المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october15.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا12/من16حتى21/مثال الرجل الغني الذي اغلت له أرضه كثيراً

رؤيا القدّيس يوحنّا(19/01-02.05-09.11-13.16)/ وَخَرَجَ صَوْتٌ مِنَ ٱلعَرْشِ يَقُول: «سَبِّحُوا إِلهَنَا، يَا جَمِيعَ عِبَادِهِ، وٱلَّذِينَ يتَّقُونَهُ، ٱلصِّغَارَ وٱلكِبَار.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الحمد لله نحلت عقدة البيك وأخيراً اجتمع مع الملك السعودي، فعسى خيراً/الياس بجاني

إلى الشيخ سعد الحريري/كفى تنازلات لإيران ولحزبها في لبنان/الياس بجاني

الخبر الذي نشر على موقع الرئيس الحريري حول اجتماعه مع النائب وليد جنبلاط وهو موضع تعليقنا في أعلى

 

عناوين الأخبار اللبنانية

البابا يطلب الصفح باسم الكنيسة على الفضائح التي شهدتها روما

الحكومة اللبانية باتت في مهب الريح وسلام وضع كل الخيارات على الطاولة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 14/10/2015

اسرار الصحف المحلية الصادرة في بيروت يوم الاربعاء في 14 تشرين الأول/15

جنبلاط زار الملك السعودي وعرض معه الاوضاع

الحريري استقبل في دارته بالرياض جنبلاط وتيمور وابو فاعور

الجراح: السلاح غير الشرعي يمنع تقدم البلد وملف فساد الكهرباء بمثابة مغارة علي بابا

السيد نصرالله: نؤيد بالمُطلق مقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم

هل أصبح غضنفر ركن أبادي في اسرائيل؟!

 ريفي: سلاح “حزب الله” لم يعد ينفع باللعبة الداخلية وسيرتد عليه

قتيل وجريح من بين ثلاثة مسلحين أطلقوا النار على حاجز للجيش قرب الهرمل

محامون درسوا ملفات الناشطين الموقوفين: سنتقدم بإخبارين بشأن سرايا بنت جبيل وإطلاق النار في زحلة

المحكمة الدولية: بدء محاكمة الأخبار وابراهيم الأمين في 28 ك2 المقبل

لقاء سري بين المشنوق وصفا... حزب الله خائف

الحراك: استمرار اعتقال الناشطين تعسف اضافي

عون يكيل الشتائم ويلوّح بـ«التصادم»..

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حركة طانيوس شاهين زارت جعجع في معراب

حسين الموسوي: مع معالجة ملف النفايات بطريقة صحيحة وعادلة

سفير مصر بعد لقائه الجميل: الرهان على التطورات الإقليمية قراءة غير دقيقة

بري توج زيارته لبوخارست بلقاء رئيس رومانيا وأكد فرض الحل السياسي في سوريا وبراءة الاسلام من الارهاب

لبنان ودع سكاف من بيروت إلى زحلة في مأتم رسمي وشعبي لحام: نودع وجها مميزا سنفتقده في خواتم الأيام وفي الظروف المفصلية

بزي: لاستمرار الحوار ولإقرار قانون انتخابات نيابية على أساس النسبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هجومٌ إيراني بري واسع على حلب بقيادة سليماني

التلفزيون الإيراني يعرض صوراً لقاعدة صواريخ تحت الأرض

واشنطن: طهران انتهكت قرار مجلس الأمن بتجربتها الصاروخية

البحرين: إيران تشن حملة إرهاب دولة لإطاحة أنظمة دول الخليج

جيب بوش يصف بوتين بالبلطجي: سأطيح الأسد إذا انتخبت رئيسا

تركي الفيصل محذراً بوتين: لا تعادي 1.25 مليار مسلم

واشنطن رفضت استقبال وفد روسي رغم استئناف المحادثات العسكرية

مقتل قياديين كبيرين في "الحرس الثوري" وقصف عنيف للنظام على حي جوبر

آلاف الجنود الإيرانيين وقوات من “حزب الله” تساند جيش الأسد في هجوم واسع على حلب

وقفة احتجاجية لرجال دين مسلمين أمام السفارة الروسية في بيروت تنديداً بالتدخل العسكري في سورية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تداول السلطة او تجديد النخب السياسية/محمد عبد الحميد بيضون

أزمة العروبة: لماذا ينبذ الشباب العربي عروبته/منى فياض/ العرب

التحالف الدموي الإيراني- السوري وخسائر الحرس الثوري/داود البصري/السياسة

القتيل الفلسطيني والقتيل السوري/حـازم الأميـن/لبنان الآن

السجال حول الحراك اللبناني وهجاء المُثقّف/زياد ماجد/لبنان الآن

عندما يولّد اليأس الغباء/إيلـي فــواز/لبنان الآن

روسيا بعيون "حزب الله": حليف مع وقف التنفيذ/سامي خليفة/المدن

الروس في خدمة "داعش"/جلال زين الديـن/لبنان الآن

انقاذ الظاهرة اللبنانية/وليد أبي مرشد/الشرق الأوسط

الإيرانيون على حدود تركيا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لا مكان للأسد.. وحتى إيران/طارق الحميد/الشرق الأوسط

كيف صار الأسد حجر شطرنج في اللعبة الروسية/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

«رشوة» أميركية للمعارضة السورية/حسان حيدر/الحياة

السؤال في تركيا «داعش» أو «لا داعش»/الياس حرفوش/الحياة

«الحرب بالوكالة» في سورية تستدرج سباقاً إلى الرقّة/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

أخطار الحرب العالمية الثالثة بسبب الأزمة السورية/ رغيد الصلح/الحياة

ملامح كيان علوي في طور الاكتمال/ نادية عيلبوني/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا12/من16حتى21/مثال الرجل الغني الذي اغلت له أرضه كثيراً

"قالَ الربُّ يَسُوعُ هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي!

فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

رؤيا القدّيس يوحنّا(19/01-02.05-09.11-13.16)/ وَخَرَجَ صَوْتٌ مِنَ ٱلعَرْشِ يَقُول: «سَبِّحُوا إِلهَنَا، يَا جَمِيعَ عِبَادِهِ، وٱلَّذِينَ يتَّقُونَهُ، ٱلصِّغَارَ وٱلكِبَار.

يا إِخوَتِي، سَمْعْتُ كَأَنَّ صَوْتًا عَظِيمًا لِجَمْعٍ غَفِيرٍ في ٱلسَّمَاءِ قَائِلِين: «هَلِلُويَا! أَلْخَلاصُ وٱلمَجْدُ وٱلقُدْرَةُ لإِلهِنَا! لأَنَّ أَحْكَامَهُ حَقٌّ وعَدْل! لأَنَّهُ حَكَمَ عَلى ٱلفَاجِرَةِ ٱلعَظِيمَة، ٱلَّتِي أَفْسَدَتِ ٱلأَرضَ بِفُجُورِهَا، وٱنْتَقَمَ مِنْ يَدِهَا لِدَمِ عِبَادِهِ!». وَخَرَجَ صَوْتٌ مِنَ ٱلعَرْشِ يَقُول: «سَبِّحُوا إِلهَنَا، يَا جَمِيعَ عِبَادِهِ، وٱلَّذِينَ يتَّقُونَهُ، ٱلصِّغَارَ وٱلكِبَار!». وَسَمِعْتُ كَأَنَّ صَوْتَ جَمْعٍ غَفِير، وكَأَنَّ صَوْتَ مِيَاهٍ غَزِيرَة، وكَأَنَّ صَوْتَ رُعُودٍ شَدِيدَةٍ تَقُول: «هَلِلُويَا! لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلهَنا ٱلضَّابِطَ ٱلكُلَّ قَدْ مَلَكَ! فَلْنَفْرَحْ ونَبْتَهِجْ! وَلْنُمجِّدْهُ، لأَنَّ عُرْسَ ٱلحَمَلِ قَدْ أَتَى، وعَرُوسَهُ قَدْ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا، وأُعْطِيَ لَهَا أَنْ تَتَوَشَّحَ بِكَتَّانٍ بَرَّاقٍ نَقِيّ! فَالكَتَّانُ إِنَّمَا هُوَ أَعْمَالُ ٱلقِدِّيسِينَ ٱلبَارَّة!».

وقَالَ لي: «أُكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلى وَلِيمَةِ ٱلحَمَل!». وقَالَ لي: «هذِهِ هِيَ أَقْوَالُ ٱللهِ ٱلحَقَّة!». ورَأَيْتُ ٱلسَّمَاءَ مَفْتُوحَة، وإِذَا فَرَسٌ أَبْيَض، وٱلرَّاكِبُ عَلَيْهِ يُدْعَى ٱلأَمِينَ وٱلحَقّ، وهُوَ بِٱلبِرِّ يَدِينُ ويُحَارِب. وعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَار، وعَلى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَة، ولَهُ ٱسْمٌ مَكْتُوبٌ لا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ سِوَاه.

وهُوَ مُوَشَّحٌ بِثَوبٍ مَغْمُوسٍ بِٱلدَّم، ويُدْعَى ٱسْمُهُ: كَلِمَةَ ٱلله! وَلَهُ ٱسْمٌ مَكْتُوبٌ عَلى ثَوْبِهِ وَعَلى فَخْذِهِ: مَلِكُ ٱلمُلُوكِ ورَبُّ ٱلأَرْبَاب!"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الحمد لله نحلت عقدة البيك وأخيراً اجتمع مع الملك السعودي، فعسى خيراً

الياس بجاني/14 تشرين الأول/15

الحمد لله وأخيراً نحلت عقدة البيك واجتمع ومعو ولي العهد تيمور والفاعور المطابق للمواصفات كافة بالملك السعودي.

الاجتماع حقيقة هو انجاز مهم من دون أي شك، وأخذ متل ما خبرونا العصافير والحمامات الساجلة كتير وقت وكتير وساطات وكتير شغل.

إن ما يفرح المتابعين والمحبين والرفقاء ويزعج الغيارى والحساد وهم كثر، أن الإعلام وزع صورة للمجتمعين مع الملك مبين فيها بيكنا مرتاح ومبسوط ع الآخر.

كتير منيح ومبروكة الصلحة والله يبعدنا ويبعد البيك من "هلقتنيي" وبالرايح عن سيناريوات القمصان السود والتكويعات القسرية وعن النجم العائد إلى المسرح بقوة النجيب الميقاتي، والأهم يحمي البيك من عبسات وفيق صفا ويضل وفيق رايق وراضي عليه.

وكمان مهم كتير وضروري انو ترجع هوئيات البيك للعمل الفاعل من جبال الباروك إلى جانب قواعد الحزب اللاهية المتمركزة هناك وتعود كل هذا الهوائيات الجنبلاطية المعطلة حالياً إلى التقاط الذبذبات السياسية كما كان الحال ما قبل عراضة وواقعة القمصان السود.

أكيد، أكيد مبروكة الصلحة والبركة بالشيخ العسيري. وع قبال زيارة غير شكل للجنرال والأصهرة وتكون كمان صورة الاجتماع حلوي متل صورة البيك وربعه!!

 

إلى الشيخ سعد الحريري/كفى تنازلات لإيران ولحزبها في لبنان

الياس بجاني/14 تشرين الأول15

في ما يلي تعليق لنا كتبانه على صفحة الرئيس سعد الحريري قبل قليل تعليقاً على خبر منشور على نفس الصفحة عن اجتماعه بالنائب وليد جنبلاط(خبر الإجتماع بعد التعليق)

المهم يا شيخ سعد أن لا تؤخذ عقب الإجتماع مواقف تؤذي 14 آذار وقيم وأهداف ثورة الأرز ومساعي استرداد الإستقلال وتتخلى أكثر وأكثر عن الثوابت الوطنية التي من أجلها سقط الشهداء، والأهم أن لا تعطي مجاناً إيران وحزبها في لبنان المزيد من التنازلات التي بالواقع فاقت الحدود والمعقول وباتت تهدد كيان ووجود ووحدة 14 آذار. أما البيك فقصته قصه وهوئياته اللاقطة في حالة ضياع حالياً وهو لا يزال معسكراً على ضفة النهر منتظراً الجثث التي قد يطول وصولها وبنفس الوقت يحاول الوقوف باستمرار على خاطر وفيق صفا وفي نفس موقع وزير الداخلية صاحب شعار "مش عارف مع مين عم تحكي". يبقى أن عودتك إلى لبنان ضرورية ومهمة ولا يجب أن تطول.

الخبر الذي نشر على موقع الرئيس الحريري حول اجتماعه مع النائب وليد جنبلاط وهو موضع تعليقنا في أعلى

14 تشرين الول/15

استقبل الرئيس سعد الحريري في دارته بالرياض اليوم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يرافقه نجله تيمور والوزير وائل أبو فاعور. وتم التداول في سبل الخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

البابا يطلب الصفح باسم الكنيسة على الفضائح التي شهدتها روما

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 /وطنية - طلب البابا فرنسيس الصفح باسم الكنيسة على الفضائح الاخيرة التي شهدتها روما والفاتيكان في بادرة استثنائية من جانب حبر اعظم. وقال البابا في بداية اللقاء الاسبوعي في ساحة القديس بطرس "اود باسم الكنيسة ان اطلب منكم الصفح على الفضائح التي حدثت في روما وكذلك في الفاتيكان في الفترة الأخيرة. أطلب منكم المغفرة".

 

الحكومة اللبانية باتت في مهب الريح وسلام وضع كل الخيارات على الطاولة

بيروت “السياسة”: رغم الحالة الضبابية التي تكتنف إمكان ممارسة الحكومة اللبنانية أعمالها, على وقع استمرار النائب ميشال عون بدعم من حليفه حزب الله, إثر سقوط ترقية العميد شامل روكز الذي أحيل على التقاعد أمس, في تهديداته التي أرفقها بانحدار خطير في مستوى التخاطب إلى درجة لم يعهدها الشعب في قيادات الصف الأول, يبدو أن يوم غد الجمعة سيكون موعداً لجلسة ربما تكون وداعية للحكومة, لإقرار خطة وزير الزراعة أكرم شهيّب, سيحضرها وزيرا حزب الله ويغيب عنها وزيرا عون, إثر تبلّغ شهيّب وأعضاء لجنته التقنية من مسؤولي حزب الله وأمل, التوصل إلى تحديد موقعين في البقاع الشمالي, لاختيار أحدهما مطمراً صحّياً يستوعب نفايات بيروت وجبل لبنان إلى جانب مطمر سرار في عكار. وقالت مصادر في اللجنة التي اجتمعت في السراي الحكومي, إن رئيس الحكومة تمام سلام والوزير شهيّب يحرصان على إبقاء مكاني المطمرين سرّاً, كي لا يستهدفان كما استُهدِفت مواقع سابقة في عنجر والمصنع. ويتوقع المسؤولون تخفيف حدة الرفض العكاري للخطة في حال قاسم البقاع الشمالي قضاء عكار استقبال النفايات, رغم استمرار حملة عكار لعيونِك توحَّدْنا حتى يوم أمس في بيان, رفض ما أدلى به شهيّب من أن مطمر سرار يمشي بموازاة مطامر البقاع, ووعْد وزير الداخلية نهاد المشنوق بتذليل العقبات مع أهالي عكار, مؤكدة أن مطمر سرار الذي يحمل إلينا الأمراض والأوبئة ودماراً لسهل عكار وإهانة معنوية لن يبصر النورب. لكن لما بعد حل مسألة النفايات كلام آخر, في ضوء كلام عون الأخير الواضح بتعطيل الحكومة, ما قد يدفع سلام إلى التفكير جدياً هذه المرة في الاستقالة, لأن تصريف الأعمال كما ينقل زواره عنه, أفضل من حكومة مشلولة, وأنه سيزيح العبء الثقيل عن كاهله ويدفع الكرة باتجاه ملعب المتحاورين ليتحملوا مسؤولية تعطيل البلاد وقيادة سفينتها. وكان عون قال في حديث تلفزيوني, مساء أول من أمس, إن موازين القوى في المنطقة تتغير, معتبراً أن هناك خلافاً كبيراً ربما يصل إلى التصادمب.

وعن عودته إلى المشاركة في جلسات الحكومة, قال عون لن أعود إلا بتعيين قائد جيش وإعادة إنتاج مجلس عسكري جديد واعتماد المادة 62, الآلية المعتمدة أساساً في عمل الحكومة, مضيفاً لن أشارك في جلسة النفايات, فهل يتم إشراكنا في ملف النفايات ولا نشارك في ملف المجلس العسكري? سنشارك فقط في جلسة عادية وسنقاتل على قانون نسبي للانتخابات و15 دائرةب. وفي كلام قارب السوقية, وصف عون وزير الدفاع سمير مقبل ب¯السوقي, وقال: أنا أعرف إنجازاته في البيئة من نفايات سامة وغيرها, و14 آذار والرئيس السابق ميشال سليمان بأنهما كذابون ومجموعة واحدة في توزيع الأدوار لتعطيل انتخابي رئيساًب.

وأضاف يريدون إرهاقي في الشارع وخلق صدام مع الجيش وانقسام في التيار الوطني الحر وسأرد التحية بطريقة أبشع. هم في السياسة لا يستطيعون أكلنا وأنا أقوى يوماً بعد يومب. واعترف عون بأنه يراهن على نتائج التدخل العسكري في سورية, قائلاً أراهن على السوخوي, ليس من أجلي بل لإنهاء حال الإرهاب العالمي في المنطقة, وعندما ينتهي النظام السوري الحالي سنعمل مع النظام الجديدب. ورداً على مواقف عون, قال عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار ل¯السياسة إن الذين شاهدوا واستمعوا للعماد عون ومواقفه, سمعوا سيلاً من السباب والشتائم صبّها ضد فريق 14 آذار دون سواه, متعمداً الابتعاد من الخطاب السياسي الرصين والهادئ والمطلوب بقوة في هذا الظرف الدقيق, في ظل الحرائق المستعرة من حولنا, ومصراً على التمسك بمطالب شخصية وعائلية غلفها بشعارات الدفاع عن حقوق المسيحيينب. وأضاف كان عون واضحاً جداً في اتكاله على عاصفة (السوخوي) الروسية, اعتقاداً منه أن التدخل العسكري الروسي في سورية قد يتيح له العودة إلى بعبدا رئيساً غير متوّج للجمهورية, ضارباً بعرض الحائط كل الاهتزازات والانقسامات التي قد يتسبب بها مثل هذه المواقفب. ووضع الحجار هذه المواقف برسم القيادات المسيحية, وحتى الفاتيكان يجب أن يعرف مع أي نوع من القيادات يتعاطى, فما قاله عون, يجعله غير صالح للرئاسة, خصوصاً أن هذه المرحلة تتطلب منا التفكير بعقلانية وتروٍّ وتقدير حجم المخاطر التي تتربص بنا, فالأخطار الاقتصادية والمالية بدأت مؤشراتها تنذر بأسوأ الكوارث المالية والاجتماعية

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 14/10/2015

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 الساعة 22:50

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هو صديق صدوق، وطني وسياسي، عرف في حياته كيف يعمل من أجل زحلة والبقاع ولبنان. وما من لبناني إلا ويشهد أن الياس سكاف كان نبيلا في علاقاته مع الكثير من اللبنانيين.

الياس سكاف إلى دنيا الآخرة، وذكراه باقية في الأذهان، ومحبة اللبنانيين له ترجمت في المأتم الكبير والمهيب والجامع، من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت إلى مسقط رأسه زحلة، مرورا بالبلدات البقاعية التي أحب.

الياس سكاف رحل عشية عيد ميلاده الثامن والستين.

لنا عودة إلى مأتم ووداع السياسي النبيل، بعد التوقف مع أبرز أحداث هذا اليوم:

لبنانيا: النائب وليد جنبلاط قابل العاهل السعودي في الرياض، كما التقى الرئيس سعد الحريري.

من ناحية ثانية، الرئيس نبيه بري ومن رومانيا شدد على الحوار، مشيرا إلى أنه يعتزم تنظيم ورشة نيابية الأسبوع المقبل.

وفي مجال آخر، الرئيس تمام سلام يبذل جهدا في سبيل معالجة الأزمات الإجتماعية، وتنفيذ خطة معالجة قضية النفايات تبدأ خلال أيام، وهذا الأمر لا يحتاج إلى جلسة لمجلس الوزراء.

في الخارج، معارك عنيفة في شمال وغرب سوريا بمواكبة الطائرات الحربية الروسية، وسط قصف لمنطقة جوبر في دمشق.

وفي اليمن، الإشتباكات متواصلة في مناطق قريبة من الجوف.

أما في فلسطين، فالإعتداءات الإسرائيلية مستمرة، وقوات الإحتلال تحاصر المنطقة الفلسطينية في القدس الشرقية.

بالعودة إلى الداخل اللبناني، الجيش عالج إشكالا مسلحا في منطقة برج أبي حيدر في بيروت، بعدما حصل إطلاق نار بين شبان مسلحين. وقد سير الجيش دوريات في المنطقة، وطارد المسلحين ومنع الظهور المسلح في الشارع. وقد أجريت اتصالات مع حركة "أمل" و"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية"، كون المسلحين أصحاب الإشكال ينتمون إلى الفريقين رغم أنه حادث فردي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

كتلة شعبية، احتشد اللبنانيون اليوم من بيروت إلى زحلة، يودعون الياس سكاف الزعيم الادامي الذي رحل باكرا، تاركا ارثا سياسيا متواضعا وفيا وطنيا.

ضاقت بالبقاعيين سبل التعبير عن الحزن، فملأوا شوارع زحلة يشاركون في جنازة سياسي كان الأقرب اليهم، فألغى المسافات بين الزعامة والناس حتى صار رئيس "الكتلة الشعبية".

البقاع بادله الوفاء بالوفاء، في مشهد كان أصدق تعبيرا من أي كلام مما شجع العائلة على التأكيد ان بيت الياس سكاف سيظل مفتوحا للناس ومن هنا رفع شعار "رح بنكفي".

في السياسة، ترقب وانتظار لمسار ومصير الحكومة، بعدما وضع العماد عون شروط المرحلة على أساس تعيين قائد للجيش ومجلس عسكري. فيما ظلت أسئلة اللبنانيين معلقة عند حدود ملف النفايات لمعرفة مرحلة تنفيذ خطة الوزير أكرم شهيب التي باتت مكتملة.

ومن رومانيا، كان الرئيس نبيه بري يؤكد ان الحوار ماض لأنه عنصر حماية للبنان إلى جانب الاستقرار الأمني. رئيس المجلس النيابي الذي توج زيارته لبوخارست بلقاء الرئيس الروماني، ناشد توظيف الامكانيات في استعادة استقرار بلداننا ووقف ضخ الحروب والفتن والمال والسلاح والمسلحين، مكررا الكلام عن وجوب حل سياسي لسوريا بحوار بين الخماسية زائدا واحدا، استنادا الى تجربة لبنان في وقف الحرب لأن القوى الارهابية على الأرض السورية لا تريد حوارا ولا حلول سياسية.

الروس مستعدون لأي تعاون دولي على أساس محاربة الارهاب، كما في تعبير وزير خارجيتهم سيرغي لافروف اليوم. على وقع مواصلة ضرباتهم الجوية وتقدم الجيش السوري ميدانيا.

هذا التقدم واكبه اطلاق العراق حملة عسكرية في محافظة صلاح الدين، والهدف محاربة الارهاب على كل الجبهات، وتوحيد الجهود العسكرية في ترجمة التحالف الرباعي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أعجز فتيان فلسطين آلة القتل الصهيونية بكل استباحتها واجرامها، وكشفوا وجه الكيان. كل قدراته استحالت اخفاقا تحت وطأة عمليات الطعن من قبضة مقاوم، وكل اجتماعات المجلس الوزاري المصغر ضاقت بإجراءات التصدي حتى بلغت الحائط الاسمنتي وقطع الباطون المسلح، لعلها تمنع طعنا أو تبعد رصاصا ولو كان بانحسار مساحة الرؤية والتحرك، وربما التنفس.

في سوريا، الوجه التكفيري للارهاب الصهيوني يفقد أنفاسه أكثر، بين جو تملأه الطائرات الروسية، وبر تطوي مساحته الحملة العسكرية للجيش السوري على جبهات إدلب وااللاذقية. وفي ما خلف الحدود حيث أنبار العراق، تخوض وحدات الجيش والحشد الشعبي معركة لا تقل مصيرية عند "داعش" وأعوانه. فيما التسلل الغربي بعد بيانات الاستغراب لسرعة الحملة الروسية، يتبدى بدعم موارب لفرع "القاعدة" وغيره بمقولة إن المعارضة المعتدلة تحارب "داعش"، فإذا بنوعية السلاح لاسيما صواريخ "تاو" المضادة للدروع تفشي سرها وتكشف هدفها لعلها تطيل عمر الارهاب على الأرض السورية.

لبنان البعيد - القريب عما في جواره، غابت سياسته وازدحم سياسيوه في وداع الوزير السابق رئيس "الكتلة الشعبية" الياس سكاف في زحلة، بعدما فرض الحداد وقعه على ملفات منها المعطل ومنها ما ينتظر فرجا ما، في رحلة البحث عن مطمر يفتح أبوابه أمام خطة النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

عنف الخطاب السياسي يتجاوز بخطره عنف الشارع، لأنه عنف مستدام ولأنه يأتي تأكيدا متماديا على ان الانقلاب هو الوسيلة، ولأنه يعمر الجدران عالية بين اللبنانيين ويخلق من الأحقاد ما يصعب التلاقي.

ولكن الأخطر في الظاهرة، انها كلامية تتعب الحلفاء ولا تغيظ الخصوم، إضافة إلى انها لن تغير في المعادلة القائمة التي باتت تعمل بارادة خارجية لا تأخذ في الاعتبار أمزجة البعض المتقلبة في الداخل.

والأغرب ان العماد عون الغاضب جدا، لن يستقيل من الحكومة ولن يخرج من المجلس النيابي، رغم اللغة غير المألوفة في الأدبيات السياسية التي توجه بها إلى خصومه من مدنيين وعسكريين.

انطلاقا مما تقدم، فإن الاتفاق بين القوى السياسية على تسيير إمرار بعض الملفات الأسياسية لن يتأثر. وفي السياق ينتظر ان يدعو الرئيس سلام مجلس الوزراء إلى الانعقاد بمن حضر من أجل بت ملف النفايات.

وكذلك تستعد دوائر المجلس النيابي، لافتتاح العقد الثاني من السنة البرلمانية، والذي ستعيد التجديد لهيئة مكتب المجلس واللجان النيابية، غير متأثرة بالمعارك التي شهدها بعضها، ورغم التهديد بالضغط لتغيير بعض رئاستها عقابا، في اطار الخلافات السياسية المحتدمة.

في الوقت الضائع، بعض ناشطي الحراك يواصلون المرابطة أمام المحكمة العسكرية، مطالبين باطلاق موقوفيهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هاجمت "هيئة العلماء المسلمين" روسيا لتدخلها إلى جانب إيران و"حزب الله" لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، متهما موسكو بالتواطؤ مع اسرائيل لضمان أمنها وحدودها. إلا ان "هيئة العلماء المسلمين" أغفلت الاشارة إلى الاتفاق السعودي - الروسي بعد لقاء بوتين - محمد بن سلمان في سوتشي، على مواجهة الارهاب، وهو تعبير أحرج بعض قادة المحاور لدى الرياض، وزاد في ارباك المنظومة السياسية في السعودية، لجهة ما اعتبر منح موسكو براءة ذمة تخولها المضي في حملتها السورية، والعمل لتنفيذ بنود اعلان جنيف 1 الذي لا ينص على رحيل الأسد فورا مثلما دأبت الرياض على المطالبة منذ اكثر من 4 سنوات، باذلة المال النفيس والنفط العزيز في سبيل اسقاط الأسد وباتت تكتفي بالمطالبة برحيله من دون الأن "بل إلى أن يحين الاوان".

وفي وقت استعرت حرب النفايات بين جنبلاط و"المستقبل"، واندلعت معركة الترقيات بين "التيار الوطني الحر" و"المستقبل" بأداة سليمان - "الكتائب"، وهي المعركة التي وقف فيها جنبلاط إلى جانب التيار البرتقالي ضد الأزرق، في هذا الوقت طار جنبلاط إلى السعودية للقاء سعد الحريري، بهدف النصح والتحذير من مآل التطورات ومغبة الاسراف في ممانعة التسويات الآيلة إلى حفظ ما تبقى من ماء وجه العمل الحكومي، والتضامن الشكلي الداخلي تحت طائلة الدخول في دائرة الشر المستطير.

ومن بيروت إلى زحلة، سلك الياس جوزف سكاف درب العودة إلى عرين زعامته ومثوى نهايته. على الراحات رفع نعش البيك المتواضع، وبزخات الرصاص الذي ملأ السماء استقبل، وبنثر الورود والأرز ولافتات الوفاء والحناجر المخنوقة بالبكاء، لاقاه اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين. وفي زحلة انتهت الرحلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بصمت عبرت ساعات اليوم، وطوت السنة الهجرية صفحاتها حزينة على ما مر من الأيام، ومتخوفة من الآتي، كل شيء يبدو على شفير الانهيار، المنطقة تغلي على وقع طبول الحرب السورية، والسوريون ومعهم عدد كبير من اللبنانيين ولاسيما من طرابلس يواجهون موت الغرق بحرا، بحثا عن فتات ما تتكرم به عليهم الدول الأوروبية في لبنان.

أما في لبنان، فالحكومة في موت سريري بعد سقوط كل التسويات، ومجلس النواب المغيب لن تعود اليه الروح. هذا كله حمله النائب وليد جنبلاط إلى العاهل السعودي عل خرقا ما يحقق في مكان ما. وقد علمت الlbc ان جنبلاط لمس اهتمام المملكة باستقرار لبنان ووحدته وأمنه، وبضرورة انجاز الاستحقاقات الدستورية وأولها رئاسة الجمهورية.

وفي لبنان أيضا، وفيما ملف النفايات على حاله، على الأقل حتى السادسة من مساء الغد، موعد البت في خطة حل الأزمة، شبان من الحراك المدني وراء القضبان لليوم السابع بتهم فضفاضة.

وفي لبنان أيضا وأيضا، تقاليد متخلفة نغصت استقبال زحلة لفقيدها ايلي سكاف، فعلا صوت الرصاص واستعراض عضلات مطلقي النار. ايلي سكاف التي افرغت شتورة وقب الياس وزحلة من محبيه الذين أرادوا مشاركته فرحته ذات يوم من آب في العام 1995، امتلأت شوارع شتورة وقب الياس وزحلة اليوم بمحبين كثرا تحدثوا معه، لكنه للمرة الأولى نكث بموعده ولم يسمعهم وهو الذي كان يقول "نحنا منسمع".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

تتسارع الأحداث محليا وإقليميا نحو مشهد جديد. في الأقصى تستمر انتفاضة السكاكين والدهس، فيما حاملو لواء تحريرِ القدس يسفكون الدم السوري من دون الانتباه إلى الدم الفلسطيني، إذ نعى "حزب الله" أمس المزيد من القتلى ومن بينهم قائد ميداني كبير.

