المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october19.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى25/من01حتى13/مثال العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات/إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي02/من12حتى18/إِعْمَلُوا لِخَلاصِكُم بِخَوْفٍ ورِعْدَة، كَمَا أَطَعْتُمْ دَائِمًا، لا في حُضُورِي فَحَسْب، بَلْ بِالأَحرى وبِالأَكْثَرِ الآنَ في غِيَابِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سيدنا الراعي مجدداً لا يرى الخشبة ويركز على القشة ويستمر في خطيئة المساواة بين الأخيار بالأشرار/الياس بجاني

الراعي من بازيليك القديسة ريتا في إيطاليا: من غير المقبول أن نبقى بدون رئيس بسبب المواقف والآراء المتحجرة

ما خفيَ من “التقرير الأسود”، مومبرتي: كنيستكم المارونية من حجر وقلوبكم بلا رحمة!

المستقبل: الراعي مصدوم من عدم الاكتراث الدولي وعدم ادراك القوى المسيحية حجم المخاطر مومبرتي متشائم: الشغور يقتل الوجود المسيحي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

المطران الياس عودة: الكنيسة لا تبارك الحروب ولا تقول عنها إنها مقدسة

المضحك والمبكي/محمد عبد الحميد بيضون

اسرار الصحف ليوم الاحد 18 تشرين الأول 2015

عائلة صفوان: خير أبلغنا ان الضحايا والأحياء سيكونون في لبنان خلال أسبوع

آلاف العكاريين وقعوا عريضة رفض إنشاء مطمر سرار

ريفي في ذكرى اغتيال الحسن: وجهنا صفعة أساسية لحلف حزب الله عون لنقول لهم لم يعد ما تريدونه قدرا محتوما

عسيري: السعودية حريصة على استمرار عمل الحكومة

عندما يهزّ نصرالله شباك الحكومة/علي الحسيني/المستقبل

ديموقراطية «التعطيل المسلّح» وديموقراطية الحوار والتقرير/وسام سعادة/المستقبل

الحكومة اللبنانية والحوار على وشك السقوط والخيارات باتت مفتوحة على كل الاحتمالات

جعجع: لتوقيف اللاجئين الذين تظاهروا أمام السفارة الروسية وتذكير الآخرين باحترام أصول اللجوء

باسيل التقى روحاني ومسؤولين إيرانيين: علينا ان نكون في معركة واحدة لا تستثني اي دولة في العالم لمواجهة شر الارهاب

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بري أمام الاتحاد البرلماني الدولي: الحرب على الإرهاب تحافظ على الشرق الأوسط واحة حضارات

النائب انطوان سعد: لقاء الحريري - جنبلاط مُنتج

وهاب: طالما الحكومة غير قادرة على الإجتماع فاستقالتها أصبحت أفضل

حسين الموسوي: حريصون على حل مشكلة النفايات على أساس علمي وليس على أساس مذهبي

قاسم: تدخل المقاومة في سوريا كلفنا تضحيات أقل بكثير مما كان سيكلفنا لو دخلوا إلى شوارعنا وبيوتنا

مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" محمد ياغي: وضع العصي في طريق الحوار لا يعود على أحد بالنفع

فنيش: 14 آذار والمستقبل عطلا الحلول ولم يحترما قواعد الشراكة

الموسوي: المقاومة ومجتمعها وشعبها محصنون في مواجهة أي مس للاستقرار في لبنان والاجتياح التكفيري سينقلب حتما على مستخدمه

قاووق: 14 اذار تعرقل المبادرات والحلول السياسية بامر سعودي

فياض: نتمسك بأفق الحل السياسي ولا نريد إلا الاصلاح

حسن قبلان: التهديد بالانسحاب من جلسات الحوار والحكومة لا يصب في مصلحة أحد

المصري: الأحداث في المنطقة العربية مؤامرة من قبل العرب والحوار الوطني جدار عازل لنار الفتنة

صفي الدين: الحياد عن احداث المنطقة لن يأتي بالفائدة على لبنان

نتائج تقييم الأثر البيئي لمشروع إنشاء معمل إنتاج الطاقة في جبيل

طلال المرعبي: سلام لن يستطيع ان يبقى في حكومة اجتماعاتها تتحول الى حلبات كباش

باسيل من طهران: لدينا القوة العسكرية والفكرية اللازمة لاستئصال الارهاب ومنع تمدده الى العالم

اللقاء الكاثوليكي: إذا كان الياس سكاف زعيما لماذا تواطأتم عليه لإسقاط تمثيله ونيابته؟

فريد الخازن: تعليق المشاركة في جلسات الحكومة جاء نتيجة نهج الكيدية السياسية

الجوزو: حرب ايران في البلاد العربية هي حرب قومية فارسية

الرئيس أمين الجميل في ندوة عن الأمن القومي: على التربية أن تضع أسس الأمن القومي الذي يؤمن الاستقرار للمواطن بدل التثقيف العقائدي

قوى الأمن: إحباط عملية تهريب مخدرات عبر المطار وتوقيف سوريين

قتيلة وجريحان في إشكال بين عائلتين في بلدة المرج

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"الحرس الثوري الإيراني" يجنّد اللاجئين الأفغان الشيعة للقتال في سوريا

شتاينماير شدد على مراقبة وفاء طهران بالتزاماتها وأوباما يأمر بالإعداد لتعليق العقوبات المفروضة على إيران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب "القوات اللبنانية" ليس غائباً بل يراقب ويعدّ مع "التيار الوطني الحر" مشاريع لصالح المسيحيين/ألين فرح/النهار

نصرالله يرد على "المستقبل": فلتكن المواجهة/المدن

حزب الله: لا إشكال «شرعي» بالتنسيق الاسرائيلي الروسي في سوريا/عماد قميحة/جنوبية

هكذا ردّ نصرالله على نهاد المشنوق ودعاه للرحيل عن الحكومة/جنوبية

جعجع ينفتح على إيران.. الإصلاحية/منير الربيع/المدن

شامل روكز هل سيبقى ضابطاً وفارساً مغوار بالسياسة أيضا/غسان بركات/جنوبية

لماذا تغيب ذكرى كامل الاسعد عن ‘كلام الناس/سامي جواد/جنوبية

عندما تركت أميركا لإيران ‘الحبل على الغارب/بادية فحص/جنوبية

ندى ماروني: 20% كوتا نسائية داخل حزب الكتائب/خاصّ جنوبية

رياح التغيير تهب على إيران/حسن فحص /جنوبية

لبنان الضحية استضعفوه ... فشلّوه/عرفان نظام الدين/الحياة

ماذا قصد بروجردي بحديثه عن زيارة القصر؟ بوغدانوف يتولّى المراجعات حول الرئاسة/خليل فليحان/النهار

التلويح بالاستقالة بين السلبية والإيجابية أي معنى للتمسّك بالحكومة مع تعطيلها/روزانا بومنصف/النهار

"ربط النزاع" الأخير/نبيل بومنصف/النهار

أين يقف الرئيس تمَّام سلام من التسابق على إسقاط الحكومة/سابين عويس/النهار

إيران ودعاية ظريف/طارق الحميد/الشرق الأوسط

سلبية أوباما المحيرة/دانا ميلبانك/كاتب اميركي/الشرق الأوسط

هل يُقايض عون الرئاسة بقانون انتخاب يضمن له ولحلفائه الفوز بأكثرية المقاعد/اميل خوري/النهار

الحرب الروسية في سوريا ليست مسيحية، ولا مقدّسة/الأب سامر نعمان/النهار

بوتين يكتفي من سورية بما خلّف لجورجيا وأوكرانيا/جورج سمعان/الحياة

هذا الموت البطيء/غسان شربل/الحياة

روسيا لإيران: الأمر لي/مهى عون/السياسة

النص الكامل لكلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في احتفال إحياء أسبوع الشهيد حسن الحاج في اللويزة/موقع المنار التابع لحزب الله

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى25/من01حتى13/مثال العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات/إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة

"قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس، خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات. فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا. أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيْحِهِنَّ. وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ. وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس! أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ! حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ مَصَابِيحَهُنَّ. فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ، لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ. فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ. إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ. ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب. وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ! إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة."

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي02/من12حتى18/إِعْمَلُوا لِخَلاصِكُم بِخَوْفٍ ورِعْدَة، كَمَا أَطَعْتُمْ دَائِمًا، لا في حُضُورِي فَحَسْب، بَلْ بِالأَحرى وبِالأَكْثَرِ الآنَ في غِيَابِي

"يا إخوَتِي، إِعْمَلُوا لِخَلاصِكُم بِخَوْفٍ ورِعْدَة، كَمَا أَطَعْتُمْ دَائِمًا، لا في حُضُورِي فَحَسْب، بَلْ بِالأَحرى وبِالأَكْثَرِ الآنَ في غِيَابِي. فَٱللهُ هُوَ الَّذي يَجْعَلُكُم تُرِيدُونَ وتَعْمَلُونَ بِحَسَبِ مَرْضَاتِهِ. إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم، وأَبْنَاءً للهِ لا عَيْبَ فيكُم، وَسْطَ جِيْلٍ مُعْوَجٍّ ومُنْحَرِف، تُضِيئُونَ فيهِ كالنَّيِّراتِ في العَالَم، مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الحَيَاة، لٱفْتِخَارِي في يَومِ المَسِيح، بِأَنِّي مَا سَعَيْتُ ولا تَعِبْتُ بَاطِلاً. لو أَنَّ دَمِي يُرَاقُ على ذَبِيحَةِ إِيْمانِكُم وخِدْمَتِهِ، لَكُنْتُ أَفْرَحُ وأَبْتَهِجُ مَعَكُم جَمِيعًا. فَٱفْرَحُوا أَنْتُم أَيْضًا وٱبْتَهِجُوا مَعِي."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سيدنا الراعي مجدداً لا يرى الخشبة ويركز على القشة ويستمر في خطيئة المساواة بين الأخيار بالأشرار

الياس بجاني/18 تشرين الأول/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/10/18/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B1%D9%89/

للأسف فإن لازمات سيدنا :الإسقاطية Projection " و"التبريريةRationalization " المرّضية عملاً بكل مقاييس الإيمان والطب تعاد وتتكرر بمناسبة ومن غير مناسبة مستهزئة كما دائماً بذكاء وعلم المؤمنين من أهلنا، وكأن الموارنة تحديداً جميعهم هم من خامة وثقافة أتباع النائب ميشال عون قد قتلوا بدواخلهم كل بصر وبصيرة ومنطق ووقائع وخدروا حاسة النقد في وجدانهم ولم تعد عقلوهم ولا ضمائرهم حية وفاعلة وعاجزين عن التمييز بين الحق والباطل وبين الصح والغلط وبين من هم على شاكلة الكتبة والفريستين وبين من هم أتقياء وودعاء وأصحاب قضية.

اليوم وكعادته المستنكرة إيمانياً ورجاءً ووطنيةً أتحفنا سيدنا باستكبار ومن بلاد الطليان برزم كلامية لا تقدم ولا تؤخر من التذمر والشكوى الصوتيين ذات النكهة الرمادية و"الفاترة" بالمفهوم الإنجيلي.

مواقف سيدنا اليوم شكت وتذمرت من ممارسات السياسيين ولكن دون تحديد هوية هؤلاء وقد اسقط على عجزهم عن انتخاب رئيس للجمهورية "وصمة العار"، كما كان مراراً حاله مع هذه الوصمة في أحاديثه ومقابلاته وعظاته البعيدة كل البعد عن جرأة تسمية الأشياء بأسمائها، والمتناقضة كلياً مع المفهوم الإنجيلي فيما يخص الشهادة للحق وعدم مسايرة مقامات الناس والتواضع والشفافية. اليوم وكما دائماً ساوى سيدنا وبصوت عال وبهز أصابع بين الخير والشر، وبين الأوادم والزعران، وبين الوطنيين والعملاء، وبين الشهداء ومن قتلهم، وبين النواب الذين يحضرون جلسات انتخاب الرئيس البرلمانية دون انقطاع، وبين من منهم لا يشارك فيها ويأتمر بخنوع من قوى الشر-الإيرانية والسورية التي تحتل لبنان وتعيث به فساداً وإجراماً وغزوات واغتيالات وتفكيكاً وتعطيلاً لكل مؤسسات الدولة.

نعم إنه إنها وصمة عار على جباه السياسيين كما قال سيدنا ولكن فقط على جباه الذين لا ينتخبون رئيساً للجمهورية.

ونعم هذه الوصمة يستحقها فقط من هم في 8 آذار العاملين كأدوات تدمير وإرهاب عند قوى الاحتلال، ولا يجوز بأي شكل وتحت أي ظرف وطبقاً لأي معيار ضميري أن يوسم بها أيضاً نواب 14 آذار لا من قريب ولا من بعيد.

ونعم هناك فشل في أداء معظم السياسيين، ولكن في نفس الوقت إن الفشل هذا يطاول أيضاً عجز سيدنا عن القيام بدوره التاريخي طبقاً لثوابت الصرح.

ومع سيدنا يتحمل قسم من المسؤولية عن هذا العجز من يحيط به من امثال "الظالم والنصار" وأيضاً فرق من المقربين والمنتفعين والمطبلين وأصحاب القصور إياها!!

من هنا، نحن فعلاً في زمن بؤس ومحل. وكيف لا والبطريرك الماروني نفسه الذي من المفترض أنه ضمير وطن الأرز، وصوت أهله الصارخ، وحامي حمى الصرح الذي أعطي له مجد لبنان، غريب ومغرب عن واجباته ومسؤولياته طوعاً وأصبح يكتفي فقط بالشكوى والتذمر مثله مثل أي مواطن عادي لا حول ولا قوة له لا، بل يساوي الأشرار بالأخيار.!!

ربي أحمي لبنان من ضعف إيمان أحباره، ومن خور رجاء غالبية قادته، ومن ثقافة الغنمية وعمى البصر والبصيرة التي أصابت عقول كثر من شرائح وطننا الحبيب.

في الخلاصة إن الله يُمهّل، ولكنه لا يُهمّل، ومن لا يزال ضميره حي وعنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ، لأن لا مفر ولا هروب من يوم الحساب الأخير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

في أسفل عظة سيدنا التي هي موضوع تعليقنا وتقرير محتواه يندرج في نفس السياق

الراعي من بازيليك القديسة ريتا في إيطاليا: من غير المقبول أن نبقى بدون رئيس بسبب المواقف والآراء المتحجرة

الأحد 18 تشرين الأول 2015 الساعة 21:25

وطنية - بارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تمثال القديسة ريتا، الذي رفع على مدخل مدينة كاشا الإيطالية، وعلى مفرق الطريق المؤدي الى بلدتها روكا بورينا. احتفال التبريك، بدأ بالاستقبال، الذي أحيته الاخويات والحركات الرسولية والكشفية والفرق الموسيقية، ثم كانت كلمة رئيس أساقفة سبوليتو راعي الأبرشية المطران ريناتو بوكاردو، الذي رحب بالبطريرك الراعي، مؤكدا "محبة ابناء المنطقة وصلاتهم الدائمة من اجل إحلال السلام في لبنان والشرق الاوسط". بعدها، ترأس الراعي الذبيحة الالهية في بازيليك القديسة ريتا، التي استهلت بكلمة ترحيب للرئيس الاقليمي الاب لوتشيانو دو ميكالي باسم العائلة الاغوسطينية.وفي عظته شكر البطريرك الماروني "رئيس أساقفة سبوليتو والسلطات المدنية، وكل من ساهم في تحقيق وتجسيد حضور لبنان في مدينة القديسة ريتا، عبر رفع تمثالها المنحوت من صخر لبنان". وقال الراعي تحت عنوان "انا لم آت لأخدم بل لأخدم وأبذل نفسي عن الكثيرين": "هكذا قدم يسوع نفسه ودعانا لكي ندرك ان كل مسؤولية مهما بلغ حجمها، أكانت في البيت أم في الكنيسة أم في الدولة، هي خدمة على حساب الذات والصحة، على حساب الوقت والمكاسب الشخصية. وفي الوقت عينه استنكر يسوع كل سلطة تمارس ظلما من دون احترام الخير العام". أضاف "أحيي الوفد اللبناني الحاضر معنا، ومعه نرفع الصلاة بشفاعة القديسة ريتا، شفيعة الامور المستحيلة، على نية لبنان، حيث بتنا نعيش في ظروف اصبحت معها الامور اشبه بالمستحيلة. فالأمر الذي اصبح عندنا يقارب المستحيل كما يبدو هو انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا امر لا يمكننا قبوله اطلاقا، لانه يشكل وصمة عار في جبيننا كلبنانيين. وهو شيء غير طبيعي وليس موجودا في اي بلد من العالم. فما يجري هو انتحار، ونحن نقوم بقطع رأسنا بأيدينا". وتابع "من غير المقبول ان نبقى بدون رئيس بعد سنة وسبعة اشهر، بسبب المواقف والآراء المتحجرة ووقوف كل شخص في مكانه دون القيام بأية مبادرة فعلية وفاعلة من قبل الكتل النيابية. ويؤسفنا ان نقول ان انتخاب الرئيس اصبح وكأنه من الامور المستحيلة". واستطرد "ولكن نلتمس اليوم من القديسة ريتا، نعمة انتخاب الرئيس، وكلنا يعلم ان كل التعطيل الحاصل للمجلس النيابي وللحكومة وللمؤسسات العامة لن يتوقف إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، الذي يعيد الى لبنان موقعه في الاسرتين العربية والدولية ومكانته في الامم المتحدة. ونلتمس شفاعتها أيضا في مستحيلات اخرى تعيشها الارض، التي تجلى فيها الرب يسوع، وحقق فيها الخلاص والفداء، وقد اختارها ليخاطب الارض كلها، اعني الارض المقدسة، فلسطين، التي ما زالت تعاني منذ العام 1948، وكانه اصبح من المستحيل الكلام عن السلام في تلك المنطقة، وحل هذه القضية التي هي اساس كل الازمات في المنطقة". وأردف "نضع امام القديسة ريتا الحروب الجارية في الشرق الاوسط، في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، كي يمس الله بشفاعتها ضمائر حكام الدول المعنية مباشرة في تلك الحروب، عبر إرسال الاسلحة والمال ومساندة المنظمات الارهابية، من اجل ايقافها وايجاد الحلول السلمية للنزاعات، فيعود المهجرون والنازحون والمخطوفون الى قراهم وبيوتهم، ويوضع حد للدمار ولخراب الثقافة والحضارة والهوية المشرقية". وختم "من القديسة ريتا، قديسة الوردة والحب والعطاء، نتعلم ان نعمل برجاء من اجل ان نكون وردة في حياة المجتمع والعائلة والدولة، ومن قديسة الشوكة، التي طارت من إكليل المسيح واستقرت في جبينها، نتعلم قيمة الالم والأوجاع المفروضة علينا في حياتنا الوطنية والاقتصادية والامنية والسياسية والاجتماعية، الى جانب ماساة الهجرة والنزوح، فنقبلها بصبر وإيمان ورجاء، كي نستحق خلاص وطننا لبنان وخلاص الشرق الاوسط".

 

ما خفيَ من “التقرير الأسود”، مومبرتي: كنيستكم المارونية من حجر وقلوبكم بلا رحمة!

 الشفاف /15 تشرين الأول/15/

سربت اوساط ما وصفته بـ”التقرير الاسود” الصادر عن الفاتيكان بشأن وضع الكنيسة المارونية في لبنان وعجزها عن تحقيق اي خرق سياسي خصوصا على مستوى انتخاب رئيس للجمهورية. المعلومات أشارت الى ان ما خفي من التقرير الاسود يتجاوز بكثير ما نشر منه وهو الجانب المتعلق بالازمة السياسية في لبنان، في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهررية، وهو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق، لما لهذا الانتخاب من تعزيز للدور المسيحي في لبنان اولا وفي الشرق ثانيا. وتضيف المعلومات ان مسؤولين دينيين طالبوا الفاتيكان بالتحرك في اتجاه طهران وحثها على الافرج عن الانتخابات الرئاسية.

ولكن ما خفي في التقرير اصعب مما تم تسريبه، حسب ما أشارت اوساط واكبت سير التحضير للتقرير الذي يدل عليه عنوانه بالاسود، والذي أعده الكاردينال مومبرتي الذي زار لبنان وأقام في مقر السفارة البابوية من دون إعلان او إعلام، والتقى خلال إقامته رجال دين الموارنة من مختلف المراكز والمراتب، رهبانا وكهنة واساقفة وروؤساء أديار ومدارس ومستشفيات. وتشير الاوساط الى ان خلاصة الكاردينال مومبرتو كانت كارثية، حيث توجه بالنقد الشديد لرجال الدين الموارنة خصوصا الاساقفة وروؤساء الاديار قائلا “كنيستكم من حجر وبلا رحمة”. وتضيف ان انتقادات عدة وجهت لرجال الدين الموارنة، من ضمنها عدم إيلائهم الاهتمام اللازم لشؤون الرعايا خصوصا في الاطراف، وحصر اهتمامهم بالابنية والمؤسسات التي تبغي الربح السريع والكثير. ومما قاله الكاردينال مومبرتي: “أهملتم موارنة الجبل ولم تقوموا بمدّهم بسبل العيش الكريم. فعلى سبيل المثال “مدرسة الراهبات في حمانا” ستقفل بسبب التهجير الذي طال الاهالي، في اكثر من ست قرى مارونية في جوارها، ولم تبادروا الى إقامة اي مؤسسة تسهل عودة هؤلاء، فلماذا لم تبنوا مستشفى مثلا، او فروعا جامعية او سواها، فهؤلاء كانوا يقيمون في قراهم قبل التهجير وبزاولون اعمالهم في بيروت، واليوم هم لا يريدون العودة الى قراهم بسبب عدم توفر سبل العيش الكريم فماذا فعلتم؟

تأتون الينا بالشكاوى بشان بيع اراضي المسيحيين في الاطراف فماذا فعلتم لتأمين عيشهم الكريم في قراهم؟. انتم تلتهون بملذات الحياة الدنيا، وتعتبرون ان لبنانكم هو الممتد بين كفرشيما والمدفون وباقي المناطق لا تعنيكم”.

وتضيف الاوساط ان الفاتيكان عاتب على البطريرك الراعي بسبب ما سمي “قصر وليد غياض البطريركي“، وان البطريرك كان بامكانه تجنب كل الضجة التي أثيرت بشأن هذا القصر مزعوم، لو تم التعاطي معه منذ البداية اسوة بما هو معمول به في ألآف العقارات المؤجرة والتي تتبع للاوقاف المارونية، بدل التلهي بتبادل الاراضي بطريقة مثيرة للجدل.وتشير الاوساط الى ان الفاتيكان يعتبر ان الكنيسة المارونية تتخبط في شؤون الملذات الدنيا، خصوصا ان الاساقفة يتميزون عن رعاياهم بسياراتهم الفارهة وطريقة عيشهم الباذخة وهذا ما يتناقض مع تعاليم السيد المسيح، ولا بد للكنيسة المارونية من العودة الى جذورها لتستعيد دورها كخادمة للرعية المارونية المسيحية واللبنانية لا ان يكون كل هؤلاء خدما لرجال الدين. وفي سياق متصل، احيل المونسنيور جوزيف البواري القيم البطريركي الى التقاعد بعد ان انتهت ولايته الممددة في الصرح البطريركي، وحين حاول البطريرك الراعي ترقيته الى رتبة “مطران إداري”، رفضت دوائر الفاتيكان طلب الراعي، خصوصا وان مجلس المطارنة الموارنة رفض بالاجماع، طلب ترقية البواري، وعلى الا ثر تم تعيين الاب شربل بيروتي، رئيس دير عنايا قيما بطريركيا، بموافقة الفاتيكان، لما يعرف عن الاب بيروتي من نزاهة واستقامة وتواضع وحسن تدبير. وفي بكركي ايضا، تقدم امين سر البطريرك الاب نبيه الترس باستقالته من منصبه بعد ان لمس ان منصبه تم تفريغه من مضمونه، في ظل تطاول مسؤول الاعلام والبروتوكول في بكركي المحامي وليد غياض على مهام الاب الترس البطريركية، خصوصا لجهة ترتيب أجندة المواعيم ولقاءات البطريرك. وفي حين تم تعيين الاب الترس كاهن رهية في الاردن، تم تعيين الاب ايلي خوري امينا للسر للبطريرك الراعي.

الكادرينال دومينيك مومبرتي من هو؟

من مواليد ١٩٥٢ في مراكش، يشغل الكاردينال مومبرتي منصب “محافظ المحكمة العليا للختم الرسولي”، وهو أعلى منصب “قضائي” في الفاتيكان، يعادل منصب رئيس المحكمة العليا. وهو يسمّى الكاردينال “الكورسيكي” لأن أصوله تعود إلى قرية “فيكو” في كورسيكا.  قضى معظم عمله كممثل للفاتيكان في السودان وإريتريا والصومال والجزائر والتشيلي ولبنان والأمم المتحدة. كان بين ١٩ شخصاً رقاهم البابا فرنسوا إلى رتبة “كاردينال”.

“التقرير الاسود” للفاتيكان: بكركي فقدت دورها وتوزعت ولاءات المسيحيين

 

المستقبل: الراعي مصدوم من عدم الاكتراث الدولي وعدم ادراك القوى المسيحية حجم المخاطر مومبرتي متشائم: الشغور يقتل الوجود المسيحي

الأحد 18 تشرين الأول 2015

وطنية - كتبت صحيفة المستقبل تقول: تعبّر أوساط ديبلوماسية في روما لـ"المستقبل" عن تخوفها من اتجاه الوضع اللبناني من سيئ الى أسوأ في ظل تراجع الاهتمام الدولي بلبنان إلى مراتب متدنية، مستندةً في ذلك إلى ما خلصت إليه المبادرات الفرنسية والفاتيكانية لا سيما بعد أن خرج الموفدون من المنطقة بانطباع متشائم في ما يخص الوضع اللبناني. وفي روما أيضاً تنقل أوساط فاتيكانية أنّ وزير خارجية الفاتيكان السابق الكاردينال دومينيك مومبرتي عاد من زيارته الأخيرة للبنان "متشائماً" مما آلت إليه أحوال المسيحيين في لبنان وخصوصاً الموارنة.

وتضيف أنّ الموفدين الذين يجوبون المنطقة علناً وبعيداً عن الإعلام يواجهون بعقدة إعادة الكرة إلى ملعبهم من خلال مقولة: "المشكلة عند المسيحيين، فليتفقوا في ما بينهم والعالم يؤيد اتفاقهم". وتوضح الأوساط الفاتيكانية أنّ مومبرتي عاد بخلاصة مفادها أن "الفراغ الرئاسي أصبح قاتلاً على الدور والوجود المسيحي في لبنان والشرق"، مشيرةً في هذا السياق إلى معضلة إصرار رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على ترشحه للرئاسة من دون الالتفات إلى حجم المخاطر الناجمة عن استمرار الفراغ، في وقت يبدي مرشح الفريق الآخر رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع هو وفريقه السياسي كل الاستعدادات للخروج من المأزق الرئاسي بالاتفاق مع سائر الأطراف. وبينما تسأل عمّا يمكن للفاتيكان أن يقوم به لإخراج أزمة الرئاسة اللبنانية من عنق الزجاجة طالما استمر "التعاطي العبثي من جانب فريق مسيحي مع هذه الأزمة"، تستشهد الأوساط الفاتيكانية بدور الكنيسة المارونية عام 1991، عندما عاش لبنان أزمة رئاسية مشابهة عنوانها أيضاً الجنرال عون، وتقول: "حينها أخذت الكنيسة المبادرة بالشراكة مع فرقاء مسيحيين وفي الوطن، وتجاوزت الأزمة وأيدت اتفاق الطائف وأخذت البلاد إلى الأمام، والكنيسة مطالبة مجدداً اليوم بلعب دور شبيه للخروج من الأزمة الراهنة".

الراعي "مصدوم"

بدورها، نقلت أوساط البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عنه جملة مواقف تعبّر عن استيائه من مآل الوضع السياسي في البلاد، آخذاً على القوى المسيحية "عدم إدراك حجم المخاطر التي تحيط بالمسيحيين". وتضيف لـ"المستقبل": "البطريرك وصل الى قناعة بأن الكثير من القوى السياسية، المسيحية خصوصاً، لا تريد انتخاب رئيس للجمهورية لأنها تستفيد من الفراغ ومن غياب الرئيس لممارسة صلاحياته بالنيابة". وتشير الأوساط إلى أنّ الراعي "مصدوم" من عدم اكتراث المجتمع الدولي بلبنان، ويعمل من خلال وجوده في سينودس الأساقفة على إعادة وضع لبنان على خارطة الاهتمام الدولي عبر بوابة الفاتيكان، وسط تشديده في الوقت نفسه على "أهمية دور المسيحيين ورسالتهم في الشرق التي تعود إلى أكثر من 1500 عام، وعلى كون مشروع المسيحيين ليس مشروعاً رئاسياً بل هو دور ورسالة وما لم يدرك القادة المسيحيون أهمية دورهم ورسالتهم فإنهم يتجهون إلى زوال". أوساط الراعي تنقل عنه القول إنّ "سلفه البطريرك الحويك إعتمد مبدأ المواطنية السياسية عند مطالبته بلبنان الكبير، ولم يعتمد فكرة الانعزال، مع أن هذا الخيار كان متاحاً، واليوم يجب العمل على إحياء المواطنية السياسية من أجل العبور بلبنان إلى شاطئ الأمان، وهذا الامر ليس مسؤولية مسيحية بل هو مسؤولية وطنية بامتياز". كما تلفت إلى كون الراعي "يأخذ على الحراك الشعبي احتلاله مكتب وزير أو شارعاً أو زاروباً، بشكل يرفضه البطريرك، وعدم المطالبة بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية"، داعياً الحراك "إلى جانب مطالبته بوقف السرقة في مؤسسات الدولة أن يكون في رأس مطالبه إنتخاب رئيس للدولة باعتباره المدخل الأساس لحل كل الأزمات".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

المطران الياس عودة: الكنيسة لا تبارك الحروب ولا تقول عنها إنها مقدسة

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى ان "الكنيسة لا تبارك من يقتل الآخر، لأن حياة الإنسان هي ملك الرب ومن يقتل الإنسان كأنه يشاء أن يقتل الله"، مضيفا ان "الكنيسة لا تبارك الحروب ولا تقول عنها إنها مقدسة، أي لا تقدس الحروب ولا تقبل بهذا القول". وتوجه إلى المسيحيين بالقول: "هؤلاء الذين يرذلونكم لأنكم تتصرفون كمسيحيين بحسب وصايا الله، بالفعل هم مرذولون من الله". جاء ذلك في عظة الأحد التي ألقاها عودة، بعد ترؤسه القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، والتي استهلها بالقول: "الرب يسوع يقول لتلاميذه: "من سمع منكم فقد سمع مني، ومن رذلكم فقد رذلني، ومن رذلني فقد رذل الذي أرسلني" (لو 10: 16). هذا القول ليس موجها للتلاميذ فقط بل لكل الذين يؤمنون بيسوع. التلاميذ يعرفون أن من واجبهم أن يبشروا بكلمة الرب وأن يعلنوها للبشر. وقد علمهم يسوع أمورا كثيرة أخرى وأعطاهم وصايا كثيرة لكي يجعلوا الإنسان صالحا ومؤهلا لدخول ملكوت السموات". أضاف: "من الأمور المهمة التي قالها يسوع لتلاميذه التطويبات التي يقول الإنسان العادي أنها صعبة التطبيق، لكن يسوع اعتبر هذه الوصايا من أساس البنيان الشخصي، من أساس بنيان الإنسان المسيحي. قال يسوع لتلاميذه "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون، طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات، طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين، إفرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات"(مت 5: 9، 12). ويقول ايضا "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات (مت5: 44، 45). وعلمهم قائلا: "من ضربك على خدك فأعرض له الآخر أيضا" (لو6: 29). نحن نعلم أن قلة من المسيحيين يتصرفون بحسب أقوال الرب، لا بل معظم الناس يرفضونها لأنهم يعتبرون أن التصرف بحسب هذه الأقوال يجعلهم ضعفاء أمام أعداءهم، والذين يسيئون إليهم، لأنهم لا يدركون أن المؤمن يتكل على الله وحده وهو القوي القدير كما علمنا الأنبياء والرسل والقديسون". وتابع: "يسوع يعتبر أن الإنسان القوي هو الذي يستطيع أن يغفر لعدوه ولا يسيء إليه بل يحبه من كل قلبه. بهذا التصرف يستطيع التلميذ أن يجعل الآخر يتساءل كيف أنا أهينه ولا يرد علي بالمثل، أضربه ويبقى صامتا وهادئا، أسيء إليه فيحبني. هكذا تصرف يسوع، كان يعلم بأن اليهود أرادوا قتله لكنه لم يفتح فاه، بل قبل أن يقاد إلى الصليب وأن يرفع عليه ويصلب مع المذنبين، وأن يموت من أجلنا. وقد قال لأبيه "يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو23: 34). لكنه أظهر قوته بأنه داس الموت وخلص المائتين وقام من بين الأموات". واستطرد: "عندما يقول الرب هذه الأقوال أو يعيش هذه الحياة أمامنا فلكي يشددنا ويقوينا وليجعلنا نحيا حياة نجابه خلالها الشر بالخير والظالم بالمحبة، لهذا قال لتلاميذه وللمؤمنين به إذا شئتم أن تكونوا تلاميذي أو إذا كنتم بالحقيقة تلاميذي فأنتم تتصرفون مثلي وتكونون على صورتي لأنكم متحدين بي. لهذا السبب، الكنيسة لا تبارك البتة من يقاتل الآخر، أو من يسيء إلى الآخر. الكنيسة لا تبارك من يقتل الآخر لأن حياة الإنسان هي ملك الرب ومن يقتل الإنسان كأنه يشاء أن يقتل الله. وفي الحقيقة يذهب المقتول إلى الرب أما القاتل فقلبه ظالم ومظلم يسكنه الشيطان، والشيطان لا يدخل ملكوت الله. لذلك أيضا الكنيسة لا تبارك الحروب ولا تقول عنها أنها مقدسة، أي لا تقدس الحروب ولا تقبل بهذا القول. كل كنيسة يجب أن تكون هكذا إذا كانت تعلم تعليم الرب أو إذا كانت تسمع كلامه. لهذا السبب نحن الأرثوذكسيين، وبالأخص في انطاكية، فيما نتألم ونطرد من بيوتنا ويشنع بنا، لا نقاتل أعداءنا. وكما نرى، إن شعبنا في كل هذه المنطقة يترك بيوته ويهجرها ويعيش عيشة تعيسة ومنهم من يسافر لكنهم لا يردون الإساءة بالمثل. لذلك فليكن واضحا إن كنيستنا الأرثوذكسية التي نحن أعضاء فيها لا تبارك ولا تقدس الحروب ولا تقول عن أي حرب أنها مقدسة. ومن يقول هذا القول، أشك بأنه سمع كلام الرب يسوع "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم". وختم بالقول: "في إنجيل اليوم يتوجه يسوع إلى تلاميذه ويقول لهم من سمع منكم فقد سمع مني". ألا نفهم من هذا القول أن التلميذ يتكلم كمعلمه، لأنه متحد بالرب، هو واحد مع الرب. أي عندما أتكلم أنا تلميذ المسيح وأكون رسولا وفيا، تلميذا أمينا، كل ما أتفوه به يكون ملهما من الإنجيل وليس من خطاياي. يقول الرب يسوع "من رذلكم فقد رذلني ومن رذلني فقد رذل الذي أرسلني". فعندما يقول المسيحي قولا لا يرضي أبناء هذا العالم، أو يتصرف بما لا يتلاءم وقوانين هذا العالم، قد يرذل، لكن المسيح سبق وقال إن المسيحي الحق سيرذل كما رذل هو. فهؤلاء الذين يرذلونكم لأنكم تتصرفون كمسيحيين بحسب وصايا الله، بالفعل هم مرذولون من الله. القديسون تألموا، رذلوا واضطهدوا ومنهم من مات بحد السيف أو بطرق أخرى من أجل إيمانهم. القديس إغناطيوس الانطاكي خير مثال على ما نقول. فقد رمي للأسود التي افترسته لكنه بقي ثابتا على إيمانه ولم يتراجع أمام تهديد أعداء الله بل أراد أن يكون قربانا لله".

 

المضحك والمبكي

محمد عبد الحميد بيضون

المضحك: في لبنان تسيطر ثقافة الصناديق٠صندوق لكل قضية وصندوق لكل فريق سياسي او ميليشياوي ومعروف ان الشعب اللبناني يطالب بإلغاء هذه الصناديق منذ خمسة وعشرين عاماًباعتبارها مصادر هدر وفساد معمم.

اليوم نسمع ونقرأ ان رئيس مجلس النواب اللبناني المنتخب رئيساً للإتحاد البرلماني العربي(اسم عالٍ على مزرعة خربانة) يطالب بإنشاء صندوق برلماني اي تحت تصرفه كرئيس من اجل الحفاظ على المسجد الأقصى وترميمه ودعم المقدسيين ٠بري يريد تعميم الثقافة المالية اللبنانية على المستوى العربي وربما الاسلامي فالصناديق فيها كل الخير للحكام والمتاجرين بالقضية وخصوصاً القضية الفلسطينية٠واذا عرفنا ان مجلسنا النيابي حصل بقانون على ثلاثين مليون دولار للمفروشات (اي صالون بمليون دولار وطاولة بنصف مليون) نستطيع ان نقدّر كم ستكون كلفة ترميم المسجد الأقصى ولن تكون اقل من عشرات المليارات. انها أفضل تجارة بالقضية وبرموزها ومن قال ان المقدس ليس للتجارة؟ المقدسات كانت دائماً مفتوحة للتجارة وجني الثروات وللحروب أيضا.

المبكي: بري يخصص كل خطابه امام البرلمانيين العرب لفلسطين وللإشادة بإيران (لكي لا يتكلم عن المجازر في سوريا) ويقول انه منحاز الى اماني الشعب الفلسطيني مع ان برلمان بري نفسه هو الذي نزع حق تملك الفلسطينيين لشقة او عقار في لبنان وذلك منذ اكثر من عشر سنوات والفلسطيني الذي كان يملك شقة صار ممنوعاً عليه ان يورثها لأبنائه وصار في حالة فوضى وضياع٠ اليوم وفقاً لقانون بري يستطيع اي إسرائيلي يحمل جنسية ثانية أميركية او روسية او أوروبية ان يتملك شقة في لبنان ولكن الفلسطيني ممنوع من ذلك ٠أعيدوا للفلسطينيين حق التملك اسوةً بكل الأجانب يا تجار القضية الفلسطينية٠انتم لستم منحازين للشعب الفلسطيني بل حاقدين عليه وعلى أمانيه.

 

اسرار الصحف ليوم الاحد 18 تشرين الأول 2015

يقال

إنّ رئيس تكتّل مسيحي أبدى امتعاضاً شديداً من تلبية مرشّح رئاسي حليف له دعوة سفير احدى الدول العظمى إلى مأدبة عشاء تناولت في شكل أساسي الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

اسرار «الديار»

في زيارة وليد جنبلاط الى السعودية قرر ان ياخذ معه ابنه تيمور ليعرّفه الى الامير سلمان ملك السعودية ويقول له انه ولي ولي العهد، فاجابه الملك سلمان ما شاء الله انه ولي العهد وليس ولي ولي العهد، لكن يا وليد بيك الاعمار بيد الله، وان شاء الله تبقى على زعامتك عمرا طويلا.

يحاول العماد ميشال عون اقناع العميد شامل روكز بابقاء اولاده في لبنان اثناء سفره مع زوجته الى بوسطن لمدة شهر لانه سيشتاق اليهم كثيرا ويريدهم ان يبقوا الى جانبه. لكن العميد شامل روكز وزوجته يصران على اخذ الاولاد معهما، لتغيير الاجواء كليا وعدم الاضطرار للمجيء بسرعة لرؤية اولادهم.

طلب العميد شامل روكز عناصر من المغاوير ان يبقوا معه وانه لا يريد سيارات، لكنه يريد ان يكونوا معه وهم من الجنود رفاق السلاح لمدة 30 سنة. فلم يجر تلبية طلبه كما يريد.

سال الوزير وليد جنبلاط الرئيس سعد الحريري عن موقف الدكتور سمير جعجع من العماد عون ولماذا يهادنه بهذا الشكل، وطلب منه ان يسعى مع الدكتور سمير جعجع كي يضغط مسيحيا على عون ويقف في وجهه كي لا تاخذ المعركة طابع درزي – مسيحي او شيعي – مسيحي بل تاخذ طابع مسيحي – مسيحي وهذا حصل قبل شهر.

وعندما فاتح الرئيس سعد الحريري بواسطة النائب غطاس خوري قال له الدكتور جعجع اني اتفرج على كل شيء يحصل ولن اقدم على اي خطوة الا الخطوة الثابتة التي اراها ومقتنعا بها وغيري سيمشي ولا يتركني في منتصف الطريق.

