المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october04.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى12/من43حتى45/هكَذَا سَيَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الجِيلِ الشِّرِّير

رؤيا القدّيس يوحنّا06/من09حتى17/وكُلُّ عَبْدٍ وحُرّ، ٱخْتَبَأُوا في ٱلمَغَاوِرِ وصُخُورِ ٱلجبَال، وهُم يَقُولُون لِلجِبَالِ وٱلصُّخُور: أُسْقُطِي عَلَيْنا وَخَبِّئِينا مِنْ وَجْهِ ٱلجَالِسِ عَلَى ٱلعَرْش، وَمِنْ غَضَبِ ٱلحَمَل لأَنَّ يَومَ غَضَبِهِ ٱلعَظِيمَ قد أَتَى، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ ٱلوُقُوف

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سالة ع الماشي وبالمشبرح للقيادات المارونية الروحية والزمنية كلون، وكلون يعني كلون"/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سلام بحث مع ميقاتي ودرباس وابو فاعور الأوضاع الداخلية ومشاريع طرابلس

اسرار الصحف ليوم السبت 3 تشرين الأول 2015

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 3/10/2015

البابا فرنسيس مهتم بلبنان ورئاسته

النائب مروان حمادة: عون نكبة على الاستقرار/الخلافات بشأن تسوية الترقيات تهدد مسـتقبل الحكومة اللبنانية

الحجار لـ”السياسة”: منطق “حزب الله” عفا عليه الزمن

أهالي العسكريين المخطوفين: غدا سنبدا تحركا تصعيديا موجعا

حملة بدنا وطن تعتصم امام مبنى الضمان في وطى المصيطبة وهتافات تطالب بتصحيح اوضاع الصندوق ووضع حد للفساد

حراك مرتقب للاساتذة بعد الاعلان عن التفاصيل الاثنين/محفوض: لا حل الا بالتصعيد.. سنعود الى الشــارع

الترقيات" تتهدّد مسـتقبل الحكومـة و"الحوار" فرصة لانعاش التسـوية

"التيار": لا جلسات في غياب التوافق على الآلية..و14 آذار توحّد الموقف

الحبـر الاعظم مهتم بلبنان و"رئاسته"..وأهالي العسـكريين يصعدون غدا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قيادة الجيش نعت العميد الركن الطيار المتقاعد خليل مطر

فنيش: نحمل مسؤولية تعطيل المؤسسات لفريق 14 آذار وتحديدا المستقبل

السنيورة جال والسعودي على عدد من مشاريع صيدا: المستقبل لم يعارض موضوع الترقيات العسكرية لكنه أبدى ملاحظات عليه

النائب علي فياض: السعودية تتحمل مسؤولية حادثة منى وسقوط سوريا عسكريا مجرد احلام

نواف الموسوي: النظام السعودي يعطل انتخاب الرئيس برفضه عون

قزي: لدعم خطة شهيب والتوقف عن الإستماع إلى الآراء حول النفايات

جعجع التقى سفير البرازيل ومطر ووفدا ارمنيا من كسروان

المركز الإعلامي في البطريركية الأرثوذكسية: موقف الكنيسة تعبر عنه حصرا بيانات مجمعها والبطريرك والمركز

اصابة مواطن بجروح بانفجار اللغم الارضي الذي وقع في جرد العاقورة

قبيسي ممثلا بري: يستحق لبنان تنازلات ينتج معها الحوار واقعا أفضل

جمارك المطار ضبطت كمية من المخدرات موضبة داخل الالبسة

حسن خليل: نعيش اسوأ المراحل والتسوية في لحظات الازمات السياسية عيب ولكنها حاجة للوصول الى حل يعيد الانتظام العام

"لم نقـل إن تعييـن روكز يختصر حقـوق المسـيحييـن"/ليون: كلمتنا في 11 تشرين ولا جلسات حكومية بلا توافق

علمنا أن:أموال النظامين الايراني والسوري واعلام 8 آذار

لمن يتاجرون باستشهاد شمعون قاطيشا للبنان الحر: شعرة ما كانت لتسقط الا بامر من النظام السوري

الياس بو عاصي للبنان الحر: التعيينات العسكرية سابقة خطيرة والحراك المدني مراهقة سياسية

دوامة مفرغة من التعطيل وحزب الله يلوح بانهيار الحكومة مشروع الترقيات يصطدم بجملة عقبات

قوى الأمن”: لم يجرِ أي تحقيق مع الأحداث إلاَّ بناءً على إشارة القضاء المختص

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قتيلان وجريحان اسرائيليان بهجوم في القدس

طهران تقيل قائد قواتها المقاتلة في سوريا لفشله

كاميرون: روسيا تساعد الاسد السفاح

"غارديان": السوريون هدف للقنابل الروسية

"اندبندنت": رحيل الأسد لن يوقف أنصاره عن القتال

قيادي عراقي: موسكو تميل للتسوية وطهران ترفضها وخلاف روسي – إيراني بشأن مصير الأسد بعد إنجاز أهداف السيناريو العسكري

التدخل الروسي جعل الحرب البرية على الأبواب والملاذات الآمنة والحظر الجوي باتت أمراً واقعاً في سورية

العربي الجديد : سيناريوهات أميركية سوريّاً وعراقيّاً... تسليم موسكو لتوريطها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قيصر روسيا وتركة «رجل الشرق الأوسط المريض»/مصطفى علوش

أوهام المراهنين على القيصر/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

مهرج الضاحية/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

رياض الصلح.. لو التقى باراك أوباما/إياد أبو شقرا/ الشرق الأوسط

تفادي الصدام السعودي الإيراني/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لا ترقصوا على إيقاع بوتين وخامنئي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

لو تصرَّف المرشد والسيد كما فعل الرئيسان الروسي والصيني/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

سوريا.. ما بعد التدخل الروسي/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

الجريمة الروسية في قتل الشعب السوري/داود البصري/السياسة

تساؤلات برسم الاتفاق الأميركي الإيراني/أكرم البني/الحياة

الأرثوذكس الروس و«حلف الأقليات»/الياس حرفوش/الحياة

الأسد من رافعة إيرانية إلى أخرى روسية/خالد الدخيل/الحياة

يوتوبيا الإسلام السياسي/الســـيد يســــين/الحياة

الحرب بلا رؤية سياسية مشروع لترسيخ الإرهاب/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

روسيا تختبر ردّ الفعل الأميركي/ثريا شاهين/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى12/من43حتى45/هكَذَا سَيَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الجِيلِ الشِّرِّير

"قالَ الربُّ يَسوع: «إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا. حينَئِذٍ يَقُول: سَأَعُودُ إِلى بَيْتِي الَّذي خَرَجْتُ مِنْهُ. ويَعُودُ فَيَجِدُهُ خَالِيًا، مَكْنُوسًا، مُزَيَّنًا. حينَئِذٍ يَذْهَبُ ويَجْلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا، ويَدْخُلُونَ ويَسْكُنُونَ في ذلِكَ الإِنْسَان، فَتَكُونُ حَالَتُهُ الأَخِيْرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ الأُولى. هكَذَا سَيَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الجِيلِ الشِّرِّير!».

 

رؤيا القدّيس يوحنّا06/من09حتى17/وكُلُّ عَبْدٍ وحُرّ، ٱخْتَبَأُوا في ٱلمَغَاوِرِ وصُخُورِ ٱلجبَال، وهُم يَقُولُون لِلجِبَالِ وٱلصُّخُور: أُسْقُطِي عَلَيْنا وَخَبِّئِينا مِنْ وَجْهِ ٱلجَالِسِ عَلَى ٱلعَرْش، وَمِنْ غَضَبِ ٱلحَمَل لأَنَّ يَومَ غَضَبِهِ ٱلعَظِيمَ قد أَتَى، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ ٱلوُقُوف

"يا إِخوَتِي، لَمَّا فَتَحَ ٱلختْمَ ٱلخَامِس، رَأَيْتُ تَحْتَ ٱلمَذبَحِ نُفُوسَ ٱلْمَذبُوحِينَ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَمِنْ أَجْلِ ٱلشَّهادَةِ ٱلَّتي شَهِدُوهَا. وَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قائِلِين: «حَتَّى مَتَى، أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلقُدُّوسُ ٱلحقّ، لا تَدِينُ سُكَّانَ ٱلأَرْض، وَتَنْتَقِمُ مِنْهُم لِدَمِنَا؟». فَأُعطِيَ لَهُم، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم، حُلَّةٌ بَيْضَاء، وَقِيلَ لَهُم أَنْ يَسْتَرِيحُوا بَعْدُ وَقْتًا قَلِيلاً، إِلى أَنْ يَكْتَمِلَ عَدَدُ رِفَاقِهِمْ في ٱلخِدْمَة، وَإِخْوَتِهِمِ ٱلَّذِينَ سَيُقْتَلُونَ هُمْ أَيْضًا مِثْلَهُم. وَرَأَيْتُ، لَمَّا فَتَحَ ٱلخَتْمَ ٱلسَّادِس، فإِذَا زَلْزَالٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ، وَصَارَتِ ٱلشَّمْسُ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْر، وَصَارَ ٱلقَمَرُ كُلُّهُ مِثْلَ ٱلدَّم، وَسَقَطَتْ كَوَاكِبُ ٱلسَّمَاءِ على ٱلأَرْض، كَمَا تُسْقِطُ ٱلتِّينَةُ ثِمَارَهَا ٱلفَجَّة، حِينَ تَهُزُّهَا رِيحٌ عاصِفَة، وَٱنْطَوَتِ ٱلسَّمَاءُ كَمَا يُطْوَى ٱلكِتَاب، وزُحْزِحَ كُلُّ جَبَلٍ وَجَزِيرَةٍ من مَوَاضِعِها، وَمُلُوكُ ٱلأَرْضِ وٱلعُظَمَاءُ وٱلقُوَّادُ وٱلأَغْنِيَاءُ وٱلأَقْوِيَاء، وكُلُّ عَبْدٍ وحُرّ، ٱخْتَبَأُوا في ٱلمَغَاوِرِ وصُخُورِ ٱلجبَال، وهُم يَقُولُون لِلجِبَالِ وٱلصُّخُور: «أُسْقُطِي عَلَيْنا وَخَبِّئِينا مِنْ وَجْهِ ٱلجَالِسِ عَلَى ٱلعَرْش، وَمِنْ غَضَبِ ٱلحَمَل!»؛

لأَنَّ يَومَ غَضَبِهِ ٱلعَظِيمَ قد أَتَى، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ ٱلوُقُوف؟

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

رسالة ع الماشي وبالمشبرح للقيادات المارونية الروحية والزمنية كلون، وكلون يعني كلون

الياس بجاني

03 تشرين الأول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/10/03/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B4%D9%8A-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%A8%D8%B1%D8%AD-%D9%84/

من دون لف ودوران، وبالتحديد من دون نفش ريشكم الطاووسي، ونفخ البخار في عقولكم الأسيرة لمصالحكم الخاصة، ومن دون مداهنة هوسكم بالكراسي والنفوذ، ودون التطرق لهرطقة عبادتكم تراب الأرض ولعبثية محاولاتكم الفاشلة الشرب من كأس الله وكأس الشيطان، والجلوس على مائدة الله وعلى مائدة الشيطان في نفس الوقت،… من دون التطرق لكل هذه السقطات والعلل، افهموا وافهموا في حال كان لا يزال عندكم “ذرة ضمير ووجدان” واحترام لنفسكم وللبنان وطن الرسالة ولتضحيات الشهداء، افهموا إن صدقكم ووطنيتكم واخلاصكم ومارونيتكم معيارها الوحيد وقوفكم علناً وبقوة ومن دون تقية وذمية مع قضية أهلكم الأبطال والشرفاء اللاجئين قسراً وظلماً وعدواناً في إسرائيل، ومع كل ما كان يمثله جيش لبنان الجنوبي من معاني وقيم ومقاومة وصمود في وجه قوى الشر والاحتلال والإرهاب، وتصحيحاً لتخاذل الذين وقعوا “اتفاقية القاهرة”، ولعمالة الذين تخلوا عن الجنوب وعن أهله من حكام وسياسيين وأصحاب قلانيس وجبب.

إن تبنيكم هذه القضية بشقيها من عدمه يظهر حقيقتكم ويفضح خامتكم.

يا عباقرة زمانكم، إن الجنرال انطوان لحد كان أعلى رتبة ومنزلة منكم جميعاً في صفوف المقاومة اللبنانية التي كانت الجبهة اللبنانية عرابتها ووراء تكليفه قيادة جيش لبنان الجنوبي، وكنتم جميعاً على صلة وثيقة به، ولا داعي هنا للغوص في التفاصيل لأن جميع الأحرار من أهلنا يعرفونها من ألفها حتى يائها!!

عيب عليكم أن تبلعوا ألسنتكم وتصابوا بصمت القبور وتتشبهوا ب أهرام أبو الهول الفرعوني ولا تنعوا الجنرال لحد أو حتى تنشروا على مواقعكم الالكترونية أو تذيعوا عبر وسائل إعلامكم خبر وفاته، في حين أنكم وللأسف تتباهون وتتشاوفون بإرسال برقيات التعزية شمالاً ويميناً لدول وأهالي متوفين، وهنا أيضاً لا داعي للغوص في التفاصيل لأنه وكما يقول المثل: “يلي في تحت باطه مسلي بتنعره”.

باللبناني المشبرح نقول لكم ولأهلنا، إن كل صراخكم الإنشائي واللفظي في ملفات الدفاع عن حقوق المسيحيين، وعن لبنان المستقل والسيادي، وعن الشهداء، وعن الحريات وعن الوجود، وعن معارضة دويلات وسلاح وإرهاب حزب الله، كلها، ونعم كلها، تبقى دون قيمة وفائدة ونتيجة ومصداقية، لأن الكلام دون أفعال هو كلام ميت وكلام أموات-أحياء كما يعلمنا الإنجيل المقدس.

مصداقيتكم معيارها تبني قضيتي أهلكم اللاجئين في إسرائيل، ودور جيش لبنان الجنوبي.

نذكركم هنا في قول السيد المسيح عسى أن تستفيق ضمائركم المخدرة: “ولكن من ينكرني قدام الناس، أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات”. (إنجيل القديس متى10/32و33)

نشير هنا وبوضوح كامل إلى إنه عندما نناشد القيادات المارونية والمسيحية والوطنية، لا نشمل لا من قريب ولا من بعيد، ولا بأي شكل من الأشكال، أو نتوجه في مناشدتنا إلى الساقط في كل تجارب إبليس ميشال عون، أو إلى أي من مواشي قطيعه الشارد، لأنه ومعه مواشي القطيع هذا، وطبقاً لكل معايير الحرية والوطنية والمارونية والمقاومة والإيمان والرجاء هم خارجها بالكامل، وهي (المعايير) براء منه ومنهم، على الأقل في مفهومنا الشخصي، وفي مفهوم كثر من أهلنا الذين يرفضون العبودية، ويمقتون الإسخريوتية، ويحترمون تضحيات الشهداء، ويقدسون تراب وطن الأرز.

قال السيد المسيح للكتبة والفريسيين الذين طلبوا منه إسكات المؤمنين الذين كانوا في استقبله وهو يدخل أورشليم: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”. (انجيل القديس لوقا/19/40)

ونعم صخور ووديان وروابي وأرز لبنان، ومعهم أرواح الشهداء من قبورهم يصرخون ويشهدون للحق، لأن من يفترض بهم من الرعاة والقادة وأصحاب الوزنات والمواهب أن يرفعوا الصوت عالياً قد أصابهم وباء صمت القبور، وأمسوا أموات، وهم بعد في أجسادهم الترابية أحياء.

في عملية حك ووجز لعقول وضمائر كل الذين يعارضون انشائياً ومن خلال البيانات والتنظير احتلال حزب الله للبنان، أن “العميل والخائن” جيش لبنان الجنوبي هو الوحيد من الشرائح والتنظيمات اللبنانية الذي وقف في وجه هذا الحزب وحاربه بالسلاح ومنعه من دخول الشريط الحدودي ولقنه في كثير من الوقائع دروس مقاومتية.

في الخلاصة، من لا يزال ضميره حي وعنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ، لأن لا مفر ولا هروب من يوم الحساب الأخير.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

سلام بحث مع ميقاتي ودرباس وابو فاعور الأوضاع الداخلية ومشاريع طرابلس

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الرئيس نجيب ميقاتي، وكان عرض للأوضاع الداخلية والمشاريع المتعلقة بطرابلس، بحضور وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس. وقال ميقاتي بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء الرئيس سلام، وكانت مناسبة لتقديم التهنئة له بمناسبة عيد الأضحى، الذي صادف مع وجوده خارج لبنان، كما هنأته بالسلامة اثر عودته من اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك، وأطلعني على الأجواء الدولية في ما يتعلق بالمنطقة ولبنان. كما تحدثنا باسهاب عن الاوضاع الداخلية، وكان لحضور الوزير درباس الاجتماع نكهة طرابلسية، حيث تحدثنا عن المشاريع المتعلقة بطرابلس، ووجدنا لدى سلام كل الدعم لهذه المشاريع والاستمرار بها لنهضة المدينة". وردا على سؤال حول انعقاد مجلس الوزراء في ظل التعطيل الحاصل حاليا، قال ميقاتي: "نحن دائما نتكل على حكمة دولة الرئيس، وهذا يؤكد على دور رئيس الحكومة في اتخاذ القرارات اللازمة والدعوة لمجلس الوزراء في الوقت المناسب، لتكون اي جلسة تعقد ناجحة ومثمرة". وحول توقعاته لنتائج جلسات الحوار، قال: "الحوار ضروري، ولا خيار سواه لانه منطلق مهم جدا، ولكن لا اعتقد انه في ظل الظروف الراهنة ستفضي الأمور الى ما يشتهيه جميع اللبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية. ومع ذلك فان الحوار ضروري ويجب ان يستمر بروحية طيبة بين اللبنانيين، لنصل الى تحقيق ما يصبو اليه جميع اللبنانيين". ثم استقبل الرئيس سلام وزير المالية علي حسن خليل. كذلك، استقبل سلام وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور وعرض معه الاوضاع والتطورات.

 

اسرار الصحف ليوم السبت 3 تشرين الأول 2015

موقع القوات اللبنانية

النهار/أسرار الآلهة

 نقل عن وزير الداخلية أنه لا يريد استعمال القوة في فتح المطامر والمكبات وأن الحل باقناع الناس لتبنّي المشروع.

يتخذ الاعتراض البقاعي على اقامة مطمر في منطقة المصنع بعداً مذهبياً مع مطالبة البعض بنقله الى منطقة الهرمل.

تدور مناوشات كلامية بين نائب ووزير من دون أن تتضح الأسباب والأهداف الحقيقية له.

قال وزير سابق من الشمال إن تهريب السوريين عبر الحدود وايصالهم الى مرفأ طرابلس للانتقال الى تركيا يتم بغطاء مسؤولين معروفين ولقاء بدلات مالية.

المستقبل/يقال

 إن اجتماعاً اقتصادياً متوسطياً كان مقرراً عقده في بيروت مطلع الشهر الجاري تم نقل مكان انعقاده الى مدينة برشلونة الاسبانية بسبب ابداء وفود مشاركة في الاجتماع خشيتها من عدم استقرار الأوضاع في لبنان.

عيون السفير     

قال مرجع مسيحي إن أفضل رد على «اللقاء التشاوري» هو بدفن الحكومة.. «ومعها من يظن نفسه ما زال حاكماً بأمر الله»!

قررت نائبة بارزة في التيار الأبرز في «قوى 14 آذار» تأجيل مؤتمر دولي كان مقرراً عقده لدعم لبنان وذلك لأسباب مالية.

أخذ أحد رؤساء هيئات الرقابة على الحكومة أنها تحوّل الرحلات الحكومية بلا قرار صادر عن مجلس الوزراء الى نوع من «العرف الروتيني».

أسرار الجمهورية

 قال وزير إنّ أكثر ما يبرّر الحوار والتوافق هو الانطباعات التي خرج بها رئيس الحكومة بعد لقاءاته في نيويورك، بأنّ لبنان في آخر قائمة الاهتمام الدولي الذي ينحصر فقط بالاستقرار.

توقّعت أوساط ديبلوماسية أن يعيد التحفّظ الدولي والخليجي والإقليمي عن الضربات الروسية ضبطَ هذه الاندفاعة.

أكد وزير في تيار سياسي أنّه لن يلتزم قرار تياره في حال قرّر السير بالتسوية الحكومية التي تسيء إلى مؤسسة غير مدنية.

 اسرار اللواء

 همس

لم تفلح إتصالات رسمية جرت مع قنوات مؤثّرة للتخفيف من دعم الحراك، مما ضاعف من حجم الشبهات لدى المسؤولين عن الجهات الداعمة لها!..

غمز

يشهد لقاء نيابي منوَّع تململاً في صفوفه، على خلفية إنفتاح رئيسه على شخصية مرشّحة للرئاس..

لغز

شخصية يسارية عريقة، غابت عن المسرح لسنوات. شوهدت في حراك وسط بيروت، على خلفية إيصال رسالة لرئيس حزب صديق بعد خلافات مالية..

اسرار «الديار»

أسرار واشنطن حول الحرب السوريّة

ما ان بدأت الطائرات الروسية بقصف مراكز التكفيريين حتى استنفرت اميركا وطلبت اجتماعا طارئا عسكريا كبيرا لتنسيق الضربات وقالت بالحرف الواحد نريد تصنيف المعارضة وان الجيش السوري الحر ليس معارضة ارهابية بل مقبولة في المحادثات مع النظام لكن الطائرات الروسية دمرت مطار الطبقة في حمص وضربت مدينة الحواش في جبل الزاوية وادلب حيث النصرة، ولما ارتاح قليلا الجيش العربي السوري من ضغط جبهات التكفيريين تدخلت اميركا وقامت بالدفاع عن تنظيمات هي تكفيرية فماذا تريد اميركا من بشار الاسد هل هي مستمرة في مخطط اسقاطه واي سياسة هي سياسية الولايات التي تحمي الارهابيين والتكفيريين ؟

تقوم 30 طائرة روسية يوميا بحوالى 30 غارة على مراكز التكفيريين وتصيب اهدافها وتدمر مراكزهم ومع ذلك لم ترض الولايات المتحدة بهذا القصف واعترضت طالبة تنسيق مع واشنطن في الغارات. هنا يظهر المخطط الاميركي وهو ان واشنطن تريد اسقاط نظام الاسد وابداله بالفوضى في القتال بين الجيش العربي السوري وجيش الارهابيين ثم ان مظلة روسيا فوق الاجواء السورية منعت اسرائيل من قصف سوريا وهذا ازعج جدا اسرائيل وواشنطن ثم ان الطائرات الروسية اصبح لها مركز على البحر الابيض المتوسط وهذا ما لا تريده واشنطن لانها تريد السيطرة عليه بواسطة الاسطول السادس لذلك فان قاعدة طرطوس ومطار حميمم في اللاذقية ازعجا واشنطن جدا كما ان انذار الطائرات الروسية للطائرات الاسرائيلية ازعج اسرائيل التي كانت تصور كل يوم مطار اللاذقية وتعرف ما يأتي اليه من بضائع سواء غذائية او اسلحة.

لقد جعل التدخل الروسي بشار الاسد ينتصر والولايات المتحدة لا تريد ذلك فاما ان تتفق مع موسكو او يحصل خلاف بين بوتين اوباما وتؤدي تركيا فيه دورا اذ تدعم التكفيريين وتستمر الحرب في سوريا مع الفارق ان روسيا اوصت على 50 طائرة ميغ 31 كي تزيد قصفها الجدي في سوريا.

مُقاتلات صينيّة تشارك في الحرب بسوريا

علم من مصادر سياسية لبنانية قريبة من النظام السوري و«حزب الله» أن مقاتلات صينية «ستشارك روسيا في شن غارات على سوريا، في غضون أيام».

وأشارت إلى أن «حاملة طائرات صينية رست في البحر المتوسط وعلى متنها جنود صينيون».

وعزت هذه المصادر القرار الصيني إلى «وجود مئات الصينيين الذين يقاتلون في أوساط المجموعات الإسلامية في سوريا».

وهذه الغارات، ستشكل غطاء جوي للاجتياح البري الوشيك، الذي ستنفذه قوات إيرانية وسوريا بدعم من «حزب الله» في الشمال السوري.

وكان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، قد شدد في اجتماع لمجلس الأمن، على عدم التدخل في سوريا «بشكل تعسفي»، مكرراً دعوة بكين إلى حل سياسي.

واتخذت الصين موقفاً داعماً للنظام السوري، منذ اندلاع الثورة في آذار 2011، حيث عارضت مع روسيا في 4 تشرين الأول 2011 في مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار غربي متعلق بالأزمة السورية، ثم تكررت المعارضة المزودجة للمرة الثانية في 4 شباط 2012.

4 أسئلة خطيرة لأميركا

خلال السنة والنصف قامت اميركا بـ 1700 غارة باعتراف البنتاغون على الاراضي السورية ولم تؤد الى شيء يذكر بل تمددت «داعش» واصبحت اقوى في الرقة والحسكة وتدمر وريف حمص، بينما قامت روسيا بـ 20 غارة فقط فقامت الدنيا ولم تقعد لمجرد ان الطيران الروسي استعمل اسلحة تدميرية قوية ضد داعش فماذا يعني ذلك؟

انه يعني ان اميركا لا تريد تدمير داعش والدليل ان الغارات لم تضعف داعش بينما الغارات الروسية اضعفت داعش ودمرت مراكز تدريب وقواعد لها، وتعرف اميركا ان روسيا اذا استمرت في الغارات فستدمر داعش كليا وتدمر جبهة النصرة والسؤال هو التالي:

1-لماذا اميركا لا تريد تدمير داعش؟

2- لماذا اميركا انزعجت من 20 غارة روسية قصفت بها الطائرات الروسية داعش.

3- لماذا اميركا تريد ان تقول لا حل بوجود بشار الاسد وهل انها كانت تماطل بضرب داعش. مسرحيا كي تبقى المعركة ضد بشار الاسد وداعش في نفس الوقت.

4- هل تريد اميركا ان تقول ان داعش هي حامية اهل السنة وان بشار الاسد هو من الاقليات العلوية.

اسئلة تترك علامات استفهام على الموقف الاميركي الخبيث.

أزمة روسيّة ــ «إسرائيليّة» بشأن مرفأ اللاذقية

يرسل دائما العدو الاسرائيلي طائرات جوية للاستكشاف ومعرفة ماذا تنزل السفن الآتية الى ميناء اللاذقية من معدات سواء مدنية او عسكرية

وتقوم بقصف الأسلحة التي تعتبرها خطرًا عليها، خاصة الصواريخ التي يتم انزالها من البوارج الروسية، ليستلمها الجيش العربي السوري فتقوم اسرائيل بقصفها عمدًا، لكن اذا كانت الصواريخ بحوزة الجبش الروسي لا تحصل مشكلة.

الآن اختلف الوضع.

روسيا لا تقبل بان تأتي الطائرات الاسرائيلية فوق اللاذقية لتصور الميناء وتعرف ماذا ينزل فيه من اسلحة خاصة الآتية من ايران.

وقد تواجهت الطائرات الاسرائيلية والروسية قبالة قبرص امس باتجاه اللاذقية ومنعت الطائرات الروسية الطائرات الاسرائيلية من التصوير.

وتصر «اسرائيل» على تصوير ميناء اللاذقية وتقول انه لا يجب تزويد سوريا بصواريخ سكود ولا تقبل بصواريخ ايران ان تصل الى حزب الله، وترى روسيا انه بمجرد ان سلاح الجو بعهدة الروس لا تقبل بطيران طائرات اسرائيلية فوق اللاذقية.

حتى الآن امتنعت اسرائيل عن التصوير لكنها ليلا بعد منتصف الليل، صورت ميناء اللاذقـية ولم تقلع الطائرات الروسية لردعها ومنعها، لكن يبدو ان روسيا ابلغت اسرائيل انه في المرة القادمة سيحصل اشتباك جوي ايا تكن النتائج، لذا قامت الطائرت الاسرائيلية بتصوير ميناء اللاذقية حيث تقع القاعدة الجوية في حميميم قرب اللاذقية، فهل تلتزم اسرائيل بالانذار الروسي ام تحصل معركة جدية روسية- اسرائيلية فوق تلك المنطقة وتكون بابُا لتغيير موازين القوى كلـها في الشرق الوسط ويكون سلاح الجو الروسي قد فرض نفسه على الأجواء السورية ضد اسرائيل.

تركيا تعترض وروسيا مُصرّة … لماذا؟

تركيا تعترض على اعادة احتلال جسر الشغور في محافظة ادلب ومحيطها من قبل الجيش العربي السوري الذي استعد مع حزب الله والحرس الثوري الايراني للهجوم من جبهة جورين على جسر الشغور للسيطرة عليها واعادتها. تركيا ترفض كليا واردوغان يقول «لن نقبل بفرض امر واقع على حدودنا فيما روسيا مصرة على السيطرة على جسر الشغور واريحا ومنطقة طريق الزاوية وخط حلب اللاذقية التي تمر بجسر الشغور ، ولذلك فهنالك ازمة تركية روسية بشأن مدينة جسر الشغور التاريخية التي قاومت النظام.

من هنا لا عودة عن اللجوء الى جسر الشغور من قبل الجيش السوري وحزب الله والحرس الثوري الايراني في عملية ضخمة والطائرات الروسية بدأت بقصف مناطق جسر الشغور لاقتحامها فماذا ستفعل تركيا التي ساهمت باعطاء الصواريخ للتكفيريين من اجل احتلال جسرالشغور وطرد النظام منها .

الغريب في الامر انه ما ان تدخلت روسيا في معركة سوريا حتى احتجت كل الدول كأن المطلوب ان تبقى سوريا ضعيفة وتبقى الحرب مستمرة، ومعركة جسر الشغور ستغير المعركة في محافظة ادلب وطريق حلب اللاذقية . لكن يبدو ان روسيا لن ترد على تركيا وستقوم بالعملية وحزب الله حشد قوة برية ضخمة لاقتحام جسر الشغور واريحا.

اذا العلاقات الروسية التركية ذاهبة الى التوتر، والسؤال الذي لا جواب عليه: لماذا تركيا ترفض احتلال جسر الشغور وهي مدينة سورية ولو كانت على الحدود التركية؟

روسيا تطلب استعمال مرفأ قبرص ومرفأ ليماسول

طلبت روسيا من قبرض استعمال مرفا ليماسول القبرصي لأن عدد الطائرات الروسية في سوريا لم يعد يتسع لها مرفأ طرطوس، فاعترضت تركيا على الطلب، لكن قبرص وافقت على اعطاء المرفا لجيش البحرية الروسي ليتمركز فيه.

وستستعمل روسيا بموجب الاتفاق لسنتين مرفا ليماسول القبرصي الذي يتسع لـ 15 بارجة حربية روسية، فيما مرفأ طرطوس يتسع لسبع بوارج حربية.

وتعمل روسيا على توسيع مرفأ طرطوس كي يتّسع لـ 25 بارجة روسية في خلال سنتين وتكون انتهت من اتفاقية ليماسول في قبرص.

«الحراك الشعبي» ومطالب الأساتذة..

أكّدت أوساط سياسيّة مُطلعة أنّ »الحراك الشعبي» الذي فشل في تحقيق أيّ مطلب من مطالبه العديدة، فقد كلّياً أيّ دعم من الأحزاب السياسيّة التي لوحظ أنّ مُناصريها وإعلاميّيها صعّدوا لهجتهم المُنتقضة لهذا الحراك، باستثناء الحزب الشيوعي الذي لا يزال يُمثّل العمود الفقري للحراك. لكنّ هذه الأوساط نبّهت إلى أنّ هذا الأمر لا يعني انتهاء التحرّكات الشعبيّة، اذ يُنتظر أن تُعاود بزخم قريباً، بسبب دخول مطالب الأساتذة على خط الحراك الميداني، بفضل جهود النقيب السابق حنا غريب الذي بات من أركان »الحراك الشعبي»، إلى جانب كل من الوزير السابق شربل نحّاس، والمحامي مروان معلوف.

أرباح: 8 مليارات ليرة سنويّاً !!

تسلّمت جهة سياسية دراسة مفصلة تتضمن مقاربة بين عمل مؤسسة كهرباء لبنان وانتاجيتها والكلفة التي تتكبدها الخزينة اللبنانية وبين تجربة كهرباء زحلة.

وقد بيّنت الدراسة ان حجم الارباح الذي يمكن ان تجنيه الدولة في حال عممت تجربة الاخيرة قد يصل الى اكثر من ثمانية آلاف مليار سنويا بالليرة اللبنانية وذلك فقط من قيمة الـ T.V.A ومن الضريبة على الارباح.في حين تخسر الدولة حاليا ثلاثة آلاف مليار ليرة لبنانية دعم للمؤسسة كثمن للفيول وحده عدا خسارتها ضريبة الارباح والـ T.V.A.

أسبوع حاسم

تقول مصادر سياسية متابعة ان الأسبوع المقبل في بدايته سوف يكون حاسما لمستقبل جهود إعادة إحياء او ترميم جزء من التسوية التي أطلق النار عليها أكثر من طرف مسيحي ويقود هذه المحاولات بصمت الرئيس نبيه بري مع عدم استبعاد ان يتم تدخل بعض الجهات الإقليمية والدولية وتحديدا السفير الأميركي والسعودي من أجل تذليل بعض العقبات في محاولة اخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفي ضوء المشاورات سوف يتحدد مصير دعوة الرئيس تمّام سلام إلى جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 3/10/2015

السبت 03 تشرين الأول 2015 ا

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حروب المنطقة متواصلة في سوريا، حيث الغارات الجوية الروسية، وفي اليمن حيث غارات التحالف العربي. وبين هذه وتلك، تشييد لأول مستوطنة إسرائيلية في الجولان المحتل.

