المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october16.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا13/من06حتى09/دَعْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْكُشَ حَوْلَهَا، وَأُلْقِيَ سَمَادًا، لَعَلَّها تُثْمِرُ في السَّنَةِ القَادِمَة، وَإِلاَّ فَتَقْطَعُها!

رؤيا القدّيس يوحنّا14/14.12-1:21/وَسيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم، وٱلمَوْتُ لَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْد، ولا ٱلنَّوْح، ولا ٱلصُّرَاخ، ولا ٱلوَجَعُ يَكونُ مِنْ بَعْد، لأَنَّ ٱلأَشيَاءَ ٱلأُولى قَدْ زَالَتْ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ميشال عون وحسن نصرالله وغنمية الأتباع في زمن المّحل/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

البحر يبتلع أسرة لبنانية هربت من القهر إلى أوروبا العثورعلى مزيد من جثث عائلة صفوان في تركيا

الحكومة اللبنانية إلى «بطالة دائمة» بقرار من تحالُف عون - «حزب الله» وهل تسلّم «14 آذار» بالفراغ الكامل؟

جريدة الأخبار أمام محكمة الحريري

سلام استقبل عريجي والسفير الفرنسي ووفد من نقابات عمال منشات النفط

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 15/10/2015

مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري: الحريري كان مع التسوية.. ولا أحد يتخطاه في "المستقبل"

عون يحرق كل أوراقه السياسية برهانه على متغيرات إقليمية ودولية

ماروني لـ»السياسة»: الأمور عنده تنتهي بالمصالح الشخصية والعائلية

وزير الداخلية الفرنسية في لبنان الاسبوع المقبل

السلطات التركية عثرت على جثتي مايز صفوان وابنته لين

 قهوجي استقبل سفير استراليا لمكافحة الارهاب وحبيش ووفدا اميركيا

قوة مشاة اسرائيلية تمشط محور العباسية وسط تحليق مروحيات

روكز من ساحة الشهداء: لن يكون جيشنا في أي وقت غير جيش للشعب

شهيب بعد اجتماع لجنة النفايات: عندما يصبح موقع المطمر في البقاع جاهزا سيكون هناك جلسة لمجلس الوزراء

الجسر: الحكومة تصرّف الاعمال ويُمكن تفعيلها بتسوية/الحوار الثنائي مُستمر والجولة العشرون اوائل تشرين 2

الحكومة والحوار صــامدان..هولاند يدعم لبنـــان وكازنوف فــي بيروت

جنبلاط يعاود مساعيه "التسووية" وحزب الله يتحدث عن "ايجابيات يُبنى عليهــا"

بري سيضغط لتفعيل التشريع..خطة شهيب على نار حامية وجلسة لاقرارها قريبا؟

كتلة "الوفاء للمقاومة" اكدت اهمية الحوار: اجهاض التسوية السياسية الجزئية سيزيد من تعقيد الازمة

ريفي التقى لجنة تطبيق وتطوير القوانين امام القضاء وعرض للجهود المبذولة لتحقيق القضاء الفاعل المتطور

عسيري في السرايا: باقون الى جانب لبنان وندعم ما يتفق عليه قادته

حملة "لعيونك عكار توحدنا": سنعلن اسماء من مارسوا ضغوطات على الفاعليات والاهالي

المشنوق التقى اهالي العسكريين بحضور ابراهيم طالب: نناشد امير قطر مساعدتنا لانهاء الملف قبل الشتاء

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بري طالب اوروبـا بفرض حل سـياسـي في ســوريا محادثاته مع الرئيس الروماني تناولت العلاقات والتطورات

زاسبكين زار الجميل: إجراءات روسيا لوضع حد لإمتداد الإرهاب ستنعكس ايجابيا على لبنان

زهرا : الرئاسة شأن وطني لا يجب مقاربتها من منطلق كنسي أو ماروني

نواب بيروت : نرفض تعطيل الحكومة

سليمان: لتفعيل العمل الحكومي وتلبية الشؤون المطلبية

جعجع خلال مؤتمر التداعيات الاستراتيجية للاتفاق النووي: الاتفاق خطيئة تاريخية والافتراض انه سيعقلن إيران في المنطقة خاطىء

الشعار أطلق "نداء القدس": الدعم الكامل للشعب الفلسطيني ووقف المفاوضات مع العدو ورفض التنازلات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ثمانية آلاف مقاتل إيراني يتجمعون حول حلب استعداداً لاجتياحها

موسكو تواصل انتقاد واشنطن وتقترب من التوصل إلى اتفاق مماثل معها وخط ساخن بين الروس والإسرائيليين تجنباً لصدام جوي في سورية

جنود كوبيون يساندون قوات الأسد

ن وبكين تعززان العلاقات العسكرية وفرنسا تدين التجربة الصاروخية الإيرانية

كيري يزور الشرق الأوسط وتل أبيب تنتقد واشنطن

أنقرة والرياض أيدتا مرحلة انتقالية بسورية من دون الأسد وأكدتا دعمهما المعارضة

واشنطن تبيع السعودية طائرات «بلاك هوك» بقيمة 594 مليون دولار

أول "لبيك يا علي" لسليماني وعناصر "حزب الله" باللاذقية

دبلوماسي إيراني سابق: طهران تزود "داعش" بالسلاح في سوريا والعراق!

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصر الله على «منصات» التهديدات/علي الحسيني/المستقبل
الفاتيكان قلق حيال لبنان و"يضع الجميع أمام مسؤولياتهم" كاتشا: لا سلام بلا رئيس وعدم الاستقرار يؤدي إلى الدمار/ريتا صفير/النهار

لبنان جرّب حكم سياسيين فاشلين وفاسدين هل يجرّب حكم اقتصاديين ناجحين ونزيهين/اميل خوري/النهار

هكذا يروي السنيورة قصة التسوية وهذه مواصفاته لرئيس الجمهورية/سابين عويس/النهار

ولكم طول البقاء/نبيل بومنصف/النهار

المرشد و«القيصر» في «المغطس» السوري/أسعد حيدر/المستقبل

نهاية أسطورة الحرس الثوري في الشام/داود البصري/السياسة

في فشل الوحدة السوريّة، وضرورة قيامِ اتحادٍ سوريّ/صادق عبد الرحمن/الجمهورية

العنف في سورية ولبنان/حسام عيتاني/الحياة

تأخير التطبيع الأميركي الإيراني/وليد شقير/الحياة

إعادة تموضع المنطقة العربية على الساحة الدولية/راغدة درغام/الحياة

إيران القوة على الأرض لمواجهة "داعش" تدحض منطق روسيا بتعزيز جيش الأسد/روزانا بومنصف/النهار

الديبلوماسية الأسد حذّر بوتين من سقوط دمشق/عبد الكريم أبو النصر/النهار

بوتين ودبلوماسية «الروليت» في سورية/يزيد صايغ/الحياة

نتانياهو وأوباما: ما وراء أيام الغضب/محمد خالد الأزعر/الحياة

إعادة تموضع المنطقة العربية على الساحة الدولية/راغدة درغام/الحياة

هل آن أوان التفاوض مع الروس حول سوريا/ثريا شاهين/المستقبل

خطأ مقابل خطأ/علي نون/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا13/من06حتى09/دَعْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْكُشَ حَوْلَهَا، وَأُلْقِيَ سَمَادًا، لَعَلَّها تُثْمِرُ في السَّنَةِ القَادِمَة، وَإِلاَّ فَتَقْطَعُها!

قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل: «كَانَ لِرَجُلٍ تِينَةٌ مَغْرُوسَةٌ في كَرْمِهِ، وَجَاءَ يَطْلُبُ فيهَا ثَمَرًا فَلَمْ يَجِدْ. فقالَ لِلكَرَّام: هَا إِنِّي مُنْذُ ثَلاثِ سِنِين، آتي وَأَطْلُبُ ثَمَرًا في هذِهِ التِّينَةِ وَلا أَجِد، فٱقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُعَطِّلُ الأَرْض؟ فَأَجابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّد، دَعْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْكُشَ حَوْلَهَا، وَأُلْقِيَ سَمَادًا، لَعَلَّها تُثْمِرُ في السَّنَةِ القَادِمَة، وَإِلاَّ فَتَقْطَعُها!».

 

رؤيا القدّيس يوحنّا14/14.12-1:21/وَسيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم، وٱلمَوْتُ لَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْد، ولا ٱلنَّوْح، ولا ٱلصُّرَاخ، ولا ٱلوَجَعُ يَكونُ مِنْ بَعْد، لأَنَّ ٱلأَشيَاءَ ٱلأُولى قَدْ زَالَتْ

"يا إِخوَتِي، رأَيتُ سَمَاءً جَدِيدةً وأَرْضًا جَدِيدَة، فَٱلسَّمَاءُ ٱلأُولَى وٱلأَرْضُ ٱلأُولَى قَدْ زَالَتَا، وٱلبَحْرُ لا يَكُونُ مِنْ بَعْد. وٱلمَدينَةُ ٱلمُقَدَّسَةُ ٱلجَدِيدَةُ رأَيْتُهَا نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاء، مِنْ عِنْدِ ٱلله، مُهَيَّأَةً كَعَرُوُسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظيمًا مِنَ ٱلعَرْشِ يَقُول: «هُوَذَا مَسْكِنُ ٱللهِ مَعَ ٱلبَشَر، فَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُم، وَهُم يَكُونُونَ شُعُوبًا لَهُ، وٱللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُم، إِلهًا لَهُم. وَسيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم، وٱلمَوْتُ لَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْد، ولا ٱلنَّوْح، ولا ٱلصُّرَاخ، ولا ٱلوَجَعُ يَكونُ مِنْ بَعْد، لأَنَّ ٱلأَشيَاءَ ٱلأُولى قَدْ زَالَتْ!». وقالَ ٱلجَالِسُ عَلَى ٱلعَرْش: «هَاءَنَذا أَجْعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَدِيدًا». وقال: «أُكْتُبْ! لأَنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ عَدْلٌ وَحقّ!». وقالَ لي: «لَقَد تَمَّت! أَنَا ٱلأَلِفُ وٱليَاء، ٱلبِدَايَةُ وٱلنِّهَايَة. أَنا أُعْطِي ٱلعَطْشَانَ مِن يَنْبُوعِ مَاءِ ٱلحَيَاةِ مَّجَانًا. أَلظَّافِرُ يَرِثُ كُلَّ هذَا، وسَأَكُونُ لَهُ إِلهًا، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ٱبْنًا. أَمَّا ٱلجُبَنَاءُ وٱلكُفَّار، وٱلأَرْجَاسُ وٱلقَتَلَة، وٱلفُجَّارُ وٱلسَّحَرَة، وعَابِدُو ٱلأَوْثَانِ وٱلكَذَّابُونَ جَمِيعًا، فَنَصِيبُهُم في ٱلبُحَيْرَةِ ٱلمُتَّقِدَةِ بِٱلنَّارِ وٱلكِبْرِيت، وهذَا هُوَ ٱلمَوتُ ٱلثَّاني!». وأَتَى واحِدٌ مِنَ ٱلمَلائِكَةِ ٱلسَّبعَةِ ٱلحَامِلينَ ٱلكُؤُوسَ ٱلسَّبْعَ ٱلمَلأَى مِنَ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلسَّبْعِ ٱلأَخيرَة، وكَلَّمَنِي قائِلاً: «تَعَالَ فَأُرِيكَ ٱلمَرْأَةَ عَرُوسَةَ ٱلحَمَل!». وَنَقَلَنِي بِٱلرُّوحِ إلى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، فأَرَانِي ٱلمَدِينَةَ ٱلمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ، مِنَ عِنْدِ ٱلله، وَلَهَا مَجْدُ ٱلله، ولَمَعَانُهَا أَشْبَهُ بِحَجَرٍ كَرِيم، كَحَجَرِ ٱليشْبِ ٱلبِلَّورِيّ. وَلَها سُورٌ عَظِيمٌ عالٍ، وَلَهَا ٱثْنَا عَشَرَ بَابا، وعَلى الأَبْوَابِ ٱثْنَا عَشَرَ مَلاكًا وأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَة، هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرائِيلَ ٱلٱثْنَي عَشَر: وسُورُ ٱلمَدِينَةِ لَهُ ٱثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وعَلَيْهَا ٱثْنَا عَشَر ٱسْمًا، هيَ أَسْمَاءُ رُسُلِ ٱلحَمَلِ ٱلٱثْنَي عَشَر".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ميشال عون وحسن نصرالله وغنمية الأتباع في زمن المّحل!!

الياس بجاني/15 تشرين الأول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/10/15/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%BA%D9%86/

هل يحق لنا كشعب لبناني ومن كل الشرائح المجتمعية، بمن فيهم كثر من أفراد عالم الانتشار العاملين بالشأن السياسي اللبناني أن نفاخر ونفتخر بأي شيء إيجابي وحضاري وثقافي، وندعي باطلاً أننا أعطينا العالم الحرف وعلم البحار والاختراعات والخ من الأوهام والأساطير في حين أننا في الوطن الأم نعيش في وسط أطنان القمامة في بيوتنا وشوارعنا وحتى داخل مستشفياتنا والمدارس؟ وفي نفس الوقت راضين دون حراك وبخنوع وغنمية أن يتحكم برقابنا ولقمة عيشنا ومصيرنا طاقم سياسي وأخر ديني أين منهم الإسخريوتي والملجمي وراسبوتين وهتلر؟

وهل من صفات العقلانية والمنطق والواقعية المعاشة والملموسة معطوفين جميعاً على كل مكونات احترام الذات وعقول ومعرفة الآخرين يحق لنا أن نجاهر بأننا أحرار ونقدس الحريات والديموقراطية وأن وطننا مستقل وأننا نحكم أنفسنا ونقرر مصيرنا ومصيره؟

الجواب معروف ولا مجال للتذاكي والتشاطر في تدويره وهو كلمة “لا” كبيرة وناطحة ولابطة لكل ما سبق لأننا بالواقع المعاش أكثر من عبيد في ممارساتنا وثقافتنا وتعاطينا مع بعضنا البعض ومع قادتنا الزمنيين والروحيين والرسميين وأيضاً الحزبيين.

ولنا في حالتي المهووس والشارد ميشال عون وعونييه من القطعان، وفي حالة السيد حسن نصرالله القاتلة لكل ما هو وطن ووطنية وحريات خير مثالين.

إن شعبنا للأسف وبأكثريته يعشق الغنمية ويتلذذ بوضعية “الزلم والأتباع” ولنا في أتباع عون وحزب الله خير مثالين وقحين وفاجرين.

الأول أي ميشال عون المنسلخ عن البشر وعن كل ما هو بشرية و”الأخوت وع الآخر”، يقتل عن سابق تصور وتصميم وعلى مدار الساعة بإبليسية المسيح الدجال عقول وإنسانية عونييه من الأتباع، ويخدر حاسة النقد في دواخلهم، ويلغي ويعمي بصائرهم والبصر، ويحولهم إلى مخلوقات مجردة من المنطق والعقل، والأخطر يزرع فيهم عاهة الغباء في تقدير عواقب أفعالهم وأقوالهم.

والثاني أي حزب الله اللاهي والإيراني الذي تحت رايات نفاق المقاومة وتحرير القدس والحقد والانتقام وعصبيات المذهبية الدفينة المستحضرة من غياهب التاريخ، تمكن حزبه الإيراني 100% بالقوة والإرهاب وعلى خلفية غياب الدولة الكامل خلال حقبة الاحتلال السوري، تمكن من أخذ طائفة بأمها وأبوها رهينة وهو دون رادع محلي أو إقليمي أو دولي أو ضميري يرسل شباب طائفته هذه ليموتوا مجاناً خدمة لمشروع ملالي إيران التوسعي والمذهبي والاستعماري المعادي للعرب وللبنانيين ولأنظمتهم ولكل شعوب المنطقة، والذي تماشياً مع مخططهم الإجرامي هذا يريدون إبقاء نظام الأسد متحكماً برقاب السوريين بسفك دماء جيش حزب الله بعسكره اللبناني.

أما ما تبقى من شرائح شعبنا فبعضها غارق في المذهبية والتبعية والأصولية ويعبد بغباء وعن جهل زعماء وقادة أحزاب وإقطاعيين ورجال دين مهرطقين وراضي أن يتحكم هؤلاء النرسيسيين الذين لا يخافون لا الله ولا يوم حسابه بمصيره ومساره وبأمنه ولقمة عيشه.

أما الطبقة التي تدعي أنها مثقفة وفي مقدمها المفكرين والإعلاميين والكتاب والجامعيين فأكثريتها تعمل للإرتزاق في خدمة مشروع من المشاريع اللالبنانية والإقليمية التي تتخذ من اللبنانيين وقوداً وأكياس رمل وأدوات، ومن لبنان منطلقاً وساحة لها، وبالتالي تسخر علمها وقدراتها مقابل أثمان وأجور وتؤجر ألسنتها والحناجر، وبالطبع الولاءات والخطاب والأفلام.

أما اطقم الذميين والتقويين قلباً وقالباً وممارسات وثقافة فحدث ولا حرج.

في الخلاصة إن أمراضنا المجتمعية والإيمانية والوطنية والأخلاقية والثقافية تمكن في دواخلنا والعقول، ومن هنا لن يتمكن أحد من علاجنا إن لم نعترف نحن أولاً بأمراضنا ونسعى بصدق للتخلص منها وإلا “فالج لا تعلاج”، وقد صدق المثل القائل “من لا يعترف بعلته تقتله”

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

النهار/16 تشرين الأول 2015/مأساة عائلة صفوان في تركيا تكبر مع العثور على المزيد من جثث أفراد العائلة التي حاولت الوصول الى أوروبا عبر اليونان من ميناء أزمير التركي. وتمكنت السلطات التركية أمس من العثور على جثتي مريم (46 عاماً) وميلان كايد صفوان (42 عاما) على الشاطىء التركي، وكانتا على متن العبارة التي غرقت لدى عبورها من تركيا الى اليونان. وعائلة صفوان من بلدة غوغران البقاعية نزحت إلى منطقة الأوزاعي خلال الحرب في سوريا، وغادرت لبنان إلى اليونان عبر تركيا بحراً فجر الأحد الماضي، بهدف الهجرة بطريقة غير شرعية، إلا أن الزورق المطاطي الذي كان يقلها غرق، وعُثر على الأثر على 3 جثث تعود لحورية الخطيب وابنها مصطفى والفتاة مايا (11 عاما)، وبقي مفقودا كل من: موسى، ماهر، مايز (60 عاماً) وزوجته مريم (40 عاما)، وولداها وائل (20 عاما) ومالك (9 أعوام)، بينما يخضع أياد للعلاج في أحد المستشفيات داخل الأراضي التركية. وناشد أحد أفراد العائلة وزارة الخارجية والمغتربين التدخل لمعرفة مصير المفقودين. وفي السياق استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان أمس السيد يوسف صفوان في مقدم وفد من العائلة اطلعه على آخر تطورات المأساة، فأبدى ألمه العميق معزياً بالضحايا، واجرى اتصالات بالجهات المعنية لمتابعة القضية. وقال صفوان على الأثر: "إن المأساة التي حصلت بالامس لمجموعة من آل صفوان عددها اثنا عشر بين اطفال ونساء ورجال تضاف الى مآسي الشعب اللبناني الذي يتعرض يوميا لمآس تلو الأخرى (...) هذه الكارثة نتيجة لما يحصل في البلاد، فقد وصل الشعب اللبناني الى مرحلة المأساة ولم يعد له أمل في المستقبل، بفعل قضايا السمسرات والنهب والسرقة الأمر الذي اضطر اللبنانيين الى المغامرة بحياتهم والمغادرة بهذه الاساليب (...).

 

الحكومة اللبنانية إلى «بطالة دائمة» بقرار من تحالُف عون - «حزب الله» وهل تسلّم «14 آذار» بالفراغ الكامل؟

 الجمعة، 16 أكتوبر 2015 /16/| بيروت - «الراي»

قد يكون أسوأ ما بدأ يطغى على المشهد السياسي الداخلي في لبنان هو إجماع القوى السياسية على التحذير من تداعيات التأزيم المتصاعد، في حين تتعمّم حال العجز المطلق عن القيام بأي مبادرة - ولو محدودة - للحدّ من هذه التداعيات التي تهدد البلاد في شتى الاتجاهات الأمنيّة والاقتصادية والاجتماعية.

ذلك ان اليومين الأخيريْن أبرزا حالة الإفلاس الحقيقية التي تعانيها القوى السياسية، سواء أكانت في موقع التعطيل السلبي الذي يحتلّه حصراً تحالف العماد ميشال عون و«حزب الله» او في موقع ردّ الفعل الذي يجمع مروحة واسعة من قوى «14 آذار» والمستقلّين. ويبدو الوضع متّجهاً نحو مراحل متدرّجة من التصعيد او الشلل، ترجمةً للتهديدات التي أطلقها عون في الأيام الأخيرة والتي سرعان ما منحه حليفه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله دعمه فيها تلقائياً، من خلال اعتباره ان الوضع في لبنان أصبح أشد تعقيداً، لافتاً الى ان الذين أفشلوا محاولات ومساعي الحلول في قضية ترقية صهر عون العميد شامل روكز لإبقائه في الخدمة العسكرية بعد إحالته على التقاعد (حصلت الإحالة أمس) «سيكتشفون أنهم كانوا مخطئين كثيرا»، ومشيراً في الوقت نفسه الى انه في موازاة «الشلل العام المسيطر (...) وأزمة النفايات، لدينا على المستوى اللبناني إيجابيتان: الأولى هي الاستقرار الأمني بشكل عام، والثانية الحوار القائم بين القوى السياسية، يعني عندنا إيجابيات نستطيع أن نبني عليها. ليس كله أسود». وفي اعتقاد مصادر وزارية بارزة في حكومة الرئيس تمام سلام ان «تهديدات عون المدعومة من الحزب تكتسب خطورة أكثر من أي مرة سابقة لأنها تؤشر الى بدء ترجمة رهانات تحالف عون - الحزب على العصر الروسي الجديد في سورية، وهو الامر الذي لم يعد في حاجة الى أي إثبات بعدما زجّ الحزب الآلاف من مقاتليه في المعارك الجديدة التي تجري تحت غطاء الطيران الروسي، في وقت انبرى حليفه العوني في الداخل الى التهديد بانقلاب عبر التهويل بـ (الشيطان النائم) فيه كما قال عون نفسه في حديثه التلفزيوني الاخير».

ولفتت المصادر عبر «الراي» الى ان «الخطورة لا تقف هنا فقط، بل ايضاً عند فقدان اي مبادرة ممكنة لاحتواء التصعيد الذي بات يضع حكومة الرئيس سلام فعلاً عند أبواب البطالة الدائمة، ما قد يدفع برئيسها الى المضي جدياً نحو الاستقالة واتخاذ المبادرة بنفسه بتحويل الحكومة المشلولة الى حكومة تصريف أعمال»، مشيرة الى ان «الايام التي ستلي انعقاد مجلس النواب الثلاثاء المقبل في افتتاح العقد العادي الثاني للمجلس لانتخاب لجانه النيابية، ستشهد عودة كثيفة للمشاورات والاتصالات السياسية، سعياً الى بلورة الاتجاهات التي ستسلكها الحكومة، لأن من غير الجائز ولا الممكن ان تكتفي الحكومة بمراقبة خطرالانهيارات المقترب وتتلقّى تداعيات الصراع السياسي فيما لا يحرك أحد ساكناً في احتواء التدهور السياسي الآخذ نحو التصعيد المتدرج».

ووفق المصادر الوزارية البارزة نفسها، فإنه «اذا كانت مجرد جلسة يتيمة لمجلس الوزراء لبتّ آخر الاجراءات المطلوبة لخطة النفايات صارت شبه مستحيلة، فإن ذلك يعني بكل بساطة وخطورة معاً ان الدفع نحو الفراغ الشامل في لبنان قد أصبح امراً واقعاً ناجزاً ولم يعد الكلام عنه مجرد تهويل او تخويف». وسيتعيّن والحال هذه على القوى المدافِعة عن الحكومة والمؤسسات في وجه قوى التعطيل ان تخرج من دائرة رد الفعل الى المبادرة سلباً او ايجاباً، إما لاحتواء التصعيد ومعالجته بتسوية ظرفية مع عون و«حزب الله» وإما بردّ سياسي يحمّل هذا الحلف المعطل تبعة دفع البلاد الى الانهيار والتلاعب باستقرارها.

وفي سياق آخر، تنتظر أكثر من جهة سياسية توافر معطيات دقيقة عن زيارة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط إلى المملكة العربية السعودية، حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ومن ثم الرئيس سعد الحريري قبل ان يعود أمس الى بيروت. ويبدو ان النقطة الأساسية في الزيارة تناولت أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان التي يتمايز فيها جنبلاط بكونه بدا في الآونة الاخيرة يقترب من منطق التسويات أكثر فأكثر بدليل انه يثير خشية بعض الاوساط حيال مرونته الزائدة مع عون، الذي حرص في اللقاء التلفزيوني الأخير له على تأكيد التقارب مع جنبلاط وسط معلومات عن إمكان حصول لقاء سيجمع الاثنين في وقت غير بعيد. وفي غمرة الأفق الداخلي المسدود برزت زيارة السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري للرئيس سلام وتمنّيه بعد اللقاء «حصول تقارُب بين كل القوى السياسية لإيجاد مخارج للأزمة الحالية بدءاً بالتوصّل الى إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية وما يستتبعها من استحقاقات دستورية وإدارية مختلفة، وبالتالي تحييد لبنان عن الصراعات التي تدور في المنطقة وبخاصة أحداث سورية وتفعيل دور مؤسساته كافة». ودعا عسيري القيادات السياسية كي «يعملوا على فتح صفحة جديدة ويضعوا حداً للمواضيع الخلافية التي برزت خلال المرحلة القريبة السابقة، ويتفقوا على خريطة طريق للمرحلة المقبلة، عنوانها اتخاذ القرارات الوطنية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها وتضافر كل الجهود في سبيل تحقيق المصلحة العليا للبنان وذلك في ظل جلسات الحوار القائم حالياً».

 

جريدة الأخبار أمام محكمة الحريري

السياسة/16 تشرين الأول/15/أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة بالنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أمس، أن «القاضي الناظر في قضايا التحقير القاضي نيكولا لتييري حدد يوم 28 يناير 2016، موعداً لبدء المحاكمة في قضية جريدة «الأخبار» ورئيس تحريرها إبراهيم الأمين»، وأنه «حدد جلسة في 11 يناير 2015 لتلاوة الفريقين تصريحاتهما التمهيدية». وأشارت إلى «توجيه تهمة التحقير وعرقلة سير العدالة إلى كل من إبراهيم محمد علي الأمين وشركة الأخبار». وكان المتهمان مثلا للمرة الأولى أمام المحكمة في 29 مايو 2014. ويأتي ذلك بعد انتهاء المحكمة من النظر في قضية مماثلة تتعلق بتلفزيون «الجديد» اللبناني.

 

سلام استقبل عريجي والسفير الفرنسي ووفد من نقابات عمال منشات النفط

الخميس 15 تشرين الأول 2015/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الحكومي وزير الثقافة روني عريجي وجرى عرض للاوضاع العامة. كما قدم الوزير عريجي للرئيس سلام نسخة من المجلة الثقافية التي بدأت الوزارة بإصدارها. واستقبل الرئيس سلام السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون وجرى عرض للتطورات العامة في لبنان والمنطقة. ومن زوار السراي وفد من نقابات عمال ومستخدمي منشآت النفط في طرابلس والزهراني.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 15/10/2015

الخميس 15 تشرين الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

برز اليوم موقف سعودي مؤيد لتوافق اللبنانيين. هذا الموقف جاء من الملك سلمان عبر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الذي ابلغه الى الرئيس تمام سلام وفيه دعوة للبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية وتأكيد على اهمية الحوار الوطني.

هذا الحوار يتم في جزئه الخامس في السادس والعشرين من الشهر الحالي وحتى ذلك الحين هناك جلسة برلمانية لانتخاب هيئة المجلس ورؤساء اللجان ومقرريها.

وفي موازاة ذلك هناك اتصالات لعقد جلسة لمجلس الوزراء والنائب احمد فتفت قال لتلفزيون لبنان ان مجلس الوزراء بإمكانه الانعقاد بغياب وزيرين.

وفي غضون ذلك يتابع الرئيس سلام الاجتماعات الهادفة الى تأمين الانطلاق في تنفيذ خطة معالجة النفايات.

وفي الخارج الحروب مستمرة في سوريا واليمن كما ان الاعتداءات الاسرائيلية متواصلة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

عودة الى الموقف السعودي الداعم للتوافق اللبناني.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

على ثماني جبهات عريضة يتقدم الجيش السوري بخطى ثابتة ويستعيد سريعا المساحات شمالا ووسطا وجنوبا في معارك تفرض عمليا اسم الحسم العسكري.

روسيا التي تؤازر جويا بفعالية الجيش السوري ابدت الاستعداد من موقع القوة للتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية اولا لضرب الارهاب ومن ثم دعم الحلول السياسية في سوريا تلك الاولويات كان يرددها الرئيس نبيه بري امام الاوروبيين من رومانيا الى جنيف فأزمة اللاجئين ما كانت لتكون وهي ممكن ان تنتهي بهزيمة الارهاب والدخول في حل سياسي للأزمات.

وما بين الارهاب الاسرائيلي والتكفيري هدف واحد لافراغ فلسطين وسوريا وكل بلد عربي من الشعب فأتت الوقائع الشرق أوسطية الدامية تضغط على شعوبنا بكل انواع التدخلات والاموال والسلاح والمسلحين العابرين للحدود.

ضغط النازحين واللاجئين يفرض نفسه في عواصم اوروبا ومن هنا يأتي كلام المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عن الحاجة لحوار سياسي مع روسيا والقوى الاقليمية لحل الازمة في سوريا فيما كانت مصر تجدد على لسان سفيرها في لبنان انها تؤيد ضرب الارهاب في سوريا وتطلب ان تشمل المواجهة كل المنطقة.

باب الهجرة الى اوروبا عبر بحر تركيا كان مفتوحا لسرقة حياة عدد من افراد عائلة صفوان اللبنانية، ثمن باهظ دفعه 12 مواطنا نتيجة الطموح للعبور نحو وضع افتراضي أفضل.

اما في الداخل فكانت المشاركة حاشدة في وقفة شكر للعميد شامل روكز في وسط بيروت تحمل دفعا شعبيا لروكز للدخول في العمل السياسي بعدما دخل مرحلة التقاعد العسكري فهل تشكل محطة وسط بيروت اليوم اطلالة الانتقالة لروكز نحو المرحلة المقبلة تحت عنوان سياسي؟

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

المأساة تتخذ أوجها عدة، الفقر مأساة.. واهمال الدولة مأساة.. ووجود القوانين وعدم التزامها مأساة.. وشعور المواطن انه متروك لقدره مأساة.. واخيرا وليس آخرا محاولة الاتجار بالفقر مأساة.. معظم هذه العوامل تجمعت لدى عائلة صفوان فأنتجت مأساة الهجرة.

البحر لم يشبع بعد.. يبتلع ويبتلع غير آبه بكبير او طفل بشاب او عجوز بأب او ام، الظروف تتكرر والمحاولات تتكرر والمآسي تتكرر. وكما البحر ظالم يبتلع ولا يشبع كذلك السياسة ظالمة تبتلع المحاولات ولا تشبع، لا تسويات حتى اشعار آخر ولا معالجات في غياب التلاقي كل ما في الامر ان الاوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات في ظل الفراغ المثلث الاضلاع، فراغ على مستوى الرئاسة، غياب على مستوى مجلس النواب، وعجز على مستوى الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

الواضح أن لا جديد في السياسة اللبنانية. ولا شيء متوقعا في كل المدى الزمني المنظور. والسبب العميق الفعلي، هو أن أيتام غازي كنعان ورستم غزالة، كانوا قد أرسوا منذ العام 2005 معادلة عنوانها: إما أن نحكم البلد وحدنا. وإما أن نحرقه كله. لكن بعد عشرة أعوام من ابتزاز اللبنانيين بتلك الثنائية المجرمة، فقد هؤلاء الأيتام قدرتهم على تنفيذ تهديداتهم. فلم يعودوا قادرين على الحكم. ولا على الحرق. فتراجعوا إلى خط دفاعهم الأخير، وعنوانه تعطيل كل شيء. حتى لا يعيدوا أيا من الحقوق التي سطوا عليها نتيجة عمالتهم للسوري. فصار مشروعهم كالآتي: ممنوع إنتخاب رئيس ميثاقي يمثل المسيحيين. ممنوع إعطاء قانون انتخابي يؤمن المناصفة الدستورية. ممنوع إقرار اللامركزية الإدارية التي تحرر المناطق من سرقتهم للمال العام مركزيا. ممنوع تعيين أي مسيحي كفؤ أو نزيه في أي مركز مفصلي ضمن الدولة. ممنوع إقرار قانون استعادة الجنسية، حتى يظل توطين الفلسطينيين والسوريين مفتوحا. ممنوع إقرار قانون تملك الأجانب، حتى يبقى مشروع بيع البلد متاحا. ممنوع إقرار قانون ضمان الشيخوخة، حتى يظل اللبنانيون عرضة للهجرة، ويصير التحكم بمن يبقى منهم أسهل. ممنوع إعادة وسط بيروت إلى أصحابه، ممنوع تأمين الكهرباء والماء. ممنوع حتى رفع النفايات، إلا مقابل سكوت اللبنانيين عن نهب سوكلين لأموالهم. ممنوع تحرير مرفأ بيروت ومطار بيروت من مافيات السرقة والنهب، حتى لا يخسر أيتام عنجر مئات ملايين الدولاارت سنويا. وأخيرا ممنوع حتى أن نقول آخ، وإلا اتهمنا بالعنصرية والطائفية والتعطيل والتهويل.الجواب: لن نسكت. ولن نقبل. ولن نركع ولن نخضع ولن ندجن ولن نروض. لن تشترينا دولاراتكم ولن تخيفنا خناجركم. سنظل نقول لا لفجوركم. لا ستكبر لتصير شاملة مساحة الوطن. تماما كما كانت شكرا شامل روكز عابرة لكل الانتماءات اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

لم يمنحوه لواء عسكريا جديدا فحجز له ألوية بين الناس شامل روكز جرت ترقيته إلى رتبة مواطن من الدرجة الشعبية الحاشدة التي تحلقت حوله في ساحة الشهداء ومنها صعد منصة الخطابة على وقع موسيقى الجبهة المرفوعة "وخبطة قدمكن عالارض هدارة" فخلاف السلطة الذي أحال العميد روكز متقاعدا أراده في بيت الزعامة مؤسسا لمرحلة مرقطة بالسياسة وجمعها متوافر وربما فاق أو وازى أي جمع آخر للتيار قائد فوج المغاوير قاد اليوم أفواجا مدنية جاءت متضامنة معلنا أمامها أنه سيكون هناك أكثر من لقاء على مساحة الوطن ما يؤشر إلى دخوله الجبهة السياسية بعد الجبهة العسكرية أما سائر الجبهات فكان على يومياته المعتادة حراك شعبي جرت محاصرته للدفاع عن رفاق موقوفين أهالي العسكريين المخطوفين يأملون حراكا رسميا ويناشدون أمام وزير الداخلية أمير قطر التدخل لإنهاء الملف النازف منذ خمسة عشر شهرا لكن الأهالي أكدوا للمشنوق أن لا تصعيد في الشارع في الوقت الراهن وإلى مخطوفي الجرد انضم مفقودو وضحايا البحر مع الكارثة التي ضربت شاطئ الأوزاعي بغرق عبارة عائلة صفوان في الطريق إلى المانيا حيث حلم النازحين إنتهى مشوار العائلة عند بحر أزمير حيث توزعت المأساة بين الموت غرقا وفقدان النبأ إذ يعتزم ذوو العائلة السفر إلى تركيا لجلاء المصير لكن تركيا التي يلجأ إليها الأهل تعيش أسوأ أيام أمنها بعدما تجرعت سمها وضربها إرهاب ربته على يديها وما كان غير مفاجئ أن المتورطين في التفجيرات الإرهابية كانوا على صلة بقلب البيت الأمني التركي.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

غدا يتأجج الغضب الفلسطيني ويزداد اشتعالا بين اضلعِ الضفة والقدس المحتلة وفي عروقِ غزة وكل الشتات. جمعة غضب موعودة، والوعد بان لا تنطفئ الجذوة التي انارت درب التحريرِ ورسم حدودها السكين والحجر.

الاحتلال خسر ماء الوجه، وعجزه واضح لا يستره شيء: نتنياهو امر مستوطنيه بقتل كلِّ فلسطيني بدم بارد، وامام العالم حجته جاهزة: محاولة طعنِ مستوطن... لم يفلح الكاذب، فامر باغلاق احياء القدس المحتلة على ابنائها.. وغدا لن يفلح المجرم.

بوادر خسارة معنوية للجماعات الارهابية تحملها اخبار العملية العسكرية الواردة من ريف حمص الشمالي.

الجيش السوري يتقدم هناك بسرعة لفكفكة عقد مكانية وزمانية، وفي ريف ادلب يتهيأ الجيش السوري لضربة محكمة تحت المظلة الجوية الروسية. الكلام الاتي من الميدان السوري عن تبدل القواعد دقيق، على مستوى دقة صاروخ سكود الذي ضرب قواعد اللعبة السعودية في خميس مشيط فجر اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

عندما تضيق الخيارات ويلتهم الحريق الاخضر واليابس في سوريا ينطلق الناس في قوافل هجرة بحرية بحثا عن لقمة عيش حلال وعن شاطئ امن يضمن مسيرة الابناء وحياتهم الكريمة بعيدا عن حماة الدم المسفوك واجرام نظام قاتل. ولكن امواج البحر العاتية والغادرة لم تحمل الالاف منهم الا الى موت محتم.

في لبنان غير البعيد عن الحريق السوري مواطنون يبحثون ايضا عن دولة ضامنة وعن حياة مستقرة، في ظل شلل المؤسسات والصراعات السياسية المفتوحة التي حالت دون التوافق على معالجة ازمة النفايات حتى اللحظة وسط شغور رئاسي وتعطيل لعمل الحكومة ولمجلس النواب.

وفي رحلة البحث هذه يابى الحظ العاثر الا ان تتكسر اشرعة المغامرين في بحر اليونان، في الطريق الى المانيا بينهم اثنا عشر شخصا من عائلة واحدة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

لا احد ينعي الحكومة ولا طبيب في السياسة يجرأ على القول بأنها حية، انها تتأرجح بين الموت السريري والفالج النصفي، لكن الكل متمسك بها وقد استحق الجميع خطورة ما ارتكبه البعض فحشرها في منزلة وسطى بين الحياة والموت.

هذا التردد مرده ان احدا في الداخل لا يجرؤ على الاعلان عن وفاة المؤسسة الثالثة والاخيرة في الدولة بعد اغتيال رئاسة الجمهورية وشل مجلس النواب، والسبب الثاني هو الضغوط الدولية المتصاعدة لدفع اللبنانيين الى ابقاء بلادهم في منأى عن نيران المنطقة وعلى اللبنانيين بحسب هذه الدول التقاط فرصة التقاطع المصلحي المتجدد بينها لتثبيت الاستقرار في بلدهم.

يمكن التقاط هذه الاشارات في خطاب طرفي متناقضين الاول يتمثل في السعودية التي اكد سفيرها في لبنان هذا التوجه التبريدي وسيأتي النائب جنبلاط العائد من السعودية ليترجم ذلك عبر مبادرات تسعى الى تنفيس الاورام الناجمة عن الاشتباك الحاد بين العماد عون وتيار المستقبل واللقاء التشاوري.

والثاني يتمثل في الموقف الايراني الذي عبر عنه الامين العام لحزب الله في اصراره على بقاء الحكومة وعلى الحوار.

في الانتظار النفايات اليوم ايضا على طاولة رئيس الوزراء واللجنة المولجة بالملف وما رجح ان لا قرارات نهائية الليلة بانتظار انتهاء الدراسات الايدروجيولوجية لمواقع المطامر المقترحة في البقاع الشمالي.

 

مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري: الحريري كان مع التسوية.. ولا أحد يتخطاه في "المستقبل"

 ١٥ تشرين الاول ٢٠١٥ /موقع 14 آذار/15

ذكّر مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري بأن رغم الخلاف السياسي الذي كان يحتد بسبب انقسام '8” و”14 آذار”، كنا نكن للوزير الراحل الياس سكاف كل احترام. وأشار، في حديث إلى محطة 'أل بي سي”، إلى أن الانتخابات التي جرت سابقا كانت هناك محاولة للتوافق مع الراحل سكاف تنجح احيانا وتفشل احيانا اخرى، لكن كانت تنم عن احترام لهذا الرجل ولأدبيته، وأهم ما في الامر ان هذا الرجل يمثل فريقا سياسيا في مدينته”. وإذ اعتبر أن 'الانتخابات التي جرت في لبنان كانت انتخابات ذات خيار سياسي معين، وكان هناك من يصوت لـ”8 اذار” وآخرين لـ”14 اذار”، أكد ان 'تحسين التمثيل هو واجب ومطلوب في كل انتخابات وان تمكنا من وضع قانون يحسن التمثيل فهذا افضل”، شدد على ان 'التمثيل بحد ذاته هو من ينبثق منه هذه الطبقة السياسية فالمطلوب هو تحسين التمثيل من دون ان نضر الشريك الاخر”. وجزم بـ”أننا مع اي قانون يحسن التمثيل المسيحي، لكن في الوقت نفسه يجب على هذا القانون ان يأخذ بالاعتبار من يأتي من الطرف الاخر، انا مع قانون يجعل قسما من المسيحيين منتخبين من قبل المسلمين وقسما من المسلمين منتخبين من قبل المسيحيين لاجراء توازن في البلد”، متسائلاً: 'لو ربحت 8 آذار الانتخابات بقانون الستين هل كانت ستطالب بتغييره”؟

وتوقف خوري عند مناسبة اغتيال اللواء وسام الحسن، فوجه تحية الى روح الشهيد وسام الحسن وتمنى ان يبقى العمل قائما لكشف خيوط الجريمة التي اودت بحياته، لانه بالنهاية هو شهيد كل الوطن”. اما في ما يتعلق بالعميد شامل روكز، فرأى ان 'هذا الشخص يحظى باعلى درجات الاحترام مني شخصيا ومن التيار الذي امثله في لبنان، وسبق ان حاولنا ولكن ليس كل محاولة يكتب لها النجاح”. وأوضح ان 'الرئيس سعد الحريري كان مع التسوية التي كانت مطروحة (التمديد لروكز)، وفي النهاية هذه التسوية لم يكتب لها النجاح، لأن هناك اطرافاً اخرين رفضتها، وعلى سبيل المثال هذه الاطراف تمثل العماد ميشال سليمان وتكتل 'الكتائب” وغيرهم”. واعتبر أن 'القانون في لبنان مطاط، وتمت مخالفته بأمور عدة، وعلى سبيل المثال بانتخاب رئيس للجمهورية لم يعدل الدستور وسرنا بها لانه كان هناك توافق وطني عليها”.

