المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october11.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا05/من24حتى30/13/مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَيَاة

رؤيا القدّيس يوحنّا14/من01حتى08/إتَّقُوا ٱلله، ومَجِّدُوه، لأَنَّ سَاعَةَ دَينُونَتِهِ قَدْ أَتَتْ، وٱسْجُدُوا لِصَانِعِ ٱلسَّمَاءِ وٱلأَرضِ وٱلبَحْرِ ويَنَابِيعِ ٱلمِيَاه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أنا الماروني اللبناني لا يمثلني الإسخريوتي ميشال عون ولا يشبهننا نحنا الموارنة بشيء ولا هو منا/الياس بجاني

داني شمعون وعائلته هم رمز للشهادة/ الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

شمعون في ذكرى استشهاد داني وعائلته: شبعنا رؤية اللبنانيين يحاربون في الشام من اجل ايران

حمادة لـ”14 آذار”: لا تخافوا فلا بشار يخيفنا ولا “داعش” يرعبنا

فتفت: لن تحصلوا على اي توقيع يمس بالدستورية اللبنانية

"تحالف أقليّات" دولي/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/10/2015

محمد عبد الحميد بيضون: تدخلات الميليشيات الإيرانية خرّبت الشيعة العرب

30 متظاهراً إتهموا بـ"الشغب".. والمفرج عنهم تعرضوا للضرب

الحراك المدني/محمد عبد الحميد بيضون

مقبل زار سليمان: قانون الدفاع واضح وموضوع الترقيات انتهى

توقيف لبنانيَيْن في أميركا بتهمة غسل الأموال لدعم “حزب الله”

اشكال بين معتصمين امام منزل القاضي حمود

عليق: من حقنا كمحامين لقاء القضاء وحمود أبلغنا أن القضية كبيرة جدا

مسلم أكد حق التظاهر ضمن الأطر القانونية ودور القضاء في التحقيق مع الموقوفين

نيويورك: محاكمة لبناني ولبنانية بتهم تبييض أموال لـ”حزب الله” شاركا في مخطط لتهريب الأسلحة

ريفي لـ”السياسة”: لن نسمح بتحويل لبنان مزرعة لصالح عون

نقولا: الجنرال سيترك خيط التواصل ممدوداً

اعتصام للناشطين أمام منزل حمود ومخفر الرملة البيضاء

قزي: موقف "التشاوري" وطني وسندافع عنه حتى النهاية/عون يتظاهر في ذكـرى أسـقطه فيهـا حليفـه اليـوم/ أدعم وزير الداخلية وقوى الأمن والكتائب لن تقاطع الحوار

عون لقيـاديي التيـار: التغييـر آت قريبـاً ما كان مقبولاً في الأمس لن يكون كذلك غداً

هل سيرحّب حزب الله بمشاركة إسرائيل في قتال داعش؟

حزب الله".. من شبَّ على شىء شاب عليه

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فتفـت: ليتحمّلـوا مسـؤولية نسـف الحكومة امام اللبنانيـين و"الترقيات صعبة جداً بعدما "تجاهل "التيار" "سليمان وقيادة الجيش

جريج: هل المطالب بتطبيق القانون هو المعطل؟ تمنى على سلام عقد جلسة للشــؤون الحياتية

عراجــي: نقلــه الـــى "الشــمالي" خفّــف التـوتر ومطمر البقاع الى السلسلة الشرقية وحام ابرز المواقع المرجحة

غبريل: "المال" ستنجح في إصدار اليوروبوند والكلام عن انهيار تهويل/الخسائر الإقتصادية 17 مليار دولار بين 2011 و2014 وقابلة للزيادة

جنبـلاط يؤيـد جهــود المشـنوق: بعض الحراك يقطع الطرق على الحلول

 نقـولا: تعميـم الفسـاد للتعميـة و"التيار" تقدم بقوانين اصلاحية عدة

الحاج حسن: لا يمكن لأي حل أن يحصل إذا كان فيه كسر أو وهم بكسر التيار الوطني الحر وحلفائه

جعجع نعى سكاف: أعان الله عائلته ومحبيه على هذا المصاب الأليم

وطنية - غيب الموت اليوم رئيس "الكتلة الشعبية" النائب والوزير السابق الياس جوزيف سكاف، عن 67 عاما، بعد صراع مع المرض.

"تايمز": على بريطانيا التدخل عسكرياً وإجبـار الأسـد على المفاوضــات

خالد ضاهر في لقاء جامع لحملات عكار المناهضة للمطمر: واجبنا كنواب رفع مطالب المنطقة وتحقيق الانماء المتوازن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

محادثات للاتفاق على إرسال ثلاثة أساطيل بحرية إلى المتوسط ومياه الخليج

130 ألف جندي “أطلسي” لمواجهة الغزو الروسي لسورية

استهدفا مسيرة من أجل السلام والسلطات رجحت فرضية الانتحاري/سقوط 86 قتيلاً و186 جريحاً في تفجيرين إرهابيين هزا أنقرة

بوتين يلتقي محمد بن زايد اليوم

فصائل المعارضة تشن هجوماً مضاداً ضد "داعش" شمال حلب

روسيا أعلنت تنفيذ 64 طلعة جوية وضرب 55 هدفاً في سورية خلال 24 ساعة

تهديد إيراني بقتل الكاتبة السعودية كوثر الأربش

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين ميشال عون السوري.. وميشال عون الإيراني/خيرالله خيرالله/العرب

المواجهة من عدن إلى اسطنبول/علي حماده /النهار

غلطة بوتين الكبرى/داود البصري/السياسة

سليمان لـ«المستقبل»: ضميري مرتاح ولست مسؤولاً عن التعطيل/«لم أوزِّر أولادي وأصهرتي وليس عندي صفقات لا في الكهرباء ولا في الإعلانات»/ جورج بكاسيني/المستقبل

واشنطن مقتنعة أن روسيا لن تنجح في ضرباتها/ثريا شاهين/المستقبل

بوتين يخطف دورَ إيران/بول شاوول/المستقبل

عن العلاقات السيئة والمديدة بين العرب والغرب/حسام عيتاني/الحياة

بوتين لم يُنذر الـ «ناتو»... إذاً الحرب وشيكة/حازم الامين/الحياة

تقسيم رقم 2: «خامنئي - بوتين» بعد «سايكس - بيكو»/خالد الحروب/الحياة

تحيّة من نوبل لياسمين تونس/الياس حرفوش/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا05/من24حتى30/13/مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَيَاة

قالَ الربُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَيَاة. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: تَأْتِي سَاعَةٌ، وهِيَ الآن، فيهَا يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ٱبْنِ الله، ويَحْيَا الَّذِينَ يَسْمَعُون. فَكَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ الحَيَاةُ في ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الٱبْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ الحَيَاةُ فِي ذَاتِهِ. وأَعْطَاهُ سُلْطَانًا بِهِ يَدِين، لأَنَّهُ ٱبْنُ الإِنْسَان. لا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا! إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَة، فِيهَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ كُلُّ مَنْ فِي القُبُور، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِلى قِيَامَةِ الحَيَاة، والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة. أَنَا لا أَقْدِرُ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي: كَمَا أَسْمَعُ أَدِين، ودَيْنُونَتِي عَادِلَة، لأَنِّي لا أَطْلُبُ مَشيئَتِي، بَلْ مَشيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي.

 

رؤيا القدّيس يوحنّا14/من01حتى08/إتَّقُوا ٱلله، ومَجِّدُوه، لأَنَّ سَاعَةَ دَينُونَتِهِ قَدْ أَتَتْ، وٱسْجُدُوا لِصَانِعِ ٱلسَّمَاءِ وٱلأَرضِ وٱلبَحْرِ ويَنَابِيعِ ٱلمِيَاه

يا إِخوَتِي، رَأَيتُ فإِذا ٱلحَمَلُ واقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيُون، ومَعَهُ مِئَةٌ وأَرْبَعَةٌ وأَرْبَعُونَ أَلْفًا، يَحْمِلُونَ ٱسْمَهُ وَٱسْمَ أَبيهِ مَكْتُوبًا عَلى جِبَاهِهِم. وسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ ٱلسَّماءِ كَصَوْتِ مِيَاهٍ غَزِيرَة، وكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيم، وٱلصَّوْتُ ٱلَّذي سَمِعْتُهُ كَأَنَّهُ صَوْتُ عَازِفِينَ يَعْزِفُونَ عَلَى قِيثَاراتِهِم. وهُمْ يُرنِّمُونَ تَرْنيمةً جَدِيدَةً أَمامَ ٱلعَرْشِ وأَمَامَ ٱلأَحْيَاءِ ٱلأَرْبَعَةِ وٱلشُّيُوخ. وَمَا كانَ أَحَدٌ يَسْتَطيعُ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلتَّرْنِيمَةَ إلاَّ ٱلْمِئةَ وٱلأَرْبَعَةَ وٱلأَرْبَعينَ أَلْفًا، ٱلْمُفْتَدَيْنَ مِنَ ٱلأَرْض. هؤُلاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَتَدنَّسُوا بِنِسَاءٍ لأَنَّهُم أَبْكَار. هؤُلاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ ٱلحَمَلَ أَيْنَمَا يَذْهَب. هؤُلاءِ ٱفْتُدُوا مِنْ بَيْنِ ٱلنَّاسِ بَاكُورةً للهِ ولِلْحَمَل. وَلَمْ يُوجَدْ في فَمِهِمْ كَذِب: إِنَّهُم لا عَيْبَ فِيهِم. وَرَأَيْتُ مَلاكًا آخَرَ طَائِرًا في كَبِدِ ٱلسَّمَاء، ومَعَهُ ٱلإنْجِيلُ ٱلأَبَدِيُّ ليُبَشِّرَ بِهِ سُكَّانَ ٱلأَرْض، وكُلَّ أُمَّةٍ وقَبِيلَةٍ ولِسَانٍ وشَعْب، قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيم: «إتَّقُوا ٱلله، ومَجِّدُوه، لأَنَّ سَاعَةَ دَينُونَتِهِ قَدْ أَتَتْ، وٱسْجُدُوا لِصَانِعِ ٱلسَّمَاءِ وٱلأَرضِ وٱلبَحْرِ ويَنَابِيعِ ٱلمِيَاه». وَتَبِعَهُ مَلاكٌ ثَانٍ يَقُول: «سَقَطَتْ، سَقَطَتْ بَابِلُ ٱلعَظِيمَة، ٱلَّتي سَقَتْ جَمِيعَ ٱلأُمَم مِنْ خَمْرِ سُخْطِ فُجُورِها». وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ يَقُول: «أُكْتُبْ: طُوبَى، مُنْذُ ٱلآن، لِلمَوْتى ٱلَّذينَ يَمُوتُونَ في ٱلرَّبّ! أَجَلْ، يَقُولُ ٱلرُّوح، لِكَي يَستَريْحُوا مِنْ أَتْعَابِهِم، لأَنَّ أَعْمَالَهُم تَتْبَعُهُمْ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أنا الماروني اللبناني لا يمثلني الإسخريوتي ميشال عون ولا يشبهننا نحنا الموارنة بشيء ولا هو منا

الياس بجاني/10/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/10/10/30550/

في علم الاتصالات قاعدة اساسية تقول: "إن اردت أن تتكلم مع أي أحد حدثه بلغته التي يفهمها".

من هنا فاللغة الوحيدة التي ربما يفهم عليها الشارد والمنحط وطنياً وإيماناً ميشال عون هي لغة الشارع والأقل من شارع، أي الزقاق.

اذاً لغة ميشال عون هي اللغة الزقاقية.

هذا العون، الخائن لدماء شهادء 13 تشرين، ولدماء وتضحيات كل شهداء لبنان البشيريين والأحرار والسياديين، قد باع بخساسة وفجع وطمع ونرسيسية، باع نفسه لحزب الله وللملالي ولنظام الأسد المجرم واصبح مجرد أداة عمالة يستعملها السوري والإيراني كمعول هدم لتمير لبنان وضرب كل ما هو لبناني وأخلاقي ومسيحي.

باختصار وبلغة عون الزقاقية نقول له:

أنت يا عون منحط وسافل بكل في هاتين المفردتين من معاني باللغة الوحيدة التي تفهمها".

أما للأغنام التي بغباء وعلى خلفيات الغنمية والحقد وخور الرجاء وقلة الإيمان، لا زالت تسير على عماها وراء هذا المسيح الدجال، فهي كما ميشال عون نفسه ومثله وعلى صورته البشعة.

من هنا كل مشارك في عراضة عون اليوم على قصر بعبدا هو من خامة عون التي هي خامة عاطلة وطروادية وغنمية ونقطة ع السطر

 

داني شمعون وعائلته هم رمز للشهادة

 الياس بجاني

11 تشرين الأول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/10/10/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D9%85%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%AA%D9%87-%D9%87%D9%85-%D8%B1%D9%85%D8%B2/

الشهداء هم نبراس ينير لنا الطريق للوصول إلى واحات الحرية، وحافز لنا لمتابعة رسالة القداسة والرقي. ونحن اليوم أن تحملنا الآلام والاضطهاد فليس حبا بالألم وإنما من اجل البلوغ إلى القيامة، فالمجتمعات لا تبنى إلا بالتضحية حتى الاستشهاد.

صلاتنا اليوم في ذكرى استشهاد داني شمعون وأفراد أسرته نرفعها من اجل السلام والوحدة في لبنان، ومن أجل المسؤولين ورجال الدين والسياسيين وكل العاملين بالشأن العام ليعوا التبعات الملقاة على عاتقهم ويتخطوا التبعية والمذلة والرضوخ للخارج، ويعودوا إلى ينابيع الإيمان والصدق والحرية والكرامة.

25 سنة انقضت على غياب الشهيد داني شمعون وأفراد أسرته وما زالت الجريمة النكراء تلك ماثلة في ذاكرة ووجدان وضمائر الأحرار والسياديين من أهلنا.

جريمة بشعة من سلسلة ارتكابات بربرية ودموية اقترفها المحتل السوري ومرتزقته المحليين الكفرة والأبالسة الذين ارتضوا وضعية الزلم والأدوات والمرتهنين وبذل واحتقار للذات قبلوا بخنوع أدوار الملجميين والطرواديين.

 25 سنة انقضت وهي لا زالت تزرع في القلوب غصة، وفي العيون دموع تنهمر حسرة على أبطال شرفاء أبوا إلا أن يفتدوا بأرواحهم وطن الأرز وناسه.

اليوم ونحن نصلي من أجل راحة أنفس داني شمعون وأفراد عائلته الشهداء طالبين لهم الراحة الأبدية إلى جانب البررة والقديسين نذكر في صلاتنا كل شهيد من أهلنا بذل ذاته على مذبح وطننا الغالي من أجل أن يبقى لبناننا الرسالة والقداسة واحة للحرية والسيادة والاستقلال، وليبقّ اللبناني حراً وسيداً ومرفوع الرأس بعزة وشموخ.

إن الشهادة تولد من فعل إيمان وفعل محبة: إيمان بوطن وقضية، ومحبة مجبولة بالعطاء ترقى بنبلها إلى حد تقديم الذات من أجل من نحب.

يعلمنا التاريخ بأن الأوطان التي لا يسقيها شبابها تضحيات وقرابين بسخاء ودون حساب تنهار مذابحها وتتشتت شعوبها وتنقرض وتهمش هويتها ويقتلع تاريخها وتنتهك كراماتها.

لبنان القداسة الذي انعم الله عليه بشباب لا يهابون الموت ولا يبخلون بالشهادة في سبيله من أمثال داني وعائلته، هذا اللبنان باق ولن تقوى عليه قوى الشر.

إن الشهيد داني شمعون وأولاده الأطفال وزوجته أحبوا لبنان واللبنانيين حتى الشهادة فبذلوا أنفسهم على مذبحه قرابين طاهرة.

داني وعائلته الشهداء بنبلهم وتفانيهم ومحبتهم للوطن وإيمانهم الراسخ بحقه بحياة حرة وكريمة هم لبنان، هم كل اللبنانيين، هم الرمز، هم العطاء والكرامة.

داني وعائلته غابوا بالجسد إلا أنهم وككل الشهداء الأبرار والأبطال هم في قلوبنا والضمائر والذاكرة.

إنه بفضل تضحيات الشهداء بقي لبنان وبإذن الله هو باق ولن تقوى عليه شرور وإرهاب الأبالسة المحليين والدوليين والإقليميين.

إن كان من أمثولة يمكننا أن نستخلصها من حياة واستشهاد داني وعائلته، أو من وصية نستطيع أن نوجهها باسمه إلى جميع اللبنانيين، فإننا نتبنى كلام رسول الأمم، بولس إلى أهل فيليبي (02/01حتى05) حيث قال بصوت عال وصارخ:

"فإِذا كانَ عِندَكم شأَنٌ لِلمُناشَدةِ بِالمسيح ولِما في المَحَبَّةِ مِن تَشْجيع، والمُشارَكةِ في الرُّوحِ والحَنانِ والرَّأفة، فأَتِمُّوا فَرَحي بِأَن تَكونوا على رأيٍ واحِدٍ ومَحَبَّةٍ واحِدة وقَلْبٍ واحِدٍ وفِكْرٍ واحِد. لا تَفعَلوا شَيئًا بِدافِعِ المُنافَسةِ أَوِ العُجْب، بل على كُلٍّ مِنكم أَن يَتواضَعَ ويَعُدَّ غَيرَه أَفضَلَ مِنه،

 ولا يَنظُرَنَّ أَحَدٌ إِلى ما لَه، بل إِلى ما لِغَيرِه. فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضاً في المَسيحِ يَسوع. هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة  بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب".

في الخلاصة، ما الحرية سوى نعمة مجانية وهبنا إياها الله لنكون احرارا في القول والتصرف والفكر والمعتقد، فيا أبانا السماوي انعم علينا بعطايا الثبات في الموقف والعناد في الحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

شمعون في ذكرى استشهاد داني وعائلته: شبعنا رؤية اللبنانيين يحاربون في الشام من اجل ايران

موقع 14 آذار وموقع القوات/نظم حزب 'الوطنيين الأحرار” احتفالاً، في الذكرى 25 لاستشهاد داني شمعون وعائلته، ووفاء للشهداء الذين ارتفعوا على مذبح الوطن في 10 تشرين الاول، في العام 1990. وبدأ الاحتفال عند السادسة مساء، في المعهد الانطوني- بعبدا، في حضور رئيس الحزب النائب دوري شمعون، الرئيس ميشال سليمان وزير العمل سجعان قزي ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وزير الاقتصاد آلان حكيم، النائب محمد الحجار ممثلا الرئيس سعد الحريري، وزير العدل أشرف ريفي، وزير الاتصالات بطرس حرب، النواب: ستريدا جعجع، جمال الجراح، أحمد فتفت، مروان حمادة وروبير غانم، الوزير السابق مروان شربل، الأميرة حياة ارسلان، رئيس حركة 'الاستقلال” ميشال معوض، وحشد من الشخصيات. في كلمته، أشار رئيس حزب 'الوطنيين الاحرار” دوري شمعون إلى أنه مر على اسشتهاد داني 25 سنة وخلال هذه السنوات لم يمر بوحشية هذه الجريمة، وقال: 'لا ازال اسكن في منزلي حيث قتل واتذكر باستمرار الجريمة”.

وتوجه إلى الفريق الآخر بالقول: 'انزلوا الى الارض بدلا من التحليق لان لبنان لا يتحمل والشعب اللبناني شبع كذباً ونفاقاً وكلاماً فارغاً ورؤية اللبنانيين الذين يحاربون في الشام من اجل الدولة الايرانية”، معتبراً ان 'نصرالله يتحدث عن استرجاع الجولان والروسي بصداقته مع اسرائيل لن يسمح بان ينظر نصرالله الى الجولان”. وعن تظاهرة التيار في ذكرى 13 تشرين الاول، قال: 'ميشو غدا سيقفل الطرقات وسنسمع خطابات وقد هدّد العالم كله ورأينا النتائج فقد كان في الهريبة كالغزال”.

بدوره، أعلن النائب مروان حمادة أنه لن ينسى دوري وداني شمعون وهما ينقذان وليد جنبلاط في اقسى مراحل الحرب الاهلية. وقال: 'بتكليفه تمثيلي في هذه المناسبة اراد وليد جنبلاط ان يؤكد على الاسى والغضب الذي انتابنا جميعا لحظة وقوع الجرمية المروعة. نصارع اعداء الداخل والخارج لنبقى نحن على قيد الحياة، والوطنيون الاحرار من روح داني الى قيادة دوري بقوا حزبا لكل لبنان. وتابع: 'أقول لبقية رفاقنا في '14 آذار” لا تخافوا فلا بشار يخيفنا ولا 'داعش” يرعبنا ولا 'حزب الله” ولا حلفاؤه الزاحفون غداً الى بعبدا سيقدرون علينا”. وتوجه الى آل شمعون بالتعزية المكررة وبالاعتذار عن كل تقصير في المواجهة عن كل ضعف في الصمود وعن كل تسامح مع القتلة.

من جهته، أكد عضو كتلة 'المستقبل” النائب أحمد فتفت الى أنه 'لو كانت مطالب الفريق السياسي الآخر لبنانية لسعينا اليها قبل الاخرين، اما عندما تصبح حجة فلن نسمح لأن يمرّ تحت عنوان الحقوق مشاريع واوهام وقوانين عنوانها واحد وهو خدمة حزب السلاح وخدمة المشروع الايراني الفارسي في المنطقة”.

وأضاف: '14اذار” هي الشعب اللبناني، هي هذا الشباب الذي يضحي من اجل الارادة اللبنانية في وجه كل التطلعات للسيطرة على البلد. كفى مراهنات على شيء آخر غير المصلحة الوطنية اللبنانية”. وتابع فتفت: 'البعض استغل مناسبة شرعية دينية وهي عاشوراء ليرسل خطابا بعيدا كل البعد عن روح عاشوراء رسالة لا تمت الى لبنان ولا الى العروبة بصلة لتهاجم اللبنايين والعرب من اجل خدمة مشروع الامبراطورية الفارسية في هذه المنطقة، سائلاً: 'عن اي شعب سوري يتحدثون وهم ذبحوا الشعب السوري؟، الامور واضحة يتحالفون مع الروسي والروسي ينسق مع الاسرائيلي فمن هو حليفهم اذا؟

وأكد الحاجة الى الجلوس على طاولة حقيقة للحوار وليس مفتعلة، مضيفاً: 'هذه النسبية المجردة التي استمعنا اليها لن نقبل بها بوجود السلاح، لان النسبية المجردة تعني تسليم البلد لـ”حزب الله” لانه في مناطقه وبقوة السلاح يفرض تصويتا يقارب المئة في المئة”.

ولفت الى أنه من 'واجنبا ان نصمد في هذه المرحلة وليس امامنا الا مشروع واحد وهو مشروع '14 اذار” ولبنان اولا، مشيراً الى أن سلاح 'حزب الله” يعطل الدولة والاقتصاد ونمو البلد وبشكل ارادي. وطالما هناك سلاح خارج الدولة فلا حل في البلد ولن تحصلوا على اي توقيع يمس بالدستورية اللبنانية”.

حمادة لـ”14 آذار”: لا تخافوا فلا بشار يخيفنا ولا “داعش” يرعبنا

أعلن النائب مروان حمادة أنه لن ينسى دوري وداني شمعون وهما ينقذان وليد جنبلاط في اقسى مراحل الحرب الاهلية. وقال خلال الذكرى الـ25 لاستشهاد داني شمعون وعائلته ولشهداء “الوطنيين الأحرار”: “بتكليفه تمثيلي في هذه المناسبة اراد وليد جنبلاط ان يؤكد على الاسى والغضب الذي انتابنا جميعا لحظة وقوع الجرمية المروعة. نصارع اعداء الداخل والخارج لنبقى نحن على قيد الحياة، والوطنيون الاحرار من روح داني الى قيادة دوري بقوا حزبا لكل لبنان. وتابع: “أقول لبقية رفاقنا في “14 آذار” لا تخافوا فلا بشار يخيفنا ولا “داعش” يرعبنا ولا “حزب الله” ولا حلفاؤه الزاحفون غداً الى بعبدا سيقدرون علينا”. وتوجه الى آل شمعون بالتعزية المكررة وبالاعتذار عن كل تقصير في المواجهة عن كل ضعف في الصمود وعن كل تسامح مع القتلة.

فتفت: لن تحصلوا على اي توقيع يمس بالدستورية اللبنانية

أشار عضو كتلة “المستقبل” أحمد فتفت الى أنه “لو كانت مطالب الفريق السياسي الآخر لبنانية لسعينا اليها قبل الاخرين، اما عندما تصبح حجة فلن نسمح لأن يمرّ تحت عنوان الحقوق مشاريع واوهام وقوانين عنوانها واحد وهو خدمة حزب السلاح وخدمة المشروع الايراني الفارسي في المنطقة”.

وأضاف خلال مهرجان الذكرى الـ25 لاستشهاد داني شمعون وعائلته ولشهداء “الوطنيين الأحرار”: “14اذار” هي الشعب اللبناني، هي هذا الشباب الذي يضحي من اجل الارادة اللبنانية في وجه كل التطلعات للسيطرة على البلد. كفى مراهنات على شيء آخر غير المصلحة الوطنية اللبنانية”.

وتابع فتفت: “البعض استغل مناسبة شرعية دينية وهي عاشوراء ليرسل خطابا بعيدا كل البعد عن روح عاشوراء رسالة لا تمت الى لبنان ولا الى العروبة بصلة لتهاجم اللبنايين والعرب من اجل خدمة مشروع الامبراطورية الفارسية في هذه المنطقة، سائلاً: “عن اي شعب سوري يتحدثون وهم ذبحوا الشعب السوري؟، الامور واضحة يتحالفون مع الروسي والروسي ينسق مع الاسرائيلي فمن هو حليفهم اذا؟ وأكد الحاجة الى الجلوس على طاولة حقيقة للحوار وليس مفتعلة، مضيفاً: “هذه النسبية المجردة التي استمعنا اليها لن نقبل بها بوجود السلاح، لان النسبية المجردة تعني تسليم البلد لـ”حزب الله” لانه في مناطقه وبقوة السلاح يفرض تصويتا يقارب المئة في المئة”. ولفت الى أنه من “واجنبا ان نصمد في هذه المرحلة وليس امامنا الا مشروع واحد وهو مشروع “14 اذار” ولبنان اولا، مشيراً الى أن سلاح “حزب الله” يعطل الدولة والاقتصاد ونمو البلد وبشكل ارادي. وطالما هناك سلاح خارج الدولة فلا حل في البلد ولن تحصلوا على اي توقيع يمس بالدستورية اللبنانية”.

 

"تحالف أقليّات" دولي

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/11 تشرين الأول/15

لعلّ الخطأ الاستراتيجي الأكبر الذي ارتكبه فلاديمير بوتين هو إسباغ طابع أقلّوي ديني أو طائفي على التحالف الذي يقوده في سوريا، سواء عن قصد أو بدون قصد، وتسبّبه بحال إرباك بين الكنيسة الروسيّة والكنيسة الأنطاكيّة، وسعيهما إلى الخروج من صبغة "الحرب المقدّسة" التي صبغت حربه السوريّة.

والسبب في هذا الارتباك يعود إلى غياب العنوان السياسي الواضح والعادل للتدخّل الروسي العسكري. فلا يكفي رفع شعار الدفاع عن نظام بشّار الأسد ومحاربة الارهاب، بينما سجِلّ هذا النظام بالغ الثقل الدموي بحيث لا يستطيع أحد حمله، كما أنّ محاربة الارهاب باتت وجهة نظر روسيّة تخلط بين الارهاب والاعتدال، وتُغير الطائرات على مواقع المعارضة المعتدلة قبل مواقع "داعش". في المشهد الأمامي للحرب الروسيّة تتصدّر صورة "تحالف أقليّات" بقيادة موسكو يضمّها مع الشيعة والعلويّين وبعض أجزاء من أقليّات دينيّة أُخرى، في وجه الأكثريّة السنيّة في العالمين العربي والإسلامي. وليس أدلّ إلى ذلك من التهليل والترحيب بدءاً من طهران وصولاً إلى "حزب الله" في لبنان وحلقته المسيحيّة الموعودة بـ"انتصار تشرين". وليس التنسيق الجاري على قدم وساق بين روسيّا وإسرائيل سوى تأكيد للصورة وإسناد لتحالف الأقليّات الذي كانت إسرائيل سبّاقة في الترويج له، وجزءاً لا يتجزّأ من مكوّناته العميقة، خلافاً لخدعة الشعار الإيراني بإبادة الدولة العبريّة، والذي استغلّته إيران طويلاً لإنهاك العرب خدمةً لـ"حلف الأقليّات". وفي حال نجاح موسكو في فرض هذا التحالف ستتجه المنطقة حتماً إلى ترسيم دويلات مذهبيّة طالما حلمت إسرائيل بها، فتصبح الدولة العظمى بين دويلات متناثرة من العراق إلى سوريّا ولبنان. فما معنى أن يقتصر العمل العسكري الروسي بالطائرات والصواريخ العابرة للقارّات على الوسط الشمالي من سوريّا، وعلى الحدود الفاصلة بين الداخل السوري العراقي و"الدويلة البحريّة" وعاصمتها اللاذقيّة؟ ولا أحد يخجل بالعمل العسكري الجاري بين سهل الغاب وإدلب وجسر الشغور بحجّة تحريرها من الارهابيّين، وهو في الحقيقة يرسم حدود هذه الدويلة ومجالها الحيوي.

