقى مفتاح فرط عقده في يد عون، الذي أصبح في وضع لا يستطيع معه التراجع، خصوصاً أن السيناريو الأقرب إلى التحقق هو ان بري سيضغط في الجلسات الثلاث المقبلة، كما ان عون سيستمر في تصعيده عله يكسب التمديد لروكز، وفي حال اصطدم ضغط بري بتصعيد عون، فان رئيس المجلس لن ينعي الحوار، بل سيعين جلسة بعيدة إلى ما بعد انتخاب اللجان النيابية، لأنه ليس من مصلحة عون مقاطعتها وخسارة مقعد رئاسة لجنة المال والموازنة".

 

هل يحلّ «الرئيس سليمان» عقدة روكز؟

خاصّ جنوبية 1 أكتوبر، 2015

السؤال الأساسي الذي طُرح في الساعات الـ 48 المنصرمة داخل الأوساط السياسية والإعلامية تمحوَر حول مصير التسوية السياسية التي كان يتمّ العمل على بلوَرتها وإنضاجها. ومن الواضح أنّه لا يمكن الكلام اليوم عن سقوط التسوية، ولكن عن ترنّحها، إلّا أنّ السؤال الذي طرح نفسه بقوة أيضاً: ما حظوظ إنعاش هذه التسوية؟ وما انعكاس سقوطها على الحكومة والحوار؟ السؤال الأساسي الذي طُرح في الساعات الـ 48 المنصرمة داخل الأوساط السياسية والإعلامية تمحوَر حول مصير التسوية السياسية التي كان يتمّ العمل على بلوَرتها وإنضاجها، وكانت على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النتائج المرجوّة. وعلى رغم التباينات التي سادت الخلوة، ظلّت الأمور مضبوطة إلى اللحظة التي نشِرت فيها ورقة النقاط التسعة التي أعادت التسوية إلى غرفة العناية الفائقة.

سِباق مع الوقت لإنجاز التسوية…

تواصلت الاتصالات من أجل احتواء “عاصفة الترقيات” العسكرية التي هبّت من الرابية أول من أمس من باب رفض التسوية المطروحة بشأنها. وقد نشطت الاتصالات السياسية في محاولة لتطويق الخلاف الذي نشأ في أعقاب تسريب الخطة وتضمينها بنداً لم يكن على جدول أعمال البحث، كما تطويق الخلاف بين عون وبري بعد فتح الأوّل النار على وزارة المالية وردّ وزير المالية علي حسن الخليل على الهجوم. ولم يتردّد رئيس مجلس النواب في إطلاع نواب “لقاء الأربعاء” على ورقة التسوية التي اقترحها ولا تلحَظ بند تعيين مدير عام لقوى الأمن الداخلي، في رسالة مزدوجة إلى رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” بأنّ هجومه في غير محلّه كونه صوّبَ على المكان الخطأ، وأنه على كامل الاستعداد لاستئناف المساعي من أجل بلوغ التسوية خواتيمَها المنشودة. وفي معلومات لـ”الجمهورية” أن لا مؤشرات إلى سقوط التسوية، لأنّ سقوطها يعني أنّ الحكومة دخلت في إجازة طويلة، حيث إنّ “التيار” و”حزب الله” أبلغا من يَعنيهما الأمر أنّ الأمور ستتّجه إلى التعقيد والتصعيد، فضلاً عن أنّ الحزب في غير وارد القبول بهزيمة عون سياسياً، خصوصاً أنّ الهدف من التسوية حفظ ماء وجه رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” في سياق تسجيل النقاط، فيما خلاف ذلك يشكّل رسالة تصعيدية للثنائي المذكور. وتوقّعَت مصادر “الجمهورية” أن تنشط حركة الاتصالات في الفترة الفاصلة عن جلسات الحوار لمحاولة تذليل ما تبقّى أمامها من عقبات، مستبعدةً أن يلتئم مجلس الوزراء قبل حلّ هذه المسألة. وكشفت “المستقبل” ان وزير الصحة وائل أبو فاعور استأنف اتصالاته مع المكوّنات الحكومية من أجل إعادة الروح الى هذه التسوية، وكانت له محطة مهمة في هذا السياق أمس في اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي.

مخرج جديد

وعلمت “النهار” ان الاقتراح البديل الذي عرض امس والذي يوافق عليه وزراء الرئيس ميشال سليمان وربما “الكتائب”، استنادا الى مصدر وزاري، يقضي بتأجيل تسريح العمداء الذين يبلغون سن التقاعد مدة سنة، ويتم ذلك في مجلس الوزراء بقرار من وزير الدفاع بناء على اقتراح قائد الجيش بموجب المادة 55 من قانون الدفاع. وعندها يبقى العميد شامل روكز في مكانه.

“الكتائب”: الإتفاق “فرط”

في المقابل، أكد مصدر كتائبي لـ”النهار” أن عملية ترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء “فرطت، ولا يمكن أن تتمّ”. وأضاف أن “مدة هذه المشكلة مع النائب ميشال عون ستكون 15 يوماً الى حين إحالة روكز على التقاعد، أما في حال ترقيته فستمتد المشكلة سنة و15 يوماً”. وسئل عن رد فعل عون المتوقع، فأجاب: “ماذا يقدر أن يفعل؟ يقدر أن يعطل الحكومة وجلسات الحوار، فليعطلها ولتتحوّل حكومة تصريف أعمال. وإذا استقال وزراء تكتله فيتولى وزراء بدلاء وزاراتهم بالوكالة. في الأساس هو عطّل رئاسة الجمهورية “.

جنبلاط: كفى مزاحاً مع عون

وعلق رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط على مجمل الوضع فقال لـ”النهار”: “أراقب التصريحات العشوائية والهمايونية التي اذا كانت تهدف الى شيء، فهي تهدف الى ضرب التسوية السياسية التي كنا على وشك انهائها مع عون والتي أجهضت في آخر لحظة”. وأضاف: “كفى مزاحاً مع العماد عون. وأتفهم موقفه وكفى استنتاجات دستورية من هنا وهناك فالموضوع سياسي”.

لا خلاف لدى “المستقبل” على جوهر التسوية

وفي معلومات “الجمهورية” أن لا خلاف لدى “المستقبل” على جوهر التسوية، وإذا ظهرَ من تباينٍ يتصل فقط بالتوافق على الآليات التي تضمن انتظام عمل مجلس الوزراء تجنّباً للتعطيل مستقبلا

 

قوات إيرانية ومن “حزب الله” تستعد لهجوم واسع في شمال سورية وموسكو نشرت 50 طائرة ومروحية وقوات مشاة ومظليين ووحدات من القوات الخاصة

عواصم – وكالات: فيما تواصلت لليوم الثاني على التوالي الضربات الجوية الروسية في سورية مستهدفة بغالبيتها مواقع المعارضة المعتدلة و”الجيش الحر”, كشفت معلومات, أمس, أن المئات من القوات الإيرانية البرية وصلوا إلى سورية في الأيام العشرة الأخيرة وسينضمون قريباً إلى هجوم بري كبير مع قوات النظام ومقاتلي “حزب الله” اللبناني, بغطاء جوي من روسيا. وأكد مصدران لبنانيان لوكالة “رويترز” أن العملية البرية ستستهدف استعادة السيطرة على الأراضي التي فقدها جيش النظام أخيراً لصالح المعارضة المسلحة, خاصة في مناطق شمال غرب سورية, في مؤشر على تشكل تحالف عسكري بين روسيا والحلفاء الرئيسيين الآخرين لنظام الأسد مثل إيران و”حزب الله”. وقال أحد المصدرين إن “العمليات الجوية الروسية ستترافق مع تقدم للجيش السوري وحلفائه براً في القريب العاجل… من المحتمل ان تتركز العمليات البرية المقبلة في ريف ادلب وريف حماة”, مشيراً إلى أن الجانب “الروسي سيقصف جواً ريف ادلب وريف حماة على أن تتقدم القوات البرية السورية وحلفاؤها”. وأضاف “بدأت طلائع القوات الايرانية البرية بالوصول الى سورية… جنود وضباط ومقاتلون للمشاركة في هذه المعركة وليس مستشارين… نحن نتحدث عن مئات مع معداتهم وأسلحتهم, المئات وصلوا منذ عشرة أيام على أن يتبعهم أكثر من المئات قريباً”, مشيراً إلى أن عراقيين أيضاً سيشاركون في العملية البرية, وسط ترجيحات أن يكونوا من ميليشات “الحشد الشعبي” الشيعية المدعومة من إيران.

وفي السياق نفسه, أكد مصدر عسكري تابع للنظام السوري أن الدعم الروسي سيحدث “تغييراً كبيراً في مجريات الحدث الميداني بحكم ما لدى الجيش الروسي من تقنية متطورة ومن سلاح حديث, خاصة في استطلاع وتحديد الاهداف”. من جهته, أعلن السناتور الأميركي النافذ جون ماكين ان الغارات الروسية, أول من أمس, استهدفت معارضين سوريين دربتهم ومولتهم وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) لمحاربة تنظيم “داعش”. وقال لشبكة “سي ان ان” صباح امس “يمكنني أن أؤكد أن هذه الغارات استهدفت الجيش السوري الحر او مجموعات دربتها وسلحتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية, لأننا نملك اتصالاً مع أشخاص هناك”. بدوره, قال النقيب أبو الليث, القائد العسكري لـ”لواء صقور الجبل”, المصنف على أنه من “الجيش الحر” إن طائرات روسية من طراز “سوخوي 24 من الجيل المتطور, استهدفت معسكر تدريب تابع للواء في محيط بلدة كفرنبل بريف إدلب شمال سورية, علماً ان مقاتلي هذا الفصيل تلقوا تدريبات عسكرية بإشراف المخابرات المركزية الأميركية.

وفي السياق, ذكر المرصد السوري للحقوق الانسان اليوم ان الغارات الروسية طالت أمس مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي, كما شنت طائرات حربية مساء اول من امس غارات على قرية تل واسط بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. من جهتهم, أكد ناشطون سوريون أن خمسة أشخاص على الاقل قتلوا فيما جرح 20 آخرون في غارة جوية شنها الطيران الروسي, أمس, على مدينة جسر الشغور في ريف ادلب شمال غرب سورية. في المقابل, أكدت وزارة الدفاع الروسية شن ضربات جديدة في سورية, لكنها تحدثت عن استهداف أربعة مواقع لتنظيم “داعش” في محافظات ادلب وحماة وحمص. وأوضحت في بيان أن مقاتلات “سوخوي-24 و25 دمرت في ثماني طلعات جوية “مقر قيادة مجموعات ارهابية ومخزن اسلحة في منطقة ادلب” وكذلك مشغلاً لصنع سيارات مفخخة في شمال حمص, و”مركز قيادة للمقاتلين في منطقة حماة”. وكل الضربات نفذتها طائرات منتشرة في قاعدة جوية بناها الروس في مطار اللاذقية شمال غرب سورية. وأوضحت وزارة الدفاع الروسي انه من اجل تجنب الخسائر المدنية تمت الضربات بعيداً عن البلدات “بفضل معلومات جمعت من مصادر مختلفة” وبفضل معلومات من طائرات استطلاع من دون طيار وكذلك الصور بالاقمار الاصطناعية. وأكد مصدر أمني سوري هذه الضربات, لكنه قال ان “أربع طائرات حربية روسية أغارت على مقار لجيش الفتح في جسر الشغور وجبل الزاوية في ريف ادلب, كما استهدفت أهدافاً للجماعات المسلحة بينها مقار ومخازن أسلحة في قرية الحواش عند سفح جبل الزاوية بريف حماة الغربي”.

يشار إلى أن “جيش الفتح” يشمل “جبهة النصرة”, فرع “القاعدة” في سورية, ومجموعات إسلامية على غرار “أحرار الشام”. وفي أول تأكيد بشأن حجم الحشود العسكرية في سورية, أعلنت وزارة الدفاع الروسية, أمس, ان الجيش الروسي نشر أكثر من خمسين طائرة ومروحية وقوات مشاة تابعة للبحرية ومظليين ووحدات من القوات الخاصة في سورية, وتحديداً في مرفأ طرطوس حيث يملك الجيش الروسي منشآت لوجستية, وكذلك في مطار اللاذقية حيث بنى قاعدة عسكرية. ورداً على التشكيك الغربي باستهداف روسيا مواقع “داعش”, أكد الكرملين أن الضربات الجوية تستهدف قائمة من المنظمات “الإرهابية” المعروفة وليس فقط التنظيم, مشيرة إلى أنه تم اختيار الأهداف بالتنسيق مع قوات النظام السوري. من جهته, أبدى الرئيس فلاديمير بوتين استعداده لما وصفها بـ”حرب إعلامية” بعد الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية للطيران الروسي بالتسبب بسقوط ضحايا مدنيين. وقال بوتين “في ما يتعلق بالمعلومات الصحافية التي أشارت الى ضحايا في صفوف السكان المدنيين, نحن مستعدون لهذه الحرب الاعلامية”, معتبراً أن هذه الاتهامات أعدت حتى قبل ان تقلع الطائرات الروسية في الاجواء السورية. وأشار إلى أن روسيا تنسق تحركاتها في سورية مع المخابرات الاميركية ووزارة الدفاع “البنتاغون”, لافتاً إلى أن موسكو وواشنطن تعتزمان وضع “آلية طارئة” للتنسيق. وكما كان متوقعاً, أعلنت إيران الحليفة الأساسية لنظام الأسد, أمس, أنها تدعم بلا تحفظ الضربات الجوية الروسية في سورية, معتبرة أنها “مرحلة” لتسوية الأزمة في المنطقة..

 

الجراح لـ”السياسة”: باسيل رمز الفساد الأول

بيروت – “السياسة”: رجح عضو “كتلة المستقبل” النائب جمال الجراح في اتصال مع “السياسة” أن يكون سبب تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى لبنان مرده إلى أن “لا شيء ناضجاً حتى الآن في موضوع رئاسة الجمهورية, لأن مغادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني نيويورك وعودته إلى إيران ربما أثرت بشكلٍ أساسي في إمكان بحث هذا الموضوع معه”. واعتبر الجراح أن “النقاش مستمر في موضوع آلية عمل الحكومة وترقية بعض الضباط, وأن الرئيس تمام سلام سيعالج هذا الموضوع بعد عودته من نيويورك واستئناف اجتماعات الحكومة, لأنه لا يمكن الاستمرار بالتعطيل”. وعن توجه الحراك المدني إلى محيط وزارة الطاقة, قال الجراح “كان الأجدر بهذا الحراك التوجه إلى وزارة الطاقة منذ اليوم الأول لبدء تحركه, لأنها المكان الأول للفساد, فهي كلفت الدولة أكثر من 30 مليار دولار وما زالت الكهرباء فيها من سيئ إلى أسوأ”, مذكراً “بمبلغ المليار ومئتي مليون دولار الذي أعطي للوزير جبران باسيل لتأمين التيار الكهربائي 24/24 ساعة, فكانت النتيجة ازدياد الفساد والهدر وتناقص ساعات التغذية, فيما اللبنانيون يدفعون بدل الفاتورة الواحدة ثلاث فواتير, ما يعني أن من حق المواطنين التوجه إلى هذه الوزارة باعتبارها العنوان الأبرز للفساد, والوزير باسيل هو الرمز الأول للفساد”, متمنياً على الحراك المدني “الابتعاد من السياسة والتسييس وعدم الإصغاء إلى الرموز التعطيلية التي تحاول أن تستثمر هذا الحراك لصالحها ولأهداف بعيدة من الأهداف التي وجد من أجلها”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ثلث معطل الحكومة قادر على إسقاط تسوية الترقيات/ حبيب لـ "السياسة": لا أمل بانتخاب رئيس قريباً

بيروت – “السياسة”:تنتظر رئيس الحكومة تمام سلام بعد عودته إلى بيروت تحديات كبيرة لناحية تذليل العقبات أمام انطلاقة العمل الحكومي, بعد تراجع حظوظ تطبيق التسوية التي اقتُرحت أخيراً بمقايضة الترقيات العسكرية بإطلاق عجلة العمل الحكومي وفق آلية جديدة لا تعترف بمعوقات, وذلك بسبب الخلافات الكثيرة عليها, والاعتراض من رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل و”اللقاء التشاوري” الوزاري الذي اجتمع أمس, بكامل أعضائه (من ضمنهم وزير الدفاع سمير مقبل), بعد أن أعلن وزير العدل أشرف ريفي, رفضه الموافقة على الترقيات, ليصبح عدد الوزراء المعترضين تسعة من أصل 24 وزيراً, أي الثلث المعطل, وليتحول بذلك رقماً صعباً في المعادلة الداخلية, يصعب تجاوزه في طرح أي قرار على التصويت في مجلس الوزراء. وبعد انتهاء الاجتماع, أكد الوزير مقبل ضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية عن سياسة المحاصصة ورفض أي تسوية على حساب هيكلية الجيش والتراتبية العسكرية فيه. وتمثلت العقدة الرئيسة أمام تسوية الترقيات, في الحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية, على رغم أن المساعي الداخلية من أجل تطبيقها, كانت تتم بمتابعة عواصم القرار الغربية والعربية والإقليمية. وتُجمع الأوساط السياسية والنيابية المتابعة, على أن التوتر المزدوج والمتصاعد, بين النائب ميشال عون من جهة و”تيار المستقبل” ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة أخرى, ومسايرة “حزب الله” حليفه عون ظالماً أو مظلوماً, شكل العقدة الأساس في منشار التسوية وتسبب بتراجعها, كما أنه يشكل في الوقت الحالي, تهديداً جدياً بنسف طاولة الحوار التي هدد عون أخيراً بمقاطعتها, ما لم يُستجب لمطلبه ترقية صهره العميد شامل روكز إلى لواء, من دون قبوله بـ”السلة المتكاملة” للخطة, التي تشمل أيضاً: التوافق على آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء (بالتوافق على البنود المصيرية, وإذا اعترض مكونان على بند يؤجل البحث فيه ولا تُعطَّل الجلسة, أما البنود العادية فيوقعها الثلثان وليس لوزير أو اثنين تعطيلها), وتعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي, يكون إما العميد عماد عثمان, أو العميد سمير شحادة (كما اشترط سعد الحريري), والبحث في قانوني الانتخاب والجنسية, والتزام كل الكتل بالنزول إلى المجلس النيابي, واستمرار المشاركة في أعمال طاولة الحوار الوطني. يذكر أنه يُعمل على تسوية جديدة طرحها الرئيس سليمان, تقضي بتأجيل تسريح عمداء الجيش جميعاً مدة سنة, وهي تسوية للخروج من المأزق ولتدوير الزوايا الحادة, وتبقى أفضل بكثير من الترقيات الاستنسابية ولأفراد ليست لهم الأفضلية في هذا الأمر. وفيما توقفت مصادر نيابية متابعة باهتمام, أمام المؤتمر الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة, بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المخصص لدعم لبنان على استضافة مليون ونصف المليون نازح سوري بحضور رئيس الحكومة تمام سلام ورؤساء وفود الدول المشاركة, ومن بينهم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا, رأى عضو “كتلة المستقبل” النائب خضر حبيب في اتصال مع “السياسة”, أن “خبرتنا مع المواقف الدولية غير مشجعة, لأن هناك وعوداً كبيرة تمت في السابق من عدد كبير من الدول الغربية والعربية ولم تنفذ, وبالتالي لا نستطيع أن نعول كثيراً على مثل هذه القرارات, لأن المواقف الدولية في الماضي لم تكن مشجعة أبداً”. وبشأن تمني رؤساء الوفود الدولية انتخاب رئيس للجمهورية, قال حبيب “ليس هناك أي بارقة أمل لإنجاز هذا الاستحقاق” بسبب التعطيل الذي يمارسه عون و”حزب الله”.

 

 ترك محمد زبيب بسند اقامة واعتصام تضامني تزامنا مع استجوابه صاغية: عمل موكلي استقصائي نقيب المحررين: اطالب المشنوق بسحب الدعوى

الخميس 01 تشرين الأول 2015

وطنية - ترك الصحافي محمد زبيب بسند اقامة، في الدعوى المقامة ضده من قبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لنشره شيكا صادرا عن بنك المدينة لصالح المشنوق. وقد ابرز وكيل زبيب المحامي نزار صاغية مستندات، قال انها "تؤكد قيام موكلي بعمله الاستقصائي". فقد استمع المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان، قبل ظهر اليوم، الى افادة الصحافي زبيب، في حضور وكيله صاغية لنحو ساعتين ونصف الساعة، وتركه بسند اقامة على ان يقدم مذكرة خلال 48 ساعة.

اعتصام تضامني

وكان عدد من الصحافيين والناشطين في الحراك المدني، احتشدوا صباحا امام العدلية في بيروت، تضامنا مع زبيب وتزامنا مع جلسة استجوابه. وأعلن المعتصمون ان "هذه الوقفة هي لدعم حرية الصحافة وحق الوصول الى المعلومات ونشرها، ووقفة أيضا، ضد كل محاولة لاستعمال القضاء من اجل حماية أصحاب النفوذ وعدم ملاحقة كاشفي الفساد، مطالبين القضاء بتأدية واجباته من اجل كشف المتورطين".

عون

وقد شارك نقيب المحررين الياس عون، في الوقفة التضامنية. ولدى دخوله الى قصر العدل، أعلن النقيب عون انه سيجري وساطة مع الوزير المشنوق من اجل سحب الدعوى ضد الصحافي محمد زبيب، آملا "انتهاء الدعوى حبيا"، وقال: "سأتكلم مع الوزير المشنوق من اجل سحب الدعوى، وننقل اليه ان خطأ ورد في الخبر المنشور، في ضوء نتائج التحقيقات، وان لا نية للاساءة، وما نشر هو عملية بحت إعلامية. وعندما تتضح الامور يجري العمل على التسوية والمصالحة". وردا على سؤال، قال عون: "الدعوى لم تسحب بعد، سنرى معالي الوزير اذا كان يريد سحبها، وسنعمل ما في وسعنا لتسهيل الامور من اجل التسوية والمصالحة".

بيان

واعتبر نقيب المحررين، في بيان، انه "إنطلاقا من واجبي كنقيب للمحررين حضرت ومحامي النقابة الاستاذ انطون الحويس وكريستيل شويري، الى جانب الزميل محمد زبيب الذي مثل أمام مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود والمحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان (الذي يتولى التحقيق)، حيث أكدنا إحترامنا للقضاء اللبناني وحرصنا على تعزيز دوره وحضوره، مبدين في الوقت نفسه تضامننا مع الزميل زبيب وتعاطفنا معه". اضاف :"ان ما حصل يدخل في إطار عمله كاعلامي يلاحق القضايا الحياتية والاجتماعية والاقتصادية، وأنه لم يتقصد الإساءة الى أحد، بقدر ما كان يعتبر انه يقوم بعمل إعلامي صرف دون نية الاساءة الى الوزير نهاد المشنوق أو خرق السرية المصرفية". وتابع: "وبالمناسبة، أطالب الوزير المشنوق، وهو صحافي مارس المهنة لسنوات طويلة وكانت له بمثابة بوابة العبور الى الشأن العام والمواقع التي شغل في الحياة السياسية، بسحب الدعوى التي أقامها في حق الزميل محمد زبيب. وفي أي حال، فقد كلفت النقابة محاميها الاستاذ الحويس متابعة هذا الموضوع أمام المراجع القضائية المختصة".

