المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october12.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى24/من45حتى51/مَنْ هُوَ العَبْدُ الأَمِينُ الحَكِيْمُ الَّذي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلى أَهْلِ بَيتِهِ، لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ في حِينِهِ؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي يَجِيءُ سَيِّدُهُ فَيَجِدُهُ فَاعِلاً هكَذَا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي05/من01حتى11/فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بطاركة ع شو ومنشان شو؟؟ فالج لا تعالج/الياس بجاني

النهار/بطاركة الشرق التقوا مسؤولين في الفاتيكان والراعي دعا إلى تصويب الحراك ومنع استغلاله

ذكرى اغتيال الشعيد داني شمعون وعائلته/الشهداء لا يموتون وإن غابوا في الجسد لأانهم في جنة الخلد يقيمون إلى جانب القديسيين والبررة

بالصوت/فورماتMP3الاحتفال بالذكرى ال 25 لإغتيال الشهيد داني شمعون من تلفزيون المر/الإحتفال اقيم يوم الأحد بتاريخ 10 تشرين الأول/15/في الدير الأنطوني- بعبدا/ 

بالصوت/فورماتWMA/الاحتفال بالذكرى ال 25 لإغتيال الشهيد داني شمعون من تلفزيون المر/الإحتفال اقيم يوم الأحد بتاريخ 10 تشرين الأول/15/في الدير الأنطوني- بعبدا/11 تشرين الأول/15

فيديو الاحتفال بالذكرى ال 25 لإغتيال الشهيد داني شمعون من تلفزيون المر/الإحتفال اقيم يوم الأحد بتاريخ 10 تشرين الأول/15/في الدير الأنطوني- بعبدا

لهذه الأسباب الإيمانية والمرّضية عون باستمرار غاضب وعدائي ومؤذي/الياس بجاني

عون في احتفال ذكرى 13 تشرين: فليكن صوتكم عاليا ليوقظ كل البشر وليتذكر كل واحد منكم أن صوته هو من سيحرر بيت الشعب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ضربة جديدة موجعة لـ"حزب الله" في سوريا

مدفعية الجيش تستهدف المسلحين في وادي الخيل وتوقع قتلى وجرحى في صفوفهم

اشكال بين سائقي الجرافات التي تعمل في مكب سرار والاهالي

القبض على قاتل السحمراني في عكار

النائب مروان حمادة لتلفزيون المر: كيف يريد عون انتخاب الرئيس القوي ولا يرى إلا نفسه رئيساً

عون على طريق قصر الشعب: الخطاب السوريالي/غسان بركات/جنوبية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/10/2015

مظاهرة أنصار عون تكشف عن تناقضات/الجزيرة/حسن الحاف

الأحرار أحيا ذكرى استشهاد داني شمعون وكلمات لحمادة وفتفت وشمعون نوهت بدور الشهيد وشددت على اهمية الحوار

فتفت: المستقبل مع تسوية شاملة تعيد تفعيل العمل الحكومي

ما هو مصير الناشطين الـ19 "الفارين من وجه العدالة"؟

المواجهة" في سرار: إطلاق نار وجرحى

فنيش: هناك نيات لتعطيل كل شيء وإفشال المخارج

جعجع: الحراك المدني سببه واقع مؤلم يعيشه المواطنون لكن للأسف دائماً يأتي من يُصادر ألمهم وقضاياهم

جعجع: استغربت استمرار النظام السوري 11 عاما بعد وفاة حافظ الأسد

نهاد المشنوق: تمادي قوى سياسية بتعطيل المؤسسات يؤدي الى زعزعة الاستقرار

عراجي: على عون الإنسحاب.. وإلا فليبقَ وحيداً

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

زهرا خلال عشاء رجال اعمال القوات: التدخل الروسي في سوريا دفع بحلفائه اللبنانيين الى رفض التسوية

نضال طعمة: نسأل من يحتفل بذكرى 13 تشرين هل بقي هو وفيا لها؟

 كتلة نواب زحلة نعت سكاف: وفاته خسارة للوطن والبقاع ومحبيه

قاسم هاشم: آن الأوان للابتعاد عن الانانيات والرهانات والانتباه الى ما يجري من حولنا للاستثمار على الإيجابيات منها

صفي الدين: لا يجوز أن يضيع البعض فرصة الحوار بخلفيات ومصالح فئوية

عبدالأمير قبلان: لانتخاب رئيس قادر على اجراء مصالحة وطنية شاملة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس: لا حل في سورية مع بقاء الأسد

جيش الأسد مدعوماً بـ”حزب الله” يتقدم تحت الغطاء الروسي

بوتين يجري محادثات مع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد

الإفراج عن الأب جاك مراد في حمص بعد أشهر على خطفه

المعارضة الإيرانية: نددت في مؤتمر بباريس بالتساهل الدولي مع نظام طهران وأكدت أنالإعدامات تضاعفت ثلاث مرات في عهد روحاني

الجبير: سياسة روسيا في الملف السوري تقلق الرياض

الرئيس الروسي يبحث مع محمد بن سلمان الأزمة السورية

غارات للتحالف جنوبي وغربي اليمن

المعارضة السورية تقاطع محادثات اقترحتها الامم المتحدة بسبب الضربات الروسية

بالفيديو: خطيب المسجد الأموي يمجّد بوتين.. ويرحّب بالتدخل الروسي في سوريا

العاهل الاردني يؤكد لفالس ضرورة "حل سياسي شامل للازمة السورية"

البغدادي ينجو من قصف للجيش العراقي في الأنبار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون في ذكرى «13 تشرين» يجاهر بالتعطيل ويوزع اتهامات/تظاهرة برتقالية على «حدود» قصر بعبدا . . وبوتين الضيف العزيز/خالد موسى/المستقبل

باسيل يكيّل الطريق/ رولا عبدالله/المستقبل

الوضوح العوني/علي نون/المستقبل

كانت تنقص تظاهرة العونيين صورة للقيصر نقولا/وسام سعادة/المستقبل

ماذا بعد التظاهر إلى بعبدا وخطاب عون أإلى 7 أيار جديد أم إلى طائف جديد/اميل خوري/النهار

حزب الله".. من التنشئة إلى القتال/سامي خليفة /المدن

لا مخاطرة بالحكومة... ولكنها باقية "احتياطاً" بدائل ضاغطة ومقنّعة من المؤتمر التأسيسي/روزانا بومنصف /النهار

سلام قَلِق على البلاد: من يتحمّل مسؤولية الانهيار/سابين عويس/النهار

سوريا.. بين الوضوح الروسي والغموض الأميركي/خيرالله خيرالله/المستقبل

هل ينجح نموذج بوتين حيث فشل الآخرون/جورج سمعان/الحياة

إنها أكبر... إنها أخطر/غسان شربل/الحياة

روسيا وإيران: أصدقاء أو أعداء/ألكس راو/للبنان الآن

سورية وحقل التجارب الروسية/داود البصري/السياسة

اميركا بدأت بتسليح المعارضة من اجل استنزاف الروس في سوريا/علي العاملي/جنوبية

روسيا: لبنان جزء من المشكل والحل/منير الربيع/المدن

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى24/من45حتى51/مَنْ هُوَ العَبْدُ الأَمِينُ الحَكِيْمُ الَّذي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلى أَهْلِ بَيتِهِ، لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ في حِينِهِ؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي يَجِيءُ سَيِّدُهُ فَيَجِدُهُ فَاعِلاً هكَذَا

"قالَ الربُّ يَسوع: «مَنْ هُوَ العَبْدُ الأَمِينُ الحَكِيْمُ الَّذي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلى أَهْلِ بَيتِهِ، لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ في حِينِهِ؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي يَجِيءُ سَيِّدُهُ فَيَجِدُهُ فَاعِلاً هكَذَا! أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيْمُهُ عَلى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ. ولكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ العَبْدُ الشِّرِّيرُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي!وبَدَأَ يَضْرِبُ رِفَاقَهُ، ويَأْكُلُ ويَشْرَبُ مَعَ السِّكِّيرِين،

يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَومٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُهَا، فَيَفْصِلُهُ، ويَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ المُرَائِين. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيفُ الأَسْنَان."

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي05/من01حتى11/فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة

"يا إخوَتِي، أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛ لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً. فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَومُ كالسَّارِق. فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة. إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر النَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛ لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون. أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الخَلاص. فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح،

الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين. فَلِذلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بطاركة ع شو ومنشان شو؟؟ فالج لا تعالج

الياس بجاني/12 تشرين الأول/15

http://newspaper.annahar.com/article/274712-%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%88%D8%A7-%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%AF%D8%B9%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D9%88%D9%85%D9%86%D8%B9

للأسف ولا بطريرك من البطاركة المتواجدين في الفاتيكان هو غير تابع مباشرة أو مواربة في السياسة والممارسات والخطاب والمستشارين والمقربين لمحور سوريا-إيران وبالتالي ع شو بدون يجتمعوا مع المسؤولين وشو بدون يحكوا. عملياً هم خارج إطار الرسالة والنذورات الكهنوتية وتحديداً اللحام والراعي حيث مواقفهما والتحالفات تزايد حتى على حزب الله وعون. في الخلاصة يا ريت الأحبار الكرام بيكتفوا بالصلاة والصوم ورعاية شؤون الكنائس وبيتركوا السياسة لرجال السياسة مع أن غالبية السياسيين من المدنيين هم من نفس خامة البطاركة هؤلاء. باختصار إنه زمن محل وبؤس وقلة إيمان وخور رجاء، ولكن الرب قادر على شيء والإتكال يبق عليه وحده وعلى الخمائر الطيبة من شعبنا من زمنيين وعلمانيين وهم والحمد لله كثر وفي كل الطوائف والشرائح

 

تقرير من جريدة النهار هو موضوع التعليق في أعلى

بطاركة الشرق التقوا مسؤولين في الفاتيكان والراعي دعا إلى تصويب الحراك ومنع استغلاله

12 تشرين الأول 2015/النهار/أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  في قداس الاحد الذي ترأسه في كنيسة مار مارون في المعهد الماروني في روما أمس،"لاستغلال البعض تظاهرات الحراك المدني في بيروت وقيام أعمال شغب واعتداء على الاملاك العامة والخاصة". وقال: "لقد باركنا في الأساس تظاهرات الشعب والشباب، وهذا حقّهم لأنهم مجروحون، ولكن يؤسفنا تحوّل البعض الى استغلال هذا التحرك والى التخريب والاعتداء على الاملاك العامة والخاصة، وهذا ليس بمشهد حضاري في لبنان". وطالب المتظاهرين "بالا يسمحوا لأحد أن يستغل تحركهم لغايات تخفي غير النيات الطيبة التي انطلقوا بها والأسباب المحقة التي دفعتهم الى التظاهر"، داعياً اياهم الى "تصويب مطالبهم، فمأساة لبنان انه جسم بلا رأس، جمهورية بدون رئيس منذ سنة ونصف سنة، وكل المآسي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ناتجة عن الفوضى المتأتية من غياب الرئيس، فحيث لا يوجد رأس تعمّ الفوضى، كما في البيت والكنيسة والدير والمؤسسة، فكيف يمكن أن تعيش دولة بدون رأس؟" وتمنى على المتظاهرين في لبنان ان يطالبوا بما هو أساسي الى جانب المطالب الاجتماعية الملحّة، وهو انتخاب رئيس للجمهورية، كي تستقيم الامور وتعود الحياة الطبيعية الى مؤسساتنا الدستورية، وفي طليعتها المجلس النيابي ومجلس الوزراء، ولكي تعود المؤسسات العامة الى العمل بعيداً من أي فساد".ودعا الراعي المؤمنين إلى الصلاة على نية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وعلى نية السلام في الشرق الاوسط ووقف الحروب وهدر الدماء والعنف. وطلب منهم مرافقة اعمال السينودس الخاص من أجل العائلة، والذي يعقد في الفاتيكان برئاسة البابا فرنسيس كي تساهم الكنيسة في تأمين حياة افضل للعائلة وتعيش رسالتها الحقيقية بأن تكون لها الام والمعلمة.وكان اجتماع لبطاركة الشرق الكاثوليك عقد مساء السبت في الوكالة البطريركية في روما بدعوة من البطريرك الراعي، وانضم الى المجتمعين امين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري وبحثوا في شؤون كنسية وراعوية، اضافة الى الاوضاع في الشرق الاوسط ومأساة النازحين وتداعيات النزوح.

 

ذكرى اغتيال الشعيد داني شمعون وعائلته/الشهداء لا يموتون وإن غابوا في الجسد لأانهم في جنة الخلد يقيمون إلى جانب القديسيين والبررة

http://eliasbejjaninews.com/2015/10/11/%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D9%85%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%AA%D9%87-%D9%87%D9%85-%D8%B1%D9%85%D8%B2/

في أعلى الاحتفال الخطابي بالصوت/فورماتMP3

بالصوت/فورماتMP3الاحتفال بالذكرى ال 25 لإغتيال الشهيد داني شمعون من تلفزيون المر/الإحتفال اقيم يوم الأحد بتاريخ 10 تشرين الأول/15/في الدير الأنطوني- بعبدا/ 

بالصوت/فورماتWMA/الاحتفال بالذكرى ال 25 لإغتيال الشهيد داني شمعون من تلفزيون المر/الإحتفال اقيم يوم الأحد بتاريخ 10 تشرين الأول/15/في الدير الأنطوني- بعبدا/11 تشرين الأول/15

فيديو الاحتفال بالذكرى ال 25 لإغتيال الشهيد داني شمعون من تلفزيون المر/الإحتفال اقيم يوم الأحد بتاريخ 10 تشرين الأول/15/في الدير الأنطوني- بعبدا/اضغط على الرابط لمشاهدة الاحتفال

رابط الفيديوhttps://youtu.be/zPVm2kRu1kM

 

لهذه الأسباب الإيمانية والمرّضية عون باستمرار غاضب وعدائي ومؤذي

الياس بجاني/11 تشرين الأول/15

(رؤيا القدّيس يوحنّا12/من01حتى12): "لِذلِكَ تَهَلَّلِي، أَيَّتُها ٱلسَّمَاوَات، ويَا أَيُّها ٱلْمُقِيمُونَ فيهَا. وٱلوَيلُ للأَرْضِ وٱلبَحْر، لأَنَّ إِبْلِيسَ هَبَطَ إِلَيْكُما، وَبِهِ سُخْطٌ شَدِيد، لِعِلْمِهِ أَنَّ لَهُ وَقْتًا قَلِيلاً.”

من يقرأ هذه الآية الإنجيلية بتمعن وصفاء فكري وإيمان ويسقطها على مشهدية إطلالات وممارسات وثقافة النائب ميشال عون يدرك السبب الرئيسي لحالة هذا الرجل الغاضب باستمرار والشارد والشاذ في كل مقارباته، وفعلاً "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ".

فما من مرة أطل فيها ميشال عون على الناس، ومهما كانت مناسبة إطلالته، إلا وكان متوتراً وغاضباً وعدائياً ومتهماً غيره بما فيه من عيوب وشوائب وقصور وكفر وجحود(Projection & Rationalization)، ومبرراً بمنطق اللامنطق الأعور والمرّضي ممارساته المدمّرة والعدائية، وذلك على خلفيات رزم العقد النفسية المصاب بها، والأحاسيس الدونية القاتلة التي تسيطر على فكره ولسانه من مثل الشك والحقد والكراهية والغيرة والفجع والاستكبار ونكران الجميل والخوف من الآخر وعبادة تراب الأرض وعشقه للأبواب الواسعة والنرسيسية والتلون الأكروباتي.

ففي خطابه المهين لمعاني وقدسية الكلمة التي بمفهومنا الإنجيلي هي الله، هو دائماً دركي إلى تحت ما هو تحت كل درك عرفه العقل ودونه التاريخ، و"زقاقي" بامتياز يستعمل عن سابق تصور وتصميم المفردات الشوارعية الخادشة للحياء واللاإيمانية، ويخاطب الناس بمنطق الوقاحة والفجور والهوس الفاضح واللابط والمعري والمناقض لكل ما هو حق وحقيقة وموضوعية وتواضع واحترام للذات وللغير ومخافة من الله ومن يوم حسابه الأخير.

الأوهام المرّضية لهذا الرجل الشارد عن كل ما هو لبناني ومسيحي وقيمي تتحكم بأقواله وأفعاله وفكره وتحالفاته والتي من أخطرها وهمي العظمة والاضطهاد(Delusions of persecution and grandiose) التي عليهما يبني مرضِّياً كل أحلام يقظته المغربة والغريبة عن الواقع والإمكانيات والوزنات والمحيط والظروف، أكان بما يتعلق بأحقيته الإلهية والأحادية لموقع رئاسة الجمهورية، أو أبوته الكاذبة لمؤسسة الجيش، أو نفاق وهرطقة وأضحوكة تمثيله الحصري للمسيحيين وحقوقهم.

اليوم أطل هذا المخلوق بكل مخزونه المرّضي الحاقد من على طريق قصر بعبدا محاطاً بشرائح لبنانية أصابها للأسف عمى البصر والبصيرة وغيبت العقل والمنطق وفقدت البوصلة الوطنية والإيمانية بعد أن أغرقها هذا "المسيح الدجال" في أوحال جنونه السلطوية، وأوقعها في التجربة والعثرات الشيطانية، فويل له على ما تقترفه يداه، وقد قال السيد المسيح في أمثاله من مسببي العثرات،(لوقا17/من01حتى02): "لا يمكن إلا أن تأتي العثرات، ولكن ويل للذي تأتي بواسطته. خير له لو طُوِّق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر من أن يعثر احد هؤلاء الصغار".

إن من يتابع فصول هرطقات وتقلبات وأعراض حالة النائب ميشال عون النفسية العقلية يعرف ودون أدنى شك أنه وطبقاً لكل معايير السوية الطبية النفسية والعلمية هو يعيش في لا وعيه العقلي حالة من الإنكار (Denial) المرًضية المزمنة والمستفحلة والعصية على العلاج، حالة أعمت بصره وبصيرته، وسلخته عن كل ما هو منطق وعقلانية، وواقع معاش وملموس، وحقائق ثابتة وموثقة تعري وتفضح كل اسخريوتية وطروادية وملجمية ومرائية مراحل عمله السياسي والعسكري أكان في لبنان أو في المنفى.

في قراءة إيمانية ووطنية وموضوعية لخطابه الزقاقي" الذي "استفرغه" اليوم من على طريق قصر بعبدا، هذا القصر العقدة والمرض "العوني" الذي اقترب منه جغرافياً، فيما هو عملياً وواقعاً تفصله عن كرسيه آلاف السنين الضوئية، في القراءة هذه تتكشف لمن لا زال يتمتع بحاسة النقد واحترام الذات، كل أعراض مرّض هذا الرجل النفسية والعقلية، وتتعرى مكونات أوهامه والأحلام كافة، وتتمظهر حقيقة غربته وانسلاخه عن الواقع والحقائق والإمكانيات والظروف.

ونختم بتكرار ما كنا قلناه أمس في تغريدة تحت عنوان : " أنا الماروني اللبناني لا يمثلني الإسخريوتي ميشال عون ولا يشبهننا نحنا الموارنة بشيء ولا هو منا"

في علم الاتصالات قاعدة أساسية تقول: "إن أردت أن تتكلم مع أي أحد حدثه بلغته التي يفهمها".

من هنا فاللغة الوحيدة التي ربما يفهم عليها الشارد والمنحط وطنياً وإيماناً ميشال عون هي لغة الشارع والأقل من شارع، أي الزقاق.

اذاً لغة ميشال عون هي اللغة الزقاقية.

هذا العون، الخائن لدماء شهداء 13 تشرين، ولدماء وتضحيات كل شهداء لبنان البشيريين والأحرار والسياديين، قد باع بخساسة وفجع وطمع ونرسيسية، باع نفسه لحزب الله ولملالي إيران ولنظام الأسد المجرم وأصبح مجرد أداة عمالة يستعملها السوري والإيراني كمعول هدم لتدمير لبنان وضرب كل ما هو لبناني وأخلاقي ومسيحي.

باختصار وبلغة عون الزقاقية نقول له: أنت يا عون منحط وسافل بكل في هاتين المفردتين من معاني باللغة الوحيدة التي تفهمها".

أما للأغنام التي بغباء وعلى خلفيات الغنمية والحقد وخور الرجاء وقلة الإيمان، لا زالت تسير على عماها وراء هذا المسيح الدجال، فهي كما ميشال عون نفسه ومثله وعلى صورته البشعة.

من هنا كل مشارك في عراضة عون اليوم على قصر بعبدا هو من خامة عون التي هي خامة عاطلة وطروادية وغنمية ونقطة ع السطر

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

عون في احتفال ذكرى 13 تشرين: فليكن صوتكم عاليا ليوقظ كل البشر وليتذكر كل واحد منكم أن صوته هو من سيحرر بيت الشعب

الأحد 11 تشرين الأول 2015

وطنية – توجهت حشود من اللبنانيين نحو القصر الجمهوري في بعبدا، تلبية لدعوة رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون واحتفالا بذكرى 13 تشرين 1990 “وتخليدا للشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الحرية والسيادة والاستقلال”.

وقد استقبل الحشود المتوافدة من مختلف المناطق الدكتور بيار رفول الذي القى كلمة اعتبر فيها أن “العماد عون هو قضية وطن وقضية شعب”، مشددا على انه “يمثل خشبة الخلاص التي قد تنقذ لبنان واللبنانيين من الفساد المستشري في العقول المحتلة لبعض الحكام”.

بعدها توجه رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل إلى المنصة حيث وضع أكاليل زهر على أضرحة الشهداء، لتتم بعد ذلك تلاوة النشيد الوطني. ثم وقف الجميع دقيقة صمت احتراما للشهادة، ليتشاركوا بعد ذلك الصلاة لراحة نفسهم.

ثم قرأ كل من العميد بول مطر وابنة العقيد الشهيد جورج زعرب أسماء الشهداء من العسكريين والمدنيين الذين سقطوا في 13 تشرين، ليقدم بعد ذلك كل من كوليت زعرب زوجة الشهيد زعرب والعميد المتقاعد فؤاد الأشقر والعميد المتقاعد ميشال عواد شهادة حياة، سردوا فيها وقائع الأحداث التي جرت معهم في تلك الفترة.

عون

وفي النهاية، توجه العماد عون بكلمة إلى الحشود، فقال: “يا شعب لبنان العظيم، منذ خمسة وعشرين عاما، وعلى هذه البقعة من الأرض، صلب لبنان امام عيون العالم. هذا النهار المليء بالوجع، لكل منا فيه حصة، وعاشه بطريقة ما، وفي كل قلب من هذه القلوب التي تخفق هنا يوجد جرح، وهذا الجرح هو أول ما جمعنا. الغريب، أن السماء أمطرت وصحت في نفس الوقت وعلى نفس السطح، والعالم الذي كان يتفرج علينا، اتحد ليحرر الكويت وليسمح باحتلال لبنان؛ هذه “السكيزوفرينيا” الدولية جعلت الشعب اللبناني يفهم جيدا أنه لا يمكنه الاتكال إلا على نفسه، وأنه إذا لم يكن لديه حضور قوي فلن يقدر ان يحفظ حقه، وإذا صدف وغلب في معركة فهذا لا يعني أنه خسر الحرب. وهكذا في 13 تشرين فرضت علينا القوة أمرا واقعا، ولكن مقاومتنا حفظت لنا حقنا، ولهذا رجعنا مرفوعي الرأس، ورفعنا رأس لبنان معنا. في ذلك اليوم كثيرون كانوا يصرخون “اصلبوه اصلبوه”. كان هناك يوضاس الذي باع ورئيس الكهان الذي اشترى وبيلاطس الذي غسل يديه، ولكن أيضا كان هناك الرسل والمريمات الذين حملوا الرسالة وآمنوا ان الحجر سيزاح والوطن سيقوم، لم يستكينوا أبدا، وما من شيء تمكن من إيقافهم. هؤلاء الرسل هم انتم، آمنتم بوطنكم وبحقكم، ولا لحظة هانت عزيمتكم ولا اليأس عرف طريقه لقلوبكم؛ أنظر إلى وجوهكم اليوم فأرى نفس العزيمة، ونفس الإيمان، ينتقلان من جيل لجيل، أراها في عيون الأهل كما في عيون الأولاد والأحفاد”.

أضاف: “كثيرون قد يسألون لماذا لا زلنا نحيي هذه الذكرى. 25 عاما مرت وتغييرات كثيرة حصلت في لبنان وفي المنطقة، ولا زلنا كل سنة في 13 تشرين نلتقي، الكتف على الكتف، نمسح دمعة، ونجدد العهد، ونخبر القصة لأولادنا وأحفادنا ونعلمهم أن الوطن كي يبنى، يحتاج الى الكثير من التعب والشقاء، وأحيانا يكلف دما وشهادة، وعليهم ان يحافظوا على هذا الوطن لأنه وحده من يؤمن لهم كرامتهم وعنفوانهم، ووحده من يحميهم. نعم، لا زلنا نلتقي، وسنظل نلتقي وفاء للدماء التي سالت وللقلوب التي احترقت، ولا تنسوا ان هذه الأرض هنا قد ارتوت بدماء غزيرة، عسكريين ومدنيين، وفقد لنا أهل وأحباب لا تزال حسرتهم في قلوبنا. العسكريون الذين سقطوا يومها في ساحة الشرف سقطوا دفاعا عن سيادة لبنان وحريته واستقلاله، وكانوا من كل لبنان، من البقاع والجنوب والشمال والجبل وبيروت، وبكاهم كل لبنان، ورأى فيهم كل لبناني إبنا وأخا وأبا. نلتقي كل سنة لنكرمهم إذ يومها لم تكن لأحد الشجاعة كي يكرمهم، أو الجرأة ليعترف بهم شهداء، ولذلك فإن أول ما قمت به عند عودتي الى لبنان، كان أن توجهت الى نصب الجندي المجهول ووضعت إكليلا، وكانت المرة الأولى التي يقف فيها مسؤول أمام هذا الضريح ليصلي من أجل من استشهدوا، وفي تلك اللحظة عادت الي كل ذكريات ذلك اليوم الأليم”.

وتابع: “كثيرون ظنوا ان لبنان دفن في 13 تشرين، وقالوا إننا صرنا جثة سياسية، ولكن ما حصل يومها أن لبنان زرع ولم يدفن، زرع في أرض طيبة ارتوت بدم الشهداء وعرق الأبطال ودموع الأمهات واليتامى، ولم أشك يوما أن هذا الزرع سينبت وسيعطي أهم وأروع المواسم. وكنت على يقين بأن هذه المقاومة التي كلفتنا الكثير هي التي ستثبت حق لبنان بالوجود، وحقه بحريته وسيادته واستقلاله. كان هناك وعد وعهد علينا لشهدائنا أن نبني وطنا يفتخر به أولادهم وأحفادهم، وينعمون فيه بالخير والطمأنينة. ولكن منذ ما قبل عودتي الى الوطن كنت أعرف أنه ينتظرنا عمل كثير، حتى بعد أن يتحقق التحرير، لنتمكن من تحقيق هذا العهد. وكنت دائما أقول لكم إن التحرر أصعب من التحرير. ومنذ اليوم الأول لعودتي كان واضحا ان الدرب لم ينته، وطريق التحرر لما يزل طويلا. الإشكالية الكبرى كانت ان جميع الذين حكموا لبنان بعد 13 تشرين استمروا في حكمه بعد التحرير، ولا يزالون حتى اليوم يتحكمون برقاب البلاد والعباد، فقد تغير الوصي ولكنهم لم يتغيروا، والبارودة تقلب من كتف الى كتف. ولا شك أنها المرة الأولى في التاريخ التي يرحل فيها المحتل ويبقى في الحكم من كان يزحف أمامه أيام الاحتلال. هذه الطبقة السياسية التي حكمت البلد 25 سنة وتحكمت بكل شيء فيه، هي المسؤولة عن الانهيار الحاصل اليوم في وطننا الجريح؛ جوعوا أهله وهجروهم، ولا زالوا يهجرونم في كل أصقاع العالم كي يأخذوا الأرض “فاضيه بلا خلو”. بفضلهم صار لبنان كالهيكل العظمي، ينتظر أعجوبة تحييه من جديد، خضاره صار يباسا ونوره أضحى عتمة، هواه صار ثقيلا، وأغلى أحلام شبابه الهجرة. الأعجوبة المنتظرة لن تكون إلا على أيديكم أنتم، أنتم أبناء البلد وأهلها، أنتم الشعب اللبناني الصابر والصامد. نحن اليوم بالقرب من بيتكم الذي لا زال ينتظر منذ زمن أحدا يحرره من الفراغ، ويملأه بالقرار، وصوتكم وحده يحرره، صوتكم وحده يرجعه، فليكن صوتكم عاليا ليوقظ كل البشر، وليتذكر كل واحد منكم أن صوته هو من سيحرر البيت الذي تعمد باسمكم: بيت الشعب. ربما لهذا السبب يفعلون المستحيل ليمنعوا وصول هذا الصوت، ولكن صوت الشعب من صوت الله ولا أحد يمكنه إيقافه”.

وقال: “اليوم ليس كالأمس، والغد لن يكون مثل اليوم، هناك مرحلة جديدة من النضال بدأت وستكون نتيجتها التغيير ثم الإصلاح، التغيير سيأتي على أيديكم أنتم، من خلال الانتخابات وإسقاط عناصر الفساد، وبعدها يأتي دورنا نحنا بفرض الاصلاح. ولا شيء يمنع من وقت لوقت أن نتنزه نحنا وإياكن في شوارع بيروت. التغيير سيكون من خلال انتخابات حقيقية تمثل فعلا إرادة الشعب اللبناني، ومن هنا نضالنا اليوم لنحصل على قانون انتخابات يقوم على النسبية، يحقق العدالة لكل اللبنانيين ويسمح للجميع أن يتمثلوا بشكل صحيح، ويعكس صورة لبنان السياسية بأحجامها الطبيعية. ومن الطبيعي أيضا أن نعمل لانتخاب رئيس للجمهورية لا يكون “كيف ما كان”، كما يريده البعض أن يكون، “بيسمع الكلمة” ويحني رأسه ويمشي، نريده على صورتكم ومثالكم، يرفض الظلم ويناصر الحق، ليس كالحيادي الذي يخبئ رأسه، ولا يجرؤ لا على الشهادة للحق ولا على مواجهة الظلم، أو وفاقيا، بالمعنى الذي يقصدونه، أي أن يقسم لبنان مناطق نفوذ ليرضي الجميع، ويشاركهم المغانم، أو بأحسن الأحوال وإذا كان “آداميا” يتفرج عليهم وهم يمتصون دم لبنان واللبنانيين، متل الحالة التي نحن فيها اليوم. هناك مجموعة تعتمد السياسة الكيدية، تعرقل المشاريع التنموية، كالكهرباء والمياه والنفط، يوزعون العتمة عليكم بدل أن يوزعوا النور، وبيبتزون أموالكم بمولدات كهرباء، يتقاسمون أرباحها مع النافذين الذين يعطونهم التراخيص ويحمونهم، في الوقت الذي تتعرقل فيه مشاريع الكهرباء وتتوقف بدون سبب وبدون رادع، لأن العصابة لا تزال الأقوى، وهي التي سنحاربها. ولبنان الذي يحتوي أكبر كمية مياه في المنطقة، حتى إنهم يسمونه خزان الشرق الأوسط، يعرقلون فيه إنجاز السدود باختلاق كل الأعذار، كي يدفعونكم ثلاث فواتير، واحدة لمؤسسة مياه الدولة، وأخرى لصهريج المياه، وثالثة لمياه الشرب. ومياهنا “رايحة عالبحر”.

أضاف: “هناك الكثير من الأمور المهمة بعد التي يمكننا أن نتحدث عنها، مثل هدر أموال الدولة والسرقات والفساد والديون، أو النفايات التي صارت مشكلة مستعصية الحل بسبب سوء التخطيط الخاضع لمشاريع تدر الأرباح لأصحابها بدل أن يكون الهم الأول تعميم النظافة والمحافظة على صحة الناس وسلامة البيئة. ويمكننا أيضا الحديث عن إدارة مؤسسات الدولة التي صارت مؤسسات خاصة يستثمر المسؤولون عنها كأنها شركاتهم التي تؤمن مصالحهم فقط، ويتنكرون فيها لأصحاب الكفاءات، ويقربون السماسرة ويشغلونهم بجمع الرشاوى. وعلى كل صاحب حاجة أن يدفع ليحصل على وظيفة أو خدمة أو صفقة. وقريبا ان شاء الله ما خفي إلا وسيظهر. وإذا اتهمونا اليوم أننا نعطل مؤسسات، فلهم نقول: صحيح، نحن نعطل، ولكننا نعطل فقط قرارتكم السيئة وانحراف المؤسسات التي لم تعد تنتج برعايتكم إلا الفساد واستغلال النفوذ وتجاوز النصوص الدستورية والقانونية وتخطي الميثاق الوطني، أي تلك التي تهدم كل ركائز الدولة، وأكيد أننا لن نساهم بهذا الشيء، على العكس سنقاومه، سلبا بالتعطيل، وإيجابا بمحاولات التغيير بصورة مستمرة. وانتم ستكونون أكبر المساهمين لأنها مرحلة نضال ولن تنتصر إلا بسواعدكم. وأكثر مؤسسة وطنية أصابها التعطيل والضرر هي مؤسسة الجيش، بسبب التلاعب بقوانينها بدون مسوغ قانوني وبدون حاجة، مما أثر سلبا على معنويات الضباط، لأن الخلل لم يلحق فقط المركز الماروني لقيادة الجيش، ولكنه لحق كل الطوائف، لأن ثلاث دورات متتالية خسرت حظوظها بمراكز هي من حقها، بعدما انتقلت عدوى التمديد من الحكومة ومجلس النواب لتطال المؤسسات الأمنية والعسكرية بمراكزها العليا. وهكذا صار على رأس الجيش وقوى الأمن قيادات فقدت شرعيتها، والأمر نفسه حصل مع المجلس العسكري. وبعدما استولى الوزير على صلاحية الحكومة وصار يمارس منفردا أخد القرارات مكانها، صرنا نخاف من ان يصيب التمديد كل الحكومة، ويصير لكل وزير نمطه الخاص، فيمدد على مزاجه، ويعمل ما يحلو له. وهذه ليست مزحة، هذا موضوع خطير جدا لأنه يفككك الدولة. صار كل شي عنا “عياري”، حتى حكومتنا “عياري”، إذ كان يجب أن ترحل منذ زمن لو انتخبنا رئيسا للجمهورية. ولكنها، لا تزال موجودة لليوم وممدد لها. والأمر نفسه ينسحب على مجلس النواب الممدد له منذ وقت طويل. وهذا الكلام ليس بجديد، قلته من ثمانية أشهر، وطلبت من الحكومة أن تصحح هذه التجاوزات المرتكبة وإلا فإنها تتحمل وحدها المسؤولية. ولكن ما غاب عني في حينه أن القاصر لا يمكن أن يتحمل مسؤولية”.