لم ترتكب الولايات المتّحدة الأميركيّة هذا الخطأ، أي شنّ الحروب تحت شعار ديني أو أقلّوي، برغم كلّ رعونة هذه الحروب ومغامراتها. ولم تستعْدِ الشعوب الإسلاميّة كما تفعل روسيّا الآن. ولا أحد يستبعد أن تكون موسكو تغرق في الوحول السوريّة بتشجيع ضمني من واشنطن التي يتباهى كثيرون بأنّها فقدت هيبتها.  فأميركا ليست فقط رئيسها الذي يتخبّط في ضعفه مع دخوله عامه الأخير، بل هي مؤسّسات ومراكز صنع قرار ومخابرات هائلة لا يفوتها تفصيل ولا تغيب عنها حركة. وذاكرة توريط صدّام حسين في الكويت قبل 15 سنة لا تزال قريبة. وربّ قائل إنّ بوتين غير صدّام وإنّ روسيّا دولة عظمى غير العراق. هذا صحيح، لكنّ سياسة ركوب الرأس لا تعرف صغيراً أو كبيراً، وفي الصلف والمكابرة والمغامرة ولوثة القيادة التاريخيّة يتشابه معظم القادة. ولا يمكن، أمام المغامرة الروسيّة، إلاّ استعادة مشهدين تاريخيّين تتقاطع معهما: مشهد الحروب الصليبيّة قبل ألف عام وما نتج عنها من مآسٍ على الشرق بأجمعه، وعلى المسيحيّين تحديداً. ومشهد حلف أقليّات عالمي ثلاثي لما عرف بـ"المحور" في الحرب العالميّة الثانية. دول ثلاث (ألمانيا، إيطاليا، اليابان) مع قوى أقلّ شأناً بقيادة هتلر في وجه العالم، والنتيجة الكارثيّة تحقّقت.

وكأنّ التاريخ يعيد نفسه: "حرب مقدّسة" لإنقاذ الأقليّات، ودول ثلاث (روسيّا، إيران، سوريّا) مع قوى أقلّ شأناً، في وجه سائر العالم. ولا يحلمنّ حالم بانضمام الصين ودول "البريكس" لخوض حرب عالميّة ثالثة، فحدود التحالف الجديد مكشوفة ومعروفة، وأهدافه تحت المجهر العالمي. وقد تكون موسكو، من حيث لا تدري، تنفّذ خطّة دوليّة بقيادة واشنطن. فيكون بوتين مرّة جديدة وسيطاً ناجحاً كما فعل تماماً في الملف الكيميائي السوري! ولا سبيل إلى تحقيق انتصارات دراماتيكيّة يحلم بها بوتين. وهي، في أفضل حالاتها، ستكون على غرار "الانتصارات الإلهيّة" لحلفائه الإيرانيّين وفروعهم. ولا غرابة في الأمر، ففي سيكولوجيا الحروب يلتقي القادة المتشابهون كما فعل هتلر وموسيليني، واليوم الثلاثي بوتين والخامنئي والأسد. وفي كلّ الحسابات، لا يُنتظر أن يكون حظّ "تحالف الأقليّات الدولي" أفضل من حظّ "تحالف الأقليّات الإقليمي" أو المحلّي في لبنان وسوريّا. أقصى ما تحقّقه هذه الأحلاف هو الكارثة على أهلها قبل سواهم، وصراعات بلا أفق.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/10/2015

السبت 10 تشرين الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

نستهل النشرة بالإشارة إلى وفاة الياس سكاف السياسي والإنسان المساهم في تاريخ زحلة الحديث، امتدادا إلى والده المرحوم جوزف سكاف. إيلي سكاف رحل عن عمر يناهز السبعة والستين عاما بعد صراع مع المرض. وهو ولد في قبرص وعاش طفولته في نيوزلندا، وتلقى علومه الابتدائية فيها، وعاد إلى لبنان في سن السادسة عشرة حيث تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة شارلي سعد الشويفات، وتخرج مهندسا زراعيا في الجامعة الأميركية في العام 1975، ثم مارس السياسة خلفا لوالده الزعيم جوزف سكاف، وانتخب في العام 1992 نائبا عن منطقة زحلة التي شكل فيها رقما صعبا في سياق تحركات العائلات السياسية في البقاع.

وشارك وزيرا في أكثر من حكومة، وخرج من المجلس النيابي عام 2009 كما شارك في طاولة الحوار وفي توقيع اتفاق الدوحة في أيار العام 2008. إلياس سكاف وإن رحل سيبقى في ذاكرة لبنان السياسية.

والآن ماذا في سياق النشرة:

تحذيران أطلقا على لساني الرئيس تمام سلام والنائب وليد جنبلاط، وجاءا في محلهما، الأول من التصلب السياسي والثاني من المشاغبين في الحراك المدني. وقال الرئيس سلام إن التصلب يعمق الأزمة السياسية، فيما قال النائب جنبلاط إن هدف المشاغبين في الحراك تعطيل الحلول التي يتم العمل عليها. وقد أشاد جنبلاط بجهود وزير الداخلية والقوى الأمنية.

وإلى هذين التحذيرين، ثمة ترقب للموقف الذي سيطلقه العماد ميشال عون غدا، وعليه يبنى على الشيء مقتضاه، فتتم الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء بحضور شامل أم بمن حضر.

واليوم أكدت قوى الأمن الداخلي انها ليست ضد الحراك لكنها تتدخل عندما يتم تجاوز القانون. وقد ادعى القاضي صقر صقر على أحد عشر موقوفا وتسعة عشر فارا.

وإذا كان تخوف الرئيس سلام من اشتداد الأزمة السياسية نتيجة تصلب المواقف، فإن النائب جنبلاط لفت إلى دقة المرحلة الاقليمية.

وفي سوريا اليوم غارات جوية روسية كثيفة على شمال سوريا وغربها. وفي اليمن تقدم لقوات التحالف العربي في تعز ومأرب بإتجاه صنعاء. وفي فلسطين مزيد من الاعتداءات الاسرائيلية وتجوال للمستوطنين بأسلحتهم في العديد من مدن الضفة الغربية المحتلة.

وفي تركيا انفجاران في انقرة وسقوط العشرات من القتلى والجرحى، واردوغان يحذر من ان الأمة مستهدفة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

وسع الارهاب دائرة الاستهداف وأصاب تركيا في عمقها، وإذا كانت انقرة لوحت باتهام "داعش" و"حزب العمال الكردستاني" و"حزب التحرر الشعبي الثوري" من خلال وضعهم في دائرة المشتبه بهم، فإن أصواتا تركية سياسية وشعبية ذكرت حكومة "حزب العدالة والتنمية" بأنها حذرتها مرارا من جر تركيا إلى مستنقع الشرق الأوسط. فماذا ستفعل الحكومة التركية؟ هل تنضم إلى الجهود الرامية إلى ضرب الارهاب، أم تبقى المكابرة والحسابات الخاطئة تبعد انقرة عن الدخول في عملية مكافحة الارهابيين؟

روسيا تمد اليد إلى تركيا، وأولى خطوات محاربة الارهاب سد منافذه الحدودية ومنع وصول ارهابيي العالم إلى سوريا. جدية روسيا وفعالية الحلف الرباعي تثمر على الأرض السورية وسطا وشمالا ومعارك برية، فتقود الجيش السوري تدريجيا إلى حسم بؤر المسلحين. في وقت تزداد فيه المكابرة الخارجية للخطوات السورية، وهذا ما دعا الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل إلى دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة دمشق. موقف هيكل نابع من خبرة سياسية تشهد لها مصر وسوريا والعالم، فيما ترصد بين دمشق والقاهرة اشارات ستعزز التواصل حتما في المرحلة المقبلة.

لبنان فقد اليوم سياسيا ابن بيت عريق في زعامة "الكتلة الشعبية"، الياس جوزيف سكاف النائب والوزير السابق وصاحب الأيادي البيضاء والبيوت المفتوحة. زحلة حزينة اليوم كما كل البقاع ولبنان لرحيل سكاف، فله الرحمة ولمحبيه الصبر.

في الداخل، حديث ما زال يدور عن الشغب الذي حصل في وسط بيروت، وقوى الأمن الداخلي فندت بالوقائع والدلائل الاعتداءات التي تعرضت لها القوى الأمنية، والتخريب الذي طال أماكن عامة وخاصة. في وقت يفصل القضاء بين متهم وبريء فيدين الأول ويطلق سراح الثاني.

أما الحراك المدني فبات بعض مسؤوليه في دائرة الشبهة الهادفة لقطع الطريق أمام التسوية السياسية والحلول، بدءا من قضية النفايات، كما قال النائب وليد جنبلاط، لكن تفعيل المؤسسات التشريعية والتنفيذية وحده يحد من أي شغب أو خطط لتحويل المطالب الشعبية إلى غايات ومآرب شخصية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا زالت السكين الفلسطينية محكمة في خاصرة الاحتلال، والحجر مصيب هدفه رغم كل الاختلال، والدم الفلسطيني يرسم الطريق الجديد بل الزمن الجديد القريب من القدس والبعيد عن كل زواريب السياسة والخلافات.

هبة الفلسطينيين في أعلى نبضها، وسياسيوهم متقلبون بين الاستنكار والتنسيق الأمني مع الاحتلال، وبعض الأمة في موتهم السريري، وجامعتهم العربية لم تسمع بما يجري في فلسطين، أما قواتهم العسكرية المشتركة فرهن اشارة الملوك والأمراء، لا أميرة المدائن وأهلها الشرفاء.

شرف القدس يحميه أهلها بالصدور العارية، وكل أسلحة الايمان بالقضية والثبات، فيما شرف الأمة يدنسه حكامها بحروب الأحقاد، والفئات الضالة التي خلقوها بادعاء الاسلام لتمتهن الارهاب.

ارهاب لن ينجو من اصرار أهل الأرض والحق على اجتثاثه، وعليه يكمل الجيش السوري معركته بكل بسالة، محققا الانجازات، ومتناغما مع طائرات ال"سوخوي" التي لا زالت سيدة الأجواء.

أما أجواء من ربى الارهاب ورعاه فمشظاة بمئات القتلى والجرحى، مع انفجارين انتحاريين استهدفا تجمعات يسارية وكردية معارضة لسلطة اردوغان في انقرة، لتكون رسالة الترهيب العنوان الوحيد.

في لبنان لا عناوين سوى الأزمات. سجالات ضيعت اللبنانيين وأحرقت المهل وعمقت الخلافات، والموعد مع كلام الغد الذي سيقوله "التيار الوطني الحر" بهدير جمهوره قبل البيانات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

11 موقوفا من الحراك تحولوا مدعى عليهم، في حين يتم تعقب 19 آخرين اعتبروا فارين من وجه العدالة. التسوية العسكرية سقطت نهائيا والعميد شامل روكز سيغادر الثلاثاء ثكنة قيادة فوج المغاوير بصمت من دون حفل تسليم وتسلم، بناء على رغبته. الجلسات الحكومية معلقة حتى اشعار آخر. تنفيذ خطة النفايات مؤجل حتى اكتشاف مطمر جديد في البقاع.

انها العناوين التي تختصر نهاية الأسبوع. لكن هذه العناوين على أهميتها قد تسقط غدا أو يتم تجاوزها مع ما يمكن ان يعلنه النائب ميشال عون لمناسبة ذكرى 13 تشرين الأول، علما ان المعلومات متضاربة ومتفاوتة على هذا الصعيد.

فقد ذكرت بعض مصادر "التيار الوطني الحر" ان العماد عون سيصعد في موقفه غدا بشكل غير مسبوق، وانه سيعلن الانسحاب من الحكومة ومقاطعة جلسات الحوار واعتبار المؤسسات الدستورية غير شرعية بدءا من الحكومة مرورا بمجلس النواب وصولا إلى قيادة الجيش. في المقابل أكدت مصادر أخرى في "التيار" ان العماد عون لن يقلب الطاولة ولن يقطع شعرة معاوية، وبالتالي فإن تصعيده سيبقي في الاطار الكلامي ولن يتحول فعلا وقرارات.

وحسب المعلومات فإن الموقف الثاني هو المرجح، بعدما تأكد عون من ان حلفاءه في قوى 8 اذار لا يجارونه في سياسة حافة الهاوية ولا يرون مصلحة، حاليا على الأقل، في بلوغ مرحلة الانفجار الكبير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

غدا سيكون طريق بعبدا سالكا. غدا سيكون الشعب حصانة في ذكرى 13 تشرين، كي لا يكرر التاريخ نفسه، وتتكرر سياسة الاقصاء. غدا سيكون قصر بعبدا للشعب. الشعب نفسه الذي حرمه حكامه التعبير، فسطوا على صوته الانتخابي لمرتين متتاليتين.

الطريق اشتاق لرواده منذ خمسة وعشرين عاما، كما اشتاق القصر لأن يكون له رئيس رئيس، لا شخصا يعتلي الكرسي ليملأ الفراغ بفراغ. سيقول اللبنانيون كلمتهم، سيرفعون الصوت ضد سلطة تخشى الشعب فتقمعه، ضد سلطة امتهنت المؤامرات والصفقات والاملاءات. سيقترع اللبنانيون بأقدامهم، ليثبتوا مرة جديدة انهم شعب لبنان العظيم. اليوم، كما الامس.

وعلى هذا الشعب العظيم، سيطل مباشرة العماد ميشال عون في كلمة شاملة، تنطلق من تجارب الماضي، لتضع النقاط على حروف الحاضر، وتستشرف في المستقبل. لكل استحقاق كلام، من الرئاسة وقانون الانتخاب إلى الحكومة والمجلس وصولا إلى الشراكة. أما الكلام الأخير، فيبقى ليوم الثلاثاء، ضمن برنامج "بلا حصانة" على شاشتنا، ليأتي كلام 13 تشرين 2015 فاصلا في الذكرى.

وللمصادفة، قبل 24 ساعة من تقاعد العميد شامل روكز، وقبل موعد الغد، وموعد الثلثاء، ثمة من استبق المواعيد وقرر افتراش الساحات، تماما كما كان المشهد قبل 25 سنة، لتعود ساحات بعبدا الحدث الذي ننتقل مباشرة لمواكبته بعد ثوان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

زلزال دموي في تركيا، 86 قتيلا و186 جريحا في هجومين انتحاريين. يأتي هذا التطور في لحظة اقليمية ودولية بالغة التعقيد، خصوصا بعد التدخل الروسي في سوريا. المضاعفات غير واضحة حتى الآن، وإن كانت تركيا تضع "داعش" و"حزب العمال الكردستاني" و"حزب التحرر الشعبي الثوري"، في دائرة المشتبه بهم.

في لبنان، ارتدادات حراك أول من أمس تتلاحق، نهار طويل من تتبع الموقوفين انتهى عند السابعة من هذا المساء أمام منزل النائب العام التميزي القاضي سمير حمود للمطالبة باطلاق الموقوفين.

أما القضية الأساس، النفايات، فإنها تنتظر انعقاد جلسة لمجلس الوزراء لاقرار الخطوة المتعلقة بها، وإن كان الحراك يرفض النقاط المقترحة بنقل النفايات اليها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هي أيام حسم.

الأسبوع المقبل سيكون أسبوع الحسم في ملف النفايات، بحسب تأكيد رئيس الحكومة تمام سلام، والوزير المعني أكرم شهيب، الذي تلقى تغطية رسمية من النائب وليد جنبلاط اليوم. جنبلاط الذي وجه إنتقادا شديدا للحراك المدني، اعتبر أن بعض هذا الحراك، تحول إلى مجموعة من المشاغبين تهدف إلى قطع الطرق على الحلول، بدءا بقضية النفايات، وهو أمر لم يعد مقبولا.

وعلى خطى الحسم، كان المؤتمر الصحافي للمقدم جوزيف مسلم، ناطقا باسم قوى الأمن الداخلي. فقد عرض كيف أن الدستور اللبناني والقوانين والشرعة الدولية، تحمي حرية التعبير، لكنها تجتمع على منع الإخلال بالقانون ومنع الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، وتوقيف المخالفين. في إشارة إلى أن التعامل مع الموقوفين سيسلك منحى قضائيا، هذه المرة.

مسلم أثبت بالصور والفيديو، كيف أن بعض مجموعات في الحراك المدني، تداوم على الإعتداء، وأذية القوى الأمنية والأملاك العامة والخاصة، وأن قوى الأمن تحمل تعليمات من وزير الداخلية والمدير العام لقوى الأمن، بضبط النفس وعدم إستعمال العنف.

ومن أبو ظبي، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الكثير من اللبنانيين يؤيدون العناوين التي يطلقها المتظاهرون، لكنهم لا يؤيدون الوسيلة أو الأسلوب الذي يعتمدونه.

كذلك حسم وزير الدفاع سمير مقبل مسألة الترقيات، مؤكدا أن هذا الموضوع انتهى، وأنه أمر يقترحه وزير الدفاع، في إشارة إلى أن العميد شامل روكز، سيحال إلى التقاعد، منتصف الأسبوع المقبل.

حسم مقبل، استبق التظاهرة العونية في ذكرى 13 تشرين في بعبدا، المتوقع أن تشهد تصعيدا من النائب ميشال عون.

إقليميا، شخصت الأنظار نحو العاصمة التركية أنقرة، بعد عمليتين إنتحارييتن، أدتا الى مقتل 86 شخصا وجرح أكثر من 186.

أما الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الإحتلال الإسرائيلي، في وقت سجلت أكثر من عملية طعن لمستوطنين وعناصر من شرطة الإحتلال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

يطرق العونيون غدا أبواب القصر الفارغ، ويؤم الحراك هذا المساء محيط منزل المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود. وفي مكان ما يجاهد الوزير أكرم شهيب في خطته، لإنقاذ سعد الحريري قبل كل الناس، ويوما ما قيل إن التاريخ إذا أعاد نفسه فإنه يتكرر بمهزلة، لكن متعهد البيئة يعيد التاريخ بمزبلة، بحيث تظهر وثائق عام 1997 أن الرئيس رفيق الحريري أكرمه الله بشهيب لقضاء حوائجه المالية في سوكلين: تمديدا وزيادة أسعار.

حملت تلك الأيام بداية الصعوبات المالية للحريري، حيث استدان من صديق سعودي مبلغ مئتي مليون دولار. حينذاك كانت براعم شهيب الأولى قد تفتحت لدى تعيينه وزيرا للبيئة عام 1996، ونمت مواهبه بعد عام واحد، ليستعين به الحريري في استثمار أموال النفايات، فامتلأت شوارع بيروت بالنفايات في مشهد مطابق لمواصفات اليوم "حفرا وتنزيلا".

ثماني عشرة سنة كانت كفيلة بصقل مواهب شهيب، الذي استقدم مرة ثانية لإنقاذ الابن بعد الأب، وتنفيذ خطة: سعد - جنبلاط، فصدرت التعليمات لرئيس الحكومة تمام سلام بتجميد عمل وزير البيئة محمد المشنوق، وإطلاق عجلات وزير الزراعة في ملف يحمل الطابع الانقاذي لشركاء النفايات أنفسهم.

واليوم أصبح للشركاء السياسيين أذرع أمنية توقف الناشطين وتطوق حراك الناس وتبقي في السجون على شباب خرج سلميا ليصرخ من ألمه ومرارته، ثم تعطيه دروسا في التظاهرات على طريقة "إيتكيت التظاهر".

وزحفا زحفا حتى القصر، يسلك العونيون غدا طريق بعبدا من بوابة ذكرى تشرين، بعدما سدت الأبواب السياسية وانتهت مراحل التسويات التي رفضها "التيار". واستعدادا، فقد نصب العونيون خيما على طريق بعبدا، فيما يتوجه الجنرال بكلمة إلى اللبنانين غدا وصفت بالمصيرية.

وفي يوم من تشرين، أمطرت مدينة زحلة دموعا على رحيل زعيمها الياس سكاف. الرجل الذي خذله سياسيون قبل أن يخذله المرض. فيمضي بعد أربع سنوات من المرارة المشتركة صحيا وسياسيا. مات ابن المدينة المشعة، الذي سكنها كضوء وكان لها كتلة شعبية، يجري مع ناس زحلة كبردونها، وإن كلفه الأمر أن يسير عكس التيار. وفي مستشفى الجامعة الأميركية انتهت رحلة سكاف التي تمشي آخر خطواتها المسجاة نحو عروس البقاع لوداع رجل من اوادم هذا الزمان.

 

محمد عبد الحميد بيضون: تدخلات الميليشيات الإيرانية خرّبت الشيعة العرب

رأى الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون أن «ما خرّب الشيعة العرب هو تدخلات الميليشيات الإيرانية«، مطالباً بـ»جهد عربي ودولي كي لا يكونوا لقمة سائغة بيد المشروع الإيراني«. وقال بيضون في حديث إلى إذاعة «الشرق» أمس، عن وضع الشيعة في العالم العربي لا سيما في العراق والكويت والبحرين واليمن وسط الحديث عن أنّهم بيد المشروع الإيراني في المنطقة: «هذا خطأ كبير وأكبر دليل هو عندما نزل الشيعة في العراق، لا سيما في البصرة وبغداد تحت شعار محاربة الفساد وكانوا يهتفون إيران «برّا برّا«، وهم يعلمون أنّ المشروع الإيراني هو مشروع قومي مريض يخفي مشكلاتهم الاجتماعية الحقيقية. وفي لبنان، الحراك المدني إذا لم يهتف بهذا فلا يمكننا محاربة الفساد، والفساد والوصاية صنوان. إنّ الوصاية تشجع الفساد ومن أجل شراء الأصوات الداخلية توزع مغانم الحكم. فالوصاية تشجع الفساد والفساد يزيد التبعية«. أضاف: «إنّ ممثلي إيران في لبنان يعتبرون أنّ القضايا الصغيرة في لبنان لا تعنيهم، هم فقط يلوّثون البلد لكنهم غير مستعدين لحماية البيئة وتنظيف البلد من أنواع التلوث الذي يأتون به«. واعتبر أنه «كان يمكن ايجاد حل سياسي للوضع في سوريا خلال الأشهر الستة الأولى، لكنّ إيران اتخذت قراراً بأن تحوّل الوضع إلى حرب مذهبية، وهذا التدخل أصبح يغذي المذهبية في كل المنطقة«، لافتاً إلى أن «السياسة الايرانية خرّبت لبنان وعطّلت الرئاسة وأثارت المذهبية«. ودعا الى «ضغط وعمل دولي منظم من أجل الحفاظ على هذه الدولة بحدودها وكيانها الأساسي، وهذا للأسف لا يحصل«، مشيراً إلى «وجود قرارين دوليين هما القرار 1559 و1701 وهما لم ينفذا بشكل تام بعد عشر سنوات على صدورهما«.

 

30 متظاهراً إتهموا بـ"الشغب".. والمفرج عنهم تعرضوا للضرب

هيفا البنا /المدن/السبت 10/10/2015

نفذت مجموعات الحراك الشعبي، السبت، اعتصاماً أمام مخفر الرملة البيضا مطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين، تزامناً مع إطلاق سراح 16 ناشطاً، الذي كانوا قد أوقفوا على خليفة المشاركة في تظاهرة 8 تشرين الأول بتهمة "أعمال الشغب". وقد ادعى القاضي صقر صقر على 11 معتقلاً أحيلوا الى المحكمة العسكرية، وعلى 19 ناشطاً "فاراً من وجه العدالة، بجرائم القيام بأعمال شغب". وبحسب المحامي واصف الحركة فإن "هذه الدعاوى غير قانونية بسبب عدم إثبات الجرم على الناشطين، بل هي تخويف للشارع ودفعه الى التراجع". وحول أوضاع المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم، أوضح الناشط علي زهرالدين لـ"المدن" ان عناصر قوى الأمن هجمت عليه وهو يغادر ساحة الحراك، وتم الإعتداء عليه بالضرب المبرح، لكن "لم أكن أتوقع هكذا وحشية بالتعامل، فالعنصر الذي ضربني إستخدم خوذة الرأس ليكسر أنفي، وعند الوصول الى نقطة يتجمع فيها الإعلاميون، إقتادوني بلطف أمام الكاميرات ليضربونني مجدداً عندما ابتعدنا عنهم". وحول عملية التحقيق وما حصل في مخفر الجديدة، حيث أحتجز زهرالدين، قال إن "التحقيق كان عبارة عن تهكّم على الناشطين، وقد تعرضوا لنا بطريقة شخصية، إذ أصر المحقق على سؤالي الى أي حزب أنتمي، وأي طائفة، بالإضافة الى عدم السماح للمصابين بطلب طبيب شرعي وعدم السماح لنا بالإتصال بأهلنا". كما لفت زهرالدين ان "المحققين لم يذكروا الإصابات في المحاضر". أما الناشطة كارين هلال التي أوقفت بعد ردها على شتيمة أحد عناصر قوى الأمن لها، فقد هاجمها عدد من العناصر وكبلوها وقادوها الى آلية عسكرية مع 11 شاباً من الناشطين، ومن ثم تم تحويلهم الى مخفر الجديدة ليخلى سبيلها مساء الجمعة. وتعرض محمد حركة، من مجموعة "طلعت ريحتكم"، أيضاً للإعتقال والضرب. يقول محمد إن "الضربات التي انهالت على كتفي أدت الى خلعه، وتم إخلاء سبيلي نظراً لإصابتي الحرجة". يذكر أن محمد كان قد أوقف في مفرزة الضاحية الجنوبية مع قاصر، وقد تم إخلاء سبيلهما ليل الخميس.

المضرب عن الطعام سابقاً والناشط صلاح جبيلي كان قد تعرض للضرب المبرح ايضاً وتم نقله إلى مستشفى الحياة من مخفر الجديدة، ليتبين ان هناك رضوضاً قوية في ظهره. وحول كيفية إعتقاله يقول صلاح: "كنت منهكاً، وقررت ان أستريح في سيارة أحد الأصدقاء، فلحقني أحد عناصر قوى الأمن وسحبني من السيارة واعتدى عليّ بالضرب. وبعد إعتقالي، قام عدد من العناصر بضربي على وجهي، وهذا ما شاهده الرأي العام على كاميرات الإعلام".وفي معلومات خاصة، قال احد الناشطين إن قاصراً تم توقيفه من قبل شعبة المعلومات مساء الجمعة قرب مبنى اللعازارية، ويدعى محمد محفوظ وهو مكتوم القيد، ولا معلومات عنه حتى الساعة. وتنفذ مجموعات الحراك اعتصاماً آخر، مساء السبت، أمام منزل النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود بالقرب من تلفزيون الجديد.