قام وزير من طائفة غير مسيحية بتعيين حوالي 60 في المئة من متعاقدين مع وزارته من الطائفة التي ينتمي اليها ومن غير المسيحيين، ضاربا بذلك عرض الحائط التوازن المسيحي الاسلامي في التعيينات والتعاقد ضمن وزارنه.

برحيل النائب السابق والوزير السابق ايلي سكاف رحمه الله بدأت طلائع معركة زحلة تنفرز سياسيا بين القوات والتيار الوطني الحر لكن تبقى القوات اللبنانية مع تيار المستقبل وان تطالب بحصة اكبر في كتلة زحلة خاصة المقعد الكاثوليكي الذي اصبح خاليا بوفاة النائب السابق ايلي سكاف.

دخلت 4 طائرات روسؤة المجال الجوي اللبناني قرب مطار القليعات فوق عكار خارقة الاجواء اللبنانية متجهة نحو مرفأ مطار اللاذقية وبقي الموضوع طي الكتمان ولم يتحدث عنه احد. وشاهد المزارعون الطيارات الروسية وهي تطير على علو منخفض باتجاه مطار اللاذقية العسكري الروسي.

كلف الرئيس فلاديمير بوتين وزير خارجيته لافروف الاجتماع مع وزير خارجية سوريا وليد المعلم لبحث الحل السياسي في سوريا بعدما تعذر حصول قمة روسية – سورية بين الرئيس الاسد والرئيس بوتين، والنقطة التي يريد ان يصل اليها الرئيس بوتين هو ادخال الجيش السوري الحر في التسوية اضافة الى ادخال 4 من الائتلاف السوري المعارك الذين هم ضد الرئيس بشار الاسد لكن الرئيس الاسد يرفض ذلك ولا يقبل باعادة الجيش السوري الحر الى الجيش العربي السوري الا الذين لم يلتحقوا ولم يطلقوا النار على الجيش السوري.

ارتفع عديد الجيش اللبناني الى 78 الف جندي وضابط ورتيب وهذا اعلى رقم يصل اليه الجيش اللبناني منذ سنة 1943، وقد زاد عدد الجيش اللبناني 20 الف جندي خلال 6 اشهر من خلال تطويع 3 الى 5 الاف جندي في الشهر.

تبين ان معدات اشارة تسلمها الجيش اللبناني هي غير صالحة للعمل وهي من صنع اميركا والذي قام بالصفقة وحصلت ضجة بسبب سلاح الاشارة التي تسلمه الجيش اللبناني بواسطة هذا الشخص لكن الموضوع تم لفلفته وعدم الحديث عنه.

لوحظ في الفترة الاخيرة ان علاقات الرئيس بري مع ايران ليس فيها حرارة بل يجري تركيز ايران على حزب الله مع زيارة بروتوكولية للرئيس نبيه بري.

وكانت في الماضي حركة امل هي صاحبة علاقة قوية مع ايران، وتربطها بها علاقة مصير واحدة، لكن الرئيس نبيه بري يبدو انه اتخذ موقفا متوازنا تجاه الخليج وايران، ولذلك فان دول الخليج تشيد بالرئيس نبيه بري دائما وتعتبره الزعيم الشيعي المعتدل عكس حزب الله.

لا يريد الرئيس سعد الحريري العودة الى لبنان رغم المطالبة بعودته، لانه يعتبر ان امنه الشخصي ضعيفا ويمكن النيل منه بمحاولة اغتيال بسهولة، ولذلك فهو لن يعود حاليا الى لبنان الا لفترة اسبوع اذا عاد، وليس اكثر من ذلك.

كان بنية عائلة الحريري بيع مبنى قريطم الا ان خلافا ضمن العائلة منع بيع مبنى قريطم مع ان الذي تملكه هي السيدة نازك الحريري وليس احدا غيرها، كذلك كان بنية عائلة الحريري بيع قصره في فقرا بـ 30 مليون دولار، والقصر هو باسم السيدة نازك الحريري، لكن خلافا دخل ضمن العائلة منع بيع قصر فقرا الذي كان يملكه الرئيس الراحل رفيق الحريري.

يصر الوزير وليد جنبلاط على ان يدفع له الموقوف السيد بهيج ابو حمزة مبلغ 60 مليون دولار كي يتنازل عن الدعوة ضده والا فانه لن يتخلى عن الدعوة وعن حقه الشخصي وسيبقيه في السجن مع العلم ان الحسابات الشخصية التي ظهرت للسيد بهيج ابو حمزة انه لا يملك بتاتا 15 في المئة من هذا المبلغ في المصارف اللبنانية وفي حساباته.

اتخذ حزب الله سلسلة تدابير عنيفة وقوية بشان كشف العملاء بعد كشف عملية شوربا رئيس العمل الخارجي في حزب الله، واصبح هنالك عمليات تقنية الكترونية تستعمل من اجل فحص العناصر عما اذا كانوا يكذبون ام لا يكذبون من فئة معينة وليس على فئة قيادة عليا.

 

عائلة صفوان: خير أبلغنا ان الضحايا والأحياء سيكونون في لبنان خلال أسبوع

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - واصلت عائلة صفوان، في منطقة الأوزاعي، تقبل التعازي بأفراد العائلة الذين غرقوا قبالة الشواطئ. وثمن رئيس رابطة آل صفوان، محمد قاسم صفوان، في حديث ل"الوكالة الوطنية للاعلام"، التعاطي الرسمي اللبناني مع "فاجعة العائلة"، شاكرا بشكل خاص رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الذي أوعز للهيئة العليا للاغاثة بمتابعة القضية، ناقلا عن الأمين العام للهيئة اللواء محمد خير قوله للعائلة إنه "خلال الأسبوع القادم يكون جميع الجثامين والناجين في لبنان". كما شكر متابعة وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر "بتوجيهات من رئيس مجلس النواب نبيه بري"، ووزارة الخارجية والمغتربين "بشخص المدير العام للمغتربين هيثم جمعة"، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "الذي أثبت أنه وزير لكل اللبنانيين". ولفت إلى ان ضحايا العائلة سبعة هم: مايز صفوان، مايا وميلاني مايز صفوان، مصطفى اياد صفوان، حورية الخطيب صفوان، مريم كايد صفوان، ولين صفوان. فيما لا يزال البحث مستمرا عن المفقودين وائل محمد صفوان ومالك محمد صفوان. إضافة إلى الناجين الثلاثة: موسى وماهر وأياد صفوان.

 

آلاف العكاريين وقعوا عريضة رفض إنشاء مطمر سرار

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار منذر المرعبي، أن عريضة رفض إنشاء مطمر سرار ونقل النفايات إلى عكار، التي أطلقتها حملة "عكار لعيونك توحدنا"، مساء أمس من خيمة الاعتصام في العبودية، لاقت إقبالا كبيرا من أهالي بلدات وقرى المحافظة، حيث جال ناشطون من الحملة، لجمع التواقيع عليها. وتمكن الناشطون، في أقل من 24 ساعة على إطلاق العريضة، من جمع آلاف التواقيع، وسط ترحيب من العكاريين بهذه الخطوة، واستنكارهم ل"تخصيص عكار بالنفايات بدلا من تكريمها كمنطقة محرومة لم تبخل على الدولة بأبنائها الذين يشكلون الخزان الأساسي للجيش".

إلى ذلك، تشهد خيمة الاعتصام في العبودية حركة كثيفة من الزوار المتضامنين مع المعتصمين، والمؤيدين لمطالب الأهالي وخصوصا سكان المناطق المحيطة ببلدة سرار.

 

ريفي في ذكرى اغتيال الحسن: وجهنا صفعة أساسية لحلف حزب الله عون لنقول لهم لم يعد ما تريدونه قدرا محتوما

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أقام وزير العدل اللواء أشرف ريفي، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، احتفالا أمام النصب التذكاري للشهيد، في مسقط رأسه توراتيج ـ الكورة، حضره إضافة الى ريفي عقيلته المحامية سليمة اديب، والد الشهيد عدنان ووالدته أم حيدر وأرملته آنا وولداه مازن ومجد وأفراد العائلة، المدعي العام الاستئنافي في الشمال وائل الحسن وحشد كبير من أبناء المنطقة. بداية النشيد الوطني، ثم وضع ريفي إكليلا من الورد الأبيض على النصب التذكاري، وألقى كلمة، أشار في مستهلها إلى أن "المجرم هو نفسه، وبصماته في ارتكاب الجريمة واضحة، والتحقيق سيكشف الحقيقة"، مؤكدا "استمرار مواجهة أدوات التخريب والتعطيل. وقال: "الشهيد الكبير اللواء وسام الحسن، الشهيد الكبير المؤهل أول أحمد صهيوني، الوالد أبو حيدر، الوالدة الفاضلة أم حيدر، السيدة الفاضلة آنا والولدين مازن ومجد، عائلة الشهيد أحمد صهيوني، أيها الحضور الكريم: سنوات ثلاث مرت على استشهادك، وما زلت أيها الشهيد الكبير، وستبقى أنت ورفيقك الشهيد أحمد صهيوني الوسام الرفيع على صدر الوطن، لا زلت وستبقى المثال والقدوة، لا زلت وستبقى رمزا للوطنية والشجاعة والقيادة والحكمة والوفاء. نعم هذه القيم وغيرها الكثير اجتمعت بشخصية إستثنائية لامعة هي وسام الحسن".

أضاف "أيها اللواء الشهيد: لا أملك ما يكفي من الكلمات، لأعطيك ما كنت تملك من المواصفات الرفيعة، كإنسان وكقائد، لقد ترافقنا معا في اللحظات الصعبة، فكنت دائما على قدر الآمال الكبار، إنني أستودعها فيك هذا الشعب الأبي، كنت الصديق الأمين للرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز. لقد حملت نفسك أمانة استشهاده حتى الاستشهاد، وأعددت نفسك لهذا الطريق بشجاعة المؤمن بقضيته، ولم تخف يوما، ولم تتراجع، ولم يتوقف نضالك على حق الحقيقة والعدالة حتى آخر لحظة من حياتك. فكنت عن حق شهيد العدالة والشاهد على الحقيقة، وستبقى بالنسبة لي الرفيق والصديق، الذي أحمل قضية استشهاده لطالما أمدني الله بالقوة والصبر والحياة. حق علينا رغم حزن الغياب وألم الخسارة الكبيرة، أن نقول في وسام، أنه افتدى بدمائه وطنه وأهله، هو الذي كان يدرك قبل استشهاده، أنه في مواجهة تنين مجرم، لا يتورع عن سفك الدماء، وتنفيذ الإغتيالات، وممارسة الإرهاب، لكن ولم يخف".

وتابع "حاولوا اغتيال الشهيد الحي العقيد سمير شحادة ولم يخف. إغتالوا الرائد الشهيد وسام عيد ولم يخف. عرف أنهم وضعوه على لائحة الإغتيال ولم يتراجع، لقد كان الشاهد على الحقيقة وشهيدها أؤكد لكم اليوم أن هذه الحقيقة التي ناضلنا منذ العام 2005 لجلائها، ستحرق رؤوس المجرمين من صغيرهم الى كبيرهم، وسيكتوون بنار العدالة، ولن يفلتوا من العقاب. حق علينا أن نعلن على الملأ أن وسام الحسن رجل الإنجازات الأمنية الكبرى التي حمت لبنان، فقد كان هو ورفاقه في مؤسسة قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات، دائما في المقدمة، ولا تزال هذه المؤسسة تقدم أغلى التضحيات لحماية هذا الوطن. إتخذت القرارات الصعبة، التي لا يقوى عليها إلا الرجال الرجال. يكفيه فخرا ويكفي هذه المؤسسة بضباطها ورتبائها وعناصرها، أنه فتح الطريق أمام كشف مسؤولية النظام الأمني السوري الإيراني الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذا النظام الذي يحاول اليوم اغتيال سوريا وشعبها البطل".

وأردف "اليوم، وبعد ثلاث سنوات على الإستشهاد، نعلن يا وسام أن اغتيالك جاء في السياق نفسه الذي اغتيل فيه شهيد لبنان رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، فالمجرم هو نفسه، وبصماته في ارتكاب الجريمة واضحة، والتحقيق سيكشف الحقيقة. نعم لقد زال الستار وانكشف المجرمون على حقيقتهم. لقد هالهم أن نتخذ في تلك المرحلة قرارات خرقت كل خطواتهم الحمر، وأزالت أوهام الترهيب والتهديد بالإغتيال. وكما صمدنا بوجه تهديداتهم وإرهابهم، والإغتيالات، سنصمد اليوم وسنقف بوجههم، كما دائما، كما أردت أنت يا وسام، على نهج الرئيس رفيق الحريري كلنا يد واحدة. هي اليد المرفوعة باتجاه المستقبل، لإرساء قيم التمسك بسيادة لبنان وإستقلاله".

وخاطب المشاركين في الذكرى: "أيها الحضور الكريم، يا أهل الشهيد وأحبائه، على خطى شهدائنا سنتابع الطريق. كما كافح وسام الحسن سنكافح، كما واجهنا تعطيل مؤسسات الدولة في الماضي القريب، سنواجه اليوم أدوات التخريب والتعطيل. لم يستشهد شهداؤنا كي ننسى القضية التي استشهدوا من أجلها. لقد استشهد وسام الحسن لأنه ساهم بحماية الإستقرار من المؤامرات المملوكية. إستشهد لأنه كان من حماة الإعتدال، والدولة والمؤسسات، ومن أجل هذه الدولة التي هي الضمان لنا ولأبنائنا، سنبقى على هذا النهج مهما اغتالوا ومهما فجروا وخربوا، وسننتصر للدولة وللمؤسسات، وسنهزم الإنقلابيين ونهج الإنقلاب".

وقال مخاطبا صاحب الذكرى: "عزيزي وسام، أطمئنك أننا نتابع المسيرة بكل حزم وقناعة، أطمئنك أن مشروعنا المشترك، الذي عملنا عليه يتقدم رويدا رويدا، فالدولة تتقدم ولو ببطء على مشروع الدويلة، هذا ما كنا نعمل عليه، وهذا ما نحن مستمرون في العمل عليه. كنت معنا جسدا وفكرا وجهدا وروحا. واليوم مازلت معنا روحا وفكرا. لا أذيع سرا إذا أخبرتكم ان الشهيد وسام الحسن قد أسر لي في إحدى الجلسات، أنه يرى أن المشروع الفارسي في المنطقة مصيره الفشل، وأنه ليس سوى كذبة كبيرة. عزيزي وسام، أؤكد لك أن ما كنت تراه يترجم تدريجيا كحقيقة ملموسة، وها هو هذا المشروع الفارسي يتخبط في الساحات العربية من اليمن الى البحرين الى العراق الى سوريا وفي لبنان. وكما قلت إن المشروع الفارسي كذبة كبيرة، فمولوده في لبنان حزب الله هو كذبة كبيرة أيضا. لقد عملنا وإياك في المجال الأمني، وكنا نتعاون كيف يكون العمل الأمني المحترف والى أين يؤدي وكيف يكون سواه والى أين يؤدي".

أضاف "عزيزي وسام، يعاني المشروع الفارسي من لعنة دماء الشهداء الأبرياء، الذين سفك دمهم وهي تلاحقهم من مكان الى آخر. وإنني على ثقة، أيها الشهداء أن أرواحكم ستستمر في ملاحفة المجرمين القتلة الى أن تنال منهم. فمن كان منهم حسب وصف البعض قديسا. فهو بنظرهم ونظرنا، مجرم قاتل، لا يستحق سوى المحاكمة. لقد تورط حزب الله في الرمال السورية، لا بل لقد ابتلى حزب الله في الورطة السورية، واعتبر البعض أن طريق القدس تمر عبر الزبداني. وأثبتت الوقائع الميدانية، أن الزبداني كانت ستالينغراد السورية ومنها بدأ العد العكسي. عزيزي وسام، تشهد الساحات السورية، تطورات كبيرة جديدة. ولن أدخل في التنظير حول الدور الروسي الجديد. وأقل ما يمكنني أن أقوله إنه لم يبدأ إلا عندما فشل المشروع الإيراني في سوريا". وتابع "أما في الداخل اللبناني، فأطمئنك أن الأمور تسير باتجاه تثبيت منطق الدولة على حساب الدويلة. لا أدعي أنها تسير على سجادة حمراء، إنما تسير بين النقاط، لا بل في حقل ألغام صعب. أستطيع أن أؤكد لك، أيها الحبيب وسام، أن حزب الله فقد الكثير من محبة اللبنانيين له، وفقد الكثير من وقاره عندهم. ومن هيبة القرار وأنت تعرف، ولو كنت في العلياء ماذا أعني. اليوم نخرج من معركة وجهنا فيها الصفعة الأساسية الأولى لحلف حزب الله ميشال عون، لنقول لهم، لم يعد ما تريدونه قدرا محتوما، القدر المحتوم الوحيد، الذي يجب أن يسود في لبنان، هو مصلحة الدولة اللبنانية، وقواسم اللبنانيين المشتركة في العيش الواحد، تحت العلم اللبناني وحده". وختم "رحمة الله عليك أيها الشهيد البطل وسام الحسن، رحمة الله عليك أيها الشهيد البطل أحمد صهيوني، عهد علينا أن نكمل المسيرة مهما اشتدت الصعاب، العدالة آتية والنصر قريب بإذن الله، ونحن مستمرون، مستمرون، مستمرون. التحية للوالد أبو حيدر، التحية للوالدة أم حيدر، التحية للسيدة الفاضلة أنا وللعزيزين مازن ومجد، التحية لعائلة الشهيد أحمد صهيوني. عشتم وعاش الشهيد البطل وسام الحسن وكل شهداء ثورة الأرز، عاش لبنان وطنا للحرية والأحرار والأبطال".

ثم زار ريفي وعقيلته منزل الشهيد في البلدة، وقدما التعازي لافراد العائلة، بعد ذلك زار ريفي وعقيلته منزل الشهيد المؤهل أول أحمد صهيوني، الذي استشهد مع اللواء الحسن، وقدما أيضا التعازي لأفراد أسرته.

 

عسيري: السعودية حريصة على استمرار عمل الحكومة

بيروت- «السياسة»: أوضح السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري أن «المملكة العربية السعودية تؤكد لجميع زوارها من اللبنانيين حرصها الدائم على استمرار عمل الحكومة والمؤسسات الدستورية في لبنان، وأملها في إنجاز الانتخابات الرئاسية وحل الأزمات القائمة، وفي مقدمها أزمة النفايات»، لافتاً إلى أن «السعودية تكتفي بالتأكيد على هذا الحرص من التدخل في الشؤون الداخلية للبنان». ورأى في حديث إذاعي أمس أن «الوقت حان لبدء مرحلة جديدة تقوم على معالجة كل الأمور التي تهم المواطن اللبناني، كما لإطلاق حوار بين جميع القيادات السياسية من دون استثناء»، مؤكداً أن «أبواب المملكة مفتوحة لكل محبيها من السياسيين اللبنانيين الذين يرغبون بزيارتها. وعن التطورات السورية، تمنى عسيري «إيجاد حل سياسي للأزمة السورية في أقرب وقت بما يسمح بقيام حكومة جديدة تمثل إرادة الشعب السوري، وبالتالي عودة اللاجئين إلى وطنهم». في سياق متصل، رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، «أن الخروج من كل الأزمات التي يعاني منها لبنان، يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، لأنه بوجود الرئيس العتيد تستقر سائر المؤسسات الدستورية والرسمية في الدولة كلها»، ورفض «أي طروحات تؤدي بلبنان إلى إسقاط النظام أو فقدان الدولة».

 

عندما يهزّ نصرالله شباك الحكومة

علي الحسيني/المستقبل/19 تشرين الأول/15

كعادته يبرع «حزب الله» في تحوير الحقائق وحرفها عن مسارها. يُبيح لنفسه ما يُحرّمه على الغير وكأن الدنيا بلياليها السبع قد وجدت لأجله فقط. يختلق الحجج ليبني عليها الأعذار ويصطنع التهديدات ليتهرّب من الحوار رغم إدعاءاته وأطروحاته المتكررة والمملة، واستخدامه تعابير هو في الأصل غير مقتنع بها مثل أن الحوار وحده الكفيل والقادر على منع الدولة من الذهاب إلى الانهيار. هي عملية توزيع أدوار يقودها «حزب الله» داخل هرميته للتصويب من خلالها على شركائه في الوطن لُيغطي بها عجزه الواضح في الميدان السوري، فكيف إذا كان هذا الدور قد وصل إلى رأس هرمية الحزب السيد حسن نصرالله ليُدلي بدلوه، وكيف إذا كانت المناسبة تتعلق بقائد عسكري كبير في «المقاومة» سقط منتصف الأسبوع الماضي في سوريا بعد أكثر من ثلاثين سنة أمضاها بين جبال الجنوب ووديانه وهو يُلاحق الإسرائيلي من مكان إلى آخر. أمس شن نصرالله هجوماً على الحكومة لكنه وكعادة قيادات «حزب الله» ركّز هجومه هذا بالتصويب على تيار «المستقبل» متهماً إياه بأنه «يُمنّن» اللبنانيين بمشاركته بالحوار« وبأنه «مُفضل عليهم بهذه المهمة». لكن تبيان الحقيقة لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما اكتشف المستمعون الجهة التي «تمنن» وتدعي حرصها على الوطن وذلك من خلال كلام لاحق لنصرالله قال فيه «إن الأمن في لبنان سببه حزبه«، وليسأل: «لو قدر للجماعات الإرهابية السيطرة على العراق وسوريا ولبنان ماذا كان سيكون مصير هذه الشعوب وهذه المنطقة؟«. لم يعد هناك أدنى شك بوجود نيات مبيّتة لدى «حزب الله» تجاه الوضع في لبنان وتحديداً الوضع الحكومي، وكأنه مخطط يقضي بإسقاط أهم مؤسسات الدولة الرسمية يعقبه انهيار في ما تبقّى من بنية هذه الدولة خصوصاً أن للحزب سوابق في هذا المجال إمّا من خلال اعتماده طرقاً سياسية ملتوية أو في الشارع، و»القمصان السود» ما زالت تشهد على الحالات التي تفلّت فيها «حزب الله» من عقاله وانقلب من خلالها على الشرعية والدستور والأعراف في البلد.

بعد ادعائه الحفاظ على وحدة البلد وضرورة الإبقاء على حكومة الرئيس تمام سلام بعيدة عن التهديدات والتلويح بفرط عقدها، استعاد نصرالله أمس لغة التهديد والوعيد بتطيير الحكومة قائلاً: «لا نقبل أن يكون الحوار منّة من أحد، كذلك لا نقبل المنّة منهم في أنهم يشاركون في الحكومة«، وكأن الأخيرة تحولت إلى إحدى ممتلكات الحزب أو مؤسساته بحيث أصبح هو من يُقرّر متى تكون ضرورة وطنية ومتى تصبح غير مجدية أو منتهية الصلاحية، وهذا ما يظهر أيضاً من خلال استعلائه في كلامه حول طاولة الحوار والحكومة معاً «نرحب بمن يريد البقاء في الحوار أو بمن يريد المغادرة ومثلها في الحكومة«.

يتوجه نصرالله إلى «المستقبل» بالقول «إذا كنتم تشعرون بالإحراج من البقاء في الحكومة، فالله معكم«. بعد هذا التواضع الواضح والفاضح في آن، لا بد أن يتساءل اللبنانيون عن سر هذا التصعيد المستمر منذ فترة غير قصيرة وما إذا كان يخفي في ثناياه إنقلاباً على الشرعية. أما في الإحراج ونوعيته فيُمكن التحدث في هذا الشق بلا حرج. يعلم الحزب تماماً أن المرحلة التي يمر بها اليوم هي من أكثر المراحل الحرجة التي مرت عليه منذ انطلاقته في العمل العسكري أولاً والسياسي ثانياً، ففي غضون فترة أقل من سنتين خسر الحزب أكثر من ألف ومئتي عنصر في سوريا بينهم ما يقل عن مئة وخمسين قيادياً، يُضاف إلى هذه الأزمة، عقدة أخرى تظهر في عدم قدرة الحزب السيطرة على أي من القرى أو البلدات التي يخوض معاركه فيها بدءاً من «جرود عرسال» و»القلمون» و»الزبداني» رغم وعود النصر التي آكل الدهر عليها وشرب. في المُحصّلة، يجد «حزب الله» المربك والمُحاط بأزماته نفسه اليوم، كما وجد نفسه أخيراً على أرضية واحدة مع الإسرائيلي وضمن مشروع واحد تحت عنوان «مكافحة الإرهاب»، أمام احتمالين لا ثالث لهما. إمّا أن يخترع حرباً جديدة «مموهة» مع إسرائيل يمكن أن تحفظ له ما تبقّى من ماء الوجه، وإمّا أن يسعى إلى تعطيل عمل الحكومة بأشكال متعددة ومتنوعة، وهو الذي بات خبيراً غير «مُحلّفاً« في المجالات هذه، ويبدو فعلاً أنه قد بدأ يتحضّر ويُعد العدّة للكشف عن أوّل خططه المتعلقة بالاحتمال الثاني.

 

ديموقراطية «التعطيل المسلّح» وديموقراطية الحوار والتقرير

وسام سعادة/المستقبل/19 تشرين الأول/15

المؤسسات الدستورية في حالة موت سريري. بدلاً من أن يسري في عمل كل منها، وفي العلاقة بين بعضها، مبدأ مونتسكيو «السلطة تحد السلطة» الذي انبثق منه مبدأ الفصل بين السلطات، فقد جرى تعميم مبدأ «حزب الله» حيث السلطة تُعّطِل السلطة أو تُعطّل من خارجها أو من داخلها. لكن المشكلة ليست في تعطيلية «حزب الله» فقط، المشكلة في أن الأرضية النصّية والواقعية التي تستند اليها مؤسسات الدولة قليلة الحظ بموانع التعطيل، والمضادات الحيوية اللازمة في مواجهته. نحن أمام تركيبة سهلٌ تعطيلها، سهلٌ الخروج عن إيقاع تداول السلطة داخلها، سهلٌ سلبها القدرة على اتخاذ القرارات والقدرة على تنفيذها. أصغر قوة سياسية بإمكانها أن تعطّل هذه التركيبة في مكان ما، فكيف إذا كان المعني هو حزب كبير ومسلّح ومؤدلج كـ»حزب الله»؟ لأجل هذا لم يعد كافياً «نقد المنطق التعطيلي». الجميع في هذا البلد بات يدرك طريقة اشتغال هذا المنطق، ولم تعد حاجة لتنوير أحد بهذا الصدد. باسم التوافق والإجماع وعدم الاستئثار يحدث التعطيل، وحين لا يجد الطرف المُعطِّل من حاجة لابتداع التوافق والإجماع، فهو يسعى مجدداً وراء التعطيل بعناوين ومسوّغات أخرى. كثير من الأوهام التوصيفية ساهم في تعزيز هذا المنطق التعطيلي. فالديموقراطية مثلاً، لا بدّ لها من وجه توافقي ما، يزيد أو ينقص، ولا يقتصر على الاستثناء اللبناني فقط، حيث الحاجة الى التوافقية تزيد. لكن الديموقراطية لا بدّ أن تكون في ختام النهار أسلوب صنع واتخاذ وتنفيذ للقرار. لا يمكن تخيّل ديموقراطية غير تقريرية. ليس هناك من قرار سياسي جدي إلا ويحتمل المجازفة. ليس هناك من قرار سياسي جدي يمكن تحصيله كنتيجة للتداول بالشأن الى ما لا نهاية.

اعتبار أن الديموقراطية اللبنانية لها شروط مختلفة عن شروط الديموقراطية في البلدان الأخرى كان دائماً فاتحة لأوهام في النظرية، وطيش في العمل. نعم ثمة خصوصيات عديدة للتركيبة اللبنانية، لكن الديموقراطية البرلمانية في لبنان لا يمكن إلا أن تعني ما تعنيه في أي بلد آخر: الحكم التمثيلي القائم على تداول السلطة والفصل بين السلطات وتعاونها. تداول السلطة لا تداول التعطيل. تداول السلطة لا استفحال الشغور الرئاسي. تداول السلطة لا «أنا أو لا أحد». والفصل بين السلطات، لا التحكيم بينها لمرجعية خارج الحدود، أو داخل الحدود لكن خارج الناسوت، أو لمرجعية السلاح. أما مناقضة هذه السلطة أو تلك لـ»ميثاق العيش المشترك» فلا يمكن أن يتحدّد بشكل كيفي. لا يمكن أن تصير السلطة التي لا تشارك فيها نقيض العيش المشترك، في حين تعتبرها شرعية إذا كنت تريد إخراج خصمك منها، ولو كان يعّبر عن بيئة أهلية واسعة هو الآخر.

الأزمة الأهلية هذه هي أزمة دستورية أيضاً. ليس لأنها أزمة بين تصورين دستوريين، أو ثلاثة، واحد قديم والثاني حالي والثالث مؤجل. بل لأنها أزمة كل تصور يعتبر أن لبنان استثناء في القانون الدستوري المقارن، وله مفهوم للديموقراطية مختلف عن باقي البلدان، ومفهوم للاحتكام الى العنف الحزبي أو الأهلي يخصه دونه غيره. هذا التطرّف في خطاب «الخصوصية» لعب هو أيضاً دوراً في التعطيل، مثلما لعب دوراً مشابهاً التطرّف «المثالي»، الذي يفضّل مثلاً انتخاب أفضل رئيس ممكن، وإلا استدامة الفراغ. كلام السيد حسن نصر الله بالأمس شاهد أساسي على حجم الغربة عن مرجعية الفكرة الدستورية، في «حزب الله» بالدرجة الأولى، وعلى مستوى البلد بدرجات متفاوتة. النقاش السياسي صار متدني الإحالة أو مبتذل الإحالة للمقدمات والمواد الدستورية. وهذا التدني لا يحصل مثلاً للانكباب على التفاصيل، إنما للغرق في عموميات وشعارات ومعادلات لا أصل لها في الدستور. ديموقراطية التعطيل المسلّح، باسم تأمين التوافق حيناً، وعدم حاجته حيناً آخر، والتضامن مع مظلومية فلان والتفاخر بدل علتان، كل هذا لا يؤدي إلا لتحويل هذا الموت السريري للمؤسسات الى حالة تحلّل كارثي. في المقابل، ديموقراطية الحوار والتقرير تبقى مشروعاً غير مكتمل المعالم، ويحتاج لجهد وطني حقيقي، لكنه مشروع يعني بالدرجة الأولى أنّ القرار ينبثق عن آليات لصنعه واتخاذه وتطبيقه، ولا ينبثق القرار عن الحوار بحد ذاته. الحوار معني فقط بإيضاح آليات اتخاذ القرار، وحماية هذه الآليات.

 

الحكومة اللبنانية والحوار على وشك السقوط والخيارات باتت مفتوحة على كل الاحتمالات

بيروت – «السياسة»: تؤكد المواقف التصيعيدية الأخيرة لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» ميشال عون وحليفه «حزب الله» وإعلان «تيار المستقبل» بوضوح أنه لن يرضخ للابتزاز، أن الحكومة اللبنانية باتت في مهب الريح وأن الحوار على شفير الانهيار.وإذا كان وزيرا «حزب الله» سيحضران جلسة الحكومة المخصصة للنفايات (غداً الثلاثاء على الأرجح) إلا أنه ليس مضموناً أن يواصلا المشاركة في الجلسات المقبلة، إذ ترجح أوساط سياسية أن يتضامن الحزب مع حليفه عون بمقاطعة جلسات الحكومة، في إطار ابتزازها للرضوخ لمطلب الأخير «التعجيزي» المتمثل بتعيين قائد جديد للجيش، بعدما خسر معركته الأخيرة بتأجيل تقاعد صهره العميد شامل روكز الذي فقد كل حظوظه بالوصول إلى قيادة الجيش. ومع توالي خساراته بسبب الرهانات الخطأ على المتغيرات الاقليمية والدولية، يتجه عون إلى قلب الطاولة على اعتبار أن ليس لديه ما يخسره، بعدما فقد الأمل بالحصول على قيادة الجيش ويقترب من فقدان الأمل نهائياً بالوصول إلى رئاسة الجمهورية. وبحسب الأوساط، يدرك عون أن رهانه «المعلن» على روسيا خاسر أيضاً، إذ أنها تعارض فعلياً وصوله إلى الرئاسة وتفضل مرشحاً وسطياً لا صدامياً، وهو عملياً بات يراهن على النظام السوري وإيران في تحقيق طموحاته الرئاسية، لكنه يعلم جيداً أنه لو كان بإمكانهما لفرضاه رئيساً منذ الشغور الرئاسي مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 مايو 2014 أو بعد الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى في يوليو الماضي. وبانتظار وضع الملف اللبناني على طاولة المحادثات الجدية بين الأطراف الاقليمية والدولية، يحاول عون بدعم مطلق من «حزب الله» أن يرفع سقف الشروط والمطالب إلى الحدود القصوى، كي ينتقل، حينما يحين أوان التسوية، من مرشح أول للرئاسة إلى ناخب أول، بحيث يحصل على مكاسب سياسية مقابل دعم مرشح وسطي.ورغم أن «حزب الله» يدعم حليفه في رفع سقف مطالبه، إلا أنه عملياً لا يضع الانتخابات الرئاسية ولا الأزمة اللبنانية في أولوياته، لانشغاله حالياً في الميدان السوري وانخراط الآلاف من مقاتليه في معارك الشمال والوسط التي انطلقت بعد التدخل العسكري الروسي في 30 سبتمبر الماضي. في المقابل، تبدو قوى «14 آذار» مستمرة في سياسة ربط النزاع مع «حزب الله» وتفضل عدم كسر الجرة معه حفاظاً على الأمن والاستقرار، لكنها قد تتجه في المرحلة المقبلة إلى مقابلة التصعيد بالتصعيد، وهو ما برز جلياً من خلال الموقف الأخير لـ»تيار المستقبل» عبر وزير الداخلية نهاد المشنوق، وموقف حزب «الكتائب اللبنانية» الذي أجهض مشروع تسوية الترقيات العسكرية الهادفة لإرضاء عون.

وأكدت الأوساط السياسية أن قوى «14 آذار» ستتخلى عن سياسة المهادنة وستنتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، غير مكترثة للعواقب، ولن تقبل ابتزازها بحجة الحرص على الحكومة، لأن الحفاظ عليها مصلحة لجميع الفرقاء وليس لفريق دون آخر، مرجحة أن ترفض أي حلول وسط بعد اليوم مع عون، لأن تنازلاتها السابقة أفضت إلى مطالبته بالمزيد ولم تؤد بأي شكل من الأشكال إلى تفعيل عمل الحكومة والمؤسسات.وإذ حذرت من إقدام رئيس الحكومة تمام سلام على الاستقالة في حال لمس إصراراً على التعطيل من جانب فريق عون – «حزب الله»، اعتبرت الأوساط أن مواقف وزير الداخلية الأخيرة وجهت رسالة حازمة إلى عون و»حزب الله» مفادها أن المسكنات المعتمدة حالياً لمواجهة الأمراض المتفشية في الجسم اللبناني لم تعد تنفع، وبات منسوب التعقيدات الداخلية الآخذ في الارتفاع يتطلب معالجة جذرية وتسمية الأمور بأسمائها. وبحسب الأوساط، فإن الكرة باتت الآن في ملعب «حزب الله» وعون لجهة تفعيل عمل الحكومة وعدم ربطه بأي ملف آخر، على اعتبار أن الملفات الخلافية الكبرى يجري بحثها على طاولة الحوار ولا يجوز رميها على طاولة مجلس الوزراء المعنية بتسيير شؤون الدولة وإيجاد حلول للأزمات الحياتية للمواطنين، بعيداً عن المناكفات. وبشأن رد فعل قوى «14 آذار» في حال استمرار التعطيل، لم تستبعد الأوساط استقالة بعض وزراء هذه القوى من الحكومة وخروج قوى سياسية وازنة من طاولة الحوار، وهو ما سيؤدي حكماً إلى سقوط الحكومة وانتهاء الحوار، وتالياً دخول لبنان نفقاً مجهولاً، ربما يجبر الدول الاقليمية والغربية على وضع الأزمة اللبنانية ضمن الأولويات والعمل على إيجاد مخارج لها، انطلاقاً من انتخاب رئيس للجمهورية مروراً بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية وصولاً إلى الاتفاق على الحكومة الجديدة التي ستلي انتخاب الرئيس.

 

جعجع: لتوقيف اللاجئين الذين تظاهروا أمام السفارة الروسية وتذكير الآخرين باحترام أصول اللجوء

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - علق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، على تظاهرة اللاجئين السوريين في لبنان أمام السفارة الروسية، قائلا عبر "تويتر": "شاهدنا بعد ظهر اليوم تظاهرة للاجئين سوريين أمام السفارة الروسية في بيروت، وبغض النظر عن مضمون الكلمات التي ألقيت وبغض النظر عن الارتباطات السياسية للمتظاهرين، فإن قوانين اللجوء في كل دول العالم تمنع اللاجئين من أي نشاط سياسي". وطالب وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والنيابة العامة التمييزية، ب"التحرك لتوقيف اللاجئين الذين تظاهروا بعد ظهر اليوم ولتذكير الآخرين باحترام أصول اللجوء". وختم بالقول: "للتذكير فقط كنا أول من أيد استقبال اللاجئين السوريين من قبل الدولة اللبنانية للأسباب الانسانية المعروفة، ولكن هذا لا يعني التفريط ولو بذرة واحدة من السيادة اللبنانية أو من حقوق المواطن اللبناني على أرضه".

 

باسيل التقى روحاني ومسؤولين إيرانيين: علينا ان نكون في معركة واحدة لا تستثني اي دولة في العالم لمواجهة شر الارهاب

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - توج وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، لقاءاته في العاصمة الإيرانية طهران، بلقاء مع رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية حسن روحاني، الذي التقاه في قصر المرمر الرئاسي. وأفاد المكتب الإعلامي لوزير الخارجية أن روحاني وباسيل أكدا "على ضرورة الاستمرار في مواجهة إسرائيل حتى استعادة الحقوق كاملة، ولن تكون اسرائيل في هذه المواجهة منتصرة. كما تطرق الحديث إلى "اهمية محاربة الارهاب عسكريا وفكريا، وأشار الجانبان الى وجود كل المكونات في المنطقة لمحاربته، ونبها الى عدم اضفاء الطابع الديني على هذه المواجهة التي يجب ان تكون بين الشر والخير. وجرى خلال اللقاء التشديد على ضرورة تثبيت الديمقرطية في المنطقة واحترام رأي الشعوب في إختيار قادتها، لا سيما، في لبنان وسوريا، وعدم القبول بأي حلول تأتي من الخارج.

وقدم باسيل التعزية بالضحايا الإيرانيين الذين سقطوا في حادثة منى، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.

لاريجاني

وفي مقر مجلس شورى الدولة الايرانية، عرض باسيل مع رئيس المجلس علي لاريجاني للعلاقات الثنائية بين البلدين، في حضور رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في المجلس علاء الدين بروجردي. وهنأ وزير الخارجية اللبناني ايران على إنجازها للاتفاق النووي وتصديقه في البرلمان، مشيدا بتحويل هذا الإنجاز الى فرصة لمزيد من الحوار والانفتاح في المنطقة والاستفادة من طاقات ايران وقدراتها لتعزيز التنمية في المنطقة ووضع حد للفقر والتطرف فيها.

ولايتي

كما التقى باسيل المستشار الأعلى للشؤون الدولية لمرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي، علي أكبر ولايتي. بعد اللقاء عقد الجانبان مؤتمرا صحافيا استهله باسيل بالقول: "تشرفنا بزيارة دولة ايران في هذا الزمن الذي سنشهد فيه تطورها، وذلك من ضمن ثوابتها الوطنية وفي هذه المنطقة. تحدثنا اليوم عن انتظارات المنطقة وشعوبها من بلدين مقاومين مثل لبنان وإيران. اعتقد انه علينا مسؤولية أولى هي بمواجهة الارهاب الذي هو تهديد عالمي للانسانية، ونحن هنا شعوب المنطقة نعتزم بكل صرامة اقتلاع الارهاب من الأرض التي ينطلق منها والتي هي أرضنا. لدينا القوة اللازمة لاستئصال الارهاب ومنع تمدده الى العالم، القوة العسكرية والقوة الفكرية، وهذه هي أهمية لبنان والنموذج اللبناني لمواجهة الارهاب التكفيري الذي يحاول إلغاء التنوع الفكري في المنطقة ولبنان". أضاف:" ان المسؤولية الثانية التي تقع على عاتقنا هي تنمية وتطوير شعوبنا بالتزامن مع المواجهة ضد الارهاب، وهذا ما نحن مقبلون عليه بعدما نجحت ايران في دخول مرحلة جديدة يمكن من خلالها ان تقدم لشعوب العالم والمنطقة القدرات والطاقات الكبرى الموجودة فيها، وأصبح بإمكانها تصديرها وجعل العالم يستفيد منها، وهنا تكمن آهمية لبنان ايضا في المساعدة من خلال اللبنانيين المقيمين والمغتربين، القيام بهذا الدور والجهد تحقيقا لمصلحة البلدين والمنطقة".