وفي شرق لبنان، قصف لمدفعية الجيش لتجمعات للمسلحين في جرود عرسال.

وفي بعلبك، تمكنت قوى الأمن الداخلي من توقيف إرهابي يدعي "أبو الأقرع"، وهو لبناني من مواليد العام 1982.

وفي السياسة، مراوحة في التحركات بإنتظار ما سيؤول إليه الحوار الثلاثي الأيام بدءا من يوم الثلاثاء. وعلى نتائج الحوار، يتوقف عقد جلسات مجلس الوزراء، إلا إذا كانت الجلسات مكتملة النصاب.

ويحرص الرئيس تمام سلام على أن تكون جلسات مجلس الوزراء، منتجة على صعيد قضايا الناس والبلد.

وفي المواقف، المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أيد حركة المطالب المحقة، لكنه حذر من استغلال هذه الحركة. واستنكر المجلس التدخل العسكري الروسي في سوريا.

وعلى صعيد المواقف الخارجية، حذر الرئيس الأميركي من كارثة مؤكدة للإستراتيجية الروسية المتبعة في سوريا. أما الكرملين، فقد أضاف سببا جديدا للتدخل في سوريا، وهو حماية الشعب الروسي من "داعش". الغارات الجوية الروسية تلاحقت في شمال سوريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بقدر ما بدت الخطوات الروسية حاسمة بمبادرتها الهجومية واخلاقياتها التضامنية مع سوريا، بدا العالم مشغولا بالتحول الكبير الذي أخذ يطرأ على المشهد السوري بفعل الدخول العسكري الروسي المباشر على التطورات الميدانية، من خلال الضربات الجوية المتواصلة لليوم الرابع على مواقع ومقرات الارهابيين الذين بدأوا أمام عصف القيصر يغادرون مواقعهم، فيحاول ستمائة منهم الآن الفرار إلى أوروبا، حسب وزارة الدفاع الروسية. وهذا العدد سيتضاعف كلما ضاقت بهم سبل النجاة، فموسكو حازمة بمواقفها ووضحت فيها ما يجري وأنها كانت طلبت من الأميركيين إخلاء الأجواء.

تطورات الميدان السوري، المتسارعة بعصف ال"سوخوي" الروسية جوا، وتقدم الجيش السوري في أكثر من مكان على أرض المواجهة، بالتزامن مع تبلور تحالف شرقي يضم موسكو، دمشق، بغداد وطهران، مرشح للتوسع بضم عواصم أخرى، أثار ذهول واشنطن وعواصم الغرب التي بدت مرتبكة ومتلعثمة في مواقفها وخياراتها، ووضعت وجها لوجه أمام المطلب الملح الذي يهم العالم، وهو سد منافذ دعم الارهاب ووقف تدفق الارهابيين.

داخليا، وبانتظار ضربة الحكومة المنتظرة بملف النفايات، لا تزال المراوحة سيدة الموقف، فلا الاجتماعات الرسمية حسمت الأمر ولا الحراك المدني أبدى الليونة المطلقة التي تسمح لخطة شهيب بالتنفيذ السلس دون مشاكل. في وقت تعددت أشكال الحراك اليوم من دالية الروشة الى الجية إلى الشقيف وصولا إلى البقاع، على أمل ان يحمل الأسبوع الجديد تباشير خير وأمل، بدءا من اجتماع السراي حول أزمة النفايات الاثنين، وصولا إلى الجلسات الماراتونية للحوار، مرورا بمصير تسوية الترقيات الأمنية وانعكاسها على العمل الحكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ستون غارة لأسراب ال"سوخوي" الروسية خلال ثلاثة أيام في سوريا، أصابت من الارهاب ما لم تفعله سنة أو يزيد من الغارات العسكرية الاعلامية لما سمي "التحالف الدولي" ضد الارهاب.

وقبل أن ينجلي غبار صواريخ ال"سوخوي"، أوضحت أروقة القرار الروسي ما أبلغوه للأميركي: طلبنا منهم سحب مدربيهم من المناطق التي نستهدفها، قالت رئاسة الأركان الروسية، وأمرنا سلاحهم الجوي بوقف طلعاته في مناطق عملياتنا. أما ما نقله الروس عن الأمريكيين فهو اعتراف واشنطن ان الغارات لم تستهدف سوى مناطق الارهابيين، خلافا لما تروجه بعض وسائل الاعلام.

إعلام يبحث بين بقايا مراكز الارهاب عن جثة يعطيها صفة مدنية، لكن ماذا عن الغارات الأميركية التي حصدت أرواح آلاف الأبرياء المدنيين من عراقيين وسوريين وأفغان تحت عنوان ضرب الارهاب؟ بل ماذا عن غارات العدوان السعودي- الأميركي على اليمنيين التي أوقعت آلاف المدنيين شهداء، بينهم أكثر من خمسمئة طفل أعلنت حصيلتهم المنظمات الدولية اليوم.

في ايران بدأ حجاج بيت الله الحرام بالعودة إلى الديار اليوم بتوابيت من صنع التقصير السعودي، بعد ان طاف بهم بين شوارع مكة ومستشفياتها. حجاج استقبلوا استقبال الشهداء، مع تأكيد رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني ما أكده الامام السيد علي الخامنئي: ايران تتعامل بمنطق الأخوة والدبلوماسية، لكن إذا لزم الأمر فإنها ستستخدم عزتها واقتدارها.

في لبنان، قدرة اللبنانيين على حل الأزمات تتضاءل وسط الكيد سياسي والترف بمعالجة الملفات، وكأن البلد ليس غارقا بكل أنواع النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع الجاري انتهى سياسيا كما بدأ، فالتسويات المطروحة للترقيات والتعيينات العسكرية، سقطت الواحدة تلو الأخرى، ولم يبق منها ما يبنى عليه أو يستحق المتابعة.

في المبدأ، معظم الأطراف السياسية كانت منفتحة على مبدأ التسوية، لكن الشيطان كمن في التفاصيل، اذ تبين ان كل التسويات تؤدي بشكل أو بآخر إلى المس بمؤسسة الجيش وبالتراتبية فيها، ما يزعزع الأسس التي بنيت عليها. لذا سقطت التسويات وعاد الوضع إلى نقطة الصفر، كما عاد العماد عون إلى التلويح بالتصعيد، فيما بدأ حليفه "حزب الله" التصعيد عمليا عبر تأكيده على لسان نائب أمينه العام اننا على أبواب انهيار الحكومة.

في المقابل، ثمة انتظار لما يمكن ان يحمله الأسبوع الطالع ولاسيما في جلسات الحوار أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، إضافة إلى جلسة الحوار الثنائية التي تنعقد ليلة الاثنين بين "المستقبل" و"حزب الله" في عين التينة.

حكوميا، لا جلسة لمجلس الوزراء مبدئيا، تلافيا لانفجار الوضع الحكومي من الداخل. في هذه الأثناء تتواصل المشاورات استعدادا لتنفيذ خطة النفايات التي يرجح ان تأخذ طريقها إلى التنفيذ، علما ان الحراك المدني واصل اليوم تحركاته أمام مبنى الضمان وفي دالية الروشة وأمام معمل الجية، مهددا بالمزيد من الخطوات التصعيدية.

اقليميا، روسيا تواصل طلعاتها وضرباتها الجوية، مؤكدة انها ستزيد منها بعدما طلبت من أميركا وقف طلعاتها الجوية في مناطق نشاطها العسكري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في لبنان، تبدو القاعدة المتبعة: إملأ الفراغ السياسي، بالحراك المدني المناسب. فلا جديد يخرق الركود الحاصل، ولا اتصالات توحي بحلحلة للأزمات المتواصلة، لتبقى مواعيد الأسبوع المقبل، بحواراتها واستحقاقاتها، مهددة بأن تكون أولى ضحايا الفشل المتراكم.

وفي غياب السياسة، خلت الساحة للحراك المدني، فحمل شعاراته ولافتاته وتوزع حسب حملاته بين الضمان والكهرباء والأملاك العامة. ليتكرر مشهد الاحتجاج نفسه، بالخطابات المكررة، والشعارات المعهودة.

وإذا كان لبنان في دائرة الانتظار، فسوريا في دائرة التغيرات. تغيرات في الميدان يفرضها الطيران الروسي جوا، ليضبط عبرها حراك الأرض، والسياسة معا. فالقيصر الروسي ماض بحزم في ضرب أهداف محددة ومنسقة مع الجانب السوري، ليعيد رسم خارطة التوازنات على الأرض، بعيدا من بطش الارهاب وتفشيه، ويعيد بذلك رسم خطوط جديدة في السياسة، ما يفسر الهلع الغربي من سقوط مشروعهم في سوريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الاثنين لناظره قريب، وخفايا شد حبال التفاوض في ملفي النفايات والترقيات وصولا إلى عمل الحكومة، قد تنكشف مطلع الأسبوع المقبل.

على صعيد النفايات، الاتصالات مستمرة، إن كان بين أعضاء الحراك المدني من جهة، أو بين المعنيين من أعضاء الحكومة من جهة أخرى، وكل ذلك لتنفيذ "خطة الممكن" لرفع النفايات تحت مجهر الحراك الذي يطالب باصدار مراسيم نافذة، قد ترمم شيئا من الثقة بالسلطة المسؤولة، بحسب الحراك، عن لم النفايات.

هذا في ملف النفايات، أما في ملف الترقيات، فحوار "حزب الله" - "المستقبل" قدم موعده إلى الاثنين، وطاولة الحوار في موعدها الثلاثاء، والموعد هذا مرتبط بدهاليز اللقاءات المكثفة التي ستعقد في نهاية الأسبوع، والتي ستحسم بدورها موعد جلسة الحكومة.

كل همومنا تبدو صغيرة أمام ما يجري في سوريا، فهواء البلاد شرع بعد البر، وموسكو تواصل غاراتها وهي تنصح واشنطن بوقف طلعاتها الجوية في المناطق التي يعمل فيها سلاح الجو الروسي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الأزمة السياسية التي تضرب البلاد، مرشحة للاستمرارعلى ايقاع التعقيدات في تسوية الترقيات العسكرية، مترافقة مع اتهامات يطلقها "حزب الله" ضد "تيار المستقبل" رد عليها الرئيس فؤاد السنيورة، مبديا تأكيده بأنه يمكن ان يكون هناك تسويات في موضوع الترقيات من خلال الاحتكام إلى الدستور، لافتا إلى ان "حزب الله" يحمل "المستقبل" مسؤولية التعطيل، بينما هو الذي يرتكب هذه الأفعال، على قاعدة "اللي فيكي حطيتيه فيي".

وفي تجليات الأزمة في السياسة، التأكيد بأنه لا جلسة لمجلس الوزراء قبل الانتهاء من جلسات الحوار الثلاثية بدءا من الثلاثاء المقبل.

أما كاسحة الألغام من أمام خطة الوزير أكرم شهيب لأزمة النفايات، لا تزال تواصل مسيرتها، وسط معلومات عن تحقيق تقدم، فيما بعض الاعتراضات تستمر في تأخير تحديد موعد تنفيذ الخطة.

إقليميا، المقاتلات الروسية، وفي اليوم الثالث من تدخلها في الحرب السورية، دكت بحممها الصاروخية جبل التركمان بريف اللاذقية، وذلك بعدما قصفت مقرا للفرقة الساحلية الأولى التابعة للمعارضة. فيما ترددت أصداء المواقف منددة بالتدخل الروسي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"صار المطر عالشبابيك، والي ناطرينو رح يدق الباب". فمحطة الشتاء تدهم قطار حل النفايات، ومتى وقعت أولى "زخات" الخير، فإنها ستتحول إلى شر يفرز أوبئة وأمراضا وتلوثا لمياه الينابيع، وتختلط الأرض بما تحتها.

على هذه النتائج فإن البلاد تحكي لغتين، فلا الحراك يفهم السلطة ولا السلطة تترجم معانيها للناس. والطرفان يذهبان إلى معالجة من عبارتين، حراك وحوار، ومواعيدهما على خط استواء، يتوج يوم الخمس في ختام ثلاثية الطاولة. وهناك حيث التحاور السياسي الموبوء، يحدث أن تقبض أيضا على لغات مختلفة، حيث منصة الاتهامات بالتعطيل لا توفر جهة سياسية، ويقصف القادة بسلاح رمي المسؤولية كل على خصمه. لكن أعنفهم ما حمله رد الرئيس فؤاد السنيورة على "حزب الله" اليوم، مسترشدا بمثل اقتطع منه النصف، قائلا للحزب "الي فيكي حطيتيه فيي"، أما النصف الآخر من المثل الشهير فقد أبقاه السنيورة لاستعمالات مستترة في السياسة وأشياء أخرى.

وطاولة الحوار لن تستضيف أرفع من هذه الأصناف في الرشق والاتهامات والتخاطب، وبات محللا رشقها من الثلاثاء إلى الخميس بما رخصت أثمانه.

حوارنا المحلي المستمر منذ تسع سنوات، بات أشبه بنفايات متعفنة لم يعد يصلح معها إلا الطمر. أما حوار ال"سوخوي" في الأجواء السورية، فقد أعطى نتائج عسكرية في أول ثلاثة أيام، مقارنة بضربات التحالف التي شنت ألفا وسبع مئة غارة بصفر أهداف. فوازرة الدفاع الروسية تزود الرأي العام ببيانات العمليات التي قالت إنها أضعفت قدرة الإرهابيين العسكرية، وشملت ستين غارة باثنتين وسبعين ساعة واستهدفت خمسين موقعا ل"داعش" بينها مخبأ أسلحة تحت الأرض في الرقة ومخزن في معرة النعمان.

وأبعد من النتائج العسكرية التي لا بد أنها ستختلط بضحايا مدنيين، فإن الأوامر الروسية لا تناقش متى جاءت على صيغة التنفيذ الفوري، إذ وجهت موسكو انذارا إلى تل أبيب بعد ضبطها بتصوير مرفأ اللاذقية، وأعلنت روسيا أن أي طائرة إسرائيلية ستحلق فوق الأجواء سيجري استهدافها. وهو أول تحذير من نوعه تتلقاه إسرائيل منذ نشوء كيانها.

أما الولايات المتحدة فتتعامل بوجهين، الأول يطلق العنان لروسيا في السماء السورية. والثاني يحفظ خطوط العودة عبر قرار مفاجىء قضى بوقف معركة الأنبار ضد "داعش"، متذرعة بأسباب لا تتوقف عندها الجيوش كحال الطقس وارتفاع درجات الحرارة، لكن السبب الأبرز للقرار الأميركي، أنها تبقي على مكامن قوة ل"الدولة الإسلامية" من جهة، وتقلم أظافر العبادي من جهة أخرى، وذلك بعدما وجه رئيس الحكومة العراقية الدعوة إلى روسيا لتوسيع حربها على الإرهاب. ومضمون كل ما تقدم "ألا تصدقوا أميركا"، فهي تنتظر الأقوى لتقرر موقفها، وتحتفظ في الوقت عينه بأوراق سود في البيت الأبيض.

 

البابا فرنسيس مهتم بلبنان ورئاسته

السياسة/في التفاتة جديدة من الفاتيكان إلى الواقع اللبناني, استقبل البابا فرنسيس, صباح أمس, المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم, يرافقه وفد من ضباط المديرية. وكانت خلوة بين البابا واللواء ابراهيم استمرت عشر دقائق تركز البحث فيها على تطورات المنطقة عامة والوضع المسيحي خاصة في ضوء التحديات الأخيرة, وأظهر البابا اهتماماً بالوضع اللبناني والمسيحي, بخاصة في ما يتعلق برئاسة الجمهورية, وفق ما جاء في بيان صادر عن المديرية العامة للأمن العام.

وقدم اللواء إبراهيم إلى البابا فرنسيس, هدية هي أيقونة تعود إلى القرن الثامن عشر.

 

النائب مروان حمادة: عون نكبة على الاستقرار/الخلافات بشأن تسوية الترقيات تهدد مسـتقبل الحكومة اللبنانية

بيروت – “السياسة” والمركزية:بين من يقول إن تسوية “الترقيات” لا مفر منها كمدخل لاعادة تفعيل المؤسسات الدستورية المشلولة, ويواصل بعيداً من الاضواء مساعيه لانقاذها, وبين من يرفض الحلول “المفصلة على القياس” كما منطق “الترقيع” ويتمسك بالقانون والدستور لاعادة تسيير عجلات الدولة, ثابتة واحدة: الحكومة, آخر أسس الهيكل اللبناني المتصدع, معطلة حتى اشعار آخر, وقد يزداد واقعها ترديا في حال لم تبصر “التسوية” العتيدة النور, الامر الذي أعلنه صراحة في الساعات الماضية نائب الامين العام ل¯”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم حيث قال “اننا اليوم على ابواب انهيار الحكومة اللبنانية “, محملاً “جماعة 14 آذار مسؤولية تعطيل الدولة ورفض كل التسويات”. يأتي هذا التحذير, وهو الاول من نوعه للحزب الذي كان يعلن مرارا تمسكه بالحكومة, وسط تضارب في المعلومات في شأن المسار الذي ستسلكه الازمة السياسية الأسبوع الجاري, علماً أنه مفصلي وحاسم, فإما يحمل بذور انفراجات أو ينبئ بتعقيدات اضافية في الداخل, قد تتغذى من المشهد المستجد في الاقليم مع دخول روسيا الحلبة السورية عسكرياً, دعما لنظام الرئيس بشار الاسد. وفي اطار التحليلات المتداولة, وبعد ان بات شبه مؤكد ان رئيس الحكومة تمام سلام سيتريث في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء, بناء على مشاورات أجراها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اتصل به بعيد عودته من نيويورك, تتجه الانظار الى مصير جلسات الحوار الثلاث التي من المقرر ان تعقد في السادس والسابع والثامن من الجاري. وفي السياق, تفيد أوساط نيابية أن “بري سيحدد بناء على اتصالات يجريها حاليا, مستقبل الجلسات تلك, فإما يتمسك بعقدها, وإما يخفض عديدها”, مشيرة الى ان “رئيس المجلس يعتبر ان الحوار قد يشكل فرصة للتشاور بين الفرقاء, على غرار ما حصل إبان الجلسة الاخيرة, ربما تساهم في تبديد الالتباس الذي تركه تسريب نسخة ملغومة من “التسوية” التي يعمل عليها, ما قد يعيد القطار الى سكته, فيتيح تاليا عقد جلسة لمجلس الوزراء نهاية الاسبوع المقبل”.

وفي مقابل السيناريو الانفراجي هذا, يطرح آخر أقل تفاؤلاً, تصر فيه أوساط وزارية على نعي تسوية “الترقيات”, خاصة بعد رفضها من وزراء الرئيس السابق ميشال سليمان و”الكتائب” والمستقلين وبعض تيار “المستقبل”, لاقتناعهم بأنها تضرب هيكلية المؤسسة العسكرية. وتتمسك الاوساط بدعوة رئيس الحكومة الى تحديد موعد لجلسة وزارية ووضع جميع القوى السياسية امام مسؤولياتها, فالوضع الراهن لناحية أزمة النفايات, أو لجهة تصعيد الحراك الشعبي في الشارع, لا يحتمل “الدلع السياسي” ولا التمسك بمطالب فردية ومصالح حزبية فئوية.

من جهته, يبدو “التيار الوطني الحر” حسم موقفه من الحكومة سلباً إذا لم تبصر “تسوية الترقيات” النور. وفي السياق, أكد عضو تكتل “التغيير والاصلاح” الوزير السابق غابي ليون “إننا نحمل المسؤوليات ولا أحد يحملنا إياها”, جازماً أنه “لن تكون هناك جلسات للحكومة في غياب التوافق على الآلية”.

وسط هذه الأجواء, قال عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة ل¯”السياسة” إنه “بغض النظر عن أهلية الأشخاص, فإنه لا يجوز أبداً التلاعب بهيكلية الجيش وهيبة قيادته, لئلا نُدخل فيروس السياسة إلى جيشنا الذي نعمل بكل جهد على دعمه وإبقائه بعيداً من الصراعات”, معتبراً “أن ترقية أي ضابط خارج النمط القانوني وملاك المؤسسة العسكرية, سينعكس سلباً على مستقبل الجيش والبلاد, كما أن أي تسوية مع النائب ميشال عون سيطيح بها بعد 24 ساعة, وأنا لا أحبذ هكذا تسوية تعكس, بحجة المحافظ على استقرار وهمي, هيمنة “حزب الله”, وتسلم له ما تبقى من مناعة وطنية, هو الذي يملك جيشاً جراراً خارج القانون فلا يجوز أن نسلمه بالواسطة الجيش الوطني”, مبدياً أمله ألا يذهب مجلس الوزراء إلى اتخاذ قرار مناف للقانون والدستور. وبشأن كلام الشيخ نعيم قاسم عن أن الحكومة على شفير الانهيار, قال حمادة: “بفضل الشيخ قاسم وأمثاله الحكومة منهارة أصلاً وهي بالكاد تصرف أعمال, وهو وحزبه وحليفه “التيار الوطني الحر” في طليعة المتآمرين عليها منذ يومها الأول, والمعطلين للمسيرة الهادئة المتوازنة التي حاول الرئيس سلام إيجادها”, مشدداً على أن “اللبنانيين اعتادوا ممارسات عون في الحوار وخارجه منذ عشرين عاماً, فهو نكبة على لبنان واستقراره ومؤسساته, ولا يجوز أبداً الانصياع لوعيده وتهديداته”.

 

الحجار لـ”السياسة”: منطق “حزب الله” عفا عليه الزمن

أكد عضو “كتلة المستقبل” النائب محمد الحجار, في اتصال مع “السياسة”, أن “جماعة حزب الله وحلفائهم يحاولون بعد فشل مشروعهم في المنطقة وسورية والهزائم المتلاحقة التي لحقت بهم, أن يقنعوا أنفسهم بجدوى خياراتهم, وجمهورهم في الدرجة الأولى الذي بات متأففاً ومنزعجاً ومستنكراً تدخل “حزب الله” في سورية, وبدأ القسم الأكبر منه يسأل عن نتائج تورط الحزب في المستنقع السوري, وعن الفائدة منه, بعدما ذهب عدد كبير من الشباب اللبناني ضحية هذا التدخل غير المبرر”. وأضاف “من المؤسف أن يعتبر حزب الله التدخل العسكري الروسي في سورية يصب في مصلحته, وأن وضعه سيصبح أفضل”, معتبراً أن “من يستند إلى الخارج ليفرض شروط على أشقائه في الداخل هو خاسر, لأن هذا المنطق عفا عليه الزمن, فمهما تكبر هذا الحزب وزمجر وعربد, فلن يستطيع أن يغير حرفاً في خريطة المنطقة العربية, والمشروع العربي في نهاية المطاف هو الذي سيكتب له النجاح والنصر. وليعلم الجميع, وخصوصاً أولئك المتعنترين في حزب الله, أن النظام السوري ورئيسه بشار الأسد ساقط, ونصيحتي لهم أن يعودوا إلى الوطن الذي يتسع للجميع, وللدولة الواحدة القادرة والراعية لكل اللبنانيين, وليس أمامهم سوى هذا الحل”.

 

أهالي العسكريين المخطوفين: غدا سنبدا تحركا تصعيديا موجعا

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - جاءنا من أهالي العسكريين المخطوفين، البيان الآتي: "بعد التحركات الحاصلة والتي حملت مطالب وأوجاع الناس المحقة، وبعد انشغال الدولة في التوجه لمعالجة الملفات المطروحة، وبعد اهمال ملف العسكريين المخطوفين ووضعه في الأدراج، قرر أهالي العسكريين التحرك التصعيدي الموجع بهدف اعادة ملف العسكريين وأرواحهم إلى أولويات البحث والحل. ستبدأ التحركات اعتبارا من يوم غد، وسيعلن عنها في حينها على الأرض انطلاقا من رياض الصلح، وصولا الى أهداف أخرى".ووجه الأهالي "دعوة إلى كل متعاطف ومؤيد وصاحب ضمير، للوقوف مع ملفهم والى جانبهم وجانب العسكريين المخطوفين"، عند الساعة الثانية عشرة من ظهر غد في ساحة رياض الصلح "للانطلاق معا".

 

حملة بدنا وطن تعتصم امام مبنى الضمان في وطى المصيطبة وهتافات تطالب بتصحيح اوضاع الصندوق ووضع حد للفساد

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - نظمت حملة "بدنا وطن"، إعتصاما أمام مبنى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي في وطى المصيطبة - بيروت، حيث رفع المشاركون لافتات وأطلقوا هتافات تطالب بتصحيح وتطوير أوضاع الصندوق ووضع حد للفساد فيه وتوفير الضمان الإجتماعي لكل اللبنانيين وتوحيد الصناديق الضامنة وإقرار قانون ضمان الشيخوخة. والقى جمال سقاية كلمة باسم الحملة قال فيها: "نحن هنا اليوم أمام الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي الذي هو أحد أبرز انجازات الضغط الشعبي والعمالي والنقابي في خمسينيات القرن الماضي. أكثر من ستين سنة مرت كان يفترض فيها أن يتحول هذا الصندوق الى أهم مظلة حماية إجتماعية للشعب اللبناني، لكن مثل كل مؤسسات الدولة وبفعل النهج الظالم للطبقة الحاكمة تغلغل الفساد والأزلام وعمت الفوضى والرشاوى والمحسوبيات ونهبت الأموال الى درجة تعرض هذا الصندوق للاقفال مرات عدة. واضاف: "نحن هنا لنقول إننا نريد تطهير صندوق الضمان الإجتماعي من كل هذا الفساد.. ونريد وقف تحويله إلى مزرعة خاصة للطبقة الحاكمة للتوظيف العشوائي بلا أي معايير للكفاءة أو النزاهة .. نريد الضمان الإجتماعي أن يتطور ويتوسع ليشمل في تقديماته كل ما تتعرض له صحة المواطن، وأن تتوحد ضمنه كل الصناديق الضامنة الأخرى، ليكون هناك ضمانا واحدا لكل اللبنانيين بلا إستثناء ..نريد زيادة التقديمات في مجال الأمومة والتعويضات وإقرار قانون الشيخوخة لتوفير حياة لائقة كريمة لمن تقاعد أو صار في خريف العمر. كما نريد من للدولة أن تدفع الديون المترتبة عليها لهذا الصندوق، وأن يكون التوظيف على أساس الكفاءة والنزاهة وليس المحسوبيات ووقف الهدر والفساد ومحاسبة الفاسدين". وطالب ب "ضمان يليق بالوطن والمواطن بلا بيروقراطية ولا تنفيعات ولا تأخير في المعاملات، وتحديثه بالتكنولوجيا وتعميم فروعه على كل المناطق لتوفير الوقت والجهد والمال.. المدخل لدولة الرعاية هو الضمان الإجتماعي ومن أبسط واجبات المسؤول تأمين الضمان لكل اللبنانيين فهو حق وليس منة من أحد... وما ضاع حق وراءه مطالب".

 

حراك مرتقب للاساتذة بعد الاعلان عن التفاصيل الاثنين/محفوض: لا حل الا بالتصعيد.. سنعود الى الشــارع

المركزية- يترقب الاهالي والمعنيون في القطاع التربوي ما سيصدر عن هيئة التنسيق النقابية خلال الاسبوع المقبل، بعدما أعلنت سلسلة خطوات تصعيدية رفضا واستنكارا للمماطلة باقرار سلسلة الرتب والرواتب منذ اربع سنوات. وفي هذا السياق، اعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض لـ"المركزية" ان هيئة التنسيق ستعقد مؤتمرا صحافيا في الرابعة والنصف بعد ظهر الاثنين المقبل في ساحة الشهداء لاعلان خطة التحرك التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع الاخير، والدعوة الى حشد مع الحراك المدني، اضافة الى خطة ستنفذ في 20 تشرين الاول، اليوم الاول لبدء العقد العادي لمجلس النواب".

واشار محفوض الى "ان الخطة ستعلن التفاصيل الكاملة للخطوات والاضرابات والاعتصامات من حيث الشكل والتوقيت والزمان والمكان"، معلنا "انه في حال تعاطت السلطة القائمة مع ملف السلسلة كما العام الفائت ولم تعتبرها من الضرورات، سيكون لنا رد وسنقول ان السلسلة اهم من قانون الانتخابات ومن قانون الجنسية، وان لقمة عيش الناس من ضرورات الضرورة، وبالتالي عدم التعاطي معنا على هذا الاساس، سيدفعنا الى الاضرابات". واعلن ان هناك اتفاقا مبدئيا بين أعضاء هيئة التنسيق بالتصعيد لان لا بديل، كما ان الهدوء الذي التزمنا به العام الفائت لم يجد نفعا، لذلك سنعود الى الاسلوب القديم من الاعتصامات والاضرابات والتظاهرات".

 

"الترقيات" تتهدّد مسـتقبل الحكومـة و"الحوار" فرصة لانعاش التسـوية

"التيار": لا جلسات في غياب التوافق على الآلية..و14 آذار توحّد الموقف

الحبـر الاعظم مهتم بلبنان و"رئاسته"..وأهالي العسـكريين يصعدون غدا

المركزية- بين من يقول ان تسوية "الترقيات" لا مفر منها كمدخل لاعادة تفعيل المؤسسات الدستورية المشلولة، ويواصل بعيدا من الاضواء مساعيه لانقاذها، وبين من يرفض الحلول "المفصلة على القياس" كما منطق "الترقيع" ويتمسك بالقانون والدستور لاعادة تسيير عجلات الدولة، ثابتة واحدة: الحكومة، آخر أسس الهيكل اللبناني المتصدّع، معطّلة حتى اشعار آخر، وقد يزداد واقعها ترديا في حال لم تبصر "التسوية" العتيدة النور، الامر الذي أعلنه صراحة في الساعات الماضية نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حيث قال "اننا اليوم على ابواب انهيار الحكومة اللبنانية "، محملا "جماعة 14 آذار مسؤولية تعطيل الدولة ورفض كل التسويات".

أسبوع حاسم: يأتي هذا التحذير، وهو الاول من نوعه لـ"الحزب" الذي كان يعلن مرارا تمسكه بالحكومة، وسط تضارب في المعلومات في شأن المسار الذي ستسلكه الازمة السياسية الاسبوع المقبل، علما انه مفصلي وحاسم، فاما يحمل بذور انفراجات أو ينبئ بتعقيدات اضافية في الداخل، قد تتغذى من المشهد المستجد في الاقليم مع دخول روسيا الحلبة السورية عسكريا، دعما لنظام الرئيس بشار الاسد.

فرصة الحوار: وفي اطار التحليلات المتداولة، وبعد ان بات شبه مؤكد ان رئيس الحكومة تمام سلام سيتريث في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، بناء على مشاورات أجراها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اتصل به بعيد عودته من نيويورك، تتجه الانظار الى مصير جلسات الحوار الثلاث التي من المقرر ان تعقد في السادس والسابع والثامن من الجاري. وفي السياق، تفيد اوساط نيابية "المركزية" ان "بري سيحدد بناء على اتصالات يجريها حاليا، مستقبل الجلسات تلك، فإما يتمسك بعقدها، أو يخفّض عديدها"، مشيرة الى ان "رئيس المجلس يعتبر ان "الحوار" قد يشكل فرصة للتشاور بين الفرقاء، على غرار ما حصل ابان الجلسة الاخيرة، ربما تساهم في تبديد الالتباس الذي تركه تسريب نسخة ملغومة من "التسوية" التي يعمل عليها، ما قد يعيد القطار الى سكته، فيتيح تاليا عقد جلسة لمجلس الوزراء نهاية الاسبوع المقبل.

لا للتسوية: في مقابل السيناريو الانفراجي هذا، يطرح آخر أقل تفاؤلا، تصر فيه اوساط وزارية عبر "المركزية" على نعي تسوية "الترقيات"، خاصة بعد رفضها من وزراء الرئيس ميشال سليمان والكتائب والمستقلين وبعض تيار "المستقبل"، لاقتناعهم بانها تضرب هيكلية المؤسسة العسكرية. وتتمسك الاوساط بدعوة رئيس الحكومة الى تحديد موعد لجلسة وزارية ووضع جميع القوى السياسية امام مسؤولياتها، فالوضع الراهن لناحية أزمة النفايات، أو لجهة تصعيد الحراك الشعبي في الشارع، لا يحتمل "الدلع السياسي" ولا التمسك بمطالب فردية ومصالح حزبية فئوية، دائما حسب "الاوساط".

"التيار" والحكومة: من جهته، يبدو "التيار الوطني الحر" حسم موقفه من الحكومة سلبا اذا لم تبصر "تسوية الترقيات" النور. وفي السياق، أكد عضو تكتل "التغيير والاصلاح" الوزير السابق غابي ليون لـ"المركزية"، "اننا نحمّل المسؤوليات ولا أحد يحمّلنا إياها"، جازما ان "لن تكون هناك جلسات للحكومة في غياب التوافق على الآلية"، مشيرا الى أن "ما نطلبه تصحيح المخالفة التي حصلت بالتمديد مرتين لقائد الجيش، وذلك بالعودة إلى مجلس الوزراء وبتعيين مجلس عسكري. وإذا سارت التسوية من دون العميد شامل روكز يجب أن يقولوا لنا من الأكثر استحقاقا والأكثر جدارة علما أنه يتمتع بالأقدمية على غيره"، لافتا إلى أن "ما يؤثر على الجيش ومعنوياته هو رفض الضباط من أمثال شامل روكز وهذا أمر يجب الا يحكى بخجل بعد اليوم، فضباط من هذا النوع يشرّفون الجيش بمسيرتهم العسكرية".