وفي السعودية حط النائب وليد جنبلاط ضيفا على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ثم التقى الرئيس سعد الحريري، وبحثا في سبل الخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفي بيروت يخرج منتصف الليل العميد شامل روكز إلى التقاعد، فيما تضع اللجنة الوزارية برئاسة الوزير أكرم شهيب اللمسات الأخيرة على موقع المطمر الثاني في البقاع الشمالي، تمهيدا لعقد جلسة لمجلس الوزراء تنهي حل أزمة النفايات. وسط وعود من المعطلين بحضور هذه الجلسة ببند النفايات الوحيد.

لبنان الغارق في أزماته، ودع اليوم رسميا وشعبيا الوزير والنائب السابق الياس سكاف، بمأتم مهيب، امتد من بيروت حتى زحلة التي احتضنه ترابها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الدمع انهمر رصاصا ووفاء، من زحلة إلى زعيمها وباني قلوبها الطيبة إيلي سكاف. يوم طويل من رحلة الوداع، جال فيه سكاف للمرة الأخيرة على دروب المدينة المعلقة، سالكا طريقا ترصعت بصوره ولافتات الكلام الأخير، على بيادرها أسس كتلة شعبية، وبين حاراتها ترك وصايا الأبواب المفتوحة التي شرعتها ميريام طوق سكاف اليوم للجميع، وأعلنت خيارها للناس على خطى رب البيت الكريم.

من بيروت إلى زحلة، مشوار طويل شقه موكب سكاف المرصع، عند كل محطة، بمشاعر نبيلة ندر العثور عليها في زمن "كل مين حشدو الو". فمن شارك في التشييع اليوم، إنما كان يضع وفاءه تحية وداع لزعيم عاش سنواته الأخيرة خارج السلطة، ومبعدا من حكومتها ونيابتها، وغير شريك في غلات إداراتها. أخذ مرارته ورحل تاركا الأمراض السياسية الخبيثة لأصحابها على ما قالت زوجته.

وعلى يوم التشييع الذي وصل الضوء بالعتمة والنهار بالليل، والذي تميز بمشاركة سياسية وشعبية، ترنحت السياسة الخاضعة لمراسم تشييع بدورها، فالحكومة على "حطة إيد الجنرال" الذي لن يدخلها إلا بقائد جيش، والبقية لن تأتي. فيما الحراك على الضفة الأخرى ينهمك بمتابعة ملفات ناشطيه الموقوفين من دون وجه شغب. وقد هز وزير الداخلية العصا للشارع، مستنفرا البيارتة وإرث الشهيد رفيق الحريري، متوعدا بكسر اليد التي ستنال من هذا الإرث الذي بناه في قلب المدينة.

كلام المشنوق كان موجها نحو من يخرب بيروت وأبنيتها وفنادقها وجدرانها ويدمر ما عمره الحريري، لكن من دون أن يقول للبيارتة الأصليين وأصحاب الحقوق، كيف وبأي ثمن علا بنيان بيروت، وكيف ارتفعت "سوليدير" في وجه أهل المدينة وسلبت منهم عقاراتهم الموروثة عن الأجداد، وتركت ملفاتهم عالقة سنوات في القضاء، قبل أن يتلف بعضها ويأكله "عت" العدلية، من بعد عتاعيت السياسة القابضين على القرار.

هذه بيروت وإرثها، وهؤلاء هم أصحاب أرضها أحياء لكن لا يرزقون، وقد يصح دفاع المشنوق عن المدينة وبنيانها، لو تأكدت واقعة الشغب التي أسندت إلى شباب الحراك، لكن السلطة لم يعد أمامها إلا تفريق الناشطين بزج التهم والتوقيف. لكن الشباب، الناشط والموقوف على حد سواء، هو الأحرص على المدينة وإرثها، في وقت بدد أبناء الشهيد إرثه السياسي والمالي على حد سواء، ودخلوا عصر شد الأحزمة وقد تأثروا بمنطقة الضغط المالي المنخفض الذي تمر به المملكة الذاهبة إلى مرحلة التقشف.

وعلى خزنة حزينة لا تلائم مطالب الزعيم وليد جنبلاط، اجتمع البيك بالملك. وبعد لقائه العاهل السعودي أقام جنبلاط العمرة السياسية في منزل النائب سعد الحريري. وأعقب هذه اللقاءات كلام عن ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. الدعوة لا نقاش فيها، لكن أين المستجد فيها، إلا إذا كان المجتمعون قد اقتنعوا بانتخاب العماد عون والقبول به رئيسا مرحليا لحين بلورة حلول عاصفة ال"سوخوي".

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة في بيروت يوم الاربعاء في 14 تشرين الأول/15

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015

السفير - عيون : تبلغ وزير شمالي من مرجع سابق ورئيس كتلة كبيرة ضرورة دعم مشروع إنمائي يقوم به مرجع سابق آخر على خصومة سياسية معه.

توقعت جهات ديبلوماسية انتخاب لبنان عضواً في منظمة دولية اقتصادية - اجتماعية العام المقبل.

من المتوقع أن تتوالى فصول فضيحة التصحيح في الامتحانات الرسمية في وزارة التربية بعدما تأكد تهريب الأسئلة الى بعض المدارس الخاصة!

النهار - اسرار الآلهة:لم يؤكّد أي مصدر أمني خبر العثور على سيارة مفخخة في منطقة الاوزاعي قبل أيام.

نفى محافظ بعلبك – الهرمل وجود مشاريع مطامر للنفايات في المنطقة.

لوحظ أن نواباً في "المستقبل" و"اللقاء الديموقراطي" يرفضون النسبية بما يمهِّد لمواجهة جديدة مع العماد ميشال عون.

بدأ حزبا "القوات" و"التيار الوطني الحر" العمل على وراثة بعض مؤيّدي "الكتلة الشعبية" في زحلة.

قال ناشطون إنهم لم يتعرّفوا إلى هوية النائب الرفاعي لولا شارة مجلس النواب على لوحة سيارته.

الديار - اسرار الديار : هيل وزاسبكين

مازح احد المراجع السفير الاميركي ديفيد هيل الذي يستعد لتسلم منصبه الجديد في اسلام آباد بالقول «حسنا انك تغادر في هذا الوقت لان السفير الكسندر زاسبكين سيصبح المفوض السامي عندناالمثير ان هيل رد بجدية، ناصحا بالبقاء على تواصل مع «السفير الصديق لان «لديه الكثير مما سيقوله و يفعله في المرحلة المقبلة

الحراك يفقدمن وهجه

أعرب مصدرٌ سياسي عن اعتقاده بأنّ الحراك المدني بدأ يفقد الكثير من وهجه، لدرجة أنّ الكثير من داعميه منذ اليوم الأول، ولا سيما من الجسم الإعلامي، بدأوا يعيدون تموضعهم ناحيته بعد أن فقدوا الأمل بقدرته على تحقيق شيءٍ، وبعدما رأوه يغرق في الكثير من الأخطاء القاتلة. وأشار المصدر إلى أنّ المطلوب اليوم من الحراك أن ينكفئ لبعض الوقت لإعادة تقييم تجربته واستخلاص العِبَر للعودة بشكلٍ آخر يكون قادراً على فعل شيءٍ ما، بدل التمادي أكثر في مسارٍ لن يوصل إلا إلى حيطانٍ مسدودة.

القانون الأرثوذكسي والنفايات

وزير في 14 اذار يميل ضمنا الى تبني المشروع الارثوذكسي للانتخابات، وحيث كل طائفة تنتخب نوابها، قال لـ«الديار

: «لطالما رفعوا الصوت ضد القانون الارثوذكسي واتهموا مؤيديه بالسعي للتجزئة او للفديرالية، فيما هم يقولون حتى بالتوزيع الطائفي لمطامر النفايات

لوزير اضاف «صدقني انني خائف على لبنان اكثر من اي وقت مضى لان وضعنا بات زبالة بزبالة

«يوم لكَ ويوم عليكَ

اعتبرت مصادر سياسية أنّ وزير العدل أشرف ريفي كان عمليًا أكثر المهلّلين لسقوط التسوية السيـاسيـة التي كان «التيار الوطني الحر يسعى إليها لترقية عددٍ من العسكريين، من بينهم العميد شامل روكز. وأشارت هذه المصادر إلى أنّ ريفي لم يكن ليوافق على هذه التسوية حتى لو قرّر تياراالمستقبل السير بها، لأنّه يشعر أنّها أتته «هدية من حيث لا يدري لـ«ينتقم ويثأرممّن حرمه من «التمديد

ولفتت المصادر إلى أنّ ريفي مقتنعٌ بأنّ التاريخ يعيد نفسه على طريقة «يوم لك ويوم عليك وهو مع احترامه للعميد روكز ولكفاءته، يعتبر أنّه يدفع ثمن دعم العماد ميشال عون له، وهو وحده من تسبّب بعدم ترقية روكز كما تسبّب سابقاً بعدم التمديد له رغم التوافق السياسي على ذلك.

تحركات مُسلّحي «السلسلة الشرقيّة

رصدت جهة معنية تحركات غير اعتيادية لمسلحي «داعش

و«النصرة

على السفوح السورية وحتى اللبنانية للسلسلة الشرقية، لا سيما خلال ساعات الليل.

الجهة ترجح ان يكون المسلحون في صدد تغيير مواقعهم تحسبا لغارات روسية. تشنها عليهم الطائرات الروسية بعدما تبين من ضربات الايام الاخيرة في انحاء مختلفة من سوريا ان الطيارين يمتلكون احداثيات بالغة الدقة حول المراكز الحساسة للتنظيمات المتطرفة.

إستغلال

نفت مصادر مقربة من حزب الله وحركة امل الانباء التي تداولت عن تهم التعطيل التي تلصق بهم خصوصا في موضوع النفايات وربطها بسقوط التسوية المتعلقة بالترقيات الامنية، ووضعت هذه المعلومات في سياق التشويش على الجهة التي تضم الجنرال وحلفاءه وخاصة بعدما اعلن الجنرال في تظاهرة الاحد انه يعطل الفساد والمحسوبيات والصفقات، فكان استغلال للموقف من قبل الفريق الآخر، وهو ما نفته مصادر الحزب جملة وتفصيلا كون ملف النفايات موضوع حيوي ويهم كل الناس ولا مجال للمقايضة به.

الثمن غال

شددت مصادر نيابية في قوى الثامن من آذار، على أن تيار المستقبل سوف يدفع ثمن إستفزاز رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون غالياً، لافتة إلى أن عليه الإنتظار ليرى ما سيحصل في الأيام القليلة المقبلة، ومؤكدة أن أغلب فريقها السياسي سيكون إلى جانبه، نظراً إلى أن «الجنرال

ليس هو من أقفل الأبواب أمام الحلول المنطقية.

المفتي يُحارب الحراك

استغرب مصدرٌ سياسي انضمام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لقائمة «المنقلبين على الحراك المدني ومشاركته في «شيطنة هذا الحراك، معتبراً أنّ المفتي، وإن كان مقرّباً من «تيار المستقبل كان يفترض به الحفاظ على «مودّةتجاه شباب الحراك. ولفت المصدر إلى أنّ تزامن تصريح المفتي مع تصريحات العديد من السياسيين التي تتلاقى في الرغبة بـ «القضاءعلى الحراك ليس صدفة، خصوصًا أنّه أتى بعد تصريحٍ لرئيس الحكومة تمام سلام اعتبر فيه أنّ الحراك «طلعت ريحته ويجب أن يُحاسَب

المستقبل - يقال : إنّ حزباً مسيحياً أعدّ مشروعاً يرمي إلى اعتماد الدائرة الفردية في قانون الانتخاب العتيد.

إنّ الوثيقة الارثوذكسية ضدّ الحرب الدينية ستمرّ بثلاث مراحل، حيث يوقّعها في الأولى شخصيات ارثوذكسية، وفي الثانية شخصيات مسيحية غير ارثوذكسية، وفي الثالثة مثقفون من الطوائف اللبنانية الأخرى.

أسرار اللواء - همس:أوكل مرجع نيابي لصديق حليف مواصلة مساعيه، علَّ وعسى تُنقذ الترقيات ومعها الحكومة قبل ليل الخميس - الجمعة!

غمز

لم يستبعد قيادي حزبي أن تُسفر النتائج التي ترتّبت عن حراك الخميس مزيداً من إضعاف هذا الحراك

لغز

تُبذل محاولات أخيرة محلية ودولية منعاً للوقوع في الفراغ الكبير، بدءاً من الأسبوع المقبل!

اسرار "الجمهورية"...قانون جديد للانتخابات على أساس النسبيّة

تطرف

تخوّفت مصادر وزارية من ازدياد التطرّف في هذه المرحلة كردّ فعل على التدخّل الروسي، ودعت الى اتخاذ الإجراءات السياسية والتدابير الأمنية لإبقاء الأمور تحت السيطرة

قانون

لاحظت مصادر مراقبة أن معظم مكوّنات «8 آذار بدأت تركّز على إقرار قانون جديد للانتخابات على أساس النسبيّة الذي باعتقادها يُخوّلها الفوز بالأكثرية.

كلمة

توقعت أوساط إلقاء كلمة شديدة اللهجة لوزير في مناسبة قريبة تعكس طبيعة هذه المناسبة وانزعاجه من عدم التزام أحد الأحزاب بتعهّدات وطنية.

 سلام التقى مقبل وجريج والنائب قباني

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015

وطنية - التقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، في منزله في المصيطبة وبحث مع تطورات الاوضاع في لبنان والمنطق.

وكان التقى ايضا وزير الاعلام رمزي جريج وتم عرض للاوضاع والتطورات.

كما التقى النائب محمد قباني.

 

جنبلاط زار الملك السعودي وعرض معه الاوضاع

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 /وطنية - استقبل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في مكتبه بقصر اليمامة، اليوم، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يرافقه نجله تيمور ووزير الصحة العامة وائل ابو فاعور. وجرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية.

حضر الاستقبال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، رئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان.

 

الحريري استقبل في دارته بالرياض جنبلاط وتيمور وابو فاعور

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 الساعة 14:43/وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري في دارته بالرياض اليوم، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، يرافقه نجله تيمور والوزير وائل أبو فاعور. وتم التشاور في سبل الخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد.

 

الجراح: السلاح غير الشرعي يمنع تقدم البلد وملف فساد الكهرباء بمثابة مغارة علي بابا

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015/وطنية - شدد عضو "كتلة المستقبل" النائب جمال الجراح، على أن "السلاح غير الشرعي يمنع تقدم اقتصاد البلد، ويهدد أمنه وسلمه الأهلي"، آسفا ل"كون كل شيء مسيطر عليه بقوة السلاح"، متسائلا: "لماذا لا يوجد اليوم فرص عمل للشباب الذين يتخرجون بالآلاف من الجامعات؟، طبعا، لأن لا أحد يستثمر في لبنان، ولأن هناك شيئا إسمه سلاح حزب الله". ولفت في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" ضمن برنامج "استجواب"، إلى أن "مسألة فساد الكهرباء بمثابة مغارة "علي بابا"، لأن هناك شخصا ممنوع علينا محاسبته لأنه "القائد الملهم" كما أن "صهر القائد" هو ملهم أيضا، وبالتالي، ممنوع علينا أن نحاسب وزير الطاقة السابق جبران باسيل في مسألة الفساد". وقال: "نحن كتيار المستقبل لا بديل لنا عن مؤسسات الدولة، وهدفنا اليوم انتخاب رئيس الجمهورية". ورأى أن "العماد ميشال عون لا يريد أي حوار لا يؤدي إلى إنتخابه رئيسا للجمهورية"، مشددا على أن "إيران لن تفرج عن ورقة انتخاب الرئيس قبل الجلوس على طاولة المفاوضات مع الغرب، والتفاهم حول دورها الإقليمي". واعتبر الجراح ان موقف "تيار المستقبل كان واضحا منذ البداية، انه لا يمكن للعماد عون ان يأتي بصهره قائدا للجيش، فيما يستمر برهن رئاسة الجمهورية لإيران". وقال: "مشكلة عون انه يعتبر نفسه المسيحي الوحيد وليس الأقوى مسيحيا، وينطق باسم المسيحيين ويقرر عن كل المسيحيين، لذلك، لا يمكن ان تستقيم الأمور بهذه الطريقة". وردا على سؤال حول ترقية العميد شامل روكز، قال: "لنفترض ان الرئيس سعد الحريري وافق على الترقية، لكن أليس هناك من قوى أخرى في البلد لها رأيها في هذا الموضوع؟"، متسائلا: "ألم يأت الاعتراض على الترقيات من كتلتي الرئيس ميشال سليمان والكتائب؟". وعن الإشكال الذي حصل مع نواب "التيار الوطني الحر" في لجنة الأشغال والطاقة، قال الجراح: "ليس لدينا أي مشكلة في فتح أي ملف ليعرف اللبنانيون من الفاسد ومن هو الذي يخرب البلد. ولدينا كل الملفات والاثباتات اللازمة"، لافتا إلى أن "الألفاظ "السوقية" التي قيلت ضد رئيس اللجنة، كان واضحا أن الهدف من ورائها افتعال اشكال لفرط الجلسة، لعدم سماع رأي ديوان المحاسبة الذي كان حاضرا".

 

السيد نصرالله: نؤيد بالمُطلق مقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم

المنار/14 تشرين الأول/15

جدد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله تأييد حزب الله المطلق لمقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم وإنتفاضته وحقوقه. ودعا لمواكبة ودعم هذا الشعب بكل الوسائل المتاحة، والتعامل بواقعيّة وعدم المزايدة على الفلسطينيين الذين يختارون بأنفسهم أسقفهم وخياراتهم. وفي كلمة له خلال إحياء الليلة الأولى من ليالي عاشوراء في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية – بيروت، أشار السيد نصرالله إلى أننا نشهد حراكاً شعبياً قوياً في القدس المحتلة وفي الضفة الغربية وقطاع غزة بما يشبه بداية إنتفاضة ثالثة، فيما يسود القلق في بعض الدول التي تعتبر نفسها معنية بموضوع فلسطين. وأكد السيد نصرالله أن الأميركيين والإسرائيليين يفترضون أنه من المنطقي أن يعيش فلسطينيو الداخل حالة يأس وإحباط بما يمنع أي حركة إيجابية في الميدان، فإستغلوا هذه الأوضاع لزيادة الإستفزازات لاسيما في ما خص تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، بينما أثبت الشعب الفلسطيني أنه الأقدر على مواجهة هذا الإستفزاز وحماية المسجد الأقصى. وشدد سماحته على أن شعوب منطقتنا معنيّة بتحمل المسؤولية وتحديد مصائرها بالدماء والدموع من دون انتظار مساعدة أحد. وحول مأساة "مِنى" التي وقعت خلال موسم الحج، قال السيّد نصر الله أنّ ما حصل يعبّر عن قمة إستهتار حكام السعودية بكل المقدسات الإسلامية وشعائر الإسلام وعن مدى إستكبارهم وإستعلائهم وإستهتارهم بعقول ودماء المسلمين، مشيراً إلى أن هذه الفاجعة لا يجوز أن تنسى. وندد برفض الرياض مشاركة أيّ جهة أو دولة بالتحقيقات حول الحادثة، حتى الدول الاسلامية التي لا زال مواطينها مفقودون جراء الحادثة دون الكشف عن مصيرهم.

السيد نصرالله أكّد أنه سيكون لهذه النفوس الزكية التي ازهقت في منى بسبب التقاعس والتقصير والفشل، الاثر العظيم على انتهاء هذا الظلم التاريخي الذي يلحق بالامة وبالحرمين الشريفين. وتطرق الأمين العام لحزب الله للتطورات في لبنان، وقال أن العام انتهى مع إفشال كل محاولات التوصل إلى حلول سياسية للأزمات العاصفة بالبلد، مشددا على أنه "من أفشل مساعي الحلول في لبنان سيكتشف أنه أخطأ كثيراً". السيد نصرالله اعتبر ايضا انه لدينا اليوم ايجابيتان في لبنان هما الاستقرار الأمني والحوار القائم بين القوى السياسيّة. الامين العام لحزب الله دعا الى المشاركة المباشرة في إحياء الليالي العاشورائية، كما أكّد على ضرورة الاستفادة من هذه الايام، وشدد على ضرورة الالتزام بالهدوء خلال الخروج من المجالس العاشورائية والإلتزام بالإجراءات الأمنية.

 

هل أصبح غضنفر ركن أبادي في اسرائيل؟!

الجمهورية/أكدت وزارة الخارجية الإيرانية إنها “تتابع بجدية” المعلومات حول مصير الدبلوماسي الإيراني، غضنفر ركن أبادي، سفير طهران السابق في لبنان، والذي أُعلن عن فقدانه بحادث التدافع في منى، واصفة الحديث عن اختطافه ونقله إلى إسرائيل بـ”التكهنات” بينما شبهته مقالات إيرانية برجل الدين الشيعي اللبناني، موسى الصدر، المفقود منذ عقود. وأعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية، حسن قشقاوي، أن وزارة الخارجية “تتابع بجدية” مصير سفيرها السابق لدي بيروت، غضنفر ركن أبادي الذي فقد في حادثة التدافع بمشعر منى خلال الحج، معتبرا الحديث عن اختطافه من قبل إسرائيل “تكنهات”. ونقلت “وكالات الأنباء الإيرانية” عن قشقاوي قوله إن الاحتمالات التي طرحت حول مصير ركن أبادي، ومنها اختطافه في السعودية ونقله إلى إسرائيل “تأتي ضمن تكهنات لا يمكن تأييدها أو رفضها بشكل كامل” وأضاف أنه شاهد عن كثب مكان وقوع الكارثة وأن الظروف هناك “كانت بشكل بحيث لا يمكن اختطاف أي شخص” وأن رواية الأشخاص الذين كانوا برفقة ركن أبادي قبل اختفائه “لا تؤيد احتمال اختطافه.” أما وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “ارنا” فقد نقلت عن رئيس منظمة الحج والزيارة، سعيد أوحدي، قوله إنه حدد هوية 17 حاجا إيرانيا مفقودا خلال حادث منى، مرجحا أن هؤلاء الحجاج هم ضمن 1450 حاجا من مختلف دول العالم دفنوا في مكة. في حين أوردت وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية، مقالا للكاتب محمد مهدي رحيمي، الذي وصف ركن أبادي بأنه “دبلوماسي ثوري” مضيفا أن قراءة البيان الختامي لما يعرف بـ”مراسم البراءة من المشركين” خلال الحج، أوكلت إليه.

وقال الكاتب في مقاله: “بعد مرور زهاء أسبوعين على تسجيل اسمه ضمن مفقودي كارثة منى لم يتم العثور على أي مؤشر حول مصير سفير إيران السابق.

 

 ريفي: سلاح “حزب الله” لم يعد ينفع باللعبة الداخلية وسيرتد عليه

دعا وزير العدل اللواء أشرف ريفي رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون للكف عن التهويل، مؤكد أن “سلاح حلفائه والسلاح السوري لا يخيفنا”، مشددا على أن “سلاح “حزب الله” لم يعد ينفع باللعبة الداخلية وسيرتد عليه في حال استخدمه في الداخل ولن يتمكن من تحقيق أي شيء من خلاله”.

وفي ما يخص التظاهرة التي قام بها “التيار الوطني الحرّ” في ذكرى 13 تشرين، قال ريفي في حديث عبر قناة الـ”mtv”: “رأينا للأسف أعلاماً روسية وصوراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، معرباً عن استغرابه لأن الضابط و”الجنرال” يحتفل بإنتصاراته ولا بهزائمه، أما عون فهرب وترك عسكره وكان الأجدى عليه أن ينتحر ويخجل من مواجهة الناس”. ولفت ريفي الى أن “الحكومة أصابها منذ فترة موت سريري، لذلك ما يهدد به عون أساساّ شيء ميت”، معتبرا أن “حكومة شبه معطلة وغير موجودة متساوية وإستقالة مجلس وزراء شبه معطل أمر سيان”.

 

قتيل وجريح من بين ثلاثة مسلحين أطلقوا النار على حاجز للجيش قرب الهرمل

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في الهرمل جمال الساحلي، أن 3 مسلحين داخل سيارة رباعية الدفع من نوع "شيروكي" كحلية، حاولوا عبور حاجز الجيش اللبناني في محلة حوش السيد علي الحدودية بين الهرمل وسوريا، من دون الامتثال لأوامر عناصره بالتوقف، وبادروا الى إطلاق النار، فرد عناصر الجيش بالمثل، مما أدى الى مقتل السوري إيهاب شحود (مواليد 1989) وإصابة علي احمد سلهب بيده، وفر الثالث وهو سوري مع الجريح سلهب، باتجاه الاراضي السورية، فيما نقلت جثة شحود الى مستشفى الهرمل الحكومي.

وقد عثر داخل السيارة على 4 كيلوغرامات من حشيشة الكيف وسلاح حربي من نوع كلاشينكوف.

 

محامون درسوا ملفات الناشطين الموقوفين: سنتقدم بإخبارين بشأن سرايا بنت جبيل وإطلاق النار في زحلة

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقد محامو حملة "الشعب يريد اصلاح النظام"، جلسة مع عدد من المحامين في "المفكرة القانونية"، من اجل دراسة ملفات الموقوفين من الحراك المدني، من ناحية قانونية. على صعيد آخر، أعلن المحامي عباس سرور، ان محامي "الشعب يريد اصلاح النظام" سيتقدمون غدا "بإخبارين للنيابة العامة المالية والنيابة العامة الاستئنافية، الأول للمدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم في ما خص سرايا بنت جبيل الحكومي وبناؤه المخالف لدفتر الشروط، والثاني هو للنيابة العامة الاسئنافية المختصة حول ظهور عدد من المسلحين واطلاق النار الكثيف في زحلة". ودعا المحامون إلى المشاركة غدا في الوقفة الاحتجاجية أمام المحكمة العسكرية في العاشرة صباحا "بانتظار الافراج عن الموقوفين".

 

المحكمة الدولية: بدء محاكمة الأخبار وابراهيم الأمين في 28 ك2 المقبل

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 /وطنية - أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان، في بيان أن القاضي الناظر في قضايا التحقير القاضي نيكولا لتييري، حدد يوم 28 كانون الثاني 2016، موعدا لبدء المحاكمة في القضية رقم STL-14-06 (ضد جريدة الأخبار والزميل ابراهيم الأمين).

أضافت: "وفي قرار بتحديد جدول زمني صدر اليوم، حدد القاضي موعدا لعقد جلسة قبيل المحاكمة في 11 كانون الأول/ديسمبر 2015 عند الساعة 3,30 بعد الظهر (بتوقيت وسط أوروبا). وسيتلو الفريقان تصريحاتهما التمهيدية، وسيعرض صديق المحكمة للادعاء قضيته الرئيسية في 28 و29 كانون الثاني/يناير 2016 وفي 1 و2 شباط/فبراير 2016، بحسب الاقتضاء". وتابعت: "وتعرض جهة الدفاع قضيتها، إن وجدت، في 25 و26 و29 شباط/فبراير 2016 و1 آذار/مارس 2016".وختمت بالإشارة إلى أنه "قد وجهت إلى كل من السيد إبراهيم محمد علي الأمين وشركة الأخبار ش.م.ل. تهمة التحقير وعرقلة سير العدالة عملاً بالمادة 60 مكرر من قواعد الإجراءات والإثبات. ومثل المتهمان للمرة الأولى في 29 أيار/مايو 2014".

 

لقاء سري بين المشنوق وصفا... حزب الله خائف

 ١٤ تشرين الاول ٢٠١٥/موقع 14 آذار/اشارت مصادر أمنية لـ"الجريدة" الى إن "حزب الله يتخوف من ردة فعل إرهابية في مناطق نفوذه في لبنان، بعد التدخل الروسي الذي فرض نفسه في الميدان السوري"، لافتة إلى أن "الحزب ضاعف أعداد الأمنيين الموجودين عند الحواجز التي تؤدي إلى الضاحية الجنوبية في بيروت". وتخوفت المصادر من "عمليات انتحارية تستهدف التجمعات التي يقيمها الحزب إحياء لمراسم عاشوراء، وخصوصًا بعد الحادث الغامض الذي وقع الأسبوع الماضي، وتعرضت خلاله حافلة لحزب الله لعبوة ناسفة في منطقة البقاع، ما أدى إلى وقوع 7 إصابات في صفوف الحزب". وأضافت المصادر أن "اجتماعًا أمنيًا سريًا عقد قبل أيام بين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب، الحاج وفيق صفا، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، لتنسيق الخطة الأمنية المزمع تطبيقها خلال الأيام التي تسبق يوم العاشر من المحرم"، مشيرة إلى أن "المشنوق تفهم هواجس المسؤول الأمني في الحزب، وكلف ضابطًا في فرع المعلومات ليكون بمنزلة ضابط ارتباط بين الطرفين لتبادل أي معلومات أمنية قد تصل بشكل محترف وسريع". وقالت المصادر إن "حزب الله استنفر كل أجهزته الأمنية في الداخل اللبناني منذ أكثر من أسبوع، وخصوصًا العناصر اليافعة المنضوية تحت لواء كشافة المهدي الذي يشكل رافدًا بشريًا أساسيًا للجسم العسكري في الحزب"، لافتة إلى أن "ظهور الشباب بدا للعيان، إذ انتشروا خلال الأيام الماضية على الطرق الرئيسة داخل الضاحية الجنوبية، كما أقاموا حواجز على مشارف المربع الأمني الذي يضم أبرز مؤسسات الحزب، إضافة إلى أماكن سكن قادته".

 

الحراك: استمرار اعتقال الناشطين تعسف اضافي

هيفا البنا/المدن/الأربعاء 14/10/2015/لم تفكّ خيم المعتصمين أمام المحكمة العسكرية منذ الثلاثاء، حيث مكث أهالي المعتقلين وأصدقاؤهم والناشطون على الطريق، مطالبين بالإفراج الفوري عن الناشطين الخمسة الذين ما زالوا معتقلين جراء مشاركتهم في تظاهرة ٨ تشرين الأول، فيما نفذت مجموعات الحراك، مساء الأربعاء، وقفة احتجاجية في المكان نفسه. وأوضح المحامي فاروق المغربي، لـ"المدن"، أن "المحامين سيتقدمون غداً (الخميس) بطلبات اخلاء سبيل جديدة عند الساعة العاشرة صباحاً"، شارحاً ان "الاستمرار في التوقيف يزيد من تعسفية الاعتقال". وحول لائحة الأسماء التي سُرِّبت الى المحامين، يقول فاروق إن "هناك جلسات إستجواب، الخميس، للذين أبلغوا منهم بالحضور، ومعظمهم من المعتقلين الذين أفرج عنهم في الأيام الماضية". ويقول نزيه خلف، الذي كان مضرباً عن الطعام أمام وزارة البيئة، إن "هناك ضغوطاً سياسية قوية جداً لتحطيم الحراك، وتحديداً الشبان الذين أضربوا عن الطعام، عبر ترهيبنا بإستدعائنا للإستجواب، ولكنني لن أذهب من دون محام". بينما يقول الناشط في حملة "طلعت ريحتكم" علي سليم إنه أخبر من قبل محامي عمله أنه "متهم بإحراق دراجة نارية تابعة للجمارك ورشق القوى الأمنية بالحجارة وتكسير آليات عسكرية". وتشير سينثيا سليمان، التي كانت معتقلة، إلى أنها طُلبت إلى التحقيق يوم الخميس في مكتب القاضي رياض أبو غيدا، وستحضر الجلسة بوجود المحامين الموكّلين. وبعد انتهاء الوقفة الاحتجاجية توجه بعض الناشطين إلى مخفر الرملة البيضا، حيث يعتقل الناشطون الخمسة، هاتفين بشعارات الحرية للمعتقلين. وقد دعت المجموعات إلى اعتصام آخر، الخميس، عند الساعة العاشرة صباحاً أمام المحكمة العسكرية.

