المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october25.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى22/من01حتى14/مثال الملك الذي أقام عرساً لإبنه ورفض من دعاهم أن يحضروا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس04/من14حتى21/"يا إِخوَتِي، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُم لأُخْجِلَكُم، بَلْ لأَنْصَحَكُم كأَوْلادِي الأَحِبَّاء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في مضاعفات 35 سنة من الحرب التي حولت شرائح من شعبنا إلى مجرد قطعان/ملاحظات موجزة على خطاب السيد نصرالله

35سنة من الحروب والفوضى حولت شرائح من شعبنا إلى قطعان/الياس بجاني

ملاحظات موجزة على خطاب السيد نصرالله/الياس بجاني

نصرالله في عاشوراء: الموت لآل سعود!

هتاف «الموت لآل سعود» بدل «الموت لأمريكا» أمس: هل غيّر حزب الله عقيدته؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لارشيه: يعود للبنانيين ان يقرروا مصيرهم بنفسهم ويعود لنا ايجاد الظروف الملائمة حتى لا يؤخذ مصيرهم من بين ايديهم

أبو عاصي في ذكرى استشهاد داني شمعون وعائلته: هناك فئة تعمل على تعميم الفراغ وفرض مؤتمر تأسيسي لضرب المناصفة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 24/10/2015

فتفت لـ «السياسة»: نصر الله تخلى عن عروبته لصالح طهران وحزبه مُجرم كإسرائيل

عراجي: سلام على وشك الاستقالة

خطة لإيران لدعم حلفائها في لبنان

النائب السابق سمير فرنجية: البلد في خطر والحل بتجديد التسوية التاريخية و8 و14 آذار يشهدان انهياراً مزدوجاً       

الشاب: الحوار آخر شبكة أمان في ظل الأوضاع التي يمر بها لبنان

الراعي يلتقي وزير خارجية الفاتيكان في روما

 حقيقة التقرير الأسود في “نقطة عالسطر”

الانقسام العوني يصل الى انتخابات الكازينو

بالصور.. لأول مرة في لبنان "مارونية" في مراسم "عاشوراء"

مصدر إيراني لـ«جنوبية»: الحرس الثوري يناكف الإصلاحيين بـ«الأمهات»

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اعتصام لدائرة النقل في القوات احتجاجا على الفلتان في عمل الباصات العمومية

مطر مستقبلا لارشيه: نتمسك بالتعايش بين المسيحيين والمسلمين ونعمل معا لمصير مشترك

يزبك في مسيرة عاشورائية في بعلبك: ستكون المقاومة حيث تقتضي المواجهة

قاووق ممثلا نصرالله في مجلس الزهراء العاشورائي: المقاومة جاهزة لمواجهة أي خطر يحدق بها

مجدلاني: لا خلافات أو محاور داخل المستقبل

الاحدب: سياسات التخبط والارتجال في المستقبل دفعت البلد نحو المجهول

الجسر: مفتاح الحل لأزمتي الحكومة ومجلس النواب هو بانتخاب رئيس

علي خليل: الأزمة عميقة والأمر لا يستقيم الا بقانون انتخاب يعكس تمثيلا للناس

ريفي في مؤتمر الاعلام وثقافة الحوار الانساني في جنيف: لنجعل من معاني الإنسانية ميثاقا يحكم علاقاتنا وميزانا لحل نزاعاتنا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الائتلاف السوري المعارض يتّهم "حزب الله" بخطف اللاجئة عبير

مقتل 8 ايرانيين في سوريا بينهم الحارس الشخصي للرئيس السابق نجاد

كيري بعد لقائه العاهل الأردني وعباس: اتفاق بين عمّان وتل أبيب على تدابير جديدة في “الأقصى”

التنظيم شدد الحراسة على سجونه في الموصل ونقل إليها معتقليه في الحويجة

قوات نخبة أميركية في أربيل للعمليات الخاصة ضد “داعش”

65 قتيلاً بمعارك طاحنة في ريف حلب

روسيا أرسلت قوات من النخبة إلى سورية وأعلنت تنفيذ 934 طلعة وتدمير 819 هدفاً

المعارضة تتقدم في ريف حماة والنظام يرتكب مجزرة في دوما

اندماج فصائل سورية في حماة بـ «جيش النصر»

السفارات استعدت لجولة الإعادة في الإنتخابات

مقتل ضابط مصري وجنديين بهجوم لـ «داعش» في شمال سيناء

كيري بعد لقاء عباس: متفائل بوقف الانتفاضة!

واشنطن تتهم إيران بقتل 500 من جنودها والسجن لأميركي بعث تفاصيل مقاتلات إلى طهران

لافروف: مستعدون لدعم الجيش الحر جواً ضد داعش

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

روليت بوتين/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

الفاتيكان لم يعد يعوّل على دور بكركي/كبريال مراد/المدن

الحوثيون.. وخمس ساعات مع حسن نصر الله/طرق الحميد/الشرق الأوسط

خطة للتخلص من الأسد و{داعش}/جيمي كارتر/الرئيس الأميركي الأسبق/الشرق الأوسط

لبنان: الشعب يخترع بطلاً ليبكي خذلانه/حسام عيتاني/الحياة

صورة الرئيس المنتهكة في موسكو وفي حلب/حازم الامين/الحياة

ثمن خروج بشار/الياس حرفوش/الحياة

المآل الطائفي للبعث السوري ونهاية الأسد/خالد الدخيل/الحياة

إذا المعارضة هلامية فالجيش خرافة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

اجتماع فيينا ومستقبل سوريا/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

الخطاب المتوتر يُعلن الهزيمة/الأستاذ علي كحيلع/لبنان الجديد

الحزن الشيعي ومحطاته/سعود المولى/لبنان الجديد

موسكو المقرر الأول لأي حل في سوريا/المركز العربي للابحاث

الدولة "تضرب" ملاّحات أنفة بحجة الأملاك البحرية/حسين طليس/المدن

الأخلاق والحراك المدني/محمّد علي/المدن

نصرالله: لا يوجد اليوم ولا في المدى المنظور أي بديل آخر عن طاولة الحوار الوطني

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى22/من01حتى14/مثال الملك الذي أقام عرساً لإبنه ورفض من دعاهم أن يحضروا

"قالَ الربُّ يَسُوعُ أَيْضًا بِالأَمْثَالِ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَقَامَ عُرْسًا لٱبْنِهِ. وأَرْسَلَ عَبِيْدَهُ لِيَدْعُوا المَدْعُوِّينَ إِلى العُرْس، فَرَفَضُوا أَنْ يَأْتُوا. وعَادَ فَأَرْسَلَ عَبِيدًا آخَرِين، قَائِلاً: قُولُوا لِلْمَدعُوِّين: هَا أَنَا قَدْ أَعْدَدْتُ ولِيمَتِي، وذَبَحْتُ ثِيرَانِي ومُسَمَّنَاتِي، وكُلُّ شَيءٍ مُعَدّ. تَعَالَوا إِلى العُرْس. ولكِنَّ المَدْعُوِّينَ لَمْ يَكْتَرِثُوا، فَمَضَوا وَاحِدٌ إِلى حَقْلِهِ وآخَرُ إِلى تِجَارَتِهِ. والبَاقُونَ قَبَضُوا عَلى عَبِيدِ المَلِكِ فَأَهَانُوهُم وقَتَلُوهُم. فَغَضِبَ المَلِكُ وأَرْسَلَ جُنُودَهُ فَأَهْلَكَ أُولئِكَ القَتَلَة، وأَحْرَقَ مَدِينَتَهُم. حِينَئِذٍ قَالَ لِعَبِيدِهِ: أَلْعُرسُ مُعَدٌّ، ولكِنَّ المَدْعُوِّينَ مَا كَانُوا لَهُ أَهلاً. فَٱذْهَبُوا إِلى مَفَارِقِ الطُّرُق، وَٱدْعُوا إِلى العُرْسِ كُلَّ مَنْ تَجِدُونَهُ. وَخَرَجَ أُولئِكَ العَبِيْدُ إِلى الطُّرُقِ فَجَمَعُوا كُلَّ مَنْ وَجَدُوا مِنْ أَشْرَارٍ وصَالِحِيْن، فَٱمْتَلأَتْ قَاعَةُ العُرْسِ بِالمُتَّكِئِيْن. ودَخَلَ المَلِكُ لِيَنْظُرَ المُتَّكِئِيْنَ فَرَأَى رَجُلاً لا يَلْبَسُ حُلَّةَ العُرْس. فقَالَ لَهُ: يَا صَاحِب، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلى هُنَا ولَيْسَ عَلَيْكَ حُلَّةُ العُرْس؟ فَظَلَّ صَامِتًا. حِينَئِذٍ قَالَ المَلِكُ لِلْخُدَّام: أُرْبُطُوا رِجْلَيهِ ويَدَيْه، وأَخْرِجُوهُ إِلى الظُّلْمَةِ البَرَّانِيَّة. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيفُ الأَسْنَان؛

لأَنَّ المَدْعُوِّينَ كَثِيرُون، أَمَّا المُخْتَارُونَ فقَلِيلُون.»

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس04/من14حتى21/"يا إِخوَتِي، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُم لأُخْجِلَكُم، بَلْ لأَنْصَحَكُم كأَوْلادِي الأَحِبَّاء

"يا إِخوَتِي، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُم لأُخْجِلَكُم، بَلْ لأَنْصَحَكُم كأَوْلادِي الأَحِبَّاء! ولَو كَانَ لَكُم عَشَرَاتُ الآلافِ مِنَ المُرَبِّينَ في المَسِيح، فَلَيْسَ لَكُم آبَاءٌ كَثِيرُون، لأَنِّي أَنَا ولَدْتُكُم بِبِشَارَةِ الإِنْجِيلِ في المَسِيحِ يَسُوع. أُنَاشِدُكُم إِذًا أَنْ تَقْتَدُوا بي. كَذَلِكَ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُم طِيمُوتَاوُس، وهوَ لي وَلَدٌ حَبِيبٌ وأَمِينٌ في الرَّب، لِيُذَكِّرَكُم بِطُرُقِي في المَسِيحِ يَسُوع، كَمَا أُعَلِّمُ في كُلِّ مَكَان، في كُلِّ كَنيسَة. لَقَدْ ظَنَّ بَعْضُكُم أَنِّي لَنْ آتِيَ إِلَيْكُم، فَٱنْتَفَخُوا مِنَ الكِبْرِيَاء. لكِنِّي سَآتِي إِلَيْكُم عَاجِلاً، إِنْ شَاءَ الرَّبّ، فأَعْرِفُ لا كَلامَ أُولئِكَ المُنْتَفِخِينَ بَلْ قُوَّتَهُم؛ لأَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ لَيْسَ بالكَلاَمِ بَل بِالقُوَّة. مَاذَا تُرِيدُون؟ أَنْ آتِيَكُم بالعَصَا، أَمْ بالمَحَبَّةِ ورُوحِ الوَدَاعَة"؟

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها
بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في مضاعفات 35 سنة من الحرب التي حولت شرائح من شعبنا إلى مجرد قطعان/ملاحظات موجزة على خطاب السيد نصرالله
http://eliasbejjaninews.com/2015/10/24/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%B9/
بالصوت/فورماتMP3 /الياس بجاني: قراءة في مضاعفات 35 سنة من الحرب التي حولت شرائح من شعبنا إلى مجرد قطعان/ملاحظات موجزة على خطاب السيد نصرالله/24 تشرين الأول/15
http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20sheep%20mentality24.10.15.mp3
بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة في مضاعفات 35 سنة من الحرب التي حولت شرائح من شعبنا إلى مجرد قطعان/ملاحظات موجزة على خطاب السيد نصرالله/24 تشرين الأول/15
http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20sheep%20mentality24.10.15.wma

35سنة من الحروب والفوضى حولت شرائح من شعبنا إلى قطعان
الياس بجاني/24 حزيران/15
إن أسلحة الهيمنة على عقول الناس وقتل الحرية بدواخلهم وتحويلهم إلى مجرد أبواق وأدوات وزلم هي عاهات مجتمعية ونفسية من أخطر ما يمكن أن يحل بقوم من كوارث حيث يعمم الغباء والجهل ونكران إنسانية الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله.
وهذا للأسف هو واقع حال شرائح كثيرة من اللبنانيين في وقتنا الراهن تطاول كل الطوائف والمذاهب ولو بنسب متفاوتة.
من هنا فإن كارثة أزمة لبنان الأساس والأخطر تكمن بشكل خاص ومستفحل ومزمن في حقيقة قطعانية شرائح لا بأس بها من أهله أي تحولهم إلى قطعان أين منها المواشي.
قطعان تسير مرغمة أو برضاها لا فرق وراء هذا الحزب أو تلك الدولة أو ذلك الزعيم أو ذاك رجل الدين لتبق على قيد الحياة ولتؤمن مستلزمات البقاء المعيشية والمنية بغياب الدولة والقانون والمحاسبة، كما هو الحال مع وضعية زلم وأتباع حزب الله وميشال عون ووليد جنبلاط وسعد الحريري ونبيه بري وباقي المتحكمين برقاب الطوائف والشرائح اللبنانية منذ سنوات، وهنا يمكننا أن نستثني قلة فقط من الزعامات والقيادات والأحزاب ليس لأنهم "أوادم" وأتقياء ويخافون الله ويوم حسابه الأخير ولا يريدون أن يؤلهوا ويعبدوا ويتحكمون بقطعانهم ويمصون دمائهم، كما الآخرين من أقرانهم، بل بسبب عجزهم على أن يكونوا هكذا. وبالتأكيد الجازم هؤلاء من غير المؤلهين لن يترددوا للحظة ليكونوا على شاكلة وصورة الأباطرة من منافسيهم يوم تسنح لهم الظروف، وقد رأينا معظم أولئك العاجزين حالياً عن فرض وضعية المعبودين في وقتنا الراهن المحل والتعيس كيف كانوا "أضرب" من هتلر وستالين خلال سنوات الحرب اللبنانية، وكيف علقوا المشانق وتصرفوا برعونة ووحشية ودكتاتورية وأقاموا الكونتونات وتحكموا برقاب سكانها.
في الخلاصة المأساوية فإن مصيبة لبنان الحالية هي صحيح تكمن في احتلال إيران له عسكرياً عن طريق حزبها الميليشياوي والمعسكر والمؤدلج والإرهابي والمذهبي والغزواتي، حزب الله، وتفشي الدويلات وازدياد العصابات والفلاتان الأمني والأخلاقي وغياب وتغييب الدولة ومؤسساتها، ولكن الأخطر من هذا الاحتلال ومن ممارساته وهيمنته بملايين المرات هو تصحير العقول وترسيخ ذهنية القطعان وقتل حاستي ونعمتي النقد والحرية، إضافة إلى تجهيل كل ما هو قيم إنسان وإنسانية في دواخل كثر من اللبنانيين، وهذا حال تعيس وإبليسي ومحزن وفي غاية الخطورة. وقد صدّق من قال: "كيف تكونون يولى عليكم".

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com

ملاحظات موجزة على خطاب السيد نصرالله
الياس بجاني/24 تشرين الأول/15
**خطاب السيد حسن نصرالله أمس كان تحريضياً ومذهبياً وعدائياً وتجيشياً بامتياز ومغلف بالحقد والكراهية. ولو أن في لبنان دولة فاعلة ومؤسسات وقضاء حر كان يجب اعتبار الخطاب اخباراً وبالتالي استدعي السيد للتحقيق.
**خطاب نصرالله أمس استحضر الماضي الغابر وعاد إلى احداث مر عليها أكثر من 1400 سنة بهدف تجيش بيئته والتعمية على مئات الآلاف من القتلى من شباب هذه البيئة في معارك سوريا العبثية.
**نصف خطاب نصرالله أمس كان عن أميركا وأخطارها وهيمنتها وحروبها وقد أبلسها وجرمها ولم يترك صفة عاطلة إلا وألصقها بها في حين أن اسياده الملالي في إيران هم حلفاء لها في العديد من الدول والحروب ومرشدهم مرر الاتفاق النووي ووافق عليه رغم كل عنترياته السابقة.
**كان ملاحظ بشكل لافت أن حالة السيد نصرالله النفسية كانت مضطربة جداً وهو يلقي خطابه التحريضي والعدائي والتجييشي وهي حالة طبياً تدل على أنه غاضب وخائف ومتوتر.
**باختصار الخطاب هو تكرار ممل وببغائي ككل خطابت السيد المعلقات السابقة والتي من خلالها يتصرف على خلفية وهم الإستكبار وكأنه يحكم العالم وبيده تقرير مصير البشر وأنه القوة التي لا تقهر.

في أسفل تعليقات وأخبار نشرت اليوم وهي تتناول نفس موضوع تعليقنا

نصرالله في عاشوراء: الموت لآل سعود!

المدن - سياسة | السبت 24/10/2015

في خطاب من الممكن أن يصنف بأنه الأعنف تجاه المملكة العربية السعودية، وفي لحظة مصيرية من المباحثات الدولية التي تجري في فيينا بعد زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد الى موسكو، خرج الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في ذكرى عاشوراء، ليقارن بين ما حصل قبل آلاف السنين وبين الواقع اليوم، وليضع التاريخيين في سياق معركة واحدة "دفاعاً عن دم الحسين". بدأ نصرالله خطابه بمحاولة لتأكيد استمرار الصراع مع الولايات المتحدة، على الرغم من توقيع الإتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى. اللافت أن نصرالله وضع المشروع الإيراني النووي في إطار الكذبة الأميركية، نافياً أن تكون إيران قد سعت إلى انشاء برنامج نووي عسكري! قبل ذلك حمل نصرالله الولايات المتحدة الأميريكية مسؤولية ما يحصل في المنطقة، اذ اعتبر أن "أميركا كوريث لقوى الإستعمار هدفها الهيمنة على منطقتنا وبلادنا، وأن تكون هذه المنطقة تحت سيطرتها سياسيا وعسكريا وأمنيا وإقتصاديا وثقافيا أيضا، وأن تكون كل شعوب المنطقة خاضعة ومسلمة وتابعة لارادتها". وربطاً بدور الولايات المتحدة، ولج نصرالله الى الأزمة السورية، معتبراً أن دفاعها عن حقوق الإنسان والديمقراطية "حكي فاضي"، لأنها في المقابل ترعى ديكتاتوريات عديدة في المنطقة، وتدعم أسوأ أنظمة الفساد، وأنظمة لا هامش حريات فيها، ولذلك وبحسب نصرالله الحرب الدائرة اليوم في المنطقة وتحديداً سوريا هي بقيادة الولايات المتحدة لإخضاع الشعوب للإرادة الأميركية. الأبرز على الإطلاق بدا واضحاً في الربط المذهبي، اذ اعتبر أن الولايات المتحدة حاولت أن تحول الحرب إلى سنية - شيعية، "حتى يجد التنابل وجيوش التنابل مرتزقة ومقاتلين ليقاتلوا عنهم"، في اشارة الى شعوب الخليج العربي، وهو التعبير الذي استخدمه سابقاً وأدى الى تصعيد كبير، هددت دول الخليج اثره بطرد اللبنانيين المحسوبين على الحزب، وعليه من المؤكد أن نصرالله تقصد استخدام هذا التعبير. نصرالله وفي قراءة ما يحصل في المنطقة، رأى أن "المطلوب إستفزاز مشاعر المسلمين السنة من أجل أن يقاتلوا بالنيابة عن الأمراء ونهابي الشعوب"، لكنه لاحقاً عمل على تحقيق الإستفزاز الذي تحدث عنه، اذ رفع في وجه ما أسماه "المشروع الأميركي التكفيري"، شعار "هيهات منا الذلة"، مؤكداً أن المحور الذي ينتمي اليه لن يتخلى عن هذه المعركة و"من يفكر أن يتراجع كما يترك الحسين في ليلة العاشر في وسط الليل"، على وقع هتاف جديد صدح به الحضور: "الموت لآل سعود".

 

هتاف «الموت لآل سعود» بدل «الموت لأمريكا» أمس: هل غيّر حزب الله عقيدته؟

خاصّ جنوبية 24 أكتوبر، 2015

بعد الحضور الشخصي للسيد حسن نصر الله في إحياء مراسم ليلة العاشر من محرم في "مجمع سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية لبيروت، من المرتقب أن يختتم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ذكرى عاشوراء بكلمة إستكمالاً للهجوم الذي شنه بالأمس على المملكة العربية السعودية، ما قد يطرح أكثر من سؤال حول امكانية التصعيد مجدداً مع "المستقبل". على الرغم من قرع طبول الحرب في المنطقة من اليمن إلى فلسطين والتهديدات الإرهابية التكفيرية من كل حدب وصوب، وخصوصاً تلك التي يمكن أن تستهدف مناسبات دينية ومنها إحياء مراسم عاشوراء، أطلَّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله شخصياً، ليل أمس، على المشاركين في إحياء مراسم ليلة العاشر من محرم في “مجمع سيد الشهداء” في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك في رسالة واضحة إلى جمهوره بأننا برغم ما واجهناه على مدى سنيّ المقاومة ضد إسرائيل وقوى التكفير لن نيأس ولن نتعب ولن نتراجع بل مستمرون في المواجهة و”سننتصر فيها”، وبالتالي، لا تسويات ولا صفقات ولا تفريط بما تحقق من مكتسبات وانجازات. “المعركة” التي تحدّث عنها السيد نصرالله وضع إطاراً سياسياً استراتيجياً لها، جوهره أن “حزب الله” لم يضع البوصلة، وهو عندما يواجه إسرائيل وقوى التكفير إنما يقاتل أدوات مشروع الهيمنة الأميركية الغربية على المنطقة الذي لا يريد أن تقوم قيامة دول عربية أو إسلامية قوية ومستقلة ومقتدرة وتراعي مصالح شعوبها أولاً .  فوصف الولايات المتحدة بأنها “المايسترو” الحقيقي لكل الحروب في المنطقة من اليمن إلى سوريا وفلسطين مروراً بالعراق وإيران. كما  أشاد بدور كل من تصدّى لمحاولة تحويل هذه الحروب إلى فتنة سنية ـ شيعية. وقال إن الحرب على اليمن هي حرب أميركية لإخضاع هذا البلد العربي وهم كانوا يريدون أن تكون الحرب مذهبية وطائفيّة “حتى يجد التنابل وجيوش التنابل مرتزقة يقاتلون عنهم، وكان المطلوب أن تستفز مشاعر الشباب السنة لكي يقاتلوا عن الملوك والأمراء وناهبي الشعوب وأصحاب الكروش وكي تكون نتائج المعركة لمصلحة أميركا.

كذلك  أشار نصرالله  إلى أن المعركة تهدف إلى إخضاع كل من ساهم بإسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين. وشدّد على أن هذه الحروب “ليس قائدها أيمن الظواهري ولا أبو بكر البغدادي ولا الجولاني ولا سلمان بن عبد العزيز لكن قائدها الأميركي الذي يديرها ويدير كل الذين يخضعون له”. وختم “سنحضر غداً (اليوم) في كل الساحات والميادين مع الحسين، ولن يمنعنا لا مطر ولا حر ولا سيارات مفخخة ولا تهديدات ولا شيء.. وسنقول لإمامنا لبيك يا حسين”.

الموت لآل سعود!

وكان لافتاً لانتباه  أنه خلال كلمة نصرالله وقف جمهور “مجمع سيد الشهداء” وهتف على مدى حوالي دقيقة واحدة: “الموت لآل سعود”. وعلى وقع هتافات “الموت لآل سعود” التي أطلقها المحتشدون، وضع الامين العام لحزب الله بحسب “الأخبار” عنواناً للمعركة الدائرة في المشرق حالياً. بالنسبة إليه، العدو هو الإدارة الأميركية. وسمّى “وكلاءها” في هذه المنطقة، واضعاً الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في الخانة نفسها مع زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، وامير تنظيم القاعدة العالمي أيمن الظواهري، وأميرها في سوريا أبو محمد الجولاني. وبلهجة غير مسبوقة لجهة حزمها، وضع نصرالله المشاركة في المعركة الدائرة حالياً في مصاف الدفاع عن الوجود.

كلمة اليوم داخلية

لفتت “الجمهورية” إلى أنه في الوقت الذي لم يتطرّق فيه نصرالله في كلمته أمس إلى الشأن المحلي، من المتوقع أن تحمل مواقفه اليوم إشارات عدّة حيال الحوار والحكومة، خصوصاً بعد موقفه السابق الذي رفض فيه أن يمنّنه “المستقبل” بالجلوس معه، وكان دعا قيادته إلى اتّخاذ الموقف المناسب، فضلاً عن ملفات أخرى تبدأ بالرئاسة ولا تنتهي بقانون الانتخاب، وكلّ ذلك وسط مشهدية شعبية استثنائية يريد عبرَها الحزب توجيه رسالة قوّة وحضور إلى الداخل والخارج.بعد أسابيع على بدء دخول روسيا الحرب في سوريا، وأيام على اللقاء الروسي ـ السوري في موسكو بين الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الاسد، وما رافقه من قراءات في أبعاده، حلّت الأزمة السورية طبقاً دسماً على طاولة اجتماعات فيينا الرباعية بغياب إيران والامم المتحدة وفرنسا.

تدابير أمنية

وصباح اليوم اننطلقت سلسلة مسيرات عاشورائية وسط تدابير أمنية استثنائية اتّخذتها وحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى منذ الليلة الماضية، وانتشرت عناصر من “حزب الله” في مكان تجمّع المسيرة الكبيرة أمام مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي يتوقع ان تكون الأضخم بين مثيلاتها، حيث ستضمّ ما يفوق 50 ألفاً سيتجمعون للانطلاق من امام المجمع فور الانتهاء من تلاوة سيرة “المصرع الحسيني” عند السابعة صباحاً. وقال مرجع أمني لـ”الجمهورية” إنّ القوى الأمنية المنتشرة في الضاحية رفعت من نسبة جهوزيتها لمواكبة هذه المسيرات، الى جانب مسؤولين حزبيين يرافقون المجموعات التي ستنتشر على طول الطرق الأساسية ومعظمها في الضاحية الجنوبية من بيروت، بغية منع أيّ خلل أمني أو استغلال التحركات الشعبية الكبيرة للقيام بأيّ عملية أمنية بعد التوقيفات الأخيرة التي ضبطت من يحَضّرون لعمليات تفجير إجرامية. وقال المرجع إنّ الترتيبات اتّخِذت بالتعاون بين القوى الأمنية والأحزاب، ولا سيّما حركة “أمل” و”حزب الله” الذي جنّد أكثر من ألف شخص لتأمين الانضباط ومنع حرفِ مسيرته عن أهدافها الدينية الخاصة بالذكرى ومشاعرها.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لارشيه: يعود للبنانيين ان يقرروا مصيرهم بنفسهم ويعود لنا ايجاد الظروف الملائمة حتى لا يؤخذ مصيرهم من بين ايديهم

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوبر، بعد ظهر اليوم، في حضور الوفد المرافق والسفير الفرنسي ايمانيول بون وعدد من الإعلاميين، تحدث فيه عن نتائج زيارته للبنان. وأعلن لارشيه ان زيارته تندرج "في اطار الصداقة الفرنسية اللبنانية"، وقال: "طرحنا خلال لقاءاتنا مع المسؤولين اللبنانيين نقاطا عدة: أولا، ماذا ينتطر لبنان من فرنسا وما يمكن لفرنسا ان تفعل للبنان؟ زيارتي تسبق بثلاثة ايام زيارة وزير الداخلية الفرنسي الذي سيهتم بموضوع النازحين السوريين. ولقد تمحورت العناوين الاعلامية امس حول ما يجري بين الرياض، موسكو واشنطن، هل تعتقدون انه هكذا يمكن احلال السلام والإستقرار، واليس لفرنسا مع الإتحاد الأوروبي اشياء تقولها في هذا الصدد"؟. أضاف: "أما النقطة الأخرى فهي الإستعلام حول اوضاع المؤسسات اللبنانية التي نرى انها تدخل في مرحلة جمود مقلقة، فهناك غياب لرئيس الجمهورية، وحكومة تعاني من الصعوبات في اتخاذ القرارات لمعالجة المسائل اليومية للبنانيين، ولعدد من القرارات المهمة لدعم الشعب اللبناني، وهناك العديد من العقود والإتفاقات مع فرنسا بحاجة للبرلمان لإقراراها، واقول نحن هنا لمساعدة اللبنانيين ومواكبتهم والوقوف الى جانبهم. يجب السير قدما ويجب ان يكون لهذا البلد رئيس، وهذا يعود للبنانيين انفسهم. القضية اللبنانية لم تعد في مقدمة الإهتمامات الدولية كما ايام الطائف او الدوحة، ولذلك يعود للبنانيين ان يمسكوا زمام امورهم ويقرروا مصيرهم بنفسهم، ويعود لنا المساعدة لإيجاد الظروف الدولية الملائمة حتى لا يؤخذ مصير اللبنانيين من بين ايديهم".

وتطرق الى "الوضع الإقتصادي اللبناني الصعب الذي لم يسجل اي نمو"، ورأى ان "أي بلد في العالم لم يستقبل عددا من النازحين واللاجئين كما فعل لبنان، ومن غير اللائق اعطاء الدروس لبلد ولشعب استقبل هذا الكم من اللاجئين، ومن هنا فان مساعدة لبنان واللاجئين والسكان المحليين امر حتمي، ونحن ندرك المصاعب التي يعانيها السكان اللبنانيون، ولذلك يفترض بكل الدول ان تساهم وتقدم الوسائل حتى لا تنوء بلدان الإستقبال بحملها، وخصوصا لبنان".

وأعلن ان "الرئيس فرنسوا هولاند سيعلن في الأسابيع المقبلة برنامجا للمساعدة"، ورأى انه "يعود للبنانيين وللمسؤولين السياسيين اللبنانيين اقتراح سبل الحل، ويعود الينا نحن الأصدقاء ايجاد الظروف الملائمة. لبنان ضعيف وقوي في آن، هو يقاوم التغييرات الهدامة التي تضرب المنطقة حوله، فلنساعده ولنجعل من قدرة اللبنانيين على الصمود رسالة لتغيير المعطيات، فيصبح لبنان مثالا لهذا التعايش الذي يختفي من المنطقة". وردا على سؤال حول لقائه مع رئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية، قال: "تم اللقاء في جو طبيعي وعادي، وهذه ليست المرة الأولى التي التقي فيها نواب حزب الله، وكان تبادل للآراء، وابلغني حزب الله موقفه، وقلنا بأنه من المهم ان يجد اللبنانيون بانفسهم الحلول".وقال: "لفرنسا عدد من القيم ومنها حفظ كرامة الإنسان، وكل الحلول السياسية- ونحن لسنا سذجا- يمكن ان توجد من خلال التسويات، ولكن في هذه التسويات هناك بعض المبادئ، وهناك دول في الإتحاد الأوروبي تذكر دائما بالمبادئ، وهذا جيد، وما يلزمنا هو السلام، وهذه هي الهدية التي قدمتها والتي كتب عليها السلام بكل اللغات وبكل الأبجديات، وفي هذه الأرض التي خلقت الأبجدية من الضروري العودة الى اصول كلمة السلام".

وعن تسميته ثلاثة مرشحين للرئاسة خلال لقاءاته مع السياسيين، كما ورد في معلومات صحافية، ومن هي هذه الأسماء، قال لارشيه: "اسمحوا لي لن اعلن عنها، صحيح تم ذكر اسماء، نحن نتبادل الآراء، ولكن على اللبنانيين ان يقرروا، وليس فرنسا او طهران او الرياض". وردا على سؤال حول ما تود اوروبا وفرنسا قوله حول المباحثات الجارية بين روسيا والولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية، قال: "يجب التذكير بعدد من المبادئ، ربما لأن الإتحاد الأوروبي يعيش ازمة اللاجئين والنازحين، ونحن نعرف جيدا منطقة الشرق الأوسط، لقد نقلنا لها عددا من القيم ولا ارى كيف يمكن ان يكون هناك حل دون اشراك الإتحاد الأوروبي فيه، وهذا واضح، ولا يهم اذا كان هناك جنيف 3 او 4، ولكن كلنا نعرف الإتفاق حول النووي الإيراني تم لأن اوروبا كانت موجودة، وهذا واضح وجلي". وعن زيارته لطهران والرسالة التي سيحملها، أجاب: "اولا سألتقى الرئيس روحاني الذي سيزور باريس خلال ثلاثة اسابيع، وانتظر هذا اللقاء بكثير من الإهتمام، وسيكون هناك شق بروتوكولي، وايران بلد كبير ودولة كبيرة وحضارة كبيرة، لقد زرتها منذ سنوات. وكان لي دوما علاقات سياسية مع ايران. وساقول لإيران ان لبنان مستقر، ونموذج للتعايش هو من افضل الجغرافيا السياسية لدولة كبيرة مثلها". واعتبر ردا على سؤال ان "فرنسا تتكلم لغة واحدة في ما يخص لبنان، فلبنان ليس موضوع خلاف داخلي فرنسي، وهو بالنسبة الينا موضوع وحدة وطنية. يمكن ان يكون لنا آراء مختلفة بالنسبة لسوريا ولكن هناك توحد بالنسبة للبنان، وسيأتي الرئيس هولاند الى لبنان عندما يقرر ذلك".

وعن قضية جورج عبدالله، أعلن: "ان جورج عبدالله حكم من قبل المحاكم، ومدى الحياة، واخذ من محكمة التمييز حكما منذ مدة غير طويلة، ولا اريد ان اعلق فهذا قرار محاكم بلدي. وبلد القانون هو بلد يحترم استقلالية قضائه". وعن مواصفات الرئيس اللبناني كما يراه، قال: "رئيس الجمهورية يجب ان يكون جامعا، اي ان يجمع اللبنانيين، هذه رؤيتي كديغولي. وهذه الصفة نفهم اهميتها في الأوقات والظروف صعبة. اعتقد في السياسة انه يمكن ان تكون لدينا افكار مختلفة ونناقش ونختلف، ولكن في وقت من الأوقات يجب ان نجتمع". وعن لقائه مع قائد الجيش جان قهوجي في السفارة، أعلن ان "زيارة الجنرال قهوجي كانت تحية لرجال الدراكار وللقوات الدولية، ان استذكار ابناء فرنسا الذين ماتوا من اجل فرنسا في لبنان له معنى بالنسبة الينا، وهناك اليوم رجال ونساء ملتزمون لإحلال السلام، ولهذا معنى كبير بالنسبة الى القيم الفرنسية". وختم ردا على سؤال ان "مساندة فرنسا للجيش اللبناني تتم عبر القوات الدولية التي مكنت الجيش اللبناني من الإنتشار في شمال البلاد وشرقها، ومن خلال التدرب، ولقد قلدت ضابطا هنا ميدالية الشرف، وهذا لي صدفة، وهو من الفريق الذي يساعد على تنشئة الضباط اللبنانيين وتدريبهم. وهناك حاجات ملحة في ما يخص موضوع التجهيزات العسكرية، ولقد ناقشت مع وزير الدفاع اللبناني هذا الأمر بالأمس".

 

أبو عاصي في ذكرى استشهاد داني شمعون وعائلته: هناك فئة تعمل على تعميم الفراغ وفرض مؤتمر تأسيسي لضرب المناصفة

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - أحيا حزب "الوطنيين الأحرار" الذكرى 25 لاستشهاد داني شمعون وزوجته انغريد وولديه طارق وجوليان، بقداس احتفالي في كنيسة مار أنطونيوس الكبير في السوديكو، ترأسه الأب شربل شاهين، وشارك فيه الأب يوسف مونس، وخدمته جوقة كفرشيما، في حضور الأمين العام للحزب الدكتور الياس أبو عاصي ممثلا رئيس الحزب النائب دوري شمعون، السيدة جويس أمين الجميل، عضو المجلس الأعلى في حزب "الأحرار" كميل دوري شمعون، أعضاء المجلس الأعلى والمجلس السياسي في حزب "الأحرار" وشخصيات وفاعليات وأفراد عائلة شمعون ومحازبين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الأب شاهين عظة قال فيها: "عشية عيد المسيح الملك الصالح والأمين، نحاول أن نقرأ في ذكرى المرحوم داني شمعون وعائلته امتدادا واقعيا لتلك القيم الانسانية والأخلاقية والوطنية، التي رسخت في ذاكرة الأهل والمحبين والمناصرين عن معاني الصلاح والأمانة، التي جسدها داني وعائلته، بأبهى صورة. وقد سقطوا شهداء على مذبح العائلة والوطن والكنيسة". أضاف "أمام عبثية ما نشهده على أرض الوطن والمحيط والمنطقة، قد يصل بنا أن ننعي آسفين الصلاح والأمانة، فأين تجد اليوم الصلاح؟ وأين تعاش الأمانة؟ والوطن ممزق بين أطماع سياسيين همهم كما يقول الكتاب: مجدهم الخاص. وإلههم بطنهم". وتابع "نريد أن تكون هذه المناسبة أكثر من إحياء ذكرى سنوية، نريدها عبرة، نريدها عودة الى قيم الصلاح والأمانة. الأمانة التي نستخلصها من إسم لازم مشروع الرئيس الراحل كميل نمر شمعون، في التفتيش عن معنى المواطنة الحقيقية عبر ربطها بعمقها الوجودي في كل إنسان، دون تمييز بين انتماء ودين وطائفة، لتصبح المواطنة رديفا للحرية فكان العنوان العريض لتلك القيم الوطنيون الأحرار".

أبو عاصي

وألقى أبو عاصي كلمة النائب شمعون، الذي غاب عن القداس، إثر تعرضه لوعكة صحية، فقال: "نلتقي في القداس السنوي لراحة أنفس داني وانغريد وطارق وجوليان، كفعل إيمان بقدسية شهادتم، ولتجديد التزامنا بالمبادئ والثوابت، التي استشهدوا من أجلها، ومعهم نتذكر كل الشهداء، الذين قدموا حياتهم على مذبح الوطن، ليبقى سيدا حرا مستقلا، وتصان فيه العدالة والمساواة وحقوق الانسان، نقيض التعصب والتزمت والتكفير". ورأى أن "وطنا قدم هذا العدد الكبير من الشهداء، يستحق الحياة بعيدا عن الأخطار التي تهدد كيانه ومؤسساته، إلا أننا اليوم عكس ذلك على كل المستويات، والسبب أن فئة من أبنائه ضربت بمقومات الوحدة الوطنية عرض الحائط، فارتبطت بتحالفات ومحاور خارجية، وانخرطت بحروب إقليمية غير آبهة بارتدادتها على الوطن، ولم تكتف بما ارتكبته من معاص، فراحت تعطل انتخاب رئيس الجمهورية، مستغلة هوس السلطة عند حليفها الطامح الى احتلال هذا المنصب، الذي ينكر على الآخرين هذا الحق لذرائع واهية، وأخشى ما نخشاه عملها لتعميم الفراغ، وصولا الى فرض المؤتمر التأسيسي، الذي تسعى إليه لضرب النظام والمناصفة وإعادة توزيع السلطة لمصلحتها، إلا أننا نعلمها باستحالة تحقيق مخططها، لأن ليس من قوة تستطيع أن تنال من عزيمة المدافعين عن لبنان، الذي ورد توصيفه في مقدمة الدستور". واعتبر أن "الخلاف العامودي الذي يتكلمون عنه، قائم بين المصرين على إعادة بناء الدولة، وبين العاملين على هدمها خدمة للدويلة"، وقال: "نحن من جهتنا نراهن على الدولة، دولة مدنية قوية وعادلة، وعلى تطبيق الدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية، كضمانة لاستمرار الوطن بوحدة أرضه وأبنائه ومؤسساته، ولحفظ كيانه وخصوصيته"، مؤكدا أن "هذه المسلمات تجمعنا ضمن فريق 14 آذار، ومن أجل تحقيقها نتوحد متكافلين متضامنين، فالوطن وطننا ومن أجله استشهد الشهداء، وعليه نجدد الثقة بقوى 14 آذار، للدفاع عن الثوابت في وقت بلغت سلبية الفريق الآخر حد تعطيل كل المؤسسات، وصولا الى شل قدرة الحكومة على حل مشكلة النفايات، التي باتت تهدد صحة المواطنين، وتنعكس سلبا على البيئة". وناشد الحلفاء "رص الصفوف وشحذ الهمم، لتفشيل مخطط السيطرة على الوطن، وإلحاقه بالمحور الاقليمي، مما يقضي على دعامة الوطن، التي يؤمنها النأي بالنفس عن الصراعات الاقليمية، وقد كرسه إعلان بعبدا الذي تنكر له الساعون الى زج لبنان في أتونها".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 24/10/2015

السبت 24 تشرين الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يدخل لبنان منتصف الليل التوقيت الشتوي بتأخير الساعة ساعة، مع الأمل بتقديم ساعة الخروج من الأزمات الرئاسية والحكومية والإجتماعية.