النفايات: وسط هذه الاجواء، بدا ان خطة النفايات وضعت على نار حامية، بدفع من رئيس الحكومة الذي دعا امس الى اعتماد كل الاجراءات الفنية والقانونية والادارية السريعة التي لها علاقة بتنفيذها فورا. واذ يلتقي سلام مجددا، وزيري الزراعة والداخلية أكرم شهيب ونهاد المشنوق الاثنين لمتابعة الاستعدادات الجارية، في وقت تردد ان موعد التطبيق قد يكون منتصف الاسبوع المقبل، تواصلت الاتصالات لتذليل الاعتراضات المناطقية. وفي السياق، عقد اليوم اجتماع في ازهر البقاع بدعوة من مفتي البقاع الشيخ خليل الميس شارك فيه نواب ورجال دين وفاعليات وممثلون عن المجتمع المدني، في حضور خبراء بيئيين من لجنة الوزير شهيب، لبت الموقف من المطمر المزمع إنشاؤه في خراج بلدة مجدل عنجر قرب الحدود، كرر خلاله اتحاد بلديات المنطقة رفضه اقامة المطمر.

توحيد الكلمة: في عضون ذلك، قالت مصادر في قوى 14 اذار لـ"المركزية" ان الحديث عن انشقاقات في صفوف هذه القوى تارة حول ملف الترقيات والتعيينات الامنية والعسكرية وطورا حول ملف النفايات غير دقيق وقد يكون مستحيلا. ولفتت الى ان الحوار قائم بين مختلف هذه القوى، ومحاولات دق اسفين في العلاقات بين حزب "الكتائب" و"القوات اللبنانية" تارة و"المستقبل" تارة اخرى فاشلة بدليل ان قوى 14 اذار عقدت منذ ان اندلعت ازمة النفايات، على وقع الخلل في النظرة الى آلية العمل الحكومي وصولا الى استئناف هيئة الحوار، اكثرمن ستة اجتماعات على مستوى الاقطاب، كان آخرها مساء الخميس في بيت الوسط، خصص لتوحيد الموقف من الملفات المطروحة، خاصة عشية جلسات الحوار، حيث تتعاون في اجراء مقاربة توافقية. وقالت ان اختلاف اللهجة المستخدمة في التعبير عن المواقف ليس خلافا حول مقاربة مواقف حزب الكتائب مع تيار المستقبل لا على مستوى الية العمل الحكومي ولا مصير النفايات ولا الترقيات العسكرية، ولكل منا دوره من موقعه السياسي والوطني. وحول العلاقة بين القوات والكتائب، قالت المصادر ان القوات اللبنانية وعلى رغم غيابها عن الحكومة وهيئة الحوار لم يغب مندوبوها عن اي لقاء في بيت الوسط او في مجلس النواب اواي مكان اخر والتنسيق قائم بين كل مكونات هذه القوى.

الحراك الشعبي: أما في الشق المطلبي، فحط الحراك الشعبي اليوم امام مبنى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في وطى المصيطبة، حيث نفذت حملة "بدنا وطن"، وقفة احتجاجية تحت شعار "الضمان حق وليس منة"، داعية الى تطهيره من الفساد والمحسوبيات. أما عند الرابعة، فتعتصم حملة "بدنا نحاسب" امام معمل الجية الحراري، اعتراضا على الفساد الذي يعتري ملف الكهرباء. الى ذلك، تعقد هيئة التنسيق النقابية مؤتمرا صحافيا عند الرابعة والنصف من بعد ظهر الاثنين تعلن فيه خطواتها المستقبلية، وفق ما اعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض لـ"المركزية".

أهالي العسكريين: وبعد الحراك المطلبي الشعبي، يستعد الشارع لاحتضان تحرك قديم – جديد. فبعد ما اعتبروه "اهمالا لملف أبنائهم الذي وضع في الادراج النائمة"، أعلن اهالي العسكريين المحتجزين لدى "داعش" و"جبهة النصرة"، "التصعيد الموجع" "بهدف اعادة ملف العسكريين وارواحهم الى اولويات البحث والحل"، داعين "كل صاحب ضمير" الى ملاقاتهم ظهر غد في ساحة رياض الصلح".

ابراهيم في الفاتيكان: على خط آخر، وفي التفاتة جديدة من الكرسي الرسولي الى الواقع اللبناني، التقى البابا فرنسيس في الفاتيكان صباحا، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، يرافقه وفد من ضباط المديرية. وكانت خلوة بين الحبر الأعظم واللواء ابراهيم استمرت عشر دقائق تركز البحث فيها على تطورات المنطقة عامة والوضع المسيحي خاصة في ضوء التحديات الأخيرة، وأظهر البابا اهتماما بالوضع اللبناني والمسيحي، بخاصة في ما يتعلق برئاسة الجمهورية، وفق ما جاء في بيان صادر عن المديرية العامة للأمن العام.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قيادة الجيش نعت العميد الركن الطيار المتقاعد خليل مطر

نعت قيادة الجيش، العميد الركن الطيار المتقاعد خليل مطر، الذي توفي أمس، ووزعت النبذة الآتية عن حياته:

 - من مواليد: 14/3/1945 الناعمة - الشوف.

 - تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط طيار اعتبارا من 9/11/1967.

 - رقي إلى رتبة ملازم طيار اعتبارا من 1/3/1971 وتدرج في الترقية حتى رتبة عميد طيار إعتبارا من 1/1/1995.

 - حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

 - تابع عدة دورات دراسية في الداخل وفي الخارج.

 - متأهل وله ثلاثة أولاد.

 ينقل جثمانه من مستشفى الروم عند الساعة الثامنة والنصف من صباح غد، إلى كنيسة مار الياس - الناعمة، حيث يقام المأتم بالتاريخ نفسه عند الساعة 16,00 ويوارى في الثرى في مدافن العائلة.

تقبل التعازي قبل الدفن وبتاريخ 5/10/2015 من الساعة 11.00 ولغاية الساعة 18.00 في صالون كنيسة مار الياس - الناعمة، وبتاريخي 6 و7/10/2015 من الساعة 11.00 ولغاية الساعة 18.00 في صالون مطرانية بيروت المارونية - الأشرفية.

 

فنيش: نحمل مسؤولية تعطيل المؤسسات لفريق 14 آذار وتحديدا المستقبل

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - نظمت "الهيئة الصحية الإسلامية"، مؤتمرا تحت عنوان "الرعاية الصحية الأولية للمراهقين"، في مجمع الملاك السياحي في بلدة أنصارية، برعاية وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش وحضوره. كما حضر المدير العام للهيئة الصحية عباس حب الله، نائب نقيب أطباء لبنان الدكتور عبد الأمير فضل الله وفاعليات بلدية وحزبية إضافة الى عدد من الأطباء. افتتح المؤتمر بتلاوة القرآن الكريم، فالنشيد الوطني ونشيد "حزب الله". ثم ألقى فنيش كلمة قال فيها: "إن الإخوة الأطباء لهم دور رسالي ودور حماية الإنسان. ومن يمارس هذا العمل لا بد أن يكون عنده الإلتزام والقيم والأخلاق، لذلك هناك مسؤولية عند الجسم الطبي". ولفت إلى وجود "أخطاء في ممارسة العمل الطبي، وعليه يجب تحصين سمعة الجسم الطبي لكي لا يصبح ممارسة بعضهم إساءة أو تجارة، من حيث ترويج سلع لبعض الشركات، ما يلحق ضررا بالمواطن، أو يشكل عبئا ماديا عليه. وهذا ليس جزافا بل من المؤكد، ونقول ذلك للتنبه والتنبيه ومن باب الحرص والمسؤولية، ونحن في مؤتمركم اليوم لا بد لنا أن نؤكد على ضرورة تحمل كل منا مسؤولية مواجهة هذه الآفة الخطيرة على مجتمعنا، وهي آفة ثقافية وآفة تربوية وإجتماعية وآفة سياسية أيضا، فكل منا مسؤول في موقعه". وتطرق فنيش إلى حادثة منى، فأعرب ألمه وحزنه، معزيا أهالي ضحايا الحادثة. وحمل "كل المسؤولية للسلطات السعودية على التقصير والإهمال والإستهتار بكرامة الإنسان"، معتبرا أنه "من غير المقبول القول إن هناك مفقودين، فهل نحن أمام زلزال، كيف ولماذا سيكون هناك مفقودون؟". أردف: "إننا ننتظر تحقيقا شفافا وعادلا لنبني على الشيء مقتضاه". في تطورات المنطقة، رأى ان "التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية، انما هو مبادرة جاءت في سياق التصدي للمشروع الإرهابي الذي انتشر وتوسع في المنطقة نتيجة لدعم بعض الدول الإقليمية والدول العربية. وقرار التدخل جاء نتيجة لطلب القيادة السورية. وهذا التحول في مسار الأزمة لم يكن ليحدث لولا ما أنجزته المقاومة بدعمها للجيش السوري وللنظام". أضاف: "نقول لكل المراهنين، إن مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري فقط لا غير، ولقد بدا واضحا أن سوريا عصية على السقوط". وعن الوضع الداخلي، قال فنيش: "كنا دائما ندعو الى تجنيب لبنان الرهانات الخاطئة، فتدخل قوى خارجية عطل إمكانية الحلول، ولو كان هناك خلاف رئاسي عميق، كنا دائما نسعى، كما وأن دولة الرئيس نبيه بري كان له مسعى، وللانصاف نقول إن التيار الوطني الحر كان دائما يتجاوب، لكن الرفض كان دائما يأتي من فريق الرابع عشر من آذار، وتحديدا حزب المستقبل، ونحن اليوم نحمل مسؤولية تعطيل المؤسسات الى ذاك الفريق، مع العلم أننا ما زلنا نعول على الحوار ونعقد الآمال على ذلك".

 

السنيورة جال والسعودي على عدد من مشاريع صيدا: المستقبل لم يعارض موضوع الترقيات العسكرية لكنه أبدى ملاحظات عليه

السبت 03 تشرين الأول 2015/وطنية - أكد الرئيس فؤاد السنيورة أن تيار "المستقبل"، "لم يعارض موضوع الترقيات العسكرية، ولكنه أبدى ملاحظات عليه، وعلى قاعدة أنه عندما يكون هناك تسوية، فعلى الجميع أن يشارك بها، وأن يسهم في إيجاد حل دائم لعمل الحكومة". وقال في تصريح، أدلى به في مستهل جولة على عدد من مشاريع صيدا الانمائية، برفقة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي: "عندما نقوم بتسوية معينة، يجب على الجميع أن يشارك فيها، حتى لا يتعرض عمل الحكومة دائما إلى إعاقات، وإلى إرباكات ثم إلى توقف عجلة عملها"، لافتا إلى أن "ذلك يتعلق بالآلية المتبعة لاتخاذ القرارات داخل الحكومة، الذي يحتاج إلى أن نعود إلى الالتزام بأحكام الدستور الناظم للعلاقات بين اللبنانيين". ورأى انه "بالإمكان أن تتم تسويات، ولكنه ربط ذلك باحترام الدستور، الذي هو أساس لإنجاز التسوية"، معتبرا في الوقت نفسه، أن ذلك "يتطلب إقرارا في مجلس الوزراء وليس أن نصيف على سطح ونشتي على سطح آخر".

وردا على اتهامات "حزب الله" الأخيرة "للمستقبل" بالتعطيل، اعتبر أنه "عندما يتهم الحزب تيار المستقبل بهذه الاتهامات، فإنه ينظر إلى المرآة، وعندما يرى ما يقوم به يرده إلى الآخرين، بينما هو الذي يرتكب هذه الأفعال على قاعدة: اللي فيكي حطيتيه فيي"، مؤكدا بالمقابل "الحرص على استمرار الحوار مع حزب الله، رغم الاقرار بعدم تسجيل تقدم في هذا الحوار على اكثر من مجال". وقال: "نحن كتيار مستقبل، دائما يدنا ممدودة إلى الحوار، ولا نرى بديلا من اعتماد الحوار وسيلة في التفاهم ما بين بعضنا بعضا. صحيح أننا لم نحقق تقدما في أكثر من مجال، وبالتالي هناك جمود في جملة الحوارات بيننا وبين الحزب، ولكن نحن نعتقد اعتقادا جازما بأن علينا أن نستمر في التواصل، وفي أن نكون على مقربة من بعضنا بعضا رغم اختلاف وجهات النظر، لأن هذا بالنهاية، هو الذي يحفظ الوطن". وفيما يتعلق بخطة وزير الزراعة أكرم شهيب لحل أزمة النفايات، أكد أن "الحلول التي تقدم بها شهيب، هي أفضل الحلول الممكنة، والأسلم للتوصل إلى حل مشكلة النفايات".

الجولة

وكان السنيورة قد استهل جولته، من وسط مدينة صيدا، متفقدا سير العمل في مشروع تأهيل البنى التحتية للسوق التجاري، يرافقه السعودي ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، واطلعوا على سير العمل من المهندسين المشرفين، من قبل الشركة المتعهدة "دنش للمقاولات" ومكتب الاستشاري المهندس عبد الواحد شهاب، ثم تفقدوا مشروع بناء مركز قوى الأمن الداخلي، مكان مبنى السنترال القديم، في حضور المدير التنفيذي للشركة "العربية للأعمال المدنية" متعهدة المشروع المهندس محمد الشماع، حيث استمعوا منه إلى شرح عن سير العمل، وانتقل السنيورة والسعودي بعد ذلك إلى حديقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عند الواجهة البحرية للمدينة، متفقدين العمل فيها، في حضور المهندس مازن الصباغ، ومن هناك توجها إلى معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة في سينيق، حيث عاينا قرب سير العمل، على خطوط الفرز والمعالجة في المعمل مستمعين إلى شرح حوله من مدير عام شركة IBC المشغلة للمعمل المهندس نبيل زنتوت، قبل أن يختتم السنيورة الجولة في مشروع إنشاء متحف صيدا التاريخي، في موقع الفرير في محلة البوابة الفوقا، واطلع من المهندس محمد الشماع على تقدم سير العمل بالمشروع، الذي تنفذه الشركة العربية للأعمال المدنية".

السنيورة

وألقى السنيورة كلمة، قال فيها: "الزيارة اليوم للأخ والصديق الأستاذ محمد السعودي رئيس البلدية، ولمبنى البلدية، بهدف الاطلاع على التقدم الجاري في عدد من المشاريع الأساسية، التي تجري في صيدا، والتي بحمد الله وبالجهد الكبير، التي تبذله البلدية وأيضا بهذه الرعاية المستمرة لنائبي المدينة. حصلت هناك أمور عديدة وتقدم أساسي في أكثر من مجال، مما يؤدي إلى التقدم على مسار أن تصبح مدينة صيدا، مقصدا للبنانيين وللزائرين من خلال هذه المشاريع، التي تحولها إلى مدينة حقيقية. وطبيعي هذا المسار مسار طويل سنستمر فيه، ولكن هذه المشاريع الانمائية الكبرى، وبعصرنة البنى التحتية في المدينة، وعدد من المشاريع الأخرى، كلها تسهم في تحقيق هذا الأمر وفي تحقيق نقلة نوعية في الوضع الاقتصادي والمعيشي في المدينة، حيث مازال أمامنا الكثير في ذلك". أضاف: "هذا الانجاز الذي تحقق حتى الآن، يجب أن نبني عليه، ونستمر في هذا الجهد، الأمر الذي نجحت مدينة صيدا بأن تقوم به خلال هذه الفترة، وأحسسنا به عندما اندلعت وانفجرت أزمة النفايات في كل لبنان، وبالتالي كانت مدينة صيدا سباقة في هذا الشأن، كانت سباقة في تحويل مشكلة كبرى، كانت تعاني منها على مدى عدة عقود بسبب جبل من النفايات، الذي كان يجثم على صدور أهل المدينة وعلى المنطقة ككل، ويلوث الساحل اللبناني. فنجحت صيدا في أن تحوله إلى فرصة هائلة، وهي بدعم من جلالة الملك رحمه الله المغفور له عبد الله بن عبد العزيز، الذي قدم مبلغ عشرين مليون دولار إلى مدينة صيدا، والذي على أساسه جرى إنشاء هذا الحاجز البحري، الذي ستكسب منه المدينة هذه الأرض، والتي بالتالي سيصار إلى ردمها، وهي ملك الدولة اللبنانية. وطبيعي أن تكون بتصرف البلدية لأجل مشاريع تخدم المدينة، وتحول جزءا من هذه الارض إلى حديقة كبرى، ربما من أكبر الحدائق على شاطئ شرق البحر المتوسط، حيث سيكون لدينا حديقة كبرى بحوالي مئة ألف متر مربع، إلى جانب مشروع المرفأ الجديد التجاري، وأيضا عدد آخر من المشاريع الانشائية، إن كان مدارس، إن كان متحفا، إن كان بنية تحتية وغيرها، ومبنى جديد من أجل قوى الأمن الداخلي. هذا عدد من المشاريع نجول فيها، لتفقد سير العمل".

وردا على سؤال حول خطة وزير الزراعة أكرم شهيب لحل أزمة النفايات والعراقيل، التي تواجهها، أجاب: "مشكلة النفايات لا تقتصر على لبنان، هناك إشكالية مررنا بها، وأضعنا فرصا للمعالجة الدائمة والسليمة لهذه العملية، لكن علينا جميعا تقع هذه المشكلة، وعلينا أن نتحملها جميعا، وحل مشكلة النفايات هو حل وطني وتشاركي، وطبيعي هذا يتطلب تعديلا في طريقة معالجة هذه النفايات، بدءا من المصدر ومن المنزل ومن المطعم ومن المؤسسات حتى يصار إلى معالجة صحيحة وغير مكلفة لهذا الأمر. لكن نحن الآن في وسط الأمواج العاتية، ولا يمكن التذرع الآن، بأننا لا نريد هذا ولا نريد ذلك، يجب أن يكون لدينا القدرة على النظر بإيجابية والتدرج باتجاه التوصل إلى الحلول الدائمة".

أضاف: "أعتقد أن الحلول التي تقدم بها الوزير شهيب، هي الأسلم للتوصل إلى الحل، ليس هناك من حل مثالي الآن، نحن نتدرج في التوصل إلى الحلول، وهذا أفضل الحلول الممكنة. وبالتالي عندما انفجرت هذه المشكلة، وجدنا أنه أصبح هناك في لبنان، تقريبا حوالي ألف مكب عشوائي، وذلك يلوث البيئة، وبالتالي عندما يصار إلى التوصل إلى إيجاد مطامر صحية لا تلوث البيئة، وتؤدي إلى حل المشكلة في تلك المنطقة، وأيضا في المناطق الأخرى، وكلنا جزء من هذا الوطن. لا نستطيع أن نصل إلى أن يكون لدينا كهرباء، اذا لم تمر أعمدة الكهرباء والكابلات على أكثر من منطقة، وبالتالي تتضرر أو تستفيد تلك المناطق إلى أن تصل الينا. ولا يمكن أن يصل إلينا الماء إذا لم يمر أيضا على مناطق عديدة قبل أن يصل إلينا". وأكد "نحن جزء من وطن، وعلينا كلنا أن نتحمل هذا الأمر، حتى يستطيع المواطن أن يمارس عيشه بشكل لائق، وبالتالي يعالج هذه المشاكل. حتما، كل منطقة يكون لديها حلول يمكنها أن تقدمها لنفسها، وأيضا لجيرانها. يجب أن يصار إلى تعويضها بطريقة أو بأخرى، بحيث يشعر الجميع أنه يسهم بحل المشكلة، وبالتالي يشعر أيضا أن الآخرين الذين يعتمدون عليه، أيضا يعوضونه ما يتحمله في هذا الشأن".

وقال: "نحن في مدينة صيدا، أصبح لدينا معمل لمعالجة النفايات، وأيضا المعمل جار على أساس أن يصبح هناك تقدم وتدرج في المعالجة إلى أن نصل إن شاء الله، إلى ما يسمى صفر عوادم. ولكن لم نصل بعد إلى هذا الموضوع. ونحن لدينا مشكلة العوادم في مدينة صيدا، وليس لدينا مطمر، ولا مكب، ولا بأي شكل من الأشكال، وبالتالي نحن أبدينا استعدادنا من منظور وطني وتشاركي، بأننا جزء من هذا الوطن وعلينا أن نسهم، بأن مدينة صيدا، ومن خلال هذا المعمل، على استعداد أن تتقبل وأن تشارك في هذه العملية، ويصبح هناك معالجة لبعض النفايات الآتية من بيروت، من أجل أن تعالج في صيدا، ولكن على أن يكون ذلك لقاء تأمين مطمر للعوادم، كل العوادم الصادرة من المعمل، أن يصار إلى إيجاد مطمر خارج مدينة صيدا، وبالتالي صيدا تسهم في هذا الحل ضمن هذا الشرط وضمن طاقتها، وهي تعبر بذلك عن دورها الوطني، والاسهام مع غيرها في إيجاد الحلول، ريثما يصار إلى إيجاد حلول دائمة لهذه المشكلة".

أضاف "أود أن أقول إن هذا الدور الذي قامت به مدينة صيدا، هو للتعبير عن وجودها ورغبتها في الاسهام في حل هذه المشكلة الوطنية الكبرى، التي أصبحت تربك العمل الوطني، وتربك العمل السياسي، وتربك البلد ككل، وتربك المواطنين وتصرفهم عن الانتباه إلى جملة كبيرة من المشاكل، التي تعصف بلبنان من الداخل، وأيضا المشاكل التي تأتينا من الخارج وهي ليست بالقليلة".

وتطرق إلى الوضع السياسي، فقال ردا على اتهامات "حزب الله" لتيار "المستقبل" بأنه يعطل الحلول: "الحقيقة أود أن أثني على الدور الكبير والانجاز العظيم، الذي يقوم به حزب الله في توصيف المشاكل! فهو عندما يتهم تيار المستقبل بهذه الاتهامات، فإنه ينظر إلى المرآة، وعندما يرى ما يقوم به فيصفه، ولكنه يرده إلى الآخرين، بينما هو الذي يرتكب هذه الأفعال، وليس تيار المستقبل. يعني كما يقول المثل الشعبي: اللي فيكي حطيتيه فيي". وردا على سؤال حول موقف "المستقبل" من موضوع الترقيات العسكرية، قال: "أعتقد أن تيار المستقبل أبدى عدم معارضته لهذه الترقيات كجزء من حل إشكالي، وبالتالي أبدى ملاحظات على هذا الأمر، من ناحية أنه من الضروري عندما نقوم بتسوية معينة، أن نشارك الجميع فيها، وعلى أساس أن يسهم ذلك أيضا في إيجاد حل دائم لعمل الحكومة، حتى لا يتعرض عمل الحكومة دائما، إلى إعاقات وإلى إرباكات، ومن ثم إلى توقيف عجلة العمل الحكومي، وهو الذي عمليا يتعلق بالآلية المتبعة لاتخاذ القرارات داخل الحكومة، وهذا الأمر ليس بحاجة إلى اجتهاد، بل يحتاج لأن نعود إلى الالتزام بأحكام الدستور، والدستور واضح جدا وجلي، ولا يقبل أي اجتهاد في هذا الأمر وأي أمر يخالفه معنى ذلك اعتداء على الدستور. وأنا أريد أن أقول هنا كما يقول المشترع "من ترك أمرا من أمور الشرع أحوجه الله إليه"، وتبين لنا من خلال التجربة المريرة أنه عندما نغادر الدستور، ولا نلتزم به نجد أنفسنا دائما أننا في حالة العراء، وإننا كلنا على اختلاف انتماءاتنا ومكوناتنا لا حماية لأحد منا خارج الدستور، الدستور هو الناظم للعلاقات بين اللبنانيين، وعندما يخالف الدستور تقع المشاكل، فبالتالي الأجدر بنا أن نعود إلى احترام الدستور".

أضاف: "بالامكان أن تتم تسويات؟ نعم بالامكان أن تتم تسويات، ولكن دعونا نعود إلى احترام الدستور، وبالتالي هذا الأمر هو تحدي وأساس لإنجاز هذه التسوية، ويتطلب إقرارا في مجلس الوزراء، لكن إذا كنا -نريد أن نصيف على سطح ونشتي على سطح آخر- وهذا الأمر نقوم به بطريقة، وذاك الأمر نقوم به بطريقة أخرى، سنرى أنفسنا جميعا أصبحنا في وضع لا نحسد عليه جميعا. أعتقد أنه بالإمكان إجراء التسوية، وبالتالي يجب أن تكون دائما يدنا ممدودة، ونحن دائما كتيار مستقبل يدنا ممدودة إلى الحوار، ولا نرى بديلا عن اعتماد الحوار وسيلة في التفاهم ما بين بعضنا بعضا. صحيح أننا لم نحقق تقدما في أكثر من مجال، وبالتالي هناك جمود في جملة الحوارات، التي تتم ما بين تيار المستقبل وما بين حزب الله، ولكن نحن مازلنا مقرين ومعتقدين اعتقادا جازما بأن علينا أن نستمر في التواصل، وفي أن نكون على مقربة من بعضنا بعضا على اختلاف وجهات النظر الموجودة، ولكن بالنهاية هذا هو الذي يحفظ الوطن، وهو انتماء أبنائه إليه وتعاونهم وتواصلهم مع بعضهم بعضا لحل كل مشكلة ممكن أن تطرأ".

السعودي

من جهته، قال السعودي: "لقد لخص دولة الرئيس فؤاد السنيورة كل شيء يمكن أن يقال عن الأعمال الانمائية، والمشاريع تسير بخطى سريعة، وهناك مشاريع بصدد الانتهاء منها، واليوم نقوم بجولة على هذه المشاريع، وجولاتنا هي دورية مع دولة الرئيس. وجولتنا تشمل البنى التحتية، التي يشهدها السوق التجاري، ومركز قوى الأمن الداخلي، ومتحف آثار صيدا في البوابة الفوقا، ومعمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق". وشدد على أن "نائبي المدينة الرئيس فؤاد السنيورة وبهية الحريري، هما الداعمان والمسهلان لأعمال البلدية، وكل ما يصب في مصلحة تقدم مشاريع المدينة".

 

النائب علي فياض: السعودية تتحمل مسؤولية حادثة منى وسقوط سوريا عسكريا مجرد احلام

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - عزى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، خلال الاحتفال الذي أقامته مؤسسة الجرحى بمناسبة عيد الغدير، وافتتاح مركز العباس للعلاج الفيزيائي والتأهيل الطبي في النبطية، "الأمة الاسلامية وذوي ضحايا حادثة منى". وحضر الحفل مسؤول المنطقة الثانية في "حزب الله" علي ضعون ومسؤولون في مؤسسات الرعايا الاجتماعية والصحية. واعتبر أن ما حصل "تتحمل مسؤوليته على نحو أساسي السلطات السعودية، ويعكس الوجه الاخر لهذه المملكة التي تقوم سياساتها وعقائدها وأفكارها على الكراهية، ولا يقتصر على سوء الإدارة، ولكن الأكثر سوءا وإيلاما هو كل المسار الذي تعاطت فيه السعودية مع الحدث، من حيث عدم الاهتمام بالجرحى وترك المصابين لساعات وتكديس الجثث وإخفاء العدد الحقيقي للشهداء والمصابين والتنصل من المسؤولية، وقيام الإعلام السعودي باختلاق روايات واتهامات لا أساس لها من الصحة، إنما تعكس هذه العقلية المتخلفة التي تشكل في هذه الأيام مصادر الإعتلال والإختلال في واقعنا الإسلامي. إن ما حصل هو سقوط مريع من الناحية الحضارية والدينية والاخلاقية والانسانية". وقال: "إن التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة السورية تدخل المنطقة بأكملها في مرحلة جديدة. لقد تلاشت أحلام التكفيريين ورعاتهم الاقليميين والدوليين، ومن كان يحلم بأنه قادر على أن يحسم الوضع السوري وأن يسقط الدولة السورية عسكريا، فهذا الامر بات مجرد أضغاث أحلام لا مجال للوصول اليه وتحقيقه على الاطلاق. ولذلك نحن منذ البدء ومن قبل أن ندخل في معترك المواجهة مع المجموعات التكفيرية، كنا ندعو دائما إلى الحل السياسي في سوريا، الحل السياسي المتوازن الذي يعيد لم شمل المجتمع السوري ويفتح الطريق أمام إصلاحات حقيقية ويحافظ على موقع سوريا المركزي في هذه الامة وفي قلب معادلة التصدي للعدو الاسرائيلي ولسياسات الهيمنة الامريكية على مستوى المنطقة، والذي يبقي سوريا كذلك في موقع الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني". أضاف فياض: "نعيد القول أن التدخل الروسي في سوريا سيؤدي إلى مجموعة من النتائج المرتقبة: سيعجل في الحل السياسي المفترض لانه سيسهم أكثر في توفير التوازنات الداخلية على المستوى الميداني التي تقطع على أولئك الذين لا يريدون حلا سياسيا أحلامهم ورهاناتهم وتطلعاتهم، سيساعد على حسم المعركة مع المجموعات الارهابية وسيكشف نفاق الغرب الذي ادعى مواجهته وحربه مع داعش، لكن في حقيقة الأمر وعلى مدى أكثر من عام من الغارات التي قام بها التحالف الغربي، فإن كل الوقائع تؤكد أن هذه الغارات وهذه المواجهة التي أعلنت، أنها لم تؤد الى شيء، إنما داعش ازدادت قوة وتمددا وانتشارا داخل سوريا والعراق، لهذا ما حصل هو تصعيد مناسب ومؤات للمضي قدما في مواجهة المجموعات التكفيرية وفي حسم هذه المعركة". وتابع: "على أرضية التفاهم والتنسيق والتعاون مع الجمهورية الاسلامية في ايران، فكل التحليلات التي حاولت أن تثير علامات استفهام أو مخاوف أو أوهام أو أضاليل مفترضة أن هناك تناقضا بين هذا التدخل الروسي والوجود الايراني الداعم للدولة السورية، وأن ثمة مسافة بين الموقفين او تعارضا او تناقضا وأن كل هذه التحليلات والرهانات ليست في محلها، نحن نقول أن التدخل الروسي الشرعي القانوني بناء على طلب الحكومة السورية مرحب به. وبهذه المناسبة ربما بات مطلوبا من كل أولئك الذين لا يريدون حلا في سوريا أن يعيدوا حساباتهم ورهاناتهم وأن يعيدوا قراءة المشهد السوري والاقليمي والدولي بأمته، لان مسار التطورات السياسية لا يسير لمصلحة هؤلاء، فليوفروا على الشعب السوري الدم والقتل والدمار وليقلعوا عن سياسات تغذية الكراهية والتعصب والحقد المذهبي والامعان في دعم مجموعات الارهاب التكفيري". وشكر مسؤول الجرحى في المنطقة الثانية نضال برجاوي كل من يساهم في بلسمة جراح جريح من مؤسسات داعمة وأطباء ومعالجين فيزيائيين. وافتتح ختاما مركز العباس للعلاج الفيزيائي والتأهيل الطبي.