صاغية

ولدى انتهاء الجلسة، ادلى المحامي صاغية بتصريح امام المعتصمين، قال فيه: "اليوم حضرنا امام النائب العام التمييزي، الدعوى تتعلق بنشر شيك له علاقة ببنك المدينة لصالح الوزير المشنوق. وقد تحرك وزير الداخلية بعد نشر الشيك ورفع دعوى على الصحافي زبيب بتهمة الذم والقدح والتشهير. اما نحن فقد اعتبرنا ان الدعوى هي انتهاك لحرية الصحافة". اضاف: "أبرزنا امام النائب العام كل الادلة التي تثبت ان الصحافي زبيب يقوم بعمله الاستقصائي كما يجب وتؤكد عدم خروج موكلي عن القانون وصحة موقفه". وقد ترك بسند اقامة ونأمل ان يحفظ الملف لانه لا مجال لادانة زبيب بجرم القدح والذم".

زبيب

وقال الزميل زبيب: "ادليت امام النيابة العامة التمييزية، بما يجعل من القضية القائمة ضدي من دون اساس، في ضوء المعطيات التي باتت في عهدة النيابة العامة، على ان يتحرك القضاء في الاتجاه الصحيح". واشار الى "ان نقيب المحررين التقاه في الممر امام مكتب النيابة العامة التمييزية وابلغه دعم النقابة لقضيته. ولم يتم التطرق بأي شكل من الاشكال ولو تلميحا الى اي نوع من انواع المصالحة". وقال: "لا مشكلة شخصية بيني وبين وزير الداخلية، وقمت بواجباتي الصحافية وفق المبادىء التي ترعى حرية الصحافة، وبالتالي من لجأ الى القضاء هو وزير الداخلية والبلديات وعلى القضاء ان يقوم بعمله كما يجب".

صاغية

من جهته، قال المحامي صاغية: "قدمنا الادلة على الوقائع التي ذكرها موكلي، وسيتم تقديم مذكرة خلال 48 ساعة تؤكد عدم خروج موكلي عن القانون وصحة موقفه".

 

"اللبنانية" خارج الحراك.. إلا "فردياً"

هادي ياسين/المدن/الخميس 01/10/2015/اذا كان الحراك موجهاً، في بعض شعاراته، ضد "النظام"، فلا يمكن التوقع أن تكون قضايا "الجامعة اللبنانية" خارجه، لارتباط أزماتها بـ"النظام". مع ذلك، يبدو كما لو أن "اللبنانية" خارج الحراك، رغم بروز "حركة الطلاب الشعبية" ("أصدقاء فرج الله حنين" سابقاً)، ضمن مجموعة "الشعب يريد"، التي تسعى إلى نقل معاناة طلاب "جامعة الفقراء". لكن هذه "الحركة" لم تستطع تكوين كتلة وازنة من طلاب الجامعة داخل الاحتجاجات، رغم العدد الهائل لطلابها.

"حركة الطلاب الشعبية"

تقول نور يوسف، من "الحركة"، إن "إنشاء هذه الحركة كان يهدف في البداية إلى تنظيم نوادٍ ثقافية في الجامعة (نادي القراءة، المناقشة، الموسيقى والمسرح) في كافة كليات الجامعة". وقد أطلق عليها هذا الإسم لكون "مخزون الحركة الوحيد هو الطلاب من دون أي ارتباطات حزبية أو مصالح إدارية داخلية".

وتشير يوسف إلى أن الدعوة التي وجهتها "الحركة" للمشاركة في مظاهرة 29 آب الماضي، كانت تهدف إلى "المطالبة بإصلاحات داخلية في الجامعة تهم جميع الطلاب، بدءاً من سوء تطبيق نظام الـLMD في كليات عديدة إلى مكننة المواد والإمتحانات ووقف المحاصصة الحزبية في تعيينات الأساتذة والعمداء".

والحال إن يوسف تؤكد أن مشاركة الطلاب كانت خجولة، ذلك أن "حاجز الخوف لم ينكسر بعد عند العديد من الطلاب. كما كان للخطابات الصادرة عن بعض المنظمين، في بداية التحركات، أثر سلبي على إندفاع الطلاب"، موضحة انه "كان هناك نوع من الطبقية في البداية، ومحاولة لإلغاء المطالب التي تمس الطبقات الفقيرة، والتي يصنف طلاب اللبنانية ضمنها، وتصوير مشاركتهم في التحركات على أنها اندساس". مع ذلك، تؤكد يوسف أن "الحركة مستمرة في تنظيم وتأهيل النوادي على نطاق أوسع، في حين أن المشاركة في الحراك الشعبي ستكون مسألة فردية فحسب".

مجالس الطلاب

في المقابل، يشير حسن تقي، وهو أمين سر مجلس الطلاب في كلية العلوم في الفرع الأول، إلى أن "المجلس لا يرى أي مشكلة في التظاهر، اذا كان ذلك في مصلحة طلاب اللبنانية عموماً وكليات العلوم خصوصاً". غير أن المجلس، وفق تقي، "لم يُبلّغ بأي تحرك خاص بطلاب اللبنانية، تمهيداً للإتفاق بشكل جدي على الأسباب وكيفية الاحتجاج وأشكاله". ويرى تقي أنه يفترض بمنظمي أي تحرك "زيارة كليات الجامعة كاملةً أو الدعوة إلى اجتماع لمجالس الطلاب ليشرحوا فيه تفاصيل التحرك، ما سيؤدي إلى مشاركة أوسع تخدم المصلحة الطلابية"، مشيراً إلى أن "التحركات التي دعا إليها المجلس في السنوات الماضية في باحة الجامعة، والتي لاقت تجاوباً من الطلاب، حققت المطالب المرجوة". وهذا ما يؤكد عليه محمد عبدالله، رئيس مجلس الطلاب في كلية الحقوق في فرع الحدث، اذ أنه "من الأفضل التنسيق بشكل مباشر مع كافة الكليات في كافة الفروع للقيام بأي تحرك يخدم الطلاب، خصوصاً أن الدعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ستكون على نطاق ضيق بين الطلاب وأصدقائهم لا أكثر"، متسائلاً: "أليس منطقياً أكثر تنفيذ تلك الإحتجاجات في باحات الجامعة أو أمام الإدارة المركزية، بدلاً من ساحات الإحتجاج الحالية، التي ستخلط قضايا الجامعة بالمسائل السياسية؟".

 

صيغة جديدة لتسوية الترقيات الأمنية.. محاولة أخيرة

منير الربيع/المدن/الخميس 01/10/2015

لا تزال آفاق التسوية السياسية مسدودة كلياً. العنوان الأول في قائمة الأزمات هي تسوية الترقيات الأمنية، وبعد سقوط السيناريو "المفخخ" والمؤلف من تسع نقاط، عادت الإتصالات إلى نقطة الصفر، لكن القوى السياسية استطاعت اجتراح نظرية جديدة من أجل تلافي التصعيد وإرضاء الجميع.  النقطة الثابتة في هذا الملف تكمن في إنجاز تسوية الترقيات مقابل تعديل آلية العمل الحكومي، الأمر الذي لا يزال رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون يرفضه بالمطلق. لكن الاكيد بالنسبة إلى فريق "14 آذار" هو ان التسوية لن تمر ولن تقر ما لم يتم تحصيل تنازلات من عون.  وعلمت "المدن" أن ثمة صيغة جديدة يجري التداول بها من أجل إتمام الصفقة، وهي "تأجيل تسريح العمداء الذين قاربوا التقاعد"، وعددهم يبلغ حوالى الخمسة والعشرين عميداً. وتشير مصادر "المدن"، المؤيدة حديثاً لهذه الصيغة، إلى أنه في حال الإتفاق فليس من شأن التأثير سلباً على المؤسسة العسكرية، وبالتالي يكون قد حفظ حق جميع العمداء بالترقية في ما بعد، ولا يحرم أحد منهم من حظوظه بأن يصبح قائداً للجيش عند تغير الظروف لتصبح التعيينات متاحة.  لكن في المقابل، من شأن هذه الصيغة أن تحدث شقاً في صفوف رافضي كل صيغ التمديد. وعلمت "المدن" أن هذا السيناريو طرح من قبل رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، لحفظ حق عمداء تربطه بهم علاقة جيدة، وعدم استثنائهم من التسوية. وعليه وفي حال إنجاز التسوية، ينسحب وزراء سليمان الثلاثة من الإصطفاف الوزاري المعارض للتسوية (9 وزراء)، والذي يضم إلى جانبهم وزراء حزب "الكتائب"، ووزيري الإتصالات بطرس حرب والسياحة ميشال فرعون، بالإضافة إلى وزير العدل أشرف ريفي المعارض قطعاً للتمديد أو تأجيل التسريح.  ووفق هذا السيناريو يصبح عدد الوزراء المعارضين ستة، وبالتالي يعود "اللعب" على توزيع الأدوار، بمعنى أن سليمان يكون قد تلقى ثمن موافقته على التسوية بشمولها عمداء مقربين منه، فيما تتجه الأنظار إلى موقف "الكتائب"، والثمن الذي يريده مقابل الموافقة، خصوصاً أن الحزب يعارض أيضاً تعديل صيغة العمل الحكومي، كما يرفض احداث أي بلبلة في صفوف الجيش، على الرغم من أن كل شيء قابل للتفاوض في السياسة. ومن جهة أخرى، وفي حال إحراز تقدم على صعيد الطبخة الجديدة تصبح الكرة في ملعب عون، الذي يعود له قرار رفضها من قبولها، علماً أنه يرفض تأجيل التسريح ويريد ترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء، إلى جانب رفضه تعديل آلية العمل الحكومي. وفي حال رفض عون الصيغة المتداولة، يعني ذلك أنها سقطت، أما في حال قبوله بها، فتعود الكرة إلى "الكتائب" والوزراء المعارضين، والذين يهددون بتقديم إستقالاتهم.  وعلمت "المدن" أن الإتصالات تنشط على خط قوى "14 آذار" لتليين موقف "الكتائب"، من دون إسقاط ورقة الضغط لتحصيل تعديل آلية العمل. وعليه، فقد تسلك الأمور مسارين مختلفين، الأول يبقى "الكتائب" وبعض وزراء "14 آذار" على رفضهم لهذه الصيغة وبالتالي يجري إقرار التسوية بأكثرية الثلثين، ما يعني حكماً تغيير آلية العمل، أما في حال رفض تعديل آلية العمل فيكون توزيع الأدوار أفضى إلى إسقاط التسوية. الجميع يبحث عن مخارج، لكن المخرج الوحيد لهذه الأزمة هو تعديل آلية العمل الحكومي، وسط حديث عن ربط بين كل هذه التسويات بالأمور الإقليمية وأبرزها ما يجري في سوريا من تدخل روسي. وفي هذا السياق تعتبر المصادر أن تصعيد عون يستند إلى متغيرات خارجية، ولذلك يستمر في رفض كل التسويات، على الرغم من أن الوقت يدهمه في مسألة إحالة روكز إلى التقاعد.  وعليه تعتبر التسوية الجديدة آخر محاولات ترتيب الأوضاع الحكومية، وفي حال فشلت قد يعني ذلك أن ثمة من يقف خلف قرار تفجير الأوضاع السياسية وربما الإطاحة بالحكومة لاحقاً.

 

كيف يقرأ اللبنانيون التدخل الروسي المستجد في سوريا

جنوبية/01 تشرين الأول/15/بينما ينشغل المشهد الدولي بالتدخل الروسي في سوريا، فان لبنان الواقع على فالق الزلازل الإقليمي ينقسم حسب الاصطفافات بين من يدعم النظام السوري، ومن يعارضه، وهو فرز انسحب تلقائياً على المواقف من التدخل الجوّي الروسي في سوريا، وهذه أبرز المواقف والقراءات اللبنانية التي رصدت حول هذا التدخل قالت “السفير” أن عصف الغارات الروسية على أهداف للمجموعات المسلحة سيتجاوز المدى الجغرافي للعمليات العسكرية، ليتمدد في أنحاء المنطقة التي بات القيصر فلاديمير بوتين شريكاً في رسم توازناتها ومعادلاتها، بعد عقود من الوكالة الحصرية الأميركية. ولما كان لبنان يقع على فالق الزلازل الإقليمي، فإنه من الطبيعي أن يكون معنياً بما يجري في جواره، لا سيما أن أطرافه تنقسم أصلا بين من يدعم النظام السوري، ومن يعارضه، وهو فرز انسحب تلقائياً على المواقف من التدخل الجوّي الروسي في الحرب. وليد جنبلاطوعلّق النائب وليد جنبلاط لـ”السفير”: إذا كانت الغارات الروسية ستستهدف “داعش” فهذا شيء، وإذا كانت ستستهدف المعارضة السورية أو ما تبقى منها فهذا شيء آخر أنبّه الى محاذيره. وفيما أشار الى أن موقفه معروف من الدعم الروسي للنظام السوري، اعتبر أنه من غير المقبول أن تصبح المعادلة، إما النظام وإما “داعش”، لافتاً الانتباه الى أن هناك شعباً سورياً موجوداً، خارج هذه الثنائية، يجب أن يكون هو الأساس. وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع أن تترك التطورات المستجدة في الساحة السورية انعكاسات على الداخل اللبناني، أجاب: نحن هنا نغرق في جدال بيزنطي عبثي، ونتخبط في النفايات السياسية والعضوية والتفسيرات الملتوية للدستور من قبل بعض كبار الجهابذة والهادفة الى تعطيل التسوية مع العماد ميشال عون. الرئيس السنيورةبينما رأى رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة أن التخلص من “داعش” لا يتم بانخراط طائرات جديدة في الحرب، مشدداً على أن المجتمع السوري الذي ينبذ بطبيعته التطرف وحده القادر على مواجهة الإرهاب في سوريا واقتلاعه من جذوره، في سياق بناء دولة مدنية لا يكون فيها مكان لرأس النظام الذي تسبب بكل هذه الويلات. ولفت الانتباه الى أن 99 بالمئة من المسلمين السنّة في سوريا هم ضد “داعش” ويريدون التخلص منه، لكن يجب التنبه في الوقت ذاته الى أن هؤلاء يعتبرون أن محاربة “داعش” يجب ألا تندرج في إطار فلش السجادة الحمراء أمام بشار الأسد. ورأى أنه لا تزال هناك فرصة أمام الروس كي يؤدوا دوراً مفيداً وإيجابياً، يلقى الترحيب والتجاوب من الشعب السوري، وهو دور المنقذ الذي يأخذ بعين الاعتبار تطلعات هذا الشعب، بحيث تصبح موسكو جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة. ورداً على سؤال حول موقع لبنان في جدول أعمال الخارج، وسط التطورات المتسارعة في الميدان السوري، أجاب: من الواضح أننا لسنا موجودين أو مُلتقطين على أي رادار خارجي حالياً، إنما المشكلة هي في من يربط الوضع اللبناني بالعربة السورية.هذا وأكدت أوساط في “8 آذار” لـ”السفير” أن الدخول الروسي على خط الحرب السورية سيترك أثراً كبيراً على مسار الأحداث وسيشكل نقطة تحول استراتيجية في موازين القوى الميدانية والسياسية. وأشارت الأوساط الى أن الغارات الروسية لن تشبه من حيث مفاعيلها العملانية غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي أدت الى تمدد “داعش” في سوريا والعراق بدل تحجيمه، لافتة الانتباه الى أن التدخل الجوي الروسي سينطوي على فعالية كبرى، كما تبين من مؤشرات الدفعة الأولى على الحساب. واستغربت الأوساط مخاوف البعض في لبنان على مصير ما تسمى “المعارضة المعتدلة” في سوريا، معتبرة أن هذه المعارضة لم يعد لها أي وجود نوعي على الأرض، ولا أحد يحسب لها حساباً في المعادلات الميدانية. ورأت أن بدء الغارات الروسية على أهداف محددة للمجموعات المسلحة ينطوي على رسالة واضحة بأن ما بعد التدخل العسكري ليس كما قبله، وأن قواعد اللعبة تغيرت في سوريا، بل في المنطقة.

 

موظفو تلفزيون "المستقبل" يعلّقون إضرابهم بعد تقاضي راتب شهر

المدن - ميديا | الخميس 01/10/2015/موظفو تلفزيون "المستقبل" يعلّقون إضرابهم بعد تقاضي راتب شهر لا سقف زمنياً للحلّ في التلفزيون.. وما زال موظفو الجريدة بلا رواتب منذ 8 شهور (غيتي) الإضراب الاحتجاجي الذي كان موظفو "تلفزيون المستقبل" قد لوّحوا بتنفيذه ابتداء من اليوم الخميس (الأول من تشرين الأول)، تم تعليقه مؤقتاً، وذلك بعدما دفعت المؤسسة لموظفيها راتب شهر واحد، أمس الأربعاء، من أصل ستة رواتب متراكمة، مع وعود ببذل الجهود اللازمة لحلّ الأزمة المالية لكن من دون تقديم سقف زمني للحل. وكان قسم الترويج promotion قد توقف عن العمل منذ يومين، كما أبلغ منتجو قسم الأخبار والموقع الإلكتروني للتلفزيون، الإدارة، بأن الموقع سيتوقف عن العمل ابتداء من الخميس (اليوم)، وأنه في اليوم نفسه لن تُبثّ نشرتا أخبار السابعة صباحاً و11,30 مساء... إلا أن ذلك كله تم تعليقه، على اعتبار أن الموظفين ساعون إلى حلّ فعلي وليس إلى مجرد الصّدام مع الإدارة.

والحال إن اجتماعات اليومين الماضيين في التلفزيون أفضت إلى نتيجتين ايجابيتين، انتظرهما الموظفون طويلاً، وإن لم تكونا كافيتين. أولاً، خرج، أخيراً، وللمرة الأولى منذ شهور طويلة، مَن يتحدث إلى الموظفين في محاولة لشرح ما يحدث، ولشُكرهم وإظهار التقدير لجهودهم وصبرهم طوال الفترة الماضية. ومما سمعه المحتجون أن كل ما يقال عن أن المملكة العربية السعودية تخلّت عن الرئيس سعد الحريري، أو أن هناك موقفاً سياساً سعودياً يحول دون انتظام السيولة المالية، هو كذب وإشاعات. وقيل أن الحقيقة تتمثل في أن الدولة السعودية تتأخر في تسديد مستحقات شركات المقاولات والبناء، ومن بينها شركة "سعودي أوجيه" التي يرأس سعد الحريري مجلس إدارتها. والنتيجة الإيجابية الثانية تتمثل في دفع راتب شهر، وقيل للموظفين إنه راتب شهر آب (ما أثار حيرة البعض وتساؤلات عما إذا كانت الشهور السابقة ستُدفع لاحقاً، إنما بعد انتظام الدفع شهرياً من الآن فصاعداً). هكذا، تأجّلت مفاعيل الأزمة لمدة شهر على الأقل، مع وعود بألا يتكرر مثل هذا التأخير الفادح في الرواتب، إنما من دون طرح جدولة لدفع المتأخرات أو حصر الحل في إطار زمني واضح.  أما بخصوص ما يُتداول عن مساعٍ لإعادة الهيكلة والاستغناء عن بعض الموظفين في التلفزيون لترشيق الإدارة، فهذا ما لم يُبحث في الاجتماعات الأخيرة، ولم يسمعه الموظفون الملوّحون بالإضراب، علماً أنه خطوة ربما تكون مطلوبة، خصوصاً في ما يتعلّق بمَن توقف عن العمل في التلفزيون و/أو في التيار وما زال يتقاضى راتبه. علماً أن الجزء الأعظم من المشكلة ليس في التلفزيون، بقدر ما هي في أسماء أصابت ثراء فاحشاً من طريق استغلال قربها من سعد الحريري ودوائر تيار المستقبل، من دون أي مساهمة ذات قيمة في إغناء المسيرة السياسية أو الاجتماعية للتيار. ويبقى أن موظفي تلفزيون "المستقبل" يمكنهم أن يعتبروا أنفسهم محظوظين، بالمقارنة مع موظفي جريدة "المستقبل". وذلك ليس لأن الأسرة التلفزيونية تقاضت راتب شهر من أصل ستة متراكمة، في حين لم يتقاض فريق الجريدة أي مبلغ من ثمانية رواتب متراكمة، فحسب، بل لأن فريق الجريدة يبدو أكثر التصاقاً سياسياً وعاطفياً بتيار "المستقبل"، من فريق التلفزيون المتمتّع بمزيد من التنوع والحيوية اللتين أفضتا أخيراً إلى التلويح بحراك مطلبي ما.. وإن جُمّد في الوقت الراهن.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران أعلنت ارتفاع عدد رعاياها المتوفين إلى 464 واتفاق بين الرياض وطهران لإعادة جثامين ضحايا تدافع الحجاج

وزير الصحة الإيراني: حادث منى خارج عن إرادة السعودية ونسلم بمشيئة الله وقدره

الرياض – وكالات: اتفق وزير الصحة السعودي خالد الفالح ونظيره الايراني حسن هاشمي خلال لقائهما في جدة, ليلة اول من امس, على اعادة جثامين الحجاج الايرانيين الذي قضوا خلال التدافع في مشعر منى قرب مكة المكرمة الاسبوع الماضي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية, أن “الطرفين اتفقا على نقل جثامين المتوفين الايرانيين الذين تم التعرف عليهم بأسرع وقت”, و”الاستمرار بالتواصل للتعرف على البقية ورعاية حالة المصابين”. ونقل الفالح تعازي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الحكومة الإيرانية وأسر الضحايا, مؤكدا رغبة حكومة المملكة بالتعاون مع الحكومة الإيرانية. من جانبه, اعتبر وزير الصحة الإيراني حسن هاشمي, أن حادث التدافع “كان أمرا خارجا عن الإرادة”, مبديا تسليم حكومة بلاده لمشيئة الله وقدره. وأعرب هاشمي عن تفهمه “لصعوبة المهمة التي تضطلع بها حكومة المملكة والخدمات التي تقدمها خلال موسم الحج وتفانيها في ذلك”. وأثنى على جهود المملكة واستجابتها في التعامل مع الحادث وتقديمها كل الخدمات الصحية والإسعافية لجميع المصابين. في سياق متصل, أعلنت منظمة الحج والزيارة الإيرانية, في بيان, أنه “بعد سبعة أيام على الحادث (منى) وعمليات البحث الدؤوبة” ارتفع عدد الحجاج الايرانيين الذين لقوا حتفهم أثناء اداء فريضة الحج في منى من 241 إلى 464 قتيلا. وأضافت إن هذه الحصيلة صدرت بعد عمليات بحث دؤوبة “في جميع المستشفيات ومراكز المعالجة في مكة وجدة والطائف ومنى وعرفات”, مستبعدة أن ترتفع بشكل أكبر لأن معظم المفقودين باتوا يعتبرون في عداد الأموات. كما أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية, عبر موقعها الرسمي, وفاة سفيرها السابق لدى لبنان غضنفر ركن آبادي, الذي كان في عداد المفقودين في حادثة تدافع منى. وذكر الموقع أن وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي, حضر, أمس, في منزل آبادي, لتقديم العزاء لأسرته, ولكن الموقع “عدل الخبر بعد نحو 30 دقيقة وأعلن أن آبادي مازال في عداد المفقودين”. ونقلت وكالة أنباء “تابناك” المقربة من أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام, والجنرال في الحرس الثوري, محسن رضائي, عن شقيق السفير السابق, مرتضى ركن آبادي, قوله إن “فضلي حضر برفقة محافظ طهران إلى منزل آبادي لتقديم العزاء”. وأكد مرتضى أن “فضلي قال إنه لا يعلم مصير آبادي ولا يستطيع أن يعزي عائلته ومازال ينتظر معرفة مصيره ضمن ما تبقى من العدد الإجمالي للمفقودين”. ويعتبر آبادي, الذي دخل السعودية بهوية مختلفة عن هويته, أحد الشخصيات المهمة في مكتب المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي, ويعد أبرز شخصية مطلعة على أسرار التسليح الإيراني ل¯”حزب الله” بلبنان. ومازال عدد آخر من ضباط الحرس الثوري في عداد المفقودين, منهم مدير مكتب الدراسات الستراتيجية في الحرس الثوري علي أصغر فولادغر, وضباط آخرون, مثل حسن دانش وفؤاد مشغلي وعمار مير أنصاري وحسن حسني, وهم ضمن بعثة الحج الإيرانية التابعة لمكتب خامنئي. إلى ذلك, أعلن وزير الأوقاف المصري رئيس بعثة الحج محمد جمعة, ارتفاع المصرين المتوفين في حادثة منى إلى 83 شخصاً وانخفاض المفقودين إلى ,80 مؤكداً العثور على ثلاثة من المتغيبين