ويتطلع المراقبون إلى الحوار الوطني بعد غد الاثنين في المجلس النيابي، تحت عنوان تفريج الأزمات، وإن كان ذلك يبدأ بإنتخاب رئيس للجمهورية.

والحوار كان اليوم موضوع تأكيد في المواقف التي أطلقت في ذكرى عاشوراء.

ويعمل الرئيس نبيه بري على تدوير الزوايا للإنطلاق بخطوات الضرورة في عقد جلسة تشريعية، وسط تحذير البنك الدولي من سحب المساعدات المقرة للبنان. وفي الخطوات التي يعمل عليها الرئيس بري أيضا، قيام ورشة في مجلس الوزراء لتأمين المستلزمات المطلوبة للبلد والناس.

ويبقى انتخاب رئيس الجمهورية الشغل الشاغل للسياسيين، لكن الظرف الإقليمي يظل مؤثرا، وفيه الحوار الأميركي، الروسي، السعودي والتركي، الذي انطلق في فيينا، والذي يستأنف يوم الجمعة المقبل بإنضمام دول جديدة.

وفي المنطقة اليوم المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

وفي كل عام، إلتزام عاشورائي يتجدد نهجا إصلاحيا ثوريا. وفي كل سنة يتسع المشهد فتضيق الساحات.

أجيال تعلم الأجيال، لتمضي على نهج حسيني وحدوي، يضخ عناصر القوة فترخص الأرواح فداء لهذا النهج.

حركة "أمل" أحيت الذكرى بمسيرات حاشدة من الضاحية الجنوبية لبيروت إلى صور وبعلبك، وما بينهم. وغدا يحيي اقليم الجنوب في الحركة مسيرة حاشدة في النبطية.

في المسيرات عبرة ودلالة تنطلق من حجم المشاركة الشبابية الحاشدة تحديدا. فيما خطاب حركة "أمل" يقوم على أساس توحيد الصفوف الوطنية لمجابهة إرهاب اسرائيلي وتكفيري.

ومن هنا، كان تأكيد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل، أن الحوار الداخلي سيستمر من دون تعديل لا في الشكل ولا في الجوهر. تلك ثوابت حركية قائمة على رص الصفوف في معركة مفتوحة ضد الارهابيين.

هؤلاء الإرهابيون، توعد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بهزيمتهم كما هزمت المقاومة اسرائيل. وفي المسيرة العاشورائية ل"حزب الله" في الضاحية، لم يجد السيد نصرالله بديلا عن الحوار الداخلي، لأن الأزمات الخارجية تتصاعد والعواصم مشغولة عن تفاصيل لبنان.

وبالفعل، لقاءات واتصالات سياسية دولية - اقليمية، حول سوريا والقضية الفلسطينية. الروس ناشطون على جميع الجبهات الميدانية والسياسية والدبلوماسية، في سباق مع محاولات أميركية لفرض الشروط. فالرئيس فلاديمير بوتين وضع معادلة الحمامة بجناحين حديديين قويين، للتأكيد على مبدأ السلام الروسي، من دون ضعف او انكسار.

ومن هنا يبدو الالتزام البوتيني بسوريا، فنشطت الاتصالات بين سيرغي لافروف وجون كيري لاطلاق عملية سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة، تستعد لها دمشق على قاعدة "محاربة الارهاب أولوية".

كيري نفسه قاد مبادرة في الساعات الماضية لانقاذ تل أبيب من ورطة، وتوسَّط بمساعدة الأردنيين بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لاعادة الأوضاع في الحرم القدسي إلى طبيعتها، والاكتفاء بالمراقبة الأمنية الاسرائيلية بالكاميرات على مدار الساعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على العهد هم أبناء الامام، يجددون بالدمع والدماء كما في كل عام، القسم المجلل رفعة وعقيدة وعزيمة لمدى الحياة.

على مدى العالم الاسلامي رسالة الاسلام الحسيني، احتضنتها كربلاء، وفاضت بها ضاحية الاباء، وما بينهما كل القفار والساحات، من المحيط إلى المحيط، وحيث سقى الحسين بدمه زرع العنفوان.

في لبنان زرعت الأرض رجالا وأطفالا ونساء، طافت الساحات بالقبضات والهتافات، وحدت الوانها بنبض عاشوراء، ليبقى العنوان "هيهات منا الذلة".

من عنوان الحسين جدد حفيده النداء، جمع القلوب وخطف الأنظار، ومن منبر سيد الشهداء أطل الأمين العام ل"حزب الله": القضية الأساس فلسطين، نجدد الوقوف إلى جانب شعبها وثورتها، أكد السيد حسن نصرالله، والعهد بمواجهة المشروع الصهيوني وحرب الأميركي والتكفيري لحفظ اسلام نبينا والمقدسات.

إلى جانب الشعوب المظلومة في المنطقة يقف "حزب الله"، يرفض العدوان على أهل اليمن، والظلم على أهل البحرين.

وفي لبنان رفض السيد أي رهان على المتغيرات، نصح أصحاب الرهانات: لا تنتظروا حوارا ايرانيا - سعوديا ولا مبادرة أميركية أو غربية، فلبنان خارج اهتمامات الدول، ولنكن أصحاب القرار، نصوت لمن وننتخب من نشاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

انه يوم عاشوراء في لبنان والعالم. في لبنان ذكرى عاشوراء لها بعد سياسي بامتياز، من خلال التظاهرة التي ينظمها "حزب الله" في الضاحية الجنوبية والكلمة التي يلقيها أمينه العام.

لكن هذا العام، اكتسبت الذكرى بعدا عسكريا أيضا عبر استعراض القوة الذي قدمه الحزب، وتجلى بوضوح في الشاحنات المغطاة بالغبار الكثيف في ايحاء انها آتية للتو من معارك سوريا. أما كلام السيد حسن نصرالله الذي حضر شخصيا لا عبر شاشة عملاقة، فلم يضف شيئا إلى الخطاب العام للحزب في المرحلة الاخيرة، ما يعني ان الأمور السياسية في البلد لا تزال على تعقيداتها المعهودة، وان لا حل في الأفق المنظور على الأقل.

وبعيدا من أجواء عاشوراء، فإن الأسبوع الطالع يحمل أربعة استحقاقات:

الأول، الاثنين مع انعقاد طاولة الحوار الوطني من دون وجود حلول عملية للمأزق الرئاسي.

الاستحقاق الثاني الثلاثاء، ويتعلق بالحوار بين "حزب الله" و"المستقبل"، وأهميته هذه المرة انه يأتي عقب التصعيد اللافت بين الطرفين في الأيام العشرة المنصرمة.

الاستحقاق الثالث، الثلاثاء أيضا، مع اجتماع هيئة مكتب المجلس لتقرير بنود جلسة تشريع الضرورة، علما ان عقد الجلسة لم يحسم بعد، في انتظار تقرير البنود وموافقة "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" عليها.

أما الاستحقاق الرابع والأخير، فملف النفايات الذي لا يزال يراوح مكانه، ما يؤكد وجود قطبة سياسية مخفية تهدد صحة اللبنانيين مع هطول الأمطار على النفايات المكدسة في الشوارع، مطلع الأسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لم يسبق لمسيرات عاشورائية أن كانت بهذه الكثافة من قبل، ولم يسبق للسيد حسن نصرالله أن اطل شخصيا وفي أقل من خمس عشرة ساعة مرتين، متجاوزا الاعتبارات الأمنية، ومتحديا المخاطر المحدقة بسلامته والمهددة لحياته.

لم يسبق لهذا الاستنهاض الحسيني أن كان بهذا الزخم، ولهذه التعبئة العاشورائية ان بلغت هذا المدى. لم يسبق لكلام السيد ان كان بهذا التركيز والتصويب على المشروع الأميركي وأهدافه وأدواته وترجماته. ولم يسبق لجمهور المقاومة الذي لطالما هتف بالموت لأميركا واسرائيل، ان أضاف آل سعود إلى القائمة لترتفع القبضات وتصرخ الحناجر البارحة واليوم: الموت لآل سعود.

رسائل بالجملة والمفرق، وزعها ووجهها السيد اليوم ومعظمها موجه للخارج و"القليل" للداخل. الرسالة الأبرز ان المقاومة المنخرطة في حرب ثلاثية الأبعاد - مع اسرائيل في الجنوب وضد الارهاب في الشرق وفي وجه التكفير في سوريا - لن تتعب ولن تخرج منها إلا منتصرة، وان جمهورها وأهلها لن يتخليا عنها.

وما حصل اليوم أكبر استفتاء على شعبية "حزب الله" وصوابية خياراته وقراراته. اطلالتان وتحديان. التحدي الأول لاسرائيل، التي وقف السيد البارحة واليوم أمامها لساعتين رغم المحاذير والمخاطر. والتحدي الثاني للتكفيريين، الذين تحدتهم المسيرات الحاشدة والجموع المكتظة، غير عابئة بسيارات مفخخة ولا بهجمات انتحارية قاربت الصفر منذ السيطرة على القلمون والزبداني.

نعى السيد الانتخابات الرئاسية، والحكومة الميتة سريريا من دون اعلان وفاتها رسميا. هذه الحكومة التي ظنت انها بمنأى عن تداعيات الفراغ الرئاسي أصابها شلل تام، والمجلس النيابي شلل نصفي. وحده الحوار بقي الملاذ، والسيد لم يذكر غيره بالخير، وهو توأم الاستقرار وما تبقى من استمرار لعمل المؤسسات، على الرغم من ان هذه المعادلة قد لا تعجب الفريق المقابل لأنها تعني ان على الجمهورِ ان ينتقل من ملعب سلام إلى ملعب بري، وان اللعبة وليس الكرة فحسب، يديرها رئيس المجلس.

في وقت أنهى جيرار لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، زيارته للبنان بزيادة الهم على القلب، عندما قال للبنانيين إن الخارج لا يعطي بلدهم أي أهمية أو أولوية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بعد أربع ساعات من الآن تؤخر الساعة ستين دقيقة، ايذانا ببدء التوقيت الشتوي، هذا الأخير يأتي مطابقا جدا للتقهقر السياسي والحكومي والنيابي والبيئي والاقتصادي في البلد.

سياسيا، نعى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أي أمل بتفاؤل سياسي، وجاء النعي على الشكل الآتي، لا تنتظروا حوارا ايرانيا - سعوديا، الأمور تزداد تعقيدا في المنطقة، لا تنتظروا مبادرة أميركية أو غربية، لبنان خارج اهتمامات الدول، لبنان اليوم متروك لزعمائه ولأحزابه.

النعي جاء شخصيا، حيث أطل نصرالله للمرة الثانية في أقل من 16 ساعة.

ولأن البلد متروك هكذا، مثلما رأى نصر الله، فالأمور متروكة. الحكومة في دائرة اختيار المصطلحات لتوصيفها من شلل إلى موت سريري إلى آخر المعزوفة.

مجلس النواب يلتئم ليجدد لمصالحه التي هي لجانه. النفايات تنتقل زمانيا بدل ان تنقل مكانيا، بمعنى انها تنقل من أسبوع إلى أسبوع من دون مؤشر إلى معالجة هذه المعضلة باستثناء معالجة الأمطار التي ستهطل اعتبارا من الأحد.

أما اقتصاديا فالمؤشرات إلى تراجع على كل المستويات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ما تقوله ايران سرا نطق به علنا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. ففي أقل من أربع وعشرين ساعة، استغل الأمين العام ل"حزب الله" العاشر من محرم ليطلق هجوما غير مسبوق على المملكة العربية السعودية وقيادتها وعبرها على الدول العربية، من خلال ظهور شخصي لوقت طويل افتقده جمهوره منذ نحو عشر سنوات. وهو يعكس بوضوح انتهاء مرحلة العداء لإسرائيل بعد الدور التنسيقي الذي تولته روسيا مع اسرائيل.

كلام نصرالله جاء ليعبر عن حجم الآلام والمآزق التي وصلت اليها ايران في خسائرها، ضمن المواجهة مع الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. هي آلام تبدأ من بيروت وتمر بدمشق وبغداد ولا تنتهي في صنعاء. وهي آلام ناتجة عن بزوغ زمن الانتصارات العربية وبدء زمن الهزائم الايرانية.

كلام نصرالله يعكس أفول نجم بشار الأسد الذي بات مجرد صورة على ورقة لعب وليس بلاعب، ومعه طهران التي تراقب بحسرة عن بعد طاولة المفاوضات العربية والدولية في فيينا التي تقرر مصير الأسد.

هي آلام عودة الشرعية اليمنية على أجنحة تحالف عربي واسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية. شرعية باتت على مشارف الامساك بصنعاء بعد تحرير عدن.

أما داخليا فيسجل للسيد اعترافه ان لا بديل للحوار القائم في مجلس النواب. لكن ما لم يقر به أمين عام "حزب الله" هو ان الحوار لا يمكن ان يسير بشروطه وبشروط طهران.

كذلك يسجل له اعترافه، تعطيل جلسات انتخاب الرئيس لأن الطرف الآخر لا يريد انتخاب الممثل الصحيح. لكنه غيب ربما عن قصد ان الطرف الآخر يدعوه للمشاركة في جلسات الانتخاب دون أي شرط مسبق.

كلام نصرالله سبقه عراضة أمنية في الضاحية الجنوبية، وأعقبه تشييع الحزب لأحد قتلاه الذين سقطوا في سوريا، في كفركلا على مسافة أمتار من بوابة فاطمة حيث فلسطين المحتلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

... والشمس والقمر كانا له شاهدين. فالكوكبان حظيا بفرصة لقائه مرتين بين ليلة وصباح. لكن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لم يتلفت إلا إلى كواكب الناس التي جاءته تترقب حضوره وتحيي مراسم التاسع والعاشر من محرم.

الظهور المباشر من ليلة إلى ضحاها، مثل مشهد تحد الذي استتبع بمواقف أكثر حدة تجاه أميركا والسعودية، قبل ان يعود الخطاب في يومه الثاني إلى طاولة الحوار، إذ قال نصرالله: لا تنتظروا حوارا إيرانيا - سعوديا فالأمور تزداد تعقيدا في المنطقة. ولا تنتظروا مبادرة أميركية أو غربية، لبنان خارج اهتمامات الدول ومتروك لزعمائه ولأحزابه الذين يجب أن يتحملوا المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة.

وخاطب نصرالله الداخل اللبناني بنصائح عدم الارتهان للخارج وانتظار السراب. واستتبع هذا النصح بتوصيف الذات خصوصا للذين سينتقدون الحزب وارتهانه لإيران، إذ قال: هنا يوجد عند أميركا عبيد، عند الطغاة وغزاة المال والنفط والغاز يتعاطون كأسياد مع عبيد، أما نحن حزب ولاية الفقيه، نحن سادة عند الولي الفقيه.

لكن العبيد والسادة، كلهم اليوم في قطار واحد نحو التسويات في المنطقة بدءا من تعزيز التوجه نحو سلطة انتقالية في سوريا، وتشجيع موسكو لدمشق على التعاون مع المعارضة وتحديدا منها "الجيش الحر". وهذا التوجه اكدته روسيا بإعلان وزير خارجيتها سيرغي لافروف عن إستعداد بلاده لدعم "الحر" ضد الجماعات الارهابية.

ولاحقا سيكون هذا الأمر هدفا للأطراف الأميركية والخليجية وتركيا، عبر الحفاظ على الجيش السوري وعودة "الجيش الحر" إلى قواعده وألويته سالما، بعدما انشق عنها وأسس جيشا خاصا.

ومما يعجل في هذه الحلول، نزع القناع "الداعشي" عن تركيا بأردوغانها وأوغلويها، وبروز أصوات معارضة بعد الانتخابات الأولى تكشف ارتباط النظام التركي ب"الدولة الاسلامية"، ومنهم زعيم "حزب الشعب الجمهوري" كمال كيليتشدار أوغلو الذي أعلن انه إذا تسلم السلطة فلن يسمح بإرسال السلاح إلى سوريا وسيقفل الحدود، منتقدا رئيس حكومة تركيا الذي لا يعتبر "داعش" تنظيما أرهابيا. فيما قالت صحيفة "جمهورييت" التركية ان اردوغان حول البلاد إلى مستودع يرفد سوريا بمقاتلي "داعش". وتساءلت: كم عشرة آلاف "داعشي" جهادي في تركيا اليوم؟ وكم منهم سيقاتلون غدا من أجل تأسيس دولة لهم في هذا البلد؟

الدولة العثمانية تنهض بمعارضيها، والحلول الاقليمية تتسارع. أما لبنان فينتظر على قارعة المدن الكبرى، من دون ان يدرك بعد أن خلاصه لن يكون بالحوار ولا بإنقاذ الحكومة من غرفة العناية الفائقة، إنما بتوصل أفرقائه إلى قانون انتخاب يصادر السلطة من مافياتها، ويضخ في البلاد دماء سياسية جديدة تشارك الحاليين حكمهم وتمنعهم من التفرد بالقرار.

 

فتفت لـ «السياسة»: نصر الله تخلى عن عروبته لصالح طهران وحزبه مُجرم كإسرائيل

عراجي: سلام على وشك الاستقالة

بيروت – «السياسة»: في الوقت الذي لا زال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يجري المشاورات اللازمة مع الكتل النيابية تمهيداً لعقد جلسة تشريعية بمن حضر، تعقد غداً جلسة الحوار في مجلس النواب لاستكمال البحث في الموضوع الرئاسي، على أن تجتمع الثلاثاء المقبل هيئة مكتب المجلس النيابي للبحث في البنود التي سيتم وضعها على جدول أعمال الجلسة التشريعية في حال عقدها. أما جلسات الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، فلم يحسم أمرها بعد، بانتظار إعلان «تيار المستقبل» استمرار مشاركته فيها ممثلاً بالوزير نهاد المشنوق أو سواه. وأكد عضو «كتلة المستقبل» النائب أحمد فتفت، الذي سيمثل وزميله النائب عاطف مجدلاني «تيار المستقبل» في جلسة الحوار غداً، في ساحة النجمة لغياب الرئيس فؤاد السنيورة خارج لبنان، أن قوى «14 آذار» على موقفها بأنه «إذا لم يتم إحراز تقدم في الموضوع الرئاسي، فلن يتم بحث أي شيء في الملفات الأخرى وهذا ما سنقوله في جلسة الاثنين» باسم كل قوى «14 آذار». وقال لـ»السياسة» «إننا مدركون أن الطرف الآخر يريد الاستمرار في سياسة التعطيل ولا يريد انتخابات رئاسية»، مشيراً إلى أن الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله الذي يتحدث أحياناً بكلام منخفض النبرة داخلياً ولكن في المقابل يضرب بمصالح لبنان، من خلال الكلام الذي قاله عن المملكة العربية السعودية إلى درجة إطلاق شعارات «الموت لآل سعود»، «ويبدو واضحاً أن هذا الشعار مبرمج ضمن الحزب وهذه رسالة إيرانية، أي أن نصر الله تخلى كلياً عن عروبته رغم كل الكلام الذي يدعيه حول الممانعة والقضية الفلسطينية ولا نراه إلا شريكاً فعلياً في الجرائم في سورية، فإسرائيل تقتل الفلسطينيين في الضفة والقدس و «حزب الله» وحلفاؤه يقتلون الفلسطينيين في مخيم اليرموك، في الوقت الذي تنسق إسرائيل مع الروسي حليف نصر الله». ولفت فتفت إلى أنه طالما ليس هناك بديل من حوار «المستقبل» و»حزب الله»، فاستمراره على الأقل «يعطي انطباعاً بأن شعرة معاوية لم تنقطع بعد ونحن لسنا مع قطعها، لأن لا بديل، فهل نعود إلى احتقان الشارع، وهذا ما لا نريده، أما «حزب الله» فلا تهمه المصالح اللبنانية وهو مستعد للعودة إلى احتقان الشارع، لكن في المقابل سنبقى متمسكين بمواقفنا كما فعل الوزير المشنوق». وكان نصر الله أطل في ذكرى عاشوراء، أمس، مشدداً على أن لا بديل من طاولة الحوار، داعياً قوى «14 آذار» إلى عدم المراهنة على حوار سعودي – إيراني، ومشيراً إلى أن الأمور ذاهبة إلى التغيير في المنطقة. في سياق متصل، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عاصم عراجي في اتصال مع «السياسة»، أن «حملة نصرالله على الحكام العرب محض افتراء وتجنٍّ عليهم وعلى الشعوب العربية التي وقفت إلى جانب لبنان في كل محنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في 1975 حتى اليوم، والتي تجلت أكثر بعد حرب يوليو 2006 في ظل المساهمة الفاعلة لهذه الدول في إعمار لبنان والضاحية الجنوبية على وجه الخصوص، في محاولة منه لتبرير التدخل الإيراني بشؤون المنطقة العربية كلها». وقال عراجي «منذ قيام الثورة الإيرانية وهذا التدخل لم يتوقف، وأدى إلى تفتيت العراق وسورية واليمن والبحرين، وما زالت إيران تحاول التدخل في السعودية أيضاً عبر تحريك بعض المجموعات الشيعية للقيام بأعمال إرهابية في المملكة»، معتبراً الكلام الذي قاله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بشأن مسؤولية الدولة اللبنانية عن حماية السفيرين السعودي والقطري في لبنان «يشير بوضوح إلى امتلاكه معلومات جدية عن تهديدات مباشرة أو غير مباشرة تلقاها السفيران الصديقان للبنان، وإن من مسؤولية القوى الأمنية كافة حمايتهما بالطرق المتاحة كافة». وفي تعليقه على كلام رئيس الحكومة تمام سلام انه سيفضح كل المعرقلين لخطة النفايات، أشار عراجي إلى أن «الرئيس سلام على وشك تقديم استقالة الحكومة، بعد أن وصلت كل الحلول المطروحة إلى طريق مسدودة، واضعاً الجميع أمام مسؤولياتهم»، مبدياً أسفه «لعدم إدراك البعض المخاطر التي تهدد لبنان سياسياً واقتصادياً، وتلطي البعض خلف أنانياتهم ومصالحهم الشخصية والضيقة».

 

خطة لإيران لدعم حلفائها في لبنان

الشراع/تؤكد المعلومات ان ايران بدأت فعلاً ومنذ أسابيع بوضع خطة إدارية بالتنسيق مع قيادة حزب الله لتفعيل تمويل ودعم الاحزاب والتجمعات والشخصيات والهيئات السنية المؤيدة للسياسة الايرانية وحزب الله في المنطقة. وذكرت المعلومات، ان مسؤولاً إيرانياً من الاستخبارات الايرانية الخارجية ومعه عدد من معاونيه، عقد اجتماعاًَ في السفارة الايرانية في الجناح في بيروت وان الاجتماع تركز على البحث في وضع دراسة مفصلة عن الجهات والاحزاب والتجمعات والشخصيات المؤهلة للدعم المالي والعيني في الطائفة السنية في مختلف المناطق اللبنانية، وتوسيع نطاق عمل (سرايا المقاومة) وزيادة رواتب المنتسبين إليها.

 

النائب السابق سمير فرنجية: البلد في خطر والحل بتجديد التسوية التاريخية و8 و14 آذار يشهدان انهياراً مزدوجاً       

الشراع/حوار: فاطمة فصاعي

*احتفال عون مبهم ولا علاقة له بالسياسة أبداً

*علينا أن نبحث في أزماتنا لأن المنطقة ستشهد تحولات كبيرة

*جهات سياسية حاولت استغلال هذا الحراك ولكنها فشلت

*الحراك الشعبـي ليس مشروعاً سياسياً أميركياً

*14 آذار في حالة صعبة

*إذا أردت أن ألوم حزب الله عليّ أن ألوم كل من حمل السلاح قبله

*الحرب الروسية قد تتوسع لتطال لبنان والعراق

*الحوار لن يصل إلى نتيجة إلا إذا استكمل بحوار على مستوى المجتمع المدني

*أخطر ما قام به الحراك انه كشف عجز كل القوى السياسية

*الملف الرئاسي أمامه مرحلة طويلة

*النظام السوري لن يبقى وإذا أراد ذلك عليه أن يفعل كما فعل حزب الله في لبنان

ينبه رئيس المجلس الوطني لقوى 14 آذار/مارس النائب السابق سمير فرنجية من مخاطر المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى نوع من التكاتف وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة لمواجهة أي مستجدات منتظرة على الساحة الاقليمية.

واعتبر ان فريقي 8 و14 آذار/مارس يشهدان حالة من الانهيار بما ان الفريق الأول يخسر والثاني لا يسجل أي نجاح في خطواته.

ودعا إلى ضرورة تغيير بوصلة الحوار لتطال المجتمع المدني الذي من شأنه أن يصل بالحوار إلى نتيجة، وإلا فإن الفشل سيكون مصيره. وحذر أيضاً من مخاطر الحرب الروسية الدائرة في سورية والتي قد تتقدم إلى مناطق مجاورة لسورية وقد يكون لبنان جزءاً منها.

هذه المواضيع وسواها تحدث عنها فرنجية في هذا الحوار معه:

انفصام

# كيف ترى الوضع السياسي الحالي في ظل الفراغ الرئاسي من جهة والحراك المدني من جهة أخرى، يتوسطهما الحوار القائم بين الاقطاب السياسية؟

- هناك حالة انفصام في لبنان تزداد يوماً بعد يوم، وعلينا أن نبحث في أزمتنا من انتخاب رئيس إلى البحث في قانون انتخاب، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولاً تاريخياً سوف يؤثر عليها لفترة طويلة جداً خاصة بعد التدخل الروسي في الحرب السورية الأمر الذي يتطلب تحركاً سريعاً جداً.

إضافة إلى المشاكل التي نعانيها من جراء أزمة اللاجئين السوريين في لبنان حيث أصبح عددهم يفوق ربع سكان لبنان، ومع كل هذا هناك قسم كبير من الطبقة السياسية ما زالت محكومة بصراعها على السلطة، وهذا الأمر مؤسف للغاية.

الحراك جاء ليكتب هزيمة هذه الطبقة السياسية، الحراك لا يملك حدوداً معينة ولكنه كشف في مسألة النفايات، عجز الطبقة السياسية بأكملها، ويفترض أن يدفع هذا الحراك هذه الطبقة إلى التحرك لأن هناك حالة استسلام للأمر الواقع نعيشها حالياً.

# ما رأيك بالتظاهرة التي دعا إليها النائب ميشال عون؟

- هذا التحرك بحاجة إلى قراءة سياسية لأن لا علاقة له بالسياسة أبداً، دعا التيار الوطني الحر الناس بمناسبة ذكرى استشهاد عدد من العسكريين في 13 تشرين الأول/اكتوبر ولكن لا أحد تطرق إلى من قتل هؤلاء العسكريين. الاحتفال مبهم، يتم التطرق إلى الضحية بمعزل عن الجاني، هذا التحرك لا يؤثر على الحياة السياسية ولا تعطيه أي فرصة للحصول على ما يريده، هذا التكرار الممل يدل على انه لا شيء أمامه ليفعله سوى هذا التحرك.

# لماذا، هل استنتجت ذلك من تصريحاته أم ماذا؟

- في هذه اللحظة واضح ان عون يريد أن يستفز عصبية المسيحيين بكلامه عن حقوق المسيحيين والطائفة السنية، برأيي من إيجابيات الوضع الأليم هو عدم قدرته على فعل أي شيء، عندما تكلم عن تظاهرة حول حقوق المسيحيين نزل 140 شخصاً وحصل نوع من التعبئة الطائفية وهذا ينطبق على بقية الطوائف.

شرق أوسط جديد

# يتردد بأن الحراك المدني الدائر تقف خلفه قوى خارجية وانه ليس وليد الصدفة ما تعليقك على هذا الكلام؟

- أذكر انه عندما نظمنا حراكنا بعد اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري قالوا عنه انه حراك أميركي لشرق أوسط جديد وتبين ان لا علاقة له بكل هذا الموضوع. إذا استطاع الأميركيون أن ينـزلوا مليون ونصف المليون شخص في 14 آذار/مارس عام 2005 عندها يمكن القول ان الأميركيين قادرون على كل شيء ولكن هذه ليست حقيقة الوضع.

بغض النظر عما إذا كان هناك جمعيات حصلت على مساعدات، فإن المسألة في مكان آخر، الحراك الذي جرى في العراق وحرك الوضع بكامله، والقول بأن كل تحرك تقف وراءه قوى خارجية هو كلام مبالغ فيه، لنقل بأن هؤلاء الشباب عبروا عن مشاعر الاكثرية اللبنانية. وهذا الأمر صحي للغاية، من الطبيعي أن تحاول جهات سياسية استغلال هذا التحرك ولكنها فشلت لأن التحرك هذا يتخطى السياسة بمفهومه هذا.

الحراك كشف رفض اللبنانيين لقوى الأمر الواقع، وهناك مرحلة أخرى سيشهدها لبنان وهي كيفية تغيير هذا الواقع القائم.

# يتردد بأن القوى الخارجية وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية لم يعد يهمها دعم 14 آذار/مارس مثلاً بقدر ما يهمها دعم الحراك المدني. ما رأيك بهذا الكلام؟

- في أي حراك من هذا النوع في أي مكان في العالم يحظى بتأييد كل الناس وهو يلفت الانتباه لأن الاعلام لا يتناول إلا هذا الحراك بغض النظر عن الاخبار السياسية. لذلك هناك اهتمام بهذا الموضوع، ولكنه ليس مشروعاً سياسياً أميركياً.

# أين 14 آذار/مارس اليوم؟

- 14 آذار/مارس في حالة صعبة، دعيني ألخصها بكلمتين فقط، مشروع 8 آذار/ وصل إلى طريق مسدود وهو يفشل، أما 14 آذار/مارس فهي لا تربح الآن ونحن بهذه الوضعية فريق يخسر والآخر لا يربح.

فريق الشعب السوري

# اذن 14 آذار صارت مكانك راوح؟

- هذا يعني أن هناك انهياراً مزدوجاً، ولكن هناك فريقاً أوضح من الآخر. فريق 8 آذار بالمعنى العملي هو الشعب السوري وليس الشعب اللبناني، ومحاولة ((حزب الله)) لتأخير سقوط نظام بشار الاسد وهذا الامر كلفته عالية جداً. وقد تبين ان هذا النظام غير قادر على استعادة دوره ويعتبر في حالة سقوط.

بالمقابل ليس لدى 14 آذار مشروع آخر، فإذا أردت أن ألوم ((حزب الله)) على استخدام السلاح، عليّ أن ألوم كل من حمل السلاح قبله ايضاً وعليّ أن أقول لنطوِ الصفحة ولنعد إلى ما يجب أن نكون عليه.

وربما مسؤولية ((حزب الله)) اليوم اكثر من غيره، ومسؤولية غيره في السابق يمكن ان تكون اكثر منه، هناك أفكار يتم تداولها الآن والمجال ما يزال مفتوحاً لإيجاد حلول.

((هوبرة)) 8 آذار

# هل هذا يعني ان كلاً من فريقي 14 و8 آذار لم يعودا موجودين على الخارطة السياسية؟

- اليوم كلا الفريقين اصبحا في حالة ضعف، وفريق 8 آذار ضعيف جداً بالرغم من ((الهوبرة)) التي تظهر من بعض أقطابه، لذلك يجب أن نجدد التسوية التاريخية وعلينا ان نعود الى الطريق الصحيح كي نغرس لمرحلة جديدة في تاريخ البلد، ونسرع في انجاز ذلك لأننا امام مخاطر كبيرة وأهمها:

*خطر توسيع الحرب الروسية، فقد تتوسع مخاطرها الى بلدان جديدة مثل العراق ولبنان.

*الفتنة السنية – الشيعية التي تهدد مستقبلنا جميعاً وكل شخص موجود على هذه الارض.

*مشكلة اللاجئين السوريين.

*الوضع الاقتصادي المتردي والذي يتفاقم يوماً بعد يوم.

لذلك يفترض ان يتم طي الصفحة القديمة.

# ماذا عن الحوار الذي يقوم به الرئيس نبيه بري؟

- الحوار القائم قد يكون قاعدة مهمة في هذا الخصوص ولكن هذا الحوار يجب ان يستكمل بحوار على مستوى المجتمع المدني الذي يجب ان نظهر له مسؤولياته كي نؤسس لمرحلة جديدة.

لذا فإن الحوار اذا توجه بهذا الاطار آمل خيراً منه وإلا فلن يصل الى نتيجة.

# هل يمكن ان يكون الحراك المدني قد أضعف الحالة السياسية لدى 8 و14 آذار؟

- هذا الحوار كان كاشفاً، وأخطر ما فعله هو انه كشف عجز كل القوى السياسية، يعني كل هذه القوى الموجودة في السلطة غير قادرة على حل أزمة النفايات، دور هذا الحراك مهم لأنه حرك دينامية الشباب وهذا أمر مهم.

# هل هذا الحراك متعمد لإسقاط 8 و14 آذار؟

- الجواب على هذا السؤال صعب في الواقع لأنه في النتيجة أدى الى ذلك ولا ادري ان كان في الاساس هذا هو الهدف.

غالب ومغلوب

# ماذا عن حلحلة الملف الرئاسي، هل يمكن أن تحمل زيارة الرئيس الفرنسي الجواب او الحل، ام ان الحل قائم على المستوى الداخلي فقط؟

- هناك غالب ومغلوب دائماً، قلت انه علينا ان نتفاهم فيما بيننا لحل هذه المسألة لأن رئيس الجمهورية هو القادر على طي هذه الصفحة، وانتظار الخارج يعني انه لن يتحرك الا بعد ان يحسم الوضع في سورية، وبتقديري لا توجد اي اشارة تدل على ان الوضع سيحسم لصالح بشار الاسد. لذلك سندخل في مرحلة طويلة وهذه المرحلة ستجعل من الحوار مرحلة صعبة.

فلنخرج من هذه المراوغة كلها.

# هل تخشى على حكومة الرئيس تمام سلام، وهل تتوقع عودتها الى نشاطها السابق؟

- أتصور انه ليس امام احد خيار آخر من كل المعترضين ولن يقبل احد حل هذه الحكومة، فلا احد قادراً ان يتحمل نهاية حكومة الرئيس تمام سلام، لذا المطلوب ان يوقفوا حركاتهم وليتوقفوا عن الابتزاز في أمور صغيرة.

لم يعد هناك كبير في الحياة السياسية وهناك أشخاص مستعدون للعودة 30 سنة الى الوراء ليقولوا انهم ذوو سلطة كبيرة.

# ماذا عن التدخل الروسي في سورية، وهل سيستمر نظام الرئيس السوري بشار الاسد؟

- بالتأكيد لا، لن يستمر نظامه وكي يستمر عليه ان يفعل كما فعل ((حزب الله)) في لبنان، اي ان يرسل قوات على الارض لتقاتل نيابة عنه، وهذا الامر لن يقبله الروس ابداً.

الروس يساهمون في القصف الجوي وهذه محاولة للدخول الى خط المفاوضات من موقع أقوى.

 

الشاب: الحوار آخر شبكة أمان في ظل الأوضاع التي يمر بها لبنان

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب باسم الشاب، أن داخل "الكتلة لدينا آراء عدة، لكن القرار النهائي يبقى للرئيس سعد الحريري"، نافيا أن "يكون هناك مقاطعة من قبل الرئيس فؤاد السنيورة للحوار، إلا أنه سيغيب غدا عنه بداعي السفر". وأوضح الشاب في حديث الى إذاعة "الشرق"، أن "الحوار رغبة وطنية وحاجة وطنية، والجميع مقتنع بأنه آخر شبكة امان في ظل الاوضاع التي يمر بها لبنان"، مؤكدا أن "الحوارات جامعة ام ثنائية ستستمر". وتناول التدخل الروسي في سوريا، فقال: "من خلال تقدير الامور الاقليمية، هناك اطراف في لبنان تفسر بعض الامور على انها ربح ولكن يتبين انها خسارة"، متسائلا: "هل التدخل الروسي فعلا هو من قلب الموازين؟". ولفت الى أنه "بعد الاتفاق النووي الاميركي - الايراني، لم نعد نسمع انتقادا للولايات المتحدة، ولم تعد الشيطان الاكبر، لتعود امس وتصبح الشيطان الاكبر من جديد". واعتبر الشاب أن "الموقف الروسي بالنسبة الى موضوع الرئاسة في لبنان ليس كما يبدو، فمثلا وزير الخارجية جبران باسيل لم يدع الى موسكو، وكان هناك كلام قد تسرب يقول ان روسيا مع مرشح توافقي في لبنان، وانها لا تنظر لمرشح حزب الله - ميشال عون - على انه المرشح الرئاسي، اذا نجد انه بالنسبة لرئاسة الجمهورية في لبنان هناك توافق بين نظرة تيار المستقبل و14آذار والموقف الروسي. أما بالنسبة للامور الأخرى، فنحن نعرف ان روسيا كانت مع المحكمة الدولية، وأن سفير روسيا كان اول سفير يضع اكليلا على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وردا على سؤال في السياق عينه، أجاب: "عندما سئل السفير الروسي في اسرائيل عما اذا كان التدخل الروسي في سوريا هو حلف مع حزب الله، قال كلا، وفسر الامر على ان روسيا تدخل في اتفاقيات وليس بتحالفات، وبالتالي اصبح لافتا اليوم ان "هناك خط هاتفي احمر" بين اللاذقية وتل ابيب عبر القاعدة الروسية، ويجب ذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد اتجه الى روسيا قبل بدء العمليات في سوريا مع 12 جنرالا اسرائيليا، كما وانه كان هناك وفد روسي كبير في اسرائيل". وسأل: "لماذا الطيران الروسي لم يضرب الا مناطق معينة في محاذاة المناطق العلوية في حين أن المناطق المحيطة بالاردن واسرائيل لم تتلق اي ضربة؟". وأضاف: "التقارير تقول ان معظم القصف طال القوى المعارضة المحاذية للمنطقة العلوية، وضربات دير الزور لا تقاس بالضربات التي تلقتها المعارضة السورية المعتدلة". واعتبر أن "المعارضة السورية المعتدلة قوية ومنظمة، والحديث عن انه ليس هناك في سوريا معارضة سوى "داعش" و"النصرة" غير صحيح، والروس ضربوا المعارضة المعتدلة لانها تهدد النظام السوري، وكان هناك عتب على روسيا انها ضربت المعارضة السورية وتركت داعش"، مشيرا الى ان "تواجد الرئيس بشار الاسد في موسكو من دون وفد تصب في خانة الاستدعاء اكثر من الزيارة". وعن اجتماع فيينا امس، قال الشاب: "الموقف الاميركي فيه تعاون كبير من روسيا، فاميركا لا تعتبر هذه الحرب حرب ضرورة او جزءا من الامن القومي الاميركي. اما روسيا فتعتبرها جزءا من الامن القومي الروسي". وأضاف: "هم اميركا الاساسي القضاء على "داعش"، وهم يرون ان الاسد جزء من المشكلة، الا انهم لا يريدون تدمير هيكلية الدولة السورية"، لافتا إلى أنه "اذا فشل الحل السياسي في سوريا، سنرى ما رأيناه في افغانستان". وأيد الشاب كلام النائب وليد جنبلاط عن أن "الحرب في سوريا بدأت للتو"، متسائلا: "اذا فرضت روسيا نفوذها على الشاطئ السوري، هل ستقبل او تسمح بتصدير اي غاز ايراني او غيره الى اوروبا عبر سوريا؟". وبالنسبة إلى غياب الاوروبيين عن اجتماع فيينا، رأى أن "الديبلوماسية الاوروبية ليس لديها نفس الزخم الموجود لدى الديبلوماسية الاميركية، كما انها تتعاطى مع الشأن السوري ضمن ما يسمى بحلف شمال الاطلسي، لذلك الدور الاوروبي محدود ولكن الاوروبيين ليسوا بعيدين عن الصورة".