 

نواف الموسوي: النظام السعودي يعطل انتخاب الرئيس برفضه عون

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا للناجحين بالشهادات الرسمية والجامعية، لمناسبة عيد الغدير، في باحة مسجد الإمام علي في منطقة الحوش - صور، برعاية عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، وحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وحشد من أهالي الطلاب الناجحين. وألقى الموسوي كلمة قال فيها: "نسأل هل يعقل أنه في البلاد التي جعلها الله آمنة منذ إبراهيم إلى يوم الدين، كما جعلها حرما آمنا بنص القرآن، بات الواحد يخشى أن يتحول قتيلا فيها، والأنكى من ذلك أنه لو قتل فسيتحمل هو مسؤولية قتل نفسه، لأن السلطات السعودية لم تجد سوى أن تقول "إن هؤلاء الحجاج هم الذين يتحملون مسؤولية موتهم"؟ نريد أن نعرف هل أنتم قائمون على شؤون الحرمين أم لا؟ إذا كنتم أنتم المسؤولين عنها فعليكم أن تتحملوا مسؤولية ما وقع في هذه البلاد، لأن هناك ما هو أكثر من مجرد أخطاء، وهذا يحتم تشكيل لجنة تحقيق تضم ممثلين عن البلاد التي ينتمي إليها هؤلاء الشهداء الحجاج، وعندها فلتتحمل لجنة التحقيق مسؤولياتها، وتوضح الحقائق وتخرج بالنتائج، ولكن إصرار السلطات السعودية على رفض تحمل المسؤولية، ورفض تشكيل لجنة تحقيق والإفصاح عما جرى وتسليم الجثامين لعرضها على الطب الشرعي، فإنها بذلك تدين نفسها، وتجعل المسلمين عامة يشكون بأن ما حصل لم يكن تدافعا، بل هو أكبر من تدافع وأكثر من ازدحام، فهناك ما يقارب الأربعة آلاف حاج قد قضوا في هذه الحادثة الأليمة". أضاف: "إنه لمن المستغرب أن يخرج علينا بعض وعاظ السلاطين ويريد منا أن نشكر السلطات السعودية على كرمها أنها مكنت هؤلاء العباد الصالحين من أن يموتوا في أطهر بقعة، فهل من المعقول أن نقبل بتعاطي من هذا النوع؟ وإذا طالبنا بتوضيح ما جرى، توعز السلطات السعودية إلى آلتها الإعلامية والسياسية لتشن حربا علينا، وإن كل حاج من الذين استشهدوا هو قلبنا وحبيبنا، فكيف إذا كان منهم من عهدناه يقف إلى جانبنا في أزماتنا على كافة الصعد ألا وهو الشعب الإيراني العزيز؟"

وتابع: "ندعو حزب المستقبل إلى أن يحاول التحرر ما أمكنه من هذا الضغط الجاثم عليه من جانب النظام السعودي، ويجب أن يكون لديه القدرة على القول إن استقرار لبنان والتفاهم فيه لا يتحمل سياسة الحرب المشرعة التي تقودها السعودية في كل بلد عربي، حيث أنها في بعض البلاد العربية تخوض الحرب بالدم والبارود والقتل والذبح، وفي بلاد أخرى تخوضها بالمال وشراء الذمم، ومن هنا فإن لبنان لا يتحمل سياسة الحرب السعودية، بل يحتاج إلى التفاهم بين أبنائه، وهذا يقتضي أن يتمتع تيار المستقبل بقدر من الإستقلالية، وفي حين أننا نعلم أنه ليس لديه القدرة على أن يكون مستقلا، فعليه على الأقل أن يقول لحلفائه وأمرائه إن للبنان خصوصية يجب أن تراعى، وإلا فإنه لا يجوز أن يبقى الوطن معطلا كما هو معطل الآن، ونحن نعلم أن مفتاح تفعيل المؤسسات يبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية، وأن المشكلة في انتخاب هذا الرئيس هي أن السعودية تريد أن تقرر من يكون في هذا المنصب، في حين أن مقتضى التوافق والميثاق الوطني يعطي لشركائنا في الوطن المسيحيين الحق في أن يختاروا من يمثلهم، وهم قد عبروا عن هذه الإرادة في الإنتخابات النيابية التي حصلت ثم في احتشادهم بالأمس تحت راية الجنرال عون، ولذلك فإن من يعطل الإنتخابات اليوم هو النظام السعودي الذي يرفض الجنرال عون لا لشيء سوى لأنه مستقل بقراره، وفي هذا الإطار أيضا كان اللبنانيون ينتظرون من دولة أوروبية صديقة للبنان أن تتحرك لثني النظام السعودي عن تعنته في موضوع رئاسة الجمهورية، فإذا بهذه الدولة الصديقة للبنان التي كان يقال عنها يوما إنها الأم الحنونة قد باعت لبنان بثمن بخس ألا وهو بضع براميل من النفط، فتخلت عن موقفها الذي يمكن أن يثني النظام السعودي، لا بل وبالعكس من ذلك فإنها تحولت إلى داعم لهذا النظام".

وقال: "إن مواجهة الفساد أمر لم يكن يوما إلا ضروريا، ونحن نعلم كلفة مواجهته، ولكن على الطريق نقول إن من يريد مواجهة هذا الفساد فليبدأ من أصله الذي أطل برأسه من خلال القانون 91/117، ثم استكمل بهذا الفساد سيطرته داخل أجهزة الدولة ومرافقها حتى أمسك بمؤسساتها، ثم انتقل في مرحلة أخرى إلى تفريغ مؤسسات الدولة لصالح شركات خاصة، وكانت النية لدى فريق الفساد المعروف هي إنهاء مجال الدولة لصالح مجال الشركات الخاصة، وهذا ما نعانيه، وبالتالي فإن على الذين يعنون بتتبع آثار الفساد وعوامله أن يبدأوا من هنا، وأن يراقبوا الفساد المهيكل الذي أصبح هو الدولة الخفية التي أكلت الدولة وخصخصتها إلى شركات تتبع لهذا الشخص أو ذاك، وفي هذا الإطار يجب أن نقول إن هناك فرقا بين من أخطأ بغير قصد وبين من أصاب في سعيه إلى تكريس الفساد المتعمد من خلال تفكيك مؤسسات الهاتف والكهرباء والمياه وكل شيء، ولذلك يجب أن نبحث عن الذين طلبوا الباطل والفساد فأصابوه".

وختم: "ذهبنا إلى الحوار من أجل زيادة رقعة التفاهم بين القوى السياسية اللبنانية ولنتفاهم نحن وخصماؤنا، لذلك فإنه لا يصح أن نخسر في طريقنا إلى التفاهم مع الخصماء الأصدقاء، وليس من الصحيح أننا إذا أردنا للحوار أن ينهج طريقه نحو ترسيخ التفاهم بين القوى السياسية اللبنانية أن نخسر الأصدقاء، بل علينا أن نتمسك بهم ثم من خلال علاقتنا بهم نتوجه إلى ترتيب العلاقات مع الآخرين". وفي الختام قدمت فرقة الحرية باقة من الأناشيد الإسلامية، قبل أن يوزع الموسوي الشهادات التقديرية على الخريجين.

 

قزي: لدعم خطة شهيب والتوقف عن الإستماع إلى الآراء حول النفايات

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - دعا وزير العمل سجعان قزي إلى "دعم خطة وزير الزراعة أكرم شهيب حول أزمة النفايات والتوقف عن الاستماع الى الاراء التي تصدر من هنا وهناك"، وقال: "نمر بأزمة مصيرية في لبنان والشرق الاوسط، ليست فقط نفايات انما ازمة سقوط حدود وانظمة وتغيير كيانات، لذلك علينا نصمد في لبنان، والحفاظ على الحكومة". وقال في حديث لبرنامج "اليوم السابع" الذي يبث عبر أثير إذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5": "وصلت الأمور مع رئيس الحكومة تمام سلام إلى الحدود القصوى، بخاصة ان الدعم الدولي والعربي لا يترجم في مجلس الوزراء"، مضيفا: "اذا نظر سلام الى وضع الحكومة من الزاوية الداخلية، عندها من الممكن ان يفكر بقلب الطاولة والاستقالة وتحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال، لكن في المقابل عندما يرى ان المجتمع الدولي والعربي يدعم الحكومة رغم العاهات والعجز الموجود فيها نتيجة التناقضات، فالمطلوب منه المحافظة عليها حتى تبقى المحاور الوحيد في هذه الظروف الصعبة". ولفت قزي إلى أن "الفضيحة التي كشفتها وزارة العمل يجب وضعها في اطارها الواقعي"، وقال: "صحيح انني اريد ضمان اليد العاملة اللبنانية والنزاهة في الوزارة والدولة، لكنني لست هاوي فضائح ولا تسجيل بطولات على حساب الآخرين". واوضح أن "الشركة التركية التي تزود بواخرها لبنان بطاقة اضافية من الكهرباء تقدمت بطلب لدى وزارة العمل للحصول على اجازات عمل لعمال على اساس انهم حمالون وعمال تنظيفات، وبعد ان قامت الوزارة باجراء التحقيق والتفتيش، تبين ان الـ 54 عاملا هم مهندسون وخبراء فنيين في توليد الطاقة على ظهر الباخرة"، مشيرا الى أن "هذا الامر يعتبر غش وتزوير بهدف التهرب من تقديم اجازة عمل فئة اولى، لانها تكلف مليون و800 الف ليرة، أما اجازة عمل للفئة الثانية فتكلف 480 الف ليرة". وتابع: "هذه قضية تزوير صفة، ويجب ان تحال الى المراجع القضائية المختصة، ونحن لا نحاول ان نمس بأحد، وحرصنا ان لا نعطي اسماء المخالفين". ووجه قزي نداء الى "أصحاب الشركات الكبيرة والمتوسطة لتصحيح اوضاع العاملين لديهم من اجانب"، مؤكدا استعداد الوزارة لمساعدتهم.

 

جعجع التقى سفير البرازيل ومطر ووفدا ارمنيا من كسروان

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، في حضور منسق الحزب في بيروت المهندس عماد واكيم. وبحث المجتمعون في المستجدات السياسية العامة في لبنان والمنطقة.

الى ذلك، زار وفد من الأرمن في منطقة كسروان معراب، حيث التقى رئيس القوات، في حضور منسق منطقة كسروان جوزف خليل. كما عرض جعجع مع سفير البرازيل كارلوس زيميرمان الأوضاع العامة، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية بيار بو عاصي.

 

المركز الإعلامي في البطريركية الأرثوذكسية: موقف الكنيسة تعبر عنه حصرا بيانات مجمعها والبطريرك والمركز

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - أوضح المركز الانطاكي الارثوذكسي للاعلام في بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس أن "وسائل الإعلام المحلية تناقلت، في اليومين الماضيين، ترجمة غير دقيقة تدل على سوء فهم أو استخدام لتصريح صحافيٍ، أدلى به رئيس دائرة العلاقات بين الكنيسة والمجتمع في الكنيسة الروسية المتقدم في الكهنة فسيفولد تشابلين. وقد حرف النص المترجم المنشور والمتداول مضمون ما أدلى به الأب المذكور بشأن قرار الدولة الروسية الأخير". وجاء في نص البيان: "يهم المركز أن يضع بين أيدي المعنيين الترجمة الدقيقة لمضمون تصريح قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وكل روسيا اضافة إلى مقابلة الأب تشابلين، بهذا الشأن". تصريح قداسة البطريرك كيريل نقلا عن خبر الموقع الرسمي لبطريركية موسكو وسائر روسيا: البطريرك كيريل: من غير المسموح أن يبقى أحد غير آبه بويلات الشعب السوري. عبر بطريرك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية عن رجائه بأن تقود المشاركة الروسية في حل القضية السورية إلى جلب السلام المنتظر للمنطقة. "لقد توجهت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للقيادة الروسية ولباقي الدول والمنظمات العالمية داعية ألا يبقوا غير آبهين تجاه شعب سوريا والشعوب الأخرى في المنطقة".

ذكر بطريرك موسكو وسائر روسيا الكلي القداسة كيريل. "لا من شائعات بل عبر اتصال شخصي وتواصل مع قادة دينيين في الشرق الأوسط عرفنا وأعلمنا عن حال الويل التي سادت الناس الذين باتوا هدفا للمتطرفين والإرهابيين" صرح البطريرك. وبحسب كيريل، فقد تابع المسيحيون الأرثوذكس ظروف العيش القاسية الكثيرة لمسيحيي المنطقة وحوادث الخطف والذبح المقيت تجاه الأساقفة والرهبان والتدمير البربري للهياكل المقدسة. "والضرر أيضا لا يستثني المسلمين في تلك الديار التي هي مقدسة بالنسبة لكل أتباع الديانات الابراهيمية" أكد قداسته. "لسوء الحظ التطورات السياسية لم تفض إلى فض ضيق الناس الأبرياء المحتاجين إلى الحماية" شدد البطريرك. "لقد اتخذت روسيا الاتحادية قرارا مسؤولا باستخدام قوتها العسكرية لتحمي الشعب السوري الذي ضربته المحن التي جلبها الارهابيون بتعسفهم. ننيط بهذا القرار عودة السلام والحق لهذه الأرض القديمة" قال قداسته. "ونحن إذ نتمنى السلام لشعوب سوريا والعراق وبقية الدول في الشرق الأوسط نصلي ألا تتخذ المعركة الصعبة المحلية أبعاد الحرب الكبرى وألا يفضي استخدام السلاح إلى موت مواطنين كما ونتمنى عودا آمنا لكل جنود القطع الروسية إلى ديارهم" ختم قداسة البطريرك كيريل.

مؤتمر الأب تشابلين: "نريد أن نقول أن موقف الأديان المختلفة في روسيا هو موقف متعاطف مع الدولة الروسية. كما تعرفون أنه، في روسيا، هناك المجلس الوطني للأديان، يجمع المسيحيين والمسلمين واليهود والبوذيين، وننتظر قريبا صدور بيان عن هذا المجلس. وانا متأكد أن هذا المجلس سيوافق على قرار الدولة الروسية بأن تأخذ الدولة دورا خاصا في الشرق الأوسط وبالأخص في سوريا. هذا القرار يتماشى مع شرعة الأمم، ويؤكد على منطق الشعب ويشدد على أهمية فكرة حفظ السلام وعلى الدور الأخلاقي الذي تلعبه روسيا في المناطق المختلفة بالعالم وخصوصا في الشرق الأوسط. وهذا الدور يعنى بالضعفاء والمعنفين، وبحماية المسيحيين الذين يعيشون بالشرق الأوسط، وهؤلاء الذين يتعرضون اليوم للإبادة الجماعية. هذا الدور الناشط والأخلاقي يرتبط منذ القدم وحتى اليوم بتحقيق العدالة والسلام للأمم المختلفة، وخصوصا في الشرق الأوسط. وأنا آمل كثيرا اليوم أن يتحقق في الشرق الأوسط دور روسيا القوي المحب للسلام، والأخلاقي، لمساعدة الشعب المضطهد والمعنف، والمهدد بفقدان حريته، وحقوقه، وصحته، هذا الشعب المضطهد والمعارض للارهاب. الإرهاب هو تهديد خطير جدا لكل العالم، وهو يحارب بلدنا الذي هو من أقوى بلاد العالم. غير ممكن أن نبرر عمل الإرهاب بفكرة أو قول أو شعار ديني أو غير ديني أو سياسي أو إجتماعي. غير ممكن أن يُعطى أي تبرير للإرهاب. لذلك المعركة ضد الإرهاب هي من أجل العدالة في العالم، وكرامة الشعب المُضطهد. هذه المعركة أخلاقية بامتياز، وإن أردتم، فهي معركة مقدسة. واليوم روسيا ربما هي أهم قوة ناشطة في العالم تحارب الإرهاب، ليس من أجل مصالح سياسية لها، ولكن لأن الإرهاب غير أخلاقي. ومن الضروري أن نُدافع عن الضعفاء، وبالأخص يجب أن يُحمى الشعب الواقع تحت تهديد التهديد والتهجير والإبادة الجماعية". وختم البيان: "نذكر في هذا المجال، بأن موقف الكنيسة الأنطاكية الرسمي تعبر عنه حصرا بيانات مجمعها المقدس وغبطة البطريرك والبيانات التي تصدر رسميا عن المركز الأنطاكي الأرثوذكسي للاعلام التابع لها".

 

اصابة مواطن بجروح بانفجار اللغم الارضي الذي وقع في جرد العاقورة

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في جبيل جورج كرم ان الانفجار الذي وقع في جرد العاقورة في جبيل، هو من مخلفات الحرب اللبنانية، وقد ادى الى إصابة المواطن طوني طنوس في رجله. وفي التفاصيل، أن طنوس كان يقوم برحلة صيد مع مجموعة من رفاقه في جرد العاقورة فداس على لغم أرضي، ما ادى الى إصابته في رجله، وتم نقله الى مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل للمعالجة.

 

قبيسي ممثلا بري: يستحق لبنان تنازلات ينتج معها الحوار واقعا أفضل

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب هاني قبيسي احتفال تخريج الناجحين في شهادة الثانوية العامة في ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية، بدعوة من الثانوية ومجلس الاهل، وفي حضور النائب ياسين جابر، ممثل النائب محمد رعد علي قانصو، ممثل النائب علي بزي ماجد فران، ممثل النائب عبداللطيف الزين يوسف الحاج، ممثل النائب قاسم هاشم فضل الله قانصو، ممثل النائب اسعد حردان طارق بيطار، ممثل المدير الاقليمي لامن الدولة في محافظة النبطية العميد سمير سنان الرائد طالب فرحات، رئيس مجلس الادارة المدير العام لمستشفى نبيه بري الجامعي الحكومي في النبطية الدكتور حسن وزني، المسؤول التنظيمي المركزي لحركة "أمل" المحامي حسين طنانا، المسؤول التربوي لحركة "أمل" في اقليم الجنوب الدكتور محمد توبة، مسؤول الشباب والرياضة في الاقليم عمران حسن، مسؤول المهن الحرة في الاقليم المهندس حسان صفا، مدير معهد النبطية الفني محمد شعيتاني، المفتش التربوي محمد اسماعيل، المسؤول التنظيمي للحركة في المنطقة الاولى محمد معلم، ممثل بلدية النبطية ماهر الحاج علي، ممثل رئيس المنطقة التربوية في محافظة النبطية جوزيف يونس رامي طفيلي، المدير الاداري والمالي لمعمل الزهراني الكهربائي المهندس حسين عليق، رئيس جمعية تجار النبطية وسيم بدرالدين، مدير ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية عباس شميساني ورؤساء بلديات ومخاتير ومدراء مدارس رسمية وخاصة والطلاب المتخرجين وذويهم وفاعليات.

افتتاحا النشيد الوطني ونشيد الثانوية ودخول موكب الخريجين وكانت كلمات للشاعر جميل حسين معلم ورئيس مجلس الاهل في الثانوية محمد بيطار والطلاب الخريجين للطالب محمود وهبي وشميساني.

ثم ألقى قبيسي كلمة قال فيها: "أنتم ستحملون الرسالة الى الاجيال المقبلة وتقولون بأن هذا الجنوب هو جنوب المقاومة وبأن الامام القائد السيد موسى الصدر هو امام المقاومة والاخ دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري هو القائل " نزرع اجسادنا في الارض والقطاف ات وهو التحرير". نعم التحرير الذي حرر الارض وانتم تسعون لتحرير العقول بثقافة واعية مدركة الى اين تسير والى اي اتجاه بأن نحفظ الوطن بعيدا عن الفتنة والتعصب وبعيدا عن كراهية عمياء سيطرت على منطقتنا. ما يجري ليته قضية بسيطة بأن الامة العربية غارقة في اكثر من قضية وتحولت الامور بأن لكل بلد قضية بل لكل طائفة قضية بل لكل مذهب قضية وهناك في احدى البلدان التي خطفت الامام الصدر لكل قبيلة قضية والقضية الاساس القدس، القدس الشريف، والمسجد الاقصى تخلى عنها العرب والمسلمون والصهاينة يسعون لتقسيمها بين يهودي ومسلم. يسعون لضرب المسجد الاقصى بثقافته وكيانه وعنوانه الشامخ بأنه اولى القبلتين وثاني الحرمين والعرب لاهون بفتنة زرعت في قلوبهم تحت عنوان نأسف له بأنها فوضى خلاقة تصنع ربيعا عربيا".

وسأل: "هل يمكن لفوضى خلاقة ان تصنع ربيعا ام انها هي من تصنع شلالات الدم والقتل وتزرع الكراهية بين امتنا العربية؟ نوجه التحية لكل مقاوم وقف بوجه العدو الصهيوني في مدينة النبطية في ساحة حسينيتها في ساحة عاشوراء ساحة الامام الحسين. نوجه التحية لكل من تصدى للعدو الاسرائيلي لانه المعلم الأول والأستاذ الأول لكل حر أبي لا يقبل الذل والهوان، لا يقبل الجهل والغطرسة، من حمل راية المقاومة لا علاقة له بكل قضاياهم واختلافاتهم نحن قضيتنا الاساس لبنان ونسعى بكل جهد مع اخوتنا ومع الحريصين في هذه الامة العربية ممن حملوا ثقافة الممانعة والصمود، نعم الممانعة والصمود. هاتان الكلمتان اللتان جعلهما بعض سياسيي هذا الوطن كلمات للمهزأة والتسلي في اكثر من مكان في اكثر من خطاب لانهم يريدون ترك القضية والعنوان والثقافة، اقول لهؤلاء بأن عنوان الثقافة والمقاومة والتصدي للمحتل صنع في هذه الارض كما صنع المقاومون عزنا ومجدنا وكرامتنا".

وتابع: "نحن لا علاقة لنا بكل ما يجري من فوضى خلاقة وربيع عربي على مستوى منطقتنا. هذا الوطن يجب ان يبقى عزيزا صامدا حرا ابيا يواجه كل التيارات التي تعصف بهذه المنطقة تحت عناوين الفتنة والطائفية والمذهبية. نحن نؤمن بالقومية العربية وبوحدة الموقف العربي لنصنع من هذا الوطن وطنا واحدا، لا نريده ان يكون اوطانا ولا ان يكون له قضايا متعددة. قضيتنا الوحيدة هي ان يبقى لبنان بخير ويبقى هذا الجنوب بخير ويبقى الوطن بجيشه وشعبه ودولته بخير. نعم هذه العناوين الاساسية التي اطلقت لحفظ الوطن وكرامته لصيانة هذا الوطن ستبقى العنوان الاساس بان الجيش والشعب والمقاومة يحمون هذا الوطن، ولكي نكرس هذه اللغة وهذه الشعارات اطلق الاخ دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري لغة الحوار ومبدأ الحوار والتحاور مع الاخر لكي نبعد لبنان عن كل مشاكل المنطقة، لكي نبعد لبنان عن الفتنة واقول لكل تحرك يجري على الساحة اللبنانية يحمل عناوين حقة ومطالب حقة لا تجعلوا من شعاراتنا ومطالبنا التي نتبناها طريقا تستدعي الفوضى الخلاقة الى وطننا لانه لا مكان لهذه الفوضى في لبنان".

وقال: "كل المطالب الحقة نتمسك بها ونؤيدها ونقول بأنها مطالب الامام الصدر ومطالب المحرومين لكن لا مكان للفوضى الخلاقة ولا مكان للربيع العربي ولا نريد للهيكل ان يسقط على رأس الجميع. نعم نحن مع اصلاح هذه الدولة ومع طرد الفساد من هذه الدولة ومع واقع جديد يبنى على اساسه النظام ويصلح هذا النظام الذي تراضى عليه اللبنانيون جميعا من خلال اتفاق الطائف الذي أسس لواقع سياسي جديد في لبنان وأسس للاستقرار عمم الاستقرار ودعم المقاومة وكان النصر وكان التحرير. كل لغة تزرع الخلاف والشقاق ان كان انطلاقا من طاولة الحوار او من كل العناوين والثوابت السياسية نقول لا مكان لها نعم نكرس الحوار وعلينا ان نكون جميعا ممن يشارك في الحوار لكل التيارات السياسية لكل الفعاليات لكل الكتل النيابية التي تشارك في الحوار علينا تسهيل الامر، علينا تقديم التنازلات لان من يرضى بمبدأ الحوار صيغة سياسية للتوصل الى حل المشاكل عليه بالمقابل ان يقدم شيئا من التنازل طالما رضي بالحوار، وهذا التنازل لا يكون بأدوات عرقلة لكل ما سعينا للاتفاق عليه لانتاج حلول سياسية لكل المشكلات المعقدة الموجودة على ساحتنا من خلال تكريس الحوار نعم ومن خلال طاولة الحوار نعم التي آمن بها الامام الصدر اولا وكرسها الاخ دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري، ندعو الجميع للتعقل لانتاج واقع سياسي جديد ولتقديم بعض التنازلات للوطن كما قدم المقاومون تنازلات بأن قدموا الارواح والاجساد والدماء مضحين بها لاجل الوطن". أضاف: "يستحق هذا الوطن بعض التنازلات على مستوى المواقف السياسية لينتج الحوار واقعا سياسيا أفضل، لنصون هذا الوطن ونحمي حدوده الشرقية ومن هنا نوجه التحية للجيش الوطني الذي يقدم الشهداء على حدودنا الشرقية وكل التحية له ونقول نحن جميعا يجب ان نكون الى جانب هذا الجيش اضافة الى تماسكنا ووحدتنا ولغة حوارنا التي نتمسك بها دائما لانتاج الحلول. نسأل الله ان يوفق سعاة الخير لاحلال سلام على ساحة وطننا لاحلال واقع سياسي جديد يبتعد فيه اللبنانيون عن لغة المنطقة التي تكرس الفرقة والبغضاء وننطلق الى حفظ وطننا بلغة المقاومين والشهداء والمضحين بلغة الامام الصدر بلغة الاخ دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري". وختم قبيسي موجها التحية للطلاب وذويهم، مباركا لهم العطاء "ونشد على اياديكم لمزيد من التفوق والنجاح وانتم تحملون راية هذه المنطقة واسم ثانوية حسن كامل الصباح الذي زرع النور على مساحة العالم". بعد ذلك سلم قبيسي وجابر وشميساني وتوبة ومعلم وبيطار الشهادات للخريجين.

 

جمارك المطار ضبطت كمية من المخدرات موضبة داخل الالبسة

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ندى عمار ان جمارك المطار ضبطت اليوم عملية ادخال كمية من المخدرات الى لبنان، كانت موضبة بطريقة مبتكرة. فقد احبطت دائرة المسافرين والسوق الحرة في جمارك المطار اليوم عملية ادخال كمية من المخدرات الى لبنان كانت في حوزة احد المسافرين القادمين من البرازيل من طريق اديس ابابا. وفي التفاصيل، ان دائرة المسافرين والسوق الحرة اوقفت اليوم المدعو د.أ.ب مواليد 1982 بلغاري الجنسية الذي كان قادما من البرازيل من طريق اديس ابابا وكان في حوزته البسة ضمن حقيبتين تبين انها مشربة بمادة يعتقد انها من مادة الكاوكايين المخدر ويبلغ وزنها حوالى اربعين كيلوغراما وتبلغ قيمتها الجمركية حوالى 200 مليون ليرة لبنانية فيما تتجاوز قيمتها في السوق هذا الرقم باضعاف. وبعد مراجعة النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان اشارت الى توقيفه وتحويله مع المضبوطات الى مكتب مكافحة المخدرات المركزي في بيروت لمتابعة التحقيق معه. وتعتبر هذه العملية التي ضبطتها دائرة المسافرين والسوق الحرة في جمارك المطار اليوم من اهم العمليات التي يبتكرها المهربون من طريق تشريب الالبسة بالمواد المخدرة.

 

حسن خليل: نعيش اسوأ المراحل والتسوية في لحظات الازمات السياسية عيب ولكنها حاجة للوصول الى حل يعيد الانتظام العام

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - رعى وزير المالية علي حسن خليل حفل تكريم الفتيات اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي بدعوة من كشافة الرسالة الاسلامية - مفوضية جبل عامل. واقيم للمناسبة احتفال حاشد في مؤسسة جبل عامل المهنية في البرج الشمالي حضره الى الوزير خليل النائب علي خريس، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، المطران شكرالله نبيل الحاج وحشد من رجال الدين والشخصيات الاجتماعية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية واعضاء من المكتب السياسي والهيئة التنفيذية في حركة "امل". الوزير خليل الذي قدم التحية باسم الرئيس نبيه بري، قال: "امام هذا المشهد الملائكي الذي تجسده الاخوات نحن لسنا في احتفال شكلي او مشهد مسرحي بل هو مشهد فيه الكثير مما يجب ان يكون من المعاني والقيم التي تعكس الالتزام الخالص بالمبادئ التي جسدها الامام القائد السيد موسى الصدر فنحن امام مشهد بناء الانسان الواعي والمثقف بثقافة منفتحة بعيدة من التعصب".

واضاف: "نحن نعيش في عالم تحكمه العصبيات والحساسيات، لكن استطعنا بوعي حركتنا وثقافتنا ان نقفز فوق هذا الامر وان نقدم انفسنا كما نحن رواد حوار وانفتاح وتعاط ايجابي مع كل الناس حيث لا اعداء لنا الا اسرائيل والا الذين يمارسون العداء لوطننا ولقيمنا ومبادئنا"، مضيفا: "نحن قادرون بهذه الثقافة ان ننظم علاقتنا مع الجميع على قاعدة الحوار والانفتاح والتعاطي المسؤول البعيد من كل ما يفرق بين الناس لان هذه الثقافة هي التي تحافظ على لبنان الانموذج الذي كان ويجب ان يبقى نقيض العنصرية الصهيونية كما اراده الامام الصدر عندما قال ان سلمنا الداخلي هو افضل وجوه الحرب مع اسرائيل وان وحدتنا الوطنية تشكل ركيزة المواجهة وان عيشنا المشترك هو الرسالة التي يجب ان توجه لكل العالم". واضاف: "نحن نحتاج الى وطن نشعر به بالامان، الى وطن نشعر بانتظام مؤسساته وادارته ليلبي طموحات الابناء ليحمي آمالهم وليعالج آلامهم"، واضاف: "لكن للاسف نحن نعيش في لحظة من اسوأ اللحظات السياسية التي يمر بها وطننا لبنان في وقت كان يفترض في ظل ما يجري في المنطقة ان نحافظ على ركائز نظامنا وان نحمي مؤسساتنا وهذا ما عمل عليه الاخ الرئيس نبيه بري خلال الاشهر الماضية على مستوى الدفع في اتجاه عمل المجلس النيابي او الحكومة، لكن للاسف وصلنا الى لحظة حرجة تعطلت فيها لغة المنطق وقدم الكثيرون حساباتهم السياسية الخاصة على حساب مصلحة الوطن فتعطل المجلس النيابي وتعطلت معه مصالح الناس كما تعطلت اعمال الحكومة التي تتصل بحياة الناس اليومية".

وتابع: "نحن اليوم بصراحة نعيش بأسوأ المراحل حتى أبسط القضايا الاجتماعية نحتال على القوانين من اجل ان نمررها لتبقى عجلة الدولة قائمة. بصراحة اقول لا يمكن لهذا الوضع ان يستمر ولا يمكن لوطن يواجه مثل هذه التحديات على حدوده الشمالية والجنوبية وعلى حدود اقتصاده مع الدول العربية على حدود امانه السياسي والعسكري في المنطقة لا يمكن لهذا الوطن الصغير ان يبقى مستمرا وكل ادوات السلطة فيه معطلة تحت عناوين مختلفة". واضاف: "لن ادخل في حسابات من له الحق ومن عليه الحق فكلنا علينا مسؤولية في اعادة عجلة الدولة الى الدوران من المجلس النيابي الى الحكومة الى عمل الادارات الى ابعاد مؤسساتنا عن التجاذب السياسي. اقول هذا الكلام وانا اعرف ان مستوى الاشتباك السياسي ارتفع لكن بصراحة ما زال هناك فرصة حقيقية لتلقف لحظة التسوية التي يمكن ان تكون عجلتها قد دارت وتحتاج الى بعض الوقت لكن الامور تتطلب منا ان نبادر بمسؤولية رغم كل الذي حصل في الايام الماضية"، معتبرا "ان التسوية في لحظات الازمات السياسية عيب، وليست تهمة سياسية بل حاجة من اجل الوصول الى حل يعيد الانتظام العام". وقال خليل: "نحن لسنا في موقع العداء مع احد، نحن نختلف في السياسة ونعبر عن الاختلاف ولا نقبل لاحد في هذا البلد ان يضعنا في الموقع الذي نحن لسنا فيه واننا نمد ايدينا الى الجميع ونلتزم بما عاهدنا عليه وبما وعدنا به وهذا الالتزام مبدئي نابع من قراءتنا لمخاطر الوضع في المرحلة المقبلة، وعلى هذا الاساس نقدم لغة الحوار الوطني الذي رأينا به وما زلنا فرصة امام القوى السياسية لكي تعبر عن نفسها وعما تراه موقفا مختلفا مع الطرف الآخر وهذا امر طبيعي، والا ما معنى الحوار"، منتقدا الذين قالوا ان الحوار لم يعط نتيجة من الجلسة الاولى والثانية، وقال: "من هو العاقل الذي يتوهم ان الحوار سينتهي في جلسة او ثلاثة في ظل هذا الخلاف السياسي القائم"، لافتا الى انه "في الجلسة الثانية للحوار قد وصلنا الى مرحلة تقدم حقيقي في مقاربة القضايا حيث لمسنا تقاطع مواقف حول الكثير من القضايا المتصلة بالمستقبل السياسي، وهذا مؤشر انه بامكاننا ان نتفق لان الاتفاق ليس خيارا بل هو قدر حتمي امام كل اللبنانيين". وختم خليل داعيا الى "عدم المراوحة في موضوع ازمة النفايات، لان ليس هناك سببا حقيقيا في عدم تطبيق ما اتفق عليه في اللجنة الوزارية والمجتمع المدني"، معتبرا "ان استمرار هذا الامر يطرح العديد من علامات الاستفهام حول من هي الجهة التي تريد ان يبقى الوضع في اطار المراوحة التي نعيش". وتخلل الاحتفال كلمة باسم كشافة الرسالة الاسلامية القتها عضو المفوضية العامة فدوى شمس الدين اضافة الى فقرة فنية من وحي المناسبة قدمتها زهرات من الكشافة.

 

"لم نقـل إن تعييـن روكز يختصر حقـوق المسـيحييـن"/ليون: كلمتنا في 11 تشرين ولا جلسات حكومية بلا توافق

المركزية- ما زال الشلل يرخي بظلاله على حكومة المصلحة الوطنية، في موازاة الفشل الذي تصطدم به يوما بعد يوم تسوية ملف التعيينات الأمنية. فيما سرت معلومات عن ربط مصير طاولة الحوار نسخة العام 2015 بمآل قضية الترقيات العسكرية، ما يدفع إلى طرح عدد من التساؤلات حول مستقبل الحكومة من جهة وطاولة الحوار من جهة أخرى. "المركزية" نقلت هذه الأسئلة إلى عضو "تكتل التغيير والاصلاح" الوزير السابق غابي ليون، فقال: "فليتحملوا المسؤولية. هل هذه الحكومة تعمل اليوم؟ نحن نحمّل المسؤوليات ولا أحد يحمّلنا إياها. إنهم يريدون أخذ كل شيء في البلد وأخذنا إلى المجهول، فليتحملوا المسؤولية ونحن سنقول كلمتنا في 11 تشرين الأول. فالشعب سيقول كلمته. سنقول إن هذا البلد لا يعيش إلا بالشراكة الحقيقية. سنقول لهم إننا قبلناهم على رغم تاريخهم، لذلك يجب أن يقبلوا بنا وبحقوقنا. فالشعب يريد قانون انتخاب عادلا، ومناصفة حقيقية، ووقف انتهاك الدستور وقضم الحقوق". واكد ليون أننا "لم نقل يوما إن تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش يختصر حقوق المسيحيين، والرئيس الحريري هو الذي ذكر اسمه خلال اجتماعه مع العماد عون. غير أن السؤال الواجب طرحه هو "لماذا يرفض كل ما يتعلق بالعماد عون"؟ أي مؤامرة سوداء تريد كسر العماد عون ولمصلحة من؟ وعن مستقبل الحكومة في ظل فشل التسوية الأمنية حتى الآن، شدد على أنه "لن تكون هناك جلسات للحكومة في غياب التوافق على الآلية". وذكّر "أن مخالفة حصلت بالتمديد مرتين لقائد الجيش. كل ما نطلبه تصحيح هذه المخالفة، وذلك بالعودة إلى مجلس الوزراء وبتعيين مجلس عسكري. إذا سارت التسوية من دون العميد روكز يجب أن يقولوا لنا من هو الأكثر استحقاقا والأكثر جدارة علما أنه يتمتع بالأقدمية على غيره"، لافتا إلى أن "ما يؤثر على الجيش ومعنوياته هو رفض الضباط من أمثال شامل روكز وهذا أمر يجب الا يحكى بخجل بعد اليوم، فضباط من هذا النوع يشرفون الجيش بمسيرتهم العسكرية".