 

عون يكيل الشتائم ويلوّح بـ«التصادم»..

خاصّ جنوبية 14 أكتوبر، 2015

لم يعد واضحاً ما اذا كان اشتداد الأزمة الداخلية يقود الى انفراج وفق المقولة المعروفة، أو إنه سيؤدي الى "انفلاج" مع استمرار التعقيدات واستفحال المعوقات. فـ"الحكومة في موت سريري" ولا جلسة لمجلس الوزراء بعدما أعلن العماد ميشال عون ان وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" لن يعودوا الى الحكومة قبل تعيين قائد جديد للجيش "ولي الارجحية المسيحية في تعيينه"، وتالياً فان التوقعات ان يدعو الرئيس تمام سلام الى جلسة الجمعة أو الاسبوع المقبل لحل مشكلة النفايات دخلت في علم الغيب. ما كان متوقّعاً في تظاهرة 11 تشرين أعلنه عون أمس، نام اللبنانيون على حفلة مواقف تصعيدية. إذ أكّد أن “لا عودة إلى الحكومة قبل تعيين قائد جيش ومجلس عسكري جديد”، وبالتالي أبدى تمسّكه بهذا المطلب، ما يؤشّر بوضوح إلى تحويلها معركةً شخصية مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، في محاولة متكرّرة لإزاحته من حلبة المنافسة الرئاسية. فقد وجد عون أنّه لا يستطيع تمرير سقوط التسوية من دون تسجيل أيّ موقف سياسي، وهذا الموقف هو الحدّ الأدنى الذي باستطاعته اتّخاذه في ظلّ قواعد اللعبة التي يتمسّك بها حليفه “حزب الله” والمرتكزة على ترسيخ الاستقرار واستمرار الحكومة والحوار بغية التفرّغ لقتاله السوري، فقرّر تعليق مشاركته من دون أن يكون هذا التعليق عائقاً أمام التوافق السياسي في ملفات محدّدة على غرار النفايات، ما يعني مجرّد خطوة شكلية. وأكد الوزير السابق سليم جريصاتي بعد اجتماع تكتل “التغيير والإصلاح” أن عون في “منحى تصاعدي مع شعب لبنان العظيم طالما لم يصر إلى تصحيح المسار ميثاقياً ودستورياً لإرساء الشراكة الوطنية المصادرة”.

سطّر عون جملة مواقف تصعيدية في مواجهة خصومه المفترضين:

قال: “خلص ما بقى في حكومة” قبل إنجاز سلة تعيينات جديدة تشمل قائد الجيش والمجلس العسكري والمديرية العامة لقوى الأمن.

أردف مستطرداً: “أنا القوة الشعبية أنا الشرعية أنا الأقوى مسيحياً ومن حقي تعيين واقتراح اسم القائد الجديد للجيش”.

– لوّح بأنّ “الخلاف هذه المرة كبير وسيصل حكماً إلى التصادم”.

– اتهم في سياق تصنيف علاقته مع مختلف الأفرقاء تيار “المستقبل” بالكذب والاحتيال متعرّضاً بألفاظ نابية للرئيس فؤاد السنيورة.

– شنّ هجوماً تهكّمياً لاذعاً على حزب “الكتائب اللبنانية” ورئيسه النائب سامي الجميل باعتبار أنه “ما بتعرف شو بيطلع براسو”.

السفير”: الحكومة منتهية الصلاحية

من جهتها، قالت “السفير” أنه مع إحالة قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني العميد شامل روكز منتصف هذه الليلة إلى التقاعد، تصبح حكومة الرئيس تمام سلام بحكم المستقيلة، ولو أنها لن تجد من تقدم له استقالتها ولا من يقبلها. الاستقالة ستصبح واقعا عمليا وليس دستوريا، ذلك أن احتمال عقد جلسات حكومية استثنائية أو أكثر، موضوع في الحسبان، خصوصا للبت بملفات عاجلة كملف النفايات أو الرواتب أو غيرهما، لكن الحكومة بمعناها السياسي، أصبحت “منتهية الصلاحية” أو أنها “كان يجب أن ترحل من زمن طويل”.

العودة عن هذا المسار “ستكون مكلفة لمن منعوا ترقية شامل روكز“، ذلك أن عون قرر الذهاب الى ما يسميه “بيت القصيد”، بأنه لن يعود الى الحكومة الا بتعيين قائد جديد للجيش ومجلس عسكري جديد ومدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي. واللافت أن عون ذهب في السياسة أبعد من ذلك عندما حذر من أن تجاهل مطالبه من قبل الآخرين سيؤدي الى تصادم، وقال “نحنا مقاتلين مش قلال”. ولفتت “السفير” إلى أن مواقف عون لم تأت من الفراغ. بدا أنه يتكئ على “فائض قوة” مستمد الى حد كبير من عناصر عدة، أبرزها خارجيا المشهد الروسي المستجد في سوريا، “لأن ما بعد التدخل الروسي غير ما قبله”، وتوقع أن تتغير خريطة المنطقة والعالم. أما داخليا، فان “الجنرال” قد تحرر من قضية شامل روكز بتقاعده، وقبلها نجح في تأمين وراثة سلسة في قيادة “التيار” لمصلحة جبران باسيل، وأعاد تأكيد حضوره في الشارع، ناهيك عن وجود رافعة سياسية كبيرة اسمها “حزب الله” الذي تبنت قيادته ترشيح عون رئاسيا وباقي خياراته السياسية في الحكومة والمجلس النيابي كما في قانون الانتخاب والترقيات العسكرية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حركة طانيوس شاهين زارت جعجع في معراب

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وفدا من "حركة طانيوس شاهين" وهي اتحاد طوعي لمواطنين ومواطنات ينشئون تنظيما سياسيا يهدف الى إعادة انتاج شروط حياتهم في بلدهم بكلفة أقل ومناعة أكبر. وعقب اللقاء، تحدث باسم الوفد الصحافي وسام سعادة، فقال: "زيارتنا الى معراب تأتي كتتمة لإعلان انطلاق حركة طانيوس شاهين، وقد قدمنا للدكتور جعجع وثيقة التأسيس وجرت المناقشة معه ببعض المداخل الأساسية التي طرحتها حركتنا من أجل قيام عقد اجتماعي جديد في البلد يكون لامركزيا وتستطيع من خلاله الحركات الشعبية ان تتعرف على نفسها في هذا البلد، لتحصل عملية إعادة تحديد شروط اللعبة بين اللبنانيين بشكل يرفع التعطيل والفراغ والاحتكام الى لغة العنف والسلاح والتدخلات الفئوية". وأضاف سعادة: "لقد استمعنا الى وجهة نظر د. جعجع في بعض المواضيع السياسية وقد استهلينا جولة حركتنا من معراب وسنستكملها على باقي القيادات السياسية اللبنانية لنطرح تصورنا عليها من خلال وثيقة تأسيس هذه الحركة". وبعد اللقاء، زار الوفد مجسم الزنزانة في معراب. من جهة أخرى، التقى جعجع النحاتين نايف ومارون علوان من بلدة أيطو. واستمع الى تجربة الفنان نايف علوان الذي حفر تمثال القديسة ريتا على الصخر، وتم نقله الى مدينة كاسيا في ايطاليا ورفع عند مدخل المدينة، حيث غطي بقطعة كبيرة من النايلون الازرق بانتظار الكشف عنه في 18 الشهر الحالي، في حضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وارتفعت قرب التمثال عند مدخل كاسيا لافتة تحمل العلم اللبناني وسط الاستعدادات من قبل البلدية والاهالي لهذا الحدث ووسط عمل متواصل من قبل عمال الاشغال لتحسين المستديرة التي رفع في وسطها والطرقات المحيطة. وقدم الأخوان علوان صورة عن التمثال لجعجع.

 

حسين الموسوي: مع معالجة ملف النفايات بطريقة صحيحة وعادلة

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل حسين الموسوي ان "حزب الله واتحاد بلديات المنطقة يستطلعون في الجرد لإقامة مطمر للنفايات، وهناك اهتمام كبير بهذا الموضوع من مسؤولي القطاعات والبلديات من باب الاهتمام بانفسنا ووطننا، لكن يجب على كل مسؤول يعمل بهذا الموضع، ان يكون لديه الانتباه بان الوطن الذي يبقى هو الوطن الذي يحكمه العدل والانصاف". وأكد خلال رعايته مهرجان العنب والزيتون والاشجار المثمرة في بلدة النبي شيت ان "الحزب ليس ضد المطامر، وبعض الاخوان كانوا أمس بالجرود يستطلعون المنطقة لتحديد مكان مطمر صحي وكل من يقول اننا "ليس لكم حصة بالنفايات" ولكن نحن نسأل الوزير شهيب هناك مكان في لبنان محافظة مسكرة على من يعمل في ملف النفايات، هناك منطقة في لبنان ما بيلبقلها النفايات، وهل هناك منطقة بيلبقلها النفايات ومنطقة اخرى ما بيلبقلها النفايات لماذا؟" أضاف: "نحن مع كل جهد يبذل من اجل الوصول الى نتيجة لهذا الموضوع، لكن بطريقة صحيحة وعادلة ولا يكون هناك تمييز عنصري ومذهبي وطائفي، وهذا لا يجوز لان التمييز ظلم. هناك مناطق لا يوجد فيها شيء سوى الاهمال والحرمان وايضا نفايات؟ على اي أساس؟"

 

سفير مصر بعد لقائه الجميل: الرهان على التطورات الإقليمية قراءة غير دقيقة

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في بكفيا سفير مصر محمد بدر الدين زايد، حيث تم عرض الأوضاع المحلية والإقليمية. وبعد اللقاء، قال زايد: "كان لقائي بفخامة الرئيس الجميل متميزا، وهناك دوما حرص على التشاور والتواصل الدائم معه في ما يخص اوضاع لبنان والمنطقة. واستهل الرئيس الجميل حديثه بإبداء السعادة والترحيب بالتطورات الأخيرة في مصر، وبقرب انعقاد الإنتخابات البرلمانية وبالإنجازات الإقتصادية التي تحققت بافتتاح مشروع قناة السويس الجديد وبالإكتشافات البترولية. ثم انتقلنا الى الحديث عن الأوضاع الإقليمية، وكان هناك تطابقا في وجهات النظر في ما يتعلق بالقراءة الدقيقة لما يحدث اقليميا، وهذا يؤكد على وجهة النظر المصرية بضرورة ابعاد لبنان عن التجاذبات الإقليمية، ومن يراهن ان هذه التطورات ستكون لصالحه فهذه قراءة غير دقيقة، لذلك يجب التركيز على اولوية الشأن اللبناني واولوية مصلحة لبنان". وحول شغور الكرسي الرئاسي، قال: "اكدنا وجهة نظر مصر مرارا وتكرارا بأهمية انهاء الفراغ الرئاسي وبضرورة معالجة الأوضاع اليومية للشعب اللبناني من خلال تفعيل عمل الحكومة مما يؤدي الى انهاء الأزمة الراهنة. كما اكدنا على موقفنا الدائم من دعم الحوار وضرورة حلحلة الموقف الراهن ومصر مستعدة دائما لتقديم اي مساعدة في هذا الصدد، ونحن ندعم مبادرة الحوار التي يرعاها دولة الرئيس نبيه بري في المرحلة الراهنة".

 

بري توج زيارته لبوخارست بلقاء رئيس رومانيا وأكد فرض الحل السياسي في سوريا وبراءة الاسلام من الارهاب

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015/وطنية - توج رئيس مجلس النواب نبيه بري والوفد المرافق له زيارته الرسمية الى رومانيا بلقاء مع رئيس الجمهورية الرومانية كلاوس يوهانس في القصر الرئاسي، وأجرى معه محادثات تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في الشرق الأوسط والأزمة السورية وقضية اللاجئين.

ونوه الرئيس الروماني بالعلاقات بين البلدين، مؤكدا "أهمية توسيع التعاون في شتى المجالات ولا سيما على الصعيد الاقتصادي وإنشاء المنتدى الاقتصادي اللبناني الروماني الافريقي". ونوه بتعامل لبنان مع اللاجئين السوريين قائلا: "انه تعامل ممتاز وجدير بالتقدير، وهو تحد تواجهونه بكل اقتدار ويجب تحسين الموقف الاوروبي لمساعدته في هذا الدور". أضاف: "من البديهي أن الحل هو بإحلال السلام في سوريا عبر المفاوضات، غير ان هذه العملية معقدة لأسباب عديدة. هناك قوى منخرطة في هذا الموضوع لديها أجندات مختلفة". بدوره، اكد بري مجددا فرض الحل السياسي في سوريا، داعيا الى "اتباع مشاركة دولية واقليمية من خلال ال 6+1 هذه المرة بعد تجربة الاتفاق الايراني من خلال ال 5+1". وكرر ان "الاسلام بريء من الارهاب والتنظيمات الارهابية"، واصفا "ما تقوم به اسرائيل في القدس والمسجد الاقصى بالخطير للغاية وهو اكبر دعم للارهاب".

بعد اللقاء، جال بري والوفد في متحف القصر الجمهوري.

لقاء حواري مع الطلاب

وكان بري عقد لقاء حواريا بمشاركة رئيس مجلس النواب الروماني فاليريو ستيفان زغونيا مع طلاب رومانيين ولبنانيين في قاعة المكتبة الوطنية في الجامعة الرومانية بحضور عدد من السفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي في رومانيا.

وبعد ان قدمت السفيرة اللبنانية في بوخارست رنا المقدم الرئيسين، رحب زغونيا ببري "أحد ابرز رؤساء البرلمانات في العالم وأقدم رؤساء البرلمانات عملا وكان رئيسا للاتحاد البرلماني العربي وصديقا وما زال لرومانيا وداعما لتطوير العلاقات بين البلدين". وقال: "لبنان اليوم دولة مستقرة، وتستطيع رومانيا الإعتماد على ذلك. وهذا احد اسباب وجود هذا العدد الضخم من اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان".

كلمة بري

ثم ألقى بري كلة قال فيها: "يسرني ويشرفني هذا اللقاء وإن كنت اقمت في مجلس النواب اللبناني عام 1996 اول برلمان للشباب وبرلمان آخر عام 2003، واليوم يتحول لبنان كل لبنان الى "هايد بارك" للمطالبة السياسية بالدولة المدنية وتحديث انظمة الانتخابات بإتجاه النسبية وحقوق المرأة وباللامركزية الادارية وبقانون الاحزاب".

أضاف: "نعم بدأت حياتي السياسية مناضلا طلابيا وكان لي شرف رئاسة اتحاد الطلاب الجامعيين في لبنان وناضلت وأعلنت اضرابات ومشاغبات عديدة توصلا لبناء الجامعة اللبنانية وأيضا كي يشارك الطلاب وكل قطاعات الشعب في حياة الدولة والمجتمع. اليوم لا نزال نسلك نفس الطريق ونطالب بخفض سن الاقتراع، سن الاقتراع لا يزال في الدستور 21 سنة ونريد ان نخفضه الى 18 سنة، وبإنشاء مجلس اعلى للتربية ينسق حاجات سوق العمل مع ناتج التعليم العالي. كثير من الطلاب يذهبون من دون توجيه علمي الى الجامعات فتحصل على تخصص معين قد لا يكون لبنان بحاجة اليه ولا المنطقة القريبة منه وخصوصا المنطقة العربية. لست ادري اذا كنتم تعرفون ان في بيروت وحدها نحو 45 جامعة ومعهدا للتعليم العالي عدا عن المناطق الاخرى، وابناؤنا نظرا لقلة فرص العمل في لبنان يغادرون الى المهاجر لأن اختصاصاتهم لا تتناسب مع سوق العمل اللبناني الضيق".

وتابع: "من المؤكد ان لديكم الكثير من الاسئلة القلقة التي تتعلق بالجوار اللبناني وبلاد العرب تتعلق بنا جميعا وبمستقبل المنطقة. ان جواركم يعيش حالة توترات وحروب اهلية صغيرة وكبيرة تدمر طاقاته وموارده، نتأمل وقفها وادخال منطقتنا في جو من الحوار السياسي لحل قضايا بلدانها اضافة لنضالها للقضاء على الارهاب الذي يأخذ الدين ذريعة للقتل والتدمير والدين منه براء. لقد سفكت الكثير من الدماء ودمرت المدن وضربت مراكز الانتاج والاسواق والموانىء والمطارات و دمر الإنسان، وما يحتاجه الشرق الاوسط إقامة بنى تحتية جديدة واعادة اعمار، وبداية الى وقف العنف وبدء حوارات سياسية حول اليمن، سوريا، ليبيا ومالي والصومال والعراق والسودان".

وسأل: "ماذا أعدد؟ صار أسهل علي وعليكم ان نعدد البلدان التي ليست بحاجة لهذا الامر.

ان الشرق الاوسط في واقعه الراهن هو خزان للمهجرين او اللاجئين الذين ينتظرون أشرعة الموت عند شواطئه وموانئه، والاجدر توظيف الامكانيات في استعادة استقرار بلداننا ووقف ضخ الحروب والفتن والمال والسلاح والمسلحين. اننا نأمل بأن تكون الاجتماعات والقمم التي عقدت على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة قد حملت الينا في الشرق الاوسط بشائر حلول، وان كنا نعتقد ان احتكارات السلاح ستواصل بيعنا الموت في المدى المنظور. اننا نرى انه ومن الآن سيبقى القلق مسيطرا على الدول المصدرة للنفط بسبب الانتاج المتصل بالنفط الصخري، وسيعيق عجز الموازنات وهبوط الاسهم كل مشاريع التنمية الممكنة التي يمكن أن تساعد. ولكن ان الشرق القادم .. قادم ولن يصح الا الصحيح. واقول انه فلسطينيا لا يمكن العبور الى المستقبل الا من بوابة تحقيق اماني الشعب الفلسطيني ولا يمكن لنا في بقية الدول العربية ان نحقق السلام الداخلي الا بالحوار أو بفرضه، نعم بفرضه أحيانا بين جميع الاطياف وبتعزيز الديموقراطية وبقوانين انتخابية تجعل من نظامنا برلمانيا ديموقراطيا، وكذلك بإقرار وتنفيذ شرعة حقوق الانسان العربي وخطة وطنية لحقوق الانسان والسوق العربية المشتركة التي أسسها العرب عام 1954 قبل أن تفكر اوروبا بالسوق الأوروبية المشتركة".

وختم: "أين أصبحنا وأين أصبحت اوروبا؟ وهكذا ما زلنا على ما نحن عليه لا بل الى الوراء".

الاسئلة والاجوبة

ثم رد بري على اسئلة الطالبات والطلاب، وقال ردا على سؤال عن امكان تعميم الصيغة اللبنانية في وجه الارهاب: "ما هو الوضع اللبناني حاليا؟ عادة الامن يأتي من السياسة، فاذا كانت السياسة على وضع وفاقي يكون هناك امن واستقرار، واذا لم تكن على ما يرام يكون الامن عادة في حالة قلق. في لبنان العكس، السياسة سيئة جدا. 10%10 والامن ممتاز 10%10. السبب في ذلك يعود الى امرين اولا ان اللبنانيين جربوا، اسألوا مجربا ولا تسألوا طبيبا. انتم تعلمون انه عام 1975 حصلت حرب فتنة في لبنان وذهب ضحيتها 150 الف شهيد وبقيت 14 عاما من عام 1975 الى عام 1989 ثم وقعنا اتفاقا اسمه اتفاق الطائف الذي اصبح دستورا. وحتى الآن لم نطبقه كاملا. مع ذلك هناك استقرار امني. والسبب الثاني هو الحوار الذي انتهجناه، واستطيع القول ان الله هداني الى ان اسلكه في كل مناسبة اشعر فيها ان هناك قلقا، ففي عام 2006 لو لم يكن الحوار لاحتلت اسرائيل لبنان. وعام 2008 حصل حوار في سبيل انتخاب رئيس للجمهورية بعدما عقدنا 20 جلسة للمجلس قبل ان نصل الى الحوار، وذهبنا على اثره الى الدوحة. والآن بدلا من الحوار هناك حواران ارعاهما شخصيا، حوار اول بين حزبين سياسيين لمنع اي فتنة، وحوار آخر يشمل كل اللبنانيين حول موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وحول جدول اعمال ولشيء الذي تكلمت بالنسبة الى تطوير النظام اللبناني. في رأيي هذان السببان حميا لبنان والا كان صار في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية والحكومة مجمدة والبرلمان ايضا مجمد ومع ذلك فالامور بردا وسلاما على ابراهيم".

سئل: هل يمكن في سوريا حل سياسي؟

اجاب: "لقد تكلمت هذا الكلام مع صديقي دولة الرئيس اليوم. الشيء الذي كان يصلح في سوريا قبل اربعة اعوام او ثلاثة اعوام هو غير اليوم، والذي يصلح من عامين هو غير اليوم. كانت تصلح الحوارات اما الآن ومع الاسف الشديد لم يعد هذا الامر يصلح. لماذا؟ لان القوى المتواجدة على الارض لا تريد على الحوار اي حوار حتى وان رضي كل الناس بالحوار فان داعش والنصرة وجيش الاسلام وغيرها، كل هؤلاء المتطرفين لا يريدون التكلم مع احد على الاطلاق، ولا ينظرون لا الى طوائف ولا مذاهب ولا فئات ولا نظام ولا شيء، لذلك في رأيي، وهذا امر قد يستغربه الكثيرون بعد التجربة التي مر فيها العالم في موضوع الحوار الذي حصل بين ما يسمى 5+1 بالنسبة الى الموضوع الايراني. من كان يعتقد ان الحوار سيجري حول الموضوع النووي في ظل التباعد الكبير؟ ومن كان يعتقد ان يصل هذا الحوار الى نتيجة؟ الجواب اوجد هذه المعجزة. فاذا كان بين ايران والدول الكبرى حصلت هذه المعجزة، هل الموضوع السوري معقد اكثر من ذلك؟ في رأيي ان الحوار يمكن ان يكون بدلا من 5+1 هو حوار 6+1 وعندئذ يمكن الوصول الى حل. يجب فرض هذا الحل. هناك تجربة سابقة في المنطقة. التجربة هي لبنان. فنحن في لبنان وصلنا الى درجة الدرجة التي وصلت اليها سوريا الآن: عدم استطاعة الحوار. حصل الاجتماع وليس المهم من كان الى الطاولة. المهم من كان تحت الطاولة. كان السوري آنذاك تحت الطاولة، والسعودي فوقها وتحتها، وكان الاميركي والاوروبي والفرنسي، وجرى الاتفاق (الطائف) الذي لم ينفذ كله حتى الآن، واطمأن لبنان. هذا الذي يجب ان يحصل في سوريا، وعندئذ الدستور ينص على كل ما كان يمكن ان يحصل اي حوار في اتجاه الديموقراطية".

سئل: هل الفدرلة حل ممكن في سوريا؟

اجاب: "انا شخصيا اؤمن بالعالم العربي عالم واحد واؤمن بالعروبة. وفي العشرينات بعد الحرب العالمية قسم سايكس بيكو المنطقة وجزأها ليستطيع الكثيرون ان يسيطروا عليها. اي طرح للفيديرالية والكونفيديرالية في سوريا والعراق هو تقسيم المقسم وانا ضده. واعتقد ان الشعبين السوري والعراقي ضده ايضا".

سئل: الى متى يخسر لبنان شبابه في الهجرة الى الخارج؟

أجاب: "اللبناني منذ الأزل حمل أحرف الابجدية الى العالم لذلك عدد اللبنانيين في لبنان نحو اربعة ملايين لبناني وفي الخارج 14 مليونا. لست رئيس مجلس النواب اللبناني الوحيد، يوجد عدد من رؤساء المجالس النيابية من اللبنانيين الآن، وفي كل وقت في دول عدة. هذا اللبناني المنتشر في كل انحاء العالم، وكما اقول لبنان طائر ذو جناحين، جناح مقيم وجناح مغترب. هذا اللبناني لمع في كل انحاء الدنيا، النواب اعضاء المجلس النيابي اللبناني 128، اما عدد النواب اللبنانيين الآن الفيديراليين منهم في العالم 163 نائبا في 19 برلمانا. الاقتصاد اللبناني ليس في خير الآن نتيجة الوضع السياسي، بينما هناك 13 بلدا في العالم اقتصادها في ايدي اللبنانيين. هذا اللبناني يولد وعنده هذا الحب. انا شخصيا ولدت في سيراليون وهذا واقع لبنان. وهذه رغبة عند اللبناني. لكن جزءا من هذا الكلام وهذه الهجرة هي تلك المتعلمة المثقفة، لانه مرات عدة لا يجد الكثيرون مجالا في لبنان نتيجة عدم التوجيه في التعليم العالي".

وردا على سؤال قال: "اللبناني يستطيع تحمل الاغتراب رغم صعوبته. لكن نصيحتي للمغترب اللبناني التقيد بقوانين البلد الموجود فيه وان يكون مخلصا له كما هو مخلص لوطنه. هو يأتي كي يعيش ويتأقلم ويخدم المجتمع الذي هو فيه والذي انطلق منه. فمثلا على اللبناني في رومانيا بمقدار ما يحب لبنان ان يحب رومانيا، وبمقدار ما يخدم لبنان يخدم رومانيا. والجالية اللبنانية في رومانيا نموذج من حيث المدارس وكل الاعمال التي تقوم بها وفقا للاصول والقانون".

وردا على سؤال عن كيفية تعامل لبنان مع العدد الكبير من اللاجئين السوريين قال: "بالنسبة الى العلاقة بين لبنان وسوريا وبين البلاد العربية عموما مختلفة من حيث المنظور. نحن شعب واحد، شعب عربي، انا مسؤول عن العربي وهو مسؤول عني. اذكر انه عام 2006 عندما هاجم الاسرائيلي لبنان تشرد نحو مليون لبناني في شتى انحاء لبنان، وقسم منهم تحديدا نحو 160 الفا ذهبوا الى سوريا التي رعتهم بكل ما يلزم طوال فترة الحرب نحو 33 يوما حتى عادوا جميعا الى ديارهم. طبعا 160 الفا ليسوا مثل مليون ونصف مليون او مليونين، و33 يوما ليست كاربع او خمس سنوات، لكن القصة هي انني مسؤول عن اخي وانا اكون في الجرح والالم الى جانبه، وهذا ما تعودنا عليه، ليس بين السوري واللبناني فقط، بل بين اي عربي وعربي آخر. مع الاسف نعم هذا لا يعني ان لبنان يتحمل هذا الامر بسهولة. المبدأ اننا مسؤولون عن الاستيعاب، لكن حقيقة لا اعتقد انه في التاريخ يستطيع شعب ان يتحمل في وقت محدد نصف عدده. ليس الموضوع موضوع غذاء ومياه وكهرباء، بل هو اخطر من ذلك. كان الخوف الاكبر في لبنان من هؤلاء الذين دخلوا كم يوجد بينهم من داعش او من القاعدة او ضد كل ما هو قائم؟ بالتالي كان هناك خوف كبير على الوضع الامني. وفعلا اتى هذا الخوف في محله لأنه في بداية الامر حصلت تفجيرات عدة في بيروت والضاحية الجنوبية وسقط شهداء وجرحى قبل ان تتمكن الاجهزة الامنية اللبنانية والجيش اللبناني من القبض على الموضوع الامني في شكل جيد حتى الآن والحمدلله".

أضاف: "الامر الآخر انه توجد حالات استحالة في الاستيعاب على مستوى التعليم حيث يوجد 363 الف تلميذ سوري في المدارس الرسمية في لبنان، وهذا يواجه صعوبات ومشاكل كثيرة على مستوى اختلاف المناهج والحاجة الى تخصيص دوامين للتعليم وتوفير المعلمين، وقد سمعنا بالتعاقد الموقت، وكذلك هناك 174 الف طفل سوري ولدوا في لبنان منذ بدء الازمة السورية. لقد اتى الاخوة الفلسطينيون الى لبنان ومفاتيح منازلهم معهم على اساس انهم سيعودون الى ديارهم في غضون ايام، وحصل ما حصل. الحل هو في تنفيذ قرارات الامم المتحدة وبعودة الفلسطينيين الى ديارهم، وان المطلوب الدعم من اوروبا وعبر رومانيا لفرض حل سياسي في سوريا. وعندها يعود شعبها الى بلده وتعود الوحدة الى سوريا، وتعود سوريا الى طبيعتها. ان كل الضجة المثارة في اوروبا حول اللاجئين السوريين هي لسبب لا يوازي 1/17 ما يتحمله لبنان".

رئيس مجلس النواب الروماني

وفي رده على اسئلة الطلاب تحدث رئيس مجلس النواب الروماني عن دور الاتحاد الاوروبي ازاء قضية اللاجئين السوريين، مشيرا الى ان "قضيتهم لا تقتصر على السوريين وعلى الخطط التي توضع لمواجهة هذه المعضلة"، وقال: "اذا اردنا ان نعيش حياة آمنة في رومانيا، فيجب ان تكون هناك حياة آمنة في لبنان والاردن اللذين يتحملان هذا العبء الكبير من اللاجئين السوريين".

ودعا الى "تطوير التعاون السياسي والاقتصادي بين لبنان ورومانيا".

 

لبنان ودع سكاف من بيروت إلى زحلة في مأتم رسمي وشعبي لحام: نودع وجها مميزا سنفتقده في خواتم الأيام وفي الظروف المفصلية

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015

وطنية - ودعت زحلة ولبنان، النائب والوزير السابق الياس سكاف، في مأتم مهيب امتد على مدى اليوم، من بيروت إلى مدينته زحلة.

انطلق موكب التشييع عند التاسعة صباحا من مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، ولدى وصوله إلى الكحالة استقبله أهاليها وانزلوا النعش إلى داخل كنيسة السيدة حيث تليت الصلاة على جثمانه. بعدها تابع الموكب طريقه باتجاه ضهر البيدر. حيث كانت محطة استقبال ثانية في المريجات وسط الأهازيج وقرع الأجراس واطلاق النار والمفرقعات، نزولا الى تقاطع قب الياس - شتورا حيث وافاه محبوه ومناصروه من عميق والبقاع الغربي، ونظموا له استعراضا رفعت فيه الاعلام اللبنانية ونثرت الورود ورقصت فرق الخيالة حاملة رايات الحزن والاعلام اللبنانية.