 

الراعي يلتقي وزير خارجية الفاتيكان في روما

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - يلتقي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في هذه الاثناء، وزير خارجية الفاتيكان المطران ريتشارد غالاغر في المعهد الماروني في روما، في حضور سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي العميد جورج خوري.

 

 حقيقة التقرير الأسود في “نقطة عالسطر”

فتح برنامج “نقطة عالسطر” من صوت لبنان ملف الوقائع التي اوردها التقرير الاسود مع الأب البروفسور يوسف مونّس الذي أكد ان اهتمامات الكنيسة ممتدة على كل الاراضي اللبنانية على عكس ما ذكره التقرير. وأثنى على كلام المطران سمير مظلوم الذي قال انه من الظلم لوم الكنيسة على عدم حل أزمة المواطنين الاجتماعية. وقال مونّس “يجب إلاضاءة أيضاً على المبادرات العظيمة التي قام بها الرهبان.”وعن بيع الاراضي، قال: “على الكنيسة ان تمتلك هذه اراضي المسيحيين للحفاظ عليها.”

الكاتب الصحافي انطوان سعد اعتبر من جهته انه  لو كانت الادارة الذاتية بالشكل الذي نتمناه، لما سمعنا ما سمعناه اليوم في التقرير الاسود.

الأستاذ الجامعي الأب هاني مطر، قال “كأن المقصود تحييد الانظار عن المشاكل الكبيرة والفساد المستشري في كل القطاعات في لبنان وإلهاء الناس عن قضية الكنيسة المارونية،  في حين ان كل المؤسسات في لبنان لديها مسائل مماثلة.”

وأضاف: “ليس للفاتيكان ما يسمى بالمصادر بل لديه أمانة سر الدولة ووزارة الخارجية ومجمع الكنائس الكاثوليكية والمعالجة تجري مباشرة ما بين هذه المراجع.”

وكان للبرنامج اضاءة على الحملة التي تطال مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان من قبل أحد المواقع الالكترونية على خلفية نشر الوكالة بياناً لناشطين في الحراك المدني، وكشفت سليمان انها أوكلت محام لرفع دعوى لدى القضاء.

من جهته دان نقيب المحررين الياس عون المستوى المتدني الذي يعتمده بعض الصحافيين الذين لا يحترمون الاصول الهنية.

 

الانقسام العوني يصل الى انتخابات الكازينو

خاص - "ليبانون ديبايت": علم موقع "ليبانون ديبايت" ان نقيب موظفي وعمال الكازينو هادي شهوان والمقرب من النائب الان عون تعرض لسيل من الاتصالات والضغوطات "العونية" للتنازل عن ترشحه لصالح مدير قطاع المطبخ والمطاعم ورئيس تعاونية الموظفين ادغار معلوف، والمُقرب من رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل. وبعد أخذ ورد عمد شهوان الى سحب ترشيحه قبل الربع الساعة الاخير من اقفال باب الترشح الى الانتخابات النقابية وذلك تجنباً لوقوع معركة انتخابية قد تولد شرخ وتشرذم وإنشقاق بين ابناء التيار الواحد. المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" أشارت الى ان انسحاب شهوان لصالح معلوف خلق حالة من البلبة بين موظفي الكازينو العونيين منهم، ما قد يؤدي الى خسارة التيار رئاسة النقابة وتقديمها الى حزب القوات اللبنانية على طبق من فضة. وعلى الرغم من المحاولات الجارية لاعادة لم شمل التيار إلا ان الشرخ لا زال حاصلاً في ظل انقسام الموظفين بين الطرفين من جهة وتأييد تيار المردة لشهوان من جهة اخرى. ويذكر ان معلوف يطمح للترشح في المتن عن المقعد النيابي خلفاً لعمه النائب اللواء إدغار معلوف. وفي وقت لاحق ورد الى "ليبانون ديبايت" توضيح من رئيس مجلس نقابة وعمال شركة كازينو لبنان السيد هادي شهوان، والذي اكد ان علاقة احترام و صداقة وطيدة كانت وما زالت تربطه بالمرشح الى الانتخابات النقابية السيد ادغار معلوف الذي يستحق هذا المنصب بكل جدارة، مؤكدا عدم وجود أجنحة في التيار الوطني الحر. واضاف شهوان في ردّه ان جميع المنتسبين يدينون بالولاء للسلطة الشرعية المنبثقة أصولاً.ليبانون ديبايت

 

بالصور.. لأول مرة في لبنان "مارونية" في مراسم "عاشوراء"

رصد موقع ليبانون ديبايت 2015 -24تشرين الأول/شاركت المحامية ساندريلا مرهج برفقة مجموعة من الشبان البقاعيين والجنوبيين في المسيرة العاشورائية التي جابت اليوم شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت إحياءً لمراسم العاشر من محرم التي نظمها "حزب الله"، رافعةً راية كتب عليها : "قضية حياة، حق ورفض الذل المسيح والحسين". وقد ظهرت مرهج في المسيرة النسائية وبين حملة الرايات وفرق اللطم، وفق ما تظهره الصور، مع العلم انها من الطائفة المسيحية المارونية. والجدير بالاشارة ان مرهج هي مناصرة للتيار "الوطني الحر" وقد تولت سابقاً الدفاع عن العميد فايز كرم في قضية اتهامه بالتعامل مع اسرائيل.

 

مصدر إيراني لـ«جنوبية»: الحرس الثوري يناكف الإصلاحيين بـ«الأمهات»

خاصّ جنوبية 24 أكتوبر، 2015/بدأ "الحرس الثوري" الإيراني مناكفة التيار الإصلاحي الذي يقوده رئيس البلاد الشيخ حسن روحاني عبر الضغط على حكومته بما يُعاكس الاجواء الإيجابية التي اعقبت توقيع إيران الاتفاق النووي مع الدول الست، إذ تم تسريح 60 ألف إمرأة عاملة من وزارات ومؤسسات خاضعة لإدارته. قال مسؤول في التيار الإصلاحي الإيراني لـ “جنوبية” إنّ تسريح النساء العاملات جاء بقرار من “الحرس الثوري” الذي يُمسك بغالبية الموارد والمؤسسات الاقتصادية المنتجة، وبذريعة عدم توفر الأموال وعدم قدرة الوزارات والمؤسسات على تحمل “مدة إجازة الأمومة” التي حُددت بستة أشهر أيام الإمام الخميني، لكن القانون اللاحق حددها بتسعة أشهر”. ولفت المسؤول إلى أن “القرار هدفه الضغط على الحكومة “والمسّ بصدقية وعودها” خلال الحملة الانتخابية عام 2013، متسائلاً “كيف كان يمكن دفع رواتبهن (الامهات العاملات) في ظل الحصار، ولم يعد ممكناً بعد الرفع الجزئي للعقوبات وبعد انجاز الاتفاق النووي (مع الدول الكبرى + المانيا)”. ونبه إلى أن الأمر سيزيد من تعقيدات الوضع الاقتصادي “لأن الأمهات العاملات عددهن كبير جداً ويشكلن مصدر دخل أساسي لعوائلهن، كما أن الأمر سيرفع من معدلات البطالة المُعلنة”، علماً ان البنك الدولي أعلن في تقرير رسمي خلال العام الجاري عن تقديره حجم البطالة بـما يزيد عن 30 % في حين ان السلطات الرسمية تقول ان نسبة البطالة لا تتجاوز ال 11 %. وشدد على ان “الانعكاسات الإيجابية الأولية “تبددت” في ظل الضغوطات التي يمارسها “الحرس الثوري” وتشكيكه بجدوى الاتفاق “من باب انهزام الايرانيين امام الغرب” وذلك خلافا للثقافة التي سادت منذ الإطاحة بالشاه الذي تميز مع من سبقه بالانفتاح على الغرب”. وقال المسؤول الإصلاحي إن ما “يُعلن من احصاءات ليس دقيقاً لسببين:الأول هو عدم وجود مؤسسات رقابية شفافة وان ما يصدر عن تلك الموجودة انما يخضع لسياسات المتشددين، والآخر يكمن في الخشية من رد الفعل الشعبي الذي صار متاحاً بحدود”بعد الثورة الخضراء”. وشدد على أن حكومة روحاني قادرة على تجاوز “العقبات المفتعلة، لكن ذلك رهن بمدى فرص الاستثمار في كل المجالات وهذه ستكون تحت إدارة الحكومة مباشرة”، وقال ان هناك “برامج عمل علمية ومتطورة” وضعها الإصلاحيون للتخفيف من تبعات حصار استمر لاكثر من ثلاث عقود “لكن ينتظرنا الكثير من الضغوطات”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اعتصام لدائرة النقل في القوات احتجاجا على الفلتان في عمل الباصات العمومية

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - أقامت دائرة النقل في مصلحة النقابات في "القوات اللبنانية"، اعتصاما انطلق عند العاشرة من ملعب فؤاد شهاب نحو نقطة التجمع في الدورة، "في ظل الفلتان والتجاوزات العديدة الخارجة عن القانون فيما يخص عمل الباصات العمومية، وبعد المطالبة الحثيثة بالتدخل لتنظيم هذا القطاع وتحديد موقف شرعي للباصات ومنع أي تعديات". وأكد رئيس مصلحة النقابات المحامي شربل عيد "ضرورة إنشاء موقف لتنظيم عمل الباصات بما فيه مصلحة للجميع". وطالب القوى الأمنية ب "أخذ كامل الإجراءات وأن تبقى العين الساهرة على سلامة السائقين". وشدد على "ضرورة تنظيم خطوط السير خاصة الخط الممتد من جبيل حتى الدورة وأن تكون منطقة العمل هذه محصورة فقط لأبناء المنطقة الذين لا يسمح لهم بالعمل خارج هذا النطاق بقوة الترهيب والتعديات". وشدد رئيس دائرة النقل رئيف بجاني على "هدف الاعتصام والمطالبة الفورية بوقف التعديات على خط الدورة - جونية - جبيل".

وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية على علم بالتجاوزات التي يقوم بها السيد عز الدين، وطالب بضرورة التحرك الفوري منعا للسماح بقطع أرزاق السائقين". ولفت المعتصمون إلى أن "هذا الاعتصام لن يكون الأخير حتى تنفيذ جميع المطالب المحقة".

 

مطر مستقبلا لارشيه: نتمسك بالتعايش بين المسيحيين والمسلمين ونعمل معا لمصير مشترك

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - زار رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه على رأس وفد من بلاده تقدمه السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون، دار مطرانية بيروت للموارنة في الاشرفية، فكان في استقباله رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، كهنة من الابرشية، رئيس مؤسسة الإنتشار الماروني الوزير السابق ميشال إده، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الوزيران السابقان ميشال الخوري وروجيه ديب، رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع، السفير ناجي أبي عاصي وجو عيسى الخوري. وخلال اللقاء القى المطران مطر كلمة أشاد فيها بتمسك لبنان بعلاقاته التاريخية والمتينة مع فرنسا، وقال: "إنه لشرف عظيم لنا وفرح كبير لاستقبالكم مع الوفد المرافق لكم في دار مطرانية بيروت للموارنة. باسم صاحب النيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي أوكلني شرف تمثيله في هذا اللقاء وإهداءك تحياته من روما. لم يتخط لبنان بعد مشاكله خصوصا أمام تعثره في الانتخابات الرئاسية، ولم يدع غبطته مناسبة دون الدعوة لاحترام المواعيد الدستورية. في لبنان نجحنا في احترام الحريات والمجتمع اللبناني ككل ينعم بها واستطعنا ترجمة المساواة بين أبناء الوطن على اختلاف مشاربهم ونتمسك بالتعايش بين المسيحيين والمسلمين ونعمل معا لمصير مشترك".

وبعد إشادته بالعلاقات اللبنانية الفرنسية، وبين فرنسا والموارنة في لبنان، سأل المطران مطر: "على الرغم من تميز لبنان بهذا العيش المشترك لماذا يتخبط اليوم في مشاكله ولا يستطيع تنظيم الحكم فيه؟ لماذا لم يتم انتخاب رئيس جديد للبنان طوال هذه الفترة؟ والاجابة على هذا السؤال سهل جدا الا وهو ضرورة أن يتخلى اللبنانيون عن السياسات الخارجية وفصل مشاكل الخارج عنهم، فتحل مشاكلهم". وقال: "منطقة مقسمة تقسم لبنان أيضا ونحن بحاجة لأن ننطلق من لبنان ذاته للمساعدة لإيجاد الحلول حتى لمشاكل المنطقة وذلك من خلال الروح اللبنانية" مضيفا "ما نحن بحاجة إليه اليوم في لبنان هو تعلقنا أولا بوطننا وبدوره الاقليمي والدولي وعلينا الاحتفاظ بهذا الكنز الذي ننعم به والعمل بشجاعة على حل كل مشاكلنا بعيدا عن مشاكل الآخرين".

لارشيه

ورد لارشيه بكلمة شكر فيها المطران مطر على حسن الاستقبال والضيافة وحمله تحياته إلى البطريرك مار بشاره بطرس الراعي وأشاد بالعلاقة التي تربط بلاده بلبنان والتي تربط اللبنانيين بالفرنسيين وخصوصا على الصعيد الثقافي والاجتماعي.

 

يزبك في مسيرة عاشورائية في بعلبك: ستكون المقاومة حيث تقتضي المواجهة

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - نظم "حزب الله" مسيرة حاشدة لمناسبة العاشر من محرم في مدينة بعلبك، شارك فيها عشرات الآلاف النائبان علي المقداد وإميل رحمة، يتقدمهم الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، مسؤول منطقة البقاع في الحزب النائب السابق محمد ياغي، رئيس بلدية بعلبك الدكتور حمد حسن، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة، ورؤساء بلديات واتحادات بلديات قرى المحافظة، كشافة الإمام المهدي وحملة الأعلام والمجسمات والرايات والشعارات الحسينية.

انطلقت المسيرة من مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين عند مدخل بعلبك الجنوبي بعد تلاوة السيرة الحسينية، واخترقت الشوارع والأسواق والساحات وصولا إلى جوار مرجة رأس العين.

يزبك

وألقى يزبك كلمة قال فيها: "أعظم الله أجورنا جميعا بالمصاب الجلل الذي أصيبت به الإنسانية وأصيب به نبي الإسلام محمد بتلك المجزرة التي لم يسجل التاريخ مثيلا لها، لكنها أثبتت أن الدم هو أقوى من سيف البغي".

وتابع: "أحيت فينا عاشوراء الحياة والعزة والكرامة، فيوم عاشوراء هو يوم الحياة ويوم تثبيت الرسالة، ولقد اختار الإمام الحسين بنفسه المسيرة مع عائلته وأصحابه، لأن في هذه المسيرة شقين: أحدهما يتبناه بنفسه ودمائه، والآخر هو بعهدة العقيلة زينب، والثورة كل الثورة هي زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب".

وأكد أن "الإنسانية اليوم مبتلاة بالإرهاب الصهيوني والتكفيري، وما على أصحاب البلاء إلا الصبر بمعنى الإعداد والمواجهة لتطهير الأرض من الظالمين المستبدين، الصبر الذي يؤدي إلى الظفر والنصر. لذلك نحن صبرنا في مواجهة العدو الإسرائيلي، وحققنا بفضل الصبر والجهاد والتضحية وتحمل الآلام والمصائب والدماء النصر والتحرير لأمتنا العربية والإسلامية من العدو الصهيوني الذي كان يتصور واهما أنه ليس هناك من يقهره".

واعتبر "ما يجري في فلسطين هو كربلاء، وأصحاب مشروع الفتنة المذهبية سقط مشروعهم بالحجر والسكين والدهس، ولا بد أن ينتصر الحق، ولا بد ان ينجلي هذا الليل بقيادة الإمام المنتظر الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا". وأردف: "هناك مشروعان في المنطقة: مشروع كربلاء في مواجهة الظلم ومشروع أميركا تقودهم الولايات المتحدة الأميركية، مشروع الشيطان الأكبر الذي سيهزم لا محالة، أبالموت تهددوننا، نحن عشاق الشهادة، ولا نرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما". وقال يزبك: "نحن في لبنان بحاجة إلى وقفة ضمير وإعادة حسابات، إن كنا نحب لبنان علينا أن نبني الدولة القوية، لا أن نعبر بالدولة إلى مزارع هنا وهناك، وعلى الآخرين أن يسقطوا من حساباتهم الكلام عن السلاح فإنه خداع وكذب، فهذا السلاح هو الذي حمى لبنان وجعل لبنان عزيزا وقويا، ولولا دماء شهداء المقاومة هل بقي لبنان، وهل كان اللبنانيون يشعرون بأمن واستقرار؟ ستكون المقاومة حيث تقتضي المواجهة على حدودنا الجنوبية مع الإرهاب الإسرائيلي، وفي قلب المعركة في مواجهة الإرهاب التكفيري، لأننا ندرك أننا علينا أن نغزوهم قبل أن يغزونا، لأنه ما غزي قوم في عقر دارهم إلا وذلوا". وأضاف: "حقق لبنان بثلاثية الحرية والتحرير والعزة والكرامة للانسان، بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة النصر، وعلينا جميعا أن نحيي هذه الثلاثية بحوار، وأن نعمل لإحياء المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية يحمل هموم الناس رئيس من الشعب لا ينحاز إلى شرق أو غرب في الخارج، همه لبنان والعدل والقسط ورفع الظلم، وهمه أن يبقى علم لبنان عاليا عزيزا كريما، وأن يصار إلى انتخابات نيابية على أساس قانون نسبي يتمثل فيه معظم هذا الشعب، وإحياء مؤسسة الحكومة لأن من حق الشعب أن يتطلع إلى العيش عزيزا كريما". وختم يزبك: "عهدنا للامام الحسين وللشهداء الأبرار وللمجاهدين الذين يحيون عاشوراء وأيديهم على الزناد في مواجهة الإرهاب التكفيري، وعهدنا لكل المرابطين من أجل كرامتنا وعزتنا ولأمهاتنا وأطفالنا ولعوائل شهدائنا وجرحانا ولكل الجرحى والأسرى إننا على العهد ماضون ولن نبدل تبديلا".

 

قاووق ممثلا نصرالله في مجلس الزهراء العاشورائي: المقاومة جاهزة لمواجهة أي خطر يحدق بها

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أن "المقاومة حاضرة وجاهزة في كل الساحات والميادين في مواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري، أو أي عدوان وخطر يحدق بنا" كلام قاووق جاء خلال رعايته مجلسا لجمعية الزهراء الخيرية في مجدل سلم، ممثلا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، حيث أحيت الجمعية ذكرى عاشوراء بتمثيل "واقعة الطف"، التي تجسد واقع ما جرى في كربلاء سنة 61 للهجرة مع الإمام الحسين، وأهل بيته وأصحابه، في حضور رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، ولفيف من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشود من مختلف القرى والبلدات الجنوبية. وشارك في التمثيل نحو 250 متطوعا ومتطوعة من أبناء البلدة، يتعاقبون منذ سنوات على أداء أدوارهم في هذا العمل الاحترافي بالمسرح العاشورائي. قبل البدء بمراسم العرض المسرحي، ألقى قاووق كلمة السيد نصر الله، فأكد أن "المقاومة حاضرة وجاهزة في كل الساحات والميادين في مواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري، أو أي عدوان وخطر يحدق بنا". وقال: "ليعلم الإسرائيليون والتكفيريون وأسيادهم وأدواتهم وأتباعهم، أننا حيث يجب أن نكون سنكون، وسنواجههم ونهزمهم كما واجهناهم وهزمناهم في كل مواجهة تقابلنا فيها"، مضيفا أنه "إذا اجتمعت علينا "داعش" وأسيادها، وإسرائيل وأدواتها لقاتلناهم وهزمناهم، وإن وعدنا لأهلنا وشعبنا أننا في أي حرب قادمة سنصنع نصرا جديدا هو أكبر وأعظم من نصر تموز عام 2006". بدوره، قال ياسين ان كلمة "هل من ناصر ينصرنا التي أطلقها الإمام الحسين، لا زالت في يوم العاشر تسطع منذ واقعة كربلاء، وستبقى كذلك"، شاكرا كل "القيمين والمشاركين والمساهمين في هذا العمل المسرحي، الذي ينقل واقعة الطف إلى محبي وموالي أهل البيت (ع)". وفي الختام، أقيمت مسيرة حاشدة انطلقت من مكان المسرحية وصولا إلى ساحة البلدة، حيث قدم الطعام للمشاركين.

 

مجدلاني: لا خلافات أو محاور داخل المستقبل

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني الى أن "الحل في ملف النفايات متوقف لأننا بانتظار رد "حزب الله" عن احد المطامر في البقاع"، معتبرا أن "رئيس الحكومة تمام سلام يتحمل الكثير من الضغوطات والكثير من الاعباء التي يحمله اياها الجميع بينما المفروض ان تحملها كل الحكومة". وقال في حديث الى إذاعة "صوت لبنان 100,5" اليوم: "الحكومة موجودة ولا تجتمع ولا تستطيع اتخاذ اي قرار فهي حكومة تصريف اعمال مموهة، وهي في غيبوبة وموت سريري، وموضوع الاستقالة يعود للرئيس سلام".

وردا على سؤال عن الهبات والقروض من البنك الدولي، أجاب: "يجب بت هذا الموضوع وإلا نكون نطعن بالشعب لانه من المؤسف ان يخسر لبنان هذه القروض في ظل حاجته الماسة لإنعاش قطاعاته الاقتصادية". وعن موضوع استعادة الجنسية وتشريع الضرورة قال: "نحن لا نغلق على انفسنا بل يمكن ان نتفاهم مع بقية الاطراف ولكن فلنبحث الامور الضرورية للوطن والمواطن، فاقتراح قانون لتأمين الضمان الصحي للمتقاعدين من الضمان ولعائلاتهم اهم بكثير من قانون استعادة الجنسية لان هكذا قانون يعطي تأمينا صحيا لكل انسان يتقاعد من الضمان مباشرة من حين اقراره في المجلس النيابي وصدوره في الجريدة الرسمية خاصة وانه يوجد ملاءة مالية يمكن ان تؤمن هذا الامر". وأكد أن "قانون الانتخاب مهم وضروري وهناك 17 قانونا انتخابيا مقدما للدراسة وعلى رئيس الجمهورية ان يبدي رأيه بهذا الصدد، فهل يمكن ان نصوت على قانون انتخاب من دون رئيس؟ لذا نقول ان الاولوية لرئاسة الجمهورية ثم قانون الانتخاب ثم الانتخابات. تيار المستقبل منفتح ويتعاون وكانت هناك محاولات للتفاهم مع "التيار الوطني الحر" انما لم يحصل تفاهم على رئاسة الجمهورية وهذا لا يعني ان تيار المستقبل يعد ولا يفي، ولا الرئيس سعد الحريري وعد بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، فالمستقبل لا يمكن ان يسير بمرشح تحد للفريق الآخر. الرئيس سعد الحريري هو الذي يملك القرار السياسي وهذا موضوع لا جدال فيه، ليس هناك خلافات او محاور في تيار المستقبل، ولكن تيار المستقبل تيار ديموقراطي فيه مساحة واسعة للتعبير عن الرأي ولكن عندما تجتمع القيادة ويصدر القرار الجميع يلتزمه". وعن القول إن الرئيس فؤاد السنيورة قادر ان يجوف القرار السياسي الذي يصدر عن الرئيس الحريري ويفرغه من مضمونه، جزم أن "هذا الكلام غير صحيح وغير دقيق فعندما يتخذ قرار سياسي الجميع يسير به وينفذه ولا خلاف على هذا المستوى، وحتى ان الرئيس السنيورة هو جزء من القرار وعندما يتخذ الرئيس الحريري قرارا يكون قد استمع الى آراء القيادة في تيار المستقبل ومنهم الرئيس السنيورة لذلك لا خلاف على هذا الاطار ولا احد يحاول ان يفرق بين الرئيس السنيورة والرئيس الحريري". وعن مدى صحة الكلام عن عودة نهائية للحريري، أجاب: "لا معلومات لدي عن هذا الموضوع ولكن اتمنى لو اتى الرئيس الحريري امس وليس غدا، ولكن هذا الامر يحدده هو شخصيا. ونحن نعلم ان دولة الرئيس يتمنى ان يكون هنا منذ زمن ولكن الظروف هي التي تمنع ذلك". وما يشاع عن وجود علاقة مضطربة مع القيادة السعودية قال: "لا اعتقد ذلك، لاسيما انني كنت في السعودية خلال زيارتين والعلاقة جد طبيعية، لا بل ممتازة بين الرئيس سعد الحريري والقيادة السعودية".وعن توجيه الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلاما ضد المملكة العربية السعودية، قال: "حزب الله لا يزال يسير وفق السياسة الايرانية ولا ينظر الى الامور بنظرة اوسع واشمل للمنطقة ولبنان. اين مصلحة لبنان في هكذا كلام؟ اين مصلحة لبنان بالعداء للملكة العربية السعودية؟ هذه المملكة التي لم تتوان يوما عن مساعدة لبنان في اوضاعه الصعبة امنيا او سياسيا او اقتصاديا كما انها لم تساعد يوما فريقا من اللبنانيين ضد فريق آخر بل كل مساعداتها وهباتها والقروض قدمتها للدولة اللبنانية، لذا لا يدخل احد المملكة العربية السعودية بالمشاكل الداخلية اللبنانية". وعن مصير حوار "تيار المستقبل" - "حزب الله" أكد مجدلاني أن "لا بديل من الحوار فنحن لدينا قناعة تامة انه السبيل الوحيد لحل المشاكل بين اللبنانيين مهما وضعت بوجهه المشاكل والعراقيل. نحن مع الحوار دائما وابدا".

 

الاحدب: سياسات التخبط والارتجال في المستقبل دفعت البلد نحو المجهول

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الاحدب، مؤتمرا صحافيا في دارته بطرابلس، قال فيه: "ان السياسات الخاطئة التي اعتمدت في لبنان منذ ما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي توجت بالتنازلات والتسويات غير المتكافئة على حساب الدستور ومؤسسات الدولة الشرعية ومصالح الشعب اللبناني في اتفاق الدوحة، اوصلت المواطنين الى قناعة بان الوطن لم يعد لهم. وما هجرة مئات الشباب والعائلات يوميا الى بلاد تؤمن لهم العيش الكريم هربا من شبح الجوع والفقر والقهر والذل الذي يخيم فوقهم، الا اكبر دليل على فشل هذه السياسات التي اعتمدت في ادارة شؤون البلد.

فمن طرابلس وحدها وفي اكبر عملية هجرة في تاريخها، بلغ عدد الذين طلبوا الاستحصال على جوازات سفر اكثر من 28 الف مواطن، وهذا ما لم نشهده حتى خلال ايام الحرب الاهلية، فإلى اين تأخذون البلد؟" اضاف: "سنوات مرت ونحن نرفع الصوت ونقول ان شعبنا يظلم ويهان، وكنا نواجه دائما بنكرانهم ونتهم بافتراءات عديدة، واليوم وبعد سنتين من الادعاء والاستكبار والتعنت، ها هم وزراء تيار المستقبل يعترفون بالظلم الواقع على ابنائنا، لا بل يزايدون علينا وهم من اوصلنا الى هذه الحال المأساوية. فبتنا امام وزراء مصابين بانفصام سياسي في النهار يكيلون الشتائم والاتهامات لحزب الله، وفي الليل يتسامرون ويمسحون الجوخ لبعضهم البعض في عين التينة. ان سياسات التخبط والارتجال في تيار المستقبل دفعت البلد نحو المجهول، في حين ان الطرف الاخر، وهنا اعني حزب الله، لديه مشروع واضح، وان كنا ضده، ولكنه يعمل ويثابر على تحقيقه منذ نشأته في هذا البلد. فعندما كان تيار المستقبل خارج السطلة، اشعل البلد بكلامه الطائفي والتحريضي ودعم الشباب اللبناني للقتال في سوريا، وشارك كما غيره بدعم التقاتل بين ابناء باب التبانة وجبل محسن، وعندما اعاده "حزب الله" الى السلطة تخلى عن كل بيئته لا بل عمل على توقيف وحبس كل الشباب الذين حرضهم على القتال بعد ان تخلى عنهم، وجلس حول طاولة الحوار مع الحزب، متنازلا عن كل المبادئ التي طالب بها وقاتل من اجلها، واجلس الحج وفيق صفا مكان الشهيد وسام الحسن في اجتماعات مجلس الامن المركزي، واستمر بالتنازل عن كل الشعارات التي رفعها".

وتابع: "اليوم وبعدما حذرناهم من سياسة التنازلات التي انتهجوها وخطورة ذلك على الدولة اللبنانية والمؤسسات الشرعية وعلى حياة المواطن وكرامته، ها هو الوزير المشنوق يعترف ويعلن فشل سياسة تيار المستقبل التي لطالما سوق لها، فالى اين تريدون اخذ البلد؟ لقد اتهمكم حزب الله صراحة بنقد الاتفاقات التي توصلتم اليها، وحملكم المسؤولية، ليتبين انها اتفاقات قامت على بناء نظام امني مشترك بينكم وبين الحزب يضرب العصب السني في البلد، تنفيذا لسياسات خارجية اصبحت مكشوفة، مقابل تأمين مصالحكم الخاصة وشراكتكم الحكومية وتغطيتكم لتوريط واستعمال مؤسسات الدولة العسكرية والامنية والقضائية في هذا الاتجاه، وما توقيف الاف الشباب السني بتهم الارهاب المفبركة الا اكبر شاهد على ذلك، وما زجهم حتى اليوم في السجون يضربون ويهانون وتذل عائلاتهم عند ابواب السجون، وتأجل محاكماتهم الا خير برهان على فشل سياسة التيار الذي يبني استمرار شعبيته على نقل مسجون من سجن لأخر وتوكيل محام والكل يعلم ان المحامي لن يقدم او يؤخر لان التوقيف جاء بقرار سياسي".

واردف قائلا: "بعدما وافقتم على كل شروط حزب الله للدخول الى الحكومة، وتنازلتم مجددا وقبلتم بتقديم طاولة الحوار الثنائية على الدستور بذريعة حماية الاستقرار، فكانت الخطة الامنية الطرابلسية التي تباهيتم بها، خطة لتهجير اهل السنة، فلم نر من وعودها الانمائية شيئا وكان معها قصف باب التبانة وقتل الشباب وتوقيف الالاف ونشر دبابة في كل شارع وحي شعبي وملاحقة كل من يخالف حزب الله، وعندما حاولتم تطبيق الخطة الامنية في البقاع فضحكم حزب الله وقال علنا، نحن لا نقبل ان نكون في مواجهة مع ابنائنا، ويا معالي الوزير المشنوق ايضا الرئيس بري لن يقبل بمواجهة ابنائه. وبصراحة اقول لا احد غيركم يقبل بالتخلي عن ابنائه، ويضع خطة امنية لطرابلس ليست الا خطة تهجيرية لأبناء السنة. فماذا ستقولون لشعبكم اليوم بعد ان فضحكم الحزب؟ وبدل تحملكم مسؤولية فشلكم ترمون المسؤولية على قيادة الجيش وتلمحون ان الخطة لم تنجح في البقاع لان الجيش لم يؤازرها، في حين ان قائد الجيش يتصرف بتكليف من القيادات السياسية، أي منكم انتم من في السلطة وما تزالون تقبلون كل يوم باتهام بيئتكم بالإرهاب لإرضاء حزب الله، اما في البقاع فحزب الله والرئيس بري لن يقبلا بنشر الدبابات في الشوارع، لأنهما يحميان بيئتهما ومكاسبهما على حساب الدولة ويعلمان ان تيار المستقبل يخافهم وهو اضعف من فرض التوازن في البلد.

ان تيار المستقبل يبرر كل هذه التجاوزات باسم الحفاظ على الاعتدال السني.. وهنا نسأل الاخوة في التيار: هل تعلمون ان سياسة الكيل بمكيالين التي واخيرا اعترف بها وزير الداخلية نهاد المشنوق تضرب الاعتدال والتنوع في الوطن وتشكل خطرا على الطوائف الاخرى وتضع لبنان في قلب الصراعات الطائفية التي تعصف بالمنطقة؟. وهل تعتقدون فعلا انكم تحصنون الاعتدال من خلال شرذمة سنة لبنان والاستئثار بقرارهم وحرمانهم من حقوقهم واخضاعهم لتسوياتكم الهدامة التي لا تفيد الا مصالحكم الخاصة؟". وختم: "ان سياساتكم الهدامة افقرت المواطنين، وقسمت اهلنا بين مظلوم مقهور، فإما مسجون واما مهاجر واما عاطل عن العمل مطلوب ملاحق. لذلك عليكم اعادة النظر بسياساتكم الهدامة هذه، ووضع حد لكل هذه التنازلات المصلحية التي تقدمونها على مصالح الشعب، فلم يعد يخفى على احد انكم ان لم تغطوا السياسات الظالمة التي تكيل بمكيالين في التعامل مع المواطن، فلن يستطيع الحزب السير بها لأنها تصبح غير ميثاقية، وان استمريتم بسياسة "ما فينا غير عاهلنا" واستمريتم بالخوف من حزب الله على مصالحكم وعلى بقائكم في الحكم. فلا تقيمون أي وزن لشارع لبناني سني قلق ومستاء وغاضب من سياساتكم التي لا تمت لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري بصلة، فاعلموا ان الناس بدأت تنقلب عليكم فهي لن تقبل باستمرار تسليم رقابها الى النظام الامني الجديد الذي تحاولون فرضه مع حزب الله علينا".

 

الجسر: مفتاح الحل لأزمتي الحكومة ومجلس النواب هو بانتخاب رئيس

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد النائب سمير الجسر "تجاوب كتلة المستقبل مع دعوة الرئيس نبيه بري الى عقد جلسة تشريعية من أجل البت في القروض الدولية، بعيدا من ربطها ببحث قانون انتخاب أو غيرها"، مرجحا ان "يطرح هذا الموضوع على طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل من خارج جدول الأعمال من أجل تهيئة الأجواء اللازمة لإنجاح الجلسة". وشدد في حديث الى برنامج "أقلام تحاور" من "صوت لبنان" على ان "مفتاح الحل لأزمتي الحكومة ومجلس النواب هو بانتخاب رئيس للجمهورية"، معتبرا انه "في ظل العجز عن تأمين النصاب اللازم من قبل الفريقين للجلسات الانتخابية، يبقى الحل الأنسب بالتوافق على تسوية للاتيان برئيس توافقي من خارج 8 و14 اذار". الجسر الذي أيد الطرح القائل بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء بمن حضر على قاعدة أكثرية الثلثين، أكد ان "لا جدوى من استقالة هذه الحكومة لأن ذلك سيفاقم الأمور في ظل تعطيل الانتخابات الرئاسية، وهو ما انعكس سلبا على أداء الحكومة وآلية عملها، وكذلك بالنسبة الى عمل مجلس النواب الذي أصبح شبه معطل ايضا". وأوضح ان "الحكومة وإن كانت في حكم تصريف الأعمال نتيجة التعطيل إلا انها لا تزال قائمة وأي تسوية قادرة على إعادة تفعيل عملها، بينما اذا استقالت فلا إمكانية لإعادة العمل فيها او استبدالها في ظل الفراغ الرئاسي".

وتعليقا على كلام وزير الداخلية عن الاستقالة، أوضح الجسر ان "المشنوق عبر عن حالة غضب حقيقية في ما خص أزمة الشراكة في الحكم، وهو لفت الانتباه الى ان ما يجري يدفع بتيار المستقبل الى الخروج من الحكومة ولم يقل اننا سنستقيل". وعن الحوار، جدد الجسر التأكيد على "انفتاح تيار المستقبل للحوار مع جميع الأطراف بمن فيها التيار الوطني الحر بدليل المشاركة في طاولة الحوار، لكنه استبعد حصول اي لقاء ثنائي بين المستقبل والتيار الحر بعد الانتكاسة الأخيرة".

 

علي خليل: الأزمة عميقة والأمر لا يستقيم الا بقانون انتخاب يعكس تمثيلا للناس

السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية - أحيت حركة "أمل" - اقليم بيروت ذكرى العاشر من محرم في مسيرة عاشورائية حاشدة انطلقت من أمام جسر المطار وجابت شوارع الضاحية الجنوبية وصولا الى روضة الشهيدين، يتقدمها حملة الرايات والمجسمات التي حاكت واقعة الطف وفرق كشافة الرسالة الاسلامية والدفاع المدني وفرق اللطيمة وفرق حملت صورا لشهداء الحركة. تقدم المسيرة وزير المالية علي حسن خليل، النائب ايوب حميد، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة، رئيس الهيئة التنفيذية محمد نصرالله، عضو هيئة الرئاسة العميد عباس نصرالله، نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري، نائب القائد العام لكشافة الرسالة حسين عجمي وقيادات من الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي وقيادة كشافة الرسالة الاسلامية والدفاع المدني الرسالي ورؤساء المكاتب الحركية وقيادة اقليم بيروت وحشد من العلماء والفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية والنقابية ورؤساء البلديات والمخاتير.