واسترسل: 'متى حصل توافق وطني على اي شيء عندها يكتب له النجاح، واذا لم يحصل التوافق فمن الصعب حصوله وايضا فانني ولا بلحظة من اللحظات شككت ان العماد سليمان لديه الشرعية المطلوبة لان الاتفاق الذي حصل يومها كان كاملا من كل القوى السياسية بوجود كل الممثلين العرب والعالم وافقت على هذا الامر والرئيس بري اعتبر ان تعديل الدستور اصبح وجهة نظر”. ولفت إلى ان 'هناك وجهة نظر تقول انه طالما هناك توافق قائم وباكثرية 86 صوتا فهذا يعني ان هذا التصويت صحيح”، متابعاً: 'علينا ان نعرف جيدا أن الرئيس سليمان موجود في البلد كونه رئيسا سابقا للجمهورية وتالفت هذه الحكومة بتوقيعه وله موقف سياسي ولديه ثلاثة وزراء في الحكومة، وهناك اطراف اخرى ايضا موجودة لها مواقف سياسية اخرى وبالتالي يمكننا القول اننا كنا مع التسوية ولكن هذه التسوية لم يكتب لها النجاح بكل بساطة”. وعن كلام العماد عون الاخير باتهامه الرئيس سعد الحريري بانه يخلق مشكلة بينه وبين الرئيس نبيه بري عبر مستشاره الدكتور غطاس خوري، قال: 'نتحدث مع تيار سياسي موجود في البلد ممثلا بالعماد عون وانا لم اخدع العماد عون ولا من طبيعتي الخداع لاي شخص اخر، ولي تاريخي ومعروف عني هذا الامر ولم اكن في موضع المرواغة انذاك”. وشدد على 'ضرورة نقل الصراع السياسي الموجود من نزاع سياسي الى اختلاف سياسي الى اختلاف في الاراء الى تسوية معينة ومن نقل العدائية الموجودة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر الى تعايش مشترك ضمن نظام سياسي واحد وبلد واحد وكنت مؤمان بهذا الامر وايضا الرئيس الحريري كان مؤمنا بهذا الامر”. أضاف: 'لذلك اطلقنا مبادرة باتجاه العماد عون من اجل ان نرى على اي سبب نحن نختلف مع هذا الفريق السياسي وعلينا ان نجد القواعد المشتركة التي يمكن ان نتفق عليها، ومن هنا اطلقنا مبادرة سياسية وحاولنا جادين من اجل ان نصل الى تفاهمات بمراحل كانت تقرب هذه التفاهمات وكان يعرض شيء ما على هذه الطاولة، بعض الامور كان يكتب لها النجاح والبعض الاخر كانت ترفض”. وزاد: 'على سبيل المثال الحكومة استطعنا ان ننجزها وكانت انجازا تاريخيا وحصل العماد عون وزارة سيادية واخذ وزرات اخرى وهذا حق له ولكن هذا الامر حصل بتسهيل من الفريق الاخر ونحن ولا مرة عمدنا الى الغش وكنا نقول الامور كما هي .

وقال: 'متى حصل التجديد للعماد جان قهوجي يومها كانت هناك محاولة من اجل الاتفاق على قائد للجيش وبالاجتماع الذي حصل في بيت الوسط الرئيس سعد الحريري كان ايجابيا بشرط ان يكون هناك توافق وطني على الموضوع وان لا يحملها تيار المستقبل لوحده وهذا الكلام سبق وأعلنه الرئيس الحريري”.

وإذ ذكّر بأن 'لا اعتراض من قبلنا على شخص العميد شامل روكز واتينا الى التمديد للعماد قهوجي”، تساءل: 'هل هناك من شخص مقتنع ان التمديد قام به تيار المستقبل لوحده من دون حزب الله وبري وفرنجيه قمنا به لوحدنا ؟ مشيراً إلى أن 'المستقبل” عمل بتوافق وطني شامل، الا العماد عون رفضه وهكذا سارت الامور في نهاية المطاف”. وجزم خوري بأن 'ليس هناك شخص ما في 'تيار المستقبل” يتجاوز الرئيس سعد الحريري ، بل هناك اشخاص لديهم رأيهم الخاص، ولكن في النهاية متى اتخذ القرار من قبل الرئيس سعد الحريري فان القرار يلزم الجميع، متسائلاً: 'هل الحكومة الحالية قامت بموافقة كل تيار المستقبل أو بقرار من سعد الحريري؟ وحتى توزير الوزراء هل حصل هذا الامر بتوافق من كل تيار المستقبل ام بقرار من سعد الحريري؟

 

عون يحرق كل أوراقه السياسية برهانه على متغيرات إقليمية ودولية

ماروني لـ»السياسة»: الأمور عنده تنتهي بالمصالح الشخصية والعائلية

بيروت – «السياسة»: يعتقد النائب ميشال عون أن تغييرات جذرية ستطرأ على المشهد الإقليمي المحيط بلبنان، وبالتالي على المشهد السياسي المحلي، وهو يسعى إلى تهيئة الأرضية التي سينطلق منها لخوض معركة عمره، لكسب رئاسة الجمهورية. وفي حديثه التلفزيوني الأخير، عرض عون ستراتيجيته للوصول إلى قصر بعبدا، معتمداً على قوة التعطيل وحدها، فبعد شل البرلمان لمنعه من انتخاب رئيس للجمهورية ديمقراطياً، وبعد شل الحكومة عملياً لمنعها من اتخاذ القرارات الهامة، ومنها تعيين القادة الأمنيين، تحدث عون عن الموت السريري للحكومة، ووصف، من حيث لا يدري، نفسه مع حلفائه بالمرض الذي يفتك بالجسم من الداخل، فيحول دون شفائه ولكنه لا يميته، وذلك عندما قرر أنه سيبقى في الحكومة والبرلمان لمنعهما من العمل. وفي سياق هذا الحديث، ارتكب عون ثلاثة أخطاء ستراتيجية، إذ اعتبر أن موازين القوى في الشرق الأوسط سيتغير، وأن له مصالح مشتركة مع سورية، أي مع نظام الأسد، وأخيراً وضع كل القوى السياسية المناوئة له في خانة واحدة، سواء تلك التي وافقت على تسوية الترقيات، أو تلك التي رفضتها.

ماذا يعني كل ذلك؟ وكيف سترتد هذه الأخطاء على عون شخصياً؟

يجيب مصدر قيادي مراقب، أن عون الذي فشل مراراً وتكراراً في الامتحان الداخلي، عاد إلى المراهنة الحصرية على العوامل الخارجية، وتحديداً على التدخل الروسي في سورية، الذي سيغير برأيه ميزان القوى في الشرق الأوسط. والواقع أنه إذا صح وحصل هذا التغيير، فهل يضمن عون أن يكون لصالح فريقه السياسي، أي المحور الإيراني – السوري، ولماذا لا يكون المستقبل السوري رهناً بتفاهم أميركي – روسي تستبعد منه طهران، مثلاً؟؟ هنا يجيب الجنرال، فيتحدث عن المصالح المشتركة مع النظام السوري، وهذا يعني أنه يربط مستقبله السياسي بوجود الأسد، فهل هذه مراهنة واقعية، أو محاولة يائسة من غريق للتمسك بحبال هواء. فإذا قيض للأسد أن يبقى لمرحلة ما على رأس النظام، فإنه سيكون اضعف رئيس عربي، والرجل الذي تتحكم بمصيره سلسلة تفاهمات إقليمية ودولية معقدة، بحيث لن يكون بمقدوره أن يحكم سورية، فكيف بممارسة النفوذ في لبنان؟ وأخيراً فإن عون وبدلاً من مهادنة الداخل، أي القوى السياسية التي ستنتخبه رئيساً للجمهورية، أو على الأقل سيحكم معها، إذا حصلت معجزة ووصل إلى بعبدا، فإنه يستعديها كلها دفعة واحدة ومجاناً. وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن الرجل انتقل من مرحلة العداء مع الجميع، إلى مرحلة محاولة إلغاء الآخرين، مراهناً على قوى محلية وخارجية تستقوي بالسلاح وبالحسم العسكري ولا شيء آخر. وبانتظار جلاء الموقف الإقليمي والدولي، فإن عون يقترح أموراً تعجيزية، مثل انتخاب الرئيس من الشعب، والنسبية في الانتخابات النيابية، وتعيين قادة أمنيين جدد قبل العودة إلى مجلس الوزراء، ويعتبر هذه الأمور شروطاً للحلحلة في الداخل، وهو في الواقع يتسلى بتقطيع الوقت. ولأنه يتسلى بدأ مستوى خطابه السياسي ينحدر، فاستخدم تعابير لا تليق برجال دولة، عندما تحدث عن خصومه. وتعليقاً على مواقف عون الأخيرة، قال عضو «كتلة الكتائب» النائب إيلي ماروني لـ»السياسة»، إننا في لبنان «وصلنا إلى مرحلة صعبة ومعقدة، فالحكومة معطلة تعطيلاً شبه كامل، وكذلك المجلس النيابي، حتى في اللجان النيابية حصل هرج ومرج وتضارب وتطاول على كرامات النواب، الهدف منه تعطيل اللجان أيضاً، بالإضافة إلى الفراغ على صعيد رئاسة الجمهورية منذ سنة ونصف السنة، وأزمة النفايات المتروكة في الشوارع منذ ثلاثة أشهر، وما رافقها من حراك مدني لم تنتهِ مفاعيله بعد»، واصفاً عون بـ»المعطل الأول». وقال «إذا كان عون يرى في نفسه فقط المنقذ الأول، فهذه مشكلة كبيرة، وإذا كان حلفاؤه يعتقدون أنهم قادرون على إنقاذ البلد، فهذه مشكلة أكبر»، ورأى أن الأمور عند عون تنتهي بالمصالح الشخصية والعائلية والأنانيات، وقد يكون بهذا التشدد في مواقفه يسعى إلى تنفيذ سياسة «حزب الله» التي قد تقود في نهاية الأمر إلى المطالبة بالمؤتمر التأسيسي»

 

وزير الداخلية الفرنسية في لبنان الاسبوع المقبل

المركزية- يزور وزير الداخلية الفرنسية برنار كازونوف بيروت الاسبوع المقبل حيث يجري محادثات محورها ملف النزوح السوري، وتأتي في أعقاب اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في نيويورك وفي ضوء الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة تمام سلام الى البلدان المشاركة فيه، الى "مساعدتنا في تقاسم أعداد وأعباء النازحين". وستكون الزيارة مناسبة يلتقي فيها كازونوف عددا من المسؤولين اللبنانيين لعرض التنسيق بين البلدين في مجالات النزوح والامن ومكافحة الارهاب.

 

السلطات التركية عثرت على جثتي مايز صفوان وابنته لين

الخميس 15 تشرين الأول 2015

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" نبيل ماجد أن السلطات التركية تمكنت من العثور على جثتي اللبنانيين مايز صفوان 63 عاما وابنته لين، ويبقى من المفقودين على متن العبارة التي غرفت لدى عبورها من تركيا الى اليونان اثنان، وهما: وائل محمد صفوان 18 عام ومالك محمد صفوان 6 أعوام.

وبذلك، يكون قد انتشل جثث 7 أشخاص من أصل 9 اشخاص كانوا مفقودين.

 

 قهوجي استقبل سفير استراليا لمكافحة الارهاب وحبيش ووفدا اميركيا

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة ظهر اليوم، النائب هادي حبيش، وتم البحث في التطورات الراهنة. كما استقبل وفدا من لجان الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، في حضور السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل، وتناول البحث الأوضاع العامة، وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين. ثم استقبل السفير الاسترالي لمكافحة الإرهاب مايلز أرميتاج على رأس وفد مرافق، في حضور السفير الاسترالي غلين مايلز، وتناول البحث جهود الجيش في مكافحة الإرهاب، وسبل التعاون في هذا المجال. كذلك استقبل قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابو غيدا، وبحث معه في شؤون قضائية.

 

قوة مشاة اسرائيلية تمشط محور العباسية وسط تحليق مروحيات

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في حاصبيا باسل أبوحمدان،أن قوة مشاة اسرائيلية مدعمه بعدة آليات قامت بعملية تمشيط في محور العباسية واستعملت كاشفات ضوئية، وسط تحليق مروحيات فوق بلدات: العباسية والغجر وصولا حتى اجواء مزارع شبعا.

 

روكز من ساحة الشهداء: لن يكون جيشنا في أي وقت غير جيش للشعب

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - ألقى القائد السابق لفوج المغاوير العميد الركن شامل روكز من ساحة الشهداء، خلال وقفة الشكر التي نظمها اصدقاؤه كلمة قال فيها: "أنا شامل روكز ضابط مغوار في الجيش ترقيت منذ ساعات إلى رتبة مواطن. منذ ساعات، تركت أغراضي، وأنا بقيت. وجودكم سيكون محفزا لي، وسأبقى في رحم مؤسسة الجيش من خلال التزامي بالشرف والتضحية والوفاء والمواطنية. وفي هذه اللحظات، يستحضرني الشهداء وأهاليهم، الذين كانوا دائما الوجدان والضمير الذي يدلني على الطريق الصحيح، وأقول لهم أنتم القضية والأساس، والذي رافقني في الجيش سيبقى معي طول العمر".

وشكر فوج المغاوير ضباطا وأفرادا، وقال: "أنتم من اوصلتم الفوج الى اعلى المراتب والانتصارات وسأبقى على العهد معكم ومع الناس". ودعاهم إلى الوقوف بجانب قائد فوج المغاوير الجديد ليكون هذا الفوج على قدر المسؤولية، كما هي حال الفوج". وتوجه إلى الجميع في المناطق اللبنانية من عكار إلى رميش بالقول: "تضامنكم مع الجيش كان أقوى سلاح بكل مهمات فوج المغاوير والجيش، وهذا ما يميز الجيش اللبناني عن كل الجيوش الأرض، وكونوا واثقين بأن جيشنا لن يكون غير جيش الشعب". وشكر وسائل الإعلام "التي كانت دائما حاضرة وجاهزة لتعزز التواصل بين الشعب والجيش، وقال: "لن أتقاعد لأن النضال وحب الوطن لا يقف عند بزة أو منصب أو وظيفة، وسأكون دائما كما عرفتموني، وبيننا سيكون أكثر من لقاء". وفي الختام، قدم إليه المشاركون في الاحتفال العلم اللبناني.

 

شهيب بعد اجتماع لجنة النفايات: عندما يصبح موقع المطمر في البقاع جاهزا سيكون هناك جلسة لمجلس الوزراء

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اجتماعا حضره وزير الزراعة اكرم شهيب ووزير الداخلية نهاد المشنوق، جرى خلاله بحث في اخر ما توصلت اليه الاتصالات بخصوص ايجاد مطمامر للنفايات. وبعد الاجتماع اعلن شهيب في دردشة مع الصحافيين ان "الامور تسير بشكل جدي ، وعندما يصبح موقع المطمر في البقاع جاهزا سيكون هناك جلسة لمجلس الوزراء، وهناك دراسة لثلاثة مواقع مقترحة في بقعة جغرافية واحدة فنيا وتقنيا وهيدرولوجيا وللطرقات والاراضي ولنوعية التربة، كذلك فان العمل يسير على تذليل العقبات في مكب سرار والعمل جدي والاجتماعات مفتوحة والاتصالات مستمرة". وردا على سؤال عن موعد الاجتماع المقبل قال شهيب: "اجتماعاتنا متواصلة وننتظر نتائج اول تقرير لنعاود الاجتماع". وردا على سؤال آخر قال: "الموضوع ليس متعلقا بحزب الله او بحركة امل بل بكل فاعليات المنطقة، وليس محصورا بفئة سياسية معينة على الارض"، مشيرا الى ان "الفريق الفني يدرس كل الامور للوصول الى حل سريع".

 

الجسر: الحكومة تصرّف الاعمال ويُمكن تفعيلها بتسوية/الحوار الثنائي مُستمر والجولة العشرون اوائل تشرين 2

المركزية- اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر الى ان "الجولة العشرين للحوار الثنائي مع "حزب الله" ستُعقد اوائل تشرين الثاني المقبل"، واوضح رداً على سؤال اننا لا نهاجم "حزب الله" "اعلامياً" لمجرّد الهجوم، انما ندافع عن انفسنا مما نُتهم به، لان بعض الامور لا يُمكن السكوت عنها".

وسأل عبر "المركزية" "لو كان هذا التجاذب السياسي من دون جوّ الحوار الى اين كان سيُفضي؟ حتماً الى التصادم"، لافتاً الى ان "من حق كل فريق التعبير عن رأيه السياسي"، لكنه اسف في المقابل لان "بعض الامور تتجاوز حدود الموقف السياسي"، ومؤكداً ان "الحوار الثنائي مُستمر بهدف تخفيف الاحتقان".

من جهة اخرى، اعتبر الجسر ان "من حق رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون اتّخاذ موقف في اي مسألة، لكن المهم الا تتعطّل الحكومة"، مشيراً الى اننا "كأكثرية ننسى اننا في نظام ديموقراطي، اذ باتت اي اقلية ان في المجلس النيابي او الحكومة اما تفرض رأيها على الاكثرية او يتعطّل البلد، وهذه "الذهنية" لا يُمكن ان تسير في اي بلد". وقال "اذا كانت استقالة الرئيس تمام سلام تخدم البلد نطلب منه الاستقالة، لكن هل هذا فعلاً يخدم البلد؟ ألا يكفي الفراغ في رئاسة الجمهورية ومجلس النواب كي نذهب الى فراغ اخر في الحكومة"؟ معتبراً ان "الحكومة في حالة تصريف اعمال حتى لو لم يُعلن ذلك، واذا تم التوصل الى "تسوية ما" يُمكن تفعيلها مجدداً"، ومذكّراً "بمخطط لدى فريق معيّن بتفريغ البلد لأخذنا الى هيئة تأسيسية". واوضح الجسر ردأً على سؤال ان "الترقيات العسكرية من صلاحية وزير الدفاع وليس "تيار المستقبل"، نافياً "ما يُقال عن ان "المستقبل" هو من افشل تسوية الترقيات"، وشرح بان "الحكومة ليست متّجهة نحو الشلل لانها بالاصل مشلولة منذ 4 اشهر تحت ذرائع عدة بدءاً بآلية عملها وصولاً الى الترقيات". وشدد الجسر على ضرورة "عقد جلسة للحكومة مُخصصة لملف النفايات، لان النفايات تغمر كل المناطق من دون استثناء".

       

الحكومة والحوار صــامدان..هولاند يدعم لبنـــان وكازنوف فــي بيروت

جنبلاط يعاود مساعيه "التسووية" وحزب الله يتحدث عن "ايجابيات يُبنى عليهــا"

بري سيضغط لتفعيل التشريع..خطة شهيب على نار حامية وجلسة لاقرارها قريبا؟

المركزية- في جوجلة سريعة للمواقف السياسية التي صدرت في الساعات الثماني والاربعين الماضية، يستنتج المراقبون ثابتتين: الاولى، الحكومة تنازع ودخلت في غيبوبة قاسية، لكنها لن تموت. فرغم تعليق رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون مشاركته في جلساتها الى حين تعيين قائد جديد للجيش وأعضاء المجلس العسكري، بدا حليفه "حزب الله" أقل تشددا وأكثر حرصا على مدّ الحكومة بالاوكسيجين لابقائها حيّة، من خلال سعيه الى تسهيل حل أزمة النفايات عبر العمل لايجاد مطمر بقاعا، ذلك ان استمرار عمل هذه الحكومة ولو بالحد الادنى، يشكل حاجة ماسة الى الحزب الرافض اي "خربطة" في الداخل والمتمسك بالاستقرار المحلي، في ظل انشغاله في الميدان السوري. أما الثابتة الثانية، فهي استمرار الحوار الذي بات وفق أوساط نيابية، صمام أمان داخلي، في ظل التطورات المتسارعة في سوريا والاقليم...

"طريق الحوار": وفي هذا الاطار، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم قبل انهائه زيارته الرسمية الى رومانيا وتوجهه الى جنيف، "أننا في لبنان اخترنا طريق الحوار والوفاق الذي نأمل ان يعم المنطقة، ونحن نعرف انه في مجال الحوار تحدث احيانا تباعدات او سوء فهم ولكن بالنتيجة لا بد من التفاهم والاتفاق، ولبنان سيكون نموذجا لدول وشعوب الجوار في الحوار".

ايجابية وتحذير: وعلى الموجة "التفاؤلية" عينها، تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الليلة الأولى من مجالس عاشوراء أمس، عن "ايجابيتين على المستوى اللبناني. الأولى: الاستقرار الأمني في شكل عام، والثانية الحوار القائم بين القوى السياسية"، مضيفا "عندنا إيجابيات نستطيع أن نبني عليها. وليس كله أسود". الا ان نصرالله لفت في المقابل، الى ان "العام الهجري الحالي انتهى مع إفشال كل محاولات التوصل إلى حلول تعيد الحياة إلى الحكومة اللبنانية الحالية ولأسباب شخصية وحزبية ونكدية، ما يعني بوضوح الانتقال إلى وضع أشد تعقيدا. والذين أفشلوا محاولات ومساعي الحلول سيكتشفون أنهم كانوا مخطئين كثيرا".

جنبلاط والتسوية: أمام هذا الواقع، تؤكد اوساط نيابية لـ"المركزية"، ان "خروج العميد شامل روكز من السلك العسكري الى التقاعد لا يعني ان مساعي ارساء تسوية ترضي عون وتعيد تفعيل المؤسسات الدستورية، توقفت"، مرجحة ان يعاود رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي عاد من الرياض اليوم، تشغيل محركاته في اكثر من اتجاه، للخروج من المأزق السياسي والشلل المؤسساتي الراهن". وكان جنبلاط اجتمع في المملكة أمس بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في لقاء شارك فيه وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان. كما التقى الرئيس سعد الحريري في دارة الاخير في الرياض، وبحث الطرفان في سبل الخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد. واعتبرت الاوساط ان "لا بد ان تكون لزيارة جنبلاط ارتدادات محلية، ستتظهر تباعا، وربما في جعبة زعيم المختارة صيغة حل جديدة سيسعى الى تسويقها في الرابية في الايام المقبلة"...

عسيري: وفي ظل الوضع الصعب الذي تعيشه الحكومة، تلقى سلام اليوم جرعة دعم سعودية اضافية حيث نقل اليه سفير المملكة علي عواض عسيري "تحيات خادم الحرمين الشريفين وتقدير القيادة السعودية للدور الوطني الكبير والمواقف الحكيمة البنّاءة التي يتخذها في سبيل المصلحة العليا للبنان وشعبه الشقيق". وعبّر عسيري من السراي عن حرص بلاده "على أمن واستقرار لبنان ووحدة شعبه ومؤسساته وازدهاره الإقتصادي، وأملها في حصول تقارب بين كافة القوى السياسية لإيجاد مخارج للأزمة الحالية بدءا بالتوصل الى إجراء إنتخابات رئاسة الجمهورية وما يستتبعها من استحققات دستورية وإدارية مختلفة، وبالتالي تحييد لبنان عن الصراعات التي تدور في المنطقة وخاصة أحداث سوريا، وتحصين ساحته الداخلية وتعزيز وحدة أبنائه وتفعيل دور مؤسساته كافة"، داعيا المسؤولين اللبنانيين الى "الاتفاق على خريطة طريق للمرحلة المقبلة عنوانها اتخاذ القرارات الوطنية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها وتضافر كافة الجهود في سبيل تحقيق المصلحة العليا للبنان في ظل الحوار القائم حاليا".

الخطة نحو الحسم؟: في غضون ذلك، يرأس سلام عند السادسة مساء، اجتماعا جديدا للجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النفايات في السراي. وأفادت مصادر وزير الزراعة اكرم شهيب "المركزية"، ان الاجواء ايجابية ويتم درس واقع اكثر من موقع للطمر تم عرضه بقاعا، مشيرة الى ان القرار الحاسم سيصدر عقب الاجتماع ليلا، واذا بقيت الايجابيات سائدة، فان مجلس الوزراء سيجتمع في الساعات المقبلة لاقرار التدابير الاجرائية لوضع قطار الحل على سكة التنفيذ. وفي وقت تردد ان الجلسة المرتقبة يمكن ان تكون السبت المقبل، كشفت اوساط وزارية لـ"المركزية" ان "اتصالات ستجري مع بري، فور توصل اللجنة الى صيغة الحل البيئي النهائية، لتحديد موعد الجلسة الحكومية، وتبيان ما اذا كان من الانسب ان تعقد قبل او بعد جلسة افتتاح العقد الثاني العادي لمجلس النواب المقررة الثلثاء المقبل".

نشاط مجلسي: وبما ان الشيء بالشيء يذكر، تعود الحياة الى مجلس النواب الاسبوع الطالع في جلسة يعيد فيها التجديد للجانه. وليس بعيدا، أشارت مصادر نيابية لـ"المركزية" الى ان بري سيضغط بعد عودته من الخارج، في اتجاه تفعيل أعمال المجلس بعد ان فشلت مساعيه لاصدار مرسوم حكومي بفتح دورة استثنائية للمجلس. وسينطلق بري في مسعاه من زاوية التحذير من خسائر كبيرة ستلحق بلبنان الذي سيضيع هبات دولية كبيرة، اذا بقيت ابواب البرلمان واعمال التشريع متوقفة.

بون: وسط هذه الاجواء، اعلن السفير الفرنسي ايمانويل بون ان "الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند

يعمل لتهيئة الظروف المؤاتية لزيارته بيروت، كما يعمل من اجل دعم ومساعدة لبنان اكثر. ولذلك، يقوم بإتصالات دولية ويغتنم كل الفرص والمناسبات من اجل تحقيق هذه الغاية". وأوضح من قصر بسترس ان "الاستحقاق الرئاسي وسواه من المواضيع المتعلقة بالحياة السياسية اللبنانية، مثل قانون الانتخاب وانتخاب مجلس للنواب وتطبيق اتفاق الطائف هي اولا من مسؤولية اللبنانيين"، مشيرا الى أن مسؤوليتهم تكمن في مساعدة اللبنانيين في ظل وضع إقليمي من الصعب الحفاظ فيه على الامن والاستقرار، وحسن عمل المؤسسات الدستورية في دول المنطقة".

كازنوف: الى ذلك، يزور وزير الداخلية الفرنسية برنار كازنوف بيروت الاسبوع المقبل حيث يجري محادثات محورها ملف النزوح السوري، تأتي في أعقاب اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في نيويورك وفي ضوء الدعوة التي وجهها سلام الى البلدان المشاركة فيه، الى "مساعدتنا في تقاسم أعداد وأعباء النازحين". وستكون الزيارة مناسبة يلتقي فيها كازنوف عددا من المسؤولين المحليين فيعرض معهم التنسيق بين البلدين في مجالات النزوح، والامن، ومكافحة الارهاب.

أمام "العسكرية": على صعيد آخر، نفّذ الحراك المدني اليوم اعتصاما أمام المحكمة العسكرية بالتزامن مع تقديم طلب جديد لإخلاء سبيل موقوفيه الخمسة، الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا. الا ان محامي الحراك اعلنوا بعد الظهر، ان أبو غيدا لم يصدر قرارا اليوم وسيبت في اخلاءات السبيل غدا.

 

كتلة "الوفاء للمقاومة" اكدت اهمية الحوار: اجهاض التسوية السياسية الجزئية سيزيد من تعقيد الازمة

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور اعضائها واصدرت بيانا اشارت فيه الى انه "في مستهل الاجتماع توقفت الكتلة لمناسبة اطلالة رأس السنة الهجرية الجديدة، عند المضامين والأبعاد الحضارية السامية لتلك الهجرة النبوية التي أحدثت تحولاً نوعياً في حياة البشرية وقدمت نموذجاً راقياً لمنهجية صياغة الانسان والمجتمع القويمين ان لجهة الرؤية الكونية الشاملة والمتناسقة أو لجهة المضمون الأخلاقي والانساني والاداء السلوكي المميز في العلاقة مع الله ومع الناس، أو لجهة بناء المجتمع المعافى والدولة العادلة".

ورأت أن "اعداء الدين والانسان ما برحوا يحاولون جاهدين في كل محطات التاريخ تشويه نموذج الاسلام المحمدي الاصيل بشتى الوسائل والاساليب، عبر الدس والكذب والتضليل والتلفيق تارةً وعِبر التسلط والاستبداد والالغاء تارةً أخرى وعِبرَ التوحش والقتل والارهاب تارة ثالثة. ومن أجل تثبيت معالم الدين الاسلامي الحنيف وصورته المشرقة، جسدت ثورة الامام الحسين سبط رسول الله محمد في شهر محرم الحرام من سنة 61 للهجرة، المثال الارقى والأبلغ تأثيرا بمواجهة الظلم وكل محاولات التزوير والتشويه، ومصْدَرَ الإلهامِ لكل المسلمين والمنصفين لتنفتحَ عقولهم وقلوبهم على الصورة الناصعة للإسلام وقيمه الحضارية المتوهجة التي تمثل السبيل الأقوم لبناء مجتمعات العدالة والطمأنينة والتكامل، والمعايير الصحيحة للسلوك الانساني في كل الأزمنة والامكنة والظروف والحالات".

بعد ذلك ناقشت الكتلة جملة من القضايا والتطورات المحلية والاقليمية وخلصت الى ما يلي:

"1- ان من أسوأ النتائج الكارثية التي أصابت الأمة بفعل الارهاب التكفيري واستهدافاته واساليبه الوحشية، هو لصرف اهتمام شعوب المنطقة والعالم عمَّا يجري في فلسطين واتاحة الفرصة السانحة للعدو الصهيوني من أجل التوغل في استكمال تنفيذ مشروعه العنصري وشن حملة استباحة للمقدسات وللأرض وللشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، مع ما يرتب ذلك من توهين لقضية الأمة المركزية ومحاصرتها بمزيد من التعقيدات والصعوبات.

إننا ندين تجاهل الدول العربية والإسلامية وصمت وتواطؤ دول العالم الكبرى التي تدَّعي احترام وحماية حقوق الانسان، ونحيي بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني الاعزل ونقف معه وندعو الى مساندته ودعم انتفاضته بوجه حملات التهويد والابادة والاستيطان العنصري، كما نؤكد على وجوب تعزيز الوحدة بين كل فصائله واليقظة الدائمة ضد المكائد الاسرائيلية والافخاخ التآمرية على وجوده ومصالحه.

2- فيما لا يزال الغموض المريب يخفي ملابسات واسباب ونتائج الفاجعة الانسانية التي اودت بحياة المئات من حجاج بيت الله الحرام في منى، فان استمرار حكام السعودية في انتهاج سياسة الاستهتار والتسويف بالتعاطي مع هذه القضية ، يعزز القناعة بعدم اهليتهم للتفرد بإدارة شؤون الحج وحماية الحجيج .

إنّ ما حصل هذا العام من مأساة هو اكبر من ان يطوى واعظم من ان ينسى، ولذلك فإنّ حكام السعودية معنيون بتقديم اجوبة واضحة لكل المسلمين في العالم ومسؤولون بشكل مباشر عن هذه الكارثة وما نجم عنها.

3 - ان التطورات التي تشهدها سوريا في هذه الفترة خصوصاً بعد المشاركة الروسية الجدية في الحرب ضد الارهاب التكفيري وجماعاته، فضحت التحالف الغربي ومشروعه المخادع والرامي الى اطالة أمد الاستنزاف للشعب والدولة في سوريا وأظهرت من جهة أخرى الطبيعة السياسية والاستراتيجية للصراع حول موقع سوريا ودورها واهميتها، كما كشفت الاستخدام الوظيفي للإرهاب التكفيري في خدمة مشروع السيطرة الغربية على سوريا والتحريض الطائفي والمذهبي لتسعير الاحقاد وتفتيت المجتمع واسقاط مواقع القوة السورية.

اننا في الوقت الذي نرى فيه أولوية محاربة الارهاب التكفيري وتجفيف منابعه والقضاء على جماعاته في سوريا وغيرها، نأمل أن تؤدي التطورات في سوريا الى تسريع انضاج خيار الحل السياسي بين السلطة والمعارضة الوطنية والذي يبقى هو الخيار الذي يحقق الاستقرار ويعيد بناء الدولة ويحفظ مكانة ودور سوريا، ويسقط المشروع الغربي المعادي لتطلعات الشعب السوري ومصالحه.

4- ان الشراكة الوطنية الحقيقية بين مكونات الشعب اللبناني، تشكل المدخل الطبيعي والواقعي لاستئناف الحياة الدستورية والسياسية في لبنان ولعودة الاستقرار الامني الاجتماعي.

وان اعتماد قانون انتخابات جديد يقوم على مبدأ النسبية بات أمراً ملحاً وأكثر من ضروري لتحقيق التطابق الفعلي بين التمثيل السياسي والتمثيل الشعبي من أجل تكريس تداول منتظم للسلطة، بعيدا عن الازمات الموسمية وتسهيلاً لمبدأ المراقبة والمحاسبة للحكومات.

ان الكتلة تؤكد على أهمية مواصلة الحوار الوطني للتفاهم حول النسبية في قانون الانتخابات وتوفير المقدمات الوطنية اللازمة لانتخاب رئيس جديد للبلاد والتوافق على بقية بنود جدول اعمال الحوار، إلا أنها ترى أن اجهاض التسوية السياسية الجزئية التي جرى اقتراحها لتذليل بعض العقبات ، سيزيد من تعقيد الازمة وسيؤثر سلباً على العمل الحكومي والنيابي.

5- تجدد الكتلة مطالبتها الجيش اللبناني والقوى الأمنية، بملاحقة المخلّين بالأمن والمرتكبين الذين يسيئون بممارساتهم الى منطقة البقاع وأهله ويشكّلون عامل قلق واضطراب وتهديد للسكان ومصالحهم.

وتشدد الكتلة على ضرورة الحزم مع هؤلاء خصوصاً أن ما من جهة سياسية أو نافذة إلاّ وترفع عنهم الغطاء وتدعم جهود الجيش والقوى الأمنية لوضع حدّ لإرتكاباتهم.

6- تتقدم الكتلة من قيادة حزب الله والمقاومة الاسلامية ومن كل شعبنا العزيز واهلنا المضحين بأسمى التبريكات بشهادة الأخ القائد الحاج حسن محمد الحاج " أبو محمد الاقليم " الذي أمضى سنوات عمره مجاهداً في سبيل الله والوطن والانسان مقدماً أروع نموذج مقاوم متميز بالوعي والثبات والشجاعة والاقدام، دفاعاً مع اخوانه المجاهدين والشهداء عن لبنان والأمة وانتصارا للمقاومة ضد قوى العدوان والارهاب الصهيوني والتكفيري.

كما تتقدم الكتلة من ذوي الراحل الصديق رئيس الكتلة الشعبية النائب والوزير السابق المهندس ايلي سكاف ومن ابناء زحلة والبقاع وكل لبنان بأحر التعازي والمواساة لفقده في هذه المرحلة التي يحتاج فيها لبنان الى مشاركته وجهوده".

 

ريفي التقى لجنة تطبيق وتطوير القوانين امام القضاء وعرض للجهود المبذولة لتحقيق القضاء الفاعل المتطور

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - إجتمع وزير العدل اللواء اشرف ريفي في مكتبه في وزارة العدل بلجنة "تطبيق وتطوير القوانين والأصول امام القضاء"، التي تضم قضاة ومحامين جرى تكليفهم من قبل مجلس القضاء الاعلى ونقابتي المحامين في بيروت وطرابلس، من أجل الإجتماع دوريا ورفع المقترحات الآيلة الى تسريع الفصل في النزاعات العالقة امام المحاكم. وسلمت اللجنة ريفي ملخصا عن مجمل ما أنتجته حتى حينه، فأثنى على "جهودها التي تتقاطع مع ما تسعى اليه وزارة العدل على مستوى تحقيق القضاء الفاعل المتطور". ثم قدم أمامها عرضا مفصلا ل "الجهود المبذولة والمخططات الموضوعة من قبل الوزارة ولا سيما لجهة ملء الملاك الكامل للمحاكم في محافظتي عكار وبعلبك الهرمل، وإستحداث محاكم منفردة جديدة، وإنشاء قصور عدل تحاكي الحداثة والتطور وتليق بعمل العدالة وتستوفي في شكلها الخارجي الموحد وفي هندستها ومواصفاتها الداخلية متطلبات العمل القضائي السليم، وإستحداث قضاء متخصص في قضايا الارهاب والجرائم الكبرى يحل محل المحاكم الاستثنائية، على نحوٍ يتوافق مع ارفع معايير المحاكمة العادلة المحددة في المواثيق الدولية المنضوي لبنان تحت لوائها".

 

عسيري في السرايا: باقون الى جانب لبنان وندعم ما يتفق عليه قادته

 وكالات/١٥ تشرين الاول ٢٠١٥/ استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ظهر اليوم في السراي الكبير سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض العسيري الذي قال بعد اللقاء" سررت اليوم بمقابلة دولة الرئيس سلام ونقلت اليه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وتقدير القيادة السعودية للدور الوطني الكبير والمواقف الحكيمة البنّاءة التي يتخذها في سبيل المصلحة العليا للبنان وشعبه الشقيق. كما سلمتُ دولته دعوة من الحكومة السعودية للمشاركة في القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي تستضيفها المملكة. وقد عبّرتُ لدولته عن حرص قيادة المملكة الدائم على أمن واستقرار لبنان ووحدة شعبه ومؤسساته وازدهاره الإقتصادي وأملها في حصول تقارب بين كافة القوى السياسية لإيجاد مخارج للأزمة الحالية بدءا بالتوصل الى إجراء إنتخابات رئاسة الجمهورية وما يستتبعها من استحققات دستورية وإدارية مختلفة، وبالتالي تحييد لبنان عن الصراعات التي تدور في المنطقة وخاصة أحداث سورياوتحصين ساحته الداخلية وتعزيز وحدة أبنائه وتفعيل دور مؤسساته كافة". أضاف" انني من هذا الصرح الوطني الذي يمثل كل لبنان بكل طوائفه وقواه السياسية أتوجه الى القيادات السياسية وكافة المسؤولين انطلاقا من عمق العلاقات الأخوية التي تربط المملكة العربية السعودية بلبنان وحرص قيادة المملكة على لبنان وشعبه العزيز، بأن يعملوا على فتح صفحة جديدة ويضعوا حداً للمواضيع الخلافية التي برزت خلال المرحلة القريبة السابقة، ويتفقوا على وضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة عنوانها اتخاذ القرارات الوطنية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها وتضافر كافة الجهود في سبيل تحقيق المصلحة العليا للبنان وذلك في ظل جلسات الحوار القائم حاليا." وختم السفير عسيري بالقول" ان المملكة العربية السعودية ستبقى كما كانت على الدوام الى جانب لبنان وستدعم كل ما يتوافق عليه قادته من قرارات ولن تألو أي جهد في سبيل تعزيز وحدته وأمنه واستقراره.

 

حملة "لعيونك عكار توحدنا": سنعلن اسماء من مارسوا ضغوطات على الفاعليات والاهالي

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - نوهت حملة "لعيونك عكار توحدنا" في بيان اليوم ب"مواقف وصمود رؤساء البلديات الذين رفضوا الرضوخ والاملاءات والترغيب والترهيب والتهديد والوعيد من قبل السلطة، لقبولهم كغيرهم بالمطمر".وأكدت أن "قضية المطمر أتت لتكشف معادن الرجال وأصحاب الشهامة في عكار والذين لا يبيعون شعبهم بعدة قطع من الفضة". كما حيت "صمود الاهالي وخصوصا سكان البلدات المحيطة بمكب سرار الذين لم تنفع معهم ما حمله البعض لهم من إغراءات مالية، حيث أكدوا أن كرامتهم وصحتهم وبيئتهم اهم من كنوز الدنيا". كما دعت أهالي عكار الى "التوجه بشكل متواصل الى خيمة الشرف في العبودية لانها وقفة العز وللمدافعة عن عكار كلها وليس فقط عن سكان البلدات المجاورة للمطمر المزمع إقامته". وأسفت "لما يقوم به نواب عكار من عملية تسويق للمطمر، غير آبهين لكرامة عكار وبيئتها وصحة أبنائها، وفي القريب العاجل سيتم الاعلان بالاسماء عن كل نائب أو مرجعية سياسية قامت بإرهاب أو ممارسة ضغوطات على الفاعليات البلدية والاهالي، وما يجري اليوم في عكار يذكرنا بمرحلة سوداء من أيام المنظومة الامنية في عهد الوصاية السورية". وحذرت من "التمادي بإرهاب الناس وإغرائهم والذي حتما سترفع دعاوى قانونية بحقهم، فمواقف الجميع ثابتة ولا تتبدل مهما كانت الضغوظ، ولن يبصر مطمر سرار النور".

 

المشنوق التقى اهالي العسكريين بحضور ابراهيم طالب: نناشد امير قطر مساعدتنا لانهاء الملف قبل الشتاء

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - اجتمع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بعد ظهر اليوم، مع اهالي العسكريين المخطوفين في جرود عرسال، بحضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ومستشاره لشؤون السجون العميد منير شعبان. بعد الاجتماع الذي استمر ساعة ونصف الساعة، تحدث باسم الوفد المختار طلال طالب فقال: "نتوجه اولا الى الامير تميم امير دولة قطر، ونناشده بالقول يا حضرة الامير، قضيتنا انسانية لا هي امنية ولا سياسية، نتوجه اليك بحق اولادك ان تساعدنا على انهاء هذا الملف وعودة اولادنا قبل الشتاء، وان يعودوا الى اهلهم سالمين ونحن لك من الشاكرين". اضاف: "نتوجه اليك بكل انسانية ومحبة لأنك اهل للانسانية والمحبة، نناشدك ان تساعدنا على انهاء هذا الملف الذي مضى عليه اكثر من 15 شهرا من العذابات والقهر والبكاء". وتابع: "لقد اجتمعنا مع معالي وزير الداخلية بحضور سعادة اللواء عباس ابراهيم، قالوا ان المفاوضات من جانب الدولة اكتملت لكن التعقيدات ليس من جانبنا انما من الجانب الآخر. نحن لسنا بصدد التصعيد في هذه المرحلة، وتمنوا علينا التريث قليلا وعدم التصعيد، ووعدونا انهم سيتصلون بالقطريين للمساعدة على اعادة تفعيل الملف. ونحن نناشد باسم كل الاهالي سمو امير قطر مساعدتنا على انهاء هذا الملف. وان شاء الله خيرا". وختم: "كما انني اتوجه الى دولة الرئيس نبيه بري الذي وعدنا بمتابعة الملف، ونقول لدولة الرئيس تمام سلام الذي قال لنا ان الملف امانة والعسكريين هم ابناؤه، اتوجه اليكما: لا تعتبرا هؤلاء العسكريين ابناءكم، بل اعتبروهم مواطنين لبنانيين وليسوا عسكريين، وهم لم يكونوا يمارسون الصيد او يهربون المازوت، بل كانوا في عرسال داخل الاراضي اللبنانية".

يوسف

بدوره تحدث حسين يوسف فقال: "انا اتبنى كل كلمة قالها المختار طلال طالب، اعود واكرر المناشدة لدولة قطر ممثلة بأميرها، لاننا كلنا ثقة ومحبة ان نتوجه اليه من وجع كل قلب ام، من دمعة كل طفل انهمرت، ان يساعدنا ويبذل قصارى جهده من خلال محبته للشعب اللبناني ومن خلال سنين الدراسة التي امضاها في الجامعات اللبنانية، ونحن على دراية بمدى ارتباطه بالشعب اللبناني، نحتاج لترجمة هذا الارتباط بانسانيته المعروفة وان يضع يده مع اهالي العسكريين المخطوفين، وان شاء الله سنتوجه بزيارة خاصة اخوية الى دولة قطر، زيارة محبة وشكر ومناشدة بكل ضمير للمساعدة على انهاء هذا الملف".

 

 

 تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري طالب اوروبـا بفرض حل سـياسـي في ســوريا محادثاته مع الرئيس الروماني تناولت العلاقات والتطورات

المركزية- طالب رئيس المجلس النيابي نبيه بري رومانيا بحض اوروبا على فرض حل سياسي في سوريا معتبرا ان الضجة المثارة في اوروبا حول اللاجئين لا توازي 1/17 مما يتحمله لبنان. توج الرئيس بري والوفد المرافق زيارته الرسمية الى رومانيا بلقاء مع رئيس الجمهورية الرومانية كلاوس يوهانس في القصر الرئاسي، وأجرى معه محادثات تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في الشرق

الأوسط والأزمة السورية و قضية اللاجئين.