 

الحراك المدني

محمد عبد الحميد بيضون

كما العونية هي مرض في الجسم او "الشارع المسيحي"،بدأت تظهر داخل الحراك المدني عدة أمراض قد تودي بمصداقيته وتقوده الى الفشل وتجعل منه ظاهرة هامشية لا تعبر عن تطلعات وطنية٠ما هي هذه الأمراض التي ظهرت خلال الأشهر الثلاث الماضية؛

أولاً : التصرفات الميليشيوية والعنتريات التي لا مبرر لها٠

ثانياً: المراهقة (الطفولية) اليسارية

ثالثاً: الشعبوية اليمينية واليسارية على حدٍ سواء٠

رابعاً: نشوة او سكرة الكاميرا اي تحرك لأجل الكاميرا وليس لأجل الإنجاز٠

خامساً: غياب الاولويات الواضحة والانغلاق على شعارات ومطالب هامشية مثل استقالة المشنوق وغيرها٠

سادساً: رفض الحوار مع عدة أطراف فاعلة وقادرة على إنجاح الحراك٠

سابعاً: النرجسية وتضخم الأنا التي تظهر امام الكاميرات وفي المسارح التلفزيونية٠

اللبنانيون قرفوا من السلوكيات الامبراطورية للطبقة السياسية ومن أمراضها المستعصية وليسوا مستعدين لإستقبال أمراض غيرها أيضاً ٠

 

مقبل زار سليمان: قانون الدفاع واضح وموضوع الترقيات انتهى

المركزية- عرض الرئيس العماد ميشال سليمان في دارته في اليرزة مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، الأوضاع العامة وآخر المستجدات. بعد اللقاء قال الوزير مقبل: عقدت اجتماعا دوريا مع الرئيس سليمان، وبحثنا في قضايا الساعة الحساسة والدقيقة، اذ يجب قفل الحديث عن التعيينات والترقيات. وانا في هذه المناسبة اؤكد انني والرئيس سليمان على توافق واتفاق تاميّن حول المواضيع التي سبق وطرحت وتلك التي قد تطرح، وعند كل استحقاق حساس، من واجبي العودة الى الرئيس للتشاور معه لان خبرته طويلة، ان في قيادة الجيش او في سدة الرئاسة وهو يفوق في خبرته الكثيرين، ونحن نستنير بآرائه لاتخاذ القرارات الصائبة والواجبة لاسيما على صعيد وزارة الدفاع الوطني.

* غدا سيشهد طريق القصر الجمهوري تحركا، هل من اجراءات متخذة؟

- اتخذنا الاجراءات اللازمة، وليس واردا ان يدخلوا الى القصر الجمهوري لان هذا التصرف ان حصل غير منطقي ولا مقبول.

*لن يتوقف الكلام عن تسوية بالنسبة الى الترقيات هل من جديد؟

- الموضوع انتهى، وعلى من يثير المسألة مراجعة قانون الدفاع الواضح جدا، والذي يقول ان الترقيات مرتبطة بوزير الدفاع الوطني وهو الذي يقترحها.

 

توقيف لبنانيَيْن في أميركا بتهمة غسل الأموال لدعم “حزب الله”

وكالات/نقلت  مصادر في بروكلين في الولاية الاميركية نيويورك ان “اثنين من سكان بيروت اعتقلا بناء على تهم أميركية بأنهما شاركا في مخطط مزعوم لمساعدة “حزب الله” على غسل أموال مخدرات ولتمرير آلاف الأسلحة والأجزاء العسكرية إلى مجموعات إجرامية في لبنان وإيران”. ولفتوا الى ان المتهمة إيمان القبيسي البالغة من العمر 50 عاما مثلت في بروكلين الجمعة واحتجزت من دون كفالة بعد اعتقالها الخميس بأتلانتا بتهم التآمر للقيام بغسيل أموال والتآمر للإتجار في أسلحة غير مرخصة. أما المتهم الآخر، فهو جوزيف أسمر وعمره 42 عاما وقد اعتقل في باريس بناء على مذكرة أميركية ومتهم بالتآمر لغسيل أموال.

وأوضح المدّعون ان اعتقالهما أعقب عملية دامت لعامين وخلالها التقى المتهمان مع عميل بإدارة فرض قانون المخدرات الأميركية تخفى وراء شخصية تاجر مخدرات. ويزعم أن القبيسي لها اتصالات مع “حزب الله” الساعي لشراء مخدرات وأسلحة وذخيرة وبمساعدين في لبنان وفرنسا قادرين على غسيل الأموال.

وأشاروا الى ان أسمر “زعم أنه محام له اتصالات ببنوك في أوروبا والشرق الأوسط مكنته من غسيل أي مبلغ مالي وكان بوسعه أيضا استخدام اتصالاته بـ”حزب الله” لتأمين شحنات المخدرات”. وأفاد المدعون ان المتهمين تآمرا لغسل ثمانية ملايين دولار لصالح تجار مخدرات مزعومين في أميركا الجنوبية والوسطى.

 

اشكال بين معتصمين امام منزل القاضي حمود

السبت 10 تشرين الأول 2015 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام رنا سرحان، ان اشكالا وقع بين عدد من المعتصمين أمام منزل مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، على خلفية الطلب من مشارك من إحدى الحملات، بتخفيف النبرة التي تطالب بشعار "يسقط يسقط حكم الأزعر".

 

عليق: من حقنا كمحامين لقاء القضاء وحمود أبلغنا أن القضية كبيرة جدا

السبت 10 تشرين الأول 2015 /وطنية - أعلن المحامي رامي عليق، بعد لقائه وزميله عباس سرور، مع مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، أن حمود أجرى اتصالا خلال اللقاء لإطلاق أحد الموقوفين "بسبب سوء حالته الصحية". ونقل عنه قوله إن ملف الموقوفين خلال المظاهرة الأخيرة، أمام المحكمة العسكرية "والقضية كبيرة جدا". وتعليقا على ما أثير عن لقائهما مع حمود، قال عليق: "نحن محامون، ومن حقنا ان نلتقي القضاء. ونحن ننتمي إلى مجموعة اسمها "الشعب يريد إصلاح النظام" ولا نقبل بالتشكيك أو بالتخوين أو المزايدة علينا. ونحن دعونا منذ أول يوم إلى توحيد الشارع ورص الصفوف. والدعوة إلى التجمع أمام منزل القاضي حمود كانت فكرتنا، نحن نمثل الشارع، وحملنا المطالب إلى حمود وطلبنا نقل الملف إلى القضاء المدني، فقال لنا إن الملف أمام المحكمة العسكرية والقضية كبيرة جدا. وطالبناه بإطلاق الجميع. فكرر ان الملف أصبح في المحكمة العسكرية".

وطالب عليق ب"إعادة رص الصفوف وتنظيم الحراك من جديد، وعدم التخوين، ويجب ان نتحرك بالاتجاه الصحيح".

 

مسلم أكد حق التظاهر ضمن الأطر القانونية ودور القضاء في التحقيق مع الموقوفين

السبت 10 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقد رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزيف مسلم مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم في المقر العام لقوى الامن الداخلي في الاشرفية، عرض فيه النظم القانونية لتنظيم التظاهرات ومهمات قوى الامن الداخلي في الحفاظ على النظام العام والسلامة العامة والممتلكات العامة والخاصة. وأكد "حق التظاهر وفق ما تنص عليه مقدمة الدستور اللبناني من احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد والمادة الثالثة عشرة منه التي تكفل حرية ابداء الرأي قولا وكتابة وحرية الطباعة وحرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات". ولفت الى ان "القرار الرقم 1024 تاريخ 29 اذار 2006 يفرض تقديم علم وخبر قبل تنظيم اي تظاهرة بثلاثة ايام مع تحديد نقطة انطلاقها ومسارها ونقطة انتهائها مع ذكر اسماء المنظمين وتقديم تعهد بتحمل المسؤولية عن اي ضرر قد تسببه التظاهرة للأشخاص والممتلكات الخاصة والعامة موقع من قبل مقدمي الطلب، وانه يمكن للمحافظ ولأسباب أمنية أن يعدل أو يغير مكان تجمع وانطلاق التظاهرة والشوارع التي ستسلكها وزمان إقامتها، كما يفرض تسمية لجنة ارتباط بين المتظاهرين والقوة الأمنية الموجودة على الأرض تكون مهمتها التنسيق لمنع حصول أي خلل أمني أثناء مواكبة التظاهرة أو أي أعمال شغب قد تحصل".

وأكد ان "التظاهرات التي ينظمها الحراك منذ 19 آب الماضي هي غير قانونية لان منظميها لم يقدموا علما وخبرا ومع ذلك وبناء على توجيهات وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص نعتبرها شرعية لحماية الناس لانه على قوى الامن خصوصا في الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، ان تحمي الناس وتحافظ على السلامة العامة والاملاك العامة والخاصة، ونمارس اقصى درجات ضبط النفس مهما تعرضنا للاستفزاز ولاعمال سلبية ومهما تعرضنا لضغوط".

وأكد ان "قوى الامن الداخلي ليست ضد الحراك بل هي الى جانب القانون ومهمتها حماية الناس وحماية المقار الرسمية"، وشدد على ان "المتظاهرين حاولوا اجتياز الحواجز التي وضعتها لهذه الغاية ما اضطرها للتدخل"، لافتا الى "اصابة العشرات من عناصرها نتيجة اعمال الشغب التي قام بها "بعض المشاركين في الحراك". واكد ان "حرية التعبير مصانة في كل الساحات"، وسأل: "ما هو الفارق بين التعبير في ساحة الشهداء وساحة النجمة؟"

وقال: "حتى "العهد الدولي" الذي يكرس الحق في حرية التظاهر والتعبير يضع حدودا على هذا الحق في حالات يفرضها القانون في مجتمع ديموقراطي، لصيانة الأمن القومي أو السلامة العامة أو النظام العام أو حماية الصحة العامة أو الآداب العامة أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم. يجب ان يتقيد المتظاهرون بسلمية التظاهر واحترام الاداب العامة وعلى واجبات قوى الامن في تطبيق القانون لجهة حفظ النظام وتوطيد الأمن، وتأمين الراحة العامة وحماية الأشخاص والممتلكات وحماية الحريات في إطار القانون وحماية المقار الرسمية، ومن بينها ساحة النجمة".

ولفت الى ان "قانون العقوبات يعاقب على اعمال الشغب مثل الرشق بالحجارة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة"، واضعا "ما جرى في 22 اب في ساحة رياض الصلح وما جرى ليل الخميس الماضي لجهة تخريب الممتلكات العامة والخاصة والتعرض لعناصر قوى الامن في هذا الاطار، وكانت نتيجتها اصابة 37 عنصرا بينهم ضابطان"، مشددا على ان "التوقيفات في صفوف من قاموا بهذه الاعمال جاءت استنادا الى اشارة من النيابة العامة، والقضاء هو المرجع المختص لمتابعة التحقيق واتخاذ القرار المناسب"، مؤكدا "التحقيق مع عناصر قوى الامن ومعاقبة من يثبت تجاوزهم القانون".

ورفض "مصطلح القوة المفرطة الذي يستخدم لوصف سلوك قوى الامن"، مؤكدا ان "الوسائل المستعملة لتفريق المتظاهرين ما زالت عادية مثل استعمال خراطيم المياه فيما المتظاهرون يرشقوننا بالحجارة وبقنابل الملوتوف"، لافتا الى ان "توجيهات المشنوق وبصبوص هي "عدم التحرك من وراء الحواجز الا في حال التعرض لها أو تعرضنا لاذى". وقال: "نحن لا نشيطن الحراك لكن هناك مجموعات ضمن الحراك تخالف القانون وواجبنا الحفاظ على القانون والنظام، وهناك حالات من دول متقدمة تستعمل شرطتها وسائل ردع لم نستعملها نحن ضد المتظاهرين، والى الان لم يتم تفريق اي تظاهرة بل منعنا اقتحام حواجزنا".

وأمل من "بعض الحراك الاعتراف بالاخطاء وبعدم قدرته على ضبط التظاهرات فتحول جزء منها الى اعمال شغب".

وعرض صورا من التظاهرات تبين الاضرار التي لحقت بفندق "لوغراي" ومحيطه.

وأكد ردا على أسئلة الصحافيين "ضرورة إطلاع المواطنين على حقيقة ما يجري وعلى حقهم في التظاهر ضمن الأطر القانونية وتوعيتهم على أصول التظاهر حفاظا على سلامتهم"، مكررا "رفض استعمال تعبير العنف المفرط في وسائل الاعلام لانه في غير محله"، مجددا "تأكيد دور القضاء في التحقيق مع الموقوفين واطلاق سراح من تثبت براءته والابقاء على من يراه مذنبا".

 

نيويورك: محاكمة لبناني ولبنانية بتهم تبييض أموال لـ”حزب الله” شاركا في مخطط لتهريب الأسلحة

نيويورك – رويترز: كشف مدعون في بروكلين بنيويورك, مساء أول من أمس, أن اثنين من سكان بيروت اعتقلا بناء على تهم أميركية بأنهما شاركا في مخطط مزعوم لمساعدة “حزب الله” على غسل أموال مخدرات ولتمرير آلاف الأسلحة والأجزاء العسكرية الى مجموعات إجرامية في لبنان وايران.

ومثلت ايمان القبيسي البالغة من العمر 50 عاماً في بروكلين, أول من أمس, واحتجزت من دون كفالة بعد اعتقالها في اليوم السابق بأتلانتا بتهم التآمر للقيام بغسيل أموال والتآمر للاتجار في أسلحة غير مرخصة. أما المتهم الآخر وهو جوزف أسمر وعمره 42 عاماً, فاعتقل في باريس بناء على مذكرة أميركية ومتهم بالتآمر لغسيل أموال. وقال مدعون ان اعتقالهما أعقب عملية دامت لعامين, التقيل خلالها مع عميل بإدارة فرض قانون المخدرات الاميركية تخفى وراء شخصية تاجر مخدرات. ويزعم أن القبيسي لها اتصالات في “حزب الله” الساعي لشراء مخدرات وأسلحة وذخيرة وبمساعدين في لبنان وفرنسا قادرين على غسيل الاموال. وبحسب المدعين, فإن القبيسي عبرت أيضاً عن رغبتها في بيع أجزاء طائرات لإيران رغم عقوبات أميركية ضد هذا البلد من شأنها حظر البيع. كما يقول المدعون أن أسمر زعم أنه محام له اتصالات ببنوك في أوروبا والشرق الاوسط مكنته من غسيل أي مبلغ مالي, وكان بوسعه أيضاً استخدام اتصالاته بـ”حزب الله” لتأمين شحنات المخدرات. وبحسب الادعاء, فإن المتهمين تآمرا لغسل ثمانية ملايين دولار لصالح تجار مخدرات مزعومين في أميركا الجنوبية والوسطى. وعلى سبيل المثال من واقع أوراق الدعوى, فإن الشرطة الفرنسية التقطت في مارس الماضي صوراً للقبيسي في باريس وهي تقبل حقيبة من عميل سري بها ربع مليون دولار قامت بتحويلها, بعد خصم 20 بالمئة كعمولة, إلى حساب سري في بروكلين من خلال بنك في دبي.

 

ريفي لـ”السياسة”: لن نسمح بتحويل لبنان مزرعة لصالح عون

نقولا: الجنرال سيترك خيط التواصل ممدوداً

بيروت – “السياسة”: رغم الترويج الذي كان في معظمه إعلامياً, عن حل ربع الساعة الأخير في مسألة “الترقيات” قبل أيام قليلة على إحالة العميد شامل روكز إلى التقاعد, جاءت المواقف السياسية قاطعة كل كلام, وبأن بوضوح كالشمس, أن هذه الصفحة طويت إلى غير رجعة, بعد سحب رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط يده من ملف التسوية ووقفه مساعي وزير الصحة وائل أبوفاعور, لتدوير الزوايا وإنجاز “سلة متكاملة” تقايض الترقيات بآلية عمل الحكومة, يُضاف إليه كلام وزير الدفاع سمير مقبل من دارة الرئيس السابق ميشال سليمان إنه “يجب قفل الحديث عن التعيينات والترقيات, فالموضوع انتهى, وعلى من يثير المسألة مراجعة قانون الدفاع الواضح جداً الذي يقول إن الترقيات مرتبطة بوزير الدفاع الوطني وهو الذي يقترحها”. وفي هذا الإطار, أكد وزير العدل أشرف ريفي ل¯”السياسة” أن “لا حظوظ بالحياة نهائياً لما يُحكى عن تسوية في مسألة ترقية بعض الضباط, باعتبار أنها تخرب المؤسسة العسكرية التي نراهن رهاناً كبيراً عليها عدا عن كونها تؤذي البلد ونحن لن نسمح بتحول لبنان مزرعة لصالح عون وجماعته”, واصفاً الأخير بأنه “ابتزازي … فكلما أعطيته شيئاً يطالب بآخر ويهدد بالتعطيل وإذا ما أراد أن يشل عمل الحكومة فالأمر سيان, لأن الحكومة تعاني موتاً سريرياً منذ مدة وأكثر من ذلك, فالبلد كله معطل, وبالتالي فإننا لن نرضى بابتزاز عون ونقدم له ما يريد حتى يزيد من طلباته, كأننا نحول البلد إلى مزرعة”. ورفض ريفي الحديث عن فلتان الشارع, قائلاً: “لا أحد يهددنا بالشارع ولن نكون موضع ابتزاز نهائياً, فإما يكون الأمن للجميع أو لا أمن على الجميع وعلى كل إنسان تحمل مسؤولية عمله”, داعياً إلى عدم المراهنة على حسابات إقليمية خطأ, “لأن من يضحك كثيراً يضحك أخيراً”. وشدد على أن إعادة إحياء بشار الأسد “مستحيلة”, لافتاً إلى أن التدخل العسكري الروسي في سورية زاد الأمر تعقيداً, إلا إذا كان بإمكانه تسريع الحل السياسي من دون الأسد. وبعد سقوط “تسوية الترقيات”, تتجه الأنظار إلى اليوم الأحد مع الموقف المرتقب صدوره عن رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون. وذكرت مصادر مطلعة أن عون رأس مساء اول من امس اجتماعا لقياديي “التيار الوطني الحر” وضعهم خلاله في اجواء المشهد المفترض ان يتظهر خلال تظاهرة اليوم لمناسبة “ذكرى 13 تشرين” (أي 13 أكتوبر 1990 يوم الإطاحة به وبحكومته العسكرية) على طريق القصر الجمهوري في بعبدا, وأعطى توجيهاته لتأتي المناسبة حضارية على قدر الحدث, اضافة الى الكلمة التي سيلقيها وتردد انها ستشكل خطا فاصلا بين مرحلتي ما قبلها وما بعدها. وفي هذا السياق, قال عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب نبيل نقولا في اتصال مع “السياسة”, إن اعتصام اليوم لجمهور “التيار الوطني الحر” وأنصاره على طول الطريق المؤدية إلى القصر الجمهوري من الحازمية إلى بعبدا, “هو البداية وليس النهاية بعد مرور 25 سنة من المعاناة”. ورأى أن هذا التحرك لن يكون مفصلياً, وانه يشكل “تحية لكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان وعن كرامة اللبنانيين”, واصفاً الاعتصام بمثابة الرفض للطريقة التي استخدمت في العام 1990 لإسقاط الشرعية اللبنانية وإبقاء البلد رهينة في أيدي المحتلين. وقال نقولا إن “الجنرال عون في كل المواقف السياسية التي يعلنها يترك الخيط للآخر ويبقي على أبواب الأمل مفتوحة, وهذا معروف عنه من العام 1988 حتى اليوم. في العام 1988 وتحت القصف المدفعي كان ينادي ويقول للسوريين تعالوا لنتفاهم. واليوم يقول الشيء نفسه وما زال رغم كل المواقف يؤيد الحوار والتفاهم ولن يدع وسيلة تخدم الوفاق الوطني إلا ويجربها لإبقاء هذا الخيط موصولاً مع كل الفرقاء”.

 

اعتصام للناشطين أمام منزل حمود ومخفر الرملة البيضاء

المستقبل/11 تشرين الأول/15/اعتصم ناشطون من حملة «طلعت ريحتكم« أمام منزل المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، في منطقة وطى المصطيبة مساء امس، مطالبين بالافراج عن الموقوفين في تظاهرة 8 تشرين الاول الجاري، وسط اجراءات لقوى الأمن الداخلي، وانتشار لقوة من الجيش. وقام عدد من المعتصمين بتكبيل أياديهم بحبال بلاستيكية، في إشارة إلى موقوفي الحراك الأخير، وأنشدوا الأغاني الثورية. واجتمع محاميا الحراك رامي عليق وعباس سرور مع القاضي حمود، بعدما كانا قد طلبا من قائد شرطة بيروت في قوى الأمن الداخلي العميد محمد الأيوبي، تأمين هذا اللقاء. وكان عدد من ناشطي الحراك تجمع أمام مخفر الرملة البيضاء في اعتصام رمزي للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين، الذين تمت تخلية سبيل عدد منهم وهما جورج أبي فاضل ومحمد علي قانصو من المخفر المذكور. في وقت لا يزال موقوفان إثنان في مخفر الجديدة و12 في مخافر أخرى. الى ذلك، يواصل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر درس ملفات الموقوفين، على خلفية الصدامات مع القوى الأمنية، على أن يتخذ في الساعات القليلة المقبلة الاجراءات القضائية اللازمة في حق من يثبت تورطه وتخلية سبيل غير المتورطين. وادعى امس على 11 موقوفاً وعلى 19 فاراً من وجه العدالة، بعدما تسلم محاضر التحقيقات الدولية، في جرائم القيام بأعمال شغب ورمي حجارة على القوى الامنية ومعاملتها بالشدة وتخريب الاملاك العامة والخاصة. وأحالهم على قاضي التحقيق العسكري الاول.

 

قزي: موقف "التشاوري" وطني وسندافع عنه حتى النهاية/عون يتظاهر في ذكـرى أسـقطه فيهـا حليفـه اليـوم/ أدعم وزير الداخلية وقوى الأمن والكتائب لن تقاطع الحوار

المركزية- لم تصل تسوية الترقيات الأمنية إلى خواتيمها السعيدة. وتالياً، لم تعد الحياة إلى حكومة الرئيس تمام سلام. في المقابل،انفجر الاحتقان الشعبي في الشارع معبرا عن غضب عارم لغياب الحلول الناجعة لواحدة من أكبر الأزمات في البلاد. كل هذا فيما طاولة الحوار بنسختها الجديدة لم تنجح حتى الساعة في تسجيل خرق على مستوى الملف الرئاسي، في وقت سرت معلومات عن احتمال مقاطعة بعض الأفرقاء، ومن بينهم الكتائب والمستقبل، حوار ساحة النجمة. وفي السياق، نفى وزير العمل سجعان قزي عبر "المركزية" "أي اتجاه لدى حزب الكتائب لمقاطعة طاولة الحوار"، لافتا إلى أن "الاهتمام يجب أن ينصب اليوم على قضيتين: رفع النفايات من الشارع ووضع حد لحال الشغب التي تتسع في داخل "التحركات الشارعية" وحولها. وأنا كوزير في الحكومة، أدعم وزير الداخلية وقوى الأمن في المحافظة على الأمن في البلاد، وخصوصا في العاصمة، وما تقوم به قوى الأمن ليس سوى فض استباقي لما يمكن أن يحصل في ممتلكات الناس والمؤسسات التجارية والاقتصادية في حال اجتاح عناصر الشغب الأسواق التجارية في بيروت وغيرها. لذلك، فإن الأمن في هذه المرحلة قبل كل شيء، لأن لا إصلاح من دون أمن, وأتمنى على المجتمع المدني الموجود فعلا، ويحمل مطالب محقة أن يعيد النظر في الأطراف التي تسللت إليه ليحافظ على نقاوته، وإلا، فعليه أن يتحمل مسؤولية اي تدهور في وضع البلاد. لبنان ليس ساحة لتصفية الحسابات. وفي ما يتعلق بالوضع الحكومي، أكد قزي أن "موقف اللقاء التشاوري هو الموقف الصحيح، على الأقل هذا ما نؤمن به كمكوّنات للقاء، ونحن مستعدون للذهاب حتى النهاية دفاعا عن هذا الموقف. ذلك أنه ليس موقفا سياسيا، أو تكتيكيا، أو كيديا، بل إنه دستوري ووطني"، مشددا على أن "لا يجوز اللعب بالمؤسسة العسكرية. في المقابل، وبقدر ما ندافع عنها لتبقى متراصة، نطالبها بان تكون حاضرة في حال حصول شغب"، ومشيرا إلى اتجاه لدعوة الحكومة إلى الاجتماع خلال الأسبوع المقبل. وعن التحرك العوني المتوقع غدا وانعكاسات موقف النائب العماد ميشال عون على الواقع الحكومي، لفت إلى "فصل بين حق التظاهر وعمل الحكومة، فهذا لا يلغي ذاك. من حق العماد عون التظاهر في هذه الذكرى التي اسقطه فيها من هو حليفه اليوم".

 

عون لقيـاديي التيـار: التغييـر آت قريبـاً ما كان مقبولاً في الأمس لن يكون كذلك غداً

المركزية- التغيير آت لا محالة، والانتظار لتحقيق ذلك ليس طويلاً، سيكون خلال شهر او حتى "أقل". بهذه العبارة خاطب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون امس قياديي وكوادر التيار الذين دعاهم على عجل الى اجتماع عقد في الرابية ليلاً. واضاف بحسب ما نقل بعض المجتمعين لـ"المركزية" ان قضية ترقية العسكريين وتحديداً العميد شامل روكز باتت وراءنا واليوم غير امس، وغداً لن يكون كما قبله وما كان مقبولاً لن يعود كذلك، ما كنت أطالب به وأسعى اليه "سيترجوني" لقبوله. الظروف الإقليمية مريحة جداً وهي ستنعكس حتماً على الساحة اللبنانية والتفاهم مع "حزب الله" ثابت كما تلمسون وهو اليوم اقوى من اي يوم مضى. واضاف عون: رهاننا لم يكن خاطئاً سواء على مستوى الداخل او الخارج. حتى ان المراجع الخارجية السياسية وغير السياسية باتت أكثر تفهماً وتعاطفاً معنا راهناً وأكثر من الايام السابقة. هناك البعض على المستوى السياسي الداخلي يغرد خارج إطاره وقفصه وهذا سيتضح أكثر فأكثر في الايام والأسابيع المقبلة. وعلمت "المركزية" ان النقاش بين القياديين تمحور حول شقين الأول ضرورة رفع السقف وقلب الطاولة والثاني طالب بالمهادنة من اجل الوصول الى الانتخابات النيابية. وان الفريق المطالب بالتصعيد عرض لسلسلة مواقف للفريق الآخر، يتبين منها على حد قوله انهم "يضحكون" علينا، لذا لا بد من قلب الأمور رأساً على عقب من خلال ترك الحكومة والحوار والوصول عبر سلوك هذا الطريق الى اجراء انتخابات نيابية انطلاقاً من موافقة الجميع على مبدأ النسبية. اما الفريق الآخر الداعي الى ضرورة ابقاء اليد ممدودة وهو يعكس رأي الغالبية بين المجتمعين، فقد شدد بحسب ما نقل على اعتماد سياسة الانفتاح على الأطراف والمكونات كافة، انطلاقاً من ان لبنان لا يقوم لا على الوفاق وسياسة التفهم والتفاهم وبالتالي ان سياسة رفع السقف وقطع الجسور مع الجميع تضر اكثر مما تفيد، خصوصاً وان اعادة تكوين السلطة محكومة بعمل المؤسسات القائمة. وانه تم التأكيد ختامأً على المضي في هذه الخطوات من خلال البقاء في الحكومة كما الحوار والعمل من خلال المؤسسات. أما بالنسبة الى تجمع الأحد على طريق القصر الجمهوري احياءً لذكرى شهداء 13 تشرين، فأكد عون على مفصلية المناسبة وأهمية الحفاظ على طابعها السلمي الحضاري والإطار الجغرافي المحدد على الأرض، مشدداً في هذا السياق على عدم تخطي الحاجز الثاني للجيش اللبناني المقام على طريق القصر الجمهوري والالتزام بما اتفق عليه في هذه النقطة تحديداً. وعلم في هذا الإطار، ايضاً ان بعض القياديين أبدى رغبة في التحرك مع الأنصار والمحازبين في اتجاه مركز التجمع على طريق القصر قبل الظهر وتحديداً في الحادية عشرة، وان تعليمات الرابية شددت على ضرورة ابقاء الطرقات في المنطقة مفتوحة وعدم التسبب في اي ازعاج للسيارات المارة وركابها. من جهة ثانية افادت المعلومات المتصلة بتظاهرة الغد، ان حلفاء التيار الوطني الحر لن يشاركوا فيها لا سيما "حزب الله"، لأن المناسبة تعني التيار في شكل خاص كما ان الحزب لم يشارك في التظاهرات التي نفذها التيار في ضوء اتفاق بين الجانبين في هذا الشأن.

 

هل سيرحّب حزب الله بمشاركة إسرائيل في قتال داعش؟

وسام الأمين/جنوبية/ 10 أكتوبر، 2015

ذكرت صحيفة الراي الكويتية نقلا عن الصحافة الاسرائيلية ان روسيا عرضت على إسرائيل المشاركة في تحالفها الشرق اوسطي ضد تنظيم "داعش". تحالف يضمّ إيران والعراق والرئيس الأسد وسوريا و"حزب الله" اللبناني وذلك من اجل مساندة نظام الاسد ومنعه من السقوط.