بداية كانت تلاوة للقرآن الكريم، ثم القى خليل كلمة الحركة قال فيها: "السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى أصحابك والمستشهدين بين يديك، السلام على المستشهدين علي خطك ونهجك الذين استلهموا نهجك وفكرك. السلام عليك سيدي حين تحتشد قيم التضحية والبطولة السلام عليك وعلى الذين يسيرون على خطك ونهجك أحفاد حفيدك السيد الإمام موسى الصدر ويصرخون معك اليوم ملبين النداء لبيك يا حسين وينادون معك والله لا نعطي بيدنا إعطاء الذليل وهيهات منا الذلة. أبناؤك سيدي هم أبناء الإمام الصدر الذين حملوا لواءك منذ انطلاقتك كتبوا بدماء جيشهم الأول (كونوا مؤمنين حسينين) فثورتنا هي المدرسة التي تلهمهم في خط الجهاد من أجل العدالة من أجل الحرية كانوا يعون أن ثورتك هي المدرسة التي تلهمهم في خط النضال في خط الجهاد من أجل العدالة من أجل الحرية من اجل أن يمارسوا حريتهم من أجل العدالة من أجل ان يمارسوا كرامتهم وانسانيتهم. السلام عليك من أبنائك الذين ساروا في الدرب إرث حركتهم من إرثك يا وارث الأنبياء الصعب السلام عليك يا وارث الأنبياء كل الأنبياء فالسلام عليك يا وارث آدم وعيسى وموسى وابراهيم ومحمد".

أضاف: "ها نحن يا سيدي مجددا في اليوم العاشر من المحرم نقف في هذا اليوم نستعرض أصحابك واحدا وحدا نراهم في تلك النسوة التي تآسين بالسيدة زينب عليها السلام وهي تسير اليوم تحمل إرث دمك، في كل الأنصار ترفع صوتها أن تقبل منا هذا القربان وتخاطب رأس السلطة لتقول لا نعطي لك، لا نسلم لك، نبقى على خط الأنبياء وخط الأمة الصالحين. ها هم الأبناء الصغار تراهم في كشافة الرسالة الإسلامية الذين استعرضناهم يجددون البيعة لك والتزامهم بخط موسى الصدر وبخط حركتهم حركة أمل التي كانت على هذا الخط من أجل كرامته. أنت انتقلت يا سيدي كما هاجر جدك رسول الله ليفك الحصار عن الإسلام ،أنت انتقلت يا سيدي إلى كربلاء وشهادتك اليوم هي فك حصار عن الأمة من السلطة الجائرة في ذلك الوقت، خرجت للإصلاح وأرسيت قواعد المعركة المفتوحة بين الحق والباطل فكانت الملهمة لكل أحار العالم، خرجت لتفك الحصار عن الإسلام يوم وصل إلى السلطة حكام لاظلم وحكام التسلط وحكام هدر بني البشر". وتابع: "أعدت للسياسة حقيقتها وأعدت للمسؤولية روحها ومعناها يوم دفعت دمك ودم اصحابك من أجل حرية هذه الأمة ومن أجل مستقبلها التي نعيش ببركته اليوم أحرار في وطننا فيها اليوم مرفوعي الراس في كل لحظة نستلهم دمك لننتصر على ظالم أينما وجد. نعم، خرجت لتحرر الإسلام من أن يكون دين سلطة واستغلال للانسان للمجتمع إلى الدين الجامع، إلى الدين الذي لا يفرق بين بني البشر بل يوحد بينهم فلم تكن ثورتك ثورة مجموعة أو فئة أو مذهب بل كانت ثورة من أجل إعادة الإسلام إلى مساره الصحيح ثورة إسلام أبيك علي الذي لم يستشهد من أجل فئة أو التفرقة وتحويل لناس إلى فئات وشيع بل من أجل أن يؤكد روح الإسلام الأصيل المبني على الوحدة بين الناس وعلى الجمع بين لناس وعلى الدفاع عن كرامتهم مهما انتمائهم إلى أي مجموعة أو قطر كان. لهذا معنى الثورة ونحن نخرج يوم العاشر لأننا نفهمها كما فهمما الامام موسى الصدر حركة ضد الظلم من أجل الإنسان حركة الحق بوجه الباطل لا نحييها بعد مئات السنين لإثارة الحساسيات والفتن التي لم تكن موجودة أصلا، وعلى خطى أبيك الذي قال: الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق امضيت لتدافع عن إخوتك في الدين ونظرائك في الخلق حتى يعيشوا كرامتهم كما أرادها الله سبحانه وتعالى. فالحسين استشهد لكي نتوحد في موقفنا وحركتنا، استشهد حتى لا ننقسم ولا نتشرذم ونكرس الوحدة في مواقفنا ونضالاتنا وإسلامنا لهذا يجمعنا اليوم الإمام الحسين على ارتداد العالم الإسلامي وعلى مستوى العالم ونحن نسمع المجالس العاشورائية وهي تحمل هذا المعاني من كربلاء".

وقال: "نريدها ثورة تشكل تفاعلا نهضويا بين كل القوى الباحثة عن العدالة في العالم ويستلهمها كل المظلومين وكل الذين يتطلعون إلى أصل الرسالة وإلى رسول الرسالة ونحن نأخذ من الإمام الحسين فكرا يضيء الحق وحبا يطرد الحقد ويقدم الإيثار ويقدم المحبة والتضحية فنحن نحب الحسين ونحب الحق ونحب الإسلام ونحب العدل ونرفض أن تكون مجالسنا مذهبية في خطابه هو الذي يطل على الناس كل الناس كما عرفنا الإمام القائد السيد موسى الصدر. اليوم نجدد العهد والوعد نجدد الإلتزام نحمل من إرث الثورة الحسينية هم قضايانا الكبرى على مستوى المنطقة والوطن ندخل من عاشوراء الحسين إلى عاشوراء فلسطين حيث الدم الفلسطيني يهرق في الارض المقدسة حيث كنيسة القيامة والمسجد الأقصى ولا من يرفع الصوت في العالم العربي والإسلامي، فلسطين التي شكلت قبلتنا ومعراج رسالتنا كانت وستبقى في اساس حركتنا وفعلنا".

أضاف: "اليوم القدس تتعرض لحملة تهويد كبرى تستهدف قيم الأنبياء والرسل تضرب المسيحية والإسلام الحقيقي وتحاول أن تغير في تاريخ وتراث ومجد الامة والمسؤولية تقتضي علينا نحن الحسينيين أن نرفع الصوت عاليا دفاعا عن فلسطين دفاعا عن المقدسات والقبلة التي بقيت لعشرات السنين قبلة للأحرار والمجاهدين ويجب أن تبقى كذلك. إن افضل رد اليوم على ما يجري في فلسطين هي وحدة الفصائل الفلسطينية مع بعضها البعض، هي وحدة الموقف الفلسطيني بعيدا عن الاختلاف حول توصيف ما يجري هناك إن كان انتفاضة أوغير انتفاضة، هو جدل عقيم مميت ينهي القضية الفلسطينية. علينا ان نكون خلف أولئك الذين بسكاكينهم بقبضاتهم يواجهون العدو، يقفون كما قال الإمام موسى الصدر: قاتلوهم بأسنانكم بأظافركم بسلاحكم مهما كان وضيعا، كان يستقرأ ما يجري وسيجري وأن الإرادة وحدها هي التي تحرر وتقاوم. نعم يا سيدي. اليوم في فلسطين يسير على خطك يا سيدي اناس مناضلون يواجهون هذا العدوان للفلسطينيين دعوة مجددا أن يتوحدوا ويرسموا صورة مستقبلهم".

وتابع: "نحن في لبنان لم ننتصر في 2000 و2006 ومحطات مقاومتنا إلا عندما حصناها بوحدتنا الداخلية الوطنية. لذلك اولى واجبات الشعب الفلسطيني اليوم أن يوحد موقفه امام ما يجري. امر آخر، في المقاومة في لبنان، المقاومة التي كانت وستبقى أساس الدفاع عن لبنان وسيادته وحماية حدوده. نحن الذين أسسنا واستمرينا وقاومنا بكل أشكال المقاومة. مستمرون بهذا الخط نراها كما هي مقاومة لم تكن يوما بديلا للدولة ولن تكون ستبقى إلى جانب الجيش الوطني الذي علينا أن ندعمه جميعا أن نقف إلى جانبه أن نؤمن له كل الإمكانيات، من اجل أن يقوم بدوره إلى جانب هذه المقاومة دفاعا عن الحدود وأن يحتضن من هذا جانب هذا الشعب الابي ليكتمل ممثلث الصمود والانتصار الذهبي كما رسمناه على الدوام". وقال: "اليوم نعيش يا أبناء الإمام الحسين، ويا أبناء الامام الصدر، يا أبناء أفواج المقاومة أمل يا أبناء وإخوة الرئيس نبيه بري.. نعيش معركة مفتوحة في مواجهة الإرهاب هذا الارهاب التكفيري الذي يلتقي مع الارهاب الصهيوني وهو ارهاب وجهين لعملة واحدة، هو ارهاب واحد يستهدف حدود الأرض والانسان ويستهدف ضرب مقومات الأمة وتفتيتها وجعلها لقمة سائغة لمشاريع السيطرة والهيمنة. ان المعركة مع الارهاب تخص كل الناس لا تخص فئة واحدة او طائفة واحدة. لأن الارهاب الذي نراه على مستوى المنطقة فالارهاب استهدف المسيحيين والمسلمين على السواء واستهدف السنة قبل الشيعة واستهدف كل الأحرار وضرب مقومات الأمة فقط خدمة لاسرائيل التي استفادت لوحدها من ضرب جيوش ومن دول ومن امعان في خسارة كل المقدرات في مواجهتها. اليوم يأخذ هذا الارهاب شكله الكبير في المنطقة انطلاقا من سوريا التي تخوص معركة مواجهة حقيقية معه. سوريا التي تدفع ثمن ارهاب كل العالم لانها وقفت إلى جانب المقاومة وكانت الركيزة الأساس في دعمنا ضد اسرائيل في دعم حركات المقاومة في وجه اسرائيل. اليوم المطلوب من الجميع من كل الذين يحرصون على الأمة ومناعة المنطقة أن يواجهوا الارهاب أن يصطفوا في المعركة من أجل كسر شوكته، لننتقل بعد القضاء على الارهاب إلى حوار سياسي مفتوح حقيقي في سوريا تساهم كل مكونات شعبنا السوري في الوصل إليه. وحده الشعب السوري من يقرر مستقبله، وحده الشعب السوري من يقرر من هي قيادته ومن يمثله في المستقبل".

أضاف خليل: "اليوم على مستوى أزماتنا الداخلية نعرف ان الأزمة عميقة وأن الخروج منها يتطلب اجراءات جذرية في شكل ادارة الحكم والسلطة نعرف أن الامر لا يستقيم فعلا الا بانتاج قانون جديد للانتخابات يعكس تمثيلا حقيقيا للناس، ويجعل لهم فرصة التعبير عن مواقفهم، قانون كما نادى به الامام موسى الصدر كما طرح الأخ نبيه بري يقوم على النسبية بدءا من لبنان دائرة انتخابية واحدة الى الدوائر التي يمكن ان نتفق عليها وهو امر لم يعد من الممكن أن يتجاهله أحد لان تركيبتنا السياسية أثبتت في بعض المفاصل عقمها وبالتالي علينا التزاما بميثاقنا الوطني أن نقر مثل هذا القانون الانتخابي. حتى ذاك الوقت والامر يناقش على طاولة الحوار الوطني علينا نحن أمام تحديات كبيرة: أولا على مستوى انتخاب رئيس للجمهورية، فلنسمع جيدا، نحن من نطالب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، نحن في كل مواقع الفعل على طاولة الحوار قال الرئيس بري إن أولى الموجبات والمهمات أن ننتخب رئيس للجمهورية وأثبتت التجربة أنه أساس في نظامنا السياسي. لكن علينا أن نعي أنه في ظل عدم الوصول إلى انتخاب رئيس في هذه المرحلة القصيرة من عمرنا السياسي ، علينا أن لا نطلق النار على أنفسنا ونعطل باقي المؤسسات و نعطل المجلس النيابي ونعطل الحكومة، ما يجعل من الواجب عندها أن نطلق عمل المؤسسات الأساسية لهذا من الواجب والرئيس نبيه بري يتحمل واجبه الوطني في اللحظات الصعبة ان تعقد جلسة للمجلس النيابي تقر فيها القوانين الأساسية التي تهم الناس المتصلة بالشان المالي والاقتصادي، لا يظن أحد أن بامكانه أن يستمر بالتعطيل ليلغي الدولة".

وتابع: "الرئيس بري أول من حرص على الالتزام بالميثاقية وحرصنا على الميثاقية في مجلس الوزراء كما حرص الرئيس تمام سلام لكن عندما يكون هناك ضرورة لا يراهن أحد أن التعطيل قدر لا يمكن الخروج منه. سيكون هناك دعوة إلى عقد جلسات للمجلس النيابي وانطلاقا من الدستور وروح الدستور من أجل اقرار هذه القوانين تماما كما يجب أن نصل إلى صيغة تجعل من انعقاد الحكومة أمرا ممكنا. لن نطيل في الحديث عن الانذارات من الجهات الدولية .. ليس فقط من البنك الدولي حول مشاريع تقر بل حول قوانين يجب أن تقر حتى نحافظ على سمعة لبنان في ادارة شؤونه العامة. نعم علينا ان نخرج من القوقعة والعزلة أن ننخرط على كل المستويات لا نتجاوز قواعد لامشاركة لكن نتحمل المسؤولية وعلى هذا الاساس الحوار الداخلي من أولى الواجبات أن يستمر وسيستمر ويوم الاثنين هناك جلسة مكتملة الأوصاف حول مستقبل الرئاسة وانتخاب الرئاسة وصولا إلى التفاهم حول القوانين المختلقة الواردة على جدول الأعمال. والحوار الداخلي بين حزب الله وتيار المستقبل سيستمر أيضا وسيكون هناك نقاش فيما جرى خلا المرحلة الماضية علينا ألا نتعاطى مع هذا التفصيل كأمر ثانوي علينا أن ننظر إليه كمساحة اللقاء الوحيد في العالم العربي والاسلامي بين السنة والشيعة. هذا أمر يمكن أن يعتبره البعض تفصيلا صغيرا لكنه أساس في مسار ادارة الأمور على مستوى العالم اليوم".

وختم خليل: "يا أبناء أمل .. يا حافظي لبنان.. يا حافظي مستقبل هذا الوطن .. راهنوا كثيرا على كسر شوكتكم مع اخفاء الامام الصدر .. ظنوا أن المبادئ قد اهتزت .. ظنوا أن التزامكم قد ضعف .. ظنوا أنه بمقدورهم أن يقضوا عليكم .. بقيادتكم بقيادة الأخ الرئيس نبيه بري .. بقيادة كل الشهداء الذين سقطوا على امتداد على هذا الوطن على حدوده على حدود داخله دفاعا عن الوحدة وعن لبنان الوطن النهائي لجميع ابنائه بمسلميه ومسيحييه .. يا أبناء أمل انتم المنتصرون اليوم وأنتم تحتشدون في كل الساحات.. تجددون البيعة للامام الحسين وتجددون البيعة لقائدكم وحركتكم وخطكم ونهجكم .. انتم المنتصرون أبدا .. انتم الذي صرختم لبيك يا حسين تصرخون مجددا لبيك يا حسين ... لبيك يا موسى الصدر حتى النصر لهذا الوطن".

 

ريفي في مؤتمر الاعلام وثقافة الحوار الانساني في جنيف: لنجعل من معاني الإنسانية ميثاقا يحكم علاقاتنا وميزانا لحل نزاعاتنا

السبت 24 تشرين الأول 2015

وطنية - نبه وزير العدل اللواء أشرف ريفي، إلى المخاطر "التي تحدق بالبشرية اليوم بفعل الأحداث الأليمة التي يعيشها العالم في أكثر من موقع ومكان"، وإلى ان "العالم مشرف على مرحلة دقيقة وإستثنائية تتطلب وعيا وجدية في التعاطي مع الأحداث، فالإرهاب لم يوفر أحدا، وفروعه صارت حاضرة على كل صعيد، ممارسته لم تعد حكرا على المنظمات الخارجة عن القانون، بل باتت منهجا لبعض الأنظمة الرافضة للحوار والحاقدة على الإنسانية"، معتبرا "ان المشهد القاتم الذي نشهده اليوم هو نتيجة طبيعية، لإنعدام ثقافة الحوار الإنساني ولإنقطاع التواصل بين الناس". ورأى أنه بالرغم من "ان طبول الحرب تقرع وجحافل الموت تسير وكأنها أفرغت من روحها"، فإن الأمر لا يزال قائما "فلنطلق إشارة العودة الى الحياة الإنسانية ولنجعل من معاني الإنسانية ميثاقا يحكم علاقاتنا وميزانا لحل نزاعاتنا"، و"تعالوا نملأ الساحات حبا بالسلام بدلا من آلات القتل الهدامة، تعالوا نرفع سويا راية بيضاء مليئة بالتسامح بدلا من رايات الموت التي ترفرف كل يوم على جثث الأبرياء، تذكروا أن الله خلقنا لنكون كائنات للحياة لا للموت، خلقنا لنكون دعاة للسلام لا للعنف". كلام ريفي جاء في محاضرة بعنوان "الحوار الإنساني، رؤية أمنية وقضائية"، ألقاها ضمن فعاليات المؤتمر الدولي "الاعلام وثقافة الحوار الانساني"، الذي ينظمه "المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والاعلام، في جامعة جنيف في سويسرا.

وبدأ ريفي محاضرته قائلا: حين يقارب المرء قضية ما، من منظار أمني، فهذا يعني، أن يتمحص في صدق الرواية ويتثبت من دقتها ومخاطرها وإرتداداتها على أمن الوطن، وفي هذه الحالة يتقدم الهاجس الأمني على أي إعتبار آخر. حين ينظر المرء إلى هذه القضية من منظار عدلي قضائي، فهذا يعني أن يبحث عن الدليل والقناعة وصولا الى الحكم، أي أن ينظر بعين العدالة، أن يضع الميزان ويرجح الكفة في حضرة الضمير الذي يجسد حالة الرقابة الذاتية على النفس "الأمارة بالسوء" والعقل "المؤمن بالمنطق". حين يقارب المرء نفس القضية بمنظار المحاور المؤمن بالحوار كوسيلة لحل النزاعات، فهذا يعني أن يطلق العنان لقدراته في الإقناع ولحنكته في التحكم بالحوار بحيث يحيد بها عن مطبات النقاش ويوجهها في المسار الذي يخدم أهدافه، ويسود بين المتحاورين صراع ناعم في مظهره وإن كان قاسيا في جوهره، وغالبا ما يعكس موقف كل طرف على طاولة الحوار، حين يرمي لحل نزاعات مسلحة، نتائج الميدان، فيجلس القوي وكأنه صاحب الحجة العليا، في حين يضطر الضعيف ليقبل بالقليل المتاح".

أضاف: "ولكن، حين يكون الحوار إنسانيا، فهذا يعني شيئا آخرا عما سبق ذكره، لأن الإنسانية حين تحضر في أي أمر تسمو على كل شيء، فتحل محل لغة المصالح وتحقيق المكاسب، لغة الرحمة والرأفة، الإنسانية تفرض قبول الآخر كما هو، لذلك فهي لا ترمي في حوارها الى إلغاء الرأي الآخر أو قمعه، بل الى محاولة الإقناع، بإسلوب يتماشى وفطرة الإنسان ونظرته الى أخيه الإنسان". وتابع متوجها إلى الحضور بالقول: "العدالة الإنسانية حاضرة في تاريخ المجتمعات القديمة والحديثة، فالمجتمع الدولي سعى جاهدا الى تعميم ثقافة العدالة الإنسانية خاصة بعدما سيطر على العالم منطق الغلبة للأقوى وصارت الحروب الوسيلة الأكثر فعالية في فرض الحلول للنزاعات، والثمن دائما أرواح أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل، إنها فاتورة كبيرة على البشرية لم يعد بمقدور أحد أن يتحملها.

فحتى يومنا هذا لم تتمكن شرعة حقوق الإنسان ولا القانون الدولي الإنساني وغيرها من المواثيق الدولية أن تحافظ على الحد الأدنى من الحماية لكرامة الإنسان، وذلك ليس لعيب فيها، أي في هذه المواثيق، بل لأن السواد الأعظم من قادة الحروب لم يؤمنوا يوما بهذه المبادىء السامية ولم يلتزموا بأحكامها".

وأردف: "أهمية لقاؤنا اليوم، أننا نبحث في الحوار ببعده الإنساني، والحوار الإنساني كما أفهمه هو ذلك الذي يجعلنا نجلس سويا لأننا خلقنا من طينة واحدة ولأننا نعيش هواجس موحدة ولأن الكرامة بمفهوم الإنسانية لا تميز بين إنسان وآخر، فالحوار الإنساني لا يرتكز على معادلة تحقيق المكاسب بين المتحاورين ولا على إستثمار نتائج الميدان أو موازين القوى في حسابات الربح والخسارة بينهم، بل على قاعدة المصلحة الإنسانية، وعلى قاعدة ما يصيبنا يصيبنا جميعا وما يحمينا يحمينا جميعا". وقال: "لقد عايشت العمل الأمني لسنوات طوال كضابط في قوى الأمن الداخلي، ومارست مهامي كقائد لهذه القوى لثماني سنوات في حقبة تعد الأدق والأكثر حساسية في تاريخ لبنان الحديث، واليوم ومنذ تولي مهامي كوزير للعدل لامست عن كثب دقة العمل القضائي وصعوبة المزج بين عدالة القانون التي تفرض على القاضي أن يحكم لمن بيده الدليل ولمن يقف النص القانوني في صفه، وبين العدالة الإنسانية التي قد يصطدم تطبيقها في بعض الأحيان مع واقع وموقع كل طرف من أطراف النزاع المعروض أمام القضاء".

أضاف: "وبعد تجربتي في مجالي الأمن والعدالة، يمكنني أن أجزم بأن من يظن أن الأمن مفهوم جامد وأن العدالة سيف لا رحمة فيه هو مخطىء جدا، فالتجارب دلت على أن تراجع ثقافة الحوار الإنساني بين الناس سيؤدي حكما لحلول ثقافة التصادم بينهم، وحين تغيب لغة العقل وروح الإنسانية تحضر لغة التصادم وروح الكراهية، فيتولد العنف ويهيمن كوسيلة لتحقيق المكاسب وبلوغ الغايات، وتسود المجتمع صراعات مدمرة وتقام الحواجز بين الناس، فلا تلاقي ولا تقارب ولا تفاهم، وتزول المودة والإلفة وتتحول نظرة الناس للقضاء من ملاذ أمن لحماية الحقوق الى وسيلة للإنتقام وتفريغ الحقد على الخصم، فتمتلىء قاعات المحاكم بنزاعات بسيطة في ظاهرها ولكنها حاقدة في أبعادها وغاياتها، ويجد القاضي صعوبة في التوفيق بين الخصوم ويغيب سيد الأحكام (الصلح) عن ساحات القضاء وقاعات العدالة، وتصبح المطالبة بالحق وسيلة للإنتقام لا غاية لإحقاق الحق".

وتابع: "لا يخفى على أحد حجم المخاطر التي تحدق بالبشرية اليوم بفعل الأحداث الأليمة التي يعيشها العالم في أكثر من موقع ومكان، ولا أكشف سرا إن أعلنت أن العالم مشرف على مرحلة دقيقة وإستثنائية تتطلب وعيا وجدية في التعاطي مع الأحداث، فالإرهاب لم يوفر أحدا، وفروعه صارت حاضرة على كل صعيد، ممارسته لم تعد حكرا على المنظمات الخارجة عن القانون، بل باتت منهجا لبعض الأنظمة الرافضة للحوار والحاقدة على الإنسانية، وصراع الكلمة يصبح وسيلة داعمة لصراع الميدان، والتباحث وليس الحوار، والحوار يضحي وسيلة لقطف ثمار القتل والتدمير والصراعات بدلا من أن يكون وسيلة لفتح القلوب وفض الخلافات وايجاد الحلول".

ورأى "ان المشهد القاتم الذي نشهده اليوم هو نتيجة طبيعية، لإنعدام ثقافة الحوار الإنساني ولإنقطاع التواصل بين الناس، فهنيئا لنا ولكم بهذه المبادرة الطيبة التي أطلقها المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية لإعادة إحياء ثقافة الحوار والدفع نحو حل النزاعات بالطرق السلمية وحفظ القيم الإنسانية والكرامة البشرية". وقال: "لقد خلقنا الله متساوين، وزرع فينا روح التعاضد والمحبة، وحضنا على حسن الجوار وعلى فتح آفاق الحوار مع الآخر، تعالوا نستمع الى الخالق وهو يدعونا لإلقاء السلام في نفوسنا وعلى كل من نلتقي به، ولنجعل روح الإنسانية والتآخي التي تولد بالفطرة معنا شعارا دائما لحل نزاعاتنا، تعالوا نملأ الساحات حبا بالسلام بدلا من آلات القتل الهدامة، تعالوا نرفع سويا راية بيضاء مليئة بالتسامح بدلا من رايات الموت التي ترفرف كل يوم على جثث الأبرياء، تذكروا أن الله خلقنا لنكون كائنات للحياة لا للموت، خلقنا لنكون دعاة للسلام لا للعنف، طبول الحرب تقرع وجحافل الموت تسير وكأنها أفرغت من روحها وأصبحت جسدا بلا قلب، رغم ذلك لا يزال الأمل قائما، فلنطلق إشارة العودة الى الحياة الإنسانية ولنجعل من معاني الإنسانية ميثاقا يحكم علاقاتنا وميزانا لحل نزاعاتنا". وشكر المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية "على جهوده في إقامة هذا النشاط"، كما شكر "الدكتور الصديق علي عواد، على جهوده الكبيرة لتعزيز ثقافة الحوار"، وكل "من ساهم أو شارك في مناسبتنا هذه". وختم قائلا للحضور: "عشتم، عاشت أوطانكم ووطننا بأمن وسلام، عاشت جامعة جنيف بازدهار وتطور، عاشت سويسرا عامة وجنيف خاصة بتقدم وإنسانية بفضل تقدم لغة الحوار وقبول الآخر، والى اللقاء بكم في مناسبات إنسانية إيجابية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الائتلاف السوري المعارض يتّهم "حزب الله" بخطف اللاجئة عبير

وكالاتL 25 تشرين الاول 2015/ دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عملية الخطف التي تعرضت لها الفتاة السورية اللاجئة عبير الجاعور في منطقة العين قضاء بعلبك. ووصف الائتلاف، في بيان، عملية الخطف بالمشينة متهماً المدعو 'مهدي نزها” بالتعاون مع عناصر مسلحة مقربة من 'ميليشيا حزب الله” بتنفيذها. وحمّل الائتلاف الحكومة وأجهزة الأمن اللبنانية مسؤولية سلامة الفتاة، باعتبارها معنية بحفظ أمن اللاجئين وسلامتهم على أراضيها، مطالباً بالإفراج الفوري عنها وعودتها إلى ذويها.

 

مقتل 8 ايرانيين في سوريا بينهم الحارس الشخصي للرئيس السابق نجاد

وكالاتL 25 تشرين الاول 2015/ قتل 8 ايرانيين بينهم عنصران في الحرس الثوري الايراني مؤخرا في سوريا، بعدما عززت طهران مهماتها الاستشارية لمساعدة النظام في دمشق، بحسب ما قال متحدث باسم الحرس الثوري الجمعة. ونقلت وكالة فارس الايرانية للانباء عن الجنرال رمضان شريف قوله ان "عنصري الحرس الثوري الايراني عبدالله باقري وامين كريمي، قتلا امس واليوم خلال مهمة في سوريا". وباقري (33 عاما) كان الحارس الشخصي للرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد وقتل في مدينة حلب في شمال سوريا. واشار الجنرال شريف الى ان خمسة او ستة متطوعين قتلوا ايضا، بحسب موقع تلفزيون "نادي الصحافيين الشباب" الرسمي.

 

كيري بعد لقائه العاهل الأردني وعباس: اتفاق بين عمّان وتل أبيب على تدابير جديدة في “الأقصى”

وكالاتL 25 تشرين الاول 2015/أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، اتفاقاً بين الجانبين الأردني والإسرائيلي على اتخاذ تدابير أمنية جديدة بشأن المسجد الأقصى في مسعى لإنهاء موجة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمان إن من بين هذه التدابير موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على اقتراح للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لضمان المراقبة بكاميرات الفيديو وعلى مدار 24 ساعة لجميع مرافق الحرم القدسي. وأوضح أن إسرائيل وافقت على “الاحترام الكامل لدور الأردن الخاص”، باعتباره المؤتمن على الأماكن المقدسة، بحسب الوضع الراهن منذ العام 1967، مؤكداً أن الدولة العبرية “لا تنوي تقسيم الحرم القدسي” و”ترحب بزيادة التعاون بين السلطات الإسرائيلية والأردنية” التي ستلتقي “قريباً” لتعزيز الإجراءات الأمنية في الحرم القدسي. ولفت إلى أن الدولة العبرية وعدت بالحفاظ على الوضع القائم لحرم المسجد الأقصى ولغير المسلمين بالزيارة فقط. وجاء إعلان كيري بعد ساعات من اجتماع عقده مع الملك عبد الله الثاني في عمان، أمس، وتطرق إلى الأوضاع في القدس وجهود إحياء عملية السلام وآخر المستجدات في العراق وسورية. كما التقى كيري، أمس، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان ضمن جهود بحث التهدئة في الأراضي المحتلة. وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن عباس طالب خلال اللقاء إعادة الوضع في المسجد الأقصى في القدس إلى ما كان عليه. وقال عريقات في تصريحات للصحافيين بعد اللقاء إن “نتانياهو غير الوضع القائم بالمسجد الأقصى المبارك وبالتالي نحن والأردن نطلب من الجانب الأميركي أن يعيد الوضع في المسجد إلى ما كان عليه”. وأضاف إن نتانياهو يتلاعب بالألفاظ وبأنصاف الحقائق ويدعي أن الوضع هو ما كان عليه لكن العالم أجمع سيعرف الموقف الصلب للملك عبد الله الثاني باعتباره الوصي على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس ولن يسمح لنتانياهو بهذا التلاعب.

وأضاف “نأمل من كيري أن يلزم نتانياهو بإبقاء الوضع الحقيقي على ما هو عليه بعدم تدنيس المسجد الأقصى ببساطير (أحذية) الجيش الإسرائيلي أو الصلاة فيه من قبل المستوطنين والمتطرفين”، مشيراً إلى أن “عباس طالب أن تدعم الإدارة الأميركية جهود الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة”.

من جهة أخرى، قتل شاب فلسطيني، أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي على حاجز الجلمة بمدينة جنين في شمال الضفة الغربية. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار على الفتى محمد زكارنة (16 عاماً) ما أدى إلى استشهاده. وفي السياق ذاته، توفي أمس شاب فلسطيني يدعى خليل أبو عبيد (25 عاماً) بأحد مستشفيات الدولة العبرية متأثراً بجراح أصيب بها في مواجهات مع جنود الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوع جنوب قطاع غزة، فيما نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات جديدة في مدينة القدس المحتلة طالت 11 فلسطينياً بينهم طفلان.

 

التنظيم شدد الحراسة على سجونه في الموصل ونقل إليها معتقليه في الحويجة

قوات نخبة أميركية في أربيل للعمليات الخاصة ضد “داعش”

السياسة/25 تشرين الأول/15بغداد – باسل محمد: غداة العملية العسكرية الخاصة التي نفذتها قوات أميركية بالتعاون مع قوات البشمركة الكردية في بلدة الحويجة بمحافظة كركوك، شمال العراق يوم الخميس الماضي، وأدت إلى قتل العشرات من عناصر تنظيم “داعش” وتحرير 69 رهينة، كشف قيادي بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة الزعيم الكردي مسعود بارزاني لـ”السياسة” عن وجود قوات برية أميركية تتمركز في مدينة أربيل، عاصمة اقليم كردستان، في قاعدة عسكرية خاصة بالقرب من مطار حرير التابعة لناحية حرير التي تبعد 60 كيلومتراً عن الحدود مع إيران. وقال القيادي الكردي ان القوات الأميركية هي قوات للعمليات الخاصة التي يمكن أن يتم الاستعانة بها في شن هجمات لاغتيال قيادات من “داعش” أو تحرير رهائن كما جرى في الحويجة أو تقديم دعم لوجستي استثنائي لقوات كردية وعراقية محاصرة من قبل “داعش”، مشيراً الى أن عديد هذه القوات الاميركية البرية الخاصة التي تسمى بالقوات المجوقلة (جو – بر) يتجاوز 150 عسكرياً بقليل، وتوجد توجهات قوية بزيادة هذا العدد الى 300 في ضوء العمليات العسكرية المخطط لها لتحرير الحويجة وبلدة الشرقاط بمحافظة صلاح الدين المجاورة وصولاً الى مدينة الموصل، أقصى الشمال العراقي، وكل المناطق الحدودية بينها وبين اقليم كردستان لجهة مدينتي أربيل ودهوك.

وبحسب معلومات القيادي، فإن “داعش” نقل كل سجنائه في بلدة الحويجة الى الموصل بعد العملية العسكرية الخاصة الأميركية – الكردية الناجحة، كما عزز من تواجد مقاتليه حول السجون التي يقيمها في الموصل لأن معظمها بعيد ويقع على أطراف المدينة وضمن منطقة مفتوحة. وأشار إلى أن واشنطن تتجه لتعزيز دورها العسكري في الحرب على “داعش” بعد التدخل العسكري الروسي في سورية، واصفاً مواقف الفصائل الشيعية العراقية من الدور العسكري الأميركي على الأرض بأنه محكوم بضغوط إيرانية قوية. ورأى أن بعض الفصائل الشيعية تخشى على دورها من بروز دور عسكري جديد للولايات المتحدة يتضمن نشر قوات برية والتدخل بعمليات خاصة لأن من شأن ذلك أن يقوض أهمية قوات “الحشد” المدعومة من ايران، مؤكداً أن عملية تحرير بيجي تمت بدعم جوي كبير من الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن وبوجود معدات قتالية أميركية وبمشاركة قوات عراقية دربها أميركيون بعناية، ولذلك فإن الكلام عن دور بارز لقوات “الحشد” مبالغ فيه جداً. وحذر القيادي الكردي من أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يواجه ضغوطاً من قبل شركائه داخل التحالف السياسي الشيعي لكي لا يقبل بدور عسكري أميركي بري في المستقبل، حتى وإن كان بمستوى تنفيذ عمليات خاصة، ولذلك طالبه معظم قيادات “الحشد” بموقف صارم ضد عملية الحويجة الأخيرة لأنها لا تريد أن يتنامى الثقل العسكري للولايات المتحدة في العراق. وفي هذا السياق، أفادت بعض التسريبات التي وصلت القيادات الكردية العراقية أن بعض قيادات “الحشد” طلب من العبادي اتخاذ اجراءات عقابية بحق قوات البشمركة الكردية لأنها لم تعلم وزارة الدفاع في بغداد بعملية الحويجة، غير أن العبادي رفض الفكرة رغم التحريض المستمر والمتصاعد بأن ما جرى في هذه العملية هو تجاهل لصلاحياته كقائد عام للقوات المسلحة العراقية. وكان وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر توقع تنفيذ مزيد من العمليات البرية في العراق ضد “داعش” على غرار عملية الحويجة التي قتل خلالها جندي اميركي.

وقال كارتر في مؤتمر صحافي في “البنتاغون”، ليل اول من امس، “أتوقع ان نقوم بمزيد من هذه العمليات”، مؤكداً أن هجوم الخميس الماضي أتاح “إنقاذ حياة” سبعين محتجزا وجمع “معلومات استخباراتية ثمينة”. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن العملية الأخيرة “لا تعني” أن الولايات المتحدة تستأنف “مهمة قتالية” في العراق، بل هي ببساطة “مواصلة لمهمتنا في تقديم المشورة والمساعدة” للقوات العراقية. واضاف “حين تسنح فرص لتنفيذ عمليات من شأنها احراز تقدم في الحملة” على تنظيم “داعش” “فنحن نغتنمها”. والجندي الاميركي الذي قتل في عملية الحويجة يدعى جوشوا ويلر (39 عاما) وهو سرجنت في القوات الخاصة التابعة لسلاح البر وكان جندياً في قوات النخبة ومعتاداً على العمليات السرية.

 

65 قتيلاً بمعارك طاحنة في ريف حلب

روسيا أرسلت قوات من النخبة إلى سورية وأعلنت تنفيذ 934 طلعة وتدمير 819 هدفاً

موسكو، واشنطن، دمشق – وكالات: رغم التأكيد رسمي غير مرة أنها لا تخطط لأي عمليات برية في سورية دعماً لقوات النظام، كشف مسؤولون روس وغربيون أن موسكو أرسلت قوات من النخبة إلى سورية بعد إعادة تمركزها من أوكرانيا. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن المسؤولين قولهم إن روسيا حولت تركيزها من أوكرانيا إلى دعم النظام السوري. ورغم تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن موسكو لن تشارك في عمليات برية على الأراضي السورية، إلا أن خبراء عسكريين روساً كشفوا عن وجود قوات روسية خاصة على الأراضي السورية، من دون الكشف عن مهامها الرئيسية. وأضافت المصادر أن القوات الروسية الجديدة كانت متمركزة في شرق أوكرانيا وهي أشبه بقوات “الدلتا” الأميركية الخاصة بمكافحة الإرهاب. وقال مسؤول غربي رفيع إن القوات الروسية مهمتها التنسيق بين القوات السورية والطائرات الروسية التي تشن غارات على مواقع في سورية. من جانبها، رفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق على وجود قوات روسية لها في سورية، معتبرة أن خبراء عسكريين روساً متواجدون في سورية لتقديم الاستشارة العسكرية للنظام بشأن المعدات العسكرية التي تقدمها روسيا لهم. وأضاف مسؤولون أميركيون أن موسكو أرسلت جنوداً من “ذوي القبعات الخضراء” وقوات أخرى مدربة لحماية الشخصيات الديبلوماسية. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أمس، أن طائراتها الحربية نفذت 934 طلعة ودمرت 819 هدفاً للمتشددين في سورية، منذ بدء حملتها في 30 سبتمبر الماضي. في سياق متصل، قتل ما لا يقل عن 65 عنصراً من قوات النظام والفصائل المقاتلة وتنظيم “داعش” في معارك طاحنة بمحافظة حلب شمال سورية، خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن سقوط 28 قتيلاً على الأقل من تنظيم “داعش” منذ صباح الجمعة الفائت نتيجة الاشتباكات المتواصلة والغارات الروسية على مناطق الاشتباكات عند طريق خناصر – أثريا في ريف حلب الجنوب الشرقي. وتعد هذه الطريق حيوية لقوات النظام إذ تستخدمها لنقل امداداتها من وسط البلاد باتجاه مناطق سيطرتها في مدينة حلب، التي تشهد معارك ضارية منذ صيف 2012 وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة السيطرة عليها. وأسفرت الاشتباكات ايضا عن “مقتل 21 عنصرا على الاقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها”، بحسب المرصد.

