المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october26.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى13/من01حتى09/مثال الزارع/فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس06/من01حتى11/أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله؟ فَلا تَضِلُّوا! فلا الفُجَّار

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تعليقاً على مقابلة إبراهيم كنعان اليوم على ال بي سي: نموذج فج لزمن المحل والبؤس والبوقية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالاسماء...8 عناصر من "حزب الله" سقطوا في سوريا

الفساد ينخر "حزب الله"..بذخ القيادات وفقر العناصر/سامي خليفة/المدن

بعد تحذيرات بإستهدافه بواسطة وحدة الاغتيالات في "حزب الله"... عسيري: أي تهديد يؤخذ على محمل الجد

سيول تشرين تفيض بسموم النفايات

وزير الداخلية الفرنسي في بيروت اليوم لبحث اللجوء لارشيه: على اللبنانيين انتخاب رئيس والإمساك بزمام الامور

اعتصام لـ"الحراك" في رياض الصلح والمصيطبة: الفساد أوصلنا إلى هذه الكارثة البيئية

مصادر وزارية لـ»السياسة«: استقالة سلام باتت أقرب من أي وقت مضى

شوارع لبنان تغرق بالمياه والنفايات

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 25/10/2015

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأحد 25 تشرين الأول 2015

وزير البيئة: طالبت منذ شهرين بإعلان حال طوارىء بيئية من دون أي تجاوب من القوى السياسية

ريفي: يتوهم نصرالله أنه يستطيع تخويفنا برشقات كلامية لا تنبئ إلا بالمزيد من الفتنة وضرب الاستقرار ونسف العلاقات مع الدول الصديقة

فتفت: كفى حديثا عن الممانعة وليس هناك ممانعون بل هناك من يسعى لتحقيق مكاسب لامبراطوريات موعودة في هذه المنطقة

ناشطو الحراك المدني يطالبون من أمام منزل سلام بالمحاسبة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

دو فريج: انا مع استقالة الحكومة والحوار يمنع الفتنة السنية الشيعية من الإنفجار

حرب لوح باللجوء إلى موقف حاسم في قضية النفايات: لقد طفح الكيل والأمر يتجاوز قدرات الحكومة ويستدعي مشاركة الجميع في إيجاد الحل

التيار النقابي المستقل: إضراب واعتصام في 4 تشرين الثاني لإعطاء 121% لأساتذة الثانوي أسوة بالقضاة وأساتذة الجامعة

ابو فاعور اتصل بزعيتر وشبيب وحمد: وصلنا الى المحظور والمخاطر الصحية ازدادت

كاغ في حفل إضاءة تيلي لوميار بالأزرق: الأمم المتحدة تعمل مع لبنان لحل مشاكله وتحقيق رؤيتها في إحقاق السلام

كنعان أكد مشاركة التكتل في حوار الغد: من يعطل الجمهورية هو من يمنع الشراكة

طلال المرعبي: حدة الخطاب السياسي تضع البلاد أمام تحديات صعبة

جعجع اتصل بعباس معربا عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني

زهرا: لا اشارة لامكان ان يكون قانون الانتخابات في الجلسة المقترحة

المطران صياح ممثلا الراعي في ذكرى المونسنيور طعمه: لا نهضة للدول العربية في ظل الأحادية الدينية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: إيران دولة راعية ومصدرة للإرهاب

مصر والسعودية: تطابق وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية كافة وتوافق في الرؤى بشأن حل الأزمة السورية

واشنطن خفضت مساعدتها المالية للسلطة الفلسطينية

العاهل الأردني يعين الفايز رئيساً لمجلس الأعيان

الأسد مستعد لتنظيم انتخابات بعد «تحرير» سورية من «داعش»

الرياض: إيران دولة مصدرة وراعية وداعمة للإرهاب وتتدخل في شؤون المنطقة

اتفاق أميركي – سعودي على تكثيف الدعم للمعارضة السورية

في عملية هي الأولى من نوعها «داعش» يعدم جندياً بقوات الأسد دهساً بدبابة

عربي إسرائيلي يتسلل إلى سورية بالقفز بمظلة

جولة للسيسي في الهند والإمارات والبحرين

التحالف الدولي: الحرب على «داعش» قد تستمر خمس سنوات في العراق

بلير أقر بالصلة بين غزو 2003 وظهور التنظيم

34 نائباً أردنياً يدعون إلى قطع أذرع نظام طهران في الدول العربية ودعوا للاعتراف بالمقاومة الإيرانية

العربي الجديد: خطة التفاف السيسي على ضعف الشعبية:المستقلون إلى حب مصر

كيري: اتفاق بين اسرائيل والاردن لتهدئة الاوضاع في الاقصى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ايران خسرت سورية ولن تربح لبنان/علي الأمين/جنوبية

في خلاصة عاشوراء اللبنانية/ساطع نور الدين/المدن

هكذا ستردّ ايران على زيارة بشار الاسد لموسكو/عماد قميحة/جنوبية

المهدي غير المنتظر/إياد الجعفري /المدن

بعد اكتشاف بشار أن إيران ليست جمعية خيرية/خيرالله خيرالله/العرب

جنيف تراجع حقوق الانسان في لبنان ملفّا اللاجئين والإرهاب يتصدّران/خليل فليحان/النهار

الردّ على تعطيل إيران الانتخابات الرئاسية يكون بتفعيل أعمال الحكومة والمجلس/اميل خوري/النهار

بالكاد..."دولة الضرورة/نبيل بومنصف/النهار

أضواء السرايا تُطفأ على استقالة أو اعتكاف؟ النفايات أمام الحوار اليوم ودفع لجلسة حكومية الخميس/سابين عويس/النهار

لماذا لا يُترجم "حزب الله" استقلاليته بحشر خصومه في حوار رئاسي جدي/روزانا بومنصف/النهار

الإرهاب الإيراني – الروسي في الشرق العربي/داود البصري/السياسة

سورية فيديرالية» برعاية روسيا و«الحرس القديم»/جورج سمعان/الحياة

الجمر وأصابع القيصر/غسان شربل/الحياة

علماء إيران وخطر الإرهاب النووي/محمد عبدالعزيز منير/الحياة

الشجرة السورية والسلم الروسي/سلمان الدوسري /الشرق الأوسط

الأميركتان.. إلى اليسار دُر/إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط

خبير عسكري: سعر الأسلحة الروسية في الأسواق العالمية أقل من الأميركية بنحو 40 %/الشرق الأوسط

حوار المعارضة السورية والروس/فايز سارة /الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى13/من01حتى09/مثال الزارع/فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن

خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ البَيْت، فَجَلَسَ على شَاطئِ البُحَيْرَة. وٱحْتَشَدَتْ لَدَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيْرَة، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلى السَّفِينَةِ وجَلَس. وكَانَ الجَمْعُ كُلُّهُ واقِفًا على الشَّاطِئ. فَكَلَّمَهُم بِأَمْثَالٍ عَنْ أُمُورٍ كَثِيْرَةٍ قَائِلاً: «هُوَذَا الزَّارِعُ خَرَجَ لِيَزْرَع. وفيمَا هُوَ يَزْرَع، وقَعَ بَعْضُ الحَبِّ على جَانِبِ الطَّرِيق، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وأَكَلَتْهُ. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ تُرَابُهَا قَلِيل، فَنَبَتَ في الحَالِ لأَنَّ تُرَابَهُ لَمْ يَكُنْ عَمِيقًا. وأَشْرَقَتِ الشَّمْسُ فَٱحْتَرَق، وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَبِس. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ بَينَ الشَّوْك، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!».

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس06/من01حتى11/أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله؟ فَلا تَضِلُّوا! فلا الفُجَّار

يا إِخوَتِي، إِذَا كَانَ لأَحَدِكُم دَعْوَى عَلى أَحَدِ الإِخْوَة، فَهَلْ يَجْرُؤُ أَنْ يُحَاكِمَهُ عِنْدَ الوَثَنِيِّينَ الظَّالِمين، لا عِنْدَ الإِخْوَةِ القِدِّيسِين؟ أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ القِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ العَالَم؟ وإِذَا كُنْتُم سَتَدينُونَ العَالَم، أَتَكُونُونَ غَيْرَ أَهْلٍ أَنْ تَحْكُمُوا في أَصْغَرِ الأُمُور؟ أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ المَلائِكَة؟ فَكَم بِالأَحْرَى أَنْ نَحْكُمَ في أُمُورِ هذِهِ الحَيَاة‍‍!

إِذًا، إِنْ كَانَ عِنْدَكُم دَعَاوَى في أُمُورِ هذِه الحَيَاة، فَهَل تُقِيمُونَ لِلحُكْمِ فيهَا أُولئِكَ الَّذِينَ تَرْذُلُهُمُ الكَنِيسَة؟ أَقُولُ هذِا لإِخْجَالِكُم! أَهكَذَا لَيْسَ فِيكُم حَكِيمٌ وَاحِدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَ أَخٍ وأَخِيه؟ بَلْ يُحَاكِمُ الأَخُ أَخَاه، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ لَدَى غَيرِ المُؤْمِنِين! وفي كُلِّ حَال، إِنَّهُ لَعَيْبٌ عَلَيْكُم أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم دَعَاوَى! أَلَيْسَ أَحْرَى بَكُم أَنْ تَحْتَمِلُوا الظُّلْم؟ وَأَحْرَى بِكُم أَنْ تتَقَبَّلُوا السَّلْب؟ ولكِنَّكُم أَنْتُم تَظْلِمُونَ وتَسْلُبُون، وتَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِمَنْ هُم إِخْوَة! أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله؟ فَلا تَضِلُّوا! فلا الفُجَّار، ولا عَابِدو الأَوْثَان، ولا الزُّنَاة، ولا المُفْسِدُون، ولا مُضَاجِعُو الذُّكُور، ولا السَّارِقُون، ولا الطَّمَّاعُون، ولا السِّكِّيرُون، ولا الشَّتَّامُون، ولا الخَاطِفُون، يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الله! ولَقَد كَانَ بَعْضُكُم كَذَلِكَ! لكِنَّكُمُ ٱغْتَسَلْتُم، لكِنَّكُم قُدِّسْتُم، لكِنَّكُم بُرِّرْتُم بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، وَبِرُوحِ إِلهِنَا.

 

تعليقاً على مقابلة إبراهيم كنعان اليوم على ال بي سي: نموذج فج لزمن المحل والبؤس والبوقية

الياس بجاني/25 تشرين الأول/15

كلما شاهدنا إبراهيم كنعان على شاشة من الشاشات نلعن أيام البؤس والمحل، ونتقيأ قرفا لأننا نعيش في زمن أمست فيه السياسة حكراً على جماعات الأبواق والصنوج وتجار الهيكل والأكروباتيين. نعم نحس بهذه الأحاسيس المرّضية لا ارادياً كلما شاهدنا إيراهيم كنعان، النائب في كتلة ميشال عون وهو يدلي ببيانات التكتل ويجيب على أسئلة مفبركة ومعدة مسبقاً كما أجوبتها من قبل الزحلاوي سليم جريصاتي وديعة حزب الله في رابية عون، وتنتابنا حالة من الغضب كلما فرضّت علينا إذاعة أو محطة تلفزيونية مقابلة مع هذا الرجل الغير شكل مناقضة الف باء الذوق واحترام مشاعر الناس، ونشعر بالخوف الفعلي على القلة الباقية من السياديين والأحرار وعلى قضية لبنان المحقة كلما شاهدنا أو سمعنا الكنعان بتصنع ونفاق وخبث ودون أية أحاسيس صادقة يسوّق لورقة النوايا مع القوات أو يتناول مصير المسيحيين ووحدتهم ووجودهم. كنعان الذي كان في قاطع مخيبر وميرنا المر يوم ترشح غبريال المر متحدياً الإحتلال السوري ولحوده وأبو الياسه المر وجميله ورموزه، (إن لم تخنا الذاكرة) تنقل من قاطع لآخر سعياً وراء أجندة بحت شخصية وانتهى عند عون ومع عون في أحضان محور الشر السوري-الإيراني. الكنعان هذا الذي بثت محطة ال أم تي في فضائح تناولته لجهة مصادرة أراضي وعقارات هو ليس شواذاً في ثقافة التلون والبوقية والصنجية لا بل قاعدة مفككة كالكثيرين غيره من العاملين في السياسة حالياً.  قرفنا وغضنا وخوفنا هو وجداني وضميري وسياسي بحت وليس له أية علاقة بالشخص كشخص، وإنما في ممارسات الشخص وأفعاله وأقواله الوطنية والسياسية والإعلامية التسويقية.

في الخلاصة، ودون الغوص في تفاصيل مملة عن كنعان أو عن أقرانه في السياسة والإعلام والعونية والتلون نقول وعن قناعة تامة التالي لكل من يعنيهم الأمر: " خبز بدها تاكل حني وأهل بيتها وكمان الجيران إذا كان إبراهيم كنعان ومن هم في ومن قاطعه السياسي الأكروباتي هني يلي عم يشتغلوا لوحدة المسيحيين ولإسترداد حقوقهم وللدفاع عن وجودهم، ونقطة ع السطر

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالاسماء...8 عناصر من "حزب الله" سقطوا في سوريا

 موقع 14 آذار/٢٥ تشرين الاول ٢٠١٥

 تناقلت صفحات قريبة من "حزب الله" على مواقع التواصل الاجتماعي بيانات نعي ل8 عناصر من مقاتليه سقطوا في سوريا اثناء "العمليات الهجومية النوعية في ادلب" حسب ما اوردت المواقع وهم:

"حسين غازي الرشعيني" من (بلدة الكويخ - مدينة بعلبك)

"حسن علي نايف حلاوي" من (بلدة كفركلا الجنوبية)

علي عبدالله شعيتو" من (بلدة الطيري الجنوبية)

"علي السيد محمد خشفة" من (مدينة القطراني الجنوبية)

"سامي حسين شريفة" من (مدينة النبطية الجنوبية)

حمد سعيد فواز" من (بلدة جباع الجنوبية)

حسن علي نايف حلاوي من (بلدة كفركلا الجنوبية)

علي فواز" .

 

الفساد ينخر "حزب الله"..بذخ القيادات وفقر العناصر!

سامي خليفة/المدن/الأحد 25/10/2015

بالتزامن مع ذكرى عاشوراء وما تحمله من مبادئ لدى الطائفة الشيعية، يستذكر عدد  من عناصر "حزب الله" ما يصفونه بـ"الزمن الجميل"، حين كان القياديون يتقبلون العيش كفقراء ويشاطرون الجميع همومهم، ووحدها خيبة الأمل تختصر شعورهم أزاء ما يجري حولهم اليوم بعد أن أضحت البيئة الشعبية والقيادية مقسمة الى قسمين وفق منظور طبقي مالي. بعد حرب تموز عام 2006 سرب بعض قيادات الحزب ما سموه بالبشرى السارة ومفادها أن إيران سترسل تعويضات مالية لأهالي الضاحية والجنوب لمساعدتهم بعد الدمار الهائل وخسارة الناس لأعمالها وارتفاع أسعار الشقق السكنية، لم يطل الأمر كثيراً حتى ظهرت الأموال على شكل سيارات فخمة يقودها قياديو الحزب في مشهد لم يعتد عليه المنتسبون ما أجبر الأمين العام السيد حسن نصرالله على إلقاء خطاب شهير، دعا فيه القادة إلى العودة إلى المساجد والتواضع، لكن الأمور تدحرجت من سئ لأسوأ وأصبح الشرخ الطبقي داخل "حزب الله" أمراً واقعاً.

هذا الواقع ارتد سلباً على الحزب. المواعظ التي كان يلقيها بعض المسؤولين عن الصبر والتحمل لم تعد تلقى أذان صاغية عند العناصر، خصوصاً أن نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أجرى منذ بضعة سنوات مقابلات صحفية  شارحاً فيها وجهة نظر "حزب الله" بأن العقيدة هي ما تدفع الناس إلى الالتحاق بالحزب، وليس المال، لكن الصورة الملائكية تبخرت مع الأيام بعد فضائح الفساد في "حزب الله" المتتالية، بدءاً من ملف صلاح عز الدين وما كشفه من مبالغ ضخمة استثمرها عدد كبير من نواب و قيادات الحزب ومن بينهم الشيخ قاسم، في ظل معلومات أكدت أن قسماً كبيراً من الأموال التي أودعت لدى شركات عز الدين لها علاقة بتعويضات حرب تموز، وصولاً إلى فضيحة الأدوية المزورة لشقيق الوزير محمد فنيش، وما أشيع عن ابعاد غالب أبو زينب بسبب قضايا فساد مالي، والكشف عن عمالة عدد من القياديين الذين يعملون لصالح الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، وغيرها الكثير من الملفات، حتى أن لسان حال البيئة الشعبية بات يقول هذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم. القدسية التي كانت تطغى على نظرة العناصر للقيادات اضمحلت، بكثير من الحسرة يصف محمد هاشم وهو أحد المتعاقدين السابقين في "حزب الله" لـ"المدن" ما يجري، قائلاً: "عندما تتجول في أحياء ماضي والأمريكان والسان تيريز ستجد بعض القيادات التي تقطن شققاً يقدر  سعرها بنصف مليون دولار"، وعليه "هذا ليس حزب الله الذي أخبرني عنه والدي عندما عاش الشيخ راغب حرب كل حياته فقيراً حتى الشهادة". ويشدد محمد على إيمانه المطلق بقضية الحزب، مشيراً أن "هناك بعض القيادات تشوه صورة الحزب لتحقق مصالحها الشخصية". ويلخص تركه لـ"حزب الله" ومغادرته إلى أنغولا لسياسة اللامنطق في التعامل مع العناصر، اذ يقول: "الراتب المنخفض الذي أتلقاه دفعني للبحث عن عمل أخر، أنا حتى لم استطع استئجار منزل صغير في حين يعيش بعض القيادات في بذخ، ولا يعرف حجم ثرواتهم إلا الله". ويبدو أن الأمور خرجت عن السيطرة، إذ تؤكد مصادر مقربة من "حزب الله"  لـ"المدن" أن "العناصر لم يعودوا ينظرون للقيادات كقدوة يحتذى بها وليس خفياَ أن السيد نصر الله لا يثق بالكثير من المسؤولين لكنه لا يستطيع أن يفعل الكثير لإنشغالاته الكثيرة بملفات متعددة منها الحرب السورية والسياسة الداخلية". وتضيف أن "السيد نصر الله كان بالفعل شكل لجنة لاجتثاث حالات الفساد التي انتشرت في جسم الحزب واستعان بكوادر أحيلت على التقاعد لكن النتائج ما زالت مشابهة للخلية التي شكلت عام 2009 في قضية عز الدين، وحجم الفساد المستشري داخلياً وانفلات الأمور في البيئة الحاضنة والشكاوى اليومية لا يمكن معالجتها الا بالتفرغ التام وهو أمر لا يمكن تحقيقه في المستقبل القريب". لطالما ميز "حزب الله" نفسه بأنه حزب ثوري لم تتطلخ أياديه بالفساد كما الأحزاب الأخرى ليجد نفسه عاجزاَ عن الوقوف في وجه المفسدين في بيته، وفي العديد من الملفات المرتبطة بالدولة، ليقدم نموذجاً جديداً من الأحزاب اللبنانية ويبتعد أكثر فأكثر عن مرحلة التأسيس وعن الصورة النمطية التي رسمت عن الحزب الإلهي.

 

بعد تحذيرات بإستهدافه بواسطة وحدة الاغتيالات في "حزب الله"... عسيري: أي تهديد يؤخذ على محمل الجد

موقع 14 آذار/٢٥ تشرين الاول ٢٠١٥/ بعد معلومات سادت في الأيام الأخيرة عن أنّ أوساطاً استخبارية بريطانية في لندن حذرت السفيرين السعودي والقطري لدى لبنان من إمكان استهدافهما بواسطة وحدة الاغتيالات في "حزب الله"، أكد السفير السعودي لدى لبنان على عواض عسيري أن السفارة السعودية تنسّق مع الجهات الأمنية اللبنانية للتأكد من جدية التهديدات. وردا على سؤال لصحيفة "عكاظ" بشأن ما إذا كانت هناك مؤشرات حول جدية هذه التهديدات، قال: "إن أي تهديد سواء كان لي أو لأحد أفراد البعثة أو الرعايا يؤخذ على محمل الجد". وأكد عسيري أن "جميع أفراد البعثة يؤدون أعمالهم بشكل طبيعي ووفق الأعمال الدبلوماسية المناطة بهم"، لافتا إلى أن "السلطات الأمنية اللبنانية قامت بدورها في تعزيز الحماية على السفارة وأفراد البعثة الدبلوماسية ومحيط سكنهم

 

سيول تشرين تفيض بسموم النفايات

النهار/26 تشرين الأول 2015

أخيراً وقع ما هو منتظر وهطل المطر بغزارة، وعامت بالنفايات الأوتوسترادات والشوارع من بيروت وضواحيها الى عكار والضنية، مروراً بطرابلس، ما أدى الى إقفال المجاري وطوفان الطرق خصوصاً في الأوزاعي والبداوي. كذلك حصلت انهيارات أتربة وصخور على طرق جبلية ولا سيما منها طريق جبيل - اللقلوق، اضافة الى سلسلة حوادث سير. وأسف وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر لمشهد تراكم النفايات مع بداية هطول الأمطار، مشيراً الى "أن وزارة الأشغال وقعت عقودا مع الشركات لتنظيف مجاري المياه، والشركات قامت بواجبها، ولكن تراكم النفايات هو المشكلة. وقد طلبت من الشركات المتعهدة ازالة النفايات، ووافقت، رغم أن العقد لا يلزمها رفعها، لكن المشكلة التي برزت تكمن في إيجاد المكان المناسب لرمي النفايات". وأعلن وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور "اننا وصلنا الى المحظور الذي طالما حذرنا منه، والمخاطر الصحية ازدادت خصوصاً على المدى البعيد نتيجة الترسبات، والأولوية لإعادة جمع النفايات التي تبعثرت". وكشف انه "ستكون للوزير اكرم شهيب جولة تداول أخيرة، سيكشف بعدها المستور اذا لم تسر الخطة". وأطلقت حملة "طلعة ريحتكم" مبادرة لتنظيف مجرى نهر بيروت، حيث عمل متطوعون ومتطوعات على جمع النفايات التي تكدست في النهر، مهددة بطوفانه في بعض الأماكن. وناشدت النائبة ستريدا جعجع رئيس الحكومة تمّام سلام والوزراء "المبادرة فوراً الی ايجاد حل عاجل لقضية النفايات التي أظهرت الأمطار الغزيرة مدی خطرها علی الصحة والمياه الجوفية والبيئة". واعتبر النائب نبيل نقولا أن "هذا المشهد غير مقبول، وعلى الحكومة اذا كان لديها ذرة من الكرامة، وخصوصا وزراء الخدمات، ان يستقيلوا ويذهبوا الى منازلهم". ورأى "حزب الخضر" أن "ما شهدته بيروت ومناطق أخرى بعد هطول الامطار أمر معيب ومحزن لصورة لبنان". وفي زغرتا ("النهار")، هطلت امطار غزيرة ترافقت مع عواصف رعدية ورياح قوية أغرقت الشوارع بالسيول وحولتها بحيرات وبركاً، وسط تدن ملحوظ لدرجات الحرارة. وفي عكار ("النهار")، تساقطت الامطار بغزارة وتسببت بسيول فاضت بها أقنية تصريف المياه الشتوية بما فيها من مخلفات ووحول، لتحول الطرق الرئيسية كما الفرعية بحيرات جعلت من المتعذر على السيارات اجتيازها. وفي صيدا ("النهار")، توقف العمل في المرفأ، وسقط عدد من اشجار النخيل واللوحات الاعلانية، وانهارت سقالة من الحديد من على مبنى عمارة المقاصد. وفيما نجا عدد من الذين صودف وجودهم في المكان، تضررت سيارات بينها سيارة رئيس البلدية السابق عبد الرحمن البزري.

الطقس اليوم

وتوقعت النشرة الصادرة عن مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يكون الطقس اليوم غائماً اجمالاً مع انخفاض في درجات الحرارة وتساقط أمطار متفرقة تكون غزيرة احياناً ومصحوبة بعواصف رعديّة، ويتكون الضباب على المرتفعات.الرياح السطحية: شمالية الى شمالية غربية تتحول مساء الى جنوبية غربية، سرعتها بين 15 كيلومتراً في الساعة و40 تشتد لتصل الى 50 كلم/ س.وأوردت النشرة الصادرة عن مرصد نقولا شاهين أن كمية المطر التي هطلت في رأس بيروت في الـ 24 الساعة المنتهية السادسة مساء أمس بلغت 19 ميلليمتراً، بحيث أصبح المجموع التصاعدي حتى تاريخه 53 ميلليمتراً، يقابله في مثل هذا التاريخ من العام الماضي 131 ميلليمتراً. أما المعدل السنوي العام لهذا التاريخ فهو 35 ميلليمترا

 

وزير الداخلية الفرنسي في بيروت اليوم لبحث اللجوء لارشيه: على اللبنانيين انتخاب رئيس والإمساك بزمام الامور

النهار/26 تشرين الأول 2015/ختم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه زيارته للبنان بمؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر لخّص فيه مضمون جولاته ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. وقال ان "فرنسا تلاحظ ان المؤسسات اللبنانية تدخل مرحلة جمود"، موضحاً "ان لقاءه رئيس الحكومة تمام سلام تطرق الى هذا الامر". وذكّر بـ"شلل البرلمان" مشيراً الى "عدد من القرارات المهمة لدعم المجموعات اللبنانية وخصوصاً بالنسبة الى المصرف المركزي"، و"بعقود الوكالة الفرنسية للتنمية التي تحتاج الى احياء للبرلمان". وقال: "ان محادثاته والمسؤولين اللبنانيين تطرقت الى أهمية حصول انتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكداً ان "الامر يتعلق باللبنانيين أنفسهم". وشدد على "تعلقه بلبنان"، ملاحظاً انها زيارته الـ35 لبيروت، مجدداً مناشدته اللبنانيين "ان يمسكوا بزمام الامور". واضاف ان "على عدد من الدول ان تقدم المساعدة ولا سيما على مستوى خلق الشروط الاقليمية". ووصف لقاءه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بأنه تم في "جو عادي وتبادل سياسي"، لافتاً انها ليست المرة الاولى التي يلتقي فيها نواباً من "حزب الله". ورداً على اسئلة تتعلق بمعلومات صحافية عن تسميته 3 مرشحين للرئاسة، أجاب: "يعود الى اللبنانيين اتخاذ القرار وليس لفرنسا أو طهران أو الرياض". اقليمياً، توقف لارشيه عند "تركيز الكلام على موسكو والرياض وواشنطن" (وذلك على خلفية اجتماع فيينا) متسائلاً: "هل تعتقدون انه بهذه البساطة سيتم تحقيق الامن والاستقرار؟". واوضح ان "على الاتحاد الاوروبي أن يقول بعض الاشياء. ولا اعرف كيف يمكن أن يكون هناك حل من دون اشراكه، ولا يهم ما اذا كان "جنيف 3" أو "4". كلنا نعرف ان الاتفاق حول النووي تم لان أوروبا كانت موجودة". وإذ لفت الى انه سيلتقي الرئيس الايراني حسن روحاني خلال زيارته المتوقعة لباريس، أكد انه سيبلغ طهران حين يزورها ان "لبنان بلد مستقر ويشكل نموذجاً للتعايش". وعن الوضع الاقتصادي اشار الى "انهيار اسواق في سوريا والعراق، اضافة الى وجود مسألة اللاجئين". وقال: "على كل دولة أن تتحمل جزءاً من هذا الخصوص". واوضح "ان رئيس الجمهورية الفرنسية سيعلن في الايام أو الاسابيع المقبلة برنامج مساعدة في هذا الشأن". وفي دردشة جانبية مع الاعلام، اعلن السفير الفرنسي مانويل بون ان بلاده ستستضيف اجتماعاً عن سوريا على مستوى وزراء الخارجية في 27 و28 الجاري، وذلك على خلفية التدخل العسكري الروسي فيها. وسيتناول اللقاء الذي يجمع ممثلين عن دول أوروبية وعربية ضرورة التوصل الى بلورة هدف سياسي مشترك، مذكّراً بأن الروس يقصفون المناطق التي لا وجود لـ"داعش" فيها. كما اعلن بون ان زيارة وزير الداخلية برنار كازنوف لبيروت اليوم ستتمحور حول مسألة اللاجئين وامكان ان تعيد فرنسا توطين ما يقارب الـ500 منهم. وكان لارشيه التقى مطران بيروت للموارنة مطر الذي صرح: "لم يتخطَ لبنان بعد مشكلاته وخصوصاً أمام تعثّره في الانتخابات الرئاسية، ولم يدع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مناسبة من دون الدعوة لاحترام المواعيد الدستورية. في لبنان نجحنا في احترام الحريات والمجتمع واستطعنا ترجمة المساواة بين أبناء الوطن ونتمسك بالتعايش بين المسيحيين والمسلمين". وسأل: "لماذا يتخبّط لبنان في مشاكله ولا يستطيع تنظيم الحكم فيه؟ لماذا لم يتم انتخاب رئيس جديد للبنان طوال هذه الفترة؟ الجواب عن هذا السؤال سهل جداً الا وهو ضرورة أن يتخلى اللبنانيون عن السياسات الخارجية وفصل مشاكل الخارج عنهم، فتحلّ مشاكلهم". وختم: "منطقة مقسّمة تقسّم لبنان ونحن في حاجة الى أن ننطلق من لبنان ذاته للمساعدة في ايجاد الحلول".ً.

 

اعتصام لـ"الحراك" في رياض الصلح والمصيطبة: الفساد أوصلنا إلى هذه الكارثة البيئية

النهار/26 تشرين الأول 2015/نظم عدد من ناشطي "الحراك المدني" اعتصاما مساء أمس في ساحة رياض الصلح احتجاجا على ما آل اليه ملف النفايات، وخصوصاً بعد مشاهد النفايات التي جرفتها سيول الامطار. ورفع المشاركون لافتات تسخر من الوضع، الذي وصلت إليه البلاد، محملين الطبقة السياسية بكل أطيافها تبعة ما حدث، إضافة إلى لافتات أخرى تتهم السلطة بـ"الفساد الذي أوصلنا إلى هذه الكارثة البيئية والصحية". وألقى الناشط أيمن مروة كلمة حمّل فيها الحكومة تبعة ما جرى، معتبراً أن "ما حصل اليوم يشكل إذلالاً للشعب اللبناني". ودعا السلطة السياسية "الفاشلة والعاجزة" إلى الرحيل.

كذلك دعا الشعب اللبناني إلى "النزول إلى الشارع، وهذه السلطة التي أثبتت عجزها وفسادها وتقصيرها للرحيل، خصوصا أنه بسبب هذا الفساد صار المواطن اللبناني يسعى إلى الهجرة حتى لو كانت نهايتها الموت غرقا في البحر". بعد ذلك أقدم المشاركون على هز الشريط الشائك أمام السرايا، ثم انتقلوا الى أمام دارة رئيس الحكومة تمام سلام في المصيطبة حيث اعتصموا مجدداً.

 

مصادر وزارية لـ»السياسة«: استقالة سلام باتت أقرب من أي وقت مضى

شوارع لبنان تغرق بالمياه والنفايات

بيروت – »السياسة«: تحولت بعض شوارع بيروت وعدد من المناطق اللبنانية إلى أنهار بفعل تساقط الأمطار بغزارة، أمس، جارفة معها أكوام النفايات المتراكمة منذ أشهر وسط مخاوف من انتشار الأوبئة والامراض، فيما تستمر أزمة النفايات من دون حل مع تعثر تنفيذ خطة الوزير أكرم شهيب ما ينذر بمزيد من المضاعفات التي يرجح معها أن يقدم رئيس الحكومة تمام سلام على اتخاذ الخطوة التي حاذر منها كثيراً وهي الاستقالة، إذا لم تزل العقبات من أمام تنفيذ خطة الوزير شهيب، خصوصاً أن »حزب الله« لم يسلم جوابه الى المعنيين بشأن انشاء مطمر في البقاع.وعلمت »السياسة« من مصادر موثوقة ان الحزب يرفض اقامة اي مطمر في منطقة البقاع لاعتبارات أمنية، وبالتالي فإنه ليس في وارد الموافقة على أي شيء من هذا القبيل حتى لو نسفت خطة شهيب من أساسها، فضلاً عن الأهالي في هذه المنطقة أبلغوا القوى السياسية انهم ليسوا مستعدين للموافقة على أن يكون البقاع مطمرا لنفايات بيروت وجبل لبنان مهما كلف الامر، وانهم يقفون وراء »حزب الله« في موقفه الرافض. وبانتظار الموقف الذي سيتخده الرئيس سلام رداً على تعثر العمل الحكومي وازدياد العراقيل أمام خطة النفايات، كشفت مصادر وزارية بارزة لـ»السياسة«، أمس، انه سيكون لرئيس الحكومة الموقف المناسب الذي يتوافق مع رؤيته لمسار الامور بعد الوصول الى الحائط المسدود، لأنه يرفض ان يبقى شاهد زور، فهو يرى ان حكومة في وضعية تصريف اعمال أفضل من حكومة مشلولة لا تعمل، بعدما تحولت الى حكومات جراء سياسة التعطيل التي يفتعلها بعض مكوناتها لحسابات سياسية ضيقة على حساب المصالح الوطنية. وأكدت المصادر أن خطوة الاستقالة باتت أقرب من أي وقت مضى وعلى المعطلين ان يتحملوا المسؤولية عما وصلت إليه الأمور. وتعليقاً على كارثة غرق الشوارع بالنفايات المكدسة التي جرفتها الأمطار الغزيرة، أمس، قال وزير الصحة وائل أبو فاعور »إننا وصلنا الى المحظور الذي حذرنا منه، والمخاطر الصحية ازدادت«، مشيراً إلى أنه »سيكون لوزير الزراعة أكرم شهيب جولة تداول أخيرة سيكشف بعدها المستور إذا لم يتم السير بخطة النفايات«. ورأى انه »سيكون على وزارة الصحة القيام بالكثير لتفادي الأسوأ، وهناك أضرار صحية وبيئية لم يعد يمكن تداركها بل التخفيف من ضررها«. من جهته، أعلن وزير الأشغال غازي زعيتر أنه يتحمل المسؤولية من موقعه، لكنه ذكر بتحذيره »منذ أشهر من كارثة بيئية ستحلّ عند هطول الأمطار«. وإذ أسف لما حدث أمس، شدد على استعداده للتعاون مع الجميع وبأي وسيلة حتى لا يدفع المواطن الثمن، محملاً البلديات جزءاً من المسؤولية لأنها عمدت إلى رمي النفايات وسط الطرقات العامة. إلى ذلك، من المتوقع ان يستأنف حوار ساحة النجمة جلساته اليوم لاستكمال البحث في ملف رئاسة الجمهورية، حيث أكد في هذا السياق عضو كتلة »المستقبل« النائب عاطف مجدلاني الذي سيمثل »تيار المستقبل« مع زميله النائب احمد فتفت لوجود الرئيس فؤاد السنيورة خارج لبنان، أن الجلسة تكملة للجلسات التي سبقت وحصل خلالها نوعا من التفاهم على عدم تعديل الدستور وعلى موضوع مواصفات الرئيس العتيد. وقال لـ«السياسة« ان غياب النائب ميشال عون ورئيس حزب »الكتائب« سامي الجميل عن جلسة الحوار، في حال حصوله، سيؤثر على مجريات الأمور وسيدفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اتخاذ الموقف المناسب.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 25/10/2015

الأحد 25 تشرين الأول 2015 الساعة 22:30

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أظهرت رداءة الطقس رداءة الأوضاع المعيشية والخدمات، الأمر الذي يدعو الى ضرورة النهوض من حال الشلل المؤسساتي، وأهمية عقد جلسات منتجة لمجلس الوزراء. هذا الموضوع سيكون محور بحث في الحوار الوطني في المجلس النيابي غدا، وإن كان العنوان الأساسي انتخاب رئيس للجمهورية. وينتظر ان يصارح الرئيس نبيه بري أهل الحوار، بالخطر الذي يحدق بالمساعدات الدولية المقررة للبنان ما يدعو إلى عقد جلسة تشريعية في أسرع وقت.