ذكر الصحافي الإسرائيلي المعروف ايهود يعاري في مطالعة ان “الروس عرضوا على إسرائيل إدارة حقول الغاز في مياهها الإقليمية، وقدموا للإسرائيليين ضمانات عسكرية مفادها ان حزب الله، الذي يمتلك صواريخ ارض – بحر روسية من نوع ياخونت يبلغ مداها 300 كيلومتر، لن يهاجم منشآت الغاز البحرية الإسرائيلية”. وكانت انتهت مساء الخميس الفائت لقاءات الوفدين العسكريين الروسي والإسرائيلي في تل أبيب، التي ناقشت تنسيق الأعمال العسكرية بهدف تجنب الاحتكاك في سوريا، وذلك مع تداول معلومات ان المباحثات تطرقت الى مصالح أساسية بين البلدين. وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، كتب ألون بن دافيد ان الدعم الروسي للأسد يمكن أن يخدم مصالح إسرائيل؛ لأنه يمكن أن يجلب الاستقرار لسورية، وهذا أفضل سيناريو لإسرائيل”. وفي اختزال لأهداف زيارة نتنياهو موسكو، والتدخل الروسي المكثف في سورية، خلص رون بن يشاي في “يديعوت أحرونوت” إلى أن “نتنياهو لا يذهب بأيادٍ فارغة، فمجرّد اللقاء نفسه يشكّل اعترافاً إسرائيلياً بالدور الروسي المتنامي في المنطقة، وهو ما يخدم تطلعات روسيا للاعتراف بها قوة عالمية، تقابل قيمتها مكانة الولايات المتحدة”. دعوة روسيا لاسرائيل وان كان ظاهره مكافحة الارهاب، الا انه وبشكل هو دعوه لها للانخراط في “تحالف مشاريع”، ظاهره قتال “داعش” وباطنه دعوة روسيا لإسرائيل ان تقف معها ومع ايران والنظام السوري في مواجهة مشروع التسوية الأميركية المدعوم من العرب والاتراك والذي يقضي بازاحة نظام بشار الاسد. فإغراء المحافظة على نظام الاسد وخيار “سوريا المفيدة” فيه مصلحة مؤكدة لاسرائيل وذلك بدل سيطرة انظمة اسلامية على الحكم في دمشق لها عمق عربي قوي ومتحالف مع الجار التركي الذي لم يعد يخفي طموحاته الاقليمية. لذلك فإن كان لا يعني اسرائيل كثيرا شعار مكافحة ارهاب داعش الذي يرفعه التحالفان في المنطقة، الغربي بقيادة اميركا والشرقي بقيادة روسيا، وتفهمه تل أبيب جيدا انه تنافس من اجل السيطرة والهيمنة على المنطقة وهو لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد، فإن اغراء بقاء نظام الاسد الضعيف في دولة تشكل ثلث المساحة الحالية لدولته هو اغراء لا يمكن مقاومته من قبل الدولة العبرية، التي خرج على لسان اكثر من مسؤول فيها ما يفهم منه ان “سوريا المفيدة” لإيران وروسيا (أي العلوية)، يمكن ان تكون مفيدة لاسرائيل أيضا. واخيرا يبدو ان ايران وحزب الله قد يرحبان في المرحلة القادمة بغارات سلاح الجو الاسرائيلي على فصائل المعارضة السورية تحت اولوية شعار “محاربة ارهاب داعش”، وذلك من اجل حماية نظام الاسد، وهو الهدف المشترك الاسراتيجي للايراني والروسي والاسرائيلي على حدّ سواء، ومن اجل حماية دولة “سوريا المفيدة” الآتية لاحقا، والتي ستكون مفيدة للجميع

 

حزب الله".. من شبَّ على شىء شاب عليه

طارق السيد/موقع 14 آذار/11 تشرين الأول/15

على الرغم من كل الأزمات التي يغرق بها "حزب الله" والتي تدفع به إلى المزيد من الهاوية، وعلى الرغم من الإنكسارات والهزائم التي تلاحقه على اكثر من صعيد، إلا أنه لا يزال يُبدع في لغة التهديد والوعيد اللذين يصلان في معظم الحالات الى حد التلميح بإهدار الدماء من خلال وصف شركائه في الوطن بالخونة والعملاء والمأجورين. منذ أن تأسس "حزب الله" وهو يمتهن نهج التعالي والاستبداد مع أبناء وطنه، فلم يوفر هذا الحزب وسيلة قمعية وفوقية الا ومارسهما ولم يترك موبقة الا وارتكبها ودائما لحسابات خارجية لا تعود على البلد الا بالأذية وكأنه يحمل شعارا يقوم على تحويل لبنان من وطن هادئ وآمن الى بركان متفجر لا يهدأ ولا يترك مساحة إلا وتطالها نيرانه وكأن زرع الخراب والدمار والرعب هم من الأسس والمبادئ التي قام عليها. واليوم يتابع الحزب ممارساته العدوانية بحق أبناء طائفته قبل غيرهم، يغرقهم في القتل ويخلق لهم اعداء بين الحين والاخر ويأخذهم "مكبلين" الى الموت ليعود ويصفهم بـشهداء "الواجب الجهادي". لم يترك منزلا الا وادخل الحزب اليه ولم يترك عائلة في بيئته إلا وأخذ خيرة شبابها إلى حرب لا يفقهون فيها سوى أن هناك من يريد قتلهم فقط لأنهم ينتمون إلى مذهب محدد، وهي أكذوبة ما زال يستعملها الحزب في كل مرة يجد فيها نفسه محشوراً بين دماء جمهوره وصعوبة تحقيق مشروعه.

بعد مضي أكثر من ثلاثين عاما على تأسيسه، ثمة من يعيش داخل مناطق "حزب الله" قد أصبح اكثر واقعية من قبل، ومعها بدأ يخرج من غيبوبته ويُدرك أن هذا الحزب قام يومها على مشروعين وهميّن دخل على أساسهما من باب المجتمع اللبناني العريض والمتنوع إلى زواريب المذهبية الضيقة ليفرض على الطائفة التي خرج منها، جملة شرائع وقوانين مستوردة تحولت لاحقاً إلى دستور صارم ومتشدد داخل مناطق نفوذه، لكنه في الوقت نفسه، قابل للنقاش وتبادل وجهات النظر خصوصا إذا ما تعلق الأمر بأحد أفراده إذ يمكن أن يتحول هذا الفرد من قاتل ومطلوب للعدالة الدولية إلى قديس هارب من حقيقة لا بد انها آتية ولو بعد حين. "حزب الله" الضائع بين الاجندات التي تتلاعب به وتتقاذف مصيره بين الداخل والخارج، لا يجد حرجاً في تبديل أولوياته وفقا للظروف، فهو يدعو لاتقلابات في دول، بينما يخرج في الوقت نفسه مهزوما ومكسورا من دول اخرى. يتلاعب بمصير عناصره ليعود ويحرض أهاليهم ضد افرقاء سياسيين في البلد بعد إتهامهم بدعم إرهاب هو من استجلبه الى بيئته وغض الطرف عن افعاله وممارساته فقط ليؤكد نظرياته وصوابية قراراته وكأن حياة المواطن تحولت بالنسبة اليه، الى حقل تجارب يمكن أن يستخدمها في صفقات جانبية وفي عمليات الربح والخسارة. من تجارة المخدرات وسرقة السيارات واحتلال المؤسسات الدستورية والسطو على املاك الدولة واستباحة العقارات العامة والخاصة، مرورا باحتلال البلد وترويع الامنين وقتل الاطفال الابرياء برصاصه الطائش، وصولا الى انتهاجه سياسة نبش القبور وتوجيه سهامه واحقاده ضد دول جارة وشقيقة لها في كل منزل وشارع بصمة تدل على خيرها، يسير "حزب الله" على خطى الانظمة الديكتاتورية التي تأقلم معها منذ الثمانينات حتى أصبح جزء اساسي منها يتبع لمنظومتها وينفذ إجرامها.

 

عون يعيش الحلم

خالد موسى/ موقع 14 آذار/11 تشرين الأول/15

تتوجه الأنظار اليوم نحو قصر بعبدا، حيث التظاهرة التي يقيمها التيار "الوطني الحر" بمناسبة ذكرى شهداء معركة 13 تشرين الأول 1990، خصوصاً أن هذه التظاهرة تتزامن مع إنسداد الأفق أمام التسويات لا سيما المتعلقة بالترقيات ومن بينها ترقية صهر الجنرال قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني العميد شامل روكوز الى رتبة لواء مع العلم أن ليل الأربعاء – الخميس يحال الى التقاعد. وعلى هذا الأساس ينتظر الأقطاب الكلمة المرتقبة التي سيلقيها عون أمام قصر بعبدا، وما ستتضمن من مواقف ممكن أن تعمل على تأزيم الوضع في البلد أكثر، خصوصاً إذا ما قرر قلب الطاولة على الجميع والإنسحاب من الحوار وسحب وزرائه كذلك من الحكومة المتوقفة عن عقد الجلسات نتيجة تعطيلها من قبل عون نفسه وحلفائه.

بالتزامن، تتواصل التحضيرات اللوجستية على قدم وساق أمام القصر وتنشط الماكينة الحزبية للتيار "الوطني الحر" في كل المناطق من أجل الحشد لتظاهرة اليوم، وهي تتواصل مع جميع المحازبين من مختلف المناطق اللبنانية لإعادة لم الشمل وتجميع أكبر حشد من المواطنين في تلك البقعة عشية الذكرى، كما تعمل على تأمين النقل لهم من وإلى بعبدا.في حين تتخذ القوى الأمنية والعسكرية إجراءات أمنية مشددة مواكبة للتظاهرة على طول الطريق الممتد من بيروت حتى قصر بعبدا، حفاظاً على سلامة التظاهرة ومنعاً للقيام بأي أعمال. فكيف تنظر الأقطاب المسيحية الأخرى الى هذه التظاهرة، وهل ستكون كما سابقاتها؟.

الهبر: التصعيد الذي يقوم به الجنرال ليس بمحله

في هذا السياق، يعتبر عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب فادي الهبر، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "التصعيد الذي يقوم به الجنرال في كل مرة لا يكون بمحله، في وقت يعيش به البلد حراكا شعبيا كبيرا ضد كل الطبقة السياسية"، مشيراً الى انه "على الجنرال عون ان يسأل نفسه: أليس موجوداً في الحوار، وفي الحكومة؟".

ويلفت الى أن "النائب عون يريد أن يكون رئيساً للجمهورية بينما يعطل هو نفسه مع حلفائه حصول هذه الإنتخاب، فهو يقوم بالشيء ونقيضه على قاعدة خالف تعرف"، مشيراً الى أن "عون إنتهازي بامتياز فهو يستغل مناسبة كذكرى شهداء 13 تشرين الأول من أجل تحقيق مصالحه الشخصية".

ويشدد الهبر على أن "البلد بحاجة اليوم الى الإستقرار والتوجه الى الملفات الرئيسية وأولها انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد الإنتظام الى الحياة السياسية المعطلة في البلد".

سعد: حزب الله سيكون حاضرا

بدوره، يعتبر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب أنطوان سعد، في حديث خاص لموقعنا، أن "عون سيحاول التصعيد غداً من خلال تأمين حشد كبير أمام القصر ليقول أن لديه تمثيل كبير على أرض وانه يمثل أكبر عدد من الشعب اللبناني"، مشيراً الى أن "الجنرال لن يكون وحيداً هناك، بل حزب الله سيعمد الى دعمه بأعداد كبيرة من المشاركين".

وفي شأن الكلمة المرتقبة لعون، لفت الى أن "عون لن يذهب في التصعيد في ما خص الحكومة ولن يسحب وزراءه منها، بل سيدعوهم الى الإعتكاف وعدم حضور الجلسات"، مشدداً على انه "في حال قرر عون الدخول الى قصر بعبدا فإنها ستكون سابقة تاريخية في تاريخ الجمهورية، ويكون قد أنهى نفسه".

وأشار الى ان "الكلمة التي سيلقيها الجنرال أمام القصر ممكن أن تخفف من عنجهيته خصوصاً انه يعتبر ان الوصول الى قصر بعبدا حلم يراوده منذ وجوده على رأس المؤسسة العسكرية، أو ممكن أن تزيد من حقده على الذين لم يوافقوا على انتخابه رئيساً للجمهورية وانا واحد من هؤلاء"، معتبراً ان "تسوية الترقيات لم تكن قانونية من الاساس، فمنذ بداية الجيش لما يحكي كما حكي اليوم عن موضوع الرتقيات العسكرية السياسية، وهذا ما يدفع ببعض العمداء والضباط باللجوء الى السياسيين من أجل الترقية وهذا يهدد إستقرار المؤسسة العسكرية، وانا أؤيد وزراء الكتاب والرئيس ميشال سليمان على موقف رفض التسوية مع محبتي واحترامي للعميد شامل روكوز الذي يستحق هذا الأمر ولكن ليس على حساب مستقبل المؤسسة العسكرية وإستمراريتها

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فتفـت: ليتحمّلـوا مسـؤولية نسـف الحكومة امام اللبنانيـين و"الترقيات صعبة جداً بعدما "تجاهل "التيار" "سليمان وقيادة الجيش

المركزية- تتجه الانظار الى احتفال "التيار الوطني الحر" غداً بمناسبة ذكرى 13 تشرين، والمواقف التي سيُطلقها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون والتي يُحدد فيها توجّهه في المرحلة الجديدة على مستوى مشاركته في الحكومة والحوار اضافة الى ملف الترقيات العسكرية الذي طُوي بتعيين بديل عن قائد فوج المغاوير السابق شامل روكز. عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت ذكّر عبر "المركزية" بموقف "التيار" من الترقيات الذي عبّر عنه الرئيس سعد الحريري بقوله "اذا كانت الترقيات تؤدي الى تهدئة في البلد وتفعيل عمل الحكومة وفق الاسس الدستورية نسير بها، اما اذا كان الهدف الابتزاز فنرفضها".

واوضح ان "الترقيات الان اصبحت "صعبة جداً" لان من طالب بها تصرف "من دون حكمة" مع الرئيس ميشال سليمان ووزير الدفاع سمير مقبل وقيادة الجيش، عبر محاولته لاستفزازهم وتجاهل تمثيلهم في الحكومة"، ورفض ما قاله هؤلاء عن انه يكفي تحدّث الرئيس الحريري مع "اللقاء التشاوري" وقيادة الجيش فتحلّ مسألة الترقيات"، واوضح "لسنا "حزب الله" كي نفرض على حلفائنا ما نريد". وقال "قلنا سابقاً للعماد عون كي تكون مرشّح تسوية عليك ان تبدأ بذلك عند المسيحيين، لكنه تصرّف عكس ذلك"، وسأل "هل تفعيل عمل الحكومة يصبّ في مصلحة "تيار المستقبل" او "14 آذار" ام في مصلحة كل اللبنانيين"؟ وشدد على اهمية ان "يُدرك الشعب اللبناني ان هناك اطرافاً سياسية تُعطّل الدولة ومصالحهم لغايات شخصية". اضاف فتفت "الفريق الاخر يريد منّا "اجبار" حلفائنا على السير بالترقيات، لكن لا قدرة لدينا على القيام بذلك ولا نيّة ايضاً، ونرفض ان يُهددوننا بتحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال اذا لم نوافق على ما يريدون. هذا ابتزاز. ليتحمّلوا هم وامام الشعب اللبناني مسؤولية نسف الحكومة". واعتبر ان "دعوة الحكومة الى الانعقاد الاسبوع المقبل رهن بموقف "حزب الله" منها، فاذا اعلن رفضه الدعوة، فان الرئيس تمام سلام لن يعقدها انطلاقاً من كونه رئيسا وسطيا ولا يعقد جلسة للحكومة في ظل مقاطعة فريق معيّن". الى ذلك، ايّد فتفت "اقامة مطمر للنفايات في البقاع الشمالي، لان مناطق كثيرة في السلسلة الشرقية بعيدة من مصادر المياه الجوفية صالحة كي تكون مطمراً"، مشيراً الى ان "حزب الله" رفض في البداية اقامة مطمر في السلسلة الشرقية في البقاع الشمالي لاعتبارات عسكرية واستراتيجية".

 

جريج: هل المطالب بتطبيق القانون هو المعطل؟ تمنى على سلام عقد جلسة للشــؤون الحياتية

المركزية- منذ حوالي الأسبوع يتصدر وزراء الكتائب والرئيس ميشال سليمان النقاشات حول الوضع الحكومي الغارق في دوامة التعطيل، بعدما أتى تعيين خلف للعميد شامل روكز في قيادة فوج المغاوير ليعدم فرص التسوية لإرضاء العماد ميشال عون العائد غدا إلى الشارع، بعدما احتضن الأخير الخميس الفائت مجموعات الحراك المدني وشهد على واحدة من أشرس المواجهات مع قوى الأمن الداخلي، والتي ساهمت في رفع منسوب الضغط على الحكومة. وفي السياق، أشار وزير الاعلام رمزي جريج في حديث لـ "المركزية" إلى أن "من يحملنا مسؤولية التعطيل سيء النية. ذلك أن موضوع الترقيات طرح من قبل الفريق الذي يطالب بـ "حق نقض". وسأل: هل من يطالب بتطبيق القانون وإجراء الترقيات وفقا للقوانين، وهذا موقف مبدئي، هو الذي يعطل؟ أم أن المتمسك بمطالب شخصية هو الذي يعطل؟ وقال "سمعت أن جميع الوزراء سيحضرون الجلسة، إذا حُصر جدول الأعمال بقضية النفايات. نأمل في أن تبحث أزمة النفايات أولا، ولكن هناك كثيراً من الأمور يجب أن يناقشها مجلس الوزراء لأنها تتعلق بحياة الناس اليومية، أتمنى على الرئيس سلام عقد جلسة لهذه الغاية". وأعرب عن أسفه "لتشويه صورة الحراك المدني بأعمال الشغب التي حصلت منذ يومين. ليس هذا الحراك الوطني، وهذه ليست الطروحات التي تعبر عن غضب الشعب وسخطه من الحال التي بلغتها البلاد، سواء لجهة النفايات أو سواها من المطالب كالكهرباء، أو حتى المطالبة بقانون انتخاب جديد وبتجديد الطبقة السياسية. كل هذه المطالب محقة، لكن صورة الحراك شوّهت بسبب أعمال الشغب. لكنني آمل في أن يستمر الحراك الشعبي بذهنية وأسلوب حضاريين".

 

عراجــي: نقلــه الـــى "الشــمالي" خفّــف التـوتر ومطمر البقاع الى السلسلة الشرقية وحام ابرز المواقع المرجحة

المركزية- تنتظر خطة الوزير اكرم شهيّب لمعالجة ازمة النفايات "الموافقة" من جهات حزبية ومناطقية في البقاع لاقامة مطمر هناك للبدء بالتنفيذ. وبعدما نالت الخطة جرعة دعم سياسية من المتحاورين في جلسات الحوار الاسبوع المقبل واعطيت اشارة الضوء الاخضر لوضعها على سكّة التنفيذ، يبدو ان الاسبوع المقبل سيكون حاسماً في هذا الموضوع لجهة دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد لمناقشتها كبند وحيد على جدول الاعمال بعدما اُنجز العمل في مطمر سرار ومطمر الناعمة في إنتظار مطمر البقاع. وفي حين رجّحت المعلومات ان "تكون منطقة حام في السلسلة الشرقية جنوب مدينة بعلبك من بين مناطق عدة في السلسلة قد يتم اختيارها لاقامة مطمر البقاع"، اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي عبر "المركزية" ان "نقل المطمر الى منطقة البقاع الشمالي سيُساهم في تخفيف التوتر في البقاع، لان الموقعين السابقين في البقاع الاوسط اثارا نقمة في صفوف الاهالي حيث طُرحت تساؤلات عدة عن الاسباب التي تمنع اقامة مطمر في البقاع الشمالي حيث توجد مناطق صحراوية كثيرة وبعيدة من المياه الجوفية على عكس البقاع الاوسط". ولفت الى ان "كان الاجدى منذ وضع خطة الوزير شهيّب عدم ادراج البقاع الاوسط على خريطة المطامر، لانه "بوّابة" لبنان من السلسلة الشرقية، اضافة الى احتوائه على ابار مياه جوفية كثيرة".

من جهة اخرى، اسف عراجي للتعطيل الذي يضرب المؤسسات الدستورية"، مستبعداً ان "يتمكّن المتحاورن من ايجاد حلول للازمة التي نتخبّط فيها"، ومؤكداً اننا "مستمرون بالمشاركة في الحوار برئاسة الرئيس نبيه بري".

 

غبريل: "المال" ستنجح في إصدار اليوروبوند والكلام عن انهيار تهويل/الخسائر الإقتصادية 17 مليار دولار بين 2011 و2014 وقابلة للزيادة

المركزية- رأى رئيس قسم الدراسات والأبحاث الإقتصادية والمالية الدكتور نسيب غبريل أن "وزارة المال ستنجح في إصدار سندات الـ"يوروبوند" الأخير وتسويقه"، عازياً ذلك إلى "المستثمرين المحليين الذين سيكتتبون في معظمهم، أي المصارف التي تلعب هذا الدور للحفاظ على الإستقرار المالي في البلد".

وقال لـ"المركزية": نسمع بعض التهويلات بأن الإقتصاد اللبناني على شفير الهاوية وأن المالية العامة ستنهار...، كل ذلك يبقى في خانة التهويل لا أكثر ولا أساس له من الصحة، برغم أن البلد في حال من الجمود الإقتصادي والتباطؤ والفرص الضائعة وارتفاع العجز والمديونية العامة، لكن ذلك لا يعني أننا على شفير الهاوية والإنهيار. فالمالية العامة مستقرة لأن المصارف تغطي عجز الموازنة وتكتتب بسندات الخزينة، وهي تحتفظ بها حتى موعد استحقاقها حينئذٍ تستبدلها، وبالتالي لا تبيعها عند أي هزة سياسية أو أمنية، وهذا أمر مهم، مع التذكير أن المصارف لا يمكنها أن تستمر إلى ما لا نهاية في تمويل العجز من دون مباشرة الدولة بالإصلاحات الجذرية المطلوبة. وعن مدى توفير الملاءة المصرفية حصناً مالياً للبنان في ظل الظروف الراهنة، قال غبريل: إن القرار الإقتصادي والنمو في لبنان مبنيان على ثقتيْ المستثمر والمستهلك. فالنمو الإقتصادي تراجع بشكل حاد بمعدل سنوي بلغ 9،2 في المئة بين 2007 و2010، إلى 1،4 في المئة بين 2011 و2014، مع توقعات أن يكون النمو في العام 2015 قريباً من الصفر في المئة، ما أدى إلى خسائر اقتصادية متراكمة بلغت 17 مليار دولار بين 2011 و2014، في المقابل هناك تراجع في نمو عدد من القطاعات اللبنانية ومنها في حال من الجمود، كذلك هناك تراجع في ثقة المستهلك المقيم، بحسب مؤشر بنك بيبلوس. وتابع: برغم كل ذلك، ليس هناك انهيار اقتصادي بل إستقرار بسبب الدور الذي تلعبه المصارف اللبنانية، فالإستقرار موجود نتيجة الثقة بالقطاع المصرفي وتحديداً بالمصارف التجارية وإداراتها، وبقدرتها على التأقلم مع الأزمات، وهذه الثقة تؤدي إلى استمرار ارتفاع الودائع في القطاع المصرفي، المقيمة أو غير المقيمة، الأمر الذي يساعد القطاع المصرفي في تمويل حاجات القطاع الخاص البالغة 52 ملياراً و400 مليون دولار في نهاية آب 2015، أي أكبر من حجم الإقتصاد. كذلك تساعد المصارف في تمويل حاجات الدولة إلى الإستدانة المضطردة، وفي دعم قدرات مصرف لبنان على تثبيت سعر صرف الليرة، من خلال الإحتياطي الإلزامي بالعملات الأجنبية، وكذلك الودائع غير الإلزامية، والحفاظ على مستوى مرتفع من السيولة في الظروف الراهنة، حيث البيئة التشغيلية غير المستقرة. وفي الأرقام، لفت غبريل إلى بلوغ ودائع القطاع الخاص في المصارف 149 ملياراً و600 مليون دولار في نهاية آب 2015، "وهذه أحدث إحصاءات لم تنشرها جمعية المصارف حتى الآن"، إذ ارتفع مجموع هذه الودائع 5 مليارات و200 مليون دولار في الأشهر الثمانية الأولى من السنة، وهو شبيه بالرقم المحقق في العام 2014، كذلك ارتفعت ودائع المقيمين 3 مليارات و800 مليون دولار، وغير المقيمين ملياراً و400 مليون دولار في الأشهر الثمانية الأولى من السنة، ما يظهر أن الودائع مستمرة في الإرتفاع برغم كل ما يحصل، وذلك يعود إلى عامل ثقة المودع بالمصارف التجارية اللبنانية وإداراتها، والثقة بقدرات مصرف لبنان على تثبيت سعر الصرف. أضاف: أما مؤشر السيولة فلحظ أن مجموع التسليفات للقطاع الخاص على الودائع بلغ 35 في المئة نهاية آب الفائت، وهي نسبة إيجابية جداً تظهر معدل السيولة المرتفع جداً. أما مجموع رأسمال المصارف فبلغ في الشهر المذكور 16 ملياراً و400 مليون دولار، بزيادة 9 في المئة من نهاية آب 2014. وقال: كل تلك العوامل لا تظهر دور المصارف في الإستقرار الإقتصادي فحسب، إنما أيضاً مدى حيويتها لهذا الإستقرار خصوصاً في ظل تراجع النمو الحاد والخسائر الإقتصادية المتراكمة والمرشحة للزيادة في العام 2015، مع نمو شبه صفر. وذلك لا يعني أن المصارف تعيش في جزيرة وتحقق أرباحاً خيالية بغض النظر عن البيئة التشغيلية، إنما على سبيل المثال تراجع معدل التسليفات المصرفية للقطاع الخاص إلى مليار و500 مليون دولار في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، في مقابل مليارين و400 مليون في الفترة نفسها من العام 2014. ما يدل على تراجع فرص النمو المحلي، في مقابل تزايد حاجات الدولة إلى الإستدانة.

 

جنبـلاط يؤيـد جهــود المشـنوق: بعض الحراك يقطع الطرق على الحلول

المركزية- اعتبر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "ان تحول بعض الحراك إلى مجموعة من المشاغبين تهدف إلى قطع الطرق على الحلول بدءاً بقضية النفايات"، وعبّر عن "تأييده للجهود التي بذلها ويبذلها وزير الداخلية نهاد المشنوق في هذه المرحلة الحساسة والصعبة من تاريخ لبنان". أدلى جنبلاط بالتصريح الآتي: "في الوقت الذي سعينا فيه لإنجاز تسوية سياسية تشمل فتح مجلس النواب وتفعيل عمل الحكومة والتوافق على قانون إنتخاب يراعي صحة التمثيل، بدأ التخريب على هذه الجهود التي ترمي إلى حماية الإستقرار والسلم الأهلي إزاء التطورات الإقليمية الخطيرة. وإذا كنا قد عبرنا في أكثر من محطة عن تفهمنا لا بل تأييدنا للشعارات والمطالب التي رفعها الحراك الشعبي وصولاً إلى حد القبول بإدانة الذات في محاولة للتعبير عن أحقية بعض ما كانت تتم المطالبة به، إلا أن ذلك لا يعني القبول بجر البلاد إلى الفوضى العبثية والوقوف موقف المتفرج أمام من أصبحوا يستسيغون تحطيم الأملاك العامة والخاصة ويعملون على التدمير المنهجي للإقتصاد والمؤسسات السياحية والتجارية. إن تحول بعض هذا الحراك إلى مجموعة من المشاغبين تهدف إلى قطع الطرق على الحلول بدءاً بقضية النفايات للإبقاء على شماعة يستخدمونها لإطالة عمر حراكهم الذي صار مشبوهاً في الكثير من محطاته، هو أمر لم يعد مقبولاً.