وأشاد الرئيس الروماني بالعلاقات بين البلدين، مؤكداً أهمية توسيع التعاون في شتى المجالات لا سيما على الصعيد الاقتصادي و إنشاء المنتدى الاقتصادي اللبناني الروماني الافريقي. ونوه بتعامل لبنان مع اللاجئين السوريين قائلا: "انه تعامل ممتاز و جدير بالتقدير، وهو تحدٍ تواجهونه بكل اقتدار و يجب تحسين الموقف الاوروبي لمساعدته في هذا الدور". أضاف الرئيس الروماني خلال اللقاء: "من البديهي أن الحل هو بإحلال السلام في سوريا عبر المفاوضات، غير ان هذه العملية معقدة لأسباب عديدة"، لافتاً الى ان هناك قوى منخرطة في هذا الموضوع لديها أجندات مختلفة". بدوره اكد الرئيس بري مجدداً على فرض الحل السياسي في سوريا داعياً الىاتباع مشاركة دولية و اقليمية من خلال ال 6+1 هذه المرة بعد تجربة الاتفاق الايراني من خلال ال 5+1. وكرر ان الاسلام بريء من الارهاب و التنظيمات الارهابية، واصفاً ما تقوم به اسرائيل في القدس و المسجد الاقصى بالخطير للغاية و هو اكبر دعم للإرهاب.

وبعد اللقاء جال الرئيس بري و الوفد المرافق في متحف القصر الجمهوري.

حوار مع الطلاب: وكان بري عقد لقاءً حوار بمشاركة رئيس مجلس النواب الروماني فاليريو ستيفان زغونيا مع طلاب رومانيين و لبنانيين في قاعة المكتبة الوطنية في الجامعة الرومانية بحضور عدد من السفراء و أعضاء السلك الدبلوماسي العربي و الأجنبي في رومانيا. بعدما قدمت السفيرة اللبنانية في بوخارست رنا المقدم الرئيسين، رحب زغونيا بالرئيس بري "أحد ابرز رؤساء البرلمانات في العالم وأقدم رؤساء البرلمانات عملاً وكان رئيساً للإتحاد البرلماني العربي وصديقاً وما زال لرومانيا وداعماً لتطوير العلاقات بين البلدين". وقال "ان لبنان اليوم دولة مستقرة، وتستطيع رومانيا الإعتماد على ذلك.. وهذا احد اسباب وجود هذا العدد الضخم من اللاجئين السورسسن و الفلسطينيين في لبنان". ثم ألقى الرئيس بري كلة قال فيها: يسرني ويشرفني هذا اللقاء وإن كنت اقمت في مجلس النواب اللبناني عام 1996اول برلمان للشباب و برلمان آخر عام 2003، واليـوم يتحـول لبنان كل لبنان الى ( هايد بارك ) للمطالبة السياسية بالدولة المدنية وتحديث انظمة الانتخابات بإتجاه النسبية و حقوق المرأة وباللامركزية الادارية وبقانون الاحزاب.

نعم بدأت حياتي السياسية مناضلا" طلابيا"وكان لي شرف رئاسة اتحاد الطلاب الجامعيين في لبنان وناضلت وأعلنت اضرابات ومشاغبات عديدة توصلاً لبناء الجامعة اللبنانية و أيضاً كي يشارك الطلاب وكل قطاعات الشعب في حياة الدولة والمجتمع . اليوم لا نزال نسلك نفس الطريق ونطالب بخفض سن الاقتراع، سن الاقتراع لا يزال في الدستور 21 سنة ونريد ان نخفضه الى 18 سنة، وبإنشاء مجلس اعلى للتربية ينسق حاجات سوق العمل مع ناتج التعليم العالي. كثير من الطلاب يذهبون من دون توجيه علمي الى الجامعات فتحصل على تخصص معين قد لا يكون لبنان بحاجة اليه ولا المنطقة القريبة منهو خصوصاً المنطقة العربية. لست ادري اذا كنتم تعرفون ان في بيروت وحدها نحو 45 جامعة ومعهدا" للتعليم العالي عدا عن المناطق الاخرى، وابناؤنا نظرا" لقلة فرص العمل في لبنان يغادرون الى المهاجر لأن اختصاصاتهم لا تتناسب مع سوق العمل اللبناني الضيق. من المؤكد ان لديكم الكثير من الاسئلة القلقة التي تتعلق بالجوار اللبناني وبلاد العرب تتعلق بنا جميعاً وبمستقبل المنطقة. ان جواركم يعيش حالة توترات وحروب اهلية صغيرة وكبيرة تدمر طاقاته وموارده، نتأمل وقفها وادخـال منطقتنا في جو من الحوار السياسي لحل قضايا بلدانها اضافة لنضالها للقضاء على الارهاب الذي يأخذ الدين ذريعة للقتل و التدمير والدين منه براء.

لقد سفكت الكثير من الدماء ودمرت المدن وضربت مراكز الانتاج والاسواق والموانىء والمطارات ودمر الإنسان، وما يحتاجه الشرق الاوسط إقامة بنى تحتية جديدة واعادة اعمار، وبداية الى وقف العنف وبدء حوارات سياسية حول اليمن، سوريا، ليبيا ومالي والصومال .والعراق والسودان.ماذا أعدد ؟ صار أسهل عليَ وعليكم ان نعدد البلدان التي ليست في حاجة لهذا الامر. ان الشرق الاوسط في واقعه الراهن هو خزان للمهجرين او اللاجئين الذين ينتظرون اشرعة الموت عند شواطئه وموانئه، والاجدر توظيف الامكانيات في استعادة استقرار بلداننا ووقف ضخ الحروب والفتن والمال والسلاح والمسلحين.

اننا نأمل بأن تكون الاجتماعات والقمم التي عقدت على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة قد حملت الينا في الشرق الاوسط بشائر حلول، وان كنا نعتقد ان احتكارات السلاح ستواصل بيعنا الموت في المدى المنظور. اننا نرى انه ومن الآن سيبقى القلق مسيطرا" على الدول المصدرة للنفط بسبب الانتاج المتصل بالنفط الصخري، وسيعيق عجز الموازنات وهبوط الاسهم كل مشاريع التنمية الممكنة التي يمكن أن تساعد.

ولكن ان الشرق القادم .. قادم ولن يصح الا الصحيح. واقول انه فلسطينيا" لا يمكن العبور الى المستقبل الا من بوابة تحقيق اماني الشعب الفلسطيني ولا يمكن لنا في بقية الدول العربية ان نحقق السلام الداخلي الا بالحوار أو بفرضه ،نعم بفرضه أحياناً بين جميع الاطياف وبتعزيز الديموقراطية وبقوانين انتخابية تجعل من نظامنا برلمانيا "ديموقراطيا" ، وكذلك بإقرار وتنفيذ رعة حقوق الانسان العربي وخطة وطنية لحقوق الانسان والسوق العربية المشتركة التي أسسها العرب عام 1954 قبل أن تفكر اوروبا بالسوق الأوروبية المشتركة. أين أصبحنا و أين أصبحت اوروبا؟

وهكذا مازلنا على مانحن عليه لا بل الى الوراء. ثم رد بري على اسئلة الطالبات والطلاب، وقال ردا على سؤال حول امكان تعميم الصيغة اللبنانية في وجه الارهاب: "ما هو الوضع اللبناني حاليا؟ عادة الامن يأتي من السياسة، فاذا كانت السياسة على وضع وفاقي يكون هناك امن واستقرار، واذا لم تكن على ما يرام يكون الامن عادة في حالة قلق. في لبنان العكس، السياسة سيئة جدا. والامن ممتاز 100%. السبب في ذلك يعود الى امرين اولا ان اللبنانيين جربوا، اسألوا مجربا ولا تسألوا طبيبا. انتم تعلمون انه عام 1975 حصلت حرب فتنة في لبنان وذهب ضحيتها 150 الف شهيد وبقيت 14 عاما من عام 1975 الى عام 1989 ثم وقعنا اتفاقا اسمه اتفاق الطائف الذي اصبح دستورا. وحتى الآن لم نطبقه كاملا. مع ذلك هناك استقرار امني. والسبب الثاني هو الحوار الذي انتهجناه، واستطيع القول ان الله هداني الى ان اسلكه في ككل مناسبة اشعر فيها ان هناك قلقا، ففي عام 2006 لو لم يكن الحوار لاحتلت اسرائيل لبنان. وعام 2008 حصل حوار في سبيل انتخاب رئيس للجمهورية بعدما عقدنا 20 جلسة للمجلس قبل ان نصل الى الحوار، وذهبنا على اثره الى الدوحة. والآن بدلا من الحوار هناك حواران ارعاهما شخصيا، حوار اول بين حزبين سياسيين لمنع اي فتنة، وحوار آخر يشمل كل اللبنانيين حول موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وحول جدول اعمال ولشيء الذي تكلمت بالنسبة الى تطوير النظام اللبناني. في رأيي هذان السببان حميا لبنان والا كان صار في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية والحكومة مجمدة والبرلمان ايضا مجمد ومع ذلك فالامور بردا وسلاما على ابراهيم.

سئل: هل يمكن في سوريا حل سياسي؟

اجاب: لقد تكلمت هذا الكلام مع صديقي دولة الرئيس اليوم. الشيء الذي كان يصلح في سوريا قيل اربعة اعوام او ثلاثة اعوام هو غير اليوم. والذي يصلح من عامين هو غير اليوم. كانت تصلح الحواراتز اما الآن ومع الاسف الشديد لم يعد هذا الامر يصلح. لماذا؟ لان القوى المتواجدة على الارض لا تريد على الحوار اي حوار حتى وان رضي كل الناس بالحوار فان داعش والنصرة وجيش الاسلام وغيرها، كل هؤلاء المتطرفين لا يريدون التكلم مع احد على الاطلاق، ولا ينظرون لا الى طوائف ولا مذاهب ولا فئات ولا نظام ولا شيء لذلك في رأيي، وهذا امر قد يستغربه الكثيرون بعد التجربة التي مر فيها العالم في موضوع الحوار الذي حصل بين ما يسمى 5+1 بالنسبة الى الموضوع الايراني. من كان يعتقد ان الحوار سيجري حول الموضوع النووي في ظل التباعد الكبير؟ ومن كان يعتقد ان يصل هذا الحوار الى نتيجة؟ الجواب اوجد هذه المعجزة. فاذا كان بين ايران والدول الكبرى حصلت هذه المعجزة، هل الموضوع السوري معقد اكثر من ذلك. في رأيي ان الحوار يمكن ان يكون بدلا من 5+1 هو حوار 6+1 وعندئذ يمكن الوصول الى حل. يجب فرض هذا الحل. هناك تجربة سابقة في المنطقة. التجربة هي لبنان. فنحن في لبنان وصلنا الى درجة الدرجة التي وصلت اليها سوريا الآن:

عدم استطاعة الحوار. حصل الاجتماع وليس المهم من كان الى الطاولة. المهم من كان تحت الطاولة. كان السوري آنذاك تحت الطاولة، والسعودي فوقها وتحتها، وكان الاميركي والاوروبي والفرنسي، وجرى الاتفاق (الطائف) الذي لم ينفذ كله حتى الآن، واطمأن لبنان. هذا الذي يجب ان يحصل في سوريا، وعندئذ الدستور ينص على كل ما كان يمكن ان يحصل اي حوار في اتجاه الديموقراطية.

* هل الفدرلة حل ممكن في سوريا؟

- انا شخصيا اؤمن بالعالم العربي عالم واحد واؤمن بالعروبة. وفي العشرينات بعد الحرب العالمية قسّم سايكس بيكو المنطقة وجزأها ليستطيع الكثيرون ان يسيطروا عليها. اي طرح للفيديرالية والكونفيديرالية في سوريا

والعراق هو تقسيم المقسّم وانا ضده. واعتقد ان الشعبين السوري والعراقي ضده ايضا.

* الى متى يخسر لبنان شبابه في الهجرة الى الخارج؟

- اللبناني منذ الازل حمل احرف الابجدية الى العالم لذلك عدد اللبنانيين في لبنان نحو اربعة ملايين لبناني وفي الخارج 14 مليونا. لست رئيس مجلس النواب اللبناني الوحيد، يوجد عدد من رؤساء المجالس النيابية من

اللبنانيين الآن، وفي كل وقت في دول عدة. هذا اللبناني المنتشر في كل انحاء العالم، وكما اقول لبنان طائر ذو جناحين، جناح مقيم وجناح مغترب. هذا اللبناني لمع في كل انحاء الدنيا، النواب اعضاء المجلس النيابي اللبناني 128، اما عدد النواب اللبنانيين الآن الفيديراليين منهم في العالم 163 نائبا في 19 برلمانا. الاقتصاد اللبناني ليس في خير الآن نتيجة الوضع السياسي، بينما هناك 13 بلدا في العالم اقتصادها في ايدي اللبنانيين.

هذا اللبناني يولد وعنده هذا الحب. انا شخصيا ولدت في سيراليون وهذا واقع لبنان. وهذه رغبة عند اللبناني. لكن جزءا من هذا الكلام وهذه الهجرة هي تلك المتعلمة المثقفة، لانه مرات عدة لا يجد الكثيرون مجالا في لبنان نتيجة عدم التوجيه في التعليم العالي.

وردا على سؤال قال: اللبناني يستطيع تحمل الاغتراب رغم صعوبته. لكن نصيحتي للمغترب اللبناني التقيد بقوانين البلد الموجود فيه وان يكون مخلصا له كما هو مخلص لوطنه. هو يأتي كي يعيش ويتأقلم ويخدم المجتمع الذي هو فيه والذي انطلق منه. فمثلا على البناني في رومانيا بمقدار ما يحب لبنان ان يحب

رومانيا، وبمقدار ما يخدم لبنان يخدم رومانيا. والجالية اللبنانية في رومانيا نموذج من حيث المدارس وكل الاعمال التي تقوم بها وفقا للاصول والقانون.

وردا على سؤال حول كيفية تعامل لبنان مع العدد الكبير من اللاجئين السوريين قال: بالنسبة الى العلاقة بين لبنان وسوريا وبين البلاد العربية عموما مختلفة من حيث المنظور. نحن شعب واحد، شعب عربي، انا مسؤول عن العربي وهو مسؤول عني. اذكر انه عام 2006 عندما هاجم الاسرائيلي لبنان تشرد نحو مليون لبناني في شتى انحاء لبنان، وقسم منهم تحديدا نحو 160 الفا ذهبوا الى سوريا التي رعتهم بكل ما يلزم طوال فترة الحرب نحو 33 يوما حتى عادوا جميعا الى ديارهم. طبعا 160 الفا ليسوا مثل مليون ونصف مليون او مليونين، و33 يوما ليست كاربع او خمس سنوات، لكن القصة هي انني مسؤول عن اخي وانا اكون في الجرح والالم الى جانبه، وهذا ما تعودنا عليه، ليس بين السوري واللبناني فقط، بل بين اي عربي وعربي آخر. مع الاسف نعم هذا لا يعني ان لبنان يتحمل هذا الامر بسهولة. المبدأ اننا مسؤولون عن الاستيعاب، لكن حقيقية لا اعتقد

انه في التاريخ يستطيع شعب ان يتحمل في وقت محدد نصف عدده. ليس الموضوع موضوع غذاء ومياه وكهرباء، بل هو اخطر من ذلك. كان الخوف الاكبر في لبنان من هؤلاء الذين دخلوا كم يوجد بينهم من داعش او من القاعدة او ضد كل ما هو قائم؟ بالتالي كان هناك خوف كبير على الوضع الامني. وفعلا اتى هذا الخوف في محله لأنه في بداية الامر حصلت تفجيرات عدة في بيروت والضاحية الجنوبية وسقط شهداء وجرحى قبل ان تتمكن الاجهزة الامنية اللبنانية والجيش اللبناني من القبض على الموضوع الامني في شكل جيد حتى الآن والحمدلله. الامر الآخر انه توجد حالات استحالة في الاستيعاب على مستوى التعليم حيث يوجد 363 الف

تلميذ سوري في المدارس الرسمية في لبنان، وهذا يواجه صعوبات ومشاكل كثيرة على مستوى اختلاف المناهج والحاجة الى تخصيص دوامين للتعليم وتوفير المعلمين، وقد سمعنا بالتعاقد الموقت، وكذلك هناك 174 الف طفل سوري ولدوا في لبنان منذ بدء الازمة السورية. لقد اتى الاخوة الفلسطينيون الى لبنان ومفاتيح منازلهم معهم على اساس انهم سيعودون الى ديارهم في غضون ايام، وحصل ما حصل. الحل هو في تنفيذ قرارات الامم المتحدة وفي عودة الفلسطينيين الى ديارهم، والمطلوب الدعم من اوروبا وعبر رومانيا لفرض حل سياسي في سوريا.

وعندها يعود شعبها الى بلده وتعود الوحدة الى سوريا، وتعود سوريا الى طبيعتها. ان كل الضجة المثارة في اوروبا حول اللاجئين السوريين هي لسبب لا يوازي 1/17 ما يتحمله لبنان.

وفي رده على اسئلة الطلاب تحدث رئيس مجلس النواب الروماني عن دور الاتحاد الاوروبي ازاء قضية اللاجئين السوريين، مشيرا الى ان قضيتهم لا تقتصر على السوريين وعلى الخطط التي توضع لمواجهة هذه المعضلة، وقال: "اذا اردنا ان نعيش حياة آمنة في رومانيا، فيجب ان تكون هناك حياة آمنة في لبنان والاردن اللذين يتحملان هذا العبء الكبير من اللاجئين السوريين".

ودعا الى تطوير التعاون السياسي والاقتصادي بين لبنان ورومانيا.

 

زاسبكين زار الجميل: إجراءات روسيا لوضع حد لإمتداد الإرهاب ستنعكس ايجابيا على لبنان

الخميس 15 تشرين الأول 2015

وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في بكفيا ظهر اليوم، سفير روسيا الكسندر زاسبكين، وتم البحث في تطورات الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية. بعد اللقاء، صرح زاسبكين: "ناقشنا اليوم قضايا عديدة تتعلق بالأوضاع في المنطقة وعلى الساحة الدولية، نحن نعيش مرحلة تتطلب الإتصالات بين الجميع خصوصا الذين يريدون معالجة الأوضاع بطريقة سلمية، والرئيس أمين الجميل هو من الواقفين بحزم من اجل ايجاد الحلول السلمية لما يحدث في المنطقة، وهذا ما يتفق مع النهج الروسي". أضاف: "أريد ان أركز على الجانب السياسي للاجراءات التي اتخذناها في الفترة الأخيرة، نحن نريد الحديث مع جميع القوى، نريد التسوية السياسية في سوريا وبالتالي في كل المنطقة. وهذا سيكون الجوهر الأساسي للجهود الروسية في المرحلة المقبلة. ونعتقد ان الإجراءات المتخذة من قبل روسيا لوضع حد لإمتداد الإرهاب ستنعكس ايجابيا على لبنان". وردا على سؤال قال: "المعركة ضد الإرهاب التي تجري اليوم في المنطقة وبدرجة اولى بجهود روسية بالتنسيق مع السلطات الشرعية في سوريا، اضافة الى وجود تحالف بقيادة اميركية هي كلها موجهة ضد الإرهاب، واذا كان هناك نتائج ايجابية ونجاحات وانتصارات في الدول المجاورة فهي ستنعكس ايجابيا على الأوضاع في لبنان مع الأخذ بالإعتبار ان الجيش وقوى الأمن في لبنان قادران على مواجهة الخطر الإرهابي".

سئل: هل سنشهد انتخابا لرئيس جمهورية في لبنان؟

اجاب: "هذه مسألة صعبة نحن نبحثها منذ مدة طويلة، وهي شأن لبناني بالدرجة الأولى ويجب ان يكون القرار لبنانيا. بطبيعة الحال، للمجتمع الدولي وللمجموعة الدولية لدعم لبنان، بند اساسي هو مساعدة الأمن والإستقرار في هذا البلد. نريد ايجاد حل لهذه المشكلة، ونحن نشجع اصدقاءنا اللبنانيين على هذا الإتجاه. وفي نفس الوقت، لا يمكننا ان نقترح ونتدخل لمصلحة اي مرشح في لبنان، ولكن نحن لا نزال نحث كل الأطراف والأحزاب على اتخاذ القرارات المناسبة. نعرف ان الرئاسة مرتبطة بالأوضاع الإقليمية ولكن نريد في الوقت عينه ان تكون هناك ارادة وطنية لبنانية قوية لإيجاد المخرج لهذا المأزق".

 

زهرا : الرئاسة شأن وطني لا يجب مقاربتها من منطلق كنسي أو ماروني

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد النائب أنطوان زهرا في حديث إلى إذاعة الشرق أنه "ما دامت إيران تعطل الإنتخابات بواسطة أطراف لبنانية، ما يسمح لأطراف إقليمية ودولية بأن تحاول التدخل لدى إيران، لن يكون الإستحقاق لبنانيا ولن تجر الإنتخابات بموجب الدستور وفي المجلس النيابي من دون أي تدخل خارجي. لذا طالما أن فريقا إيرانيا يمنع الإنتخابات فمن الطبيعي أن تبذل مساع لدى إيران للافراج عن الإنتخابات الرئاسية علما أن إيران سبق أن جرى التدخل معها من قبل الإتحاد الأوروبي وكان ردها أن هذا شأن داخلي لبناني". وعن التدخل الكنسي على خط الوساطة، رأى أنه "لا يجب أن يقارب موضوع الرئاسة من منطلق كنسي أو ماروني لأنه شأن وطني، صحيح أن الرئاسة مارونية تجدد الشراكة المسيحية بالسلطات الدستورية لكن الرئيس يجب أن يكون رئيسا لكل اللبنانيين ولا يكون مندوبا لأي حزب ويكون على مسافة واحدة من كل الأطراف ويكون حاميا للدستور لأنه مؤتمن عليه. هناك مبالغة بالكلام من منطلقات دينية حتى الدخول الفاتيكاني على الخط بسبب وجود هاجس الإستمرار المسيحي في الشرق لأنه الموقع الوحيد في الشرق الأوسط". وأشار إلى أن "موضوع الرئاسة مهمة وطنية"، منتقدا "موقف حزب الله السلبي من هذا الإستحقاق وإستخفافه إلى هذه الدرجة بحضور المسيحيين في الدولة من خلال تعطيل الإستحقاق الرئاسي، علما أن المسيحيين لم يستخفوا يوما بأي استحقاق يتعلق بتمثيل الطوائف الأخرى في السلطة". وردا على سؤال قال: "في موضوع إعلان النوايا، قلنا إن مقارباتنا مختلفة، هناك فريقان في إعلان النوايا فيما هناك عدة أفرقاء مسيحيين وإذا كان البارز ترشيح عون وجعجع فلا أحد بريء من الطموح للرئاسة وهذا حق مشروع. كما أن موضوع التوحد بين المسيحيين فما يميزهم هو التنوع وليس التبعية وهم يحتكمون إلى الدستور"، مشيرا إلى أن "القوات اللبنانية أبدت كل الإستعداد للتفاهم حول مرشح آخر وأعلنت عن إستعدادها لأي تسوية ولأي تفاهم لكننا ننتظر الفريق الآخر من أجل ت

ولفت إلى أن "الفروق السياسية بيننا لا تزال قائمة بأغلبية المواضيع والصدام غير مطلوب بين الفرقاء المسيحيين إنما المطلوب هو حوار وتثبيت المواقف ليس بأسلوب الهجوم المباشر. إن القوات منكفئة عن هذا النوع من المواجهة لكنها غير منكفئة عن طرح المواضيع الإيجابية من خلال المؤتمرات والندوات التي تعقدها بشكل متكرر والحملات التي تطلقها".

 

نواب بيروت : نرفض تعطيل الحكومة

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقد نواب بيروت اجتماعا ظهر اليوم في مجلس النواب، حضره: محمد قباني، عماد الحوت، عاطف مجدلاني، سيبوه قلباكيان، جان اوغاسبيان، عمار خوري. وتم البحث في شؤون العاصمة. ووزع المجتمعون البيان التالي:

1 - ان وسط بيروت هو قلب العاصمة وكل الوطن وهو رمز العيش الواحد والوطن الواحد كما انه قلب الحركة الاقتصادية اللبنانية.

2 - ان التخريب الذي قام به بعض الحراك قبل ايام مرفوض ومدان ويؤدي الى اغلاق المؤسسات وتشريد الاف الموظفين والعاملين والى اضرار كبيرة في الاقتصاد اللبناني ويضع لبنان على شفير كارثة اقتصادية.

3 - اننا نرفض تعطيل الحكومة لما يشكله ذلك من اضرار بمصالح المواطنين المختلفة وخصوصا مع غياب رئيس الجمهورية المستمر منذ حوالي السنة والنصف.

4 - ان نواب بيروت يعتبرون ان اجتماعاتهم مفتوحة لمتابعة قضايا العامة".

 

سليمان: لتفعيل العمل الحكومي وتلبية الشؤون المطلبية

الخميس 15 تشرين الأول 2015 /وطنية - شدد الرئيس العماد ميشال سليمان على "ضرورة تفعيل العمل الحكومي لتلبية الشؤون المطلبية والحد من الخسائر المتراكمة بسبب الفراغ الرئاسي الذي طال امده". وتمنى سليمان خلال استقباله ممثلة الامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ، سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسون، السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل، السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد والنائب السابق جواد بولس، ان "تبذل مجموعة الدول الداعمة للبنان، جهودا إضافية لدعم المؤسسات، سيما العسكرية، للحفاظ على الاستقرار في ظل الفوضى القائمة في المنطقة".

وتوجه سليمان إلى "اللبنانيين والعرب بالمعايدة بحلول رأس السنة الهجرية"، املا ان "تحمل معها بذور السلام".

 

جعجع خلال مؤتمر التداعيات الاستراتيجية للاتفاق النووي: الاتفاق خطيئة تاريخية والافتراض انه سيعقلن إيران في المنطقة خاطىء

الخميس 15 تشرين الأول 2015 الساعة 20:05

وطنية - رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "الاتفاق النووي ليس خطأ تاريخيا بل خطيئة تاريخية، وبالتالي الافتراض ان الاتفاق سيعقلن rationalize إيران في المنطقة هو خاطىء وهذا جلي في الأشهر الأربعة الأخيرة". كلام جعجع جاء خلال كلمة ألقاها في مؤتمر "التداعيات الاستراتيجية للاتفاق النووي الإيراني"، الذي أقيم في المقر العام للحزب في معراب، في حضور الرئيس ميشال سليمان ممثلا بالوزير السابق ناظم الخوري، الرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب جمال الجراح، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ممثلا بمستشاره جاد الأخوي، وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني ممثلة بالعميد الركن شوقي بو رسلان، وزير العمل بطرس حرب ممثلا بطوني فرنسيس، وزير العدل اللواء أشرف ريفي ممثلا بمستشاره محمد صعب، النواب: أمين وهبه، انطوان سعد، روبير غانم، أحمد فتفت، جان أوغاسبيان، انطوان زهرا، جوزف المعلوف، شانت جنجنيان، طوني ابو خاطر، سامي الجميل ممثلا بالأمين العام لحزب الكتائب ميشال خوري ونديم الجميل ممثلا بالكولونيل نديم فارس، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد طوني جريج، الوزيرين السابقين طوني كرم ووديع الخازن، النواب السابقين: انطوان حداد، صلاح حنين، مصطفى علوش وفريد هيكل الخازن ممثلا بروني ألفا، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالعميد فادي الهاشم، المدير العام للامن العام العميد عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد روجيه صوما، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالعميد ساسين مرعي. كما حضر قائد سرية جونية المقدم جوني داغر، العميد المتقاعد بهيج وطفه، أمين سر حركة التجدد الديمقراطي أنطوان حداد ممثلا بوفيق زنتوت، عضو اللجنة التنفيذية في "الكتلة الوطنية" مروان صقر، رئيس حركة "الاستقلال" ميشال معوض ممثلا بطوني شديد، رئيس حزب الاتحاد السرياني ابراهيم مراد، الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الياس بو عاصي ممثلا بزياد خليفة، رئيس حركة "المستقلون" رازي وديع الحاج، الى هيئات ديبلوماسية وقضائية وإعلامية وحزبية واجتماعية ودينية ومجالس بلدية واختيارية.

جعجع

وقال جعجع في مداخلته: "إن قوات اليوم هي ذاتها في أعوام 1975 و80 و85 و90 و95 و2005 في كل المناطق، فقوات المرحلة السابقة هي نفسها قوات اليوم قوات الدولة والمؤسسات والحرية والتعددية، ولكن الرئيسين حافظ وبشار الأسد حاولا أبلستها". أضاف: "ان أوضاع منطقة الشرق الأوسط ليست بألف خير وهي تعيش حرب المئة عام التي عاشتها أوروبا في القرون الوسطى، وفي المقابل إيران اصبحت قوة لا يستهان بها في المنطقة. كانت دول الغرب تبحث الأسباب الموجبة لتوقع الاتفاق النووي وليس الأسباب الموضوعية ومن هنا ضرورة المؤتمر، فالاتفاق النووي هو اتفاق نووي فقط ولا وجود لملاحق سرية مكتوبة".

وتابع: "في الشرق الأوسط دائما ما يكون هناك مؤامرات سرعان ما تظهر، في حين ان الاتفاق النووي لا يظهر وجود اي ملاحق سرية، فهذا الاتفاق سيجمد المشروع النووي الإيراني مقابل الإفراج عن اموال عائدة لإيران، الى جانب أنه اعطى جانبا ملموسا وفاعلا وجديا وهو مليارات الدولارات لإيران مقابل لا شيء، فماذا لو حصلت إيران على قنبلة نووية، هل تستعملها في سوريا مثلا؟ باكستان تملك سلاحا نوويا منذ اكثر من 20 سنة وهذا لم يؤثر على دورها في الجوار، وبالتالي فالافتراض ان الاتفاق اوقف السلاح النووي هو افتراض خاطىء، ولنفترض ان ايران التزمت بوقف السعي إلى سلاح نووي فيمكنها الاستئناف في أي وقت تريد". ورأى أن "إيران أجلت مشروعها للوقت الحالي في حين انها حصلت على 50 مليار دولار ستزيد الى مليارات إضافية نتيجة تشغيلها في الأعوام القادمة، وبالتالي كل ما يحكى عن النجاح بتجميد النووي الإيراني يطرح بأحسن الأحوال تساؤلات كبيرة"، مشيرا الى أن "الرئيس الأميركي باراك اوباما كان يضع المجتمع الدولي امام خيارين: إما الحرب او الاتفاق في حين انه يمكن الذهاب إلى خيار ثالث وهو فرض عقوبات وحصار كامل على إيران، ولكن الواضح ان الاتفاق لم يكن مبنيا على معطيات واقعية وأظهر ان الإيرانيين يعملون بذكاء وترو".

وشدد جعجع على ان "الاتفاق النووي ليس خطأ تاريخيا بل خطيئة تاريخية، وبالتالي الافتراض ان الاتفاق سيعقلن rationalize إيران في المنطقة هو خاطىء وهذا جلي في الأشهر الأربعة الأخيرة". وقال: "يبقى هذا الموضوع في إطار التمنيات والذي كان لا بد حاصل بسبب حركة التاريخ وكانت بدأت بوادره في الثورة الخضراء، فالبرنامج الإيراني بدأ مع الرئيس محمد خاتمي الذي يعتبر من أكثر الرؤساء المعتدلين. لذا فالموضوع يتعلق بالنظام كله، والمؤشرات كافة تدل ان إيران ما بعد الاتفاق هي ذاتها ما قبله، هي إيران الملالي وإيران الجمهورية الإسلامية القائمة على تصدير قوميتها وأيديولوجيتها إلى الخارج".

أضاف: "من هذا المنطلق نستطيع القول ان انعكاسات الاتفاق النووي ونتائجه وتداعياته على منطقة الشرق الأوسط ستكون سلبية جدا لأن الاتفاق النووي سيؤمن إمكانيات ضخمة لتصدير الثورة أكثر فأكثر ومحاولة إقامة الأمة الإسلامية بطبعتها الإيرانية طبعا، وبالتالي لاحتدام الصراع في المنطقة، وللأسف تحوله - وهذا ما بدأنا نشهد تكاثر مؤشراته - إلى حرب شاملة ولو على مستوى اللاعبين الاقليميين بداية". وختم: "أتمنى أن تكون توقعاتي هذه كلها خاطئة، ماذا وإلا، ستكون أمام المنطقة أيام صعبة جدا".

شينكر

ثم تحدث مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن دايفد شينكر الذي تمحورت محاضرته حول "سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في أعقاب الاتفاق النووي مع ايران"، فقال: "إن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط شهدت تحولا عميقا أثناء إدارة الرئيس باراك أوباما. على الأقل جزئيا، فالإدارة الأميركية عرفت عن نفسها خلافا لإدارة الرئيس السابق جورج بوش بحيث كان هدف هذه الإدارة تقليص دور الولايات المتحدة العسكري في المنطقة وتحويله نحو القارة الآسيوية". أضاف: "كما وعدت الإدارة الأميركية، لقد شهدنا انسحابا مثيرا للقوات الأميركية من الشرق الأوسط وتحديدا من العراق، ولكن الأبرز كان اعتماد مقاربة جديدة للدور القيادي التقليدي للولايات المتحدة في المنطقة. ان الإدارة الاميركية تعتمد سياسة leading from behind - القيادة من وراء الكواليس، مع التركيز على بناء تحالفات دولية في الأمم المتحدة. وأعتقد أن الأصدقاء الإقليميين التقليديين لواشنطن يصفون سياسة الولايات المتحدة بأنها كما شرحت في مقابل الرائدة في القيادة". وتابع: "في الواقع، نتيجة هذه السياسة كانت ردة فعل على الدور السلبي للولايات المتحدة بحيث أظهرت لامبالاة تجاه حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، وكان الاستثناء الوحيد الملحوظ لهذا النمط هو إيران، حيث كسرت الإدارة معها مقاطعة 35 سنة للتواصل مع طهران، وفرض اتفاق نووي مع إيران يتضمن وعودا بالإفراج عن المليارات في الأصول المجمدة ووضع حد لسياسة الاحتواء". وأردف: "ان ترك التفاصيل الفعلية للاتفاق جانبا - ولو أنني أعتقد أنها ضعيفة - ولكن هذا لا يلغي أن الاتفاق كان تحوليا. قبل الاتفاق، وفي مقابلة مع مجلة نيويوركر، تحدث الرئيس أوباما عن التوازن الاقليمي الجديد مع إيران التي تأخذ مكانها الصحيح كقوة في منطقة الخليج، وبالتالي هذا الاتفاق يستوعب هذا الدور الإيراني الجديد. حتى قبل الاتفاق، كانت إيران تسيطر أساسا على أربع عواصم عربية، بل وأكثر ضررا، وعلى الرغم من أن الاتفاق لا يتضمن أي أحكام للحد من سلوك إيران المزعزع للاستقرار الإقليمي، يبدو أن الإدارة الاميركية تأمل أن إيران يمكن أن تكون بطريقة أو بأخرى قوة من أجل الاستقرار في المنطقة. ولكن بدلا من ذلك، ما رأيناه، هو أنه في غياب الدور القيادي للولايات المتحدة في المنطقة، قد ملأت إيران الفراغ في العراق، اليمن وسوريا، حيث هي الفاعل الرئيسي".

وسأل: "ما الذي ستفعله طهران بعد أن تحررت أموالها المجمدة والتي تبلغ بين 50 الى 100 مليار دولار؟ ففي العام 2006 قاد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، ما يسمى محور المقاومة، أما المحور الجديد - انطلاقا من أحدث الملصقات في دمشق - فيشمل نصر الله، الأسد، خامنئي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرجال الذين لا ينحنون لأحد إلا إجلالا لله". وقال شينكر: "إنه أمر لا يصدق بأن الإدارة الأميركية تبدو مترددة ومحتارة ليس فقط حول المسار المستقبلي للأزمة في سوريا، ولكن حول الدور الروسي الجديد في هذا البلد، فإبقاء الروس خارج منطقة الشرق الأوسط، كان، وكما تعلمون، الركن الثاني من سياسة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في المنطقة والذي ذهب أيضا سدى في ظل إدارة أوباما، وترى الإدارة الأميركية أن سياسة الصبر الاستراتيجي strategic patience سوف تجعل روسيا وايران غارقة في مستنقع أفغانستان أخرى ألا وهو سوريا. ربما قد يكون هذا التحليل صحيحا، ولكن في الوقت عينه، اصدقاء واشنطن - ولا سيما لبنان والأردن - يتفاقم الضغط عليهما من خلال أزمة اللاجئين التي يسعى عبرها الأسد الى إفراغ سوريا من المسلمين السنة عبر إبادة جماعية، ويستفيد من هذه السياسة المعتمدة كل من الأسد وبوتين".

 وأوضح أن "بوتين ينظر إلى الاتحاد الأوروبي بازدراء، وليس لديه مشكلة مع إجبار الأوروبيين للتعامل مع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة باستيعاب ملايين اللاجئين السوريين. أما بالنسبة للأسد، فاللاجئون هم بمثابة سلاح يمكن استخدامه ضد اصدقاء واشنطن في عمان بحيث يساعده هذا الأمر على تحسين التركيبة السكانية للاقلية العلوية". وأسف ان "أزمة اللاجئين من المحتمل ان تزداد سوءا مع الوجود الروسي، والملايين من اللاجئين السوريين من غير المرجح أن يعودوا يوما ما إلى منازلهم، لقد مرت أربع سنوات من الحرب، إلا أنه من الواضح أن إدارة أوباما لا تملك سياسة واضحة تجاه سوريا، باستثناء الرغبة والالتزام لتجنب التورط فيها"، معتبرا ان "مكافحة داعش التي كانت هدف الإدارة المفصلي في سوريا، فقامت بتدريب وتجهيز المعارضين السوريين، حتى لا تتكبد عناء التدخل العسكري، وهذه هي مشكلة السياسة الاميركية التي لم تنضج بعد، وسوف تزداد سوءا، واعتماد هذه السياسة ضيق من خيارات الولايات المتحدة".

ولفت الى أنه "في السنة والنصف الماضية، تم تدريب أقل من 50 من المعارضين السوريين المعتدلين لمحاربة داعش، بقي منهم خمسة فقط في ساحة المعركة اليوم، وذلك بتكلفة بلغت 500 مليون دولار. وفي الوقت نفسه، داعش تسيطر على المزيد من الأراضي حتى بعد بدء قصف التحالف الدولي ضدها"، مشيرا الى أن "استهداف الولايات المتحدة لداعش في الشرق والروس للمعارضين في الغرب، نتج عنه ان واشنطن وموسكو تساهمان الآن بالحفاظ على الأسد في السلطة. وأسوأ جزء ربما، هو أن الإدارة الاميركية لا تزال لا تفهم أن داعش هنا اليوم بسبب الأسد، أو بشكل أكثر تحديدا، بسبب الأسد والمالكي. فالسياسات الطائفية التي اعتمدها كل من المالكي في بغداد والأسد في دمشق هي التي غذت دعم داعش. فما دام الأسد في السلطة، ستبقى داعش عاملا فعالا على الأرض". وقال: "إن سياسة الولايات المتحدة قد تؤدي الى بعض التغييرات في هوامش السياسات، ولكن تشير السنوات الست الماضية أن هذه الإدارة لن تبدل من سياستها. وإننا سنشهد بعض الزيادات في كمية صواريخ TOW المضادة للدبابات التي قدمت إلى المعارضين في سوريا، وبعض العقوبات الإضافية على موسكو التي ستؤدي إلى رفع تكلفة التدخل العسكري الروسي. ومما لا شك فيه، بأن الإدارة الاميركية ستستمر بإنفاق المليارات على سياستها "المطمئنة"، وبيع الأسلحة والمعدات لتهدئة حلفائها التقليديين بأنها سوف تساعد على حمايتهم". وختم: "ان السياسة العامة للادارة الاميركية للأسف تجاه المنطقة لن تتغير، ولكن الجانب المشرق، إذا كان هناك واحد، هو أن الإدارة القادمة في واشنطن، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، هي أن تنأى بنفسها عن السياسة الخارجية التي لم تقدم بشكل واضح مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

مرادي

بدوره، استهل الكاتب والباحث في الشؤون الإيرانية - العربية وعضو المجلس العلمي لموسوعة الإسلام المعاصر في طهران مجيد مرادي مداخلته بوصف العلاقة بين إيران والعرب بأنها "تتجه باتجاه مغاير لما هي العلاقات الإيرانية الأوروبية وحتى الأميركية، ففي نفس الوقت الذي نرى فيه الوفود الأوروبية تزور طهران يوميا قلما نجد ترحيباعربيا بهذا التوافق." وأضاف: "ان العلاقة بين إيران والعرب تمر عادة عبر مضيق العلاقة الإيرانية السعودية، إذ إن إيران والمملكة السعودية قوتان اقليميتان تقودان المعسكر الاسلامي الشيعي والمعسكر الاسلامي السني في منطقة الشرق الأوسط. وبالرغم من ذلك سيعكس الاتفاق النووي آثارا إيجابية على العلاقات بين إيران والدول العربية عامة، بالرغم من شبه الوصاية السعودية". ورأى "أن السعودية لم تخف سخطها على تحقيق التوافق النووي فحسب بل عرقلت في مساره، بسبب خسارتها قيمتها عند الغرب الى جانب خسارة قيمة النفط بعد إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، إلا أن عملية اكتشاف خليتين إرهابيتين في الكويت والبحرين كانتا كفيلتين بمعرفة مدى استياء السعوديين من الاتفاق النووي وتطبيع العلاقة بين إيران والغرب، لأن ذاك الاتفاق يمنح دورا وأهمية اقليمية ودولية كبرى لإيران". واذ اعتبر "ان عملية كشف الخلية الإرهابية في كل من البحرين والكويت تمت اختلاقها من أجل القضاء على التوافق النووي وإعاقة تنفيذه"، لفت مرداي الى "أن النظام السعودي وبعض من معه مطالب داخليا بالديمقراطية والحرية وإشغال البلاد في المواجهات العسكرية خارج الحدود ومواجهة ما يسميه بتهديد إيران، يخفف من مشاكلها الداخلية".  وقال:"رغم جميع الخلافات بين إيران والسعودية في الكثير من الملفات الإقليمية ولكن يبقى هناك أمل للتعاون بينهما على موضوع الحؤول دون تفكك سوريا والعراق وموضوع مكافحة الإرهاب التكفيري الذي يهددهما ويجعلهما مضطرين لإعطاء المجال الدبلوماسي دوره. ولهذا نرى السعودية ترفض أي نفوذ أو وجود لإيران في المنطقة وتذهب باتجاه المواجهة العسكرية مع إيران، بينما إيران تطالب بالحوار مع السعودية". وأضاف:"إن السعودية تشعر بأن إيران نجحت في العراق وأفغانستان وتمددت إلى اليمن، كما تمكنت في الحؤول دون سقوط بشار الأسد، وانتصرت في المفاوضات النووية، وتم الاعتراف بها دوليا. بينما السعودية خسرت في جميعها، فلم يعد بإمكانها إلا القيام باستعراضات عسكرية وانتهاج سياسة حافة الهاوية". وأكد مرادي "أن إيران ما بعد الاتفاق النووي ستكون أكثر انسجاما وهدوءا مع المجتمع الدولي، على عكس السعودية التي تتجه نحو التطرف في حل قضايا لن تحل إلا عبر الدبلوماسية. ولكن في نهاية المطاف ليس لدى السعودية خيار إلا الجلوس مع إيران على طاولة المفاوضات لحل الأزمات الموجودة في المنطقة".