وكان تنظيم “داعش” تمكن أول من أمس من قطع هذه الطريق إثر هجوم بدأ بعمليتين انتحاريتين. وأكد المرصد أن هذه الطريق، التي تربط حلب بمحافظتي حمص وحماة، لا تزال مقطوعة وسط اشتباكات عنيفة. وفي ريف حلب الجنوبي، تدور اشتباكات بين قوات النظام والفصائل الاسلامية والمقاتلة في اطار العملية العسكرية البرية التي شنها الجيش السوري في 16 أكتوبر الجاري في تلك المنطقة بتغطية جوية روسية. وأفاد المرصد عن مقتل “ما لا يقل عن 16 عنصرا” من الفصائل المقاتلة جراء الاشتباكات والغارات الروسية في ريف حلب الجنوبي خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. وفي ريف حلب الشرقي، نفذ الطيران الحربي بعد منتصف ليل اول من امس غارات عدة على مناطق في محيط مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل تنظيم “داعش”. وعلى جبهة اخرى، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والفصائل الاسلامية والمقاتلة في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص (وسط) الشمالي وسط تغطية جوية روسية، بحسب المرصد. ويأتي ذلك في اطار الهجوم البري الذي بدأه الجيش السوري في ريف حمص الشمالي في 15 أكتوبر الماضي. وتسيطر الفصائل المقاتلة على تلبيسة منذ العام 2012، وفشلت كل محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين، وتكمن أهميتها في انها تقع على الطريق الرئيسية بين مدينتي حمص وحماة في وسط البلاد.

 

المعارضة تتقدم في ريف حماة والنظام يرتكب مجزرة في دوما

دمشق – الأناضول: وكالات/25 تشرين الاول 2015/حققت فصائل المعارضة السورية المسلحة، أول تقدم لها منذ بدء الغارات الروسية أواخر الشهر الماضي، حيث سيطر «جيش الفتح» (تجمع لفصائل معارضة)، وفصائل من «الجيش الحر» على بلدة لحايا، وقرية معركبة بريف حماة الشمالي.

وأفاد عدي الشامي القائد الميداني في «جيش الفتح» أن الفصائل المعارضة سيطرت على بلدتي لحايا، ومعركبة، بعد هجوم بالأسلحة الثقيلة، مشيرًا إلى أن 12 جندياً من قوات النظام قتلوا خلال المعارك، وتم تدمير مدفع عيار 23، ودبابة، إلى جانب اغتنام دبابة من طراز «تي 72»، ورافعة مجنزرة كانت قوات النظام تستخدمها في إعداد المتاريس. وأضاف الشامي ان الطائرات الروسية شنت أكثر من 20 غارة لمساندة النظام خلال الاشتباكات، من دون أن تسفر عن وقوع قتلى بين مقاتلي المعارضة، مؤكدًا استمرار المعركة حتى تحرير ريف حماة الشمالي بشكل كامل. من جهة أخرى، ارتكبت قوات نظام بشار الأسد، أمس، مجزرة في مدينة دوما بريف دمشق راح ضحيتها 7 شهداء وعشرات الجرحى، وسط محاولة من الأهالي والدفاع المدني لانتشال الأهالي من تحت الأنقاض. وأفاد ناشطون أن القصف على مدينة دوما، أمس، كان مغايراً عن المرات السابقة، فحجم الدمار الذي تسبب بانهيار عدد من الأبنية كان يوحي باستهدف المدينة من قبل الطيران الروسي، ولكن الأهالي في المنطقة أكدوا أنهم لم يسمعوا صوت الطائرات الحربية أثناء القصف كما جرت العادة، والاحتمال أن الروس باتوا يستخدمون للمرة الأولى في الغوطة الشرقية طائرات حديثة تحلق على مسافات مرتفعة جداً، أو أن النظام استخدم صواريخ جديدة ذات قدرة تدميرية عالية.

في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات في منطقة المرج، حيث تصدى الثوار لمحاولة قوات الأسد اقتحام المنطقة من جهتي الدير سلمان ونولا بمساندة الطيران الروسي الذي كثف قصفه على الأحياء السكنية لتشكيل ضغط على فصائل الثوار. وتمكن الثوار مساء أول من أمس، من استرجاع النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام في اليومين السابقين على جبهة دير العصافير وتم قتل 30 عنصراً منها.

 

اندماج فصائل سورية في حماة بـ «جيش النصر»

دمشق – كونا: وكالات/25 تشرين الاول 2015

أعلنت ثلاثة فصائل سورية مسلحة تعمل في ريفي حماة الشمالي والغربي أمس، اندماجها بشكل كامل تحت مسمى «جيش النصر» لمواجهة قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن «جبهة الإنقاذ المقاتلة» و «الفوج 111» و»تجمع صقور الغاب» اعلنت في شريط مصور تشكيل «جيش النصر» تلبية لمتطلبات المرحلة الحالية والحاجة الملحة إلى رص الصفوف للتصدي لقوات النظام السوري وميليشياته. من جهتها، نقلت وكالة «شام» الإخبارية عن قائد «جيش النصر» الذي شكلته الفصائل الثلاثة محمد المنصور قوله إن «جيش النصر يتواجد في ريفي حماة الشمالي والغربي على خط اشتباك مع قوات النظام يبلغ نحو 100 كيلومتر». وأضاف ان عدد عناصر الجيش يبلغ نحو خمسة آلاف مقاتل يتمركزون في جبهات مورك والحماميات والزلاقيات، مؤكداً تميز الجيش بامتلاكه صواريخ «فاغوت» المضادة للدروع المسماه «القناص الليلي».

 

السفارات استعدت لجولة الإعادة في الإنتخابات

مقتل ضابط مصري وجنديين بهجوم لـ «داعش» في شمال سيناء

القاهرة – وكالات:قتل ضابط مصري وجنديان وأصيب ثمانية آخرون، أمس، في تفجير استهدف رتلاً أمنياً بمدينة العريش في شمال سيناء تبناه تنظيم «ولاية سيناء» الموالي لتنظيم «داعش». وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أنه أثناء مرور مدرعة في الطريق الدائري بدائرة قسم ثالث العريش انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون ما أسفر عن مقتل كل من الملازم أول عبد الرحمن علي محمد والمجند محمد المهدي السيد، والمجند أحمد سمير إبراهيم من قوات الأمن المركزي في العريش في شمال سيناء، إضافة إلى إصابة ثمانية مجندين تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. في المقابل، أعلن «ولاية سيناء» مسؤوليته عن استهداف المدرعة وقتل الشرطيين في العريش. وذكر التنظيم في بيان، «أن مفرزة من جنود ولاية سيناء زرعوا عبوة ناسفة على جانب الطريق الدولي بمدينة العريش في شمال سيناء، ما أدى إلى تفجير آلية لشرطة الردة وتدميرها بالكامل وهلاك وإصابة من فيها». كما أعلن مسؤوليته عن انفجار وقع قرب الأهرامات في الجيزة غرب القاهرة أول من أمس، وأسفر عن إصابة أربعة بينهم شرطيان. وفي هجوم آخر، أصيب شرطيان، أمس، بطعنات في اعتداء نفذه شخص بسكين في محافظة الغربية شمال الدلتا. وقال مصدر أمني طالباً عدم ذكر اسمه إن «شخصاً طعن شرطيين بمدينة طنطا في الغربية». ونقل عن أحد المصابين قوله إن «شخصاً تقدم نحوه أثناء تأديته خدمة حراسة أحد البنوك وهو يُكبِّر، ويعلن الشهادتين ويقول إن دم أي عسكري حلال». ولفت إلى أنه «بعد الاعتداء على الشرطي الأول حاول أحد الشرطيين التابعين للحماية المدنية تصادف مروره السيطرة على المعتدي الذي بادره بطعنة سكين وهو يكبر أيضاً». وأشار المصدر إلى أن قوه أمنية سيطرت على المعتدي واحتجزته. من جهة أخرى، استكملت وزارة الخارجية والسفارات المصرية في الخارج استعداداتها لاستقبال المغتربين الذين سيدلون بأصواتهم في جولة الإعادة للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب التي تجرى غداً الاثنين وبعد غد الثلاثاء. وتفتح اللجان الانتخابية وعددها 139 مقراً انتخابياً في السفارات والقنصليات حول العالم أبوابها، فيما عدا أربع دول هي ليبيا وسورية واليمن وإفريقيا الوسطى نظراً للظروف الأمنية في هذه الدول، اعتباراً من التاسعة صباحاً بتوقيت كل دولة وحتى التاسعة مساء. وينطلق التصويت مساء اليوم الأحد بتوقيت القاهرة في عدد من البلدان كنيوزيلندا وأستراليا تليها طوكيو وسيول وبكين ومنغوليا وسنغافورة نظراً لفارق التوقيت. وأوفدت وزارة الخارجية 131 من أعضائها لمعاونة اللجان المقامة في بعض السفارات التي تشهد كثافة تصويت مرتفعة وذلك بعد تلقيهم التدريب اللازم. يشار إلى أن المرحلة الأولى التي بدأت في 17 و18 أكتوبر الجاري تمت في 14 محافظة وضمت 27 مليون ناخب، فيما ستنطلق المرحلة الثانية في 22 و23 نوفمبر المقبل في 13 محافظة، حيث تضم 28 مليون ناخب لشغل 596 مقعداً في البرلمان.

 

كيري بعد لقاء عباس: متفائل بوقف الانتفاضة!

أحمد خليل/المدن/السبت 24/10/2015/تضاربت الأنباء حول مصير فتىً فلسطيني، يعتقد أنّ جيش الاحتلال قتله، السبت، بعد اقترابه من حاجز الجلمة قرب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد زعم الاحتلال أنّه قد أتى لتنفيذ عملية طعن! وزعمت قناة الاحتلال العاشرة أنّ الفتى اقترب من الجنود وحاول تنفيذ عملية طعن، قبل تمكن الجنود من إطلاق النار عليه، وفارق الحياة بالمكان، من دون أن يصيب الجنود بأذى، غير أنّ مصادر فلسطينية تشير إلى أنّ السلطات في الضفة لم تتلقَ معلومات رسمية من الاحتلال حول مصير الفتى، مع ترجيحها أنه لا يزال على قيد الحياة، لكنّه مصاب. وبعد جمعة غضب في الضفة الغربية وقطاع غزة، يقول الإسرائيليون إنّ الأسبوع الحالي سيكون حاسماً ومصيرياً لجهة فهم اتجاه مجريات الأحداث. ووفق المراسل العسكري للقناة العاشرة، فإنّ هذا الأسبوع سيكون حاسماً، بحيث إن لم تثمر التحركات السياسية فإن الجيش الإسرائيلي ينوي تجنيد قوات كبيرة من الاحتياط لمواجهة الأحداث. في هذا السياق، أجرى وزير الخارجية الأميركية جون كيري، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لقاءاً في العاصمة الأردنية عمان، لبحث التطورات الأمنية في الضفة، لكنّ الفصائل الفلسطينيية جميعاً تشكك في الدور الأميركي في هذه المباحثات، وتشير إلى أنّ واشنطن تريد إجهاض الانتفاضة عبر الضغط على السلطة. ونقلت وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية، أنّ كيري توجه إلى السعودية عقب لقائه عباس، والعاهل الأردني عبد الله الثاني. وسبق ذلك، قول كيري إنه يودّ أن يرى وضوحاً في القواعد التي تحكم الوصول إلى المسجد الأقصى في خضم التوترات. وعبر كيري وعباس في كلمة مقتضبة للصحافيين قبيل بدء الاجتماع عن أملهما في إمكان التوصل إلى حل، في إشارة إلى مسعى تهدئة الأوضاع في الساحة الفلسطينية. وقال عباس: "كنا نتمسّك بالأمل طوال الوقت، ولم نفقد الأمل"، في حين قال كيري: "أنا متفائل". إلى ذلك، أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي، أنّ تعليمات تنفيذ عمليات تفجيرية في العمق الإسرائيلي من قيادة "حماس" في غزة لعناصر الضفة لم يصدر، وذلك خلافاً لما أعلنه أكثر من مسؤول سياسي وأمني إسرائيلي قبل أيام. وقال الموقع إنه لم يثبت حتى الآن توجيه قيادة "حماس" في غزة عناصر الحركة في الضفة لتنفيذ عمليات تفجيرية، لأنها تخشى من رد إسرائيلي عنيف على القطاع، وهي غير معنية حالياً بتصعيد الأمور بعد الحرب الأخيرة المدمرة. ولفت الموقع إلى أنّ حركة "حماس" أرادت إرسال رسالة بعملية في مدينة بيت شيمش الأخيرة، التي حاول فيها اثنان من عناصرها القيام بعملية طعن قرب كنيس في المدينة، وأصابا أحد المستوطنين بجراح قبل استهدافهما من الشرطة، ما أدى إلى مقتل أحدهما وجرح الآخر، وكان اللافت في الأمر قيام المنفذين بارتداء ملابس عليها شعار كتائب "القسام"، في رسالة واضحة للأمن الإسرائيلي بأنّ "حماس" حاضرة في الميدان. يشار إلى أنه منذ الأول من شهر تشرين الأول/أكتوبر الحالي، قتل الاحتلال 54 مواطناً فلسطينياً، وأصيب الآلاف بجراح وحالات اختناق، في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس، بينهم 12 طفلاً، وسيدة حامل، وأسير، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

 

واشنطن تتهم إيران بقتل 500 من جنودها والسجن لأميركي بعث تفاصيل مقاتلات إلى طهران

واشنطن – وكالات: كشفت تحقيقات أميركية عن تورط إيران في استهداف وقتل 500 جندي أميركي فى العراق وأفغانستان.وأحيطت التحقيقات في هذا الشأن بالسرية الشديدة، حيث كان الفاعلون المباشرون لعمليات الاستهداف للأميركيين سواء في أفغانستان أو العراق على صلة بالإستخبارات الإيرانية. وقالت مصادر أميركية إن إدارة الرئيس باراك أوباما فضلت عدم الكشف عن مجريات التحقيقات في حينه لعدم إعاقة إبرام اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي. وأوضحت أن التحقيقات الأميركية كشفت عن دور إيراني كبير في تدريب العشائر الشيعية في العراق على أعمال الاستهداف وزرع العبوات المتفجرة وتصنيع العبوات الناسفة التي طالت شظاياها عدداً غير قليل من عربات الدوريات الأميركية من طراز “هامفي” في العراق، وذلك منذ العام 2005 وحتى العام 2011، عندما سحبت الولايات المتحدة الجزء الأعظم من قواتها المقاتلة من العراق وأبقت آلافاً من المستشارين والمدربين الأمنيين والعسكريين. من جانبها، ذكرت صحيفة “واشنطن تايمز” أن التقارير أظهرت وفاة 196 أميركياً بقذائف إيرانية الصنع ضد الدروع، خلال القتال بين 2005 و2011، مؤكدة أن المتفجرات المخترقة الدروع ليست سوى مجموعة فرعية من أنشطة إيران والتقديرات تشير إلى قتل 500 أميركي في العراق. وأضافت إن إيران دخلت العراق بشكل كبير منذ العام 2005، عندما سمحت لـ”فيلق القدس” بتدريب الميليشيات الشيعية العراقية وتزويدها دروعاً وأسلحة فتاكة أخرى. على صعيد آخر، اعتذر رجل يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية أول من أمس، عن تصدير معلومات حساسة تتعلق بمقاتلات أميركية إلى إيران (بلده الأصلي)، وقال إنه كان ببساطة يحاول التقدم لطلب وظيفة قبل أن تعاقبه قاضية بالسجن ثماني سنوات وشهراً واحداً. واعتقل مظفر خزاعي الذي كان يعمل مهندساً في شركة “برات آند ويتني” الأميركية للمعدات العسكرية في يناير العام 2014، فيما كان يحاول مغادرة البلاد حاملاً بين أمتعته مواد حساسة عن محركات لمقاتلة سلاح الجو الأميركي “أف-35 والطائرة الحربية “أف-22. وتبادل خزاعي البالغ من العمر 61 عاماً مع إيرانيين رسائل بالبريد الإلكتروني احتوت على معلومات تتعلق بالبرامج. وأشار إلى إن رسائل البريد الإلكتروني كانت جزءاً من طلب التقدم لوظيفة، مضيفاً “لم أقم أبداً ببيع شيء لأي شخص، لو كنت أعلم أن إعداد عرض تقديمي لجامعة إيرانية في محاولتي للحصول على وظيفة كان ينطوي على مخالفة للقانون لما أخذت هذه الوثائق أبداً”.من ناحيتها، قالت القاضية فانيسا برايانت إنها غير مقتنعة بما قال بشأن رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بعمله السابق الذي فصل منه في العام 2013.

 

لافروف: مستعدون لدعم الجيش الحر جواً ضد داعش

المدن - عرب وعالم | السبت 24/10/2015

جدد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، التأكيد على استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب داخل سوريا. كما أبدى استعداد بلاده لتقديم دعم جوي لـ"المعارضة الوطنية السورية بما فيها الجيش الحر"، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية. كلام لافروف جاء خلال مقابلة من سوتشي لقناة "روسيا 24"، أكد خلالها على انفتاح روسيا على جميع أطياف المعارضة السورية، لافتاً إلى استقبال موسكو خلال السنوات الأربع الماضية جميع أطياف المعارضة السورية، بما فيها وفود عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والإخوان المسلمين، والمجلس الوطني، وهيئة التنسيق. موضحاً أن روسيا لا تراهن على جهة واحدة دون سواها في التسوية.وفي معرض تعليقه على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو مؤخراً، والتكهنات التي تتحدث عن مراهنة موسكو على الأسد دون سواه في التسوية، قال لافروف: "في الوقت الذي اعتبرت فيه جامعة الدول العربية الائتلاف الوطني ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، توافد على موسكو ممثلون عن الائتلاف، والمعارضة الداخلية، التي كانت تنشط على الدوام داخل سوريا، وتطالب بالديموقراطية والأخذ بمصالحها بشكل أوسع. واستناداً إلى ذلك لم يلمنا أحد حينها". وأضاف "إننا نراهن على المعارضة السورية دون سواها، نظراً للزيارات المتكررة التي قام بها ممثلوها إلى بلادنا عندما نظمنا مؤتمرين خاصين، ضما قيادييها على حلبة موسكو، سعياً منا لتوحيد صفوفها على أساس بناء، يستند إلى المسؤولية تجاه بلادها وقابلية التفاوض حول سبل الحل السياسي". يشار إلى أن موقف الخارجية الروسية الجديد جاء بعد إنكار موسكو لوجود "معارضة معتدلة"، وتصريحات سابقة للافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طالبا خلالها الدول الغربية بأن "تدلهما على هذا الجيش السوري الحر"، للاتصال به "إن وجد". من جهة ثانية، قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني، السبت، إن اتفاق بلاده مع روسيا حول التنسيق العسكري في ما بينهما، الهدف منه ضمان أمن حدود الأردن مع جارتها سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الاردنية الرسمية "بترا" عن المومني قوله، إن "آلية التنسيق العسكري بين الأردن وروسيا تأتي بشأن الأوضاع في جنوب سوريا، بما يضمن أمن حدود المملكة الشمالية واستقرار الأوضاع في الجنوب السوري". وأوضح الوزير أن التعاون بين الأردن وروسيا أمر قديم ويحدث على كافة الصعد. لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الأردن "ما زالت جزءاً من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب". وكان وزيرا الخارجية الروسية سيرغي لافروف، والأردنية ناصر جودة، قد أعلنا من فيينا، الجمعة، قبيل اجتماع الرباعية الدولية حول الأزمة السورية، عن اتفاق البلدين على التنسيق العسكري للعمليات التي تقوم بها روسيا في سوريا، بما في ذلك تنسيق الطلعات الجوية لسلاحي الجو في البلدين فوق الأراضي السورية. وذكر لافروف في حديث صحافي مشترك مع نظيره الأردني، أن آلية عمل سيتم استحداثها في عمان لإدارة التنسيق العسكري. موضحاً أن موسكو وعمان واثقتان من ضرورة مكافحة تنظيم "داعش" بموازاة الدفع للعملية السياسية في سوريا إلى الأمام.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

روليت بوتين

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/25 تشرين الأول/15

مرّ شهر تقريباً على العمليّة العسكريّة التي يخوضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريّا، ولم تتضح معالمها بعد، ولا نتائجها الفعليّة. ويكاد يقلّد أنداده السابقين من التحالف الغربي الذي قادته واشنطن في محاربة "داعش"، في شكل عمليّاته الجويّة وجوهرها، لجهة إصدار البيانات العسكريّة وتعداد الغارات والمواقع التي استهدفتها طائراته وأعداد القتلى المفترضين، متميّزاً عنهم باستهداف كلّ من هو ضدّ نظام بشار الأسد، وتحديداً المجموعات المعتدلة. ولا يختلف الأمر عنهم في حصر الأهداف المعلنة بمحاربة المتطرّفين ومنع تمدّدهم، ووقف خطرهم على العالم والتمهيد لحلّ أزمات المنطقة خصوصاً في سوريّا والعراق.

لكنّ هناك فارقاً أساسيّاً بين "التحالف الغربي" و"التحالف الروسي" غير مسألة ضرب قوى الاعتدال: فالولايات المتحدة لم تضع عمليّاتها تحت شعار الدفاع عن النفس، ولا تحت إيحاء ديني أو "تحالف أقليّات" كما فعلت روسيّا. ربّما لأنّ واشنطن متحصّنة وراء البحار في منعزلها الجغرافي والتاريخي بعكس موسكو الموجودة على تماس جيوسياسي مع مسرح العمليّات. كما أنّ التراث السياسي الأميركي لا يتضمّن خطاباً دينيّاً في الحروب منذ انغماس واشنطن في الحرب العالميّة الثانية، وبعدها في فيتنام والهند الصينيّة وأميركا اللاتينيّة وأوروبا الشرقيّة وأفريقيا وأفغانستان والعراق وسوريّا. حتّى أنّها خاضت أشرس الحروب في العالم الإسلامي بعد عمليّة 11 أيلول ولم تُتّهم بمحاربة المسلمين. وقد شكّلت حربها دفاعاً عن البوسنة المسلمة حصانة إضافيّة لها في هذا المجال. في حين أنّ موسكو معتادة على إدخال العامل الديني في حروبها منذ عهد القياصرة، وحتّى ضمنيّاً خلال المرحلة السوفياتيّة "العلمانيّة"، بل الملحدة. فالخلفيّة كانت دائماً ممهورة بطابع ديني مكشوف أو مموّه. ويحاول بوتين بشقّ النفس التبرّؤ من الصبغة الدينيّة التي تلاحقه، حتّى أنّه اضطرّ أخيراً للإعلان أنه يحارب الارهاب وليس السنّة، وليس همّه حماية بشّار الأسد "العلوي"! هذا يعني أنّ بوتين بدأ ينحو في حربه نحو الدفاع بعدما باشرها بالهجوم. وليست الدبلوماسيّة الساخنة التي يقوم بها سوى دليل على بداية ارتباك حملته وتشتّت أهدافها. ففي يوم واحد اتصل بزعماء الدول الإقليميّة التي تعارض تدخّله العسكري في سوريا، خصوصاً تركيّا والمملكة العربيّة السعوديّة والأردن، وحتّى مصر، فضلاً عن التنسيق العميق مع إسرائيل. ولم يكن اجتماع فيينا الرباعي بين موسكو وواشنطن وأنقرة والرياض سوى تأكيد على دقّة الوضع الروسي بعد تجربة الشهر. ولم يكن استدعاء الأسد إلى الكرملين بهدف تكريمه وتكريسه، بل لتحضيره لمرحلة مقبلة تنتهي بخروجه من السلطة. وليس القول بأنّ "الشعب السوري يقرّر" سوى ضخّ غبار لإخفاء حقيقة الصورة. فكيف لشعب مشرّد في مغارب الأرض ومشارقها، أو مغيّب في السجون والقبور والمستشفيات، أن يقرّر؟ حتّى الآن، لا دلائل على نجاح حملة بوتين في تقديم نفسه منقذاً للوضع السوري وبديلاً حاسماً للتحالف الغربي، وكأنّ ارتباك الغرب في مرحلة الهجوم الأُولى انقلب الآن ثقةً في أنّ الرئيس الروسي مضطرّ إلى طلب المساعدة الغربيّة قبل أن يغرق أكثر في الرمال السوريّة.

ولعلّ أوروبا، نيابةً عن الغرب، بدأت تلاقيه إلى منتصف الطريق لرسم خطوط المرحلة الانتقاليّة التي قد تحافظ على الأسد لفترة متوسّطة على قاعدة حاكم لا يحكم، كما جرى مع علي عبدالله صالح في اليمن لفترة محدودة. ولا غرابة في أن يبحث الغرب عن مخرج، ليس للأسد فقط، بل لبوتين أيضاً، قبل أن تصبح حرب هذا الأخير لعبة روليت روسيّة، فيها خطر المجازفة إلى حدّ الانتحار بالرصاصة الوحيدة. فالانتحار هنا ليس لشخص، بل لتركيبة مصالح دوليّة في لعبة الأُمم يدفع ثمنها الجميع وليس روسيّا وحدها. فقد بدأت عمليّة بوتين بحسابات دقيقة ووعود سريعة بتغيير الأوضاع، وسرعان ما تطوّرت إلى تداخلات صعبة فاشتراكات معقّدة في الأجسام المشاركة وأثمان غير محسوبة، من جنرالات إيران إلى قيادات "حزب الله"، فضلاً عن بدء استيراد الجثث الروسيّة. ويمكن القول الآن إنّ الحملة الروسيّة باتت تبحث عن تسجيل نقطة فرعيّة هنا، واستعادة النظام قرية هناك، في حالة دوران على الذات وكرّ وفرّ كانت قبل الحملة وستستمرّ بعدها على طريقة إنقاذ ماء الوجه. ويبدو موقف واشنطن عبر مندوبتها في مجلس الأمن الدولي عن تعقيد الوضع السوري وتفاقمه بعد خطوة بوتين خير وصف للورطة الروسيّة. حركة دبلوماسيّة ساخنة، ومدّ يد عاجلة من الخصوم، يحتاج إليهما زعيم الكرملين، تفادياً لانقلاب الحرب إلى لعبة روليت خطرة تربط المصير بالحظّ أو الصدفة، وهي أصلاً براءة اختراع لبلاده!

 

الفاتيكان لم يعد يعوّل على دور بكركي

كبريال مراد/المدن/السبت 24/10/2015

 يقول وزير سابق من زوار الفاتيكان أخيراً انه لم يلمس أملاً  بامكان حدوث خرق قريب. يشرح الوزير المعني القريب من دوائر الفاتيكان والصرح البطريركي في بكركي على حد سواء، إنه واذا كانت قدرة المرجعيات السياسية مرتبطة في مكان ما باللعبة الداخلية ومروحتها الخارجية الاوسع، فاللافت على حدّ قوله ما سمعه خلال لقاءاته بعدم تعويل الكرسي الرسولي على قدرة المرجعيات الروحية المسيحية على كسر الجمود الذي تعيشه الساحة اللبنانية في الامد المنظور. جاء ذلك بعد التقرير الذي وضعه الموفد الفاتيكاني الكاردينال دومينيك مومبرتي الذي حلّ بادىء الامر ضيفاً على لبنان في حزيران الماضي، للمشاركة في اليوبيل الكهنوتي الخمسين لراعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، لتتحوّل زيارة وزير خارجية حاضرة الفاتيكان السابق مناسبة لعقد لقاءات سياسية وروحية عديدة، شملت مروحة واسعة من المسؤولين والفاعلين على الساحة اللبنانية. تقول اوساط كنسية ل"المدن" إن الموفد البابوي كان مصغياً اكثر منه متحدّثاً، يدوّن على دفتره الخاص الملاحظات عقب كل زيارة، وهو المعروف بطبعه الديبلوماسي وإلمامه بالعديد من الملفات، إن في منطقة الشرق الأوسط او العالم. في الآونة الأخيرة، تصاعد الحديث في هذا السياق عن ان زوار الفاتيكان اللبنانيين الروحيين والديبلوماسيين وفي موازاة استماعهم الى المخاوف من تطورات المنطقة واوضاع المسيحيين فيها وفي لبنان تحديداً، لم يسمعوا ما يمكن البناء عليه لناحية دور الكنيسة اللبنانية على هذا الصعيد، ولاسيما بكركي لما تمثله من ثقل في التركيبة اللبنانية والمشرقية. لذلك، تشير المعلومات الى أن الفاتيكان انتقل من ما يمكن وصفه "بفترة السماح" للمرجعية الروحية اللبنانية بمحاولة لعب دور ما يسهم في خدمة مسار انهاء الشغور الرئاسي، الى مرحلة الامساك بنفسه بهذا الملف، من خلال ما له من تأثير ونصح وتوجيه محلياً واقليمياً ودولياً. الإشارة الابرز في التقرير على هذا الصعيد تمثّلت بالحديث عن "تغييب دور بكركي على مستوى القرار الوطني المسيحي أمام تقدّم واضح للقادة الموارنة الذين يتخطّونها بسبب غياب الموقف والرؤية والحزم ...ما أفقدَ المسيحيين دورهم الفاعل وحضورهم المميّز على المستوى الوطني العام". لذا وجد الفاتيكان نفسه في موقع المبادر لا المنتظر، حتى لا تزداد الهوّة، وتكبر المأساة. في المقابل، تقول اوساط بكركي ل"المدن" أن الكنيسة المارونية "تلعب دورها على أكمل وجه من خلال التواصل مع مختلف الافرقاء المحليين وتحفيزهم، ولكنها في كل الاحوال ليست من يقرر عنهم بل من يوجههم اذا طلبوا النصح. اما في حال اصروا على آرائهم، فليس لها سوى الصلاة ليعودوا الى رشدهم". بناء على ما تقدّم، فالسؤال الذي يطرح في ضوء ما سبق هو عن الانعكاسات المباشرة على الواقع اللبناني. وفي هذا السياق، يشير المطّلعون على اجواء الاتصالات على خط بكركي-الفاتيكان، والتي لم تنقطع في اي لحظة، الى أن لا فترة زمنية واضحة حتى الآن لانهاء الحالة اللبنانية بمؤسساتها العرجاء، لذا لا بديل عن مواصلة المساعي لتأمين التلاقي بين اللبنانيين على اساس الدستور ومقتضيات الشراكة".

 

الحوثيون.. وخمس ساعات مع حسن نصر الله!

طرق الحميد/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/15

كشفت صحيفة «السفير» اللبنانية عن لقاء ضم وفدًا من الحوثيين مع حسن نصر الله، في لبنان، وذكرت الصحيفة أن الاجتماع استمر لمدة خمس ساعات، أبلغهم فيها حسن نصر الله مباركته «للخطوات» التي يقومون بها، وقال المتحدث باسم الحوثيين للصحيفة إن نصر الله شجعهم على «المضي في الحوار بنفس عزيمة المواجهة في الميدان»! ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الحوثيين قوله إن هناك خلافات واقعة بين الحلفاء المعنيين باستعادة الشرعية في اليمن، ونقلت عنه رؤية تحليلية متناقضة، ومرتبكة، تظهر أن الخلاف الحقيقي هو بين الحوثيين وعلي عبد الله صالح! إلا أن السؤال هنا هو: هل فعلا بارك نصر الله خطوات الحوثيين؟ وهل كان اجتماعًا وديًا كما قيل؟ بحسب عدة مصادر مطلعة، فإن حقيقة ما حدث هو أن الحوثيين التقوا حسن نصر الله فعلا، ودار نقاش مطول، لكنه لم يكن وديًا، ولا اجتماع مباركة، بل كان الحوثيون يعاتبون حزب الله، وإيران، على خذلانهم لهم، كون الدعم ليس كافيًا، وخصوصًا بعد استعادة الشرعية لعدة مدن يمنية بدعم من التحالف العربي. وتقول المصادر إن الحوثيين سمعوا من حزب الله «جردة حساب طويلة، وعريضة، بما قدم لهم من دعم لم يستثمروه، ومن نصح لم يسمعوه»، وقيل للحوثيين تصرفوا وحدكم، ولا تنتظروا منا دعمًا أكبر. وبحسب المصادر المطلعة فإن الحوثيين لم يكونوا يطلبون المباركة من حزب الله على استجابتهم للحوار السياسي في اليمن، بقدر ما كانوا عاتبين على الحزب، والإيرانيين، لأنهم كانوا ينتظرون دعمًا أكبر، ومواقف جادة، أكثر فعالية، مثلا، من مواقف حزب الله الإعلامية. ومقابل ذلك تلقى الحوثيون في الاجتماع لومًا قاسيًا. وموقف حزب الله هذا، والذي يعني أنه موقف إيران أيضًا، يعني أن طهران والحزب باتا يعيان أنه لا أمل في تحقيق انتصار في اليمن، وخصوصًا مع توالي سقوط المدن اليمنية بيد قوات التحالف، وهو ما يعني عودتها للقوة الشرعية اليمنية. ومع الورطة التي يمر بها حزب الله الآن في سوريا، وسقوط قتلى في صفوفه، وقياداته هناك، وكذلك توالي سقوط قتلى من قيادات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهو ما يثير تساؤلات بعد التدخل الروسي، كل ذلك يقول إن إيران، وحزب الله، ليس بمقدورهما تلقي مزيد من الخسائر في مكان آخر، مثل اليمن، ويبدو أن حزب الله كان يعول على الحوثيين للقيام بأضرار ملحوظة على الحدود السعودية، وهو ما لم يحدث، بل على العكس تكبد الحوثيون خسائر جسيمة في اليمن، وعليه فإن الإيرانيين، ومعهم حزب الله، قد قرروا ترك الحوثيين لمواجهة مصيرهم، وهذا أمر متوقع، فكما ضحت إيران بـ«حماس» من قبل، في حربي غزة، ولم تتدخل، وكما تركت حزب الله يواجه إسرائيل وحيدًا في 2006، فإنها ستترك الحوثيين، وغيرهم، فهذه إيران الخمينية، وهذا هو تاريخها.

 

خطة للتخلص من الأسد و{داعش}

جيمي كارتر/الرئيس الأميركي الأسبق/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/15

أعرف بشار الأسد، الرئيس السوري، منذ أن كان طالبًا في كلية لندن، وقضيت ساعات طويلة في التفاوض معه منذ توليه منصبه. كان ذلك في الغالب بناءً على طلب من حكومة الولايات المتحدة، خلال تلك الأوقات الكثيرة التي انسحب فيها سفراؤنا من دمشق بسبب الخلافات الدبلوماسية.

اتبع بشار ووالده حافظ، سياسة عدم التحدث مع أي شخص في السفارة الأميركية خلال فترات القطيعة، لكنهما كانا يتحدثان معي. لاحظت أن بشار لم يطلب أبدًا مشورة أو معلومة من أحد موظفيه. وكانت السمة السائدة لديه هي العناد؛ كان من المستحيل تقريبًا من الناحية النفسية لديه أن يغير رأيه – وبالتأكيد ليس عندما يكون تحت ضغط. قبل انطلاق الثورة في مارس (آذار) 2011، كانت سوريا تمثل نموذجًا جيدًا للعلاقات المتناغمة بين الجماعات العرقية والدينية المختلفة، بما فيها: العرب، والأكراد، واليونانيون، والأرمن، والآشوريون، واليهود، والسنة، والعلويون، والشيعة. وتحكم عائلة الأسد البلاد منذ عام 1970، وكانت فخورة جدا بهذا الانسجام النسبي بين مجموعاتها المتنوعة. وعندما طالب المحتجون في سوريا بالإصلاحات التي طال انتظارها في النظام السياسي، اعتبر الرئيس الأسد ذلك جهدًا ثوريًا غير قانوني للإطاحة بنظامه «الشرعي»، وقرر بشكل خاطئ القضاء عليه باستخدام القوة غير الضرورية. ولأسباب كثيرة معقدة، تلقى بشار الدعم من قبل قواته العسكرية، ومعظم المسيحيين، واليهود، والشيعة، والعلويين، والآخرين الذين يخشون استيلاء المتطرفين على السلطة. وأصبحت آفاق الإطاحة به بعيدة المنال. ينخرط مركز كارتر في سوريا بعمق منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، وقد شاركنا أفكارنا مع كبار المسؤولين في واشنطن، ساعين للحفاظ على فرصة للحل السياسي لهذا الصراع المتنامي بسرعة. وعلى الرغم من احتجاجنا المستمر، لكن بطريقة سرية، كان الموقف الأميركي في البداية هو ضرورة أن تتضمن الخطوة الأولى لحل الصراع، الإطاحة بالأسد من منصبه. ورأى هؤلاء - الذين عرفوه - هذا الأمر بمثابة طلب غير مثمر، لكن تصرّ أميركا عليه منذ أكثر من أربع سنوات. وفي الواقع، كان تنفيذ شرط أميركا الأساسي لجهود السلام مستحيلاً. حاول كل من كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائري الأسبق، إنهاء الصراع، بصفتهما ممثلين خاصين للأمم المتحدة، لكنهما تخليا عن الجهد باعتباره غير مثمر، بسبب عدم التوافق بين أميركا وروسيا ودول أخرى بشأن وضع الأسد خلال عملية السلام. وفي مايو (أيار) 2015، زارت مجموعة من القادة العالميين، المعروفين باسم «الشيوخ»، موسكو، أجرينا خلالها مناقشات مفصلة مع السفير الأميركي، والرئيس الأسبق ميخائيل غورباتشوف، ورئيس الوزراء الأسبق يفغيني بريماكوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وممثلي المراكز البحثية الدولية، بما فيها فرع موسكو لمركز كارنيغي. أشاروا جميعهم إلى الشراكة طويلة الأمد بين روسيا ونظام الأسد، والتهديد الكبير الذي يفرضه تنظيم داعش لروسيا التي يعتبر نحو 14 في المائة من تعداد سكانها مسلمين سنة. وسألت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق عن دعمه للأسد، وعن الجلستين اللتين عقدهما هذا العام مع ممثلي الفصائل السورية. وأجاب بأنه لم يتحقق تقدم يذكر، وأنه يعتقد أن الفرصة الحقيقية الوحيدة لإنهاء الصراع السوري هي بانضمام إيران وتركيا والسعودية إلى الولايات المتحدة وروسيا من أجل إعداد مقترح سلام شامل. وكذلك اعتقد بوتين أن كل الفصائل في سوريا، باستثناء «داعش»، سوف تقبل تقريبًا بأي خطة تفرضها تلك الدول الخمس بقوة، حيث تدعم إيران وروسيا، الأسد، وتدعم الدول الثلاث الأخرى المعارضة. وبناء على موافقته، نقلت هذا الاقتراح إلى واشنطن. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، ظل مركز كارتر يعمل مع السوريين من مختلف الطوائف السياسية، وقادة المعارضة المسلحة، والدبلوماسيين من الأمم المتحدة وأوروبا، لإيجاد مسار سياسي لإنهاء الصراع. واستند هذا الجهد إلى بحث يعتمد على بيانات بشأن الكارثة السورية أجراه المركز، والذي يكشف عن موقع الفصائل المختلفة، ويظهر بوضوح أنه لا يمكن لأي من الطرفين في سوريا الهيمنة عسكريًا. وساعد آخر قرار لروسيا بدعم نظام الأسد عبر الضربات الجوية والقوى العسكرية الأخرى على تفاقم القتال، ورفع مستوى التسلح، وقد يزيد ذلك من تدفق اللاجئين للدول المجاورة وأوروبا. وفي الوقت ذاته، ساعد القرار على توضيح الخيار بين العملية السياسية التي يكون لنظام الأسد دور فيها، والمزيد من الحرب التي يصبح «داعش» فيها تهديدًا أكبر على السلام العالمي. وفي ظل هذه البدائل الواضحة، قد تصوغ الدول الخمس المذكورة آنفًا اقتراحًا بالإجماع. لكن للأسف، لا تزال الاختلافات بين تلك الدول قائمة. حددت إيران سلسلة من أربع نقاط قبل عدة أشهر، تتكون من: وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة، وإجراء إصلاحات دستورية، وإجراء انتخابات. ومن خلال العمل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والاستفادة من اقتراح الدول الخمس، يمكن العثور على آلية لتنفيذ هذه الأهداف. ويعتبر إشراك روسيا وإيران ضروريًا. وكان التنازل الوحيد للأسد خلال أربع سنوات من الحرب هو التخلي عن الأسلحة الكيماوية، ولم يفعل الأسد ذلك سوى تحت ضغط من روسيا وإيران. وبالمثل، قال إنه لن ينهي الحرب عن طريق قبول التنازلات المفروضة من قبل الغرب، لكن من المرجح أن يفعل ذلك إذا حثّه حلفاؤه على ذلك. وحينها، يمكن لسلطة الأسد الحاكمة أن تنتهي في عملية منظمة، وتأسيس حكومة مقبولة في سوريا، ويمكن حينئذ بذل جهود متضافرة للقضاء على تهديد «داعش». إن التنازلات المطلوبة ليست من جانب المقاتلين في سوريا، لكن من جانب الأمم الفخورة بنفسها التي تدّعي أنها تريد السلام، لكنها ترفض تعاون بعضها مع بعض.

