المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 تشرين الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.october31.15.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى13/من36حتى43/يسوع يفسر لتلاميذه مثل زؤان الحقل

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس09/من19حتى27/وصِرْتُ كُلَّ شَيءٍ لِكُلِّ النَّاسِ لأُخَلِّصَ بَعْضًا مِنْهُم في كُلِّ حَال. وإِنِّي أَفْعَلُ كُلَّ شَيءٍ في سَبِيلِ الإِنْجِيل، لأَصِيرَ شَرِيكًا فيهِ معَ الآخَرِين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

«مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 30/10/2015

بعد مقتل نجله.. "داعش" يعدم والد زوجة عمر بكري فستق

أسرار الصحف المحلية الصادرة ثوم الجمعة في 30 تشرين الأول 2015

سلام عرض مع وزيري المال والصناعة الاوضاع وملف النفايات

سلام عرض مع كاغ وزوار السراي في الاوضاع المحلية والاقليمية شماس:القطاع التجاري مذبوح ونحن مع الدولة الى الآخر

ساعات حاسمة أمام شهيب لتنفيذ خطته لمعالجة النفايات أو التنحي

الأحرار: لوضع حد للفراغ الرئاسي وعقد جلسة حكومية تحسم موضوع الرواتب

اخبار لمحامي الحراك ومعلوف غدا ضد شركتي meas وترانس صباغ

سجعان قزي: هناك من يريد نقل مشكلة النفايات الى المناطق المسيحية

سباق محموم بين المساعي والمهل علـــــى خط النفايات

حوار الثلثاء: التمسك بالمقاومة مقابل الاصرار على النأي بالنفس

وفد عسكري الى فرنسا لتعديل مواعيد تسلــــــم الاسلحة

جعجع سلم بطاقات حزبية في منطقة عاليه: نحن مع تشريع كل الضرورة وعلى رأسها قانون الإنتخاب وإستعادة الجنسية

باسيل من فيينا: لبنان القوي هو أحد أهم الضمانات في استدامة الحل الثابت في سوريا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

انطوان سعد وقع السيرة الذاتية للبطريرك صفير في البيال

جمارك المطار ضبطت 230 كيلوغراما من الكابتغون معدة للتصدير الى قطر

مطر تراس قداسا لشبيبة أبرشية بيروت المارونية : الكنيسة بحاجة إلى قلوب تحب خدمة الرب في الكهنوت وتخدم الرب في العائلة

الراعي ترأس جنازة المطران يوسف ضرغام في عبرين: رجل السلام الداخلي والكلمة اللطيفة والروحانية العميقة

نائب وزير الخارجية الاميركي التقى المشنوق في المنامة ونوه ب"العمل الجبار للاجهزة الامنية اللبنانية في مكافحة الارهاب والتطرف"

المشنوق التقى في المنامة وزير خارجية اليمن وبلينكن نوه بعمل الاجهزة اللبنانية في مكافحة الارهاب والتطرف

الشيخ محمد يزبك من بعلبك: لا خيار إلا الحوار

سليمان ووزراء ونواب وشخصيات عزوا شبطيني بوفاة نجلها

الشيخ عفيف النابلسي: النخبة السياسية اوصلت الشعب الى الحضيض

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

فيينا: إعلان نوايا من تسعة بنود.. لا تشمل الأسد

الملك حمد بن عيسى والسيسي يؤكدان أهمية التضامن العربي لمواجهة التطرف

تحذير أممي من إعصار يتجه نحو اليمن وعُمان

مجاهدي خلق تعلن مقتل 23 من أعضائها في قصف استهدف مخيم ليبرتي وفصيل عراقي مدعوم من إيران تبنى الهجوم وسط إدانات دولية

مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر: بوتين انتهازي ولا يملك ستراتيجية

مجزرة جديدة في دوما: 40 قتيلاً جراء قصف نظام الأسد سوقا بالصواريخ و17 دولة بحثت في مصير الأسد بفيينا وسط تلميحات إيرانية لحل وسط

وزير خارجية العراق: محادثات فيينا فشلت في الاتفاق حول دور الاسد

اوباما اجاز نشر اقل من 50 عنصرا من القوات الخاصة في سوريا للمشاركة ميدانيا في محاربة داعش

ابن فابيوس ملاحق في الولايات المتحدة بسبب شيكات بلا رصيد

العثور على ناشط مناهض لداعش وصديقه مقطوعي الرأس في تركيا

الكونغرس وافق على قانون الميزانية لتفادي التعثر المالي

كيري اعلن استمرار الخلافات مع روسيا وايران حول مصير الاسد

لافروف: مستمرون بمكافحة الارهاب بالتفاهم مع اميركا واتفقنا على الحفاظ على سلامة اراضي سوريا موحدة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من إنجازات الشيعية السياسية/محمد عبد اللطيف بيضون

جمهور «حزب الله»... بين أبواب الفقر و«عتبات» الموت/علي الحسيني/المستقبل

مرحلة ما بعد بشّار/  خيرالله خيرالله/المستقبل

القيصر يريد سوريا/أسعد حيدر/المستقبل

من "ترك الحسين" هو...حزب الله/أحمد الأسعد

انكسار الهيبة والعنجهية/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الأمير والمخدرات وحزب الله/أحمد عدنان/العرب

نكسة ايران في سوريا وفقدان البيئة الحاضنة/كمال ريشا

مخاطر الأصدقاء العمالقة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الحشد الشعبي» العراقي.. من يمثل؟ وما الغاية منه/أمير طاهري/الشرق الأوسط

عندما انقذ المشنوق الحوار وانتج الحلول… من خلال التصعيد/فايزة دياب/جنوبية

عاصفة سوخوي إيرانية في لبنان تواكب الروسية في سورية/الشراع

تقرير ديرشبيغيل احدى أكاذيب بشار/حسن صبرا/الشراع

الحضور الإيراني (النشاز) للقاء فيينا/داود البصري/السياسة

لا حل مع بوتين/جمال خاشقجي/الحياة

بوتين يحيي أمجاد الإمبراطورية الروسية/سليم نصار/الحياة

خامنئي في فيينا يدعو لتخصيب الأسد/احمد عياش/النهار

ديبلوماسية "السوخوي" و"التاو" و"الستينغر"/علي حماده/النهار

السنّة والشيعة أمّنوا مطامرهم فماذا عن المسيحيين؟ جلسة حكومية الاثنين تحسم في النفايات والرواتب/سابين عويس/النهار

من هيل إلى جونز: الزمن السوري تغيّر واشنطن تتجنّب الغياب إظهاراً لالتزاماتها/روزانا بومنصف/النهار

رسالة صريحة إلى المجرمين/عقل العويط/النهار

النيران الصديقة» تزيد «نكبة» حزب الله في سوريا/علي الحسيني/المستقبل

رياح «فيينا» تتقدم.. والكلّ يعلم/بسام النونو/المستقبل

فاصلة فيينا/علي نون/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى13/من36حتى43/يسوع يفسر لتلاميذه مثل زؤان الحقل

"تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وَأَتَى إِلى البَيْت، فَدَنَا مِنْهُ تَلامِيْذُهُ وقَالُوا لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زُؤَانِ الحَقْل». فَأَجَابَ وقَال: «زَارِعُ الزَّرْعِ الجَيِّدِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان، والحَقْلُ هُوَ العَالَم، والزَّرْعُ الجَيِّدُ هُم أَبْنَاءُ المَلَكُوت، والزُّؤَانُ هُم بَنُو الشِّرِّير، والعَدُوُّ الَّذي زَرَعَ الزُّؤَانَ هُوَ إِبْلِيس، والحِصَادُ هُوَ نِهَايَةُ العَالَم، والحَصَّادُونَ هُمُ المَلائِكَة. فكَمَا يُجْمَعُ الزُّؤَانُ ويُحْرَقُ بِالنَّار، كَذلِكَ يَكُونُ في نِهَايَةِ العَالَم. يُرْسِلُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ مَلائِكَتَهُ، فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَمْلَكَتِهِ كُلَّ الشُّكُوكِ وفَاعِلي الإِثْم، ويُلقُونَهُم في أَتُّونِ النَّار. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيْفُ الأَسْنَان. حينَئِذٍ يَسْطَعُ الأَبْرَارُ كالشَّمْسِ في مَلَكُوتِ أَبِيْهِم. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع"!

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس09/من19حتى27/وصِرْتُ كُلَّ شَيءٍ لِكُلِّ النَّاسِ لأُخَلِّصَ بَعْضًا مِنْهُم في كُلِّ حَال. وإِنِّي أَفْعَلُ كُلَّ شَيءٍ في سَبِيلِ الإِنْجِيل، لأَصِيرَ شَرِيكًا فيهِ معَ الآخَرِين

"يا إِخوَتِي، معَ أَنِّي حُرٌّ مِنَ الجَمِيع، فقَدْ جَعَلْتُ نَفْسِي عَبْدًا لِلجَمِيع، لأَرْبَحَ الكَثِيرِين. فَصِرْتُ لِليَهُودِ كَأَنِّي يَهُودِيٌّ لأَرْبَحَ اليَهُود، ولِلَّذِينَ هُم في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ كَأَنِّي في حُكْمِ الشَّرِيعَة، مَعَ أَنِّي لَسْتُ في حُكْمِ الشَّرِيعَة، لأَرْبَحَ الَّذِينَ هُم في حُكْمِ الشَّرِيعَة. ولِلَّذِينَ هُم بِلا شَرِيعَةٍ كَأَنِّي بِلا شَرِيعَة، معَ أَنِّي لَسْتُ بِلا شَرِيعَة، بَلْ أَنَا في شَرِيعَةِ المَسِيح، لأَرْبَحَ الَّذِينَ هُم بِلا شَرِيعَة. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ ضَعِيفًا لأَرْبَحَ الضُّعَفَاء. وصِرْتُ كُلَّ شَيءٍ لِكُلِّ النَّاسِ لأُخَلِّصَ بَعْضًا مِنْهُم في كُلِّ حَال. وإِنِّي أَفْعَلُ كُلَّ شَيءٍ في سَبِيلِ الإِنْجِيل، لأَصِيرَ شَرِيكًا فيهِ معَ الآخَرِين. أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُسَابِقُونَ في المَيْدَان، كُلُّهُم يُسَابِقُون، ولكِنَّ وَاحِدًا مِنْهُم يَفُوزُ بِالجَائِزَة؟ فَهكَذَا أَنْتُم سَابِقُوا حَتَّى تَفُوزُوا. وكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ في كُلِّ شَيء. أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَي يَفُوزُوا بِإِكْليلٍ يَفْنَى، وأَمَّا نَحْنُ فَلِكَي نَفُوزَ بِإِكْليلٍ لا يَفْنَى. فَأَنَا أُسَابِقُ هكَذَا، لا كأَنِّي أَسْعَى بِدُونِ هَدَف. وأُلاكِمُ، لا كَأَنِّي أُصَارِعُ الفَضَاء.لكِنِّي أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، لِئَلاَّ أَصِيرَ أَنَا نَفْسِي مَرْذُولاً، بَعْدَ أَنْ بَشَّرْتُ الآخَرِين".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 30/10/2015

الجمعة 30 تشرين الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لا جلسة لمجلس الوزراء في عطلة الاسبوع وربما تنعقد يوم الاثنين لاعطاء الضوء الاخضر لتنفيذ خطة معالجة ازمة النفايات وسط اجواء افضل لجهة التوافق على أماكن المطمر.

عند هذا الحد يتوقف الكلام على ازمة النفايات في ظل توقف الكلام السياسي على تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب بانتظار محطات الاسبوع المقبل البرلمانية منها والوزارية وما بينهما من مشاورات يجريها الرئيس تمام سلام على هامش مشاركته في القمة العربية - الاميركية - اللاتينية في الرياض الثلاثاء المقبل.

في الخارج، فيينا في الواجهة ومؤتمر السبع عشرة دولة بحث في سبل حل الأزمة السورية وتم التداول بآلية تتضمن وقفا لاطلاق النار وحوارا بين النظام والمعارضة وتوحيدا لجهود محاربة الارهاب.

وثمة نقطة استقطبت تجاذبات بين المشاركين في المؤتمر وتتعلق بالاتفاق على دور الرئيس بشار الأسد.

وقد أفيد عن احتدام المناقشات حول هذه النقطة في وقت سقط العشرات بين قتيل وجريح في قصف صاروخي لمنطقة دوما في دمشق للمرة الثانية بعد القصف الجوي الروسي للمنطقة نفسها ومقتل العشرات ايضا.

وفي واشنطن قرر البيت الابيض توسيع نطاق الدعم للبنان والأردن من تقديم المساعدات العسكرية لمواجهة داعش.

وتم ذلك في وقت اجتمع وزير الداخلية نهاد المشنوق بنائب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الذي أبدى الاعجاب بالقوى الأمنية اللبنانية. وتم اجتماع المشنوق وبلينكن على هامش مؤتمر الأمن الاقليمي في المنامة.

عودة الى مؤتمر فيينا وتلميح اميركي الى جولة جديدة من المحادثات الدولية في فيينا الأسبوع المقبل من أجل التوصل إلى حل سياسي للحرب في سوريا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

طمرت اقتراحات الرئيس نبيه بري العقبات والمطبات التي وضعت امام ملف ازمة النفايات وانتجت دفعا نحو الحل النهائي وكانت اخر فصوله لقاء الوزيرين علي حسن خليل وحسين الحاج حسن مع رئيس الحكومة تمام سلام مساء حيث وضعا المعطيات المتعلقة بالمطمر الذي سيعتمد من حركة امل وحزب الله بين يديه، فيما وصف خليل الاجواء بالايجابية، متوقعا ان يعقد مجلس الوزراء جلسة مطلع الاسبوع المقبل في خاتمة تريح اللبنانيين من هم النفايات.

الوضع بأي حال لم يعد يحتمل المزاح ورئيس المجلس لن يقبل بخراب البلد الذي بات في خطر، والمشكلة لم تعد ميثاقية، فهل ينصت الجميع لناقوس الخطر الذي اطلقه الرئيس بري فيرحموا البلاد والعباد؟

في فيينا اجتماع موسع عقد على نية تسوية سياسية للأزمة السورية، الاجتماع شكل فرصة لكسر الجليد بين الاطراف الاقليميين والدوليين المعنيين بالشأن السوري من جهة، وتبريد الرؤوس الحامية عبر التأكيد الروسي الايراني المشترك على رفض كل الاقتراحات التي تاتي على مصير الرئيس السوري بشار الاسد ومنها الاقتراح الاميركي الذي تحدث عن مرحلة انتقالية لاشهر ومغادرة الاسد بحسب ما تسرب من معطيات.

ورغم ذلك فان الاجتماع انتج اتفاقا على حد ادنى من النقاط اولها بند مكافحة الارهاب الذي حظي بموافقة المشاركين مع اختلاف حول تصنيف الفصائل الارهابية التي يجب توجيه الضربات اليها.

في هذا المجال سجل كلام فرنسي جديد من نوعه عندما تحدث لوران فابوس عن ضرورة محاربة داعش والنصرة في آن، بعدما كان تصنيف النصرة فرنسيا في مرحلة من المراحل معتدلة.

على اي حال فان المجتمعين سيأنسون في فيينا خلال الاسبوعين المقبلين بمشاركة وفدين يمثلان الحكومة والمعارضة السوريتين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

محادثات... ونفايات... ومأساة... هكذا يمكن اختصار أحداث هذا النهار وانتظاراته المقلقة... المحادثات في فيينا. وموضوعها سوريا. حيث سجلت اليوم مفاجأتان لم تتأكد تفاصيلهما بعد: الأولى كلام إعلامي عن أن إيران وافقت على مهلة زمنية لانتقال السلطة في سوريا، مدتها ستة أشهر. شرط أن تنتهي بانتخابات رئاسية. لكن القوى المناوئة لبشار الأسد رفضت... الإيرانيون سارعوا إلى النفي بشكل قاطع. لكن مجرد التسريبة تعني أن طهران مطمئنة إلى قوة حليفها في دمشق. كما إلى قدرته الحاسمة على الفوز في أي انتخابات صحيحة تحت أي إشراف محايد. لذلك ذهبت إلى إحراج الآخرين، عبر عرضها البسيط: نقبل بنهاية ولاية الأسد بعد ستة أشهر، مقابل أن يخوض الاستحقاق الرئاسي الذي سيحصل بعدها... لكن خصوم الأسد، خصوصا السعودية وتركيا، رفضوا العرض. فهم يدركون عجزهم عن إسقاط الأسد بالقوة على الأرض. كما يدركون أكثر عجزهم عن إسقاطه بالانتخاب في صناديق الاقتراع... انتهى نهار فيينا السوري الطويل على هذه المفارقة. فيما كانت المفاجأة الثانية إعلان واشنطن عن إرسالها نحو 50 عسكريا أميركيا إلى سوريا، لمساعدة ما تسميه المعارضة المعتدلة على محاربة داعش هناك... من المحادثات إلى النفايات... الملعب لبنان طبعا. والموضوع خطير بقدر ما هو معيب... حل النفايات بدأ يظهر: مطمر سني في سرار، دفعت أمواله و"تزبيطاته" سلفا... مطمر شيعي، لم يحدد بعد، رغم الكلام عن كفور النبطية... ربما لأن "تنفيعته" المالية لم تستكمل بعد... مطمر درزي موقت في القرى المهجرة موقتا منذ ربع قرن... مقابل مطمر مسيحي في برج حمود، برطيله منه وفيه... إذ يفترض أن ينتهي إلى استحداث ميني نورماندي، مع ردم نحو نصف مليون متر مربع، ثمنها قد يبلغ أكثر من ملياري دولار، يبلعها حيتان السلطة والعقارات... وفي المقابل تعود سوكلين نظيفة مبيضة الوجه والكف، وتطوى فضائح عشرين عاما وسرقاتها وهدرها ونهبها ومافياتها... بعد المفاوضات والنفايات... تبقى المأساة... مسرحها إحدى مستشفيات بيروت. وموضوعها عجوز، معوز، ومعوق، ولا من يقبل معالجة جسده المكسَّ .

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

هل وصل ملف النفايات الى نهاياته السعيدة؟ الوزير علي حسن خليل توقع من السراي عقد جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل ما يضع خاتمة للملف الوسخ، لكن هذا التوقع السعيد يبقى على المحك طالما ان مسالة توزيع النفايات طائفيا ومذهبيا ومناطقيا لم تنته بعد.

وانعقاد جلسة لمجلس الوزراء يحل ازمة اخرى تتعلق بالرواتب المتأخرة للعسكريين، اما مصير جلسة مجلس النواب فيبقى معلقا بانتظار اجتماع هيئة مكتب المجلس الاسبوع المقبل.

اقليميا، اجتماعات فيينا حول الازمة السورية انتهت من دون التوصل الى اتفاق حول دور الاسد.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من فيينا اول الغيث نحو الحل السياسي في سوريا.. وإن كان الاجتماع الدبلوماسي الذي جمع سبع عشرة دولة لم يخلق المعجزات، لكنه اعجز اصحاب الخيار العسكري، رعاة داعش واخواته، واخذهم الى طاولة سياسية دون شروط مسبقة..

التصريحات السابقة واللاحقة للمؤتمر عبرت عن توتر سعودي رفع الصوت تشويشا، محاولا تغطية فشل الخيارات.. فيما الخيارات والتوجهات بعد يوم فيينا الطويل نحو حل سياسي بعد اسبوعين كما قال وزير الخارجية البريطاني، فيما اضاف نظيره الاميركي ان وحدة سوريا وبقاء مؤسساتها عنصر جوهر في طريق الحل..

في لبنان القول لا زال غير مكتمل حول قضية النفايات، فيما الامل بان تثمر الجهود المتواصلة حلا خلال الساعات المقبلة، يزيح النفايات ويمهد لاختراق باقي الملفات..

في فلسطين رضيع يخنق اليوم بالغاز الاسرائيلي السام في بلدة بيت فجار في الضفة الغربية، فيما فجار الامة ومراهقوها لا زالوا يخنقون كبارها وصغارها بافكارهم السامة ومشاريعهم الهدامة..

يواصل الفلسطينيون هبتهم، ويتابع الصهاينة نازيتهم، ويتبع بعض العرب اوهامهم ليتوهوا عن فلسطين ويغرقوا بنيران الحروب من اليمن الى سوريا فالعراق المهددة لكل الاقطار..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

إنفراجات في بيروت، ومفاوضات في فيينا.

انفراجات بيروت جاءت من السراي الحكومي حيث وصل ملف معالجة النفايات الى خواتيمه السعيدة. ومائدة المفاوضات في فيينا كان رأس بشار الاسد طبقها الوحيد.

ففي بيروت تدل كل المؤشرات الى ان معالجة ملف النفايات وصل الى نهاياته بعد اجتماعات ماراتونية قادها رئيس الحكومة تمام سلام بين ألغام القوى السياسية ومع الوزراء المعنيين. فتعهد حركة امل وحزب الله بتأمين مطمر في البقاع او الجنوب رجح إمكانية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل تنهي الأزمة.

اما في فيينا فقد انتهت جلسة المفاوضات منذ بعض الوقت، ويمكن وصفها بجلسة الاختبارات المتبادلة بين اطرافها على كيفية الوصول الى تسوية سياسية إلا أنه برز شبه إجماع على أن لا دور للاسد في مستقبل سوريا. وهو ما أكده وزير الخارجية السعودية عادل الجبير بان الاسد سيرحل اما بالحل السياسي او بالعسكري.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

سيسجل تاريخ المزابل أن مطمرا أنقذ رئيس حكومة ومنحه ثالث أوكسيد الكربون السياسي فالتسويات على المطامر تتقدم مع انتهاء المهل إذ إن وزير الصناعة حسين الحاج حسن أبلغ الرئيس تمام سلام إتمام حزب الله وحركة أمل كامل واجباتهما البيئية وتدبرا أمر نفايات الضاحية فيما قال وزير المال علي حسن خليل إن الأجواء إيجابية وتتجه إلى الحل ووضعنا المعطيات بين يدي سلام ووفقا لمعلومات الجديد فإن مكان المطمر سيقع في ما يعرف بمنطقة الكوستابرافا في خلدة إلى حين جهوزية بلدة الكفور لكن الحسبة السياسية ليست على بيادر الأهالي فالكفور ترفض تحويلها إلى مكب.. وعكار تشيع نوابها رمزيا والناعمة تتعهد بعدم فتح المطمر دقيقة واحدة علما أن سياسيي هذه المناطق يتعهدون بإقناع شوارعهم وعلى النفايات تنشط إجتماعات السرايا العاملة على تدوير الحلول العابرة للناس ومن المرجح أن يدعو رئيس الحكومة بعد هذه اللقاءات إلى جلسة وزارية تعلن صعود الدخان الأبيض من الملف الأسود وقد رجح وزير المال عقدها في مطلع الأسبوع المقبل تميهدا للبدء بنقاش باقي الأزمات وأهمها رواتب القطاع العام والعسكريين قبل بت جلسة تشريع الضرورة النيابية الأسبوع الطالع لكن المعيب ألا يرى أحد من الطبقة الحاكمة أن قانون الانتخاب هو ضرورة الضرورة وأن إقراره مفتاح حل كل الازمات لكونه يؤمن الطريق إلى انتخابات تطيح حلم التمديد الثالث ولأن جدول الأعمال بالنيات فقد أبعد قانون الانتخاب عن الجلسة المرجح عقدها قريبا وأحيل سبعة عشر مشروع قانون إلى اللجان لدرسها من دون تبرير الأسباب الموجبة لذلك فاللجان سبق ودرست عشرات المرات في خمس سنوات والنواب سعادتهم حبسوا أنفسهم أشهرا للتوافق على قانون ولم يفلحوا فلماذا لا يطرح رئيس مجلس النواب المشاريع السبعة عشر على أول جلسة تشريعية ويلزم النواب التصويت على كل منها تباعا مادة مادة ويعتمدون الدستور مرجعية لهم وعندها فإن المشاريع غير المطابقة للدستور تسقط تلقائيا وينحصر النقاش في اقتراحات القوانين التي تلحظ النسبية مع المحافظات والصوت التفضيلي ويقر قانون عصري في أقل من ساعتين بدلا من العودة إلى المقابر النيابية التي انتهى دورها بالنقاش وحده عميد الطائف وعماده الرئيس حسين الحسيني ينظر إلى هذه الرؤية بعين من يشرع للضرورة الفضلى لكنه يلتقط إشارة اللف والدوران ويقول إنها لن توصل إلى نتيجة ويسأل لماذا سبعة عشر قانونا فهناك مشروع تقدم به وزير الداخلية السابق مروان شربل معتمدا النسبية والمحافظات مع صوت التفضيل ولن يعود مهما عندئذ عدد المحافظات لأنه في النظام النسبي سوف ترتفع نسبة الاقتراع وتؤمن صحة التمثيل على أنْ لا مصلحة لأي طرف سياسي في إجراء الانتخابات من أساسها فيجبروننا في كل مرة على توجيه التحية إلى الدكتور سمير جعجع لأنه الجهة الوحيدة التي نادت بتشريع الضرورة على قاعدة قانون الانتخاب أولا وهو كرر اليوم هذه الدعوة فوجب تكرار التحية وإلى التمثيل الدولي عن سوريا فقد اختتم اجتماع فيينا على وعد بلقاء آخر بعد أسبوعين أما سوريا بأزمتها ودمارها ونزوح مواطنيها فلم يكن لها ممثل في المؤتمر الدولي الذي شخصت أنظاره إلى المواجهة السياسية الأولى بين السعودية وإيران كل تصريحات وزراء الخارجية الحاضرين كانت تشدد على عدم التوافق بين الأطراف حول مصير الرئيس بشار الأسد لكن هذا محتم فما لم يؤخذْ بالقوة في حرب السنوات الخمس لن ينتزع بالقوة في سلام اليوم الأول على طاولة فيينا فقد أخفقوا في العسكر المدجج بالمال والتدريب رسموا أعمارا للرئيس وحددوا له طريق الخروج من القصر لكنهم اضطروا بعد كل هذه السنوات إلى اجتماع التسوية في فيينا لرسم تطبيق مراحل جنيف واحد التي تقول بسلطة انتقالية وانتخابات يقررها الشعب السوري وحده.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

بعد مئة وخمسة أيام على معضلة النفايات، يبدو أن الدخان الابيض تصاعد أخيرا من السرايا الحكومية منبئا بالتوصل إلى خاتمة سعيدة لهذه الازمة غير المسبوقة في تاريخ لبنان.

هذه الخاتمة تركزت على وزير الزراعة، وزير البيئة بالإكراه، أكرم شهيب، فكان توصل إلى اتفاق على مطمريْن: واحد في الشمال وواحد في الجنوب، وبإمكان هذين المطمرين استيعاب النفايات في حال لم يتم التوصل إلى مطامر أخرى في مناطق أخرى.

الدخان الابيض لا يكفي إذ ستعقبه مراسيم لقوننة ما تم الإتفاق عليه، وهي سترفع إلى جلسة لمجلس الوزراء تنعقد الإثنين المقبل على أبعد تقدير. بعد هذا الإتفاق لا بد من طرح جملة من الاسئلة: ماذا لو صدرت إعتراضات شعبية؟ فهل من غطاء سياسي كاف سواء في الشمال أو الجنوب؟

ماذا سيكون عليه موقف مجموعات الحراك بكل أطيافها؟ هل ستكون قادرة على الإعتراض على ما يمكن أن يكون الخيار الوحيد المتبقي؟ إتفاق النفايات، إذا صح التعبير، هل سينسحب على سائر النقاط العالقة ولاسيما الجلسة التشريعية؟

في انتظار الأجوبة، كان هناك حدث دولي تدور تفاصيله في فيينا، فبعد شهر على التدخل الروسي في سوريا، إنتقل الاهتمام إلى فيينا مع محادثات تتناول مصير سوريا. محادثات اليوم انتهت إلى تحديد موعد ثان في الاسبوعين المقبلين.

 

بعد مقتل نجله.. "داعش" يعدم والد زوجة عمر بكري فستق

وكالات/اعدم تنظيم "الدولة الاسلامية " اللبناني محمود الحسين والد زوجة  الشيخ عمر بكري فستق الموقوف في سجن رومية. واشارت المعلومات الى ان اعدام الحسين وهو في العقد الخامس من العمر ذهب قبل ثلاثة اشهر  إلى سوريا بهدف استرجاع ابنه يحي وابنتيه والذين كانوا التحقوا بالتنظيم قبل ستة اشهر، وتم اعتقاله لمدة شهر قبل ان تجري تصفيته في 29 آب الماضي. وقد بات خبر إعدام الوالد محمود مؤكدا أهالي منطقة المنكوبين في طرابلس بعد وصول معلومات لهم من أشخاص موثوقين، وبعد إصدار تنظيم "الدولة الاسلامية" بيانا يحمل توقيع "الدولة الإسلامية ـ ديوان القضاء والمظالم" شرح فيه أن سبب صدور حكم الإعدام بعد ان "سبّ محمود النبي محمد أمام العيان". وجاء في البيان الذي نشر على صفحات مقربة من التنظيم: "بعد الاطلاع على القضية والجلوس مع المدعى عليه وسماع دفوعه وسماع شهادة الشهود، اثبت الشهود سب المدعى عليه للنبي وذلك بشهادة رجل وثلاث نساء، وهو لم ينكر الكفر، وتبين أيضاً انه على علاقة وطيدة مع القنصلية التركية وانه أيضاً على علاقة مع الحكومة اللبنانية ولم ينكر ذلك، وبذلك يكون قد وقع في الردة من خلال هذه العلاقات، لذا حكم بقتله". واشارت المعلومات لصحيفة "السفير" الى ان الحسين كان غادر بهدف استرجاع ابنه يحي (١٨ عاما) وإبنتيه الذين كانوا قد غادروا الى العراق بعد ان أقنعهم احد الاشخاص، ويرجح ان يكون من المنطقة ويقاتل مع التنظيم  وقد توجه الوالد إلى هناك بهدف أقناعهم بالعودة، مرجحة ان تكون عملية الإعدام والتي لم يعرف كيف نفذت قد تمت أمام ابنه يحي. كما تضاربت المعلومات حول هوية الشخص الذي أقنعهم بالانضمام للتنظيم بين مَن أشار إلى ان يكون ابنه البكر احمد، وبين من يؤكد بان احمد في لبنان وان من أقنعهم شخص آخر. وأوضحت المعلومات ان الحسين، وهو والد الزوجة الثانية لعمر بكري وهو من سكان المنكوبين ومن مواليد التبانة، ولا يعرف عنه بانه من المؤيدين للتنظيم، ولكن ذهاب أولاده إلى هناك فرض عليه السفر لاعادتهم. وقد تزامن خبر إعدام الحسين مع ورود خبر قبل أيام عن مقتل نجل عمر بكري فستق خلال قتاله مع تنظيم "الدولة الاسلامية" في حلب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة ثوم الجمعة في 30 تشرين الأول 2015

الجمعة 30 تشرين الأول 2015

النهار

تجد القوى الامنية صعوبة في ضبط عمليات تهريب البشر، سواء الى لبنان او منه الى تركيا او اليونان.

يعاني المواطنون السوريون من المعاملة السيئة على ابواب سفارتهم في اليرزة، اذ يقفون بالمئات في ارض مجاورة تحت المطر في انتظار دورهم.

على رغم العجز الكبير في الموازنة، تزداد وتيرة السفر لدى الوزراء للمشاركة في مؤتمرات في الخارج برفقة حاشية من المستشارين.

لوحظ ان مشروع الاقتراح المعجل باستعادة الجنسية لم يتضمن توقيع النائب نعمة الله ابي نصر مع انه صاحب المشروع منذ العام 2012.

السفير

يقول مسؤول دولي في بيروت انه من الأفضل تأجيل الانتخابات التشريعية في سوريا الى ما بعد إنجاز المصالحات ومن ثم إطلاق ورشة إعادة إعمار سوريا.

أقام رجل أعمال بارز في إحدى المدن الاساسية في جبل لبنان لقاء سياسيا حواريا جامعا بحضور شخصيات دينية وعلمانية.

يحضر مركز دراسات لبناني لإقامة مؤتمر لمناسبة مرور مئة سنة على معاهدة سايكس ـ بيكو.

المستقبل

يقال

إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكتفِ بأنّه تعمّد لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد وحده في موسكو من دون أن يصطحب معه أحداً ومن دون استقبال رسمي، بل كلّف أيضاً مترجماً روسياً ليترجم الحديث بينهما، بخلاف البروتوكول الذي يقضي بأن يحضر الرئيس الزائر مترجمه الخاص.

اللواء

يتردّد في مجالس دبلوماسية أن دولة أوروبية صديقة هي التي اقترحت دعوة لبنان إلى إجتماع فيينا حول سوريا!

ما زال مرجع حكومي مستقل يميل إلى الإعتقاد أن إمكانية التفاهم بين قطب مسيحي ومرجع سياسي كبير لم تسقط..

فوجئ زوّار رئيس حزب مسيحي محاذرته الدقيقة بمهاجمة حزب لبناني كبير على خلاف حادّ معه..

الجمهورية

تساءلت أوساط كيف يُوفّق حزب وتيار بين إصرارهما على وضع قانون الإنتخاب في متن جدول أعمال الجلسة التشريعية، وبين عدم إتفاقهما على مشروع مشترك؟

يتولّى حزب فاعل التعبئة الانتخابية في مناطقه وآخرها صور لمرشح على مركز نقيب ينتمي إلى تيار تربطه بهذا الحزب وثيقة تفاهم.

قالت أوساط إن من مؤشرات تجاوز الإصطفافات التي عرفها لبنان منذ العام 2005 التحالف بين حزب وحركة في انتخابات قطاعية أدت إلى فوزهما.

البناء

لفت مرجع إعلامي إلى تجاهل وسائل إعلامية بارزة لقضية "أمير الكبتاغون" السعودي، واكتفاء هذه الوسائل بنقل تصريحات السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري المتعلقة بالموضوع، من دون أيّ تعليق أو موقف. وسأل: ماذا لو كان الموقوف من غير الأسرة الحاكمة في السعودية؟ ألم تكن تلك الوسائل لتتحفنا بعظات أخلاقية ومحاضرات قانونية تفنّد أصول التوقيفات والمحاكمات…؟

 

سلام عرض مع وزيري المال والصناعة الاوضاع وملف النفايات

الجمعة 30 تشرين الأول 2015/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في السراي الكبير، وزيرا المال علي حسن خليل والصناعة حسين الحاج حسن، وجرى عرض للاوضاع والتطورات وملف النفايات.