 

البحرين تكشف مصنع قنابل ومخبأ يضم 1.5 طن من المتفجرات واعتقال مشتبه بتورطهم في قضايا إرهابية ومرتبطين بجماعات في العراق وإيران

المنامة – وكالات: أعلنت وزارة الداخلية البحرينية, عن توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية ومطلوبين في قضايا أخرى, والكشف عن مخبأ للمتفجرات تحت الأرض وضبط موقع يستخدم كورشة لتصنيع القنابل شرق المملكة. وذكرت الوزارة في بيان, مساء أول من أمس, أنه “في إطار الجهود الأمنية المبذولة لمكافحة الإرهاب وتأمين السلامة العامة للمواطنين والمقيمين, أسفرت أعمال البحث والتحري عن اعتقال عدد من المشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية ومحكومين ومطلوبين في قضايا إرهابية أخرى”. وأضافت إنه “تم الكشف عن مخبأ للمتفجرات تحت الأرض داخل منزل وضبط موقع آخر قربه, يستخدم كورشة لتصنيع القنابل محلية الصنع بقرية النويدرات وسط منطقة مأهولة بالسكان” جنوب المنامة. ولفتت إلى أنه “بعد إخطار النيابة العامة واتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية المقررة, انتقلت على الفور فرق الأدلة الجنائية إلى الموقعين, لإجراء المعاينات الفنية وتحريز المضبوطات نظراً لخطورتها التدميرية وذلك لنقلها إلى موقع آمن”. وأشارت إلى أنه “تم اعداد الموقعين بهدف تصنيع العبوات الناسفة والتخزين, وتم العثور في المخبأ على كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار والمواد التي تدخل في صناعتها, قدرت بنحو 1.5 طن”, ومن ضمنها مادة “سي 4 و”ار دي اكس” شديدة الانفجار ومادة “تي ان تي” المتفجرة بالإضافة إلى مواد كيماوية وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام وأسلحة أوتوماتيكية ومسدسات وقنابل يدوية وكميات من الذخائر الحية والأجهزة اللاسلكية. وأكدت أنه “تبين من خلال عمليات البحث والتحري وجمع المعلومات أن المعتقلين على ارتباط وثيق بعناصر ارهابية موجودة في العراق وإيران, ومازالت القضية في مرحلة استكمال الإجراءات القانونية اللازمة, تمهيدا لإحالتها إلى النيابة العامة”. وشددت وزارة الداخلية على أهمية مسؤولية أولياء الأمور ورجال الدين والسياسة والإعلام في الحفاظ على الأبناء وحمايتهم من التحريض السيئ والنأي بهم عن ارتكاب أعمال مخالفة للقانون, الأمر الذي يستدعي مراقبة تصرفاتهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيحة, والإبلاغ عن كل ما من شأنه أن يعرضهم أو يعرض المجتمع للخطر. ودعت إلى تقديم النصح من خطورة هذه الأعمال الإجرامية وما قد ينتج عنها من انفجار للمواد الخطرة, ما يؤدي إلى قتل الأنفس التي حرم الله قتلها. إلى ذلك, ذكر موقع “العربية نت” الإلكتروني أنه من المستحيل تصنيع مادة “إر دي إكس” المتفجرة محلياً في البحرين, حيث إنها غالية الثمن وحساسة ولا يمكن الحصول عليها إلا من الخارج. ونقل الموقع عن مدير إدارة المتفجرات بالمنطقة الشرقية سابقاً العميد علي حسن الراشد, قوله إن “إر دي إكس” عجينة بنية اللون ومن العجائن المحظورة اكتشفت من قبل عالم ألماني قبل نحو 100 عام, وهي تستخدم في الأعمال التجارية والمجال الصناعي وشديدة الانفجار. وأشار إلى أن هذه المادة تصنف ضمن المواد المتفجرة, ولها القدرة على التحول إلى كمية كبيرة من الغازات بسرعة وحرارة عاليتين, خلال فترة زمنية وجيزة, وبتأثير عامل خارجي, محدثة ضغطاً متزايداً يسبب التدمير, وتفوق سرعة المادة 8887 متراً في الثانية, متفوقة على أشهر المواد التفجيرية الأخرى, كمادة “تي إن تي” بسبعة آلاف متر في الثانية, ومادة “سي 4 ب¯ 8630 متراً في الثانية. وأضاف إنها استخدمت للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية. من جانبه, قال مدير الأدلة الجنائية في وزارة الأمن العام سابقاً اللواء الصيدلي عقيل العقيل, إن متفجرات “إر دي إكس” تهرب إلى المنطقة بطرق غير شرعية, وجميع دول العالم تسن قوانين صارمة في التحكم والسيطرة عليها. وأكد العقيل أن هناك دولاً معادية مثل إيران التي تعلن عداءها للسعودية ودول الخليج بشكل مستمر والجماعات المتطرفة في العراق متورطة في تمويل الجماعات الإرهابية بالمتفجرات

 

ماكين: مقاتلات روسية قصفت معارضين سوريين دربتهم وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية

الخميس 01 تشرين الأول 2015/وطنية - أعلن السناتور الاميركي جون ماكين، ان "الغارات الروسية أمس في سوريا استهدفت معارضين سوريين دربتهم ومولتهم وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي.آي.ايه" لمحاربة تنظيم "داعش". وصرح ماكين لشبكة "سي.ان.ان" صباح اليوم: "يمكنني ان اؤكد ان هذه الغارات استهدفت "الجيش السوري الحر" او مجموعات دربتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وسلحتها".

 

مرضية افخم: ايران تدعم الضربات الروسية في سوريا بلا تحفظ

الخميس 01 تشرين الأول 2015/وطنية - أعلنت ايران، اليوم، انها "تدعم بلا تحفظ الضربات الجوية التي تشنها موسكو في سوريا"، معتبرة انها "مرحلة" لتسوية الازمة في المنطقة. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم ان "جمهورية ايران الاسلامية تعتبر العملية العسكرية الروسية ضد المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا مرحلة في مكافحة الارهاب وتسوية الازمة الحالية في المنطقة". اضافت: "ان مكافحة عملية وعميقة للارهاب امر لا بد منه"، موضحة ان ذلك "يتطلب تصميما جديا وتحركا دوليا مشتركا يستندان الى التعاون مع الحكومتين العراقية والسورية اللتين تتحملان المسؤولية الرئيسية لمكافحة الارهاب". وتشن روسيا منذ أمس ضربات جوية في سوريا، وتؤكد انها "لا تريد مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية وحده، بل المجموعات الارهابية الاخرى المعارضة للرئيس بشار الاسد ايضا".

 

إيران تغلي…وخامنئي يهدّد السعودية بردّ قاسٍ

خاصّ جنوبية 30 سبتمبر، 2015/قاد المرشد الايراني السيد علي خامنئي أمس سلسلة من الهجومات السياسية والاعلامية على المملكة السعودية التي كان قد بدأها عدد من المسؤولين الايرانيين على اثر حادثة التدافع في منى الاسبوع الماضي والذي ذهب ضحيته مئات من القتلى والجرحى من الحجاج الايرانيين من بينهم قادة عسكريين وعدد من المسؤولين السياسيين الذين يحتلون مناصب هامة في الجمهورية الاسلامية. قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله السيد علي خامئني الأربعاء، إن على السعودية إعادة جثامين الحجاج الإيرانيين الذين لقوا حتفهم في كارثة التدافع في منى، وإلا فإن الرد سيكون ” قاسيا وعنيفا”. ويأتي ذلك بعد التأخر في إعادة جثامين 239 حاجا إيرانيا قضوا في حادث التدافع في منى بمكة المكرمة الأسبوع الماضي. وتصريحات خامنئي تؤكد غضب إيران المتزايد من رفض السعودية السماح لطائرة شحن بالتوجه إلى المملكة لنقل الجثامين إلى طهران. و في تصريح لمراسل وكالة فارس يوم الاربعاء، انه رغم متابعات المسؤولين الايرانيين في طهران ووزير الصحة ومساعد وزير الخارجية في مكة الا ان السلطات السعودية لم تصدر لحد الآن ترخيصا لتسيير رحلة طارئة لنقل جثامين ضحايا الحجاج الايرانيين في كارثة منى الى ارض الوطن. وندد وزير الامن الايراني محمد باقر علوي بحكام السعودية على خلفية كارثة منى ووصف ممارساتهم بعد الكارثة “بالسفيهة وهو ما يبعث رائحة الجريمة منها”. المتحدث الرسمي باسم منظمة الحج الايرانية صرح اليوم الاربعاء ان” هناك 8 دبلوماسيين والمستشار الامني للسيد علي خامنئي ومدير التخطيط الاستراتيجي في الجمهورية الاسلامية الايرانية، وعالم نووي فقدوا مع الحجاج الايرانيين”.

ويذكر ان أشهر الدبلوماسيين المفقودين الذي لم يعرف مصيره بعد، هو السفير الايراني السابق في لبنان غضنفر ركن ابادي وهو احد الاعضاء البارزين في بعثة مكتب قائد الثورة الامام السيد علي الخامنئي الى الحج. واكد مساعد الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان بانه تم ابلاغ السفارة السعودية بان اسر ضحايا كارثة منى طالبوا باعادة جثامين اعزائهم الى ايران وعدم دفنهم في السعودية. وفي لهجة تحذيرية قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران، محسن رضائي ان “السعودية تتعمّد عدم تسليم جثامين الحجاج الايرانيين”، موجها النصيحة لحكام السعودية لتصحيح سلوكياتهم تجاه الجمهورية الاسلامية.واضاف، “اننا ننصح حكام السعودية لتصحيح سلوكياتهم تجاه ايران، فلقد مارس صدام مثل هذا السلوك من قبل الا انه لم يحقق شيئا والان لا سبب يدعو لاطلاق هذه العداوات ثانية”. وفيما اذا كانت حادثة منى متعمدة او غير متعمدة قال “لا يمكن القول الان بان الحادثة متعمدة ام لا، الا ان سلوكياتهم بعد الحادثة وعدم السماح لتحديد هوية الحجاج القتلى والامتناع عن تسليم جثامينهم هي ممارسات متعمدة تماما”. هذا وقد اتهمت وسائل الاعلام الايرانية السعودية بمحاولة اخفاء الحقيقة عندما بادرت وزارة الصحة السعودية مساء يوم الثلاثاء، الى حذف خبر ارتفاع عدد ضحايا مشعر “منى” الذي اعلن فيه ان العدد ارتفع الى اكثر من 4173 قتيلا. ويرى مراقبون ان تصريح خامنئي يعكس غضب الشارع الايراني من النظام السعودي الذي يخوض معركة شرسة في اليمن ضد الحوثيين وجيش علي عبدالله صالح المدعومين من ايران، لذلك فان شكوكا رسمية وشعبية في طهران تخشى ان يكون تدافع منى مدبرا للثأر من الموقف الايراني في اليمن، مع العلم ان خامنئي في تهديده اليوم للسعودية ترك مجالا للعمل الدبلوماسي من أجل حلّ هذه الازمة المستجدة عندما قال أن “جمهورية إيران الإسلامية أبدت حتى الآن ضبط نفس” مطالبا بتشكيل لجنة تقصي حقائق من الدول الإسلامية للتحقيق في أسباب التدافع.

 

الكنيسة الروسية تبارك "الحرب المقدسة"..والغارات بالتنسيق مع إيران

المدن - عرب وعالم | الخميس 01/10/2015/نقلت إدارة الصحافة في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، عن بطريرك موسكو وعموم روسيا البطريرك كيريل، مباركته لقتال القوات الروسية في سوريا، قائلاً إنه يأتي لأجل: "حماية الشعب السوري من العلل التي جلبها تعسف الإرهابيين"، وأضاف كيريل أن "الشعب الأرثوذكسي" لاحظ "العديد من حوادث العنف ضد المسيحيين في المنطقة". ونقلت قناة "روسيا اليوم"، عن مصدر رفيع المستوى في الكنيسة يدعى فسيفولد تشابلين، قوله إن القرار الروسي يأتي "لحماية الضعفاء، مثل المسيحيين في الشرق الأوسط، الذين يتعرضون لحملة إبادة". وأضاف تشابلين: "كل حرب ضد الإرهاب هي حرب تتمتع بميزة أخلاقية، ويمكن حتى تسميتها بحرب مقدسة". من جهتها، نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء، عن تشابلين، قوله إن "القتال ضد الإرهاب هو معركة مقدّسة اليوم، وربما تكون بلادنا هي القوة الأنشط في العالم التي تقاتلها". وقال تشابلين، إن الكنيسة تدعم قرار روسيا نشر قواتها الجوية في سورية لمهاجمة "تنظيم الدولة"، معتبراً أن "هذا القرار ينسجم مع القانون الدولي وعقلية شعبنا والدور الخاص الذي تلعبه بلادنا دائما في الشرق الأوسط". معهد واشنطن، أصدر دراسة بعنوان "الضربات الروسية الأوّلية في سوريا لا تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية" للكاتب فابريس بالونش. وجاء في الورقة، أن الغارات أصابت تلبيسة بريف حمص، وجيباً للمتمردين في مدينة الرستن، حيث لا يتواجد مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية". ويكمن الهدف الاستراتيجي من الضربات الروسية، بحسب بالونش، في مساعدة قوات النظام ومليشيا "حزب الله" على "القضاء على هذا الجيب من المتمردين وتوفير حماية أفضل لمدينة حمص. ويمكن لهذه الخطوة أيضاً أن تدفع المتمردين للتفاوض بجدية حول رحيلهم، كما فعلوا عندما خرجوا من مركز المدينة في نيسان/أبريل 2014". وفي الوقت ذاته، أصابت الضربات الروسية في محافظة اللاذقية جبل الأكراد الذي يشكّل معقلاً لـ"جيش الفتح" وتهديداً مباشراً على مدينة اللاذقية. وستحتاج روسيا إلى إزالة هذه المنطقة التي يتواجد فيها المتمردون إذا كانت تأمل في تأمين الطرف الشمالي الذي يشكل قلب نظام الأسد العلوي -والذي تأمل موسكو أن يكون مقراً لقواعدها العسكرية في سوريا وشرق البحر الأبيض المتوسط في الوقت الحاضر والمستقبل، بحسب بالونش. والهدف الآخر الذي تم استهدافه في 30 أيلول/سبتمبر يقع بالقرب من بلدة محردة المسيحية في محافظة حماة التي تقع تحت تهديدات "جبهة النصرة". وتُعد المدينة أيضاً نقطة رئيسية في جبهة حماة بالقرب من طريق حلب السريع، الذي تحاول قوات النظام إعادة فتحه منذ ثلاث سنوات ولكن دون جدوى. معهد واشنطن، يقول بإنه يمكن للتدخل العسكري الروسي القوي في منطقة حلب أن يضع موسكو في وسط رقعة الشطرنج السورية. وتخلص الورقة إلى أن هدف الموجة الأولى من الضربات الجوية الروسية هو تأمين الأراضي التي تسيطر عليها قوات النظام السوري. وأكدت أن تنسيق الضربات الروسية تم مع قوات النظام و"حزب الله" أيضاً، وبالتالي مع إيران.

 

الجبير: إيران أكبر راع للإرهاب في العالم

راغدة درغام/الحياة/01 تشرين الأول/15

رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن إيران هي “أكبر راع للإرهاب في العالم”، وهي متورطة في محاولات تهريب متفجرات إلى البحرين والمملكة العربية السعودية وبناء خلايا في الدول العربية من أجل التخريب.

وأضاف في تصريح لـ”الحياة” على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن إيران تحوّلت قوة احتلال في سورية، وأنها يمكن أن تؤدي دوراً كبيراً في الحل السياسي فقط إن هي سحبت القوات الإيرانية والميليشيات التي أحضرتها إلى سورية.

وشدد الجبير على ضرورة ألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور في العملية الانتقالية، معتبراً أن المبدأ الأول المتفق عليه بموجب بيان “جنيف1” هو أن لا مستقبل لبشار الأسد في سورية. وعما إذا كانت روسيا توافق على هذا المبدأ قال إن الحل لا يعتمد على روسيا، لأن المبادئ هي أن لا دور لبشار الأسد في مستقبل سورية، والمبدأ الثاني أن نحافظ على المؤسسات المدنية والعسكرية في سورية كي لا تعم الفوضى والانهيار ولكي تستطيع الحكومة السورية أن تحافظ على الأمن وتوفر الخدمات لشعبها ومواطنيها وتواجه التطرف الموجود، مشدداً على أنه لا خلاف حول ذلك.

وعن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وروسيا قال الجبير إنها يجب أن تكون أوسع مما هي عليه الآن، إذ إن حجم المملكة العربية السعودية وحجم روسيا اقتصادياً وسياسياً لا يتماشى وحجم العلاقات بين البلدين»، مؤكداً وجود اختلاف أساسي بين البلدين حول الأزمة السورية.

وعن  العلاقات الأميركية- الإيرانية قال الحبير: لا أعنقد انها ستتغير بالشكل الذي يتوقعه الناس والمحللون، بالذات عندنا في المنطقة. الولايات المتحدة تنظر إلى إيران كأكبر داعم للإرهاب في العالم، وتدرك تماماً دور إيران في دعم حزب الله وتدخلها في شؤون المنطقة وأساليبها في التعامل مع دول الجوار. لا أعتقد أن التغيير الذي يتوقعه بعض المحللين سيحدث بالشكل الذي يصفونه، فالولايات المتحدة عبّرت عن استعدادها للعمل مع حلفائها في المنطقة، وبالذات دول الخليج، للتصدي للتدخلات الإيرانية ولتعزيز قدراتهم الأمنية والدفاعية وغيرها ليتمكنوا من مواجهة أي تحركات إيرانية تجاههم.

 

لافروف: الجيش الحر شريك في الحل السياسي

المدن/ الخميس 01/10/2015

لافروف: الجيش الحر شريك في الحل السياسي "إنترفاكس": سيتم إلحاق قوات خاصة بمشاة البحرية إضافة إلى قوات تابعة لفرقة الإنزال الجوي الجبلية السابعة (ريا نوفوستي) قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الخميس، إن بلاده لا تعتبر الجيش السوري الحر منظمة إرهابية، ويجب أن يكون جزءاً من الحل السياسي في سوريا. وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة "إن روسيا تضرب أهدافاً في سوريا لتنظيم داعش وجبهة النصرة، ومنظمات إرهابية أخرى، تماماً كما يفعل التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة". ونفى لافروف أن تكون بلاده تخطط لتوجيه ضربات جوية في العراق. وقال "نحن لا نخطط لتوسيع ضرباتنا الجوية لتشمل العراق. لم تتم دعوتنا ولم يطلب منا ذلك، ونحن مؤدبون كما تعلمون. لا نذهب إلى مكان إذا لم تتم دعوتنا إليه". وكان مدير قسم التحديات والتهديدات الطارئة لوزارة الخارجية الروسية إيليا روغاتشيوف قد قال، الخميس، إن موسكو تدرس توجيه ضربات في العراق. وأضاف "إما أن يوجه إلينا طلب بهذا الخصوص من حكومة العراق وإما قرار من مجلس الأمن، الأمر الذي سيتعلق اتخاذه بدرجة حاسمة برغبة الحكومة العراقية. وعند وجود هذه الأسس الكافية، سندرس المنفعة السياسية والعسكرية لذلك". وعلى الفور أدلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتصريحات رحّب فيها بالإعلان الروسي. وتسعى موسكو إلى تدعيم قواتها المتواجدة في سوريا من خلال رفد قواعدها في طرطوس واللاذقية بقوات إسناد إضافية. فقد صدر عن وزارة الدفاع الروسية قرار يقضي بإشراك سفن الإنزال البحري للرد السريع، المنتشرة في مياه المتوسط، في العملية الجوية الروسية في سوريا. كما ستكون قوات أسطول البحر الأسود في مقدمة القوات المشاركة في العملية، بما يخدم حماية نقطة الدعم الفني والإسناد في طرطوس، والقاعدة الجوية المؤقتة في اللاذقية. وبذلك يكون تواجد القوات الروسية قد تحقق عبر الجو والبحر على الأقل. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن مصدر عسكري قوله إنه سيتم كذلك إلحاق قوات خاصة بمشاة البحرية إضافة إلى قوات تابعة لفرقة الإنزال الجوي الجبلية السابعة. وأشارت الوكالة، الخميس، إلى أنه سيتم إشراك ناقلات كبيرة تتبع لأساطيل البحر الأسود والبلطيق والشمالي، لتزويد الطائرات الحربية الروسية بالوقود اللازم لها في عملياتها في سوريا، حيث تصل حمولة كل منها إلى ألف طن من وقود الطائرات، إضافة إلى 2050 طناً من وقود الديزل و8250 طناً من المازوت، و220 طناً من المؤن. و كانت "إنترفاكس" قد نقلت عن مصادر محلية مطلعة أنه شوهدت في البحر الأسود سفينتا "كورولوف"، و"ألكسندر أوتراكوفسكي"، وهما تعبران مضائق البحر الأسود في طريقهما الى المتوسط. وذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن القوات الجوية الروسية تقوم بتحديد أهدافها في سوريا بالتنسيق مع القوات السورية. وأن الرئيس بوتين أكد أن عملية القوات الجوية الروسية تأتي دعماً للعملية الهجومية للقوات السورية في مكافحة تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية. مشيراً إلى وجود قائمة بالتنظيمات الإرهابية المستهدفة.من جهتها، تستمر دمشق في محاولات إظهار النظام كشريك أساسي في العمليات الجوية الروسية ضد سوريا، حيث اعتبر السفير السوري في موسكو رياض حداد، خلال مؤتمر صحافي، الخميس في موسكو، أن الطريق الوحيد إلى النصر يقع عبر التنسيق مع الجيش السوري، مشيراً في هذا الصدد إلى أن "التعاون والتنسيق كامل بيننا وبين القوات الجوية الروسية لتحديد مواقع الإرهابيين". وأضاف "الجيش السوري يملك كامل المعلومات والمعطيات عن أماكن وجود الإرهابيين، لذا فالضربات (الروسية) دقيقة وانتقائية، خلافاً لضربات التحالف الدولي التي بدأت منذ عام لم تكن دقيقة على الإطلاق وألحقت أضرارا كبيرة في البنية التحتية والآثار السورية". وفي وقت سابق، الخميس، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن دولاً عديدة غير روسيا شنّت عمليات عسكرية في سوريا منذ أكثر من عام، ولم تطلب إذناً من مجلس الأمن الدولي، كما أنها لم تتلقَ طلباً من السلطات السورية حول هذا الأمر. ونفى أن تكون الغارات الروسية قد ضربت أهدافاً مدنية، وقال "المعلومات الأولى عن سقوط ضحايا مدنيين توفرت حتى قبل إقلاع طائراتنا". وأضاف: "لكن ذلك لا يعني أننا يجب ألا نصغى إلى معلومات من هذا النوع".

