المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october17.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا15/من03حتى07/أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟  

"رؤيا القدّيس يوحنّا .50-01:22.27-22:21 /ٱلمَدِينَةُ لا تَحْتَاجُ إِلى ٱلشَّمْسِ ولا إِلى ٱلقَمَر، لِيُضِيئَا لَهَا، فَمَجْدُ ٱللهِ أَنَارَهَا، وسِرَاجُهَا هُوَ ٱلحَمَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ميشال عون وحسن نصرالله وغنمية الأتباع في زمن المّحل/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 16/10/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 16 تشرين الأول 2015

الأرجنتين : مذكرة باعتقال عضو في «حزب الله»

العسكرية حاكمت 3 موقوفين بتهمة الإرهاب محمود التحق بـ"داعش" هرباً من معاملة والده

باسيل وبروجردي غادرا إلى ايران

ابو غيدا وافق على تخلية 3 موقوفين ورد طلب اخلاء سبيل سليمان وحشاش

حوري: عون لا يريد تسهيل الامور والبلد يدفع الثمن

شهيب: سعينا وما زلنا للحد من وقف التدهور واستمرار عمل الحكومة

كلمة النائب مروان حمادة في الاحتفال بذكرى اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن

الفاتيكان يدعو المسـيحيين الـى "موقف شجاع" ينقذ الرئاسـة ويحث على انتخاب "توافقي" يحيّد لبنان ويعمل لارساء اللامركزية

كبارة لـ»السياسة»: الكباش السياسي باق ولا مكان لرئيس تحد في لبنان

زيارة لارشيه لبيروت تمهد ام ترجئ او تلغي محطة هولاند اللبنانية؟ وتقرير فرنسي ينبه الى حراجة المرحلة وضرورة التفاهم داخليا والا...

نعمة محفوض: امورنا مرهونة بالتشريع وبالعمل الحكومي والنيابي/ حراك هيئـة التنسـيق يؤازر نتائج امتحانـات الدورة الثانيـة/خاطـر: الشـهادة الرسـمية كالهويـة لا يجـوز المس بهـا

"عكاظ": نصـرالله يريد قتـل الشـعب السـوري ويشق طريقا تحمل اسم فلسطين ولا توصل اليها

زهرا: الحفاظ على الحكومة واجب في غياب رئيس الجمهورية وحراك هيئـة التنسـيق يؤازر نتائج امتحانـات الدورة الثانيـة/خاطـر: الشـهادة الرسـمية كالهويـة لا يجـوز المس بهـا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سلام التقى وزير التجارة الكوبي وسفير مصر بروجردي :ايران تدعم الحوار بين الافرقاء ونأمل في زيارتنا المقبلة زيارة القصر الجمهوري

نجيب زوين: خلاص لبنان بانتخاب رئيس سيادي مثال ميشال سليمان

قاسم: الاستقرار الأمني في لبنان مدين لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة

النابلسي: هناك قرار استراتيجي غربي لإنهاء القضية الفلسطينية

بروجردي زار باسيل: الهبة العسكرية الايرانية جاهزة للشحن متى شاء الجانب اللبناني

يزبك: للسعي الدؤوب لوحدة الامة وإسقاط مشاريع المتآمرين

قبلان مخاطبا المسيحيين: اتفقوا على اسم الرئيس ليكون لبنان محصنا بوحدته الوطنية

مطر ممثلا الراعي في الليلة الثانية من محرم في مقر المجلس الشيعي: ما خبرناه من العيش المشترك نقدمه للعرب والمسلمين مثالا للتلاقي والمساواة

مؤسسة اللواء وسام الحسن أحيت ذكرى استشهاده في الاونيسكو المشنوق: بقاء الوضع على حاله سيدفعنا إلى الاستقالة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إصابة العشرات بمواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في "جمعة الثورة"

فلسطينيون يحرقون «مقام يوسف» المقدس لدى اليهود في نابلس

كيري يزور الشرق الأوسط في الأيام

هجرة اليهود إلى إسرائيل في أعلى مستوياتها منذ عشر سنوات

أنقرة أسقطت طائرة اخترقت مجالها من سورية وموسكو أكدت سلامة طائراتها

جيش الأسد يطلق عملية برية بريف حلب بتغطية جوية روسية

نحو ربع مليون قتلوا خلال خمسة أعوام من الحرب السورية بينهم 74 ألف مدني

روسيا تعلن قصف 380 هدفا لـ»داعش» وترجح استخدام سفنها بالمتوسط لضرب التنظيم

هولاند: التدخل الروسي في سورية لن ينقذ الأسد

بوتين: نحو سبعة آلاف من روسيا و»المستقلة» يقاتلون مع الإرهابيين

اتفاقات بين «داعش» والنظام لإدارة المنشآت النفطية

بروجردي التقى سلام وباسيل ونصرالله وأكد دعم إيران للحوار بين الفرقاء

لبنان: جلسة متوقعة للحكومة الثلاثاء المقبل مخصصة للنفايات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

النصرة" جزء من المقاومة السورية/علي حماده/النهار

نهاية قريبة للرهانات على التدخّل الروسي التسرّع اللبناني تدحضه وقائع تتجاوز "العقم"/روزانا بومنصف/النهار

أين سيردّ "حزب الله" على "مُسقطي" التسوية؟ وهل بدأت معركة "تقزيم" صلاحيات رئيس الحكومة/سابين عويس/النهار

باسيل يبحث في طهران ملف الانتخابات وبروجردي يحذّر من تسلّل التكفيريين/خليل فليحان/النهار

مزاد بوتين لبيع الأسد ونصرالله/احمد عياش/النهار

الأمثولتان/عقل العويط/النهار

زاسبكين لـ «المستقبل»: لا بدّ من التباحث مع إسرائيل حول سوريا و نفى علمه باقتراح روسي لانتخاب رئيس لمدة سنتين/علي الحسيني/المستقبل

في التنسيق ووجوبه/علي نون/المستقبل

حين تقسّم روسيا سوريا.. من الجوّ/بسام النونو/المستقبل

هل يسترجع بوتين لواء الإسكندرون لسورية/سليم نصار/الحياة

كلمة المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد خلال مراسم عاشوراء نهار الجمعة

 كلا.. بشار الأسد ليس جوزيف ستالين/أمير طاهري/الشرق الأوسط

عونستان أو بلاد ما بين الصهرين/نديم قطيش/الشرق الأوسط

من يحمي الشعب السوري من القصف الروسي/داود البصري/السياسة

رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، خلف أحمد الحبتور: واشنطن تعاملت مع طهران الارهابية بقفازات مخملية وعلى الادارة الأمريكية ادراك أن مستقبلها مع دول “التعاون الخليجي”/السياسة

العودة إلى جريمة لوكربي/عبد الرحمن الراشد /الشرق الأوسط

حرب باردة دولية جديدة/باسم الجسر/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا15/من03حتى07/أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟  

"قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل: «أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟ فَإِذَا وَجَدَهُ حَمَلَهُ عَلَى كَتِفَيْهِ فَرِحًا. وَيَعُودُ إِلى البَيْتِ فَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالجِيرَان، وَيَقُولُ لَهُم: إِفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع! أَقُولُ لَكُم: هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة!"

 

"رؤيا القدّيس يوحنّا .50-01:22.27-22:21 /ٱلمَدِينَةُ لا تَحْتَاجُ إِلى ٱلشَّمْسِ ولا إِلى ٱلقَمَر، لِيُضِيئَا لَهَا، فَمَجْدُ ٱللهِ أَنَارَهَا، وسِرَاجُهَا هُوَ ٱلحَمَل

"يا إِخوَتِي، لَمْ أَرَ في الْمدينَةِ هَيْكَلاً، فَٱلرَّبُّ ٱلإِلهُ ٱلضَّابِطُ ٱلكُلَّ وٱلحَمَلُ هُمَا هَيْكَلُهَا. وٱلمَدِينَةُ لا تَحْتَاجُ إِلى ٱلشَّمْسِ ولا إِلى ٱلقَمَر، لِيُضِيئَا لَهَا، فَمَجْدُ ٱللهِ أَنَارَهَا، وسِرَاجُهَا هُوَ ٱلحَمَل. فتَسِيرُ ٱلأُمَمُ في نُورِهَا، ومُلُوكُ ٱلأَرْضِ يَحْمِلُونَ مَجْدَهُم إِلَيْهَا. وأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ طَوَالَ ٱليَوم، لأَنَّهُ لَنْ يَكُونَ لَيْلٌ فِيهَا. ويَحْمِلُونَ إِلَيْهَا مَجْدَ ٱلأُمَمِ وكَرَامَتَهُم. ولَنْ يَدْخُلَهَا أَيُّ نَجِسٍ أَو فَاعِلِ رَجَاسَةٍ وكَذِب، بَلِ ٱلْمَكْتُوبُونَ في كِتَابِ ٱلْحَيَاة، كِتَابِ ٱلْحَمَل. وأَرَانِي نَهْرَ مَاءِ ٱلحَيَاةِ بَرَّاقًا كَٱلْبِلَّوْر، خَارِجًا مِنْ عَرْشِ ٱللهِ وٱلحَمَل، وفي وَسَطِ سَاحَةِ ٱلمَدِينَةِ وٱلنَّهْر، مِنْ هُنَا ومِنْ هُنَاك، شَجَرَةَ حَيَاةٍ تُثْمِرُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّة، وتُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وأَوْرَاقُ ٱلشَّجَرَةِ دَوَاءٌ يَشْفِي ٱلأُمَم. ولَنْ تَكُونَ أَيُّ لَعْنَةٍ مِنْ بَعْد، ويَكُونُ فيهَا عَرْشُ ٱللهِ وٱلحَمَل، وعِبَادُهُ يَعْبُدُونَهُ، ويُشَاهِدُونَ وَجْهَهُ، وٱسْمُهُ عَلى جِبَاهِهِمْ. ولَنْ يَكُونَ لَيْلٌ مِنْ بَعْد، فلا يَحْتَاجُونَ إِلى نُورِ ٱلسِّرَاج، ونُورِ ٱلشَّمْس، لأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱلإِلهَ سَيُنِيرُ عَلَيْهِم، فَيَمْلِكُونَ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدين."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية وعنوانها: ميشال عون وحسن نصرالله وغنمية الأتباع في زمن المّحل

اضغط هنا لقراءة المقالة في جريدة السياسة الكويتية

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%BA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B9/

رابط المقالة على موقعنا الألكتروني/المنسقية العامة

http://eliasbejjaninews.com/2015/10/15/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%BA%D9%86/

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 16/10/2015

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 9

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أشاع وفد كتائبي زار السراي الكبير تفاؤلا بأجواء انفراجية توحي بإنعقاد مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل. كذلك أشاعت زيارة النائب وليد جنبلاط الرياض أجواء داعمة للتوافق اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي بيروت أشاع تحرك رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أجواء في الإطار نفسه.

وفي جنيف يجري الرئيس نبيه بري مباحثات على هامش المؤتمر البرلماني الدولي وهي مباحثات تركز على تأمين الدعم العربي والإسلامي والصديق للبنان.

وفي لبنان إذا صحت الأجواء ينعقد مجلس الوزراء على الأرجح الثلاثاء المقبل لإطلاق تنفيذ خطة معالجة النفايات.

وفي الوقت نفسه تقام ورشة في البرلمان لإنتخاب هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان ومقرريها.

وفي الحراك المدني مواصلة الإعتصام أمام المحكمة العسكرية رغم قرار قاضي التحقيق العسكري بالإفراج عن ثلاثة ناشطين من أصل خمسة وقد أحرق أحد الشبان نفسه وقدمت له الإسعافات السريعة.

وفي شأن آخر أوعز الرئيس سلام بنقل جثامين اللبنانيين الغرقى في تركيا وإعادة الأحياء وقد باشرت السفارة اللبنانية في أنقرة تحركا في هذا الإتجاه.

وفي الخارج برزت التطورات الآتية:

- إسقاط الجيش التركي طائرة بلا طيار قالت أنباء أميركية إنها روسية.

- تسجيل معارك عنيفة في محيط حلب بمؤازرة الطيران الحربي الروسي.

- إعلان روسيا أن طائراتها الحربية قصفت أكثر من ثلاثمئة وثمانين هدفا لداعش منذ بدء حملتها في سوريا.

- تقدم قوات التحالف العربي على طريق الجوف في اليمن بإتجاه العاصمة صنعاء.

- تكثيف قوات الإحتلال اعتداءاتها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

عودة الى لبنان الذكرى الثالثة لإستشهاد اللواء وسام الحسن أظهرت الدور الكبير الذي لعبه الشهيد والذي تلعبه قوى الأمن الداخلي. وقد تم إحياء الذكرى في مقر المديرية العامة لقوى الأمن ثم في الأونيسكو حيث ألقى وزير الداخلية نهاد المشنوق كلمة فيها مواقف.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

اللبنانيون ضحايا اما حرقا واما غرقا. فبعد كارثة عائلة صفوان التي ابتلعها البحر على شاطئ تركيا حاول شابان احراق نفسيهما امام المحكمة العسكرية تضامنا مع الموقوفين وارث سليمان وبيار حشاش.

مقابل معادلتي الحريق والغريق برزت معادلة من نوع اخر، ففيما الحراك الشعبي مستمر الجمود المؤسساتي مستمر ايضا انها المعادلة التي تتجلى كل يوم والتي تظهرت اليوم بوضوح فاقع.

فالاعتصامات المدنية والتحركات الاحتجاجية توزعت بين محيط المحكمة العسكرية وبين مرفأ الدالية مرورا بمحيط مؤسسة كهرباء لبنان في مار مخايل، لكن الصرخات والمطالبات لم تلق اذانا صاغية لان لا حكومة تجتمع ولا مجلس وزراء ينعقد ولان لا سلطة تنفيذية حقيقية في لبنان.

في ملف النفايات لا جديد بل انتظار لمعرفة القرار النهائي في شأن المطمر في منطقة البقاع، علما ان معظم المعلومات تؤكد ان الحل اصبح قريبا وان اجتماعا لمجلس الوزراء قد ينعقد مطلع الاسبوع المقبل.

على صعيد اخر تذكر لبنان اليوم احد ابرز شهداء ثورة الاستقلال اللواء وسام الحسن وقد تضمن الاحتفال الكبير الذي اقيم للمناسبة في الاونيسكو مواقف سياسية محلية واقليمية ابرزها للوزير نهاد المشنوق.

اقليميا، الامور تزداد تعقيدا في سوريا مع بدء عمليات برية كبيرة ان كان في حلب او في حماة علما ان تطورا لافتا سجل تمثل في اسقاط تركيا طائرة قد تكون روسية.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

لم يهدأ نبض الضفة، وبقيت تواسيه غزة..

وفي جمعة الثورة اذعن الاحتلال، خفض بندقيته في محاولة احتواء.. لم يوقف اجرامه، لكنه اجبر على التراجع امام اصرار شعبي فلسطيني على خيار المقاومة في كل مكان وبما امكن من وسائل وما اتيح من خيارات..

الخيار المتقدم: انتفاضة، بارهاصاتها التي ارقت المحتل الصهيوني وحلفاءه من عرب واقليميين، ممن تقاطعت مصالحهم ومشاريعهم على اسكات الصوت الفلسطيني المشوش على خططهم واحقادهم في المنطقة..

مشاريع غرقت بين انجازات الميدان السوري وطلعات سلاح الجو الروسي، والمحصلة جبهات مشتعلة ضد الارهاب من ريف حمص الى ريف حماه، ومن ريف ادلب الى ريف اللاذقية، مع جديد العملية العسكرية في ريف حلب بثلاث جبهات، فيما الجباه مرفوعة لاستشراف المقبل من الايام، مع ملاقاة الميدان العراقي لنظيره السوري بضرب معاقل داعش وكل اخوته ونظرائه.. ضربات تصيب الارهاب ومشروع اوليائه، وتمهد للحل السياسي في سوريا على ما اكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن القومي في مجلس الشورى الايراني للمنار..

نحن جادون في مكافحة الإرهاب والتطرف حتى النهاية قال علاء الدين بروجوردي، ونقف مع سوريا التي تقف في الصف الأمامي لجبهة المقاومة والممانعة..

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

هل بتنا امام حكومة تصريف اعمال وهل يريد حزب الله دفع تيار المستقبل للخروج من الحوار، مرد هذه الاسئلة الى المواقف التي اطلقها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في حضرة الوسام الحسن في الذكرى الثالثة على جريمة اغتياله.

وزير الداخلية لوح بأن "بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة من الحكومة التي اردناها ربطا للنزاع وأرادوها ربطا للوطنية والضمائر، وخطوة أولى أيضا للخروج من الحوار الذي أردناه صونا للسلم الأهلي، فإذا بنا نتحول إلى شهود زور على حساب مسؤولياتنا الوطنية".

وقال: "لن يقبل الرئيس سعد الحريري ولن نقبل معه بأن يتحول ربط النزاع الى ربط للوطنية وربط للضمير وربط للألسن عن قول الحق والحقيقة".

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

خرج الحراك الشعبي من جماد الاعتصام إلى ناره.. وعبر حرقا عن برودة القضاء واستمراره في توقيف ناشطين شكلوا نبض التظاهر من الأرض إلى الفضاء الافتراضي فبعد قرار القاضي رياض أبو غيدا الإبقاء على ناشطين قيد التوقيف ومع استمرار اعتصام رفاقهما وعدد من المحامين أمام العسكرية أقدم شابان على حرق أنفسهما احتجاجا ما استدعى نقلهما عبر الصليب الأحمر إلى المستشفى لكن السلطة بأجهزتها التنفيذية والأمنية والقضائية تتوسل يوما يحرق فيه كل الحراك نفسه قبل أن تنفذ مطلبا واحدا له لا بل يغالي وزير الداخلية في زرع الشيطنة على دروب الناشطين ويعلن أن بعض الحراك أو المستثمرين فيه يشوهون مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا يراهن أحد على صبرنا بعد الآن وسواء أمام البيارتة بالأمس وفي احتفال الشهيد وسام الحسن اليوم فإن أحدا لم يبلغ نهاد المشنوق أن بيروت لم تثبت ملكيتها إلا لأبناء بيروت وأن ناسها الأصليين هم الذين انتزعوا عنها بآلة سوليدير الحادة وكفى ملكية مزعومة وبنيانا أعلاه الشهيد على حساب الإرث القديم وإذا ما سعى المشنوق للتصويب في خطاباته المتتالية عن إرث الشهيد فليكن أكثر دقة وليحك للناس كيف سلبت حقوقهم على حياة الرئيس وكيف تحايل الورثة على خزينة الدولة بعد مماته من يتحدث اليوم عن الإرث عليه أيضا أن " يميل" على حصر الإرث وعلى ما سمي مرسوم الشهيد الذي اخترعوه لأربع وعشرين ساعة فقط بهدف خفض القيمة المالية المتوجبة فدفع الورثة أحد عشر مليون دولار بدلا من ملياري دولار.. وضاع الحق يا ولدي هذا هو الإرث الذي تركه الشهيد وأولاده.. ولا يمنن أحد بأنه الأحرص على بيروت لأن شباب اليوم المتحرك ضد الماضي والحاضر هو الأحرص على مدينته.. بتركيبتها السياسية والعمرانية على حد سواء وعلى الحريق أمام العسكرية.. لوح المشنوق بحرق الأوراق السياسية ووضع حجر الاساس للخروج من الحكومة والحوار معا إذا ما استمر التعطيل لأن دخول المستقبل الحكومة كان على قاعدة ربط النزاع.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

تحت صدمة الضربات المتتالية جوا روسيا وبرا سوريا ينهار المسلحون. جبهة حلب انضمت الى الجبهات المشتعلة والمعارك الكبرى التي يحقق فيها الجيش السوري تقدما ملحوظا من اربعة محاور.

دخلت القوات السورية تحت غطاء المقاتلات الروسية الى ريف حلب الجنوبي الغربي وشنت عملية واسعة استخدمت فيها عناصر المباغتة والالتفاف وغزارة النيران والتقدم السريع فتهاوت قرى ريف حلب الجنوبي الواحدة تلو الاخرى وفقد المسلحون قدرتهم على المناورة كما المبادرة، وبهذا يكتمل ربط عمليات الشمال العسكري بين ارياف اللاذقية وحماة وادلب وحمص وحلب.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين راضي على سير العمليات العسكرية ويؤكد ان عملية سلاح الجو الروسي محكومة زمنيا بالعملية الهجومية التي ينفذها الجيش السوري والقوات المسلحة تعلن تنفيذ مهامها اكثر عزما وتصميما على دحر الارهاب واعادة الامن والاستقرار.

في الاراضي المحتلة تابع الفلسطينيون مواجهاتهم مع الاحتلال وصعدوا غضبهم ما دفع العدو الى اغلاق احياء القدس التي يسكنها فلسطينيون بالمكعبات الاسمنتية الضخمة مما يشبه جدار الفصل، وفي ذلك دلالة لافتة وكبيرة الى الارتباك الذي يعيشه الصهاينة وحالات الهلع المسيطرة على المستوطنيين وجنود العدو. لدرجة ان جندي عبري تهيأ له في قطار رؤية سكين فبدأ باطلاق النيران مما اثار حالات انهيار وارتباك جراء التدافع الشديد للهروب من القطار.

هوس ورعب صهيوني من السكاكين الفلسطينية مما جعل تل ابيب تدب صوت الاستنجاد على واشنطن التي طالبت عباس بادانة بطولات الشعب الفلسطيني.

في لبنان كلام اخر، كل شيء في الثلاجة على ارض تغلي ونيرانها امتدت اليوم الى جسدي محمد حرس ويوسف الجردي اللذان احرقا نفسيهما امام المحكمة العسكرية تضامنا مع الموقوفين في حركة هي الاولى ينتهجها الحراك منذ انطلاقته.

وزير الداخلية نهاد المشنواق اعلن استمراره احترام حق التعبير، لكن الفوضى سيواجهها بحزم وبكل الادوات القانونية المتاحة.

اما النفايات فتنتظر رحمة عقد جلسة مجلس وزراء مخصصة لها مطلع الاسبوع وقد اعلن المشنوق منذ قليل انه تم التوصل الى خطة كاملة لحلها.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

حاول محمد حرز ان ينقل تجربة محمد البوعزيزي باحراق نفسه لكن الرسالة وصلت من دون ان يلقى المصير ذاته، محمد البوعزيزي احرق نفسه حتى الممات وأشعل الثورة التونسية التي كانت شرارة الربيع العربي انما في لبنان حراك وليس ثورة.

واذا كانت حروق البوعزيزي قد أدت الى اطاحة زين العابدين بن علي فليس في لبنان رئيس جمهورية لاطاحته وليس بالامكان اطاحة الفراغ.

اما الحكومة فتترنح على وقع ضربات الحراك والضربات السياسية والخلاصة ان لا جلسات بعد اليوم لمجلس الوزراء الا لتعيين قائد جديد للجيش وفق ما اشترط العماد ميشال عون.

هكذا يعيش اللبناني بين يأسين، يأس الوصول الى معالجة للازمات ويأس الخروج من الدوامة التي يعيشها كل فرد فينقلب اليأس المزدوج الى مأساة. مأساة ان يصل الانسان الى احراق نفسه لاسماع صوته وايصال قضيته الى من يجب ان تصل. ومأساة ان يركب قارب الخطر والمجازفة مدركا ان الوصول الى الموت هو اقرب من الوصول الى اي شاطئ أمان.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

فيما الهبة الفلسطينية ترفع أعداد سكاكينها في مواجهة الإجرام الصهيوني... وفيما المأساة السورية تسجل تطورا جديدا، مع أول اشتباك تركي روسي، اقتصر على طائرة بلا طيار، وعلى حديد بحديد... في هذا الوقت بالذات، أعلنت السلطة القائمة في بيروت، آخر حملاتها القمعية ضد آخر من تبقى من مواطنيها. أمس، ومع ترقي شامل روكز إلى رتبة مواطن، ومع ترقية الناس له إلى رتبة لواء التضحية وعماد الشرف، اعتقدنا أن هاجس هذه السلطة هو ميشال عون، وكل من ينتسب إليه بمعرفة أو بغير معرفة... اليوم اكتشف اللبنانيون أن هاجس سلطة الأمر الواقع هو كل مواطن لم يتحول خزمتشيا، وكل إنسان لم يتكيف كانكشاري، وكل صاحب صوت ورأي وكرامة... فبعدما بدأت سلطة الأمر الواقع هجومها على شعبها بالهراوات، وخراطيم المياه، ثم بالرصاص المطاطي والحي... وصلت اليوم إلى القمع بواسطة القضاء. لا بل أكثر من القمع، وصولا إلى الاغتيال السياسي والإعلامي والقضائي للمواطنين... فصار الناشط البيئي مجرما... وصار المطالب بالانتخابات مرتكبا. وصار الرافض لسرقة بلده جانيا ملاحقا ومدانا.. لم يبق إلا ملاحقة الشعب اللبناني، بموجب القانون العثماني الشهير، بجرم القيام بخطب وكتابات لم تجزها الحكومة... ما قام به أهل السلطة اليوم، يفسر كيف حكم غازي كنعان بلدنا بواسطة هؤلاء عشرين عاما، ولماذا رفع البعض أعلام إردوغان، يوم كان لبنان يتذكر مرور مئة سنة على مجازر السفاح ضد أبطال الحرية والاستقلال. أبطال الحرية هؤلاء لم يسكتوا، ولم ينفدوا. آخرهم اليوم بطلان أشعلا النار في جسديهما، احتجاجا على سلطة الأمر الواقع في بيروت...

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 16 تشرين الأول 2015

الجمعة 16 تشرين الأول 2015

النهار

قال رئيس حكومة سابق إن مَن يعتقد بأن روسيا ستأتي برئيس للبنان يكون طرفاً ضد طرف آخر فهو واهم لأنها دعَت غير مرة إلى انتخاب رئيس توافقي.

يخشى متابعون للتطورات في سوريا أن تطول عملية القضاء على تنظيم "داعش" إلى حين اقتراب ولاية الرئيس الأسد من نهايتها.

عُلم أن النائب السابق جبران طوق استشار أحد الوزراء السابقين في البروتوكول لتوزيع المقاعد على الرسميين في جناز الراحل الياس السكاف.

عرضت مجموعة حزبية على السفير الروسي تنظيم تظاهرة مضادة لهيئة العلماء المسلمين لكنه رفض الأمر.

السفير

تردد أن أمير الكويت أشاد أمام اللواء عباس ابراهيم بالعماد ميشال عون وقال عنه إنه "رجل بكل ما للكلمة من معنى".

توقع أحد الوزراء في الحكومة توجيه دعوة الى مرجع رسمي لبناني لزيارة موسكو قبل نهاية العام الحالي.

سخر مسؤول روسي كبير من رئيس تيار سياسي لبناني بارز في "14 آذار"، وقال إنه لم يَفِ بوعوده لنا "بل ذهبت كلها أدراج الرياح".

الديار

لا رئيس ولا قانون للانتخابات

رئيس حكومة سابق تساءل امام زواره عن سبب خداع اهل السياسة للبنانيين الى هذا الحد، اذ لا رئيس للجمهورية ولا قانون للانتخابات قبل ان يأخذ الوضع في سوريا شكله النهائي، الامر الذي قد يستغرق سنوات.

وهو امل من السياسيين ان يملأوا الوقت الضائع بـ "شيء يخدم الناس" غير "اسلوب التضليل الذي قد يرتد عليهم في يوم من الايام".

الغزو الأرثوذكسي والغزو "البروتستانتي"

خلال ادائه واجب التعزية بالوزير الراحل الياس سكاف، استغرب اسقف ارثوذكسي "الدرك الذي وصلنا اليه حين يجري حتى تطييف لعبة الامم"، ملاحظا كيف ان البعض تحدث عن "الغزو الارثوذكسي" لسوريا، فيما الارثوذكسية موجودة في سوريا قبل الف عام من وصولها الى روسيا.

الاسقف سأل لماذا كل ذلك التغاضي عن التدخل الاميركي في سوريا منذ اكثر من عام وعدم توصيفه بـ "الغزو البروتستانتي"، فيما اعلن "الجهاد المقدس" ضد التدخل الروسي؟

المستقبل عاجز أو يُعرقل؟

قالت مصادر سياسية في 8 آذار انه لم يعد من مبرر لعدم البدء بتنفيذ خطة النفايات بعد تبلغ رئيس الحكومة تمام سلام واللجنة المعنية بقرار حزب الله تسهيل اقامة مطمر في البقاع، ورأت ان استمرار العرقلة تعني ان المستقبل يعترض على اقامة مطمر سرار في عكار او انه في الحد الادنى لا يمون على انصاره لتسهيل اقامة المطمر هناك.

كلّ الأطراف يملكون السلاح؟!!

توقفت مصادر أمنية رفيعة عند ظاهرة اطلاق النار الكثيف الذي واكب مراسم تشييع أحد الزعماء في منطقة زحلة لناحية كثافة النيران التي اطلقت خلال المأتم ولناحية الأعداد الهائلة للشبان المدججين بأحدث الرشاشات الحربية.

مشددة بأن ظاهرة اطلاق النار هي دليل قاطع بأن السلاح في لبنان ليس حكرا على طرف دون الآخر حيث أنه في حقيقة الأمر أن جميع الأطراف المحلية اللبنانية هي مسلحة وحاضرة في الوقت اللازم إلى استخدام قوتها المسلحة، كما أن اطلاق النار الكثيف بشتى أنواع الأسلحة الأوتوماتيكية دليل حسي على مدى استمرار ظاهرة التسلح وانتشار الاسلحة على الساحة اللبنانية القابلة للاشتعال بالفتنة في أي لحظة ما لم يدرك بعض الزعماء المحليين بان المظلة السياسية هي وحدها التي تحمي البلاد من عواصف الفوضى والفتنة التي تعمل بعض الدوائر المخابراتية المعادية إلى استدراج فصولها الدموية والتخريبية إلى ربوع وطن الأرز.

سمنة وعسل؟

استغربت مصادر في قوى الثامن من آذار كيف يحمّل نواب في "تيار المستقبل" "التيار الوطني الحر" حصراً مسؤولية تعطيل الحوار في حال الانسحاب منه، باعتبار أنّ الحوار يصبح بلا جدوى إذا غاب عنه مكوّنان مسيحيان. وقالت المصادر: "هم يتحدّثون عن مكوّنين اثنين، وبالتالي المسؤولية لا يمكن أن تكون إلا مشتركة، فلماذا يحمّل هؤلاء التيار ويتغاضون عن مقاطعة حليفهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" للحوار، بل يذهب بعضهم لحدّ الإشادة بموقفه والثناء عليه؟!"

خطة أمنيّة فاشلة بشهادة النائب

وصف نائب بقاعي الخطة الامنية في بعلبك بالفاشلة جداً، لانها لم تحقق شيئاً في الاطار الامني، خصوصاً بعد الانتكاسة التي جرت في المدينة قبل ايام، وادت الى عودة اجواء الحرب اللبنانية ومنها المعارك الداخلية والسواتر الترابية، والى جعل مدينة الشمس خارجة عن القانون.

توقيت العودة؟

رفضت مصادر في "تيار المستقبل" تأكيد أو نفي المعلومات المتداولة عن عودة رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري قريباً إلى بيروت، مشدّدة على أنّ النيّة بالعودة موجودة منذ وقتٍ طويل، إلا أنّ الظروف هي التي تمنع هذه العودة. وأكدت المصادر أنّ توقيت هذه العودة لا يحدّده سوى الحريري، ولن يتردّد في اتخاذه في الوقت المناسب.

14 آذار: سليمان انتصر

في معرض تعليقه على إسقاط مشروع تسوية ترقية الضباط، رأى نائب في 14 آذار، أن الرئيس ميشال سليمان حقّق انتصاراً في موقفه المعارض للترقيات الإستنسابية، كونه تصدّى لكل ما يهدّد سلامة الأداء في المؤسّسة العسكرية، وأبعد الجيش عن المصالح الفئوية والحزبية، وحتى الشخصية لهذا الطرف أو ذاك.

المستقبل

يقال

إنّ نقاشاً جدّياً بدأ داخل صفوف قيادة حزب ممانِع فاعل حول كيفية التعامل مع استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بعد انسداد أفق التسوية حول أكثر من ملف سياسي وعسكري على الساحة.

اللواء

تعهّد سفير دولة كُبرى، يهمّ بمغادرة بيروت بنقل هواجس شخصيات لبنانية من التداعيات الوجودية للحرب السورية قبل التدخّل الروسي!

إهتمّت أوساط لبنانية بالإقتراح الذي قدّمه مرجع كبير من الخارج، لجهة إستنساخ "الطائف اللبناني" لإيجاد تسوية في بلد مجاور؟

يُواجه حزب بارز أسئلة صعبة، في ضوء التحدّيات الميدانية الخطيرة في عموم المنطقة؟

الجمهورية

كشفت أوساط ديبلوماسية مطلعة على اللقاءات التي أجرتها شخصية خليجية رفيعة في موسكو أن الروس متمسّكون بانتخاب رئيس توافقي في لبنان.

رأت أوساط نيابية أن رفع السقف السياسي لا يُقدّم ولا يؤخّر في حال عدم القدرة على تسييل الإعتراض سياسياً وعملياً.

توقّفت أوساط أمام تمسُّك أمين عام حزب سياسي بالحوار والإستقرار على رغم انزعاجه من فشل التسوية الحكومية في رسالة مفادها أن الأمور ستبقى مضبوطة.

البناء

اعتبر نائب بارز أنّ ما قاله رئيس حزب "القوات" سمير جعجع أمس يستدعي مساءلة قانونية، إذ لا يمكن تجاهل مجاهرته بأنّ "قوات اليوم هي ذاتها في أعوام 1975 و80 و85 و90 و95 و2005 في كلّ المناطق…!"، علماً أنّ هذا الكلام يتناقض مع تأكيدات قواتية سابقة، ومنها على لسان جعجع نفسه، بأنّ "قوات اليوم هي غير قوات الأمس المتعامِلة مع العدو الإسرائيلي، والمسهِّلة له اجتياحه للبنان العام 1982، والمساهِمة معه في ارتكاب المجازر وال

 

الأرجنتين : مذكرة باعتقال عضو في «حزب الله»

بيروت – «السياسة»: أصدرت المحكمة العليا في الأرجنتين مذكرة اعتقال دولية بحق عضو في «حزب الله» بتهمة تورطه في تفجير السفارة الإسرائيلية في بيونس أيرس، فيما حذرت بريطانيا رعاياها من السفر إلى لبنان، خشية تدهور الوضع الأمني. وأصدرت المحكمة العليا في الأرجنتين مذكرة اعتقال دولية بحق العضو في «حزب الله» حسين محمد إبراهيم سليمان، بتهمة تورطه في تفجير السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس العام 1992. وأشار مركز القضاء الأرجنتيني في بيان، إلى أن سليمان اعترف العام 2001، عند اعتقاله من قبل السلطات الأردنية، بأنه أدخل متفجرات من مدينة «فوز دي لكوازو» البرازيلية، إلى الأراضي الأرجنتينية. يشار إلى أن المحكمة العليا تجري منذ العام 2005، تحقيقات بشأن ضلوع سليمان في التفجير الذي استهدف مقر السفارة الإسرائيلية في بيونس أيرس. من جهة ثانية، حذرت بريطانيا رعاياها من السفر إلى لبنان، خشية تدهور الوضع الأمني، مشيرة إلى أن خطر الإرهاب والتفجيرات يزداد في لبنان. وأشارت الحكومة البريطانية عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن «التظاهرات تزداد في لبنان على خلفية أزمة النفايات، كما أن بعض المتظاهرين باتوا يفتعلون العنف، والقوات الأمنية تتعامل مع الاعتصامات، عبر إقفال الطرقات أحياناً واستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع». ونبهت من إمكانية حدوث تظاهرات أخرى في وقت قصير، مطالبة رعاياها تجنب مناطق التظاهرات والبقاء على إطلاع على ما يحدث في لبنان من خلال وسائل الإعلام. وأشارت إلى أن «الوضع الأمني يمكن أن يتدهور بسرعة في أي وقت قي لبنان، وهناك إمكانية لحدوث المزيد من أعمال العنف والهجمات»، ناصحة مواطنيها بتجنب الذهاب إلى «طرابلس ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومنطقة الهرمل بما في ذلك عرسال وبعلبك والبقاع، من شرق بعلبك – الهرمل إلى الحدود السورية وإلى رياق والطريق الممتد من المصنع إلى راشيا فحاصبيا ومرجعيون والخيام، حتى الوصول إلى الحدود». كما نصحت بعدم الذهاب إلى منطقة عكار والضاحية الجنوبية لبيروت

 

العسكرية حاكمت 3 موقوفين بتهمة الإرهاب محمود التحق بـ"داعش" هرباً من معاملة والده

كلوديت سركيس/النهار/17 تشرين الأول 2015/إذا أطلقت بعد المحاكمة، هل سينصرف اهتمامك من جديد الى تنظيم "داعش"؟ بهذا السؤال توجه رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم الى الموقوف محمود بسام الجواد الذي ينم ظاهره عن فتوة أقرب منها الى الشباب. فالمدعى عليه وقف حزينا وحاني الرأس بيدين مكبلتين طوعا خلف الظهر. وحمل صوته في تموجاته الكئيبة الكثير من العتب على بيئته والمجتمع الذي ظلمه، مما جعله يفكر في الانتحار عندما لجأ الى "داعش" هربا من جور والده، وفق تعبيره، الذي حرمه المصروف ودأب في تأنيبه امام الناس من دون هوادة. "لن اقدم على ذلك مرة ثانية"، أجاب محمود (19 عاما) رئيس المحكمة على مسمع مفوض الحكومة المعاون القاضي سامي صادر. قبل الشهادة الابتدائية ترك محمود المدرسة وانصرف الى العمل في مطعم والده. وانصاع الى كلام قاصر يصغره بعام ويحاكم غيابيا هو المدعى عليه احمد يوسف معرباني الذي غرّر به للذهاب الى سوريا والالتحاق بتنظيم "داعش"، "فوافقت لمساعدتهم وهربا من معاملة والدي". وأخبر المحكمة ان معرباني اعطاه رقم هاتف خليوي طلب منه الاتصال به عند وصوله الى تركيا بعد استحصاله على جواز سفر غداة بلوغه الثامنة عشرة. كما ان شقيقه الذي يكبره ويعمل مع والده في المطعم سافر قبله الى تركيا، نافيا قتاله في سوريا. ومال القاصر أ. ع. الى "داعش" من خلال الصور والفيديوات التي كانت تصله على "الواتساب" عبر مجموعة من المشتركين على موقع "الدولة الاسلامية باقية". تردّد المستجوب الى المسجد في طرابلس حيث تعلّم تفسير الآيات القرآنية على يد الشيخ القاووق. ووصف قوله لأحد الشبان باعطائه سيارة مفخخة ليفجر الأخير نفسه فيها فيذهب الى الجنة، زاعما أنها متوقفة في ساحة النجمة في طرابلس، بأنه "مزحة". وعندما سئل عن اعترافه في التحقيق الاولي بانه يريد الالتحاق بـ"داعش" اعتبر ان هذا الكلام موحى به من المحقق. ولما بادره رئيس المحكمة بأن كل المجموعة على "الواتساب" مع "داعش" اجابه الفتى: "ان الشارع الذي اقيم فيه هو داعشي في الغالب". ويشير الموقوف عبد القادر موسى الى فلسطيني من مخيم البارد دأب في الحضور الى مكان عمله في إحدى الشركات لإقناعه بالذهاب الى سوريا بعد عرض صور اطفال عليه يموتون في سوريا، "وأغراني بالف دولار لأذهب الى هناك واساعد التنظيم في اي شيء، الا انني أوقفت. هذا خطأي. وكنت اؤيد المعارضة وبت مقتنعا بالذهاب الى سوريا الا ان سجني بدل من أفكاري، وعندما سأغادره سأهتم بنفسي فحسب" وخلال المرافعات التي ركزت على التغرير بالموقوفين منذ عام، من معرباني، تمنى احد المحامين على المحكمة الا يتأثر الحكم الذي ستصدره المحكمة بالسياسة، فأجابه العميد ابرهيم: "لم نتأثر بالسياسة في أي حكم اصدرناه سابقا ونصدره اليوم وسنصدره مستقبلاً".