وإذا كنا جميعاً، ولا نزال، نرفض أن يماثل لبنان الأنظمة القمعية والبوليسية ودفعنا الأثمان السياسية الباهظة لتحريره من النظام الأمني الذي سيطر عليه في حقبة سابقة، فهذا لا يعني الموافقة على أن يتحول بعض الإعلام لممارسة وظيفة التحريض اللامسؤول، أو الموافقة على إفقاد الدولة دورها في ضبط الأمن وتوقيف المخلين به والمشاغبين وكل الذين يدمرون الأملاك العامة والخاصة بشكل يتخطى كل أصول التعبير السلمي والديموقراطي الذي تتلطى خلفه بعض مجموعات الحراك للإنقضاض على الإستقرار الداخلي وإشاعة مناخات الفوضى العبثية المدمرة. فهل أن قيام وزارة الداخلية بدورها في ضبط الأمن وتوقيف المخلين به يستوجب قطع الطرقات وإقفالها في وجه المواطنين؟ وماذا لو أوقفت الوزارة غداً أحد المتهمين بتفخيخ سيارة تمهيداً لتفجيرها، هل سيقطع هؤلاء الطرقات أيضاً؟ إن بعض هذا الحراك المشبوه يأخذ في طريقه تلك الشريحة الواسعة من اللبنانيين التي تبحث عن التغيير الحقيقي وتحلم به، وهذا حقها، ويبعثر أي فرصة فعلية برسم واقع جديد يمكن من خلاله النفاذ إلى الإنتقال بالواقع اللبناني من حال المرواحة والتراجع إلى حال التقدم والإصلاح ومكافحة الفساد. إن تحطيم هيكل الدولة وتشويه صورتها وتبديد جهودها لا يصب في مصلحة اللبنانيين الذين ستبقى الدولة ملاذهم الأول والأخير والأوحد بصرف النظر عن أعمال بعض الصبية المخربين والعبثيين الذين يريدون كل شيء ولا شيء في الوقت ذاته. ختاماً، أعبر عن دعمي وتأييدي لكل الجهود التي بذلها ويبدلها وزير الداخلية في هذه المرحلة الحساسة والصعبة من تاريخ لبنان. كما أحيي إنضباط ضباط وعناصر قوى الأمن الداخلي الذي تتمتعوا بالحكمة والصبر والتروي رغم وابل الحجارة والإهانات والإستفزازات التي تعرضوا لها بشكل متواصل.

 

 نقـولا: تعميـم الفسـاد للتعميـة و"التيار" تقدم بقوانين اصلاحية عدة

المركزية- أكد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا ان كتلة التيار الوطني الحر تقدمت بقوانين إصلاحية عدة لافتاً الى أن "الحراك المدني مقدس لكن يجب الا يتم تحويله إلى خدمة أحد"، معتبرا أن "عملية تعميم الفساد على جميع النواب هي لتعمية الحقيقة، لأننا نحن من بدأنا بالمطالب التي يرفعها اليوم الحراك". وفي حديث إذاعي أوضح أننا "لا نزال صامدين في مطالبنا لأننا نعلم أين نذهب، ونحن دخلنا إلى السلطة كي نغير، ونحن أكبر كتلة قدمت قوانين اصلاحية وعليهم ألا ينكروا هذا الامر"، مؤكداً أن "وجودنا كان لمحاربة الفساد ولنا جولات وصولات في هذا الموضوع ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ومنذ عودته لم يترك مناسبة إلا وتكلم فيها عن الفساد". واتهم نقولا وسائل الاعلام بمحاربة التيار الوطني الحر، قائلا: "هذه الوسائل كانت كلما نتكلم عن موضوع فيه فساد معين تقطع لنا الحديث وتأخذنا إلى احاديث سياسية أخرى، وكلنا نعلم الاموال التي دفعت إلى الاعلام لمحاربة التيار الوطني الحر".

من جهة أخرى، أشار إلى ان "عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني كان دائما يصرح بعكس ما يحصل داخل جلسة لجنة الأشغال العامة وهذا غير مقبول لهذا طالبنا بأن تكون الجلسات علانية كي نوقف "كذبه وعهره السياسي"، كاشفا ان "قباني كان عليه مستحقات في مؤسسة كهرباء لبنان بلغت 16 مليوناً و 192 ألف ليرة لبنانية ودفعها منذ شهرين فقط"، مشدداً على انه "لن يشارك بعد الآن أي جلسة يترأسها قباني لأنها لن توصلنا إلى نتيجة"، لافتا إلى "العهر الاعلامي لبعض المؤسسات الإعلامية التي نعلم إلى من تنتمي والتي لديها حملة فقط على التيار الوطني". وعن مشروع سد جنة، أوضح نقولا أن "كل بلدان العالم بسبب التصحر تلجأ إلى انشاء السدود، وهناك 30 في المئة من مياه سد جنة ستذهب لجبيل و70 لبيروت كما سيولد هذا السد طاقة كهربائية نظيفة". وإعتبر "قصة النفايات "تفنيصة" كبيرة"، سائلاً "ما القرار الذي ستتخذه الحكومة في أي جلسة لها حول هذا الملف في ظل معارضة الأهالي؟". وأكد ان "قرار مشاركة التيار في جلسة الحكومة في حال الدعوة إليها لم يتخذ بعد وأنا أعتبر ان أي جلسة ستعقد لا لزوم لها".

 

 الحاج حسن: لا يمكن لأي حل أن يحصل إذا كان فيه كسر أو وهم بكسر التيار الوطني الحر وحلفائه

السبت 10 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد وزير الصناعة حسين الحاج حسن أنه "من منطلق المسؤولية والإيمان والدفاع عن البلد، لا ينبغي أن يتوقف أحد عن محاولة إيجاد حلول. لكن لا يمكن لأي حل أن يحصل إذا كان فيه كسر أو وهم كسر للتيار الوطني الحر وحلفائه".

وقال خلال رعايته حفل افتتاح مهرجان الزيتون الأول في بلدة القصر - قضاء الهرمل، الذي نظمه "الاتحاد التعاوني الاقليمي" في البقاع وبلدية القصر وجمعية "الهرمل الإنمائية"، في حضور حشد من فاعليات وأهالي المنطقة: "إن كل ما حققه بعض فرقاء الحكومة وفريق الرابع من آذار هو تعطيل وإيذاء للبنانيين جميعا، وشل عمل الحكومة"، متسائلا "هل هذا إنجاز يفتخر به في هذه الظروف الصعبة والمصيرية على كل المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية؟".

وتخلل الحفل كلمة لرئيس بلدية القصر ديب قطايا، طالب خلالها وزير الزراعة أكرم شهيب "دعم مزارعي المنطقة وتصريف إنتاجهم"، وكلمة شكر لمدير الاتحاد "التعاوني الاقليمي" في البقاع خضر جعفر، كذلك عرض مصور حول زراعة الزيتون وكيفية العناية به.

بعدها، قص الحاج حسن شريط الافتتاح، وجال مع الحضور في أرجاء المعرض، الذي يضم ثمار الزيتون وكل ما يتعلق بها من مشتقات.

 

جعجع نعى سكاف: أعان الله عائلته ومحبيه على هذا المصاب الأليم

السبت 10 تشرين الأول 2015 /وطنية - نعى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الوزير والنائب السابق ايلي سكاف. وقال في بيان: "إلى إيلي سكاف، لقد تعرفنا على بعضنا في أوائل التسعينات وأصبحنا أصدقاء في فترة قياسية، كنا نلتقي دوريا كل أسبوعين أو ثلاثة، ونتكلم بأمور البلاد والعباد، وكانت نظرتنا للأمور متشابهة". أضاف: "اعتقلت عام 1994 واقتادتني سلطة الوصاية إلى غياهب السجون وعندما خرجت وجدتك في الموقع السياسي الآخر، لكن ذلك لم يؤثر ولا للحظة بصداقتي ومحبتي لك". وختم: "رحمك الله إيلي سكاف وأعان زوجتك وأولادك وأقاربك وعائلة سكاف الكريمة وأهالي زحلة وكل محبيك على تحمل هذا المصاب الأليم".

 

وطنية - غيب الموت اليوم رئيس "الكتلة الشعبية" النائب والوزير السابق الياس جوزيف سكاف، عن 67 عاما، بعد صراع مع المرض.

أسرة "الوكالة الوطنية للاعلام" تتقدم من عائلة الراحل بأحر التعازي، راجية من الله أن يلهمها الصبر، ويسكنه الأخدار السماوية. وفي ما يلي نبذة عن حياته: ولد السياسي إلياس سكاف أبن زحلة في 11 تشرين الأول عام 1948 في قبرص، وهو ابن النائب والوزير جوزيف سكاف ووريثه سياسيًا.عاش سكاف طفولته مع والدته في نيوزيلندا وتلقى تعليمه الابتدائي فيها حتى بلغ عامه السادس عشر، ليعود بعدها إلى لبنان، حيث تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة شارل سعد في الشويفات. عام 1975 تخرج من كلية الهندسة الزراعية في الجامعة الأميركية في بيروت. تزوج من ميريام جبران طوق، ولديهما ولدان: جوزيف وجبران. حياته السياسية: بعد وفاة والده عام 1991، ترشح الى الانتخابات النيابية عام 1992 عن دائرة البقاع وهي الانتخابات الأولى بعد اتفاق الطائف، فانتخب نائبًا عن البقاع في دورتي أعوام 1992 و1996، ثم نائبًا عن زحلة في دورتي 2000 و2005. خسرت لائحته كاملة في انتخابات عام 2009 في حين خسر هو مقعده أمام نقولا فتوش وأنطوان أبو خاطر. شارك سكاف كوزير بأكثر من حكومة، فكان وزيرًا للصناعة من 17 نيسان 2003 حتى 26 تشرين الأول 2004 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إميل لحود، وتولى وزارة الزراعة من 26 تشرين الأول 2004 حتى 19 نيسان 2005 في حكومة الرئيس عمر كرامي في عهد الرئيس إميل لحود، ومن 11 حزيران 2008 حتى 9 تشرين الثاني 2009 في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعهد الرئيس ميشال سليمان. شارك كممثل عن طائفة الروم الكاثوليك والكتلة الشعبية في طاولة الحوار الذي دعى إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في آذار عام 2006، وشارك بعدها بجميع طاولات الحوار التي تمت منذ ذلك الوقت حتى خروجه من المجلس النيابي عام 2009، كما شارك بصفته على طاولة الحوار أثناء عضويته بها بالتوقيع على اتفاق الدوحة في أيار 2008. أسس عام 2001 مؤسسة إلياس جوزيف طعمة سكاف الخيرية الاجتماعية.br />

 

"تايمز": على بريطانيا التدخل عسكرياً وإجبـار الأسـد على المفاوضــات

المركزية- نشرت صحيفة "تايمز" البريطانية مقالا دعت فيه الحكومة البريطانية إلى التدخل عسكريا في سوريا للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإجبار نظام الرئيس بشار الأسد، على الدخول في المفاوضات. ولفتت الى "ان من واجب الحكومة الأخلاقي أن تدافع عن مصالح شعبها، بالطرق القانونية. وبالنظر إلى أن مئات الآلاف من البريطانيين التحقوا بتنظيم "الدولة الإسلامية" للمشاركة في جرائمه، وبالنظر إلى مبلغ مليار دولار من أموال دافعي الضرائب التي تصرف على اللاجئين في الأردن، ومئات آلاف اللاجئين على أبواب أوروبا، فإن سوريا اصبحت مشكلة وحلها من يدخل ضمن مصالحنا. اضافت " القوة العسكرية ليست الحل الوحيد، ولكن الدبلوماسية اللينة لا تنفع، إلا إذا كانت مدعومة بالقوة"، مشيرة الى "ان الجيش الجمهوري الإيرلندي لم يكن ليوافق على المفاوضات في إيرلندا الشمالية في التسعينات لو لم تدحره القوات البريطانية". واعتبرت "ان ليس من مؤشر الى جنوح تنظيم "الدولة الإسلامية" أو نظام الأسد إلى السلم، وإذا كانت القوة العسكرية مطلوبة فلا بد من استعمالها"، مشيرة إلى " استعمال القوة العسكرية في سوريا، لأن بريطانيا عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومن بين الدول القلائل التي لها القدرة على نشر قواتها في الخارج". ولفتت الى "ان السلم العالمي يحتم علينا إنهاء النزاع في سوريا عاجلا، بالقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، ورحيل الأسد".

 

 خالد ضاهر في لقاء جامع لحملات عكار المناهضة للمطمر: واجبنا كنواب رفع مطالب المنطقة وتحقيق الانماء المتوازن

السبت 10 تشرين الأول 2015 /وطنية - نظمت الحملات الشعبية في عكار، لقاء جامعا تحت عنوان "عكار لعيونك توحدنا" على شاطئ العبدة - مفرق حمص، حضره النائب خالد ضاهر والنائبان السابقان كريم الراسي ومصطفى علي حسين، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، وحشد من هيئات المجتمع المدني وأهالي عكار.بعد النشيد الوطني، ألقى جمال خضر كلمة حيا فيها "وجه عكار الحضاري الوطني"، مؤكدا أن "عكار لن تقبل أن تكون مكبا للنفايات".

الزعبي

وتحدث خالد الزعبي باسم لقاء "عكار لعيونك توحدنا"، فقال: "يقولون لماذا ترفضون نقل النفايات الى عكار؟ علما اننا سنكافئكم بمشاريع انمائية بملايين الدولارات. نقول لكم لقد اهنتم كرامتنا واعتديتم علينا واذيتمونا، ومن يعتدي على كرامتنا فلن نسامحه ابدا، مهما علا شأنه واشتد بأسه"، سائلا "كيف لنا أن نقبل بوعودكم وأنتم تكذبون وتكذبون وتكذبون تارة بمشاريع إنمائية، وتارة بالترغيب والترهيب وتارة بمطمر صحي، فلا يوجد في دول العالم شيء اسمه مطمر صحي، هناك معامل فرز؟ كيف نثق بحكومة جمعت كل الاضداد والتناقضات؟ كيف نثق بكم، وإلى الآن لم تنتخبوا رئيسا للبلاد؟ كيف نثق وقد مددتم لأنفسكم في المجلس النيابي بدون وجه حق؟ كيف نثق والمجلس النيابي معطل والحكومة مشلولة؟ كيف نثق وكلكم مرتهنون للخارج؟ كيف نثق وقد تركتم عكار لقيطة ينهش فيها العابثون؟ كيف نثق وانتم تتراشقون التهم بالفساد والسرقات على شاشات التلفزة؟ كيف نثق ومصالحكم الشخصية فوق كل اعتبار، ولو على حساب فناء الاخرين؟".

أضاف "لا، أيها السادة، عكار اليوم غير عكار الأمس. اذا كنتم تريدون الخير لعكار أوقفوا هذه الخطة الجائرة والظالمة والقاتلة، فعكار تستحق رد الجميل"، لافتا "باسم عكار لعيونك توحدنا، نحن ندعم ونبارك العمل السلمي والحضاري للشباب المعتصمين في خيمة العبودية، التي جمعتهم للدفاع عن كرامتنا وحقنا بالعيش بعيدين عن الامراض والاوبئة".وتابع "نقول لكم أيها الشباب: أنتم أمانة في أعناقنا، نحن معكم وسنشد من أزركم ونوصيكم بالسلمية دائما. واحذروا أن يستغلكم أحد كائن من كان. أنتم تدافعون عن أرضكم وعن مستقبل أولادكم وعن بيئتكم، فأنتم أصحاب الحق وكلمتكم ودفاعكم حق وكرامتكم حق. نحن معكم باذن الله، ولن نفاوض أو نساوم عليكم، وسنكون معكم عونا على الحق". وختم "نقسم بالله العظيم، ويلي بسط الأرض ورفع السما، لن تمر قوافل الموت، إلا على جثثنا، وإن غدا لناظره قريب".

ضاهر

ثم، كانت مداخلة لضاهر، أكد فيها أنه "جزء من الشعب، وجاء ليستمع للحضور، وليكون ابن عكار، ويرفض نقل النفايات".

وقال: "واجبنا كنواب، أن نرفع مطالب عكار، وتحقيق بالانماء المتوازن وحماية أطفال عكار ومستقبل أجيالنا".

حسين

كما كانت مداخلة لحسين، فقال: "الموضوع ليس سياسيا، الموضوع للاجيال والابناء، وسيكتب التاريخ من تآمر ومن وقف ضد مصالح عكار".

يحيى

وألقى الدكتور حسن يحيى كلمة فاعليات عكار العتيقة، فقال: "هناك اراض شاسعة، صدروا نفاياتكم اليها. كل منطقة عليها ان تتحمل نفاياتها".

القاسم

وقال رئيس بلدية عمار البيكات وليد القاسم في كلمته: "أنا جار الشيطان. جار مطمر الموت"، مضيفا "لن نقبل ان نتحمل اي عبء، وعلى المفاوضين ان ياخذوا هذه النفايات الى بيوتهم. ونحن توجهنا الى القضاء وكلنا ثقة بالقضاء اللبناني".

صقر

ووتحدث الشيخ عبد الرزاق صقر باسم أهالي محيط المطمر، فقال: "يا شيخ سعد الحريري انت تحارب بالقلم والورقة، فالقلم جاء في قلوبنا والاوراق في مكبنا. وهذا القلم كان كالسم في صدر اهالي عكار. يا معالي الوزير، انت لم تزر قشلق والعبودي وشاير حميرين. العيشة عندنا والله لا تطاق، واكرم شهيب يقول سيرسل النفايات مع القوى الامنية، ونسي بأننا في عكار نضع الجيش اللبناني في قلوبنا وعكار في قلب الجيش".

الراسي

وثم تحدث الراسي، فقال: :انا ابن عكار قبل هالحكومة. وعكار بيئة نظيفة، وبلد المحبة وبلد الوطنية والتضحية. عكار مش مزبلة، واهل عكار مش شحادين. ولمئة مليون حق لعكار. نحنا بدنا وظائف. بدنا نتعلم الصيد. ما بدنا يكبولنا سمك. بدي قول للحكومة: هيدي عكار لالنا، مش لرؤساء البلديات وللبلديات المجاورة للمطمر. وشكرا لبلدية واهالي عكار العتيقة".

ثم تحدث باسم خيمة العبودية احمد قاسم فطالب الجميع ب"مراجعة حساباتهم، ومعالجتها بالفرز والتصنيع"، مؤكدا "سنستمر بحراكنا حتى يسقط القرار".

ساسين

ثم ألقت كاميليا ساسين كلمة سيدات عكار، فقالت: "الحكومة قامت برشوتنا مقابل النفايات، والحكومات وعدتنا، ولم تنفذ شيئا"، داعية باسم المرأة في عكار إلى "وقفة اعتراض ضد هذا القرار الحكومي".

الزعبي

وباسم أطفال عكار تحدث خالد الزعبي، فقال: "انا كطفل من عكار، يحق لي ان اعيش بسلام"، مذكرا ان "اطفال سوريا يموتون بالحرب، ونحن سنموت بالسرطان".

زكريا

وتحدث باسم حقوقي عكار، المحامي فواز زكريا، فقال: "الشعب يقول لا لنقل النفايات الى عكار"، مشيرا الى "الأبعاد القانونية والثغرات الكبيرة، التي تواجه الحكومة في هذا المجال".

وفي الختام، لفت المحامي زياد بيطار، في كلمته "إننا ندفع الاموال عن نفايات عكار، وسوكلين تغتصب حقوقنا ب 400 مليون دولار"، مشددا على أن "عكار لن تقبل بأن تكون مزبلة، فهذا الموضوع هو انتهاك لحقوق الانسان".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

محادثات للاتفاق على إرسال ثلاثة أساطيل بحرية إلى المتوسط ومياه الخليج

130 ألف جندي “أطلسي” لمواجهة الغزو الروسي لسورية

بروكسل – كتب حميد غريافي:السياسة/11 تشرين الأول/15

كشفت مصادر في حلف شمال الاطلسي في بروكسل أمس, عن أن دول الحلف “باشرت في وضع قوة تدخل سريع عسكرية اوروبية قواتها 130 ألف ضابط وجندي في حالة استعداد للانتشار في أي مكان من العالم خلال ما بين ثلاثة أيام وسبعة أيام”, في خطوة تحاكي “سرعة” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نشر أسلحته البرية والبحرية والجوية في سورية والبحار المحيطة بها من البحرين الاسود والمتوسط وصولاً الى بحر قزوين. وقالت المصادر ل¯”السياسة” ان هناك اتجاهاً قوياً داخل الحلف للاتفاق “السريع” على إرسال ثلاثة أساطيل بحرية الى المتوسط ومياه الخليج, بعدما وافقت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على قيادة تحالف أطلسي بحري, فيما قد تعلن ايطاليا خلال الايام القليلة المقبلة التحاقها بهذه الاساطيل. وأكدت المصادر ان حاملتي طائرتين غربيتين (أميركية وفرنسية) ستشاركان في التحالف البحري الجديد مع نحو 30 قطعة بحرية عائدة الى الدول المشاركة بينها قاذفات صواريخ “كروز – توما هوك” الاميركية الشبيهة بالصواريخ العابرة الروسية “سيزلر” الستة والعشرين التي اطلقتها اربع سفن حربية روسية من غرب بحر قزوين عابرة ذلك الاجواء الايرانية والعراقية ومعظم السورية لضرب قواعد المعارضات السورية في حلب وادلب والرقة. وأعربت المصادر, نقلاً عن قيادة “الأطلسي”, عن اعتقادها أن “عشرات الطائرات الروسية المقاتلة والضخمة التي حطت في مطار اللاذقية السوري – الروسي الجديد وفي بعض المطارات المحيطة, لم تنقل اي سلاح نووي بعكس الشائعات في الوسائل الاعلامية التابعة لسورية وايران,,فيما قطع البحرية الاميركية والبريطانية يحتوي بعضها على صواريخ حربية نووية”. وفي السياق نفسه, أكد ديبلوماسي بريطاني في لندن, أمس, أن سلاح الجو البريطاني لم يعد بعيداً عن بدء المشاركة في قصف مواقع “داعش” في سورية, بعدما تأكد لرئيس الحكومة ديفيد كامرون ان هناك إجماعاً في مجلس العموم البريطاني (البرلمان) بشأن دخول الحرب الجوية التحالفية في سورية, فيما يحتفظ رئيس الحكومة لنفسه بالدعوة لإرسال قوات برية الى سورية في حال تشكل تحالف بري لمواجهة نزول نحو 30 ألف جندي روسي وايراني يجري التفاوض راهناً بين بلديهم لتشكيل عدة الوية برية مشتركة بينهما في سورية”. وقال الديبلوماسي البريطاني ل¯”السياسة” إن الصين أعربت للتحالف الرباعي السوري – الروسي – الايراني – العراقي عن استعدادها لإرسال مقاتلات جوية للانضمام الى الطائرات الروسية السورية في ضرب منابع الارهاب في سورية والعراق, إلا أن بكين لم تتحدث عن تحديد أي زمان لهذا الانضمام كما أنها لم تتحدث عن اي مشاركة في الحرب البرية. في موازاة ذلك, أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة عبر بعثتها في الام المتحدة بنيويورك انها “ستستجيب لأي دعوة من التحالف الغربي في سورية للمشاركة في اي تجمع عسكري بري إذا أقدمت روسيا وإيران فعلاً على نشر قوات كثيفة هناك, لا لمحاربة “داعش” وإنما لاسترداد حمص وحماة وحلب وادلب وكل الشريط السكاني الحدودي مع تركيا الذي يقول خبراء اميركيون انهم لا يستغربون أن يتحول بين ليلة وضحاها الى منطقة محظورة على قوات البعث الحكومية وأجوائها الى منطقة حظر جوي لمنع الروس من العبث فيها”.

 

استهدفا مسيرة من أجل السلام والسلطات رجحت فرضية الانتحاري/سقوط 86 قتيلاً و186 جريحاً في تفجيرين إرهابيين هزا أنقرة

أنقرة – وكالات: قتل 86 شخصاً على الأقل وأصيب 186 آخرون, صباح أمس, في تفجيرين يرجح انهما “إرهابيان” استهدفا ناشطين من المعارضة جاؤوا للمشاركة في تجمع من أجل السلام في أنقرة, قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة مطلع الشهر المقبل. وسقط القتلى والجرحى جراء التفجير المزدوج الذي وقع أمام محطة القطارات الرئيسية في أنقرة, حيث تجمعت وفود من النقابات والاحزاب السياسية اليسارية بينها حزب “الشعوب الديمقراطي” المناصر للأكراد, جاءت من سائر أرجاء تركيا للمشاركة في هذه التظاهرة. وأعلن وزير الصحة التركي محمد مؤذن اوغلو ان 86 شخصاً على الاقل قتلوا في التفجيرين, موضحاً أن 62 قضوا في موقع التفجيرين وتوفي 24 لاحقاً متأثرين بجروحهم في المستشفى. وأضاف إن 186 شخصاً أصيبوا بجروح أيضاً, مشيراً إلى أن 28 منهم في العناية المركزة, و18 يخضعون لعمليات. من جهته, قال مسؤول أمني كبير, طالباً عدم نشر اسمه, ان الانفجارين ناجمان على الارجح عن هجوم انتحاري, مؤكداً أنه لم تُدمر أي سيارة في الانفجارين. وأضاف المسؤول ان السلطات فرضت حظراً على نشر الصور المرتبطة بشكل مباشر بالانفجارين.

في غضون ذلك, دان الرئيس رجب طيب اردوغان “الهجوم المشين ضد وحدتنا وضد السلام في بلادنا”, مؤكداً أن “التصميم والتضامن الذي سنبديه بعد هذا الهجوم سيكون الرد الأقوى والأهم على الارهاب”. واعتبر أن “من يتعاملون (من دون أن يسميهم) بمعايير مزدوجة مع الأعمال والتنظيمات الإرهابية, هم أكثر من يقدمون الدعم للإرهاب”, مضيفاً “لا فرق أبداً بين الأعمال الإرهابية التي استهدفت جنودنا وشرطتنا وموظفينا ومواطنينا الأبرياء في السابق, وبين الهجوم الإرهابي الذي استهدف مواطنينا المدنيين اليوم (أمس) في محطة القطار بأنقرة”. وحذر من أن هدف منفذي هجوم أنقرة هو الإيقاع بين فئات المجتمع المختلفة, داعياً “الجميع إلى تحمل المسؤولية, والتصرف بحذر والوقوف في وجه الإرهاب, وليس إلى جانبه”. وبعيد وقوع الهجوم, ترأس رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو اجتماعاً طارئاً بحضور عدد من المسؤولين في الأمن والصحة, بينهم نائبه يالتشين آقدوغان, ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان, ومدير الأمن العام جلال الدين لكه سيز, كما أعلن تعليق أنشطة الحملات الانتخابية. ويأتي هذان التفجيران قبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات التشريعية المبكرة في الأول من نوفمبر المقبل, على خلفية مواجهات دامية ويومية بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد المأهول بغالبية كردية.

وأرسلت على الفور أعداد كبيرة من الشرطة الى محيط محطة القطارات في انقرة الذي تم تطويقه, كما هرعت سيارات إسعاف الى المكان. وبعد ساعتين من التفجير المزدوج, كان عدد كبير من الجثث لا يزال ممدداً على الارض ومغطى بأعلام حزب “الشعوب الديمقراطي” المناصر للأكراد أو حركات أخرى أو نقابات يسارية. وقال احمد اونين (52 عاما) وهو متقاعد كان يغادر المكان مع زوجته “سمعنا دوي انفجار ضخم وآخر صغير, وحصلت حركة هلع ثم شاهدنا جثثا ممددة في باحة المحطة”, مضيفاً “ان تظاهرة من اجل السلام تحولت إلى مجزرة, لا أفهم ذلك”. واضطرت الشرطة لإطلاق عيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يحتجون على مقتل زملاء لهم بترديد هتافات “الشرطيون قتلة”. وفي رد فعل على التفجيرين, قال رئيس حزب “الشعوب الديمقراطي” صلاح الدين دميرطاش “إننا امام مجزرة مروعة. انه هجوم وحشي”, فيما أكد حزبه في بيان أن أعضاء فيه استهدفوا بشكل خاص في الانفجارين.

وذكر أنه “بمجرد بدء المسيرة … وقع انفجاران وسط موكب أعضاء الحزب. ولهذا السبب نعتقد أن الهدف الرئيسي من الهجوم كان حزب “الشعوب الديمقراطي” التركي”, مشيراً إلى أن “الكثير من المصابين جروحهم خطيرة ومن ثم نخشى أن يرتفع عدد القتلى”. وبثت المحطة التلفزيونية الاخبارية “ان تي في” صور فيديو التقطها هاو تظهر مجموعات من الناشطين يغنون ويرقصون يداً بيد قبل سقوطهم ارضا جراء عنف الانفجار. وفي أول ردود الفعل الخارجية, دعت وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني تركيا إلى “البقاء موحدة” لمواجهة “الارهابيين” والتهديدات الاخرى. وقالت في بيان مشترك مع المفوض المسؤول عن توسيع الاتحاد الاوروبي يوهانس هان, “على الشعب التركي وكل القوى السياسية البقاء موحدة لمواجهة الارهابيين وجميع الذين يحاولون تقويض استقرار البلاد التي تواجه عددا كبيرا من التهديدات”.