وتابع: “أود أن أطمئن الجميع، أن هذا التلاعب بالقوانين لن يمر مرور الكرام وسيدفعون ثمنه، والتلاعب بالاستحقاقات سيضعهم بموقع الاتهام، ويفضح عمالتهم للخارج وارتهانهم لقراراته على حساب استقلال الوطن وسيادته، خصوصا أولئك الذين يقاتلون بسيف غيرهم، ونطمئنهم أن هذا السيف قرب أن ينكسر. مع أحداث الربيع العربي التي أختلط معها “الحابل بالنابل” بتشجيع دول الغرب كلها، تكلمنا كثيرا ولم يفهموا علينا ان هذه الحرب إذا لم تتوقف وإذا لم يخسر الإرهاب معركته في سوريا، فإنها ستصل إليهم، ولن يكسبوا إلا تدمير العالم العربي، وبعده اجتياح بلادهم بالإرهابيين وباللاجئين. والحمدلله أنهم بعد خمس سنوات فهموا جزئيا ان الارهاب هو نفسه، ولكن بأسماء مختلفة، وأيضا الحمدلله “إجا مين يعرفك يا خروب تيعصرك”. ومثل ما قال قداسة البابا “إنها ليست حرب أديان بل حرب بين الخير والشر” وللأسف بعض اللبنانيين، وإن كانو قلة، لا يزالون يدعمون الشر كما سبق ودعموا منذ بضع سنوات إسرائيل في حربها على لبنان، بالموقف وبالمعلومات. من المعلوم أن المفاصل المهمة في حياة الوطن تغربل القيادات والمسؤولين بحسب الخيارات التي يأخذونها”.

وقال: “في 13 تشرين كان خيارنا “ان العالم يستطيع أن يسحقنا ولكنه لن يأخذ توقيعنا”، ونحن لم ننسحق ولم نعط توقيعنا، وهذا الخيار هو الذي حفظ حق لبنان في الوقت الذي كان خيار غيرنا الاستسلام، وكانوا قد أضاعوا البلد لولا صمودكم وصلابتكم. في حرب تموز كان خيارنا أن “سنوات حرب مع الخارج ولا ساعات حرب في الداخل”، وخيارنا هذا حمى لبنان، في الوقت الذي كان خيار غيرنا (ما غيرن) فتنة في الداخل، وكانت أيضا لتضيع البلد لولا وعيكم ووعي المقاومة. في حروب الربيع العربي نبهنا كثيرا أنه ما من فوضى خلاقة، وأن الفوضى التي يبشروننا بها ستدمر المنطقة، واخترنا أن نكون ضد الإرهاب القادم إلينا بالسيف، أما خيار غيرنا (هم أنفسهم) فكان تجميل صور الذبح ودعم الوحش الآتي، وكانوا يشرعون أبواب البلد أمام الفوضى الموعودة. الأيام أثبتت أن خياراتنا في كل مرة تنقذ الوطن، وربما لهذا السبب تشن علينا هذه الحرب الشرسة، ومن كل الجهات، وكما سبق وقلنا عنها “الحرب الكونية عالعونية”. ولكن يبدو أنهم لا يعرفون بعد قوة “العونية” ولا إيمان “العونية” ولا صلابة “العونية” ولا عزيمة “العونية”. في الخامس من تشرين الثاني من العام 1990، كتبت رسالة لأخي “أبو نعيم” قلت له فيها ” معركتنا مشرفة، نحن لم نسلم الوطن ونحن آخر من سيندم إذا بقيت الأمور على ما هي عليه، ولكن بالتأكيد إن الذين أرادوا الثالث عشر من تشرين هم سيكونون النادمين، أكانوا دولا أم أفرادا. ويوم تركت لبنان الى فرنسا كتبت لكم رسالة قلت لكم فيها: “اليوم وأنا أغادر لبنان الى فرنسا، أقول لكم بعد صمتي الطويل، إن العمل الذي بدأتموه لن ينتهي إلا بتحقيقه، فإلى اللقاء”. نعم، العمل الذي بدأناه معا حققنا منه حلم العودة والتحرير، والعهد اللي قطعناه بيننا وبين الشهداء ببناء الوطن، لن نستكين إلا بإيفائه. هذا الوطن الذي أعطوه حياتهم، هو أمانة بين أيدينا، سنحافظ عليه برموش عيوننا، سننظفه من كل الوسخ حتى يرجع نظيفا صافيا كدمعة أم الشهيد. وأقول للذين لم يندموا بعد، و”مبسوطين” بالجلوس على كراسي الحكم، إن ساعة الندم قد أتت، ولات ساعة ندم. ولا يراهنن أحد لا على الوقت ولا على التعب ولا على الملل. نحن شعب لا يتعب، نحن شعب لا ييأس، نحنا أبناء الرجاء، وأبواب الجحيم لن تقوى على كسر إرادتنا”.

وختم عون: “الى اللقاء أيها الأحباء في ساحات النضال من أجل لبنان أفضل. عشتم، عاش التيار الوطني الحر وعاش لبنان”.

وفي الختام وقف الجميع دقيقة صمت حدادا على النائب والوزير السابق الراحل الياس سكاف.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ضربة جديدة موجعة لـ"حزب الله" في سوريا

 وكالات/١١ تشرين الاول ٢٠١٥ /تلقى "حزب الله" ضربة موجعة في سوريا إثر خسارته قائدا ميدانيا كبيرا وكادرا له أهمية كبرى في المعارك الدائرة في سوريا. وأعلن "حزب الله بالامس عن "استشهاد" الحاج حسن حسين الحاج الملقب بـ" أبو محمد اﻷقليم" أو بـ "الحاج ماهر"، ابن بلدة اللويزة الجنوبية، والذي قضى خلال المعارك الدائرة في قرية المنصورة بسهل الغاب في ريف ادلب. ويعتبر "الإقليم" واحدا من أبرز قيادات "حزب الله" العسكرية، وهو القائد الميداني "الفعلي" لكل قوات "حزب الله" في سوريا ، ويعد أرفع قيادي يقتل في المعارك ضد الجماعات المسلحة، ذلك لقيادته وحدة عسكرية وعمليات نوعية كثيرة على مدى السنوات الأخيرة في سوريا. وقال "حزب الله" في بيان "بكل فخر واعتزاز تزف المقاومة الإسلامية في حزب الله وبلدة اللويزة الجنوبية ارتحال فارس جديد من فرسانها الأبطال الشهيد القائد الحاج حسن حسين الحاج "أبومحمد الإقليم" والذي ارتفع أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس في التصدي لمرتزقة الكفر والوهابية".وأعلن حزب الله أن "مراسيم العزاء ستقام نهار الإثنين 12/10/2015 عند الرابعة عصرا في بلدته اللويزة".

 

مدفعية الجيش تستهدف المسلحين في وادي الخيل وتوقع قتلى وجرحى في صفوفهم

الأحد 11 تشرين الأول 2015 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في البقاع وسام درويش أن مدفعية الجيش اللبناني المتمركز في عرسال ومحيطها استهدفت تجمعات وتحركات المسلحين في وادي الخيل بالقرب من تلة القرن، وكانت عملية القصف قد عنفت جدا اثر التحركات التي قام بها المسلحون في وادي الخيل ووداي العويني وتلة الفرن، حيث تتمركز اعداد كبيرة من مسلحي النصرة وداعش. وافادت مندوبتنا ان الجيش دمر رتلا من الآليات العسكرية والهندسية التي كانت تعمل في المنطقة، وافيد عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين الذين نقل معظمهم الى مستشفيات ميدانية في وادي حميد ووادي الخيل. ويستمر القصف المدفعي حتى اللحظة مع تعزيز للجيش اللبناني في البلدة.

 

اشكال بين سائقي الجرافات التي تعمل في مكب سرار والاهالي

الأحد 11 تشرين الأول 2015 الساعة 13:20وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار منذر المرعبي ان اشكالا وقع في المكب المزمع انشاءه في سرار، بين سائقي الجرافات التي تعمل والاهالي، تطور الى اطلاق نار

 

القبض على قاتل السحمراني في عكار

الأحد 11 تشرين الأول 2015 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في جبيل جورج كرم ان المدعو ب. باكيش اقدم صباح اليوم، على طعن عبدالله محمد السحمراني مواليد العام 96، الدورة - عكار، بسكين في أنحاء مختلفة من جسمه في محلة عمشيت، ما أدى الى وفاته على الفور، وفر الجاني الى منطقة الشمال، وحضرت الى المكان القوى الأمنية وباشرت تحقيقاتها، وتبين أن هناك خلافات سابقة بين السحمراني وشقيق باكيش. ونقل الصليب الأحمر الجثة الى مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل.

 

النائب مروان حمادة لتلفزيون المر: كيف يريد عون انتخاب الرئيس القوي ولا يرى إلا نفسه رئيساً

١١ تشرين الاول ٢٠١٥/ رأى النائب مروان حمادة أن الخطاب المعتدل لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون هو التقاط للفرص قبل تقاعد قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز"، لكنه استغرب: ""كيف يريد انتخاب الرئيس القوي ولا يرى إلا نفسه رئيساً". ورأى، في حديث إلى محطة "MTV"، أن "اعتبار القيادات العسكرية أنهم غير شرعيين هو لعب بالنار، ولا يحق له ان ينتقد الحكومة لانه جزء منها". ورأى "ان الأمور ستبقى على حالها والتسوية على حساب الجيش غير ممكنة، ملاحظ أن توازن القوى في الحكومة تدل على أن فرص التسوية قد انتهت. وعن موقف النائب وليد جنبلاط من التسوية لترقية الضباط العسكريين، قال: "يمكن ارضاء العماد عون كما قال النائب وليد جنبلاط ولكن انا لا اوافق على ارضائه بهذه النقطة بالذات والسبب انه من الصعب ان تاتي بين العمداء المسيحيين وربما اربعين او خمسين، بينهم عشرون يفوقون العميد روكز بالتراتبية، واخالف الذين يقولون ان قانون او مرسوم ال1979لا يزال ساري المفعول". واوضح "ان المراسيم الاشتراعية التي هي بمثابة قوانيين والتي صدرت ايام الرئيس امين الجميل في بداية عهده الغت هذه القوانيين ومن هنا فان التغني بهكذا مراسيم هو في غير محله". وتطرق إلى الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني في حفظ امن البلاد، فقال: "علينا ان لا ننسى ان الجيش اللبناني حافظ على درع معين على حدوده ولم ينجر مع حزب الله الى التدخل في القلمون وفي سوريا، وحسنا فعل الجيش ولكن في الوقت ذاته اوقف كل محاولات ضرب الاستقرار عن طريق الارهاب وهذا يجب ان ينتبه اليه الجميع". وأكد أن "تسليح الجيش يتم برموش عين اللبنانيين وهم يسايروا فرنسا والسعودية والولايات المتحدة من اجل ان يرسلوا الاسلحة ولا يقصروا بالذخيرة للجيش وحتى بالمدفعية الثقيلة"، مشدداً على "ان استقرار الجيش اهم من استقرار الحكومة اليوم". واسترسل: "لا اتصور ان العميد عثمان متلهف لان يقفز على مركز اللواء بصبوص ، ابدا هذا الامر غير وارد لاني اعرف عقليته ونفسيته" . على صعيد آخر، لفت حمادة إلى ان "هناك قرارا واحدا مطلوبا، ويجب تنفيذه اليوم وباسرع وقت ممكن، وهو اتخاذ قرار بحل ملف النفايات في مجلس الوزراء"، كاشفاً أن "ان جو التيار الوطني الحر يتمحور في حال كانت هناك جلسة واحدة فقط للنفايات يمكن ان يحضروا والسبب ان الناس لم تعد تتحمل من اثار لهذه الازمة".

وأعلن ان "وزراء التيار العوني حاولوا ادخال الموضوع الثاني وهو موضوع التعيينات العسكرية وتبين انه لا يمكن تامين اكثرية لهذه الموضوع". وزاد: "لا ارى في الوقت القريب ان الرئيس تمام سلام راغب او قادر ان يعين جلسة ويضع على جدول اعمالها قصرا التعيينات الامنية في الوقت الذي لم يرفع وزير الدفاع هذا الموضوع وفي هذه الحالة نكون كمن يلعب بالدستور وبالقوانيين وبالجيش". وجزم بأن "تأجيل التسريح يسمح به القانون وقام به وزير الدفاع بشكل قانوني وهو يطرح انه على استعداد ان يؤجل تسريح بعض العمداء الذين كلما اقترب موعد تقاعدهم بانتظار الرئيس الجديد وتعيينات جدية وراسخة ونهائية في قيادة الجيش"، مشيراً إلى "ان تأجيل التسريح قانوني، والتعيينات اليوم اذا لم ترفع من وزير الدفاع غير قانونية".

 

عون على طريق قصر الشعب: الخطاب السوريالي!

المدن - سياسة | الأحد 11/10/2015

عبر  الكثير من "النوستالجيا" استعاد "التيار الوطني الحر" ذكرى 13 تشرين الأول من العام 1990. على الطرق المؤدي الى قصر بعبدا الفارغ، إحتشد أنصار "التيار"، في دلالة أريد لها أن تؤكد على "أحقية" رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في الوصول الى سدة القصر الذي طرد منه قبل 25 عاماً.

في شكل التظاهرة، لم يقدم "التيار" شيئاً، خصوصاً أن القدرة على الحشد، وتالياً صرف هذا الرصيد الشعبي سياسياً، إنتهى قبل سنوات طويلة، بعد معارك قوى "8 آذار" و"14 آذار" الشعبية، والإنتخابات التي أجريت أكثر من مرة لتؤكد أن أحداً ليس قادراً على تحقيق أغلبية كاسحة تحقق له القدرة على فرض ما يريد سياسياً.في كل  المشهد السياسي – الشعبي، بدا "التيار" بعيداً كل البعد عن الواقعية السياسية، خصوصاً أن التجربة اللبنانية منذ الإنسحاب السوري من لبنان في العام 2005، كرست معادلة ما يسمى بـ"الديمقراطية التوافقية"، وكانت قوى "8 آذار" عرابتها مراراً لاسيما عبر رفض النمط الديمقراطي القائم على أكثرية حاكمة وأقلية معارضة، فارضة ما يسمى حكومات الشراكة والثلث المعطل. بالعودة الى المشهد، لم يقدم عون في كلمته التي انتظرها كثر، بعد إنهيار التسوية التي عمل عليها البعض، إنطلاقاً من أزمة الترقيات الأمنية، جديداً. كرر مواقفه المعروفة في كل الملفات السياسية، وأبقى التهديد بشل البلد والتعطيل قائماً، لكنه لم يجزم، خصوصاً أن القرار النهائي ينتظر تسريح العميد شامل روكز بعد أيام. في كلمته، إختار عون النوستالجيا مجدداً مفتتحاً لإياها بندائه الشهير: "يا شعب لبنان العظيم"، ليغوص لاحقاً في الذاكرة ومدلولاتها، ليعود لاحقاً لإسقاطها على التطورات السياسية الآنية، بكثير من التناقض، معتبراً أن "جميع الذين حكموا لبنان بعد 13 تشرين لا يزالون حتى اليوم يتحكّمون برقاب البلاد والعباد"، ومشيراً إلى أن "هذه الطبقة السياسية هي المسؤولة عن الانهيار الحاصل اليوم". في الشق السياسي أيضاَ، كرر عون العزف على شعار "صوت الشعب"، متوجهاً الى الحاضرين بالقول: "صوتكم وحده يحرر لبنان، ويرجّعه، فليكن صوتكم عالياً ليوقظ كل البشر، وليتذكر كل واحد منكم أن صوته هو من سيحرر البيت الذي تعمّد باسمكم: بيت الشعب". وللهروب من التهم التي كيلت لـ"التيار" مؤخراً بأنه فشل في "التغيير والإصلاح"، وأنه أصبح سريكاً لهذه الطبقة السياسية، إختار عون تكرار الشعارات التي رفعها سابقاً، بعد أن اتهم الآخرين بالعرقلة، مشيراً إلى أن "هناك مرحلة جديدة من النضال بدأت وستكون نتيجتها التغيير ثم الإصلاح، التغيير سيأتي على أيديكم أنتم، من خلال الانتخابات وإسقاط عناصر الفساد، وبعدها يأتي دورنا نحنا بفرض الاصلاح"، وعليه طالب عون بـ"قانون انتخابات يقوم على النسبية"، وإنتخاب رئيس للجمهورية لا يكون "كيف ما كان" بل "على صورتكم ومثالكم"، في إشارة إلى ذاته. وفي الختام، عرج عون على أزمة الترقيات العسكرية، معتبراً أن "أكثر مؤسسة وطنية أصابها التعطيل والضرر هي مؤسسة الجيش، بسبب التلاعب بقوانينها، مما أثر سلباً على معنويات الضباط"، ليخلص إلى أن الحكومة أصبحت "عياري"، والأمر نفسه ينسحب على مجلس النّواب الممدّد له منذ وقتٍ طويل، متوعداً بتدفيعهم ثمن التلاعب بالقوانين. في المهرجان الحاشد، إختار عون تقديم أوراقه. الشارع بالنسبة له جاهز لمواجهة "الحرب الكونية" التي تشن ضده، بإنتظار الأيام المقبلة التي ستوضح مصير تسوية الترقيات الأمنية نهائياً، خصوصاً أنه لم يخف استعداده لتعميم التعطيل، بالتوازي مع تخيير الآخرين بين القانون النسبي والإنتخابات الرئاسية، في تكرار لما تردد عن صفقة روج لها رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري.

                     

الجنرال يحتفل في ذكرى هزيمته

غسان بركات/جنوبية/11 أكتوبر، 2015

دعا رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون مناصريه لاحتفال اليوم في ذكرى معركة 13 تشرين الاول 1990 التي دخل على اثرها الجيش السوري قصر بعبدا بعد 4 ساعات من بدء هجومه على قصر الرئاسة. وقد اختار عون ان يكون مكان الاحتفال عند طريق قصر بعبدا الرئاسي. فهل يحتفل بهزيمته؟

في عهد فخامة الشغور لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية لأكثر من 500 يوم، دعا العماد ميشال عون اللبنانيين إلى التجمهر على طريق بعبدا المؤدي إلى القصر الجمهوري للاحتفال بذكرى 13 تشرين قائلا ً: انتظر اللبنانيين يوم الأحد بتاريخ 11، ومنوّها ً بتضحيات الجيش اللبناني ذاكرا ً “أن الجيش اللبناني قدّم تضحيات كبيرة في هذا اليوم”، ثم أضاف قائلا ً “من استشهد لنبقى نحن أحياء واقل شيء هو استذكارهم”. العماد ميشال عون في 13 تشرين الاول بالعام 90، وقبل هروبه من القصر الجمهوري بساعات قال جملته الشهيرة وباللهجة العامية، “أنا آخر واحد بيطلع من هون ولن أطلع… بفضل أن أموت هنا”، ها هو الآن يدعو اللبنانيين إلى الاحتفال بذكرى هزيمته بـ “آخر واحد بيطلع من هون” ترجمت بهروبه من القصر الجمهوري داخل ملالة عسكرية من نوع “أم 113” الى السفارة الفرنسية تاركا ً وراءه زوجته وبناته الثلاثة يواجهون المصير المجهول. وفي حقيقة الأمر ذكرى 13 تشرين التي دعا إليها الجنرال عون على طريق القصر الجمهوري ليست من اجل الذكرى ولا من اجل الشهداء كما ادعى الجنرال، بل لتكون شرارة لبداية اعتصام عبر مناصريه، كي يتلطى الجنرال عون وراءهم من اجل انتخابه لرئاسة الجمهورية، ومن اجل أيضا التضييق على وزارة الدفاع للمطالبة بإسقاط أو بتنحي قائد الجيش جان قهوجي عن قيادة الجيش اللبناني.

الغريب في دعوة سيادة الفوهرر ميشال عون بذكرى 13 تشرين، انه تجنب عن ذكر سبب هذه الذكرى عندما قامت حينها دبابات النظام السوري باجتياح لمناطق بعبدا وعلى رأسها القصر الجمهوري ووزارة الدفاع، ثم تمكنت تلك القوات من الدخول إلى مركز أرشيف وملفات مخابرات الجيش اللبناني والاستيلاء عليها جميعا ً، ما سمح ومكّن النظام السوري القبض على جميع مفاصل الدولة اللبنانية ومؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية، منهية بذلك حلم “يا شعب لبنان العظيم”، بعدما احتلت أيضا جميع المناطق الشرقية وارتكبت المجازر بحق المدنيين اللبنانيين المسيحيين بشكل عام، والعسكريين في الجيش اللبناني الذين كانوا مولجين بحماية القصر الجمهوري والجنرال المغوار الفار ميشال عون آنذاك بشكل خاص. الفوهرر العماد ميشال عون يريد ان يفهم الشعب اللبناني ان تضحيات العسكريين في الجيش اللبناني الذين استشهدوا في 13 تشرين لا تزل بفكره ووجدانه وضميره الوطني، ولكن في حقيقة الأمر ما هي الا شعار يستخدمه الجنرال عون فقط كعنوان للمتاجرة السياسية من اجل حلمه لرئاسة الجمهورية، وهذا لن تنطلي على الشعب اللبناني باستثناء الغوغائيين المناصرين أصحاب الـ”زمامير” والفولارات الاورنج، والدليل على ذلك تنكر ونسيان عون لجنود وضباط الجيش اللبناني المعتقلين والمنفيين في السجون السورية، الذي لم يسأل الجنرال القيادة السورية عن مصيرهم خلال زياراته المتكررة إلى قصر الشعب ومقابلة الرئيس بشار الأسد بعد الارتماء بأحضانه سوى الطلب من الشعب اللبناني الاعتذار من سوريا. هذا هو الجنرال، هذا هو الفوهرر ميشال عون ومسيرته النضالية المليئة بالهزائم العسكرية والسياسية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/10/2015
 
الأحد 11 تشرين الأول 2015
 *
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
 
قال العماد ميشال عون كلمته من بعبدا اليوم ومشى، أمام حشد لافت من مناصريه، وقرأت بين سطورها أوساط حكومية، مواصلة التصعيد في الملفات المطروحة. وبذلك لم يفتح الباب بعد، أمام موعد جديد لجلسة حكومية في الثماني والأربعين ساعة المقبلة، كان يؤمل ان تخصص لحل النفايات.
 
ووفق مصادر رئيس الحكومة تمام سلام، فإن صيغ حل ملف النفايات لم يطرأ جديد عليها بعد، يستدعي جلسة للبت به. ولا الملفات السياسية العالقة، طرأت حلحلة على مشاوراتها تمهد لقرارات قد تخرج البلاد من جمودها.
 
العماد عون الذي حدد مواصفات رئيس الجمهورية لا يكون كيفما كان أو كما يريده البعض يسمع الكلمة، أبدى هواجسه من ان يصيب التمديد كل الحكومة، وأن يصير لكل وزير نمطه الخاص، قائلا ان الأمر نفسه ينسحب على مجلس النواب، مطالبا الحكومة بتصحيح ما وصفه بالتجاوزات المرتكبة وإلا فإنها تتحمل لوحدها المسؤولية. وفي استنتاجه، قال عون: ما غاب عني ان القاصر لا يمكن ان يتحمل مسؤولية.
 
جمود الداخل، قابلته عواصف المنطقة التي ما زالت تحت تأثير الضربات الروسية ل"داعش" في سوريا. ولفت اعلان لافروف ان بوتين ووزير الدفاع السعودي بحثا خطوات من أجل عملية سلام في المنطقة، مؤكدا ان السعودية وروسيا لهما هدف مشترك هو عدم السماح بإقامة خلافة إرهابية في سوريا.
 
أما النبأ الاقليمي الأبرز اليوم فجاء من العراق: فقد تقاطعت الأنباء عن اصابة موكب أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" قرب الحدود مع سوريا اليوم، في حين ان مصير أبو بكر البغدادي بقي مجهولا. وذكر بيان للجيش العراقي إن سلاح الجو قصف موكب أبو بكر البغدادي في محافظة الأنبار بغرب البلاد. ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان، ان الغارة أدت إلى مقتل عدد من قادة التنظيم، لكن ليس من بينهم أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم.
 
وما لبث الجيش العراقي ان أعلن عن استهداف مكان الاجتماع الذي كان ينوي البغدادي ترؤسه للتنظيم، ما أدى إلى قتل عدد من قادته. ووفق بعض وكالات الأنباء الأجنبية ان البغدادي شوهد محمولا بعد قصف الموكب لنقله في إحدى السيارات.
 
وقبل قليل، نقلت "رويترز" عن أنصار تنظيم "داعش" على "تويتر" إن الخلافة التي أعلنها البغدادي لن تنتهي حتى لو قتل.
 *
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
 
ضربة عراقية موفقة ربما تكون أصابت زعيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، قبل أن يعقد اجتماعا في الأنبار لكبار قيادات التنظيم، فأتى أول حصاد التنسيق الرباعي مثمرا بحجم رأس الإرهاب في سوريا والعراق.
 
أيام قليلة من التنسيق العراقي - الإيراني - الروسي - السوري، كانت كفيلة بإصطياد رؤوس الإرهابيين، ما يكشف زيف الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية على مسافة أشهر تعدت السنة.
 
يسجل للروس سرعة نجاحاتهم وشجاعتهم التي قادتهم، بالتعاون مع السوريين والعراقيين، لتحقيق أهم الإنجازات الميدانية في أصعب مواجهة مع أخطر تنظيمات إرهابية.
 
وإذا كان مصير البغدادي لا يزال مجهولا، بعد نقله محمولا، فإن ما بات معلوما أن الحرب على الإرهاب ماضية من دون أي تراجع.
 
وحده التراجع يسجل في صفوف الإرهابيين، كما هي الحال على الأراضي السورية. جبهات بالجملة تمتد على مساحة أرياف حلب وحماه وإدلب واللاذقية، يخوض فيها الجيش السوري بطولات على الأرض، معززا بتغطية جوية روسية فاعلة، تتدرج في إبراز الإمكانيات العسكرية والمهارات الهجومية.
 
العالم بأسره تواق إلى حسم المعركة ضد الإرهاب، ومن هنا باتت صور الرئيس فلاديمير بوتين ترفع في الساحات، والأعلام الروسية توضع إلى جانب الرايات الوطنية. في وقت أجرى بوتين لقاءات مؤشرة في سوتشي، أبرزها كان اليوم مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
 
لبنان الذي يغيب عن الاهتمام الدولي والإقليمي حاليا، لم يغيب نفسه عن متابعة التطورات، وهو يخوض أساسا حربا ضد الإرهاب.
 
في الساعات الماضية استهدف الجيش اللبناني المسلحين في السلسلة الشرقية، ودمر رتلا لمسلحين أصيب معظمهم، فنقلوا إلى مستشفيات ميدانية في الوديان المجاورة لعرسال.
 
أما الميدان السياسي فينتظر بت قرار الدعوة لعقد جلسة مجلس الوزراء، وبحسب معلومات الـ NBN لا جديد سجل على صعيد الجلسات ولا التسويات.
 
مصادر رئيس الحكومة تمام سلام قالت للـ NBN انه ينتظر أن يصبح بين يدي الحكومة مستلزمات لاعتماد مطامر للنفايات التي نحن بحاجة إليها لاتخاذ الإجراءات وبت العقود. كما ينتظر أن تقدم كل القوى السياسية الحلول على الأرض، كما هو الغطاء السياسي. وليس الاكتفاء بالدعم من بعيد، عندها سيطلب سلام من مجلس الوزراء عقد جلسة طارئة، غير محكومة بالدعوة إليها قبل ثمان وأربعين أو اثنتين وسبعين ساعة، أما الجلسات الأخرى فمرتبطة بنتائج الأجواء السياسية في البلاد.
 
وذكرت المصادر نفسها أن رئيس الحكومة أبلغ كل المتحاورين على طاولة الحوار أنه في حال عدم وجود جلسات للحكومة، فلا جدوى عندها من مجلس الوزراء.
 
تلك التفاصيل السياسية لم تحضر اليوم في كلمة العماد ميشال عون، فأطل الجنرال من أمام القصر الجمهوري في بعبدا يستحضر 13 تشرين، ويعد بمرحلة مقبلة، يهدف النضال فيها للحصول على قانون انتخابي يعتمد النسبية كمدخل للإصلاح والتغيير.
 
تظاهرة بعبدا الحاشدة التي تردد فيها السخط على قرارات وزير الدفاع، رفع فيها المتظاهرون صورا للعميد شامل روكز، مع عبارة لافتة: نودعك قائدا... لنستقبلك رئيسا.
 
وبعيدا من كل ذلك، تلقى الرئيس نبيه بري اتصالا من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة وموفده الشخصي لتنفيذ القرارين 1559 و1701 تيري رود لارسن الذي استفسر منه حول أجواء الحوار، مثنيا على استمراره لمصلحة لبنان واللبنانيين. كما أجرى الرئيس بري اتصالا بعائلة المرحوم الوزير والنائب السابق الياس سكاف، معزيا ومواسيا بفقدانه.
 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
 طرق "التيار الوطني الحر" أبواب القصر الجمهوري.
رددت جموعه هتافات من ذاك التشرين، وبعد ربع قرن أكدت انها على العهد، وان المسار الطبيعي والحقيقي لطروحاتها ونضالاتها إلى قصر الشعب في بعبدا.
 
وأمام شعب لبنان العظيم، شرح العماد ثوابت المسار: لا كلل ولا تعب حتى التغيير ومن ثم الاصلاح، أما صلاح البلاد فبرئيس للجمهورية ليس كيفما كان، وإذا كان البعض يتهم "التيار" بالتعطيل فهذا صحيح، اننا نعطل فقط قراراتهم السيئة وانحراف المؤسسات التي لم تعد تنتج برعايتهم إلا الفساد واستغلال النفوذ وتجاوز النصوص، كما جاء بنص كلام العماد ميشال عون.
 
في فلسطين الكلمة الوحيدة باتت "انتفاضة"، شعب يعتصر الألم ويحيله إلى أمل، وتضحيات يبقى المرتجى منها بحجم الوطن، فيما الوطن العربي لم يرف له جفن مع كل مشاهد التنكيل والقتل بشعب أعزل، أيقونته اليوم رهف، ابنة السنوات الثلاث التي فرض طيران الاحتلال على والديها الانفصال. ارتقت أمها الحامل شهيدة وأخذت معها رهف، وبقي الأب للمعاناة مع اصابته بصحبة ابنه محمد. أما اصعب معاناة الفلسطينيين فمؤسسة تسمي نفسها جامعة عربية، دعت لاجتماع حول فلسطين الثلاثاء المقبل.
 
المقبل من أخبار العراق عالي الأهمية إن صحت التقديرات، غارات أعلنت عنها وزارة الداخلية العراقية استهدفت موكبا لقادة "داعش"، لم تنجل غباره إلى الآن عن حجم الخسائر التي مني بها التنظيم، وإن كان زعيمه ابو بكر البغدادي من بين المستهدفين.
 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
 يعرف العماد عون جيدا ان الطريق الموصلة إلى بعبدا البلدة، هي حيث وقف اليوم مع جموع "التيار" مناجيا القصر المهجور.
لكنه يعرف جيدا أيضا ان الطريق إلى القصر المحرم هي عبر سطور الدستور، وليس من أي "قادومية" أخرى، فهو الذي اعترض على اخراجه من بعبدا بالقوة، ولم يكن رئيسا وكيلا لا يمكنه دخول قصرها الجمهوري بالاستقواء على منطوق الدستور.
 
هذا في العام، أما في محتوى خطاب اليوم، فإلى الوجدانيات المعروفة ومفردات الرفض بالمطلق لحالات يمكن ان تنتمي إلى أي زمان، فقد خلت كلمة عون من أي موقف ل"التيار" يرتبط بعمل الحكومة ومشاركته في الجلسات، أو أي أمر له علاقة بالملفات الخلافية المطروحة.
 
امتناع العماد عون عن الخوض في هذه الملفات، يبدو انه مرتبط برهان عن ان التدخل الروسي في سوريا سيأتيه حكما بما يقرب المعادلات التي ترعى ربط النزاع الداخلي. وقد ظهر الترحيب ببوتين جليا على يافطات العونيين في تظاهرة اليوم.
 
توازيا، تنشغل القوى السياسية في احصاء الأضرار الناجمة عن الصدام بالحراك الشعبي، وتستخرج العبر من نتائج الكباش حول الترقيات العسكرية.
 