 

باسيل وبروجردي غادرا إلى ايران

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - غادر بيروت مساء اليوم، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل متوجها إلى ايران. كما غادر على نفس الطائرة رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي مع وفد، بعد زيارة إلى لبنان التقى خلالها عددا من المسؤولين وبحث معهم الوضع في لبنان والمنطقة.وكان في وداعهم بالمطار السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي واركان السفارة.

 

ابو غيدا وافق على تخلية 3 موقوفين ورد طلب اخلاء سبيل سليمان وحشاش

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم، ان قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا وافق على طلبات تخلية 3 موقوفين هم: فايز ياسين، رامي محفوظ وحسين ابراهيم في مقابل كفالة مالية قدرها 100 ألف ليرة لبنانية.

ورد طلبي تخلية سبيل كل من وارف سليمان وبيار حشاش.

 

حوري: عون لا يريد تسهيل الامور والبلد يدفع الثمن

الجمعة 16 تشرين الأول 2015/وطنية - لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في حديث لاذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5"، الى ان "الصورة الحكومية غير مريحة"، وقال :"المؤسف ان بعضهم يريد ان يفاجئنا بخطوات جديدة بمزيد من التعطيل بدل ان يكون الاهتمام باتجاه تفعيل مؤسسات الدولة، الصورة غير مريحة، ربما نقطة الالتقاء الانية هي معالجة ملف النفايات الذي نأمل ان تتم في القريب العاجل، والسؤال ما بعد معالجة ازمة النفايات ، الى اين ستتجه الملفات الاخرى"؟ واضح "ان العماد عون لا يريد تسهيل الامور، يريد اخذ الامور الى مزيد من التعقيد والبلد يدفع الثمن"، مشيرا الى ان "التواصل موجود دائما بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، ولقاءهما في السعودية هو نقطة من محطات التواصل". ولفت "الى ان الحريري لم يتأخر يوما عن مد اليد لمحاولة الوصول الى حلول"، مشيرا "الى ان مبادرات الحريري كانت دائما تحت سقف الدستور وتحت سقف اتفاق الطائف والعيش الواحد"، ومشددا "على ان الحريري وحده من يحدد ويحسم عودته الى لبنان."

 

شهيب: سعينا وما زلنا للحد من وقف التدهور واستمرار عمل الحكومة

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - أقامت جمعية "معا" للعمل الإجتماعي في الشويفات حفل عشائها السنوي الأول في فندق "كورال بيتش" برعاية النائب وليد جنبلاط ممثلا بوزير الزراعة اكرم شهيب، وحضور رئيس بلدية الشويفات ملحم الدسوقي ممثلا النائب طلال ارسلان، النائب فادي الهبر، امين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، مفوض الإعلام في الحزب رامي الريس، نائب رئيس بلدية الشويفات جورج شقير، بالاضافة الى عدد من الفاعليات، الشخصيات النقابية، الإجتماعية،التربوية والعديد من الهيئات المدنية، البلدية والإختيارية وأعضاء الجمعية. بعد النشيد الوطني، قدم عريف الحفل انور بشنق كلمة ترحيبية عرف فيها بالجمعية وأهدافها وقال:"انها جمعية خيرية هدفها إنشاء صندوق لدعم المريض ولاحقا صندوق مالي لدعم الطلاب المحتاجين".

عربيد

ثم ألقى رئيس الجمعية رامي عربيد كلمة قال فيها: معا، كانت فكرة جمعية معا للعمل الإجتماعي في الشويفات، نظرا منا للظروف المعيشية الصعبة الناتجة عن الوضع الإقتصادي المتردي، وفي ظل هذا الواقع، حاجة الناس للمساعدة أصبحت أكبر". وأضاف: "وبتشجيع من النائب وليد جنبلاط، إنطلقت هذه الجمعية ببرنامج أولي هو صندوق دعم المريض الذي يهدف الى مساعدة أهلنا الذين قهرتهم ظروف الحياة وذلك بتأمين المساعدة الصحية والإستشفائية لهم. هناك الكثير من الأشخاص المندفعين الى العمل التطوعي. وهناك الكثير من الأشخاص والمؤسسات المستعدة للمساعدة، لكن الإطار الذي يجمع هؤلاء الاشخاص والمؤسسات غير متوفر". وقال:"معا للعمل الإجتماعي في الشويفات سوف تكون هذا الإطار وصلة الوصل بين من هو بحاجة ومن هو مستعد للعطاء. معا سوف تقوم بتقديم يد العون والرعاية الصحية للمحتاجين ومساعدة المرضى وتأمين المعونة الإنسانية لهم وفق إمكانياتها وسوف تقوم كخطوة اولى بالتعرف الى أصحاب الحاجة، وتقييم درجة حاجتهم وبالتالي تحدد الطرق المثلى لخدمتهم ضمن إطار تأمين وتقديم الطبابة والإستشفاء في المستشفيات ودور الرعاية الصحية".أضاف: "لكننا نلفت الإنتباه ان لهذه الجمعية طموحات وأهداف مستقبلية أخرى متعددة تبدأ اليوم بصندوق دعم المريض، وبالمشاركة والمساندة والدعم يليها بالمستقبل القريب، تعدادا لا حصرا: دعم طلاب المدارس الرسمية عبر صندوق الطالب، المساعدة على تنمية العمل الحرفي والأشغال اليدوية والفنون التشكيلية وإقامة المعارض لهذه الغاية، تنظيم وإقامة الندوات واللقاءات الخيرية والمحاضرات العلمية والثقافية والفكرية، دعم وتطوير الروابط الإجتماعية بين أبناء الشويفات وسكانها وغيرها من الأنشطة الإجتماعية والخدماتية".

شهيب

وفي الختام، القى الوزير شهيب كلمة شكر في مستهلها صاحب الرعاية النائب وليد جنبلاط والحاضرين، مثنيا على "تأسيس جمعية معا للعمل الإجتماعي في الشويفات لمساندة المرضى والمحتاجين"، وقال: "ما أحوجنا أن نكون معا لمساعدة كل محتاج في زمن بات البلد محتاجا ومريضا، لذلك نسعى وسعينا الى الحد من وقف التدهور الحاصل في الوطن والى اتخاذ الحد الأدنى لاستمرار الحكومة وعملها وإنتاجيتها، ولكن بالمقابل هناك سياسة التعطيل الذي بات يهدد البلد واستقراره في كافة الشؤون الحياتية والمعيشية ويهدد البلد وناسه، ونحاول أن نقوم بما يملي علينا واجباتنا سواء في وزارة الصحة أو الزراعة"، كاشفا انه "في الأسبوع المقبل سيكون هناك جلسة في مجلس الوزراء، وذلك للشروع في البدء لحل مشكلة النفايات على الرغم من التعطيل والعمل الدؤوب لحل مشكلة النفايات". وقال: "خففنا ما أمكن لضمان سلامة الغذاء والحد من التلوث الحاصل، وان وزارتي الصحة والزراعة في خدمة المجتمع اللبناني جميعا وهذا من أبسط الواجبات للوطن ككل". وختاما، لفت الوزير شهيب الى ان "الجمعية نموذج متقدم في دعم وبشكل أساسي المحتاجين ولكن من صاحب الرعاية وليد جنبلاط كل تقدير لجهودكم ودعمكم وسنكون الى جانبها، الى جانب كل محتاج ولا سيما في هذا الظرف الصعب".

 

كلمة النائب مروان حمادة في الاحتفال بذكرى اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن

وطنية/16 تشرين الأول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/10/16/%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B0/

والقى النائب مروان حمادة كلمة العائلة قال فيها "الحبيب وسام، ها نحن نلتقي في خاتمة ذكراك الثالثة. انت الذي افتديتنا بعدما عشنا في حماك لسنوات، قبل ان تطالك يد الغدر، تلك اليد التي اقتلعت بداية وبغفلة سنديانة لبنان الحديث وارزة استقلاله الثاني رفيق الحريري. سبقني في العام الماضي الى هذا المنبر الزميل والصديق مرسيل غانم ليروي تلقف سعد الحريري دموعه برسالة تبقى الاغلى عليه وحتما علينا: رسالة الوعد بالانتقام لوسام وكل الشهداء". وأضاف: "الليلة معكم، عن أنا ومازن ومجد وعن الوالد عدنان، لن اتحدث باسم عائلتك الصغيرة وآل الصهيوني المفجوعين فحسب بل باسم العائلة الاوسع، الاشمل، الاكبر، عائلة الشرفاء والاوفياء ، عائلتك اللبنانية والعربية. وسام، لم تحملني أنا ولم يحملني مازن ومجد آياتٍ من الشكر الخشبي ولا تعابير لوحية من الامتنان للحضور المواسي. حملوني رسائل لم يكتبوها لكنني اشعر انها تترجم مشاعرهم اليوم. أولى الرسائل - ان الامسية هذه ليست ،بعد اعوام ثلاثة، مناسبة لتكرار البكاء ولا لتجديد النحب. فمنذ استشهاد الرئيس وكوكبة الابطال الذين سقطوا والدموع تختلط بالدماء والاسى يتولد غضبا. غضب على ما آل اليه عداد الجريمة الذي لم يتوقف عن الدوران وغضب لانه لم يجد هذا العداد بعد من يختم الحساب وينجز المحاسبة.

الحبيب وسام، صحيح انك فككت اخطر الشبكات الاسرائيلية. وصحيح ايضا انك اوقفت بالجرم المشهود حامل المتفجرات الاسدية.

لكن الجريمة التي لم تغتفر لك هي نفسها التي تسببت لك ولي، للواء ريفي وللرئيس ميرزا ولآخرين مذكرات التوقيف الشهيرة، طبعا لاننا عملنا معا كل من موقعه على فك الغاز جريمة اغتيال رفيق الحريري". وتابع: "القصة كلها هنا، واضحة، فاقعة: الداتا وسحر وسر كشفها: حاولوا بداية منعها عن التحقيق ثم عن القضاء الدولي، تارة بالرسائل الرسمية الصادرة عن وزراء متواطئين مع النظام الامني وطبعا بالايعاز الى شركات الاتصالات بمحوها او التلاعب بها. احيانا أخرى بتشويه سمعة من كان يدقق فيها. وصولا الى اغتيال من وجد مفاتيح اللغز، الشهيد الشاب المبدع وسام عيد. وبعد محاولة فاشلة لرفض مشروعيتها أمام المحكمة الدولية جاء دور تهديد الشهود ونشر صورهم وعناوينهم على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون لارهابهم، ثم الايحاء عبر المحامين ان الارقام متداخلة او غير مثبتة. حاولوا كل شيء وفشلوا في كل شيء. بقي لهم الانتقام: قتل رأس التحقيق بعد مهندس التحقيق. وكأن غيابك عن لاهاي سيمنع ادانة قديسي السيد حسن من محترفي الجريمة المنظمة. استشهادك يا وسام لم ولن ينقذهم. هربوا اختبأوا، تلطوا، تحصنوا غيروا معالمهم، حذفوا ارقامهم، تنكروا لهوياتهم ولكنهم عرفوا، وكان هذا الاهم. وعرف من خلالهم القاتل المنفذ وصاحب الامر بالجريمة والمحرض عليها والمتدخل فيها والساكت عنها".

أضاف: "اذا كانت الارواح بيد الله، سبحانه وتعالى، نتساءل منذ عشر سنوات من فوض حزب الله حق اقتطاعها وازهاقها؟. انها حقا محنة تاريخية بدأنا نعيشها بمسلسل اغتيال نخبة من قادة لبنان لتشمل بعد ذلك نحر جماهير، فمذاهب، فطوائف، فاقاليم، فشعوب بكاملها على امتداد وطننا وامتنا وكأننا تحولنا من الخليج الى المحيط الى اضحية للجلادين الاسدي والفارسي، ومنذ ايام، الروسي". وقال: "الحبيب وسام، رسالتي الثانية هي برسم السلطة القضائية اللبنانية والدولية. هل قرار مجلس الامن الذي تناول الجريمة الاساس وبعض القضايا المرتبطة حتى كانون الاول 2005 اعفى الاجهزة والقضاء هنا وفي الخارج من مسؤوليات متابعة الملفات الاخرى؟. واين نحن منها؟. لبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد وفرنسوا الحاج وانت واحمد صهيوني ومحمد شطح مكان فيها.

وفي هذا السياق رواية بسيطة: التقيت منذ فترة، في مطار اوروبي كبير قضاة مكافحة الارهاب في فرنسا جان لوي بروغيير الذي كان يتولى ملف التحقيق في قضية سمير قصير. سألني: اين اضحت التحقيقات والمحاكمات في ملف الحريري وباقي شهداء ثورة الارز؟. أجبت باقتضاب: ننتظر انجاز المحاكمة الاولى وتقدم التحقيقات الملازمة. انتفض مستاء: كفى بحثا واستقصاء. الا يعرف القاصي والداني من هو المحرض ومن هو صاحب الامر ومن هو منفذ الجريمة؟. كفى. الجواب في دمشق وطهران.

من هنا الرسالة الثالثة الى حزب الله والى اسياده.

الآلة القاتلة هي هي. امتد نطاقها، توسعت رقعتها وتعمقت شهوتها للدماء. لبنان، سوريا، العراق، اليمن، البحرين، الشر المطلق يستهدف الآن كل الساحات، كل الفئات، كل الشعوب. من خطاب الى خطاب من مغامرة الى مغامرة، من موقعة الى موقعة، ظلوا على جوعهم. لم يشبعوا هيمنة ولم يوفروا ابتزازا ولم يتورعوا امام استفزاز، كأن كل شيء متاح. لم لا والصمت مطبق والمساومة سائدة والتسامح "غالب"؟. يقال لنا نحن ام الصبي. صحيح وبيو كمان. ولكن اين الصبي؟ هل بقي منه قطعة لتقسم وجزء ليشوه؟ ألم تبتر اعضاؤه؟ ألم يثخن جسمه بالجراح؟ ألم يزد نزفه غزارة؟ هل ننتظر من ولي الفقيه ان يرأف بنا بعد اغتيال ابرز رموزنا؟ أو نتوقع من عصابات الاسد ان ترحم من تبقى من السوريين خارج القبور والبحور؟ هل ننظر الى القيصر الذي غزا افغانستان واجتاح اوكرانيا وضم شبة جزيرة القرم واعتدى على جورجيا واسقط طائرات الركاب المدنية بصواريخه، ان يأتي الى سوريا بحل سلمي وديموقراطي؟ هل نأمل بعدْ شيئا من الغرب المتخاذل الذي عاقب صدام على سلاح دمار شامل لم يقتنِه وغض النظر عن استعمال بشار غازات سامة خزنها لاستهداف شعبه؟" وتابع: "بين قدسية مجرمي السيد وقدسية حرب القيصر، يستأهل شعبنا العربي وقفة عز. تريدونها سلمية فلتكن .اما استسلامية فلا والف لا.

من هنا رسالتي الاخيرة، موجهة مني وربما منكم الى الشيخ سعد. دولة الرئيس اشتقنالك. خسرت والدك البطل، صبرت وصبرنا . خسرت اقرب اصدقائك ومحبيك. صبرت وصبرنا. ظلم جمهورك واجتيحت بلداتك واحياؤك .صبرت وصبرنا. جازفت باملاكك وضحيت بمعظم ثروتك خدمة للناس ودعما للنضال السلمي . صبرت وصبر الجميع معك. عد الى لبنان. انت الحبيب وانت القائد بل انت الثورة قبل الثروة. وجودك بين محبيك في لبنان ثروة طائلة. عد لتقنع الخصم بأن مغامراته الحربية انتهت ومسيرته لا بد من ان تعود سلمية سلمية. عد لتقنع الصديق قبل العدو بان مناعتنا الوطنية مصانة لبنانيا، مدعومة عربيا محترمة دوليا. عد لنحقق معك الحلم بالحقيقة والسعي الى العدالة. ثلاث سنوات مرت على اغتيال اخيك وسام، عشر سنوات ونيف على اغتيال والدك الشهيد. ان عدت يعود من تركنا سياسيا في منتصف الطريق. ان عدت يعود من تخلف عنا في البيئة الشعبية.ان عدت نختار رئيسا ونحيي حكومة وننتخب مجلسا . ان عدت تعود الثقة لشعب لبنان وللعالم بمستقبل لبنان. ان عدت تمسح دموعا كثيرة بدءا بعيون أنا ومازن ومجد والوالد المفجوع عدنان وذوي أحمد صهيوني وجورجيت سركيسيان شهيدة الغدر والقدر، فبإسمهم وبإسمنا جميعا اقول لك نحبك، نريدك، ننتظرك". وختم: "آل الحسن، انسباؤهم وأقاربهم كما آل الصهيوني يعربون لصاحب الرعاية ولممثله الوزير الشجاع نهاد المشنوق ولكل الجمهور الحليف والصديق الذي شاطرنا الليلة هذه الذكرى اصدق مشاعر الامتنان والشكر والعرفان. رحم الله شهداءنا".

 

الفاتيكان يدعو المسـيحيين الـى "موقف شجاع" ينقذ الرئاسـة ويحث على انتخاب "توافقي" يحيّد لبنان ويعمل لارساء اللامركزية

المركزية- الاجواء السوداوية التي عاد بها وزير خارجية الكرسي الرسولي السابق والرئيس الحالي لمحكمة العدل في الفاتيكان الكاردينال دومينيك مامبرتي، من لبنان، ودفعته الى وضع تقريره "الشهير" عن واقع المسيحيين في لبنان، في ضوء اخفاق زعمائهم في التوصل الى صيغة تضع حدا للفراغ الرئاسي المتمادي منذ أكثر من 500 يوم، شعرت بها أيضا، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية في الفاتيكان "المركزية"، أكثر من شخصية زارت بيروت في الاشهر الماضية، وليس آخرها مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو.

وكشفت الاوساط ان موقف الفاتيكان من الازمة الرئاسية اللبنانية يتجسد اليوم في دعوة المسيحيين الى موقف جريء على غرار الذي اتخذوه مع الكنيسة المارونية ابان وضع "اتفاق الطائف"، وأفضى الى انتخاب رينيه معوض رئيسا للجمهورية، بعد عام ونصف العام من الفراغ، والمطلوب اليوم قرار شجاع مماثل. وتابعت "عندما تسأل الدول المعنية بالملف اللبناني عن مصير "الرئاسة"، تجيب بأن المسيحيين غير متفقين في ما بينهم، وتقول "ليتفقوا هم اولا والجميع سيسير بما يريدون، كما ان اتفاقهم سيسمح في كشف من يعطّل فعلا الانتخابات الرئاسية". وتتابع المصادر الفاتيكانية "رغم اقتناعنا بأن الملف الرئاسي غير ناضج لبنانيا، فاننا لا زلنا نواصل مساعينا مع الاطراف المحليين والاقليميين، لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية. وقد حضر هذا الملف في لقاءات الحبر الاعظم في نيويورك وأبرزها مع الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، انطلاقا من ان الرئيس اللبناني هو المسيحي الوحيد من شواطئ المتوسط وصولا الى الهند".

مواصفات الرئيس: وكشفت ان المواصفات الفاتيكانية للرئيس العتيد تتلخص في ضرورة ان يكون "توافقيا، يجمع اللبنانيين على كافة طوائفهم وتوجهاتهم، وأن يأتي لينفذ برنامجا واضحا عناوينه احترام علاقات لبنان الدولية كما القرارات الدولية وتطوير علاقاته مع محيطه والاقليم. أما داخليا، فأمامه تحدي تحقيق اللامركزية الادارية ووضع قانون انتخاب عادل، اضافة الى العمل على تحييد لبنان"، وتضيف "لا بد ان يتمتع الرئيس العتيد بصفة تمثيلية لكن الاهم ان يكون قادرا على التواصل مع الجميع وعلى تطبيق برنامجه".

وتختم المصادر مؤكدة ان الفاتيكان يحث اللبنانيين على أخذ زمام المبادرة للخروج من ازمة الفراغ الرئاسي، ذلك ان القوى الخارجية مشغولة في أكثر من ملف ساخن حاليا ولبنان ليس على سلم أولوياتها، وانتظار اللبنانيين ان يأتي الفرج من الخارج، سيطول"...

اجتماعات في الداخل: في غضون ذلك، دفعت الصورة السلبية التي تركتها التقارير الفاتيكانية في شأن الاستحقاق، عددا من المسؤولين الروحيين المسيحيين في الداخل، الى اطلاق اتصالات واجتماعات مع الاحزاب والشخصيات المستقلة المسيحية ومع المجتمع المدني، لتفعيل دور الكنيسة المارونية في حسم الملف الرئاسي، شرط ان تقف القوى السياسية الى جانبها. وفي هذا الاطار، عقدت بعيدا من الاضواء، في الايام الماضية، اجتماعات ضمت اساقفة وممثلين عن الاحزاب، وفق ما افادت مصادر كنسية "المركزية".

"القوات": وليس بعيدا، نقلت مصادر قواتية لـ"المركزية" "رضى فاتيكانيا عن اداء "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع في الملف الرئاسي، حيث اتّبع جعجع كل اصول الديموقراطية في الترشّح، بدءاً بالاعلان عن خوض غمار معركة الرئاسة الى طرح برنامجه الانتخابي وتسويقه على مختلف القوى السياسية حتى غير الحليفة ثم اعلان استعداده الانسحاب من المعركة اذا حصل توافق على مرشّح اخر، على عكس مرشّحين اخرين لم يعلنوا ترشيحهم ولا برنامجهم ويقاطعون جلسات الانتخاب ولا يُعلنون استعدادهم التحدّث عن مرشّح توافقي. واشارت المصادر الى ان "احد المطارنة المُعتمدين في بكركي نقل الى البابا فرنسيس تقريراً ايجابيا عن اداء "القوات" في الملف الرئاسي، لافتة الى ان الحبر الاعظم ابدى تخوفه ممّن يُعطّل الانتخابات الرئاسية، في وقت تكونت لديه صورة نقية جدا لـ"القوات" باعتبار انها "تسهّل" الاستحقاق وتقدّم مبادرات هدفها الخروج من الازمة. واوضحت المصادر اننا "نتمنى زيارة الفاتيكان لننقل الى البابا حقيقة ما يحصل في شأن ازمة الرئاسة، لكننا لا نريد ان "نتخطى" بكركي وسيّدها في هذا الموضوع".

 

كبارة لـ»السياسة»: الكباش السياسي باق ولا مكان لرئيس تحد في لبنان

بيروت – «السياسة»:توقعت مصادر نيابية في «تيار المستقبل»، أن يستمر الوضع المتأزم على حاله مع استمرار القتال في سورية، معتبرة في التدخل العسكري الروسي إلى جانب النظام، تعقيداً إضافياً للأزمة.وأعربت عن خشيتها من انعكاسه سلباً على لبنان، خصوصاً أنه مدعوم ليس فقط بالنظام السوري و»الحرس الثوري» الإيراني، بل بـ»حزب الله» أيضاً، ضمن هجوم مركز لإبعاد الثوار عن هذه المناطق تمهيداً لإعلان منطقة آمنة تمتد من اللاذقية شمالاً، تشمل أطرافاً من ريف إدلب ومحافظتي حماه وحمص، وصولاً إلى الشام، ما يفاقم أزمة النازحين باتجاه لبنان ويفسح المجال أمام أخطار محدقة أمنياً، نظراً إلى الروابط التاريخية بين الشعبين اللبناني والسوري. في هذا السياق، اعتبر عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد كبارة تصريح لـ «السياسة»، أن «الكباش الداخلي سيبقى قائماً، طالما بقي الوضع في سورية على حاله من التعقيد، خصوصاً بعد التدخل العسكري الروسي لإنقاذ النظام المتهالك»، مستغرباً إصرار روسيا على استعداء العرب من أجل المحافظة على نظام بشار الأسد. وأشار إلى أن «الصورة ليست واضحة بعد لمعرفة الانعكاسات السلبية لهذا التدخل، فحتى الآن لا تزال المعارضة ثابتة في مواقعها، ما يعني أن الضربات الروسية والطلعات الجوية لطيرانها لم تأت بالنتائج المرجوة منها». وأيد كبارة كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن أن الحكومة باتت شبه مشلولة وغير قادرة على اتخاذ القرارات التي تهم الناس، بعد تهديد وزراء تكتل «التغيير والإصلاح»، بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء واضطرار وزراء «حزب الله» للوقوف إلى جانب حليفهم العماد ميشال عون، معتبراً أن الحوار القائم هو خشبة الخلاص في الوقت الحاضر، ومتمنياً على المشاركين أن يكونوا جديين في حوارهم، لإنقاذ لبنان وتحييده عن المخاطر التي تتهدده. وبشأن زيارة رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط إلى السعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، اعتبرها ذات «أهمية خاصة، لجهة التأكيد على الحوار والاتفاق على انتخاب رئيس توافقي قادر على الجمع بين الفريقين، لأن لبنان طوال تاريخه السياسي لا يحكم إلا بالرئيس التوافقي، أما رئيس التحدي فلا مكان له»، متهماً «حزب الله» بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية بضغط من إيران، «التي لن تسهل هذا الاستحقاق قبل جلوسها إلى مائدة الحوار مع السعودية، وهذا المطلب ليس متوافراً في الوقت الحاضر».

 

زيارة لارشيه لبيروت تمهد ام ترجئ او تلغي محطة هولاند اللبنانية؟ وتقرير فرنسي ينبه الى حراجة المرحلة وضرورة التفاهم داخليا والا...

المركزية- مع أن زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه لبيروت الخميس المقبل لمدة ثلاثة ايام تهدف الى رعاية وافتتاح معرض الكتاب الفرنسي الثاني والعشرين شخصيا الى جانب رئيس الحكومة تمام سلام في البيال في 23 الجاري ، بما يضفي عليها الصيغة الثقافية بامتياز، بيد ان وجود الرجل الثاني في الدولة الفرنسية في لبنان في هذه المرحلة بالذات لا يمكن الا ان يكتسب الى جانب الاهتمام الثقافي، أهمية سياسية تنطلق من العناية الفائقة التي توليها فرنسا للبنان في غياب رئيس الجمهورية والشلل المتحكم بسائر المؤسسات الدستورية ومساعيها الدؤوبة من اجل وضع حد للشغور الرئاسي من خلال تواصلها الدائم مع الدول المؤثرة في الاستحقاق. وتقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية" ان لارشيه سيعقد خلال الايام الثلاثة التي يمضيها في لبنان لقاءات مع المسؤولين والقادة السياسيين من التوجهات كافة لاستطلاع الاراء ومحاولة تلمّس اي جديد من شأنه ان يحدث خرقا او يؤثر في مآل الاوضاع، خصوصا ان عارفي المسؤول الفرنسي الرفيع لا ينفكون يتحدثون عن مدى حبه للبنان ومواقفه شاهدة الى ذلك، وهو الذي زاره أكثر من ثلاثين مرة حتى خلال فترة الحرب الاهلية. وعشية الزيارة يكشف دبلوماسي عربي في باريس لـ"المركزية" عن تقرير فرنسي رُفع الى المسؤولين تحت عنوان "الحل في لبنان باتفاق اللبنانيين " يشير في مضمونه الى ان فرصة لبننة الاستحقاق الرئاسي ما زالت قائمة، وعلى اللبنانيين التقاطها من خلال اتفاق في ما بينهم على النهوض بوطنهم وتعاونهم لما فيه مصلحة لبنان اولا. وينبه التقرير الى ان "على اللبنانيين جميعا ان يفهموا جيدا بان الوضع دقيق وحرج والمرحلة التي تمر بها المنطقة صعبة جدا وبالغة الحساسية ، وان يتحملوا المسؤولية لانقاذ الوطن والانكفاء عن انخراطهم في المشاريع التي تسهم في دفعه الى المجهول . ويختم بالتأكيد " ان ابرز التحديات التي يواجهها اللبنانيون اليوم هو تفاهمهم من اجل مصلحة لبنان." وفي معرض السؤال عما اذا كانت زيارة لارشية تلغي زيارة الرئيس فرنسوا هولاند او تمهد لها او ترجئها ، تقول المصادر ان الزيارتين غير مرتبطتين ببعضهما البعض ولكل اهدافها ، غير ان زيارة هولاند لم يحدد موعدها بعد وتبقى نوعا ما رهن الاتصالات التي تجريها فرنسا من اجل تذليل العقدة الكأداء التي تمنع انجاز الاستحقاق، وابرز محطاتها منتصف تشرين الثاني المقبل خلال القمة الفرنسية- الايرانية في باريس التي احال اليها الرئيس حسن روحاني سؤال هولاند عن رئاسة لبنان باعتبار انها تحتاج لمزيد من البحث خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة. وتضيف "ان اشكالات بروتوكولية قد تعوق الزيارة راهنا وتوجب ارجاءها الى حين انتخاب رئيس ، تتصل بالجهة الى ستوجه الدعوة والمقار التي يزورها والشخصيات التي تستقبله واين، ما دام لا رئيس في قصر بعبدا والصراع السياسي على أشده ، وهل ان الرئيس تمام سلام بصفته رئيسا لمجلس الوزراء الذي يتولى الصلاحيات الرئاسية في ظل الفراغ يستقبل هولاند الذي يكتفي بزيارة بكركي وسيدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وينتقل الى السفارة للقاء الشخصيات اللبنانية؟ مجموعة التساؤلات هذه وصلت اصداؤها كما تقول المصادر الى دوائر الاليزيه التي تعكف على دراستها ومعالجتها بما يلزم تلافيا لتداعيات تصيب جوهر الزيارة التي تحرص فرنسا على ابقائها في منأى عن التجاذبات السياسية اللبنانية.

 

نعمة محفوض: امورنا مرهونة بالتشريع وبالعمل الحكومي والنيابي/ حراك هيئـة التنسـيق يؤازر نتائج امتحانـات الدورة الثانيـة/خاطـر: الشـهادة الرسـمية كالهويـة لا يجـوز المس بهـا

المركزية- أمام ترقب هيئة التنسيق النقابية لما سيصدر عن الجمعيات العمومية من نتائج التوصية بالاضراب الذي دعت اليه في 20 الجاري للمطالبة باقرار سلسلة الرتب والرواتب ودرس امكان العودة الى الشارع في حال لم يدرج ملف السلسلة على جدول اعمال جلسة مجلس النواب خلال اجتماع المجلس في عقده العادي اول ثلثاء بعد 15 الجاري، يبقى موضوع نتائج امتحانات الدورة الثانية التي قرر وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب اعادة النظر فيها بعد ان اعلن وجود شكوك بصحتها نتيجة كثرة الشكاوى والمراجعات، والاعتراضات التي تلقاها من قبل التلامذة والأهالي حديث الساعة، اذ ان رئيس رابطة التعليم الثانوي عبدو خاطر عبر بوضوح لـ"المركزية" عن مخاوفه من هذه العملية التي تجري تحت عناوين عدة، اما ورشة عمل، واما اعادة نظر واما تقويم، لافتا الى "ان هذا الامر يضرب القوانين ويضرّ بكرامة الاستاذ واللجان والشهادة، ويفتح مجالا للمزايدات التي نعرف أين تبدأ ولا نعرف اين تنتهي، وبالتالي ننتظر ما سيصدر لنبني على الشيء مقتضاه". ولفت خاطر الى انه كان من الممكن رفع الظلم عن المظلومين اذا كان هناك من مظلومين بطريقة افضل مما حصل، فهناك قدسية لسمعة الشهادة، وتمنينا لو ان الموضوع بقي بعيدا عن الاعلام لان الشهادة الرسمية هوية للبناني كهويته الوطنية التي لا يجوز لأحد المس بها".

وفي موضوع الاضراب، لفت خاطر الى ان الرابطة تنتظر نتائج الجمعيات العمومية للتوصية بالاضراب التي سيتم إعلانها السبت المقبل". محفوض: من جهته اشار نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض لـ"المركزية" الى ان هيئة التنسيق النقابية ستقرر مساء بعد الاطلاع على نتائج الجمعيات العمومية طريقة الاضراب في 20 الجاري، لافتا الى ان المرحلة المقبلة تتعلق بالوضع السياسي في البلد، اذ ان مجلس الوزراء لا ينعقد وكذلك مجلس النواب"، لافتا الى ان مصير البلد اصبح من الاولويات راهنا. واشار الى ان الهدف من تحرك هيئة التنسيق دعوة مجلس النواب الى الانعقاد، فهناك قضايا حياتية لا تنتظر، وامور غالبية الشعب اصبحت مرهونة بالتشريع وبالعمل الحكومي والنيابي.وسأل محفوض عن نتائج الامتحانات الرسمية للدورة الثانية بعد شهرين من انتهاء الامتحانات، لافتا الى ان هناك علامات استفهام حيال بعض الامور الحاصلة في وزارة التربية، فهناك قوانين لا يمكن مخالفتها".

 

"عكاظ": نصـرالله يريد قتـل الشـعب السـوري ويشق طريقا تحمل اسم فلسطين ولا توصل اليها

المركزية- لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية الى أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "يملك مدافع وصواريخ وميليشيا منظمة وأموال طائلة إلا أنه لا يريد الذهاب إلى فلسطين ولا إلى حيفا ولا يافا ولا الضفة ولا غزة، بل أرسل ميليشياته الى سوريا لقتل الشعب السوري. وأكثر من ذلك قطع كل الطرقات المعروفة التي توصل إلى فلسطين وأراد أن يشق طريقا جديدة تحمل اسمها ولا توصل إليها"، معتبرة أن "نصرالله أراد أن يوهم الناس من حوله أن طريق فلسطين تمرّ من الزبداني فإذا به يوقع فيها اتفاق الهزيمة اتفاق الهدنة، وأنها تمر أيضا في حلب، فإذا به ينقل قادته الميدانيين بصناديق خشبية، وأنها تمر في إدلب فإذا بزيتون إدلب يستعصي عليه".ولفتت الى أن "المشروع الفارسي هو الوجه الآخر للمشروع الصهيوني فالعدو عند المشروعين واحد، هم العرب، والأهداف واحدة هي تفتيت المجتمعات العربية والتنكيل بشعوبها".