النصف

أما وزير الإعلام والمواصلات الكويتي السابق سامي النصف فاستهل كلمته بتقديم شكر الجزيل للقائمين على حزب "القوات اللبنانية" والمنظمين للندوة الهامة حول التداعيات الاستراتيجية للاتفاق النووي وعلى حسن الاستقبال وجودة التنظيم التي قاربت الكمال، وأبدى سعادته في هذا السياق على تواجده في معراب "مركز الحزب ومحراب حكيمه، فعجب من وطن عزيز وقريب من القلب اسمه لبنان أصابت الأمراض والعلل جسده ولا يستعين بحكيم كرئيس لعلاجه وإصلاح شأنه". وقال:"بالعودة للموضوع الأساسي وهو الاتفاق النووي الإيراني وموقف دول الخليج منه، نقول ان الدول الخليجية متفقة علي ما جاء في الاتفاق ومختلفة علي ما لم يأت به، فجميعها تقبل بمخارج مثل الإشراف الدولي على المفاعلات النووية الإيرانية اذ ان البديل كارثة، فلا دول الخليج ولا العالم أجمع يقبل بمشروع نووي لا يعلم أحد تطوراته، وقد تفاجئ إيران العالم ذات يوم بإعلانها حيازتها السلاح النووي الذي لا تكمن الخطورة بوجوده فقط بل في وقوعه بيد إدارة ثورية غير متوافقة مع المجتمع والقانون الدولي لذا قد تحوله من سلاح ردع إلى سلاح ميداني يستخدم في أي نزاع إقليمي، كذلك دول الخليج تحصل على مياه الشرب والزراعة عبر تقطير مياه البحر في الخليج وبعض المفاعلات النووية الإيرانية موجودة على السواحل الخليجية مما يهدد بتلوث مياه الخليج وتعطيش دول وهو أمر شديد الخطورة". واضاف: "لو أتينا لتفاصيل الاتفاق لوجدناه يعكس انتصارا باهرا للمفاوض والمجتمع الدولي، فكل النقاط الخلافية انتهت بقبول إيران الكامل وغير المشروط للمطالب الدولية مما يطرح تساؤلا محقا عن سبب الرفض السابق وما نتج عنه من حصار وتجميد أموال ما دامت النتيجة القبول المطلق لكل ما تقدم به الطرف الدولي، ففي المفاصل الأساسية للاتفاق نجد أن إيران قد تخلت عن مطلبها بالرفع الفوري للحصار مع لحظة التوقيع، إلى القبول بمرور سنوات والتدرج برفع المقاطعة وإعادة الأموال، وفي زيارة المفتشين تغير موقف إيران الرافض لزيارة المفتشين للأماكن الحساسة بحجة أنهم جواسيس بالقبول دون قيد أو شرط لتلك الزيارات، وفي قضية التخصيب والتي كانت إيران تعتزم الصعود بها من 10 آلاف وحدة طرد مركزية إلى 190 ألف وحدة ارتضت بالنزول إلى 5 آلاف وحدة تخصيب وهو ما يضمن عدم حيازتها للسلاح النووي في الخمسة عشر عاما المقبلة على الأقل، وفي نقطة مفصلية رابعة كانت إيران ترفض بشكل قاطع منح وكالة الطاقة الدولية حق الاطلاع على أوراق الأبحاث السابقة والتي أجرتها في غياب الرقابة الدولية إلا أنها عادت وقبلت بها في الاتفاق الذي عكس في حقيقته موازين القوى بين دول كبرى ودولة محدودة الموارد محاصرة وهكذا تمضي بنود الى أخرى".

وتابع:"ما تباينت بعض مواقف دول المجلس التعاون حوله هو ما لم يأت بالاتفاق من ضرورة الحد من التدخل الإيراني في شؤون الدول الأخرى الخليجية، وللدقة فالتباين الخليجي هو في الوسائل لا في الغايات، وفي التكتيكات لا في الاستراتيجيات، فدول مثل الكويت وقطر وعمان التي قد لا تعاني حجم التداخلات التي تتعرض لها دول مثل السعودية والبحرين والامارات قد ترى الأخذ بمبدأ التفاعل الإيجابي مع إيران وهو ما عكسته بادرة الأمير القطري تميم في الأمم المتحدة عندما أعلن عن استعداد قطر لاستضافة حوار إيراني - خليجي أو إيراني - عربي لحل القضايا العالقة أو بادرة وزير الخارجية الكويتية لإيجاد حلول سياسية للخلافات مع إيران، يقابل ذلك رؤية للدول الاخرى ترى أن أفعال إيران لا أقوالها لا تدل على الرغبة الحقيقية بحل الإشكالات بل تعتمد المبادرات الصوتية فقط دون أن تغير على الأرض في عمليات التدخل بالشأن الخليجي أو العربي، وقد وصل الحد بمملكة البحرين الى سحب سفيرها من طهران بسبب الأفعال والأقوال التي تمس سيادتها وتهدد استقراراها والتي تعتبر بالمفهوم الدولي بمثابة إعلان حرب، وهذا التباين لن يبقى عالقا لزمن طويل فإيران إن استمرت في نهجها العدائي لدول الإقليم مكتفية بالبادرات الصوتية فستجتمع الدول الست على ألا فائدة من محاولات الانفتاح على جار لا يود التفاهم مع جيرانه، وبالطبع ان حدث العكس وأبدت إيران محاولات جادة للتقرب من دول الساحل الغربي للخليج وللدول العربية حيث ستجتمع الدول الست على ضرورة الانفتاح الكامل والتام على إيران مع العلم بعدم وجود مشاكل على الاطلاق بين الشعوب الخليجية والشعوب الإيرانية".

وأردف النصف: "يبقى أن الاشكال الأكبر مع إيران أن أحدا لا يفهم على الإطلاق استراتيجيتها والهدف الحقيقي من تحركاتها وتدخلاتها في شؤون الدول الأخرى التي تنتهي في كل مرة في خراب ودمار الدول المعنية تماما كما حدث مع العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين، كما لا زال التناقض الشديد قائما بين الأقوال والأفعال الايرانية، والجميع يذكر أنه إبان رفع شعارات محاربة الشيطان الأكبر أميركا والشيطان الأصغر إسرائيل في السنوات القليلة التي أعقبت الثورة الإيرانية وبدء الحروب العراقية - الإيرانية وفي المرحلة التي كانت بها إيران هي من ترفض وقف الحرب بعد خروج الجيش العراقي من أرضها عام 1982 كانت في الوقت ذاته تستقبل وتستلم السلاح الأميركي والإسرائيلي أعوام 85 - 86 وعبر ما سمي آنذاك بإيران غيت". وأشار النصف الى "أن حل إشكال دول الخليج والمنطقة مع إيران يمر عبر فك شيفرة أهداف السياسة الإيرانية وتحركاتها والتناقض التام بين ما يقال وما يفعل وعن مصدر المليارات التي تدفعها دولة محاصرة للميليشيات التي تدعمها والتي أصبحت أغنى وأقوى من الجيوش وعما ستفعله ب150 مليارا القادمة لها نتيجة للاتفاق النووي وهل ستحسن بها أحوال شعبها الذي يقع في مؤخرة المؤشرات الدولية في التنمية وجودة التعليم والصحة ومعدل دخل الفرد أم ستصرفها كالعادة على المزيد من عمليات التثوير والتخريب في دول الاقليم الأخرى؟". وختم: "بالنهاية لنا حقيقة أن نتصور ما قد يحدث في منطقة الشرق الأوسط لو قررت إيران أو قرر تحديدا شخص واحد هو مرشد الثورة تغيير السياسية الإيرانية الراديكالية الحالية القائمة على مبدأ Lose - Lose أو الخسارة - الخسارة أي خسارة إيران وخسارة من تعاديهم وتتدخل في شؤونهم إلى سياسة جديدة قائمة على التفاهم والتودد والتحول بالعلاقة إلى مبدأ Win - Win أي الربح - الربح والتوقف عن التدخل بشؤون الدول الأخرى لتوقفت نتيجة لذلك التغير في اليوم التالي الحروب والقتل وعمليات التهجير في العراق وسوريا واليمن ولتم حل الإشكالات السياسية الحادة في لبنان وفلسطين ولتوقف الشحن الديني والطائفي في المنطقة لعاد الملايين من المهجرين الى بيوتهم فلماذا لا تفعل ذلك إيران؟ لا أحد يعلم".

الرنتاوي

من جهته، حاضر مدير مركز القدس للدراسات السياسية والكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي حول "إيران ما بعد النووي"، فقال:" تجمع القراءات والتحليلات التي تناولت "اتفاق فيينا" النووي بين إيران والمجتمع الدولي، بوصفه واحدا من أهم الأحداث التي شهدها الإقليم منذ مفتتح القرن الحادي والعشرين، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، وفي ظني أن تداعيات هذا الاتفاق وانعكاساته على أزمات المنطقة وتوازنات القوى فيها وتحالفاتها، لا تقل أهمية أبدا من الاتفاق نفسه. أربعة محاور سأتطرق لها في مداخلتي، وسأسعى لتقديم ما أعتقده، إجابات موضوعية على الأسئلة التي تثيرها هذه المسألة الشائكة والمعقدة: المحور الأولى: لماذا سعت إيران للحصول على هذا الاتفاق؟ إن الحديث عن تداعيات الاتفاق وانعكاساته على الإقليم، غير ممكن من دون فهم الحوافز - المحركات والأسباب التي حدت بإيران لخوض غمار تجربة التفاوض المرير مع المجتمع الدولي". اضاف: "سأكتفي هنا بالحديث عن عاملين رئيسين فقط، كان لهما دور حاسم في دفع إيران لتجرع كأس الاتفاق سعيا للخروج من استعصاء برنامجها النووي: السبب الأول، اشتداد أطواق الحصار وحزمه المتتالية على عنق الاقتصاد الإيراني ومعاش الإيرانيين كافة، وهنا نستذكر الحزم المتعاقبة التي أقرها مجلس الأمن الدولي على طهران، فضلا عن العقوبات التي أقرتها دول منفردة أو مجموعات دولية كالاتحاد الأوروبي على إيران، بسبب ما قيل عن سعي إيراني حثيث لامتلاك القنبلة النووية. لا أحد حتى أكثر المتشددين الإيرانيين مكابرة، استطاع أو يستطيع التقليل من الأثر المهلك الذي أحدثته العقوبات الدولية على الاقتصاد الإيراني، سيما في دولة تلتهم برامج التسلح والتسليح والعسكرة، حصة الأسد في إنفاقها العام. وتابع: "اما السبب الثاني فيتصل بالصراع الداخلي في إيران، بين تياري الدولة والثورة، بين متشددين ومحافظين من جهة وإصلاحيين معتدلين من جهة ثانية، وهو صراع رافق التجربة الإيرانية منذ انتصار الثورة في العام 1979 وحتى يومنا هذا، واتخذ أشكالا ومستويات تفاوتت من مرحلة إلى أخرى. ففي الوقت الذي رأى فيه التيار الإصلاحي، ان إغلاق هذا الملف، من شأنه أن يعزز حضوره ومواقعه في مؤسسات الدولة والسلطة وعلى مستوى المجتمع والرأي العام، كان التيار المتشدد "الثوري" الأصولي، يتغذى بتفاقم شبح التهديد الخارجي وهيمنة خيار العسكرة، لعل هذا الصراع، وتعاقب الإصلاحيين والثوريين أو أصحاب مدرسة الواقعية السياسية البراغماتية، على مواقع السلطة والقرار، هو ما يفسر جزئيا، ومن بين عوامل أخرى لا مجال لذكرها الآن، استطالة أمد المفاوضات ومرورها بكل مراحل المد والجزر، الصعود والهبوط".

واردف: "والسبب الثالث هو حاجة إيران الماسة الى مصادر بديلة للطاقة، فإيران قبل العقوبات والمؤكد أنها ستبقى بعدها، عاجزة عن انتاج ما يغطي حصتها من سوق النفط الدولية، وفقا لنظام "أوبك"، والطلب المحلي على النفط في تزايد، وسط معلومات عن إعادة تقدير المخزون النفطي الاستراتيجي إلى ما دون الثلث من التقديرات السابقة حوالي 160 مليار برميل، باختصار شديد، لقد كانت المفاوضات حول البرنامج النووي، في أحد وجوهها وجوانبها، امتدادا لصراع داخلي بين هذين التيارين، حتى أنه يمكننا القول، أن نتيجة المفاوضات، قرئت من قبلهما بوصفها محطة حاسمة ونقطة تحول بين مشروعي الدولة والثورة. صحيح أن مختلف التيارات المتنافسة في إيران قد أيدت الشروع في مفاوضات حول البرنامج النووي، لكن الصحيح كذلك، أن كل تيار منها، كانت له حساباته وتحفظاته سواء على مضمون الاتفاق أو ما قد يترتب عليه من تحولات في السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية".

وقال: "تأسيسا على هذه المعطيات، يمكن فهم حجم التنازلات التي قدمتها إيران في سبيل الوصول إلى هذا الاتفاق، الذي وصف بأنه اتفاق رابح - رابح، ورأى فيه متشددو طهران، كارثة حلت على مشروعهم الثوري، كما أظهرت نقاشات مجلس الشورى وردود أفعال رموز هذا التيار، الذي بلغ ببعض مراجعهم، حد التعهد بدفن ظريف وصالحي تحت اسمنت مفاعل آراك. لقد قدمت إيران ما بات معروفا من تنازلات، لا حاجة لذكرها، فمن توقيع البرتوكول الإضافي إلى تخفيض أجهزة الطرد المركزي إلى أقل من ثلث عددها، إلى التزام التخصيب إلى ما دون الـ "5%"، إلى التخلي عن 98 بالمئة من مخزونها النووي، إلى تفكيك قلب مفاعل أراك، فضلا عن قيود إضافية على برامج التسلح الصاروخية ذات القدرة على حمل رؤوس نووية، ولعل الخلاف الذي اندلع قبل يومين إثر التجربة الصاروخية الإيرانية، ما يدلل على أن حجم القيود التي فرضها المجتمع على طهران، ولكن في المقابل، حصلت إيران على مكاسب رئيسة ثلاثة جراء توقيعها الاتفاق: أهمها الاعتراف بحقها في امتلاك دورة الإنتاج النووي لأغراض سلمية، رفع العقوبات الدولية المرتبطة ببرنامج إيران النووي مع بدء العام المقبل ووضع إيران على سكة إعادة التأهيل للاندماج في المجتمع الدولي، والاعتراف بدورها الإقليمي الخاص".

وتطرق الرنتاوي في المحور الثاني الى "أثر الاتفاق على "الداخل" الإيران، فقال:"لا يمكن توفير فهم أعمق وأدق، لأثر الاتفاق وتداعياته على أزمات الإقليم المفتوحة من حولنا، من دون تتبع ورصد الآثار المحتملة لهذا الاتفاق على "الداخل" الإيراني، وتحديدا لجهة تحديد الأولويات وتعريف المصالح القومية الإيرانية، ومستقبل الصراع بين تياري الدولة والثورة في إيران، ومثلما تأسس الخيار التفاوضي لإيران على عوامل رئيسة ثلاثة، سبقت الإشارة إليها، فإن من المرجح أن يستمر تأثير هذه العوامل في مرحلة ما بعد توقيع الاتفاق، خصوصا على "الداخل" الإيراني. وهنا ترتسم عدة احتمالات وسيناريوهات: الأول، سيناريو نجاح تيار الدولة الإصلاحي في تعزيز مواقعه داخل مؤسسات السلطة، وهو سيناريو يبدو مرجحا في ضوء الدعم المتزايد الذي تقدمه شرائح مختلفة من المجتمع الإيراني لهذا التيار: الطبقة الوسطى الإيرانية، البازار الذي عانى من العقوبات والحصار من جهة وهيمنة الحرس الثوري على مساحات واسعة من الاقتصاد القومي الإيراني، المجتمع المدني والحركات النسائية، مكونات دينية وقومية تشكو المركزية المفرطة للنظام السياسي، أكاديميون ومثقفون ليبراليون ومتنورون، بمن فيهم بعض المرجعيات الدينية التي أبدت اعتراضا منذ البدء، على نظام "ولاية الفقيه".

اضاف: "والثاني هو سيناريو نجاح التيار المتشدد في تشكيل سد "مقاوم وممانع" في وجه التيار الإصلاحي وخياراته الانفتاحية على الداخل والإقليم والمجتمع الدولي، يحد من تطلعات التيار الإصلاحي لتوظيف الاتفاق ونتائجه الإيجابية على الاقتصاد الإيراني، لتحقيق مكاسب سياسية واحداث تحولات اجتماعية غير مرغوبة. وهنا يتركز قلق هذا التيار من "الديناميكيات" التي سيطلقها الاتفاق وما بعده، على الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي، في غياب "التهديد الخارجي" أو تراجعه، وما يمكن أن يفضي إليه ذلك، من تنام لحركات الاحتجاج المطلبية من اقتصادية واجتماعية، وصولا إلى ارتفاع وتيرة المطالبات بالإصلاح السياسي والتحولات المدنية والديمقراطية، من دون أن نغفل عن احتمال انتعاش الحركات ذات الطبيعة القومية والمذهبية المتضررة من النظام السياسي القائم او المعترضة على بعض مرتكزاته وسياساته الداخلية".

وتابع: "وسيكون لحصيلة هذا الصراع والتنافس، أثر حاسم في تقرير وجهة السياسة الخارجية الإيرانية وتحديد أولوياتها ومحدداتها، إذ من المتوقع أن تفضي غلبة الإصلاحيين، إلى إعادة تعريف المصالح القومية الإيرانية في الإقليم ومع المجتمع الدولي، كأن تحتل المصالح الاقتصادية والتبادل التجاري والانفتاح على الأسواق العالمية، صدارة أولويات إيران المنهكة بالعقوبات والحصار، ما كل ما قد يتأسس على ذلك من سياسات تجنح للحوار والديبلوماسية و"القوة الناعمة" في تحقيق أغراض إيران ومصالحها القومية، وقد يصبح "تصدير النفط والسلع" البديل الأفضل عن "تصدير الثورة" من منظور المصلحة العليا لإيران".

واستنتج الرنتاوي "أن المؤشرات المتوافرة كافة حتى الآن، تدل على نجاح التيار الإصلاحي في تعزيز مواقعه داخل مؤسسات الدولة والمجتمع وفي أوساط الرأي العام، فالاتفاق الذي أثار كثيرا من الجدل واستدعي موجة من الانتقادات والاتهامات، مر بمختلف المؤسسات الدستورية الإيرانية بأغلبية وازنة (أكثر من 70 بالمئة في مجلس الشورى) برغم مقاومة التيار الثوري المحافظ والعراقيل والتحفظات التي زرعها على الطريق. وليس منتظرا للصراع بين التيارين أن يضع أوزاره في المدى المرئي أو المنظور، وهذا سيفضي إلى مزيد من التأرجحات في السياسة الخارجية الإيرانية، التي ستظل تطلق رسائل متناقضة، تبعا لتعارض مواقع مطلقيها وتطلعاتهم، وفي ضوء ذلك، يصعب التكهن بحدوث استدارات في السياسة الإقليمية والخارجية لإيران في المدى المباشر والقريب، لكن مثل هذه التحولات، يبدو مرجحا على المديين المتوسط والبعيد، سيما في ضوء تفاقم إحساس الكثير من الأطراف الإقليمية المنخرطة في هذه الصراعات والنزاعات الإقليمية، بفداحة الأعباء التي تستتبعها وتترتب عليها، وما تنامي القناعة بتعذر المضي حتى نهاية المطاف، في خيارات الإقصاء أو الإلغاء المتبادلة."

وفي المحور الثالث من مداخلته، تناول الرنتاوي "أثر الاتفاق النووي وتداعياته على بعض أزمات الأقليم من حولنا"، فقال:" تزامن انتصار الثورة في إيران، مع بروز أربعة تطورات مهمة سيكون لها أثرا حاسما فيما بعد، في تحديد مسارات التنازع الإقليمي وتوازنات القوى بين الأطراف الفاعلة في الإقليم: الأول، ولوج المنطقة العربية عتبات مرحلة ستكون مديدة ومريرة من الركود والاستنقاع المتأسسة على تفشي أنماط حكم فاسدة ومستبدة، وشيوع ما سيعرف بعد، بـ "الثالوث غير المقدس": التجديد والتمديد والتوريث، في تعبير سافر عن فشل دولة ما بعد الاستقلالات العربية، في إرساء أنماط من الحكم الرشيد، القائم على نظرية "العقد الاجتماعي" بين الحاكم والمحكوم، دولة المواطنة المتساوية لجميع أبنائها وبناتها ومكوناتها، الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة".

اضاف: "والثاني، تفاقم الفشل التاريخي للنظام الرسمي العربي في بناء منظومة إقليمية - قومية، تساعد في بلورة مشروع عربي، في مقابل القوى الإقليمية الصاعدة، ففي الوقت الذي اتسم فيه النظام الإيراني بوحدة الإرادة ومركزية القرار، كان القرار العربي موزعا على 22 دولة، وأكثر من ثلاثين موقفا وتوجها، إذا أخذنا بنظر الاعتبار، الانقسامات العميقة في بعض الدول والمجتمعات العربية، كلبنان من قبل، ولاحقا اليمن والعراق وليبيا. اما الثالث، انتشار ظاهرة "الإسلام السياسي" بمدارسه المختلفة، بوصفه مرشحا لملء فراغ التيارات القومية واليسارية العربية، تزامنا مع انتشار قراءة بدوية أكثر تشددا وتخلفا للإسلام، ممثلة بالمدارس السلفية المختلفة، تلك الظاهرة التي أعقبت ثورة أسعار النفط في منتصف السبعينيات، لتصبح فيما بعد، واحدة من أهم أدوات السياسة الخارجية وبسط النفوذ والتأثير، التي اعتمدتها دول عربية عديدة، في سياقات الحرب الباردة لمواجهة الخطر الشيوعي، ولاحقا في سياقات الصراع مع إيران وحلفائها، أو ما سيسمى لاحقا بـ "الهلال الشيعي". وتابع: "والرابع، ويتصل ببدء تخلي النظام العربي الرسمي عن "مركزية" القضية الفلسطينية، من كامب ديفيد إلى مبادرة فاس في العام 1982 التي ستتطور بعد عشرين عاما، إلى مبادرة سلام عربية، تنطلق من بيروت، دونما أي نجاح يذكر في الوصول إلى "تسوية الحد الأدنى" للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي". واردف: "في مثل هذه الشروط، لم يكن صعبا على قوة إقليمية تدخلية صاعدة كإيران، أن تنجح في ملء بعض الفراغات على الساحة الإقليمية، سواء من بوابة "مظلومية" بعض الأقليات واللعب بورقة "البعد المذهبي"، أو من خلال الاقتراب من خطوط التماس في الصراع العربي الإسرائيلي، فضلا عن توظيف حالة الغضب الشعبي الكامنة، المتأسسة على "الإرث الكولونيالي" والمتفاقمة بفعل انحيازات دول الغرب لإسرائيل ودعمها لأنظمة جائرة، أخفقت أيما إخفاق في اختبارات "التنمية البشرية" بكل أبعادها ومعاييرها. وباختصار شديد، يمكن القول: إن إيران مدينة بنجاحاتها في المنطقة، إلى الفشل العربي، وطنيا وقوميا في المقام الأول". وإستطرد الرنتاوي: "وإذ تميز الأداء الإيراني في الحقبة الممتدة حتى مطلع القرن الحادي والعشرين بإعتماد القوة الناعمة، واستراتيجية التدخل بالوكالة أو عبر الوسطاء، فإن مرحلة ما بعد الحرب الأمريكية على العراق، وسقوط نظام صدام حسين، وقبلها إسقاط نظام طالبان في أفغانستان، وبعدها تآكل النفوذ الأمريكي في المنطقة، وإنتقال مركز الأولويات الأمريكية من الخليج والشرق الأوسط، إلى المحيط الهادىء والشرق الأقصى، ومن ثم اندلاع ما بات يعرف بثورات الربيع العربي، نقول ان هذه المرحلة تميزت بإعتماد إيران سياسة القوة الخشنة والتدخل المباشر، لتصبح لاعبا رئيسا في العراق وسوريا ولبنان، وبدرجة أقل في اليمن وبعض دول الخليج والمنطقة. وهنا يجدر التوقف سريعا عند ملاحظة بالغة الأهمية، وهي أن عناصر قوة الموقف الإيراني على المدى المباشر والقريب، هي بهذا القدر أو ذاك، عناصر ضعفه كذلك، وإن على المدى المتوسط والبعيد: فالتدخل الخشن، وإعتماد سياسة القوة في بعض الأزمات، والدخول المباشر على خط الصراعات المحلية بدعم فريق في مواجهة فريق آخر، هي استراتيجية بالغة الكلفة على إيران، وهي واحدة من أسباب قوة منطق التيار الإصلاحي، الذي لا يبتعد كثيرا عن شعار "إيران أولا"، ويتحدث بخطاب الدولة - الأمة، والدولة هنا تتجاوز بمنطقها وحساباتها منطق "الثورة" ومقتضياته، والأمة هنا هي الأمة الإيرانية القائمة، وليست الأمة الإسلامية المتخيلة، وثمة في إيران، تيار متزايد، بات ينوء بحمل الالتزامات والكلف الباهظة، التي يتعين على دولة المركز الشيعي أن تتحملها.

وقال: "المذهب أو المذهبية ظلت منذ بدء التجربة، أحد عناصر القوة في السياسة الخارجية الإيرانية، وآداة من أدوات توسيع نفوذها وأدوارها في الإقليم، لكن ثبت بالملموس، أن هذه الآداة، تنتج نقيضها، بل وترسم مسبقا سقوفا وحدودا عليا، لا يمكن للدور الإيراني أن يتخطاها، سيما في ضوء المكانة الأقلوية لهذا المذهب في عموم المنطقة، لقد ثبت بالملموس، أنه سلاح محدود الأثر، وذو حدين، وأنه وإن نجح في إكساب الدور الإيراني بعض عناصر الدعم أو رؤوس الجسور في ساحات وأزمات مشتعلة، إلا أنه ينتج بحكم طبيعته، سدودا وأسوارا في وجه هذا الدور، بدليل إخفاق إيران في الاحتفاظ بصداقاتها وتحالفاتها، خارج إطار المذهب وأطرافه والدائرين في فلكه، من جماعة الإخوان المسلمين ذات النفوذ العريض في المنطقة، ومن ضمنها حركة حماس، وصولا إلى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية".

وأضاف: "أما الفراغ الناجم عن تراجع مكانة الولايات المتحدة ودورها في المنطقة، والذي عد فرصة لإيران، وورقة قوة بيدها تشجعها على التقدم بقوة لمئه ما أمكن، فإن هذا الفراغ بالذات، هو ما استحث دول المنطقة على اعتماد مقاربات تقوم على استراتيجية الاعتماد الذات وتنويع التحالفات، وتفادي وضع كل البيض في سلة واحدة، لقد خلق هذا الفراغ، ديناميكات جديدة في المنطقة، إذ مكن اللاعبين المحليين والإقليميين من هوامش للمناورة وحرية التحرك، تخطت منطق الانصياع للأولويات الأمريكية المباشرة، ولعل الأزمة اليمنية، تمثل أولى مختبرات هذه المقاربة الجديدة، فالحلف الذي تقوده السعودية في الحرب اليمنية، ربما يعطي نموذجا على هذا التفكير الجديد، وهو يخلق مصاعب جمة ويضع عوائق كبيرة، أمام الدور الإقليمي لإيران، بصرف النظر عن اختلاف المواقف من هذه الحرب وأهميتها والحاجة إليها، والامر لن يتوقف عند حدود اليمن، بل سيتخطاه إلى ساحات أخرى، وإن بأشكال وأدوات مختلفة".

وأشار الى أن "ثمة عامل آخر، قد يشكل تحديا في المدى القريب، لدور طهران في المنطقة، ويتمثل في الاقتراب الروسي من أزمات المنطقة، فتحت سطح الإطار الرباعي الذي يجمع طهران بموسكو، إلى جانب بغداد ودمشق، يكمن صراع أدوار ومصالح وأجندات وأولويات مختلفة، فسوريا ساحة الاختبار الأهم بعد العراق، للدور الإيراني في المنطقة، لم تعد ساحة نفوذ متفرد لإيران، ولروسيا حسابات وأولويات تلتقي وتفترق عن حسابات إيران، فهي ليست معنية بما يعرف بمحور المقاومة والممانعة ولا بدور شريان الحياة بين الممتد من إيران إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا، ولديها علاقات أكثر من طبيعية مع إسرائيل، وتدخلها في سوريا، لا يندرج في إطار حروب المذاهب والمحاور في المنطقة، بل دفاعا عن منظومة مصالحها الموزعة بين الخليج وتركيا وإسرائيل والمياه الدافئة والغاز والأنابيب، والجدير بالملاحظة أن هذه التباينات، قد أخذت بالبروز منذ الأيام الأولى للتدخل الروسي في سوريا، فلا إيران تتحدث رسميا عن حلف استراتيجي مع روسيا، ولا روسيا معنية قالت بذلك أيضا، حتى أنها ذهبت إلى الحلف الرباعي الجديد، بعد أن أخفقت محاولتها لإقامة حلف رباعي آخر، يضم تركيا والأردن والسعودية وسوريا لمحاربة الإرهاب، وهي ما تزال تعمل على إيجاد صيغة لإشراك هذه الأطراف في خطة عملها في سوريا، وليس بعيدا عن هذا الموقف، دعم روسيا لقرار مجلس الأمن 2216 حول اليمن، والذي عد منحازا بالكامل للقراءة السعودية للأزمة اليمنية".

وتابع الرنتاوي: "ثم، أن حلفاء إيران في المنطقة، مصدر قوة دورها الإقليمي المتزايد، اخفقوا في إدارة أزمات بلادهم، بما يحفظ هويتها الوطنية الجامعة، ويضعها على سكة الحلول السياسية - التوافقية، فلا الأحزاب الصديقة لإيران في العراق، كانت قادرة بنيويا على حفظ وحدة العراق شعبا ومجتمعا وهوية، ولا النظام السوري تمكن من حفظ وجوده وبقائه من دون كل هذه الدعم الإقليمي والدولي، و"حزب الله" في لبنان اليوم، وبعد التدخل في الأزمة السورية، لم يعد يحظى بما حظي به بعد حرب تموز 2006 من حواضن شعبية لبنانية وعربية وإسلامية، أما الوضع في اليمن، فيتدهور من سيء إلى أسوأ، ونقول أنه فشل بنيوي، بمعنى أنه حتمي، فالحزب أو الدولة أو الكيان، الذي يبنى على أسس دينية او مذهبية، سينتج نقيضه حتما، والنقيض هنا، لا يقتصر على الآخر الديني أو المذهبي، فحسب، بل قد ينتج حراكا مدنيا ديمقراطيا متخطيا لقيود الهويات الفرعية هذه، وما الحراك الشبابي المدني في كل من العراق ولبنان، وبدرجة أقل في اليمن، سوى تعبير عن رغبة جيل في تخطي الصراع الهوياتي القاتل، إلى فضاءات الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة المتساوية لجميع أبنائها وبناتها ومكوناتها. والفشل هنا، لا يعني بالضرورة نجاحا على الضفة الأخرى من صراع المذاهب والمحاور، فإعتماد الخطاب الديني أو المذهبي، في مواجهة إيران، هو سلاح مثلوم، وقابل للارتداد على أصحابه في أي لحظة، وهو سلاح يصيب في مقتل، بنية الدولة والمجتمع العربيين وتماسكهما، ولن يقود بحال من الأحوال، إلا إلى فتح الأبواب على مصاريعها، لحروب الطوائف والمذاهب المهلكة، المديدة والمريرة."

وإعتبر أن "الدور الإيراني القائم على "التدخل الخشن"، مرشح للاستمرار في المدى المرئي والمنظور، سيما في ضوء تفاقم حالة العداء والاستقطاب بين المحاور والمعسكرات المتحاربة في المنطقة، لكن دخول إيران عتبة ما مرحلة الاتفاق النووي، وسعيها لتعظيم العوائد الاقتصادية والمالية لهذا الاتفاق، وضغط حاجاتها الاقتصادية والتنموية المتزايدة، قد يعمل على تقليص مساحات "التدخل الإيراني الخشن"، سيما في حال عزز التيار الإصلاحي مكانته في الانتخابات المنتظرة في العام القادم، لمجلسي الشورى والخبراء. كما أن بروز عدد من الإرهاصات الدالة على رغبة دولية متزايدة، في احتواء إيران بدل إقصائها، وإشراكها في عمليات البحث عن حلول سياسية لأزمات المنطقة، بدل الاستمرار في التعامل معها، بوصفها جزء من هذه المشاكل وسببا فيها فقط، قد يساعد في إحداث تغيير في المقاربات الإيرانية من أزمات المنطقة، وفي ظني إن ثمة مؤشرات دالة على هذا التوجه، من ردة الفعل المضبوطة نسبيا التي ميزت الموقف الإيراني من أزمة اليمن، ومن قبلها قبلت إيران بتسوية للمأزق الحكومي في العراق على حساب حليفها الأقرب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وصولا إلى إتجاه طهران للانفتاح على بعض المبادرات السياسية لحل الأزمة السورية، ومن دون تناغم كامل مع حليفها في دمشق، هذه المؤشرات قد تكون مرشحة للتبلور أكثر في المرحلة المقبلة، والأرجح أن ذلك سيتم ببطء وتدريج."

وجاء المحور الرابع من كلمة الرنتاوي بعنوان: "أين من هنا، ماذا عن مستقبل العلاقات الإيرانية - الإيرانية"، فقال:" ثمة قراءتان متناقضتان لتداعيات "اتفاق فيينا" النووي على الدور الإيراني في المنطقة، وهي قراءات لا تقتصر على الجدل الدائر في الإقليم، بل تتخطاه إلى الجدل الدائر على الساحة الدولية. القراءة الأولى، وتغلب تصعيدا في الموقف الإيراني، وميلا متزايدا لاستخدم مختلف ألوان القوة الناعمة والخشنة في التعامل مع الأزمات الإقليمية، مستفيدة من العوائد المالية والاقتصادية التي سيوفرها رفع العقوبات الاقتصادية الدولية، واطمئنان طهران إلى سلامة نظامها السياسي، الذي شكل إتفاق فيينا، إعترافا دوليا به وبشرعيته، وحاجة الغرب عموما والولايات المتحدة على وجه الخصوص، لعلاقات تعاون مع إيران، بدل علاقة العداء المستفحل، أقله لمواجهة تهديد الإرهاب وصعود "داعش" وتنامي السلفية الجهادية ذات المنشأ السني في الأساس، سيما مع ميل الإدارة الجارف، لتفادي التورط المباشر في أزمات المنطقة، بعد عقدتي أفغانستان والعراق".

وأردف: "أماالقراءة الثانية، وتميل إلى ترجيح إنتهاج إيران مواقف أكثر ميلا للحوار والدبلوماسية والقوة الناعمة، للاستفادة من نافذة الفرص التي وفرها الاتفاق لإعادة بناء إقتصادها وبناها التحتية واللحاق بركب التقدم التكنولوجي وتلبية احتياجات مواطنيها الاقتصادية والاجتماعية، وإحساس تيارات نافذة في إيران بالحاجة للاهتمام بعمل بيزنيس مع الغرب، بدل مقارعته بشعارات ثورية، أثقلت كاهل البلاد والعباد. وكلتا القراءتين، تنطويان على قدر من الرغائبية، فالمنهج الواقعي في التحليل السياسي، يرجح خيارا ثالثا بين الخيارين المذكورين، خيار يجمع ما بين المقاربتين، أقله في المدى المنظور والقريب، أما على المدى المتوسط والأبعد، فالأرجح أن سياسات طهران الإقليمية، ستكون محكومة بصيرورة الصراع بين تياري الدولة والثورة فيها، كما أسلفنا من قبل، وطالما أن الصراع لم يحسم وهو بالمناسبة ليس لعبة تقاسم أدوار أو توزيعها من قبل المرشد العام، كما تميل بعض القراءات التبسيطية لعرض المسألة، فإن من المرجح أن يكون لكل واحد منهما نصيبه في صنع القرارات والسياسات والتوجهات، وبالوجهة التي يرغبها، لتأتي السياسة الإيرانية بعد ذلك، كحصيلة لهذه التوازنات والمصالح المتضاربة."

وأردف:"أيا كان مضمون هذه "الحصيلة" أو شكلها، فلا مناص أمام الدول العربية من التعامل مع إيران حقيقة قائمة، تفرضها الجغرافيا ويمليها التاريخ، وطالما أن الجوار الإقليمي مع إيران، هو قدر لا فكاك منه، فإن من المصلحة، للعرب والإيرانيين على حد سواء، الوصول إلى "قواعد جديدة للعبة" تقوم على الأمن والتعاون والسلام. إن البديل عن هذه الوجهة والتوجه، هو استمرار عملية النزف والاستزاف التي تعيشها مجتمعاتنا نحن بالذات. صحيح أن إيران تتحمل كلف واعباء كبيرة لإدامة هذا الصراع، لكن الصحيح كذلك، أننا العرب، أكثر من غيرهم، هم من يدفع ثمنها، فهم ساحتها ووقودها، دولهم وشعوبهم مهددة بوحدتها وسيادتها وهويتها وأمنها واستقرارها وانمائها، ومئات ألوف ضحايا هذه النزاعات، هم من أبنائها وبناتها. لذلك كله، فإن التفكير من "خارج صندوق" اللحظة السياسية الحرجة والمتوترة، يملي التمييز بين مهمام وتحديات فورية وقصيرة الأجل، وأخرى ذات طبيعة استراتيجية، بعيدة المدى على المدى المباشر، فإن المصلحة القومية ومصالح شعوب هذه المنطقة، تقتضي الانصياع لمنطق التسويات والحلول الوسط، بعد أن ثبت بإن الإلغاء والإقصاء، خيارا مستحيلا، في سوريا كما في اليمن والعراق وليبيا ولبنان، وثمة إرهاصات على تزايد الاهتمام الدولي، وحتى الإقليمي بهذا النمط من الحلول، بعد أن ارتفعت كلف الحروب والنزاعات، وتحولت ملفات المنطقة، إلى عبء أمني واقتصادي وانساني وسياسي ثقيل، على كاهل كافة الأطراف، وليس طرف من دون آخر على أية حال".

وقال:" أما على المتوسط والبعيد، فإن اللحظة التاريخية الصعبة في الإقليم، تقتضي التفكير بالعناوين التالية: بديلا عن عجز الأقطاب الدولية في توفير مظلة أمن وحماية إقليمية، لا بد من التفكير بمنظومة إقليمية للأمن والتعاون والسلم، تنخرط فيها الدول العربية، الأساسية منها بخاصة، كمصر والسعودية وسوريا والعراق، بصرف النظر عن طبيعة الحكومات والأنظمة القائمة فيها، إلى جانب كل من تركيا وإيران، تكفل توفير إطار لحل النزاعات ووقف التدهور، وتعمل وفقا لقواعد الاعتراف المتبادل بالمصالح، والتفهم المتبادل للمخاوف، وتحترم سيادة الدول وحدودها وسلامة أراضها والتعايش السلمي وحل النزعات بطرق دبلوماسية تفاوضية، فضلا عن تعظيم منظومة المصالح والمنافع المشتركة، التي تشكل البنية التحتية لاسترجاع السلم الأهلي والإقليمي. مثل هذه المنظومة الإقليمية، يمكن أن تحظ بشبكة أمان دولية، تنخرط في نسج خيوطها، كل من الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والصين والاتحاد الأوروبي، فكل هذه الأطراف، مصالح متفاوتة، في إطفاء البؤر المشتعلة في الإقليم، بعد أن باتت تشكل تهديدا ديموغرافيا (طوفان اللجوء) وأمنيا (التهديد الإرهابي) واقتصاديا (تهديد مصادر الطاقة وطرق نقلها). ولهذه المنظومة، متطلبا إجباريا يتعين إنجازه مسبقا، لكي تصبح ممكنة، ويتمثل في إنجاز "الحد الأدنى" من التوافقات العربية البيْنية، أقله من قبل الدول الوازنة، يبدأ بتعريف المصلحة العربية ويرسم خطوطا حمراء لما يمكن قبوله أو رفضه، ويعيد الاعتبار لمنظمة العمل العربي القومي المتهرئة، بل ويعيد بناء عناصر القوة والاقتدار العربية، والتي تتخطى القدرات العسكرية والأمنية، إلى الاقتدار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي. ولا شك ان العرب مطالبون، بالتوفر على فهم أعمق وأدق، لما يجري في إيران، تلك الدولة التي لا يمكن النظر إليها ككرة مصمتة، لا مسامات فيها ولا خلافات أو تباينات، وهنا يجدر التفكير جديا بمد اليد للتيار الإصلاحي في إيران وتشجيعه، فمستقل الأمن والاستقرار في المنطقة، رهن في احد أوجهه، بنجاح هذا التيار في تعزيز مواقعه، والانتقال بإيران من خطاب الثورة إلى منطق الدولة".

واردف: "وإذا كان التيار المتشدد قد بنى نفوذه وتفوقه على مفهوم "الخطر الخارجي" و"نظرية القلعة والأسوار"، فإن من تعزيز مكانة التيار الإصلاحي، تتطلب السعي لإدماج لإيران في الإقليم، مع التزام الحذر والتدرج و"المشروطية" في العلاقات الثنائية والمتعددة معها. والمشروع العربي، إن جاز الحديث عن مشروع عربي، قائم أو قيد التشكل، مطالب باستخدام وسائل الحداثة في الرد على المشروع الإيراني، فمقاومة ما يوصف ب "التمدد الشيعي" لا يكون بإطلاق أو دعم "التمدد الأصولي السني" بأشكاله ومدارسه المختلفة، والحديث عن "مشروع فارسي" زاحف، لا يرتب التفكير بإحياء "قومية شوفينية طاردة"، فقد ثبت بالملوس، أن العرب، دولا ومجتمعات، أكثر من إيران، هم الضحايا الأوائل لمثل هذه الأفكار المتطرفة". أضاف: "ولعل من نافل القول، أن "تفعيل" النظام القومي العربي لا تبدو ممكنة من دون "دمقرطته"، تلك المهمة التي فشلت في إنجازها الجامعة العربية طوال سنوات وعقود، والسبب أن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف يمكن الحديث عن "دمقرطة" النظام الإقليمي العربي، في ظل انسداد فرص التحول الديمقراطي في معظم الدول والأقطار العربية، بل ومع انتكاس العديد من ثورات الإصلاح والتغيير في المنطقة، إن بفعل مقاومة الأنظمة القديمة، أو بفعل عودة "الدولة العميقة" بعد غياب مؤقت، املته "ثورات الربيع العربي".

وتابع الرنتاوي: "إن تحديث المشروع الإيراني يكون بتقديم نموذج لنظام عربي جديدا، وطنيا وإقليميا، وليس بالانجرار وراء حروب مذهبية وطائفية، ستقضي على ما تبقى من مظاهر "الدولة" و"الوحدة" و"النسيج الاجتماعي" في دولنا ومجتمعاتنا. فإن هذا التصور، وإن بدا طوباويا للوهلة الأولى، إلا أنه خيار المنطقة الوحيد، لتفادي "السيناريو الأسوأ"، لقد قيل عند توقيع إيران الاتفاق النووي، إنها تفادت "خيار الانتحار" وصوتت لصالح "خيار البقاء"، والشيء ذاته ينطبق على الدول العربية، فحرب المائة مع إيران، لا يمكن أن تكون خيارا لا للعرب ولا للإيرانيين، ومثل هذا التصور، وإن كان صعب التحقق والمنال، إلا أنه يظل مع ذلك، بارقة الأمل الوحيدة، لوقف التدهور واحتواء التداعيات الخطرة لحروب المعسكرات والمذاهب والطوائف". وختم: "والأرجح أن الطريق نحو منظومة إقليمية للامن والتعاون، لن تكون نزهة قصيرة، لكن طريق أوروبا للأمن والتعاون، وصولا إلى الاتحاد، لم تكن كذلك، نزهة قصيرة، وهي ما زالت تواجه الكثير من التأزمات والانعطافات الحادة. ومثلما يبدو التغيير ضروريا في بعض أرجاء عالمنا العربي للوصول إلى هذه الغاية، فإن التغيير مطلوب في إيران كذلك، والمؤسف أن هذه المنطقة، تخلو تماما من "قوة النموذج"، التي تشكل بحد ذاتها، مصدرا من مصادر "القوة الناعمة"، فتكون النتيجة في غالب الأحوال، اعتماد "القوة الخشنة" واللجوء إلى إدوات وأوراق في الصراعات والنزاعات الأهلية، "غير عقلانية"، "ماضوية" ومدمرة لمشروع الدولة الوطنية الحديثة، ومؤسسة لـ"صراع الهويات القاتلة".