 

هذا ما حدث في منى عن لسان أحد الحجاج العراقيين

جنوبية/01 تشرين الأول/15/روى العلامة السيد احمد الراضي ما جرى معه ومع العلامة السيد حيدر الحسني( وهو مازال مفقودا) ونجله السيد علي الحسني ( وهو عاد الى لبنان ولايزال يعالج في مستشفى اوتيل ديو) ومع عدد من العلماء من اعضاء بعثة المرجع السيد محمد سعيد الحكيم خلال الكارثة التي جرت في مشعر منى وهنا ما رواه السيد الراضي : بعد إكمال الموقفيين عرفة والمشعر الحرام وعند طلوع الشمس عند الساعة السادسة والربع من يوم العيد ،بدأنا بالمشي باتجاه مخيم منى،وصلنا المخيم عند الساعةالسابعة والربع ،وضعنأ امتعتنا وتناولنا الإفطار وخرجنا إلى رمي جمرة العقبة،ونزلنا إلى النفق المؤدي إلى الطريق 204 في منطقة سوق العرب لأننا نريد أن نرمي من أسفل الجمرة،وصرنا نمشي ونمشي، والسير يمشي بكل انسيابية،ثم لاحظت بأن هناك تجمع من قبل بعض الحجاج أغلبهم من أفارقة يطلبون الماء من المخيمات،فقلت لأخي سيد رياض الحكيم سيدنا الوضع غير طبيعي وهناك من يوزع الماء على جنب الطريق ،قال لي انشاء الله ما في شيء،لعله سوء إدارة وتنظيم، توكل على الله، وصرنا نمشي ونمشي،حتى تثأقل المشي،إلى أن توقف المسير نهائيا، ونفذ الأوكسجين ،وصارت حالت الهلع والهياج . سمعت سيد رياض يقول للحاج حازم أمامي انا لا استطيع ان اكمل الطريق،أريد الخروج،فخرج سيد رياض ومعه حاج حازم باعجوبة ،كأن يدا غيبية أخرجتهما من وسط هذا البركان ، وكلما حاولت الخروج وإلحاق بهم لم أستطع! فسلمت أمري إلى ربي، وأنا في وسط هذا الموج الهادر من البشر،يأخذنا يمينا وشمالا ،لأكثر من ساعة ،وانا أردد سبحانك لا اله الا انت اني كنت من الظالمين……. إلى أن صرت اول الواقفين على الأجساد المتساقطة من الحجاج،وهذا التساقط له سبين أو أكثر والله العالم،سبب الأول التدافع والعصر والغليان والغثيان والضعف والشمس التي لا تقاوم ،وقلة الأوكسجين ،والسبب الثاني هو رمي قناني المياة على الحجاج من المخيمات المحيطة،لما ترمى القنينة الماء تسقط ينحني الحاج لكي يأخذها، فتاتي الدفعة فيسقط وهكذا…….صارت حالة التدافع والهلع، فرأيت بعض الحجاج يخرج من إحرامه صاعدا عمودا لكي ينجو ،وهو عاري، وبعض آخر يصعد على الخيمة ،فيكرب على الخيمة ،وهي من البلاستيك ، فتنهار بهم،حتى أن بعض صور الضحايا كالتل. لما أصبحت اول الواقفين على الأجساد ،رأيت من الحجاج أخلاق وايثارا، وهما في حالات الموت والحياة ما حيرت العقول السني يسقي الشيعي ويموت معا، ورأت المرأة تستر الرجل، والرجل يستر الرجل،رأيت أخا يترك أخاه وينقذ أخ له في الدين لم يعرفه،صورة جميلة للإسلام والإيمان وخلق آل محمد صلى الله عليه وآله. وأنا واقف انظر الى الأجساد المتداخلة والمتشابكة ،بحيث لايمكن فصلها عن بعضها بالحالة الطبيعية،فكيف بحال التدافع والهلع. كلما هممت أن أقفز مسكني حاج من خلفي متمسكا بحرامي لكي ينجو ،فكرت طويلا أن امشي على الأجسام بحذر ،لأنها كانت كأنها مطلية بالدهون نتيجة التعرق. فقررت أن امشي لأنني اذا أبقى سأنهار كبقية الحجاج،خيار صعب ؟ خيار صعب ولحظات مؤلمة،وانا ارى من يستغيث ولايمكن الإغاثة ولا المساعدة. الحدث في بدايته لحظات لايمكن وصفها ولاتصويرها،وهي مسافة عشرة أمتار من الاجساد، ولعلها أطول مسافة اقطعها طوال حياتي. عبرت ولكن لم أصدق اني عبرت، واصابتني حالة وذهول والدوران،ومع ذلك مشيت حافي منهارا،قاصدا الجمرات ،وكأني امشي على الجمر من شدة حرارة الارض،لكن لم أشعر بها. ما أن وصلت إلى الجمرات ،رأيت أخي سيد حسن صدفة فالبسني أحرام واستحيت منه أن أطلب منه النعل، رجمت جمرة العقبة ، وبعدها أخذت تلفوني ،واذا به خاليا من الشحن، فأخذ سيد حسن وشحن تلفوني من شاحن مع الحملة ، اتصلت بالجميع ،فلم يرد علية احد،فبكيت وتألمت،وقلت يارب نحن عبيدك وضيوفك، أكرمنا برؤيا من نحب؟ وماهي إلا لحظات ويرن هاتفي واذا به سيد حيدر الحكيم ،يسأل عني وعن باقي اخواني ، أخبرته وسألته عن سيد رياض والحاج حازم فقال معي وهما بخير. أما الأخ الكبير ، السيد حيدر الحسني وولده السيد علي،فكنا معا، ثم افترقنا بسبب التدافع،أخبرني سيد علي بأنه بلحظة لم ير والده ، وأما هو فقد طمر بالأجساد وهو عاري، فقد أحدث فيه الله امرا. وأما والده السيد حيدر الحسني فاشهد انه كان يحب الموت،رافقته في بعثة المرجع الكبير ايه الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم مد ظله ،منذ أكثر من اثني عشر سنة ،دائما يردد ، يارب بس ترضى عني خذ عمري، وكان لايقبل أن يعبر أحد عن ملك الموت بعزائيل ،بل يقول هو ملك الموت. أما نجاة الأخوة سيد رياض وسيد حيدر،أظن أن هناك رعاية ،ولعل وردا معينا نجاهما . وأما المشايخ الإيرانيون الذين كانوا بالبعثة وهما الشيخ محمد رضا مؤيدي وشيخ مسلم قلي زاده وقد فقدا، والشيخ طاهر زاده والشيخ عباس حيدري وهما بخير وسلامة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله وضمان المقتول للقاتل!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/15

جوهر الحديث الأخير للأمين العام لحزب الله أنه يريد «ضمانة» للسماح للبنانيين بانتخاب رئيسٍ للجمهورية. وضمانته: انتخاب الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية، التي يكاد يمضي عامٌ ونصفٌ وهي دون رئيس. أما لماذا هذه الضرورة للضمانة؟ فلكي لا يخرج الرئيس العتيد على نهج الممانعة، أو ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة! وإذا عرفنا أنّ الأمين العام لحزب الله يمتلك تنظيمًا مسلَّحًا يشنُّ الحروب في لبنان وسوريا والعراق.. واليمن، وأماكن أخرى نعرف بعضها ولا نعرف البعض الآخر، يصبح الأمر مثيرًا للعجب والسخرية والمفارقة الصارخة؛ إذ من الذي يحتاج إلى «ضمانة» في هذه الحالة: الطرف القوي بل الأقوى الذي يقرر ما يريد بالقوة، أم خصومه الذين لا يملكون من الأمر شيئًا؟ فمنذ عام 2005 يتساقط خصوم السيد حسن نصر الله صرعى في لبنان من سياسيين ومثقفين ورجالات جيشٍ وأمن، وإلى حدّ أننا لم نعد نعرف السبب أو «الذنب» الحقيقي لهذا المقتول أو ذاك، إلاّ بالطبع: اعتبار الأمين العام، وحليف الرئيس الأسد أنّ هؤلاء خصوم يستحقون التصفية. وبعد عام 2013 امتدت سطوته إلى سوريا والشعب السوري، هو لا يزال يخوض الحرب هناك على السوريين بالقتل والتهجير. وقد قال في حديثه الأخير إنه ليس نادمًا على خوض الحرب على السوريين، بل هو نادمٌ على أنه لم يخضها قبل ذلك، أي منذ عام 2011! فإذا كان المشهد اللبناني على هذا النحو منذ عام 2005، والمشهد السوري على هذا النحو منذ ثلاث أو أربع سنوات، وكان هذا دور حزب الله وإيران في المشهدين وغيرهما، فمن الذي يحتاج إلى ضمانٍ وضمانة: حزب الله أم اللبنانيون الآخرون غير المسلحين، والذين لا يريدون شيئًا غير استمرار الدولة، وانتخاب رئيسٍ لها في المجلس النيابي؟! إن لم تمضوا أيها الساعون للسوء والغدر لانتخاب عون أو من يوافق الأمين العام على «مواصفاته» - هكذا قال - فلا رئيس، بل وهناك «خيارات» أخرى يمكنكم توقعها: انتخاب الرئيس (عون بالطبع!) من الشعب مباشرةً، أو إجراء انتخابات نيابية بناءً على قانونٍ للانتخاب يضمن حصول الحزب وأنصار عون على أكثريةٍ فيها (سبق لهما أنْ خسرا الانتخابات مرتين في عامي 2005 و2009)، وإن لم يعجبكم هذا أو ذاك أو ذلك، فعندكم «خيار» المجلس التأسيسي أي إعادة تأسيس الجمهورية بالشكل الذي يضمن سيطرة جماعة نصر الله على الجمهورية التعيسة إلى الأبد! ولماذا هذا كلّه؟ لأن نصر الله يمتلك السلاح، وخصومه لا يمتلكون السلاح!

لقد كان من «فضائل» العسكريين العرب اجتراح نهج الانقلابات العسكرية. وهو نهجٌ حوَّل الدول الوطنية الناشئة إلى ثكناتٍ وشموليات. وبسبب فشل تلك الأنظمة على طول مدتها، ظهرت في ثناياها البدائل الميليشياوية: الفلسطينية أولاً ثم الإيرانية الطائفية ثانيًا. كان الفلسطينيون يقولون في الأردن ولبنان إنهم يريدون الانطلاق من الجوار لتحرير فلسطين. إنما لكي يأمنوا وتكون حركتهم التحريرية حرة، فلا بد أن يسيطروا على النظام في البلد الذي ينطلقون منه. ولأنهم فشلوا في التحرير، فإنّ إسرائيل هي التي احتلت أجزاء من دول جوار فلسطين. وهكذا حلّت الميليشيات المتأيرنة والأخرى المتأسلمة محلَّ الميليشيات الفلسطينية، وفي لبنان أولاً، ثم صارت هي البديل لأنظمة الدول في كل مكان. فحتى في دولةٍ ذات أكثرية شعبية شيعية مثل العراق، انتهى الأمر بدولة ولاية الفقيه إلى تفضيل «الحشد الشعبي» على إدارة الدولة التي سيطرت هي على نظامها بمساعدة الأميركيين! ولا يقتصر الأمر اليوم بالطبع على لبنان والعراق، بل هناك الميليشيا العلوية التي يرعاها بشار الأسد والإيرانيون في سوريا، والميليشيا الحوثية باليمن، والتنظيمات الشيعية السرية بالبحرين والكويت، والميليشيات الموالية بقطاع غزة. إنه نمطٌ جديدٌ عمله الوحيد تحت اسم المقاومة أو الممانعة: تفكيك المجتمعات، وتخريب الدول والبلدان. ولأنه صار نمطًا (ميليشيا طائفية)، فحتى في الدول التي لا شيعة فيها مثل ليبيا انتشرت الميليشيات. كما أن الميليشيات الإيرانية والمتأيرنة أنتجت مضاداتها وإنما على مثالها، مثل «داعش» و«النصرة»، التي تحمل أيضًا شعارات وعناوين المقاومة، المقاومة لمن؟ ما عاد أحد يفكر بالطبع بإسرائيل. فميليشيات إيران تقاوم التكفيريين والإرهاب. وميليشيات التطرف السني تفعل الأفاعيل. وحتى عندما اكتشف الرئيس الروسي بوتين، أنه هو بدوره يريد مقاومة الإرهاب إلى جانب الرئيس الأسد، ما تردد في إعطاء «ضمانات» لإسرائيل بأنّ ذلك لمصلحتها. وقد يتوسط الرئيس الروسي بوتين لإدخال نتنياهو في الحلف الذي صاغه ضد الإرهاب والمكوَّن من إيران والميليشيات العراقية وميليشيات بشار الأسد بقيادة روسيا. ولا ندري فربما وجد الرئيس أوباما نفسه في هذا التحالف أيضًا، ما دام همّه الأوحد مكافحة «داعش»!

قبل عامين ونيف، وتحت وطأة الضغوط المباشرة لعودة الاغتيالات، وتدخل الحزب في سوريا، ظهر في صفوفنا عددٌ من الشبان الانتحاريين الذين أرادوا الانتقام للاغتيالات وقتل السوريين وتفجير المساجد في طرابلس. وكانت تلك المرة الأولى، لأن الانتحاريين السابقين كانوا من الشبان السوريين أو الفلسطينيين، وهي المرة الأولى كما قلت، التي خرج فيها هؤلاء من صفوفنا بطرابلس والبقاع وصيدا، ومضوا باتجاه مناطق الحزب وتجمعاته والسفارة الإيرانية. يومها جزعنا نحن أكثر من جزع الحزب، واعتبرنا ذلك مصيبة، وانصرفنا إلى صفوفنا وشباننا قصد مصارعة هذه الظاهرة المفزعة، وظواهر مثل أحمد الأسير. ذلك أنه إذا انتشرت ثقافة الموت المتعمد ضد المدنيين من أجل الانتقام، فإنّ المجتمعات تتفكك وتنتهي، ووقتها بالذات كان الأمين العام للحزب يطوف على كوادر حزبه وخلاياه وحوزاته، ويُلقي المحاضرات عن ضرورات التحشد والهجوم للدفاع عن المذهب ضد «التكفيريين» الذين سيغزون النجف وكربلاء وقم، إن لم تجر المبادرة لدفعهم بالقوة عن مزارات آل البيت ومقاماتهم: وأين كانت المزارات ووجوه الأخطار؟ في القُصير والقلمون وحلب، التي ليس فيها مزارٌ واحد لآل البيت. ولكي لا يبقى لدى أحدنا وهمٌ أو تردد، ها نحن بعد سنتين ونيف، نجد الحزب والإيرانيين، وقد قتلوا في سوريا ما لا يقل عن عشرين ألفًا، يعمدون بعد تهجير الأحياء من القصير والزبداني، يحاولون أن يُحلُّوا محلَّهم شيعة من قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين بإدلب، مثلما فعل الصهاينة ويفعلون في فلسطين فيما بين القتل والتهجير والاستيطان! كلهم، ومن الأمين العام للحزب وإلى خامنئي وبوتين ونتنياهو يريدون منا نحن العرب المقتولين؛ سوريين ولبنانيين وفلسطينيين ويمنيين، ضمانات من طريق الخضوع للأسد وعون والمستوطنين والحوثي لاستدامة السيطرة، فيا للعرب!

 

رسالة إلى الأخوة المتحاورين حول الرئيس التوافقي للجمهوريّة!

د. نبيل خليفه/النهار/2 تشرين الأول 2015

أسمح لنفسي بأن أوجّه الى حضرتكم هذه الرسالة وأعترف مسبقاً بأنني لست أكثر معرفة أو وطنية أو التزاماً من غيري، ولكنني كباحث عتيق في جغرافيا لبنان وتاريخه وتركيبته السوسيولوجية وواقعه الجيو-سياسي ومساره ومصيره... على خطى ميشال شيحا، أجد من واجبي الروحي والاخلاقي والفكري والوطني أن أتوجه اليكم وبكل احترام ومحبة، بهذه الرسالة الصغيرة والمعبرة في موضوع يعنيكم ويعني اللبنانيين جميعاً، ألا وهو اختيار الرئيس المناسب للجمهورية والشخصية المؤهلة والمتوافق عليها لشغل هذا المنصب. أعرف، وتعرفون، أن لدينا باقة متعددة ومتنوعة من الشخصيات المارونية الكفية لاستلام هذا المنصب. وهي شخصيات نعرفها وتعرفونها ونقدّرها وتقدرونها ونحترمها وتحترمونها! وأعرف وتعرفون أن لدى كل شخصية منكم مرشحاً يعمل ويأمل أن يصل سراً وعلانية وهذا من حقه وواجبه! وأعرف وتعرفون أن خياراتكم دقيقة وصعبة في ظلّ التجاذب الداخلي والاقليمي والدولي على لبنان والمنطقة.

وأعرف وتعرفون أن من يقع عليه الخيار ينبغي أن يتحلى بالمواصفات التي تجعله يحظى باهتمام واحترام وتقدير كل الطوائف والزعامات والأحزاب والقوى الحية في المجتمع... أو بمعظمها على أقلّ تقدير! ولكن دعوني اصارحكم بأن كل اختيار له مبرراته النابعة من المواصفات الشخصية والوطنية والفكرية والسياسية للمرشح وهي مستوحاة من تاريخ الرجل ومساره السياسي والعقائدي والاخلاقي على امتداد نصف قرن بحيث بقي رجل الرهان على شعبه ووطنه... وليس رجل الارتهان للآخرين؟ ويمكن اختصار هذه المواصفات بأربعة أساسية:

أولاها: صفته التمثيلية لطائفته ووطنه بأن يكون لبنانوياً مارونوياً بالمعنى الايديولوجي والجيو-سياسي للكلمة وليس بالمعنى السياسي والرقمي.

ثانيتها: تاريخ علاقته بالعائلات اللبنانية "المتشاركة" وموقعه على الخريطة اللبنانية جغرافياً وطائفياً وفكرياً وسياسياً، أي: تاريخ نضاله السياسي.

ثالثتها: مدى قدرته على التوقّع والتبصّر (prévoyance) في بلد يواجه الصعاب والمطبات والصراعات وهو لوضعه الصعب في حاجة الى سلطة الأفكار وليس سلطة الأوهام.

رابعتها: إن حكم الافكار يعني، اول ما يعني، حكم الدستور والقانون خدمة للمجتمع، وفي ضوء فهم عميق وصحيح للتركيبة المجتمعية اللبنانية والانماء المتوازن. من هنا وجوب أن يكون رئيس لبنان، اول ما يكون، رجل دستور وقانون وعدالة وإنماء، خصوصاً في ظروفنا الحالية الصعبة. وليس من قبيل الصدف أن يكون ميشال شيحا واضع أول دستور للبنان عام 1926 هو، ويبقى معتبراً حتى اليوم، وغداً، الرئيس الفخري غير المنتخب للجمهورية اللبنانية.

إن الشخص المكمّل لخط ميشال شيحا حالياً، فكراً ودوراً ورسالة، وواضع مشروع تعديلات دستور الطائف إنه بكل فخر وتواضع في آن المحامي إدمون رزق. فهو رمز وحدة اللبنانيين، وأحد أبرز رجال الدستور في لبنان. وهو اللبنانوي المارونوي الحامل في عقله وقلبه لبنان الكيان النهائي من البحر المتوسط الى خط القمم الشرقية ومن "درجة الحمرا" جنوباً الى "ممرّ الزمراني" شمالاً. وهو المناضل لأكثر من نصف قرن في خط جماعة الفلاحين الموارنة المقاومين من أجل الحرية في كل لبنان ولا سيما جنوبه. ومدينة الشلال جزين تحديداً! والعامل للوئام والوصول بين جبل المشايخ الدروز وجبل عامل الشيعة.

وهو رجل العروبة انتماء وبلاغة وثقافة وحضارة، وهو رجل الامامة المنبرية – العاشورائية على امتداد الجنوب وبيروت والبقاع طوال أربعين عاماً بشهادة الأئمة الشيعة والقادة، وفي مقدمهم الامام موسى الصدر والرئيس نبيه بري! باختصار ووضوح ومسؤولية: نحن امام خيار مناسب للبنان واللبنانيين، جميع اللبنانيين... والعرب والعالم! يأمل اللبنانيون أن يسمعوا من القادة المتحاوين كلاماً يقوله البطاركة،ـ عندنا، لدى تنصيب احد المطارنة على كرسيه الراعوي... "إنه لمستحق ومستأهل". حقاً، إن إدمون رزق لمستحق ومستأهل! وفقكم الله. ورعى لبنان... واللبنانيين!

 

رسالة إلى الشباب اللبناني الثائر

الدكتور صلاح سلمان/النهار/2 تشرين الأول 2015

أخيراً استفاق ماردكم بعد طول انتظار، وبدأ يتحرك بقوة. إن هذا التطور المبارك الجديد بارقة الأمل الوحيدة لبقاء لبنان. النتائج الايجابية لهذه الاستفاقة بدأت تظهر، وكذلك بدأت حملات التخويف والحذر المنتظرة من أمراء السياسة وحماة نظامنا الفاشل، وهم المتهمون من ماردكم والخاسرون في حال نجاحكم.

لا عجب أن يجمع الخوف فرقاء الطبقة الحاكمة، وأن يسعوا بكل ما لديهم الى إحباط حركتكم لحماية أنفسهم وماضيهم ولتأمين استمرارهم في المستقبل على حساب المصلحة العامة، وحتى على حساب وجود لبنان. رجائي الاول ان لا تدعوا الطبقة الحاكمة تنتصر، فهي أساءت الامانة ولم تتصرف بمسؤولية في مهماتها السياسية والوطنية. إن النفاق السياسي والتصرف المذهبي وتفضيل المصالح الخاصة على العامة قواعد لم تحد عنها منذ الاستقلال. إن كل الضغوط المتوقعة التي يمارسها عليكم المتضررون، لتغيير مساركم، هدفها احباطكم. لذا لا لزوم للتسرع في رسم خريطة طريق كاملة للبنان المستقبل ومعالجة الأمور الخلافية، لان الخلافات على تفاصيلها ستهدد وحدتكم ونجاح استمراركم. اعطوا ثورتكم الفتية الوقت الكافي لتتبلور وتنمو وتفرز قيادات حكيمة ومسؤولة، لا تدعوا انتقادات المتضررين من ثورتكم تؤثر في ثقتكم بأنفسكم والتشكيك في أهدافكم. رجائي الثاني أن تعطوا اكثر اهتمامكم حالياً الموضوعات التي يجمع اللبنانيون عليها كضرورة التغيير ومحاربة الفساد ومساءلة أصحاب القرار، ثم محاسبتهم، حفاظاً على وحدتكم الضرورية للنجاح... فضائح النفايات والكهرباء أصبحت معروفة، لكن المعلومات ما زالت ناقصة عن الاثراء غير المشروع واساءة استعمال السلطة التي تمارس بوقاحة وجرأة. إن المعلومات ما زالت ناقصة عن الاسباب التي تمنع الاستفادة من الثروة البترولية الموجودة عندنا، على رغم تعيين هيئة مسؤولة يتقاضى أعضاؤها رواتب عالية من دون أن يقوموا بأي خطة عملية. يجب كذلك اعادة النظر في قانون تعويضات النواب لتقصيرهم الفاضح في القيام بواجباتهم. قد يكون من المفيد بدء تأليف تجمعات متخصصة منكم لدرس هذه القضايا والقضايا المماثلة الكثيرة التي يجمع عليها الرأي العام ومتابعتها ومنها أيضاً الاعتداءات المزمنة على الاملاك البحرية، وتأخر القضاء الفاضح في اصدار احكامه وممارسة استقلاليته. أيها الشباب الثائر، إن مهمتكم مقدسة، اذ أن مستقبل لبنان، وحتى وجوده، متوقف عليكم وعلى نجاحكم. انت الأمل الوحيد، لا تخيبوا آمال الأكثرية الصامتة وأحلامكم. إن الطريق طويل وشائك، ولكن لا بد من سلوكه، اذا كنتم جادين في المحافظة على الوطن. الدكتور صلاح سلمان/وزير سابق

 

عندما يصبح «حزب الله» «عرّاب» الاتفاق الإسرائيلي ـ الروسي

علي الحسيني/المستقبل/02 تشرين الأول/15

يبدو أنه من الصعب على «حزب الله» تقبل واقعه الجديد والذي أصبح فيه أسيراً لارتباطات ومشاريع خارجية معروفة الوجهة بشكل مكشوف وفاضح وأداة تُحركها المصالح، على عكس سنوات خلت حاول خلالها التلطي خلف شعارات وعناوين مرحلية استغلها إلى أقصى حد لإظهار نفسه على صورة منقذ العالم «المستضعف»، من وراء قناع «المقاومة» التي أضاعها هي الأخرى بين طاولات البازارات السياسية والمكاسب التي تخدم مشاريعه الديموغرافية التوسعية. من غرفة عمليات لمقاومة إسرائيل إلى منصّة لاستهداف الوطن، هكذا حوّل «حزب الله» حارة حريك، والتي أصبحت تنطلق منها هجمات كتلة «الوفاء للمقاومة» بشكل أسبوعي ضد أفرقاء سياسيين في الوطن لذنب ارتكبوه وهو أنهم رفعوا شعار «لبنان أولاً» لا بشار الأسد ولا إيران ولا «طريق القدس تمر من الزبداني»، أي على جثث أطفال سوريا. وآخر «شطحات» الحزب تماهيه مع الموقف الأميركي - الروسي - الإسرائيلي - الإيراني الداعي إلى مكافحة الإرهاب وإعلانه الدعم العسكري البرّي للقوات الروسية في مناطق محددة في سوريا وكأنه بذلك يُمهّد الأرضية للاتفاق الروسي - الإسرائيلي الأخير القاضي بإنشاء حلف وتفاهم حول الطريقة الجديدة التي ستُخاض فيها الحرب هناك.