 

سلام عرض مع كاغ وزوار السراي في الاوضاع المحلية والاقليمية شماس:القطاع التجاري مذبوح ونحن مع الدولة الى الآخر

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، قبل ظهر اليوم، في السراي الكبير، وفدا من اللجان التجارية في المناطق اللبنانية برئاسة رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الذي قال بعد اللقاء:"اطلعنا دولة الرئيس على الاوضاع المزرية على الصعيدين الإقتصادي والتجاري، علما ان قطاعنا هو الأبرز من حيث المساحة الاقتصادية أو التواصل الاجتماعي او الانتشار الجغرافي، او من حيث القدرة على التشغيل والتوظيف للقوى العاملة في لبنان، وبالتالي إن اي أذى او إنتكاسة للقطاع ينتشر ويتفشى كالنار في هشيم الإقتصاد الوطني". أضاف شماس:" كلنا نعرف الصعوبات التي يمر بها البلد والمعضلات الدستورية، منها الشغور في رئاسة الجمهورية مرورا بالشلل النيابي وصولا الى التخبط الحكومي، ولكن من واجبنا ان نقف اولا الى جانب دولة الرئيس سلام ونقول له نحن نشد على يدك ونتضامن ونتكافل معك وندعو الله ان يلهمه الصبر والا تتأثر عزيمته لان حضوره ضروري جدا لنتجاوز هذه المرحلة الصعبة". تابع: " لكن المسؤولية الإقتصادية الملقاة على عاتقنا تفرض علينا مصارحته حول مرارة الوضع الذي يسجل المزيد من التدهور منذ خمس سنوات وحتى اليوم. ببساطة ان القطاع التجاري مذبوح وكل المؤشرات سواء كانت على الصعيد التجاري حيث اصبح النمو يناهز صفرا والعجز يتنامى، إضافة الى المديونية التي تكاد تخرج عن السيطرة".أضاف:" في المؤشرات القطاعية ومنذ اربع سنوات ولغاية اليوم سجل تراجع بلغ كرقم وسطي حدود الأربعين في المئة في معدل النشاط التجاري في كل المناطق اللبنانية، ما يعني ان التردي في رقم الأعمال هو الى ارتفاع في الاعباء التشغيلية وفي المنافسة غير المشروعة من هنا وهناك، وهذا كله يؤدي الى التعسر المالي والى الإقفال المتواصل والمتتالي لأبرز المؤسسات التجارية المخضرمة التي مرَّ على تأسيسها أكثر من 50 او 100 سنة . نحن تكلمنا عن كل ذلك الا اننا عرضنا ايضا مجموعة من المطالب والحلول ومن أبرزها تخفيف حدة الخطاب السياسي لأن النبرة العالية تؤدي الى نفور الأقربين والأبعدين تبعد المستثمرين عن لبنان وتعكر المزاج الاستهلاكي العام في البلاد". وقال:" كما طالبنا بالحد الأدنى من العمل المؤسساتي لناحية تشريع الضرورة لأن لبنان اصبح على شفير ان يتحول الى دولة مارقة وفاشلة والترجمة الاقتصادية لهذا الوضع هو عدم قدرتنا على تحويل دولار واحد من والى لبنان وعلى الجميع ان يعي ذلك . خدماتيا على الحكومة ان تقوم بدورها في الحد الأدنى وأقله رفع النفايات من الشوارع خاصة وان المستهلكين لم يعد في استطاعتهم الدخول الى محالهم، بسبب هذه النفايات".

وختم شماس قائلا:" هذا معظم ما بحثناه مع دولة الرئيس، نحن مع الدولة الى الآخر والاعمال التي تخرج عن إطارها الطبيعي لا تطال هيبة الدولة فقط بل تطالها في صميمها، وتمنينا عليه كقطاع تجاري الاكبر في لبنان اعتبارنا احتياطه الاستراتيجي ونحن في تصرفه لنتمكن من عبور هذه المرحلة الصعبة".

وبماذا وعدكم دولة الرئيس؟ أجاب شماس: هناك تجاوب كبير وايجابية، لكن نعرف ان العين بصيرة واليد قصيرة. دولة الرئيس لديه همومه المضاعفة وبقدر ما نقف الى جانبه يقف هو الى جانبنا وقلنا له ان مطالب القطاع التجاري الخاصة هي المطالب العامة للبنانيين واذا حصل انتخاب لرئيس الجمهورية واذا عادت الحيوية الى المؤسسات نكون قد وصلنا الى حقنا. وبالتالي نحن من صميم النسيج الاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد ونعطيه كما يعطينا".

سيغريد كاغ

والتقى الرئيس سلام المنسقة الخاصة والممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وتناول البحث الأوضاع في لبنان والمنطقة.

نادي الليونز

واستقبل الرئيس سلام ممثل جمعية أندية الليونز الدولية السيد جورج باباس مع وفد من نادي "ليونز بيروت سيتي".

بعد اللقاء، قال باباس:" كانت لدينا الفرصة للقاء الرئيس سلام الذي يعمل لإبقاء البلد متحدا وإعادة توفير الفرص ونأمل النجاح في هذا الاطار، وابلغناه ان الجمعية الدولية لأندية الليونز قررت منح لبنان والأردن 300 ألف يورو لدعم اللاجئين والتطلع الى مستقبل افضل. كما سنعقد مع نادي ليونز بيروت ورشة عمل لمناسبة

الزيارة".

عكاري

بدوره شكر رئيس نادي ليونز - بيروت وجيه عكاري " للرئيس سلام استقباله لوفد نادي ليونز قبرص وشمالي اليونان مع ممثل جمعية أندية الليونز الدولية جورج باباس الذي أبلغ الرئيس سلام عن مساعدة قررتها الجمعية للبنان والأردن .

 

ساعات حاسمة أمام شهيب لتنفيذ خطته لمعالجة النفايات أو التنحي

بيروت »السياسة«: واصل وزير الزراعة أكرم شهيب أمس، مشاوراته لتأمين تنفيذ خطته لمعالجة النفايات مع القوى السياسية، للوصول إلى توافق بشأن إيجاد مطامر عدة في المناطق كما جاء في بنود خطته العتيدة، سيما بعدما برزت مؤشرات إيجابية بإمكانية نجاح الخطة، إذا سارت الأمور على ما يرام، حيث علم أن الحل المطروح يقضي بتوزيع النفايات ضمن نطاق عمل شركة »سوكلين«، بما في ذلك كسروان والمتن الشمالي، إلى مكب سرار في الشمال والكفور في الجنوب. وكشف أن رئيس الحكومة تمام سلام سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء في الساعات المقبلة، لإقرار الحل، وبذلك يكون قد خطت الأمور الخطوة الأولى للشروع في تنفيذ الخطة. في السياق نفسه، كشف الوزير الياس بو صعب أن شهيب طرح عليه، أن يهتم قضاءا المتن وكسروان بنفاياتهما بعد أن تم التوافق في بقية المناطق، لكنه سرعان ما عاد عن طرحه. ونفى أن يكون حل أزمة النفايات قريباً، مرجعاً السبب لمافيا النفايات التي كما وصفها تبدو أقوى من قرارات مجلس الوزراء. وأشار إلى أن من يعرقل التوصل إلى حل الأزمة هي الجهات الحامية لشركة »سوكلين«. والتقى الرئيس سلام وفداً من تجار بيروت برئاسة نقولا شماس الذي قال إن الوضع التجاري في لبنان إلى مزيد من التدهور، فالقطاع مذبوح والعجز متنام والمديونية العامة تكاد تخرج عن السيطرة. على صعيد متصل، اعتبر وزير العمل سجعان قزي أن »عقدة النفايات لم تكن يوماً مسيحية، لكن هناك من يريد نقل المشكلة إلى المناطق المسيحية، بعدما وصل الملف أمام حائط مسدود بين البقاع وسرار«. وقال إن »حزب الكتائب قدم كل التسهيلات للخطة النهائية التي وضعت بناء على ثلاثة مطامر، الناعمة وسرار في عكار وموقع معين في البقاع، وفي مجلس الوزراء الأخير الذي عقد لحسم الموضوع، أخذنا القرار بتقديم مشاريع إنمائية لهذه المناطق البقاعية وعكار وعلى الدولة أن تنفذها«، مشيراً إلى أن »محاولة نقل العقدة إلى الأطراف المسيحية، لن يستجيب لها الرأي العام«. وفي عكار، قام أهالي القرى والبلدات المحيطة بمكب سرار وحملة »عكار لعيونك توحدنا« بجنازة رمزية للنواب الذين وافقوا على قرار إنشاء مطمر في البلدة. وحملوا النعش وساروا به في الجنازة بعد صلاة الجمعة التي أقيمت في خيمة الاعتصام في العبودية، على مفرق بلدة سرار.

 

الأحرار: لوضع حد للفراغ الرئاسي وعقد جلسة حكومية تحسم موضوع الرواتب

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - أكد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الاحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء أنه ينظر الى الحوار الوطني "كوسيلة متوافرة لانتخاب رئيس الجمهورية من باب الديمقراطية التي تفرض على الجميع الاحتكام الى الدستور وتطبيق احكامه. هذا يعني عدم إضاعة الوقت في بحث المواضيع القابلة للتأجيل وتلك التي يراد منها عدم التوقف عند الهدف الأساسي. وهنا تقع المسؤولية على عاتق حزب الله المولج تنفيذ السياسة الإيرانية على حساب المصلحة الوطنية وعلى حليفه التيار الوطني الحر المنطلق من حساباته واعتباراته الشخصية غير عابىء بتداعيات الشغور الرئاسي. لذا نجدد دعوتنا هذا الفريق الى الكف عن السير في ركب المحور الاقليمي، وعن الرهانات المتعلقة بتطور الاوضاع في المنطقة والمبادرة من دون مزيد من المراوحة، الى انتخاب رئيس توافقي يستمد صدقيته من شخصيته ومسيرته ومن تأمين إجماع أو شبه إجماع نيابي عليه. علما ان انتخاب الرئيس يشكل مدخلا الى حل الأزمات التي تعصف بباقي المؤسسات ويقي الوطن شر الفراغ". ودان "تعاطي فريق حزب الله في ما يعود الى أزمة النفايات، من خلال التباطؤ المتعمد بتقديم اقتراح مطمر في البقاع الشمالي عكس ما وعد به وما هو منتظر منه. ان الترف السياسي في هذا الشأن يدل على استخفافه بموضوع لا يقبل الكيدية ولا المماطلة نظرا الى انعكاساته السلبية على الصحة العامة وعلى البيئة وعلى صورة لبنان عموما. من جهة أخرى، كان حريا بالحكومة التي أقرت خطة الوزير أكرم شهيب المضي في وضعها موضع التطبيق كونها حظيت بموافقة كل الاطراف الممثلين فيها. يبقى ان الوقت داهم ويجدر العمل بسرعة للحد من الأضرار التي تسبب بها هطول الأمطار، والمرشحة للتفاقم مع مرور الوقت من دون البدء في المعالجات". وشدد على "الطابع الاستثنائي للجلسة التشريعية المزمع عقدها في شكل يحاكي تشريع الضرورة بمعناه الضيق، ويحافظ على الدستور الذي ينص على تحويل مجلس النواب هيئة انتخابية حتى ملء الشغور الرئاسي. ويأتي في صلب معنى التشريع هذا طرح قانونا الانتخاب واستعادة الجنسية الى المواضيع المالية الملحة من دون ان تشمل غيرها من المواضيع، وإلا أصبحت التفافا على الدستور وتهميشا لرئاسة الجمهورية وللنظام اللبناني. ونلفت الى ان المعادلة المقبولة هي السؤال اولا وأخيرا عن دافع معطلي الاستحقاق الرئاسي، ومخالفتهم الدستور وليس السعي الى خرق الدستور بإطلاق يد مجلس النواب في التشريع العادي عملا بمبدأ تفعيله في ظل غياب رئيس الجمهورية وهذا غير مقبول. وطالب بأخذ "كل الاجراءات لتأمين رواتب العسكريين والموظفين وتفادي اي أزمة على هذا الصعيد. ونخص بالذكر العسكريين والأمنيين الذين تقع على عاتقهم مهام كثيرة والذين يفترض بهم التفرغ الى القيام بواجباتهم بعيدا عن الهواجس المالية. لذا يقتضي عقد جلسة لمجلس الوزراء لبت موضوع الرواتب في شكل نهائي وحاسم إضافة الى ايجاد حل لموضوع التعاون لمكافحة الارهاب، إذ ان لبنان هو من الدول القليلة التي لم توقع بعد هذا الاتفاق مما يرتب عليه مسؤوليات كبيرة مع تأكيد اعتبار مكافحة الارهاب من المواضيع التي تستدعي معالجة سريعة على صعيدي مجلس النواب ومجلس الوزراء".

 

اخبار لمحامي الحراك ومعلوف غدا ضد شركتي meas وترانس صباغ

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" اميمة شمس الدين ان محامي الحراك المدني واصف الحركة وكريم مجبور ورانيا غيث تقدموا بإخبار لدى المدعي العام التمييزي بوجه شركة meas وشركة ترانس صباغ المسؤولة عن صيانة المطار بناء للتجاوزات والمخالفات القانونية وذلك من خلال سرقة الأموال العائدة لمجلس الإنماء والإعمار في مطار بيروت الدولي وسرقة الأموال العائدة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وعدم تسليمها لمستحقيها والتلاعب، بناء على الحلقة التي بثت عبر قناة ال lbc خلال برنامج حكي جالس.

وسيتقدم المحامون الثلاثة والاعلامي جو معلوف بالاخبار العاشرة من صباح غد السبت.

 

سجعان قزي: هناك من يريد نقل مشكلة النفايات الى المناطق المسيحية

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - اعتبر وزير العمل سجعان قزي في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 100,3 - 100,5": ان "عقدة النفايات لم تكن يوما مسيحية، لكن هناك من يريد نقل المشكلة الى المناطق المسيحية بعدما وصل الملف امام حائط مسدود بين البقاع وسرار"، مضيفا ان "حزب الكتائب قدم كل التسهيلات للخطة النهائية التي وضعت بناء على 3 مطامر، الناعمة، وسرار في عكار وموقع معين في البقاع. وفي مجلس الوزراء الاخير الذي عقد لحسم الموضوع، اخذنا القرار بتقديم مشاريع انمائية لهذه المناطق البقاعية وعكار وعلى الدولة ان تنفذها". واشار قزي الى ان "محاولة نقل العقدة الى الاطراف المسيحية لن يستجيب لها الرأي العام"، لافتا الى ان "الكتائب سبق ان قدمت لا بل طالبت في مجلس الوزراء في الخطة الاولية التي قدمها الوزير محمد المشنوق، باللامركزية في اطار معالجة موضوع النفايات". واوضح: ان "الموضوع ليس متوقفا على المناطق المسيحية، انما هو صراع سياسي سني - شيعي"، مؤكدا ان "لا اشكالية لدى المناطق المسيحية بان تكون شريكة في اي حل صحي بيئي، ولنتذكر اننا تحملنا في برج حمود وحدنا نفايات كل لبنان لـ 25 عاما وهذه المنطقة هي جزء لا يتجزأ من المنطقة المسيحية الا وهو المتن الشمالي ".

 

سباق محموم بين المساعي والمهل علـــــى خط النفايات

حوار الثلثاء: التمسك بالمقاومة مقابل الاصرار على النأي بالنفس

وفد عسكري الى فرنسا لتعديل مواعيد تسلــــــم الاسلحة

المركزية- وُضعت الآمال العريضة المنسوجة حول امكان وضع حد لازمة النفايات ومعها رواتب العسكريين المتأخرة على رف الحذر السياسي، خشية اصطدامها بعراقيل جديدة تعيدها الى مربع التعقيد الاول . اما الآمال المعلّقة على اعادة تفعيل العمل التشريعي فتبدو بدورها مجمّدة حتى الاسبوع المقبل، لتبيان مصير اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب، الذي ولئن قدم مختلف اعضاؤه الاعتبار الوطني على السياسي، الا ان ميثاقية الجلسة التي يصر الرئيس نبيه بري على عقدها تبقى على المحك، اذا لم تفك حزم الشروط المفروضة من بعض القوى وخصوصا المسيحية منها التي ترهق التشريع وتكبّله.

ووسط تضاؤل الآمال الى حد الانعدام بامكان احراز تقدم في ملف الاستحقاق الرئاسي المجمد منذ عام ونصف العام، يبقى الحوار الوطني الذي يشهد جولة جديدة الثلثاء المقبل ، متنفسا وحيدا يمكن الرهان عليه ولو بالحد الادنى للوصول الى قواسم مشتركة تكسر حدة التباعد في الخيار الرئاسي، خصوصا اذا ما ترجمت عمليا المعلومات التي رشحت عن جهد دولي يبذل في اتجاه طرح مرشحين على القوى السياسية اللبنانية من خارج المرشحين اليوم لاختيار واحد منهما رئيسا للبلاد بحيث يصبح الاستحقاق نصف ملبنن .

خطة النفايات: في غضون ذلك، وقبل اربع وعشرين ساعة على مهلة وزير الزراعة اكرم شهيب الممددة للتوافق على خطة النفايات سياسيا، استمرت في الكواليس، الاتصالات والمشاورات، كثيفة، لتفكيك الالغام التي لا تزال مزروعة أمام الخطة. وأفادت المعلومات ان الاتصالات التي دارت اليوم شملت الجهات السياسية النافذة "متنيا" و"كسروانيا" من جهة، وكلا من رئيس مجلس النواب ورئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري او من يمثله من جهة أخرى، وركزت على حث الرجلين على العمل لضمان نقل نفايات كسروان والمتن وبعض المناطق المسيحية المحيطة بالضاحية الجنوبية، الى مطمري سرار والكفور جنوبا، على ان يكون هذا الاجراء "انتقاليا" ومحدودا في الزمان الى حين تقاضي البلديات مستحقاتها وانشاء معامل المعالجة الضرورية، فتتسلم بعدها كنس ولمّ وجمع ومعالجة نفاياتها، وهو الحل المستدام الذي تنص عليه خطة شهيب.

الجلسة رهن الخطة: وينتظر رئيس الحكومة تمام سلام ما ستؤول اليه نتيجة الاتصالات القائمة وما سيتمخض عنها. فاما تكون ايجابية ويدعو الى جلسة لمجلس الوزراء ترجح المعلومات ان يحدد موعدها مطلع الاسبوع لاقرار الخطة في صيغتها النهائية، والا فان رئيس الحكومة، وفق ما تقول أوساطه لـ"المركزية"، لن يدعو الى جلسة قبل اتفاق الجميع، كما انه يرفض فكرة تنفيذ الخطة بالقوة".

حوار حامٍ: الى ذلك، تتجه الانظار الى جلسة الحوار الوطني المقررة الثلثاء المقبل التي سيُستكمل خلالها البحث في مواصفات رئيس الجمهورية، وسط ترقب لطبيعة ومستوى المشاركين، علما ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي تغيب عن الجلسة السابقة بداعي المرض ما زال يلازم حتى اليوم الفراش. وتوقع احد المشاركين في الحوار من فريق 14 آذار عبر "المركزية" ان تتسم الجولة المقبلة بنقاشات حامية، موضحا ان "في وقت يتمسك حزب الله بضرورة ان يكون الرئيس العتيد متبنيا نهج "المقاومة"، فاننا سندعو الى تحديد توصيف "المقاومة"، فهل هي تلك التي تقاتل في سوريا او تتفرد بقرارات الحرب والسلم أو تلك التي تنشئ سرايا لها في المناطق"؟ وفي وقت طمأن الى ان "سقف المداولات وان احتدم سيبقى مضبوطا تحت مظلة الاستقرار وعدم نسف الحوار"، أشار المصدر الى "أننا سنؤكد مجددا ان ما أقر في الحوارات السابقة بات من الثوابت وعلى رأسها مبدأ "تحييد لبنان". واذا كان حزب الله يتمسك بالمقاومة، فاننا كـ14 آذار سنتمسك بالنأي بالنفس".

لا ميثاقية!: من جهة ثانية، تستكمل هيئة مكتب مجلس النواب الثلثاء درس جدول اعمال جلسة "تشريع الضرورة". وفي حين، اشارت مصادر في الهيئة لـ "المركزية" الى ان "العقدة الاساسية الان تتمثّل بتمسّك "القوات" و"التيار الوطني الحر" بادراج قانون الانتخاب على جدول الاعمال كشرط لمشاركتهما في "تشريع الضرورة"، اوضحت مصادر مقرّبة "جداً" من الرابية لـ "المركزية" ان "الموقف النهائي للتيار الوطني سيُحدد بعد الاطلاع على جدول اعمال الجلسة الذي من المُفترض ان يُنجز في اجتماع الثلثاء"، واعلنت ان "التيار" لن يُشارك في الجلسة الا اذا كان قانون الانتخاب على رأس جدول الاعمال، ولن نكتفي فقط بوضع قانون استعادة الجنسية كي نؤمّن "الميثاقية" للجلسة". واكدت اننا "توافقنا و"القوات" على اولوية اقرار قانون الانتخاب، من دون ان يعني ذلك انه تم التوصّل مع "القوات" الى صيغة نهائية للقانون ".

الاعتبارات الوطنية: بيد ان اوساطا مطلعة في تيار المستقبل قالت لـ"المركزية" ان معظم اطراف فريق 14 اذار، بات يرى ان اعادة تفعيل المؤسسات الدستورية يشكل مصلحة وطنية عليا تسمو على المماحكات التكتية الصغيرة. ولا بد تاليا من اعادة تفعيل مجلس الوزراء والتشريع في مجلس النواب للبت في رزمة ملفات خاصة تلك التي تتخذ طابعا اقتصاديا، كما هناك تشريعات مطلوب منا دوليا اقرارها تتعلق بمكافحة الارهاب وتبييض الاموال، وفي حال عدم اصدارها، قد نتعرض لعقوبات ما سينعكس سلبا على اقتصادنا وتصنيفنا ونظرة المجتمع الدولي الينا"... وشددت على ان "14 آذار عموما وتيار المستقبل خصوصا يدعو الى تفعيل اعمال مجلس الوزراء كما التشريع انطلاقا من اعتبارات وطنية عليا تتفوق على المصالح السياسية".

تعديل المساعدات : في مجال آخر، علمت "المركزية " ان وفدا عسكريا لبنانيا سيتوجه الى باريس الاسبوع المقبل للتشاور مع الجانب الفرنسي في كيفية ادخال تعديلات طفيفة على الاتفاقات المعقودة من ضمن هبة الثلاثة مليارات السعودية لمد الجيش اللبناني بالسلاح الفرنسي، تتصل بتمديد مهل تسليم بعض انواع الاسلحة التي تستلزم تصنيعا، بعدما طرأ تعديل على عدد منها كان مدرجا في لائحة مطالب الجيش الا انه تغير بفعل حصول لبنان عليه عبر المساعدات العسكرية التي تصله من دول اخرى من بينها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والاردن، ما حمل القيادة على طلب انواع اخرى جديدة تستوجب التصنيع وتاليا تمديد مهل التسليم المتفق عليها في الاتفاقات.

لبنان المختبر: في المقلب الدولي، ومع انطلاق اجتماعات فيينا حول الازمة السورية بمشاركة لبنان ممثلا بوزير خارجيته جبران باسيل، قالت مصادر سياسية اوروبية لـ"المركزية" ان هذه الاجتماعات ستعقد كل يوم جمعة، بما يعكس رغبة دولية في تسريع وتيرة المحادثات للوصول الى التسوية. واعتبرت ان اولى ثمار الحل السوري ستنضج في لبنان، لكونه مختبرا لحسن النيات من الاطراف الاقليمية المعنية مباشرة بالحل، بما يؤمل معه ان تكر سبحة حلول الازمات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية فور نضوج طبخة اجتماعات فيينا.

 

جعجع سلم بطاقات حزبية في منطقة عاليه: نحن مع تشريع كل الضرورة وعلى رأسها قانون الإنتخاب وإستعادة الجنسية

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - سلم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع البطاقات الحزبية لمنطقة عاليه في "القوات اللبنانية"، في حضور النائب شانت جنجنيان والأمين العام للحزب الدكتور فادي سعد، وحشد من المحازبين والمناصرين، وقال: "في خضم كل ما نعيشه من أزمة نفايات لا تنتهي وملف الكهرباء ومياه وطرق ووضع اقتصادي مزر وفراغ في سدة الرئاسة ولا حكومة تعمل والمجلس النيابي مشلول الخ، قد يستغرب البعض أنه في وسط هذه الصورة نحن مجتمعون اليوم لتسلم البطاقات الحزبية، وفي الواقع لأن الصورة على هذا الشكل نحن مجتمعون اليوم، فالمعادلة بسيطة: ان الممارسات السياسية السابقة هي التي أوصلتنا الى الوضع الذي نعيشه حاليا، والاستمرار على هذا النحو سيبقينا في هذا الواقع، وللخروج منه يجب تغيير ممارساتنا السابقة". أضاف: "كل الناس يريدون الخلاص الذي لن يأتي إلا عبر تكتلات حزبية كبيرة أي الأحزاب، باعتبار أن الفرد مهما كان صالحا لن يتمكن من إحداث أي تغيير بمفرده، ومن هنا ضرورة الالتزام بالأحزاب". وشدد على "أهمية تغيير ممارساتنا الانتخابية باعتبار أن لبنان هو الدولة الوحيدة في المنطقة، حيث يمكن للناس تحديد مصير السلطة"، وقال: "ممارستنا لحقنا الانتخابي تكون، انطلاقا من علاقات شخصية وعائلية وعشائرية وزبائنية"، داعيا الى "وجوب الفصل بين العلاقات الشخصية والاجتماعية والواجب الانتخابي للتوصل الى تغيير في الواقع الذي نعيشه". واعتبر جعجع ان "مشكلة النفايات ليست مستحيلة إذ توجد خطة لدى الحكومة هي خطة الوزير أكرم شهيب، وكل المطلوب أن تتصرف الحكومة كحكومة وتنفذ قناعاتها، باعتبار أنها ليست "مختارا" مع احترامي لمهام المخاتير، الحكومة لا يجب أن تسأل وتراضي هذا أو ذاك بل من واجبها العمل كسلطة، ولا سيما أن أزمة النفايات مر عليها 3 أشهر ونصف دون معالجة". وجدد جعجع التأكيد أنه "لا حل لأي مشكلة في البلد إلا عبر التوجه الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، حتى يليه تشكيل حكومة جديدة وإقرار قانون انتخابي جديد تجرى على أساسه انتخابات نيابية ينبثق عنها مجلس جديد، لتستقيم الحياة السياسية في لبنان". وأكد ان "القوات اللبنانية تؤيد تشريع الضرورة مع العلم أن الدستور واضح في هذا السياق ولا سيما في المادتين 74 و75، ولكننا مع تشريع كل الضرورة وليس جزءا منها، فعلى جانب هذه الضرورة نعيش وجعا ميثاقيا منذ عشرات السنين يتمثل بقانون انتخابات جديد وبقانون استعادة الجنسية، لذا نحن مستعدون للمشاركة في جلسة تشريع الضرورة حين يكون على رأس جدول أعمالها هذان البندان". وقال: "لقد عرفت عاليه في ظروف قاسية أتمنى أن تذكر ولا تعاد، فعاليه هي عروس المصايف وعروس لبنان، وانطلاقا من هنا مسؤوليتكم كرفاق مضاعفة في تلك المنطقة، فعدا عن المهمات الحزبية لديكم مهمة أساسية هي الحفاظ على العيش المشترك برموش عيونكم، فعندما يكون الجبل بخير يكون لبنان بخير".أضاف: "بالتأكيد يوجد في عاليه بعض الأمور التي تحتاج الى ترتيب وكل ذلك سنشهده ولكن بعد أن تستقيم الحياة السياسية، وهذا لا يعني ان الفرقاء السياسيين لا يريدون ترتيب الأمور بل لأن الحياة السياسية مشلولة". وتوجه الى الحضور بالقول: "أنتم قوات منذ زمن ونحن هنا لترتيب أوضاعنا الداخلية وأطلب منكم ان تقدروا قيمة البطاقة التي تتسلمونها والتي تختزن الكثير من معاني القيم والتضحية والشهادة والتاريخ وليست بطاقة حزبية بالمعنى الضيق للكلمة بل هي بطاقة إيمان وشعب بأكمله". وشدد على "أهمية الاستقامة والأخلاق ونظافة الكف بحيث تستطيعون أن تسيروا مرفوعي الرأس لأن حزبكم لم يتلطخ بنقطة سوداء على ثوبه الأبيض، ويشهد على ذلك عدم انغماس ممثليه في أي ملف من ملفات الفساد". وختم جعجع: "صحيح أنكم كنتم كل الوقت "قوات" ولكنكم اليوم تتعمدون "قوات"، أي أنكم اليد التي دائما تبني والتي في وقت الخطر تكون "قوات".

 

باسيل من فيينا: لبنان القوي هو أحد أهم الضمانات في استدامة الحل الثابت في سوريا

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في المؤتمر الدولي حول سوريا في فيينا، وكانت له كلمة حذر خلالها من المخاطر الداخلية والاقليمية والدولية مما يحدث في سوريا، وأن الشرق الأوسط وأوروبا أصبحا مترابطين ولا يمكن فكهما عن بعضهما بما يخص الإرهاب والنازحين. وإن الأيديولوجيات التكفيرية المنقولة إلى أوروبا سوف تترافق مع التطرف في أوروبا وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث. وتحدث باسيل عن المبادئ الجامعة المشتركة لحل الأزمة السورية وهي "الوحدة على مستويات ثلاثة : وحدة الأرض السورية، وحدة الشعب السوري من خلال كلمته وقراره في تقرير مصيره، ووحدة المجتمع الدولي في حل أزمة سوريا ومحاربة الإرهاب". وعرض عدة أفكار جامعة لحل الأزمة في سوريا تقوم على "وقف الحرب وقتل المدنيين ومحاربة الإرهاب وإطلاق مسار سياسي جامع لكل الأطراف السورية والخارجية والاحتكام للشعب السوري من خلال انتخابات عادلة بإشراف الأمم المتحدة وعودة السوريين النازحين الذين من دون عودتهم لا حل في سوريا". واشار باسيل الى ان ما "يطرحه هو انطلاقا من موقف لبنان بتحييد نفسه من الصراع في سوريا،إلا أن هذا الصراع دخل من باب الإرهاب والنازحين. وعليه فإن ما يطلبه لبنان لسوريا هو ما يطلبه لنفسه، ويأمله لكل المنطقة من خلال وحدة الأرض والشعب والمؤسسات ومن خلال استقلال وسيادة سوريا ومن خلال الحريات والديمقراطية التي وحدها تفصل بين الإرهاب وغير الإرهاب من سوريا والمنطقة". وشدد على ضرورة "عدم حصر الإرهاب في سوريا فقط إنما إقامة تحالف بين كل الدول لمحاربة الإرهاب في كل الدول كي لا يكون مشروع الدولة الإسلامية مشروعا قابلا للحياة وألا تتحول كل أرض في الشرق أو في الغرب أرضا خصبة للارهاب وأعطى أمثلة عديدة على معايير يمكن اعتمادها لتحديد الجماعات الإرهابية كالطابع العابر للحدود لهذه المنظمات أو كاعتمادها فكرا يقوم على إلغاء الآخر. بينما هناك جماعات اسلامية تقبل الآخر ويمكن أن توجد في البرلمانات وفي إدارة الحكم". وشدد على "إدخال عامل إعادة بناء سوريا كجزء من الحل لأنه عامل تشجيعي على انخراط كل السوريين في الحل مع إعطاء الأولوية للنازحين في إعادة الإعمار". وتحدث عن ضرورة "إعادة السلام في سوريا وفي كل المنطقة وفي فلسطين من خلال حل النزاع في فلسطين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية وفي تقوية الدول المحيطة بسوريا وعلى رأسها لبنان، ليس فقط لأنه رأس حربة في محاربة الإرهاب بل لأنه الحصن الوحيد المتبقي للتعددية في المنطقة وبالتالي فإن دوره هو الأهم في محاربة الإرهاب من خلال صيغته القائمة على التشارك الكامل بين المسلمين والمسيحيين وأهمية وجود قيادة لبنانية قوية تتمتع بشرعية شعبية للالتزام بمحاربة الإرهاب".وختم "لبنان القوي هو أحد أهم الضمانات في استدامة الحل الثابت في سوريا".

تصريح

وكان للوزير باسيل بعد المؤتمر تصريح قال فيه: "إن مشاركتنا اليوم اتت ضمن الموقف اللبناني الرسمي القاضي بمحاولة إبعاد لبنان عن المشاكل في سوريا، ومساعدته بسبب قربه وخبرته وتحسسه والتأثر الذي طاوله جراء الازمة السورية، بكل أفكار تجمع ولا تُقسّم وأعتقد أنها كثيرة". وتابع: "لا يمكن ان نبعد انفسنا عن محاربة الارهاب لأنها تطاول لبنان وتطاول كل المنطقة، وكذلك مشكلة النازحين. وأعتقد ان الجميع يجمع على ضرورة حل هاتين المسألتين: الارهاب والنازحين، وهذا هو الاساس الذي انطلقنا منه، وهذه الأفكار تتطور لتصل الى تطبيق الديمقراطية، وبأن يكون للسوريين وشعوب المنطقة حق تقرير المصير، هذا المفهوم الذي لا يجب ان يختلف عليه أحد". وأضاف الوزير باسيل: "ما حصل اليوم هو بداية جيدة لإشراك جميع من لهم تأثير، بالحل للأزمة السورية. هذه بداية تضعنا على ما اعتقد، على الزامية المسار السياسي والتخلي عن ان الحل العسكري وحده سيوصل الى أي نتيجة".

وتابع: "في النهاية لا يوجد غير الحوار والتفاوض، وهذا اليوم المضني أعطى نتيجة أولية بورقة أولية عليها الكثير من المشتركات والأمور التي يُتّفق عليها، وما يبقى للخلاف رُحّل الى مرحلة ثانية". والتقى الوزير باسيل وزير خارجية النمسا ستيفان كورتس وعرض معه موضوع الارهاب وأزمة اللاجئين السوريين. الوزير باسيل دعا نظيره للمشاركة في مؤتمر حوار الأديان الذي يعقد في بيروت أواخر العام الحالي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

انطوان سعد وقع السيرة الذاتية للبطريرك صفير في البيال

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - وقع الكاتب انطوان سعد السيرة الذاتية للبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير بالفرنسية بعنوان:"contre vents et marees"، في معرض الكتاب - البيال، وذلك في جناح "دار سائر المشرق"، وفي حضور رئيس مجلس ادارة ومدير العام "بنك بيروت" سليم صفير، وعدد من الشخصيات والفاعليات الاجتماعية والاقتصادية والنقابية والثقافية واعلاميين. واعتبر الكاتب انطوان سعد في كلمته ان "هذا الكتاب بالفرنسية عن البطريرك الماروني بأنه سجل ذهبي في تاريخنا عن رجل كبير وعظيم". وقال: "كان لي الفخر والاعتزاز والشرف بأن أنال ثقة البطريرك لكي ادون هذا الكتاب التاريخي له". وشكر رئيس مجلس ادارة بنك بيروت سليم صفير على "مساهمته وايمانه وثقته باصدار هذا الكتاب، عن رجل تاريخي وكبير للبطريرك صفير"، وآملا ان "يصل هذا الكتاب الى كل الناس". ثم قدم الكاتب انطوان سعد، النسخة الذهبية من الكتاب الى سليم صفير الذي قدم امتنانه وشكره لهذا "العمل المبدع في تدوين السيرة الذاتية للبطريرك صفير وباللغة الفرنسية"، وتمنى "الصحة والعافية وطول العمر للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير".