وإلى الحال الداخلية في لبنان، ثمة متابعة لتطورات الخارج، والتي برز فيها تأكيد وزيرا الخارجية الأميركي والروسي على الحل السياسي للأزمة السورية. وهو ما شددت عليه أيضا الرياض وواشنطن وكذلك وزيرا الخارجية السعودي والمصري.

ومن المقرر ان يعقد مؤتمر فيينا 2 يوم الجمعة المقبل، بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا، وانضمام نظرائهم في عدد من الدول لا سيما مصر وايران وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن.

عودة إلى الداخل اللبناني، الطقس الرديء بدأ بالتوقيت الشتوي من خلال أمطار غزيرة تسببت ببحيرات مياه في الشوارع، مصحوبة ببعثرة للنفايات وفيضانات في عدد من المناطق لاسيما في عكار. وقبل تفصيل ذلك نشير إلى ان الاضراب التربوي غدا، يشهد من الآن انقساما بين ادارات المدارس بين مؤيد ومعارض كالمدارس الكاثوليكية التي أكدت ان يوم غد هو يوم دراسة عادي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ما ذنب الناس التي طافت النفايات مع الأمطار إلى منازلها؟ لماذا يدفع المواطن ثمن إهمال المسؤولين المقصرين ببت ملف النفايات؟ كان يجب ان يعالج هذا الملف قبل هطول الأمطار، وهذا ما حذر منه مرارا وزير الأشغال غازي زعيتر، رافعا الصوت للانتباه مما يحمله لنا فصل الشتاء في حال بقيت النفايات مكدسة.

لم يسمع أحد حتى وصلنا إلى أزمة أبعادها تطال صحة الناس، كما قال وزير الصحة وائل أبو فاعور، فماذا بعد؟ هل يعقل أن يقف الجميع عاجزين عن فرض الحل ولو بالقوة؟ كارثة بيئية تتمدد، وكلما طالت الأزمة توسعت نتائجها، فهل يحمل الأسبوع المقبل حلا نهائيا يريح البلد من ملف تطال تداعياته الوضع الحكومي؟

في الداخل لا سبيل إلا التلاقي والحوار، وهذا ما أكدت عليه حركة "أمل" اليوم مجددا، في المسيرة العاشورائية الحاشدة التي نظمتها في النبطية. الحوارات هي العنوان الخارجي وعلى أساسه تتحرك العواصم لفرض حلول سياسية لسوريا.

دمشق بدت مستعدة بالكامل طالما ان مكافحة الإرهاب أولوية، فلا مشكلة بالانتخابات المبكرة أو أي تعديل للدستور، كما نقل الوفد البرلماني الروسي عن الرئيس السوري بشار الأسد الذي ربط أي خطوة بقرار الشعب.

وما بين تقدم الجيش السوري ميدانيا والاقتراحات السياسية على خطي واشنطن - موسكو، ترقب لتطورات تبدو مصر لاعبا أساسيا فيها بالجمع على قاعدة ضرب الإرهاب وحفظ الدولة السورية واحدة موحدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كعادتهم، أحالوا نعمة السماء نقمة عليهم. فاضت السماء بخيراتها على اللبنانيين، فتحولت الأمطار أنهارا في الشوارع والطرقات بعد ان سدت المجاري والحلول معا، بالنفايات والمزايدات.

وإن كانت الأزمة مع الشتاء سابقة لملف النفايات، بل من عمر التعهدات والتلزيمات الملزم بتداعياتها اللبنانيون مع كل مطر، فإن حقيقة الخطر ان لا حلول في الأفق، وان تخمر ملف النفايات سياسيا سيزيد من عفن المشهد اللبناني المتهالك.

ولأن السماء تمهل ولا تهمل، جنى اللبنانيون اهمال سياسييهم وعجزهم عن حل أزمة تكاد تطمر وطنا، فيما بعض المعنيين يبحثون عن مطامر يحولونها مناجم تدر الخيرات السياسية والمالية، والبعض الآخر يستثمر بالنفايات ليزايد بالسياسة.

فيما الاستثمار الوحيد الذي لا بديل عنه هو الحوار، من أعقد الملفات إلى أبسطها، أما بسطاء السياسة فما زالوا يحورون التواضع ضعفا، واليد الممدودة توسلا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

"يا عيب الشوم"، أبلغ ما يوصف به فيضان النفايات الذي غمر لبنان. والتعبير مستعار من سيدة صورت بهاتفها نهرا مستحدثا من الزبالة، فتح لنفسه طريقا في حيها في أحد شوارع العاصمة صبيحة الأحد. والعيب ليس على النفايات، بل على من ترك هذه النفايات تتكدس أشهرا في شوارع لبنان وعلى تلاله، وبدلا من البحث عن كيفية التخلص منها، سعى إلى تدويرها لاستخدام سياسي.

ومن مآسي "تسونامي" النفايات اليوم، ان اللبنانيين استعرضوا كل القرف، لكنهم لم يروا رأسا واحدا من رؤوس أعدائهم من أهل السلطة يمر في طريقه إلى المطمر الذي يستحق.

مظلوم لبنان على يد هذه الطبقة الفاسدة، في الاستراتيجيا قسم منها يربط مصير لبنان بحروب المنطقة، وفي السياسة يربط قسم منها مصيره بمصالحه الشخصية، وقسم آخر يربط مصيره بمصالحه التجارية، والكارثة البيئية تتقاطع مع الأضلع الثلاثة لمثلث الشر هذا.

في السياق، وقبل كارثة اليوم، كان الرئيس سلام حدد الخميس مهلة قصوى للانتهاء من ملف النفايات، وإلا فإنه في وارد اتخاذ قرار خطير بحجم الكارثة الأخلاقية البيئية. أما الآن فالمأمول أمران: إما أن يدعو سلام إلى اجتماع عاجل لمجلس الوزراء بمن حضر، يضع فيه الشركاء موظفي الزبالة بالسياسة أمام مسؤولياتهم وينفذ خطة شهيب، أو فلتستقل الحكومة لأن أي قرار أقل من الكارثة، كارثة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بات من الأكيد المؤكد، أنه حين خلق الله الشتاء، طقسا سنويا مقدسا يغسل به أرضنا ويمسح عن وجهها عرق الفصول، لم يكن يعرف أنه في شتاء سنة 2015، ستكون هناك حكومة "مسخرة" وطنية في مكان ما من هذه الأرض، اسمه لبنان.

وبات من اليقين المتيقن،أنه حين آمن آباؤنا والأجداد بأن المطر خير، لم يكونوا ليتصوروا لحظة أن يوما سيأتي، تصير فيه تلزيمات النفايات خيرا في جيوب مجموعة من اللصوص، ويتكدس مئة ألف طن من نفايات بيروت وضواحيها على أعتاب بيوتنا، حتى يأتي المطر ويحولها أسوأ كارثة بيئية في تاريخ لبنان.

من المسؤول؟ طبعا المسؤولية أولا على حكومات متعاقبة سرقت منا أكثر من ملياري دولار وتركت لنا أوساخها والنفايات. والمسؤولية ثانيا، على نظام سياسي انتخابي، منعنا جميعا، مواطنين ومجتمعا مدنيا وسلطة رابعة مكبلة غالبا ومستنفرة غب الطلب، منعنا كلنا من محاسبة هؤلاء طيلة ربع قرن، يوما بذريعة الوصاية، وأياما بذريعة الحماية الطائفية والمذهبية والقبلية والزبائنية.

في النتيجة، ها نحن اليوم نجني ما زرعناه، بلد كامل يعوم على طوفان من وسخ، لمجرد أن الله لا يزال يعتقد أننا لبنان الأخضر، ولا يزال يرسل إلينا المطر، ليرويه ويروينا.

غدا على طاولة الحوار المكتمل ميثاقيا، يفترض أن تكون هناك أولويتان اثنتان لا غير: أولا، حل جذري للنفايات، يبدأ بسجن كل لصوصها عبر عشرين عاما. وثانيا تغيير نظام سياسي انتخابي، سمح للصوص بأن يسرقونا بلا محاسبة، وسمح لهم بإغراقنا بالنفايات بلا مساءلة. ماذا وإلا فالطوفان الكبير لا بد آت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

حين هتف الحراك المدني "14 و8 عملوا البلد دكانة"، كان يقصد المحاصصة الفاسدة، لكن زعماء الطوائف أصروا على دفع المحاصصة إلى حدودها القصوى، فتحول البلد من دكانة إلى مزبلة، لكنها مزبلة تليق بمن زرع الشحن الطائفي على مدى سنوات، ورفع شعار مصلحة الطائفة حول كل اعتبار، ليحصد مصلحته هو ومصلحة عائلته ومصلحة رجال الأعمال العاملين في بلاطه.

مزبلة تليق بمن أراد تطبيق القانون الأرثوذكسي السيء الذكر في الانتخابات النيابية، حتى ينتخب كل ابن طائفة نائبا عن طائفته، فإذا بهذا القانون يشق طريقه إلى التطبيق لكن في برلمان النفايات. فباتت كل طائفة تطالب بنفاياتها حصرا، وتبحث داخل أكياس القمامة عن نفايات الطوائف الأخرى لتردها إليها.

هكذا بات بإمكان مؤيدي الحراك ومعارضيه أن يطمئنوا، فالمطامر لن تفتح إلا بعد ضمان التوزيع الطائفي لها. قالها الوزير اكرم شهيب منذ اليوم الأول: خطتي للنفايات تحقق الشراكة. فهنيئا لنا هذا النوع من الشراكة التي "طلعت ريحتها" ولنسبح في نفاياتنا إلى ان يأتينا غدا من يدعو لصلاة استسقاء أو يطلق صرخة "هيهات منا الذلة" على أبواب المطار، أو يرش "مي مصلاية" على شاحنة النفايات.

بعد أمطار اليوم على اللبنانيين أن يختاروا أي شعب يريدون، ان يكونوا طبعا الشعب الذي ينتظر هذا النوع من المطامر، أو الشعب الذي نظف اليوم مياه نهر بيروت من دنس زعمائها، والذي نظف دالية الروشة من آثار الاعتداء عليها. اختاروا اي شعب تريدون ان تكونوا حتى تعرفوا أي نواب تنتخبون في أي انتخابات مقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل شكلت الشتوة الأولى رصاصة الرحمة على الحكومة المترنحة تحت وطأة الضربات المتعددة، والتي تتلقاها على خلفية أزمة النفايات والترقيات العسكرية. أم ان هذه الشتوة التي أغرقت شوارع بيروت والضواحي بالنفايات المتكدسة، وسدت المجاري، ستدفع الحكومة إلى الانعقاد لوضع خطة الوزير أكرم شهيب موضع التنفيذ والانتهاء من قضية المطامر؟

وهل ستكون جلسة الحوار المرتقبة غدا، نقطة انطلاق نحو التشجيع على عقد جلسة للحكومة لوضع حد نهائي ازمة النفايات؟ وما سيكون عليه موقف الرئيس تمام سلام، خصوصا وانه حذر مرارا مما وصلت اليه الأمور، معربا أمام زواره اليوم عن استيائه الشديد؟

الأجوبة التي تنتظر نتائج جلسة الحوار، سبقها مشهد مقزز حملت فيه مياه الأمطار النفايات المهترئة إلى المنازل والمحلات التجارية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لم يأت المطر على شكل عاصفة ليجرف ما حوله من سلطة، فافتتح موسم الشتاء رسميا على شراكة مع النفايات، واكتفى اللبنانيون بالتعبير عن غضبهم افتراضيا عبر مواقع التواصل، فيما قلة منهم تحركت إلى مشارف منزل رئيس الحكومة لتبلغه عدم السلام.

مياه السماء، نبع الخير، رائحة الأرض بعد الشتوة الأولى، كلها اندست فيها أكوام النفايات فأقفلت مجاري الصرف الصحي. وأحدثت مشاهد سوريالية، من شأنها لو كنا في أي بلد من الفئة الثالثة، ان تسحب معها حكومات وتودي بها في أقرب بالوعة. لكن حكومتنا تتحدى العواصف. ورجال سلطتنا يرتزقون من الزبالة عالناشف، ولا ضير إن بللتها المياه وتمددت لتفرز الأمراض. لدينا من الرجال ما يقف على رأس جبال القمامة ولا يهتز.

حكومة الكوليرا المصابة بداء البقاء، الثابتة على الآم الناس، العابرة للأزمات، الحاكمة بإنتهاء الصلاحية، لم تجد ان في البلاد أي حدث طارىء اليوم، لم تجتمع على شكل عاجل، لم تعر أي أهتمام للنفايات السابحة على الطرقات. فوزير أشغالها نفض المسؤولية عن أشغاله. وزير صحتها سوف يؤمن للمواطنيين غدا أسرة جاهزة في المستشفيات، للعلاج من داء الكوليرا على نفقة الوزارة.

فلا تقلقوا لأن وزير البيئة الأصلي ما زال معتكفا، لكنه في منصبه. ولا تنسبوا له صورا لم ينشرها على ال"فيسبوك"، فهو لم يبارح مكانه، بعد ان احتلوا مكانه. ووزير داخليتها مسحور برعايته لأضخم المحال التجارية "السينييه" في لبنان. أما بقية الوزراء فهم يقومون بالواجب عبر الاتهام بالتعطيل، فيما كلهم مسؤول، وكلهم في أجازة ولن يقطعونها لمعالجة قضايا متسخة تزعج أصحاب المعالي.

والموقف الوحيد الصادر عن الحكومة من أعلى سلامها، ان رئيسها قرر ألا يصبر ساعة بعد يوم الخميس ما لم تحل مشكلة النفايات. لكن المواطنين يقولون له اليوم: لماذا الخميس فخير البر عاجله. ولا تؤجل استقالة اليوم للغد، وهي التي كانت تصح بالأمس، لا بل مذ ان قررت أن تبقي في فمك الماء، وان تبتلع في صدرك نفايات سياسية لم تسمها، ولم تسمع بحالة يطلقون عليها اسم الانتفاضة.

فاحمل من حجارة فلسطين حجرا واحدا، وصوبه على طبقة واحدة، واكسر زجاجها المصنوع من الأوساخ السياسية، وافرض قرارك على الجميع. وبعض هذه القرارات لن تستلزم كثيرا من العناء، وبينها أن تعطي للبلديات أموالها ودورها، لتبدأ العمل الذي احتلته شركة "سوكلين".

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأحد 25 تشرين الأول 2015

الأحد 25 تشرين الأول 2015

الديار:

رقيّ وحضارة

اعتبرت مصادر مطلعة أنّ مسيرة العاشر من محرم التي نظمها "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت تشكّل نموذجًا للتنظيم الممتاز والاحترافية العالية، لافتة إلى أنّها أثبتت من جديد قدرات الحزب على مختلف المستويات، خصوصًا أنّه استطاع إعطاء صورةٍ راقية وحضارية للعالم، من دون أن تخرقها ضربة كفٍ واحدة، رغم الأعداد الكبيرة للمشاركين.

خطوط جنبلاط السورية

يحاول النائب وليد جنبلاط فتح خطوط مع حلفاء سوريا في لبنان، والتواصل مع شخصيات على علاقة مباشرة بالرئيس السوري بشار الاسد.

يجهد لعودة رئيس الحزب الى 14 آذار

اشارت مصادر سياسية الى ان مسؤولاً في الامانة العامة لقوى 14 آذار، يشيد منذ فترة بمواقف رئيس حزب بارز، في محاولة منه لإعادة تموضعه سياسياً في خط الفريق المذكور، ونقل عنه قوله : "يبدو انه يحتاج الى جهد كبير كي يعود الى صفوفنا".

النفايات الى سوريا "مزحة"

استغرب مصدر سياسي إصرار البعض على ربط كلّ ما يحصل في لبنان بسوريا، وكأنّ الأخيرة لا تزال دولة وصاية على لبنان، معتبرا أنّ اقتراح التنسيق مع النظام السوري كي تستقبل الدولة السورية النفايات اللبنانية لا يمكن أن يكون سوى "مزحة" في أحسن الأحوال.

المشنوق وعقدة الصف الأوّل

تعتبر اوساط سياسية ان خطاب وزير الداخلية نهاد المشنوق الاخير لم ينقله الى الصف الاول في تيار المستقبل، ولم يحفظ له اوراقه لدى حزب الله، وبالتالي فان الخسارة مزدوجة، وهذا ما سيتبين من خلال الحوارات التي ستجري خلال الاسبوعين المقبلين حيث سيتكشف للمشنوق ان حزب الله قبل خطابه ليس كما بعده.

 

وزير البيئة: طالبت منذ شهرين بإعلان حال طوارىء بيئية من دون أي تجاوب من القوى السياسية

الأحد 25 تشرين الأول 2015/وطنية - أوضح وزير البيئة محمد المشنوق، في تصريح مقتضب مساء اليوم أنه طالب مجلس الوزراء منذ شهرين "بإعلان حال طوارىء بيئية في لبنان، تخوفا مما قد يصيبنا من كارثة النفايات التي ماتزال القوى السياسية تعرقل حل أزماتها". وقال: "كررت أن هذا هو المطلوب عدة مرات، ولكن لم يبرز أي تجاوب من القوى السياسية ردا على نداءاتي المتكررة، وما نواجهه اليوم هو ما حذرنا منه". وحذر "ما لم تتخذ القوى السياسية موقفا ايجابيا اليوم قبل الغد، فلا حدود لمخاطر الكارثة".وختم مؤكدا ان "دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ومعالي وزير الزراعة أكرم شهيب، لم يألوا جهدا في متابعة هذا الموضوع، ولكن العقدة لدى القوى السياسية تقود لبنان نحو المجهول".

 

ريفي: يتوهم نصرالله أنه يستطيع تخويفنا برشقات كلامية لا تنبئ إلا بالمزيد من الفتنة وضرب الاستقرار ونسف العلاقات مع الدول الصديقة

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - أصدر وزير العدل اللواء أشرف ريفي البيان الآتي: "مرة جديدة وعلى وقع الصراخ والتهويل والانفعال، يحاول الأمين العام لحزب الله، استعمال سلاح شد العصب المذهبي، كما يتوهم، أنه يستطيع تخويف خصومه برشقات كلامية، لا تخيف أحدا، وتحمل في طياتها بذور التناقض والتعمية، وتضيف إلى مسيرة الهروب إلى الأمام، التي بات يعتمدها حزب الله منذ فترة، خطوات جديدة، لا تنبئ إلا بالمزيد من إشعال الفتنة المذهبية البغيضة في لبنان والمنطقة، وضرب الإستقرار، ونسف علاقات لبنان مع الدول الصديقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، وتهديد المصالح الحيوية لعشرات آلاف اللبنانيين، وهي جريمة موصوفة تهدد هؤلاء بمصالحهم ومستقبلهم ولقمة أولادهم. لعل أكثر ما يثير الإستغراب في خطاب نصرالله، هو التعامي عن الحقائق، والتنطح لفرز الناس بين عبيد وأسياد، فمن يتبجح في انتمائه لفئة الأسياد، لا ينصب نفسه جنديا في ولاية الفقيه، ولا يعلن أن حزبه يتلقى القرارات والتوجيهات من الولي الفقيه، بل عليه أن يكون سيد قراره، وأن ينأى بنفسه وأهله عن الدخول في محرقة هنا أو هناك، خدمة لمصالح أسياده، وعلى حساب وطن لم نعد ندري إذا كان ما زال يعتبره وطنا له سيادته وكرامته ودولته ومؤسساته المستقلة. لقد انكشف مشروع نصرالله. ففي الوقت الذي ارتضى فيه لنفسه، أن يكون جنديا وشتاما في خدمة مشروع إيران في المنطقة، يتوسل الحوار في لبنان، هذا الحوار الذي نؤيده دائما، لكن فقط على قاعدة التمسك بالدولة والدستور والطائف، وانتظام عمل المؤسسات، بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية ووقف التعطيل، الذي يمارسه خدمة للأهداف العائلية والشخصية، التي تمليها التحالفات النفعية، وتسليم سلاحه غير الشرعي إلى الدولة".

 

فتفت: كفى حديثا عن الممانعة وليس هناك ممانعون بل هناك من يسعى لتحقيق مكاسب لامبراطوريات موعودة في هذه المنطقة

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - أقامت منسقية الضنية في "تيار المستقبل" ندوة سياسية حول المستجدات السياسية والانمائية، حاضر فيها عضو المكتب السياسي في التيار النائب أحمد فتفت، في قاعة الصديق في بلدة سير، وحضرها النائب قاسم عبد العزيز، النائب كاظم الخير ممثلا بالأستاذ رامي الخير، منسق عام التيار في الضنية هيثم الصمد، مسؤول "الجماعة الاسلامية" في الضنية محمد شندب، قائمقام بشري ربى الشفشق، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس رابطة مختاري الضنية ضاهر بو ضاهر، وشخصيات وفاعليات، إضافة الى كوادر التيار في المنطقة.

بعد النشيد الوطني وترحيب من مسؤول منسقية التثقيف السياسي في الضنية، تحدث فتفت، فاستهل كلامه بالقول: "نحن نعيش في مرحلة سياسية اقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها مأزومة على الصعد كافة، فهل يعقل أن يستمر البلد وتستمر المسؤوليات عندما يغيب رئيس للجمهورية لمدة سنة ونصف؟ والخوف من الآتي، فمن الواضح أن هناك قرارا اتخذ منذ سنوات عدة بشل البلد تدريجيا عبر تدمير المؤسسات والاقتصاد من أجل وضع اليد على البلد كما فعلوا في مناطق أخرى، فمنذ سنة 2006 ونحن نشهد تعطيلا متواصلا للمؤسسات، نتذكر كيف أقفل المجلس النيابي في كانون الاول 2006، حوصرت السرايا لمدة سنة ونصف، وحوصر الوسط التجاري لبيروت وكأن هناك من لديه النية في تدمير القلب الاقتصادي للبنان، والكل يعرف أنه لا يمكن أن نستمر كدولة بدونه، فليس لدينا مواد أولية، وليس لدينا قطاع منتج، ربما أكبر قطاع منتج لدينا اليوم هو القطاع الاغترابي، بينما في الداخل نحن نعتمد على قطاع الخدمات المالية والقطاع المصرفي والقطاع السياحي، وتجري محاولات حثيثة منذ ذاك التاريخ لتدمير اقتصاد البلد، ونحن نرى مفاعيل هذا التدمير يوميا على الشعب اللبناني الذي يدرك كل يوم أن مدخوله يتراجع، وأصبح بدون فعالية عكس بلدان العالم".

أضاف: "سنة 1974 كان مدخول الفرد في لبنان ضعف مدخول الفرد الوسطي في قبرص، أصبحنا ثلث او ربع قبرص من ناحية الفاعلية الاقتصادية. كذلك، كنا تماما بنفس دخل الفرد في البرتغال فيما أصبحنا اليوم متأخرين كثيرا ربما بنسبة 17 من دخل البرتغال، وهذا يعني أن العالم يتطور ويزدهر اقتصاديا ونحن نتراجع. ومن مظاهر التراجع المؤلمة ما نراه هذه الايام، وهو مغادرة العشرات، بل المئات من شبابنا في هجرة غير شرعية وغير مضمونة النتائج، بل هجرة خطيرة، فبعضهم قضى في مياه البحر بإتجاه أوروبا بوثائق مزورة أو بدون وثائق، كل ذلك لانهم يشعرون بأنه لم يعد هناك مستقبل في بلدهم".

وانتقد فتفت الفريق "الذي يحمل السلاح بشكل غير شرعي والذي يوجه رسالة للجميع بأنه لا يريد الدولة، هذا السلاح الذي دعمناه يوما من منطق كونه سلاحا للمقاومة بوجه إسرائيل، فإذ به يتحول تدريجيا بعد سنة 2006 الى سلاح ميليشوي حقيقي يريد أن يستولي على الحكم في لبنان، ويضع يده على اقتصاد البلد ومؤسساته، ويقفل المجلس النيابي، ويعطل مجلس الوزراء كما يفعل الآن تحت مسميات مختلفة، أحيانا يسمونها ميثاقية، علما أن الميثاقية في الدستور اللبناني وجدت في الطائف من أجل التوازن الاسلامي- المسيحي وليس لتكرس مذهبية بغيضة تؤدي بنا الى التقاتل والى التناحر كما يحدث الآن. أما بعد ذلك، فالمأساة أكبر إذ أن السلاح الميليشيوي تحول الى قوة تنتمي بكل صراحة الى فريق تابع لدولة الحرس الثوري الايراني الذي يريد استعمال هذه القوة الغاشمة لقهر شعوب المنطقة، وأصبحنا نستمع الى الكثير من القيادات الايرانية التي تتحدث عن احتلال أربع عواصم عربية، وأن الناقورة في لبنان هي حدود إيران الغربية".

واعتبر "اننا أمام مشروع كبير، فعندما اتخذ السيد حسن نصرالله قرار الذهاب الى سوريا لم يكن هناك لا داعش ولا داعشي، كان هناك قرار بإنقاذ بشار الاسد، فجاء بقواته وقال بشكل واضح وعلني لمسؤول سوفياتي، بوكدانوف، اننا لو لم نزحف لسقطت دمشق، ثم جاء الايراني بكامل طاقاته وفشلوا، وهذا ما أكدته جريدة السفير منذ أيام عندما عنونت: القصة الكاملة للتدخل الروسي في سوريا، وشرحت بكل بساطة ماذا حصل، إذ أن القيادتين الايرانية والسورية لجأتا الى بوتين من أجل إنقاذهم، وهذا يذكرني يوم حل الغضب بعقول اللبنانيين، فمنهم من لجأ الى الفلسطيني ومنهم من لجأ الى الاسرائيلي، وأخيرا الى السوري معتقدين أن كل واحد منهم يسجل نقاطا معينة في ظهر أخيه، وكانت النتيجة أن البلد تدمر اقتصاده كما رأينا".

وعن التدخل الروسي في سوريا، قال فتفت: "ماذا ينتظرون من التدخل الروسي؟ فكلام المسؤول الروسي واضح جدا، إذ تقول دولته أنها تدافع عن مصالحها، بمعنى آخر ان هذا التدخل يشبه كثيرا التدخل السوري في لبنان عندما أصبحت المصالح السورية على الارض أهم من مصالح كل الدولة اللبنانية، وهذا ما سيحدث، بل الاوقح من ذلك أن الروس يقولون على الملأ أنهم يتعاملون مع الاسرائيلي في تنظيم الضربات الجوية حتى لا يحدث أي اشتباك بين القوات الروسية والقوات الاسرائيلية في السماء السورية، وأن هناك غرفة عمليات مشتركة للضربات الجوية، بمعنى آخر، هناك تعاون روسي- إسرائيلي وحزب الله يقول أنه حليف روسيا وحليف النظام، وبالتالي نسأل بعد هذه التفاصيل هو حليف من إذا؟ نترك هذا السؤال لضمير اللبنانيين وضمير العرب، لأنه من الواضح أننا أمام تحالف مصالح كبير لا يأخذ بالاعتبار لا مصالح الشعب السوري ولا مصالح الشعب الفلسطيني ولا مصالح أي شعب عربي الا مصالح الامبراطورية الايرانية ومصالح الوجود الروسي في المنطقة، وبالتأكيد مصالح إسرئيل التي تهم إسرائيل والعالم الغربي، ولكن هل هذا سيصل الى نتيجة؟ فالتاريخ يشهد أن كل الحروب التي خيضت إنتهت بهزيمة المعتدين، وجميع ثورات الشعوب عبر التاريخ قد انتصرت، وقد استعمل الروس ثم الاميركيون كل أنواع الاسلحة الحديثة للقضاء على الثورات في عدد من البلدان، وآخره على الحدود الروسية في أفغانستان، وكانت نتائجها الفشل الكامل".

وعن تداعيات الأحداث السورية على لبنان وكيفية مواجهة هذا الواقع أمل فتفت "أن لا تنجر المصائب التي تحيط بنا، وواجبنا جميعا أن نحمي هذا البلد بكل إمكاناتنا، وعلى الاقل أن نحافظ على الوضع القائم بكل الوسائل الممكنة حتى لا نذهب إلى الاسوأ، علما أن الاسوأ بدأ يظهر رأسه من خلال مشاهدتنا للهجرة المخيفة الأخيرة باتجاه أوروبا، نحن في مرحلة تصد حقيقية للمحافظة على الناس ومصالحهم، وعلى هذا الوطن بالامكانات المتوافرة، فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يكون هناك حرب أهلية في لبنان أو أن نستمر في عملية المقاومة السياسية التي نمارسها الآن بانتصاراتها وانتكاساتها، ونحن اخترنا الحل الثاني لاننا جربنا الحرب الاهلية التي دمرت لبنان وهي الآن تدمر سوريا، والحديث عن ثلاثمائة ألف قتيل هو أدنى من الحقيقة بكثير في سوريا. كما أصبحنا نتحدث عن خسائر بحدها الادنى تبلغ ثلاثمائة الى خمسمائة مليار دولار، وبالتالي لا مصلحة لأحد أن نذهب الى العنف والى السلاح، هذا لا يعني أن نتراخى وأن لا نتصدى لما يجري على الصعيد السياسي، ولا يعني أن نقدم أي تنازلات، ومن هنا جاءت الصرخة والانذار الذي وجهه معالي وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق منذ أيام قليلة والذي أراد أن يقول فيه كفى، ويوجه انذارا للجميع بأن يتحملوا مسؤولياتهم في هذا البلد، ولكن وللأسف جاء الرد عليه بالسباب والشتائم، والغريب أن البعض، وبوقاحة، وبالتحديد أحد نواب حزب الله السيد نواف الموسوي، يقول: ومن سمح لتيار المستقبل بتوجيه الانذار. وكأن هناك من يجب أن يطلب إذنه حتى لدق جرس الانذار، إذا ما رأينا حريقا ما أو خطرا قادما".

من جهة أخرى رأى فتفت أن "هذا الاستكبار وهذا الاستعلاء مرده الى وهم بإنهم سائرون الى طريق النصر في سوريا بينما جميع الدلائل تشير الى العكس، فما يحصل في سوريا الآن هو مأساة ستصيب الجميع، والمستفيد الوحيد بشكل مباشر بعد الروس هو إسرائيل، وعن أي ممانعة يحدثوننا! كفى كذبا ورياء على الناس، ليس هناك لا ممانعة ولا ممانعون، بل هناك من يسعى لتحقيق مكاسب لامبراطوريات موعودة في هذه المنطقة. أما نحن فقرارنا واضح، إذ نعتبر أنه علينا حماية المؤسسات في البلد، حماية المجلس النيابي، حماية الحكومة، والمدخل الاساسي والرئيسي والاوحد لكل النجاحات الممكنة هو رئاسة الجمهورية، لكن يبدو أن هناك قرارا إيرانيا واضحا، وكذلك قرار حزب الله في هذا المضمار واضح عبر منع إنعقاد الجلسات وعدم حضورهم الجلسات المعنية بإنتخاب رئيس للجمهورية، مهددين بأنه إما علينا ان ننتخب مرشحهم، الجنرال عون، كمرشح لايران وحزب الله، والا لا رئيس جمهورية في البلد لانهم غير معنيين بمصلحة البلد ولا بمصحلة المواطنين".

وأكد أن "مواقفنا الواضحة والصريحة تدعم المؤسسات وتحمي ما بقي منها، ونحن ندعو الى تفعيل مجلس الوزراء، ونطلب من الرئيس تمام سلام، الذي نعرف كل المعوقات التي تحيط به، أن يستمر بالقيام بواجباته".