أمس اتهم «حزب الله» تيار «المستقبل« بـ»الارتهان لجهات خارجية وتحديداً السعودية وتحوله الى وكيل علني لارتكابات المملكة وأخطائها». لكن في الواقع اللبناني على وجه الخصوص، أين هو الخطأ في وقوف ليس فريقاً سياسياً محدداً بل كل اللبنانيين مع بلد شقيق له في كل بقعة جغرافية لبنانية وبيت لبناني بصمات خير وعطاء من دون مقابل وهي التي أخرجت لبنان من حالة الحرب إلى السلم، واليوم يُريد الحزب أن يُعيد عقارب الساعة إلى مرحلة الاقتتال ليبرّر تدخله في سوريا. أليس من واجب كل لبنان أن يقف إلى جانب دولة شقيقة وجارة تدعو العالم كله للوقوف معها في محاربة جماعات إرهابية تعتدي على حدودها وأمنها، وهي التي تدعو على الدوام إلى كلمة سواء بين شعب واحد للخروج باتفاق ورؤية واحدة ينتج عنهما انتخاب رئيس يُخرج لبنان من دوامته وأزماته وحالة الانشقاق السياسي والمذهبي التي يعيشها؟.

المشكلة في «حزب الله» أنه يُمارس ما يتهم به الآخرين في بياناته ومُمارساته الفعلية. يُقاتل في أرض حمته وحمت مقاومته وجمهوره يوم انقلب هو على قرارات الشرعية في بلده واستفرد بقراري الحرب والسلم، ويقتل فيها شعب فتح له ذات تموز بيوته لعائلات قياداته العسكرية والسياسية. واليوم يؤكد الحزب من خلال انجراره مجدداً على طريق نحر الشعب السوري أن مواقفه ضد إسرائيل طيلة الأعوام السابقة كانت تخضع لتسويات سياسية لم يكن فيها سوى متلقٍ للأوامر ومنفذ لها، وأن مشروعه «المقاوم» الذي كلّف لبنان واللبنانيين الدمار والخراب وآلاف الشهداء والجرحى، يُمكن أن يُصبح من الماضي بمجرّد وعود مستقبلية تتيح له توسيع نطاقه الديموغرافي ولو على حساب ما تبقّى من سيادة سورية.

غريب هو أمر «حزب الله» وعجيبة هي أوامره. لم يعد يُسمع عنه اختراقه أمن إسرئيل ولا دخوله في حرب استخباراتية معها. يصب كل اهتماماته على قلب أنظمة عربية وتحريض شعوبها. يجعل من السعودية هدفاً سياسياً وتحريضياً دائماً خدمة للإيراني. يدعو إلى انقلاب في البحرين ويُساعد الإرهاب في اليمن ويمهد لقلب النظام في الكويت ويستغل القضية الفلسطينية أسوأ استغلال ويعمل على تدمير سوريا وتشريد شعبها، ومقابل هذا تنعم إسرائيل، عدوته المفترضة، بالأمن والأمان حتى أصبحت النقطة الحدودية بينه وبينها توصف بالمكان الأكثر هدوءاً مقارنة مع ما يحصل في المنطقة، ومع هذا يُقيم الدنيا ولا يُقعدها بعد كل عملية كشف عن عميل في صفوفه.

واليوم يُدرك «حزب الله» أن مساراً جديداً في سوريا بدأت عناوين تسويته تلوح في الأفق وذلك على قاعدة تقسيم مناطق وبلدات سورية بين الدول التي انضوت مؤخراً تحت شعار ضرب الإرهاب وهو الذي استعجل للانتهاء من ملف «الزبداني» سياسيّاً بعدما عجز عن حله عسكريّاً، ضمن مخطط على قاعدة التقسيم المذهبي وهو ما أعلن عنه السيد حسن نصرالله بنفسه مؤخراً في معرض كلامه حول عملية التبادل السكاني بين «الزبداني» و»كفرية» و»الفوعة» ولكن بطريقة غلّفها بعبارة «من يريد من المدنيين».

سيخوض «حزب الله» معارك بريّة إلى جانب القوّات الروسية في سوريا كميليشيا مسلحة شاركت في عمليات قتل الشعب السوري وتهجيره وتدمير بلده وتجزئة أراضيه واقتطاع قسم منها لصالحه تماماً كما حصل في «القصير» التي تحوّلت إلى «إمارة» خاصّة بعوائل قادته، وهذا الأمر سيجعله شريك الإسرائيلي سواء في السر أو العلن، وسيعلم عاجلاً أم آجلاً، أن مقاومته في لبنان أصبحت لزوم ما لا يلزم وبالتالي وجب عليه البحث عن «أرض الميعاد» ليبني عليها دويلته الموعودة بغض طرف إسرائيلي على غرار سنوات حكم آل الأسد من عهد الأب إلى الابن وضمن المهمة ذاتها وهي تأمين أمن وسلامة الجولان والقنيطرة.

 

المواقف الغربية لم تتغيّر من رحيل الأسد

ثريا شاهين/المستقبل/02 تشرين الأول/15

هل تُعدّ المواقف الغربية الجديدة المتعلّقة بالقبول ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، تغييراً جذرياً، أم إن الهدف لا يزال هو نفسه؟ تفيد مصادر ديبلوماسية، إن الغرب يقبل بفكرة أنه إذا كان بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، من دون صلاحيات تذكر، يؤدي الى حل المشكلة، فلن يصار الى معارضته. إذ إن الغرب لم يغيّر مواقفه بالنسبة الى الأسد على الإطلاق. وهو لا يزال يعتبر أن لا دور للأسد في مستقبل سوريا. فإذا رضي أن يبقى بهذا الشكل في المرحلة الانتقالية، ثم يخرج من الحكم، يعني توفر طريقة «لائقة» لإنهاء سلطته، فإن الغرب سيقبل بذلك حتماً. إلا أن المصادر لا تتوقع أن يبدي الأسد قبولاً بهذا الطرح. لكن الأمر متوقف على الموقف الروسي، حيث إنه إذا رغبت روسيا في الضغط عليه لإقناعه بذلك، فإنه سيقتنع، لا سيما وان الروس هم من أوقفوا النظام على رجليه، بالتعاون مع إيران و»حزب الله»، لكن الأخيرين لم يتمكنا في الآونة الأخيرة وحدهما من إيقافه على رجليه، لولا التدخل الروسي العسكري الأخير والذي توسع، وانتقل من السر الى العلن. هذا فضلاً عن دعم روسيا له ديبلوماسياً في مجلس الأمن، حيث لم يتمكن من استصدار قرار ضده. وتكشف المصادر، أنه لا يمكن اعتبار المواقف الدولية تحولاً، إذ إن الموفد الدولي لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا منذ لحظة تسلمه لمهمته، كان يفكر بطريقة تؤدي إلى إنهاء حكم الأسد لكن ليس بالانكسار الفوري، إنما عبر عملية انتقالية يكون فيها من دون صلاحيات، حيث إنه في نهاية هذه المرحلة، ستشكل حكومة، وستجرى انتخابات، وسيصار إلى إنجاز دستور جديد للبلاد، عندها يغادر، أي ليس على طريقة ما حدث في اليمن حيث دول عدة لم تكن لتوافق على ذلك.

آراء الدول الأوروبية متفاوتة في ما بينها بالنسبة إلى طريقة التعامل مع مصير النظام السوري. فرنسا وبريطانيا وألمانيا تعتبر أن النظام، وبالتالي، الجيش السوري لا يستطيع أن يقاتل تنظيم «داعش»، وأنه إذا قاتله فسيزيد هذا الأمر السّنّة تطرفاً. وبالتالي فإن «داعش» سيتمكن مع التنظيمات المماثلة من استقطاب المزيد من المقاتلين والمناصرين، وإذا لم يكن هناك حلّ سياسي فلن يتم التخفيف من خطر هذا التنظيم. أما تشيكيا، التي لم توقف علاقاتها بالنظام، ولم تقفل سفارتها في دمشق، فتقول بأولوية محاربة الإرهاب و»داعش». وأن الأسد يمكنه محاربة الإرهاب. وأنه يجب العودة إلى فتح علاقات مع الأسد. وبولونيا مثلاً، أرسلت موفداً الى دمشق ولم تُعِد العلاقات. الموقف الأوروبي كان متأرجاً، لكن في النهاية الدول الثلاث الكبرى كان لها موقفها النهائي. ثم هناك قضية اللجوء السوري الى أوروبا. فالألمان يريدون بقاء السوريين في أرضهم، لكي لا يدخلوا الى أوروبا حتى خلسة. وتخفيف حدة القتال في سوريا قد ينتج عنه تخفيف اللجوء. من هنا انبثقت فكرة إبقاء الأسد في المرحلة الانتقالية من دون صلاحيات حتى أمنية، قوى أمن وجيش أيضاً، الى أن يخرج لاحقاً بعد تشكيل حكومة جديدة وإجراء تغييرات دستورية.

إن هذا الطرح، يأتي في سياق العملية التفاوضية ذات الصلة بالسعي الى الحلّ في سوريا. في تشرين الأول المقبل سيناقش وزراء الخارجية الأوروبيون الوضع السوري في اجتماع لهم. لكن لا تغيير جذرياً في الموقف حول الوضع السوري. هناك دعم لجهود دي ميستورا، ولإمكان أن تصل المباحثات بين قادة العالم في نيويورك على هامش أعمال افتتاح الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول سوريا الى حلحلة معينة. الأسد، بحسب المصادر، يريد المرحلة الانتقالية، ومستقبل سوريا. الموقفان الأميركي والفرنسي لم يتغيرا. الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يُقدم على تغيير جذري في موقفه حول سوريا، إنما إذا نضجت ظروف معينة لحل، فسيساهم به. روسيا التي دخلت مجدداً على الخط السوري، تجد نفسها مضطرة الى ادخال النظام في التفاوض، وبالتالي، مضطرة الى السعي لإبقاء الأسد في المرحلة الانتقالية. الأسئلة المطروحة كثيرة، فإذا بدأت أي مفاوضات، هل ستكون جدية أم لا؟ وأي نظام سيتم تركيبه لسوريا، نظام طائفي على صورة النظام اللبناني أم لا؟ ما الذي سيحصل بالأجهزة الأمنية، لا سيما التي كانت تعتمد القمع، فهل ستحل أم لا؟ كل هذه الأمور خاضعة للتفاوض. وهل باتت لدى أي فريق خارجي مؤثر في سوريا مصلحة فعلية بالدخول في مرحلة تفاوض لإيجاد حل ووقف النزيف الداخلي، ونزيف المساعدات الخارجية؟

بعد مباحثات نيويورك ستتضح الصورة أكثر.

 

صاحب الحاجة.. خامنئي

نديم قطيش/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/15

لم تصمد كثيرًا الحملة المغرضة التي تصدرها المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي ضد السعودية على خلفية مأساة مشعر منى ووفاة مئات حجاج بيت الله الحرام. منذ اللحظة الأولى بدت شهية المرشد، وجاراه في ذلك الرئيس الإيراني حسن روحاني، عالية للاستثمار في حادثة مروعة، لدرجة يكاد يُعتقد معها أن ثمة من أمر بإعدام ضحايا الحادثة! وسرعان ما انتشرت في وسائل إعلامية ومنشورات ومواقع إلكترونية تابعة لإيران حزمة شائعات وضعت الحادثة في سياقات تلقي بالمسؤولية على السعودية ومسؤولين فيها، وتظهر هؤلاء بمظهر التكبر والتجبر الذي يخالف كل ما درجت عليه تقاليد خدمة الحرمين الشريفين!

غير أن صاحب الحاجة أرعن كما يقول الإمام علي بن أبي طالب، وكان للرعونة أن تفضح نفسها سريعًا بطريقة غير مسبوقة، جعلت المرشد مكشوفًا أمام تناقض شراسة حملته وبعض التصريحات المهمة التي خرجت من إيران. فعلى عكس الحملة التي أعطى إشارتها خامنئي قال محمد هاشمي، رئيس مكتب هاشمي رفسنجاني، في مقابلة له مع وكالة «فارس» شبه الرسمية إنه «من الصعوبة بمكان أن نصدر أحكامًا في مثل هذه القضايا، فعندما هطلت 8 مليمترات من الأمطار في طهران لقي الكثير حتفهم، إلا أن ذلك ليس دليلاً كافيًا لنحكم من خلاله». وأضاف هاشمي: «الحادث كان مؤلمًا، ولكن لا نستطيع القول إن الحكومة هي مسؤولة أو غير مسؤولة، ونطلق الأحكام من هنا». ولئن التبست هذه التصريحات بأخرى نسبت لرفسنجاني بدا فيها في موضع النقد للسعودية حول الموضوع نفسه، جاءت تصريحات مسؤولين آخرين أكثر وضوحًا في إضعاف مصداقية المرشد وكشف رغبته العميقة في تسييس حادثة تمتلك كل مواصفات الحادثة، على مأساويتها وفظاعة حصيلتها الدامية! كان لافتًا مثلاً أن يثني وزير الصحة الإيراني حسن هاشمي من جدة على جهود السعودية في التعامل مع حادث منى، معربًا عن تفهمه صعوبة المهمة، وموضحًا أن الحادث «أمر خارج عن الإرادة».

لم يسبق أن تعرضت مصداقية المرشد الأعلى في إيران وهيبة موقفه السياسي لمثل هذا النزيف الحاد، لا سيما أنه بدا شديد التحفز لتحويل الحادثة إلى منصة سياسية للمواجهة مع السعودية، في حين جاءت بعض المواقف لتفضح رعونة موقفه بلا أي جهد يذكر لمسايرته!

الحقيقة أن الحاجة التي ولدت الرعونة، لا تتصل بالحج وبحادثة مشعر منى بقدر اتصالها بالوقائع الميدانية التي يفرضها التحالف على أرض اليمن بقيادة السعودية. رغم التطورات الميدانية المهينة للميليشيات الحوثية المدفوعة من إيران في اليمن بدت طهران حريصة على أن تُبقي تصريحاتها في الموضوع اليمني ضمن وتيرة «معقولة» وسقف مدروس، وأوكلت للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن يكون لسان إيران العربي في المواجهة السياسية والإعلامية مع الرياض! ومن يتابع يلاحظ أنه ما عاد في جعبة نصر الله ألاعيب لغوية وعنتريات خطابية يعالج بها ملف اليمن، من دون أن يجعل من خطابه أضحوكة أمام جمهوره قبل خصومه. وعليه ما إن حصلت حادثة منى حتى سارع المرشد وروحاني وعدد من المسؤولين للهجوم على السعودية منتحلين صفة الحرص على الحج وشعائره فيما المقصود النيل من السعودية وسمعتها وهيبتها والانتقام من القرار الذي لم تبتلعه إيران حتى اليوم، الذي اختصرته جملة عميد الدبلوماسية العربية الراحل الكبير الأمير سعود الفيصل: «نحن لسنا دُعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها». لسان المرشد نطق بالحرص المزيف على الحج وحسن إدارته أما عقله وما يعتمل في قلبه فكان اليمن! المفارقة أن خامنئي الذي يطالب بكف يد السعودية عن إدارة موسم الحج والعمرة بحجة عدم الكفاءة بعد وفاة مؤلمة لبضع مئات هو نفسه من لا يزال يدافع عن استمرار بشار الأسد بإدارة بلاد قتل من أهلها مئات الآلاف وهجر الملايين ودمر نحو نصف بنيتها التحتية بمشاركة من إيران ودعاء من المرشد له بالتوفيق! من يتنطح بالحرص على الحج عليه أولاً ألا يكون قد أوغل في دم الأنفس البريئة بمقدار ما أوغلت إيران وعصاباتها.

 

منطق المصالح

علي نون/المستقبل/02 تشرين الأول/15

دخلت روسيا على النكبة السورية لكنها لم تأخذ شيئاً من درب أحد! وجدت الطريق مفتوحاً فسلكته. والفرصة سانحة فانتهزتها. والأدوار الأخرى معطّلة فاشتغلت بدلاً منها. والأمكنة فارغة فعبّأتها! الملعب واسع، والضجيج أوسع. وعبيط من يرى ذلك ويبقى في شرفة المتفرجين.. والدول على ما تقول السردية الأولى، لا تنقاد بالعباطة بل هي مصالح وليست عواطف، وأوزان وليست أشعارا، ومبادرات وليست مناظرات. وما يفعله بوتين هو من ضمن هذه المسلّمات، الناشفة والباردة و»العلمية» وليس من خارجها أبداً! روايات تقديس ذلك الحراك، هي جزء من عدة الشغل ليس إلاّ. لم يأت بوتين إلى سوريا تلبية لنداء الكنيسة الأرثوذكسية! ولا ترجمة لحملة صليبية جديدة (من الشرق هذه المرة؟!) ولم يأت الإيرانيون إليها لأن «مقدساتهم» في خطر! أو تلبية لنداء إلهي! أو ترجمة لنص إحيائي قائم على المذهب! .. وربما ذلك تحديداً هو أخطر ما في هذه النكبة، حيث لا يتورع الباحث عن مصالحه السياسية أو عن منصّة هامشية لنزاعه الأصلي (مع الغرب والأميركيين)، أو المتطلع إلى بعث رميم عظام ماض تليد، عن توظيف كل سلاح في معاركه، وعن طرح المقدّس في موضع السعي الشيطاني! وعن تزييف مقاصده الأرضية بشعارات سماوية! مثلما لا يتورع، عن تعليق العمل بأي معطى إنساني، ولا الذهاب بعيداً في استعارة شراسة الضواري في سعيه الدموي المحموم بين البشر! ويخطئ أهل الضمير في جعله بنداً في السياسة أو في لعبة المصالح الكبرى، أو في حسابات راسمي الخرائط والمصائر البشرية.. فلهذه الأخيرة حيز منفصل يبدأ وينتهي عند انشاء ودعم صناديق اغاثة! ومنظمات انسانية معنية بـ»حقوق الانسان» وإيواء المشردين! ومساعدة اللاجئين! وتطبيب المصابين!.. أشياء يمكن اختصارها كلها تحت خيمة اسمها «الأمم المتحدة»! رأت ايران في الثورة السورية تهديداً لغرسها الذي زرعته وسقته على مدى ثلاثة عقود في سوريا، فجاءت مباشرة (ومواربة) لحماية ذلك الجنى. ولم تعوّف في طريقها شيئاً. من «المقاومة» وحمايتها الى «المقدسات» والدفاع عنها! ورأت روسيا، ان الفلتان السوري فرصة لها للردّ على العقوبات النازلة فتكاً باقتصادها، ولاعادة الألق الى دورها العالمي، ولاشفاء عقد النقص التي ضربتها بعمق مع إنهيار امبراطوريتها في الحرب الباردة، فجاءت الى الميدان وقررت اللعب فيه على كيفها، ولم تعوّف في طريقها شيئاً حتى لو كان استصدار موقف كنسي يقدّس حرباً موجهة الى مسلمين! وفي ارض اسلامية! وتحت شعار «محاربة ارهاب» لم يرهب ويؤذي ويدمّر، في الواقع، الا الاسلام والمسلمين! بنى الروس والايرانيون سياساتهم وفق مسلّمة المصالح التي يعتنقها اوباما! لم يفعلوا شيئاً من خارج ذلك النصّ سوى بالتفاصيل التي تغيّب الاخلاق! استثمروا في «الرؤية» الاميركية وليس في نقيضها! وهذه بسيطة وواضحة «وعلمية» بدورها، برغم ان الضحية لا يراها، او بالأحرى، لا يستطيع ان يراها، واذا رآها، لا يستطيع ان يستوعبها: ما الطارئ الذي يستدعي اوباما لأن يهبّ الى مواجهته حفاظاً على «مصالح» بلاده الاستراتيجية في سوريا؟! تهديد مصادر الطاقة؟! تهديد اسرائيل؟! تهديد خطوط المواصلات الدولية بين الغرب والشرق؟! تهديد «الاراضي» الاميركية؟! انتشار الاسلحة الاستراتيجية الفتاكة؟! مخاطر خلخلة نظام السوق وحركة أسواق المال، وبيوت البورصات العالمية؟! ماذا يعني بالنسبة اليه، ان يدمّر بلد مثل سوريا، وان يقتل نحو 300 الف سوري، وان يشرّد الملايين من السوريين، طالما ان كل ذلك لا يؤثر في منظومة المصالح تلك؟ الجواب هو لا شيء! وعلى هذا الجواب بُنيت وتبنى «اسئلة» الدخول الروسي والايراني في النكبة السورية. وليس على الشعر والنثر وأناشيد «القداسة» و»حقوق الانسان»..

 

هل يدفع بوتين ثمن تدخله في سورية؟

الياس حرفوش/الحياة/02 تشرين الأول/15

تدخل الحرب السورية مرحلة جديدة قد تكون حاسمة مع التدخل العسكري الروسي. فهذه الحرب التي طالت وقتلت 300 ألف شخص ودمرت مدن سورية وقراها وبناها التحتية، أصبحت الآن حرباً كونية بكل ما لهذه الكلمة من معنى. كل جنود العالم ومقاتليه وإرهابييه موجودون على أرض سورية، والآن صارت مقاتلات الدول الكبرى تتجول في أجوائها، وتقصف ما تختاره وما يناسبها من مواقع. ومهزلة المهازل ان الرئيس السوري لا يتعب من تكرار أن مصيره يجب أن يتقرر من قبل السوريين، فيما بلاده واقعة تحت هذه الحال من الاحتلال العالمي! تحولت سورية الى «ساحة» للصراعات الدولية ولتصفية الحسابات بين القوى الكبرى، نتيجة انهيار الدولة السورية ومؤسساتها، واستخفاف العالم بها. هكذا وجد فلاديمير بوتين أن «الساحة السورية» هي المكان الأفضل لتلقين اوباما درساً في الطريقة التي يجب ان تقاد بها دولة كبرى. ففي مقابل عجز أوباما وتلكوئه عن اتخاذ اي قرار في سورية او في سواها، حزم بوتين امره وقرر ارسال مقاتلاته لدعم الدفاعات المنهارة للنظام السوري، في خطوة اعتبر مصدر عسكري سوري انها ستحدث «تغييراً كبيراً» في مجريات الحرب، بينما ذكرت تقارير صحافية ان ايران ارسلت المئات من قواتها اضافة الى عناصر «حزب الله» لدعم قوات النظام في معاركه مع المعارضة.