وادارت المؤتمر لمديرة الإدارية لموقع NOW Lebanon - English الصحافية حنين غدار.

سكر

وكان استهل بالنشيدين الوطني والقواتي، وكلمة ترحيبية لمنظمة المؤتمر المساعدة في الشؤون السياسية في معراب Political Officer مايا سكر قالت فيها:"أن يستضيف حزب القوات اللبنانية نُدوة عن الاتفاق النووي وتداعياته الاستراتيجية، قد يبدو الامر للوهلة الأولى مستغربا، في ظل الأزمات المتتالية التي يمر بها لبنان، سواء على مستوى أزمة الفراغ الرئاسي وشلل المؤسسات او على مستوى المخاطر الأمنية والإقتصادية والإجتماعية. لكن لبنان في الوقتِ نفسِه ليس معزولا عما يجري حولَه، خصوصا أن هذا الاتفاق سوف تكون له إنعكاسات وتداعيات على كل دول المنطقة".

أضافت:"عشية دخول هذا الاتفاق حيزَ التنفيذ مع مطلع العام 2016، نضعُ اليوم برسمِ ضيوفنا المٌنتدين جملة من الاسئلة والاستفسارات :هل يُطمئن الاتفاق النووي النظام في ايران على بقائه ومستقبله، وهو ما قد يدفعه الى إعتماد مقاربة أكثر مرونة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، او يدفعه الى المزيد من التصلب في الملفات الاقليمية؟ هل سيترك الاتفاق إنعكاسات مهمة على موازين القوى في الداخل الايراني بين المعتدلين والمتشددين؟". وتابعت: "من ناحية أخرى، هل سيُدخل الاتفاق ايران في اللعبة الدولية وفق قواعد هذه اللعبة، و هل سادَ اعتقادٌ داخل الادارة الاميركية خلاصتُه أن ايران تحولت من نظام يريد المغامرة الى نظام يريد البقاء والاندماج في المجتمع الدولي؟ وعلى صعيد العَلاقات الإيرانية مع دول الخليج، هل ستسعى ايران لتوظيف قدُراتها وامكاناتها الاقتصادية بعد رفع العقوبات عنها لمزيد من التوسع والهيمنة؟ وهل أرست هذه الوقائع معطى جديدا في التفكير الاستراتيجي الخليجي لجهةِ امتلاك زمام المبادرة، والبدء بمواجهة النفوذ الايراني بالاعتماد على الذات؟".

وختمت سكر كلمتها بشكر الضيوف المشاركين في المؤتمر.

 

الشعار أطلق "نداء القدس": الدعم الكامل للشعب الفلسطيني ووقف المفاوضات مع العدو ورفض التنازلات

الخميس 15 تشرين الأول 2015

وطنية - أطلق مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار "نداء القدس"، وأعلن خلاله "الدعم الكامل للشعب الفلسطيني ولصموده في وجه الممارسات الإسرائيلية"، خلال لقاء عقد بدعوة من دار الفتوى في طرابلس والشمال وبالتعاون مع "مركز صلاح الدين للثقافة والإنماء" لمناسبة ذكرى تحرير القدس على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي. وحضر اللقاء الدكتور عبدالإله ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، النائب سمير الجسر ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي حاصبيا الشيخ حسن دلة ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، كمال زيادة ممثلا الوزير أشرف ريفي، وقاص دحني ممثلا الوزير رشيد درباس، والنواب محمد كبارة، بدر ونوس، معين المرعبي، خالد الضاهر، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا النائب محمد الصفدي، هيثم الصمد ممثلا النائب أحمد فتفت، الدكتور سعد الدين فاخوري ممثلا النائب روبير فاضل، الوزراء والنواب السابقون عمر مسقاوي، سامي منقارة، أسعد هرموش، راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوس، الأرشمندريت إلياس بستاني ممثلا راعي أبرشية طرابلس للروم الملكيين المطران إدوار ضاهر، الشيخ أحمد عاصي ممثلا رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي.

وحضر أيضا المدعي العام في الشمال القاضي وائل الحسن، الرئيس الإستئنافي الأول في الشمال القاضي رضا رعد، رئيس بلدية طرابلس عامر الرافعي، رئيس بلدية القلمون طلال دنكر، نقيب الأطباء الدكتور إيلي حبيب، العقيد أحمد عدرة ممثلا رئيس فرع مخابرات الشمال العقيد كرم مراد، ووفد من الحركات والمنظمات الفلسطينية وعلماء ورجال دين. في بداية اللقاء تحدث رئيس "مركز صلاح الدين للثقافة والإنماء" هاشم الأيوبي فأشاد بانتفاضة شعب فلسطين "برجالة ونسائه وشيوخه وفتيانه في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التي تتمادى في تهويد فلسطين والقدس ومحاصرة الأقصى تمهيدا لتخريبه وهدمه في وقت يسفح فيه الدم العبي بأيد عربية وأيد من كل أصقاع الدنيا".

نص النداء

وألقى الشعار "نداء القدس"، وجاء فيه: "نلتقي لنضم صوتنا إلى الأصوات الهادرة التي تعم اليوم أنحاء العالم العربي والإسلامي، مما يؤكد احتضان هذه الأمة لقضيتها الأولى قضية بيت المقدس والمسجد الأقصى وفلسطين الحبيبة. في شهر تشرين الأول من كل عام تعاودنا ذكرى تحرير بيت المقدس على يدي القائد العظيم الناصر لدين الله تعالى صلاح الدنيا والدين، صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى. وفي هذا العام بالذات، تعاودنا الذكرى والقدس وفلسطين تشتعل فيهما جذوة الانتفاضة على أحفاد القردة والخنازير مدنسي المقدسات، وأعداء الأنبياء والرسالات. القدس عروس البلاد وعنوان الجهاد. تشتد الأزمات اليوم على الأمة، وتستعر الحروب حول فلسطين، والهدف الأساسي هو صرف الأنظار عن احتلالها، ونشر شعور اليأس من تحريرها. رفع الكثيرون شعارها، وتغنى المتغنون بتاريخها، وتبقين يا قدس مدينة للصلاة، وزهرة المدائن. إنها الأرض حيث تتوحد الرسالات، وتلتقي النبوءات. إنها أرض المحشر وأرض المنشر. إنها قلب بلاد الشام التي باركها الله رب العالمين. نجتمع اليوم في دار الفتوى في طرابلس والشمال، هذه الدار الوطنية الجامعة، من كل الشمال، وبكل أطياف المجتمع: مرجعيات دينية، وسياسية، ومدنية، لنؤكد على أن قضية فلسطين ما زالت حية في قلوبنا، تتقد جذوتها في نفوسنا، وأنه من الصعب أن تحرر إذا لم تجتمع جهود المخلصين والأوفياء والصادقين والأمناء على تاريخ القدس ومكانتها وهويتها. إن الظروف التي نمر بها اليوم تشبه إلى حد بعيد الظروف التي مرت بها المنطقة قبيل تحرير بيت المقدس. ورحلة التحرير التي اختتمها صلاح الدين بدأت بإرادة سياسية ودينية صادقة في الخروج من سياسات التجزئة ومحاور التنافس على النفوذ، والتقت مع تململ شعبي واسع من تنافس الأمراء على السلطة وتقاتلهم عليها حتى لو كانوا إخوة من أب وأم، إضافة إلى تصحيح جاد من أئمة عظام للواقع العلمي الذي بات رهينة لأهواء السلاطين، ومطامح طلبة الوظائف بالدين.

ومن جديد، تلتقي اليوم في دار الفتوى الجامعة، نواة لإرادات حرة صادقة، يؤلمها واقع المنطقة، ويؤلمها استغلال الدين في حروب السياسة، ويؤلمها غياب الوعي لما يحاك للبلاد والعباد، ويؤلمها أكثر أن ترى أن نوايا الصادقين من المجاهدين لا تتطابق مع أعمالهم على الأرض وبخاصة في أسلوب وقواعد المواجهة مع هذا العدو الغاشم الذي يحتل كل بلادنا، وما العصابات الموجودة في فلسطين تحت غطاء الهوية اليهودية سوى طلائع لهذا الغازي الجديد لبلادنا طمعا بخيراتها وميزاتها التي لا تخفى على أحد. نحن الآن على أبواب الذكرى المئوية الأولى لاتفاقية (سايكس - بيكو) عام 1916، هذه الاتفاقية التي قسمت بلادنا بعد احتلالها وأصحابها لم يعجبهم التقسيم السابق ولم يلب حاجاتهم، لذلك هم يسعون مع احتفالاتهم بهذه المئوية إلى الإمعان في تقسيمنا وتمزيقنا، وليس هناك أفضل من إثارة النعرات الطائفية والمذهبية من وسيلة لهذا التقسيم والتفتيت.

ولا يمكن للصهيونية أن تحقق حلمها بإقامة دولة يهودية إلا بتأجيج مشاعر الكراهية على أساس الدين بين أبناء المجتمع الواحد. إن خطورة المرحلة التي نمر بها تسلتزم منا استنهاض العقلاء والشرفاء، وصدق التصوير للمرحلة والتحليل بعيدا عن الإسقاطات الشخصية والمصالح الفئوية. فالقدس وفلسطين مسؤولية الأمة جمعاء بكل مكوناتها: مسلمين ومسيحيين. ولن يكون هناك سلام عالمي طالما أن الظلم لم يرفع عنها وعن شعبها. إن إعادة الحقوق لأصحابها هو السبيل الصحيح والوحيد لسلام يتفيأ الناس ظلاله. أما الاحتلال واغتصاب حقوق الناس فلا يجلب إلا الدمار والاقتتال، ويؤجج في النفوس الأحقاد التي تقلب المجتمعات جحيما. إن الأمة العربية، حكاما ومحكومين، مدعوون إلى نبذ الفرقة والاختلاف، والعمل الجاد على التوحد والائتلاف. وإن كل واحد منا مطالب بأن يكون على مستوى المرحلة: وعيا، وحكمة، وتصرفا.

ولا ضير على الاطلاق في أن يقر المخطئ بخطئه، وأن يعمل على تصحيح تصوراته وتصرفاته انسجاما مع مصالح الأمة لا مع أحلام التاريخ. كما أن الحكومات مطالبة بإقامة مصالحة جدية بينها وبين شعوبها مبنية على مصلحة المجتمع وليس مصلحة الحاكم، بله مصلحة جهات خارجية.

إن فلسطين بعامة، والقدس بخاصة، تستصرخ ضمائرنا. وصور البطولات اليومية من أبنائها العزل تهيب بنا أن نتعالى على أنانياتنا، وأن نتخلى عن مشاريعنا الخاصة على حساب قضية الأمة المركزية. قضية فلسطين التي تتعرض اليوم لأكبر حملة تهويد وطمس لكل معالمها المسيحية والإسلامية.

كل هذه المفاهيم مهمة جدا على طريق تصحيح المفاهيم والمسار باتجاه فلسطين. وشعبها المنتفض في الداخل، الذي يواجه أعتى آلة حرب عسكرية بإرادة صلبة لا تلين، وقلوب حية لا تعرف الخوف، متسلحين بإيمانهم بالله تعالى، وبحقهم في أن يكونوا في أرضهم أسيادا أحرارا. هذا الشعب ينتظر منا جميعا مواقف على مستوى المرحلة والتحدي. وقرارات تعيد الأمور إلى نصابها، وتحفظ القدس والمقدسات، وتحفظ الأنفس والأعراض. لقد سعى أعداء الأمة إلى محاولة مصادرة الهوية والقرار عن طريق افتعال مجموعات ضرار، مسمياتها تغر السامعين، وحقائقها عون لأعداء الأمة وأعداء فلسطين. والعبرة دائما بالسلوك لا بالمسميات.

كما يعمل هذا العدو الماكر جاهدا على صرف نظرنا عن حقائق الصراع وأساسياته، وعليه فلا يجوز لشباب الأمة الانجرار بعواطفهم خلف سراب صور لهم على أنه جهاد لتحرير الأرض.إن الجهاد له أحكامه وشروطه، وسننه وآدابه. ولم يكن يوما وسيلة للقتل أو للثأر. وهذا تاريخنا ينطق بيننا بالحق. فلا أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، ولا الإمام الأوزاعي رضي الله عنه، ولا صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه، رضي أحد منهم بتحويل الجهاد إلى وسيلة انتقام، فما فرطوا في قضايا الأمة، ولا فرطوا في أخلاق الصراع. إن تحرير بيت المقدس على يدي الناصر صلاح الدين الأيوبي في الثاني من تشرين الأول عام 1187 جاء تتويجا لمصالحة كبيرة تمت بين سائر أطياف الأمة: بين حكامها ومحكوميها، بين علمائها ومتعلميها، بين المدارس والمذاهب المختلفة التي أدركت بأن الانغماس في الخلافات الفرعية والاجتهادات المذهبية على حساب الكليات والثوابت كان من أهم أسباب ضعف الأمة وسقوط خطوط دفاعها.

وعليه، فنحن اليوم مطالبون بمثل هذه المصالحات، ومثل هذه المراجعات، فلا يجوز أن تطغى المسائل الاجتهادية على القضايا الأصلية الجامعة. ولا يجوز أن تنزل الآراء الشخصية منزلة قواطع الدين ومحكماته.ونحن قد تختلف وجهات نظرنا في كيفية الدفاع عن القدس، ولكن لا ينبغي على الاطلاق أن تكون هذه القضية مسألة تجاذب سياسي بيننا. فالقضية لا تحتمل، وفي ذلك خذلان لأولائك الأبطال: شبانا وشابات، رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا. إن الحروب الداخلية تستنزف طاقات الأمة وتهدرها في غير مكانها، ومكانها الصحيح في مواجهة المحتل الغاصب لفلسطين والقدس. والقرار الصحيح يأخذه أصحاب الحل والعقد الذين قال الله تعالى فيهم: "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا". إن طريق القدس تمر في إعطاء الشعوب حرياتها وحقوقها، وليس في مصادرة قراراتها وحياتها، ولا في تهجيرها وتدمير منازلها وقراها ومدنها.

فمن دار الفتوى في طرابلس والشمال، هذه الدار الوطنية الجامعة، نتوجه إلى الأمة، كل الأمة، بهذا النداء - نداء القدس - نداء الواجب، نداء القيم، نداء الضمير، بأن يستيقظ النائمون، وأن ينتبه الغافلون الذي يهدرون مقدرات الأمة: مالا، وسلاحا، وبشرا، في غير ساحات البطولة الحقة، ساحات الجهاد الحق، في مقارعة العدو المحتل لفلسطين القدس. هناك الشرف وهناك هناك الرجولة وهناك البطولة وهناك ينبغي أن تلتقي الجهود، وتتواثق العهود. فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".

إن الممارسات الإسرائيلية في القدس والأقصى وسائر أرجاء فلسطين هي سمة هذا العدو الحاقد الذي ما تمادى إلا بسبب تباطؤ المنظمات الدولية عن اتخاذ قرارات حاسمة، وبسبب غض نظر، إن لم نقل تواطؤ، معظم الدول الغربية. من هنا فإننا نؤكد باسمكم جملة مواقف ثابتة، نتمسك بها، ولن نرضى بأي تمييع لها أو تجاهل، لأننا نرى فيها الحد الأدنى من المطالب المشروعة من أجل تحقيق الحل العادل والشامل لقضية فلسطين.

أولا - لن نكرر عبارات الإدانة والاستنكار والتنديد والشجب، فهذا الكيان الصهيوني لا يرتدع بمثل هذه المواقف الباهتة، وسيظل على غيه وعدوانه ما لم يجابه بالقوة اللازمة وهي اللغة التي يمتثل لها ويذعن، وهذا حق الشعوب التي احتلت أراضيها أن تناضل من أجل تحريرها.

ثانيا - نطالب بوقف المفاوضات، المباشرة وغير مباشرة، وبكل أنواع التعاون، مع هذا العدو الذي يخرق العهود والمواثيق، ويعتمد سياسة المماطلة والمراوغة لتمرير مخططاته ومؤامراته، وعلى العرب أن يعلنوا معا رفض تقديم أي تنازلات أو مساومات، وأن لا إمكانية لأي تفاوض قبل عودة الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني.

ثالثا - ندعو من له اتصالات بهذا العدو إلى قطع كل أنواع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، والتصدي لمحاولات التطبيع والتهويد، حتى يدرك هذا العدو أنه لا مكان له في هذه المنطقة، وأنه لن تمرر خارطة الشرق الأوسط الجديد.

رابعا - نستغرب الموقف اللامبالي للأمم المتحدة، وندعو إلى اتخاذ موقف أكثر حزما وجرأة وعدلا يكشف للرأي العام العالمي مدى عدوانية هذا الكيان الغاصب الذي لم يطبق شيئا من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبخاصة ما يتعلق منها بوقف الاستيطان والانسحاب من الأراضي المحتلة.

خامسا - إننا، ومن طرابلس المجاهدة، وباسم كل فعالياتها: الدينية والسياسية والحزبية والفكرية، لبنانية وفلسطينية، نحيي بكل إكبار وتقدير شباب وشابات الانتفاضة: رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، الذين يذودون عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وكل المقدسات الدينية، بأجسادهم ، كما نحيي كل طفل وفتاة وامرأة ورجل على ثرى فلسطين، حيث يقومون نيابة عن الأمة بالدفاع عن المقدسات، ثقة بالله تعالى وإيمانا به، ونقول لهم: إنكم مصدر عز لنا نفتخر به، حيث تضربون أروع الأمثلة في البطولات والجهاد ضد عدو العرب والمسلمين. لقد أسقطتم المعادلات الحسابية العسكرية، وأريتم العالم أجمع أن عين الحق أقوى من مخرز الباطل.

سادسا - نطالب العالم أجمع - وعلى الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية التي لا زالت ملتزمة أمن الدولة العبرية على حساب الحقوق العربية - نطالبهم بالضغط على السلطة اليهودية المحتلة لإيقاف الانتهاكات المتعمدة للمسجد الأقصى وتوسعة ما يسمى بكنيس الخراب بجواره وعلى حساب أملاك الفلسطينيين وأوقافهم، والعمل الجاد على وقف التعديات والحفريات في أساسات المسجد الأقصى التي تهدف إلى هدمه وإقامة الهيكل المزعوم.

سابعا - لا نرضى بديلا من حق العودة لشعبنا الفلسطيني في الشتات إلى أرضه وبيوته، وبياراته، كما نصت على ذلك المواثيق الدولية الصادرة في حينه.

ثامنا - ينبغي في هذه المناسبة ألا ننسى آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، وفيهم النساء والأطفال، وينبغي على المجتمع الدولي أن يجد في العمل على إطلاق سراحهم.

تاسعا - نعلن من هذا المكان دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني ولصموده في وجه الممارسات الإسرائيلية، ونطالب العالم العربي على وجه الخصوص بالعمل على فك الحصار عن أهلنا في غزة ، وإمداد الشعب الفلسطيني بكل ما يلزم من إمكانيات ومعونات طبية وغذائية وغيرها.

نعلم أن جماهير أمتنا العربية والإسلامية قد انتفضوا مع إخوانهم في القدس وفلسطين، وهذا ما يعزز الأمل بأن هذه القضية لن تموت بإذن الله تعالى، وسنستمر سوية في منع تمرير المخطط الصهيوني حتى يأتي أمر الله تعالى".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ثمانية آلاف مقاتل إيراني يتجمعون حول حلب استعداداً لاجتياحها

حميد غريافي/السياسة/16 تشرين الأول/15

عزا أحد حلفاء »حزب الله« في مجلس النواب اللبناني، أمس، »مقتل هذا العدد المحيّر من قادة »الحرس الثوري« الايراني و »حزب الله« في منطقتي حلب وإدلب في فترة خمسة أيام فقط الأسبوع الماضي، بطرق تسترت قيادتا الطرفين عليها، إلى أن نزول الروس في سورية كان مشؤوما تماماً كنزولهم في افغانستان في ثمانينات القرن الماضي وفي عدد من دول أوروبا الشرقية لاخماد الثورات ضد الاتحاد السوفياتي«. وأكد هذا النائب لديبلوماسي لبناني في باريس ان قيادة حسن نصر الله والسفارات الايرانية والسورية والروسية في بيروت، اضافة الى »حركة أمل« الشيعية اللبنانية، اتخذت احتياطات أمن شبيهة بتلك التي اتخذت في أعقاب تفجيرات السيارات المفخخة في ضاحية بيروت الجنوبية وفي بعض مناطق البقاع وبلداتها الشيعية، تحسباً لوقوع عمليات انتحارية أو قصف بالصواريخ لأماكن يجري فيها احياء ذكرى عاشوراء، رداً على »المجازر الروسية ضد السنة في سورية«. واعتبرت جهات ديبلوماسية أوروبية في باريس أنها »ليست صدفة سقوط ستة من كبار القادة الايرانيين ومن »حزب الله« في غضون خمسة ايام فقط في شمال سورية، خصوصاً في حلب، كانوا قادوا ميليشيات نصر الله و »الحرس الثوري« والباسيج في مختلف أنحاء سورية ذوداً عن نظام الأسد المنهار«. وقالت الجهات لـ »السياسة« إن المعلومات الاستخبارية التركية والاميركية والألمانية تؤكد وصول 8 آلاف مقاتل من »الحرس الثوري« الايراني الى المناطق القريبة من حلب التي يرجح أن يبدأ اجتياحها في غضون أربعة أيام، وقد شوهدت قافلات من الشاحنات البرية تنقل أكثر من 400 مقاتل من ميليشيات »حزب الله« باتجاه شمال سورية، اضافة الى أرتال من الدبابات وناقلات الجند وبطاريات الصواريخ السورية، بعدما كان الحزب سحب المئات من عناصره بطلب من الروس. ورغم أن قوات المعارضة في منطقة حلب اتخذت كل استعداداتها العسكرية لمواجهة هذه »الغزوة المشتركة« ونشرت عشرات بطاريات الصواريخ المضادة للدبابات، وهي الأسلحة التي تلقتها خلال الاسبوع الماضي على اعتبار ان سلاحي الجو الروسي والسوري لا يمكنهما حسم المعركة هناك من دون مشاة ودبابات، إلا أن بعض مصادر »جبهة النصرة« في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية (مع سورية) جزمت بأن أعداداً قليلة جداً من صواريخ أرض – جو المحمولة على الكتف المضادة للطائرات، شوهدت في ايدي بعض مقاتلي »الجيش السوري الحر«، كما ان بعضاً آخر شوهد في أيدي مقاتلي »داعش« في منطقة حلب. وأعربت الجهات عن اعتقادها ان اسقاط طائرة »سوخوي« أو »ميغ« روسية في شمال سورية، قد يشعل المنطقة ويتطور الى ما لا يحمد عقباه بين الروس وحلف شمال الاطلسي بقيادة الاميركيين.

 

موسكو تواصل انتقاد واشنطن وتقترب من التوصل إلى اتفاق مماثل معها وخط ساخن بين الروس والإسرائيليين تجنباً لصدام جوي في سورية

موسكو، واشنطن – وكالات: أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن إقامة «خط مباشر» مع تل أبيب تجنباً لأي حوادث بين طائرات البلدين في المجال الجوي السوري، في حين اقتربت من التوصل لاتفاق مماثل مع الولايات المتحدة. ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» عن المتحدث باسم الوزارة ايغور كوناشنكوف ان «تبادلاً للمعلومات بشأن تحركات الطيران تم عبر إقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم الجوية في سورية ومركز قيادة سلاح الجو الاسرائيلي»، مشيراً إلى أن الطرفين يتدربان على سبل التعاون. وأعلن أن المرحلة الأولى من التدريبات على التعاون بين القوات الجوية الروسية والإسرائيلية من أجل ضمان تجنب الحوادث الخطيرة في سماء سورية، بدأت أول من أمس وتواصلت يوم أمس. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن عقب اجتماعه الشهر الماضي في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق الدولتين على إنشاء آلية لتنسيق العمل العسكري في سورية تجنباً لحالات «سوء الفهم» وحصول مواجهات. ووفقاً لمصادر متطابقة، شنت اسرائيل أكثر من عشر ضربات جوية في سورية منذ العام 3102، كان معظمها يستهدف عمليات نقل أسلحة إلى «حزب الله». كما يحاول الروس أيضاً وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع الجيش الأميركي لتجنب أي حادث مع مقاتلاته في المجال الجوي الروسي. وسيتم توقيع اتفاق في غضون «الايام المقبلة»، بحسب ما قال مسؤول عسكري اميركي، ليل أول من أمس، في نهاية جلسة ثالثة من المحادثات عن طريق الفيديو منذ بداية التدخل الروسي في سورية. بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الاتفاق بات وشيكاً، مضيفة «نلحظ تقارباً في مواقفنا بشأن النقاط الرئيسية في الوثيقة المقبلة، ولقد اتفقنا على آلية الاجراءات المقبلة». في سياق متصل، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بـ»الموقف غير البناء» للولايات المتحدة التي ترفض مبدأ تبادل زيارات وفود من البلدين لبحث النزاع السوري. وقال خلال زيارة الى كازاخستان «أعتقد ان هذا الموقف غير بناء»، داعياً الدول التي تضم أعداداً كبيرة من المسلمين الى الانضمام للتحالف ضد الارهاب. واضاف «لا افهم كيف يمكن ان ينتقد شركاؤنا الاميركيون حملة مكافحة الارهاب الروسية في سورية وان يرفضوا الحوار المباشر بشأن مسائل مهمة مثل التسوية السياسية» للنزاع، «يبدو أن مصدر ضعف الموقف الاميركي هو عدم وجود اي خطة عمل» بشأن سورية. وقال بوتين «يبدو انه ليس لدينا أي شيء لبحثه» مع الاميركيين، لكن «رغم ذلك، نبقي ابوابنا مفتوحة ونأمل في الحوار مع كل المشاركين في هذه العملية المعقدة وبينهم شركاؤنا الاميركيون». من جهتها، أكدت واشنطن أنها غير مهتمة بإجراء اي محادثات مع روسيا فيما تواصل الأخيرة قصف المعارضة المعتدلة في سورية تحت غطاء محاربتها الإرهاب. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست «لقد قلنا اننا غير مهتمين بالقيام بذلك طالما ان روسيا ليست راغبة في القيام بمساهمة بناءة في جهودنا لمواجهة تنظيم داعش». في غضون ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن بلاده لا تمد أكراد سورية بالسلاح، مرجحاً إجراء مشاورات في الايام القليلة المقبلة مع المسؤولين الأتراك بشأن سورية.

 

جنود كوبيون يساندون قوات الأسد

وكالات/واشنطن – الأناضول: توجهت مجموعة من جنود قوات النخبة في الجيش الكوبي إلى سورية لدعم نظام بشار الأسد. وذكرت قناة »فوكس نيوز« الأميركية أن الكوبيين سيشرفون على تدريب القوات السورية وقيادة الدبابات. وأسندت القناة خبرها لمعلومات أشارت إلى أنها حصلت عليها من معهد الدراسات الكوبية – الأميركية في جامعة ميامي الأميركية. وأوضحت أن »الجنود الكوبيين توجهوا إلى سورية تحت إمرة قائد القوات المسلحة الكوبية الجنرال لوبولدو كينترا فرايس«، من دون أن توضح متى دخلوا دمشق، مشيرة إلى أن مسؤولاً رفيع المستوى بالاستخبارات الأميركية رفض الكشف عن اسمه أكد المعلومات، مستنداً في ذلك إلى تقارير استخباراتية. وأشار المسؤول نفسه إلى احتمال نقل الجنود الكوبيين إلى سورية بالطائرات الروسية.

 

طهران وبكين تعززان العلاقات العسكرية وفرنسا تدين التجربة الصاروخية الإيرانية

باريس – أ ف ب: دانت فرنسا أمس، التجربة التي أجرتها إيران في 11 أكتوبر الجاري، لاختبار صاروخ بعيد المدى واعتبرتها انتهاكاً واضحاً لقرار الأمم المتحدة. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن التجربة الإيرانية لاختبار صاروخ بعيد المدى تشكل «انتهاكاً واضحا» لقرار للأمم المتحدة و»رسالة تثير القلق» من طهران إلى الأسرة الدولية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في لقاء مع صحافيين إن «البرنامج البالستي الإيراني مستهدف خصوصاً بالقرار 9291 الصادر في العام 0102، الذي يمنع إيران من القيام بنشاطات مرتبطة بالصواريخ البالستية التي يمكن أن تحمل أسلحة نووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق التي تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية». وأضاف إنها «رسالة مثيرة للقلق وجهتها ايران إلى الأسرة الدولية».

من ناحية ثانية، أعلن أميرال صيني خلال زيارة إلى طهران أمس، أن بكين تريد تعزيز العلاقات العسكرية مع إيران. وذكرت وزارة الدفاع الصينية في بيان، أن الأميرال سان جيانغو عبر عن هذا الموقف خلال زيارة إلى طهران، مشيرة إلى أنها تأمل في الاستمرار بدفع العلاقات العسكرية بين البلدين قدماً. من ناحيته، دعا قائد القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري إلى التعاون بين البلدين لحماية خطوط النقل البحرية في المحيط الهندي، مشيراً إلى أن البلدين بحثا أيضاً كيفية تقاسم المعلومات والتعاون في مجال مكافحة الارهاب الذي يشكل مصدر قلق متزايد للصين. على صعيد آخر، يزور الرئيس الإيراني حسن روحاني إيطاليا يومي 41 و51 نوفمبرالمقبل، في زيارة هي الأولى من نوعها لعاصمة أوروبية منذ توليه الرئاسة، يجري خلالها محادثات مع نظيره الإيطالي سيرجو ماتاريلا ورئيس الوزراء ماتيو رينزي.

 

كيري يزور الشرق الأوسط وتل أبيب تنتقد واشنطن

واشنطن، القدس- ا ف ب، رويترز: ينوي وزير الخارجية الأميركية جون كيري زيارة الشرق الاوسط »قريبا« بهدف اعادة الهدوء بين الفلسطينيين والاسرائيليين المنخرطين في مواجهات عنيفة منذ أكثر من اسبوعين. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي رداً على سؤال عما اذا كان كيري سيزور الشرق الاوسط ان الوزير »يعتزم التوجه قريبا الى المنطقة ولكن ليس لدي ما اعلنه بخصوص الرحلة«. ولم يقدم كيربي مزيدا من التفاصيل عند سؤاله من الصحافيين بشأن إمكانية ان يزور كيري خلال جولته اسرائيل والاراضي الفلسطينية. كما انه لم يؤكد معلومات صحافية تحدثت عن مشروع لقاء في الاردن في الايام المقبلة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو برعاية كيري. وقال المتحدث في تصريحاته، مساء أول من أمس، ان كيري »ما زال قلقاً للغاية« من المواجهات العنيفة التي تشهدها اسرائيل والاراضي الفلسطينية، وقال بوضوح انه يريد ان يتخذ الطرفان اجراءات ملموسة .. لخفض التوتر واعادة الهدوء ومحاولة التقدم باتجاه حل الدولتين«. وفي انتقاد واضح لاسرائيل، قال المتحدث »شهدنا بعض التقارير عما يعتبره كثيرون استخداما مفرطا للقوة« من جانب اسرائيل، مضيفاً »نحن لا نود أن نرى هذا ونريد أن تكون زيادة القيود في أوقات العنف كهذه موقتة قدر المستطاع اذا دعت الضرورة لتنفيذها«.

وفي مؤتمر صحافي في بوسطن، دان كيري بشدة الهجومين »الإرهابيين« (على حد وصفه) اللذين نفذهما فلسطينيان في القدس، داعياً السلطات الاسرائيلية والفلسطينية الى »وضع حد للعنف«، وبدا كأنه يحمل الطرفين مسؤولية موجة العنف الحالية. ورداً على الانتقادات الأميركية، قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون ان واشنطن »أخطأت قراءة« الصراع، زاعماً أن قتل الفلسطينيين الذين يحملون السكاكين بالرصاص هو دفاع عن النفس، في حين وصف وزير الامن العام جلعاد أردان التصريحات الأميركية بأنها »سخيفة«. بدورها، قالت وزيرة العدل الاسرائيلية ايليت شاكيد ان الشرطة في الولايات المتحدة لم تكن لتتردد في إشهار أسلحتها واستخدامها إذا دعت الضرورة، مضيفة »تستطيع الادارة الاميركية أن تقول ما تريده ونحن سنقوم بما يلزم«.

 

أنقرة والرياض أيدتا مرحلة انتقالية بسورية من دون الأسد وأكدتا دعمهما المعارضة

واشنطن تبيع السعودية طائرات «بلاك هوك» بقيمة 594 مليون دولار

واشنطن، أنقرة – رويترز، كونا: أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن الحكومة الأميركية وافقت على صفقة لبيع السعودية تسع طائرات هليكوبتر «بلاك هوك» من طراز «يو.اتش-06ام»، التي تصنعها شركة «سيكورسكي ايركرافت»، التابعة لمجموعة «يونايتد تكنولوجيز»، مشيرة إلى أن قيمة الصفقة تقدر بنحو 594 مليون دولار. وذكرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لـ»البنتاغون» أن الصفقة ستساعد على تحسين أمن السعوية وهي حليفة رئيسية للولايات المتحدة تقاتل الحوثيين الذين تساندهم إيران في اليمن وتشارك في جهود التحالف الدولي لمكافحة المتشددين في سورية. وأضافت الوكالة التي تشرف على صفقات السلاح الخارجية، إن الحكومة السعودية طلبت شراء تسع طائرات هليكوبتر و12 محركا من نوع «تي-007-جي.اي-107دي»، التي تصنعها «جنرال الكتريك» وانظمة «جي.بي.اس» العالمية لتحديد المواقع ورشاشات وأنظمة انذار مبكر. وأشارت إلى أن قيادة طيران القوات البرية الملكية السعودية تعتزم استخدام طائرات الهليكوبتر الجديدة في عمليات التفتيش والانقاذ والاغاثة من الكوارث والمساعدات الانسانية ومكافحة الارهاب والعمليات القتالية. وأمام الكونغرس الاميركي 03 يوما لمنع الصفقة لكن هذا أمر نادر لأن صفقات الاسلحة غالبا ما تخضع لفحص دقيق قبل إخطار الكونغرس رسميا بها. وقال مصدر مطلع قريب من شركة «سيكورسكي»، التي ستستحوذ عليها «لوكهيد مارتن» في أواخر نوفمبر المقبل أو قبل ذلك إن الشركة قد تتلقى مزيدا من طلبيات شراء طائرات «بلاك هوك» في السنوات المقبلة. ورأى محللون أن السعودية قد تضاعف أسطولها الحالي المكون من 08 طائرة من طراز «بلاك هوك يو.اتش-06» لكن صفقات الشراء قد تكون على دفعات أصغر بمرور الوقت بدلا من طلبية واحدة أكبر حجما. وفي أنقرة، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي فريدون سينيرلي أوغلو، أن الوضع في سورية خطير، مؤكدا حرص انقرة والرياض على دعم المعارضة السورية. وأشار إلى أن بلاده حذرت روسيا خلال محادثاتها الأخيرة من خطورة التدخل في سورية ما يؤدي الى زيادة العنف وتدفق المقاتلين الأجانب، داعيا موسكو الى العمل مع قوات التحالف لإيجاد حل للأزمة السورية لنعيد الأمن والاستقرار لهذا البلد وبالتالي نتوجه لمكافحة الارهاب بشكل فعال. وأوضح أن الجانبين بحثا في الاعتداءات الاسرائيلية الحالية ضد الفلسطينيين والوضع في العراق، مشدداً على ضرورة مواصلة الحكومة العراقية تطبيق الاصلاحات والحفاظ على وحدة الأراضي العراقية ومواجهة الارهاب حتى يعيش المواطنين بأمن وأمان. واشاد بدعم تركيا للشرعية في اليمن ولقوات التحالف، مضيفاً إنه اطلع الجانب التركي على الخطوات التي اتخذتها قوات التحالف والمبادرات الخليجية لإعادة الاستقرار الى اليمن. وأكد متانة العلاقات السعودية التركية، متطلعا إلى زيادة حجم الاستثمارات بين البلدين. من جانبه، أشار سينيرلي أوغلو إلى تطابق الرؤى بشأن الأزمة السورية، موضحاً أن «هدفنا الأساسي هو الحفاظ على سيادة الأراضي السورية والعراقية وتوفير الأمن والاستقرار في منطقتنا وخصوصاً سورية والعراق». ولفت إلى أن «المنطقة تمر بموقف حرج جدا يتطلب منا التعاون واتخاذ سياسات حكيمة لإعادة الاستقرار».

 

أول "لبيك يا علي" لسليماني وعناصر "حزب الله" باللاذقية

العربية/15 تشرين الاول/15/ ترددت في اللاذقية، أمس، أول صرخات "لبيك يا علي" نسمعها مشتركة في أول فيديو يظهر فيه الجنرال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، مع عناصر من "حزب الله" في مكان ما من المحافظة التي وصل إليها الثلاثاء الماضي. في الفيديو نرى ونسمع عنصراً من "حزب الله" يهتف أمام سليماني بلهجته اللبنانية الواضحة: "حضرة القائد، عميل خامنئي حفظه الله.. يا مولانا، لو قلت في يوم من الأيام هل من ناصر ينصرني، لن نقول لك كما قالت الكوفة لعلي عليه السلام، بل نقول لك لبيك يا علي" قاصداً بها المرشد الروحي الإيراني علي خامنئي. وتعالى الهتاف المشترك من الحاضرين 5 مرات في منطقة يبدو أنها عسكرية مغطاة بأشجار، وفق ما يبدو في الفيديو الذي قامت "العربية.نت" بتحميله من حساب "فيسبوكي" فارسي، اسمه "تحولات جهان اسلام 2" وربما ترجمتها "تحولات العالم الإسلامي 2" ويحمل صورة على امتداد صفحة الحساب للجنرال سليماني نفسه. ويبدو أن الاستعداد لمعركة ضخمة جارٍ بوضوح في مناطق الساحل السوري الغربي، بين قوات إيرانية وأخرى تابعة للنظام مع عناصر ميليشياوية من "حزب الله" بدعم جوي روسي، وبين قوات المعارضة التي تسلمت في الآونة الأخيرة أكثر من 50 طناً من الأسلحة الأميركية وغيرها، وأن المعركة قد تأخذ طابع "حرب شوارع" وعصابات على ما يبدو. يؤكد ذلك ما نشره الأربعاء موقع "فراد نيوز" الإخباري الإيراني، من أن "قوات عسكرية إيرانية متخصصة بحرب العصابات والشوارع تستعد لبدء هجوم على الجماعات المسلحة في حلب". كما أعلن مسؤولون إيرانيون، وفقاً للوارد في "العربية.نت" اليوم ضمن خبر آخر، أن آلافاً من الجنود الإيرانيين يقودهم الجنرال سليماني موجودون في سوريا لشن هجوم مع قوات النظام ضد قوات المعارضة في مناطق بحلب. وترددت أنباء، الأربعاء، بأن أحد قادة "فيلق القدس" البارزين، وهو نادر حميدي، لقي حتفه قتيلاً في سوريا، وخبره منتشر بين "تويتريين" إيرانيين وغيرهم، إلا أن "العربية.نت" لم تجد مصدراً آخر موثوقاً يؤكد مقتله.

 

دبلوماسي إيراني سابق: طهران تزود "داعش" بالسلاح في سوريا والعراق!

موقع 14 آذار/15 تشرين الاول/15/كشف دبلوماسي إيراني سابق عن دعم طهران لداعش وتزويد التنظيم الإرهابي بالأسلحة، بالرغم من تأكيدها على أنها تحاربه في العراق وسوريا. وأكد "أبوالفضل إسلامي" الذي كان يعمل في السفارة الإيرانية في العاصمة اليابانية طوكيو قبل انشقاقه عن النظام تزامناً مع انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية، أكد في مقابلة مع صحيفة "كيهان لندن" الناطقة بالفارسية أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" استفادت من وجود داعش إلى أقصى حد وتمكنت بذريعة هذا التنظيم من أن تبرر تدخلها في كل من سوريا والعراق وأن طهران هي التي توفر لداعش جزءا من الأسلحة التي يحتاج إليها، على حد تعبيره. وشاهد "إسلامي" عندما كان يعمل في الخارجية الإيرانية كيف تدعم طهران ماليا وبشكل متزامن مجموعات وميليشيات مختلفة عقائديا في بعض الأحيان ومتصارعة حينا آخر، بغية استمرار الازمات أو افتعالها. وكشف الدبلوماسي يقول: "عملت أربعة أعوام في بانكوك وكنت أرى باستمرار تقديم طلب أسبوعي (من قبل السفارة الإيرانية للسلطات التايلاندية) لإصدار تراخيص لطائرات تابعة للحرس الثوري للتزويد بالوقود في طريقها إلى كوريا الشمالية لنقل الأسلحة والعتاد والصواريخ لفائدة حزب الله". وحول الوضع في سوريا وتضارب أهداف إيران وروسيا من جهة وأميركا وحلفائها من جهة أخرى، يرى الدبلوماسي السابق: "أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية استفادت من داعش إلى أقصى حد، مما لا شك فيه أن وجود داعش يخدم إيران وأريد أن أقول إن قسما من الأسلحة والدعم الذي يحصل عليه داعش يأتي عبر الجمهورية الإسلامية"، على حد قوله. وحول بحث إيران عن مصالحها الإقليمية، أضاف إسلامي يقول: "أنا أشهد بأنهم كانوا يقولون لنا إنه ينبغي ألا نفرق بين الشيوعي والشيعي والسني، بل يجب علينا أن ندعم كل من يساعد على افتعال الأزمات حفاظا على نظام الحكم، فكانت الميزانية السرية في السفارة لا تخصص للمسلمين ولا حتى للشيعة، لأن هؤلاء لا يفرقون بهذا الخصوص، فأنا أعتقد أن في داعش فائدة كبيرة لمصلحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية." وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أقوال زلماي خليل زاد المبعوث الأميركي الأسبق إلى أفغانستان، والذي كشف حينها أن طهران تدعم طالبان والحكومة الأفغانية في آن واحد، فقال: "هذه هي الحقيقة فعندما كان السيد متكي وزيرا للخارجية قال لو استتب الأمن في كل من العراق وأفغانستان سنصبح نحن الهدف التالي لذا من الضروري أن نحول دون نجاح أميركا في العراق وبأي وسيلة ممكنة. هؤلاء سيدفعون أفغانستان للحرب مرة أخرى لو استطاعوا." وردا على سؤال حول أسباب التحاق روسيا بالحرب التي تقودها إيران في سوريا، قال: "روسيا تريد الحفاظ على موطئ قدمها في الشرق الأوسط وهي لاعب جيد لحد الآن، فهي سبقت كلا من إيران وأوروبا (في سوريا)، مضيفا بالقول: "أنا كنت عملت من قبل إيران خلال فترة حكم خاتمي في مجال معاهدة حظر الانتشار النووي وكنت حاضرا في المفاوضات مع الطرف الأوروبي، الذي كان يقول لنا إن روسيا تتعاون معكم فقط عندما تريد تفريغ جيوبكم وعندما تبحث عن مصلحتها، روسيا تلعب. لذا اليوم روسيا تلعب لعبتها في سوريا أيضا وتحاول أخذ امتيازات من الأوروبيين في الأزمة الأوكرانية في القرم من جهة، وتثبيت موقعها في الشرق الأوسط من جهة أخرى، وهي التي تحرك طهران حتى تربح لعبتها من خلال إدخال إيران فيها".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصر الله على «منصات» التهديدات

علي الحسيني/المستقبل/16 تشرين الأول/15

وقف الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس الاول في أول يوم من عاشوراء هذا العام، ليخطب في الجموع التي احتشدت للاحتفال بالذكرى، فإذ بالخطاب يتسيّس ويتحوّل إلى تهديد مُبطّن ضد شركاء الوطن والمن عليهم بإبقائه على الحكومة، ثم ليعود ويفرد مساحات واسعة لسلاحه واستراتيجية جديدة موعودة بالإبقاء على السلاح طالما أنه الأمل الوحيد بالنسبة الى نصرالله وحزبه، لإبقاء البلد خارج تهديد الإرهاب. ومن المن على اللبنانيين بالأمن والأمان بفضل سلاح حزبه، قفز نصرالله ليرمي سهامه باتجاه السعودية متهماً إياها بالتلكؤ والإهمال المتعمد في قضية حجاج منى.