وتابع الموكب طريقه وسط الحشود والوفود الشعبية التي انتشرت على جانبي الطريق في سعدنايل وتعلبايا بعد جديتا، حيث رفعت مئات اللافتات وأقواس النصر التي حملت صور الراحل وعبارات تستذكر مواقفه، وتحيي "من فتح صفحة مشرقة بتاريخ زحلة التي خسرت نائبا ووزيرا وزعيما واخا ورفيق درب".

ثم انتقل الموكب الى حوش الامراء- كسارة- ساحة المنارة، فمدخل زحلة، حيث انزل النعش وحمل على الأكف وسط اطلاق نار كثيف، وسلك المشيعون بولفار زحلة الى مدرسة الكلية الشرقية فدار الكتلة الشعبية، وصولا إلى كاتدرائية زحلة للروم الملكيين الكاثوليك، حيث ترأس صلاة الجنازة بطريرك انطاكيا للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، يعاونه راعي ابرشية زحلة المطران عصام يوحنا درويش، ولفيف من الكهنة، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ميشال موسى، ممثل رئيس الحكومة تمام سلام وزير الداخلية نهادالمشنوق، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس حسين الحسيني، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران جوزف معوض،, ممثل البطريرك انطاكيا للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي المطران الياس كفوري، والسفير البابوي غابريال كاتشيا.

كما حضر عدد كبير من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، السيدات منى الهراوي، جويس الجميل، لمى تمام سلام، والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، ممثلون عن مختلف الأحزاب اللبنانية، وحشد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ورجال دين، ووفود شعبية من مناطق البقاع.

درويش

استهلت صلاة الجنازة بكلمة للمطران درويش، قال فيها: "غابت ابتسامتك البريئة، وتركت احباءك واصحابك يتحدثون عليك يا حبيب زحلة. لقد غادرتها وانت في عز شبابك وهي في عز حاجتها اليك. كيف نصدق انك غادرتها؟ وانت باق في قلوبنا، في بيوتنا في شوارعنا وازقتنا، وفي السهل، وعلى الهضاب، وعلى ضفتي البردوني، وفي كل زاوية من زوايا زحلة، التي احببتها وبادلتك الحب؟ كيف تموت وقد تركت بين يدي شريكة العمر الكريمة ولدين مثل غرة الصباح؟ كيف تموت؟ وكنت على رغم من المنافسات، التي هي قدر البشر وضريبة الديمقراطية وربما الحافز عليها، وبقيت أمينا على عهد أبيك مع الشعب وكل زحلة شعب أبي، وبيوت أصيلة، ولا فضل لزحلتهم على آخر، الا بمقدار حبه لزحلة وللبنان، وبمقدار تضحياته حتى تعود الكرامة الى هذه المدينة وإلى هذا الوطن؟".

أضاف "لا شك في ان الزحليين والبقاعيين عموما، قد انتابهم حزن شديد وغصة في القلب حين بلغهم خبر رحيلك. كلنا رأينا عيانا، او على الشاشات ووسائل الإعلام ابتسامتك الرضية، وكانها فيض من طيبة قلبك وحلاوة روحك، وكلنا نعلم كيف ضاق الراحل الكبير جوزيف بيك سكاف بالظلم والعجرفة، فما رضي ان يغض الطرف عما يمس بكرامة البلد، او ما ينذر عن خرابه، فنفى نفسه راضيا بالغربة، وهو كان الحاضن الكبير في افراح اللبنانيين ومواسيهم على امتداد عشرات السنين".

لحام

وألقى لحام كلمة استهلها بالقول: "هذه الجنازة الروحية، الحاضرين في الكنيسة والذين في خارج الكنيسة المباركة وعلى وسائل الإعلام، ايها الاخوة والاخوات: قدمت من روما من السينودوس المجمع حول الاسرة، لكي اذرف دمعة معكم على حبيبكم وحبيبنا الغالي الياس بطرس، لوداع ابن كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية وابرشيتنا الزحلية، وابن البقاع المرحوم اخينا الياس بيك سكاف الطيب الذكر"، مقدما التعزية ل"رفيقة دربه وحياته ميريام ولولديه جوزيف وجبران، والاقارب والانسباء وأبناء وبنات زحلة بكل طوائفها وابناء وبنات البقاع الأحباء بنعي خاص".

أضاف "اخوتي، اصحاب السيادة كل من موقعه، خاصة الروحيين الموقرين الساهرين على هذه البلدة العريقة، وعاصمة الكثلكة المنيعة الصامدة المؤمنة الاصيلة للبنانيتها وكثلكتها وملكيتها: نودع اليوم هذا الوجه المشرق المميز. انه جزء من تاريخ زحلة دينا ودنيا. انه شخصية اجتماعية وسياسية ولبنانية. هذا اليوم هو يوم عبور الياس من هذه الحياة الفانية الدنيا، وذلك في يوم عيد ميلاده. ينتقل إلى شاطئ بحر محبة الله اللامتناهية. هذا اليوم، هو يوم عبور فقيدنا الغالي ايلي بيك سكاف، وكلنا نفتقده اليوم، وسنفتقده في خواتم الايام وفي الظروف المفصلية في تاريخ زحلة المحبوبة وتاريخ لبنان الحبيب، وبلغة الحياة والقيامة شايفين لابسين اكتر الرعاة والكهنة بنفسجي او احمر، اما انا فارتدي اللون الابيض، لاننا ننتقل من الصليب الى القيامة رمزها البياض".

وتابع "اليوم، في وداعه كلنا اخوة وابناء زحلة متضامنون، ومؤتمنون معا على رسالة زحلة فهي رسالة في لبنان. واني لاذكر ما قاله السيد المسيح: لهذا يعرف الناس انكم تلاميذي ان كنتم تحبون بعضكم بعضا. بهذا يعرف الناس انكم زحليون، ان كنتم تحبون بعضكم بعضا. واقول للبنانيين بهذا يعرف الناس انكم تحبون لبنان، وسوف تنجحون في انتخاب رئيس ان كنتم تحبون بعضكم بعضا".

وأردف "يقول احد علماء الكتاب المقدس: ان من يركض ويموت وينتقل يوم ميلاده فهو رجل مميز بكل انواع التميز على الارض وفي السماء. وتقول احدى الراهبات: انه يكتب على صورة الذكرى، ذكرى وفاته بتاريخ كذا ثم مات بتاريخ كذا لكي تحيا ذكرياته. فالياس اخونا ولد بتاريخ 10 تشرين اول 1948 ليموت، واليوم يموت لكي يحيا. واجمل ما نقوله في رثاء ابنائنا في الايمان المقدس، انه لعبارة جميلة مؤثرة معزية تغزو مشاعرنا وترفع بنا مع من نحب ونودع، ترفعه الى السماء. اننا نعيش ايها الأحباء هذه الحياة لكي نستحق هذا اللقب يوم الوفاة، وذلك ان نكون في عداد القديسين. الجناز هو تطويب المنتقل من الأرض الى السماء، انه اعتراض لما قاله ربنا للرسول: لست بعد عبدا ايها الانسان، بل انت ابن، وانت وارث لله في يسوع المسيح. اجل ايها الأحباء نعيش لكي نستحق هذه الطوبى، وهذا اللقب، لقب القداسة قبل المناولة المقدسة يعلن الكاهن القداس للقديسين، فحياتنا المسيحية يجب ان تكون مسيرة قداسة، وحياة الياس في الكثير من جوانبها كانت حياة قداسة، وما رأيته يوم كان في العناية الفائقة المشددة، كان حوله كنيسة كل القديسين والقديسات والصلبان كانت حوله، ربما ليست بعين الجسد المغمضة، ولكن بعين الروح التي ترى ما لا تراه العين الجسدية".

وختم "لقد كان في خدمة مدينته المحبوبة زحلة وبقاع المحبوب ولبنان وطنه المحبوب، فكان النائب في زحلة وبلديتها والوزير العامل والناشط في العمل البرلماني، سياسي، حر، ملتزم، واضح الرؤية الى مصلحة بلدته زحلة فوق كل مصلحة، وكما قلنا عنه وكما سمعت عنه وطالعت في الصحف انه آدمي، جميل هذا اللقب، ما نسمعه عن الناس انه آدمي. كما ان ما ورد في وصيته يعبر عن مسيرته الايمانية والسياسية والاجتماعية والانسانية".

ميريام سكاف

وألقت أرملة الراحل كلمة باللهجة العامية، قالت فيها: "متل لي كأنو عيد. شوي رح بتطل رافع كاس نبيد. ولأول مرة بشوف عيد مبلش من البحر للجبل. رافع ع كتافو موكب أسود من بيروت لزحلة. ملون ع كل هالدرب. بناس وورد وكتير من الحب. وفي إيدين عم بتلوح. ووراق شجر عم تنزل لتسلم عليك وتقلك ما تغيب. تعا، فتحهن عليي عيونك يا ايلي. تعا، مش دموع هودي الي بعيونك، هيدي فتافيت حلم انكسر. مش حزن هيدا الي بقلبنا. هيدي حرقة عمر انقهر. قوم يا مزين هالدني. خليك شال. ما تصير خيال. قوم طفي شموعك. خود من عمري عمر بس ما تبعد عن هالبال. شو حلو حب الناس إلك. انت الي انزرعت فيهن. كنت حلمن. وقفت عند اوجاعن. وكل ما شفيوا كنت تكبر. صرت القصة ال رح تتخبر.

إيلي...يا وعد الناس لي تأملوا فيك. يا حارس نعسن. لي متلك ما بيفل. كتير بيضل. بيصير يطلع مع كل شمس. بنشوفوا برف طيور. ع سطوح قرميد. بتلوحلوا كل إيد. إيلي يا عمر الحلا. يا خوابي رح تنتلا. كيف معقول ودعك وأنت بعدك معي. عطرك بهالبيت. لاء انت ما فليت. وجك مرايتي. يا رجوتي، يا صخرتي، يا سندي المتوج بأسرارنا. لي رح نحكيها لزغارنا. وجك هون. صوتك مملي الكون. محفور ع رخام. ما بتمحيه الايام.

مطارحنا سوا. رح تضل مضوايي، متل هالمدينة الي ما عرفت العتم. هودي ناسك جايين. حاملين الوفا عالجبين. ما تخلينا نندهلك كتير. تعا مع أول الشتي لتزهر مواسم الدني. كلنا ناطرينك تطلع من وعد. من ورد. من أغاني. من أسامي. من بيوت عمراني. لمن وعيت من غفوة طويلة، كنت حابب تشكر الناس لي وقفوا ع بابك بالمستشفى. نطروك لتوعى. غمروك بالحب. وصاروا يصلوا. ويمكن صلاتن بكت الدني. هودي الناس صاروا أكتر. يلا نشكرن. نقلن إنتو دهب من لحم ودم. إنتو ملح الارض. ومرايا المي. والعمر العتيق. كنتوا معنا شعب الصفا. وصرتوا كل الوفا. بمحطات عديدة وقفنا سوا بوج الريح. تقاسمنا النصر والإنكسار. وبيلبقلكن اليوم، إني إنقلكن سلام إيلي سكاف لي بعتوا من عز الوجع. وبلغكن انو هوي كان ممنون لكل تضحية ووقفة ومحطة.

وصانا بالحب حتى بوج البغض. وتركلنا زاد بيكفي بلاد. زاد من الكرامة ووقفات العز والروح الانسانية لي كانت موزعة ع الكل. وتحت هالمبادئ بنعلن انو بيت ايلي جوزف طعمة سكاف. لي عمر فيكن. رح يكبر ويعلا فيكن، ورح يضل مفتوح للناس. كل الناس. وجعكن وجعنا. وفرحكن فرحنا. وبلوغكن الاهداف هوي هدفنا. ويمكن قلال منكن بيعرف انو إيلي سكاف اختبر طفولة أكتر من صعبة. كان فيها الشقي رفيق أول الصبا، وعي عالدني لقي حالو ببلد بعيد. بحقول ما بيعرفا. واضطر انو يفلح الارض تتضل حاملتو هالارض. إبن 16 سنة تعرف إيلي على بيو لأول مرة. واليوم عم يترك ولادو هني وبعمر ال16. وكأنوا القدر عم يرسم عمار عالقد. وعم بيحدد عدد سنين الرعاية الأبوية.

يا جوزف ويا جبران. يا ولاد إيلي سكاف. يا ولادي ورجال بكرا. يلي دموعكن عم بتخبوها لليل وتزرعوها عالمخدة. انتو هالحلم الي بيكن عاش على أملو. كونوا الحقيقة لي ما بتغيب. إيلي لي كان رفيقكن وبيكن بنفس الوقت. تركلكن قيم عالية وإرث من محبة الناس لي تجمعت لتصير "كتلة شعبية". بيكن يا ولادي ما بيشبه حدا. وكان ما يفرق بين حدا. مسيرتو السياسية ما اقتصرت عالنجاح لوحدو. إنما محطات الفشل تعلم منها كتير. وأول درس حفظو انو بالسياسة ممكن كمان تمرق عليك أمراض خبيثة وما الها علاج. وإيلي سكاف من الشخصيات لي وقفت بوج الريح، حتى لو ما كانت عم تشتهي السفن. ولما قرر إيلي يفل أخذ معو وجعو وبس. وترك الامراض السياسية لاصحابا. ومين قال إنو ما تركت ع جسمو مرارة وحسرة. ومين قال انو هل انسان الطيب ما كان عم يتواجه بنوايا سيئة. وبحرب جربت وما قدرت تهز الزعامة يلي تربع فيها ع قلوب الناس. ورح يضل بالحياة وبعد الموت.

شو وصاني؟؟ ما بيهم بقية التفاصيل. يمكن عبارة "رضاكي" بتعبر عن مسيرة حياة. عن شراكة عمر أنتج كنز العمر. عن حب انكتب ع شجر الازر وانساب مع مياه البردوني. اليوم. وقدامك انت وغافي. قدام ناسك. وشهودي الكنايس لي رافعة جراسها لتعانق المآذن. وعلى مرأى من رجال دين ودنيا: انا يلي بطلب رضاك. وبوعدك مع جوزف وجبران رح نكون ع خطاك. ايلي حبيبي الله معك".

الكتلة الشعبية

كلمة "الكتلة الشعبية" ألقاها جان أبو خالد، وقال فيها: "هوذا فتاك يا زحلة حمله الشوق اليك فعاد مرفوعا على الراحات محمولا على وقع السنابك. موكب للموت هذا؟ حاشا يا قوم فليس الليل حالك. انت يا موت بين يديه ميت، وانت يا نعش عرش مجده والفخار.

ما من يوم كيومك يا ابا جوزف، وما من فاجعة كالتي نزلت علينا برحيلك. زحلتك اليوم ثكلى، بقاعك يتيم، والحزن بيننا مقيم. الأسى عليك في كل بيت، الدمعة في كل عين، والحداد لف ارجاء الوطن. ما من مرة رجونا رجوعك، وخاب فينا الرجاء. ما من مرة طرقنا بابك ولم يفتح لنا. ما من مرة انتظرناك ولم تحضر، تطل ابدا ببسمة هي علامة فارقة لديك لا تبرح محياك مهما حاولت اخفاء ما ازور عنه فؤادك.

فيا اب البسمة السمحاء، من يداري الدمع في يوم الفراق. ان تغض فينا عيون لاستحال الدمع جمرا في المآقي. ولئن جنت رياح الارض واجتاحت بآمال التلاقي، ابدا ارواحنا من قبضة الاحزان ترقى فى نشوء وانعتاق.

كل ما في الكون قد اضحى هباء كله يفنى ووجه الله باق

فيا أحب من مضى واعز من قضى! تودعك جموع كتلتك الشعبية رئيسا لها ورفيقا واخا. هي تفخر بما كنت عليه وعرف عنك وبالارث الذي تركت. الكرامة بعض زرعك في الارض والنبل والشهامة والكرم قلائد ازدان بها صدرك. رجل الطيبة انت جمعت بك مكارم الاخلاق، فكنت للآدمية عنوانا كبيرا.

فيا فارسا ترجل وجواده مطلق الأعنة، ويا قائدا يهجر الساح فالوجوم سيد الفراغ، ويا جسرا تصدع وليس لنا من دونه العبور.

يا لقسوة القدر عليك ايها الحبيب الغالي! اية بطولة هذه التي قاومت بها المرض العضال حتى النزع الاخير، فلم ينل ضعف الجسد من قوة ايمانك، ونقاء روحك. صابرا كنت على البلوى حتى مل الصبر منك. راجيا، كما نحن، رحمة يجود بها من بيده سلطان الحياة والموت، فأسلمت امرك الى مشيئته، يقينا بأن العدالة لديه، ليست كما في الارض، فهي حتما اعدت لك مكانة صحبة الابرار والصالحين.

قلت لي وانت تصارع المرض:"نحن قوم لا نعمر طويلا"! ولقد غاب عن بالك انك من قوم منذورين لخدمة الناس، تعيشون مع الناس همومهم، وتحملون اوزارهم، ومن ثقل ما تحملون، باكرا ترحلون، وانكم في ضمير الناس لخالدون. فسلام عليك يوم ولدت، وسلام عليك يوم قضيت، وسلام عليك يوم تبعث حيا.

وانت يا عائلة الفقيد، يا رفيقة دربه ميريام، ويا فلذتي كبده جوزف وجبران، لستم في مواجهة الخطب وحدكم، كلنا شركاء معكم في المصاب الجلل، كتلة شعبية، موحدة كما ارادها هو، مستمرة في تحقيق ما كان يضمر للبنان من منعة وقوة ونماء، وطنا جامعا نهائيا لجميع بنيه ودولة تصون الأمن والعدالة والمساواة وتقف بوجه الطائفية والفساد.

ويا اختنا ميريام، يا التي كانت لفقيدنا ابان ليله الطويل، الضوء السند والنصير، كابدت المرارة معه، واعتصرتك التجربة الى ان خرجت منها في نهاية المطاف ذهبا خالصا مصفى، ثقي بأننا معك في المسار الطويل نتحمل مسؤولية استمرار مسيرته وحضوره بيننا، وفاء لذكراه ولما اوصى به، واننا على عهده ثابتون.

فنم قرير العين يا ابا جوزف، امانتك في أيد امينة واسترح في ثرى المدينة التي افنيت عمرك في حبها والاخلاص لقضاياها انت في حوار ابيك الذي لم ننس، بلغه عنا اعطر السلام. وانا لله وانا اليه لراجعون".

بعدها، حمل جثمان الراحل الياس سكاف، على الأكف، في موكب مهيب اخترق شوارع زحلة من أمام كنيسة سيدة النجاة وصولا حتى مدافن العائلة في بيادر زحلة، ليوارى في ثراها.

 

بزي: لاستمرار الحوار ولإقرار قانون انتخابات نيابية على أساس النسبية

الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 /وطنية - رعى عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب علي بزي، حفل تخريج الناجحين في ثانوية الشهيد خليل جرادي الرسمية في بلدة معركة، وأقيم للمناسبة احتفال في باحة الثانوية حضره، إلى جانب بزي، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس وفاعليات تربوية واجتماعية وشخصيات قضائية وعسكرية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وحشد من الأهالي. وأكد مدير الثانوية محمد رومية "أهمية مواصلة الجهود والاستمرار في مسيرة النجاح والتقدم والتفوق". وشكر الهيئة التعليمية على جهودها وبزي على رعايته الحفل. وهنأ بزي الناجحين وإدارة الثانوية على النتائج التي تحققت. وتوقف عند "مسيرة بلدة معركة الجهادية ونضالها ضد الاحتلال الاسرائيلي وتقديمها الشهداء على مذبح الوطن، حيث كان منها قائد المقاومةالشهيد محمد سعد والشهيد خليل جرادي". وقال: "إذا كانت لغة الشهادة قد أثمرت تحريرا ونصرا، حري بنا جميعا، على اختلاف مستوياتنا وإنتماءاتنا، أن ننحاز إلى اللغة التي توحد بين مختلف فئات الشعب اللبناني، هذه اللغة التي تحمي وتحصن كل عناصر القوة وفي طليعتها الوحدة والمقامة من أجل أن نجنب بلدنا الانزلاق نحو الانهيار الشامل على مختلف المستويات". ودعا إلى "الابتعاد عن لغة التحريض والعزف على أوتار التفرقة والشحن الطائفي والمذهبي لأنها لغة جاهلية لا تمت للاسلام ولا للمسيحية بصلة وليست لغة لا وطنية ولا عربية". وأضاف: "من الطبيعي أن نختلف في السياسة ولكن يجب أن لا نختلف إطلاقا على الملفات والقضايا التي تؤمن الحياة الحرة والكريمة للناس ومعالجة الهموم الاقتصادية والاجتماعية وإنجاز إقرار سلسلة الرتب والرواتب لجميع القطاعات". وأكد "تأييد حركة أمل هذه المطالب المحقة والمكتسبة". وتابع: "علينا أن نلتفت إلى ما يجري حولنا من أخطار وحروب لندرك ما معنى أن يكون لنا وطن رافضا إشاعة الفوضى وتخريب المؤسسات". ودعا إلى "كلمة سواء والى اعتماد الحوار الذي هو أرقى اشكال الممارسات الديموقراطية الفعلية والحقيقية في كل المجتمعات"، لافتا إلى أن "أقصر الطرق لتغيير نمط الحياة السياسية في لبنان هو اقرار قانون انتخابات نيابية على اساس النسبية لانه يؤمن التمثيل العادل لجميع مكونات المجتمع اللبناني". ورأى أنه "لا يمكن للعدالة أن تتحقق بوجود مجتمع طائفي"، مؤكدا "ضرورة تشكيل الهيئة العليا لالغاء الطائفية السياسية.

ودعا إلى "إدراك خطورة اللحظة السياسية الحرجة والى الارتقاء بمستوى الاداء والسلوك والممارسة، كي نحفظ بلدنا"، وأشار إلى "أهمية استمرار طاولة الحوار التي شكلت شبكة امان واستقرار لهذا البلد، بخاصة في ظل الفراغ الرئاسي وفي ظل شلل وتعطيل المؤسسات الدستورية".

وسلم ختاما الشهادات التقديرية إلى الناجحين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هجومٌ إيراني بري واسع على حلب بقيادة سليماني

 وكالات/موقع 14 آذار/15 تشرين الاول/15 /أعلن مسؤولون إيرانيون أن آلافاً من الجنود الإيرانيين يقودهم الجنرال قاسم سليماني موجودون في سوريا لشن هجوم مع قوات النظام ضد قوات المعارضة في مناطق في حلب. وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن هناك تقدماً تحرزه واشنطن وموسكو في مجال تنسيق الطلعات الجوية فوق الأراضي السورية. وليس وجود ضباط وجنود إيرانيين في سوريا جديداً، لكن إعلان مسؤولين إيرانيين وجود أعداد كبيرة من الجنود يقودهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، فذلك يعد إعلاناً يوازي إعلان روسيا إطلاق يدها عسكريا في الأجواء السورية.وبحسب المعلومات، فإن القوات الإيرانية ستشارك مع قوات النظام وميليشيات 'حزب الله” في هجوم بري واسع على مناطق في محافظة حلب تستهدف مراكز المعارضة هناك، تدعمهم الطائرات الحربية الروسية، كما يستهدف الهجوم البري محافظة حماة التي أطلق فيها الثوار معركة تحريرها. في المقابل، تستخدم قوات المعارضة صواريخ تاو الأميركية المضادة للدروع في تدمير دبابات قوات النظام ودروعه على الجبهات الساخنة في وقت أعلن كارتر استمرار المباحثات العسكرية بين واشنطن وموسكو.وأوضح كارتر: 'نحقق بعض التقدم في التنسيق مع الروس بخصوص استخدام الأجواء في سوريا، سنلتقي قريباً، وستستغرق المباحثات بعض الوقت”. وأضاف أنه 'يجب أن نتباحث مع الروس بخصوص نهجهم المتبع في سوريا، لأنه خاطئ ولا يتمتع ببعد النظر من الناحية الاستراتيجية بمحاولته ضرب التطرف من دون العمل على دعم الانتقال السياسي الذي تحدث عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري”.

 

التلفزيون الإيراني يعرض صوراً لقاعدة صواريخ تحت الأرض

طهران – أ ف ب: عرض التلفزيون الإيراني للمرة الأولى أمس, صوراً لقاعدة إيرانية تحت الأرض تحتوي صواريخ من مختلف الأنواع, بعد ثلاثة أيام على إعلان وزارة الدفاع الإيرانية عن تجربة ناجحة لصاروخ عماد بعيد المدى الموجه عن بعد. وقال القائد في الحرس الثوري الجنرال أمير علي حجي زاده إن القاعدة التي عرض التلفزيون صورها تقع على عمق 500 متر تحت الأرض, بحيث تصعب إصابتها خلال هجمات معادية. وأضاف إن القاعدة ليست الوحيدة في إيران, فثمة قواعد مثلها في كل محافظات البلاد ومدنها, مشيراً إلى أن صواريخ مختلفة المدى موضوعة على قاذفات (شاحنات) في كل القواعد وجاهزة للاستخدام, تنتظر الأمر من القائد الأعلى علي خامنئي. وأكد أن إيران لا تنوي التسبب في أي حرب, لكن إذا ما ارتكب أعداء خطأ ما, فستقذف قواعد الصواريخ حممها مثل بركان من أعماق الأرض. من جهة ثانية, أقر مجلس صيانة الدستور الإيراني مسودة قانون أمس, تقر تنفيذ الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران مع القوى العالمية الست. وتؤيد المسودة حكومة الرئيس حسن روحاني في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 14 يوليو الماضي, ما يعني أن المسودة باتت قانواً.

 

واشنطن: طهران انتهكت قرار مجلس الأمن بتجربتها الصاروخية

واشنطن – وكالات: أعلن البيت الأبيض أن التجربة التي أجرتها إيران على صاروخ جديد بعيد المدى مصنع محلياً, تشكل على الأرجح انتهاكاً لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جوش إرنست ليل أول من أمس, لدينا دوافع قوية للاعتقاد أن التجربة الصاروخية انتهكت قراراً لمجلس الأمن الدولي, مضيفاً للأسف هذا الأمر ليس جديداًب. وأشار إلى أن التجربة الإيرانية وإن كانت تخرق قرار الأمم المتحدة رقم 1929 القاضي بعدم قيامها بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية, لكنه منفصل عن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع (دول) العالم, مضيفاً على عكس خرقها المستمر لقرار مجلس الأمن المتعلق بنشاطات صواريخها الباليستية, فلقد شاهدنا إيران خلال العامين الماضيين قدمت سجلاً حافلاً من الالتزام بالوعود التي قطعتها في المباحثات النووية. وأكد أن وزارة الخارجية الأميركية تعتزم إثارة المسألة في الأمم المتحدة, مشدداً على ضرورة الفصل بين هذه القضية والاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي. وكانت إيران أعلنت الأحد الماضي, أنها اختبرت بنجاح صاروخاً جديداً محلي الصنع بعيد المدى ذكرت أنه الأول الذي يتمتع بامكانية التوجيه حتى إصابة الهدف. ونشرت وزارة الدفاع الإيرانية على موقعها الإلكتروني صوراً لصاروخ عماد لحظة إطلاقه, من دون ذكر تفاصيل بشأن قدراته.

 

البحرين: إيران تشن حملة إرهاب دولة لإطاحة أنظمة دول الخليج

اتهمت مملكة البحرين, إيران بشن حملة إرهاب الدولة بهدف زعزعة الاستقرار في دول الجوار وإطاحة أنظمة الحكم في دول الخليج العربية. وذكر موقع إيلاف الإلكتروني أن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة, أكد خلال مؤتمر (الطاولة المستديرة) نظمته سفارة البحرين لدى المملكة المتحدة بعنوان السياسة الخارجية والدفاعية لدى دول مجلس التعاون بعد الاتفاق النووي, أن إيران شرعت في مخطط إسقاط الأنظمة الحاكمة في دول الخليج عن طريق الغزو. وقال الشيخ خالد بن أحمد نحن نحارب الإرهاب الذي ترعاه الدولة, مشيراً إلى أن هناك خلايا تعمل في البحرين وتقدم تقاريرها مباشرة إلى رؤسائها في إيرانب.

وأضاف رغم أننا مازلنا نتطلع إلى أن يسهم الاتفاق النووي بين إيران ودول 5+ 1 في يوليو الماضي, في أمن واستقرار المنطقة, إلا أننا نرى أن هذا الاتفاق يتناول قضية واحدة من قضايا المستقبل, لكنه لا يتطرق للمشكلات الحقيقية التي نواجهها, حيث إنه من الواضح أن إيران مستمرة في العمل بكل وسيلة غير قانونية وغير مشروعة على زعزعة الأمن والسلمب. واستشهد باستمرار بالتدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين, واستغلالها الفئات المتطرفة, وإيواء الهاربين من العدالة, وفتح المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية, وتهريب الأسلحة والمتفجرات التي تكفي لإزالة مدن بكاملها, لافتًا إلى تعرض المواطنين والمقيمين ورجال الأمن للاستهداف والقتل, ما أدى إلى وفاة 16 رجل أمن وإصابة ثلاثة آلاف آخرين. وشدد على ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط, بما فيها منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل, وضرورة أن توقع إسرائيل على معاهدة عدم الانتشار النووي, وإخضاع منشآتها النووية للتفتيش الدولي التابع لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبشأن الأوضاع في اليمن, أوضح الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية, حرصت على دعم اليمن, استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, ولمنع تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية, بعد أن اعتدت جماعات انقلابية مدعومة من إيران على مؤسسات الدولة ونشرت الفتنة والفوضى في البلاد. وبشأن ما تمر به سورية, أعرب الشيخ خالد بن أحمد عن أسفه من التدمير الذي حدث لهذا البلد الشقيق وتحوله إلى ساحة مواجهة بين العديد من التنظيمات الإرهابية, داعياً إلى التوصل لحل سياسي يتوافق عليه الجميع. وفي ما يخص السياسة الخارجية والدفاعية لدول مجلس التعاون, أكد الشيخ خالد بن أحمد على ضرورة الاستمرار في تنويع شبكة التحالفات الإقليمية والدولية مع القوى الدولية الصاعدة وخصوصاً مع دول شرق آسيا والهند.

وحضر المؤتمر عدد من أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطانيين, ورجال السلك الديبلوماسي لدى المملكة المتحدة, إضافة إلى نخبة من الباحثين والأكاديميين وكبار الإعلاميين وشخصيات بارزة في المملكة المتحدة. من جهة أخرى, أكد مسؤول إماراتي أن قضية توقيف تسعة مدرسين إيرانيين تأتي في إطار التدقيق على تراخيص العمل الممنوحة لهؤلاء المعلمين, فيما أشارت طهران إلى أنّ رعاياها من الأساتذة أوضاعهم قانونية سواء في دبي أو في أبوظبي, وهم موجودون على رأس عملهم منذ سنوات. والمتتبع للعلاقات الإماراتية الإيرانية, يجد أن هناك كيانات اجتماعية وتعليمية وصحية إيرانية على أرض الإمارات منذ فترات بعيدة, مثل المستشفى الإيراني, الذي شهد تراجعاً في الفترات الأخيرة, قياساً على المعايير الطبية العالمية التي يتم تطبيقها في الإمارت. كما أن الكادر الطبي في المستشفى لا يخضع غالبيته للفحوص اللازمة من قبل الحكومة الإماراتية قبل منحهم ترخيصاً لمزاولة المهنة, حيث تحايل الإيرانيون على هذا الأمر بارسال أطباء يحملون جوازات سفر ديبلوماسية تفادياً لأي مساءلة. ويوجد في دبي النادي الإيراني, ويضم ملاعب وفندقًا ومطعمًا وغيرها من المرافق, ولكنه لا يمتثل للتسجيل لدى الإمارات شأنه شأن بقية النوادي. وبعيداً عن الجوانب الصحية والتعليمية والرياضية والإجتماعية, فإن هناك بعداً آخر يتعلق بالدين, وهو وجود مساجد تابعة لإيران ولكنها ليست مسجلة في الجعفرية الإماراتية بصفة رسمية. وأشار موقع إيلاف إلى أن الحكومة الإماراتية, بدأت رحلة التصدي لالسلوكيات الإيرانية, حيث تتضح الرغبة في أن تكون العلاقات أساسها الإحترام المتبادل, وهو إرث إماراتي منذ عهد مؤسسي نهضة الامارات الراحلين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.