 

جمارك المطار ضبطت 230 كيلوغراما من الكابتغون معدة للتصدير الى قطر

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - أعلنت وزارة المالية، في بيان، ان ادارة الجمارك في مطار رفيق الحريري الدولي ضبطت مساء أمس الخميس كمية كبيرة من المخدرات تقدر بنحو 230 كيلوغراما من الكابتغون ما يعادل 1.500.000 حبة كانت مخبأة في طاولات خشبية ومعدة للتصدير إلى دولة قطر. وقد اتخذت ادارة الجمارك الاجراءات اللازمة واحالت الموضوع والمضبوطات الى الجهات المختصة لمتابعة التحقيق".

 

مطر تراس قداسا لشبيبة أبرشية بيروت المارونية : الكنيسة بحاجة إلى قلوب تحب خدمة الرب في الكهنوت وتخدم الرب في العائلة

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - شارك أكثر من ألف شابة وشاب في اللقاء الواحد والعشرين لشبيبة أبرشية بيروت المارونية الذي حمل شعار "ولعقلبي" والذي أقيم في جامعة الحكمة، برعاية وحضور رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر وبدعوة من رئيس لجنة الشبيبة في الأبرشية الخوري جهاد صليبا.

وفي المناسبة، ترأس المطران مطر يحيط به رئيس المدرسة الإكليريكية في غزير المونسنيور عصام أبي خليل ورئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون والآباء جهاد صليبا وإيمانويل قزي وطوني كرم، ذبيحة إلهية ألقى خلالها المطران مطر عظة توجه فيها إلى شبيبة الأبرشية فدعاهم ل"يبقوا الله في قلبهم ويعملوا حسب وصاياه وتعاليمه ليسلم وطننا ومجتمعنا"، وقال: "جميل جدا شعار لقائكم لهذه السنة ولع قلبي"،أشعل قلبي يا رب، يسوع هو الذي قال: جئت لأشعل نارا في الأرض. أي نار يريد يسوع أن يشعلها في الأرض؟ يسوع يأتي ليتمم مشروعا ولم يأت ليعلمنا بعض الحكم. يأتي ليعرفنا إلى الآب السماوي على الله الحقيقي وليعرفنا، كإنسان، كيف يجب أن يكون الإنسان. مشروع يسوع أكبر من هذا بكثير. مشروعه هو جمع كل شعوب الأرض في الكنيسة وتقديمهم إلى أبيه السماوي في نهاية الزمن. إنه المسيح الملك الذي يبني في الأرض، ملكوت الحب والسلام والرحمة والغفران والتلاقي بين البشر. يسوع لديه مشروع لم يكن موجودا لو لم يكن في قلب الله حب ورحمة غافرا خطايانا وراحما ضياعنا ليجعلنا أبناء للآب في السماء. نار يسوع المسيح هي لتشعل العالم بحبه، لأن الخطيئة تخلق الموت والجفاف في القلوب وقلوب من حجر وقلوب منطفئة من كل حب وتؤدي إلى ابتعاد الناس بعضها عن بعض. حب المسيح لنا هو البداية. وكما قال مار بولس: الله أحبنا أولا. وما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه". اضاف: "الدين المسيحي يقول لنا أن الإنسان ليس متروكا كما يعتقد البعض. ثقوا بالرب الذي لن يترككم لحظة واحدة في حياتكم على الرغم من كل التحديات التي يعيشها الإنسان في هذه الأرض. فيسوع دائما معنا. الله يريد أو يشعل نارا في قلوبنا لنبادله المحبة ونساعده لبناء ملكوته. جميل جدا شعاركم: ولع قلبي يا رب، لا تجعلني منطفئا ولا باردا ولا يائسا ولا تجعلني محبا لذاتي. ولع قلبي يا رب بمحبة إنجيلك ومحبة مشروعك واجعلني عاملا فيه". وقال: "أبرشية بيروت كبيرة وأنتم تأتون من رعايا عديدة، فكونوا رسلا لتعليم المسيح ووصاياه. نحن بحاجة إلى كهنة في لبنان وخارجه لنتابع البشارة. لقاءات الشبيبة السنوية، أعطتنا كهنة كثيرين. الكنيسة بحاجة إلى قلوب تحب خدمة الرب في الكهنوت المقدس، كهنوت الخدمة. كما هي بحاجة إلى قلوب تخدم الرب في العائلة وفي كل عمل ووظيفة ورسالة. كل عمل تقومون به هو رسالة للرب لذلك قوموا به جيدا. ليكن هذا اللقاء السنوي مقدسا وزادا لكم لتتعرفوا إلى يسوع المسيح أكثر. في الأرض لن نعرف المسيح معرفة كاملة، بل في السماء، وكما قال مار بولس: نعرف الرب في الأرض معرفة ناقصة". وختم: "قداسة البابا فرنسيس دعانا لنعيش السنة القادمة سنة الرحمة بدءا من 8 كانون الأول لتكبر الرحمة في الشرق ويعم فيه الخير والبركة. أطلب من الله أن يبارك شبيبتنا ويعطيهم أيام فرح مع الرب".

صليبا

وفي ختام القداس ألقى الخوري صليبا كلمة شكر فيها المطران مطر على الثقة التي أولاها إياه في خدمة شبيبة الأبرشية ووعد بأن يشارك في اللقاء أضعاف الذين شاركوا هذه السنة. وشكر الرب على نعمة اللقاء والمشاركة كلقاء العائلة كل عائلة حول أبيها، ونحن اليوم نجتمع حول أبينا المطران بولس مطر لنشهد لسيدنا يسوع المسيح قلب العالم على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي نعيشها يظل المسيح في قلبنا ويشعله محبة وغفرانا".

محاضرة وشهادة حياة

وتخلل يوم الشبيبة الأبرشي محاضرة للمونسنيور عصام أبي خليل شهادة حياة للأب مجدي علاوي وحلقات حوار ومسرحية روحية ورقص تسبيحي ومشغل دعوات.

 

الراعي ترأس جنازة المطران يوسف ضرغام في عبرين: رجل السلام الداخلي والكلمة اللطيفة والروحانية العميقة

الجمعة 30 تشرين الأول 2015/وطنية - ودعت البطريركية المارونية وابرشيتا البترون والقاهرة والسودان وبلدة عبرين في قضاء البترون، المثلث الرحمة راعي أبرشية القاهرة والسودان والزائر الرسولي على موارنة أفريقيا سابقا المطران يوسف ضرغام، وترأس الصلاة لراحة نفسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في كنيسة مار شربل في عبرين، بمشاركة السفير البابوي غبرايلي كاتشا، راعيي ابرشيتي البترون المطران منير خيرالله والقاهرة والسودان المطران جورج شيحان والمطارنة: رولان ابو جوده، بولس اميل سعاده، نبيل الحاج، بولس مطر، سمير مظلوم، بولس روحانا، حنا علوان، غي نجيم، منجد الهاشم، يوسف حتي، جورج بو جوده، الياس نصار، حنا رحمه، بولس الصياح، طانيوس الخوري، جوزيف معوض، ميشال عون، بول عبد الساتر، جورج اسكندر، سمير نصار وكميل زيدان. وحضر الجنازة كمال حرب ممثلا وزير الاتصالات النائب بطرس حرب، نجم خطار ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائبان أنطوان زهرا وسامر سعاده، النائب السابق سايد عقل، ايلي عبيد ممثلا الوزير والنائب السابق جان عبيد، محبوب بريدي ممثلا الوزير والنائب السابق فارس بويز، رئيسات عامات، ورؤساء عامون، عدد من الخورأسقفيين، مدبرون عامون ولفيف من الكهنة، إمام مسجد راشكيدا الشيخ رضا أحمد، وحشد من الفاعليات الرسمية ورؤساء البلديات والمخاتير، رؤساء الجمعيات والهيئات والروابط والاندية، والشخصيات السياسية والامنية وحشد من ابناء عبرين ومنطقة البترون الى جانب عائلة المطران الراحل.

تعازي الحبر الاعظم

بعد تلاوة الانجيل المقدس، تلا كاتشا رسالة التعازي المرسلة من الحبر الاعظم البابا فرنسيس لعائلة الراحل وابرشية البترون.

الراعي

ثم ألقى الراعي عظة بعنوان "أنا باب الخراف، من يدخل منه يخلص ويجد مرعى"(يو10: 9)، وجاء فيها:

"1. من باب المسيح، الراعي الصالح، دخل أخونا المأسوف عليه جدا، المثلث الرحمة المطران يوسف ضرغام، راعي أبرشية القاهرة والسودان والزائر الرسولي على موارنة أفريقيا سابقا، فوجد طعام الله الذي غذى حياته المسيحية والكهنوتية والأسقفية، وخرج من باب المسيح يحمل غذاءه الروحي إلى خرافه في لبنان كاهنا، ثم في مصر والسودان وأفريقيا أسقفا، كراع صالح تنطبق عليه كلمة المسيح، "راعي الرعاة العظيم" (1بطرس 5: 4) عن نفسه: "أنا الراعي الصالح، أعرف خرافي، وخرافي تعرفني" (يو10: 14).

هو وجه الأسقف المحب والمحبوب، الروحاني والراعوي، البشوش والفرحان، الإنساني والمسؤول. هذا الوجه يغيب عنا، ليشرق عليه نور وجه المسيح، في مجد السماء، بين الرعاة الصالحين الذين دخلوا من باب المسيح، فوجدوا الخلاص ووفرة الحياة وسعادتها.

2. إنه ابن عبرين العزيزة، البلدة المارونية الوادعة في بلاد البترون، جارة ديري القديسين قبريانوس ويوستينا-كفيفان، ومار يوسف جربتا، حيث تعبق رائحة القديسين نعمة الله ورفقا واسطفان، ويتواصل أريج القديس شربل. في عبرين أبصر النور محاطا بكنائسها وبدير العيلة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، بنات خادم الله البطريرك الكبير الياس الحويك. وانفتحت عيناه، فيما هو ينمو ويترعرع، على العديد من الكهنة والرهبان والراهبات من أبناء عائلات بلدته، ومن بينهم أنسباء له هم: عمه لوالده الخوري طانيوس ضرغام الأديب وشاعر المملكة الأردنية الهاشمية، وخاله الخوري حنا خشان، وخالته الأخت بريجيت خشان من راهبات العائلة المقدسة المارونيات. في هذا البيت الوالدي الغني بالإيمان، تربى يوسف على القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية مع شقيقين، سبقاه إلى بيت الآب، تاركين عائلتين رضيتين.

3. وعندما لبى الدعوة الإلهية إلى الحياة الكهنوتية، وراح يسير على خطى المسيح، في دروبها بالدروس الثانوية في المدرسة الإكليريكية، ثم بالدروس الفلسفية واللاهوتية في جامعة القديس يوسف-بيروت، كان يفرح ويتشجع برؤية آخرين من أقرب أنسبائه يلبون مثله الدعوة المقدسة للكهنوت والحياة الرهبانية، وهم ابن خاله المرحوم الخوراسقف برنار خشان الذي ودعناه معكم منذ أشهر، وشقيقته الأخت ألكسين من راهبات العائلة المقدسة المارونيات، التي عرفناها في عمشيت لسنوات تخدم تربية الأجيال في مدرسة الجمعية وكنيسة السيدة الرعائية؛ وابن عمته الخوراسقف بولس نصرالله الذي تعاونا معه بصفة نائب عام طيلة خدمتنا الأسقفية لأبرشية جبيل العزيزة، وكاهن غيور ومخلص لرعية عمشيت. وإننا نرجو لهما العزاء الإلهي والعمر الطويل، فتظل شعلة الكهنوت والحياة المكرسة وضاءة في هذه العائلة.

4. ولما ارتقى إلى درجة الكهنوت في 12 نيسان 1959، وهو ممتلئ غيرة وروحانية كهنوتية، أرسلته السلطة الكنسية إلى باريس لمتابعة الدروس العليا في جامعة السوربون، فقضى فيها أربع سنوات متخصصا بالآداب الفرنسية، ومواصلا دراسات لاهوتية في المعهد الكاثوليكي الجامعي. وعاد إلى لبنان متحليا بالإيمان الحي، والديناميةالرسولية، والفضائل الكهنوتية. وانصرف بنشاط كبير إلى الرسالة في أي مكان ومن أي نوع، كما كانت تسندها إليه السلطة الكنسية.

فربى الخوري يوسف أجيالا من الإكليريكيين للكهنوت كمسؤول عن إدارة الدروس أولا في إكليريكية مار عبدا هرهريا، ثم في إكليريكية غزير البطريركية، ومتول رئاسة هذه الأخيرة وبعدها كمرشد روحي. فدامت خدمته المتنوعة هذه ستا وعشرين سنة. إن أعدادا كثيرة من كهنة كنيستنا يحفظون له الفضل الكبير، وقد أصبح اسمه عندهم رديف كاهن الفرح والتواضع والنكتة الحاضرة والخبر المبهج، ورجل السلام الداخلي والكلمة اللطيفة والروحانية الكهنوتية العميقة.

5. وفوق ذلك تفانى في الخدمة الراعوية في كل من رعايا زغرتا وكفرحي وبقسميا وجبلا. ودرس الأدب الفرنسي في الإكليريكية وفي سبع ثانويات من مناطق البترون وجبيل وكسروان والمتن، كما أسندت إليه إدارة معهد التثقيف الديني في نيابة البترون البطريركية وفيها كأبرشية، ومسؤولية التعليم المسيحي فيها، وعين مرشدا للشبيبة الطالبة المسيحية في لبنان، ومرشدا لرابطة كاريتاس البترون، وعضوا في كل من المجلس الكهنوتي والعمل الرسولي، وفي رابطة الكتاب المقدس العالمية، وحركة "كنيسة من أجل عالمنا"، ولجنة تحضير المجمع البطريركي الماروني،وأخيرا رئيسا للرابطة الكهنوتية.

6. هذا الكاهن اللامع في العلم والفضيلة، الغني والمتمرس في العمل الراعوي والرسولي، انتخبه أعضاء سينودس أساقفة كنيستنا المقدس، بوحي الروح القدس، مطرانا لأبرشية القاهرة والسودان في تموز 1989، ومنحه البابا القديس يوحنا بولس الثاني الشركة الكنسية، ثم عينه زائرا رسوليا على موارنة أفريقيا. فتسلم رعاية الأبرشية من سلفه المثلث الرحمة المطران يوسف مرعي، بعد تقديم استقالته ببلوغ السن القانوني. وقادها بغيرة "الراعي الصالح"، معلما للعقيدة ومقدسا للنفوس، ومدبرا حكيما. لقد عرف خرافه، مؤمني ومؤمنات أبرشيته واحدا واحدا، وزارهم في بيوتهم، وجمعهم في حلقات التعليم الأسبوعية التي كان ينظمها في كاتدرائية مار يوسف بمنطقة الظاهر في القاهرة، وفي كنيسة مار مارون في مصر الجديدة التابعة للرهبانية المارونية المريمية، وحلقات مماثلة في كنيسة القديسة تريز الطفل يسوع في الاسكندرية. كما قام بحركة روحية وتعليمية لدى الكنائس الكاثوليكية الأخرى، فتميز فيها بوجه الأسقف معلم العقيدة، والواعظ الروحي الغيور. هذا ما يشهد عنه خلفاه في رعاية الأبرشية المطران فرنسوا عيد المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي الذي يشاركنا الأسى والصلاة من قرب ضريحي الرسولين بطرس وبولس، والمطران جورج شيحان راعي الأبرشية الحالي، الذي حضر خصيصا من القاهرة للمشاركة في صلاة الوداع هذه باسم كهنة الأبرشية وشعبها.

7. وتفانى المطران يوسف في خدمة موارنة أفريقيا، فزارهم في بلدانهم، وتعاونا شخصيا معه في خدمة أبنائنا في نيجيريا وكوتونو بالبنين، وأرسلنا كهنة من أبرشية جبيل لهذه الخدمة، بالإضافة إلى الكهنة من نيابة صربا البطريركية الذين يخدمون في كل من غانا وتوغو وبوركينا فاسو ومالي، وفضلا عن رسالتي الرهبانية اللبنانية المارونية في كل من السنغال وشاطئ العاج. وهكذا تمكنت بلدان أفريقيا الغربية والوسطى من أن تصبح أبرشية باسم إكسرخوسية لدواع قانونية. فيما ظلت أفريقيا الجنوبية التي يخدمها الآباء المرسلون اللبنانيون الموارنة، تابعة للزيارة الرسولية بشخص الإكسرخوس سيمون فضول.

ومن بعد أن قدم استقالته من إدارة أبرشية القاهرة والسودان لبلوغه السن القانوني في سنة 2005، عاد إلى لبنان، وسكن بين الأهل في عبرين وكرس نفسه للإرشاد الروحي في إكليريكية غزير البطريركية لأربعة أيام في الأسبوع، واضعا فيه كل روحانيته وخبرته ومحبته لطلاب الكهنوت.

8. الآن ويحضر المثلث الرحمة المطران يوسف أمام عرش الله، ليسلم وديعة خدمته الكهنوتية والأسقفية، لا بد من الإشارة إلى خدمة الكلمة الإلهية التي يتركها للأجيال في مؤلفاته وكتاباته وترجماته البالغة ثلاثة عشر مرجعا. وإنا نكتفي بذكر بعضها من مثل: مدخل إلى الكتاب المقدس، النؤمن، شرح الأسرار، في الكنيسة نحيا لأجل المسيح، الكتاب المقدس: تعليم وحياة، كتاب "أنا هو" الذي كان يطلب أن يقرأوا له مقتطفات منه في أيامه الأخيرة، الإعتراف بالتعاون مع الرابطة الكهنوتية، تاريخ الكنيسة بالتعاون مع كتاب مصريين، مار يوحنا المعمدان. هذا فضلا عن ترجمات عديدة وبخاصة لرسائل بابوية.

9. إن سيرته الغنية تشكل خير تعزية لنا جميعا: لأبينا صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس، ولإخواننا السادة المطارنة أعضاء سينودس كنيستنا البطريركية المقدس، وبخاصة أخوينا المطران منير خيرالله راعي أبرشية البترون، والمطران جورج شيحان راعي أبرشية القاهرة والسودان، وكهنة هاتين الأبرشيتين، ولأعضاء الرابطة الكهنوتية، وأنسباء المثلث الرحمة: عائلات المرحومين شقيقيه وعميه وعماته وخاله وخالتيه، ولكل أبناء عبرين العزيزة.

عزاؤنا أن المطران يوسف دخل دنيانا من باب المسيح، ومن الباب عينه يدخل مجد السماء، ليكون لنا عند الله خير شفيع. ونحن، فلندخل كل يوم من باب المسيح هذا، لكي نجد الخلاص وغذاء العقل والإرادة والقلب، فنسعى إلى أن يدخل كل إنسان وكل شعبنا من هذا الباب الخلاصي، لخيرهم ونمو المجتمع وخير الوطن، بنعمة الله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، آمين".

تقبل التعازي

وبعد صلاة رفع البخور، أقيم تطواف بالنعش داخل الكنيسة وحول المذبح قبل أن ينقل الجثمان الى كنيسة سيدة البيدر في عبرين حيث ووري في الثرى.

وبعد الجنازة، تقبل المطرانان خيرالله وشيحان وأفراد العائلة التعازي في صالون الرعية.

وتواصل العائلة تقبل التعازي يومي السبت والاحد في دارة الراحل في عبرين.

استقبال

وكان نقل جثمان المطران ضرغام من مستشفى البترون الى مسقط رأسه عبرين، حيث أقيم له استقبال حاشد عند مدخل البلدة فأنزل وحمل على الأكف وصولا الى كنيسة مار شربل وسط الصلوات والترانيم.

ورفعت اللافتات التي ثمنت سيرته الكهنوتية والاسقفية على طول الطريق المؤدي الى بلدته عبرين وصولا الى الكنيسة. وكانت أقيمت سلسلة قداديس في كنيسة مار شربل حيث سجي الجثمان ورفعت الصلوات.

 

نائب وزير الخارجية الاميركي التقى المشنوق في المنامة ونوه ب"العمل الجبار للاجهزة الامنية اللبنانية في مكافحة الارهاب والتطرف"

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - استهل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارته الرسمية الى مملكة البحرين بلقاء في مقر اقامته في المنامة، بنائب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، ودام اللقاء ساعة، وحضره عن الجانب الاميركي عدد من مساعديه، وعن الجانب اللبناني مستشار الوزير للشؤون الدولية الدكتور خليل جبارة.وتحدث لينكن بعد اللقاء، فأشار الى ان "الاجتماع هو فرصة للحديث عن الاوضاع اللبنانية والتطورات في سوريا بطبيعة الحال"، مثنيا على "العمل المهم والجبار الذي تقوم به الاجهزة الامنية اللبنانية ووزارة الداخلية والجيش اللبناني في مواجهتهم للتطرف والمنظمات الارهابية وفي الحفاظ على امن لبنان واستقراره. لذا لديهم كامل اعجابنا ودعمنا". وركز المسؤول الاميركي على "التزام الولايات المتحدة بدعمها للبنان وحكومته".

الوصول

وكان المشنوق وصل مساء امس الى مملكة البحرين، للمشاركة في مؤتمر الامن الاقليمي السنوي الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ولالقاء كلمة في احدى جلساته. ويحضر المؤتمر وزراء داخلية وخارجية ودفاع عدد من الدول ونخبة من المفكرين فضلا عن ممثلين عن منظمات دولية.

وكان في استقبال المشنوق نظيره البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وممثلون عن الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية البحرينية.وسوف يجري وزير الداخلية خلال اقامته في المنامة، سلسلة اجتماعات مع المسؤولين العرب والاجانب من رؤساء الوفود المشاركة في هذا المؤتمر.

 

المشنوق التقى في المنامة وزير خارجية اليمن وبلينكن نوه بعمل الاجهزة اللبنانية في مكافحة الارهاب والتطرف

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - استهل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارته الرسمية لمملكة البحرين باستقباله نائب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في مقر اقامته في المنامة. دام اللقاء ساعة، وجدد خلاله بلينكن التزام بلاده "دعم لبنان وحكومته"، مبديا إعجابه وتقديره "للجهود الجبارة التي تقوم بها الاجهزة الامنية اللبنانية في مكافحة الارهاب والتطرف، وفي الحفاظ على أمن لبنان واستقراره". حضر اللقاء عن الجانب الاميركي عدد من مساعدي بلينكن، وعن الجانب اللبناني مستشار الوزير المشنوق للشؤون الدولية الدكتور خليل جبارة. وأوضح بلينكن بعد اللقاء، ان "الاجتماع هو فرصة لبحث الاوضاع اللبنانية والتطورات في سوريا".

ياسين

وعقد المشنوق اجتماعا مطولا ايضا، مع وزير خارجية اليمن رياض ياسين، وتم البحث في شؤون اليمن والمنطقة.

الوصول

وكان وزير الداخلية وصل مساء امس الى مملكة البحرين، للمشاركة في مؤتمر الامن الاقليمي السنوي الذي ينظمه "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية". وسيلقي الاحد كلمة بحضور وزراء داخلية وخارجية ودفاع عدد من الدول، ونخبة من المفكرين، فضلا عن ممثلين عن منظمات دولية. وكان في استقبال المشنوق نظيره البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وممثلون عن الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية البحرينية. وسيعقد وزير الداخلية خلال اقامته في المنامة، سلسلة اجتماعات مع مسؤولين عرب واجانب من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر.

 

الشيخ محمد يزبك من بعلبك: لا خيار إلا الحوار

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - رأى رئيس الهيئة الشرعية لـ"حزب الله" الشيخ محمد يزبك ان "لا خيار إلا الحوار، ولكن ليس الحوار مطلوبا بما هو حوار، بل لما يترتب على ما يتوصل إليه المتحاورون، الامناء على الوطن ومشاكله، والمواطنين وملفاتهم".

وقال في مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين في بعلبك: "اننا ومع كل ما يهدد الوطن أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، وما يتآمر عليه من تحريك خفافيش الليل للنيل من الوحدة والاستقرار، نشكر العيون الساهرة الحاضرة في كل ساحات الوطن وحدوده، من جيش، وقوى أمنية، ونشد على أيديهم لبسط الامن والاستقرار، فهم أمل كل مواطن شريف يريد أن يعيش بكرامته".

 

سليمان ووزراء ونواب وشخصيات عزوا شبطيني بوفاة نجلها

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - جبيل - زار الرئيس ميشال سليمان وعقيلته وفاء، دارة وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني في جبيل، حيث قدما التعازي بوفاة نجلها المحامي سيريل. ودون سليمان في سجل التعازي: "مشيئة الله لا اعتراض عليها، ظلم القدر لا نعرفه الا من خلال السيدة اليس التي ظلمها البشر وحالوا دون وصولها الى المركز القضائي الرفيع الذي استحقته. صبرت على الظلم وستصبر على فقدان ولدها الشاب، رحمه الله وألهم الوزيرة الشجاعة والشفافة الصبر والسلوان". وكان منزل العائلة غص منذ الصباح بالمعزين، ومن بينهم وزير العمل سجعان قزي، وزير الاقتصاد الان حكيم، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، النواب وليد خوري، جيلبيرت زوين، قاسم عبد العزيز، عباس هاشم، الوزير السابق ناظم الخوري وعقيلته، النائبان السابقان مهى الخوري اسعد وجان عبيد، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، عقيلة وزير الداخلية والبلديات ليلى المشنوق، عقيلة وزير العدل سليمى ريفي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المدير العام لوزارة المهجرين الدكتور احمد محمود، راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جو معوض، الشيخ أحمد اللقيس، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رؤساء بلديات جبيل زياد الحواط وحالات شارل باسيل وبلاط بولس القصيفي والفيدار نعيم باسيل، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، رئيس منظمة فرسان مالطا ذات السيادة في لبنان والاردن الشيخ وليد الخازن، ناشر مجلة "الروابط" الزميل جورج كريم، وفاعليات قضائية وعسكرية وسياسية وروحية واجتماعية ونقابية ورؤساء بلديات ومخاتير وفود شعبية من قرى وبلدات قضاء جبيل وطرابلس.

وتلقت شبطيني اتصالات تعزية ابرزها من: نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب الموجودة في الخارج.

 

الشيخ عفيف النابلسي: النخبة السياسية اوصلت الشعب الى الحضيض

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - رأى الشيخ عفيف النابلسي، في تصريح: ان "القضايا الداخلية المعيشية والبيئية والسياسية لا تزال تتصدر المشهد العام في البلاد، فقد اوصلت النخبة السياسية الشعب إلى الحضيض، وصار يتخبط بقضية النفايات التي راحت تملأ الشوارع والساحات بصورة تعكس المستوى المتردي لهذه السلطة"، متسائلا "إلى أين نحن ذاهبون؟ إذا كانت قضية كقضية النفايات لا تعالج إلا بالصفقات والسمسرات والتوزيع الطائفي؟ أليس من المعيب أن يتاجر بدم اللبنانيين مرة، وبكرامة اللبنانيين مرة، حتى صارت السرقة موهبة، والكذب طريقة، والتحريض المذهبي الطائفي فنا". اضاف :"ألا يستحق اللبنانيون بعد كل هذه الحروب والمحن والآلام والتدمير النفسي والتقسيم الاجتماعي أن يكون لهم طبقة من المسؤولين يعملون بالحق والعدل والضمير ويقومون بشرف خدمتهم على أكمل وجه؟ لماذا أصبح المنصب النيابي والوزاري والرئاسي مرادفا للغنى، فهل وضعت المناصب لخدمة المواطنين أم لجني الأموال؟". وختم قائلا: "كلنا يطالب ويناشد ويندد، ولكن ما عادت كل هذه الأمور تنفع"، معتبرا "اننا أمام خطر حقيقي إذا لم يتم إعادة بناء الثقة بهذه الدولة من خلال منهج جديد في السياسة والعمل والأخلاق، وإلا فإن الأوضاع التي تتحرك من حولنا لن ترحم لا أرضا ولا بشرا، وحينئذ يدعو الناس من يساعدهم ويتقذهم ولكن ليس معلوما أن أحدا في هذا العالم بات قادرا على المساعدة والإنقاذ".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

فيينا: إعلان نوايا من تسعة بنود.. لا تشمل الأسد

المدن - عرب وعالم | الجمعة 30/10/2015/كما هو متوقع، انتهت الجولة الثانية من محادثات فيينا مع استمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية لحل الأزمة السورية، وأهمها مصير الرئيس السوري بشار الأسد وموقعه في مستقبل سوريا، فيما كان الإجماع على عودة وزراء الخارجية المشاركين في محادثات الجمعة، إلى فيينا مجدداً، بعد أسبوعين. وتوصل المجتمعون إلى وثيقة من 9 بنود، قالوا إنهم توافقوا عليها كأرضية للقاء المقبل بعد أسبوعين. ويشير البند الأول من الوثيقة على ضرورة أن تكون سوريا موحدة ومستقرة، ولها كامل السيادة على أراضيها، "وعلمانيتها من الأسس الرئيسية". وشدد البند الثاني على الحفاظ على مؤسسات الدولة، فيما اعتبر البند الثالث أن "حقوق السوريين يجب أن تكون مصانة، بغض النظر عن قوميتهم أو اعتقادهم الديني". أما البند الرابع، فيطالب المعنيين بضرورة تسريع الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد للعمليات العسكرية وإنهاء الحرب، وأكد البيان الخامس على أن المعابر الإنسانية يجب أن تكون مكفولة في كل الأراضي السورية، وأن على الدول التي حضرت، الجمعة، زيادة دعمها للنازحين داخلياً، فضلاً عن أقرانهم في دول الجوار. وفي البند السادس، اتفق المجتمعون على "هزيمة" تنظيم "الدولة الإسلامية، والمنظمات الإرهابية الأخرى، المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية في مجلس الأمن، مع ترك حيّز للحاضرين في فيينا، من أجل الاتفاق على تنظيمات، أو أطراف إضافية، يمكن أن تصنّف كـ"إرهابية". وفي البند السابع، توافقت الأطراف المجتمعة على الطلب من الأمم المتحدة بتوجيه دعوة إلى ممثلي المعارضة والنظام من أجل بدء عملية سياسية ينتج عنها "حكومة تتمتع بمصداقية، وغير طائفية، وكاملة الصلاحيات"، تتمكن بموجبها من تعديل الدستور وإجراء الانتخابات تحت إشراف مراقبين دوليين ضمن معايير دولية عالية الشفافية والمسؤولية، مع ضمان حق السوريين في دول اللجوء من المشاركة، وكل ذلك بناءً على مقررات بيان جنيف، الذي صدر في العام 2012 والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وقرار مجلس الأمن 2118 المتعلق بنزع السلاح الكيماوي من النظام السوري. ويحدد البند الثامن أن تكون قيادة العملية الانتقالية في سوريا بأيدي السوريين، الذين سيحددون مستقبل بلادهم. أما البند التاسع والأخير، فيقول إن وزراء خارجية الدول المدعوة إلى محادثات فيينا، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، سيبحثون عن ضمانات لتحقيق "وقف إطلاق نار وطني"، وتنطلق بالتوازي مع دخوله حيّز التنفيذ، العملية السياسية في البلاد. وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري، قد عقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عقب انتهاء المحادثات. وقال كيري إن الخلاف على أن "الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يتنحى على الفور أم لا" ما زال التحدي الأبرز بين المجتمعين، معتبراً أنه من الخطأ أن يكون الخيار المطروح أمام السوريين هو بين "الدكتاتور وداعش"، بل بين "الحرب والسلم، وبين العنف والسياسة". وأضاف "لا يمكن للأسد أن يبقى في سوريا ولكننا بحاجة إلى الحوار بغية الحل". وتابع "مقتنعون بضرورة وقف أعمال القتل في سوريا.. ولن نسمح لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى بالسيطرة على سوريا". وأكد كيري أن "الرئيس باراك أوباما أعلن تصعيد الحرب ضد داعش في شمال سوريا، حيث ستنسق مجموعة قوات خاصة محدودة العدد بين المعارضة السورية وقوات التحالف ضد داعش"، كما أنه "لا سبيل لمحاربة داعش خارج المرحلة الانتقالية السياسية". من جانبه، قال لافروف "اتفقنا على محاربة داعش والجماعات الواردة في قائمة الأمم المتحدة ولم نتفق على مصير الأسد، فهذا شأن الشعب السوري". وأشاد لافروف بقرار أميركا إرسال قوات برية إلى سوريا، واصفاً القرار بأنه يزيد من أهمية التعاون العسكري بين موسكو وواشنطن. وأضاف "اليوم عبر الجميع عن جاهزيتهم لحلول وسطية وآمل أن يترجم ذلك في لقاءاتنا القادمة". وجدد التأكيد على أن العمليات العسكرية الروسية في سوريا "جاءت بطلب من دمشق وقد طلبنا التنسيق مع واشنطن بهذا الشأن".

أما المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، فقد اعتبر أن "مفاوضات فيينا هدفها التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، وتشكيل حكومة سورية شمولية تضع دستورا جديدا للبلاد واجراء انتخابات بمراقبة دولية، لتضمن اعلى درجات الديموقراطية، والاهم هو الاتفاق حول مكافحة الارهاب". وأضاف "هناك بعض القضايا التي لا تزال خلافية بين القوى المشاركة في المفاوضات، الا ان هناك اجتماعاً آخر سيتم عقده بعد 14 يوماً (..) لنبحث اذا كانت الدول استطاعت التوصل الى توافق حول بعض القضايا، وأن هناك ضغوطا من أجل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وادخال المساعدات الى الشعب السوري".

إلى ذلك، لم يصدر أي موقف بعد عن السعودية وتركيا، حيث جدد وزيرا خارجية البلدين قبيل بدء المحادثات الموسعة، الجمعة، التأكيد على موقفهما من عدم إمكان القبول بدور للأسد في مستقبل سوريا، وكرر الجبير جملته التي رددها في أكثر من مناسبة مؤخراً "على الأسد أن يرحل إما بعملية سياسية، أو عسكرية".