منذ فترة بعيدة و»حزب الله» منشغل عن قضاياه الأساسية التي على حجتها بنى نشأته وهيكليته وتصوراته المستقبلية وعلى رأسها، مواجهة العدو الإسرائيلي، تحرير القدس، نصرة المظلومين ومحاربة الفساد بأشكاله المتعددة وصولاً إلى تحرير المجتمعات من عبودية الحكومات. واليوم وبعد أكثر من ثلاثين عاماً على رفعه هذه الشعارات، تجوز مساءلة الحزب عن الأهداف التي حققها أقلّه داخل بيئته وليس على مستوى البلد الذي يدّعي حرصه عليه فقط في بياناته الإسبوعية.

بات اللبنانيون ينتظرون إطلالة نصرالله ونواب كتلة حزبه من منطقة تحولت منذ العام 2006 من عاصمة للمقاومة إلى منصّة إعلامية لإستهداف شركاء الوطن والدول الجارة والشقيقة، ولتتحول البقعة الجغرافية ذاتها مع محيطها الديموغرافي إلى مركز استراتيجي تُدار منه حملات التهديد والتخوين والتحريض واستغلال أوضاع الناس ومآسيها أبشع إستغلال من أجل تحقيق سبق سياسي ولو على حساب أوجاع هذه الناس ومنها حادثة حجّاج منى التي يُصرّ نصرالله على تحميل مسؤوليتها للسعودية ليبني عليها حسابات ضيقة خاصة بالمشروع الذي ينتمي اليه، بالكاد تستطيع أن تمر في إحدى حارات الشام أو أزقة صنعاء.

يبدو أننا نعيش اليوم في وقت تجوز تسميته بزمن «الشراكة» عند «حزب الله». لا ينفك نصرالله ونوابغ يدعون في إطلالاتهم المتكررة إلى الحوار والشراكة الوطنية واستئناف الحياة الدستورية والعودة إلى الإستقرار الامني الجماعي، وقد تناسوا أن الأزمات السياسية والأمنية التي يمر بها البلد سببها ممارساتهم وأنهم أول من عملوا على إلغاء الآخر من خلال إنقلابهم على المواثيق والأعراف يوم أطاحوا حكومة الوحدة الوطنية التي كانت مثلت الفرصة الاكبر أمام اللبنانيين لكي يخرجوا من الاصطفافات الطائفية والمذهبية وذلك بأمر من النظام السوري الذي كان قد بدأ يتأكّل من الداخل ويتهاوى كيانه ومشروعه المصطنع القائم على ظلم شعبه واستبداده. يطرح نصرالله قانون النسبية كمقدمة وحيدة لعملية إنتخاب رئيس جمهورية ثم يدعو إلى مواصلة الحوار للوصول إلى تفاهم حول قانون للإنتخابات، تماما كما يُعلن اسم النائب ميشال عون كمرشح وحيد للرئاسة ثم يعود ويدعو للإتفاق حول اسم شخصية، وهو ما يندرج ضمن الإزدواجية والتناقض اللذين يمارسهما في سياسته على غرار دعوته الجيش والقوى الأمنية الى ملاحقة المخلّين بالأمن والمرتكبين الذين يسيئون بممارساتهم الى منطقة البقاع وأهله ويشكّلون عامل قلق واضطراب وتهديد للسكان ومصالحهم، في وقت هو من يوفر فيه الحماية لكل هؤلاء إما من خلال منحهم بطاقات حزبية تسهل مرورهم على نقاط التفتيش وتحصنهم من المداهمات، وإما من خلال إرسالهم إلى مناطق آمنة وخاضعة له مثل القصير والقلمون والزبداني وآخرهم تاجر المخدرات نوح زعيتر الذي حظي منذ فترة قصيرة بيوم «استطلاعي» من رتبة «مقاوم». ومن ضمن الأولويات التي تبدلت لدى «حزب الله» هي جمهوره وتحديداً في ما خص تنصله من المسؤوليات تجاهه، فبعد غياب خطابات الوعود بالنصر ومنها قرب الإنتهاء من «القلمون» و»الزبداني» وقبلها دعوات التحضر لاحتلال «الجليل»، غابت أيضاً لغة إنماء مناطق هذا الجمهور المحرومة من المياه والكهرباء وفرص العمل بحيث تحوّلت كل هذه الخدمات إلى شركات حصرية بيد رجال الحزب فقط وبعض المحسوبين عليه. ومن «عجائب» تبدل الأولويات لدى «حزب الله» أن تتحول المناسبات ذات الطابع الديني «المذهبي» في أحيان عديدة، إلى منصّات يُطلق من خلالها نصرالله و»رجاله» رسائل تهديد إلى الداخل وأخرى تتوعد الأشقاء في الخارج.

 

الفاتيكان قلق حيال لبنان و"يضع الجميع أمام مسؤولياتهم" كاتشا: لا سلام بلا رئيس وعدم الاستقرار يؤدي إلى الدمار

ريتا صفير/النهار/16 تشرين الأول 2015

على وقع الشلل الحكومي والبرلماني الذي تعيشه البلاد، اكتسبت الدعوات الى تحريك الملف الرئاسي زخما متجددا، من باب الفاتيكان هذه المرة، وذلك في ضوء معطيات عن "تحذير" وجّهه البابا فرنسيس الى القيادات المسيحية، لجهة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. تحذير ما لبث ان استتبع بكلام عن "تقرير اسود" صدر عن السلطات الفاتيكانية حيال وضع المسيحيين في لبنان. ومعلوم ان الدخول الفاتيكاني على خط الازمة اللبنانية ليس بجديد، ولا سيما ان الكرسي الرسولي كان ارسل اكثر من موفد الى بيروت، للوقوف على حقيقة النزاع القائم، ليس آخرهم وزير خارجية الفاتيكان السابق الكاردينال دومينيك مومبرتي.

من هنا فان التحرك الاخير للكرسي الرسولي، ينطلق من تقاطع سلسلة معطيات حفلت بها الساحة اللبنانية والاقليمية في الآونة الاخيرة. ووفقا لمطلعين على حركة السفير البابوي المونسنيور غابريالي كاتشا، فهو كان أكد لسائليه أن "التحذير" الذي بعث به البابا الى الزعماء الموارنة لجهة ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، يكرس موقف الكرسي الرسولي الذي "عبّر ويعبر منذ زمن عن قلقه حيال الوضع في لبنان، علما ان الزيارة الاخيرة للكاردينال مومبرتي الى بيروت اندرجت في هذه الخانة". ووقت يشير الى ان "الكرسي الرسولي لا يقوم بوساطة محددة بهدف ايجاد حل"، يوضح ان الموقف الفاتيكاني المستجد هدفه "وضع الجميع امام مسؤولياتهم وتكرار انه يجب عدم التلاعب بالمؤسسات". ويضيف امام سائليه: " اطلقنا نداء الى (الاطراف) لتحمل مسؤولياتهم ونتطلع الى انتخاب رئيس للجمهورية، لكن يبدو ان احدا ليس مستعجلا. فالبابا يأمل، ويشجع، ويدعم (هذا التوجه)"... ووفقا لكاتشا فان الكرسي الرسولي يتحدث الى الجميع "وكل طرف يتخذ قراره وفقا لمسؤولياته. من هنا، اطلقنا نداء لتحمل المسؤولية وللقول ان الوضع ليس جيدا". وعن آلية ترجمة هذا النداء، بعد زيارة الكاردينال مومبرتي، يوضح كاتشا: "النداء بعد مومبرتي اتخذ اوجها عدة. البابا لا "يستدعي" احدا. نناشد كل اللبنانيين وليس فقط القادة المسيحيين معالجة مشكلة المؤسسات، وخصوصا اننا نعتبر ان بلدا بلا مؤسسات ليس بلدا مستقرا. وبلد غير مستقر هو على طريق الدمار، وهذا ينطبق على كل المجموعات (اللبنانية)". وعن الاتصالات الدولية والاوروبية التي يجريها الفاتيكان في هذا الخصوص، يقول كاتشا لسائليه إن "ثمة اتصالات دائمة مع الاوروبيين وغير الاوروبيين، انطلاقا من اقتناع مفاده انه اذا لا رئيس جمهورية للبلد، فان البلد ليس في سلام". في اي حال، يبدو ان الموقف الفاتيكاني يتقاطع ومجموعة معلومات باتت في متناول قوى مسيحية "آذارية"، وذلك على خلفية مروحة من الاتصالات المحلية والاقليمية الجارية. ويتبين وفقا لهذه القوى:

- ان المواجهة الاقليمية ولا سيما بين الرياض وطهران مستمرة، علما ان ايا من الطرفين ليس في وارد الشروع في تسوية. ويبدو، بحسب تقويم اولي للمسار التي تتخذه الاحداث، ان الايرانيين ليسوا في وارد تقديم تنازلات في الملفات الاقليمية، خلافا للاعتقاد المتفائل الذي طبع المرحلة الاولى لإقرار الاتفاق النووي مع الغرب.

- التشدد نفسه ينطبق على السلوك الغربي حيال الاوضاع المستجدة في سوريا، ولا سيما بعد الدخول الروسي على خط الازمة. واذا كان بعض الدول الاوروبية يلمح الى امكان حصول "تسويات" محدودة، عبر ترجيحه مرحلة انتقالية في سوريا بمشاركة الرئيس السوري بشار الاسد، فان هذه المواقف لا تعني في المقابل، ان الغرب في وارد الشروع في "تسوية بأي ثمن". وبحسب العاملين على الملف السوري، فان التدخل الروسي "دوّل" في مكان ما الازمة. فتغلّب نتيجة هذا التدخل، "العامل" الدولي على الاقليمي، وتحولت المواجهة من منافسة اقليمية "يتبارى" على حلبتها الاطراف الفاعلون في المنطقة، الى مواجهة اميركية - روسية.

- يبدو منطقيا، وانطلاقا من المناخ السائد، ان يتأثر لبنان "بالعواصف" الاقليمية والدولية، الامر الذي يترجم استمرارا في الشلل ولا سيما على المستوى الحكومي. لذا، بات الكلام على استقالة محتملة للحكومة اللبنانية غير ذي فائدة، باعتبار ان الحكومة مشلولة اساسا، وتحولت حكما الى تصريف الاعمال سواء اعلنت ذلك أم لم تعلنه.

 

لبنان جرّب حكم سياسيين فاشلين وفاسدين هل يجرّب حكم اقتصاديين ناجحين ونزيهين؟

اميل خوري/النهار/16 تشرين الأول 2015

قرف الناس من السياسة ومعظم السياسيين وباتوا توّاقين الى حكم طبقة اقتصادية أثبتت نجاحها وقدرتها على الصمود في وجه الأزمات الأمنية والمالية والخلافات الحزبية والشخصية، وعلى إبعاد آفة الفساد عن القطاعات التي تديرها بحيث لم يعد في إمكان الدولة بمواردها المالية الضئيلة تنفيذ أي مشروع انمائي وحيوي من دون مشاركة القطاع الخاص. الواقع أن المظلة الدولية التي حمت لبنان حتى الآن من امتداد النيران السورية اليه، وحماه وعي اللبنانيين وتوازن الرعب والخوف من فتنة داخلية، بات لا بد من حمايته من احتمال اختناقه جراء تنشقه دخان هذه النيران التي قد لا تستقر وتطول بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا واحتمال تعرّض المنطقة كلها لحرب باردة بين الجبارين الأميركي والروسي ومن معهما وقد تصبح ساخنة لا سمح الله. لقد عطّلت المناكفات والمشاحنات السياسية والحزبية والشخصية عمل كل المؤسسات وبات الاقتصاد معرّضاً للخطر والنمو للتراجع المخيف. ولولا التطمينات التي يطل بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من حين الى آخر ليؤكد استمرار الاستقرار النقدي، وان الاجراءات المتخذة تجعل الأوضاع الاقتصادية والمالية والمصرفية تصمد في وجه الأزمات، لكان اليأس دبّ في قلوب اللبنانيين وجعلهم يحزمون امتعتهم ويهاجرون. وقد كشف تقرير أن لبنان حل في المرتبة 101 بين 140 دولة فأمسى الضعيف عالمياً لأن الفساد وسوء إدارة المرافق العامة أوصلاه الى هذا. كما أن لبنان احتل المرتبة 127 بين 140 بلداً فيما يتعلق بالثقة بالسياسيين، وصنّف في المركز 139 في ما يتعلق بالتبذير في الانفاق الحكومي، ما جعل الناس يفقدون ثقتهم بالسياسيين الذين عجزوا عن انتخاب رئيس للجمهورية وعن إقرار الموازنات العامة، كما عجزوا عن مكافحة الفساد ووقف الإهدار والحد من ارتفاع الدين العام وازدياد العجز في الموازنة، فسجلت مؤشرات الاقتصاد الأداء الأسوأ بسبب الوضع السياسي المأزوم وصراعات السياسيين وتجاذباتهم وخلافاتهم حتى على أتفه الأمور، ما سبّب تراجعاً في النمو الذي كاد يبلغ الصفر لولا مصرف لبنان الذي يستمر في دعم الاقتصاد والنمو عن طريق الحزم المالية التي يضخها في القطاع المصرفي ليظل قادراً على دعم القطاعين العام والخاص. وأكد حاكم مصرف لبنان أن لدى القطاع المصرفي مبالغ بحوالى 20 مليار دولار جاهزة للتسليف، وأن هناك توقعات لنمو النشاط في القطاع المصرفي بحوالى 6 الى 7 في المئة، مشيراً الى وجود معالجات بالنسبة الى الديون بين المصارف والزبائن، وأن لدى مصرف لبنان والقطاع المصرفي القدرة على المحافظة على استقرار سعر صرف الليرة، لكن الوضع الاقتصادي يعاني تراجعاً في الحركة التجارية. وفي المقابل أكد عدد من أصحاب المصارف أن هذا القطاع يتمتع بالصلابة والمثابرة على نشاطه وعلى نمو مستدام واستقرار في تحسين التسليفات، وتوقعوا نمواً ايجابياً للاقتصاد لأن حوافز المصرف المركزي حرّكت التسليفات ومكّنت المصارف من الاستمرار في تمويل الاقتصاد والحد من توسّع اقتصاد الظل بفضل الاستقرار الضريبي، بحيث بات القطاع المصرفي يشكل ركيزة أساسية للاستقرار في لبنان.

لكن بعض المراقبين يخشى أن يدخل لبنان مرحلة شديدة الخطورة في السنة المقبلة في حال عدم حصول اختراقات سياسية ايجابية واستمرار الوضع السياسي على ما هو من تأزم، واستمرار تداعيات الأزمة السورية على الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية في لبنان، اذ ان تفاقم أزمة الركود الاقتصادي وتراجع المؤشرات الاقتصادية ومعاناة القطاعات التجارية باتت تهدد مصير مؤسسات تجارية وصناعية وسياحية كثيرة ومعها آلاف الموظفين والعمال، ما قد يجر البلاد الى انفجار اجتماعي وثورة جياع. لذلك بات من الضروري وضع حد للعبة طبقة سياسية لمصالح ذاتية أو خارجية في تعطيل مؤسسات الدولة، بحيث يتفاقم حجم الدين العام في ظل حكومة لا تعمل ومجلس نواب معطل ولا رئيس جمهورية في البلاد ولا إقرار للموازنة العامة في انتظار المجهول الآتي من سوريا بعد التدخل العسكري الروسي الذي قد يدخل المنطقة في المجهول، ما قد يجعل الحل متعذراً مع طبقة سياسية جرّبها اللبنانيون عقوداً من الزمن فأثبتت فشلها وفسادها، وبات لا بد من تجربة حكم طبقة اقتصادية اثبتت نجاحها في إدارة قطاعاتها الخاصة، وقد تكون ناجحة أيضاً في إدارة القطاعات العامة، فلا يكون فيها فساد ولا إهدار أموال. ولو أن الحكومة الحالية كانت حكومة اقتصاديين واختصاصيين لكانت حكومة منسجمة ومنتجة وليس مثل الحكومة الحالية، وهي حكومة أضداد لا اتفاق بين أعضائها حتى على أولويات الناس ولا سيما حل أزمة النفايات، ولا كان خلاف على بدعة "الشراكة الوطنية"، بل كان كل وزير شريكاً عن الكل ومع الكل، وكان استقرار سياسي دائم يحمي الاستقرار الأمني والاقتصادي، ولكانت حكومة من غير السياسيين نجحت في جعل مجلس النواب ينتخب رئيساً عاقلاً للجمهورية، مشهوداً له بالخبرة والاستقامة ويستطيع استعادة هيبة الدولة والشفافية الى كل المؤسسات.

 

هكذا يروي السنيورة قصة التسوية وهذه مواصفاته لرئيس الجمهورية

سابين عويس/النهار/16 تشرين الأول 2015

يكشف الرئيس فؤاد السنيورة أمام زواره هذه الايام الكثير من خبايا الملفات المطروحة محليا في الشأن الرئاسي والترقيات العسكرية التي حملت في طياتها مناخا تصعيديا أدى ولا يزال إلى تعطيل الحياة السياسية من جهة ودور المؤسسات الدستورية من جهة أخرى، ليخلص الى رسم صورة غير متفائلة بالمرحلة المقبلة المضبوطة حتى الآن على إيقاع تطور الوضع الاقليمي، لا ينزعج الرئيس السابق للحكومة ووزير المال في حكومات الرئيس رفيق الحريري، عندما يتهم بأنه مفاوض شرس، يرفض تقديم أي تنازلات من دون مقابل، خصوصا إذا كان مفاوضه "يطلب أمرا لنفسه، فيما هو يطلب لمصلحة الوطن". ويستذكر أمام زواره وصف رئيس الوزراء السوري الراحل فارس الخوري لوزير المال عندما قال انه يجب ان يكون "فظاً، صدّاعاً، غليظ القلب". فهذا يعني انه لا يهادن ولا يساوم. مناسبة هذا الكلام تأتي في إطار الرد على اتهام سيق للسنيورة بأنه أحبط تسوية الترقيات التي كان الرئيس سعد الحريري وافق عليها إلى جانب عدد من القوى السياسية. ويقرر أن يروي قصة التسوية ليشرح موقفه منها وصولاً إلى تحديد المسؤول عن إحباطها، وذلك ربطا بملف الرئاسة والحكومة. فيقول انه لم يرفض مبدأ التسوية التي تقتضي أن يقترب فريقاها بالتساوي لا أن يقترب فريق ويبتعد آخر، فلا تعود تسوية. يؤكد أنه في حوار الستة الموازي للحوار الوطني، أبلغ الموجودين انه موافق على إقتراح الترقية، داعياً في المقابل الى أن يؤدي ذلك إلى تفعيل عمل الحكومة وفقاً للأصول. فكان خروج العماد ميشال عون جوابا واضحاً عن رفض ذلك. ويذهب السنيورة أبعد عندما يكشف عن إتصال أجراه بالرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري عندما تقرر تأجيل تسريح العماد جان قهوجي، في 24 آب الماضي، مقترحاً "كسر سمّ" تأجيل تسريح قائد الجيش من خلال ضم قرار بتأجيل تسريح عدد من الضباط بمن فيهم العميد شامل روكز، ويكشف السنيورة ان سليمان والحريري وافقا على الاقتراح لكنه قوبل بالرفض من النائب وليد جنبلاط ، مما دفع الوزير علي حسن خليل إلى إبلاغ مدير مكتب الحريري نادر الحريري بسقوطه. يرفض السنيورة إتهام تياره بأنه يعمل لكسر عون، مشيرا إلى ان التيار أبلغ عون صراحة بأن هناك صعوبة في وصوله الى الرئاسة، وانه يقبل السير بروكز لقيادة الجيش في مقابل تراجع عون عن الرئاسة، لكن الاخير لم يقبل. ليس لدى رئيس كتلة "المستقبل" جواب جازم حول ما كُشف عن وعود أعطاها الحريري لعون في هذا الشأن وأدت إلى تساهل الاخير في مواضيع وملفات كثيرة، ما لبث أن تراجع عنها بعدما شعر أن الوعود لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ. هل هو سوء تنسيق أو تباين في المواقف بين اركان "المستقبل"؟ أو توزيع أدوار؟ يكرر السنيورة موقف كتلته بأن الكل يلتزم موقف زعيم التيار، نافيا التباين.

سقوط التسوية ادى إلى تعطيل الحكومة، فما المخرج اليوم؟لا خيارات أخرى يبتكرها السنيورة، ويجدد تمسكه بالحكومة، مؤكدا تسهيل إنعقاد جلسة حتى من "حزب الله" لملف النفايات، ومبشّرا بحل قريب، لكنه لا يتوانى عن التذكير بموقفه الدائم أن "حزب الله استدرج البلاد الى المستنقع السوري، وجعل الحلول مرتبطة بالرهان على الخارج. اما بالنسبة اليه فالحل يكمن في انتخاب رئيس للجمهورية. في هذا الملف، يستفيض السنيورة في عرض مواصفات الرئيس انطلاقا من جلسة الحوار الاخيرة فيقول انه خلال الحوار، جرى تناول نقطتين اساسيتين حظيتا بكثير من التأييد وليس الاجماع: اهمية العودة إلى احترام الدستور وعدم التعامل معه كأنه "خرقة"، وثانيا ان المرشحين المطروحين للرئاسة عاجزين عن تأمين النصاب القانوني. وهنا، يستشهد السنيورة بكلام للبطريرك الراعي بأن الرئيس القوي هو من يؤمن حضور الثلثين والنصف زائد واحد (بلغة الانتخاب الدستوري).اما المواصفات التي تحدث عنها وابلغها خطياً لرئيس المجلس بناء على طلبه، فتلحظ أن يكون وفق ما وصفه الدستور: رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. أي بتعبير السنيورة مؤيّداً ( بفتح الياء) في بيئته ومعتبراً فيها ومدعوماً منها ومن بيئات اخرى أيضاً. ويعطي مثلاً ينطبق على هذا التوصيف: انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجيه بعدما تم تأييده وإعتباره ودعمه من ثلاثة مرشحين أقوياء في زمنهم: كميل شمعون وريمون إده وبيار الجميل. يعترف السنيورة بأن غياب رئيس الجمهورية دفع بالبلاد الى الخراب، مما يخالف الكلام ان البلاد تسير من دون رئيس او ان الرئيس لا يملك صلاحيات. هو مقتنع بأنه صمام الامان وتتقاطع عنده كل القوى.

 

ولكم طول البقاء

 نبيل بومنصف/النهار/16 تشرين الأول 2015

بمقدار ما تسعفنا القدرة على فهم المقلب المتطور نحو مزيد من التعقيدات السياسية الداخلية يمكننا ان نستخلص من الجولة الحارة التي بدأت مع اعلان العماد ميشال عون "التحجير" على مجلس الوزراء تحت وطأة شروط مستحيلة انه لن يبقى هناك الا مسلك وحيد هو الحوار الجاري في مجلس النواب، على غموضه وتعقيده ايضا. ربما لا يملك احد الا التسليم ببقاء هذه القناة مفتوحة ما دامت القوى المناهضة للعماد عون وحليفه "حزب الله" لا تملك القدرة على الحد من نجاحهما في إصابة الحكومة بالسكتة الدماغية على مشارف مرحلة تنذر بالانهيارات العميمة. ولعلنا لا ننفي سوء الظن المفرط في ان المقصود استكمال دورة الشلل الى آخر حلقاتها مع تحويل الحكومة "هيكل" تصريف اعمال واقعيا، ومن ثم استحداث ضربة أخرى غداة افتتاح العقد العادي الثاني لمجلس النواب بما يمدد الشلل التشريعي ايضا، وهكذا تقيم الجمهورية "الاحتفال" الناجز بتوازن التعطيل والشلل على وقع أنشودة التسبيح بالحوار الباقي.

لا نملك هنا الا استماحة روح الزعيم الطيب "الآدمي" الياس سكاف الغفران ان قلنا ان جمهوريتنا المزهوقة الروح يجري تشييعها على الطريقة اياها التي جرت عليها جنازة هذا الزعيم البقاعي الذي شعرنا برحيله ان صورة أصالة نادرة انتزعت من لبنان. كان الحزن حقيقيا عارما ولكنه لم يقو على منع تفجر جاهلية ولا أبشع في أوسع عراضة مسلحة أمطرت البقاع بترسانات الرصاص. لن يبقى من مؤسسات الجمهورية بعد الآن سوى ذكرى وبالكاد يتجرأ احدهم بالسؤال ماذا اعددتم للبنانيين الموعودين بذعر الانهيارات؟ يقال ان في جلسات الحوار السابقة كتمت معلومات على جانب من الخطورة القصوى حيال هبوط تصنيف لبنان دوليا. وفي الايام الاخيرة ايضا طلعت تصنيفات تدرج لبنان في قائمة الدول الثلاث أو الأربع الاول الاكثر مديونية في العالم. ترانا نقف بفزع حقيقي ليس امام هذه الحقائق فقط وانما امام سياسات بهذا العمى الخطر والجارف الذي لا يقيم اعتبارا للسقوط الكبير. لم يعد للحوار معنى بعدما بات كدراجات هوائية مثبتة في الارض. ولا نخال لبنانيا يتملكه وهم في وظيفة حوار يخرج منه المتحاورون كما دخلوا الى حدود إصابة آذان اللبنانيين بالصمم بإزاء هذه العملية الهيكلية الشكلية. ومع ذلك ترانا سنتنبه اكثر بعد اليوم الى ان هذا المسعى الحواري سيتحول فعلا "المؤسسة" التي ستختصر المؤسسات ولا سيما منها الحكومة والبرلمان، سواء قبل من قبل طوعا او رفض من رفض قسرا. انها نهاية مسار دراماتيكي لجمهورية نازعت الفراغ المديد وعصت عليها وسائل تطويع التعطيل. فأبشروا بالمؤسسة الوحيدة الباقية، ولنا ولكم من بعدها طول البقاء.

 

المرشد و«القيصر» في «المغطس» السوري

أسعد حيدر/المستقبل/16 تشرين الأول/15

«شمعة ع طوله فور دخوله «. هذا هو حال المرشد آية الله علي خامنئي بعد تقاسمه الارض السورية وفضاءها بينه وبين «القيصر« فلاديمير بوتين. لم تسقط طائرة سوخوي روسية حتى الآن، في حين سقط للمرشد الجنرال حسين همداني القائد الميداني في «فيلق القدس» الذي يرأسه الجنرال قاسم سليماني. من مآثر همداني انه قاد عملية قمع المتظاهرين في «الانتفاضة الخضراء» عام 2009 بعد ان جمع من مدينته همدان خمسة آلاف مقاتل. والجنرال فرشاد زاده والكولونيل حميد مختار بند وقائدان من «حزب الله» هما حسن الحاج «ابو محمد الإقليم» ومهدي حسن عبيد وخمسة من المقاتلين. من الصعب جدا ان يقتل كل هؤلاء القادة في معركة واحدة، مما يسمح بالتساؤل عن حقيقة ما جرى. لذلك يجوز الفصل بينهم استناداً الى معلومات مصادر متقاطعة:

[ حُمّل الجنرال همداني فشل الجنرال سليماني الذي أخذ القرار بتشكيل فيلق سوري على مثال الحرس الثوري الإيراني قبل عامين. وقد تبين أنه لا يمكن مقاتلة المجموعات المقاتلة من المعارضة بمجموعات مماثلة، خصوصا ان الجيش السوري قد انهك من القتال. المهم في كل ذلك ان النقاش وصل الى القمة في طهران خصوصا ان المرشد لم يتحمل الفشل في معركة «المربع الأخير» في سوريا. واستكمالا لذلك صب غضبه على الجنرال طائب مسؤول فرع الأمن في الحرس الذي كما يبدو لم يرضخ ورد على المرشد رافضا تحميله المسؤولية لأنه، اي المرشد، يتابع تفاصيل الحرب في سوريا بشكل مستمر، ولأنه من الصعب بل من المستحيل تحميل الجنرال سليماني المسؤولية فقد ألقيت على كاهل همداني. الباقي وهو كيفية مقتله وتفاصيل ذلك، لا يعود مهما. المهم ان ما حدث سيكون له ترددات ونتائج داخل الحرس، والاهم ان المرشد خامنئي ادرك هزيمة استراتيجيته في سوريا فأرسل سليماني الى «القيصر« حيث جرى تقاسم الارض والسماء بينهما، مع ما يعني ذلك من تقاسم للقرارات وللنتائج والنفوذ.

[ جنرالات ايران و«حزب الله« لم يقتلوا في المعركة، وإنما في عملية قصف مركزة على غرفة العمليات وهو أخطر وأهم لان معنى ذلك ان المجموعة التي قصفت كانت تملك احداثيات الموقع بدقة. السؤال كيف تم ذلك وبأي مدفعية جرى القصف المدمر؟ الجواب لاحقاً لأنه يحدد مساراً جديداً للمعارك القادمة، ورسالة قوية وواضحة موجهة للإيراني ان الميدان السوري مفتوح امام كل الاحتمالات، خصوصاً ان المصادفة نادرة في وقوع هكذا عملية.

في قلب الاتفاق الإيراني - الروسي تكمن خلافات متبادلة وداخلية . رغم النفي المتبادل فان نزول موسكو في «المغطس» السوري يضعف ايران وموقعها في التفاوض لان عليها القبول بالشراكة الروسية، والاخطر ان تقسيم سوريا الى دول او «كانتونات« او ولايات سيكون على حساب ايران التي كان مشروع المرشد الحفاظ على كامل سوريا تحت هيمنته، تحت عنوان فضفاض «الممانعة والمقاومة«. الى جانب ذلك فان تقسيم سوريا يحمل في طياته «قنبلة موقوتة«، لان التقسيم سيدفع الى انهيار «احجار الدومينو»، ذلك ان كل دولة وضمنها إيران وتركيا تتوافر كل الأسباب والشروط فيها للتقسيم. لذلك بدا لافتاً حديث المرشد و»مذياعه العسكري» الجنرال نقدي عن خطر «الحرب الناعمة« في الداخل الإيراني وعلى الحدود.

ان نزول ايران على الارض بعدة آلاف جندي من «الحرس« عبر مطار» الباسل» في اللاذقية، قد يكون بداية لا يمكن وقف تضخمها لأنه متى تدحرجت « كرة الثلج« لا يمكن وقف تدحرجها حتى وصولها الى الوادي، لذلك بدا النائب بروجردي مشككا تاركا امر وصول الجنود الإيرانيين معلقا على طلب سوري علما انه كان قد التقى الرئيس بشار الاسد قبل ذلك بقليل. ان مثل هذا القرار لن يمر بسهولة حتى لو بقي النقاش في الدواوين المغلقة ولو الى حين، ما يؤكد ذلك ان «القلعة« هاشمي رفسنجاني تحدث بإسهاب وباعتدال يؤكد فيه انه صوت العقل في السلطة عن «الحوار« مع السعودية وقد تبعه فورا الوزير جواد ظريف اذ قال «ليس من مصلحة ايران ان تخسر السعودية ولا تحقق مصلحة السعودية بخسارتنا». ظريف بهذا الكلام يصيغ معادلته المفضلة (وهي حكما معادلة الرئيس حسن روحاني) التي نفذها مع المفاوض الأميركي «ربح- ربح«.

سوريا القديمة انتهت حكماً. لا أحد يمكنه رسم سوريا الجديدة. من المؤكد ان الجميع اصبح يعرف ويلمس ان «النار» السورية بدأت تهدد العالم. حل «ربح - ربح» ما زال في إرهاصاته الاولى. أولى مظاهره القناعة الكاملة بعدم إمكان اي طرف فرض ارادته على الآخر خصوصاً اذا كان هو صاحب الارض.

الدليل الأكبر ان الفلسطينيين يقاتلون بالحجارة والسكاكين أقوى جيش دون ان يتراجعوا طلبا منهم لحقهم بالأرض والكرامة والحريّة.

 

نهاية أسطورة الحرس الثوري في الشام

داود البصري/السياسة/16 تشرين الأول/15

العمليات العسكرية الطاحنة، والحرب الكونية المصغرة التي تجري في الأرض السورية تحولت اليوم وتطورت لتكون مدخلا حقيقيا لمتغيرات إقليمية كبرى مقبلة، فحجم الهجمة الدولية التحالفية على قوى الثورة السورية الحرة قد أفرز تحالفا كونيا ضم للمرة الأولى في تاريخ الشرق الدب الروسي الذي كشف عن أنيابه ومخالبه وأنشبها في قلب الشعب السوري الحر، حيث بدأت الطائرات الروسية وفي أكبر نقلة تعبوية في تاريخ الجيش الروسي في الشرق الأوسط بدك المدن السورية وإيقاع أكبر أذى ممكن بالمدنيين السوريين في محاولة يائسة لكسر العمود الفقري للثورة السورية التي إنتشرت نيرانها ووصلت حدودها لوكر الشيطان في دمشق، فكان القرار المافيوزي الروسي بالتدخل المباشر ودعم جبهة المفلسين من أهل »حلف نوروز« الدائرين في الفلك الإيراني والعاملين ضمن مخطط الفتنة الإقليمية السوداء التي تحاول تفجير الجزيرة العربية ونشر الفوضى في الخليج العربي وصولا الى تنفيذ عمليات إنقلابية واسعة النطاق ضد الأنظمة الخليجية تحديدا كما يحصل بشكل واضح في مملكة البحرين من تآمر علني وبث لأراجيف الفتنة وعمل مباشر لتدمير المملكة من الداخل، وكما حدث ويحدث في الجنوب العربي وفي اليمن وحيث تصدت المملكة العربية السعودية لواجبها الأخلاقي وتكليفها الشرعي وحزمت أمرها وقلبت الطاولة على مخططات أعداء الأمة والنافثين في نيران الفتنة وتصدت للعدوان الإيراني بهمة وعزيمة وضمن موقف تاريخي حازم وصارم، لقد أصاب الهلع والرعب معسكر العدوان، ثم جاء التدخل العدواني الروسي الفظ لضرب الشعب السوري ليحاول قلب الموازين وفرض منطق البلطجة وحماية مواقع ووجود نظام فاشي إرهابي إنتهى عمره الإفتراضي وفقد كل مبررات وجوده بعد أن مارس من الجرائم، التي يشيب لهولها الولدان وبما أدهش العالم بوحشيته وإجرامه، لقد تفنن النظام السوري في ضرب المدنيين بمختلف أنواع الأسلحة ومن ضمنها السلاح الكيماوي الذي إستعمله في الغوطتين صيف عام 2013 ثم أضطر لتسليم قسم منه للغرب ، كما إستعمل سياسة الأرض المحروقة عبر البراميل القذرة التي تبيد المدنيين أمام عيون العالم، ثم إستعان بالإيرانيين وعصاباتهم الطائفية العميلة القادمة من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان وكل شذاذ الآفاق ومنهم المرتزقة الروس طبعا ، حتى جاء دور القيصر المافيوزي بوتين ليغمس يديه بدماء السوريين! وهو ما سيقبض ثمنه لاحقا هزيمة نكراء ، وخسراناً مبين!، ومن الملاحظ من تتبع سياقات العمليات العسكرية الأخيرة زيادة الإصرار الإيراني على فرض تقدم ميداني على الأرض السورية إستغلالا للغارات الجوية الروسية! وهو ما أدى لتقديم الإيرانيين خسائر بشرية »نوعية« بين صفوف جنرالاتها من قادة الحرس الثوري لم يكن يتوقعونها وأذهلت قيادتهم المركزية في طهران التي قررت التصعيد وتوسيع الوجود العسكري الإيراني عبر إرسال الآلاف من عناصر الحرس ومن عناصر حزب حسن نصر الله ومن الميليشيات الطائفية التي تجمعت في الشمال السوري بقيادة »طرزان« الحرس الجنرال قاسم سليماني الذي ترك الساحة العراقية وباشر قيادة الجبهة السورية بهدف كسر الوجود السوري المسلح المعارض في الشمال. الجنرال سليماني يتصور انه سيحقق نصراً سريعاً ومبهراً يعيد الحياة لشرايين النظام السوري المتصلبة ولجيشه المنهار ولآلته العسكرية المهانة!!، ولكننا على ثقة ان الأسطورة الوهمية التي بناها حول نفسه ورسختها روايات الأنصار والمحازبين ستنهار بالكامل، وسيشهد الحشد الإيراني في بر الشام هزيمة كارثية ستكون نتائجها بعيدة ومؤثرة للغاية وبما سيجبر ايران على الهروب من المحرقة السورية. ملاحم وإنتصارات سورية كبرى مقبلة في الطريق، ونهاية مؤسسة الحرس الثوري ستكتب فصولها النهائية بالهزيمة المؤكدة والمحققة في الشمال السوري الذي سيكون مقبرة حقيقية للآلة العدوانية الإيرانية التي لن تتجرع كؤوس السم هذه المرة بل سيكسر عمودها الفقري وتهرب صاغرة وذليلة أمام إرادة السوريين الأحرار. تاريخ الحرية الدمشقية الحمراء يتشكل من جديد في سماء الشرق القديم، وستكسر القوى الثورية السورية الحرة كل مفاصل العدوان الفاشي المافيوزي الطائفي، إنها سنة الكون في انتصار الأحرار والمؤمنين… ولن تجدوا لسنته تبديلا.

 

في فشل الوحدة السوريّة، وضرورة قيامِ اتحادٍ سوريّ

صادق عبد الرحمن/الجمهورية/13 تشرين الأول/15

تنشأ الدولة عن الحرب، وتزول جرّاء الحرب أيضاً، والحرب ليست صراعاً مسلحاً فحسب، بل هي صراع خطاباتٍ ومناهج تفكيرٍ وإرادات. والدولة يمكن أن تكون دولةً وطنية، ويمكن أن تكون شيئاً آخر، كالدولة السورية التي لم تكن دولةً وطنيةً يومَ ثارت عليها شرائح من السوريين قبل نحو أربعة أعوام ونصف، ذلك بصرف النظر عن إصرار النظام الحاكم وأنصاره ومنظّريه على خلاف ذلك. قامت الدولة السورية في النصف الأول من القرن المنصرم، وكان قيامها حصيلة معارك وصراع إراداتٍ ورؤىً محلية وإقليمية ودولية، وكان يُفترض بها وفق خطاب آبائها الأوائل أن تكون دولةً وطنية، وهي قامت على أسسٍ عديدة أبرزها المركزية والعروبة واحترام قيم الإٍسلام وشرائعه.

انتهى المطافُ بتلك الدولة إلى ما نراه اليوم من حربٍ طاحنة، وتدميرٍ وتهجيرٍ وحملات إبادةٍ وخطاب كراهية. وعندي أن الدولة السورية قامت على أسسٍ واهية أصلاً، وأنها على الرغم من ذلك كانت تحمل في ذاتها عناصر بقاءٍ وطنية، أسّس لها كفاح السوريين ضد الانتداب الفرنسي ومشاريعِ التقسيم والفدرلة التي كانت مطروحةً في عهده، إلا أنه لم يتمّ الاشتغال عليها على أسسٍ وطنية راسخةٍ بُعَيدَ الاستقلال، وتمَّ الاشتغال بالضد معها منذ أحكم الأسد الأب قبضته على البلاد، ثم تمَّ تحطيم هذه العناصر في عهد الأسد الابن، ربما إلى غير رجعة في السنوات الأخيرة.

ولكن أياً يكن الأمر، ومهما كان التحليل لأسبابِ ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، فإن ما بُنِيَ عليه مشروع الدولة الوطنية السورية المُتَعثر في النصف الأول من القرن العشرين، لم يعد صالحاً الآن للتأسيس عليه، وإذا ما قُدِّرَ للكيان السوري البقاء بعد هذه المقتلة، فإن بقاءه سيقوم على أسسٍ جديدة غير تلك التي عرفها السوريون في أربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم.

على أن ما تنبغي الإشارة إليه أولاً، وما ينبغي أن يكون حاضراً في الذهن دائماً، أن ما يميز الدولة الوطنية عن غيرها من أنماطِ الدول، أنها دولةُ مواطنين، دولةٌ يتساوى سكانها في الحقوق والواجبات، وأنها بافتقاد هذا العنصر تصير شيئاً آخر غير الدولة الوطنية. وأن الدولة الوطنية هي الخيار الذي أَنحازُ له من بين أنماط الدول التي أسّسها البشر عبر تاريخ اجتماعهم السياسي، وهي نمط الاجتماع السياسي السائد اليوم، إذ يمكن القول إن أغلب دول العالم دولٌ وطنية، أو أنها تنحو باتجاه أن تصير دولاً وطنيةً مكتملة من خلال الاشتغال الطويل والدؤوب على مشتركاتٍ وأسسٍ وإجماعاتٍ وطنية، هذا الاشتغال الذي كان متردداً ومرتبكاً في العقود الأولى من عمر الدولة السورية، ومتوقفاً تماماً في العقود الأخيرة.

«إجماعاتٌ» غير صالحة

لا تصلح فكرة القومية العربية لتكون جامعاً يتم تأسيس الدولة الوطنية السورية عليه، لأن عهد الصعود القومي العربي قد أَفل، ولأن عروبة البعث قد فشلت بعد أن أحكمَ دُعاتها قبضتهم على حياة السكان عقوداً. فضلاً عن أن القومية العربية بنسختها البعثية تعدّ من أبرز المسؤولين عن ما آلت إليها الأوضاع في البلاد الآن، وعن أنها لم يعد يمكن أن تكون جامعاً صالحاً، لا لجميع السكان فحسب، بل ولا حتى لأغلبهم أيضاً كما كان عليه الحال بُعيد الاستقلال.

على أن عدم صلاحية العروبة لتكون إحدى الإجماعات الوطنية السورية، لا يتأتى فقط من وجود الأكراد في شمال البلاد وشمالها الشرقي كما يحاول كثيرون القول، بل لأن الهوية الوطنية لا تقوم على ما يجمع السكان فحسب، بل على ما يميزهم عن سواهم أيضاً، والقومية العربية تلغي حدود الكيان الوطني السوري، وتعتبره كياناً مؤقتاً ينبغي أن يزول. دعونا نتذكر أن الرئيس الأول بعد الاستقلال كان يحلم أن يرتفع علم الدولة العربية فوق العلم السوري، وأن العيد السوري لم يكن عيداً للاستقلال، بل كان عيداً لجلاء القوات الأجنبية، أما الاستقلال فهو ما ينبغي الخلاص منه بالوحدة العربية.