 

بوتين يلتقي محمد بن زايد اليوم

موسكو – وكالات: يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم, مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في سوتشي. وقال المتحدث الصحافي باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف إن بوتين سيلتقي ولي عهد أبوظبي على هامش انطلاق سباق “فورمولا 1 المقرر اليوم بسوتشي, مشيراً إلى أن بوتين سيجري أيضا لقاءات مع شخصيات أخرى خلال الفعاليات.

 

فصائل المعارضة تشن هجوماً مضاداً ضد "داعش" شمال حلب

روسيا أعلنت تنفيذ 64 طلعة جوية وضرب 55 هدفاً في سورية خلال 24 ساعة

دمشق ¯ موسكو – وكالات: شنت فصائل مقاتلة في ريف حلب الشمالي هجوماً مضاداً ضد تنظيم “داعش” لاستعادة بلدات خسرتها خلال اليومين الماضيين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهجوم بدأ ليل أول من أمس وتواصلت المعارك أمس في ريف حلب الشمالي بين الفصائل المقاتلة, وعلى رأسها حركة “أحرار الشام” من جهة وتنظيم “داعش” من جهة ثانية. ونجحت حركة “أحرار الشام” ليلاً في استعادة بلدة تل سوسين من أيدي “داعش”, كما تدور اشتباكات من أجل السيطرة على بلدة تل قراح المجاورة. والبلدتان تقعان على طريق ستراتيجية تؤدي الى تركيا, احدى الداعمين الرئيسيين للفصائل المقاتلة.

وبعد اشتباكات بدأت ليل الخميس – الجمعة الماضي واستمرت في اليوم التالي, حقق تنظيم “داعش” تقدماً في ريف حلب الشمالي إذ سيطر على بلدات عدة تقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وأكد التنظيم المتطرف انه وصل فعليا الى “مشارف مدينة حلب”. واشار المرصد الى مقتل العشرات من مقاتلي الطرفين خلال معارك اول من امس. وبعد سيطرته على تلك البلدات, لم يعد التنظيم يبعد سوى عشرة كيلومترات عن الاطراف الشمالية لمدينة حلب وثلاثة كيلومترات عن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها. ومن شأن تلك الاشتباكات ان تعقد الوضع اكثر في مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة بين قوات النظام والفصائل منذ صيف 2012. وتسيطر قوات النظام على غرب المدينة في حين تسيطر فصائل بينها “جبهة النصرة” (ذراع “القاعدة” في سورية) وأخرى إسلامية وغيرها على الأحياء الاخرى. وبحسب المرصد, فإن التنظيم المتطرف “يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة”. وفي محافظة حلب أيضاً, أفاد المرصد ان “انفجارات عنيفة هزت مدينة الباب, التي يسيطر عليها “داعش” في ريف حلب الشمالي الشرقي”, مشيرا الى انه “تبين ان الانفجار ناجم عن استهداف مصنع متفجرات ومستودع ذخيرة للتنظيم عند أطراف المدينة”. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان سبب الانفجار ليس واضحا حتى الآن, مشيرا الى تحليق طائرات حربية في اجواء المنطقة وقتها. وعلى جبهة اخرى في ريف حلب الشرقي, أفاد المرصد أن اشتباكات دارت ليل اول من امس “بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم “داعش” من جهة اخرى في محيط قريتي تل ريمان والصالحية ومحيط تل بلاط وتل نعام والصبيحية … في محاولة من قوات النظام التقدم في المنطقة وفك الحصار عن مطار كويرس العسكري” المحاصر منذ مايو الماضي. وبدأ جيش النظام السوري منذ يومين, مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية, عملية برية واسعة في مناطق في وسط وشمال غرب البلاد حيث لا تواجد لتنظيم “داعش” بل ل¯”جيش الفتح” وهو تحالف من فصائل اسلامية تضم “جبهة النصرة”. وأفاد المرصد السوري أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت ليل اول من امس وصباح امس أهدافاً في محافظات اللاذقية (غرب) وادلب (شمال غرب) وحماه (وسط) بغارات عدة. وبحسب المرصد, استهدفت الغارات الروسية مناطق في ريف اللاذقية الشمالي وريف حماة الشمالي والشمالي الغربي وريف ادلب الجنوبي. كذلك تستمر الاشتباكات في مناطق عدة في ريف اللاذقية الشمالي كما في محيط قرية عطشان في ريف حماه الشمالي الشرقي التي شهدت تقدما كبيرا لقوات الجيش السوري, وفق المرصد. وفي ريف ادلب الجنوبي ايضا, اوضح المرصد ان الغارات الروسية دمرت مقراً للفرقة 13 التي كانت تلقت دعماً من الولايات المتحدة. من جهتها, أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها الحربية ضربت 55 هدفاً لتنظيم “داعش” خلال غارات شنتها في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. وأوضحت أن “الطيران الروسي نفذ 64 طلعة في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة اصاب خلالها 55 هدفا لتنظيم داعش في سورية”, مشيرة إلى أن هذه الضربات نفذت في محافظات دمشق وحلب وحماة والرقة وادلب ودمرت 29 معسكراً لتدريب “الارهابيين” و23 موقعا دفاعيا ومركزي قيادة ومخزناً للذخيرة.

 

تهديد إيراني بقتل الكاتبة السعودية كوثر الأربش

الرياض – وكالات: تلقت الكاتبة السعودية المعارضة للسياسات الإيرانية كوثر الأربش, تهديدات بالقتل من قبل حسابات متعددة على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر”. وجاءت التهديدات للأربش بعد أن نشرت تغريدة على موقع “تويتر” تصف فيها السعودي المحكوم بالإعدام نمر النمر بالمجرم, حيث قالت “بأي حال, دونما أي استثناء, لا يمكن أن ترى صورة هذا المجرم لحساب ما في تويتر ويكون صاحبه إنساناً وأخلاقياً ومحترماً!”. وفور نشرها التغريدة, تلقت تهديدات من حسابات عدة, حيث أكد حساب باسم “الثائرون” تنفيذ حكم الإعدام فيها, متوجهاً إليها بالقول “لتعلمي وليعلم من بعت نفسك له بأن أيامك باتت معدودة, إن تنفيذ أي حكم للإعدام ستعدمين معه”. وأضاف “سيكون من السهل علينا التنفيذ, فغيرك ممن بعت نفسك لإرضائهم أعلم بمن نكون لنختصر كلامنا ولتدعي واستغفري ربك فقط, انتهى”. كما علق حساب باسم “أجيال القطيف المتضامن مع النمر”, قائلاً “من أنت لتصفي القائد البطل نمر النمر بالإجرام, إما أن تحذفي تغريدك أو تستعدي لمواجهة مصيرك المجهول”. في المقابل, ردت الأربش على التهديدات مبدية عدم استغرابها منها, وقالت “التهديد بحد ذاته ليس غريباً, قبل ثلاث سنوات تم تهديدي عن طريق الهاتف, الإرهاب الشيعي ليس كذبة أطلقتها كوثر!”, مضيفة “لن نجد في الهاشتاغ مدعياً واحد من مدعي حقوق الإنسان الشيعة, لأن الإنسان لديهم فقط من يشبههم”. وبلغ عدد تغريدات هاشتاغ “تهديد كوثر الأربش بالقتل” نحو 7591 تغريدة. من جهته, غرد الكاتب سعيد الأحمد “قال جون ستيوارت ميل إن الطغيان الإجتماعي أشد عنفاً من الطغيان السياسي”, فيما قال المخرج وصانع الأفلام مالك النجر “لازم تنحني للشيطان الأكبر خامنئي, وإلا بنقتلك”. يشار إلى أن عبد الجليل نجل الكاتبة الأربش قتل في التفجير الذي نفذه “داعش” في مسجد العنود بالدمام أثناء صلاة الجمعة في 29 مايو الماضي, وكان من الذين حاولوا إحباط التفجير والتصدي له.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين ميشال عون السوري.. وميشال عون الإيراني

خيرالله خيرالله/العرب/11/10/2015

توجّه أنصار النائب المسيحي ميشال عون إلى القصر الجمهوري في بعبدا أم لم يتوجّهوا. ليست تلك المسألة. المسألة مرتبطة بمستقبل الوجود المسيحي في لبنان الذي يُستخدم عون في عملية إنهائه. متى استعرضنا تاريخ ميشال عون مذ كان قائدا للجيش وصولا إلى ما هو عليه الآن، نكتشف أنّه لم يكن يوما سوى أداة تستخدم في عملية إنهاء الوجود المسيحي في لبنان وتسخيف المسيحيين. تكفي نوعية النوّاب والوزراء التابعين له ومستواهم الأخلاقي وسلوكهم الحقير للتأكد من ذلك.

دعا النائب المسيحي الذي يتزعم كتلة نيابية كبيرة، انتخب معظم أعضائها بفضل الأصوات الشيعية التي أمّنها لهم “حزب الله”، إلى تظاهرة على الطريق المؤدية إلى القصر الجمهوري.

جاءت الدعوة في الذكرى الخامسة والعشرين لإخراج القوات السورية لميشال عون من قصر بعبدا الذي كان موجودا فيه بصفة كونه رئيسا لحكومة مؤقتة مهمّتها محصورة بانتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس أمين الجميّل. انتهت ولاية أمين الجميّل في أيلول ـ سبتمبر 1988، فخرج من القصر الجمهوري، تماما مثلما خرج منه في أيار ـ مايو 2014 الرئيس ميشال سليمان الذي تبيّن أنّه شخص يحترم نفسه كما يحترم الدستور اللبناني.

بعد ربع قرن، على خروج ميشال عون من قصر بعبدا ولجوئه إلى السفارة الفرنسية، لم يتغيّر شيء في الرجل. يحاول مرّة أخرى الوصول إلى رئاسة الجمهورية عن طريق انقلاب ينفّذه.

يدفع اللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا ثمن هذا الانقلاب الذي لا يصبّ سوى في خدمة قوى خارجية لها مآرب في لبنان.

في العام 1990، كان النظام السوري المستفيد الأوّل من كلّ ما قام به عون الذي أراد البقاء في قصر بعبدا ومنع الرئيس المنتخب شرعيا، وكان رينيه معوّض، من الوصول إلى القصر. كلّ ما فعله عون أنّه سهّل على النظام السوري، الذي كان يعتبر رينيه معوّض شخصية سياسية مقبولة من المسيحيين والمسلمين وقادرة على اتّباع نهج مستقلّ يصب في مصلحة لبنان، اغتيال الرجل. كان قصر بعبدا المكان الوحيد الذي يستطيع رينيه معوّض الاحتماء فيه من بطش النظام السوري الذي كان يخطط لوضع اليد على لبنان، كل لبنان والانقلاب على اتفاق الطائف الذي كرّس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

أراد النظام السوري بكلّ بساطة التحوّل إلى مرجعية سياسية وأمنية للبنانيين جميعا. بدأ بالتخلّص من رينيه معوّض الذي كان ذنبه أنّه يمتلك رصيدا وطنيا وإقليميا ودوليا يسمح له بتنفيذ الطائف حسب المفهوم اللبناني وليس حسب مفهوم النظام السوري.

بعد اغتيال رينيه معوّض ثمّ دخول العسكر السوري قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية، بفضل بطولات ميشال عون، بدأت مرحلة الوصاية السورية التي سعى الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى مقاومتها عن طريق القوّة الناعمة والنفس الطويل، وهو ما كلّفه حياته.

خاض ميشال عون في أثناء وجوده في قصر بعبدا بين خريف 1988 وخريف 1990 كلّ الحروب التي كان مطلوبا منه خوضها. كان مطلوبا منه، سوريا، خوض حرب مع المسلمين، فخاض تلك الحرب. كان مطلوبا منه، سوريا أيضا، خوض حرب مع “القوّات اللبنانية”، فخاض تلك الحرب. وعندما احتاج إلى ذخيرة ووقود لمتابعة تلك الحرب المسيحية ـ المسيحية، أمّن له النظام السوري كلّ ما يحتاجه عبر عملائه المحليين، من إيلي حبيقة إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. كان مهمّا أن يقضي ميشال عون على المسيحيين وتهجير أكبر عدد منهم. أحسن ذلك، بل أجاد كل الإجادة في هذا المجال. ولما جاء وقت قطافه، في ظروف إقليمية مواتية، وفّرها غباء حليفه وقتذاك صدّام حسين، سقط ميشال عون ودخل جيش النظام السوري بعبدا وطرده من القصر الجمهوري.

في العام 2015، لم يتغيّر شيء. يؤدي ميشال عون الدور المطلوب منه ولكن لمصلحة إيران ممثّلة بأداتها اللبنانية المسمّاة “حزب الله”. يدعو ميشال عون أنصاره إلى التجمع على طريق قصر بعبدا الخالي من رئيس للجمهورية في حين مطلوب منه بكلّ بساطة النزول إلى مجلس النوّاب والمشاركة في تأمين النصاب المطلوب لانتخاب رئيس معقول مقبول من اللبنانيين جميعا يكون رمزا للاعتدال والقدرة على لعب الحكم بين الفئات المتناحرة والدفاع عن المصالح الحقيقية للبلد. في الواقع، يؤدّي ميشال عون الدور المطلوب منه.

كان سوريّا في 1990 وهو إيراني في 2015. كان النظام السوري يسعى قبل ربع قرن إلى التخلص من روح اتفاق الطائف وتحويل الاتفاق إلى وسيلة لفرض هيمنته على البلد. وجد ضالته في ميشال عون. الآن، نجد إيران تسعى إلى فرض وصايتها على لبنان والتخلص من اتفاق الطائف نفسه وليس من روحه الأصلية فقط. تريد إيران التخلّص من النظام اللبناني بدءا بمنع انتخاب رئيس للجمهورية. لم يعد ذلك سرّا، خصوصا أنّ المطلوب إيرانيا أن تجري انتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية استنادا إلى قانون يعتمد النسبية.

الهدف النهائي واضح كلّ الوضوح. تريد إيران المثالثة بدل المناصفة. تريد موقعا ثابتا في النظام اللبناني يجعل من هذا النظام، عن طريق ما يسمّى الثالثة بين السنّة والشيعة والمسيحيين، رهينة لديها لا أكثر.

في النهاية، ليس الحقّ على ميشال عون الذي أنهك المسيحيين في لبنان وهجّر أكبر عدد منهم من البلد تحت شعار المطالبة بحقوقهم التي يختزلها بحقّه في أن يكون رئيسا للجمهورية بأيّ وسيلة كانت.

الحقّ، في الواقع، على كل مسيحي لا يمتلك ما يكفي من الشجاعة للاعتراف بالواقع الأليم المتمثّل بأن ميشال عون كان دائما في خدمة النظام السوري الأقلّوي

الذي لم يكن لديه يوما من همّ لبناني سوى شنّ حرب على المسيحيين وإضعاف السنّة بكلّ الوسائل المتاحة، من الاغتيال الجسدي، كما حصل مع المفتي حسن خالد والرئيس رفيق الحريري… إلى الاغتيال السياسي كما حصل مع تقيّ الدين الصلح وصائب سلام.

يحقّ لأيّ مواطن لبناني يجد مسيحيا على استعداد لتلبية نداءات ميشال عون، التساؤل، هل الأزمة أزمة خاصة بفئة من المسيحيين في لبنان أم إنّها صارت أزمة المسيحيين في لبنان في وقت يعاد فيه رسم خرائط الدول في المنطقة، بما في ذلك خريطة سوريا؟

بين ميشال عون، الأداة السورية في 1990 وميشال عون الأداة لدى الأدوات الإيرانية في 2015، لم يعد مستبعدا أن يتحوّل مسيحيو لبنان إلى عملة نادرة على أرضهم في نهاية المخاض الطويل، بل الطويل جدّا، الذي يمرّ فيه الشرق الأوسط.

 

المواجهة من عدن إلى اسطنبول؟

علي حماده /النهار/10 تشرين الأول 2015

مع اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عن ادخال تعديلات على برنامج التدريب والدعم لبعص فصائل المعارضة السورية، فإن الخطوة الاميركية تبقى متخلفة جدا قياسا لما تتعرض له المعارضة السورية من حرب مفتوحة على جبهتي النظام والايرانيين والروس من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة اخرى. هذه الخطوة اقل من خجولة، انها من الناحية العملية خطوة تؤكد مرة جديدة التواطؤ الاميركي ضد الثورة السورية. تواطؤ دلت عليه السياسة الاميركية في جانبها العملي، اذ ان دعم الثورة لاسقاط بشار وكسر الجسر الايراني في سوريا ما كان يوما على اجندة باراك اوباما. وبعدما شارف بشار على الانهيار، وفشل الايرانيون وميليشياتهم اللبنانية والعراقية والباكستانية والافغانية فشلا ذريعا في قلب المعادلة على ارض المعركة، و وصل الثوار الى مشارف منطقة الساحل، معقل بشار، بالتوازي مع تقدمهم الكبير على جبهة الجنوب، تدخل القوة العظمى الثانية عسكريا بعد الولايات المتحدة في المعركة في محاولة لكسر الثورة، وتدمير الفصائل المقاتلة، وتشن حربها "المقدسة" وسط انكفاء اميركي يرقى الى تواطؤ ضمني مع روسيا لجهة النتائج العملية المترتبة عليه.

ان ادارة الرئيس باراك اوباما بإخلائها المسرح الشرق اوسطي بهذا الشكل، انما تدعو روسيا وايران الى ملء الفراغ، من دون ان تطرح بدائل في اطار الصيغة التحالفية مع اصدقائها في المنطقة، وبالتالي فإنها تعرض حلفاءها التاريخيين لافدح الاخطار. هذا الواقع ينطبق على المملكة العربية السعودية وتركيا اللتين تمثلان الثقل الاكبر في موازنة السياسة التوسعية الايرانية على كامل مسرح الشرق الاوسط، وهما تواجهان اليوم العدوان الروسي في سوريا الذي يهدد التوازنات في المنطقة بشكل مباشر، ولا يقل خطورة بنتائجه عن حدث قيام اسرائيل عام ١٩٤٨. ان الحرب الروسية على سوريا هي حرب على كل العرب، و تخطىء مصر بقيادتها الحالية بإتخاذها موقفا مؤيدا للعدوان الروسي اليوم، مثلما اخطأت قبلا حين أيدت ضمنا وعمليا بشار قاتل الاطفال السوريين، فالعداء للاخوان المسلمين في مصر لا يمكن ان يكون مبررا ومقبولا للوقوف مع قاتل الاطفال بشار الاسد ولا فلاديمير بوتين وحربه "المقدسة" في سوريا.

ان الحرب التي تشنها موسكو لا تخيف الثوار في سوريا، فلا روسيا بوتين اقوى من الاتحاد السوفياتي ايام ليونيد بريجنيف ويوري اندروبوف، والثورة السورية لا تقل قدرة على المقاومة الفاعلة مما كانت عليه فصائل المقاومة الافغانية في تلك المرحلة. اما دول الاقليم الكبرى مثل السعودية وتركيا فليست اقل قدرة مما كانت عليه الدول الداعمة للمجاهدين الافغان. ان الثوار ملزمون المقاومة والاهم ان يوحدوا صفوفهم، فهم يواجهون اكبر تحالف دولي اقليمي. وهم ملزمون بحشد الدعم من كل مكان لمواجهة العدوان الروسي.

لا بد من المعركة، ولا بد من جبهة مواجهة اقليمية من الرياض الى انقرة، لان المطروح اليوم على الطاولة هو مصير المنطقة بأسرها من عدن الى اسطنبول.

 

غلطة بوتين الكبرى

داود البصري/السياسة/11 تشرين الأول/15

الجريمة الكبرى التي إقترفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعدوان على الشعب السوري ومحاولة إجهاض ثورته الشعبية, وحقن أكسير الحياة من جديد في أوردة النظام السوري المجرم, هي أكبر من كبوة, بل أنها جريمة ستراتيجية مع سبق الإصرار والترصد.

بعد أربع سنوات ونيف من المجازر المنظمة التي إرتكبها النظام السوري ضد شعبه الثائر,وصل المشروع الفاشي للنظام لنهايته الحتمية, وأنهارت خطوطه الدفاعية بشكل مريع , وفشل حلفاؤه الإقليميون في لبنان والعراق وإيران في توفير مستلزمات الصمود والبقاء له, وهنا تدخل الدب الروسي الحليف الستراتيجي القديم للنظام وأبرز مخالبه ليصل للمرة الأولى ومنذ عقود للمياه الدافئة بشكل هجومي فظ عبر عن نفسه بيافطة القضاء على التنظيمات الإرهابية! ومن واقع الدفاع عن ما أسماه الأمن القومي الروسي في الجمهوريات الإسلامية الدائرة في فلك الإتحاد الروسي!

ولقد كان تبرير التدخل العسكري الوحشي فظا وبائسا ومعبرا عن إفلاس قيمي وأخلاقي حقيقي , لكون هذا التدخل لم يأت أبدا لحماية الناس أو لمنع الأذى والضرر عن الشعب السوري الذي ظل ولسنوات طوال يتعرض لحرب إبادة بالسلاح الروسي وتكفلت البراميل القذرة التي تلقيها طائرات النظام الروسية بإبادة آلاف السوريين في محاولة لمنع إنتشار نيران الثورة الشعبية التي توسعت وخرجت عن السيطرة لتتحول مهمة إجهاضها لمسؤولية مافيا الدولية التي تمثل روسيا قطبا رئيسيا من أقطابها, لقد ضربت الطائرات الروسية أهدافها التي لم تتضمن أوكار الإرهاب كما أعلن , بل توجهت صوب ضرب القوى الحرة والمدنيين الأبرياء وبوحشية أممية يتفرج عليها العالم الحر ببشاعة وبما يهدد فعلا بتدويل المعركة وتحولها لنزاع دولي , ولعل قيام الأسطول الروسي بقصف الشعب السوري من البوارج الرابضة في بحر قزوين بعشرات الصواريخ العابرة للحدود إيحاء واضحا بتمدد المجال الحيوي الروسي ليشمل العراق والشام , وحيث باتت حكومة العراق تنتظر هي الأخرى إستعمال مخالب الدب الروسي في الخروج من فشلها المتكرر, كما إدت الدعايات الطائفية دورها الهزلي في تسويق العدوان الروسي ومنحه أبعادا ملحمية تتناسب وتسويق الروايات الخرافية التي أضحى لها في ظل الهرجلة القائمة في الشرق سوقا واسعا للأسف.

الهجوم الروسي لن يعزز الأمن والسلام بل سيفتح جميع بوابات الشياطين وبما سيحول المنطقة لجحيم إرهابي مذهل ستحرق شظاياه الأطراف المتورطة في العدوان , وهي أطراف متناقضة فكريا وسلوكيا, لكن تجمعها مصالح البقاء والهيمنة , وتمدد الدب الروسي نحو المواقع الأميركية في بغداد سيؤدي حتما لصدام كبير على صعيد تضارب المصالح المتلاطمة في المنطقة ورغم سعي الحكومة العراقية المحموم لجلب الدب الروسي إلى المستنقع العراقي إلا أن الطريق لذلك ليس مفروشا بالورود والرياحين والروس يعلمون ذلك جيدا وقضية تجاوز التنسيق المخابراتي مع العراقيين لفعل عسكري ميداني ستؤدي لجعل الروس والأهداف الروسية هدفا مباشرا للمقاومة العراقية كما هو شأنهم مع المعارضة السورية!,ولعل في تأكيد الإعلام الروسي مباركة الكنيسة الأرثوذكسية للعمليات العسكرية في سورية هو بمثابة تصرف إعلامي أحمق ويصب بإتجاه صب الزيت على النار لكونه يترك إنطباعا عن أبعاد دينية وعقائدية للتحرك العدواني الروسي الذي يشكل سابقة تاريخية في التاريخ الروسي المعاصر , فروسيا لا تمتلك تاريخا إستعماريا في المنطقة بل كانت معروفة بمساندتها لحركات التحرر في العالم الثالث أيام الحقبة الشيوعية المنقرضة , وحتى التدخل السوفياتي السابق في أفغانستان فقد كان لحماية نظام أفغاني شيوعي حليف في أشد فترات الحرب الكونية الباردة سخونة , أما العمليات العسكرية الروسية الحالية فهي عمل إجرامي محض يتمثل أولا في حماية نظام مرفوض من شعبه وثانيا في المساهمة الروسية الفاعلة بتعزيز وحماية إرهاب النظام السوري عبر مزيد من الإرهاب الموجه ضد الشعوب الحرة , وهو أمر ستكون له تداعيات مستقبلية خطيرة سترتد نتائجها وتبعاتها على الوضع الداخلي السوري , يستطيع الروس اليوم المباهاة بقدرتهم التكنولوجية والصاروخية البعيدة المدى ولكن ذلك لن يوفر لهم الحماية ولن يمنع إنفلات عمليات العنف المفرط, بل لن يضمن أبدا تحقيق السلم الإقليمي المنشود.. الجريمة الروسية عمل شائن ولا أخلاقي يثير في النفس الأسى والحزن على تخاذل المجتمع الدولي في حماية الشعوب الضعيفة الرافضة للفاشية والظلم والعدوان.. وقائع وإرهاصات جديدة تتشكل في الشرق القديم وثمة أهوال كبيرة مقبلة مالم يرتدع المعتدون ويكفوا اذاهم عن الشعوب الحرة قبل أن يلوت وقت مندم.

 

سليمان لـ«المستقبل»: ضميري مرتاح ولست مسؤولاً عن التعطيل/«لم أوزِّر أولادي وأصهرتي وليس عندي صفقات لا في الكهرباء ولا في الإعلانات»

 جورج بكاسيني/المستقبل/11 تشرين الأول/15

مع انسداد أفق التسوية حول ملف الترقيات العسكرية، وإطفاء الوسطاء محرّكاتهم، وإعلان أكثر من طرف انفراطها رغم أن الفترة الزمنية المتبقّية لإحالة العميد شامل روكز الى التقاعد ما زالت كافية (حتى يوم الخميس المقبل) لبلوغ التسوية، بدأت عملية توزيع المسؤوليات والاتهامات، حتى إذا حُذف بعض الأطراف من لائحة «المسؤولين» أو «المتّهمين» انحصرت الحملات على وزراء الرئيس ميشال سليمان ووزراء حزب «الكتائب«. لكن نصيب الرئيس سليمان من هذه الحملات كان الأكبر بسبب رفض رئيس تكتّل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون اعتباره حتى «مكوّناً» من مكوّنات الحكومة، مثله مثل الأطراف الأخرى بذريعة أن «لا تمثيل نيابياً له في البرلمان ولا مقعد مخصّصا له على طاولة الحوار. وبلغت هذه الحملات حدود تحميله مسؤولية «تعطيل» البلد باعتبار أن نتيجة فشل التسوية ستكون، حسب تهديدات التيّار مقاطعة اجتماعات الحكومة وتعطيلها. فهل يتحمّل الرئيس السابق هذه المسؤولية بالفعل، أو هل يشعر أنه قطع الطريق فعلاً على تسوية كان يمكن أن تنعش الحكومة، ومعها مجلس النواب والحراك السياسي في البلد؟ «العكس صحيح»، يقول الرئيس سليمان، لا بل يذهب أبعد من ذلك ليؤكّد أن «ضميري مرتاح إذا كنت تمكّنت من تعطيل لغم التسوية لأن ذلك يبقي الجيش، والحمدلله، بألف خير». ويضيف لـ»المستقبل» أن العسكري هو «من يضحّي بدمائه من أجل المؤسسة ونحن افتدينا الجيش من خلال موقفنا الرافض لهذه التسوية، ولا همّ إذا كانت النتيجة بعض الحملات التي كانت موجودة قبل ملف الترقيات وما زالت مستمرّة اليوم».

أما أسباب ارتياحه فكثيرة، من بينها أن تسوية الترقيات لو تمّت «لكانت انتقصت من حقوق المسيحيين وانتزعت ما تبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية الذي كان قبل الطائف يعيّن موظفي الفئة الأولى وصارت هذه الصلاحية تناط اليوم بمجلس الوزراء، أما ترقيات الضباط فمن صلاحية الرئيس التوقيع على مراسيمها بعد رفعها إليه من الوزير المختص، بينما ما هو مطروح في التسوية المقترحة ان تجيّر هذه الصلاحية من الرئيس الى مجلس الوزراء الذي سيسعى في حينه إلى محاصصة في ترقيات يُصار بالتأكيد إلى وقفها بالطعن أمام مجلس الشورى«.