لم يكلّف بوتين نفسه عناء ابلاغ أوباما بقرار التدخل في سورية رغم لقائهما في نيويورك. بل كلف احد جنرالاته (في بغداد) بإبلاغ زميله في السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بالقرار قبل ساعة فقط من بدء العمليات الروسية في اجواء سورية. استخفاف واحتقار للقيادة الأميركية لا مثيل له منذ ازمة الصواريخ الروسية في كوبا، في زمن نيكيتا خروتشوف، التي كادت ان تؤدي بالعالم الى حرب كونية، بعد تهديد جون كينيدي، وإسراع الاتحاد السوفياتي الى سحبها في اللحظة الأخيرة. حاول فلاديمير بوتين ان يضع تدخله في سورية في اطار الحرب على الإرهاب، ودعا العالم الى المشاركة في هذه الحرب، معتبراً ان روسيا تواجه خطر عودة الإرهابيين الى اراضيها، إذا لم تقم بعملية استباقية للقضاء عليهم في سورية. غير ان بوتين فضح اهدافه من التدخل في سورية عندما دعا الجميع، في خطابه امام الأمم المتحدة، الى دعم الرئيس السوري في قيادة الحرب على الإرهاب، فيما تعتبر معظم دول العالم، باستثناء موسكو وطهران وحلفائهما، أن بشار الأسد هو المسؤول الأول عن إطالة أمد الحرب في سورية وعن فتح ابوابها للإرهابيين من كل مكان، اضافة الى ان الجرائم التي ارتكبتها قواته والميليشيات الداعمة له لا تقل وحشية عن جرائم التنظيمات الإرهابية. إضافة إلى ذلك، يعتمد بوتين في تصنيفه للإرهاب والإرهابيين، القاموس نفسه الذي يلجأ اليه بشار الأسد. فكل المعارضين في سورية هم في نظره إرهابيون، باستثناء أولئك المعارضين الذين يعيّنهم النظام السوري لهذه المهمة وتستقبلهم موسكو من وقت الى آخر في مهمات «الوساطة» التي تقوم بها. لهذا لم يكن مستغرباً ان لا تميّز المقاتلات الروسية في غاراتها بين مقاتلي «الجيش الحر» ومقاتلي «داعش»، لأن الجميع في نظرها سواء. ما يقوم به بوتين في سورية اليوم قام بمثله زعيم آخر من عصر الاتحاد السوفياتي اسمه ليونيد بريجنيف. دفع بريجنيف قواته ودباباته إلى أفغانستان لإنقاذ نظام بابراك كارمال ومحاربة الإرهابيين قبل أن يصلوا إلى بلاده. وما أنجبه ذلك التدخل أصبح جزءاً من تاريخ الاتحاد السوفياتي إذ إنه ساهم في انهياره. تدخّل بوتين في سورية محفوف أيضاً بالأخطار على بلد يواجه أزمة اقتصادية صعبة ومعارضة للتدخلات الخارجية وتحاصره عقوبات غربية قاسية. لو كان هناك رونالد ريغان في البيت الأبيض لأمكن القول إن موسكو ستدفع ثمن تدخلها في سورية كما حصل معها في أفغانستان. لكن تجربة التدخّل الروسي في أوكرانيا التي انتهت بصمت غربي يشبه الهزيمة يمكن أن تتكرّر في سورية ... في عصر العجز الأميركي.

 

التدخل الروسي يفرض الأمر الواقع على الجميع

 راغدة درغام/الحياة/02 تشرين الأول/15

وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية أمام أمر واقع بأن لا خيار أمامهم سوى ما اختاره، لكنه قد يكون زج نفسه في زاوية. الرئيس الأميركي باراك أوباما صمم أنه لن ينجرّ الى سورية ولا حلول في جعبته لما آلت إليه الأمور، فإذا كان بوتين يعتقد بأنه يملك الحل، ليتفضل وبالتوفيق إذا نجح تكون واشنطن قادرة على القول إنها ساهمت في الإنجاح، وإذا فشل يكون مستنقع سورية مستنقعه و «أفغانستانه». انخراط وزير الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في مفاوضات في أربع جولات أثناء تواجدهما في نيويورك هذا الأسبوع يوحي بأن لدى الطرفين قواسم مشتركة ومواقع اختلاف فهما في صدد التنسيق عسكرياً واستخباراتياً لتجنب التصادم بين غارات كل منهما في سورية وهما في اختلاف على موقع بشار الأسد في الترتيبات السياسية، اذ تتمنى واشنطن لو تتخلى موسكو عن الأسد في نهاية المطاف وليس بالضرورة في بدء المرحلة الانتقالية، فيما تود موسكو أن تكف واشنطن عن إضاعة وقتها في هذه المسألة لأن الأسد هو رجل روسيا في سورية ولن تتخلى عنه. وهنا العقدة. واشنطن مُحرَجَة لأن حلفاءها العرب ليسوا جاهزين للموافقة على تفاهمات تقضي بغض النظر عن مصير الأسد والقفز على «عقدة الأسد» وهم يصرّون على إيضاح ووضوح والتزام وضمانات بأن الأسد لن يبقى في السلطة في نهاية المطاف إذا وافقوا على التراجع عن الإصرار بأن عليه الرحيل كنقطة انطلاق. وموسكو تقول لواشنطن إن موقفها هو الأهم وأن حلفاءها لعرب سيخضعون للأمر الواقع ويوافقون على التفاهمات الأميركية - الروسية لأن لا خيار آخر أمامهم سوى ذاك. التصدّع بدأ يشق طريقه الى الصفوف العربية وبدأ بعضهم يقول إن لا خيار أمامه سوى ما فرضته روسيا على الولايات المتحدة ولبّته الإدارة الأميركية. بعضهم الآخر يرفض قطعاً أن يكون طرفاً في صيغة أميركية - روسية تؤدي، عملياً، الى الشراكة مع بشار الأسد في سحق المعارضة السورية العسكرية - وليس سحق «داعش» وأمثاله فقط. ثم هناك من يشتري المقولة الأميركية بإعطاء بوتين فرصة التورط في سورية ليكون موقع قدم انزلاقه الى حرب تشابه حرب أفغانستان التي أسقطت الاتحاد السوفياتي برمته. فالتورط السوفياتي حينذاك عسكرياً في أفغانستان أسفر عن حرب «الجهاديين» ضد «الإلحاد الشيوعي» بتشجيع اميركي وعربي ساهم جذرياً في خلق التنظيمات الأصولية المتطرفة على نسق «القاعدة» و «داعش» وأمثالهما. وأفغنة سورية اليوم لن ترحم أحداً، لكنها ستطاول روسيا التي تزج نفسها في الزاوية السورية اليوم وتنصب نفسها طرفاً مباشراً في حرب أهلية وقائداً للحرب على الأصولية والإرهاب.

جون كيري تأبط نوعاً من المكوكية وهو يأتي ويذهب من وإلى اجتماعات على المسألة السورية. فإلى جانب اجتماعاته واتصالاته الهاتفية مع لافروف اجتمع كيري مرات عدة مع مجموعة وزارية ضمّت كلاً من السعودية والأردن والإمارات وقطر وتركيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا واستمع هناك الى مقاومة عربية وتركية لطروحاته. فلقد شعر عدد من الوزراء أن كيري أتى إليهم بتفاهم ضمني بينه وبين لافروف وإن ما أراده هو «تمرير» ذلك التفاهم على رغم المواقف الأميركية العلنية التصعيدية ضد بشار الأسد على لسان الرئيس أوباما نفسه. وعندما واجه كيري تلك المقاومة، شعر أن عليه أقله التأقلم قليلاً كي لا يبدو أنه يفرض تفاهماً أميركياً - روسياً له نكهة الاتفاق الثنائي لكيري ولافروف على السلاح الكيماوي الذي توّج تراجع أوباما عن «الخط الأحمر» الشهير الذي توعّد به.

التصريحات العلنية، الأميركية والبريطانية، صعّدت تارة وتراجعت تارة وكان فحواها، كما أوضح وزير الخارجية البريطاني هاموند، أن لندن مستعدة لتعديل مفهوم بيان جنيف - 1 وآلية جنيف - 2 لتقبل بالأسد في المرحلة الانتقالية بصورة غير تلك التي سبق وتمسكت بها، هذا مع التصعيد اللفظي بأنه فقد الشرعية وعليه أن يرحل ولا يمكن العودة الى وضع ما قبل الثورة السورية ولا يجوز إعادة تأهيل رجل ساهم في قتل 300 ألف من شعبه وتهجير الملايين. أقطاب النظام السوري في غاية الارتياح إلى ما آلت إليه المواقف الروسية وإفرازاتها على المواقف الأميركية والبريطانية. وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال: «إن تصريحات المسؤولين الأميركيين مثل المروحة ولا يعوّل عليها. فهي صباحاً شيء ومساءً شيء آخر، وهكذا شأن حلفائهم الأوروبيين. إنما لا خيار أمامهم سوى الخيار الروسي إذا كانوا جادين في مكافحة داعش». واضح أن الأولوية الآن هي للاتفاق الأميركي - الروسي على تشكيل «آلية اتصال» لتفادي أي تصادم في سورية على ضوء الغارات الروسية المتزايدة وغارات «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة. هذا ما أعلنه كيري ولافروف معاً في أعقاب اجتماعهما الثالث. روسيا تتمسك بموقفها القائل إنها تقوم بغاراتها في سورية «بناء» على طلب الحكومة «السورية» التي تعتبرها الحكومة الشرعية ذات حق السيادة، وهي تشير إلى الدعوة من الحكومة العراقية لقوات «التحالف» كمثال موازٍ.

سياسياً، توافق كيري ولافروف على أنهما يريدان «سورية ديموقراطية موحّدة وعلمانية» لكنهما اختلفا على «كيفية الوصول الى ذلك». اتفقا على «خطوات محددة تقريباً» وفق قول لافروف «مع دول أخرى، وبمشاركة الأمم المتحدة، لإيجاد الظروف المناسبة لخيارات تستخدم في المستقبل لتعزيز الحل السياسي»، واتفقا أيضاً على التواصل بينهما في الشأن السوري «في شكل دائم». ووفق كيري، تم الاتفاق على «اتخاذ عدد من الخطوات التي تقود إلى تقدم» نحو الحل السياسي وبصورة سريعة نظراً إلى تأثير أزمة اللجوء الى أوروبا وتفاقم أزمة اللاجئين السوريين.

موسكو الآن اتخذت قرار التدخل العسكري المباشر دعماً للنظام في دمشق وبالتنسيق معه عند شن الغارات على مواقع يبدو واضحاً أنها لن تنحصر في استهداف «داعش» حصراً - أقله سهواً، وافتراضاً. التغيير في الإستراتيجية الروسية ليس عابراً أبداً. فموسكو اليوم تتحدث بلغة «الأمن القومي الروسي» وراء تصعيدها العسكري في سورية. يقول الروس «لا نريد ولا نقبل بأن تتحول سورية إلى ليبيا « - وكأن الوضع في سورية أفضل مما هو عليه الآن في ليبيا. يقولون إن لا مناص من الشراكة مع النظام السوري لأنه هو القادر ميدانياً على سحق «داعش» وإن الذي لديه «بديل» عن الأسد، ليتفضل به. يقولون: تعالوا معنا، لأن لا خيار لكم سوانا. فنحن العنوان الرئيس في سورية، وأنتم غير جاهزين للانخراط أساساً، فابصموا.

موسكو تراهن على خضوع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للأمر الواقع الذي تمليه الإستراتيجية الروسية في سورية لأن واشنطن غير راغبة في تولي هذا الملف الصعب ولأن أوروبا تريد إيقاف الهجرة إليها. واشنطن لا تمانع القيادة الروسية في سورية ضد «داعش» والتنظيمات المشابهة لكنها لا تريد مباركة ضرب المعارضة السورية العسكرية أو المشاركة في إعادة تأهيل الأسد. هي أيضاً لا تريد أن تبدو لأصدقائها العرب أو لتركيا بأنها أكملت «الطبخة» مع موسكو وباتت، كأمر واقع، حليفاً لموسكو ولإيران ولـ «حزب الله» وللنظام في دمشق في الحرب السورية.

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير شرح في حديثه إلى «الحياة» الأطر الرئيسية للمواقف نحو الطروحات المعنية بسورية ومصير بشار الأسد. قال إن لا خلاف على «مبدأ الحفاظ على المؤسسات المدنية والعسكرية في سورية كي لا تعم الفوضى والانهيار، ولكي تستطيع الحكومة السورية أن تحافظ على الأمن وتوفر الخدمات لشعبها ومواطنيها وتواجه التطرف الموجود». إذاً، لا خلاف على تمكين مؤسسات النظام في دمشق. قال أيضاً إن هناك اتفاقاً عاماً على أن «لا دور لبشار الأسد في مستقبل سورية» وإن «الحل لا يعتمد على روسيا»، التي تعارض وترفض الموافقة على ذلك الاتفاق العام بأن لا دور لبشار الأسد في مستقبل سورية. الخلاف إذاً مستمر في شأن مصير دور الأسد ما بعد المرحلة الانتقالية، وليس فقط أثناءها. الجبير يقول إن البحث جار الآن في ما إذا كان الرئيس السوري «سيترك الحكم في بداية المرحلة الانتقالية أو يبقى في سورية من دون أي صلاحيات أو امتيازات». يقول إن السعودية مصرة على أن «نعرف النهاية» المتعلقة بالعملية السياسية وأن «مبادئ جنيف ليس لها معنى إن لم يكن هناك قبول بتنحي بشار الأسد من السلطة في سورية».

الرد الروسي واضح تماماً وخلاصته: رفض الدعوة إلى تنحي الأسد. قراءة بيان جنيف خاطئة إن كانت تنص على إبعاد الأسد. لا تخلّ لموسكو عن بشار الأسد، لا في البداية ولا في النهاية لأية عملية سياسية. باختصار، موسكو تقول: لا للتعهد المسبق حول مصير الأسد. ولا للشرط المسبق برحيل الأسد. تقول إن العملية السياسية والانتخابات هي التي تملي المصير. تقول ذلك وهي تدخل الحرب السورية مباشرة دعماً لبقاء الأسد تحت عنوان مواجهة «داعش» في الوقت الذي تنتقي مَن تعتبره معارضة سورية «صحيّة» بديلة من «الائتلاف» والمعارضة العسكرية.

جون كيري حذّر كلاً من روسيا وإيران من مغبة التمسك بالأسد وربط مصير سورية برجل واحد اسمه الأسد. قال إن «على روسيا وإيران الكف عن العناد وعن ربط المصير برجل واحد». قال إن على موسكو أن تفهم عواقب دعمها فرض حكم الأقلية العلوية في بحر «65 مليون سني بين بغداد والحدود التركية يرفضون قطعاً القبول بالأسد كقائد شرعي لهم». قال أيضاً إن على روسيا أن تخاف وأن تخاف كثيراً من الاستفراد بالحرب على «داعش» ذلك لأن «روسيا ستصبح هي الهدف» وستصبح أيضاً «معاً مع الأسد المغناطيس الذي يشدّ الجهاديين ضدها». خلاصة الموقف الأميركي نحو الطرح الروسي هو أن القرار في يدكم - فإما تستفيقون إلى أخطار التمسك برجل والتضحية ببلاد، أو إنكم ستستيقظون يوماً وأنتم في الزاوية التي رسمتموها لأنفسكم في حرب أهلية وفي حرب مباشرة مع الجهاديين في سورية لها نكهة تجربتكم الأفغانية.

 

في قبضة الاستعمار مجدداً؟

 خالد غزال/الحياة/02 تشرين الأول/15

بعد ان اقتطعت اسرائيل هضية الجولان السورية وتخلى النظام عنها، وبعد ان ألحقت تركيا لواء الإسكندرون بدولتها ونسيها النظام، ها نحن مجدداً نشهد عودة الإستعمار الروسي، والإستعمار الإيراني، عبر دخولهما المباشر واحتلال الأرض، وكذلك الإستعمار الغربي المتدخل عبر احتلال الجو. الى جانب ذلك هناك احتلالات لقوى إرهابية مدعومة من قوى عربية وإقليمية ومتغذية من إيران والغرب. لم تتوقف روسيا عن دعم نظام بشار الأسد منذ اليوم الأول للانتفاضة. اتخذ الدعم طابعاً دبلوماسياً حين كان الروس يعطلون أي قرار أممي يدين النظام في إرهابه واستخدامه للأسلحة الكيماوية. كما كان الروس يمدون النظام بالأسلحة والخبراء تحت حجة وجود معاهدة دفاع بين موسكو ودمشق. تصاعد الدعم الروسي وتطور في شكل نوعي خلال العام الجاري الى ان وصل مؤخراً الى دخول نوعي بالسلاح والجنود وبناء القواعد العسكرية بما يوحي بإقامة طويلة. كان الدعم بداية تحت عنوان محاربة الإرهاب، فيما تحول اليوم الى حماية النظام ومنع سقوطه بأي شكل من الأشكال. لا يخفى ان روسيا تتخذ من الإرهاب ودعم حليفها بشار حجة لإيجاد موقع قدم لها في الشرق الأوسط تستخدمه منطلقاً لحماية مصالحها وتوسيع نفوذها. ليس في قاموس الروس ما يمكن دعوته مصالح السوريين والدفاع عن حقوق الإنسان، فالتاريخ الروسي، وقبله السوفياتي حافل بالانقضاض على مصالح الشعوب وقمع حركات الاحتجاج فيها، يدل على ذلك التدخل في المجر عام 1956، وفي تشيكوسلوفاكيا عام 1968 لإنهاء ما كان يسمى بـ «ربيع براغ». في المقابل مارست إيران دوراً استعمارياً بامتياز منذ الأشهر الأولى للانتفاضة. لم تكن الحجة محاربة الإرهاب، فإيران ضالعة بقوة في إرسال الإرهاب الى سورية ونشره في أكثر من منطقة. لإيران أهدافها ومصالحها المتصلة بالحصول على موقع على البحر المتوسط، يشكل نقطة انطلاق للتدخل في المنطقة العربية وتصدير ثورتها الى الشعوب العربية. تجلت السياسة الإيرانية الاستعمارية في إثارة النزاع المذهبي بين المسلمين والذي يعود لأربعة عشر قرناً دار فيها صراع بين القبائل حول السلطة والموارد. فنظمت تحريضاً مذهبياً في العراق وسورية في شكل خاص، وطورت دورها في سورية بإرسال السلاح والرجال لدعم الأسد. الأخطر في الدور الإيراني كان استعادة تقليد استعماري فرنسي وبريطاني يقوم على تفكيك النسيج الاجتماعي في كل بلد وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين مكوناته وإيصالها الى حروب أهلية، ثم التدخل لفك الاشتباكات. إضافة الى ذلك، عملت على ممارسة تطهير عرقي بقوة السلاح، وبمساعدة ميليشياتها العراقية واللبنانية، من أجل ايجاد مناطق مذهبية صافية تشكل قاعدة لمد نفوذها على سائر المناطق السورية.

أما المعسكر الغربي المتمثل في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، فقد أنجز دوره الاستعماري بنجاح. فقد شجع دخول الإرهاب وجلبه من مختلف مناطق العالم تحت حجة إبعاده عن أرضه وجعل المقاتلين ينهون بعضهم بعضاً، كما عمل المستحيل لمنع سقوط الأسد، بل استخدمه أداة في إدارة حرب أهلية نجحت حتى الآن في تدمير معظم سورية، بشراً وحجراً ومؤسسات وبنى تحتية، إضافة الى ضرب قواها المسلحة، وهو هدف سعى اليه الغرب لإنهاء موقع سورية السياسي والاستراتيجي الذي يمكن ان يشكل خطراً على مصالح الغرب واسرائيل اذا ما نجح الشعب السوري في إنهاء نظام آل الأسد.

لا شك في ان المنظمات الإرهابية التي رعاها النظام والغرب والقوى الإقليمية قد أفلتت من الحدود المرسومة لها، فاحتلت أراضي واسعة من سورية، وبدأت في ممارسة سياسة أبشع مما عرفته السياسات الاستعمارية، فدمرت ما عجز عنه النظام وقوى الغرب، وهي تشكل معضلة راهنة ومستقبلية ضد مصالح الشعب السوري. يبقى السؤال عن النظام والشعب السوري. لا شك في ان أضعف القوى اليوم هو بشار الأسد ونظامه بعد ان أنهكته الحرب الأهلية. بات ألعوبة في يد القوى الاستعمارية ومنفذاً لمطالبها. لعله أكبر المشجعين على الإرهاب وعلى استدعاء الاستعمار الى سورية. هو من صنع في البداية «داعش»، وتماهى معها. فبشار هو «داعش»، و»داعش» هي بشار. ولا مجال لمحاربة «داعش» وأخواته بوجود بشار ونظامه. فكل واحد يتغذى من الآخر، بل كل واحد يدرك ان وجوده مبرر وجود الآخر. لا شك في أن المتضرر الأكبر والدافع لأفدح الأثمان من هذه السياسات الاستعمارية وحليفها، هو الشعب السوري، الذي تهجر أكثر من نصفه، وفقد مئات الآلاف من أبنائه، ويعاني الذل في المهاحر اليوم ويموت ابناؤه في البحار. هذا الشعب سيكون عليه النضال من أجل تحرير سورية من المستعمرين ومن النظام الأسدي أولاً، وسيكون عليه استعادة وحدة سورية وبناء نسيجها الاجتماعي على قاعدة هوية وطنية عربية، تبدو اليوم في أضعف قواها. انها مهمة تحرر وطني وقومي ملقاة على سورية وقواها الحية.