 

علمنا أن:أموال النظامين الايراني والسوري واعلام 8 آذار

 لبنان الحر/السبت 3-10-2015

علمنا أن ....

من المعروف أن النظام الايراني يتولى الدعم المادي لعدد من وسائل الاعلام والصحف المحلية التي ترتبط بما يسمى "محور الممانعة والمقاومة"

لكن اللافت ان معلومات للبنان الحر أكدت وجود اتفاق بين النظام السوري وبين محطة تلفزيونية واخبارية فضائية عربية ويديرها اعلامي عربي.

وينص الاتفاق على دفع مبلغ مليوني دولار من قبل النظام نفسه سنوياً للمحطة كجزء من كلفة تغطية مصاريفها.

وقد تم اقتراح الاتفاق في حينه في دمشق .

 

لمن يتاجرون باستشهاد شمعون قاطيشا للبنان الحر: شعرة ما كانت لتسقط الا بامر من النظام السوري

لبنان الحر/السبت 3-10-2015/قال مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية لشؤون الرئاسة وهبي قاطيشا للبنان الحر ضمن برنامج بين السطور ان شعرة ما كانت لتسقط من راس احد الا بامر من النظام السوري المشرف على الاغتيالات مباشرة او بالواسطة لافتا الى ان من يتاجرون باستشهاد داني شمعون يحاولون ان يحصلوا على مكاسب شخصية ولكنهم لن يصلوا الى مكان

 

الياس بو عاصي للبنان الحر: التعيينات العسكرية سابقة خطيرة والحراك المدني مراهقة سياسية

لبنان الحر/السبت 3-10-2015/قال الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الياس بو عاصي للبنان الحر ضمن برنامج بين السطور ايران ليست بحاجة لمن يؤجج مشاعرها تجاه السعودية مستغلة الربيع العربي لكي تتدخل في شؤون المنطقة العربية وردا على سؤال حول عدم اضافة بند خاص بالرئاسة في جلسات الحوار راى ان هناك سببين الاول عدم الحماس لهذا الاستحقاق ما يخالف كل المبادئ وثانيا لادراك اصحاب الاقترحات عدم قدرتهم على الاحاطة بهذا الموضوع لافتا الى ان هناك برودة في موضوع الاستحقاق الرئاسي وكانه قابل للتاجيل الى ما شاء الله اضاف ان دويلة حزب الله ليست مطلقة الصلاحيات ولكنه يملك القدرة على العرقلة معتبرا ان الحزب لا يناور بموضوع ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة واشار الى ان الوضع الحكومي ليس مريحا وعدم التوصل الى تسوية يزيد من هشاشتها لافتا الى انه من مصلحة حزب الله استمرار الحكومة وحول التعيينات والترقيات العسكرية قال بو عاصي هي سابقة خطيرة ليست بمصلحة الجيش اللبناني ولبنان فانعكاساتها كبيرة في صفوف العمداء مشيرا الى انه اذا كان لا بد من تسويات يجب الا تتم على حساب الجيش وردا على سؤال حول البيان الاخير لكتلة الوفاء للمقاومة واتهامه للمستقبل بالارتهان قال هو نوع من الضحك على الناس واستغبائهم مضيفا شتان ما بين علاقة المستقبل  بالسعودية والتي هي بناءة للبنان وعلاقة حزب الله بايران فدويلة الحزب تساعدها ايران  اما السعودية وباقي الدول العربية  فهي تدعم الدولة اللبنانية وراى بو عاصي ان الاهتمام الدولي بلبنان ليس سياسيا بقدر ما هو اجتماعي من خلال ملف النازحين لذا علينا ان نستفيد من هذه الديناميكية لافتا الى ان احدا لن يقبل بتغيير ديمغرافي بلبنان وعن الحراك المدني قال ان هناك مراهقة سياسية وخلط في الاولويات وهو من مظاهر اضعاف الدولة ففي ملف النفايات مثلا لم يؤد الى تغيير في طرق المعالجة وفي ذكرى استشهاد داني شمعون دعا الى احترام الشهادة وقال ويل لامة لا تكرم شهداءها ولا تتذكرهم وللاسف هناك اناس درجوا على استغلال الشهادة وتوظيفها سياسيا ما يسيء الى الشهداء والاحياء على السواء وعن التدخل الروسي في سوريا راى بو عاصي انه  بقرار دخولهم  ضمنوا لنفسهم موقعا في المفاوضات مع  الغرب والمشاركة باي حل قد يتم التوصل اليه مشيرا الى انهم كانوا ينتظرون نتائج افضل على الارض وان دورهم سيكون محصورا في مناطق تهم بشار الاسد 

 

دوامة مفرغة من التعطيل وحزب الله يلوح بانهيار الحكومة مشروع الترقيات يصطدم بجملة عقبات

 لبنان الحر/السبت 3-10-2015/رغم النبرة الاميركية المرتفعة ضد الدخول الروسي الى ارض المعركة السورية، والتبريرات شبه اليومية التي تقدمها موسكو، تتزايد المؤشرات حول توافق الطرفين الضمني في الملف السوري ومصير بشار الاسد وتقسيمات الارباح. محليا يبدو ان هناك لا كبيرة تطبع المشهد اللبناني. لا انتخابات رئاسية بفعل التعنت الايراني في استمرار ضرب هذا الاستحقاق عبر حزب الله وكيل طهران في لبنان. لا انعقاد للحكومة في المدى المنظور بفعل الاشتباكات المتواصلة على خلفيات الترقيات العسكرية، ولا تقدم في جلسات الحوار لان البعض يسعى الى تخطي البند الاول اي التوافق على الانتخابات الرئاسية، وبالتالي فان ثلاثية تشرين الحوارية على وشك السقوط في المحظور فيما الملفت حالياً ان حزب الله بدأ يلوح باسقاط الحكومة عبر قول الشيخ نعيم قاسم اننا على ابواب انهيارها. اما خطة النفايات، فالى موعد جديد للتنفيذ قد لا يكون الاخير هو الاسبوع المقبل.

 

قوى الأمن”: لم يجرِ أي تحقيق مع الأحداث إلاَّ بناءً على إشارة القضاء المختص      

 لبنان الحر/السبت 3-10-2015 /أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة أنه “بتاريخ اليوم 3/10/2015 تحدّثت إحدى الناشطات في اعتصام “الدالية” أمام وسائل الإعلام عن انتهاكات من قبل القوى الأمنية خلال التظاهرات كاستعمال خراطيم المياه والقنابل المسيّلة للدموع والتوقيفات التي طالت بعض الأحداث حيث جرى استماعهم من دون حضور مندوبي الأحداث. يهمّ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن توضح ما يلي: أولاً:  إن قوى الأمن لم تستخدم وسائل مكافحة الشغب إلاّ بعد استنفاذ جميع الوسائل السلمية لمنع التعديات على عناصرها والحيلولة دون اجتياز المشاغبين الحواجز الأمنية والاعتداء على المؤسسات الرسمية والأملاك الخاصة والعامة. كما إن هذه الوسائل تستخدم في أرقى الدول الديموقراطية. ثانياً: لم يجرِ أي تحقيق مع الأحداث أو توقيفهم إلاَّ بناءً على إشارة القضاء المختص، علماً أن أفعال القاصرين المخالفة للقانون تخضع لأحكام قانون العقوبات، وبخاصةٍ مواد القانون /422/ الخاص بالأحداث. ثالثاً: إن التوقيفات التي حصلت أثناء التظاهرات طالت المشاغبين والمحرّضين على أعمال الشغب. إن مؤسسة قوى الأمن الداخلي تتحمّل مسؤولية أي تقصير في حال حصوله، وهي لن تتلكأ عن القيام بواجباتها الوطنية، وتتمنى مجدداً على المنظمين في الحراك الذين يَدلون بالتصريحات توخي الدقة، وعدم توجيه الإتهامات والتحريض ضد مؤسسة قوى الأمن الداخلي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قتيلان وجريحان اسرائيليان بهجوم في القدس

وكالات/قتل شخصان وأصيب اثنان آخران بيد فلسطيني قتل لاحقاً برصاص الشرطة الاسرائيلية مساء اليوم (السبت) في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وفق أجهزة الإسعاف الإسرائيلية والشرطة. وأوضحت الشرطة أن المهاجم استخدم سكيناً وسلاحاً نارياً من دون أن تدلي بتفاصيل عن كيفية وقوع الهجوم.

وقال المسعفون إن الجريحين هما امراة في العشرين من عمرها «اصابتها خطرة» وطفل عمره عامان أصيب بجروح طفيفة في قدمه. ولم تتضح حتى الآن هوية وجنسية الضحايا. وسجل انتشار كثيف للشرطة في المنطقة التي وقع فيها الهجوم. ويسود توتر بالغ منذ أسابيع محيط المسجد الاقصى في القدس المحتلة وكذلك الضفة الغربية المحتلة التي شهدت مساء الخميس مقتل زوجين اسرائيليين مستوطنين.

 

طهران تقيل قائد قواتها المقاتلة في سوريا لفشله

 العربية/03 تشرين الاول/15/أفادت مصادر إيرانية أن طهران أقالت اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية. وذكرت وكالة "سحام نيوز" المقربة من الإصلاحيين أن إقالة همداني جاءت بضغوط من حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي له دور مباشر في إرسال القوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد في سوريا. وبحسب الوكالة، فإن همداني يُعد من أهم قادة العسكريين في "حرب الشوارع"، وكان يرأس سابقا "الفيلق 27" في الحرس الثوري، وتم تكليفه بمهام "منسق قوات الحرس الثوري في سوريا". كما شغل همداني منصب مسؤول العمليات الخارجية في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، لكنه ترك منصبه بعد مشاكل مع حسين طائب، الذي كان مسؤولا عن استجواب زوجة سعيد إمامي، ضابط وزارة الاستخبارات الذي تمت تصفيته في زنزانته والذي كان متهما بتنفيذ "الاغتيالات المسلسلة" ضد الكتاب والشعراء والمثقفين المعارضين للنظام، إبان عهد حكومة خاتمي الإصلاحية في أواخر التسعينيات. وكان قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" وهو قسم العمليات الخارجية في الحرس الثوري، قد عين همداني كمنسق بين قوات الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية (فيلق فاطميون) والباكستانية (لواء زينبيون)، بالإضافة إلى الميليشيات العراقية وحزب الله اللبناني التي تنتشر في سوريا. وبحسب المصادر، فإنه بسبب فشل همداني في العمليات التي يخوضها الحرس الثوري والميليشيات المرافقة، تمت إقالته وتم تعيينه بمنصب جديد في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية كمسؤول عن إرسال المعدات اللوجستية إلى سوريا. يذكر أن مصادر غربية ذكرت أن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا خلال الأيام الأخيرة، مع بدء التدخل الروسي، للانضمام إلى هجوم بري كبير لدعم بشار الأسد، وسط نفي إيراني.

 

كاميرون: روسيا تساعد الاسد السفاح

AFP /03 تشرين الاول/15/اعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن اسفه السبت لكون التدخل العسكري الروسي في سوريا لا يهدف سوى لمساعدة الرئيس السوري بشار الاسد الذي وصفه بانه "سفاح" معتبرا ان الغارات الروسية تزيد "من تعقيد الوضع". وصرح كاميرون "من الواضح ان روسيا لا تميز بين تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات المعارضة السورية المشروعة. وعليه فهي تساعد الاسد السفاح وتزيد من تعقيد الوضع". واضاف كاميرون من معقله الانتخابي في اوكسفوردشير قبل ان يتوجه الى مانشستر للمشاركة في مؤتمر الحزب المحافظ ان "العالم العربي محق تماما في التنديد" بالتدخل الروسي.

وكان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون اكد السبت في مقابلة مع صحيفة "ذي صن" ان 5% فقط من الغارات الروسية في سوريا تستهدف مقاتلي التنظيم الجهادي. وقال فالون ان "العناصر المتوافرة لدينا تؤكد انهم يلقون بذخائر غير موجهة على مناطق يقصدها مدنيون ما يؤدي الى مقتل مدنيين، وانهم يلقون بهذه الذخائر على قوات الجيش السوري الحر الذي يقاتل الاسد". واضاف ان روسيا "تدعم الاسد وتطيل المعاناة". من جهة اخرى، اوضح فالون ان الحكومة ستطلب تمديد مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، معتبرا ان عدم ضرب التنظيم في سوريا هو "خطأ اخلاقي".

ولا تستهدف المقاتلات البريطانية راهنا سوى مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.

 

"غارديان": السوريون هدف للقنابل الروسية

المركزية- نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية تقريرا من سوريا عن المناطق التي تتعرض للغارات الجوية الروسية، يصف مشاعر الناس في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وهم يتعرضون للغارات الجوية الروسية. واشار التقرير الى "ان الذين كانت ترعبهم البراميل المتفجرة لطائرات النظام السوري، أصبحوا اليوم هدفا لقنابل روسية أكثر دقة وأكثر فتكا، وبدأ الاعتقاد يترسخ لدى الناس بأن أميركا اتفقت مع روسيا على بقاء الأسد في السلطة، كما أصبح التعاطف مع تنظيم "القاعدة" يتوسع. ولفتت الصحيفة الى "أن الغارات الروسية على إدلب وحماة استهدفت مواقع تابعة للتحالف، ولمقاتلين من المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة ودول الخليج. ونقلت "الغارديان" عن مسؤول في مجلس محلي في حلب، التي تعرضت للغارات الجوية الروسية، قوله إن منطقتهم لم يدخلها تنظيم الدولة الإسلامية منذ عام ونصف".

 

"اندبندنت": رحيل الأسد لن يوقف أنصاره عن القتال

المركزية- نشرت صحيفة "اندبندنت" تقريراً يبحث في كيفية تطور الانتفاضة السورية إلى حرب أهلية، ودور الدول الغربية في ذلك. واشارت في تقريرها الى ان عدم اطلاع الدول الغربية على الواقع في سوريا، وعدم معرفتها بالحقائق جعلها تقف في وجه كل المحاولات التي كان من شأنها وضع حد للنزاع أو منعه من التوسع.فالدول الغربية حرصت منذ 2011 على المطالبة برحيل بشار الأسد كحل سريع لإنهاء النزاع، على الرغم من أنه لم يكن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن ذلك سيحدث. واشارت الصحيفة الى أن رحيل الأسد لن يوقف أنصاره عن القتال، لأنهم يعرفون أن انتصار المعارضة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وغيرها من الفصائل المرتبطة بالقاعدة، يعني لهم الموت أو مغادرة البلاد مع عائلاتهم. اضافت "ان الدول الغربية تعاملت مع الموضوع بالأوهام والجهل بالواقع"، مشيرة إلى "أن وكالة الاستخبارات الأميركية كشفت في عام 2012 أن السلفيين والإخوان المسلمين والقاعدة في العراق وسوريا هي القوى الرئيسية في الانتفاضة الشعبية.ونبهت الوكالة أيضا إلى ان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد يعلن دولة إسلامية بتوحيد تنظيمات متشددة أخرى في العراق وسوريا.

 

قيادي عراقي: موسكو تميل للتسوية وطهران ترفضها وخلاف روسي – إيراني بشأن مصير الأسد بعد إنجاز أهداف السيناريو العسكري

بغداد – باسل محمد/السياسة 04 تشرين الأول/15/كشف قيادي بارز في التحالف السياسي الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي ل¯”السياسة” أن الحلف العسكري – الأمني بين العراق وروسيا وسورية وإيران لمواجهة تنظيم “داعش”, يواجه انقسامات بشأن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد في حال نجح الحلف بهزيمة “داعش” في سورية. وأوضح القيادي العراقي الشيعي أن الانقسام الرئيسي حصل بين موسكو وطهران, إذ أن الثانية تريد أن يؤدي الانتصار على “داعش” إلى بقاء الأسد في السلطة ورفض أي تسوية سياسية تسمح بتنحيته بطريقة تلقائية وترغب بعودة الأمور في سورية إلى ما قبل مارس 2011, تاريخ اندلاع الثورة, فيما الأولى تميل إلى إبرام تسوية سياسية لطريقة حكم جديدة تفضي لرحيل الأسد عن المشهد السياسي بشكل كامل أو بشكل جزئي, بمعنى أنه يمكن للأسد أن يتنحى ضمن حل سياسي على أن يرشح نفسه لانتخابات رئاسية في الفترات المقبلة وليس الانتخابات الأولى أو بصورة متتالية كما هو حال الانتخابات في روسيا. وأشار إلى أن التحالف الشيعي العراقي لم يحسم أمره إذا كان مع وجهة النظر الإيرانية أو الروسية, غير ان الموقف السياسي العام في بغداد يميل الى أن الانتخابات الحرة هي من تحدد مصير الأسد وليس التسويات السياسية, وهو رأي أقرب الى الموقف الروسي. وبحسب معلومات القيادي, فإن “الحرس الثوري” الإيراني يدعم إعادة تأهيل الأسد كحاكم فعلي لسورية بعد انتصار الحلف الرباعي على “داعش”, لأن الغرب بقيادة الولايات المتحدة ودول المنطقة لن يستطيعان أن يفعلا شيئاً بعد هزيمة التنظيم, كما أن العالم من وجهة النظر الإيرانية سيكون مديناً للأسد بالتخلص من أشرس تنظيم إرهابي. وتستند الرؤية الايرانية على استمرار التواجد العسكري الإيراني والروسي لفترات طويلة في سورية بعد الانتصار على “داعش”, الأمر الذي يسهل على النظام فرض تسوية سياسية على المعارضة السورية المعتدلة وسيكون على المجتمع الدولي أن يتقبل هذه النتيجة, لأن الغرب غير مستعد للتدخل العسكري لإسقاط الأسد. وأكد القيادي أن “الحرس الثوري” الإيراني يريد أن يؤدي التدخل العسكري الروسي – الإيراني إلى التخلص من “داعش” وكل من يعارض الأسد بالسلاح, على أن تتولى موسكو العمليات الجوية فيما تتولى القوات الإيرانية والميليشيات العراقية واللبنانية الحليفة لها دحر “داعش” وبقية جماعات المعارضة السورية على الأرض بمعارك برية مباشرة. وبحسب المصدر, طلبت بغداد تأجيل البت بمصير الأسد لحين الانتصار على “داعش” في العراق وسورية لكي لا تؤثر الخلافات الروسية – الإيرانية على مسار المعركة, إلا أن بعض القوى الموجودة في التحالف الشيعي يؤيد الموقف الإيراني, سيما قيادات الميليشيات الشيعية التي تتكون منها قوات “الحشد”, لأنها ترى في بقاء الأسد بالسلطة ضرورة سياسية وعسكرية وستراتيجية لمواجهة أي مخاطر محتملة في المستقبل على غرار خطر “داعش”. وتحدث القيادي العراقي عن وعود إيرانية لروسيا بإرسال المزيد من جنودها إلى سورية إذا تطلبت المعركة ضد “داعش” ذلك ومهما طال الوقت, وبالتالي لن تكون موسكو معنية بنشر قوات قتالية برية وتكبد خسائر بشرية, وهو أمر ستتحمله إيران وحلفاؤها في المنطقة لوحدهم

 

التدخل الروسي جعل الحرب البرية على الأبواب والملاذات الآمنة والحظر الجوي باتت أمراً واقعاً في سورية

لندن – كتب حميد غريافي/السياسة/04 تشرين الأول/15

في ظرف أقل من ثلاثة أشهر, تحولت سورية الى جزيرة روسية في الشرق الاوسط, للمرة الاولى منذ نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي, ما يعني تخلي الولايات المتحدة في أواخر عهد باراك اوباما “الكارثي” على بلده وحلفائه في الشرق الاوسط, عن مواطئ قدميه في مناطق النفط الحيوية العربية, إذا صمم “قيصر روسيا الجديد” فلاديمير بوتين على اتباع سياسة “القرض الزاحف” باتجاه العمق الشرقي الخليجي في المنطقة, بعدما أعلنت بغداد قبل ايام عن إنشاء “غرفة عمليات موحدة” تضمها إلى جانب روسيا وإيران ونظام بشار الأسد, وهو ممر الحزام الجديد الذي تشكل أخيراً بدلا عن “الحزام الشيعي” الذي شمل ايران والعراق وسورية ولبنان طوال عقدين من الزمن ثم أسقطه ضعف آل الاسد ونظامهم في دمشق. وما وصول عشرات الطائرات الحربية والقطع البحرية الروسية في غضون أسبوعين فقط إلى سورية, سوى دليل قاطع على استعجال بوتين وقادته العسكريين الجدد الذين جرى استبدال عدد كبير من الجنود القدامى بهم منذ نوفمبر من العام الماضي, في استغلال ما تبقى من “العهد الأوبامي” الضعيف الرمادي المهتز وغير المستقر, لتثبيت قدميه في الشرق الأوسط. وقال أحد موظفي مستشارية الامن القومي الاميركي في واشنطن انه “سواء كان دور سلاح الجو الروسي في سورية القضاء على المعارضة السورية الواقعة تحت الجناح الاميركي أو على التنظيمات المتطرفة مثل “داعش” و”جبهة النصرة”, فإن مجرد “السماح” لبوتين بجعل سورية “قطعة من الامبراطورية الروسية الجديدة” بدلاً عن أوكرانيا أو بولندا أو هنغاريا, ينعش أحلام هذا الرئيس الروسي الثالث منذ سقوط الاتحاد السوفياتي باستعادة أدوار خروتشوف وبريجنيف وبودغورني واندروبوف الاقوياء, لكن هذه الاحلام صعبة التحقيق, وقد تكون الخطوة الاميركية الانكفائية أمام قدوم الروس الى سورية, خطة ذكية لجر بوتين الى حرب خارجية يغرق فيها نظامه قبل الأوان, بحثاً عن زعيم روسي آخر يكون قابلا للتطويع”. ونقل المسؤول الاميركي إلى ديبلوماسي خليجي في الامم المتحدة عن تقارير استخبارية موثوقة تأكيدها ان الرئيس الروسي بصدد الاعلان عن تجنيد 150 ألف من الشباب الروسي ما بين 18 و27 عاماً من الاعمار, كما هو بصدد استدعاء 80 ألف جندي احتياطي ليكونوا على استعداد للانتقال الى الخارج (سورية), ما يعني انه – بعد ارساله اسلحة الجو والدبابات والصواريخ الى دمشق – مدرك ان رجليه قد تعلقان في الاوحال السورية, عن طريق اضطراره الى ارسال فرق مشاة, ضارباً بذلك طبول الحرب البرية التي بدأت أميركا النفخ هي الاخرى في بوقها بإرسال ستة اسراب من المقاتلات الجوية الاحدث الى تركيا, وسحب مقاتلاتها اف 15 واف 16 واف 18 هورنيت وسواها, لمواجهة الطائرات الروسية الاحدث في ترسانة بوتين, وبالتالي لفرض مناطق جوية وبرية آمنة في شمال سورية وشرقها وجنوبها, تاركة للروس الشريط الساحلي الغربي الذي يشمل اللاذقية وطرطوس وبعض المناطق العلوية. وأكد المسؤول الاميركي ان التعبئة الحربية الروسية في سورية ستستمر شهرين كاملين بأعلى زخمها منذ مطلع الشهر الجاري حتى نهاية ديسمبر المقبل, حيث من المتوقع ان تبدأ بالفعل طلائع القوات البرية الغربية والعربية (تحالف جديد) بالوصول الى المناطق السورية المحررة من النظام.

 

العربي الجديد : سيناريوهات أميركية سوريّاً وعراقيّاً... تسليم موسكو لتوريطها

السبت 03 تشرين الأول 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : في ظلّ الأحداث المتسارعة في المنطقة عموماً، والعراق وسورية خصوصاً، لا يمكن إغفال الربط بين إعلان موسكو عن تحالف عسكري رباعي في العراق وسورية، يضم كُلاًّ من إيران والعراق وسورية وموسكو لاستهداف الجماعات الإرهابية، مع مرور عام كامل على بدء قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملياتها العسكرية الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في كلا البلدين، من دون أن تحرز أي تقدم ملموس على الواقع الميداني. صعّدت موسكو منذ يونيو/حزيران الماضي، حدّة انتقاداتها للتحالف الدولي، متهمة إياه بالفشل وتعقيد الأزمة في العراق وسورية، لتقوم، أخيراً، بإنشاء جسر جوي علني لدعم الرئيس السوري، بشار الأسد، بالأسلحة والصواريخ والمعدات العسكرية المختلفة عبر العراق، الذي التزم الصمت حيال ذلك، على الرغم من التنديد العربي والدولي لدعم حكام دمشق. في العراق، بدا المشهد فاضحاً، إذ رحّب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بما وصفه بـ"الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب"، ومنها الجهود الروسية، فاتحاً الباب أمام مناقصة على بلده لمن يتدخل ويضرب من دون تكرار مصطلح "السيادة الوطنية"، الذي دأب على قوله في كل خطاب محلي أو دولي، يرافق ذلك ترحيب عال من مراجع دينية ومليشيات وقيادات التحالف الوطني العراقي، بالتدخل الروسي الإيراني، وصولاً إلى حدّ المطالبة بإزاحة التحالف الأميركي والإبقاء على الروسي بعد عام من الفشل. هنا، تقفز سيناريوهات أو فرضيات عدّة للتدخل الروسي، مستقاة من واقع الأرض السورية والعراقية وسرّ الموافقة أو الصمت الأميركي الغريب، وربطها بتقارير تتحدث عن توقّف مفاجئ أو تجميد لجهود الجيش الأميركي في استعادة الأنبار من قبضة "داعش".

سيناريو التوريط

وفقاً لبيانات ومعلومات رسمية، فإنّ التحالف الدولي، بدأ أولى ضرباته في العراق، في 19 سبتمبر/أيلول 2014، أعقبها بأربعة أيام فقط، بدء عملياته في سورية، بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول من العام ذاته. بلغ عدد الدول التي شاركت في التحالف 63، من بينها 13 دولة تشارك بشكل فعلي مباشر، أبرزها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وألمانيا، وإيطاليا، وبولندا، وأستونيا، وإسبانيا، وفرنسا، وأستراليا، والدنمارك، وألبانيا، بينما تشارك الدول الأخرى بمساعدات لوجستية عسكرية أو مالية أو على مستوى التدريب والاستشارة للقوات العراقية. وأخيراً، انضمت منظمات دولية للتحالف بشكل رسمي للمساعدات الإنسانية، كبرنامج الأغذية العالمي، والمفوضية العليا السامية لحقوق الإنسان، واليونيسف، والجامعة العربية. نفّذ التحالف الدولي، في العام الماضي، أكثر من 19 ألف طلعة جوية في كلا البلدين، منها 14 ألف غارة جوية، نتج عنها قصف أهداف محددة أو مرسومة مسبقاً، والأخرى تراوحت بين عمليات إمداد عسكري ومراقبة جوية وإمداد مقاتلين محليين بواسطة مناطيد تحمل شحنات ذخيرة وعتاد، أسفرت، وفقاً لإحصاءات غير رسمية، عن تدمير أكثر من سبعة آلاف هدف لتنظيم "داعش" في كلا البلدين، تراوحت بين مقارّ ومبانٍ تابعة لهم ومواضع وتجمعات مسلحة وحواجز تفتيش وخطوط أمامية خلال المعارك. كما أسفرت تلك الغارات عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن أربعة آلاف عنصر من "داعش"، كما قتل وأصيب مئات المدنيين العراقيين والسوريين. خسر التنظيم في العراق، عام 2014، في إثر عمليات التحالف، 2 في المائة فقط من مجمل المساحات التي يسيطر عليها، والبالغة نحو 182 ألف كيلومتر، ما يعادل 40 في المائة من مساحة العراق الإجمالية. بينما ارتفعت نسب المساحات التي يسيطر عليها في سورية، خلال عام 2015، إلى مستوى قياسي، بعد سقوط مدينة تدمر وبلدات مجاورة لها وبلدة القريتين والطاسة والجزء الجنوبي من محافظة دير الزور، فضلاً عن احتلاله تسع قرى كردية قرب الحسكة، بالإضافة إلى استمرار فرض التنظيم سيطرته على حقول نفط مهمة شمال العراق وشرق سورية. تبيّن هذه النسب أنّ التحالف الدولي، بالفعل، لم يكن عند مستوى الآمال الدولية، كما أنّ بقاءه على هذا النحو، لن يغيّر شيئاً في المعادلة، مع استمرار نجاح "داعش" بفرض نظرية الاستبدال والتعويض، وهما نظريتان باشر التنظيم بتطبيقهما، تقومان على تعويض قتلى التنظيم بمقاتلين جدد، واستبدال الذين يهاجرون من السكان المحليين، بعوائل المقاتلين القادمين حديثاً للانضمام إليه، من أوروبا. مقابل ذلك، سعى الأميركيون إلى توريط الروس بالملفين العراقي والسوري بشكل أكثر علنية، وكسب موسكو استعداء أكثر للشعوب في المنطقة، من خلال إظهارها على أنّها المدافع الأول عن مصالح إيران في المنطقة ومحاولتها تثبيت نظام الأسد. ووفقاً لتاريخ الروس العسكري، يتّضح أنّ التدخل الجوي، سيكون البداية، وسيكون تورّطهم في المستنقع برّاً، مع قناعة الولايات المتحدة بأنّهم لن يحققوا شيئاً، مع محاولة أميركية للفت أنظار التنظيمات المتطرفة إلى الشرق، بدلاً من تركيزها على استعداء واشنطن ولندن، كما دأبت منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، ونقل هذا العداء إلى مرحلة أولوية الجماعات الإرهابية، هي موسكو، وهو ما أكّده عدد كبير من المراقبين، الذين اعتبروا هذا السيناريو واقعياً، وإن لم يكن الرئيسي، فهو ثانوي. في هذا الصدد، كتب الصحافي توماس فريدمان، مقالاً في "واشنطن بوست"، أكّد فيه، أنّ "بوتين ذهب بغباء إلى سورية، متطلعاً إلى حلوى رخيصة، ليظهر لشعبه أنّ روسيا لا تزال قوة عظمى. بوتين الآن يقف فوق الشجرة، ويجب على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ووزير خارجيته، جون كيري أن يتركاه هناك، لمدة شهر، ليقاتل داعش وحده هو والأسد، ويتفرجان عليه، ليصبح العدو رقم واحد للعالم السنّي".

يمكن التسليم بأنّ الروس يسعون، اليوم، إلى تحقيق نصر عجز عنه الأميركيون وحلفاؤهم، طيلة عام كامل، مما سيجرّ الروس إلى توسيع مؤكد لطبيعة تدخلهم العسكري، الذي لن ينتج عنه سوى مزيد من الدمار وقتل المدنيين، إذ يحتلّ الروس، المرتبة الأخيرة في دقة التصويب الجوي مقارنة بالجيوش الغربية، فضلاً عن همجية الآلة العسكرية التي سبق أن سجّلت جرائم في أفغانستان والشيشان ودول أخرى، في القرن الماضي. لذا، فإنّ سيناريو التوريط الأميركي للروس، اكتمل، وقد يدفع ذلك إلى فتح محادثات جديدة لبحث مصير الأسد، وإن بشكل مختلف. في هذا الوقت، سيظهر الأميركيون أكثر قرباً من تطلعات شعوب المنطقة أو قاعدتها الجماهيرية، التي تؤيد إسقاط الأسد ودعم فصائل المعارضة، كمرحلة أولى قبل القضاء على "داعش".