 

جيب بوش يصف بوتين بالبلطجي: سأطيح الأسد إذا انتخبت رئيسا

واشنطن – رويترز, ا ف ب: توعد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية جيب بوش, باتخاذ نهج أشد حسما في مواجهة روسيا اذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة العام المقبل, ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «خصم سريع البديهة» يستغل فراغا في الزعامة الاميركية في سورية ومناطق أخرى.

وقال بوش, في تصريح صحافي, مساء أول من أمس, إنه اذا انتخب في العام 2016 فسيسعى إلى بناء تحالف من شركاء أوروبيين وعرب للعمل من أجل إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد, ووصف ذلك بأنه عامل أساسي لحل الصراع المستفحل وأزمة اللاجئين الأخذة في التدهور. ووصف بوتين ب¯»البلطجي», مضيفاً إنه «ينبغي أيضا للولايات المتحدة وأوروبا تمديد العقوبات المفروضة على موسكو بسبب هجومها العسكري في أوكرانيا والتي من المنتظر أن تنتهي بنهاية العام». وأشار إلى أن «التعامل معه يكون بمواجهته بطريقته نفسها, ليس بخلق مزيد من الأجواء المولعة بالقتال وانما بأن تقول له ببساطة انه ستكون لذلك عواقب». ولفت إلى أنه سيفرض منطقة حظر طيران لحماية اللاجئين السوريين ويسمح بتدريب مقاتلي المعارضة السوريين. وأضاف: «ترون حاليا امكانية تكوين نهج موحد ضد كل من (الرئيس السوري بشار) الأسد وتنظيم داعش, اذا لم نفعل شيئا فنحن نقول بالفعل للشرق الاوسط مع السلامة». وذكر بوش أنه سيتخذ أيضا نهجا أقوى تجاه تصعيد الصين للتوتر في بحر الصين الجنوبي ودلائل على عمليات تسلل الكتروني منشأها الصين. ووصف الصين بأنها «منافس وليس حليفا, وتهديد في المدى البعيد بسبب تعزيز قدراتها العسكرية وقوتها الاقتصادية».

وبشأن إيران, قال بوش: إن واشنطن تحتاج الى مواجهة قدراتها الصاروخية المتنامية عن طريق ضمان أن يكون لدى اسرائيل أحدث العتاد العسكري ودراسة فرض المزيد من العقوبات على طهران. على صعيد متصل, بدت هيلاري كلينتون في لاس فيغاس هادئة وواثقة من نفسها في مواجهة انتقادات خصومها متحملة بالكامل مسؤولية دورها بوصفها أوفر المرشحين حظا في المناظرة التلفزيونية الأولى للانتخابات التمهيدية ل¯»الحزب الديمقراطي» الاميركي. وبدت وزيرة الخارجية السابقة, المعتادة على هذه المناظرات بعد مشاركتها في نحو 20 منها في العام 2008 في ترشحها الأول للرئاسة, أوفر المرشحين حظوظا في معسكرها لمواجهة الجمهوريين في انتخابات العام 2016 الرئاسية. وقالت السيدة الاميركية الأولى سابقا: إن «الديبلوماسية ليست البحث عن الحل المثالي, بل العثور على توازن بين المخاطر المختلفة». وردا على سيناتور فرمونت بيرني ساندرز الذي طرح مجتمعات الدول الاسكندينافية نموذجا, قالت: «لسنا الدنمارك, أحب الدنمارك, لكننا الولايات المتحدة». وعلق استاذ العلوم السياسية في جامعة ايوا تيموثي هايغل «لم تسمح لاحد باثارة اعصابها, لم يتمكن أحد من استفزازها». وبدت مسؤولة التواصل في حملة كلينتون جينيفر بالمييري سعيدة بعد المناظرة, قائلة «كان أداؤها جيدا الليلة, ينبغي ان تشعر بالرضا».

وفي ما هيمن على المناظرة طيف نائب الرئيس جو بايدن الذي يتردد في الترشح, بدت وتيرة النقاش منتظمة ولم تتخلله تهجمات شخصية طبعت مناظرات المعسكر الجمهوري.

 

تركي الفيصل محذراً بوتين: لا تعادي 1.25 مليار مسلم

اعتبر الرئيس السابق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل التدخل الروسي في سورية “خطأ غير محسوب عواقبه” من جانب موسكو, يضع روسيا في عداء مع نحو 1.25 مليار مسلم. وقال الفيصل في مقابلة على شبكة “سي أن أن”, ليل أول من أمس, رداً على سؤال عما إذا كان التدخل الروسي سيغير قواعد اللعبة, إنه لا يمكنه الجزم بذلك, حيث إن عواقب التدخل ليست واضحة بشكل كاف. وأضاف “لا نعرف ما طبيعة النوايا الروسية, يقولون إنهم يريدون محاربة الإرهاب, هذا أمر جيد, لكنهم يقومون بذلك بشكل انفرادي, من دون تنسيق”. وأوضح أن “الطريقة التي يقومون بأداء الأمر بها تظهر أنهم ذهبوا إلى هناك فقط لمساعدة بقاء نظام بشار الأسد في السلطة, فيما كان على وشك أن يخسرها, وهذه الأمور التي تثير الارتياب هي التي تجعلني أقول إنها خطوة خطأ”. ورداً على سؤال عما إذا كان لا يزال في رئاسة الاستخبارات السعودية, والرسالة التي يمكن أن يوجهها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن “رسالتي إلى الرئيس بوتين, لا تصنع عداوة 1.25 مليار مسلم, يعتبرون أن روسيا تدعم أكثر الأنظمة الوحشية تعطشاً للدماء في سورية”. وأشار إلى أن “روسيا لديها مجتمع كبير من المسلمين, والتفكير في أن الوقوف إلى جانب الأسد, سيؤدي إلى محاصرة تلك الجماعات والقضاء عليها داخل سورية, أعتقد أنه تفكير خطأ”, مؤكداً أنه “من المحتم أن بعض هؤلاء سيعودون إلى بلدانهم, ويحملون السلاح في وجه الحكومة التي يعتبرون أنها تساعد الأسد”. وأضاف إن “الأمر الآخر الذي أود قوله للروس هو ما الذي يجعلكم تقفون مع دولة ذات طموحات توسعية أيديولوجية مثل إيران, للتدخل في شؤون دول عربية, وتضعون أيديكم في أيديهم, فيما تحاول إثارة الاضطرابات والانقسامات الطائفية في العالم العربي”؟

 

واشنطن رفضت استقبال وفد روسي رغم استئناف المحادثات العسكرية

موسكو – ا ف ب, رويترز: أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, أمس, أن الولايات المتحدة رفضت استقبال وفد روسي رفيع المستوى لبحث الملف السوري, أو إرسال وفد اميركي الى موسكو.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم واشنطن, أول من أمس, برفض التعاون وتقاسم معلومات الاستخبارات بشأن سورية, وأبدى رغبته في إرسال وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف الى الولايات المتحدة, يضم مسؤولين عسكريين على مستوى نائب رئيس هيئة الاركان وكذلك من أجهزة الأمن.

وقال لافروف امام البرلمان, أمس, “لقد تلقينا اليوم (أمس) رداً رسمياً”, مضيفاً “لقد أبلغنا بأنه ليس بامكانهم ارسال وفد الى موسكو او استقبال وفد في واشنطن”.

وأكد أن روسيا والولايات المتحدة اللتين تشنان غارات في سورية توصلتا الى اتفاق لتجنب أي اصطدام لطائراتهما في الاجواء السورية, قائلاً “سيصبح الاتفاق عملانيا في أي وقت اليوم (أمس)” مضيفاً إنه يأمل أ يتم الاتفاق على كل المسائل الشكلية.

وكان لافروف يشير إلى الجولة الجديدة من المحادثات التي جرت مساء أمس بين مسؤولين عسكريين أميركيين وروس, عبر دائرة تلفزيونية مغلقة, لتجنب أي اصطدام بين طائرات البلدين في الأجواء السورية خلال شن الضربات.

وقال وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر, في وقت مبكر صباح أمس, إنه “على روسيا التحرك باحتراف في الاجواء السورية والامتثال لاجراءات السلامة الاساسية”, مشدداً على انه “حتى مع استمرار خلافنا السياسي بشأن سورية, يجب أن نكون قادرين على الاتفاق على الاقل بشأن التأكد من سلامة أفراد قواتنا الجوية قدر الامكان”.

ويأتي استئناف المحادثات بعد اعلان وزارة الدفاع الاميركية عن رصد طائرات التحالف وروسيا وجودها بصرياً على بعد أميال عدة في الاجواء السورية.

وقال المتحدث باسم الوزارة “برغم ان الطيارين جميعا تداركوا الامر بالشكل المناسب إلا أن الأمر يبقى خطيراً … في غياب اي بروتوكولات امان بين الاطراف المعنية”.

من جهتها, ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلة روسية اقتربت من طائرة حربية اميركية فوق سورية في العاشر من أكتوبر الجاري للتعرف عليها لا لتهديدها, موضحة أن الطائرة “سوخوي-30 سي.ام” كانت على بعد ما يتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات من الطائرة الاميركية.

 

 

مقتل قياديين كبيرين في "الحرس الثوري" وقصف عنيف للنظام على حي جوبر

آلاف الجنود الإيرانيين وقوات من “حزب الله” تساند جيش الأسد في هجوم واسع على حلب

وقفة احتجاجية لرجال دين مسلمين أمام السفارة الروسية في بيروت تنديداً بالتدخل العسكري في سورية

دمشق, بيروت, موسكو – رويترز, ا ف ب: كشفت مصادر مطلعة أن جيش النظام السوري وآلاف من قوات إيرانية ومقاتلين من “حزب الله” اللبناني يستعدون لهجوم بري واسع على مناطق المعارضة في محافظة حلب, بدعم من الضربات الجوية الروسية.

وسيوسع الهجوم من نطاق هجوم بري شنه نفس التحالف الأسبوع الماضي ويستهدف مقاتلين من المعارضة في ريف محافظة حماة.

وقال مسؤولان مطلعان على الخطط في المنطقة, طالبا عدم الكشف عن هويتيهما, لوكالة “رويترز”, فجر أمس, ان آلاف الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سورية للمشاركة في الهجوم البري مع قوات نظام الأسد, الذي يرجح أن يثير غضب تركيا لقرب المنطقة المستهدفة من حدودها.

وقال أحد المسؤولين إن “التحضيرات الميدانية الكبيرة في تلك المنطقة واضحة. هناك حشود كبيرة من الجيش السوري … وقوات النخبة في “حزب الله” وآلاف الايرانيين الذين وصلوا على دفعات خلال الايام الماضية”.

من جهته, قال المسؤول الثاني المقرب من الحكومة السورية إن “القرار بخوض معركة حلب اتخذ والتنفيذ قريباً جداً. لم يعد خفياً أن الايرانيين أصبحوا بالآلاف في سورية وأن دورهم الاساسي هو المشاركة في معركتي ادلب وسهل الغاب وحلب”.

وتزامنت الاستعدادات لشن هجوم على حلب مع زيارة لوفد برلماني إيراني برئاسة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي إلى دمشق, أمس, للقاء رئيس النظام بشار الأسد.

في سياق متصل, أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن مقتل قياديين اثنين ب¯”الحرس الثوري” في سورية, هما حاج حميد مختار بند الملقب ب¯”أبو الزهراء”, وفرشاد حسوني زاده, من دون أن توضح مكان وزمان مصرعهما, مشيرة إلى أنهما قتلا الاثنين الماضي “خلال اشتباكات مع تنظيم داعش الإرهابي”.

يشار إلى أن فرشاد حسوني زادة هو القائد السابق لفيلق “صابرين” التابع ل¯”الحرس الثوري” الذي تأسس في مطلع الألفية الثانية بهدف مواجهة الميليشيات الكردية المسلحة في مناطق شمال غرب إيران, ومهمته الحرب في المرتفعات الجبلية والصحاري القاحلة ويعتبر من مجموعات الفيالق النخبة.

ويأتي مقتل القياديين الإيرانيين بعد أيام قليلة على مقتل العميد في “الحرس الثوري” حسين همداني, في مدينة حلب الأسبوع الماضي.

من جهة أخرى, استهدفت قوات النظام, أمس, الفصائل المقاتلة المتحصنة في حي جوبر شرق دمشق بقصف كثيف, في إطار عملية هدفها ضمان امن العاصمة التي تتعرض لسقوط قذائف بشكل دوري.

وقال مصدر عسكري من النظام ان الجيش بدأ صباح أمس “عملية عسكرية لتوسيع قطر الأمان حول القطاعات التي يسيطر عليها انطلاقاً من حي جوبر”.

واوضح ان الجيش يقوم ب¯”أعمال محدودة نوعية وفعالة في جوبر عبر القصف الجوي والمدفعي لضرب مراكز وكتل دفاعات المسلحين التي يستخدمونها في عمليات الرصد” للعاصمة, نافياً أي مشاركة للطائرات الحربية الروسية التي تساند الجيش في معاركه البرية في وسط وشمال غرب البلاد منذ أسبوعين.

وأفاد سكان محليون في احياء مجاورة لحي جوبر الذي تسيطر الفصائل المقاتلة على معظمه منذ العام ,2013 عن سقوط أكثر من خمسين قذيفة مدفعية بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي.

ويكتسب حي جوبر الخالي من المدنيين أهمية كبيرة بالنسبة الى الفصائل المقاتلة باعتباره مفتاحاً إلى ساحة العباسيين في وسط دمشق. ومن هنا يسعى النظام بإلحاح إلى إبعاد خطر هذه الفصائل عن العاصمة.

إلى ذلك, قتل ثمانية مدنيين, امس, جراء القصف الروسي على مناطق سكنية بحلب وإدلب, فيما قتل العشرات من “داعش” في بلدة تل جبين بريف حلب الشمالي خلال تصدي قوات المعارضة لهجوم شنه التنظيم على البلدة, بعد تقدمه وسيطرته على قرية احرص المجاورة.

من جهتها, أعلنت وزارة الدفاع الروسية, أمس, أن الطيران الروسي قصف 40 “هدفاً إرهابياً” في الساعات ال¯24 الماضية, أي بتراجع عدد الغارات مقارنة مع ضربات الايام الماضية.

وأوضحت أن الضربات شملت محافظات حلب (شمال) وادلب (شمال-غرب) واللاذقية (شمال-غرب) وحماة (وسط) ودير الزور (شرق).

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تداول السلطة او تجديد النخب السياسية

محمد عبد الحميد بيضون/الصين بدأت تعرف نهضتها الحقيقية بعد "غياب"ماو تسي تونغ٠عرفت إصلاحات اقتصادية جعلتها ثاني اكبر اقتصاد في العالم وعرفت معدلات نمو بحدود عشرة بالمئة لمدة خمسة وعشرين عاماً متتالية رفعت اكثر من أربعمئة مليون صيني من حالة الفقر المدقع الى مستويات الطبقة المتوسطة لكن الإصلاح الأبرز هو اتفاق النخب العليا في الحزب الحاكم على تحديد فترة زمنية لا تتجاوز عشر سنوات لكل الذين يتولون المراكز العليا وبالأخص الأمين العام للحزب الذي هو رئيس الدولة والقائد الفعلي للقوات المسلحة وبالفعل نرى كل عشر سنوات تجديداً في الطاقم الحزبي الحاكم مع تقديم معيار الكفاءة على اي معايير اخرى٠هذا التجديد هو الأساس في النهضة الاقتصادية والسياسية٠ فرنسا عدّلت دستورها لتكون فترة الرئاسة خمس سنوات بدلاً من سبع سنوات وبالتالي لا يمكن للرئيس ان يستمر اكثر من فترتين اي عشر سنوات كحد أقصى وذلك بعد التجربة الكئيبة لفرنسا ميتران الذي استمر أربعة عشر عاماً حتى اصبح اسمه "جدُّو ميتران"بدلاً من الرئيس ميتران٠

حزب العمل البريطاني اجبر طوني بلير على الإستقالة من رئاسة الوزراء عندما اكمل عشر سنوات مع انه كان منتخباً لفترة ثالثة وله الحق في إكمال ولايته٠

اردوغان قاد تركيا الى اهم نهضة اقتصادية فتضاعف حجم الاقتصاد اربع مرات في عشر سنوات وَقاد تركيا الى دور إقليمي هام والى عملية تحديث غير مسبوقة لكنه بدأ بالتراجع وارتكاب الأخطاء القاتلة عندما تجاوز العشر سنوات في الحكم٠

فقط في لبنان لا احد يريد ان يترك الحكم دون ان يكون محمولاً على نعش٠كل واحد منهم أمضى بين العشرين والثلاثين سنة في تخريب لبنان وتدميره ودفع أهاليه نحو الموت او الانتحار او الهجرة ورغم ذلك لا يخطر بباله ان يرحل وان يكف شره وشراهته وطمعه عن الشعب اللبناني الصابر٠

هؤلاء المتحجرات الذين يحكموننا ويدوسون على جثثنا ويمتصون دماءنا هل نستطيع ان نقول لهم ارحلوا كما قلنا عام ٢٠٠٥ خلال ثورة الأرز ؟ ربيع لبنان هو رحيل هؤلاء الرموز٠رموز الفساد والفوضى والفجور والانهيار٠رموز الوصاية والتبعية والعمالة.

 

أزمة العروبة: لماذا ينبذ الشباب العربي عروبته

منى فياض/ العرب/نُشر في 14/10/2015، العدد: 10066، ص(9)]

طالعنا أمنون شاموش، الكاتب في صحيفة يديعوت ذات يوم من عام 2013 بأن “الشعوب العربية تختلف عن الشعوب الأخرى في عدة مواضيع هامة: أولا، لديها هوية قومية مزدوجة: الأولى تشمل الانتماء، العزة والتماثل مع البلاد ومع الشعب القديم الذي قبل الإسلام والعروبة، والثانية شراكة اعتزاز كجزء من الأمة العربية. في مصر مثلا، المصري يعتز ويتماثل مع الثقافة الفرعونية العتيقة والفاخرة، ولكن بقدر لا يقل عن هذا، يشعر نفسه رأس وأول في الأمة العربية. اليوم مشكوك أن يكون هناك ما يوحد الأمة العربية، المفرقة والمحطمة سياسيا. وبالتأكيد ليست الجامعة العربية، التي لا تنجح في الاتفاق في أي موضوع”.

ملاحظة الصحفي الإسرائيلي عن الهوية والقومية المزدوجة التي يجب حسبه أن تجد تعارضا بين الانتماء الوطني في حدود الدولة الوطنية أي وطنية مصرية، لبنانية، عراقية، مغربية… والانتماء القومي الأعم إلى العروبة. هذا مع التجاهل التام لدور الدين الإسلامي. ينسى الصحفي الإسرائيلي أن الإزدواجية التي يشير إليها أكثر ما تنطبق على الإسرائيلي نفسه وبشكل مضاعف، لأنه يخلط بين الدين والقومية الإسرائيلية المحدثة مع الشعب العبري القديم؛ فيجعل من يهوديته قومية تحت مسمّى دولة برزت من فكرة، واحتلت أرضا وشعبا، فأوجدت إسرائيل وجلبت إليها يهودا من مختلف الدول والقوميات. وصار يكفي أن يحمل اليهودي حقيبة سفر ليجد وطنا مزاوجا قومية تخلى عنها مع أخرى يزعمها فقط لأنه يهودي. فبرأيه الروسي أو المغربي أو الفرنسي الذي يترك بلده وقوميته ولغته ليأتي فيصبح فجأة “موحد الهوية القومية” والانتماء، يصبح إسرائيليا صافيا دون ازدواجية! فقط لكونه يهوديا ويصبح صافي الولاء، فخورا بانتمائه إلى وطنه الجديد.

وإذا سألنا أنفسنا ما الذي يشعره أنه يهودي – عبري – إسرائيلي الانتماء والهوية والقومية رغم أصوله المتضاربة؟ لماذا لا يشعر “بازدواجيته” وباسطناع ولائه؟ لماذا يشعر أنه “ينتمي” إلى هذا الوطن الإسرائيلي – اليهودي، أليست المواطنية التامة الناجزة التي توفرها له هذه الدولة بما تتضمنه من كرامة ورفاه وحقوق متكاملة؟ أليست الديمقراطية التي يتمتع بها؟ دون أن نغفل أنها ديمقراطية منقوصة أو منحازة لأنها ديمقراطية الأغلبية، فهي للمواطن الإسرائيلي لكن اليهودي فقط. ما يؤدي إلى التمييز ضد الأقلية الفلسطينية العربية التي تعيش فيها.

لكن السؤال ليس هنا، السؤال لماذا صار بإمكان الإسرائيلي أن يشمت “بالأمة العربية المفرقة والمحطمة سياسيا”؟ ولماذا صار سؤال العروبة ونعي العروبة ومعنى أن تكون عربيا أكثر ما نتداوله؟ ولماذا لم يعد العربي يشعر بالفخر بالانتماء سواء إلى دولته أو إلى عروبته؟ وما الذي يعطي الانطباع بأن العروبة اندثرت وبحاجة إلى إعادة تعريف؟

لماذا ينبذ الشباب العربي، من الجيل الجديد، عروبته كثقافة جامعة أو يعتبر أنها لا تهمه؟ ولماذا يهرب إما إلى انتمائه المذهبي الضيق، وإما إلى البحث عن انتماء إلى دولة أجنبية تقبله لاجئا أو مهاجرا؟

لماذا يطلع علينا استطلاع بيرسون مارستيلر الثالث (أبريل 2015) لرأي الشباب العربي أنه بالرغم من أن الشباب العربي يؤمن بأن لغته العربية هي إحدى الركائز الأساسية لهويته القومية، يعتقد الكثير منهم أنها بدأت تفقد قيمتها وأنهم يستخدمون الإنكليزية أكثر منها في محادثاتهم اليومية؟

هذا وأكثر ما يشكو منه الشبان العرب حسب الاستطلاعات هو “الافتقار إلى الديمقراطية” ويجدون أنها أبرز العقبات التي تواجه المنطقة. ولقد تراجعت ثقة الشباب بقدرة أحداث “الربيع العربي” على تحقيق تغيير إيجابي في المنطقة. ففي استطلاع عام 2015، أكد 38 بالمئة فقط من المشاركين أن العالم العربي بات أفضل حالا بعد أحداث “الربيع العربي”، مقارنة بـ 70 بالمئة في العام 2013، و72 بالمئة في عام 2012. هذا و”العيش في بلد ديمقراطي” كان الرغبة الأبرز لدى 92 بالمئة من الشباب العربي المشمولين باستطلاع عام 2011.

يبدو أن اليأس يتسرب إلى نفوسهم وفقدوا الثقة بتحسن الأحوال. علما أن ما حدث عام 2011 وتتابع اندلاع الثورات بعد إحراق محمد البوعزيزي نفسه هو دليل، في حد ذاته، على وجود روابط عميقة تتجسد في هذا الانتماء إلى الثقافة العربية أو منظومة ما حضارية عربية واحدة. إذ ما الذي منع شباب إيران من استكمال ثورتهم الخضراء المجهضة والمقموعة أسوة بالشباب العربي؟ يأس هؤلاء الشباب يتعمق بسبب العنف والتفكك والأحداث الجارية والصراع المذهبي المنفلت. ويتأكد لديهم أن الدولة العربية التي ينتمون إليها لم ولن تلبي أيا من طموحاتهم وتطلعاتهم سواء على المستوى الفردي أو المستوى القومي، فكيف عليهم أن ينظروا إذن إلى أنفسهم وإلى عروبتهم، أليست العروبة مرادفا عندهم للتأخر والعنف والتعصب والتمذهب وانعدام الشفافية والمسؤولية وضعف الإنتاجية وانعدام الحريات؟

ابتعدت العروبة تماما عن الفكرة التأسيسية التي ارتبطت بها في بداياتها والتي حملت المفاهيم والأفكار الثقافية والإنسانية الكونية، وعن مفاهيم النخبة في فترة الاستعمار التي حلمت بتكوين دولة سيدة مستقلة، فتحولت إلى حركات شعبوية جمعت بين العداء للاستعمار وبين مناهضة النخب والطبقات الارستقراطية الحاكمة التي بدت وكأنها الحليفة الأساسية لهذا الاستعمار. ومن هنا كانت الحركة القومية العربية منذ بداياتها حركة انقلابية تراهن على التعبئة الشعبوية كبديل عن النخب التي كانت مسيطرة على الدولة.

شكلت العروبة وتحرير فلسطين على المستوى السياسي الغطاء لهذه الحركات لممارسة الاستبداد والدكتاتورية والتبعية والتسلط والفساد وسيطرة المنطق الميليشيوي والصراعات الدموية، بشكل مناقض تماما لمنطق المؤسسات الديمقراطية التي تعتمد المساءلة والمحاسبة والشفافية وتحترم حقوق الإنسان؟

فكان أن ارتبطت العروبة بالهزائم المتسلسلة منذ انفراط عقد الوحدة السورية – المصرية، إلى حرب اليمن، فهزيمة 1967، إلى الحرب الأهلية اللبنانية إلى الاحتلال الأخوي عام 1976 والاحتلال الإسرائيلي عام 1982، إلى اتفاقية كامب دافيد وانكفاء مصر عربيا، ثم مغامرات صدام حسين من حربه مع إيران إلى احتلاله الكويت الذي أدى إلى تدمير العراق البطيء قبل احتلاله أميركيا. أما تجارب الإسلام السياسي التقليدي في الدول التي طبق فيها فلم يقدم نموذجا أفضل ولم يؤد إلى دول عدل وتقدم أو مساواة وكرامة. أما الإسلام السياسي في تجاربه الأخيرة، منذ إيران وحتى الإخوان المسلمين، فقد أدّى إلى تصدّع المجتمعات وانفجارها من الداخل وتفتيتها وإحياء الصراعات العشائرية والقبلية والمذهبية.

إذن ليست العروبة هي المشكلة، ليس توصيفها أو تعريفها سواء أكانت شوفينية أو ثقافية أو متعددة؛ نحن عرب وانتماؤنا عربي ثقافيا وحضاريا، ولكن الأجيال الجديدة تريد أن تنتمي أيضا إلى العالم الواسع المفتوح المعولم، وتريد أن تفخر بانتمائها إلى دولها وإلى عروبتها وتريد حرية وكرامة محفوظة ومواطنة ناجزة. وهذا هو التحدي القائم أمام الدول والمجتمعات العربية. من هنا كانت ضرورة العمل على إرساء دول تحقق الديمقراطية والمواطنة واحترام حقوق الإنسان. فلكي تستعيد العروبة أحقيتها، ينبغي أن تحمل قيم الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة التامة الأخلاقية والقانونية.

ولكي نأمل في عروبة للمستقبل تصلح لأن تكون أداة انبعاث جديد يمكنها استقطاب الأجيال الجديدة وتلبي لها طموحاتها، ينبغي أن تبرهن عن استحقاقها عبر بناء بلدان مدنية متطورة وقادرة على احترام مواطنيها وكرامتهم وحرياتهم الفردية وحرية التعبير والمعتقد وعلى تلبية حاجاتهم كافة. عندها فقط يمكن أن تتمكن الدول العربية من مجاراة العالم في تحوله إلى كيانات كبيرة عبر وحدتها المنشودة منذ عقود بين دول ديمقراطية حقيقة.

 

التحالف الدموي الإيراني- السوري وخسائر الحرس الثوري

داود البصري/السياسة/15 تشرين الأول/15

بات واضحا, وبشكل لا لبس فيه, أن تحالف نظاما طهران ودمشق قد وصل لمرحلة حاسمة مع تسارع الأحداث لقرب سقوط النظام السوري الذي لا يمكن للعمليات العسكرية الروسية أن تحرفه عن مساره, أو أن تمنع تحققه, فهزائم قوات النظام وحلفائه أضحت كارثية وفقا لمختلف المقاييس والرؤى والتوقعات, والتغطية الجوية الروسية رغم وحشيتها المفرطة وتعرضها للمدنيين ولجوئها لإستعمال الأسلحة المحرمة دوليا, لم تمنع هزيمة جحافل النظام. العمليات العسكرية تحسم في البر, وليس من الجو, وحتى لو تدخل الروس بريا فإن الهزيمة ستفضحهم, فالأرض سورية والمقاتلون سوريون والروس وحلفاؤهم الإيرانيون غرباء و مهزومن لا محالة! مع سقوط جنرال الحرس الثوري الإيراني حسين همداني في ريف حلب الشمالي تتعزز خسائر التحالف السوري- الإيراني وتضاف أسماء وأرقام جديدة لسجلات ضحايا الحرس الثوري الإيراني في الحرب الكونية المصغرة التي تعيشها سورية, والتي تسير بإتجاه توسيع أطر التورط الإقليمي, وبما هو أبعد من المجال الحيوي السوري. فخسائر الحرس الثوري من كبار المستشارين الحرسيين والقادة العسكريين الذين قادوا صفحات الحرب ضد العراق, مثل الجنرال فرشاد حسوني زاده, والجنرال حامد مختار بنده وما سيضاف لهم من جثث وخسائر في القريب العاجل وحتى إعلان يوم الهزيمة الإيرانية الكاملة, تشكل معضلة حقيقية لنظام حليف للنظام السوري منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي وتقاسم معه حروبه وتحالفاته وتشكيلاته الإستخبارية بل أن الملفات الجامعة لعمل نظامي دمشق وطهران تشكلان ملفا متضخما لأهم أحداث ومنعطفات وتطورات الشرق القديم طيلة العقود الثلاث المنصرمة من عمر المنطقة.