 

وعود القيصر

حسام عيتاني/الحياة/02 تشرين الأول/15

يُلام الجناح الممانع في اليسار العربي على تعليقه الآمال على السياسات الروسية المتعلقة بالمنطقة العربية وبـ «استعادة التوازن العالمي» المختل، بحسبه، لمصلحة الغرب والولايات المتحدة. ويأخذ اللائمون المنتمون في الغالب إلى تيارات اكثر قرباً من اليسار الأوروبي أو ذاك المسمى بـ»الجديد»، على زملائهم الممانعين عدم انتباههم إلى أن روسيا في ظل بوتين تختلف جذرياً عنها في أيام الحكم السوفياتي وأن في مقابل انعدام المشروع المنطوي على أي قيم عند الأولى، كانت الثانية تحمل مشروعاً عالمياً يدعو إلى العدالة وتغيير المجتمع لمصلحة الأفقر والأكثر تهميشاً وإنتاجاً في الوقت ذاته. وأن الاتحاد السوفياتي باستيحائه الماركسية كمنهج في السياسة والسلطة، إنما كرس انتماءه إلى العصر وأدخل روسيا والدول الأخرى التي شكلت معها الاتحاد، في الحداثة بمنطقها وقيمها. الواقع يخالف هذا التشخيص. ذلك أن أمراضاً مبكرة ضربت الثورة البلشفية كان من أولها القضاء على طبقة المثقفين اليساريين والمشاركين في انتفاضة أكتوبر 1917، والأكثر احتكاكاً بالثقافة الغربية. لاحظ ليون تروتسكي مبكراً هذا التوجه العام رغم مشاركته النشطة في تأسيس الجيش الأحمر وأعمال القمع الأولى التي طاولت معارضي الحزب البلشفي. ثم انكب على تدوين صعود منافسه جوزف ستالين في كتابه «الثورة المغدورة» (أو «الثورة التي خانوها»). ثم فصّل اسحق دويتشر في كتابيه عن ستالين وتروتسكي هذه المرحلة ومعناها على آليات التغير التي كانت تعتمل داخل المجتمع الروسي أولاً والمجتمعات التي شكلت جمهوريات الاتحاد السوفياتي الأخرى ثانياً. يؤدي البناء على نقد تروتسكي ودويتشر وغيرهما للشيوعية السوفياتية إلى إخراجها من حيز الماركسية بصيغتها الأولى وإلحاقها بأنظمة الاستبداد الآسيوي (أو «الأوراسي»، العبارة التي يحب بوتين استخدامها) كنظام بيروقراطي يخدم مجموعة لا تعكس مصالح العمال الصناعيين الذين لم يكونوا يشكلون سوى أقلية في المجتمع الروسي وقت الثورة. الوسم البيروقراطي الستاليني الذي رافق الاتحاد السوفياتي حتى أيامه الأخيرة، رغم محاولات نيكيتا خروتشوف وميخائيل غورباتشوف التمرد عليه، عاد إلى الحياة مع دخول بوتين إلى الكرملين. في العمق، لا مشروع إنسانياً عند أصحاب الطريقة هذه في إدارة البلاد، ولا قيمَ تدافع عنها ولا همَّ يتجاوز همّ الإمساك بالسلطة والبقاء فيها وإقصاء كل الخصوم والمنافسين عنها. السياسة الخارجية الامبراطورية الجديدة هي لخدمة السياسة الداخلية الإقصائية. إذ لا يمكن تفسير الاندفاع الروسي إلى استعادة مناطق النفوذ السوفياتي القديم في أوكرانيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط بمعادلات استراتيجية أو حاجات اقتصادية ذات قيمة. وبالقدر الذي تفتقر روسيا إلى ما تقوله في مجال القيم والأفكار العالمية، تفتقر إلى السلع والخدمات والبضائع التي يمكن أن تجعل منها لاعباً اقتصادياً ذا أثر عالمي. هي اندفاعة لاستغلال الفراغ الذي ولده الانكفاء الأميركي المرجح أن يستمر إلى ما بعد نهاية ولاية باراك أوباما. بهذا المعنى، يجوز فهم ترحيب اليسار الممانع العربي بالدور الروسي الجديد. لا أثر في موقف اليساريين الممانعين لاهتمام بقيم إنسانية عليا ولا حتى بجني فوائد مادية مباشرة من التدخل الروسي. بل إن ما يحمله الترحيب هذا الذي يصل حدود البهجة الطفولية الغامرة، يجد معناه الحقيقي في لقاء مهووسي السلطة ودعاة تحالف الأقليات وما شاكل من ادعاءات سياسية وفكرية «ديالكتيكية» لا قيمة لها إلا في عقول أصحابها. لا شيء يقدمه «القيصر» بوتين غير وعود ببقاء الطغاة في أماكنهم مع إمكان استعانة بالحالمين باستعادة دور ومكانة ولو على أشلاء السوريين. أما على المدى الأبعد فلن يبقى في الحلق إلا طعم المرارة والخيبة.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية الخيارات الروسية الصعبة في سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار/2 تشرين الأول 2015

"الدور العسكري الروسي في سوريا، الأوسع والأكثر كثافة منذ بدء الأزمة عام 2011، لن يبدّل المعطيات الأساسية في الصراع الداخلي – الاقليمي – الدولي في هذا البلد، ولن يقضي على الثورة الشعبية وعلى قوى المعارضة ولن يجعل البلد خاضعاً مجدداً لحكم الرئيس بشار الأسد ولن يمنح موسكو القدرة على حسم المعركة السياسية – العسكرية لمصلحتها. فهذا التصعيد العسكري يضع القيادة الروسية أمام خيارين صعبين: إما التمسك بالخيار العسكري مما ستكون له عواقب وتداعيات بالغة الخطورة، وإما استغلال هذا الوجود العسكري الكبير من أجل تعزيز فرص الخيار السياسي – التفاوضي لحل الأزمة وتحقيق بعض المكاسب في مقابل تقديم تنازلات ضرورية. ذلك أن روسيا ليست قادرة مع ايران على حل الأزمة من غير التعاون الجدي مع أميركا والدول الغربية والاقليمية الحليفة لها والمتمسكة بضرورة رحيل الأسد والمرتبطين به عن السلطة". هذا ما أطلعنا عليه مسؤول غربي بارز استناداً الى المعلومات التي حصل عليها من واشنطن وموسكو وباريس. وقال إن تبني الخيار العسكري يتطلب ان تنفذ القيادة الروسية خطوتين أساسيتين هما:

الأولى: أن تكرر تجربة افغانستان وتحتل سوريا عسكرياً من أجل حماية النظام من السقوط. لكن هذا الأمر بالغ الصعوبة والتعقيد لأن الروس دفعوا ثمناً كبيراً لتلك التجربة وخسروا آنذاك المواجهة، ولأن الظروف الداخلية والدولية والاقليمية ليست مناسبة لهم، خصوصاً ان روسيا تواجه اوضاعاً اقتصادية ومالية صعبة مردها الى العقوبات الغربية المفروضة عليها بعد تدخلها في أوكرانيا والى هبوط اسعار النفط.

الثانية: أن تخوض القيادة الروسية حرباً مشتركة مع نظام الأسد ليس فقط ضد "داعش" بل أيضاً ضد الثوار والمعارضين من أجل محاولة القضاء عليهم. لكن هذه الخطوة تتطلب ارسال عشرات الآلاف من الجنود الى سوريا وستؤدي الى حرب اقليمية اذ ان الدول المؤثرة المعادية للأسد سترد وتتخذ اجراءات غير مسبوقة من أجل إحباط مخططات موسكو.

وأوضح المسؤول الغربي "أن زيادة الدعم العسكري للنظام اعتراف ضمني بقوة المعارضة السورية وبقدرة فصائلها وقواها المختلفة على الحاق الهزائم بقوات الأسد والميليشيات الحليفة له مما جعل هذا النظام يفقد السيطرة على معظم المناطق. واعادة عقربي الساعة الى الوراء مهمة مستحيلة وخصوصا في ضوء الكوارث التي يواجهها هذا البلد في كل المجالات، وزيادة الدعم العسكري الروسي للنظام هي للضغط وليس للحسم عسكرياً اذ ان القيادة الروسية قلقة جداً من احتمال انهيار نظام الاسد الأمر الذي سيشكل نكسة سياسية واستراتيجية كبيرة لها ستكون لها انعكاسات سلبية على دورها ونفوذها. وعلى هذا الأساس تعزز القيادة الروسية دورها من أجل محاولة تقوية موقفها التفاوضي من طريق منع انهيار النظام وحماية وجودها في مناطق معينة مهمة لها.

وذكر المسؤول الغربي ان القيادة الروسية ابلغت الادارة الاميركية في اتصالاتها الاخيرة معها "انها متمسكة بالخيار السياسي وان تفكك النظام واحتمال انفجاره من الداخل سيعرقلان انجاز الحل السياسي للازمة استناداً الى بيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012. وشددت في هذه الاتصالات على انها لا تزال متمسكة بالتعاون مع أميركا ودول أخرى غربية واقليمية مؤثرة من أجل انجاز الحل السياسي، لأن الحسم العسكري للصراع مستحيل ولأن الخيار العسكري لن ينهي الأزمة بل يطيل الحرب".

وخلص المسؤول الغربي الى القول "إن الادارة الاميركية ردت على هذا الموقف الروسي بالتشديد على استعدادها للتنسيق عسكرياً مع روسيا إذا أرادت خوض حرب ضد "داعش"، لكنها ترفض التنسيق معها إذا أرادت انقاذ الأسد وخوض حرب مشتركة معه ضد الثوار والمعارضة. وأبلغ الاميركيون الروس أن الحل السياسي الشامل للأزمة يتطلب بالضرورة رحيل الأسد عن السلطة ومناقشة موعد رحيله وطريقة تنفيذ ذلك خلال المفاوضات المرتكزة على تطبيق بيان جنيف الذي يطالب بنقل السلطة الى نظام جديد تعددي من طريق تشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام والمعارضة وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتخضع لها الأجهزة العسكرية والأمنية وباقي مؤسسات الدولة وتكون مهمتها انجاز عملية انتقال السلطة الى نظام جديد يحقق المطالب والتطلعات المشروعة لكل مكونات الشعب السوري.

وأكدت الادارة الاميركية للقيادة الروسية ان انجاز الحل السياسي الجدي يتطلب ممارسة ضغوط جدية على القيادة السورية وقوى مؤثرة في النظام من أجل العمل على تسوية الأزمة على أساس التعاون الحقيقي بين أميركا وروسيا والدول المؤثرة الاخرى بهدف تحقيق انتقال السلطة الى نظام جديد وانهاء حكم الأسد. وقد حرص الرئيس باراك أوباما على ان يقول للرئيس فلاديمير بوتين ان مواصلة دعم الأسد "رهان خاطئ، وسيلحق المزيد من الكوارث بسوريا وشعبها ويقود الى طريق مسدود

 

اعش» ليس هدف بوتين

مارك شامبيون/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/15

حصل كل من توقع أو أمل في امتلاك الرئيس الروسي بوتين لمفتاح هزيمة «داعش» أو إحلال السلام في سوريا على جوابهم: لم تستهدف الضربات الجوية الروسية الأولى داخل سوريا مواقع التنظيم الإرهابي مطلقًا. بدلاً من ذلك، تابع بوتين عن كثب تنفيذ قواعد اللعبة التي وضعها الرئيس السوري بشار الأسد. نادرًا ما شنت قوات الرئيس السوري هجومًا حادًا وحقيقيًا على قوات «داعش» ما لم تُجبر على ذلك إجبارًا. وفي واقع الأمر، ظل الأسد ينظر إلى قوات التنظيم المتطرف باعتبارها من أوثق حلفائه، في محاولة من جانبه لإقناع المجتمع الدولي أن الحرب السورية تتألف من أحد خيارين لا ثالث لهما؛ إما الأسد أو الهمجية الوحشية. وقال بوتين في خطابه أمام الجمعية العامة هذا الأسبوع إن «الأسد يحارب الإرهاب بكل بسالة وشجاعة ووجهًا لوجه». كلا، فالأسد لا يفعل شيئًا من ذلك أبدًا. لخلق حالة الخيارات الثنائية التي يسعى إليها الأسد، ولإلغاء أي معارضة محتملة من جانب الولايات المتحدة قد تعتبرها أوروبا معارضة مقبولة، وجّه الرئيس السوري قواته لمحاربة قوات المعارضة بدلا من «داعش»، مما يجعل منه حليفًا محتملاً بالنسبة للتنظيم الإرهابي. وعلى النقيض من ذلك، فإن الجماعات التي يحاربها الأسد، والتي وجهت روسيا إليها ضرباتها أول من أمس (الأربعاء)، تعمل وبشكل روتيني على محاربة «داعش».

إن بعضًا من تلك الجماعات هم إرهابيون كذلك. ولكن الجماعات الأخرى ليست إرهابية، بل هي ميليشيات محلية تدافع عن مناطقها ضد عمليات السلب والنهب والقتل من آلة الحرب الرهيبة للأسد. يُعتبر اقتراح الرئيس بوتين ودعوته العالم للانضمام إلى روسيا والأسد في هزيمة «الإرهابيين» وإعادة إعمار الدولة السورية اقتراحًا معيبًا يشبه في كثير منه خطة الرئيس أوباما، سيئة الحظ، لتدريب وتجهيز جميع ميليشيات المعارضة الجديدة. ولقد انقضى ذلك المجهود المزعوم إثر تراجع عدد المستعدين لمحاربة تنظيم داعش فحسب، ونبذ حربهم مع نظام الأسد.

كيف تحول ذلك الموقف إلى مفاجأة؟ هو أمر يصعب الوقوف عليه أو تصديقه. فلقد استخدمت قوات الأسد الاعتقال، والتعذيب، والأسلحة الكيماوية، والبراميل المتفجرة، في عمليات الأرض المحروقة لاستعادة السيطرة بأي وسيلة. من غير المعقول أن ترضى الأغلبية السنية في سوريا وبخنوع إعادة فرض حكم نظام الأسد عليهم، أو مجرد اعتباره شريكًا في القتال ضد أي شر أكبر في المستقبل. وإلى الحد الذي يتمكن من خلاله بوتين من سحق كل أوجه المعارضة الأخرى ضد الأسد، فإن الأغلبية السنية السورية سوف تلتحق بالقوة الوحيدة المتبقية والمستعدة لحمايتهم، أي «داعش». بصرف النظر عن مقدار الوعود التي يمنحها بوتين في محاولة لإضفاء الشرعية من جانب الولايات المتحدة وغيرها من الدول على الحملة الجوية التي يشنها في سوريا، والتي تبدو كمحاولة لتقاسم السلطات، والتعهد بحكومة انتقالية متعددة الأعراق في سوريا بمجرد استعادة النظام هناك، أو حتى الرحيل النهائي للأسد ونظامه، فإن تلك العروض والوعود تتسم بقدر كبير من الخواء حتى تعكس تصرفاته على الأرض أنه تقبل الحقيقة الأساسية لذلك الصراع.

أولا، يتعين على بوتين الإقرار بأن الأسد جزء من المشكلة.

ثانيا، عليه الاعتراف بالتمييز ما بين تنظيم داعش من جانب، والميليشيات المعارضة للنظام من جانب آخر.

وأخيرًا، عليه إدراك أن أي تسوية سياسية سوف تتضمن وضع المناطق السنية تحت السيطرة السنية أو الدولية، وربما مؤقتًا، في ظل وجود الأسد من عدمه في دمشق.

ومن دون تلك الالتزامات من جانب بوتين، فلن يمكنه التعبير عن القوة الكافية لإحلال السلام على الأراضي السورية.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

الغطرسة تضع إيران في دائرة الخطر

أمير طاهري/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/15

من الذي كان يكمن للآخر؟ على مدار الأيام القليلة الماضية كان هذا التساؤل هو محور المناقشات في الدوائر السياسية في طهران. الإجابة، بحسب رواية روجتها بطانة الرئيس الإيراني حسن روحاني، هي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري كانا كامنين في أروقة الأمم المتحدة بنيويورك انتظارًا لوصول وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف. وعندما ظهر الأخير هرع المسؤولان الأميركيان إليه وأجبراه على مصافحتهما. وبعد لحظات، سرب الأميركيون القصة، مما أثار امتعاض الإيرانيين الكتومين. وتفيد رواية أخرى روجها اللوبي الإيراني في واشنطن بأن الجانبين كانا قد خططا لـ«مقابلة غير مرتبة» بين أوباما وروحاني قبل عدة أشهر، لكنها لم تتم نظرًا لاعتراض «المرشد الأعلى» علي خامنئي. بيد أنه في نهاية المطاف وافق خامنئي على أن يقوم ظريف بالمقابلة غير المرتبة إظهارًا للامتنان على الجهود الحثيثة التي يبذلها أوباما لدفع المصالح الإيرانية في واشنطن.

مما لا شك فيه أن الجانبين أرادا من المقابلة «غير المرتبة» أن تظهر حالة الود في ما بينهما. أوباما متلهف لكي يؤكد قصته الخيالية عن ترويض إيران الثورية وأنه، كما زعم مؤخرًا، جعل «العالم مكانًا أكثر أمنًا». وفي حال انكشف زيف «الاتفاق النووي» الإيراني، والذي هو بالتأكيد كذلك، سيبدو أوباما مثل الساحر المدعي في رواية «ساحر أوز»، الذي إن لم يكن رجلاً شريرًا، فهو على الأقل ساحر غير كفء. من جهته، يتعين على روحاني إنقاذ ما يمكن إنقاذه من «الاتفاق النووي» الذي لطالما قدمه بوصفه الخطوة الجوهرية باتجاه تطبيع العلاقات مع «العالم الخارجي»، والذي يفهم كل إيراني أنه الولايات المتحدة الأميركية. وكان الرئيس الإيراني قد وصف «الاتفاق» بأنه «أعظم نصر دبلوماسي في التاريخ الإسلامي».

ولطالما دفع روحاني بأن الراحل آية الله الخميني كان مخطئًا في مساعدته على تدمير رئاسة جيمي كارتر. لقد كان كارتر متعاطفًا مع الملالي منذ البداية، ولمح إلى استعداده للتعاون معهم عبر إيفاد مستشاره لشؤون الأمن القومي زبيغنيو بريجنسكي للقاء رئيس الوزراء الإيراني آنذاك مهدي بازركان مع وعود بتقديم مساعدات وأسلحة. والآن، ربما بفضل الإمام الخفي أنتجت الولايات المتحدة كارتر آخر في شخص باراك أوباما، مانحة الملالي فرصة العمر لتحقيق طموحاتهم دون مراجعة أي من القوى الكبرى. ويأمل روحاني، بدعم من أوباما، في تنشيط الاقتصاد الإيراني المتداعي، وتثبيت أقدام فصيل رفسنجاني على صعيد الجبهة الداخلية، وربما اقتناص الأغلبية في البرلمان ومجلس الخبراء عبر الانتخابات المقرر إجراؤها الربيع المقبل. ويلخص صادق زيبا كلام، أحد مستشاري روحاني، طرح الرئيس الإيراني قائلا: «لحسن الحظ، لا يعتقد السيد روحاني أن الحضارة الغربية في سبيلها إلى الانحدار والسقوط. ولا يريد تصدير الثورة، ولا يؤمن بأن مستقبل البشرية متوقف على الحضارة الإيرانية أو الإسلامية. ولا يعتبر إنكار الهولوكوست مهمة تاريخية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ولا يلوح بغصن الزيتون لأميركا فحسب، لكنه ومنذ انتخابه قبل عامين لم يدع ولو مرة واحدة إلى تدمير إسرائيل». تعليق زيبا كلام على نهج روحاني إزاء «مسألة إسرائيل» يأتي في أعقاب تقارير تحدثت عن لقاء جمع وزيرًا سابقًا خدم في حكومتي الرئيسين الإيرانيين السابقين هامشي رفسنجاني ومحمد خاتمي بمندوبين إسرائيليين اثنين في قبرص من أجل إجراء «محادثات استكشافية». المشكلة تكمن في أن علاقات المودة مع الولايات المتحدة ربما تقود روحاني وفصيله، بقيادة رفسنجاني، إلى عالم خيالي تغذيه الغطرسة. والمؤشرات على ذلك حاضرة بالفعل. في الآونة الأخيرة، أدلى كل من روحاني وظريف بتصريحات استعلائية عن بلدان أخرى عديدة، بعدما انتفخت ذواتهما مؤخرًا جراء الاعتقاد بأن الولايات المتحدة باتت في صفهما. ويزعم روحاني أن الدعم العسكري الإيراني أنقذ العراق من براثن «داعش». ويقول الرئيس الإيراني: «لو لم تكن قواتنا المسلحة هناك، لكان (داعش) في بغداد بالفعل الآن.. نحن من أنقذنا سامراء وبغداد وأبعدنا (داعش) عن كربلاء».

وبغض النظر عن حقيقة أن «داعش» لم يكن يومًا قريبًا من كربلاء، وأن إيران لم تكن لها أي علاقة بالدفاع عن بغداد أو سامراء، يتناسى روحاني أن العراق الذي يسكنه 30 مليون نسمة ربما يستاء من التعرض للإهانة من جانب ملا أجنبي. ويسخر روحاني من العراق الذي «كان يعتبر يومًا أقوى دولة عربية»، ويقول: «انظر إليه الآن، انظر إلى هذا البلد البائس». كما يدعي روحاني أن القوات الإيرانية أنقذت سوريا. ويتناسى أن سوريا أبعد ما تكون عن الإنقاذ. في الواقع لقد أسهم الدعم الإيراني لبشار الأسد في تمزيق هذا البلد. بل إن روحاني المفعم بالغرور والغطرسة تحت وهم الدعم الأميركي فإن تسييسه لمأساة الحج ربما كان مدفوعًا برغبة في تعويض اعتماده المتزايد على واشنطن، ولكي يبدو أكثر «ثورية» من خامنئي. على أي حال، كان ذلك خطأ منه وأثار غضب القيادة الشيعية في النجف. وحتى تركيا لم تسلم من الغطرسة الإيرانية. لقد أغلقت حكومة روحاني حدودها مع تركيا ونصحت مواطنيها بعدم السفر إلى هناك بدعوى «العنف وعدم الاستقرار». كما تباهى روحاني خلال لقاء جمعه بالرئيس النمساوي هاينز فيشر بأن «إيران هي جزيرة الاستقرار في المنطقة».

لكن روحاني ليس وحده الذي ضربته العنجهية. ويزعم مستشاره آية الله علي يونسي أنه لأول مرة منذ الفتح العربي «تعود بغداد إلى فلك إيران». كما يؤكد وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولاياتي أن طهران «لن تسمح تحت أي ظروف بسقوط بشار الأسد»، كما لو أن الرئيس السوري موظف لدى الجمهورية الإسلامية. ويزعم ولاياتي أيضًا أن الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي سقط لأنه «لم يصغ إلى مرشدنا الأعلى» الذي نصح جماعة الإخوان المسلمين بـ«تطهير الجيش المصري وإنشاء قوة جديدة على غرار الحرس الثوري الإسلامي». ويتمادى رفسنجاني في الغطرسة زاعمًا أن «الذين يحكمون العراق الآن هم رجالنا». ويذكر تحديدًا الرئيس العراقي السابق جلال طالباني واصفًا إياه بأنه «شخص لطالما كان يعمل لصالحنا». ويتلاعب آية الله جوادي آملي بالكلمات ليسخر من العراق، حيث قال ضاحكًا: «العراق أصبح (أوراق)»، والتي تعني باللغة الفارسية «محطمًا». ويصف ظريف باكستان بأنها «هامشية رغم ترسانتها النووية». كما يتهكم حزب الغطرسة على الدبلوماسيين ورجال الأعمال القادمين إلى طهران من أوروبا ومناطق أخرى من العالم ويصفهم بأنهم «متوسلون» جاءوا لكي يعربوا عن إجلالهم لإيران الإسلامية. هذه الصورة تذكر الإيرانيين بالنقوش الحجرية في مدينة برسبوليس الأثرية، والتي تصور مبعوثي الدول الخاضعة وهم يتقدمون لتقبيل قدم ملك الملوك الفارسي. الحقيقة أن الأوروبيين وغيرهم يأتون لإبرام عقود مع الحكومة الإيرانية في حال استعادت طهران سيطرتها على عائداتها النفطية، وهو أمر غير مؤكد بالمرة. ويحاول روحاني، لأسباب يصعب تفهمها، أن يقدم نفسه بوصفه سياسيًا «معتدلاً». ولكي تتطابق صورته مع هذا الزعم لا بد أن يبدأ أولاً بتخفيف لغته ولغة مساعديه. إن الغطرسة خطيئة والكبرياء مقدمة للسقوط.

 

إيران.. مفارقات شيعية لبنانية

نديم قطيش/المدن/الخميس 01/10/2015

في إطلالته الإعلامية الأخيرة ثاني أيام عيد الأضحى، قال أمين عام حزب الله حسن نصرالله رداً على سؤال “إن حزب الله حزب لبناني له تأثير في الأوضاع الاقليمية بسبب “تركيبة المنطقة وتحالفاتنا وقدرتنا على الحضور في بعض المساحات او الميادين” رافضاً فكرة الدولة ضمن الدولة او الحزب الاكبر من الدولة.