 

زهرا: الحفاظ على الحكومة واجب في غياب رئيس الجمهورية وحراك هيئـة التنسـيق يؤازر نتائج امتحانـات الدورة الثانيـة/خاطـر: الشـهادة الرسـمية كالهويـة لا يجـوز المس بهـا

المركزية- بعد أيام قليلة، يطوي الفراغ الرئاسي شهره الـ17، في غياب أي مؤشرات ملموسة لقرب حل هذا الملف الشائك الذي ما زال يترك تداعياته الشديدة السلبية على مختلف المستويات. وفي الموازاة، دخلت الحكومة في غيبوبة قسرية، على وقع تصعيد لافت في المواقف ينذر بمزيد من الحدة في السجالات السياسية في مقابل شلل مؤسساتي خطير. كل هذا فيما تغيب الطاولة الحوارية، وتتراكم الأزمات الحياتية التي تحتاج حلا سريعا، وليس أقلها أزمة النفايات التي تدخل غدا شهرها الرابع في ظل انسداد أفق الحلول. كيف تنظر القوات اللبنانية التي لم تشارك في حكومة الرئيس سلام، وآثرت مقاطعة حوار ساحة النجمة بنسخته الجديدة، إلى مآل الأوضاع الداخلية على وقع ضغط الشارع وكيف تستشرف أفق المرحلة المقبلة؟ في معرض إجابته عن هذه الأسئلة، شدد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا عبر "المركزية" على أن "المطلوب ألا تكون الحكومة في موت سريري، بل أن تتحمل المسؤولية لأن لا مؤسسات غيرها للتعويض عنها في غياب رئيس الجمهورية، وفي ظل عجز المجلس عن التشريع إلا في حالات الضرورة القصوى. لذلك من واجب الحكومة تلبية احتياجات الناس وعدم البقاء متفرجة على النفايات المتراكمة من دون الوصول إلى حلول، مع تقديرنا لجهود الوزيرأكرم شهيب وتشديدنا على ضرورة التجاوب معها، وعلى تحصين الخطة التي وضعها باجماع سياسي من الحكومة لتطبيقها".

وذكّر زهرا "أننا، على الرغم من مآخذنا الكثيرة على حكومة "المحاصصة الوطنية"، كنا أول من دعا الرئيس تمام سلام إلى عدم الاستسلام والاستقالة لأن لا إمكان لتشكيل حكومة جديدة. ونحن نقول دوما أن الطريق الوحيد لحل كل مشكلاتنا على الصعيدين الدستوري والمؤسساتي يكمن في انتخاب الرئيس، حيث تعتبر الحكومة مستقيلة وتشكل حكومة جديدة، ويصبح ممكنا الشروع في العمل التشريعي الطبيعي واقرار قانون انتخاب جديد والذهاب نحو انتخابات نيابية. وبذلك، نلبي، بشكل دستوري وقانوني، مطالب الناس، وخصوصا الحراك الشعبي الذي يريد رؤية مؤسسات تعمل"، لافتا إلى أن "ما دمنا عاجزين حتى الآن، نتيجة المواقف والحظر الايراني، عن انتخاب رئيس، ولو رفضوا الاعتراف بذلك، وما داموا يمنعون انتخاب الرئيس ويراهنون على التطورات في سوريا والمنطقة لمساعدتهم على فرض ما يريدون، من واجبنا الحفاظ على الحكومة، لأن لا إمكان لتشكيل حكومة بديلة في غياب رئيس الجمهورية".

وعن طاولة الحوار، أشار زهرا إلى "أننا، منذ اللحظة الأولى، انسحبنا من حوار برئاسة رئيس الجمهورية لأننا وجدناه عقيما وغير مجد. ولاحقا، أقر أركان الطاولة "إعلان بعبدا"، فوجدناه ايجابيا، ودافعنا عنه أكثر من موقعيه. واليوم، نردد ما قاله الدكتور سمير جعجع: إذا توصل المتحاورون إلى أي شيء ايجابي ومفيد للبلد، خصوصا على صعيد رئاسة الجمهورية، سنكون أول المهنئين والملتزمين. لكننا لن نشارك في عملية تمرير الوقت وتخفيف الاحتقان فقط، من خلال الحوار".

وتعليقا على تظاهرات المجتمع المدني، أكد أننا "كنا من أشد المؤيدين للحراك المدني عند انطلاقته. ولكن، مع تحوّل جزء منه إلى الغوغائية وأعمال الشغب والاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة، اسقط القيمون عليه أنفسهم في المحظور، ولم يعد هناك أي تعاطف سياسي أو شعبي معهم، على رغم أن كثيرا من المواضيع التي أثاروها تستحق العمل لأجلها. ولكن، في الوقت نفسه، الانزلاق نحو التعنت في الرأي واستسهال اقفال الطرق والاعتداء على حريات الآخرين، لا يخدم المطالب الشعبية المشروعة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سلام التقى وزير التجارة الكوبي وسفير مصر بروجردي :ايران تدعم الحوار بين الافرقاء ونأمل في زيارتنا المقبلة زيارة القصر الجمهوري

الجمعة 16 تشرين الأول 2015

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قبل ظهر اليوم في السراي الكبير، رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني علاء الدين بروجردي في حضور السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي. وقال بروجردي: "عقدنا لقاء مفيدا وبناء مع دولة الرئيس، وبحثنا العلاقات الثنائية الطيبة بين الجمهورية الإيرانية الإسلامية والجمهورية اللبنانية الشقيقة، كما كانت جولة أفق حول كافة التطورات الإقليمية حيال كل ما يجري من أحداث وتطورات في المنطقة، وتم التركيز على المأساة المستمرة في اليمن إضافة الى الكارثة التي حلت بحجاج بيت الله الحرام في منى خلال موسم الحج" .

اضاف: "أكدنا لدولته خلال هذا اللقاء على دعم الجمهورية الإيرانية الاسلامية الكامل للحوار السياسي الوطني البناء الذي يجري حاليا بين الافرقاء السياسيين اللبنانيين ونأمل أن يؤدي هذا الحوار في المستقبل القريب الى تحقيق كل الأهداف التي يتفق عليها الجميع لتحقيق المصلحة الوطنية اللبنانية العليا ونأمل في زيارتنا المقبلة أن تتاح لنا الفرصة لزيارة القصر الجمهوري في بعبدا".وتابع: "كما قدمنا لدولته تقريرا مختصرا عن الملف النووي والجو السياسي الجديد الذي ترتب على إنجاز هذا الإتفاق، وكما تعرفون فهناك مؤتمر هام يعقد غدا في العاصمة الإيرانية طهران وسيشارك فيه وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل في حضور الكثير من الدول الأوروبية. و نظرا للأوضاع السائدة في الكثير من الدول الإسلامية العربية في هذه المنطقة سواء ما يجري في سوريا او في العراق او في ليبيا او اليمن عبرنا لدولته عن أملنا انه ان تؤدي الجهود الإسلامية العربية المشتركة الى وضع حد نهائي لهذه الأوضاع المؤسفة" .

أضاف: "كما قدمنا لدولته تقريرا حول الكارثة التي حلت بحجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج المنصرم في منى وعبرنا عن أسفنا لهذا الفشل الذي بدا في طريقة الإدارة السعودية لمراسم الحج هذا العام، حيث شهدنا ان هناك المئات بل الآلاف من حجاج بيت الله الحرام قد أصيبوا أو جرحوا أوتوفوا، والجمهورية الاسلامية الايرانية وحدها لديها 465 شهيدا وهناك أيضا آلاف الضحايا من الحجاج الذين ينتمون الى بلدان أخرى".

السفير المصري

والتقى الرئيس سلام سفير مصر في لبنان محمد بدر الدين زايد الذي قال:"بحثنا في سبل تحريك الموقف الراهن خصوصا وان اللقاء اليوم جاء عقب لقاءات سياسية مهمة عقدت خلال الايام الماضية وسنستكمل العديد من اللقاءات في الفترة المقبلة بهدف تأكيد موقف مصر الداعم للحوار بين الأطراف السياسية كلها وضرورة انهاء الأزمة الراهنة وتفعيل عمل الحكومة وإنهاء الفراغ الرئاسي، هناك مسار قد بدأ وهو الحوار الذي يرعاه الرئيس بري، ونؤكد دعمنا لهذا الحوار كما نؤكد على ضرورة ان تكون الفترة التي تسبق الجولة المقبلة للحوار فترة تحضير ودعم لهذه الجهود من اجل ان يؤدي الحوار الى نتائج إيجابية بإذن الله".

وزير كوبي

والتقى الرئيس سلام، وزير التجارة الخارجية الكوبية رودريغو مالمي يركا على رأس وفد من مجلس رجال الاعمال الكوبي - اللبناني. بعد اللقاء اوضح الوزير الكوبي: "اطلعنا دولة الرئيس على هدف وجودنا وزيارتنا لبيروت هو انعقاد ملتقى رجال الاعمال الكوبي - اللبناني تشجيعا للعلاقات الجيدة جدا بين البلدين والواعدة على المستوى الاقتصادي. وشكرنا دولته على الموقف اللبناني الداعم دائما لكوبا ضد الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض عليها. واعرب دولة الرئيس سلام عن تقديره للزعيم التاريخي للثورة الكوبية القائد العام فيديل كاسترو وللرئيس راوول كاسترو".

 

نجيب زوين: خلاص لبنان بانتخاب رئيس سيادي مثال ميشال سليمان

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - اعتبر منسق عام "ملتزمون" نجيب زوين في بيان، أن "الستارة أسدلت بالأمس، على مسرحية بطلها قائد جيش سابق، العماد ميشال عون، تدعمه اوركسترا يقودها حزب الله، لضرب المؤسسات الامنية والعسكرية، بعدما افرغ رئاسة الجمهورية وعطل المؤسسات الدستورية".

وأشار الى ان "العميد شامل روكز أحيل إلى التقاعد حسب القوانين والانظمة المرعية الاجراء"، وقال: "بغض النظر عن رأينا الشخصي في العميد روكز الذي نجل ونحترم، ونقدر انجازاته في المؤسسة، كما ننحني احتراما وإجلالا أمام تضحيات كل عسكري ورجل امن ايا كانت رتبته وموقعه، لأن هؤلاء الابطال يقومون بواجب مقدس دفاعا عن سيادة واستقلال وطن وكرامة وسلامة شعب". أضاف: "هنا لا بد من استخلاص بعض العبر: سقط منطق قوة الامر الواقع المفرطة، وانتصر منطق القانون الدستور ". وتابع: "سقط منطق الرئيس القوي بشعبويته وانتصر منطق الرئيس الجامع القوي بذاته وباحترامه الدستور وتطبيق القانون، كما سقط منطق الاستهداف المستمر للطائفة السنية الكريمة ولتيار المستقبل تحديدا، اللهم الا اذا اعتبروا ان الرئيس ميشال سليمان والنائب سامي الجميل ووزراء اللقاء التشاوري من اهل السنة". وختم: "لقد ثبت، بما لا يقبل الشك، ان رئيس الجمهورية وبما تبقى له من صلاحيات، وحتى من خارج السلطة المباشرة، وقلة وزارية ونيابية، يستطيع فرض احترام الدستور بوجه تحالف قوى الامر الواقع المستقوي بسلاحه غير الشرعي وفائض قوته اللادستورية، مما يؤكد أن خلاص لبنان سيكون بانتخاب رئيس سيادي مستقل على مثال الرئيس ميشال سليمان. وان غدا لناظره قريب".

 

قاسم: الاستقرار الأمني في لبنان مدين لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال الليلة الثانية من محرم الحرام، في مجمع "سيد الشهداء: "لقد كسرنا مفردات الحرب الناعمة بالتأصيل للمقاومة، بحيث أصبحت حقيقة ورمزا حققت إنجازات عظيمة في زماننا وأهمها أربعة إنجازات:

1 - أصبح النصر على إسرائيل حقيقة وواقعا ولم يعد حلما.

2 - استطعنا تعبئة الأمة للتغير وعدم الاستسلام لقرارات الاستكبار الدولي فانطلقت الانتفاضات والمقاومات والمواجهات التي تبني للمستقبل.

3 - أصبح هناك مشاركة فعالة في مشروع المقاومة الذي أفشل مخططات خطيرة في منطقتنا إذ لولا المقاومة لسقطت سوريا، ولولا المقاومة لسقط العراق، ولولا المقاومة لسقط لبنان، ولولا المقاومة لسقطت فلسطين، ولولا المقاومة لسقطت اليمن، ولولا المقاومة لرأينا إسرائيل ومن معها يخوضون في منطقتنا ويحرموننا من أبسط عناوين عزتنا وكرامتنا ومنعتنا.

4 - تحولت المقاومة إلى ركن أساس في كل المجتمعات، وهو عنوان فخر واعتزاز في كل المجتمعات، كانوا يصفون المقاومة بالإرهاب ولكن اليوم والحمد لله المقاومة مقاومة وهم الإرهابيون رغم كل الأموال التي ضخوها واستخدموا نفوذهم لجعل المقاومة إرهاب لم يستطيعوا، فالمقاومة رمز العزة غصبا عنهم بحمد الله تعالى".

واكد ان "الاستقرار الأمني الموجود في لبنان مدين لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، حيث تعطلت إمكانية أن يكون في لبنان جماعة لإسرائيل، وتعطلت إمكانية أن يكون التكفيريون في بيئة حاضنة لهم، حيث نبذ المجتمع كل من يقول بأنه على علاقة مع إسرائيل أو يفكر بإسرائيل، ونبذ المجتمع كل من يسير على درب التكفيريين وإرهابهم، ما جعل كل الواقع اللبناني وبيد القوى الأمنية والعسكرية أيضا مجتمعين على منع هؤلاء أن يتغلغلوا وقد حصل اعتقالات وقتل ومواجهات، ولولا ذلك لما كانت ساحتنا نظيفة بنسبة عالية في إطار الساحات المشتعلة من حولنا وهذا ببركة ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة إسرائيل والإرهاب التكفيري وهذه نعمة كبرى يعتبر الاستقرار الأمني مدين لها". وتابع قاسم: "السعودية تساهم في تسعير أزمات المنطقة، ولنكن واضحين: فالقصف الذي يحصل في اليمن على الأطفال والنساء وتهديم البيوت هل هو أخلاق؟ إلتزام؟ دين؟ تقوى؟ ما يحصل هو جريمة بكل ما للكلمة من معنى، فما الفرق بين الجريمة ضد الشعب اليمني والجريمة ضد الشعب الفلسطيني والجريمة ضد الشعب السوري وكل الجرائم الأخرى؟ السعودية تريد تدمير بلدان المنطقة أملا بسيطرتها وتحقيق مصالحها، وأمامنا تجربة:لم يصمد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وخرج بعد حين ببركة المقاومة، ولم يصمد الاحتلال الأميركي في أفغانستان والعراق وخرج بعد فترة، ولم يصمد الاحتلال السعودي لليمن والبحرين وسيخرج بعد فترة مهزوما هزيمة كبرى، وأنصحهم بأن ينتهزوا الفرصة ويراجعوا حساباتهم ويعودوا عن آثامهم وغوغائياتهم، فلقد أصبح تدخلهم في المنطقة عنوانا للأزمات والجرائم المتنقلة، وهم الذين يرعون القاعدة وداعش والنصرة وكل قطاع الرؤوس المنتشرين في منطقتنا، عودوا إلى رشدكم إن كنتم تدعون أنكم مسلمون، ولن تقلبوا الحقائق علينا لتخدعونا، تكشفكم أعمالكم والله يكشفكم والنصر للمؤمنين في نهاية المطاف إن شاء الله تعالى".

 

النابلسي: هناك قرار استراتيجي غربي لإنهاء القضية الفلسطينية

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - رأى الشيخ عفيف النابلسي في تصريح، "انه لولا هشاشة الأنظمة إلاسلامية والعربية لما وصلنا إلى هذه الحالة التي تطغى على شعوبنا في المنطقة،، وإن وصول التكفيريين إلى هذا الحجم من القدرة والإمكانات جعل المنطقة تشتعل بنار الحقد والمذهبية وتتجه ليغمرها طوفان التدخلات الخارجية". وقال :"نحن أمام مد صراعي كبير سيأخذ زخما أكبر في الأشهر القادمة، لكن المعطى الأبرز هذه الأيام هو ما يحصل في فلسطين، والخطر الداهم فيها لأن هناك قرارا استراتيجيا غربيا لإنهاء القضية الفلسطينية، وقرارا استراتيجيا إسرائيليا لتهويد القدس بشكل كامل ونهائي".

أضاف :"إذا كان هناك فرصة حقيقة لتغير الواقع فهي في الشعب الفلسطيني الأبي ، والشعوب العربية والإسلامية التي تحمل بصيرة في الموقف، وهي في الجمهورية الإسلامية الايرانية التي وقفت بكل قوة إلى جانب قضايا المستضعفين ولا سيما قضية الشعب الفلسطيني، وهي في المقاومة الإسلامية في لبنان التي كان همها الأول فلسطين وقضيتها الأولى فلسطين".

 

بروجردي زار باسيل: الهبة العسكرية الايرانية جاهزة للشحن متى شاء الجانب اللبناني

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ظهر اليوم في قصر بسترس رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي وسفير إيران محمد فتحعلي والوافد المرافق. بعد اللقاء قال بروجردي: "كانت جلسة قيمة مع معالي الوزير باسيل الذي سيغادر اليوم الى طهران حيث سنستقبله هناك، وتحدثنا أولا عن العلاقات الثنائية الطيبة بين البلدين في كل المجالات، وخصوصا في ظل الاجواء الايجابية والبناءة التي فتحت اليوم مع إنجاز الاتفاق النووي بين إيران ودول العالم الغربي. هذا الأمر أتاح الكثير من مجالات التعاون مع الدول الاخرى، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، ونحن نعتقد أن حصة الأسد ينبغي أن تكون اليوم من نصيب لبنان الشقيق في مجال الاستثمار والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. كما وضعنا معاليه في جو مصادقة مجلس الشورى الإسلامي في ايران على الإتفاق النووي، ونحن نعتقد أن هذه المرحلة ستصل بنا الى آفاق جديدة ورحبة في مجال التعاون السياسي والاقتصادي مع دول المنطقة والعالم بشكل عام. وأكدنا معا أن مسألة مكافحة ومواجهة الارهاب والتطرف هي من الأولويات الثابتة والراسخة في السياسة الخارجية للبلدين الشقيقين، وأعلنا بشكل رسمي للوزير باسيل أن الجمهورية الاسلامية الايرانية جادة في هذا الإطار بكل ما للكلمة من معنى". أضاف: "نحن نعتبر أن التحالف الدولي الذي شكلته وتتزعمه الولايات المتحدة الأميركية، منذ أشهر، وادعت أنها من خلاله تريد مكافحة الارهاب والقضاء عليه، هذا التحالف ليس سوى حركة سياسية إستعراضية إعلانية. وإذ نعتقد أن ظاهرة الإرهاب والتطرف تستهدف كل دول المنطقة، وجدنا أن الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة الأميركية في عدم جديتها في مكافحة الارهاب عوضته روسيا من خلال هذا التدخل المباشر لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه. وهذا الجهد الروسي البناء نشهده اليوم في الأراضي السورية من خلال العمليات العسكرية والطلعات الجوية التي تستهدف الارهاب في بنيته الأساسية هناك".

وتابع: "تطرقنا أيضا الى العدوان المتمادي والمتغطرس الذي تتعرض له اليمن منذ سبعة أشهر في هذا البلد المسالم. وكما تعرفون لقد سقط فيه حتى الآن 13 ألف شهيد، من بينهم نحو 5 آلاف طفل لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، وهو لا يزال يتعرض لحصار مطبق عليه سواء من البحر أو البر أو الجو، وقد منعت السفن الإيرانية وسفن أخرى كانت تحمل مساعدات إنسانية أخوية من دخوله. ويمكن القول أن اليمن تحولت اليوم الى غزة كبيرة، ونحن نعتبر أن هذا الانتهاك لحقوق الانسان والاعتداء السافر الذي يمارس عليها اليوم أولا من خلال الغارات العسكرية والجوية التي تستهدف أبناءها الأبرياء، وثانيا من خلال الحصار المطبق الذي يمنع الأدوية والمواد الغذائية من الوصول اليها، يعتبر جريمة بحق الانسانية، وينبغي لمنظمة الامم المتحدة أن تنهض بالدور المطلوب منها في هذا الإطار. ونعتبر كذلك أنه عندما يبادر الكيان الصهيوني بالقيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية والظالمة والآثمة، فهذا أمر طبيعي وبديهي لأنه ينسجم مع تاريخية وصفة الكيان الصهيوني، ولكن البلد الاسلامي لا ينبغي له في أي شكل من الأشكال أن يقوم بمثل هذه الأعمال".

وأشار الى "أن التطورات الخطيرة التي تجري الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشرارات الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة الآتية بالتصاعد، تحظى بأهمية كبيرة في هذه المرحلة، وهذا الأمر إن دل على شيء فعلى أن الأجيال الفلسطينية الصاعدة والواعدة لا تهادن ولا تسالم، وتريد أن تقاتل العدو الإسرائيلي بكل ما أوتيت من قوة. ونحن نعتبر أن هذه القبضات الفلسطينية الصلبة تقوم بالدور التاريخي المطلوب منها، فهي تحمل الحجارة وتضرب بها العدو الصهيوني، أكثر من كل الدول التي تتفرج وتكتفي بذلك أمام هذا العدوان".

وأضاف: "أود أيضا أن أؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستمر في دعم سوريا لأنها تقف في الصف الأمامي من جبهة الممانعة والمقاومة، كما ندافع بشدة عن وحدة الأراضي العراقية ونعارض بكل ما أوتي من قوة مؤامرة تفكيك وتفتيت هذا البلد. والمسألة الأخيرة التي تطرقنا اليها مع الوزير باسيل كانت الكارثة الانسانية التي حلت بحجاج بيت الله الحرام في منى أخيرا، وقد عبرنا عن أسفنا واستنكارنا لهذا الفشل الذريع في إدارة موسم الحج حيث سقط آلاف الضحايا، ولدى ايران وحدها 465 شهيدا. وللأسف الشديد لم تتوافر لنا أي معلومات عن مصير سعادة السفير غضنفر ركن آبادي الذي عرفتموه وأحببتموه جميعا خلال الفترات الماضية. ونحن نحمل السلطات السعودية المسؤولية القانونية والاخلاقية المترتبة على عاتقها".

وردا عل سؤال قال بروجردي: "نعتبر ان الغيرة والحمية مسألة في غاية الاهمية في الثقافتين العربية والاسلامية. وفي ظل العدوان الصهيوني المتمادي بحق الشعب الفلسطيني المجاهد حيث يعمل بشكل متزايد على سفك دماء أبناء الشعب الفلسطيني. وإذا رأينا ان ثمة طرفا عربيا أو إسلاميا يريد ان يعمل مع هذا الكيان الغاصب نعتبر أن هذا الامر هو خيانة موصوفة بحق العرب والمسلمين، وأعلن مرارا وتكرارا أن ايران تدعم وتؤازر وتحتضن اي جهة تواجه وتقارع الاحتلال الاسرائيلي".

سئل: هل تعتبر ان قبول حكومة لبنان بأي هبة عسكرية ايرانية أصبح ممكنا اليوم بعد الاتفاق النووي وهل سيبحث هذا الموضوع غدا مع الوزير باسيل في طهران؟

أجاب: "من البداية كان الامر ممكنا من جهتنا، ونعتقد ان المسؤولين اللبنانيين المحترمين عليهم هم ان يجيبوا عن هذا السؤال. ما زالت الهبة العسكرية الايرانية جاهزة في المستودعات من أجل شحنها الى لبنان في اي لحظة يشاء فيها الجانب اللبناني".

سئل: ما ردكم على اتهامكم بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية؟

اجاب: "اعتقد انه اذا كان الملل ينتاب بعض الاطراف فلا بأس من اصطناع هذه الدعابة من اجل رفع الملل. ونحن ندعم ونؤيد ونؤازر اي حوار او تقارب بين التيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة في لبنان، وجوهر هذا التفاهم هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية".

سئل: قلتم إن حصة لبنان من التعاون الاقتصادي مع ايران ستكون كبيرة، ماذا تقصدون؟

اجاب: "كما قلت لمعالي الوزير، انه في ظل الأجواء الايجابية السائدة اليوم في العلاقات الإيرانية مع كل دول المنطقة والعالم، نحن على اتم الاستعداد ان يكون نصيب الجمهورية اللبنانية الشقيقة كبيرا ووافرا في مجال استثمار التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وبإذن الله تعالى، نظمنا سلسلة من اللقاءات الاقتصادية مع الجهات الاقتصادية في إيران، ونأمل ان تؤدي زيارة الوزير باسيل الى الجمهورية الاسلامية الايرانية الى تطوير وتوثيق التعاون الاقتصادي بين البلدين".

سئل: هل هناك فترة زمنية معينة للقضاء على الارهاب بفعل التدخل العسكري الروسي في سوريا ومعاونة الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" له برا؟

أجاب: "نحن نعتقد أن مسألة مكافحة الإرهاب تتطلب عزيمة راسخة ونية جدية وعملا جماعيا متكاملا من كل الأطراف المعنية بهذا الشأن، فلا يمكن أن نتوقع من روسيا وحدها، أو إيران وحدها القيام بهذه المهمة الأساسية والخطيرة. فروسيا اليوم تقوم بالعمليات العسكرية ضد مكامن الارهاب في سوريا، وإيران قدمت ولا تزال تقدم الاستشارات والخبرات العسكرية لسوريا، وبالتالي نأمل أن يؤدي الجهد المشترك الى الهدف المنشود. ونحن نعتقد أن الولايات المتحدة من جهة، وبقية الدول مثل المملكة العربية السعودية من جهة أخرى، وكما أعلن وزير خارجيتنا بالأمس، لا تزال مستمرة في تقديم الدعم العسكري والأسلحة للمتطرفين في سوريا. فإذا كفت الأطراف عن هذه المسائل التي تقوم بها، فنحن على ثقة تامة أن هذه المدة لن تطول، ولكن لأن هذا الدعم لا يزال مستمرا للارهابيين من بعض الأطراف الاقليمية، فأعتقد أن هذه المدة ستطول".

سئل: لكن هل العمل الاستشاري الذي تقدمونه لسوريا يؤدي الى استشهاد ضباط وآخرين تقومون بنعيهم من الحرس الثوري الإيراني؟

أجاب: "بطبيعة الحال، ومن خلال الأجواء العسكرية والحربية السائدة هناك، في أي لحظة من اللحظات يمكن لقذيفة ما أو رصاصة ما أن تطال هذا الفرد أو ذاك. إن مهمة القضاء على الارهاب هي مهمة أساسية لنا وتستأهل أن نقدم التضحيات في سبيلها، ولولا هذه التضحيات الجسام لربما كانت الدول المجاورة أيضا لسوريا سوف تبتلى بمثل هذه الآفة".

سئل: هذا يعني أنكم لا تقدمون المؤازرة البرية في سوريا، والحرس الثوري الإيراني ليس موجودا هناك؟

أجاب: "خلال وجودنا في سوريا طرح علينا هذا السؤال أكثر من مرة وأعتقد أنكم استمتعم الى الجواب ولن أكرره مرة ثانية".

 

يزبك: للسعي الدؤوب لوحدة الامة وإسقاط مشاريع المتآمرين

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - القى الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك كلمة لمناسبة بداية السنة الهجرية، في مقام خولة بنت الإمام الحسين، في مدينة بعلبك، أشار فيها الى ان "عاما مضى ودخل عام جديد من ويلات ومصائب، حروب من ناعمة وصلبة عسكرية، قتل ودمار وتفكيك الروابط". ولفت الى ان "طلائع هذا العام لا تختلف، بل لعل ما ينتظر أشد، ولا بد من المراجعة لنجنب أمتنا ما وقعت فيه، ويكون السعي الدؤوب لوحدة الامة وإسقاط مشاريع المتآمرين"، معتبرا انه "ينبغي أن تكون الاولويات لفلسطين وشعبها الذي يدافع عن الاقصى وكل ذرة تراب، بانتفاضة حجر وسكين أمام فظائع وجرائم العدو الصهيوني، لعله يوقظ الضمائر، ويحرك الامة الاسلامية إلى واجبها، وعدم تغافلها أو تآمر بعضها مع العدو الاسرائيلي". ورأى أنه "نستقبل محرما بالهجرة وما جرى في كربلاء يوم عاشوراء، حتى غدا ذلك اليوم والمكان يرمز إلى الحق في مواجهة الباطل، ونصرة المظلوم في مواجهة الظالم، مدرسة الحرية والحياة ورفض الذل والهوان". وقال يزبك: "أيها الساسة اللبنانيون، أيها الغيارى على الدولة ودعم الجيش بالمليارات، يسأل كل لبناني عن ملف العسكريين المخطوفين، وعن مصيرهم بعد عام ونيف، ومنكم من يدعم، ولا أقل يبرر، فهل عصي عليكم ذلك أم ان المسألة فيها نظر؟ وماذا أعددتم لتهديدات العدو الاسرائيلي، وانتهاكاته الدائمة والمستمرة، أم أن هذا لا يعنيكم لظروف، وأن مصالحكم تبرر كل وسيلة". وختم: "مع كل أسف البلد يغرق ويغرق وهل النهاية إلى الغرق بجبال النفايات؟ وهل من عجز حقيقي وهل المحاصصة وصلت كيدها إلى النفايات؟ على الجميع أن ينهض من سباته وتغافله عما يحاك ويجري حتى تبنى الدولة الحضارية بمؤسساتها وطاقاتها وجيشها ومقاومتها عزيزة منيعة ذات سيادة واستقلال".

 

قبلان مخاطبا المسيحيين: اتفقوا على اسم الرئيس ليكون لبنان محصنا بوحدته الوطنية

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "عاشوراء مدرسة الاحرار والاعتدال واحقاق الحق وازهاق الباطل عاشوراء تتميز بصدقها واخلاصها واعتدالها، وعلينا أن نسير في ركاب عاشوراء حتى تبقى هذه المناسبة نقية طاهرة معتدلة تبعدنا عن الظلم والارهاب والتكفير والانحراف، ففي عاشوراء كل الخير للبشرية والعالم اجمع مما يحتم ان نتعاطى معها بكل شجاعة واخلاص وروحانية فهي مدرسة في الاعتدال والاباء والشرف لذلك علينا ان نتمسك بمنهاج عاشوراء لتبقى زكية تقية طاهرة مطهرة، وعندما قال الحسين: لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر اقرار العبيد، فهو يريد ان يعلم الناس معنى الحرية وعدم الارتهان للظالمين". أضاف: "لذلك علينا ان نجعل عاشوراء مدرسة نتعلم من خلالها الادب والخير والكرامة والسعادة، فهذه المدرسة التي وضع اسسها الامام الحسين لتكون تعاليمها رائدة في مواجهة الظلم والانحراف، فهو انتصر على الباطل ولم يقر اقرار العبيد، فالحسين كان ولا يزال قائدا للامة قدم اعظم التضحيات ليحررها من الظالم والارهاب والتكفير، مما يحتم ان نبذل الجهد لتبقى الامة موحدة زكية تلتزم تعاليم ربها تسير على نهج الاصلاح والصلاح، من هنا فاننا مطالبون بان نعود الى الحسين لينهض بامتنا من جديد لنكون مع الحسين في خيره وبره ومعروفه، فالحسين شجرة مثمرة بالخير والمحبة والايثار تحتم ان نتطلع من خلالها لخيرننا ومعروفنا واصلاحنا ونتعاون على البر والتقوى ونبتعد عن الاثم والعدوان لنكون خير امة أخرجت للناس، تدعو الى الخير وتأمر بالمعروف". وتابع: "فعاشوراء تعلمنا معالم الخير ونهج الاستقامة والصدق والاصلاح والبر والايمان، لذلك علينا ان نحييها لتكون لنا مدرسة نتعلم من خلالها ما فيه الخير العميم والصلاح والتقوى لذلك نطالب الجميع ان ينهجوا نهج الحسين ويعملوا عمله ليكونوا خير امة اخرجت للناس تحارب الشر والفساد والباطل والمنكر". ورأى ان "بلادنا تعيش النكبات والويلات وخاصة في فلسطين التي تغزوها العصابات الصهيونية، لتعيث فيها فسادا وخرابا وتقتل الفلسطينيين امام مرأى العالم العربي والدولي، وعلى المسلمين ان يهبوا لنصرة المسلمين في فلسطين ويكونوا عونا لهم ولا يكونوا متخاذلين عن القيام بواجبهم وخاصة ان فلسطين تجسد كربلاء من جديد مما يحتم علينا ان ندعم هذا الشعب المقاوم لنكون في خدمة قضايا العربية والاسلامية نعمل لما فيه الخير بعيدين عن كل شر وعدوان .ان الامة العربية في فلسطين تعيش حالات صعبة ومقلقة، وهنا نسأل اين المسلمون من نصرة اخوانهم في فلسطين فلا يجوز ان نتوانى عن نصرته ودعم قضيته فنعمل باخلاص لانقاذ هذا الشعب وحفظ مقدساته لنكون مع الله ليكون الهل معنا".وطالب "اللبنانيين بحفظ وطنهم من خلال حفظهم لبعضهم البعض، والعمل لما فيه مصلحة الوطن وشعبه، مما يحتم ان ينبذ اللبنانيون خلافاتهم ويتعاونوا لحفظ لبنان بمؤسساته وجيشه وشعبه وامنه واستقراره". وخاطب المسيحيين بالقول: "حان الوقت لاختياركم الرئيس المنقذ والرائد والسائر على خط الاعتدال فاتفقوا على اسم الرئيس العتيد ليكون لبنان محصنا بوحدته الوطنية قويا بتضامن شعبه المسلم والمسيحي".

 

مطر ممثلا الراعي في الليلة الثانية من محرم في مقر المجلس الشيعي: ما خبرناه من العيش المشترك نقدمه للعرب والمسلمين مثالا للتلاقي والمساواة

الجمعة 16 تشرين الأول 2015 /وطنية - تم في قاعة "الوحدة الوطنية" في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، احياء الليلة الثانية من محرم برعاية نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان، وحضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين، وعرف بالمناسبة الشيخ علي الغول وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم .

مطر

وألقى المطران بولس مطر ممثلا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كلمة جاء فيها: "يشرفنا يا صاحب السماحة أن نلبي من جديد دعوتكم الكريمة، للتأمل مع المتأملين من أبنائكم النجب الميامين، في المعاني السامية التي تزخر بها هذه الأيام الكربلائية المجيدة. فهي أيام غدت قمة من قمم التاريخ الإنساني في نشدان الحق وجبه الباطل، وفي الحفاظ على الرسالة الإسلامية الواحدة في توجهها للناس جميعا، وفي دعوتها إلى التضحية بالغالي والنفيس، وصولا إلى بذل الذات، في سبيل انتصار الخير في السرائر وعلى الساحات. فإننا نحييكم يا صاحب السماحة أطيب تحية، ونسأل الله عز وجل أن يحفظكم بركة وذخرا في هذا الوطن العزيز الغالي، لما تقدمون له ولدنيا العرب من سعة حكمتكم ومن فيض محبتكم، ولما تطلقون في أبنائه جميعا من دعوات مستمرة إلى الإلفة والمودة والسلام. كما نحيي السادة العلماء الأفاضل والإخوة والأخوات الذين يقيمون معكم هذه الذكرى، معربين لهم عن عاطفة صادقة مقرونة بالإجلال والتقدير والإحترام".

اضاف: "ولا يخفى على أحد أن ذكرى عاشوراء المجيدة تحل في شرقنا لهذا العام في جو غارق في مآسي الفتن والحروب الدامية التي يسقط فيها الأبرياء بالألاف والتي تدمر البشر والحجر وتجر الويلات لزمن قابل لا نعرف بعد ثقله ولا مداه. لكأن العديد من الناس ومن القيمين في منطقتنا قد فقدوا عقولهم بعد أن خسروا نبضات الرحمة والأخاء في قلوبهم. فنتساءل معكم ويتساءل العاقلون في العالم كله عن السبل للخروج من هذه الدهياء العصيبة، وعن النقطة البيضاء في هذا المشهد الداكن الحزين الذي تضيع فيه الفرص وتهدر الطاقات الكفيلة أساسا بمستقبل زاهر للأمة كلها. إلا أننا وفي هذا الجو القاتم بالذات، نرى أمامنا انعكاس أنوار صافية على وجه الحسين بن علي، رضي الله عنه وكرم ذكراه، وهو يحاكي الأمة بأسرها ويحاكي أهل الأرض قاطبة في ما يعود إلى انقاذ مسيرة الحياة، سواء في قلب الأمة أم في ما حولها. يذكر الحسين أولا وبصورة لا تدع مجالا للشك ان الإسلام واحد في أصله وفي جوهره وأن من الواجب أن يبقى واحدا في مساره وفي مصيره. وهو إن سبق وشهر ثورته الناصعة في وجه الأخطاء والمخطئين من بني قومه، فإنه قد بقي مهتما بالجماعة كلها، راضيا بالتضحيات في سبيل وحدتها وحسن آدائها، وغير قابل بأن يتشتت أبناؤها، ويهيموا حائدين عن اتباع الهدى وسائرين في غير الصراط المستقيم. فالمسلمون عنده إخوة شرعا ولا يمكن أن يتعامل معهم على غير هذا الأساس، وهو ما أراد يوما حتى في ثورته العالية أن يقسم الإسلام إسلامين ولا أن يمارس الحكم على فئة من المسلمين ضد أخرى. بل ما أراده ودافع عنه دفاعا مستميتا هو أن يبقى الإسلام على نصاعته وأن يحافظ في الدعوة على جوهرها الذي لا يقبل التغيير ولا التبديل. وقد ارتضى حفاظا على هذه الكنوز في أمته، أن يواجه الأخطار حتى الموت وأن يبذل حياته فداء عن أمته كلها وعن مستقبلها الواحد الموحد وعن الرسالة التي تحملها إلى الناس بكل دقة وأمانة".