وختم باسيل بالقول: "نحن نشكر ايران على ما قدمته للبنان في مواجهته مع إسرائيل وما تقدمه اليوم في مواجهة الارهاب،. ولبنان كعضو في التحالف الدولي ضد الارهاب يدعو الى تحالف التحالفين ضد الارهاب من اجل ان نكون في معركة واحدة لا تستثني أي دولة في العالم وينضم اليها الجميع في مواجهة الشر الذي هو الارهاب".

بدوره قال ولايتي: "إن لبنان بلد صديق وشقيق وهو يقع في خط وسلسلة المقاومة التي تبدأ من ايران بإتجاه العراق وسوريا ولبنان. وهذا النهج المتضامن والمنسجم استطاع ان يشكل هذا الخط المقاوم للمنطقة، ونحن نأمل انه عما قريب، يتمكن الشعب السوري من الانتصار على الارهاب، وفي هذه الحال كل المراحل في العراق والأماكن الاخرى سوف نحقق فيها النصر المنشود. ان مواجهة الارهاب ينبغي ان تكون اقليميا وليس فقط في سوريا والعراق ولبنان. وصمود الشعب اللبناني في مواجهة اختراق الإرهابيين، أدى إلى اصابتهم بالاحباط وإن شاء الله عما قريب سوف يهزمون في المنطقة كلها".

وأمل ولايتي "ان تتوفر الظروف في وقت قريب كي يتمكن الشعب اللبناني من اجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا مطلبه بأن ينتخب رئيسه بنفسه".

ظريف

كما التقى باسيل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون في كل المجالات، ونبها إلى "المخاطر الكبيرة على المنطقة نتيجة التطرف والارهاب"، مؤكدين ان "هذه التحديات تتطلب تعاونا مسؤولا بين جميع الدول". وأعرب باسيل خلال اللقاء عن أسفه لحادثة منى، معلنا تضامن لبنان حكومة وشعبا مع الشعب والحكومة الايرانيين بهذا الشأن. بدوره عبر ظريف عن تقدير طهران لارادة الشعب اللبناني وجميع القوى السياسية لمعالجة أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان.

شمخاني

كذلك بحث باسيل مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، الأوضاع بشكل عام وخصوصا في لبنان وسوريا والعراق، كما تطرقا الى المخاطر الامنية التي تتعرض لها المنطقة جراء خطر الارهاب.

وزير الصناعة

وناقش باسيل مع وزير الصناعة والتجارة والمناجم الايراني محمد رضا نعمت زاده، افكارا عدة في موضوع تنمية علاقات التعاون في مجالات الصناعة والتجارة والاستثمار بين البلدين، لا سيما بعد فك الحصار عن ايران. وأكد الوزير الايراني ان بلاده "ستفتح أبوابا عدة أمام المستثمرين اللبنانيين لا سيما بعد اختيار ايران كإحدى المواقع الآمنة في عملية الاستثمار"، مشيرا إلى "ان بلاده تشجع القطاع الخاص على الاستثمار بدعم من الدولتين الايرانية واللبنانية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري أمام الاتحاد البرلماني الدولي: الحرب على الإرهاب تحافظ على الشرق الأوسط واحة حضارات

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - افتتح الاتحاد البرلماني الدولي قبل ظهر اليوم، اعمال الدورة 133 لجمعيته العامة في قصر المؤتمرات التابع للامم المتحدة في جنيف، بمشاركة 135 برلمانا من اصل 167 في الاتحاد. وشارك رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه الدورة على رأس وفد ضم النواب: ياسين جابر، جيلبرت زوين وباسم الشاب. وطغى على المؤتمر موضوعان أساسيان: الإرهاب وأخطاره، وقضية المهجرين واللاجئين. وفي كلمته التي ألقاها بعد الظهر، أكد بري أن "حل هذه القضية يجب أن يكون من خلال الحل السياسي"، وقال: "إن الحرب ضد الارهاب ايضا تخفف من اللاجئين وتحافظ على الشرق الاوسط واحة للحضارات ومأمنا للاقليات".

نص كلمة بري

وقال بري: "سأتكلم عن اللاجئين في السياسة، وليس عن إبعاد اللجوء والتعامل معه بأخلاق وذكاء، كما ورد في عنوان البند المدرج في جدول الأعمال. يشكل الشعب الفلسطيني الأنموذج المستمر منذ عام 1948 بسبب الاحتلال الاسرائيلي. كانوا وما زالوا، والآن نتيجة المؤامرة في العالم وفي سوريا، يتحمل بلدي لبنان مليونين بين سوري وفلسطيني. ومعروف أن عدد سكان لبنان المقيمين في داخله هم أقل من أربعة ملايين، أي واحد على اثنين من سكانه هم من خارجه"، لافتا إلى أن "هذه أول مرة في التاريخ، على ما أعتقد، يوجد في بلد نصف عدد سكانه من اللاجئين، في مساحة ضيقة، بينما ترتفع الأصوات في أوروبا خوفا من واحد على عشرين من هذا الرقم، أي أن 400 أو 500 مليونا في أوروبا، لا يستطيعون أن يتحملوا حتى الآن، هذا العدد. ونشهد هذه الضجة. لكن ذلك لا يعني أنني أؤيد هذا الأمر، إنما أحاول رسم المشهد الحقيقي الذي نعيشه الآن". أضاف "أسألكم، هل تعلمون أن 35 ألف طالب فلسطيني في مخيمات لبنان، مهددون بسبب تراجع خدمات وكالة غوث اللاجئين- الاونروا؟ وهل تعرفون أن الأوضاع الاقتصادية وتراجع المساعدات الدولية تهدد نحو 350 ألف طلب سوري، في المدارس الرسمية في لبنان؟". وتابع "أيها السيدات والسادة، أيها البرلمانيون، أيها العالم الحر: الحل المطلوب ليس المساعدات المادية مع ضرورتها، إنما المطلوب هو الحل السياسي والعمل والمساعدة على الحل السياسي، الذي يعيد إلى الفلسطينيين دولتهم، وفقا للقرارات الدولية، التي صدرت عن مجلس الأمن وعن كل الشرائع الدولية". وأردف "أما بالنسبة لسوريا وغيرها من دول عدة في الشرق الاوسط، ومع تقديري للسيد سوانغ، مدير عام منظمة الهجرة، الذي سمعته هذا الصباح، والذي قال: لا حل سياسيا لهذه المشكلة. في رأيي يوجد حل سياسي ولدينا المثال الرائع، الذي نعيشه حاليا في الحل، الذي توصلت إليه الـ5+1 مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية. لماذا لا يكون الحل الآن في سوريا وفي أكثر من بلد عربي وشرق أوسطي بـ6+1؟ ". ورأى أن "الحرب ضد الإرهاب أيضا تخفف من اللاجئين. الحرب ضد الإرهاب تحافظ على الشرق الأوسط، واحة للحضارات. الحرب ضد الإرهاب تكون مأمنا للأقليات. الحل السياسي هو الذي يمنع أو يخفف من وصول اللاجئين إلى شواطئ أوروبا، ويمنع من تدمير بنى اجتماعية مجاورة. أما إذا بقي الوضع هكذا. صدقوني سيذوب الاعتدال، وسيقابل التطرف الاسلامي في أوروبا تطرف مسيحي، كلاهما لا علاقة له بالدين، لا بالدين الإسلامي ولا بالدين المسيحي".وختم مخاطبا الحضور: "أعطوا فرصة للسلام في الشرق الأوسط، وللسلام الداخلي في أقطارنا. أعطوا فرصة لديموقراطية واحدة لمجتمعاتنا ودولنا. أعطوا فرصة لاستقرار مجتمعاتنا من دون تهديد من حروب إسرائيلية أو إرهابية. وأهلا بكم في أوروبا، هذه المرة مهاجرين إلى بلداننا وسياحا لتشاهدوا ما يدهش العالم". وكان الرئيس بري، قد عقد اجتماعا اليوم، على هامش أعمال الاتحاد البرلماني الدولي مع رئيس مجلس النواب الأرميني غالوست ساهاكيان، في حضور النواب ياسين جابر، باسم الشاب وجيلبرت زوين، والوفد البرلماني الأرميني. ووجه ساهاكيان للرئيس بري دعوة رسمية لزيارة أرمينيا، فرحب الرئيس بري بالدعوة موجها إليه دعوة مماثلة. وتم التشديد خلال الاجتماع، على "أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين والدور الذي يلعبه الأرمن في لبنان لتعزيز التعاون الثنائي". وقال بري: "أشعر تجاه أرمينيا، أنها جزء منا ونحن جزء منها، ولدى الأرمن في لبنان، كتلة نيابية وازنة، وأيضا مشاركة في الحكومة. وهم يحبون لبنان كما أرمينيا. ونحن فخورون بهم". وتطرق الحديث بعدها، إلى "الوضع في الشرق الأوسط، خصوصا في سوريا، وضرورة الحل السياسي"

اجتماعات اللجان

وعقدت اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي اجتماعا، أقرت فيه التوصيات ذات الطابع الاداري، وحل فايز شوابكي اعتبارا من مطلع العام المقبل محل نورالدين بوشكوج أمينا عاما جديدا للاتحاد. وحضر الاجتماع النائب ياسين جابر والأمين العام للشؤون الخارجية بلال شرارة. كما حضرت النائبة جيلبرت زوين اجتماع لجنة المرأة في الاتحاد البرلماني الدولي، وقدمت مداخلة حول تعزيز مشاركة المرأة في كل المجالات والكوتا النسائية.

تهنئة الحريري

وتلقى بري من الرئيس سعد الحريري اتصالا، هنأه فيه ب"انتخابه رئيسا للاتحاد البرلماني العربي".

بيان

من جهة أخرى، أصدر رؤساء المجالس والوفود في اتحاد برلمانات الدول الاسلامية المشاركون، في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي بيانا، دان فيه بشدة "الجرائم الاسرائيلية، في القدس والمسجد الأقصى". وطالبوا المجتمع الدولي ب"توفير الحماية للشعب الفلسطيني، والعمل على وقف انتهاكات إسرائيل"، مشددين على "ضروروة الوحدة الوطنية الفلسطينية"، مطالبين كل الفصائل ب"إنهاء الانقسام وتنفيذ اتفاقات المصالحة، وتفعيل مقاطعة اسرائيل بصورة كاملة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعربية".

 

النائب انطوان سعد: لقاء الحريري - جنبلاط مُنتج

النهار/19 تشرين الأول 2015/أشار عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب انطوان سعد الى ان لقاءات رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط في السعودية "كانت في غاية الأهمية وفي لحظة لبنانية وعربية واقليمية حساسة".واوضح ان "علاقة آل جنبلاط بالمملكة تاريخية والحفاوة التي استُقبل بها جنبلاط ونجله تيمور والوزير وائل ابو فاعور تشير الى حرص المملكة واهتمامها بمكوّن أساسي من مكونات الصيغة اللبنانية التي حرصت قيادة المملكة على حمايتها وحفظ التنوع في لبنان".واكد ان "النائب جنبلاط كان مرتاحا جدا الى هذه الزيارة المهمة، وان لقاءه والرئيس سعد الحريري منتج ومثمر في النقاشات التي تناولت الملفات الداخلية اللبنانية، وخصوصا في الاستحقاق الرئاسي الملحّ جداً، وفي وضع الحكومة التي يعرقل مهماتها ودورها النائب العماد ميشال عون وبعض حلفائه في جبهة الممانعة - الأسدية". وختم بأن الرئيس الحريري والنائب جنبلاط "حريصان على المؤسسات الدستورية وعلى شبكة الأمان الوطنية، ويسعيان مع بعض القيادات الى اعادة الثقة بعمل المؤسسات".

 

وهاب: طالما الحكومة غير قادرة على الإجتماع فاستقالتها أصبحت أفضل

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - رأى رئيس "حزب التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب، أن "الحكومة اليوم تشهد مرحلة دقيقة نتيجة التجاذبات السياسية الحاصلة"، معتبرا أنها "مشلولة بالكامل"، ولافتا الى "وجود أجواء لدى فريق 8 آذار بعدم الحاجة لاستمراها، وخصوصا أنها لم تستطع مواجهة أي تحد من التحديات الموجودة أمامها، حيث أن ملف النفايات ما زال على وضعه، وكذلك الأمر بالنسبة للكهرباء والتعيينات الأمنية، بالإضافة الى ازدياد الفساد". ورأى أن "استمرارها على هذا الشكل يخدم أطرافا سياسية معينة ولا يخدم الوضع في البلد بشكل عام".

وإذ اعتبر خلال استقباله وفودا شعبية أمت دارته في الجاهلية أن "استمرار الحكومة على هذا الشكل هو شبيه بتصريف الأعمال طالما لا تستطيع أن تعين أو تعالج ملفي النفايات والكهرباء"، رأى أنه "طالما الحكومة غير قادرة على الإجتماع أصبحت استقالتها أفضل، ولتستمر بتصريف الأعمال حتى القيام بخطوات تخرجنا من الوضع الحالي". وقال: "الحديث عن إنتخاب رئيس للجمهورية كلام سخيف لا يوصل الى مكان، لأننا أمام أزمة وطنية وأزمة نظام لا يخرجنا منها إنتخاب رئيس للجمهورية الذي هو دعوة لأن نضم الى العصابة الموجودة عنصرا آخرا يصبح عضوا بهذه العصابة المتحكمة بكل أمور البلد".

ودعا الى "الذهاب بإتجاه تسوية شاملة تشمل قانون إنتخاب وبعض التعديلات على إتفاق الطائف الذي أثبت فشلا ذريعا في إدارة البلد، كما تشمل مجلس الشيوخ وكيفية التعديل فيه حتى يصبح قادرا للتنفيذ ليتم إنتخاب رئيس جمهورية في النهاية، والذي سيأتي تتويجا للاتفاق، وليس إنتخاب رئيس للجمهورية للترقيع".

وإذ أكد أن "الوضع الأمني ممسوك والأجهزة الأمنية كافة من قوى الأمن العام والأمن الداخلي والجيش تقوم بواجباتها، وأن الآلية العامة في القضاء تسير على أكمل وجه وهذا هو الأساس"، رأى أن "القرار السياسي معطل وسيبقى كذلك لوقت طويل لارتباط الجميع بالوضع الإقليمي"، متوجها الى "الذين يربطون أنفسهم بالوضع السعودي وهم كثر وينتظرون أن تربح السعودية في اليمن التي لن تنتهي إلا بخسارة وكارثة على السعودية"، بالقول: "القرار السعودي لن يكون في وقت قريب لأن الوضع السعودي اليوم لا يسمح بأن يكون لديها قرار".

 

حسين الموسوي: حريصون على حل مشكلة النفايات على أساس علمي وليس على أساس مذهبي

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - جدد كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي، إعلان تأييد "حزب الله" لإجراء انتخابات نيابية على أساس قانون يعتمد النسبية "لأنه قانون عصري وعادل يعطي الفرصة لتمثيل كل الناس في الندوة البرلمانية". وخلال المجلس العاشورائي المركزي الذي أقامه "حزب الله" في "مجمع سيد الشهداء" في الهرمل بحضور حشد من الفعاليات والأهالي، قال الموسوي "لولا المقاومة لم يكن هناك بلد والدولة التي أبقيناها ومؤسساتها بجهاد مجاهدينا ودماء شهدائنا"، مضيفا "إننا مصرون على انتخاب رئيس للبنان يؤمن بالمقاومة، والدور الفعلي للجيش في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله".

وأوضح الموسوي "اللغط الذي أثير حول موقف نواب المنطقة من موضوع إقامة مطمر للنفايات في البقاع"، قائلا "إننا حريصون على صحة وسلامة أهلنا في البقاع، كما أننا حريصون على حل مشكلة النفايات على أساس علمي وليس على أساس مذهبي". وحيا الموسوي "هبة الشباب الفلسطيني المتجددة للدفاع عن المسحد الأقصى في وجه الحلم الصهيوني بهدمه". وتلا الشيخ بلال طبيخ السيرة الحسينية.

 

قاسم: تدخل المقاومة في سوريا كلفنا تضحيات أقل بكثير مما كان سيكلفنا لو دخلوا إلى شوارعنا وبيوتنا

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أن "تدخل المقاومة في سوريا كلفنا تضحيات أقل بكثير من ما كان يمكن أن يكلفنا لو دخلوا إلى شوارعنا و بيوتنا، ولولا حزب الله لما رأينا هذا الإستقرار في لبنان، لأن الحزب يستخدم سلاحه لحماية لبنان في الخارج ضد الإسرائيلي والتكفيري". كلام قاسم جاء ضمن إحياء الليلة الرابعة من ليالي عاشوراء، في قاعة الإمام الحسين في منطقة مارون مسك في الشياح. وقال: "إسرائيل وأعوانها يريدون تخريب استقرار لبنان، والحزب لم يستخدم يوما سلاحه في الحكومة أو للمطالب السياسية، بل كان دائما موجها ضد إسرائيل و عملائها".

أضاف: "ان الإرهاب التكفيري ليس ضدنا فقط بل ضد الإنسانية جمعاء، فهم لا يتقبلون أحدا غيرهم، وهذا ما بينته تجربتهم في الرقة والموصل. وان الإرهاب التكفيري بدأ يتغلغل في لبنان، في منطقتي الشمال والبقاع وبعض المناطق الأخرى".وتابع: "ان التسهيلات التي حصل عليها هؤلاء بعد العدوان على سوريا في ال2011، باستقدام تكفريين من 80 دولة، وبعد انتشارهم في سوريا، بدأوا يذهبون للبنان بأفعالهم البشعة، لذلك قررنا أن نقاتلهم لأننا نعتبر أنهم خطر علينا وخطر على الجميع". وتساءل عن "سبب استنكار البعض لقتال الحزب في سوريا، بحجة محاربة أهل السنة"، وأوضح أن "هذا غير صحيح، بل نحن نتعايش معهم ولدينا وحدة إسلامية مع الذين يقبلون هذه الوحدة، ونحن على علاقة طيبة معهم". أضاف: "عندما بدأ الإرهاب التكفيري يصدر السيارات المفخخة إلى مناطقنا، قررنا أن نغزوهم في عقر دارهم، وعندما حررنا القلمون، تبين أنه يوجد مصانع للسيارات المفخخة. وعندما دمرنا هذه المصانع لم تعد تدخل السيارات المفخخة إلى لبنان". إلى ذلك، دعا قاسم إلى "إجراء انتخابات بحسب قانون النسبية لكي تستطيع الناس أن تختار الممثلين عنها"، مؤكدا أن "جماعة المستقبل يخافون من النسبية لأنهم يخسرون عددا من نوابهم الذين يأخذونهم عبر قانون الأكثرية. أما نحن ببأي شكل من الإنتخابات لن ينقص أي نائب من عندنا لأن الناس كيفما ذهبنا هم معنا".

 

مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" محمد ياغي: وضع العصي في طريق الحوار لا يعود على أحد بالنفع

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - شدد مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" محمد ياغي، في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح الطريق التي تصل ما بين حي الشميس ومستشفى بعلبك الحكومي، الذي أقيم برعايته، على "أهمية الحوار بين القوى السياسية، لأنه المدخل الأساسي والحقيقي للخروج من الازمات التي يغرق فيها البلد. فطريق الحوار هو الوحيد لمعالجة الازمات، في حين أن التصادم لا يرضى به أحد". وقال: "نحن جادون بهذا الحوار الذي يمكن ان يؤدي إلى نتائج، ووضع العصي في طريق الحوار لا يمكن ان يعود على احد بالنفع"، داعيا إلى ان "لا يراهن احد على الخارج، فاذا تركوا الرهانات يمكن ان نصل الى انتخابات رئيس للجمهورية". وفي ما خص المناسبة، اعتبر ياغي ان "افتتاح الطريق هو انجاز نوعي، واستمرار لانجازات البلدية التي تعمل لتنفيذها، خصوصا مشاريع المكتبة العامة ووسط السوق التجارية وطريق الرينغ". وقال: "من الأمانة والمسؤولية ان نعمل جميعا للنهوض بالمدينة نحو الافضل".

وقد حضر حفل افتتاح الطريق رئيس بلدية بعلبك حمد حسن، وأعضاء المجلس البلدي، رئيس جمعية تجار بعلبك نصري عثمان، رئيس نقابة اصحاب المحلات والمؤسسات التجارية محمد كنعان، مسؤول العمل البلدي للحزب حسين النمر، ومخاتير المدينة. وألقى رئيس البلدية كلمة شكر فيها كل "الذين أسهموا بانجاز الطريق، خصوصا من قيادة حزب الله وعائلة قانصوه"، واصفا افتتاح الطريق ب"الانجاز النوعي للمدينة"، وواعدا بـ"افتتاح طريق وادي السيل قريبا، لكونه يفتح الأحياء على بعضها البعض، ويخفف من حدة أزمة السير داخل المدينة، وعلى أمل ان نشهد ايضا في القريب العاجل تنفيذ طريق الرينغ حول المدينة".

 

فنيش: 14 آذار والمستقبل عطلا الحلول ولم يحترما قواعد الشراكة

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن "فريق 14 آذار ومعه "تيار المستقبل" لم يحترموا قواعد الشراكة في لبنان، ولم يلتزموا ما اتخذوه من مواقف أو ما تحقق معهم من توافق، لذلك لبنان اليوم يمر بأزمة سياسية تكاد أن تصبح مستعصية، ويكاد التعطيل يهدد كل مؤسسات الدولة، لأن هناك من لم يحترم قواعد الشراكة وعمد إلى تعطيل المخارج والحلول التي تمكن المؤسسات من ممارسة دورها والعودة إلى إنتاجيتها وعملها". ورأى خلال المجلس العاشورائي الذي يقيمه "حزب الله" في حسينية بلدة جويا الجنوبية أن "البلد لا يمكن أن تعالج مشاكله بما لديه من خصوصية مجتمعية في تركيبته وتنوعه وتعدده، وفي ظل حجم التدخلات الخارجية والخطر الإسرائيلي عليه، إلا وفقا لقواعد الشراكة"، آملا أن "يستمر الحوار حتى لو كان هناك ضيق في عامل الوقت وتعطيل للمبادرات، علنا نتلمس حلا لما يفيد مصلحة جميع اللبنانيين". وقال: "لولا المقاومة ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي ترسخت في مواجهة المشروع التكفيري كما ترسخت في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لما نأى لبنان اليوم حقيقة من ناحية أمن إنسانه ومناطقه واستقراره عن سائر الدول وعما يجري حولنا، ولما كان اللبنانيون ينعمون اليوم بالأمن في كل المناطق، وهذا كله بفضل إنجازات المقاومة وهذه المعادلة الذهبية، ومع ذلك نحن لم نستخدم هذا الأمر لنطلب مغنما أو مكسبا، بل استخدمنا ذلك ليأمن المظلومون من عباد الله في هذه الديار، وليكون في لبنان مساحة للتلاقي. حرصنا وما زلنا على وطننا ووحدته الداخلية، وقدمنا التضحيات والقدرات من أجل خدمة الإنسان في لبنان والوطن بأسره". وختم: "عندما تصدينا للخطر التكفيري في سوريا كان ذلك دفاعا عن أمننا ووطننا ومقاومتنا، ومواجهة لمشروع إسقاط سوريا، حتى لا يكون بمقدور أعدائنا أن يحاصروا المقاومة أو يضعفوا هذا المحور والخط والنهج. الروسي لم يأت إلى سوريا لولا صمودها وإنجازات المقاومة فيها، وصمود جيشها ودولتها وشعبها، ولما كانت الحقائق قد تبينت أمام الرأي العام، ولما تكشف خطر هذه الجماعات التكفيرية والإرهابية". وفي الختام، تليت السيرة الحسينية، قبل أن تقام لطمية حسينية حاشدة.

 

الموسوي: المقاومة ومجتمعها وشعبها محصنون في مواجهة أي مس للاستقرار في لبنان والاجتياح التكفيري سينقلب حتما على مستخدمه

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - اقام حزب الله احتفالا تكريميا لمناسبة مرور اسبوع على "استشهاد عباس حسين عباس"، في حسينية بلدة عيترون الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وحشد من اهالي البلدة والقرى المجاورة، والقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي كلمة قال فيها: "إننا تحملنا مسؤولياتنا في الدفاع عن وطننا، وحينما نقاتل المجموعات التكفيرية في سوريا، فنحن لا نقاتل مجموعة شاذة بفكرها وسياستها وأخلاقها فحسب، بل نقاتلها أيضا بوصفها أداة للعدوان الأميركي الذي يرعى أشكال العدوان في المنطقة، وما العدوان السعودي على الشعب اليمني المظلوم إلا تجليا من تجليات العدوان الأميركي على المنطقة، ولولا التغطية الأميركية له لما استمر، وكذلك فإننا نقاتل تلك المجموعات التكفيرية في سوريا بوصفها أداة للعدوان السعودي على سوريا بالدعم الأميركي، ولولاهما لما أمكن للتكفيريين أن يصمدوا ساعة واحدة، فتمويلهم وتدريبهم وتنشأتهم ورعايتهم هي أميركية بالتمام والكمال، فكيف إذا أضفنا الإسرائيلي الذي يواجه أيضا المقاومة من خلف ظهرها عبر الأدوات التكفيرية. إننا نواجه اليوم حرب الاستكبار والعدوان الصهيوني والطاغوتية السعودية على سوريا واليمن والعراق ولبنان، ولهذا فإذا واجهنا هذه المجموعات فإنه يجب أن لا يغيب عنا أننا نواجه تلك الجهات الأصلية في المواجهة، والحمد لله فإن ما حققناه كان مهما، حيث حمينا شعبنا وأهلنا في لبنان جميعا بما فيهم الذين ينتقدوننا على قتالنا في سوريا، وهذا الاجتياح التكفيري واستخدامه كأداة سينقلب حتما على مستخدمه، فيأكله أيضا كما يفعل الوحش مع صاحبه الذي آواه ودربه".

اضاف: "من حقنا أن نفخر اليوم بأننا نقاتل دفاعا عن هذا البلد وشعبه، ولنا أن نرفع رؤوسنا عالية، لأننا قدمنا التضحيات وما زلنا نقدمها في سبيل ذلك، وفي الوقت نفسه حرصنا على تحييد لبنان عن العواصف التي كان يعدها المعتدون، فالذين أوقدوا الحرب في سوريا واليمن والعراق يتوقون إلى إيقادها في لبنان، ولكن حكمتنا السياسية هي التي تحيد لبنان حتى الآن من المستنقع، بالرغم من بعض الأصوات التي تحاول ابتزازنا بأنها ستهز الاستقرار في لبنان، وهي تعلم أن هزه سيطيح بها قبل غيرها، فالمقاومة ومجتمعها وشعبها محصنون في مواجهة أي مس للاستقرار في لبنان، ولذلك فإن الكلام الذي قيل بالأمس وورد على لسان أحد الوزراء يمكن أن يكون له علاقة بمناسبة معينة تم فيها تصعيد اللهجة أو غير ذلك، ولكن ينبغي أن نقول أيضا أنهم قبل غيرهم المستفيدون من الاستقرار ومن الحكومة، لأن سلبيات المس بالاستقرار ستنعكس عليهم وعلى حلفائهم، ولذلك دعونا إلى الاستقرار دائما وشجعنا على الحوار لأننا نرغب بأن لا يذوق اللبنانيون ما يذوقه السوريون والعراقيون واليمنيون، والحمد الله نجحنا اليوم في تحييد لبنان عن النار التي تهب من حوله، وسنبقى حريصين على ذلك". وتابع: "إن الهجمة السعودية الأميركية الإسرائيلية لن تحقق الآن ما عجزت عن تحقيقه في ما مضى، فمشروعهم في إسقاط الدولة السورية المقاومة قد انطوى إلى غير رجعة، وبدأت سوريا تستعيد عافيتها وموقعها في مواجهة العدو الصهيوني، وفي حين أن الله قد من علينا من قبل بالانتصار بجميع المعارك التي خضناها، فنحن واثقون أننا قادرون بعون الله تعالى على تحقيق النصر في هذه المعارك التي نخوضها". وختم: "إن ما يجري اليوم سيغير وجه المنطقة ووجه العالم، فما يحصل في اليمن سيغير وجه المنطقة، ونفهم جيدا القلق الإسرائيلي من باب المندب الذي يعتبره جزءا من أمنه القومي، لدرجة أنه يعتبر أن ما ينبغي الاهتمام به في هذه اللحظة هو ما يجري في اليمن، ولذلك نجد أن التنسيق السعودي الإسرائيلي قد بلغ مستويات غير مسبوقة على المستوى الأمني والاستخباري وقصف الطائرات والتسليح بأدوات فتاكة ومحرمة في القانون الدولي من أسلحة كيميائية وقنابل عنقودية، حتى أصبح اليمن مسرحا لاختبار الأسلحة الإسرائيلية الجديدة عبر ما يسمى التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وسينكشف مستقبلا أن ضربات بعينها وجهت إلى اليمن قامت بها طائرات إسرائيلية يقودها طيارون إسرائيليون، بما يدل على المستوى الذي بلغه انحدارهم ما يدل بدوره على مستوى الهزيمة التي ستصيبهم بعون الله".

 

قاووق: 14 اذار تعرقل المبادرات والحلول السياسية بامر سعودي

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن فريق 14 آذار قد عرقل المبادرات والحلول السياسية الأخيرة، لأنه تلقى أمر عمليات سعودي بكسر وإقصاء الجنرال ميشال عون، فهم لا يريدون أن يعطوه شيئا بالرغم من وعودهم السابقة له، لأنهم لا يتحملون الشراكة الفعلية والمناصفة الحقيقية، ولا بد هنا من الإشارة إلى أن فريق 14 آذار قد بدأ استهداف الجنرال ميشال عون منذ العام 2005، أي قبل تحالفه مع حزب الله، وكذلك عندما واجهناهم نحن في حزب الله وحركة أمل في العام 2006 من خلال استقالتنا من الحكومة آنذاك، فقد أكملوا وأخذوا العديد من القرارات من دون مشاركة ممثلي شريحة كبيرة من المواطنيين اللبنانيين، وما نراه اليوم فإن المشهد نفسه يتكرر، حيث يصرون على الهيمنة من دون المشاركة، وهو ما يجعلهم يتحملون كل المسؤولية عن الأزمات السياسية القائمة". كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لمناسبة مرور أسبوع على "استشهاد حسين عبد الله ركين"، في حسينية بلدة الشهابية الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. وانتقد قاووق قوى فريق 14 آذار "التي ربطت مصيرها وكل قراراتها السياسية الراهنة بقرار السعودية، وكأنه لا يكفينا مساهمة هذا الفريق في مشكلة تواجد ودعم التكفيريين في جرود عرسال، بل إن هذا الفريق بسياساته الخاطئة يمعن في تعميق الأزمات السياسية والمعيشية في لبنان"، معتبرا "أن السعودية تدمر اليمن وتمنع الحل السياسي فيها، وهو ما تفعله أيضا في البحرين وسوريا، الأمر الذي يثبت أن سلاحها هو لتدمير دمشق وبغداد وصنعاء وليس لنصرة فلسطين، ونحن نتحداها في أن ترسل صاروخا واحدا من الصواريخ التي ترسلها للمعارضة التكفيرية المتواجدة في سوريا إلى غزة أو الضفة الغربية"، مضيفا أنه "من هنا تبرز قيمة الجمهورية الإسلامية في إيران في أنها امتلكت الجرأة والشجاعة، وسلحت المقاومة في فلسطين، وهو ما أحرج دول الخليج وفي طليعتها المملكة العربية السعودية". وأكد "أننا قمنا بالواجب الوطني والإنساني والأخلاقي إلى جانب الجيش اللبناني بالدفاع عن أهلنا وبلداتنا وكل الوطن من شر العدوان والإمارات التكفيرية، وقد استطاع لبنان أن ينجز ما لم تستطع أميركا وحلفاؤها أن ينجزوه في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وليبيا والصومال، فبتضحيات الجيش والمقاومة حولنا الوجود التكفيري في جرود عرسال إلى بقايا وفلول ضعيفة ومحاصرة، ولكن يبقى الخطر فعليا داخل سوريا، فليس صحيحا أن تمدد داعش في سوريا أمر لا يعني لبنان، لأن أي تمدد لتلك العصابات فيها يشكل خطرا وتهديدا فعليا عليه، وعندما تتحول سوريا إلى مقر وممر للتكفيريين فهذا يعني أن لبنان قد سقط في الخطر التكفيري، وبالتالي فإننا عندما نقاتل في سوريا إنما نواجه الخطر الذي يتهدد لبنان بجميع مناطقه ومذاهبه وكل القوى السياسية فيه"، مضيفا "أننا نجحنا إلى جانب الجيش السوري في إبعاد الخطر التكفيري عن طرفي الحدود بفضل تحرير القلمون ومحاصرة التكفيريين في الزبداني، وهذه المعركة مستمرة وطويلة ما دام هناك تمويل وتسليح خليجي وتركي للعصابات التكفيرية في سوريا". وختم قاووق: "إن الأقنعة قد سقطت كلها اليوم، وبات التسليح السعودي والأميركي للعصابات التكفيرية في سوريا علنيا، وبالتالي بتنا أمام محور تكفيري مدعوم خليجيا وأميركيا، يقابله محور يواجه التكفيريين مدعوما من إيران وروسيا وتنضوي فيه سوريا والعراق".

 

فياض: نتمسك بأفق الحل السياسي ولا نريد إلا الاصلاح

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض "التمسك بوحدة أمتنا ووطننا، والدفاع عن هذا الوطن بكل مكوناته من دون استثناء حتى ولو لم يرد البعض ذلك، فمقاومتنا تدافع عن الشيعي والسني والمسلم والمسيحي وعن كل المكونات، حتى لو تآمر البعض عليها أو رفضها لأن دورها هو دور متعال"، وقال: "لا نريد إلا الاصلاح في هذا المجتمع ولا نبني حساباتنا على قاعدة موازين القوى، بل على قاعدة الحسابات العامة". وقال خلال المجلس العاشورائي الذي يقيمه "حزب الله" في حسينية شهداء بلدة الطيبة الجنوبية: "إن دخول الغرب في هذه اللحظة وبهذا الشكل الذي نراه في سوريا يؤكد تماما أن كل ما كانوا يقولونه منذ سنة وثلاثة أشهر عن أنهم يقصفون "داعش" والمجموعات الإرهابية الكبرى كان استعراضا وخديعة ونفاقا، فأميركا تحديدا تتحمل مسؤولية إطالة الأزمة في سوريا، وتتحمل مع حلفائها العرب والإقليميين مسؤولية إعاقة وإبعاد الحل السياسي فيها من خلال إصرارهم على إدخال الأزمة والشعب والدولة في سوريا في نفق الاقتتال والدم والدمار، وهؤلاء لا يكترثون لا بآلام شعب ولا بمعاناة مجتمع ولا بتدمير حضارة، بل يكترثون فقط بإثارة الفتن والحروب، ويسعون دائما وراء مصالحهم التي تبرر لهم كل أشكال الدم والخراب والدمار والقتل وما إلى ذلك". وشدد على أن "كل صراعات المنطقة في سوريا واليمن وكل الساحات الأخرى يجب أن تنحكم في نهاية المطاف إلى أفق الحل السياسي، فنحن نقاتل حيث نقاتل لأن القتال مفروض علينا في هذه الساحات، ولكننا في الوقت الذي نمارس فيه واجبنا في الدفاع عن مصالح هذه الأمة وقوتها ووحدتها في وجه كل مشروعات التهديد أكانت إسرائيلية أو تكفيرية، فإننا نتمسك بأفق الحل السياسي ونريده أن يعيد الوحدة والتماسك ويلم الشمل في سوريا واليمن وكل الساحات الأخرى".

وفي الختام تليت السيرة الحسينية.

 

حسن قبلان: التهديد بالانسحاب من جلسات الحوار والحكومة لا يصب في مصلحة أحد

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - رأى عضو المكتب السياسي في حركة "أمل" الدكتور حسن قبلان، خلال إحياء الحركة وأهالي مدينة الخيام مراسم الليلة العاشورائية الرابعة في حسينية المدينة، في حضور المسؤول التنظيمي للمنطقة الرابعة في الحركة - اقليم الجنوب أسعد يزبك، الاسير المحرر خنجر شعيب، رجال دين، وفاعليات المدينة وأهاليها، أن " تهديد أولئك على المنابر بالانسحاب من جلسات الحوار وجلسات مجلس الوزراء وتعطيل مجلس النواب لا يصب في مصلحة أحد على الاطلاق". وأكد أن "وحدتنا والتزامنا بكل العناوين التفصيلية هو مصدر قوتنا وعزتنا، ومنعتنا منع العدو من أن يخترق هذه القلعة التي عجزت إسرائيل أمام أقدام مجاهديها". وقال: "نحن في حركة أمل لا يمكن لأحد أن يأتي بدليل علينا أننا نمارس تمييزا في اي موقع تربوي او خدماتي او اي ادارة، نحن لا نميز مواطنا عن آخر لا على البعد الديني ولا المناطقي ولا الطائفي، نحن حركة شعب وسنبقى بخدمته من الناقورة إلى عكار".

وختم: "نحن، في الحركة، وحزب الله، ثابتون على درب وخطى المدرسة الحسينية حتى ظهور الامام المهدي المنتظر، وسنبقى نقيم العزاء حتى ذلك الحين، ونسأل الله أن يتقبل اعمالكم ويعظم أجوركم".

كفركلا/وأحيت الحركة في كفركلا الليلة العاشورائية الرابعة في حسينية سيد الشهداء في حضور قبلان، المسؤول التنظيمي في الحركة للمنطقة الرابعة - اقليم الجنوب المحامي اسعد يزبك، المسؤول الاعلامي للحركة في المنطقة الرابعة - اقليم الجنوب محمد نجم وفاعليات وحشد من أهالي البلدة. واعتبر قبلان أن "عاشوراء هي ثورة ما زالت مستمرة حتى يومنا، وهذا ما نؤمن به انطلاقا من وصاية أحد شهداء عين البنية، أن نكون مؤمنين حسينيين". وأكد أن "هذا الوطن في حاجة إلى الإصلاح، الذي يمكن أن نستحضره من المدرسة الحسينية"، واستشهد بقول للامام الحسين "اني لم اخرج اشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله". وتابع: "هذا الاصلاح يجب أن يكون على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي وعلى مستوى الأمة. نحن فرحون لاننا ننتمي الى هذا العنوان وهذا المشروع الذي يقدم ائمته شهداء من اجل حياة الآخرين، نحن نفتخر أن إمامنا الحسين باستشهاده وهبنا الحياة". وتوجه الى الحاضرين بالقول: "اقبلوا على إصلاح وتطوير ونظم أموركم وامتلاك عوامل القوة الروحية والمادية والمعنوية". واستحضر الاوضاع السائدة في فلسطين المحتلة، معتبرا أن "ثورة السكاكين والحجارة انما هي موقف حسيني استنادا الى قاعدة كل ارض كربلاء و كل يوم عاشوراء"، مستشهدا بقول للامام المغيب السيد موسى الصدر: "ان الصهيونية هي التجسيد الحي لليزيدية المعاصرة". وأكد "اننا ملتزمون بخيار المقاومة لانه شرفنا وديننا وانتماؤنا، ونحن في بلدة كانت السباقة في تقديم خيرة شبابها على مذبح القضية الفلسطينية، وان حركة امل بشخص رئيسها دولة الرئيس نبيه بري حتى آخر كادر فيها، هي على هذا الدرب، والاصلاح في مجتمعنا هو غايتنا كي نقرب بين المختلفين ونجمع المتباعدين لاننا نؤمن انه ليس لنا سوى الاتفاق الداخلي والوفاق في هذا الوطن". وقال: "ما يجري في المنطقة اليوم أكبر من بعض الحرتقات والتكتكات في هذا البلد، الحرب المجرمة التي تشن على سوريا اليوم والقوى التي تقودها أي الدول الكبرى، امريكا ليست دجيبوتي وروسيا ليست تنزانيا، نحن اليوم تماما كما كنا في ايام الحرب الباردة وملف المنطقة اصبح بيد القوى العظمى، وليس لنا جميعا سوى ان نتكاتف لاجل هذا الوطن كي نبقى نحن وهو". وختم: "نحن ثابتون في حركة أمل وحزب الله على خط الامام الحسين، ونسأل الله ان يتقبل اعمالكم وان يعظم اجوركم جميعا".