وحول موضوع النفايات، اعتبر أن "حزب الله وحلفاءه بدأوا يستخدمون مسألة النفايات كوسيلة ضغط على الحكومة وعلى القيمين، محاولين أن يتحدثوا دائما عن الشراكة، ونحن عندما نطالب بمطمر صحي في عكار، نؤكد في الوقت عينه أن يكون هناك أيضا مطمر صحي في أماكن أخرى مثل البقاع، ولا نرى أي تعاون جدي في هذا الموضوع، وبالتالي الاستقالة ليست حلا رغم قناعتنا بأن هذه الحكومة لم تعد فاعلة لانها تتعرض للابتزاز الذي علينا أن نرفضه، وهنا نطلب من الرئيس تمام سلام أن يضع النقاط على الحروف ونطالب وزير الزراعة اكرم شهيب باعتباره مسؤولا عن هذا الملف بأن تكون لديه الجرأة الكاملة لكي يقول من تعاون ومن لم يتعاون. وفي هذا المجال استمعنا الى كلام مفاده أن نواب تيار المستقبل في عكار لم يتعاونوا، ونحن نؤكد للجميع أن هذا الكلام غير دقيق، بالعكس، كان هناك تعاون كبير بالرغم من صعوبة هذا الملف الذي هو ملف غير شعبي".

وأثنى على "التعاون القائم بين نواب قضاء المنية الضنية، حتى في أدق التفاصيل، إذ أصبح هذا التعاون مثالا يحتذى به على المستويات كافة وفي الملفات كافة، حيث جرى تقديم مذكرة الى رئيس مجلس الوزراء اشتملت على العديد من المطالب، وعن مجموعة من المشاريع الهامة غير القائمة حاليا والذي يجري العمل بها، ولتأمين الاموال الضرورية لاستملاكات عديدة بهدف إستكمال شبكة من الطرق التي كنا قد تقدمنا بها منذ سنوات من وزارة الاشغال ومجلس الانماء والاعمار، بالاضافة الى ذلك طالبنا الحكومة بتأمين خمسة مليون دولار للبلديات في قضاء المنية الضنية، إذ هناك معادلة مفادها حل موضوع النفايات وإعفاء البلديات الواقعة تحت الدين. من هي تلك البلديات المديونة؟ بكل بساطة، إن البلديات المديونة هي تلك التي كانت الدولة في السابق تساعدها في موضوع النفايات، أي بلدياتنا خارج هذه المعادلة، وبعبارة أوضح كانت بلديات قضاء المنية الضنية تدفع تكاليف نقل النفايات والمكبات، وبالتالي إذا ما تم إعفاء هذه البلديات من ديونها، نكون قد ظلمنا بلدياتنا مرتين، في الاولى عندما لم تتم مساعدتها سابقا، وفي المرة الثانية بإعفاء تلك البلديات من ديونها والتي تمت مساعدتها من الدولة كما سبق".

وقال: "إن دور النواب في القضاء من الناحية الخدماتية ومتابعة المشاريع الانمائية والحيوية على قدر من الاهمية، ولكن دورنا هذا يتكامل مع اتحاد البلديات والبلديات في البلدات ومع هئيات المجتمع المدني للوصول الى ما نصبو اليه لرفع منطقتنا من جميع النواحي، متعالين عن جميع اختلافاتنا السياسية، معتبرين أن إنماء المنطقة هو همنا الاكبر وهدفنا الاسمى، ونحن كنواب دائما كنا وسنكون أمام مسؤولياتنا في هذا الموضوع ولن نتراجع عنه، إذ نؤكد أننا لم ولن نكون أبدا حجر عثرة بوجه أي مشروع يفيد المنطقة، ليس لدينا أية مصلحة بعرقلة أي مشروع يفيد المنطقة، ومثال على ذلك ما قيل عن مشروع مركز إتحاد البلديات في بخعون وبأننا نسعى الى نقله الى بلدة سير، أريد أن أقول لمن يرمي كلامه جزافا لاهداف معروفة، انني كنت وزيرا للداخلية وكان مركز اتحاد البلديات في بلدة بخعون، أي كان بإستطاعتي نقله ببساطة، فأنا لا أعمد أبدا الى عرقلة أي مشروع في أية بلدة كانت، بالعكس تماما نأمل أن يكون بإستطاعتنا أن نوزع المرافق على جميع البلدات تسهيلا لامور الناس، كما فعلنا في موضوع إنشاء الثانويات والمهنيات الجديدة". وختم فتفت: "نحن كنواب منطقة الضنية، ومن منطلق مسؤولياتنا النيابية، ومن قناعاتنا أننا نواب لمنطقة المنية الضنية ولسنا زعماء على هذه المنطقة، يدنا ممدودة للجميع بهدف خدمة المنطقة، متعالين عن المناكفات التي لا تأتي الا بالضرر على منطقتنا. كل منا لديه قناعاته السياسية، وكل منا يتحمل نتيجة خياراته السياسية، من يريد أن يدعم النظام القاتل في سوريا وحزب الله وسلاحه الميليشيوي في لبنان له كامل الحق بذلك، بالمقابل نحن بالتأكيد سنكون في المقلب الآخر الذي يهتم بلبنان الشرعي المزدهر، ولن نعتمد أبدا مبدأ الالغائية وذلك خدمة لوطننا عموما ولمنطقتنا خصوصا".

 

ناشطو الحراك المدني يطالبون من أمام منزل سلام بالمحاسبة

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام باسيل عيد، ان ناشطي الحراك المدني وصلوا إلى أمام دارة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في المصيطبة، حيث تجمعوا وبدأوا يطلقون الهتافات المنددة بطريقة معالجة موضوع النفايات، رافعين اللافتات المطالبة بالمحاسبة بعدما "وصلت الزبالة للركب".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

دو فريج: انا مع استقالة الحكومة والحوار يمنع الفتنة السنية الشيعية من الإنفجار

الأحد 25 تشرين الأول 2015

وطنية - رأى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، أن "التعطيل في ملف النفايات واضح منذ مطلع العام وليس الآن، قبل ان يقر دفتر الشروط الأساسي حتى الذي عملنا المناقصات على اساسه"، لافتا الى ان "شيئا ما كان يحضر للنفايات في لبنان". وقال، في حديث إلى محطة "ام تي في": "إن هناك دفتر شروط تم عمله، والآن ألغوا المناقصات الستة، ولكن بصراحة لو سارت دفاتر الشروط لكان هناك حل نهائي للنفايات في البلد، ولو أقرينا دفتر الشروط في 15 كانون الثاني، ومطمر الناعمة أغلق وعقد سوكلين انتهى في 17 تموز، كان هناك 6 اشهر لإيجاد حل". أضاف: "في كل جلسة كنت اقول لهم أنه حتى لو نجحت المناقصة وأتت شركات جديدة، هناك فترة انتقالية بين 6 اشهر وسنة لتبدأ هذه الشركات بالعمل، ماذا نفعل في هذا الوقت؟ لكن الجواب الذي كنت أحصل عليه أن هذا الموضوع ليس ضمن جدول الأعمال". وأشار إلى "ان وزير الإتصالات بطرس حرب أحضر مرسوم أموال البلديات 667 مليار، لكن هناك وزراء لم يوقعوا على المرسوم بحجة أن هناك مالا أكثر. لنفترض أن ذلك صحيح، على الأقل دعونا نمرر هذه الأموال، ولاحقا نمرر الباقي في مرسوم ملحق". وإذ ذكر بأنه "في 17 تموز الماضي أقفل مطمر الناعمة، وبدأت تتراكم النفايات في الشوارع، وتوقفت سوكلين. تكلمنا في مجلس الوزراء وفي اللجنة الوزارية لنجد حلا، وتحدثنا عن تقسيم النفايات"، تساءل: "هل يجوز أن نقول إنه في كل الجرود لا يمكن ان نجد كسارات قديمة يمكن أن نؤهلها لنقيم فيها مطمرا يمنع التسرب الى المياه الجوفية؟ أو على الاقل أن نضع النفايات في مكان اسمه التقني parking كي لا تنتشر النفايات بين البيوت؟".

ولفت الى "ان للتيار الوطني الحر نفوذا في بعض المناطق مثل المتن وكسروان، طلبنا منه ان يجد كسارات بعيدة عن السكن، لنتمكن على الاقل من معالجة النفايات في تلك المناطق، فأتى الرد من وزير التربية الياس بو صعب انه لا يوجد مكان صالح، وأهالي عكار قالوا ان هناك شيئا يحضر في سرار ولكنهم قالوا إنهم غير مستعدين لتحمل نفايات كل لبنان".

واردف دو فريج: "لا أحد يريد أن يضع في عقاراته نفايات جاره. هل الافضل ان نرمي النفايات على الطريق؟ ولا أحد ينكر أن عكار هي المنطقة الأكثر حرمانا، وفوق ذلك لديهم أكثر من 750 ألف لاجئ في مناطقهم، اي 750 طنا من النفايات الاضافية، ولم ينالوا شيئا من خطة الإنماء من الحكومة، فكيف نقول لهم أن يتحملوا النفايات لديهم؟ معربا عن شعوره بأن "المطلوب أن يقول الناس "طفح الكيل" كي نصل الى فوضى عارمة في البلد، وفي النهاية كيف نكون بلدا جديدا". واضاف: "في 20 تموز كنت عند الرئيس تمام سلام وكان يكتب مكتوب استقالته، وأنا ترجيته الا يستقيل يومها. هذه الحكومة أتت بمهمة لتيسير أمور الناس في هذه الفترة الانتقالية التي يعيشها العالم، وتمكنا لفترة من أن نبعد النيران، ولكن لم يعد ذلك ممكنا. ما يحصل اليوم في موضوع النفايات ليس إلا واحد بالألف مما يمكن ان يحصل، وسنرى أمورا مخيفة، ونحن ننبه منها منذ زمن. هناك plan b يجب ان نحضر أنفسنا له". وعن الاصوات التي تدعو رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب إلى التحاور مع الحكومة السورية للمساعدة في ملف النفايات، قال: "اذا كان هذا الهدف السياسي من جعل الناس يغرقون بالنفايات هو دفع الرئيس سلام للتحاور مع الحكومة السورية، فعيب عليهم ان يستعملوا صحة الناس. انا لا ارى ان الحكومة الحالية تعمل شيئا أكثر من تصريف الاعمال. واذا كان للدولة واحد بالألف من الهيبة، فعلى مجلس الوزراء أن يجتمع بمن حضر ويأخذ القرار برفع النفايات ويخصص أماكن للمطامر رغما عن الناس، لأن أحدا لن يرضى بأن يكون المطمر في منطقته". ولفت إلى ان "المشكلة اليوم انه لم تعد للدولة اللبنانية اي هيبة او احترام عند المواطن، الذي طفح كيله منها، وقلت للوزير جبران باسيل أنه عندما عمل التيار الوطني الحر احتفالا، قلت له أنني أهنئه أن التيار تمكن من جعل أكثر من 1000 شخص ينزل الى الشارع، فاليوم الناس لن تنزل الى الشارع لسبب سياسي، أما اذا دعا المجتمع المدني الناس لينزلوا ليضعوننا انا وأنت في برميل النفايات، سينزل 4 مليون شخص. الناس ما عاد يهمهم ان يعرفوا من هو المحق، الناس يريدون رؤية بيئة نظيفة".

وعن الفيضانات التي حصلت اليوم ولوم وزير الأشغال رؤساء البلديات بسبب وضع النفايات على الطرقات، تساءل دوفريج: "اين يمكن لرئيس البلدية ان يذهب بالنفايات؟ يمكن لاتحادات البلديات ان يجدوا كسارة لوضع النفايات فيها بشكل مؤقت. لا يمكنني أن أقول ان كلام الوزير خطأ 100%". وتحدث عن إمكانية خروج تيار المستقبل من الحكومة، فأوضح أن "لا معنى لاستقالة شخص من الحكومة اذا كانت ستستمر"، داعيا الرئيس سلام إلى "إعطاء مهلة 3 ايام لايجاد مطمر في البقاع وفي اعالي المتن او اعالي كسروان أو يستقيل في حال عدم ايجاد مكان". وتطرق إلى لقائه برئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه، فكشف أن الأخير قال له أنه يشعر ان الرئيس سلام يائس"، معتبرا أن "هذا الأمر يشغل بالهم لانه لا يوجد غير مجلس الوزراء مؤسسة دستورية تنفيذية، وهذا يجعلنا ندخل الى موضوع التشريع في مجلس النواب الذي بات ضرورة اكثر من مجلس الوزراء"، جازما بأن "لارشيه لم يعط اي نصيحة، هو يقول أنه من الافضل ان تبقى الحكومة بسبب عدم وجود رئيس، وليس صحيحا ما قيل ان لديه 3 اسماء لرئاسة الجمهورية". أضاف: "نحن نعيش في جو لم تعد للدولة اللبنانية ثقة لدى المواطن. مهما كانت المناقصات جيدة وناجحة المواطن سيرى ان فيها ثغرات. الناس فقدت ثقتها بالحكومة، لذلك لا بد من انتخاب رئيس جمهورية فتسير المؤسسات". وإذ سئل هل المستقبل سيستقيل من الحكومة؟ أجاب: "قرار تيار المستقبل يصدر من الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، ورأيي أنا يجب ان تستقيل الحكومة، لكن رأيهم مخالف". وعن عقد جلسة تشريعية، دعا إلى عقد "الجلسة بمن حضر، لأن بقاء الجمهورية أهم من قانون الانتخاب ومن قانون استعادة الجنسية على أهميتهما. هناك قوانين حاضرة في مجلس النواب من سنوات تتعلق بالقطاعين الاقتصادي والمالي في لبنان، هناك تهديدات حقيقة تهدد القطاع المصرفي والليرة اللبنانية وتهدد امكانية حصول لبنان على قروض ميسرة او هبات اذا لم يتم التصويت عليها، وهناك امور متعلقة بتصنيف لبنان عالميا، كل ذلك بسبب عدم التشريع". وشدد على أن "التشريعات حاضرة ومدروسة في اللجان النيابية، ومجرد ان نشرعها يعني أننا حافظنا على امكانية نهوض اقتصادي يوما ما وامكانية الاستفادة من البنك الدولي وصندوق النقد"، لافتا إلى انه "ليس مقبولا ان يهدد فريق بانه يجب ان نضع بند قانون الانتخاب أولا، واذا لم يتم الاتفاق عليه لا يمكن ان نذهب الى بند آخر". وتابع: "ليس صحيحا ان الرئيس السنيورة رفض اقرار سلسلة الرتب والرواتب. هو رفض اقرار السلسلة كما وضعتها لجنة ابراهيم كنعان، اما عندما ترأس جورج عدوان اللجنة وشارك فيها الان عون فوافقنا على السلسلة التي وضعت". وعن جلسة الحوار يوم الاثنين، أوضح ان "موقفنا من الحوار أنه اذا لم ينفع لن يضر، ونحن لم نهدد بعدم الحضور، ولكن لا يمكن أن نقبل أن يحمل حزب الله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مسؤولية إفشال الخطة لأمنية في بعلبك الهرمل. فالناس المطلوبين للعدالة لا علاقة لهم بالمقاومة، ولكن بما انهم تابعون لعائلات موجودة في تلك المنطقة، حزب الله لن يساعد السلطات الامنية للامساك بعصابات كهذه، لأنه ضد قناعتهم ومصلحتهم أن يساعدوا السلطات الامنية اللبنانية وان يوقفوا المطلوبين لأن عائلة الموقوف كلها تصبح ضدهم".

وختم دو فريج: "الحوار يمنع الفتنة السنية - الشيعية من الإنفجار".

 

حرب لوح باللجوء إلى موقف حاسم في قضية النفايات: لقد طفح الكيل والأمر يتجاوز قدرات الحكومة ويستدعي مشاركة الجميع في إيجاد الحل

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - دق وزير الاتصالات بطرس حرب ناقوس الخطر، في قضية النفايات، ودعا الجميع إلى "تحمل مسؤولياته تجاه شعبه"، ملوحا أنه "إذا لم يحصل هذا التجاوب بالسرعة سنضطر إلى إطلاع الرأي العام على كل الحقائق والعقبات والجهات، التي تقف وراءها، كما سنبادر إلى اتخاذ الموقف السياسي الحاسم من هذه القضية. فلقد طفح الكيل". وقال حرب الموجود حاليا في الولايات المتحدة الأميركية في تصريح: "لقد سبق أن حذرنا من مغبة التمادي والغنج من قبل البعض في ملف النفايات، وطالبنا بوجوب تعاون كل الأطراف السياسية والحزبية والإجتماعية والبيئية في معالجة هذه المأساة الوطنية. وجاءت عاصفة البارحة، لتكشف فداحة الأضرار التي ستنتج عن استمرار هذه المشكلة". اضاف "لقد تحول كل لبنان، إلى مكب ومجار متحركة للنفايات، وباتت الأمراض الناجمة عنها متنقلة ومنتشرة في كل المناطق، ولقد وصلنا إلى هذه الحال بسبب تمادي بعض القوى السياسية في استغلال هذا الملف، لتحقيق مصالح سياسية على حساب صحة المواطنين وسلامة البيئة، مما يدعو إلى الخجل والاشمئزاز". وأعرب عن أسفه أن "معظم القوى السياسية والحزبية، لا تزال إما غير مبالية أو ممعنة في تضخيم المشكلة لاستغلالها سياسيا، ناهيك عن فئة تعمل تحت الطاولة وفي الظلام لتحقيق المكاسب المالية". وقال: "لقد سبق أن أثرنا هذا الأمر، وطالبنا كل القوى السياسية التعاون العملي والجدي لحل الأزمة تحت طائلة الذهاب نحو الموقف السلبي، الذي لا نرغبه. لكن من المستهجن أننا نسمع كلاما جميلا، من دون أن نرى نتيجة على الأرض. لقد سبق وحذرنا من التمادي في موضوع قضية النفايات في العمل السياسي للضغط على الحكومة وعلى القوى السياسية لتحقيق أهداف ما، وجاء المطر الغزير أمس ليؤكد ويكشف فداحة الاضرار، التي كنا ننتظرها والتي حذرنا منها". أضاف "وبالنظر إلى تمادي المناورات حول قضية أزمة النفايات، وحول أماكن المطامر وتشجيع بعض القوى السياسية، وبعض الهيئات الشعبية في رفض أي حل لإيجاد مطامر تساعدنا على حل أزمة النفايات، لا بد من دق ناقوس الخطر للمرة الأخيرة، والإعلان أننا كحكومة لا يمكن أن نسكت عما يجري، وعن استعمال صحة المواطنين وراحتهم وبيئتهم مادة للتجاذب السياسي، مما يدعوني - بعد بشاعة الصور والمشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت - إلى التحذير بشكل نهائي من أن التمادي في الامتناع في الاشتراك في حل مسألة النفايات، سيؤدي إلى دفعنا إلى مواقف نتمنى ألا نصل إليها، لأننا نعتبر أنه من غير الجائز، أن تتحول صحة المواطنين وسلامتهم إلى مادة سياسية، يضغط فيها فريق أو فرقاء على آخرين، بل يجب ان تكون مادة تدفع جميع اللبنانيين من سياسيين وبيئيين إلى التعاون في سبيل ايجاد حل لهذه المأساة الصحية والاجتماعية والوطنية التي نعيشها اليوم". ورأى أن "الأمر يتجاوز قدرات الحكومة على الحل، ويستدعي مشاركة الجميع في مسؤولية إيجاده، مما يدفعني إلى رفع الصوت عاليا، والتحذير من أننا لن نسكت، ولن نستسلم للابتزاز الذي يمارس علينا، ولن نقبل باستمرار المأساة"، مؤكدا "على كل منا تحمل مسؤولياته تجاه شعبه، وإذا لم يحصل هذا التجاوب بالسرعة سنضطر إلى إطلاع الرأي العام على كل الحقائق والعقبات والجهات، التي تقف وراءها كما سنبادر إلى اتخاذ الموقف السياسي الحاسم من هذه القضية". وختم "لسنا شهود زور ولن نسكت كما لن نغطي أحدا، ولن نقبل أن يتحول موقعنا من ساعين إلى الحل إلى مغطين لمن يعرقل هذا الحل. فإما أن يتعاون الجميع، وإلا فليتحمل الجميع مسؤولية انهيار السلطة والحكومة. لقد طفح الكيل".

 

التيار النقابي المستقل: إضراب واعتصام في 4 تشرين الثاني لإعطاء 121% لأساتذة الثانوي أسوة بالقضاة وأساتذة الجامعة

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - أعلن التيار النقابي المستقل "تنفيذ الإضراب في 4 تشرين الثاني 2015 مع الاعتصام من أجل إعطاء 121 في المئة لأساتذة التعليم الثانوي أسوة بالقضاة وأساتذة الجامعة، والتصويت بنعم على تحويل الرابطة (رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي) إلى نقابة"، وذلك في بيان صدر عنه وجاء فيه: "إثر ورود الردود المؤيدة للتوصية الأولى الصادرة عن الهيئة الإدارية بإضراب الأيام الثلاثة، طلبنا في اجتماع الهيئة الإدارية آنذاك الالتزام بتنفيذها كاملة دون تجزئة؛ لكن جاء القرار بالإضراب في 20 تشرين الأول فقط. ثم عدنا في الاجتماع الأخير، وطالبنا بتنفيذ كامل التوصية بالإضراب والاعتصام والتظاهر في 26 تشرين الأول و4 تشرين الثاني، التزاما بموقف الجمعيات العمومية التي صوتت بالموافقة بنسبة 80 في المئة، لكن الهيئة الإدارية أقرت العودة إلى الجمعيات العمومية للتصويت على توصية جديدة: بتنفيذ الإضراب في 4 تشرين الثاني مع الاعتصام من أجل إعطاء 121 في المئة لأساتذة التعليم الثانوي أسوة بالقضاة وأساتذة الجامعة، وبما يحفظ الموقع الوظيفي للأستاذ الثانوي في الفئة والرتبة والراتب. وعليه يعلن التيار النقابي المستقل ما يأتي:

1- الموافقة على الإضراب في 4 تشرين الثاني 2015 مع اعتصام مركزي، من ضمن خطة تحرك سبق وطالبنا بها ولم نزل، كي يعلم من خلالها الاساتذة إلى أين هم ذاهبون.

2- التصويت بنعم كبيرة على تحويل الرابطة (رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان) إلى نقابة، وهو قرار سبق أن اتخذته الهيئة الإدارية السابقة للرابطة، ويحتاج الآن إلى موافقة الجمعيات العمومية لوضعه موضع التنفيذ العملي وتكريسه كأمر واقع على الأرض؛ وهو الرد العملي على تهديدات وزير التربية للمدراء والأساتذة عبر المادة 15 من قانون الموظفين التي تقمع الحريات النقابية، والتي تجاوزناها بنضالاتنا وتضحياتنا على مدى عقود.

3- يشدد التيار النقابي المستقل على أولوية الوحدة النقابية التي تضمن الحقوق الخاصة والمشتركة لكل قطاع من القطاعات من دون مقايضة إحداها بالأخرى، وتلك هي مهمة القيادة النقابية، المطالبة بتحقيق ذلك وتحمل مسؤولياتها. لكن في حال عجز هذه القيادة عن تحقيق ذلك، يصبح من حق كل قطاع من القطاعات التحرك دفاعا عن حقوقه، وعما يرى فيه رفعا لإجحاف بحقه وظلامة واقعة عليه.

4- يعتبر التيار النقابي المستقل أي تلبية من قيادة الرابطة (أو هيئة التنسيق النقابية) لدعوة أي من المكاتب التربوية للبحث تحديدا في التحرك النقابي المقرر، تسييسا للعمل النقابي يضعه تحت الوصاية السياسية.

5- إن التردي في العمل النقابي هو من إنتاج هذه السلطة السياسية التي تخربه وتشرذمه بينما تمثل دور "أبو ملحم"؛ وحالة التردي هي من إنتاجها وإخراجها بفعل اصطفاف مكوناتها كافة لمصادرة القرار النقابي المستقل، وانتخاب روابط على أساس المحاصصة الحزبية والتي ما إن أقرت التوصية بالإضراب في 20 و26 تشرين الأول و4 تشرين الثاني 2015، حتى عادت وتراجعت عنها تحت ضغط سلطة الوصاية، ضاربة عرض الحائط بموقف الجمعيات العمومية التي أيدت التوصية بنسبة 80%. أين استقلالية الروابط؟ ألا يؤكد ما حصل عدم استقلاليتها؟

 السلسلة على جدول أعمال الجلسة التشريعية نقول، سبق أن رفضناإلغاء ال60% في هذه السلسلة المسخ التي تعطي أساتذة التعليم الثانوي 73% فقط، بينما أعطت القضاة واساتذة الجامعة وتعطي مكونات أخرى 121%. فماذا فعلتم يا معالي الوزير لتعديلها في اللجان النيابية المشتركة، قبل طرحها في المجلس؟ لا شيء؛ إنكم لا تتحركون إلا لضرب مصداقية الشهادة الرسمية وللضغط على الأساتذة والمعلمين بتهديدهم بلغة خشبية بائدة. فكفاكم تدخلا في العمل النقابي، لستم من يحدد متى تتحرك الرابطة، أو أين وكيف، في حين لا تقومون بما نطالبكم به، ألا وهو العمل على توقيع المرسوم أو جمع تواقيع 10 نواب من مختلف الكتل على اقتراح قانون يعطي أساتذة التعليم الثانوي 121% أسوة بالقضاة وأساتذة الجامعة اللبنانية، ويحفظ موقعهم الوظيفي وفقا للفئة والرتبة والراتب. فكفى وعودا لم يعد أحد يصدقها من اللبنانيين، بعد أن فقدت السلطة الفاسدة ثقة الناس إذ لم تنجح في معالجة أي ملف من الملفات إلا في التمديد لنفسها، وفي قمع الحركة النقابية والحراك الشعبي. وهل هناك دليل أوضح على عجز هذه السلطة، من أكياس النفايات وهي تسبح اليوم في شوارع لبنان"؟.

 

ابو فاعور اتصل بزعيتر وشبيب وحمد: وصلنا الى المحظور والمخاطر الصحية ازدادت

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - كشف وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور انه "سيكون لوزير الزراعة أكرم شهيب جولة تداول أخيرة سيكشف بعدها المستور، اذا لم تسر الخطة"، مضيفا "وصلنا الى المحظور الذي طالما حذرنا منه والمخاطر الصحية ازدادت، خاصة على المدى البعيد نتيجة الترسبات والأولوية لإعادة جمع النفايات التي تبعثرت". ولفت الى انه "سيكون على وزارة الصحة القيام بالكثير من الاجراءات لتفادي الأسوأ، وهناك أضرار صحية وبيئية لم يعد يمكن تداركها بل التخفيف من ضررها نتيجة الترسبات والتأثير على المياه والمزروعات". وكان الوزير ابو فاعور قد اتصل بوزير الاشغال غازي زعيتر ومحافظ جبل لبنان زياد شبيب ورئيس مجلس بلدية بيروت بلال حمد للاطلاع على الاجراءات التي تحصل إثر تساقط الامطار.

 

كاغ في حفل إضاءة تيلي لوميار بالأزرق: الأمم المتحدة تعمل مع لبنان لحل مشاكله وتحقيق رؤيتها في إحقاق السلام

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - شاركت محطة "تيلي لوميار" في الحملة العالمية التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة بمناسبة عيدها السبعين، والتي تتزامن مع يوبيل السنة 25 لتأسيس المحطة، باحتفال أقيم أمام مبنى المحطة في الدورة، حيث أضيء المبنى باللون الأزرق، أسوة ب 250 معلما تاريخيا في أكثر من 65 بلدا في العالم، قامت الأمم المتحدة باختيارها. حضر الاحتفال الممثلة العامة للأمم المتحدة في لبنان وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان بان كيمون، سيغريد كاغ، ممثل وزير الإعلام رمزي جريج مستشاره أندريه قصاص، رئيس مجلس إدارة "تيلي لوميار" و"نورسات" جاك الكلاسي، مدير المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، رئيس بلدية الجديدة- البوشرية- السد أنطوان جبارة، وحشد من الشخصيات والفاعليات الرسمية والدينية والاعلامية والاجتماعية والمواطنين. إستهل الإحتفال الذي قدمته رانيا زهرة شربل بالنشيد الوطني، ثم كانت كلمة للكلاسي قال فيها: "في هذه اللحظة بالذات، تضاء وتشعشع تيلي لوميار باللون الأزرق، تزامنا مع إضاءة رموز وصروح عالمية اختارتها الأمم المتحدة للاحتفال بعيدها السبعين". أضاف: "ليس من الصدفة أن تكون الأمم المتحدة قد انطلقت بعد حروب أدمت الإنسان ودمرت الإنسانية، وليس من الصدفة أن تكون تيلي لوميار، قد ولدت بعد حرب لإعادة بناء الإنسان. وما مشاركة تيلي لوميار وفضائياتها في هذا الإحتفال، إلا تأكيد على التزامها قضايا الإنسان، ومبادئ الأمم المتحدة التي وضعتها الإنسانية مجتمعة بعد اختبار معاناة الحروب وعواقبها. فمن رحم الأحزان والمعاناة يولد الفرح و يولد السلام". وتابع: "لعل هذا اللون الأزرق السماوي، الذي يضيء معالم كثيرة في هذه اللحظات حول العالم أن يكون مستمدا من العلى، فيسكب فينا هذا الحب السماوي، لتنكشف للبشرية قيم الحقيقة والعدالة، حس المسؤولية والسلام. فمن يحدق بذاك الأزرق فمن ذلك السماوي يمتلئ". وأشار إلى أن "رسالة تيلي لوميار تتلاقى ومبادئ الأمم المتحدة، لأنها في كل يوم، في كل ساعة، في كل دقيقة، وفي كل لحظة، تذكر بتلك المبادئ، فلا يوجد برنامج الا وكان هدفه كرامة وسلامة الإنسان. فالعالم اليوم، مهووس ومنشغل بالحرب ضد الإرهاب. والتزامنا مع الأمم المتحدة، كي لا ننسى حروبا أخرى: الحرب ضد الجوع، ضد الفقر، ضد التخلف، ضد الظلم، ضد الكذب، ضد الأنانية، وضد الإباحية"، لافتا إلى أن "عمل تيلي لوميار ما هو الا دعم لمبادئ وعمل الأمم المتحدة، وإنعاش لذاكرة العالم الذي تناسى حقوق الإنسان". ورأى أن "تناسي حقوق الإنسان أوصل إلى أعمال أدت الى أذية الحجر والبشر، فأبادت شعوبا وأزالت حضارات، وزاد من التمييز العنصري بين الشعوب والدول، وزاد من انتشار الإتجار بالبشر، وأدى الى انتشار الظلم والاستبداد، وشجع التعصب وحلل السطو على حقوق الغير وعلى حرية الآخر وكرامته، وزاد من التعدي على الطبيعة والبيئة، وجعل ثلث سكان الأرض يعيشون تحت مستوى الفقر، وجعل 1% من أثرياء الأرض يمتلكون 50% من ثروات الأرض، وسرق من الطفل طفولته، ومن الأم أمومتها، ومن العائلة تماسكها"، لافتا إلى ان "زعماء وسياسيي هذا العالم يتحدثون عن السلام وينادون بعالم أفضل، ويصدحون بخطب رنانة وكل أعمالهم تشير الى عكس ذلك". وأشار الى أن "تيلي لوميار تشارك في هذا الاحتفال لتؤكد مع الأمم المتحدة أن الحب والسلام هما مستقبل البشرية، وركيزة بقائها، ولتعمم ثقافة الإحترام وتعزز الثقة بالآخر. تيلي لوميار تشارك في هذا الإحتفال لنرفع أعيننا وأيدينا الى فوق، فإن لم نرفع أعيننا الى فوق، فلن نرى إلا خرابا ودمار. وإن لم نرفع أيدينا الى فوق تضرعا فسوف نرفعها على بعضنا البعض".

وختم "مبروك للأمم المتحدة عيدها السبعين، وينعاد عليها السبعون، سبعين مرة سبع مرات".

كاغ

وتحدثت كاغ في كلمتها عن "العلاقات التي تربط لبنان والمنظمة، من خلال وجود أكثر من خمسة وعشرين مركزا للأمم المتحدة في لبنان، ومن خلال مهمتها في حفظ السلام". وشددت على أن "الأمم المتحدة وجدت لمساعدة المحتاجين والفقراء ومناصرة المظلومين والمتضررين من النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية". وإذ أكدت أن "الأمم المتحدة تعمل لأجل الانسان وحقوقه، ولبناء السلام العالمي نحتاج لوضع مرتكزاته ونطمح للوصول الى عالم خال من الجوع والحروب والقهر، والعيش الكريم هو حق للجميع"، رأت أن "لبنان له أهمية خاصة وهو يقع في منطقة تتنازعها الحروب والأعمال العنيفة كما يتحمل تداعيات النزوح السوري والفلسطيني". وأشارت إلى أن "الأمم المتحدة تعمل مع لبنان شعبا وحكومة ورجال دين، لحل هذه المشاكل ولتحقيق رؤيتها في إحقاق السلام"، منوهة ب"دور وسائل الاعلام في نشر رسالة السلام"، خاتمة "من هنا رسالة تيلي لوميار في نشر القيم الانسانية وتفعيلها والمساعدة على اختيارها". وبعد إضاءة مبنى التلفزيون باللون الأزرق، قدم الكلاسي درعا تكريمية لكاغ، واختتم الاحتفال بقطع قالب الحلوى.