في الانتظار، لا مؤشرات على انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، لأن ملف النفايات عالق في النقطة الصفر، فالمعنيون به ينتظرون جوابا مستعجلا من "حزب الله" و"أمل" غير المستعجلين حول مطمر بديل في البقاع الشرقي. أما امام الحائط هل يعود البحث في تصدير النفايات؟
 *
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
 
يوم انقض عسكر السلطة القائمة على طلاب "التيار" ونوابه، على مرأى وصمت من أهل البرلمان والحكومة، في 9 تموز الماضي، اتصلت سيدة أخذتها الحماسة، بابنة العماد عون. كان صوتها متهدجا وهي تسأل: أين سنتجمع لنعترض ونستنكر؟ فأجابتها العونية البكر، بين المزحة والعفوية: سنلتقي في ساحة بعبدا. وسنعتصم هناك، ونملأ الأرض، حتى ندعوه للعودة إلى بيت الشعب.
 
بعد دقائق قليلة، سجل استنفار أمني استثنائي في بعبدا ومحيطها وصولا إلى كل الطرقات المؤدية إليها. كانت أجهزة السلطة الساهرة على مكافحة الإرهاب ومواجهة اسرائيل وعلى رصد سكاكين "داعش" وخناجر "القاعدة" وتفجيرات التكفيريين، كانت ساهرة أيضا للتنصت على مكالمة بين صديقتين.
 
هكذا ولدت فكرة بعبدا. تأكد الجميع أن المكان يوجعهم. أن رمزيته لا تزال بعد 25 عاما ترعبهم. وتيقن المعنيون أن الحنين لم يخب، وأن النار لم تنطفئ، وأن البيت لا يزال ينده أصحابه. وأن حارس العتبة لا يزال متأهبا، فكيف لا يتأهب أبدا، من كان أصلا شعبا؟
 
نامت الفكرة في توقد جبران باسيل. من 9 تموز حتى 20 أيلول. يومها، يوم تجديد العهد والعقد، أطلقها رئيس التيار: إلى بعبدا. حتى أزف الموعد اليوم. فكان الزحف، كأنه ذاك اليوم. كأن ربع قرن لحظة. كأن جيلا كاملا بل كل الأجيال في يقظة. كأن شعبا دعي فلبى النداء، من باب الوطن إلى محراب القصر.
 
من كبوات الفتن خرجوا على طريق النصر. أقفلوا بيوتهم والدروب. من الشمال إلى الجنوب. لم يخذلوه مرة. ولم يخيب ظنهم مرة. استهل بنغمة صلاتهم: يا شعب لبنان العظيم. وختم بنعمة رجائهم: "إجا مين يعصرك يا خروب". ماذا قصد العماد بذلك؟ الجواب بعد ثوان قليلة.
 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
 أمام الآلاف من مناصريه، وقف العماد عون في الذكرى الخامسة والعشرين لـ 13 تشرين، ليعلن انطلاق مرحلة النضال ضد الطبقة السياسية التي بقيت نفسها بعد الوصاية تتحكم برقاب اللبنانيين، وليطالب بقانون انتخاب نسبي يعدل بينهم.

 
بعد خمسة وعشرين عاما، ما زلنا ندور في حلقة مفرغة ليست وليدة اليوم. ندور كلنا، مواطنون وسلطة وحتى حراك مدني. فأهل السلطة إن لم يكونوا مساهمين في الفساد والترهل السياسي، فهم على الاقل، متفرجون أو عاجزون.
 
وأهل الوطن، إن لم يكونوا مساهمين في إعادة تكوين هذه السلطة، فهم على الأقل، مسيرون طوعا وليسوا مخيرين. أما أهل الحراك المدني، وإن لم يكونوا على مستوى طروحاتهم المحقة، فهم على الأقل مطالبون بممارسة السلطة والرقابة على سراديب الفساد.
 
فلا خرق في الافق لأي ملف، من النفايات في الشوارع إلى صراخ الفساد الذي يعلو ويخفت على نبض الشارع، إلى عقدة الترقيات الأمنية، إلى آلية عمل الحكومة، إلى اعادة الروح إلى المجلس النيابي، إلى اقرار قانون انتخاب قد يعيد فرض تغييرات على السلطة العاجزة.
 
في معدل الخسارة، الكل متساو، والكل في سباق مع الوقت الذي يرسم خريطة المنطقة المتفجرة حول لبنان. فهل من عاقل يخرجنا من الفراغ القاتل؟
 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
 ذكرى الثالث عشر من تشرين بدت وكأنها آخر مهرجانات الصيف السياسي للعونيين.
والكلام الذي اطلقه النائب ميشال عون أمام المتظاهرين في بعبدا، لم يحمل جديدا، فهو استعرض ما أسماه يوما "الحرب الكونية على عون". مستذكرا العسكريين الذين سقطوا في ساحة الشرف، من دون أن يتحدث عن فراره في ذلك اليوم إلى مقر السفارة الفرنسية. ولم ينس عون تحميل الطبقة السياسية مسؤولية ما وصفه، بالانهيار الحاصل في وطننا الجريح، ناسيا سعيه الدؤوب للوصول إلى سدة الرئاسة، وإلى المطالبة بقيادة الجيش لصهره. كما لم يفته رسم صورة لرئيس الجمهورية العتيد.
 
في أي حال، فإن عدم تلبية رغبات عون في ما يعتبره حقه المكتسب برئاسة الجمهورية، وحق صهره بقيادة الجيش، سيترك انعكاسات على المسار الحكومي وعلى الحوار المرتقب في السادس والعشرين من الشهر الحالي، فيما من المنتظر ان ينعقد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على تنفيذ خطة الوزير أكرم شهيب بشأن النفايات.
 
اقليميا، انشغل العالم اليوم بورود معلومات عن مقتل زعيم تنظيم "داعش" الارهابي أبو بكر البغدادي، في غارة عراقية استهدفت موكبه غرب الأنبار، ليتبين لاحقا انه لم يمت بل أصيب بشظايا في الرأس والظهر، نقل بعدها إلى مكان مجهول بسيارات رباعية الدفع.
 
سوريا، المقاتلات الروسية استمرت بغاراتها على مواقع "داعش" وباقي فصائل المعارضة. في وقت فيه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده لا تريد التورط في حرب دينية في سوريا.
 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
 رهف، وللعرب جفن لن يرف، فهم ماتوا قبلها، لكن من دون ان يصعدوا إلى رتبة الشهادة.
العرب لن "يصحوا يابا"، وإذا فعلوها يوما، فإنها صحوة لتكديس السلاح واستدعاء الدول الكبرى لشراء الطائرات وتموين المخازن، من دون ان يجرأوا على اطلاق رصاصة واحدة بإتجاه إسرائيل. سلاحهم ليس للحرب بل لقتل العرب، سواء بالتحالف المعلن أو بإمداد الارهاب غير المعلن، وهات على تدمير مدن. أما فلسطين فقد انتزعوها من ذاكرتهم بعد ان صنعوا لهم أعداء آخرين.
 
هي رهف حسان، من عائلة تحمل نسب الحساسنة، أكبر قبائل العرب. لكنها قبل كل هذا تنتسب إلى فلسطين، إلى غزة إلى قطاع تبرع يوميا بالدم، يعطي شهداء أطفالا ونساء حوامل. يموت ويحيا، يشيع الشهيد في جنازة شهيد.
 
وكل هذه الأبجدية لم تتقنها دول عربية أصبحت على خريطة الحروب، وباتت يومياتها بتقسيم العواصم وتدميرها، من تفتيت العراق إلى حرق سوريا والمساومة على خلافتها. لكنهم للآن يدفعون أموالا بلا جني مكاسب، فلا طالوا بلح الشام ولا ذاقوا عنب اليمن. معاركهم خاسرة، وأولى الخسارات تقع على بيوت مالهم التي باتت تطرق أبواب الإفلاس، ومعها ستبدأ مراحل التقشف وشد الاحزمة. فهم يحاربون بلا قضية وبابتداع عدو وهمي، والاستعانة بإرهاب لا يعرف له ولاء، يضرب حيث ينمو وتركيا كانت بالأمس شاهدا على انقلاب أرهاب ربته على يديها.
 
ولأنهم فاشلون في الحروب، من اشتعالها إلى وئدها، فقد لجأوا إلى الخبراء فيها وبيوت صناعتها. ووضعت السعودية يدها بيد روسيا لمكافحة الارهاب، في لقاء يجمع فلاديمير بوتن بولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ان احدى هذه الاهداف هي منع إقامة خلافة إرهابية في سوريا. في حين أبدى عادل الجبير بعض القلق إزاء العملية العسكرية الروسية، لافتا إلى ان السعودية ترغب في عملية سياسية انتقالية تفضي في النهاية إلى رحيل الأسد.
 
كلام لا يظهر أي تعارض مع العمليات العسكرية الروسية في سوريا، والتي باتت تحظى بتنسيق أميركي واندفاعة أوروبية وعدم اعتراض عربي وتنح إسرائيلي، ما يشكل إجماعا دوليا على الخلاص من الارهاب. لكن العقبة الوحيدة التي قد تعترض القيصر الروسي وتعرقل مسار ال"سوخوي" في الفضاء، تكمن في موقف النائب السابق فارس سعيد المغرد خارج سرب الطائرات الروسية على ال"تويتر"، متهما بوتن بإنه يقتل الشعب السوري، وأبدى عتبا على بعض اللبنانين المؤيدين للضربة العسكرية.
 
وهذا الموقف المقلق قد يستدعي فرقاطة روسية ترسو على ميناء جبيل لمفاوضة الفارس السعيد، وتعرج في طريقها على دروب معراب والمختارة، لأن اللبنانين غير القادرين على تشغيل مؤسسة مجلس الوزراء أو رفع النفايات من الشارع، يمنحون أنفسهم حق اللعب في الاوراق الدولية. ويا ليتهم ينصرفون إلى قضية واحدة مما يئن الشعب اللبناني حيالها. هذا من دون ان نطالبهم باجتراح معجزة وانتخاب رئيس.
 
وعلى باب الرئاسة، وقف العونيون اليوم بحشد برتقالي، يتذكرون واقعة الثالث عشر من تشرين. كانوا قبل خمس وعشرين سنة شعبا لبنانيا عظيما، وأصبحوا بعد ربع قرن شعبا لبنانيا ثابتا على تلك العظمة. عمادهم ناضل ونفي وعاد منتظرا للرئاسة، مقاوما وممثلا لأكبر كتلة مسيحية برلمانية.
 

مظاهرة أنصار عون تكشف عن تناقضات

الجزيرة/حسن الحاف-بيروت/11 تشرين الأول/15

لم تخلُ تظاهرة أنصار "التيار الوطني الحر" التابع لقائد الجيش اللبناني السابق العماد ميشال عون على طريق القصر الجمهوري بمنطقة بعبدا قرب بيروت من التناقضات الصارخة. فالتجمّع الحاشد جاء اليوم الأحد إحياءً لذكرى 13 أكتوبر/تشرين الأول 1990 التي خاض خلالها عون آخر معاركه ضد الجيش السوري، الذي دفعه لإخلاء القصر واللجوء للسفارة الفرنسية، ومن ثم إلى فرنسا التي بقي فيها حتى خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005، في حين أصبح عون اليوم أحد أوثق حلفاء النظام السوري في لبنان، ومن أشد مؤيدي الحرب التي يخوضها النظام ضد شعبه.

وكان وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل قد أعلن أمس انتهاء "تسوية الترقيات"، مما يعني أن العميد شامل روكز صهر عون سيحال على التقاعد منتصف الشهر الحالي، وسيفقد حظوظه في تولي قيادة الجيش.

وجاء أنصار عون إلى بعبدا بمواكب سيّارة من أنحاء لبنان، رافعين أعلام التيار البرتقالية وصور عون وشعارات تطالب بإعطاء المسيحيين "حقوقهم". وكان لافتا حمل بعضهم صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذين وصفوه بالرئيس القوي، مطالبين برئيس مثله للبنان يكون قادرا على "حماية" مسيحيي لبنان والشرق.  وفيما رأى مراقبون أن الذكرى فقدت دلالتها بعدما أصبح عون أحد أبرز حلفاء النظام السوري -عدوّه السابق- بلبنان، قال قياديون في التيار إن مظاهرة اليوم تشكل "انتفاضة شعب"، مطالبين بـ"تصحيح" التمثيل المسيحي بالسلطة.

عون: إذا اتهمونا بالتعطيل فهذا صحيح، نحن نعطل القرارات العاطلة وانحراف المؤسسات (الجزيرة)

حرب كونية

وسبق إلقاء عون كلمته، من على منصة جرى تركيبها على الطريق الموصل إلى "بيت الشعب" كما وصفه، كلمات لضباط سابقين تحدثوا عن قتالهم إلى جانب عون ضد السوريين، ومنهم زوجة الضابط جورج زعرب التي استدعت تعليقا من رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، حيث وجّه عبر موقع "تويتر" تحية إلى "من لم يهرب، إلى روح الشهيد جورج زعرب". أمّا عون فرأى في كلمته أن "التغيير سيكون من خلال انتخابات حقيقية تمثل الشعب، ونضالنا هو الحصول على قانون انتخابي نسبي يحقق العدالة، يعطي صورة لبنان السياسية بأحجامها الطبيعية"، مضيفا أنه سيعمل لانتخاب رئيس جمهورية "ليس دمية (...) وليس حياديا (...)، وليس وفاقيا". وقال إن كل الذين حكموا لبنان بعد 1990 هم أنفسهم بعد التحرير، وأن "الوصي تغيّر دون أن يتغيروا"، محملا الطبقة السياسية هذه المسؤولية عما يحصل اليوم. وأضاف "إذا اتهمونا بالتعطيل، فهذا صحيح، نحن نعطل، نعطل القرارات العاطلة وانحراف المؤسسات واستغلال النفوذ وتخطي الميثاق الوطني". واعتبر عون أن التعطيل وصل إلى الجيش بعدما انتقلت إليه "عدوى التمديد"، وأصبح على رأس الجيش والقوى الأمنية قيادات "فقدت شرعيتها"، في إشارة إلى قائد الجيش جان قهوجي الممدّد له لولاية ثانية. وكرّر موقفه من الربيع العربي قائلا "حذرنا من وصول الحرب إلينا إذا لم يخسر الإرهاب في سوريا، وبعد خمس سنوات فهموا أن الإرهاب نفسه. إنها الحرب الكونية على العونية".

الحاج: حزب الله هو المتحكم في التسوية وليس عون (الجزيرة)

إثبات وجود/من جهته، رأى الصحفي في جريدة النهار إيلي الحاج أن مظاهرة عون اليوم تثبت أنه في حاجة دائمة لإثبات أن تياره لا يزال على قيد الحياة، بعد التنقل الكبير في الخيارات السياسية، حسب قوله. وقال الحاج للجزيرة نت إن "ذكرى 13 تشرين لم يعد لها أي معنى، بعد توقيع ورقة التفاهم مع حزب الله، وتخلي عون عن شعار لا بندقية إلا للجيش، وتحالفه المصيري مع النظام السوري الذي قاتله في 13 تشرين". وشدد الحاج على أن تحرك عون اليوم يأتي في ظل الانسداد الذي تشهده طاولة الحوار، وفي ظل الشلل المستحكم بالبلاد، حيث ثبت أن حزب الله هو المتحكم في التسوية وليس عون، حسب رأيه.

 

الأحرار أحيا ذكرى استشهاد داني شمعون وكلمات لحمادة وفتفت وشمعون نوهت بدور الشهيد وشددت على اهمية الحوار

الأحد 11 تشرين الأول 2015

وطنية - أحيا "حزب الوطنيين الأحرار" الذكرى السنوية لاستشهاد داني شمعون وعائلته، في المعهد الأنطوني- بعبدا، وزير العمل سجعان قزي ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وزير الاقتصاد آلان حكيم ممثلا الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، الرئيس ميشال سليمان، النائب محمد الحجار ممثلا الرئيس سعد الحريري، وزير العدل أشرف ريفي، وزير الاتصالات بطرس حرب، النواب: دوري شمعون، جمال الجراح، أحمد فتفت، مروان حمادة وروبير غانم، النائبة ستريدا جعجع ممثلة رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، الوزير السابق مروان شربل، الأميرة حياة ارسلان، رئيس حركة "الاستقلال" ميشال معوض، ممثلين عن قوى 14 آذار وحشد من السياسيين والمسؤولين الرسميين والحزبيين.

تخلل الاحتفال كلمة لرئيس المعهد الانطوني الأب المدبر جورج صدقة الذي طلب من الله "أن يظهر الحقيقة في قضية داني شمعون وعائلته وأن تكون دماؤهم ودماء شهداء لبنان بخورا وقربانا يخرج وطننا من الإنهيار"، مشددا على "ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية قبل اي شيء لأن الوطن أصبح جسما بلا رأس، وكل ما يخالف ذلك هو خارج المنطق والصواب". كما كانت كلمة لرئيس منظمة الطلاب سيمون درغام دعا فيها "كل الشباب اللبناني" الى "الإنضمام إلى حزب الوطنيين الأحرار الذي حافظ على ثوابته وعلى مساره التاريخي، ولأنه حزب مؤسساتي ولا وجود للشخصانية فيه.

ابو رزق

من جهته قال أمين التربية ادغار أبو رزق: "مرت سنوات على إستشهاد داني شمعون وعائلته ويد الشر ما زالت تتربص بنا. هم اغتالوا داني لأنه كان بطلا ونمرا ووقف في وجه المجموعات الإجرامية، وقال بصوت عال اننا شعب يحب الحياة، شعب يريد بناء دولة حاضنة لجميع اللبنانيين، لا دولة احزاب المشاريع الطائفية، وكان صوت الشباب الواعي المتعالي على جراح الماضي المصمم على بناء المستقبل وتطبيق القانون".

علي حمادة

واعتبر علي صبري حمادة في كلمته أن "إغتيال داني شمعون أتى في مرحلة مفصلية حيث كان القاتل يريد أن يغلق الباب أمام أي فرصة للحرية". وقال: "اننا لم نعد شعبا واحدا بل فرقتنا السياسة والدين والمذهب"، لافتا الى ان "الحراك المدني هو تعبير عن غضب المواطنين ودفاعا عن كرامتهم، لكن لا بد من إنتفاضة وطنية شاملة تخيف السلطة السياسية حتى تتجه للعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة".

النائب حمادة

وكانت كلمة للنائب حمادة قال فيها: "عندما ينظر إلى صورة داني يرى ملامح جبران تويني، ملامح رفيقين جمعهما نفس النضال واستشهدا في أوقات متفاوتة لكن على يد المجرم نفسه ولنفس الأسباب" لافتا الى انه "لن ينسى كيف أنقذ دوري وداني وليد جنبلاط في أقسى مراحل الحرب الأهلية".

وقال: "اننا نبكي داني وانجريد وطارق وجوليان لكن نرتقي بهم لأعلى مستويات الشهادة للبنان. واعتبر حمادة مشاركته في الإحتفال ممثلا عن جنبلاط "تأكيدا على مشاطرته الأسى لحظة وقوع الجريمة المروعة التي تنبع من تلك الأيام".

وختم قائلا: "أن الأحرار بقوا حزبا لكل لبنان يتمتعون بأصالة الإنتماء الواحد ورغبة الحياة المشتركة" داعيا الجميع الى "الصمود بعيدا عن الخوف، لأن لا بشار يخيفنا ولا داعش تخيفنا ولا حزب الله سيقدر علينا حيثما فشل الأخرون".

فتفت

والقى النائب أحمد فتفت كلمة اكد فيها "أن 14 آذار مستمرة طالما الجميع مصمم أن مشروع لبنان هو لجميع اللبنانيين ، 14 آذار هي الشعب اللبناني، هي الشباب الذي يمتلك الانسانية والوطنية اللبنانية في وجه كل التطلعات للسيطرة على هذا البلد"، داعيا الى "وقف المراهنات على أي شيء إلا على المصلحة اللبنانية"، ومشددا على اننا "بأمس الحاجة إلى أن نجلس على طاولة حقيقية للحوار من أجل البحث عن قضايا لبنان". وأكد "أن هناك مشروعا واحدا وهو مشروع قوى 14 آذار، مشروع لبنان سيدا حرا مستقلا، المشروع الذي إستشهد من أجله داني شمعون"، معتبرا "أن سلاح حزب الله هو الذي يعطل البلد، وطالما هناك سلاح خارج سلاح الجيش لن نسمح له أن ينتصر، سنقاوم السلاح ونرفض الإبتزاز".

شمعون

وأخيرا، تحدث رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون متوجها الى الامين الام لحزب الله السيد حسن نصراله والنائب العماد ميشال عون عون "للعودة الى ارض الواقع لأن الوطن لم يعد يحتمل والشعب اللبناني شبع نفاقا وكذبا وكلاما فارغا وشبع من رؤية شباب وطنه الذين يحملون نفس الهوية يحاربون في الشام من أجل مشروع آخر، المشروع الايراني الفارسي". وأضاف: "في هذا اليوم نتذكر مرور 25 سنة على إستشهاد داني ونتذكر كل الشهداء الذين قتلوا وعرضوا حياتهم واولادهم للخطر كما فعل داني"، مشددا على "ضرورة ان يجتمع اللبنانيون مع بعضهم ، لأن كل لبناني مؤمن بلبنان يجب ان يكون مستعدا أن يضحي من أجل وطنه".

وختم شاكرا كل المشاركين في الحفل، طالبا من الله "أن يوفقنا جميعا ويوفق لبنان".

 

فتفت: المستقبل مع تسوية شاملة تعيد تفعيل العمل الحكومي

الأحد 11 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد النائب أحمد فتفت أن "تيار المستقبل كان ولا يزال مع تسوية شاملة تعيد تفعيل العمل الحكومي وفق الأصول الدستورية"، معتبرا أن "الأفرقاء السياسيين أخطأوا في تهميش الرئيس السابق ميشال سليمان في ملف الترقيات العسكرية الذي أقفل نهائيا". ورأى عبر حديث إلى "صوت لبنان 93,3" اليوم أن "الرئيس نبيه بري أخطأ عندما عقد لقاء مصغرا في مجلس النواب من دون دعوة وزير الدفاع وحزب الكتائب"، لافتا الى أن "المادة 42 من قانون الدفاع واضحة إلا أن البعض حاول تجاوزها لإرضاء عون". ولفت إلى أن "الأزمة مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون هي أزمة ثقة، وهو لم يلتزم ما تم الإتفاق عليه في العمل الحكومي". وشدد على أن "كتلة المستقبل مستعدة لانتخاب عون رئيسا توافقيا في حال تمكن من الحصول على موافقة الأفرقاء المسيحيين كافة"، معتبرا أن "لبنان لا يحكم إلا بالتوافق بين مكوناته". وقال: "القانون النسبي لا يمكن أن يطبق في ظل تفشي فوضى السلاح في المناطق التي يهيمن عليها حزب الله، وهو بقوة سلاحه يعطل كل مؤسسات الدولة ويضرب بعرض الحائط المصلحة الوطنية". وردا على سؤال، لفت الى أن "الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله يبحث في ملفين حصرا هما سبل تنفيس الإحتقان السني - الشيعي وانتخابات الرئاسة الأولى"، معتبرا أن "وقف الحوار اليوم هو رسالة سلبية للبنانيين حتى ولو كان شكليا". وعن الحراك المدني، قال: "انه حراك محق ضد من سرق وأفسد وتحول اليوم الى حراك همجي هدفه التخريب". وعن التدخل الروسي في سوريا، أكد أن "روسيا تحاول تأمين مصالحها من خلال كل ما تقوم به في سوريا"، معتبرا أن "الولايات المتحدة كانت قد وافقت على التدخل الروسي إلا أنها تشعر اليوم أنها خدعت".     

 

ما هو مصير الناشطين الـ19 "الفارين من وجه العدالة"؟

المدن - مجتمع | الأحد 11/10/2015/لا يزال 11 ناشطاً معتقلاً، منذ مظاهرة الخميس الماضي، بعد أن ادعى عليهم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، السبت، بجرم القيام بأعمال شغب. في المقابل، تستمر تحركات مجموعات الحراك الرافضة لهذا الاعتقال. وقد نفذت مجموعة من الناشطين، ظهر الأحد، اعتصاماً أمام مخفر الرملة البيضا. ويفترض أن تبدأ الاثنين اجراءات محاكمة المعتقلين الـ11، لكنها المرة الأولى، منذ بدء الحراك والاعتقالات المرافقة له، التي يدعي فيها القضاء على "فارين من وجه العدالة"، وهم 19 ناشطاً، على ما يلاحظ المحامي مازن حطيط من "لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين في لبنان"، في حديث لـ"المدن". والمفارقة التي يسجلها حطيط أن استخدام عبارة "فار من وجه العدالة" ترتبط قانوناً بالذين يفترض أن يحاكموا في قضايا جنائية، "بينما التهم الموجهة إلى المتظاهرين، الذين كانوا يمارسون حقهم الدستوري، هي جنح، لذا كان يفترض أن يُقال أنهم متوارون عن الأنظار، بعد أن يُبلغوا ويمنحوا فرصة زمنية محددة للحضور أمام القضاء المختص". لكن هذا ما لا يبدو مفاجئاً عند حطيط، الذي يرى في اعتماد هذه التسمية محاولة لـ"ايهام الناس بأن هؤلاء المعتقلين هم مجرمون، كما جرى من قبل الترويج لتهمة تعاطي المخدرات عبر إجراء فحوص بول لهم". لكن الأخطر أن القضاء لم يصرح من هم هؤلاء الـ19 فاراً من وجه العدالة، "بهذا المعنى يمكن أن يوقف أي شخص، ويعتبر أنه واحد من الـ19، وهذا تخويف للشباب". لذلك تطالب اللجنة القضاء بالاعلان عن أسماء المطلوبين، "ونحن نتعهد بأن يسلموا أنفسهم، لأننا، داخل الحراك، لا نقبل أن نهرب من وجه العدالة". هكذا، ستسعى اللجنة الاثنين إلى معرفة أسماء هؤلاء الأشخاص، والبدء في اجراءات طلب اخلاء السبيل للمعتقلين راهناً. إلا أن حطيط لا يبدو متفائلاً في تجاوب القضاء، "لكن من الضروري أن نؤكد أن السلطة ليست وحدها التي تمتلك القانون، فنحن نعرف فيه أيضاً".

 

المواجهة" في سرار: إطلاق نار وجرحى

المدن - مجتمع | الأحد 11/10/2015

يبدو أن النزاع بين الحراك الشعبي في عكار والجهات المنفذة لمطمر سرار سيستمر، حيث دخل، الأحد، مرحلة جديدة بعد إطلاق النار الذي تعرضت له مجموعة من الشبان حاولوا منع الجرافات التي تشق الطريق نحو المكب من إتمام عملها. وأدى إطلاق النار بإتجاه الشبان من جهة المكب إلى وقوع ثلاث إصابات طفيفة لدى كل من عبد الكريم المل، أحمد فاضل، وأسامة رعد. ووجه بعض الشهود إتهامات إلى مرافقي أحد نواب عكار بإطلاق الرصاص من أسلحتهم. وكردة فعل على ما حصل مع الناشطين، تعرض المكب في سرار لرشقات نارية وإطلاق قنبلة من قبل مجهولين تمركزوا في القرى المحيطة به. وقامت قوى الأمن الداخلي بالإستماع إلى الجرحى، الذين قرروا الإنتقال برفقة مجموعة من المحامين والناشطين إلى خيمة الإعتصام في العبودية.والصدام ليس الأول بين ناشطي الحراك العكاري وأصحاب المكب ومنفذّيه، فقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً من الجانبين، وحصلت إحتكاكات متتالية، حيث تولت القوى الأمنية حلها بالتراضي ولم تصل إلى إطلاق النار كما حصل الأحد.

 

فنيش: هناك نيات لتعطيل كل شيء وإفشال المخارج

الأحد 11 تشرين الأول 2015 /وطنية - رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن "هناك سوء إدارة على المستوى السياسي وتفاقم في أزمة الممارسة السياسية وأزمة النظام السياسي". وقال خلال رعايته احتفال تخريج الناجحين في الشهادات الرسمية الذي أقامته بلدية طيرفلسيه الجنوبية: "نحن مع الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لانتظام عمل المؤسسات، ولكن وفقا لقواعد صحة التمثيل والشراكة الوطنية والتوازن الذي يفرضه نظامنا السياسي، وإن كان هناك عوائق سياسية تحول دون تطبيق هذه القواعد من الفريق الآخر بسبب التدخل الخارجي بهذا الشأن أو بهذه المسألة الداخلية، فلا ينبغي على الأقل أن نعطل عمل باقي المؤسسات، لذلك دعونا إلى إيجاد الحلول والمخارج، وسعينا لتقديم مبادرات في مسألة الترقيات والتعيينات في ما يتعلق بالمجلس العسكري وترقية بعض الضباط ليكون ذلك مدخلا لإعادة تفعيل وتنشيط عمل الحكومة ولإعادة عمل المجلس النيابي ليمارس دوره التشريعي ودوره في الرقابة والمحاسبة".

أضاف: "هناك نيات عند البعض لتعطيل كل شيء وإفشال كل المخارج، لذلك نحن نحمل مسؤولية ما يمكن أن يترتب عن إفشال المبادرات للفريق الذي يعرقلها". وتابع: "بات واضحا للجميع أن ما يجري منذ سنوات في سوريا ليس مشروعا إصلاحيا ولا تغييريا ولا مشروعا يخدم مصالح وأمن الشعب السوري، بل هو مشروع لإسقاط سوريا ودورها من خلال حشد الجيوش واستجلاب المجموعات المتوحشة إليها. كل من يجادل في حقيقة هذا الصراع يحاول أن ينكر الواقع ويغطي على الحقائق لأن له غاية ومصلحة، ولأنه إما متورط في ما جرى ويجري، وإما يراهن على إحداث تغيير لحسابات مصالحه الخاصة".

وحيا الشعب الفلسطيني "الذي يبدع في كل مرحلة من مراحل جهاده ومقاومته، ويظهر أشكالا مختلفة من التصدي لهؤلاء المستوطنين الذين يريدون سلبه حقه في أرضه وهويته، فهو يثبت مرة جديدة أنه شعب جدير بالحرية، وأنه متمسك بأرضه، وأن الزمن لا يمكن أن يسقط حقه في أرضه ولا في هويته".

وختم: "من العار على الدول التي تحرف مسار الصراع وتغرق في تحديد طبيعة العدو وتنفق الأموال لتدمير اليمن وإثارة الفتن وتقويض أمن سوريا وركائز وحدتها، أن تقف متخاذلة في نصرة فلسطين، بل تستمر في هذه السياسات وعلى مرأى منها ما يقوم به العدو الصهيوني على أرض فلسطين، وهي تسعى لمد يد العون وبناء العلاقة مع الكيان الصهيوني من أجل أن يكون حليفا لها في سياساتها، وفي كل ما تقوم به وتبذله من محاولة إسقاط إرادة الشعوب في التحرر والمقاومة".وفي الختام، وزعت الشهادات التقديرية على الخريجين والخريجات.

 

جعجع: الحراك المدني سببه واقع مؤلم يعيشه المواطنون لكن للأسف دائماً يأتي من يُصادر ألمهم وقضاياهم

موقع القوات/ ١١ تشرين الاول ٢٠١٥ /اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "ان الحراك المدني نتج عن واقع مؤلم يعيشه المواطنون اللبنانيون، ولكن للأسف وكما في كل مرة عندما يقع المواطنون في أزمات عميقة ويتألمون ويثورون يأتي من يُصادر ألمهم وقضاياهم ويأخذها باتجاهات أخرى، على سبيل المثال الثورة الشعبية الروسية الفعلية عام 1916 التي صادرها البولشيفيون الذين كانوا قلّة قليلة، وقد صادر بعضُ الباحثين عن أدوار وبعض الرومانسيين الذي يطلقون شعارات لا علاقة لها بالواقع مثل شعار "كلن يعني كلن" بعض جوانب الحراك في لبنان، فهذا الشعار غير صحيح على الإطلاق، نحن أصلاً كقوات لبنانية لم نشارك في السلطة منذ ثلاثين عاماً حتى الآن وحين شاركنا في بعض الحقائب الوزارية أتحدى أن يجد أحدهم علينا تهمة بالفساد، لا يجوز طرح الأمور من قبيل المزايدة والشعبوية، فشعار "إسقاط النظام" مثلاً أبعد الكثير من الناس عنه، لقد بدأ الحراك المدني ببضعة آلاف ولكنه تراجع الى بضعة عشرات واذا استمر هكذا سيتحوّل الى حراك بضعة أشخاص". وفي الشأن السوري، رأى جعجع خلال مقابلة تلفزيونية "أن أخصام روسيا على المستوى الدولي سيسعون الى محاولة استنزافها بأيدٍ سورية على أرض سوريا، هذا أبسط وأسهل ما يمكن أن يحصل، فالأميركيون لن يأتوا بعسكرهم لمحاربة الروس في سوريا بل يكفي أن يمدوا المعارضة السورية ببعض الأسلحة".

وأشار الى أن "روسيا هي ضد "داعش" ولكن لو كان الهدف من الدخول العسكري الروسي الى سوريا هو محاربة داعش بالفعل لكانت أول خطوة قامت بها روسيا هي التنسيق مع التحالف الدولي الذي هو موجود فعلاً لمحاربة داعش فقط لا غير وهذا ما لم تُقدم عليه روسيا... بغض النظر عن نجاح هذا التحالف في مهمته أم لا، فلو افترضنا ان التحالف الدولي لم يكن فعالاً في ضرب داعش، فهل روسيا لوحدها ستكون كذلك؟ ولكن ما فعله الروس هو انهم دخلوا بمفردهم مما يثبت أن لديهم أهدافاً أخرى غير محاربة داعش واكبر دليل تبيّن فيما بعد أن مجمل الضربات الجوية الروسية يطال 10% منها فقط مناطق داعش بينما 90% تطال المناطق السورية المعتدلة".