وتابع:"هل نسأل بعد هذا الموقف الرائع لسيد الشهداء وبعد تضحيته الغالية بدمائه الشريفة الطاهرة، كيف يعود إلى الأمة سلامها وكيف تصان كرامتها وتحفظ حقوقها وتقوم دعوتها سوى بعودتها إلى الوحدة في صفوفها وبتضامن أبنائها وتصالح المتخاصمين من أهلها دون استثناء؟ وكم يجدر بنا أن ننظر إلى منعرجات التاريخ الذي انقضى وأن نرى فيه ونكتشف تطورات وتفاعلات لم تكن كلها معبرة عن جوهر الإسلام ولا عن حقيقته، حتى ولو كان منفذوها والقيمون عليها من عداد المسلمين. فإن جوهر الإسلام أمر، والمشاريع التي يقوم بها الحكام باسم نفوسهم أمر آخر. كذا المظالم التي يوقعها هؤلاء بإخوانهم، والمظالم التي يوقعها الغير بهم، فهي كلها مسيئة للاسلام أو لأية ديانة أخرى، أكثر مما هي مسيئة حتى لضحاياها. فبها يمتلئ التاريخ جورا، فيما المطلوب أن يمتلئ رحمة وعدلا. ولن يتفاجأ أحد بعد ذلك في أن تجر المظالم إلى مظالم معاكسة، وأن يدور التاريخ في حلقة جهنمية من الثأر ومن الحقد المتبادل. فتسود شريعة الغاب باسطة سيطرتها على الحضارة والمدنية بما يعيد العالم إلى الجاهلية وإلى ما هو أدنى وأدهى، وكأن الله لم يرسل أنبياءه ولا رسله، وكأن الخلاص ليس إلا بعيد المنال إن لم يكن قد صار مستحيلا. إن هذه الموجات العاتية من الإساءات والإساءات المضادة لن تصنع لا في الإسلام ولا في سواه من الأديان تاريخا حضاريا قيما، وهي لن تجلب للناس سلاما قائما على العدالة والمحبة والإخاء. فالمطلوب إذا، ونحن نقولها بكل صدق وأمانة، هو وقف هذه الحروب بين الأخوة والعودة إلى التلاقي بروح الحسين وصدقه وطهارة دعوته".

ورأى "إن ثورة الحسين قادرة، في أيامنا العصيبة هذه، على كسر الحلقة الجهنمية التي جدلتها المظالم والمظالم المعاكسة، وهي قادرة حقا على استعادة الصفاء بين الأخوة والوحدة إلى القلوب والربوع. فهل كثير أن يسعى أبناء هذه الأمة إلى إنقاذها وإلى جمع الشمل في صفوفها على ما يريده الله لهم ويشاء؟ إنه حلم جميل لكنه أيضا واجب لا يعلوه واجب. ولئن كان هناك شعور دفين ينتاب الناس بثقل هذه المسؤولية أو بما يشابه استحالتها، فإن الإيمان يقوى في الصدور لمجرد التأمل بصلاة زينب شقيقة الحسين، تلك التي أطلقتها من صميم قلبها عندما كان سيد الشهداء مسجى أمامها، فتوجهت إلى ربها ضارعة تقول: "اللهم تقبل منا هذا القربان".  وقال: "أصارحكم القول هنا أننا نحن معشر المسيحيين نتلو مثل هذه الصلاة أمام قربان السيد المسيح الذي قدم ذاته فداء عن البشر وبفعل حب كان وحده باب الخلاص. لقد أراد المسيح فعلا أن يكون هو القربان والمقرب، وأن يقدم حياته مقابل نزع ثوب الخطيئة من الإنسان وإلباسه من جديد ثوب البرارة والإنسانية المزينة بالحق. فمع هذه المقاربة نرى في قربان الحسين وفي بذل ذاته عن أمته، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، باب خلاص للجماعة ولصون وحدتها ولحفظ رسالتها. إنه قربان لا يقدر بثمن وقد قدمه صاحبه إلى رب العالمين ليرأف ويرحم ويقوم ويداوي. أفلا ترون، أيها الأحباء، إن هذا القربان المقبول لدى الله ومعه قرابين الشهداء والأولياء له من القوة عند المؤمنين ما يدفعهم إلى التحرك باتجاه إنفاذ مشيئة الله عبر تغيير يتم في الأرض بنعمته تعالى ورضوانه؟ ألا تؤمنون أيضا أن يد الله مع الجماعة؟ أنكم لحقا تؤمنون. نحن نعرف أيضا أن إصلاح التاريخ قد يحتاج إلى تاريخ من الإصلاح وأن أمور الدنيا لا تسوى بسحر ساحر بل هي مرهونة بالتضحيات في سبيلها وبذهنيات تكون من جديد وبتربية ساهرة على روح الوحدة والسلام، تزرع بذورها فعلا في النفوس قبل النصوص، وإن مثل هذا المنحى يحتاج إلى ما هو أكثر من السياسة. لأنه شأن تربوي بل هو شأن حضاري بامتياز. لذلك تجاوبت حضارتنا الكتابية السمحاء مع هذه الحاجة فنشأ بتدبير رباني تعاون وثيق ومتكامل بين الحكام والحكماء. على أن يجسد الحكماء الرشادة والعقول النيرة وصلاح السيرة، فتوضع بين أيديهم طاقة هائلة لإصلاح العمل السياسي بفعل مكارم الاخلاق. وقد تجسدت هذه المعادلة أيضا في التاريخ بالتكامل بين الخلفاء والأولياء. فالخليفة قد يكون حكيما بما فيه الكفاية وقد يحتاج ايضا إلى تعاون معه من قبل الأولياء. وهو في كل حال محكوم بكتب الله عز وجل وبالطاعة لأحكامه ووصاياه. وقد تمر عليه أيام يصبح معها بحاجة إلى التذكير بالواجب المقدس، لأنه بالنهاية إنسان وسيبقى إنسانا، ليس إلا. قد يخطئ هو الرأي بفعل انسانيته وقد يصيب. فيأتيه صوت الأولياء ليوقظ فيه المعرفة الربانية والضمير الحي، ويصوب له المسار نحو الخير الأسمى، ويقربه من الطاعة لمن يطاع وحده ويسجد له ويعبد، سبحانه وتعالى. أما الأولياء، فالمنتظر منهم أن يكونوا خميرة في مجتمعاتهم علما وتعليما وحكمة ملهمة. فهم المعول عليهم لإصلاح الناس والمجتمعات، عبر توجيه الرأي العام نحو الخير والتربية الصالحة في المدارس والجامعات وبفعل كل فكر نير ضمن الأمة وحولها. إنها حاجة تفرض نفسها اليوم أكثر من أي يوم لما تتعرض له الأمة من أفكار مشوشة ما كانت من تراثها يوما ولا من جوهر إيمانها في شيء. أما الشرط للنجاح في هذه المهمة الصعبة فهو في أن يحمل كل مصلح هم أمته وأن يتشبه بالحسين في محبته لهذه الأمة، ولو كانت محبة الحسين لأمته لا شبيه لها. فالتطرف أيها السادة هو موقف غير عادي ويلزم لمواجهته أناسا غير عاديين. فهل يتسجل العقلاء في مدرسة الحسين لينهلوا العدل والاعتدال والرحمة والحرية من أصيل منابعها؟".

اضاف: "أما نحن في لبنان، فإننا بمكونات هذا الوطن الغالي نعتبر أنفسنا صورة مصغرة عن الأمة ومجمل مكوناتها. وأن ما خبرناه من العيش المشترك فيما بيننا عبر العصور، وعلى الرغم من الإشكالات التي تعرف العائلات والمجتمعات مثيلا لها، يحملنا جميعا على أن نقدم لإخواننا العرب والمسلمين في كل مكان مثلا طيبا في التلاقي والمساواة بين الجميع وفي المحبة وطيب التعايش بكل روح سمحاء. إنها مسؤولية جسيمة تقع اليوم علينا في هذا الوطن، وهي تحملنا على مد يد العون من أجل إعادة اللحمة ضمن المجتمعات من حولنا، بعد أن عمل فيها التفكك وروح البغضاء عملا شنيعا. أفلا يذكر بنو قومنا أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الناس شعوبا وقبائل من أجل أن "يتعارفوا" كما يعلم القول الكريم؟ فلئن كان هذا التعاون مرسوما للقبائل وللشعوب الأباعد فكم بالحري يكون مطلوبا من الأقارب لا بل من أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد؟ كيف يتنكر هؤلاء بعضهم لبعض ويدير الواحد منهم للآخر ظهره؟ أو إذا نظر إليه وجها لوجه فإنه قد ينظر شزرا وفي يده سلاح الجهل ورفض الغير حتى القتل وكأن الآية الكريمة لم تعلم أيضا أن من قتل نفسا بغير نفس أو بغير فساد في الأرض فكأنه قتل الناس جميعا؟ إننا ندعو أهل الفكر والعلم إلى تحري هذه الظاهرة المعادية لأصول الدين من أجل معالجتها في أسبابها، ومن دون أي تنكر لرحمة الله الذي يهدي من يشاء والذي يفتح باب التوبة للتائبين. أفليس هو التواب الرحيم لا بل أرحم الراحمين؟".

وقال: "إن وطنكم بما له من دور خاص في أمته وفي محيطه، هو الوطن الوسيط بين الجميع. ومن غير المعقول أن يعرف اصطفافا سوى اصطفاف الوصل بين أهل الأمة في كل زمان ومكان. فقدره قائم في أن يجمع لا في أن يفرق. وهي له منة من ربه نرجو ألا يتنكر لها أبدا. فالله نسأل في هذه الأيام الكربلائية المجيدة, وفي إقامة الذكرى العطرة للحسين بن علي سيد الشهداء، أن يلهمنا القيام بواجبنا في سبيل إخوتنا لجمع شملهم، وإبعاد شبح التقسيم عن بلدانهم إلى أجزاء متعادية ومتناحرة، لا سمح الله. وإن كانت لنا أمنية أخيرة نصوغها في هذه الأيام السامية، فهي أن ينظر جميع المؤمنين في هذه المنطقة إلى ما حباهم الله من ثروات مادية وروحية وضعت في أرضهم وبين أيديهم من أجل تقدمهم وازدهارهم ونشر رسالتهم كما ينبغي ويليق. فليعملوا على ألا يضيعوا هذه الخيرات وألا تذهب هذه طعما لنار الفتن والحروب لا سمح الله. بل عليهم ان يحفظوها من أجل إضاءة المستقبل بأنوار الحضارة الروحية التي أسهموا في صياغتها. وليذكروا أن هذه الحضارة هي التي صنعتهم أولا قبل أن يصنعوها، وهي لمجد الله الذي أكرمهم ورد للجميل نحو من أعطاهم وأجزل، وهو الجواد الكريم. هكذا يكون سيد الشهداء ملهما لمستقبل جامع لأمته ومنقذا حقيقيا لها. وهي لكم ولنا دعوة ملحة، نرجوها أن تكون مقرونة بتصديق القلب وسلامة النية".

وفي الختام تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، الشيخ علي فقيه زيارة الامام الحسين.

 

مؤسسة اللواء وسام الحسن أحيت ذكرى استشهاده في الاونيسكو المشنوق: بقاء الوضع على حاله سيدفعنا إلى الاستقالة

الجمعة 16 تشرين الأول 2015

وطنية - أحيت "مؤسسة اللواء وسام الحسن" الخيرية الاجتماعية الذكرى الثالثة لاستشهاده والمؤهل اول أحمد صهيوني، في مسرح قصر الأونيسكو، برعاية الرئيس سعد الحريري ممثلا بالرئيس فؤاد السنيورة، في حضور الرئيس ميشال سليمان، الرئيس أمين الجميل ممثلا بالوزير سجعان قزي، وزراء: الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، العدل اللواء أشرف ريفي، الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، السياحة ميشال فرعون، الاعلام رمزي جريج والاتصالات بطرس حرب، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ممثلا بالنائب غازي العريضي، النواب: مروان حمادة، أحمد فتفت، عمار حوري، محمد قباني، هادي حبيش، محمد كبارة، جمال الجراح، نضال طعمة، خالد زهرمان، أمين وهبي، معين المرعبي، انطوان سعد، كاظم الخير، محمد الحجار، عاطف مجدلاني، سيرج طورسركسيان وجان أوغسبيان، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ممثلا بالوزير السابق جو سركيس، الوزراء السابقين: زياد بارود، مروان شربل، حسن السبع، حسن منيمنة ومحمد رحال الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري. كما حضر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالشيخ القاضي خلدون عريمط، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، نقيب المحامين في الشمال فهد المقدم، نقيب الصحافة عوني الكعكي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان، نقيب المهندسين خالد شهاب، زوجة الشهيد آنا الحسن وولداه، عائلة الشهيد المؤهل أحمد صهيوني، عائلة آل الحسن، مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي، ضباط المديرية وشعبة المعلومات، أعضاء من الامانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي في "تيار المستقبل"، محافظو المناطق والقائمقامين، فعاليات اجتماعية وبلدية واختيارية، ودينية واقتصادية ووفود مناطقية.

بكاسيني

استهل الحفل بالنشيد الوطني وأغنية مصورة عن فرع المعلومات، ثم كانت كلمة عريف الحفل القاها الزميل جورج بكاسيني الذي قال: "انقص ظهري".. عبارة اختزلت هول الزلزال الذي هز سعد الحريري وهو يتبلغ الخبر، في تلك اللحظة ارتجفت في ذاكرته صورتان تيقن سريعا ان الوحش تمكن من ظل رفيق الحريري ومن ملاك الوطن الحارس، وتيقن ان الوحش تمكن من بوليصتين في سبع سنوات بوليصة التأمين وبوليصة الامان". أضاف: "كانت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي شغل وسام الشاغل، شكل مع اللواء اشرف ريفي ثنائي القوة الناعمة حتى اذا رصدت روائح خطر تستهدف المديرية احتار المتابعون ما اذا كانت تستهدف الاول او الثاني".

بصبوص

وألقى اللواء ابراهيم بصبوص كلمة قوى الأمن الداخلي، فقال: "فاز بشرف الشهادة وخسرناه جميعا، خسره الوطن كله، خسرته عائلته وخسرته قوى الامن الداخلي قائدا من خيرة ضباطها، قائدا جمع في شخصه كل صفات القادة العظام كون بخلاصة مسيرته المفعمة بالكد والجهد والتضحية والعطاء، ارثا ذاخرا بالانجازات، متحديا الصعوبات غير آبه بالتهديدات، وظل يحلق بهذه الانجازات تاركا بصمات واضحة في مختلف المراكز القيادية التي شغلها، وصولا الى تأسيس شعبة المعلومات وتولي رئاستها وتنظيمها وفقا لهيكلية مؤسساتية معاصرة واسس تدريبية حديثة وتجهيزات فنية متطورة، ورفعها الى مستوى عال من الكفاءة والمهنية والاحتراف، شهد لها معظم المسؤولين على مستوى الوطن والعالم وتمكن من تفكيك العديد من شبكات التجسس وكشف معظم الشبكات الارهابية والعصابات الاجرامية المنظمة، واسهم في وضع استراتيجية واضحة لتطوير مؤسسة قوى الامن الداخلي وتحويلها من مؤسسة تقليدية الى مؤسسة متطورة قادرة تجاري التقدم العلمي والتكنولوجي".

أضاف: "ايها الشهيد البطل ان ضريبة الدم الباهظة التي دفعتها ورفيقك المؤهل الاول احمد صهيوني على يد الغدر والارهاب، قد زادت من تماسك قوى الامن الداخلي ومناعتها كما شكلت لنا حافزا لمضاعفة مجهودنا وتصميمنا على بقائها مؤسسة وطنية بامتياز همها أمن الوطن والمواطن، لا تفرق بين مواطن وآخر ولا بين فئة واخرى، انما هي كما اردتها ايها الشهيد على مسافة واحدة من الجميع وها هو خلفك العميد عماد عثمان يقودها بكل جرأة وجدارة محققا مع فريق عمله الانجاز تلو الانجاز وها هم رفاق دربك في المؤسسة وفي الاخص ضباط شعبة المعلومات والذين طالما افتخروا بكونك رئيسهم وزميلهم واخاهم لا يزالون يستلهمون صورتك الماثلة في قلوبهم وتوجيهاتك الحكيمة الراسخة في اذهانهم للقيام بواجباتهم وتنفيذ مهامهم بكل ضمير مهني وبكل جدارة واحتراف، علهم يحققون طموحاتك وآمالك التي حلمت بها ليتحقق الامن والسلام في ربوع بلدنا الحبيب، وقد بذلوا في سبيل ذلك الغالي والرخيص وقدموا العديد من الشهداء على مذبح الوطن".

وتابع: "استذكر اللواء الوسام في ذكرى استشهادك كما في كل عام، وتفتقدك مؤسسة قوى الامن الداخلي في الملمات الجسام، كما يفتقد الوطن رفيقك دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رجل الوفاق والاعمار والسلام. اذ في مثل هذه الاوقات العصيبة نفتقد الرجال الرجال، وحيث يكون الوطن بأمس الحاجة للحكماء والعقلاء لينقذوه من كبوته ويجنبوه التهديدات وينؤون به عن متاهات الصراعات الدولية ومستنقع النزاعات الاقليمية ويبتعدون به عن المماحكات السياسية المحلية ودوامة الفراغ السياسي وجحيم الازمات المعيشية وغيرها من المخاطر والازمات التي تحيط بنا من كل حدب وصوب".

وراى ان "وطننا العزيز يمر بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة لعلها الاسوأ في تاريخه وتنعكس سلبا في الوضع الامني، وفي ظل هذه الظروف انطلق الحراك المدني على شكل تظاهرات في المناطق اللبنانية، وخصوصا في عاصمتنا بيروت، وفي هذا المجال اكدنا وما زلنا نؤكد باصرار وتصميم ان حرية التظاهر والتعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق المشروعة هي حريات مقدسة كفلها الدستور، ونحن ملتزمون باحترامها والدفاع عنها وحماية المتظاهرين ومواكبتهم وتأمين الظروف المناسبة لممارسة حقوقهم، كما اننا ملتزمون في الوقت نفسه بحفظ الامن والنظام وحماية عناصرنا وحماية الممتلكات الخاصة والعامة والمؤسسات الرسمية جميعها".

وتوجه الى "اخواننا في الوطن، سواء كانوا مشاركين في الحراك او غير مشاركين به، مؤيدين له ام غير مؤيدين له، ادعوهم ان يعوا خطورة المرحلة ويستذكروا تلك الاخطار التي تهدد الوطن بأسره، والتي تمثلت بفتن واعتداءات ارهابية وغير ارهابية تنوعت مصادرها وانتماءاتها، وننبه ان التهديدات لا تزال ماثلة امامنا وعلينا ان نبقى متنبهين وجاهزين لمجابهة مخاطرها الداهمة، فليحتكموا الى العقل وليعملوا لاعلاء المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار". واردف: "اعود للمناسبة لاستلهم من معنى الشهادة واستمد القوة من روح الشهيد وزملائه الشهداء الذين سقطوا قبله وبعده ومن تضحية عناصرنا وعناصر الجيش اللبناني المخطوفين وصمودهم ومن صبر ذويهم ومعاناتهم، لاعاهدكم باسم قوى الامن الداخلي ان الوطن عزيز على قلوبنا وهو امانة في اعناقنا واننا لن نبخل بالغالي والرخيص من اجل صونه وحماية ابنائه والمحافظة على حقوقهم وممتلكاتهم بكل ما اتانا الله من قوة". واكد "اننا لن نفرط ابدا بقيمنا الانسانية والوطنية والاخلاقية مهما كانت الظروف، وسنستمر بتوجيهات من وزير الداخلية نهاد المشنوق بالتنسيق والتكامل مع الجيش اللبناني وباقي الاجهزة الامنية، في سبيل تأمين الحد الاقصى من الامن والاستقرار والطمأنينة للجميع". كما توجه الى "اهلي واعزائي والدي الشهيد وزوجته وولديه والى اهل الشهيد المؤهل الاول احمد صهيوني بأحر المواساة القلبية، مؤكدا لهم ان الشهيدين باقيان في قلوبنا وضمائرنا واننا سنبقى اوفياء لهما ولدمائهما الزكية الطاهرة".

حمادة

والقى النائب مروان حمادة كلمة العائلة قال فيها "الحبيب وسام، ها نحن نلتقي في خاتمة ذكراك الثالثة. انت الذي افتديتنا بعدما عشنا في حماك لسنوات، قبل ان تطالك يد الغدر، تلك اليد التي اقتلعت بداية وبغفلة سنديانة لبنان الحديث وارزة استقلاله الثاني رفيق الحريري. سبقني في العام الماضي الى هذا المنبر الزميل والصديق مرسيل غانم ليروي تلقف سعد الحريري دموعه برسالة تبقى الاغلى عليه وحتما علينا: رسالة الوعد بالانتقام لوسام وكل الشهداء". وأضاف: "الليلة معكم، عن أنا ومازن ومجد وعن الوالد عدنان، لن اتحدث باسم عائلتك الصغيرة وآل الصهيوني المفجوعين فحسب بل باسم العائلة الاوسع، الاشمل، الاكبر، عائلة الشرفاء والاوفياء ، عائلتك اللبنانية والعربية. وسام، لم تحملني أنا ولم يحملني مازن ومجد آياتٍ من الشكر الخشبي ولا تعابير لوحية من الامتنان للحضور المواسي. حملوني رسائل لم يكتبوها لكنني اشعر انها تترجم مشاعرهم اليوم. أولى الرسائل - ان الامسية هذه ليست ،بعد اعوام ثلاثة، مناسبة لتكرار البكاء ولا لتجديد النحب. فمنذ استشهاد الرئيس وكوكبة الابطال الذين سقطوا والدموع تختلط بالدماء والاسى يتولد غضبا. غضب على ما آل اليه عداد الجريمة الذي لم يتوقف عن الدوران وغضب لانه لم يجد هذا العداد بعد من يختم الحساب وينجز المحاسبة.

الحبيب وسام، صحيح انك فككت اخطر الشبكات الاسرائيلية. وصحيح ايضا انك اوقفت بالجرم المشهود حامل المتفجرات الاسدية.

لكن الجريمة التي لم تغتفر لك هي نفسها التي تسببت لك ولي، للواء ريفي وللرئيس ميرزا ولآخرين مذكرات التوقيف الشهيرة، طبعا لاننا عملنا معا كل من موقعه على فك الغاز جريمة اغتيال رفيق الحريري". وتابع: "القصة كلها هنا، واضحة، فاقعة: الداتا وسحر وسر كشفها: حاولوا بداية منعها عن التحقيق ثم عن القضاء الدولي، تارة بالرسائل الرسمية الصادرة عن وزراء متواطئين مع النظام الامني وطبعا بالايعاز الى شركات الاتصالات بمحوها او التلاعب بها. احيانا أخرى بتشويه سمعة من كان يدقق فيها. وصولا الى اغتيال من وجد مفاتيح اللغز، الشهيد الشاب المبدع وسام عيد. وبعد محاولة فاشلة لرفض مشروعيتها أمام المحكمة الدولية جاء دور تهديد الشهود ونشر صورهم وعناوينهم على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون لارهابهم، ثم الايحاء عبر المحامين ان الارقام متداخلة او غير مثبتة. حاولوا كل شيء وفشلوا في كل شيء. بقي لهم الانتقام: قتل رأس التحقيق بعد مهندس التحقيق. وكأن غيابك عن لاهاي سيمنع ادانة قديسي السيد حسن من محترفي الجريمة المنظمة. استشهادك يا وسام لم ولن ينقذهم. هربوا اختبأوا، تلطوا، تحصنوا غيروا معالمهم، حذفوا ارقامهم، تنكروا لهوياتهم ولكنهم عرفوا، وكان هذا الاهم. وعرف من خلالهم القاتل المنفذ وصاحب الامر بالجريمة والمحرض عليها والمتدخل فيها والساكت عنها".

أضاف: "اذا كانت الارواح بيد الله، سبحانه وتعالى، نتساءل منذ عشر سنوات من فوض حزب الله حق اقتطاعها وازهاقها؟. انها حقا محنة تاريخية بدأنا نعيشها بمسلسل اغتيال نخبة من قادة لبنان لتشمل بعد ذلك نحر جماهير، فمذاهب، فطوائف، فاقاليم، فشعوب بكاملها على امتداد وطننا وامتنا وكأننا تحولنا من الخليج الى المحيط الى اضحية للجلادين الاسدي والفارسي، ومنذ ايام، الروسي". وقال: "الحبيب وسام، رسالتي الثانية هي برسم السلطة القضائية اللبنانية والدولية. هل قرار مجلس الامن الذي تناول الجريمة الاساس وبعض القضايا المرتبطة حتى كانون الاول 2005 اعفى الاجهزة والقضاء هنا وفي الخارج من مسؤوليات متابعة الملفات الاخرى؟. واين نحن منها؟. لبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد وفرنسوا الحاج وانت واحمد صهيوني ومحمد شطح مكان فيها.

وفي هذا السياق رواية بسيطة: التقيت منذ فترة، في مطار اوروبي كبير قضاة مكافحة الارهاب في فرنسا جان لوي بروغيير الذي كان يتولى ملف التحقيق في قضية سمير قصير. سألني: اين اضحت التحقيقات والمحاكمات في ملف الحريري وباقي شهداء ثورة الارز؟. أجبت باقتضاب: ننتظر انجاز المحاكمة الاولى وتقدم التحقيقات الملازمة. انتفض مستاء: كفى بحثا واستقصاء. الا يعرف القاصي والداني من هو المحرض ومن هو صاحب الامر ومن هو منفذ الجريمة؟. كفى. الجواب في دمشق وطهران.

من هنا الرسالة الثالثة الى حزب الله والى اسياده.

الآلة القاتلة هي هي. امتد نطاقها، توسعت رقعتها وتعمقت شهوتها للدماء. لبنان، سوريا، العراق، اليمن، البحرين، الشر المطلق يستهدف الآن كل الساحات، كل الفئات، كل الشعوب. من خطاب الى خطاب من مغامرة الى مغامرة، من موقعة الى موقعة، ظلوا على جوعهم. لم يشبعوا هيمنة ولم يوفروا ابتزازا ولم يتورعوا امام استفزاز، كأن كل شيء متاح. لم لا والصمت مطبق والمساومة سائدة والتسامح "غالب"؟. يقال لنا نحن ام الصبي. صحيح وبيو كمان. ولكن اين الصبي؟ هل بقي منه قطعة لتقسم وجزء ليشوه؟ ألم تبتر اعضاؤه؟ ألم يثخن جسمه بالجراح؟ ألم يزد نزفه غزارة؟ هل ننتظر من ولي الفقيه ان يرأف بنا بعد اغتيال ابرز رموزنا؟ أو نتوقع من عصابات الاسد ان ترحم من تبقى من السوريين خارج القبور والبحور؟ هل ننظر الى القيصر الذي غزا افغانستان واجتاح اوكرانيا وضم شبة جزيرة القرم واعتدى على جورجيا واسقط طائرات الركاب المدنية بصواريخه، ان يأتي الى سوريا بحل سلمي وديموقراطي؟ هل نأمل بعدْ شيئا من الغرب المتخاذل الذي عاقب صدام على سلاح دمار شامل لم يقتنِه وغض النظر عن استعمال بشار غازات سامة خزنها لاستهداف شعبه؟" وتابع: "بين قدسية مجرمي السيد وقدسية حرب القيصر، يستأهل شعبنا العربي وقفة عز. تريدونها سلمية فلتكن .اما استسلامية فلا والف لا.

من هنا رسالتي الاخيرة، موجهة مني وربما منكم الى الشيخ سعد. دولة الرئيس اشتقنالك. خسرت والدك البطل، صبرت وصبرنا . خسرت اقرب اصدقائك ومحبيك. صبرت وصبرنا. ظلم جمهورك واجتيحت بلداتك واحياؤك .صبرت وصبرنا. جازفت باملاكك وضحيت بمعظم ثروتك خدمة للناس ودعما للنضال السلمي . صبرت وصبر الجميع معك. عد الى لبنان. انت الحبيب وانت القائد بل انت الثورة قبل الثروة. وجودك بين محبيك في لبنان ثروة طائلة. عد لتقنع الخصم بأن مغامراته الحربية انتهت ومسيرته لا بد من ان تعود سلمية سلمية. عد لتقنع الصديق قبل العدو بان مناعتنا الوطنية مصانة لبنانيا، مدعومة عربيا محترمة دوليا. عد لنحقق معك الحلم بالحقيقة والسعي الى العدالة. ثلاث سنوات مرت على اغتيال اخيك وسام، عشر سنوات ونيف على اغتيال والدك الشهيد. ان عدت يعود من تركنا سياسيا في منتصف الطريق. ان عدت يعود من تخلف عنا في البيئة الشعبية.ان عدت نختار رئيسا ونحيي حكومة وننتخب مجلسا . ان عدت تعود الثقة لشعب لبنان وللعالم بمستقبل لبنان. ان عدت تمسح دموعا كثيرة بدءا بعيون أنا ومازن ومجد والوالد المفجوع عدنان وذوي أحمد صهيوني وجورجيت سركيسيان شهيدة الغدر والقدر، فبإسمهم وبإسمنا جميعا اقول لك نحبك، نريدك، ننتظرك". وختم: "آل الحسن، انسباؤهم وأقاربهم كما آل الصهيوني يعربون لصاحب الرعاية ولممثله الوزير الشجاع نهاد المشنوق ولكل الجمهور الحليف والصديق الذي شاطرنا الليلة هذه الذكرى اصدق مشاعر الامتنان والشكر والعرفان. رحم الله شهداءنا".

المشنوق

من جهته، رأى وزير الداخلية والبلديات أن "سنة ثالثة بلا وسام الحسن يعني سنة ثالثة صراحة أقل، نعم أعترف أنك يا أبا حيدر الأشجع في سؤالك الذي لم يستكن عمن قتل وسام الحسن، لكن السؤال بحد ذاته جواب لكل من يسمع، كيف يصير الوطن مقصلة والوطنية تهمة توجب حكم الاعدام. ما أسهل الكلام وما أصعب الصمت".

وقال: "لك جرأة السؤال ولنا ان ننكسر على ضعفنا أمامك، نعرف وتعرف أننا نعرف، ونعرف أنك تعرف أننا نعرف. لم يستقل القاتل المجهول المعلوم من لعبة الانتقام من كل عناوين النجاح التي كان وسام الحسن جزءا منها منذ أن بدأ ضابطا صغيرا الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولا الى الاشتباك اليومي مع قتلته، بالعقل والإرادة والمثابرة".

أضاف: "لن نستسلم ولو بقي واحدا منا يقاوم. وهناك الكثير من رفاقك في المعلومات التي يقوى عصب كفاءتها بضباطها وأفرادها وصباياها الذين يثبتون كل يوم أنهم قادرون على درب ما أسست وبنيت".

ولفت إلى أن "هناك الأكثر من جمهور الشهيد رفيق الحريري، الممسكين برمزية "وجه السعد" في وطنيته وعروبته يحملون معه جمرة المسؤولية لكنهم لم ولن يستسلموا مهما جارت عليهم الواقعية السياسية. ليس هذا تبرعا لك يا وسام بل اعتراف أنك الأول في كشف شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان وسوريا وفي داخل "حزب الله" نفسه، ولأنك الأول في مواجهة الارهاب ولأنك الأول في ضرب مخطط سماحة - المملوك ولأنك الأول في كشف هوية قتلة الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، ولأنك الأول في مسؤوليتك الوطنية دون انحياز ".

وتابع: "لهذا كله شطبوك من المعادلة اغتيالا لأنهم في بنيانهم الأساسي هاربين من الوطنية رافضين للعدل، متنكرين للعروبة، يخجلون من الكفاءة. لكنني من على منبر ذكراك يا وسام أقول لكل القتلة نحن لكم بالمرصاد والعدالة بإنتظاركم مهما ابتعدتم أو اقتربتم.

وأردف: "الآن جاء دور الاغتيال المعنوي للدولة ورموزها ماضيا وحاضرا، وأبدأ هنا بالحديث عن الحراك "المدني السلمي"، أقول بكل صراحة، إن عناوين الحراك المدني هي عناوين كل اللبنانيين، إلا إذا أراد لنا البعض أن نصدق أن الانقسام هو بين من يرغب في العيش في ظل أكوام النفايات ومن لا يرغب في ذلك"، معتبرا أن "هذه العناوين هي عناوين حق للمواطنين بصرف النظر عن إنتماءاتهم، والتعبير عن المظالم بشأنها حق مشروع وليس منة من أحد بل هو مسؤولية وطنية وسياسية وإجتماعية، وهذا الكلام ليس للتهرب من أي مسؤولية، لاسيما أنني أخذت على عاتقي الخوض في ملف ليس من صلاحياتي هو ملف إيجاد خطة لمعالجة النفايات معاونا الصديق أكرم شهيب بالإضافة الى شخصيات عاقلة من المجتمع المدني والخبراء البيئيين، ووصلنا الى خطة متكاملة وبمواصفات أفضل بكثير مما كان سائدا وجزء من الفضل في ذلك يعود للحراك".

وتساءل: "من يعطل هذه الخطة؟ ببساطة شديدة هذه الخطة تحتاج الى مراسيم والمراسيم تحتاج الى تواقيع والتواقيع تحتاج الى إجتماع مجلس الوزراء المطلوب منه أن يوقع مجتمعا بالوكالة عن رئيس الجمهورية. وبالتالي الجميع مدعو للسؤال عن الجهة التي تمنع إنعقاد مجلس الوزراء وتأخذ المؤسسات الدستورية رهينة للصراع السياسي".

وشدد على أن "التعميم المطلق ورفض الحلول والقنص على التسويات فهو بكل صراحة كلام حق يراد به باطل. ليسمعوني جيدا، أنني من موقعي الوزاري لن أتراجع عن أي إلتزام يتصل بحماية حق التعبير السلمي ولكنني ألتزم من دون تردد مسؤوليتي في مواجهة الفوضى ومنعها بحزم وبكل الادوات القانونية المتاحة".

ولاحظ المشنوق أن "بعض الحراك، أو بعض المستثمرين فيه يستكملون عبر أوجاع الناس مشروعهم الدائم والقاضي بتشويه كل ما أنتجته تجربة الرئيس الشهيد، وهذا أمر سنواجهه بكل ما أوتينا من عزم ووطنية لأننا ببساطة نعتبر أن شطب إرث رفيق الحريري هو شطب للنمو والحداثة والازدهار والاستقلال والدستور والمؤسسات حتى لا أقول محاولة لشطب الوطن. صحيح ما في حدا أكبر من بلدو بس في حدا قد بلدو ع التمام ورفيق الحريري رجل بحجم وطن وبحجم بلاد وشطبه هو شطب للدولة الحديثة. هذا ما لن نسمح له مهما كانت التضحيات ولا يراهن أحد على صبرنا بعد الآن ".

وعن الوضع الحكومي قال: "لقد دخلنا الى هذه الحكومة، ودم شهيد آخر على الارض هو الوزير الشهيد محمد شطح. دخلنا على قاعدة ربط النزاع مع حزب الله، وعلى قاعدة أن عناوين الإشتباك الكبرى، من مصير السلاح الى القتال في سوريا دفاعا عن نظام قاتل، هي عناوين مجمدة. لا يستطيع حزب الله فرضها على البلد ولا نستطيع منعه من الذهاب بها وحيدا خارج قرار المؤسسات والدولة. كان القرار أن هناك ملفات عالقة تهم الناس والمواطنين ينبغي معالجتها حرصا على ما بقي من هيكل للدولة وللمؤسسات ولشروط العيش في بقية هذا الوطن".

وإسترسل: "ها هي الحصيلة أمامكم. لا المؤسسات تعمل ولا الأمن مصان في البقاع ولا الخدمات تقدم للمواطنين، أجلنا المواضيع الكبيرة علنا ننجح في متابعة المواضيع الصغيرة وإذ بنا نعود الى المربع الاول، مربع التعطيل وخطف المؤسسات ورهن الدستور للاجندات الشخصية ومغامرات الحاق لبنان بكل ما يناقض مصالحه وهويته وعروبته. لا أقول هذا الكلام رغبة في أي تصعيد مجاني، أو إستعراض سقف عال، في وقت لم يتبق فيه سقف فوق الوطن سوى سقف الامنيات أن يظل العالم متفق على الاستقرار".

أضاف: "لكن أقول ومن موقعي كوزير في هذه الحكومة ومن موقع الانتماء السياسي، لن يقبل الرئيس سعد الحريري ولن نقبل معه بأن يتحول ربط النزاع الى ربط للوطنية وربط للضمير وربط للالسن عن قول الحق والحقيقة".

وتابع: "إسمحوا لي أن أدعي أمامكم أنني من أكثر الوزراء الذين راهنوا بصدق وربما بسذاجة على نجاح هذه الحكومة، ولم اترك بابا إلا طرقته ولم اترك لقاء الا عقدته ولا إتصالا الا أجريته بغية العبور الى إنجاز أمني يرمم ثقة اللبنانيين ببعضهم البعض وبوطنهم وبدولتهم. قبل عام وقفت هنا وقلت مش ماشي الحال، مطالبا حزب الله برفع وصايته عن الفلتان الأمني في البقاع لصالح خطة تعطي أهلنا في البقاع الأمن والأمان".