 

كنعان أكد مشاركة التكتل في حوار الغد: من يعطل الجمهورية هو من يمنع الشراكة

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان، ان "من يعطل الجمهورية هو من يمنع الشراكة الحقيقية"، معتبرا ان "احترام الدستور والانتخابات التي تؤمن العودة الى الشعب هو المطلوب للخروج من المأزق". وقال في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" عبر محطة "LBCI": "سنشارك في الحوار غدا، لأننا نريد إعطاء فرصة للتواصل لتحقيق ما ننادي به، وسنحضر على طاولة الحوار وفق ثوابتنا القائمة على العودة الى الشعب، وتأمين وصول الرئيس القوي، فالصفة الميثاقية لا تقبل البحث. ونحن منفتحون على النقاشات، لكن الدستور والميثاق والشراكة ليسوا وجهات نظر، بل يجب احترامهم وتطبيقهم". وتناول مشهد النفايات في الشوارع، فقال: "من يجب عليه إزالة النفايات اليوم من الشارع، هو من تقاضى على مدى سنوات المليارات ولم يفعل ما هو مطلوب منه. فمشهد النفايات جراء الامطار كارثة مؤسفة، ترتب مسؤوليات وهي نموذج عما كنا ننادي منذ سنوات في مجابهته من خلال المحاسبة"، مضيفا: "لو امنوا للبلديات على مدى سنوات الإمكانات والأموال لما انتظرت احدا، ولكانت رفعت النفايات وعالجتها". وتابع: "نحن لم ننتظر جريمة النفايات لنسعى لايقافها، بل قدمنا الاقتراحات والمراجعات منذ العام 2006. والمطلوب انهاء وضع اليد على حقوق البلديات، ووقف الاحتكار في النفايات. وما يجري يؤكد ان على السلطات المعنية معالجة أسباب اي مشكلة قبل ان تتضخم، وعدم إضاعة الحلول بالمهاترات. فقد عرقلوا حقوق البلديات ويتباكون اليوم، وعرقلوا حل قضية النازحين ولم يسمعوا صوت الضمير الذي رفعناه وصرخوا بعد فوات الأوان". وأكد كنعان "اننا في كباش سياسي نرفض معه الاستسلام للأمر الواقع القائم على ضرب الشراكة، وسنبقى نقاوم الخلل، ولن نقبل الا بانتخابات نيابية قائمة على تمثيل نسبي ورئيس قوي للجمهورية"، معتبرا أنه "من الضروري البحث عن حلول لبنانية داخلية بدل انتظار الخارج والرهان على تطورات المنطقة". وقال: "حلنا أن نتعلم من حرب ال15 عاما ومن وصاية ال15 عاما، أن لا مخارج الا بالشراكة"، مشيرا إلى دعوة الحراك في الشارع إلى "الشراكة في القرار، والاستماع الى هواجسه عبر العودة الى صندوق الاقتراع". أضاف: "خيارنا استقرار البلد والشراكة الفعلية مع الآخر في لبنان. في وقت هناك من لا يريد قانون انتخاب جديد ليستمر بهيمنته على التمثيل الفعلي. فالمطلوب العودة الى الميثاق والدستور والشعب لاختيار ما نريده في الازمات". وردا على سؤال حول المحاسبة، أكد كنعان ان "لا تسويات على المحاسبة وستحصل لان وراءها متابع، ولأنها حق للبنانيين لانهاء الجلجلة التي يعيشونها"، لافتا في السياق عينه إلى أنه "عندما تتاح أمامنا فرصة تصحيح الطائف، لن نقف مكتوفي الايدي لان هناك من تجاوز دستوره والمناصفة التي حددها". وقال: "ليس هدف المسيحيين اخافة أو عزل أحد، بل تحقيق شراكة تحمي الجمهورية وتؤمن ديمومة استقرارها المؤسساتي"، مضيفا: "نبحث مع "القوات" كيفية ردم الهوة التي عمرها 25 عاما من خلال قانون انتخاب وانتخابات نيابية، ولا نسعى الى ثنائيات في وجه أحد. واتفقنا معهم على قراءة واحدة للشراكة والنظام، ونسعى الى قراءة مشتركة لقانون الانتخاب والتشريع". وأردف قائلا: "لو سار الرافضون بتشريع الضرورة منذ اللحظة الأولى بالمفهوم الذي نحدده، لكانوا وفروا على اللبنانيين الكثير من الانتظار"، مشيرا إلى أن "الزيارات المتبادلة بين الرابية ومعراب، تقارب الجلسة التشريعية ومدخلها القوانين التي تضمن إعادة تكوين السلطة". وتابع: "وعدونا منذ سنتين بقانون انتخاب ولم يصدقوا، ووعدونا بالشراكة منذ 25 عاما ولم يطبقوها. لذلك، المطلوب السير بإعادة تكوين السلطة، ونريد البنود المالية من قروض وهبات والمطالب الاجتماعية، وفي مقدمها سلسلة الرتب والرواتب. وسنتفاوض مع القوى السياسية وفي مقدمها رئيس المجلس النيابي، لجدولة هذه القوانين على جدول أعمال الجلسة التشريعية. وسنلتقي مع رئيس المجلس غدا لمقاربة وجهة نظرنا من الجلسة التشريعية، ومصرون على السير بالحلول التي تؤمن إعادة تكوين السلطة". وأكد كنعان أن "من يريد المحاسبة بعيدا من المهاترات، فلينضم الينا لاقرار المحكمة الخاصة بالجرائم المالية"، لافتا إلى أن "الهجوم على التيار في بعض الملفات، هو سياسي بلا اثباتات ولا مستندات ولا حقائق".

 

طلال المرعبي: حدة الخطاب السياسي تضع البلاد أمام تحديات صعبة

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - رأى رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي ،أن "حدة الخطاب السياسي المستعرة في لبنان تضع البلاد أمام مفترق خطر وأمام تحديات صعبة ، وإن تعطيل ما تبقى من مؤسسات دستورية هو انهيار لما تبقى من الدولة. فكيف لهذا البلد أن يعيش في ظل هكذا نظام سياسي يشرع لنفسه قوانين وامتيازات وصفقات ومنظمومات أمنية وغيرها؟"، سائلا: "لمصلحة من سقوط الدولة؟، ولماذا هذا الامعان في تهميش المؤسسات؟" وقال خلال استقباله في دارته في بلدة عيون الغزلان - عكار، فاعليات وهيئات ونقابات بحثت معه أمورا خدماتية وحياتية: "على الرغم من كل ما نشهده من صورة ضبابية معقدة، فاذا كان هناك نوايا صافية وحرص وطني وانقاذ ما تبقى من الدولة، فما يزال هناك فرصة". أضاف: "إن كانت الجلسة النيابية الثلثاء هي لتشريع الضرورة نرى فيها ايجابيات، وحبذا لو كانت لانتخاب رئيس للجمهورية". وتابع: "لا مصلحة لأي فريق سياسي بمهاجمة المملكة العربية السعودية او أي دولة عربية ، لأن ذلك من شأنه أن ينعكس سلبا على الاوضاع الداخلية ، وبخاصة إنهم يساعدون لبنان".

 

جعجع اتصل بعباس معربا عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - أجرى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اتصالا هاتفيا صباح اليوم برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بحيث أعرب جعجع عن تعاطف اللبنانيين مع الشعب الفلسطيني في ما يعانيه ويقاسيه ولاسيما في هذه المرحلة. وجدد جعجع ثقته بحكمة الرئيس عباس لإدارة الأزمة الحالية والخروج منها على أفضل شكل ممكن لمصلحة حقوق الشعب الفلسطيني والسلام في المنطقة.

 

زهرا: لا اشارة لامكان ان يكون قانون الانتخابات في الجلسة المقترحة

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا انه "من حيث المبدأ كان موقفنا واضحا، فعندما وافقنا على تشريع الضرورة، حددنا ما هي الضرورات والاولويات، واولها قانون الانتخاب، وهذا متاح امام الهيئة العامة في الاختيار بين القوانين المقترحة والتصويت عليها، واضفنا قانون استرداد الجنسية بعد ان اخذ سنوات من الدراسة والمراوحة". وقال زهرا في مداخلة عبر صوت لبنان - الضبيه: "الان كلنا نعرف ان هناك ضرورات قصوى على الصعيد المالي، ولكن هناك اولويات اهم، ومثلا اريد ان اسأل في موضوع القروض المهدد لبنان بخسارتها، في النتيجة هذه الا يجب ان تسدد؟ والا تحتاج الى موازنة تتضمن في جزء منها تسديد القروض السابقة والحالية واللاحقة؟ ونحن منذ 10 سنوات بدون موازنة وكل البلد ينتظر سلسلة رتب ورواتب كي تقر والحكومة من شهور لم تنجز موازنة وترسلها الى المجلس النيابي". واكد ان "هناك رسالة سلبية جدا (خاصة للمسيحيين) في ما سمعناه امس، فمن جهة فريق يقول او تأتون وتنتخبون رئيسا كما اريد او استمر في التعطيل؟! وفريق اخر يقول انه سائر في التشريع مهما حدث لانه لن يقبل بخسارة القروض. واسأل: ماذا عن غالبية ساحقة من اللبنانيين مسيحيين ومسلمين ترى ان بداية الاصلاح تبدأ بأقرار قانون انتخابات؟ أليس لهذا الموقف والتمني حساب؟ وردا على سؤال، قال زهرا: "لا اشارة لامكان ان يكون قانون الانتخابات اولا في الجلسة المقترحة، ولكن غدا لناظره قريب، والثلاثاء اجتماع هيئة مكتب المجلس ونرى ماذا سيحصل، ونحن نعرف اهمية بعض القوانين المقترحة، ولكننا نرى الاولوية في قانون الانتخابات". وختم: "لماذا لا يسأل من يعطل انتخابات رئاسة الجمهورية؟ واعتماد الضرورات التي تبيح المحظورات تعودنا على اهمال الدستور في مراحل متتالية، وفي مواضيع متعددة وهذا لا يخدم مشروع الدولة العادلة والسيدة، وهناك حاليا اكثر من وجهة نظر وهناك امور ملحة، ولكن كل فريق عنده اولويات ويجب النظر الى الامور جميعها، ويجب ان نبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، ونحن عندما نقول ان "حزب الله" يعطل الانتخابات، فلدينا بينة على هذا الامر".

 

المطران صياح ممثلا الراعي في ذكرى المونسنيور طعمه: لا نهضة للدول العربية في ظل الأحادية الدينية

الأحد 25 تشرين الأول 2015

وطنية - أحيا آل طعمة في بلديتي الضبية وحارة البلانة وزوق الخراب عوكر وأنطلياس - النقاش، ذكرى المونسنيور يوحنا منصور طعمة، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي العام بولس صياح، في قصر المؤتمرات - النقاش، وفي حضور النائب ابرهيم كنعان ممثلا رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، النائبين إدغار معلوف وفريد الخازن، إيلي الجلخ ممثلا الرئيس أمين الجميل، بيار الجلخ ممثلا النائب سامي الجميل، غابي جبرايل ممثلا الوزير جبران باسيل، إيلي الخوري ممثلا الرئيس ميشال المر، رئيس بلدية الضبية قبلان الأشقر، رئيس بلدية النقاش إيلي أبو جودة، وعدد من الشخصيات الدينية والسياسية والعسكرية ورؤساء البلديات والمخاتير ومحبيه. بعد النشيد الوطني رحبت عريفة الإحتفال صونيا الأشقر بالحضور، وقالت: "لأننا كلنا نحتفل اليوم بذكرى كبير رحل ولا يزال يسكن في أذهان الناس من عرفوه ومن لم يعرفوه، فوقفتنا اليوم كأننا بحضرته يستقبل هذه الجموع الطيبة، بفضل عناق روح الراحل المكرم مع القيم التي أورثتا إياها، وهي شكلت جسر عبور حضاري سجل إسمه على صفحات التاريخ بأحرف من اللاهوت والناسوت".

شيحان

ثم قال المطران جورج شيحان: "يسعدني ويشرفني أن أقف بينكم مطرانا لأبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، وزائرا رسوليا لبلاد شمال افريقيا، حاملا محبة واحترام أبناء الأبرشية المباركين، كذلك تحية واكبارا من الهيئة الإدارية والتعليمية في مدارس القديس يوسف، المدارس المارونية وأيضا من بعض الأحباء الخريجين الذين يحملون في قلوبهم ومسيرة حياتهم اليومية محبة وتقديرا، للعظيم الذي نقف في حضرته اليوم، متأملين ومستحضرين الماضي المجيد، ماضي رسالة وشهادة سطرهما الغائب الحاضر الخوراسقف يوحنا طعمه". وأضاف: "أقف بينكم بعد أن اختارني سينودوس أساقفة كنيستنا المارونية كي أكون الأسقف السابع على رعاية أبنائنا الموارنة في جمهورية مصر العربية، لكي يكون لي شرف مواصلة الرسالة التي حملها أسلافي المطارنة الذين خدموا الأبرشية المارونية العزيزة في مصر والسودان وكانوا رواد شهادة لكنيستنا المارونية الشاهدة في هذا الشرق وفي عالم الانتشار، والتي واكبت رجالا عظاما رواد فكر وثقافة، رجال علم ومعرفة أمثال الخورأسقف يوحنا طعمه، الذي نقف اليوم ولو بعد سنين طوال على غيابه". وتوجه الى المونسنيور طعمه قائلا: "أيها المربي الجليل، ثلاث سنوات مضت على خدمتي للأبرشية في مصر، وما زلت أتلاقى برجال يفخرون أنهم تربوا على يدك ويفخرون ايضا أنهم اخرجوا من المدرسة المارونية - مدارس القديس يوسف في جمهورية مصر العربية". نستذكرك اليوم أيها العظيم من رجال كنيستنا المارونية، لا لنقف على ماض وتاريخ صنعته وحفرته برعايتك الحكيمة، ولكن لكي نتعلم منك كيف زرعت في الأرض الطيبة، وزرعك أثمر ثلاثين وستين ومئة ". وختم: "أيها المربي الجليل الخورأسقف يوحنا طعمه، رسالتك وشهادتك في جمهورية مصر العربية وفي قلب المطرانية المارونية والتي امتدت الى ما يزيد عن الأربعين سنة، ستبقى راسخة في قلوب وحياة من زرعت فيهم محبة العلم والمعرفة والقيم الانسانية والأخلاقية، والتي يتناقلونها الى أولادهم والأجيال المتعاقبة ".

معيكي

وقال الإعلامي ميشال معيكي: "فلاح نبيل في كرم الرب. الاحتفاء بقامة المونسنيور يوحنا طعمه، هو العودة الى زمن المناقب والقيم والعطاء البلا مقابل. قرأنا في المدونات إنجازات له على أرض مصر، وعن المدرسة المارونية في القاهرة، التي حولها بجهود الواثق، صاحب الرسالة، الى واحة معرفية للتربية والتعليم، احتنضت طلابا من شرائح مجتمع مصر، متنوعة الدين والمشارب، فاستحقت حب المواطنين البسطاء، وتكريما من الرئيس جمال عبد الناصر". وأضاف: "يذكرنا المسار الباهر لمكرمنا الجليل في مصر، مع فارق النسبة في البعد والتاريخ، بهجرة نهضويينا في القرن التاسع عشر ومطالع القرن الماضي، يوم وفدوا الى مصر الخديوية، هربا من ظلامية العثمنة، وشقعوا هناك نهضة في الصحافة والمسرح والآدب والفنون والفكر، من جرجي زيدان الى الأخوين تقلا وصروف. كان الزمن سمحا، انسانيا، قابلا للآخر، مفتوح الآفاق، ومنبرا مشرعا بلا عقد للأفكار الليبرالية وعلمانية فرج انطون وشبلي الشميل. وكانت فضاءات الاسلام الرحب، مع الكواكبي والأفغاني ومحمد عبده، فسحة المدى الانساني". وقال: "ذات مرة، بعد لقاء بين المونسنيور طعمه والشيخ عبد السلام سرحان، أحد كبار مشيخة الأزهر، قال احسست أنني صادقته عقودا، مع أني عرفته منذ ساعات"، وأنهى:"إن الأزهر والمارونية شريكان في رسالة العلم". وختم: "كلام قيل منذ أكثر من نصف قرن. ولا حاجة لمقارنات".

طعمه

ثم ألقى رئيس رابطة آل طعمه رشيد طعمه كلمة العائلة وجاء فيها: "ليس الكلام سهلا عن شخصية كبيرة من عائلتي. أحس كمن يمدح نفسه. لكن المونسنيور طعمه، كان شخصية استثنائية طبعت طفولتي ومراحل حياتي. صغيرا، عرفته خالي المونسنيور. كان يأتي من مصر الى لبنان كل سنة، يمضي فصل الصيف بيننا. كنا بفرح الانتظار نترقب وصوله. ونفتقده حين يغادرنا. لعل أجمل ما في ذاكرتي هو عالم القيم والمثال والتفاني أدخلني فيه. أخذني مساره الكهنوتي - التربوي، واذهلني حضوره الدائم، رأيه السديد، كلمته المسموعة وشخصيته الفذة. تجربته التعليمية الرائدة في المدرسة المارونية في مصر، طوال عقود مثال يحتذى في التفاني بلا أي مقابل . علمنا أن العائلة نواة الأصل، وأنها المدماك الأساس المكون للوطن ". وتابع: "نحتفل اليوم بتكريم هذا الوجه المشرق من عائلتنا، ومن قرنة الحمراء، فاننا بفرح واعتزاز نتشرف أن نهدي وطننا، رجلا رفع اسم لبنان في أرض مصر العزيزة وكانت له صداقات وعلاقات متشعبة على أعلى مستويات. يكفي انجازه الكبير في المدرسة المارونية في القاهرة والأجيال التي خرجت خلال توليه ادارتها وتنميتها خلال أربعين سنة من العطاء الزاخر ".وختم : "باسم رابطة آل طعمه، أتوجه الى الجميع بالعرفان والتقدير الكبير مشاركتنا جميعا في تكريم المونسنيور طعمه، كواحد من كبار لبنان وتحية لهم. انه يوم اعتزاز وفرح كبير".

روحانا

ثم كانت كلمة للمطران بولس روحنا جاء فيها: "هي كلمة وفاء باسم نيابة صربا البطريركية، فهذه الأبرشية عام 1970 في نهاية حياة المونسنيور يوحنا طعمه كان لها الحظ أن تستقبل قطعة أرض منه في النقاش ليبني عليها كنيسة مار منصور على إسم والده، وسلمها بالإتفاق مع المطران مخايل ضومط الذي كان مطران الأبرشية آنذاك؛ وكانت بمثابة وديعة راعوية، كحبة الخردل التي بدأت صغيرة ثم نمت وأصبحت اليوم شجرة كبيرة. هذه الوديعة التي تركها لنا مهمة جدا لأبرشية صربا حيث أن منطقة النقاش كانت تفتقر الى كنيسة تجمع الناس الذين بدأوا بالتوافد إليها، ومع اندلاع الحرب عام 1975، ازداد حجم النزوح وأصبحت الكنيسة التي شيدت ودشنت ملتقى لكل اللبنانيين الذين سكنوا منطقة الصبية النقاش ". وتابع: "انهى خدمته في مصر وسلمنا الرعية كمسؤولية، وأنا في هذه المناسبة أحيي هذه المبادرة النبوية، هذا الإستشراف الراعوي، هذا الحب للكنيسة، النابع من تربية الأجيال الى قيام الكنيسة، ونحن نعلم أن الكنيسة هي ملتقى الناس والعائلات". وقال: "في هذه المناسبة أريد أن أذكر بشخص رافق المونسنيور طعمه بتكليف من المطران مخايل ضومط وقد أصبح في دنيا الحق، وقد تسنى لي التعرف عليه عندما أصبحت مطرانا على صربا، وهو منصور ألبير طعمه إبن الذي أشرف على بناء الكنيسة وساهم بتطويرها، ونحن نذكر المونسنيور بالخير ونشكر كل الذين تعاقبوا على إدارة الرعية بروحية المونسنيور طعمه، من رعيان أنطونيين، من كهنة شمامسة، وعلمانيين". وختم: "الكنيسة هي عائلة يسوع، هي جماعة الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها؛ ليس لها حدود جغرافية، الكنيسة هي جماعة الذين يصغون للكلمة ويسمعون إرادة الرب من أي منطقة كانوا، هذا هو واقع كنيسة النقاش التي بناها المونسنيور طعمه".

صياح

وألقى المطران بولس صياح الذي مثل البطريرك الراعي وحمل بركته كلمة جاء فيها: "باسم صاحب الغبطة، أحيي عائلة المونسنيور وآل طعمه الكرام وأبناء قرنة الحمرا قرنة الذهب، وأهنئها بابنها البار، أحيي مجالس بلديات الضبية وحارة البلانة وزوق الخراب - عوكر وانطلياس والنقاش. أهنئكم جميعا بهذه المبادرة النبيلة، وباسم الكنيسة المارونية أشكر لكم ابراز هذا الوجه النير من وجوهها، وقد رفع عاليا اسم لبنان واسم كنيسته من خلال مساهمة نبيلة في تحقيق النهضة الثقافية والتربوية في مصر، هذا البلد الشقيق صاحب التاريخ الحضاري والثقافي المشع، وقد بلغته المسيحية منذ بداياتها؛ فمصر تعتز بحدثين دينيين هما غاية في الأهمية، يعودان الى القرن الأول للمسيحية: أولهما لجوء العائلة المقدسة إليها هربا من الظلم والإضطهاد، وثانيهما تأسيس كنيسة الإسكندرية على يد القديس مرقس. الإسكندرية، تلك المدينة التي امتزجت فيها الفلسفات والأفكار، وغدت مكتبتها معلما ثقافيا مميزا في شرق البحر المتوسط ".

أضاف: "أحيي أخي المطران جورج شيحان راعي أبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان والزائر الرسولي على شمال أفريقيا، وقد كان لي شرف التعاون معه في انشاء رعيتنا في عمان، رعية مار شربل، إبان خدمتي الأسقفية في الأرض المقدسة. وقد شاءت العناية الالهية أن ينتخب أسقفا على أبرشية مصر والسودان وينعم، في ما ينعم، بالإرث التربوي العريق والحضاري المميز الذي خلفه المرحوم المونسنيور يوحنا طعمه الذي نذكره اليوم بكثير من الفخر والاعتزاز. وسأترك لسيادته مهمة الكلام عن هذا الارث". إسمحوا لي أن أشير بايجاز الى أمرين يظهران بعضا مما تميز في إنجازه المونسنيور يوحنا طعمه خلال نحو أربعين سنة قضاها في الخدمة في القاهرة؛ إنهما قيمتان حضاريتان نقلهما من لبنان الى مصر وأخالهما من أهم وأقدس ما يمكن للبنان أن يصدر. لقد حمل المونسنيور طعمه الى مصر أولا، الحداثة في التربية. كان المونسنيور طعمه يعي كل الوعي أن الشأن التربوي أرض مقدسة، فقرر أن يطأها بكل احترام، وقد تميز أسلوبه التربوي بفضيلتين اثنتين، يكادان يكونان الأساس في نجاح كل مهمة تربوية وهما: الإهتمام الفردي بكل طالب، لأن الطالب في فلسفته، المحور ونموه المتكامل هو الهدف والجوهر. وكان يرى فيه صورة الله ومشروع انسان، مواطن متكامل ومسؤول، على المربي أن ينمي فيه الشخصية المميزة بكل أبعادها. فإلى جانب التفوق العلمي المميز في المدارس المارونية، كان المونسنيور يحرص على التفوق في الرياضة، فبلغت أندية مدارسه المرتبة الأولى في مصر كلها أكثر من مرة".

وأضاف: "الفضيلة الثانية التي تميز بها أسلوب المونسنيور طعمه التربوي، حرصه على أن تتم العملية التربوية في مدارسه بشراكة تامة بين أعضاء الأسرة التربوية جميعا، إيمانا منه بأهمية التكامل بين كافة تلك القوى؛ فللأهل ما يقدموه مع الهيئتين الإدارية والتعليمية ومع الطلاب أنفسهم. كان المونسنيور بقدراته القيادية المميزة يعرف كيف يجمع بين تلك القوى، فيقوم هنا ويصحح هناك، ويبدل هنالك، ودائما بأسلوب، قوامه التشجيع والاحترام والتقدير لكل معاونيه، كما لكل طلابه، مهما كان انتماؤهم الديني والمذهبي أو الاتني. هذه هي القيمة الحضارية الأولى؛ الحداثة في التربية".

وأردف: "أما القيمة الحضارية الثانية التي حملها المونسنيور طعمه الى مصر من لبنان، فهي الإيمان بالتعددية وبالحوار واحترام الآخر المختلف. من المعضلات الكبرى التي تنتاب هذا الشرق، اذا لم تكن أكبر معضلاته، هي أن بلدانه، باستثناء لبنان، تدين بالأحادية، فهي ثيوقراطية النهج، ودين الدولة فيها الاسلام، ولا تعرف كيف تفصل بين الدين والدولة، لتتمكن من أن توفق بين الالتزام الديني واحترام من يخالفني في الدين والمعتقد، وتعتمد الحوار العاقل سبيلا الى اتخاذ القرارات العامة. ومن المعلوم أنه ما من نهضة أدبية أو حضارية أو سياسية تحث الا في ظل الفصل بين الدين وممارسة الحكم في الدولة. فالمدارس المارونية في مصر باحترامها لكل الأديان، والمساواة في ما بينها، كانت تشكل واحة حضارية في قلب القاهرة، يقينا من المونسنيور طعمه أنه كلما طغت ممارسة السلطة في المؤسسة أو في البلاد باسم الدين وبحسب شرائعه، تعذر احترام الآخر المختلف واحترام خصوصيته والاقرار بالمساواة معه، وغابت معها القدرة على التفكير النقدي الحر الذي لا تربية حقيقية من دونه، ولا حتى من حياة كريمة بمعزل عنه. هذه الروح حملها المونسنيور طعمه الى مصر إيمانا منه بأنها أفضل ما يمكن للبنان الرسالة أن يصدره الى بلدان هذا المشرق التي تبحث هائمة على وجهها عن ربيع عربي، وهذا الربيع لن يأتي، ولن يكون حقيقيا إلا إذا بني أولا على احترام حقوق الآخر المختلف، وفي مقدمها الحرية بكل أنواعها وعلى رأسها، حرية الضمير، وإذا ما ارتكز ثانيا على أسس ديمقراطية حقيقية. فبلداننا لن نتمكن من أن ترى ربيعا حقيقيا إلا اذا ما عرفت كيف تحترم الانسان بكل حقوقه، وتساوي بين الناس جميعا أمام الدولة والقانون، مهما كان دينهم ومعتقداتهم والاتنية التي إليها ينتمون". واضاف صياح: "هذه القيم وسواها التي حملها المونسنيور طعمه الى مصر، وأضافها الى ما في هذا البلد العريق من فضائل وقيم، جعلته يحظى من أجل نهجه التربوي ومساهمته الحضارية، باحترام الجميع وتقديرهم، من كبار الحكام كالمغفور له الرئيس جمال عبد الناصر، الى أبناء الشعب المصري، في حي الضاهر الشعبي حيث قامت المدارس المارونية واشتهرت. وقد حظي المونسنيور طعمه أيضا، بتكريم رئاسة الجمهورية اللبنانية وبعدد من أوسمتها، كما نعم بتقدير البطريركية المارونية وشكرها لأنه رفع اسم لبنان والكنيسة عاليا حيثما حل. وها نحن اليوم نؤكد من جديد هذا التقدير ونكرر الشكر وفي نفوسنا شعور بالكثير من الفخر والاعتزاز ". وختم : "رحم الله المونسنيور يوحنا طعمه رحمة واسعة، عاشت المدارس المارونية في مصر وعاش لبنان ". واختتم الإحتفال بكوكتيل أقيم للمناسبة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: إيران دولة راعية ومصدرة للإرهاب

اعتبر وزير الخارجية عادل الجبير الجمهورية الإيرانية عنصرا للشر لا للأمان في المنطقة، متمنيا أن تكون إيران داعمة للاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن ما تقوم به طهران حاليا لا يخدم أمن واستقرار الدول، واصفا إياها بأنها بلدا راعي ومصدر وداعم للإرهاب. وقال الجبير على ها مش لقاءه بنظيره الأميركي جون كيري، أن الوضع في سوريا كان على رأس المباحثات بين الجانبين السعودي والأميركي، مبينا أنه جاري البحث عن آلية لحشد المجتمع الدولي، وذلك لتطبيق الرؤية الخاصة بمستقبل سورية على ضوء “جنيف1”. وأضاف الجبير أن هذه الرؤية تتمثل في تشكيل لجنة انتقالية تتولى السلطة في سوريا وتحافظ على مؤسسات البلد المدنية والعسكرية، وتضع دستورا جديدا لسوريا، كما وتهيئ البلد لانتخابات، ولا يكون للأسد دور في مستقبل سوريا. واعتبر الجبير الجمهورية الإيرانية بأنها دولة محتلة لأراضي عربية وتتدخل في المنطقة بشكل سلبي، وأنها دولة راعية ومصدرة وداعمة للإرهاب، مستبعدا أن يكون لها دور ايجابي، أو يساهم في الأمن والاستقرار، مردفا بالقول: “نتمنى أن تغير إيران أسلوبها في التعامل مع دول المنطقة، وأن تكون عنصر للأمان وليس للشر”. وعن إمكانية مشاركة إيران في تهيئة مستقبل سوريا كشريك ضمن دول العالم الساعين لحل الأزمة السورية، أشار الجبير إلى أن هناك أفكار مقدمة من دول وتم طرحها خلال اجتماع فيينا أول من أمس؛ لكن كافة الاقتراحات لا تزال تدرس.

 

مصر والسعودية: تطابق وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية كافة وتوافق في الرؤى بشأن حل الأزمة السورية

القاهرة – أ ش أ، رويترز: أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره السعودي عادل الجبير، أمس، تطابق وجهات النظر بين القاهرة والرياض حيال القضايا الإقليمية كافة ذات الاهتمام المشترك. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده شكري والجبير في ختام محادثاتهما التي استمرت نحو ساعتين ونصف الساعة في القاهرة، واستقبل بعدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية السعودي، حيث جرى بحث في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة. وأوضح شكري أن »المحادثات تركزت على العلاقات الثنائية والرغبة المشتركة لتعزيز هذه العلاقات وايجاد مجالات جديدة لتوثيقها لاستخلاص المصلحة المشتركة«. وأضاف إن اللقاء تناول أيضاً الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقضية الفلسطينية وآخر المستجدات بالنسبة للأزمة السورية ولقاء فيينا والأوضاع في اليمن وليبيا ومجمل ما هو مرتبط بالأمن القومي.

وشدد على وجود توافق في الرؤى والاهتمام بهذا الأمر حيث إنه أمر حيوي بالنسبة لأمن واستقرار البلدين والاستقرار الإقليمي بشكل عام، مؤكداً أنه »تم الاتفاق على أهمية أن يتم تناول قضية الأمن القومي العربي بما هو متوافر من مقدرات البلدين، ولا نقبل المساس بالأمن القومي العربي من خارج هذا الإطار العربي«. وشدد شكري على أن التواصل مستمر بين البلدين، معلنا أنه تم الاتفاق على تفعيل وتيرة المشاورات السياسية بين القاهرة والرياض، إذ سيتم الاسراع بذلك لكي تعقد بشكل ربع سنوي أو بوتيرة أسرع وفقاً للاحتياج لكي يكون هناك مزيد من تبادل وجهات النظر حيال القضايا التي تهم البلدين »لأننا نشعر أننا بلد واحد ومصلحة مشتركة«. وبشأن اليمن، قال شكري »نحن جزء أصيل من المشاركة مع السعودية في ائتلاف دعم الشرعية، ونرى في التطورات التي طرحها الجبير تتويجاً للإطار السليم الذي يحافظ على الشرعية في اليمن ووحدة الأراضي اليمنية واستقرارها بعيدا عن أي تدخلات خارجية تؤثر على الأوضاع والتوافق الداخلي الذي يدعم الشرعية«. وأضاف »نحن ننسق بشكل وثيق وندعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلك في إطار من السعي المشترك لاستقرار المنطقة«. وشدد شكري على عدم وجود خلاف في مواقف البلدين في ما يتعلق بسورية، قائلاً »لم يكن هناك في السابق تباينا، وليس هناك الآن اختلاف، والتنسيق بيينا وثيق في معالجة القضية السورية، ونهدف إلى تحقيق نفس النتائج بنفس الأسلوب الذي يحقق أمن واستقرار سورية«. بدوره، أكد الجبير عدم وجود خلاف بشأن الأزمة السورية، قائلاً إن »الموقف المصري يتطابق مع الموقف السعودي، فكلانا يريد عملية انتقالية في سورية، كلانا يريد أن نحافظ على المؤسسات، وكذلك نسعى لنحقق للشعب السوري مستقبله«. وقال في المؤتمر الصحافي »بالنسبة للقضية السورية هناك تشاورات قائمة ومستمرة في المجتمع الدولي حيال كيفية تطبيق مبادئ »جنيف 1« ونحن ملتزمون بذلك عن طريق تأسيس هيئة انتقالية للحكم تضع دستوراً جديداً، وتدير المؤسسات المدنية والعسكرية وتحضر لانتخابات جديدة«. واستبعد أن توافق السعودية على أي دور لرئيس النظام بشار الاسد في مستقبل سورية، قائلاً »لا يكون لبشار الاسد أي دور في مستقبل سورية. هذا هو موقف المملكة وموقف معظم دول العالم. وأعتقد أنه في الحل النهائي كلنا يريد أن تكون سورية بلدا موحدة يعيش فيها جميع الطوائف بمساواة وتكون بلداً خالية من أي قوات اجنبية. هذا ما نريده لسورية«. وأوضح أن »المفاوضات الان قائمة على كيفية تطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع وأعتقد أن هناك بعض التقدم الذي حدث و(هناك) تقارب في المواقف التي تهدف الى ايجاد حل للازمة السورية ولكن لا أستطيع أن أقول لك اننا وصلنا الى اتفاق بعد. نحتاج الى مزيد من المشاورات ومزيد من المباحثات لنصل الى هذه النقطة«. وإذ أكد تطابق وتوافق الموافق بين القاهرة والرياض مشيراً إلى متانة العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، تطرق الجبير إلى الشأن اليمني، مشيراً إلى أن »هناك اتفاقا بين الأطراف اليمنية لعقد محادثات للوصول إلى حل سلمي مبني على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن 2219، بحيث تؤدي هذه المحادثات إلى تحقيق تقدم في العملية السلمية في اليمن لينتقل من مرحلة الحرب والدمار إلى مرحلة السلم وإعادة الإعمار، ونحن نؤيد هذه الجهود، وتحدثنا عن التركيز على الجانب الإنساني وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق«.