 

الملك حمد بن عيسى والسيسي يؤكدان أهمية التضامن العربي لمواجهة التطرف

المنامة, القاهرة – وكالات: أجرى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن سبل تعزيز العلاقات بين البلدين ومجمل الأحداث والتطورات العربية والإقليمية والدولية. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن بيان للديوان الملكي أن العاهل البحريني بحث مع السيسي الذي وصل المنامة مساء أول من أمس, سبل تعزيز العلاقات خصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة وتتطلب تضافراً للجهود العربية لمواجهة التحديات المختلفة والتأكيد على بذل هذه الجهود لإرساء الأمن والاستقرار ومكافحة التطرف في المنطقة. وناقش الجانبان مجمل الأحداث والتطورات العربية والإقليمية والدولية, سيما في اليمن وسورية وليبيا وسبل التعامل مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعي, حيث تطابقت رؤى الجانبين بشأن هذه القضايا. وأكد العاهل البحريني قوة ومتانة العلاقات البحرينية المصرية وما وصلت اليه من مستوى متطور على جميع الأصعدة, معرباً عن تطلعه إلى مواصلة العمل مع السيسي لتطوير وتنمية هذه العلاقات بما يخدم ويلبي تطلعات البلدين. وأشاد بجهود السيسي ودوره في تعزيز مسيرة العلاقات الثنائية وترسيخ أسس التعاون المشترك, مؤكداً أن مصر تشكل العمق الستراتيجي للأمة العربية بما تمثله من ثقل ستراتيجي وأمني لشعوب ودول المنطقة كافة. كما أشاد بالدور المحوري لمصر في الدفاع عن قضايا الأمة العربية ومصالحها وحماية الأمن القومي العربي, متمنياً لمصر كل خير وعزة ورفعة وأن تنعم على الدوام بالأمن والاستقرار لما فيه تقدم ورخاء شعبها العزيز. من جهته, أعرب السيسي عن شكره وتقديره للعاهل البحريني على “المواقف العربية الأصيلة التي تقفها مملكة البحرين قيادة وشعباً إلى جانب مصر وشعبها”. وشدد على التزام بلاده باستقرار وأمن دول الخليج, مؤكداً أن أمن البحرين واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري. وخلال زيارته للبحرين شارك السيسي, أمس, كمتحدث رئيسي في الجلسة الافتتاحية لحوار المنامة الذي يُعد من أهم المنتديات على المستوى الدولي التي تناقش القضايا الأمنية وأهم التحديات التي تواجه منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط. في سياق منفصل, أصيب ستة مجندين مصريين في الشرطة مساء أول من أمس, إثر انفجار استهدف مدرعة لقوات الأمن بمدينة العريش في شمال سيناء, فيما جددت السلطات إغراق الأنفاق المنتشرة أسفل الشريط الحدودي مع قطاع غزة, بكميات كبيرة من مياه البحر لوقف عمليات التهريب والتصدي للإرهاب ونشر الأمن على الحدود بين الجانبين. إلى ذلك, أصيب ضابط ومجند شرطة, أمس, بطلقات خرطوش في اشتباكات وقعت بين قوات الأمن وعدد من عناصر جماعة “الإخوان” الإرهابية أثاروا الشغب بمدينة أبو حماد بالشرقية.

 

تحذير أممي من إعصار يتجه نحو اليمن وعُمان

جنيف – أ ف ب: حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أمس، من »إعصار قوي« يتجه نحو عُمان واليمن، حيث يمكن أن يضرب بقوة مصحوباً بأمطار غزيرة قد تؤدي إلى انزلاقات في التربة. وذكرت المنظمة في بيان، أن العاصفة التي أطلق عليها اسم »تشابالا« ستبدأ من بحر العرب ومن المتوقع أن تصل إلى شمال اليمن وساحل عُمان المجاور منتصف ليل الاثنين المقبل. وقالت المتحدثة باسم المنظمة كلير نوليس للصحافيين إن »الأعاصير المدارية نادرة للغاية في شبه الجزيرة العربية«، مضيفة إن هذه العاصفة ربما تكون الأولى من نوعها التي تضرب اليمن. ومع توقع وصول الإعصار إلى اليمن الذي يرزح تحت وطأة نزاع أودى بنحو خمسة آلاف شخص منذ مارس الماضي، قالت نوليس »نأمل أن يكون الأثر الإنساني (لتشابالا) في اليمن محدوداً«، معتبرة أن »تشابالا »عاصفة إعصار شديدة للغاية«. وأضافت إن العاصفة قد تشتد لتتحول »عاصفة أعاصير شديدة« خلال 24 ساعة، بحيث تكون سرعة الرياح بين 220 و230 كيلومتراً في الساعة بعد 48 ساعة. وهذا يعادل إعصاراً من الفئة الرابعة. وأوضحت أنه »بسبب الهواء الجاف للصحراء العربية، وانخفاض الطاقة الحرارية في المحيط، فلا نتوقع انحسار العاصفة قبل بلوغها اليابسة« ورجحت أن تضرب العاصفة الأرض بأعصار من الفئة الأولى، بسرعة رياح تصل إلى 160 كيلومتراً في الساعة، محذرة من »رياح عاتية جداً لم تشهدها المنطقة من قبل«. وأضافت أنه من المتوقع أن تصل العاصفة إلى منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة في اليمن، لكن قد يكون لها تأثير كبير في سلطنة عمان، حيث يتوقع أن تضرب مدينة صلالة الساحلية التي تعد مئتي ألف نسمة. وأشارت إلى أن المنظمة تتوقع في البلدين أن يكون »التأثير الأكثر خطورة للأمطار التي ستكون غزيرة جداً«، لافتة إلى تقارير تفيد بأن المنطقة قد تشهد في أيام تساقطات تعادل عاماً من الأمطار. واعتبرت أنه ربما سيكون لهذا الأمر عواقب خطيرة في منطقة قاحلة للغاية، حيث البنية التحتية غير مجهزة للتعامل مع كميات ضخمة من غير مسبوقة من الأمطار.

 

مجاهدي خلق تعلن مقتل 23 من أعضائها في قصف استهدف مخيم ليبرتي وفصيل عراقي مدعوم من إيران تبنى الهجوم وسط إدانات دولية

بغداد – أ ف ب، الأناضول: أعلنت منظمة »مجاهدي خلق« الإيرانية المعارضة عن مقتل 23 من أعضائها في قصف بالصواريخ استهدف مخيم »ليبرتي« قرب بغداد، فيما تبنى فصيل »جيش المختار« المدعوم من إيران الهجوم، مشيراً إلى أنه طالب المنظمة مراراً بمغادرة العراق. وذكرت قيادة عمليات بغداد في بيان، مساء أول من أمس، أنه »تم إطلاق 15 صاروخاً من البكرية إلى محيط وداخل مخيم ليبرتي«، مضيفة إن الشرطة عثرت على الشاحنة التي أطلقت منها الصواريخ. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي أن السلطات تجري تحقيقاً بشأن القصف الذي تعرض له مخيم منظمة »مجاهدي خلق«، مضيفاً إن »التحقيق مستمر للكشف عن الجهة المسؤولة عن الهجوم«. وأوضح أن »المخيم قد لايكون الوحيد المستهدف، لان القصف أصاب مواقع عدة حول مطار بغداد«، مضيفاً إن »الهجوم إرهابي نفذته عصابة إرهابية بهدف زعزعة أمن البلاد«. من جهته، قال متحدث باسم »مجاهدي خلق« إن الهجوم هو الاسوأ الذي يتعرض له المخيم، مضيفاً »كنا داخل مقطوراتنا حين بدأت تتساقط الصواريخ، لم يتمكن الجميع من الاختباء«، مضيفاً إن الصواريخ التي استخدمت بالهجوم هي من طراز »كاتيوشا« و«فلق« التي تصنع في إيران. في سياق متصل، أوضح متحدث باسم »المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية« ومقره باريس، في بيان، ليل أول من أمس، أن حصيلة القتلى بلغت 23، جميعهم أعضاء في منظمة »مجاهدي خلق«، موضحاً أن 80 صاروخاً أطلقت، ما أدى إلى إصابة 22 شخصاً«. في المقابل، أعلن فصيل »جيش المختار« أمس، مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي على المخيم. ونقلت وكالة أنباء »فارس« الإيرانية عن قائد »جيش المختار« واثق البطاط قوله إن مجموعته طالبت »مجاهدي خلق« مراراً »مغادرة العراق بأسرع وقت ممكن، وإلا سيكون هناك المزيد من الهجمات«. وذكر »جيش المختار« في بيان، أنه يتلقى الدعم والتمويل من الحكومة الإيرانية. من جهتها، دانت زعيمة »مجاهدي خلق« المعارض مريم رجوي الهجوم، محملة الحكومة العراقية والأمم المتحدة مسؤوليته. وقالت إن »حكومة العراق والأمم المتحدة اللذان وقعا على مذكرة تفاهم، وشيدا موقعاً انتقالياً موقتاً منذ العام 2011، يتحملون مسؤولية الهجوم رسمياً وقانونياً«، مشيرة إلى أن »عملاء النظام الإيراني في الحكومة العراقية مسؤولون عن الهجوم والولايات المتحدة والأمم المتحدة يعلمون جيداً بهذه الحقيقة«. على صعيد متصل، حضت الأمم المتحدة الحكومة العراقية على تشديد الأمن عند المخيم، وملاحقة المسؤولين عن الهجوم ومحاسبتهم. من ناحيتها، دانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الهجوم، مشيرة إلى أن المخيم الذي يقع بالقرب من مطار بغداد يضم نحو 2200 لاجئ. وقال المفوض الأعلى للاجئين أنتونيو غوتيريس إنه »عمل مستهجن وأنا قلق جداً من الأضرار التي لحقت بالذين يعيشون في مخيم ليبرتي«، مضيفاً »يجب مواصلة جميع الجهود من أجل معالجة الجرحى وإعلان هوياتهم، وكذلك المسؤولين عن الحادث«. وفي واشنطن، دانت الولايات المتحدة بقوة »الهجوم الوحشي والعبثي على المخيم«. وقال وزير الخارجية جون كيري في بيان، مساء أول من أمس، إن واشنطن أجرت اتصالات مع كبار المسؤولين العراقيين للتأكد من أن السلطات تقدم »كل المساعدة الطبية العاجلة« الضرورية، وأن إجراءات أمنية إضافية ستتخذ بعد الهجوم. وأعلن عزم الولايات المتحدة على مساعدة المفوضية العليا للاجئين لنقل سكان المخيم إلى »مكان دائم وآمن خارج العراق«، دعياً المزيد من الدول »للتجاوب مع الوضع الإنساني الطارئ«.

 

مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر: بوتين انتهازي ولا يملك ستراتيجية

واشنطن – أ ف ب: اعتبر مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يملك ستراتيجية على المدى الطويل في سورية وانه »يرتجل« قراراته فيها يوما بعد يوم. وقال كلابر في مقابلة مع شبكة »سي ان ان« الاخبارية، مساء أول من أمس، »أتساءل شخصيا عما اذا كانت لديه (بوتين) ستراتيجية طويلة الامد، او اذا كان يبني موقفه بناء على التطورات يوما بيوم«، مضيفاً »لست متأكدا من ان لديه واحدة«. وأعرب عن اعتقاده بأن بوتين، حليف الرئيس السوري بشار الاسد، »يرتجل يوما بيوم«، معتبرا أنه، »مندفع في قراراته وانتهازي«.

 

مجزرة جديدة في دوما: 40 قتيلاً جراء قصف نظام الأسد سوقا بالصواريخ و17 دولة بحثت في مصير الأسد بفيينا وسط تلميحات إيرانية لحل وسط

عواصم – وكالات: في وقت شاركت 17 دولة في محادثات غير مسبوقة بفيينا سعيا للتوصل الى حل سياسي للنزاع الذي يمزق سورية منذ العام 2011، قتل 40 شخصا بينهم طفل وأصيب مئة آخرون، أمس، في قصف صاروخي شنه نظام الرئيس بشار الأسد على سوق بمدينة دوما، أحد أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة ريف دمشق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن »قوات النظام أطلقت نحو 12 قذيفة صاروخية على سوق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية«. وأكد عبد الرحمن، أن »مدينة دوما هي واحدة من المناطق السورية التي سقط فيها العدد الأكبر من القتلى منذ بدء النزاع«.

ورجح ارتفاع حصيلة القتلى »لوجود جرحى في حالات حرجة«، مشيراً إلى أن هذا القصف جاء غداة غارات جوية على المدينة، أول من أمس، استهدفت احداها مستشفى ميدانيا وتسببت بمقتل ثمانية اشخاص. وقال شاهد في المدينة ان قصف المستشفى تسبب باصابة عدد من أفراد الطاقم الطبي، ما جعل امكانية علاج الجرحى الذين اصيبوا أمس، محدودة.

وأظهر شريط فيديو التقط في السوق بعد نقل القتلى والجرحى حالة من الفوضى العارمة، ضمت محال متضررة تبعثرت بضائعها، وطاولات وبسطات للبيع ودراجات هوائية محطمة، فيما بقع كبيرة من الدماء تغطي الارض. كما نشرت لجان التنسيق المحلية في سورية شريط فيديو تم تصويره بعد سقوط 11 صاروخا على سوق في المدينة، يظهر جثثا مضرجة بدمائها على الأرض فيما النيران تشتعل قربها وفي محال مجاورة، كما تبدو إحدى الجثث وهي تحترق، ويصرخ رجل مسن بأعلى صوته »دوما تباد، أين العالم؟«. وبحثاً عن حل سياسي للأزمة السورية، عقدت 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وايران والسعودية محادثات غير مسبوقة في فيينا. وسورية غير ممثلة في المفاوضات التي تشارك فيها أيضا العراق والأردن ومصر ولبنان والامارات وسلطنة عمان وتركيا وايطاليا والمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين الى جانب مشاركة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. ولا يتوقع في المرحلة الراهنة التوصل إلى أي اتفاق حاسم بشأن مستقبل نظام الرئيس بشار الأسد لكن مجرد اجتماع اطراف لها مواقف شديدة التباين حول طاولة المفاوضات يعتبر بمثابة تقدم. وقبل بدء المحادثات، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري »عندي أمل، لكني لا أصف ذلك بالتفاؤل، آمل ان نجد طريقا للتقدم، وهذا صعب للغاية«. وبعد وصوله مساء أول من أمس، الى فيينا التقى كيري على حدة كلا من نظيريه الايراني محمد جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف اللذين يقدم بلداهما دعما ثابتا للنظام السوري في النزاع الذي اوقع نحو 250 الف قتيل منذ العام 2011. وقال كيري »حان الوقت لمنح ايران مكانا حول الطاولة« مؤكدا بذلك التحول في موقف الولايات المتحدة التي كانت تعارض هذه الفكرة.

ورأى كيري أن مفاوضات فيينا هي »أكبر فرصة واعدة أتيحت لنا، الفرصة التي تحمل أكبر قدر من الامكانات لايجاد أفق سياسي«، ولو أن الولايات المتحدة لا تتوقع حلا فوريا. في المقابل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أنه لا يمكن لأي دولة استخدام القوة العسكرية في سورية من دون أن تحصل أولا على موافقة الحكومة السورية. في سياق متصل، قال مسؤول من الشرق الأوسط على دراية بالموقف الايراني، أول من أمس، »المحاثات تتركز على حلول وسط وايران مستعدة لتحقيق حل وسط بقبول بقاء الأسد ستة أشهر، بالطبع سيكون الأمر بيد الشعب السوري لتقرير مصير البلاد« من خلال انتخابات عامة.

كما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن نائب وزير الخارجية الإيراني عضو وفد طهران إلى محادثات فيينا أمير عبد اللهيان، إن »إيران لا تصر على إبقاء الأسد في السلطة إلى الأبد«.

 

وزير خارجية العراق: محادثات فيينا فشلت في الاتفاق حول دور الاسد

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - أعتبر وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أن "محادثات فيينا فشلت في الاتفاق حول دور الرئيس السوري بشار الاسد"، مشيرا إلى أن "فيينا ستستضيف الاجتماع المتعدد الجهات بشأن سوريا الاسبوع المقبل".

 

اوباما اجاز نشر اقل من 50 عنصرا من القوات الخاصة في سوريا للمشاركة ميدانيا في محاربة داعش

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - اعلن مسؤول اميركي ان "الولايات المتحدة سترسل اقل من 50 عنصرا من القوات الخاصة الى شمال سوريا، للمشاركة ميدانيا في جهود الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية"، وقال: "ان الرئيس باراك اوباما اجاز نشر عدد محدود من قوات العمليات الخاصة الاميركية في شمال سوريا،" مشيرا الى ان "العدد سيكون اقل من 50 عسكريا".

 

ابن فابيوس ملاحق في الولايات المتحدة بسبب شيكات بلا رصيد

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - يواجه توما فابيوس نجل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مذكرة توقيف في الولايات المتحدة بسبب ليلة امضاها في لاس فيغاس في ايار 2012 ووزع خلالها على الكازينوهات شيكات بلا رصيد قيمتها الاجمالية 5،3 ملايين دولار. وقال ناطق بإسم مكتب مدعي منطقة كلارك في ولاية نيفادا (غرب) حيث تقع لاس فيغاس "لوكالة فرانس برس": ان "مذكرة الرجل الذي يبلغ من العمر 33 عاما ليست دولية لكنها نافذة على كل الاراضي الاميركية". واوضح هذا الناطق انه "بعبارة اخرى يمكن توقيف الابن البكر لفابيوس اذا دخل الولايات المتحدة". وذكرت مجلة "لوبوان" الاسبوعية ان "توما فابيوس راكم ديونا على طاولات القمار ليل 15 الى 16 ايار 2012. والسادس عشر من ايار 2012 هو يوم تعيين والده رسميا وزيرا للخارجية.

 

العثور على ناشط مناهض لداعش وصديقه مقطوعي الرأس في تركيا

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - عثر صباح اليوم على ناشط مناهض لتنظيم داعش وصديقه مقطوعي الرأس داخل منزل في جنوب تركيا، وفق ما اكد ناشط مؤسس لحملة "الرقة تذبح بصمت" "لوكالة فرانس برس".وقال عبر الانترنت :"تم العثور على ابراهيم عبد القادر وهو احد اعضاء فريقنا وصديقه فارس حمادي مقطوعي الراس في منزل الاخير في مدينة اورفا التركية". واتهمت حملة "الرقة تذبح بصمت" التي توثق انتهاكات تنظيم داعش في شمال سوريا، عبر صفحتها على فيسبوك، التنظيم بالوقوف خلف قتل الرجلين.

 

الكونغرس وافق على قانون الميزانية لتفادي التعثر المالي

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - وافق الكونغرس الاميركي في وقت مبكر اليوم على ميزانية لسنتين زادت النفقات الفدرالية بنحو 80 مليار دولار وقللت مخاطر التعثر المالي ورفعت سقف الدين حتى نهاية ولاية باراك اوباما. وبعد سنوات من الخلافات والنزاعات حول النفقات الحكومية، يمهد اقرار الموازنة لفترة من الهدوء تستمر الى ما بعد انتخابات 2016. وتم التفاوض على الميزانية في السر بين رئيس مجلس النواب السابق جون باينر والبيت الابيض واقرها مجلس النواب الاربعاء ويفترض ان يوقعها اوباما.

 

كيري اعلن استمرار الخلافات مع روسيا وايران حول مصير الاسد

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري "استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وايران من جهة ثانية حول مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد، رغم ان كل الاطراف المشاركة في لقاء فيينا اتفقت على العمل من اجل حل سياسي للنزاع".

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي في ختام اللقاء الدولي غير المسبوق في فيينا حول سوريا: "ان الدول الثلاث، الاطراف الرئيسية في الجهود الدبلوماسية لحل النزاع، "اتفقت على الا تتفق حول مصير الاسد".

 

لافروف: مستمرون بمكافحة الارهاب بالتفاهم مع اميركا واتفقنا على الحفاظ على سلامة اراضي سوريا موحدة

الجمعة 30 تشرين الأول 2015 /وطنية - قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي من فيينا: "لأول مرة جلس الى طاولة حوار واحدة كل الدول التي تؤثر على مجريات الاحداث في سوريا، وقد اقترحنا منذ البداية حلا لهذه المشكلة"، واوضح ان "الجميع اتفق على مكافحة المجموعات الارهابية كلها، وسلطات روسيا ملتزمة بمكافحة الارهاب بالاستناد الى القانون الدولي، ويجب ان يتم تنسيق العمليات العسكرية مع الامم المتحدة ومجلس الامن". وأشار لافروف الى أن "موقفنا لم يتغير ونريد ان نستمر بمكافحة الارهاب بالتفاهم المشترك مع اميركا، وقد اتفقنا على الحفاظ على سلامة اراضي سوريا موحدة ليكون فيها حكم غير ديني، وينبغي حماية حقوق كل السوريين على الرغم من انتماءاتهم الدينية والسياسية، وينبغي السماح بوصول المساعدات الانسانية، وحشد الزخم لمساعدة اللاجئين والمهجرين".اضاف: "من بين اهم اتفاقات اليوم، هو ان هذه المجموعة طلبت من الامم المتحدة دعوة اصحاب المصالح من حكومة سوريا والمعارضة لاطلاق العملية السياسية. وعلى هذه المجموعة السياسية الشاملة، ان تعمل على بناء اسس لادارة شاملة من شأنها ان تضع الدستور الجديد والمؤسسات الجديدة".وقال: "اتفقنا على ان الانتخابات الجديدة ينبغي ان تقام تحت مراقبة الامم المتحدة وبمشاركة اللاجئين في الدول المجاورة ودول اخرى. كذلك ناقشنا مسألة وقف اطلاق النار بالتوازي مع العملية السياسية، وينبغي ان يتم ذلك بالتشاور مع الامم المتحدة"، مؤكدا انه "يحق للشعب السوري ان يقرر مستقبل سوريا ومصير الرئيس السوري بشار الاسد، كما ان العملية السياسية يجب ان يقودها الشعب السوري وان يقرر هو مستقبل بلاده".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من إنجازات الشيعية السياسية

محمد عبد اللطيف بيضون/30 تشرين الأول/15

شركة الريجي او إدارة حصر التبغ والتنباك بدأت استلام محصول التبغ من المزارعين لهذا الموسم وحددت موعداً لتسلم محصول الجنوب واليوم التالي لتسلم محصول الشمال(البترون) ولأول مرة لا موعد لتسلم محصول البقاع وبكل بساطة لأن زراعة التبغ في البقاع لم تعد موجودة نظراً لتوسع زراعة حشيشة الكيف وزراعة المخدرات بشكل عام والتشريع الواقعي لهذه الزراعة اضافة الى التشريع بالفتاوى الجاهزة لخدمة سيطرة السلاح الميليشيوي وحروب هذا السلاح خدمة للطموحات التوسعية الإيرانية.

الشيعية السياسية اي الميليشيات بفرعيها شرّعت زراعة المخدرات والدولة غارقة في الحوار وليس لديها اي وقت او قدرة على التصدي بل تترك السيادة في البقاع الواعد لزراعة المخدرات وتجار المخدرات تحت مظلة الشيعية السياسية وبحمايتها٠

زراعة المخدرات في البقاع كانت تتراوح بين عشرة آلاف دونم وخمسة وعشرين الف دونم في عز حالات التفلت وغياب الدولة٠

اما اليوم وبفضل الشيعية السياسية فقد ارتفعت الى مئة وخمسين الف دونم اي اننا نقترب من انتاج أمراء الحرب في أفغانستان٠اما زراعة التبغ فهي حسب إحصاءات الريجي لا تتجاوز المئة الف دونم٠

كانت شتلة التبغ عنواناً للحرمان ولتحركات فقراء الشيعة لتحسين مستوى حياتهم.

اليوم تراجعت شتلة التبغ وانزوت جانباً وتقدمت شتلة حشيشة الكيف والأفيون لتصبح عنواناً لإنجازات الشيعية السياسية، وطبعاً هذا المناخ يشجع على تصنيع الكابتاغون وعلى توسع كل انواع تجارة المخدرات ومعها عمليات تبييض الأموال وكل ذلك ينتج مليارات الدولارات لا تذهب الى فقراء الشيعة بل الى المتسلطين على الشيعة والمتاجرين بتضحياتهم وبتضحيات قياداتهم الأصيلة وعلى رأسها السيد موسى الصدر والامام شمس الدين.

 

جمهور «حزب الله»... بين أبواب الفقر و«عتبات» الموت

علي الحسيني/المستقبل/31 تشرين الأول/15

لن يختلف المشهد داخل «حزب الله» خلال الفترة المقبلة عما هو عليه اليوم، فالحزب وبعدما أدخل نفسه في دوّامة الصراع السوري ورماله المتحركة، لن يجد لنفسه ولو نافذة صغيرة ليعود منها إلى ما يُفترض أنها حالة طبيعية أو أن يُعيد معه خيرة من الشباب سار بهم إلى حتفهم طوعاً أو ترهيباً أو ترغيباً.

يوماً بعد يوم يزداد تورط «حزب الله» في سوريا وتزداد مع هذا التورط الأمور تعقيداً، فلا هو قادر على تحقيق الانتصارات التي سبق أن وعد بها، ولا جمهوره عاد قادراً على تحمل المزيد من الخسائر بعدما دخل الموت الى كل قرية ومنزل بدءاً من الضاحية الجنوبية والبقاع وصولاً إلى الجنوب، ومع استمرار هذا النزف القاتل تزداد حيرة الحزب من خلال عجزه عن تقديم المزيد من الاعذار والحجج لبيئة ما عادت تؤمن لا بنصر ولا بوعود إلهية ولا بتكاليف شرعية. قبل انزلاقه في الحرب السورية كان كل الكلام الذي يصدر عن قادة «حزب الله» محط ثقة وغير قابل للنقاش أو الجدل داخل بيئته. كل الأوامر كانت مُطاعة والتوجهات والتوجيهات والإرشادات كانت تُترجم إلى أفعال فور صدورها، بدءاً من الشروط والاحكام ذات البعد الديني والعقائدي مروراً بتنظيم الأمور الحياتية ووصولاً إلى النهي عن الأفعال التي تضر بالمصالح الإيرانية كمقاطعة البضائع التي تُدرج على لائحة «الولي الفقيه» والمصنفة على أنها تصب في خدمة مصالح «الأعداء». أما اليوم فقد تبدلت الأولويات لدى جمهور الحزب بعدما أصبحت دماؤه تراق على مرأى ومسمع «الولي» نفسه الذي أصبح يكتفي بإرسال المال مقابل كل جثة يُعلن عن مقتل صاحبها تحت رايته وفي خدمة مصالحه.

أمس خرج من بين جمهور «حزب الله» من يهمس ضمن حلقة مناطقية ضيّقة، حول نوعية «الشهداء» الذين يسقطون في سوريا ومناصبهم الحزبية ونوعيّة المسؤوليات التي تولّوها منذ زمن «المقاومة» إلى يوم رحيلهم. همس استذكرت خلاله نضالات القائد العسكري محمد احمد عيسى المعروف بـ»ابو عيسى في الجنوب« والقائد الميداني إبراهيم الحاج «أبو محمد سلمان» من بلدة قليا مع العديد من الأسماء مروراً بجهاد مغنية الذي كان يُمني نفسه «بنيل الشهادة» داخل حدود اسرائيل، ووصولاً إلى آخر قيادي سقط حسن حسين الحاج الملقب بـ»أبو محمد الإقليم» قائد عمليات الحزب في منطقة ريف إدلب- سهل الغاب والذي سبق ان نجا من عدة محاولات لاغتياله على يد اسرائيل إضافة إلى العديد من ضباط كبار في الحرس الثوري وآخرهم العميد حسين همداني أحد أبرز المساعدين الميدانيين والاستشاريين للجنرال قاسم سليماني في سوريا. أمس تساءل هذا العدد الصغير عن القضية التي من أجلها سقط كل هؤلاء خصوصاً وانها حرب تتبدل فيها المصالح والاولويات، تارة تكون فيها «القلمون» عنواناً للصراع الحاسم وطوراً تُصبح فيه جرود عرسال القضية الأساس قبل أن تعود وتحط في «الزبداني» وفي ريف «إدلب« ولاحقاً «حلب«.

من الواضح ان «حزب الله» يعيش أزمة تفوق التصورات والإستراتيجيات التي كان وضعها لحربه هذه. ففي عملية حسابية يتبين أنه ومنذ دخوله العلني والفعلي في الحرب في سوريا أي منذ ما يقارب الثلاث سنوات، قد تخطت خسائره البشرية الألف عنصر، أي ضعفي حجم الخسائر تقريباً التي كان تكبدها خلال حربه مع إسرائيل لفترة تزيد ربما عن عشرة أعوام، عدا عن الخسائر الكبيرة التي تستنزف فئة من الشبّان تترواح اعمارهم بين 16 و25 عاما، ما يُفسره البعض على أنه السبب الحقيقي وراء خسارة الحزب هذا الكم من القياديين العسكريين الذين كانت لهم بصمات واضحة وفاعلة في زمن الحرب مع إسرائيل، بعد استنفاده العنصر الشبابي وتمنع اعداد غير قليلة منهم عن المشاركة في هذه الحرب. تنسحب أزمات «حزب الله» الميدانية على علاقته بجمهوره، والمال الذي هو عصب الحزب فُقد من التداول بين عامة الناس بعدما أصبح محصوراً بفئة محددة. لم تعد التبرعات العائدة لـ»هيئة دعم المقاومة» تفي بالغرض، إذ أن كل الحملات على الأرض تعود بمعظمها إلى مراكزها خالية الوفاض، وعنوان «الصدقة تدفع البلاء» استبدل بكلام للسيد حسن نصرالله يقول: «إنّ دفع المال للمقاومة هو حاجة شرعيّة وأخلاقيّة وإيمانيّة ووطنيّة للمتبرعين لأنّهم من خلال هذا المال يُشاركون في الدفاع عن بلدهم، في تحرير أرضهم، والحفاظ على كرامتهم وعزّتهم«. لكن حتّى كلام «السيد» ظلّ مجرّد شعار غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع وذلك على عكس سنوات خلت كانت وحدها مكبرات الصوت في الشوارع، كفيلة بملء خزانات الحزب حتّى الاحتياطية منها.أزمة الثقة بين «حزب الله» وجزء غير قليل من جمهوره، لم تبرز حتّى الساعة بشكل واسع، لكنها تظهر بوضوح من خلال التراجع الملحوظ للدعم المادي الذي كانت تتلقاه مؤسسات الحزب من هذا الجمهور وهو ما يؤكده أيضاً تراجع الحسابات المالية العائدة من صناديق التبرعات بشكل كبير والتي يتم توزيعها على الطرقات والمحال التجارية وداخل المنازل ودور العبادة، ما يؤكد أن أولويات الحزب قد تراجعت بشكل كبير عند جمهوره الذي ما عاد يُعطي الأولوية للحروب بعدما جعلهم الحزب يقفون عند أبواب الفقر وعتبات الموت.

 

مرحلة ما بعد بشّار

خيرالله خيرالله/المستقبل/31 تشرين الأول/15

اخيرا اكتشف بشّار الأسد أنّ ايران ليست جمعية خيرية. لم يكتشف ذلك الّا عندما طالبته بتسديد كلّ دولار ساعدت به نظامه، هو الذي كان يعتقد ان كلّ اموال العالم لا تكفي لمكافأته على ما فعله من اجل خدمة المشروع التوسّعي الإيراني، بما في ذلك تغطية الجرائم التي نفّذت عبر ادوات ايرانية معروفة، خصوصا في لبنان. استخدمت ايران بشّار الأسد وعصرته بعدما اعتبرت انه افضل اداة لها من اجل استيعاب سوريا وتحويلها مستعمرة. كانت سوريا جسرا لدعم «حزب الله« الذي كان بشّار شديد الإعجاب به من منطلق انه اقام «توازنا استراتيجيا مع اسرائيل«، على حساب لبنان واللبنانيين طبعا. لم يدرك في اي لحظة ان الحزب الذي كانت ايران، ولا تزال تدعمه من منطلق انه تابع لها، مجرّد ميليشيا مذهبية تخدم مشروعا يستهدف تحويل لبنان محميّة واللبنانيين، بمن فيهم ابناء الطائفة الشيعية الكريمة، شعبا فقيرا بائسا يبحث عن طريقة للتخلّص من النفايات او مكانا يهاجر اليه بأي طريقة من الطرق.

لم يتعلّم الأسد الإبن من خبرة والده شيئا. لم يعرف انّ حافظ الأسد كان يعتقد ان في استطاعته استخدام ايران واستيعابها خدمة لنظامه عموما وللدور العلوي في سوريا بشكل خاص وامتداداته اللبنانية وسعيه الى قيام حلف الأقلّيات.

كان الأسد الأب يحسن اللعب على التوازنات. لذلك عزّز العلاقة بين دمشق وطهران ووقف مع ايران في حربها مع العراق، لكنّه لم يقطع يوما العلاقة بالعرب الآخرين. كانت ايران بالنسبة اليه ورقة يبتز بها العرب. اما بشار الأسد فكان بالنسبة الى ايران ورقة تبتز بها العرب...

قبل نحو سنة تقريبا، بدأ بشّار الأسد يستفيق الى خطورة ايران، خصوصا بعدما بدأت تطلب ضمانات محدّدة، بشكل عقارات في سوريا، من اجل الإستمرار في توفير المساعدات المطلوبة.

في بداية الثورة السورية، في آذار ـ مارس من العام 2011، اي قبل ما يزيد على اربع سنوات ونصف سنة، كان الدعم الإيراني لنظام الأسد دعما غير محدود ومن دون شروط. بدأ يتبيّن لايران مع مرور الوقت انّ الثورة السورية ثورة حقيقية وانّ الشرخ المذهبي اعمق بكثير مما يعتقد. عندئذ بدأت تعيد حساباتها، خصوصا اثر اكتشافها انّ لا حدود لمطالب النظام السوري الذي يحتاج اول ما يحتاج الى كمّيات كبيرة من الاسلحة والمقاتلين... والاموال.

لعلّ اكثر ما جعل ايران تعيد حساباتها الحقائق القائمة على الأرض. في مقدّم هذه الحقائق انّ الحرب السورية حرب طويلة وانّ بشّار ليس قادرا على خوضها، خصوصا انّها حرب على الشعب السوري الذي يقف ضدّه باكثريته الساحقة. الحقيقة الثانية ان سوريا ذات الاكثرية السنّية لم تعد تتحمّل النظام العلّوي الذي سخّر البلد لخدمة مصالحه الضيّقة طوال ما يزيد على خمسة واربعين عاما.

الحقيقة الثالثة والأهمّ ان ايران دولة من دول العالم الثالث لا تستطيع تمويل حروب مكلفة من نوع الحرب السورية الى ما لا نهاية. عانت ايران من هبوط اسعار النفط والغاز. تبيّن لها انّ ليس امامها سوى التوصّل الى اتفاق في شأن ملفّها النووي... من اجل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.

اعترفت ايران بتوقيعها الإتفاق انّها ليست سوى دولة من العالم الثالث، نصف شعبها تحت خط الفقر، لا اكثر ولا اقلّ. لا تستطيع ايران معالجة ازماتها الداخلية المستعصية، حتّى لو سطت على قسم من ثروات العراق فكيف تستطيع تمويل الحرب الطويلة الخاسرة التي يشنّها النظام السوري على شعبه؟

كان على ايران التراجع عن مشروعها السوري والإكتفاء بمشروع ذي طابع مذهبي يربط الريف الدمشقي وقسم من سوريا بالدويلة التي اقامها «حزب الله« في لبنان، في سهل البقاع تحديدا.