لقد شكلت الحرب السوريةالشرسة تحديا حقيقيا لأنظمة عاشت وترعرعت على الشعارات المرفوعة , وهي شعارات متناقضة, لكنها تعبر عن مصلحية وإنتهازية فظة مثلت حقيقة النظام السياسي الإقليمي! فالنظام السوري مثلا ظل ولعقود طويلة, بدأت منذ أوائل ستينات القرن الماضي, يتغنى بشعارات الوحدة العربية والإشتراكية العلمية و العمل القومي, ثم تلطى لسنوات ومراحل طويلة أيضا خلف شعار الصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي! لكن تحالفاته وتصرفاته وعلاقاته وخططه السرية والعلنية لا علاقة لها أبدا بتلكم الشعارات الزاعقة بل أن هويته الفكرية الحقيقية ظهرت حقيقتها في وقوفه العلني و الصريح مع النظام الإيراني خلال مرحلة الحرب مع العراق ( 1980/1988) وناوئ خصمه اللدود النظام البعثي العراقي السابق العداء رغم الهوية العقائدية المشتركة ظاهريا! مما خلق تناقضا لم يفهمه أو يبرره الكثير من المراقبين , فالنظام الإيراني لم يكن أبدا يخفي عدائه للقوميين العرب ولفكرة الوحدة العربية ولكنه في الحالة السورية كان يتعايش وينسق مع النظام القومي السوري! وهي حالة لم تمنع أبدا من تواجد قطاعات الحرس الثوري الإيراني في العمق السوري وفي البقاع اللبنانية أيام الإحتلال السوري للبنان وهم الذين إستطاعوا بناء اللبنات الأولى لتنظيم «حزب الله» اللبناني, وكذلك مارسوا أدوارا مباشرة وصميمية في إدارة عمليات الإرهاب في الشرق و الخليج العربي وضرب المصالح الأميركية والغربية في لبنان والعراق و الكويت و الخليج العربي في منتصف الثمانينات والتي إستمرت بشكل متصاعد حتى عشية الغزو العراقي للكويت عام 1990 وتغيير كل قواعد اللعب والتحالفات والمواقف!, مما جعل من أعداء الأمس حلفاء اليوم!!, ولكنها كانت حالة إضطرارية مؤقتة قامت بسبب فوضوية الغزو ومفاجأته الزلزالية والتي قلبت كل القواعد والتحالفات و اسست لمرحلة طويلة من الفوضى والتداخل في الشرق توجت بالغزو و الإحتلال الأميركي للعراق عام 2003 وتدشين مرحلة «الفوضى الخلاقة» وحيث إنهارت الدولة العراقية تحت مؤثرات الطائفية والإحتلال و تهشيم القواعد الأخلاقية والمجتمعية ودخول المتناقضات الاقليمية لمرحلة تصفية الحسابات. اليوم يبدو التحالف السوري- الإيراني القديم أمام حقيقة التفكك والإنهيار بسبب وصول النظام السوري لحالة الإفلاس التام بعد سقوط الستار بالكامل عن «شرعيته الثورية» التي تهاوت تحت ضربات الثورة الشعبية ولجوء النظام لحقيقته القمعية والإرهابية ثم الإنضواء تحت العباءة الطائفية الرثة التي جعلت من أرض الشام الطاهرة محطة للعصابات والعشائر الطائفية القادمة من كهوف وسراديب العراق ولبنان وأفغانستان والتي دخلت البلد تحت عنوان الحفاظ والدفاع عن المواقع الدينية والمذهبية المقدسة, لتتحول لإحتلال طائفي بغيض يمارس مهمة إستئصال وتدمير الشعب السوري بعد أن أضحت الخارطة السورية بأسرها مجالا حيويا وملعبا لها, وها هم جنرالات الحرس الثوري يسقطون في مختلف المواقع السورية من دون تجاهل مئات التوابيت المغلفة بعلم «حزب الله» الأصفر وهي تعبر الحدود نحو ضاحية بيروت الجنوبية!! وأمام إحتمالات التورط البري لقوات النخبة الروسية في العمليات القتالية فإن مصارع الجنرالات تظل إحدى أهم سمات تطور الصراع السوري المفتوحة إحتمالاته المرعبة على مختلف النهايات… شرق يزحف بإمتياز نحو دراما مرعبة للأسف.

 

القتيل الفلسطيني والقتيل السوري

حـازم الأميـن/لبنان الآن/15 تشرين الأول/15

كاذبون أولئك الذين هبّوا على صفحاتهم لنجدة القتيل الفلسطيني على أيدي سلطات الإحتلال الإسرائيلي، ولم ينبسوا بكلمة حق عن القتيل السوري على أيدي جماعة بشار الأسد. كاذبون فعلاً، وكذبهم أساء لقتيلنا الفلسطيني قبل أن يسيء للقتيل السوري. فإشاحة النظر عن الثاني تكشف مرةً جديدة عن حقيقة أنّ الإنحياز للأول هو جزء من خطاب الحروب الأهلية التي يخوضونها. تلك الحروب التي تُخاض بإسم فلسطين وأهلها، وتلك الأنظمة التي استبدت بمجتمعاتها مغلفة استبدادها وإجرامها بخطاب القضية. والحال أن القتيل السوري هو امتداد لنظيره الفلسطيني، وهو توسيع لمفهوم القتل عبر جعله عاماً وصلفاً وغير مكترث بصورة أو بمعنى. وما السكوت عن قتيلنا في سوريا سوى نزع للقناع عن فضيحتنا بقتيلنا في فلسطين. فبشار الأسد قتل القتيل الفلسطيني بعد أن قتله بنيامين نتنياهو، بأن جعله في مرتبة رقمية أدنى. مئة قتيل سوري في اليوم في مقابل عشرة نظراء فلسطينيين لهم في كل موسم عنف هناك. أليس في ذلك افتئات على المأساة السورية؟ أليست فجيعتنا بالنظام في سوريا أكبر من فجيعتنا بنظام الاحتلال في فلسطين؟ بشار الأسد أتاح لنتنياهو رفع أرقامه، وهو إذ تمسك خلال قتله السوريين بخطاب اللغو القومجي دفع نحو سوء تفاهم بين القضيتين، وقد صار لزاماً على فلسطين أن تقول كلمتها في القضية السورية، ذاك أن نظاماً يقتل شعباً باسمها. اليوم تبدو فلسطين مسرحاً لقتل نخبوي ومُعزز بخطاب وخطة ووجهة. لدينا قتيل هناك وقتلى هنا، ولدينا نظام يغذي نظاماً. هذا حرفياً ما يجري. فنتنياهو أطلق العنان لآلة القتل على وقع زيارة جنرالات روس تل أبيب. وقام رئيس أركان جيشه بتأجيل لقائه في تل أبيب مع نائب رئيس أركان الجيش الروسي لمدة ثلاث ساعات، قام خلالها الأول بزيارة مواقع جيشه في الضفة الغربية، وقالت الصحافة الإسرائيلية إن خطوة تأجيل الاجتماع هي نوع من استثمار التنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في انتزاع شرعية إضافية للعنف حيال الفلسطينيين. القتيل هناك هو امتداد للقتيل هنا، وبينما يعلن الممانعون تفهّمهم لتنسيق الجيش الروسي خطواته في سوريا مع الجيش الإسرائيلي، يستحضرون القتيل الفلسطيني بصفته قرينة على صحة خطابهم. فأي صفاقة هذه، وأي إساءة للقتيل وتسهيل لمهمة القاتل. قبل بدء المأساة السورية، كان واحدنا يعتقد أن ثمة مؤمنين فعلاً بأن "الممانعة" وجهة لاستعادة الحق السليب في فلسطين. المأساة السورية كشفت أن هؤلاء لا يشكلون أكثر من 5 في المئة من حملة هذا الخطاب. فقد امتُحِن هذا الخطاب في سوريا فتساقطت أوراق التين عن المضمون الانقسامي والاستبدادي لـ"الممانعة".النظام في سوريا ساوم على بقائه بحفظ أمن إسرائيل، واستمر الممانعون في الوقوف إلى جانبه. وهام هم الروس يُقدّمون على نحو علني ضمانات للإسرائيليين فيما الممانعون يحتفلون بقدومهم إلى سوريا. وها هو الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين معززاً هذه المرة بغطاء دولي إضافي، والممانعون ينتزعون القتيل من أهله هناك ويعلنونه قتيلهم. يجب تحرير القتيل الفلسطيني من أيدي هؤلاء. هذا على كل حال ما فعلته متظاهرة في القدس عندما رفعت هناك علم الثورة السورية.

 

السجال حول الحراك اللبناني وهجاء المُثقّف

زياد ماجد/لبنان الآن/15 تشرين الأول/15

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخّراً مجموعة سجالات على هامش الحراك المدني – السياسي القائم في لبنان وارتباطاً به وبمآلاته. وتميّزت معظم السجالات بالحدّة التي كان يمكن أن "تمرّ مرور الكرام" كما في حالاتٍ سابقة، لولا أن عدداً من المشاركين فيها هم صحافيّون وكتّاب ينشرون دورياً في أكثر من صحيفة لبنانية وعربية، وأسماء بعضهم اقترنت في السنوات الأربع الأخيرة بنصوصٍ جميلة ومفاجِئة، ويصعب بالتالي عدم التوقّف عند ما كتبوا ويكتبون سجالاً أو هجاء. ما يعنينا في التوقّف السريع هذا، أمران. الأول مرتبط بالحراك نفسه، موضوع السجال المُفترَض. والثاني متّصل بقضايا ثقافية وسياسية أُثيرت، غالباً على شكل اتّهامات لشخصٍ بحاله وبما خُيّل أنه يمثّل، انطلاقاً من السجال إيّاه. في الأمر الأول، من الواضح أن الحراك مأزوم، وأنّ اختلاف النبرات والحساسيّات والأولويّات فيه لم يعُد تنوُّعاً يُغنيه. فبين من يعدّه حملة مواطنية لمحاسبة طبقة سياسية حوَّل أداؤها الفضائحي بيروت إلى مكبّ نفايات، وبين من يدفعه دفعاً نحو تصفية حسابات سياسية مع فريق لبناني واحد تحت شعاراتٍ اقتصادية اجتماعية يبرِّئ بموجبها فُرقاء آخرين من المسؤولية عمّا انحدرت إليه الأمور (ويمتنع أصلاً عن ذكر هؤلاء أو عن رفع صوَر سيّدهم)، وبين من يُريده كِفاحاً يُفضي الى إسقاط "النظام" بأكمله، وبين من يُسقط عليه رغباته بقيام حالة تمرّد شاملة على مختلف البُنى والمؤسسات وعلى الموروث من قيم ومفاهيم في البلاد، صارت الاختلافات تُنذر بضمور جسم الحراك الأوسع من مُكوّناته، وتنذر أيضاً بتحوّل هذا الحراك إلى مجموعة "أنشطة" ينفكّ عنها تدريجياً قسمٌ غير قليل من الناس. فكيف وأن "السلطة" تسعى بدأبٍ لمحاصرته، وتواجه المتظاهرين بالعنف والاعتقال وتبعث ميليشياويّين للاعتداء عليهم؟ يبدو السجال في هذه القضايا عاجزاً حتى الآن عن الوصول إلى بلورة "استراتيجية" واضحة للحراك والاتفاق على تحديد المُشترك الذي ما زال قائماً بين مكوّناته والبحث في سبل المحافظة على قدرته الاستقطابية لجمهورٍ عريض كالذي شارك في تظاهرة 29 آب الماضي. وما التركيز على "حيوية" الشارع و"وضوحه" وعلى استقلاليّته وعلى تحوّله "مختبراً" يُنتج لِوحده السياسة سوى تجنّب لمواجهة أزمات الحراك، تماماً مثل تجنّب النقد الصريح لملامح "العنف" التي ظهرت في عددٍ من أنشطته بحجّة أنها غضب مشروع أو عنف مضاد لعنف رجال الأمن والميليشيا. وتُفيد هنا الإشارة الى أنّ المُقارنات التي تُعقد مع الحالة السورية بلهاء إذ تكاد تُشبّه الشتم والضرب بالهرّاوات أو استخدام خراطيم المياه – وجميعها انتهاكات مُستنكرة في أي حال – بالبراميل المتفجّرة والكيماوي والتعذيب حتى الموت...

في الأمر الثاني، كتب عددٌ من الزملاء تعليقات تستنكر الأبويّة ونبرات التعالي على الناس وعلى الناشطين التي تظهر عند مقاربة بعض المثقّفين لقضايا الحراك. وكتب زميلٌ مجموعة تعليقات تصلح لكل سياقٍ تُتداول فيه عباراتٌ سمجة من نوع "صراع الأجيال" و"للعُمر حقّه" و"قلنا لكم"، فيما ذكّرت زميلة بما تتعرّض له من ملاحظات وتلميحات ذكورية كلّما كانت في موقع قولٍ أو فعلٍ يُربك رجالاً فلا يجدون غير الإحالات العائلية والعُمرية لمُحاصرتها وللهروب من ارتباكهم.

وأُطلقت حملات "هاشتاغ" بدت فيها الرغبة بهدم مُسلّمات ومقولات ورمزيّات جامحة، وفي الأمر ما يُحفّز التفكير في أكثر من مسألة ثقافية وأخلاقية ويمنع عنها الحصانات ويُفكّك ما قد يبدو محرّمات في طرحها. وكلّ ذلك ضروريّ ووجيه ومثير لأسئلة لا نطرحها كفايةً، جاء الحراك وما أحاط به ليُطلقها ولَو ابتساراً أو على شكل برقيّات سريعة. المشكلة في الأمر، والظلم الفادح فيه، أن قسماً كبيراً ممّا كُتب بدا استهدافاً لمثقّف لبناني عبّر عن دعمه الصريح للحراك وعن استنكاره في نفس الوقت لمظاهر العنف المضرّة به ونقده لقسمٍ من الشعارات التي رُفعت ومؤدّياتها. والمثقّف هذا، أحمد بيضون، ليس واحداً من أبرز المثقّفين اللبنانيّين والعرب فحسب، بل هو أيضاً أكثرهم حيويةً ورصانةً (بالمعنى العلميّ للكلمة)، ولا يُشبه صورة المثقّف النمطيّ التي أُريدَ تحطيمها، ولم يبدُ في قوله وسلوكه العام مرّةً ما يشي بنزعات سلطوية أو أبوية أو ذكورية لديه، على العكس من الكثيرين من أترابه، وعلى العكس ممّا تُبشّر به أحياناً نزعات البعض من جيل أبنائه وبناته. حتى فصاحة اللغة العربية التي يتحصّن بها كتابةً لا تبدو متكلّفةً أو اصطناعاً يُريد الإيحاء بغموض أو تصعيب مهمّة القرّاء، وهذا يُسجّل له إذ هو من القليلين الذين تبدو العربيّة معهم لغة مطواعةً قادرة على مقاربة المواضيع جميعها بحصافةٍ أو بِلهوٍ ومرح.

بهذا المعنى، لم يكن اتّخاذ بيضون رمزاً لفئة من المثّقفين المنويّ نقدهم أو إسقاط قداستهم موفّقاً، إذ ليس هو المعنيّ بالأمر. وإن كان من خلاف سياسي أو نقد ثقافي أو استياء من مصطلحات محدّدة استخدمها الرجل في تسجيله ملاحظاته على الحراك من الموقع الذي يشاؤه، فلا أظنّ الردّ يكون بترسانة جاهزة وبحججٍ مُحقّة، لكنّه ليس طريدتها الأمثل ولا حقل عملها المشروع. فأن تُحاكَم صفةٌ أو قيمةٌ شائعةٌ (تنبغي مُحاكمتها فعلاً) عبر إلصاقها بمن لا يحملها أو يجسّدها، ففي الأمر تجنّ وظلم يُفقد المحاكمة نفسها الكثير من صدقيّتها...

في المحصّلة، وبالعودة الى الحراك، عكَس التوتّر المُحيط به وبدعمه كما بنقده أهميّة ما حقّقه من خلخلةٍ لاستقرار شكليّ كان أقرب الى الكسل والاستسلام لواقعٍ انحطاط مهين، جرّت إليه البلادَ طبقةٌ سياسية لا يُميّز أكثر مكوّناتها سوى انعدام الكفاءة والفساد وموهبة الاستفادة من الشبكات الزبائنية والعصبيّات والأوهام الطائفية. ولهذا تحديداً، يبقى الانحياز الى الحراك في شكله المواطني "بداهةً" ووفق شعاره الأوّل "كلّن يعني كلّن" ومن دون ادّعاءات تتخطّى في المقبل من الأيام مواجهة تعاطي "السلطة" مع أزمة النفايات وما ماثلها من أزمات وقضايا مهمّةٍ أُخرى. عدا عن ذلك، أخشى أن نندم بعد فترة فنكتب عن التوق لحراك جديد...

 

عندما يولّد اليأس الغباء

إيلـي فــواز/لبنان الآن/15 تشرين الأول/15

ليست صدفة أن تبرز في يوم احتفال ميشال عون بهروبه من قصر بعبدا تاركاً وراءه عائلته الصغيرة وتلك الكبيرة -الجيش - التي لطالما ادّعى حرصه عليها، شعارات وصوراً غريبة. فهناك مطبخ عوني يحضّر بدقة لتلك الشعارات التي توزعّ على مناصري التيار الوطني الحر، وتعكس في مكانٍ ما توجهاً فكرياً أو سياسياً معيناً لهذا التيار، كتلك مثلاً التي تبجّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. يافطةٌ حملها من ينادون بالسيادة والحرية والاستقلال جاء عليها: "إجاكم فلايمير يا بلا ضمير". المشكلة تكمن في داخل هذا المطبخ. وفي قراءة خاطئة لتطورات المنطقة، وفي تسرّع لاستنتاجات في غير مكانها، وفي الاستقواء مرحلياً بأقلية مسلّحة سينتهي بها المطاف الى الانكسار والإيمان المطلق أن ما يحصل هو نتيجة مؤامرات. على الموارنة ان يسألوا مفكري التيار مثلاً عن جدوى رفع صور بوتين في تظاهرة 13 تشرين. هل يعتقد فعلاً من طبع في احدى "أقبية الحقد" في الرابية صوراً لبوتين ان هذا الاخير قد يستطيع تغيير المعادلة في سوريا مع الف جندي جلهم من التقتنيين وبضعة طائرات سوخوي؟ هل يظن نخبة العونيين ان روسيا التي تحارب جورجيا وأوكرانيا، دول السوفيات السابقة، لوضعها تحت الوصاية البوتينية من دون نجاح، ستستطيع فعلاً حماية بشار الاسد ونظامه؟ ثم ما هي الحكمة من وراء استفزاز مشاعر سنّة العالم العربي الذين يرون بالرئيس الروسي جزاراً آخر على طراز بشار الاسد؟ وهل يعتقد للحظة الطباخون الانتهازيون ان عون له وزن إذا ما وضعه الروسي في ميزان مصالحه مع الدول العربية؟ الم يتعلم اولئك من تجربتهم في الحكم عام 1991؟

 الاجوبة عن هذه الاسئلة قد تفسر اسباب تراجع الحضور السياسي المسيحي، من دون إغفال التغيرات الديمغرافية الجذرية التي حصلت في لبنان منذ بدء الحرب الاهلية. لكن الاستنتاج يبقى واحداً: الموارنة لم يتأقلموا مع الوضع المستجد بعد الحرب الاهلية، حيث قصر نظرهم معطوفاً على شعور هزيمة لحقت بهم بعد الطائف جعلهم أكثر ميلاً للانتحار، كما جعل مواقفهم متناقضة مع فكرة لبنان الذي اسسوه مع المسلمين بلداً للتسويات لا يكون فيه غلبة لطائفة على اخرى.  هؤلاء الناس الذي يقودهم عون ينتظرون منه ان يعيد امجاد المارونية السياسية بكل بساطة، وأن يستعيد ما اخبرهم عنها أنها حقوقهم المسلوبة في اتفاق الطائف باعتباره هزيمة شخصية له، لينتقل بعدها الى حكم كل لبنان كما حكم من قصر بعبدا بعض المناطق الشرقية.  هؤلاء الناس الذين يناصرون عون سيصابون بالاحباط في كل استحقاق يفشلون فيه بفرض ارادتهم على شركائهم في الوطن، واذاك سيسعون الى لوم الاخرين ليبقوا اسرى دوامة الكره أبداً.

 قد يكون وليد جنبلاط اكثر السياسيين اللبنانيين تقلباً بالمواقف، ولكن لتلك التقلبات حكمة يرمي من خلالها بك المختارة الحفاظ قدر المستطاع على مصالح الطائفة الدرزية واستمرار دورها السياسي في النظام الطائفي اللبناني. هذا المنطق لا ينطبق على من يمثل اكثرية المسيحيين حسب اخر انتخابات نيابية جرت في لبنان. مأساة الموارنة عموماً وعون وجمهوره خصوصًا انهم اسرى الماضي....

 

روسيا بعيون "حزب الله": حليف مع وقف التنفيذ

سامي خليفة/المدن/ الأربعاء 14/10/2015

روسيا بعيون "حزب الله": حليف مع وقف التنفيذ العلاقة تأثرت بالتطورات بين إيران ورسيا

عندما يتكلم بعض المقربين من "حزب الله" عن النظرة إلى روسيا راهناً يصفونها بالصديق المزعج. التراكمات عبر التاريخ خصوصاً العلاقة غير المستقرة مع طهران، والتنسيق مع إسرائيل، واستراتيجية عدم التصادم مع الغرب، والتصويت ضد الحوثيين في اليمن، بنت جداراً عالياً من الشكوك وعدم الثقة.

اتسمت نظرة "حزب الله" في الثمانينات للاتحاد السوفييتي بالعداء المطلق. الشيوعية بنظرهم لم تكن مجرد خطر عابر، بل مصادمة مع الدين والعقيدة، وعليه تم تشبيهها بالسموم التي تفسد الدين، والتي بإمكانها أن تشكل خطراً إنقلابياً داخل إيران عبر حزب "تودة" ذي التوجهات الماركسية.

في هذا الوقت، انتقلت الخلافات الفكرية إلى لبنان على شكل صراع مفتوح، بين "حزب الله" والشيوعيين اللبنانيين لأسباب دينية وسياسية وعسكرية، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم كان ينتمي للطائفة الشيعية، وبما أن "حزب الله" كان يسعى لإحكام قبضته على الطائفة وإحتكار المواجهة مع إسرائيل، رأى أن العدو الأول هو "الفكر الضال"، وعليه مارس كل أنواع الإضطهاد والتهجير وصولاً الى الاغتيال..

مواقف الخميني والتيار الإسلامي في إيران من الشيوعية أوصلت العلاقات بين الطرفين إلى الحضيض، ولذلك دعم الإتحاد السوفييتي العراق في الحرب العراقية - الإيرانية. هذه التطورات بالإضافة إلى  اشتعال أزمة دبلوماسية بين البلدين بسبب ما تردد عن تورط دبلوماسيين سوفييت في التجسس على إيران، دفعت "حزب الله" إلى إطلاق لقب "الشيطان الأصغر" على الإتحاد لإشتراكه مع "الشيطان الأكبر" أي الولايات المتحدة في "تدمير الأمة".

التطورات الجيوبوليتيكية والاستراتيجية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتطوير علاقة متوازنة بين إيران وروسيا الإتحادية كوريث شرعي وقانوني للاتحاد على الصعيد الدولي والتعاون بين البلدين لحل أزمات بلدان كثيرة كالبوسنة والهرسك وأرمينيا - أذربيجان وغيرها، فرضت عل "حزب الله مراجعة نظرته وموقفه الأيديولوجي من روسيا وإلغاء "الشيطنة"، وفتح صفحة جديدة تميزت بالتهدئة والإبتعاد عن المواقف السلبية. لكن هذا الاطمئنان لم يطل حيث أن اتباع بوريس يلتسين لسياسة تصالح مع الغرب والتعاون، بدءاً من أمن أوروبا، ووصولاً إلى الأمن العالمي، أعاد الحذر إلى نظرة "حزب الله" تخوفاً من اتباع موسكو سياسة معادية من إيران وحربه مع إسرائيل.

النظرة إلى روسيا في عهد بوتين وميدفيديف بين عامي 2000 و2010 تأرجحت صعوداً ونزولاً، ومع تحسن العلاقات بين إيران وروسيا لحفظ التوازن في منطقة وسط اسيا والتقارب في وجهات النظر حول ملفات الشرف الأوسط والتنسيق لمنع انهيار منظمومة أمن بحر قزوين، وتطوير العلاقات الإقتصادية والعسكرية، تعامل "حزب الله" بإيجابية مع الصديق الجديد وفُتحت منابر إعلام الحزب للشخصيات الدبلوماسية والمحللين الروس، لكن حسابات موسكو الجيوسياسية، وتأخير شركة "أوتومسترو إكسبورت" في إكمال مشروع تشييد محطة بوشهر، وعدم شحن صواريخ s300، وتبني قرارات فرض عقوبات ضد إيران في مجلس الأمن الدولي، دفع القيادة الإيرانية و"حزب الله" إلى شن هجوم لاذع ضد موسكو بين الفترة والأخرى، وسط تخبط في رسم صورة للعلاقة المستقبلية معها.

تأييد روسيا القوي للنظام السوري عند بداية الأزمة السورية تلقاه "حزب الله" بكثير من الغبطة والتبشير بأن موقف روسيا سيحمي المنطقة، ويكسر الأحادية القطبية لواشنطن وإنهاء دورها في المنطقة، لكن رياح السياسة الروسية لم تجرِ كما يشتهيها الحزب في اليمن، لأن حاجة روسيا إلى علاقات متوازنة مع القوى العربية الفاعلة جعلها ترفض استخدام حق النقض ضد أي قرار عربي في مجلس الأمن، ما أثار غضب "حزب الله"، حيث لم يتوانَ المقربون منه عن وصف روسيا بأنها دولة بلا أخلاق تضحي بالحلفاء والشعوب المضطهدة من أجل مصالحها.

انطلاق العمليات العسكرية الروسية مؤخراً في سوريا أشعر "حزب الله" بفائض القوة. وتشير مصادر مقربة منه لـ"المدن" إلى أن هناك ارتياحاَ لسير العمليات العسكرية، وتفاؤلاً واضحاً، لكن في المقابل ثمة حذر لدى البعض في الدوائر الضيقة، إذ تؤكد المصادر نفسها بأن هناك من يفضل التمهل في اتخاذ المواقف لأن تجارب العلاقة مع موسكو مليئة بالمفاجآت والحديث الأخير عن التنسيق وتشكيل فريق عسكري روسي - إسرائيلي بشأن سوريا لا يبشر بالخير، وثمة من يهمس بأن "موسكو يمكن أن تبيعنا عند أي منعطف" ما يحتم التعامل بحذر وعدم الإنجرار خلف العواطف.

 

الروس في خدمة "داعش"

جلال زين الديـن/لبنان الآن/15 تشرين الأول/15

لن يكون أحمد ابن مدينة الراعي من الأفراد القلائل الذين انتسبوا لتنظيم داعش مؤخراً عقب رفض والده ذلك الانتساب، فقد عادت وتيرة الإنتساب إلى الانتعاش من جديد عقب التدخل الروسي في الصراع السوري بهذا الشكل الفجّ. يعيش تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فترةً ذهبية عقب التدخل العسكري الروسي المباشر، ويأمل قادته وأفراده أن تتغيّر المعطيات على الأرض لصالحهم، بعد أن كان التنظيم قد بدأ يعاني نزفاً في مقاتليه واحتقاناً شعبياً ضده في المناطق الخاضعة لسيطرته. ولذلك استقبل تنظيم الدولة التدخل الروسي بما يشبه الاحتفالات، لاسيما عقب تصريح أحد الأساقفة الأرثوذكس بأنها "حرب مقدّسة"، فهذه أمنية التنظيم. يقول خطيب الجمعة في منبج، أبو مسلم: "اتهمونا بالتطرّف والغلو، وها هي الحقائق تتكشف وتظهر نوايا الغرب الكافر والشرق المُلحِد على حقيقتها دون أقنعة، جمعوا قضّهم وقضيضهم للانقضاض على دولة الخلافة التي ستصل لموسكو رغم أنوفهم". ويسعى التنظيم بذلك جاهداً لإقناع الجميع بأنه يخوض فعلاً حرباً مقدسة ضد الكفر والإلحاد.

ولا يلفت الانتباه الخطب النارية التي ينهجها التنظيم دائماً، إنما الجديد أنَّ كثيراً من المساجد أُوكلت مهمة الخطابة في الأسبوعين الماضيين فيها، لشخصيات من الشيشان وغيرها من الجمهوريات الروسية. ويرى الأستاذ محمد من منبج أنَّ الهدف "إقناع المسلمين بهوية التنظيم الإسلامية"، وأنَّ "الحرب التي يخوضها لأجل إعلاء راية الإسلام"، وذلك بحشد الناس ضد الروس. وقد ركز الخطباء على مسألة الولاء والبراء، وعلى اضطهاد الروس للمسلمين ومحاربتهم لهم عبر عقود طويلة، وأن حربهم اليوم ما هي إلا امتداد لتلك الحروب.

وانسحب التجييش إلى الشارع الشعبي، فلم يقتصر على المساجد، وقد عقد التنظيم اجتماعاً لوجهاء العشائر العربية في الشدادي والهفل في ريف الحسكة حيث بايعوا هؤلاء زعيم التنظيم (خليفة المسلمين) أبو بكر البغدادي، وتوعدوا كل من يقف إلى جانب الروس. ويقول الشيخ موسى من الباب إن "المثير للغرابة أن المنطقة خاضعة للتنظيم منذ فترة، وشيوخ العشائر أُجبِروا سابقاً على مبايعة الخلافة، فعلامَ تكرار المشهد في هذا الوقت؟".

يعزف التنظيم اليوم على وتر أنه الممثل الشرعي الوحيد للمسلمين السُنّة، وأنَّ العدو ليس بشار الأسد وحسب بل كل الأنظمة العربية والقوى العالمية التي تكالبت على أهل السُنّة. ويقول أبو مسلم: "خَدعت الأنظمة العربية أهل السُنّة في سوريا، وأغروهم بوعود كاذبة خدّاعة، فأمطرهم الأسد بحممه وقذائفه وبراميله، ولم يعطوهم سلاحاً لمواجهة الطائرات التي دمّرت البلاد وأهلكت الحرث والنسل رغم امتلاكهم له، فولاء هؤلاء الحكام للغرب الكافر، بل وصوّروا لهم المجاهدين الذين يسعون لتطبيق شرع الله وإقامة الخلافة أعداء، فحصل اقتتال بين أهل السُنّة أثلج صدور أعدائهم من الشيعة الروافض والحكام الخونة". ويُرِجع التنظيم اقتتاله مع الفصائل لولاء هذه الفصائل للغرب الكافر على حد زعمه.

ويأمل التنظيم أن يسهم التدخل الروسي في تغير المزاج الشعبي، وحصول مراجعات فكرية تدفع الشارع السنّي نحو التطرف، ما يزيد من عدد منتسبيه، بل وقد يدفع بفصائل معارضة لمبايعة التنظيم. وأكد معتز من جرابلس، وهو يعمل في التهريب، أن الحدود التركية السورية شهدت مؤخراً تدفقاً لمقاتلين أجانب من فرنسا وبريطانيا إضافة لعدد من الخليجيين ولاسيما السعوديين. ويتابع معتز: "تراجعت في الفترة الأخيرة نسبة المتطوعين الأجانب جداً، لكنها الآن تعاود وتيرتها وإن بصورة أخف نتيجة التشديد الأمني التركي، ولولاه لتتدفق المجاهدون بالآلاف".