 

واشنطن خفضت مساعدتها المالية للسلطة الفلسطينية

عمان – أ ف ب: أكد ديبلوماسي أميركي، أن الولايات المتحدة خفضت قيمة المساعدة المالية التي تمنحها سنويا للسلطة الفلسطينية، وذلك احتجاجا على ما تعتبره «اجراءات غير مفيدة» اقدمت عليها القيادة الفلسطينية. وذكر موقع «المونيتور» الالكتروني الاخباري، أول من أمس، أن وزارة الخارجية الاميركية ابلغت الكونغرس بانها تعتزم خفض مساعدتها السنوية للسلطة الفلسطينية بمقدار 80 مليون دولار. وأضاف الموقع إن واشنطن رصدت في بادئ الأمر مبلغ 370 مليون دولار لمساعدتها المالية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة للسنة المالية 2016، لكنها قررت لاحقا خفضها إلى 290 مليون دولار. وخلال زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى عمان أول من أمس، أكد ديبلوماسي اميركي، أن «قرار خفض المساعدة للسلطة الفلسطينية اتخذ في الربيع الماضي». وأوضح أن «عوامل عدة ساهمت في اتخاذه من بينها اجراءات غير مفيدة اتخذها الفلسطينيون اضافة الى الضغوط التي ترزح تحتها موازنة المساعدة الدولية» الاميركية. وأكد أن القرار ليس مرتبطا مباشرة بموجة العنف المستمرة منذ قرابة شهر بين اسرائيل والفلسطينيين، مضيفاً «أبدينا بوضوح قلقنا من الخطاب التحريضي في الأسابيع الأخيرة». ولم يحدد الديبلوماسي الاجراءات الفلسطينية التي كانت أحد أسباب تقليص المساعدة المالية، لكن الموقع ربط القرار باصوات علت في الكونغرس تندد بـ»التحريض» الفلسطيني.

 

العاهل الأردني يعين الفايز رئيساً لمجلس الأعيان

عمان – أ ش أ: أصدر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مرسوماً ملكياً بتعيين فيصل عاكف الفايز رئيساً لمجلس الأعيان اعتباراً من، أمس، خلفاً لعبد الرؤوف الروابدة. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن المرسوم الملكي بتعيين الفايز رئيساً لمجلس الأعيان صدر بمقتضى المادة 36 من الدستور. ويتألف مجلس الأعيان بما فيه الرئيس من عدد لا يتجاوز نصف عدد مجلس النواب، حيث يتم تعيين الأعضاء من قبل الملك مباشرة ضمن شروط حددها الدستور. ويعين رئيس مجلس الأعيان من قبل الملك بإرادة ملكية سامية، علماً أن مدة رئاسة المجلس هي سنتان يجوز فيها إعادة تعيين رئيس المجلس. يشار إلى أن الفايز (63 عاماً) كان رئيساً للوزراء وزيراً للدفاع الأردني خلال الفترة من العام 2003 إلى العام 2005. كما كان الفايز رئيساً لمجلس النواب السادس عشر وعضواً لمجلس الأعيان (الـ21 و22 و23 و26) ونائباً أول لرئيس المجلس) ورئيساً للديوان الملكي الهاشمي في العام 2005.

 

الأسد مستعد لتنظيم انتخابات بعد «تحرير» سورية من «داعش»

موسكو – ا ف ب: أعلن نائب روسي يزور دمشق، أمس، أن رئيس النظام بشار الاسد أبدى استعداده لتنظيم انتخابات رئاسية في سورية والمشاركة فيها، لكن فقط حين «تتحرر» البلاد من تنظيم «داعش». وقال النائب الكسندر يوشتشنكو في ختام لقاء ضمن وفد مع الأسد في دمشق «انه مستعد لتنظيم انتخابات بمشاركة كل القوى السياسية التي تريد ازدهار سورية»، لكن فقط حين «تتحرر» سورية من «داعش». واضاف يوشتشنكو بعدما شارك في لقاء استمر ساعة ونصف الساعة مع رئيس النظام إلى جانب نواب روس وشخصيات اخرى، ان الاسد ينوي المشاركة في الانتخابات «إذا لم يكن الشعب معارضاً» لذلك، و»هو واثق من نفسه تماماً». من جهتها، نقلت وكالة أنباء النظام «سانا» عن الأسد تأكيده خلال اللقاء مع الوفد البرلماني الروسي ان «القضاء على التنظيمات الارهابية» من شأنه ان يؤدي إلى حل سياسي للنزاع. وقال في هذا السياق إن «القضاء على التنظيمات الارهابية من شأنه ان يؤدي الى الحل السياسي الذي نسعى إليه في سورية وروسيا ويرضي الشعب السوري ويحفظ سيادة سورية واستقلالها ووحدة اراضيها». كما أعرب عن «تقديره للمواقف الروسية الداعمة للشعب السوري والتي تجلت أخيراً في دعم القوى الجوية الروسية للقوات المسلحة السورية في حربها ضد الارهاب». واعتبر الأسد ان الموقف الروسي هو بمثابة «كتابة تاريخ جديد لأن هذه الحرب ستحدد مستقبل المنطقة والعالم والانتصار ضد الإرهاب سيحمي ليس سورية فقط بل جميع الدول»، على حد زعمه. ومن المتوقع ان يثير كلام الاسد غضب مقاتلي المعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب، بالاضافة الى واشنطن وحلفائها الذي يكررون ان لا مستقبل للاسد في سورية. ويشدد بعض معارضي الأسد على ضرورة رحيله خلال المرحلة الانتقالية، فيما يصر آخرون على ضرورة تنحيه فوراً. أما روسيا، أحد الداعمين الرئيسيين للنظام السوري، فتعتبر أن الشعب السوري هو من يقرر مصير الأسد. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن اول من امس أنه آن الأوان للتحضير لانتخابات في سورية، معتبراً ان الموقف الغربي يبدو انه يتغير ويتجه «نحو فهم افضل» للوضع في سورية.

 

الرياض: إيران دولة مصدرة وراعية وداعمة للإرهاب وتتدخل في شؤون المنطقة

اتفاق أميركي – سعودي على تكثيف الدعم للمعارضة السورية

الرياض – وكالات: أعلنت واشنطن أنها اتفقت مع الرياض على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة، والسعي في الوقت نفسه لإيجاد حل سياسي للأزمة على أساس بيان «جنيف 1»، من دون أن يكون لرئيس النظام بشار الأسد أي دور في مستقبل سورية. وجاء الإعلان الأميركي عقب زيارة لوزير الخارجية جون كيري إلى الرياض، مساء أول من أمس، حيث أجرى محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف وكبار المسؤولين السعوديين، تركزت على الأوضاع في المنطقة، خاصة الملفين السوري والفلسطيني. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن الجانبين السعودي والأميركي «تعهدا مواصلة الدعم وتكثيفه للمعارضة السورية المعتدلة وفي الوقت نفسه متابعة المسار السياسي». من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن خادم الحرمين استقبل مساء أول من أمس في قصر العوجا بالدرعية وزير الخارجية الأميركي، حيث جرت مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومجمل الأحداث التي تشهدها المنطقة، خاصة ما يتعلق بمستجدات الأحداث في الأراضي الفلسطينية وأهمية تأمين الحماية للشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة السورية. إلى ذلك، اجتمع ولي العهد الأمير محمد بن نايف مع كيري بحضور كبار المسؤولين في مقدمهم ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وبحث آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة تجاهها وموقف البلدين منها. وفي تصريحات إلى الصحافيين، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن المحادثات مع نظيره الأميركي تناولت قضايا إقليمية عدة. وأكد توافق الرؤى بشأن ضرورة إيجاد حل سياسي في سورية، يعتمد على مبادئ «جنيف 1»، وتشكيل هيئة انتقالية تتولى السلطة في سورية، وتحافظ على مؤسسات الدولة، وتضع دستوراً جديداً في البلاد، مجدداً التشديد على عدم وجود مكان للأسد في مستقبل سورية. وبخصوص الملف الفلسطيني ، شدد الجبير على ضرورة وضع حد للتصرفات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وبشأن إيران، أعرب وزير الخارجية السعودي عن الأمل أن تكون هذه الدولة عنصراً لدعم الإستقرار في المنطقة وليس عنصر شر، مضيفا إن «إيران دولة مصدرة وراعية وداعمة للإرهاب وتتدخل بشؤون المنطقة بشكل سلبي وينظر لها أنها دولة محتلة لأراض عربية في سورية». من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي ان كيري الذي قام بجولة في المنطقة سعيا لارساء تهدئة بين اسرائيل والفلسطينيين والوصول الى حل سياسي للازمة السورية، حل مساء اول من امس ضيفاً على مأدبة عشاء أقامها على شرفه الملك سلمان وشارك فيها عدد من أركان الحكومة السعودية. واضاف كيربي ان الوزير الاميركي «شكر الملك على الدعم الذي تقدمه السعودية للجهود المتعددة الاطراف الرامية لحصول انتقال سياسي في سورية»، وان «الطرفين شددا على ضرورة تعبئة المجتمع الدولي باتجاه تحقيق هذا الهدف وجددا التأكيد على أهمية عملية انتقالية من دون الأسد».

 

في عملية هي الأولى من نوعها «داعش» يعدم جندياً بقوات الأسد دهساً بدبابة

وأظهر شريط مصور نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجندي وهو يرتدي «اللباس البرتقالي» ويجثي على ركبتيه، وقال في اعترافاته إن اسمه فادي عمار زيدان ويبلغ من العمر 19 عاماً وينحدر من قرية سيانو بمنطقة جبلة في ريف اللاذقية الجنوبي. وأضاف العنصر في اعترافاته «التحقت بالجيش بعقد مع المخابرات الجوية، وسجلت العقد بمطار حماة، وأرسلوني لأداوم في حقل الشاعر، وبقيت للشهر السابع وأرسلوني بعدها لمنطقة اسمها جزل، وبقيت فيها أربعة أيام وداعش أتى بي، وأنا كنت بمنطقة جزل وكان اختصاصي سائق دبابة، وأنا دعست على جثث لجنود داعش بالدبابة». وبعدها أظهر الشريط عنصراً من تنظيم «داعش» يقف خلف عنصر قوات النظام، وقال «إن هذا المرتد النصيري النجس قد دعس إخواننا وهم أموات بالدبابة لذلك تقرر أن يدعس بالدبابة وهو حي». وظهر عنصر قوات النظام وهو مكبل ويقف في وسط شارع وقد أحاط به عدد من عناصر التنظيم ومن أمامه دبابة تتقدم نحوه، ليقوم سائق الدبابة بدهسه وإكمال طريقه بالدبابة فوق الجثة ما أسفر عن هرسها. وذكر موقع «العربية نت» الإلكتروني أن هذه معلومات وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نهاية سبتمبر الماضي، مؤكداً أن «داعش» سيعدم عناصر من قوات النظام، دهساً بالدبابات. ولفت إلى أن عملية الإعدام هذه هي الأولى من نوعها التي ينفذها التنظيم بحق أسرى ومختطفين لديه في مناطق سيطرته بسورية.

 

عربي إسرائيلي يتسلل إلى سورية بالقفز بمظلة

القدس – أ ف ب، الأناضول: تسلل شاب عربي اسرائيلي الى سورية عبر القفز بالمظلة رغبة منه على ما يبدو للانضمام الى قوات المعارضة. وذكر الجيش الاسرائيلي، في بيان، أمس، أن «وحدة مراقبة رصدت مواطنا اسرائيليا يدخل الأراضي السورية باستخدام مظلة» ليل أول من أمس. وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلا عن مصادر إسرائيلية لم تكشف عن هويتها، قولها إن الشاب، مواطن إسرائيلي من أصل عربي، يسكن في قرية جلجوليا، ويبلغ من العمر 23 عاما، واجتاز الحدود الإسرائيلية السورية، جنوب هضبة الجولان، بواسطة طائرة شراعية». وأضافت الإذاعة إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الشاب نسق هبوطه، مع عناصر في الجانب السوري من الحدود، بهدف الانضمام الى أحد الفصائل المقاتلة. من جهتها، نفت كتائب شهداء اليرموك التي تدعم تنظيم «داعش» في درعا جنوب سورية على صفحتها بموقع «فيسبوك» أسر أي اسرائيلي. وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، في بداية الاجتماع الاسبوعي لحكومته، أمس، أنه سيتخذ اجراءات لسحب الجنسية من «الاسرائيلي الذي عبر حدودنا في الجولان للانضمام الى قوات العدو في سورية». وبحسب جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) فان نحو 45 عربيا اسرائيليا انضموا الى المتطرفين في سورية، ودخلوا في الغالب من تركيا.

 

جولة للسيسي في الهند والإمارات والبحرين

القاهرة – وكالات: يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غداً الثلاثاء جولة خارجية تشمل كلاً من الإمارات والهند والبحرين. وقال المتحدث باِسم الرئاسة علاء يوسف في تصريح صحافي، أمس، إن السيسي سيبدأ الجولة الخارجية بزيارة إلى الإمارات في إطار متابعة التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين. وأضاف إن المحادثات ستُركز على سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الأصعدة، خصوصاً في ظل اتساع دائرة انتشار الإرهاب والفكر المتطرف، لافتاً إلى أن السيسي سيتوجه بعد ذلك إلى الهند للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الهند – إفريقيا. ويختتم السيسي جولته بزيارة المنامة، حيث سيلتقي العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإجراء محادثات تتعلق بسبل تعزيز العلاقات الوثيقة والمتميزة بين البلدين.

 

التحالف الدولي: الحرب على «داعش» قد تستمر خمس سنوات في العراق

بلير أقر بالصلة بين غزو 2003 وظهور التنظيم

بغداد – وكالات: أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، أن القضاء على التنظيم المتشدد في العراق سيستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات. وقال المتحدث باسم التحالف ستيف وارن، خلال مؤتمر صحافي في مبنى السفارة الأميركية ببغداد، إن «قوات التحالف حققت في الفترة الاخيرة الكثير من الأهداف الجوية في معارك تطهير بيجي، بالتزامن من تقدم القوات العسكرية العراقية على الأرض»، لافتاً إلى أن «تنظيم داعش لم يعد قوياً ومتمكناً في العراق مثلما كان عليه العام 2014». وأقر وارن بعدم إمكانية هزيمة التنظيم المتشدد بالاعتماد على الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي منذ أغسطس 2014، مضيفاً إن «المعركة تتطلب تواجد قوات عسكرية برية، وهو ما كان حاضراً في معارك التطهير الأخيرة». كما أكد وارن أن قوات التحالف أخطرت الحكومة العراقية قبل تنفيذ مهمة انقاذ في مدينة الحويجة بمشاركة قوة خاصة أميركية ومقاتلين بيشمركة أكراد الخميس الماضي والتي أفضت إلى تحرير 69 رهينة ومقتل جندي أميركي. وأشار إلى أنه بعد انتهاء العملية قصفت طائرات «اف 15» السجن وسوته بالأرض حتى لا يستخدم مرة أخرى «موقعاً للتعذيب». وبشأن الضربات الجوية الروسية في سورية قال وارن، إن «التحالف يراقب الضربات الروسية في سورية للاطلاع على سير تلك العمليات».

ووصف الضربات الروسية بأنها «غير منضبطة وغير مسؤولة وستسهم وتهدف إلى بقاء الأسد في سورية، كما ستسهم في زيادة معاناة السوريين». من جهة أخرى، جدد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اعتذاره، أمس، عن جوانب معينة من غزو العراق في العام 2003، مضيفاً إن هناك «شيئا من الحقيقة» في ارتباط الغزو بظهور «داعش».ومع ذلك، أصر بلير على أنه لم يندم على الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، معرباً عن أسفه للاخفاقات الاستخبارية والأخطاء في التخطيط. وقال بلير في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الأميركية «اعتذر عن حقيقة أن المعلومات الاستخبارية التي تلقيناها كانت خاطئة، وأعتذر ايضا عن بعض الاخطاء في التخطيط، وبالتأكيد عن خطئنا في فهم ما سيحدث بمجرد اطاحة النظام». وأضاف «أجد صعوبة في الاعتذار عن الاطاحة بصدام (حسين)، أعتقد، حتى اليوم في العام 2015، ان عدم وجوده هناك أفضل». واقر بلير بأن هناك «شيئا من الحقيقة» في القول إن غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا أدى الى ظهور تنظيم «داعش» في سورية والعراق، مضيفاً «بالطبع، لا يمكن القول إن أولئك الذين اطاحوا بصدام في العام 2003 يتحملون مسؤولية الوضع في العام 2015». ورأى أن «المهم أن ندرك في مكان ما، أولا، أن الربيع العربي الذي بدأ في العام 2011 له تأثيره على العراق اليوم، وثانيا أن داعش برز الى الساحة من سورية وليس من العراق».

 

34 نائباً أردنياً يدعون إلى قطع أذرع نظام طهران في الدول العربية ودعوا للاعتراف بالمقاومة الإيرانية

أكد 34 من نواب البرلمان الأردني، أمس، أن قطع أذرع النظام الإيراني في الدول العربية هو الحل الوحيد والمؤثر لوقف الاعتداءات المتواصلة له، وشددوا على أن الوقت حان للاعتراف بالمقاومة الشرعية للشعب الإيراني ضد الحكام المتسلطين على رقابه. ففي بيان صحافي وقعه 34 نائباً أردنياً، تلقت «السياسة» نسخة منه، شددت اللجنة البرلمانية الأردنية من أجل إيران حرة التي يترأسها الدكتور محمد الحاج على ضرورة العمل من أجل قطع أذرع النظام الإيراني المعتدي خاصة في العراق وسورية واليمن ولبنان، مؤكدة أن مبادرة الدول العربية المشتركة تجاه اعتداء النظام الإيراني في اليمن أظهر أن الحل الوحيد للتصدي الفاعل والمؤثر تجاه اعتداءاته هو إبداء الحزم والوقوف بوجهه بشكل جدي وفاعل مع تعزيز التحالف المبدئي بين المقاومة الايرانية من جهة والقوى والاحزاب والشخصيات المناهضة للتطرف الديني والارهاب الايراني في المنطقة. وقال النواب إن تدخلات هذا النظام وتأجيج الحرب في أرجاء المنطقة حصدت إلى الآن أرواح مئات الآلاف من المواطنين في الدول العربية، وعرضت أمن واستقرار هذه الدول للخطر، وأوضحوا أن الغاية من هذه التدخلات وإثارة الحروب ليست إلا التغطية على دوامة الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الخانقة والمستعصية التي تحدق بالنظام، وذلك عبر تصديرها إلى خارج حدوده. وأضافوا أن السبيل الوحيد للحد من تدخلات نظام ولاية الفقيه في دول المنطقة هو بالوقوف بوجهه وليس تجاهله أو غض النظر عن تدخلاته، لأن هذا النظام يستغل أية حالة تراخ أو تراجع أو تضعضع أمامه حيث ان أية مواجهة لمخططات هذا النظام الدموي ستجبره على الانسحاب والهروب خصوصاً أنه حالياً في أضعف حالاته. وشددوا على أن النظام الإيراني المعتدي هو قلب الأزمة في المنطقة، وهو أستاذ متمرس في اختلاق الفوضى والازمات ونشر الجريمة والارهاب، ويجب قطع أذرعه في جميع دول المنطقة لا سيما في العراق وسورية واليمن ولبنان، ويعتبر ذلك شرطا ضروريا لاجتثاث التطرف والتشدد في المنطقة، كما أن أي تعاون مع هذا النظام يؤدي إلى تشديد الأزمات وتأجيج الحروب المذهبية والطائفية. وقال النواب في بيانهم إن الوقت قد حان لكي تعترف الدول العربية بالمقاومة الشرعية للشعب الإيراني ضد النظام الحاكم في إيران التي أثبتت كفاءتها وأهليتها. وأشاروا الى الأعمال القمعية والحصار المفروض على اللاجئين الإيرانيين في مخيم ليبرتي قرب مطار بغداد الدولي حيث يستقر نحو ثلاثة آلاف من أعضاء منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية، وقتل 117 منهم إلى الآن جراء الهجمات الإجرامية من قبل عناصر النظام الإيراني حيث توفي 27 آخرون بالموت البطيء بسبب الحصار الطبي اللا إنساني المفروض عليهم. وطالبوا بتوفير الحماية للسكان من قبل الحكومة العراقية والولايات المتحدة والأمم المتحدة والإعتراف بمخيم ليبرتي مخيماً للاجئين ورفع الحصار عنه، وإستبدال إدارة المخيم بأفراد يتمتعون بالنزاهة والحيادية وغير مرتبطين أو تابعين للنظام الايراني.

 

العربي الجديد: خطة التفاف السيسي على ضعف الشعبية:المستقلون إلى حب مصر

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: تتكثف حركة بحث "عقول" السلطات المصرية عن مخرج لأزمة الشعبية التي تُرجمت في الجولة الأولى من الانتخابات العامة التي يصفها البعض، بأنها لم تؤمن لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي سوى "مشروعية الصناديق الفارغة". وتفيد أحدث معلومات "العربي الجديد"، بأنّ السيسي لم يوافق حتى ا?ن على فكرة تشكيل حزب جديد لقائمة "في حب مصر" من داخل البرلمان، أو على فكرة أخرى بتقوية ودعم وإعادة صياغة صورة حزب "مستقبل وطن" الذي يرأسه الشاب المقرب من السيسي محمد بدران. أمام استمرار هذا الرفض، علمت "العربي الجديد" أن المستشار القانوني للسيسي، محمد بهاء أبو شقة، عقد، أخيراً، اجتماعاً سرياً مع قيادات قائمة السلطة "في حب مصر" التي حصلت حتى الآن على 60 مقعداً في مجلس النواب المقبل، تم خلاله استعراض أسماء المرشحين الفرديين المستقلين المنتقلين إلى جولة ا?عادة، كما بحث دعم القائمة لعدد منهم إلى حين فوزهم، استعداداً لضمهم إلى صفوف ا?غلبية البرلمانية بعد انتهاء ا?نتخابات. وتشير المصادر أنفسها، إلى أنّ ا?جتماع ناقش خططاً محتملة عدة لتكوين ظهير سياسي قوي شعبي للسيسي من داخل البرلمان المقبل، بما في ذلك خطة لتحويل القائمة ا?نتخابية إلى حزب سياسي، ليكون أكثر تأثيراً في المشهد السياسي، وبذلك ? يتكرر فشل رموز القائمة في إقناع المواطنين بالمشاركة في ا?نتخابات، على الرغم من الدعم ا?مني والسياسي وا?علامي المطلق للقائمة ومرشحيها في دوائرهم. وتعيد فكرة استمالة المستقلين إلى الأذهان، سياسة الحزب الوطني المنحل في عهد أمين تنظيمه السابق، الراحل كمال الشاذلي، الذي كان يستميل المستقلين الناجحين في ا?نتخابات، الذين هم خارج الحزب لضمّهم إليه، أو ضمّهم إلى الكتلة البرلمانية إذا كانوا أساساً من أعضاء الحزب الوطني، ولم يخوضوا ا?نتخابات باسمه. ويشير مراقبون قانونيون إلى أنّ هناك عائقاً قانونياً أمام تنفيذ هذا السيناريو، باعتبار أنّ قانون مجلس النواب الحالي يمنع تغيير صفة النائب من مستقل إلى حزبي أو العكس. وللتغلب على هذا العائق، بحسب المراقبين أنفسهم، تتجه النية للتحالف مع النواب المستقلين سياسياً تحت قبة البرلمان وشعبياً خارجه من دون تغيير صفتهم الرسمية في المجلس، على أن تدعمهم القائمة في ا?نتخابات المقبلة إعلامياً في تحركاتهم المختلفة على مستوى دوائرهم.

 

كيري: اتفاق بين اسرائيل والاردن لتهدئة الاوضاع في الاقصى

الأحد 25 تشرين الأول 2015 /وطنية - أعلن وزير خارجية اميركا جون كيري في عمان ان اسرائيل وافقت على اتخاذ تدابير من اجل تهدئة الاوضاع في محيط المسجد الاقصى الذي اندلعت منه شرارة دوامة العنف المستمرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ مطلع الشهر الحالي. ومساء امس، تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "الابقاء على الوضع القائم" في المسجد الاقصى ولا سيما لجهة منع غير المسلمين من الصلاة في الحرم القدسي. وقال في بيان ان "اسرائيل تجدد التأكيد على التزامها، قولا وفعلا، الابقاء على الوضع.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ايران خسرت سورية ولن تربح لبنان

علي الأمين/جنوبية/ 25 أكتوبر، 2015

بعد نحو خمس سنوات من التدخل الايراني في سورية وآلاف الضحايا العراقيين واللبنانيين والايرانيين وغيرهم من الذين استجلبتهم ايران للقتال في سورية، وعشرات المليارات التي صرفتها ايران، تبدو على طريق الخروج السياسي من سورية. وما الدخول الروسي الا محاولة استنقاذ الاسد وليس محور الممانعة، بعدما انتقل النقاش الاقليمي والدولي الى مرحلة حماية المكونات السورية في اي تسوية مرتقبة، في لحظة سياسية كشفتها الوقائع الميدانية، مفادها ان ايران لا تشكل ضمانة للعلويين ولا لبقية المكونات المسيحية او غيرها، من تلك التي ترى في روسيا ضمانة دولية مطمئنة في ايّ تسوية مقبلة.

الصمت الدبلوماسي الايراني تجاه مؤتمر فيينا ليس دليل ارتياح. فالغياب الايراني مؤشر غير مريح لها، كما أن الصمت الروسي على تغييب ايران دلالة يتوقف عندها الكثيرون ومنهم ايران. لكن الأهم أن أحداً من المكونات السورية، بما فيها النظام السوري، لم يظهر قلقا من غياب ايران. ماذا يعني ذلك؟ يعني ان اطراف لقاء فيينا، اي موسكو وواشنطن والرياض وانقرة، هي الاطراف الخارجية الاكثر تأثيرا في المعادلة السورية، وأن روسيا التي استدعت الأسد الى موسكو قبل هذا اللقاء، تقدم نفسها على انها الممسك بملف النظام السوري كاملاً، لذا كانت في هذا الحوار، بحسب المعلومات، تتحدث بالتفاصيل وصولا الى اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية او العكس. وارفق وزير خارجيتها ذلك بكلام علني عن الاستعداد للحوار والتعاون مع الجيش السوري الحر في مواجهة الارهاب وفي الحلّ السياسي. فيما اعلن الرئيس بشار الاسد امس انه على استعداد لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

الثابت ان مؤتمر فيينا هذا، والذي انطوى على مشاورات حول سورية، وانتهى الى استعداد اطرافه لعقد جلسة ثانية، رسّخ مرجعية روسيا كضامن لنظام الأسد والعلويين. وهذا بالضرورة لا يريح ايران التي لن تقبل بأن تكون تحت مظلة روسيا، بعدما كانت صاحبة اليد الطولى في سورية الاسد. لكن الثابت ان مسألة الممانعة انتهت في سورية، وجاء التفاهم الروسي – الاسرائيلي لينهي النقاش حول بقائها من عدمه، لاسيما ان هذا التفاهم يوفر عمليا تغطية وحماية جويّة لمقاتلي الجيش النظامي والحرس الثوري الايراني وحزب الله على الاراضي السورية ضدّ ما يسمونه الأرهاب. والصمت المطبق من قبل حزب الله وايران على هذه النقطة هو من علامات الرضى والقبول في الحدّ الأدنى. لا يعني ما تقدم ان التسويات قريبة في سورية، لكن من الواضح ان اطاراً دوليا اقليميا تمّ وضعه على طاولة البحث الجدي. ايران خارجه او ملحقة بالطرف الروسي في احسن الأحوال. فالنظام، بخلفيته العلوية، انحاز الى الضمانة الروسية. وإيران التي دخلت الى سورية بعدة ايديولوجية واسست لشبكة نفوذ تمتد من العراق الى لبنان عبر سورية، لم تستطع اختراق المكونات السورية، كما انجزته من خلال الدائرة الشيعية في العراق او لبنان او عبر الحوثيين في اليمن. ففي هذه الدول اعتمد المشروع الايراني على ابناء البلد، أما في سورية فاعتمدت على استجلاب مقاتلين من خارجها. وهذا يكشف كيف ان ايران تفتقد لنفوذ اجتماعي سياسي عقائدي يجعل منها ضمانة ومطلبا لأي مكون سوري.الورقة السعودية في سورية تفوقت على ايران. في المقابل بدت السياسة السعودية في سورية، سواء في خطاب حماية السنّة او في محاولة بلورتها لخطاب عربي في مقابل الخطاب الايراني، نجحت في التوغل داخل المكون الاجتماعي السني السوري. الرياض لم تضطر الى ارسال جنودها كما فعلت ايران، بل استندت الى قوى سورية، وهذا ما سمح لها ولتركيا من ان يكونا اكثر تأثيرا من ايران في الميدان السياسي والعسكري السوريين. فيما الاستثمار الايراني في الأسد صار في جيب روسيا.

الانسحاب السياسي الايراني من سورية هو حقيقة تتوضح يوما بعد يوم. خيمة الممانعة لم يعد لها وجود في هذا البلد، اولوية اي تسوية لدى النظام هي تأمين شروط لحمايته ولحماية المكون العلوي. وروسيا اخذت على عاتقها هذا الملف بترحيب اسرائيلي. بين روسيا وايران اختار العلويون روسيا كضمانة، ووجدت ايران نفسها اليوم في عزلة داخل سورية بالمعنى الاستراتيجي، فهل تعوض خسائرها بابتلاع لبنان بالكامل؟ بعض الخبراء في الوضع الايراني، يعتقدون ان ما حققته ايران عبر حزب الله في لبنان حتى اليوم هو اقصى ما يمكن ان تطمح اليه. والميزان الذي يحكم لبنان والمهتز أصلاً، ايّ محاولة من قبل حزب الله لتغييره ستعني انهاء لبنان واضعاف لدور ايران، لذا فإن المعادلة القائمة التي توفر لحزب الله كل هذا النفوذ السياسي والعسكري، هو ما ستسعى ايران لحمايته وتحصينه وبالتالي حماية المعادلة القائمة ومواجهة من ينقلب عليها.

 

في خلاصة عاشوراء اللبنانية

ساطع نور الدين/المدن/الأحد 25/10/2015

ليس هناك من داع للاستغراب او حتى القلق من حملة “حزب الله” على السعودية ودول الخليج العربي التي تصاعدت في أيام عاشوراء، ولم تقتصر على الحط من قدر الانظمة والحكام بل شملت المجتمعات والمواطنين الخليجيين باسلوب غريب، لا يمت بصلة الى أي معايير عربية..لكن هناك اكثر من سبب للخوف من تلك التعبئة الكربلائية التي شهدتها بلغت إحدى ذراها هذه السنة، حتى بالمقارنة مع المرويات الشيعية اللبنانية الحديثة منها والغابرة. الحملة على السعوديين والخليجيين كانت قاسية جدا ولامست هذه المرة عنصرية مستمدة من وراء حدود الوطن العربي ومن خارج الانتماء العربي. لكنها لم تكن مفاجئة لانها لا تتعارض مع السياق العام للصراع السعودي الايراني الحاد أكثر من أي وقت مضى، والذي شهد صولات وجولات كان حزب الله فيها طرفاً رئيسياً ورأس حربة، ولم ينافسه أحد على هذا الدور الذي إلتحق به الحوثيون اليمنيون أخيراً. لذا يمكن ان تهدأ هذه الحملة في أي لحظة عندما يحين موعد الحوار السعودي الايراني الذي يضغط من أجله الاميركيون والروس على حد سواء، كما يمكن ان تنقلب الحملة رأساً على عقب، ويتحول شعار الموت للسعودية ولآل سعود الذي أطلق في عاشوراء اللبنانية، وكان صدى لشعار مماثل أطلق في طهران مع اندلاع حرب اليمن، الى هتاف بالشكر للسعودية وحكامها.. الاجتهاد الوحيد الذي قام به الحزب هو أنه صعّد الحملة عندما تبين ان الرياض تخلت عن ترددها السابق إزاء مصير نظام الرئيس السوري بشار الاسد وسحبت العرض الاخير الذي منحته إياه عندما استقبلت موفده الامني أخيراً، وقررت كما يبدو إعتبار التخلص من بشار شرطاً مسبقاً لاي عملية سياسية في سوريا. عندها إكتسبت الحملة بعداً جديداً وحاسماً من وجهة نظر الحزب يفوق الاتهام المتكرر للسعوديين بالتورط في الدم اللبناني إبان حرب العام ٢٠٠٦. وهذا كله كلام في السياسة او في الأمن، وهو قابل للتعديل او التسويق او حتى التسويف، لكنه لا يلغي حقيقة ان عاشوراء اللبنانية هذه السنة  تجاوزت ما حفظته الذاكرة المحلية من وقائع ومن حساسيات تكثفت على مدى العقود الماضية، الى أن إنفجرت على هذا النحو الاستثنائي الذي يوحي بان الطائفة الشيعية بلغت مرحلة من التشكل المذهبي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخها.. والذي يزيل آخر الحدود التي ظلت مرسومة مع التشيع الايراني والعراقي، والتي كانت تحفظ الخصوصية اللبنانية ولا تنتهكها.  كانت عاشوراء هذه السنة طاغية الى حد أنه كان يصعب العثور على شيعة لبنانيين يجاهرون كما هي العادة بضرورة وضع واقعة كربلاء في إطارها الصحيح، باعتبارها إشكالية تاريخية تحتمل سوء التقدير وسوء التدبير ولم يسبقها قرار بالاستشهاد ولم يعقبها جهد خاص لتأسيس العقيدة الشيعية على تلك الواقعة التي لطالما كانت مثيرة للجدل بين شيعة لبنان تحديداً مثلها مثل بقية عناصر الغلو في المذهب.  هذه المرة كان نداء عاشوراء أقوى وأعمق من أي وقت مضى. غابت او نحيت جانباً المظاهر الفولكلورية التقليدية، التي لطالما كانت تثير الجدل. وبدا ان التعبئة الكربلائية تشهد على ترسخ إضافي لثقافة دينية-سياسية ثابتة ومتجذرة، لن يكون بالامكان زعزعتها مع أي من الجيلين المقبلين من الشيعة اللبنانيين، ولن يكون بالامكان إعادتها الى سيرتها اللبنانية الاولى في خمسينات وستينات وحتى سبعينات القرن الماضي، عندما كان الجمهور الشيعي في غالبيته يقيم في موقع مختلف تماماً. إنتصر الحزب على الطائفة. كسب معركته الايديولوجية الأهم والأبعد مدى، التي لا تقاس بالصراع الآني مع السعودية او بقية دول الخليج ، او بالتحالف الوجودي- الطارىء بالمعنى التاريخي- مع كل من طهران ودمشق.. وإن كانت الفتنة المذهبية عاملاً حاسماً في ذلك التحول الذي بات مستنداً الى حالات هستيرية سنية مرعبة.  ثمة وعي شيعي لبناني بهوية ليس لها بديل.. وهي لن تتمزق قبل بقية الهويات الدينية القاتلة.