الحقيقة الرابعة انّ العلويين يفضلون الروس على الإيرانيين. لم تنفع حملات التشييع التي قامت بها طهران في صفوف العلويين الذين توصّلوا في نهاية المطاف الى ان بشّار الأسد ليس حاميا لهم وان الطرف الوحيد الذي يحميهم هو الطرف الروسي.

كانت نقطة التحوّل في موقف الأسد الإبن من ايران مطالبتها بضمانات في مقابل اي مساعدات جديدة. ارادت ايران الإستيلاء على اراض سورية. هيّأت لتسجيل هذه العقارات. وجدت الأسماء العربية اللازمة لتغطية هذه العملية التي ارادت عبرها التعويض عن كلّ ما كلفّتها الحرب السورية في السنوات الأربع الأخيرة.

كلّ هذه العوامل، التي يمكن وصفها بحقائق، جعلت بشّار يعيد حساباته ايضا، على غرار اعادة ايران لحساباتها. بات عليه ان يقول للعلويين ولمسيحيي اللاذقية انّ الحليف الوحيد الصادق «الذي يمكن الاتكال عليه« هو روسيا. في الواقع اراد رئيس النظام السوري القول ان لديه اوراقا اخرى يلعبها، خصوصا في ظل التوتر الذي شهدته العلاقات بين ضباط الجيش السوري، الذين بقوا موالين له من جهة، والضباط الإيرانيين والقادة العسكريين لـ«حزب الله« من جهة اخرى. لا يمكن عزل احراق اللواء رستم غزالي رئيس شعبة الأمن السياسي، (الذي قتل لاحقا في ظروف غامضة)، لقصره في قرفا، عن هذا التوتر. تبيّن ان احراق القصر كان لمنع عناصر «حزب الله« و«الحرس الثوري« من تحويله مركز قيادة لهم في تلك المنطقة القريبة من درعا. هل تنفع الورقة الروسية بشّار الأسد؟ هل ينفع استدعاؤه الى موسكو لترديد الدرس الذي تلقنّه حرفا حرفا في شيء؟ استهلكت ايران ورقة بشّار الأسد. يكفي انها ورثت سوريا في لبنان وذلك بفضل غباء الرجل الذي قبل تغطية عملية اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. جاء دور روسيا الآن. لم يدرك الأسد الإبن أنّه لا يصلح ان يكون اكثر من ورقة. كان والده يتلاعب بالآخرين. دخل الى لبنان بموافقة اميركية ـ اسرائيلية من دون موافقة موسكو. توصّل قبل ذلك الى فك الإرتباط مع اسرائيل في الجولان عبر «العزيز« هنري كيسنجر وليس عبر اي طرف آخر. لم يتنبّه بشّار الى ان ايران وروسيا على شبه وفاق في شأن سوريا وأنّ الجانبين وقّعا اخيرا اتفاقات في مجالات مختلفة بمليارات الدولارات... هل يكون حظّ بشّار مع روسيا افضل من حظّه مع ايران؟ في كلّ الأحوال، وبغض النظر عن النتائج التي اسفر عنها اجتماع فيينا بين وزراء الخارجية الأربعة (الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا)، هناك مرحلة جديدة بدأت في سوريا. مرحلة ما بعد بشّار الأسد الذي وجد اخيرا ان ايران ليست جمعية خيرية. لا يزال عليه اكتشاف انه لم يعد سوى ورقة روسية في خدمة سياسة دولة تبحث عن اوراق خارجية لتغطية مشاكلها الداخلية وازماتها التي لا تقل عمقا عن تلك التي تعاني منها ايران...

 

القيصر يريد سوريا

أسعد حيدر/المستقبل/31 تشرين الأول/15

«القيصر» فلاديمير بوتين، حارب مشاركة فرنسا في اجتماعات فيينا حتى اللحظة الأخيرة. في النهاية قَبِلَ على مضض، بعد أن حقق جزءاً من أهدافه.

أراد «القيصر»:

[ الضغط على باريس للتخفيف من حدّة مواقفها في سوريا ضدّ «رجله« الرئيس بشار الأسد، لتمرير اقتراحاته التي تصبّ في بقاء الأسد طويلاً. أكثر ما ضايق موسكو من موقف باريس أنّ تشدّدها خصوصاً ما يتعلق بمصير الأسد متطابق مع موقف السعودية، مما يشكّل «جداراً« مرتفعاً أمامها في كل ما يتعلق باقتراحاتها ومواقفها.

[ إفهام الجميع وخصوصاً باريس أنّ زمن «النظام الدولي الاحادي» بزعامة الولايات المتحدة الأميركية قد انتهى وأنّه في كل القرارات الدولية يجب الأخذ بعين الاعتبار موقف موسكو.

موقف باريس الذي تصفه موسكو بالمتشدّد يقوم على طرح متكامل ميدانياً وسياسياً.

باريس تطالب موسكو بـ:

[ تحديد مدّة الفترة الانتقالية التي تنتهي برحيل الأسد وعدم اللعب عليها، حتى لا يستثمرها الأسد في ترتيب أوضاعه وفتح الطريق أمامه لجعل شقيقه العقيد ماهر الأسد بديلاً عنه أو لتمرير مبدأ الانتخابات من جديد إذا لم يعترض الشعب. أسبوعية «البطة العرجاء« الساخرة نشرت كاريكاتوراً تعليقاً على ذلك، يقول فيه الأسد ساخراً «بالنهاية الانتخابات إذا بقيَ شعب سوري في سوريا.

من الاقتراحات المتداولة بقاء الأسد ستة أشهر يتم خلالها التغيير بالتدريج وستة أشهر يبقى ولا يتدخّل بشيء. المهم في كل المتداول أنّ السؤال الذي تعمل على أساسه الأغلبية المطلقة من الأعضاء المشاركين في فيينا لم يعد «هل يبقى الأسد أو لا يبقى، وإنما كم سيبقى الأسد في القصر الذي أطلق عليه قصر الشعب، فحوّل إلى «مدفن» مفتوح للشعب السوري.

[ إنّ توقف روسيا قصف طيرانها للمعارضة السورية وحصره بالمنظمات المتطرفة مثل «داعش«، لأنّ متابعة القصف بهذه الطريقة يعني تقوية الأسد، وأكثر ما ترفضه باريس شعار «يجب الاختيار بين الأسد وداعش« ذلك أنّ مثل هذا الشعار ينتج بقاء الأسد وتضخّم التطرّف. موسكو لن تقبل ذلك لأنّه برأيها يقيّد حرية طيرانها وسلة أهدافها الميدانية والسياسية.

[ عمل باريس على إصدار الأمم المتحدة قراراً بوقف القصف بالبراميل المتفجّرة. موسكو سارعت إلى رفض هذا التوجّه جملةً وتفصيلاً. مثل مشروع هذا القرار يُحرج موسكو إنسانياً وتعتمد موسكو على فرملة واشنطن لباريس التي ضغطت حتى حضرت الأخيرة إلى فيينا. واشنطن لا تريد برأي الخبراء في العاصمة الفرنسية «أن تغضب موسكو ولا أن تتخلى عن باريس»، لذلك قد تلعب لصالح تأجيل مثل هذا الاقتراح إلى مرحلة لاحقة.

اليوم في فيينا يجتمع طرفاً خارجياً، في حين الأطراف الداخلية المتقاتلة غائبة كلياً. الطرف الجديد هو إيران التي لم تشارك في جنيف واحد واثنين. الوزير جواد ظريف الذي «رقص» طويلاً على أنغام سيمفونية المفاوضات النووية سيلتقي مجدداً زميله الأميركي جون كيري وشريكه الروسي لافروف والفرنسي فابيوس. بعيداً عن اللياقات فإنّ هذا الاجتماع سيشكّل أول اختبار للسياسة الإيرانية الخارجية بعد الاتفاق النووي.

«القيصر» يعمل في سوريا على أساس أنّ روسيا باقية فيها دائماً، من ذلك، وحسب القادمين من اللاذقية، فإنّ الروس المتكتّمين بشدّة يعملون على بناء قاعدة عسكرية جديدة في جبلة التي تشرف على مطار «حميميم» الذي وضعوه بإدارة طيرانهم.

رغم ذلك فإنّ موسكو لن تنجح في تحقيق عودتها إلى الشرق الأوسط الذي لن يشبه الذي عرفته إلاّ إذا نجحت في خلق الشروط المناسبة لحل سياسي دولي يسمح للجميع بخروجهم من الجحيم السوري.

 

من "ترك الحسين" هو...حزب الله

 أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني/30 تشرين الأول/15

 مرة جديدة، يحاول حزب الله اللعب على الوتر الشيعي لتبرير تورّطه في الحرب السورية، واستغلال عواطف أبناء الطائفة الشيعية لتهدئة التململ المتصاعد من هذا التورط، ومن ارتفاع فاتورة الدم الباهظة التي يدفعها الشيعة اللبنانيون دعماً لنظام الأسد الديكتاتوري وتنفيذاً لأوامر النظام الإيراني.

وكان لافتاً في الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله  محاولته تخوين "من يتراجع" في الحرب التي يخوضها حزب الله في سوريا، وتصنيفه "من يفكر أن يتراجع" في خانة "من يترك الحسين ليلة العاشر في وسط الليل".

ولكن، بصراحة يا سيّد حسن، هل تعتقد فعلاً أنّ قتالك سوريا له أيّة علاقة بالإمام الحسين؟

هل تريد يا سيّد حسن أن تقنع الشيعة بأنّ الحسين كان ليقبل بشن حرب في سوريا لإبقاء طاغية دموي في السلطة؟

بربّك يا سيّد حسن، هل كان الحسين ليقبل بإطاعة أوامر النظام الإيراني بشن حرب كهذه؟

هل تعتقد أنّ الحسين كان يرى أن"المؤمنين الحقيقيّين" هم فقط من يبشّرون بالإسلام أو من على رؤوسهم عمامات؟

طبعاً لا، يا سيّد حسن. لم يكن الحسين ليقبل بهذا كلّه. الحسين مختلف تماماً عن هذه الصورة التي تسعى إلى الإيحاء بها.

فالحسين ما كان أبداً ليدعم ديكتاتوراً دموياً أقدم على قتل أكثر من 200 ألف شخص من شعبه.

على العكس من ذلك تماماً، كان الحسين ليتّخذ موقفاً داعماً للشعب السوري المسكين ضدّ هذا الديكتاتور.

والحسين ما كان يوماً ليأتمر بأيّ كان، ولم يكن ليقبل بأن يقوم بما لا ينسجم مع مبادئه وأخلاقه.

فالحسين كان ولا يزال وسيبقى إلى الأبد رمزاً للرجل الحرّ الذي لا يطيع إلا ضميره.

وما كان الحسين طبعاً ليوافق على نهج حزبك والنظام الإيراني الذي يدعمه.

فالحسين لم يتأثر بنفوذ "يزيد" وقوة سلطته، ولم يسر وراءه كما فعل معظم العلماء المسلمين، لأنّه لم يكن يتوقف عند المظاهر السطحيّة، بل كان يحدد مواقفه على أساس المضمون، وكان يعلم أنّ لا يزيدا، مع كل قوته، ولا جميع الشيوخ المسلمين الذين كانوا محيطين به، كانوا يعبّرون حقّاً عن جوهر الإسلام. ولذلك، فضّل الحسين البقاء وحده، وعَزَلَ نفسه من أجل الحفاظ على سلامه الداخلي، ولكي يبقى ضميره مرتاحاً.

وإذا كنت تحاول رفع معنويات مقاتليك بُعَيدَ التدخّل الروسي الأخير الآتي لإنقاذك مع هذا النظام الدموي المتداعي، فهذا يؤكد أنّك فعلاً لم تتعلّم شيئاً من الحسين.

يا سيّد حسن: لقد ضحّى الحسين بحياته لأنّه آمن بأنّ الحق ينتصر دائماً، في نهاية المطاف، على الخطأ، مهما كانت الظروف صعبة.

خلاصة القول، يا سيّد حسن، أنت وحزبك آخر من يحق لهم التحذير من ترك الحسين في وسط الليل، لأنّك وحزبك، والنظام الإيراني برمّته، قد تركتم الحسين منذ مدّة بعيدة جداً.

 

انكسار الهيبة والعنجهية

نديم قطيش/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/15

من كان ينتظر التطبيقات العملية لمقالة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف «الجار قبل الدار»، التي لخص فيها تطلعات بلاده لعلاقات حسن الجوار، جاءه الجواب من الضاحية الجنوبية لبيروت.

آلاف الحناجر الهائجة هتفت ضد السعودية في مهرجان حزب الله إحياءً لليلة العاشر من المحرم، وبتأييد واضح من أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذي خطب في جمهوره مباشرة.

صحيح أن الهتاف الذي راج في إيران خلال الأشهر القليلة الماضية تأخر قبل وصوله إلى بيروت، لكن وصوله يدل على أن «الأمور تزداد تعقيدًا في المنطقة»، كما أقر نصر الله نفسه، مما يعني أنه بات يستشعر هباء وعوده بالنصر والحسم وانتهاء الأمور!

منتصف العام الحالي، في «عيد التحرير»، جدد نصر الله تذكير اللبنانيين بأن عليهم الخوف من هزيمته وليس من انتصاره. استعاد، في سياق التعبئة لحربه إلى جانب بشار الأسد على الشعب السوري، عبارة كان قالها في عام 2006، في سياق التعبئة لحرب «لو كنت أعلم»: «لا تخافوا من انتصار حزب الله.. خافوا من هزيمته»!

ما تلا هذه العبارة بعد حرب 2006 نعرفه ويعرفه العالم. استمرت ماكينة القتل والاغتيال مستهدفة فريقًا واحدًا لأغراض مختلفة. إما لمحاولات يائسة لإيقاف المحكمة الخاصة بلبنان والتهويل على اللبنانيين بأثمان المضي فيها.. وإما لضرب بنية التحقيق من خلال اغتيال العقل اللبناني الأمني الرافد لمسار العدالة كما حصل مع الرائد وسام عيد، الذي كشف شبكة الاتصالات التي أوصلت إلى اتهام قادة من حزب الله بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. وإما لإنقاص عدد النواب المطلوب لانتخاب رئيس للجمهورية بأكثرية النصف زائدًا واحدًا.. وإما للضغط على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لفرطها، هي التي أدارت المفاوضات لإيقاف «حرب تموز». وكان القرار 1701 الذي أحال عمليًا سلاح حزب الله إلى التقاعد. وكان احتلال وسط بيروت بالاعتصام الشهير، ثم السابع من مايو (أيار) 2008 وتوجيه السلاح إلى الداخل. وكان الكثير الكثير من الدم والقتل. كل هذا بعد حرب انتصر فيها حزب الله كميليشيا وهُزم فيها لبنان بدولته ومجتمعه وتماسك مكوناته قبل اقتصاده وبنيته التحتية!

حين جدد نصر الله تذكيرنا بمعادلة الخوف من الهزيمة وليس الانتصار نهاية مايو الماضي، كان يحشد لاستكمال معارك القلمون ويمهد لمعارك في جرود عرسال اللبنانية، وسط مخاوف حقيقية من مشروع تهجير مذهبي يديره حزب الله من ساحل الدولة العلوية نزولاً باتجاه حدود لبنان الشمالية والشرقية. كنا لا نزال في ميدان سوري مختلف، يخيل لنصر الله فيه أنه سينتصر على شعب قرر أن كرامته أغلى من حياته. لم يكن الحزب قد بدأ يذوق طعم الهزيمة الحقيقية في القلمون ولا كانت الزبداني تحولت إلى مكسر لتعالي ميليشيا حزب الله، ولم تكن إيران قد أوفدت قاسم سليماني لاستجداء التدخل الروسي، لأن الأسد بات آيلا للسقوط!

يعلم حزب الله أن ما بعد التدخل الروسي ليس كما قبله، وأن «منع سوريا الأسد من السقوط» خيال، رغم الأثمان الفادحة التي تكبدها لتحقيقه. ويعلم أن كل المداولات الجارية الآن في العالم تنطلق من مبدأ الإقرار بسقوط «سوريا الأسد» فيما الخلافات تتمحور حول آليات إدارة هذا السقوط. ويعلم أكثر أنه أيًا يكن حضور إيران في سوريا الجديدة فهو لا يقارن بالخط المفتوح لهلال الحرس الثوري من تبريز في شمال إيران إلى الناقورة في جنوب لبنان مرورًا بالعراق!

طال الزمان أو قصر، ثمة سوريا جديدة قيد الولادة، بعد نحو خمس سنوات من حرب الأسد وحلفائه على الشعب السوري، وثمة إيران جديدة قيد الولادة بعد الاتفاق النووي وإقرار السيد علي خامنئي له والأمر بتنفيذه رغم كل القيود على بلاده. وثمة عراق يتململ من هيمنة القبضة الإيرانية. وهذا ما ستقاومه إيران وعبر عنه نصر الله ليلة العاشر من محرم!!

كان لافتًا في خطابه أن يتطرق إلى الملف العراقي من زاوية أن أميركا تسعى لفرض رئيس وزراء، في إشارة واضحة لامتعاض إيراني من رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي. تلا ذلك سحب كتلة دولة القانون، التي يترأسها نوري المالكي في البرلمان العراقي، تفويضها الممنوح للعبادي!

تشعر إيران بأن أصابعها تتراخى على ما افترضته عواصم تحكمها ضمن نطاق إمبراطورية ولاية الفقيه. وسعيها لاستعادة نفوذها وترميمه يصطدم بحزم سعودي لا راد له مهما نشطت حملات التهجم السياسي والإعلامي والأمني على السعودية.

إنها معركة كسر عظم تذوق فيها إيران طعم انكسار الهيبة والعنجهية وتستعيض عنه بالصراخ ضد السعودية.

صادق حزب الله حين يقول لا تخافوا من انتصارنا بل من هزيمتنا. دفعنا ثمن انتصاراته بعد حصولها، أما اليوم فسيجتهد لندفع سلفًا ثمن هزيمته الآتية لا ريب فيها.

 

الأمير والمخدرات وحزب الله

أحمد عدنان/العرب/30 تشرين الأول/15

تحدثت بيروت مؤخرا عن توقيف أمير سعودي، هو عبدالمحسن بن الوليد بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، الذي تم ضبطه في مطار رفيق الحريري الدولي محاولا نقل طنين من المخدرات إلى المملكة العربية السعودية.

والحقيقة أن السلطات اللبنانية تستحق التحية والعرفان نظير يقظتها ومهنيتها، فلولاها لكان احتمال دخول هذه الكمية الضخمة إلى المملكة واردا، رغم ثقتي بقدرات وزارة الداخلية السعودية ونباهتها.

على كل حال فإن الملفت في القصة أكثر من علامة، الأولى أن صورة جواز السفر الذي يحمله الأمير منته منذ شهر سبتمبر 2014، أي قبل قرابة العام من تاريخ توقيفه، كما أن إعلام الممانعة تلقف الخبر وكأنه إدانة للمملكة في لبنان، وهذا غير منطقي، فالأمير مغادر من لبنان إلى المملكة، وأكثر الصحف جرأة تحدثت عن أن الأمير حصل على المخدرات من مصدر ما في طريق المطار، ولم يرد الإعلام الممانع تحديد المنطقة أو البائع، لأنه حينها سيدين نفسه.

هذه القصة يجب أن تطمئن اللبنانيين إزاء المملكة، فهذا أمير جد والده هو الملك عبدالعزيز، ومع ذلك حين تم اتهامه بجرم ذهب إلى التوقيف مثله مثل غيره، ووزير الداخلية نهاد المشنوق أكد أنه لم يتلق أي اتصال بخصوصه، ولا أعتقد أن السلطات السعودية ستتسامح مع تهريب المخدرات إلى بلادها حتى لو كان المهرب من الأسرة الملكية، والأمير المذكور لا يحمل منصبا رسميا، وهو فرد من أسرة آل سعود التي يبلغ عددها نحو 5000 شخص فيهم الصالح وفيهم الطالح ككل بني البشر، ومع كل ما سبق فهو إلى هذه اللحظة متهم والكلمة الفصل للقضاء اللبناني، وإذا أدين الأمير بالجرم المشهود فهو بلا شك يستحق عقوبة قاسية ورادعة، وهذا مطلب السعوديين قبل أن يكون مطلبا لبنانيا، لأنه كما أسلفنا، فإن هذه الشحنة استهدفت المملكة العربية السعودية.

المأمول من إعلام الممانعة أن يشرح الصورة كاملة لجمهوره، من الواجب أن يتفضل ويعلن من أين حصل مرافقو الأمير على هذه الشحنة الضخمة، أهي منطقة تدخل في نفوذ حزب ممانع؟ ومن باعه إياها، أهو قريب لنائب مقاوم أو مغطى منه؟ لا داعي للدخول في التفاصيل لو سببت إحراجا، لنذهب إلى سؤال آخر: كيف تمكن التاجر من تصنيع، إن لم يدخلها من خارج لبنان، وتعليب وتسليم هذه الشحنة الضخمة في وضح النهار؟ ليس المطلوب أن يفلت المهرب من العقاب وهو يؤذي المملكة قبل غيرها، ما نطالب به أن تمتد يد العدالة اللبنانية وعصا الأمن اللبناني المهني إلى التاجر الذي يضر اللبنانيين قبل غيرهم.

لا بأس هنا بالتذكير ببعض الأخبار التي تداولها الإعلام على استحياء خلال سنوات مضت، وهي القبض على شبكات اتجار وتهريب المخدرات تابعة لما يسمّى بحزب الله، في يونيو 2005 بالإكوادور، في أغسطس 2008 بكولومبيا، في أبريل 2009 بهولندا، في أكتوبر 2009 بألمانيا، وفي يناير 2014 في أستراليا (وهناك شبكة أخرى أوقفت وأدينت بتبييض الأموال)، وهذا غيض من فيض لا يستثني غينيا بيساو والمكسيك والأرجنتين والولايات المتحدة. باختصار السعودية تتصدر الأرقام في مكافحة الجريمة والإرهاب، أما حزب الله فأرقامه تتصدر الإجرام نفسه، وفي لبنان لا تختلف المعادلة كثيرا، فالمملكة تدعم الجيش اللبناني والحزب الإلهي يقتل الملازم سامر حنا، السعودية تدعم الدولة اللبنانية والحزب الإلهي يعطلها.

توقيف الأمير السعودي (المتهم)، علامة مضيئة لصالح الدولة اللبنانية ولمصلحة المملكة، فاللقب الملكي لم يعق سير العدالة، ومن الواجب التذكير بحكم الإعدام الذي صدر في المملكة مطلع الألفية الجديدة ضد حفيد الملك سعود الذي لم تعف عنه أسرة القتيل إلا في اللحظة الأخيرة، وقبل عاميْن بالضبط صدر حكم إعدام آخر ضد أمير آخر، فأرسل والد القتيل للملك سلمان الذي كان وليا للعهد أنه لم يقبل الدية ولن يعفو، فرد سلمان في رسالة معلنة إلى وزير الداخلية نشرتها صحيفة (آراب نيوز) “الشريعة ستطبق على الجميع من دون استثناء، لا فرق بين كبير وصغير أو بين غني وفقير، وغير مسموح لأحد بالتدخل في قرار القضاء، هذا هو عرف هذه الدولة، ونحن ملزمون بتطبيق الشريعة”.

في المقابل دعونا نتذكر ما فعله ويفعله الحزب الإلهي، فالمحكمة الدولية تطلب تسليم خمسة متهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هم مصطفى بدر الدين (المدان بمحاولة اغتيال أمير الكويت في الثمانينات والهارب من السجن خلال الغزو العراقي للكويت)، أسد صبرا، سليم عياش، حسين العنيسي وحسن مرعي، والحزب الإلهي يؤوي المتهمين ويرفض تسليمهم، وذريعته في ذلك أن المحكمة الدولية عميلة للصهيونية ونحو ذلك، لكن الخارج على العدالة لا يحترم العدالة الدولية ولا العدالة المحلية، فالعنصر الحزبي محمود حايك (الذي أُشيع هلاكه في سوريا) مطلوب للتحقيق في قضية محاولة اغتيال النائب والوزير بطرس حرب عام 2012، وكالعادة فإن حزب الله رفض تسليمه للسلطات الوطنية والقضاء اللبناني، ومؤخرا كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي كدنا نظن انتسابه القريب إلى سرايا المقاومة، مشكورا عن دور ما يسمّى بحزب الله في تغطية المجرمين في البقاع وغير البقاع.

إن حادثة توقيف الأمير السعودي أثبتت تشبّث المملكة، ومعها الدولة اللبنانية، بمنطق الدولة وسيادة القانون لا بمنطق الميليشيا والإرهاب، وقد تأكدت لنا في المقابل وظائف ما يسمّى بحزب الله، فالتواصل معهم متاح لمن أراد مرتزقة كما جرى ويجري في سوريا وغيرها، ومتاح أيضا لعمليات الاغتيال وتعطيل الدولة كما جرى ويجري في لبنان، ولا تنسوا العروض التسويقية والحسومات المغرية في تجارة المخدرات وتبييض الأموال، وما زالت قياداتهم تحدثنا عن الأخلاق وعن المقاومة، وكلنا يعلم من هي الشريحة الأكثر حديثا عن العفة.

*صحافي سعودي

 

نكسة ايران في سوريا وفقدان البيئة الحاضنة

كمال ريشا/30 تشرين الأول/15

فقدت إيران قدرتها على المناورة في الميدان السوري بعد ان باشرت روسيا حملاتها الجوية بطلب إيراني سوري حزب الهي، وتاليا أصبحت ورقة النظام السوري ورئيسه قاب قوسين او أدنى من الافلات من القبضة الايرانية لتتموضع في القبضة الروسية.

مصادر ديبلوماسية غربية إعتبرت ان موسكو هي التي تفاوض اليوم على الحل السياسي في سوريا، وأن إستدعاء إيران بطلب اميركي الى فيينا من باب تسجيل الحضور، لان هذا الاستدعاء ترافق مع دعوة كل من لبنان والاردن ومصر وسوها من الدول بحيث إتسعت طاولة حوار فيينا لتشمل 17 دولة من ضمنها إيران، وهذا لا يعطي الحضور الايراني أي ميزة تفاضلية، بل على العكس من ذلك، فإن مشاركتها جاءت على قاعدة إثبات حسن نواياها في الاسهام في حل الازمة السورية، وفي مقدم حسن النوايا هذا سحب اليد الايرانية المباشرة وغير المباشرة بواسطة حزب الله من الساحة السورية، في مقابل الحفاظ على المصالح الايرانية في سوريا؟!.

ومع ذلك تشير المصادر الديبلوماسية الى ان ما يسمى ب “الماصالح الايرانية”، في سوريا، يفتقد الى البيئة الحاضنة التي ستحمي هذه المصالح اولا، خصوصا في ضوء التدخل الروسي، مشيرة الى ان إيران فشلت في تسويق مفهوم حلف الاقليات في الشرق الاوسط، بعد إخفاقها على مدى اربع سنوات في تأمين الاستقرار في سوريا تحت راية نظام البعث، وكان النظام وكل المشروع الايراني قاب قوسين او أدنى من الانهيار قبل ان تباشر القوات الروسية طلعاتها الجوية وغاراتها.

وتضيف المصادر ان الحديث عن مصالح ايرانية في اليمن يجد له صداه وبيئته الحاضنة في جماعة الحوثيين، وفي العراق قربة 60% من الشعب العراقي هم من الطائفة الشيعية، ولا يخفى ان إيران شكلت عامل جذب إيديولوجي ومعنوي واستشعار فائض قوة مادي وعسكري للكثير من هؤلاء، ما يعطيها أرضية تشكيل بيئة حاضنة عراقية تحفظ مصالحها، وفي لبنان من لابديهي القول ان حزب الله يشكل البيئة الحاضنة للمصالح الايرانية، وينبطبق هذا الامر بشكل او بآخر على غزة، مع حركة حماس التي تتأرجح بين المملكة العربية السعودية وإيران وقطر.

أما في سوريا تضيف المصادر فلا بيئة حاضنة لايران ومصالحها، فهي تقاتل مباشرة او بالواسطة اللبنانية في سوريا، الامر الذي لا ينطبق على اليمن والعراق وغزة وحتى البحرين حيث تدعم إيران جماعات محلية ترتبط بها وبمشروعها.

وتشير المصادر الديبلوماسية الى ان العلويين هم البيئة الطبيعية الافتراضية للمصالح الايرانية في سوريا، ولكن هذا الامر دونه عوائق إيديولوجية وسياسية، تتضل بطبيعة الانتماء الديني والطبائع الايرانية في التعاطي معهم على مدى اربع سنوات، فإيران تسعى لتشييع العلويين لحمايتهم وفق منطق حماية الاقليات، كما ان مندوبيها في سوريا يتعاطون معهم بطريقة استعلائية ناجمة عن السلوك الامبريالي الايراني، وتاليا عندما وجد هؤلاء نافذة روسية للتفلت من الهيمنة الايرانية خرجوا الى استظلال الحماية الروسية للعودة من خلالها الى رحاب العالم العربي في اي تسوية مرتقبة تزيح عن كاهل العلويين سيطرة آل الاسد.

وتضيف المصادر، في المقابل فإن السنة في سوريا الذين يشكلون غالبية السكان المطلقة اكثر من 82% من ضمنهم المكون الكردي، في حين تتوزع النسب الباقية بين العلويين 8 % وسائر الاقليات الاخرى من مسيحيين واشوريين وكلدان ودروز واسماعليين وسواهم 10%، وتاليا من أين لايران ان تجد بيئة حاضنة لمصالحها في سوريا، في حين ان المملكة العربية السعودية لها 82% من سكان سوريا كبيئة حاضنة محتملة لاي مشروع تسوية مرتقب في سوريا.

وتقول المصادر لهذه الاسباب لن تجد إيران صوتا سوريا يطالب بضمان مصالحها وستذهب كل استثماراتها السورية هباء، ويبقى السؤال هل ستطالب طهران بتعويضات في لبنان لخسائرها المحتمة في سوريا؟.

 

مخاطر الأصدقاء العمالقة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/15

لا يمكن لأحد أن يعرف الآن موعد انتهاء التدخل الروسي في سوريا؛ فالدخول في حرب غالبا ما يكون سهلا، لكن الخروج دائما ما يكون صعبا. وبالنظر إلى التاريخ، نادرا ما يحقق هذا النوع من التدخل الذي نشهده الآن هدفه المعلن.

وإذا كانت الخطابات القادمة من موسكو جديرة بالثقة، فإن الهدف الروسي هو منع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد المحاصر. وبغض النظر عما إذا كان الهدف قابلا أو غير قابل للتحقيق، فإنه من الجيد ألا يعول الأسد كثيرا على مثل هذه الوعود. والسبب بسيط للغاية؛ وهو أن روسيا لا تُقْدِم على مثل هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر لمجرد عيون بشار. وسواء كان الأمر صحيحا أم خاطئا، تعتقد موسكو أن لديها مصالح استراتيجية معينة في سوريا قد تتعرض للخطر في حال الإطاحة بنظام الأسد قبل تأمين موسكو تلك المصالح.

ومع ذلك، ربما لا يكون فرض الأسد على أمة لا ترغب فيه هو السبيل الوحيد لحماية المصالح الروسية. وإذا عثرت موسكو أو عُرِضَت عليها سبل أخرى، فإنها لن تتردد في إسقاط الأسد مثل البطاطا الساخنة. لكن ما هو أسوأ الآن استنتاج موسكو أن إسقاط الأسد يقوض مصالحها التي ترغب في حمايتها.

ومع تحليق الطائرات الروسية في سماء سوريا، ليس من المبالغة الاقتراح بجلوس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآن على مقعد الطيار ما دام مستقبل الأسد يهمه لهذه الدرجة.

ومن الجيد أن يلقي الأسد نظرة سريعة على التاريخ الروسي. ومن المرجح أن يستنتج الأسد سمتين مهمتين:

السمة الأولى هي أن الأسلوب الروسي لاستعراض القوة في الخارج غالبا ما يثمر عن التحكم المركزي المباشر من موسكو. ولا يتسم الروس بالنسخة المتحررة من الإمبريالية التي مورست في بلاد فارس وروما القديمة، ناهيك عن الإمبراطورية العثمانية الأخيرة، التي سمح فيها المركز للمناطق المحيطة بحرية التصرف في كيفية الحكم الذاتي، حتى إن الحاكم العثماني كان يطلق عليه العديد من الألقاب: «خان» بالنسبة للأتراك، و«بادشاه» للمتحدثين باللغة الفارسية، و«قيصر» للمسيحيين، و«سلطان» للعرب، و«خليفة» للمسلمين السنة.. إلخ.

السمة الثانية هي أن روسيا لم تتردد أبدا في التخلي عن حليف لم تعد منه فائدة. ولا يعد الارتباط العاطفي البريطاني بالحلفاء القدامى، حتى شاه شجاع الفاسد في أفغانستان، أمرا مفهوما بالنسبة للروس.

منذ بداية القرن التاسع عشر، عندما برزت روسيا كإمبراطورية متوسعة، كانت العاصمة الروسية بتروغراد - التي أصبحت في ما بعد موسكو - تغزو الأراضي الأجنبية في الغالب تحت مظلة حماية الحكام المحليين ضد الأعداء الحقيقيين والمتوهمين. وهذا ما فعله الروس في أكثر من عشر خانات وإمارات مسلمة في القوقاز وآسيا الوسطى وسيبيريا. وفي كل حالة، يتم إلقاء الخان والأمراء «المحميين» سريعا في مزبلة التاريخ، مثلما ضمت روسيا ببساطة أراضيهم.

شاهدنا الأسلوب ذاته في شرق ووسط أوروبا بعد الحرب، عندما ضم الزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين - بذريعة إنقاذ المحليين من النازية - أكثر من عشر دول إلى إمبراطوريته.

وفي الآونة الأخيرة، شاهدنا نماذج من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وشبه جزيرة القرم، التي تدخلت فيها روسيا كمخلص، وانتهى بها الحال كحاكم. وعلى مستوى مختلف، خدعت روسيا أيضًا حلفاءها في شرق أوكرانيا، وحثتهم على الثوران في منطقة ما، وشددت قبضتها على منطقة أخرى.

في عام 1945، شجع السوفيات حركة انفصالية في إقليم أذربيجان، الواقع شمال غربي إيران، بقيادة جعفر بيشيفاري. وبعد ذلك بعام، تخلت موسكو عن بيشيفاري التعيس في مقابل وعد الامتياز النفطي في شمال إيران؛ وهو الوعد الذي لم يتحقق أبدا. توفي بيشيفاري بعدها بعام، بعدما تدمر الرجل المحطم من الكحول والغم الذي أصابه. وفي خمسينات وستينات القرن العشرين، تدخل السوفيات في بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا لما يفترض أنه إنقاذ الأنظمة المحلية ضد «أعداء الاشتراكية». وفي البداية، جرى إنقاذ فلاديسلاف غومولكا في بولندا، ويانوس كادار في المجر، وألكسندر دوبتشيك في تشيكوسلوفاكيا، ومن ثم تخلى السوفيات عنهم.ويقدم التاريخ الحديث لأفغانستان أسبابا أخرى للأسد للتفكير وهو يستجدي حاميته الروسية الجديدة..