 

لبنان: الشعب يخترع بطلاً ليبكي خذلانه

 حسام عيتاني/الحياة/25 تشرين الول/15

يندر بل يكاد ينعدم احتفال حزب سياسي بانتقال ضابط في الجيش إلى التقاعد. ليس المقصود بالاحتفال ترحيب الحزب بضابط سابق في صفوفه على ما يجري في أحيان كثيرة في دول تتقارب فيها السياسة والمؤسسة العسكرية إلى حد التماهي، بل المقصود تنظيم مهرجان شعبي في ساحة عامة وسط أجواء امتزج فيها التفجع بالتباهي بالتحدي. نظّم «التيار الوطني الحر» تظاهرة أرادها حاشدة في وسط بيروت في 15 تشرين الأول (اكتوبر) بمناسبة تقاعد العميد شامل روكز الذي انتهت مدة خدمته العسكرية في ذلك اليوم، ضارباً بذلك عرض الحائط بجملة من الأعراف والتقاليد العسكرية والسياسية في آن. ذلك أن منظمي الاحتفال أرادوه تحية لدور الرجل أثناء عمله في الجيش كممثل لفريق سياسي في واحدة من مؤسسات الدولة اللبنانية التي تحظر على العاملين فيها إبداء آراء سياسية وصولاً إلى منعهم من الاقتراع في الانتخابات العامة، وكمرشح مقبل لمناصب حكومية أو رئاسية.

في دول أخرى، يُستقبل الضابط المتقاعد في صفوف الأحزاب ويترشح على قوائمها الانتخابية ويمثلها في المراكز السياسية بعد أن يكون قد أنهى علاقته بالقوات المسلحة التي يفترض أن تتبع القيادة السياسية المنتخبة. وكثيرة هي الحالات التي انتقل فيها ضباط إسرائيليون من الجيش إلى الحكومة بفاصل شهور أو أعوام قليلة بين تقاعدهم وانضمامهم إلى الأحزاب التي اختاروها وتزعموها لاحقاً، وربما يكون الأشهر من بينهم إسحق رابين وارييل شارون. ومعروفة كذلك قصص وزراء وسياسيين اميركيين انخرطوا في الحياة السياسية في بلدهم مثل كولن باول وجورج مارشال فور ابتعادهم عن الجيش.

لكنّ لاحتفال التيار العوني بروكز بعداً آخر. قد تكون مهمة الكلمات التي ألقيت في المناسبة وخصوصاً كلمة العميد المتقاعد ذاته بقدر أهمية الرموز التي انطوى التجمع عليها. هنا تبرز فكرة «البطل المهزوم» الذي ضحى من أجل المبادئ الإنسانية السامية وبذل حياته دفاعاً عن قومه فخذله هؤلاء وردوا على تضحياته بالخيانة. تتشارك جماعات عدة في فكرة «البطل المهزوم» (غير «البطل المأسوي» الذي تتناوله التراجيديات اليونانية على سبيل المثال)، ولعل أهمهم يسوع المسيح وعلي بن أبي طالب والحسين بن علي من بين الشخصيات الدينية، وتشي غيفارا من الشخصيات المرتبطة بالإرث الايديولوجي المُعلي لدور الرموز والصور. في تصور «الوطنيين الأحرار» لواقعة تقاعد شامل روكز، وهم المستندون إلى ثقافة مسيحية تجوز في مقام آخر مناقشة أصالتها وعمقها، أن بطلهم سعى مُخلصاً وبذل كل ما في وسعه لإنقاذ «الشعب» – وهذه كتلة صماء من الناس المجهولي الهويات والميول والمصالح. بيد أن «الشعب» خذل روكز وانقاد إلى مؤامرات حراس الهيكل وصرّافيه الجدد من «طبقة سياسية» يقف روكز والتيار الوطني برمته خارجها وضدها. تخلى الشعب عن منقذه وسيدفع ثمن تخليه هذا مثلما دفع اليهود ثمن إنكارهم المسيح وصلبه خراب الهيكل الثاني على أيدي الرومان، وعلى غرار ثورة التوابين في العراق بعد مصرع الحسين في كربلاء، وابتلاء البوليفيين بالديكتاتورية العسكرية بسبب رفضهم مساندة غيفارا في جبالهم (مع الانتباه مرة ثانية إلى الفوارق بين الشخصيات الدينية والسياسية). وما تخبُّط اللبنانيين في أزمات عضال، من تفكك دولتهم وتدهور اقتصادهم وغرقهم بالنفايات وانقطاع الكهرباء الذي لا أمل في الأفق بانتهائه، غير عقاب مباشر لهم لارتمائهم في أحضان «الطبقة» الفاسدة – في زعم «التياريين» – وتجاهلهم طريق الإنقاذ الذي رسمه لهم التيار وزعيمه ميشال عون ورئيسه الجديد جبران باسيل وبطله شامل روكز. تفاصيل الطريق هذا وخريطته ليست من الأمور التي يُسأل عنها قادة يستلهمون الغيب ويعرفون الدرب المضيء الذي لا يراه العامة من الناس. يكفي هؤلاء أن يستجيبوا لدعوات المخلّص من دون إكثار من الأسئلة، وأن ينعموا بالمكرمات التي ينزلها عليها أنصاف آلهة، يشعرون بالإهانة إذا تفقد أحد ما ماضيهم أو مصادر ثرواتهم وهم الآتي أكثرهم من بيئات متواضعة، أو تعرجات لا تحصى في سلوكهم وتحالفاتهم وعداواتهم. بل إن السؤال في حالة روكز يصل إلى ما يميز ضابطاً في الجيش أدى مهماته وفق ما يفرضها عليه القانون، لا أكثر ولا أقل. لكنّ المنقذين والمُخلّصين يتعالون في العادة عن هذه الصغائر مدركين أنهم فوق البشر، فهم كما خاطب شاعر لبناني الديكتاتور السوري قبل أعوام «الناس من تَحتك عدد». وعلى عادة القادة الملهمين، يتوجه هؤلاء بكلامهم إلى التاريخ مستعيدين قيم الحضارة (قد يدعو إلى التساؤل ما يقصده السياسيون اللبنانيون بلجوئهم الدائم إلى كلمة «حضارة») لأنهم يعرفون ان التاريخ سينصفهم، على ما قال فيديل كاسترو في مرافعته أثناء محاكمته قبل الثورة الكوبية. فوق أنصاف التاريخ، سيُكافأ القادة بعودة الخراف الضالة إلى الراعي الصالح. وستنتصر الكنيسة على روما، وسيقيم الولي الفقيه حكمه، وسيثأر الرئيس البوليفي ايفو موراليس، ممثل فقراء بوليفيا، لمقتل غيفارا، ولا ريب أن شامل روكز سيعود رئيساً للجمهورية أو وزيراً للدفاع على أقل تقدير. والحال أن هذه المنطقة التي أنجبت من القادة والزعماء والمنقذين أكثر مما يجب – بدليل عمق النكبات التي تتردى فيها – لا تنتظر مُخلصاً جديداً، وأن قسماً مهماً من المسيحيين اللبنانيين يبدو سعيداً بالمنزلة التي أنزل ميشال عون وصهريه فيها بين «شعبه»، سيبقى على إيمانه بمخلص يخترعه من وهمٍ ومن حاجته إلى الخروج من متاهات لا تني تتعقد وتتعمق.

 

صورة الرئيس المنتهكة في موسكو وفي حلب

حازم الامين/الحياة/25 تشرين الول/15

صورتا هذا الأسبوع كانتا: الأولى تلك التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس ما تبقى من النظام السوري بشار الأسد، والثانية صورة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بين مقاتلين إيرانيين ولبنانيين في مدينة حلب السورية. في الأولى بدا الأسد وحيداً ومُستدعًى، وهي وُزِّعت بعد أن عاد إلى دمشق واطمأن الروس إلى عودته سالماً آمناً من رحلته التي هي الأولى له إلى خارج سورية منذ 2011، وفي الثانية أراد قاسم سليماني أن يعلن عبرها وجوده في سورية في لحظة يبدو أن باب المساومات قد فتح هناك. بعد واقعتي موسكو وحلب، هل صحيح أن أحداً ما زال معتقداً أن لبشار الأسد مستقبلاً في سورية؟ فالرئيس المُستَدعى إلى موسكو تتولى الأخيرة تأمين غطاء جوي لحربه على السوريين، فيما يتولى بطل الصورة الثانية، الجنرال سليماني، تأمين المهمة البرية. وهنا يبدو أن المؤمن (واقعياً وليس أخلاقياً) بمستقبل لبشار، لا يختلف عن المؤمن بمستقبل لأبو بكر البغدادي في دولته الواقعية والافتراضية. إلا إذا انطوى هذان الإيمانان على اعتقاد بأن الحرب هي المستقبل. صورة «الرئيس» بين يدي سيد الكرملين بدت كاشفة لمستوى الوهن الذي بلغه، كما أنها قرينة تمكن الاستعانة بها في مجال البحوث النفسية حول شخصية المستبد وما تنطوي عليه من ميول امتثالية ومن فقدان للثقة بالنفس، يُفَسرُ العنف في ضوئهما بصفته نزوعاً تكوينياً مهمته تعويض مشاعر الامتثال واهتزاز الثقة بالنفس.أما صورة سليماني في حلب فتطرح تساؤلاً آخر، ذاك أنها ليست مجرد صورة التقطت مصادفة. ثمة من قرر أن يلتقط صورة لنفسه وبين مقاتليه في مدينة حلب. لهذه الصورة وظيفة من دون شك. فلماذا قرر سليماني أن يلتقطها وأن يُوزعها؟ وماذا أراد أن يقول؟ ومع من يتكلم؟ الصورة مسيئة من دون شك لحليفه الضعيف بشار الأسد، ذاك أنها تكشف أن المساهمة الإيرانية في الدفاع عن النظام في سورية لا تقتصر على المقاتلين والخبراء، إنما تتولى طهران بنفسها قيادة المعارك.

وصورة سليماني رسالة في أكثر من اتجاه، ففيما تصدرت موسكو مشهد المواجهات السورية وشرعت بعمليات مساومة ومفاوضة موحية بأنها انتزعت المبادرة من يد طهران، التقط سليماني الصورة لنفسه في حلب. والصورة، إذ لم تكترث لما تخلفه من انطباع بأن من يقاتل في سورية لم يعد الأسد ولا قواته، جاءت أيضاً رداً على انتهاك آخر لصورة «السيد الرئيس»، تلك التي ظهر فيها وحيداً ومن دون فريقه في حضرة قادة الكرملين. القول أن انسجاماً روسياً إيرانياً قائم في الحرب السورية، لا تثبته صورتا الأسد في موسكو وسليماني في حلب. ثمة تنافس لا يقيم وزناً لصورة «الرئيس»، وثمة سباق على الاستثمار في وهنه. والرغبتان في الإبقاء عليه رئيساً ضعيفاً تلتقيان عند حدود ضعفه لكنهما تفترقان في الكثير من المواضع الأخرى، ولا دليل على ذلك أوضح من التسابق على توزيع الصورتين. في هذا السياق، يبدو القتال المركّب في سورية أغرب تجربة حرب شهدها التاريخ الحديث، ذاك أننا أمام قوة برية خارجية (إيران وجماعاتها) وقوة جوية غريبة (روسيا)، والقوتان لا تمتان لبعضهما بعضاً بعلاقات ومصالح صلبة، والأرجح أن مهمة النظام السوري وما تبقى لديه من وحدات عسكرية في هذه الحرب هي التنسيق بين القوتين. يحتاج المؤمنون بأن للأسد موقعاً في مستقبل سورية إلى الكثير من انعدام الإدراك حتى يستمروا في قناعتهم هذه. فالمشهد من حول «الرئيس» شديد الوضوح، وقد يفهم المرء تمسك البعض بصورة الرئيس بانتظار تسويات تمليها متغيرات ميدانية، ولكن أن يكون هناك من لا يزال مؤمناً أو مصدقاً أو مستثمراً في إمكان تسوية تبقي عليه، فهو يُغامر بمستقبله على مذبح هذا الخطأ. والحال أن صورتي سورية المشار إليهما مثلتا مرحلة مختلفة في علاقة الرئيس بـ «حلفائه». ذاك أنهما كشفتا عن مرحلة لم يعد معها الحلفاء حريصين على صورة رئيسهم في سورية. فأن ترسل موسكو طائرة عسكرية لتصطحب الرئيس بمفرده إلى الكرملين من دون أن يعلن عن الزيارة إلا بعد انتهائها، فهذا إعلان بأنه لم يعد للرئيس من يحميه ومن يصطحبه. وأن تُكمل طهران المهمة بأن تبُث صورة لسليماني يقود المعارك في حلب، فهذا إعلان أيضاً عن «أننا نحن من يقوم بالمهمة». والحال أن لعبة الصورة كان سليماني قد افتتحها في العراق بعد سنوات من العمل في الظل هناك، وهي جاءت جزءاً من قرار إيراني بمنافسة الأميركيين في حربهم الجوية على «داعش» في مدن غرب العراق ووسطه وشماله. أراد سليماني في صوره العراقية أن ينتزع من الأميركيين ما تبقى لهم من دور في العراق، فأطلق لكاميرته العنان وراح يجوب فيها الجبهات هناك. لكن نجاح مهمته العراقية، المتمثلة في تصدر النفوذ في بغداد، ترافق مع رغبة أميركية بالانكفاء، وبعدم مقاومة واشنطن للتوسع الإيراني. أما في سورية فمنافسة الروس عبر الصور وعبر تعمد تصديع صورة الرئيس، تأتي مع اندفاعة روسية معززة بضمانات لإسرائيل وبميل ما تبقى من نظام بالاقتراب من المهمة الروسية أكثر من الانخراط في المهمة الإيرانية. الأسد الضعيف والواهن بين حلفائه، قوي فقط بين خصومه، ذاك أن الفشل الذي لازم أي مشروع سياسي لقوى المعارضة جعل مقولة غياب البديل حقيقة لا يمـكـن تـــجاوزها. فحــتــى بالنـــســبة إلــــى موسكــو وطهران فإن احتمال المقـــــايــضــة على مستقبله سيصطدم بواقع انعدام البديل. وهذه الحقيقة تفتح على حقيقة أخرى هي أنه، في المدى المنظور، يبدو أن الحرب أفق وحيد. والمأساة تكمن في أن الحرب هنا لا وظيفة لها سوى تأمين استمرارها.

 

ثمن خروج بشار

الياس حرفوش/الحياة/25 تشرين الأول15

شئنا أم أبينا، نجح فلاديمير بوتين في فرض روسيا لاعباً أساسياً في حل الأزمة السورية. خرج الحل بالكامل من يد القوى الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، التي لم تستطع على مدى السنوات الأربع الماضية أن تفرض شروطها لإخراج بشار الأسد من الحكم، لا عن طريق الديبلوماسية، التي عطلتها موسكو في مجلس الأمن، ولا عن طريق المواجهة المسلحة من خلال دعم المعارضة، وهو دعم بقي هزيلاً على كل حال، ورد عليه نظام الأسد بالإمعان بمزيد من التدمير والقتل. الحوار الدولي الجاري الآن في شأن مصير سورية ومستقبل بشار الأسد يمر بالضرورة عبر موسكو. عبء اللاجئين القادمين بمعظمهم من سورية كما من دول أخرى، أصبح عبئاً كبيراً على القارة الاوروبية، التي اكتشفت فجأة أن سورية تقيم قريباً من حدودها. ومثله توسع نشاط التنظيمات الإرهابية في سورية الذي أصبح هو أيضاً مصدر قلق للأمن الاوروبي. وجد بوتين أن القلق الدولي من تفاقم الأزمة السورية يفتح له باباً يدخل منه ليفرض الشراكة الروسية في البحث عن حل. هذه هي الرسالة التي أراد أن يبعثها من خلال صورة الزيارة الليلية لبشار الأسد إلى موسكو: مصير الأسد في يدي. وإذا أردتم التفاوض على هذا المصير أو البحث عن مخارج، فالعنوان معروف، وهو الكرملين في موسكو. طبعاً يمكن أن يقال الكثير عن المشهد المحزن للرئيس السوري في غرفة الاستجواب تلك في الكرملين، وحيداً بين كبار المسؤولين الروس الذين أصبحوا يملكون قرار إبقائه في الحكم. كما يمكن أن يقال الكثير أيضاً عن لقاء فيينا بين وزراء الخارجية الاميركي والروسي والسعودي والتركي، الذي عقد خصيصاً للبحث في مصير الأسد، فيما هو أبرز الغائبين عن الطاولة. غير أن ما يثير الشفقة أكثر من هذا كله، أن الأسد لا يزال يجد عبارات: سيادة سورية ووحدة أراضيها، وضرورة أن يقرر الشعب السوري بنفسه مصير قيادته، صالحة للاستخدام، فيما العالم كله يبحث مستقبل سورية ومصير قيادتها وطبيعة الحكم فيها، في غياب الشعب السوري والمسؤولين المفترضين عنه. بوتين شريك أساسي في الحل السوري. صحيح. لكنّ المتفاوضين مع موسكو حول هذا الحل، من عرب وغربيين، يدركون أيضاً أن هناك «ثمناً» لهذه الشراكة لا بد من دفعه، وخصوصاً إذا كانت للروس اليد الكبرى في تقرير مصير الأسد، الذي أصبح إبعاده مخرجاً لا بد منه للتوصل إلى حل. ولا بد أن السؤال الذي يتداوله المسؤولون والمعنيون بالتفاوض مع موسكو يتعلق بالوسيلة التي يمكن بها إقناع القيادة الروسية بالتفاهم على صيغة تنهي الأزمة السورية وتحفظ مصالح الجميع، بمن فيهم موسكو، من دون أن تؤدي إلى تقسيم فعلي لسورية أو سيطرة كاملة للتنظيمات الإرهابية. وما توحي به التصريحات الغامضة التي خرجت حتى الآن، سواء عن اجتماع فيينا، أو عن الاستجواب الليلي لبشار في الكرملين، أن هناك تقدماً على هذا الطريق، أوضح مساره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحديثه عن استعداد موسكو لدعم المعارضة المعتدلة، وهو ما يختلف عن مواقف سابقة تعتبر كل معارضي الأسد «إرهابيين»، والموافقة على إجراء انتخابات نيابية ورئاسية جديدة في سورية، ما يعني أن موسكو لا تتبنى نظرية «شرعية الأسد» بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أجراها العام الماضي، ويفترض أن تبقيه في الحكم لسبع سنوات. أما من الجانب الاميركي، فقد كان مثيراً للانتباه وصف الوزير جون كيري اجتماع فيينا بـ «البناء والمثمر الذي نجح في الخروج ببعض الأفكار التي لن أكشف عنها»، واستعداده للموافقة على مشاركة ايران في المفاوضات المنتظرة الأسبوع المقبل، وهو ما رفضته واشنطن سابقاً تجاوباً مع رغبة حلفائها العرب، ويمكن أن يعتبر التراجع عن هذا الرفض اليوم إرضاء أيضاً لموسكو، التي تعتبر طهران طرفاً ضرورياً للحل. ربما كان من التسرع الحديث عن ايجابيات على طريق التسوية في سورية بعد المساعي الكثيرة الفاشلة والخيبات المتكررة، غير أن الأكيد أن لا تسرع في القول أن بشار الأسد صار خارج صورة المستقبل السوري، سواء كان ذلك غداً أو بعد غد.

 

المآل الطائفي للبعث السوري ونهاية الأسد

 خالد الدخيل/الحياة/25 تشرين الول/15

من يتأمل في رحلة «الرئيس السوري» بشار الأسد إلى موسكو الأسبوع الماضي سيلمح فيها مؤشراً آخر على أن السؤال لم يعد هل انتهى حكم عائلة الأسد، وإنما كيف ومتى ستكون هذه النهاية. أول ما يلفت النظر في هذه الرحلة أنها أولاً كانت على درجة عالية من السرية. قد يقال إن السبب هو الخوف من استهداف طائرة «الرئيس» من مقاتلي المعارضة. وهذا قول واهٍ ولا أساس له، لأن أبرز ما تعاني منه هذه المعارضة أنها محرومة من أي سلاح مضاد للطائرات، ولو كان لديها شيء من ذلك لاستخدمته لحماية نفسها ومن يقطن في مناطقها من براميل الأسد، ومن طائرات بوتين لاحقاً. لماذا السرية إذاً؟ خوفاً على الأسد من داخل النظام، وليس من خارجه. وهذا ليس بالضرورة لأن الرجل لم يعد مقبولاً داخل الحلقة الضيقة، وإنما لأن الجميع، داخل سورية وخارجها وداخل دهاليز النظام نفسه، بات يدرك بأن كلفة بقاء الأسد تتضاعف يوماً بعد آخر، وأنها تطاول الجميع. وبالتالي قد يخطر ببال أحد بأن إزاحة «الرئيس» أصبح ثمنها أقل كلفة من بقائه. يعزز هذا أن دور الأجهزة الأمنية السورية، وهي كثيرة، بما في ذلك الفرقة الرابعة بقيادة شقيق «الرئيس»، لم تعد كافية لحماية أمن «الرئيس». أصبح لـ «الحرس الثوري» الإيراني والاستخبارات الإيرانية دور مركزي في ضمان أمن «الرئيس». ثانياً أن الأسد ذهب إلى موسكو لوحده. لم يرافقه أحد من كبار المسؤولين. ثالثاً أنه ذهب بدعوة، أو استدعاء من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وإذا كان الأسد، وليس بوتين، هو من في حاجة ماسّة إلى الرحلة وما قد ترمز إليه من فك للعزلة، فلماذا جاءت الدعوة من موسكو ولم تأتِ المبادرة من دمشق؟ رابعاً، هل ذهب الأسد بطائرة سورية أم روسية؟ تشير المعطيات إلى أنه ذهب بطائرة روسية وليست سورية، لضمان حمايته وللتأكيد لكل من يهمه الأمر، داخل سورية تحديداً، أن الأسد تحت المظلة الروسية. خامساً، لم يتم الإعلان عن الرحلة إلا بعد عودة الأسد إلى بلاده بأمان. لم يعرف السوريون أن «رئيسهم» قام أخيراً، وبعد حوالى خمس سنوات من العزلة، برحلة إلى الخارج إلا بعد انتهائها. هل فوجئ بعض كبار المسؤولين، سياسيين وأمنيين، بالزيارة أيضاً؟ لا يمكن استبعاد ذلك، لأن المعطيات المحيطة بالرحلة لا تعطي تأكيداً حتى الآن إلا لشيء واحد، وهو أن «الرئيس» زار موسكو واجتمع وحده مع بوتين، ثم عاد. الشعب السوري الذي يقول الأسد إنه يعتمد عليه وإنه يجب أن يشارك في تقرير مستقبل سورية، لا يعرف شيئاً عن رحلته التي قد تكون أهم وأخطر رحلة في حياته، وحياة سورية.

وأكثر ما يلفت النظر في زيارة موسكو، أن الأسد ذهب وحده، وهو أمر بحد ذاته يجعل منها زيارة فريدة من نوعها. حتى وإن كان قرار ذهابه على هذا النحو قد تم التوافق عليه مع كبار المسؤولين السوريين، وهذا ليس بالضرورة ما حصل، نظراً لطبيعة النظام السياسي وطبيعة الأزمة المحيطة به، إلا أنه لا يغير من دلالة الخطوة قيد أنملة، فذهاب الأسد إلى موسكو، أو دعوته، أو استدعاؤه إلى هناك، لا يعني إلا شيئاً واحداً، وهو أن الأمر يتعلق به هو شخصياً، وليس النظام السوري. لأنه بالتوازي مع ذلك هناك ما يشبه الإجماع السوري والإقليمي والدولي على ضرورة بقاء هيكل النظام السوري تفادياً لتكرار ما حصل للعراق في أعقاب الغزو الأميركي. ما عدا ذلك، يتمحور الخلاف الكبير حول مستقبل «الرئيس» نفسه في هذا النظام. مرة أخرى، لا ترى الغالبية السورية والإقليمية والدولية مستقبلاً للأسد بعد كل ما حصل من دمار وما سال من دماء، غطت الخريطة السورية بشكل غير مسبوق في تاريخ هذا البلد، بما في ذلك حكم البعث الذي تحت غطائه تم توريث بشار. حتى موسكو تعرف أنه لم يعد للأسد مستقبل في سورية. وقد صرح بذلك إما مباشرة أو مداورة مسؤولون روس كثر. وفي نهاية المطاف، هذا أمر لا يعني موسكو كثيراً. ما يعنيها الآن هو المرحلة الانتقالية، وكيفية تأمين الدور الروسي وموقعه في تقرير مستقبل سورية. تمسك الرئيس بوتين بمقولة أن الشعب السوري هو من يجب أن يقرر مستقبل «الرئيس السوري» في هذه المرحلة، يصب في هذا الاتجاه. وهو تمسك بات جلياً في الاجتماع الرباعي في فيينا الجمعة الماضي الذي ضم وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا.

هل يتمسك بوتين بهذا الموقف ويصر عليه؟ هو يدرك الكلفة العالية لذلك. سيطيل أمد الصراع بأكثر مما ينبغي، وسيضع موسكو أمام أغلبية سورية وعربية ودولية، وسيزيد بالتالي من عزلتها بدلاً من تخفيفها كهدف للتدخل العسكري في سورية أصلاً. سيكون على موسكو وحدها في هذه الحال تحمل كلفة إطالة أمد الصراع عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً، ومن دون مردود يبرر ذلك. يعرف بوتين أيضاً أن إيران وحدها هي من يتمسك بالأسد لأسباب طائفية لا علاقة لها بمقولته بأن «الشعب السوري هو من يجب أن يقرر مستقبل الأسد». كما يعرف كيف تم توريث بشار في ظل هذا الشعار، وتحت قبة «مجلس الشعب». ومن ثم، فإن إصراره على بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية سيجعل من استراتيجيته رهينة حسابات طائفية تخص الأسد وأعوانه المقربين، وتخص إيران وليس موسكو، ولا قبل ذلك وبعده الشعب السوري.

الحقيقة أن الطائفية هي الكلمة المفتاح للتاريخ السياسي القصير لبشار الأسد. ورث الحكم عن أبيه لأسباب عائلية وطائفية، وأطلق حملته الأمنية الشرسة منذ اليوم الأول للثورة خوفاً من عودة الغالبية السنية السورية إلى الحكم. عمّق التحالف السياسي والعسكري مع إيران لأنه يعرف أنها الأكثر حرصاً منه على إبعاد وإخضاع هذه الغالبية لأسباب طائفية. قبِل الأسد، في هذا السياق، أن تأتي الميليشيات الشيعية من كل حدب وصوب، بتمويل وتسليح إيراني، لحمايته. ربما هو لم يتمنَّ أن تنكشف الأمور وتنتهي إلى ما انتهت إليه. كان يأمل في وأد الثورة في درعا كما فعل والده في حماة عام 1982. لكن الوضع خرج عن السيطرة، وانتهى الأمر به أن أصبح تحت حماية إيران وميليشياتها بغطاء طائفي معلن. الأنكى أن هذه الحماية لم تكن مكلفة وحسب. تبين أنها موقتة، ولا تستطيع تأمين بقائه. والسؤال هنا لا يتعلق فقط بأن الأسد بحث عن منقذ لدى روسيا، وإنما أيضاً بحقيقة أن المسار السياسي للوريث وما انتهى إليه انعكاس للمسار التاريخي لحزب البعث السوري نفسه، الذي تم تهميشه هو أخيراً وأخرج من اللعبة السياسية تماماً. بدأ هذا الحزب كتنظيم قومي عربي، مناهض لكل ما يتعارض مع هذا التوجه. كان هدفه إيجاد إطار وطني ثم قومي تتلاشى فيه الحدود الدينية والمذهبية والعرقية بين الغالبية والأقليات. تبنى الحزب شعاراً باذخاً «أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة». لكن المسار السياسي لهذا الحزب كان يأخذ بشكل متدرج وتصاعدي وجهة تتناقض مع كل ذلك. بدأت تسيطر عليه في البداية قيادات تنتمي للأقليات وللمؤسسة العسكرية. ظهر ذلك جلياً في ما عرف لاحقاً باللجنة العسكرية التي ستخطط للانقلاب بعد الانفصال عن الوحدة مع مصر. وعندما حصل ذلك، كانت السيطرة للضباط العلويين. ظهر ذلك جلياً أثناء حكم صلاح جديد بغطاء سني. بعد انقلاب عام 1970 أصبح حافظ الأسد أول علوي يترأس الدولة السورية. لم يرَ السوريون غضاضة في ذلك. وبالتالي كان يمكن أن يكون هذا التطور استئنافاً وترسيخاً للحمة الوطنية التي عرف بها الشعب السوري. لكن حكم الأسد كان في العمق استمراراً لمسيرة الحزب. ثم جاء التوريث لابنه كذروة أخرى في هذه المسيرة. وأخيراً جاءت الثورة وكشفت الغطاء عن حقيقة هذا الحكم، وحقيقة تحالفه مع إيران، ثم ارتهانه أخيراً لحماية الميليشيات على حساب الدولة ذاتها. مسيرة حزب البعث، وما انتهى إليه، والحكم الذي دشنه في سورية تكشف من ناحية وطأة البنية الاجتماعية، وضعف الفكر السياسي وتطلعاته أمام هذه البنية. وتكشف من ناحية أخرى عن مأزق الحكم في الثقافة العربية، وأن هذا المأزق هو ما يسمح لمثل هذه الانحرافات المدمرة بأن تكون هي النمط أحياناً وليس الاستثناء الذي يمكن تهميشه بسهولة. لم يدرك الأسد الابن بأن إطلاقه الحل الأمني أمام الثورة في محاولة لحماية نفسه وحكمه، إنما دفع بتفسخ البنية الاجتماعية إلى ذروتها، ومعه جرف إمكان بقائه أو بقاء حكمه. كلفة هذه النهاية باهظة جداً على الشعب السوري، وهي كلفة لم تصل إلى خواتيمها بعد. لكن لم يعد من الممكن وقف هذا المسار. هو مسار انطلق وسيصل إلى نهايته. وفي ذلك درس ليس فقط للسوريين،

 

إذا المعارضة هلامية فالجيش خرافة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/15

نبش «الجيش العربي السوري» من قبره، وعادت البيانات الروسية والسورية تتحدث عن هذا الجيش يزحف ويقاتل ضد المعارضة في سوريا. في الواقع على الأرض، المقصود بالجيش السوري هنا، كوكتيل من القوى الأجنبية التي تقوم بمعظم القتال نيابة عن النظام. وهي، في أكثرها، من مقاتلي حزب الله اللبناني، و«عصائب الحق» العراقية، و«فيلق القدس» الإيراني، وميليشيات «الفاطميّون» الشيعية الأفغانية، وغيرهم ممن تم تجنيدهم وتدريبهم لخدمة مشاريع نظام طهران العسكرية، للقتال في سوريا، وبؤر التوتر الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.

هذا هو ما يسمى اليوم الجيش العربي السوري النظامي، الذي يرد اسمه حديثا في البيانات الرسمية السورية، ويورده الروس في إعلانهم بأنهم يشنون حربهم الجوية والصاروخية لمساندة الجيش السوري المزعوم. وعندما تهكم ذات مرة وزير الخارجية الروسي قائلاً، أعطونا عنوان الجيش الحر حتى نراسله، وذلك من قبيل التشكيك في وجوده، وأن كل من يحارب الأسد إرهابيون، وأن كل المعارضة السورية «داعش» «وقاعدة»، وقبل يومين قال سفيرهم في الرياض إن المعارضة السورية هلامية. ونحن - وبثقة - نسألهم أن يدلونا على هذا الجيش العربي السوري النظامي الذي يساندونه على الأرض. فمنذ أكثر من عام ونصف العام، والخبراء العسكريون يؤكدون على أنه لم يبق منه أثر، أولا بسبب عمليات الانشقاق الكبيرة في صفوفه منذ بداية الانتفاضة، وقتل عدد كبير منهم في الحرب، ومعظم من تبقى منهم في سلك العسكرية فقد تم تهميشه، لأن غالبية الجنود فيه من الطائفة السنية، حيث يشك في ولائهم للنظام، ولا يمنحون إلا كميات قليلة من الوقود والذخيرة خشية الهرب بها إلى المعسكر الآخر. وقد اضطر النظام السوري لسد الفراغ باستحداث قوات الدفاع الشعبي، على الطريقة العراقية، ولم ينجح، لأن أكثريتهم غير مدربين، وهم من أبناء الأقليات من صغار الشباب، بمن فيهم العلويون، أي طائفة الرئيس. وحتى فضل أكثرهم التهرب من العسكرية، وسجلت أرقام كبيرة منهم انضمت إلى قوافل اللاجئين إلى الخارج. الجيش العربي السوري، أو جيش الأسد، في معظمه اليوم قوات قام بتجميعها وإدارتها قاسم سليماني، القائد الإيراني، الذي تحدث عن وجود مائة ألف مقاتل جلبوا إلى سوريا للدفاع عن نظام الأسد.

أما الجيش السوري الحر المعارض، فصحيح أنه اسم واسع، يضم تحته فرقا وفصائل مختلفة، معظمها معتدلة ووطنية، وبعضها ديني متطرف بالفعل، لكن ليس بينه مقاتلون أجانب مثل «داعش» و«جبهة النصرة». وهو في الأصل ولد ضمن مشروع المعارضة السورية، الذي مظلته مجلس الائتلاف السياسي، ويضم مكونات سوريا كلها دينيا وعرقيا، وتولى رئاسته الدورية وبالانتخاب، سنة وأكراد ومسيحيون، وبين قياداته علويون ودروز وتركمان، وغيرهم. أما الأسد، الذي يدافع عنه الروس والإيرانيون، فلم يعد يمثل حتى طائفته العلوية الصغيرة، التي تسبب في أكبر مذبحة لأبنائها، عندما أجبرها على خوض معارك خلال حرب السنوات الأربع المروعة، الحالية. في دمشق توجد شرطة سير سورية، لكن لم يعد في البلاد شيء حقيقي اسمه «جيش سوري» نظامي كما يردد الروس. حتى حلفاؤهم الإيرانيون يتحاشون ذكر اسم الجيش السوري، لأنهم يعتبرون أنفسهم القوات المسلحة لسوريا. وعلينا أن نفهم ماذا يعني المتصارعون في سوريا من الحكومات المختلفة، الخليجية والتركية والروسية والأميركية والأوروبية، عندما يتحدثون عن دور مستقبلي للجيش والأمن، يقصدون به مفاهيم رمزية للمؤسسات الرسمية للدولة. إنما الجيش، الذي كان نحو ربع مليون جندي، ففي الواقع لم يبقَ منه سوى بضعة آلاف من الجنود، ومئات من كبار الضباط والجنرالات. وليس الجيش وحده من تبخر. أيضا خلال حرب الأربع سنوات، دمرت بنية القوى الأمنية ومعظم أجهزة المخابرات المتعددة، التي كانت توصف بأنها من الأقوى والأشرس في العالم. وبالتالي على الروس والإيرانيين ألا يحاولوا رسم صورة وهمية حول ما يحدث في سوريا، حيث لم تعد سوريا سرا مغلقا، وذلك نتيجة تعدد القوى المقاتلة. في سوريا اليوم، لا توجد دولة، ولا نظام، ولا رئيس شرعي، ولا جيش أو أجهزة أمنية. وفوق هذا، ندرك أن الإيرانيين، وليس الروس، هم الكاسب الأكبر من دخول الروس الذين توجه قواتهم معظم رصاصها ضد المعارضة السورية، وليس ضد الإرهابيين مثل «داعش». الروس بذلك يحاولون خلق توازن بالقضاء على المعارضة الوطنية السورية المسلحة، فيضطر العالم، بما في ذلك الأتراك والخليجيون، لدعم ما يسمى النظام في دمشق لمحاربة المقاتلين الأجانب في «داعش» وشقيقاتها الإرهابية. هذه النتيجة ستخدم إيران أخيرا، التي ستكون قد استولت على العراق وسوريا ولبنان، وستتمتع بنفوذ خطير على منطقة الخليج.

 

اجتماع فيينا ومستقبل سوريا

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/15

التقى في فيينا يوم الجمعة الماضي وزراء خارجية أربع دولٍ، لبحث الأزمة السورية ومستقبل سوريا وفق التطورات الجديدة والتغييرات في مراكز القوى، وهذه الدول هي الولايات المتحدة، وروسيا الاتحادية، والسعودية، وتركيا. وقد صرّح وزير الخارجية السعودي بعد الاجتماع بأن الخلافات لا تزال قائمةً حول موعد رحيل الأسد. وأضاف موضحًا سياسة السعودية: «السعودية تتمسك ببيان جنيف رقم واحد، كما أن السعودية تتمسك بوحدة سوريا، ودخول البلاد إلى مرحلة انتقالية، ووضع دستور جديد، وتنظيم انتخابات». وظلّ وزير الخارجية الأميركي متفائلاً كعادته على الرغم من أن تردد رئيسه كان أحد أهم الأسباب في تفاقم الأزمة السورية. التدخل الروسي في سوريا له أبعادٌ دوليةٌ تتعلق بالنفوذ الدولي في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدًا، ولئن بدا الروس مساندين بشكلٍ كبيرٍ للمحور الإيراني في المنطقة وسوريا، فإن هذا لا يمنع التواصل معهم لخلق حلٍ عملي للأزمة السورية، حلٍ يضمن رحيل الأسد وإن بعد مرحلةٍ انتقاليةٍ يتم التفاهم على طولها مع خروج الجماعات الإرهابية السنية والشيعية تزامنًا مع خلق سلطةٍ جديدةٍ قادرةٍ على تحقيق طموحات الشعب السوري في دولةٍ موحدةٍ ومستقرةٍ تستوعب كل أطياف الشعب السوري. على طول التاريخ وعرض الجغرافيا لم تكن الصراعات تحلّ بمجرد الرؤى العقلانية أو بمنطق الآيديولوجيا فحسب، بل كان ذلك يتم عبر العمل على عدة مساراتٍ تجمع السياسة بالاقتصاد، ومنطق القوة بمنطق التاريخ، وفرض توازنٍ في القوى على الأرض تدفع باتجاه حلٍ عادلٍ على طاولة التفاوض.