 

هكذا ستردّ ايران على زيارة بشار الاسد لموسكو

عماد قميحة/جنوبية/25 أكتوبر، 2015

لعل ظهور الرئيس السوري بشار الاسد امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين ، وكل ما احاط بهذه “الزيارة الاستدعاء” من شوائب ان من حيث الشكل وما بدا عليه الاسد من وجوم وضعف ووهن، وما قيل الكثير عن جلوسه بين يدي الرئيس بوتين كولد كسول امام استاذه الغاضب ، والطريقة التي احضر فيها وحيدا فريدا، انما كانت ترمي لهدف واحد اراد الرئيس الروسي ان يعلنه مدعوما بالصورة هذه المرة، وهو ان بشار الاسد بضاعة روسية، وبالتالي فان السعر الذي يراد دفعفه ثمنا له انما يدفع للروس حصرا. ومن هنا فقط يمكن ان نفهم الاتصالات التي اجراها الرئيس الروسي بعيد الاعلان “الدعائي” مع كل من السعودية وتركيا وغيرهما، ومن هنا ايضا يمكن فهم ما يجري حقيقة داخل اروقة لقاءات فينيا وما يدور من حوارات خلف الستارة بين التاجر الروسي صاحب السلعة من جهة، وبين الزبائن وما يمكن ان يدفعوه مقابل تلك البضاعة  ليكون بعد ذلك السعر فقط هو محور نقاش الاخذ والرد. في المقلب الاخر يعتبر الايراني نفسه هو الخاسر الاول والاخير من ايّة صفقة يمكن ان تعقد بعيدة عنه، حيث وجد نفسه في برهة من الزمن انه خرج من الملعب السوري بكفي حنين، فلا هو شريك في محاداثات فيينا ولا هو كان حاضرا في مشهد الكرملن. وأمام هذا الحدث الجلل الذي افقد الايراني صوابه، كان لا بد له من التعبير عن شديد امتعاضه وكبير غضبه، ولا بد من تسجيل موقف عالي النبرة للقول بصريح العبارة: ” نحن هنا ونريد حصتنا .. وإلا”. يبقى السؤال البديهي عن الاسلوب والطريقة التي يمكن للايراني ان يعبّر من خلالها عن هذه الخديعة التي يتعرض لها، وعن الاسلوب الذي سوف يتبع كمحاولة لقلب الطاولة او على الاقل من اجل محاولة حجز كرسي له ولو متأخرا. فبنظرة سريعة على الاطراف المعنيين بالصفقة المزمع عقدها، يمكن الاستخلاص سريعا بأن الروسي، وان كان يمثل  الطرف الاخبث عند الايراني الا ان تظهير هذا المشهد في هذه اللحظة سوف يقلب المزاج العام عند الجماهير التي لا تزال تهلل لقدومه المبارك على المنطقة، مما يعني ان الصريخ والتهديد والويل والثبور لا بد ان توجه سهامها الى الطرف المقابل اي الى الاميركي والسعودي بشكل خاص. وهذا بالدقة اللفظية ما اراد الايراني توصيله عبر امين عام حزب ولاية الفقيه في اليومين الاخيرين، من تصعيد كلامي في وجه السعودية واميركا، مما يعني  وهنا مكمن الخطر الفعلي، القول غير المباشر، وهذه المرة للجميع بمن فيهم روسيا ايضا، انه اذا كنتم استطعتم على غفلة منا ان تسرقوا بشار الاسد من جعبتنا فاننا لا نزال نمتلك في المنطقة بضاعة لا يمكن ان تنافسونا عليها هي لبنان. وهذا يعني بالضرورة ان الايام القادمة سوف تشهد بوضوح سخونة مرتفعة في لبنان، يسعى حزب الله من خلاله  الى وضع يده بالكامل على الورقة اللبنانية بما تمثل من ورقة اخيرة تحاول ايران من خلالها ان ترد على خسارتها  لبشار الاسد.

 

المهدي غير المنتظر

إياد الجعفري /المدن/الأحد 25/10/2015

في شباط 2014، تداولت مواقع فارسية ما وُصف بأنها تسريبات منقولة على لسان علي خامنئي، مرشد الثورة بإيران، مفادها أن "تدخل حزب الله في سوريا غيّر القدر". واجتهدت المراجع الشيعية الموالية لإيران في تفسير هذا التصريح، ثقيل الوطأة، من أعلى سلطة دينية في منظور جزء كبير من الشيعة.

تصريح خامنئي جاء لإطفاء جذوة التساؤلات المتفاقمة في أوساط الشيعة الموالين له، حول أسباب القتال الشرس من جانب أتباع إيران دفاعاً عن نظام الأسد، في الوقت الذي تذهب فيه المرويات الشيعية الرائجة إلى أن انهيار نظام الأسد سيكون الحدث الذي سيسبق مباشرة ظهور "السفياني"، الذي سيشكل بدوره، الحدث الذي سيسبق مباشرة ظهور "المهدي المنتظر". وسبق أن تناقلت مواقع ووسائط إعلامية عديدة أنباء عن الجدل والتساؤلات المتفاقمة في أوساط الشيعة، بمن فيهم أولئك المحسوبون على حزب الله في لبنان، مع طول أمد الحرب بسوريا، وتعاظم الخسائر واستمرار الاستنزاف البشري في أوساط مقاتلي الحزب.

إذا كان سقوط نظام الأسد، سيسبق ظهور "السفياني" الذي سيسبق بدوره ظهور "المهدي المنتظر"، فإن العمل على تأجيل سقوط نظام الأسد، أو منعه، يعني، بالضرورة، العمل على منع ظهور "المهدي المنتظر"، كنتيجة أخيرة. وبما أن العقيدة الشيعية لدى الاثني عشرية، تقوم برمتها على فكرة ظهور "المهدي المنتظر"، فإنه بطبيعة الحال، سيكون منع أسباب ظهوره، أو تأخيرها، مخالفة جسيمة لتلك العقيدة. ولتهدئة النفوس، والحفاظ على حالة التعبئة العقائدية في صفوف المقاتلين الشيعة بسوريا، أطلق خامنئي تصريحاته المثيرة للجدل، والتي أشار فيها إلى أن قتال حزب الله في سوريا "غيّر القدر"، وتولى مُريدوه ووسائل الإعلام المحسوبة على أنصاره، مسؤولية تفسير هذه التصريحات، رغم ما فيها من وطأة، تخالف البعد الغيبي الذي تقوم عليه العقيدة الشيعية برمتها. وحسب المفسرين، فإن خامنئي قصد بأن قتال حزب الله في سوريا، لمنع سقوط نظام الأسد، أو تأخيره، لن يمنع ظهور "السفياني"، في نهاية المطاف، فـ "السفياني" أمر حتمي، وشرط أكيد، لا جدل فيه، حسب العقيدة الشيعية، يسبق ظهور "المهدي المنتظر". لكن القدر الذي غيّره حزب الله في سوريا، هو القتل والاضطهاد الذي سيلقاه الشيعة على يدي "السفياني". وحسب المرويات الشيعية، فإن "السفياني" سيضطهد الشيعة وسيسهم بمذابح في حقهم، في مدن عراقية مذكورة بالاسم في تلك المرويات. ورغم أن ذكر "السفياني" في المرويات الشيعية يقترن بما سيرتكبه من فظائع بحق الشيعة، إلا أن خامنئي اعتبر أن تلك الفظائع لم تعد أمراً ضرورياً، لظهور "المهدي"، وأن "السفياني" سيظهر "ضعيفاً"، ولن يستطيع إعمال القتل بالشيعة، حسب تفسيرات أتباع خامنئي. خلال اليومين الماضيين أطلق أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، تصريحات تعبوية جديدة، في ذكرى "استشهاد الحسين"، مشيراً إلى أن الشيعة "أبناء الحسين"، واضعاً أمريكا وإسرائيل والسعودية في خانة واحدة، باعتبارهم أعداء يجب الاستبسال في مواجهتهم، عبر الحرب في سوريا، ضد "التكفيرين". الأمر الغريب أن جملة تناقضات جمعها حسن نصر الله في سلة "الأعداء" التي أعلنها، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تعد رسمياً "عدواً" لإيران، رغم كل تصريحات خامنئي الدعائية، بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، وإيعاز خامنئي بتنفيذه.

أما إسرائيل، فهي تنسق مع الروس، علناً، لترتيب شؤون الحرب في سوريا، في الوقت الذي يعتبر فيه حسن نصر الله، روسيا، حليفاً مهماً في الحرب ضد "التكفيرين". يبقى أن السعودية، هي العدو الوحيد، الذي تتطابق حياله، المواقف العملية للمحور الإيراني، وتصريحات مسؤوليه في آن. وهكذا يبدو أن مبدأ "ولاية الفقيه"، يحقق نقلة نوعية جديدة، كبرى، وغير مسبوقة، في الفكر الديني الشيعي. فبعد أن ولد هذا المبدأ على يد "المحقق علي كركي" قبل أكثر من 400 سنة، في إطار تحالف بين السلطة الدينية والسلطة السياسية في إيران، في العهد الصفوي. اشتد عوده على يد "النراقي" قبل أكثر من 200 سنة، حيث مُنح للفقيه ما للنبي والإمام، إلا "ما أخرجه الدليل من إجماع ونص". ومن ثم نضج المبدأ على يدي الخميني، الذي جعل الفقهاء ورثة الأنبياء، ليس فقط بالعلم، بل أيضاً بالولاية. ومنحهم ولاية مطلقة، تصل إلى حد منع بعض الفرائض الإلهية المهمة، كالحج، إذا ارتأى الفقيه مصلحة في ذلك. أما اليوم، يبدو أن مبدأ "ولاية الفقيه" وصل على يدي خامنئي إلى مرحلة، بات معها في إمكان الفقيه أن يطال بالتغيير، ثوابت مستقرة في وعي الشيعة، حول المقدمات الأخيرة التي تسبق ظهور "المهدي"، والذي يشكل الركن الأساس للعقيدة الشيعية. إن أردنا أن نأخذ ما سبق بحسن نيّة، نستطيع أن نقول أن ما يحدث في سوريا، ورد فعل خامنئي، على الصعيد الفقهي، حياله، يمثل سابقة نوعية في تطور الفكر الديني الشيعي. أما إذا أردنا أن نسيء النية، نستطيع أن نقول، أن خامنئي، وأتباعه من رموز المراجع الشيعية، وصلوا مراحل متقدمة في استغباء العوام من أتباعهم، وتعبئتهم ضد عدو، لهم مصلحة سياسية أساسية في الحرب ضده، عبر صبغ هذه الحرب بصبغة دينية مقدسة، حتى لو كانت هذه الصبغة تخالف بديهيات العقيدة الشيعية، كما توارثها الشيعة خلال مئات السنين.

 

بعد اكتشاف بشار أن إيران ليست جمعية خيرية.

خيرالله خيرالله/العرب/نُشر في 25/10/2015

أخيرا اكتشف بشّار الأسد أنّ إيران ليست جمعية خيرية. لم يكتشف ذلك إلّا عندما طالبته بتسديد كلّ دولار ساعدت به نظامه، هو الذي كان يعتقد أن كلّ أموال العالم لا تكفي لمكافأته على ما فعله من أجل خدمة المشروع التوسّعي الإيراني، بما في ذلك تغطية الجرائم التي نفّذت عبر أدوات إيرانية معروفة، خصوصا في لبنان. استخدمت إيران بشّار الأسد وعصرته بعدما اعتبرت أنه أفضل أداة لها من أجل استيعاب سوريا وتحويلها مستعمرة. كانت سوريا جسرا لدعم “حزب الله” الذي كان بشّار شديد الإعجاب به من منطلق أنه أقام “توازنا استراتيجيا مع إسرائيل”، على حساب لبنان واللبنانيين طبعا. لم يدرك في أيّ لحظة أن الحزب الذي كانت إيران، ولا تزال تدعمه من منطلق أنه تابع لها، مجرّد ميليشيا مذهبية تخدم مشروعا يستهدف تحويل لبنان محميّة واللبنانيين، بمن فيهم أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، شعبا فقيرا بائسا يبحث عن طريقة للتخلّص من النفايات أو مكانا يهاجر إليه بأيّ طريقة من الطرق. لم يتعلّم الأسد الابن من خبرة والده شيئا. لم يعرف أنّ حافظ الأسد كان يعتقد أن في استطاعته استخدام إيران واستيعابها خدمة لنظامه عموما وللدور العلوي في سوريا بشكل خاص وامتداداته اللبنانية وسعيه إلى قيام حلف الأقلّيات. كان الأسد الأب يحسن اللعب على التوازنات. لذلك عزّز العلاقة بين دمشق وطهران ووقف مع إيران في حربها مع العراق، لكنّه لم يقطع يوما العلاقة بالعرب الآخرين. كانت إيران بالنسبة إليه ورقة يبتز بها العرب. أما بشار الأسد فكان بالنسبة إلى إيران ورقة تبتز بها العرب.. لم تنفع حملات التشييع التي قامت بها طهران في صفوف العلويين الذين توصلوا في نهاية المطاف إلى أن بشار الأسد ليس حاميا لهم وأن الطرف الوحيد الذي يحميهم هو الطرف الروسي قبل نحو سنة تقريبا، بدأ بشّار الأسد يستفيق إلى خطورة إيران، خصوصا بعدما بدأت تطلب ضمانات محدّدة، بشكل عقارات في سوريا، من أجل الاستمرار في توفير المساعدات المطلوبة.

في بداية الثورة السورية، في آذار ـ مارس من العام 2011، أي قبل ما يزيد على أربع سنوات ونصف سنة، كان الدعم الإيراني لنظام الأسد دعما غير محدود ومن دون شروط. بدأ يتبيّن لإيران مع مرور الوقت أنّ الثورة السورية ثورة حقيقية وأنّ الشرخ المذهبي أعمق بكثير مما يعتقد. عندئذ بدأت تعيد حساباتها، خصوصا إثر اكتشافها أنّ لا حدود لمطالب النظام السوري الذي يحتاج أول ما يحتاج إلى كمّيات كبيرة من الأسلحة والمقاتلين… والأموال. لعلّ أكثر ما جعل إيران تعيد حساباتها الحقائق القائمة على الأرض. في مقدّم هذه الحقائق أنّ الحرب السورية حرب طويلة وأنّ بشّار ليس قادرا على خوضها، خصوصا أنّها حرب على الشعب السوري الذي يقف ضدّه بأكثريته الساحقة. الحقيقة الثانية أن سوريا ذات الأكثرية السنّية لم تعد تتحمّل النظام العلوّي الذي سخّر البلد لخدمة مصالحه الضيّقة طوال ما يزيد على خمسة وأربعين عاما. الحقيقة الثالثة والأهمّ أن إيران دولة من دول العالم الثالث لا تستطيع تمويل حروب مكلفة من نوع الحرب السورية إلى ما لا نهاية. عانت إيران من هبوط أسعار النفط والغاز. تبيّن لها أنّ ليس أمامها سوى التوصّل إلى اتفاق في شأن ملفّها النووي.. من أجل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها. اعترفت إيران بتوقيعها الاتفاق أنّها ليست سوى دولة من العالم الثالث، نصف شعبها تحت خط الفقر، لا أكثر ولا أقلّ. لا تستطيع إيران معالجة أزماتها الداخلية المستعصية، حتّى لو سطت على قسم من ثروات العراق فكيف تستطيع تمويل الحرب الطويلة الخاسرة التي يشنّها النظام السوري على شعبه؟ كان على إيران التراجع عن مشروعها السوري والاكتفاء بمشروع ذي طابع مذهبي يربط الريف الدمشقي وقسم من سوريا بالدويلة التي أقامها “حزب الله” في لبنان، في سهل البقاع تحديدا. الحقيقة الرابعة أنّ العلويين يفضّلون الروس على الإيرانيين. لم تنفع حملات التشييع التي قامت بها طهران في صفوف العلويين الذين توصّلوا في نهاية المطاف إلى أن بشّار الأسد ليس حاميا لهم وأن الطرف الوحيد الذي يحميهم هو الطرف الروسي.

الأسد الأب يحسن اللعب على التوازنات. لذلك عزز العلاقة بين دمشق وطهران، لكنه لم يقطع يوما العلاقة بالعرب الآخرين. كانت إيران بالنسبة إليه ورقة يبتز بها العرب. أما بشار الأسد فكان بالنسبة إلى إيران ورقة تبتز بها العرب

كانت نقطة التحوّل في موقف الأسد الابن من إيران مطالبتها بضمانات في مقابل أيّ مساعدات جديدة. أرادت إيران الاستيلاء على أراض سورية. هيّأت لتسجيل هذه العقارات. وجدت الأسماء العربية اللازمة لتغطية هذه العملية التي أرادت عبرها التعويض عن كلّ ما كلفّتها الحرب السورية في السنوات الأربع الأخيرة.

كلّ هذه العوامل، التي يمكن وصفها بحقائق، جعلت بشّار يعيد حساباته أيضا، على غرار إعادة إيران لحساباتها. بات عليه أن يقول للعلويين ولمسيحيي اللاذقية إنّ الحليف الوحيد الصادق “الذي يمكن الاتكال عليه” هو روسيا. في الواقع أراد رئيس النظام السوري القول إن لديه أوراقا أخرى يلعبها، خصوصا في ظل التوتر الذي شهدته العلاقات بين ضباط الجيش السوري، الذين بقوا موالين له من جهة، والضباط الإيرانيين والقادة العسكريين لـ”حزب الله” من جهة أخرى. لا يمكن عزل إحراق اللواء رستم غزالي، رئيس شعبة الأمن السياسي، الذي قتل لاحقا في ظروف غامضة، لقصره في قرفا، عن هذا التوتر. تبيّن أن إحراق القصر كان لمنع عناصر “حزب الله” و”الحرس الثوري” من تحويله مركز قيادة لهم في تلك المنطقة القريبة من درعا. هل تنفع الورقة الروسية بشّار الأسد؟ هل ينفع استدعاؤه إلى موسكو لترديد الدرس الذي تلقنّه حرفا حرفا في شيء؟ استهلكت إيران ورقة بشّار الأسد. يكفي أنها ورثت سوريا في لبنان وذلك بفضل غباء الرجل الذي قبل تغطية عملية اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. جاء دور روسيا الآن. لم يدرك الأسد الابن أنّه لا يصلح أن يكون أكثر من ورقة. كان والده يتلاعب بالآخرين. دخل إلى لبنان بموافقة أميركيةـ إسرائيلية من دون موافقة موسكو. توصّل قبل ذلك إلى فك الارتباط مع إسرائيل في الجولان عبر “العزيز” هنري كيسنجر وليس عبر أيّ طرف آخر. لم يتنبّه بشّار إلى أن إيران وروسيا على شبه وفاق في شأن سوريا وأنّ الجانبين وقّعا أخيرا اتفاقات في مجالات مختلفة بمليارات الدولارات.. هل يكون حظّ بشّار مع روسيا أفضل من حظّه مع إيران؟ في كلّ الأحوال، وبغض النظر عن النتائج التي أسفر عنها اجتماع فيينا بين وزراء الخارجية الأربعة (الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا)، هناك مرحلة جديدة بدأت في سوريا. مرحلة ما بعد بشّار الأسد الذي وجد أخيرا أن إيران ليست جمعية خيرية. لا يزال عليه اكتشاف أنه لم يعد سوى ورقة روسية في خدمة سياسة دولة تبحث عن أوراق خارجية لتغطية مشاكلها الداخلية وأزماتها التي لا تقل عمقا عن تلك التي تعاني منها إيران..

 

جنيف تراجع حقوق الانسان في لبنان ملفّا اللاجئين والإرهاب يتصدّران

خليل فليحان/النهار/26 تشرين الأول 2015

يخضع لبنان "المراجعة الدورية الشاملة" التي يقوم بها مجلس حقوق الانسان في جنيف للمرة الثانية، وهو عضو مراقب، وذلك في الثاني من تشرين الثاني المقبل. وتعرض خلالها الدول المشاركة ممارسة هذه الحقوق في كل دولة عضو في الأمم المتحدة بمعدل مرة كل اربع سنوات، مع التذكير بأن المجلس يتألف من 48 دولة عضواً، وان لبنان دولة مراقبة كبقية الدول الاعضاء في المنظمة الدولية. وتعد التقرير الذي سيطرح على المجلس، الوزارات المعنية بتلك الحقوق في شكل جماعي. وأفاد أحد معدّي التقرير "النهار" ان اهم المحاور المتوقع مناقشتها مع الوفد اللبناني الرسمي ثلاثة: حالة السجون، ووضع المرأة في شكل عام والعمالة المنزلية. وقال: "ستسأل الدول والاعضاء عما فعلته السلطات اللبنانية في المحاور الثلاثة لتحسين حقوق الانسان في 41 توصية صاغتها في المراجعة الاولى منذ اربع سنوات، وستسأل عن القوانين الجديدة التي سنتها حولها". واضاف ان الوفد اللبناني الرسمي سيبرر ما عجزت الحكومة في ما هو محدد في تلك المحاور عن تنفيذه يسبب التدفق المليوني للاجئين السوريين وتداعياته السلبية على معظم المرافق الحياتية والمعيشية والاقتصادية والسكانية، اضافة الى خطر الارهاب. ولعلّ من العوائق ايضا الفراغ الرئاسي، وتعطيل مجلس النواب والانعقاد المتقطع لمجلس الوزراء. ومما يذكر أن وفداً يمثل المنظمات غير الحكومية في لبنان سيشارك في اجتماع "المراجعة الدورية الشاملة" وقد وجّهت دعوات الى جميع البعثات في جنيف لعقد لقاء معها قبل انعقاد ذلك الاجتماع لتبليغها الموقف من القضايا المطروحة للنقاش، وليس من الضروري ان يكون متطابقاً مع الموقف الرسمي، بل ربما سيكون مخالفا له. وابتداء من الاثنين المقبل في 26 الجاري ستحدّد لائحة بأسماء طالبي الكلام مدى اربعة ايام. تنقسم جلسة النقاش اولا الى الحوار التفاعلي كجلسة استماع عام تدوم ثلاث ساعات، الاولى مخصصة للبنان لعرض مضمون التقرير الذي يجب عدم تجاوز صفحاته الـ20 او 10700 كلمة، على ان تشمل الفترة الزمنية هذه، الرد على الاسئلة التي ستطرح على رئيس الوفد الذي سيعين الاسبوع المقبل. اما الساعتان الاخريان فمخصصتان للدول الاعضاء في المجلس والدول المشاركة بصفة مراقب. وهذا الحوار مفتوح للعموم بحيث يمكن متابعة الجلسات عبر البث المباشر للانترنت. يعقب جلسة الحوار التفاعلي قيام مجموعة العمل برفع تقرير الى المجلس يسرد ما جرى من مناقشات وما تقدمت به الدول من توصيات للبنان، تنظمه الترويكا مع سكرتاريا المجلس ولبنان. ويحدّد لبنان التوصيات التي قبل بها بعد مراجعتها، وتلك التي سيأخذ علماً بها، مع الملاحظات عليها. ويمكن لبنان تأجيل بت عدد منها ريثما تتم استشارة المسؤول في بيروت والافادة عن الموقف النهائي خطياً خلال الفترة التي تفصل بين دورة المراجعة الدورية ومراجعة حقوق الانسان التالية. أما تبني المراجعة الدورية من مجلس حقوق الانسان فيعود الى رفع مجموعة العمل تقريرها اليه في الدورة اللاحقة لاعتماده في شكل نهائي وفق البند السادس. ويستند عرض المراجعة الدورية الشاملة الى ثلاثة تقارير، الاول تقرير لبنان من خلال عملية تشاور واسعة على المستوى الوطني مع جميع المعنيين. والثاني تقرير تعدّه المفوضية السامية يتضمن تجميع معلومات واردة في هيئات المعاهدات والاجراءات الخاصة، بما في ذلك تعليقات الدول وملاحظاتها، والثالث تعدّه المفوضية، ويلخص المعلومات الموثوق بها التي يقدمها اصحاب المصلحة من منظمة المجتمع المدني.

 

الردّ على تعطيل إيران الانتخابات الرئاسية يكون بتفعيل أعمال الحكومة والمجلس

 اميل خوري/النهار/26 تشرين الأول 2015

بعدما تأكد أن ايران هي التي تمسك بورقة الانتخابات الرئاسية ولن تتخلى عنها الا بثمن لا أحد يعرف حتى الآن ما هو، فهل من مصلحة الوطن والمواطن تعطيل عمل الحكومة وعمل مجلس النواب لزيادة طين التعطيل بلة والدخول في الفراغ الشامل القاتل؟ يقول سياسي مخضرم لو أن التعطيل يشكل ورقة ضغط على ايران وتجعلها تسهل اجراء انتخابات رئاسية لكان للتعطيل ما يبرره. لكن ما هم ايران إن تعطّل عمل كل المؤسسات وانهار الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان، وما همّ ايران لو قامت تظاهرات واضرابات مفتوحة تطالب بانتخاب رئيس للجمهورية؟ فلو أن ذلك ينفع لكان اللبنانيون على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم قاموا بها. في الماضي اسقط اضراب عام مفتوح رئيساً للجمهورية، اما اليوم فلا يسقط أو يرفع رئيس لأن اللبنانيين منقسمون حول كثير من الأمور... حول موضوع الانتخابات الرئاسية، وحول قانون الانتخابات وربما حول هوية لبنان. نصفهم يريد انتخاب رئيس للجمهورية تطبيقاً للدستور وللنظام الديموقراطي ونصفهم الآخر يريد انتخاب رئيس ولكن خلافاً للدستور وخلافاً للنظام الديموقراطي. لذلك فما دامت ايران لا يهمها ماذا يحل بلبنان اذا ظل من دون رئيس، فلماذا المضي في ايذاء اللبناني برزقه ولقمة عيشه، بتعطيل عمل الحكومة وعمل مجلس النواب، ولا يتم تعويض تداعيات الشغور الرئاسي بتفعيل عمل المؤسسات وذلك بتكثيف عقد جلسات لمجلس الوزراء لإقرار ما يهم الناس بعيداً من التناحر السياسي والحزبي والشخصي، وإلا تحمّل كل حزب وكل وزير وكل نائب مسؤولية تعريض لبنان للانتحار. وعلى مجلس النواب تكثيف عقد جلساته ايضاً لإقرار المشاريع التي تهم الوطن والمواطن لأن التشريع في هذا الظرف الدقيق هو تشريع ضروري وليس تشريع الضرورة. فما همّ أي خارج وتحديداً إيران، إذا ظل لبنان غارقاً في النفايات ولم يتوصل القادة فيه إلى حل لها؟ وما همّ إذا ظل قادة فيه يواصلون نحره بعدم بت القروض والمساعدات المقدرة بمليارات الدولارات ليزداد فقر اللبنانيين فقراً ويندفعون نحو الهجرة القاتلة براً أو بحراً؟ هل كان الرئيس نبيه بري في حاجة إلى ان يتوسل النواب لكي يقوموا بواجباتهم حيال الوطن والمواطن بدل أن يتوسلوه هم للدعوة إلى عقد سلسلة جلسات لإقرار كل ما هو ضروري من المشاريع ولاسيما قروض المؤسسات الدولية للبنان؟ وهل كان الرئيس تمام سلام في حاجة إلى الاستغاثة بالوزراء لكي يقوموا بواجبهم ويحضروا جلسات مجلس الوزراء؟ فأي منطق يقول بتعطيل عمل كل المؤسسات رداً على تعطيل عمل مؤسسة الرئاسة الأولى بإرادة خارج وتواطؤ داخل، خصوصاً ان تعطيلها لا يحيي عمل المؤسسة الرئاسية ما دام اللبنانيون منقسمين وإرادتهم ليست واحدة ولا هي حرة في اتخاذ القرارات؟ الواقع ان التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية لو أنه يتم بالتظاهر والاضراب أو بتعطيل عمل الحكومة وعمل مجلس النواب لكان الجميع مع هذا الرأي. أما وأن ورقة الانتخابات الرئاسية هي في يد إيران تحديداً ولن تؤثر في موقفها لا تظاهرات ولا اضرابات ولا تعطيل عمل مؤمسسات بل صفقات تنتظر عقدها ليكون لها دورها ولنفوذها حجم في المنطقة، فلا مصلحة إذاً لكل مسؤول ولكل سياسي أن يزيد في طين تعطيل الإنتخابات الرئاسية بلّة بتعطيل كل المؤسسات من دون تحقيق أي هدف سوى المزيد من التدهور الاقتصادي والانهيار المالي. فليس سوى العودة إلى العمل داخل الحكومة وداخل مجلس النواب ما يعوِّض تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية الذي بات انتخابه مرتبطاً ويا للأسف بخارج وبداخل مرتبط به، لا بل مرتهن له. فهل هكذا نحبّ لبنان أيها القادة؟!

 

بالكاد..."دولة الضرورة "!

نبيل بومنصف/النهار/26 تشرين الأول 2015

ما دام الوسط السياسي يجد نفسه عاجزاً عن احياء مؤسسات الدولة بدورتها الأقل من طبيعية ومرتعباً في الوقت نفسه من انهيار كل بنى الدولة، لن نفاجأ إن سمعنا يوماً عن مفهوم جديد ينادي بـ"دولة الضرورة". والحال ان إسقاط طابع الضرورة على التشريع او على عمل الحكومة هو أشبه بمن يبحث عن اجتهادات وتفسيرات وفتاوى مزاجية لتبرير طبائع "نكدية " حيال الدستور والمؤسسات والدولة. ومع ذلك ارتضى كثيرون السير في مسار الاجتهادات التي فرضها الفراغ الرئاسي، ولكن يبدو ان فائض التعطيل الذي بلغ حالياً مستويات قياسية لم تعد تلائم أهداف المعطلين سيجرف البلد الى ضفة مختلفة في استنباط مفاهيم انقلابية جديدة تبرر التعطيل كقاعدة حكم. يجري الآن "استعطاف" قوى سياسية ان تسهل انعقاد "جلسة الضرورة" لمجلس الوزراء المحصورة بأزمة النفايات وخطتها الآيلة الى هلاك حتمي بعد اكثر  من ثلاثة اشهر من المماحكات الفاشلة. يجري كذلك التمهيد لهجوم ودي بكل ما سيؤتى معه رئيس المجلس من براعة ودهاء في اتجاه قوى سياسية اخرى من اجل الافراج عن جلسة الضرورة التشريعية، ولو واحدة ولمرة فقط، لتمرير رزمة المشاريع والقوانين المتعلقة بالمساعدات والهبات والقروض الدولية للبنان. وما بين موجة حكومية من هنا ونيابية من هناك تكون قد مرت ٣٠ مرة و٣٠ محاولة لعقد جلسات الضرورة لانتخاب رئيس للجمهورية التي يجري تطبيعها وتأهيلها مع واقع ان لبنان لم ينفجر بعد ١٨ شهراً بلا رئيس، فلم العجلة إذاً!؟ لا ندري من أين ابتُكر هذا المفهوم العجيب للمراحل الانتقالية بحيث تغدو صفة "الضرورة" كأنها الدائم الباقي فيما الأصول التي ترعى الظروف الانتقالية تُسحق تحت وطأة الفتاوى والاجتهادات الخبيثة.

لعلنا هنا أمام استعارة فاشلة جداً لمطلق صفة الضرورة على اتفاق الطائف المرجع الكبير الراحل محمد مهدي شمس الدين الذي باطلاقه تسمية "اتفاق الضرورة "على ميثاق الطائف آنذاك اضطلع بأحد أهم أدواره التوحيدية الميثاقية بين اللبنانيين فعلاً. ولا نريد هنا ان نتوغل في ظلم سيرة كبير من لبنان لأن بعضهم اراد الاستجارة بإحدى تسمياته فيما البعض الآخر يجنح الى تفريغ الطائف والاتفاق والضرورة وكل الضرورات من مفاهيمها فلا يبقى من الدولة إلا هياكلها الشكلية. بل اننا أمام نجاح منقطع النظير في تحويل مفهوم الدولة الى وظيفة عابرة، بالكاد ضرورية، ما دام الوسط السياسي يتوزع بين حيوية المعطلين الذين لا يتركون فرصة لانجاز فرائض التعطيل وخمول المتفرجين الذين يغسلون أيديهم من دماء الدولة بتبريرات العجز والخواء. فأي دولة ستبقى بعد هذا ما دامت الدولة الوحيدة القائمة الآن تصح فيها كل التسميات إلا الدولة؟

 

أضواء السرايا تُطفأ على استقالة أو اعتكاف؟ النفايات أمام الحوار اليوم ودفع لجلسة حكومية الخميس

سابين عويس/النهار/26 تشرين الأول 2015

لم يكن ضرورياً ان تتدفق النفايات مع سيلان أمطار تشرين أمس في شوارع بيروت والمناطق لفضح آخر عورات الاستهتار السياسي والإهمال المتعمد لصحة اللبنانيين وسلامتهم، ولإقرار العقم والعجز عن تجاوز الحسابات الطائفية والسياسية لمصلحة الملفات التي تعنى بحياة الناس ومصالحهم.