في عام 1979، دبرت المخابرات الروسية انقلابا عسكريا في كابل أخرج نور محمد تراقي - الشخصية التاريخية للحركة الشيوعية الأفغانية - خارج السجن، ووضعه داخل القصر الرئاسي. وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام ذاته، اغتيل تراقي من قبل مجموعة من الجيش الأفغاني تتلقى أوامرها بشكل مباشر من المخابرات السوفياتية. وكان تراقي قد بدأ يتصرف بشكل أكبر من حجمه، متوهما أنه وصل إلى السلطة بفضل حركة جماهيرية من المضطهدين الأفغان.

وكان الرجل الذي جرى تنصيبه بعد تراقي هو حافظ الله أمين، وهو ناشط شيوعي مخضرم قضى سنوات في موسكو. وفي ذلك الوقت، اعتقد أولئك الصحافيون الذين غطوا المأزق الأفغاني أن روسيا تخلت عن تراقي لأنه لم يشعر بأنه مدين لأي شيء للسوفيات، وأن أمين قد يستمر نظرا لولائه الثابت لموسكو. لقد كنا مخطئين! في ديسمبر (كانون الأول) من العام ذاته، أرسلت المخابرات السوفياتية فرقة اغتيال لقتل أمين في قصره، ومن ثم جرى تعيين بابراك كارمل، الرجل الذي جلبه السوفيات معه من موسكو، مكانه. ومما يزيد الطين بلة، أن موسكو نشرت «وثائق» تثبت في ما يبدو أن أمين المغتال كان عميلا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) على مدى عقود. وُضِع كارمل - الرئيس الذي «جاء في حقيبة صغيرة» وتمكن من البقاء على قيد الحياة لكنه اختُطِف في نهاية المطاف في وقت متأخر من الليل - في طائرة، وجرى شحنه من كابل إلى مكان ما في قرغيزستان.

كان خليفته الرئيس محمد نجيب الله، رئيس الشرطة السرية، وبذلك كان على اتصال وثيق بالمخابرات السوفياتية. لكن حتى ذلك الأمر لم يضمن سلامته في نهاية المطاف. ففي عام 1992، قرر السوفيات الانسحاب من أفغانستان، ورفضوا حتى أخذ عائلة نجيب الله إلى بر الأمان معهم.

تمكن نجيب الله - الذي كان يلقب بـ«القصير ممتلئ الجسم» - من السيطرة لفترة أطول قليلا، لكنه اضطر في النهاية إلى البحث عن مأوى في مجمع للأمم المتحدة في كابل. ومن هناك، قيل إنه ظل يتوسل رفاقه السوفيات لما يقرب من أربع سنوات من أجل أخذه إلى بر الأمان، بيد أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل. جاءت نهاية نجيب الله عندما استولت حركة طالبان على كابل، وداهمت مجمع الأمم المتحدة، وقبضت على الرئيس السابق وشقيقه من هناك. فقد نزعت طالبان خصيتيهما، ومن ثم شنقتهما علنا. وبعدها أدانت موسكو هذا «العمل الوحشي» في بيان مقتضب.

 

«الحشد الشعبي» العراقي.. من يمثل؟ وما الغاية منه؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/15

هدف إيران بناء «جيش مواز» يخدم استراتيجيتها الإقليمية

«إن جيشًا يؤسسه (آخرون) يستحيل أن يتشكل وينشط، بل لا بديل عن حله والاستعاضة عنه بجيش مخلص للثورة». لما يقرب من أربعة عقود كان هذا المبدأ من المبادئ الأساسية للاستراتيجية الإقليمية التي اعتمدتها إيران الخمينية. وكان وراء هذه الاستراتيجية مصطفى شمران، الحركي المتخصص في العلوم التي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، وهو الذي أسهم بتأسيس «حركة المحرومين» في لبنان، قبل أن يعود إلى إيران بعد تولي الملالي السلطة. كان شمران أحد المؤسسين الرئيسيين لـ«الحرس الثوري» وأحد الأعضاء الخمسة للجنة التي تولت تصفية الجيش الإيراني النظامي من «الضباط المشتبه بولائهم». وعندما تولى شمران منصب وزير الدفاع في عهد الخميني، كان الجيش النظامي قد انتهى عمليًا، وأعيد تنظيمه جزئيًا كـ«جيش موازٍ» مهمته المساعدة في التعامل مع الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية عام 1980.

خلال 1979 وجزء من 1980 كان الزعيم الإيراني آية الله الخميني يأمل بالقدرة على الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، عبر تكرار «السيناريو» الذي اتبعه مع الشاه. إلا أنه أدرك لاحقًا أن صدام حالة مختلفة تمامًا، ولن يتردد في الدفاع عن نفسه لو اقتضى الأمر أنهارا من الدم.

عند هذه النقطة ولدت في طهران ترتيب انقلاب عسكري في بغداد.. وهذا، مع أنها لم تكن جديدة تمامًا. فخلال عهد الشاه، ساعدت إيران البعثيين على تولي الحكم إثر الإطاحة بحكم عبد الرحمن عارف عام 1968، وعام 1970، حاولت إيران تنظيم انقلاب، ضد البعثيين هذه المرة، إلا أنه فشل.

عام 1980 استخلص الملالي بسرعة تعذر استيلائهم على السلطة في العراق عبر انقلاب عسكري. وكان بين الأسباب قلة عدد الضباط الشيعة الكبار في المواقع الحساسة في الجيش، وكذلك أن كثرة من الضباط الشيعة ما كانوا مستعدين بالعيش في ظل حكم الملالي.

بناء عليه، كان لا بد من العودة إلى فكرة شمران القائمة على إيجاد «جيش موازٍ» في العراق.

ما سهّل المهمة كون صدام حسين قد هجّر أكثر من مليون شيعي عراقي وطردهم إلى إيران. وهكذا، مع اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988) تشكلت نواة هذا «الجيش الموازي» من آلاف العسكريين العراقيين المهجّرين، بينهم الكثير من الضباط، الذين لجأوا إلى إيران. أيضًا من العوامل التي سهّلت المهمة وجود عدد من القبائل العربية الشيعية التي تنتشر على جانبي الحدود العراقية الإيرانية. وكان عدد كبير من الجيل الأول من المجندين، بينهم القائد المستقبلي هادي العامري، من الجناح الإيراني لهذه القبائل العربية التي قسمت مناطق انتشارها الحدود.

وعام 1982، كان «الجيش الموازي» قد أبصر النور وتجهز للعمل، واختير له اسم «فيلق بدر» تيمنًا بالمعركة الإسلامية الشهيرة قرب المدينة المنورة. ومع أن «فيلق بدر» اعتبر وجرى التعامل معه على أنه وحدة في «الحرس الثوري»، كان ثمة حرص في طهران على إعطائه هوية عراقية وجعله الجناح العسكري لـ«المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق»، وهو هيئة علمائية - سياسية معادية لحكم صدام يقودها آية الله محمد باقر الحكيم.

لقد كان وجود الحكيم في إيران مصدر منفعة ومصدر خطر في آن معًا بالنسبة للخميني وجماعته. فمصدر المنفعة أن الحكيم يمثل أسرة دينية عريقة ومحترمة تضرب جذورها عميقة في العراق وإيران. ولقد عاشت أسرة الحكيم التي تعود أصولها إلى مدينة شيراز بجنوب إيران، في مدينة النجف لعدة أجيال، واعتبرها العراقيون أسرة عراقية. وكان والد محمد باقر، آية الله العظمى محسن الحكيم الطباطبائي، أبرز مراجع التقليد وعالم علماء الشيعة حتى وفاته عام 1970، وبالتالي، كان وجود محمد باقر و«المجلس الأعلى» الذي يرأسه يخلق انطباعًا بأن للحركة بركة دينية ما دامت نحتفظ بهويتها العراقية.

في المقابل، كان مصدر الخطر على الخميني، أنه ما كان بالإمكان التعامل مع محمد باقر الحكيم على أنه تابع مطيع لملالي طهران. وحقًا، أصر الحكيم بعناد على المحافظة على هوية مستقلة لشيعة العراق، ولا سيما مع تشديده على أن مركز المرجعية الدينية لا يزال النجف، ممثلة بآية الله العظمى أبو القاسم موسوي الخوئي، الذي خلف في موقع المرجعية آية الله محسن الحكيم.

بحلول عام 1983، بلغ عدد «فيلق بدر» نحو 15 ألف مقاتل، سلحوا بأكثر من عشرين دبابة أمكن الاستيلاء عليها من الجيش العراقي، بجانب عدد من المدرعات وبطاريات المدفعية القصيرة المدى والصواريخ الصغيرة. تحت قيادة وإشراف ضباط إيرانيين، نشر «فيلق بدر» في عدد من المعارك، غير أن معظم التقارير تشير إلى أن أداءه كان متواضعًا، ما حدا بمحسن رضائي، قائد «الحرس الثوري» يومذاك، إلى الإيعاز بإبقاء الفيلق في المواقع الجانبية ما أمكن.

مع هذا، صار ينظر إلى «فيلق بدر» على أنه «الجيش الموازي» المستقبلي في العراق بعد طي صفحة حكم صدام حسين. ولكن بحلول 1988 اتضح تمامًا أن إسقاط الرئيس العراقي ونظامه ليس بالأمر السهل. وعندها قررت طهران إعادة تقديم «الفيلق» بشكل قوة سياسية. وحقًا، بهذه الصفة دخل «فيلق بدر» الأراضي العراقية عام 2003 بعدما أسقطت القوات الأميركية الغازية صدام ونظامه.

حميد زمردي، الخبير في شؤون الميليشيات التي تدعمها إيران، يقول: «إن تجربة فيلق بدر توفر مفارقة مثيرة مع حالة حزب الله، وهو جيش موازٍ آخر خلقته إيران في لبنان». ويمضي زمردي موضحًا «لقد نجح حزب الله لأن ولاءه للقيادة الإيرانية الجديدة كان كاملاً، ولأنه كان يعتبر لبنان مجرد تعبير جغرافي. أما فيلق بدر، فكان ما زال يحمل نزعات عراقية قومية ووجد صعوبة في التماهي كليًا مع إيران».

غير أن هذا التحليل، ربما، فاتته نقطة أساسية. ففي العراق هناك شعور بأن الشيعة كونهم يشكلون غالبية عددية من سكان البلاد فإنهم سيتولون السلطة فيها حتمًا ذات يوم. أما في حالة لبنان فإن شيعة لبنان وإن كانوا أكبر طائفة في البلاد فإنه ليس بمقدورهم فرض سلطتهم من دون دعم قوة خارجية، هي في هذه الحالة إيران. في مطلق الأحوال، عجزت إيران دائمًا عن تحويل «فيلق بدر» إلى نسخة أخرى عن «حزب الله» بتبعيته المطلقة لها. بل لقد كانت جماعة الخميني قلقة على الدوام من أن يقرر شيعة العراق تحدي إيران كونهم يمثلون «قلب» الوجود الشيعي. وتأكد هذا القلق إلى حد ما بعد إسقاط صدام، عندما حاول «فيلق بدر» في أعقاب عودته إلى العراق التصرف بشيء من الاستقلالية لبعض الوقت.

ماذا كانت النتيجة؟

ولجأت طهران إلى دعم «جيوش موازية» أخرى، منها «جيش المهدي» بقيادة مقتدى الصدر، وهو رجل دين شاب ينتمي إلى أسرة دينية إيرانية الأصل تعود جذورها إلى مدينة محلات. كذلك أسست طهران فرعًا عراقيًا لـ«حزب الله» للشيعة العرب وآخر للأكراد السنة. مع هذا، تفيدنا التجارب أن أيًا من الميليشيات الشيعية العراقية التي خلقتها إيران ومولتها لم يمحض طهران الولاء المطلق كذلك الذي يمحضه إياها «حزب الله» اللبناني. ولعل هذا ما يفسر ولو جزئيًا تذبذب العلاقات بين أشخاص مثل عمار الحكيم قائد «المجلس الأعلى» ومقتدى الصدر وغيرهما.

ومن ثم، كما توقع كثيرون، فإن «المجلس الأعلى» أعيد توضيبه وإعداده ليكون حزبا سياسيا منفصلاً عن «فيلق بدر». وبعد فترة «استقلال نسبي» عن نفوذ إيران، عاد الآن تحت إشرافها ونفوذها ولكن هذه المرة عبر «فيلق القدس» السيئ الصيت بقيادة الجنرال قاسم سليماني. وبعدما تخلى «فيلق بدر» نظريًا عن سلاحه، فإنه ظل يحتفظ بترسانات لا بأس بها، وبتنظيمات قتالية لا سيما في بغداد والبصرة.

عام 2011 صار واضحًا أن إيران ما عادت بحاجة إلى «حصان طروادة» يخدم مصالحها داخل العراق. ذلك أن حكومة نوري المالكي كانت أكثر من متحمسة لأن تجعل العراق جزءًا من دائرة نفوذ طهران لقاء دعم طهران جناح المالكي السياسي. غير أن ظهور تنظيم داعش والهزة التي أحدثها في العراق غيرا كل الأوضاع، وبالأخص، السهولة المطلقة التي احتل بها مدينة الموصل، موسعًا مناطق احتلاله من الأراضي السورية.

هذا المنعطف كشف أن معركة إيران من أجل الهيمنة ما زالت بعيدة عن الحسم. وكشف أيضًا للمالكي وداعميه في طهران أن الجيش العراقي المعاد تكوينه، والمدرب والمجهز أميركيًا، قد لا يشاطر قادة طهران طموحاتهم. وهكذا، عادت إلى الظهور وبسرعة نظرية مصطفى شمران عن «الجيش الموازي»، وليس فقط في العراق فحسب، بل في سوريا أيضًا، حيث بات ضروريًا تناسي الجيشين النظاميين بناء قوتين مقاتلتين موازيتين.

الجنرال حسين همداني الذي قتل في حلب بشمال سوريا، أخيرًا، كانت هذه مهمته كما أشار في آخر مقابلة أجريت معه. إذ قال إنه عمل على خلق وحدات قتالية موازية «أنقذت (الرئيس) بشار الأسد من الهلاك المحتوم». ومن ناحية أخرى، أنعش ظهور «داعش» أيضًا حظوظ «فيلق بدر»، ففي شتاء 2014 أرسل الجنرال إسماعيل قاآني، نائب سليماني، إلى العراق من أجل بناء «الجيش الموازي».

هنا كانت المشكلة الأساسية تكمن في كيفية تقديم هذا الجيش والتعريف عنه.. فقد لا يرحب الشعب العراقي بفكرة «جيش مواز» لجيشه الوطني تحت إمرة إيرانية. كذلك لا تريد إيران أن تظهر وكأنها في حرب مباشرة مع «داعش»، إذ سبق للقائد العسكري الإيراني بور دستان أن قال إن «طهران وداعش توصلا إلى تفاهم ضمني مؤداه ألا يقترب التنظيم إلى أبعد من 40 كلم من الحدود الإيرانية، وفي المقابل، لن تنشر إيران قواتها بهدف مقاتلة داعش حيث هي في سوريا والعراق».

بكلام آخر، إيران تريد حربًا بالواسطة مع «داعش». وهذا يقضي بوجود قوة عراقية، ستحتاج لبعض الشرعية. وهذا ما وفرته عدة فتاوى لعلماء في النجف على رأسهم آية الله العظمى علي السيستاني.

الجنرال قاآني نجح بسرعة في إنهاض هياكل «فيلق بدر» وتعيين قياديين لوحداته. والقوة الجديدة التي أزيح الستار عنها يوم 15 يونيو (حزيران) 2014 أعيد تسميتها بـ«الحشد الشعبي».

لقد روعي مع القوة الجديدة تحاشي استخدام كلمة «إسلامي-إسلامية» لتحاشي الربط مع «الحرس الثوري». إلا أن السواد الأعظم من قيادات «الحشد الشعبي» ضم من «فيلق بدر»، بما فيها قائده الأعلى هادي العامري، ومعظم هؤلاء القادة يحملون الجنسيتين العراقية والإيرانية.

من جانبه، حرص قاآني على «تسويق» القوة الجديدة، أي «الحشد الشعبي»، على أنه «قوة تمثل عموم العراق»، ولذا جلب إليها شراذم من هنا وهناك بعضها نائم، والبعض الآخر بالكاد موجود على الأرض وصورها على أنها «جبهة موحدة». وبالنسبة لـ«فيلق بدر» جرت الإشارة إليه على أنه أحد مكونات القوة الجديدة، كذلك من المكونات «جيش المهدي» الذي كان من المفترض أنه كان قد حُلّ، ومعه ضمت «كتائب حزب الله - العراق». أما الفصائل الشيعية الأخرى (والمدعومة إيرانيًا) التي ضمها «الحشد الشعبي» فهي: «كتائب الإمام علي» و«كتائب سيد الشهداء» و«صحابة السلام» و«وحدات علي المرتضى».

ولكن لتعزيز الزعم بلا طائفية «الحشد» ضمت إليه جماعات وزمر صغيرة من جماعات شيعية باطنية وما بين 2000 و3000 من «المتطوعين» السنة، جلّهم من عشائر شمال غربي العراق.

لتاريخ اليوم يقدر كثير «الحشد الشعبي» بأكثر بقليل من 120 ألف مجند، ولكن كثرة من المحللين يرون في هذا الرقم مبالغة كبيرة. في أي حال خلال المعارك القليلة التي خاضها «الحشد»، ولا سيما في محيط مدينة تكريت، فإنه كان يقاتل تحت إمرة إيرانية، وما كان بمقدوره حشد أكثر من 10 آلاف مقاتل في أي وقت من الأوقات. وهذا يعني إذا اعتبرت معايير التدوير والتبديل الميداني في الاعتبار فإن عدده قد لا يزيد على 30 ألفًا.

من ناحية أخرى، نظريًا يعمل «الحشد الشعبي» تحت سلطة الحكومة العراقية ممثلة بشخص مستشار الأمن القومي الذي هو عضو في مجلس الوزراء. هذا يعني أن هذا «الجيش الموازي» يخضع لأوامر مباشرة من رئيس الحكومة حيدر العبادي، وتحت رقابة البرلمان.

غير أن الواقع يشير إلى أن معظم قادة «الحشد» الميدانيين هم من قدامى المحاربين المرتبطين بإيران، ومنهم أبو مهدي المهندس (حزب الله العراق) وقيس الخزعلي (عصائب أهل الحق).

إن كلاً من طهران وبغداد تحاول تصوير «الحشد الشعبي» على أنه قوة مؤقتة الهدف منها محاربة «داعش»، إلا أن التاريخ يعلمنا أن «المؤقت» يستمر أحيانًا لفترات طويلة جدًا. وفي هذا خطر كبير على مستقبل العراق.

 

عندما انقذ المشنوق الحوار وانتج الحلول… من خلال التصعيد

فايزة دياب/جنوبية/30 تشرين الأول/15

قبل موعد كلّ جلسة للحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله تعلو الأصوات المناهضة لحوار حكم عليه سلفًا بالفشل، وعدم القدرة على انجاز أي ملف أمني أو إنمائي..ولكن يبدو أنّ الجلسة 20 خرقت كل التوقعات فجاءت بنتائج إيجابية وتوافق لحلّ الأزمات العالقة.

في بداية الحوار رُسمت الخطوط العريضة والأهداف المرجو تحقيقها من قبل المتحاورين وأهمّها تنفيس الاحتقان المذهبي، وإرساء الاستقرار وتطبيق الخطة الأمنية، كما أكّد الطرفان الابتعاد عن الملفات الخلافية أبرزها سلاح حزب الله والتدخل في الحرب السورية.

وبناء على ذلك، ولدعم الإسقرار وبسط الأمن، اتفق على تطبيق خطة أمنية تشمل الضاحية الجنوبية وطرابلس والبقاع، ولكن ما حصل في الأسابيع الماضية وبعد 19 جلسة متتالية للحوار بين المستقبل وحزب الله، الخطة الأمنية في البقاع فشلت، الحكومة معطلة ومعها مجلس النواب، النفايات في الطرقات ولا جواب على مطمر البقاع…والخطر البيئي يتفاقم، فما كان من ممثل تيار المستقبل في الحوار وزير الداخلية نهاد المشنوق إلاّ أن رفع سقف الخطاب السياسي في الذكرى الثالثة لاغتيال اللواء وسام الحسن، فهدّد «بالانسحاب من الحكومة وطاولة الحوار إذا استمر التعطيل».

تصعيد المشنوق لاقاه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بتصعيد أكبر فقال «إن تيار المستقبل يتحدث عن الحوار وكأنهم متفضلون على اللبنانيين بهذه المهمة.. وإذا كنتم تشعرون بالإحراج من البقاء في الحكومة فالله معكم».

هذا التصعيد تحوّل الى تهدئة في ذكرى العاشر من محرم، حيث فاجأ نصرالله فيها اللبنانيين بانقلاب ايجابي في خطابه السياسي، فدعا إلى «عدم انتظار تطورات المنطقة، اذ يجب أن تبادر جميع القوى السياسية الى التفاهم والتعامل وايجاد الحلول لازمات البلد، بعيدا عن المكابرة والتعاطي بجدية مع الحوار القائم بمجلس النواب، حيث لا يوجد اليوم أي بديل عن طاولة الحوار».

وقابله الرئيس سعد الحريري بإصدار بيان قبل الموعد المحدد للحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل، ليجدد «الالتزام بالحوار على الرغم من المحاولات الجارية لإغراقه بالجدل العقيم والبنود الطارئة وخطاب التهويل على اللبنانيين باستحقاقات إقليمية من هنا وانتصارات موهومة من هناك»، قائلا: «نحن بكل بساطة ووضوح، نريد للحوار أن يستمر في نطاق المصلحة الوطنية اللبنانية دون سواها».

وبالفعل ذهب الطرفان يوم الثلاثاء الماضي إلى الحوار وجلسا أربع ساعات و 40 دقيقة ليخرجا ببيان يرسم حلحلة قريبة للقضايا العالقة، وأهمّها تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع وبحسب جريدة «الحياة» أنّ «الوضع في البقاع الشمالي احتل حيزاً رئيساً من نقاش جلسة حوار حزب الله والمستقبل» وعلمت «اللواء» أن «المتحاورين اتفقوا على زيارة اليرزة بصحبة الوزير خليل للقاء قائد الجيش العماد جان قهوجي، ونقل رغبتهم بتطبيق الخطة الأمنية في البقاع».

كذلك كانت أزمة النفايات حاضرة بقوة على طاولة الحوار، خصوصًا لجهة تأمين مطمر في البقاع الشمالي، وفي هذا السياق أكدّ ممثلا حركة أمل وحزب الله أنّهما يواصلان اجتماعاتها لتأمين مطمر، وبالفعل يبدو أنّ الأمور تسير في طريقها الصحيح فقد أعلن صباح أمس الوزير أكرؤم شهيب أنّه خلال 48 ساعة قد نصل إلى حل على قاعدة الشراكة، «وحزب الله وحركة أمل قاما بواجبهما».

كذلك شدّد البيان الصادر عن الجلسة 20 «على تهيئة الاجواء لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية حكومة ومجلسا نيابيا لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والحياتية».

إذًا من الممكن اعتبار أنّ هذه الجلسة كانت من أنجح الجلسات إنتاجاً، وإقرارًا للحلول، لذلك فإنّ التصعيد والتهديد الذي انتهجه وزير الداخلية نهاد المشنوق كان بمحلّه، فلولاه لكنّا بقينا أمام حكومة معطلة ومجلس نيابي غير منتج واستمرار لأزمة النفايات.

وما خرجت عنه جلسة الحوار يحسب لتيار المستقبل، ويؤكّد أنّ التصعيد والتهديد هي اللغة التي يجب أن يواجه بها حزب الله، فهي ليست «عنتيريات وصبينات»، بل هذا ما كان يحتاجه حزب الله للكف عن اللعب بمصير لبنان، والضغط على حليفه العوني الذي قرّر تعطيل عمل مجلس الوزراء من أجل مآرب شخصية غير آبه بمصلحة البلد.

 

عاصفة سوخوي إيرانية في لبنان تواكب الروسية في سورية

كتب المحرر السياسي لـ((الشراع))/30 تشرين الأول/15

*التدخل الروسي يزيد من تعقيدات الازمة السورية ولا يقلل منها

*خطاب نصرالله أبعد من ان يتسبب به تصريح من هنا او هناك

*لدى حزب الله أجندة تصعيد جاهزة للتنفيذ وساعة الصفر سورية

*ايران تعتبر ان المناخ الجديد في المشرق بدأ للاستثمار وجني الأرباح

*أجندة حزب الله: تفليت الشارع تعميم شلل الدولة لتأسيس دولة الغلبة

هل يحتمل لبنان عاصفة السوخوي الروسية في سورية؟؟

المتصدون للإجابة عن هذا السؤال يعتبرون انه بدخول الازمة السورية مرحلة تدخل الدب الروسي فيها، فإن الازمة السورية دخلت نفقاً جديداً من التعقيدات وان ذلك لن يؤدي الى التقليل من تعقيداتها الداخلية والاقليمية بل على العكس سيزيدها لتصبح اكثر سخونة.

لماذا؟

اولاً: لأن التدخل الروسي لا يأتي ضمن توافق اقليمي ودولي على الحل في سورية، بل هو يمثل وجهة نظر دولية وإقليمية داخل هذا الصراع وليس وجهة النظر الدولية والاقليمية للحل فيه. وعليه فإن الروس حالياً يقفون على مفترق خطر، فإما ان ينجحوا في توسيع تفاهماتهم مع الأطراف الخارجية حول حل سياسي في سورية يغطي تدخلهم العسكري هناك، وإما انهم سيصبحون طرفاً عسكرياً وسياسياً في الصراع السوري متورطاً بالقتال لصالح فريق ضد فريق.

وبما ان الدب الروسي له حجم دولي وإقليمي كبير فإن هذا سيستتبع تدخلات اقليمية ودولية معاكسة بحجمه في الازمة السورية. وعندها ستذهب سورية الى نوع من لبننة صراعها على نحو ما حصل في لبنان خلال السنوات العشر الاخيرة من الحرب الأهلية فيه، حيث شهد حرباً دولية واقليمية فوق ارضه تجسدت بمشاهد مختلفة من الحروب, وهي حرب لم تنته فصولها الا بعد التوصل الى اتفاق الطائف بكل تعبيراته العربية والاقليمية والدولية.

ثانياً، وهو استتباع للمعطى الاول، ومفاده ان لبنان لا يمكنه النأي بنفسه عن الازمة السورية في حال دخلت الاخيرة بمناخين اثنين:

الاول، اصرار طرف دولي وإقليمي داخل هذه الحرب على حسمها عسكرياً. وهذا ما هو حاصل الآن من خلال التدخل الروسي.

الثاني، اتضاح ان ميزان القوى في سورية مرشح لنوع من الغلبة ما يحتم قيام محوري الصراع السوري بحشد كل طاقاتهما الداخلية والخارجية لمنع الهزيمة او تأكيد الغلبة.

والواقع ان التدخل السوري يحمل بين ثناياه هذين المناخين، وعليه ظهر بشكل مبكّر ان لبنان وعلى المستوى الداخلي يتاثر سلبياً وبسرعة بتداعيات التطورات السورية المستجدة عليه. فبعد مضي اقل من ثلاثة أسابيع على التدخل الروسي في سورية، ارتفع بنسبة عالية منسوب التصعيد السياسي الداخلي اللبناني، وذلك لدرجة انه بات يهدد كل ضوابط عدم الانزلاق لهز الاستقرار التي تم بناؤها خلال العامين الماضيين. فالحكومة السلامية التي تشكلت تحت عنوان حكومة المصلحة، تهتز، ومعها تترنح نظرية مصلحة اللبنانيين بالاستقرار، وحوار عين التينة بين الازرق والأصفر مهدد بالانفراط ما يهدد بعودة التوتر للشارع بوصفه هو المكان الوحيد المتبقي للتعبير فيه عن الاحتقان السياسي والمذهبي. وحتى طاولة الحوار الوطني في ساحة النجمة باتت امام واقع جديد يختلف في مناخاته عن تلك التي سمحت بانطلاقه وأمنت عقد عدد من جلساته حتى الآن.

مناخ العسكرة

ثالثاً- وفيما لو ثبت ان التدخل الروسي في سورية يتشكل فقط من اجندة عسكرية صرفة، وليس بداخلها اي افق سياسي لحل وسط في سورية، فإن هذا سيخلق في لبنان مناخاً عسكرياً في نظرة اطراف محور ((الممانعة)) فيه لكيفية حل ازمات بلد الأرز المستفحلة.

ولعل خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاخير الذي هدد فيه بأنه مستعد للتخلي عن بقاء الحكومة وحوار عين التينة بسبب تصريح من هنا او تصريح من هناك، يمثل تطوراً جديداً في سلوك حزب الله الداخلي يعكس ميله لأن يواكب عاصفة السوخوي الروسية في سورية بعاصفة سوخوي إيرانية في لبنان.

ومهما جرى التقليل مما ورد في خطاب نصرالله الاحد الماضي, فإنه يوازي في معانيه واستهدافاته احداث 7 ايار جديد, خاصة وانه كان جازماً وحاسماً وقاطعاً في عرض مجموعة من المحددات أعلن بوضوح انه لا يقبل ما هو ادنى منها, في اشارة واضحة الى ان المسألة تتجاوز الرد على مواقف بعينها وانها يمكن ان تتخذ هذه المواقف كذرائع لما يراد القيام به.

ولم يعد خافياً ان حزب الله لديه اجندة تصعيد لبناني جاهزة وهو جاهز لتنفيذها في حال استنتج ان ظروف الصراع في سورية ذاهبة لحسم عسكري وليس لحل سياسي. وهذه الاجندة تتكون من ثلاثة مبادئ:

أ- شلل مؤسساتي يفرط الدولة.

ب- فوضى في الشارع تواكب الفوضى السورية.

ج- إرغام خصومه اللبنانيين تحت ضغط النار والتهديد بالحسم للذهاب الى مؤتمر حوار لإعادة انتاج النظام في لبنان على نحو يلغي بالجوهر الشراكة ويؤكد غلبة فريق سياسي ومذهبي على آخر.

تسوية بين المشاركين في الحرب

رابعاً- ثمة فكرة كان طرحها نصر الله في فترة تلت تدخله العسكري في سورية، ومفادها انه تدخل هناك لأنه قوة اقليمية ولأن حصته في التسوية ستحددها نتيجة الحرب في الميدان السوري، وان من لا يشارك في الميدان لن يحصل على اية حصة حينما تنتهي هذه الحرب.

والواقع ان هذه النظرية يتم إنعاشها الآن داخل حزب الله، وذلك عن طريق بدء رسم مفاعيلها داخل معادلات الساحة اللبنانية، عبر إخضاع هذه المعادلات لميزان القوى السوري وليس لمبدأ الحفاظ على الشراكة والصيغة اللبنانية.

وتقول معلومات انه مع تدخل الدب الروسي في سورية, فإن الحزب اصبح ميالاً لاعتبار انه في ساحة قتال عسكري في سورية وسياسي في لبنان. وهو يحاول التكيف مع هذه النظرية استعدادا لنيل حصته اللبنانية التي يعتبر انه يستحقها او يستأهلها كنتيجة لمشاركته في الحرب السورية.

.. بكلام آخر يجد نصرالله ان الظروف في سورية تتجه نحو ما يسمح له بفتح دفتر حساباته اللبنانية الداخلية ليطالب بالأثمان عن كل ما يعتبره انتصاراته السابقة من العام 2000 حتى العام 2015. ويرى الحزب ان وقت الحصاد السياسي لثقله العسكري قد أزف او هو بات قريباً.

وخلاصة القول في هذا المجال ان عاصفة السوخوي الروسية في سورية، نقلت حزب الله ومن خلفه ايران الى مناخ جديد في المشرق قوامه الاستثمار بالصراع العسكري الجديد على نحو يحقق لهما جني الأرباح منه.

تبدل الظرف الاقليمي والدولي

خامساً- يتعاظم داخل المحافل السياسية اللبنانية الحديث عن معادلة جديدة دخلت لبنان مع دخول الدب الروسي الى سورية عسكرياً، ومضمونها ان مجمل الهدنة اللبنانية الداخلية التي تمت ((سرقتها)) من بين ثنايا المعادلة الاقليمية والدولية السابقة على التدخل الروسي العسكري في سورية انهارت الآن ، نظراً لتبدل قواعد اللعبة الاقليمية والدولية في المنطقة بعد هذا التدخل. .. وقواعد اللعبة الجديدة تقوم على الاستعداد لبدء حروب الحسم العسكري في سورية، وذلك ضمن ما يسمى الدولة المفيدة او كل سورية، وليس الاستعداد للتكيف مع التسوية السياسية في سورية وذلك ضمن دولة جديدة موحدة او دولة فيدراليات.

وبناء على ما تقدم فإن هذه المحافل تنظر لكل الإشارات السياسية المستجدة في سلوك الحزب من منظور انها تعبر عن هذا التبدل في المناخ الاقليمي والدولي، مع ملاحظة ان هذا السلوك سيشوبه في المرحلة القادمة الكثير من التصعيد وذلك على نحو متدرج لبلوغ نقطة الذروة فيه، وهي حسم بسلاح تفليت الشارع او بسلاح تعميم شلل الدولة، بغرض الذهاب الى تأسيس دولة الغلبة.