سيناريو التسليم

يرى مراقبون أنّ الولايات المتحدة قرّرت تسليم الملف السوري إلى موسكو وإشراكها في الملف العراقي، مما يمكّنها من التعامل بشكل أكثر حرية وراحة مع جهة واحدة قادرة على اختزال أو جمع كل الأطراف المعادية في مسمى واحد. كما سيكون التفاهم مع الروس وحدهم كافياً أو يعوّض عن التحاور مع إيران والمليشيات والتحالف الشيعي وحزب الله اللبناني الذين يحرجون واشنطن، في إعلانها أمام شركائها، عن عدم قدرتها على التفاهم مع تلك الأطراف، خصوصاً، أنّ الرأي العام الأميركي ينتقد أي تقارب مع مليشيات "الحشد الشعبي" العراقي. بناءً عليه، وبحسب المراقبين أنفسهم، أمام الأميركيين فرصة للتفاهم مع الشريك الواحد (روسيا) من دون الحاجة إلى تعدد المفاوضات مع شركاء عدة، فتربح واشنطن، بذلك، فرصة ادّخار جزء من جهود قواتها الجوية، من خلال استبدالها بالغارات الروسية في العراق وسورية، أو الإبقاء عليها لزيادة الضغط على "داعش"، وعدم خسارة نفوذها في أي من البلدين، في الوقت الذي يتم فيه الاتفاق على السيناريو الروسي المطروح بقوة والمتضمن حماية وتأمين دمشق والساحل السوري وإبعاد فصائل المعارضة و"داعش" عنهما. ويتم الانتقال في ما بعد، إلى الجزء السياسي، الذي سينتهي برحيل الأسد، ثم دعم حكومة جديدة في البلاد لاستعادة باقي المدن السورية. في المقابل، سيكون السيناريو العراقي مختلفاً تماماً، ويكمن في مزيد من الإصلاحات وإشراك حقيقي للسنة وإقرار قانون الحرس الوطني، الذي يتضمن تشكيل قوة سنيّة، تتولى تحرير وحماية مناطقها. لكن إلى حين تحقيق هذا السيناريو، يظهر سيناريو آخر في الداخل الأميركي، وهو انتقاد الجمهوريين لإدارة أوباما، في اليومين الماضيين، حول ما وصفوه بـ"ضعف أداء، تسبّب بتراجع دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، معتبرين أنّ خطوة روسيا كانت مفاجئة للأميركيين وتمثل انتصاراً أو هدفاً تسجّله موسكو في مرمى واشنطن، من خلال تدخلها السريع والمذهل في المنطقة العربية من دون استشارة أو مراجعة القوى الدولية الموجودة على الأرض هناك، مما أفقد واشنطن القدرة على التصرف حياله، باستثناء التفرج أو الترحيب به بشكل سطحي إزاء القوة، التي ظلّت لسنوات طويلة مهمّشة أمام القوة الأميركية خصوصاً، منذ احتلال العراق في مارس/آذار 2003. ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تسعى الآن إلى تدارك الموقف سياسياً عبر المباحثات، التي من المتوقع أن تجري خلال أيام بين الجانبين الأميركي والروسي، وفقاً لما أعلن عنه مسؤول أميركي بارز، وهو ما يفسر التصريحات الأميركية المتناقضة بين ترحيب وتحفظ ومهاجمة للخطوة الروسية بشكل لم تألفه الساحة السياسية الأميركية من قبل. ويرى المراقبون أنفسهم أنّ ما يجمع المواقف الغربية مع روسيا، حيال الأزمة السورية والعراقية، أكثر مما يفرقهما، بدءا من الحرب على الإرهاب والقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومخاوف استمرار تدفق اللاجئين إلى أوروبا وفوبيا ولادة خلايا جديدة تهدّد أمن المنطقة، ليبقى التوقيت الزمني لتوقف سيل الدماء في كلا البلدين مجهول المصير.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قيصر روسيا وتركة «رجل الشرق الأوسط المريض»

«من أية الطرق يأتي مثلك الكرم أين المحاجم يا كافور والجلم جاز الألى ملكت كفاك قدرهم فعرفوا بك أن الكلب فوقهم» (المتنبي)

مصطفى علوش

في أواسط القرن التاسع عشر كانت الإمبراطورية العثمانية في طريقها إلى التفكك بعد الترهل الطبيعي الذي يطرأ على الممالك الواسعة، مضاف إليه بروز النزعات القومية في أوروبا وتداعيات الثورة الفرنسية والحملات النابوليونية في الشرق والغرب والثورة الصناعية التي لم تتمكن ولم ترغب السلطنة بمواكبتها حتى لا تتداعى سلطتها، فتهاوت سطوتها السياسية والعسكرية، وتدهور تماسكها الإداري والإقتصادي، وبدأت الثورات الإنفصالية تعم أطرافها حتى في مناطق إسلامية صافية كمصر مثلا التي أصبحت مملكة مستقلة بعد أن أصبحت تحت راية محمد علي باشا ومن خلفه من «خديويين«.

في مدينتي هناك الكثيرون من النخب الذين يندبون ويترحمون على أيام السلطنة العثمانية ويعتبرون انهيارها مؤامرة يهودية صليبية على المسلمين، لكن الواقع أن انهيارها كان حتميا في دولة استبدادية بقيت فيها الأمية الكاملة فوق 95% من سكانها مطلع القرن التاسع عشر في حين كانت 40% عند الرجال و60% عند النساء في بريطانيا. ما لنا وهذا الجدل الذي سيزيد من الحانقين مني الآن، المهم هو أن قيصر روسيا «نقولا الثاني» دعا دول أوروبا في سنة 1853 إلى اعتبار السلطنة العثمانية بمثابة «رجل أوروبا المريض»، وأن هذا المرض لا شفاء منه، ومن ثم حاول استدراج بريطانيا العظمى بالذات، والتي كانت القوة الإقتصادية والعسكرية الأعظم في ذاك الزمن، إلى اقتسام التركة العثمانية من خلال شن حروب عليها، وفي جبهات متعددة. قيصر روسيا الذي كانت إمبراطوريته تمتد على حوالى خمسة عشر مليون كيلومتر مربع بين آسيا وأوروبا، كان يطمح لمد سلطانه إلى البحار الدافئة وذلك عبر مناطق خاضعة تحت الحكم العثماني. بالطبع، وكما يحصل اليوم، دخل العنصر الديني على الخط وأعلنت الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية مباركتها للحرب لتحرير المسيحيين والأماكن المقدسة من حكم مسلمين.

بريطانيا سنة 1853 كان لها مشاريع أخرى، فقد كانت تنظر بقلق شديد إلى تمدد الإمبراطورية الروسية في الشرق الأقصى وفي الصين تحديدا، أي على تخوم الملك الذي لا تغيب عنه الشمس، لذلك لم تكن ترغب في تشجيع القيصر الطموح على المزيد من الفتوحات. كان القرار، وبالتفاهم مع فرنسا وسردينيا (إيطاليا)، دعم العثمانيين في حرب القرم الدموية الشهيرة، وبالتالي إنهاك الإمبراطوريتين الجارتين اللدودتين في الوقت ذاته.مع أن روسيا تلقت درسا قاسيا في تلك الحرب التي دامت سنتين (وشهدت بالمناسبة انطلاقة مهنة التمريض على يد «فلورنس نايتنغيل») ، فهزمت واستسلمت في معركة «ستافروبول»، إلا أن السلطنة لم تخرج منتصرة، على الرغم من البطولات الأسطورية التي سجلها جنودها، فوقعت تحت وصاية الدول التي ساعدتها وفقدت مساحات واسعة من سيادتها.

بشار الأسد، بفساده ورعونته ونزقه، جعل من سوريا «رجل الشرق الأوسط المريض»! وضع سوريا منذ سنه 2005 تحت وصاية إيرانية متمادية، فتحولت مناطق واسعة منها إلى مستعمرات إيرانية يحكمها الحرس الثوري وأتباعه، وذلك أصبح أشد وضوحا بعد فشل شبيحته في قمع الثورة.

اليوم أصبح واضحا أن منظومة الحرس الثوري، ومعها إنكشارية «المرشد شاه»، فشلت في المحافظة على هلال الولي الفقيه، فتم كسره في سوريا والعراق تواليا، وأصبح مشروع توحيد هذه المناطق تحت الراية الإيرانية من المستحيلات. بالتالي، فإن معارك القصير والقلمون والزبداني التي أقحم بها «حزب الله« لم تكن إلا من ضمن الخطة «ب» في برنامج الحرس الثوري لضمان شريط يمتد من دمشق إلى حمص وصولا إلى الساحل السوري، بعد أن أيقن الجميع استحالة إعادة وصل الهلال الشيعي.

قيصر روسيا الجديد كان ينتظر إنهاك الإمبراطورية الفارسية وأتباعها، وفي الوقت ذاته أن يعلن الغرب إفلاسه في إيجاد حل للقضية السورية بعد تردد قادته في اتخاذ القرار المناسب لوقف حمام الدم وسيل اللاجئين، ليدخل هو بقوة وحزم لفرض رؤياه في سوريا، وربما أكثر!

اليوم يبدو أن تقسيم سوريا أصبح أمرا لا مفر منه، ومن المرجح أن الأسد وحصته سيكونان من نصيب القيصر الروسي ولن يبقى للشاه الإيراني إلا الفتات وستخرج إيران من «المولد بلا حمّص» بعد أن فشلت استراتيجية اللعب على حافة المذهبية والطائفية والفوضى والتطرف في المحافظة على إمبراطورية بدت مكتملة منذ بضع سنوات، اي قبل الثورة في سوريا وتمدد «داعش« في العراق .

() عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»

 

أوهام المراهنين على القيصر

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/03 تشرين الأول/15

الآن بدأت تتّضح خلفيّات المواقف المتشدّدة والمتطرّفة في لبنان، عند فريق "حزب الله" وملحقاته، ورهاناته الميدانيّة، عبر مؤشّرات ثلاثة:

-  هدنة الزبداني والفوعا وكْفريا، ليس فقط كنتيجة عجز النظام السوري و"حزب الله"، بل أيضاً كمناورة لكسب الوقت تحضيراً لتغيير ميداني ما.

-  إشارات حسن نصرالله عن تغييرات مرتقبة لمصلحة المحور الذي ينتمي إليه.

-  الرسالة التي نُقلت إلى ميشال عون من بشّار الأسد، ويطلب فيها "الصمود حتّى تشرين"، ولجوء عون على أثرها إلى تكرار قوله إنّه على "الخطّ الرابح".

لا شكّ في أنّ هذا الرهان سيؤدّي إلى تشنّج أكبر لدى أصحابه، بحيث أنّ الحكومة وطاولة الحوار ستكونان الضحيّتين المباشرتين، بشلّ الأُولى وعرقلة الثانية أو نسفها. ولم تَعُد مسألة ترقية بعض العمداء سوى مشجب يعلّق عليه الفريق المراهن على "انتصاره" الجديد حجّة التعطيل والنسف. وإذا سمح الفريق نفسه بالبقاء الصوري للحكومة والحوار معاً، فلن يكون ذلك إلاّ من باب الإلهاء والتمويه في انتظار قطف ثمار تطوّرات سوريّا، أو من باب "العفو عند المقدرة"، طالما أنّه واثق من "الانتصار". ومعلوم أنّ لا مقدرة ولا عفو عنده. لكنّ نشوة هؤلاء غير قائمة على أسانيد ثابتة وراسخة، بل في جوهرها هي أمنيات سياسيّة سترتدّ على أهلها عندما تصطدم بخيبة محقّقة. ففي قراءة أوّليّة وبسيطة، تبدو إيران وأدواتها في سوريّا ولبنان في الخطّ الخلفي، وتتقدّم روسيّا المشهدين السوري واللبناني. وفي استراتيجيا موسكو ملفّات معقّدة تتجاوز مصلحة طهران ودمشق والضاحيه والرابيه بكثير.

وقد بدأ المشهد يقدّم موسكو في مركز القائد، وجميع الآخرين من "حلفائها" في موقع المَقود. للأُولى القرار الاستراتيجي من الجوَ وفي غُرَف العمليّات، ولسواها التجنيد والتحشيد على الأرض لتنفيذ عمليّات بريّة، وحصاد القتلى والخسائر. وشتّان ما بين الرؤية الواسعة من فوق والضيّقة من تحت.

وبغضّ النظر عمّا إذا كانت موسكو تفرّدت بقرار الحرب في سوريا أم نسّقته مع واشنطن وباريس وتركيا وسواها، فإنّ ما يجري يضع المشروع الإيراني في جيب روسيا، وقد تنفّذ شيئاً منه، أو تتخطّاه، أو تحقّق نقيضه. وفي الاحتمالات الثلاثة ستكون هناك عمليّة توظيف لإيران و"حزب الله"، والموظّف يعمل لقاء راتب وليست له يد في قرار عمله ومصيره. لا غرابة إذا رأينا ذات يوم في المدى المتوسّط السفير الروسي في بيروت يتقدّم المشهد السياسي أمام زميليه الإيراني والسوري، وليس مستبعداً أن نرى معادلة "س - ر " جديدة بين السعوديّة وروسيّا بمباركة أميركيّة، قد تكون "سرّ" التفاوض الجديد حول أزمة لبنان وانتخاب رئيسه.

ما تقوم به موسكو الآن في سوريّا يضخّ الكثير من المياه تحت جسور إيران وأذرعها اللبنانيّة. حتّى ولو كان بوتين يرسم من الجوّ خريطة "الدويلة البحريّة الغربيّة"، فإنّه لن يقدّم الرسم لغيره، وربّما لن يقدّمه لبشّار الأسد نفسه الذي لم يعد مؤهّلاً لحكم الدويلة التي تضع روسيّا حدودها.

وفي أيّ حال، ستكون دويلة طوليّة من شمال اللاذقيّة إلى دمشق وأطراف الجولان بمساحة لا تتعدّى 15% من مساحة سوريّا، وبعمق لا يتعدّى 30 كيلومتراً في حدّه الأدنى و100 كلم في حدّه الأقصى، ولا يتجاوز عدد سكّانها 8 ملايين بمن فيهم أقليّات شيعيّة وسنيّة ومسيحيّة.

وسيدرك "حزب الله" ومن ورائه إيران أنّ كسر التوازن التاريخي اللبناني لضمّه إلى الدويلة سيبقى مجرّد وهم، كما أنّ تغيير ديمغرافيّة العمق السوري في اتجاه العراق وهمٌ آخر. لذلك، ستكون "الدويلة البحريّة" محاصرة من الشرق والغرب، وكخيمة صيفيّة تُطوى مع بدء هبوب الريح واشتداد العصف. وحتّى لن تكون لها حظوظ إسرائيل في حضانة العالم. أوهام كثيرة يعقدها فريق "حزب الله" في لبنان، تبدأ من كرسي بعبدا وتنتهي بالاتحاد مع الدولة الطوليّة الموعودة. فلا كرسي بعبدا دانية القطاف، ولا كونفدراليّة دويلتين علويّة وشيعيّة ممكنة التحقّق. والأشدّ حماسةً من بين جميع المراهنين على "الحرب الصليبيّة" الروسيّة في سوريّا، هم المسيحيّون الذين يدغدغهم وعد خادع بالخلاص. وفي لبنان منهم الكثير. عساهم لا يرتطمون بخيبة جديدة من العمليّة القيصريّة التي يقودها قيصر جديد.

 

مهرج الضاحية

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/15

أخرج لبنان نماذج مميزة وناجحة ولافتة ومهمة من الكوميديانات والشخصيات الساخرة.. شخصيات تمكنت من نقش وحفر أسمائها في الوجدان والذاكرة وزرعت الضحكة وانتزعت الابتسامة من الملايين من المتابعين. والأسماء تتحدث عن نفسها، فمن الأسطورة الساخرة نجيب حنكش المعروف بشكله المميز وقفشاته اللاذعة، إلى صلاح التيزاني الذي اشتهر باسم «أبو سليم» وكان رمزًا للفكاهة البيروتية، ومحمود مبسوط ابن طرابلس المعروف باسم «فهمان»، وطبعا كان معه زميله عبد الله الحمصي المشهور بـ«أسعد» وكوّنا ثنائيًا رائعًا. ولا يمكن نسيان الفنان الكوميدي الاستثنائي أسطورة الكوميديا المسرحية اللبنانية حسن علاء الدين المعروف بـ«شوشو» صاحب الشوارب الكبيرة والجسد النحيل، وهناك فيلمون وهبي ووسيم طبارة وضاحك الليل المونولوغيست إيلي أيوب وماريو باسيل الكوميديان المتألق.. كل هؤلاء وغيرهم بطبيعة الحال ساهموا في أن ينشروا الضحك والسخرية بشكل حرفي مميز.

ولكن لبنان لا يزال مصدرًا مهمًا لإنتاج المواهب والكوادر الكوميدية الاستثنائية، ولعل الأبرز على الساحة هو حسن نصر الله المعروف باسم «مهرج الضاحية»، وهو شخصية في الحقيقة لها دور آخر وهو زعامة تنظيم إرهابي مجرم اسمه «حزب الله»، ولكنه تحول مع الوقت إلى كوميديان لبنان، بل العالم العربي، الأول وله جمهوره الذي يشاهده على شاشة التلفزيون الذي يملكه (وهي ميزة مهمة تجعله في محل منافسة أهم وأكثر تميزًا لأن منافسيه في الكوميديا لا يملكون هذه الميزة)، وتمكن الجمهور من معرفة «ستايل» مهرج الضاحية واندمجوا معه، فهو عاشق للبلازما والشاشات العملاقة التي تنقل اسكتشاته من أحد الكهوف في منطقة الضاحية الجنوبية ويكون واضعًا خلفه لوحة تحمل شعار إحدى المناسبات (لزوم تحميس الجمهور)، والجمهور الذي يشاهده لا يصفق ولا يضحك (فهذه موضة قديمة، استبدل بها مهرج الضاحية أسلوبًا مغايرًا هو الهتاف ورفع القبضات في الهواء) وينفعل ويقسم خلال الاسكتشات ويحتسي من عصيره المفضل.

مع كثرة الظهور لمهرج الضاحية سقط في دائرة النمطية والتكرار الممل في نفس المواضيع، ولكنه استمر في انتزاع الضحكات من كل المتابعين، لا فرق بينهم في العمر وبلد المنشأ لأن مهرج الضاحية ابتكر كوميديا عابرة للحدود بامتياز وأصبح لمتابعيه «اسكتشات» مفضلة له مثل «نحن نقاوم» و«النصر لنا في الزبداني» و«إيران لا تتدخل في الشأن اللبناني» و«لا توجد ثورة في سوريا» و«الأسد نظام ديمقراطي»، وهو بحنكة ومهارة الكوميديان المتمرس يعلم تمامًا أن هذه النوعية من الاسكتشات تلقى رواجًا لدى الجمهور فيستمر في تكرارها بشكل دوري. لقد حفر اسمه اليوم كأهم كوميديان في المنطقة، وخصوصًا مع كبر سن سمير غانم وعادل إمام وحسين عبد الرضا، فبالتالي لم يعد في الساحة سواه، وهذا حس فني لمهرج الضاحية يحسب له ولا شك. برافو حسن نصر الله.. استمر، فلقد أوجدت لنفسك مهنة أنت بارع فيها وأثبتّ حضورا غير عادي. سبحان من فضحك وجعلك كوميديانًا!

 

رياض الصلح.. لو التقى باراك أوباما

إياد أبو شقرا/ الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/15

تابعت كما تابع غيري كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوم أول من أمس في البيت الأبيض، تعليقًا على العمليات العسكرية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سوريا. وانتقاده رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التمييز بين «داعش» والمعارضة السورية المعتدلة، معتبرًا خطوة موسكو التصعيدية «وصفة كارثية العواقب». ما استوقفني في كلام أوباما اللهجة التي كان يتكلم بها وأسلوبه التحليلي الهادئ البارد، الذي يبدو أكثر ملاءمة في حلقة لطلبة الدراسات العليا في جامعة هارفارد منه إلى كلام رئيس «قوة عظمى» يجب أن يكون لديه استراتيجية حقيقية في إحدى أكثر مناطق العالم توترًا والتهابًا.

لقد بدا أوباما محللاً أكاديميًا يجيد التشخيص، لكنه لا يكترث بطرح العلاج، ولدى التعامل مع حضور عسكري روسي في أزمة ملحّة متعدّدة الأوجه كالأزمة السورية، بدا أنه لا يعد لردة فعل عملية. كلمة الرئيس الأميركي المستفيضة التي لا تسمن ولا تغني من جوع أعادت إلى ذاكرتي إحدى المرويّات الممتعة التي سمعتها من جدّي، رحمه الله، عن واقعة حدثت في لبنان عند احتدام أحد الانتخابات الرئاسية في النصف الأول من القرن العشرين بين الزعيمين المارونيين الشيخ بشارة الخوري زعيم الكتلة الدستورية وإميل إده زعيم الكتلة الوطنية. ولقد نجح كل منهما في تولّي الرئاسة في فترة ما.

في أيام الخير تلك، بعكس أيامنا البائسة هذه، كانت في لبنان رئاسة جمهورية وانتخابات رئاسية. وكان الأقطاب والساسة يتحاورون ويتجادلون ويحترم أحدهم الآخر. وكان المرحوم الرئيس رياض الصلح، رئيس الوزراء الأسبق وأحد نوابغ السياسة اللبنانية وأكثر أقطابها ذكاء وحلمًا وظرفًا وسرعة بديهة، يدير حملة انتخاب حليفه الشيخ بشارة. وعندما اتضح له أن نسب الأصوات متقاربة، وأن حسم المعركة قد يتوقّف على صوت أو اثنين من أصوات النواب جنّد كل إمكانياته لكسب كل صوت مهما كان الثمن. وكلّف أحد نواب الكتلة - وأذكر أن اسمه أمين - الذهاب إلى منطقة البقاع لإقناع الزعيم البقاعي إلياس طعمة السكاف، نائب زحلة وزعيم المدينة المسيحية الكاثوليكية الكبيرة، بالتصويت للشيخ بشارة. وفعلاً، غادر النائب بيروت إلى مدينة زحلة للقاء السكاف وإقناعه. وبعد بضع ساعات عاد إلى منزل الرئيس الصلح الذي كان يغصّ بالنواب والمناصرين والصحافيين، فبادره الصلح: خير إن شاء الله يا أمين بك؟ ماذا حصل معك؟ فبدأ النائب السرد على طريقة أوباما. فقال: والله، يا رياض بك، اجتمعت بإلياس بك، وقلت له إن الشيخ بشارة رجل وطني وعظيم، وإن البلد بحاجة إلى أمثاله. وقلت له إن الشيخ بشارة صديقٌ صدوقٌ ورجل مواقف شهم.. لا يخشى في الحق لومة لائم.. فقاطعه رياض الصلح: برافو، يا أمين بك، وماذا بعد؟وأكمل النائب: وقلت له أيضًا إن الشيخ بشارة محترمٌ محليًا وعربيًا ومقبول دوليًا.. كما أنه محبوب من كل اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق و... ومجدّدًا قاطعه رياض الصلح: شكرًا يا أمين، كلامك دُرر، ولكن ماذا بعد؟ واستطرد النائب: وقلت له إن الشيخ بشارة وفيّ ومخلصٌ لا ينسى من يقفون معه، وهو أيضًا مجرّب في المُلمّات وصاحب خبرة سياسية وقانونية و... وهنا طفح الكيل برياض الصلح فهتف: يا أمين بك.. فهمنا ما قلت له، لكن يهمّني أن أعرف ماذا قال إلياس السكاف؟ فأجاب النائب: والله يا رياض بك، قال لي إنه سبق له التعهّد لإميل إده بتأييده ولن يغيّر موقفه.

عندها ابتسم رياض الصلح بمرارة، وقال: كثر الله خيرك يا أمين بك، يللا يا شباب لنذهب ونهنئ إميل إده! هذه الواقعة تصدق تمامًا على حالة سوريا اليوم بين كلام أوباما المنمّق وتحليله البليغ الذي يأتي بعد أربع سنوات ونصف السنة من البيانات والتصريحات والتهديدات والاستنكارات، وفعل بوتين على الأرض.. «فيتوهات» في مجلس الأمن، وجسرًا جويًا لنقل السلاح، وتحالفًا نوويًا مع إيران، وأخيرًا.. مشاركة مباشرة في القصف الجوي لدعم نظام الأسد والميليشيات الإيرانية مستهدفًا مواقع سيطرة المعارضة المعتدلة.

حتى وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أعلن بالأمس أن «خمسة في المائة فقط من الغارات الجوية الروسية استهدفت مواقع (داعش)، بينما انصب الباقي على مواقع المعارضة المعتدلة»، ومنها مواقع يحاصرها النظام منذ سنوات في ريف حمص الشمالي الغربي، وذلك لتسهيل مهمة النظام باستعادتها. وتابع الوزير فالون أن الاستخبارات البريطانية لاحظت أن معظم الغارات «قتلت مدنيين». معلوم أن موسكو لم تتردد مطلقًا في القول إنها تنسّق مهامها مع قوات النظام «الشرعي» وتستقي منه بعض معلوماتها الميدانية، وهذا بعد إعلان بوتين نفسه «أن لا فرق بين داعش وأي من فصائل المعارضة المسلحة». وبالأمس، أيضًا بينما كان الرئيس الأميركي يشخّص ويحاضر ويحلّل، كانت مصادر حكومية في موسكو تعلن أن القصف سيستمر لأربعة أشهر! طبعًا، ثمّة من يقول إن لدى واشنطن استراتيجية تنتظر الوقت الملائم لإعلانها أو البدء بتطبيقها. كذلك، سمعت وقرأت أن واشنطن تسعى لتوريط موسكو في مستنقع الشرق الأوسط وتحويله إلى «أفغانستان ثانية» لبوتين هذه المرة. وقد يكون مثل هذا الكلام صحيحًا، لأن سياسة التغافل الحالية أسوأ وأغبى من أن تصدق، بدليل الاعتراف المذهل من الجنرال لويد أوستن، قائد القيادة الوسطى الأميركية، بأن استثمار 500 مليون دولار في تأهيل مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة أثمر تأهيل أربعة أو خمسة مقاتلين فقط! وعلى مسافة ليست بعيدة في «لا معقولية» المقاربة الأميركية «اكتشاف» الرئيس أوباما أنه «لولا الدعم الروسي والإيراني لكان نظام الأسد قد سقط»! بعد أربع سنوات ونصف السنة، مؤسف جدًا أن يجد الرئيس الأميركي حاجة، أصلاً، لقول مثل هذا الكلام البديهي.. وهو الذي عقد للتو صفقة نووية مع ملالي إيران. وأما عن توريط بوتين بـ«أفغانستان ثانية»، فمن المستحسن تذكير واشنطن بما أنتجته لها وللعالم الـ«أفغانستان الأولى»!

 

تفادي الصدام السعودي الإيراني

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/15

هذه أعلى درجة من التوتر بين الجارتين السعودية وإيران، منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وذلك قبل 27 عامًا. وليس عسيرًا على المتابع أن يتفهم دوافع القلق السعودي من إيران. فهي تتمدد حتى أصبحت توجد عسكريًا في محيطها، شمالاً في العراق وجنوبًا في اليمن، وجماعاتها تنشط كمعارضة في البحرين شرقًا، وتدير القتال مباشرة في سوريا. إيران تستثمر الكثير من رجالها وأموالها في مشروع يبدو هدفه محاصرة دول الخليج. ولولا هذا التوتر ما حولت القيادة الإيرانية بأعلى مستوياتها، المرشد الأعلى والرئيس روحاني، حادثة التدافع في موسم الحج إلى قضية وصعدتها سياسيًا. فالحج منطقة تزاحم، ووقوع حوادث فيه محتمل بوجود مليونين ونصف المليون حاج في المشاعر الدينية المحدودة المساحة والزمن. والهدف من ذلك تحريض الشعب الإيراني وتبرير نشاطات الحكومة الإيرانية في الخارج. والاحتجاج الإيراني الآخر هو ضد ما تسميه بـ«الحرب العسكرية السعودية في اليمن»، مع أنه تدخل جاء بموافقة كل أعضاء مجلس الأمن، وبمساندة عشرات الدول الإسلامية. إيران وجدت أن استثمارها في دعم المتمردين الحوثيين، وهم جماعة صغيرة، يتبخر بعدما كانوا قريبين من الاستيلاء على الحكم، وحكم اليمن، عندما قاموا بتنفيذ انقلابهم واعتقال رئيس الجمهورية الشرعي. وقد قطع «التدخل السعودي» الطريق على الإمدادات العسكرية الإيرانية بحرًا، وجوًا، بإغلاقه ميناء الحديدة، وقصف مدرج مطار صنعاء، والاستعانة بالبحرية الأميركية لفرض رقابة بحرية ضد المدد من إيران. وفي سوريا، أيضًا، هناك صدام غير مباشر، حيث تقود قوات الحرس الثوري الإيراني مباشرة ميليشيات جلبتها من العراق ولبنان وأفغانستان، تقاتل جميعها نيابة عن نظام بشار الأسد. وقد تسببت في ارتكاب أكبر مأساة عرفتها المنطقة، ربع مليون قتيل واثني عشر مليون مهجر ومشرد. أما العراق، فإنه في طور التحول إلى نقطة تماس ثالثة، وبالغة الخطورة، بعد أن أصبحت الهيمنة الإيرانية واضحة على الحكم في بغداد، وقيادات الحرس الثوري تقاتل في محافظات عدة.

تزايد شهية الحكومة الإيرانية لنشر نشاطاتها في منطقة الشرق الأوسط يخالف كل الفانتازيا التي تحدث عنها الأميركيون، من أن الاتفاق النووي مع الغرب سيحول إيران إلى دولة تلتفت إلى أوضاعها الداخلية، وتتخلى عن مغامراتها الخارجية، وستسعى للتعاون من أجل الانفتاح الاقتصادي وتطوير خدماتها لمواطنيها. الذي يحدث عكس ذلك تمامًا. والحرارة المرتفعة جدًا في علاقات السعودية بإيران تنذر بالخروج عن السيطرة، ما لم يسعَ البلدان إلى وضعها في إطارها، كما تقتضي العلاقات والأعراف بين الدول. وقد زاد من توجس دول المنطقة من إيران الاتفاق النووي، لأنه يرفع العقوبات العسكرية والاقتصادية، ليتفاعل سلبيًا فيزيد الخلاف والتراشق الدبلوماسي والإعلامي. لكن تزايد التوتر يستوجب تحسين وسائل التواصل وليس العكس، من أجل محاولة فهم أسبابها ودوافعها وإلى أين يمكن أن تتجه. ونتوقع أن يستمر الخلاف الإقليمي في اليمن والبحرين والعراق وسوريا وغيرها، وستصاحبه نعرات طائفية، لكن لن يكون سهلاً إطفاء الفتن الدينية بعد إنهاء الخلافات السياسية. لكن يفترض ألا يخرج التوتر عن سيطرة الطرفين.

 

لا ترقصوا على إيقاع بوتين وخامنئي

طارق الحميد/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/15

نعم تغيرت قواعد اللعبة في سوريا بعد الغارات الجوية الروسية، والسؤال الآن: كيف يمكن  التعامل مع هذا الواقع الجديد؟ الأكيد أنه مهما حقق الروس الآن من نتائج فإنها آنية، وستتبخر، وهذا ليس تفكيرًا رغبويًا، وإنما هناك ما يسنده. التدخل الروسي، والمشاركة الإيرانية لنصرة مجرم محسوب على أقلية، وهذا توصيف لواقع وليس شحنًا عاطفيًا، من شأنه تأجيج الطائفية، والتطرف، ولن يكون بمقدور روسيا أو إيران الانتصار على مخزن السنة، وهذا ليس تفاخرًا بالنزعة السنية بقدر ما هو تحذير من إشعال جذوة التطرف التي أشعلها الروس الآن عمليًا. ولذا فمن المهم التساؤل الآن حول ماهية ردة فعل دول المنطقة، الجادة، وحلفائها الغربيين، وعلى رأسهم أميركا، الراغبين في دعم الشعب السوري، ووضع حد للضربات الروسية - الإيرانية على سوريا؟ نتحدث أولاً عن منطقتنا، حيث من المهم أن لا تكون ردة الفعل عاطفية، أو انفعالية، بحيث لا اندفاع ولا انكفاء. من المهم الآن، عربيًا، أن تكون هناك غرفة عمليات تضم العرب الجادين بنصرة الشعب السوري، ومعهم حلفاؤهم، وتعمل على فرز المعارضة جيدًا، وتركز تحديدًا على الجيش السوري الحر، تدريبًا وتسليحًا نوعيًا بمعنى الكلمة. وقد يقول قائل وهل بقي شيء من الجيش الحر؟ حسنًا، قليل من التبصر.. اليوم وبعد الضربات الروسية الجوية التي طالت المعارضة، والجيش السوري الحر، تحديدًا، خرجت بريطانيا، وأميركا، محذرتين من المساس به.. أميركا التي كان يقول رئيسها إن الجيش الحر هو عبارة عن مزارعين وأطباء، الآن تحذر إدارته من المساس به، وتتعهد بدعمه! ولتأكيد أن ما نطرحه ليس تفكيرًا رغبويًا، فقد أخطأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خطأ الشاطر، ويجب أن يدفع ثمنًا حقيقيًا، حيث صرح قائلاً إن بلاده لا تستهدف الجيش الحر، بل يجب أن يكون جزءًا من الحل السياسي. وليكن ذلك! وعليه يجب الآن دعم الجيش الحر وتدريبه، وتسليحه، بأسرع وقت، وتسهيل وانتظام تمويله للتأكد من انضمام أكبر المجموعات إليه، وبالتالي، وهذا أمر واجب وحتمي، عدم الانزلاق في دعم أي مجموعات راديكالية متطرفة، ومهما كانت درجة الغضب الآن. والأمر لا يقف عند هذا الحد، فالواجب على العرب الآن الإصرار على الغرب، وتحديدًا أميركا، بضرورة تسريع، وتفعيل، دعم الجيش الحر، وضرورة سرعة مباشرة فرض مناطق آمنة محظورة الطيران في سوريا، حول الحدود التركية والأردنية، وغيرها، وبذلك يساهم المجتمع الدولي بالحد من تدفق اللاجئين، ومنع سقوط المناطق المحررة من الوقوع بيد الأسد مرة أخرى، وكذلك تشجيع المقاتلين المجبرين على الانضمام لـ«داعش» على الانسحاب منه، والانضمام لصفوف الجيش الحر. ومهما بدت هذه الاقتراحات باردة إلا أنها عملية، ومن شأنها إعطاء الروس درسًا قاسيًا، وكسر لطوق روسيا وإيران اللتين تعتقدان أن بمقدورهما العبث بمنطقتنا، وأمننا. يجب أن يكون الرد قاسيًا، لكن ليس بالرقص على إيقاع بوتين وخامنئي.