قدم لبنان امس أكثر المشاهد المسيئة لصورته ولسمعته، كما قدم بعض السياسيين وفئة من الفطر المتنامي على جسم الحراك المدني نموذجاً واقعياً لما يعنيه التعطيل والمماطلة في التعاطي مع الملفات الملحة. فبعد نحو ٤٠ يوما من الاتفاق على خطة المعالجة، إنفلشت امس النفايات في الشوارع والطرق مهددة ليس فقط بكارثة بيئية وصحية، وإنما أيضاً بأزمة سياسية تنذر بإنفجار الحكومة بعدما وضع رئيسها مهلة أمام القوى السياسية لتلقف الأزمة والمضي في الحل المقترح قبل أن يفجر قنبلته ويسمي الأسماء بأسمائها كما حذر قبل أيام. ولعل الإفادة الوحيدة المستقاة من فضيحة النفايات امس أنها وضعت القوى السياسية أمام مسؤولياتها بما لم يعد يحتمل التأجيل والتسويف، فنشطت الاتصالات التي تولاها كل من الوزيرين وائل أبو فاعور وعلي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري على خطين: الأول من اجل فتح مطمر سرار وتذليل العقبات التي تحول دون استعماله، والثاني من أجل تحديد موقع المطمر الثاني على قاعدة التشارك السني - الشيعي في تحمل عبء طمر النفايات. وعلمت "النهار" ان هذا الملف سيأخذ الحيز الأكبر من النقاش على طاولة الحوار المقررة اليوم بعدما فرضت التطورات الميدانية الأخيرة نفسها بندا اساسياً، وفي ضوء المهلة التي وضعها وزير الزراعة أكرم شهيب وتنتهي الخميس إذا لم يصر الى حسم مسألة المطمرين. والمعلوم ان مهلة شهيب اقترنت بمهلة مماثلة أعطاها رئيس الحكومة الذي ربط موقفه بموقف شهيب. علما ان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أجرى سلسلة اتصالات امس متسائلا عن جدوى المشاركة في الحوار في ظل مشهدية النفايات امس.

وعليه، السؤال المطروح هو هل يُطفىء سلام أضواء السرايا الخميس كما نقل عنه شهيب او ان هذا التهديد ينجح في الضغط على القوى المعطلة بحيث تسير في الحل المقترح؟ والسؤال الأهم هل إطفاء أضواء السرايا يعني ان سلام يعتزم الاستقالة او الاعتكاف عبر الانتقال من السرايا الى المصيطبة؟

تنقل مصادر سياسية عن سلام انزعاجه الشديد مما آلت اليه الأمور، عاكسة نيته الجدية التنحي إذا ظلت الأوضاع على ما هي من تعطيل وشل للسلطة التنفيذية. ولفتت الى ان سلام ربط موقفه بملف النفايات بما يعني ان أي حلحلة على هذا الصعيد تعفي رئيس الحكومة من الإحراج حيال إمكان تراجعه عن فكرة الاستقالة، خصوصا إذا نجحت صرخته في دفع القوى السياسية الى المشاركة في جلسة حكومية تبت أزمة النفايات في شكل نهائي. ولا تستبعد المصادر ان تخرج طاولة الحوار اليوم بغطاء سياسي للحكومة للمضي في تنفيذ الخطة وفتح الطرق وإزالة الاعتصامات والتظاهرات التي تعوق التنفيذ، خصوصا إذا تم الإبلاغ عن موقع المطمر الثاني بما يسمح بفك المسارات في خطة شهيب بحيث يبدأ العمل بمطمر سرار في موازاة بدء تحضير الموقع الثاني. وكان الوزير شهيب أعرب امس عن استيائه الشديد من مشهد النفايات في الشوارع الذي سبق ان حذر منه قبل شهرين من دون ان يلقى صدى لتحذيره. وعبّٓر لـ" النهار" عن "وجعه وتعبه" مما رآه مشيرا الى ان هذا المشهد ليس الا نتيجة " للتعاطي بخفة وعدم مسؤولية من بعض السياسيين"، فضلا عن التحريض الذي واجهته الخطة لإبقاء النفايات في الطرق ممن وصفهم شهيب بـ"الثلث المعطل" في الحراك المدني و"المراهقة" لدى بعض البيئيين الذين تمسكوا بنظرية الفرز من المصدر فيما النفايات تأكل الشوارع". ورأى شهيب ان النتيجة كانت تضييع فرص الحل والتسليم بأن الحل موجود و بأن المقترح هو الحل". وقال ان "ما شهدناه ليس الا بداية الكوارث البيئية والصحية وحتى المالية، علما انه في النهاية لن يكون أمامنا الا التسليم برفع "الزبالة" من الطرق، كاشفا ان التأخير هو الحل الأكثر كلفة على كل المستويات". في أي حال، تبدو المهلة الفاصلة عن يوم الخميس كفيلة بتنفيس التصعيد والاحتقان على المحور الحكومي ، خصوصا بعدما تقاطعت المواقف السياسية ولا سيما من جانب "حزب الله" وعلى لسان امينه العام قبل يومين حول ضرورة الاستمرار في الحوار وفي الحكومة. وعليه، ترتقب مصادر وزارية ان ينتج جلسة الحوار اليوم قراراً بالدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس لإقفال ملف النفايات بعدما باتت مخاطره الصحية والبيئية أكبر من قدرة أي مسؤول على تحملها.

 

لماذا لا يُترجم "حزب الله" استقلاليته بحشر خصومه في حوار رئاسي جدي؟

روزانا بومنصف/النهار/26 تشرين الأول 2015

قدم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء عرضاً سياسياً اقليمياً شاملاً مدعماً بالاستعراض العسكري والشعبي أعاد فيه التأكيد ان الحزب هو سيد نفسه وهو صاحب القرار في ما خص الشأن الداخلي انطلاقاً من ان موقعه ازاء ايران هو "سادة عند حزب الولي الفقيه" قائلاً "نحن أسياد قرارنا وعند اميركا هناك عبيد اما نحن حزب ولاية الفقيه فنحن سادة لديه". يكرر السيد نصرالله هذا الأمر في محاولة لدحض كل الانطباعات بان القرار المفتاح حول رئاسة الجمهورية هو في يد ايران. فمن باب المروحة الواسعة للحزب لجهة انه صاحب سياسة اقليمية عربية شاملة وفق ما يشرح في خطاباته متهماً هذه الدولة او تلك وليست مروحته فقط محلية، لا يعقل ألا يمسك الحزب بقرار يخص الوضع الداخلي. يحاول بعض المراقبين تلمس ما اذا كانت ايران ستفرج في لحظة قريبة عن الاستحقاقات اللبنانية من خلال ايلاء "حزب الله" المرجعية في هذا الشأن. لكن في الوقت نفسه لا يغيب عن اذهان هؤلاء انها ليست المرة الاولى التي يعلن فيها السيد نصرالله ذلك في مقابل أمرين يصر عليهما: الاول حض الخصوم السياسيين على التوجه لانتخاب العماد ميشال عون باعتباره "الممثل الحقيقي" للمسيحيين كما قال اخيراً، والثاني الاعلان عن تمسكه بالحوار. وفي النقطة الاخيرة يلقى الامين العام للحزب رد فعل ايجابياً في مقابل التساؤل اذا كان الحوار الذي يستمر يدعو اليه لا يفترض ان حواراً حقيقياً يمكن ان يجري بحيث يتم التباحث تمهيدا لتنازل من هنا او من هناك من اجل الوصول الى جامع مشترك. هذا هو مبدأ الحوار الذي ذهبت اليه طهران من اجل العمل على انهاء العقوبات الدولية عليها لقاء تنازلات قدمتها في ملفها النووي. وهذا هو مبدأ الحوار الذي تذهب اليه القوى الدولية والاقليمية حول سوريا. وحتى الآن، افسحت وتفسح المدة الفاصلة بين كل جولة من جولات الحوار التي تجري بين تيار المستقبل و"حزب الله" والتي تخطى عددها العشرين المجال امام تصعيد يتبادله الطرفان بحيث يبدو الحوار في كل مرة مهدداً الى ان يعلن المتحاورون ان لا بديل من الحوار ويجلسوا مجدداً معاً فيعاد اجراء جردة بالمواقف والتصريحات يشعر معها اللبنانيون ان كل جلسة من جلسات الحوار انما تعود بالمتحاورين الى المربع الاول من دون اي تقدم مرجو بين الجانبين. وهذا ما يعطي الانطباع بان الحوار وان ساعد في منع الانزلاق الى الفتنة، فإنما هذه هي وظيفته الوحيدة التي تحتاج الى مصل مع كل جلسة. اصرار الأمين العام للحزب على سيادة الحزب في موقعه وعلى قراره يسمح بالتساؤل اذا لم يحن الوقت بعد لان يثبت ان المفتاح في يد اللبنانيين. فبعد سنة ونصف السنة من تعطيل الانتخابات الرئاسية تحت عنوان وحيد هو الاصرار على التمسك بالعماد عون، بلغ اليأس حتى حلفاء للحزب تفيد معلومات انهم ابلغوه "انها لو كانت ستمطر لكانت غيّمت" على الاقل في ما خص انتخاب المرشح الذي يتمسك به الحزب مع ضرورة الذهاب الى مرشح آخر يمكن ان يلقى ردود فعل افضل. وهو أمر افادت المعلومات بان الأمين العام للحزب رفضه لحلفائه بذريعة ان الآخرين غير صادقين في وعودهم. فليمتحن الحزب خصومه على طاولة الحوار الثنائية او الجماعية عن استقلالية قرارهم في موضوع انتخابات الرئاسة وسواها من خلال ابداء الاستعداد للحوار الفعلي الذي سيتطلب منه التدخل مع حليفه او ارسال الاشارات الواضحة اليه، الاكثر وضوحاً على الارجح من عبارة ان العماد عون هو ممر الزامي التي رفض الحزب تفسيرها كما فهمها الجميع على انها تحول في موقف الحزب. وليس من شك بأن الحزب يعرف جيداً كيفية التفاوض ويملك اوراقاً تسمح له بتحقيق مكاسب، لكن كرة التعطيل ستبقى في ملعب ايران ولو حاول ان يأخذ عنها المسؤولية بالاعلان ان الحزب يمسك ورقة الاستحقاقات الداخلية. فاذا لم يلعب هذه الورقة في الداخل وفق ما يفترض ذلك، فمن الصعب الا يتوجه الخارج الى ايران من اجل الضغط على حلفائها في لبنان اكان الحزب او العماد عون من اجل الافراج عن الانتخابات الرئاسية كما حصل بالنسبة الى تأليف الحكومة التي قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان ايران تولت المسألة فيها. فليذهب الحزب على الأقل الى طرح افتراضات على طاولة الحوار من اجل ان يرصد كيفية تجاوب خصومه معها عله يفتح ثغرة من اجل المساعدة في انقاذ البلد الذي يراه مشرفاً على الانهيار. يروي احد السياسيين انه قال مرة للسفير الايراني في لبنان ان مسألة استمرار ايران بالتهديد برمي اسرائيل في البحر تسيء الى ايران أكثر مما تخدمها. فإذا كانت ايران قادرة ومستعدة لذلك، فلترم اسرائيل في البحر وتحصد ما يمكن ان تحصده من تقدير في كل العالم العربي. وتالياً ما خلا احراز الذهاب الى اقران الاقوال بالافعال، فإن حملة السيد نصرالله لا تعدو كونها صفحة من تلك التي وصفها هو نفسه بالاتهامات التي يتبادلها الفريقان من دون ان يتقدم احد في اتجاه الاخر مع محاولة تبييض صفحة حزبه ضد خصومه.

 

الإرهاب الإيراني – الروسي في الشرق العربي

داود البصري/السياسة/26 تشرين الأول/15

يمثل الموقف الواضح لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الإعلان عن الدور الإرهابي للنظام الإيراني في العالم العربي بمثابة نقلة نوعية وستراتيجية في ديبلوماسية الدفاع السعودية التي انتقلت للهجوم في ظل التحديات الإقليمية الشرسة التي لا تترك مجالا لأي مناورات أو مواقف ملتبسة، فتاريخ العمل الإيراني في الشرق العربي حصيلته العامة سوداء ومكفهرة ومعفرة بروائح البارود والدم والتآمر، والمحاولات الحثيثة والمستمرة لإسقاط الأنظمة والتدخلات الفظة في الشؤون الداخلية للعالم العربي، وخصوصا الدول الخليجية التي أضحت المجال الحيوي للعفرته والشغب الإيراني الممتد لثلاثة عقود ونيف من السنين من ضمنها سنوات الحرب العراقية – الإيرانية التي كانت سنوات مواجهة حقيقية ومباشرة. الإيرانيون اليوم وكما هو معلن وواضح وصريح في حالة هجوم واندفاع في العمق العربي، وقد نجحوا نجاحا باهرا في استغلال الثغرات والحماقات في السياسة الشرق أوسطية للتدخل وحفر المواقع والتمدد لآفاق لم تحدث أبدا منذ قرون طويلة!

الإيرانيون، ووفقا، لوقائع الأحداث وتطوراتها هم اليوم يحتلون عددا من المواقع المهمة والستراتيجية في الشرق العربي، فاحتلالهم للعراق أمر واقعي في ظل وقوعه بعد الاحتلال الأميركي التدميري له العام 2003 في الأحضان الإيرانية من خلال لستغلال الفراغ الأمني والسياسي والعسكري، وحالة الدمار الشامل التي أصابت البلد بعد حرب تدميرية مرعبة سبقتها سنوات حصار طويلة هشمت كل القواعد والمرتكزات للدولة، وأنشأت أجيالا عراقية مهمشة وضائعة سقطت في الأحضان الإيرانية بسلاسة عن طريق مجموعة الأحزاب الطائفية العميلة التي كانت الإستثمار الأكبر للنظام الإيراني طيلة العقود الماضية كأحزاب «الدعوة» و»مجلس آل الحكيم الإيراني» وبقية الفقاعات والنتوءات الطائفية التي ظهرت بعد الاحتلال، كالصدريين و»الفضيلة» و»العصائب»، حتى تطورت الحال ليتحول الوجود الإيراني لاحتلال عسكري مباشر من قبل وكلاء الحرس الثوري الإيراني في العراق، كهادي العامري وأبو مهدي المهندس، وقادة ما يسمى الحشد الشعبي «الإيراني». تلك الميليشيات والعصابات كانت هي الأداة التي استعملها النظام الإيراني في تدخلاته وحروبه التمهيدية الصغيرة في العراق ومن ثم في سورية بعد الثورة والتي نتيجة لعجز الحليف السوري وانهياره تطور الوجود الإيراني لحالة احتلال معلن لبلاد الشام أيضا في ضوء قوات الحرس الثوري والعصابات العراقية، وعصابات حسن نصر اللات اللبنانية! اليوم يخوض الحرس الثوري في سورية حربا حقيقية وشرسة أفقدته الكثير من قياداته القديمة منذ أيام الحرب مع العراق، في ضربات أفقدت النظام الإيراني صوابه وجعلته يعيش أحوال القلق الوجودي وينجر أكثر وأكثر لمستنقع الحرب الأهلية السورية حتى تحول لطرف أساسي. ووكيل عن النظام السوري المنهار عبر زيادة حجم التواجد العسكري ما يعني الزيادة الحتمية في وتيرة خسائره الاستنزافية والتي ستترك آثارها على الداخل الإيراني بعمق، فالحدود الإيرانية – العراقية مزدحمة بأسراب طويلة من توابيت الحرس الثوري، ومقابر إيران بدأت تمتلأ بخسائر حرسهم الرهيبة، ومع الغزو الروسي والغارات الجوية الروسية التي تدخلت لحماية عرش الجماجم الأسدي المنهار تصور الإيرانيون أنهم سيستردون زمام المبادرة، لكن خاب مسعاهم بعد أن إشتدت قبضات الثوار السوريين لتحيل أحلامهم وأحلام قيصر موسكو لكوابيس ثقيلة، فهزيمة المشروع الإيراني في بر الشام تعني في نهاية المطاف انهياراً كاملاً للمشروع الإيراني العدواني في الشرق القديم بأسره، وفشل مخططات النظام الإيراني الإرهابية في الشام سيؤدي حتما، وبحكم طبائع الأمور، لإنهيار مشروعهم العدواني في الخليج العربي لذلك أوعزوا لأذنابهم في العراق، وخصوصا لعصابة أبو مهدي المهندس بإطلاق التهديدات الوقحة ضد دول الخليج العربي، وتحديدا السعودية وقطر، مركزا الثقل في دعم الثورة السورية، ولا ننسى إن من أطلق التهديدات بهدم الرياض وجدة والدوحة هو إرهابي عريق كأبي مهدي المهندس التي تشهد دولة الكويت المحكوم فيها غيابيا بالإعدام على دوره الإرهابي التاريخي في تفجيرات12/12/1983 ومحاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في 25/5/1985 وفي غيرها من الملفات الموجودة تفاصيلها. عموما التركيز السعودي على إرهابية وإجرام النظام الإيراني خطوة ديبلوماسية متقدمة تترافق والجهود العسكرية القائمة لرد العدوان الإيراني – الروسي المشترك ولإدارة أوراق الصراع بطريقة احترافية ستجعل من المخططات الإيرانية الإرهابية تحرق ايدي صانعيها.

سينهار العدوان وينكفأ أهل الإرهاب، وينبثق من جديد فجر الحرية في الشرق العريق، ولا نامت أعين الإرهابيين الجبناء، الشرق ينتفض بوجه مخططات العدوان الإيرانية – الروسية.

 

«سورية فيديرالية» برعاية روسيا و«الحرس القديم»

 جورج سمعان/الحياة/26 تشرين الأول/15

التدخل الروسي في سورية محكوم بسقف زمني. سقف تحمكه اعتبارات سياسية وعسكرية واقتصادية. هذا ما كرره الرئيس فلاديمير بوتين. أكد أن التدخل «محدود زمنياً». حتى نهاية السنة. لا يرغب في انخراط ميداني مفتوح. لذلك استعجل إطلاق المسار السياسي بحثاً عن تسوية. وكان لقاء فيينا قبل ثلاثة أيام إقراراً بالتخلي عن أولوية الحرب على الإرهاب. وهو ما تمسك به الكرملين في لقاء جنيف الثاني. وما كان النظام في دمشق يكرره حتى الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد لموسكو، مطلع الأسبوع الفائت. إنها خطوة تلتقي مع إصرار خصوم النظام في الداخل والخارج على وجوب إطلاق المسارين معاً. بات الجميع مقتنعين بأن لا إمكان لمواجهة الحركات الجهادية من دون حشد كل الجهود في هذه المواجهة. ويستلزم ذلك، كما صرح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، انجاز تغيير سياسي. هذا التغيير في سلم الأولويات ليس وحيداً. أطلقت الديبلوماسية الروسية تصورها للتسوية. ولعل أهم ما في النقاش الدائر اليوم هو مصير الرئيس الأسد ودوره في مستقبل سورية. لم يعد ممكناً إطلاق القطار من دون التفاهم على هذه النقطة. هي البداية. وهذا تطور كبير. لن تعلن موسكو أو تكشف علناً على الأقل موقفها من هذه النقطة، البند الرئيس في الحوار المقبل. ليس مألوفاً في أي مفاوضات أن تكشف الأطراف المعنية كل أوراقها. تظل هذه رهن مسيرة الحوار. ولو لم تكن هناك أفكار نضجت وتشكل قاعدة انطلاق لما دعا الرئيس بوتين نظيره السوري إلى لقاء عاجل ومفاجىء. أراد أن يسمع منه، وأن يُسمعه أيضاً تصوره لعناوين الحل. لم يكشف ما دار بينهما. اكتفى بالقول غداة اجتماعهما أن الرئيس الأسد استحسن فكرة دعم قواته فصائل مسلحة على الأرض تحارب الحركات الإرهابية. تماماً كما تساعد القوات الروسية الجيش السوري. لكن عودة إلى الوراء ربما كشفت بعض ما دار في اللقاء. لم تخف الديبلوماسية الروسية استياءها من تصرف وفد النظام السوري إلى لقاء موسكو الثاني الربيع الماضي. إذ لم يبد أي اهتمام بسعيها إلى تحقيق اختراق وإن صغير في جدار الأزمة. وترجم الكرملين هذا الاستياء بارسال موفد رفيع إلى دمشق حاملاً أسئلة محددة إلى الرئيس الأسد مباشرة: كيف يرى إلى مستقبل الحملة العسكرية في ظل استحالة الحسم الميداني؟ وما هي رؤيته لعناصر أي تسوية سياسية. لكن الرئيس بوتين لم يحصل على أي جواب. وهو ما دفعه إلى تأخير بعض شحنات الأسلحة إلى سورية اعتبرت بمثابة إنذار أو تعبير عن امتعاض كبير. وكانت رسالة لها تداعياتها على الصعيد الميداني. وقد أظهر التدخل العسكري الروسي المباشر أهميته وفاعليته في وقف تقهقر النظام وقواته وحمايته من التداعي. لذلك من الطبيعي أن يكون الرئيس بوتين قدم تصوره للتسوية وعناصرها. لا يحتاج إلى فرضها على ضيفه، ما دام الأخير يدرك لغة التخاطب الديبلوماسي وأعرافه. وبدا واضحاً من لقاء فيينا أن البحث تركز على المرحلة الانتقالية وجدولها الزمني ودور الأسد فيها ومدة بقائه حتى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

لم يكشف الرئيس بوتين كل أوراقه أمام ضيفه. وكذلك فعل وزير خارجيته سيرغي لافروف في فيينا. لن يكشف الروس تصورهم لخروج الرئيس الأسد. هم مقتنعون بأن بقاءه يبدو مستحيلاً، بل عقبة رئيسية في وجه التسوية. يبقى ترتيب خروجه. وهذا أمر منوط بتقدم المفاوضات التي لن تتوقف. ثمة إجماع على قيام مرحلة انتقالية. ولا شك في أن الرئيس السوري سمع ما عليه أن يقدم من صلاحيات وتنازلات إلى الهيئة الإنتقالية. ويمكن القول هنا إن الصلاحيات العسكرية والأمنية لم تعد عقدة صعبة. بات أمر هيئة الأركان وإدارة الحرب بأيدي الجنرالات الروس المنخرطين في القتال وفي إعادة تأهيل المؤسسة العسكرية وهيكلتها. بل هم يسعون إلى استعادة زملاء لهم باتوا خارج الخدمة الميدانية والاستخبارية ليشكلوا أداة استشارية تكون لها كلمة مسموعة في أداء المؤسسة ومهماتها ودورها المقبل في أي تسوية. والأرجح أن في ذهن الروس بعث «الحرس القديم» مع انتهاء حكم «البعث». وأن تؤول وزارة الدفاع إلى ما يمثل هذا الحرس، إلى الأقلية العلوية لمزيد من طمأنتها وباقي الأقليات. وليس قليلاً أن يطرح الوزير لافروف فكرة دمج فصائل «الجيش الحر» في الجيش النظامي. ومعروف أن هذه الفصائل التي يصنفها الجميع بأنها معتدلة يقدر عديدها بنحو عشرين ألفاً في المناطق الشمالية للبلاد. ونحو أربعين ألفاً في «الجبهة الجنوبية» التي تلقى دعماً من الأميركيين وبعض الدول العربية المعنية. أي أن عناصرها قد تضاهي عدداً القوات النظامية المنخرطة في القتال. لكن السؤال هنا ما الذي سيقدمه لافروف لإقناع هذا «الجيش» بعرضه السخي بعد كل التضحيات التي قدمها، أم أن ثمة خطة لشقه وتبديد فصائله؟

وقبل لقاء فيينا، نشطت موسكو منذ بداية تدخلها العسكري، بحثاً عن شخصيات لتولي رئاسة الحكومة في المرحلة الانتقالية. وطرحت نحو ثلاثة أسماء بينها فاروق الشرع من الداخل وشخصية مقبولة في الخارج وآخر مسؤول سابق من حلب. وتردد أن بعض أطياف «الائتلاف الوطني» أبدى استعداداً للقبول بنائب الرئيس «الغائب» أو «المغيب» عن المشهد السياسي منذ توليه إدارة أول حوار مع بداية الأزمة. ولم تبد أطياف معارضة اعتراضاً كبيراً. بل إن روسيا ألحت على النظام لكسر الطوق المضروب على الشرع. وواضح من تحركاتها أنها تسعى إلى بناء منظومة تشكل عماد النظام المقبل، على غرار بعض الأنظمة القائمة في الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى: ديموقراطية على الطريقة الروسية برموز عاصرت وتحملت مسؤوليات زمن حلف وارسو. إذا كان الرئيس الأسد هو العقبة، فإن موسكو لن تغامر بدفن التسوية السياسية لأنها لن تغامر في تخطي السقف الزمني الذي يسمح به تدخلها العسكري. فلا طاقة لاقتصادها على خوض حرب مفتوحة، خصوصاً أن حلفاء الفصائل المعارضة لم يقصروا ولن يقصروا في مدها بما تحتاج من عتاد وأسلحة نوعية. ولو كانت روسيا واثقة من تحقيق هزيمة كاسحة لخصوم النظام لما عجلت في طرح رؤيتها للتسوية. الثابت أنها ستسعى إلى تدعيم مواقع النظام بما يحقق الأمان لمناطق وجوده من العاصمة إلى حلب مروراً بحمص وحماة وتدمر. فإذا لم تثمر مساعيها في المسار السياسي لن تغامر في مواصلة الحرب على «داعش». ويعني ذلك أنها ستقف في العقبة التي توقف عندها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. لا بد إذاً من التنازل الكبير عن الرئيس الأسد. وثمة مخارج كثيرة لرحيله. لا يتعلق الأمر بتوقيت محدد تلتزمه أمام خصومه. قد يسلك المسار وجهة تفضي إلى رحيل طبيعي. كأن تقنعه بالضغط المباشر، أو عبر الاعتماد على ضغط تمارسه حاضنته لعدم الترشح في الانتخابات المبكرة.

الخريطة الروسية لمسار التسوية تواجه بالتأكيد عقبات وحواجز وتعرجات وعراقيل جمة. ليس لأن المطلوب أولاً تفاهم مع الولايات المتحدة فقط. فالراجح أن الخلاف بين القوتين يتعلق بالوضع في العراق أكثر منه في سورية. وليس سراً أن واشنطن أتاحت لموسكو منذ البداية أن تؤدي دوراً واسعاً في بلاد الشام. وأن ما يجري في بلاد الرافدين يستأثر بسلم أولوياتها. ألم تعلن صراحة منذ قيام التحالف الدولي أن التركيز سينصب على قتال «داعش» في العراق؟ وهي تخوض صراعاً مريراً هناك في مواجهة القوى الحليفة لإيران. وتسعى إلى مساندة رئيس الوزراء حيدر العبادي والحؤول دون تمدد التدخل الروسي شرقاً. وإذا كانت رضخت أخيراً لضغوط «الحشد الشعبي» الذي أصر على المشاركة في تحرير الرمادي، فإن قرار العبادي تبني مقاتلي العشائر قوة رسمية محاولة لإقامة نوع من التوازن مع ميليشيات الحشد التي باتت تنافس الجيش النظامي وتتخطاه. كذلك إن الاستراتيجية الروسية تتجاوز الحدود السورية. والتسوية في سورية لا يمكن فصلها عما يجري في الإقليم كله. من هنا إصرار موسكو على إشراك إيران وآخرين في لقاءات فيينا. لكن المملكة العربية السعودية وشريكاتها ستظل ترفض مشاركة طهران في أي مفاوضات ما لم تتقدم هذه خطوات تؤسس لنوع من التوازن بينها وبين خصومها العرب. أي أن تدفع نحو تسهيل الحل في اليمن. وأن تكف عن تمدد حلفائها تحت الرايات المتعددة للحرب على الارهاب، سواء في العراق أو سورية. أي أن تعترف بأن سياستها لم تتح لها إطلاق يدها في المنطقة، بقدر ما تسبب لها استنزافاً قاتلاً من جهة، وتشكل تهديداً لمزيد من التفتيت والصراعات المذهبية والعرقية. صحيح أن تدخل موسكو العسكري قدم نفوذها على نفوذ الآخرين وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية. لكن يبقى عليها أن تترجم ذلك في بناء التوازن الغائب في بلاد الشام، وأن تترجم فعلاً انفتاحها على الفصائل المعارضة في سورية. فهل تكرر موقفها هنا كما فعلت في اليمن قبل أشهر؟ أياً كانت نتائج المفاوضات قد يجد السوريون، الغائب الأكبر عن «جنيف 1» و»فيينا 1»، أن سورية فيديرالية قد تكون الحل الوحيد المتاح!".

 

الجمر وأصابع القيصر

غسان شربل/الحياة/26 تشرين الأول/15

ما هرب منه باراك أوباما وقع فيه فلاديمير بوتين. من موقع آخر وحسابات أخرى. إنه الانخراط العسكري المباشر في الحريق السوري. وهذا يعني تحمل عبء الأزمة. وربط صورته وهيبة بلاده بمسارها ومصيرها. ولأن بوتين لا ينوي شن حرب برية واسعة فهذا يعني أنه حرّك جمر الحرب السورية لاستعجال الحل. لكن البحث عن حل في سورية أكثر صعوبة من الاستمرار في الحرب. أدخل القيصر يديه وبلاده في حقل الجمر السوري. يعرف بوتين أن سورية السابقة قتلت في الحرب. ويعرف أن الحريق السوري هو مجموعة حروب متداخلة ومتشابكة. هناك حرب بين معارضة ونظام لم يعتد على رؤية معارضة ومعارضين. بنيته لا تسمح بفتح النوافذ. وهناك حرب بين مكونين سوريين لا يمكن فصلها عن النزاع السني - الشيعي في الإقليم. وهناك مكون كردي تعلم من أكراد العراق ألا يضيع الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرر. هناك أيضاً حرب بين ما تبقى من النظام وإرهابيين وفدوا من بلدان قريبة وبعيدة. وحرب يأمل فريق بأن تؤدي إلى تقطيع أوصال «الهلال الإيراني» بينما يأمل الآخر بترميم خريطة هذا الهلال. وحرب على الموقع الأول في الإقليم وملامح النظام الإقليمي الجديد. وحرب على النفوذ الدولي في سورية المتهالكة والشرق الأوسط المريض. وهناك سقوط الحدود والتعايش وهجرة مجموعات وتهجير جماعات. انتظر بوتين نتائج الاستنزاف الكبير. انحسرت مناطق النظام وأُصيب جيشه بالوهن. فشلت إيران في لعب دور الدولة الكبرى المحلية. لم تستطع قلب مسار الأحداث عبر خبرائها والميليشيات الحليفة. بدت تركيا منشغلة بالأحداث على أرضها. والسعودية بالنزاع الدائر في اليمن. وأوروبا بأمواج اللاجئين. وبدا أوباما سعيداً بإبعاد أصابعه عن الجمر السوري. طلب النظام السوري من الكرملين إنقاذه فرد بعملية جوية مشروطة لا بحرب برية مفتوحة. لهذا، بدا بوتين كمن ينظر إلى ساعته. حرص على استقبال الرئيس بشار الأسد قبل أن يؤدي التدخل الروسي إلى تغييرات ميدانية بارزة. للتوقيت معناه. ربما تخوف أن يؤدي أي تحول ميداني إلى اقتناع النظام يأنه لا يحتاج إلى تقديم تنازلات. استقبل الرئيس السوري وحده. كأنه يلقي عليه شخصيًا عبء تقديم التنازلات الضرورية لإطلاق الحل. التنازلات الضرورية لمنع «الجنرال وقت» من تحويل التدخل الروسي إلى تورط روسي. فور شيوع نبأ الزيارة سارع بوتين إلى ديبلوماسية الهاتف. بدأ بالاتصال بالدول الأكثر إلحاحاً على مغادرة الأسد. أراد الإيحاء بأنه حصل على ما يفتح كوة في الجدار. وهذا ما أشار إليه اللقاء الرباعي في فيينا. لم يكن متوقعاً أن يحمل لافروف إلى ذلك اللقاء كلاماً قاطعاً أو واضحاً حول مستقبل الرئيس السوري. لا تحسم المفاوضات المعقدة في بداياتها. مفيد أن يكون لك حليف كبير. وأن يهبّ لمساعدتك حين تناديه. لكن الدول الكبرى ليست جمعيات خيرية. لاستجابتها ثمن لا بد من دفعه. وهكذا تقدمت أجندة موسكو على أجندة دمشق. دخل لقاء فيينا في تفاصيل الحل وهو ما كانت دمشق تفضل إرجاء البحث فيه إلى ما بعد الانتصار على الإرهاب. أكثر من ذلك. بدا لافروف كمن ينظر إلى ساعته. سارع إلى إطلاق الاقتراحات ولو مرفقة ببعض الالتباسات. بدأ يلوح بتوزيع الضمادات والضمانات. وصل به الأمر حد اكتشاف وجود «الجيش الحر» وعرض مساعدة جوية روسية عليه في الحرب على «داعش». الحل الداخلي ليس بسيطاً. لا بد من حل يرضي السنّة ويطمئن العلويين ويقبله الأكراد. ولا بد من توازنات ترضي تركيا والسعودية وإيران. وهذه ليست بسيطة أيضاً. ليس هناك من حل يعيد إلى إيران ما كانت عليه في سورية قبل اندلاع الأحداث. لم تعد هذه الحلقة من «الهلال» مضمونة. الأمر يعني أيضاً «حزب الله» في لبنان. أدخل بوتين يديه في الجمر السوري. يحصل سريعاً من النظام وإيران على تنازلات تكفي لإطلاق حل أو يتحول التدخل تورطاً وخيم العواقب. «الجنرال وقت» لا يرحم. وإذا حصل ذلك فإن البحث سينتقل من إنقاذ سورية على يد روسيا إلى البحث في إنقاذ روسيا من مغامرتها في سورية.