       

تقرير ((ديرشبيغيل)) احدى أكاذيب بشار

كتب حسن صبرا/الشراع/30 تشرين الأول/15

نشرت مجلة ((ديرشبيغيل)) الالمانية، تقريراً أفادت فيه: ان بشار الاسد استدعى الجيش الروسي للدفاع عن المناطق التي تقطنها اغلبية علوية (اصبحت هذه المناطق ذات اغلبية سنية بعد هجرة مئات الالوف من اهالي حلب وحمص وحماه اليها بسبب حروب الاسد ضدها) بعد ان استفحل التدخل الايراني في شؤون سورية لدرجة ان أمن بشار الاسد نفسه صار ايرانياً.. واضح ان مصدر المعلومات التي نسبتها المجلة الالمانية الى مصادر روسية، هي الدوائر الضيقة بدءاً ببشار الاسد، ان لم يكن هو نفسه من تحدث عن هذه الحالة في سورية.. انها ليست المرة الاولى، التي يشكو فيها بشار الاسد من حجم التأثير الايراني داخل سورية، بل ان بشار اشتكى منذ عدة سنوات سبقت ثورة الشعب السوري ضده، اعتباراً من شهر آذار/ مارس 2011 الى خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.. من حجم التدخل الايراني في امور سورية اجتماعياً وطائفياً.. حيث شكا له من ان ايران تسعى في حملة تشييع واسعة بين صفوف العلويين والسنة، في الجيش وفي الامن وفي القرى والبلدات العلوية. ما اشتكى منه بشار، من انتشار التشييع الايراني، في سورية، رد عليه الملك السعودي يومها.. بسؤاله بشار.. وماذا تفعل لمنع حصول هذا الامر؟ الجميع يعلم ان بشار الاسد هو الذي بادر الى ارسال ضباط اغلبيتهم الساحقة من العلويين الى ايران لإجراء دورات اركان في المدارس الحربية الايرانية، وان العشرات منهم عادوا متأثرين بالفقه الشيعي، ونظرية ولاية الفقيه، لأن الدراسات التي كانت تسلم والمحاضرات التي كانت تلقى على الضباط السوريين كانت تشمل التزامات فقهية حولت الكثيرين منهم الى التشيع وقد عادوا الى سورية فأثروا في مجتمعهم العلوي، في قراهم وفي محيطهم الامني والعسكري لنشر التشيع تحت سمع وبصر الحاكم بأمره في سورية. بل ان احدى التهم التي ألصقت برئيس جهاز الأمن العسكري صهر بشار آصف شوكت، انه ساهم او سهل اغتيال عماد مغنية في المربع الامني داخل دمشق في 12/2/2008، لاتهام آصف لمغنية، بأنه كان ينشر التشيع في صفوف الامن السوري، الذي انفتح عليه بقرار من بشار الاسد شخصياً.. وحكاية الغضب او القلق او الشك التي يرويها بشار في كل فترة، عن الدور الايراني مردودة بالكامل وبالتفاصيل، فليس في العالم وطبعاً داخل دائرة الحكم الضيقة في دمشق من لا يعرف انه لولا الدور الايراني العسكري بالمال والسلاح والتدريب وارسال عشرات الآلاف من المقاتلين الايرانيين والجهات اللبنانية والعراقية والافغانية والباكانية التي تبايع ولاية الفقيه، التي تدافع عن نظام بشار، لانهار هذا النظام منذ اكثر من سنتين..

بل لعل انشغال القوى التي ارسلتها ايران الى سورية، دفاعاً عن بشار ونظامه، وطائفته العلوية، بالدفاع عن العراق بعد اجتياح ((داعش)) للموصل وشمالي شرق العراق، في حزيران/ يونيو 2014، هو الذي سهل مع التنسيق السعودي – التركي – القطري في اسقاط محافظة ادلب وجسر الشغور واجتياح سهل الغاب والاقتراب من اللاذقية. وما يزال في الاذهان، غضب جماعة بشار في دمشق وبيروت، من اعلان قيادات في حزب الله (نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم) انه لولا دور مقاتلي الحزب على الجبهات السورية ضد المعارضة المسلحة، لسقط النظام وهددت الطائفة العلوية في مصيرها.. وهذا الكلام السياسي من لبنان قاله كثيرون في طهران اعتزازاً بالدور الايراني الذي حمى الطائفة العلوية في سورية.

واكثر من هذا

ومع بداية الثورة السورية ضد حكم بشار الاسد، مطلع 2011، ومحاولات جهات اقليمية عديدة ومنها تركيا والسعودية، حث بشار على الاصلاح، لاحتواء التظاهرات التي ظلت سلمية لمدة ستة اشهر وترفع شعارات وطنية، وأطلقت في احدى مراحلها كل يوم جمعة، جمعة حماة الديار (الجيش)، كما جمعة صالح العلي (الثائر العلوي)، والجمعة الحزينة عند المسيحيين، وابراهيم هنانو الكردي.. فإن اهم ما حصل هو ان الرياض ارسلت 500 مليون دولار الى نظام الاسد في دمشق لدعم موقفه بعد ان اعلن بشار انه يريد اجراء اصلاحات في سورية.. لكن الايرانيين هم الذين يمنعونه.. فجاء العون السعودي لتحرير بشار من قيود المساعدات الايرانية.. كما زعم بشار.

ايران أنقذت بشار

ايران عبر رجالها، الذين يسقط كل فترة احد ابرز قادتها في الحرس الثوري على جبهات القتال في كل سورية، هي التي حمت وتحمي نظام بشار، كما المال الذي تغدقه بالمليارات على نظام الاسد، رغم ان ايران كانت وما تزال، واقعة تحت عقوبات وحصار اقتصادي شديد.. ومنذ عدة سنوات، وايران هي التي ترسل المليارات من اموال نفط العراق لدعم بقاء بشار في السلطة. بشار يعرف ذلك، ويعرف ان ايران حقيقة واقعة في سورية كما في لبنان، وبشار نفسه فتح الابواب امام جمعيات ايرانية تعمل على التشييع ليس في سورية وحدها.. بل في كل بلدان العالم (في آسيا وفي افريقيا، وحتى داخل اوروبا والاميركتين، ولها نفوذ حقيقي في جمهوريات آسيا الوسطى التي تنضوي ضمن الاتحاد الروسي.. وخارجه..). أكاذيب بشار.. فمن قيم هذا الشخص الكذب والفساد والاجرام والغباء.. وليست هذه الاكذوبة سوى واحدة من القيم التي يلجأ اليها كلما فشل في موقف او قرار.. او تقرير.

 

الحضور الإيراني (النشاز) للقاء فيينا

داود البصري/السياسة/31 تشرين الأول/15

الثورة السورية اليوم تقف على أعتاب مرحلة حرجة وحاسمة، بعد ما يقارب الأعوام الخمسة من انطلاقتها التي حفلت بصفحات هي الأشد مأساوية في تاريخ الشرق المعاصر. فالثورة حينما انطلقت بأصابع أطفال درعا المقطوعة، وبحناجر الشباب السوري الذي صبر على عقود طويلة من الاستبداد والذل والامتهان لنظام طائفي ارهابي مجرم، كانت تنشد البحث عن مستقبل سوري أفضل يتجاوز عذاب السنين، وتوارث السلطة الجمهورية الحزبية البعثية التي تحولت لاقطاعية عائلية محضة تمارس النهب والاستغلال وتضييع هوية البلد لصالح مشروع طائفي خبيث وأجندات من خارج الحدود السورية، منذ أن عزز حافظ الأسد حلفه الستراتيجي مع النظام الايراني ليس بهدف حرب العدو الصهيوني، فذلك أمر مستحيل، ولم يكن في الحسبان، بل من أجل بناء وتعزيز نموذج طائفي تخريبي ابتزازي لدول المنطقة وشعوبها، حينما ثار الشعب السوري تحرك بسلمية ورفع شعار اسقاط النظام كارادة شعبية منبثقة من مصالح الجماهير التي هشمتها فئة طفيلية حاكمة تمتلك السلطة والمقدرات والمصير وترفع شعاراً فاشياً إرهابياً مرفوضاً من الشعوب الحرة وهو( الأسد للأبد! أو الأسد أو نحرق البلد) وجميعها شعارات لمرحلة وحقب نازية انتهى زمنها، وأضحت عالة على الشعوب الحرة المناضلة من أجل مستقبلها وصيرورتها المستقبلية.

لقد دخل الايرانيون على الخط منذ الساعات الأولى لثورة 15 مارس 2011، وحاولوا شيطنة الثورة السورية من خلال الخبرة المتراكمة لحرس الثورة في مواجهة انتفاضات الشعوب الايرانية وآخرها انتفاضة ربيع طهران والثورة البنفسجية العام 2009، والتي قمعها نظام الملالي بوحشية مفرطة، وأسلوب فاشي معبر عن الهوية الحقيقية لنظام أدمن الارهاب بحق شعبه، ولعل مجازر النظام الايراني وسياسة المشانق ضد المنتفضين العرب في الأحواز المحتلة دليل ميداني على عمق اجرامية النظام، وهو الحليف الوثيق لأقذر نظام ارهابي مخابراتي، كالنظام السوري الذي تضم زنازين مخابراته الرهيبة آلاف المعذبين والضحايا.

لقد مارس النظام الايراني حربا عدوانية سافرة ضد الشعب السوري، وهي حرب قذرة لاعلاقة لها أبدا بالشعارات واليافطات الدينية والمذهبية التي يرفعها النظام عن المظلومية والمظلومين، وكان واضحا منذ البداية مساندته اللوجستية والمالية والعسكرية للنظام، بل ساهم معه استخباريا في محاولات تحويل الثورة عن مسارها وربطها بالارهاب من خلال السيناريوهات المخابراتية التي أدت لاحقا لحملات قمع سلطوية مميتة ولاستحضار عصابات الارهاب وتشويه قيم وأهداف الثورة الشعبية التي عصفت بالنظام، واليوم فان التدخل الايراني لم يعد مجرد مساندة لوجستية من بعيد، بل تحول لاحتلال فاشي عدواني يمارس الارهاب من خلال استحضار العصابات الطائفية من شتى بقاع الأرض وتسليطها على السوريين كعصابات حسن زميره وعصابات العراق الطائفية، وحتى المرتزقة من أفغانستان في لواء ( فاطميون ) وكذلك من باكستان ومن كل مكان. ولعل خسائر الحرس الثوري والباسيج الكبيرة والكثيرة والمتلاحقة في المدن السورية والتي وصلت لحدود مرعبة دليل على حجم التورط الايراني وتحول النظام الايراني ليكون خصما لدودا وعدوا مباشرا للشعب السوري، وتطلعاته الحرة، وهو بالتالي يستحق أن يكون وسيطاً ولا شريكاً ولا مساهماً في أي بحث لتسوية مستقبلية، لكونه في خانة النظام ومن نفس طينته، ويتحمل أوزار جرائمه بشكل مباشر، ولن يفلت من ملاحقة الشعب السوري القانونية ضده في المحافل الدولية، بعد رحيل بشار، وقد أضحى لافتا حضور ممثل النظام الايراني لاجتماعات فيينا بشأن مستقبل النظام، رغم أن نائب وزير الخارجية الايرانية أمير حسين عبد اللهيان كان قد حدد موقف ايران من مصير ابعاد بشار بكون بشار خطاً أحمر. وهو تصريح وقح يعبر عن رثاثة فجة وعدوانية مرفوضة، فالنظام الايراني جزء رئيس وفاعل من المشكلة، ولا يمكن بالتالي أن يكون جزءاً من أي حل، لكون سقوط نظام بشار يعني في الحصيلة العامة نهاية حقيقية لمشاريع النظام الايراني العدوانية والاستفزازية والابتزازية في الشرق بأسره. كما يعني تبخر وتلاشي حلف نوروز الطائفي. ويعني أيضا نهاية امبراطورية الضاحية الجنوبية وسلطنة العصابات العراقية سورية مقبلة على متغيرات هائلة ستحيل بشار وحلفاءه فعلا وقولا لمزبلة التاريخ كأي طفيليات عدوانية تافهة أضحت مجرد نكتة في التاريخ

 

لا حل مع بوتين

 جمال خاشقجي/الحياة/31 تشرين الأول/15

يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «يتشطر» على السعوديين والأتراك، بتقديم أفكار لحل مستحيل، ظاهره سلمي وباطنه استنساخ النظام نفسه الذي ثار عليه الشعب السوري، ولكن من دون بشار الأسد، وكأن المشكلة هي الأسد! لا أعتقد بأن بوتين جاهل بالمنطقة وواقع الحال في سورية، إنه يعرف قواعدها جيداً ولكنه يعتمد في مناوراته على حقيقة أنه «قوة عظمى» لا يريد أحد مواجهتها في شكل مباشر، ومستفيد أيضاً من قوى إقليمية كارهة أو خائفة من «قوة التغيير المستمرة» التي أحدثها زلزال الربيع العربي، ومستعدة للقبول بنظام قبيح، بل حتى إيراني الهوى يهدّد الأمن القومي العربي، ولا تقبل بقوة ديموقراطية إسلامية يبدو مجيئها إلى الحكم في دمشق حتمياً حال سقوط النظام.إنه يستخدم تكتيكاً ميكافيلياً قديماً، تضييع الوقت، باتصالات ومبادرات خاوية، نقاط تسع، بعد جولة مفاوضات تختصر إلى سبع، ثم تزداد واحدة بعد جولة ثالثة وهكذا، بينما تستمر آلة قتله في حربها على الثورة السورية بالتعاون مع شركائه الطائفيين، النظام وإيران والعراق و»حزب الله» في ما اتفق على تسميته «غرفة 4+1» الموجودة في بغداد.

فهو يعلم أن السعوديين والأتراك لن يقبلوا باستمرار بشار، فبقاؤه يعني استمرار الحرب، وانتصاره يعني انتصار إيران، وهم ومعهم قطر لا يريدون الحرب التي تعطّل مصالحهم، تجارة ونفطاً وغازاً، ولا يريدون أيضاً إيران في سورية، وليس هذا بالموقف السياسي التفاوضي، إنه موقف إستراتيجي ثابت لن يتغير.

هو لديه موقف إستراتيجي ثابت، فهو وإيران يعلمان أن لا مستقبل لهما في شرق المتوسط لو انتصرت الثورة السورية، فالشعب السوري وقتها سينظر إليهما مثلما نظرت إيران الخميني إلى الولايات المتحدة، التي حمّلتها كل كوارث إيران منذ ثورة مصدق، والتي لا تقارن بكارثة الشعب السوري نتيجة نصرتهما نظام بشار، وجعلت منها (حتى توقيع اتفاق برنامجها النووي في حزيران - يونيو الماضي) عقيدة سياسية عاشت بها 35 عاماً. الشعب السوري لن يسامح الروس وسيكره الإيرانيين. ربما يحتاجون إلى جيل أو جيلين لتجاوز ذلك.

لذلك هم في حاجة إلى إعادة إنتاج نظام «آل الأسد» ليحكم سورية مستقبلاً، نظام طائفي غير ديموقراطي وقمعي، ولكن من دون «آل الأسد»، إلا أن إعادة ترتيب النظام من جديد غير ممكنة في ستة أشهر مثلاً أو حتى عام، مثلما يصرّ السعوديون عندما يقولون للروس إن أقصى تعريف ممكن لمفهوم «مرحلة انتقالية» هو ستة أشهر، فترة «استلام وتسليم». الروس يريدون لبشار أن يكمل مدته الرئاسية المفترضة، أي إلى عام 2021، ثم تظاهروا بإبداء بعض اللين وتحدثوا عن سنوات أقل يتفق عليها الشعب السوري بعد المصالحة التي يقترحونها بين النظام والمعارضة!

يعلم بوتين أن من المستحيل الجمع بين مقاتلي المعارضة، الذين يفضّلون تسمية «المجاهدين» على الثوار، مع جيش النظام، كما اقترح وزير خارجيته لافروف في مشروعه للمرحلة الانتقالية، ولكي يزيد من رونق اقتراحه الغريب يقول: إن ذلك نواة لجيش وطني يحارب الإرهاب! لقد توقف الروس عن استخدام مسمى «داعش» إذ إن استهدافهم كل فصائل الثورة كذّب مقولتهم الأولى إنهم أتوا للقضاء على «داعش»، الذي توسّع في مناطق المعارضة بفضل قصفهم.

فكيف يمكن أن يجلس زعيم حركة «أحرار الشام» المهندس الشاب مهند المصري بخلفيته الإسلامية السلفية وتطلعه إلى بناء سورية تشاركية، ولكن تحكم بالشريعة، مع بعثي عتيق كرئيس الاستخبارات وسجّانه السابق اللواء علي مملوك، مسافة زمنية هائلة بين الإثنين لن يردمها غير الدم، لذلك استحدث الروس فكرة جديدة وحاولوا تسويقها على السعوديين والأتراك في فيينا، تقول بـ «محاربة من يرفض اتفاق السلام بعد التوصل إليه». الغريب أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وقع في فخ هذا العرض وكرّره في مؤتمر صحافي، إنه الوزير نفسه الذي وقع في فخّ الروس بتجريد بشار من الأسلحة الكيماوية في أيلول (سبتمبر) 2013 في مقابل عدم شنّ هجوم صاروخي أميركي وافق عليه الرئيس أوباما بتردد شديد، فما أن سمع من كيري بالعرض الروسي حتى تراجع عن التزامه وخطّه الأحمر ليُمد في عمر بشار إلى يومنا هذا.

لذلك أستبعد أن تسفر كل هذه الاتصالات والاجتماعات عن حل. يجب أن يشعر الروس بمرارة وألم دخولهم سورية أولاً، لكي يتعاملوا مع الوضع بجدية أكثر، فلن يخرج أي مسؤول سعودي ويصرّح في مؤتمر صحافي عن أعداد الصواريخ المضادة للدبابات التي وصلت إلى الثوار بتمويل سعودي أو قطري، أو يتحدث عن نياتها في تسليح المعارضة بصواريخ أرض جو، ولكنها في الغالب تفعل كل ذلك مع حليفتيها قطر وتركيا. الموقف السعودي يختصر في الجملة التالية: لا مكان لإيران في سورية، أعطوني حلاً يخرج إيران وميليشياتها ثم نتحدث، ولن تصدق الروس ومن يروّج لهم أنهم جاؤوا لكي يخرجوا إيران من سورية، فالحشد الإيراني يزداد، وما ارتفاع عدد قتلاهم هناك إلا نتيجة ارتفاع تعداد قواتهم ومشاركتهم المباشرة في الحرب، إذ لا يعقل أن يترك الإيرانيون سورية «جوهرة تاجهم» ودليل انتصارهم على التاريخ، بعدما ينتصرون للسيد بوتين وقواعده شرق المتوسط.

إنهم جميعاً شركاء ضد الشعب السوري، ونحن شركاء مع الشعب السوري.

 

بوتين يحيي أمجاد الإمبراطورية الروسية!

سليم نصار/الحياة/31 تشرين الأول/15

في خريف 2013 إشتدت ضربات النظام السوري ضد خصومه ومعارضيه، الأمر الذي شجع الرئيس بشار الأسد على إصدار الأوامر بضرورة استخدام مختلف الأسلحة المحرَّمة. وازدادت في الولايات المتحدة ردود الفعل المستنكرة لاستعمال السلاح الكيماوي وغاز الأعصاب. وطالب عدد من شيوخ الكونغرس الرئيس باراك أوباما بالتدخل العسكري في سورية كتدبير وقائي يحمي المواطنين، ويصون مصالح الدول الغربية. وأصدر في هذه المناسبة السيناتور جون ماكين، المرشح السابق للرئاسة، بياناً حضّ فيه الادارة على إتخاذ خطوات عملية لتجنب حدوث كارثة انسانية. وجاء في بيان التشجيع على التدخل ما خلاصته: إن النتائج المرعبة التي نشرتها عمليات استخدام الأسلحة الكيماوية، تمثلت بالقضاء على أكثر من سبعين ألف نسمة... وتهجير خمسة ملايين شخص... ومضاعفة عدد مؤيدي «جبهة النصرة». وقال ماكين في بيانه أيضاً: إن هذا الوضع الشاذ فرض على إيران و»حزب الله» إنشاء شبكة دفاع لحماية النظام من السقوط. ولكن الأعراض المقلقة التي أفرزها ملأت أراضي البلدان المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا، بملايين اللاجئين والنازحين. واختتم السيناتور بيانه بهذه العبارات: إن مسؤولية المآسي في سورية يتحملها الرأي العام الدولي. وأنا شخصياً، كنت ضمن الفريق الذي أقنع الرئيس بيل كلينتون بضرورة التدخل في البوسنة من أجل وقف المجازر. وقد نجح. وإنني أكرر اليوم نداء الأمس! مقابل هذا التيار المؤيد لسياسة التدخل، ظهر في الولايات المتحدة تيار آخر يعارض هذه السياسة بقيادة زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي السابق. وقد اختاره الرئيس أوباما ليكون ناصحه ومستشاره للشؤون الخارجية. لذلك تصدى لماكين، وأصدر بياناً مخالفاً قال فيه: إن النزاع السوري هو نزاع طائفي بامتياز. وقد احتدم في منطقة متفجرة. ومن المؤكد أن التدخل الاميركي فيها سيضر بمصالح واشنطن في الشرق الأوسط. ثم خلص البيان الى تقديم النصح التالي: أي تدخل خارجي من الولايات المتحدة، أو من حلفائها الاقليميين، سيزيد المشكلة تأزماً. وأسلم اقتراح بهذا الشأن يقضي باستمالة روسيا والصين الى قلب النزاع بحيث يُصدر مجلس الأمن قراراً بضرورة إجراء انتخابات رئاسية لا يكون بشار الأسد أحد مرشحيها.

موقف الرئيس باراك أوباما من الحرب في سورية كان منسجماً مع طروحات بريجنسكي الذي نصح الادارة بعدم الانغماس في مغامرة عسكرية يصعب تقدير مضاعفاتها. خصوصاً أن الرئيس الديموقراطي أعلن فور دخوله البيت الأبيض أنه جاء ليمحو الأخطاء السياسية التي ارتكبها الحزب الجمهوري في أفغانستان والعراق. كذلك أعلن أن الولايات المتحدة ستخفض موازنتها الحربية وتنسحب من كل مواقع التوتر. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إتخذ من موقف أوباما مبرراً لخوض معارك مختلفة على عدة جبهات، دشنها باستعادة القرم وانتهاج استراتيجية كبرى تهدف الى تقسيم دول الاتحاد الاوروبي، وزعزعة حلف «الناتو» وإعادة التوازنات الدولية الى أجواء الحرب الباردة. أي الأجواء التي سادت قبل سقوط جدار برلين. علماً أن بوتين كان يغذي تلك الأجواء بصفته المسؤول عن الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) في المانيا الشرقية. وقد لعب دوراً مؤثراً خلال تلك المرحلة، ولو أن مهمته كانت تقتضي التخفي والعمل بسرية تامة.

ولما إنهارت المنظومة الاشتراكية، وانسحبت موسكو من غلافها الاتحادي، خطط بوتين للاستيلاء على الحكم من الرئيس المريض بوريس يلتسن. وأمضى أكثر من ست سنوات في عملية إنتشال بلاده من فوضى المرحلة الانتقالية الى حين إستعادة مكانتها مجدداً بين الأمم. وقد إستعان بصديقه من بطرسبورغ ديمتري ميدفيديف، كي ينتقل من ولاية الى أخرى بغرض تحقيق طموحاته الاستراتيجية التي تتجاوز السياسة لتصل الى التنمية والاقتصاد وتثبيت نفوذ عسكري في منطقة الشرق الأوسط. ومع تأييد الدول المحايدة، والأحزاب الاوروبية المهمشة، إستطاع بوتين تأسيس شبكة من العلاقات داخل أوروبا. والمثال على ذلك أن حزب «الجبهة الوطنية» اليميني الفرنسي المتطرف حصل على قرض قيمته تسعة ملايين يورو من مصرف روسي - تشيخي. ومثل هذه العلاقة الوثيقة أقامتها موسكو مع «حزب الحرية» النمسوي وحزب «رابطة الشمال» الايطالي. وعندما انهار الوضع الاقتصادي في اليونان وقبرص لم تجد الدولتان أفضل من روسيا معيناً لأزمتيهما. ومثل هذا التعاون ينسحب على علاقات بوتين مع بلغاريا ومقدونيا وصربيا.

ولم تكن طموحات الرئيس بوتين مقتصرة على استمالة الدول التي انفصلت عن منظومة الاتحاد السوفياتي سنة 1989، وإنما تعدتها لتصل الى المنطقة القطبية الشمالية. فقد تقدمت وزارة الخارجية الروسية من الأمم المتحدة بعرض تطالب فيه المنظمة الدولية بأن تمنح روسيا حق امتلاك أراضٍ في المنطقة القطبية، الغنية بالنفط والغاز والمعادن. وهي تدّعي بأنها صاحبة الحق الحصري في ملكية 463 ألف كلم مربع من تلك المساحة التي تتنافس على حق استثمارها مع الولايات المتحدة وكندا والدنمارك والنروج. ويؤكد الخبراء أن المخزون الضخم من النفط ممتد فوق طبقة صخرية تزيد مساحتها على 350 ميلاً بحرياً.

ومثلما تعامل بوتين مع مسألتي القرم وأوكرانيا، كذلك يتعامل مع المنطقة القطبية الشمالية. أي بفرض الهيمنة، وتجاوز موقف الأمم المتحدة.

سنة 2007، قامت موسكو بحركة استفزاز عندما رفعت علمها فوق سارية قطعة عائمة تولى عملية رميها فوق المياه بحارة غواصة روسية. وأصدر الكرملين في حينه بياناً ذكر فيه أن قانون البحار الدولي يعطي الدولة حقوقاً اقتصادية للاستثمار، شرط التثبت من أن حدودها البحرية لا تبعد أكثر من مئتي ميل عن الحدود البحرية الدولية.

وإدعت موسكو في البيان أيضاً بأن المرتفع المتطاول في قاع المحيط، والمعروف جغرافياً بمرتفع «لومونوسوف»، يمتد فوق رقعة تُعتبَر إمتداداً لممتلكاتها الاوراسية. لهذا السبب قرر بوتين تمديد الحضور العسكري في قاعدة جزر سيبيريا الجديدة التي بناها السوفيات. وكان من الطبيعي أن تعترض الولايات المتحدة وكندا والنروج على تجديد الحضور العسكري الروسي، كونه يمثل حركة التفاف تهدد سلامة هذه الدول من الجهة الشمالية.

والملفت في هذا الشأن أن المستشارة الالمانية انغيلا مركل تدعم بوتين في غالبية مواقفه المعارضة للولايات المتحدة. كما أن المستشار السابق غيرهارد شرودر يعمل مستشاراً في شركات روسية كبرى.

الحجة التي أطلقها بوتين لتبرير تدخله في سورية تستند الى عدة اعتبارات أهمها حماية بلاده من انتشار نفوذ تنظيم «الدولة الاسلامية». لذلك أعطى أوامره للقوات البحرية والبرية بضرورة إنقاذ بشار الأسد من سقوط محتم.

الأسبوع الماضي، جمع الرئيس بوتين كبار القادة العسكريين، ليتحدث اليهم عن آخر تطورات المعارك الجارية على الساحة السورية. وقال في حديثه «إن الارهابيين يطمعون في إنشاء قاعدة مركزية لهم في سورية وغيرها من بلدان الشرق الأوسط». ولفت الى أن الأجهزة الخاصة الروسية أحبطت عشرين اعتداء إرهابياً خلال هذه السنة. ووصف العمليات العسكرية ضد «داعش» بأنها إجراء إستباقي لحماية أمن روسيا من الارهاب.

وكان من المنطقي أن يقابَل هذا التبرير بالانتقاد، كونه يستند الى النيات وليس الى الوقائع. بل هذا ما إختلقه الرئيس الاميركي جورج بوش الابن، بدعم من نائبه ديك تشيني ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد، من أجل تبرير مهاجمة العراق سنة 2003 وتدمير نظام صدام حسين.

هذا الأسبوع، إعترف رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير في حديثه مع الكاتب والمحلل فريد زكريا (على شبكة «سي إن إن») بأن ما فعله، مع صديقه جورج بوش، كان مجرد «جريمة حرب ضد العراق». كما اعترف أيضاً بأن ذلك الافتراء أفرز تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) التي ولدت من رحم حرب غير عادلة.

المهم، ان بوتين استخدم الذريعة ذاتها لتبرير تدخله في سورية، مع فارق كبير هو أن الحرب في العراق افتُعِلت من أجل إسقاط طاغية... بينما الحرب في سورية افتُعِلت من أجل إنقاذ طاغية!

حول هذا الموضوع، كتب الوزير الاميركي السابق هنري كيسنجر مقالة في صحيفة «وول ستريت جورنال»، دعا فيها باراك أوباما الى تطوير استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط بهدف التصدي للاستراتيجية الروسية. ولمح في كلامه الى خطورة التقارب الروسي مع الدول العربية، خصوصاً مع السعودية والأردن ومصر. وقال ما خلاصته إن موسكو تسعى الى توسيع نفوذها في المنطقة بغرض مساعدة الدول العربية على امتلاك قدرة لتحدي الولايات المتحدة.

التفسير الذي قدمه الأستاذ شارل أورجيفيتز في صحيفة «لوموند»، يشير الى العقد النفسية التي يعاني منها الرئيس بوتين وجنرالاته بسبب حنينهم المتواصل الى عهود الامبراطوريات التي حكمها ايفان الرهيب وبطرس الأكبر وستالين. وبما أن مساحة روسيا الجغرافية تصل الى 17 مليون كلم مربع - وهي أكبر دولة مساحة في العالم - فإن تأجيج المشاعر القومية والامبراطورية هو الحافز القوي لتبرير خوض الحروب في القرم واوكرانيا وسورية.

بل هي الحجة التي جعلت من روسيا القوة العسكرية الوحيدة لردع خطر تنظيم «الدولة الاسلامية» إن كان في سورية أو العراق أو حتى أفغانستان. لهذا السبب كانت البوارج الروسية تقصف صواريخها من بحر قزوين، بدلاً من اللاذقية، لكي تثبت للولايات المتحدة أن ذراعها العسكرية طويلة... وطويلة جداً.

 

خامنئي في فيينا يدعو لتخصيب الأسد

 احمد عياش/النهار/31 تشرين الأول 2015

لم يقل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في الليلة العاشرة من محرّم كلاماً عابراً عندما أعلن أن "من يترك القتال منا في سوريا كمن يترك الامام الحسين ليلة عاشوراء". فهو في أدبيات نصرالله يرتقي الى مرتبة التكليف الشرعي من المرشد الايراني الذي يجب أن يطاع بلا أدنى تردد. فكان لا بد لنصرالله الذي فاخر في آخر إطلالته في انتسابه الى "حزب ولاية الفقيه" أن "يخاطر" مرتين في الظهور العلني امام أنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت لكيّ يبلّغ جمهوره القلق من استمرار سقوط الضحايا في الحرب السورية أن ما يهم هو تلبية نداء خامنئي. في فيينا، التي شهدت حدث مشاركة إيران للمرة الأولى في المؤتمر الدولي حول سوريا كان صوت المرشد واضحاً عبر مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان الذي شدد على أن "تجاوز الاسد ممنوع وخط أحمر". وقد أبرزت وسائل إعلام المرشد كلام اللهيان على رغم أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف هو الذي يترأس وفد بلاده الى المؤتمر. وفي هذا السياق كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ظريف أبلغ مراراً محاوريه الاميركيين أن الشأن السوري يتعلق بـ"القيادة العسكرية الايرانية وليس بوزارة الخارجية"، أي أن فيينا النووية التي كانت بعهدة الرئيس روحاني غير فيينا السورية التي تعود الى خامنئي. المعلومات التي يمتلكها المتابعون للزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس النظام السوري بشار الاسد لموسكو والتي كانت بداية للتطورات الديبلوماسية الدولية حاليا تفيد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخذ تعهداً من الاسد بتسهيل الحركة السياسية لإيجاد حل للحرب السورية لكنه فشل في الحصول على تنازل من الاسد يتضمن التنحي عن منصبه في أية مرحلة مقبلة. ويقول أصحاب هذه المعلومات: "لقد بدا بوتين مستسلماً أمام عناد الاسد في البقاء في منصبه تاركاً للظروف أن تقرر مصيره لاحقا".في ميدان الحرب، يقول الخبراء في الشأن الروسي أن جيش نظام الاسد قد انتهى. وهذا الأمر دفع المرشد الايراني الى إعلان التعبئة للحفاظ على ما تبقى من سيطرة للاسد على سوريا. ويعترف الخبراء بأن تدخل موسكو العسكري في سوريا كان اضطراراً وليس خياراً بعدما لاحت علامات انهيار الاسد. فكان قرار الكرملين نجدة الاسد بسلاح الجو الذي هو بديل عن تكرار التجربة الفاشلة في أفغانستان. لكن أمر الارض متروك بعهدة الامام خامنئي على رغم تقدير الخبراء بأن إيران ستدفع أثماناً باهظة على غرار الاثمان الروسية في أفغانستان والاثمان الاميركية في فيتنام. وهذا ما لم يعد خافياً من خلال تساقط جنرالات الحرس الثوري في صورة لم يسبق لها مثيل منذ زمن بعيد في تاريخ الجمهورية الاسلامية وآخرهم الجنرالان كميل قريباني وحسن احمدي. لكن خامنئي يعتبر سقوط الاسد نهاية لمشروعه ولهذا يواصل تخصيب الاسد.          

ديبلوماسية "السوخوي" و"التاو" و"الستينغر"

علي حماده/النهار/31 تشرين الأول 2015

كان متوقّعاً ألا يتوصّل ممثلو الدول المشاركة في مؤتمر فيينا حول سوريا إلى تفاهمات نهائية في شأن الأزمة السورية، إذ أن العقدة الأساسية التي تعوق التوصل إلى اتفاق دولي – إقليمي لإنهاء الصراع في سوريا استناداً إلى حل سياسي هي مصير قاتل الأطفال في سوريا بشار الأسد وبطانته. فالتنازلات التي قدمتها الدول الداعمة للثورة السورية متمثلة في القبول بحل على قاعدة حكومة انتقالية تكون بمثابة انتهاء حكم آل الأسد رسمياً في سوريا، واستبداله بحكم ديموقراطي تعددي بضمانات دولية – اقليمية، لم تزحزح روسيا وإيران عن موقفهما الرافض التخلص من بشار، بل أن قول وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إن "مصير الأسد يحدده الشعب السوري" يعتبر موقفاً سيئاً معطوفاً على عدوان عسكري ضد الشعب السوري ومختلف فصائل المعارضة. وعليه، وإذا كان موقف موسكو المتصلب يستقوي بالموقف على الأرض وفق قانون "التفاوض تحت النار"، والنار هنا هي نار روسية ضد السوريين، فلا بد للقوى الاقليمية الداعمة للثورة ان تواجه النار الروسية بنار تواجهها، وتفرغها من عناصر قوتها التي يريد الرئيس فلاديمير بوتين ان يعكسها على طاولة المفاوضات لفرض الحل الذي يريد. لا بد من مقاومة روسيا فيما المفاوضات تجري في فيينا. ولا بد من الخروج نهائيا من حال الارتباك التي ميّزت مواقف القوى المشار اليها في الأيام الأولى للعدوان الروسي على سوريا. لا بد من مدّ الفصائل السورية المسلحة بسلاح نوعي، وبقدرات استخباراتية تمكّنها من مواجهة الاحتلال الايراني وميليشياته، والعدوان الروسي وطائراته. إذا كان بوتين يفاوض بـ"السوخوي" فلا بد من مفاوضته بـ"التاو" المضاد للدبابات و"الستينغر" المضاد للطائرات. فسوريا قلب الاقليم، وانتصار محور موسكو – طهران لا يقل خطورة بتداعياته عن انتصار إيران في اليمن بواسطة تحالف علي عبدالله صالح - الحوثي. وكما يواجه النظام العربي في اليمن، ينبغي أن يواجه في سوريا بالتحالف مع الظهير التركي. بعد "فيينا – 1 و2" سيأتي "فيينا – 3" بعد أسبوعين، ولن تتوقف "ديبلوماسية السوخوي" وسيستمر حمام الدم في طول البلاد وعرضها مع محاولة روسيا وإيران تعديل موازين القوى في شكل دراماتيكي بما يغيّر قواعد اللعبة وبالتالي قواعد الحل المطروح. لا تحتمل اللعبة في سوريا أي تلكؤ من جانب الثلاثي السعودية – تركيا – قطر في مقاومة روسيا على الارض، فالمطروح ليس مصير موسكو بل مصير الاقليم بأسره. بناء على ما تقدم، ندعو الى مواصلة التفاوض في فيينا على قاعدة إقامة توازن "ديبلوماسية السوخوي" بـ"ديبلوماسية التاو" و"الستينغر"! إلى أن يزاح بشار وبطانته.