 

لو تصرَّف المرشد والسيد كما فعل الرئيسان الروسي والصيني

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/15

 انتهى موسم الحج الذي كنا نتمنى أن ينتهي على نحو ما يريده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مبروراً لكل آتٍ من فج عميق، يحل ضيفاً على بقاع مقدسة ويَلقى خير عناية، ويعود كل حاج إلى بلده حامداَ شاكراً ممتناً. الشكر لله، والامتنان للقيادة السعودية الرشيدة التي وضعت كل الإمكانات التي توفر الراحة والأمان والسلامة للمليون ونصف المليون مسلم الآتين من بلاد العالم، لتأدية الفريضة التي تصادف للمرة الأولى في ظل الملك سلمان بن عبد العزيز وقد بات خادماً للحرمين الشريفين وملكاً سادساً بين أبناء الملك المؤسس عبد العزيز الذي حلت قبل أسبوع من بدء موسم الحج الذكرى الخامسة والثمانون ليوم تأسيسه المملكة الصامدة. والذي يحدث أن كل ملك، يحرص على إضافة المزيد من الاهتمام لما سبق أن حققه إخوانه من قبل وبالذات منذ أن بدأت مشاريع التوسعات والتطوير مع الملك فهد بن عبد العزيز ثم تَزايَد التطوير في زمن الملك عبد الله رحمة الله عليهما، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يضيف المزيد من التطوير. وإستناداً إلى ما ينويه ويتطلع إليه، فإن هنالك الكثير في برنامجه من خُطط التطوير للأماكن المقدسة، ويسعى الملك سلمان جاهداً إلى أن يؤدي خير واجب كخادم للحرمين الشريفين المحاطين بكل اهتمامه مثل اهتمام إخوانه الذين سبقوه.

وعندما يكون هذا هو الحرص، الذي هو ديدن هذا الإنسان المرهف إيماناً وإخلاصاً لأمتيه، فإن المرء يستهجن أن يكون هنالك مَن لا يتوقف عند الإنجازات المبهرة التي تحققت للحرمين الشريفين ملكاً بعد ملك، وإنما عند حادثة قضى فيها عشرات من الحجاج بين قتيل وجريح بفعل التدافع وحالة الازدحام، وعدم تقيد بعض الحجاج بالضوابط في أمور الحج المليوني.

وهؤلاء الذين سارعوا إلى تسجيل اللوم والغيرة على أرواح الناس، يعيش بعضهم حالة ضيق في النفس، لأنه نتيجة تعكيره صفو العلاقات لا يحج كما بقية المؤمنين، ولا حتى يؤدي العمرة، وفي الوقت نفسه يطلق للسانه العنان لكي يقول من غليظ الكلام، ما لا يُستحَّب قوله، فضلاً عن أن هذا الكلام الذي قاله بالذات المرشد الإيراني علي خامنئي يندرج ضمن الهدف البعيد المدى للمشروع الإيراني، وهو وضْع اليديْن أو إحداهما على الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. أما الذي يقوله الأمين العام ﻠ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، فلا يعدو كونه تناغماً مع كلام المرشد. وعندما لا يجد المرشد ما يقوله إزاء حادثة «منى» الناشئة عن التدافع سوى عبارة «إن للعالم الإسلامي الكثير من التساؤلات، وعلى حكام السعودية الإقرار بالمسؤولية، وعدم التنصل من مسؤولياتهم عن الكارثة بتوجيه الاتهامات للآخرين والمبادرة للاعتذار من العالم الإسلامي» فإنه بذلك يوظِّف بطلقات كلامية، حادثة يمكن لدواعي الازدحام والتدافع حدوثها، للكيد من السعودية رداً على إفشالها المخطط الحوثي في اليمن. وكان مأمولاً أن يأخذ المرشد وبالتالي السيد حسن في الاعتبار تلك العناية الصحية للألوف الذين يؤدون الفريضة والتسهيلات والسهر على تأمين راحة الحجاج وتنقلاتهم، وكذلك التوسعات المستمرة والقطار السريع بين المشاعر.

وأما دعوة السيد حسن نصر الله إلى «لجنة تحقيق»، وإبداء الأسف على حادثة تدمي القلوب، فإنه لا أحد يزايد على الملك سلمان بن عبد العزيز في مشاعره الإنسانية قبل كل شيء، وفي موضوع التحقيق البعيد عن المسايرة في أي حادث مأساوي يحصل مثل حادثة سقوط الرافعة، أو حادثة تدافُع ألوف الحجاج في منى من دون مراعاة السير بهدوء المؤمنين. وما نقوله تعليقاً على ما سمعناه من مرشد إيران علي خامنئي سمعْنا مثيله من نائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» الإسلامي المحافظ الحاكم في تركيا، الذي قال إن تركيا «يمكن أن تُنظَّم الحج بشكل أفضل من السعودية، ومن دون أن يصاب أحد بأذى ...» مضيفاً القول «هل يمكننا أن نتحدث عن القضاء والقدر في ما يحدث»؟ وكما الغرض الإيراني من هذا التصويب على السعودية حاضنة الحرميْن الشريفين في معرض «الحزن الذي يدمي القلوب» ومن دون توقُّف الحزن المفتعَل على الذين قضوا وستعوِّض المملكة ذويهم بما يخفف من وطأة الحزن، وعلى الذين يتلقون أفضل العلاج في المستشفيات السعودية، وبحيث يعودون في كامل التعافي والشكر لله على ما أراده لعباده، فإن الغرض التركي المجتزأ واحد. الإيراني عينه على الحرميْن، والعثماني «الإخواني» يأمل تكحيلاً للعينيْن بأن يكون جزءاً من حماة الحرميْن، وهو الذي كاد يضيِّع مصر وأزهرها على نحو التضييع الإيراني – الروسي - الداعشي لسوريا. لقد كان المسلمون حيث هم في بلاد الله، يتمنون لو كان المرشد خامنئي والسيد حسن ومعهما التركي المغرِّد خارج سرب حزبه، تصرفوا كما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ ومئات المسؤولين في حكومات دول إسلامية ودول أجنبية، الذين هزت مشاعرهم الحادثة المأساوية فأبرقوا معزين خير تعزية إلى الملك سلمان الذين يعرفون ضمناً أي اهتمام يبديه ومِن قَبْله إخوانه وشعب المملكة تجاه ضيوف الرحمن. ولو أن اتصالاً هاتفياً تم أو برقية تعزية أُرسلت لكان ذوو الحجاج الذين قضوا، أو أولئك الجرحى منهم مرتاحين أكثر من كلام البغضاء والتشفي.

وفي نهاية الأمر لا يصح إلاَّ الصحيح. وهذا واجب كأنه فريضة يؤديها أبناء الملك عبد العزيز خير تأدية من سهرهم على راحة الحجاج.

 

سوريا.. ما بعد التدخل الروسي

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/15

دخلت روسيا رسميًا كطرف فاعل في الأزمة السورية، بل في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بقاعدة جوية في اللاذقية وأسطول بحري يملأ البحر الأبيض المتوسط انطلاقًا من طرطوس، وبدأت فعليًا بتفعيل الموقعين بقصف عسكري شمل أرجاء سوريا ولم يتعرض بعد لتنظيم داعش الذي جاء تحت غطاء محاربته.

التدخل العسكري الروسي أعاد خلط الأوراق المختلطة أصلاً في المنطقة، والسياسة كما تهدف للمصالح تحركها المخاوف وتدفعها الطموحات، فروسيا خائفة من الإرهاب وهذا حقها، وهي تسعى لمواجهته في سوريا حتى لا يصل لموسكو كما هي التصريحات المعلنة، ولكن السؤال هل تدخلها العسكري في سوريا سيمنع خطر الإرهاب عنها أم سيزيده؟ وهي الدولة التي يعيش في كنفها ملايين المسلمين وتجاورها دول مسلمة تكن لها عداء تاريخيًا؟ واضح أن التدخل الروسي لن يقتصر على سوريا، فهو يعرض خدماته على الحكومة العراقية، وروسيا بالتالي تنخرط في صراعات المنطقة لدعم المحور الذي تقوده إيران والذي بدأ يخسر في أكثر من مكان، من أهمها اليمن وسوريا وشيء ما في العراق وإن لم يصل لمداه بعد. إقليميًا، ثمة لاعبون رئيسيون في المنطقة، إيران والدول العربية وتركيا وإسرائيل، والتدخل الروسي مساند لإيران بشكل شبه كامل، وقد قام بطمأنة إسرائيل، ولم يلتفت للدول العربية وتركيا، وعلى الرغم من أن السياسة لا تخلو من تفاهمات معينة في الصراعات الكبرى، فإن هذا التدخل الروسي يجب الوعي بأهدافه قبل مواجهته.

دوليًا، لمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القادم من خلفية عسكرية واستخباراتية وسياسية، تخاذلاً في المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية والرئيس باراك أوباما، القادم من خلفية قانونية وثقافية ورؤية سياسية انعزالية وانسحابية من العالم، فلم يشأ تفويت الفرصة، فضم جزيرة القرم بالقوة العسكرية، وهو يهدد أوكرانيا ويدعم الموالين له داخلها دون أي اعتبار لأي موازنات دولية، ونجح وحصل له ما يريد دون أي رد فعل يذكر. واستمرارًا لتوسيع طموحاته يمكن قراءة دخوله العسكري في سوريا، بل في منطقة الشرق الأوسط، فالوجود العسكري الروسي لأول مرة في الشرق الأوسط بهذه القوة والوضوح يضمن منطقة نفوذ جديدة لروسيا دون أي خسائر تذكر، فالحضور القوي في البحر الأبيض المتوسط بقاعدة جوية وقاعدة بحرية تضمن له نفوذًا عسكريًا على جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وفرض واقع دولي جديد سيكون من الصعب تغييره في المستقبل.

تقضي سياسة أوباما الانسحابية والانعزالية بأن تقوم الدول والتحالفات حول العالم بحماية مصالحها بنفسها دون تدخل من أميركا، وهذا ما فهمه بعض القادة في المنطقة والعالم، وتصرفوا على أساسه. لقد خلقت انعزالية ويلسون دافعًا مهمًا لتدخل روزفلت في الحرب العالمية الثانية ولخوض أميركا الحرب العالمية الباردة بعدها والانتصار فيها، وعودة أوباما للويلسونية واستماتته في الاتفاق النووي مع إيران والتقارب مع الخصوم والتباعد عن الحلفاء مع خلطها لكثير من الأوراق، إلا أنها ستعيد التاريخ مرة أخرى، وهو ما سيجري مستقبلاً، فسيكون لأميركا عاجلاً أم آجلاً رئيس لن يرضى بكل هذا الضعف والانعزال والخلط.

لم تبد أميركا أوباما أي اهتمام جدي بمشكلات المنطقة الكبرى وأزماتها، ففي سوريا يمكن بسهولة تذكر خطوط أوباما الحمراء التي انتهكت مرة بعد مرة، وكان في كل مرة يتراجع ويرضى بالهزيمة، وفي مواجهة تنظيم داعش الإرهابي لم تبد أميركا جادة فعليًا في القضاء عليه، وهذا الفراغ الكبير هو ما جاءت روسيا لملئه وقد تلحق بها الصين، إن صحت الأخبار في إرسالها لقوات عسكرية للمنطقة، وهو ما سيكون سابقة جديدة تلتحق بالروسية الأولى. كانت الحرب العالمية الباردة تدور رحاها في أوروبا الشرقية وفي أميركا الجنوبية وفي جنوب شرقي آسيا، ولكن الحرب العالمية الباردة والساخنة تجد لها مستقرًا اليوم في منطقة الشرق الأوسط، حيث «استقرار الفوضى» و«صراع الهويات» و«التنظيمات الراديكالية الإرهابية» التي تصب في مصلحة إيران ومحورها، في مقابل «استقرار الدول» و«نبذ الطائفيات» ورفض «التنظيمات الراديكالية الإرهابية» التي تصب في مصلحة الدول العربية.

ولكن يبقى سؤال مهم هو كيف تحولت الأزمة السورية من رغبة شعب في الخلاص إلى تعقيدات تقودها راديكاليات وتتنازع فيها ميليشيات إرهابية؟ وشيء من الجواب يكمن في أن التخاذل الدولي عن نصرة الشعب السوري أدى إلى عدة أمور، منها: أن إيران ونظام الأسد استطاعا خلق تنظيم داعش الإرهابي ودعمه لإظهار المعركة بأنها ليست حربًا بين نظام وشعب، وتغاضوا عن خلق بعض الدول الإقليمية لقوى راديكالية على رأسها تنظيم النصرة الذي يمثل تنظيم القاعدة في سوريا، ومنها أنه شيئًا فشيئًا تصاعدت هذه القوى الراديكالية والإرهابية حتى أضعفت الشعب السوري ومعارضته السياسية وجيشه الحر وأصبحت تقود المعركة، ومنها كذلك أن البشر حين يدفعون إلى الموت والمجازر والمذابح دون نصير يعودون دائمًا لأقدم الهويات انتماء ويلجأون إلى أشدها تطرفًا. من المفارقات التي يبعثها المشهد المضطرب والمختلط في المنطقة، أنه ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت هجرة يهود أوروبا إلى فلسطين على قدم وساق، واليوم لدى اليهود دولة قائمة في الشرق الأوسط، ولكن الأزمة السورية وشيئًا ما الأزمة العراقية تبعث بمئات الآلاف من المهاجرين لأوروبا، نعم لن يستطيعوا إقامة دولة هناك، ولكنهم بمنطق التاريخ لن يندمجوا في البلدان التي يصلون إليها، وسيصبحون مشكلة كبرى تضاف لمشكلة أوروبا القديمة مع هجرات أفريقيا التي لطالما اشتكت منها. التدخل العسكري الروسي في سوريا ليس أمرًا عاديًا، بل هو حدث تاريخي وسياسي ضخم وسيكون له تبعات على موازنات القوى الدولية في المنطقة والعالم، ويجب على كل الدول أن تبني سياساتها وهو حاضر بكل أبعاده وتأثيراته، ولئن كان مبكرًا الحديث عن أثر على روسيا يشبه أثر حرب أفغانستان على الاتحاد السوفياتي، إلا أنه بالتأكيد يعني تغييرًا ضخمًا وسيكون له تبعات كبرى في المنطقة والعالم وسيكون مؤثرًا في المستقبل القريب والبعيد. أخيرًا، فبقتله لمئات الآلاف من شعبه وتهجيره للملايين منهم، فقد انتهى مستقبل بشار الأسد في سوريا، وقد يؤخر التدخل الروسي رحيله عن سوريا قليلاً، ولكنه سيرحل على كل حال، والحرب التي بدأتها روسيا في سوريا قد تصل شظاياها للداخل الروسي.

 

الجريمة الروسية في قتل الشعب السوري

داود البصري/السياسة/04 تشرين الأول/15

مافعله الرئيس الروسي “بوتين” يعتبر وفق كل المواصفات, تدشينا روسيا لجريمة إرهابية كبرى تقترف ضد الشعب السوري, عبر ضرب الشعب و معاقبته لكونه قد انتفض على طغاته القتلة, وهو أقذر دور يمكن أن تضطلع به دولة في التاريخ.

التطورات الدراماتيكية التي شهدتها الساحة السورية خلال الأسابيع الأخيرة حركت الموقف الجامد في ساحات القتال و السياسة في الشرق الأوسط, وأثارت عواصف رهيبة من المتغيرات التي توشك أن تكون انقلابية حقيقية في عموم المشهد البائس السائد. ففي ظل تواصل و تعمق أزمة الشعب السوري المستعصية وانفجار مسلسل لجوء الموجات البشرية من اللاجئين السوريين نحو الغرب و الذي بات يطرح أزمة ضمير أخلاقية كبرى, وفي مواجهة إستمرار جرائم النظام السوري في قتل الشعب بالجملة والمفرق عبر أسلوب البراميل التي أبادت أحياء كاملة من المدن السورية, في ظل صمت دولي مريب تجاوز حتى مرحلة التواطؤ ليصل لدرجة المشاركة الفاعلة في الجريمة الممنهجة ضد الشعب السوري و الذي استطاع على مدى أربعة أعوام ونيف من عمر الثورة أن ينزل هزيمة ساحقة بالنظام وأدواته, وأن يعريه تماما وان يشل قدراته العدوانية, وأوشك على الاطاحة الشاملة به لولا الحقن والمقويات الاقليمية والدولية التي تهاطلت عليه, فبدءا من العصابات الطائفية العراقية والإيرانية ثم اللبنانية, ووصولا لدعم حلفاء النظام الإيرانيين ثم الروس تكرست حقيقة منهجية تؤكد بأن النظام مجرد أداة و ألعوبة للقوى الإقليمية المتنافسة, وبأن وجوده واستمراريته يدخل ضمن ترتيبات إقليمية معروفة دوافعها وأهدافها و دواعيها, لقد سقطت ورقة التوت تماما عن عورات النظام التي حاول إخفاءها بمهارة تحت قصف الشعارات الثورية التدليسية واتضحت هويته الحقيقية ودوره المشبوه, ودخول الدب الروسي بشكل سافر وعدواني و مباشر في الحقل السوري أمر لن ينفع النظام أبدا بل سيزيد من تعقيدات أزمته البنيوية المستعصية, فجرائم الطيران الروسي الحليف العلنية ضد المدن السورية البعيدة عن أيادي تنظيم الدولة, أظهر الحقد الأممي المشبوه على ثوار سورية الحرة. وحيث ظهرت روسيا على حقيقتها كدولة مافيوزية تدير ظهرها للعالم وتدعم الطغاة تحت دواعي مزيفة, وهي حرصها على أمنها القومي كما تقول. ويبدو أن العقيدة النازية الروسية الجديدة قد مددت المجال الحيوي للأمن الداخلي الروسي ليصل لدمشق في جريمة عدوان مرفوضة وقف أمامها العالم الحر, للأسف, وقفة ضعيفة و مرتبكة, فالنظام السوري بعد هزائمه الأخيرة في الشمال والجنوب, وعجزه الكامل عن السيطرة على بقعة صغيرة كمصيف الزبداني, أظهر تحللا و عجزا مريعا في القيادة والسيطرة, وبما ينبئ بنهايته وتحلله واندثاره, وهو مادفع الحليف الروسي لاظهار أنيابه و مخالبه و الشروع في ضرب المدن و المواقع السورية الحرة لمحاولة إيقاف الانهيار وهو حتمي, فطائرات الروس العدوانية وصواريخهم الإرهابية لن تستطيع منع تحقق الحتمية التاريخية المتمثلة في حتمية انهيار الطغاة و تلاشيهم و ترحيلهم لمزبلة التاريخ, ستدفع موسكو ثمنا باهظا لحماقتها الشامية, ستضاف لسلسلة الحماقات التي أوردت النظام الشيوعي السوفياتي السابق مورد الهلاك, فمناورات الروس السابقة بالحديث مع ما أسموه “المعارضة المعتدلة” لم يكن في حقيقته سوى حقن تخديرية, ومحاولات بائسة لاختراق الموقف الوطني المعارض, وكان واضحا منذ البداية للجميع حجم التواطؤ الروسي و التخاذل الدولي الذي سمح لنظام الأسد بتحويل سورية لمقبرة جماعية لشعبها, العالم الحر مطالب اليوم بتنفيذ التزاماته و تعهداته بنصرة الأحرار, و إيقاف الهجمة الروسية العدوانية الغاشمة أضحت مهمة أممية عاجلة تنتظر المعالجة الفورية. أما مصير العدوان الروسي فسيكون الفشل الفضائحي الكبير الذي سيجلل بالعار كل الذين تواطأوا وتحالفوا لقتل السوريين وإبادة تطلعاتهم نحو الحرية والانعتاق, الروس قبل غيرهم يعلمون بأن سورية لن تعود للخلف, وإن صواريخهم لن تستطيع تعويم القتلة المنهارين, وإن انتصار الثورة السورية هو الحقيقة, وإن الخيبة و الخسران ستطيحان في نهاية المطاف بقياصرة الدجل و الإرهاب و بمافيا السلاح الدولي. السوريون على موعد مقدس مع الحرية, والبلطجة الروسية سيكون مصيرها الخسران المبين, واسألوا جبال أفغانستان فهي تنبئكم عما كان و ما سيكون. و العاقبة للأحرار والمتقين.

 

تساؤلات برسم الاتفاق الأميركي الإيراني

 أكرم البني/الحياة/04 تشرين الأول/15

مع تصاعد المؤشرات عن بناء إطار تفاهم بين أميركا وإيران يمهد لإبرام اتفاق دائم يطوي ملفها النووي وصفحة من الصراع امتدت لعقود من الزمن، تثار جملة من التساؤلات عما يمكن أن ترثه المنطقة بعدئذٍ. هل يرسم هذا الاتفاق، إذا تم، أفقاً جديداً في الشرق الأوسط، عنوانه صفقة أميركية إيرانية لتقاسم النفوذ الإقليمي، تتنازل بموجبها واشنطن عن حصة لطهران في ضمان استقرار المنطقة لقاء التخلي عن برنامجها النووي؟! أم أن الثمن لن يتعدى تلبية حاجة إيران الماسة لفك الحصار المفروض عليها، كي تعالج تدهور أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية وتلتقط أنفاسها لتتمكن من هضم ما حققته من تمدد في عدد من البلدان العربية؟!. إذا كان أمراً مفسراً أن تتمسك إدارة البيت الأبيض بنهج التخلص من تركة التدخل العسكري الثقيلة في الصراعات الدولية، ومن الآثار السلبية الناجمة عن حربي العراق وأفغانستان، فهل يسوغ ذلك ما نلمسه من انقلاب جذري في دورها وانتقاله من عارضة توازن إلى أخرى، من سياسة تدخلية نشطة رافقت عهد الرئيس بوش، إلى انكفاء بليد وبحث عن مكاسب أنانية في عهد أوباما؟!. وإذا كان أمراً مفهوماً ربط تفرد البيت الأبيض في المفاوضات الجارية وإصراره على إنجاحها، بحسابات استراتيجية غرضها فك ارتباط إيران بروسيا والصين وضمان تعاونها في مواجهة التطرف الجهادي، فماذا عن الحلفاء الأوروبيين؟! وماذا عن مصالح دول صديقة، عربية وإقليمية، تتعرض لأضرار متنوعة جراء ازدياد النفوذ الإيراني في المنطقة؟! ثم أين قيم الديموقراطية ومبادئ حقوق الإنسان التي طالما روجت لها الولايات المتحدة، أمام استهتارها المشين بما يخلفه العنف المتمادي في غير بلد عربي؟! وكيف تفسر المغانم الوفيرة التي يمكن أن تجنيها الشركات الأميركية من السوق الإيرانية بعد رفع العقوبات الاقتصادية؟!. وفي المقابل، أليس واضحاً أن الملف النووي عند القيادة الإيرانية هو مجرد ورقة ضغط لانتزاع اعتراف دولي، وبالأخص من الولايات المتحدة، بما حققته من مكاسب إقليمية؟!. وأليست هي حقيقة، محاولة طهران استثمار التعاون المشترك مع الغرب ضد الإرهاب الجهادي لتسويغ إدارتها للصراعات في اليمن والمشرق العربي وحث واشنطن على التشارك في تفكيك الأزمة السورية بارتباطاتها وتشعباتها، وبما يحافظ على النظام كأهم حلقة من حلقات نفوذها، لتبدو تصريحات كيري المرنة تجاه النظام السوري كأنها استجابة لمسار المفاوضات الجارية مع طهران؟!.

ربما يؤدي النجاح في طي المشروع النووي الإيراني إلى لجم سباق تسلح مكلف للجميع وفتح الباب أمام نوع من الصراعات السلمية والتطبيع وإزالة التوتر، وربما يفضي إلى انسحاب طهران من دور عسكري مباشر فرض عليها نتيجة ضعف الحلفاء كما في حالتي العراق وسورية، وتالياً إبعاد شبح الحروب عن منطقة حبلى بنزاعات مستمرة وقديمة دفعت الشعوب العربية ثمنها دماً وتراجعاً تنموياً واقتصادياً، لكن من يضمن أن لا يفضي ذلك إلى العكس، إلى تعزيز الغطرسة الإيرانية وتشجيعها على مزيد من تحقيق النفوذ الإقليمي عبر تصدير الثورة وتوسل لغة القوة والعنف ومنطق كسر العظم، مطمئنة إلى حياد الموقف الغربي وإلى أن ما تقوم به لن تعترضه مساءلة أو حصار، ومستقوية بحنين إلى ماضٍ إمبراطوري بدأت رائحته تفوح من خلال تصريحات واضحة لغير مسؤول إيراني، دون اهتمام إن أفضى ذلك إلى زج شعوب المنطقة في حروب استنزاف مذهبية يخطئ من يعتقد أنها سوف تنتهي بسهولة؟!.

والحال، هل تكون إحدى نتائج التسوية الأميركية الإيرانية، شحذ التوتر المذهبي والطائفي الذي يكاد يشكل الوصفة الأمثل لحروب أهلية ونزاعات طويلة في غير دولة عربية، وما قد تخلفه من ضحايا ودمار واضطرابات؟! أم تؤدي إلى انحسار الصراع المذهبي، وفتح الباب لإعادة السياسة إلى موقعها الطبيعي ولإجراء مراجعات نوعية جوهرها تشجيع الإصلاح الديني والبحث عن خيارات فكرية وبرنامجية تدحض الصراعات الطائفية المتخلفة وتتطلع إلى رد المظالم وضمان الحقوق عبر مجتمع المواطنة والديموقراطية؟!.

وأخيراً، ماذا عن تأثير هذا الاتفاق إن أبرم، على الجانب الإيراني وعلى المعادلة السياسية الداخلية وما يرتبط بها من توازنات، هل سيتقوى التيار المتشدد ومراكز القوة الهجومية على حساب التيار الإصلاحي أم يسحب البساط من تحت أقدام جماعات التطرف والعنف لمصلحة التعاطي السياسي والمدني؟! واستدراكاً، ألن تغدو إدارة الرئيس حسن روحاني، بمجرد توقيع الاتفاق النووي، أكثر جرأة واستعداداً لمعالجة قضايا حقوق الإنسان، مثل أوضاع معتقلي الرأي وحقوق الأقليات وحقوق المرأة وحريات الصحافة وغيرها؟! أولا يفضي الانفتاح على الغرب ورقابة وسائله الإعلامية إلى كف اليد القمعية وخلق دينامية ترجح كفة الاعتدال في الحياة السياسية على حساب المتشددين الذين سيقفون وجهاً لوجه أمام انفلاش جوف المجتمع الإيراني بأزماته المتعددة، وقد فقدوا آليات التعبئة والتحشيد ضد الشيطان الأكبر ومن أجل بناء قدرة عسكرية نوعية؟!. ويبقى السؤال في عصر أفول الإمبراطوريات، هل تتكرر النتائج التي حصلت للإمبراطورية السوفياتية بعد أن أنهكتها التدخلات العسكرية في غير مكان، وأجج أزماتها خيار التعايش السلمي ووقف سباق التسلح، أم أن الأمور، ومع حفظ الفوارق، ستأخذ مساراً مختلفاً في التجربة الإيرانية، في حال امتلكت قدرة تفوق قدرة الاتحاد السوفياتي لاحتواء صراعاتها الداخلية وتحويل نفوذها الإقليمي من عبء ثقيل عليها إلى سند لها؟!. إن ما سبق مجرد تساؤلات تثار بطرق مختلفة في مجتمعات لا يزال التخلف والقهر يكبلانها، ولا تزال مصالح الطامعين الأنانية والضيقة تنهش لحمها، وما كان يمكن أن تصل إلى ما وصلت إليه من ضعف وتفكك لولا تغييب دور البشر والاستهتار بأرواحهم والتنكر لحقوقهم بصفتهم مواطنين أنداد وذوات حرة يملكون حظوظاً متساوية في الحرية والكرامة والاجتهاد والمشاركة، بغض النظر عن اللون والجنس والعرق والمعتقد.

 

الأرثوذكس الروس و«حلف الأقليات»

الياس حرفوش/الحياة/04 تشرين الأول/15

أصبحت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية شريكاً في الحرب السورية إلى جانب فلاديمير بوتين. أصدرت الكنيسة بياناً باسم البطريرك كيريلوس أعلنت فيه دعمها الغارات التي تنفذها المقاتلات الروسية في سورية، واعتبرت أن الحرب التي يقول بوتين إنه يخوضها ضد الإرهابيين، هي «حرب مقدسة»، وأضاف البيان أن «بلادنا اليوم هي أكثر قوة في العالم تحارب الإرهاب». هناك قدر كبير من المبالغة والتجني عند إطلاق صفة «القداسة» على غارات تنفذها الطائرات الروسية من الجو، وتقتل بين من تقتلهم أشخاصاً أبرياء. فـ «تقديس» حرب بوتين في سورية، التي تهدف إلى دعم نظام بشار الأسد الطائفي الذي قتل 300 ألف على الأقل من أبناء شعبه، لمجرد مطالبتهم بالإصلاح وبتغيير النظام، لا يمكن أن يفهم منه معارضو الأسد، وهم أكثرية السوريين، ومن يؤيد مطالبهم في المنطقة، سوى أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قررت أن تضع نفسها في موقع العداء لهم، إذ تبنّت التصنيف الذي يعتمده الأسد وحليفاه الروسي والايراني، الذين يرون أن كل معارض في سورية إرهابي بالضرورة. موقف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يجعلها طرفاً في حلف سياسي وطائفي في المنطقة، أصبح معروفاً بـ «حلف الأقليات»، وهو الشعار الذي ابتدعه النظام السوري لإظهار نفسه وكأنه الضحية في «البحر» السنّي الكبير. وينسى هذا النظام، الذي يشكو اليوم من معاملته كأقلية، أنه كان نظاماً أقلوياً على مدى أربعة عقود، ولم تكن هناك مشكلة مع هويته المذهبية، قبل أن يبدأ بقتل شعبه بدعم من الايرانيين، ويحوّل سورية إلى موقع لنفوذهم وتمددهم في قلب العالم العربي. من حق الكنيسة أن تعتبر الحرب على تنظيم «داعش» حرباً يجب خوضها لإنقاذ المنطقة من هذا الوحش الفالت. وهذا في كل حال ما تراه أكثرية المسلمين، الذين يعانون من خطر «داعش» ومن الصورة المسيئة لدينهم التي تنشرها هذه المجموعة الإرهابية حول العالم. غير أن بوتين لم يذهب إلى سورية لمحاربة «داعش» كما يزعم. إنه في سورية لإنقاذ نظام شارف على الانهيار، ولم تعد أسلحة ايران وميليشياتها وأموالها تنفع في إنقاذه، فكان لا بد له من اللجوء إلى خشبة الخلاص الروسية الأخيرة. كما أن همّ القضاء على «داعش» هو آخر هموم النظام السوري. فلو كان بقاء هذا التنظيم يقلق نظام بشار الأسد لكانت طائراته وبراميله المتفجرة فعلت في الرقة، المقر الرئيسي لـ «داعش»، ما فعلته من تدمير وخراب ومجازر في حلب وحمص وحماة وفي غوطة دمشق، وفي كل مكان آخر ارتفعت فيه أصوات المعارضين. ما يفهمه معارضو بشار الأسد من موقف الكنيسة الروسية هو دعمها السياسي المطلق لهذا النظام ضدهم. غير أن من الإنصاف الإشارة هنا إلى أن الكنيسة الروسية لم تكن الوحيدة التي أيدت قرار بوتين، بل شاركتها كذلك هيئات إسلامية مثل الإدارة الروحية المركزية للمسلمين في روسيا التي أيد رئيسها طلعت تاج الدين غارات الطيران الروسي، إضافة إلى موقف الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الذي اعتبر تدخل القوات الروسية ضرورياً لمحاربة الإرهاب. وهو ما يمكن أن يعني أن هذه الهيئات ربما أُرغمت على إعلان المواقف المؤيدة التي اتخذتها.

غير أن ما يثير القلق في موقف الكنيسة الروسية هو أنه يمكن أن يفتح الباب أمام صراع ذات طابع طائفي مسيحي إسلامي، منطقتنا هي في غنى عنه بالتأكيد. خصوصاً أنه يُظهر المسيحيين في صورة الداعمين لجرائم النظام السوري والمتحالفين مع من يرتكبونها. ومن هنا، وبصرف النظر عن مبررات الكنيسة الروسية في اتخاذ موقفها الداعم لبوتين، فإن هناك حاجة أن يقول رجال الدين المسيحيون في منطقتنا كلمة حق في شأن ما يرتكبه النظام السوري، أو على الأقل أن يتجنبوا السير وراء الكنيسة الروسية في موقفها، الذي لا يمكن أن يقال فيه سوى أنه موقف متزلف لحكم بوتين ومجافٍ لحقيقة ما يجري في سورية.