من بين ما أوضحته الأزمة السورية والصراع الأكبر مع إيران في المنطقة هو أن الدول العربية، وتحديدًا السعودية ودول الخليج العربي، يجب عليها أن تعيد بناء قوّتها الذاتية لا العسكرية فسحب، بل كل أنواع القوة كيفما تجلّت مع تعزيز تحالفاتها الإقليمية وحول العالم بكل سبيل، للدفاع عن مصالحها ومصالح شعوبها ومصالح الدول العربية، وأن تحضّر نفسها لمستقبل كبير تكون فيه فاعلةً على كل المستويات وتزيد قوتها أضعافًا بحسن الإدارة وجودة الاستثمار وصرامة القرار ووضوح الرؤية والنهج. إن استيعاب الخلافات مع الحلفاء لا يقل أهمية عن الوعي بالتوافقات مع الخصوم، ولكن ذلك كله يوزن بميزان العقل والحكمة والمصلحة وفق ما يمليه الواقع وتحكم به معطياته وتفاصيله وما يمكّن من صناعة مستقبلٍ تكون فيه هذه الدول أقوى مكانةً وأصلب عودًا وأقدر على التأثير وفرض النفوذ. القضية السورية قضية عادلةٌ، ديكتاتورٌ متوحشٌ يقتل شعبه، ويجلب الميليشيات الموالية له لتشارك في القتل، ومثل هذا يجب أن تؤدي أي محادثاتٍ لإبعاده عن السلطة وإخراجه خارج سوريا، ولمواجهة التعقيدات على الأرض، فإن الواجب هو السعي لإعادة إبراز المعارضة السورية المعتدلة ودعم بقايا الجيش السوري الحر والفصائل الوطنية التي لم تتلوث بالإرهاب لتثبيت أقدامها وتوسيع حضورها في مواجهة النظام وميليشياته الشيعية القاتلة من جهةٍ ولمواجهة الجماعات الراديكالية والإرهابية من جهةٍ أخرى.

كتب هنري كيسنجر مقالةً بعنوان «انهيار الإطار الجيوسياسي للشرق الأوسط» نشرها في صحيفة «وول ستريت جورنال»، وترجمتها صحيفة «الوطن» السعودية، وقد لقي المقال تجاوبًا يليق بمكانة كاتبه وتاريخه، ولكن الصحيح أيضًا أن بعض الكتاب السعوديين والعرب كانوا قد سبقوه في التعرض لأكثر الأفكار والرؤى التي طرحها، ومقالاتهم منشورةٌ وأفكارهم موثقة، ولكن «زامر الحي لا يطرب». وفي المنطقة ومع المواجهة العسكرية المظفرة التي تقودها السعودية والإمارات العربية المتحدة ضمن «التحالف العربي» في اليمن والأهمية القصوى للنجاح فيها، فإنه يجب ألا تغفل الملفات الأخرى، ففي العراق على سبيل المثال لا ينبغي التسليم بسيطرة إيران عليه، بل يجب العمل الدؤوب مع كل الجهات الوطنية العراقية لاستعادة الشعب العراقي لدولته وافتكاكها من هيمنة إيران وطغيان الميليشيات التابعة لها.

الملف الكردي كذلك هو ملفٌ مهمٌ فالأكراد يتمتعون بحكمٍ ذاتي في العراق ولهم حضورٌ في سوريا وفي إيران وفي تركيا، واستمالتهم لصف الدول العربية يخدم قضايا العرب في كل تلك البلدان، وتأثيرهم داخل العراق لا يمكن الاستهانة به، ولديهم قضايا عادلةٌ بإمكان إحيائها الضغط على بعض صناع القرار في الدول الغربية ودفعهم لاتخاذ مواقف أكثر دعمًا لمواقف دول الاعتدال العربي. قام وزير الخارجية السعودي بجولةٍ في دول شرق آسيا لتوثيق الصلات وتعزيز العلاقات، وهي خطوةٌ ذكيةٌ، ومن المهم أن تعقبها جولاتٌ في مناطق أخرى في العالم تقف على رأسها منطقة آسيا الوسطى ودولها النفطية وغير النفطية، تلك المتاخمة للصين وروسيا وإيران، فالاستثمار فيها وتعزيز العلاقات معها يمنح نفوذًا في منطقةٍ ذات أهمية استراتيجية عليا لا لمواجهة إيران فحسب، بل لخلق توازنٍ استراتيجي واسعٍ وتوسيع دائرة الحلفاء الذين أصبح بعضهم أقل ثقةً مما كان متوقعًا وأكثر ابتعادًا عن قضايا الدول العربية ضمن رؤى وأوهامٍ متعددةٍ فرضت سيطرتها على بعض قيادات الحلفاء الأقدم. إن الوقت لا يفوت أبدًا لمن يمتلك الرؤية الصائبة والعمل الدؤوب والقرار الشجاع، هناك دائمًا ما يمكن فعله، والسياسي لا يفتر من تصيّد الحلول وخلق النجاحات، وأي تقدمٍ في أي ملفٍ وإن صغر يمثل لبنةً في استراتيجية أوسع يمكن دائمًا توفير الظروف اللازمة لضمان نجاحها ونجاعتها. غير مجدٍ أن يردد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفس كلام الأسد الممل وغير المقنع بأن الذي يقرر رحيل الأسد هو الشعب السوري، فالحقائق تقول إن الشعب السوري تم قتل ربع مليون منه على يد نظام الأسد، وأعداد النازحين واللاجئين منه تقدر بالملايين، إن داخل سوريا، وإن في دول الجوار، وإن في موجة الهجرة الجماعية لأوروبا، والجميع يعلم أن الغالبية الساحقة من الشعب السوري لا تريد الأسد ولا تقبل به بأي حالٍ من الأحوال. أخيرًا، فإنه إذا كانت روسيا جادةً في إيجاد حلٍ للأزمة السورية فليس عليها أن تتجه لإيران وتطالب بحضورها محادثاتٍ تتعلق بدولةٍ عربيةٍ وشعبٍ عربي، بل عليها أن تتجه للدول العربية، وخاصة مع ما أظهرته هذه الدول من برغماتية عاليةٍ تؤكد الحرص الواضح على إيجاد حلٍ حقيقي في سوريا لاستعادة الدولة السورية وبنائها من جديد لتكون ممثلة لكل الشعب السوري بكل تنوعاته.

 

الخطاب المتوتر يُعلن الهزيمة

 الأستاذ علي كحيلع/لبنان الجديد

مما لا شك فيه أن صاحب الحق وخاصة المتّزن يتميّز عن غيره بالهدوء والروية , لأن كبير القوم خادمهم كما يُقال في المقولة الشهيرة المنطقية , والتي تحتوي معنى من معاني التواضع بشكل من الاشكال , وصاحب الباطل سواء كان متّزن أم لم يكن , دأبه الصراخ والكلام المتناقض , وأهم صفة فيه هي أنه لا يرى عيب نفسه الذي عادة يكون نفس عيب الآخر المُنْتَقد , ودائما يرى عيب الآخر الخصم , وهو دائما يقع في نفس هذا العيب . خطاب الأمس العاشورائي للسيد حسن نصرالله , تميّز فقط بالصراخ والاتهام والتحريض , حاولنا أن نستمع لكل الفقرات وكنا ننتظر شيئا من النقد الموضوعي الذي يضع الناس على شيءٍ من الحقيقة التي قد تساعدهم على رؤية الواقع الذي يدور من حولهم , إلا أن سماحة السيد أصر على تضليل الرأي العام الشيعي فقط , لأنه فقد التأثير على كل الساحات غير الشيعية , بل إن الساحة الشيعية بدأت تتململ من خطاب حماسي متوتر  جُلُه الدفاع عن إيران ومصالحها فقط لا غير , وإلى الان لم يُجلب لهم الا العداوة مع الاخرين , ولم يحصد الا خيبات الامل , والضرر على الطائفة الشيعية , ومزيد من الخسائر البشرية والمادية .  التوتر الذي ساد الخطاب بالأمس , وطريقة العصبية التي جعلته غير متّزن , دلّ على أنه يشعر بالخسارة المهينة , على الساحة السورية , وأن ما قدمه حتى الان ذهب هباءً منثورا , وعلى الساحة اللبنانية الداخلية فشلت كل خياراته السياسية و هذا ليس مستغربا , لأن هذه هي نهاية المرتزقة المُستخدمين من إنظمة تبحث عن مصالحها . نعم نحن نسلم بأن بعض الانظمة المحميّة أميركيا هي أنظمة مستبدة وظالمة , ونسلم أيضا أن أميركا تبحث عن مصالحها على حساب شعوب ودول , ونسلّم أيضا أن أميركا بسياستها الخارجية تستعمل سياسة العصى والجزرة , وهي مع مَن يؤمن لها مصالحها ولا تهتم بالشعوب وأكثر من ذلك إن أميركا هي حليفة العدو الصهيوني وتحميه بكل ما عندها من قوة , ولكن المشكلة عندك يا سماحة السيد أنك بارعٌ بخلط الحق بالباطل , فمَنْ هم حلفاؤك , أليس حليفك هو النظام السوري ربيب الاميركي , والظالم المستبد الذي يقتل شعبه بدم بارد وأنت إلى جانبه تساعده على قتل شعبه , وأين مساحة الحرية في النظام السوري , والنظام الايراني ولي أمرك . لا حقوق إنسان في السعودية وسورية , ولا في إيران , ولا ديمقراطية في السعودية وسورية , ولا في إيران , حتى في سياسة حزب الله وثقافته لا حرية ولا ديمقراطية ولا إنتخابات , ومع هذا كله فإن الجمهورية الاسلامية لم تصل الى مستوى خطابك العدائي لبعض الانظمة العربية , وغلى مستوى التحريض الذي تبثه في جمهور لا حول لهم ولا قوة .التوتر هذا , لا يُغير من الواقع شيئا , ولا يُبدّل التحالفات الجديدة التي أخرجت حزب الله من المعادلة الاقليمية ومن حسابات الدول , ووضعته في مكانه الطبيعي وبحجمه الطبيعي , فهوّن من نفسك يا سماحة السيد , وأهدأ قليلا ريثما يتبين لك الخيط الابيض من الخيط الاسود من التحولات الجديدة وعلى رأسها التقارب الايراني الاميركي , الذي أحرجك فأخرجك , وأصعب موقف لك في نهاية مسيرتك كانت وللأسف محرجة جدا , ليس لك فقط بل لكل المحبين لك , وهو وقوفك مرغما مع التحالف الروسي الصهيوني , وهذا يكفي لوحده لأن تكون متوترا الى هذا الحد . فمَن تابع الخطاب بالأمس ودرسه بدقة خلص إلى نتيجة مفادها أن المنطقة قادمة على مرحلة صعبة من التغييرات السياسية وقبلها تغييرات عسكرية , بتحالفات لا يكون لحزب الله فيها أي دور . هنا يكمن سرّ التوتر .

 

الحزن الشيعي ومحطاته

سعود المولى/لبنان الجديد/24 تشرين الأول/15

يرى الشيخ محمد مهدي شمس الدين أن مظاهر الحزن والعزاء الحسيني هي تقليد عربي قديم ما نزال نكرره إلى يومنا هذا في كل مناسبات الوفاة في البلاد العربية. وفي التقليد العربي القديم المستمر إلى يومنا هذا إلقاء الشعراء للشعر في تأبين الميت، والحداء والبكاء، وإقامة مجالس الحزن والعزاء في البوادي والأرياف لمدة 3 أو 7 أيام واستعادة ذكرى الوفاة في يوم الأربعين، وهي تواريخ تشي بالأصول القديمة السابقة على الإسلام. وبحسب شمس الدين فإن كربلاء شهدت أول مأتم عزاء للحسين ورفاقه حيث ابتدأ المأتم بعد ظهر العاشر من محرم واستمر طوال الليل، وحتى ظهيرة اليوم التالي الحادي عشر من محرم حين قام العسكر باقتياد النسوة سبايا إلى دمشق. وقد كان مأتماً فاجعاً مهيباً نظراً للتمثيل بجثث الشهداء وفيهم أطفال، "مأتم ارتفع فيه النواح الراعش لهاتيك النسوة الغريبات مع أطفالهن، وهنَّ جميعاً ظماء جياع مروعات بمشاهد الأزواج والأبناء والآباء والأخوة صرعى" . والمأتم الثاني كان في المدينة حين بلغ بني هاشم خبر المجزرة في كربلاء. واشتد المأتم حين وصل الركب الحزين إلى المدينة قادماً من دمشق. وهذا المأتم استعاد التقاليد العربية في مناسبات كهذه، فكانت المجالس تعقد في البيوت، وكانت مآتم الرجال تشمل عبارات العزاء وتبادل الأحاديث عن الواقعة وبعض الشعر، خصوصاً عند إقامة ذكرى المناسبات السنوية. أما مآتم النساء فكانت أكثر حرارة وتشتمل على بيان الواقعة بعبارة عاطفية وبيان مناقب الشهداء يتخلل ذلك شعر النوح، وربما رافق ذلك لطم على الوجوه ولدم على الصدور على ما جرت العادات القديمة. وكان هناك مآتم عرضية عامة انعقدت في طريق مرور قافلة السبايا من كربلاء إلى الشام وداخل القصر الأموي في دمشق، ثم في طريق العودة إلى المدينة. وفي هذه المآتم كانت خُطب السيدة زينب والسيدة أم كلثوم والسيدة فاطمة الصغرى والطفل علي بن الحسين، تثير بين نساء العرب الحزن والبكاء والنحيب ونشر الشعور ووضع التراب على الرؤوس وخمش الوجوه ولطم الخدود. وهي من المظاهر التي ما زلنا نشهدها في كل العزاءات، إسلامية كانت أم مسيحية، سنية أم شيعية، في طول البلاد العربية وعرضها. ولم يجادل شمس الدين في الأصل البابلي/ الكلداني/ العراقي القديم المنتقل عبر مصدرين هما الكوفة ويهود المدينة.

وبحسب الشيخ شمس الدين فإن المأتم الحسيني حافظ على طابعه العائلي العربي وسماته الأساسية على مر العصور، ولم يدخله تغيير يذكر سوى في لغة شعر النوح وفي قصة الواقعة. ومع الزمن تطور المأتم وعرف عدة أدوار قبل أن يتحول إلى مؤسسة ثقافية - اجتماعية ذات أعراف وتقاليد.

فخلال عهود الأئمة علي زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، كان هناك توجيهات تعطي شكلاً محدداً للمأتم، وهو إحياء ذكرى عاشوراء في موعدها من كل عام (اليوم العاشر من محرم) من خلال واحدة من ممارستين مستحبتين: زيارة الحسين لمن كان منزله قريباً من القبر. والتجمع والبكاء في البيوت لمن كان بعيداً عن كربلاء. وزيارة القبور في عرف الشيعة والمتصوفة وأغلبية أهل السُنة والجماعة (باستثناء الحنابلة والوهابية والسلفية) أمر مشروع لا غضاضة فيه، بل هو من المستحبات. وفي عهد الإمام محمد الباقر كان المأتم الكبير يقام عند قبر الحسين. وشاعت المجالس أكثر في عهد الإمام الصادق الذي حث على إنشاء الشعر في الحسين. وقد تطور الشعر الحسيني في عصر الصادق وغدا له أسلوب خاص به هو النوح فلم يكن تلاوة وإلقاء للشعر فقط، بل دخلت فيه عناصر صوتية تزيد من تأثيره العاطفي والنفسي (قارن بنواحية شعر مظفر النواب). كما تفرغ رجال ونساء لإنشاء الشعر في رثاء الحسين وتخصصوا في النوح بهذا الشعر وتخصص آخرون في ما عرف برواية القَصص، ويبدو أن هؤلاء كانوا أسلاف خطباء المنبر الحسيني المحترفين. وكان القصّاص موجودون منذ عصر عثمان إذ كانوا يجلسون في المساجد بعد الصلاة ويحدثون الناس بقصص حروب الفتح والسيرة النبوية وسير الصحابة والمواعظ... إلخ. وقد كتب الشيخ هبة الدين الشهرستاني في الاتجاه نفسه ، مركزاً على ناحية الشعر والشعراء الذين كانوا أساس المأتم الحسيني في الزمن الأموي. ومع العباسيين ازداد وزن الشيعة داخل السلطة، ما سمح ببعض فترات هدوء ونمو شهدت تطور مجالس البكاء الشعرية .

ويبدو أن جماعة التوابين أدخلوا مظاهر أخرى تتعلق بتوجيه الكره والحقد على من قتلوا الحسين ومن أمروا بذلك أو سكتوا على ذلك ، وأدخلوا معها اللعن والشتم وغير ذلك . كما أنهم أدخلوا مضامين غير رثائية تعبر عن الندم والتوبة لم تكن موجودة أصلاً في مراسم العزاء التي كان يقوم بها أهل البيت في المدينة.

ويرى الشيخ شمس الدين أن قيام السلطات البويهية في بغداد والحمدانية في حلب والفاطمية في مصر قد ساعد على نشر الرقعة الجغرافية للمأتم الحسيني في مناخ من الحرية النسبية وتحت حماية السلطة في معظم الأحيان . غير أن هذا التطور ساهم بإحداث تغيرات كبيرة في نوعية محتوى المأتم، تمثلت في التوسع في تفاصيل الأحداث ومسبباتها منذ حادثة السقيفة وخلافة الرسول وحتى مصرع الحسين. وغدا الشعر الرثائي يحمل نزعة كلامية تاريخية بحسب وصف شمس الدين، "إذ يستخدم وقائع التاريخ بعقلية المتكلمين ليعطي تفسيراً لموضوعه الحسيني" . وتحول المأتم من حوار نثري شعري إلى قصة تروى وقصيدة تنشد، فإلى نص مكتوب (هو المقتل)، ثم انتهى في زمن البويهيين إلى مزيج من النثر والشعر يحكي قصة المأساة بروح تاريخية فضائلية. ومع الوقت كان العديد من الأئمة وعشرات العلويين الثائرين قد قتلوا على يد بني أمية وبني العباس، فكانت الأحزان عليهم تنضاف إلى الحزن الكبير على الحسين، ومعها تنضاف الأحداث والملابسات والمآسي التي حفلت بها حياة هؤلاء الأئمة المتأخرين والعلويين الثائرين. وشهد هذا الدور في نهايته نمو المأتم العلوي بوجه عام، فصار يتلى المقتل في ذكرى قتل الإمام علي (ليلة 19 رمضان)، ودخلت مصائب أهل البيت في مضمون المأتم الحسيني وانتشرت المؤلفات تروي سيرة حياة وموت كل إمام وكل علوي، ومنها كتب مقاتل الطالبيين (أبو الفرج الأصفهاني) والإرشاد للشيخ المفيد. ومنها قصيدة دعبل الخزاعي الشهيرة التي أنشدها للإمام علي الرضا، وذكر فيها علياً ومظلوميته، ثم الحزن على جعفر الطيار وابنه عبدالله وحمزة عم الرسول فالإمام علي والحسين، ففاطمة الزهراء... إلخ . وبحسب شمس الدين فإن البويهيين هم من أدخل اللطم على المأتم الحسيني، ثم تبعهم الصفويون.

الطقوس الفارسية الجديدة

غير أن التجديد الأخطر في عواقبه فهو إدخال البويهيين رسمياً إلى بغداد الاحتفالات الشعبية الكبرى. وبحسب ما يذكر ابن الأثير في تاريخه (ج8- ص181) فقد شهد عام 352هـ/965م احتفالاً جماهيرياً كبيراً يوم العاشر من محرم حيث أمر معز الدولة بإغلاق الحوانيت في بغداد وإقامة مجالس تعزية عامة في سرادق موشحة بقطع قماش ضخمة ونزول النساء إلى الشوارع مشحرات الوجوه نادبات ضاربات للخدود. أدى ذلك إلى استثارة موجة مضادة وعلى مدى سنتين 966 - 967 تمثلت بمظاهرات سُنية كبيرة واشتباكات طائفية متنقلة في بغداد. ثم انقطعت المظاهر بعد سقوط البويهيين ومجيء السلاجقة باستثناء ما شهدته بغداد عام 1009 من مواكب طوافة وقرع طبول يوم عاشوراء. ولم نعد نجد أي ذكر لهذه المظاهر حتى كان زمن الدولة الصفوية في إيران. والمفيد ملاحظته هنا أن البويهيين كانوا من الزيدية حين كانوا حكام طبرستان، ولكن استلامهم للسلطة في بغداد حولهم من الزيدية إلى الاثني عشرية لسبب بسيط وهو أن الإمام عند الزيدية هو من يخرج بالسيف داعياً إلى نفسه أما الاثنا عشرية فليس لها إمام رسمي تدعو إليه. ولعلهم احتاجوا إلى مواكب العزاء المبالغ في مسرحتها لتأكيد انفصالهم عن الزيدية أولاً ولتكوين عصبية عراقية لهم ثانياً، لذلك بالغوا في تلوين التزامهم الجديد باختراع مراسيم لم تخطر في بال الفاطميين، ولا الحمدانيين، ولم يعهدها الزيديون بالطبع، وهو ما قامت بتطويره وتوسيعه الحركة الصفوية التي استلمت الحكم في إيران في مطلع القرن السادس عشر. في حديثه عن التأثير المريع الذي تركته الدولة الصفوية على التشيع بعامة وعلى تراث المأتم الحسيني تحديداً، استخدم الشهيد الدكتور علي شريعتي عبارة ( التشيع الصفوي)، ولم يكن يقصد بها الإيرانيين أو الفرس، بل تأثير الدولة الصفوية (1501 - 1736م) في زمن سطوتها وسلطتها منذ استلام الشاه إسماعيل حيدر الصفوي (1478م - 1524م) الحكم عام 907هـ 1501م، وهو جمع بين السلطتين الدينية والدنيوية، وقام بتحويل إيران إلى دولة شيعية بالقهر والقوة والسلطان، وأحدث نقلة فى التشيع حين حولّه من عقائد وفقه وثقافة إلى فولكلور وتقاليد وأعراف وممارسات وثنية حرفته عن (التشيع العلوي) على حد تعبير علي شريعتي، أي عن مبادئ الإمام علي وحركته الثقافية الفكرية العقائدية الاجتماعية السياسية. ومن الذين شاركوا علي شريعتي نظرته نذكر من إيران الشهيد مرتضى مطهري صاحب كتاب "الملحمة الحسينية"، الذي قتلته فرقة من غلاة الشيعة الثوريين تسمي نفسها الفرقان، ومحمود طالقاني، ومحمد تقي القمي، ومحمد صالح المازندراني، وإبراهيم جناتي. ومن العرب نذكر محسن الأمين العاملي، وجعفر كاشف الغطاء، ومحمد حسين كاشف الغطاء، ومهدي الحيدري، ومحمد باقر الصدر، ومحمد الصدر، ومحمد حسين فضل الله، ومحمد مهدي شمس الدين، ومحمد جواد مغنية، وعلي نقي الحيدري، وهاشم معروف الحسني، وموسى الصدر، ومحمد رضا المظفر، ومحمد سعيد الحبوبي، وباحثون كثر منهم علي الوردي، وإبراهيم الحيدري، وجواد علي. ويذكر شريعتي في كتابه "التشيع العلوي والتشيع الصفوي"" ، كيف قام الصفويون باختراع نسب فارسي شاهنشاهي للأئمة عبر أكذوبة زواج الحسين من ابنة آخر ملوك فارس الساسانيين وولادة الإمام زين العابدين من هذا الزواج. ويدحض شريعتي الأسطورة هذه بالوقائع التاريخية، ويقول إن الحركة الصفوية ورجال الدين المرتبطين بها عملوا كل ما من شأنه التوفيق بين القومية الإيرانية والدين الإسلامي، لتبدو الوطنية والقومية الإيرانية بوشاح ديني أخضر، وفي هذا الصدد أعلنوا بين عشية وضحاها أن الصفويين - أحفاد الشيخ صفيّ الدين- هم (سادةٌ) من حيث النسب، أي أحفاد للنبي محمد! وتحول المذهب الصوفي القزلباشي فجأة إلى مذهب شيعي اثني عشري، وتلبس الصفويون بلباس ولاية علي ونيابة الإمام (هذا ما ادعاه الشاه إسماعيل) والانتقام من أعداء أهل البيت. في ضوء ذلك يفسر شريعتي تركيز أجهزة الدعاية الصفوية على نقاط الإثارة والاختلاف والفصل المذهبي والاجتماعي والثقافي بين السُنة والشيعة. ويقول إن الحركة الصفوية حرصت على تعطيل أو تبديل الكثير من الشعائر والسنن والطقوس الدينية وإهمال العديد من المظاهر الإسلامية المشتركة بين المسلمين. ويضيف بأن مراسيم اللطم والزنجيل والتطبير وحمل الأقفال ليست فقط دخيلة على المذهب ومرفوضة من وجهة نظر إسلامية، بل هي تثير الشكوك حول منشئها ومصدر الترويج لها. ويؤكد شريعتي أن هذه المراسيم تجري بإرادة سياسية لا دينية، وهذا هو السبب في ازدهارها وانتشارها على الرغم من مخالفة العلماء لها، وقد بلغت هذه المراسيم من القوة والرسوخ بحيث إن كثيراً من علماء الحق لا يتجرأون على إعلان رفضهم لها، ويلجأون إلى التقية في هذا المجال!! ويستعرض شريعتي تاريخ نشوء المسرح الكربلائي وتمثيل الواقعة والاستعراضات الفولكلورية المواكبة لها في اليوم العاشر، فيتتبع مصدرها إلى وسط آسيا، وإلى ممارسات القبائل التركمانية ما قبل الإسلام، وإلى بعض التأثيرات المسيحية من القرون الوسطى كما يشير إلى الدور السوسيولوجي الذي مارسته في بناء العصبية الفارسية وشد لحمتها من خلال تحويل التشيع إلى طائفة/ سلطة.

 

موسكو المقرر الأول لأي حل في سوريا

المركز العربي للابحاث | السبت 24/10/2015

أجمع الباحثون والمختصون والخبراء الذين جمعتهم ندوة للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، السبت، على أن التدخل الروسي المباشر في سورية يدخل في سياق إثبات الذات والتقدم خطوة أخرى للعب روسيا دور دولة عظمى عالميا، كما يحمل في طياته أبعاد انتقام روسيا وبوتن خصوصا من ازدراء الغرب وتعامله الفظ في الأزمة الأوكرانية. وشكل تحول روسيا إلى فاعل أول والمقرر في أي مفاوضات دولية تجري بشأن سورية نقطة التقاء أخرى للمشاركين في الندوة التي كانت تحت عنوان " التدخل العسكري الروسي في سورية: الدوافع والأهداف والتداعيات". وسجل الباحثون أن التدخل الروسي يسعى إلى حماية النظام السوري ودعم مواقعه من أجل أن تفرض روسيا منطقها في أي حل ديبلوماسي مستقبلي، وهو ما يشير إلى أن العمليات العسكرية الروسية في سورية ستستمر لفترة أشهر قد تتوسع، لكنه من المستبعد أن تصبح المهمة الروسية في سورية واسعة النطاق بقدر أفغانستان، كما أنها لا يمكن أن تتواصل لفترة طويلة، فهي تمهيد للبدء بالمفاوضات على أساس توازن بين القوى، بما يحافظ على مصالح روسيا والنظام السوري.

بشارة: مصير النظام السوري أصبح بيد روسيا

قدم الدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، المحاضرة الافتتاحية للندوة بعنوان: " التدخل الروسي: الجيو-استراتيجية فوق الأيديولوجية، فوق كل شيء". وأشار إلى أن الوجود العسكري الروسي يعود إلى المنطقة العربية بعد 43 عاما منذ أمر أنور السادات الخبراء السوفييت بالخروج من مصر سنة 1972. ولكن القوات الروسية تعود هذه المرة بتدخل مباشر لا يكتفي بغطاء الخبراء.وفي قراءته الجيوستراتيجية للتدخل الروسي في سورية، أكد الدكتور عزمي بشارة في البداية أن الدول الحليفة للأطراف السورية لا تتمايز في ما بينها بدرجة الأخلاقية. وهي تنحاز لهذا الطرف أو ذاك لأسباب لا علاقة لها بقضية الشعب السوري نفسها. ويبقى عبء عدالة القضية ملقى كله على من يناضل في سورية. وأضاف أن علينا الإقرار بأن روسيا بوتن لا تحاول أن تقدم تدخلاتها العسكرية ضمن خطاب عدالة خلافا لنهج شيوعية الاتحاد السوفياتي في التبرير، وخلافا لنهج أميركا حتى عصرنا هذا. فهي لا تسعَى لنشر الشيوعية ولا الديمقراطية، ولا للتبشير بدين ما، إذ اعتمدت خطاب الأمن القومي على مصالح روسيا الحيويّة. وفي هذا السياق يدخل التدخل الروسي في سورية بسعي بوتن لاستعادة مكانة روسيا المترنحة وبناء دولة عظمى. ويرى الدكتور عزمي أن صعود روسيا ومحاولتها أخذ موقع الدولة العظمى ليس عودة لنظام القطبين العالميين. فلم يقم هذا النظام على دولتين عظميين فحسب، بل أيضا على معسكرين يحملان مشروعين مختلفين للإنسانية جمعاء. وليس لروسيا اليوم مشروع تطرحه للإنسانية كما كان الاتحاد السوفيتي. وبحسب المحاضر يبدو أنّ الرئيس الروسي يمتلك إستراتيجيّة، فبعد أوكرانيا اندفع إلى الأمام، ليصبح التدخل في أوكرانيا وضم القرم حقيقة ناجزة، ويفرض على الغرب الحديث معه على قضية أخرى حارقة، يحاول أن يملك مفتاح حلها. وأوضح بشارة أن الغرب خشي من دعم الثورات العربية بسبب الخوف من التيارات الإسلامية، وهو تخوف يحمله الطرف الروسي أيضا؛ مع الفرق أن الخوف الأحادي في حالة الدول الغربية جعلها تتردد في دعم الثورة في سورية، في حين أن الخوف المزدوج من الغرب والإسلاميين دفع روسيا إلى العمل بقوة مع النظام السوري حليفها. ولذلك، وإذا لم يتم التوصّل إلى حل سياسي مع الروس في سورية، فسوف يضطر أوباما أو الإدارة المقبلة إلى تغيير إستراتيجيتها في سوريّة، وربما في الشرق الأوسط عموماً.

ومن وجهة نظر الدكتور عزمي، فإن هدف السياسة الروسيّة القريب من التدخل المباشر في سورية هو حماية نظام الأسد من الانهيار والسقوط. لكن وبمجرد وجود روسيا عسكريا في سورية، لم يعد النظام سيد مصيره، ولم يعد حتى لاعبا على الساحة الدولية، إذ أصبحت روسيا المقرر في أي مفاوضات دولية تجري بشأن سورية. ويواصل بالقول إن إنقاذ النظام ليس هدفا بحد ذاته، بل هو وسيلة لإثبات الذات والتقدم خطوة أخرى للعب روسيا دور دولة عظمى عالميا، عبر الشرق الأوسط. ولكن روسيا تصر على مشاركة الأسد، وقد تشير إلى مثال تفاوض الغرب مع الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش على الرغم من أعمال القتل المتكرّرة على أيدي القوات الصربية ضدّ مدنيين بوسنيين وألبان في كوسوفو، لكن هذه ديماغوغيا. فلا أحد يرفض التفاوض مع نظام الأسد، بل المرفوض هو مشاركته في مرحلة انتقالية بعد التفاوض. بقاء الرئيس السوري في مرحلة انتقالية يعني إفشالها. فهو ديكتاتور، ولا يمكن للديكتاتور أن يتقاسم السلطة مع أحد.

ولخص الدكتور عزمي أهداف التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية في ثلاث نقاط: جعل النظام يصمد مدّة كافية حتى تحصل موسكو على الاختراق المرغوب به على المسار الدبلوماسي؛ قطع الطريق على أي تدخل عسكري خارجي في سوريّة وهذه رسالة للأتراك والغرب على حد سواء؛ تعزيز وضع روسيا الدبلوماسي ويصبح من الصعب اتخاذ أي قرار في سوريّة من دون مشاركتها الحاسمة.

ولكنه يرى وجود كابحين ذاتيين رئيسين أمام تكثيف التدخل الروسي العسكري في سوريّة، وأولهما أوكرانيا، فلاتزال القوات الروسيّة متمركزة في مناطق الحرب هناك؛ وثانيهما كابح لوجستي، إذ إن نقل دبابات وأسلحة ثقيلة لفيلق واحد فقط مهمّة صعبة جداً للقوات الروسيّة المجهدة أصلاً.

ويخلص الدكتور عزمي إلى أنه من الصعب أن تصبح المهمة الروسية في سورية واسعة النطاق بقدر أفغانستان، كما أنها لا يمكن أن تتواصل لفترة طويلة، إنها تمهيد للبدء بالمفاوضات على أساس توازن بين القوى، بما يحافظ على مصالح روسيا والنظام السوري. وهو ما يرى فيه الدكتور عزمي مجالاً واسعاً للعمل والتأثير ضد التدخل الروسي إذا توفرت الإرادة عند القوى المؤيدة للشعب السوري. واختتم الدكتور عزمي بشارة حديثه بالقول: "مع تحول الحرب في سورية إلى حرب بين قوى تتصارع جيوستراتيجيا وليس أخلاقيا أو قيميا، يصبح الفرق بين المعارضة والنظام ملقى على عاتق المعارضة. فهي إذا طرحت بديلا ديمقراطيا للاستبداد تعني أنها قادرة على حكم سورية، وفي ما عدا ذلك تصبح المسألة مجرد صراع قوى ينتهي بتسوية، فالحروب الأهلية تنتهي بتسويات ومحاصصات للأسف. والأهم من ذلك أن التدخل الروسي حاليا قد يجعل مسألة طبيعة النظام في سورية، بل طبيعة سورية كلها مجرد بند في تسوية جيوستراتيجية بين دول كبرى".

روسيا تسعى للعودة دولة عظمى وللانتقام أيضاً

يقدّر فيكتور ميزن، نائب مدير معهد الدراسات الدولية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أن سياسة روسيا في سورية حاليا هي تجلٍّ لعودة روسيا قوة عظمى في الساحة الدولية، بعودتها إلى منطقة مهمة إستراتيجيا ومشاركتها في محاربة الإرهاب وحماية مصالحها الأمنية. ولم يهمل كون التدخل الروسي محاولة أيضا لتحويل الأنظار عن الفوضى التي تورطت فيها روسيا في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه إثبات أن روسيا ليست في عزلة دولية. ويتوقع فيكتور ميزن أن تكثف روسيا ضرباتها الجوية في سورية وأن عملياتها هناك ستستمر لثلاثة أو أربعة أشهر مقبلة، ويتوقف ذلك على تطور الوضع الميداني، لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة جديدة تحدد بقيادة روسيا. وبحسب المحاضر، وبالنظر إلى سورية كرقعة تتصارع فيها مقاربات القانون الدولي والعلاقات بين الدول، تبدو روسيا متمسكة بمبادئ مؤتمر ويستفاليا ومركزية مفهوم السيادة وحق أي دولة في صد أي محاولة لتفكيكها. وفي المقابل تقود مفاهيم أخرى مثل "المسؤولية في حماية الشعوب". ويضيف ميزن أن روسيا تسعى ولو بشكل غير رسمي إلى بلورة مفهومها الخاص "المحافظ المتنور" في مواجهة "التفسخ الغربي" وانحلاله من القيم الأخلاقية والروحية. وترى روسيا أنها تكسب تعاطفاً عبر العالم وفي العالم الإسلامي خصوصا من الذين ضاقوا درعا بسعي أميركا للهيمنة على العالم.

ويؤكد الباحث أنه لا أحد من الأطراف الدولية ذات المصلحة في سورية يريد إنتاج "ثقب أسود" جديد من عدم الاستقرار والإرهاب، وأن التوجه إلى حل سياسي تفاوضي أمر محتوم. ويعتقد أن مسار الحل في سورية قد يمر عبر هيكلة مشابهة لمفاوضات إيران مع مجموعة "خمسة زائد واحد"، بحيث تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا وممثل الاتحاد الأوربي وتركيا وممثل لدول الخليج مع مشاركة الأردن. من جانبه، يرى مروان قبلان، الباحث ومنسق وحدة تحليل السياسات في المركز العربي، أن التدخل الروسي في سورية يمكن فهمه من مرتكزين. وأول مداخل الفهم هو "نظرة بوتن إلى الأمور والعالم"، فهو مصر على إعادة روسيا إلى مصاف الدولة العظمى، كما أنه محبط من تعامل الغرب معه، واستخفافه به، ومحبط أساسا من تعامل أوباما معه إذ لم يفضِ التقارب الذي دشنه أوباما مع بوتن منذ أول عهدي الرئيس الأميركي إلى أن يكون بوتن الشريك الند، بل كان أوباما أول دافع نحو فرض عقوبات على روسيا في أعقاب الأزمة الأوكرانية كأنه يتعامل مع أي دولة صغيرة. وتابع قبلان تحليله بالإشارة إلى أن بوتن يشعر براحة أكبر عندما يتقارب ويتحالف مع من يشبهه، فالديكتاتوريات ترتاح أكثر لديكتاتوريات مشابهة. وفي المجمل، يرى قبلان أن روسيا بوتن تدخلت في سورية عسكريا على الميدان إثباتا للذات وأيضا "انتقاما" من تعامل الغرب معها وخصوصا في أوكرانيا. والمدخل الثاني لفهم التدخل الروسي، بحسب الباحث، هو السياق الدولي الملائم، الذي يميزه الانكفاء الأميركي، مما يفسح المجال لتنافس أربع قوى إقليمية في المنطقة وهي تركيا وإيران، اللتين لديهما سياسة توسع، وإسرائيل التي لا تحظى بحلفاء في المنطقة ولكنها تستغل كل ثغرة تحقق مصالحها، والقوة الرابعة هي السعودية التي ينحصر اهتمامها حاليا في منع القوى الأخرى من تحقيق طموحاتها التوسعية.