أضاف سليمان: «ضميري مرتاح لأن كل شيء تمّ على ما يرام، لم تحصل «إيد وإجر» في الجيش وحميناه من التدخّل السياسي ومنعنا إخضاع ترقياته لمعايير انتقائية وسياسية، هذا إنجاز مهم جداً».

لكن النائب عون لا يضع موقفك في هذه الخانة وإنما يصنّفه في خانة «تصفية الحسابات» معه؟ يجيب سليمان: «شو هالخبرية؟ أنا اخترعت قصة العميد روكز؟ هم اقترحوا ذلك. انا كعسكري سابق وقائد جيش سابق ترقية عمداء الى ألوية من خارج المجلس العسكري أمر جديد بالنسبة اليّ. ما حصل هو مجرد سؤال وجهناه: ما هو معيار الترقيات؟ العميد روكز جيّد لكن ليس هناك عميد آخر جيد مثله؟ ما هو المعيار؟ هذا سؤالنا. لكن جاء الجواب: غداً تمون عليه المملكة العربية السعودية أو الرئيس سعد الحريري فيوافق. هذا عدم احترام للناس. ثم جاء جواب آخر أن وزراء الرئيس سليمان لا يشكّلون مكوناً في الحكومة وكأن الوزراء مواد للطبخ، مع العلم ان كل وزير في الحكومة مكوّن بحد ذاته. وزير الدفاع هو نائب لرئيس الحكومة ايضاً وهو شخص محترم وهو صاحب صلاحية رفع المرسوم، والوزير عبد المطلب حناوي ضابط سابق في الجيش ومحترم كيف لا يحق له ان يكون مكوناً، وكذلك الوزيرة أليس شبطيني القاضية الكبيرة التي حُرمت من حقّ ان تكون رئيسة لمجلس القضاء الاعلى لما تتمتع به من علم وكفاءة ونزاهة». تابع سليمان: «إن أحداً لا يؤثر عليّ هم يعرفون ذلك جيداً. لكل ظرف موقف وقرار بما يتناسب مع المصلحة العامة. لكن لدى البعض فائض من الاعتداد بالنفس الى درجة أنه يتهم الآخرين بالجهل وبالارتكاب ويفرض رأيه دون الرجوع إلى الديموقراطية والقوانين المرعية، هذا أمر غير مقبول ويجب احترام بعضنا البعض وترك مساحات لبعضنا من أجل بناء الوطن». وكيف يمكن الردّ على اتهامه بأن موقفه سيقود الى تعطيل عمل الحكومة، يسارع الرئيس سليمان الى القول: «قبل أن يولد علي شو كان اسمو أبو علي؟ قبل اقتراح ترقية روكز أنا عطّلت البلد؟ مَن عطّل انتخابات رئاسة الجمهورية، هل بسبب الترقية لم يُنتخب رئيس؟ لماذا يريدون التعطيل ويحمّلون غيرهم المسؤولية؟ إذا كان هناك من هو حريص على القانون والمؤسسة العسكرية فهل يُقابل بالتعطيل؟ هذا تصرف صبياني غير مسؤول«.

وحول إمكانية «رد الرجل» له بعد تشكيل حكومة جديدة وخروج وزرائه منها، يجيب سليمان: «جبران خليل جبران علم كبير من لبنان لم يكن لا نائباً ولا وزيراً ولا رئيس بلدية. يمكن لأي مواطن أن يعبّر عن أفكاره ويلتزم بمبادئه في أي موقع كان داخل الحكم أو خارجه. أما اذا كان المطلوب الانتقام فان الضرر يلحق بالوطن وليس بي أنا شخصياً. فأنا لم أوزِّر أولادي ولا أصهرتي ولم أعقد لهم الصفقات ولم اعيّنهم في أي مركز كبير. ليس عندي مخالفات بحرية ولا صفقات في ملف النفايات والنفط ولا في الكهرباء وبواخرها ولا في الإعلانات. ليس عندي شيء أستحي به. ثمة أربعة ملايين لبناني ليسوا وزراء، شو هالمشكلة، مثلي مثلهم». وختم سليمان قائلاً: «ضميري مرتاح. يريدون الانتقام مني فليفعلوا وليقفلوا شركاتي وليحرموا أفراد عائلتي من إدارة المهرجانات من سياحية وغيرها إذا وُجدت، فليتفضّلوا، إذا وجدوا من ذلك فليمنعوه».

 

واشنطن مقتنعة أن روسيا لن تنجح في ضرباتها

ثريا شاهين/المستقبل/11 تشرين الأول/15

تؤكد مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة في نيويورك، أن السلوك العسكري الروسي في سوريا، يأتي في اطار تموضع روسيا في المنطقة، في وقت لم يخرج رد الفعل الغربي على سلوكها عن الادانة. ولكن لماذا لم يخرج رد الفعل الغربي والأميركي تحديداً عن الادانة؟ تجيب المصادر: اولاً: لأن الادارة الاميركية تعتبر ان كل المؤشرات تدل على أن موسكو لن تنجح في ضرباتها، واذا كانت تريد مكافحة الارهاب عبر محاربة «داعش» فهذا جيد، انما الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد أنه لن يقوم بحرب مع روسيا في سوريا.

ثانياً: ان التحرك الروسي العسكري جاء بعد سنة من بدء التحالف الدولي ضرباته على «داعش». وبعد أكثر من ستة اشهر على تدريب واشنطن المعارضة المعتدلة وتسليحها.

ثالثاً: جاء التحرك الروسي بعد نحو شهرين على توقيع الاتفاق النووي بين الغرب وايران. وارادت روسيا ان تعزز تموضعها قبل ان يجلس كل الأطراف الى طاولة التفاوض حول ملفات المنطقة.

رابعاً: الضربات الروسية تأتي عشية تشكيل اللجان الاربع التي طرح الموفد الدولي لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا تشكيلها، المتوقع خلال تشرين الأول الجاري. ومنذ نحو ثلاثة اشهر قال دي ميستورا ان الرئيس السوري بشار الاسد هو جزء من الحل. وهذا التصريح جرى حوله أخذ ورد.

ونتيجة لتدفق اللجوء السوري الى أوروبا اخيراً، بدأ المسؤولون الأوروبيون يعتبرون أن اللجوء سببه الوضع الأمني والسياسي الراهن وأن الحل العسكري في سوريا غير ممكن، فقبلوا بأن يكون الأسد في المرحلة الانتقالية للحل على أن يخرج من السلطة في نهايتها. وحدها فرنسا لا تزال متصلبة في الموقف حيال الاسد، ويصعب عليها اعتباره جزءاً من الحل ولو في المرحلة الانتقالية.

هناك شكوك دولية وأميركية حول قدرة روسيا على الاستمرار في تمويل الأسد وتسليحه، وما إذا سيعود كما كان عليه قبل تعاظم النزاع. والسؤال هل تكون له دولة علوية من اللاذقية وطرطوس ومحيطهما؟.

الضربات الروسية جاءت أيضاً، بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو الشهر الماضي.

كل الأطراف الدولية متفقة على حصول ضربات عسكرية روسية ولكن لأسباب مختلفة، وفقاً للمصادر. الروس لدعم النظام ومحاربة «داعش» أو هكذا يقولون. اسرائيل لمحاربة «داعش» وكذلك الأميركيون أما إيران و»حزب الله» فيريدان الضربات لدعم الأسد ومحاربة «داعش».

الاجتماعات الدولية التي حصلت على هامش افتتاح الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لم تؤد الى اتفاق حول الحل في سوريا أو تغيير النظام. ومحاربة «داعش» كانت أساسية.

وتعتبر روسيا، بحسب المصادر، أن الادارة الأميركية الحالية هي الأضعف في السنة الأخيرة لولايتها، وأوباما أعلن أنه لن يدخل حرباً مع الروس. وبالتالي، هذا ما يعزز انطباعات الروس بأنه لن يكون هناك رد فعل قاس من جانب واشنطن، ولن تحصل مواجهات.

هناك الآن تغيير في المنظومة الدولية، بمعنى الانتقال من دولة عظمى الى دول تسعى الى تعزيز سلطتها دولياً ومن بينها روسيا. بدأ هذا المنحى في التعامل مع اوكرانيا، ولم يتحرك الغرب، وقبل ذلك في 2008 ساعدت روسيا اوسيتيا وابخازيا لتنفصلا عن جورجيا. والآن جرى التحرك الروسي العسكري في سوريا.

ان كثافة اللجوء السوري الى أوروبا، وحدته، ثم عدم الرد الا كلامياً على سلوك موسكو والتمسك بشعار الحرب على الارهاب، يحكمان الموقف الدولي من الوضع السوري.

وتذكر المصادر بالتدخل العسكري المباشر في أفغانستان، حيث تارة كان يحدث للدفاع عن النظام وطوراً لتغييره، وان ذلك يؤثر سلباً على الدولة نفسها، ولا يعني حتماً امكان التوصل إلى حل محدد لوضعها.

في ما يتصل تحديداً بالموقف الإسرائيلي من التدخل العسكري الروسي، فان زيارة نتنياهو لموسكو أدت الى تفاهم بين الجانبين حول عدم الاصطدام على الارض السورية. حيث ان الوجود العسكري الروسي في سوريا في الاساس وقبل الضربات يقلق اسرائيل التي تقوم بعمليات على الاراضي السورية بين وقت وآخر.

وجرى تنسيق روسي ـ إسرائيلي عسكري تلافياً لحدوث اي احتكاك أو تصادم بشكل غير مرغوب فيه فوق الأراضي السورية. وتم الاتفاق على اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بمنع حصول اي اصطدام. وكان رافق نتنياهو إلى موسكو وفد عسكري رفيع لهذه الغاية. كما زار وفد عسكري روسي قبل أيام اسرائيل لهذه الغاية.

 

بوتين يخطف دورَ إيران؟

بول شاوول/المستقبل/11 تشرين الأول/15

لماذا قرّر بوتين أن «يغزو» سوريا في هذه اللحظة بالذات، رسمياً، وبشكل مباشر وعلني حاملاً تبريراته وأسبابه وحتى أهدافه على الأقل الظاهرة. كانت روسيا بخبرائها وأسلحتها ودعمها للنظام موجودة من قبل، لكن بطريقة محدودة ومحددة. بل ان النظام السوري ومسؤولين من روسيا، ينفون أحياناً وجود مثل هذا التدخل الذي كان ظاهراً وموارباً في آن واحد. اليوم، برز بشكل اعلامي «مجلجل» إلى درجة التضخيم، أو «التعظيم» أو على العكس التنديد والاستنكار. وعلى غرار التورط الإيراني (مع ادواته الأصلية) (فيلق القدس وقائده المهزوم سليماني)، أو المستعار (حزب الله وبعض المجموعات الشيعية) فإن الروس وفي هذه المرحلة جاهروا وأعلنوا وقدِموا وأقدموا. عال! جاؤوا والساحة السورية يتقاسمها داعش وإيران والجيش الحر. وبالتدريج: كاد النظام على وشك السقوط فأنجده حزب الله بتكليف «شرعي» أو «تشريعي» أو تبريري فتأجل ذلك السقوط ثم، جاء دور داعش، ولا نعرف حتى الآن، أهو يحارب «النظام» وهذا مستبعد، أم جاء بمهمة تخدم الأسد، بالتركيز على الجيش الحر وتشتيت المعارضة. ومنذ دخول «داعش» بدأت سيطرة النظام تتضاءل: من 30 بالمئة إلى 20 بل أقل. وعلى الرغم من عدم وقوع تصادمات تذكر بين النظام وحزب الله من جهة مع «داعش» فإن حزب إيران بدأ حضوره ينكمش ودوره يتقلص. ولم ينجح لا داعش ولا «فيلق القدس» ولا الحزب من منع جيش النظام من التفتت والعجز..... فهل ان قرار بوتين الدخول مباشرة في هذه الحرب عائد إلى فشل الإيرانيين وأدواتهم؟ ربما! وعلى الأرجح نعم. وهل تعتبر خطوة روسيا منعشة للخيبات الإيرانية، أم معززة لحضورهم، ومؤازرة لجهودهم، لبعث «نظام البعث» المُحتضَر؟ هذه الأسئلة تستدعي أخرى: أترى إيران منزعجة ومرتبكة ومتخوفة من دخول روسيا المعترك بهذا الحجم؟ هناك، من يُصر على ارتياح إيران لمثل هذه المبادرة، خصوصاً اعلان الدولة الفارسية وتوابعها... اما بعضهم الآخر فيرى أن ايران تعض على جروحها: فهي لم تعد المهيمنة الرئيسية على سوريا وحتى على قرارات قصر المهاجرين وعلى مسار المعارك. جاء «شريك» مفخخ شاطَرَها في البداية هذه الهيمنة لتصير ايران في الخلفية لا في الواجهة.

كل هذا يُستشف من التصريحات الإيرانية المتناقضة. فقد قال روحاني في أحد اللقاءات الصحافية مؤخراً «ليس هناك تحالف بين ايران وروسيا لمواجهة الارهاب في سوريا» لتقابله تصريحات ايرانية مضادة: «التمدد الروسي في اللاذقية قد تم بالتنسيق مع طهران!» اعلام المقاومة المرحومة والممانعة «اللوناتيكية» سبق الجميع في «الاحتفال» اللفظي بهذا الدخول المجلجل لروسيا تحت شعارات مضحكة «انه جاء لمحاربة الارهاب ودعم حلفاء النظام»: «انتصار جديد» مستعار لحزب سليماني. لكن بوتين في مكان آخر. صحيح انه دشن النشاط الجوي بقصف الجيش الحر، وليس داعش، (وهذا مبتغى إيران التي قلما تصادمت أدواتها العملية بداعش) لكنه جاء من عدة أمكنة؛ وعندما سأل الصحافي شارل روز الرئيس الروسي عما إذا كانت بلاده ارسلت فرقها العسكرية لمنع سقوط الأسد، رد بالإيجاب! فإزاء البلبلة الروسية وضوح بوتين.

[ ما وراء بوتين

لكن حتى هذه التصريحات الآتية من جهات متعددة، فإن وراءها ما وراءها، وفي واقعها وخلفياتها ما يخفي النيات الحقيقية، لكنها مع هذا تظهر ان الخطوات الروسية فاجأت القيادات الإيرانية والمفاجأة ذاتها تعني عدم رضاها ولسان حالها يقول: كانت روسيا حليفاً بعيداً لدعم الأسد ووفرت معنا له الأسلحة والطائرات والخبراء والمساعدات. كما ان روسيا، وبعيداً، استخدمت «حق اليتو» مرات في مجلس الأمن لمنع قرارات ضد الأسد. تماماً كما فعلت إيران. لكن يبدو ان اللعبة قد أصابها تعديل، أو تبديل، أو اضيفت إليها عناصر جديدة، لم تكن في الحسبان» فالتدخل غير المتوقع للروس (أولاً ينفي امكانية التنسيق حوله) يغير أو يقلب المعطيات الأساسية نفسها التي دفعت بإيران لوضع ثقلها في سوريا. فروسيا لم تعد مجرد داعمة عن بُعد ومن وراء الحدود فها هي صارت في الميدان بجيشها وفرقها وطائراتها وسفنها الحربية... وبين ليلة وضحاها فرض الروس تأثيرهم وهذا لا يأخذ من حساب داعش كما بدا حتى الآن. ولكن من حساب إيران. جاء حضور ميداني على انقاض فشلهم أو على انقاض عدم قدرتهم على إيقاف تدهور الجيش السوري ورئيس ما تبقى من اللانظام» وهذا يعني على المديين القريب والبعيد نزع الورقة السورية من القبضة الإيرانية. أي توجيه المسارات بمشيئة روسية فكلما ازداد تأثيرها ضعف تأثير إيران. ومعروف ان سوريا بالنسبة إلى إيران (وأكثر من العراق) هي القاعدة الأساسية لانطلاق مشروع هيمنتها في المنطقة، وخصوصاً في لبنان. وما «اختراع» حزب الله وتسليحه وتمويله ودعمه إلا ليكون جزءاً من مخططاتها التدميرية للبنان وللعالم العربي. لكن بوتين الذي استغل عجز أوباما وبلبلته وتراجعه وجبنه، ها هو يقتنص الفرصة «الذهبية» لملء الفراغ الأميركي أي لاستعادة الوجود السوياتي القديم، لكن بسحنة قومية روسية. كما ان بوتين، ومن خلفياته، أراد تحديداً من هذه الخطوة كأولويات ان يسترجع المواقع التي خسرها في العالم جراء الغزو الأوكراني، وكسر عزلته والتعويض عن الأزمات الاقتصادية التي أصابت بلاده جراء الحصار الاقتصادي الغربي عليها. وهذا انعكس بقوة على النظامين السوري والإيراني اللذين بدوا وكأنهما صارا أسيري الطموحات الروسية. فلم يعد ينفعهما تواطؤ أوباما معهما ولا حتى اسرائيل ولا الصين... فقد جاء الدب الروسي إلى الساحة بكل قوته وجنونه وغرائزه وشهواته وجوعه.

[ الدب والثعلب

«فبوتين» «الدب» هو ثعلب أيضاً. من الصعب توقع أي التزام منه، سواء لايران أو لسوريا.. فهو لم يأت بهذا الضجيج المجلجل، ليكون طرفاً متساوياً أو ثانوياً مع إيران. بل جاء (ربما) ليكون هو الطرف تماماً كما جاءت القوات السورية من ضمن قوات الردع العربية إلى لبنان وما لبث حافظ الأسد ان عطّل كل القوى العربية المشاركة، ليكون هو القوة الوحيدة الحاسمة في لبنان. هذا ما يفعله بوتين تماماً! ومنذ أسابيع أو أكثر، ها هو بوتين يخطو مع أوباما خطى ملتبسة. فمن جهة انتقد الرئيس الأميركي التدخل الروسي ثم ما لبث ان طالب بالتنسيق الأميركي معها ليفضي الأمر إلى «اتفاق» سري بينهما! ومن الطبيعي أن «يلعب» الفأر في عب خامنئي وروحاني وعملائهما في لبنان وسوريا. وعندما راح الإعلام الفارسي والمقاوم والممانع يشيد بأن روسيا ستكون درعاً واقية ضد توغل الطيران الإسرائيلي الحربي في أجواء سوريا، لضرب مواقع لحزب الله والنظام، ها هو بوتين يجتمع بنتنياهو. اجتماع الأحبة والخُلاّن (تماماً كما اجتمع ظريف وكيري اجتماع الأحبة والخُلاّن)، وينحني للإرادة الإسرائيلية للسماح للطيران الإسرائيلي بالاستمرار في قيامه بطلعات في الأجواء الروسية لضرب تداخل الأسلحة المرسلة من إيران إلى «حزب الله»! يا للخيبة! (لكن هل الآتي أعظم؟). أقصد هل ستتمظهر الأهداف الروسية شيئاً فشيئاً، سواء في طموحاتها، أو في تطلعاتها الدولية؟

[ الفجوات

وهل، في المقابل، ستتوسع الفجوات بين المتنافسين الرئيسيين على سوريا؟ وهذا السؤال قد يجيب عنه، أو يجيب عن جزء منه، حشد حزب الله 3000 مقاتل لإرسالهم إلى الميادين السورية. أليس غريباً أن يقرر هذا الحزب تنفيذاً للمشيئة الإيرانية حشد هذه الكمية من المقاتلين بعد دخول الروس بدباباتهم، وصواريخهم، وبوارجهم، وطائراتهم، وفيالقهم البرية؟ فالمنطق يقول (إذا كان ثمة منطق) أن يرتاح الحزب كثيراً لانخراط «حليفه» في المعمعة السورية، لضرب داعش (هذا ما لم يفعله نظام الأسد ولا فيلق الخيانة ولا حزب الفرس!). ألا توحي هذه الخطوة أن إيران ستزج بقوات أخرى في سوريا، لكي تتمكن من «منافسة» الحضور الروسي ميدانياً وسياسياً؟ أكثر، ألا يشير ذلك وبصراحة إلى أن نظام الملالي، الذي قد يكون في حالة ارتياب، يتوجس مفاجآت قد يقدم عليها بوتين خدمة لأهدافه الحقيقية، في التحضير لحلول في سوريا، والتصرف بفردانية، واستقلالية عنه؟

[ رأس «الجيش الحر»

صحيح أن روسيا في إعلانها جهاراً أنها تريد رأس داعش، و»النصرة» لكن في الأساس تريد رأس «الجيش الحر» أوليس هذا ما فعله أوباما (عندما رفض تسليح هذا الجيش)، وإسرائيل عندما دعمت كل ما من شأنه بقاء الأسد «لأنها اعتبرت سقوطه كارثة عليها»، وإيران التي هادنت سراً داعش، وحاربته في إعلامها، لتكون التصفية الأخيرة في التسوية (المفترضة) بين داعش الإرهابي والنظام السوري «المدني» و»الإنساني» و»الديموقراطي»؟ إذاً «داعش» جُعل فزاعة للسوريين والغرب، وهو «صنيعة روسيا»، تموله وتدعمه بالقدر الذي هو أيضاً صنيعة سجون الأسد وإيران! وإذا كان بوتين يبني سياسته البروباغندية على اعتبار أنه يحارب الإرهاب المتمثل بداعش، فإنه يركز على «النصرة»، وعلى الجيش الحر، وعلى القوى المدنية في سوريا، جذباً لانتباه العالم وخصوصاً أوروبا التي اخترق فيها داعش والقاعدة مجتمعاتها وهدد أمنها. فكأنه يقول «أنا أحارب عنكم داعش» فكافئوني واكسروا الحصار الاقتصادي عن بلادي، واعترفوا بشرعية غزوتي لأوكرانيا. فالإرهاب يلجأ إلى الإرهاب لتمويه صورته. لكن بوتين قد يذهب إلى أكثر من ذلك، إذ كان له أن يستفرد بأوراق الحل (بعيداً عن إيران)، فلربما اعتقد أنه وبالاتفاق مع أوروبا والولايات المتحدة يرغم الأسد على تنظيم انتخابات (وهذا ما أوردته بعض الصحف الغربية)، وصولاً إلى التنسيق مع عناصر من المعارضة «بمن فيهم المعارضون لإيران والأسد». هل هذا محتمل؟ ولمَ لا! وربما أكثر! وافتراضاً: ما الذي يمنع بوتين الذي لا يحب أصلاً أن يشاركه أحدٌ لا في حكم روسيا، ولا في أوراق سوريا، من الانفتاح على مكونات أخرى كالسُنّة (وهم أعداء لإيران) كبعض دول الخليج وحتى مصر في ترتيب مستقبل سوريا! (لكن أوليس هذا ما يقض مضاجع الملالي؟).

[ التخلي عن إيران؟

أكثر: وما الذي يمنع بوتين، الذي جمع في شخصيته رمزين: ستالين والقيصر في إعلانه «القومي» الأوراسي والسياسي والقمعي والوحشي، ما الذي يمنع مثله أن يوسع دائرة تنسيقه لتصل إلى قوى وجهات أخرى، وعند ذلك، ما الذي يحول دون تخليه عن إيران نفسها؟ فبين الولايات المتحدة وأوروبا وإيران لا يفضل هذه الأخيرة. فحساباته هناك. والحصار الاقتصادي الذي يتعرض له، بتداعياته الكارثية على الشعب الروسي، سبق أن تعرضت له إيران من هذه الجهات القادرة نفسها فأبرمت مع أميركا اتفاقها النووي.

لكن كل هذه الأسئلة، والمخاوف، والارتيابات، ما زالت من باب الافتراض، ومن باب المخططات المرسومة في العقول وعلى الورق. وقد تنقلب على بوتين وعلى إيران، كما انقلبت حسابات داعش وإيران ونظام الأسد عليهم جميعاً. فالدب الذي يريد أن يرقص يهشّم كل الراقصين على الحلبة والمثل الشعبي معروف «إجا الدب تا يرقص قتل سبعة تمان أنفس»! وهذا الراقص «المحترف» قد يعود على هذا الدب بالإنهاك، والتعب، وتشوش الحسابات. وكما أن حزب الله منذ دخول داعش المعترك (لضرب الجيش الحر وخدمة النظام)، قد تراجع، وتراجعت معه سيطرة الأسد من 30 في المئة إلى 15 في المئة من الأراضي السورية، فلماذا لا يحصل الأمر ذاته مع روسيا. فمجيء هذه الأخيرة سيستجلب مزيداً من المقاتلين وربما المتشددين، وسيحمل دولاً ما على زيادة مساعداتها للمعارضة تسليحاً ومالاً. وعلى الأرض السورية الشاسعة قد يغرق بوتين في الوحول التي ظنها «أوتوسترادات» سهلة، كما غرق الجيش الأميركي في فييتنام والعراق، وانكسر على الجبهتين. فبوتين جاء «غازياً»، وإذا كان سيرى أنه من المفيد أن يُضعف كل الأفرقاء في سوريا وخصوصاً إيران، فهذا لا يعني أنه سيهادن دول الجوار. فطموحاته الغبية قد تشملها، كالسعودية والخليج ولبنان...

وعلى هذا الأساس، فإن شخصيته التي تقتنص «الفرص» العابرة، قد تصطدم في المستقبل بمعرفة أن ما هو عابر يوفر انتصارات عابرة. ولذا، سيجد ضرورياً أن يعوض بجبهات أخرى تعويضاً عن انتكاسة هنا أو هناك! وهنا بالذات يقع في «الفوضى» التي أراد أن ينشرها، (كما إيران وحزبها المستعار والمستأجر) حوله.

فخطورة بوتين لا تكمن فقط في استفراد سيادته على سوريا... بل أيضاً في تحوله في النهاية مجرد مرتزقْ على أبواب إسرائيل والعالم... لإنقاذه من جنونه!

 

عن العلاقات السيئة والمديدة بين العرب والغرب

 حسام عيتاني/الحياة/المستقبل/11 تشرين الأول/15

ليس هناك في قاموس انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية مفردة أو ممارسة لم تشهدها البلدان العربية التي تعيش حالياً حروباً أهلية. وللقاموس هذا تاريخ ومؤلفون وأصحاب وأهل. نشرة أخبار تلفزيونية واحدة تكفي لمعرفة الفارق الشاسع بين المواثيق والمعاهدات العالمية وبين ما يجري في الواقع. التدمير المنهجي للمجتمعات والتغيير القسري للتركيبات السكانية تمهيداً لتغيير هويتها السياسية وما يرافقهما من أعمال قتل واسعة النطاق، على ما نشهد في سورية والعراق، الإعدامات الكثيفة للمدنيين في السجون والبراري سواء بسواء، الترحيل الجماعي والتطهير الطائفي والعرقي لمناطق بعينها، الاعتماد على فرق موت محترفة، اللجوء إلى الاغتصاب كسلاح في الحرب واستعادة مفردات السبي والأنفال، نهب الآثار وتفجير ما لا يمكن نقله وبيعه في الخارج، وغيرها الكثير تقول كلها إن الانهيار الحاصل في هذه المنطقة من العالم تخطى بأشواط بنى مشاريع الدول الوطنية وأطاح بإمكان ترميم ما تهدم.

والجلي أن العالم، أي الغرب ممثلاً بحكوماته الأوروبية والأميركية الشمالية - حيث ينحصر أثر باقي مكونات العالم المعاصر الآخر في ميادين بعيدة عن السياسة- غير معني بتطبيق ما اعتبر نفسه رائداً في وضعه من تشريعات وأخلاقيات تحكم العلاقة بين الفرد والجماعة من جهة والسلطة القائمة من الجهة المقابلة، في زمني الحرب والسلم. بل أنه لا يبدو ككيان قابلاً للتأثر بالأهوال الجارية على بعد مئات قليلة من الكيلومترات عنه. فلا صور الآلاف من السجناء الذين قضوا تحت التعذيب وهربها «قيصر»، قد صدمته أو حملته على اتخاذ إجراء ملموس واحد، ولا موجة اللجوء التي بدأها السوريون الهاربون من جحيم الحرب والمخيمات أقنعته برفع مستوى تدخله إلى ما يزيد عن أعمال الإغاثة بل إن استقباله اللاجئين وضع في خانة الإحسان والشفقة، من دون النظر إلى الأسباب التي ولدت هذه الموجة ولا إمكان عكسها.

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يُفترض أنه ضم الدروس المستخلصة من فظائع الحرب العالمية الثانية، لا يبدو قابلاً للتنفيذ في بلادنا. ثمة قدر من «السينيكية» في مقاربة الأزمات الحالية تتراوح مبرراتها بين الانكفاء الأميركي الاستراتيجي عن المنطقة بعد صدمتي أفغانستان والعراق والفشل المدوي فيهما، وبين تغير طبيعة المصالح الأميركية هنا وهبوطها في لائحة المؤثرات على الأمن القومي الأميركي إلى مراتب جد متدنية.