 

المصري: الأحداث في المنطقة العربية مؤامرة من قبل العرب والحوار الوطني جدار عازل لنار الفتنة

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "أمل" الشيخ حسن المصري، خلال إحياء الليلة الرابعة لذكرى عاشوراء والذي تقيمه حركة أمل إقليم بيروت - المنطقة الرابعة في ساحة عاشوراء في معوض، "أننا متمترسون خلف جدار اسمه الجيش والشعب والمقاومة، الجيش الذي دعا الرئيس نبيه بري إلى زيادة العديد به من خلال الإنتساب إليه وإلى باقي الأجهزة الأمنية"، مشددا على أن "المقاومة هي الحصن الحصين للجيش". وأكد "أهمية الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري بين الأخوة في "حزب الله" و"تيار المستقبل"، الأمر الذي أدى إلى سحب فتيل الفتنة السنية - الشيعية الذي كان يراد لها أن تضرب لبنان". وأشار إلى "أهمية طاولة الحوار بين كافة الفرقاء" وإلى أنه من "أولى فوائده خلق جدار عازل للنار المشتعلة في العالم العربي ومنعها من الوصول إلى لبنان". ورأى أن "الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية ليست بصدفة، بل هي مؤامرة حيكت من قبل العرب ونفذت بمال عربي، ولا سيما ما يجري ويدور في فلسطين المحتلة". وتساءل: "لماذا لم ينتصر أحد للمسجد الأقصى المبارك الذي يتم تغيير معالمه من قبل العدو الصهيوني"؟ واستنكر "ما يجري من أحداث وعمليات قتل وهدم للمنازل والتهجير بحق الشعب الفلسطيني والذي يمارس من قبل العدوا الأسرائيلي". واعتبر أن "ما يجري في سوريا من تدمير وقتل، هي مؤامرة قادها العرب ضد الشعب السوري". وأثنى على "التدخل العسكري الروسي في سوريا، الأمر الذي كشف المؤامرة الأمريكية العربية ضد سوريا"، مؤكدا بذلك "أن روسيا لم تقاتل الأرهاب في دمشق وحلب وحماة فقط بل هي تقاتل الإرهاب في موسكو وسهول أفغانستان وخبير". واستنكر "ما يجري من عمليات قتل وتدمير للشعب اليمني الأعزل".

 

صفي الدين: الحياد عن احداث المنطقة لن يأتي بالفائدة على لبنان

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية -أكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين أن "من جملة الإبتلاءات في هذا البلد، طقم سياسي لا يعمل ولا يعرف كيف يعمل، ولا يسهل لمن يريد أن يعمل، ولا يترك لمن يعمل لحماية البلد أن يقوم بواجبه كما يجب". واشار خلال الليلة الرابعة من المجالس العاشورائية المركزية في مقام السيدة خولة بنت الحسين في بعلبك، إلى أن "ما يحصل في المنطقة، لبنان معني به، والحياد بهذا الصدد كلام بلا طعم ولم يأت علينا بالفائدة بل جاء على لبنان بالأضرار.. فلبنان وكل المنطقة تعيش أوضاعا إستثنائية، تدخل فيها كل دول العالم للمحافظة على مصالحها ومستقبل مصالحها"، سائلا:"وهل الجلوس على التل يؤمن المصالح؟" وسأل: "الذين يوجهون الإنتقادات والسهام إلى المقاومة على مواقفها، هل كنتم يوما إلى جانب المقاومة؟ لو أخذت مواقفهم في الإعتبار لبقي لبنان محتلا حتى اليوم، وستثبت الأيام أن تدخل المقاومة في سوريا كان لمصلحة لبنان". وحيا "الشهداء وعوائل الشهداء الكريمة على ما قدموه من تضحيات من أجل تحرير الوطن وحريته واستقلاله وهو أهم الإنجازات"، وسأل: "ما الذي قدمه مسؤول يدلي بتصريحات بلا طعم وما هي الأعمال التي ينفذها وما هي الإنجازات التي قام بها؟" وختم : "من لم يتعلم إلا الفشل من مدرسة الفشل لن نتوقع منه النجاح".

 

نتائج تقييم الأثر البيئي لمشروع إنشاء معمل إنتاج الطاقة في جبيل

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - تحيل شركة "بيبلوس للطاقة المتطورة" إلى وزارة البيئة مطلع هذا الأسبوع، نتائج تقييم الأثر البيئي لمشروع إنشاء معمل إنتاج طاقة كهربائية بقدرة 66 ميغاوات على العقار الرقم 4091 في بلدة بلاط في جبيل، والتي تناولت الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمشروع، الذي يهدف إلى تأمين التيار الكهربائي 24 ساعة على 24 لمنطقة جبيل، على أن تؤلف الوزارة لجنة متخصصة لمناقشة المشروع مع مؤسسي الشركة رئيس "مجموعة بنك بيبلوس" فرانسوا باسيل، رئيس مجلس إدارة إمتياز كهرباء جبيل إيلي باسيل، والمهندس ماريو شلالا، وتخرج بخلاصة للموضوع. وأعدت الدراسة شركة "خطيب وعلمي" تنفيذا للمرسوم الرقم 8633 الصادر عن وزارة البيئة، وأظهرت "زيادة في الطلب على الطاقة الكهربائية بنسبة 10 في المئة سنويا في منطقة جبيل، مقابل انقطاع التيار بمعدل يزيد احيانا عن 400 ساعة شهريا، في حين هناك ما يفوق 350 مولدا كهربائيا خاصا في المنطقة، وبالتالي، إن خدمة توفير التيار الكهربائي لمنطقة جبيل متقطعة وغير ثابتة". كذلك تناولت الدراسة الناحيتين الإقتصادية والإجتماعية، فلفتت إلى وجود "تململ وعدم رضى من قبل المواطن بسبب سداده فاتورتين: الأولى لشركة الكهرباء والثانية لأصحاب المولدات الخاصة. كما أن عددا كبيرا من الأدوات الكهربائية المنزلية تتعطل بصورة دورية نتيجة انقطاع التيار ثم عودته بوتيرة متسارعة، ما يضر أيضا بالمستشفيات والمصانع والقطاعات السياحية وغيرها. كما لحظت "تلوث البيئة في المنطقة جراء انبعاثات العدد الكبير من المولدات الكهربائية". وأثبتت الدراسة "الحاجة الملحة إلى مشروع إنتاج الطاقة في جبيل"، وأوردت أن "المنطقة بحاجة إلى طاقة ثابتة تتوفر على مدى 24 ساعة، وتلبية الحاجات الإقتصادية والإجتماعية المتنامية سنويا، وتأمين فاتورة كهربائية بسعر أقل لا يرهق المواطن، بل يوفر المصنع على المواطن 37 في المئة من تكلفة فاتورة الكهرباء، إضافة إلى التخفيف من ضجيج المولدات الخاصة والحد من التلوث الحاصل حاليا". في هذا السياق، أوضح رئيس مجلس إدارة إمتياز كهرباء جبيل أن "الشركة الجديدة هي مساهمة من أهالي المنطقة، وتهدف إلى تأسيس معمل بمشاركة جميع المستفيدين من الطاقة، بمعنى أن يؤمن المؤسسون 40 في المئة من رأس المال، ونسبة الـ60 في المئة الباقية تعرض على سكان المنطقة لشرائها مع إعطاء حق الأفضلية لكل من يملك عدادا كهربائيا، وذلك بمبلغ ألف دولار للسهم الواحد مع استعداد المؤسسين لتقسيطه على خمس سنوات في حال تعثر سداده نقدا"، لافتا إلى أن من "شروط الشركة عدم تخطي معدل الأرباح سقف الـ15 في المئة وألا يقل عن 10 في المئة". وأكد أن "الشروط البيئية ستكون متشددة من قبلنا نحن المؤسسون، قبل وزارة البيئة والبنك الدولي، لأن ما يهمنا أولا هو سلامة المواطن الجبيلي، من هنا إن المشروع بيئي بامتياز قبل أي شيء آخر". أما شلالا فأعلن أن "موقع المشروع مريح ومطمئن، ويقع على أعلى تلة في المنطقة"، مؤكدا أن المشروع "أخضع لدراسة معمقة، واستعنا فيه بشركتين عالميتين اسكاندينافيتين تعملان ضمن شروط البنك الدولي وبالتعاون معه، فكانت مواصفات المشروع أفضل من تلك المعتمدة من البنك الدولي، وتطبق اليوم في أوروبا وكل الدول المتقدمة". وأوضح أن "عند المباشرة بالعمل في المشروع سيتوقف ما لا يقل عن 350 مولدا كهربائيا موزعا بين المنازل والمعامل والمباني، لأن الآلات المشغلة في المعمل حديثة جدا ومحافظة للبيئة بإدارة الشركة الدانماركية".

 

طلال المرعبي: سلام لن يستطيع ان يبقى في حكومة اجتماعاتها تتحول الى حلبات كباش

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - رأى رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، ان "العناد السياسي اوصل البلاد إلى مفترق خطر يضع الجميع أمام حلين: إما التفاهم او التصادم، واذا لم يحصل تنظيم المشاكل والتعالي عن المصالح، فحتما ان ما تبقى من ما يسمى دولة سيسقط".

وقال خلال استقباله فاعليات وهيئات بلدية واختيارية ورؤساء دوائر وهيئات تربوية في دارته في عكار: "إن رئيس الحكومة تمام سلام لن يستطيع ان يبقى بحكومة اجتماعاتها تتحول إلى حلبات كباش، في الوقت الذي يعيش الوطن أشد الازمات"، مشيرا إلى انه "اذا بقي الوضع على ما هو عليه، فالافضل للحكومة أن تستقيل". وأضاف المرعبي: "تبين أن كل الحوارات التي رحبنا بها، لم تعط الغرض المطلوب وبقيت في اطار المساكنة، وعلى ما يبدو اننا قادمون على أبغض الحلال وهو الطلاق"، مؤكدا أن "المشكلة هي بالنظام السياسي الذي يعشش فيه الفساد، وحيث أن البعض في الطبقة السياسية لا ينظر إلى الوطن الا من منظار الصفقات والكسب المادي والسياسي، ولهذا بدأت تعلو الصرخات من المواطنين"، ولافتا إلى أن "اوجه التشابه كثيرة بين ما يحصل اليوم وما كان يحصل في عهد الوصاية السورية". ودعا الجميع إلى "العودة للوطن، وعدم استمرار الرهان على الخارج، لأن لكل من البلدان اجنداتها ومصالحها، مع اننا نقدر دور بعض الدول العربية"، متسائلا: "لمصلحة من هذا الانحدار في الدولة، وفي تهميش المؤسسات، وتغييب أعلى الهرم في الدولة؟". وتوجه المرعبي إلى المرجعيات بالقول: "لا تفوتوا فرصة انقاذ لبنان، وانتخبوا رئيسا للبلاد، وأطلقوا عجلة المؤسسات، وليكون الحوار والتلاقي ومقاربة المشاكل تحت قبة قصر بعبدا".

 

باسيل من طهران: لدينا القوة العسكرية والفكرية اللازمة لاستئصال الارهاب ومنع تمدده الى العالم

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في اليوم الثاني من زيارته الى طهران، المستشار الأعلى للشؤون الدولية لمرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي. وبعد اللقاء، عقد الجانبان مؤتمرا صحافيا استهله الوزير باسيل بالقول: "تشرفنا بزيارة دولة ايران. تحدثنا اليوم عن انتظارات المنطقة وشعوبها من بلدين مقاومين مثل لبنان وإيران. اعتقد ان مسؤوليتنا أولى هي مواجهة الارهاب الذي يتهدد العالم والانسانية، نحن شعوب هذه المنطقة نعتزم بكل صرامة اقتلاع الارهاب من الارض التي ينطلق منها لانها ارضنا. لدينا القوة العسكرية والفكرية اللازمة لاستئصاله ومنع تمدده الى العالم، وهذه هي اهمية لبنان كنموذج لمواجهة الارهاب التكفيري الذي يحاول إلغاء التنوع الفكري في المنطقة". وأضاف: "المسؤولية الثانية التي تقع على عاتقنا هي تنمية وتطوير شعوبنا بالتزامن مع المواجهة ضد الارهاب وهذا ما نحن مقبلون عليه بعدما نجحت ايران في دخول مرحلة جديدة، يمكن من خلالها ان تقدم لشعوب العالم والمنطقة القدرات والطاقات الكبرى الموجودة فيها، وأصبح بإمكانها تصديرها وجعل العالم يستفيد منها، وهنا تكمن آهمية لبنان ايضا في المساعدة من خلال اللبنانيين المقيمين والمغتربين، القيام بهذا الدور والجهد تحقيقا لمصلحة البلدين والمنطقة". وختم باسيل بالقول: "نحن نشكر ايران على ما قدمته للبنان في مواجهته مع إسرائيل وما تقدمه اليوم في مواجهة الارهاب. لبنان كعضو في التخالف الدولي ضد الارهاب يدعو الى تحالف التحالفين ضد الارهاب من اجل ان نكون في معركة واحدة لا تستثني اي دولة في العالم وينضم اليها الجميع في مواجهة هذا الشر. " بدوره، قال ولايتي: "لبنان بلد صديق وشقيق وهو يقع في خط وسلسلة المقاومة التي تبدأ من ايران بإتجاه العراق وسوريا ولبنان، وهذا النهج المتضامن والمنسجم استطاع ان يشكل هذا الخط المقاوم للمنطقة، ونحن نامل انه عما قريب، يتمكن الشعب السوري من الانتصار على الارهاب، وفي هذه الحال كل المراحل في العراق والأماكن الاخرى سوف نحقق فيها النصر المنشود. ان مواجهة الارهاب ينبغي ان تكون اقليمية وليس فقط في سوريا والعراق ولبنان. وصمود الشعب اللبناني في مواجهة اختراق الإرهابيين، اصابهم بالاحباط وإنشالله عما قريب سوف يهزمون في المنطقة كلها." وامل ولايتي في ان "تتوفر الظروف في وقت قريب كي يتمكن الشعب اللبناني من اجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا مطلبه بأن ينتخب رئيسه بنفسه". ثم، التقى باسيل سكرتير المجلس الأعلى للامن القومي ادميرال علي شامخاني.

 

اللقاء الكاثوليكي: إذا كان الياس سكاف زعيما لماذا تواطأتم عليه لإسقاط تمثيله ونيابته؟

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أسف المجلس التنفيذي للقاء الكاثوليكي في بيان، بعد التعزية بوفاة النائب والوزير السابق الياس سكاف، "إلى حد الاشمئزاز على ما رأيناه من العديد من المعزين والمشاركين في الجنازة والتعازي ومظاهر الحزن والتعاطف على وجوههم، ومعظمهم حارب الراحل في حياته سياسيا وكاثوليكيا وبقاعيا وزحليا". وجاء في البيان: "البعض نغص عليه فرحة زواجه، والبعض أفلسه ورهن أراضيه، والبعض تواطأ عليه لإلغاء زعامته في طائفته وبقاعه وبلدته، والبعض بذل الغالي والرخيص لإسقاط نيابته وتطويقه. وعند موته أصبح الادمي والزعيم والصديق والمأسوف عليه والرمز الوطني، يبكوه ويحزنون ليمشوا بجنازته وقلوبهم ترقص فرحا. لهؤلاء البعض نقول، إذا كان الياس سكاف زعيما لماذا رفضتم زعامته وحاربتموه؟ واذا كان آدميا لماذا أفلستموه وضيقتم عليه حتى المرض؟ وإذا كان يمثل خير تمثيل لماذا تواطأتم عليه بكل ما لديكم لاسقاط تمثيله ونيابته وزعامته"؟ وتساءل: "أما كان اجدى بكم ولكم وللناس وللمتابعين وللعيون الثاقبة والعقول الراجحة للمواطنين لو أنكم احترتموه وصادقتموه في حياته بدل النحيب ومظاهر الحزن في مماته؟ أم أنكم لا تطيقون الأوادم في هذا البلد؟ وهل تبشرون جميع الأوادم بالمصير نفسه؟"

 

فريد الخازن: تعليق المشاركة في جلسات الحكومة جاء نتيجة نهج الكيدية السياسية

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد النائب فريد الخازن "ان التيار الوطني الحر لم ولن يقبل بأن يكون مكسر عصا"، مشيرا الى "أن تعليق المشاركة في جلسات الحكومة جاء نتيجة نهج الكيدية السياسية السائد اليوم وهو ما حصل في ملف التعيينات الأمنية"، معتبرا "ان قطع الطريق أمام وصول العميد شامل روكز الى قيادة للجيش دليل على ذهنية الكيدية والإقصاء للطرف المسيحي". وفي حديث الى برنامج "لقاء الأحد" عبر "صوت لبنان 93,3"، شدد الخازن على انه "لا يمكن السكوت والاستمرار في سياسة المحاصصات والفساد". وتعليقا على تحذير وزير خارجية روسيا من انعكاسات التطورات السورية على لبنان والعراق، أشار الى "ان لبنان تمكن من حماية نفسه من دون ان يتحول الى ساحة حرب كما جرت العادة سابقا، نظرا الى الإرادة الداخلية والخارجية بالحفاظ على استقرار لبنان بخاصة بعد الاجتياز المبدئي لمرحلة الخطر الأمني على الحدود اللبنانية والسورية". واعتبر "ان الرهان على الدور الروسي في سوريا لتغيير التوانات في لبنان في غير مكانه"، مؤكدا "أن مهمة روسيا تقتصر فقط على ردع الإرهاب في الداخل السوري".

 

الجوزو: حرب ايران في البلاد العربية هي حرب قومية فارسية

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - راى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "ان حرب ايران في البلاد العربية ليست حربا دينية بل هي حرب قومية فارسية تسعى لبسط سلطتها على العالم العربي من خلال تحريك الشيعة كمرتزقة تستغلهم ايران بتحقيق مصالحها السياسية". وتابع: "الحرب ليست دينية والاسلام الذي تدعيه فارس هو اسلام مزيف تجعل منه عزاء لتنفيذ مخططاتها في العالم العربي والاسلامي. القضية سياسية تتعلق بالحكم وبالخلاف حول الحكم من هنا فان ما تدين به ايران ليس دينا، بل هو حزبية سياسية اكل الدهر عليها وشرب. وختم الجوزو: "نحن امام ظاهرة شاذة ومنحرفة، الشعب حاقد يقوده عدد من الملالي الحاقدين على المسلمين تاريخا وعقيدة. الحرب حرب جاهلية ولا تمت الى الاسلام بصلة.

 

الرئيس أمين الجميل في ندوة عن الأمن القومي: على التربية أن تضع أسس الأمن القومي الذي يؤمن الاستقرار للمواطن بدل التثقيف العقائدي

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقد "بيت المستقبل" و"ملتقى التأثير المدني"، في "بيت المستقبل"- بكفيا، ندوة حوارية بعنوان "الأمن القومي في لبنان: في سبيل مقاربة متكاملة"، شارك فيها نحو 50 شخصية أكاديمية، قانونية، دبلوماسية، إعلامية، ضباط متقاعدون.

افتتحت الندوة بكلمتين لكل من الرئيس أمين الجميل عن "بيت المستقبل"، وعضو مجلس أمناء وإدارة "ملتقى التأثير المدني" المهندس نعمت افرام. وشدد الجميل على "أهمية التعاون بين ملتقى التأثير المدني وبيت المستقبل كونهما مؤسستين تطمحان لانتشال لبنان من المستنقع الذي يتخبط فيه وإعطاء الثقة والأمل لمن فقدوا الأمل بمستقبل هذا الوطن"، آملا "أن يفتح هذا التعاون الباب أمام مزيد من الشراكة مع منظمات ومؤسسات تعمل من أجل التنمية والتطوير وإحلال الأمن والإستقرار والسلام في لبنان". وتناول الجميل موضوع الأمن القومي من مقاربات متعددة، مركزا على المقاربة السياسية والمؤسساتية وعلى دور المؤسسات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية "التي تعد الركن الأساس لبناء الأمن القومي"، وطارحا أسباب تفكك هذه المؤسسات وكيفية إعادة بنائها وتفعيلها على أسس جديدة ومتينة. وتحدث عن أهمية دور المؤسسات الرقابية في بناء الأمن القومي والإستقرار، لافتا إلى أنه "لا تقارير تصدر عن التفتيش المركزي أو ديوان المحاسبة أو الخدمة المدنية في الوقت الحاضر". وتطرق الى الشق التربوي معتبرا أن "المواطن اللبناني عنصر أساس في الأمن القومي، وعلى التربية أن تضع أسس الأمن القومي الذي يؤمن الاستقرار للمواطن بدل التثقيف العقائدي". من جانبه قال افرام: "إن اللبنانيين لم يستطيعوا لأسباب محلية وإقلمية ولأسباب تعود لسلطة الوصاية، من صوغ مفهوم متكامل للأمن القومي في مشروع عابر للطوائف يرقى بالمجتمع إلى مستوى الوطن الذي أضحى في موت سريري". وتابع: "إننا كمجموعة ضغط يعنينا جدا إعادة الاعتبار للمجتمع المدني في كل القضايا الحيوية للبنان الدولة والشعب، ويعنينا الانتقال من حالة التوصيف إلى حالة إعداد الخطط. لقد آن الأوان لمبادرة بناءة. لسنا أمام حائط مسدود، ولا أمام انهيار اقتصادي كامل مثلما هي الحال في اليونان. يمكننا التخلي عن الأجندات السياسية الخاصة والمحاور الإقليمية لتحديث مفهوم الأمن القومي وكسر كل شلل". ثم قدم الأستاذ رمزي الحافظ لإطار الندوة، وعرض العميد طنوس معوض مفهوم الأمن القومي كتجارب تاريخية ومقاربة لوضع الأجهزة الأمنية اللبنانية في هذا السياق. الجلسة الأولى ناقشت "الأمن القومي في لبنان: مقاربة سياسية"، أدارها المهندس فهد صقال، وتحدثت فيها الدكتورة فاديا كيوان معتبرة أنه "لا يمكن إيجاد حل جذري لموضوع الأمن القومي من دون التماسك الداخلي لحل القضايا الحياتية، مع الإستمرار في التفكير الاستراتيجي للمستقبل والتركيز على فصل القضايا الحياتية عن أزمة الشرق الأوسط، إضافة إلى اعتماد سياسة إيجابية تجاه قضايا اللجوء وتعزيز النمو الاقتصادي ووضع قانون انتخابي متطور. وعقب على مداخلتها الدكتور حارث سليمان.

الجلسة الثانية تحت عنوان "الأمن القومي في لبنان: مقاربة أمنية"، أدارها العميد ناجي ملاعب، وتحدث فيها اللواء عبد الرحمن شحيتلي وعقب عليه العميد نزار عبد القادر. وطرح اللواء شحيتلي الأسئلة التالية: هل أصبح لحزب الله سياسة خاصة منفصلة عن السياسة الإيرانية؟ هل أصبح بامكان حزب الله الدخول فعليا في المنظومة العسكرية والأمنية اللبنانية؟ وهل تتقبل بقية الأطراف التفاوض مباشرة مع حزب الله وإشراكه في القرار الرسمي داخل المؤسسات؟ وأخيرا، هل ستتمكن الأجهزة الأمنية من المحافظة على دورها الحالي؟ الجلسة الثالثة تحت عنوان "الأمن القومي في لبنان: مقاربة اقتصادية- اجتماعية"، أدارها الدكتور منير يحيى وتحدث فيها الدكتور جوزيف الجميل وعقبت عليه الدكتورة نانسي قنبر. وقال الدكتور الجميل إن "الاقتصاد اللبناني اضطلع ما قبل عام 1975 بدور الوساطة المصرفية والمالية والتجارية، أما بعد الحرب فقد دوره وهو الأن في طور البحث عن دوره الاقتصادي الوظيفي على ضوء قدراته".

وأضاف: "لدينا مشكلة على مستوى التنافسية، فكلفة الإنتاج مرتفعة (الكهرباء والاتصالات) والأجور غير كافية، لذلك الخيار الوحيد هو التركيز على الجودة". وسأل "إلى أي مدى يمكننا التركيز على رأس المال البشري لضمان الجودة؟ نحن بحاجة إلى تشريعات وإلى تمويل وإدارة شفافة، بالإضافة إلى حماية الملكية الفكرية". الجلسة الرابعة تحت عنوان "الأمن القومي في لبنان: مقاربة ديبلوماسية"، أدارها السفير جوي تابت وتحدث فيها السفير وليام حبيب وعقب عليه السفير جهاد مرتضى. وأعلن السفير حبيب "ان الميثاق الوطني الذي أرساه زعماء الاستقلال كان مبنيا على مفهوم غير مكتمل للأمن القومي. إلتزم رجال الاستقلال بلبنان كوطن نهائي وباستقراره ونموه. ووصفت هذه المساحة المشتركة بالحل الوسط. وكلما خرجت هذه القوى عن هذه المعادلة كانت تفشل. لقد عرف لبنان منذ الاستقلال حتى عام 1975 نهضة ثقافية وعلمية واقتصادية وبنيوية لم تشهد الدول المحيطة به مثيلا لها. كان هناك حياد إيجابي يرتكز على مصالح الشعب اللبناني. أين نحن اليوم من هذا المفهوم"؟.

وتابع: "إن فقدان لبنان لدوره الطبيعي كعامل توافق واعتدال، يعرضه لعدم اكتراث الخارج لمصالحه وازدياد هجرة أبنائه وعدم اكتراث المغتربين اللبنانيين به، ما يجعله عرضة لخضات عميقة. نشاهد كيف تتضاءل مناعة لبنان مع تعثر انتخاب معلم الإيقاع ألا وهو رئيس الجمهورية". الجلسة الخامسة تحت عنوان "الأمن القومي في لبنان: مقاربة إعلامية"، أدارها الإعلامي صلاح سلام وتحدث فيها الإعلامي غياث يزبك وعقب عليه الإعلامي نصري الصايغ. واعتبر يزبك ان "أي أمن قومي يجوّده الاعلام وقد رأينا كيف أن طاولة الحوار في بعبدا سقطت لأن مفهومها للأمن القومي أو ما عرف بالاستراتيجية الدفاعية تتعارض مع المفهوم الاستراتيجي لأحد المكونات الطائفية، وكيف للاعلام أن يجوّد لمفهوم الأمن القومي عندما يشن فصيل معين حروبه الخاصة ويجر الحروب والويلات على لبنان ومن ثم ينغمس في حروب الإقليم دون استشارة أحد". أضاف: "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واثقة جريئة في الاتجاه الصحيح. أعطوا الإعلام المقتنع عدة الشغل والمواد الأولية وألزموا الاعلام الممانع بأن يلتحق بهذه المسيرة تحت طائلة الخروج من السباق. قد تبدو الدعوة غير واقعية، لكن التجارب علمتنا أن هذا الإعلام حريص على وجوده وهو قابل للتدوير ومستعد لركوب الموجات. في المحصلة، لا تؤرخ الثورات بتواريخ اندلاعها بل بالسنوات التي استهلكتها في التحضير لقيامها ولا بأس إن كنا في البدايات ولا بأس إن لم نشهد جميعنا بلوغنا الغايات، يكفينا أنها غايات سامية".

الجميل

وقبل الجلسة الختامية كان للرئيس الجميل كلمة قال فيها: "إنطلاقا من تجربتي السياسية، أعتبر أن الكلام الذي سمعناه اليوم ليس جديدا. طالما نحن في جلسة برئاسة السيد صلاح سلام، نستذكر كلام صائب بك: "لبنان واحد لا لبنانان"، وهذا يلخص كل ما سمعناه على الطاولة، وهذا يلتقي مع كلام الشيخ بيار الجميل "أردنا لبنان وطنا لا كنيسة ولا جامعا". وتابع: "تطورات المنطقة فيها نواح تجعلنا نحسب أننا ربما اقتربنا من نهاية المطاف. لربما ما تعيشه المنطقة قد يؤسس لخيرها. في السنة القادمة نحتفل بمثة عام على اتفاق سايكس بيكو. عنوان مؤتمرنا السنوي في أيار 2016 "مئة سنة على اتفاق سايكس بيكو". اليوم علينا أن نضمن وجود اللبناني حول الطاولة ليضطلع بدور في ظل هذه التطورات الجديدة وهذه المعادلة الجديدة. رسالتي في الختام رسالة أمل كي نحقق أمنية كل لبناني. ذكرت في الصباح أهمية التعليم، وعلينا إعطاء هذا الملف حيزا كبيرا من التفكير، كي نمنع ولادة جيلين أو شعبين، ما يهدد مستقبل الأجيال".

التوصيات

الجلسة الختامية تحدث فيها المدير التنفيذي "لبيت المستقبل" سام منسى والمدير التنفيذي "لملتقى التأثير المدني" زياد الصايغ، وكانت التوصيات التالية: "إن "بيت المستقبل" و"ملتقى التأثير المدني"، إذ يعتزان لتلاقيهما للتفكير في العمق مع شخصيات رائدة وكفوءة في مفهوم الأمن القومي في لبنان، يدعيان إلى ما يلي:

- أهمية استكمال بناء مفهوم "الأمن القومي في لبنان" بأبعاده المتكاملة السياسية، السيادية، الاقتصادية- الاجتماعية، الدستورية، القانونية والإعلامية، على أن يكون القطاع الأكاديمي وتحديدا الجامعات، مؤسسا في بلورة هذا المفهوم.

- رفع منسوب الوعي حول أولوية تفوق "الأمن القومي في لبنان" على الممارسة السياسية الضيقة، بمعنى تحديد مصالح لبنان واللبنانيين العليا بمنأى عن الارتهانات الخارجية والزبائنية الداخلية.

- بناء شبكة تحالفات القوى الحية في المجتمع المدني لإعادة بناء الدولة المدنية وتكوين هوية لبنانية أساسها المواطنة.

- إنجاز خارطة طريق تجمع بين صلابة مفهوم "الأمن القومي في لبنان" نظريا، وتنفيذ أولوياته عملانيا من خلال إعادة تشكيل عقد وطني جامع ومنتج.

- إن لبنان يحتاج، وتحديدا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الشرق الأوسط، إلى مناعة داخلية وتحييد عن المحاور، وهذا لا ينتجه إلا بناء أمن قومي في لبنان، وهذا لا يستقيم إلا بتصويب مسار احترام المؤسسات الدستورية والانتقال من السياسة إلى السياسات العامة المستدامة، ويتوج هذا بتشكيل مجلس أمن قومي على غرار الدول المتقدمة.

 

قوى الأمن: إحباط عملية تهريب مخدرات عبر المطار وتوقيف سوريين

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أصدرت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة

البلاغ الآتي: "بتاريخ 17/10/2015 ونتيجة لعملية تفتيش دقيقة، تمكنت فصيلة التفتيشات في سرية مطار رفيق الحريري الدولي، من تحقيق انجاز نوعي جديد عبر إحباط عملية تهريب /200500/ حبة مخدرة من نوع "كبتاغون"، زِنة حوالي /35.6/ كلغ، وقد ضبطت مموهة داخل /39/ كيسا من البن مخبأة ومغطاة ببعض الحلويات داخل 4 حقائب يد ضمن حقيبتي سفر مع المسافرين السوريين ع. ع. (مواليد عام 1990) م. ع. (مواليد عام 1993) اللذين كانا ينويان تهريبها الى إحدى الدول الخليجية. وقد تم توقيفهما وأحيلا مع المضبوطات على مكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية للتوسع بالتحقيق معهما، بناء على إشارة القضاء المختص".

 

قتيلة وجريحان في إشكال بين عائلتين في بلدة المرج

الأحد 18 تشرين الأول 2015 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في زحلة ماريان الحاج، أن إشكالا وقع في بلدة المرج البقاعية بين أفراد من آل درويش وآخرين من آل زعرور، أسفر عن مقتل امرأة من آل درويش واصابة ابنتها وشخص من آل حرب.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 

"الحرس الثوري الإيراني" يجنّد اللاجئين الأفغان الشيعة للقتال في سوريا

وكالات/18 تشرين الاول/15/أشارت صحيفة 'وول ستريت جورنال” الى أن 'الحرس الثوري الإيراني” يجنّد اللاجئين الأفغان الشيعة للقتال في سوريا مقابل رواتب شهرية تبلغ خمس مئة دولار، إضافة إلى أوراق إقامة إيرانية. هذا وشكّل مجتمع الهزارة الشيعي في أفغانستان هدفاً للتجنيد الإيراني للحرب في سوريا. ولدى طهران سجل حافل باستغلال السكان الشيعة الذين تستطيع التأثير عليهم بشكل مباشر بسبب ظروفهم المزرية. وأشارت صحيفة 'التايمز” البريطانية في تقرير نشرته في حزيران 2015 إلى أن أكثر من 5 آلاف مقاتل أفغاني يحاربون إلى جانب قوات الأسد، وبتجنيد مباشر من إيران التي اعتمدت بشكل كلي على أقلية الهزارة الفقيرة واللاجئة في المدن الإيرانية. وأثبتت معارك الجنوب السوري مطلع العام الحالي، في منطقة التماس بين المحافظات الثلاث (دمشق، درعا، القنيطرة)، أو ما يعرف بـ”مثلث الموت”، تورط مئات المقاتلين الأفغان في القتال إلى جانب قوات الأسد، وسط صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي لمواكب جنائزية شملت تشييع عدد من المقاتلين الأفغان الذين سقطوا دفاعاً عن بشار الأسد، فضلاً عن لافتات تحمل شعار مؤسسة شؤون الشهداء والمحاربين القدامى. ووفقاً لبيانات تم جمعها من خلال مصادر أخبار باللغة الفارسية، فقد قُتل 113 مواطناً إيرانياً، و121 من الرعايا الأفغان، و20 من الرعايا الباكستانيين في المعارك التي جرت في سوريا منذ كانون الثاني عام 2013.

 

شتاينماير شدد على مراقبة وفاء طهران بالتزاماتها وأوباما يأمر بالإعداد لتعليق العقوبات المفروضة على إيران

واشنطن، طهران – ا ف ب، رويترز: طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما رسمياً من إدارته الإعداد لتعليق العقوبات الاميركية على ايران بموجب الاتفاق النووي الذي وقع في 41 يوليو الماضي بين طهران والقوى الكبرى. وبحلول أمس، انتهت مهلة التسعين يوما التي أعقبت تبني مجلس الأمن قراراً يوافق فيه على الاتفاق النووي. وقال أوباما في مذكرة أصدرها، أمس، موجهة الى المسؤولين المعنيين في إدارته (الخارجية والخزانة والتجارة والطاقة) «أطلب منكم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتطبيق الالتزامات الاميركية بشأن العقوبات». ويتوجب على ايران البدء بتفكيك قسم كبير من بناها النووية وهي عملية قد تستغرق بضعة أشهر يمكن بنهايتها تعليق العقوبات الغربية. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في بيان، «إن هذا اليوم (أمس) مهم لنا جميعاً ومرحلة أولى حاسمة في العملية الهادفة للتأكد من أن البرنامج النووي الايراني سلمي بحت». وأكد مسؤول اميركي «ان أي عقوبات لم ترفع الاحد (أمس)»، لكن تعليمات أوباما تنشر «لكي يدرك الناس ما سيعلق» من العقوبات. وفي إشارة إلى أن موعد التعليق الفعلي للعقوبات يبقى مرتبطاً بالطرف الإيراني، قال مسؤول اميركي آخر «لا نتصور أن ذلك قد يأخذ أقل من شهرين، بالنسبة إلينا من المهم القيام به بشكل جيد بدلاً من القيام به سريعاً». لكن المعروف أن من مصلحة الإيرانيين الإسراع في تنفيذ هذه العملية لاستعادة عشرات مليارات الدولارات من الاموال المجمدة في مصارف أجنبية، وتغذية الاقتصاد الايراني الذي يعاني من تعثر مزمن. وقبل ساعات من إعلان الاتحاد الأوروبي عن إجراءات مماثلة، أشاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالثقة التي منحت لإيران، بيد أنه شدد في الوقت نفسه على أهمية مراقبة وفاء هذا البلد بالتزاماته، خصوصاً على الصعيد النووي. وقال الوزير الألماني لصحافيين في طهران «اليوم (امس) هو يوم مهم … إذ يدخل الاتفاق النووي فعلياً حيز التنفيذ بعدما تطلب اثني عشر عاماً من المفاوضات مع ايران». واضاف «لقد تم رفع عقبة بالغة الأهمية لتجاوز النزاع الطويل مع ايران»، لكنه اكد أنه «لم يتم القيام بكل شيء بعد. السؤال الآن هو: هل ستظهر ايران انها تفي بالتزاماتها؟. سنعاين ذلك من كثب. الثقة جيدة لكن المراقبة أفضل». وقال شتاينماير ايضا «لهذا السبب يلحظ الاتفاق مع ايران سلسلة من اجراءات المراقبة والشفافية»، و»فقط حين تنفذ (الالتزامات الايرانية) يمكن رفع العقوبات العام المقبل»، مشدداً على ان «هذا الامر لن يحصل بالتأكيد قبل نهاية يناير» المقبل. وستسلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 51 ديسمبر المقبل «خلاصاتها النهائية» بشأن وفاء إيران بالتزاماتها، وفي ضوء ذلك توافق رسميا على تنفيذ الاتفاق النووي. وأمس، أبلغت إيران الوكالة أنها ستطبق البروتوكول الاضافي في معاهدة حظر الانتشار النووي، الذي يسمح بالقيام بعمليات مراقبة مكثفة للتحقق من الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب "القوات اللبنانية" ليس غائباً بل يراقب ويعدّ مع "التيار الوطني الحر" مشاريع لصالح المسيحيين

ألين فرح/النهار/19 تشرين الأول 2015

رئاسة الجمهورية فارغة، مجلس النواب معطّل ولا يعمل، والحكومة في شلل أو موت سريري... مواقف الاطراف السياسيين تختلف وتتفاعل وتتصادم. وحدها "القوات اللبنانية" تقف مراقبة، رئيسها ونوابها مقلّون في الكلام. في المدة الأخيرة كثرت الحوادث والاستحقاقات التي مرّت بلبنان، و"القوات" شبه غائبة، كما يحلو للبعض القول. هكذا كثرت التحليلات والتفسيرات بأنه على اثر ورقة "إعلان النيات" بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، تراجع الأخير عن اتخاذ مواقف ذات سقف عالٍ "مسايرةً" لعون على حساب حلفائه في 14 آذار، وخصوصاً الرئيس سعد الحريري. لكن هل فعلاً تغيب "القوات" والدكتور جعجع عن المواقف والقرارات السياسية؟ يسخر مصدر مسؤول في "القوات" من هذه التحليلات، ويشدد على أن "القوات" ما زالت على مواقفها، لكن في ما يتعلق بآداب المخاطبة السياسية فإنها تحترمها كما "التيار الوطني الحر" بعد التوقيع عليها كبند أول في وثيقة "النيات". فمنذ البحث في تشكيل هذه الحكومة، حذرت "القوات" غير مرّة من ان تشكيل حكومة غير تكنوقراط تأخذ البلد الى مهالك غير محمودة، "وهذا ما حصل، "اذ ان البلد مقسوم بين مشروعين، لذا كان جعجع يفضّل أن تكون الحكومة تكنوقراط منعاً لاستباحة الوضع السياسي وما تبقى من مؤسسات الدولة، لأنه في الأساس، كانت مهمّة هذه الحكومة أن تجري انتخابات رئاسية بالدرجة الأولى، لكنها اليوم لا تستطيع ايجاد الحلول لمشكلات المواطنين الحياتية". يردّد المصدر المواقف المعروفة عن "القوات": "موقفنا السياسي معروف من تدخل "حزب الله" في سوريا، ومن السلاح غير الشرعي، ومن قانون الانتخاب، وفي الوقت عينه موقفنا معروف من 14 آذار، و"القوات اللبنانية" على يمين 14 آذار، علماً ان البعض يصفها بأنها من الصقور". وقد رفضت "القوات" المشاركة في طاولة الحوار التي ترى انها مضيعة للوقت ولا لزوم لها، كما رفضت الحكومة وإدارتها وأسلوب تعاطيها، على الأقل في ملف النفايات الذي يعرّض الشعب لأخطار صحية. وترى القوات أن الحكومة في المرحلة الحالية هي قدر مفروض وأبغض الحلال، لكن للأسف هذا الحلال لن يطول كثيراً لأن مدة استخدامه بدأت تنفذ. ويرفض المصدر القول ان "القوات" غائبة، "بل نحن موجودون في شكل يومي، والدكتور جعجع يتحرّك ضمناً وعلناً، وهو التقى كبار المسؤولين في العالم العربي في جولته العربية الأخيرة، والنواب والقيادات أيضاً لهم مواقفهم، و"القوات" تنمو سياسياً وشعبياً لكن بهدوء، لأن ما من شيء يستدعي أن يكون الصوت عالياً، وعندما يستدعي الأمر لن نتأخر". في موضوع الترقيات العسكرية، وما يحكى ان جعجع رفض سرّاً ترقية العميد شامل روكز ولم يجاهر بذلك كرمى للعلاقة المستجدة مع العماد عون، يرفض المصدر هذا القول، جازماً بأن لا فيتو كان على العميد روكز ولا على سواه، "والمهمّ أن تستمر المؤسسات ولا تخسر الاستقرار، وعلى الحكومة التصرّف واتخاذ القرارات، وخصوصاً أننا غير موجودين فيها". ويسرّ المصدر لـ"النهار" ان جعجع "أرسل الى العميد روكز رسالة مع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري مفادها أن لا فيتو عليه، وان الماضي مضى، معه ومع سواه". ويضيف "في المرحلة المقبلة يمكن أن يكون شامل روكز ركناً أساسياً وجزءاً في "عمارة" العلاقات القواتية – العونية". في انتظار التطورات الاقليمية، يعوّل المصدر القواتي على تقدّم العلاقة بينهم وبين "التيار" وتفاعلها. ولا ينكر "أننا اليوم ضمن مشروعين سياسيين متباعدين، لكننا نتمسّك معاً بوثيقة "النيات" لإيجاد مساحة مشتركة وقاعدة تواصل دائمة، بمعنى أن لا وجود بعد الآن لخلاف بيننا، بل اختلاف في المواقع وفي المشروع في بعض الأحيان، لكن هذا الاختلاف لن يتحول خلافاً بعد الآن. وأهمية ما نقوم به اليوم حماية هذه الوثيقة وأن تنمو وتتطور، وربما أن تتوصل الى تفاهمات سياسية كبيرة تجعلها استثماراً وانتاجية لصالح المسيحيين ولبنان. وفي هذا الصدد، تفيد معلومات "النهار" ان احصاء أجرته شركة مرموقة بيّن أن المسيحيين في لبنان والاغتراب بنسبة تراوح ما بين 90 و 97 في المئة يؤيدون "إعلان النيات" والعلاقة القواتية – العونية. فالتنسيق الطالبي والنقابي والسياسي مستمر ويتفاعل، وقد تمّ اليوم الاتفاق على مشروع قانون انتخابات موحّد في الجامعات الأميركية بين "التيار" و"القوات" (نسبي مع أكثري)، وهنا تكمن أهمية وثيقة "النيات" بأنها خلقت دينامية جديدة تسبق القيادات على مستوى القواعد. أما على صعيد قانون انتخاب موحّد في مجلس النواب، فمعلوم ان "القوات" لديها مشروعها مع "تيار المستقبل" و"التقدمي الاشتراكي"، كما ان "التيار" لديه مشروعه الانتخابي. ووفق معلومات "النهار" أن الفريقين في صدد إعداد مشاريع مشتركة لتحاشي أي مفاجآت داخلياً أو خارجياً، هدفها حماية المسيحيين، وهي تنتظر مرحلة نضوج مقبلة وسيتم الاعلان عنها كما أعلنت وثيقة "النيات". وفيما رفض المصدر القواتي البوح بماهية هذه المشاريع وطبيعتها، أو حتى أين أصبح العمل على قانون انتخاب موحّد، علمت "النهار" انه يجري الاعداد لمشروع قد يكون موضع اجماع كل اللبنانيين في حال سقوط التزامات الأطراف المشاريع الانتخابية ذات الصلة الموجودة الآن في مجلس النواب أو التصويت داخل المجلس، وذلك في حال انعقدت جلسة تشريعية وعلى جدول أعمالها قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية، الشرط الأساس لمشاركة "القوات" و"التيار". وجوهر المشروع أن يكون تناسبياً يؤمّن العدالة عبر النسبية ويحمي الاعتدال عبر الأكثرية.