ويستفيد التنظيم ميدانياً من التدخّل الروسي، إذ إنَّ معظم الضربات الروسية موجّهة لما يسمى الفصائل الإسلامية والمعارضة المعتدلة بما فيها تلك التي درّبتها الولايات المتحدة. ويقول أبو وليد قائد ميداني في جبهة الرفّ الشمالي: "قدّمت روسيا خدمة جليلة للدواعش، فالدواعش يخشون الفصائل الإسلامية أكثر من الأسد، فقتال الأسد يمنحهم الشرعية الجهادية، كما قواته لا تملك عقيدة قتالية لمحاربة التنظيم خلافاً لفصائل الثوار"، في حين إن الضربات الروسية وفق صيغتها الحالية تضعف الثوار دون التنظيم. وكان رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو قالها صراحة إن "الضربات الروسية تستهدف المعارضة المعتدلة ولا تستهدف تنظيم الدولة".

ويبني تنظيم الدولة آمالاً عريضة على هزيمة الثوار في المواجهة. ويرى أبو مسلم انه "لن يبقى قي سوريا سوى فسطاطين، فسطاط الإيمان وتمثله دولة الخلافة، وفسطاط الكفر ويمثله النظام النصيري المدعوم من قوى الكفر، لذا على المجاهدين اختصار الطريق وحقن الدماء ومبايعة الدولة الإسلامية للذود عن المسلمين ورفع راية الإسلام". ويحاول التنظيم جاهداً إقناع الشارع بأنّ هدفه القضاء على الأسد "لكنّ المرتدين" (الثوار) على زعم أبو مسلم "يَحُوْلُون درعاً بينهم وبين مناطق النصيرية ومعاقله".

كما استثمر تنظيم الدولة التدخل الروسي في عمليات عسكرية على الأرض، فسيطر على ثماني مناطق هامة شمال مدينة حلب في ليلة واحدة: كلية المشاة وسجن الأحداث والمنطقة الحرة، إضافة لقرى عدة منها فافين وتلقراح وتل سوسين ومعراتة، ومنها مناطق محاذية لمواقع سيطرة النظام. ورغم ذلك لم يحدث أي احتكاك أو اشتباك بين الطرفين، وتتوارد أخبار شبه مؤكدة من داخل التنظيم عن نيّته القيام بعمليات عسكرية كبيرة لابتلاع الريف الشمالي كاملاً، ويمهد لذلك بسياسة المفخخات.

الطيران الروسي أسهم في تقدّم تنظيم الدولة الأخير، فقد خفّت وتيرة ضربات التحالف الدولي خشية حدوث اصطدام في الأجواء السورية، ما مكن التنظيم من استثمار الفرصة وتحقيق التقدم، ويخشى التنظيم من دعم الطيران الروسي للأسد في فكّ الحصار عن مطار كويرس. ويشير يوسف من أحرار الشام في ريف حلب الجنوبي إلى أن "هناك معارك طاحنة تأخذ طابع الكر والفر على جبهة الصبيحية بين النظام المدعوم بالطيران الروسي وتنظيم الدولة، وقد تبادل الطرفان السيطرة على المنطقة مرات عدة، وفي حال فُكّ الحصار عن كويرس فإن ذلك سيشكل نكسة للتنظيم" لأن النظام سيحاول التمدد نحو مدينة الباب معقل التنظيم التجاري.  في المحصّلة أياً تكن مبررات التدخل الروسي فإنّ المعطيات على الأرض تشير إلى تمدّد التنظيم وسيطرته على مساحات جديدة، فضلاً عن استرجاعه قدراً ما من الشرعية، وستسهم الضربات الروسية إن بقيت تسير وفق المنهج الحالي بتقوية النظام السوري والتنظيم معاً، وإضعاف المعارضة الوطنية ما يعني استمرار أمد الصراع وغياب أفق للحل بالمدى المنظور.

 

انقاذ الظاهرة اللبنانية

وليد أبي مرشد/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/15

في وقت تنهار فيه هيبة الدولة اللبنانية وتكاد تغرق في حالة شلل قد تجعلها مقعدة إلى فترة غير معروفة، كان متوقعًا أن تتشدد أجهزتها الأمنية في تصديها لمظاهرات «الحراك الشعبي». التشدد الأمني قد يكون إجراءً ضروريًا لاستعادة هيبة الدولة.. ولكنه، قطعًا، ليس الإجراء الأنسب، فالإفراط في الاعتماد على الحل الأمني لأي نزاع سياسي في لبنان قد يطيح «بالظاهرة اللبنانية» المميزة في الشرق الأوسط. إذا كان ثمة عبرة لمظاهرات لبنان السلمية فقد تكون تأكيدها أن الحالة اللبنانية ما زالت مختلفة عن حالة دول الجوار التي اختصرت الحياة السياسية فيها بالسلطة المركزية، واستطرادًا بأجهزة مخابراتها. ورغم أن التركيبة البنيوية للمجتمع اللبناني التعددي تشكل، إلى حد ما، مناعة ذاتية من الإصابة بعدوى «المركزية» السائدة في دول الجوار، فذلك لا يزيل مشاعر قلق الكثيرين من قضم تدريجي للحريات العامة في لبنان الذي يمر اليوم بحالة فصام ظاهر بين شارع ضاق ذرعًا بما يتحمل من أعباء معيشية ومن فقدان لأبسط الخدمات الاجتماعية وسلطة سياسية ضاقت ذرعًا بمطالب الشارع - ومعظمها بديهي في أي دولة عصرية. ملامح حالة الفصام اللبنانية تبرر التخوف من أن تتحول إلى عامل زعزعة للسلم الأهلي في حال تطورها إلى صراع بين جيلين: جيل الحرب الأهلية الممسك بزمام السلطة إلى يومنا هذا، وجيل الحراك الشعبي المتطلع إلى دولة تكون قيّمة على حقوق اللبنانيين كما واجباتهم. لا يختلف لبنانيان، إلى أي جهة سياسية انتميا، على أن إصلاح الدولة، وإعادة تأهيل مؤسساتها، هو عنوان المرحلة. واتهامات الهدر والفساد المتبادلة بين عدد من نواب البرلمان، وقبلهم بعض وزراء الحكومة الواحدة، مبرر كاف لاعتبار مواجهات الحراك الشعبي والسلطة السياسية صدامات تتعدى «المحاسبة السياسية» إلى صراع بين جيلين وذهنيتين. قد يكمن هنا بيت القصيد.. فجيل الحرب الأهلية، رغم إقراره ضمنًا بضرورة إصلاح الدولة، متمسك بمواقعه والحراك الشعبي زاده تمسكا بها.

أقصى ما يرضى به جيل الحرب الأهلية من «تنازلات» هو تسوية سياسية مع الجيل الصاعد لا تخرج عن قاعدة تسويات لبنان التقليدية - كي لا نقول التاريخية - أي «لا غالب ولا مغلوب».

بيد أن تمسك طرفي المواجهة بمواقفهما في ظل غياب أي مسعى لإطلاق حوار جدي بينهما من شأنه تحويل لبنان - بمؤسستيه السياسية والاقتصادية - إلى «مغلوب» وحرمان السلطة والشارع، معًا، من مجد الادعاء بأنه «الغالب».

قد توصلت حملة الحراك الشعبي إلى إسقاط الحصانات الطائفية لمن تتهمهم بالتقصير والهدر بين أرباب السلطة. ولكن الحراك ما زال أعجز من أن يطيح بالتركيبة الطائفية - التوافقية للنظام اللبناني بدليل أنه لم يفلح، حتى الساعة، في تحقيق مطلبه السياسي الأدنى، أي استقالة وزير البيئة. وعوض أن يدفع الحراك الطبقة السياسية إلى استرضائه مطلبيًا، وضعها - على العكس - في موقع دفاعي حوّل «حائطها» في السراي إلى بنيان مرصوص يشد بعضه بعضًا - بصرف النظر عن التباينات الحزبية أو السياسية بين مكوناته.

مع ذلك، إذا كان لا بد من «تنازل» يضع حدًا لمواجهات الشارع والسلطة، فالمفترض أن تأتي مبادرته من الطرف الأقوى، الطرف الممسك بالسلطتين الأمنية والقضائية، أي الدولة. في هذا السياق تشكل «طاولة الحوار» مدخلاً متاحًا للتسوية بمجرد خروجها عن قاعدة «محاورة الذات» ودعوة ممثلي المجتمع المدني والحراك الشعبي إلى المشاركة في وضع تصور مستقبلي لصيغة لبنان الغد. بذلك تكون طاولة الحوار قد عززت حس المسؤولية في أوساط قادة الحراك الشعبي وأشركت الجيل الصاعد في القرار السياسي، وفي الوقت نفسه مهدت لتداول طبيعي للسلطة يصون «الظاهرة اللبنانية» في الشرق الأوسط.

 

الإيرانيون على حدود تركيا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/15

لا تبعد مدينة حلب السورية سوى 45 كيلومترا فقط عن باب الهوى، نقطة الحدود مع تركيا. ويزحف باتجاه حلب، كبرى المدن السورية سكانا، جيش إيراني من آلاف الجنود والمقاتلين يستعد لخوض أكبر معركة عسكرية في تاريخ الثورة السورية منذ بدايتها في عام 2011. الإيرانيون حركوا جيشهم هذا بعد أسبوع من مقتل أحد أكبر جنرالاتهم، حسين الحمداني، في القتال في حلب، التي رغم الدعم الإيراني خسرها النظام السوري، وخسر عددا من البلدات شمال المدينة. الهزيمة تفسر عزم إيران إرسال مزيد من القوات للقتال هناك بغطاء جوي روسي.

وبخلاف تركيا، الملتصقة جغرافيا بسوريا والقريبة من مدينة حلب، فإن إيران التي تريد فرض نفسها قوة إقليمية، جاءت من بعيد بقضها وقضيضها إلى سوريا رغم أنها لا تشترك مع سوريا حدوديا، ولا تستطيع الوصول إليها إلا عبر الجو، أو عبر الأراضي العراقية، غير المأمونة بسبب وجود مسلحي تنظيم داعش على أجزاء من الطريق الطويل. وفي مثل هذا الأسبوع من العام الماضي كنت كتبت مقالا متسائلا: لماذا لم يدافع الأتراك عن مصالحهم وأمنهم في شمال سوريا، خصوصا محافظة حلب؟ فقد كان هناك كثير من المبررات في جانبهم، من بينها اختراق النظام السوري الأجواء التركية، والقصف المدفعي عبر الحدود، وإسقاط طائرة في بداية الحرب، إلى جانب حق تركيا في حماية حدودها في الداخل السوري. ربما صار التدخل العسكري أصعب اليوم على الأتراك بوجود آلاف المقاتلين من روس وإيرانيين وعراقيين ولبنانيين بالقرب من حدودها، وتطور النزاع إلى مستوى أعلى بين الولايات المتحدة وروسيا. وما التفجير الإرهابي الذي أصاب العاصمة أنقرة، الذي قتل فيه نحو مائة شخص، إلا جزء من تداعيات الأزمة السورية على تركيا، وربما هو رسالة من أحد الأطراف المقاتلة هناك سواء كان إيرانيًا أو روسيًا أو من «داعش». معركة حلب الكبرى المنتظرة، بين القوات الإيرانية والثوار السوريين، احتمالاتها كلها سلبية على تركيا. ففي حال انتصر الإيرانيون فإن ذلك سيعني هزيمة لحلفاء تركيا، وستكون تركيا نفسها في مرمى وكلاء إيران والنظام السوري، من الميليشيات. أما في حال عجز الإيرانيون عن احتلال حلب، فإنهم سيلقون باللوم على الأتراك ويتهمونهم بتمويل الجماعات المسلحة. وفي حال استمرار القتال طويلا في محافظة حلب بالعنف المتوقع، وعدم انتصار أحد الطرفين، فإن نيرانها أيضًا قد لا تتوقف عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. وإلقاء نظرة على الخريطة سيوضح طبيعة المخاطر الجيوسياسية التي ستفرزها معركة حلب المقبلة، فالمدينة على بعد أقل من نصف ساعة بالسيارة فقط من تركيا، وفي حلب بقي على الأقل نصف سكانها المليونين، رغم الدمار الرهيب الذي ألحقته قوات نظام الأسد بالمدينة على مدار عامين تقريبا، التي بدأت تدميرها منذ أواخر عام 2013، مستخدمة البراميل المتفجرة التي تلقيها من الجو ونجحت في تهجير نصف السكان من أحيائهم، وتدمير المدينة بشكل لا مثيل له في تاريخ المنطقة. الآن، وبعد فشل المحاولات السابقة يتأهب حلفاء نظام الأسد لاقتحام المدينة من جديد، إنما هذه المرة هي حرب بقوات إيرانية كبيرة برية، وقوات جوية روسية متطورة. وبكل أسف سنرى مأساة أعظم، لأن المدافع الإيرانية والقصف الروسي سيستهدفان المناطق المدنية، حيث يوجد المقاتلون على الطرف الآخر، وقد نرى عمليات نزوج بشرية كبيرة غالبا باتجاه الحدود التركية.

الغزاة الروس والإيرانيون يعتقدون أنهم قادرون على استرداد مدينة حلب وقراها، ونحن نعرف أن قوات الأسد حاولت في الماضي، وحتى في المرات التي نجحت فيها عجزت عن الاستمرار في حراستها وإدارتها. وهم ينوون أيضًا التوجه إلى محافظة حماه في محاولة لتطهير المنطقة في مشروع غبي هدفه ترميم حكم نظام الأسد، ونحن نراهن على فشله حتى لو كسبوا المعارك العسكرية، لأنه ستعقبها جولات لن يستطيع الإيرانيون وحلفاؤهم الاستمرار في تحملها.

 

لا مكان للأسد.. وحتى إيران

طارق الحميد/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/15

هناك شبه إجماع دولي على ألا مكان لبشار الأسد في سوريا، وقبل أيام أكدت المملكة العربية السعودية ذلك، والحقيقة أنه يجب أن يقال إنه لا مكان للأسد، ولا حتى لإيران، وأتباعها وعملائها في سوريا ذات الأغلبية السنية الساحقة.

قد يقول البعض إن هذه دعوة للتصعيد، وتعنت، والحقيقة أنها ليست كذلك. ولأن الشيء بالشيء يذكر؛ فقبل عدة أيام نشرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية تقريرا عن أسباب استدعاء الأسد للروس في سوريا، وخلص التقرير، الذي استقى معلومات من مصادر دبلوماسية روسية، وغربية، مطلعة عن كثب، حول ما يجري في دمشق، إلى أن الأسد قرر دعوة الروس بعد أن استفحل الدور الإيراني في سوريا، وبات الإيرانيون هم من يحرسون الأسد جسديا الآن، وأصبح بمقدورهم التخلص منه في أي لحظة، وذلك بعد أن تمكن الإيرانيون من إقصاء شخصيات مؤثرة من الدائرة الضيقة للأسد. ويشير التقرير إلى أن الإيرانيين باتوا يتعاملون بتعال مع دوائر الأسد، وأنهم فاجأوا الأسد عندما قاموا بعقد اتفاق وقف إطلاق نار في الزبداني دون استشارته. والقصة لا تقف عند هذا الحد؛ حيث يشير التقرير إلى أن الإيرانيين عمدوا إلى شراء أراض سورية بمواقع مهمة، وفرضوا تدريس المذهب الشيعي على الأغلبية السنية، وليس هذا فحسب، بل إن تقرير مجلة «دير شبيغل»، التي منحها الأسد بعد الثورة مقابلة مطولة، ينقل عن أحد العلويين قوله إن الإيرانيين يفرضون عليهم مفاهيم إيرانية مذهبية، قائلا: «إنهم يرموننا ألف عام إلى الوراء»! وبالطبع، فإن من ضمن ما لم تذكره المجلة الألمانية عن الغرور الإيراني في سوريا، هو أن حسن نصر الله كان، ولفترة قريبة، يتحدث عن سوريا أكثر من الأسد الذي لو استطاع نصر الله أمنيا جلبه للضاحية للتوجيه وإعطاء الأوامر، لفعل. وما لم تذكره المجلة أيضا، أن الأسد تحرك ودعا الروس بعد أن قدمت طهران مبادرة معدلة حول الأزمة، ومن أربع نقاط، ورفضها الأسد!

حسنا، هل يمكن بعد كل ذلك تصديق أن الأسد المتقزم أمام الإيرانيين يريد كسر الطوق الإيراني، ومن المصلحة فتح صفحة جديدة معه؟ بالطبع لا، وهذا عبث! فأيا يكن مصير الأسد، فإنه غير مأسوف عليه، وهذه هي النتيجة الطبيعية، وهذا مآل كل من يتلحف بإيران، وأعوانها، طائفيا، أو ماليا، وسياسيا. الأصل هو أن يرفض وجود الأسد، كما يرفض الوجود الإيراني في سوريا، الذي لم يتحمله حتى العلويون، فكيف بسنة سوريا وهم الأغلبية المطلقة؟ صحيح أن ما يحدث في سوريا محزن، ومأساوي، لكن النتيجة الحتمية، طال الزمان أو قصر، ألا مكان للأسد، ولا إيران هناك، وسيدفع كل أتباعهم وعملائهم الثمن سواء في لبنان أو العراق، لأنهم

 

كيف صار الأسد حجر شطرنج في اللعبة الروسية؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/15

الاستراتيجية التي اعتمدها النظام السوري بانسحابه من كل المناطق التي لا يعتبرها حيوية، قسّمت سوريا، وجاء التدخل الروسي ليحمي الحدود الجديدة بعد الهزائم التي دكت تلك الاستراتيجية، إذ مع سقوط المدينة الاستراتيجية جسر الشغور على أيدي تحالف تنظيمات «جيش الفتح» اقتربت الثورة من البحر المتوسط وأيضًا من مرفأ طرطوس، وعرفت روسيا أن بشار الأسد لن يصمد للدفاع عن المناطق التي تحت سيطرته. مع التدخل تركز موسكو على قاعدة «باسل الأسد» الجوية خارج اللاذقية، وعلى توسيع مرفأ طرطوس. من الواضح أن الخطر المباشر على نظام الأسد الذي أقامه في غرب سوريا لا يأتي من «داعش»، بل من تحالف «جيش الفتح»، لذلك كانت الطلعات الجوية الروسية تستهدف هذه التجمعات أكثر من استهدافها «داعش».ومع التطورات الأخيرة، أعلن البنتاغون يوم الجمعة الماضي تخفيض مساعداته للمعارضة السورية التي يدعمها مستعيضًا يوم الاثنين الماضي بإلقاء 50 طنًا من الذخائر جوًا لمجموعات تناهض «داعش»، بينها الأكراد. في ذلك اليوم أيضًا أكد الحلف الأطلسي استعداده دعم تركيا ضد روسيا «إذا ما احتاجت إلى ذلك». لكن اللافت أنه في 11 من الشهر الحالي بدأت الولايات المتحدة سحب بطاريات صواريخ «باتريوت» من تركيا والتي كانت نُشرت في «غازي عنتاب» شرق البلاد لحمايتها من أي تهديد صاروخي من سوريا. في شهر أغسطس (آب) الماضي قالت ألمانيا إنها «ستنهي مساهمتها في مهمة مضادة الصواريخ في تركيا»، تبعت بذلك هولندا التي قالت إنها «ستسحب أنظمة (باتريوت) من تركيا»، ثم أبلغت الولايات المتحدة الحكومة التركية أنها لن تجدد مهمة «الباتريوت» التي تنتهي نهاية هذا الشهر، وبدأت بالفعل سحب الصواريخ إلى ميناء الإسكندرون. لم تتراجع واشنطن عن قرارها حتى عندما خرقت الطائرات الروسية المجال الجوي التركي في طريقها إلى سوريا، وكان أبرزها يوم الاثنين قبل الماضي عندما ذكر المسؤولون الأتراك أن طائرة «ميغ - 29» مجهولة الهوية عطلت الرادار لمدة 4 دقائق ونصف الدقيقة على سرب من ثماني طائرات تركية من طراز «إف - 16» كانت تقوم بدورية على الجانب التركي من الحدود مع سوريا. وحسب مرجع عسكري غربي، فإن هذه كانت رسالة، يعرف أبعادها كل جنرال تركي، ولم يكن الأمر خطأ. ويضيف أن سوريا الآن هي نقطة الاشتعال الأخطر في العالم.

خطط روسيا الفورية إنقاذ نظام الأسد في شمال غربي سوريا. لكن القصف الجوي الروسي الذي يطال كل التنظيمات بما فيها «داعش» قد يمتد إلى المناطق السورية التي تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها في الحلف الأطلسي بعمليات جوية فيها، وهذا يدفع إلى احتمال حدوث تصادم غير مقصود ما بين «الأطلسي» والطائرات الروسية يمكن أن يرفع من حدة التوتر ما بين الطرفين.

دخلت روسيا إلى ميدان مزدحم بالفعل بجبهات محلية وإقليمية وأجنبية تشارك في القتال في سوريا. فمنذ أكثر من سنة تستهدف الولايات المتحدة وعدد من دول الحلف الأطلسي مثل تركيا، وكندا، وفرنسا، وخارج الحلف مثل السعودية، والأردن، وأستراليا، مقاتلي «داعش» في سوريا. استطاعت هذه الدول شل القدرة الاقتصادية للتنظيم، لكنها لم تمنعه من التوسع في الأراضي الخاضعة لسيطرتها في شرق وشمال ووسط سوريا. وكانت تركيا والأردن اقترحتا إقامة مناطق آمنة للذين يقاتلون ضد نظام الأسد في شمال وجنوب غربي سوريا. لكن الولايات المتحدة رفضت، والحلف الأطلسي قال إن «هذه مهمة الأمم المتحدة (مجلس الأمن)». أخطر ما يمكن أن يحدث هو في حال اشتبكت الطائرات الروسية مع الطائرات الأميركية أو طائرات حليفة أخرى. لكن تجنبًا لأي احتمالات جرت لقاءات بين عسكريين روس وأميركيين. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال لقاءاته أخيرا في بروكسل، أدرك أن كل دعم الأطلسي لتركيا في هذه المرحلة، خطابي بحت. ويبدو واضحًا أن واشنطن لن تفعل شيئًا. كل الأصوات الأميركية المقربة من البيت الأبيض تبرر أن الرئيس أوباما مخلص لمبادئه، فهو جاء على مبدأ «لا حرب أميركية أخرى في الشرق الأوسط». من جهة أخرى، خفتت المنافسة «الكلامية» ما بين السناتور الجمهوري جون ماكين والمرشحة الديمقراطية لرئاسة الجمهورية هيلاري كلينتون حول ضرورة إقامة مناطق آمنة في سوريا. الاثنان يعرفان أنها لن تتحقق بعد التدخل الروسي وأيضًا بعد الرفض الأميركي. ثم إن روسيا عارضت طوال أربع سنوات صدور أي قرار عن مجلس الأمن يقضي بانتقال ديمقراطي للسلطة في سوريا وهي لا تزال تراهن على أن الإدارة الأميركية لن تدعو مجلس الأمن لإقامة مثل هذه المناطق في وقت تسحب صواريخ «الباتريوت» من تركيا.

صحيح أن الانتشار العسكري الروسي في سوريا هو لحماية الأسد، لكن ليس هناك مؤشرات إلى أن روسيا ستخوض حملة كي يستعيد النظام السوري الأراضي التي «تخلى» عنها بإرادته. هي تريد منع الثوار من الاقتراب مما سماه الأسد «سوريا المفيدة». لكن «لا وجبة مجانية» مع الروس. روسيا ليست في حاجة إلى شرق سوريا. وجودها سيسمح للحرب السورية بالاستمرار. يقول محلل استراتيجي غربي: «بوتين يرى شرق البحر المتوسط الملعب الخلفي للغرب». في المفهوم الاستراتيجي الإبقاء على الصراع مستمرًا في هذا الملعب الخلفي هو هدف طبيعي للتعويض عن تدخل الغرب في الملعب الخلفي الروسي، أي دول الاتحاد السوفياتي السابقة وعلى الأخص أوكرانيا.

لذلك، فإن إصرار روسيا على إبقاء الأسد في اللعبة فيه منطق روسي أبعد من سوريا. هي غير مهتمة بأن يحقق نصرًا كاملاً. العارفون الروس يقولون إن «الأسد لجأ إلى روسيا لينقذ نفسه وجماعته من هجوم (التشيع) الإيراني الذي تجاوز كل الحدود»، إلى درجة أن العلويين بدأوا يعبرون عن رفضهم للضغوط الإيرانية. وجاء على صفحة «أخبار جبلة» في «فيسبوك» أنهم «يعيدوننا ألف سنة إلى الوراء، نحن لا نضع الحجاب، حتى إننا لسنا بشيعة» (دير شبيغل). إذن هربًا من «تصدير الثورة الشيعية إلى سوريا» والسجن الإيراني صار الأسد حجر شطرنج في اللعبة الروسية.

من المؤكد أن الرئيس أوباما فوجئ بالسرعة التي نفذ فيها بوتين خطته السورية. رأى بوتين فراغًا في شرق البحر المتوسط سببه رغبة أوباما تجنب أي التزام في المنطقة. هذا «التجنب» شعرت به أوروبا قبل روسيا، فصار وزراء خارجيتها ودفاعها يتجاوزن مطلبهم الأساسي برحيل الأسد. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية يوم الاثنين الماضي في الـ«بي بي سي»: «نحن نثق بقول الرئيس بوتين أن الأسد لن يبقى بعد مفاوضات سلام انتقالية في سوريا». وهذا ما يردده أيضًا ساسة فرنسيون وبريطانيون. كما أن الدبلوماسية الروسية في المنطقة أبقت على قنوات اتصال وتعاون مفتوحة مع خصوم إيران والأسد في المنطقة. وكان لوحظ خلال محادثات بوتين مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وجود وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك. وقال لاحقًا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «بعد محادثات اليوم صرنا أكثر فهمًا لكيفية التحرك نحو حل سياسي»، فرد الأمير محمد بن سلمان بأن السعودية مع حل سياسي يتضمن رحيل الأسد. يبرر بعض المعلقين الأميركيين أنه في ظل الانقسامات في أميركا كان من الصعب على الرئيس أوباما اتخاذ القرار الحاسم. حمل أوباما أميركا على إدارة ظهرها للمنطقة، فدفع هذا بروسيا لتصبح لاعبًا مقررًا في الشرق الأوسط لأول مرة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. أو هكذا بدأ يُنظر إليها فصارت هناك استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط. رمى بوتين بشباكه فعلقت داخلها أعناق القادة الغربيين. ثم ها هو العراق بعد سوريا يقترح تبادل المعلومات الأمنية مع روسيا لملاحقة «داعش». كما أصدر المرجع الشيعي العراقي الشيخ محمد الحسني الصرخي المناهض لإيران بيانًا يدين فيه فتوى آية الله السيستاني الذي دعا إلى تشكيل قوات الحشد الشعبي «التي زجت بالشيعة العراقيين في معركة خاسرة». ودعا الصرخي إلى مراجعة جميع فتاوى السيستاني السابقة التي قال إنها «تصب كلها في مصلحة إيران وتخدم منافعها ومشروعها».

الإرث الذي سيخرج به الرئيس أوباما هو أنه لم يكسب إيران، بل خسر كل حلفاء أميركا!

 

«رشوة» أميركية للمعارضة السورية

 حسان حيدر/الحياة/15 تشرين الأول/15

من المتوقع ان ينجز خبراء عسكريون من الولايات المتحدة وروسيا قريباً جداً تفاصيل اتفاق يتيح تلافي الصدام في الأجواء السورية، في تسليم أميركي واضح بأن الحملة الجوية المدمرة التي تشنها موسكو في سورية ستستمر وفي طريقها إلى التوسع، وأن من الأفضل تجنب أي احتكاك يورط واشنطن في ما لا تريد ولا تسعى إليه. وفي المقابل تلقي طائرات أميركية بعض الذخائر إلى المعارضة، في ما يصح اعتباره «رشوة» سخيفة لتغطية التخلي الأميركي الإرادي عن نجدة الثورة السورية. وكانت الولايات المتحدة ألغت قبل أيام برنامجاً لتدريب معارضين أخضعوا لفحص «سي آي إي» لكشف «الاعتدال»، بعدما مني بفشل ذريع، وأرفقت ذلك بالحديث عن وصول دفعات جديدة من صواريخ «تاو» المضادة للدروع الى مناهضي نظام بشار الأسد لموازنة التدخل الروسي. لكن على عكس ما تشيعه، فإن هذه الصواريخ تسلمها المعارضون في جبهتي إدلب وحلب بشكل خاص، من جهات خليجية قبل سنة تقريباً، وظهر تأثيرها الواضح في التقدم الذي أحرزه الثوار منتصف العام الحالي على رغم غارات الطيران السوري، وهددوا عبره دمشق واللاذقية، ما دفع الجيش النظامي إلى حافة الانهيار وسرّع التدخل الروسي. وبكلام آخر، فإن دخول صواريخ «تاو» المعركة سابق على انخراط موسكو المباشر فيها، والمعارضة السورية باتت الآن بحاجة إلى أكثر من ذلك، أي إلى صواريخ مضادة للطائرات للحد من التأثير المستجد للطيران الروسي. ذلك أن استمرار موجات القصف الجوي والصاروخي الروسي العنيف، وتأمينه التغطية لعمليات برية وشيكة تشنها قوات من «الحرس الثوري» الإيراني وميليشيا «حزب الله» اللبناني، سيضطر المعارضة في النهاية إلى إعادة الانتشار والتخلي عن مناطق خاضت معارك طويلة ومضنية لانتزاعها. غير أن القرار الأميركي بهذا الخصوص لا يمكن أن يكون سهلاً، وقد لا يتخذ أبداً. فهو يتعلق بأمن الولايات المتحدة نفسها، لكنه يتعلق أيضاً، وربما بدرجة أكبر من الأهمية بالنسبة الى واشنطن، بأمن إسرائيل. إذ يكرر الأميركيون المخاوف من أنه لو تسرب صاروخ واحد من هذا النوع إلى أيدي مجموعة متطرفة، وهناك منها الكثير في سورية حالياً، لاستخدمته على الفور ضد الطائرات الأميركية والحليفة التي تغير على مواقع «داعش»، أو ضد الطائرات الحربية الإسرائيلية، أو أي طائرة مدنية تقع في مجاله. ولهذا يتشدد الأميركيون في شروط بيع هذا النوع من الصواريخ الى دول حليفة ويحظرون عليها تسليمه الى طرف ثالث من دون موافقتهم المسبقة. ويعرف بوتين هذه الحقيقة القائمة منذ بداية الانتفاضة السورية، ولهذا اطمأن إلى أن طائراته لن تواجه أي مقاومة مثلما حصل في أفغانستان قبل عقود، بسبب وجود إسرائيل التي نسق عملياته معها تحاشياً لأي صدام عرضي.