وتساءل: "ماذا كانت النتيجة؟ ها هي الخطة الأمنية في البقاع، لا تزال حبرا على ورق ووعودا في الفضاء وكلاما معسولا عن رفع الغطاء السياسي. وما قلته عن مربعات الموت والفلتان الامني يتظاهر من جرائه أهل بعلبك الذين ضاقوا ذرعا بالزعران والسلاح غير الشرعي وأمراء الزواريب وعناتر الاحياء".

وذكر المشنوق بأنه "في الذكرى الثانية لإستشهاد وسام الحسن قلت إننا لن نكون صحوات في خدمة أي مشروع أو جهة، وأقول اليوم إن التعامل السياسي مع الخطة الامنية هو محاولة لن تمر لتحويلنا الى صحوات وتكريس قاعدة أن هناك ناس بسمنة وناس بزيت او اولاد ست واولاد جارية، لأ، مش ماشي الحال، ربما ظن من يظن أنه يستنزف رصيد نهاد المشنوق ورصيد التيار الذي يمثله في الحكومة، بإظهاره أمام جمهوره وأهله وبيئته ، مستقويا عليهم وعاجزا أمام خصومهم. برافو. عظيم".

وقال: "أما النتيجة الحقيقية الوحيدة لهذا العقل الشاذ فهي إستنزاف الوطن وشروط العيش المشترك فيه ودفع الناس الى خيارات التطرف. لذلك إنني أعلن من على منبر الشهداء أن بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة من الحكومة التي اردناها ربطا للنزاع وأرادوها ربطا للوطنية والضمائر، وخطوة أولى أيضا للخروج من الحوار الذي أردناه صونا لسلم الأهلي، فإذا بنا نتحول إلى شهود زور على حساب مسؤولياتنا الوطنية، ليكن معلوما، لقد أخطأتم العنوان ككل مرة، فليس جمهور رفيق الحريري وليس عصب سعد الحريري من يربط ضميره ووطنيته وإرادته".

وعن الرئيس القوي، قال: "في شي دارج اليوم بالبلد" إسمه الرئيس القوي، على إعتبار أن المطالبة بهذا الرئيس هو حق مكتسب ومجرد معاملة بالمثل كبقية الطوائف التي تختار الاقوى فيها، وهذا محض اختلاق وافتراء، لو أن الأقوى في طائفته هو من يتبوأ المنصب الموكل للطائفة لما كان الكثير من الرؤساء في مواقعهم سابقا وحاليا وبالطبع لاحقا. وأنا لست ممن يخفون إنحيازهم للقيمة الوطنية التي يمثلها الرئيسان نبيه بري وتمام سلام وتحديدا لعروبة الرئيس بري. لكن قوتهما لا تنبع من أنهما الاقوى في طائفتيهما بل من قبول الطوائف الأخرى لهما".

وجزم بأن "بواب النظام اللبناني يا دولة الرئيس الصديق العماد ميشال عون ما بتفتح بمنطق "الكسر والخلع" مع أنها اللغة السائدة بكل العناوين، آخر هذه العناوين المضي بإعتقال مجلس الوزراء وتعطيله بعدم الحضور قبل تعيين قائد جديد للجيش. نعم يجب تعيين قائد جديد للجيش. ولكن أولا يجب إنتخاب رئيس للجمهورية نعيد من خلال إنتخابه إنتظام المؤسسات وإنتظام الدولة فتصبح كل التعيينات تحصيلا حاصلا. وحتى يقتنع من يقتنع بالإفراج عن نصاب جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية، بغير منطق الكسر والخلع، سنبقى على ثقتنا بالأداء الوطني المشرف لقائد الجيش العماد جان قهوجي وباللواء إبراهيم بصبوص الناسك في مهامه ونزاهته ووطنيته حتى اللحظة الأخيرة من ولايتهما، فتحية ثقة كبيرة بحجم الوطن للجيش وللقوى الامنية".

ولاحظ أننا "نسمع كلاما في لبنان في مناسبات يفترض أنها للحض على الايمان والتقوى والورع، فنجد أن نغمة التخوين تزدهر بعد أن ظننا أن المنطق وجد طريقه الى بعض النفوس المتوترة. وعادت نغمة إخراج لبنان من عروبته وعمقه الاستراتيجي الحقيقي عبر الالتحاق بحملات تطال المملكة العربية السعودية، آخرها الحملات من باب حادثة الحج، بلغة هي اشبه بإعلان حرب خطابية، بالوكالة عن إيران".

وإعتبر أنه "من غرائب ما سمعته بهذا الخصوص تشبيه ما حصل في مناسك الحج بحادثة كربلاء، وهي مبالغة وكيدية تسيء لمعنى وقيمة شهادة الإمام الحسين قبل الاساءة لأي طرف او جهة او دولة. والأغرب ان هذه الحملات تجد من يناقضها في إيران نفسها ومن كبار اهل الحكومة والنظام هناك. وهذه مناسبة لتقديم واجب العزاء لكل أهالي الشهداء الأبرار الذين قضوا في مكة المكرمة".

وأكد أن "هذه الحملات لا تخدم من تظن انها تخدمهم ونتيجتها الوحيدة نزيف يصيب خزان الصبر العربي على لبنان وخزان الانحياز العربي لهذا البلد ومشاكله الكثيرة ومتطلباته. إن كل هذا الضجيج الفارسي المدبلج الى العربية لن يعيد عقارب الصحوة العربية الى الوراء في اليمن اليوم وفي سوريا بموازاته وبعده".

وتابع: "لم يعد هناك مجال للالتباس وإختلاط الامور. فالحلال بين والحرام بين كما يقال. وحلال لبنان هو في عروبته التي لا تتحقق بالإساءة الى العرب وأمنهم القومي وأمن مجتمعاتهم وسلامة شعوبهم كما ظهر في خلية الكويت وخلية البحرين حيث عشرات الأطنان من المتفجرات والأسلحة للتخريب لصالح المشروع الإيراني".

وأشار الى أن "خلية الكويت أكان صلة البعض بها صلة عملية من باب التدريب ام سياسية من باب التأييد، هي اعتداء على لبنان قبل الكويت ومثلها خلية البحرين ومثلها الصراخ بحق مملكة الحزم، المملكة العربية السعودية. بإختصار لن ينكسر السيف السعودي طالماأن نصله عربي عربي عربي".

واعتبر ان "أصعب الأمور على الذين يريدون حفظ انسانيتهم وكرامتهم هو الصبر على الشدائد، لقد فقدنا الرئيس رفيق الحريري وعشرات الشهداء الآخرين لكن هذا ليس قدرا وإلغاء العروبة ليس قدرا أيضا".

ورأى أن "التطرف يستولد التطرف المقابل، لكننا سنظل على إعتدالنا وصمودنا، أول شروط الصمود هو تقدير شهادة الشهداء وعدم التنكر لما ماتوا من أجله "، لافتا إلى أن "شهداءنا حياة لنا، وبقدر ما تبقى الشهادة في ضمائرنا يبقى لبنان وعيشه الواحد والحياة الحرة التي يسعى من أجلها شبابنا، مؤكدا أن لبنان في خطر وكل ما يطلبه منا شعبنا أن نتواضع وأن نكف عن الأوهام أن لبنان هو مركز صراعات العالم أو أننا قادرون على تقرير مصائر المنطقة ورسم خرائطها".

وختم: "من لا يتعظ ، أذكره بفاجعة عائلة صفوان التي غرق ثمانية منها بالأمس في "مقبرة البحر" بحثا عن حياة أفضل، هل هناك من دعوة أقسى الى التواضع من هذه العائلة؟ رحمهم الله وأهدانا جميعا حسن السبيل، الوزير حمادة تحدث عن الرئيس سعد الحريري وأنا أتبنى جميع ما قاله وأدعوه للعودة، عشتم ، عاشت قوى الأمن الداخلي، عاش لبنان".

وتخلل الحفل عرض تقرير مصور عن انجازات اللواء وسام الحسن.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إصابة العشرات بمواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في "جمعة الثورة"

فلسطينيون يحرقون «مقام يوسف» المقدس لدى اليهود في نابلس

السياسة/17 تشرين الأول/15/القدس – وكالات: أضرم فلسطينيون النار في «قبر يوسف»، المقام المقدس لدى اليهود بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية فجر «جمعة الغضب» التي دعت اليها الفصائل الفلسطينية من خلال المشاركة في تظاهرات اثر صلاة الجمعة، فيما عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا عاجلا بشأن أعمال العنف. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن عشرات الشبان اقتحموا «قبر يوسف» المتاخم لمخيم بلاطة شرق نابلس والذي يقع في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية. وأشارت إلى أن الفلسطينيين أضرموا النار فيه مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، ما أدى إلى احتراقه من الداخل، مضيفة إن فرق الإطفاء التابعة لبلدية نابلس سيطرت على النيران، في حين ذكر شهودأن الشبان رفعوا العلم الفلسطيني على سطح المقام. وأكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنير، أن الجيش «سيتخذ التدابير اللازمة كافة لتقديم مرتكبي هذا العمل إلى العدالة وترميم الموقع ليعود إلى حالته السابقة وضمان عودة حرية العبادة الى قبر يوسف». من جانبه، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اضرام النار بـ»العمل المدان والمرفوض»، وأمر «بتشكيل لجنة تحقيق فورية في ما جرى»، مطالبا بإصلاح الأضرار. ويشكل «مقام يوسف»، كما يسميه الفلسطينيون، بؤرة توتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ الاحتلال الاسرائيلي لنابلس العام 1967.

ويؤكد الفلسطينيون ان الموقع، وهو أثر اسلامي مسجل لدى دائرة الاوقاف الاسلامية وكان مسجدا قبل الاحتلال الاسرائيلي، يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات. في المقابل، يعتبره اليهود مقاما مقدسا ويقولون إن عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان، الأمر الذي يراه الفلسطينيون تزييفا للحقائق هدفه سيطرة اسرائيل على المنطقة بذرائع دينية. ويزور المستوطنون الموقع عادة بحماية من الجيش الاسرائيلي وبتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وفي كل مرة تفرض فيها زيارة المستوطنين للمقام تغلق القوات الاسرائيلية المنطقة المحيطة به وغالبا ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين. وفي نيويورك، عقد أمس، اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي دعت اليه الأردن العضو في المجلس للبحث في التطورات في اسرائيل والاراضي الفلسطينية. ميدانياً، أصيب أمس، عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، خلال تفريق الجيش الإسرائيلي لمسيرات «جمعة الغضب»، في الضفة الغربية المحتلة. ودعت الفصائل الفلسطينية الى تنظيم تظاهرات بعد صلاة الجمعة، بعد أسبوعين على تصعيد أعمال العنف في القدس والضفة الغربية وصولا الى قطاع غزة. واعلنت الشرطة الاسرائيلية مساء أول من أمس، السماح فقط للرجال الذين تجاوزوا الأربعين بالصلاة في المسجد الأقصى «في اطار اجراءات لمنع تنفيذ أي هجوم ارهابي». وانتشر جنود الجيش الاسرائيلي بكثافة في القدس وكذلك عناصر الشرطة وحرس الحدود حاملين بنادقهم على أكتافهم ويراقبون الساحات العامة والتقاطعات ومحاور الطرقات الكبرى ويجولون في أماكن لم يكن من المعتاد مشاهدتهم فيها. وأغلقوا بعض الشوارع المؤدية الى المسجد الاقصى، فيما من المفترض ان يتم نشر 300 جندي اضافي غداً في القدس لتعزيز الشرطة. وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن «خمسة آلاف فلسطيني فقط، تمكنوا من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، فيما أدى المئات الصلاة في الشوارع القريبة من المسجد». إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، ليل أول من أمس، 13 فلسطينيا بالضفة الغربية، فيما قتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي، بعد طعنه جنديا قرب مستوطنة كريات اربع القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة، كما توفي شاب آخر شمال قطاع غزة متأثرًا بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع جيش الاحتلال.

 

كيري يزور الشرق الأوسط في الأيام

السياسة/17 تشرين الأول/15/واشنطن – أ ف ب: أكد وزير الخارجية الأميركية جون كيري، انه سيزور الشرق الأوسط «في الايام المقبلة» لمحاولة ارساء تهدئة، بعد توتر الأوضاع بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال كيري في خطاب بجامعة انديانا في الشمال «آمل زيارة المنطقة في الايام المقبلة ونحن ما زلنا ملتزمين بقوة دعم الجهود الرامية لتهدئة الوضع». وأضاف «ندين بقوة هذه الهجمات ضد مدنيين ابرياء. سنواصل دعمنا لحق اسرائيل في الدفاع عن وجودها»، مشدداً على أهمية «عودة الهدوء مجددا في أسرع وقت ممكن». إلى ذلك، يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء المقبل في برلين المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، بعد أن كان الغى زيارة مقررة مطلع أكتوبر الجاري بسبب العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين

 

هجرة اليهود إلى إسرائيل في أعلى مستوياتها منذ عشر سنوات

السياسة/17 تشرين الأول/15/القدس – أ ف ب: أعلن وزير الهجرة الإسرائيلي زئيف ألكين أن «نحو 03 الف مهاجر يهودي جديد سيصلون إلى إسرائيل في العام الجاري»، وهو الرقم الأعلى منذ عشر سنوات. وتحدث ألكين لدى تقديمه التقرير السنوي لوزارته أمام لجنة الهجرة في البرلمان الإسرائيلي، عن زيادة بنسبة 61 في المئة مقارنة بالعام 4102، الذي شهد وصول 88472 مهاجراً يهودياً إلى إسرائيل. وأشار إلى أن العدد الأكبر من المهاجرين جاء من فرنسا مع زيادة بنسبة 811 في المئة في عامين، متوقعاً أن يبلغ عددهم في العام الجاري، نحو 0057 مهاجر مقابل 5896 في العام 4102، و0443 مهاجراً في العام 3102، مضيفاً أن فرنسا احتلت في العام 4102، للمرة الأولى المرتبة الأولى في الدول المصدرة للمهاجرين اليهود إلى اسرائيل، منذ إعلان قيام إسرائيل في العام 8491. وتوقع أن تستقبل إسرائيل 0017 يهودي أوكراني في العام 5102، بزيادة بنسبة 052 في المئة منذ عامين، و0036 يهودي روسي و0092 يهودي أميركي.

يشار إلى أن ثلاثة ملايين يهودي هاجروا منذ العام 8491، من مختلف دول العالم إلى إسرائيل، سواء بداعي مناصرة السياسة الصهيونية او بداعي الهرب من اضطهاد.

 

أنقرة أسقطت طائرة اخترقت مجالها من سورية وموسكو أكدت سلامة طائراتها

جيش الأسد يطلق عملية برية بريف حلب بتغطية جوية روسية

نحو ربع مليون قتلوا خلال خمسة أعوام من الحرب السورية بينهم 74 ألف مدني

روسيا تعلن قصف 380 هدفا لـ»داعش» وترجح استخدام سفنها بالمتوسط لضرب التنظيم

السياسة/17 تشرين الأول/15/عواصم – وكالات: وسع الجيش السوري عملياته العسكرية البرية ضد الفصائل المقاتلة مطلقاً حملة جديدة في الشمال بتغطية جوية روسية، في حين ارتفعت حصيلة قتلى النزاع في هذا البلد الى نحو ربع مليون شخص. وتتزامن هذه التطورات الميدانية مع إعلان تركيا إسقاط طائرة مجهولة انتهكت أجواءها قرب الحدود السورية. وبدأ الجيش السوري، أمس، عملية برية جديدة في ريف حلب الجنوبي تضاف إلى حملات أخرى وسط وشمال غرب البلاد. وأعلن مصدر عسكري ميداني، «انطلاق عملية عسكرية كبرى في ريف حلب الجنوبي بمشاركة الحلفاء والأصدقاء»، مشيراً إلى أن «الحلفاء» هم الروس و»الأصدقاء» هم الايرانيون و»حزب الله»، ومؤكداً السيطرة على «عدد من قرى ريف حلب الجنوبي الغربي». وأصدرت القيادة الموحدة لعمليات حلب بيانا لابلاغ السكان بدء العمليات «بهدف تحريركم من الجماعات الإرهابية المسلحة»، محذرة من أن «أي تعاون أو إيواء للمسلحين يعتبر هدفا للقوات المسلحة»، أما «من يرفع الراية البيضاء فهو آمن». وأوضح مصدر سوري ميداني أن العملية بدأت «انطلاقا من ريف حلب الجنوبي باتجاه القرى الواقعة تحت سيطرة المسلحين في الريف الغربي والجنوبي الغربي»، وهي تدور على «أربعة محاور، خان طومان وجبل عزان والوضيحي وتل شغيب، وسط غطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية والسورية» يرافقه قصف مدفعي. من جانبه، أشار المرصد السوري لحقوق الانسان، إلى أن «قوات النظام تقدمت لتسيطر على قريتي عبطين وكدار» جنوب مدينة حلب، لافتاً إلى أن حصيلة قتلى النزاع السوري الدموي بلغت في عامه الخامس نحو ربع مليون شخص، بينهم 74426 مدنيا، منهم 12517 طفلا و8062 امراة. إلى ذلك، شنت الطائرات الحربية الروسية «عشرات» الغارات خلال الساعات الـ24 الماضية في تلك المنطقة واستهدفت أساسا قريتي الحاضرة وخان طومان وبلدات اخرى في محيطها، وهي مناطق تحت سيطرة فصائل مقاتلة واسلامية بينها «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية.

وأعلنت موسكو، أمس، عن قصفها نحو 380 هدفا لتنظيم «داعش» منذ بدء الحملة الجوية في 30 سبتمبر الماضي، فيما قال مسؤول عسكري روسي الجنرال أندريه كارتابولوف، إن بلاده قد تستخدم سفنها في البحر الأبيض المتوسط لاطلاق صواريخ على متشددي «داعش» في سورية.

يشار إلى أن العملية البرية في حلب جاءت بعد يوم على أخرى في ريف حمص الشمالي، حيث قتل 43 شخصا بينهم ثمانية اطفال، أول من أمس، نتيجة المعارك والغارات الروسية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، «قتل ثمانية أطفال و22 امرأة و13 مدنيا فضلاً عن 17 مقاتلا في اليوم الاول من العملية العسكرية لقوات النظام بريف حمص الشمالي»، مشيرا إلى أن القتلى سقطوا نتيجة يوم طويل من الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة ترافقت مع قصف مدفعي وغارات شنتها الطائرات الروسية.

وأكد استمرار الاشتباكات في محيط مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي ترافقها غارات روسية على مناطق عدة. ويبدو أن الهدف من العمليات يتمحور بشأن تأمين طريق حلب دمشق الدولي الذي ينطلق من جنوب مدينة حلب ليمر من محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وصولاً إلى حمص (وسط) فدمشق.

وقال مصدر عسكري «يتجه الجيش السوري نحو قرية التمانعة في ريف حماة الشمالي بعد سيطرته على تل مرعي الواقع على الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب، وذلك بتغطية جوية روسية». وبعيدا عن الجبهات البرية، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اسطنبول، أن ما يجري في سورية حرب استقلال يخوضها الشعب السوري، ونحن ندعم السوري. إلى ذلك، أعلن الجيش التركي، أمس، أن طائراته اسقطت طائرة من دون طيار، انتهكت المجال الجوي التركي قرب الحدود السورية. وذكرت هيئة أركان الجيش ان الطائرة اسقطت «طبقا لقواعد الاشتباك من قبل طائرات تابعة للجيش التركي «بعد تحذيرها ثلاث مرات»، وذلك بعد إعلان أنقرة مراراً في الفترة الأخيرة، أن طائرات روسة انتهكت مجالها الجوي. في المقابل، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنكوف، أن كل الطائرات الروسية التي تعمل في سورية عادت الى قاعدتها الجوية في حميميم، كما أن الطائرات من دون طيار التي تراقب الوضع وتجمع المعلومات، تعمل بشكل طبيعي. من جانبه، قال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تشتبه في أن الطائرة روسية.

 

هولاند: التدخل الروسي في سورية لن ينقذ الأسد

السياسة/17 تشرين الأول/15/بروكسل – أ ف ب: اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن التدخل العسكري الروسي في سورية لن ينقذ رئيس النظام السوري بشار الأسد. وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة أوروبية في بروكسل، ليل أول من أمس، إن «التدخل الروسي قد يرسخ النظام، لكن لن ينقذ بشار»، مضيفاً انه يجب «التحرك باقصى سرعة ممكنة نحو عملية انتقالية سياسية» في سورية. وأعرب عن أسفه لكون القصف الروسي لا يساهم في «الحرب على الإرهاب ضد داعش». على صعيد متصل، اتهم قادة دول الاتحاد الأوروبي نظام بشار الأسد بالمسؤولية عن التسبب بكارثة في سورية، مشددين على أنه لا يمكن الوصول إلى سلام دائم في ظل حكمه. وحملوا في بيان، نظام الأسد «المسؤولية الكبرى عن حالات الوفيات الـ250 ألفاً التي نتجت عن الصراع في سورية والملايين من المشردين»، مؤكدين أنه «لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في سورية في ظل القيادة الحالية وقبل أن تتم معالجة المظالم والتطلعات المشروعة لمكونات المجتمع السوري كافة». وأكدوا التزام الاتحاد الأوروبي بالمشاركة الكاملة في إيجاد حل سياسي للصراع السوري بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة ودول المنطقة كما دعوا الأطراف المعنية كافة إلى العمل في هذا الشأن.

 

بوتين: نحو سبعة آلاف من روسيا و»المستقلة» يقاتلون مع الإرهابيين

السياسة/17 تشرين الأول/15/كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن عدد مواطني روسيا وغيرها من بلدان «رابطة الدول المستقلة»، الذين يقاتلون مع التنظيمات الإرهابية يتراوح بين خمسة وسبعة آلاف شخص. ونقلت مواقع إلكترونية عدة عن بوتين قوله في كلمة أمام مجلس قادة «رابطة الدول المستقلة» الذي انعقد في بوراباي في كازاخستان، «إننا بالطبع لا نستطيع السماح لهم (الإرهابيين) بأن يستعملوا الخبرة التي يكتسبونها بسورية في الوقت الراهن في ديارنا مستقبلاً». وأشار إلى إجراء محادثات مع السعودية والإمارات ومصر والأردن وإسرائيل بشأن سبل مكافحة التطرف، مضيفاً «إننا نحاول إقامة التعاون مع الولايات المتحدة وتركيا لمكافحة الإرهابيين والمتطرفين». ولفت إلى تحقيق تقدم في مجال تنسيق الخطوات والجهود لمكافحة الإرهابيين في هذه المنطقة، داعياً جميع الأطراف المعنية إلى الانضمام إلى عمل مركز التنسيق المعلوماتي في بغداد. وخلال القمة أعلن بوتين أن العملية الروسية في سورية محكومة زمنياً بالعملية الهجومية التي ينفذها الجيش السوري، مؤكداً أن سلاح الجو الروسي حقق نتائج ملموسة في سورية. وأضاف «حقق عسكريونا نتائج ملموسة بضربهم أهدافاً حددت بالتنسيق مع السوريين من الجو والبحر وتم تدمير العشرات من مراكز القيادة ومخازن الذخائر وتصفية مئات الإرهابيين وكمية كبيرة من الآليات العسكرية»، مشيراً إلى أن «سلاح الجو الروسي والوسائل الأخرى تستخدم في سورية وحدها لمكافحة الإرهاب». وأكد زيادة أهمية التعاون في إطار الرابطة في مجال مكافحة الإرهاب، قائلاً «يجب ضمان العمل الفعال لمركز مكافحة الإرهاب التابع لرابطة الدول المستقلة ومواصلة تنسيق عمل الاستخبارات والقيام بتبادل المعلومات بشكل دائم. ومن المهم للغاية أن نراقب بانتباه الوضع على الحدود الخارجية للرابطة». وطالب «رابطة الدول المستقلة» بأن تكون مستعدة للتصدي لمحاولات الإرهابيين التسلل إلى آسيا الوسطى من أفغانستان، مشيراً إلى أن «الوضع (في أفغانستان) على وشك أزمة بالفعل ويزداد نفوذ إرهابيين من مختلف الأنواع، ولا يخفون خططهم للتوسع في المستقبل». وأوضح أن «بلدان رابطة الدول المستقلة ستتمكن من تأسيس مجموعة من أجهزتها المعنية بحراسة الحدود وغيرها من أجل تسوية الأزمات على الحدود».

 

اتفاقات بين «داعش» والنظام لإدارة المنشآت النفطية

السياسة/17 تشرين الأول/15/كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير، أمس، عن اتفاقات بين النظام السوري وتنظيم «داعش» على إدارة المنشآت النفطية وصيانتها، واقتسام إنتاج الطاقة. وأشارت الصحيفة إلى أن 90 في المئة من الطاقة الكهربائية في سورية مصدرها الغاز، وأن «داعش» يسيطر على ثماني محطات لتوليد الطاقة، منها ثلاث تعمل بالمياه، فضلاً عن أكبر محطة لإنتاج الغاز في سورية. وأكد أن النظام اتفق مع «داعش» على اقتسام إنتاج محطة توينان بحصة 50 ميغاوات للنظام، و70 ميغاوات للتنظيم، مشيراً إلى أن النظام يعمد إلى إرسال عاملي الشركات من السنة إلى المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، وكل من يرفض يفقد وظيفته.

 

بروجردي التقى سلام وباسيل ونصرالله وأكد دعم إيران للحوار بين الفرقاء

لبنان: جلسة متوقعة للحكومة الثلاثاء المقبل مخصصة للنفايات

بيروت – «السياسة»: هل تذهب الحكومة إلى نقطة اللاعودة، بعد الجلسة التي ستعقدها مبدئياً الثلاثاء المقبل، المخصصة لإقرار خطة النفايات، رغم استمرار رفضها من الفعاليات العكارية واعتصام شبان من قرى محيط سرار أمس، أمام مقر «تيار المستقبل» على مفرق بلدة خريبة – الجندي في إطار حملة «عكار لعيونك توحدنا»، رافضين نقل النفايات إلى عكار، ومؤكدين أن المطمر لن يبصر النور، أم أن طائر الفينيق اللبناني سينبعث مبدعاً حلولاً لأزماته المتناسلة التي باتت من يومياته التي لا فكاك منها رغم كل التشنجات في البلد؟ مع أن المؤشرات لا توحي بكثير تفاؤل بإمكانية إحداث خرق في جدار الأزمة، بعد تصعيد النائب ميشال عون، في وقت رجح الوزير رشيد درباس «امتناع الرئيس تمام سلام عن توجيه الدعوات لعقد جلسة للحكومة بغياب أحد المكونات الأساسية». إلى ذلك، سلطت حادثة مصرع إثني عشر فرداً من عائلة آل صفوان اللبنانية غرقاً على الشواطئ اليونانية لدى محاولتها الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، الضوء على ملف هجرة اللبنانيين، فبعد المعلومات عن وصول مجموعة جديدة من شبان طرابلس يقدر عددهم بـ 52 شخصاً إلى الشواطئ اليونانية بالسلامة هذه المرة بعد انطلاقهم من أزمير بحراً عبر «قوارب الموت»، ذكرت معلومات أن إحصاء أجري لأعداد من هاجر من اللبنانيين بهذه الطريقة فتبين أنه 1650 مواطناً من طرابلس فقط. وطلب الرئيس سلام من الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير إجراء الاتصالات اللازمة لنقل جثث ضحايا عائلة صفوان وإعادة الأحياء منهم. والتقى سلام في السراي الحكومي أمس، رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، الذي عبر عن «دعم إيران للحوار الوطني بين الفرقاء»، معرباً عن أمله «أن يؤدي لتحقيق الأهداف». كما التقى بروجردي أيضاً الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ورئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد، ووفداً من الفصائل الفلسطينية في بيروت. وذكر «حزب الله» في بيان، أمس، أن «نصر الله وبروجردي بحثا في آخر التطورات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، بمشاركة السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي». وكان نصرالله وجه في أول يوم من أيام عاشوراء، تهديداً مبطناً ضد شركاء الوطن، معتبراً أنه هو من يبقي على الحكومة، ومعلناً عن ستراتيجية جديدة للإبقاء على السلاح لمواجهة تهديد الإرهاب، ولم يفته أن يجدد القصف على السعودية، متهماً إياها «بالتلكؤ والإهمال المتعمد في قضية حجاج منى». من ناحية ثانية، وفي ما يشبه «الخطة ب»، لتعويم العميد شامل روكز، بعد فشل «الخطة أ» المتمثلة بترقيته إلى رتبة لواء، تحدث روكز في وقفة تضامنية معه أقامها مناصرو «التيار الوطني الحر»، في إشارة واضحة إلى نيته خوض غمار العمل السياسي، فقال «أنا لن أتقاعد، فالنضال وحب الوطن لا يقف عند بزة أو منصب أو وظيفة، وسيكون بيننا أكثر من لقاء». وفي ما يتصل بقضية موقوفي الحراك المدني، وافق قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا على طلبات إطلاق سراح ثلاثة موقوفين هم فايز ياسين ورامي محفوظ وحسين ابراهيم مقابل كفالة مالية قدرها 100 ألف ليرة، لكنه رد طلبي إطلاق سراح كل من وارف سليمان وبيار حشاش، ما دفع عدداً من شبان الحراك على قطع الطريق أمام المحكمة العسكرية. وقال محامو الحراك المدني إن «الملف بات سياسياً ولم يعد قضائياً ولن نترك لمجموعة تدافع عن سلطة فاسدة أن تضع الناس في السجون». وبرر أبو غيدا الإبقاء على توقيف الحشاش وسليمان، باختلاف الوصف القانوني والمادة القانونية المتوجب تطبيقها استناداً للمشاهدات في الوقائع المصورة

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

النصرة" جزء من المقاومة السورية؟

 علي حماده/النهار/17 تشرين الأول 2015

دخل العدوان الروسي على سوريا أسبوعه الثالث، وهو في توسع مضطرد، لا سيما ضد المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل اليوم على جبهتين متوازيتين: جبهة تنظيم "داعش" وجبهة تحالف روسيا - ايران - النظام. وبات واضحاً لعواصم القرار ان روسيا تضع في رأس اولوياتها محاولة تدمير المعارضة المعترف بها دوليا بمختلف فصائلها المسلحة التي واجهت على مدى اربعة اعوام ونصف قوات بشار الاسد ومختلف ميليشيات ايران الطائفية القادمة من لبنان والعراق وافغانستان وباكستان وغيرها، مبقية على المبادرة بيدها في مختلف جبهات القتال الممتدة من الجنوب الى الشمال، في مقابل الانخراط الكامل لايران وروسيا في دعم بشار على الارض، وصولا الى حد التدخل العسكري المباشر الروسي اولا، والايراني ثانياً. ومع ذلك تبقى المعارضة المسلحة بفصائلها المختلفة، وبالرغم من خلافاتها وتناحرها، قادرة على مواجهة اكبر عدوان خارجي يصيب المنطقة منذ ١٩٤٨. حتى انها قادرة اذا ما توافرت عدة شروط على الحاق الهزيمة بها. فلا روسيا في سنة ٢٠١٥ اقوى من الاتحاد السوفياتي في سنة ١٩٧٩، ولا السوريون اليوم اقل قدرة على مقاتلة المعتدين مما كان عليه الافغان قبل اربعة عقود. لقد دخلت روسيا الحرب ضد السوريين وفي حساباتها المضي قدماً حتى تحقيق انتصار واضح بتدمير المعارضة، والابقاء على بشار والتموضع مع الايرانيين في المنطقة، بما يفرض موازين قوى جديدة تكون فيها روسيا وايران اللاعبين الرئيسيين المقررين في المشرق العربي على حساب النظام العربي الذي بات اليوم يقاتل على جبهات عدة من اليمن الى سوريا مروراً بالعراق. يقيننا ان هذا العدوان لن يتوقف قريبا، بل انه سيتصاعد. و من هنا ضرورة ان يبني النظام العربي الداعم للثورة السورية حساباته على اساس مواجهة طويلة الامد. وهذا ما يفرض على النظام المذكور اتخاذ قرار تاريخي كبير بمقاومة العدوان في سوريا قبل ان يصل بلهيبه الى قلب الجزيرة العربية.... الى قلب الحجاز ونجد و"الشاطئ المتصالح"! لا مناص من مقاومة عدوان روسيا، والتوسع الايراني. فالتحدي لا يقل خطورة عما اصاب فلسطين. لنكن اكثر صراحة: ان مواجهة روسيا وايران في سوريا تنبغي ان تكون في رأس اولويات "النظام العربي" الداعم للثورة السورية، ومعه تركيا التي تختبر اليوم بدايات "حصار" استراتيجي روسي يمتد من الشمال الى الجنوب. بناء على ما تقدم، ثمة سؤال: هل ان الفصائل المصنفة "متطرفة" مثل "جبهة النصرة" وغيرها يمكن ان تكون جزءا من المقاومة المدعومة من كلا "النظام العربي" وتركيا ام لا؟ هذا الامر ينبغي ان يكون موضع تفكير جدي نظراً لأهمية التحدي، ولكون هذه الفصائل اثبتت انها صاحبة كفاءة قتالية عالية. وايضا لكون بعضها الاساسي نجح في صوغ تحالفات ميدانية ناجحة مع فصائل اخرى مصنفة "معتدلة" في العديد من الجبهات. سؤال في مكانه في وقت تقترب حرب روسيا وايران "المقدستين" من أبواب مكة والآستانة!

 

نهاية قريبة للرهانات على التدخّل الروسي التسرّع اللبناني تدحضه وقائع تتجاوز "العقم"

 روزانا بومنصف/النهار/17 تشرين الأول 2015

من غير المستبعد ان تنتهي قريباً جداً الرهانات اللبنانية الداخلية على انعكاسات معينة وفورية للتدخل الروسي في لبنان وفي اتجاهات محددة تغلب سيطرة فريق على آخر، كما انتهت الرهانات على استحقاقات أخرى دولية واقليمية في الاشهر الاخيرة. فالرهان كان في شكل أساسي قبل أشهر قليلة على توقيع الاتفاق النووي بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران على اساس انه سيكون المحرك لتفاوض اقليمي حتمي كما لتفاوض دولي يقر بنفوذ ايران ويتيح حلحلة في ملف لبنان قبل أزمات المنطقة المعقدة. ثم انتقل الرهان على تاريخ اقرار هذا الاتفاق في الكونغرس الاميركي وفي البرلمان الايراني خلال الشهر الحالي على ان يكون بدء تنفيذ الاتفاق موعدا لانطلاق العد العكسي بالنسبة الى الاستحقاقات اللبنانية. ومع ان التدخل الروسي استبق هذا الاستحقاق الاخير، فان مسار الاتفاق في ذاته طغى عليه التدخل الروسي في سوريا انقاذا لنظام بشار الاسد فاختلطت الاوراق مجددا لكن من دون ان ينفعل كثر مع هذا التطور على قاعدة انه سيطلق مرحلة جديدة مختلفة في توازناتها ويترك انعكاسات ملموسة في الداخل. بعض هذه الرهانات خفف من غلوائه كلام السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين بالذات في أثناء زيارات قام بها لسياسيين لبنانيين لشرح مبررات التدخل الروسي وأهدافه. فقال بعد لقائه الرئيس امين الجميل ان "مسألة انتخاب رئيس للبنان صعبة والرئاسة مرتبطة بالاوضاع الاقليمية". وهو ليس أمراً جديداً لجهة ان الرئاسة باتت مرتبطة بالأوضاع الاقليمية، بل هو أمر يعرفه السياسيون اللبنانيون ويعملون بهديه ولذلك يحصل الانتقال من رهان على استحقاق خارجي الى آخر مع استمرار المحاولات لتعزيز الاوراق الداخلية ومحاولة تقويتها او الحصول على اوراق اضافية متى اتيح ذلك تمهيدا لتعزيز المواقع حين يحين موعد التفاوض الجدي. انما الجديد صدوره عن السفير الروسي وعقب تظاهرات عبرت بقوة عن رهانها على التدخل العسكري الروسي من اجل دفع الامور لمصلحتها في الداخل.