 

نصرالله يرد على "المستقبل": فلتكن المواجهة

المدن - سياسة | الأحد 18/10/2015

للمرة الأولى منذ أن وقف الرئيس سعد الحريري في لاهاي معلناً فصل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقراراتها عن الواقع السياسي اللبناني، ليفتح بذلك باب الحوار مع "حزب الله"، وتأليف حكومة المصلحة الوطنية برئاسة الرئيس تمام سلام، بدا أن التصعيد بين الطرفين إنتقل رسميا الى الداخل اللبناني بعد أن نجح سابقاً في تجاوز أكثر من مطب أقليمي أبرزها التطورات السورية واليمنية والإشتباك الإيراني – السعودي. "المستقبل" الذي يعتبر أنه قدم خلال الفترة الماضية، وأبعد منذ العام 2005، تنازلاً تلو الآخر، بدأ رسمياً في مراجعة سياسته، خصوصاً أن الحوار والحكومة، قدما لـ"حزب الله" استقراراً داخلياً ليتفرغ للقتال في سوريا، فيما لم يقدم "حزب الله" أي مقابل، وحتى خطة البقاع والضاحية الجنوبية الأمنية أثبتت الأيام التالية أنها لم تكن سوى حبرٍ على ورق. إختار "المستقبل" أحد صقوره للإعلان عن السياسية الجديدة، والتهديد بالإنسحاب من الحكومة والحوار، خصوصاً أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لعب دوراً بارزاً في الفترة الماضية بين "المستقبل" و"حزب الله"، وصولاً الى التنسيق المباشر مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، وهو الأمر الذي أثار سخط شخصيات قيادية في "المستقبل" والطائفة السنية، إتهمته بأنه وديعة وزارية لـ"حزب الله"، ويعمل لخدمة مصالحه. لم يتأخر رد "حزب الله" على المشنوق وتهديداته، بعد ساعات قليلة تكفل وزراء ونواب بالرد، تتويجاً بالأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الأحد، خلال إحتفال تكريمي بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على مقتل القائد حسن محمد الحاج في سوريا. في رد نصرالله، بدا أن الحكومة والحوار، وتالياً الإستقرار الداخلي، لا تزال محور اولويات الحزب، نظراً الى انشغالاته الأقليمية، وعليه كرر نصرالله تأكيد حرص الحزب على "الحوار وعلى التلاقي بين اللبنانيين"، لأن "مصلحة لبنان واللبنانيين في الحوار وفي بقاء الحكومة"، لكن البارز كان في الفصل بين "المستقبل" وسلام، الذي حظي بإشادته بوصفه "أثبت الصبر والحكمة والهدوء وتحمل المسؤولية الوطنية".

ومن منطلق القوة، عاد لنصرالله للتهديد بـ"الإنهيار" في حال رحيل الحكومة، لأن البديل عنها هو "الفراغ"، مستشهداً بما يحصل في المنطقة، خصوصاً أنه اعتبر أن صمود المقاومة في وجه "داعش" في العديد من الساحات هو الذي حمى لبنان من مصير مشابه لمصير الموصل والرقة.

وعليه، رفض نصرالله الإبتزاز وتمنين "المستقبل" للحزب بمشاركته في الحكومة والحوار، معتبراً أن في ذلك انتقاصا من كرامة الحزب والحلفاء، ولذلك كرر: "من يرغب في البقاء في الحوار والحكومة، اهلا وسهلا به، ومن يريد المغادرة، فالله معو، ومع السلامة. لا مشكلة"، مشيراً إلى أنه سيدعو قيادة الحزب لاعادة النظر في الحوار (الثنائي). أما خطة البقاع، فأشار إلى أنه "طلب منا نحن وامل عدم تغطية المخالفين، ونحن لم نغطِ أحدا أبداً، الا انهم هم فاشلون، ويريدون منا، ان نعتقل المخلين بالامن وتسليمهم للامن، هذه لم تعد دولة بل صارت سجَان، ونحن ليس عملنا ان نعتقل الناس، خصوصاً أن هناك من يريد ادخال حزب الله وأمل في صراع مع العشائر". وعلى الرغم من موقف نصرالله، إلا أن مصادر "حزب الله" تضع عبر "المدن" في سياق الرد على المشنوق وغيره فقط، خصوصاً أن الكرة في ملعب "المستقبل" لجهة البقاء في الحكومة والحوار أو الإنسحاب منهما، بما أن الحزب لا يزال على موقفه المتمسك بهما. وتلفت الى أن الرد جاء بعد التعاطي الإستعلائي الذي ينتهجه "المستقبل"، على الرغم من أن الحزب تخلى عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقبل المشاركة في حكومة سلام من أجل المصلحة الوطنية.

 

حزب الله: لا إشكال «شرعي» بالتنسيق الاسرائيلي الروسي في سوريا

عماد قميحة/جنوبية/17 أكتوبر، 2015

كل المعطيات تجعل من خبر الاعلان عن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في سوريا هو خبر أكثر من عادي،هي حقيقة لا يمكن نكرانها إلاّ عند العقل الممانع الذي يبدع في تحريف الحقائق عن مواضعها. وقبل الدخول في صلب الموضوع لا بدّ من الإشارة السريعة بأنّ العلاقات الروسية الاسرائيلية هي على العكس تماما لما يحاول إعلام الممانعة تظهيره، هذا الإعلام الذي يعمل دائما على القول أنّ روسيا هي جزء أساسي من ما يسمى بمحور الممانعة، الذي يحرص المنظرون له على أن يرسموا دائما خريطته الممتدة من حارة حريك مرورا بسوريا الأسد وصولا الى طهران فموسكو. قافزا هذا الاعلام عن حقائق ووقائع تكذب ادعائهم وترويجهم الذي لا ينطلي إلاّ على البسطاء من جمهورهم، فالعلاقات بين البلدين يمكن وصفها بالتاريخية والمتينة التي بدأت مع قيام الكيان الغاصب سنة 1948، وأخذت بالتطور والتقدم، ولا بدّ في هذا السياق من الإشارة أيضا الى الاتفاقية التجارية الموقعة بين الطرفين سنة 1994 وتقضي هذه الاتفاقية بمنح كل من الجانبين نظام الأفضلية القصوى في التجارة، وتشكيل اللجنة الاسرائيلية الروسية الخاصة بالتعاون التجاري والاقتصادي. كل هذا ومضافًا عليه أرقام جدول التبادل التجاري المتصاعد سنويا بينهما، مع الاخذ بعين الإعتبار أيضا وجود ما يزيد عن مليون مواطن من أصول روسية يعيشون في اسرائيل.

كل هذه المعطيات وغيرها تجعل من خبر الاعلان عن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في سوريا هو خبر أكثر من عادي، ويجعل الحديث عن الضمانات الروسية التي أعطيت لاسرائيل عشية التدخل الروسي هو حقيقة لا يمكن نكرانها إلاّ عند العقل الممانع الذي يبدع في تحريف الحقائق عن مواضعها من أجل تشويه الصورة عند جمهوره، وإغراق هذا الجمهور دائما في أوهام شعاراتية يسهل بعدها اقناعه بانتصارات من سراب يحسبها موجودة ويحتفل بحصولها الافتراضي. قد يظنن أحد أنّ الإعلان عن هذا التنسيق قد يحرج حزب الله أمام جمهوره، وهو الذي كان قد أرسل مقاتليه الى سوريا للقتال الى جانب بشار الأسد ومن ضمن أهدافه المعلنة هو حماية ظهر المقاومة، فإذا به يقاتل الآن على الجغرافيا السورية تحت حماية مباشرة ودعم صريح من المقاتلات الاسرائيلية! صحيح أن مثل هذا التحول كان ليحدث صدمة إيجابية تستدعي وقفة مطولة وإعادة التفكر في التموضع الجديد الذي وصلت اليه ” المقاومة “، ليس عند جمهورها فقط، بل عند المقاتلين والعاملين في صفوفها أيضا، إلاّ أنّ شيء من هذا لم يحصل، وأكاد أعتقد أنه لن يحصل، بسبب بسيط وهو إن اتجاه البوصلة لبندقية ” المقاومة ” قد تم حرفه منذ فترة طويلة، وتم استبدال العداء لإسرائيل بالعداءات المذهبية التي لم تكلف قيادة الحزب الكثير من العناء لأنها لا تحتاج إلاّ لإعادة شدّ العصب المذهبي عبر استحضار التاريخ وقد نجح بذلك إلى حدّ كبير. ومن هنا نفهم إصرار الأمين العام لحزب الله وخلافًا لما جرت عليه العادة في الليلة الأولى من محرم كل عام بعدم تناوله للأمور السياسية، من استحضار السعودية في كلمته للتذكير انّها هي الآن تمثل العدو الأول والأخير، والقول أنّ هذا العدو الجديد ومن أجل محاربته لا إشكال “شرعي” في تقبل أي وسيلة تساهم بتحقيق الغلبة عليه حتى لو كانت هذه الوسيلة هي انضمام إسرائيل إلى محور الممانعة عبر البوابة الروسية.

 

هكذا ردّ نصرالله على نهاد المشنوق ودعاه للرحيل عن الحكومة…

خاصّ جنوبية 18 أكتوبر، 2015

بعد اقل من 12 ساعة على كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي قاله في خطابه بالذكرى الثالثة لاغتيال رئيس فرع المعلومات وسام الحسن، واعلن فيه عن تبرمه من التعطيل الدستوري الذي يمارسه حزب الله وحليفه ميشال عون، ملوّحا بوقف الحوار بين المستقبل والحزب والاستقالة من الحكومة، جاء ردّ أمين عام حزب الله قبل ساعات عنيفا، وذلك دون ان يسمي الوزير المشنوق، فدعا المهددين بالإستقالة ووقف الحوار ان يفعلوا ذلك ويرحلوا. فقد جاء كلام نصرالله خلال مهرجان تكريم “الشهيد القائد حسن محمد الحاج ابو محمد الاقليم” قائد وحدات نخبة حزب الله بمنطقة حماة في سوريا الذي قتل قبل اسبوع خلال الهجوم العسكري على ارياف المدينة ضد فصائل المعارضة السورية بمؤازرة من جيش النظام وسلاح الجوّ الروسي. وسمّى نصرالله تيار المستقبل ولم يسمِّ الوزير المشنوق الذي هاجم أمس حزب الله وهدّد بوقف الحوار معه، فقال: “إن تيار المستقبل يتحدث عن الحوار وكأنهم متفضلون على اللبنانيين بهذه المهمة”، مؤكدا “أننا لا نقبل ان يكون الحوار منّة من أحد، كذلك لا نقبل المنّة منهم في انهم يشاركون في الحكومة”، وبلهجة قويّة ونبرة حادة وسط حماس جمهوره تابع نصرالله حديثه للمستقبل دون تسمية المشنوق قائلا: “فإذا كنتم تشعرون بالإحراج من البقاء في الحكومة فالله معكم، نحن لا نريد ان نمن على أحد اننا نحرره او نشاركه في حكومة، ونحن اساسا مع بقية الاخوة في الاحزاب حررنا بلدنا وعندما وقفنا في 25 أيار عام 2000 فلم نمن على أحد”.وأكمل مصعّدا: “سأدعو قيادة “حزب الله” الى اعادة النظر في الحوار، فاذا كان المستقبل يريد ان يمنّنا بالحوار فنحن نخرج منه ولا ننتظر منهم ذلك. لا نقبل استفزازا من أحد”.

وبالعودة الى الموقف المتقدم الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق امس في الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن والذي لوح فيه بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار مع حزب الله اذا استمر الحزب في عرقلة الخطّة الامنية بقاعا وواصل وحليفه “التيار الوطني الحر” تعطيل عمل مجلس الوزراء، مؤشّرا ان فريقَ 14 آذار لن يبقى في موقع المتلقّي للضربات والساعي دائما الى امتصاصها، وهو انتقل الى موقع “الهجوم”، لذلك يبدو ان ردّ السيّد حسن نصرالله اليوم اتى من اجل عدم اعطاء الوزير المشنوق وتيار المستقبل فرصة أخذ هذه المبادرة والعودة تاليا الى مركز الدفاع، لان حزب الله الغارق في المستنقع السوري والذي يستنزف عسكريا بخسائر يومية بالأرواح والعتاد، لا يريد ان يستنزف سياسيا في لبنان في ظل حرصه على التعبئة والتحشيد بين صفوف مناصريه واتباعه ورفع معنوياتهم وابقائهم على جهوزية واستعداد لبذل الدم في المعارك المقبلة على الساحة السورية، وهي المعارك التي تتّسع ساحتها وتتعاظم يوما بعد يوم، مهدّدة بـ”ابتلاع الجميع” كما نقل عن دايفيد هيل سفير الولايات المتحدة الاميركية في لبنان .

 

جعجع ينفتح على إيران.. الإصلاحية

منير الربيع/المدن/الأحد 18/10/2015

تغيب "القوات اللبنانية" عملياً عن التفاصيل السياسية الجارية في البلد، من الحكومة التي لم تشارك فيها، الى الحوار الذي تقاطعه إنسجاماً مع نفسها، كما تنأى بنفسها عن الأزمات المتتالية، بدءا من النفايات وصولاً إلى أمور أخرى.  هذا الواقع يدفع أحد السياسيين الى اطلاق وصف ساخر على "القوات"، مشيراً إلى أنها تحولت من حزب سياسي إلى "جمعية من جمعيات المجتمع المدني" تهتم بالمخدرات تارة، وبإقامة ندوات فكرية أو سياسية أو أخرى تتعلق بالحوكمة والتكنولوجيا والحكومات الإلكترونية وما إلى هنالك. لكن من وجهة نظر "القوات" فإن هذه الأعمال تبقى أفضل من الدخول في دوامة الحلقة المفرغة التي تدور السياسة حولها في لبنان، لكنها لا تنفصل عن نسج علاقات سياسية ذات طابع استراتيجي، خصوصاً أن ثمة سياسة جديدة تنتهجها معراب، أكثر واقعية، وتمنح رئيسها سمير جعجع هامشاً أوسع من الحركة واللعب السياسي.  قبل أيام نظّم جعجع في معراب ندوة لمناقشة "التداعيات الإستراتيجية للإتفاق النووي الإيراني". في هذه الندوة كان ثمة لافتة بارزة جداً وتحصل للمرة الأولى، وهي زيارة ومشاركة الدكتور مجيد مرادي، الباحث في الشؤون الإيرانية – العربية وعضو المجلس العلمي لموسوعة الإسلام المعاصر في طهران.  وتشير مصادر "المدن" الى إنه لا يمكن لشخصية إيرانية المشاركة في ندوة كهذه من دون إذن الحكومة، ووفق ما علمت "المدن" فإن مرادي هو شخصية إصلاحية مقربة من الحكومة الإيرانية الجديدة، وخصوصاً من الرئيس حسن روحاني.  وعلمت "المدن" من مصادر واسعة الإطلاع، أن جعجع يحاول فتح باب سياسي مع طهران، وتحديداً مع الجناح الإصلاحي، من أمثال محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني والآن الرئيس حسن روحاني وإدارته التي انفتحت على الغرب، وقد كانت هذه الندوة التي أصرت "القوات" فيها على مشاركة إيراني فيها بمثابة جس للنبض، وليست مشاركة مرادي إلا رسالة إيجابية من طهران لمعراب.  وعلى الرغم من ذلك، فقد كانت كلمة جعجع تصعيدية تجاه إيران وولاية الفقيه، كما أعلن تمسكه بأن "القوات" هي "القوات" ولم تتغير، لكنه في نهاية كلمته عالية السقف كالعادة ضد الإيرانيين والتي حملهم فيها مسؤولية ما يجري في المنطقة والسعي الإيراني للهيمنة عليها، مرر جعجع غمزة معينة بقوله: "أرجو أن أكون مخطئاً." هي خطوة جديدة تخطوها معراب في دربها السياسي، يعمل جعجع بواقعية، يجد أن إيران سيكون لديها دور في المنطقة، ولا يريد مقاطعتها، وبالتأكيد يفضل العلاقة مع إيران الإصلاحية وليس مع إيران الحرس الثوري.  وتعليقاً على الندوة والمشاركة فيها، يقول مرادي لـ"المدن" إن اللقاء ممتاز، ولكن هناك بعداً سياسياً بين طهران ومعراب، مستدركاً، بالقول إن "البعيد يقرب والقريب يبعد في السياسة". ولا يخفي إمكانية حصول تقارب، مؤكداً أن "إيران ليست كلها محافظين وحرساً ثورياً، فمثلا الوزير محمد جواد ظريف يجلس مع نظيره الأميركي جون كيري، وهذا لم يكن يحدث سابقاً، وبالتالي لا إشكال لدى إيران في التقارب مع أي طرف أو حزب على الساحة اللبنانية". في المقابل تؤكد مصادر "المدن" أن السفارة الإيرانية لم تكن ترفض المشاركة لو تمت دعوتها، وتشير إلى إمكانية إرسال سكرتير من السفارة يشارك في هذه الندوة. وهنا ترد مصادر لبنانية مشاركة في العمل على تنظيم الندوة أنه لو كان جعجع كان يعرف أن السفارة ستشارك عبر موفد لكان وجه لها دعوة. وتعتبر المصادر أن جعجع مرشح لرئاسة الجمهورية، ولا يمكن لشخص أن ينتخب رئيساً في لبنان وهو شخص معاد لإيران، وبالتالي قد يكون هذا التقارب أو الانفتاح على إيران من هذا التفصيل السياسي الصغير إلى ما هو أوسع.  هو الإنفتاح الأول بين إيران وجعجع، قد يكون باباً لتوسيع العلاقات، بقي جعجع سياسياً على موقفه، مراهناً على تحسين إيران لسياستها مع المنطقة، معولا في ذلك على الإصلاحيين، فيما تخلّت إيران عبر مشاركتها مواقف قديمة تجاه معراب، تخلت عن اتهام جعجع بالعمالة لإسرائيل، كما تخلّت عن تحميله مسؤولية مقتل الديبلوماسيين الايرانيين الأربعة. عمليا تشكل هذه المبادرة خطوة جديدة على طريق العلاقات بين الطرفين، وهنا تشير مصادر القوات إلى أن جعجع حاول مراراً الإنفتاح على إيران والحزب ولم يوفق كان الحزب دوما يوصد الأبواب أما الآن فقد يبدو ذلك ممكنا.

 

شامل روكز هل سيبقى ضابطاً وفارساً مغوار بالسياسة أيضا؟

غسان بركات/جنوبية/17 أكتوبر، 2015

قائد فوج المغاوير السابق العميد الركن شامل روكز تمت إحالته إلى التقاعد من السلك العسكري، منذ أيام عدة بتاريخ 13 تشرين أول 2015 ضمن الصمت وبعيداً عن أي نوع من العروض خصوصاً تلك الوداعية التي تقام على أنغام الموسيقى العسكرية. ها هم أصدقاء وأنصار العميد المتقاعد شامل روكز أقاموا له مساء الخميس الفائت في ساحة الشهداء احتفالاً تضامناً معه وتكريماً له بعنوان “شكرا ً له”، وذلك مقابل كل الانجازات الوطنية والانتصارات العسكرية التي أحرزها روكز أثناء تأدية واجبه الوطني والعسكري اتجاه الوطن لبنان. بعدما لوحظ الغياب الكبير لمعظم مسؤولي وقادة “التيار الوطني الحر” وعلى رأسهما عم العميد شامل روكز والأب الفكري للتيار الجنرال ميشال عون، وعديله معجزة السياسة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل. العميد شامل روكز الذي خصّ أصدقاؤه ومحبيه بخطاب ضمن كلمات مسؤولة تتسم بالوعي والفكر السياسي الرزين أو المتزن الخالي من أي تحد سياسي، فاجأ اللبنانيين وبالأخص العديد من المراقبين الذين كانوا يراهنون على خطابه، بأن يعلن ولاؤه الجنرال عونالسياسي إلى عمه الجنرال ميشال عون والى التيار العوني. ولكن المفاجأة كانت انّ العميد روكز من بداية خطابه إلى نهايته لم يذكر الجنرال عون ولا عن تياره أي شيء. بل أعلن معرّفاً عن نفسه قائلاً “إنه شامل روكز ضابط مغوار في الجيش ترقيت منذ ساعات إلى رتبة مواطن”، بعدها أعلن ولاؤه السياسي إلى لبنان عبر المؤسسة العسكرية في الجيش اللبناني قائلاً: “سأبقى في رحم مؤسسة الجيش من خلال التزامي بالشرف والتضحية والوفاء والمواطنية”. كما دعا جميع عناصر فوج المغاوير من ضباطاً وأفراداً الوقوف إلى جانب قائدهم الجديد كي يبقى هذا الفوج على قدر من المسؤولية. ولكن هناك جملة قالها منهياً بذلك خطابه، “وبيننا سيكون أكثر من لقاء”. طبعا المقصود بـ “وبيننا سيكون أكثر من لقاء”، يعني سيدخل إلى المعترك السياسي، ويمارس السياسة مثل أي سياسي لبناني، ولكن السؤال هنا، هل سيادة العميد المتقاعد شامل روكز سيمارس السياسة من مبادئ فكره السياسي، وأن يكون هو صاحب القرار السياسي الأول والأخير من دون الإملاءات السياسية، وعدم الرضوخ وتلقي الأوامر السياسية من عمه الفوهرر الجنرال ميشال عون تماما مثل الوزير والمطيع لعمه جبران باسيل؟ وهل العميد المتقاعد شامل روكز سيرسم لنفسه الخط جبران باسيلالسياسي ضمن المبادئ الوطنية والسيادية للبنان، وان لا يكون حصان طروادة لسياسة المقاومة والممانعة على حساب مصالح اللبنانيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص، تماما كما هو عمه الفوهرر العماد ميشال عون، ويتصرف روكز كما كان ضابطاً فارساً ومغواراً يخوض الحروب والمعارك بنفسه ضد الإرهاب والتكفيريين من اجل حماية سياج الوطن وسيادة لبنان بعد الانتصار عليهم؟ من وجهة نظري أفهم من خطاب سيادة العميد الركن المتقاعد شامل روكز، وطريقة إلقاء الخطاب والتعابير المرسومة على وجهه وثقة الناس له لا تدل إلاّ على أنّه يرفض أن يكون من الأتباع أو الإستزلام لأحد، ولديه آراء سياسية تختلف كلياً عن سياسة عمه الجنرال ميشال عون، كما لديه قناعة ذاتية بأنّ الشرعية اللبنانية المتمثلة بالمؤسسة العسكرية وعلى رأسها الجيش اللبناني هي صاحبة القرار أولا وأخيرا. على كل حال دعونا ننتظر المرحلة أو الأيام الآتية لتكشف لنا المستور من السياسية ودبلوماسية تحركها.

 

لماذا تغيب ذكرى كامل الاسعد عن ‘كلام الناس’؟

سامي جواد /جنوبية/18 أكتوبر، 2015

يكون العتب على قدر المحبة في المعيار الشخصي والخاص، ويكون على قدر المسؤولية عندما يتصل بشأن عام أو شخص عام. والعتب هنا موجه بشكل شخصي إلى كل من الرئيس العماد ميشال عون والصحافي البارز الأستاذ مارسيل غانم. في حقبة الوجود السوري التي سماها كثيرون حقبة الوصاية، كان الحديث مع العماد عون وعنه شبه محظور، ودونه مساءلة سياسية وفي الأغلب مضايقات أمنية. عندها كان الرئيس كامل الأسعد يعلن في غير مناسبة عن حق العماد عون بالعودة من منفاه القسري والمشاركة في الحياة السياسية. لم يأبه كامل الأسعد المعروف بصلابته وحريته واستقلاله، بأي تداع محتمل إزاء كلمة حق قالها دون منة ومن غير طلب. بعد عودة عون في العام 2005، وبعد التبدّل القياسي في الموقف العوني من سوريا التي كان لها القول الفصل في استبعاد الرئيس الأسعد وكل من يلوذ به عن أي موقع سياسي، لم يأبه الأسعد كعادته للحسابات السياسة الضيقة ولا لترسبات الخصومة، فأعلن في آخر حديث له في جريدة النهار أنه “يطمئنّ لعون رئيسا للجمهورية”. وإذا كان للأمر من تفسير، فهو أن الرئيس كامل الأسعد عندما يتخذ الموقف من موقعه الوطني، فإنّه لا يقيم أي حساب للمصلحة الشخصية ولا لحسابات الربح والخسارة، وهذا ما يسمى بـ “المبدئية”. في 25 تموز 2010 رحل كامل الأسعد، أحد أبرز قيادات لبنان الوطنية وأهم رموز وحدته الوطنية وأشجع المحافظين على مؤسساته الدستورية. وفي موقف أقل ما يقال فيه أنّه واجب، قبل الحديث عن الوفاء، غاب العماد عون وأعضاء تكتله وتياره كافة عن العزاء، وربما خشي أن يتسرب أمر اتصاله للتعزية، أو برقيته، فلم يتّصل ولم يبرق، هذا اذا افترضنا أنّه يريد ولم يستطع ان يفعل، انطلاقا من حسن الظن بالعماد الذي تخطى كل الهواجس الأمنية ليقوم مأجورا بواجب العزاء بالوزير الراحل إيلي سكاف في زحلة. ربما لأن محازبي الرئيس الأسعد وشعبيته المتبقيّة ليست إرثا محتملا يسعى الوارثون إلى حجز حصتهم منه. وربما من زاوية ليست أقل سوءا، أنّ الوقوف على خاطر الحلفاء يستدعي عدم الوقوف على خاطر خصومهم حتى بعد رحيلهم الأبدي، بما في ذلك من تنكر للواجب ولما هو أبعد وأعمق وأسمى. أمّا فيما يخص الأستاذ مارسيل غانم، الصحافي البارز وربما الأبرز، شخصًا وبرنامجا، فإنّ ما لقيناه منه من تكريم عند رحيل أيّ رمز أو شخصية عامة كان آخرها الزعيم الزحلاوي الراحل إيلي سكاف، كان قاعدة لم يشذ عنها إلاّ رحيل كامل الأسعد. كامل الأسعد ربما لم يترك مالاً يستطيع به شراء بعض دقائق على هذه الشاشة أو تلك. لكنه ترك دون أدنى شك سيرة ستبقى حجة على كل من شغل منصبا أو مركزا عاما، فهو الرجل الصادق المستقيم ذو الكف الأبيض والعنق العتيق. وإذا كان لا بدّ من حساب لعمر مسيرة الحرية والسيادة والإستقلال، فيكون في متابعة واستحضار سيرة ومواقف الرئيس كامل الأسعد، والكشف عن أملاكه وحساباته المصرفية ولو غابت تلك السيرة عن ألسن الساسة… وكلام الناس.

 

عندما تركت أميركا لإيران ‘الحبل على الغارب’…

بادية فحص/جنوبية/18 أكتوبر، 2015

يشعر المتابع لتصريحات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني ومرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي، حول إمكانية رفع مستوى التعاون بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة الأميركية، بأن ثمة تنافسا يدور بين مكونات السلطة على قيادة إيران ما بعد الاتفاق النووي، ورسم أطر السياسات الخارجية لعلاقاتها مع الدول الغربية، بالأخص الولايات المتحدة. يبدو خامنئي أنه يعارض توسيع مساحة التقارب بين طهران وواشنطن، وينفي وجود رغبة لدى طهران في تعزيز أي نوع من العلاقات مع واشنطن، ويصر على استبعاد إحتمال حدوث أي تغيير في أولويات السياسة الخارجية الإيرانية.

في المقابل تعكس تصريحات روحاني لهجة أقل حدة، إن لم نقل لينة، في هذا المجال، وتضيء على مسألتين مهمتين.

أولا: رغبة إيرانية حقيقية في توسيع التعاون مع الغرب والولايات المتحدة، هذا التعاون الذي بدأت ثماره تنضج على الصعيدين الاقتصادي و”الجيوسياسي”. مؤخرا، أعلن روحاني أن بلاده صارت جاهزة لتتحول إلى قطب تجاري في المنطقة، نظرا إلى حجم التبادلات الاقتصادية الذي أحرزته، منذ انفتاحها على المجتمع الدولي وبلدان المنطقة، بفضل الاتفاق النووي بالطبع.

ثانيا: سعي روحاني إلى بناء صورة جديدة عن إيران في أذهان الديبلوماسية العالمية، مغايرة لصورتها ما قبل الاتفاق النووي، كمحاولته التأكيد أن إيران دولة “تحارب الإرهاب”، وأنها مستعدة للتعاون مع المجتمع الدولي لحل القضايا العالقة في المنطقة، ومساعدته في تجفيف منابع الإرهاب. بعبارة أخرى، يسعى روحاني إلى انتزاع اعتراف دولي بدور أساسي وفعال لإيران في المنطقة، وإضفاء شرعية دولية على نشاطاتها غير الشرعية فيها. هذا ما يظهر في الشكل، أما في المضمون، فقد ذهبت إيران إلى المفاوضات النووية بذهنية تقديم المصلحة الاقتصادية الوطنية على الضرورات الأيديولوجية الثورية.

وهنا لا بد من التذكير أنه على مدى جولات المفاوضات النووية بين إيران والدول الست، كان المرشد يذكر دائما في خطبه أن هناك خطوطا حمراء في المفاوضات غير مسموح تجاوزها، لكن في نهاية المطاف تم تجاوز كل هذه الخطوط بسلاسة وبدون تردد. وليس سرا، أن كلام خامنئي في هذا الخصوص لم يكن موجها إلى الوفد المفاوض، أو إلى رئيس الجمهورية، إنما لتذكير الرأي العام أنه مازال متمسكا بمبادئ الثورة، وأنه مازال محافظا على عدائه للسياسات الأميركية. علاوة على ذلك، فإن فكرة تغليب المصلحة الاقتصادية الوطنية على المقتضيات الثورية هي فكرة المرشد، التي حمّلها للوفد المفاوض في جنيف، فالتوصل إلى توقيع الاتفاق النهائي بشأن نشاط إيران النووي ورفع العقوبات الدولية عن إيران، وبالتالي تغير لهجتها اتجاه المجتمع الدولي، أمور ما كان يمكن أن ترى النور لولا وجود ضوء أخضر من خامنئي، حتى إن بدا أن روحاني ومن خلفه تياره المعتدل هو من قاد هذا التحول. تجدر الإشارة هنا، إلى أن إعطاء الأولوية للمصالح الاقتصادية، لا يعني أن إيران تستطيع ان تتخلّى عن مبادئها الثورية، فهي غير قادرة بتاتا على الانسحاب من هذه الدائرة، لأن هذه المبادئ هي عقيدة الدولة ومتجذرة في أصلها، وتعبتر جوهر شرعيتها، كما أن هذا القناعات هي خارج نطاق سيطرة خامنئي، لذلك لا يمكن من هذا المنطلق، اعتبار تقديم المنفعة الاقتصادية على المبادىء الثورية إلا من باب المحافظة على مصالح الجمهورية الإسلامية. لكن كيف للمصالح الاقتصادية أن تخدم المصالح الأيديولوجية وتحافظ على الجمهورية الإسلامية وتصون مبادئ الثورة؟ تعمل إيران على توظيف هجمة الاستثمارات الدولية على أسواقها التجارية، مستفيدة من الانعكاسات الايجابية المتشعبة للاتفاق النووي، في بناء علاقات سياسية مع الدول المبادرة، وذلك عبر تقديم نفسها دولة مستقرة، متماسكة ومتعاونة إلى أقصى الحدود مع المجتمع الدولي، ومتمايزة دينيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا عن باقي دول المنطقة، وفي حال نجاحها، وهي على السكة الصحيحة، ستتفرغ لشرعنة توسعها الجيوسياسي في المنطقة، أي إضفاء نوع من الشرعية على تمدّدها الجيوسياسي في سوريا ولبنان والعراق واليمن وغيرها، وفي حال حصلت على تفويض دولي بلعب دور جيوسياسي “ضروري” في المنطقة، فذلك من شأنه أن يغري المزيد من دول العالم بتوسيع مشاريعها التجارية معها، فيكون الاقتصاد بذلك في خدمة الإيديولوجيا، التي بدورها تحفظ الدولة وتصون الثورة. الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق المجتمع الدولي، إلى تضخيم حجم إيران وتأثيرها في المنطقة، فالإدارة الأميركية تتعامل مع إيران كشخصية قوية ومؤثرة في حل الأزمات في المنطقة ومحاربة الإرهاب، وهي “مستعدة للتعاون مع جميع بلدان العالم من أجل حل الأزمة في سوريا بما فيها روسيا وإيران” كما قال أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة. في الختام، نجاح إيران في توظيف الاقتصادي في خدمة الأيديولوجي، ومن ثم الحصول على صك اعتراف أميركي بدور أساسي لها في حل الأزمات الكبرى في الشرق الأوسط، الذي يمهد الطريق أمام اعتراف دولي واسع بهذا الدور، يبشر بقرب تبلور تحالف استرتيجي بين إيران والولايات المتحدة، يتجاوز بكثير “رفع مستوى التعاون بينهما”، علما أن هذا التحالف لن يكون من أولوياته إيجاد حلول لأزمات المنطقة، فإيران لن تتراجع عن تدخلها في دول المنطقة مادامت الإدراة الأميركية تركت لها الحبل على الغارب.

 

ندى ماروني: 20% كوتا نسائية داخل حزب الكتائب

خاصّ جنوبية 17 أكتوبر، 2015

في سياق الإضاءة على دور المرأة في الأحزاب اللبنانية، أجرت مجلة "شؤون جنوبية" مقابلة مع عضة المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبناني ندى ماروني التي تحدثت لـ "شؤون جنوبية" عن كيفية مشاركة المرأة في حزب الكتائب باتخاذ القرار. في الانتخابات الحزبية الأخيرة فازت ندى ماروني بعضوية المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية في الدورة الأولى للانتخابات، لم تنجح بالكوتا المخصصة للنساء بل انتخبت بصفتها ناشطة سياسية. وعن وضع المرأة في حزب الكتائب اللبنانية، تقول ماروني: “ينضوي تحت لواء الحزب العديد من السيدات الناشطات في الميدان الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. وتقسيم الحزب الإداري على مستوى مؤسساته القيادية يضم العديد من النساء المسؤولات وفي المكتب السياسي وحده أربع سيدات أي ما نسبته عشرين بالمئة من عدد أعضائه إضافة إلى عدد من المستشارات”. وأشارت ماروني إلى استخدام نظام الكوتا في الحزب، قائلة: “نعم نعتمد الكوتا في انتخابات المكتب السياسي، وهي انتخابات تجري على مستوى قاعدة الكوتا وهي عشرين بالمئة”. أما على مستوى القاعدة فيمكن القول إنّ نسبة الحزبيات جيدة وتصل إلى ما يزيد عن أربعين في المئة من عدد الحزبيين”. وعن موقع المرأة في برنامج الحزب ونشاطه توضح ماروني: “الحزب منذ نشأته وهو يدافع عن المرأة وحقوقها ونوّابه حملوا دائماً المشاريع التي تطالب بحقوقها ونبذ العنف، ولم يبخل الحزب يوماً في جعل منابره ساحة دفاع أوّل عن المرأة. وأعتقد أنّ المرأة في حزب الكتائب تشارك في أخذ القرار، وعندما تصل امرأة إلى عضوية المكتب السياسي وهو سلطة القرار في الحزب فهذا يعني أنّها بالقيادة فكيف والعدد وصل إلى أربع نساء. وحول المهام الحزبية تقول ماروني: “كل المهام تناط بالحزبيات مثلها مثل الرّجل – السياسة – الإدارة وفي الحزب لعبت المرأة دوراً عسكرياً خلال الحرب الأهلية، المرأة ناجحة في كل مكان وكل زمان خصوصاً في حزب الكتائب”. وأضافت: “ومن الأمور التي نادراً ما نجدها في أحزاب أخرى، ففي كثير من المناسبات مثلّت المرأة الحزب فيها وألقت الكلمات بإسم الحزب، وكثيراً ما عبرّت عن الموقف السياسي، وهذا أيضاً يعود إلى شخصية المرأة بحدّ ذاتها ومدى اهتمامها بالسياسة وبالظهور الإعلامي والمنابري”. وختمت ماروني حديثها: “يجب أن تتمتع المرأة أكثر بثقة واسعة في النفس، وبأنّها جزء مهم في المجتمع بل هي نصفه المكمل وأنّ عليها مسوؤليات كثيرة، لكن أهمها إثبات وجودها وتفعيل دورها فإذا كان وجودها مهماً لكن دورها أهم”.

 

رياح التغيير تهب على إيران

حسن فحص /جنوبية/الأحد 18/10/2015

عشرون دقيقة، وبعد تدخل مباشرة من مكتب مرشد النظام، كانت كفيلة لوضع نهاية لصراع استمر نحو اربعة عقود مع "الشيطان الاكبر" الولايات المتحدة الاميركية من بوابة الاتفاق النووي، وإجراءات اختبار النوايا عن طريق رفع العقوبات الاقتصادية مقابل التزام ايران بما تم التوافق عليه في جنيف، يوم الرابع عشر من تموز/ يوليو الماضي. عشرون دقيقة هي المدة التي استغرقها البرلمان الايراني (مجلس الشورى الاسلامي)، للانتهاء من اقرار القانون المحال من اللجنة المشتركة التي شكلها لدراسة الاتفاق بمشاركة المجلس الاعلى  للامن القومي وحرس الثورة الاسلامية، ورفع تقرير الى البرلمان يكون بمثابة مخرج للجدل الذي دار حول حق البرلمان في اقرار الاتفاق كمعاهدة، ووضعه في اطار تأييد الحكومة في تنفيذ الاتفاق السياسي والالتزام به بمقدار التزام الطرف الاخر. عشرون دقيقة سمحت لايران بإنهاء آليات اقرار الاتفاق النووي، وقام الرئيس حسن روحاني بنشر ما تم التوافق عليه في البرلمان الايراني واقره مجلس صيانة الدستور في الجريدة الرسمية، وما يعنيه ذلك من انتقاله الى المرحلة  التنفيذية المتقابلة بين ايران والمجتمع الدولي. ولعل اولى نتائج الخطوة الايرانية ما ستشهده دوائر الاتحاد الأوروبي من رفع كامل للعقوبات الاوروبية عن إيران، الأحد، في لقاء سيجمع كلا من وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف ومسوؤلة السياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني. هذا في الشكل. أما في المضون، فإن المسار الذي قطعته طهران للوصول الى هذه النقطة، حمل الكثير من الدلالات والابعاد، التي قد تحمل في المستقبل مؤشرات على خطورة الاسلوب الذي اتبعته القيادة الايرانية للوصول الى اقرار الاتفاق. ففي الجلسة التي عقدها البرلمان الايراني لمناقشة القانون المجعل المكرر الذي احالته لجنتا الامن القومي والسياسية الخارجية، على الهيئة العامة لمجلس الشورى لاقراره، استطاع عدد من النواب المعارضين للاتفاق من اسقاط صفة "المعجل  مكرر" عن القانون المحال، ووضعوه في اطار "المعجل" فقط وبالتالي فتحوا الطريق امام مناقشته في الجلسة العامة.