لكن المعارضة السورية المعتدلة التي تلح على منحها وسائل التصدي للطيران الروسي ومروحيات البراميل المتفجرة التي يرسلها بشار الأسد، تعتبر هذه الحجة التفافاً أميركياً على طلبها وتهرباً معداً سلفاً من التعاون الفعلي معها، حتى في مستويات أخرى لا تتحفظ واشنطن عنها، وتؤكد أن هدف الأميركيين الحقيقي ليس فقط عدم الصدام مع الروس، بل خصوصاً الاستجابة لرغبة إسرائيل في إنقاذ النظام السوري. فاستمرار الرفض الأميركي لتزويد المعارضة بما يتيح لها موازنة التدخل الروسي سيؤدي عملياً الى «تعويم» نظام الأسد وفرضه مفاوضاً أساسياً، ليس فقط في المرحلة الانتقالية، بل في ما بعدها، في حال نضجت ظروف التسوية السياسية، وستكون موسكو حققت هدفها بالحفاظ على حليفها وصانت نفوذها في شرق المتوسط، وتكون واشنطن حققت هدف إسرائيل بالحفاظ على حليفها غير المعلن نفسه، وأنجزت خروجها من المنطقة بما يتوافق مع خطة أوباما المعلنة بإنهاء عهده من دون تدخلات أميركية في الخارج.

 

السؤال في تركيا «داعش» أو «لا داعش»

الياس حرفوش/الحياة/15 تشرين الأول/15

ربما كان أخطر من التفجير الذي شهدته أنقرة نهار السبت الماضي وأودى بحياة ما يقارب مئة شخص وإصابة أكثر من 500 بجروح، حال الانقسام العميق في المجتمع التركي وبين أحزابه السياسية، منذ انتخابات 7 حزيران (يونيو) الماضي، التي لم تُظهر نتائجها أغلبية حاسمة لحزب «العدالة والتنمية».

تُرافق الانقسام هذا حملات تخوين واسعة من الجميع ضد الجميع. الحكومة تتهم معارضيها بالتواطؤ مع الأكراد، وهم مواطنون أتراك يتجاوز عددهم 15 مليون شخص، أصبحوا كبش محرقة، مع أنهم هم الذين يتعرضون للتفجيرات ويكون أكثرهم من ضحاياها، كما في تفجير بلدة سوروج الحدودية مع سورية في تموز (يوليو) الماضي وفي تفجير أنقرة الأخير. وعلى رأس المعارضين المتّهمين، حزب «الشعوب الديموقراطي» بزعامة صلاح الدين دميرطاش، الذي ساهم تفوقه المفاجئ في الانتخابات الأخيرة في حرمان حزب رجب طيب أردوغان من الأكثرية الحاسمة، وأصبح دميرطاش بالتالي هدفاً للحملات من جانب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو. أردوغان يترفع بكبرياء مقيتة عن لفظ اسم دميرطاش في إحدى مقابلاته التلفزيونية، أما رئيس الحكومة فقد استثناه من المشاورات التي أجراها مع قادة الأحزاب بعد التفجير الأخير. وفي الجانب الآخر، لا يتردد المعارضون وقسم لا يستهان به من الرأي العام التركي في اتهام الحكومة بالتواطؤ مع منفذي التفجيرات وبغض النظر عنهم. أما الذين لا تصل نواياهم السيئة الى هذا الحد، فإنهم في أحسن الحالات يتهمون الحكومة بالتقصير في حماية المتظاهرين، على رغم معرفتها بأجواء العنف التي تعيشها البلاد، والاختراقات الأمنية المتكررة.

ولم يساعد توجيه الاتهام الرسمي الى تنظيم «داعش» بالمسؤولية عن تفجير أنقرة، ثم إقالة مسؤولين أمنيين في شرطة العاصمة، في تخفيف الاحتقان الداخلي. إذ إن الاتهام وقرارات العزل جاءت بعد أن سبق السيف العذل، كما يقال. فالأكراد في تركيا يشعرون الآن أنهم الجهة التي تتعرض لغضب أردوغان أكثر من سواها. والمفارقة أن الرئيس التركي يقف في عدائه المستجد للأكراد في بلاده في صف واحد مع تنظيم «داعش»، الذي كانت المقاومة الكردية في شمال سورية، وخصوصاً في كوباني (عين العرب)، سبباً أساسياً في هزائمه.

من هنا تصل نظريات المؤامرة، المنتشرة في تركيا على نطاق واسع، إلى حد الربط بين المصلحة المشتركة لأردوغان و «الداعشيين» في القلاقل التي تشهدها المدن التركية. أردوغان يحيي المشاعر القومية التركية وأحلام السلطنة الغابرة، بهدف تحسين فرصه الانتخابية من خلال الإيحاء بأن حزبه (مع أن المفترض أن منصب الرئيس يجب أن يكون مستقلاً عن الانتماء الحزبي) هو الأقدر على حماية أمن الأتراك والحفاظ على مستوى معيشتهم الجيد الذي توافر لهم خلال الثلاثة عشر عاماً الماضية. وتنظيم «داعش» يستغل مناخ العداء السائد في تركيا ضد الأكراد لتنفيذ عمليات الانتقام منهم بتفجير القنابل والسيارات المفخخة في تجمعاتهم الانتخابية. وكان لافتاً في هذا السياق، التحقيق الذي نشرته صحيفة «راديكال» التركية المعارضة، ونشرت «الحياة» مقتطفات منه في ملحق «صحافة العالم» في عدد أمس (الأربعاء)، وفيه معلومات مفصلة عن إهمال الأمن التركي لملاحقة إرهابيين من «داعش» نفذوا سلسلة تفجيرات في تجمع انتخابي لحزب «الشعوب الديموقراطي» في حزيران الماضي ثم في سوروج وربما الآن في أنقرة. وفي إطار الاتهام تصل الصحيفة إلى نتيجة: لو أولت الحكومة اهتماماً بظاهرة المنتسبين إلى «داعش» ومن سافروا للقتال في سورية وعادوا إلى تركيا، وتتبعت خطواتهم لما وقعت تلك التفجيرات، لكن الحكومة لم ترَ أنهم وأمثالهم مصدر خطر!

 

«الحرب بالوكالة» في سورية تستدرج سباقاً إلى الرقّة

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/15 تشرين الأول/15

لا يحتاج فلاديمير بوتين الى مَن يقول له أن خطته في سورية «خاطئة» أو «وصفة كارثية» أو معطّلة لأي «حل سياسي»، كما لا يحتاج الى مَن يخبره بأن الحرب التي بدأها لن تتوصّل الى القضاء على الإرهاب بل لعلها تضاعف مخاطره، فهو يعرف كل ذلك وربما يقدّر عواقب استراتيجيته على سورية وحتى على العراق، لكنه مهتم فقط بالمقامرة التي يديرها مع الولايات المتحدة، ولديه شعور بأن ثمة ما يمكن أن يكسبه منها. وضع «القيصر» في حسابه أن الخصم الاميركي - الاوروبي لا يريد الانجرار الى تصعيد عسكري في سورية، وللتأكد من ذلك كان الاحتكاك المبكر بتركيا، فوصلت الرسالة الى حلف الأطلسي وجاء الجواب بأن «الناتو» معني بحماية تركيا، أي أنه لا يزال غير معني برعاية أو حماية أي دور لها في سورية. لذلك لم يبقَ لرجب طيب اردوغان، استبعاداً للخطر، سوى التذكير بـ «الصداقة» بين تركيا وروسيا. لكن بوتين لا يستطيع المراهنة على انعدام لانهائي للخيارات الاميركية والغربية.

كان ذلك هو الاختبار الأول للتصعيد في سورية، ولتمكّن بوتين من أن يحصل على تحييد موقت وجزئي لتركيا، موقت لأن المواجهة لا تزال في بدايتها، وجزئي لأنه لن يمنع أنقرة من مواصلة تقديم الدعم العسكري للفصائل المقاتلة في سورية. لكن حليفي موسكو في طهران ودمشق يعتبران هذا «التحييد» معطىً مهماً يمكن أن يبنيا عليه، وقد رأى رئيس مجلس الشورى الايراني، مثلاً، أن التفجيرين الأخيرين في أنقرة «جزء من الأزمة التي تعصف بالمنطقة». وإذ يرتاب الأتراك بأن «أطرافاً خارجية» تعمل على وضع تركيا وأمنها في سياق تلك «الأزمة» فإن معلوماتهم وشكوكهم أصبحت تساوي بين اتهاماتهم لتنظيم «داعش» وبين ضلوع «حزب العمال الكردستاني» في دور إيراني - أسدي. واللافت أن يكون هناك تناغم بين عمليات الطرفين («بي كي كي» و»داعش») لا يمكن أن يفسّر فقط باستغلالهما الظرفي للثغرات الأمنية بل بوجود جهة تخطّط وتحرّك، ولديها أهداف بعيدة المدى.

في أي حال، لم تعد طهران ودمشق تكتفيان بتسويق التدخل الروسي كعامل حاسم لمصلحة نظام بشار الاسد، بل راحتا تتحدّثان عن تغيير وجه المنطقة وخريطتها. أي أن مخططات الملالي عادت للانتعاش بعد مرحلة رمادية امتدّت لشهور واضطرّت خلالها ايران للظهور بمسلك «دولة مسؤولة» تستحق أن يُبرم «اتفاق نووي» معها، ومرحلة تخللتها هزائم للنظام في سورية ومعوقات قنّنت مشاركة ميليشيات «الحشد الشعبي» في الحرب على «داعش» في العراق مع اصرار اميركي على دور للعشائر في تحرير الأنبار والموصل، بل شابتها أيضاً حرب في اليمن فرضت تراجعاً على طموحات النفوذ الايرانية. وعلى رغم أن طهران كانت موافقة على طلب بغداد - نوري المالكي تدخلاً اميركياً لمواجهة انتشار «داعش»، إلا أنها لم تنجح في توجيه هذا التدخل أو في تحويله فرصة لها، لذا استكانت لجعله حافزاً للاميركيين في مسار التفاوض على الملف النووي ورفع العقوبات. وفيما كان الاميركيون والايرانيون يكثرون من مظاهر «تطبيع» تلقائي يسري في ما بينهم، كانت طهران وموسكو تناقشان خطط «ما بعد الاتفاق النووي»، ومنها على الأخص رفع درجة التدخل الروسي، وتغيير قواعد الحرب على الارهاب في سورية والعراق. وبعدما تأكد المرشد علي خامنئي بأن العمليات الروسية بدأت فعلاً ضد المعارضة في سورية عاد فجدّد حظر أي اتصال بالاميركيين خارج ما يتعلّق بتطبيق الاتفاق النووي.

في حدود ما هو معروف عن العمليات الروسية، حتى الآن، فإنها شديدة الارتباط برغبات نظامَي الأسد وأيران. وفي الجهة المقابلة لم يسجّل سوى المزيد من التحليل والتنبؤات بفشل روسي، غير أن الإفصاح عن تسليح أميركي لمجموعات معينة من المعارضين السوريين يشير الى نقلة نوعية في الردّ على التدخل الروسي. ثمة مؤشرات لتبدّل متسارع في خريطة تحالفات فصائل المعارضة المقاتلة في مناطق مختلفة، ما يعكس توصيات الدول الداعمة التي تحتاج الى وقت للتعرّف الى الخيارات الدولية، لا سيما الاميركية، ولبلورة التوجّهات التالية. واذا كانت المعارك البريّة الأولى لم تسفر عن تغيير ميداني واسع وسريع إلا أن نتائج المساندة الجوية الروسية وعدم تكافؤ السلاح لا بد أن تظهر قريباً، حتى لو لم تكن فيها ملامح حسم عسكري للصراع. وفيما يُضعف هذا التوجّه «الجدّية» الروسية في محاربة «داعش» ويجعلها مجرد ذريعة دعائية، إلا أنه يقوّي موقف الايرانيين ونظام الاسد الساعيين أولاً الى إضعاف المعارضة، وقد بيّنت استهدافات الاسبوعين الماضيين اهتمامهم الرئيسي بضرب بقايا «الجيش السوري الحرّ» وتزويدهم الطائرات الروسية قوائم بمواقعه، فهو عدوّهم الحقيقي الذي تضافرت الفصائل جميعاً لإضعافه.

في المقابل يبدو أن الاميركيين يريدون تسريع الحرب البريّة على «داعش»، وافتتاح حملة عليه في الرقّة قبل أن يشقّ الأسديّون والإيرانيون طريقهم اليها. وفي سياق الحديث عن تسليح معارضين سوريين أُشير فجأة الى ما سمّي «التحالف العربي السوري» الذي قيل أن الاميركيين يركّزون على تسليح مقاتليه ليباشروا فوراً محاربة «داعش»، تحديداً في الرقّة. وفُهم من المعلومات الأولية أن الأمر يتعلّق بمجموعات من «الجيش الحر» درّبتها وكالة الاستخبارات الاميركية (بشروط أقلّ تشدّداً من شروط البنتاغون) وحان وقت استخدامها لمنع الروس وحلفائهم من فرض خطّتهم لمحاربة الإرهاب. لكن الجديد أن هذه المجموعات تضم «مقاتلين عرباً»، ويُعتقد أن الغارات الروسية استهدفت مواقعها. وعدا أن هذا التطوّر يتضمّن ملامح تذكّر بسيناريوات مواجهة الغزو السوفياتي لأفغانستان قبل خمسة وثلاثين عاماً، إلا أن الأدوار تغيّرت. ففيما يواصل «داعش» التجنيد والدعوة الى «الجهاد» يحاذر الاميركيون وحلفاؤهم هذه المرّة الإشارة الى أي مغزى «جهادي» كالذي استُخدم لصدّ المدّ الشيوعي آنذاك ثم تطرّف لاحقاً وانزلق نحو الإرهاب. والواقع أن التدخل الروسي طرح هذه المعضلة على الأطراف التي تواجهه، بل ذهب بعيداً عندما اقحم الكنيسة الارثوذكسية لتزكية ما سمّته «حرباً مقدسة» في الوقت الذي تجهد حكومات عربية وإسلامية لنزع الغطاء الديني الذي يتنكّر به «داعش» وأشباهه، وتصرّ على محاربته باعتباره تنظيماً اجرامياً لا علاقة له أو لأهدافه بأي دين. ومع إصرار روسيا على إغفال حقائق الصراع السوري والشروع في تجريب أسلحتها الفتّاكة ضد المعارضة فقد برهنت عزماً واعياً ليس فقط على استثارة البعد الديني بل خصوصاً على تفجير صراع مذهبي بمناصرتها الحلف الايراني ضد السنّة السوريين. أكثر من ذلك لم يخفِ الروس لامبالاتهم بتحذيرات تلقوها من مصادر عديدة تُلفت الى أن اسلوبهم في محاربة الإرهاب، اذا كانت هي الهدف فعلاً، سيكون بمثابة تعزيز لـ «داعش»، سواء بالتضييق على المعارضة وتدعيشها رغماً عنها أو بزرع أسباب اضافية للتشدد وفتح مرحلة جديدة من «الجهادية» المتهوّرة. لكن مَن يعتقد أن الروس ذهبوا الى سورية لمحاربة الإرهاب فقد أخطأ ولا داعي لانتظار المزيد مما شهده حتى الآن كي يراجع موقفه. صحيح أن المآخذ على الاستراتيجية الأميركية وانتقاد عدم جدواها والتشكيك بمجرياتها وأهدافها كانت محقّة، لكن الاستراتيجية الروسية بدت سريعاً أكثر اقلاقاً لأنها تريد حسم الصراع السوري لمصلحة الأسد وايران اللذين لا يمانعان تعايشاً مع «داعش» شرط أن توفّر روسيا الوسائل اللازمة لاحتوائه. هذا يفترض أن بوتين جاء الى سورية لخدمتهما، أما الأرجح فهو أنه يتخذ من الحرب على الإرهاب والعبث بها وسيلة لاستفزاز الأميركيين والأوروبيين واستدراجهم الى التفاوض معه على أوكرانيا وملفات الأمن الاستراتيجي، لكنهم يرفضون ولا مانع لديهم من خوض مواجهة طويلة في سورية طالما أنهم لا يورّطون جنودهم. الاميركيون كما الروس متهمون باستخدام «داعش» والاستفادة من محاربته أو ادّعاء محاربته لتحقيق أهداف اخرى لا علاقة لها بسورية.

 

أخطار الحرب العالمية الثالثة بسبب الأزمة السورية

 رغيد الصلح/الحياة/15 تشرين الأول/15

تذكّر الأجواء المتوترة التي تخيم على سورية وشرق المتوسط راهناً بالأجواء التي سيطرت على أوروبا يوم المباشرة بحصار برلين في ربيع 1948، وبالأجواء التي سيطرت على العالم إبان أزمة الصواريخ النووية الروسية في كوبا ابتداء من 16 تشرين الأول (أكتوبر) 1962، وبلحظات الرعب التي أعقبت الاستنفارات النووية المتبادلة بين موسكو وواشنطن إبان حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل عام 1973. التصاعد المتزامن في سعة التدخل الروسي - الأميركي وعمقه في سورية، إضافة إلى مقدماته وتداعياته المحتملة، أطلق سلسلة من الذكريات والمناقشات والتكهنات حول احتمال دخول العالم حرباً عالمية ثالثة عبر البوابة السورية.

فقبل أيام قليلة، نشر عدد من المواقع الإلكترونية توقعات لجيم ريكاردز، المستشار في البنتاغون وفي وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي أي) يقول فيها: «انسوا أخطار أوكرانيا وإيران، وراقبوا ما يجري في سورية. إنها ستكون بؤرة الحرب العالمية الثالثة». وأضاف ريكاردز أن «الحال أخطر مما يتصور البعض، إذ إن الحديث لا يتعلق بالنوايا فحسب، بل بإجراءات عملية، إذ يقوم حالياً 16 جهازاً من أجهزة الاستخبارات الأميركية بوضع الخطط لدخول الولايات المتحدة والعالم هذه الحرب»! وفي آخر عدد من أعداد دورية «ذي ناشيونال إنترست» (المصلحة القومية) الأميركية المتعاطفة مع إسرائيل، توقعت دراسة حول الحرب العالمية الثالثة المحتمل أن تبدأ من واحدة من خمس مناطق من بينها سورية بصورة خاصة. وقبل أشهر قليلة، أجرت صحيفة «دايلي تلغراف»، أوسع الصحف البريطانية الرئيسية انتشاراً والمقربة من حزب المحافظين الحاكم، سلسلة مقابلات مع خبراء في العلاقات الدولية والحروب حول الخطر الأكبر الذي يواجه العالم اليوم. وأجاب بعض هؤلاء بالمقارنة بين مسارات السياسة الدولية الراهنة ومساراتها قبل الحرب العالمية الأولى، إذ شبهوا روسيا والصين اليوم بألمانيا في مطلع القرن العشرين عندما كانت تتجه إلى التوسع. وفي حين توقع البعض أن يكون حوض المحيط الهادئ منطلقاً لحرب كونية جديدة، فإن منطقة الشرق الأوسط ظلت المسرح المفضل لدخول الإنسانية المصير المظلم.إلى جانب هذه التكهنات والتوقعات، انتشر كمّ واسع من التنبؤات الدينية الطابع حول النهاية القريبة التي يتجه إليها العالم، من البوابة السورية تحديداً. وفي هذا التحديد ما يضفي على التنبؤات الدينية مشروعية تاريخية، حيث إن مسرح الصراع المستعر دولياً وإقليمياً في سورية كان ممراً ومسكناً للأديان السماوية وما تفرع عنها من فرق وطوائف وجماعات دينية.

اكتسبت هذه التوقعات زخماً كبيراً بعد التدخل الروسي الواسع النطاق في سورية، خصوصاً أنه رافق هذا الحدث تصعيد في التدخل الأميركي في الأراضي السورية. ففضلاً عن الإمكانات العسكرية الكبرى التي يملكها البلدان، وفضلاً عن الأجواء المتوترة التي تطبع العلاقات بينهما بسبب الصراع على أوكرانيا، فإن مجرد وجود قوتين عسكريتين أجنبيتين في بلد يعاني انهيارات على الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية كفيل بإثارة التعقيدات بينهما حتى لو كانا حليفين. ففي هذه الحالات كثيراً ما تتعرض قوات أحد الطرفين إلى «النيران الصديقة والحليفة» بحيث تتحول هي ذاتها إلى مصدر للتوتر بين الحليفين. وحتى الآن لم يشكُ أي من الفريقين من «النيران الصديقة»، ولكن هناك شكاوى مستمرة متبادلة حول الأهداف المتضاربة التي يتوخاها كل من الطرفين من عملياته العسكرية. فالقوات الروسية تسدد ضرباتها إلى أطراف تعتبرها «إرهابية»، بينما هي في الحسابات الأميركية جماعات «معتدلة»، والعكس بالعكس. ولقد استفحلت هذه الظاهرة خلال الأيام المنصرمة بحيث بات من المعتاد تسمية العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الدولتين في الأراضي السورية «حرباً بالوكالة».

يعتقد البعض أن الحرب بالوكالة قابلة للتحول إلى حرب حقيقية في بعض الحالات، بخاصة في أجواء التوتر بين أطراف الصراع «الأصلية»، هذا فضلاً عن كثرة الأطراف والجهات التي دخلت الساحة السورية وباتت تتخذ منها مقراً دولياً وإقليمياً لها. ولا ينسى البعض المشاكل الكثيرة، «غير المقصودة» التي قد تطرأ حتى على العلاقة بين القوات التابعة لدولة واحدة. وهذا يعني أن تلافي مثل هذه المجابهات والتوترات التي قد تتحول إلى حروب شاملة يتطلب مستوى من التنسيق والاستعداد غير متوافر على أي مستوى من مستويات العلاقة بين الأطراف المتعددة التي تعمل في سورية.

لقد ذكر بعد القمة التي جمعت بين الرئيسين الأميركي والروسي في نيويورك، أن التنسيق بين القوات الأميركية والروسية في سورية مستمر، وأن الرئيسين يعتزمان توطيده، لكن الأيام اللاحقة لهذه التسريبات الإعلامية أظهرت أن طابع العلاقة بين الجهتين لم يتبدل بصورة ملحوظة. هذه الواقعة كانت موضع نقد في واشنطن وفي أروقة الحكم والسياسة والرأي في الولايات المتحدة. فجيمس ستافريديس قائد القوات الحليفة السابق في الحلف الأطلسي، وعميد كلية الحقوق والديبلوماسية في جامعة تافتس الأميركية، يؤكد غياب التنسيق وتبادل الآراء والمعلومات بين واشنطن وموسكو بصدد الأوضاع في سورية ويعتبره أمراً مثيراً للقلق. يزيد ستافريديس على ملاحظته قوله أنه حتى خلال الحرب الباردة كان مستوى التنسيق التفصيلي بين البلدين أفضل من مستواه الراهن. وتجنباً للأخطار الكبيرة التي يمكن أن تنجم عن انقطاع التعاون بين روسيا والولايات المتحدة، يدعو ستافريديس موسكو للانضمام إلى التحالف الدولي ضد «داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة. واعتبر فيتالي تشوركين، سفير روسيا في الأمم المتحدة، مثل هذه الدعوات «إهانة للأمم المتحدة» باعتبار أن من المفروض أن تمر عملية بناء التحالفات الدولية لصيانة الأمن والسلم العالميين عبر المنظمة الدولية، وردّ البعض على انتقاد السفير الروسي المبادرة الأميركية بالإشارة إلى أن روسيا هي الأخرى عملت على تكوين تحالف دولي - إقليمي يعمل ضد «داعش». تجنباً لمثل هذه الثغرات في المواقف الدولية تجاه المسألة السورية، يقترح غوردون براون أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية، وستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفرد («نيويورك تايمز» الدولية في 14/10/2015) أن تعمل واشنطن بالتعاون مع موسكو على بناء تحالف إقليمي لمواجهة «داعش» ولإعادة السلام إلى الأراضي السورية. من هذا المنظار، يرى براون ووالت أن رفع مستوى التدخل الروسي في سورية قد يوفر، خلافاً لرأي الناقدين، فرصة مناسبة للبدء بهذه العملية التي تساهم فيها قوى دولية وإقليمية معاً.

على أهمية هذا الاقتراح، فإن ما ينقصه هو تحديد طابع العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة، والقوى الإقليمية من جهة أخرى. إن ترك هذه القضية معلقة سيثير إشكالات لاحقة لا مسوغ لها. من أجل تلافي هذه الإشكالات، وخلق مناخات أفضل لإيجاد حل للمسألة السورية، فإن من الممكن السير على محورين رئيسيين:

الأول، هو محور تفعيل لجنة رؤساء الأركان التابعة لمجلس الأمن، حيث يتم التنسيق بصورة مباشرة وفي إطار الشرعية الدولية بين واشنطن وموسكو. إن هذه اللجنة ستعمل كأداة للتنسيق بين الدولتين والدول الأخرى ذات العلاقة، ولإطفاء أية توترات قد تنشأ نتيجة أخطاء غير محسوبة وغير مقصودة بين هذه الدول. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الفترات القصيرة التي عملت خلالها اللجنة تميزت بنشاط مثمر وذي فائدة. كذلك، فإن من الضروري التشديد هنا على أن تفعيل اللجنة سيعتبر مكسباً كبيراً للتعاون بين الأمم والحكومات من أجل إيجاد حلول لقضايا معقدة مثل القضية السورية.

الثاني، محور مجلس الدفاع العربي المشترك، فالمجلس يضم دول المنطقة التي تملك قدرة على توفير الحلول لمعضلاتها الكبرى. فإذا كان المقصود بالتدخل في سورية الحد من أخطار الإرهاب، فإن للدول العربية القدرة على المساهمة في هذه الحرب عبر قواتها البرية أي القوات التي تتجنب الدول الأجنبية إرسالها إلى المنطقة العربية. ثم إن مجلس الدفاع عمل في فترات وحقق خلالها نجاحات يمكن تكرارها. وبمقدار ما أعطي هذا المجلس من الصلاحيات ومن الوقت والدعم، فلقد حقق، على سبيل المثل، نجاحاً خلال الإعداد لحرب تشرين. وإذا أعطي المجلس الصلاحيات الكافية فإنه يستطيع أن يضطلع بدور مهم في تخليص المنطقة والعالم من شرور الإرهاب.

 

ملامح كيان علوي في طور الاكتمال

 نادية عيلبوني/الحياة/15 تشرين الأول/15

هذا على الأقل ما تشير إليه كل الإجراءات العملية على الأرض السورية، ويأتي التدخل الروسي بهذا الحجم الواسع لتدعيم المسار الذي يتلخّص بعبارة واحدة: «عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة».

هكذا يفكر رأس النظام لحماية وجوده واستمراره نتيجة عجزه الظاهر عن السيطرة على الأرض، وفقدانه أكثر من ثلثي مساحة سورية وتهديد المعارضة المسلّحة آخر معاقله على الساحل، وهو بات يرى نفسه مضطراً لإعادة ترتيب بيته الداخلي الذي لا يتعدى جغرافياً مدن الساحل وما حولها. ولكي يكون العصفور باليد تماماً، لا بد من استدعاء كل أسباب القوة وتركيزها في تلك المناطق التي تعتبر بديموغرافيتها حاضنة طائفية له حتى لا تحلق بعيداً في الطيران! لقد جاء استدعاء التدخل الروسي في لحظات مصيرية حاسمة بالنسبة الى مستقبل النظام ككل. هذا على الأقل ما أدركه أيضاً حكام الكرملين الذين جاؤوا ليدافعوا عن منفذهم الوحيد على المتوسط بعد أن فقدوا منافذهم كافة، وآخرها المنفذ الليبي. الواضح أن القوات الروسية لم تأتِ لتتورط عسكرياً في المناطق السورية التي يحتلها تنظيم «داعش»، وهي لن تتوسّع في عملياتها لتشمل تلك المناطق، ولن تكرر التجربة الأفغانية، فهي جاءت تحديداً للدفاع عن حدود الدولة العلوية المقبلة، ليس حباً بالنظام ولا بالطائفة العلوية، بل لأن قواعدها على المتوسط تقع هناك. هذا كله يبدو جلياً من خلال متابعة المواقع العسكرية التي تقصفها القوات الروسية، فهي لا تتعدى جوار اللاذقية وحماة وحمص وإدلب، تلك المدن التي تعتبر جدراناً بما يستدعي تأمينها بعد تفريغها من سكانها السنة وبالقوة. إيران التي فشلت حتى الآن في توسيع نفوذها في المنطقة، معنيّة أيضاً بوجود دولة طائفية موالية لها لضمان نفوذها الإقليمي في المنطقة، كما لا يستبعد أبداً أن تكون إيران قد أعدت مع النظام السوري وحزب الله سيناريو يرمي إلى اقتطاع مناطق لبنانية ذات أكثرية شيعية وضمّها إلى الدولة العلوية قيد التكوين.

المراقب لسلوك نظام دمشق وإجراءاته الفعلية على الأرض، لا بد من أن يستنتج أن نظام الأسد ما عاد معنياً بمصير سورية ككيان موحد، ليس فقط بسبب عجزه عسكرياً عن الاحتفاظ بها، بل أيضاً لإدراكه المتزايد بعقم الاحتفاظ بمناطق لا يدين سكانها له بالولاء الطائفي، بعد أن غرس خنجره الطائفي في لحمها ومارس عليها عمليات الإبادة والاقتلاع على أسس طائفية. فالجروح في الجسد السوري لا يمكنها الالتئام بوجود نظام يتصرف على أساس مذهبي، ولهذا لم يتبقَّ أمام بشار الأسد إلا خيار واحد ووحيد للنجاة: خلق كيان له على أساس طائفي.

النظام الذي يشعر بالعزلة عن شعبه، بات مدركاً، أكثر من أي وقت مضى، عبثية تبديد قوته العسكرية للاحتفاظ بمناطق شاسعة في سورية لا تدين له بالولاء، وهو بات يعي كذلك أن الاستمرار في االقتال في تلك المناطق استنزاف للقوة يأتي على حساب حماية معاقله الأساسية في الساحل.

كثيرة هي المؤشرات التي تقود إلى استنتاج مفاده تهيئة الأرض لإقامة كيان علوي في الساحل وما حوله، منها ما أعلنه الأسد شخصياً من دون لفّ أو دوران حين قال: «إن الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جواز سفره أو جنسيته، إنما لمن يدافع عنه ويحميه». هذا التصريح الذي تلى محاولة النظام سحب قواته من جبل العرب بحجة امتناع المواطنين الدروز عن مشاركته حربه ضد شعبه، كما اغتيال المعارض الدرزي وحيد البلعوس، بما هو استفزاز للمواطنين في الجبل، لجعلهم ينتفضون ضد مؤسسات الدولة، وفي السياق ذاته أتى سحب القطعات العسكرية من الجبل وإعادة نشرها في الساحل حيث معاقل النظام الأساسية، بالتزامن هذه المرة مع قيام أجهزة النظام الاستخبارية بحملات تطهير طائفي فعلي في بعض مناطق اللاذقية للسنّة، باعتبارهم خطراً وجسداً غريباً وقنابل موقوتة في جسد الدولة الطائفية المزمعة إقامتها، وهذا من دون نسيان انسحاب النظام من مدينة تدمر من دون قتال.

قصارى القول إن النظام لا يريد التقسيم وهو غير مهموم بمصير وحدة سورية. ما يريده فقط اقتطاع الأجزاء التي تهمه منها ليبني عليها دولته.