الامر الآخر الذي اظهر تسرعاً معهوداً في الرهانات المحلية هو اتجاه الصراعات الاقليمية والدولية فوق أرض سوريا الى ابعاد أخرى بعد عدم نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اقناع الغرب عموماً وواشنطن خصوصاً كما الدول العربية بالمنطق الذي أملى عليه التدخل العسكري والذي يناقضه فيه الغرب لجهة انه لا يستهدف القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية. فالتجاذب الغربي والعربي على اشده مع موسكو فيما الحرب التي بدأتها روسيا في سوريا لا تزال في بداياتها. ولا يجوز التقليل من هذا التجاذب او تجاهل نتائجه. وبالامس اختصرت السفارة البريطانية في بيروت ما اعتبرته "حقائق" في ما خص زيادة التدخل العسكري الروسي وزعتها عبر البريد الالكتروني وارفقت به "خريطة تظهر المواقع التي استهدفها القصف الروسي في سوريا والذي لم يستهدف مواقع تنظيم داعش". وهو ما يبدو ردا واضحا وصريحا على ما يخرج به المسؤولون الروس يوميا في استعراض ما يقوم به الطيران الروسي على الأراضي السورية فيدحض في الواقع أمام الرأي العام الدولي ما تذهب اليه روسيا حول أهدافها المعلنة من الحرب في سوريا اي القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية ويمس صدقية هذا المنطق. وتقوم هذه الحقائق على واقع ان القصف الذي بدأته روسيا في 30 أيلول استهدف بنسبة 85 في المئة مواقع ليست لداعش بل للمعارضة وان ثلاثة مستشفيات ميدانية تعرضت للقصف الروسي ما أدى الى اصابة 707 مدنيّين ومقتل 274 آخرين في الغارات وقصف النظام الذي أسقط أكثر من 356 برميلاً متفجراً في مناطق المعارضة. ولم تغفل واقع ان ذلك يضعف الذين يقاتلون داعش الذي سيتاح له تحقيق مكاسب على الارض. وهذا ان دل على شيء، فعلى ان الحرب الاعلامية على أشدها من اجل دحض صدقية المنطق الذي يبرر به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخله العسكري المباشر في الحرب انقاذا للنظام السوري وعلى ان هناك تناقضا قويا في المصالح يقول بعض من يدعم المحور الذي بات يقوده الرئيس الروسي وانضوت في ظله ايران التي بات عسكرها وميليشياتها يشكلون الجيش الذي يستعين به على الارض لاستعادة "استقرار السلطة الشرعية " أي الاسد، انه ينطوي على عدم رغبة في ان يحقق الروس انتصاراً في سوريا لانه يظهر عجز الاميركيين ويجردهم من أحادية وجودهم في منطقة الشرق الاوسط. فيما يقول آخرون انه ينطوي على محاولة فرض حلول لا تستقيم مع واقع ما انتهت اليه الحرب السورية. وهذا ان كان مؤشراً الى شيء، فانما الى احتمال امتداد الصراع من دون أفق محدد في حين يتم التلهي برهانات عقيمة كان يمكن الاستغناء عنها لو وضعت مصلحة لبنان جدياً قبل أي أمر آخر وتم تحصينه نسبيا عما يجري من حوله. لكنه الآن بات معلقاً على وضع ستاتيكو لا يسمح بالانهيار وفق ما يبدو سياسيون مرتاحين الى ذلك لكنه لا يسمح بالتقدم أيضاً في وقت تقتل المراوحة لبنان على صعد مختلفة.

 

أين سيردّ "حزب الله" على "مُسقطي" التسوية؟ وهل بدأت معركة "تقزيم" صلاحيات رئيس الحكومة؟

سابين عويس/النهار/17 تشرين الأول 2015

في قوى 8 آذار من يقيم على اقتناع بأن رافضي انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية طوعاً، سيضطرون الى فعل ذلك قسراً بعدما بلغت معركة كسر الرئيس السابق لـ"التيار الوطني الحر" مداها، ولم يعد لدى هؤلاء ما يخوضون به هذه المعركة. ولدى الفريق المشار اليه من قوى 8 آذار ما يبرّر به هذا الاقتناع، والقائم على أن معركة الكسر لا تستهدف في الواقع عون تحديدا الذي يشكل بالنسبة إلى الفريق الآخر "حصان طروادة" لـ"حزب الله" الذي يقود من خلاله معاركه الداخلية. بدا واضحاً من المسار التصعيدي الذي سلكته المواقف الاخيرة لكل من الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله والعماد عون ولا سيما النبرة التهديدية حيال الذين " عطلوا التسوية"، أن البلاد خرجت من حال المراوحة السياسية الحذرة لتدخل مرحلة التصادم والمواجهة، خصوصاً أن الرهان على سوريا بدأ عدّه التنازلي بعد الانخراط الروسي في الحرب هناك، وقيام الرهانات لدى مختلف أفرقاء الصراع المحلي على أن الحسم بات مسألة أشهر قليلة تمهد لولوج المرحلة الانتقالية للحل السياسي. انطلاقاً من هذا المشهد، ينتظر أن تدفع الحكومة السلامية ثمن المواجهة القائمة في المرحلة الفاصلة عن نضج التسوية الرئاسية. فسقوط تسوية الترقيات بانقضاء مهل التسريح وإحالة العميد شامل روكز على التقاعد، لن يعيد الروح إلى الحكومة التي علقت مجددا في قمقم شرط تعجيزي جديد لن تقوى على مواجهته، وهو الشرط الذي وضعه عون والقاضي بتعيين قائد جديد للجيش وتعيين المجلس العسكري. وهذا يعني أن مصير الجلسات الحكومية سيظل رهن القرار العوني ومن ورائه "حزب الله"، الذي وإن كان لا يزال على رفضه التفريط بالحكومة، فهو لن يعطيها شرعية العمل والانتاج. والهدف بات واضحا وفق قراءة مراجع سياسية بارزة، ولا يتوقف عند تلبية طلبات حليفه المسيحي ودعمه في معركته إلى قصر بعبدا، بل يذهب إلى أبعد ويرمي إلى تعطيل صلاحيات رئيس الحكومة الذي لن يجرؤ وفق المراجع، على مواجهة الحزب وعون والمبادرة إلى الدعوة لجلسة حكومية بجدول أعمال عادي.

فتفعيل الحكومة لا يزال دونه مطبات كثيرة ليس في الافق ما يشي بإمكان تذليلها قريباً، خصوصاً أن انعقادها بات مرتبطا بشروط غير قابلة للبت، إن على صعيد تعيين قائد للجيش بعد تأجيل تسريح العماد قهوجي منذ أقل من شهرين، أو على صعيد مقاربة آلية العمل الحكومية وفق ما يطالب بها عون.

سينجح الرئيس تمام سلام في جمع مجلس الوزراء في جلسة تعقد الاسبوع المقبل لبت الامور المستجدة على صعيد النفايات، بعدما حظي بغطاء طاولة الحوار الوطني لعقد مثل هذه الجلسة. وفيما أعلن "حزب الله" إستعداده للمشاركة لبت هذا الملف، فإن وزيري "التيار الوطني الحر" لن يحضرا. ولكن ماذا عن الجلسات اللاحقة؟ وهل يبادر سلام إلى دعوة الوزراء إلى جلسات أخرى، ولا سيما أن البنود المتراكمة فاقت الـ300؟ وهل يحظى بغطاء رئيس المجلس، أو أن أزمة الآلية ستفرض نفسها عائقاً أساسياً معطلاً لأي جلسة؟ تقول المراجع انه كما سقطت تسوية روكز بسبب فقدانها لأي آلية قانونية او دستورية تتيح إجراءها، كذلك ستسقط اي مقاربة لعمل الحكومة تفقد رئيسها صلاحياته تحت ذريعة ممارسة مجلس الوزراء صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة. وتشير إلى ان الدستور أتاح لرئيس الجمهورية عندما يحضر ان يترأس الجلسات وأن يعارض اي قرار إذا شاء، لكن معارضته وحده لا تسقط القرار. فكيف يمكن وزراء أن يدّعوا الحق بتعطيل القرارات الحكومية بوكالتهم عن رئيس الجمهورية من خلال مطالبتهم للوكيل بما هو غير متوافر للأصيل؟ لكن المراجع تستبعد أن يخوض رئيس الحكومة في الظروف الراهنة معركة تفعيل الحكومة من خارج التوافق، مشيرة إلى أن هذا الامر لن ينعكس تراجعاً في إنتاجية الحكومة وشلاً لها وللبلاد، وإنما سيؤدي تدريجاً إلى ضرب صلاحيات رئيس الحكومة في مجالين: الدعوة إلى جلسة ووضع جدول الأعمال.

 

باسيل يبحث في طهران ملف الانتخابات وبروجردي يحذّر من تسلّل التكفيريين

 خليل فليحان/النهار/17 تشرين الأول 2015

بدأ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارة لطهران ليل أمس لمدة 48 ساعة بهدف مزدوج، الاول تلبية لدعوة من نظيره محمد جواد ظريف للمشاركة في مؤتمر اقليمي تابع لـ"مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي" في حضور وزراء خارجية دول أوروبية واقليمية. والثاني لمناقشة تطور العلاقات الثنائية، والموضوع الرئيسي هو تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتداعيات الازمة السورية على لبنان. وأوضح مصدر ديبلوماسي لـ"النهار" ان هذا المؤتمر يعقد سنويا في مدينة ميونيخ الالمانية. وقال ان التطورات الامنية التي يشهدها بعض دول الشرق الاوسط في كل من سوريا واليمن دفعت بمنظمي المؤتمر الى عقد اجتماع اقليمي في العاصمة الايرانية بالتعاون مع "مركز الدراسات السياسية" التابع للخارجية الايرانية. وأضاف ان باسيل يشارك في هذا المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا مع نظرائه السوري والعراقي والعماني والكويتي والقطري. أما ممثلو الدول الاخرى فهم وزراء خارجية المانيا والهند وباكستان وأفغانستان، ويبلغ عدد وزراء الخارجية المشاركين 18، اضافة الى 80 شخصية برلمانية وسياسية وأمنية من اوروبا وآسيا. ويشارك في المؤتمر نواب ومسؤولون اقليميون في الأمم المتحدة. وأفاد مصدر لبناني "النهار" ان باسيل سيثير أمام المؤتمرين ما يتعرض له لبنان من تهديدات ارهابية، باعتداءات صاروخية ومدفعية منتظمة تكاد تكون شبه يومية من جرود عرسال على يد تنظيم "الدولة الاسلامية" وسواها من مسلحي التنظيمات على مواقع الجيش. وسيذكّر بأن هؤلاء احتجزوا منذ أكثر من سنة عددا من العسكريين في اشتباكات مع المسلحين الارهابيين بعدما شنوا هجوما مباغتا على مواقع الجيش سواء داخل البلدة او على التلال التي يتخذ الجيش مواقع فيها. وسيشير ايضا الى الاداء العالي للأجهزة الامنية اللبنانية التي فككت الكثير من الخلايا الارهابية واعتقلت المنتمين اليها. إلا أن ايران غير مرتاحة الى تطور جديد يمكن ان يستجد، هو احتمال هرب التكفيريين من سوريا الى الدول المجاورة لها، ومن بينها لبنان، وهذا ما حذر منه رئيس لجنة الامن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي امام من التقاهم من الرئيس تمام سلام الى الوزير باسيل وقبلهما الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال مقابلته اياهم قبل ان يعود عصرا الى طهران. ولم يخف المسؤول الايراني ان الجيش سيتصدى لأي محاولة تقدّم على الحدود، يقابله من الجهة الأخرى مقاتلو الحزب.

أما الموضوع الثاني الذي سيكون محور محادثات باسيل مع كل من الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية ظريف، فهو كيفية معالجة تعثر انتخاب رئيس للجمهورية قبل انعقاد القمة الفرنسية – الايرانية في باريس اواسط الشهر المقبل، وقد وعد روحاني فرنسوا هولاند آخر الشهر الماضي خلال لقائهما في نيويورك بالبحث في هذا الاستحقاق، مع التذكير بأن الرئيس الفرنسي كان قد أوفد مبعوثا له الى طهران طالبا المساعدة، الاول كان السفير فرنسوا جيرو قبل الاتفاق النووي والثاني وزير الخارجية لوران فابيوس بعد التوصل الى تفاهم حوله. وذكر عضو في الوفد اللبناني لـ"النهار" ان باسيل سيستهل لقاءاته صباحا بعقد اجتماع مع رجال أعمال لبنانيين الساعة الثامنة صباحا لمناقشة فرص الاستثمار العديدة بعد مصادقة مجلس الشورى على الاتفاق النووي، بحيث أصبح نافذا. وسبق لباسيل ان سمع من بروجردي امس كلاما مشجعا على الترحيب الرسمي الايراني والافساح في المجال امام رجال الاعمال اللبنانيين للافادة من الفرص الكثيرة بعد الاتفاق النووي. وليس مؤكدا ان قبول هبة السلاح الايراني سيبت خلال محادثات باسيل، لأن ذلك يستوجب طرح الموضوع على الحكومة التي اعتذرت قبل ذلك لأسباب عدة. وتوقع أن يسمع باسيل كلاما مهما من جميع المسؤولين الذين يتوقع أن يلتقيهم، عن انزعاج ايران من واشنطن والرياض لاستمرارهما في تسليح المعارضة السورية ودعمها سياسيا والثناء على الموقف الروسي، الذي بتدخله العسكري سيساند الجيش السوري والقوات التي تقاتل الى جانبه في السيطرة على "داعش" واستئصالها من الاراضي السورية. وسيتبلغ ايضا بتجديد المساعي لإعادة طرح المبادرة الايرانية من أجل اعتماد حل سياسي للأزمة السورية.

 

مزاد بوتين لبيع الأسد ونصرالله

 احمد عياش/النهار/17 تشرين الأول 2015

نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى الآن في جذب العالم الى الملعب السوري فارضاً على الخصوم والحلفاء اللعب بشروطه الى حد بعيد. وحدد عند الانطلاق في العملية العسكرية اهدافها وسقفها الزمني على النحو الآتي: محاربة الارهاب وإيجاد حل سياسي في حدود أربعة أشهر. في لبنان باشر السفير الروسي ألكسندر زاسبكين فور تبلغه قرار الدوما الروسي تغطية العملية في سوريا بعقد لقاءات عاجلة مع المسؤولين وسلمهم نسخة عن القرار. ما اهتم به "حزب الله" في القرار، هو عزم روسيا على استخدام سلاحيّ الطيران والصواريخ، والسبب يعود الى الاتفاق الذي عقده مسؤول إيراني كبير بتكليف من المرشد الامام علي خامنئي في موسكو عشية العملية الروسية يقضي بتوفير بوتين التغطية الجوية الكاملة مقابل توفير طهران التغطية البرية الكاملة. وهكذا يريد الرئيس الروسي أن يحقق مكاسبه جوا بينما يريد ولي الفقيه الايراني تحقيق مكاسبه أرضا. أما الرئيس السوري بشار الاسد فهو عالق ما بين الجو والارض ليتبين أي مصير ينتظره في نهاية مهلة بوتين. آلاف المقاتلين الذين زجّ بهم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في الحرب السورية حاليا بتكليف من خامنئي وآلاف المقاتلين الايرانيين الذين قالت مصادر عسكرية سورية انهم وصلوا خلال الايام الاخيرة الى مطار حميميم في اللاذقية هو ترجمة حرفية لاتفاق موسكو. أما التزامات بوتين الجوية فهي تُنفّذ على طريقته وفيها التنسيق مع واشنطن وإسرائيل معا. وكان لافتا في الساعات الماضية إعلان وزارة الدفاع الروسية عن إقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم ومركز قيادة سلاح الجو الاسرائيلي. لا أحد يعلم كيف ستنتهي العمليات العسكرية وما هي أكلافها في صفوف أطرافها والتي ستكون عالية جدا بسبب كثافتها ونوعية السلاح الذي يستخدم فيها. لكن ما هو معلوم أن بوتين ملزم احترام فترة السماح التي نالها من الغرب وبحماسة من المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل من أجل إيجاد حل سياسي خلال 4 أشهر. وحسبما يرى أندريه كوليسنكوف الصحافي الروسي في برنامج تحقيقات للـ"بي بي سي" فإن الاسد أصبح "الحليف الاخير" لموسكو في الشرق الاوسط بعدما فقدت الرئيسين العراقي والليبي صدام حسين ومعمر القذافي وإبرام طهران الاتفاق النووي. لكن الغرب متحد وراء مطلب تغيير الاسد الذي ستكون تكلفته باهظة على الكرملين إذا ما قرر الابقاء عليه. وأفادت وكالة "آكي" الايطالية نقلا عن مصادر لها صلات بالنظام السوري ان روسيا ستطلب قريبا خروج "حزب الله" من سوريا في إطار الحل الذي يحضّر له. لماذا التزم بوتين مهلة الـ 4 أشهر والتي تنتهي عملياً في نهاية كانون الثاني المقبل؟ على ما يبدو أن الرئيس الروسي هندس المهلة على إيقاع تنفيذ الاتفاق النووي. أما خامنئي فيهندس تدخله على ما سيحققه على الارض. باختصار، المزاد قد انطلق.

 

الأمثولتان

عقل العويط/النهار/17 تشرين الأول 2015

ألم يحن الوقت لكي نتعظ من أحوال الدهر اللبناني، المتساقط تساقطاً حراً، لا رادّ له، إلى قعر الهاوية؟ ترى، هل دائماً يجب أن يفوت الأوان، فيبكي اللبنانيون الأوادم، المدنيون، العلمانيون، الديموقراطيون، ومعهم المتنوّرون من المسيحيين والمسلمين، فرصاً ضائعة لا تُعوَّض؟ هنا، في هذه الافتتاحية، أمثولتان للاتعاظ.

الدرس التونسي (رسالة إلى الشابات والشبّان من أبناء عمومتنا المدنيين التونسيين) من أعماق القحط والإحباط والمرارة في بيروت، أكتب إليكم أيها الحواريون المدنيون التونسيون، لا بسبب جائزة نوبل للسلام التي شرّفتْ نفسها بكم، بل بسببٍ من ذاتيتكم المدنية الراقية والخالصة. ما أجمل فتيانكم! ما أجمل فتياتكم! ما أجمل كباركم، وهتافاتكم، وتظاهراتكم، ونضالاتكم، وحرياتكم، وشعوركم بالكرامة! ما أجمل حياتكم المدنية، وأنتم ترفعونها فوق الآلام والمشقات والهزائم لتكون سبيلكم إلى الحق النبيل في العيش وفنون الحرية! كان ينبغي لكم أن تدفعوا الثمن غالياً. وقد دفعتموه، ولا تزالون تدفعونه حتى آخر ملّيم. معليش. إنها قوانين اللعبة التاريخية بين الاستبداد والحرية، وقد تفننتم في إدارة هذه اللعبة، حتى صارت كالعجين بين أيديكم. فما أجملكم!

لقد اجترحتم الأمل، وجسّدتموه، فطوبى لكم. وقدّمتم الطريقة التي بها يُخبَز هذا الأمل ليصير ناضجاً، وخالياً من السمّ. كم كنتم أذكياء وحكماء وعظماء عندما سننتم القواعد العلنية والمضمرة، لصون شعلة هذا الأمل، وتصييرها ناراً حقيقة. وكم كنتم أفذاذاً عندما جعلتم هذه القواعد الحوارية أمراً واقعاً في المجتمع التونسي الكثير التعقيد، الذي تضمر لكم بعض مكوّناته الرجعية والظلامية الكثيرَ من الأحقاد والضغائن. لقد قلتم للعالم بنباهةٍ نادرة، إنكم جديرون بقيم الحوار والتنوع والحرية.

يجب أن نذهب إليكم لنتعلّم، بتواضع، وخفر، وتهيّب، كيف تقطفون حقوقكم، قطفاً حوارياً ديموقراطياً، حقاً بعد حقّ، وتُراكِمونها، وتضيفونها إلى تراثكم البهي في احترام معايير دولة القانون.

يجب أن نأخذ أولادنا إلى مدارسكم، ليتعلّموا كيف تكون التنشئة المدنية في المدارس، وكيف يحترمون الذات والآخر. والأساتذة، يجب أن نأخذهم ليتلقوا دروساً، هم أيضاً، لا في الآداب والفنون والعلوم المختلفة، بل في أستاذية القيم.

يجب أن نأخذ رجال قضائنا، ومحامينا، والمسؤولين عن السهر على دستورية القوانين وتأصيل الواجبات وحماية الحقوق، ليتعلّموا منكم فنون احتضان الوجدان والضمير، والتمرس بالأساليب الراقية، في إدارة شؤون التعبير عن الرأي، وكيفيات المحافظة على الحريات الشخصية والعامة.

يجب أن نأخذ سياسيينا، واحداً واحداً، ليتلقّوا التمارين والتدريبات القاسية، والصارمة، في أصول احترام الذات أوّلاً بأوّل، ثمّ في قواعد احترام الرأي العام الذي انتخبهم، وممارسة الاستقامة والصدق والوفاء والأمانة والنزاهة والترفع عن اللهاث وراء المناصب اللئيمة، والقرش الفاسد والحرام.

وكم يجب أن نأخذ رجال المال والأعمال، ليتعلّموا الخضوع للمحاسبة وقوانين الإثراء غير المشروع.

وكم أيضاً يجب أن نأخذ رجال الدين عندنا، وخصوصاً منهم المهووسين بالاستئثار بالله، ليتعلّموا احترام الحدود التي يجب ألاّ يتخطّوها في دولة الخيارات المدنية.

أيها الحواريون المدنيون التونسيون، يا أبناء قرطاج، وسليلي الدم الفينيقي المشترك؛ نعيش منذ فترة، انتفاضة جوهرية في أوساطنا الشبابية والمدنية على العموم. السلطة، ومَن يقع في موقعها من قوى الانتهاز وركوب الموجات، تحاول تأبيد الأمر الواقع اللبناني العقيم، وسرقة هذه الانتفاضة، وإجهاضها، وتشويهها، باستخدام أبشع الأساليب، الذكية حيناً، والغبية أحياناً، والأكثرها لؤماً، لتمريغ الأمل، وتيئيس الناس، بهدف إبقاء البلاد ضمن دائرة الحلقة الطائفية – السياسية الخانقة، والإجهاز على كل محاولات التغيير، والخروج من عنق الزجاجة.

لا يستحق لبنان المدني الديموقراطي العلماني كل هذا التشويه، ولا كل هذين العفن والاهتراء. بل يستحق أن يكون بلداً حوارياً كريماً، عزيز الشأن، بين الأمم الشرقية، ومثالاً في تكريم الحريات، وتقديس الحقوق، وتكريس قيم الدولة الحديثة، ومعاييرها. بربّكم، قولوا لنا، ولهؤلاء الأشاوس اللبنانيين الشبّان، الذين يحملون في وجداناتهم الحرة السمحاء، طبقات متراكمة من القهر والعذاب والوجع والظلم والكبت، قولوا لنا ولهؤلاء، ماذا فعلتم لتنتصروا على قوى الظلام، في السياسة والأمن والقانون والاقتصاد والمجتمع والدين على السواء؟!

نريد أن نعرف السرّ الذي مكّنكم من إنقاذ تونس من براثن التنّين الديكتاتوري، الإرهابي، الاستبدادي، والتكفيري، والمضيّ بها قدماً – بالأساليب المدنية الديموقراطية - على دروب الكرامة القانونية والإنسانوية.

نريدكم أن تأتوا إلينا، وأن تنضمّوا إلى اجتماعات مدنيينا، ومثقفينا، وشبّاننا، وأحرارنا (ولِمَ لا سياسيينا!)، لتتبادلوا الرأي وإياهم، لعلّنا بذلك نتعلّم سرّ الطريقة التي نتملص بها من الفخّ المعدّ لمشاريع الأمل والخلاص والحرية!

درسكم المذهل، أيها المدنيون التونسيون، جديرٌ بأن يؤكَل في لبنان مع أرغفة الحرية. سلامي إليكم!

درس البابا فرنسيس

المسيحيون في لبنان "داعشيون"، عقلاً وتصرّفاً. لو لم يكونوا هكذا، لكانت مكوّناتهم المجتمعية، المدنية والثقافية، استطاعت أن تنتج قوى ثالثة، تكسر الحلقة المفرغة التي يتخبطون فيها منذ أكثر من ربع قرن. أقول هذا من دون تعميم بالتأكيد (أكرر: من دون تعميم)، عارفاً بالقلم والورقة والأرقام، أن الكثيرين منهم نقديون وطليعيون، وليسوا "داعشيين". إذاً، وعلى الفور، من واجب هؤلاء "الثالثين" المسيحيين أن يفضحوا الأصنام التي تحتل عقول الرأي العام فيهم، وأن يحطّموها، مثلما يحطّم الواحد منا وهماً كان يستبدّ به.

أيها المسيحيون اللبنانيون، الذين يخترع لكم فرنسيسكم، الحواري، المدني، الديموقراطي، العلماني، كلّ يوم أملاً إنسانوياً خلاّقاً، كيف تقبلون لأنفسكم أن تعبدوا هنا أوثانكم المحنّطة، وجثث زعمائكم التي أزكمت روائحها النتنة، لا الأنوف فحسب بل العقول والأرواح والأفئدة؟!

لن ينفعكم عماء الانجرار وراء الغرائز السخيفة، بحجة أن "دواعش" السنّة والشيعة يفعلون كذا وكذا، ويحصلون على كذا وكذا. لن تصلوا إلى مكان، بتشرنقكم المخزي هذا. شيء واحد ينفع: كونوا طليعةً انسانية، عقلية، مدنية، ديموقراطية، علمانية، تخترق القطعان والذئاب والكلاب، قطعان الطوائف، وذئابها، وكلابها.

فرنسيس علامتكم، والنجمة. دون ذلك، ستكونون محض "دواعش" يضافون إلى "الدواعش". وآنذاك، قمح رح تاكلي يا حنة!

 

زاسبكين لـ «المستقبل»: لا بدّ من التباحث مع إسرائيل حول سوريا و نفى علمه باقتراح روسي لانتخاب رئيس لمدة سنتين

علي الحسيني/المستقبل/17 تشرين الأول/15

يجهد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين خلال لقاءاته الصحافية، في نفي الإتهامات التي تلاحق بلاده على خلفية مشاركتها العسكرية المباشرة في الحرب السورية ولإيصال الأسباب التي يؤمن بأنها وراء دخولها في هذه الحرب، خصوصاً في ظل حديث الشارع العربي المخالف بمعظمه لطبيعة هذا الدور الجديد الذي تمارسه في المنطقة وتعويل هذا الشارع على إنعدام نجاح مهمة «الدب» الروسي في القضاء على فصائل المعارضة السورية المسلحة عبر الغارات الجوية التي بدأت تتسع رقعة عملياتها في اكثر من منطقة. يخشى زاسبكين من تطور الأحداث في المنطقة ومن تنامي الجماعات المتطرفة لأسباب يشرحها لـ»المستقبل» وهي «أننا والمنطقة بأكملها نمر في ظروف صعبة ولا نعرف كل ما سيحدث خلال المرحلة المقبلة»، رغم تفاؤله بعودة الحديث «عن التعددية في المنطقة من خلال القطبين بعدما كان تسيّد القطب الواحد على الساحة الإقليمية». وبرأيه أن «عودة روسيا إلى هذه الساحة مجدداً أعاد التوازن إلى المجتمع الدولي». يُصرّ السفير الروسي على وصف النظام السوري بـ»الشرعي» وبأنه «الممثل الوحيد للشعب السوري رغم إدعاء بعض الفصائل تمثيلها لهذا الشعب». ويؤكد أن « التعاون العسكري مع النظام السوري مستمر وكذلك الوقوف الى جانب التسوية السياسية هو أيضاً مستمر»، وأن الشيء الوحيد الذي تطور خلال الفترة الأخيرة بحسب رؤية بلاده هو إزدياد القلق بالنسبة الى الارهاب. من هنا يُبدي تحفظاً إزاء الحلف الذي تقوده أميركا ضد الارهاب، إذ أن مكافحته برأيه «تحت قيادة دولة وحيدة لن يكون فاعلاً كما هو الحال اليوم، أمّا إذا كان بقيادة الامم المتحدة فعندها يمكن أن يكون أكثر حزماً وشرعيةً«. وعن تدخل بلاده خارج هذه المظلة يوضح: «نحن إكستبنا شرعية تدخلنا في الأزمة السورية من خلال التنسيق المباشر مع النظام والذي جاء دخولنا إلى جانبه في الحرب، بناء على طلب منه».

من هم الارهابيون؟ يُجيب زاسبكين: «من الواضح أن هناك تعريفاً دولياً للإرهاب الممثل بتنظيم «داعش» و»جبهة النصرة»، ولكن نحن نقول إن عددا كبيرا من الفصائل نعتبرها أيضاً إرهابية ومن الصعب ان نشير هنا إلى كل أسماء الفصائل. ولذلك اقترحنا أن تكون هناك رؤية مشتركة لهذا الموضوع في مجلس الأمن، ولغاية اليوم لم نجد المعارضة المعتدلة وهناك صورة غامضة حول هذا الامر، وحتى من قبل الغرب لم يوجد لدينا معلومات تقول بأن هناك معارضة معتدلة بالنسبة اليهم». وعن سؤاله عن جدوى محاورة بلاده «الإئتلاف الوطني السوري» طالما أن الجميع بالنسبة اليهم إرهابيون يقول « إننا نحاور جهة سياسية لا تمتلك السلاح ومع ذلك لا نرى مانعاً في أن يعلن أي فصيل سوري معارض موقفه من الإرهاب ومحاربته جنبا الى جنب مع الجيش النظامي، وعلى ما يبدو أن الغرب وأميركا يعترفون اليوم بأنه لا يجوز تدمير مؤسسات الدولة والجيش النظامي، فما حصل في العراق وليبيا وغيرهما يدل على صوابية هذا الخيار».

من دون أدنى شك أنه وبعد التدخل الروسي في الحرب السورية إلى جانب نظام الأسد، صار هناك شعور لدى غالبية المواطنين في العالمين العربي والإسلامي، ينم عن حالة من الإستعداء الروسي لمشاعرهم خصوصاً وأن الأغلبية الساحقة مؤيدة للثورة، في هذا الصدد يشير إلى «أننا لا نرى المشكلة على انها طائفية او مذهبية، وأنا لا اريد أن أكرر الأحاديث عن أننا نستعدي السُنّة في العالم لأننا نعتقد بأن الإرهاب لا دين له». لكن الكنيسة الإرثوذكسية أعلنتها حرباً مقدسة. «هناك توضيحات عدة في هذا المجال. ففي إشارة إلى تقاليدنا نحن عندما وقعت الحرب الوطنية العظمى ضد الفاشية وكان لدينا سلطة سوفياتية بعيدة عن الدين والطوائف، أعلنت الدولة أنها حرب شعبية وطنية شاملة مقدسة، وبهذه العبارة يتأكد أن كلمة مقدسة لا معنى دينياً لها بل شاملة ووطنية».

وفي شأن وجود مقترح روسي لانتخاب رئيس لبناني لمدة سنتين بالتوافق مع السعودية وايران وسوريا أجاب: «هذه تسريبات غير واضحة ولا يوجد لدي أي شيء رسمي بهذا ولا اعرف مصدر هذه المعلومات، وبغض النظر أستبعد ان يكون هذا هو موقف بلادي خصوصاً وأن له علاقة بجوهر الدستور اللبناني». وعن التنسيق الروسي الاسرائيلي، يُلفت إلى أنه « طالما نحن موجودون في الأجواء السورية وإسرائيل موجودة بالقرب من سوريا أيضاً، فلا بد من التباحث ببعض الأمور المتعلقة بتحليق الطائرات في الأجواء فقط، ولا توجد هناك تنسيقات تتعلق ببعد الصراع العربي الإسرائيلي».

 

في التنسيق ووجوبه

علي نون/المستقبل/17 تشرين الأول/15

بديهي، بل أول البداهة أن ترتفع وتيرة التنسيق السعودي التركي إزاء كل أمر جلل يحصل في نواحينا، وخصوصاً في سوريا. وبديهي أن يُترجم ذلك التنسيق من دون شوائب. وعلى الأرض كما على الورق. وفي الميدان كما في المواقف السياسية. لم يترك محور الطغاة للصلح مطرحاً! بل لم يتورّع عن جعل النكبة السورية عنواناً لمجمل استراتيجيته القائمة على بناء النفوذ في أرض ليست له. وعلى الاستثمار في خراب غيره لتظهير سطوته وتحقيق مصالحه. وعلى استسهال الفتك بشعوب ومجتمعات يعتبرها من غير «مناخه» السياسي وغير السياسي! وراح في ذلك الى البعيد، قاطعاً حدود الجيرة والجوار ومنطق المصالح المتبادلة والمشتركة، كما الانتماءات العامة القائمة على موروث واحد في خطوطه العريضة مثلما هو في معظم تفاصيله. لم يتردد ذلك الحلف في إشهار عداء أبعد من السياسة وغرضيتها وتبدلاتها، ولا في إرفاق ذلك بصلف لا يُشهره عادة إلا العدو المكتمل العداوة، والمعتد بقدرته وتجبّره ونزوعه الى فرض قراره وخياره بالقوة والغصب والإكراه.. مثلما لم يتردد، ولم يتورّع عن كسر محرّمات تاريخية في سعيه الى تحقيق ما يفترضه «حلالاً» عابراً له! في هذه السيرة اللعينة، يدفع السوريون ضريبة أكبر من تلك التي دفعها معظم اللبنانيين والعراقيين واليمنيين. ويردّون بكثافة دموية أكبر على محاولة جعلهم عنوان انكسار كل المدار المحيط بهم! ونقطة تتويج انتصار ذلك المشروع الطاووسي المؤدلج قومياً ومذهبياً. وبديهي إزاء ذلك وفي مقابله، ان يكون التشخيص دقيقاً وفي مكانه. وأن يُنظر الى حرب عموم السوريين هذه باعتبارها أوسع من مجالهم الجغرافي ومن أجندتهم السياسية المتعلقة، في سياقها العريض، بالانتهاء من حكم السلطة الأسدية... كثرة التعقيدات المحيطة بنكبتهم يُفترض ألا تغيّب الوضوح في المعنى والمبنى. والوضوح يعني إتمام عدّة الوعي، ولذلك تبعات في الميدان والسياسة لا بد أن تتلاءم مع الوقائع المتسارعة والمستجدة. .. وتلك مهمات كبيرة، لكنها تصغر أمام قدرات وإمكانات دولتين بحجم السعودية وتركيا.

 

حين تقسّم روسيا سوريا.. من الجوّ!

بسام النونو/المستقبل/17 تشرين الأول/15

كان أن كان في حديث الزمان مشروع تقسيمي يتهدّد الجمهورية العربية السورية حملته «السوخوي» الروسية إلى الأجواء السورية، مقطّعاً أوصال فضائها الوطني إلى فضاءات إقليمو-دولية برعاية روسية ومباركة إسرائيلية. هي قصة التقسيم الآتي جواً من روسيا إلى سوريا، وقد بدأت فصولها تتكشف تباعاً مع طلائع الغارات الروسية على الأراضي السورية من خلال محاولات موسكو المستميتة لعقد صفقات مع دول الغرب والإقليم تستعرض في ظاهرها عضلات سلاح الجو الروسي، وتعرض في جوهرها «قالب» الجو السوري على طبق من فضّة لتقطيعه على مذبح التحاصص مع الولايات المتحدة الأميركية والناتو وتركيا وإسرائيل.

فما كادت موسكو تشدّ رحالها للإغارة على سوريا على متن رحلات «تطبيل وتهليل» الممانعة تحت شعار تعزيز الصمود ومحاربة الإرهاب، حتى سرعان ما أضحت تحطّ رحالها وتصبّ حممها في أحضان التنسيق مع إسرائيل وصولاً إلى إنشاء «خط مباشر» للتعاون والتدريب بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم السورية ومركز قيادة سلاح الجوّ في تل أبيب بعد صولات وجولات من المشاورات الثنائية بين الجانبين لتقاسم النفوذ الجوّي فوق سوريا. وما بعد بعد تل أبيب، لا تزال الغارات الروسية «الممانعة» تستجدي التنسيق والتعاون مع واشنطن وتركيا لتقسيم المقسّم معهما في الفضاء الرحب السوري على وقع تفاخر المسؤولين الروس خلال الساعات الأخيرة بقرب الاتفاق مع الأميركيين حول سبل عدم التصادم والتضارب في الأجواء السورية بين «السوخوي» ومقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويؤكد تقرير ديبلوماسي موثوق ورد إلى بيروت أنّ إدارة باراك أوباما لم تعطِ «الضوء الأخضر» للتدخل العسكري الروسي في سوريا غير أنها كانت «على علم مسبق» بحصوله وتعاملت معه على أساس أنه «واقع جديد» في الحرب السورية فانكبّ القيّمون في الإدارة الأميركية على وضع الدراسات والسيناريوات المتصلة بكيفية التعامل معه منعاً لتضارب المصالح «الطائرة» فوق رؤوس السوريين.