 

الأسد من رافعة إيرانية إلى أخرى روسية

خالد الدخيل/الحياة/04 تشرين الأول/15

مهما قيل عن التدخل العسكري الروسي في سورية، فإنه لن يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة واضحة: توسيع نطاق الدمار، وحجم القتل والتهجير للسوريين. لن يبقي هذا التدخل على الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف. حاول الإيرانيون على مدى أربع سنوات ونصف تحقيق هذا الهدف، وفشلوا. أرسلوا الأموال، والسلاح، و «الخبراء»، والميليشيات من كل حدب وصوب، وجندوا الإعلام داخل سورية وخارجها. ولم يؤدِّ كل ذلك إلا إلى تأجيج الطائفية، وتوسيع نطاق القتل والدمار والإرهاب. سيقال لكن الأسد بقي. لم يسقط، ولم يتنحَ. صحيح، لكن تأمل في هذا الأمر قليلاً. إذا كان كذلك، فلماذا الحاجة إلى تدخل روسي الآن وبهذا الحجم؟ قبل التدخل الروسي اعترف الأسد نفسه في آخر خطاب له الشهر الماضي بأن قواته منهكة، وتعاني من تراجع كبير بين السوريين في الانضمام إليها. واعترف بأنه لم يعد بإمكان قواته الدفاع عن كل المناطق، وأنها مضطرة إلى التخلي عن بعض المناطق للمحافظة على أخرى أكثر أهمية. ومن حيث أن هذا الاعتراف يأتي من أعلى سلطة في النظام، فهو يعني أن الأمر أكثر سوءاً مما يبدو عليه. في العلن جاء القرار الروسي بالتدخل بعد هذا الخطاب، لكن ما يعرفه الروس أكثر من ذلك بكثير. في الأسبوع الماضي نقلت فيدريكا موغريني المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي عن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، قوله: «تدخلنا العسكري في سورية هو لمنع سقوط النظام السوري». وهذا القول يتفق تماماً مع سياق الأحداث، ليس الآن بل قبل ذلك. فما قاله لافروف لموغريني سبق أن قاله الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عام 2013، بأن ما دفع الحزب إلى إرسال عناصره للقتال في سورية آنذاك قناعته بأن سقوط النظام السوري كان خطراً ماثلاً آنذاك بسبب ما كان يتعرض له من هزائم متتالية، وخسائر في المواقع والعتاد.

هذا يعني أننا أمام رئيس فقد كل المقومات الداخلية للبقاء في السلطة: يحتمي بغطاء طائفي داخلي وخارجي، وبميليشيات من قماشة الغطاء ذاته. حوّل جيشه إلى ميليشيا تقتل الناس، وتدمر المدن، وتحوّل بالنتيجة هو نفسه إلى ورقة تفاوضية في أيدي قوى خارجية. نصف شعبه مهجر، والنصف الآخر إما منخرط في القتال ضده، أو يتعرض للقتل ببراميل قواته. اقترب من السقوط فتدخلت إيران لحمايته. فشلت إيران، واقترب مرة أخرى من السقوط، وها هي روسيا تتقدم لحمايته مرة أخرى. ستفشل روسيا في حماية الأسد كما فشلت إيران. لا شك في أن بوتين لا يقارن دولته بإيران، ولا نفسه بالمرشد الإيراني. روسيا دولة عظمى، وتملك ما لا تملكه إيران، وتستطيع ما لا تستطيعه، هذا صحيح، لكن مأزق الأسد ومستقبله ليسا هنا، ولا علاقة له بكل ذلك. مأزق الأسد مع نفسه أولاً، ومع شعبه أولاً وتالياً. ولغ في دم الشعب السوري من دون حدود أملاً بالإبقاء على جدار الخوف سياجاً له ولحكمه. فقد المظلة الشرعية في الداخل. والآن فقد الاعتراف به إقليمياً ودولياً. لا يتحالف معه حقيقة إلا إيران، والميليشيات التي تمولها لحسابه. هل تتحالف معه روسيا حقيقة، وإلى النهاية؟ هذا سؤال يظل برسم مستقبل الأحداث. من الواضح أن «الرئيس السوري» لم يدرك أن عملية التوريث البائسة التي وصل من خلالها إلى الحكم هي نقطة الضعف التي ظلت تلاحقه منذ اللحظة الأولى لتغيير الدستور السوري عام 2000 حتى يكون ملائماً لسنّه كوريث. لم يدرك أن نظام الحكم الذي أقامه والده، حافظ الأسد، هو من أكثر الأنظمة العربية افتقاراً إلى غطاء شرعي داخلي، وبالتالي من أكثرها حاجة إلى غطاء إقليمي ودولي. هو حكم عائلي يستند إلى أقلية طائفية صغيرة، وليس له جذور في تاريخ سورية على الإطلاق. الأدهى أنه حكم يستظل بنظام جمهوري «بعثي» يتصادم رأساً مع طبيعة تركيبته وأهدافه. كان والده أكثر حكمة، وأعمق إدراكاً لهذه الخاصية. كان يدرك حاجته للجمهورية الإسلامية الإيرانية كنظام يستند إلى الطائفية، ويحتاج إلى تحالفات إقليمية من خارج الغالبية السنّية في المنطقة. تحالف حافظ الأسد مع النظام الإيراني على هذا الأساس، ووفر صراع جناحي البعث العراقي والسوري غطاء لهذا التحالف. كان هدفه المباشر والمعلن عراق صدام حسين آنذاك. لكنه تحالف يهدف إلى ما هو أبعد من ذلك، خصوصاً على الجانب الإيراني. في الوقت نفسه كان الأسد الأب مدركاً أن إيران وحدها لا تكفي لتأمين الغطاء الإقليمي الذي يحتاجه كثيراً. من هنا، تمسك بعلاقاته مع السعودية ومع مصر. وقد نجح في لعب الورقة الإيرانية في الرياض والقاهرة، وفي لعب الورقتين السعودية والمصرية في طهران. في هذا الإطار نجح في الاحتفاظ باستقلاليته. لم يرهن نفسه لأي من هذه العواصم الثلاث.

مع بشار الأسد انقلبت الصورة رأساً على عقب. بات الرئيس رهينة لحلف مغلق مع إيران. همّش علاقاته العربية. لم تعد سورية لاعباً إقليمياً. باتت تعود بالتدريج إلى ساحة لعب للآخرين. عملية التوريث لم تضعف الرئاسة السورية، لكنها أضعفت الرئيس نفسه. شاب من دون تاريخ أو تجربة سياسية. جاء إلى الحكم بعملية أمنية غير معلنة. همش الحرس القديم الذي ساهم مع والده في بناء النظام. متمسك بإثبات نفسه وأهليته للحكم. لكنه لم يحتفظ من إرث والده لتحقيق ذلك إلا بالآلية الأمنية الشرسة. تخلى، أو أرغمه التحالف مع إيران على التخلي عن الإرث السياسي، والخيال السياسي لتحقيق ذلك. ارتبط نظامه بظاهرة مسؤولين سوريين ينتحرون بأكثر من رصاصة، وباغتيالات ظلت تجوب لبنان حتى عام 2010، وبإرسال الإرهابيين إلى العراق إبان الاحتلال الأميركي. ثم انتهى به الأمر بأن قاد سورية إلى أبشع وأطول حرب أهلية عرفتها في تاريخها. باتت سورية مهددة تحت قيادته بالتقسيم. وبات هو في هذه الحرب رهينة للإيرانيين وميليشياتهم. والآن هو في أمس الحاجة إلى الروس لإنقاذه مرة أخرى من السقوط. أمام هذا الواقع سيكون الدمار الذي تخلفه قوات بوتين كبيراً ومؤلماً، لكن مآل مهمتها لن يتعدى ذلك كثيراً. إذا كان هدفه تمكين الأسد من البقاء في الحكم فهذا عبث سياسي يفتقد أدنى درجات العقلانية والأخلاق. لأنه اصطدام لا مبرر له مع غالبية الشعب السوري، ومع معظم الدول العربية، ومع المجتمع الدولي. سيجد بوتين نفسه في هذه الحالة وحيداً في سورية، كما كان سلفه في أفغانستان. لن يقف معه إلا إيران وميليشياتها. وهذه لم تنفع الأسد، حتى تنفع بوتين. أما إذا كان الهدف التمهيد لحل سياسي، فهذا الحل ليس ممكناً مع الأسد، ولا يبدأ بالتالي بقصف معارضيه تحت غطاء محاربة «داعش». هذا غطاء رقيق جداً يشبه كثيراً غطاء «الممانعة» الذي استخدمته إيران وبات عنواناً لفشلها. مع الانكفاء الأميركي أمام بوتين فرصة التأسيس لحل سياسي يعيد سورية إلى أهلها، ويخرج جميع الأجانب منها. لكن، عليه أن يدرك أن سبب فشل إيران قبله هو اصطفافها إلى جانب الأسد ضد غالبية الشعب. ولأنها فعلت ذلك من منطلق طائفي صرف، بات الوقوف إلى جانب الأسد عنواناً لموقف طائفي يعد بالتصعيد والتفجير لا بالحل. في سياق تبرير تدخله العسكري، قال بوتين أن على الأسد تقديم تنازلات حقيقية من أجل الحل السياسي. ستكشف الأحداث قريباً ماذا يعني بذلك. أما السؤال الذي يشغل بال الأسد هذه الأيام فهو: عندما تفشل روسيا مَن الذي سيحميه للمرة الثالثة؟

 

يوتوبيا الإسلام السياسي

الســـيد يســــين/الحياة/04 تشرين الأول/15

وعدت القراء الكرام بأنني سأشرع من خلال سلسلة مترابطة من المقالات بشرح أبعاد الخريطة المعرفية لثورات الربيع العربي. وذكرت أن «المركز العربي للبحوث والدراسات» بالقاهرة أصدر عام 2014 كتاباً مرجعياً أساسياً بهذا الصدد عنوانه «الخرائط المعرفية لظواهر العالم المعاصر» وله عنوان فرعي هو «سوسيولوجيا الثورة والتحول الديموقراطي». وقد أشرفت على تحرير هذا الكتاب الذي كتبت فصوله مجموعة من الخبراء المرموقين في الفكر السياسي والعلاقات الدولية والنظم السياسية والاقتصاد والتاريخ. وقررت أن أستند إلى بحوث هذا الكتاب في شرح أبعاد الخريطة المعرفية لثورات الربيع العربي.

ومما لا شك فيه أن أبرز ظواهر ثورات الربيع العربي، سواء في تونس أو في مصر هو صعود تيار الإسلام السياسي. فقد رأينا في تونس أن حزب «النهضة» الإسلامي بقيادة الشيخ راشد الغنوشي حصل على الأغلبية في انتخابات المجلس الانتقالي وشكل الحكومة وفي مصر نجح حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» في الحصول مع حزب «النور» السلفي على الأكثرية في مجلسي الشعب والشورى. وأضاف هذا الحزب إلى انتصاراته السياسية نجاحه في إنجاح مرشح «الإخوان» لرئاسة الجمهورية الدكتور محمد مرسي، وهكذا سيطرت جماعة «الإخوان» على مجمل أركان النظام السياسي المصري، ما سمح لها بأن تطمح عبر «أخونة» الدولة وأسلمة المجتمع الى تحقيق الحلم التاريخي الذي راود الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة وهو استرداد الخلافة الإسلامية عن طريق القيام بانقلابات لا يستبعد فيها استخدام العنف ضد الدول المدنية العربية لتحويلها إلى دول إسلامية تطبق الشريعة تمهيداً لإعادة تأسيس الخلافة الإسلامية من جديد، بحيث تصبح الدولة المصرية مجرد ولاية من ولايات الخلافة. ومشروع جماعة «الإخوان المسلمين» في ما يتعلق بإعادة تأسيس الخلافة الإسلامية ليس مجرد استنتاج من خطابها السياسي، وإنما هو قراءة دقيقة للخطاب المؤسسي للجماعة، بالإضافة إلى تصريح الدكتور محمد بديع مرشد «الإخوان» بعد فوز الجماعة بالأكثرية في مجلسي الشعب والشورى بأنه يبدو أن حلم حسن البنا في إعادة تأسيس الخلافة الإسلامية قارب على التحقق. وأضاف: إنه من خلال خطة التمكين «الإخوانية» سيتحقق هذا الهدف الاستراتيجي وسيصبح المسلمون– كما زعم- هم أساتذة العالم!

والسؤال المهم هنا: ما هو التوصيف الدقيق لهذا المشروع السياسي، وهل يتسم بالواقعية في غمار التحولات الكبرى في النظام الدولي أم هو مجرد «يوتوبيا» أو مدينة فاضلة يسودها العدل كما تحلم جماعة «الإخوان المسلمين»؟

الإجابة أن هذا المشروع الوهمي لا يستند إلى أي تحليل موضوعي للنظام الدولي الراهن الذي تتحكم فيه قوى عظمى كالولايات المتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الأوروبي التي لن تسمح بقيام إمبراطورية دينية إسلامية. وهي بالتالي مجرد «يوتوبيا» أو حلم خيالي بمدينة فاضلة.

والواقع أنني كباحث في العلم الاجتماعي اهتممت منذ سنوات بعيدة بموضوع «اليوتوبيا» واهتممت بتحليل الأسباب التي تجعل بعض المفكرين في عصر بعينه يصوغون «يوتوبيات» وينشرون معالمها في كتيب وقد جددت اهتمامي بهذا الموضوع حين اكتشفت إعادة إحياء كتابات «اليوتوبيا في عصر العولمة».

وملاحظتي الأساسية بهذا الصدد أن جماعة «الإخوان المسلمين» التي تتبنى مشروع إعادة تأسيس الخلافة الإسلامية تتبنى في الواقع نظرة مثالية خالصة لتاريخ الخلافة الإسلامية وكأنها منذ نشأتها كانت منارة العدل مع أن التاريخ الواقعي يسجل أن الخلافة كنظام سياسي إسلامي مخضبة بالدماء والتي تمثلت في اغتيال بعض الخلفاء وبعد أن قامت الحرب الكبرى بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب وانتصر معاوية بحد السيف الذي أصبح هو رمز تولي الخلافة ونعني من خلال اغتيال الخلفاء وعن طريق مؤامرات القصر، والتي كانت تتعمد إقصاء بعض من يستحقون الخلافة بل وقتلهم بلا شفقة أحياناً.

غير أن هذه «اليوتوبيا الإسلامية» -لو تركنا جانبا تاريخها الدموي- وطرحنا عدة أسئلة جوهرية حول إمكان إعادة تأسيسها في عالم اليوم، لاكتشفنا أن قادة «الإخوان» وفقهاءهم ليست لديهم أي إجابة مقنعة عن هذه الأسئلة.

ويشهد على هذا المساجلة التي دارت بيني وبين الشيخ يوسف القرضاوي أحد الزعماء الكبار لجماعة «الإخوان المسلمين» على صفحات جريدة «الأهرام» المصرية، والتي ابتدأت بمقال لي عنوانه «الحركة الإسلامية بين حلم الفقيه وتحليل المؤرخ» وامتدت أسابيع بعد أن تولى الشيخ القرضاوي الرد على انتقاداتي في عدة مقالات بدأت بمقالة حول الحركة الإسلامية بين «حلم الفقيه وتحليل المؤرخ» والتي نشرت في جريدة «الأهرام» في 7/8/1994 ثم أثنى عليها بمقالة أخرى رداً على مقالي بعنوان تعقيب حول مقالي «الإمبراطورية والخليفة» نشر بتاريخ 2/8/1994 ولا يمكن لي أن ألخص هنا نقدي الموضوعي ليوتوبيا الخلافة الإسلامية وردود الشيخ يوسف القرضاوي عليها وقد سجلته بالكامل في كتابي «الكونية والأصولية وما بعد الحداثة» الجزء الثاني «أزمة المشروع الإسلامي المعاصر» الصادر عن المكتبة الأكاديمية في القاهرة عام 1996. وأقنع هنا بإيراد الأسئلة الحاسمة التي طرحتها على الشيخ القرضاوي وفشله في الإجابة المقنعة عن أي منها.

طرحت في مقالي «الإمبراطورية والخليفة» الذي نشر في «الأهرام» بتاريخ 15/8/1994 أسئلة عدة موجهة للشيخ يوسف القرضاوي نصها كما يلي: «هل سيتولى الخليفة منصبه بالتعيين أم بالانتخاب؟ ولو كان بالتعيين من الذي سيعينه؟ هل هو مجلس المجتهدين (الذي اقترحه القرضاوي) أم أنه إيماناً بقواعد الديموقراطية سيتم انتخاب الخليفة ديموقراطياً؟ وتظل هناك أسئلة: من له حق الترشح؟ وهل لا بد أن يكون من رجال الدين مع أنه لا كهانة في الإسلام ولا احتكار في معرفة الشريعة، أم أن أي مواطن عادي له حق الترشح؟

وهل سيتم تداول السلطة بمعنى أنه سيتغير الخليفة كل فترة زمنية أم أنه ما دام قد جلس على كرسي الخلافة فلن ينزل عنه أبداً؟ فشل الشيخ القرضاوي في الإجابة عن أي من هذه الأسئلة الحاسمة. وقرر في رده تعقيباً على مقال «الإمبراطورية والخليفة» الذي نشر في «الأهرام» بتاريخ 2/8/1994: أقول للأستاذ يسين -بعد أن أورد نص أسئلتي الموجهة إليه- إني لم أفصل ذلك لسببين: الأول أني لم أكتب بحثاً عن نظام الخلافة أو النظام السياسي في الإسلام، إنما كتبت مقالة عن الأمة المسلمة باعتبارها حقيقة لا وهماً، والثاني أنه ليس من حقي أن أحتكر هذا التفصيل لنفسي إنما هو حق الأمة ممثلة في أهل الحل والعقد فيها تختار ما تراه أنسب لظروفها ومرحلة تطورها. وهكذا تهرب الشيخ القرضاوي من الإجابة على أسئلتنا الموضوعية، غير أن تيار الإسلام التكفيري الذي تمثله التنظيمات الإسلامية الجهادية الإرهابية تولت هي بنفسها الرد على أسئلتنا بدلاً من الشيخ القرضاوي. فقد أقام الإرهابي أبوبكر البغدادي «خلافته الإسلامية» الوهمية بحد السيف وعن طريق ذبح الرهائن والأسرى وإغراقهم وحرقهم، وما له دلالة أن الداعية «الإخواني» المعروف الدكتور وجدي غنيم صرح بأنه ليس ضد «خلافة» أبوبكر البغدادي وإن كانت لديه بعض الملاحظات على سلوك الإخوة. وهؤلاء الإخوة هم الإرهابيون الذين افتتحوا عصراً جديداً للتوحش الإنساني!

 

الحرب بلا رؤية سياسية مشروع لترسيخ الإرهاب

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/04 تشرين الأول/15

وفي نهاية السنة الرابعة، أبدى العالم مؤشرات العجز عن إغاثة اللاجئين السوريين، وواصل نظام دمشق إظهار لا مبالاته الكاملة. أبدى المانحون سأماً من حروب غزة واستعجلوا ضوءاً في آخر النفق، فيما يتحدّث الاسرائيليون عن احتمال حرب قريبة. وأي حرب تطول يصبح التمويل المخصص للإيواء والإطعام والتدفئة أشبه بتمويل للحرب نفسها. في الشهر الأخير، برز خطر العجز الإغاثي في لبنان خصوصاً، شعرت المنظمات بجزع بالغ سُمعَت أصداؤه في نداءات استغاثة أطلقتها. وفي المؤتمر الأخير في برلين، اتضح أن الحاجة الى المال باتت أكبر بكثير من عروض التبرعات لمنطقة لا تنتهي صراعاتها. فخريطة الإغاثات المطلوبة تشمل أيضاً بلداً نفطياً مثل العراق، وهي ماضية في الاتساع: سورية، غزة، اقليم كردستان العراق، لبنان، الاردن، تركيا... بشرٌ كثرٌ دمّرت بيوتهم وأرزاقهم وسُوّيت أحياؤهم وحاراتهم بالحضيض، أو اقتُلعوا من مناطقهم وأرضهم وأُجبروا على التشرّد من قلب غزّة لأنهم يزعجون قوة الاحتلال، من الموصل والأنبار لأنهم مسيحيون أو أيزيديون أو سنّة، ومن معظم مدن سورية وبلداتها لأن نظامهم يعتبرهم مواطنين زائدين، ووجبت مساعدتهم على البقاء. بل إن منظمات الاغاثة تواجه الآن واقعاً جديداً، فعليها أن تساعد أيضاً لبنانيين وأردنيين وأكراداً تأثرت أوضاعهم بوجود اللاجئين على أرضهم.

«نفد لدينا الكلام»، قالت فاليري آموس منسّقة الإغاثة في الأمم المتحدة، «لنصف كامل الوحشية والعنف والاستهانة بحياة البشر» في سورية التي أصبحت من «أكثر الأماكن خطورة على الأطفال في العالم»، فأكثر من خمسة ملايين طفل فيها يحتاجون الى مساعدة فورية لأنهم «يتعرّضون للقتل والتعذيب وللعنف الجنسي من جميع أطراف الصراع، وفي الشهور الأخيرة زادت التقارير عن قتل الأطفال وإعدامهم علناً وصلبهم وقطع رؤوسهم ورجمهم حتى الموت، وأصيب ملايين منهم بصدمات عنيفة من هول ما اضطروا لأن يروه». وهذه خلاصتها قبل أن تغادر مهمتها: «أصبح المجتمع الدولي متبلّداً ازاء الأرقام الجامدة والمأزق السياسي»... لم تعد قادرة على التمييز بين النظام السوري و «داعش» وفصائل اخرى، وإذ تقاربت الأحوال زالت الفوارق أيضاً بين «الدواعش» والاسرائيليين، وبينهم وبين «نظام المالكي» وميليشيات ايران. منطقة موبوءة بإجرام أشد فتكاً من «الايدز» و «ايبولا».

بالفعل لم يعد أحد يحصي الضحايا. تجمّد الرقم المتداول عند حدّ المئتي ألف انسان قتيل في سورية، كما لو أنه أقصى ما يتقبله الضمير في مقتلة تدور أمام الأنظار، كما لو أن العالم يعتبره «معقولاً»، «مقبولاً»، شرط أن يتوقف، لكنه لا يتوقف، بل إنه فاق المئتي ألف قبل زمن طويل من اعتماد هذا الرقم المروّع معياراً للفظاعة التي قتلت أي ارادة دولية لمواجهتها. الفظاعة نفسها سبق أن ابتُلعت مراراً في غزة، وفي العراق، من دون أن تحرّك المجتمع الدولي. ماذا عن مئات آلاف المفقودين وما هو مصيرهم؟ وماذا عن اللاجئين في المخيمات، هل يعتقد أحد أنهم يعيشون أم يموتون بشكل آخر؟

كالعادة أفلتت اسرائيل العنان لغرائزها هذه السنة فشنّت حربها الثالثة (خلال ستة أعوام) على غزة، وكرر العالم تركه مجرمي الحرب يفلتون من العقاب، حتى أن هؤلاء لا يترددون في التنبيه الى الأخلاقيات: بنيامين نتانياهو يقول إن اوروبا اذ تعترف بالدولة الفلسطينية لم تتعلّم من دروس «الهولوكوست»، لكن هل تعلّم هو شيئاً؟.. هذا «النموذج» الاسرائيلي فعل فعله طوال العقود الستة الماضية في شيطنة الأنظمة العربية، فغدت سلطات احتلال لبلدانها وشعوبها وصار حكامها، تحديداً في سورية والعراق، نسخاً مقلَّدة من شارون ونتانياهو. يعيب الاسرائيليون على الآخرين نسيان «المحرقة» فيما هم يعيدون انتاجها، وعاب بشار الاسد ونوري المالكي وسيدهما الايراني على عرب وغير عرب دعمهم لـ «الارهاب» فيما كانت الأنظمة الثلاثة تتفنن في تصنيع الوحش «الداعشي» حتى صار لفترة حليفها الرابع في تقتيل السوريين والعراقيين (من كل المذاهب)، ثم راحت تنسب نشأته وصعوده الى مصادر شتى، تارة الى تركيا وطوراً الى اميركا وإسرائيل، ما يؤكد المؤكّد وهو أن الجميع شركاء في ذلك التقتيل، وأن «داعش» صنيعتهم مثلما هو الآن عدوّهم الأول.

الأخطر أن الجميع يبحثون حالياً عن أفضل السبل لاستثمار وحشية «داعش» في خدمة مصالحهم، وعلى رغم أن صناعة السلاح تعيش أكثر مراحلها ازهاراً بعد سبعة أعوام من التراجع (أرقام السنة تقترب من 90 بليون دولار)، إلا أنهم يتلكأون في تقديم الطعام والرعاية الصحية الى اللاجئين (8 ملايين نازح سوري و12 مليوناً في الخارج يحتاجون الى المساعدة، وكذلك نحو مليوني عراقي، عدا أكثر من مئتي ألف غزّي بلا مأوى، وفقاً لآخر تقديرات للأمم المتحدة). وفي غمرة المواجهة مع «داعش»، ينسى الجميع الظروف التي ساهمت في ظهوره، والأسباب التي يقولون إنهم يريدون تبديدها. لكن مجريات الحرب تبدو، على العكس، حافزاً لاستيلاد جيل آخر من الارهاب: «التحالف» ونظام الاسد يضربان معاً في الرقّة، الأول يستهدف «داعش» والآخر معارضيه من المدنيين. ويغير «التحالف» الذي تقوده اميركا على مواقع في العراق ثم يتقدّم الايرانيون وميليشياتهم لغزوها واحتلالها. خلال ذلك، وفي السياق نفسه، كانت حرب اسرائيل (بتأييد اميركي) على غزّة، ثم «الفيتو» الاميركي على أي مشروع فلسطيني في مجلس الأمن» وكأن واشنطن تقول للفلسطينيين إن قبول الاحتلال الاسرائيلي هو أفضل الخيارات المتاحة لهم طالما أن أي مقاومة حتى السلمية مرفوضة وأن المفاوضات أضحت حلقة مفرغة.

مع دخول «داعش» المعادلة، صارت الأولوية لتقتيل أكبر عدد من قادته ومقاتليه، فلا خيار معه سوى إلغائه دوراً ووجوداً، فهو لا يعرض التفاوض ولا أحد يرغب في التفاوض معه. ولعل المواجهة أظهرت «فائدة» وحيدة لهذا التنظيم، اذ إنه وسيلة الكثير من الأطراف لتحقيق مكاسب، فظهوره أتاح للأميركيين عودة غير مستَحَقَّة كـ «منقذين»، وسوّغ للإيرانيين تدخلاً أكثر سفوراً وفجوراً كـ «محاربين ضد الارهاب»، وفتح للأتراك بازاراً يساومون فيه على مكانتهم ودورهم كـ «قادة الاسلاميين» في الاقليم، فيما كرّس غياب العرب أكثر فأكثر، حتى أن «الحرب على داعش» باتت مدخلاً لتحديد مستقبل سورية كبلد موحّد أو مفكك، وكذلك مستقبل العراق. كما لو أن كل كلمة في اسم هذا التنظيم تلغي ما قبل وما بعد، فلا هو «دولة» ولا هو «اسلامي» ولا هو «العراق» أو «الشام». أما إضعافه والقضاء عليه فقد يكونان ارهاصاً لإنشاء كيانات عدة بمثابة «مكافآت» للدول النافذة في الاقليم، طالما أن دستور عراق ما بعد الاحتلال الاميركي يمنح الحق في «الفدرلة» كترجمة عربية خاطئة لـ «الانفصال»، وطالما أن خطة ستيفان دي ميستورا تلحظ امكان انشاء كيانات لا مركزية غير مرتبطة بأي مركز. أما اسرائيل فقد تكون مكافأتها بالمساعدة في تصفية قضية شعب فلسطين وأرضها. ما الهدف من الحرب الراهنة، أهو القضاء على «داعش»، ثم ماذا بعد؟ لا شك في أن عدم الوضوح بالنسبة الى «ما بعد» يلقي بظلال قاتمة على «وحدة» الهدف. فما نعتقد أن اميركا وايران تحاربان من أجله قد لا يكون واقعياً، فكلاهما تحارب خارج أرضها، وفي اتفاقهما أو اختلافهما إشكالات تتعلق بالشعب والأرض اللذين تريدان طرد «داعش» منهما. وبالنظر الى ما هو جارٍ، فإن الحرب، من رؤية سياسية للعراق وسورية وكذلك لفلسطين، تبدو منذ الآن وصفة لخطرين مستقبليين: أولهما ان المعاناة الانسانية للاجئين والمهجّرين لن تنتهي قريباً، بل ستتفاقم وتؤدي الى مآسٍ أكبر، والآخر أن هذه المآسي معطوفة على «انتصار» تسجّله ايران ستعني ترسيخاً وتجديداً للإرهاب أياً تكن تسمياته...

 

روسيا تختبر ردّ الفعل الأميركي

ثريا شاهين/المستقبل/04 تشرين الأول/15

تكشف مصادر ديبلوماسية أنّ الحد الأدنى في ردّ الفعل الدولي، على لجوء روسيا إلى قصف المعارضة داخل سوريا، هو زيادة تسليح هذه المعارضة. أمّا الحد الأقصى، فهو تأمين غطاء جوّي لها عبر الطيران. بعد الضربات الروسية الجوية، كان السؤال الغربي لماذا تقوم روسيا بذلك؟ هل من أجل إبقاء النظام حياً، أو لضرب المعارضة؟ لكن بات واضحاً لديه أنّ تدخّلها العسكري هو لضرب المعارضة. الروس استفادوا من الفراغ في الاهتمام الدولي الفعلي لإيجاد حل للوضع السوري، من أجل السعي لتعزيز الدعم للنظام عبر ضرب المعارضة. الكلام الروسي عن سعي موسكو إلى حل سياسي لم يكن نهائياً. حسب المصادر، فقد باتت موسكو تلعب بالغرب كما بالكرة، الغرب قَبِلَ ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية للحل. وإذا فعلاً كانت روسيا تريد الحل فلماذا لجأت إلى الضربات العسكرية، ولكانت ضغطت في المقابل على الاسد للقبول بهذه التسوية، وأظهرت جدّية في التفاوض حيث أنّ أزمة اوكرانيا وانعكاساتها الاقتصادية عليها، وانخفاض سعر النفط، كان يُفترض أن يتيحا المجال للدخول في تسوية، بالتزامن مع إرهاق اقتصادي إيراني. الآن على العكس، أرادت روسيا أن يتقدّم النظام بعدما خسر كثيراً، وبعدما فشلت كل من إيران و»حزب الله» في أن يجعلاه ينتصر. حالياً هناك حشد منهما بالتوازي مع الدعم العسكري الروسي، والهدف استعادة المناطق في حمص وأدلب. لا شك أنّ روسيا أرادت أن تمتحن الأميركيين الذين إذا لم يقوموا بأي عمل مقابل الضربات الروسية، ستستمر روسيا في خطتها لمزيد من الضربات، مثلما امتحن النظام ردّ الفعل الأميركي سابقاً لدى أول استعمال له للكيماوي. المعارضة الآن تحتاج إلى أسلحة نوعية وليس فقط زيادة الأسلحة الموجودة لديها. والآن إذا استمرت روسيا بضرب المعارضة، ما الذي ستفعله واشنطن، لا سيما وأنها استهدفت مراكز وعناصر معارضة مِن مَن درّبتهم؟

وتستبعد المصادر أن تقوم واشنطن، ومعها الغرب، باللجوء إلى ردود فعل قاسية ونوعية. ما قبل دخول الروس كان أسهل على الغرب التدخّل في سوريا، ولم يتدخل فالآن يصعب تدخّله. كذلك أمام مسألة اوكرانيا لم يتدخّل الغرب، وهضم ملفَي القرم وشرق اوكرانيا. ما قام به هو عقوبات على روسيا.

سقف ردّ الفعل على السلوك الروسي يجب أن يحدّده الأميركيون ويضعونه. وأي تحرك من الأتراك ودول الخليج يأتي في اطاره. من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يريد حلاً يناسبه من خلال ما تسرّب عن القمّة مع الرئيس باراك أوباما. لذلك قال الأخير ان لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية.

وتفيد المصادر أنّه مهما كان عليه الدعم الروسي للأسد، إنّما من المستحيل أن يحكم الأسد سوريا. الضربات الروسية تعزّز المنطقة العلوية وصولاً إلى دمشق، وإبعاد المعارضة عن المناطق العلوية. الحرب في سوريا باتت حرباً دولية مكشوفة على أراضيها. مع الإشارة إلى أنّ الأميركيين لم يفعلوا شيئاً عسكرياً ضدّ النظام، وأنّ أوباما لن يتنازع مع الروس فوق سوريا. الأميركيون اشترطوا على مقاتلي المعارضة الذين يدربونهم أن يقاتلوا «داعش» و»النصرة»، لأنّ الأولوية برأيهم محاربة الإرهاب والانتهاء منه. هناك خوف من جانبهم، من أنه إذا هُزم تنظيم «داعش» في مناطق معينة، فمَن الذي سيحل محله؟ كما أنهم يريدون أن تحارب الجماعات الإرهابية جماعات معتدلة لها تواجد عسكري على الأرض، مثلما يحصل مع تنظيم «داعش» في العراق. ولأنهم لا يريدون، أي الأميركيين، أن يتحالفوا مع النظام وجيشه لمحاربة «داعش» يحتاجون إلى أناس على الأرض لمحاربته، وهذا كان محور خلافهم مع الأتراك، والذين لم يفتحوا أمامهم قاعدة «انجرليك»، لكن ما لبثت أن وافقت تركيا بعدما هاجمها «داعش». بالنسبة إلى واشنطن، لا يظهر بديل من النظام حتى الآن، أي بديل مقنع. لذلك هي تترك الوضع يهترئ لكن من دون أن تنهار مؤسسات الدولة. لا يزال اوباما يرفض إنزال قوات برّية في سوريا. وبرنامجه ما زال الانسحاب من الشرق الأوسط، وليس العودة إليه. السؤال الكبير هو «مَن هي الجهة المستعدة لأن تقف في وجه الروس؟». الأوروبيون طبعاً غير مستعدين، فهل من جهات ستتفق على فعل ذلك؟