واستبعد جعجع إمكان إحياء نظام الأسد من قبل الروس "فحتى الروس ليسوا في هذا الصدد إنما هم في وارد توسيع حصصهم في سوريا والظهور بمظهر القوة الدولية الفاعلة على الأرض، فبشار الأسد بالنسبة لهم هو أداة للوصول الى أهدافهم ولكن التزموا بهذه الأداة وبات مصير وجودهم في سوريا مرتبطاً بوجود الأسد لا أكثر ولا أقل"، لافتاً الى أنه "اذا أردنا مواجهة داعش والانتهاء منها علينا أن ننتهي من نظام الأسد لنصل الى حياة سياسية سويّة في سوريا، وهذا هو السلاح الأساسي ضد داعش، لا أعرف كيف ان المسؤولين في الغرب لا يعون هذه المعادلة ويطرحون التعاون مع الأسد لمحاربة داعش... معلوماتي وتقديري وإيماني الكامل أن لا دور لبشار الأسد لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا".

وعن وصف الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا الحرب على سوريا بالحرب المقدسة، أوضح جعجع:" كلّنا يعرف ان الكنيسة الروسية الأرثوذكسية هي كنيسة تاريخية نحترم ونجلّ، ولكن نعرف جميعنا كيف ان السلطة الروسية ممسكة ببعض رجال الدين، فحتى الآن نرى مفتي سوريا أحمد بدر حسون الى جانب بشار الأسد في دمشق وهذا لا يعني أن السُنّة هم مع هذا التوجُه، وتصرُف بعض رجال الدين الروس أضعه في هذا الاتجاه، فالحرب الروسية في سوريا ليست مقدسة لا بل هي تعقّد الأزمة أكثر وستؤدي الى زيادة التطرف ولا يجوز هذا التوصيف لها...".

وعمّا اذا كانت روسيا قادرة على إعانة النظام أكثر من إيران وحزب الله، اعتبر جعجع "ان ايران وحزب الله ما زالا موجودين وبالتالي القوة الروسية ستكون قوة مضافة وبالتالي أي قوة مضافة ستعزز من إمكانية صمود النظام، ولاسيما ان القوة الروسية ليست قوة استراتيجية ولكن على مستوى المعارك في سوريا هي قوة مؤثرة اذ تملك امكانية قيام حوالي 30 الى 40 طائرة بغارات على الثوار على الجبهات".

ورأى جعجع "أن أخصام روسيا على المستوى الدولي سيسعون الى محاولة استنزافها بأيدٍ سورية على أرض سوريا، هذا أبسط وأسهل ما يمكن أن يحصل، فالأميركيون لن يأتوا بعسكرهم لمحاربة الروس في سوريا بل يكفي أن يمدوا المعارضة السورية ببعض الأسلحة".

وذكّر جعجع أن "الادارة الروسية الحالية هي نتاج الادارة السوفياتية السابقة التي هي ادارة غير دينية ولا تؤمن بالله وبالأديان، وبالتالي لا يجوز أن نسبغ صفة "الحرب المقدسة" على التدخل الروسي الحالي...".

ولفت الى ان "معظم الـestablishment المسيحي مع نظام الأسد لأنه يحقق له مصالحه، ولكن الناس على الأرض وفي القواعد ينقسمون بين مؤيد ومعارض أقله النصف بالنصف، أما على مستوى المفكّرين فهذا غير بحث تماماً".

وعن مستقبل الوجود الروسي في سوريا، أوضح جعجع أنه "لا أحد يستطيع التنبؤ منذ الآن ماذا سيكون عليه هذا الوجود مستقبلاً، فالأزمة السورية أصبحت من التعقيد في مكان لدرجة أنه يصعب جداً تبيان اتجاهها إلا من جانب واحد وهو ان هذا النظام مستحيل أن يبقى وهذا تحصيل حاصل، أما باقي الأمور لا أعرف مصيرها، وبالتالي القول ان القاعدة الروسية ستبقى في سوريا لفترات طويلة لا أحد يستطيع تأكيد هذا الأمر أو نكرانه، ربما مع الانتخابات الرئاسية الأميركية قد يأتي رئيس شبيه بباراك أوباما وتبقى الأمور على حالها وممكن أن يصل شخص نقيض لأوباما لذا من الصعب توقُع ما الذي سيحدث".

 

جعجع: استغربت استمرار النظام السوري 11 عاما بعد وفاة حافظ الأسد

تويتر/١١ تشرين الاول ٢٠١٥/غرّد رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على تويتر قائلا: "ما يجري في سوريا هو ثورة، ربما قد تكون ولّدت الكثير من الأزمات ولكن فلنتذكر يوم 11 آذار 2011 فلنتذكر حمزة الخطيب، وما جرى في درعا، وابراهيم القاشوش...".

وقال: "أنا شخصيا كنت اعتقد أنه بعد وفاة حافظ الأسد سينهار هذا النظام واستغربت استمراره 11 عاماً...".

 

نهاد المشنوق: تمادي قوى سياسية بتعطيل المؤسسات يؤدي الى زعزعة الاستقرار

الوطنية/١١ تشرين الاول ٢٠١٥/عقد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، اجتماعا مع نظيره وزير الداخلية الإماراتي الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في مقر القيادة العامة لشرطة أبوظبي. وقدم تعازيه الى الوزير الإماراتي باستشهاد الجنود الإماراتيين المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن دفاعا عن عروبة اليمن. وشارك المشنوق في فعاليات مؤتمر مؤسسة بيروت الذي عقد في ابوظبي، بعنوان "خريطة طريق استراتيجية لإعادة تموضع المنطقة العربية في الرقعة العالمية"، وأكد في الجلسة الاولى التي شارك فيها الى جانب الامير تركي الفيصل والجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس ورجل الاعمال خالد جناحي وأدارتها الإعلامية راغدة درغام، "الحاجة الى خلق نواة صلبة مبدئية مبنية ليس على تحالفات ظرفية او يومية، إنما على تحالفات استراتيجية عربية تبدأ بمصر ودول مجلس التعاون الخليجي". وأشار إلى أن "تحالف عاصفة الحزم هو مثال يحتذى به في هذا السياق"، لافتا إلى "التحالف الاقتصادي السياسي الذي احتضن مصر في المرحلة الانتقالية". وتطرق إلى الملف اللبناني الداخلي، فحذر من أن "تمادي قوى سياسية بتعطيل المؤسسات الدستورية يؤدي الى زعزعة الاستقرار في لبنان"، معتبرا ان هذا "السياق المنطقي للامور في كل دول العالم، ولن يكون لبنان استثناء في هذا الإطار". كما شارك المشنوق في جلسة ثانية من فاعليات المؤتمر الى جانب رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفين رود، ووزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، والمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، ورئيس دائرة الشرق الأوسط في معهد الدراسات الشرقية في موسكو فيتالي نومكين، ونائب مستشار الامن القومي الأميركي الأسبق إليوت ابرامز، وأدارتها الإعلامية نجوى قاسم. ولفت إلى ان "السياسة الإيرانية لم تتغير في المنطقة العربية بعد الاتفاق النووي، والدليل على ذلك أطنان المتفجرات التي اكتشفت في الأشهر القليلة الماضية في كل من البحرين والكويت، وقبرص، بالاضافة الى اللغة الفوقية الإيرانية في التعامل مع حادث تدافع وقتل الحجاج في مكة المكرمة". وحول التدخل الروسي في سوريا، قال: "بصراحة روسيا تقوم بما لم نقم به نحن كعرب وبما لم تقم به الدول الغربية والولايات المتحدة دفاعا عن الشعب السوري"، مشيرا الى ان "الادارة الأميركية والرئيس الأميركي باراك أوباما يتصرفان على أساس أنهما إدارة ورئيس سابقين، وهو ما سينعكس للأسف على اطالة امد النزاع الدموي في سوريا، بينما لم يتأكد بعد ما اذا كان التدخل العسكري الروسي سيؤدي الى مسار سياسي دولي لحل الأزمة في سوريا لصالح خيارات الشعب السوري". كذلك حضر المشنوق عشاء أقامته مؤسسة "بيروت"، تكريما لذكرى وزير الخارجية السعودي السابق الامير سعود الفيصل والشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بحضور وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ونائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي السابق الشيخ محمد الصباح ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في ليبيا محمد الدايري، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إليسون، بالاضافة الى شخصيات سياسية واعلامية واقتصادية عربية ودولية.

 

عراجي: على عون الإنسحاب.. وإلا فليبقَ وحيداً

الأنباء الكويتية/١١ تشرين الاول ٢٠١٥/كثيرة هي الاستنتاجات التي خرج بها الوفد اللبناني إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة أحلاها مر وأخطرها اثنان:

1- لبنان ليس على سلم أولويات العالم.

2- والأهم، ما سمعه الرئيس سلام من ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية فيديريكا موغريني بأن «التسوية السورية هي مفتاح الولوج إلى الاستحقاق الرئاسي في لبنان».

وإذا كان البعض قد استبشر خيرا بحوار عين التينة للعبور إلى انتخابات رئاسية على الرغم من الخلافات حول أولوية طرح البنود، فإن كلام موغريني بالتزامن مع التدخل العسكري الروسي في سورية، جاء ليؤكد أن السيف في سورية اصدق أنباء من الكتب في لبنان، وان الحوار بالتالي مجرد لقاءات غير ودية وجلسات لا افق لها ولا قرار.

وعليه رأى عضو كتلة المستقبل النائب د.عاصم عراجي أن موغريني لم تأت بجديد حيال الأزمة الرئاسية، فقوى 14 آذار لم يغب عن بالها يوما أن الانتخابات الرئاسية أصبحت خارج لبنان بفعل التزام حزب الله بالأجندة الإيرانية وبمصالح النظام السوري، وان الرئيس بري أكثر من يدرك أن الحوار بين رؤساء الكتل النيابية، لن يعبد طريقهم إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس، بقدر ما قد يعبّده في افضل الأحوال إلى تفاهمات حول مواضيع اخرى كتفعيل عمل الحكومة وتشريع الضرورة، مشيرا من جهة ثانية إلى أن الحوار وبالرغم من عدم قابليته لإنتاج رئيس للجمهورية، يبقى في ظل التطورات الخطيرة والمتسارعة في المنطقة، افضل الوسائل لتجنيب الساحة اللبنانية تداعيات الساحة الإقليمية. وأكد عراجي في تصريح لـ«الأنباء» أن الحل في لبنان مازال بعيدا عن متناول اللبنانيين، فمن ينظر بموضوعية إلى الحراك الدولي حيال أزمات المنطقة، يدرك انطلاقا من كون لبنان لاقطا لنتائج اللقاءات والتفاهمات الاقليمية والدولية، ان بلورة الحل الرئاسي مرهونة بلقاء جدي وحاسم خارجي، الأمر الذي ما زالت بذوره غير مهيئة حتى الساعة لتنبيت انفراجات ينتظرها اللبنانيون، معتبرا بالتالي أن ما أسمعه في لبنان من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن الانتخابات الرئاسية تمر من خلال العماد عون، ما هو إلا مجرد حلقة إعلامية استعراضية من مسلسل «اللعب في الوقت الضائع». واستطرادا، ختم عراجي مؤكدا أن لبنان سيبقى يراوح مكانه وسط ضجيج سياسي وصخيب إعلامي، إلى حين أن يبت دوليا واقليميا في أمره، معتبرا بالتالي أن على العماد عون أن يسلك طريقا من اثنين، إما أن يقتنع بأن الرئاسة لن تكون إلا لشخصية توافقية من خارج الاصطفافات والتحالفات السياسية، فيختصر المسافات وينسحب من السباق الرئاسي، وإما أن يبقى يصرخ وحيدا في الساحات وعلى المنابر، لا شيء معه وفي جعبته إلا كلمات من حزب الله غير قابلة للصرف في أسواق التفاهمات الإقليمية والدولية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

زهرا خلال عشاء رجال اعمال القوات: التدخل الروسي في سوريا دفع بحلفائه اللبنانيين الى رفض التسوية

الأحد 11 تشرين الأول 2015

وطنية - نظمت مصلحة رجال الاعمال في حزب القوات اللبنانية، عشاءها السنوي برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع في فندق الهيلتون - حبتور.

وحضر العشاء النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس حزب القوات، وزير السياحة ميشال فرعون، الوزير السابق جو سركيس، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي الجميل، عضو الهيئة التنفيذية في القوات ادي ابي اللمع، رئيس جمعية الصناعيين السابق نعمت افرام، مسؤول قطاع المهن في التيار الوطني الحر ايلي حنا، الامين العام المساعد لشؤون المصالح غسان يارد، الامين العام المساعد لشؤون الادارة فادي ظريفة، رئيس اتحاد النقابات والمؤسسات السياحية في لبنان بيار الاشقر، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، رئيس جبهة الحرية غسان ابو جودة، رئيس نقابة اصحاب الشاحنات شفيق القسيس وعدد من الوجوه الاعلامية بالاضافة الى منسقي المناطق وحشد من المحازبين. وتحدث رئيس قطاع رجال الاعمال في القوات عزيز اسطفان، واعتبر ان "البلد وصل الى حالة تعطيل وشلل شبه كامل في كل مؤسسات الدولة، فالجمهورية من دون رئيس منذ سنة و5 اشهر، اما المجلس النيابي فهو عاطل عن العمل والحكومة مشلولة، كما ان الاقتصاد يتراجع في وقت ترتفع فيه البطالة والدين العام يزيد بشكل مخيف". وشدد على ان "حزب القوات لا يكتفي بالاضاءة على المشكلة بل يطرح الحلول المناسبة، والتي يجب ان تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية لأن بداية الحل تكون بانتظام مؤسسات الدولة والفراغ الرئاسي يفاقم الوضع اكثر فاكثر".

كما تحدث عن اهمية وضع خطط للبدء بعملية اصلاح شاملة في كل مؤسسات الدولة، موضحا ان حزب القوات بدأ التحضير لهذه المرحلة، مذكرا ببرنامج جعجع الرئاسي الذي يتضمن 16 فقرة اقتصادية. واضاف ان هذه الخطة تعد خارطة طريق كافية لخلاص الاقتصاد.

وبدوره قال زهرا: "عندما نتحدث عن الاعمال والاقتصاد لا نفكر فورا بالبيئة الحاضنة والمناسبة التطور الاقتصادي وازدهار الاعمال، لكن ومنذ سنوات يصر فريق في لبنان على عدم توفير هذه البيئة من اجل استقرار البلد وازدهار اقتصاده. هذا الفريق يدرك ان عدم تامين الاستقرار يخدم مشروع تسخيف الدولة ومؤسساتها ويخدم مشروع انقلاب الدول على الدويلة، مشروع لمصلحة الامبراطورية الفارسية التي تحاول الهيمنة على الشرق الاوسط، لم يؤمن لرجال الاعمال والاقتصاد المناخات المستقرة سياسيا وامنيا التي تشجع رأس المال على الاستثمار والتي لا تخيف الضيوف في بلد يرتكز على السياحة والسياح، بل على العكس يقوم البعض بشتم هؤلاء ويصرون على خوض كل الحروب المضرة للبنان في الشرق الاوسط، متذرعين بالمقدسات واهداف اخرى لا تخدم مصلحة لبنان، من الانخراط في الحرب السورية والتشنج في الحرب اليمنية، مرورا بتدريب عناصر ارهابية للقيام بعمليات في البحرين والكويت وتهديد المملكة العربية السعودية، وصولا الى التطاول على الامارات واتباع السياسية الاستفزازية للدول العربية التي تقف دائما الى جانب لبنان التطور والحضارة والدولة وتساعد جميع اللبنانيين من دون استثناء".

واضاف زهرا "اننا امام تطور ذو طابع استراتيجي كبير يحمل عدة احتمالات، وهو التدخل الروسي في الصراع السوري. روسيا دخلت الحرب الى جانب النظام السوري بعد قتله اكثر من 300 الف من شعبه وشرد ابنائه، هذا التدخل قد يكون انزلاق الى افغانستان جديدة او تمهيد لحل سياسي قريب. ولكن هذا التدخل، وكالعادة، دفع فريق في لبنان للتصعيد ورفض كل التسويات لعله يؤدي الى نصر الهي شبيه بكل ما وعدوا به سابقا ويصرون عليه رغم فشله. لذا نتوجه لهم بالقول: مرتا مرتا منشغلة بامور كثيرة والمطلوب واحد، انتخاب رئيس للجمهورية لان ما تصرون على الرهان عليه نتائجه باتت واضحة".

ولفت الى ان "هذا الفريق يربط البلد بأمور اخرى ويدفع المواطن اللبناني ثمن هذا الارتباط"، سائلا: "هل كل ما يجري تفاصيل خطة واحدة؟". وفي مسألة تشكيل الحكومة، قال: "حين حكي عن تشكيل حكومة واكتشفت القوات آنذاك انها ستكون محاصصة وطنية لم تتخذ القوات موقف المتفرج، بل ناشدت بقيام حكومة تكنوقراط ، رافضة تشكيل حكومة ترضي جميع الاطراف كي لا يتناسوا انتخابات الرئاسة كما هي الحال اليوم". واردف بالقول: "هذه الحكومة تهدد بالمقاطعة والاسقاط، فقد نسوا ان قوى 14 اذار حاولت رفض تشكيل هكذا حكومة حتى دفعت شهيد من قياداتها وهو محمد شطح، فهم اغتالوه لفرض هذه الحكومة. ونأسف اليوم انهم يمننوننا بها رغم انها حكومة مصلحة 8 اذار وليست حكومة 14 اذار وبالتالي نحن من وجب عليه اسقاطها، لكننا نصر في غياب الرئيس على صمودها وعدم استسلامها كي لا نقضي على اخر مؤسسة تستطيع العمل بغياب الرئيس". وتطرق زهرا الى مسالة التعيينات الامنية، معتبرا ان "في تاريخ لبنان ومنذ قيام الدولة لم تسقط الهالة عن المؤسسات الامنية والعسكرية، ولم تناقش مواضيع قيادة الجيش والضباط من تعيينات وتسويات وترقيات وغيرها سياسيا وحزبيا، ما هو امر معيب ومسيء للمؤسسة العسكرية. من يقوم باهذا التدخل يبرهن عن عدم اهتمام لمصلحة المؤسسة العسركية ويبدي مصالحه الشخصية، فهم يجتازون الخطوط الحمر ويضربون المحرمات".

وعن الحراك الشعبي، قال: "تحت حجة المطالب المشروعة لمكافحة الفساد ومعالجة مشاكل معيبة يتعرض لها لبنان، تنتهك الحريات والدستور والقوانين، وتقوم بعض وسائل الاعلام بفتح المنابر لما هب ودب. باتت حرية التعبير تسمح بحق التظاهر من دون علم او خبر وبات اجتياز الحواجز الامنية مسموحا والغوغائون معتقلي رأي. حرية الرأي لا تضمن الاعتداء على حرية الآخرين وكراماتهم"، موجها التحية الى "اعضاء الحكومة التي ترفض الابتزاز"، كما وجه تحية للقوى الامنية التي شرحت ما يحدث واوضحت حقوق وواجبات المتظاهرين. واعتبر ان رفض احالة الموقوفين للمحكمة العسكرية يحتاج الى تعديل للقانون في المجلس النيابي اي لا يتحقق فقط من خلال المطالبة في الشارع. كما اسف ان بعض المحامين يفسرون القانون كما يريدون، معتبرا ان "تجاوز الدستور بات مهنة لدى البعض والابتزاز بات سيرة دائمة من دون خجل".

وعن الاشكال الذي وقع بين النواب في لجنة الاشغال العامة والنقل، قال: "كان من المفروض ان تخصص هذه الجلسة لرد وزارة الطاقة بحضور ديوان المحاسبة على ما ادلى به وزير المال في جلسة سابقة ان ديوان المحاسبة لم يدرك جميع التعديلات التي اجرتها الوزارة، لذلك لم يوافق على الصرف، وللتطرق الى ملف معمل دير عمار لكن افتعل الاشكال لتطيير الجلسة، فمن يحاسب؟"، وأسف انه بعض الوزراء اصدر تعميما يمنع فيه اي موظف بالادلاء باي معلومات دون العودة الى الوزير ما يمنع سلطات الرقابة ان تقوم بواجباتها، لافتا الى "احالة مشاريع المياه ةالصرف الصحي في البترون الى التفتيش المركزي لانها مرتبطة في عدة وزارات". كما ذكر ان "القوات لا تكتفي بالسلبية لذا تقدمت باهم مشروع ضامن لوقف الفساد وهو الحكومة الالكترونية الهادفة الى منع الرشاوى ومحاربة الفساد".

وختم بالرد على كل من يشكك بشرعية المؤسسات الدستورية والامنية، خصوصا المجلس النيابي ليشدد على ان "القوات اختارت بين السيء والاسوأ من خلال التمديد، مضيفا: "لو لم توافق القوات على التمديد لكان البلد شاغرا من المجلس النيابي اذ لا قانون يفرض عليه تصريف الاعمال وبالتالي لم يعد يمتلك القدرة على انتخاب رئيس ما كان قد اوصل البلد الى الفراغ التام. لذا لكل من لم يوافق على التمديد ويعتبر المجلس غير شرعي كان من الافضل، احتراما لرأيه ووطنيته ونزاهته، الا يقبل بتشكيل الحكومة والمشاركة بها ..وهذا اضعف الايمان".

وتخلل الحفل تكريم لعضوين في المصلحة وهما فيروز رحمة وبسام عطية، وسلمهما الدرع التكريمي وزير السياحة الذي توجه بكلمة للحضور اثناء التكريم، وقال: "لطالما نجد في لبنان جيش لبناني يدافع عن سيادة الاراضي ولطالما هناك مجتمع مدني وشباب يبرز صورة لبنان الحضارية لا مجال لليأس والخوف على لبنان"، كما تضمن الحفل عرض فني لفرقة "شادي وغابي شو".

 

نضال طعمة: نسأل من يحتفل بذكرى 13 تشرين هل بقي هو وفيا لها؟

الأحد 11 تشرين الأول 2015 /وطنية - قال النائب نضال طعمة في تصريح انه "مع انحنائنا أمام أرواح شهداء 13 تشرين، واعتزازنا بتضحياتهم الكبيرة في سبيل قضية نبيلة وطنية كبيرة، نسأل من يحتفل اليوم بهذه المناسبة، هل بقي هو وفيا لهذه الذكرى؟ وإلى أي مدى؟ وكيف يكون الوفاء لدماء أهرقها النظام الديكتاتوري القمعي المحتل؟ وهل سقطت هذه النفوس الذكية كي يشكل البعض بيئة حاضنة للأنظمة المخابراتية التي دأبت على قمع شعبها، وكم الأفواه، ومحاربة الحريات؟ يا ليتنا جميعا، ووفاء لكل من ضحى بروحه في سبيل سيادة واستقلال هذا البلد، نسعى بصدق لنصون مقومات قيام الدولة، ونتخلى عن الرهانات الخارجية ومصالح الآخرين لنعيد تجديد استقلالنا، معمقين الأسس الديموقراطية الحقيقية ومنطلقين منها لتكوين رؤية بات يحتاجها البلد أكثر للخروج من شرنقة الموت التي يضعونه فيها". واضاف: "هنا نسأل إذا كانت طاولة الحوار عاجزة عن خلق مثل هذه الرؤية فما الحاجة من وجودها اليوم؟ المطلوب من طاولة الحوار أن تسهم في بلورة سبيل واضح لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وجيد أن يربط ذلك بالتوافق على قانون انتخابي يؤمن حسن التمثيل. وإذا كان البعض يحصر حسن التمثيل بالنظام النسبي، فنحن لا ننكر محاسنه ولكننا ندعو إلى دراسة احتمالات أخرى ممكنة أيضا، وكذلك ندعو إلى تأكيد المتممات الواقعية الموضوعية التي تعطي أي نظام انتخابي بعده الإيجابي، دون أن يفرغ من مضمونه. وإذا كانت النسبية تهدف إلى خرف الاصطفافات وتشجيع التنوع السياسي وهذا حق، فلا يمكن لهذا النظام الانتخابي أن يؤدي المطلوب منه في جماعة طرف منها مسلح، ويتمتع بامتيازات سلطوية"، معتبرا ان "من أراد العدالة في التمثيل، فليؤمن لهذه العدالة المعايير المتفق عليها دوليا، وإلا كان كلامه مجرد شعارات تستعمل للتمويه، ولكسب الوقت، ولذر الرماد في العيون". وختم تصريحه بالقول: "نأمل في ألا يأخذنا وضعنا المعقد إلى المزيد من التعطيل، ونرجو أن تجتمع الحكومة، وبأسرع ما يمكن لبت موضوع النفايات وقد أصبح الشتاء على الأبواب، إذ يبدو بعض من ينتقد تقصير الدولة وكأنه سعيد بتعثر ملف المعالجة، وتهديد الأمراض للناس من أجل تحقيق نصر وهمي في السياسة. ونأسف إلى اضطرار القوى الأمنية إلى مواجهة شبابنا بالأساليب العنفية، وندعوها إلى المزيد من الصبر وضبط الذات، فحركة الشباب اللبناني في الساحات هي دليل خير، علينا أن نبقيه سمة هذا البلد، حيث يستطيع كل صاحب حق أن يجد السبيل ليعبر عن ذاته، وليحاول أن يحقق آماله".

 

 كتلة نواب زحلة نعت سكاف: وفاته خسارة للوطن والبقاع ومحبيه

الأحد 11 تشرين الأول 2015/وطنية - نعت كتلة نواب زحلة للزحليين والبقاعيين واللبنانيين، الوزير والنائب السابق المهندس الياس سكاف الذي فارق الحياة بعد صراع مع مرض عانى منه في الفترة الأخيرة". واعتبرت الكتلة، في بيان، "أن وفاته خسارة للوطن وللبقاع ولمناصريه ولمحبيه، فهو سليل عائلة سياسية عريقة أعطت لبنان ووقفت إلى جانب الزحليين والبقاعيين لعقود عديدة، وكانت لها بصمات في الحياة السياسية لا يستطيع أحد أن ينساها. وبهذه المناسبة الحزينة تتقدم الكتلة بالتعازي إلى عائلته آل سكاف وعقيلته السيدة ميريام وولديه جوزف وجبران راجية من الله لهم الصبر والسلوان".

 

قاسم هاشم: آن الأوان للابتعاد عن الانانيات والرهانات والانتباه الى ما يجري من حولنا للاستثمار على الإيجابيات منها

الأحد 11 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب الدكتور قاسم هاشم "أهمية الحوار لإخراج لبنان من الواقع المهترئ بعدما وصلت الأمور الى هذا الحد من التعطيل والشلل والتوتر، مما ترك الآثار السلبية على كل المجالات والقطاعات، وأصبح الحوار الملاذ الوحيد لإخراج الوطن من دائرة أزماته، خصوصا بعد الأجواء الإيجابية التي انتهت اليها الجلسة الأخيرة للحوار، والتي لا بد من استكمالها للوصول الى النتائج الإيجابية المنتظرة من أجل العودة لانتظام الحياة السياسية بعودة العمل بمؤسسات فاعلة ومنتجة وبشكل طبيعي ودائما وأبدا مع أولوية انتخاب رئيس للجمهورية".

جاء ذلك بعد جولة لهاشم في قرى العرقوب، حيث قال: "أصبح من حق اللبنانيين الذين تحملوا سلبيات التعطيل وشلل المؤسسات الدستورية وتعطلت معه مصالحهم بشكل مباشر وغير مباشر وتعطلت الكثير من مصالح الدولة، ان يسألوا عن الاسباب والذرائع التي يتلطى وراءها البعض للاستمرار في نهج التعطيل بهذا الشكل، وهل المطلوب المزيد من الاهتراء وأن تزيد مساحة انعدام الثقة أكثر فأكثر بين المواطن والدولة، خاصة مع غياب الاهتمام بأولويات الناس واحتياجاتهم على مستوى الخدمات الإنمائية والاجتماعية وبقاء أزمة النفايات على حالها طوال المرحلة ودون معالجة حقيقية وجذرية، وبسبب بعض الكيديات والحسابات السياسيةالضيقة، وهذا ما لا يجب ان يستمر، إضافة الى الكثير من القضايا والازمات الحياتية اليومية التي تقض مضاجع الناس. ورغم صرخة الناس ووجع الناس لا تزال المعالجات غائبة ومنعدمة دون اي تبرير إلا التلهي ببعض المصالح الحزبية والفئوية على حساب حقوق الناس في الحياة الحرة والكريمة".

أضاف: "آن الأوان للابتعاد عن الانانيات والرهانات والارتباطات والانتباه الى ما يجري من حولنا للاستثمار على الإيجابيات منها، لنجنب وطننا أية منزلقات او أخطار ولنؤسس لمرحلة جديدة من أجل نظام سياسي عصري متطور، والتأسيس له ينطلق من قانون انتخابات يعتمد لبنان دائرة واحدة وفق النظام النسبي، واي اتفاق وتفاهم خارج هذه القاعدة إنما سيكون تسوية مرحلية آنية كغيرها من التسويات السابقة لا نعرف عمرها الزمني، والتجارب في هذا الوطن كثيرة منذ العام 1943 الى تسوية الدوحة، حيث كشفت الأيام والأزمات عورة هذا النظام وعلته الطائفية والمذهبية، فهل هناك من يتعظ في هذا الوطن ليوفر على اللبنانيين الأزمات المتلاحقة".

 

صفي الدين: لا يجوز أن يضيع البعض فرصة الحوار بخلفيات ومصالح فئوية

الأحد 11 تشرين الأول 2015

وطنية - رأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، "أننا اليوم أمام فرصة لا يجوز لأحد أن يضيعها، والمتمثلة بالحوار الجاري حاليا في لبنان، ومن يضيع هذه الفرصة عليه أن يتحمل العواقب حاضرا ولاحقا، فيكون هو المسؤول عن أي نتيجة سيئة يمكن أن يصل إليها البلد، لأن لبنان وبالرغم من أن الظروف غير مثالية فيه، إلا أنه أمام فرصة مرحلية للانتقال إلى بعض الحلول للمشاكل التي نعيشها"، مضيفا "لا يجوز أن يضيِّع البعض هذه الفرصة بخلفيات ومصالح فئوية ضيقة نسمعها في بعض خطب التحريض والتخريب المشين، ومن بعض الذين اعتادوا على ذلك، وهم من الذين يسعون لإفشال الحوارات والتسويات بهدف تمديد الأزمات، سيما وأنهم من الذين لم يهتموا في يوم من الأيام بهذا البلد ووحدته واستقراره". كلام صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور أسبوع على استرجاع جثمان الشهيد مهدي محمود برجي، وذكرى أربعين الشهيد مهدي مصطفى مدني في حسينية بلدة دير قانون رأس العين، بحضور مسؤول "حزب الله" في منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة "أمل" علي اسماعيل وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

وأشار إلى "أننا تعلمنا من خلال تجربتنا أن نبقى نمتلك منطق الحوار من أجل الحفاظ على بلدنا، فإذا كنا نقاوم ونقدم الشهداء في وجه العدو الإسرائيلي والعدو التكفيري من أجل أن يبقى بلدنا آمنا ومستقرا ومطمئنا وبعيدا عن كل هذه العاصفة التكفيرية التي تصيب المنطقة، فمن أولوياتنا أيضا أن نكون جاهزين لأن نقدم الكثير من منطق الحوار والفكر والمعرفة، لكي نصل إلى حلول منطقية لكل المشاكل التي يعانيها بلدنا في الموضوع الاقتصادي والاجتماعي، لذلك فإننا دائما شاركنا ونشارك في الحوارات، بل نحن ممن يدعو إليها للوصول إلى علاجات ولو جزئية، وإذ أننا نعرف ونقدر أن الحكومة الحالية بظروفها، في ظل الأوضاع الحالية، ليست مساعدة وجاهزة لإيجاد حلول جوهرية ومبدئية، إلا أن المطلوب بالحد الأدنى هو أن يكون هناك التقاء على معالجة بعض الأمور الضرورية واللازمة بالمقدار الذي نتوافق عليه جميعا كلبنانيين".

واعتبر أن "كل الكلام الذي نسمعه والذي يتحدث به البعض بأن المقاومة هي السبب في تردي الوضع المعيشي والاقتصادي غير صحيح ومزيف، لأن الناس يعرفون تماما أن رجال المقاومة وشبابها الذين يبذلون أنفسهم ويقدمون دماءهم دفاعا عن الوطن والمجتمع والأهل، لن يبخلوا بشيء من مال وغيره لأجل أن نعيش حياة عزيزة كريمة، وبالتالي فإنه لا يمكن لأي محاولة خبيثة أن تجعل المقاومة في مكان والناس في مكان آخر، وكذلك لا يمكن لأي كلام لا طائل منه أن يجعلنا نتراجع، لأن مقاومتنا تحمل الوعي والحكمة والشجاعة والإقدام والرؤية".