منذ اللحظات الأولى للتدخل العسكري الروسي اندلعت المحادثات على نار حامية بين موسكو وواشنطن بداعي الحاجة إلى عقد اجتماعات تنسيقية هدفها إنضاج «طبخة تسوية» جوية سورية. وبالتزامن كان رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو يعبّر على هامش انعقاد الجمعية العمومية الأخيرة للأمم المتحدة في نيويورك عن قلق بلاده المتفاقم من انعكاسات تطورات الأزمة السورية رافعاً الصوت والنداء لإنشاء «منطقة آمنة» سورية قرب الحدود مع تركيا بهدف احتواء أمواج النزوح المتدفقة من الشرق إلى الغرب، فقوبل طرحه باهتمام وجدية هذه المرة بعد أن أفضى تجاهله سابقاً إلى «قبّة باط» تركية أغرقت أوروبا بموجة تسونامي نازحة هزّت الغرب برمته ووضعته وجهاً لوجه أمام مرآة التخاذل الدولي حيال المأساة السورية. وعلى قاعدة «تنظيم الصراع» أقلّه في الجوّ طالما تعذّر تنظيمه على الأرض المتروكة راهناً لإيران «والدواعش» تحت رعاية التفاهم الروسي - الإسرائيلي وحفظه، يكشف التقرير الديبلوماسي نفسه عن التداول حالياً في أروقة مشروع التقسيم الروسي للأجواء السورية بعدة سيناريوات حافظة لهواجس ومطامع اللاعبين الإقليميين والدوليين في الفضاء السوري، أبرزها سيناريو «fly limit zone» الموضوع بقوة على طاولة التنسيق والتعاون الأميركي الروسي الإسرائيلي التركي والذي يلحظ رسم «خارطة طريق» جوية تمنع التصادم بين المقاتلات متعددة الجنسيات في سماء سوريا حيث تكون الأجواء الممتدة من اللاذقية إلى دمشق حكراً على المقاتلات الروسية، بينما تُترك الأجواء من حدود تركيا حتى حلب لمقاتلات التحالف الأميركي الدولي والناتو والطيران التركي، أما أجواء الجولان وما بعد بعد الجولان في عمق المناطق السورية المحاذية فتكون إسرائيلية الهوى وخطوطها الجوية سالكة وآمنة أمام طلعات مقاتلات الاحتلال بالتفاهم والتنسيق مع «روسيا الأسد». هي قصة «مونوبولي» تقسيمية لأجواء سوريا، وضعتها «السوخوي» الروسية على بساط بازار الاحتكار عرضةً للتناتش من السماء والنهش من الأرض. الحرب التي بدأت «قدسية» إيرانية تحت شعار «الواجب المقدس» دفاعاً عن مشروع المقاومة في مواجهة الغرب وإسرائيل، ها هي تتحوّل إلى «قدسية» روسية تسخّر إيران بجيشها وحرسها ومقاومتها لمهمة ضبط إيقاع الميدان تحت مظلة جوّية يشارك في تأمينها الغرب وإسرائيل. . وما بين «قدسية» طهران و«قدسية» موسكو تُنتهك قدسية القدس تحت أنظار «الممانعين الروس الجدد» المتفهّمين لانتفاضة «السكاكين» على الأراضي الفلسطينية والمتفاهمين مع الإسرائيليين على «تقطيع» الأجواء السورية.

 

هل يسترجع بوتين لواء الإسكندرون لسورية؟

 سليم نصار/الحياة/17 تشرين الأول/15

بعد أول عملية نفذتها الطائرات الحربية الروسية فوق الأراضي السورية، صدر عن الحكومة التركية احتجاج رسمي يتّهم موسكو بانتهاك المجال الجوي التركي. وكان من الطبيعي أن تبلغ أنقرة قيادة الحلف الأطلسي في بروكسل بتفاصيل اعتراض مقاتلاتها من جانب القوات الروسية. وعلى الفور، أعلنت موسكو أن الاختراق الجوي الذي أحدثته طائراتها لم يكن مقصوداً، وأن المقصود هو «داعش» ومواقع تجمعاته العسكرية. وأعربت قيادة حلف شمال الأطلسي عن استعدادها لإرسال قوات في حال تكررت الاختراقات، وأخذ التصعيد منحى أبعد من استهداف تنظيم «الدولة الإسلامية». وعقد في بروكسل اجتماع طارئ حضره وزراء دفاع الدول الأعضاء الـ28، بغرض تقويم تطورات الحادث المقلق، ورصد انعكاساته السلبية على أمن الحلف. وبعد مناقشات طويلة، اتفق الحاضرون على تبني استنتاج مفاده أن غاية روسيا من وراء عملية الاختراق، إرغام تركيا على اتخاذ موقف أكثر ليونة من نظام بشار الأسد. ومعنى هذا أن المطلوب إحداث «تكويعة» سياسية تبعِد أنقرة من موقع المعارضة لاستمرار نظام البعث في سورية، بل هذا ما يطالب به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. قبل أن تتوقف اجتماعات حلف الأطلسي في بروكسل، حدث تفجير انتحاري مزدوج في العاصمة التركية أنقرة، أسفر عن سقوط أكثر من مئة قتيل و250 مصاباً. وكان ذلك قرب محطة القطارات، حيث تجمع حشد كبير قدم أفراده من ولايات تركية للمشاركة في تظاهرة دعت إليها منظمات المجتمع المدني.

ردود الفعل الغاضبة تعدت الحدود التركية لتصل الى مدينة دريسدن الألمانية، عبر تظاهرة قام بها نحو ستمئة كردي حملوا يافطة كتب عليها «أردوغان... إرهابي». وحجتهم أن «حزب العدالة والتنمية» الحاكم قد يكون وراء ذلك الحادث الدموي بهدف كسب مزيد من الأصوات في الانتخابات المقررة في أول تشرين الثاني (نوفمبر)، أي بعد أسبوعين. وفي تعليقه على الاتهام بافتعال الحادث لزيادة شعبيته، هاجم الرئيس رجب طيب أردوغان «حزب الشعوب الديموقراطي»، واصفاً إياه بازدواجية المعايير. ثم أعلن أن الذين استهدفوا مواطنينا المدنيين في محطة القطار بأنقرة... هم الذين استهدفوا سابقاً جنودنا وشرطتنا وموظفينا الأبرياء.

وكان بهذه العبارات الهادفة، يتناول موقف «حزب الشعوب الديموقراطي» الذي يعتبره واجهة لمسلّحي «حزب العمال الكردستاني» بقيادة عبدالله أوجلان. وكانت المعارضة التركية قد اتهمت أردوغان بافتعال الأحداث الأمنية من أجل العودة الى الانتخابات، بغرض الحصول على غالبية برلمانية تعينه على تشكيل حكومة بمفرده. علماً أن قادة المعارضة يتهمونه بمحاولة تعديل الدستور لصالح نظام رئاسي. وتقول الاستطلاعات أن «حزب العدالة والتنمية» يحتاج الى 18 مقعداً إضافياً كي يتمكن من تشكيل حكومة بمفرده. ويبدو أن حاجة أردوغان الى هذه الغالبية سمحت له بإجراء اتصالات جانبية مع «منظومة المجتمع الكردستاني»، التي تعتبر أعلى هيئة تشرف على حركات التمرد الكردي. وأثمرت تلك الاتصالات، بدليل أن «حزب العمال الكردستاني» أعلن تعليق عملياته الى ما بعد الانتخابات.

بعد مرور يومين على حادث التفجير، اجتمع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مع أجهزة الأمن، ليوجه الاتهام الى ثلاث منظمات: «العمال الكردستاني» وتنظيم «داعش» والجبهة اليسارية المعروفة باسم «الجبهة الثورية لتحرير الشعب». لكن أوغلو ركز على «داعش» عقب حصوله على التفاصيل كاملة، كون التنظيم هو الجهة الأكثر استخداماً للعمليات الانتحارية. كذلك، نشرت صحيفة «راديكال» تحقيقاً موثقاً ذكرت فيه اسمي الانتحاريين، وهما عمر دوندار ويونس الأغوز، شقيق الشيخ عبدالرحمن الأغوز، منفذ هجوم سروج، وصديق أورهان، منفذ تفجير ديار بكر. وعلى رغم وجود قرائن حسية تثبت تورّط «داعش»، إلا أن أردوغان ظل مصراً على اتهام «الكردستاني» بتنفيذ التفجير. ويرى زعماء المعارضة أن لأردوغان حسابات أخرى ناتجة من دوره في مدّ «داعش» بالسلاح. وقد أشارت الصحف البريطانية والفرنسية والألمانية الى الحماية الخاصة والتسهيلات اللوجستية التي أمّنتها الحكومة التركية لكل العائلات والملتحقين بصفوف «داعش». وعندما قامت القوات الكردية بطرد «داعش» من مناطق مجاورة للحدود مع تركيا، اتهمها أردوغان بالعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية لمصلحة إنشاء دولة كردية شمال سورية. وهو حالياً يشكك في دور بوتين، ويقول أنه وعد بشار الأسد باستعادة محافظة «هاتاي»، أي لواء الإسكندرون. هذا كله كي يستثير الشارع التركي، ويحرّض الجماهير على انتخابه باعتباره الحاكم الذي يحافظ على الإرث التاريخي لدولة كمال أتاتورك.

والثابت أن لواء الإسكندرون قد تعرض لتجاذبات مختلفة منذ نالت سورية استقلالها. وقد شملها ميثاق «حزب البعث» الذي وضعه ميشال عفلق، بضرورة الاسترداد، مثلما شمل فلسطين أيضاً. وعندما كلف الرئيس حافظ الأسد سفيره عدنان عمران، بمهمة التفاوض مع جماعة الرئيس التركي وقائد الجيش كنعان إيفرين، أوصاه بالحرص على عدم توقيع أي تنازل عن «اللواء السليب». وهكذا استمرت المفاوضات وقتاً طويلاً من دون أن يصل الفريقان الى حل. والإجابة عن هذه الأزمة المستعصية، تظهر في الخريطة السورية المنشورة في الكتب المدرسية، ويظهر فيها أن لواء الإسكندرون جزء من سورية، علماً أن هذه المحافظة تضم كل الأعراق والطوائف كالعرب والأكراد والأتراك والأرمن والعلويين والتركمان والشركس والمسيحيين المشرقيين. يُعتبر هذا اللواء في سورية المحافظة الخامسة عشرة، على رغم كونه منذ 1939 تابعاً لتركيا. ويسميه بعض المؤرخين أمثال ستيفن لونغريج، «الألزاس واللورين السورية».

كانت منطقة الإسكندرون تابعة لولاية حلب ضمن سورية العثمانية، ومثلت في المؤتمر السوري العام، على رغم اعتبارها دولة مستقلة في أعقاب صدور مراسيم التقسيم، غير أنه أعيد ربطها بالدولة السورية عام 1926، وعاصرت إطلاق الجمهورية السورية الأولى عام 1938، عندما قامت فرنسا «بخطوة غير مسبوقة واستفزازية»، إذ أعادت منح اللواء حكماً ذاتياً مع بقائه مرتبطاً من ناحية شكلية بالجمهورية السورية. ثم أعادت إلغاء هذا الرباط الشكلي سنة 1939، وانسحبت فرنسا في شكل نهائي، في حين دخلت اللواء قوات تركية، وقامت بضمّه وإعلانه جزءاً من الجمهورية التركية تحت اسم «هاتاي»، وهو ما يعتبر مخالفة لصك الانتداب الذي يلزم الدولة المنتدبة بالحفاظ على أراضي الدولة الخاضعة للانتداب. غالبية سكان الإسكندرون كانت من عرب سورية الموزعين بين السنّة والعلويين والمسيحيين العرب والأرمن، ولم تتجاوز نسبة تركمان سورية فيه 39 في المئة.

بعد سلخ اللواء، نزحت الى دمشق وحلب وحمص واللاذقية أعداد كبيرة من عرب اللواء والأرمن، مع استثناء صغير لبلدة كسب الأرمنية التي كانت تابعة للواء، فعدلت المفوضية الفرنسية الحدود، بحيث تتبع محافظة اللاذقية. وأفضى سلخ اللواء الى انطلاق احتجاجات 1939 التي أفضت الى إطاحة حكومة جميل مردم، ثم استقالة الرئيس هاشم الأتاسي. في السنوات التالية، اعتبر اللواء أرضاً محتلة، وساهم هذا الاعتبار في إبقاء سورية خارج مشاريع على مستوى المنطقة، مثل حلف بغداد لكون تركيا عضواً فيه. ثم توترت العلاقة مع تركيا مجدداً سنة 1957، الى درجة استدعاء الأسطول المصري الى اللاذقية للدفاع في حال اندلاع حرب. ولم يحدث أن اعترفت الحكومات السورية المتعاقبة بشرعية كون اللواء جزءاً من تركيا، إلا بإشارة عرضية قام بها بشار الأسد عام 2004. في سورية القديمة، كانت أنطاكية عاصمة اللواء، عاصمة سورية ومركزها، ومقر بطريرك أنطاكية، الرأس المحلي للكنيسة السورية بشقيها البيزنطي والسرياني، ومنه خرجت شخصيات بارزة على مستوى العالم مثل إغناطيوس الأنطاكي، ويوحنا فم الذهب. أما في سورية المعاصرة، فقد خرجت مجموعة من الشخصيات التي لعبت دوراً مهماً على الصعيد المحلي، مثل رئيس الدولة صبحي بركات والمفكر زكي الأرسوزي والشاعر سليمان العيسى.

مع عمليات القصف التي ينفذها الطيران الروسي، وصلت الى سورية قوات إيرانية إضافية. والمؤكد أنها تعاونت مع القيادة الروسية التي مهدت الطريق الى مزيد من المكاسب، بهدف دعم الجيش النظامي المرهق والمشتت.

وأشار المراسلون الى الاستعدادات القائمة لتنفيذ هجوم على مناطق المعارضة في حلب. وأبلغت أنقرة قيادة الحلف الأطلسي بأخطار الهجوم الداعي الى تحرير ريف حلب الشمالي. ذلك أن استرجاع مدينة حلب وريفها ينسف مخطط تركيا القاضي بإنشاء منطقة عازلة على طول 115 كلم وعمق 35 كلم داخل الأراضي السورية. ومثل هذا المخطط وضعه الجيش التركي لمنع إقامة كيان كردي على حدود البلاد. وأخذت قيادة الجيش الضوء الأخضر من الرئيس أردوغان، الذي أعلن في أكثر من مناسبة أنه لن يسمح بإنشاء دولة شمال سورية... أي على حدود تركيا الجنوبية، وأنه سيستمر في مكافحتها مهما كبرت التضحيات!

ومثل هذا الكلام يثير الكثير من المخاوف في شأن مستقبل تركيا التي تحتضن نحو 15 مليون كردي، حيث يقطن العدد الأكبر من الأكراد الموزعين على إيران (5 ملايين) وسورية (مليونان) والعراق (4.5 مليون) وتركيا. وفي حال موافقة الدول المعنية - أجنبية كانت أم عربية - فإن إحياء معاهدة سيفر (1920) الداعية الى قيام دولة كردية فوق نصف مليون كيلومتر مربع عند تخوم العراق وتركيا وسورية وإيران... يهدد تركيا بالتفكك. وحول هذا الموضوع، يقول المراقبون أن الرئيس بوتين نجح في خلق خلافات مستحكمة بين دول حلف الأطلسي في شأن جزيرة القرم ومستقبل أوكرانيا. وهو حالياً ينشط في سورية من أجل إرباك الدول الغربية، ومنعها من تحقيق سايكس - بيكو آخر...

 

كلمة المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد خلال مراسم عاشوراء نهار الجمعة

أيها الأعزاء، في مثل هذا الوقت من كل سنة، نستذكر الإمام الحسين، وفي كل يوم من كل سنة، أفعال أولئك الذين يدّعون أنّهم أتباع الحسين تشوّه صورة هذا الرجل العظيم ورسالته. لأنّه إذا كان هناك كلمة واحدة لنصف فيها كل ما يمثّله هذ الرجل الكبير فهي الأخلاق. لهذا السبب كان الحسين محترماً من أتباع مختلف الأديان، كان يجسّد قيماً هي في أساس كل الأديان وهؤلاء الذين ليست لديهم هذه القيم وليست لديهم هذه الأخلاق، ليس لهم دين من أيّ نوع كان، مهما سمّوا أنفسهم ومهما كان عدد العمامات على رؤوسهم. في الواقع هؤلاء الأشخاص ليسوا "علماء دين" إنّما هم "تجار دين". لقد شوّهوا صورة الإسلام بشكل عام وصورة الشيعة بشكل خاص في الماضي، لم يكن بمقدور أحد أن يميّز بين الشيعي و السنّي في الماضي، كان الشيعة في كل الدول العربية جزءاً من دولهم ويعيشون بتناغم مع محيطهم، ولكن منذ أن اعتلى الخميني السلطة في إيران، بدأ كل شيء يتغيّر. إن افعال النظام الإيراني، والحروب التي شنّها عبر اتباعه من مجموعات في المنطقة، أشعرت الشيعة في العالم العربي بأنّهم منعزلون وغير مرغوب فيهم، حتى أنّ عدداً كبيراً من اللبنانيّين الشيعة الذين يعملون اليوم في بعض دول الخليج، يفضّلون أن يصرّحوا عن أنفسهم كسنّة. طبعا"، هم يفعلون ذلك خوفا"  من التمييز الطائفي بحقّهم و من خسارة وظائفهم. يقدمون على ذلك لأنّهم يعلمون أنّ الوظيفة الوحيدة التي يمكن أن يمنحهم إيّاها حسن نصرالله في حال أُجبروا على العودة إلى لبنان هي وظيفة شن الحرب في أيّ مكان يُطلب منه ذلك، وكل ذلك تحت حجّة ما يدّعي حزب الله ً بأنه "جهاد". في الواقع، إنّ أفعال هذا "الجهاد" الإيراني الذي ينفّذه "حزب الله" و"الصدريون" و"الحوثيّون" ساهمت في خلق "جهاد" آخر مماثل وتقويته في المقلب الآخر، أي عند "داعش" ومن هم على شاكلته. فإذا كان التاريخ علّمنا شيئاً، فهو علّمنا أنّ التطرّف من جهة يقوّي التطرّف في المقلب الآخر، وهذه هي الحلقة المفرغة، أو بالأحرى حلقة الدم، التي نحن عالقون وسطها في العالم العربي حالياً. علينا أن نتحلى بالقدر الكافي من الشجاعة لكي نتصدّى على السواء للمقلبين "الجهاديين" أو بالأحرى "الإرهابَيين".  علينا ألا نتعاطى مع هذه الظاهرة وفق معايير مزدوجة اذ ليس هناك متطرفون جيدون و متطرفون سيئون، فالتطرف أكان تحت راية شيعية أو سنية هو خطر على المنطقة برمتها و على مستقبل الأجيال القادمة

علينا إذاً أن نتحلى بالقدر الكافي من الشجاعة لنتصدّى للجهتين قبل أن يفوت الأوان. علينا أن نقول بصوت عال إنّ هذين التطرّفَين لا يمتّان إلى الإسلام بأيّة صلة، وأنهما في الواقع وجهان لعملة واحدة. إذا كنا نريد مصلحة أولادنا وأحفادنا، علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لكي نضمن أن لا يرثوا مجتمعاً مماثلاً لما كان سائداً في العصور الوسطى. فللأسف، إذا لم نستجمع قوانا لكي نقوم بواجبنا في التصدي للتطرف، فإن مستقبل أجيالنا الطالعة سيكون قاتماً. فبعد 40 أو 50 عاماً من اليوم، قد تدخل المنطقة كلّها في نفق مظلم، نفق لا رجعة فيه إلى الوراء. لا يمكننا أن نتحمّل بعد اليوم خطابات ومواقف "رماديّة"، ولا يمكننا أن نسمح بعد اليوم بـ"تدوير الزوايا" على الطريقة اللبنانيّة أو العربيّة في معالجة الأمور. وإذا استمرّينا على هذا النحو، فلن نلوم إلا أنفسنا، وسيلعننا أولادنا وأولادهم وسيقولون إننا كنا جبناء وتركناهم يواجهون هذا المصير الأسود على رسالتنا أن تركّز على الله الحقيقي. لأنّ الله ليس كراهية، الله ليس شنّ حروب لا تنتهي، الله ليس الموت وإراقة الدماء. هؤلاء الذين يجعلوننا نعيش الكراهية والحرب والموت، مهما كانوا يسمّون أنفسهم، هم أبعد ما يكونون عن الله. مهما قالوا ومهما كان شكلهم، فإنّهم يبشّرون بنوع من الشعوذة  وهو أبعد ما يكون عن أيّة من الديانات السماوية.

الدين هو نقيض ذلك تماماً!

إن الله محبّة، الله هو رحمة، الله خلقنا لا لنموت إنّما لنعيش حياة كريمة. اليوم، وأكثر من أيّ يوم مضى، علينا أن نتعاطف مع الشعب السوري المسكين. هذا ما كان الحسين ليريدنا أن نفعله. لأنّه كان رجلاً يسعى إلى مساعدة المضطهدين. كان رجلاً يقف في وجه الطغاةأما اليوم، ويا للأسف، فإن كثراً ممن ينسبون أنفسهم إلى الحسين، وأعني بهم "حزب الله"، يساعدون الطاغية السفّاح في سوريا، على أن يضطهد أكثر ويقتل المزيد، وقد انضم إليهم مؤخراً فلاديمير بوتين الذي قدم بدوره كي يساعد الطاغية أيضاً، تحت عنوان كاذب آخر هو "الحرب على الإرهاب". يعتقد فلاديمير بوتين بسذاجة أنّه يستطيع العودة إلى إمبراطوريّة الاتّحاد السوفياتي ايام عزّها ومجدها، عبر عرض عضلاته وإظهار ما بإمكان قدراته العسكريّة أن تفعله في أماكن مختلفة من العالم، من القرم إلى شرق أوكرانيا واليوم في سوريا ولكن، لو تسنّى لنا أن نخاطب السيّد بوتين، لكنّا قلنا له: لا يمكنك أن تقود في عالم اليوم إلا إذا كان لديك اقتصاد متفوّق، وتكنولوجيا رائدة، ونظام مدارس وجامعات من الطراز الأوّل. تقود في عالم اليوم عندما يكون لديك شعب قادر على المنافسة والتفوّق و الإبداع في كل الميادين. ومع ذلك، لا داعي للقلق من هذا التدخّل الروسي. إن الدعم الذي يقدّمه بوتين للطاغية الأسد لن يغيّر الوقائع على الأرض على المدى البعيد أو المتوسّط البعيد

لقد استغلّ بوتين وجود إدارة ضعيفة ورئيس جمهوريّة ضعيف في الولايات المتّحدة الأميركيّة هو باراك أوباما، لعِلمِه أنّه لن يُقدِم على أيّ شيء لإيقافه. لكن تبقى لأوباما سنة واحدة في السلطة فقط ومن جهة أخرى، يبدو أنّ بوتين لم يتعلّم الدرس من تاريخ بلده، فمنذ زمن غير بعيد، هزم "المجاهدون" في أفغانستان جيش الاتّحاد السوفياتي الجبّار وأطاحوا بحكومة طاغية آخر في كابول كانت مدعومة من موسكو.

أيها الأعزاء، في أوقات كهذه، لا يهم عدد الأشخاص المحيطين بنا الذين يسيرون في الطريق الخطأ، أي في الطريق النقيض لتراث الإمام الحسين حتى لو كنّا أقليّة، علينا أن نصرّ على التمسّك بمبادئنا وأن نؤمن بأننا الأحفاد الحقيقيّون للإمام الحسين علينا أن نؤمن، كما فعل هو، وضحّى بحياته في سبيل إيمانه هذا، بأنّ الخير ينتصر دائماً على الشر و بأن الحق ينتصر دائما" على الباطل، وهذا ما سيحصل

 

 كلا.. بشار الأسد ليس جوزيف ستالين!

أمير طاهري/الشرق الأوسط/16 تشرين الأول/15

بينما تواصل المأساة السورية استنزاف ذلك البلد، تتداول في أروقة صنع القرار والمراكز البحثية في مختلف أنحاء المعمورة عبارة متكررة هي: لا يمكن أن يوجد حل من دون بشار الأسد! وهكذا تنهمر علينا المقالات التي تحث القوى الغربية على قبول الأسد حليفًا في محاربة «داعش». لكن قبل عام واحد فقط، كانت العبارة المتكررة الرائجة جد مختلفة: لا يمكن أن يوجد حل ما لم يرحل الأسد! الرئيس الأميركي باراك أوباما كرر في أكثر من مناسبة شعاره الأثير، هازًا إصبعه بأسلوبه المعروف، قائلاً: «كونوا على يقين.. الأسد يجب أن يرحل».

بعضنا جادل ضد هذه المقولة في ذلك الوقت. ودفعنا آنذاك بأن الأسد يمثل بالفعل شريحة من السكان في سوريا، وينبغي أن يوضع في الحسبان في إطار عملية انتقالية تنتهي بخروجه من المشهد. وبعد 4 سنوات، بات يتعين علينا أن نجادل بأن المقولة الجديدة لا تقل خطأ عن سالفتها.

إن السعي إلى التحالف مع الأسد ليس خطأ فحسب من الناحية الأخلاقية، لكنه أيضًا غير فعال استراتيجيًا. إنه خاطئ أخلاقيًا، لأن اسم الأسد بات الآن مرتبطًا بصورة نهائية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لا يمكن أن يداريها الحديث الدبلوماسي الملتوي.

وحتى لو غضضنا الطرف عن الاعتبارات الأخلاقية، فإن التحالف مع الأسد لن يجدي نفعًا كذلك بمعايير الواقعية السياسية غير الأخلاقية، ولن نقول الوحشية.

ويستشهد الداعون إلى عقد تحالف مع الأسد بمثال الطاغية السوفياتي جوزيف ستالين، الذي أصبح حليفًا للديمقراطيات الغربية ضد ألمانيا النازية. لم ترق لي قط مثل هذه المقارنات التاريخية وبالأخص هذه المقارنة.

ولكن بداية، أؤكد أن الديمقراطيات الغربية لم تختر ستالين حليفًا لها، ولكن فرضته عليها مجريات الأحداث. عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية كان ستالين حليفًا لهتلر بفضل اتفاق مولوتوف - ريبنتروب. وشارك الاتحاد السوفياتي بفعالية في المرحلة الافتتاحية من الحرب عبر غزو بولندا من الشرق، بينما جاء الألمان من الغرب. وقبل ذلك، قدم ستالين خدمة جليلة لهتلر، عندما قضى على الآلاف من جنود الجيش البولندي في مذبحة غابة كاتين.

وبين سبتمبر (أيلول) 1939 ويونيو (حزيران) 1941، عندما قام هتلر بغزو الاتحاد السوفياتي، كان ستالين حليفًا فاعلاً للنازي. ولم يغير الطاغية السوفياتي المعسكر الذي يحارب في صفوفه إلا مضطرًا، وبعدما أدرك أنه لا سبيل آخر للنجاة.

الوضع في سوريا اليوم مختلف تمامًا. ولا يوجد في الوقت الحاضر أي تحالف للقوى الديمقراطية التي لا تمتلك أي استراتيجية في الشرق الأوسط، والفضل يعود في ذلك إلى المسلك الغامض والملغز الذي ينتهجه أوباما.

وعلى النقيض من ستالين، لا يوجد معسكر آخر ينقلب إليه بشار الأسد، حيث يعتبر «داعش» حليفًا تكتيكيًا ضد جماعات المعارضة المسلحة الأخرى. ولذلك تركز روسيا الآن ضرباتها الجوية على الجماعات المسلحة غير الداعشية التي تقاتل الأسد. الأهم أن الأسد لا يمتلك أيًا من المزايا التي كان يتمتع بها ستالين وقدمها للحلفاء. ستالين كان بوسعه أن يوفر هذا الاتساع الشاسع من الأراضي التي يسيطر عليها الاتحاد السوفياتي والقادر على ابتلاع فرق ألمانية لا حصر لها بلا أدنى مشكلة. ولم تكن قوة الغزو التي قادها الفيلد مارشال فون باولوس سوى قطرة في محيط اليابسة السوفياتية. وعلى النقيض لا يمتلك الأسد أي عمق جغرافي ليقدمه إلى حلفائه. ووفق الجنرال الإيراني حسين حمداني الذي لقي حتفه في مدينة حلب السورية، فإن الأسد يسيطر شكليًا على نحو 20 في المائة من مساحة البلاد.

ستالين كان يمتلك أيضًا مددًا لا ينتهي من القوات، إذ كان بمقدوره أن يرسل ملايين المقاتلين من أعماق الأورال وآسيا الوسطى وسيبيريا. وعلى العكس، اعترف الأسد علانية بأن رصيده من الجنود ينفد، ليعتمد على المدد القادم من حزب الله الذي ترسله طهران.

وإذا كان الأسد قد تمكن من التشبث بشطر من سوريا، فإن الأمر يعود جزئيًا إلى أنه يمتلك قوة جوية يفتقر إليها خصومه. ولكن حتى تلك الميزة تأثرت بفعل قانون العوائد المتناقصة. إن قصف القرى والبلدات المسالمة بلا هوادة على مدار 4 سنوات لم يغير ميزان القوى على الأرض لصالح الأسد. وقد يكون ذلك هو السبب وراء قرار حلفائه الروس بالتدخل وتنفيذ القصف بأنفسهم. في السابق، كانت الطائرات روسية والطيارون سوريين. اليوم أصبحت الطائرات وطياروها من الروس، ما يسلط الضوء على التراجع المتزايد في أهمية الأسد. أما ورقة اللعب الأخرى، التي كانت بحوزة ستالين ويفتقدها الأسد الآن، فهي الموارد الطبيعية الهائلة التي كان يمتلكها الاتحاد السوفياتي السابق، لا سيما حقول النفط الآذرية التي ضمنت استمرار هدير الدبابات الروسية دون أن ينفد وقودها. وخسر الأسد، على النقيض، السيطرة على حقول النفط السورية، وأجبر على شراء الإمدادات من «داعش» أو المهربين الذين يعملون انطلاقًا من تركيا.

وتوجد أيضًا اختلافات أخرى بين ماضي جوزيف ستالين وحاضر بشار الأسد. لقد كان ستالين، الذي كان ينعته المداهنون بـ«أبو الأمة»، يمتلك الكلمة العليا في جميع القضايا. لكن الأسد لا يتمتع بذلك الوضع الآن. في الواقع، ومرة أخرى بحسب ما صرح به الجنرال الراحل حمداني في مقابلته الأخيرة التي تنشرها وسائل الإعلام الإيرانية، ما تبقى من نظام البعث السوري تديره من خلف الكواليس هيئة من الشخصيات، لا تعتبر الأسد سوى رئيس صوري. لقد أدرك وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي صادق الأسد وزوجته، عندما كان سيناتورا في مجلس الشيوخ، أن الديكتاتور السوري كان مجرد لاعب بين كثيرين في عالم سياسة القوة الضبابي في دمشق. علاوة على ذلك، ونتيجة الدمار الذي لحق بالبلاد على مدار أكثر من 4 سنوات، حتى هذه «الهيئة من الشخصيات» لم تعد تمتلك السلطة التي كانت تحوزها في الماضي. اليوم، لا يُرسَم على الأقل جزء من السياسات السورية في دمشق ولكن في موسكو وطهران.

وتلخيصًا لما سبق، كان ستالين يمتلك الأرض والقوى البشرية والموارد الطبيعية والسلطة، وكلها أمور يفتقر إليها الأسد. وبناء على ذلك فإن المقارنة بين الرجلين لا تستقيم. لكنّ الداعين إلى التحالف مع الأسد يقدمون حجة أخيرة لدعم موقفهم وهي: إذا رحل فقد يخلف ذلك فراغًا. ولكن لماذا يتحدثون عن الفراغ بدلاً من انفتاح المجال أمام بداية جديدة في سوريا؟ وبغض النظر عن السمات الشخصية التي يمتلكها أو يفتقر إليها، فإن الأسد أصبح رمزًا لما لا تريده غالبية السوريين. وفي حال رحل، أو بالأحرى عندما يرحل، سينفتح مجال قد يسعى من خلاله الذين لا يريدونه إلى التصالح مع الراغبين في بقائه، مع تناقص أعدادهم.

 

عونستان أو بلاد ما بين الصهرين!

نديم قطيش/الشرق الأوسط/16 تشرين الأول/15

«لعيون صهر الجنرال عمرها ما تمشي الحكومة». بهذه العبارة الواضحة، خاض قائد الجيش السابق، النائب ميشال عون، معركة توزير صهره جبران باسيل في حكومة الرئيس سعد الحريري صيف عام 2009؛ «إما صهري وزيرا وإما التعطيل». كان باسيل قد رسب في الانتخابات النيابية، من دون أن يمنع ذلك عون من خوض معركة توزيره في أول حكومة بعد الانتخابات. وكان له ما أراد بغية تجاوز التعطيل. ثم ما لبث أن ترأس الوزير الصهر نفسه المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر إقامة عون، لإعلان استقالة ثلث أعضاء حكومة الحريري، وهو يهم بالدخول إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي صافحه بود وحبور محمد جواد ظريف، قبل أيام على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة! الاستقالة سبقت اندلاع الثورة السورية بأسابيع قليلة في 15 (مارس) 2011، ومضت مفاعيل الاستقالة - الانقلاب الذي أطلق «الصهر» شرارته نيابة عن حزب الله، بتشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أو حكومة «جسر الشغور»، بفعل تشكلها بدفع من الحرب الأسدية على الشعب السوري. لكن الثورة ومفاعيلها، وتداعي نظام بشار الأسد، غيَّرا كل شيء في حسابات الانقلابيين، من دون أن يلغي ذلك قدرتهم على سياسات التعطيل المستمرة بأشكال مختلفة، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل عشر سنوات، كامتداد للجريمة ولأهدافها.

ولئن كان الصهر الأول هو عنوان ومنصة التعطيل في هذه الحقبة السالفة، فإن عون يستعمل الصهر الثاني، قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز، عنوانًا ومنصة للتعطيل في الحقبة الراهنة. سعى عون جاهدًا لفرض صهره الثاني قائدًا للجيش، مدفوعًا بشهية استثنائية لاعتبار أهدافه السياسية حقوقًا مكتسبة لا يملك الآخرون حيالها إلا الرضوخ. الأمانة توجب القول بأن روكز ضابط كفء، ذو مناقبية عالية وحس وطني يشهد له به زملاؤه. وهو يدفع ثمن تسييس عون ومذهبته لمعركة تعيين قائد للجيش، أكثر مما يدفع ثمن انعدام الأهلية والاستحقاق!

كما حيال صهره الأول، كذا حيال صهره الثاني، رفع عون سيف التعطيل، معلنًا عدم المشاركة في اجتماعات الحكومة، ما لم يُعطَ الحق بتسمية قائد للجيش، بعد أن احترقت ورقة روكز، بفعل وصوله إلى سن التقاعد، وخروجه من السلك العسكري.

الحق يقال بأن أيًا من السياسيين اللبنانيين لم يخض في مسألة الرتب والترقيات، وهيكلية المؤسسة العسكرية بالطريقة العلنية التي يخوض بها ميشال عون، حتى في ذروة الحرب الأهلية، وتفكك الدولة، وانقسام الجيش! هكذا يهيمن التعطيل على «بلاد ما بين الصهرين» وتغرق الدولة في الشلل، والمؤسسات في التآكل والانهيار، وتذوي البلاد باقتصادها وأمنها ومصالح عبادها، ما لم ترسُ على عون رئيسًا، وعلى صهريه في الحكومة، وقيادة الجيش، باعتبار ذلك أقل حقوق المسيحيين في «أنطاكية وسائر المشرق»! الواضح أن هذه المعادلة ليست معادلة عون، بل هي في العمق معادلة حزب الله الذي يقول عبر كل سلوكه وتصريحاته: إن أيًا من الأزمات التي تواجه لبنان لن تُحل قبل أن ينتخب عون رئيسًا لجمهورية يحكمها حزب الله، ويستتبع أجهزتها الأمنية، ويسيطر من خلال الرئيس على مجمل عمل مجلس الوزراء فيها. ببساطة يريد حزب الله أن يعيد عبر ميشال عون تجربة الرئيس السابق إميل لحود التي بدأت بمحاولة الانقلاب على رفيق الحريري من خلال محاولة محاكمة وسجن أركان فريقه الاقتصادي، وانتهت باغتيال الحريري نفسه حين استعصى تطويعه! لم يترك ميشال عون مجالاً للشك في استحالة الاتفاق معه على تسوية تضمن وصوله إلى الرئاسة من غير أن يضع البلاد، من موقعها الرسمي، في خندق ولاية الفقيه. فالرجل وحزبه ما عادا مرتبطين بإيران فقط، أو ينطلق من تحالف مع حزب الله يحفظ فيه تمايزًا حقيقيًا، يمكنه من جسر الهوة بين ضفتي الصراع في لبنان، ذاك أنه انحدر بمستوى علاقته بإيران إلى مستوى أحزاب لا يتجاوز عدد منتسبيها أصابع اليد! من الأمثلة المريعة، مشاركة قادة عونيين فيما يسمى «وفد الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» الذي زار طهران قبل أكثر من شهر للقاء مستشار المرشد علي خامنئي الدكتور علي أكبر ولاتي، إلى جانب «رواسب» سياسية من نوع «رابطة الشغيلة» و«اللجان والروابط الشعبية»، و«الطلائع اللبنانية»! الوفد ذهب لتهنئة إيران بانتصاراتها «في سوريا ولبنان (حزب الله) واليمن والعراق» فيما سمع من ولايتي أن إيران «على ثقة بأن الأسد الذي فاز في الانتخابات الأخيرة، سيفوز في الانتخابات مرة أخرى»!! لا حاجة للتعليق أكثر. في إطلالتيه الأخيرتين، بدا عون مجرد أداة عند حزب الله، بلا أي حضور شعبي حقيقي، والأهم بلا أي خطاب، سوى احترافه تزوير التاريخ. هاجم عون الطبقة «السياسية الحاكمة من خمس وعشرين سنة» وهو الاسم الحركي لرفيق الحريري، متناسيا أنه حليف لأبرز وأقوى مكونات هذه الطبقة السياسية خلال حقبة الوصاية، من الأمير طلال أرسلان، إلى الوزير سليمان فرنجية، إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي.. والأهم إلى حزب الله! أخطر ما قاله عون هو استعداده لحمل السلاح دفاعًا عما يفترض أنها حقوقه، مما يعني أن لبنان مرشح لانهيارات أمنية تعيد هندسة الواقع السياسي اللبناني بانتظار ما سترسو عليه سوريا. ما لم يأخذه حزب الله عبر عون رئيسًا، سيسعى لأخذه عبر عون «ثائرًا»! رائحة دم في المكان.