الجلسة الاولى التي عقدت في 12 من الشهر الحالي، شهدت جدلا واشتباكات كادت تصل الى القتال بالايدي بين عدد من النواب المؤيدين والمعارضين للاتفاق، في حين لم يتورع النائب روح الله حسينيان، المحسوب على كتلة النواب الاصوليين المتشددين، من توجيه تهديد مباشر إلى وزير الخارجية ظريف المشارك في الجلسة بالقتل بتهمة الخيانة. القانون في إطار العام اقر بشق الانفس وبناء على مبدأ التصويت بمن حضر، فبلغ عدد المؤيدين للاتفاق بناء على التقرير الذي احالته اللجنة المشتركة لدراسة الاتفاق، 133 نائباً، في حين عارضه 96 نائباً، وامتنع عن التصويت 10 نواب، أما عدد الحضور فقد بلغ 244 نائباً من أصل 290. الجلسة الاولى لمجلس الشورى، حملت مؤشرا على الصعوبة التي يواجهها النظام في تمرير الاتفاق النووي، خاصة وان هذه الجلسة عقدت في غياب عدد من النواب المعارضين، لاسيما رئيس كتلة الاصوليين المتشددين غلام علي حداد عادل، الذي فضل عدم تسجيل اي موقف سلبي كان ام ايجابي من الاتفاق، مع ترجيح موقفه السلبي منه حسب ما كشفت النقاشات التي دارت في اروقة المجلس قبل احالة القانون على التصويت. ما يعني ان كتلة كبيرة من النواب قادرة على فرض امر واقع على عكس ما تريده قيادة النظام، لاسباب انتخابية او على خلفية الصراعات السياسية ومحاولة كسر الرئيس روحاني، ومنعه من تسجيل انتصار سياسي واقتصادي على حسابهم، خاصة المجموعة المحسوبة على جماعة الرئيس السابق محمود احمدي نجاد، متذرعين بأن الاتفاق سيفتح الطريق امام فتح الساحة الايرانية امام التدخلات الخارجية خاصة الاميركية، وبالتالي النيل من الثورة الاسلامية وتحقيق الاهداف التي عجزت عن تحقيقها في الحصار والحرب عن طريق السياسة. وقوف النظام وقيادته خلف الرئيس روحاني والاصرار على تمرير الاتفاق، على الرغم من نقاط الضعف التي تضمنها، حسب المعارضين له، واعتباره فرصة تاريخية لن تتكرر لايران في ظل الازمات الاقتصادية والتضخم والبطالة والركود الذي تعاني منه، دفع قيادة النظام للتدخل بشكل مباشر، وغير مباشر، لفرض ارادتها على النواب واجبارهم على اقرار الاتفاق بالصيغة التي رفعتها اللجنة المشتركة التي كلفت دراسته. الجلسة الثانية التي خصصت لدراسة تفاصيل التقرير المطروح للنقاش والاقرار، استدعت تدخلا من مكتب المرشد، والمجلس الاعلى للامن القومي بشخص أمينه العام علي شمخاني، وهو ما سمح بتمرير القانون ورفع نسبة المشاركة وحتى نسبة المؤيدين له فوصل عددهم الى 161 نائباً، ومعارضة 53 اخرين، وامتناع 13 عن التصويت، من مجموع 250 نائباً شاركوا في الجلسة. هذه التغييرات بين الجلستين جاءت نتيجة للاجتماع الثلاثي الذي عقد عشية الجلسة الثانية، وضم رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، ومعه أمين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني، ورجل الظل والمفتاح الاساسي في مكتب مرشد النظام والمتحكم بمفاتيح الامور رجل الدين السيد علي اصغر حجازي. وتولى نائب رئيس البرلمان علي رضا باهنر تسريب الخبر ونشره بين النواب، قبيل لحظات من انعقاد الجلسة الثانية، والايحاء لهم بان "ارادة المرشد تقضي بتمرير الاتفاق" وهو ما ضمن التوصل الى هذه النتيجة، التي احيلت مباشرة على مجلس صيانة الدستور الذي اقرها بدروه بسرعة فائقة، مع العلم ان مجموعة من القوانين ماتزال عالقة في ادراجه منذ حقبة الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي ولم يبت بها حتى الان. آليات اقرار الاتفاق النووي، كشفت عن متحول خطير في الحياة السياسية الايرانية بدأ بالظهور الى العلن وبشكل فاضح وواضح، ولعل المؤشر الابرز عليه، هو جرأة كتلة النواب الاصوليين المتشددين في كشف تدخل مكتب مرشد النظام في مسار عمل النواب، واجبارهم على اعلان موافقتهم على الاتفاق، أو رفع نسبة المؤيدين له. وهو ما اجبر مكتب المرشد على اصدار بيان ينفي فيه الزج باسم المرشد ومكتبه في آليات عمل البرلمان وفرض موقفه على النواب.

الحقيقة الابرز في هذا المتحول ان مرشد النظام انتقل وبشكل مباشر وغير موارب في دائرة تعطيل عمل المؤسسات الدستورية في النظام الايراني، من خلال مصادرة رأي المعترضين على الاتفاق النووي الذي من المحتمل لو سارت الامور بشكل طبيعي في اطار من الحرية والديموقراطية أن لا يحصل على الاكثرية المؤيدة له، وبالتالي كان من المحتمل ان يسقط في التصويت. التسويغ الذي قدمه مؤيدو تدخل المرشد اعتمد على ضرورات المرحلة ومصالحة النظام في اقرار هذا الاتفاق والسير به لما يشكله من فرصة لايران للخروج من ازماتها الاقتصادية الخانقة، وبالتالي عودتها الى الساحة الدولية وفك العزلة عنها.

نزع صلاحيات مجلس الشورى الاسلامي، الذي وصفه مؤسس الثورة السيد روح الله الخميني بأنه "على رأس الامور"، وتحويله الى اداة طيعة في يد المرشد، تعيد الى الذاكرة الازمة التي نشبت بين رئيس الجمهورية الايرانية عام 1983 والذي كانت يشغله حينها السيد علي خامنئي، مع رئيس وزرائه مير حسين موسوي، ومحاولته ادخال تعديلات على صلاحيات الرئيس ومنحه المزيد من الصلاحيات امام صلاحيات رئيس الوزراء شبه المطلقة، الى درجة ان خامنئي الرئيس التقى مع سلفه المطرود أبو الحسن بني صدر في وصف موقع رئيس الجمهورية "بآلة الدمغ"، الذي تنحصر مهمته في امضاء وتوقيع القرارات التي يتخذها رئيس الوزراء. وهو صراع لم يكتب لخامنئي الفوز به بسبب وقوع الامام الخميني الى جانب رئيس الوزراء مير حسين الموسوي.

خامنئي ومعه رفسنجاني وبالتحالف من نجل الخميني السيد احمد، دفعوا أواخر عام 1987 بمشروع ادخال تعديلات على الدستور وطرحها على الاستفتاء العام، في مادتين بالتحديد؛ الاولى تضفي صفة "المطلقة" على صلاحيات مرشد النظام، أو ولي الفقيه، والثانية الغاء منصب رئيس مجلس الوزراء ونقل صلاحياته الى رئيس الجمهورية. وهي التعديلات التي سمحت له بعد رحيل الخميني من تجميع الصلاحيات جميعاً في يده تدريجياً، بدأت من تقاسم السلطة في اول مجلس للوزراء شكل بعد التعديلات برئاسة هاشمي رفسنجاني، ثم بتعطيل عمل الرئاسة في زمن خاتمي، وحاليا بالتحكم في آليات عمل الدولة والحكومة في كل  تفاصيلها. الدخول من جديد على صلاحيات مجلس الشورى الاسلامي قد يحمل على الاعتقاد بأن هذه الخطوة قد تكون استباقية للمرحلة المقبلة، والتغييرات البنيوية التي ستشهدها ايران بعد الاتفاق النووي، والانتفاح على المجتمع الدولي، خاصة وان منسوب الخوف بدأ يرتفع داخل اروقة النظام من التركيبة المقبلة للبرلمان في الانتخابات المقررة مطلع العام المقبل 2016، وإمكان عودة القوى الاصلاحية بقوة الى الندورة النيابية، وهو ما قد يشكل تحدياً أساسياً، ورئيساً، لمسار الامساك بمفاصل السلطات والقرار في تركيبة النظام الايراني، خاصة وان خسارة او ضعف قبضة النظام على البرلمان ستفتح الطريق امام خسارة او على الاقل المشاركة للقوى الاصلاحية في مواقع اخرى. فهل بدأت معركة تثبيت المواقع داخل النظام قبل تبلور اي تداعيات للاتفاق النووي على الداخل الايراني، والتي قد  تفتح ابواب ايران امام رياح التغيير؟

 

لبنان الضحية استضعفوه ... فشلّوه!

 عرفان نظام الدين/الحياة/19 تشرين الأول/15

فيما تتصاعد سخونة الأوضاع في سورية والمنطقة، وتتفاقم حالة الشلل والجمود التي يعيشها لبنان، فإن الجدل البيزنطي لا يزال هو السائد على ألسنة الكبير والصغير والمواطن والوزير عن جنس الملائكة وحول من يأتي أولاً: البيضة أم الدجاجة، وأقصد الرئيس أولاً أم الانتخابات البرلمانية، والرئيس القوي أو الرئيس التوافقي. ترف سياسي وحوار طرشان، فيما لبنان يغرق، والمواطن يفقد الأمل، والمؤسسات تتهاوى، وأزمة النفايات تنشر الأوبئة، والخدمات معطلة: لا ماء ولا كهرباء ولا شكل حسن لأجمل البلدان. أما أهل الحل والربط، فغير قادرين على الحل والربط ويتقاذفون الاتهامات والشتائم، وكل طرف يلقي اللوم على الطرف الآخر ويحمله المسؤولية. وعندما انطلق الحراك الوطني، تفاءل كثيرون بتحقيق اختراق يفتح باب الحلول والانفراجات ويرمي حجراً في المياه الراكدة، فإذا به ينحرف عن مسيرته السلمية ويوجه الحجر إلى رجل الأمن، ومعه سيل من الشتائم والممارسات غير الحضارية وغير الإنسانية، ورجل الأمن هو المؤتمن على حماية الوطن والمواطن والضمانة الوحيدة المتبقية لمنع الانهيار الكامل والدرع الوحيد المانع للانفلات الأمني ووقوع الطامة الكبرى. وعلى رغم الاعتراف بأحقية المطالب المشروعة للحراك والقرف من الممارسات السياسية والمماحكات المشينة والفساد المستشري، فإن من الموضوعية طرح أسئلة عن الجهات التي عطلت البلاد لسنوات طويلة وكشف هويات كل المفسدين «كلهن يعني كلهن». ولا بد أيضاً من التساؤل عن سر تشرذم قادة فئات الحراك وعدم قدرتهم على توحيد صفوفهم ومطالبهم وتنظيم صفوفهم، ومنع المندسين من تشويه صورتهم وإعطاء صورة غوغائية والقيام بممارسات فوضوية، مثل الاعتداء على الممتلكات وكتابة شعارات والتفوه بشتائم لا تليق بشباب طامح إلى الحرية ومحاربة الفساد، ما دعا البعض إلى التساؤل عن الفارق بين الذين تبادلوا الشتائم البذيئة تحت قبة البرلمان وبين ما سمعناه خارجه. وهنا لا بد من تحميل بعض الإعلام مسؤولية صب الزيت على النار والسماح بنقل البذاءات والتعديات على الحقوق والحريّة لغاية في النفوس أو بدافع الإثارة. باستثناء هذه الملاحظات، لا يمكن أي إنسان إلا أن يتعاطف ويقف مع المطالب المشروعة للمتظاهرين ويطرح معهم التساؤلات، ومنها:

* هل هناك بلد في العالم يبقى من دون رئيس لأكثر من سنة ونصف السنة من أجل شخص أو طرف أو حزب؟

* هل هناك بلد في العالم تبقى حكومته معطلة ومشلولة لا تعمل، أو تمنع من العمل، وإن أرادت أن تعمل بجهد رئيسها الصابر والمتحمل ما لا يتحمله إنسان، تواجه بمن يضع العصي في دواليبها ويعرقل قراراتها التي تهدف في الأساس إلى خدمة المواطن وتخفيف الاحتقان؟

* هل هناك بلد في العالم يمدد مجلس نوابه لنفسه مرتين بحجة عدم إمكان إجراء انتخابات عامة في الظروف الحرجة، ثم لا يجتمع ولا يشرّع ولا ينتخب رئيساً ولا يمنح أملا حتى من طاولة الحوار، على رغم اليقين بأن القضية لا تحتاج إلى حوار بل إلى قرار؟

* هل هناك بلد في العالم نفاياته ترمى في الشوارع لأكثر من شهرين على رغم التأكد من أخطارها الصحية والبيئية، وسط عجز ومساومات وتدخلات من كل من هب ودب لتقديم الحلول والاقتراحات، فيما المواطن يكتوي بنار مأساة تضاف الى مآسيه المتراكمة؟

* هل هناك بلد في العالم لا كهرباء فيه على رغم إنفاق البلايين على مشاريع الهدر وسفن الأحلام والوعود الكاذبة، علماً أن أكثر من نصف الدين العام الذي يرزح تحت كلفته لبنان تعود إلى هذا القطاع وفساده؟

* هل هناك بلد في العالم لا ماء فيه، وهو الغني بأنهاره وينابيعه التي تذهب هدراً إلى البحر؟

مسكين لبنان الذي أحببناه، فقد كان الواحة التي يتنفس فيها اللبنانيون والعرب في صحراء الأزمات والحروب، وكان الأمل كبيراً بأن يكون رائداً في الحرية والديموقراطية والانفتاح والازدهار وتأمين سبل الحياة الكريمة لمواطنيه، وهو الغني بإمكاناته وطبيعته وخدماته وحرية اقتصاده وسرية نظامه المصرفي وقدرات اللبنانيين على الابتكار. مسكين لبنان حقاً. فقد تحول إلى ضحية يساهم في ذبحها كل يوم بعض أبنائه وأكثر أشقائه ومعظم الطامحين بالهيمنة عليه والطامعين به وبمياهه وأولهم إسرائيل التي تعمل على منعه من الاستقرار لأنه يدحض مزاعم «الديموقراطية الوحيدة في المنطقة».

وقد عبر شاعر العصر نزار قباني عن هذا الواقع في قصيدته: بيروت محظيتكم، بيروت حبيبتي: سامحينا إن تركناك تموتين وحيدة/ سامحينا إن رأينا دمك الوردي ينساب كأنه العقيق/ وتفرجنا على فعل الزنى وبقينا ساكتين/ آه يا بيروت، يا صاحبة القلب الذهبي/ إنا جعلناك وقوداً وحطباً للخلافات التي تنهش من لحم العرب/ منذ أن كان العرب؟! نعم هذه هي الحقيقة المرة، فقد ألقى العرب كل نفاياتهم على لبنان ورموا بمشاكلهم وأزاحوها عن ظهورهم ليرتاحوا، فقد استضعفوه فشلّوه وحمّلوه تبعات خلافاتهم وعجزهم منذ نكبة فلسطين ولجوء مئات الآلاف من اللاجئين إلى أراضيه، ليدفع ثمناً باهظاً توّج بحرب أهلية. ثم جاءت الحرب السورية لتضاعف الأعباء مع أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ، إضافة إلى نصف مليون عامل ومقيم.

والدول الكبرى ليست بريئة من دم كل لبناني، فالتاريخ يدلنا إلى الفتن التي أشعلت نارها منذ عام ١٨٦٠ حتى يومنا هذا، منذ هيمنة القناصل إلى نفوذ السفراء. وبكل أسف، فإن بعض اللبنانيين قبلوا بهذا الدور التابع. انتظروا الضوء الأخير من «س س» أو «س أ»، ومن فرنسا وأميركا أو إيران التي دخلت على الخط منذ قيام الثورة. الكل ينتظر ويروج بأنه لا حل إلا بحسم الحرب السورية أو انتهاء حرب اليمن أو معرفة مصير العراق بعد انتظار الاتفاق على حل الملف النووي الإيراني، ولما أنجز جاءت النتيجة عكسية، والكل يدعي حباً ووصلاً بلبنان، ومن الحب ما قتل.

والمؤسف أنه في غياب السلطة الحائر واندفاع الشعب الثائر، برزت فئات لها غايات وأحقاد للعمل على هدم القيم، من الوحدة الوطنية إلى التعايش الإسلامي- المسيحي الذي كان يُعد نموذجاً للعرب والعالم، إلى الأصول الديموقراطية والدستور وحتى اتفاق الطائف الذي لم تنفذ بنوده المهمة. وعلى رغم هذا، ما زال يُعد صَمّام الأمان. وبرزت فئة أخرى لتكشف عن نواياها لهدم المؤسسات والمرافق التي أعطت وجهاً مشرقاً للسياحة والاستثمار، وهما من أسس بناء الاقتصاد اللبناني ومركز الثقل لتوفير فرص العمل، وفق ما يؤكد الخبراء الذين قدروا حجم العمالة بين مختلف الفئات في الوسط التجاري (سوليدير) والأسواق و «زيتونة باي» والمرافق السياحية بأكثر من مئة ألف فرصة عمل، وربما أكثر، لولا الخضات المستمرة والاعتصامات المتكررة والاستهداف الممعن في الحقد على كل من يبني مرفقاً في بيروت وتشويه صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقتل أحلام اللبنانيين بعاصمة يفتخرون بها ويستفيدون من المشاريع التي أقيمت في أكثر المناطق إقبالاً من السياح العرب والأجانب، كأن هناك من لا يريد للبنان أن يستقر، ولا لأبنائه أن يؤمنوا مستقبل أولادهم، بدل أن يقدموا على الهجرة ويموت أهلهم حزناً وحسرة على فراقهم.

7:03 PM 18/10/2015ولا يتسع المجال هنا لسرد تفاصيل الكثير من الأحلام، مثل لبنان مستشفى الشرق الأوسط والمدينة الإلكترونية والمدينة الإعلامية وغيرها قتلت وهي في مهدها، والتي لو نفذت لأحيت لبنان وحققت للمواطن كل ما يطلبه وجنّبته المذلة والحاجة والمحنة التي يعيشها الآن.

وبعد هذا كله، يسألونك عن الحل في لبنان ويحذرون من الأخطار. ويحدثونك عن الانفراج أو الانفجار، فيما الحرائق تشتعل من هنا وهناك، لتحرق ما تبقى من أخضر ويابس وتقضي على الوطن والمواطن. ولا نجد في المقابل سوى العناد والتحدي والنكايات والأنانية وغياب الوطنية والمواطنة والارتباط بإرادات خارجية وأصابع خفية يقولون إنها تدير اللعبة التي لم يعد لها قواعد تذكر.

وأختم مع الرائع نزار في قصيدة يعبر فيها أجمل تعبير عن مكانة لبنان في قلوبنا:

من الطبيعي أن يتضامن الشعر مع لبنان

فمن هو الشاعر إذا لم يدافع عن وردة جميلة تذبح؟

أو عن لوحة جميلة تذبح... أو عن مدينة جميلة تذبح؟

ولأن بيروت مدينة جميلة جداً... فقد دفعت ثمن جمالها!

ولأنها مثقفة جداً... . فقد دفعت ثمن ثقافتها

ولأنها مدينة حرة جداً... فقد دفعت ثمن حريتها

هذه هي ديكتاتورية التاريخ... منذ شريعة الغاب

.... حتى شريعة النظام العالمي الجديد!

نعم، هذا هو لبنان الذي نحبه ونتألم ونحن نراه يذبح أمام ناظرينا ونحزن لأي أذى يتعرض له من جانب الأعداء والإخوان والأبناء، فكلهم استضعفوه ليشلّوه (الأصل ليأكلوه) ويطفئوا نور إشعاعه ليحل الظلام ويحرم من أن يكون موئل حرية وشاطئ أمان ومنارة حضارة وعلم واعتدال.

ماذا قصد بروجردي بحديثه عن زيارة القصر؟ بوغدانوف يتولّى المراجعات حول الرئاسة

خليل فليحان/النهار/19 تشرين الأول 2015

يواجه سفير روسيا ألكسندر زاسبكين منذ التدخل الجوي العسكري في سوريا سؤالا من السياسيين والصحافيين، عما اذا كانت بلاده تعد لمبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية فيسارع الى النفي، مع ان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف يجري اتصالات بالفاعليات السياسية والنيابية او يتلقى منها اجوبة عن استفسارات يطرحها حول الاستحقاق الرئاسي. إلا أن زاسبكين يلمح الى افادة سيجنيها لبنان من جراء التدخل العسكري الجوي الروسي ضد مواقع التنظيمات الإرهابية، ولا سيما على صعيد تقليص خطر مسلحي تلك التنظيمات على لبنان، على عكس ما يراه كبار الضباط الإيرانيين في دمشق من ان تصعيد تلك الهجمات الجوية، بمساندة من القوات البرية المؤلفة من جيش النظام، يساندها مقاتلو حزب الله والحرس الثوري، يعتبرون أن الخلل في القوى المتحاربة مع "التكفيريين" سيؤدي الى شلل العمليات العسكرية ضد النظام ومؤيديه، وبالتالي فإن مسلحيهم سيهربون في اتجاه لبنان والأردن وتركيا من شدة مطاردتهم لهم أرضاً وجواً. ولم يتأخر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي في تحذير المسؤولين من الخطر الذي يجب عدم الاستهانة به، مشدداً على ضرورة ان ترفع القوات المسلحة المنتشرة على الحدود الشرقية والشمالية درجة اليقظة والمراقبة لمنع اي تسلل لهم. وأشار الى ان اداء الجيش اللبناني كفيل بمنعهم. كما ان "حزب الله" له مواقعه على الحدود الشرقية مع سوريا وساهر على الجزء المتبقي من تلك الحدود. وتوقف مرشحون للرئاسة وسفراء أجانب معنيون معتمدون لدى لبنان عند عبارة تلفظ بها بروجردي عندما قال: "آمل أن تكون زيارتي المقبلة للقصر الجمهوري"! سأل سفير أوروبي هل هذا تمنّ أم زلة لسان؟ ولم يتوافر اي جواب مقنع عما قصده المسؤول الإيراني الذي يعتبر انه في صلب القرار في ما تخططه القيادة في طهران. وأضاف: اذا كانت بعض الدول وبعض رؤساء الكتل النيابية يؤكدون ان مفتاح حل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في يد ايران، فإن ما قاله بروجردي قد يندرج في إطار التحضير لمخرج يؤدي الى اختيار رئيس تسووي، والمتابع لهذا الملف يعلم ان طهران يمكنها ان تؤدي دورا يمكن ان ينهي او يساعد على إنهاء هذا التعثر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بالطلب من الحزب تغيير موقفه ونزول نوابه الى ساحة النجمة لتأمين النصاب، وان السعودية لن تعارض اي مرشح تتوافق عليه القوى السياسية اللبنانية بالكامل، او معظمها على الأقل. وأشاروا الى انه لا حاجة الى التذكير بأن الكثير من قادة البلاد ينتظرون القمة الفرنسية - الإيرانية المتوقعة أواسط الشهر المقبل في باريس لمعرفة ما اذا كان الرئيس حسن روحاني سيعطي الرئيس فرنسوا هولاند موقفا إيجابيا ينهي الفراغ الرئاسي في بعبدا ام ان الحديث عنه سيظل في إطار المناقشات. ولفتوا الى ان الحالة السياسية في البلاد مهترئة وغير قابلة للمعالجة، فالرئيس نبيه بري وصف الحكومة بأنها محروقة، وتلاه العماد ميشال عون فأعلن مقاطعة وزيريه لأي جلسة للحكومة، وفجّر الوزير نهاد المشنوق قنبلة نهاية الأسبوع بالتلويح بالاستقالة من الحكومة، ولم يعد ينفع الا انتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد الى التوافق وترسيخ الاستقرار السياسي لتحصين البلاد من التداعيات السلبية للازمة السورية في كل المجالات.

 

التلويح بالاستقالة بين السلبية والإيجابية أي معنى للتمسّك بالحكومة مع تعطيلها؟

روزانا بومنصف/النهار/19 تشرين الأول 2015

تناقضت المواقف حتى من ضمن قوى 14 آذار في شأن تلويح وزير الداخلية نهاد المشنوق في الذكرى الثالثة لاغتيال اللواء وسام الحسن بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار في ظل استمرار المراوحة والابتزاز على حالهما. كثر لم يتحمسوا لهذا الموقف نظراً الى انه من غير المفيد لهذا الفريق ان يأخذ شعلة التعطيل من يد رئيس تكتل الاصلاح والتغيير الذي يحتكر حتى الآن هذه اللعبة علناً ولو ان هؤلاء يعتبرون انه يشكل الذريعة الداخلية لتلاقي طموحه في الاستئثار قسراً بصلاحيات رئيس الجمهورية وهو في موقعه الحزبي خارج هذا الموقع، مع مصالح محور اقليمي من أجل تعطيل البلد وإبقائه على هذه الحال على رغم الضرر الكبير اللاحق بلبنان عموماً والمسيحيين في شكل خاص. فالتعطيل في لبنان باتت وجهته معروفة حتى بالنسبة الى القوى الخارجية ومنها إيران بالذات التي ترمي الكرة في ملعب المسيحيين حيث يوجد اتجاهان أحدهما يبدي مرونة معلنة والآخر يرفض أي مساومة على ما يعتبره حقه. والعماد عون كان أعلن في الذكرى الـ25 لإخراجه من قصر بعبدا في عملية عسكرية شنها النظام السوري بأنه هو من يعطل مفاخراً بذلك وحاصداً التصفيق من مناصريه من دون وعي لأبعاد هذا الموقف فعلياً على مصلحة هؤلاء ومصالح اللبنانيين ككل، في الوقت الذي يجهد حليفه "حزب الله" في محاولة لرمي كرة التعطيل في مرمى 14 آذار ويستمر في تكرار ذلك على عكس ما يفتخر به حليفه لعدم رغبته في أن يكون هو في موقع سلبي على طول الخط بحيث يزيد من الانعكاسات السلبية على البلد، إضافة الى تلك التي يتسبب بها انخراطه في الحرب السورية والتي يعرف جيداً تبعاتها ولو انه يبررها ايضاً باعتبارات الضرورة التي يشرحها في كل مناسبة. وقبل بعض الوقت رفضت السفارة الايرانية في بيروت ان تكون في موقع المعطل للاستحقاقات اللبنانية ما يفسر حرص الحزب على تكرار رمي الكرة في ملعب خصومه ولو انه هو من يعطل الحكومة بذريعة دعم مطالب حليفه. أصحاب هذا الرأي يفضلون استمرار تسليط الضوء على موقف العماد ميشال عون المعطل لمجلس الوزراء والمشكك في جدوى الحوار ونتائجه والتناقض بين مواقفه ومواقف حلفائها الأقربين في هذا المجال على ركوب موجة التلويح بأمر يدرك الجميع بمن فيهم تيار المستقبل نفسه بأنه لن يذهب في هذا السبيل. فحتى الآن تصرف التيار السني الأكبر ولا يزال على أنه أم الصبي بحيث أن كل التنازلات التي قدمها في البلد بعد 2005 في شكل خاص أدرجها تحت عنوان عدم وجود رغبة لديه في ترك البلد ينجرف الى حيث يريد الآخرون الدفع به. يضاف الى ذلك ان التيار يظهر تحسساً كبيراً بما يحوط لبنان من مخاطر ويحذر من مخاطر اللعب على حافة الهاوية. ولذلك فان التلويح بأمر لن يقدم عليه ويعرف الآخرون جيداً انه لن يقدم عليه في هذه المرحلة بالذات حرصاً على عدم دفع البلد نحو المجهول لا يعتبر نقطة قوية تسجل لصالحه في هذا السياق.

أضف الى ذلك ان التلويح بالاستقالة من الحكومة والابتعاد عن الحوار، حتى بالإعلام أو المناورات السياسية، في مقابل إظهار "حزب الله" موقفاً معاكساً إنما يضع هذا الأخير أقله علناً وأمام الخارج في موقع الطرف الايجابي الحريص على استقرار الوضع في البلد شأنه شأن الدول الكبرى الداعمة للبنان وأمنه واستقراره في هذا السياق، في مقابل تبرير تدخله في سوريا بأنه ضد التكفيريين حيث يصطف أيضاً الى جانب قوى دولية تحارب هؤلاء. وينبغي الإقرار بأن الحزب ينجح في ذلك أي إشاعة انطباع مقنع عن رغبته في المحافظة على استقرار البلد في هذه المرحلة أياً تكن الاعتبارات المصلحية وراء ذلك.

في المقابل يعتبر البعض الآخر أنه إذا كان رد الأمين العام لـ"حزب الله" على الموقف الذي اعلنه المشنوق هو تأكيد التمسك ببقاء الحكومة والحوار، فإن ذلك يعد أمراً جيداً وان تلويح وزير الداخلية بتصعيد سلبي اعطى مفعولاً إيجابياً في رأي هؤلاء. وذلك تحت طائل مطالبة الحزب في المرحلة المقبلة بترجمة موقفه الداعم لبقاء الحكومة بالمشاركة في أعمالها على قاعدة ان بقاء الحكومة الذي هو "لمصلحة اللبنانيين" بحسب توصيف السيد نصرالله يقتضي تفعيل عملها لأن بقاءها على ما هي عليه من حال التعطيل لا يخدم مصلحة اللبنانيين، بل يضر بها في ظل مصالح معطلة لهؤلاء على كل المستويات. وهو الذي سبق ان دعا الى تفعيل مجلس النواب كذلك من أجل مصلحة اللبنانيين مما يعني ان بقاء المؤسسات الدستورية شكلا من دون فاعلية لا يخدم هذه المصلحة. أما إبقاء الحكومة شكلاً وممارسة الضغوط والبعض يقول الابتزاز من أجل تحصيل تعديل آلية عمل مجلس الوزراء وإدخال أعراف جديدة على عمله او محاولة الحصول على تعديل في آليات المرحلة الراهنة اي الذهاب الى قانون انتخابات على اساس نسبي قبل انتخاب رئيس للجمهورية وفق الشعارات التي بات يرفعها عون، فهذا أمر ينبغي ان يواجه كما هو خصوصا ان السقف الأخير الذي وضعه رئيس تكتل الاصلاح والتغيير لعودته عن مقاطعة وزرائه مجلس الوزراء أي تعيينات أمنية جديدة يكون هو مرجعيتها أدى الى رفع مستوى علنية معارضة طموحاته من داخل الزعامات المسيحية قبل سواها.

 

"ربط النزاع" الأخير؟

نبيل بومنصف/النهار/19 تشرين الأول 2015

لا معادلة توازي تاريخ الفشل السياسي في تحييد لبنان عن صراعات المنطقة قديماً وحديثاً سوى قصة فشل مماثلة تتناسل فصولها منذ بدء أزمة الفراغ الرئاسي في تحييد قضايا اللبنانيين الحيوية عن تقلبات الصراع السياسي. والحال ان المقلب الطالع في الصراع منذراً بشلل حكومة انتقالية حاملة لصلاحيات رئاسة الجمهورية اقترب من تفجير هذه النقطة المحورية كأولوية لا يمكن أي فريق سياسي ادارة الظهر اليها بعد الآن لأن ما يظهر في الأفق القريب لن يكون بعده كما قبله فعلاً. لا نخال مسؤولاً جاداً كالرئيس تمام سلام يرمي بالونات تهويل في وجه القوى السياسية ولا سيما منها الممعنة في مسار التعطيل الدستوري عندما يمضي في التحذير من الانهيار الكبير الزاحف ويبلغ ذلك بصراحة الى الدول ذات التأثير كما فعل في نيويورك الشهر الماضي وكما يفعل في لقاءاته مع الموفدين الأجانب. يسوقنا ذلك أيضاً الى ناحية طارئة من الصراع برزت مع تلويح أحد الوزراء الاساسيين الممثلين لتيار المستقبل الوزير نهاد المشنوق بالاستقالة من الحكومة والحوار مع كل ما أثاره التلويح من احتمالات. نظرياً على الأقل، أسوأ ما قد يرتسم من سيناريوات في هذين المؤشرين ان يغدو انهيار الحكومة بذاته "استراتيجية" الخروج من الأزمة والانهيار الذي يسابق الانهيار الآخر الأخطر، سواء حصل ذلك غداً أم في وقت لاحق. ولا نقلل بطبيعة الحال هنا من جدية الفريق المعطل الذي يبدو أكثر من أي وقت سابق ماضياً نحو دفع الصراع الى حافة الهاوية. وبذلك ترانا أمام معادلة ثلاثية شديدة الخطورة بين رئاسة حكومة أفلت زمام السيطرة من يدها وفريقين أساسيين فيها يضعان مصيرها كل من حيثية صارخة في التعارض، تحت وطأة السقوط. استخف اللبنانيون مرات كثيرة بحالات تأزم حادة مع هذه الحكومة وقبلها وفي ظروف صراعية مختلفة تحت مسميات مخدرة مثل المظلة الدولية والاقليمية للاستقرار وحماية الستاتيكو الداخلي. لكن النوم على هذا الصنف من الحرائر لم يحل مرات عدة دون كوارث وانهيارات. لذا لا ترانا مغالين ان اعتبرنا ان هذه الحكومة لم تعد فقط المظلة الأخيرة لبقايا النظام الدستوري المستهدف بما يفوق بأخطاره ما يتصوره كثيرون، وانما ستغدو وبأقرب ما يتراءى لمعطليها انفسهم ورقة التين الأخيرة التي ان تمزقت لن يكون مكسب المعطلين من الأنهيار سوى تحميل فريق التعطيل تحديداً وحصراً تبعة التسبب بالانهيار وتداعياته المدمرة. واذا كان اي توافق سياسي صار راهناً من الاستحالات فلا نخال توافق "ربط النزاع" على أزمات الناس بالحد الملح المحدود قد طار بدوره من فرص استدراك الآتي الأعظم إن قيض لبقية باقية من رؤوس باردة ان تقلع عن الغطرسة القاتلة

 

أين يقف الرئيس تمَّام سلام من التسابق على إسقاط الحكومة؟

سابين عويس/النهار/19 تشرين الأول 2015

تزدحم المواقف المزايدة على مصير الحكومة واستقالتها، فيما يعتصم رئيسها بالصمت، انطلاقا من مبدأ إلتزمه منذ توليه السلطة، يقوده الى الابتعاد عن أي سجال بين القوى السياسية أو أي كلام يطاله شخصياً من أي جانب، حفاظاً على حياده ونأيه من موقعه على رأس السلطة التنفيذية عن الدخول طرفاً، وهو ما يعتبره "أقوى اسلحته للصمود"، مكتفياً بالتفرج على مشهد لا يعكس بالنسبة اليه الا مستوى الإفلاس الذي بلغته البلاد، تحت وطأة التعطيل الذي يشل عملها ومقدراتها ومؤسساتها. لم تكد تمر أيام على وصف رئيس "تكتل التغيير والإصلاح " العماد ميشال عون الحكومة بالقاصرة حتى ارتفعت حدة التخاطب السياسي بين قوى ٨ و ١٤ آذار، مستعيدة شراسة الاصطفاف السياسي الذي كان همد فترة، ليعود اليوم بقوة، ومسرحه الظاهر الرئاسة والحكومة، فيما كواليسه الخلفية تتخذ من الوضع السوري ساحة للصراع والرهانات الداخلية. هي أيام قليلة بعد سقوط التسوية العسكرية ، ترتفع بعدها حدة التهديدات من جانب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بـ" ندم" سيصيب "مسقطي" التسوية، ولا يكتمل مشهد المواجهة الا بتهديد وزير الداخلية نهاد المشنوق بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار، يقابله كلام عالي النبرة للأمين العام لـ"حزب الله"، سجل مفارقة لافتة فيه عندما حيٓد الرئيس تمام سلام منوها بدوره، بما إعتبر رسالة واضحة من نصر الله تعكس حرصه على رئيس الحكومة في إدارة الأزمة وربط النزاع القائم حاليا مع "المستقبل". صحيح ان كلام المشنوق العالي النبرة استدعى ردا من نصر الله لا يقل حدة، ولكن ثمة من يرى ان وزير الداخلية تجاوز حدود الكلام المباح، ليعلن ما يتجاوز موقف فريقه السياسي، ليس في شأن الخطة الأمنية بل في شأن الحكومة والحوار، وينتظر ان يأتي تصويب البوصلة في هاتين المسألتين في البيان الأسبوعي لكتلة "المستقبل" غدا الثلثاء. ليس بعيداً، يقف سلام مراقبا ومتابعاً لما يطال حكومته، وتحديد مصيرها ويبقى لرئيسها الكلمة الفصل، تماماً كما في تحديد موعد انعقادها او تحديد جدول أعمالها.

يتجنب سلام الرد على كل ما صدر في اليومين الماضيين، ويشغل نفسه بالتركيز على اقفال ملف النفايات الذي يرى فيه مدخلاً الى أمور كثيرة، ومحطة مفصلية في تحديد مستقبل الحكومة. ويفسر لـ"النهار" كلامه هذا بالقول ان من الضروري والملح رفع النفايات من الشوارع وإنجاز المطامر حتى يرتاح الناس من هذه الكارثة البيئية التي تهدد سلامتهم. لكن هذا الملف مؤشر بالنسبة الى سلام لمدى استعداد القوى السياسية للتعاون من اجل انجازه. وعلى هذا الأساس، لا يزال يتريث في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء حتى اكتمال كل عناصر الملف من اجل ان تكون الجلسة منتجة ومثمرة، وتنجح في إحاطته بكل ما يتطلبه من إجراءات وتحمل مسؤوليات ليسلك مساره نحو التنفيذ. وهو إذ يأمل ان يتوصل الى إنجاز الأمر هذا الأسبوع ليوجه الدعوة الى الوزراء، يتساءل هل المسموح المماطلة بعد في موضوع حساس ودقيق الى هذا الحد ولا يستدعي إجراءات تعجيزية، فيما الخلافات على أشدها وتعوق تحقيق أي تقدم ويستطرد: إذا فقدت الدولة هيبتها في التوافق على إجراءات في ملف كهذا، فكيف ستنفذه؟ يعي سلام ان ثمة كلاماً كثيراً عل عقد جلسة هذا الأسبوع، وهو لا يستبعد ذلك وان كان يربط الامر بجهوزية الملف لكنه يؤكد في الوقت عينه ان الامر ليس فشة خلق، فإذا لم نكن حاضرين، فإن إنعقاد الجلسة سيؤدي الى نتائج غير مريحة.