وأكد صفي الدين "أننا وكما كنا سابقا حيث كان ولا يزال العدو الإسرائيلي هو عدونا الأول، لا يمكن مواجهته أو دحض كل مؤامراته إلا بالمقاومة والسلاح، فكذلك اليوم في مواجهة العدو التكفيري، فإنه لا يمكن أيضا أن ندافع عن أعراضنا ومقدساتنا إلا إذا كنا أقوياء، ليس فقط في كفريا والفوعة ونبل والزهراء، بل في البقاع والجنوب وفي كل مكان، فلا مكان للضعفاء في معادلات العالم، لا في التاريخ ولا في الحاضر ولا في المستقبل، بل إن هؤلاء الضعفاء هم للسحق والقتل والظلم، ويتم استعمالهم لتحقيق كل البرامج والأهداف الاستكبارية للدول الإقليمية والعالمية، بالمقابل ولأننا ننتمي إلى كل التاريخ المقاوم والعريق الذي نفتخر به، فقد عقدنا العزم وشددنا الهمم من أجل أن نبقى في هذه الساحات، ونحن متواجدون فيها بإذن الله تعالى". وختم: "بالأمس استشهد قائد عزيز من قادة المقاومة الحاج حسن الحاج (أبو محمد الإقليم/ الحاج ماهر) الذي هو قائد عزيز وغالي، وهو من الذين عملوا في المقاومة منذ يومها الأول، فشهادته لا نعتبرها خسارة إنما ربح بمنطق الدم والشهادة، وبمنطق كربلاء والحسين، والفداء والتضحية والإيثار والعطاء والالتزام بالمبادىء وبكل قيمنا وأهدافنا المقدسة، فهؤلاء هم شهداؤنا وقادتنا الذين يتواجدون في ساحات الوغى في مقدمة المواجهة، فلا يقولون للشباب تقدموا ويقفون هم في الخلف ليديروا المعركة، بل يحملون دماءهم على الأكف، ويتقدمون إلى الساحات الأمامية بكل صبر وعزم وهمة واطمئنان وثقة"، مشددا على أننا "قدمنا التضحيات وما زلنا جاهزين لتقديم كل التضحيات من أجل أن نصل إلى تحقيق كامل أهدافنا، وسنصل إلى ذلك بإذن الله تعالى".

 

عبدالأمير قبلان: لانتخاب رئيس قادر على اجراء مصالحة وطنية شاملة

الأحد 11 تشرين الأول 2015

وطنية - أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ممثلا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية الشيخ عبد الأمير قبلان، "ضرورة تفعيل العمل الدستوري، والاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، يكون أمينا على المصلحة العليا، ومؤتمنا على وحدة لبنان، وقادرا على إجراء مصالحة وطنية شاملة تمكّن لبنان واللبنانيين من التشارك فيما بينهم، والتعاون على بناء الدولة وليس على تقاسم مرافقها".

وقال: "ليس المطلوب أن نتقاتل وننجر إلى الفتنة السنية الشيعية المخطط لها، بل المطلوب أن نتصالح ونتضافر ونوظّف طاقاتنا وإمكانياتنا لخدمة مشروع إنساننا العربي والإسلامي، وأن نطوي صفحة الخلافات بما يؤمن صيغة عيش إقليمي متكامل ومتعاون في مواجهة الصهاينة المحتلين والغاصبين والقتلة".

كلام قبلان جاء خلال حفل تخريج طلاب الجامعة الإسلامية للسنة الدراسية: 2014 - 2015، الذي أقامته الجامعة برعاية نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى رئيس مجلس أمناء الجامعة عبد الأمير قبلان، وبدعوة من رئيس الجامعة حسن الشلبي، في مقر الجامعة - خلدة.

بعد مرور موكب الخريجين ثم الرئيس والأساتذة، كانت بداية الحفل مع ايات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني تلاه عرض فيلم وثائقي عن الجامعة، بعد ذلك قدم الخطباء مدير شؤون الطلاب غادي مقلد.

والقى أمين عام الجامعة عباس نصر الله كلمة، اشار فيها الى ان "التعليم العالي حافظ على جودته من خلال التنافسية المتأصلة، التي طالما سادت بين مؤسساته الاكاديمية، بيد ان هذا القطاع تباطأ بشكل ملحوظ مع سنوات الحرب (1975-1992)، وشهد بعد ذلك تمددا بشكل كثيف ادى الى تزايد مضطرد في عدد المؤسسات التعليمية الحاضرة والى تضاعف فروعها الجغرافية"، مضيفا: "لقد دأبت الجامعة الاسلامية على الالتزام بمستوى التعليم العالي وعلى الجمع بين تزايد الكليات والاختصاصات، وتكيفه مع الحاجات الوطنية من جهة والجودة العلمية والاخلاقيات من جهة اخرى، وتوجيهات الامام قبلان للتوسع باتجاه الجنوب والبقاع وجبل لبنان دفعت لبناء فرع الجامعة في بعلبك والمجمع الجامعي في الوردانية، كما عمد عمداء الكليات الى اعادة النظر بالمناهج بغية توفير المرونة في التدريس، كما نعد بمزيد من التطوير وتطبيق معايير جودة التعليم وتشجيع البحث العلمي".

وتمنى على الخريجين ان "ينتسبوا الى رابطة الخريجين ويبقوا على صلة مع جامعتهم التي احتضنتهم ووفرت لهم العلم والمعرفة فنتضامن ونقوى ونزيد الالفة بين عناصر الجامعة"، مشيرا الى ان "من مكان الجامعة كانت تدعى مدينة الزهراء وكانت جذوة مقاومة الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، ومن هنا كانت انطلاقة المقاومة تمهيدا لتحرير بيروت ثم الجبل فالجنوب والبقاع الغربي، ولهذا المكان قدسية استمرت مع وجود الجامعة، ولقد تفوقت اسرائيل بالعلم، ونحن بالعلم نواجهها، وننتصر عليها بسلاح العلم والمعرفة".

بدوره، استهل الشلبي كلمته بتوجيه التهنئة لذوي الطلاب على "سهرهم وعنايتهم بفلذات اكبادهم وبذلهم الجهود العظيمة التي اثمرت نجاحا لابنائهم استكملتها جهود اساتذة الجامعة في التعليم والتربية والتوجيه"، متمنيا لهم "الخير والتوفيق في ما يعملون في الموقع المحترم الذي يشغلون"، وهنأ المجتمع الذي "سيحظى بنخبة عزيزة من الخريحين لينضموا الى جانب من سبقهم ممن حمل الشهادات المحترمة التي تشير الى ما وصل اليه هؤلاء من علم وفضل وقدرات توظف ليس فقط سبيل انفسهم، انما ايضا في سبيل خدمة المجتمع".

نشابة

من جهته، قال رئيس جامعة المقاصد في بيروت هشام نشابة: "كنت قد شهدت نشأة هذه الجامعة برعاية كريمة من الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين، ثم شهدت نموها وتطورها برعاية مستمرة من الامام الشيخ عبد الامير قبلان وبرئاسة حسن الشلبي. وانني على ثقة بان الجامعة الاسلامية ستنمو وتتطور كما ونوعا، ومساحة وفروعا وعددا. واملي بان تنمو وتتطور مثلها جامعة المقاصد وان يقوم بين الجامعتين تعاون وثيق".

وتوجه إلى الطلاب بالقول: "ترى لو سألتكم، إلى ما تطمحون الان؟، لعل الجواب الذي ساحصل عليه من الاكثرية، انكم تطمحون لوظيفة مرموقة او عمل يعود عليكم براتب عال. وهذا الطموح معقول ومشروع، خصوصا في الظروف الصعبة التي يعاني منها مجتمعنا في هذه الايام العصيبة، غير اني اتمنى ان تقولوا لي ايضا انكم تطمحون في الاسهام في بناء مجتمع فاضل، بريء من الفساد والرذيلة، بعيد عن التعصب الاعمى والطائفية والمذهبية والمناطقية".

وتابع: "ان التواصل بين الابناء والاباء ضعف كثيرا في ايامنا، حتى ان جلوسهم بات نادرا، فالهوة بين الوالدين والابناء من اسوأ افات العصر، ما يحتم العمل لردم هذه الهوة والحؤول دون انتشارها".

وتلا الدكتور أيمن زعيتر كلمة رابطة الخريجين، فاستعرض من خلالها نشاطات وبرامج عمل الرابطة التي تحرص على التواصل مع الخريجين والاستفادة من طاقاتهم، "وهي تعتزم اصدار نشرة باسم الرابطة"، متمنيا للخريجين "النجاح وللجامعة المزيد من التقدم والازدهار".

والقيت كلمات الخريجين باللغات الثلاث، اعربت عن معاني الشكر للاهل والجامعة واساتذتها، وضرورة ابقاء التواصل مع الجامعة والعمل في سبيل تنمية المجتمع وخدمته.

ثم القى كلمة راعي الحفل المفتي قبلان، التي استهلها بالقول: "ان العلم جوهرة الله، وأسمى ما اختص به الإنسان، وقف أمير المؤمنين مخاطبا المؤمن: "يا مؤمن، إن هذا العلم والأدب ثمن نفسك، فاجتهد في تعلمهما، فما يزيد من علمك وأدبك يزيد في ثمنك وقدرك". وهو القائل: "عقل المرء نظامه"، وذلك لأن العلم ركيزة صوت الله، وأساس غاية السماء بالإنسان، الإنسان الذي نادى الله به خليفة له في أرضه، وهذا يستدعي منه أن يعيد تكوين إمكانياته، وتأكيد حقيقة قواه وحضوره، وواقع وظيفته بما يتفق مع عالم الله".

وأضاف: "إن أصل وجود الإنسان يعني أن يكتشف محله وموقعه ودوره في هذا العالم، الذي يختصر حكمة الخالق. من هنا يتحول العلم بكافة صنوفه، عنوانا لهويتك أيها الإنسان، وشرطا لاستثمار ذاتك في الإطار الذي يكفل كمالك وليس اندثارك وانحرافك، ومعه تصبح العلوم بمختلف فروعها ضرورة للتطوير الإنساني، وليس لتأسيس معسكرات إبادة، وتدمير، وإفناء".

وتابع: "في هذا المعنى نفهم أن آخر وصايا النبي الأعظم محمد (ص)، اختصرها بقوله: "تعلّموا"، لأن العلم والإنسان كالرأس من الجسد، ولأن المسؤولية الوطنية والامتحان الحضاري، والاستثمار الوجودي للانسان يتوقف حتما وحصرا على العلم وطريقة توظيفاته التي تخدم مشروع البشرية. وهذا يعني أن هيكل السلطة وشكل البرامج التي تتأسس عليها وظيفة الدولة يجب أن تلحظ العلم كبنيان أساس للتنمية الإنسانية، وكضرورة للعدل المجتمعي، وكأساس لمشروع السلام في الأرض. على أن العلم منطق الله، وأرضية رسالته، وضرورة دولته، بل هو عماد أي مشروع اجتماعي أو سياسي يراد به الإنسان، ولأنه يحتل هذا المركز من الطموح الإلهي، وجهد أهل الأرض، فقد قال الإمام علي (ع): "كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه، ويفرح به إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ذما أن يتبرأ منه من هو فيه".

وأردف قائلا: "ها نحن اليوم بلحظة مفصلية، نجتمع معكم، بخصوص جيل حاز قسطا من علم، خوله الاحتفال بفرحة التخرج، فإننا نعيد التأكيد بأن انتاج المجتمع الإنساني كما يحتاج إلى مبادرات فردية، فهو يحتاج وإلى حد كبير إلى دعم حكومي، وبرامج توظيفية للعلم، وفقا للمشروع الإنساني الحضاري، والغاية الضرورية من حيثية الإنسان المدنية. لذا، فإن المعرفة الفيزيائية والكيميائية وغيرها من العلوم تشكل جزءا من هوية مشروع الله، لذلك لا بد من فك ألغازها لتأمين منافع أكبر للاستثمار الطبيعي والبشري، وهذا يفترض تأسيس مراكز أبحاث تتعلق بالهوية الطبيعية وثقافة الوجود، لأن منطق الوجود يعني أن تعلم لماذا خلقت، وليس كيف خلقت فحسب، كما أن التعلم والغوص بالطبيعة لا يكفيان، بل لا بد من أخلاقية العلم، لأنها أساس حقيقة هوية الإنسان، والجواب الملح عن جوهر جدواه، وإلا فإن هناك من أنتج النووي لإبادة البشر، فيما آخرون يعملون طيلة الدهر استثمارا لهذا العلم بما يخدم وظائف وجود الإنسان ومنافعه الكونية والمدنية. وهذا هو مطلوبنا منكم يا طلابنا، لأن حضارة الإنسان اليوم تعيش حالة نزيف وأزمة أخلاق وأهداف تكاد يتحول معها العلم خادما لوحوش الأرض، وهو ما لا يريده الله ولا يريده الانسان".

وقال قبلان: "اننا نعيش لحظات مصيرية هي الأخطر على الإطلاق، فنرى أن قوى العالم تتصارع بشكل هائل فيما بينها، ومعها تكاد تتحول الأزمة السورية إلى حرب عالمية، بكل ما تعنيه هذه اللحظة من فارق استراتيجي مع الحربين العالميتين. لذا، وانتصارا لوجع الإنسان ومرارة هذه المنطقة، فإن المطلوب تأييد كل تدخل يمنع سيطرة الإرهاب على إنسان هذه الأرض، ومواجهته بكل السبل والوسائل لمنع سلطنته على عقول البشر وإزهاقها، لأن الفريق العامل على دعم الإرهاب، عمل على تفجير الشرق الأوسط، مذهبيا وعرقيا وسياسيا، وهو مستعد كي يمد بلدان الشرق بكل أدوات السلاح والدمار الكفيلة بسحق شعوبنا وتدمير منطقتنا"، مضيفا: "لأننا في قلب العاصفة، فإننا لن نقبل أن نقتل بسبب خريطة أميركية صهيونية، أو مشروع نفاق عربي تركي، موظفا لخدمة الأميركي، بل سنواجه بكل قوة وعدل وشهامة وإصرار على ضرورة أن تعي العرب حجم هذه الكارثة، فتعود عن فتنتها، التي هي الأخطر على الإطلاق".

وتابع: "ليس المطلوب أن نتقاتل وننجر إلى الفتنة السنية الشيعية المخطط لها، بل المطلوب أن نتصالح ونتضافر ونوظف طاقاتنا وإمكانياتنا لخدمة مشروع إنساننا العربي والإسلامي، وأن نطوي صفحة الخلافات بما يؤمن صيغة عيش إقليمي متكامل ومتعاون في مواجهة الصهاينة المحتلين والغاصبين والقتلة. يجب أن يكون مشروعنا هو الإنسان، بإطار العدل، وأن تكون عداوتنا للقتلة والمحتلين، وأن تعي العرب أن بعض الدول تعمل على تأمين مشروع امبراطورية، هدفها ابتلاع العرب وليس حمايتها".

وتناول المستوى اللبناني، فأكد "ضرورة تفعيل العمل الدستوري، والاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، يكون أمينا على المصلحة العليا، ومؤتمنا على وحدة لبنان، وقادرا على إجراء مصالحة وطنية شاملة تمكن لبنان واللبنانيين من التشارك فيما بينهم، والتعاون على بناء الدولة وليس على تقاسم مرافقها"، مشددا على ان "المطلوب الاستثمار في العلم وليس الحض على الهجرة وتضييع الأجيال، لأن بلدا بلا علم ومتعلمين دون برامج وظيفية، يعني بلدا، لا محل له في دنيا الإنسان".

وفي الختام، سلم الرئيس الشلبي الشهادات، واعلن تثبيت الخريجين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس: لا حل في سورية مع بقاء الأسد

اعتبر رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس أن أي حل للأزمة في سورية لا يمكن أن يتم في وجود رئيس النظام بشار الأسد. وقال فالس في مقابلة مع قناة “العربية” بشأن تنظيم “داعش” والحراك السياسي في المنطقة العربية مساء أول من أمس, إن التنظيم يعد لعمليات إرهابية في فرنسا. وبشأن الأوضاع في سورية قال فالس لابد من مسار سياسي يجمع المعارضة والنظام وأي حل سياسي في سورية لا يمكن أن يمر عبر الأسد, مشدداً على ضرورة وجود حوار يجمع الأطراف المعنية بالأزمة السورية كإيران وتركيا وروسيا. وعن الضربات الفرنسية لـ”داعش” في سورية قال فالس “في سورية نحدد أهداف ضرباتنا بصفة ذاتية لكن بالتنسيق مع حلفائنا”. ولم ينفِ أهمية دور روسيا, حيث قال إن “الحوار مع الروس ضروري شريطة وضوح أهدافهم”. "هيومن رايتس" : قوات النظام وموسكو تستخدمان قنابل عنقودية جديدة للمرة الأولى

 

جيش الأسد مدعوماً بـ”حزب الله” يتقدم تحت الغطاء الروسي

دمشق, موسكو – وكالات:يواصل جيش النظام السوري مدعوماً من “حزب الله” اللبناني وسلاح الجو الروسي تقدمه في محافظات عدة في وسط وشمال غرب البلاد, في وقت أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” استخدام قنابل عنقودية روسية جديدة ومتطورة, للمرة الأولى في النزاع. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية, أمس, أن طائراتها قصفت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية 63 هدفاً “إرهابياً” في محافظات حماة (وسط) واللاذقية (غرب) وادلب (شمال غرب) والرقة (شمال), مؤكدة أنها دمرت 53 موقعاً يستخدمها “الارهابيون” فضلاً عن مركز قيادة وأربعة معسكرات تدريب وسبعة مستودعات ذخائر.وبفعل الضربات الروسية المكثفة ودعم ميليشيات “حزب الله” والقوات الرديفة له, حقق جيش النظام تقدماً على جبهات عدة في عمليته البرية الواسعة ضد الفصائل الاسلامية المقاتلة في ريف حماة الشمالي باتجاه الطريق الدولية دمشق-حلب, وفي تلال ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي, وفي ريف ادلب الجنوبي. ويبدو أن جيش النظام يحاول تحصين مواقعه في حماة خلف قوس يمتد من غرب خان شيخون (جنوب ادلب) على الطريق الدولية وصولاً إلى كفر نبودة غرباً. وذكرت صحيفة “الوطن” السورية الموالية للنظام أن “الجيش واصل قلب الطاولة على التنظيمات المسلحة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية حيث اقترب من حدود مدينة خان شيخون”.

وفي ريف حماة الشمالي, قال مصدر عسكري إن “الجيش السوري يوسع نطاق عملياته البرية حول مدينة مورك شرقا ومعان شمالاً”, ولا تزال الاشتباكات مستمرة في مناطق عدة تحت التغطية الجوية الروسية. وعلى جبهة اخرى, قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن “قوات النظام تتقدم في جبهة محور سهل الغاب (جنوب ادلب), أحد اهداف العملية البرية حالياً, وهو عبارة عن مثلث يصل حماة باللاذقية وادلب, ويقود حزب الله العمليات فيه”. ويخوض “جيش الفتح” الذي يضم “جبهة النصرة” (ذراع تنظيم “القاعدة” في سورية) وفصائل اسلامية أبرزها حركة “أحرار الشام” منذ اشهر مواجهات عنيفة ضد قوات النظام للسيطرة على سهل الغاب. وبحسب عبد الرحمن, فإن احد اهداف العملية البرية الحالية هو الدخول الى منطقة جسر الشغور وكسر الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا في ادلب عن طريق السيطرة على سهل الغاب وتأمين ريف اللاذقية الشمالي. ويقتصر وجود النظام في ادلب, الواقعة تحت سيطرة “جيش الفتح”, على المسلحين الموالين في الفوعة وكفريا. وفي اطار العملية البرية ذاتها, قال مصدر عسكري ميداني “يستكمل الجيش السوري عملياته في ريف اللاذقية الشمالي ويحكم سيطرته على قرية كفردلبة بشكل كامل”. في سياق متصل, أفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش”, أمس, عن استخدام نوع جديد ومتطور من القنابل العنقودية الروسية للمرة الأولى في سورية. وذكرت المنظمة في بيان ان صورا واشرطة فيديو تم تداولها على الانترنت تظهر استخدام قنابل عنقودية من طراز “سي بي بي اي” للمرة الاولى في سورية, في غارة استهدفت محيط بلدة كفر حلب التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي الغربي في الرابع من أكتوبر الجاري, من دون ان تسفر عن وقوع اصابات. وأبدت المنظمة قلقها من استخدام روسيا تلك القنابل العنقودية ومن تزويد سلاح الجو السوري بها, من دون ان تحدد الجهة التي اطلقتها. وقال نائب مدير المنظمة لشؤون الشرق الاوسط نديم حوري “من المقلق جداً استخدام نوع جديد من القنابل العنقودية في سورية من شأنه ان يؤذي المدنيين خلال السنوات المقبلة”, وحض روسيا وسورية على الانضمام الى “الحظر الدولي” على استخدام القنابل العنقودية. وتطلق تلك القنابل العنقودية عبر مظليات وهي مصممة لتدمير عربات مدرعة عبر اطلاق كتل معدنية متفجرة بعد تحديد الاهداف بنظام رصد معين, وفق المنظمة.

 

بوتين يجري محادثات مع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد

موسكو – وكالات: على وقع تسارع الأحداث على مستوى المنطقة والعالم, التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, أمس, مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, في مدينة سوتشي التي احتضنت فعاليات سباق “فورمولا 1.

وذكرت مصادر روسية أن المحادثات بين بوتين وولي ولي العهد السعودي تركزت على الأزمة السورية والتطورات في المنطقة, خاصة بعد التدخل العسكري الروسي في سورية أواخر سبتمبر الماضي. كما أفاد الكرملين أن الرئيس الروسي بحث مع ولي عهد أبو ظبي في التطورات الأخيرة بالشرق الأوسط وخصوصاً سورية, بما في ذلك الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب. وذكر مراقبون أن الجو الذي رافق الدخول الروسي العسكري إلى سورية وما تلاه من تطورات متسارعة لامست حدود تغيير الستراتيجيات واعادة تحديد الأولويات, يجعلان لهذين اللقاءين أهمية استثنائية, سيما في ظل التسريبات والمعلومات التي تتحدث عن قرار سعودي حازم بتسليح وشيك للمعارضة السورية بهدف مواجهة القوات الروسية في سورية. في سياق متصل, نقلت وكالة “انترفاكس” الروسية للانباء عن بوتين قوله إن روسيا لا تريد التورط في حرب دينية في سورية. وأضافت الوكالة نقلا عن مقابلة يبثها تلفزيون “فار ايست” الروسي قول بوتين ان موسكو لا ترى فرقاً بين الجماعات السنية والشيعية. كما جدد الرئيس الروسي التأكيد ان موسكو لن ترسل قوات برية لتقاتل الى جانب القوات النظامية في سورية. وردا على سؤال لقناة “روسيا 1 بشأن احتمال نشر جنود روس في سورية, قال بوتين “لسنا في وارد القيام بهذا الامر وأصدقاؤنا السوريون يعلمون ذلك”, موضحاً أن الهدف من التدخل العسكري هو “الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية”. واعتبر أن روسيا لا تخوض “سباق تسلح” مع الدول الغربية رغم استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الروسي الذي دمر للمرة الاولى اهدافا مستخدما صواريخ عابرة اطلقت من على بعد اكثر من 1500 كيلومتر من اهدافها. واضاف بوتين “ليس هناك سباق تسلح. واقع الامر ان الاسلحة الحديثة تتطور وتتبدل. في بلدان اخرى, يحصل هذا الامر اسرع مما يحصل هنا. لهذا السبب علينا ان نواكب العصر”.

 

الإفراج عن الأب جاك مراد في حمص بعد أشهر على خطفه

دمشق – أ ف ب: أفرج عن ألاب جاك مراد في حمص أول من أمس, بعد نحو خمسة أشهر على خطفه في وسط سورية, وأقام قداساً أمس. وقال مصدر كنسي إن “الأب مراد حر وهو موجود حالياً في قرية زيدل” على بعد خمسة كيلومترات من مدينة حمص, موضحاً أنه “أقام قداسا” في القرية. يشار إلى أن ثلاثة مقنعين أقدموا في مايو الماضي على خطف الأب مراد رئيس دير مار اليان للسريان الكاثوليك في القريتين غداة سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة تدمر الأثرية. وخطف التنظيم المتطرف نحو 230 مدنياً بينهم ستون مسيحياً غداة سيطرته على مدينة القريتين المختلطة في الأسبوع الاول من أغسطس الماضي.

وأفرج “داعش” عن عدد محدود من المدنيين الذين اختطفهم في وقت لاحق, فيما أقدم التنظيم المتطرف على هدم دير مار اليان التاريخي الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس.

 

المعارضة الإيرانية: نددت في مؤتمر بباريس بالتساهل الدولي مع نظام طهران وأكدت أنالإعدامات تضاعفت ثلاث مرات في عهد روحاني

وكالات/اتهمت المعارضة الإيرانية في المنفى, خلال مؤتمر في باريس, المجتمع الدولي والدول الغربية خصوصاً بـ”التساهل” مع إيران في موضوع عقوبة الاعدام, منددين بازدياد عمليات الإعدام في هذا البلد وتضاعفها ثلاث مرات منذ وصول الرئيس حسن روحاني الذي يوصف بالمعتدل إلى السلطة في 2013.

جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد مساء أول من أمس في باريس تحت عنوان “إيران وحقوق الإنسان ووقف الإعدامات” بمشاركة مئات من أبناء الجالية الإيرانية المؤيدة لحركة المقاومة الإيرانية, وبحضور عدد من الشخصيات الأوروبية وناشطين في مجال حقوق الإنسان. وقالت باريسا كوهانديل, وهي ابنة معارض حكم بالسجن عشرة أعوام في 2006 وهدد مراراً بالإعدام, لوكالة “فرانس برس” “لا أفهم لماذا لم يتم الحديث أبداً عن الاعدامات التي حصلت خلال المفاوضات التي اجراها العالم بأسره مع هذا النظام, علماً أن شخصا يتم اعدامه كل سبع ساعات”, في اشارة الى المفاوضات التي افضت الى الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وطهران في يوليو الماضي. وتساءلت كوهانديل (18 عاما) التي فرت من بلادها سراً خلال الصيف “الى متى سيستمر التساهل مع هذا النظام?”. من جهته, قال فرزاد مدزاده, وهو معارض آخر لجأ منذ أغسطس الماضي إلى أوروبا بعدما سجن خمسة اعوام بين 2009 و2014, “على الدول الغربية ان تفتح عيونها على ما يحصل. يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية”. وفي احصاءات تضمنها تقرير للجنة دعم حقوق الانسان في ايران القريبة من المعارضة, شهدت البلاد 1869 عملية اعدام منذ تولي الرئيس حسن روحاني السلطة في 2013 بينها 1270 بقيت طي الكتمان.

وفي يوليو الفائت, أفادت منظمة العفو الدولية عن إعدام 700 شخص في ايران منذ بداية 2015. وفي كلمة لها خلال مؤتمر باريس, أكدت رئيسة “المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” مريم رجوي أن “المعدل السنوي للإعدامات إبان ولايته (روحاني) ازداد ثلاثة أضعاف مقارنة بسلفه (محمود احمدي نجاد)”.

وقالت, بحسب بيان للمعارضة الإيرانية تلقت “السياسة” نسخة منه أمس: إن “مشروعنا هو إيران خالية من الإعدام واستئصال أحكام شريعة الملالي”, مضيفة إن “التعذيب والإعدام يجب أن يتوقفا. وهذا هو مطلب جميع الإيرانيين. نقول للحكومات الغربية اتركوا الصمت والخمول عن الإعدامات وعن جرائم الفاشية الدينية واحترموا مقاومة الشعب الإيراني من أجل الحرية. ولو كانت الدول الغربية تقف عند انتهاك حقوق الإنسان في إيران لما كان الملالي يتمكنون إطلاقاً من أن يمدوا بربريتهم إلى سورية والعراق”. وحضت رجوي الدول الغربية على اشتراط وقف الإعدامات قبل اي تعامل مع النظام الإيراني الذي “يحمل في سجله 120 ألف إعدام سياسي”, مشددة على أن “الملالي الحاكمين في إيران مهما كانت خلافاتهم فهم متفقون على الإعدام والقمع”. وأكدت أن انتهاكات حقوق الإنسان قفزت في كل المجالات بشكل غير مسبوق واستهدفت كل المواطنين الإيرانيين بدءاً من المدافعين عن حقوق الإنسان والنساء والشباب والمعلمين مروراً بالمسيحيين والبهائيين وأهل السنة وصولاً إلى المواطنين العرب والبلوش والكرد, منددة بسياسة الاسترضاء التي يتبعها الغرب مع النظام الإيراني, رغم كل هذه الجرائم.

 

الجبير: سياسة روسيا في الملف السوري تقلق الرياض

 سكاي نيوز/١١ تشرين الاول ٢٠١٥/ كان الملف السوري هو الأبرز في المحادثات الروسية السعودية، التي جرت الأحد في مدينة سوشي الروسية، بحضور الرئيس فلاديمير بوتن ووزير الخارجية سيرغي لافروف من الجانب الروسي، والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وزير الدفاع، وعادل الجبير وزير الخارجية من الجانب السعودي. وقال الجبير إن السعودية تريد تحسين العلاقات مع روسيا، لكنه أشار إلى "مخاوف الرياض" بشأن سياسة روسيا تجاه الملف السوري. وأضاف أن السعودية "تسعى لإيجاد أرضية مشتركة مع روسيا للحفاظ على وحدة الدولة السورية"، في المحادثات التي تأتي بعد نحو أسبوعين من بدء موسكو حملة قصف على جماعات مسلحة في سوريا. وأكد أن الرياض لديها "بعض القلق إزاء العملية العسكرية الروسية في سوريا"، موضحا أن المملكة تسعى لـ"حكومة انتقالية في سوريا تؤدي في النهاية إلى رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد". وفي المقابل قال لافروف إن موسكو تتفهم مخاوف السعودية، وإن الدولتين تتفقان على هدف مشترك هو منع إقامة "خلافة إرهابية" في سوريا. وتابع وزير الخارجية الروسي أن بلاده أبدت استعدادها لزيادة التعاون العسكري مع السعودية في سوريا، لافتا أن بوتن ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، ناقشا خطوات بدء عملية السلام في سوريا.

وتقول روسيا إن ضرباتها في سوريا تستهدف تنظيم "داعش"، لكن الغرب يرى إنها تقصف مقاتلي المعارضة "المعتدلة".

 

الرئيس الروسي يبحث مع محمد بن سلمان الأزمة السورية

العربية/١١ تشرين الاول ٢٠١٥/ بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، اليوم الأحد، مع ولي ولي العهد السعودي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، تداعيات الأزمة السورية. وقال الكرملين في بيان: "تناول اللقاء اهتماماً خاصاً للتطورات في الشرق الأوسط، خصوصاً في سوريا، بما يشمل الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب الدولي". وأكد ولي ولي العهد ، بحسب وكالة الأنباء السعودية، حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقا لمقررات مؤتمر جنيف (1) وبما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري "الشقيق" من مآسي على يد النظام السوري ، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

غارات للتحالف جنوبي وغربي اليمن

وكالات/١١ تشرين الاول ٢٠١٥/ شنت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، سلسلة غارات على مواقع وآليات لميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في عدة مواقع من اليمن، الأحد. وشملت غارات التحالف مديريتي مكيراس والسوادية بمحافظة البيضاء، جنوبي البلاد، حيث تم تدمير 10 مدرعات وعربتين ومخزن ذخيرة وبطارية صواريخ للمتمردين، كما استهدفت مخازن أسلحه في مدينة الخوخه بمحافظة الحديدة غربي البلاد. ومن جهة أخرى، وصلت 20 مركبة محملة بالأسلحة لقوات الجيش الوطني في مأرب وسط البلاد، الأحد، وقالت مصادرنا إن المركبات وصلت عبر منفذ الوديعة مع السعودية. وبعد تحرير مأرب من جانب قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مدعومة بوحدات من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، تتحضر القوات الموالية للشرعية في اليمن استعدادا لتحرير مناطق أخرى شمالا. وفي القتال الذي تشهده مدينة تعز جنوبي البلاد منذ أسابيع، أفاد مراسلنا بمقتل 17 من الحوثيين وقوات صالح، وإصابة أكثر من 10 آخرين، في اشتباكات في منطقة الأحيوق بمديرية الوازعية، غربي

 

المعارضة السورية تقاطع محادثات اقترحتها الامم المتحدة بسبب الضربات الروسية

 وكالات/١١ تشرين الاول ٢٠١٥/اعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الاحد مقاطعته للمحادثات التي اقترحها مبعوث الامم المتحدة ستيفان دي ميستورا بسبب انتقادها للمقترح والضربات الروسية في سوريا. وافاد بيان الائتلاف ان "قررت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عدم المشاركة في مجموعات العمل التشاورية، وتعتبر أن الالتزام ببيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ووقف العدوان الروسي أساس لاستئناف عملية التفاوض".

 

بالفيديو: خطيب المسجد الأموي يمجّد بوتين.. ويرحّب بالتدخل الروسي في سوريا

 وكالات/ ١١ تشرين الاول ٢٠١٥/ نسي خطيب المسجد الأموي في دمشق، الشيخ مأمون رحمة، أن لسوريا أرضاً هي الجولان السوري المحتل منذ 48 سنة، وتعهد "أمام الله" منادياً من منبر المسجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليطمئنه بأن سوريا ستحمل السلاح دفاعاً عن روسيا إذا تعرضت لهجوم. نسمعه يرحب بالتدخل الروسي، وتنفيذ روسيا ضربات جوية على المدن السورية، وفوقها يصف الرئيس الروسي بالفذ والعملاق، ويقول في خطبة يوم الجمعة الماضي بحسب ما نراه ونسمعه في الفيديو الذي وجدته "العربية.نت" خاطفاً الأضواء في "يوتيوب" وغيره من موقع التواصل: "أقول للقائد الفذ بوتين. أيها القائد العملاق والمحبوب الذي حطمت أسطورة الأميركيين في العلو والجبروت، عهد منا أمام الله والتاريخ أنه إذا تعرضت روسيا إلى حرب من الإرهاب والإجرام سنحمل البندقية ونقف إلى جانبكم". ووصف رحمة روسيا بدولة عظيمة "نزلت إلى الميدان مع الجيش السوري دفاعاً عن أرضه ودينه"، ماراً بوصفه على الرئيس السوري بشار الأسد، فوصفه بمؤمن. وقال إن الجيش السوري "حارب عن العالم أجمع"، محللاً من عنده وهو يفرد يديه على المنبر في مشهد يعيد الذاكرة إلى زعيم النازية أدولف هتلر، أن ما فعله الراحل حافظ الأسد سابقاً مع الروس "تتوضح نتائجه الآن في سوريا" وفق رأيه. سبق للشيخ رحمة أن اعتقلته قوات المعارضة في ريف دمشق لتخابره مع قوات النظام، بحسب ما أكده مقربون منه، ونجده في مواقع إخبارية عدة في الإنترنت، إضافة إلى سكان في مدينة "كفربطنا" التي ولد فيها بالغوطة الشرقية، أن قال في خطبة اطلعت عليها "العربية.نت" أيضاً، وألقاها في أغسطس الماضي: "أيها المواطن السوري ضع يدك بيد الجيش، لأنه يقف بوجه إسرائيل".