فما هي “تركيبة” المنطقة التي وسعت نفوذ حزب الله الى هذا الحد في السنوات القليلة الماضية؟ ومن أين ولدت “القدرة على الحضور” في المساحات والميادين؟ لم يعد خافياً أن التركيبة هي التركيبة المذهبية التي تتلاعب ايران بمكوناتها وشقوقها في العراق والميليشيات الشيعية فيه، ولبنان وإختطاف شيعته، واليمن عبر ميليشيات الحوثي، وسوريا عبر حماية النظام العلوي والبحرين عبر ركوب موجة المطالب المحقة بالاصلاح وتحويلها الى منصة لإسقاط نظام المملكة وتهديد عموم الخليج. أي التركيبة التي تتيح لإيران إشعال قضايا وحروب وإحداث تمزقات تستثمر إدارتها على نحو يخدم نفوذها ومشروعها التوسعي المذهبي. أما “القدرة على الحضور” التي تحدث عنها نصرالله، فهو نفسه من إعترف ذات خطاب أنها تتكون من دفعات دعم مالي ومعنوي وسياسي وعسكري ايراني لحزبه لم ينقطع منذ العام ١٩٨٢! من حيث لا يدري كان نصرالله يقر بإخراج الشيعة اللبنانيين من وطنيتهم ويعترف بدوره في إلصاقهم بمشاريع أكبر من لبنان بل بمشاريع اعتداء على لبنان وعلى المنطقة تحت غطاء ما يسميه “التركيبة” و“القدرة على الحضور”!  وما تصديه لمسألة ادارة موسم الحج وركوب موجة المرشد في طهران ومجاراته في هجومه على المملكة وقيادتها الا إمعان في وضع الشيعة في مواجهة عمقهم الطبيعي ووطنيتهم السليمة التي تقوم على إحترام الدول الاخرى وسيادتها وحدودها واركانها الوطنية.

كم تذكرت الصحافي العلم الراحل كامل مروة مؤسس ورئيس تحرير صحيفة الحياة وأنا أتابع نصرالله. ما لا يعرفه كثيرون ان كامل مروة كان عراب إنجازين قاتلين: أولاً هو عراب نظرية تحالف الوطنيات تحت غطاء "الحلف الاسلامي"، الذي دعا إليه الملك فيصل بن عبد العزيز، عام ١٩٦٥، لمواجهة الناصرية بما هي ايديولوجيا اعتداء قومية على أي وطنية أو قطرية! وثانياً هو مهندس العلاقة التاريخية بين الملك فيصل وشاه ايران في سياق تعزيز فكرة تحالف الوطنيات تحت لافتة “الحلف الاسلامي” في مواجهة افراط جمال عبد الناصر بعروبة هادمة للدول والكيانات. لعب مروة في تلك الأشهر التي مهدت لاغتياله في أيار ١٩٦٦دوراً محورياً في نزع الألغام من طريق العلاقات الإيرانية السعودية التي كانت وظلت تشهد توترات عديدة حول البحرين والنفط وصراعات النفوذ والأحجام بعد خروج بريطانيا من المنطقة. غير أن حنكة مروة كانت في التقاط المخاوف المشتركة للسعودية وإيران على وطنياتهما من توسع نفوذ عبد الناصر وصعود نجمه الجماهيري القومي، والبناء عليها للتقريب بين العاصمتين. وبالفعل في شهر نوفمبر 1965 زار الملك فيصل إيران ضمن أول جولة خارجية له بعد توليه الحكم، في إشارة لا لبس فيها للأولوية الاستراتيجية الناشئة في ذهن القيادة السعودية للعلاقة مع ايران الشاه! وبالعودة الى ما نتج عن لقاء الزعيمين يبرز التأكيد حينها على ضرورة الوحدة الاسلامية بصيغة اقتراح علني، غير مسبوق تولاه فيصل، لعقد مؤتمر قمة إسلامي رحبت فيه إيران وأبدت حماسة له. ثم ما لبث الملك السعودي ان أعلن في 31 يناير كانون الثانى ١٩٦٦ من العاصمة الاردنية عمان عن تشكيل لجنة  للتحضير لمؤتمر قمة إسلامي، وهو ما عارضته القاهرة وبذلت في سبيل تعطيله كل الجهود الممكنة، اذ لم يكن العنوان الاسلامي الا غطاءاً لتحالف وطنيات قلقة من الناصرية. نجح عبد الناصر في المواجهة السياسية في جعل المؤتمر يقتصر على المملكة العربية السعودية والأردن وإيران الشاه. ونجح في شق الصف الخليجي عبر موقف للكويت إنحازت فيه ضد المؤتمر، كما إستغل معركته الداخلية مع الإخوان المسلمين كأداة للتخويف والترهيب، على إعتبار أن المؤتمر يعزز المناخات الاسلامية التي تسمح للتنظيم بالازدهار وتهديد الدول وأنظمة الحكم! ولعب بطريقة رفيعة المستوى على علاقة الشاه بإسرائيل بهدف الإغتيال المعنوي للمؤتمر. وبالفعل بعد اسابيع من اعلان عمان، شن عبد الناصر في 22 فبراير ١٩٦٦ هجومه الاعنف على السعودية في خطاب القاه في حفل حاشد في جامعة القاهرة متهماً “الامبريالية والرجعية” بتأسيس الحلف الاسلامي، ضد حركات التحرر. لم يكتفِ عبد الناصر بالإغتيال المعنوي للمؤتمر. لم تمضِ سوى اسابيع قليلة على خطاب عبد الناصر حتى دخل أحد “قبضايات” بيروت، مدفوعاً من مخابرات القاهرة، على كامل مروة في مكتبه في صحيفة الحياة وأرداه برصاصتين أطفأتا أحد أبرز وجوه الصحافة والسياسة والوطنية والحكمة والاعتدال. لم يقتل كامل مروة عقاباً على مقال، او انتقاماً من إنتقاد لاذع لطالما تميز به، بل لأنه يمثل العقل العميق والدينامية الحقيقية لمشروع المواجهة مع عبد الناصر الذي نرث اليوم بقايا مشروعه ونتخبط فيها. الشيعي اللبناني كامل مروة إستشهد دفاعاً عن وطنية لبنانية لا تقوم ولا تستمر بغير الالتقاء مع وطنيات الاقليم بما فيها الوطنية الايرانية. الشيعي اللبناني حسن نصرالله يخرج الشيعة اللبنانيين وغير اللبنانيين في كل لحظة من وطنياتهم ويدفعهم دفعاً للتصادم مع وطنيات الاقليم برعاية وتحكم مباشر من إيران. من كامل مروة الى حسن نصرالله تاريخ من مفارقات العلاقة بإيران.

 

حزب الله : من جوا يعلم الله

حنان الصباغ/لبنان الجديد/01 تشرين الأول/15

ربما يظن البعض أن العلاقات التي تربط الصفوف الأولى داخل حزب الله هي أقوى وأعمق مما يفرقهم لكن الأحداث التي بدأت بالظهور إلى العلن كشفت أن هذا الحزب الإستاليني هو في الحقيقة متفكك داخليا، ومترابط ظاهريا. فمنذ بدء معركة الزبداني والتباين في الآراء ووجهات النظر داخل الأوساط القيادية في حزب الله بدأ يطفو إلى الإعلام فمنهم من أراد الإنسحاب بسبب الأعداد الكبيرة للعناصر الذين سقطوا في الزبداني حيث وصل بحسب تقديرات بعض الوسائل الإعلامية إلى 111 عنصرا والبعض الآخر أراد البقاء في المعركة حتى النهاية، وخير دليل على ذلك الخلافات التي وصلت إلى ذروتها بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم في الفترة الاخيرة بسبب التباين العميق في التعاطي مع المستجدات. إذ ان لكل طرف وجهة نظر خاصة يحاول تسويقها لدى الإيراني والسوري. كما ازداد الشرخ في العلاقات بين صفوف حزب الله بعد التمرد الذي أظهره عناصر حزب الله على قياداتهم في أرض المعركة بسبب العنجهية التي إتبعتها هذه الكوادر من تسلط وإصدار اوامر لا تناسب أرض الواقع وكان موقعنا قد نقل قصة حية عن مقاتل إستاء من هذه التصرفات ليبدأ الصراع بين من يريد التحكم بزمام المعركة من غرفته وبين المسؤولين في أرض المعركة. لكن الشرارة التي جعلت هذه الخلافات بين قيادات حزب الله تصبح أكبر وأعمق هي قضية نوح زعيتر الذي نشر صور له في القلمون الغربي مرتدي البدلة العسكرية برفقة بعض العناصر ليسارع الحزب إلى إعلان بيان النفي فيكون الرد بإرسال صور له برفقة القائد الميداني حسين نصرالله. فبعد هذه الحادثة حصل موقعنا من مصادر خاصة ومقربة من حزب الله بأن نصرالله تم تحويله إلى المجلس التنظيمي في حزب الله وبالتالي تجميد حسابه في الحزب وبمعنى آخر أنه تم طرده. لكن ربما السبب لا يتعلق بالصور إنما هو خلاف داخل القيادات البقاعية (نصرالله-يزبك) من أجل النفوذ والسيطرة حيث يحاول كل كادر أن يكون الآمر الناهي ويلغي الآخر وهذا مرض مستعص داخل رؤوس هرم كل الأحزاب، وبمحاولة لإثبات الذات وتسجيل النقاط أقدم نصرالله على هذه الخطوة لكن سارت الرياح بما لا يشتهيه نصرالله ففصل من الحزب وكان ليزبك المعركة الرابحة. ختاما، ما علينا إلا التساؤل : هل نهاية الحزب أصبحت قريبة بعد هذا التفكك؟

 

منطقة البقاع في حزب الله : فوضى تنظيمية عارمة سرقات واختلاسات

لبنان الجديد/01 تشرين الأول/15

تعيش منطقة البقاع التنظيمية في حزب الله أوضاعا شبه فوضوية من حيث الشؤون التنظيمية والإدارية، ولجأ حزب الله أكثر من مرة إلى إجراء تعديلات تنظيمية عدة بهدف التطوير والإصلاح، إلا أن الجسم التنظيمي المتردي في المنطقة لم يستطع التكيف مع أي تطور جديد على مستوى المسؤولين والأفراد، ويأتي ذلك كنتيجة لوجود رؤوس كبيرة في الحزب ترفض أي تعديلات أو إصلاحات على حسابها، وتقف الشورى عاجزة عن المواجهة نظرا لوجود تكتلات عديدة في هذه المنطقة تابعة لبعض المسؤولين في الحزب الله الذين لا تستطيع القيادة المركزية مواجهتهم أو الوقوف في وجههم ، من هؤلاء القيادي حسين نصر الله والقيادي أبو جميل حيث يقوم كل واحد منهم بتشكيل حاشيته الخاصة وتنظيمه الخاص، وقد استطاعوا السيطرة على كل مقدرات الحزب في المنطقة، كما استطاعوا الإمساك ببعض المفاصل الاساسية على صعيد المال والمؤسسات ، وهذا مع انتشار الروح العشائرية والعائلية وسيطرتها على معظم المسؤولين والمتفرغين على حساب التنظيم شهدت المنطقة في الفترة الأخيرة أحداثا عدة، أهمها مهاجمة منزل عضو شورى القرار في الحزب الشيخ محمد يزبك واقتحام منزله من قبل والد أحد "الشهداء" وتوجيه الإهانات للشيخ يزبك مباشرة ، وقد جاء ذلك على خلفية قضية تتعلق بتهريب السلاح إلى المعارضة السورية حيث تم توقيف أحد أقرباء المهاجمين ولم يقم الشيخ يزبك بالتوسط لإطلاق سراحه، هذه الحادثة إدت إلى انهيار الشيخ يزبك وإدخاله المستشفى على وجه السرعة .  كما تبع ذلك إطلاق النار على المؤسسات التربوية التابعة للشيخ يزبك أيضا وحالت العناية الإلهية دون سقوط ضحايا . هذه الحادثة استدعت تدخل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والطلب من الشيخ محمد يزبك مغادرة المستشفى فورا والتوجه للإقامة في بيروت ريثما يتم معالجة الموضوع وضبط الأوضاع . إلى ذلك أيضا شهدت المنطقة التنظيمية في الحزب خضة كبيرة على خلفية الصور التي انتشرت للقيادي حسين نصر الله مع نوح زعيتر ، الأمر الذي أدى الى تجميد عمل نصر الله وإحالته إلى المكتب التنظيمي ، وكان ذلك القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث يعتبر نصر الله متهما بتشكيل فريق خاص به داخل الحزب ومتمردا دائما على القرارات التنظيمية ،أضف إلى ذلك اتهامات عديدة باختلاس الأموال العامة التي كان الحزب يقدمها للنازحين السوريين في المنطقة . حسين نصر الله واحد من المتهمين بعصيان القرارات التنظيمية والاختلاس، حيث تشهد منطقة البقاع في حزب الله عددا كبيرا من حالات العصيان والاختلاس الأمر الذي دعى حزب الله إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات التنظيمية بحق بعض المسؤولين في المنطقة . وفي السياق عينه تشير المعلومات إلى اختلاسات كبيرة قام بها محسن النمر "والد أحد الشهداء" وشقيق مسؤول النقابات وملف البلديات في الحزب ، حيث اشارت المعلومات إلى اختلاس ما يقدر بـ 2 مليون دولار من صندوق رعاية المصابين والجرحى في الحزب. وسجل على هذا الصعيد أيضا سرقة أسلحة وذخائر من أحد المحاور في سوريا كما تم الاستيلاء على حاجيات وبعض مخصصات العائدين من المرابطة في سوريا . ونظرا للوضع المتردي في المنطقة تنظيميا وماليا لوحظ امتناع المسؤولين عن تسليم الرواتب منذ ثلاثة أشهر ويتم الاقتصار على دفع رواتب العسكريين في الحزب فقط . في هذا السياق تشهد منطقة البقاع على الصعيد الشعبي حالة من التساءلات حول عدم قدرة الحزب على مواجهة هذه الأحداث الداخلية ، ويلاحظ كثيرون انكفاء الحزب عن المعالجات الجذرية في المنطقة حيث من الممكن أن يؤدي أي إجراء إلى زعزعة أركان التنظيم في المنطقة بشكل كامل، نظرا لوجود حساسيات كثيرة بين المسؤولين فيها، وفي هذا الوقت يقف مسؤول المنطقة الحالي عاجزا أمام ضغط المشكلة وحساسية الأحداث

 

تيار المستقبل : ازمة مالية او ازمة ولاء ؟؟؟ شارك هذا الموضوع

نسرين مرعب/لبنان الجديد/01 تشرين الأول/15

يمر الشيخ سعد الحريري في مرحلة "إفلاس مالي" وأقلّ توصيف لها أنّها "كارثية" وهذه المرحلة أدّت به إلى عدم دفع معاشات الموظفين (منذ شهر كانون الثاني) بل وإلى الطلب من أرملة أبيه نازك الحريري شراء التلفزيون ( حسب معلومات وردت اليوم ) ، غير أنّ نازك الحريري لم تقبل بالصفقة  ومع محاولات شيخ سعد الحثيثة لتدارك الوضع علّه يحافظ على امبراطورية أبيه المالية إنّ عبر بيع أهم شركاته وهي "شركة اوجيه تلكوم " (نقلاً عن صيدا أون لاين) وصولاً لوضع تلفزيون المستقبل في المزاد العائلي ، غير أنّه وبتوقف "الريالات" السعودية وبإغلاق باب الدعم المادي (حسب مصادر) مع كل ما يقدمه الشيخ سعد من ولاء و من دعم معنوي تويتري للمملكة ، أصبح الرصيد المالي لمؤسسات الحريري "على قيد النفاذ" . ولعل الأثر الأكبر الذي أقصى الحريري عن الموارد المالية السعودية هو موت الملك عبد الله الذي كان يؤمن له ضمانة "ريالية" ولأسرته وحتى لتواجده السياسي في لبنان ، إلاَ أنه وبتسلم الملك سلمان الحكم تمكنت مراكز القوى من العائلة الحاكمة الرافضة لدعم الحريري من إقفال "حنفية" الملك عبد الله ومطالبة الملك سلمان بعدم الاستمرار بهذا الدعم . هذا وشاعت أنباء أنّ الحريري في الآونة الأخيرة كلّ ما طلبه من السعودية هو ماله الخاص وهذا ما لم يحصل عليه حتى الآن ، ومن منطلق آخر حضرت المملكة العربية السعودية عائقاً بينه وبين بيع شركته "أوجيه تلكوم" لقطر ممّا سبب له الإحراج ! ومن منظور إقليمي فإنّ المملكة العربية السعودية في استراتيجيتها الحالية باتت خجولة التعاطي مع الوضع اللبناني والأزمة اللبنانية وبالتالي عن الحريرية السعودية ، حيث أن انغماسها في قضايا تهدد أمنها الخاص من قبل شيعة السعودية والحوثيين وإيران ، وصولاً إلى ما يتعرض له الشرق الأوسط من اتفاقيات وتبدلات ، كل هذا أربك المملكة لتحافظ على قوتها وعلى موازينها الخاصة ، وبالتالي بات الشيخ سعد الحريري على هامش الإهتمامات أو بالأحرى خارجها ! إلا أنّه وبالرغم ما تمر به إمبراطورية الحريري من إنتكاسة ، لا يمكن تبرير أو قبول وقف المعاشات عن الموظفين مهما كانت ضائقة سعد المادية خاصة وأنّ العاملين هم مجرد مواطنين من أصحاب الدخل المحدود  عملوا بالمؤسسة بكل إخلاص ملتزمين بمدرسة رفيق الحريري ونهجه وقدموا لها الكثير ... وإنطلاقاً من هذا فالحل المعتمد من الشيخ سعد والذي تبلور حسب ترجمة الواقع ، أنّ الحريري إلتزم عدم المساس لا بمخصصاته ولا بمخصصات "نوابه" و "وزرائه" (اللاضرورية) ، وإنما وجد في إيقاف رواتب العاملين في تلفزيون المستقبل السبيل "للحد من تداعيات إفلاسه" . وهذا حل يخالف 100% ما رسخه الشهيد رفيق الحريري من مبادىء ، وهنا لا بد لي أن أطرح سؤالاً : لو ما زال الشهيد رفيق الحريري حيّاً هل كان سيضع الأولوية لكمالياته على "لقمة عيش" موظفيه ؟! الإجابة على هذا السؤال "سهلة" ، فكأني بلسان خاطر ما تركه الشهيد من تعاليم ومن إعمار يقول : اللقمة أولاً وثانياً وثالثاً ... وتباً للكماليات .

 

الدب الروسي وحرب الدفاع الخاسرة

داود البصري/السياسة/02 تشرين الأول/15

منذ نهاية الحرب الكونية الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي بعد هزيمته المذلة في أفغانستان ووصول القيادة الشيوعية لنهاية طريق الإفلاس الكبير المؤدي للزوال الاضمحلال لم يظهر الروس الذين توارثوا عرش الكرملين أي فعالية حقيقية لاستعادة دورهم المفقود, بل انشغلوا في بناء الكيان الاتحادي الروسي الجديد وسط تحديات ثورات التمرد القومية لشعوب الاتحاد الروسي مثل الشيشان وأوكرانيا والأبخاز وغيرهم من الشعوب التي عانت كثيرا من تسلط الحقبة الشيوعية المنقرضة, فكانت الحرب التدميرية في غروزني إعلان صريح على وصول حالة الانفجار الداخلي لأبشع درجاتها التدميرية بحيث إن الإرهاب ضرب موسكو ليشكل حالة تحدي حقيقية لدولة كبرى كانت تتنافس على سلم الصدارة الدولية.

الروس بعد تطورات السنوات الأخيرة في العالم العربي وفقدان غالبية المواقع التي كانت متحالفة معهم كأنظمة العراق وليبيا وجنوب اليمن حتى وصل الدور على موقعهم الأخير على سواحل المتوسط الشرق العربي بعد اندلاع نيران الثورة السورية وحيث لهم في سورية تحديدا مواقع وعلاقات تحالفية وأهداف ستراتيجية ليس من السهل أبدا التنازل عنها أو تركها تضيع كما حصل في الحالتين العراقية والليبية, فنظام البعث السوري وعلى أيام حافظ الأسد كانت له تحالفاته الستراتيجية مع النظام السوفياتي السابق وكان تجهيز الجيش السوري معتمدا بالكامل على الترسانة السوفيتية كما أن المستشارين السوفيات وبعدهم الروس ظلوا يشكلون عصب البناء العسكري السوري , وقد أصاب الروس هلع حقيقي من احتمالات الانهيار السريع لنظام ورثة الأسد وظلوا يدعمونه بالتعاون مع الإيرانيين حتى وصل الحال لوضعية حرجة تمثلت في انهيار البنية العامة للجيش السوري بعد الانشقاقات الهزائم وفقدان المواقع والمدن المتتالية بعد أكثر من أربعة أعوام ونيف من الثورة الشعبية التي واجهها النظام بالحديد والنار والبراميل المتفجرة فازدادت اشتعالا وتفجرا حتى وصل الحال بسورية اليوم لوضع كارثي لا نظيرله يهدد بتمزقها وتشظيها بل هي تمزقت فعلا, فنهايات الأنظمة الفاشية غالبا ما تكون مروعة على شعوبها, لقد فشلت كل الحلول الترقيعية, وتلاشت كل المساعدات العراقية الإيرانية, وهزمت كل الجيوش الطائفية التي تجندت لإجهاض الثورة السورية سواء كانت عصابات أبي الفضل والعصائب العراقية وشبيحة حزب نصر الله التي أضحت جثث قتلاهم تملأ بطاح الزبداني وريف دمشق , وتوابيت الحزب الإيراني الصفراء قد ملأت مقابر الضاحية الجنوبية, فكانت المسرحية الإرهابية الأخيرة عبر سيناري طلب النظام السوري المساعدة العسكرية من حليفه الروسي القيصر الجديد (بوتين) الذي أرسل قواته للأرض السورية في مشهد شبيه جدا بمشهد طلب الرئيس الأفغاني الشيوعي السابق (حفيظ الله أمين) من القيادة السوفياتية مساعدته في مواجهة الثوار الأفغان, فدخل المستشارون السوفيات تفعيلا لمعاهدة الصداقة التحالف حتى تورط الروس في المستنقع الأفغاني لعشرة أعوم كاملات تمرغوا خلالها في أوحال هزائم مروعة أدت لانهيار الاتحاد السوفياتي العام 1991, اليوم يكرر التاريخ نفسه في الشام, فالدعم الجوي الروسي الذي سيتطور حتما وقريبا جدا لدعم أرضي عبر قوات برية لن يحمي النظام بل سيعجل في توسيع نيران الثورة وفي إنزال خسائر مروعة بالروس حلفائهم بما سيجدد ذكريات أفغانستان سيطيح بعرش بوتين في الكرملين , لقد فشل الطائفيون وفشل النظام بجيشه العرمري الذي كان يسمى جيش الصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي, وهزمت فيالق الحرس الثوري الإيراني وتمرغت عصابة حسن نصر الله بدمائها استنزفت بالكامل ولم تستطع كل تلك القوى الشيطانية المتحالفة اجهاض ثورة الشعب السوري العارمة, فهل يستطيع بوتين بطائراته ومستشاريه وحتى قواته البرية القادمة كسر الإرادة الوطنية السورية? التاريخ يتشكل من جديد في الشا , وملاحم كثيرة في الطريق ستجعل من ليالي الروس حالكة السواد في دمشق لكونهم يقفون في مواجهة الحتمية التاريخية لانهيار الطغاة.. سيفشل (بوتين) كما فشلت الترويكا السوفياتية بريجنيف أندروبوف وحتى غورباتشوف, وستنتصر الثورة السورية لا محالة, إنها المواجهة الكبرى في عالم متحول متغير, وسيقبض بوتين ثمن رعونته قريبا جدا.