روسيا ومفاتيح الحل السوري

يرى المفكر برهان غليون، أول رئيس للمجلس الوطنيّ السوريّ بعد انطلاق الثورة السوريّة، أن روسيا قد وضعت نفسها في موقع الطرف الأول في الوضع السوري. وأقر أن لدى روسيا جزءا كبيرا من مفاتيح الحل، فقد فرض تدخلها العسكري المباشر وجودها، كما أنها تحظى بما يشبه التفويض الدولي لقيادة عملية التسوية السياسية، من دون أن يعني ذلك التفاهم المسبق على شروط هذه التسوية وماهيتها. ويضاف لهذا أن روسيا أصبحت الوحيدة التي تملك القدرة على التواصل مع جميع الأطراف السورية والإقليمية والدولية، وعلاقات متميزة مع الخصوم الإقليميين الرئيسيين: إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا، وكذلك مع أطراف المعارضة السورية المعتدلة وغير المعتدلة، وهي الوحيدة التي تملك إمكانية التأثير على الموقف الإيراني من منطلق التحالف والصداقة. ولكن غليون يرى أن هذا الموقع المتميز لروسيا لا يعني بالضرورة نجاح بوتين في استخدام المفاتيح والأوراق التي في حوزته بالشكل الصحيح، إذ يواجه ذلك تحديان رئيسيان، أولهما التصور المسبق الذي يحمله الروس عن طبيعة الحرب ورفضهم منذ البداية الاعتراف بشرعية مطالب السوريين، وثانيهما تشتت المعارضة وغياب القطب الجامع والمسيطر فيها مما يضعف موقعها ويساعد على تهميشها. ويؤكد برهان غليون على ضرورة وقوف الدول العربية بقوة وراء المعارضة وعدم التسليم لنوايا موسكو أو الثقة بها، والمساعدة على إبراز قيادة وطنية سورية تضم تحت جناحها جميع الفصائل المسلحة وغير المسلحة وتمثلها وتتكلم باسمها. وتلك هي الضمانة الوحيدة للدفاع عن حقوق الشعب السوري وثورته في مواجهة تفاهمات جيوستراتيجية بين القوى الدولية المتصارعة في الرقعة السورية.

ردود فعل متضاربة

كُرس عدد من أوراق الندوة العلمية للمركز العربي، لدراسة ردود الفعل الدولية والإقليمية من التدخل الروسي المباشر في سورية والمواقف المختلفة منه. وقدم سليم أوزرتيم، مدير مركز دراسات أمن الطاقة في منظمة البحوث الإستراتيجية الدولية، ورقة عن انعكاسات تحول الإستراتيجية الروسية في سورية على السياسة الخارجية التركية. وأشار فيها إلى الرد التركي على التدخل الروسي، من خلال البحث عن نقطة تطبيع جديدة في العلاقة مع روسيا قائمة على المعطيات الجديدة. ومن جانبه أوضح رود ثورنتون، الخبير بالشؤون العسكرية الروسية والأستاذ بجامعة كينغز كوليدج لندن، في ورقة بعنوان "روسيا وإيران في سورية: تحالف أم تنافس؟"، أن ما يجمع روسيا وإيران في سورية هو تمسكهما ببقاء الأسد على اختلاف أسبابهما، كما يلتقيان عند الرغبة في إنهاء خطر "داعش" أو تحييدها. وفي سياق ردود الفعل الدولية ونظرة مختلف الأطراف إلى التدخل الروسي أيضا، تحدث سيرغي ستروخان، المحلل السياسي في دار النشر الروسية "كوميرسانت"، عن توقعات كانت تشير إلى إمكانية اشتراك روسيا والتحالف الغربي ضد داعش في حلف واحد ضد عدو واحد – داعش - يمثل تهديدا للحضارة، كانت توقعات ساذجة. وأن ما حدث هو تشكل حلف ثان ضد داعش لا يتشارك مع الحلف الغربي في نظرته إلى الأزمة السورية وفي تعاونه مع نظام بشار الأسد وحمايته له، ويضم إلى جانب روسيا كلاً من إيران والعراق والنظام السوري نفسه. ويقدر أن التدخل الروسي المباشر في سورية تسبب في خلخلة التحالف الغربي العربي، ونموذج ذلك تأكيد الإمارات العربية المتحدة (أحد أعضاء التحالف الغربي-العربي) أنها لا ترى في التدخل الروسي خطراً، وأنها لا تبالي برغبة روسيا في بقاء نظام الأسد. ويرى ستروخان أن تنافس الحلفين لن يحدد من منهما سيحقق النصر على الإرهاب ولكنه سيحدد النظام الإقليمي الجديد للمنطقة. وقلل حيدر سعيد الباحث في المركز العربي من إمكانية تمدد التدخل الروسي إلى العراق، لأن للحملة الروسية منطقها العسكري، وثمة هدف عسكري، واضح محدد، يتمثل بقطع الطريق إلى دمشق، أمام الجماعات المسلحة السورية، بعد ما بدا أن بإمكان هذه الجماعات تهديد دمشق والوصول إليها، ومن ثم، تهديد النظام السوري في وجوده، وذلك بعد ما حققت هذه الجماعات من تقدم على هذا المسار مؤخراً. وهذا يعني أن داعش خارج دائرة الأهداف الروسية لهذه الحملة. ومن ثم، يبدو أن العراق كله يقع خارج دائرة التفكير الروسي. غير أن إعلان روسيا عن إنشاء مركز تعاون استخباري أمني، يجمع روسيا وإيران والعراق وسورية، مقره في بغداد، يبقي احتمالا ضعيفا لمساعدة روسية في الحرب ضد داعش في العراق.

ويرى حيدر سعيد أن ثمة موقفين عراقيين من الحملة الروسية: الموقف الرسمي، الذي يمثله رئيس الوزراء حيدر العبادي، والذي يعلن أنه لا يقبل بأن يندرج العراق في سياسة المحاور القائمة (بحسب ما جاء في البيان المشترك الذي أصدره العبادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم)، وموقف (الحشد الشعبي)، الذي انخرط بالفعل في التنسيق مع الروس، ليس في العراق فقط، بل كذلك في ما يخص الوضع القتالي في سورية، والذي يجمع الآن ما هو أكثر من الحلف الرباعي السالف، كل الأطراف الداعمة لنظام الأسد، والتي قبلت بأن تكون جزءا تنفيذيا من الحملة التي تقودها روسيا.

ومن جانبه يؤكد رضوان زيادة في تحليله الموقف الأمريكي من التدخل العسكري الروسي في سورية، أن أوباما يبدو منسجماً تماما مع عقيدته السياسية في الانسحاب الكامل من منطقة الشرق الأوسط وعدم استخدام القوة العسكرية عند الحاجة لها بالنظر إلى التكاليف الباهظة التي تحملتها إدارة بوش السابقة في حربيها في العراق وأفغانستان. لكن هذا الانسحاب الكامل كلف الولايات المتحدة خسائر لمواقع إستراتيجية ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وإنما في أوروبا الشرقية أيضا وخاصة في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، يعد ظهور داعش وتمددها في المشرق العربي في كل من سورية والعراق، هزيمة إستراتيجية لعقيدة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. وأوضح محمود محارب، الباحث المشارك في المركز العربي، في عرضه الموقف الإسرائيلي من التدخل العسكري الروسي في سورية، أن إسرائيل تولي أهمية كبيرة للتدخل العسكري الروسي المباشر في سورية وتعتبر أن هذا التصعيد يمكن أن يخدم سياساتها ومواقفها التي بلورتها منذ تفجر الثورة السورية، وهي إطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة لإضعاف سورية الدولة والشعب والجيش، وتقسيمها على أسس طائفية وإثنية، وإخراجها من دائرة الصراع مع إسرائيل أطول فترة ممكنة، وإبقاء نظام بشار الأسد في الحكم ضعيفاً.

 

الدولة "تضرب" ملاّحات أنفة بحجة الأملاك البحرية

حسين طليس/المدن/السبت 24/10/2015

انه الفصل الأخير من مسلسل "القضاء على الإنتاج اللبناني للملح"، تشهده شواطئ الكورة شمال لبنان، لا سيما بلدة "الذهب الأبيض" أنفة، الأشهر تاريخياً في إنتاجها للملح، والتي تعتبر من آخر المناطق التي تنتجه. لم يكن يعلم المواطن حافظ جريج، أنه سيحمل من بيروت الى أنفة آخر مسامير النعش المجهز لدفن ملاّحات بلدته. فبعد أن توجه جريج إلى مبنى وزارة الأشغال العامة، للإستحصال على رخصة ترميم لأجران الملح التي ضربتها العواصف البحرية، فوجئ بإمتناع الوزارة عن منحه الترخيص، بحجة أن جميع ملاحات البلدة تمثل تعديات على الأملاك البحرية، وعليه فقد صدر قرار بإلغائها ومنع إنتاج الملح فيها.الإذن الصادر عن وزارة المالية والذي يجيز إستثمار الملاحات. هكذا ومن دون سابق انذار، تبلغ أصحاب الملاحات بقرار منعهم من ترميم وصيانة ملاحاتهم، وبالتالي منعهم من انتاج الملح الذي يعتبر مصدر رزق لأكثر من 15 عائلة في البلدة، بعد أن كانت البلدة وجوارها يعتاشون من هذا القطاع قبل "محاربته"، بحسب جريج، الذي اعتبر في حديثه لـ "المدن" أن الملاحات لا تعتبر تعديات بالمعنى الذي يؤدي إلى إلغائها او ازالتها، وذلك لأنها تعمل بناءً على نظام خاص بها في وزارة المالية، يستحصل من خلاله أصحاب الملاحات على رخصة تتجدد سنوياً منذ العام 1952، إلا أن هذا القرار يأتي متمماً لسلسلة قرارات ساهمت في ضرب ومحاربة قطاع إنتاج الملح في لبنان منذ التسعينيات وحتى اليوم، إفساحا في المجال امام الإستثمار السياحي لشاطئ أنفة.

قمع إنتاج الملح تاريخياً

معانات العاملين في قطاع انتاج الملح، لا سيما أبناء منطقة الكورة، تمتد إلى ما قبل التسعينيات، حيث شهدت الحقبة العثمانية التي مرت على لبنان قمعاً عنيفاً للقطاع، حين منع الجيش التركي الاهالي من العمل على استخراج الملح وبيعه، وذلك لصالح بسط هيمنة الشركات التركية المنتجة للملح على الأسواق المحلية، بحسب ما تظهره وثائق تاريخية محفوظة في مكتبة هيئة حماية البيئة والتراث في الكورة. وامتدت معاناة هذا القطاع الى حقبة الإنتداب الفرنسي، للأسباب نفسها، ومنع انتاجها محلياً من أجل تنشيط حركة التصدير من فرنسا. ومع ذلك حافظ أبناء الكورة على تراثهم وعملوا بشكل سري أيضاً في انتاج الملح وتجارته. مع إعلان إستقلال لبنان شهد القطاع عصره الذهبي، والذي امتد حتى التسعينيات، فبلغت مساحة الملاحات في أنفه أكثر من مليوني متر مكعب، وكانت العنصر الأساسي الذي ساهم في نهضة البلدة وجوارها من مختلف النواحي الإقتصادية والإجتماعية والتراثية، وكانت المورد الأساسي والأول للبلدة وأبنائها، إلى أن بدأ غزو الشاطئ بالمشاريع السياحية التي أغرت عدداً كبيراً من أصحاب الملّاحات ودفعتهم للتخلي عنها، مقابل المشاريع السياحية التي تؤمن مردوداً أعلى وأسرع، كل ذلك بالتزامن مع قرارات حكومية ساهمت في ضرب القطاع.

إهمال حكومي لقطاع انتاج الملح

في السياق، يشرح أمين سر هيئة حماية البيئة والتراث في الكورة، جرجي ساسين، لـ"المدن" كيف ساهم قرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة القاضي برفع الضرائب عن مستوردي الملح المصري، بضرب قطاع انتاج الملح اللبناني الذي كان يغطي ثلاثة أرباع حاجة السوق المحلية. فقد ادى هذا القرار إلى تشجيع المستثمرين على الاستيراد بدل من الانتاج، الذي بات أكثر كلفة من الإستيراد، نظراً لارتفاع أجرة اليد العاملة، وتكلفة الترميم السنوية لأجران الملاحات، إضافة الى تردي الإنتاج في الملاحات القريبة من مصانع شركات "الترابة" بسبب التلوث الناتج عن تلك المصانع.بالمقابل وبحسب ساسين، فإن قطاع انتاج الملح لم يتم التعامل معه كما حصل مع باقي القطاعات الإنتاجية التي رفعت الضريبة عن إستيرادها، حيث لم يتم دعم هذا القطاع او التعويض على العاملين فيه مقابل الإعفاء الضريبي عن الإستيراد، وهو ما أثر على الإنتاج المحلي. كذلك عبر ساسين عن قلقه من تضارب القرارات بين الوزارات في ما يخص التعاطي مع ملاحات أنفة، ففي حين تمتنع وزارة الأشغال عن منح تراخيص الترميم لأصحاب الملاحات، ما زالت وزارة المالية تمنح تراخيص العمل في تلك الملاحات، وقد كان لافتاً توقفها في الفترة الماضية عن تلقي بدلٍ عن "إشغال أملاك عامة" كانت تطلبه من اصحاب الملاحات، وهو ما يثير الشك حول ما إذا كانت هذه الخطوة تمهيداً لنزع الشرعية عن عمل تلك الملاحات، وبالتالي إيقافها. الترخيص الممنوح من قبل وزارة المالية للعمل في الملاحات، يستند الى "ضرورة حماية هذه الملاحات وتنظيمها كما سائر ملاحات حوض البحر المتوسط، في شكل يؤمن استمراريتها لتحسين انتاجيتها ودراسة بيئتها، بموجب معاهدة رمسار الدولية"، وهو ما يتوافق مع مشاريع دعمتها وزارة البيئة لإدراج ملاحات أنفة على لائحة المحميات الطبيعية المشمولة في "معاهدة رمسار"، التي تهدف الى صون المناطق الرطبة ذات التنوع البيولوجي حمايتها، الأمر الذي يتناقض مع قرارات وزارة الأشغال العامة اليوم التي تتوعد بإقفال تلك الملاحات ومنع العمل فيها أو ترميمها.

ثورة الملح

يضيع مستقبل ملاحات أنفة، مع تضارب قرارات الوزارات وإجراءاتها، وها هو القطاع مهدد بالزوال بعد أن باتت آخر المناطق المعنية بالإنتاج مهددة بالزوال هي أيضاً. هذا الواقع دفع بالمواطن حافظ جريج للإعلان عن إطلاق "ثورة الملح" في وجه من أسماهم أصحاب "المشاريع المفترسة"، وسماسرة الواجهة البحرية الذين يقفون خلف الضغط الممارس من أجل إيقاف عمل الملاحات واستبدالها بمشاريع سياحية على حساب التاريخ والتراث وأرزاق الناس. ويتساءل جريج حول ما "إن كان ما يقولونه في وزارة الأشغال صحيحاً، ألا يوجد تعديات على الأملاك البحرية أفظع من هذه الملاحات؟"، ويؤكد على انه لن يقبل بأن تكون الملاحات "كبش فداءٍ للأملاك البحرية، وإن كان لا بد من تنفيذ القرار فلتكن الملاحات آخر ما يتم إزالته من تعديات، وإلا فليلغى القرار". وأعلن جريج أنه يتم التحضير حالياً لرفع تقرير رسمي يحمل مطالب أصحاب الملاحات الى وزارات الأشغال، البيئة، الثقافة، الاقتصاد، السياحة، مطالباً بمواكبة إعلامية تساهم في لفت نظر الرأي العام الى هذه "الجريمة" التي ترتكب بحق بلدة أنفة وتراثها، والمساهمة في إنقاذ قطاع انتاج الملح في لبنان من الإندثار.

 

الأخلاق والحراك المدني

محمّد علي/المدن/السبت 24/10/2015

في تعليقه على شأن يتعلق بالحراك المدني قال أحد قادته من الاصدقاء، إن "علو المقام الاجتماعي والسياسي لا يأتي من كون الشخص سليل زعامة موروثة، لأن هذا هو مقام زائف، بل من كونه بالتحديد غادره إلى موقع النضال في صفوف الكادحين، لأن المقام المرموق الحقيقي هو حين يتخلى المرء عن مقام الزعامة الزائف". وجهة نظر"موروثة"، هي الأخرى، من مرحلة الحماسة اليسارية التي يريد صاحبنا أن يتجاوزها نحو جيل يساري جديد نشأ من داخل أزمة الحزب الشيوعي وفي خضم الحراك المدني. وإن صح قياس علو المقام بمعياره هذا، فلا يسار جديداً سيولد  ولا حراك مدنياً سينجح. بل لو صح معياره هذا  لما كانت حاجة إلى يسار جديد ولا إلى حراك مدني، ولكان على اليسار القديم أن يقطف اليوم ثمار نضال دؤوب لم يكن ينقصه لا صدق ولا تفانٍ ولا نكران ذات، بل كان ينقصه فقط فهم صحيح لمنظومة  القيم الاجتماعية، منظومة ناضل لكي يجددها بخريطة طريق ملتوية ومع حلفاء لا يتقنون غير التدمير.

أن "يعود" أي صاحب مقام مرموق إلى موقعه مناضلا بين الكادحين هو ترجمة غير صحيحة بل مسيئة لقيمة المساواة التي رفعتها الثورة الفرنسية( الرأسمالية) بين شعاراتها الثلاثة ، إلى جانب الحرية والإخاء. مضمونها في الحضارة "الرأسمالية" يعني مساواة بين المواطنين أمام القانون. تأويلها البلشفي أفرغها من محتواها، وأغفل ما ورد في العبارة الماركسية "من كل حسب طاقته"، قافزاً فوقها،  بل هو انتهكها لينزع الموقع المرموق من "علية القوم" القدامى، ويمنحه لأعضاء في حزب الطبقة العاملة ويجعله حكراً عليهم.

هذا التشويه لقيمة المساواة ألغى المعايير السليمة لبناء الدولة وأحل محلها أخرى. من مواصفات الدولة في الرأسمالية، الكفاءة وتكافؤ الفرص. في الدولة السوفياتية والأحزاب التي دارت في فلكها، شيوعية أو يسارية أو تقدمية أو قومية ، صار الولاء الأعمى هو الكفاءة. الحزبي النموذجي ينبغي أن يكون مثالاً في الطواعية والالتزام وفي كتابة التقارير. وإن توفرت تلك الشروط صار هو المرشح ليكون مدير المستشفى بديلاً من طبيب العالم أو إداري ناجح غير حزبيين، أو ليكون هو مدير المعمل أو المصنع بديلاً من المهندس المبدع. ذلك كان في دولة عظمى. تخيل كيف ستكون الحال في جماهيرية القذافي "العظمى" هي الأخرى؟

 المضمون المشوه للمساواة هو الذي أوحى لليسار بشعار جميل ومساواتي في ظاهره، هو ديمقراطية التعليم. حين طرح بشجاعة و حسن نية، كان المقصود به التعليم للجميع والمساواة في فرص التحصيل. كان الشعار واحداً من الأسس التي قام عليها صرح الجامعة اللبنانية ومجدها أيام الجيل القديم، لكنه انتهى مع الجيل الجديد إلى تدمير بعض  كلياتها التي "يتساوى" فيها الجميع طلاباً وأساتذة وموظفين، لأنها لم تحترم مبدأ " من كل حسب طاقته". ساوت بين طاقاتهم وإمكاناتهم فبدا الجميع فيها سواسية كأسنان المشط. ربما كانت مشيئة ربانية نطقت بها الآية، ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة. من يدري؟! المواطن في الرأسمالية صار الرفيق والأخ في الأحزاب والحركات، ثم صار "الحاج" في بعض الكليات ذات الغلبة الاسلامية، فاكتملت صورة المساواة بين الاستاذ والطالب والموظف. هو المضمون ذاته للمساواة الذي أباح لمن يشاء أن يتوظف في الجامعة أو يتخرج منها حتى لو كان أمياً. إنها المساواة في الولاء للقيم الجديدة ضد القديمة. في الحرب الأهلية اللبنانية ثار الرفاق والإخوة على "الاقطاع السياسي" وعلى الطقم القديم. حين حطت الحرب رحال جولاتها الأولى، وحين رأى اللبنانيون الثورة تؤتي ثمارها مجموعة من اللصوص والشبيحة ورجال السياسة الصغار، ترحموا على رجال الدولة الكبار. أعلن الجيل الجديد ثورته على "المفاتيح الانتخابية" الصدئة، وسرعان ما اكتشف أنه أكثر حاجة إلى حكمة أولئك المفاتيح منه إلى صدق مراهقي الثورة وإخلاصهم وتفانيهم، إذ ليس بالشجاعة وحدها ينتصر الثوار، كما اكتشف أن بدائل "أبناء البيوت" هم أبناء الشوارع. "إبن البيت" هو الذي أنشأه "البيت" ورباه على التعلق بالقيم واحترامها. تربية الشارع تمضي به في اتجاه آخر. وفضائل الأحزاب أنها لم تكن كالشوارع، بل كانت تشبه تلك البيوت في تربية المناضلين على الأخلاق، لكنها كانت تختلف عنها في سوء تعاملها أو تفاهمها مع التاريخ والأجيال. من تعلق منهم بقيم "البيوت" شب مناضلا وشاب مناضلا، ومن لم يحترم التاريخ سرعان ما كانت تلفظه ساحات النضال، لينضم إلى زعران الشوارع  ويتمثل قيم الميليشيات. بعض قادة الحراك المدني يكررون الخطأ، فيخوضونها معركة مع التاريخ وبين الأجيال، جديد ضد قديم، متسلحين بالكثير من الحماسة والاخلاص، وعليهم أن يتعلموا أن التصويب الخاطئ في الماضي أردى الثورة وأهلها، لأن من لا يحسن استخدام السلاح قد يؤذي نفسه أولا قبل أن يصيب خصمه بالأذى. لقد بلغ الفساد اليوم ذروة غير مسبوقة، ومعركة الحراك المدني هي ضد الفساد وأهله من كل الأجيال، وعلى الثورة، إذن، أن تضم في صفوفها كل المناضلين ضد الفساد، إلى أي جيل انتموا، وعليها أن تبحث، بالسراج والفتيلة، عمن هو من علية القوم بكل المقاييس القديمة والجديدة، التقليدية والثورية. المنتمون إلى علية القوم هم كالرأي في قول المتنبي، "الرأي قبل شجاعة الشجعان". 

 

نصرالله: لا يوجد اليوم ولا في المدى المنظور أي بديل آخر عن طاولة الحوار الوطني

السبت 24 تشرين الأول 2015

وطنية - شارك الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، شخصيا، بمراسم إحياء اليوم العاشر من محرم، في ملعب الراية في ضاحية بيروت الجنوبية. وألقى بعد انتهاء المراسم كلمة بالمحتشدين، استهلها باستذكار أسباب ثورة الامام الحسين، ثم تحدث عن التطورات مؤكدا عددا من النقاط أهمها: "الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في ثورته ضد الاحتلال، الالتزام المطلق بمواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة، مقاومة إسرائيل، العمل الدؤوب على رفع جهوزية المقاومة، مواجهة الحرب الأميركية التكفيرية الإرهابية ضد الإسلام"، وإذ استنكر "العدوان السعودي على شعب اليمن المظلوم، والقمع السعودي والخليجي لشعب البحرين"، جدد المطالبة ب"إجراء تحقيق في حادثة منى، في موسم الحج هذا العام"، متطلعا إلى "انتصار القوات العراقية والحشد الشعبي على داعش".

وفي الشأن اللبناني دعا نصرالله القيادات والقوى الساسية والشعب اللبناني إلى "عدم انتظار التطورات في المنطقة مجددا، وأن يبادروا إلى التفاهم والتعاون لإيجاد الحلول لأزمات الخطيرة التي تعصف بالبلد، والتعاطي بجدية مع الحوار القائم في مجلس النواب"، معتبرا أنه "لا بديل عن طاولة الحوار القائمة الآن".

ومما قاله نصرالله في إطلالته المباشرة الثانية في أقل من 15 ساعة: "الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته. قال الله تعالى في كتابه المجيد: ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. وروي أن رسول الله نظر إلى الحسين بن علي، وهو مقبل، وكان فتى صغيرا فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لم تبرد أبدا. حقا يا رسول الله، حقا وصدقا يا رسول الله، هؤلاء المؤمنون والمؤمنات بكوا حسينك اليوم، وفي كل الليالي والأيام الماضية بحرقة ولوعة وأسى، مع أنه يفصلهم عن الحادثة العظيمة في كربلاء سنة 61 من الهجرة 1366 عاما، وما زلنا نبكي الحسين كما في سنة 61 من الهجرة، وسنبقى نبكي الحسين بدل الدموع دما. هذا الذي أنبأ عنه رسول الله على مدى مئات السنين وآلاف السنين هذه الحرقة، التي يجدها المؤمنون في قلوبهم عند ذكر الحسين دليل على نبوتك، وشاهد جديد على عظمة صدقك وعلاقتك بالله وبغيب الله عز وجل".

أضاف "أيها الإخوة والأخوات: نقول لرسول الله إن المؤمنين يبكون الحسين دموعا في المجالس، ودماء في ميادين الشرف، ويجددون مع كل صباح وفي كل مساء ويوم العاشر من المحرم، يجددون بيعتهم للحسين، ويلبون استغاثته في يوم العاشر من محرم. لا يا سيدي ومولاي، لن تبقى بلا ناصر، لن تبقى بلا معين، لن تبقى بلا مغيث، إسلامك ودمك إلى يوم القيامة سيجد الانصار والأعوان لكم، الأتقياء الأوفياء الذين يرددون دائما: لبيك يا حسين".

وتوجه ب"اسم هذه الحشود الزينبية الحسينية، في هذه الساعة، بالعزاء إلى صاحب العزاء، إلى رسول الله الأعظم، وإلى سيدنا أمير المؤمنين، وإلى سيدتنا فاطمة الزهراء سيدة نساءالعالمين، وإلى أئمتنا، وإلى أمام زماننا أرواحنا له الفداء، الذي نقول له: أقبل يا بن بنت رسول الله، فإنا لك جند مجندة، لا والله لا نخذلك ولا نتركك ولا نتخلى عنك ولا نبيعك بدراهم ودنانير، بل نفديك بأرواحنا وأنفسنا وأولادنا وأموالنا وكل ما خولنا ربنا، لأنك حفيد الحسين، ونحن نصرخ للحسين في كل عاشر من المحرم: لبيك ياحسين. نعزي قائدنا الحكيم والشجاع والملهم آية الله العظمى الإمام السيد الخامنئي، ومراجعنا العظام وجميع مسلمي العالم بهذا المصاب الأليم.

أما لشهدائنا: السلام على شهدائنا في كل الساحات والميادين، السلام على شهدائنا، على أمهاتهم وآبائهم، على زوجاتهم وبناتهم وأبنائهم، وأخواتهم وإخوانهم، على كل عائلاتهم الشريفة، وأقول لهذه العائلات: مبارك لكم شهادة أبنائكم على طريق الحسين، ومبارك لكم وفاؤكم ببيعتكم الصادقة للحسين وزينب. السلام على جرحانا، كل جرحانا، في كل الميادين، أهل الوفاء والحمية، الذين نزفت جراحهم وهم يواصلون حمل راية العباس في كربلاء، السلام على عائلاتهم المجاهدة والشريفة والصابرة.

السلام على مجاهدينا في المقاومة، المرابطين على الحدود الجنوبية في مواجهة إسرائيل، وعلى الحدود الشرقية في مواجهة التكفيريين، والحاضرين في ساحات القتال في سوريا وفي كل ساح. السلام عليهم، على بصيرتهم وإيمانهم ويقينهم وثباتهم وشجاعتهم وشهامتهم وهاماتهم الشامخة ووفائهم في كل ساعة للبيعة في بيعتهم للحسين، السلام عليكم أنتم يا أنصار الحسين وزينب، السلام عليكم أنتم الذين ما بخلتم لا بدم ولا بمال ولا بعزيز ولا بتضحية ولا بحضور في المخاطر ولا بتحمل المشاق وأثبتتم وتثبتون كل يوم أنكم أهل الصدق في البيعة وأهل الوفاء، السلام على عيونكم ودموعكم، السلام على حناجركم وصرخاتكم، السلام على قلوبكم المؤمنة وقبضاتكم المرفوعة، السلام على لهفتكم ووفائكم وبيعتكم للحسين عليه السلام".

وقال: "أيها الإخوة والأخوات: في هذا اليوم وباسم هذا الحشد العظيم، الذي يحمل اسم الحسين وزينب نعلن بعض المواقف في نقاط سريعة:

أولا: باسم هذه الحشود الحسينية نجدد وقوفنا إلى جانب شعبنا الفلسطيني المظلوم والصابر في مقاومته وانتفاضته، وتأييدنا المطلق لثورته وإيماننا المطلق بأحقيته، وندعو كل العالم الاسلامي وأحرار العالم إلى مساندته ودعمه وتأييده في دفاعه عن الأقصى والمقدسات، وعن حقوقه المشروعة.

ثانيا: باسم هذه الحشود الحسينية نؤكد التزامنا المطلق بمواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة، ومقاومة إسرائيل، وبالعمل الدؤوب على رفع جهوزية المقاومة. لا نتنياهو و"لا جد جد نتياهو" سيمنعون هذه المقاومة من أن تمتلك كل السلاح، الذي تحتاجه وكل المقدرات التي تحتاجها للدفاع عن لبنان وحماية شعبه وحماية المقدسات ومواجهة أي عدوان أو حماقة من إسرائيل.

ثالثا: باسم هذه الحشود الحسينية نعلن مواصلة جهادنا في مواجهة الحرب الأميركية التكفيرية الإرهابية على إسلامنا وديننا ونبينا وأمتنا ومقدساتنا وشعوب منطقتنا، هذا الذي سيتواصل كما قلت لكم بالأمس مهما بلغت التضحيات، بلا تردد وبلا تراجع، وبلا أي شك في انتصارنا الآتي إن شاء الله، كما هزمنا إسرائيل، في كل حروب المقاومة مع اسرائيل سيهزم التكفيريون وسادتهم الأميركيون بقبضاتكم ودمائكم وتضحيات كل المجاهدين في المنطقة.

باسم هذه الحشود الحسينية نجدد صرختنا العالية واستنكارنا الشديد للعدوان الأميركي السعودي على شعب اليمن المظلوم، وندين هذه الاستباحة السعودية لكل المحرمات في اليمن على مرأى ومسمع العالم الساكت على أكبر مجزرة ترتكب اليوم، يرتكبها آل سعود أمام وسائل إعلام العالم، نؤكد وقوفنا إلى جانب صمود الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية وقواه الإسلامية والوطنية، ونفتخر بصمودهم الأسطوري، ونؤمن بانتصارهم الآتي مهما تفاوتت المقدرات والإمكانات، لأن دماءهم الزكية ستنتصر على سيوف الطغاة والغزاة.

رابعا: ندين القمع السعودي الخليجي لشعب البحرين الثائر والمستضعف والمؤمن والصابر، وفي الوقت نفسه العازم على تحقيق حقوقه في الحرية والسيادة والكرامة مهما اشتد القمع والإرهاب.

نترحم على حجاج بيت الله الحرام في منى، الذين تجاوز عددهم في آخر إحصائية 2200 شهيدا، مع فقد الكثيرين حتى الآن بسبب إهمال وفشل وتقصير النظام السعودي في خدمة وحماية حجاج البيت الحرام، ندعو مجددا إلى التحقيق في هذه المجزرة الرهيبة، وإلى عدم نسيان هذه الفاجعة الكبرى، مهما طال الزمن.

خامسا: ننطلع إلى انتصار القوات العراقية والحشد الشعبي على داعش بالرغم من خذلان العالم لهذا الشعب ولهذا الحشد لهذه القوات، ونفخر بانتصاراتم في هذه الأيام، ونقول لهم في يوم الحسين بن علي، نقول لإخواننا العراقيين: لا تراهنوا على الأميركيين ولا على غرب ولا على أي مخادع أو منافق في هذا العالم. لديكم في شعبكم من الرجال والشباب والعزم والشجاعة والإقدام والاستعداد للتضحية، ما يجعلكم ـ بإرادتكم وبقوتكم ـ تهزمون داعش وألف داعش باسم الحسين بن علي.

سادسا: في لبنان ندعو إلى عدم انتظار التطورات في المنطقة مجددا. أخاطب القيادات السياسية والقوى السياسة والنخب السايسية والشعب اللبناني. ندعو إلى عدم انتظار التطورات في المنطقة. يجب أن تبادر جميع القوى السياسية إلى التفاهم والتعاون لإيجاد الحلول للأزمات الخطيرة، التي تعصف بالبلد بعيدا عن المكابرة والعناد واستقطاب الرأي والبحث عن الشعبية لهذا الزعيم أو ذاك الزعيم، والتعاطي بجدية كاملة مع الحوار الوطني الواسع القائم في مجلس النواب، حيث لا يوجد اليوم ولا في المدى المنظور أي بديل آخر عن طاولة الحوار الوطني القائمة الآن".

أضاف "خلال سنوات، أو اكثر من سنتين، انتظرتم البرنامج النووي الإيراني، وقلنا لكم لا تنتظروا في فيينا وفي غير فيينا، لن يناقشوا لبنان ولا الرئاسة في لبنان ولا الحكومة في لبنان، ولكن ظننتم ظن السوء وكانت النهاية أن انتهى النقاش حول البرنامج النووي الايراني وحصل الاتفاق والأمور تذهب إلى الإجراء. ماذا تبدل بالنسبة إليكم، هل باعتنا الجمهورية الإسلامية في إيران من أجل البرنامح النووي الايراني؟".

وأردف "أبدا، قلت وأعيد اليوم في اليوم العاشر إن إمامنا الخامنئي السيد الحسيني القائد الشجاع والحكيم وإن إخواننا في إيران هم أعلى وأشرف وأوفى من أن يبيعوا صديقا أو حليفا من أجل مصلحة إيرانية هنا أو هناك، بل هم يضحون بمصالحهم الوطنية من أجل الأمة ومصالح الأمة ومقدسات الأمة. وهذا موقفهم من إسرائيل ومن القدس ومن الصراع مع العدو الإسرائيلي واضح في كل يوم. انتظرتم النووي الإيراني وانتهت الأمور، انتظرتم سورية أن تسقط لتتحكموا بلبنان، وها هي السنوات الخمس تقترب على النهاية وسورية لم تسقط، وأنا أقول: بإذن الله وبمشيئة الله لن تسقط ولن تستفيدوا من هذه الفرصة التي تبتعد عنكم يوما بعد يوم. سمعت البعض يقول إن الرئاسة في لبنان تنتظر حرب اليمن، أنتم تراهنون على وهم وعلى سراب، وعلى خيالات. دعكم من هذه الخيالات، تعالوا واستفيدوا ولنتسفيد جميعا من حرصنا كلبنانيين على إيجاد حلول وطنية لبنانية لمشاكلنا التي تفاقمت إلى الحد الذي يقترب من انهيار البلد، لنتخلص من الارتهان للخارج. ونحن قلنا وفي أكثر من مناسبة: نحن في لبنان أصحاب قرارنا، نحن نصوت لمن نشاء، ننتخب من نشاء، نقبل بقانون الانتخاب الذي نشاء. لا يوجد أحد في هذا العالم يفرض علينا قرارا".

واستطرد "نحن، نحن، وانتبهوا لهذه الجملة، عند أميركا يوجد عبيد، عند الطغاة وغزاة المال والنفط والغاز يتعاطون كأسياد مع عبيد، أما نحن، حزب ولاية الفقيه، نحن سادة عند الولي الفقيه".

وقال: "اليوم، يضيعون الوقت بتوجيه التهم. ماذا ينفع لبنان التراشق بالتهم. تقولون عنا نعطل انتخابات الرئاسة وغير انتخابات الرئاسة، ونحن أيضا نقول عنكم أنتم تعطلون انتخابات الرئاسة لأنكم تمنعون انتخاب الممثل الحقيقي والصحيح والمناسب للرئاسة في هذا البلد، هل ستزيد شعبيتنا أو شعبيتكم اذا تقاذفنا تهم التعطيل؟ لنضع هذا الأمر جانبا ولنذهب إلى الحوار الجدي الذي لا بديل عنه. لا تنتظروا حوارا إيرانيا ـ سعوديا، الأمور تزداد تعقيدا في المنطقة. لا تنتظروا مبادرة أميركية أو غربية، لبنان خارج اهتمامات الدول، لبنان اليوم متروك لزعمائه ولأحزابه الذين يجب أن يتحملوا المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة".

وتوجه إلى الجمهور قائلا: "أيها الحسينيون والزينبيات: أما نحن وأنتم أيها الطيبون، سنبقى هنا نملأ الساحات ونملأ الميادين، لن تهزنا لا حروب إسرائيل ولا تهديدات نتنياهو ولا حروب التكفيريين وتهديدات زعمائهم، وسنعمل في الليل وفي النهار. هذه مسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية والدينية والإسلامية والمحمدية والحسينية، سنعمل من أجل كرامة كل أبناء شعبنا بكل طوائفه ومناطقه من أجل كرامته وسلامة وسعادة وأمن وخلاص شعبنا وأمتنا في الدنيا والآخرة، ومهما بلغت الصعوبات والتحديات والأخطار، ونحن رجالها ونساؤنا نساؤها".

أضاف "ألسنا أنصار الحسين، ألسنا أنصار الحسين، الذي قال في مثل هذه الساعات وقبل بدء المعركة في الخطاب الحاسم عندما طلبوا منه الخضوع: لا والله، لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد ولا أفر فرار العبيد. نحن اليوم أبناء الحسين ، نقول لأمريكا، نقول لإسرائيل، نقول لآل سعود، نقول للتكفيريين: لا والله، لا نعطيكم بيدنا إعطاء الذليل ولا نقر اقرار العبيد. نحن أهل الجهاد وأهل المقاومة. أليست هذه مدرسة الحسين، التي تعلمنا فيها حسم الخيارات؟".

وتابع "كما قلنا في كل مناسبة، وليلة أمس، اليوم من جديد، كل من يمثل وما يمثل يزيد من طغيان واستكبار واستبداد وعدوان على الإسلام وعلى قيم الإسلام يضعنا بين خيارين، ونحن خيارنا واضح، ألا إن الدعي ابن الدعي ـ في كل زمان ومكان يزيد وابن زياد ومن يمثل اليوم حقيقة يزيد وبن زياد ـ ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السِّلة والذلة وهيهات منا الذلة. من يأبى لنا الذلة؟ يأبى الله لنا ذلك، ليس هوسا شخصيا، ليست حماسة شخصية، ليست عقدة نفسية عند ناس، إنهم والله يحبون الشهادة. كلا يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. وفي هذا الطريق الحسيني والزينبي ما رأينا وإياكم إلا العزة والشرف والكرامة والانتصار والشموخ".

وأردف "باسم الحسين وروح الحسين وثقافة الحسين ودم الحسين المنتصر على سيف يزيد في كل زمان، وباسم زينب وحكمة زينب وصبر زينب وشجاعة زينب لن يكون لمن يمشي في هذا الطريق سوى النصر والكرامة والشرف والعزة. نجدد في يوم العاشر بيعتنا للحسين، ونؤكد له: يا سيدنا ومولانا، بدمنا، بدموعنا، بأنفاسنا، بأرواحنا، بفلذات أكبادنا، سنحمل أهدافك ونواصل دربك ونحمي إسلامك ونحمل دمك وننتصر به على سيف كل طاغ وباغ وغاز ومحتل، ونجدد لك في يومنا هذا وعلى مدى الأيام والسنين والدهور بيعتنا وحبنا ولهفتنا لنصرتك: لبيك يا حسين".

وختم "عظم الله أجوركم أيها الإخوة والأخوات، وشكر الله سعيكم، ووفقكم لكل خير في الدنيا والآخرة، وسويا سويا: السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله الحسين يا بن رسول الله، وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين. والسلام عليكم يا أنصار الحسين الأوفياء ورحمة الله وبركاته".