 

من يحمي الشعب السوري من القصف الروسي؟

داود البصري/السياسة/17 تشرين الأول/15

زوايا الصراع السوري الرهيب الذي لم تسلط عليه الأضواء وتجاهله العالم، ومحي من الذاكرة الرقمية المعاشة، تتمثل في المعاناة الرهيبة للمدنيين السوريين الذين ظلوا، على مدى أعوام الصراع الخمسة العجاف المادة الميدانية الرئيسة لتلك الحرب الأهلية الضروس التي خاضها النظام وعصاباته وشبيحته وحلفاؤه الطائفون القادمون من إيران والعراق ولبنان والتي كلفت الشعب السوري حتى اليوم أكثر من 300 ألف قتيل سقطوا بنيران المواجهة فضلا عن الآلاف الذين سحقتهم آلة التعذيب والموت الأسدية في معتقلات وأوكار مقرات النظام المخابراتية.فمن يتذكر مثلا تلك الصور المريعة والتي بلغت 50 ألف صورة لآلاف المعدومين تحت التعذيب، والتي تسربت لصحافة العالم دون أن تتدخل الأمم المتحدة ولا الدول الكواسر فيها لمنع الجريمة ومحاسبة من ارتكب كل تلك الجرائم وما زالت الأمم المتحدة تعترف به كممثل شرعي للشعب السوري. أي مصيبة تلك؟ وأي قوة خفية تدعم ذلك المجرم والنظام سوى القوى الغربية ذاتها؟ فقبل سويعات من جريمة القيصر بوتين بقصف الشعب السوري طار رئيس الحكومة الاسرائيلية النتن ياهو وهو يعلم بمخططات الروس لموسكو، للتفاهم الودي مع العسكرتاريا الروسية من أجل تنسيق العمليات في الأجواء والأراضي السورية، ولمنع الشظايا المحتملة من السقوط في المستوطنات الصهيونية القريبة في الجولان المحتل أو في الجليل الشمالي والغربي. وطبعا لم يلتفت أحد لمعاناة المدنيين السوريين ولا لمدنهم التي تحولت لأرض خراب ينعق البوم في أرجائها. لقد دخل طيران الروس الإرهابي المعركة تحت شعار استئصال ومعاقبة وطرد «داعش»! ولكنه لم يفعل ذلك، بل بدأها بمجزرة ضد الجيش السوري الحر وقوى المعارضة المسلحة البعيدة عن داعش وفكرها، وتم قصف تلكم الأهداف ثم تكررت الطلعات والعمليات الجوية الروسية ومن ضمنها ذلك الاستعراض العنتري بالضرب الصاروخي من بحر قزوين، وهو عرض فاشل وسقيم، حتى اتضحت هوية الأهداف الروسية بعد أيام من القصف، وكانت أهدافاً مدنية بحتة في حلب وحمص تحديدا، جلبت الموت والدمار للمدنيين الأبرياء وأحرقت جثث المحروقين أصلا، فيما كانت طائرات النظام الجبانة تلقي ببراميلها الإيرانية على محيط دمشق. لقد تحالف السفلة والقتلة في مهرجان الذبح السوري الشامل والمجاني وتكالبت ذئاب الأرض جميعا في إصطياد الشعب السوري وقتله دون رحمة، فها هو الحرس الثوري الإيراني بقائده قاسم سليماني بدلا من أن يحرر القدس بفيلقه المقدس، فإنه ابتعد عنها شمالا ليقتل السوريين مع شبيحة «حزب الله» والضباع الطائفية القادمة من العراق، وها هو الطيران الروسي يتكفل بحرق عشرات الجثث السورية يوميا بحثا عن «داعش» وخدمة للفاشية السلطوية الحاكمة، وها هو الطيران الأميركي وحتى الإسرائيلي يشارك بالمهمة المقدسة. فإبادة السوريين تحولت اليوم لتكون منهاج عمل أممياً في ظل صمت الأمم المتحدة المخزي، وعجز العالم العربي الفضائحي المهتم غاية الاهتمام بقضايا ستراتيجية كبرى من أمثال «عرب آيدول» و»ذي فويس» و»ستار أكاديمي» الذي سينقل الأمة لآفاق العولمة والتميز.

فهل من المعقول ألا يتحرك النظام السياسي العربي من خلال الجامعة العربية وتتم الدعوة لعقد مؤتمر قمة طارئ محوره الأساس بند واحد فقط يتمثل في ضمان حماية المدنيين السوريين من الغارات الانتقالية الروسية، والتحالفية العمياء؟ ليس معقولا كل هذا الصمت الرهيب، وحالة الشلل الفظيعة المطبقة على العالم العربي. سورية تسحق وشعبها يدمر ومدنها تطحن والأجواء السورية أضحت نهبا مشاعا لقراصنة الدول الكواسر. نتمنى على العالم العربي التحرك السريع والعاجل فرائحة لحوم السوريين المشوية بصواريخ القيصر الروسي قد وصلت لأقاصي الدنيا. تحركوا ياعرب قبل التحول الشامل لحالة الهنود الحمر، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

 

رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، خلف أحمد الحبتور: واشنطن تعاملت مع طهران الارهابية بقفازات مخملية وعلى الادارة الأمريكية ادراك أن مستقبلها مع دول “التعاون الخليجي”

السياسة/17 تشرين الأول/15

- يجب أن تعلموا أن السوريين لا يريدون أن يكونوا لاجئين في أوروبا ورفضهم لهذا الواقع أقوى من التردّد

- أميركا دعمت آية الله الخميني وساهمت في صعوده للحلول مكان الشاه الذي كان صديقها المفضّل

- المحيّر هو ما الذي دفع إدارة أوباما إلى بذل جهود قصوى لمصافحة العدو المخضرم للولايات المتحدة

- لن يتزعزع أبداً تصميمنا على القتال إلى جانب الحق ولن نسمح للمتآمرين الإرهابيين بتحقيق النصر

واشنطن – خاص: القى رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، خلف أحمد الحبتور، محاضرة بعنوان “دعوة الى التحرك” في المؤتمر السنوي الرابع والعشرين لصناع السياسات الاميركي-العربي الذي انعقد في واشنطن اول من امس، تحت عنوان: “العلاقات الاميركية-العربية عند مفترق طرق: هل من مسارات نحو الأمام”؟ واعتبر الحبتور في “أن العلاقة بين الولايات المتحدة والدول العربية تقف عند منعطف أساسي”، وقال :” لسوء الحظ، لم تعد أميركا مصدر إلهام للعالم. أقولها بأسف شديد… ما فعلته الإدارات الاميركية السابقة للعالم العربي، لا سيما للسنة، خلال العقد المنصرم، يترك بصمة سوداء في تاريخ هذه الأمة العظيمة”. اضاف:”بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق، سلموا البلاد إلى إيران على طبق من فضة، وتحولت هذه الدولة العربية التي كانت عظيمة في السابق ومهداً للحضارة، إلى أرض خصبة للإرهاب”. وأعرب عن مخاوفه من “توطيد العلاقات الاميركية-الإيرانية ، لان عندما أبرم الرئيس أوباما الاتفاق النووي مع إيران، وضع الشرق الأوسط ومنطقة الخليج في دائرة الخطر من التخصيب لأن الاتفاق يؤمن التمكين والشرعية لطهران”. واردف: “المحير ما الذي دفع بإدارة أوباما إلى بذل جهود قصوى لمصافحة العدو القديم للولايات المتحدة”. ورأى أن “إيران تركت بصماتها الخبيثة في مختلف أنحاء المنطقة عبر دعم المجموعات الإرهابية، مثل “حزب الله” في لبنان، والجماعات المسلحة في العراق، واخيراً الحوثيين في اليمن”.

الأزمة السورية

وعن الأزمة في سورية، قال الحبتور إن الوضع خرج عن السيطرة بسبب تقاعس قادة العالم، لا سيما الولايات المتحدة الاميركية، ودعا إلى اقتياد الرئيس السوري بشار الأسد للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقال في هذا الإطار: “بدلاً من التعامل مع هذه الأزمة المتفاقمة، هذه المأساة الإنسانية، لماذا لا نتعامل مع مصدر المشكلة؟ نبحث عن حلول لمعالجة تداعياتها، بدلاً من استئصالها من جذورها. لو تم التعامل مع بشار الأسد بالطريقة المناسبة عام 1102، أو عندما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري عام 3102، لما كنا نواجه الآن أزمة عالمية بهذا الحجم”. أضاف الحبتور: “لا يُقدم قادة العالم سوى حلول موقتة من خلال الخطط التي يضعونها لاستقبال اللاجئين في بلدانهم، لكن يجب أن تعلموا أن السوريين لا يريدون أن يكونوا لاجئين في أوروبا، لا رغبة لهم في ذلك، لا بل رفضهم لهذا الواقع أقوى من التردد الأوروبي في استضافتهم! ما يريدونه هو العودة إلى ديارهم. يجب إنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية، حيث يستطيع السوريون الاحتماء من الجزار الأسد فيما يجري البحث عن حلول، منطقة آمنة يحميها حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو”. وأعرب الحبتور أيضاً عن قلقه الشديد “إزاء المأساة الفلسطينية المستمرة” قائلا: “تتعرض المعاناة اليومية لإخواننا وأخواتنا الفلسطينيين للتهميش، ونادراً ما نسمع عنها في الأخبار اليومية”.

اضاف:” لكن وزارة الخارجية الاميركية سارعت إلى إصدار بيان يوم الاثنين الماضي تُدين فيه بشدة الهجمات الإرهابية على المدنيين الإسرائيليين التي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين. لا أتعامل أبداً باستخفاف مع موت إنسان، أي كان فلسطينياً أو إسرائيلياً”. وقال:” في مواجهة ما يحدث في عالمنا، ليس من موضوع أنسب من ذاك الذي اختير لمناقشته في المؤتمر الحالي: “مستقبل العلاقات الاميركية-العربية”، تقف العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية والدول العربية عند منعطف أساسي، اذ على امتداد عقود من الزمن، أثبت التحالف بين الولايات المتحدة والدول العربية، لا سيما دول “مجلس التعاون” الخليجي، أنه ذو أهمية بالغة للاستقرار والازدهار والسلام في المنطقة والعالم”.

العلاقات مع أميركا

اضاف:”لا يمكننا أن ننكر، بل نقر بامتنان بأننا أفدنا إلى حد كبير من معارفكم وخبراتكم طوال عقود، وبحسب مكتب المندوب التجاري الاميركي، يبلغ حجم التجارة بين الولايات المتحدة ودول “مجلس التعاون” الخليجي مئات مليارات الدولارات الاميركية سنوياً. ويشكل الاميركيون في الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكبر الجاليات الغربية في بلادنا؛ إذ يبلغ عددهم نحو خمسين ألف نسمة. لكن ما فعلته الإدارات الاميركية السابقة للعالم العربي، لا سيما للسنة، خلال العقد المنصرم، يترك بصمة سوداء على تاريخ هذه الأمة العظيمة”. واوضح” لقد دعمت أميركا آية الله الخميني وساهمت في صعوده للحلول مكان الشاه الذي كان صديقها المفضل. واجتاحت إدارة جورج دبليو بوش العراق بناءً على مزاعم واهية، وبعد انسحاب القوات الاميركية من العراق، سلموا البلاد إلى إيران على طبق من فضة، وتحولت هذه الدولة العربية التي كانت عظيمة في السابق ومهداً للحضارة، إلى أرض خصبة للإرهاب”. واستطرد قائلا:”لا أستطيع فهم لماذا تقف إدارة أوباما إلى جانب أعدائنا المشتركين ومخططهم التوسعي في منطقتنا. كما نشهد حالياً على امتناع الولايات المتحدة عن القيام بأي تحرك حاسم في مواجهة واحد من أكثر المجرمين همجية في القرن الحالي وهو بشار الأسد، وفي مواجهة تنامي نفوذ إيران، راعية الإرهاب في العالم، والأهم من ذلك، تغاضي الولايات المتحدة عن المأساة الفلسطينية المستمرة”. واستدرك:”لكن حقيقة الأمر هي أن القوات الإسرائيلية تقتل عائلات فلسطينية بكاملها يومياً، حتى إنها تحرق منازلهم، ولم تستنكر السلطات الاميركية يوماً تلك الأعمال الإجرامية”. اضاف:” لن أطيل الكلام أكثر اليوم عن المسألة الفلسطينية. أترك هذه القضية في عهدتكم، أيها السيدات والسادة، لتفكروا في ما يُميِّز شخصاً عن الآخر؟ اتخاذ القرارات! إنها القدرة على اتخاذ خيارات صعبة عندما يعجز الباقون عن ذلك. هذا هو جوهر القيادة! وهذا ما نفتقر إليه اليوم، فنحن نواجه حالياً أحد أكبر التحديات في زماننا، والذي يتمثل في مسألة اللاجئين حول العالم. فوفقاً للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بلغ عدد اللاجئين والنازحين داخلياً أعلى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية. وقد وصلت الكلفة السنوية لهذا النزوح، بحسب “مركز مراقبة النزوح الداخلي”، نحو مئة مليار دولار”.

مأساة اللاجئين

وقال: “ليس مفاجئاً أن عدداً كبيراً من هؤلاء الأشخاص يتركز في الشرق الأوسط، لا سيما في العراق وسورية. فثلث اللاجئين في العالم قادمون من هذين البلدَين. واحد وعشرون في المئة من اللاجئين في العالم هم سوريون. لقد فاق عدد النازحين السوريين 5.9 مليون شخص، أي نحو نصف الشعب السوري، من رجال ونساء وأطفال”. ورأى “إنها مأساة إنسانية، وتوجه مئات آلاف السوريين اليائسين إلى أوروبا، مجازفين بحياتهم من أجل الحصول على فرصة لعيش حياة أفضل. وغالب الظن أن هذا الـ”تسونامي” من الأشخاص المحبطين البائسين لن ينحسر في وقت قريب. هل تعتقدون أنهم يريدون حقاً مغادرة بلدهم، ومنازلهم، والابتعاد عن أفراد أسرتهم؟ لا! لكن ليس أمامهم من خيار. إنه ملاذهم الأخير، وقد فقدوا الأمل كلياً”. وشدد على ان “لسوء الحظ، الاستقبال الذي يلقاه اللاجئون في بعض البلدان الأوروبية ليس أفضل بكثير من الظروف التي يهربون منها. ويرفض بعض القادة الأوروبيين استقبال اللاجئين السوريين خوفاً من تهديد التاريخ المسيحي، إنها لخيبة أمل حقيقية أن نسمع مثل هذا الكلام يصدر عن قادةٍ أوروبيين في القرن الحادي والعشرين. ليس مقبولاً على الإطلاق أن يُرفَض السوريون بسبب معتقداتهم الدينية! التمييز فاضح لا يرحم”. لكنه اوضح “لست هنا لتوجيه أصابع الاتهام، بل لأقول لأولئك الذين يؤججون مشاعر الكره ضد اللاجئين البائسين في المخيمات، إنهم يهاجمون العدو الخطأ. فعدوهم ليس النساء والأطفال الذين يبحثون عن ملاذ بعيداً من رئيس متعطش للدماء، وأنتهز هذه الفرصة لأحيي البابا فرنسيس على دعوته إلى الرأفة باللاجئين السوريين في أوروبا.” وقال:” بدلاً من التعامل مع هذه الأزمة المتفاقمة، هذه المأساة الإنسانية، لماذا لا نتعامل مع مصدر المشكلة؟ نبحث عن حلول لمعالجة تداعياتها، بدلاً من استئصالها من جذورها. لو تم التعامل مع بشار الأسد بالطريقة المناسبة عام 1102، أو عندما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري عام 3102، لما كنا نواجه الآن أزمة عالمية بهذا الحجم”. وسأل” ألم يُحدد الرئيس أوباما خطاً أحمر لنظام الأسد وجميع الأطراف على الأرض، عندما استُخدِم غاز السارين وسواه من الأسلحة الكيماوية؟ أستشهد بما قاله أوباما عام 3102: إنه الخط الأحمر للبشرية. وعلى كل من لديه ضمير أن يرسم هذا الخط الأحمر”. وقال:” بعد كل ما حل بالسوريين حتى الآن، ألا تعتبر الولايات المتحدة والعالم أنه جرى تجاوز “الخطوط الحمراء الإنسانية”؟ بعد عامَين، وعلى الرغم من الاستخدام المتواصل للأسلحة الكيميائية في سورية، لا يزال العالم عاجزاً عن القيام بأية خطوة والوفاء بوعوده. أليست خمس سنوات كافية كي يتحرك المجتمع الدولي”؟ اضاف:”لا يُقدم قادة العالم سوى حلول موقتة من خلال الخطط التي يضعونها لاستقبال اللاجئين في بلدانهم، لكن يجب أن تعلموا أن السوريين لا يريدون أن يكونوا لاجئين في أوروبا، لا رغبة لهم في ذلك، لا بل رفضهم لهذا الواقع أقوى من التردد الأوروبي في استضافتهم! ما يريدونه هو العودة إلى ديارهم. يجب إنشاء “منطقة آمنة” داخل الأراضي السورية، حيث يستطيع السوريون الاحتماء من الجزار الأسد، كما يجب اقتياد بشار الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية. اذ لا يمكن التفاوض مع الأسد. ولا يجب منحه مخرجاً سهلاً، بل يجب محاكمته عن كل الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه. عليه أن يدفع الثمن لتسببه بإزهاق أرواح أكثر من 000053 شخص بريء! هذا ما يريده السوريون منكم! إذا لم تُنفَّذ العدالة على الأسد، لن يُغفَر لكم أبداً.”

واردف قائلا:”يجب ألا ننسى أن سورية ليست البلد الوحيد الذي يعاني من الاضطرابات في الشرق الأوسط. فالعراق ولبنان واليمن ليست بحال أفضل. والقاسم المشترك بين كل هذه المشكلات هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية. تركت إيران بصماتها الخبيثة في مختلف أنحاء المنطقة عبر دعم المجموعات الإرهابية، مثل “حزب الله” في لبنان، والجماعات المتشددة في العراق، واخيراً الحوثيين في اليمن. وإذا نجحت إيران في التسبب بكل هذه الاضطرابات والأضرار على الرغم من العقوبات المفروضة عليها، فما الذي يضمن أنها لن تتسبب بمزيد من الأذى بعد رفع العقوبات”؟

اضاف:”تدعم إيران الإرهاب رسمياً. لا تدعم فقط المجموعات الإرهابية الشيعية إنما أيضاً المجموعات السنية، مثل تنظيم القاعدة. هذا ليس افتراضاً، بل واقعٌ مذكور في تقارير رسمية صادرة عن وزارة الخارجية الاميركية. والأهم من ذلك، ينظر النظام الإيراني إلى الولايات المتحدة أنها “الشيطان الأكبر”، ويتورط – منذ عقود – في الإرهاب المموَّل من الدولة ضد أميركا وحلفائها في المنطقة. لقد حدث هذا كله على الرغم من العقوبات المفروضة على إيران. تخيلوا ما سيحدث في حال رُفِعت العقوبات”!

واوضح” إذا اعتُبِر بلد عربي ما عدائياً تجاه الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي، يُهاجَم من دون تردد. لكن من جهة أخرى، تعامل هذه الإدارة “عدوها المفضل مستخدمةً قفازاً مخملياً بدلاً من القبضة الحديد التي يستحقها”.

وقال:” أظهرت كل من الولايات المتحدة وإيران التزاماً استثنائياً بالتوصل إلى اتفاق نووي، وقد جرى الاتفاق على إطار عمل نووي. من السهل أن نفهم استعداد إيران للمساومة بعدما سددت لها العقوبات ضربات قوية. لكن المحير هو السؤال ما الذي دفع بإدارة أوباما إلى بذل جهود قصوى لمصافحة العدو المخضرم للولايات المتحدة. سوف يؤدي الاتفاق النووي بين مجموعة “خمسة زائد واحد” وإيران إلى تمكين هذه الأخيرة وزيادة ثروتها بعد رفع العقوبات الاقتصادية. قال الرئيس أوباما إن ثروة إيران الجديدة سوف تُستخدَم لتحسين حياة الإيرانيين، بدلاً من تمويل “حزب الله” والحوثيين الشيعة في اليمن، أو سواهم من مسببي الاضطرابات تحت الجناح الإيراني. وحدهم السذج يصدقون ذلك”.

اضاف:”بحسب تقرير أوردته صحيفة “دايلي تلغراف”، يسيطر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على “أمبراطورية مالية” تُقدَّر قيمتها بـ59 مليار دولار. هذا كافٍ لندرك أنه ليست لدى إيران أي نية بإعطاء الأولوية لاحتياجات شعبها بدلاً من التركيز على تمويل عملائها الذين يتسببون بالمشكلات والاضطرابات في المنطقة. يمارس الأئمة الإيرانيون القمع بحق الأقليات الدينية والاثنية منذ تسلمهم السلطة عام 9791. انظروا كيف يعاملون عرب الأهواز في اقليم عربستان المحتل الذي يطلقون عليه الآن اسم خوزستان، ورغم أن إقليم عربستان يؤمن 08 في المئة من احتياجات إيران النفطية ونصف احتياجاتها من الغاز، يتعرض عرب الأهواز للاضطهاد والقمع بصورة يومية. إنهم محرومون من حقوق الإنسان الأساسية. تتعرض هويتهم للتدمير. ويُرغَمون على الدراسة باللغة الفارسية هذا إذا حالفهم الحظ بدخول المدرسة، حيث لا تتعدى حظوظ الصبيان بالالتحاق بالمدرسة نسبة 05 في المئة، والفتيات نسبة 02 في المئة”.

وقال:” ان أكثر من 03 في المئة من الأهوازيين دون سن الثلاثين عاطلون عن العمل. لا يحصلون على مياه الشفة. شوارعهم مجارير مفتوحة، وهم محرومون من الكهرباء والغاز. وفي معظم الأحيان، يُجرَّد المزارعون من أراضيهم الزراعية. ليس هناك من بلد آخر على وجه الكرة الأرضية يسحق شعبه تحت الأقدام، سياسياً واجتماعياً، فيما يصل عدد الأميين إلى نحو 11 مليون نسمة، ويعيش 51 مليون شخص دون خط الفقر. وفي غضون ذلك، تنفق إيران 51 إلى 03 مليار دولار سنوياً لدعم الإرهابيين في مختلف أنحاء المنطقة، بحسب ما جاء في تقرير نشرته اخيراً صحيفة “واشنطن تايمز”. لقد اختطف عميلها “حزب الله” لبنان وحوله معقلاً للإرهاب في الشرق الأوسط. لا فرق بين الجناح العسكري أو السياسي، فـ”حزب الله” تنظيم إرهابي أنشأته إيران وتقوم بدعمه وتمويله بهدف زعزعة الاستقرار في العالم العربي”. اضاف:”غنيٌّ عن القول أن الولايات المتحدة تكون في حال أفضل بكثير عند الوقوف إلى جانب بلدان “مجلس التعاون” الخليجي، حلفائها المخضرمين الساعين خلف الاستقرار. على النقيض من إيران، تلاحق بلداننا الإرهابيين ومموليهم وتعاقبهم.” وتساءل” أود أن أعرف لماذا يُكافأ هذا الكيان الذي يناصب العداء للقوى الغربية وحلفائها منذ إنشائه عام 9791، على ارتباطه بالإرهابيين وسعيه إلى بسط نفوذه في المنطقة! أم أن هذا العداء بين إيران والغرب مجرد مسرحية هزلية لخداعنا”؟ ورأى ان “عندما أبرم الرئيس أوباما الاتفاق النووي مع إيران، وضع الشرق الأوسط ومنطقة الخليج في دائرة الخطر لأن الاتفاق يؤمن لطهران التمكين والشرعية ويساهم في زيادة ثروتها”. وقال:” فيما يستعد الاميركيون لانتخاب رئيس جديد، رجل أو امرأة، سوف يؤثر في مستقبل العالم، من المهم أن يبدأ الناخبون بالتدقيق في المرشحين من خلال عدسة جديدة – عدسة جدية وإيجابية وموضوعية. وينبغي على الاميركييين أن يكفوا عن الحكم على الأشخاص انطلاقاً من الأمور السطحية، وأن يتمعنوا جيداً لمعرفة من يتمتع بالأدوات الضرورية والتجارب الحياتية المناسبة. يجب ألا يأبه الناخبون للحياة الشخصية للمرشحين أو ما يفعلونه في منازلهم أو خلف الأبواب المغلقة. فهذا شأن خاص بهم. بدلاً من ذلك، عليهم أن يبحثوا عن رجل أعمال محنك يتمتع بالدراية الاقتصادية، عن مرشحٍ قادر على استحداث الوظائف. فالمال قوة، والمال يأتي من الاقتصادات الذكية والسليمة. ويحتاج الاميركيون إلى الوظائف، والفرص، والاستثمارات في البنى التحتية. والأهم من ذلك كله، يريدون اقتصاداً سليماً ومعافى. لقد جربوا الأشخاص الذين أطلقوا وعوداً فارغة أو أعلنوا عن سياسات غير واقعية – والذين فشلوا في جعل أميركا تستعيد أمجادها السابقة”.

واكد ان “الولايات المتحدة موئل للقادة، لكن هذه المرة، بدلاً من انتخاب شخصية سياسية لتولي سدة الرئاسة، من الأفضل التصويت لرجل أعمال ناجح ذي مقاربة إيجابية لإدارة البلاد. لذلك قد يقول البعض إن الانتخابات الرئاسية شأنٌ أميركي، ولا يجدر بشخص عربيٍّ مثلي التدخل. اسمحوا لي أن أصحح لهم! سوف يكون لاختيار الرئيس الاميركي وسياساته تأثيرٌ على العالم بأسره. اذ يحتاج العالم إلى قيادة. يجب أن يحظى الرئيس الاميركي بإعجاب شعبكم وشعوبنا على السواء. يجب أن يشع نور الولايات المتحدة، نور الحقيقة والعدالة، من جديد!” ودعا الحبتور الحاضرين إلى “الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الجنود والجنديات الاماراتيين الذين ضحوا بحياتهم خلال أدائهم لواجبهم في اليمن اخيراً”. وقال:” لقي عدد كبير من خيرة جنودنا مصرعهم خلال دفاعهم عن إخوتنا وأخواتنا اليمنيين في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. نحن الإماراتيين تربطنا معاً جذور عشائرية وصلات أسرية. حياة كل واحد من المواطنين الإماراتيين عزيزة علينا، ولن ننسى أبداً تضحيات أبطالنا. لقد توحدنا حول المصاب الأليم كما لم يحدث من قبل. نحن فخورون جداً بالشهداء، إنهم أبطال الدفاع عن المظلومين”. اضاف:”أعتز كثيراً بوطني الأم. لا تتخلى الإمارات العربية المتحدة أبداً عن واجبها، وقد أثبتت شجاعتها مراراً وتكراراً. تلتزم بلادي بفرض الأمن في المنطقة ومكافحة الإرهاب. وأيدينا مفتوحة دائماً لمساعدة أصدقائنا وجيراننا، سواءً من خلال الدعم المادي أو مساعدتهم على الحفاظ على حريتهم”.

وختم بالقول:”نحن مصممون على درء التهديد من الشبيحة الإيرانيين. لن يتزعزع أبداً تصميمنا على القتال إلى جانب الحق. ولن نسمح أبداً للمتآمرين الإرهابيين بتحقيق النصر عندما يكون مستقبل دولنا على المحك. ونمد أيدينا إلى حلفائنا، وكلي أمل أن تقف الولايات المتحدة الاميركية، صديقتنا وحليفتنا المخضرمة، إلى جانبنا من جديد في نضالنا المشترك ضد الإرهاب كي يستتب الأمن مجدداً في عالمنا”.

 

العودة إلى جريمة «لوكربي»

عبد الرحمن الراشد /الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/15

«لقد مرت 26 عاما.. إنه وقت طويل جدا. كثير من الناس ماتوا، والقصص قد نسيت».. هذا أيضًا رأي عمدة تجمع أهالي ضحايا الطائرة الأميركية التي فجرت فوق قرية لوكيربي الاسكوتلندية، وشكلت تلك الجريمة علامة مهمة في إرهاب الطيران الدولي. ولأن كل الأدلة تشير إلى ليبيا، وتدين نظام العقيد معمر القذافي، فإن استئناف البحث والمحاكمة لم يعد له معنى، لأن المتهم الأول، وهو القذافي، قد قتل من قبل مواطنيه الذين ثاروا عليه، في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011. حتى الشخص الليبي الوحيد الذي أدين وسجن، عبد الباسط المقرحي، مات بالسرطان في بيته وعلى فراشه، في طرابلس بعد إطلاق سراحه لمرضه الشديد، وذلك بعد عام واحد من الثورة الليبية. والسؤال: هل كان المقرحي حقًا ضالعًا في تلك الجريمة، أم أنه ضحية البحث عن كبش فداء لإنهاء الحصار على نظام القذافي حينها، الذي سلمه للمحققين الدوليين راضيًا، في وقت كان فيه المقرحي يؤكد براءته وهو على فراش الموت، وكان يؤكد أنه لا سرّ عنده، بل كان ضحية مثل بقية ضحايا لوكيربي؟ في ليبيا، قُتل عشرات الآلاف. فعليا لا أحد يستطيع أن يعطي رقمًا تقريبيًا مثل سوريا، نظرا لعدم وجود منظمات قادرة على مواصلة رصد وتوثيق الأحداث في ليبيا خلال السنوات الأربع المضطربة، والمستعرة حربها إلى الآن. ووسط هذا الخراب لا يستطيع أحد أن يطالب بفتح ملف جريمة قديمة ومحاسبة من شارك في ترتيب وتنفيذ عملية تفجير طائرة «بان أميركان». لقد كانت من فعل نظام يرأسه شخص واحد مسؤول مسؤولية كاملة عن كم هائل من الجرائم المروعة في ليبيا وفي أنحاء العالم. ذهب القذافي ومات كثيرون من رجالاته، ومن تبقوا منهم يقبعون في السجون أو يختبئون وراء تنظيمات قبلية أو مناطقية بحثًا عن حمايتها. لقد أخذت العدالة مجراها وأخذت معها أرواح الكثير من الأبرياء الليبيين في الفوضى المستمرة. وبسبب حجم الدمار والقتلى منذ ثورة الربيع الليبي، فإنه حتى الليبيون، الذين عانوا لعقود من اضطهاد نظام القذافي، لم يعودوا يسردون ظلم تلك الحقبة، بل يشتكون من فوضى اليوم، ومن إرهاب الميليشيات التي حلت محل شرطة القذافي السرية. مبرر جدًا، إن كان هدف فتح الملف من جديد، والبحث عن المشاركين في تفجير طائرة شركة «بان أميركان» التي فجرت جوًا، في طريقها من لندن إلى نيويورك أواخر عام 1988، من قبيل معرفة الحقيقة، وإن كان المقرحي الذي أدين وسجن بريئًا، وهل كانت هناك حكومات أخرى شريكة مع القذافي في التخطيط وتنفيذ الجريمة. ولكن إن كان من قبيل العدالة الانتقائية، بالبحث عن مشتبه واحد أو اثنين، وفي نفس الوقت السكوت على الفوضى والقتل في ليبيا اليوم، فإنه سيعتبر ظلما أكبر. وسيكون غريبا ومستنكرا مطاردة مشتبه بهم في جريمة ارتكبت قبل ربع قرن، في بلد يناشد أهله العالم لمساعدته لوقف الحرب وإنهاء مأساة مرحلة ما بعد إسقاط القذافي.

 

حرب باردة دولية جديدة

باسم الجسر/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/15

لو أن الغارات الأميركية والدولية على «داعش»، طوال سنة قضت عليها أو أضعفتها. ولو أن الجيشين السوري والعراقي لم يعجزا عن استرداد الأراضي التي احتلها هذا التنظيم. بل لو كانت فصائل المعارضة السورية المدنية والمقاتلة موحدة الصفوف والأهداف وكانت الدول الكبرى المنددة بنظام الأسد جادة في مد المعارضة بالأسلحة الممكنة من الانتصار عليه.. ترى كان بوتين أقدم على ما أقدم عليه مؤخرا ونعني النزول بطائراته وصواريخه وجنوده إلى ساحة الحرب في سوريا؟ صحيح أن روسيا وإيران لم ينتظرا أربع سنوات كي يسفرا عن دعمهما للنظام السوري. ولكنه كان دعما سياسيا دوليا ومساعدات عسكرية مكتومة. أما الآن فإن التدخل الروسي بهذا الشكل أعطى المعارك - الدائرة على الأرض السورية أبعادا جديدة: حجما ومدى وخطورة. أو بتعبير آخر: وسع نطاقها ومد في عمرها وضاعف من عنفها. لقد تعددت الاجتهادات في تفسير «ضربة» بوتين الأخيرة في سوريا. فثمة قائل بأنها جزء من الحرب الباردة التي تخوضها روسيا ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في أوكرانيا وشرق أوروبا. وآخرون راحوا يتحدثون عن دور الكنيسة الأرثوذكسية التي لم تهضم بعد سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين المسلمين وتطمح إلى لعب دور الحامية للمسيحيين المشرقيين. والبعض الآخر ركز على مخاوف بوتين من أن يؤدي قيام «خلافة» في المشرق إلى تحريك مسلمي روسيا البالغ عددهم ثلاثين مليونا، وهناك واقعيون يقولون إن موسكو لا تريد أن تفقد حليفا تقليديا أتاح لها إنشاء قاعدة بحرية عسكرية على شاطئ البحر المتوسط الشرقي. وثمة من يرجع هذه المغامرة البوتينية العسكرية الجديدة إلى أسباب داخلية هدفها تعزيز مكانته السياسية واستباق ردات فعل المعارضة السلبية إزاء الركود الاقتصادي المحتمل بعد تراجع أسعار النفط.ولكن أيا كانت الأسباب والدوافع التكتيكية أو الاستراتيجية وراء هذا التدخل الروسي، فإن السؤال الحقيقي يبقى: وماذا بعد؟

الدول الكبرى منقسمة على بعضها بشأن إنهاء المحنة السورية. كذلك - لسوء الحظ - الدول العربية والإسلامية. ولكنها متفقة - ظاهريا - على ضرب الإرهاب المجسم - حاليا - في «داعش». غير أن الدوائر الغربية تؤكد أن التدخل العسكري الروسي يركز ضرباته على المعارضة السورية المعتدلة، أكثر بكثير من توجيه الضربات إلى «داعش». وهذا دليل على أن ضرب «داعش» ليس الهدف القريب أو البعيد لبوتين، بل إنقاذ النظام السوري. فهل يكون الرد الدولي والعربي على ذلك ترك الروس يغرقون في حرب على «داعش» تتعدى أبعادها سوريا؟ أم يكون الرد بتعزيز المعارضة المعتدلة بالسلاح وشتى أنواع الدعم؟

إن أخطر ما في المأساة المصيرية السورية هو تشابك المصالح الدولية والإقليمية والوطنية والطائفية فيها، وصعوبة تبصر الخيط أو الزاوية التي يجب الابتداء منها لحلحلة أو فك هذه التشابكات. هل هو تحقيق انتصار أحد الأفرقاء المتقاتلين على الأرض السورية؟ وأي فريق؟ فريق بوتين - إيران – النظام؟ أم فريق الدول الغربية - الدول العربية - الشعب السوري؟ أم بقاء الأمور على ما هي عليه سنوات، بانتظار حدث ما أو سانحة دولية ما، «يزمط» من خلالها المصير السوري؟ لقد تحدث وزير الدفاع الأميركي عن خطة لتدريب مقاتلين تابعين للمعارضة المدنية المعتدلة تمتد على ثلاث سنوات.. ولكن هل يبقى في سوريا بشر أم حجر بعد ثلاث سنوات من القتال بالطائرات والصواريخ؟ لا شك في أن القضية السورية - إذا لم نقل قضية الشرق الأوسط - دخلت بعد هذا التدخل الروسي العسكري الأخير، حقبة جديدة أوسع أبعادا وأخطر شأنا، وأوفر هدرا للدماء، وتدميرا لما تبقى من معالم الحياة والتاريخ في البلد، الذي قيل عنه يوما إنه «قلب العروبة النابض» والذي تحول اليوم إلى جرح المشرق العربي المفتوح. صحيح أن ما يجري في العراق واليمن وليبيا لا يقل خطورة عن المعاناة السورية، ولكن خطورته تبقى أخف من خطورة الصراعات الدائرة في سوريا. بحكم موقعها الجغرافي، وتكوين هويات سكانها وتنافس الدول الكبرى والإقليمية على اجتذابها. وتمسك إيران بنفوذها فيها كحلقة رئيسية في مشروعها الإمبريالي المشرقي. قد يكون الحل أو المخرج أو الإنقاذ، يقول البعض، هو في عقد مؤتمر دولي يضم الدول الكبرى والدول الإقليمية النافذة - أي السعودية ومصر وتركيا وإيران - ولكن هناك أفقا آخر بدأت بعض مراكز الدراسات تتحدث عنه، وهو تصعيد القتال في سوريا للوصول به إلى حرب باردة دولية جديدة بين الشرق والغرب وربما إلى عتبة حرب عالمية ثالثة.