ويشرح ان الجلسة تعقد لإنجاز الملف والدفع الى الامام لحل أزمة النفايات إذا كان هناك رغبة جدية في ذلك، وإلا إذا كان التجاذب السياسي سيبقى متحكما في الوضع، فما المبرر لانعقاد الجلسة؟ هل يٌفهم من هذا الكلام تلويح بالاستقالة؟ يجيب سلام: "التلويح لم يعد نافعاً"، كاشفاً انه في جلسة الحوار الأخيرة، رفع الصوت عاليا محذرا من مغبة الاستمرار في سياسات التعطيل نظرا الى تداعياتها الخطيرة على البلاد والاقتصاد والمالية العامة. وذكر الجالسين حول الطاولة بأنه لم يكن مازحاً عندما لوح قبل شهرين بالاستقالة إذا إستمر تعطيل عمل الحكومة، وها هو يعيد تذكير المتحاورين بان الوضع لم يتغير بل زاد تفاقما وتعطيلاً، وهو مصمم على عدم الاستمرار إذا ظل الوضع على حاله. لم تلاق صرخة سلام بأكثر من وجوم طبع وجوه المتحاورين، مما دفع رئيس المجلس نبيه بري الى ان يعاجله بدعوته الى عقد جلسة لبت ملف النفايات. لكن سلام يرغب في الا تكون جلسة النفايات يتيمة، بل يعتزم  فور عودة الرئيس بري  التشاور معه من اجل عقد جلسة لمناقشة جدول اعمال يتضمن البنود الملحة. أما اذا لم يسلك ملف النفايات طريقه في مجلس الوزراء الى التنفيذ، فإن سلام سيرمي قفازاته في وجه المعطلين ويعتذر من اللبنانيين تحت وطأة الوضع القائم. يستغرب سلام كيف ان الكل متمسك بالحكومة وبعدم إنهيارها، ولكن شرط الا يكون من حسابه. ويسأل: "كيف يريدون الحكومة ولا يساعدون على تذليل العقبات التي تعترض سبيل تفعيلها؟ ويضيف: "في ظل الصراع السياسي والمزايدات العلنية، كيف يمكن البلاد ان تستقيم؟ وكيف نحميها ونقطع هذه المرحلة الصعبة ونحن عاجزون عن مواجهة تحدياتها في ابسط الملفات، من ملف النفايات الى أكثرها تعقيدا مثل الامن والاقتصاد؟". ويقول: "البلاد جامدة على كل المستويات والمؤشرات الاقتصادية مقلقة جداً والبلاد تنحو نحو الانهيار. فماذا يتوقعون؟ وهل تحتمل البلاد التصعيد والتخاطب العالي النبرة؟ في الجلسة الاخيرة للحوار، حذرت بكل وضوح ان الأمور في البلاد لا يمكن ان تنتظر الحوار. هناك أمور تنفيذية يجب ان تتحقق. لا أطالب بشيء لنفسي او لمركزي وإنما هي أمور لمصلحة البلاد. فإما يكون هناك وعي وإدراك لحجم المخاطر وإما فنحن ماضون نحو الخراب لا محالة".

 

إيران ودعاية ظريف

طارق الحميد/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/15

نقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف قوله، إن على جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، إبداء المرونة اللازمة لحل الأزمة، مبديا استعداد بلاده لحل الأزمة وفق قاعدة الربح – الربح، كما نقلت الوكالة، بمعنى الربح للجميع.

وأول ما يتبادر للذهن هنا هو إذا كانت إيران فعلا قادرة على حل الأزمة السورية فلماذا هرولت، ومعها بشار الأسد، لطلب النجدة من الروس؟ وإذا كانت إيران قادرة فلماذا فشلت، ومعها حزب الله، والحكومة العراقية السابقة، ببسط نفوذهم في العراق وسوريا وحتى لبنان؟ وإذا كانت إيران فعلا قادرة على المساعدة في حل الأزمة السورية، فلماذا فشلت طهران في إقناع الأسد بقبول مبادرتها المعدلة من أربعة بنود؟ الواضح هنا هو أن كلام وزير خارجية إيران هذا يصب في حملة الدعاية التي تقوم بها طهران لتلميع صورتها، وذلك على خلفية الاتفاق النووي، ولذلك قال ظريف في نفس كلمته بالاجتماع التحضيري لمؤتمر ميونيخ الأمني الذي عقد السبت الماضي بطهران، إن بعض الدول «تعتقد أن الاتفاق النووي الإيراني يشكل تهديدا لها وحاولت من خلال الإيحاء بأن إيران تشكل تهديدا للمجتمع الدولي أن يكون ذلك رصيدا لها، فتأسيس (داعش) وطالبان و(القاعدة)، وتسليح صدام في الحرب المفروضة على إيران، هي نماذج من هذه الممارسات». مؤكدا أن إيران تعتقد بأنه إذا كان الانفلات الأمني موجودا في المنطقة فإنه سينتشر إلى باقي الدول. الأمر واضح جدا فنحن الآن أمام حملة دعائية إيرانية لتلميع صورة طهران، والإساءة للآخرين، وخصوصا السعودية، وتستغل إيران الأزمة السورية لفعل ذلك لتضرب عصفورين بحجر واحد، بحيث تقوم إيران بترويج دعاية سيئة ضد السعودية في المحافل الدولية، وتبرر في نفس الوقت للداخل الإيراني، ومتطرفيه، لماذا استعانت طهران بالروس لإنقاذ الأسد في سوريا بعد أربعة أعوام من الفشل الإيراني هناك، وهو الفشل الذي كلف طهران الكثير من المال والرجال. ولذا فمن الأهمية التصدي لهذه الدعاية الإيرانية المغرضة، خصوصا وأن إيران متورطة في تغذية التطرف، والعنف، في المنطقة من اليمن إلى البحرين والكويت، ومن لبنان حتى العراق، والحالة الأوضح، والأكثر بشاعة هي في سوريا. وتفنيد الدعاية الإيرانية هذه يتطلب جهدا إعلاميا، ودبلوماسيا، لا تهاون فيه، وخصوصا عندما يقول ظريف، إن «الذين يحاولون زعزعة استقرار الدول الأخرى، سوف يلحق بهم الضرر»، فهذا الحديث ينطبق على إيران نفسها، وهذا ما يجب أن تسمعه من المجتمع الدولي بكل وضوح، مثلما يجب تذكير ظريف بقول الشاعر العربي: «يا أيها الرجل المعلم غيره.. هلا لنفسك كان ذا التعليم»! ولذا فلا بد من تفنيد الدعاية الإيرانية، ويجب أن يقال لإيران، وردا على كلام ظريف: إن أفضل مساعدة يمكن أن تقدمها بسوريا، هي إيقاف تدفق الميليشيات الشيعية، ووقف إرسال قوات الحرس الثوري، والتوقف عن التوغل في الدم السوري.. هذا ما يجب أن يقال لإيران، وبالمحافل الدولية.

 

سلبية أوباما المحيرة

دانا ميلبانك/كاتب اميركي/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/15

أثّرت عواقب سلبية السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما على المواطنين الأميركيين أنفسهم هذا الأسبوع. يقبع زميلي جيسون ريزيان، مدير مكتب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في طهران، في سجن إيراني منذ 15 شهرًا، بناء على اتهامات زائفة بالتجسس. وجرت محاكمته سرًا أمام محكمة صورية. وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، يوم الأحد، بأن المحكمة أدانته. ولم يقل أوباما أي شيء حيال هذا الأمر. ولم يذهب إلى غرفة الاجتماعات ليدلي بتصريح. ولم يُصدِر حتى بيانًا مكتوبًا بشأن القضية. وأجاب سكرتيره الصحافي، يوم الثلاثاء، ردًا على سؤال لأحد الصحافيين خلال مؤتمر صحافي، بما يمكن وصفه بأنه انزعاج طفيف مع النظام الإيراني. أين ذهبت المطالب بالإفراج الفوري عن ريزيان والاثنين أو الثلاثة أميركيين الآخرين الذين تحتجزهم إيران فعليًا كرهائن؟ وأين التهديد بالعواقب إذا رفضت طهران؟ وماذا عن بعض الغضب اللازم الذي يدين إيران لاحتجازها صحافيًا أميركيًا لمجرد تأديته وظيفته؟ وحتى إذا ذهب غضب أوباما هباء، سيكون من المفيد الاستماع إلى الرئيس وهو يدافع عن القيمة الأميركية الرئيسية بحرية التعبير. ويقول المسؤولون الذين يدافعون عن نهج أوباما المفكك، إن هذا الأمر نموذج على دبلوماسية الصبر، وإيمان الرئيس باللعب على المدى الطويل. ويجادل المسؤولون بأنه إذا تحدث أوباما بحماس عن ريزيان، فإنه بذلك يجعل صحافي «واشنطن بوست» أكثر قيمة للإيرانيين كورقة مساومة. ولهذا السبب لم يجعل أوباما مسألة الإفراج عن ريزيان (والأميركيين المحتجزين الآخرين) شرطًا في الاتفاق النووي الإيراني. وفي حالة زميلي، من المحير أن الإدارة الأميركية لا تستخدم نفوذها الكبير في سبيل إطلاق سراحه. ومع تخفيف العقوبات على طهران جراء إبرام الاتفاق النووي، تتعطش إيران للاستثمار الأميركي.  هل حقًا تضر تحذيرات الرئيس بأن الشركات الأميركية ستكون مترددة في إنشاء سوق لها في دولة تختطف وتحتجز أميركيين من دون أي سبب؟ ربما سيُذكِّر الأوروبيون – الحريصون على الاستثمار في إيران – الإيرانيين بهذا الأمر؛ نظرًا لتعامل طهران مع المواطنين البريطانيين والكنديين بالمثل. ومما يُحسب لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه يفعل الكثير من وراء الكواليس لمحاولة تأمين الإفراج عن ريزيان. ويشير المسؤولون الأميركيون إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني المعتدل (نسبيًا) ووزير خارجيته محمد جواد ظريف سيكونان في موقف أقوى لدفع رجال الدين (آيات الله) للإفراج عن الأميركيين بعد أن يؤدي رفع العقوبات إلى تعزيز الاقتصاد الإيراني. ويعتبر هذا الهدف نوعًا من تبادل الأسرى، بحيث يُطلق سراح ريزيان – وربما الأميركيين الآخرين – في مقابل إطلاق سراح هؤلاء المحتجزين في الولايات المتحدة لانتهاكهم العقوبات ضد إيران.

ومع ذلك، يعد الموقف العام للبيت الأبيض محيرًا، حتى لبعض المسؤولين في الإدارة الأميركية. ويقول هؤلاء الذين تحدثت معهم من داخل وخارج الإدارة، إن هذا التفكك أصبح نمطًا مألوفًا في الولايات المتحدة. وفي قضية تلو الأخرى، تقاوم مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ورئيس موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو المزيد من التفاعل الذي دعا إليه أمثال كيري وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور. وبدلاً من ذلك، يخطئ أوباما – الذي يخشى الإخفاق بنفس طريقة فشل الرئيس السابق جورج دبليو بوش في حرب العراق – من ناحية أنه لا يقول ولا يفعل إلا القليل حيال المشكلات. وانتهت محاولاته القليلة في السياسة الحاسمة – «الخط الأحمر» في سوريا، على سبيل المثال - بشكل سيئ. وبذلك يصير نهج أوباما متفككًا. ولا يزال أوباما مترددًا بشأن اتخاذ موقف تجاه العدوان الروسي على أوكرانيا أو التوسع الصيني، كما أنه ليس واضحًا بشكل مثير للجنون حول سوريا. ولا يتسبب هذا الصمت - والغموض الناتج عنه بشأن موقف الأميركيين – إلا في خلق المزيد من الفوضى، وبالتالي يزيد الحاجة للتدخل الذي يخشاه أوباما بشدة. وخلال هذا الصيف، شعر أوباما بالغضب عندما سأله ميجر غاريت، مراسل شبكة «سي بي إس»، عن سبب «سعادته - مع كل الضجة حول الاتفاق النووي الإيراني – من ترك ضمير وقوة هذه الأمة، وسبب عدم الأخذ في الحسبان قضية الأميركيين المحتجزين في إيران». وجاء رد أوباما على غاريت بمثابة تلقينه محاضرة، حيث قال: «هذا هراء، وينبغي عليك أن تعرف القضية بشكل أفضل». وفقط، لو رغب أوباما في التحدث علنًا بهذه القوة والحماسة مع النظام الإيراني، لكان جيسون ريزيان حرًا الآن.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

هل يُقايض عون الرئاسة بقانون انتخاب يضمن له ولحلفائه الفوز بأكثرية المقاعد؟

 اميل خوري/النهار/19 تشرين الأول 2015

هل يمكن القول إن معطلي الانتخابات الرئاسية نجحوا في وضع البلاد بين خيارين: إما انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وإما فراغ يشلّ عمل كل المؤسسات بحيث يصبح الاحتكام الى الشارع في كل أمر بدلاً من الاحتكام اليها، مع العلم أن الشرعية لا تخرج من الشارع بل من صناديق الاقتراع لأن الشارع لا يعبّر دائماً عن حقيقة حجم الزعامات عندما يختلط فيه الحابل بالنابل ويكون لكل متظاهر شعاره ومطلبه، ويظن المعطلون ان لهم مصلحة في الانتخابات النيابية قبل الرئاسية. لكن هذه المطالبة تصطدم بالدستور الذي يدعو الى انتخابات رئاسية قبل أي أمر آخر، فضلاً عن وجود شبه اجماع داخلي وخارجي يدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية لأن انتخابه هو مفتاح حلّ كل المشكلات والأزمات. تقول أوساط قريبة من العماد عون أنه ومن معه يحاولون الحصول على قانون للانتخابات النيابية يعتمد النسبية علّه يؤمن لهم الفوز بأكثرية المقاعد في مجلس النواب الجديد، ويكون لهذه الأكثرية أهمية تفوق أهمية وصول رئيس للجمهورية، إذ يستطيعون بفوزهم بها تطويق أي رئيس للجمهورية ومحاصرته وجعله محكوماً منها وليس حاكماً، والتحكم بتشكيل الحكومات وتقرير مصير المشاريع المهمة عندما تطرح على مجلس النواب، لا بل أن أهمية اجراء انتخابات على اساس قانون جديد مقبول من معطلي الانتخابات الرئاسية هي في الانطلاق منه نحو إعادة تكوين السلطة واجراء الاصلاحات الادارية والسياسية، وهو ما لا يستطيعه رئيس الجمهورية عندما يكون مجرداً من تأييد الأكثرية النيابية. لذلك كانت محاولة الانتقال في جلسة الحوار الأخيرة للبحث في قانون للانتخابات النيابية علَّ الاتفاق عليه يسهل الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية. لكن الطرف الآخر في طاولة الحوار تنبه الى ذلك فأصر على بت موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وبعد ذلك يصير البحث في قانون الانتخاب الذي لا يجوز إقراره بصيغته النهائية ما لم يكن قد صار للبلاد رئيس ويكون له رأي فيه قبل توقيعه. فهل تنجح سياسة مقايضة التخلي عن ترشيح العماد عون للرئاسة بقانون للانتخابات النيابية يضمن الفوز بالأكثرية النيابية له ولحلفائه فيصبح الحكم في كل المؤسسات لهذه الأكثرية أياً يكن رئيس الجمهورية، خصوصاً بعدما أصبح حقه في حلّ المجلس خاضعاً لشروط شبه تعجيزية؟ الواقع أن اعتماد النسبية في الانتخابات النيابية بات يحظى بتأييد أكثرية القوى السياسية الأساسية في البلاد، لكن الخلاف باقٍ حول عدد الدوائر التي تعتمد فيها هذه النسبية وتلك التي لا تعتمد فيها تحقيقاً للمناصفة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين، عدا اعتماد الصوت التفضيلي الذي من دونه تفقد النسبية معناها. وهناك أيضاً مشكلة السلاح في يد "حزب الله" الذي يستفيد وحده من النسبية في الدوائر الانتخابية التي يسيطر عليها، ويستطيع بقوة هذا السلاح وهيمنته أرهاب كل من يترشح ضد مرشحيه، وفرض سيطرته على أقلام الاقتراع. من هنا فان الاتفاق على قانون للانتخابات قد يواجه خلافاً أشد من الخلاف على انتخاب رئيس للجمهورية لأن نتائجها تقرر شكل الحكم في البلاد وربما شكل النظام فيها بالوسيلة الدستورية وليس من خلال حشد شعبي في الشارع يتباهى بحجمه هذا الزعيم أو ذاك، وكل حزب يدّعي أنه يستطيع أن يحشد أكثر من سواه. والسؤال المطروح هو: هل يؤدي ربط الاتفاق على قانون جديد للانتخابات بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية الى مأزق جديد لا خروج منه إلا بقرار من الخارج؟ وهل يقابل ذلك ربط القبول بقانون الانتخاب بتخلي "حزب الله" عن سلاحه؟ إذ لا يعقل أن تجرى انتخابات حرّة ونزيهة في ظل سلاح يحمله طرف في وجه طرف ممنوع عليه حمله، فلا يكون عندئذ تكافؤ بين المرشحين ولا تكون انتخابات حرّة ونزيهة. لقد قررت المعارضة في الماضي مقاطعة انتخابات عام 1992 لأنها تجري في ظل الوجود العسكري السوري في لبنان. فهل يهدّد طرف بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة إذا جرت في ظل سلاح "حزب الله" أياً يكن شكل قانون الانتخاب، لأن بمقدور حملة هذا السلاح ألا يعترفوا بنتائج الانتخابات إذا لم تكن في مصلحتهم، وان لا تقوم دولة تخرج البلاد من الوضع الشاذ مع وجود سلاح خارج الدولة، وعندها لا يكون انتخاب رئيس للجمهورية ولا انتخابات نيابية ولا حكومة جديدة، بل يكون الفراغ الشامل ودولة فاشلة لا خروج منهما إلا بطائف جديد.

 

الحرب الروسية في سوريا ليست مسيحية، ولا مقدّسة

الأب سامر نعمان/النهار/19 تشرين الأول 2015

عبّر بطريرك الكنيسة الروسية الارثوذكسية كيريل، قبل أيام، عن رجائه بأن يقود التدخل الروسي العسكري في سوريا الى "حماية الشعب السوري، وفضّ ضيق الأبرياء المحتاجين الى الحماية، وإيقاف حوادث الخطف والذبح المقيت تجاه الأساقفة والرهبان، والتدمير البربري للهياكل المقدسة".

وجاهر الرئيس بوتين، قبل فترة وجيزة أيضاً، بإيمانه المسيحي، بعد فترة من الزمن قضاها في الإلحاد، مخاطباً المجتمع الأوروبي وأميركا بأنه: "لا بد من أن نرجع الى قيمنا المسيحية التي جعلتنا ننمو ونزدهر"؛ وارتكازاً على كلام البطريرك كيريل، واستناداً الى إعلان الرئيس بوتين، ارتفعت أصوات تنعت الحرب الروسية في سوريا بـ"المسيحية"، أو "المقدسة"؛ ولا سيما من بعض المسيحيين الذين هلّلوا لهذه الحرب، ظناً منهم أنها تحمل لهم الخلاص من الويلات، والحماية بصفة كونهم أقليات؛ أو من بعض المسلمين الذين استاؤوا منها، وعدّوها "حرباً صليبية جديدة"، وشرعوا يستعدّون للتصدي لها، وإن عسكرياً. ولكن، كيف تكون الحرب الروسية في سوريا، "مسيحية" أو "مقدسة"، والكنيسة بشقيها الغربي والشرقي، لم تعهد الى أحد، ولا الى الرئيس الروسي نفسه أن يقوم بها، باسمها أو عنها؟ وكيف تكون مقدسة إن لم يقبل المسيحيون الشرقيون أنفسهم بنشوبها دفاعاً عنهم، ولا بأحقيتها في الذود عنهم؟ وكيف تكون مقدسة إن كانت، حتى الآن، لم تخدم المسيحيين في مناطق وجودهم، ولا حمت أرواحهم من نار الحرب؟ وعليه، فالحرب الروسية في سوريا غير مسيحية ولا مقدسة، لا بالاعلان عنها، ولا بقيامها، ولا بنتائجها؛ وإنما هي حرب دوافعها سياسية وأغراضها سياسية ومآربها سياسية، وإن تغلفت بغلاف إنساني؛ وأما المسيحيون المشرقيون فغير معنيين بهذه الحرب، أو بنشوبها، أو بما قد ينتج منها، اللهم إلا عند البعض منهم، وعلى الصعيد السياسي، فقط. فيا إخوتي المسيحيين لا تسرّوا بهذه الحرب، فالكنيسة نفسها أسفت على تورطها في الحروب الصليبية ماضياً؛ ولا تبتهجوا بنشوبها، إذ إنها لن تفيدكم في شيء، لا معنوياً ولا أمنياً، ولا تهللوا لقيامها، لأنها لن تجني لكم إلا علائق متوترة مع إخوتكم المسلمين، ولن تعود عليكم إلا بالعداء معهم. ويا إخوتنا المسلمين، لا تسمحوا، من جهتكم، بتسويق فكرة الحرب "المسيحية" أو "المقدسة"، لأنكم تعلمون أنها بعيدة عن هذه الأهداف؛ ولا تأذنوا بترويج هذه الفكرة، لأن إخوتكم المسيحيين غير معنيين بها، نشوباً ونتائج؛ ولا تتساهلوا في محاربتها، لأن ثمة من يريد استعمالها في تحقيق مآربه، وخصوصاً في تهجير المسيحيين من أوطانهم، واقتلاعهم من جذورهم، خطفاً وتنكيلاً وقتلاً.

 

بوتين يكتفي من سورية بما خلّف لجورجيا وأوكرانيا؟

 جورج سمعان/الحياة/19 تشرين الأول/15

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفخ في رماد. دعواته المتكررة لفتح حوار بين موسكو وواشنطن لتسوية الأزمة السورية لم تلق جواباً. والأرجح أن نظيره الأميركي باراك أوباما لن يفتح له الباب، وإن رفع وتيرة انتقاداته. جنرالاته يفاخرون بأنهم مرروا إلى سورية من أشهر كل ما يحتاج إليه التدخل العسكري. فعلوا ذلك من دون علم البنتاغون. من يفعل ذلك يجب ألا يتوقع من الأميركيين أن يمدوا له يد العون. وهم يرفضون دعوتهم إلى شراكة في قيادة الحملة لتنفيذ خططه. وكرر سيد البيت الأبيض أن نقطة التفاهم الوحيدة بين الطرفين هي طريقة منع وقوع مصادمات غير مقصودة بين الطائرات المنخرطة في الحرب. فالبلدان، كما قال قبل يومين، «يختلفان على المبادئ والاستراتيجيات الرامية إلى إحلال السلام» في سورية. وتكرار موسكو تذمرها من موقف واشنطن يعبر عن مخاوف وخشية من الفشل أوالعجز، سواء في القتال أو في إيجاد حل سياسي. لا تقف أميركا وحدها هذا الموقف من الدعوات الروسية. جميع خصوم النظام السوري، أوروبيين وإقليميين، يقفون هذا الموقف. أي أن موسكو لن تجد شركاء للتقدم نحو تسوية الأزمة. بل إن هؤلاء الذين تناديهم، عرباً وأتراكاً، يمدون بعض الفصائل المعارضة بما يمكنها من الوقوف في وجه تقدم قوات النظام. حتى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي ألح على تفاهم دولي لإطلاق الحل لن يكون بمقدوره تحريك مشروعه للتسوية. كان يخطط لإحداث اختراق مع نهاية السنة. لكن قرار «الإئتلاف الوطني» مقاطعة اللجان الأربع يطوي عملياً هذا المشروع. وهو كان من البداية ينظر بريبة إلى هذا المشروع معتبراً أنه الوجه الآخر للخطة الروسية. ويدرك المبعوث الدولي الآن، مثلما تدرك موسكو، أن الانطلاق نحو الحوار بمن حضر لن يشكل حلاً. ولا يمكن أطياف المعارضة الأخرى، سواء في الداخل أو الخارج، أن تقنع المقاتلين على الأرض بجدوى هذه المساعي، ما دام هؤلاء يواجهون التدخل الروسي تحت شعار «مقاومة الاحتلال». تماماً كما كانوا ولا يزالون ينظرون إلى تدخل إيران؟

المشتغلون بالحل السياسي يعرفون أن مشكلة النظام السوري ليست مع أطياف المعارضة التي تتوجه إليها موسكو. العنوان هو الفصائل التي تتحرك على الأرض وعلى جبهات القتال. وأبرز عنوان هو «الائتلاف الوطني» الذي يمثل في السياسة شطراً واسعاً من هذه الفصائل، وأن لم يكن يمثلها كلها. هذه الجبهة العريضة من القوى السياسية والعسكرية بدأت تتعامل موحدة مع التدخل الروسي كقوة احتلال. أي أن روسيا باتت جزءاً من المشكلة وليس الحل. مثلها مثل إيران. وتريد أن تطوي بيان جنيف الأول، أو على الأقل فرض قراءتها لبنود هذا البيان. لذلك سينتظر بوتين بلا جدوى مساعدة من الولايات المتحدة. ويشعر بأن إدارتها قررت ترك الساحة مفتوحة أمامه. وهي منذ بداية أزمة سورية تصرفت على أن لا مصالح مباشرة لها في هذا البلد. التزمت موقف المراقب والحياد ولم تنخرط في دعم حقيقي لفصائل المعارضة المسلحة. ولا يضيرها اليوم إذا قيض للحملة الروسية النجاح في دحر الإرهاب، مثلما يفرحها غرقها في المستنقع. من سنوات وهي تؤكد أن همها التوجه نحو شرق آسيا سعياً لحماية مصالحها وشركائها هناك بمواجهة تمدد النفوذ الصيني.

أحيا الرئيس أوباما «مبدأ» سلفه الرئيس ريتشارد نيكسون الذي أعلنه العام 1969: على الولايات المتحدة أن تكتفي بتشجيع بلدان العالم الثالث على تحمل مسؤوليات أكبر في الدفاع عن نفسها، وأن يقتصر دورها على تقديم المشورة وتزويد تلك الدول الخبرة والمساعدة. وهو ما تعمل عليه الإدارة الحالية. فقد تخلت إلى حد كبير عن تغيير مجرى الأحداث في المنطقة العربية. تعمل على ترسيخ فكرة التوازنات في الشرق الأوسط، خصوصاً بعدما ضمنت التواصل مع إيران إثر إبرام الاتفاق النووي. ولا تخفي رغبتها في الاعتماد عليها وعلى تركيا وإسرائيل في الحفاظ على الأمن الإقليمي. ولا تقيم وزناً للأمن القومي العربي. لم تترك أمام دول الخليج سوى أخذ الأمور بيدها على امتداد الساحات المشتعلة في المنطقة، من العراق إلى ليبيا. والبحث عن قوى عظمى أخرى لتعويض الانكفاء الأميركي. وإذا نجحت «عاصفة الحزم» في إنهاء الأزمة اليمنية ستفرض السعودية وشريكاتها حضورها قوةً لا يمكن تجاهلها في رسم النظام الإقليمي الأمني والسياسي فضلاً عن الاقتصادي. ثمة مبالغة في الحديث عن تراجع هيبة أميركا أمام التقدم الروسي. بل هي تنظر بعين الرضا إلى اتساع رقع التدخل الميداني لموسكو التي تمهد لإرسال قوات إلى طاجكستان بعد تقدم «طالبان» في ولاية قندوز الأفغانية. فكلما توسع الانتشار من أوكرانيا إلى سورية وجمهوريات آسيا الوسطى ازداد العبء الاقتصادي على روسيا. ولا يكفي أن يعتمد بوتين على عقيد ة عسكرية جديدة تقضي باستخدام القوة لمواجهة بؤر التوتر في العالم. عليه أن يوفر للترسانة الضخمة رافعة اقتصادية راسخة وقادرة. وليست هذه حاله فيما يتباطأ النمو ويتراجع سنوياً بأكثر من أربعة في المئة. والروبل يخسر أكثر من نصف قيمته. والاستثمارات الخارجية تتبخر، وأسعار الطاقة إلى مزيد من التراجع. ولن يكون بمقدوره تالياً أن يعوض خسائره في الشارع الروسي بتقديم انتصارات وهمية في الخارج على طريق استعادة أمجاد الماضي. بل لعل المطلوب منه أن يقدم انجازات سريعة في الميدان السوري. أن يقدم صورة واضحة عما سماه قبل يومين «نتائج ملموسة» للتدخل في بلاد الشام. لأنه نبه، ربما من باب التحوط والتخفيف من التفاؤل وحجم التوقعات، إلى أن هذا التدخل»محدود زمنياً»، و»يرتبط بما سيحققه الجيش السوري من تقدم على الأرض»! هل بات اتكاله الآن على قوات النظام المنهكة في حرب طويلة أم أن ثقته كبيرة في جنرالاته الذين يديرون قيادة الأركان السورية عملياً؟ انفقت بلايين الدولارات على الجيش العراقي، وخضع ولا يزال لتدريبات أميركية منتظمة، لكنه على رغم ذلك لم يفلح في مواجهة الإرهاب. فالمشكلة في العراق، كما في سورية، هو تغول النظام السياسي وتفرده، ورفضه إقامة حد أدنى من المساواة والاعتراف بوجود مكونات أخرى لها حقوق وتطلعات. الحل بقيام توازن سياسي بين كل المكونات. وهو ما عجزت عنه الولايات المتحدة في بغداد، فهل تنجح القوة الروسية؟

التدخل الروسي غير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، لكن الولايات المتحدة ليست قلقة من إمكان تغيير المشهد الاستراتيجي جذرياً في المنطقة. تقدم بوتين إلى الإقليم لتحقيق جملة أهداف باتت معروفة: ملء الفراغ الذي يخليه انكفاء أميركا، والحد من نفوذ إيران وقطع الطريق على تداعيات تقاربها مع واشنطن والعواصم الغربية عموماً، وبناء شراكة مستجدة مع الدول العربي والخليجية المستاءة من سياسة الإدارة الأميركية، وحماية النظام في دمشق، ومحاربة الإرهاب الذي يهدد الأمن القومي لبلاده. فضلاً عن مشاريع طاقة في الساحل السوري... ونظرة سريعة على هذه الأهداف تزيد في اطمئنان أميركا. سيتعاظم الامتعاض السني والعربي عموماً من سياسة موسكو. فهذه لم تستطع حتى الآن اقناع أهل الخليج بوجوب بقاء الرئيس بشار الأسد. بل إن الامتعاض سيتضاعف ويتفاقم إذا قدر لإيران أن تجر الدب الروسي إلى أرض الرافدين. لذلك قد يستدعي التدخل، لئلا نقول «الحرب المقدسة»، مزيداً من المجموعات الروسية المتشددة إلى بلاد الشام. ولن يكون هناك معنى بعد ذلك للحديث عن تسويات سياسية، لا في الأمد القريب ولا المتوسط. الكرملين يعرف بالتأكيد أن تغييب مكونات أساسية عن سلطة القرار في كل من العراق وسورية لن يحيّد الحاضن الرئيس الذي يمد «داعش» وأخواتها بنبع لا ينضب من الدعم بمختلف أشكاله.

جل ما قد ينجح به الكرملين هو وقف انهيار النظام. وإذا كان يعتمد اليوم على قدرات الجيش السوري، كان حرياً به ألا يقيم الدنيا ولا يقعدها بهذه الحشود العسكرية، كأن العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة. كما أن إطلاق حوار جدي بحثاً عن تسوية لم يكن يحتاج إلى تدخل عسكري. فمن دون الشركاء الآخرين في الحرب لا يمكن فرض أي حل. وهزيمة ملايين السوريين بعد كل هذه التضحيات ليس في المتناول إن لم يكن مستحيلاً. إذا كان بويتن صادقاً في أن النظام الذي كان يخشى سقوط العاصمة لم يكن ممكناً اقناعه بالجلوس إلى الطاولة، فها هو النظام بمأمن اليوم فلماذا لا تبرم التسوية، ليتوجه جميع اللاعبين في الداخل والخارج إلى مقارعة الإرهاب؟ لا يمكن إطلاق عملية سياسية جدية بضرب مواقع جميع المعارضين بلا استثناء. لا يمكن مواصلة تهميش السنة في سورية كما في العراق والحديث عن قرب هزيمة الارهاب. ما يجري وصفة لتعزيز جبهات القوى الجهادية. في ضوء هذا الواقع يمكن القول إن التدخل الروسي ربما فاقم أزمة التعايش بين مكونات الشعب السوري وبدّد امكانات التسوية السياسية... إلا إذا نجح بوتين في تمرير مشروعه بقيام حكومة انتقالية تمهد لانتخابات مبكرة برعاية أممية تنتهي بخروج الرئيس الأسد وإن كان بين المرشحين. غير ذلك ليس أمامه سوى الرضوخ لواقع التقسيم، فيكتفي بما كان يرغب فيه الرئيس الأسد وحلفاؤه. أي الحفاظ على «كيان» في الساحل بدوا في الأشهر الأخيرة كأنهم عاجزون عن حمايته. وسيد الكرملين سيد في اقتطاع ما تطاوله يده، من جورجيا إلى أوكرانيا! ولكن هل يمكنه البقاء في حال حرب دائمة مكلفة جداً، أم أن انسحابه بعد حين، طال أم قصر، سيخلف انعاكسات في الشارع الروسي نفسه؟

 

هذا الموت البطيء

 غسان شربل/الحياة/19 تشرين الأول/15

كان العشاء بطيئاً ومسموماً. هذه مهمة الأصدقاء. يسكبون اليأس في صحنك، والحبر في روحك. تحدثوا عن المدينة كمن يتحدث عن جد مريض يتحشرج. وعن الخريطة ككذبة لم تعد تنطلي على أحد. وعن التعايش كفستان تمزق ويستحيل رتق نسيجه. قبل وليمة الزجاج المطحون استوقفني رجل في المقهى المجاور. قال إنه قرأ ما كتبته من برلين عن اللاجئين وما كابدوه في قوارب الموت واتهمني بالمبالغة. قال إن أوضاعهم أفضل بكثير من أوضاع مَنْ بقوا في أرضهم وأن عذاباتهم أقل. قال إنهم محظوظون لأنهم ألقوا بأنفسهم في حضن دولة لها حدود ومؤسسات وتعيش في ظل القانون. كشف أنه تمنى لو كان أولاده بينهم لأنهم قد لا يجدون مكاناً يوم يحين موعد رحيلهم. شدّد على أن منطقة الشرق الأوسط لا تصلح للسكن، وأن المواطن فيها يحسد اللاجئ في قارة أخرى. أزور بيروت وأندم، ثم أكرر أخطائي. المدن إدمان وليس من عادة المدمن أن يتعلّم ويقلع. عدت إلى البيت بعد منتصف الليل. خرجتُ إلى الشرفة. تمنيتُ أن أدحض حجج الأصدقاء، وأن أثبت ضلوعهم في اليأس عن سابق تصور وتصميم. وأن أتهمهم بالمبالغة. فشلت. لازمني شعور بأن المدينة تموت ببطء ولو غابت المدافع. وحين تموت العاصمة تموت البلاد. تذكرتُ المشاعر التي انتابتني قبل شهور، قبيل منتصف الليل في المنطقة الخضراء في بغداد. هاجمني يومها شعور بأن عاصمة الرشيد تسعل دماً، وبأن الموت يقضم أطرافها وروحها، وبأنها ليست المدينة التي قلنا إنها ستنهض إذا رحل المستبد. ما سمعته من رئيسَي الجمهورية والحكومة لم يكن كافياً لتبديد مخاوفي وانطباعي. تذهب أحياناً إلى مدينة فينتابك شعور بأنك جئت تودعها. ولا يحتاج الأمر إلى زيارة لدمشق ليكتشف المرء أن الموت البطيء يغتالها من الوريد إلى الوريد. على الشرفة في بيروت التي تتراجع وتنحسر وتتدهور، تفكر في المنطقة بأسرها. ضرب الخراب الكبير بيت الشرق الأوسط. سقطت أعمدة الاستقرار. كان يفترض أن يتعايش في هذا البيت العرب والفرس والأتراك والأكراد. لا تحتاج علاقة العرب بالفرس حالياً إلى شرح. إنهم يتقاتلون في أكثر من مكان. الوضع أسوأ مما كان عليه في سنوات الحرب العراقية - الإيرانية. هكذا تسأل نفسك. أين حدود العرب مع الفرس؟ وإلى أين سيقود هذا الاستنزاف الكبير؟ وأيُّ الخرائط ستكون السباقة في السقوط؟ هذا لا يعني أبداً أن العلاقات التركية- العربية في أفضل حال. ففي «الربيع العربي» ساد اعتقاد بأن العرب يقيمون بين الفتوحات الإيرانية وأطماع السلطان التركي. حاول المسؤولون الإيرانيون والأتراك على مدى سنوات إخفاء التنافس المحموم بين بلديهم. وحاولوا تحريك البيادق على الملاعب العربية، وتبادل الطعنات بالواسطة. العلاقات التركية - الكردية لا تحتاج إلى جهد للتفسير. تلاطف تركيا بعض الأكراد وتحارب بقسوة أكرادها. وتلاطف إيران بعض الأكراد وتلجم طموحات أكرادها. وبين اللاعبين الثلاثة يشعر العربي بأنه الأضعف وأنه اللاعب التائه. تدور المباريات الدموية على أرضه وتُسجَّل الأهداف بدمه. انهارت أعمدة الاستقرار في الشرق الأوسط. المسألة أبعد من الفراغ الذي يتركه الانسحاب الأميركي من موقع القيادة... وأبعد من اندفاع الروسي لاسترداد موقع بلاده بذريعة محاربة «داعش»، وأبعد من «دولة البغدادي». إننا نسبح في مستنقع هائل. سقطت الحدود الدولية واخترقتها عصبيات موتورة وأعلام متناقضة. سقطت تجربة التعايش داخل الخرائط وبينها. سقطت الجيوش واتكأت على الميليشيات وحِرابها. ترقص البلدان عارية من المؤسسات الجامعة. سقطت الدساتير. اهترأ النسيج الوطني وساد منطق الطلاق. لا تسويات في الداخل ولا تفاهمات في الخارج... وفي الحالين استنزاف رهيب. الخوف هو المواطن الأول في الشرق الأوسط. الأمن مهدّد. والخرائط في عهدة الرياح. والقدرات في فخ الاستنزاف. لا ينقذ الشرق الأوسط نفسه ولا يبدو العالم مهتماً بإنقاذه أو قادراً. إننا نسافر نحو الهاوية. موت بطيء يلتهم بيت الشرق الأوسط مبشِّراً بمزيد من الفقر والعنف والإرهاب والظلم والظلام. الشرق الأوسط بيت رهيب تطايرت أعمدته. كلما زار الصحافي مدينة يشعر بأنه يودعها.

 

روسيا لإيران: الأمر لي

مهى عون/السياسة/19 تشرين الأول/15

قد يقول قائل، إن دافع قطع الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارته الأمم المتحدة الشهر الماضي، خلال انعقاد الجمعية العامة وقبل إلقاء كلمته من على منبر جامعة الأمم، كان حاجته للعودة إلى بلاده لاستقبال جثامين ضحايا التدافع في منى بمكة المكرمة. وثمة من يعتبر، أنه لم يكن لانسحابه قبل سماعه خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أي خلفية سياسية تتعلق بتوجس ما من نوايا بوتين إخراج إيران من المعادلة والمشهدية السورية في المرحلة المقبلة، وإنما جاء بسبب المقدَّر في منى.. ليس إلا. ولكنْ رُبَّ أسئلة لم تَلْقَ حتى الساعة أجوبة شافية، وتتعلق بالتفسيرات المبهمة والضبابية لسقوط القذائف الروسية المنطلقة، من بحر قزوين في الداخل الإيراني، وخصوصا حول مسلسل الاغتيالات التي طاولت قادة الصف الأول في الحرس الثوري الإيراني في الداخل السوري. في شتى الأحوال، وقبل المباشرة بالبحث، عن أجوبة مقنعة على هذه الأسئلة، لا بد من التذكير بأن الرئيس بوتين وفور انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان أعلن على لسان وزير خارجيته سيرغي لافروف، عن بدء الأعمال العسكرية في الداخل السوري، مع علم روسيا التام والمسبق بالمخاطر والمنزلقات التي سوف تصادفها في الرمال المتحركة السورية، ولكن مع يقينها أيضاً بمردودات تدخلها وبالمغانم التي سوف تجنيها في نهاية المعارك.

وبالتالي، كان من الطبيعي أن يكون من أولويات اهتمامات روسيا، قبل خوض هذه المعارك الشائكة والمباشرة، التخلص من جملة العوائق والحواجز المعيقة لحرية تحركها وقرارها، وتصبح مفهومة في إطار هذا المنطق، مطاولة القذائف الروسية الداخل الإيراني، كما لا يعود غامضاً، حصول كل الاغتيالات التي أسقطت عدداً لا يُستهان به من قادة «الصف الأول»، في الحرس الثوري الإيراني في سورية. وفيما اتهمت طهران تنظيم «داعش» لتحاشي الاعتراف بحقيقة ما هو حاصل فعلاً، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تصريح صحافي نقلته وكالة «فارس» الإيرانية، أن الجمهورية الإيرانية «لن تتخلى أبداً عن فلسطين والعراق المحرر ولبنان وسورية أيضاً»، في إشارة واضحة إلى نية طهران عدم التخلي عن مشروعها التمددي للهيمنة على بلدان الشرق الأوسط، التي لم يتأخر مسؤولوها في أوقات سابقة، عن تعداد بعضها بين المقاطعات الإيرانية. هو كلام يندرج في إطار ذر الرماد في العيون، بهدف التخفيف من حجم الصفعة التي تلقتها إيران من روسيا، في الداخل السوري، ولتحجيم الصدمة التي قد يتلقاها أتباعها في العالم العربي، نتيجة هذا التقهقر والتراجع أمام القيصر الروسي. والجدير ذكره أيضاً، أن هذه الصفعة، الموصوفة لم تتلقَّها إيران من الجانب الروسي فقط، بل من الجانب الأميركي أيضاً، كونها جاءت نتيجة تنسيق مسبق بين الجانبين الروسي والأميركي في أروقة مجلس الأمن، والذي تقرر في سورية، بموجبه تحجيم دور إيران التي كانت تطمح إلى حصرية اتخاذ القرار، في شأن مصير النظام والرئيس السوري، وهو تنسيق أسفر بدوره عن اتفاق مباشر على الأرض بين الجانبين الروسي والإسرائيلي.