 

العاهل الاردني يؤكد لفالس ضرورة "حل سياسي شامل للازمة السورية"

 وكالات/١١ تشرين الاول ٢٠١٥/اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاحد "ضرورة التوصل الى حل سياسي وشامل للازمة السورية"، حسبما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني. وأشار البيان الى ان الملك عبد الله الثاني شدد على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي وشامل للأزمة السورية ينهي دوامة القتل والعنف ويحفظ وحدة الأراضي السورية". واوضح انه تم خلال اللقاء بحث سبل دعم المجتمع الدولي للأردن في تحمل أعباء اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم المملكة وتقدر اعدادهم بـ 650 الفا. كما بحث اللقاء "الدعم الفرنسي للأردن اقتصاديا، وسبل توفير مساعدات ومنح وأدوات تمويل ميسرة للمملكة، وتطوير البنى التحتية في المناطق التنموية، وتعزيز وجذب الاستثمارات".

 

البغدادي ينجو من قصف للجيش العراقي في الأنبار

 العربية/١١ تشرين الاول ٢٠١٥/أفادت مصادر طبية وسكان في الأنبار بمقتل قادة بتنظيم داعش في غارة جوية في بلدة عراقية والبغدادي ليس من بينهم. وقبل ذلك، أفاد بيان للجيش العراقي بأن "سلاح الجو قصف موكب البغدادي، زعيم داعش، غرب الأنبار، ومصيره غير معروف". وقال البيان إن خلية الصقور اﻻستخبارية التابعة لوكالة وزارة الداخلية للاستخبارات، تمكنت وبناء على معلومات استخبارية دقيقة وبالتنسيق المباشر مع قيادة العمليات المشتركة ومن خلال القوة الجوية العراقية من تنفيذ عملية باستهداف موكب المجرم الإرهابي أبو بكر البغدادي، وقصف مكان لاجتماع قيادات لعصابات داعش". وأضاف البيان "قصفت طائرات القوة الجوية موكب البغدادي أثناء تحركه إلى منطقة الكرابلة لحضور اجتماع لقيادات تنظيم داعش، كما تم قصف مكان اﻻجتماع، وقتل وجرح الكثير من قيادات التنظيم".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون في ذكرى «13 تشرين» يجاهر بالتعطيل ويوزع اتهامات/تظاهرة برتقالية على «حدود» قصر بعبدا . . وبوتين الضيف العزيز 

خالد موسى/المستقبل/12 تشرين الأول/15

قبل يومين من معركة «13 تشرين»، استبق التيار «الوطني الحر» الذكرى واحتفل على طريقته بالقرب من «قصر الشعب» على حد وصفه، أما ما يعرف بالنسبة لجميع اللبنانين بـ «القصر الجمهوري». المهرجان الذي كان سريعاً، توافد اليه المشاركون منذ ساعات الصباح الأولى من مختلف المناطق، حيث عملوا على إغلاق بعد الطرقات مما احدث زحمة سير خانقة في المحلة، حاملين صور النائب ميشال عون مرفقة بشعارات «الرئيس القوي ودولة الرئيس» وأخرى لصهره قائد فوج المغاوير في الجيش العميد شامل روكز مرفقة بشعارات:»دعستك بتهز الارض، نودعك غداً لنستقبلك رئيساً» والأعلام اللبنانية وأعلام التيار، فهذه الصور والأعلام لم تكن وحيدة بل كان الى جانبها أيضاً صور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرفقة بشعار: إيجاكن فلاديمير يا بلا ضمير» وأعلام روسيا. كما حملوا لافتات، كتب عليها: «لن تموت أمة قائديها عون ونصرالله وعمادها المسيح، تحية لشهداء جيشنا البطل، بـ 13 تشرين وقف التاريخ ومن هون بيكفي، إن أردتم اللعب بالنار فعون بالإنتظار، عون كرامة شعب، شهدائنا رمز كرامتنا، خوفاً من القيامة اتذكروا كيف أخذتو بيت الشعب يا أولاد الوصاية، نحن وعون الرقم الصعب بدنا نرجع عبيت الشعب، من بعد حكم الخشب راجع حكم الذهب، نحن أهل القصر وللقصر نعود، ربيعنا الآتي العماد ميشال عون»، «فخامة الرئيس حارب الفساد والفاسدين»، «حطّ السارقين بالسجون»، «طبّق الأنظمة والقوانين».

ومن أمام صورة قديمة تعود للعام 1990 للقصر الجمهوري في بعبدا الذي كان يتواجد فيه قبل تركه الجيش في الساحة وحيداً ورحيله الى السفارة الفرنسية ثم الى فرنسا، وعلى بعد أمتار كثيرة عن المكان الذي يحلم بالعودة إليه مجدداً، أطل رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب عون مباشرة على وزرائه ونوابه وقيادات تياره وأهالي شهداء 13 تشرين ومناصريه، بخطاب خاطف استعاد فيه سقف الكلام العالي، وشدد على ان «التحرر أصعب من التحرير، ومنذ اليوم الأول لعودتي كان واضحاً ان الدرب لم ينتهِ، وطريق التحرر لمّا يزل طويلا»، مشيراً الى ان « كثيرين ظنّوا ان لبنان دُفن في 13 تشرين، وقالوا إننا صرنا جثة سياسية، ولكن ما حصل يومها أن لبنان زُرع ولم يُدفن«. وخلال إلقاء عون كلمته، لوحظ وزراء ونواب التيار يلتقطون «السيلفي» والصور مع المناصرين.

وكان الإحتفال بدأ مع وصول الوفود المشاركة من المناطق الى مكان التظاهرة، وبعد مناداة رئيس التيار الوزير جبران باسيل لأكثر من مرة على مكبرات الصوت بضرورة الذهاب الى المنصة من أجل البدء بالمهرجان، لوحظ تأفف بعض المشاركين من التأخير في البدء، ومع وصوله الى المنصة أعلن عريف الإحتفال بدء المهرجان، حيث وضع باسيل إكليلاً من الزهر أمام يافطة تحمل أسماء شهداء 13 تشرين رفعت الى جانب المنصة على وقع لحن الموت، ومن ثم أنشد النشيد الوطني اللبناني، فدقيقة صمت عن أرواح الشهداء ثم تلاها صلاة مسيحية إسلامية لراحة أنفسهم. بعدها، قرأ كل من العميد بول مطر وابنة العقيد الشهيد جورج زعرب أسماء الشهداء من العسكريين والمدنيين الذين سقطوا في 13 تشرين، ليقدم بعد ذلك كل من كوليت زعرب أرملة الشهيد زعرب والعميد المتقاعد فؤاد الأشقر والعميد المتقاعد ميشال عواد شهادة حياة، سردوا فيها وقائع الأحداث التي جرت معهم في تلك الفترة.

وفي كلمته، رأى عون أن «الإشكالية الكبرى كانت ان جميع الذين حكموا لبنان بعد 13 تشرين استمروا في حكمه بعد التحرير، ولا يزالون حتى اليوم يتحكّمون برقاب البلاد والعباد، فقد تغيّر الوصي ولكنهم لم يتغيّروا«، لافتاً الى أن «هذه الطبقة السياسية التي حكمت البلد 25 سنة وتحكّمت بكل شيء فيه، هي المسؤولة عن الانهيار الحاصل اليوم في وطننا الجريح«.

وتوجه الى مناصريه بالقول:»نحن اليوم بالقرب من بيتكم الذي لا زال ينتظر منذ زمن أحداً يحرره من الفراغ، ويملأه بالقرار، وصوتكم وحده يحرره، صوتكم وحده يرجّعه، فليكن صوتكم عالياً ليوقظ كل البشر، وليتذكر كل واحد منكم أن صوته هو من سيحرر البيت الذي تعمّد باسمكم: بيت الشعب».

وإذ أعلن عن «مرحلة جديدة من النضال بدأت وستكون نتيجتها التغيير ثم الإصلاح«، اعتبر أن «التغيير سيكون من خلال انتخابات حقيقية تمثّل فعلاً إرادة الشعب اللبناني، ومن هنا نضالنا اليوم لنحصل على قانون انتخابات يقوم على النسبية، يحقق العدالة لكل اللبنانيين ويسمح للجميع أن يتمثلوا بشكل صحيح، ويعكس صورة لبنان السياسية بأحجامها الطبيعية»، مشيراً الى أن «من الطبيعي أيضاً أن نعمل لانتخاب رئيس للجمهورية لا يكون «كيف ما كان»، كما يريده البعض أن يكون، «بيسمع الكلمة» ويحني رأسه ويمشي، نريده على صورتكم ومثالكم، يرفض الظلم ويناصر الحق، ليس كالحيادي الذي يخبّئ رأسه، ولا يجرؤ لا على الشهادة للحق ولا على مواجهة الظلم، أو وفاقياً، بالمعنى الذي يقصدونه، أي أن يقسّم لبنان مناطق نفوذ ليرضي الجميع، ويشاركهم المغانم، أو بأحسن الأحوال وإذا كان «آدمياً» يتفرّج عليهم وهم يمتصّون دم لبنان واللبنانيين، متل الحالة التي نحن فيها اليوم».

ورأى أن «هناك مجموعة تعتمد السياسة الكيدية، تعرقل المشاريع التنموية، كالكهرباء والمياه والنفط، يوزّعون العتمة عليكم بدل أن يوزّعوا النور، ويبتزّون أموالكم بمولدات كهرباء، يتقاسمون أرباحها مع النافذين الذين يعطونهم التراخيص ويحمونهم، في الوقت الذي تتعرقل فيه مشاريع الكهرباء وتتوقف بدون سبب وبدون رادع، لأن العصابة لا تزال الأقوى، وهي التي سنحاربها»

وتوجه الى من يتهمونه بالتعطيل بالقول:» سنعطل قراراتكم السيئة وانحراف المؤسسات التي لم تعد تنتج برعايتكم إلا الفساد واستغلال النفوذ وتجاوز النصوص الدستورية والقانونية وتخطي الميثاق الوطني«، معتبراً أن «هناك حرباً كونية تخاض ضد العونيين».

وتطرق الى موضوع الترقيات، مشيراً الى أن «أكثر مؤسسة وطنية أصابها التعطيل والضرر هي مؤسسة الجيش، بسبب التلاعب بقوانينها بدون مسوّغ قانوني وبدون حاجة، مما أثر سلباً على معنويات الضباط، لأن الخلل لم يلحق فقط المركز الماروني لقيادة الجيش، ولكنه لحق كل الطوائف، لأن ثلاث دورات متتالية خسرت حظوظها بمراكز هي من حقها، بعدما انتقلت عدوى التمديد من الحكومة ومجلس النواب لتطال المؤسسات الأمنيّة والعسكريّة بمراكزها العليا. وهكذا أصبح على رأس الجيش وقوى الأمن قيادات فقدت شرعيتها، والأمر نفسه حصل مع المجلس العسكري».

ورأى أن «بعدما استولى الوزير على صلاحية الحكومة وصار يمارس منفرداً أخد القرارات مكانها، صرنا نخاف من ان يصيب التمديد كلّ الحكومة، ويصير لكل وزير نمطه الخاص، فيمدّد على مزاجه، ويعمل ما يحلو له، وهذه ليست مزحة، هذا موضوع خطير جداً لأنّه يفكّك الدولة»، معتبراً أن « كل شيء أصبح في البلد «عياري»، حتّى حكومتنا «عياري»، إذ كان يجب أن ترحل منذ زمن لو انتخبنا رئيساً للجمهورية. ولكنّها، لا تزال موجودة لليوم وممدّد لها. والأمر نفسه ينسحب على مجلس النّواب الممدّد له منذ وقتٍ طويل. وهذا الكلام ليس بجديد، قلته من ثمانية أشهر، وطلبت من الحكومة أن تصحح هذه التجاوزات المرتكبة وإلا فإنها تتحمّل وحدها المسؤولية، ولكن ما غاب عني في حينه أن القاصر لا يمكن أن يتحمّل مسؤولية».

وتابع: أودّ أن أطمئن الجميع، أن هذا التلاعب بالقوانين لن يمر مرور الكرام وسيدفعون ثمنه، والتلاعب بالاستحقاقات سيضعهم بموقع الاتهام، ويفضح عمالتهم للخارج وارتهانهم لقراراته على حساب استقلال الوطن وسيادته، خصوصا أولئك الذين يقاتلون بسيف غيرهم، ونطمئنهم أن هذا السيف قرُب أن ينكسر».

ولفت الى أن «في حروب الربيع العربي نبّهنا كثيراً أنه ما من فوضى خلاقة، وأن الفوضى التي يبشروننا بها ستدمّر المنطقة، واخترنا أن نكون ضد الإرهاب القادم إلينا بالسيف، أما خيار غيرنا (هم أنفسهم) فكان تجميل صور الذبح ودعم الوحش الآتي، وكانوا يشرّعون أبواب البلد أمام الفوضى الموعودة»، مشدداً على أن «الأيام أثبتت أن خياراتنا في كل مرة تنقذ الوطن، وربما لهذا السبب تشنّ علينا هذه الحرب الشرسة، ومن كل الجهات، وكما سبق وقلنا عنها «الحرب الكونية عالعونية»، ولكن يبدو أنهم لا يعرفون بعد قوة «العونية» ولا إيمان «العونية» ولا صلابة «العونية» ولا عزيمة «العونية».

وختم متوجهاً الى خصومه بالقول: «أقول للذين لم يندموا بعد، و»مبسوطين» بالجلوس على كراسي الحكم، إن ساعة الندم قد أتت، ولات ساعة مندم ولا يراهننّ أحد لا على الوقت ولا على التعب ولا على الملل، نحن شعب لا يتعب، نحن شعب لا ييأس، نحنا أبناء الرجاء، وأبواب الجحيم لن تقوى على كسر إرادتنا، الى اللقاء أيها الأحباء في ساحات النضال من أجل لبنان أفضل». وفي الختام، وقف الجميع دقيقة صمت حدادا على النائب والوزير السابق الراحل الياس سكاف.

وكان عون غرد على «تويتر« قبل وصوله الى بعبدا، قائلاً:» ناديتكم فلبيتم النداء، أنتم أصحاب القرار ولا يعود لغيركم ان يمثلكم بعد اليوم«.

وتحضيراً للتظاهرة، كان تجمع ليل السبت الاحد عدد من مناصري التيار على الطريق المؤدي الى قصر بعبدا، حيث قاموا بنصب بعض الخيم وفي مقدمهم رئيس التيار الوزير باسيل، ونائب رئيس التيار للشؤون السياسية الوزير السابق نقولا صحناوي، ووزراء ونواب من التيار. وقام باسيل بالعجن وصنع المناقيش ولعب الورق والطاولة مع زملائه من النواب والوزراء، وخصوصا مع النائبين عباس هاشم ونبيل نقولا وصحناوي.

 

باسيل يكيّل الطريق

 رولا عبدالله/المستقبل/12 تشرين الأول/15

في التظاهرة البرتقالية التي دعا اليها العماد ميشال عون في ذكرى 13 تشرين الاول أمام قصر بعبدا الذي لا يزال شاغراً منذ أكثر من سنة،سألت مراسلة تلفزيونية سيدة مشاركة ترفع شارة «الصح» وتحمل لافتة عليها صورة العميد شامل روكز وعبارة: «ودعناك قائداً ونريدك رئيساً»: «إنتِ مين بدك رئيس؟»، فأجابت السيدة بحماسة: «أكيد الجنرال عون هوّ رئيسنا وهوّ كبيرنا«، وعلّقت المراسلة: «ولكن اللافتة التي تحملينها تنادي بروكز»،فارتبكت السيدة وعدّلت من حماستها: «تنيناتهن بدنا اياهن رئيس..ما هن عيلة واحدة». في ذلك الوقت صودف مرور الوزير جبران باسيل بجوار السيدة التي أعادت تجديد حماستها مشيرة اليه: «وهيدا ابن العيلة ... معالي الوزير فيك توقعلي على «الكاسكيت»، وبرحابته وافق مخاطباً المراسلة: «أكيد اليوم ما رح إحكي سياسة. اليوم أنا جايي حتى كيّل الطريق وحط محطات فيها». وبدأ الجنرال عون بعبارته الشهيرة: «يا شعب لبنان العظيم»،فتأهبت السيدة وبدأت بالصفير محاطة بمناصرين ممن انتظروا الخطاب الذي قيل بأنه «سيقلب الطاولة«،ويؤسس لمرحلة جديدة قائمة على: «ما بعد 13 تشرين 2015 لن يكون مثل ما قبله»، ومنهم من توقّع بأنه لن يكون أعلى من السقف المسموح به. وسار الخطيب والخطاب على وقع الزمور الذي دوزن الحماسة متنقلا بين محطات فيها ال»شيزوفرينيا الدولية» و»الجثة السياسية» و»القرارات العاطلة» و»الحكومة العيارة» و»ذلك النهار التعيس» و»الوصي الذي تغيّر بس هنّ ما تغيرو» و«ساعة الندم اللي اجت» و«انحراف المؤسسات» و»استغلال النفوس» و»أبواب الجحيم» و»أبناء الرجاء» و»تنظيف البلد من الوسخ حتى يعود مثل أم الشهيد» و»الاعجوبة المنتظرة» ... وكلّ هذا ظلّ ضمن دائرة استيعاب السيدة الى أن وصل الخطاب إلى مثل شعبي استعاره العماد: «إجا مين يعرفك يا بلوط .. ت يعصرك». فسألت السيدة غامزة رفيقتها: «شو قصدوا ... مين البلوط يعني؟». وتاه السؤال على وقع لافتة تقابل بين صورتي عون والرئيس الروسي فلادمير بوتين، لتولد وجهة نظر من دواعي الحال: «إيه ومن شو بيشكو الروس إذا بيخلصونا من الدواعش»، أما من الدواعش بنظرها؟، فلا ينتهي العد، وكان من الممكن أن يشمل قائمة طويلة من السياسيين والأسماء البارزة في البلد لولا أن باغتها انتهاء خطاب عون الذي جاء أقصر من المتوقع له، فصمتت لبرهة قبل أن تهمس لجارتها: «يي خلص! شو يعني؟ ما على أساس مفصلي«. وفي ساحة التجمع حيث صار لزاما على السيدة أن تغادر قبل الزحمة وهيصة الرجوع ،كان صوت أحد الشباب ينادي عبر مكبر الصوت: «يا رفاق ..رجاء هونيك على الرمبوا عمبيوزعوا أكياس للزبالة. خلينا نلملم الزبالة قبل ما نغادر..».

 

الوضوح العوني

علي نون/المستقبل/12 تشرين الأول/15

المشهد السياسي الشارعي الراهن في لبنان يتناسق ويتناسب مع قواعد الاشتباك المألوفة فيه ولا يخرج عنها. وذلك مبدئياً، أمر إيجابي وليس سلبياً! جيد أن يؤكد النائب ميشال عون التزاماته المحورية. وأن يقول كلاماً واضحاً يثبّت كونه جزءاً من تلك التركيبة الممتدة من طهران الى الضاحية الجنوبية مروراً ببشار الأسد. وأن يخرج بالتالي، نهائياً من قصة أنه يشكل حلاً للأزمة الرئاسية وليس عاملاً مجاهداً في الحفريات التي تعمّقها. وانه في مكان آخر، بعيد عن الدستور اللبناني وبنوده التي تحدد كيفية إدارة شؤون الدولة وعمل مؤسساتها. من رئاسة الجمهورية وكيفية انتخاب رئيس جديد، إلى رئاسة الحكومة وكيفية عمل مجلس الوزراء ووضع جدول أعمال جلساته، إلى مجلس النواب وكيفية ممارسة مهامه التشريعية، إلى الجيش ودوره والقوانين التي ترعى شؤونه التنظيمية. وجيد أن يعتمد النائب عون كل ذلك الوضوح في مقارباته العامة. وأن يؤكد المرة تلو المرة، أن منطلقاته خاصة وذاتية وشخصية وليست متصلة بالصالح العام. أو بمصلحة الدولة. أو بترسيخ أداء سياسي يتماشى مع النظام وتتماته الأهلية، أي مع الدستور والأعراف المتبعة.. وان يطمس في الخلاصة، أي شك عالق في أذهان الآخرين الباحثين منهم، عن احتمالات وسطية تسووية معه، أو المهمومين (فعلياً!) من إمكانية قبوله تلك المحاولات! وضوح النائب عون علامة سيئة له وجيدة للوضع اللبناني العام: يستأنف مساره المألوف الذي تُوِّجَ في أواخر ثمانينات ومطالع تسعينات القرن الماضي وخصوصاً لجهة الخيارات والاصطفافات الاستراتيجية، ولا يتردد في إشاعة انتظاره «تطورات» إقليمية لمصلحته. أي إنه يكرّر ما فعله عشية 13 تشرين الأول عام 1990 ورهانه على الحصان الخاسر. «يذهب» الى بشار الاسد في عزّ سقوطه وصيرورته جثة سياسية تنتظر موعد الدفن، مثلما سبق وذهب الى صدام حسين في عزّ سقوطه إقليمياً ودولياً. وفي المحطتين اختار (ويختار) سلوك طريق الى قصر بعبدا لم يلحظه الدستور اللبناني، ولا تحتمله الأعراف اللبنانية، ولا «طبيعة» الكيان الوطني (السياسي والأهلي) التي تحكم بالتسوية وليس بالفرض وبالممارسة المدنية وليس بالعمل الحزبي (برغم كل العنف وظواهر العسكرة) وبالانتخاب وليس بالانقلاب. ولم ينتبه، أو بالأحرى، لا يريد الانتباه، الى أن رئيسين لبنانيين جاءا بعد حربين لكن من خارج اصطفافاتهما. الأول فؤاد شهاب بعد حرب 1958 والثاني الياس سركيس بعد حرب 1975. وان رئيساً ثالثاً هو العماد ميشال سليمان جاء بعد «ميني فتنة» في العام 2008 ومن خارج اصطفافاتها أيضاً! مسار النائب عون المألوف هذا يتناسب مع طريقة تفكيره، لكنه يتناقض مع الحقائق والوقائع.. وطريقة تفكيره هذه جعلته يظن في العام 1990 أن صدام حسين سيطبّش الأميركيين ومن لفّ لفهم! (كان الاتحاد السوفياتي نفسه يتحلّل يومها!) وأن بشار الأسد اليوم سيتكئ على فلاديمير بوتين ويطبّش كل أعدائه! وان عبدالملك الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح رسّخا انقلابهما في اليمن وليس العكس! وذلك شيء لا يمكن مجادلته فيه! هو حرّ في افتراضاته، بل يجب في الحقيقة، أن يتأبطها جيداً حتى اللحظة الأخيرة. وأن يجري تشجيعه على ذلك بكل السبل، خصوصاً من خلال رفد الأهازيج والدربكة المصاحبة لقراءات صهره جبران باسيل، بنتف متفرقة عن المقالع وجبال الصوّان. الوضوح العوني يوفّر على غيره في الداخل الكثير من المجادلات العقيمة، ومن احتمالات بعض التفسّخ السياسي. وعلى غيره في الخارج احتمال الإصابة بالتعب جراء محاولة فهم معنى ان يصير هذا الرجل رئيساً للبنان.. ويوفر على لبنان في الإجمال والعموم عناء زيادة همومه ومشكلاته وأزماته من خلال تفطيس احتمال تمدّد نفوذ «الولي الفقيه» من الضاحية إلى بعبدا. .. شكراً مون جنرال!

 

كانت تنقص تظاهرة العونيين صورة للقيصر نقولا

وسام سعادة/المستقبل/12 تشرين الأول/15

العلم الروسي في مواكب التيار العوني المتجهة الى محيط قصر بعبدا الشاغر هو مشهد بالفعل طريف. مؤشر لمتاهات «سياسات الهوية». اولاً لأنه يرث جملة أعلام عربية وأجنبية حملها العونيون منذ ربع قرن الى اليوم، الى جانب العلم اللبناني، ثم الى جانب العلم اللبناني والراية البرتقالية. فهم حملوا تباعاً العلمين الفرنسي والعراقي في أيام الحشود لحماية «قصر الشعب»، ثم العلم الأميركي وقت «قانون محاسبة سوريا»، ثم العلمين السوري والايراني. والآن علم روسيا الاتحادية، وصور الرئيس فلاديمير بوتين. مفهوم التيار البرتقالي عن «الشراكة» يعكّز على طائرة السوخوي. الطائرة نفسها التي اعطى لها الأميركيون الضوء الأخضر لقصفها محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والمتنين صبيحة الاجتياح السوري للمتنين. ثانياً لأنّ حمل أعلام الدول الأجنبية عادة تفشت في القرن التاسع عشر العثماني، سواء في جبل لبنان أو في غيره من البقع الملتهبة في مرحلة التفكك البطيء للسلطنة. العونيون بذلك يرثون عادة عرفها الجبل قبل قرن ونصف. حمل أعلام الدول كان مرتبطاً بحماياتها للملل. الموارنة والعلم الفرنسي. الروم الأرثوذكس والعلم الروسي. الدروز والعلم البريطاني. الروم الكاثوليك والعلم النمساوي. مفارقة إذاً أنْ يرفع تيار يعتبر نفسه الأقوى في الموارنة «علم الروم»، وتدبّ فيه روح الانتماء الى الأرثوذكسية السلافية، و»أمّنا روسيا». كانت تنقصها صور القيصر نقولا الثاني وجوزيف ستالين لتكتمل. طبعاً، حمل العلم الروسي هو من باب الانفعالية العونية في السياسة. يحمل العلم نكاية. العماد ميشال عون محترف سياسة بما فيه الكفاية ليدرك أنّ لا شيء يجنيه من «أمنا روسيا» باستثناء تمديدها لنظام الاحتضار الدموي الأسدي. لا فلاديمير بوتين قادر على اعادة عون الى قصر بعبدا، ولا روسيا قادرة على ان تحسّن مرتبتها في قائمة الدول العربية والأجنبية الأكثر تأثيراً على مسارات الداخل اللبناني. ليست بين أول خمس دول، لا في الزمن السوفياتي ولا اليوم. لا يقارن أقصى دور يمكن أن تلعبه مع ما لأميركا، وفرنسا، والعراق في وقت عابر، وسوريا لعقود، وايران بواسطة امدادها لحزب لبناني مسلح كبير، اي البلدان التي رفع العونيون اعلامها تباعا الى جانب العلم اللبناني والبرتقالي. الدور الروسي في لبنان لا يزيد كثيراً عن الدور الصيني في لبنان.

يراد بحمل العلم الروسي شكر موسكو على أنها بيزنطية الجديدة، وحامية الأقليات المسيحية. لا بأس. يبقى انه ليس قليلاً أن لا يجد تيار يعتبر نفسه الاقوى مارونياً أن تجذير سياسة الهوية خاصته يكون بالانضمام الرمزي الى «الأرثوذكسية»، وفي غربة واضحة عن أي كاثوليكية نضالية. وطبعاً، في زمن تطرح الكاثوليكية الحركية نفسها كقوة ضاغطة من أجل الانقاذ البيئي الاجتماعي لكوكب الأرض من خلال رسالة البابا فرنسيس الاول بهذا الشأن، ثم كلمته في الأمم المتحدة، وموقفه اللافت من قضية اللاجئين، فإنّ ذهنية «تحالف الأقليات» وبعد أن ساقت المسيحيين وراء الانفعال بالانقسام المذهبي السني - الشيعي، عادت ودفعت التيار الذي يعتبره الأكبر داخل أكبر تجمع كاثوليكي في الشرق الأوسط، الموارنة، الى رفع علم روسيا. هذا في وقت دلت فيه مشاكل ما بعد الحرب الباردة، ان التصادم الكاثوليكي - الأرثوذكسي لم يُطوَ كليا، وبالأخص في المد والجزر بين موسكو والبلدان الواقعة غربها، من بولندا حتى كرواتيا، وصولاً الى النسبة الكاثوليكية المرتفعة غرب اوكرانيا، والتي تمثل احد موارد السلبية القومية الاوكرانية تجاه موسكو والشرق الاوكراني. جيد جداً ان لا يكون الموارنة متأثرين بمناطق التوتر الكاثوليكي - الارثوذكسي في شرق ووسط اوروبا. ومفهوم جداً ان يكون الموارنة يشعرون بالخيبة من الغربين الكاثوليكي والبروتستانتي. لكن رفع العلم الروسي، مباشرة بعد التدخل الجوي الروسي في سوريا واتشاحه بدعائية «الحرب المقدسة»، وفي وقت لا تأثير روسياً كبيراً فيه على الشغور الرئاسي وغيره من ملفات، ولا يقام فيه اعتبار لتوجهات البابا فرنسيس، كل هذا يطرح سؤالين في وقت واحد: أين الشعور الكاثوليكي عند الموارنة؟ وأين الموارنة؟

في وقت يبدع فيه البابا فرنسيس، هناك من يصر على تجيير أكبر تجمع كاثوليكي في الشرق لفلاديمير بوتين. «مش قليل

 

ماذا بعد التظاهر إلى بعبدا وخطاب عون أإلى 7 أيار جديد أم إلى طائف جديد؟

اميل خوري/النهار/12 تشرين الأول 2015

يواجه لبنان اليوم مرحلة دقيقة وصعبة كتلك التي واجهها قبل انعقاد مؤتمر الدوحة، فكما كانت الحكومة يومذاك غير قادرة على تنفيذ قراراتها فهي اليوم غير قادرة ايضاً على ذلك، وكما كان يتعذر انتخاب رئيس للجمهورية فهو اليوم يتعذر ايضاً، وكما كان الخلاف قائماً على قانون حال دون اجراء انتخابات نيابية، فإن هذا الخلاف اليوم حال ايضاً دون اجرائها فكان التمديد لمجلس النواب مرة أولى ومرة ثانية، ولم يخرج لبنان من ازماته التي استعصى على القادة فيه حلها إلا بعد حصول أحداث 7 أيار الشهيرة التي جعلت الدول الشقيقة والصديقة تتحرك وتدعو الى "مؤتمر الدوحة" الذي فرض على كل القادة في لبنان حلاً للأزمة، وإن كان بعض ما فيه مخالفاً للدستور وعلى قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات". ثمة اسئلة مهمة لا بد من طرحها: هل ينتظر لبنان 7 أيار جديداً كي تتحرك الدول الشقيقة والصديقة لإنقاذه بالدعوة الى مؤتمر شبيه بمؤتمر الدوحة ولا أحد يعرف من يدعو اليه وأين يعقد؟! وإذا كان "حزب الله" هو الذي أشعل احداث 7 أيار للوصول الى مؤتمر يخرج لبنان من تداعياتها، فمن هو الحزب المهيأ اليوم لإشعال مثل هذه الاحداث؟ وهل لدى الدول الشقيقة والصديقة المنشغلة بالتطورات الخطيرة في المنطقة وقت للاهتمام بلبنان؟ وهل ما يجري على الارض من حراك غير منظم لهيئات مدنية قد يتصاعد ليدخل في مواجهة خطيرة مع قوى الأمن الداخلي التي قد تضطر الى الاستعانة بالجيش لفرض الأمن فيكون حراك هذه الهيئات المدنية سبباً لحراك غير مدني يدخل لبنان في المجهول؟ وهل يرى العماد ميشال عون الفرصة سانحة لتنفيذ ما اعلنه عندما كان في باريس وهو انه سيقلب النظام في لبنان إذا لم ينتخب رئيساً للجمهورية لانه وحده المستحق؟ قد تكون التظاهرة نحو قصر بعبدا هي البداية وأول الغيث كما هدد بذلك رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في حوار تلفزيوني وكأنه لا يزال منتشياً بفوزه برئاسة التيار وإن بالتزكية. وهل يترك "حزب الله" حليفه "التيار الوطني الحر" يقوم عنه بعمل يشبه 7 أيار بالتزامن مع ما يجري في سوريا بعد التدخل العسكري الروسي فتكون روسيا وايران هما المدعوتان للتدخل لحل أزمة لبنان، أو الدعوة الى مؤتمر شبيه بمؤتمر الدوحة، ويكون حلاً شاملاً يتناول رئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية وتشكيل حكومة؟ ومعلوم ان كل حل في لبنان، وخصوصاً في الظروف الصعبة والدقيقة يكون حل "اللاغالب واللامغلوب"، أي حل التسوية الذي جاء بحكومة الرئيس تمام سلام، وهي التسوية التي تأتي برئيس للجمهورية ايضاً، وهو ما حصل في الماضي بعد احداث 58 ومجيء اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية تحت شعار "لا غالب ولا مغلوب"، وجسَّد هذا الشعار تشكيل حكومة رباعية، وهو ما حصل ايضاً بعد اتفاق الطائف فكانت حكومة الوفاق الوطني.