الهوية الوطنية لا تقوم على ما يجمع السكان فحسب، بل على ما يميزهم عن سواهم أيضاً.

لا يعني ما تقدم إقصاءَ العروبة عن الثقافة الوطنية السورية، أو أن العروبة لا يمكن أن يكون لها مكانٌ في أي دولةٍ وطنية سورية، بل واقع الحال أن الروابط بين السوريين ومحيطهم العربي لا يمكن أن تنقطع، وهي روابط معقدةٌ ذات صلة بقرابة الدم وأنماط التديّن واللغة والثقافة، كما أن العروبة تجمع كثيراً من شرائح السوريين مع بعضهم بعضاً، لكنها لا تشكل رابطةً وطنية عامة، ولا تصلح أن تكون الركن الأساس والعامل الحاسم في بناء وطنيةٍ سورية.

لا يصلح الإسلام ركناً أساسياً في بناء وطنيةٍ سورية أيضاً، ذلك أولاً لأن الإسلام ليس واحداً في سوريا، والإسلام المطروح بوصفه إسلاماً سورياً هو الإسلام السنيّ، الذي يقع خارجه بحكم الولادة العلويون والمسيحيون والشيعة والدروز والإسماعيليون وغيرهم من المنحدرين من طوائف قليلة العدد، وتبلغ نسبة هذه الفئات ما لا يقلّ عن ثلاثين بالمئة من السكان، وهذا يعني أول ما يعني قهر هؤلاء وإرغامهم على الامتثال لقيمٍ دينيةٍ ولِدوا خارجها ونَشَأوا على الإيمان بغيرها أصلاً، ويعني من ثم تأسيس دولةٍ لا يستوي سكانها في الحقوق والواجبات. ذلك فضلاً عن أن طروحات الدولة الإسلامية السورية تنبني على القول بأن أغلب سكانها من المسلمين السنة، وفي هذا الافتراض ما يلغي تمايزات الأفراد والمجتمعات المحلية، ويؤسّس لحكم استبدادي.

أيضاً، لا يعني ما تقدم أن إقصاء الإسلام من حياة السوريين شرطٌ لبناء إجماعٍ وطني، ولا حتى إقصاء الإسلام السياسي، أولاً لأن هذا غير ممكن، ويتطلب ممارسة عنفٍ بربريٍ لن يفضي إلى بناء دولة وطنية، وثانياً لأن الإسلام دين أغلب السوريين فعلاً، ولأن الالتزام بقيمه ومقتضياته خيار شرائح واسعةٍ من السوريين، وفي محاولة إرغامهم على التخلي عنه نزعةٌ فاشيةٌ لن تفضي سوى إلى المزيد من الحروب والأحقاد والمظلومية.

لقد قامت الدولة السورية على أساسٍ من المركزية، ومركزية الدولة لم تكن في سوريا مجرد خيارٍ إداريٍ، بل كانت محطَّ إجماعٍ عامٍ له حوامله الإيدولوجية والتاريخية، حوامل ذات صلةٍ بحقيقة أن الكفاح لأجل خروج القوات الفرنسية وخلاص السوريين من الانتداب، ترافقَ مع الكفاح ضد مشروع الدولة الاتحادية السورية الذي أقرّه الفرنسيون عام 1922، ثم ضد تقسيم سوريا إلى دولٍ مستقلةٍ لاحقاً. وجاءت مشاريع الفدرلة والتقسيم تلك في سياقِ تفتيت الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى لمشروع الدولة العربية الموحدة المستقلة الذي كان يسعى إليه الهاشميون، ليكون الإصرار على مركزية سوريا دفاعاً عما يمكن الدفاع عنه من هذا المشروع، ورداً على مشاريع التقسيم الغربية.

كان ولا يزال الحديث عن التقسيم واللامركزية والدولة الاتحادية مرفوضاً في السياسة والثقافة والفكر السياسي السوري، وقبل أن يكون رفضه مدعوماً ببطش الأجهزة الأمنية، فهو مدعومٌ برفض الأغلبية الساحقة من نُخَب السوريين الموالية والمعارضة والثائرة، ولا يزال من يدعو إلى طروحاتٍ كهذه مُتهماً بالعمالة لدولٍ غربية تريد مواصلة مشاريعها التفتيتية.

أياً يكن الأمر، فإن الدولة المركزية السورية لم يعد ممكناً أن تكون دولةً وطنية.

ولكن أياً يكن الأمر، فإن الدولة المركزية السورية لم يعد ممكناً أن تكون دولةً وطنية، اليوم وقد اصطفَّ السوريون في تشكيلاتٍ مسلحة ذات طابعٍ محليٍ أو طابعٍ غير وطني، وأصبحت لديهم مجالس إدارية وقضائية وتشريعية محلية، وتباعدت أنماط حياتهم أكثر فأكثر، وأصبحت علاقتهم ببعضهم تشوبها العدائية والكراهية المتبادلة والتشكك، ولا يقتصر هذا على العلاقة بين أنصار النظام وخصومه، ولا على العلاقة بين المنحدرين من طوائف وقومياتٍ مختلفة.

تبدو العودة إلى دولةٍ مركزيةٍ سوريةٍ أمراً شبه مستحيلٍ اليوم، وهي -بافتراض إمكانيتها- تتطلب قيام دولة محاصصةٍ بين أمراء الحرب والجماعات التي يمثلونها على غرار الدولة اللبنانية التي أنتجها اتفاق الطائف، أو قوةً عسكريةً منظمةً ومسلحةً جيداً، وطليقة اليد في ممارسة العنف، أو مزيجاً من كليهما معاً. وهي العناصر التي لا يمكن تصوّر توافرها من جهة، ومن جهةٍ أخرى فإنها ستفضي إلى تأسيس شيءٍ آخر غير الدولة الوطنية، إلى تأسيس دولةٍ مخيفةٍ لا تقل بشاعةً عن دولة الأسد.

فكرةُ الاتحادية السورية

ما الذي يمكن أن يُجمِعَ عليه السوريون اليوم، سوى الرغبة العاطفية لدى أغلبهم في الحفاظ على وحدة البلاد، والرغبة في البقاء على قيد الحياة؟ لا شيء آخر، لا يُجمِعُ السوريون على نمط اجتماعٍ سياسي، ولا على هويةٍ للدولة، ولا على طبيعةِ

نظام حكمها، ولا على تحالفاتها وموقعها على الصعيد الدولي، ولا على نمط الحياة ومصادر التشريع. لا يُجمِع السوريين على شيءٌ سوى أنهم لا يرغبون في الموت، ويرغبون أن تصبح حياتهم أفضل، لكن رؤاهم حول كيفية إيقاف الموت ودفع الحياة إلى الأمام متعددةٌ ومتناقضة إلى حدّ الرغبة في القتل والسحل والإبادة.

لكنَّ بعضَ التدقيق في مآلات الصراع ومساراته يشير إلى فكرةٍ أخرى ربما تكون جامعةً، وهي العلاقة المضطربة بالدولة، بأجهزتها ومركزها وتسلُّطها. لا يحب السوريون الدولة، ولا يثقون بها، ولديهم نزعةٌ محليةٌ واضحةٌ تجلَّت في المناطق التي ثارت على النظام بشكلٍ لا مجال لتجاهله. ثمة نزعةٌ واضحةٌ عند عموم السوريين لإدارة حياتهم بشكل ذاتي، ورغبةٌ في بناء مؤسسات محلية الطابع، وفي التخلص من هيمنة المراكز على الأطراف، وهذا لا ينطبق على خصوم النظام والثائرين عليه فقط، بل حتى على أغلب أنصاره الذين تُظهِر الأحداث أن ولاءهم للدولة المركزية في دمشق، له علاقةٌ بقدرتها على حمايتهم من خطر السوريين الآخرين المُفترض، وليس بأيّ اعتبارٍ آخر.

لا يُجمِع السوريين على شيءٌ سوى أنهم لا يرغبون في الموت، ويرغبون أن تصبح حياتهم أفضل، لكن رؤاهم حول كيفية إيقاف الموت ودفع الحياة إلى الأمام متعددةٌ ومتناقضة إلى حدّ الرغبة في القتل والسحل والإبادة.

يمكن أن يؤسّس ما سبق لقيام دولةٍ سورية جديدة، يَجمع سكانها الاعترافُ المتبادل لبعضهم بعضاً بالحقّ في إدارة شؤونهم الذاتية، وفي العيش وفق أنماط حياة ومصادر تشريعٍ محلية. إنها فكرة الدولة اللامركزية المرفوضة جملةً وتفصيلاً عند أغلب النُخب السورية، فكرة الفدرلة، وهو المصطلح الذي يثير السخط والغضب، وكأن الداعين إليه أعداءٌ لسوريا والسوريين.

فلندع مصطلح الفدرلة إذن جانباً، ونذهبَ إلى التفكير في تقسيم البلاد إلى مقاطعاتٍ تدير شؤونها ذاتياً، وتُنتَخبُ فيها مجالس تشريعية وهيئاتٌ إداريةٌ محلية، ويتولى ضبط الأمن وتطبيق القانون فيها أجهزة شرطية محلية. ويتم الدخول في نقاشٍ عامٍ طويلٍ خلال فترةٍ من وقف النار حول الصلاحيات والسلطات التي ستُعطَى للدولة المركزية، وحول تنظيم الجيش وصلاحياته وتركيبته، وحول آليات تنظيم التبادل الاقتصادي بين المقاطعات، والموازنات المحلية، والموازنة العامة للدولة، وتنظيم العلاقة بين الأجهزة القضائية والتشريعية والتنفيذية في المقاطعات. وحول ضوابط وخطوط عريضة عامة يتفق عليها الجميع، ويتم إدراجها في دستورٍ شاملٍ للبلاد كلها، تكون فيه الإدارة الذاتية مبدأً رئيساً لا مجال لتعديله إلا بثورة، ثورةٍ ستقع ذات يومٍ مضيءٍ أو مظلمٍ، لا فرق، لأنه ليس ثمة دولةٌ تستمر إلى الأبد، لا دولة الأسد ولا غيرها.

تلك ستكون دولةً اتحادية، وإذا كان السيناريو المُقدَّم أعلاه يبدو ضرباً من الخيال اليوم، وهو فوقَ ذلك مشروطٌ بلا شك باستسلام الجهاديين العابرين للحدود، واستسلام الأسديين الراغبين في إحكام قبضتهم على البلاد كلّها بأي ثمن، غير أنه على ما فيه من شطحاتٍ يبدو أقرب إلى التصوّر من العودة إلى دولةٍ مركزيةٍ هادئة ومستقرة، وأقرب إلى التصور من تقسيم البلاد إلى دولٍ مستقلة. وأقربَ إلى إنجاز الهدف الذي من أجله يثور الناس ويحملون السلاح ويخوضون الصراعات، أعني الانتقال إلى حياةٍ أفضل. وأقربَ أيضاً إلى فكرة الدولة الوطنية، لأنه يحقق أكبر قدرٍ ممكن من تساوي السكان في الحقوق والواجبات.

عن «إرادتنا» والإرادات الدولية والإقليمية

يبدو السوريون مستلبي الإرادة اليوم، ولا شأن لهم بتقرير مصائرهم ومصير بلدهم، لكن هذا ليس صحيحاً تماماً من جهة، كما أنه ليس جديداً من جهةٍ أخرى، وليس وليد سنوات الثورة والحرب. وعلى أي حالٍ فإن النقاش حول حصة السوريين من القرارات المتعلقة بمصائرهم، هو نقاشٌ طويلٌ للمقال فيه مقامٌ آخر، لكن مما لا شكّ فيه أن سكان هذه البلاد ليسوا أسياد قرارهم، وأن ما يمكن فعله إزاء هذه الحقيقة هو البحث عن كيفية استعادتهم لأكبر قدرٍ ممكن من قرارهم الذاتي. إذا كان واضحاً أن السوريين لن يتمكنوا ببساطةٍ أن يصبحوا أسياد قرارهم حول موقعهم في التحالفات والمحاور الإقليمية والدولية، وذلك لأسبابٍ شتى من أبرزها خلافاتهم العميقة حول الموقف من هذه المحاور والتحالفات، فإن ما يمكن العمل على استعادته والدفاع عنه، حقهم في إدارة شؤونهم الحياتية اليومية، واختيار أنماط الحياة والتشريع والإدارة التي يريدون العيش في ظلها، وهو ما يمكن أن تكون الإدارات المحلية الذاتية الطريق الوحيد إليه.

مما لا شكّ فيه أن سكان هذه البلاد ليسوا أسياد قرارهم، وأن ما يمكن فعله إزاء هذه الحقيقة هو البحث عن كيفية استعادتهم لأكبر قدرٍ ممكن من قرارهم الذاتي.

ليس صحيحاً تماماً أن الدول العظمى ستجتمع ذات يومٍ مع الدول الإقليمية الفاعلة لتقرير مصائرنا، وأن ما تقرره هو ما سيحصل. بل الصحيح إن هذا سيحدث في النهاية، وأن ما سيتخذونه من قرارات وما سيعقدونه من تفاهمات، سيكون مُتأثراً حتماً بنسبٍ متفاوتةٍ بما ننتجه نحن من بنىً سياسية واجتماعية، وما نريده نحن من أنماط حياة، وما ننجزه نحن من أفكارٍ وطروحات. يتبنى هذا النص وجهة نظرٍ ملخصها أن الفكرة الاتحادية تبدو أصلح للحياة في بلادنا من فكرة الدولة المركزية، وأن البحث فيها وطرحها بشكلٍ جديٍ وعلى نطاقٍ واسع، يمكن أن يؤسِّس لأنماط اجتماعٍ سياسيٍ أصلحَ للمشرق العربي بعد انتهاء الحرب، كما أنه يمكن أن يُسهم في حال نضوجه في إيقافها ذات يوم.

خاتمة، ودعوةٌ إلى نقاشٍ مفتوح

صحيحٌ أن قيام الدولة السورية لم يكن بإرادة السوريين، بل كان حصيلة تفاهماتِ ما بعد الحرب العالمية الأولى. لكن الصحيح أيضاً أن خيارات الدولة المركزية والعروبة كانت خيارات نُخِب السوريين، ويفخر الخطاب السياسي السوري بأن الدولة المركزية بديلاً عن الاتحاد السوري كانت حصيلة كفاح السوريين ضد خيارات الانتداب الفرنسي. يعني ما تقدم أن لإرادتنا مكانٌ يمكن انتزاعه وسط هذه الحرب الأممية الرهيبة التي تدور رحاها على أرض السوريين وفي سمائهم، وإذا كانت الوحدة السورية قد فشلت فشلاً ذريعاً، فإن اتحاداً سورياً قد يكون بديلاً جيداً وقابلاً للحياة، بل لعلّه الحلّ الوحيد المتاح بدل تقسيم سوريا وتالياً سائر المشرق إلى دولٍ طائفية، أو بدل حرب طاحنةٍ تستمر عقوداً في هذه البلاد.

 

العنف في سورية ولبنان

حسام عيتاني/الحياة/16 تشرين الأول/15

بعد انتقادات وجهها كتاب ومثقفون لبنانيون لمظاهر من العنف مارسها متظاهرون مشاركون في الحراك المدني الجاري، ظَهَر من اتهمهم بالنفاق بأنهم أيدوا وشجعوا العنف في الثورة والحرب في سورية لكنهم يدينونه في لبنان.وفي مضبطة الاتهام أن المحذرين أفرطوا في التهويل من أخطار تجدد الحرب الأهلية مسقطين على الواقع الحالي، ليس فقط ذاكرتهم المرضوضة بالحرب، بل ايضاً فشلهم في تبؤّ أي موقع خلالها وبعدها، او تحقيق اي من رؤاهم لخواتيمها، فجمعوا الفشل الشخصي والسياسي والثقافي.

الأمر ليس كذلك.

عودة يسيرة الى مقالات وكتابات من حذّروا في بدايات الثورة السورية من زرع بذور العنف في الحراك اللبناني، نجد ان هؤلاء - جميعاً - كانوا من اشد الحريصين على سلمية الثورة السورية. وأنهم ندّدوا بالقتل الوحشي الذي مارسته اجهزة النظام السوري منذ الأيام الأولى من الثورة في آذار (مارس) 2011.

تستدعي هذه الحقيقة البسيطة عودة إلى الوثائق والوقائع معاً. في الوقائع أن من اتهم الكتاب الرافضين لنزعة العنف في الحراك، لم يرَ كيف دفع بشار الأسد وأنصاره الثورة، عن سابق تصور وتصميم، إلى العنف، وأن حمل المعارضين السوريين لنظامه على اعتماد القوة والعنف وسيلتين للتخاطب لم يكن خياراً من خيارات الثورة بل من الدروب التي دُفعت اليها بهدف جرها الى الساحة التي يحسن النظام اللعب فيها والتي يفلح عليها في تفجير تناقضات السوريين ويحول دون تشكيلهم بديلاً وطنياً عنه من خلال اللعب على الأوتار الطائفية والجهوية والإثنية. وقد نجح. في الوثائق، أي الأرشيف الذي باتت شبكات المعلومات توفر دخولاً سهلاً إليه، أن منتقدي العنف في لبنان كانوا قد ندّدوا به في سورية وحذّروا من المآلات التي يفتحها الانخراط في عنف عام سيكون للنظام فيه اليد العليا وسيربط الثورة بمنطق الحرب واقتصادها والخضوع لمصالح من يُسلّح ويُموّل. النفاق وعدم الاتساق وازدواجية المعايير تظهر اذاً عند المتهمين وليس عند المُحذّرين. فعندما يتمسّك كاتب أو صحافي لبناني بتأييد الثورة السورية حتى في طورها المسلح ورغم دخولها في أنفاق مظلمة، تكون العبرة من ذلك أن تأييد حق الشعب السوري في اختيار مصيره ونظامه وشكل السلطة فيه واستعادة كرامته التي يدوسها نظام البعث منذ أكثر من خمسين سنة، لا يتغيّر بتغيّر الأسلوب الذي يسعى هذا الشعب بواسطته إلى تحقيق هذا الهدف. الاعتراض على العنف ينبغي ان يكون موجهاً الى الجانب الذي استدخل العنف الى الثورة السلمية في المقام الأول. أما القول إن ثمة تهويلاً في التحذير من خطر انفجار العنف في لبنان وما شاكل، فيعكس ضلالة التصور أن الوضع في لبنان استقل عن تبعيته للوضع الإقليمي وأن في الوسع عزل الحراك المدني الحالي عن السياسة بما هي - في لبنان - تقاسم الطوائف للغنيمة. وهذا تقاسم يأخذ في احيان شكل التوافق وفي احيان اخرى شكل الحرب الأهلية وهو دائماً مغطى برضى او تحريض خارجيين. وإذا كان الشباب هم من يقودون هذا الحراك، الا ان ذلك لا ينفي تفرق هؤلاء على طبقات وأنواع. وقد تجد أشدهم حماساً للعنف أكثرهم استعداداً للهروب من البلد عند اندلاع النار فيه، وترك أصحابه الذين شدّ همتهم بكلامه في أتون الحرب وتنّورها. وهذا سلوك لبناني اصيل، لا صراع اجيال فيه ولا حوله.

 

تأخير التطبيع الأميركي الإيراني

وليد شقير/الحياة/16 تشرين الأول/15

اكتشفت كل من واشنطن وطهران صعوبة الإسراع في تطبيع العلاقات بينهما بالتزامن مع إزالة العراقيل من أمام إقرار الاتفاق على النووي في كل من الكونغرس الأميركي وفي البرلمان الإيراني ومجلس الشورى، على رغم الصخب الذي رافق هذه العملية التي كان العالم ينتظر تفاعلاتها في كل من الدولتين، لأن هناك فريقاً في كل منهما يعارض الاتفاق ويعتبره مجحفاً في حق بلده. ومع أن المتحفظين عن الاتفاق، أميركياً وإيرانياً، يرون أنه جاء لمصلحة الخصم، أكثر مما جاء في مصلحة بلدهم، فالواضع أن طهران قدمت تنازلات تتعلق بقدراتها العسكرية والصاروخية، إضافة إلى تلك المتعلقة ببرنامجها النووي وبامتيازات التفتيش الدولي لمنشآتها النووية المباغتة ولو بإجازة دولية، فضلاً عن تفتيش بعض منشآتها العسكرية المعنية بإنتاج الصواريخ الباليستية. وهذا ما يفسّر ردّ فعل بعض المتشددين الإيرانيين وصولاً الى تهديد أحد النواب أثناء تصويت الأكثرية لمصلحة الاتفاق، بقتل وزير الخارجية محمد جواد ظريف.

لكن الواضح أيضاً أن أثمان تمرير إقرار الاتفاق في كل من العاصمتين لا تقل في مفاعيلها أهمية عن التغييرات الجيوسياسية التي كان الجميع ينتظرها بعد الاتفاق نفسه على العلاقات الأميركية الإيرانية، وعلى التفاوض في شأن الأزمات الإقليمية. أول أثمان تمرير الاتفاق في الجانب الأميركي هو هذه الإجازة المفتوحة التي حصلت عليها إسرائيل لمواصلة عملية تهويد القدس، عبر الاعتداء على المسجد الأقصى وتنفيذ مشروع اقتطاع جزء منه، واباحة اعتداءات المستوطنين وهدم المنازل وتغيير الخريطة الديموغرافية للمدينة في خطة لا يأبه بنيامين نتانياهو بأن تتحول حرباً دينية كما حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس. إنه ثمن للوبي الإسرائيلي الفاعل في كتلة النواب الديموقراطيين قبل الجمهوريين. فعدم اكتراث إدارة باراك أوباما بما تقوم به إسرائيل ساهم في تطمين نواب حزبه الى أن دعم بلاده لها لن يتأثر نتيجة الاتفاق مع إيران على النووي، ما عدل في تصويت بعض هؤلاء لمصلحته وحال دون حصول الجمهوريين على الأكثرية المطلوبة لمنع إقرار الاتفاق. ومع أن محيط أوباما يعد بموقف يحقق التوازن في الأشهر المقبلة يقضي باعتراف افتراضي بالدولة الفلسطينية، فإن غض النظر عن فرض الإسرائيليين أمراً واقعاً جديداً سينقل الوضع الفلسطيني الى مستوى جديد من الممانعة تجاه عمليات القهر والإذلال ويغذي التطرّف الجديد الذي سيَنبتُ من رحم العجز الدولي عن أي حل سلمي، ويسبق هذه الخطوة بأشواط ويرفد التهاب الساحات العربية الأخرى بمزيد من العنف. وإذا كان أحد أثمان إقرار الاتفاق محاولة واشنطن طمأنة المتوجّسين فيها إلى أن طهران لن تستفيد منه لمواصلة توسعها الإقليمي، عبر دعم حلفائها الخليجيين في مواجهة هذا التوسع، لا سيما في اليمن، فإن لهذا أيضاً ثمناً في المقلب الإيراني. فالاستنتاج أن الدول العربية والخليجية مأزومة وفي مأزق بعد الاتفاق على النووي ونتيجة انتقال الخصومة بين حليفها الأميركي وإيران الى حالة من التطبيع في مرحلة ما بعد الاتفاق، ينطبق على إيران نفسها أيضاً. وهي باتت مأزومة أكثر لأن خصومها الخليجيين ما زالوا يرفضون التفاوض معها على نفوذها ودورها في المنطقة في وقت أخذت تتهيأ لقطف ثمار الاستثمار الذي قامت به على مدى سنوات، في التدخل الإقليمي والتمدد الأمني والسياسي. وهي كانت تأمل بأن تأتي واشنطن بالدول الخليجية الى طاولة التفاوض معها. وهو ما لا يبدو أنه حاصل على رغم سعي الديبلوماسية الأميركية الى حل سياسي في اليمن، لكن بعد إحراز حلفائها العرب تقدماً على الأرض يكرس التراجع الإيراني. الأثمان التي تدفعها إيران لا تقف عند هذه الحدود، فصورتها كنصير لفلسطين في وجه الجموح الإسرائيلي تتعرض للتآكل نتيجة تراجع اهتمامها بالقضية لمصلحة تدخلها في سورية وغيرها، وبسبب حاجتها الى العودة للانخراط في المجتمع الدولي الذي كانت ترذله لانحيازه الى إسرائيل. وإطالة أمد الاستنزاف الذي تتعرض له في سورية بعد التدخل الروسي في بلاد الشام سيبقي على دورها الميداني فيها لأن الحملة العسكرية الروسية الجوية، مثل الحملة الأميركية، لن تقضي على «داعش» إلا إذا اقترنت بعمليات ميدانية على الأرض. ولا يبدو أن هناك غير القوات الإيرانية و «حزب الله» للقيام بالمهمة، خلافاً للمراهنة على أن ما بعد النووي سيعزز فرص الحل السياسي السوري. ولعل التدخل الروسي في سورية هو أحد تداعيات النووي، إذ إن موسكو تستبق التطبيع الإيراني - الأميركي حتى لا تستبعدها المساومات والصفقات. الخبراء في العلاقة مع إيران في واشنطن يتوقعون أن تطول المرحلة التي تسبق تطبيع العلاقة بين العاصمتين وصولاً الى استبعاد حصول تقدم قبل العهد الرئاسي الجديد في واشنطن. في الانتظار ما نشهده هو مرحلة أثمان تمرير الاتفاق. وهي لا تحصى.

 

إعادة تموضع المنطقة العربية على الساحة الدولية

 راغدة درغام/الحياة/16 تشرين الأول/15

كيف تتموضع المنطقة العربية في ضوء التحالفات الإقليمية – الدولية الجديدة؟ وأين مكانها في المشهد الدولي في ظل التحديات الأمنية الضخمة وفي مقدمها «الداعشية»؟ عند طرح هذا العنوان، وبسبب التدخل العسكري الروسي في سورية، تصبح المسألة السورية محورية. لكنها، في واقع الأمر، ليست البوصلة الوحيدة لإعادة تموضع المنطقة العربية في الساحة الدولية. والقصد ليس القفز على الأزمات والصراعات المستعرة كتلك التي في سورية واليمن وليبيا والعراق، ولا تلك الرابضة في لبنان أو مصر أو تونس. القصد هو أن إعادة التموضع تتطلب استراتيجيات بعيدة المدى ترافق السياسات الآنية الضرورية لإنهاء النزاعات لأن هذه الصراعات تشكل عرقلة جدية أمام النمو وأمام إنماء المجتمعات العربية وأخذ جيل الشباب إلى عتبة الطموحات الطبيعية بدلاً من الوقوع ضحية استقطاب وتجنيد التطرف والإرهاب. في قمة «بيروت إنستيتيوت» في أبو ظبي التي عقدت هذا الأسبوع، تجمعت العقول الاستراتيجية من مختلف أنحاء العالم للبحث في ما يتطلب التموضع الجديد، وما هي الآليات التي يجب إنشاؤها لتكون السبيل إلى هيكلية إيجابية داخل المنطقة العربية وفي إطار علاقاتها الإقليمية والدولية. شهدت القمة جرأة الإقرار بالأخطاء الأميركية والروسية والعربية، لكنها لم تتوقف عند ذلك على رغم أهمية الاعتراف بفشل السياسات التي تم اعتمادها وما آلت إليه من مآس وما تهدد به من تداعيات وإفرازات. الحديث لا يتوقف عند التشخيص، بل برزت أفكار دخلت في نطاق «ما العمل؟»، وكانت تلك بداية الأحاديث الممتدة من العلاقة العربية – الإيرانية بالذات السعودية – الإيرانية، إلى العلاقة الخليجية – الروسية على رغم المآخذ والاختلافات، إلى مستقبل العلاقة العربية – الأميركية ما بعد الإدارة الحالية وفي ضوء ما أسفرت عنه سياسات الرئيس باراك أوباما في الساحة العربية. لا نقاش في أن امتناع إدارة أوباما عن الانخراط في سورية ساهم في قرار موسكو ملء الفراغ بما يؤدي إلى إعادة تموضع روسيا في منطقة الشرق الأوسط. وربما لا تمانع واشنطن أن تحتل موسكو موقعاً استراتيجياً عبر البوابة السورية لأن إدارة أوباما ارتأت أن مصلحة الولايات المتحدة تقتضي التحوّل نحو الشرق بعيداً من الشرق الأوسط.

الحجة الروسية الرسمية وراء التدخل في سورية – وموسكو ترفض تسميته تدخلاً – هي أنها دخلت الساحة السورية عسكرياً بدعوة من الحكومة الشرعية في دمشق. موسكو تقول – وهي على حق – أن الولايات المتحدة لم تشكك بشرعية الحكومة السورية عندما عقدت معها الاتفاقات المعنية بالترسانة الكيماوية السورية في أعقاب اتفاق أميركي – روسي شكّل المدخل الأساسي لتراجع أوباما عمّا بات يُعرف بـ «خطوطه الحمر». موسكو على حق لأن ذلك الاتفاق الذي وقعته واشنطن عبر مجلس الأمن سجّل في الواقع تراجعاً أميركياً على مستوى الرئيس الأميركي نفسه – عن اعتبار بشار الأسد فاقداً الشرعية كما سبق وأعلن أوباما. وبالتالي، إن الاتفاق الكيماوي هو شهادة على تراجعين «أوباميين» وليس على تراجع واحد. ما برز خلال المناقشات العلنية والمغلقة هو أن دخول روسيا المباشر في سورية يمكن أن يكون تطوّراً إيجابياً في الحرب على «داعش» لو تم التنسيق العسكري على أساس تفاهمات سياسية. هذه التفاهمات، وفق أحد المطلعين على سياسات أوباما، لا تمانع أن تكسب روسيا موقعاً جديداً رائداً وثابتاً واستراتيجياً في سورية كموطئ قدم لها على المستوى الإقليمي. ولكن، يخطئ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا كان يحلم بأن توافق واشنطن – إذعاناً أو اضطراراً أو برغبة منها – على تنصيب بشار الأسد رئيساً دائماً على أنقاض الشعب السوري. فهذا يُدخِل الولايات المتحدة في مواجهة هي في غنى عنها مع جزء مهم من شعوب المنطقة العربية وكذلك مع دول مهمة ما زالت للولايات المتحدة معها علاقات استراتيجية كالمملكة العربية السعودية.

الكلام عن «الأفغنة» شق طريقه أكثر من مرة إلى المُداولات، بحيث بات واضحاً أن الإدارة الأميركية لن تتمكن من سحب يديها عسكرياً من سورية فيما تقوم المؤسسة الروسية العسكرية بضرب المعارضة السورية لإنقاذ النظام تحت غطاء سحق «داعش» و «جبهة النصرة». أحد المشاركين وهو من كبار العسكريين قال ما معناه: إذا طاولت أيديكم العسكرية رجالنا، سنطاول رجالكم بالمقابل. أي، أن واشنطن تستطيع – إذا قررت ذلك – أن تطاول رجال موسكو على الأرض السورية، وهم رجال إيران وحليفها «حزب الله».

بالأمس كانت «الستينغر» الأميركية على أكتاف المجاهدين في أفغانستان لإسقاط الطائرات السوفياتية. اليوم هناك صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للمدرّعات في سورية. الفارق مهم لأن واشنطن لا تستهدف موسكو في الأجواء السورية إلا أن «تاو» نقطة تحوّل مهمة تتعدى برنامج تدريب المعارضة السورية المسلحة. إنها معادلة رجالنا ورجالكم العسكرية، وهي بالغة الأهمية بغض النظر عن تلاقي أميركا وروسيا على سحق «داعش» في سورية. بعض الروس لا يخفي مخاوفه من تهوّر بوتين لدرجة أنه اختار أن ينصب روسيا في مرتبة قيادة الحرب على التطرف الإسلامي السنّي فيما في بلاده أقلية كبيرة من السنّة وروسيا مطوّقة بخمس جمهوريات إسلامية. يفعل ذلك فيما هو فعلياً وعلى ساحة المعركة حليف لإيران و«حزب الله»، ما يقع ذخيرة في أيدي المتطرفين السنّة العازمين على الانتقام. يقول البعض أن بوتين ينصب لنفسه فخاً من صنع أميركي لأن عجرفته تمنعه من رؤية واقع انزلاقه إلى المستنقع في سورية بتصفيق أميركي وهتافات «تفضّل». رأى هذا البعض أن بوتين يرتكب خطأ فادحاً إذا لم يلتقط بحذق وترحيب ذلك الخيط المهم الذي تقدمه له السعودية ودول خليجية أخرى لأن فيه دعوة إلى اليقظة وإلى سجّادة العودة إلى النفوذ في المنطقة العربية شرط الكف عن اختزال سورية البلد في بشار الأسد. فهذه الدول تقدم إلى روسيا غصن الزيتون في الوقت الذي يستخدم بوتين البندقية. ترغّبه لتنفذه – وتنقذ سورية – من دون أن تشترط عليه فك الارتباط بينه وبين إيران. وفي هذا تفكير براغماتي قائم على البناء على العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية والسياسية بين الدول بصورة جديدة.

تلك البراغماتية وذلك البحث عن أفكار خلّاقة كانا واضحين في جميع المداخلات العلنية وفي الجلسات المغلقة. البعض تحدث عن خطوات عملية لإنشاء هياكل جديدة من نوعها للعمل العربي – العربي وللبحث المشترك عن آليات للعمل العربي - الإقليمي والعربي – الدولي.

وتضمن الاعلان الذي صدر تشجيع الدول العربية على الالتحاق بالمحكمة الجنائية الدولية كي تتمكّن من توطيد قدراتها على المحاسبة والكف عن الإفلات من العقاب. فمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي وتجاوزاته في المتناول بعدما انضمت دولة فلسطين إلى «نظام روما» وباتت طرفاً في المحكمة الجنائية الدولية وهذا يتطلب ألا تقتصر العضوية العربية في المحكمة على أربع دول فقط، منها فلسطين.

تضمّن الإعلان التشديد على الحاجة إلى جهد متعدد الطرف لإنهاء الصراع في سورية بما في ذلك خلق رؤية واضحة لمرحلة ما بعد الصراع والدعوة إلى إنشاء صندوق خليجي لسد الحاجة الماسة لإعادة بناء البنية التحتية والمقومات الأساسية للدولة التي تم تدميرها نتيجة سنوات الصراع في سورية وكذلك في الدول الأخرى التي فيها صراعات كاليمن وليبيا والعراق. تضمّن الإعلان التشديد على ضرورة تحقيق تنمية اقتصادية إقليمية من خلال خطة متكاملة تشمل تأسيس صندوق استباقي إقليمي مركزه دول مجلس التعاون الخليجي للبدء ببناء المستقبل الآن. هذا مع تسريع تعزيز العلاقات العربية المتبادلة ودفع الجهود الهادفة إلى بناء نظام إقليمي جديد يصب في تعزيز التعامل مع مختلف التحديات كالإرهاب الحكومي والإرهاب غير الحكومي، وأزمة اللاجئين، والتفكك الاقتصادي، والحاجة إلى تنويع مصادر الدخل، وبناء المؤسسات الإقليمية السياسية والأمنية والمنظمات الاقتصادية وتعزيزها بتبني أمثلة ناجحة مثل منظمة «آسيان» ومنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. دعا الإعلان إلى إعادة تكثيف الجهود الرامية إلى معالجة جدية للقضية الفلسطينية على أساس قيام الدولتين للتوصل إلى معاهدة سلام بين إسرائيل من جهة وفلسطين وسورية ولبنان من جهة.

وفي ما يتعلق بالشباب، انطلقت صرخة إلى ضرورة حملة مكثفة لدمج الشباب العربي اقتصادياً من خلال نهج جديد يعتمد على التكنولوجيا في خلق فرص العمل وزيادة الأعمال، وتعزيز التعليم والتلمذة الصناعية لتوفير أقصى مقدار من فرص العمل للخريجين ضمن الاقتصاد الرقمي الجديد ولتحقيق قفزات نوعية في تطوير البنى التحتية التقليدية. طالب المجتمعون بتعزيز الإدارة الإقليمية وسيادة القانون. طالبوا بتكثيف الجهود لتمكين المرأة بصفتها الناشط الطبيعي ضد التطرف، وبإشراك القطاع الخاص في المداولات السياسية بصفته شريكاً رئيسياً. وشددوا على ضرورة رفع مستويات المحاسبة الحقيقية وإحراز تقدم ضد الفساد.

ولأن ما يمر به أهل المنطقة العربية من مآس وقلق ولا استقرار وإحباط وخوف، تضمن الاعلان الدعوة إلى إنشاء معهد جديد لتدريب المختصين النفسيين الناطقين باللغة العربية لمعالجة التداعيات المستقبلية الناجمة عن الصدمات النفسية التي تشهدها المنطقة العربية.

 

إيران القوة على الأرض لمواجهة "داعش" تدحض منطق روسيا بتعزيز جيش الأسد

روزانا بومنصف/النهار/16 تشرين الأول 2015

حين بررت روسيا التعزيزات العسكرية التي بدأت بارسالها الى سوريا بانها لمساعدة الجيش السوري بذريعة " ان القوة الوحيدة القادرة على التصدي لتقدم داعش هي القوات المسلحة السورية "، لم تثر فرضية ان من سيتولى التقدم على الارض فيما يقصف الطيران الروسي من الجو هي عناصر ايرانية واخرى من "حزب الله" على ما بدا انه يحصل في حلب وحماه في محاولة لاستعادة هذه المدن تحت سيطرة بشار الاسد فيما لا يبدو من اثر للجيش السوري في المعارك التي تستهدف هذه المدن بالذات. صورة قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني في ريف اللاذقية تعقد الوضع حتى امام روسيا ولا تسهله سواء كان يحصل بالتنسيق بين الجانبين الروسي والايراني او من دون هذا التنسيق. صورة سليماني في تكريت حجمت قدرة العراق ومعه قصف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على مواصلة محاولة استعادة المدن العراقية التي احتلها تنظيم الدولة الاسلامية. وذريعة دعم قوات الاسد باعتبارها القوة الوحيدة على الارض القادرة على محاربة داعش لا تجد اسانيد قوية لها في المنطق الروسي مع ارسال ايران قوات اضافية الى سوريا. ايران والميليشيات التابعة لها هي قوة الاسد على الارض. وهذا يسقط هذه الذريعة الروسية مباشرة بعد اقل من اسابيع قليلة على سقوط الذريعة التي قالت بها روسيا للحرب التي تشنها في سوريا اي نيتها استهداف داعش فيما اجمعت التقارير الغربية على استهداف روسيا مواقع المعارضة المعتدلة. فحين يفترض المنطق انه من غير المحتمل ان تعمد روسيا الى استفزاز الدول الخليجية بالتواطوء مع ايران في سوريا الى هذه الدرجة بهدف دعم النظام، فانما يبنى ذلك من جهة على المنطق القائل بصعوبة تصور روسيا طرفا في حرب مذهبية بحكم ان الصراع مع ايران او الاصطفاف معها في موقع واحد يجعل من روسيا طرفا في هذه الحرب وذلك بسبب وجود نسبة كبيرة من المسلمين السنة في روسيا وجوارها كما من الصعوبة بمكان تخيل استعدائها الدول العربية للاسباب نفسها. ومن غير المرجح الا تكون القوات الايرانية التي دفعت الى الميدان احرجت موسكو التي تحاول ان تستدرج واشنطن من اجل التنسيق معها تخفيفا لحدة مواجهة اقليمية عربية مرتقبة معها خصوصا على وقع تنافس او ربما تعاون ايراني قد يكون بات محرجا، فيما تمد اليد الى اسرائيل من اجل مزيد من التنسيق كما قال المسؤولون الروس من اجل تفادي الصدام فوق سوريا فيما تساهم روسيا بذلك في تأمين مصلحة اسرائيل التي تضمن في بقاء الاسد تطويب الاراضي السورية المحتلة لها الى اجل غير مسمى باعتبار ان الاسد في حال بقائه عبر اي تسوية لن يتمتع يوما بالشرعية لا من اجل الذهاب الى معاهدة سلام ولا كذلك بالقدرة على محاولة استعادة الارض بالقوة علما انه لم يتمتع يوما بهذه القدرة او لم يستخدمها قط.

المشهد في سوريا يذهب في اتجاه ابعاد متعددة وفق مصادر ديبلوماسية مراقبة:

احدها انه حين كان يخشى قبيل توقيع الاتفاق النووي مع ايران من اتفاق جانبي مع الولايات المتحدة يقر بنفوذ ايران في المنطقة او يمهد لذلك وقطعت واشنطن وعودا في شأن ذلك لدول الخليج العربي، واتت روسيا لتظهر عقم الوعود الاميركية وفراغها من مضمونها من خلال الدفع مع ايران بالتواطؤ او الاتفاق الثنائي على قلب المعادلة التي تصب في خانة ما يعزز النفوذ الايراني ويوسعه لا بل يثبته اقليميا جنبا الى جنب مع عودة الروس الى المنطقة كلاعب اساسي من دون اعطاء واشنطن مؤشرات فعلية عن رغبتها على التصدي لهذا الواقع بحيث يخشى الا يبقى امام واشنطن لاحقا في ظل استمرار سياسة الادارة الحالية على حالها الا محاولة اقناع حلفائها في المنطقة بالقبول بالامر الواقع او التفاوض على اساس الامر الواقع الجديد. يسأل البعض هل هذه التطورات ترفع عن كاهل واشنطن مسؤولية افساح المجال امام الهيمنة الايرانية بعد الاتفاق النووي خصوصا ان الادارة الاميركية اظهرت مرونة كبيرة ازاء تدخل ايران في سوريا ودفاع هذه الاخيرة عن بشار الاسد. وفي حين ان الكرة هي في مرمى الولايات المتحدة بالذات فان واشنطن باتت تثير احباطا اكبر لشعوب المنطقة في مقاربتها للحرب السورية وفي عدم دعم حلفائها في منع سقوط سوريا كليا تحت نفوذ روسيا وايران.

ثانيها انه اذا تركت المسألة لتصارع الدول الاقليمية مع حلفاء النظام السوري على الاراضي السورية، فان ابواب الجحيم قد تكون فتحت في سوريا تحت وطأة توقعات بحروب دامية تصعيدية لن يسمح في ضوئها لايران بان يستتب الوضع لها في سوريا كما فعلت في العراق.