أما حول أسباب تسليم روسيا زمام القرار في سورية وإقصاء اليد الإيرانية فيها، فثمة متابعون في دمشق يعزون ذلك، إلى تحول الميليشيات الإيرانية في الداخل السوري، إلى أعمال خارجة عن القانون وتشكيلها دويلة مسيطرة على النظام القائم، ناهيك عن التأفف والاستياء العام الصادر عن الغالبية السنية في سورية، الرافضة حركات التشييع والضغوطات المرافقة لها، إضافة إلى تحول النظام إلى ورقة بيد إيران قد تستعملها للمزايدة في اقتطاع حصتها عند انتهاء الأعمال العسكرية، وهو ما لم يرق لأميركا وإسرائيل، اللتين تفضلان الاحتفاظ بالأفضلية في المكاسب، فكان لا بد من سحب هذه الورقة من يد إيران، على أن تسلم لروسيا ضمن شروط مسبقة وملزِمة تتعلق بمصير اقتطاع روسيا جزءاً من أوكرانيا وجزيرة القرم وجملة العقوبات التي طاولتها بسبب ذلك، وبمجموعة اتفاقات وبنود تم التوافق عليها بين الجانبين الروسي والإسرائيلي قبل بدء العمليات العسكرية الروسية خلال اللقاءات التي جرت بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزيارات متبادلة بين مسؤولي الدولتين، من دون أن يعني ذلك أن قطيعة تامة ونهائية واقعة حكماً بين إيران وروسيا، بدليل التنسيق والتحضير المشترك الذي يجري بينهما على مشارف معركة حلب الكبرى ولكن شرط أن تكون القيادة بيد روسيا وبناء على قاعدة جديدة في سورية بعد خمس سنين من الهيمنة الإيرانية عنوانها روسياً: «الأمر بات لي».

* كاتبة لبنانية

 

النص الكامل لكلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في احتفال إحياء أسبوع الشهيد حسن الحاج في اللويزة

موقع المنار التابع لحزب الله /18 تشرين الأول/15

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السادة العلماء، الإخوة والأخوات، أيها الحفل الكريم، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

إنني في البداية أتوجه إليكم، وبالأخص إلى عائلة الأخ الشهيد القائد الحاج أبو محمد، أولاً أبارك بهذا الوسام الإلهي الرفيع الذي ناله من موقع الاستحقاق والجدارة، وأعزي بفقد هذا الحبيب والعزيز الذي غادرنا إلى عالم الخلود وعالم البقاء، لعائلته الشريفة، لإخوانه المجاهدين في المقاومة ولجمهور المقاومة وكل المحبين والأوفياء، نحن سوياً نتشارك هذه المشاعر وهذه الأحاسيس وهذا الموقف.

الحاج أبو محمد قائد من قادة المقاومة وواحد من أركانها وأعمدتها ومجاهديها البواسل، الحاج أبو محمد من الإخوة الذين شاركوا في انطلاقة هذه المقاومة منذ أيامها الأولى منذ بداياتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982. كان خياره واضحاً منذ البداية، وكان قراره حاسماً منذ البداية، وحضر في كل الساحات، وكان يعشق الشهادة ويتوقعها في كل مناسبة، ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يبارك في عمره كل هذه العقود، هذه العشرات من السنين التي أمضاها مقاتلاً ومجاهداً ومرابطاً ومسؤولاً وقائداً وحاضراً دائماً في الميدان.

شبابه، عمره، زهرة شبابه أمضاها في هذه المقاومة، من 1982 لا حياة لأبي محمد خارج المقاومة كما عندما نتحدث عن السمك بالمياه، السمك لا يعيش خارج المياه، أبو محمد ما كان يستطيع أن يتنفس أي هواء أو يحمل أي فكر أو ينضبط بأي نَفَس خارج المقاومة، ولذلك كان منذ البداية يعيش في تلالها ووديانها وخنادقها وخطوطها الأمامية، وفي نهاية المطاف كان شهيداً من قادتها الشهداء.

أهم ما يستوقفك في هذا الأخ الشهيد صفاته الشخصية. أنا أعتقد أن من أهم النقاط المميزة في شخصية الحاج ابومحمد هو هذا الجانب. في نهاية المطاف القائد العسكري يملك كفاءات عسكرية، يملك خبرة عسكرية، يملك تجربة عسكرية، وهذه يمكن أن يحصل عليها الإنسان في أي مكان، في أي مؤسسة عسكرية، في أي إطار عسكري، لكن الميّزة الرئيسية في هذه الشخصية تكمن في تديّنه المميز، في التزامه الدقيق بالأحكام الشرعية، في حرصه على طاعة الله سبحانه وتعالى وتجنب غضبه، في خُلُقه الحسن وحسن العشرة والأدب الرفيع، كل ما أتحدث به الآن هو ليس شهادة واحد وليس شهادة اثنين، كل من يعرف أبا محمد يصادق على ما أقول في هذه الساعة.

التواضع الجم، الابتسامة الدائمة حتى في الشدائد، المحبة، العطف، والأبوة والحنان على كل من يحيط به، التقدير الخاص لوالديه ولعائلته، الهدوء، الصبر، الطاقة العالية على التحمل، الاستعداد الدائم للتضحية، الطاعة والالتزام، نكران الذات، احترام الآخرين والاصغاء إليهم، الحضور المباشر بين المجاهدين، الحضور الدائم في الميدان في الخطوط الأمامية، وهذا ما أدى إلى شهادته. لكن لو أردنا أن نعيد كل هذه الصفات وغيرها ممّا لم أذكر إلى صفة مركزية أو محيطة، أقول هي حب أبي محمد لله وزهده في الدنيا.

لا يوجد شيء عند أبو محمد ـ عادة نحن نناديه أبو محمد الإقليم، حاول أن يكرس الحاج ماهر، "ما مشيت"، عندما تقول الحاج ماهر يقال يعني أبو محمد الأقليم ـ ما نعرفه عن أبو محمد الإقليم أن في داخله لا يوجد حسن الحاج، ولأنه في داخله لا يوجد حسن الحاج لا يوجد أنانية، لا يوجد الأنا، أنا الذي قاتلت، أنا الذي جاهدت، أنا الذي أنجزت، أنا الذي نصرت، أنا الذي قوّيت، أنا الذي رفعت، أنا الذي تفضلت، أنا الذي مننت، أنا العقل، أنا الفكر، هذه الأنا، الأنا عندما توجد في داخل أي إنسان تدمره وتدمر جماعته وتدمر كل من يحيط به، وعندما تغيب هذه الأنا يصبح هذا الإنسان إلهياً، عندما تحضر هذه الأنا يصبح شيطانا في شكل إنسان، مشكلة إبليس مع آدم كانت هذه الأنا، هذه الأنا لم تكن عند هذا الشهيد القائد، ولذلك كان الطاهر، الصادق، المخلص، النقي، الشريف، العفيف، ويمكنك أن تضع صفات بكل صدق تنطبق على أبو محمد وعلى أمثال أبو محمد ممّن خرجت الأنا من أعماقهم ومن ذاتهم، عندما تخرج الأنا يشعر هذا المجاهد أنه يؤدي واجبه باتجاه ربه، هو في جهاده وسهره وتعبه وضناه وألمه وجراحه، هو يؤدي حق العبودية لله سبحانه وتعالى ويؤدي واجبه تجاه الناس، فلا يمنّ على الناس لا بجهاد ولا بتعب ولا بصبر ولا بجراح ولا بشهادة.

المسألة تبدأ من هنا، ونحن اليوم نشعر أننا أمام إنسان مميز جداً على المستوى الديني والأخلاقي والروحي والنفسي، ونشعر أننا فقدنا هذا الإنسان بهذا المعنى، بهذه الصفات، قبل أن نكون قد فقدنا قائداً عسكرياً جديراً ومقداماً أيضاً.

في الجانب الآخر، نحن أمام قائد كفوء يتحمل المسؤولية، كانت له إنجازاته الكبيرة في المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي منذ البداية، من محور إقليم التفاح إلى كل خطوط المواجهة في الجنوب، إلى معسكرات التدريب، إلى كل المواقع التي عمل فيها والمسؤوليات التي تحمّلها، إلى مواجهة العدوان في حرب تموز 2006 حيث كان من المسؤولين والقادة الأساسيين في مواجهة هذا العدوان، إلى مواجهة مشروع الإرهاب التكفيري في السنوات الاخيرة.

أبو محمد من صنف كثير من المجاهدين والقادة الذين يعملون بعيداً عن الأضواء، مجهولون في الأرض، معروفون في السماء، يسهرون ويتعبون ويكدّون، ولا يعلم عنهم خبر ولا يُنشر لهم اسم أو صورة إلا بعد الشهادة، ولا يتحدث عنهم أحد بأشخاصهم، يتحدث عن المقاومة، عن المقاومين، عن قادتها، عن أبطالها، ولكن مَن هم فلان أو فلان أو فلان، هم ليسوا في دائرة الضوء، حتى إذا قضوا شهداء وغادروا الدنيا وأهلها عرفهم أهل الدنيا وشاهدوا صورهم وعرفوا أسماءهم واضطلعوا على بعض حقيقة حياتهم وسيرهم.

وحتى بعد الاستشهاد، لا يمكن أن يصبح هؤلاء الشهداء وهؤلاء القادة الشهداء في دائرة الضوء تماماً. نحن لا نستطيع أن نتكلم اليوم، كما كان يحصل مع بقية الشهداء، لا نستطيع أن نتكلم عن إنجازاتهم الشخصية، نتحدث عن إنجازات المقاومة الذين هم جزء منها، أما ماذا فعل الأخ فلان والحاج فلان والشهيد فلان، فلا نستطيع أن نتحدث، لا نستطيع أن نتكلم حتى عن مواقع المسؤولية التي انتقلوا فيها عاماً بعد عام ومرحلة بعد مرحلة، لأن هذا من أسرار المقاومة ومن خبايا المقاومة ويرتبط بهيكلية المقاومة، والمقاومة ما زالت في دائرة الفعل، لم تدخل في دائرة الكتابة عنها أو التأريخ لأشخاصها، مازالت تصنع الفعل في الميدان ويجب الحفاظ على أسرارها وخباياها وتجاربها وهيكليتها وشخصية قادتها ووسائل وطرق عملها، ولذلك نحن ـ كما تلاحظون ـ عندما نتحدث عن قائد في المقاومة نتحدث بهذا الإجمال وبهذا التعميم.

وفي كل الأحوال، هذا الجانب قد يكون موضع اهتمام بعض الناس، إنهم يحبون الحديث أو يحبون الاستماع، ولكن ليس موضع اهتمام الشهداء. الشهداء بعدما نالوا هذا الوسام الإلهي الرفيع ووصلوا إلى الحياة الأبدية والنعيم الدائم وغادروا السجن إلى القصر ـ كما يقول أبو عبد الله الحسين عليه السلام ـ لا يعنيهم أن تمدحهم أو تتحدث عنهم أو تطلق عليهم الصفات العالية أو أن يذكرهم الناس أو لا يذكرهم الناس، ولكن هم يبقون لنا ـ من خلال جهادهم وصفاتهم ومآثرهم ـ القدوة والنموذج والسابقين السابقين والدليل على الطريق.

أيها الإخوة والأخوات، مع الشهيد أبو محمد وإخوانه كان إنجاز المقاومة عام 2000 بعد 18 سنة من العمل المتواصل الدؤوب، بعدها دخلت المقاومة مرحلة جديدة من الاعداد والجهوزية وكان الانتصار الكبير عام 2006 والذي صنعه رجال المقاومة ومنهم هذا القائد الشهيد، ومنذ انتهاء حرب تموز 14 آب 2006 عاد الناس إلى حياتهم ليبنوا بيوتهم ويجددوا أماكن عملهم ويرتبوا أمورهم. وعاد أبو محمد وإخوان أبو محمد ليستكملوا الجهوزية ويعدوا العدة ويجددوا بناء القوة التي صنعت الانتصار في 2006، لأننا في جوار عدو له أطماعه، له طموحاته، عدو له تلك الطبيعة العدوانية الإرهابية، ولا يمكن أن يأمن إنسان في جوار العدو العدواني الإرهابي المتعطش للدماء، عاد أبو محمد كما بقية إخوانه إلى سيرتهم الأولى، المسؤولية الكبرى حماية لبنان، حماية شعب لبنان، حماية أهلنا، حماية الشرف والكرامة والسيادة، والمسؤولية الكبرى هي أن يكونوا في المواقع المتقدمة، في مواجهة إسرائيل وعدوانية إسرائيل، وفي مواجهة المشروع الصهيوني. هكذا أكمل حياته بعد حرب 2006. هكذا أكمل المقاومون حياتهم بعد عدوان 2006، بعد أن غادرهم من إخوانهم الشهداء مَن غادرهم.

هذه المعادلة التي لاحظتم في بعض ما نشر من كلمات أبو محمد كان يشير اليها باختصار، معادلة بناء القوة لردع العدو، ليس لدينا حل آخر، هذه التجربة التي نجحت حتى الآن، اليوم هذه التجربة نجحت في حماية البلد، من 14 آب 2006 إلى اليوم وفي كل ساعة وفي كل يوم يشعر فيه شعبنا في لبنان وخصوصاً في جنوب لبنان، في راشيا، في البقاع الغربي، في المناطق التي دخلها الاحتلال واستقر فيها طويلاً، في المناطق الحدودية التي كانت تتعرض للعدوان دائماً منذ عام 1948 منذ قيام كيان العدو الغاصب لفلسطين وحتى قبل قيام هذا الكيان، عندما كانت المنظمات الصهيونية الإرهابية تعيث فساداً عند الحدود اللبنانية الفلسطينية. اليوم، وفي كل ساعة، يشعر أهلنا وشعبنا فيها بالأمن والأمان والطمأنينة والثقة في مواجهة العدو، فبفضل هؤلاء الرجال، بفضل هذا القائد وإخوة هذا القائد ورفاقه، بفضل المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني الوطني والاحتضان الشعبي الكبير له في ظل معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

أيها الإخوة والأخوات، اليوم أنا أقول للمجاهدين إخوة الحاج أبو محمد أن وصيته لكم أن تواصلوا الحفاظ على هذه القوة التي بنيتموها وعلى هذه الجهوزية التي اوجدتموها، وأن تعملوا على صيانتها وحفظها وتطويرها، لأنها بعد الله سبحانه وتعالى هي الضمانة لحماية بلدنا وشعبنا وكرامتنا وشرفنا وأعراضنا في زمن يتخلى فيه الكثيرون عن أبسط المسؤوليات الإنسانية والأخلاقية والوطنية، ولكن أنتم ونحن لسنا كذلك ولا نتخلى عن هذه المسؤولية.

عندما يسقط شهداء، وخصوصاً شهداء قادة، يقلق المحبون، أنه ما هي الحكاية ؟! هؤلاء قادة يسقطون شهداء؟! وهل دخلت المقاومة في مرحلة الاستنزاف؟ هل هذا سيؤدي إلى ضعف المقاومة أو تراجعها؟ فيقلق المجبون ويشمت العدو، وللأسف الشديد يشمت بعض الخصوم، مع العلم أن هذه ليست مساحة لأن يشمت أحدنا بالآخر، بل يتصرفون كذلك. أنا أود أن أطمئن في ذكرى الشهيد القائد، أن هذه المقاومة بات لديها ـ ومنذ سنوات طويلة ـ جمع كبير من القادة، في مختلف الصفوف والمستويات، ولم تعد، يعني المقاومة، في الحقيقة لم تعد مبادرة فردية، لم تعد جماعة قائمة بوجود بعض الأفراد أو بعض القادة، تجاوزت مرحلة التأسيس، أصبحت مؤسسة قائمة، لها هيكليتها ومدرستها وأركانها وأعمدتها وقادتها وكادرها ومجاهدوها وفكرها وعقيدتها، ووو الخ. ولذلك لم تعد المقاومة مرهونة بوجودها أو متوقفة على  وجود قائد هنا أو قائد هناك، حتى إذا ما استشهد هذا القائد ثلم فيها ثلمة لا يسدها شيء، على الإطلاق، مع كل التقدير للقادة الشهداء وللقادة الأحياء ولأهميتهم ولعظمة إنجازاتهم ولأدوارهم، لكن بحمد الله عز وجل، وهذا من بركات إنجازاتهم أيضاً، أنهم حوّلوا مقاومتهم إلى مدرسة وإلى مؤسسة وإلى كيان نابض بالحياة، قادر على الاستمرار ومواصلة الطريق حتى ولو قضى من قضى في وسط الطريق شهيداً. هذا ما أحببت أن أقوله ليطمئن المحب وليقلق العدو، وحتى الخصم إذا صنف نفسه عدواً.

هذه المقاومة تقوى بقادتها عندما يكونون أحياء وتشحذ هممها وتزداد صلابة عندما يمضون شهداء، ولذلك دماء الشهيد أبو محمد الاقليم هي دفع جديد وحياه جديدة في عروق هذه المقاومة وفي حياة هذه المقاومة وفي عزم وقرار هذه المقاومة.

في كل الأحوال، نحن إخوة أبو محمد نستمر في موقفنا المقاوم ومسؤولياتنا الجهادية، في مواجهة إسرائيل وفي مواجهة المشروع الصهيوني في كل المنطقة، وهذ واجبنا وهذا إيماننا وهذا التزامنا، ومن هذ الموقع، كنا دائماً وسنبقى إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني، إلى جانب جهاده وانتفاضته وفي كل المراحل.

واليوم أيضاً، ونحن ننظر إلى الشباب والشابات الفلسطينيين في فلسطين المحتلة، إلى الكبار والصغار في فلسطين المحتلة، وهم يواجهون بقبضات عزلاء إلا من حجر أو سكين وبصدور عارية، أحد أقوى جيوش هذه المنطقة وأحد الكيانات البوليسية المتوحشة، ومدى شجاعتهم وعزمهم  وتصميمهم يكبر الأمل بأن بانتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني ومقاومة اللبنانيين وبمحور المقاومة الصامد، نعم ما زالت الآفاق مفتوحة، وأنه لن يكون هناك مستقبل، لا لهذا الكيان الغاصب لفلسطين ولا لأيّ من حماة هذا الكيان.

اليوم، هذه الانتفاضة المتجددة هي الأمل الحقيقي والأوحد لخلاص الشعب الفلسطيني من الاحتلال، وهي الحصن الحصين لحماية المسيجد الأقصى والمقدسات، ومسؤولية الجميع الوقوف إلى جانبها ومساندتها ودعمها، كل بحسب طاقته وقدرته وظروفه، وهذا ما نتطلع إليه ونجدد دعوة الجميع إليه، لأن هذه فرصة جديدة يعبّرعنها أجيال جديدة في فلسطين.

كل الذين راهنوا على سكون وعلى إحباط وعلى يأس الفلسطينيين اليوم تذهب رهاناتهم أدراج الرياح. نحن أمام جيل وأجيال جديدة تؤمن بالمقاومة وتؤمن بالانتفاضة وتؤمن بالكرامة والشرف والمقدسات والقدس والأقصى، ولذلك هي مستعدة لأن تقاتل بالسكين حَمَلة السلاح والبنادق والمتحصنين في دباباتهم، وهذه لها دلالات معنوية ونفسية وجهادية وسياسية كبرة جداً.

هذا الشعب الفلسطيني يواصل جهاده وانتفاضته وعلى شعوب هذه الأمة وحكومات هذه الأمة أن تقف إلى جانبه وأن تسانده ما استطاعت.

أيضاً مع الحاج أبو محمد وإخوانه دخلنا في مواجهة المشروع التكفيري الذي يهدد المنطقة والعالم، هذا المشروع التدميري لكل شيء، للإنسان، للحياة، للمجتمعات، للشعوب، للحضارة، للتاريخ، يعني الواحد يسأل أنتم ماذا تريدون أن يبقى غيركم على قيد الحياة؟ كسؤال، وهذا سؤال عجيب يعني! أن تأتي لجماعة وتسألهم أنتم من توافقون غيركم أنتم، ـ يعني غير جماعتكم الخاصة ـ من توافقون أن يبقى على قيد الحياة؟ وما هو الشيء الذي توافقون أن يبقى على وجه الأرض؟ هذا سؤال محير يعني وتحدي جديد، لا أعتقد أن البشرية واجهته إلا في بعض المراحل القديمة في التاريخ.

على كلّ، هذا المشروع في السنوات الاخيرة عاد بأبشع صوره وبأقصى طاقاته المتوحشة، واستطعنا مع كل المجاهدين والمناضلين الصادقين أن نقف في وجهه، أكثر من أربع سنوات ونحن نقاتل هذا المشروع الدموي الإرهابي التكفيري، وفي أكثر من ساح وميدان، وفي كل مكان كان، يجب أن نكون فيه كنا، وقدمنا الشهداء وما زلنا موجودين فيها اليوم. لولا هذا الصمود، لنتكلم عن النتائج المحسوسة والملموسة، كما في المقاومة، لولا المقاومة من 1982 لل 2000 لما كان التحرير النتيجة الملموسة، ولولا جهوزية المقاومة بعد ال 2000 وانتصارها في ال 2006 لما كان هذا الأمن والأمان في لبنان وفي جنوب لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، أيضاً هذه النتيجة الملموسة.

واليوم لولا هذا الصمود في العديد من الساحات، أتحدث ليس عن صمودنا نحن، أتحدث عن صمود كل الذين يقاتلون هذا المشروع ويقفون في وجهه، لولا هذا الصمود الميداني في مواجهة داعش وأخوات داعش من العراق إلى سوريا إلى لبنان، أين كانت المنطقة اليوم؟ أين كان العراق اليوم؟ أين كانت سوريا اليوم؟ أين كان لبنان اليوم؟ وأين كانت المنطقة اليوم وأين كان العالم؟

لو قدر لهذه الجماعات الدموية بأن تسيطر على العراق وسوريا ولاحقاً لبنان، ماذا كان سيكون مصير شعوب هذه البلدان ودول هذه المنطقة؟ المصير كان سيكون ما آلت إليه أحوال الناس في الموصل وصلاح الدين والأنبار والرقة ودير الزور وغيرها، هجرة الملايين، تشريد الملايين، مصادرة أموالهم، تدمير المساجد والكنائس، وكل أثر حضاري تاريخي وفرض نوع من الحياة لا يطيقه الإنسان الطبيعي، الإنسان الذي يعيش بفطرته، بعقله، القتل لأبسط الأسباب، الذبح لأبسط الأسباب، هذا المناخ العام الذي كان سيسيطر، الاقتتال الداخلي هو الذي كان سيتحكم، ولا اي مساحة لا لانتخابات ولا لممثلين حقيقيين للشعوب ولا للتعبير عن الرأي ولا لإظهار شكل من أشكال النقد أو المعارضة، ولا لشراكة ولا لوجود ولا لقرار، بل لا كرامة ولا لأمن.

إذاً، بصمود هؤلاء الذين صمدوا خلال هذه السنين في هذه الساحات، نحن اليوم نلمس نتيجة هذا الصمود، وإن كانت المعركة لم تحسم حتى الآن، وإن كانت المعركة مفتوحة وقد تكون طويلة أيضاً، ولكن ببركة هذا الصمود تم حماية حتى الآن هذه البلدان، بل حماية هذه المنطقة، بل حماية حتى ـ للأسف ـ الخصموم الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وهم واهمون وجاهلون. أقول لكم، حتى هذا الصمود الميداني في اليمن من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية في مواجهة العدوان السعودي ـ الأميركي هو الذي سينقذ اليمن، ليس من الغزاة فقط، بل لو نجح الغزاة في كسر إرادة الجيش واللجان الشعبية ـ ولن ينجحوا إن شاء الله ـ فإن الذي سيحكم اليمن وسيتحكم بمصير اليمن هو القاعدة وداعش وأخواتها ومثيلاتها كما يحصل الآن في عدن وفي جنوب اليمن وفي حضرموت والمكلا وغيرها.

إذاً، كل هذه المواقع التي تقاتل اليوم في مواجهة هذا المشروع الإرهابي التكفيري إنما هي تدافع عن الجميع، عن كل شعوب المنطقة، عن مسلميهم ومسيحييهم وأقلياتهم الدينية والمذهبية، عن سنّتهم وشيعتهم، عن حضارتهم وتاريخهم، عن تنوّعهم، عن حقهم في الحياة الكريمة والآمنة، عن حقهم في الشراكة، عن حقهم في التعبير عن الرأي، وفي هذا الطريق قضى الحاج أبو محمد الاقليم، لهذا السبب. وإلا فأي سبب يدفع بقادة مقاومة وبمجاهدي مقاومة قضوا شبابهم "30 سنة" على الحدود مع فلسطين ليذهبوا إلى الحدود، إلى سهل الغاب مثلاً حيث استشهد أبو محمد، إلى الحدود مع حماة وإدلب واللاذقية وحلب، لماذا؟ لأن كلا المشروعين الصهيوني والتكفيري يريدان الوصول إلى النتيجة نفسها: تدمير شعوبنا ومجتمعاتنا وإذلالها وقهرها وسحقها ومصادرة إرادتها. وببركة هذا الصمود أيضاً وهذه الدماء الزكية بدأنا نشهد تحولاً كبيراً في الرأي العام العربي، وهذا مهم جداً لنا، بدأت الأمور تختلف داخل دول كثيرة في العالم العربي اليوم، النظرة تختلف، فهم طبيعة الصراع القائم تختلف، بدأت الوجوه تنكشف، الحقائق تظهر، الضباب ينجلي، وبالتالي بدأنا نسمع مواقف جديدة، ونقرأ مقالات جديدة، وهناك اتجاهات جديدة وتحوّلات تكبر يوماً بعد يوم، وهذا مهم وأيضاً تبدلات في المواقف.

لكن يعود الفضل أيضاً إلى هذا التحول في الرأي العام وإلى هذا التحول في المواقف الداخلية أو الإقليمية أو الدولية إلى أولئك الصامدين في الميدان، إلى الذين استشهدوا وبذلوا أرواحهم ودماءهم من أجل أن لا ينتصر هذا المشروع الزاحف بالدم ليحكم مصير المنطقة. والذي يحسم المسائل في المستقبل أيضاً هو الميدان، الذي يفرض على الدول أن تبدل في مواقفها هو الميدان، الذي يفرض على العالم، على شعوب العالم، أن يعيد النظر بتقييمه وبرأيه وبفهمه هو الميدان، ولذلك يجب أن نكون حاضرين دائماً في الميدان.

ونحن إخوة "أبو محمد الإقليم" في يوم أسبوع شهادته أقول لكم: إخوانه وأحباؤه من كل رجال المقاومة هم اليوم  حضور في الميدان حيث يجب أن يكونوا أكثر من أي زمن مضى، نوعاً وعدةً وعديداً، لأننا في معركة وفي مرحلة فاصلة حاسمة. ونحن لن نتخلى عن هذه المسؤولية، نحن منذ البداية كان لدينا وضوح وبصيرة في أمرنا، ويوماً بعد يوم يزداد هذا الأمر، هذه البصيرة، هذا الوضوح، هذا اليقين، هذا الإيمان، من خلال ممارسات مَن نقاتل وفي كل الساحات وفي كل البلدان.

مثلاً من الأخبار المؤسفة والمحزنة ـ تقريباً يوماً بعد يوم ـ  في نيجيريا عمليات انتحارية تستهدف المصلين في المساجد، ما دين هؤلاء المصلين؟ الإسلام، مذهبهم؟ من أهل السنة. من أجل أن لا يأتي احد ويقول أنتم تقاتلون دفاع عن الشيعة، ويبيّن المعركة كانها معركة الشيعة مع السنة، كلا.

بوكو حرام التي هي من نفس الماهية، من نفس السنخية، من نفس الطبيعة، من نفس الفكر، من نفس المنهج، اجلبوا لوائح أسماء المسلمين الذين قتلوا ـ طبعاً قتل مسملون ومسيحيون ولكن الآن نتحدث لنستدل على هذه النقطة ـ وأسماء المساجد، هم يقتلون أهل السنة فقط لأنهم ليسوا بوكو حرام، فقط لأنهم ليسوا على مذهبهم، ليسوا على فكرتهم، ليسوا بعصابتهم، عندما نقاتل هؤلاء نحن ندافع عن الشيعة فقط أو ندافع عن المسلمين جميعاً؟

وهكذا عندما نذهب على امتداد العالم العربي والإسلامي، أمس في القطيف، في مدينة سيهات، يهاجَم مسجد وحسينية ويسقط شهداء وجرحى، ما القصة؟ هؤلاء كفرة، هؤلاء مشركون لأنهم يقيمون عزاء حفيد رسول الله (ص)، لو كانوا يقيمون عزاء شيخ من شيوخ هؤلاء القتلة لما حُكم عليهم بالكفر أو الشرك، ولكن لأنهم يعبّرون عن موّدتهم لرسول الله (ص) ولآل رسول الله (ص) الذين جعلت مودتهم أجراً للرسالة والرسول في القرأن الكريم، لأنهم يواسون رسول المسلمين جميعاً بصاب حفيده، هذا يكفي بأن يُقتلوا وبأن يُعتدى عليهم ويتم إرهابهم وإرعابهم والهجوم عليهم بالسلاح وبالمتفجرات كما يحصل الآن في أكثر من مكان.

هذه الأحداث التي تحصل أيها الإخوة والأخوات هذه تزيدنا إيماناً ويقيناً وبصيرة ووضوحاً أننا نحن لسنا مخطئين، نحن لم نشخّص "غلط"، ولسنا ذاهبين إلى المعركة "الغلط"، نحن نشخص بشكل صحيح، وذاهبون إلى المعركة الصح، كما القتال في مواجهة الصهاينة هو دفاع عن المسلمين جميعاً وعن مقدسات المسلمين وعن شعوب المنطقة مسلمين ومسيحيين وعن القيم الانسانية والمقدسات الدينية، القتال أيضاً في مواجهة هذه الجماعات التكفيرية الإرهابية هو دفاع عن الإسلام والمسلمين وشعوب المنطقة ومقدسات المنطقة والقيم الدينية والإنسانية، ولذلك تستحق شهداء من مستوى أبو محمد وإخوة أبو محمد ومن مضى في هذا الطريق إلى الآن.

كما قلت نحن سنواصل تحمّل المسؤولية في الإتجاهين، ونملك إن شاء الله من القادة ومن المجاهدين ومن الإمكانيات ومن القدرة ومن الأهلية ومن الكفاءة أن نتواجد في الجبهتين، وسنبقى في لبنان الحماة في مواجهة الصهاينة، وفي المنطقة أيضاً، وسنبقى في لبنان وفي المنطقة أيضاً المقاومين والمواجهين لأي مشروع يستهدف كرامة الناس وسلامتهم وأمنهم وقيمهم.

في الشأن الداخلي أود أن اقول كلمة قبل أن أختم ولا أريد أن أطيل عليكم، أكثر مما أطلت.

نحن في لبنان دائماً نؤكد حرصنا على الحوار، حريصين ودائماً عندما كنا نُدعى إلى حوار نلبي، ونؤكد دائماً حرصنا على التلاقي بين اللبنانيين، لأن مصلحة اللبنانيين ومصلحة البلد ومصلحة الاستقرار السياسي والأمني تقتضي ذلك.

أيضاً في هذه الحكومة، نحن شاركنا فيها من أجل الاستقرار السياسي والأمني في لبنان، مع أن شركاءنا فيها قاتلوا من أجل إسقاط الحكومة السابقة، وذهبوا إلى كل عواصم العالم لمحاصرتها ومقاطعتها، وكادوا أن يحرقوا البلد ليعودوا إلى السلطة وإلى الحكومة.

واليوم، رغم الأداء المتعثر لهذه الحكومة، مع تقديرنا الخاص لرئيسها دولة الرئيس سلام، وهذا واقع وليس مجاملة، الرجل أثبت صبراً وحكمة وهدوء وتحمل مسؤولية وطنية، بالرغم من الأداء المتعثر لهذه الحكومة، نحن دائماً كنا ندعو إلى الحفاظ على هذه الحكومة، ولا نؤيد إسقاطها أيضاً من أجل البلد، وليس لأنه لدينا وزارات في هذه الحكومة، "ملقّطين فيها وما شاء الله"، أبداً، لا في الحوار نحن نبحث عن مصلحة خاصة لحزب الله ، ولا في الحكومة نحن نبحث عن مصلحة خاصة لحزب الله، نحن هنا نبحث عن المصلحة الوطنية، مصلحة اللبنانيين في الحوار، حتى ولو كانت إنتاجيته بطيئة أو محدودة، لكنه يبقي الآمال قائمة والأبواب مفتّحة، مصلحة اللبنانيين في بقاء هذه الحكومة لأن البديل هو الفراغ وقد يكون الانهيار، ونرى كل المنطقة من حولنا.

سمعنا في الأيام القليلة الماضية كلاماً، رُدّ عليه من إخواننا، ولكن أنا أعتبر أنه يجب أن أتكلم فيه قليلاً، لأنه ليس هو كلام جديد في بعض جوانبه، ولكن في روحيته ليس جديداً.

خلال كل الفترة الماضية، نحن نسمع من بعض القوى السياسية، بالتحديد من تيار المستقبل، عندما يتكلمون عن الحوار كأنهم يتفضلون على الآخرين، أنهم يقومون بالحوار معك، أو أتوا إلى طاولة الحوار وعند دولة الرئيس نبيه بري، متفضلون ويمنّون على اللبنانيين أنهم ذاهبون إلى الحوار، هذا الإحساس بالنسبة لدينا هو مرفوض، نحن لا نقبل من أحد أن يمنّ علينا بحوار، "إذا كنت تمنّ علينا بالحوار فبلاه، بلاه".

ثانياً: أنهم موجودون بالحكومة ويتحملون المسؤولية ويمنّون على اللبنانيين، أنهم قبلوا أن يكونوا في حكومة نحن موجودون فيها وأيضاً من حلفائنا موجودون فيها، وأنه "ربط نزاع وما ربط نزاع".

إذا كنتم تشعرون أنكم محرجون أو متفضلون علينا وعلى غيرنا، من خلال بقائكم في الحكومة، فلا تشعروا بحرج "وبلا هالفضل تبعكم والله معاكم"، فلا توجد مشكلة، فهذا موضوع التفضل والمنيّة "أنتم شو إلكم علينا يا أخي؟".

نحن لا نريد أن نمنّ على أحد أننا نحاوره، ولا نريد أن نمن على أحد أننا نشاركه في حكومة, أصلاً نحن إلى جانب بقية إخواننا المقاومين في بقية الأحزاب والقوى اللبنانية، حررنا بلدنا وقدمنا آلاف الشهداء والجرحى وعندما وقفنا في بنت جبيل في 25 أيار 2000 وإذا كان يوجد إنجاز لبناني في الخمسين والستين سنة الماضية، هو إنجاز التحرير في المقاومة، ولم نمنّ على أحد أننا قاتلنا دفاعاً عنه أو أننا حررنا أرضه، "شو جاي جنابك لتقعد معانا عالطاولة وبدك تتفضل علينا وتمن علينا، لا حبيبي لا".

هذا الموضوع على كل حال، الآن لا أعرف إذا دولة الرئيس نبيه بري رجع من السفر أم لا، نحكي فيه ، كلا هذا "بدو نقاش"، وأنا على كل حال سأدعو وسأناقش في أسرع فرصة، لأننا كنا مشغولين بمجالس عاشوراء، أنا سأدعو قيادة حزب الله الحقيقة لإعادة النظر، "إذا هيك لا خيي لا، مش إنت تفلّ من الحوار، أنا لا أقبل أن أتحاور معك، وأنا لا أقبل أن أقعد معك".

ثانياً: نشعر بالإبتزاز، يعني أنا واحد من الناس وأنا كلبناني أمس أنا شعرت بالإبتزاز، أنه إذا لم تساعدونا لنخرج من فشلنا وعجزنا في البقاع، شو قصة البقاع يا إخواننا؟، أنه عُمل خطة أمنية في البقاع، نحن شو المطلوب منا نحن؟ أنه نحن حزب سياسي نحن وحركة أمل، أتوا وقالوا نريد أن لا أحد يغطي المخالفين والذين يثيرون الوضع الأمني، والذين كذا.... نحن لم نغطّ أحداً في يوم من الأيام، وأنا أتحدى كل المؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية والذين لديهم ضابطة عدلية في لبنان، أن يقولوا أنهم أتوا ليعتقلوا أحداً، هو تاجر مخدرات أو حرامي سيارات أو قاتل أو قاطع طريق أو.. أو..أو.. أو... ونحن أتينا ومنعناهم، لكن هم فاشلون وهم عاجزون، طيب هو ماذا يريد منا؟ نحن نعتقل العالم ونسلمهم للدولة، هذه ما عادت الدولة هذه صارت سجن، سجان، أنتم دولة أم مديرية سجون؟ نحن ليست وظيفتنا أن نعتقل الناس ونسلمكم إياهم، هذا نعم عملناه بموضوع عملاء "إسرائيل"، هذا شيء له علاقة بالمقاومة، وكل شيء له علاقة بالمقاومة له حسابه الخاص، لكن أنا مطلوب مني في البقاع، حزب الله وحركة أمل، المطلوب منا في البقاع أن نعتقل الناس ونسلمهم للدولة؟ هذه ليست "شغلتنا"، لماذا توجد دولة؟ وأنتم تعلمون حساسية هذا الأمر، هذا ليس تخلفاً عن المسؤولية، وأهلنا في البقاع يعرفون أنه لا توجد مصلحة في هذا الأمر، هناك من يريد أن يُدخل حزب الله وحركة أمل في البقاع في صراع مع العائلات ومع العشائر، لأنه نحن شبابنا هم أولاد هذه العائلات والعشائر، لكن الدولة دولة والجيش جيش وقوى الأمن قوى أمن، "وعشو موازنات؟ وعلى ماذا معاشات؟ وعلى ماذا تجهيزات؟ وعلى ماذا مئات ملايين الدولارات؟ وتنصت وأجهزة فنية وتكنولوجيا متطورة ....الخ؟".

على كلٍ، إذا الكلام عن الحوار من أجل الإبتزاز، نحن نرفض الإبتزاز، وإذا الكلام عن البقاء في الحكومة إبتزاز، فنحن نرفض الإبتزاز، الذي يحب أن يبقى في الحوار أهلاً وسهلاً فيه، "والذي يحب يفل من الحوار الله معه، مع السلامة"، "والذي يحب أن يبقى في الحكومة أهلاً وسهلاً فيه، والذي يحب إنه يفل الله معه مع السلامة"، ونرفض أن يكون هذا الموضوع موضع إبتزاز لنا أو لغيرنا، ونحن لا نُجبر أحداً، لا على البقاء في الحوار ولا على البقاء في الحكومة، نحن كجزء أو كشريحة من اللبنانيين بالتأكيد حريصون على بلدنا، وأعود وأقول حريصون على استقرار بلدنا السياسي والأمني وعلى تواصل قواه السياسية، وعلى بقاء الحكومة الحالية وعلى البحث عن مخارج، لكن إذهبوا وفتشوا عن المشاكل الحقيقية، أين ومن وكيف صارت ومن عملها؟

في كل الأحوال، نحن في كل أمر نكون حريصين فيه، لكن الموضوع المعنوي بكل صراحة أقول لكم وموضوع كرامتنا هي ليست كرامة شخصية، أنا في الموضوع الشخصي أو أي أخ من إخواني، في كرامته الشخصية يتجاوز ولا يوجد شيء، ويعبر ولا يوجد شيء، لكن عندما تكون هناك كرامة ناس وتيارات طويلة وعريضة، ونشعر أن هذه الكرامة يتم المسّ بها، كلا، الموضوع مختلف، مهما يكون الشخص حريصاً، الموضوع يكون مختلفاً.

في كل الأحوال أيّاَ تكن ساحات المسؤولية في مواجهة العدو الصهيوني، وفي مواجهة الموضوع التكفيري وفي مواجهة تحديات داخلية، نحن، أخوة الشهيد القائد حسن محمد حسين الحاج، أبو محمد الإقليم، الحاج ماهر، الشهيد القائد الذي نفخر بجهاده ونعتز بشهادته، سوف نبقى نتحمل كامل المسؤولية، حتى نحقق إحدى الحسنيين، وعلى المستوى الشخصي كلا الحسنيين، إما النصر وإما الشهادة.

رحم الله شهيدنا الغالي، وحشره مع رسول الله ومع أنبياء الله ومع أهل بيته الأطهار، ومع جميع الشهداء ومع سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ على عائلته الشريفة بالصبر والسلوان، وهي تعيش حالة اعتزاز وافتخار ومعنويات عالية، وأن يمنّ عليكم جميعاً بالحفظ والسلامة والصيانة والعز والكرامة إن شاء الله، والوفاء ومواصلة طريق هؤلاء الشهداء الأعزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.