أما لماذا بات تدخل الخارج هو المطلوب كل مرة لحل الازمات عندما تعصف بلبنان وليس القادة فيه، فالجواب هو انقسام هؤلاء القادة وعدم اتفاقهم على حل لأزمة الانتخابات الرئاسية، وهو ما جعل البابا فرنسيس يحمّل المسيحيين مسؤولية تعطيلها بسبب انقسامهم، وكلام البابا هذا لدى استقباله المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم هو بابا الكلام. يكرر المسؤولون في "التيار الوطني الحر" المطالبة برئيس ماروني قوي كما اختار الشيعي والسني ممثلين اقوياء لهما، لكن فات هؤلاء ان الموارنة لم يتفقوا على اختيار رئيس قوي كما فعل الشيعة والسنّة ما جعل البابا فرنسيس يقول ما قاله عنهم، ولا اتفقوا حتى على أن ينافس مرشح قــوي هو العماد عون مرشحاً قوياً آخر هو الدكتور سمير جعجع، وتكون الكلمة لمجلس النواب لمعرفة من هو الاقوى فيهما ولكن بالتصويت وليس بالتعطيل والاستعانة بأقدام المتظاهرين. لقد عرف الشعب ماذا حصل في 13 تشرين الاول 1990، لكنه لم يعرف بعد استماعه الى خطاب عون في جمهوره على طريق القصر ماذا بعد إحياء ذكرى 13 تشرين المحزنة: هل نذهب الى 7 أيار بطبعة جديدة لا خروج من تداعياتها إلا بدوحة جديدة، والى اتفاق طائف جديد، أم نذهب بعد تحكيم العقل الى مجلس النواب لانتخاب رئيس قبل أي أمرآخر؟.

 

حزب الله".. من التنشئة إلى القتال!

سامي خليفة /المدن/الأحد 11/10/2015

يفاخر مسؤولو "حزب الله" دائماً في جلساتهم بأنهم استطاعوا من خلال التعبئة الإعلامية والدورات الثقافية والعسكرية بناء الحزب الأكثر تنظيماً وبكفاءة قتالية عالية في تاريخ لبنان والأكثر مؤسساتية وترسخاً داخل المجتمع الشيعي. يلعب الإعلام الحربي دوراَ كبيراً في تعبئة الشباب منذ الصغر، العرض المستمر لمشاهد إقتحامات المواقع الإسرائيلية في جنوب لبنان قبيل الإحتلال وقصف مواقع المجموعات المسلحة في القلمون، والتركيز على  بطولات الشهداء من خلال تخصيص برامج أسبوعية (كبرنامج أحياء عند ربهم وأولئك المقربون) تنشر قصص حياتهم وتجاربهم، وتزيد من حماسة الشباب للإنضمام إلى الحزب وتدفعهم للتعبير والمجاهرة برغبتهم بالالتحاق بقافلة الشهداء "الذين ضحوا بحياتهم  ليعيش غيرهم بكرامة وعزة من دون أن تُداس حقوقهم". وإلى جانب الدور الإعلامي يقيم "حزب الله" عبر المؤسسات الثقافية والتربوية، وأهمها جمعية المعارف الثقافية ومدارس المصطفى وجامعة المعارف، التي افتتحت مؤخراً، والحوزات الدينية والأنشطة التعبوية، عدد من الدورات ذات طابع ثقافي وديني للشباب تهدف إلى تحقيق مستوى جيد من الثقافة الإسلامية والقدرة على مواجهة الأفكار والثقافات المختلفة. وتتولى قيادة الحزب تحديد المناهج التي تدرسها الوحدات الثقافية تحت اسم "دورات جنود الإمام المهدي" وهي تنقسم الى مستويات عديدة(الجنود، الأنصار، الممهدون). أما الحوزات والمساجد والحسينيات التابعة لـ"حزب الله" فهي مسؤولة عن التوعية لحث الشباب على الإلتزام بواجباتهم الدينية، وشرح أهمية الشهادة والإقتداء بالإمام الحسين وأهل البيت والجهاد الأكبر الروحي للشروع في "الجهاد الأصغر" الذي يؤهلهم على خوض المعارك، كما تحذر من خطر الأفكار التكفيرية من خلال مناقشة أحداث التاريخ الإسلامي ونقد بعض الفتاوى والحديث عن دورها في تشويه صورة الدين. ولتحصين الفتيان والفتيات من الغزو الثقافي الغربي كما يرددون، تصدر جمعية كشافة "الإمام المهدي" مجلة تسمى "مهدي" موجهة إلى شرائح العمرية ما بين 9 إلى 16 سنة كما تنظم عدداً من الأنشطة التربوية والثقافية التي تهدف إلى بناء جيل مؤمن يرتبط بالقرآن إضافة إلى تعليم الإنضباط الشديد بالبذلات العسكرية والقيام بجولات كشفية في مواقع المعارك لإستخلاص العبر ومحاكاة  مقاتلي "حزب الله".

بعد إتمام الدورات والموافقة على طلب الإنضمام، تجرى دورات محو الأمية العسكرية على إمتداد العام في السلسلة الشرقية من سهل البقاع. ويتحدث حيدر لـ"المدن" عن تجربته في الدورة التي تمتد لـ40 يوماً،  واصفاً التجربة بأنها عظيمة لأنها تساعد على إثبات النفس، ومعظم المشاركين في التدريبات تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماَ، يتلقون تدريبات على استخدام عدد من الأسلحة والرشاشات والمبادئ الأولية لحرب العصابات واللياقة البدنية الأساسية. ويستذكر حيدر عدد من التمارين الصعبة التي قام بها، مع المشاركين، في البرد القارس، مثل التدرب على التصويب والركض والقفز والزحف، وكيفية زرع المتفجرات على جوانب الطرق، وزرع الألغام الأرضية في حرارة متدنية جداً، والتناوب كل ليلة على حراسة الخيم لتعلم البقاء على درجة من التيقظ. كل شاب يتقاضى اجراً رمزياً بعد الدورة يقدر بـ200 دولار لكن هذا لا يهم فهدف الشباب هو التدرب للإنخراط في الصفوف الأمامية. ومن لا يريد القتال يمكنه التفرغ والعمل في أجهزة  ومؤسسات "حزب الله" الإدارية وفق مؤهلاته، ويحصل كل عضو في الحزب على بطاقة الهيئة الصحية التي تضمن الإستشفاء المجاني  كما  يقدم "حزب الله" المنح الجامعية للطلاب الراغبين في إكمال دراستهم.

البعض قد يفضل العمل في حماية المنشأت والمرافقة، وتجرى دورات مخصصة تتراوح بين الأسبوعين والأربعة أشهر بين لبنان والجرود بين لبنان وسوريا، بعدها ينقل من يعمل على حماية المنشأت العسكرية، التي غالبًا ما تكون تحت الأرض بباصات مغلقة وعبر طرق متعرجة كي لا يتعرف على البقعة الجغرافية التي سيحرسها بدوام 4 أيام على مدار الساعة و4 إجازة مقابل راتب يتراوح بين 1000 و1200 دولار. ويجري البعض الأخر تدريبات على الإسناد الطبي في معاهد "حزب الله" المتخصصة ويكون أمام خيارين إما المشاركة في العلاج الطبي الميداني أو العمل في مؤسسات "حزب الله" الطبية.

القدرة على التحمل والتقييم الذي يقدمه المشرفون تحدد وجهة المجند في ساحات القتال، فقوات التدخل لا تمتلك خبرات قتالية مشابهة للقوات الخاصة، ويشترط أخذ موافقة الأهل فيها قبل إرسال أي مجند إلى المعركة وعادةَ ما يشترط بأن يكون عمر المجند في التدخل 18 عاماً، الأمر الذي تغير مع دخول "حزب الله" الأراضي السورية، وتحدد التخصصات (مدفعية، قناصة، دروع، إقتحام) لكل مجند بناءَ على رغبته، ونجاحه في التدريبات على كل منها. أما من لديه القدرة للإنضمام لقوات "حزب الله" الخاصة فيتلقى تدريباً بين لبنان وإيران لعدة أشهر على استخدام منظومات الأسلحة الكبيرة كقذائف المدفعية والصواريخ قريبة ومتوسطة المدى وأنظمة الإتصال المتطورة، ويتدرب هؤلاء بلا هوادة وفي ظروف صعبة تحت إشراف عدد من كوادر "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني.

 

لا مخاطرة بالحكومة... ولكنها باقية "احتياطاً" بدائل ضاغطة ومقنّعة من المؤتمر التأسيسي

روزانا بومنصف /النهار/12 تشرين الأول 2015

هل يوجب التعطيل الزاحف بقوة أكبر في اتجاه مجلس الوزراء مزيداً من القلق بعد الفشل في إرضاء العماد ميشال عون بالتعيينات الأمنية وبعد جلسة يتيمة مرتقبة حول اطلاق تنفيذ خطة النفايات التي اعدها النائب اكرم شهيب يحضرها "حزب الله" فقط دون حليفه العوني، أم ان جلسات الحوار التي يرعاها رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة على المستوى الثنائي بين تيار المستقبل والحزب واحتمال استكمال جلسات الحوار الجماعية ستبقى تلجم انهيار الوضع؟ مع ان مجلس النواب ينبغي ان يفتح أبوابه في دورة عادية خلال هذا الشهر في موازاة اقفال ابواب الحكومة ما يفترض ان يعني ان مؤسسات الدولة لم تتعطل على نحو كلي الواحدة بعد الأخرى، فانه من غير المرجح ان يستطيع المجلس ان يشرع بناء على اشتراطات سابقة تمنع عمله في الواقع. وقد يبرز سبب آخر بان تعطيل الحكومة ورئاستها "السنية" وفق ما بات يخشى كثر قد لا يسمح بهامش عمل للرئاسة " الشيعية " لمجلس النواب. هكذا بات الكلام في ظل المخاوف التي ترسمها المواقف السياسية التي لا تخلو من عدائية كبيرة على رغم التواصل المتقطع. وهذا يعني سياسياً ان لا مؤسسات دستورية ستعمل في البلد وهي ستبقى قائمة شكلاً ليس الا في اطار عملية لي أذرع وضغوط من اجل فرض أجندة سياسية مختلفة في البلد، لكن من دون ان تعمل الحكومة بل ابقائها قائمة احتياطاً علّ البلد يحتاج الى مخرج ما في وقت ما بحيث لن يخاطر أحد بتطيير الحكومة او تحويلها الى حكومة تصريف أعمال وظل لعدم رغبة اشد المعترضين على عمل الحكومة في الاستقالة حفاظاً على مصالحهم واستمراراً لادارتهم هذه المصالح باستقلالية اكبر بعيداً من أي رقابة من مجلس الوزراء وفق ما تجري الامور عملياً. ولا خجل في ذلك ما دام زعيم التيار العوني يلمح الى ان كل وزير صار رئيس جمهورية في وزارته.

الفراغ المؤسساتي يفتح الأبواب في البلد على المجهول ليس أقله الدفع في اتجاه اعادة صياغة هذه المؤسسات على أسس أخرى وفق ما يتم التلويح به تحت عناوين مختلفة أكان اجراء انتخابات نيابية تسبق انتخاب رئيس الجمهورية او تحصيل اثمان مقابل التراجع عن ذلك وقد حلت هذه الشروط كبديل غير مباشر عن المطالبة بمؤتمر تأسيسي ويتولاها في العلن ويحارب من اجلها فريق مسيحي. في المدى الاقرب، يزداد القلق من تبعات ذلك في الدرجة الأولى على ادارة شؤون الناس وتأمينها بالحد الادنى على رغم ما ينال موقع لبنان ومصالحه من ضرر كبير نتيجة التعطيل على المستويين الداخلي والخارجي. لكن الهاجس الأكبر يظل الهاجس الامني والخوف على الاستقرار.وهذا لا يمكن استبعاده في ظل ما يحوط بالبلد من تحديات ومخاطر وقد كانت العبوة الأخيرة التي انفجرت في شتورا مستهدفة "حزب الله" مؤشراً ولو انه تم التعتيم عليها. والوضع الامني الذي قد يتعرض للاهتزاز هو أمر قد يعطي للمفارقة قائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي سجل عون اعتراضات على التمديد له متذرعاً بان استمراره في القيادة غير قانوني، حرية اكبر لاتخاذ القرارات التي من شأنها ان تنقذ البلد في ظل تعطيل الغطاء السياسي وصاحب الامرة السياسية على الجيش في حين ان المخاطر التي تحوط بلبنان لا تسمح له بترف تعطيل المؤسسات الدستورية على النحو الحاصل. ففي ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية فان الموقع الابرز للطائفة المارونية في السلطة هو موقع قيادة الجيش وليس اي وزير او رئيس حزب مهما بلغت نسبة تمثيله خصوصاً متى كانت اداته للتعبير عن قوته الدستورية في الحكومة او في مجلس النواب معطلة ولا يتم استخدامها طوعاً نتيجة سياسة تعطيل معتمدة في هذا الاطار. وللمفارقة ايضا فانه في حال استمرار مجلس الوزراء فاعلا فان السلطة التنفيذية تظل هي المسؤولة عن تحرك الجيش بالتشاور والتنسيق مع قيادته ما دامت ايضاً تنوب عن رئيس الجمهورية في حين ان غياب السلطتين اي رئيس الجمهورية وتعطيل الحكومة من شأنه ان يفتح ابواباً أخرى على مجهول معلوم في الوقت نفسه. وفي رأي المصادر نفسها فانه من غير المرجح ان ينجح السياسيون اللبنانيون الدافعون خصوصاً في هذا الاتجاه في الضغط على الخارج من اجل تغيير أولويته وتالياً الالتفات الى لبنان عبر الضغط على سياسييه. فرئيس الحكومة تمام سلام العائد منذ بعض الوقت من لقاءات مهمة في نيويورك لمس ذلك لمس اليد. فحتى الآن الاستنقاع السياسي الذي يعيشه لبنان غير مهم بل هو فقط الاستقرار الامني والسياسي نسبياً من دون هزات كبيرة. وعلى غير ما اثار التدخل العسكري السوري من اجل منع انهيار بشار الاسد الحماسة لدى البعض من احتمال ترجيح كفة الحرب لمصلحة فريق اقليمي وتالياً ترجمة ذلك في لبنان وفق بعض التطلعات، فان هذه المصادر تخشى ان الاهداف الروسية في سوريا قد لا تنسحب على لبنان لاعتبارات متعددة خصوصاً متى ادرج هذا التدخل في اطار الحرب المذهبية القائمة في المنطقة.

واكثر من ذلك فان المخاوف كبيرة في اتجاهات متعددة من استخدام لبنان ساحة لايصال رسائل محددة في حال لم تعد تكفي الساحات الاخرى او لاضافة لبنان الى هذه الساحات او ايضاً لانتقامات كبديل عن الساحات الاخرى.

 

سلام قَلِق على البلاد: من يتحمّل مسؤولية الانهيار؟

سابين عويس/النهار/12 تشرين الأول 2015

يعيش الرئيس تمّام سلام المحاصر بالصراعات السياسية، قلقاً غير مسبوق على البلاد، ويخشى الانهيار، ويراه آتياً إذا لم يُتصد له سريعاً. ويعي في الوقت عينه ان صرخته وتحذيراته لا تلقى صدى، خصوصاً لدى القوى السياسية التي تسير بالبلاد نحو الهلاك. لدى رئيس الحكومة ما يكفي من معطيات تجعله يبلغ هذه الدرجة من الخوف والتشاؤم على مصير البلاد ومستقبلها. وهو، الى جانب المعطيات الداخلية، لمس الانشغال الدولي عن لبنان خلال وجوده في نيويورك أخيرا. بلغ القرف بالرجل الذي صبر على تحمل كل أشكال الانتقاد والتعطيل وسوء استعمال السلطة حداً يجعله ينأى عن الرد على الهجوم الذي شنّه الزعيم السابق لـ"التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون خلال إحتفاليته أمس. ويقول:" ليست المرة الأولى أتعرض للهجوم، وقد إعتدت الا أتفاعل او أفتح الباب أمام الأخذ والرد في مثل هذه المواقف". لكن ما يثير إستغرابه ان عون يهاجم حكومة فيصفها بالقاصرة، وهو عضو فاعل فيها، لكنه في المقابل يبدي إرتياحه الى إعترافه بمسؤوليته عن تعطيلها وشلها! لا يقف سلام كثيرا عند هذا الموضوع، بل ينتقل فورا الى الحديث عما يشغل باله، بدءا من الحراك المدني الذي فقد صفته، مبدياً إنزعاجه من مشهد الفوضى والغوغائية الذي قدمه أخيرا، مما يدفع المراقب الى التساؤل هل هذا هو النموذج البديل الذي يقدمه المجتمع المدني للنظام السياسي الجديد؟ ويستطرد: هل هكذا تحل مشاكل البلاد ويخرج من أزماته؟ بقدر ما يخشى رئيس الحكومة على البلاد ونظامها السياسي في ظل الوضع المأزوم الراهن، يعرب عن قلقه من عدم قدرة البلاد على الاستمرار والتحمل او من عجز الاقتصاد عن الصمود، وهي أمور جوهرية لا تؤخذ بالجدية المطلوبة ولا يتحمل أحد وزرها ومسؤوليتها. لا ينفك ينبه ويكرر في الداخل كما في الخارج أننا ذاهبون الى الانهيار إذا استمرت الأمور على تفاقمها. ولا ينفي أنها "ليست المرة الأولى تنهار البلاد، لكن هذه المرة سيكون الانهيار أقسى. فعام ١٩٨٩ أمكن لمّ تداعيات الانهيار عبر اتفاق الطائف، وعام ٢٠٠٨ " لمّنا اتفاق الدوحة، أما اليوم فمن سيلمّنا والعالم كله مشغول عنا"؟ ويأسف سلام لعدم تحسس أحد بما آلت اليه أوضاع البلاد والمؤسسات. وعندما يُسأل عن الحكومة وآلية تفعيل مجلس الوزراء، يتريث قليلا قبل ان يجيب بأن الأولوية الآن لملف النفايات، قبل البحث في أي موضوع آخر. ويرفض الحديث عن التسوية المقترحة لتأجيل تسريح عمداء في الجيش، مشيرا الى ان الموضوع ليس عنده بل عند القوى السياسية المتنازعة عليه، كاشفا عن انه يسير بما يتوافقون عليه، كما هي الحال بالنسبة الى كل الملفات التي يدعو الى تحقيق التوافق حولها في مجلس الوزراء. لا يعتزم الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء للبحث في ملف النفايات قبل ان تكتمل عناصر الملف لديه، ليكون للجلسة ما يبررها وتتخذ القرارات المطلوبة للمضي في تنفيذ الخطة الموضوعة. يفهم من كلام رئيس الحكومة انه لم يتم التوافق على موقع المطمر الثاني الذي يجري العمل عليه لتقاسم أعباء النفايات مع مطمر سرار، مما يعني ان تحديد موعد الجلسة سيكون رهن هذا الموضوع. وينتظر ان يتبلور الامر خلال الساعات القليلة المقبلة. أما جلسة عادية للمجلس، فيرى سلام انه في الظروف الراهنة ووسط التصعيد الحاصل، يبدو من المبكر البحث فيها، من دون أن يعني ذلك إنتقاصا من مسؤولياته في ممارسة صلاحياته كرئيس للحكومة. ويقول: "أنا ارتضيت منذ توليت رئاسة الحكومة أن أعالج الأمور بالتوافق، ولن أخرج عن هذا المسار، وعقد جلسة للحكومة لا يزال دونه عقبات قبل أن تصبح الجلسة منتجة، وإلا فما الداعي للإجتماع إذا كان التعطيل سيكون سمة الجلسة؟

 

سوريا.. بين الوضوح الروسي والغموض الأميركي

خيرالله خيرالله/المستقبل/12 تشرين الأول/15

في ظلّ الوضوح الروسي والغموض الأميركي، هناك حلقة ضائعة. هذه الحلقة هي الشعب السوري الذي لم يعد هناك من يحسب له حساباً على الرغم من أنّه يبقى إلى إشعار آخر اللاعب الأساسي على الأرض السورية. إنّه اللاعب الأساسي على الرغم من تدفق الأسلحة والمقاتلين الروس والإيرانيين وعناصر الميليشيات الشيعية. تعمل كلّ هذه القوى من اجل اقامة «دولة علوية« تحتكر لنفسها الساحل السوري. كان ملفتاً أنّ التدخل العسكري الروسي جاء من دون أي اعتبار للواقع السوري الذي تعبّر عنه ثورة شعبية مستمرّة منذ ما يزيد على أربع سنوات ونصف سنة. هذه الثورة، التي لم تشهد مثلها أي دولة عربية هي ثورة حقيقية وصادقة قبل أي شيء آخر. إنّها تعبير عن رغبة شعب في استعادة بعض من كرامته. هذا الشعب لا يعترف بنظام جاء نتيجة انقلاب عسكري. لم تكن للنظام السوري أي شرعية من أيّ نوع في يوم من الأيّام. الأكيد أن الإيراني والروسي لن يتمكنا من إيجاد شرعية لا لبشّار الأسد ولا للذين يُعِدّونه للحلول مكانه في الوقت المناسب. بعد أيّام على بدء التصعيد العسكري الروسي في سوريا، وهو تصعيد يستهدف الشعب السوري قبل أيّ شيء آخر، تبدو الصورة واضحة كلّ الوضوح. هناك تنسيق روسي - ايراني في العمق. هناك بكل بساطة توزيع للأدوار بين الجانبين اللذين يسعيان بمشاركة ميليشيا مذهبية لبنانية هي «حزب الله« من أجل خلق واقع جديد على الأرض السورية. يشمل هذا التنسيق، الذي يتضمن توزيعاً للأدوار، اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن التطورات التي تشهدها سوريا، بما في ذلك وجود كلّ هذا العدد من الطائرات الروسية في منطقة الساحل السوري لا يمكن ان تشكّل أي خطر على اسرائيل. في المقابل، كان على نتانياهو اختبار وعود بوتين وان يؤكّد له أن بلاده لا يمكن ان تتهاون حيال كل ما من شأنه مسّ أمنها.

يبدو أنّ اسرائيل اختبرت النيات الروسية ومن خلفها النيات الايرانية، فوجّهت ضربات على مواقع محدّدة في الجولان لم يحصل أي ردّ عليها. كانت هذه الضربات التي جاءت مباشرة بعد زيارة نتانياهو لموسكو بمثابة دليل على ان التنسيق على خير ما يرام بين «حلف الممانعة« من جهة واسرائيل من جهة أخرى.

جاء التدخل العسكري الروسي المباشر في سياق خطة مرسومة وضعتها موسكو مع طهران. فالجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس« في «الحرس الثوري« الإيراني زار العاصمة الروسية مرّتين أخيراً وعقد اجتماعات مع العسكريين الروس بغية وضع الأسس للتنسيق بين الجانبين. كان هناك تعمّد للإعلان عن الزيارتين. اكثر من ذلك، إن معظم الطائرات الروسية التي تحط في اللاذقية ناقلة اسلحة ومعدات، تمرّ في الأجواء الإيرانية والعراقية وذلك لإثبات أن الحلف الروسي - الأميركي أقوى بكثير مما يعتقد.

ماذا يحصل الآن؟ هناك قوات ايرانية على الأرض، فضلاً عن قوات روسية لا تشارك في معارك برّية. وهناك اعادة تجميع للقوات السورية التي ما زالت موالية للنظام وللميليشيات التي انشأتها الأجهزة الأمنية وبعض النافذين. فضلاً عن ذلك، هناك مزيد من العناصر التي يرسلها «حزب الله« إلى الأراضي السورية. الهدف من ذلك كلّه، الإعداد لهجوم برّي يستعيد فيه النظام بعض الأراضي التي يحتاجها لتوسيع رقعة نفوذه وضمان قيام «دولة علوية« ذات امتداد في لبنان. في اطار هذه الخطة، يلعب سلاح الجو الروسي دوراً يغطّي أي تقدّم على الأرض للقوات الإيرانية وتلك التابعة للنظام. ولذلك، كان أوّل ما فعلته الطائرات الروسية المرابطة في الساحل شنّ غارات على مواقع في مناطق قريبة من حمص وحماة وادلب تابعة لـ«الجيش الحر« ولتنظيمات اخرى معتدلة وليس لـ«داعش«. ليس «داعش« في نهاية المطاف سوى مبرّر لمتابعة الحرب على الشعب السوري والسعي الى تصوير الثورة الشعبية في سوريا على غير حقيقتها وذلك خدمة لنظام طائفي امتهن مع حلفائه ممارسة الإرهاب بكل اشكاله منذ ما يزيد على خمسة واربعين عاماً، منذ ما قبل احتكار حافظ الأسد للسلطة في 1970. في ضوء الموقف الأميركي المضحك - المبكي والتصريحات التي تتسم بالتناقض الصادرة عن المسؤولين الأميركيين، لا يمكن إلّا الاعتراف بأنّ الوضع السوري زاد تعقيداً. فالرئيس باراك اوباما، يتكلّم كقس بروتستانتي في قدّاس الأحد، ويبدو كأنّه يكتفي بالكلام الجميل عن الحرّية والديموقراطية والقانون الدولي، لكنّه يترك الأفعال لقيصر الكرملين الذي ينسّق كلّ خطوة من خطواته مع الجانب الإيراني. هذا الجانب الذي اثبت مرّة أخرى أنّه اخضع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لمشيئته. فاذا كانت تصريحات العبادي في شأن التطورات السورية تدلّ على شيء، فإنّها تدل على أن رئيس الوزراء العراقي الحالي ليس، في احسن الأحوال، سوى نسخة أخرى أقلّ فجاجة بقليل من سلفه نوري المالكي. سوريا إلى أين؟ ليس صحيحاً أنّ العالم كلّه، على رأسه تركيا، تخلى عن سوريا والسوريين. هناك بعض العرب الشرفاء الذين يرفضون الرضوخ لما تسعى إلى فرضه واشنطن وموسكو وطهران وحتّى بعض العواصم الأوروبية من بينها برلين حيث الكلام المستغرب الصادر عن المستشارة انجيلا ميركل. كلّما زاد الوضع السوري تعقيداً، زاد وضوحاً. هناك من لم يضع البوصلة، لا لشيء سوى لأن القضية السورية قضيّة شعب أوّلاً. صحيح أنّ سوريا، ككيان، مهدّدة بالتفتيت، لكنّ الصحيح أيضاً أن بقاء شعلة الثورة السورية مضاءة منذ آذار/مارس 2011، لم يكن من باب الصدفة. يصعب ايجاد شعب قادر على الصمود بالطريقة التي صمد بها السوريون على الرغم من كلّ هذا الحصار المفروض عليهم ومن غياب القيادة الواعية. ما لا يستوعبه الروسي والإيراني أن ليس في الإمكان شطب الشعب السوري من المعادلة، حتّى لو باتت طموحاتهما محدودة ومحصورة بـ«الدولة العلويّة«... التي لا يمكن ان تقوم يوماً، وان كانت تحظى بمباركة اسرائيلية. لن تقوم هذه الدولة لسبب في غاية البساطة يتمثل في ان كل حملات التطهير الطائفي والمذهبي والضربات الروسية والغارات الجوّية لا يمكن أن تلغي الأكثرية السنّية في كلّ منطقة من المناطق التي يتألّف منها الكيان السوري.

 

هل ينجح نموذج بوتين حيث فشل الآخرون؟

 جورج سمعان/الحياة/12 تشرين الأول/15

الرئيس فلاديمير بوتين استعجل تحريك ديبلوماسيته مثلما استعجل في زج قواته في الحرب السورية. لا يريد لانخراطه الميداني أن يطول ويضيع في متاهات ومواجهات بدأت تلوح في الأفق. لن يترك لخصومه فرصة إعادة رسم خططهم وسياساتهم. يريد فرض واقع يتيح له فرض التسوية التي تناسب مصالحه أولاً وأخيراً. يريد توسيع انتشاره في المنطقة، ما دام عاجزاً عن إقناع خصومه الغربيين بهضم ما انتزع وينتزع من أوكرانيا. أرهقته العقوبات وتدني أسعار النفط ومتاعب اقتصاده وتراجع الروبل. ولا سبيل لامتصاص أي نقمة في الداخل سوى اللجوء إلى الفضاء القريب والبعيد تحت شعار استعادة مجد الإمبراطورية. لكن هذه السياسة قد لا تنجح. ولن يستطيع مساعد وزير خارجيته ميخائيل بوغدانوف إقناع أطياف المعارضة، خصوصاً المسلحة بمشروعه للتسوية. إلحاق خلل فادح في ميزان القوى وتغليب كفة النظام لا ينتج تسوية. وتركيز حربه على الجبهات الساخنة مع خصوم النظام لن تقنع هؤلاء بوجوب التسليم، بل إن توجه الأطراف الخارجية إلى تعزيز قدرات هؤلاء عتاداً وأسلحة فعالة سيدفعهم إلى مزيد من التشدد. تحريك موسكو عجلة الديبلوماسية مواكبة لحملتها العسكرية هدفه تقليص أمد انخراطها في الحرب، وفرض أجندتها وأولوياتها في التسوية، والتي تتجاوز حدود سورية إلى ما بعد أوكرانيا. كان هذا واضحاً بعد اللقاءات التي عقدها الزعيم الروسي مع نظرائه الغربيين. مشكلته أن هؤلاء، خصوصاً الأميركي، لم يُبدوا أي استعداد للمقايضة بين أزمة وأخرى. علماً أن سكوتهم عن مواجهته في السابق، في جورجيا ثم في أوكرانيا، دفعه إلى إعادة الانتشار فوق ما كان يعد للاتحاد السوفياتي وقبله للقيصرية. لم تأت القوات الروسية للحفاظ على النظام في دمشق أو لمواجهة «داعش» فحسب، أتت للحفاظ على مصالحها وحماية النظام في موسكو. «الدولة الإسلامية» قامت قبل نحو سنة ونصف السنة، وتعرض النظام في سورية لتهديدات كبيرة في السنوات الأربع الماضية، لكن الكرملين لم يتحرك. وعودة بالذاكرة إلى بداية الأزمة تلقي الضوء على ما يجري هذه الأيام: الرئيس ديمتري مدفيدف في نهاية عام 2011، دعا نظيره السوري إلى تطبيق إصلاحات أو التنحي. وكان حذره قبل ذلك من «مصير محزن» ما لم يستمع إلى مطالب المعارضين. وكان رئيس وزرائه يومذاك فلاديمير بوتين سبقه إلى أن بلاده «ليست لها مصالح واستثمارات في سورية للدفاع عنها»!

ولكن، على رغم ذلك لم تتخلَّ موسكو عن الـ «فيتو» في مجلس الأمن في أي قرار يخص دمشق. لا تريد خسارة هذا البلد، وخسارة صفقات السلاح معه ومع غيره في المنطقة كلها. وتريد تحويل موطئ قدم أسطولها في طرطوس قاعدة عسكرية كبيرة في المتوسط وشرقه. تريد العودة إلى ماضيها في مصر والعراق وغيرهما. ولا ترغب في تكرار التجربة الليبية، حيث وجدت نفسها خارج ما يرسم لمستقبل هذا البلد. عارضت بشدة ولا تزال أي محاولة لتغيير أي نظام لا تروق سياسته للغرب، على حد زعمها. لكنها تدرك جيداً أن ليبيا لم تكن درساً لها وحدها. شكلت درساً لواشنطن أيضاً بعد درس العراق. والواقع أن ما تريده العاصمتان هو ألا يتكرر في سورية ما حصل في هذين البلدين. كما أن تأكيد الرئيس باراك أوباما استعداده للتعاون مع نظيره بوتين اعتراف صريح بأن بلاده عاجزة وحدها عن فرض الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط. ومنع المنطقة من الانزلاق إلى مزيد من الانهيارات والتفكك. ولو كانت قادرة على التحرك وحيدة في شرق تنهشه الحروب الأهلية والمذهبية والعرقية، لما نادت قوى أخرى إلى المساعدة. والذين ينتظرون منجزات نوعية لتدخل روسيا اليوم، يجب ألا يغيب عن بالهم أن القوة مهما عظمت لا يمكنها فرض التسويات من خارج. هذا ما حصل للقوة الأميركية الضاربة في أرض الرافدين. وهذا ما حصل لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أيضاً. لم تستطع كل هذه القوى فرض نظام سياسي في بغداد تجمع عليه كل المكونات، بل واجهت جيوش الغرب حروباً ومقاومات متعددة. ولا تزال قوى كثيرة ترفض حتى اليوم تدخلهم الميداني. تستنجد بغداد بالأميركيين لغطاء جوي هنا وهناك. وتلومهم على عجزهم وعجز تحالفهم الدولي الواسع في احتواء «الدولة الإسلامية» والقضاء عليها. كأن الجيوش الأميركية قوات مرتزقة لوقت الحاجة!

ما دفع الرئيس بوتين على مغامراته العسكرية، حماية نظامه في الداخل ومصالح بلاده في الخارج. وساعده انكفاء خصمه، إذ كان واضحاً أن الرئيس أوباما منذ وصوله إلى البيت الأبيض ظل أسير شعاراته والتزاماته لإعادة الجنود الأميركيين إلى بلادهم، وتصفية «الحروب الاستباقية». وأنه لن يجازف في خوض حروب جديدة. وهو إلى اليوم لا يريد الانجرار إلى بؤر التوتر في المنطقة. والذين يصفونه بالتردد وغياب الرؤية والحزم والمجازفة بسمعة أميركا يعرفون أنه لم يحد عن سياسته المرسومة منذ اليوم الأول. استراتيجيته هي دعوة أهل الإقليم إلى تسوية مشاكلهم بأنفسهم. ولا شك في أن الاتفاق النووي مع إيران طوى صفحة توتر دائم مع طهران. لكن هذا الاتفاق لم يصرفه إلى الاهتمام بقضايا أخرى نحّاها جانباً طوال فترة المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية والدول الست الكبرى على برنامجها النووي. لم يتحرك لضبط التوازن بين هذه الجمهورية والقوى الأخرى، خصوصاً العربية. لم يفعل ذلك حتى عندما فرضت طهران حليفها نوري المالكي رئيساً لولاية ثانية عام 2010. ولم يتحرك لتصويب سياسة حكومة زعيم «دولة القانون» التي انتهت بقيام «دولة أبي بكر البغدادي». ولم يتحرك لوقف تمدد الحوثيين في اليمن. ولم يلجأ إلى دعم فصائل المعارضة السورية بمواجهة الدعم الإيراني والروسي للنظام. ترك للقوى الإقليمية أن تصحح بنفسها ميزان القوى على الأرض، لإيمانه بأن مثل هذا الأمر يعفيه من الانخراط الميداني المباشر لتصحيح الخلل.