 

السنّة والشيعة أمّنوا مطامرهم فماذا عن المسيحيين؟ جلسة حكومية الاثنين تحسم في النفايات والرواتب

سابين عويس/النهار/31 تشرين الأول 2015

لم يكن عبثاً تمديد مهلة التهديد الذي أطلقه وزير الزراعة أكرم شهيب، ودعمه فيه رئيس الحكومة تمام سلام إلى اليوم إفساحا في المجال أمام معالجة الاعتراضات الاخيرة والتعديلات المقترحة على خطة النفايات، لكي تنطلق الحكومة إلى جلسة مرتقبة الاثنين المقبل من أجل إنجاز هذا الملف. لكن السؤال الذي يبقى عالقا يكمن في ما بعد الجلسة الحكومية اليتيمة التي ارتضت جميع القوى السياسية المشاركة فيها بمن فيهما وزيرا "تكتل التغيير والاصلاح"، وهل تؤسس جلسة "النفايات" لمرحلة تفاهمات جديدة على قاعدة انطلاق قطار "اللامركزية الطائفية"، أو أن الامور ستعود إلى المربع الاول الذي توقفت عنده عجلة الحكومة، والمتعلق بأزمتي آلية العمل الحكومي والتعيينات العسكرية؟ بدا واضحاً أن أزمة النفايات التي بلغت حداً كارثياً، وحتى فضائحياً، قد شكلت القاسم المشترك الذي جمع في نهاية المطاف كل القوى السياسية حول التفاهم على ضرورة احتوائها والانتهاء منها بعدما بلغت آخر فصولها الساحة الخلفية لمنزل كل سياسي، ولم تعد أضرارها وأخطارها متوقفة فقط عند صحة المواطنين وسلامتهم.وإذا كان الاجتماع المسائي الذي عقد قبل يومين في السرايا، وناقش حصيلة لقاءات شهيب مع القوى السياسية قد خرج بمشكلة جديدة تتعلق بالنفايات المسيحية ومكان طمرها بعد رفض حزب "الطاشناق" فتح مطمر الكرنتينا، فإن هذا الاجتماع فضح كل المستور وكشف كل الاوراق، دافعاً في اتجاه احتواء سريع للأزمة قبل أن تتحول أكثر عن مسارها وتدخل في تشعبات قد تطيح التحالفات السياسية القائمة. وبالفعل، فقد نجح رئيس الحكومة في انتزاع اسم المطمر الذي تفاهم عليه الثنائي الشيعي الذي يضم "حزب الله" وحركة "امل" من الوزيرين حسين الحاج حسن وعلي حسن خليل اللذين زارا السرايا عصر أمس واجتمعا بسلام لهذه الغاية. وعلم أن اجتماعا سيعقد اليوم بين سلام وشهيب وخليل من اجل البحث في التفاصيل النهائية لما آلت إليه الخطة ولا سيما في الجانب المالي منها من أجل تحديد الكلفة. وفهم من اوساط شهيب أن هناك تقديرات أولية للكلفة بعد التعديلات التي أدخلت عليها، ولكن لا بد من إعادة تحديدها أكثر لوضعها في تصرف الوزراء قبيل الجلسة الحكومية، على أن يوجه سلام الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء تعقد قبل ظهر الاثنين. واستبعدت مصادر وزارية أن تعقد الجلسة اليوم نظرا إلى الحاجة إلى إنجاز اللمسات الاخيرة على الخطة في الاجتماع المشار إليه، فضلا عن غياب عدد من الوزراء بداعي السفر. ومع تحديد موقع المطمر "الشيعي"، يكون ملف النفايات قد اجتاز شوطه الاكبر. وتقلل مصادر مواكبة للملف من أهمية الاعتراض المسيحي الذي برز أخيرا، مشيرة إلى أن الاتصالات التي حصلت في اليومين الماضيين كانت كفيلة بتذليل هذه الاعتراضات، وطمأنة الفريق المسيحي حيال الحل الذي سيعتمد والذي سيحترم مبدأ التشارك في النفايات كما في السياسة. وإلى جانب ملف النفايات، علم ايضاً أن مجلس الوزراء سيتناول مسألة رواتب القطاع العام وخصوصا بعدما تم تحويل ما يقارب 40 في المئة من رواتب العسكريين التي كانت متوافرة لها الاعتمادات المالية في الخزينة، في حين سيحيل خليل موضوع فتح إعتمادات جديدة على مجلس الوزراء.

 

من هيل إلى جونز: الزمن السوري تغيّر واشنطن تتجنّب الغياب إظهاراً لالتزاماتها

روزانا بومنصف/النهار/31 تشرين الأول 2015

من المتوقع ان يغادر السفير الاميركي ديفيد هيل لبنان نهائياً خلال عطلة نهاية الاسبوع الحالي الى منصبه الجديد في باكستان والذي أرجأ الالتحاق به منذ تموز الماضي لأسباب تقنية منعت حتى الآن الافساح في المجال امام السفيرة الجديدة آن ريتشارد الحصول على موافقة الكونغرس لتسميتها وتالياً تسلم مهماتها. ويحل مكان هيل كمرحلة انتقالية موقتة السفير السابق ريتشارد جونز الذي سبق ان شغل هذا المنصب في لبنان بين العامين 1996 و1998. وهو على غرار هيل الذي سبق ان كان في بيروت إبان الحرب سيتاح له ان يتعرف الى لبنان في زمنين مختلفين علماً ان أبرز المتغيرات الجوهرية والكبيرة فيهما هو خروج القوات السورية من لبنان نهائياً عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعدم امكان عودة هذه القوات مجددا الى لبنان على رغم التهديد الاستخباري السوري الذي بقي مصلتاً فوق رؤوس اللبنانيين والهيمنة غير المباشرة من خلال مفاتيح بقيت ملحقة بالنظام السوري. ولم يكن امراً عابراً ان ثمة من أخذ الدور السوري او الكثير منه من خلال تعزيز ايران نفوذها على لبنان وتقوية "حزب الله"، الا ان لبنان لا يخضع لسيطرتهما كما كانت الحال مع سوريا. والمنصب ولو الموقت يتطلب سفيرا تكون اهم ميزاته انه يعرف لبنان ويدرك تعقيداته الداخلية والتأثيرات فيه ولا يحتاج وقتاً طويلاً للتعرف الى سياسييه وفهم تطوراته وما يحتاج اليه، اذ يبدو ان دقة الوضع لا تسمح بهذا الترف في هذا الوقت بالذات.

يضاف الى ذلك بحسب مصادر مراقبة ان ثمة حاجة أميركية ملحة الى عدم شغور منصب السفير في هذه المرحلة الدقيقة والخطرة في لبنان. وتقول هذه المصادر ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تعطي مؤشراً على غيابها على المستوى الديبلوماسي الاول في لبنان في ظل الاستثمار القوي لها في الجيش اللبناني باعتبار ان اميركا هي الأكثر دعما للجيش والأكثر استعدادا لتلبية كل متطلباته خصوصاً في هذه المرحلة التي تتطلب عدم التفريط باحدى ابرز المؤسسات التي لا تزال قائمة في ظل العجز المؤسساتي الذي يصيب مجلسي الوزراء والنواب بعد مرور اكثر من سنة ونصف السنة على الشغور في سدة الرئاسة الاولى. ولبنان الذي لم تغب عنه الولايات المتحدة في زمن الحرب لا يمكنها ان تغيب عنه خصوصاً في ظل غيابها الديبلوماسي عن سوريا ايضاً مع رحيل ديبلوماسييها عن دمشق اثر مطالبة ادارة الرئيس باراك اوباما الرئيس بشار الاسد بالرحيل بعد انفجار الانتفاضة ضد نظامه. ويعني ذلك ان لبنان يبقى محورياً ليس كساحة حرب مشتعلة بديلا من كل عواصم العالم العربي بل كساحة شبه وحيدة لا تشهد حربا كما حال الدول العربية المجاورة في الوقت الذي لا يزال يحتاج بقوة الى المظلة الدولية الحامية لاستقراره كما الى استمرار دعم الجيش على اساس انه الاداة التنفيذية العاملة على تأمين هذا الاستقرار.

الا انه لا يغيب عن المصادر المراقبة تطور مهم طبع مهمة هيل في لبنان قد يكون ابرز مؤشراته انه قد يكون السفير الاميركي الوحيد الذي نجا من حملات وانتقادات كانت تتصدر مواقف السياسيين المنتمين الى "محور" معين وتستهدف السفراء الاميركيين ايا كانت مواقفهم او تحركاتهم. وليس واضحاً بالنسبة الى هذه المصادر اذا كانت المفاوضات النووية التي جرت بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران والتي كان ابرز عناوينها اتصالات ورسائل مباشرة بين الادارة الاميركية والمسؤولين الايرانيين هي احد الاسباب التي ساهمت في تقليل تظهير نسبة العداء التي كان يتم التعبير عنها من جانب هؤلاء السياسيين بالاصالة عن انفسهم او بالنيابة عن المحور الذي يعلنون انتماءهم اليه، ام ان غرق سوريا في حربها الاهلية سبب آخر باعتبار انها كانت عبر سيطرتها المباشرة على لبنان او نفوذها المستمر فيه على مر الاعوام المحركة للعداء السياسي والكلامي على قاعدة استخدامها لبنان دوما ساحة من اجل الضغط على الولايات المتحدة او من اجل تحقيق بعض مطالبها. الا ان الاداء السياسي الذي قام به هيل لم يتسم كذلك بأي موقف قد يشتم منه استفزازاً لأي فريق او ضغطاً في اي اتجاه. وهو عامل تعتبر المصادر المراقبة المعنية انه ينبغي أخذه في الاعتبار من دون امكان معرفة ما اذا كان هذا الآداء هو سياسة شخصية تعكس اسلوب هيل في مقاربة الامور او هو ايضاً تعبير عن سياسة اميركية مختلفة ازاء الوضع اللبناني مبنية على ان ما يتطلبه لبنان في ظل الوضع السوري وتداعياته الكبيرة على لبنان هو استيعاب التطورات فيه لمصلحة أهم واكبر الا وهي المحافظة على الاستقرار فيه بأي ثمن ومنع انتقال الصراع في المنطقة اليه، او هما الاثنان معاً باعتبار ان السفير غالباً ما يتولى تحديد الاطار الذي يجده ملائماً لان تعمل به ديبلوماسية بلاده. ويبرز في هذا الاطار تزايد حجم الدعم للجيش اللبناني الذي باتت تتولاه الولايات المتحدة لا بل مضاعفته هذه السنة من دون ان يثير ذلك اعتراضات او انتقادات في الوقت الذي بات الجيش يشكل المؤسسة الوحيدة التي يجمع كل الافرقاء على دعمها في هذه الظروف. واستحضار الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اميركا في خطابه الاخير في ذكرى عاشوراء ليس مؤشراً على تغيير بل من عدة الشغل.

 

رسالة صريحة إلى المجرمين

عقل العويط/النهار/31 تشرين الأول 2015

لقد منعتم الهواء عن لبنان، فقتلتموه. بهذا أفسدتم حياة الأطفال، وشوّهتموها. وأفسدتم أيضاً حياة الشعراء، وشوّهتم قصائدهم. ألا تكفي هذه الجريمة المثلّثة، لكتابة رسالة صريحة إلى المجرمين، ومَن يعنيهم مصير لبنان واللبنانيين؟

لبنان ليس في حاجةٍ إلى "حزب الله"، ولا إلى حركة "أمل"، ولا إلى "تيار المستقبل"، ولا إلى حزب "القوات اللبنانية"، ولا إلى "التيّار الوطني الحر"، ولا إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. هو أيضاً لا يحتاج إلى الحزب الشيوعي، ولا إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، ولا إلى حزب "الكتائب اللبنانية". لا يحتاج بالطبع إلى دار الإفتاء، ولا إلى بكركي. لن أنسى أنه ليس في حاجة إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ولا الى مشيخة العقل، ولا إلى كلّ رجال الدين، من الطوائف والمذاهب كافة، ولا أيضاً إلى "الأحباش" و"الجماعة الإسلامية". لا بدّ أنني أنسى التعداد بسبب تراخي الذاكرة وآلام الوجود. ثمة الكثير الكثير من الأطراف الذين يجب أن أسمّيهم بالاسم، لأقول إن لبنان ليس في حاجة إليهم. هو، أي لبنان، وباختصارٍ شديد، لا يحتاج إلى رجال المخابرات، ومندوبي الدول، ولا إلى الأديان، ولا إلى الأحزاب الدينية، ولا إلى الأحزاب غير الدينية الملحقة بأذيال الجماعات الدينية. هو لا يحتاج إلى أهل الفساد والنهب والسرقة واللصوصية والمحاصصات، ولا إلى أصحاب الشعارات الفضفاضة الرنّانة الخاوية، من كلّ حدب وصوب. هو يحتاج فقط إلى الهواء. هؤلاء المذكورون أعلاه يمنعون عنه الهواء.

* * *

انتبِهوا جيداً، واسمعوني جيداً، واقرأوني جيداً (بتواضع هائل، ومن دون تلقين بالطبع):

لبنان لا يحتاج إلى السيد حسن نصرالله، وإلى الأستاذ نبيه بري، ولا إلى الدكتور سمير جعجع، ولا إلى الجنرال ميشال عون، ولا إلى الأستاذ وليد جنبلاط، ولا إلى الأستاذ سعد الحريري، ولا إلى الرئيس أمين الجميل، ولا إلى الأستاذ خالد حدادة، ولا إلى بطريرك الموارنة، ولا إلى المفتي، ولا إلى شيخ العقل، ولا إلى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ولا إلى جميع رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية، الرئيسية والثانوية على السواء، مع الاعتذار لعدم ذكر أسمائهم فرداً فرداً.

إذا كنتُ غافلاً عن أحد – ولا بدّ أنني غافلٌ بسبب كثرة هؤلاء – فأرجو أن تضيفوا المنسيين، أو كلّ الذين سقطوا سهواً، وعفواً، ومن دون قصد. لا أريد الانتقاص من كرامة أحد في الداخل، بعدم ذكر اسمه. الجميع معنيون هنا، ولا استثناء. ليس عندي أحدٌ أستثنيه، ولا جهة. أقول الجميع، وأعني الجميع، وإن كانت مراتب المسؤولية متفاوتة. فأنا، على سبيل المثل، لن أساوي مسؤولية "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" بمسؤولية الآخرين، كلّ الآخرين. هذه قضيةٌ مفروغٌ منها عندي. ولا لزوم لإعادة التذكير بها.

* * *

إلى الذين يعتقدون أن ثمة "ضعفاً" عندي حيال زعيم، أو جهة، أريدكم أن تعرفوا جيداً، أن قلبي باطونٌ مسلّح حيال هؤلاء جميعاً، وأن عقلي محرَّرٌ تماماً من هؤلاء جميعاً. فقط، يتملكني الاعتقاد الجدلي (هو بالطبع عرضة للخطأ) بأن ثمة مَن هو مسؤول أكثر من الآخر، وبأن مسؤوليته، في هذا الصدد، هي مسؤولية تاريخية. أقول المسؤولية، وأعني الجريمة. الكلّ في هذا المعنى مجرم، لكنني لا أساوي بين المجرمين!

* * *

شيءٌ مهمٌّ، بل بالغ الأهمية، لا بدّ أن أقوله لهؤلاء كلّهم: إذا كان لبنان، في رأيي، ليس في حاجة إلى المذكورين أعلاه، فهذا لا يعني أنني أدعو إلى استئصالهم، أو إلى إلغائهم، أو إلى اتخاذ أيّ تدبيرٍ تُشتَمّ منه روائح الإبادة والقتل والمصادرة والترهيب، وسوى ذلك مما هو دارجٌ عندنا، على أيدي المتخصصين في هذا الشأن.

لا، يا سادة. هذه الطريقة، لا تنفع في شيء، بل تقوّي هؤلاء، وتزيد طينهم بلّة.

دعوهم يبلعطون في المستنقع. سيختنقون في المستنقع.

... أو يختنق المستنقع بهم.

أقول المستنقع، وأقصد لبنان الراهن.

* * *

هاكم لبّ الموضوع: ليس عندنا مواطنون، وليس عندنا أحزاب وتيارات وطنية. اللبنانيون ليسوا مواطنين، وأحزابهم وتياراتهم ليست وطنية ولا لبنانية.

بعيداً من هذا الجدال السفسطائي، المطلوب هو واحد: أن ننتمي إلى الوطن، وليس إلى وطن السيد حسن، ولا إلى وطن الأستاذ وليد، ولا إلى وطن الجنرال، ولا إلى وطن الحكيم، ولا إلى وطن الأستاذ نبيه، ولا إلى وطن الأستاذ سعد، ولا إلى وطن الشيخ أمين، ولا إلى وطن الدكتور خالد، ولا إلى وطن البطريركية المارونية، ولا إلى وطن البطريركية الشيعية، ولا إلى وطن البطريركية السنّية. لا إلى وطن قم، ولا إلى وطن مكة، ولا إلى وطن الفاتيكان.

* * *

ترونني أشدّد على الأسماء، وأكرّرها. سامِحوني، لكن لا بدّ من هذين التكرار والتشديد، لأن الحلّ الوحيد هو أن نصير لبنانيين مدنيين، وأن ننتج أحزاباً وتيارات مدنية. هكذا يصير عندنا لبنان مدني. هكذا فقط يعود الهواء إلى لبنان.

صدِّقوني. عبثاً نواصل التعلق بثياب هؤلاء المذكورين أعلاه. كلّما تشبّثنا بهم، ازددنا نزولاً إلى القعر، ومعنا لبنان.

لتسهيل المهمة التاريخية (هل أقول المستحيلة؟!)، أسمح لنفسي بمواصلة القول الفجّ الصريح غير الهيّاب: نحن ليس عندنا يسارٌ حقيقي. ثمة بالتأكيد يساريون حقيقيون، ولكن "اليسار" الذي عندنا هو "يسار" بعض هؤلاء المذكورين أعلاه. والحال هذه، نحن نحتاج إلى يسار حرّ، مدني، ديموقراطي. يسار محرّر من "اليسار" ومن "اليمين". هذه ضرورة مطلقة.

* * *

لبنان يحتاج إلى الهواء الذي يصنعه أهل الهواء. الإنسانويون، المدنيون، الديموقراطيون، المتعبون، المظلومون، الفقراء، المرضى، المشرّدون، المنسيون، الهامشيون، الأحرار، المثقفون الخارجون على أنفسهم وثقافاتهم، الشعراء، العشّاق، الفنّانون، وأهل العقول السمحاء والقلوب السمحاء.

هؤلاء هم الوطنيون اللبنانيون. بهؤلاء يجب أن نصنع أحزابنا وتياراتنا. ومن هؤلاء يجب أن ينبثق قادتنا.

* * *

على هامش هذه الرسالة الموجَّهة إلى المجرمين، ومَن يعنيهم مصير لبنان واللبنانيين، لن أنسى، مرةً ثانية، توجيه تحية إلى "ملحق نوافذ" الذي أُغلِقت نافذة هوائه المتألقة قبل أسابيع قليلة. وتحية بالتأكيد إلى الذين تعاقبوا على مسؤوليته، وآخرهم زميلنا الشاعر يوسف بزّي.

 

النيران الصديقة» تزيد «نكبة» حزب الله في سوريا

علي الحسيني/المستقبل/31 تشرين الأول/15

يبقى الغرق في المستنقع السوري، الهاجس الأكبر الذي يُسيطر على «حزب الله» وقيادته في المرحلة الراهنة والذي بدأ ينعكس بشكل سلبي في نفوس مقاتليه بعدما اصبح الموت صفة يومية تلازمهم في حياتهم على الجبهات الغريبة خصوصاً بعدما انتقلت غرفة عمليات قتلهم من إمرة «الأعداء» إلى يد الحلفاء.

ضربة موجعة جديدة، كان تلقاها «حزب الله» مطلع الاسبوع الحالي في «غوطة دمشق» قضت على مجموعة من عناصره في وقت كانت تتحضر فيه للإلتفاف على مواقع تابعة لـ»جيش الإسلام» الذي يرأسه زهران علوش. الخبر قد يبدو من الناحية العسكرية أمراً عاديًّا جداً خصوصاً في حرب ضروس أصبحت فيها كل العناوين والإحتمالات واردة، لكن المستغرب أن تقضي مجموعة الحزب بأكملها بعد تعرضها لغارة جوية نفذها الطيران الحربي الروسي، قيل لاحقاً إنها حصلت عن طريق الخطأ، والمفارقة أنه لم يصدر توضيح من إعلام «حزب الله» أو إعتذار رسمي روسي بشأن الحادثة التي لم يهضمها بعد جمهور الحزب لغاية اللحظة. رغم محاولة «حزب الله» التعتيم على الحادثة وعدم التطرق لها عبر وسائل اعلامه، إلا ان فترة أقل من اسبوع كانت كافية لتعميمها والتداول بها في اكثر من وسيلة اعلامية تحدثت جميعها عن إصابة الطيران الروسي عن طريق الخطأ، سبعة عناصر من الحزب كانوا فوجئوا بتحليق هذه الطائرات فوق مواقعهم من دون سابق إنذار ولا حتّى بالتنسيق مع حلفائهم على الأرض مثل جيش النظام و»الحرس الثوري الإيراني»، مع العلم أن هذا الحلف، تجمعه غرفة عمليات عسكرية موحدة في دمشق.

عناصر «حزب الله» الذين تعرّضوا لإصابات بـ»نيران صديقة« والذين يُقدّر عددهم بأكثر من عشرة، كان تم نقلهم جميعاً إلى داخل لبنان نظراً لإصاباتهم الحرجة بعدما تعذّرت عملية معالجتهم في الداخل السوري. وهنا تؤكد مصادر ذات اطلاع واسع على طبيعة مشاركة الحزب في هذه الحرب وانعكاساتها العسكرية والسياسية بالإضافة إلى خسائرها البشرية والمعنوية، أن قيادة الحزب وفور تلقيها خبر استحالة معالجة العناصر الجرحى في سوريا، أمرت بإحضارهم إلى لبنان وتحديداً إلى مستشفى كان استأجره الحزب منذ فترة وجيزة ضمن منطقة تقع عند حدود دويلته في الضاحية الجنوبية بعد عاصفة من التساؤلات والإنتقادات كانت خرجت من داخل بيئته حول عمليات نقل الجرحى والقتلى بشكل متكرر من سوريا إلى مستشفيات الجنوب والبقاع والضاحية. المصادر نفسها تؤكد أن سبعة عناصر من أصل ثمانية وصلوا الى المسشتفى المذكور، ما لبثوا أن فارقوا الحياة بعد وصولهم بساعات قليلة نظراً لإصابتهم الحرجة، وأن أمن الحزب قام قبل ساعات من وصول سيارات الإسعاف التابعة لـ»الهيئة الصحية الإسلامية» من سوريا، بإغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى المكان مع إنتشار أمني كثيف في المحيط». ومن المعروف أن قيادة الحزب كانت أقدمت على خطوة إستئجار هذا المستشفى الخاص، بعد الفضيحة المدوية التي أثارها العميل صادق حريري المعروف بـ»السيد صادق» من خلال تسريبه معلومات مفصلة حول بيانات وأسماء وأعداد قتلى وجرحى الحزب الذين كانت تتم معالجتهم في مستشفى «الرسول الأعظم» بالإضافة إلى تقديمه تقريراً مُفصّلاً عن صحة السيد حسن نصرالله.

المؤكد أن عملية إستهداف عناصر من «حزب الله» داخل سوريا عن طريق الخطأ من خلال الطيران الروسي، لم تكن المرّة الأولى إذ سبق أن تعرضت عناصر اخرى لمضايقات وأحياناً لتصفيات على يد ضباط من جيش الأسد تم وضعها ضمن «النيران الصديقة» وكان آخرها ما حصل أثناء اقتحام «القلمون»، يومها سُرّبت معلومات عن استهداف عناصر النظام سيارة عسكرية تابعة لـ»حزب الله» كان في داخلها إعلامي سقط هو أيضاً بنيران «الأصدقاء« أنفسهم. كما وقعت قبلها بفترة زمنية قصيرة، حادثة مماثلة داخل منطقة «السيدة زينب» أدت إلى مقتل عنصر من الحزب على يد ضابط من النظام بعد مشادة كلامية على احد الحواجز المؤدية إلى المنطقة. كل هذه الأخطاء القاتلة تعود لسبب واحد هو غياب التنسيق الميداني بين «الحلفاء»، إذ لا توجد لهؤلاء نظرة أو رؤية موحّدة لكل ما يدور على الأرض، فلكل جهة مشروعها الخاص تريد أن تُطبقه بحسب رؤيتها وحساباتها الخاصة. ولهذا تغيب إنتصارات هذا الحلف وتكثر هزائمه، وهو الذي لم يلاقِ حتّى اليوم مخرجاً مُشرّفاً لهزيمة «الغوطتين» و»حمص» و»حلب» و»إدلب» ومؤخراً «الزبداني» التي أجبرت الحزب والنظام على استبدال مستشفاياتهما في «العاصمتين» بأخرى أكثر سريّة هرباً من المُساءلات والتساؤلات.

 

رياح «فيينا» تتقدم.. والكلّ يعلم

بسام النونو/المستقبل/31 تشرين الأول/15

في لبنان الكلّ يغني على «ليالي الأنس» في فيينا وفق ما يحلو له الاستئناس.. قوى الثامن من آذار تترنح بين حبس الأنفاس والتقاطها: «حبس» خشية اتفاق روسي- دولي يسحب البساط من تحت أقدام إيران والنظام السوري، و«التقاط» ربطاً باستدعاء طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وفي المقابل تتبدى نشوة مشوبة بالحذر في أروقة الرابع عشر من آذار: «نشوة» مردها إلى اعتبار رأس النظام السوري أينع وحان وقت قطافه، و«حذر» منسوب إلى ترقب الثمن الذي ستطلبه موسكو وطهران مقابل إدخال ورقة النظام في محرقة مصالحهما الإقليمية والدولية.

وبين تغنّي 8 آذار بليالي «الفرس» في فيينا بوصفها ستنتج حلاً ضامناً لمحور الممانعة في المنطقة، وتعويل 14 آذار على كون مجرد مشاركة إيران في مفاوضات فيينا إنما يدل على جهوزيتها للمقايضة على رأس بشار الأسد.. يبقى تفصيل «بسيط» أمام الرهانات الوطنية الكبرى: ما مصير لبنان في خضمّ طبخة التسويات الجاري إنضاجها على مائدة فيينا؟ فالوطن يبدو ببساطة غارقاً في مستنقع الرهانات الكبرى بينما مصير قضاياه الكبرى غائب عن البال، وإن بدا في الصورة حاضراً على صورة وزير خارجيته جبران باسيل متموضعاً على طاولة الكبار إلى يسار وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف.

أشرعة المركب الوطني مشلّعة وكادت أن تغرقه أوّل شتوة في «شبر ميّ»، كيف إذا لفحته رياح التسوية الإقليمية والدولية؟

الحاجة ملحّة أكثر من أي وقت مضى إلى «فيينا» لبنانية لبنانية في ساحة النجمة حيث يجب أن تشكّل طاولة الحوار الوطني في هذه المرحلة قبلة اللبنانيين يدخلونها آمنين مقتنعين مسلّمين بأنّ زمن التقارب حان إيذاناً بتلقّف لحظة التسوية الكبرى الآتية حكماً إلى سوريا. وإذا لم تتكوّن قناعة وطنية ذاتية بضرورة مغادرة جادة التمترس خلف العناد والمسارعة إلى التموضع خلف راية التوافق ولو بحدّه الوطني الأدنى، فإنّ قطار التسوية المحمّل بالحلول إلى المنطقة من اليمن إلى سوريا، سيعبر محطته اللبنانية من دون أن يجد من يستقبله ولا ما يستدعي التوقف عنده فيكمل مدركاً طريقه تاركاً وراءه يافطة مكتوب عليها: وطن برسم الاستثمار الإقليمي والدولي.

على الرغم من أنّ الكل يعلم أنّ التوافق «صنعة» لبنانية لا مهرب منها إلا إليها، لا يزال في الملعب الوطني من يرفض تمرير كرة التسوية إلى الآخر مكابراً ومتغافلاً عن كون اللعبة السياسية في لبنان لن تكون إلا جماعية تسووية لا غلبة فيها لفريق على فريق. ومهما تعالت هتافات الجمهور مذهبياً وطائفياً تحفيزاً للاعبي هذا الفريق أو ذاك، لن تكون النتيجة في نهاية كل الأوقات الأصلية والمستقطعة إلا على قاعدة الراحل جاك مارتان: «Tout Le Monde A Gagne».

هنا لبنان حيث لا غالب ولا مغلوب.

الكل يعلم، وفي طليعتهم العماد ميشال عون أنّ الرئيس المقبل للجمهورية لن يكون إلا توافقياً، وقانون الانتخابات النيابية لن يقرّ إلا إذا حافظ نسبياً على معيار الغموض البنّاء في حسابات الربح والخسارة لدى كل فريق، والحكومة المقبلة لن تتشكل من دون قطبة ضامنة مخفية تُشعر جميع القوى الفاعلة بقدرتها على إمساك زمام المبادرة في شلّها أو تفعيلها.

الكل يعلم.. لا مفرّ من عودة «حزب الله» إلى لبنان.

الكل يعلم.. لا مناص من انتخاب رئيس توافقي للجمهورية.

الكل يعلم.. لا بدّ من إقرار قانون انتخابي جديد.

الكل يعلم.. لا تمديد للمجلس النيابي الحالي والانتخابات حاصلة بعد عام ونصف.

الكل يعلم.. رياح «فيينا» تتقدّم.

ولّى زمن العناد والمكابرة.. الحوار الوطني لم ينعقد للمّ النفايات بل للمّ الشمل.

 

فاصلة فيينا..

علي نون/المستقبل/31 تشرين الأول/15

خلاصات اجتماع فيينا بالأمس لم تخالف التوقعات والقراءات التي سبقته.. ويصحّ الافتراض ان عشرين اجتماعاً آخر مثله لن توصل الى نتيجة معاكسة طالما أن موازين القوى ميدانياً على حالها. لكن يصحّ الافتراض أكثر، ان اجتماع فيينا هذه المرّة لا يختلف عن المحاولات السابقة في جنيف في الشكل فقط لجهة مشاركة إيران للمرة الأولى في جهود «البحث عن حل»! إنما يختلف في المضمون لجهة كونه يأتي غداة المحاولة الأخطر من قبل حلف الطغاة لتغيير الواقع الميداني ووضع قوى المعارضة وداعميها أمام حقائق خرائطية جديدة لا يمكن إغفالها. وهذا ليس أمراً بسيطاً، باعتبار ان الانقضاض الروسي الذي يُقال انه «فاجأ» واشنطن بصخبه وناره وكثافته، حصل تحت عناوين كبيرة وسيناريوات «تحريرية» أكبر، لكنه سرعان ما اصطدم بحائط الصدّ الميداني، فعاد المنقضّون للاستدارة الى حائط «الحل السياسي» من دون توقع أي تغيير في النتيجة أيضاً. وذلك يعني، ان محور الطغاة هذا جرّب معظم أسلحته ولم ينجح! والدخول الروسي، في ذاته، ليس سوى التعبير الدقيق عن ذلك المعطى بحيث انه ما كان وارداً، لو أن أدوات السلطة الأسدية وكل المدد المذهبي الذي ترعاه وتقوده وتدعمه إيران، نفع في وقف الانحدار والاندحار أمام شعب سوريا والفصائل المعارضة والمقاتلة على مدى أربع سنوات ونصف السنة.

ولهذا تتمة لا بد منها: ما كان ذلك كله في أصله وفصله ليحصل بهذه الطريقة المرعبة والتدميرية والدموية والكارثية لو لم تكن سياسات مستر أوباما في عالم آخر! ولو لم تكن محكومة باعتبارات كثيرة آخرها يتعلق بالمعطى الانساني الخاص بالنكبة اللاحقة بالسوريين.. ولو لم تكن مبنية على حسابات، لم يستطع استيعابها اساطين في الادارة الأميركية ذاتها. وخصوصاً لجهة انكشافها بشكل يلغي مسبقاً أي استثمار ناجح لها! حتى في سياق التفاوض النووي مع الإيرانيين. أي انها، وتحت سقف الانتهازية المحضة، لم تكن تلك الحسابات لائقة بأداء أكبر وأخطر دولة على وجه الأرض. وذلك في زبدته، أوصل سيد الكرملين الى الاستطراد في التحدي من القرم الى أوكرانيا الى ضفاف المتوسط في سوريا، مع معرفته المسبقة، بأن «صنوه» الأميركي شاطر في الثرثرة أكثر من أي شيء آخر.. وطول اللسان لا يعوض النقص في الميدان! ولا يؤخذ في الحسبان في عالم متوحّش الى هذا الحد، وأمام طموحات فالتة الى هذا القدر من قبل أصولية إحيائية دينية إيرانية من جانب، وأصولية إحيائية قومية روسية من جانب آخر! لكن الفارق بين طرفي الاشتباك الضاري الخاص بسوريا، هو أن محور الطغاة جرب كل أسلحته ومناوراته، في حين أن المحور المقابل لم يستطع، تبعاً لمنطق أوباما الاستنكافي، سوى تقديم الحد الأدنى من الدعم الذي منع سحق ثورة السوريين أو إلحاق هزيمة منكرة بفصائلها المقاتلة... اليوم، هناك شيء آخر: غداة مؤتمر جنيف الأول سرت رواية إضعاف قوى المعارضة لجلبها غصباً عنها الى طاولة «التسوية». وكانت لذلك تبعات ميدانية تمحورت حول مواقع كثيرة منها حمص والقصير. وحول الاستمرار في منع وصول اسلحة نوعية الى المقاتلين. والامتناع عن «إقرار» أي عملية عسكرية كبيرة قد تهدّد السلطة الأسدية جدّياً! لكن بعد اجتماع فيينا هذا، انقلبت الآية.. وذلك يعني توقع مرحلة عاصفة لتعديل خريطة المواجهة الى حدّ يتقن الأسد بأن الانقضاض الروسي لم يغيّر حتمية انتهاء سلطته وبطانته، بل فعل العكس.. ومهم جداً، في هذا السياق، العودة الى ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مراراً، من أن إخراج الأسد سيتم بالقوة العسكرية إذا لم يتم نتيجة تسوية سياسية...