لا يرمي هذا الكلام إلى وسم الغرب مرة جديدة بالسمة الاستشراقية أو الكولونيالية ولا يسعى إلى اجترار أي حديث عن عطب غربي أصلي ومؤامرة مستمرة منذ أيام الاسكندر الأكبر، بل يحاول أن يقول إن الشكل الحالي من تعامل الغرب مع انهيار مجتمعات ودول المشرق العربي ينتج أساساً من أزمة عميقة في النموذج الغربي الديموقراطي الليبرالي ذاته. علامات الأزمة هذه لا تحدها المعاناة الاقتصادية التي اتخذت منحى مزمناً في أوروبا منذ منتصف العقد الماضي ولا التقلص المستمر في القاعدة الانتخابية التي يتضاءل اهتمامها بطروحات أحزاب لا تفرق برامجها عن بعضها بشيء يذكر وحيث لم يعد من السهل التمييز بين يمين الوسط ويسار الوسط، وغير ذلك من آليات تجديد النخب السياسية، بل تصل إلى أعماق المجتمعات الغربية ومعنى الديموقراطية والسلطة والفوارق الطبقية فيها التي تتزايد على نحو لا سابق له، بحيث تبدو الآمال التي طرحتها مشاريع ليندون جونسون ببناء «المجتمع العظيم» على سبيل المثال، شديدة البعد عن الواقع الحالي. جمود النظام السياسي واستعصائه أمام طموحات التغيير حتى عندما يحملها رئيس تخلى عن أداء مهمات تقليدية في السياسة الخارجية أو على الأقل بدل تبديلاً ملموساً أساليب مقاربتها، ليركز على الوضع الداخلي مثل باراك أوباما، واقترابه الدائم من حالة شلل ناجمة عن استقطاب لا فكاك منه بين الجمهوريين والديموقراطيين في الولايات المتحدة وبين تنويعات تقترب من هذا النموذج أو تبتعد عنه، في أوروبا، يساهم في رسم بعض وجوه المشكلات متعددة المستويات التي بلغها الغرب وتشمل بين ما تشمل العلاقات مع العالم غير الغربي والاقتصاد والثقافة. من هذه الظاهرة المركبة، لا يلاحظ العرب سوى الجانب الذي يمسهم مساً مباشراً والمتعلق بقدر كبير من اللامبالاة الغربية بأحوالهم الراهنة وبما ترى الدول العربية محقة أنه انحياز ضد مصالحها وانتقل من التأييد الكامل لإسرائيل بمبررات حل المسألة اليهودية ولو على حساب الفلسطينيين والعرب إلى الانفتاح على إيران في ذروة هجومها الامبراطوري على العرب واستغلالها الفراغ السياسي والاستراتيجي الذي يتخبطون فيه منذ عقود. لكن في المقابل، يحق للغرب القول إن صداقة العرب معه، خصوصاً على مستوى الشعوب، لم تكن يوماً بالمستوى الذي يبرر لهم لومه على تخاذله حيالهم. فلا هم بنوا تحالفاً استراتيجياً معه ولم يتخلوا عن العداء له أولاً ضمن أيديولوجيا معاداة الاستعمار ثم بسبب القضية الفلسطينية وأخيراً بفعل الإسلام الجهادي، ولا هم يشاركونه الرؤية إلى العصر وقضاياه. قد يبدو الغرب أوضح اليوم في نبذه العرب وقضاياهم واعتبار المساحة التي يقيمون عليها مصدر تهديد أمني لا أكثر. لكن الوضوح هذا يشكل قمة علاقات سيئة شملت جميع النواحي التي قد تتفاعل فيها شعوب ودول، وعلى مدى عقود على الأقل، منذ بداية ظهور العرب كقوة مستقلة سياسياً في هذه المنطقة. خراب هذه المنطقة ليس وليد عنصر واحد ولا يتحمل مسؤوليته فاعل مفرد. كذلك عواقبه ستكون عريضة.

 

بوتين لم يُنذر الـ «ناتو»... إذاً الحرب وشيكة

حازم الامين/الحياة/المستقبل/11 تشرين الأول/15

أطلق الجيش الروسي صواريخ «كروز» من بحر قزوين إلى سورية من دون أي إنذار مسبق لحلف شمال الأطلسي. ومن المفترض أن خط سير الصواريخ الروسية كان من بوارج حربية في بحر قزوين مروراً عبر إيران والعراق ووصولاً إلى سورية. وقال مسؤول أميركي لـ «سي أن أن» أن أربعة صورايخ منها سقط في إيران من طريق الخطأ. إذا أراد المرء أن يرتّب عناصر هذا الخبر وفق الأهمية، فإن العنصر الأول فيه هو عدم إنذار حلف شمال الأطلسي مسبقاً بالخطوة، ذاك أن خط سير الصواريخ يحفّ بمناطق عمل الحلف في العراق وفي سورية، ناهيك بأنه يستهدف مناطق محاذية لقواعد الـ «ناتو» في تركيا. إذاً ثمة قرار روسي بالمواجهة، أو باستطلاع الجاهزية الأطلسية في ظل الإنكفاءة الأوبامية. وهو استطلاع بالنار هذه المرة، ويأتي بعد خطوة ميدانية روسية في أوكرانيا كشف فيها الأطلسي تردّده وتقديمه الحصار الاقتصادي على نجدة حليفه الأوكراني ميدانياً.

يُرتّب هذا الحدث الهائل احتمالات كبرى، منها أن تصطدم الصورايخ بخطوط طيران تعتمدها مقاتلات التحالف الدولي العاملة في سورية والعراق، ومنها أخطاء في الأهداف كأن يُكمل الصاروخ سيره نحو تركيا أو إسرائيل، وهو احتمال يصبح واقعياً إذا ما تأكد خبر سقوط صواريخ في إيران.

لا يبدو أن عدم إنذار الناتو خطأ تقنياً. من المرجح أن يكون جزءاً من أهداف الحملة الروسية. وعند هذا الاحتمال المرجّح نصبح أمام حقيقة أن ما قدم الروس من أجله إلى سورية، ليس مغامرة كبرى وحسب، وإنما قرار بإحداث تغيير في المعادلات الدولية يتعدّى سورية. وإذا كان صاحب هذه الإرادة ضعيف القدرة على القيام بها، فإن احتمالات المواجهة تصبح أكبر. نعم روسيا ليست في وضع يتيح لها أن تستعيد الموقع الدولي للاتحاد السوفياتي، وفي الوقت نفسه يحثّ رئيسها فلاديمير بوتين الخطى نحو استعادة الموقع. وفي هذا الوقت لا يمكن للـ «ناتو» أن يجري حساباته تبعاً لطموحات بوتين، إنما تبعاً لتقييمه الفعلي والواقعي لحجم موسكو، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. إذا اعتمد المرء هذا المقياس في التوقّع فسيخرج منه بحقيقة أن المنطقة تستعدّ لمواجهة كبرى بين حلف شمال الأطلسي وبين روسيا. قبول الأطلسي بخط سير الصواريخ الروسية، وباحتمالات الأخطاء، وبعمل المقاتلات الروسية في مجالاته الجوية في سورية والعراق، وباقتراب المهمة الروسية في سورية من قواعده في تركيا، يعني قبوله بالعودة إلى قواعد لعبة الحرب الباردة التي انتصر فيها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ومن المرجّح أن هذا القبول لا يقوى عليه الأطلسي بكل مكوّناته. فالمزاج الإنكفائي للرئيس الأميركي باراك أوباما لا يعني قدرة الأخير على الموافقة على أن تخسر أميركا إنجازها الأكبر في القرن العشرين، والمتمثل بانتصارها في الحرب الباردة.

ثم إن بوتين تجاوز قواعد عمل الحرب الباردة عبر إطلاقه الصواريخ من بحر قزوين إلى سورية، وعبر خطّه طريقاً لمقاتلاته على حدود خطوط عمل مقاتلات التحالف في سورية وفي المجال الجوّي التركي. فقواعد العمل تلك اقتضت إرسال صواريخ إلى كوبا في أزمة خليج الخنازير، وليس إطلاقها، ولم تخرق المقاتلات السوفياتية يوماً الأجواء الباكستانية في مرحلة المواجهات في أفغانستان. اذاً لعاقل أن يعتقد بأن المواجهة قادمة لا محالة. وما يُعزّز هذا الاعتقاد هو أن موسكو تتصرّف مع دخولها سورية بصفته افتتاحاً لزمن ما قبل سوفياتي. إنه زمن إمبراطوري كانت فيه منافِسة رابحة في الشرق. وهو «حرب مقدسة» وفق الكنيسة الروسية. وهي، أي موسكو، استعاضت عن آلة الترويج الإيديولوجية السوفياتية بآلة ترويج قومية ودينية نجح فيها بوتين بإقناع الروس الذين يعيشون تحت وطأة حصار اقتصادي خانق بأن جيشهم سيعيد بعث أمجادهم.

أمام هذه المؤشرات عن الطموحات «الإمبراطورية»، لا يمكن للروس أن يبقوا في الجوّ. المهمة تقتضي «نصراً» برّياً. فالغارات الجويّة ستخسر «بريقها» الانتصاري بعد أسابيع قليلة، وجيش بشار الأسد لا يقوى على الإنجاز، والأميركيون بدأوا يتحدثون عن توقعاتهم بخسائر بشرية روسية وشيكة.

أمام الأطلسي خياران، إما المواجهة المباشرة، أو الانضواء في «حرب مقدسة» في مواجهة «حرب مقدسة». في أفغانستان جرّب الحلف الخيارين. خاض «حرباً مقدسة» أيام الجهاد الأفغاني، ما زال يحصد النتائج الكارثية لانتصاره فيها عبر ما ولّدته من خبرات «جهادية» قاتلة، وخاض حرباً مباشرة في العام 2001 أدت إلى احتلاله أفغانستان وفشله في اجتثاث طالبان. لكن أن يضع المرء حسابات الحروب ونتائجها على طاولة البحث في ظل حدث هائل من نوع العودة إلى قواعد الحرب الباردة، فإن الخيبات «الصغرى» تصبح خياراً لا بد منه. المواجهة المباشرة مع الروس لا تبدو واقعية، والقول إن العودة إلى خيار «الحرب المقدسة» بصيغتها الأفغانية لن تحصد غير الخيبات، فيه تغاضٍ عن حقيقة أن هزيمة السوفيات هناك كانت مدخلاً لهزيمتهم الكبرى لاحقاً. وصحيح أن واشنطن حصدت «القاعدة» ولاحقاً «داعش» وبينهما «11 أيلول» في سياق هذه «الحرب المقدسة»، لكنها أيضاً حصدت انتصار القرن المتمثل بانهيار الاتحاد السوفياتي.

شقّ صاروخ الكروز الروسي طريقه بين كل هذه الحسابات، والأرجح أن بوتين في مسارعته إلى طمأنة إسرائيل، عبر إرسال نائب رئيس أركانه إلى تل أبيب، إنما فعل ذلك لنقل المشهد إلى سوية مختلفة عن السويّة الأفغانية، فالحروب المقدّسة على تخوم إسرائيل ستبعث رعباً هناك، وهو يعرف ما تمثله إسرائيل في الوعي الغربي. لكن الرئيس الروسي لا يستطيع تجنّب حرب مقدسة على حدود إسرائيل، والذهاب إليها على حدود تركيا. ستجد واشنطن نفسها هذه المرة أمام خطوة لا بد منها، وهي الاستثمار بجماعات سوريّة تتولى مهمة إفشال المهمّة الروسيّة هناك. الأرجح أنها ستحاول تفادي «الأخطاء الأفغانية»، لكنها ستكتشف أنه لا يمكن ارتداء قفازات في «الحروب المقدّسة». تركيا ستكون مستعدة اليوم للمهمة التي تولّتها باكستان في تلك الحقبة، وهي أصلاً باشرتها قبل الدخول الروسي إلى سورية، وبدأت ملامح سلاح جديد تظهر في أيدي مقاتلي «جيش الفتح». ومثلما لن نشهد، نحن أهل المنطقة، أكثر من جهنم على أيدي قيصر الكرملن، فإن جنّة «جيش الفتح» لن تكون أكثر من «إمارة الرقة».

 

تقسيم رقم 2: «خامنئي - بوتين» بعد «سايكس - بيكو»

 خالد الحروب/الحياة/11 تشرين الأول/15

لا نعرف حتى الآن المصطلح الذي سينحته التاريخ ومؤرخوه للهجمة الروسية - الإيرانية التقسيمية على سورية والمنطقة، وتفتتح مرحلة جديدة ومثيرة من الاستعمار المختلف. لكن إلى ان يتم حسم تلك المسألة اللفظية والاصطلاحية ربما نقترح وصف

تقسيم 2: «خامنئي - بوتين»، وخامنئي هنا، أي ايران، تتقدم روسيا في مسؤولية تدمير وتقسيم سورية، ولا يقلل هذا من المسؤولية الروسية بحال.                                                                                                   

الهجوم الاستعماري الايراني - الروسي الراهن على سورية (والإيراني تحديداً على العراق واليمن) يختلف بطبيعة الحال عن الحقبة الاستعمارية الغربية التي شهدتها المنطقة في العقود الأولى من القرن العشرين (واستمرت طويلاً بعد ذلك في الجزائر وفلسطين). الاستعمار والتقسيم الغربي التقليدي كان امتداداً لحقبة تنافس امبرطوري بريطاني وفرنسي وإيطالي وإسباني وألماني في طول وعرض العالم، منطلقاً من الرغبة الجامحة في السيطرة على الموارد والأراضي والشعوب. في فصوله البريطانية والفرنسية، على الأقل، كان يحتل ويسيطر وينهب ثروات الشعوب تحت مسوغ نشر حضارة الرجل الأبيض. وحتى يبدو «صادقاً» مع شعاراته اضطر هذا الاستعمار الى جلب بعض جوانب تقدم وتحضر «الرجل الابيض» الى المناطق المستعمرة، فكان هناك بعض التقدم هنا وهناك مثل شق الطرقات وبناء السكك الحديد (في الهند مثلاً)، وبناء الجسور (كما في السودان ومصر والتي تستخدم حتى الآن!).

اضافة الى ذلك حاول هذا الاستعمار، واستمراراً لسياسة ايجاد المسوغ والمبرر للاحتلال والسيطرة، تدريب وتعليم وتأهيل طاقات محلية عبر التعليم الجامعي الغربي وتكوين نخب قادرة على الإدارة. في خضم ذلك، سوق لنموذجه الليبرالي الديموقراطي في اوساط تلك النخب باعتباره الجسر الوحيد نحو التقدم والنجاح واللحاق بالحداثة. لا يعني هذا على الإطلاق القول إن الاستعمار الغربي كان حنوناً او ان ايجابياته تغلب سلبياته، بل القصد القول ان ذلك الاستعمار اضطر الى القيام بعمليات تجميل الوجه أفادت جزئياً الشعوب المستعمرة وبعض نخبها، الى جانب النهب والتدمير الذي قام به.

واحدة من تلك العمليات كانت انفتاح النقاش السياسي المحلي على شكل الحكم بعد مرحلة التحرر والتخلص من الاستعمار، وفي قلبها ضرورة الحرية السياسة وتبني الحكم البرلماني والديموقراطية وسوى ذلك. في الوقت نفسه تحولت القيم الليبرالية والانسانية التي «تسلح» بها الاستعمار الغربي لـ «إنقاذ الشعوب المتخلفة»، الى اسلحة بيد تلك الشعوب ونخبها، وبقيت كذلك الى الآن. فقيم حقوق الانسان والمساواة بين البشر وحق تقرير المصير وغيرها أصبحت هي الارضية التي تقوم عليها نضالات الشعوب المُستعمرة ضد سياسات الهيمنة والسيطرة والحروب الغربية.

في حقبة الهجمة والاستعمار الروسي - الايراني لسورية لن نرى حتى مجرد القيام بعمليات تجميلية لبشاعة تلك الهجمة. وليس هناك حتى مجرد شعار فارغ يهدف الى «نشر الحضارة والاستنارة»، او «إنقاذ الشعب»، او غير ذلك. في حقبة وتقسيم «خامنئي - بوتين» كل ما نقرأه والجميع متأكد منه هو ان استعمار سورية وتقسيمها يقوم ويقعد على أسس المصلحة الاستراتيجية الروسية في استقطاع الساحل السوري ليكون تحت سيطرتها المباشرة الى أمد غير معروف، والمصلحة الاستراتيجية الايرانية في استقطاع «دويلة دمشق» المتواصلة مع جغرافية لبنان الشيعية في الشرق، لتظل موطئ قدم ايرانية دائمة. لا يهم طهران ولا موسكو ان تتفتت سورية بالتوازي مع هذين الاستقطاعين الى دويلات اخرى، كردية في الشمال الشرقي، ودرزية بمحاذاة اسرائيل، و «حلبية» في الوسط الصحراوي.

إلى ذلك، ماذا يقدم النموذجان «الايراني» او «الروسي» من شكل سياسي او نظام قيم ولو على شكل شعاراتي مجوف يمكن الإتكاء عليه او استدعائه لنقد ايران وروسيا وسياساتها؟ ليس هنا اي مجموعة قيم تتحدث عن الديموقراطية او الحرية او المساواة او الكرامة بإمكان النخب «المُستعمرة» الرجوع اليها كمرجعية مشتركة لنقد النظام الفوقي. كل ما هو موجود «معايير المصلحة الاستراتيجية» للدول المُستعمرة، ايران وروسيا، وبعد ذلك لا يهم شيء. لا يهم ان تم تهجير 11 مليون سوري من بيوتهم ومدنهم وقراهم، أكثر من نصفهم الى خارج بلدهم، ورميهم ضحايا للبحر والاسماك، او للمصائر المُبهمة. لا يهم ان تم تدمير سورية وإرجاعها عقوداً طويلة الى الوراء، طالما أن أهداف بوتين الاستراتيجية في مماحكة الغرب والشبق في الظهور على شكل الرجل القوي والعظيم قيد التحقق. وطالما ان الشبق الايراني المهووس بأيديولوجية الشيعية السياسية المخلوطة بالرغبة الساحقة في تكريس النفوذ الاقليمي والاحتلالي في المنطقة العربية، يتحقق ايضاً.

هل ما سبق ذكره فيه اتهامات ومبالغات وأحكام مُسبقة، وتغاضٍ عما يقوله انصار ايران وروسيا من أن التدخل في سورية هدفه «الدفاع عن الشعب السوري» مقابل الإرهاب والتدخلات الغربية؟ حسناً، لنتأمل في ما تبقى من مساحة لنا هنا مثالاً واحداً ونستخدمه كاختبار للمقولات التي ترى في ايران وروسيا دولاً معتدية ومكروهة من الغالبية الكاسحة للشعب السوري، وهذا المثال يختصره السؤال المزدوج التالي: لماذا لم تفتح ولا تفتح روسيا وايران بلدانها للاجئين السوريين، وكلا البلدين ولغ في الشأن السوري تحت مزاعم حماية السوريين من الإرهاب، وبرر ارسال قنابله وخبرائه بمسوغ مساعدة الشعب السوري في محنته؟ ثم، لماذا لا يتوجه اللاجئون السوريون انفسهم وبمحض ارادتهم الى روسيا او ايران، وهي الدول التي هبت لنجدتهم خلال السنوات الماضية فور اندلاع ثورتهم ضد الاستبداد الاسدي؟

لا يبحث هذان السؤالان الاستنكاريان عن إجابة هي واضحة لكل من يتابع المأساة السورية بقدر ما يسلطان الضوء على مفارقة مُمضة كبيرة تُضاف الى مفارقات مواقف هاتين الدولتين، اللتين تتسابقان في ترسيم المشاريع الاستعمارية والتقسيمية في سورية. روسيا من ناحية تقفل حدودها في وجه السوريين بما يجعل الوصول الى القمر ربما أسهل لكثير من السوريين من الوصول اليها لو ارادوا التوجه اليها. لكن روسيا ايضاً وأصلاً ليست من البلدان الجاذبة للهجرة اليها بسبب تفاقم الشوفينية الروسية القيصرية وانبعاثها من القبور مع قدوم بوتين، وهي شوفينية يلحظها كل زائر، وتترجم عبر قوانين صارمة في الإقامة والعمل، ناهيك عن التجنيس الذي ربما يعد الأصعب منالاً في شمال الكرة الارضية كلها. ولعدم وجود تكافوء الفرص بين الافراد بغض النظر عن خلفياتهم وجنسياتهم فإن روسيا ليست جهة مرغوبة للسفر او العمل، بعكس الدول الغربية التي تتهكم عليها روسيا، والتي يرغب في الهجرة اليها كثيرون ومنهم روس ايضاً.

ايران ليست أفضل حالاً بطبيعة الحال، ذلك ان الشوفينية الفارسية المُتصاعدة تكاد تنافس الروسية في انغلاقها على ذاتها وعدم تقبلها الآخر. والشيء المُفارق في الحالة الايرانية هو قربها الجغرافي من سورية وبالتالي سهولة ان تكون جهة رئيسة مطروقة من قبل اللاجئين السوريين. وعلى رغم ادعاء طهران الرسمي بأن ايران تفتح حدودها للسوريين، وهو ادعاء يحتاج الى تحقق، فإن السوريين انفسهم يديرون ظهرهم لها ويغامرون بأرواحهم ويلقون بأجسادهم في البحار والمحيطات عوض ان يصلوا لإيران بمخاطر لا تقارن مع تلك التي تواجههم عند توجههم الى أوروبا.

لا تبالي طهران وموسكو بطبيعة الحال بملايين السوريين الذين لا يظهرون اساساً على شاشات رادارات الحسابات الاستراتيجية للعاصمتين، حيث ليس ثمة وقت للتفكير اساساً بقضايا هامشية و «تافهة» مثل لجوء ملايين الى خارج سورية، او سقوط آلاف الضحايا. وهذا الاحتقار المُدهش لمعاناة ملايين البشر هو المخيف حقاً في مرحلة الاستعمار الروسي - الايراني الحالية، ذلك انه يسلط الضوء على التفكير الاستئصالي الخطير الذي تترجمه سياسات واستراتيجيات الدولتين. فقد رأينا ترجمة له في نطاق الاتحاد الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وبخاصة في حرب بوتين النازية ضد الشيشان واعتماد نموذج «غروزني» والارض المحروقة ضد الخصوم، والقائمة على إبادة كل ما هو قائم ويتنفس او لا يتنفس على الجانب الآخر. و السياسة ذاتها حدثت ولا تزال تحدث في ايران وان كان بوتيرة أقل وحشية وأبعد من الإعلام ضد كل المكونات غير الفارسية في ايران وعلى رأسها العرب على طول ساحل عربستان والأهواز والداخل. ذلك انه، نسجاً وتناغماً مع تجارب البلدين «الباهرة» في الإزاحة والإبادة الديموغرافية، يتصاعد حديث عنصري وإبادي يكرر بأن اللاجئين السوريين الذين أجبرتهم حرب النظام وحلفائه على ترك بلدهم هم أصلاً من «اتباع» الجماعات التكفيرية او المتعاطفين معها، ومن الذين لا يؤمنون بالعيش المشترك والتعددية الثقافية والدينية في سورية، وبالتالي فإن التخلص منهم شيء جيد ويجب ألا يثير الشفقة ولا التحسر. وتبعاً لهذا التفكير، إذا اضفنا الملايين السورية التي هجرت داخل سورية بعيداً من مدنها وقراها وأريافها وأضفناها الى معادلة «التحليل الإبادي» المذكور لوصلنا الى نتيجة سريعة مفادها أن معظم الشعب السوري صار من اتباع الجماعات التكفيرية، ولا بأس من التخلص منه، وإعادة تركيب سورية ديموغرافياً وجغرافياً. هذه بعض بشائر عهد «تقسيم 2: خامنئي - بوتين» الذي يحتفي به انصار الاستبداد الأسدي هنا وهناك.

 

تحيّة من نوبل لياسمين تونس

 الياس حرفوش/الحياة/11 تشرين الأول/15

كعادتهم في ارتكاب المفاجآت عند الإعلان عن الفائز، لفت المسؤولون عن جائزة نوبل للسلام انتباهنا الى تونس، في وقت كانت أنظارنا تتجه صوب سورية والعراق وليبيا واليمن، وأوباما وبوتين، والخراب الذي يعمّ ويتّسع في أرجاء منطقتنا. وكأن أهل نوبل، الذين يعيشون في اسكندنافيا، متنقّلين بين أوسلو واستوكهولم، أرادوا أن يذكرونا بأن هناك خياراً آخر لدولنا وشعوبنا، يختلف عن القتل والدمار والخراب، التي أصبحت العنوان اليومي لأخبارنا وتعليقات كتابنا. هذا الخيار الآخر هو خيار السلام والحوار وقبول الآخر، والذهاب الى الوحدة الوطنية كبديل من الغرق في الحروب الأهلية. بهذا المعنى يمكن القول أن فوز جماعات المجتمع المدني في تونس، التي تضم نقابات العمال والصناعيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بجائزة نوبل للسلام، هو احتفاء بما كان يمكن أن ينجبه الربيع العربي، وما كنّا جميعاً نأمله منه، من انتقال بدولنا وأنظمتنا الى عصر الحداثة، حيث يتعايش الناس مع بعضهم، على اختلاف سياساتهم وأعراقهم وأديانهم، من دون أن يتقاتلوا أو يتناهشوا، وحيث لا يعتبر الحاكم أن فرصته الوحيدة للبقاء في الحكم هي في ارتكاب المجازر بحق شعبه. تكريم أهل نوبل لتونس هو تكريم لهذه الأفكار، التي تمكنت تونس، حتى الآن، من أن تحققها بدرجة أو أخرى من النجاح. إنه تكريم لانتصار غالبية الشعب التونسي على الانقسامات السياسية والصراعات الحزبية، وتقدير لتغلّب الأنانيات الفردية على المصلحة الوطنية. هكذا أتيح لتونس قبل عامين أن تنجو من المصير الذي انزلقت إليه دول أخرى، مثل مصر وسورية وليبيا واليمن، وذلك بفضل وعي كل الأطراف، من حزب «النهضة» الى معارضيه «العلمانيين»، أن كلفة الأخطار التي تهدد تونس هي أكبر بكثير من حجم التنازلات الضرورية لتحقيق التوافق. وإذا كان حزب «النهضة» وزعيمه راشد الغنوشي يستحقان الإشادة، فلأنهما، وعلى عكس ما فعل «إخوان» مصر، وافقا على التنحّي عن الحكم، ولم يتشبّث الحزب بالكرسي على رغم فوزه في انتخابات تشرين الأول (أكتوبر) 2011، وهو ما أتاح مخرجاً من طريق حكومة تكنوقراط انتقالية مهّدت لشراكة في السلطة ولحوار بين «النهضة» وحزب «نداء تونس» بقيادة الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي. لم يكن ممكناً للمنظمات الأربع التي فازت بجائزة نوبل للسلام، أن تحقق أي اختراق في الأزمة التونسية لولا تعقّل كل الفرقاء ووضعهم مصلحة بلدهم فوق الاعتبارات الأخرى. وربما لو كان متاحاً للمسؤولين عن الجائزة أن يكرموا بلداً لكانت تونس هي الأحقّ بالتكريم، لأنها الاستثناء في مسيرة الربيع العربي التي أجهضت في مهدها، لأسباب كثيرة، أحدها وأهمها تفوّق ثقافة الإلغاء والإقصاء في الدول التي تعثرت فيها هذه المسيرة على ثقافة تغليب الحوار واحترام الآخر والقبول بمشاركته في عملية البناء الوطني.بدأت تباشير الربيع العربي من ثورة الياسمين في تونس وتوقفت عندها. غير أن تونس لم تتعافَ، على رغم الإيجابيات، من حل مشكلة التزاوج بين النظام المدني والحل الإسلامي، وهي المشكلة التي ما زالت تواجه معظم المجتمعات العربية. صحيح أن هناك في تونس، الى حد ما، ثقافة مدنية راسخة، إلا أن تونس تصدّر أكبر عدد من المنضمّين الى صفوف «داعش» (3 آلاف كما تشير المعلومات). كما أن الهجومين الإرهابيين هذا العام على متحف باردو في العاصمة وعلى فندق «إمبريال مرحبا» في سوسة، اللذين أعلن «داعش» المسؤولية عنهما، ما زالا في الأذهان. وهو ما يدفع الى التمنّي أن لا يكون تكريم جائزة نوبل لنجاح تونس في الانتقال الديموقراطي مجرد أمل، يمكن أن يخيّبه الواقع.