ثالثها غياب الافق لاي حل سياسي في ظل المعطيات الراهنة وطغيان صورة الحل العسكري الذي بات معتمدا راهنا في سوريا. وتكرار واشنطن ان لا حل عسكريا للحرب السورية بل حل سياسي قد يكون صحيحا في نهاية الامر، لكن الوقائع الميدانية تفرض موازين القوى على طاولة المفاوضات. وتتضارب الاراء بقوة في هذا الشأن بين من يعتقد ان حرب استنزاف طويلة بدأت ومن يعتقد ان الخطوط ترسم لتقاسم نفوذ لا بد منه في المنطقة.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية الأسد حذّر بوتين من سقوط دمشق

عبد الكريم أبو النصر/النهار/16 تشرين الأول 2015

"الرئيس باراك اوباما وزعماء غربيون آخرون أكدوا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثاتهم الاخيرة معه ان روسيا تستطيع تحقيق مكاسب وتعزيز موقفها التفاوضي وعلاقاتها مع الغرب من طريق التعاون الجدي مع الدول المؤثرة المعنية بالأزمة السورية من اجل ايجاد حل سياسي حقيقي شامل لهذه الأزمة، وليس من طريق الاكتفاء باستخدام القوة العسكرية ضد "داعش" واستهداف فصائل من المعارضة السورية بالغارات الجوية، في محاولة منها لدعم نظام الرئيس بشار الاسد ومنع سقوطه. وحذر الزعماء الغربيون من أن تبني الخيار العسكري وحده سيقود الى طريق مسدود ولن يمنح القيادة الروسية القدرة على تحقيق اهدافها الأساسية وضمان مصالحها الحيوية، وأبدوا استعدادهم للتفاهم والتعاون مع روسيا من أجل انجاز انتصار ديبلوماسي مشترك على أساس العمل الجدي معاً لايجاد وتطبيق الحل السياسي للأزمة، الأمر الذي يتطلب انهاء حكم الأسد بطريقة منظمة تمنع انهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة ونقل السلطة الى نظام جديد تعددي يحقق المطالب والتطلعات المشروعة للشعب السوري بكل مكوناته. ويتحقق هذا الهدف بالضغط جدياً على الرئيس السوري واطلاق مفاوضات في اشراف الأمم المتحدة بين ممثلين للنظام والمعارضة السورية المعتدلة المعترف بها اقليمياً ودولياً تؤدي الى تشكيل هيئة حكم انتقالي تمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيام النظام الجديد. وركز الزعماء الغربيون على انه ليس ممكناً القضاء على "داعش" والارهابيين من غير انجاز حل سياسي شامل للأزمة، وان بقاء الاسد في السلطة يمنع الحل السياسي ويطيل الحرب ويعزز مواقع الارهابيين. وشدد اوباما بشكل خاص على ان القوة العسكرية الهائلة لن تقضي على الشعب السوري المحتج وعلى المعارضين الذين يطرحون مطالب مشروعة وان الحاجة ماسة الى ايجاد زعيم جديد وقيادة جديدة من أجل قيام سوريا الجديدة". هذا ما أدلى به الينا مسؤول دولي معني بالأزمة في لقاء خاص في باريس، وقال: "ان هذا الموقف الغربي المدعوم عربياً واقليمياً على نطاق واسع يشكل عرضاً واضحاً لبوتين لتصحيح مسار دوره في سوريا والانخراط في عملية سياسية حقيقية تنجز السلام والاستقرار في هذا البلد". وأضاف ان ثلاثة عوامل اساسية دفعت القيادة الروسية الى التدخل عسكرياً وعلى نطاق واسع في سوريا هي الآتية:

اولاً: ارسل الاسد الى موسكو سراً في آب الماضي مبعوثاً خاصاً نقل الى القيادة الروسية تحذيراً مفاده ان القيادة السورية قد تضطر الى الانسحاب من دمشق والانكفاء الى منطقة الساحل والتركيز على الدفاع عن اللاذقية وطرطوس ومواقع مجاورة ومحاولة تشكيل كيان موقت هناك، لأن النظام لم يعد يملك قدرات كافية لحماية العاصمة السورية طويلاً. وتعاملت القيادة الروسية جدياً مع هذا التحذير، لأنه مطابق لمعلوماتها وبدأت مشاورات مع القيادتين السورية والايرانية للتفاهم على صيغة مناسبة تمنع حصول ما يحذر منه الأسد. ثانياً: العامل الثاني هو فشل الأسد في انجاز تفاهم مع القيادة السعودية. ففي تموز الماضي اقترحت موسكو على المسؤولين السعوديين استقبال موفد خاص من الأسد للتفاهم على صيغة للحل. وعلى هذا الاساس استقبل ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان في جدة يوم 7 تموز اللواء علي مملوك رئيس المكتب الوطني السوري في حضور مسؤول روسي، لكن اللقاء فشل إذ بدا واضحاً في النقاش ان الأسد يريد اساساً ضمان بقائه في السلطة وبقاء نظامه الامر الذي رفضه الجانب السعودي الذي طالب بانسحاب العناصر الايرانية وقوات "حزب الله" والميليشيات المرتبطة بطهران واجراء انتخابات رئاسية ونيابية تعددية في اشراف الأمم المتحدة. وتنفيذ هذين المطلبين يؤدي الى انهاء حكم الأسد وقيام نظام جديد. وهذا الفشل جعل الأسد يدرك انه يواجه مأزقاً حقيقياً لن يستطيع الخروج منه بقدراته الذاتية. ثالثاً: العامل الثالث هو فشل ايران والميليشيات المرتبطة بها في حماية النظام من التعرض لنكسات كبيرة إذ ان المناطق التي بات يسيطر عليها في ظل قتال الايرانيين وحلفائهم الى جانبه تقلصت الى نسبة 20 أو 25 في المئة من مساحة سوريا. وخلص المسؤول الدولي الى القول: "هذه العوامل الاساسية الثلاثة دفعت بوتين الى التدخل عسكرياً في سوريا على نطاق واسع، لكن القراءة الدقيقة للوضع تظهر ان هذا الدور العسكري الجديد لن يحقق له النصر، بل ان من مصلحة بوتين قبول العرض الغربي – الاقليمي المقدم له. وستصل القيادة الروسية الى طريق مسدود إذا تمسكت بموقفها القائل ان انقاذ سوريا يتطلب بقاء الأسد ونظامه، ورفضت الموقف الغربي – الاقليمي القائل ان انقاذ سوريا يتطلب رحيل الأسد والمرتبطين به المسؤولين عن كوارث هذا البلد، وأن تتولى الحكم قيادة سورية جديدة تبني سوريا الجديدة".

 

بوتين ودبلوماسية «الروليت» في سورية

يزيد صايغ/الحياة/16 تشرين الأول/15

تسبّب التدخل العسكري الروسي في سورية بقدر كبير من الارتباك لدى الحكومات الأجنبية التي تعارض استمرار حكم الرئيس بشار الأسد. فهل يكون التحرّك الروسي مقدّمة للتوصّل إلى اتفاق سياسي ينهي الصراع السوري، وفي هذه الحالة هل ستقبل روسيا المطالب بتنحّي الأسد عن منصبه باعتباره نتيجة متَّفقاً عليها سلفاً للمفاوضات أو للفترة الانتقالية؟ حتى الآن ليس هناك الكثير مما يبرر هذا الأمل، وإذا تحقّقت أهداف روسيا المباشرة فستكون المبررات أقلّ. وإذا كان بوتين يسعى للتوصّل إلى حل سياسي، فإن ذلك من خلال فرض نسخة دبلوماسية من لعبة الروليت الروسية على الولايات المتحدة وشركائها في تحالف «أصدقاء سورية» (الميّت تقريباً): اقبلوا أن يكون هناك دور للأسد في أي مرحلة انتقالية -مع احتمال بقائه في السلطة بعد ذلك- أو ارفضوا وراقبوا استمرار الجمود العسكري الذي يضر كل الأطراف في سورية. ويبدو أن كلا الخيارين مقبول من بوتين والأسد.

لقد كانت للتدخّل الروسي آثار فورية، اذ يبدو أنه رفع الروح المعنوية بين موالي نظام الأسد وقوّى عزيمة الجيش. كما أنهى هذا التدخّل احتمال قيام تركيا بعمل عسكري مباشر لإقامة منطقة آمنة في شمال سورية، الأمر الذي كان موضع شكّ في أعقاب التصاعد الحادّ في الأعمال القتالية مع «حزب العمال الكردستاني». وتعهّد مسؤولون خليجيون بتزويد المعارضة السورية بأسلحة مشاة أكثر قدرة، غير أنه لا يوجد نقص في هذه الأسلحة في سورية ولن يكون لها تأثير ما لم ترفع الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي الحظر على تسليح مقاتلي المعارضة بصواريخ «ستينغر» أو ما يعادلها من أنظمة الصواريخ المتقدمة المضادة للطائرات. ومن المفارقات أن بدء الضربات الجوية الروسية أعقب دعوة مدير المخابرات المركزية الأميركية السابق ديفيد بترايوس يوم 22 أيلول (سبتمبر) الماضي الولايات المتحدة إلى إقامة مناطق آمنة في سورية للاجئين ومن ثم إسقاط طائرات النظام التي تهاجمها، غير أن هذا الأمر يبدو الآن بعيداً تماماً. فالحكومات الأجنبية التي لم تكن راغبة في إجبار نظام الأسد على وضع حدّ للقصف العشوائي للمدنيين لن تتحدّى منطقة الحظر الجوي الروسي على المناطق الموالية للنظام السوري. ومع إنهاء برنامج التدريب الأميركي لمقاتلي المعارضة، ثمّة احتمال ضئيل في أن يكون هناك أي نوع من التحدّي المباشر.

حققت روسيا حتى الآن أهدافها بتكاليف منخفضة. غير أن ذلك يعيد، على أكثر تقدير، توازناً موقّتاً فحسب بعد ستة أشهر من النكسات التي مني بها النظام في ميدان المعركة. وحتى لو تأكّدت شائعات المعارضة حول هجمات وشيكة للنظام بدعم من الجيش الإيراني، ورجال ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية و «حزب الله»، من المستبعد أن يحقق النظام أكثر من استعادة بعض الأراضي التي خسرها عام 2015. كما أن من غير المرجّح، خلافاً لتوقّعات البعض، أن تعمد روسيا (وإيران) إلى نشر قوة تدخل سريع كبيرة لترجيح كفّة الميزان بصورة حاسمة. في 5 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري ذكر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الروسي، الأدميرال المتقاعد فلاديمير كومويدوف، بصورة عرضية، إمكان توجّه «متطوعين» روس إلى سورية، الأمر الذي أعاد الى الأذهان تهديد الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف في عام 1956 بدعم مصر بالمتطوعين في مواجهة العدوان الثلاثي في العام 1956، غير أن ذلك لم يغيّر الموازين آنذاك، ولن يغيّرها اليوم. بعض معارضي التدخّل الروسي في سورية يقولون إنه سيتوسّع حتماً ليشمل دوراً واسعاً للقوات البرية، الأمر الذي سيثبت أن سورية ستكون أفغانستان روسيا الثانية. ويبدو من المؤكّد أن ذلك هو رأي الإسلاميين في سورية وبلدان أخرى في المنطقة، الذين ينادي بعضهم بـ «الجهاد» ضد الروس و «الصليبيين» الغربيين، بيد أن المؤكّد تقريباً أن هذا الرأي يبالغ في تقدير النوايا الروسية، أو يمثّل أماني من يرغبون في توسيع نطاق النزاع المسلّح، معتبرين أن ذلك لا يمكن إلا أن يصبّ في مصلحتهم.

على الجانب الآخر، يضخّم أنصار نظام الأسد أيضاً المشاركة الروسية. إذ يقال إن المسؤولين السوريين يعتقدون أن الظروف الدولية تتحوّل لصالح النظام، ولا تتيح له مجرّد البقاء على قيد الحياة وحسب، بل تحقيق نصر كامل. المكاسب المحتملة التي قد يحقّقها الجيش في محافظة حماة وشمال حلب قد تشجع أملاً كاذباً كما حدث في أواخر العام 2014، عندما تحدث بعض الموالين عن الانتقال من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها حول حلب الى انتزاع مدينة الرقة من تنظيم «الدولة الإسلامية». بيد أن من المستبعد أن تسعى روسيا إلى ما هو أكثر من الهدف الذي تحدث عنه بوتين للتلفزيون الروسي في 11 من هذا الشهر: استعادة «استقرار السلطة الشرعية» للأسد، فروسيا ليست بحاجة للقيام بما هو أكثر من ذلك. من الناحية النظرية، قد يؤدّي الانتشار العسكري الروسي في سورية إلى عقد صفقة سياسية. بيد أن هذا غير وارد فعلياً. وسواء كان بوتين صادقاً أم لا، حتى قليلاً، خلال مقابلته التلفزيونية بالقول إنه يريد «تهيئة الظروف الملائمة لتسوية سياسية»، فإن مواقف القوى الخارجية الرئيسة لا تزال متباعدة كما كانت في السابق بشأن وضع الأسد خلال فترة انتقالية أو مصيره في نهاية تلك الفترة. ونقل العديد من المصادر أحاديث خاصة مع محاورين روس (وإيرانيين) موثوقين يؤكدون فيها استعداد حكومتهم لتصوُّر رحيل الأسد في نهاية مرحلة انتقالية عن طريق التفاوض، بيد أن ذلك لا يزال أقلّ مما يمكن أن يقبل به علناً أي من أنصار المعارضة السورية الخارجيين.

ثمّة سبب وجيه للتركيز على مستقبل الأسد، إلا أنه يحجب الحاجة التي لا تقلّ أهمية للتوصل إلى أرضيّة مشتركة بين القوى الخارجية في ما يتعلق بالآليات والإجراءات الملموسة التي قد تنظّم عملية انتقالية محتملة في سورية. من الواضح أن مصير الأسد هو العنصر المفصلي، ولكن حتى لو كان بالإمكان حلّ هذه المسألة، ستكون هناك حاجة لخطّة مشتركة متفق عليها لأمور مثل ترتيبات تقاسم السلطة في إطار حكومة وحدة وطنية، وقيادة الجيش وقطاع الأمن الداخلي، وإدارة البنك المركزي. مع ذلك، ورغم بعض الجهود الجزئية التي تبذل من جانب واحد في بعض العواصم لصياغة هذه الخطوط العريضة، لا يزال الاتفاق بين القوى الخارجية الرئيسية بعيد المنال. يبقى خياران أمام الدبلوماسية الفاعلة والمفيدة: أحدهما هو الاستثمار الحقيقي في الجهد الذي يقوم به مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستيفان دي ميستورا لتشكيل مجموعات عمل من شأنها صياغة الترتيبات الانتقالية في أربعة مجالات رئيسة، والاستثمار بجدّية في اقتراحه الموازي لتشكيل مجموعة اتصال دولية خاصة بسورية. غير أن بدء المهام القتالية الروسية دفع مجمل المعارضة المسلحة تقريباً للتنديد بمجموعات العمل باعتبارها «استنساخاً للنظام»، بينما تعرقل الخلافات المستمرّة بين القوى الخارجية الرئيسة بشأن عضوية مجموعة الاتصال ومهماتها، ما يحتمل أن تكون آلية مفيدة لحلّ النزاعات. الخيار الأخير المتبقي للدبلوماسية هو البناء على وقف إطلاق النار المحدود الذي تم التوصّل إليه بوساطة إيران في 22 أيلول الماضي، والذي تضمّن إجلاء المدنيين والمقاتلين من بلدات الزبداني والفوعة وكفريا وتعليق عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في محافظة إدلب لمدة ستة أشهر. ومن الواضح أن التدخّل العسكري الروسي لا يغيّر الحقائق على الأرض بما يكفي لتحقيق تسوية سياسية عامة، غير أنه قد يكون كافياً للدفع باتجاه عقد هدنة مسلحة تشمل جميع المناطق التي يسيطر عليها النظام والمعارضة. من الناحية النظرية، هذا من شأنه إتاحة الفرصة أمام كل معسكر وداعميه الخارجيين للتركيز، كلّ على حدة، على مواجهة تنظيم «داعش»، وحتى لو لم يفعل هؤلاء شيئاً آخر، فإن عقد هدنة عامة سيجلب الانفراج للمواطنين المدنيين المنهكين.

مع ذلك، من المفجع أن الأطراف الفاعلة القوية من كلا الجانبين في سورية تعتمد على اقتصاد الحرب ولا تهتم كثيراً بقبول أو فرض هدنة، لأن بقاءها المالي مستمدّ من استمرار الصراع المسلح. ولا تملك أي قوة خارجية النفوذ أو التصميم السياسي اللازم لتخطيط مسار جديد. ومن هذا المنظور، يبدو نهج روسيا الحالي واقعياً جداً، على الرغم من أنه يجعل إعادة تأكيد الجمود الضارّ لكل الأطراف في سورية أمراً لا مفرّ منه. لقد انتهت لعبة الروليت.

* باحث أول، مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت

 

نتانياهو وأوباما: ما وراء أيام الغضب

محمد خالد الأزعر/الحياة/16 تشرين الأول/15

الشائع أن العلاقة الحميمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لا تعني الندية أو التساوي بينهما رأساً برأس، وأن إسرائيل ليست سوى كيان استيطاني ساعدت الولايات المتحدة على استزراعه في الرحاب العربية، أو الشرق أوسطية بمفهوم البعض، لأداء وظـائــف بعينها، ماديــة منظورة وروحية غير منظورة، تخص عالم الغرب بزعـامة واشنطن. هذا التصور العام يظل صحيحاً تماماً، وله تجليات وعليه دلائل ليس هنا مقام الاستطراد إليها. لكن الصحيح أيضاً أن لإسرائيل مصالحها وأهدافها، ولها رؤاها وتقديراتها لتحقيق هذه المصالح والأهداف التي ثبت أنها تتعارض أحياناً مع التقديرات الأميركية، وتتحرك بعيداً عنها بمسافة أو أخرى.

واليوم يبدي نتانياهو الكثير من الغلو والتطرف في معاكسة توجه البيت الأبيض لإنفاذ الاتفاق مع إيران والالتزام به، من دون أن يعبأ بعبرة نماذج مثل هذا السلوك. إنها العبرة القائلة إن واشنطن ربما سمحت لإسرائيل بالتشاور وتبادلت معها وجهات النظر والمعلومات، غير أن هامش السماح هذا شيء، والانتقال من إطار المناصحة إلى القبول بالمناطحة شيء آخر، لا يمكن التهاون معه. وهذا هو عين الخط الأحمر الذي تعداه نتانياهو في معالجته للمسألة الإيرانية. بصيغة أخرى، لم يحدث أن كسبت تل أبيب الرهان وفرضت سياستها في أي قضية تتعلق بالمصالح الأميركية العليا. هذا التعميم يناقض القول المأثور عن سطوة إسرائيل على السياسة الأميركية بشفاعة قوة اللوبي اليهودي، أو حتى الصهيوني الأقوى عدداً وعُدة، في أروقة صناعة القرار الأميركي. قبل زهاء ستين عاماً، أجبرت واشنطن إسرائيل على الانسحاب من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، اللذين احتلتهما أثناء شراكتها الآثمة مع بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر. ومن نماذج اليد الأميركية العليا، إلزام تل أبيب بعدم الرد على الضربات العراقية الصاروخية عام 1991، خشية إفساد التحالف الدولي ضد بغداد بين يدي حرب تحرير الكويت. ومنها أيضاً، إرغام إسرائيل على حضور مؤتمر مدريد للسلام، بعد التمنع الذي أظهره رئيس وزرائها اسحق شامير. ومن الطرائف الشهيرة بالخصوص، إنهاء جورج بيكر وزير الخارجية الأميركي أحد مهاتفاته مع شامير بالقول: «عندما تحتاجني فإنك تعرف أرقام هواتفي». ومن أحدث نماذج صرامة واشنطن في التعامل مع المناكفات الإسرائيلية، اليقظة تجاه محاولات استدراجها لشن الحرب على إيران بهدف تدمير مشروعها النووي، وتقييد أيدي إسرائيل عن إتيان خطوة كهذه في شكل منفرد. ثم إن كل الألاعيب والحيل الشيطانية المخالفة للتوجه الأميركي والتي مارسها نتانياهو لإحباط الاتفاق النووي الإيراني وهو قيد التفاوض، باءت بالفشل. بناء على هذه السوابق ونحوها، علاوة على تبصر جوهر علاقة العملاق الأميركي بالتابع الإسرائيلي الذي يجتهد للتحول إلى شريك صغير، نكاد نقطع بأن محاولات الإطاحة بالاتفاق الإيراني عبر تجييش اللوبي اليهودي الصهيوني في واشنطن، ستؤول إلى الإخفاق الذريع. ندفع بذلك وفي الخاطر أن الرئيس أوباما أظهر في لحظات بعينها اهتمامه بمواقف نتانياهو المتحدية لإرادته وحملها على محمل الجد. وليس هيناً، في إطار التصدي والمواجهة، أن يشير سيد البيت الأبيض بصريح العبارة إلى أن «إسرائيل تتدخل في شؤون الولايات المتحدة». والظاهر أن غضبة أوباما حققت بعض نتائجها. فالراسخون الإسرائيليون في تفهم كنه الصلة بالولايات المتحدة، باتوا يضعون أيديهم على قلوبهم تحسباً من عواقب الإيغال في التشويش على سياسته الإيرانية الجديدة. ومنهم من استصرخ قومه بالتروي لأنه «لم يسبق لزعيم إسرائيلي أن ناصب البيت الأبيض التحدي مثلما يفعل نتانياهو بكثير من الغباء». ومنهم من لفت إلى أن «استخدام الأميركيين اليهود في مشاكسة أوباما، يضعهم تحت ضغط أسئلة الانتماء والولاء والإخلاص للعلم الأميركي». تقديرُنا أن أصحاب هذه المداخلات هم الذين يعرفون قدر إسرائيل وقدر الولايات المتحدة. وأنه إذا دقَّ الرئيس الأميركي على الطاولة، فعلى إسرائيل أن تذعن، كونها لم تبلغ بعد مرحلة الخروج الآمن عن طاعة الراعي الأميركي. ومع كل ما يبديه نتانياهو من مناكفات ومحاولات للاستئساد والتنمر، فإننا نزعم أنه على دراية كبيرة بهذه الحقائق، لكنه يستشرف الحصول على مكاسب أخرى من وراء مناكفاته. نتانياهو يدرك أنه قد يخسر، بل ربما خسر بالفعل معركة إفساد الاتفاق الإيراني إياه، غير أنه يُضمر أن لا يعود من الميدان صفر اليدين. وهو يستند في رهانه هذا إلى السوابق التي تقول بأن مشاكسات إسرائيل لـ «المعلم» الأميركي، غالباً ما تنتهي بتطييب خاطرها بعطايا اقتصادية أو مالية أو تسليحية عسكرية، أو بهذا كله معاً. ومن ذلك الهبات والعطايا التي حصلت عليها تل أبيب عند انسحابها من سيناء، وعند توقيعها اتفاق أوسلو وعند إخلائها مستوطنات غزة. المدهش أن هناك دلائل ومؤشرات قوية الآن على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في طريقه إلى كسب هذا الرهان. وقد أفصح أوباما نفسه عن تسامحه مع نتانياهو العاق، حين صرَّح أخيراً بأنه سيلتقيه قريباً «لتوسيع التعاون الاستراتيجي والمشاورات الجارية بين المحافل الاستخباراتية والأمنية الأميركية ونظيرتها الإسرائيلية». لقد أدار نتانياهو خلافه مع أوباما، موقناً أن العلاقات الإسرائيلية - الأميركية الخاصة جداً قد تواجه «خناقات عائلية» وأنها، خلافاً لتقديرات قصيري النظر، لا تضع حدوداً لصبر الرئيس الأميركي على الشطط الإسرائيلي في بعض الأحايين.

 

إعادة تموضع المنطقة العربية على الساحة الدولية

 راغدة درغام/الحياة/16 تشرين الأول/15

كيف تتموضع المنطقة العربية في ضوء التحالفات الإقليمية – الدولية الجديدة؟ وأين مكانها في المشهد الدولي في ظل التحديات الأمنية الضخمة وفي مقدمها «الداعشية»؟ عند طرح هذا العنوان، وبسبب التدخل العسكري الروسي في سورية، تصبح المسألة السورية محورية. لكنها، في واقع الأمر، ليست البوصلة الوحيدة لإعادة تموضع المنطقة العربية في الساحة الدولية. والقصد ليس القفز على الأزمات والصراعات المستعرة كتلك التي في سورية واليمن وليبيا والعراق، ولا تلك الرابضة في لبنان أو مصر أو تونس. القصد هو أن إعادة التموضع تتطلب استراتيجيات بعيدة المدى ترافق السياسات الآنية الضرورية لإنهاء النزاعات لأن هذه الصراعات تشكل عرقلة جدية أمام النمو وأمام إنماء المجتمعات العربية وأخذ جيل الشباب إلى عتبة الطموحات الطبيعية بدلاً من الوقوع ضحية استقطاب وتجنيد التطرف والإرهاب. في قمة «بيروت إنستيتيوت» في أبو ظبي التي عقدت هذا الأسبوع، تجمعت العقول الاستراتيجية من مختلف أنحاء العالم للبحث في ما يتطلب التموضع الجديد، وما هي الآليات التي يجب إنشاؤها لتكون السبيل إلى هيكلية إيجابية داخل المنطقة العربية وفي إطار علاقاتها الإقليمية والدولية. شهدت القمة جرأة الإقرار بالأخطاء الأميركية والروسية والعربية، لكنها لم تتوقف عند ذلك على رغم أهمية الاعتراف بفشل السياسات التي تم اعتمادها وما آلت إليه من مآس وما تهدد به من تداعيات وإفرازات. الحديث لا يتوقف عند التشخيص، بل برزت أفكار دخلت في نطاق «ما العمل؟»، وكانت تلك بداية الأحاديث الممتدة من العلاقة العربية – الإيرانية بالذات السعودية – الإيرانية، إلى العلاقة الخليجية – الروسية على رغم المآخذ والاختلافات، إلى مستقبل العلاقة العربية – الأميركية ما بعد الإدارة الحالية وفي ضوء ما أسفرت عنه سياسات الرئيس باراك أوباما في الساحة العربية. لا نقاش في أن امتناع إدارة أوباما عن الانخراط في سورية ساهم في قرار موسكو ملء الفراغ بما يؤدي إلى إعادة تموضع روسيا في منطقة الشرق الأوسط. وربما لا تمانع واشنطن أن تحتل موسكو موقعاً استراتيجياً عبر البوابة السورية لأن إدارة أوباما ارتأت أن مصلحة الولايات المتحدة تقتضي التحوّل نحو الشرق بعيداً من الشرق الأوسط.

الحجة الروسية الرسمية وراء التدخل في سورية – وموسكو ترفض تسميته تدخلاً – هي أنها دخلت الساحة السورية عسكرياً بدعوة من الحكومة الشرعية في دمشق. موسكو تقول – وهي على حق – أن الولايات المتحدة لم تشكك بشرعية الحكومة السورية عندما عقدت معها الاتفاقات المعنية بالترسانة الكيماوية السورية في أعقاب اتفاق أميركي – روسي شكّل المدخل الأساسي لتراجع أوباما عمّا بات يُعرف بـ «خطوطه الحمر». موسكو على حق لأن ذلك الاتفاق الذي وقعته واشنطن عبر مجلس الأمن سجّل في الواقع تراجعاً أميركياً على مستوى الرئيس الأميركي نفسه – عن اعتبار بشار الأسد فاقداً الشرعية كما سبق وأعلن أوباما. وبالتالي، إن الاتفاق الكيماوي هو شهادة على تراجعين «أوباميين» وليس على تراجع واحد. ما برز خلال المناقشات العلنية والمغلقة هو أن دخول روسيا المباشر في سورية يمكن أن يكون تطوّراً إيجابياً في الحرب على «داعش» لو تم التنسيق العسكري على أساس تفاهمات سياسية. هذه التفاهمات، وفق أحد المطلعين على سياسات أوباما، لا تمانع أن تكسب روسيا موقعاً جديداً رائداً وثابتاً واستراتيجياً في سورية كموطئ قدم لها على المستوى الإقليمي. ولكن، يخطئ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا كان يحلم بأن توافق واشنطن – إذعاناً أو اضطراراً أو برغبة منها – على تنصيب بشار الأسد رئيساً دائماً على أنقاض الشعب السوري. فهذا يُدخِل الولايات المتحدة في مواجهة هي في غنى عنها مع جزء مهم من شعوب المنطقة العربية وكذلك مع دول مهمة ما زالت للولايات المتحدة معها علاقات استراتيجية كالمملكة العربية السعودية. الكلام عن «الأفغنة» شق طريقه أكثر من مرة إلى المُداولات، بحيث بات واضحاً أن الإدارة الأميركية لن تتمكن من سحب يديها عسكرياً من سورية فيما تقوم المؤسسة الروسية العسكرية بضرب المعارضة السورية لإنقاذ النظام تحت غطاء سحق «داعش» و «جبهة النصرة». أحد المشاركين وهو من كبار العسكريين قال ما معناه: إذا طاولت أيديكم العسكرية رجالنا، سنطاول رجالكم بالمقابل. أي، أن واشنطن تستطيع – إذا قررت ذلك – أن تطاول رجال موسكو على الأرض السورية، وهم رجال إيران وحليفها «حزب الله».

بالأمس كانت «الستينغر» الأميركية على أكتاف المجاهدين في أفغانستان لإسقاط الطائرات السوفياتية. اليوم هناك صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للمدرّعات في سورية. الفارق مهم لأن واشنطن لا تستهدف موسكو في الأجواء السورية إلا أن «تاو» نقطة تحوّل مهمة تتعدى برنامج تدريب المعارضة السورية المسلحة. إنها معادلة رجالنا ورجالكم العسكرية، وهي بالغة الأهمية بغض النظر عن تلاقي أميركا وروسيا على سحق «داعش» في سورية. بعض الروس لا يخفي مخاوفه من تهوّر بوتين لدرجة أنه اختار أن ينصب روسيا في مرتبة قيادة الحرب على التطرف الإسلامي السنّي فيما في بلاده أقلية كبيرة من السنّة وروسيا مطوّقة بخمس جمهوريات إسلامية. يفعل ذلك فيما هو فعلياً وعلى ساحة المعركة حليف لإيران و«حزب الله»، ما يقع ذخيرة في أيدي المتطرفين السنّة العازمين على الانتقام. يقول البعض أن بوتين ينصب لنفسه فخاً من صنع أميركي لأن عجرفته تمنعه من رؤية واقع انزلاقه إلى المستنقع في سورية بتصفيق أميركي وهتافات «تفضّل». رأى هذا البعض أن بوتين يرتكب خطأ فادحاً إذا لم يلتقط بحذق وترحيب ذلك الخيط المهم الذي تقدمه له السعودية ودول خليجية أخرى لأن فيه دعوة إلى اليقظة وإلى سجّادة العودة إلى النفوذ في المنطقة العربية شرط الكف عن اختزال سورية البلد في بشار الأسد. فهذه الدول تقدم إلى روسيا غصن الزيتون في الوقت الذي يستخدم بوتين البندقية. ترغّبه لتنفذه – وتنقذ سورية – من دون أن تشترط عليه فك الارتباط بينه وبين إيران. وفي هذا تفكير براغماتي قائم على البناء على العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية والسياسية بين الدول بصورة جديدة.

تلك البراغماتية وذلك البحث عن أفكار خلّاقة كانا واضحين في جميع المداخلات العلنية وفي الجلسات المغلقة. البعض تحدث عن خطوات عملية لإنشاء هياكل جديدة من نوعها للعمل العربي – العربي وللبحث المشترك عن آليات للعمل العربي - الإقليمي والعربي – الدولي.

وتضمن الاعلان الذي صدر تشجيع الدول العربية على الالتحاق بالمحكمة الجنائية الدولية كي تتمكّن من توطيد قدراتها على المحاسبة والكف عن الإفلات من العقاب. فمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي وتجاوزاته في المتناول بعدما انضمت دولة فلسطين إلى «نظام روما» وباتت طرفاً في المحكمة الجنائية الدولية وهذا يتطلب ألا تقتصر العضوية العربية في المحكمة على أربع دول فقط، منها فلسطين. تضمّن الإعلان التشديد على الحاجة إلى جهد متعدد الطرف لإنهاء الصراع في سورية بما في ذلك خلق رؤية واضحة لمرحلة ما بعد الصراع والدعوة إلى إنشاء صندوق خليجي لسد الحاجة الماسة لإعادة بناء البنية التحتية والمقومات الأساسية للدولة التي تم تدميرها نتيجة سنوات الصراع في سورية وكذلك في الدول الأخرى التي فيها صراعات كاليمن وليبيا والعراق. تضمّن الإعلان التشديد على ضرورة تحقيق تنمية اقتصادية إقليمية من خلال خطة متكاملة تشمل تأسيس صندوق استباقي إقليمي مركزه دول مجلس التعاون الخليجي للبدء ببناء المستقبل الآن. هذا مع تسريع تعزيز العلاقات العربية المتبادلة ودفع الجهود الهادفة إلى بناء نظام إقليمي جديد يصب في تعزيز التعامل مع مختلف التحديات كالإرهاب الحكومي والإرهاب غير الحكومي، وأزمة اللاجئين، والتفكك الاقتصادي، والحاجة إلى تنويع مصادر الدخل، وبناء المؤسسات الإقليمية السياسية والأمنية والمنظمات الاقتصادية وتعزيزها بتبني أمثلة ناجحة مثل منظمة «آسيان» ومنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. دعا الإعلان إلى إعادة تكثيف الجهود الرامية إلى معالجة جدية للقضية الفلسطينية على أساس قيام الدولتين للتوصل إلى معاهدة سلام بين إسرائيل من جهة وفلسطين وسورية ولبنان من جهة.

وفي ما يتعلق بالشباب، انطلقت صرخة إلى ضرورة حملة مكثفة لدمج الشباب العربي اقتصادياً من خلال نهج جديد يعتمد على التكنولوجيا في خلق فرص العمل وزيادة الأعمال، وتعزيز التعليم والتلمذة الصناعية لتوفير أقصى مقدار من فرص العمل للخريجين ضمن الاقتصاد الرقمي الجديد ولتحقيق قفزات نوعية في تطوير البنى التحتية التقليدية. طالب المجتمعون بتعزيز الإدارة الإقليمية وسيادة القانون. طالبوا بتكثيف الجهود لتمكين المرأة بصفتها الناشط الطبيعي ضد التطرف، وبإشراك القطاع الخاص في المداولات السياسية بصفته شريكاً رئيسياً. وشددوا على ضرورة رفع مستويات المحاسبة الحقيقية وإحراز تقدم ضد الفساد.

ولأن ما يمر به أهل المنطقة العربية من مآس وقلق ولا استقرار وإحباط وخوف، تضمن الاعلان الدعوة إلى إنشاء معهد جديد لتدريب المختصين النفسيين الناطقين باللغة العربية لمعالجة التداعيات المستقبلية الناجمة عن الصدمات النفسية التي تشهدها المنطقة العربية.

 

هل آن أوان التفاوض مع الروس حول سوريا؟

ثريا شاهين/المستقبل/16 تشرين الأول/15

تجرى محاولات خليجية، ومن جانب الموفد الدولي للحل في سوريا ستيفان دي ميستورا مع روسيا للدخول في العملية السياسية ووقف تدخلها العسكري في سوريا. وتحضّ هذه المحاولات روسيا على أن تكون جدّية في الضغط على النظام السوري للقبول بالحل لإنهاء القتل والإرهاب والتطرّف، ما دام الرئيس فلاديمير بوتين يعتبر أنّ القصف وحده لا يكفي، إنّما يجب الدخول في عملية سياسية. مصادر ديبلوماسية تؤكد أنّ جدّية التفاوض الذي يتم السعي إليه، للحل، يتوقف على الأداء الروسي. موسكو التي يجب أن تضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للقبول بالحل المطروح لناحية بقائه من دون صلاحيات في المرحلة الانتقالية. لأنّ ترك الأمور له، قد يجعله يرفض هذا الطرح لأنّه يريد البقاء في المرحلتين الانتقالية ومستقبل سوريا. وروسيا أيضاً يفترض أن تكون قلقة من استمرار التدخّل في سوريا وكلفته، فهي لديها مشكلة انخفاض العملة، وأزمة اوكرانيا التي أثرت عليها اقتصادياً. وبالتالي هناك مجال للدخول في حل جدّي. وكل ذلك يتزامن مع تعب إيراني بالتوازي اقتصادياً ومالياً، لأنّه حتى لو استعادت إيران أموالها المجمّدة في الخارج، فإنّ وضعها سيئ جداً، وهي تحتاج إلى هذه الأموال داخلياً وليس أن تعمد إلى صرفها على النفوذ الخارجي. المنشآت النفطية والاقتصادية الإيرانية قديمة العهد، ولم يتم تجديدها منذ السبعينيات من القرن الماضي. ولذا لديها تأخّر قوي، ويلزمها التمويل لتستمر ولكي تتطوّر لتصبح في مستوى المنشآت الخليجية مثلاً.. إيران، بالطبع لن تسمح بأن يتدخّل الغرب معها، لنصحها أين تصرف أموالها، لكن الغرب، أبلغها مراراً أنه إذا أرادت أن يكون لها مقعد بين دول المجتمع الدولي، فإنّ عليها أن تكون أكثر إيجابية في مواقفها. أي أن تمتنع عن تغذية الميليشيات الإرهابية في المنطقة، وعن ضرب الاستقرار والمؤسسات في دول المنطقة، وإذا دخلت إيران في عملية تفاوض جدّي، فالغرب مستعد لأن يعترف لها بدورها وبحصتها في الحلول شرط مساهمتها الإيجابية في حل النزاعات. الشعب الإيراني دعم الاتفاق النووي، لأنّه يحتاج إلى تطوير بلاده. وبالتالي، لا يمكن لإيران أن تنفق كل الأموال التي سيفرج عنها على الميليشيات. وأغلب التقديرات الديبلوماسية أنّ أموالها هذه لن يكون لها تأثير حاسم على الميليشيات المحسوبة عليها.

الاتفاق النووي جيّد، إذا جاءت انعكاساته، على سبيل خلق دينامية تؤدّي إلى تفاوض جدّي وحلول. لكن المهم أن لا تحصل ردود فعل أخرى تناقض ذلك. القيادة الإيرانية عليها أن تتخذ القرار. ذلك أنّ الرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف لا يملكان تفويضاً في المسألة السورية أو في أية مسألة تابعة لملفات المنطقة، ولا صلاحية لديهما للربط والحل إلاّ في الملف النووي. في خضم ذلك، الخليج سيكون على طاولة أي تفاوض إن كان حول سوريا أو أي ملف آخر في المنطقة، طبعاً إلى جانب الغرب وإيران. وإذا رفضت أي دولة خليجية الجلوس إلى هذه الطاولة مع إيران، فإنّ التفاوض لا يمكن أن يتم. إيران الآن لا تتفاوض حول المنطقة، لديها مبادرة حول سوريا لم تعلن تفاصيلها بعد. وجود الروس على الأرض في سوريا وتعزيز هذا الوجود يفرض أن يكون التفاوض معهم، لا سيما وأنّ إيران و«حزب الله» لم يستطيعا دعم النظام كما كانا يتوقعان. والخليج لن يعمد إلى اتباع أسلوب تعاطيه مع سوريا كما تعامل مع موضوع اليمن خلال الأشهر الماضية. ولا يظهر أنّ الروس جاؤوا إلى سوريا للقيام بحرب دائمة خصوصاً وأنّها تأخذ أبعاداً دينية، بل للدخول في مفاوضات. فإمّا أن يصار إلى حل فعلي وتحصل تنازلات من الطرفين أو تكمل الحرب السورية. التفاوض الجدّي هو الأساس. في الزبداني حصلت هدنة، ولو استطاع الحزب وإيران أن يربحا لما كانا لجآ إلى الهدنة. لا يمكن لروسيا أن تبقي تمويلها قائماً في سوريا، تماماً كما إيران، فالاثنتان تعانيان اقتصادياً في الداخل. إنّما سوريا لن تعود مثلما كانت، هناك توازن قوي جديد. والأنظار متّجهة إلى إمكان وجود مؤشرات حلحلة، لكنها حتى الآن لا تبدو قريبة. وجد الروس أنّه على الرغم من الدعم الإيراني للنظام، فإنّه كان بدأ يتهاوى، وأنّ هناك ضغطاً على دمشق نفسها وعلى المناطق العلوية. وبما أنّ مصالح الروس الاستراتيجية في سوريا، قرروا وفق مصادر قريبة من موسكو، رفع مستوى التدخّل، لكنهم يدركون أنّ الأسد لن يعود كما كان. وهم تدخّلوا على أساس أنّهم سيدافعون عن مصالحهم ولن يسمحوا بليبيا جديدة. والتنسيق الغربي مع روسيا مستمر. الحلول الكبرى تحتاج إلى وقت، لكن الهدف من التنسيق مع روسيا هو رسم حل مع اللاعب الأمامي وهو الروس. هناك مرحلة جديدة من التنسيق مع روسيا، التي تعتبر نفسها مفتاح الحل في سوريا.

 

خطأ مقابل خطأ

علي نون/المستقبل/16 تشرين الأول/15

يستمر باراك أوباما في شرح وتبرير سياساته السورية، لكنه في موازاة ذلك، يبدأ، هو تحديداً، في العمل على تقديم ما يناقضها ويؤكد ما فيها من قصور خطير.

ذلك ما تعنيه تماماً ومباشرة، أطنان المساعدات العسكرية التي ألقتها على الحسكة والرقة قبل أيام، طائرات شحن أميركية والتي، على ما يفترض، أمّنت خطوط تحليقها في الأجواء السورية بطريقة حاسمة. بحيث إن لا الطيران الحربي الروسي ولا منظومات الدفاع الجوي الأسدية الموجودة بكثافة في الشمال وبرعاية وعناية ودراية وحفظ «الخبراء» الروس أيضاً، أمكنها، أو حاولت اعتراضها والتصدي لها. وأهمية هذا المعطى مزدوجة. أولاً لأنه يكبح جماح غطرسة بوتين، وينفّس حملة الترويع التي رافقت بدء هجماته النارية، ويضرب معنويات المحور الأسدي الإيراني بكل مراتبه، ويدفع غرفة عملياته إلى إعادة فلش الخرائط بطريقة مغايرة لما هي عليه، ويبخّس ذلك الضخ المتشاوف عن توقع انقلابات دراماتيكية في مآلات المواجهة الحاصلة.. وثانياً، لأنه يدل على توجه أكيد نحو نسف أي توقعات خاصة بقدرة موسكو وطهران على فرض «تصورهما» للمشهد السوري المستقبلي، ومحاولة إعادة تعويم سلطة الأسد من خلال تمكينه من ادعاء السيطرة مجدداً على المناطق التي خسرها. ولم يخطئ من افترض منذ لحظة بدء العمليات الحربية الروسية، أن بوتين كبّر حجره الى حدّ لم يعد بإمكان مستر أوباما التغاضي عنه! وتمكّن في أيام معدودة من إطلاق آلية تغيير في سياسة أميركية عمرها أربع سنوات ونصف السنة: في اللحظة التي خرج فيها العسكر الروسي من حدود بلاده بهذه الطريقة القتالية، صار أمره شأناً دولياً أكبر من حدود سوريا وجغرافيتها وحساباتها.. وأكبر من قدرات ساكن البيت الأبيض على النجاح في تسويق سياسة فاشلة! جلد التمساح الذي لبسه أوباما، إزاء البعد الإنساني للنكبة السورية، لم يكن في «الجودة» ذاتها إزاء البعد السياسي لتلك النكبة: مكاسبه الخاصة ببلاده فاضت عنه حتى صارت ضده. تفرج من بعيد على مسرح يتقاتل عليه كل أعدائه وأخصامه وكل «إرهابيي العالم الإسلامي» بشقيه المذهبيّين. وفاوض إيران في النووي على وقع استنزافها البشري والمادي والأخلاقي فوق خشباته السورية.. وهو الاستنزاف الذي قدم إضافات (لا بد منها) على الأزمات التي سببتها العقوبات المالية والاقتصادية أصلاً.. لكنه في الإجمال، تجاهل الأصدقاء في المنطقة وأوروبا مثلما تجاهل الأخصام في موسكو. وإذا كان الشق الأول مقبولاً في حساباته، فإن الشق الثاني كان على العكس: استطاع تحمّل تقريع الحلفاء والأصدقاء وانتقاداتهم، لكنه لم يستطع تحمل مجيء الدب الروسي إلى ساحة تخضع لرقابته! وهو الذي كان يفترض أنه يحاصر ذلك الدب في قفص العقوبات بعد القرم وأوكرانيا ويعتمد حياله استراتيجية تمنع تحوله مجدداً إلى منافس استقطابي له على مستوى العالم! «يكتشف» أوباما اليوم، أن بعض السلاح النوعي كان يمكن أن يجنّبه، ويجنّب العالم بأسره، تلك الاحتمالات المفتوحة على الأسوأ.. وقليل من الحظ كان يكفي لتجنيب السوريين تداعيات ذلك السقوط، كما تجنيبهم تلك المفارقة القائلة بأنهم الضحايا في كل حال: يخطئ بوتين فيدفعون ثمن أخطائه. ويخطئ أوباما فيدفعون ثمن أخطائه!