وأمام عجز الأطراف الإقليميين المتصارعين، عرباً وإيرانيين وأتراكاً، عن التفاهم على الحد الأدنى وادارة أزمات المنطقة وتسويته، دفعهم إلى الاستنجاد بالقوى الكبرى. وهو ما أتاح لروسيا أن تتدخل بقوة لملء الفراغ أولاً. وسعياً إلى فرض توازنات جديدة على الأرض تسمح لها برسم التسويات بما يرسخ مصالحها. لكن الحرب التي تخوضها في سورية لا تنبئ بأن كسر التوازن لمصلحة النظام يمكن أن ينتج حلاً سياسياً للأزمة. ذلك أن عمليات قواتها لا تستهدف «داعش» بقدر ما تستهدف الفصائل المعارضة التي يفترض أنها معنية بالتسوية، وبالحركة الديبلوماسية التي يقودها بوغدانوف. وإذا قيض للتدخل العسكري الروسي أن يغلب كفة دمشق في الميدان، فإن تسويق موسكو فكرة الحكومة الوطنية الجامعة قد لا يلقى قبول معظم أطياف المعارضة... وحتى النظام أيضاً. على رغم أنها مهّدت لديبلوماسيتها برسائل إلى جميع المعنيين بالأزمة: فرضت حل ميليشيات «الدفاع الوطني» التي رأى إليها كثيرون في الداخل والخارج الذراع الرئيسية لإيران، والبديل المقبل من المؤسسة العسكرية. ونشطت في إعادة تأهيل القوات النظامية. أراحت جموع أهل الساحل وطمأنتهم إلى المستقبل والمصير. سيتضاءل تعلقهم بالرئيس بشار الأسد الذي ولّد تسليمه القياد لـ «الحرس الثوري» وحلفائه في إدارة البلاد والعباد بعد المعارك، استياء وغضباً. ستتراجع هيبته أكثر عندما يُلزمه الحل بالتنازل عن صلاحياته الشاملة وإشراك الآخرين. كما أن هذه الإجراءات تخفف من وطأة اليد الإيرانية، وتضع اليد الروسية فوقها. وفي ذلك بعض الاطمئنان للأقليات، ولأهل السنّة ومن يساندهم في دول الجوار. بل لعل ذلك يستجيب رغبة كثيرين من المتصارعين على الأرض السورية، ما دام أنه يؤدي إلى منع انهيار المؤسسات أو ما بقي منها كما حصل في ليبيا والعراق.

صحيح أن تدخل روسيا فرض وقائع جديدة، لكن الصحيح أيضاً أن خصومها يتكيفون سريعاً مع هذه القواعد: مزيدٌ من العتاد والأسلحة الفعالة لفصائل المعارضة. وسياسة جديدة لواشنطن في التعامل مع عدد من الفصائل وقادتها بديلاً من برنامج التدريب الفاشل، واعتمادها خططاً مختلفة للتعامل مع «داعش». هذا التحول يشي بأن الانكفاء الأميركي ليس غياباً كلياً. ولم يقفل البابَ أمام خيارات لن تسمح لروسيا بضرب ميزان القوى على الأرض السورية والإخلال به لمصلحة الأسد، والاستئثار تالياً برسم النظام الإقليمي. إلا إذا برهن بوتين على أن «تحالفه» في قتال الإرهاب أكثر نجاعة من «تحالف» أوباما. وأثبت أن نموذجه «الديموقراطي» في روسيا يصلح لبلاد الشام ولأهل الإقليم عموماً حيث عجزت أو فشلت النماذج الأخرى: النموذج الأميركي في الشرق «الكبير»، والنموذج الإيراني في العراق وسورية واليمن، والنموذج الغربي عموماً في أفغانستان وليبيا أيضاً، وحتى نموذج «العدالة والتنمية» الأردوغاني... علماً أن ما حل بجورجيا وأوكرانيا لا يبشر بخير كثير. هناك اكتفت موسكو بما اقتطعت، واكتفى خصومها بحصاد الفوضى، وبالتنديد الذي لا يسمن ولا يغني! لن يكون الانتظار طويلاً لترى إدارة أوباما وشركاؤها ما بقي في جعبة بوتين من مفاجآت.

 

إنها أكبر... إنها أخطر

غسان شربل/الحياة/12 تشرين الأول/15

هذه ليست مجرد مبارزة بين فلاديمير بوتين وأبو بكر البغدادي. ليست مجرد معركة لضمان موقع روسيا في سورية. ليست مجرد محاولة للاحتفاظ بوجود عسكري على شاطئ المتوسط. ليست مجرد عملية تتعلق بحسابات النفط والغاز والأنابيب والممرات. إنها أكبر. إنها أخطر.

هل ترانا نبالغ إذا قلنا إن التدخل العسكري الروسي في سورية بذيوله الإقليمية والدولية أخطر من هجمات 11 أيلول (سبتمبر). وإن إطلالة بوتين الجديدة عبر الصواريخ التي أطلقتها البوارج الروسية من بحر قزوين لا تقل خطورة عن إطلالة البغدادي من الموصل. وإن ما ألحقته صواريخ البوارج بصورة أميركا في المنطقة والعالم لا يقل عما ألحقته طائرات بن لادن بالبرجين. ففي الهجومين كانت هيبة أميركا هي الهدف الأول حتى ولو تغطى الهجوم الروسي بلافتات أخرى. من المبكر المسارعة إلى عقد المقارنات بين قرار جورج بوش الذهاب إلى الحرب رداً على جرح نيويورك وقرار بوتين الذهاب إلى الحرب دفاعاً عن مصالح بلاده وصورتها وسعيه إلى تعزيز موقعها. لم نصل بعد إلى تلك المرحلة. وأغلب الظن أن بوتين لا يريد تكرار خطأ بريجنيف في أفغانستان وخطأ بوش في العراق. لكن التجارب تقول إن أرض المعركة قد تفاجئ أبرع الجنرالات وما دبجوه على الخرائط في غرف العمليات.

حين أعلن البغدادي «دولة الخلافة» لم يتوقع أن تنهمر عليه باقات الورود والتهاني وأن يتسابق السفراء لتقديم أوراق اعتمادهم. كان يعرف أن دولته انتحارية. وأن إعلانها على أجزاء من خريطتين يشكل أوسع عملية انتحارية في التاريخ المعاصر. يرجح أن البغدادي حلم بما تعذر على أسامة تحقيقه وهو استدراج الآلة العسكرية الأميركية إلى مكان يتعذر فيه الانتصار واستنزافها ثم إرغامها على المغادرة مثخنة كما حل بـ «الجيش الأحمر» السوفياتي. اعتبر بوتين المحنة السورية فرصة كبرى لاستنزاف هيبة أميركا. شهر سيف الفيتو في مجلس الأمن. لن يسمح بتكرار ما يعتبره «الخديعة الليبية». أصيب الرئيس الأميركي المتردد بهاجس الابتعاد عن النار السورية. حين يطالب رئيس القوة العظمى الوحيدة رئيساً أن يرحل ولا يملك إرادة إرغامه وحين يضع «خطاً أحمر» ويتجاوزه المستهدف، يخسر صاحب الإنذار سريعاً معركة الهيبة والصورة. خدعه القيصر في محطة مفصلية. حين اكتفى أوباما بنزع السلاح الكيماوي من يد النظام السوري من دون اشتراط أن يتضمن الحل إطلاق مرحلة انتقالية سلّم عملياً ببقاء النظام. وحين يوافق أوباما على معاملة إيران وكأنها دولة كبرى في مفاوضات الاتفاق النووي، لماذا لا تتقدم روسيا للثأر من الإذلال الأميركي الطويل لموقعها وأسلحتها.

بدا الرئيس الأميركي المتردد مربكاً لحلفائه وحليفاً لأعدائه. قرأ بوتين المشهدين الدولي والإقليمي وسدد ضربته. لا يريد أوباما إنهاء إقامته في البيت الأبيض مستقبلاً جثث الجنود العائدة من الشرق الأوسط. أربع سنوات من الحرب في سورية أظهرت حدود الدور الإيراني وطابعه غير الحاسم. تركيا انزلقت إلى حرب على أراضيها والإرهاب نقل النار إلى الدار. وسلوك تركيا أقل بكثير من تهديدات سلطانها. السعودية منشغلة بحربها في اليمن وروسيا بادرتها بسلوك إيجابي في مجلس الأمن. أما أوروبا فمرتبكة بأمواج اللاجئين المرشحة للازدياد. سدد بوتين ضربته.

المسألة أكبر من إنهاء البغدادي ودولته. وأكبر من تحديد مصير الرئيس بشار الأسد ونظامه. وأكبر من تحويل الهلال الإيراني هلالاً روسياً - إيرانياً. إنها عملية انقلاب واسع على التوازنات التي قامت على ركام الامبراطورية السوفياتية. إنها عملية ثأر من أميركا التي انتزعت لقب القوة العظمى الوحيدة من دون أن تطلق رصاصة. وثأر من حلف الأطلسي الذي حرك بيادقه في اتجاه حدود الاتحاد الروسي. ثأر من سياسة التأديب والعقوبات والثورات الملونة والمجتمع المدني.

ليست مجرد معركة في سورية. وليست مجرد معركة على سورية. إنها معركة تسديد حسابات تؤثر نتائجها على ميزان القوى الدولي وملامح الشرق الأوسط ودوله وخرائطه وأقلياته. يستطيع بوتين تعديل ميزان القوى على الأرض لمصلحة النظام. الحسم الكامل متعذر وباهظ. يقدم سريعاً تصوراً لحل شبه مقنع أو يغرق تدخله في «سوريستان». لم يترك لخصومه خيارات كثيرة. سيتدفق السلاح والمقاتلون. وسيتردد صدى المعارك لدى مسلمي الاتحاد الروسي وجواره. سورية فرصة الثأر قد تتحول سريعاً سورية المستنقع التي تهدد باستنزاف القيصر وبلاده.

الشرق الأوسط في أحلك أيامه. دول خائفة. وخرائط قلقة. أكثرية متوجسة. وأقليات مذعورة. دوله الرئيسية تتعرض لاستنزاف غير مسبوق يعني سلامتها ودورها واستقرارها. تحارب خارج حدودها أو داخلها.

وسط بحيرات الدم أطل القيصر وسدد ضربته. بين المغامر والمقامر خيط رفيع. يفرض سريعاً حلاً شبه معقول في سورية أو يغرق مع البغدادي في «سوريستان».

 

روسيا وإيران: أصدقاء أو أعداء؟

ألكس راو/للبنان الآن/11 تشرين الأول/15

قُوبل قرار روسيا البدء بضربات جوّية في سوريا ضد مقاتلين معارضين للرئيس بشار الأسد، ربما على نحو مفاجئ، بحرارة رسمية الأسبوع الماضي ليس فقط من قبل النظام السوري المحاصَر، بل كذلك من قبل داعميه الإقليميين، وعلى رأسهم إيران. "تُرحّب إيران بجهود روسيا ضد داعش"، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مستخدماً اسمًا مختصرا للحديث عن تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على معظم أجزاء سوريا الشرقية."الضربات الروسية في سوريا سوف تعزّز من قوة محور المقاومة في مواجهة المشروع التكفيري"، قال نبيل قاووق القيادي في حزب الله، الحليف العسكري اللبناني لإيران الذي حارب ثوار سوريا منذ عام 2012. "المعادلات التي اعتُمدت في سوريا اليوم كلّها لصالح محور المقاومة"، أضاف قاووق قائلاً، مشيراً الى الائتلاف المعارض لأميركا الفضفاض الذي يضم كل من إيران، وسوريا، و"حزب الله"، وفصائل إسلامية أخرى.

إلاّ أنّ تحت هذا التباهي بالانتصار، يعتقد بعض المراقبين بأنّ الصورة أكثر تعقيداً. إحدى الفرضيات ترى بأنّ السبب الحقيقي لتدخّل روسيا هو تنافسها الصامت مع إيران على المرتبة الأولى في المعسكر الموالي للأسد. وفي حين إنّ تحالف موسكو مع دمشق، الذي يعود إلى الحرب الباردة، هو أقدم من تحالف هذه الأخيرة مع طهران، فإنّ تأثير الدعم المالي والعسكري الأساسي من إيران لنظام الأسد منذ اندلاع الحرب السورية كان كبيرا جداً لدرجة أنّ العديدين رأوها بمثابة السيد الفعلي للبلد.

وعندما تم مثلاً عقد اتفاق لوقف اطلاق النار في آب بين ثوار ومقاتلين موالين للأسد في منطقتي القلمون وادلب، كانت طهران لا دمشق هي التي تفاوضت باسم سوريا. وقال دبلوماسي روسي سبق أن اتخذ من دمشق مقراً له إنّ هذه التطورات جعلت الأسد حذراً من الجمهورية الإسلامية، وممتنّاً لرؤية روسيا تُعيد التأكيد على موقعها. وتتحدّث تقارير أخرى عن خلافات اضافية بين موسكو وطهران فيما خصّ مصير الأسد بعد الحرب، في حين يذهب بعض المحللين أبعد من ذلك، معتبرين أنّ روسيا الجريئة قد تعمل على الحد من طموحات إيران الاقليمية وحتى أن تفصل الأسد عن "محور المقاومة".

وفي حين اعترف المحللون الذين تحدث إليهم NOW بأنّ ليس لدى روسيا التي- منذ عام 2010 دعمت فرض عقوبات مشددة على طهران في مجلس الأمن- أي أجندة مشابهة لأجندة إيران في الشرق الأوسط، فقد كانوا غير مقتنعين بأن تدخّل روسيا في سوريا سوف يكون على حساب السياسة الإيرانية.

"روسيا وإيران خصمان تقليديان. ثمّة منافسة خفية ما دائمًا في علاقاتهما. وبناءً على ذلك، لم تكن العلاقات بين حكومتي إيران وروسيا بهذا التقارب منذ 500 عام"، قالت آنا بورشكيفسكايا، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، مضيفة: "لا يزال هناك منافسة، ولكن عندما يتعلّق الأمر بسوريا، يبدو بأنهما يعملان بشكل متواز. لدى الإثنين هدف مشترك، هو ابقاء الأسد في السلطة". بدوره مايكل ويس، المساهم في تأليف كتاب "داعش: داخل جيش الرعب"، ورئيس تحرير صحيفة The Interpreter في معهد روسيا المعاصرة، والمساهم سابقاً في موقع NOW، يشكّك في اعتبار أن طهران وموسكو تتنافسان. ويقول ويس لـNOW: "صراحةً، أعتقد بأنّ روسيا تؤمّن غطاءً جوياً لا تستطيع إيران تأمينه، وإيران تؤمن القوى البرية، ويضيف: "من وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لديه أهداف بسيطة: هي البقاء على الأسد حياً، وملاحقة أي قوة معارضة لديها مصداقية على الأرض، مثل الجيش السوري الحر وغيره، والادّعاء بقصف داعش، ومنع الأميركيين من القيام بأي شيء يؤدي الى تغيير في الخطة [...] ويريد القضاء على أي شيء يمكن أن يخرج الأسد من السلطة، على المستويين العسكري والدبلوماسي. وهذا ما لا أراه متعارضاً أبداً مع ما تريده إيران".

وبعيداً عن هذه العوامل كلها، ترى بورشكيفسكايا بأنّ الاعتبارات الروسية الداخلية قد تكون مؤثّرة بقدر أهداف سياستها الخارجية: "يريد بوتين أن يظهر بمظهر القائد العظيم، كقائد قوي. وهو يقوم بذلك جزئياً لأنه غير قوي، فهو قائد ضعيف. الوضع الاقتصادي في روسيا فظيع، والوضع الاجتماعي يدور في دوّامة مفرغة، والقوات العسكرية تعاني من الكثير من المشاكل. وكافة هذه المشاكل الداخلية تعمل على إضعافه. فكيف له بأن يبقى في السلطة كقائد تعسّفي؟ إنه يشير الى أعداء خارجيين - أهمهم الولايات المتحدة".

"وفيما خصّ الادعاء بأنّ روسيا تحاول الإبقاء على موقعها دبلوماسياً، أي ضمان حجز مكان لها على الطاولة عندما يتم أخيراً تقرير مصير سوريا"، كما قال أحد المحللين، يرى ويس على العكس من ذلك بأنّ موقع روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن ليس معرضاً للتهديد.

"أي مؤتمر سلام افتراضي يحظى بأي نوع من الترخيص من مجلس الأمن هو بحاجة الى روسيا"، قال ويس، وتابع: "لن تكون إيران القوة المسيّرة لأي نوع من اتفاق إرساء السلام في سوريا. روسيا هي التي ستقوم بذلك، أقلّه وفقاً لمقاييس وزارة الخارجية الأميركية، ويُنظر إلى الروس بهذا المنظار منذ عام 2011".

ويس ليس مقتنعاً كذلك بأنّ تقريراً واحداً في الأسبوع الماضي زعم تحقيق الروس نصراً على الثوار في ساحة المعركة السورية قد يدلّ على قرب خروج الأسد من السلطة. ويقول: "منذ خمس سنوات وأنا أسمع بأنّ روسيا ليست متمسّكة ببشار الأسد، وكل ما تريده هو مجرّد عميل، هي فقط تريد الحفاظ على مصالحها. لكن الحقيقة هي أنّ روسيا إذا لم تكن متمسكة بالأسد، لن يبقى الأسد رئيساً لسوريا. هل يمكن أن أتخيّل بعد سنوات بأنّ روسيا قد تأتي الى الولايات المتحدة وتقول: صحيح لقد دمّرنا المعارضة السورية بأكملها التي تشكّل تهديداً حقيقياً للأسد، والآن فلنتفاوض على شروط استسلام الأسد؟ لا".

ألكس راول يغرد على تويتر @disgraceofgod

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

سورية وحقل التجارب الروسية!

داود البصري/السياسة/12 تشرين الأول/15

ما أعلنه الامين العام لحلف الـ »ناتو« جينس ستولتنبيرغ, وهورئيس وزراء سابق لمملكة النرويج, عن إستعمال روسيا لأسلحة جديدة ومتطورة في حربها العدوانية على الشعب السوري أمر خطير لم يتم التركيز عليه إعلاميا, ولم تتم الإشارة إليه بشكل تفصيلي وموضح أو موثق, فالمافيا الروسية الجديدة وهي تمارس البلطجة الرثة في الشرق العربي, وتتحالف مع أنظمة فاشية منهارة وساقطة أخلاقيا, وعصابات طائفية مريضة, لم تكتف بالإنضمام العلني لحلف الساقطين وتعزيزه ورفده بأسباب القوة والحياة, بل تحولت لدولة همجية تمارس القتل العشوائي وتستعرض عضلاتها على الفقراء والمستضعفين, وتظهر دورا استعماريا خبيثا لم تحاول إظهاره منذ عهد القيصر بطرس الأكبر, الرئيس الروسي بوتين اليوم وهو يحرك جيوشه لدك الآمنين في بلاد الشام بعد أن دمرهم حليفه نظام دمشق بترسانته الحربية الروسية لنحو خمسة أعوام من القتل المجاني, لم يلتزم بأقل المعايير الأخلاقية التي تؤطر ممارسات دولة كبرى بحجم دولة الإتحاد الروسي التي دخلت للأسف في حروب تدميرية مفتوحة ضد شعوب الشرق في محاولة بائسة للخروج من أزماتها المعقدة وخلافاتها المستعصية مع الغرب الأميركي ومع دول الإتحاد الأوروبي حول مسائل وقضايا القرم وأوكرانيا ومشاريع الغاز والطاقة, فلم تجد غير الشرق العربي مجالا حيويا لغاراتها ولأسلحتها الجديدة القذرة, ومن الملاحظ ان الإعلام الروسي العسكري وهو معروف بتحفظه الشديد أخذ يشير أخيرا وعلنا لمنظومة الأسلحة الروسية الجديدة من صواريخ ودبابات ووسائل إتصالات وتقنيات عسكرية!, وكانت الساحة السورية وقد تحولت لسباق ومهرجان شامل ومسابقة دولية للقتل المجاني هي المجال الحيوي والميدان الطبيعي لتجربة تلكم الأسلحة للأسف, وهي جريمة وفق كل المقاييس لن تستطيع موسكو الإفلات من عواقبها مهما طال الزمان وتغيرت المعادلات, فالجرائم ضد الجنس البشري لا تسقط بالتقادم, وما فعله الاميركيون بأسلحتهم من ذخيرة اليورانيوم المنضب في العراق مثلا يظل شاهدا على وحشية الدول الكبرى التي تتغطى وتتدثر بشعارات وأناشيد حقوق الإنسان المزيفة, وكذلك لن ينسى التاريخ أبدا جرائم جيش الإستعمار الأسباني في شمال المغرب ضد الريفيين في ثورة عبد الكريم الخطابي ضد الإستعمار الأسباني شمال المغرب في عشرينات القرن الماضي وكيف ظلت أمراض السرطان الخبيثة تستوطن المنطقة وتتوارثها الأجيال حتى اليوم, والروس المعتدون ليسوا إستثناء وصواريخهم العابرة للقارات والمستعرضة على رؤوس الفقراء والمحرومين هي علامة عار وإنكسار, وليست دليلا لنصر مبين, فالكلمة الأخيرة في معارك الشام لم تقل بعد, ومشاهد الصراع والمقاومة ضد العدوان الروسي لم تزل مفتوحة على مصراعيها, وأحداث الأيام المقبلة ستكون رهيبة في دلالاتها, وترسانات أسلحة التدمير الشامل الروسية لن تمنع أبدا إنهيار الحليف الأسدي المجرم.

كما أن تخاذل المجتمع الدولي المنافق لن يدوم إلى ما لا نهاية, قد لا يستطيع أحرار الشام والمنطقة, تدمير الآلة الحربية العدوانية الروسية لكنهم بالتأكيد يستطيعون إدماء أنوف الروس وإعادة تذكيرهم بأيامهم الأفغانية السوداء, فالمعركة الفاشية ضد خيارات الشعوب الحرة فاشلة مهما كانت قوة وحجم وطبيعة أدوات وأسلحة القمع. العدوان الروسي وقد وقع, والتحالفات الشيطانية وقد أظهرت قرونها ستؤدي في نهاية المطاف لتبلور موقف مقاوم وجبهة مساندة للشعب السوري الحر, وسيدفع المعتدون الروس وحلفاؤهم أثمانا باهظة لعدوانهم, ولكن لجوء الروس لاستعمال أسلحة جديدة ومتطورة في الصراع السوري يسجل تاريخيا كنقطة إيجابية لصالح الثورة السورية في كونها الثورة الشعبية الأولى في التاريخ التي أخرجت الدب المتوحش الفاشي الروسي من كهفه ومخبئه ليواجه الأحرار, وسيخسر المواجهة لكون الله سبحانه وتعالى يدافع عن الذين آمنوا, ولكون أسلحتهم التدميرية الخبيثة سترتد وبالا عليهم وستدمرهم ذاتيا, فحين أعلنها السوريون قبل سنوات »ما إلنا غيرك يالله«.. كانوا يعلمون علم اليقين حجم التحالف المافيوزي الواسع المجرم للنظام الذي يمتد من محاور الشر والجريمة الممتدة من موسكو وطهران وبغداد وبيروت, وكانوا مشخصين للحالة جيدا, أما اليوم وقد أعلن الامين العام لحلف الـ »ناتو« طبيعة الأسلحة العدوانية الروسية فإن على المجتمع الدولي والدول الكواسر فيه مسؤولية التحرك لمنع إبادة الشعب السوري, وحتى يستيقظ الضمير الدولي النائم فإن أحرار الشام سيواجهون العدوان وسيهزمونه بعون الله.. فأنتظروا مفاجآت الأيام المقبلة.

 

اميركا بدأت بتسليح المعارضة من اجل استنزاف الروس في سوريا

علي العاملي/جنوبية/11 أكتوبر، 2015

هل قررت اميركا ان تدخل الروس في حرب استنزاف في سوريا على الطريقة الافغانية التي اذت الى هزيمة السوفيات وخروجهم المذل من افغانستان في ثمانينات القرن الماضي؟ هناك مؤشرات ميدانية ترجّح ذلك فما هي؟

قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، على هامش إجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي الذي عقد قبل ثلاثة ايام، أن التدخل الروسي في سوريا ستكون له عواقب وخيمة على روسيا نفسها، مؤكدًا بأنها “ستبدأ في تكبّد خسائر بشرية خلال الأيام المقبلة”. وقد تلا هذا التصريح تطور أميركي لافت ،اذ استغنت واشنطن عن تدريب مقاتلين “معتدلين” من فوات المعارضة واستبدلته بتسليح ودعم مباشر لبعض تشكيلات الجيش السوري الحر، فأعلن “البنتاغون” بأن أميركا ستقدّم سلاحًا وعتادًا لـ “قادة مختارين” في المعارضة السورية، وبأنها ستؤمن لهم غطاءً جويًا في معركتهم بوجه تنظيم “داعش”. كما نقلت قناة “بي بي سي” البريطانية نقلا عن مسؤول سعودي رفض ذكر اسمه، بأن “المملكة العربية السعودية قررت مدّ الثوار السوريين بأسلحة متطورة”، مؤكدًا بأن بلاده “ستقدّم المزيد من المعدات العسكرية للمجموعات التي تقاتل ضد الروس والإيرانيين وحزب الله وقوات الأسد في سوريا”، كما ولم يستبعد أن يُزوّد الثوار بصواريخ أرض – جو ليتمكنوا من التصدّي للغارات الجوية التي يشنها الروس عليهم. هذا وكشف نائب رئيس الإئتلاف السوري المعارض هشام مروة، خلال مقابلة صحفية نُشرت في الخامس من الشهر الحالي، عن إجتماعات بين الإئتلاف والفصائل العسكرية بهدف الاستعداد لتنفيذ عمليات نوعية ضد الروس في سوريا، مؤكدًا بأنهم ينتظرون “الاعلان عن تفاصيل التنفيذ فقط”. وبدأت بعض المعلومات الصحفية تتحدث عن ارادة أميركية في تغيير تكتيك دعمها للمعارضة وتفعيله وتكثيفه وعن معارك موضعية مرتقبة تهدف لإيقاع خسائر بشرية في صفوف الروس الموجودين في سوريا، وهذا ما يراه المتابعون “تطورًا لافتًا جدًا” في شكله ومضمونه وتوقيته سيّما في ظل الإحصائيات الأخيرة التي تحدثت عن أن غالبية الشعب الروسي ترفض التدخل العسكري في سوريا نتيجة مخاوفها من حرب طويلة، وبالتالي خسائر بشرية واقتصادية مباشرة. ويرى المراقبون الذين تابعوا الهجوم البري السوري الايراني قبل ايام على ريفي حماة واللاذقية المدعوم من سلاح الجو الروسي مدى تأثير صواريخ تاو الاميركية المعدلة على المعركة والتي زوّدت بها فصائل المعارضة حديثا، وهي ادت بدخولها المعركة بكثافة الى تفشيل الهجوم حتى الان، وقتل قائد الهجوم الايراني الجنرال همداني الذي نعته اطهران اول امس، وكذلك قتل قائد وحدات حزب الله المهاجمة حسن الحاج (ابو محمد الاقليم) الذي نعاه الحزب امس، اضافة الى تدمير عشرات الدبابات السورية ومقتل اطقمها كما افادت مصادر اعلامية مستقلة، وهذا انما يدل عن فعالية السلاح الاميركي من جهة، ويؤشّر الى ان التكثيف من الامداد بهذا السلاح وغيره الاكثر تطورا ليشمل الصواريخ المضادة للطائرات فان ذلك من شانه اعادة الامور الى نصابها ميدانيا، وربما الى قلب الموازين العسكرية لصالح المعارضة بعد استنزاف الروسي جوّا وربما البرّي اذا ما حاول الكرملين ان ينقذ الحليف السوري نظام الاسد في مبادرة يائسة اخيرة.

 

روسيا: لبنان جزء من المشكل والحل!

منير الربيع/المدن/الأحد 11/10/2015

عبر بيان وواضح وعبر بضعة أسطر، أرادت روسيا التأكيد للجميع أن تدخلها العسكري في سوريا ليس يتيماً أو وحيداً، إنما يترافق مع مساع سياسية روسية للعمل على حلّ عدد من أزمات المنطقة، وتعتزم موسكو تسجيل نقاط إيجابية في عدد من الملفات للتأكيد على أنها هي صاحبة الحلّ والربط في الشرق الأوسط، إن عبر هدير طائراتها في الأجواء، او عبر ضجيج الكلام عن مبادرات سياسية لإخراج المنطقة من مآزقها. قبل أيام صدر بيان عن وزارة الخارجية الروسية أكد أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، التقى كلا من جاك أوديبر المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، ونيكولا دي ريفير المدير السياسي بوزارة الخارجية الفرنسية، حيث جرى تبادل مفصل للآراء حول الأوضاع العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط مع التركيز على التطورات في سوريا وفي لبنان وما يخص القضية الفلسطينية - الإسرائيلية. وركزت المشاورات على مهمة تنسيق جهود مختلف الجهات للتصدي لخطر “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى بصورة فعالة. وأكد الطرفان في أعقاب المشاورات على ضرورة مواصلة الحوار السياسي المنتظم بين موسكو وباريس حول القضايا الأساسية بالشرق الأوسط. وإن كانت النقاط التي بحثت، وفق ما ورد في البيان، متشعبة، إلا أن الملف الأبرز، بحسب المتابعين، والذي يعتبر الطرفان الفرنسي والروسي أن هناك إمكانية لتحقيق خرق على ساحته، هو لبنان، لأن ليس فيه معارك أو اشتباكات، إنما هناك ركود سياسي وتعطيل للمؤسسات يمكن حلّه ببعض المساعي الدولية لا سيما أن هناك حواراً بين مختلف الأفرقاء مدعوماً دولياً. في الأسابيع القليلة الماضية، أصدرت شخصيات سياسية لبنانية مواقف متفائلة في إمكانية التوصل إلى إنتخاب رئيس للجمهورية في الخمسة أشهر المقبلة. وعليه تبرز هذه الآمال مجدداً، وذلك بالتعويل على الدور الروسي. وتؤكد مصادر ديبلوماسية لـ"المدن" أن روسيا حصلت على مهلة دولية مدتها ثلاثة أشهر لتنفيذ عملياتها في سوريا، على ان تحمل هذه الفترة حلاً للازمة السورية عبر العودة الجدية إلى طاولة المفاوضات، وعلى هذا الميزان تعلّق الآمال اللبنانية. وتربط المصادر هذه المعطيات، بتشديد رئيس مجلس النواب نبيه بري على الدعوة إلى الحوار، وتأكيده أكثر من مرة بأنه سينتج رئيساً، وفي السياق تأتي جولة بري الدولية، التي ستشكل موسكو إحدى محطاتها المهمة.

وبالتوازي مع زيارة بري الخارجية، علمت "المدن" من مصادر كنسية أن البطريرك الماروني بشارة الراعي موجود في الفاتيكان منذ حوالى الشهر بسبب نشاط روحي، ولا تخفي المصادر أن الراعي يتابع عن كثب كل الإتصالات الدولية التي تجري من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية،، وتشير مصادر "المدن" إلى أن وفداً من لبنان يضم عددا من البطاركة سيتوجه إلى روما الأسبوع المقبل للإطلاع على آخر ما وصلت إليه الأمور. منذ أكثر من سنة، تسعى روسيا مع فرنسا والفاتيكان للضغط من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية، كل المحاولات باءت بالفشل، وتعتبر مصادر "المدن" أن روسيا تحمل إيران مسؤولية هذا التعطيل، لاستخدامه كورقة ضغط في ما بعد، خصوصاً لفتح المفاوضات مع المملكة العربية السعودية التي ترفض أي شكل من أشكال التحاور مع إيران قبل فرض واقع جديد في اليمن، اما اليوم فالأمور اختلفت. اذ تعتبر موسكو أن إمساكها بزمام الأمور العسكرية في سوريا يتيح لها إنجاز حلّ للأزمة اللبنانية.

لكن ماذا تغير الآن؟ تقول المصادر، إن تقدم السعودية في اليمن سيدفع إيران للتنازل في ورقة معينة، وتبدو هذه الورقة لبنانية، وهذا ما تعول عليه روسيا بالإضافة إلى عوامل أخرى أهمها، تدخلها العسكري في سوريا والذي يعتبر إنقاذاً لإيران وبالتالي بإمكان موسكو الضغط على طهران لتسهيل إنتخاب رئيس للبنان، وبذلك يكون بوسع إيران فتح نافذة للحوار مع السعودية من الباب اللبناني. وتشدد المصادر الروسية لـ"المدن" أن حرصها على إنجاز التسوية اللبنانية سيكون قائماً على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، بمعنى أن موسكو متمسكة بما سرب في آخر زيارة لبوغدانوف إلى لبنان حول أن بلاده تدعم رئيساً توافقياً، يقبل به كل الأفرقاء، وتؤكد المصادر أنه بحال نجحت هذه الإتصالات فإن الإتفاق سيأتي ضمن سلة متكاملة على غرار إتفاق الدوحة، بمعنى إنتخاب رئيس توافقي، مقابل الإتفاق على قانون إنتخابي يرضى عنه النائب ميشال عون وحزب الله بالإضافة إلى الإتفاق على صيغة الحكومة التي ستشكل بعد إنتخاب الرئيس.