 

علماء إيران وخطر الإرهاب النووي

محمد عبدالعزيز منير/الحياة/26 تشرين الأول/15

أسئلة كثيرة تفرض نفسها في شأن إيران ونواياها وطموحاتها في المنطقة، وإذا كان السؤال الأبرز الذي تم تداوله أخيراً بعد التوصل إلى الاتفاق النووي يتعلق بالمجالات التي تنوي إيران توجيه فوائضها المالية إليها، أخذاً في الاعتبار الأثر السلبي الذي يمكن أن ينتج من توجيه إيران ما يقرب مــن 250 بــليـون دولار إلى الوجهة الخاطئة التي يمكن أن تتسبب في المزيد من عدم الاستقرار والاضطراب في منطقة يكفيها ما بها من مشكلات بات بعضها عصياً على الحل لسنوات مقبلة.لكن التساؤل الأهم الآن هو عن مصير آلاف العلماء الإيرانيين في المجال النووي الذين تمَّ تدريبهم على مدى عقود عدة لإعداد كوادر تساهم في تحقيق الطموح النووي الإيراني بأهدافه المتعددة التي ثبت أن ما خفي منها كان أكثر بكثير من المعلن. لدى إيران الآن ما يزيد على 20 ألف عالم وخبير ومتدرب هم نـــتاج عقــود عـــدة من الإنفاق على هدف لم يتحقق، وهو دخـــول إيــران النادي النووي، وإذا علمنا أن حجم الإنفاق الإيـراني بــلغ ما يــوازي 480 بليون دولار مُــذ وُضــع حجر الأساس للمشروع النووي الإيراني عـــلى يد الشاه عام 1957 في إطار برنامج آيزنهاور «الذرة من أجل السلام»، أمكننا تصور الحالة النفسية التي يمر بها هؤلاء العلماء.لقد تمكنت إيران من تشييد بنية تحتية متقدمة في المجال النووي، وإقامة مفاعلات تؤكد طهران أن هدفها هو الاستخدام السلمي للطاقة الذرية بالتعاون مع الأرجنتين وروسيا بعد أن أوقف الجانب الأميركي التعاون مع إيران عام 1979، وإذا كان الاتفاق مع القوى الكبرى يكفل تحجيم الشق العسكري في البرنامج النووي الإيراني، فإنه من المهم أيضاً التساؤل عن مصير آلاف العلماء الذين سيجدون أنفسهم فجأة من دون عمل بعد تسريحهم، أو تحويلهم إلى وظائف أخرى لا تحقق لهم طموحاً علمياً أو مادياً. إن هذا الخطر كفيل بنشر إرهاب نووي لا مثيل له، خصوصاً إذا ما ارتبط العلم بالرغبة في التدمير، أو سيطر على عقل هؤلاء العلماء الإحباط بسبب إجهاض حلم جرى إنفاق عشرات البلايين من الدولارات عليه من دون أن يتحقق.

تتعدد الأخطار في منطقتنا، وتتزايد رغبة بعض القوى الإقليمية في توسيع نفوذها على حساب استقرار هش، ومآس متوالية، من دون إدراك خطورة ذلك على وجود المنطقة ذاتها، ومن دون أن تضع في الحسبان الخطوات التي ستتخذها القوى الإقليمية الأخرى للدفاع عن مصالحها المشروعة، والنظرة السريعة إلى حقائق التاريخ تثبت أن توجيه الموارد للتنمية والارتقاء بالبنية التحتية، والاستثمار في التعليم والصحة والمواصلات وغيرها من الخدمات هو أفضل الخيارات وأكثرها نجاحاً، ويكفينا ما نجحت أوروبا في تحقيقه بعد قرون من الحروب والقتل والدمار. وهو ما يعني أن الفرصة قائمة لتغيير مصير المنطقة من خلال الرهان على المستقبل بدلاً من الإغراق في طموحات ماضٍ لن تتحقق إلا بالمزيد من العنف والحروب على حساب ملايين أخرى من الضحايا، وكفى بما مضى عبرة لمن يعتبر.

 

الشجرة السورية والسلم الروسي

سلمان الدوسري /الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/15

لم تنتظر روسيا طويلاً إثر تدخلها العسكري في سوريا، فقد أتبعته بحراك سياسي محموم ونشط، أفرز ما يمكن أن نقول عنه إنه ثمرة رؤيتها لحل الأزمة السورية (بحسب ما نشرته «الشرق الأوسط» أول من أمس). اعتمدت موسكو في ذلك على تناقض غربي، وهو ما مكّن الرئيس فلاديمير بوتين من تصدر الساحة وتقديم خطة تتضمّن تنصيب الكرملين لاعبًا دوليًا لا يمكن مواجهته، ولا يمكن الاستغناء عنه في نفس الوقت. وبعد أن كان رحيل بشار الأسد مطلبًا دوليًا ملحًا لا تراجع عنه، بدأت الإشارات تتوالى، من واشنطن إلى لندن، مرورًا بباريس وبرلين، وبقية العواصم الغربية، التي ضغطت عليها أزمة وصول المهاجرين السوريين لدولها أكثر، من معاناتهم لنحو أربع سنوات ونصف السنة، وذلك بعدم ممانعة تلك الدول على بقاء الأسد لفترة مؤقتة، وهو ما لم يدع مجالاً لأصدقاء سوريا المقربين، السعودية وتركيا، للبقاء في موقفهما معزولتين رافضتين بقاءه تحت أي صيغة، مما أجبرهما على السير في حقل ألغام محفوف بالمخاطر، والموافقة على مضض على هذا التحول الدولي الذي صبّ في صالح الموقف الروسي، يمكن القول إن السعودية وتركيا لا تريان أي فائدة من بقاء الأسد حتى لو كان مؤقتًا، إلا أنهما لن يعارضا الرغبة الدولية العارمة، طمعًا في إيجاد تسوية سياسية قد تفضي إلى إيجاد حل لهذه الأزمة التي تزداد تعقيدًا كلما طال أمدها.

هل يمكن القول إن الرؤية الروسية الأخيرة هي أفضل الحلول؟ بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يقول بذلك، لكنه أيضًا أفضل الحلول السيئة المطروحة التي يمكن القبول بها، في ظل تخاذل دول الغرب عن الوقوف مع الشعب السوري وتسليمها مفتاح الأزمة للدب الروسي، تخلى العالم شيئًا فشيئا عن السوريين، ولم يبقَ إلا الرياض وأنقرة تكافحان وتسبحان ضد تيار اللامبالاة الدولية في سوريا، حتى مع الحديث عن بعض التغيرات في الموقف من بقاء الأسد مؤقتًا، وهو ما يمكن الاعتراف بأنه كان خطًا أحمر للمجتمع الدولي بأكمله. في الحقيقة، قد يبقى الأسد ليس فقط 18 شهرًا، كما تتضمن الخطة المقترحة قبل رحيله غير مأسوف عليه، بل يمكن أن تستمر الأزمة على ما هي عليه، لنفاجأ بعد ثلاث أو أربع، أو ربما حتى عشر سنوات، بأنها لا تزال مشتعلة، وأن الأسد مستمر وباقٍ رئيسًا للنظام، حتى لو كان ذلك على جزء يسير من أراضي الدولة السورية، ما دامت روسيا مستمرة في دعمه سياسيًا وعسكريًا.

تبقى المعضلة الكبرى في كيفية ضمان إبعاد الأسد عن العملية السياسية في مرحلتها المقبلة، وهل موسكو قادرة فعلاً على تقديم الضمانات الحقيقية، التي لا تسمح بعدم إعادة إنتاج النظام الحالي بقالب جديد؟ للأسف، غياب الدور الأميركي، الذي أضحى تابعًا بعد أن كان قائدًا، يضعف الثقة بمصداقية الرؤية الروسية بإيجاد سكة حل حقيقية وليست ملفوفة بتكتيكات ملغومة، خاصة في ظل عدم قناعة المعارضة السورية بجدية الروس في التوصل لتسوية سياسية فعلية. لذا ومع التقدم السياسي الذي خلفه اجتماع فيينا الرباعي بشأن سوريا الجمعة الماضي، والذي بانَ معه عدم ممانعة واشنطن في المضي في فلك موسكو، أو على الأقل عدم وجود موقف قوي ينبئ برغبتها في مسك زمام حلّ الأزمة، لن يبقى إلا أن تمارس واشنطن دورها، أو على الأقل شيئًا منه، إلى أن يمكن إيجاد توازن دولي يخفف من الانطلاقة الروسية المخيفة فعلاً. الحقيقة المرة أن موسكو تنصب سلم النزول من الشجرة السورية لكل دول العالم، لكنها لم تستطع حتى الآن أن تضمن لهم بقاء الشجرة أصلاً، بعد نزول الجميع!

 

الأميركتان.. إلى اليسار دُر

إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/15

توجّه الناخبون في الأرجنتين أمس إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يخلف الرئيسة كريستينا فيرنانديز كيرشنر وسط استطلاعات رأي تشير إلى تقدم كبير لمرشح اليسار البيروني دانيال سيولي، حليف الرئيسة، على منافسه اليميني موريسيو ماكري. وقبل أقل من أسبوعين أنهى جاستن ترودو زعيم حزب الأحرار في كندا تسع سنوات من حكم اليمين المحافظ المتشدد. أما في الولايات المتحدة، مع دخول الرئيس الديمقراطي باراك أوباما الأشهر الـ12 الأخيرة من حكمه، فتشير الاستطلاعات إلى أنه على الرغم من أدائه السيئ في ملفات السياسة الخارجية، فإنه يحظى بنسبة رضا شعبي تبلغ 51 في المائة بفضل منجزاته الداخلية. كذلك تبدو هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الرئاسية الأقوى عند الديمقراطيين، في وضع طيب، بينما يغرق المرشحون الجمهوريون في بحر من المزايدات والجدل العبثي سعيًا وراء أصوات اليمين الديني والعنصري.

من كندا في أقصى شمال الأميركتين الشمالية والجنوبية إلى الأرجنتين في أقصى جنوبها تهب الرياح باتجاه اليسار، مع أن حجر الثقل، بالنسبة للعالم بأسره، تظل بوصلة الولايات المتحدة. كثيرون فاجأهم نجاح ترودو (43 سنة)، الابن البكر الزعيم «الكاريزمي» الراحل اللامع بيار إيليوت ترودو الذي قاد كندا لأكثر من 15 سنة توزّعت على فترتي حكم (1968 - 1979 ثم 1980 - 1984) في التغلب على ستيفن هاربر، أشدّ رؤساء حكومات كندا «يمينية» في تاريخ البلاد المعاصر. هاربر حكم كندا تسع سنوات تفنّن فيها باعتماد سياسيات رجعية وتبنّي مواقف استفزازية تقارب العنصرية الفجة - وخصوصًا تجاه المسلمين والمهاجرين وقضية فلسطين - مخالفة لروح التسامح والانفتاح الثقافي والديني. ولقد استفاد هاربر كثيرًا خلال السنوات التسع من انقسام خصومه الليبراليين واليساريين في حزب الأحرار والحزب الديمقراطي الجديد. لكن الواضح، أن صبر الناخب الكندي نفد.. وفقدت تجربة هاربر صدقيتها فور توافر البديل الجذاب القادر على تولي المسؤولية.

هذا، في كندا.

غير أن الصورة مختلفة في أميركا اللاتينية - الجنوبية والوسطى - التي طالما اعتبرتها واشنطن «حديقتها الخلفية». إذ كسبت واشنطن طيلة حقبة احتدام الحرب الباردة و«مكافحة الشيوعية» من نسجها تحالفات بين «العسكر» والكنيسة والأغنياء، سواءً من الإقطاع المحلي أو وكلاء الاحتكارات والمصالح التجارية الأميركية.وبالتالي، لعقود كثيرة همّش «التحالف الثلاثي» بين العسكر والكنيسة والأغنياء القوى الشعبية والطبقتين الوسطى والفقيرة. وبرزت ديكتاتوريات عسكرية لم تتردّد في استخدام البطش وانتهاك حقوق الإنسان، وصولاً إلى تشكيلها «فرق موت» تحترف الخطف والاغتيال، جاء الرد عليها بحركات ثورية راديكالية مسلحة قاتلت في الأدغال والجبال ونشطت كذلك في قلب المدن. غير أن نهاية الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفياتي أسقطت المنطق الذي قام عليه هذا «التحالف». بل أن مواقف الكنيسة نفسها أخذت تتبدّل، وفي حالات كثيرة وقفت مع الشعب صراحةً ضد العسكر والاحتكارات والمصالح التي كانوا يدافعون عنها ويستفيدون منها. وهكذا، حتى قبل انهيار الاتحاد السوفياتي ظهر «رجال الدين الثوريون» في دول مثل كولومبيا، كما أدى نشاط بعض الحركات البروتستانتية الإنجيلية إلى تحفظ الكنيسة الكاثوليكية المحلية، ومن ثم تمتينها علاقاتها مع الطبقات الفقيرة التي صارت حاضنتها الشعبية. ومثال ذلك، أن أول حكومة يسارية قامت في نيكاراغوا بعد انتصار الساندينيين اليساريين فيها على ديكتاتورية آناستازيو سوموزا ضمت ثلاثة من الكهنة الكاثوليك أحدهم الأب ميغيل ديسكوتو الذي تولّى حقيبة وزارة الخارجية (1979 - 1990) قبل أن يترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبعدها تساقطت ديكتاتوريات اليمين في معظم دول أميركا اللاتينية (في أميركا الجنوبية تحديدًا)، وبالأخص، في تلك الدول حيث توجد حركات نقابية وبُنى تحتية مثقفة وواعية منظمة، مثل الأرجنتين والأوروغواي وتشيلي، وكذلك البرازيل وفنزويلا وبوليفيا والبيرو والإكوادور.

وهكذا، فإن حكاية تألق اليسار في أميركا الجنوبية عمومًا ما عادت تحمل في طيّاتها أي مفاجآت، فهي القاعدة بينما حكم اليمين هو الاستثناء، إذ لا يحكم اليمين اليوم سوى في دولتين أميركيتين جنوبيتين لاتينيتين هما كولومبيا والباراغواي.

كريستينا فيرنانديز كيرشنر التي تودّع رئاسة الأرجنتين، بعدما خلفت زوجها الراحل نستور كيرشنر، إنما تغادر المنصب لأن الدستور لا يسمح لها بفترة رئاسية ثالثة، غير أنها تقود حملة مرشحها دانيال سيولي، حاكم ولاية بوينس آيرس، وتعتبر انتصاره انتصارًا لخطها اليساري المعتدل، في وجه ماكري رجل الأعمال اليميني ورئيس بلدية بوينس آيرس ونادي بوكا جونيور الرياضي (الذي لعب له دييغو مارادونا). وكانت أحدث الاستطلاعات قد أعطت سيولي أكثر 39 في المائة من الأصوات مقابل 30 في المائة لماكري، مع أداء طيب للزعيم الشاب (المنشق عن فيرنانديز كيرشنر) سيرجيو ماسا. أما السؤال الأساسي فهو ما إذا كانت المعركة ستحتاج إلى جولة إعادة أم لا؟ أمام هذا الواقع الميال إلى اليسار، فقد تجاوزت هيلاري كلينتون بثقة في واشنطن أزمة جلسات الاستماع في الكونغرس حول تصرّفها ومسؤوليتها إزاء هجوم بنغازي عام 2012 عندما كانت وزيرة للخارجية، وباتت فعليًا في موقع قوي لضمان ترشيح الحزب الديمقراطي لمعركة الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016. ولقد عزّز وضعها أكثر قرار نائب الرئيس الحالي جو بايدن الإحجام عن الترشح، ثم انسحاب لنكولن تشافي السناتور السابق والحاكم السابق لولاية رود آيلاند من سباق الرئاسة.

وهكذا، ما عاد أمام هيلاري كلينتون في الساحة سوى منافسين اثنين هما السناتور اليساري من فيرمونت بيرني ساندرز وحاكم ولاية ماريلاند السابق مارتن أومالي، غير أن ثمة إجماعا على أن أيًا منهما لن يستطيع بعد انقشاع غيمة بنغازي على تعطيل قطار هيلاري. حتى أن السناتورة ديان فاينشتين (من كاليفورنيا) قالت بالأمس في تصريح صحافي: «جاءني إلى منزلي صباح اليوم شخص، وقال لي: أتدرين، أعتقد أنها (بعد جلسة الكونغرس حول بنغازي) صارت في البيت الأبيض». قد يكون هذا تفاؤلاً مبرّرًا من قيادية ديمقراطية بارزة، لكن الشيء الأكيد أن المرشحين الجمهوريين غارقون بمزايداتهم وتطرّفهم إلى درجة حالت حتى الآن دون خروجهم بسياسة بديلة تواجه..«لا سياسة» باراك أوباما.

 

روسيا تنفق يوميًا 2.4 مليون دولار على عمليتها في سوريا

خبير عسكري: سعر الأسلحة الروسية في الأسواق العالمية أقل من الأميركية بنحو 40 %

الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/15 /موسكو: طه عبد الواحد- بيروت: نذير رضا

منذ الساعات الأولى لإطلاق روسيا عمليتها العسكرية في سوريا شكلت النفقات الاقتصادية المترتبة على هذه العملية موضوع اهتمام رئيسي لدى مختلف الأوساط، لا سيما أن العملية بدأت بينما يعاني الاقتصاد الروسي من أزمة حادة. ومع استمرار غياب معلومات دقيقة صادرة عن جهات رسمية روسية حول نفقات العملية في سوريا، أعد مركز جينز البريطاني المختص بنشر التقارير في المجالات العسكرية والفضائية والنقل، دراسة قال فيها إن روسيا تنفق يوميا على عملياتها العسكرية في سوريا 2.4 مليون دولار على أقل تقدير. ويقول خبراء المركز إن النفقات في الواقع قد تكون ضعف ذلك، أي ما يقارب 4 ملايين دولار يوميا. ما يعني حسب تقديراتهم، أن روسيا قد أنفقت منذ إطلاق عمليتها بتاريخ 30 سبتمبر (أيلول) ما بين 80 إلى 115 مليون دولار، ويشمل هذا المبلغ الإنفاق على الأسلحة والصواريخ والقنابل المستخدمة في القصف فضلا عن الخدمة التقنية والصيانة للمعدات المشاركة في العمليات، وكذلك البنى التحتية ونفقات الكادر البشري.وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أول من أمس، أن طائراتها نفذت نحو ألف طلعة جوية في سوريا منذ بدء عملياتها ضد تنظيم داعش و«جبهة النصرة» وقوات المعارضة السورية في أكثر من محافظة، إذ أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته وكالة إنترفاكس للأنباء أنها «نفذت 934 طلعة ودمرت 819 هدفًا للمتشددين في سوريا منذ بدء حملتها».

ويشير موقع جينز البريطاني للنشر الدفاعي، إلى أن تكلفة عمل الطائرة الحربية الواحدة في الساعة تصل إلى 12 ألف دولار، وتكلفة عمل كل طائرة مروحية خلال ساعة و3 آلاف دولار. ونظرًا لكثافة العمليات التي تقوم بها الطائرات الروسية فإن الطائرة المقاتلة توجد في الأجواء وسطيا 90 دقيقة، والمروحية قرابة 30 دقيقة، ما يعني وفق حسابات خبراء المركز البريطاني، أن روسيا تنفق على العمليات الجوية خلال 24 ساعة ما يقارب 710 آلاف دولار، فضلا عن 750 ألف دولار ثمن الذخائر المستخدمة في العمليات القتالية خلال 24 ساعة. علما بأن معظم هذه الذخائر هي الأحدث في الترسانة العسكرية الروسية، ويُستخدم بعضها، لأول مرة، في حروب روسيا، نظرًا إلى أنه وُضع في تصرف القوات العسكرية الروسية خلال الأعوام الخمسة الماضية. أما الإنفاق على الكادر البشري، أي المعاشات الشهرية والمكافآت للجنود والضباط العاملين في قاعدة حميميم في سوريا، والطعام وغيره من خدمات لهم، فإن روسيا تُنفق يوميا 440 ألف دولار تقريبا، إضافة إلى 200 ألف دولار على السفن الموجودة قبالة الساحل السوري، وأخيرًا 250 ألف دولار على العمليات اللوجستية والاستطلاع والاتصالات وغيرها من نفقات مشابهة. بناء على هذه المعطيات التقريبية يخلص خبراء مجلة جينز العسكرية، إلى الاستنتاج بأن روسيا تنفق يوميا زهاء 2.4 مليون دولار على عمليتها العسكرية في سوريا. ويتضمن هذا المبلغ تكلفة استخدام الصواريخ التي أطلقتها السفن الروسية على الأراضي السوري، حيث تصل تكلفة كل صاروخ منها إلى 1.2 مليون دولار. وكانت بعض وسائل الإعلام الروسية قد ذكرت أن التكلفة المادية لعملية إطلاق الصواريخ من قزوين تصل قرابة 1 مليار روبل روسي. وبحسب خبراء عسكريين، فإن الطلعة الجوية عموما، تتضمن إقلاع طائرتين أو أربعة في نفس الوقت، لتشن الغارات ضد أهداف مرصودة سلفًا. أما في سوريا، فإن الطلعات الجوية، في تقديراتها الدنيا، تتضمن إقلاع قاذفتين في سوريا، نظرًا لأن الميدان السوري لا يتطلب تحليق طائرات مقاتلة إلى جانبها لحمايتها من هجمات جوية. ويقول رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية» الدكتور هشام جابر، إن كل قاذفة، تحمل أربعة صواريخ أو ستة صواريخ، ويعود ذلك إلى وزن الصواريخ المحملة. وفي أقل التقديرات، فإن الطلعات الجوية المُعلن عنها في سوريا، حملت الطائرات المشاركة خلالها 8000 صاروخ، نظرًا إلى أن كل طلعة تتضمن طائرتين بالحد الأدنى. ويشير في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن تلك الحمولة «لا يتم قصفها جميعها على الأهداف، رغم أن هذه التقديرات بعدد القاذفات الطائرة، هي التقديرات الدنيا».

ويُعدّ سعر الأسلحة الروسية في الأسواق العالمية، أقل ثمنًا من الأسلحة الأميركية بنحو 40 في المائة، بحسب ما يقول جابر، وعليه، يتفاوت سعر الصاروخ الروسي (جو - أرض) بين 6 و10 آلاف دولار لكل منها، ما يعني أن حمولة كل طائرة يتراوح سعرها بين 25 و30 ألف دولار، وبالتالي، تتراوح تكلفة الذخائر المحملة في كل طلعة جوية، بين 50 و60 ألف دولار. يضاف إلى ذلك، تكلفة 26 صاروخ كروز من نوع «كاليبر» أطلقتها القوات البحرية الروسية من بحر قزوين باتجاه سوريا، ويتراوح سعر الواحد منها بين 50 و70 ألف دولار، وهي «صواريخ باهظة الثمن، نظرًا إلى أنها ذكية، وتحمل رؤوسًا مدمرة ضخمة، يقارب وزن رؤوسها الحربية نحو 350 كيلوغرامًا من المواد المتفجرة»، كما يقول جابر. وتُضاف هذه التكلفة، إلى تكلفة الطلعات الجوية بما تتطلب من استهلاك للطائرات الحربية، وقطع غيار وصيانة لها، فضلاً عن وقود الطائرات، وجهود الطاقم اللوجستي الذي يعمل على صيانتها وتحميلها بالذخائر، ما يرفع حجم التكلفة إلى نصف مليار دولار، على أقل تقدير، بحسب ما يقول جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني. ويشير إلى أن عدد القوة البشرية الروسية الموجودة في سوريا، يصل إلى 3000 جندي، يتوزعون بين خبراء وطيارين وعاملين لوجستيين، وعاملين في غرف الرصد والمتابعة والتنسيق، فضلاً عن البحارة في ميناء طرطوس، وفوج من قوات النخبة البرية، الموكلة حماية القواعد والمنشآت العسكرية الروسية في سوريا. ويقول إن تكلفة هؤلاء «عالية، وتقارب تكلفة كل واحد منهم المائة دولار يوميًا في حدودها الدنيا».

ويأتي هذا الإنفاق العسكري في ظل أزمات اقتصادية تعاني منها روسيا، بينها انخفاض قيمة «الروبل» بعد أزمتي شبه جزيرة القرم وأوكرانيا. وينظر خبراء، وبينهم جابر، إلى أن استخدام الأسلحة الجديدة مثل قنبلة «كاب - 500» وصواريخ كروز من نوع «كاليبر أن كا» الموازية لصواريخ «توما هوك» الأميركية، وقاذفات «سو – 34»: «يندرج ضمن إطار خطة التسويق الروسية لأسلحة وذخائر جديدة أنتجتها، وتطمح لزيادة مبيعاتها منها في السوق العالمية، خصوصا أن السلاح الروسي، يُعرض بسعر أقل من السلاح الأميركي، حيث يبلغ سعره 60 في المائة من سعر السلاح الأميركي الذي يشابهه بالفعالية والمواصفات».

وتستخدم روسيا في سوريا مجموعة من الصواريخ الحديثة، والعالية التدمير، والتكتيكية، مثل Kh - 25L قريب المدى، وهو دقيق التصويب من فئة جو – أرض، بحسب ما نشرت وسائل إعلام روسية، وهو مخصص لتدمير المدرعات ومحطات الرادار وسفن السطح، وضرب أهداف أخرى. كما تستخدم الصاروخ الجوي Kh - 29L المخصص لضرب أهداف محصنة مثل المنشآت الخرسانية والجسور والممرات الخرسانية لإقلاع وهبوط الطائرات. فضلاً عن استخدام قنبلة BETAB 500 الجوية المخصصة لتدمير مستودعات الأسلحة والذخائر والوقود الخاصة بالآليات العسكرية تحت الأرض، ومراكز القيادة والاتصال، والمخابئ الخرسانية. وتحدث هذه القنبلة اختراقا بعمق 3 أمتار من التراب وعمق 1.2 متر من الخرسانة المسلحة. وتستخدم قنبلة KAB - 500 الموجهة التي تزن 500 كلغم، تستخدمها الطائرات لقصف أهدافها من على بعد لا تطالها المضادات الأرضية، إضافة إلى صواريخ «جو - أرض» من طراز «إكس - 29 إل»، وقنبلة جوية تعرف باسم «العنصر الحربي الموجه ذاتيا» أو (إس بي بي أ)، عبارة عن أسطوانة تحتوي على المتفجرات والصفيحة النحاسية السميكة التي تشكل نواة تفجيرية وزنها الكيلوغرام الواحد عندما تنفجر القنبلة، وتعطيها دفعا يعادل 2 كلم في الثانية حتى تستطيع النواة التفجيرية اختراق الدروع الواقية للدبابات والآليات المدرعة الأخرى. وذكر موقع «سبونتيك» الروسي، أن القنبلة تبحث أثناء الهبوط المظلي عن الهدف المطلوب ضربه من خلال التقاط الحرارة المنبعثة من محرك الآلية العسكرية. وبعد اكتشاف الهدف وتحديد موقعه تتوجه القنبلة إليه بمساعدة الدفّات الخاصة.

ويقدر خبراء عسكريون روس القوة الجوية الروسية المقاتلة في سوريا، بأسطول يتراوح عدده بين 40 و60 مقاتلة وقاذفة ومروحيات هجومية من نوع «مي 24» و«مي 28» (الصياد) الأكثر تطورًا، في وقت يقدر آخرون أن عدد المقاتلات والمروحيات الهجومية في سوريا، ناهزت المائة طائرة، تُضاف إلى طائرات استطلاع غير مقاتلة من دون طيار، تشارك في الحرب السورية طائرات من طراز «سو 30» التي تزود بصاروخ ذي رأس حراري موجه ذاتيًا، وصاروخ برأس موجه راداريا، وقاذفة «سو 34» الاستراتيجية من الجيل الخامس، ووضعت حديثًا بعهدة سلاح الجو الروسي، وتمتلك مواصفات تقنية وتكتيكية وزودت بمنظومة دفاع ذاتي «جو – جو»، كما تحمل على أجنحتها وسائط الإعاقة التشويشية المعروفة باسم «خيبيني»، التي تحمي الطائرة من صواريخ المقاتلات المعادية والمضادات الأرضية للطائرات، وتحتوي على 12 نقطة تعليق على الأجنحة لحمل صواريخ جو-جو، وجو-سطح، وقنابل، ومدفع عيار 30 ملم. كما تستخدم في سوريا طائرات «سو 24» و«سو 25» القادرة على خوض المعارك ليلاً، ومروحيات هجومية تواكب القوات البرية مثل «مي 24».

 

حوار المعارضة السورية والروس

فايز سارة /الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/15

حمل التدخل العسكري الروسي في سوريا متغيرات جديدة في القضية السورية وحولها، كان الأهم في هذه التغيرات انتقال روسيا من صف الوقوف السياسي إلى جانب نظام الأسد، ودعمه بأشكال مختلفة بما فيها السلاح والذخيرة، إلى التدخل العسكري المباشر بالقوات من جهة وإلى تكثيف دعمها السياسي له باعتبارها صارت معه في خندق قتال واحد. كما كان في عداد هذه التغيرات، أن روسيا وبحكم موقعها في القوة العالمية كدولة كبرى، وبإمكانياتها المتميزة، صارت القوة الأهم في تأثيرها في القضية السورية، ولا سيما في موقعها بين الأطراف المقاتلة ضد الشعب السوري، مما يجعلها في موقع القيادة لحلف النظام مع إيران والميليشيات التابعة لها وغيرها، ممن يقاتلون ضد الشعب السوري والمعارضة المسلحة. وبطبيعة الحال، فإن علاقات المعارضة مع الروس، كانت أبعد ما تكون عن العداء على مدار سنوات الصراع السوري، بل كانت في أغلبها علاقات حوار علني أو مستور بين الجانبين، بدأت مع بداية الأحداث في دمشق، ثم تولد فيها خط آخر في الخارج، بعد أن أسست المعارضة السورية لها كيانات وتشكيلات في الخارج، أبرزها الائتلاف الوطني السوري الذي انخرط في لقاءات وحوارات مع الروس في إسطنبول وفي موسكو وأماكن أخرى، كان آخرها لقاءات عقدت في موسكو بين الائتلاف والقيادة الروسية قبيل التدخل العسكري الروسي بقليل، وهي لقاءات تقاربت زمنيًا مع لقاءات روسية مع ممثلين عن أطراف معارضة أخرى بينها لجنة القاهرة لمؤتمر المعارضة السورية. ورغم أن التشكيلات المسلحة للمعارضة السورية لم تدخل بوابة حوار مباشر مع الروس، فإنها لم تكن بعيدة عنه بحكم علاقاتها وصلاتها مع تكوينات المعارضة، وبخاصة الائتلاف الوطني، الأمر الذي جعلها قريبة من الحوار، وإن كانت لا توافق على كثير من مضامينه، خاصة في ظل موقف روسي، يدعم نظام الأسد في المستوى الدولي، ويقدم له مساعدات توفر له سبل البقاء والاستمرار، ويؤكد شرعية وجود الأسد، ويؤيد استمراره في سدة السلطة. وبدا من الطبيعي أن يترك التدخل العسكري الروسي أثره المباشر على موقف المعارضة وعلاقاتها مع موسكو والحوار معها. وباستثناء عدد قليل من تكوينات المعارضة منها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، رحبت بالتدخل باعتباره يندرج في إطار الحرب على الإرهاب والتطرف وجماعاته، ولا سيما تنظيم داعش، فإن أغلب قوى المعارضة وقفت موقف الحذر من التدخل ورفضته. أما المعارضة المسلحة، فكانت أكثر تشددًا في الموقف من التدخل الذي استهدفها مباشرة سواء لجهة ضرب معسكراتها وقواتها، أو لجهة استهداف حواضنها الشعبية في التجمعات السكانية في حمص وحماه وإدلب وحلب ومناطق من ريف دمشق في ظل حقيقة عدم أي وجود لـ«داعش» في تلك المناطق، وقد تعزز هذا الموقف في ضوء مشاركة الطائرات الروسية بالاستطلاع والقصف الجوي بالتنسيق مع هجمات قوات النظام مدعومة بالقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها على مناطق المعارضة، خصوصًا في ريف حماه وإدلب وحلب. وعلى الرغم من تداعيات الموقف الروسي التي عمقت دوره في المعسكر المعادي للشعب السوري وثورته، وما أصاب حوار المعارضة السورية السياسية والمسلحة من تغييرات، تجعله صعبًا وتصادميًا، فإن وقف الحوار مع الروس الذي يشكل أولى مراحل التفاوض، لا ينبغي أن يتوقف من جانب المعارضة، بل ينبغي أن يستمر في مستويين، أولهما عدم إلقاء السلاح والتصدي لهجمات النظام المدعومة روسيًا على المعارضة المسلحة المعتدلة، وحوار من مستوى آخر تخوضه قوى المعارضة السياسية حول الوضع في سوريا وتطوراته، بهدف السعي لتغيير الموقف الروسي، ليس فقط من خلال المصالح والمنطلقات السياسية، بل عبر استخدام القوة المسلحة التي تمثلها التشكيلات المسلحة للمعارضة وعملياتها على الأرض. إن ضرورات الحوار مع الروس، لا تتعلق بوضعهم وعلاقاتهم بالقضية السورية، من حيث الروس قوة عظمى ذات إمكانيات وقدرات كبيرة، وقد صاروا في قلب القضية السورية، وأحد أهم المؤثرين في تطوراتها اللاحقة فقط، إنما أيضًا بوضع المعارضة ذاتها، التي هدفها خلاص الشعب، وهذا لا يتحقق بوجودها بعيدة عن الفاعلين في القضية، وهي ستخوض عاجلاً أو آجلاً مفاوضات حول الحل في سوريا، وشروط الانتقال من نظام الاستبداد والقتل إلى نظام جديد، يوفر مطالب السوريين في الحرية والعدالة والمساواة. إن المشكلة الأساسية في حوار المعارضة مع الروس بما هو مرحلة أولى في التفاوض المقبل، يكمن في جوهر الحوار ومحتوياته. فمن المهم إيصال رؤيتها للقضية السورية، وإيضاح مواقفها من التطورات الحالية، وفهم السياسات والمواقف المعلنة والخفية للأطراف المختلفة، خصوصًا الروسية من أجل التعامل معها بمعرفة ووعي كبيرين، تفرضهما الرغبة في الوصول إلى حل، يخلص السوريين مما صاروا إليه، وينقذ ما تبقى من سوريا التي دمرها نظام الأسد وحلفاؤه.